ثانياً: اضافة لكلامنا السابق في هذه المسألة فإن من ضمن مفهوم إقامة التوراة والإنجيل تنقيتها من كل ما لابسها من زيادة، وبيان ما تم من نقصان، والذي يعني في النهاية ما جاء في قوله تعالى في الآية 187 من سورة آل عمران:"وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ". ولنا هنا على هذه الآية الملاحظات الآتية:
1. الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا الكتاب. وعليه هم ليسوا على شيء حتى يبينوا ما كتموه ويعترفوا بتحريف أسلافهم. ونحن نعرف أنهم لم يستجيبوا إلى هذه الدعوة. ومثل هذا المعنى قول الله تعالى للرسول عليه السلام:" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ... " (ما) تعني كل، فإذا لم تبلّغ الكل فما بلّغت الرسالة. فكتمان أي جزئية من الرسالة يعني أنه لم يتم البلاغ. فأهل الكتاب ليسوا على شيء حتى يأخذوا الدين كاملاً باتباع محمد صلى الله عليه وسلم المنصوص عليه في الكتب السابقة.
2. هل كل أهل الكتاب كتموا ولم يبيّنوا؟! الجواب لا، هناك من عرف وآمن. إذن قول القرآن الكريم:" فنبذوه" يقصد به أغلب أهل الكتاب. وكذلك عندما يقال أهل الكتاب يقصد أنّ لديهم بمجوعهم أغلب الكتاب. ونقصد بأغلب هنا 51% فما فوق.
3. أكثر ما وردت لفظة (القرآن) في القرآن الكريم في المرحلة المكية، ومن أول نزول القرآن أطلق على الجزء منه أنه قرآن. وكذلك الأمر في التوراة والإنجيل الإنقاص من هذه الكتب لا يمنع من تسميتها وكذلك الزيادة عليها لا يمنع من بقاء جزء يسمى توراة أو إنجيل.
4. مع إقرار العلماء من المسلمين بتحريف التوراة والإنجيل إلا أنهم يقولون بوجود نصوص تبشر بمجيء محمد صلى الله عليه وسلم، لأن التحرف يعني الزيادة على الأصل أو الإنقاص منه، والله تعالى يقول أنه على الرغم من التحريف يجدونه مكتوباً عندهم. فإذا وجدنا في هذه الكتب نسبة من الحق، لا يعني ذلك أنها 100% حق.
5. أما قولك أخي الكريم: ((بالأمس أتيت بآية تعبر عن تقرير مصير أهل الكتاب المعاصرين للقرآن في عهد نزوله، فمنهم من لم يصله خبر ظهور الإسلام ومنهم من وصلهم خبر ظهوره. أما الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم على شيء حتى تقيموا ما جاء به القرآن الذي أنزل إليكم من ربكم بل يناسبهم من الآية: لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ .... " ولنا هنا على هذا الكلام الملاحظة الآتية: تقول:" الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم .. " هذا عجيب، لأن القرآن لا يكلّم إلا من يسمع. فلا يعقل أن نقول:"اسمع يا من سوف لا يسمع" هذا طبعاً من العبث. فالكلام إذن لمن يسمع ويصله البلاغ.
وأخيراً انظر أخي الكريم كيف أنهم كانوا يُخفون الحق المدون، ولا يزالون. هل تعلم أن إنجيل برنابا أول ما عُثر عليه عثر عليه في مكتبة البابا في الفاتكان. نعم تدبر معنا الآية 91 من سورة الأنعام:" .... قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا .... ". لذلك لا تستغرب في المستقبل أن يتم العثور على نسخ تقلب الموازين، وأول بوادر ذلك: إنجيل برنابا، وإنجيل يهوذا، ووثائق قمران ... الخ.
ـ[أبو علي]ــــــــ[31 Mar 2009, 09:27 ص]ـ
أخي الكريم محب القرآن الكريم
قتل الأنبياء لا يعد إمساكا لرحمة الله لأن الموت يسمى بتعبير آخر (وفاة)، فوفاة الإنسان بموت أو قتل تعني أن أجله الذي قدره الله له قد تم:: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا.
أما وجود الباطل فهو لاختبار الناس به.
أما الوحي الإلهي فهو رحمة (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يستحيل أن يمسكها أحد عن الناس بالتحريف أو الحذف. وكما قلت سابقا البلاغ يتناقض مع التحريف.
أخي الكريم انتبه إلى واو الجماعة في قوله تعالى عن القوم: يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، هذا يعني أن التوراة والإنجيل موجودان عند القوم في بقاع العالم.
أخي الكريم أبو عمرو البيراوي
(يُتْبَعُ)
(/)
تقول: ولنا هنا على هذا الكلام الملاحظة الآتية: تقول:" الذين لم يصلهم خبر ظهور الإسلام لا يقال لهم لستم .. " هذا عجيب، لأن القرآن لا يكلّم إلا من يسمع. فلا يعقل أن نقول:"اسمع يا من سوف لا يسمع" هذا طبعاً من العبث. فالكلام إذن لمن يسمع ويصله البلاغ.
أقول: إذا سأل السامع عن مصير أبيه المتوفى أو يريد معرفة مصير غيره من أهل الكتاب الذين لم يصلهم البلاغ ألا يكون في هذه الآية ما يجيب على سؤاله!!
كما أنه ليس من المعقول أن يخاطب أهل الكتاب الذين عرفوا الحق الذي جاء به القرآن أن يقيموا التوراة والإنجيل، فهل على اليهودي الذي أسلم أن يقيم تعاليم التوراة التي تأمره أن يسبت يوم السبت!!
أخي الفاضل أبو عمرو
تقول: أكثر ما وردت لفظة (القرآن) في القرآن الكريم في المرحلة المكية، ومن أول نزول القرآن أطلق على الجزء منه أنه قرآن. وكذلك الأمر في التوراة والإنجيل الإنقاص من هذه الكتب لا يمنع من تسميتها وكذلك الزيادة عليها لا يمنع من بقاء جزء يسمى توراة أو إنجيل.
أقول: القرآن لم يقل (توراة) ولم يقل (إنجيل) بل ذكرهما معرفين ب (ال)، الغير مكتمل لا يعرف ب (ال).
أما استشهادك أخي الكريم بالآية:
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ".
الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا بيان الكتاب، والكتمان لا يعني تحريف الكلام المكتوب بكتابة كلام آخر مكانه، ولا يعني الكتمان شطب الكلام المسطور من الكتاب، فقد يكون كتحريف الشيعة لمعاني الآيات كتفسيرهم للآية (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ)
، (الْكِتَابُ) يعني عند الشيعة في هذه الآية هو علي رضي الله عنه.
أما إنجيل برنابا فهو كباقي روايات الإنجيل الأخرى ليس فيه ذكر لألوهية المسيح عليه السلام إلا أنه ظهر إلى الوجود في القرن 15،
لو كان إنجيلا لكان مع النصارى كباقي روايات الإنجيل الأخرى لأن رحمة الله لا يمسكها أحد عن الناس، برنابا يذكر أن مدينة نينوى تقع على البحر الأبيض المتوسط بينما هي في العراق، وأن مدينة الناصرة تقع على بحيرة طبرية.
إنجيل برنابا إنجيل مزيف موضوع،وسنرى أي الروايات التي يصدقها القرآن في ما يسمى بحادثة الصلب.
الله تعالى يختبر الناس اختبارا يتناسب مع الهدى الذي آتاهم، المسيح عليه السلام آتاه الله البينات التي هي من خصوصيات الله: يحيي الموتى بإذن الله، والاختبار المتوقع لأتباعه هو أن يوسوس لهم الشيطان بأن المسيح لم يفعل تلك العجائب إلا لأنه إله تجسد في صورة إنسان.
من حكمة الله أنه لا يختبر قوما حتى يبين لهم ما يتقون به الفتنة، قال تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
فما هي الآية المناسبة التي يمكن أن يتقوا بها فتنة تأليه المسيح عليه السلام؟
إنها آية الموت، فالإله لا يموت، قال تعالى:
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا.
إذن وفاة عيسى عليه السلام آية للناس تقيهم من تأليهه لعلهم يذكرون، ولكي تكون حجة عليهم فإنها ينبغي أن تكون آية مبصرة تستيقنها أنفسهم، ووسيلة اليقين هي الرؤية.
إذن فوفاة المسيح ينبغي أن تكون مرئية للناس يراهاأعداءه وأنصاره، فإذا كان المسيح هو الذي أمسكه أعداءه فتلك آية أنه لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لكنه لا يملك لنفسه نفعا.
القرآن جاء لنا بشهادته على ما حصل للمسيح عليه السلام إذ قال:
(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)، لم يأت في الآية ذكر للمشبه ولا للمشبه به، فكيف نفهم كيفية التشبيه!!
إذا تابعنا قراءة الآية إلى آخرها فسيتبين لنا كيفية التشبيه، قال تعالى بعد ذلك: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأبصار لا تختلف في جوهر الشيء بل في عرضه، أي أن الناس لا تختلف في أن الواقف أمامهم هو فلان الفلاني، ولكنهم قد يختلفون مثلا إذا كان هذا الفلان مصفر اللون، فريق سيظن أنه لونه الطبيعي، وفريق آخر سيظن أنه مريض لأن حالته (تشبه) حالة المريض.
مثلا: جماعة من الناس مر أمامهم رجلان، أحدهما يمشي مشيا مضطربا: يتمايل يمينا وشمالا، سيظن فريق من المشاهدين أن الرجل مخمور، وقد يظن البعض الآخر أن الرجل قد يكون فقد توازنه نتيجة دوار في رأسه سبب له دوخة.
قول كلا الفريقين مبني على الظن، فالذين ظنوا أنه مخمور لم يقتربوا منه ليشموا رائحة الخمر منبعثة من فمه، وما ظنوا الرجل مخمورا إلا لأن حاله (يشبه) حال شارب الخمر، فمن عنده اليقين في هذه المسألة؟
اليقين عند رفيق الرجل فهو صاحبه، فإذا جاء لينفي السكر عن صاحبه وليكذب ما ظنه البعض فإنه سيقول:
ما كان فلان مخمورا وما شرب مسكرا ولكن شبه لهم.
لماذا استعمل كلمة (شبه لهم)؟
لأن الذين قالوا إنه مخمور ما قالوا ذلك إلا لأن حاله وطريقة مشيه (تشبه) حال السكارى.
وبما أنه نفى حالة السكر فإن الفريق الثاني هو الذي كان على صواب، فالاختلاف يحصل في شيئين متشابهين نتيجتهما واحدة: السكر ودوار الرأس نتيتجتهما واحدة هي فقدان التوازن.
الموت والقتل نتيتجتهما واحدة هي فقدان الحياة.
الآية: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ)، الاختلاف بين المشاهدين هو أن فريقا منهم ظن أن المسيح قتل لأن وفاته حصلت وهو على الصليب فالمسامير في نظرهم هي التي سببت الموت، وفريق آخر استبعد أن يكون المسيح مات بسبب ذلك فرجحوا أن الله هو الذي توفاه، كلا الفريقين لم يكونوا على يقين وإنما هو ظن، والذي عنده اليقين هو الله تعالى: وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا.
إذن فالفريق الذي ظن أن المسيح عليه السلام توفاه الله هو الذي كان ظنه في محله.
والخلاصة مما جرى يتبين منها صحة ضرب المسيح ويحيى عليهما السلام مثلا للإنسان جسد يحيى بالروح، فإذا قتل الإنسان فإن جسده هو الذي تهدم بنيته (يقتل)، أما الروح فلا تقتل ولكنها تتألم فقط، وهذا هو ما حصل: الجسد الحي قتل (يحيى)، والروح تألم (المسيح).
أيضا تبين لنا أن كيفية ولادة المسيح شبيهة بكيفية موته، فاليهود ماديون يردون كل شيء إلى الأسباب، فيوم ولد المسيح اتهموا أمه،والحقيقة أن الله هو الذي نفخ الروح.
ويوم مات المسيح قالوا نحن من قتله، والحقيقة أن الله هو الذي قبض الروح.
وفاة المسيح عليه السلام أبطلت فكرة تأليهه، فمن ذا الذي سيصدق أن المسيح هو الإله المتجسد في عيسى!! هل الإله يموت!!
لم يكن أمام الشيطان إلا اللجوء إلى تبرير الوفاة بعقيدة الفداء.
وهكذا أجد أن القرآن مصدق لروايات الإنجيل الأربعة، أما ما يسمى إنجيل برنابا فهو إنجيل مدسوس به أخطاء جغرافية، ويزعم أن الذي مات على الصليب هو يهوذا لذلك اعتبره النصارى إنجيل مدسوس من طرف أحد المسلمين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Mar 2009, 01:45 م]ـ
الأخ الكريم (أبو علي).
تقول رداً على محب القرآن: ((قتل الأنبياء لا يعد إمساكا لرحمة الله)): أقول: أن تقول إن التحريف إمسك للرحمة، فكيف لا يكون القتل قبل تمام التبليغ إمساك وفق منطقك. وقد كررنا كثيراً أن الرسالة بعد انتهاء زمنها لا يلزم حفظها ويكون البلاغ قد حصل لأهله.
وتقول: (فوفاة الإنسان بموت أو قتل): أقول: الموت وفاة والقتل وفاة والنوم بنص القرآن وفاة، وأخذ الشيء وافياً وفاة ..
وتقول: (هذا يعني أن التوراة والإنجيل موجودان عند القوم في بقاع العالم): أقول: ناقشنا هذا فارجع إليه. ولو قلت موجود ومكتوم لهان الأمر، أما أن تكون الكتب المحرّفة هي التوراة والإنجيل فهذا رد على القرآن، لأن التحريف ثابت وملموس حتى عند أهل التوراة والإنجيل.
وتقول: (إذا سأل السامع عن مصير أبيه المتوفى أو يريد معرفة مصير غيره من أهل الكتاب الذين لم يصلهم البلاغ ألا يكون في هذه الآية ما يجيب على سؤاله):أقول: تقول إذا سأل: إذاً سيكون الجواب لمن سأل أي من يسمع.
تقول: (القرآن لم يقل توراة ولم يقل إنجيل بل ذكرهما معرفين بـ ال، الغير مكتمل لا يعرف ب ال). أقول: ومن بداية نزول القرآن الكريم كان يقول القرآن، وليس قرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقول: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ".الآية تشهد أن أهل الكتاب كتموا بيان الكتاب، والكتمان لا يعني تحريف الكلام المكتوب بكتابة كلام آخر مكانه، ولا يعني الكتمان شطب الكلام المسطور من الكتاب) أقول: عندما يكتم إذن لا يظهر، والذي يظهر هو ما يريدون ظهوره. ووفق منطقك أليس الكتمان إمساك للرحمة. وعلى أية حال ظهور الإسلام هو استمرار للرحمة المنزلة فلم ينجح كتمانهم، وذلك لبقاء من هم على الدين الحق حتى ظهر الإسلام فأسلموا واستمرت كلمة الحق ظاهرة.
والكتمان صورة من صور التحرف، لأنه إنقاص، أما الصورة الثانية من صور التحريف، وهي الزيادة، فقد نصت عليها الآية الكريمة 79 من سورة البقرة:"فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ ".
تقول:"أما إنجيل برنابا فهو كباقي روايات الإنجيل الأخرى ليس فيه ذكر لألوهية المسيح عليه السلام إلا أنه ظهر إلى الوجود في القرن 15، لو كان إنجيلا لكان مع النصارى كباقي روايات الإنجيل الأخرى لأن رحمة الله لا يمسكها أحد عن الناس): أقول: هذا عجيب، إذن أنت تشترط لصحة الإنجيل أن يعترف به أهل الثالوث، الذين يعترفون أن الأناجيل كانت أكثر من مائة حتى مجمع نيقية عام 325م. بإشراف امبراطور وثني. ثم إن اكتشاف هذا الإنجيل أول مرة في مكتبة الفاتكان، والمرة الثانية في مكتبة البلاط الملكي في فينا عاصمة النمسا.
وتقول: ((برنابا يذكر أن مدينة نينوى تقع على البحر الأبيض المتوسط بينما هي في العراق، وأن مدينة الناصرة تقع على بحيرة طبرية)):أقول: إذا سلمنا بهذا الكلام فهذا الأمر ينطبق على الأناجيل الأربعة المتناقضة والمليئة بالأخطاء، فلماذا برنابا محرف والأربعة التي اختارها أهل التثليث غير محرفة؟!!
تقول: (والاختبار المتوقع لأتباعه هو أن يوسوس لهم الشيطان بأن المسيح لم يفعل تلك العجائب إلا لأنه إله تجسد في صورة إنسان ... الخ) أقول: كل الأنبياء والرسل جاءوا بعجائب، وهل شق البحر بالعصا ليس بعجيبة، وهل هي في مقدور البشر. وتأليه المسيح جاء بعد موته ــ الذي تزعم ــ وليس وهو حي. ولم يكن المسيح أول من أُلِّه من البشر. واليهود لديهم خبر في التوراة المحرفة أن نوح عاش 950 سنة. وعندهم أن إيليا (إلياس) رفع إلى السماء وسيعود، وهذا مذكور في الإنجيل المحرف أيضاً، فلماذا لم يؤلّه إيليا النبي أيضاً.
تقول: ((إذن فوفاة المسيح ينبغي أن تكون مرئية للناس يراها أعداءه وأنصاره، فإذا كان المسيح هو الذي أمسكه أعداءه فتلك آية أنه لو كان إلها لاستطاع نصر نفسه لكنه لا يملك لنفسه نفعا)) أقول: وزعمت الأناجيل المحرفة أنه قام من الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب. ألا يدفع هذا القول إلى تأليه المسيح عليه السلام؟!!! ثم لم تكن في حياته أية بوادر على تأليهه، بل حصل ذلك بعد زمن طويل بتأثير العقائد الرومانية الوثنية.
(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ): نحن نتفق معك أن الأمر اشتبه عليهم. وصور الاشتباه كثيرة ليس منها التعليق على الصليب، لأن التعليق على الصليب هو صلب. والزعم بأنه ليس بصلب حتى يؤدي إلى موت على الصليب هو زعم ناتج عن أن أكثر الذين يُصلبون يصلبون بغرض القتل. وأراك تصر على أنه مات على الصليب ولم يمت نتيجة الصلب، والشيخ أحمد ديدات يحاول أن يثبت من خلال الأناجيل المحرفة أنه لم يمت على الصليب، لأنها تذكر أنهم عندما أنزلوا الجسد المصلوب عن الصليب أصابت حربةُ جندي روماني جسد المصلوب فنزل دم كثير وماء. وهذا يعني أن الجسد حي .... ويمكنك مراجعة تفصيل ذلك في كتب أحمد ديدات. ولكن يبقى أن الإشكال في الزعم أنه علق على الصليب.
أخي الكريم: ليست المشكلة في كونه عليه السلام قتل أو لم يقتل، وإنما المشكلة في العقيدة التي زعمت أن الله تعالى أرسل إبنه ليعاني على الصليب ليغفر خطيئة البشر المتوارثة عن آدم. ولو لم تكن هذه العقيدة لما استحق الأمر الذكر، فكم من نبي قُتل!!
ومسألة أخرى أخي: الخلاف بيننا وبينك أنك تريد أن تثبت أن ما في الأناجيل الأربعة صحيح، على الرغم من أنها تناقض بعضها بعضاً، وعلى الرغم من أخطائها. ومن هنا لا تفيد المحاولات لإثبات وجود ما هو صحيح في هذه الأناجيل، لأننا لا نقول بأن كل ما فيها هو خطأ، ولكن نقول إن فيها أخطاء وتناقضات تثبت أنها محرفة. فماذا يفيدك إذن أن تثبت وجود الصحيح وأنت تتغافل عن الخطأ.
مسألة أخيرة: إذا كنت مقتنع بوجود الإنجيل ـــ وليس الأناجيل ـــ فابحث عنه بعيداً عن الأربعة المحرفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Apr 2009, 03:15 م]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو عمرو
(وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ): نحن نتفق معك أن الأمر اشتبه عليهم. وصور الاشتباه كثيرة ليس منها التعليق على الصليب، لأن التعليق على الصليب هو صلب. والزعم بأنه ليس بصلب حتى يؤدي إلى موت على الصليب هو زعم ناتج عن أن أكثر الذين يُصلبون يصلبون بغرض القتل
لكي يشتبه عليهم أنهم قتلوه فلابد أنه قد وقع مايؤدى إلى هذا؛كأن يكون رماه أحد الجنود بحربة أصابته ولكنها لم تقتله وظنوا هم أنها قتلته
ولأنه شبه لهم أنهم صلبوه؛فما الذي يؤدى إلى الاشتباه بالصلب؟
روي في ذلك أنه ألقى شبهه على أحد تلاميذه أو كل تلاميذه؛ كان هذا تفسيرا لكلمة -شبه -؛ وهو تفسير قد يصح وقد لايصح؛وإن كان فى كتبهم -التى قلت وأقول معك بتحريفها - فسيكون المفسر جاء بها من هذه الكتب فلا يصح تفسيره؛كما أن السياق يدل على أن أمر القتل وأمر الصلب هو الذى شُبه لهم؛
فهل كانت شبهة قتله في حادثة أو واقعة غير واقعة شبهة الصلب؛يبدو ذلك؛ فليستا فى وقت واحد
فكيف شبه لهم أمر الصلب؟
نحتاج لتحرير معنى الصلب فلنبحث الكلمة فى القرآن
" ... وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه .. " يصلب = يموت على الصليب؛=يموت صلبا؛ مثل يموت غرقا ,يموت شنقا؛يموت قتلا ,يموت رميا بالرصاص
والأهم أنه قد يوضع على الصليب ولايموت؛فكما أن من أصابته الحربة ولم يمت فليس بقتيل ,فكذلك من وضع على الصليب ولم يمت فليس بصليب
فالذين يصلبون لايصلبون بغرض القتل ولكن بغرض الموت
نأتى إلى اشكالية رفعه
؛وهي موضوع هذا البحث
فمعظم التفاسير تقول أنه رفع وأنه حي وكأنها تؤيد ما جاء فى الأناجيل المحرفة ولاتختلف معها إلا فى قولها المحرف " جلس عن يمين أبيه"
فهل من تفصيل لهذه المسألة -مسألة الرفع -من خلال فهم آيات القرآن التى جاء فيها الرفع؛ مع الأخذ فى الاعتبار قولك
أقول: وزعمت الأناجيل المحرفة أنه قام من الأموات بعد ثلاثة أيام وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الرب. ألا يدفع هذا القول إلى تأليه المسيح عليه السلام؟!!! ثم لم تكن في حياته أية بوادر على تأليهه، بل حصل ذلك بعد زمن طويل بتأثير العقائد الرومانية الوثنية.
لأنه إن كانت قيامته من الأموات بعد ثلاثة أيام تدفع إلى تأليهه؛فرفعه من بين الناس -جسدا وروحا- تُحدث فتنة أشد؛ وعليه يبدو أن هناك سيناريو مختلف لما حدث؛ولكيفية الرفع؛ بل إن قيامته من الأموات لن تكون غير قيامة أصحاب الكهف بعد ثلاث مئة سنين أو الذي مر على قرية بعد مئة عام أو قيامة مرضى الغيوبة .. أي إتها مبررة ولا تدفع لتأليهه؛ أما رفعه على الكيفية التى نقرأها في التفاسير هو ما قد يؤدى إلى هذا؛
ثم هل بلغهم ما أوحاه الله له " إذ قال الله ياعيسى إنى متوفيك ورافعك .. " نعم بلغهم؛إذن فلا اشكال في رفع المسيح المتوفى لأنه سيكون ككل متوفى؛ويُرفع منه ما يُرفع من كل متوفى
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Apr 2009, 04:23 م]ـ
ما يسمى بالكتاب المقدس يقول بكل وضوح أنه صلب ومات على الصليب، والقرآن نفى ذلك، فلماذا نحاول أن نبحث عن معنى آخر للصلب؟
وأما الرفع في القرآن فمعناه واضح وكيفيته مجهوله الله أعلم بها.
وكونه رفع حيا أو ميتا فالآيات محتمله للأمرين، وأنا أرى أن كثيرا من المتكلمين في هذا الموضوع ينكرون بشدة وفاة المسيح عليه السلام وفاة حقيقية مع الخلاف في المسألة واحتمال الأدلة. ولا أدري لماذا؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Apr 2009, 04:28 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى سعيد،
أولاً: يقول الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير: ((وما صلبوه: لأنّ الصلب قد يكون دون القتل، فقد كانوا ربما صلبوا الجاني تعذيباً له ثم عفوا عنه". من هنا يكون القرآن الكريم قد نفى الصلب ونفى القتل، وأثبت في مقابلهما الرفع.
أما بالنسبة لصلب المحارب فيقول:"الصّلب: وضع الجاني الّذي يُراد قتله مشدوداً على خشبة ثُمّ قتله عليها طَعناً بالرّمح في موضع القتل. وقيل: الصّلب بَعْد القتل. والأول قول مالك، والثّاني مذهب أشهب والشّافعي". إذن عند الشافعي المقصود بالصلب عرض المقتول وتعليقه ليراه الناس بعد قتله فيعتبروا. ولا يجوز في الشريعة الإسلامية ترك الإنسان مصلوباً حتى يموت، لأن هذا القتل فيه تعذيب يطول، فنهى الرسول عليه السلام عن القتل صبراً.
ثانياً: أما الآية الكريمة:" فيصلب فتأكل الطير من رأسه": فُهم القتل من قوله تعالى:"فتأكل الطير من رأسه".
ثالثاً: يتفق رواة الأناجيل بما فيهم برنابا على أن المسيح رؤي بعد حادثة الصلب المشتبهة، وهذا ما دعاهم إلى القول إنه قام بعد ثلاثة أيام. ولم يره أحد منهم يقوم من الأموات، وإنما رأوه حياً يسير بينهم. وهذا يؤكد مسألة الاشتباه، التي لها احتمالات كثيرة. أما حادثة الرفع فيبدو أنها شوهدت من قبل التلاميذ، كما شوهدت حادثة رفع إيليا المنصوص عليها في العهد القديم، أي أن اليهود خبروا مسألة الرفع صحت أم لم تصح (اقصد رفع إيليا). ولم يؤلّه إيليا الذي هو عندنا إلياس عليه السلام، والذي هو عند بعض المفسرين إدريس.
رابعاً: لا القيام من الأموات، ولا الرفع يدعو إلا التأليه، ويبدو أخ مصطفى لم تفهم تماما ردي على أبي علي، فقد كنت أبين له أنه لا ضرورة للقول بموته بزعم أن ذلك ينفي عنه الألوهية بموته. فلا يحتاج الرفع إلى موت سابق لتنتفي شبهة التأليه لأنه لا شبهة، فقد عرفت المعجزات للأنبياء، وهناك في علوم اليهود من قام بعد الموت، وهناك من رفع حياً. بل إن تأليه العزير ربما لأنه قام بعد الموت، ولم يؤله اليهود إيليا الذي رفع حياً.
خامساً: أما معنى (الوفاة) فيرجع إليها في كتب التفسير. وعلى أية حال القرآن الكريم نفى الصلب والقتل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Apr 2009, 10:34 ص]ـ
السلام عليكم
نعود للحوار حول ما جاء فى أول مداخلة
{إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك} (آل عمران 55).
فقد ذكر المفسرون ثلاثة أقوال في المراد بالتوفي في هذه الآية:
الأول: قول الجمهور ورجحه ابن كثير وهو أن المراد به توفي النوم، فكلمة الوفاة كما تطلق على الموت تطلق على النوم أيضاً.
الثاني: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً والتقدير (إني رافعك ومتوفيك) أي بعد النزول وهذا القول منسوب إلى قتادة.
الثالث: أن المراد بالتوفي هو نفس الرفع، والمعنى: (إني قابضك من الأرض ومستوفيك ببدنك وروحك) وهذا رأي ابن جرير
وجميع هذا الأقوال كما ترى متفقة على أنه رفع حياً، وإن كان بعضها أصح وأولى بالقبول من بعض، قال شيخ الإسلام ابن تيميه في مجموع الفتاوى (4/ 322 - 323): " وأما قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين، فإن الله يقبض أرواحهم ويعرج بها إلى السماء فعلم أن ليس في ذلك خاصية، وكذلك قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء. أين الدليل على رفعه حيا؛فقد توفى
القول الأول كما رجحه ابن كثير يدل على أنه جرى عليه ما يجرى على عامة الناس؛ والرفع نائما بجسده وروحه لادليل عليه؛ فما فائدة أن يكون نائما الآن فى السماء
والقولين الثانى والثالث هما لىّ لدلالة الآية لتوافق مارسخ فى الفكر من أنه حى فى السماء؛
وقول شيخ الاسلام:): " وأما قوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، فهذا دليل على أنه لم يَعْنِ بذلك الموت، إذ لو أراد بذلك الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين ..
ومافى ذلك؟! هل هناك ما يدعو ألا يكون كسائر المؤمنين بمن فيهم الأنبياء
وقوله: وكذلك قوله: {ومطهرك من الذين كفروا} (آل عمران 55)، ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من الأنبياء. .وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Apr 2009, 12:30 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
إليك ما نقله الماوردي في تفسير الوفاة:
{إِذْ قَالَ اللَّهُ: يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} فيه أربعة أقاويل:
أحدها: معناه إني قابضك برفعك إلى السماء من غير وفاة بموت، وهذا قول الحسن، وابن جريج، وابن زيد.
والثاني: متوفيك وفاة نوم للرفع إلى السماء، وهذا قول الربيع.
والثالث: متوفيك وفاة بموت، وهذا قول ابن عباس.
والرابع: أنه من المقدم والمؤخر بمعنى رافعك ومتوفيك بعده، وهذا قول الفراء.
وعليه ليست القضية المطروحة هنا؛ هل توفي المسيح عليه السلام ثم رفع، أم رفع حياً، وإنما كنا في نقاش مطول مع الأخ (أبو علي) يمكنك أن ترجع إليه، فالأخ يطرح مسائل في غاية الخطورة، لذلك رأيت أن أناقشه في كل مسألة يطرحها.
أما مسألة الوفاة التي وردت عرضاً فهي مسألة لغوية قصدنا أن نلفت الانتباه إلى أنها لا ترادف كلمة الموت كما يتوهم، وإن كان الموت صورة من صور الوفاة. وليس هناك من إشكال أن يكون المسيح عليه السلام قد قبض أولاً ثم رفع ـــ وهو ما عليه قسم من العلماءـ أو أن يكون قد رفع حياً، وهو ما عليه الجمهور. وما يهمنا هنا أن نقول إنه لم يمت على الصليب ولم يقتل.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Apr 2009, 01:27 م]ـ
. [/ color] وهل يعنى أن بدن انسان فى الأرض أنه غير طاهر
ثم أن الرفع كما جاء فى الآيات الدالة عليه؛هو رفع إلى الله بعد أن توفاه الله
لقد سبقه التوفى؛لاشك فى هذا إذن قد توفى وهو الآن متوفى وليس حيا؛وحتى الأحياء كالشهداء أجسادهم فى الأرض فما بالك بمن ليس حيا
ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا
الأخ الفاضل مصطفى سعيد حفظك الله ورعاك
قولك:"ووجود الجسد فى السماء لادليل نقلى عليه وهو مستبعد عقلا"
أقول: بلى، الآية دليل واضح عليه فقوله تعالى:" بل رفعه الله إليه" دليل على أنه رفعه روحا وجسداً، وهذا آكد في نفي ادعاء اليهود أنهم قتلوه أو صلبوه،وآية آل عمران تؤكد الرفع بالروح الجسد:" إني متوفيك ورافعك إلى" ولا معنى للرفع إلا أن يكون بجسده وإلا لما كان له ميزة عن غيره من الناس إذا كان الرفع بالروح فقط.
ثم إن قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ" رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، دليل واضح على أن الله رفعه بجسده.
أما الاستبعاد العقلي، فالعقل لا يستبعد إلا ما كان محالا، وهذا ليس من المستحيلات فهو متعلق بالقدرة والله على كل شيء قدير، فهذا الوحي قد نزل به جبريل من السماء وأسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم وعرج به روحا وجسداً.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Apr 2009, 12:33 م]ـ
السلام عليكم
أخى الكريم أبو عمرو
أنا نقلت اقتباس من أول مداخلة بدأ بها الحوار
والموضوع عن رفع النبى عيسى وليس فى كون روايات النصارى صحيحة أم لا
وأري أنه لم يعد من المفيد فى هذه القضية القول أن للعلماء عدد –س- من الأقوال ونعدد بعضها دون ذكر الدليل؛إذ أنه لو كان أحد هذه الأقوال يرقى بدليله إلى درجة القبول لما طال الجدل قديما وحديثا
والبحث والحوار حول هذه المسألة أرى أنه يسير فى الطريق الخطأ؛ فنحن لم نعلم على التفصيل حجم الصراع بين الطائفة المؤمنة والطائفة الكافرة " ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ كُونُو?اْ أَنصَارَ ?للَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ?بْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِي? إِلَى ?للَّهِ قَالَ ?لْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ?للَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِي? إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ عَلَى? عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ " الصف14
كما لم يحقق أحدهم متى توقف بنى اسرائيل عن معاداته " ..... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي? إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِ?لْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـ?ذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ " المائدة110؛أم هم لم يتوقفوا
ولماذا قالوا أنهم قتلوه أو صلبوه
ولكن إذا توقفنا مع آية آل عمران " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " أدركنا أن صراعا فى هذا الحين قد كان ولم يكن له حل سوى " ... متوفيك ورافعك إلىّ ..... "
ورافعك إلىّ؛ حرف التعدى- إلى- لايلزم منه دلالة أنه صعد إلى السماء؛ فالذى هاجر إلى الله لم يصعد إلي السماء؛وكذلك الذى رفع إلى الله لم يصعد إلى السماء؛
وحتى التطهير فى " ومطهرك " قد تم بابطال عقيدتهم الباطلة فيه وذلك بما جاء فى القرآن من عقيدة صحيحة
وللرد على الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
نعود للجسد
وجود الجسد في السماء لادليل عليه؛كما أن هذا الجسد مخلوق للأرض –هذا هو الأصل – وأرى ألا نخرجه من هذا الأصل إلا بدليل نقلى واضح
والعقل يستبعده ولم أقل يحيله؛ يستبعده إذ لاضرورة في وجود جسد متوفى –نائم أو مغيب أو ميت – فى السماء
والحديث لايعنى أن الجسد في السماء؛فالنزول لا يستوجب أن تكون مادة المنزل من فوق السماء الدنيا؛ ومدلول الحديث هو فى صميم ما يدعونا للحوار؛ إذ يثير تساؤلات عن حياته الآن؛ وأي حياة هذه؟ إن قلت أن الجسد في السماء؛إذن فهو يحيا حياة أرضية كاملة يأكل ويشرب ويتنفس و .... و ... فى السماء؛لانُحيل هذا ولكن الدليل؛ وإن قلت حياة كالشهداء؛فأبدانهم فى الأرض ويكون جسده فى الأرض؛
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 01:46 م]ـ
والبحث والحوار حول هذه المسألة أرى أنه يسير فى الطريق الخطأ؛ فنحن لم نعلم على التفصيل حجم الصراع بين الطائفة المؤمنة والطائفة الكافرة " ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ كُونُو?اْ أَنصَارَ ?للَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ?بْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِي? إِلَى ?للَّهِ قَالَ ?لْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ?للَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِي? إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ عَلَى? عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ " الصف14
كما لم يحقق أحدهم متى توقف بنى اسرائيل عن معاداته " ..... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي? إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِ?لْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـ?ذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ " المائدة110؛أم هم لم يتوقفوا
ولماذا قالوا أنهم قتلوه أو صلبوه
ولكن إذا توقفنا مع آية آل عمران " ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين " أدركنا أن صراعا فى هذا الحين قد كان ولم يكن له حل سوى " ... متوفيك ورافعك إلىّ ..... "
ورافعك إلىّ؛ حرف التعدى- إلى- لايلزم منه دلالة أنه صعد إلى السماء؛ فالذى هاجر إلى الله لم يصعد إلي السماء؛وكذلك الذى رفع إلى الله لم يصعد إلى السماء؛
وحتى التطهير فى " ومطهرك " قد تم بابطال عقيدتهم الباطلة فيه وذلك بما جاء فى القرآن من عقيدة صحيحة
الأخ الفاضل مصطفى وفقنا الله وإياك للصواب
أولا: اسمح لي بالتطفل على ما وجهته إلى الأخ الفاضل أبي عمرو
(يُتْبَعُ)
(/)
فأقول: إن آية الصف قد أشكلت علي زمناً،ولعل أقرب شيء عندي في حقيقتها هو: أن الله سبحانه وتعالى لما آمنت طائفة من بني اسرائيل وكان الصراع داخلياً مقتصرا على بني اسرائيل دون أطراف خارجية أيد الله الطائفة المؤمنة فكانت هي الظاهرة ولها الكلمة في بني اسرائيل، ثم بعد ذلك عمدت الطائفة المغلوبة وهي الكافرة إلى المكر وذلك بإدخال أطراف خارجية في الصراع وهي الدولة الرومانية المتمثلة في حاكمها على بيت المقدس وهنا اختلت موازين القوى وهنا جاءت النجاة عن طريق الرفع.
والله أعلم
وهنا أتمنى على الأساتذة الكرام أن يشاركونا النقاش لفهم آية الصف حسب المعطيات القرآنية والتأريخية.
أما آية المائدة فأقول لك يا أخ ممصطفى إن الأمر فيها واضح بالنسبة لي،وإليك ما قاله الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"وقوله: {وإذ كففت بني إسرائيل عنك} عطف على {إذْ أيّدتك} وما عطف عليه. وهذا من أعظم النعم، وهي نعمة العصمة من الإهانة؛ فقد كفّ الله عنه بني إسرائيل سنين، وهو يدعو إلى الدين بين ظهرانيهم مع حقدهم وقلّة أنصاره، فصرفهم الله عن ضرّه حتى أدّى الرسالة، ثمّ لمّا استفاقوا وأجمعوا أمرهم على قتله عصمه الله منهم فرفعه إليه ولم يظفروا به، وماتت نفوسهم بغيظها. وقد دلّ على جميع هذه المدّة الظرف في قوله: {إذ جئتم بالبيّنات} فإنّ تلك المدّة كلّها مدّة ظهور معجزاته بينهم." انتهى كلامه رحمه الله تعالى
وللرد على الأخ الفاضل محب القرآن الكريم
نعود للجسد
وجود الجسد في السماء لادليل عليه؛كما أن هذا الجسد مخلوق للأرض –هذا هو الأصل – وأرى ألا نخرجه من هذا الأصل إلا بدليل نقلى واضح
والعقل يستبعده ولم أقل يحيله؛ يستبعده إذ لاضرورة في وجود جسد متوفى –نائم أو مغيب أو ميت – فى السماء
والحديث لايعنى أن الجسد في السماء؛فالنزول لا يستوجب أن تكون مادة المنزل من فوق السماء الدنيا؛ ومدلول الحديث هو فى صميم ما يدعونا للحوار؛ إذ يثير تساؤلات عن حياته الآن؛ وأي حياة هذه؟ إن قلت أن الجسد في السماء؛إذن فهو يحيا حياة أرضية كاملة يأكل ويشرب ويتنفس و .... و ... فى السماء؛لانُحيل هذا ولكن الدليل؛ وإن قلت حياة كالشهداء؛فأبدانهم فى الأرض ويكون جسده فى الأرض؛
أما قولك وجود الجسد لا دليل عليه فالدليل هو ما ذكرت لك سابقاً الآية والحديث وهما بالنسبة لي واضحة كل الوضوح.
أما قولك إن الجسد مخلوق للأرض وهو الأصل، ونحن نقول إن المسيح لن يخرج عن هذا الأصل فالأخبار الصحيحة تقول إنه سيقبض بعد نزوله ويدفن في الأرض.
أما قولك لا ضرورة في وجود جسد متوفى ... ألخ
فهذا إعمال للعقل مع النص.
واما كون النزول في الحديث لا يدل على أن الجسد في السماء فأنا أخالفك الرأي فإفراغ الألفاظ عن معانيها الأصلية يحتاج دليل ولا دليل.
وأما كونه في السماء يأكل ويشرب ... فكما قلت أنت ليس بمحال ويحتاج إلى دليل.
والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه.
وفي حديث الإسرى ما يمكن أن يستدل به على أنه توفي وفاة حقيقية حيث جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ قِيلَ مَنْ هَذَا قَالَ جِبْرِيلُ قِيلَ مَنْ مَعَكَ قَالَ مُحَمَّدٌ قِيلَ أُرْسِلَ إِلَيْهِ قَالَ نَعَمْ قِيلَ مَرْحَبًا بِهِ وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى وَيَحْيَى فَقَالَا مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ."
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Apr 2009, 05:52 م]ـ
السلام عليكم
أهلا بك أخونا الكريم
تحليل جيد لمراحل الصراع
الله كف بنى اسرائيل عنه منذ ولادته وحتي أرسل " ..... وءاويناهما إلي ربوة ذات قرار ومعين " المؤمنون 50؛ثم مكنه الله من تبليغ الرسالة؛فأراد الكفار أن يقاوموه بعدما جاءهم بالبينات وأقام عليهم الحجة؛فاستنصر المؤمنين " من أنصارى إلى الله ... " فأيد الله الذين آمنوا حتي ظهروا على عدوهم؛
مسألة التآمر مع الملك؛لادليل صريح عليها ولكن قد يتضمنها المكر مثلما قد يتضمن دسهم عليه أحد المنافقين ليدلهم عليه ويحمل لهم أخباره ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك يستنبط أن المؤامرة والفتنة كانت كبيرة إلى الدرجة التى يعجز فيها هو وأتباعه عن مواجهة القوم
أما هو فقد توفاه الله ورفعه؛ وأما أتباعه فقد وعده الله أن يجعلهم فوق الذين كفروا.
إذن اليهود قالوا أنهم قتلوه ليبطلوا النصرانية وليقولوا أنه ليس رسول وأنه لم تأت شريعة بعد موسى
والنصارى قالوا بالصلب -فداءا-والقيامة من الأموات ثم الصعود إلى السماء ليجلس ..
والعلم اليقينى ماجاء به القرآن أنه لم يقتل وبالتالى بطلت دعاوى اليهود
وكذلك لم يصلب فبطلت دعاوى النصارى
إذ أنه رسول من أولى العزم من الرسل ولد وعاش ومات فى الأرض؛كان علي الناس شهيدا مادام فيهم " .... وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "المائدة 117 أفليست لحظة-توفيتنى- في آية المائدة هى لحظة -متوفيك -فى آية آل عمران؛ وكلمة -مادمت - هل تدل على اتصال وقت حياته فى الأرض؟
والذي أراه أنا شخصيا ومن خلال فهمي للأدلة وأرجو أن يكون فهما صحيحا أن المسيح عليه السلام توفي وفاة حقيقية ورفعه الله بجسده إلى السماء تكريما له من ربه. طالما ترى أنه متوفى ميت فلا خلاف؛هذا ما يعنيه قولك:وفاة حقيقية -
ولكن الخلاف حول قولك:فهذا إعمال للعقل مع النص.
أين النص الذى يقول أن الجسد فى السماء
الحديث؛ تستنبط منه ذلك ولكنه لم ينص عليه
ومعنى الوفاة الحقيقية أنه لن يرجع منها إلا يوم القيامة ككل الناس.
فهل القول بوجود الجسد فى السماء؛ والقول بعودته يوازى أقوال النصارى والفرق أنهم قالوا أنه قام حيا من الأموات بعد الصلب ثم صعد فهو حي خالد في السماء
والذين منا يقولون برفع جسده؛يقولون أنه توفى ورفع قبل الصلب وبالتالى فإنه لم يقم بعد -فمازال متوفى فى السماء -وسيقوم آخر الزمان -فى السماء -ثم ينزل إلى الأرض؛
فهل هذه الجملة الأخيرة صحيحة-بأدلتها - كى نعتقدها؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Apr 2009, 06:25 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
1. الخلاف بين العلماء ليس في رفع عيسى عليه السلام، ولكن هل كان الرفع بعد الموت أم رفع حياً. ومسألة الرفع حياً إلى مكان له خصوصية معهود عند المسلمين، كرفعه صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج. فقد كان الرسول عليه السلام في السماء بكينونته الكاملة، وسنكون نحن أيضاً يوم القيامة، ولم نُخلق للدنيا وللأرض، وإنما خُلِقت الدنيا لنا وخلقنا للآخرة.
2. قال النصارى برفع عيسى عليه السلام، وقالوا بالصلب وقالوا ببنوته وقالوا بالتثليث، فجاء القرآن الكريم بعد 577 سنة لينفي الصلب، وينفي البنوة، ويدين التثليث، ويؤكد الرفع مرتين، ويجعله مقابل محاولة الصلب والقتل. فهل بعد هذا نحاول أن نصرف معنى الرفع عن ظاهره، لماذا وما الذي يُلجئ إلى ذلك؟!
3. الأحاديث الصحيحة التي تتحدث عن النزول، تُحدد الوقت، والسبب، وتصف المسيح عند النزول وتحدد لون ملابسه، وتصف أفعاله التي سيقوم بها عليه السلام في الأرض، وبعد كل هذا نُأوّل النزول أيضاً؟! نفعل ذلك على الرغم من بلوغ الأحاديث درجة التواتر؟!
4. من يحاول أن يُأوّل الرفع يصطدم بالنزول، ومن يحاول أن يُأوّل النزول يصطدم بالرفع. وتأتي أفعال عيسى عليه السلام لتجزم أن الرفع كان للذي نزل. إذن الذي اقتضى النزول هو الرفع.
5. الأحاديث الصحيحة تصف نزوله عليه السلام جسداً يقطر رأسه مثل حبات الجمان ويلبس لباسا تختلط فيه الصفرة بالحمرة. فما الذي يحملنا بعد ذلك أن نقول إنه ليس جسداً في السماء. وليكن في السماء ما يكون مما نعلم أو لا نعلم، ولكن الذي نعلمه من الأحاديث الصحيحة أننا نراه في السماء نازلاً، ويصلي معنا على الأرض، ويقتل الدجال، وينسحب بالمؤمنين إلى الطور ... الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
6. أما قوله تعالى:" ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ كُونُو?اْ أَنصَارَ ?للَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ?بْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنَّصَارِي? إِلَى ?للَّهِ قَالَ ?لْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ ?للَّهِ فَآمَنَت طَّآئِفَةٌ مِّن بَنِي? إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ عَلَى? عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُواْ ظَاهِرِينَ "، فيشير بوضوح إلى أن المسيح عليه السلام طلب أن يُنصر في دعوته إلى الله، فاستجابت له طائفة من بني إسرائيل وآمنوا فأيدهم الله تعالى فظهرت الفكرة وأخفق الكفار من بني إسرائيل في منعهم الفكرة من الظهور.
ومن يقرأ التاريخ يجد أنه حتى مجمع نيقية عام 325 كان هناك من يقول بالتوحيد وهناك من يقول بالتثليث، وأن القائلين بالتوحيد كانوا أكثرية. وبعد أن آمن الملك الوثني قسطنطين بفكرة التثليث نصر الرومان أصحاب هذه الفكرة وحاربوا الموحدين الذين بقوا حتى ظهور الإسلام فآمنوا ولم يبق لهم وجود. من هنا ظن البعض أنه لم يبق على النصرانية الحقة أحد. والحقيقة أن أصحاب التثليث استعانوا بقوة السلطان ليحاربوا التوحيد وليطمسوا كل أثر يشهد أن المسيح عليه السلام نبي موحد. وقد أخفقوا في ذلك، لأن المسلمين استلموا الراية وأكملوا المسيرة، وهم ظاهرون بالفكرة إلى اليوم.
7. أما قوله تعالى:"" ..... وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي? إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِ?لْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـ?ذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ "، فتدل على أن الله تعالى قد عصم المسيح عليه السلام حتى أتمّ تبليغ الرسالة، كما هو الأمر مع الكثير من الرسل. انظر قول الله تعالى للرسول عليه السلام:" والله يعصمك من الناس". ولم يكن لرفعه عليه السلام علاقة بتكذيب بني إسرائيل أو محاولة قتله، لأن ذلك يمكن أن يكون كما فعل بإبراهيم عليه السلام عندما حاولوا قتله، بل لقد قذفوه في النار عليه السلام. ولكن رفعه كان لأن التبليغ قد اكتمل، ولكن المهمة لم تنتهِ بعد بدليل نزوله. ولو كان الرفع لظرف آني فلماذا النزول إذن، كما ثبت بالتواتر؟!
8. أخي مصطفى: ما ينبغي التنبه إليه وتدبّره ومحاولة معرفة أسراره أمور منها:
أولاً: لماذا كان نزول المسيح عليه السلام من علامات القيامة الكبرى؟!
ثانياً: لماذا هو الذي يجب أن يقتل المسيح الدجال. ولماذا الذي يقتل مسيح دجال مسيح أيضاً ولكنه ليس بدجال، أي مسيح مقابل مسيح؟!
ثالثا: لماذا الذي رُفع لينزل قبل يوم القيامة هو الذي ولد على خلاف القانون في التناسل البشري؟! ولماذا خلق على خلاف القانون؟!
لدينا بعض الإجابات عن هذه الأسئلة أخذتها عن شيخي وليس هذا مقامها.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 07:41 م]ـ
الأخ الفاضل أبا عمرو جزاك الله خيرا
هل ممكن أن نعرف من هو شيخك الذي تنقل لنا كلامه؟
لا أدري لعلك قد صرحت باسمه قبل، لكني جديد في المنتدى.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 08:00 م]ـ
..
والعلم اليقينى ماجاء به القرآن أنه لم يقتل وبالتالى بطلت دعاوى اليهود
وكذلك لم يصلب فبطلت دعاوى النصارى
إذ أنه رسول من أولى العزم من الرسل ولد وعاش ومات فى الأرض؛كان علي الناس شهيدا مادام فيهم " .... وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "المائدة 117 أفليست لحظة-توفيتنى- في آية المائدة هى لحظة -متوفيك -فى آية آل عمران؛ وكلمة -مادمت - هل تدل على اتصال وقت حياته فى الأرض؟
طالما ترى أنه متوفى ميت فلا خلاف؛هذا ما يعنيه قولك:وفاة حقيقية -
ولكن الخلاف حول قولك:فهذا إعمال للعقل مع النص.
أين النص الذى يقول أن الجسد فى السماء
الحديث؛ تستنبط منه ذلك ولكنه لم ينص عليه
ومعنى الوفاة الحقيقية أنه لن يرجع منها إلا يوم القيامة ككل الناس.
فهل القول بوجود الجسد فى السماء؛ والقول بعودته يوازى أقوال النصارى والفرق أنهم قالوا أنه قام حيا من الأموات بعد الصلب ثم صعد فهو حي خالد في السماء
والذين منا يقولون برفع جسده؛يقولون أنه توفى ورفع قبل الصلب وبالتالى فإنه لم يقم بعد -فمازال متوفى فى السماء -وسيقوم آخر الزمان -فى السماء -ثم ينزل إلى الأرض؛
فهل هذه الجملة الأخيرة صحيحة-بأدلتها - كى نعتقدها؟
الأخ الكريم مصطفى
العلم اليقيني ما جاء به القرآن وما جاء به من أُنزل عليه القرآن، فالقرآن يقينا كَذَّب اليهود والنصارى في دعواهم في حق المسيح، والقرآن يقينا أخبر أن المسيح رفع جسدا وروحا إلى السماء ولا خلاف في الرفع كما قال أخونا أبو عمرو، وإنما الخلاف هل مات أم رفع حيا.
وكونه مات لا يمنع من أن يحيه الله وقت نزوله فهي حالة استثنائية،أما نزوله وما سيقوم به من الأعمال على الأرض وموته بعد ذلك ودفنه في الأرض كبقية البشر فهو ثابت بالأدلة الصحيحة الصريحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Apr 2009, 08:22 م]ـ
السلام عليكم
الأخ أبو عمرو
نحن متفقون فى جل ماقلت
. الخلاف بين العلماء ليس في رفع عيسى عليه السلام، ولكن هل كان الرفع بعد الموت أم رفع حياً. نحاول الخروج من هذا الخلاف بفهم الرفع؛كيف ومتى ولماذا؟.ولذلك أري أنه لا بأس من أن تنقل ما قاله شيخك خاصة فى -ثالثا -مما ذكرت
لأنها تصب فيما نحن فيه
الأخ محب القرآن
والقرآن يقينا أخبر أن المسيح رفع جسدا وروحا إلى السماء ولا خلاف في الرفع كما قال أخونا أبو عمرو، وإنما الخلاف هل مات أم رفع حيا. نعم لاخلاف فى الرفع؛ فهل كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع
إن كان كذلك فسيستتبع ذلك أسئلة مثل إن التوفى يعني خروج الروح من الجسد فيستلزم ذلك أنهما رفعا منفصلين وسيبقيان هكذا إلى وقت النزول أو وقت القيامة؛ وبذلك سنؤيد من قال أنه رفع ميتا؛ولكن ذلك يستدعى أن من مات لن يبعث إلا يوم يبعثون؛وهذا بالنسبة للمسيح يعارضه حديث النزول ..
هذا هو الخلاف القائم؛ الذى يثار كثيرا؛ونريد أن نجد فيه فكرة لللأمام
لا أن نبقى فى نفس النقطة بدون أي اضافة؛ بالحق طبعا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[03 Apr 2009, 09:33 م]ـ
الأخ محب القرآن
نعم لاخلاف فى الرفع؛ فهل كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع
إن كان كذلك فسيستتبع ذلك أسئلة مثل إن التوفى يعني خروج الروح من الجسد فيستلزم ذلك أنهما رفعا منفصلين وسيبقيان هكذا إلى وقت النزول أو وقت القيامة؛ وبذلك سنؤيد من قال أنه رفع ميتا؛ولكن ذلك يستدعى أن من مات لن يبعث إلا يوم يبعثون؛وهذا بالنسبة للمسيح يعارضه حديث النزول ..
هذا هو الخلاف القائم؛ الذى يثار كثيرا؛ونريد أن نجد فيه فكرة لللأمام
لا أن نبقى فى نفس النقطة بدون أي اضافة؛ بالحق طبعا.
أما كون كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع فهي عندي كذلك وليس لها عندي معنى آخر بخصوص عيسى عليه السلام.
وكون الروح منفصلة عن الجسد فلا إشكال عندي في هذا.
وأما كون موته يستدعي أن لن يبعث إلا يوم القيامة فهذا لادليل عليه إلا العمومات والمسيح حالة خاصة.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Apr 2009, 11:44 م]ـ
الأخ الكريم محب القرآن،
شيخي هو الشيخ بسام جرار، وهو محاضر في كلية رام الله التربوية منذ العام 1977م، وهو مدير مركز نون للدراسات القرآنية في مدينة البيرة والتي هي رام الله. والفرق بينهما أن لكل واحدة منها مجلس بلدي، مع تداخل في الشوارع والبنايات. فتجد المحل التجاري يتبع بلدية رام الله وجاره يتبع مدينة البيرة. والبيرة يُنسب إليها بيراوي. وللشيخ مقالات تم تنزيلها من قِبل أكثر من مشارك موجودة في هذا الملتقى.
الأخ الكريم مصطفى سعيد،
1. سبق أن شددت على أن الوفاة لا ترادف الموت، وإن كان الموت وفاة. فالوفاة أشمل في معناها. وعليه لم يُصرّح القران الكريم بالموت، وإنما صرح بعدم القتل وعدم الصلب. ومن هنا لا يصح الجزم بالموت أو عدمه.
2. إذا كان الموت قد تم ثم تبعه الرفع فقد يكون ذلك لحكمة لا ندريها الآن، ولكن الذي نعرفه على ضوء الأحاديث المتواترة أنه ينزل حياً. وهذا يجعلنا نقول لو كان الرفع للروح فقط مع بقاء الجسد في الأرض فإنه من غير المفهوم لماذا لا تنزل الروح في آخر الزمان وتحل في الجسد الذي في الأرض؟! أما نزوله عليه السلام حياً ــ كما هو في المتواتر ـــ فيجعلنا نعتقد أنه رفع جسداً وروحاً. ألا تلاحظ أن القرآن الكريم ينص على أن الأجساد تخرج يوم القيامة من الأجداث.
3. أما الحياة بعد الموت، قبل البعث الأخروي، فقد ثبت حصولها في الدنيا وإليك للتذكير:
أولاً: كان المسيح عليه السلام ـــ كما نص القرآن الكريم ـــ يُحيي ويُخرج الموتى بإذن الله تعالى.
ثانياً: قصة العزير الواردة في سورة البقرة: "أو كالذي مر على قرية .... فأماته الله مائة عام ثم بعثه ... ". بل تمّ إحياء الحمار أيضاً.
ثالثاً: عندما طلب بنو إسرائيل رؤية الله عز وجل:"فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".
رابعاً: أما الإجابة عن الأسئلة التي طرحتُها في خاتمة المشاركة السابقة فتحتاج إلى استئذان شيخي، فلعله ينوي كتابتها في مقال.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Apr 2009, 09:38 م]ـ
السلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كون كلمة رفع تحمل اليقين أن الجسد رفع فهي عندي كذلك وليس لها عندي معنى آخر بخصوص عيسى عليه السلام.
وكون الروح منفصلة عن الجسد فلا إشكال عندي في هذا.
وأما كون موته يستدعي أن لن يبعث إلا يوم القيامة فهذا لادليل عليه إلا العمومات والمسيح حالة خاصة.
أما الأولى فأرجو أن تكون عندى كذلك بالحق؛ ولكن لاأجد ما أستند إليه؛ولعلك تملك مايجعلها عندك كذلك؛فهل هي الدلالة اللغوية لكلمة رفع تحمل فى طياتها أن الجسد رفع؛أم أن هناك دليل صريح أن الجسد فى السماء؟.
والثانية:كون احتمال الروح منفصلة عن الجسد وارد يقدح فى الأولى؛لماذا؟ لأن الفصل حدث فى الأرض عند الوفاة؛ وقبضت الروح ككل الناس ويكون هذا قبض الروح -المقصود بالرفع إلى الله؛أو لأنه يبطل دليل من قال أن -ورافعك – تعنى أن الخطاب للمنظومة كلها جسدا وروحا؛ وثالثا هما منفصلان الآن لذلك فالفصل فيه اشكال فلا نفترض رفع الجسد منفصلا إلا بنص صريح
والثالثة:هى أن كلمة حاله خاصة هى ما يجعلنا نتحاور لأنه من هذه الكلمة يدخل الكثير من الأفكار الشاذة؛ مثل الطبيعة المزدوجة؛ وكونه حىّ الآن = خلود؛ هزم الموت أو لايعتريه الموت .. الخ؛ ولامانع عندى أن يكون حالة خاصة ولكن بنص فقد جاءنا العلم اليقين عن كونه حالة خاصة فى ولادته وكونه وأمه آية؛ وله سؤال خاص يوم يجمع الله الرسل؛ .... ؛ هناك نصوص ذات دلالة واضحة بذلك؛وكذلك نصوص ذات دلالة صريحة بكونه عبد يأكل الطعام ... وغير ذلك
ووضوح الدلالة هو ما يمنع التأويلات الباطلة
مسألة النزول
لو ترتب على ماناقشنا أنه متوفى؛ثم هو جسدا وروحا فى السماء فى حالة ليست حياة وليست موت؛أقول –لو – فلابد من دليل على بعث من هذه الحال قبل النزول
ودعنا أخى أبو عمرو ألا ندخل في مناقشة الفرق بين الموتى والأموات والميتين؛ولكن أقول هل تستطيع أن تقول أن أصحاب الكهف كانوا أموات طيلة 309 سنة بمعنى كانوا فى حياة البرزخ –أول مراتب الآخرة –ثم عادوا إلى الحياة الدنيا؟؛أظن أنه لا أحد يستطيع؛ وكذلك كان الذى مر على قرية وكذلك الموتى الذين أخرجهم عيسى عليه السلام أي أنهم لم يفارقوا الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ؛
فهل فارق المسيح الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ؟ إن كان كذلك فلن يعود إلا يوم القيامة
والله أعلم
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Apr 2009, 10:36 م]ـ
السلام عليكم
أما الأولى فأرجو أن تكون عندى كذلك بالحق؛ ولكن لاأجد ما أستند إليه؛ولعلك تملك مايجعلها عندك كذلك؛فهل هي الدلالة اللغوية لكلمة رفع تحمل فى طياتها أن الجسد رفع؛أم أن هناك دليل صريح أن الجسد فى السماء؟.
والثانية:كون احتمال الروح منفصلة عن الجسد وارد يقدح فى الأولى؛لماذا؟ لأن الفصل حدث فى الأرض عند الوفاة؛ وقبضت الروح ككل الناس ويكون هذا قبض الروح -المقصود بالرفع إلى الله؛أو لأنه يبطل دليل من قال أن -ورافعك – تعنى أن الخطاب للمنظومة كلها جسدا وروحا؛ وثالثا هما منفصلان الآن لذلك فالفصل فيه اشكال فلا نفترض رفع الجسد منفصلا إلا بنص صريح
والثالثة:هى أن كلمة حاله خاصة هى ما يجعلنا نتحاور لأنه من هذه الكلمة يدخل الكثير من الأفكار الشاذة؛ مثل الطبيعة المزدوجة؛ وكونه حىّ الآن = خلود؛ هزم الموت أو لايعتريه الموت .. الخ؛ ولامانع عندى أن يكون حالة خاصة ولكن بنص فقد جاءنا العلم اليقين عن كونه حالة خاصة فى ولادته وكونه وأمه آية؛ وله سؤال خاص يوم يجمع الله الرسل؛ .... ؛ هناك نصوص ذات دلالة واضحة بذلك؛وكذلك نصوص ذات دلالة صريحة بكونه عبد يأكل الطعام ... وغير ذلك
ووضوح الدلالة هو ما يمنع التأويلات الباطلة
مسألة النزول
لو ترتب على ماناقشنا أنه متوفى؛ثم هو جسدا وروحا فى السماء فى حالة ليست حياة وليست موت؛أقول –لو – فلابد من دليل على بعث من هذه الحال قبل النزول
الأخ الفاضل مصطفى
لقد طال النقاش في المسألة
الله سبحانه وتعالى قال:"بل رفعه الله إليه" وهذا دليل قطعي عندي أنه رفعه بروحه وجسده، ويؤيده حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما كونه ميت: فعندي أن معنى الوفاة في آية سورة آل عمران تحمل على الظاهر وهو الموت وليس هناك قرينة قوية تصرفه عن هذا الظاهر.
وأما كون انفصال الروح عن الجسد في الأرض يمنع من رفع الجسد فما أدري لماذا يمنع؟ وعليك الدليل
وأما كونه حالة خاصة فهو كذلك بنص القرآن والسنة ولا يلزمنا هذا القول بأقوال أهل الباطل مطلقاً، وإنما هو مثال على مشئية الله المطلقة.
أما الدليل على البعث إذا كان ميتا في السماء فهو حديث "ينزل" فلاشك أنه سينزل حياً وليس ميتاً.
وإذا لم تكن هذه أدلة كافية عندك، فما هو المقصود بالرفع في الآيةعندك وما دليك على ذلك؟
وما تفسيرك للنزول في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ"وهو في الصحيحين، وعند مسلم من حديث النواس بن سمعان في ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للدجال:
"فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ"؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:45 م]ـ
الأخوة الكرام،
طال الحديث في هذه المسألة، ويرجع جزء من سبب طولها إلى التكرار، ويبدو أن المسائل في النهاية تم حصرها، ولذلك سأتكلم فقط في مسألتين:
1. تعمد الأخ مصطفى أن لا يتحدث عن الأحاديث الصحيحة، بل المتواترة، ودلالتها على النزول روحاً وجسدا. فأرجو أن يبين لنا موقفه من هذه الأحاديث.
2. بدأت ألمس أن هناك شيئاً غريباً في النقاش، حيث يقول الأخ مصطفى: ((هل تستطيع أن تقول أن أصحاب الكهف كانوا أموات طيلة 309 سنة بمعنى كانوا فى حياة لبرزخ –أول مراتب الآخرة –ثم عادوا إلى الحياة الدنيا؟؛ أظن أنه لا أحد يستطيع؛ وكذلك كان الذى مر على قرية وكذلك الموتى الذين أخرجهم عيسى عليه السلام أي أنهم لم يفارقوا الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ؛ فهل فارق المسيح الحياة الدنيا إلى حياة البرزخ؟ إن كان كذلك فلن يعود إلا يوم القيامة)) وأقول يا أخ مصطفى:
أولاً: أصحاب الكهف ناموا ولم يموتوا والآيات واضحة في ذلك، إلى درجة أن أي مسلم يقرأ سورة الكهف كل أسبوع لسنوات لا يخطر بباله أنهم ماتوا."وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ... ".
ثانياً: نص القرآن الكريم على موت العزير وبعثه من بعد موت، وليس من بعد نوم .... ولا أفهم كيف يموت ولا يفارق الحياة. ومن أين لك أن الميت لا يرجع؟ الآيات واضحة لا مجال لتأويلها. فأرجو أن تبين لنا كيف أن الموتى درجات؟ فهذا مفهوم جديد لا يعرفه أحد من المسلمين، وقد يعرفه القاديانيون.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[05 Apr 2009, 04:03 ص]ـ
السلام عليكم
يا اخوان
طال النقاش نعم؛ ولا يبدو أن له نهاية؛لأن التأصيل يغيب عن معظم الحوار؛ فالقول لامانع من أن يكون كذا لاتقوم به حجة؛ والأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء هذا دليلى؛ ومن قال بصعوده خلاف ذلك الأصل فعليه هو الدليل
أما الأحاديث ففيها نفس السؤال عن الدلالة " فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ... " بعث المسيح في هذا الحديث يفهم أنه ككل بعث نعلمه؛كما يبعث النائم أو المُغيب أو المُتوفى؛وهو ماقد يعنى أن الجسد فى الأرض؛ والنزول فى هذا الحديث لا يقتضى أنه نزول من السماء؛ هذا ماوددت قوله طوال الحوار
والرفع لايقتضى أن الجسد فى السماء؛ فى قوله تعالي " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .. " الأعراف 176 يدل على معنى معنوي للرفع وليس رفعاً مادياً
والبعث فى آخر الزمان -من وجهة نظرى - يعنى أنه ليس فى البرزخ؛لأن من فى البرزخ سيبقى فيه إلى يوم البعث " ... وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى? يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 100؛هذه الآية هي التى أدرتنى ذلك وليس أى قول آخر ياأخ أبو عمرو
والسلام عليم ورحمة الله
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 Apr 2009, 12:14 م]ـ
لماذا التكرار يا أخ مصطفى؟
نقول لك أن رفع المسيح خلاف الأصل الله أختصه أن يكون كذلك والدليل الآية: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (158)
ونكرر لك ذلك وتقول أين الدليل؟ ونقول: بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ.
ثم إنها عجيبة استدلالتك،إذا كان الله تعالى قد بين لك أن له سننا في الخلق وبين لك أنه يستثني من هذه السنن ما يشاء ومن شاء لبيان قدرته وعزته ومشئيته المطلقة، ثم تأتي وتقول لا وتفرغ النصوص من دلالتها دون دليل.
هذا أمر غريب.
وفقنا الله وإياك للحق وعصمنا من الزلل.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Apr 2009, 02:11 م]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
1. تقول: ((والأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء ... )):أقول: لماذا الأصل ألا يصعد الجسد إلى السماء، من أين أتيت بهذا الأصل؟!. وإذا سلمنا بما تقول، فنسأل: ما السر الذي جعل جماهير المسلمين يقولون بوجود المسيح في السماء، وليس غيره من الأنبياء؟! هل هو من تأثير بأهل الكتاب؟! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تحدث القرآن الكريم عن الرفع، أمن أجل إحداث البلبلة بين صفوف المسلمين؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وتقول أخي مصطفى: ((فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ... " بعث المسيح في هذا الحديث يفهم أنه ككل بعث نعلمه؛كما يبعث النائم أو المُغيب أو المُتوفى؛وهو ماقد يعنى أن الجسد فى الأرض؛ والنزول فى هذا الحديث لا يقتضى أنه نزول من السماء .. )) ونقول أخ مصطفى:
أولاً: إذن أنت تُقر بأنّ المسيح سينزل في المستقبل عند المنارة البيضاء، بغض النظر عن معنى النزول. وهذا يعني أنه سيبعث من بعد موت، لأنك تقول إن المسيح ابن مريم قد مات، وفي المقابل تقول إن الموتى لا يرجعون. فما هذا التناقض؟!! وحتى أساعدك بحل التناقض أقول لك: يَحل التناقض ميرزا غلام أحمد، فيأتي فيقول أنا المسيح والمسيح أنا، مت وولدت من جديد، ولم أبعث وبعثت. وبما أننا لا نريد أن ننزل وإياك إلى مستوى هبوط الميرزا وتخبطه وخبله فدعنا نعود لمناقشة المسألة.
ثانياً: إذا كان النزول ليس من السماء، فلماذا الأحاديث الكثيرة تتكلم عن النزول، أي أن العبارة لم تأت عرضاً بل هي مدار الأحاديث المتواترة. ثم ماذا يعني النزول بعد الرفع؟!
ثالثاً: استشهدتَ بحديث ولم تكمله، ثم أغمضت عن باقي الأحاديث، وإليك الحديث الذي فيه بعث ونزول: "فبينما هم كذلك إذ بعث الله عيسى ابن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه ينحدر منه جمان كاللؤلؤ .. ". لماذا يضع كفيه وهو ينزل على أجنحة ملَكين. وإذا فسرنا مَلَكين بمَلِكين فهل للملوك أجنحة؟! أم أن المقصود أجنحة طائرة تعود إلى الخطوط المَلَكية الأردنية مثلاً .. !! معذرة أخي مصطفى قصدت العجب من القاديانيين في تأويلهم للنصوص. فأرجو عدم المؤاخذة.
وتقول أخي مصطفى: ((والرفع لايقتضى أن الجسد فى السماء؛ فى قوله تعالي " وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا .. " الأعراف 176 يدل على معنى معنوي للرفع وليس رفعاً مادياً)) أقول أخي مصطفى: معلوم أن الألفاظ تحمل أكثر من معنى، ولكن سياق الكلام هو الذي يحدد المعنى، فعندما تقول:"جاء الأسد فقال"، نفهم أنه إنسان، وليس الحيوان المعروف. وهنا في موضوع رفع عيسى عليه السلام يحكم سياق الكلام، ثم إنّ الأحاديث المتواترة التي تتحدث عن النزول تؤكد المعنى المفهوم من السياق القرآني.
وتقول أخي مصطفى: ((والبعث فى آخر الزمان -من وجهة نظرى - يعنى أنه ليس فى البرزخ؛لأن من فى البرزخ سيبقى فيه إلى يوم البعث " ... وَمِن وَرَآئِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى? يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) أقول أخي مصطفى:
أولاً: إذا لم يكن المسيح في البرزخ فأين هو؟! وأقبلُ منك كل إجابة إلا أن يكون ميرزا غلام أحمد، لأن هذه المسألة نعرفها تماماً وندرك سخافة مناقشتها. ونحن هنا في نقاش جاد.
ثانياً: أما الآية الكريمة فلنقرأها مع الآية التي تسبقها، لنفهم الآية على ضوء السياق:" "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ". نقول:
أولاً: عندما يصبح الموت حاضراً يتمنى المرء أن يعود للدنيا ليعمل صالحاً، والجواب معلوم لجميع أهل الأرض أنه لا رجعة لأن هناك حاجز يمنعهم من الرجوع. فهذا قانون الله في البشر، تماماً كقانون النار تحرق والماء يستطرق، ولكن إبراهيم عليه السلام لم يحترق، والماء لم يستطرق عندما شق موسى عليه السلام البحر. و إليك للتذكير الآيات التي تُصرّح بالمعجزة التي تأتي على خلاف القانون:
أ. كان المسيح عليه السلام ـــ كما نص القرآن الكريم ـــ يُحيي ويُخرج الموتى بإذن الله تعالى.
ب. قصة العزير الواردة في سورة البقرة: "أو كالذي مر على قرية .... فأماته الله مائة عام ثم بعثه ... ". بل تمّ إحياء الحمار أيضاً.
ج. عندما طلب بنو إسرائيل رؤية الله عز وجل:"فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون".
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن نفسر القرآن بالقرآن لنفهم المراد، أما ميرزا القادياني فاحتاج إلى تأويل نصوص كثيرة من أجل اثبات زعمه، وكان الأسهل أن لا تكون النصوص موجودة حتى لا يُجهِد هذا النبي العجيب نفسه بالتأويل فيكذّبه الناس.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Apr 2009, 02:32 ص]ـ
السلام عليكم
أنا بداية أرفض التأويل والترادف والمجاز وأرى أن كل لفظ فى القرآن قاطع الدلالة كالأرقام؛ وهذا هو مايجعلنى أبحث عن تلك الدلالة القاطعة للفعل رفع؛
رفع الطور؛ رفع القواعد من البيت؛ رفع البيوت التى أذن الله أن ترفع
رفع السماء لايعنى أنه كانت على الأرض ثم رفعت؛ ورفعناه مكانا؛مكانا تمييز لنوع الرفع؛ إذ هناك أنواع رفع مثل رفع مكانة ورفع درجة ورفع علما ... الخ
"ورافعك إلى ... "؛" بل رفعه الله إليه " لايعنى المكان بل رفع الدرجات؛ قال تعالى " .... يَرْفَعِ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَ?لَّذِينَ أُوتُواْ ?لْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَ?للَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ "؛
وقال تعالى " تِلْكَ ?لرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى? بَعْضٍ مِّنْهُمْ مَّن كَلَّمَ ?للَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ?بْنَ مَرْيَمَ ?لْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ ?لْقُدُسِ .... "البقرة 253 فهو رفع درجات وليس أي شيء آخر
وكما يوجد خلاف بين العلماء فى هل رفع بعد الموت أم رفع حيا؛ فإنه يوجد خلاف فى كل جزئية
ابتداءا من الصلب -فرأي ديدات هناك من يراه صحيحا - حتى عود الضمير في الآية " وانه لعلم للساعة " هل يعود عليه أم على القرآن؟
إذن الخلاف قائم وكما قلت فلنحاول الخروج منه
وأرى أن الخلاف بين العلماء هو ما فتح الباب للخرافات؛ وما دخل هذا الخرف القاديانى إلا من باب الخلاف؛
فلماذا الخلاف؟
هل لأننا تأثرنا بأهل الكتاب؛ هل لأنا غفلنا عن دراسة الكتاب؛هل لأن رؤيتنا رؤية جزئية " .... جعلوا القرآن عضين "؛ كل ذلك جائز
وقد أقول أن القاديانى قال ماقال مستخدما دلالة الحديث الذي قال ببعث المسيح ونزوله؛ ولو قلت أنا متسائلا هل الحديث صحيح ربما كان فيه علة ,لثارت الدنيا بمن فيهم القاديانى لأن من مصلحته أن يكون الحديث صحيح
ولم أنكر الآيات المعجزات؛ لكى تثبتها لى؛ هل فى كلامي مايدل على أنى أنكر المعجزة كى أستغفر الله مما قلت
ولكن فى نفس الوقت ,لو لم يأت نباها فى القرآن ما صدقتها
وإن كان الحديث صحيحا وهو كذلك حسب السند والتواتر على ماقلتم فأنا لست أهلا لبحث ذلك - أفكر فى الآتى
هل تكون المعجزة لنا نحن المؤمنين على خلاف المعجزات التى نعرفها وكانت لاقامة الدليل على صدق الرسول على من كذبوه؛
وطالما أن امامنا منا؛ فما حكمة نزول المسيح؛ هل امامنا الذى يتركه المسيح يصلى بنا لم يكن حكما مقسطا؛وهو مااستدعى نزول المسيح؛
لماذا جاء بلفظ النزول؟ هل لأنه ليس ارسال؛ ولا بعث منكم ولا بعث فيكم؛ ولا هو نبى جديد؛ ولا مسيح جديد؛
ما معنى يضع الجزية؟ هل يلغيها عنهم؟ ... ربما
وإن كان يفرضها فهل هذه دلالة أنه لن تقوم دولة اسلامية حتى ينزل وإن كان كذلك فما معنى الامام؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Apr 2009, 01:25 ص]ـ
الأخ الكريم مصطفى،
لمزيد من الضوء على المسألة:
أولاً: يغلب على الألفاظ أن تحمل أكثر من معنى، ولكن السياق وأمور أخرى تجعلنا نجزم بمعنى محدد. وهنا في مسألة الرفع نلاحظ الآتي:
1. "بل رفعه الله"، هذه العبارة الآن محتملة، ولكن عندما قال سبحانه:"إليه"، وكررها في قوله سبحانه:" ورافعك إلي"، يصبح الأمر أكثر دلالة على الرفع بالمفهوم المتفق عليه بين المسلمين. انظر قول امرأة فرعون:"ربّ ابن لي عندك بيتاً في الجنة"، إذن هناك أماكن مُشرّفة ولله تعالى فيها تجليات تجعل الإنسان أقرب إلى الله تعالى، كالجنة مثلاً. وقصة الإسراء والمعراج واضحة الدلالة على ما نقول، فقد وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مكان مُشرّف لم يصله جبريل عليه السلام. ومن هنا نفهم معنى ورافعك إلي، بل رفعه الله إليه.
2. عندما يضاف إلى ذلك إقرار القرآن لقول النصارى إن المسيح عليه السلام قد رفع إلى السماء، يكون المعنى قد تعزز. وعندما يضاف إليه أن الرفع كان في ظروف الإنجاء من القتل والصلب، وعندما يضاف إليه الأحاديث المتواترة في النزول. يصبح عندها الأمر غير محتمل لفهوم أخرى.
2. قوله تعالى:"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .. "، يشير بوضوح إلى أن النفس تتوفى في حالتين: أ. في حالة الموت ب. في حالة النوم. ومن هنا لا يسهل على أهل التفسير أن يجزموا بوجه من وجوه الوفاة في تفسير:" إني متوفيك ورافعك إلي"؛ فالرفع ممكن أن يكون في حالة النوم أو في حالة الموت. فإذا كان في حالة النوم فيمكن أن يستمر ذلك في مكان مُشرّف لقرون كما هو الأمر في قصة أصحاب الكهف، ثم يتم البعث من النوم في الوقت المناسب كما بعث أهل الكهف:" وكذلك بعثناهم" فالبعث هنا من النوم. وإذا كان الرفع في حالة موت فسيتم البعث أيضاً بدليل استخدام هذا الفعل في الأحاديث المتواترة. نعم يبعث المسيح فينزل.
3. القادياني وأمثاله لا يهمهم صحة النص ولا يهمهم المنطق السوي في الفهم والاستنباط، ويتبعون المتشابه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله كما نص الكتاب الكريم.
4. نعم الأصل أن لا نصدق حدوث المعجزات حتى يقوم الدليل على ذلك.
5. ما طرحته من أسئلة في نهاية مداخلتك هي أسئلة مشروعة ولا بد من أمثالها من أجل فهم أفضل. ولعله يكون لنا في المستقبل ــ إن شاء الله ــ كلام في بعض هذه المسائل. ولكن لا بد من التنبيه إلى أننا في البداية نتحقق من صدق الخبر ثم نحاول فهم دلالاته وحكمه وأسراره. ولا ننسى أن مثل هذه الأحداث الخارقة تكون مقدمات لزوال الدنيا. أي بداية التغيّر في اتجاه قوانين الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Apr 2009, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا
معاني جميلة وأقول سديدة قد قاربت بيننا كثيرا؛
بارك الله بك
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Sep 2009, 11:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك سعيد، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
إذا كنت قد تأخرت عن الرد على مداخلاتكم فذلك لا يعني أني اقتنعت بكلامكم فهو لا يفيد إلا الظن بالنسبة لمن تبناه، والظن لا تطمئن له النفوس، فالعلم يأتي في القرآن مرادفا لليقين.
لا أتفق معكم في الحكم على الإنجيل بالتحريف من خلال نصوصه إلا إذا كان أهل التوراة وأهل الإنجيل يستوون مع أهل القرآن في فهمهم وإدراكهم لآيات الله، لو كانوا سواء لأنزل الله عليهم القرآن ولما أرسل إليهم آيات حسية تدرك بالأبصار. إذن فاليهود والنصارى على عكس الذين أوتوا القرآن،القرآن كتاب أحكمت آياته لقوم يعلمون فهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون!!
إذا كانوا لا يستوون في المعرفة وفي الآيات فصياغة كتبهم لا تستوي مع صياغة القرآن، وما يجوز لقوم لا يعلمون لا يجوز لقوم يعلمون، فكتب الذين أوتوا الآيات الحسية ينبغي أن تتناسب مع ماديتهم ومع مستواهم المعرفي الذي لا يفهم إلا المشخص، ومن الطبيعي أن العقلية التي لا تفهم إلا المحسوس لو أنزل عليهم القرآن فلن يزيد أكثرهم إلا طغيانا وكفرا، وبالمقابل فإن أكثر الذين أنزل عليهم القرآن يحسبون أن التوراة والإنجيل مثل القرآن في صياغته، فلو جئتهم بالتوراة والإنجيل الموجودين عند اليهود والنصارى فسيقولون إنهما كتابان محرفان.
إذن فالنص الذي استشهد به أخونا مصطفى سعيد عن تحريف الإنجيل غير مقنع لي لأنه قد يفهم منه أنه كناية عن القرب من الله، فالمسيح عليه السلام من المقربين بنص القرآن.
وكلمة الرب قبل الإسلام كانت جائزة ولها معاني متعددة، فالمعلم يعتبر ربا، والأب مجازا يعتبر ربا، والعبد المملوك ينسب إلى ربه سيده الذي يملكه، وفي القرآن الكريم في سورة يوسف: أما أحدكما فيسقي ربه خمرا، إذن فإذا نودي المسيح في الإنجيل ب (يا رب) فهي تعني المعلم.
وإذا قرأت كلاما منسوبا للمسيح عليه السلام يقول فيه إن الرب قد حل في،فإن الحلول ليس حلول ذات في ذات وإنما هي حلول بركة الله ورحمته مثلما في الحديث القدسي: وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها.
هل يوجد أحد فسر هذا الحديث القدسي بمعنى الحلول!!
أما الإشكال الكبير في الإنجيل الموجود بين يدي النصارى هو وجود كلام للمسيح عليه السلام يتضمن تصريحا بأبوة الله له، لو اقتصر ذكر أبوة الله للمسيح فقط لكان ذلك دليل يفيد اليقين على تحريف الإنجيل لكن أبوة الله لم تقتصر على المسيح مما يعني أنها وردت مجازا، فالله تعالى في رحمته كمثل رحمة الأب بأبناءه، أليست رحمة الأبوة هي المثل الأعلى للرحمة في الأرض، والله له المثل الأعلى في السموات والأرض.!!
هذه بعض الأمثلة في الإنجيل لأبوة الله المجازية:
أَمَّا أَنْتَ، فإِذا صَلَّيْتَ فادخُلْ حُجْرَتَكَ وأَغْلِقْ علَيكَ بابَها وصَلِّ إِلى أَبيكَ الَّذي في الخُفْيَة، وأَبوكَ الَّذي يَرى في الخُفْيَةِ يُجازيك. متى 6 - 7, 8
فلا تتَشَبَّهوا بِهِم، لأَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه. فَصَلُّوا أَنتُم هذِه الصَّلاة: أَبانا الَّذي في السَّمَوات لِيُقَدَّسِ اسمُكَ لِيَأتِ مَلَكوتُكَ لِيَكُنْ ما تَشاء في الأَرْضِ كما في السَّماء. متى 6 - 10,11
لا تَخَفْ أَيُّها القَطيعُ الصَّغير، فقد حَسُنَ لدى أَبيكم أَن يُنعِمَ عَليكُم بِالمَلَكوت. لوقا 34 - 12;32
لا تخف ايها القطيع الصغير, لأن اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت. لوقا 12 - 32
إن كان لكم على أحد شيء لكي يغفر لكم أيضًا أبوكم الذي في السماوات. مرقس 11 - 25;26
وردت: أبيك، أَبوكَ، أَباكُم،أَبانا، أبوكم، هذه كلها تعبر مجازا عن الناس وربهم مثلهم كمثل الأبناء وأبيهم.
فإذا تكلم المسيح عن نفسه وعن ربه بنفس التعبير المجازي فهو مجاز.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء على هذا فإن الاستدلال على تحريف الإنجيل من خلال ما جاء فيه لا يفيد العلم (اليقين) وإنما يفيد الظن لأن تيسير الذكر لقوم لا يعلمون يختلف عن تيسيره لقوم يعلمون، وبالتالي فإن النتيجة هي اختلاف الفهم.
قضية التوراة والإنجيل يحكم فيها الكتاب والحكمة، فالكتاب تبيان لكل شيء، والحكمة تفصل فيما نحن فيه مختلفون.
قال تعالى: وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
الكتب السماوية رحمة للناس، والمثل الأعلى للرحمة في الأرض هي رحمة الأبوين، هب أن أبا جاء أبناءه بكتاب فيه إرشادات ليتعلموا منها كيفية تشغيل وصيانة آلة ميكانيكية أو إلكترونية، ثم جاء أحد الأبناء في غياب إخوته وأراد أن يتلف الكتاب أو يقطع بعض أوراقه أو يشطب فقرات منه أو يلطخ صفحاته بحبر ليطمس مضمونه أو يحرفه، هل يتركه أبوه يفعل ذلك!!
هل يعد هذا تصرفا حكيما من الأب!! يرى أحد أبناءه يعبث بالكتاب ليضل إخوته ولا يمنعه!! وهل يلوم الأب أبناءه على فشلهم في تشغيل الآلة وهو يعلم أن سبب فشلهم هو أخوهم الذي شاهده يحرف الكتاب ولم يمنعه!!
لا شك أن القول بتحريف التوراة والإنجيل يعد انتقاصا لا يليق بالله الحي القيوم الذي لا يخفى عليه شيء، إنه قول يتعارض مع الحكمة، فكأننا نعتبر الله تعالى كالأب الذي شاهد أحد أبناءه يحرف ويزيف الكتاب ليضل إخوته ولم يمنعه ورغم ذلك عاقب أبناءه على فشلهم في تطبيق إرشادات الكتاب!!
إن قلنا إن رحمة الأب بأبناءه لا تضرب مثلا لرحمة الله بالناس فهذا تكذيب لقول الله (وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، إذ أن رحمة الأبوين هي المثل الأعلى للرحمة، أما إذا اعتبرنا رحمة الأب هي المثل الأعلى الذي يصح أن يضرب مثلا لرحمة الله فإن الله قال بعدها: (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فكما أن التصرف الصائب والحكيم في المثال السابق الذي ضربته هو حرص الأب على هداية أبناءه وعدم السماح لأحد أن يمس الكتاب بسوء قصد تحريفه أو طمس مضمونه أوإتلافه أو .... كذلك الله القيوم حكيم يحفظ كتبه من التحريف وما يفتح للناس من رحمة فلا ممسك لها.
القرآن الكريم وصف اليهود والنصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم بأهل الكتاب، والكتاب المقصود هو التوراة إن كان يتكلم عن اليهود، وهو الإنجيل إن كان يتكلم عن النصارى، فهل يصح أن يثبت لليهود أهليتهم للتوراة ثم نأتي نحن لنقول إنها توراة محرفة، لو كانت محرفة لوصفهم بأهل الكتاب المحرف لا بأهل الكتاب، ولو كان أسلافهم هم أهل الكتاب الغير محرف لخاطب هؤلاء بعبارة: يا بني أهل الكتاب لا بيا أهل الكتاب، وإذا قال الله: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، فبني إسرائيل على الإطلاق: الأولون والآخرون، فلا يصح أن ندعي أن الأولين من بني إسرائيل ورثوا توراة سليمة من التحريف أما هؤلاء فورثوا توراة محرفة.
قال تعالى: الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ.
هم صنفان من المؤمنين: صنف إيمانهم بالغيب، والصنف الآخر إيمانهم إيمان شهادة، فالتصديق بالشيء يتم بواسطتين:
1) إما خبرا بالسمع (غيب)، 2) وإما رؤية بالبصر (شهادة).
بما أن الله عطف في الآية الرابعة من سورة البقرة بقوله: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ... ) هذا لا يعني أن المعطوف عليه: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) لا يؤمنون بما أنزل على النبي ولا بما أنزل من قبله بل تعني أن إيمان هؤلاء إيمان غيب بما أنزل على النبي وبما أنزل من قبله، والمعطوف صنف آخر يؤمن إيمان شهادة بما أنزل على النبي وبما أنزل من قبله، فقد حذف من المعطوف عبارة (بالشهادة) لوجود ما يقابلها في المعطوف عليه (بِالْغَيْبِ)، ولدلالة سياق الآية عليه في وصفهم بالموقنين (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ)، فالشاهد الذي رأى أحق أن تثبت له صفة اليقين من السامع الذي صدق الخبر الذي غاب عن بصره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما يهمنا في هذه الآية هو ما يتعلق بموضوعنا عن تحريف ما أنزل قبل النبي عليه السلام، لو كان قد تحرف فكيف يؤمن هؤلاء إيمان شهادة به وبالقرآن!!
لا يصح أن يوصف هؤلاء بأنهم مؤمنون إيمان شهادة بما أنزل قبل القرآن إلا إذا كانت التوراة والإنجيل حاضران موجودان لا تحريف فيهما ولا نقص.
كيف يؤمن هؤلاء بالقرآن وبالتوراة والإنجيل إيمان شهادة؟
الشهادة في الأمور المحسوسة تثبت بالرؤية بالأبصار، وفي الأمور المعقولة تثبت بالرؤية بالبصائر، مثلا:
تلميذ علم نتيجة مسألة رياضية من أستاذه فصدقه، وآخر استطاع أن يحل المسألة بنفسه فتوصل إلى نفس النتيجة، أي التلميذين أكثر هدى من الآخر؟
لا شك أن التلميذ الثاني هو الأهدى لأنه عنده من الحجج ما يبرهن به على صحة كلامه، فقد رأى بالبرهان (إيمان شهادة).
إذا فالذي يبرهن على صحة الإنجيل الموجود بين يدي النصارى ويبرهن على حكمة القرآن يعتبر مؤمنا إيمان شهادة بما أنزل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبله، وبالتالي فهو من الذين قال الله عنهم: (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ).
المشكل الأكبر والأساسي الذي جعلنا نقول بتحريف الإنجيل هو الكلام المنسوب إلى المسيح عليه السلام الذي يصرح فيه بأبوة الله له وهو ما يتعارض مع ما جاء في القرآن من تنزيه لله عن ذلك، ولا شك أن ادعاء بنوة المسيح على الحقيقة لله هي التي ينفيها القرآن ويكفر معتقديها، أما لو كانت مجازا فالناس كلهم أبناء الله وعياله، فإذا كان ضرب المثل الأعلى لله جائزا بنص القرآن فإن استعماله مجازا لله جائز، وبما أن المثل الأعلى للرحمة هو رحمة الأبوين فإنه يجوز أن يقال: أبانا ارحمنا واغفر لنا، مثل هذه العبارة موجودة في إنجيل النصارى.
لكي نصل إلى اليقين لحل هذه المسألة علينا أن نستحضر في أذهاننا بينات المسيح عليه السلام،ونقيمها بقيمتها التي تستحقها، ثم بعد ذلك نرى إن كانت الرحمة مساوية للهدى فذلك هو الحق والحكمة التي ينبغي أن تكون.
المسيح عليه السلام جاء بأعظم الآيات الحسية التي يمكن أن يأتي بها رسول من عند الله، فالغاية من إرسال الرسل هي تذكير الناس بأن ربهم الذي خلقهم هو الله، وأن بعد الموت حياة أخرى، فجاء المسيح بآية خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيها فصارت طيرا بإذن الله، هذه بينة أن الله هو الرب الذي خلق من طين، وآية إحياء الموتى بينة للإيمان باليوم الآخرِ. إذن فالهدى بالآيات الحسية بلغ أعلى مستوياته في عهد المسيح عليه السلام، ومن الحكمة أن تبلغ الرحمة هي الأخرى أعلى مستوياتها لتتناسب مع مستوى الهدى، وأعلى مستوى للرحمة هي الرحمة الأبوية،
إذا فالإنجيل يمثل تلك الرحمة الأبوية التي تتناسب مع مستوى الهدى الذي جاء به المسيح.
وهكذا يتبين لنا أن المثل الأعلى للهدى بالآيات الحسية للإيمان بالله واليوم الآخر هي بينات عيسى عليه السلام، يعبر عنه بأعلى مثل للرحمة: الرحمة الأبوية، ومن ليس له أب هو الأولى والأحق بالرحمة الأبوية ممن له أب. والمسيح أحق بها.وإذا كان لفظ (البشرى) يطلق وصفا للرحمة التي يأتي بها أي رسول من ربه فإن الوصف يجب أن يصير اسما علما للرحمة التي أوتيها المسيح عليه السلام، فأعلى مستوى للصفة هو أن تصير اسما علما،فالإنجيل كلمة يونانية تعني البشارة أو البشرى.
رسالة المسيح عليه الصلاة والسلام وبيناته تنبأ برسول جديد يأتي بهدى آياته غير حسية لأن آيات المسيح هي أعلى الآيات الحسية، فالمعلم لا يأتي بدرس جديد حتى يبين الدرس السابق بيانا مطلقا واضحا كل الوضوح ويختبر التلاميذ فيه، وهذا هو ما حصل فعلا، فالهدى بالآيات الحسية يبتدئ إيمانا بالشهادة لمن رآها ثم يصير إيمانا بالغيب للخلف، والهدى بالآيات العلمية يبتدئ إيمانا بالغيب (لأن العلم يستغرق زمنا) ثم يصير إيمان شهادة للخلف بعد حين.
من خلال ماتوصلنا إليه يتبين لنا (أو على الأقل يتبين لي) أن النصارى حولوا المجاز إلى حقيقة، ذلك هو الغلو، فالغلو هو تقييم الشيء بأكثر من قيمته الحقيقية. ومن الخطأ أن نظن أن الإنجيل كتاب كالقرآن، لو كان كالقرآن لكان آيات حكيمة لن يفقهها إلا العالمون، ولو كانوا يعلمون لما احتاجوا إلى آيات حسية ليهتدوا، وهل الآيات التي أوتيها المسيح ليست كافية للإيمان بالله واليوم الآخر إلا إذا عززها الله بآيات أخرى حكيمة في كتاب!!
إذا جاء رجل صحبة رئيس الوزراء ومعه كاميرات التلفزيون والصحافة وحراسة من الشرطة ليعلن للناس أن ملك البلاد عينه عليهم محافظا، هل ما زال يحتاج إلى كتاب تعيين من الملك يريه للناس لكي يصدقوه!!
لو كان الأمر يتطلب كتابا لتصديقه فما فائدة ذلك الهيلمان وتلك الزفة من الكاميرات والصحافة ... !!
وإذا كان هذا المحافظ نائبا عن الملك فإن كل قراراته وأنشطته هي من إملاء الملك وباسمه قضيت، فهل على الناس ألا تعتبر أفعال وأقوال المحافظ وأنشطته من أوامر الملك إلا إذا كانت مدونة في كتاب بخط يد الملك!!
وبالمقابل لو جاء هذا المحافظ بكتاب مكتوب بخط يد الملك وعليه توقيعه وخاتمه فإن الملك ما فعل ذلك إلا لأنه يعلم أن الناس يعرفون خط يده وتوقيعه وخاتمه وأن الكتاب وحده كاف كآية لهم، فلو لم يكتف الناس بالكتاب كآية وطالبوا بآيات أخرى فكأن الكتاب وحده غير كاف وبالتالي لو أجاب الملك طلبهم فمعنى ذلك أنه كان على خطأ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Sep 2009, 01:49 م]ـ
الأخ الكريم أبو علي
1. ها أنت تعود بعد خمسة أشهر لتثير المسألة بعد أن أخذت حقها في النقاش.
2. مهما بلغت بلاغة الكلمة لا تغني شيئاً في مواجهة الواقع؛ فواقع الأناجيل التي هي بين أيدي النصارى يؤكد أنها محرفة. بل يبدو أنه ليس من الممكن الجمع بينها لكثرة تناقضاتها. فأية رواية هي الصحيحة، رواية مرقس أم لوقا أم متى أم يوحنا أم الروايات التي حُرّمت في مؤتمر نيقية؟!
3. نؤمن بصحف إبراهيم ونؤمن بالزبور، فأين الصحف وأين الزبور؟!
4. ما الداعي لحفظ الكتب بعد انقضاء زمانها؟! أما حفظ القرآن فلأنه يخاطب البشر إلى يوم القيامة.
5. تحريف هذه الكتب لا علاقة له بفتنة الناس، لأن الله تعالى لم يكلفنا أن نؤمن برسالة رسول حتى يقدم لنا الدليل على ذلك، ولا دليل هنا إلا المعجزة. فأين الدليل الذي يجده النصراني أو اليهودي اليوم فيقنعه بصحة نسبة التوراة أو الإنجيل؟!
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[19 Sep 2009, 05:25 م]ـ
[ quote] لا أتفق معكم في الحكم على الإنجيل بالتحريف من خلال نصوصه. . . . وكلمة (الرب) قبل الإسلام كانت جائزة ولها معاني متعددة، فالمعلم يعتبر ربا، والأب مجازا يعتبر ربا، والعبد المملوك ينسب إلى ربه سيده الذي يملكه، وفي القرآن الكريم في سورة يوسف: أما أحدكما فيسقي ربه خمرا، إذن فإذا نودي المسيح في الإنجيل ب (يا رب) فهي تعني المعلم.
أدعوك أخى الكريم أن تتأمل هذه الآيات من سورة آل عمران:
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَ?كِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
فالآية الثانية تبين أن النصارى مقصودون بالآيه الأولى أيضا، وهى تنكر عليهم أن يكون في كتبهم ما يدعو لعبادة بشر من دون الله، وأن المسيح بعد أن آتاه الله الكتاب والحكم والنبوة لايمكن أن يكون قد قال للناس اعبدوني من دون الله، ومعنى ذلك أن ما يخالف ذلك في كتابهم فهو من صنع أيديهم، وبالذات من صنع بولس.
والآيات السابقة عليها تتحدث كلها عن عيسى عليه السلام وأمه مريم وأهل الكتاب الذين هم اليهود والنصارى معا، فكيف تقول يا أخى أنه لا يوجد دليل على تحريف النصارى لكتابهم؟؟
، فهل يصح أن يثبت لليهود أهليتهم للتوراة ثم نأتي نحن لنقول إنها توراة محرفة، لو كانت محرفة لوصفهم بأهل الكتاب المحرف لا بأهل الكتاب، ولو كان أسلافهم هم أهل الكتاب الغير محرف لخاطب هؤلاء بعبارة: يا بني أهل الكتاب لا بيا أهل الكتاب، وإذا قال الله: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، فبني إسرائيل على الإطلاق: الأولون والآخرون، فلا يصح أن ندعي أن الأولين من بني إسرائيل ورثوا توراة سليمة من التحريف أما هؤلاء فورثوا توراة محرفة.
على طريقة (وشهد شاهد من أهلها) دعنى أقدم اليك - أخى الكريم أبا على - من كتابهم المقدس نفسه نصوصا تعترف عليهم بتحريف كتبهم:
ينسب إلى داود عليه السلام بأن أعدائه طوال اليوم يحرفون كلامه:
"ماذا يصنعه بي البشر. اليوم كله يحرفون كلامي. عليّ كل افكارهم بالشر"المزمور 56: 4
واعترف كاتب سفر ارميا بأن اليهود حرفوا كلمة الله لذلك فهو ينسب لإرميا في (23: 36) توبيخ النبي إرميا لليهود:
" أما وحي الرب فلا تذكروه بعد لأن كلمة كل إنسان تكون وحيه إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلَهِ الْحَيِّ، الرَّبِّ الْقَدِيرِ، إِلَهِنَا "
كاتب سفر ارميا ينسب لإرميا توبيخه وتبكيته لليهود لقيامهم بتحريف كلمة الرب:
" كيف تقولون إننا حكماء وكلمة الرب معنا؟ حقاً إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب "
فما هو رأيك الآن يا أبا على؟
(يُتْبَعُ)
(/)
من خلال ماتوصلنا إليه يتبين لنا (أو على الأقل يتبين لي) أن النصارى حولوا المجاز إلى حقيقة، ذلك هو الغلو، فالغلو هو تقييم الشيء بأكثر من قيمته الحقيقية
هذا الكلام هو من اصدق وأهم ما ذكرت فى مداخلتك هذه وأحييك عليه
ـ[أبو علي]ــــــــ[06 Oct 2009, 12:29 م]ـ
أخي الفاضل العليمي
قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
الآية لا يفهم منها أن الكتاب قد تم تحريف رسمه بل هذه الآية قد تعبر عن حالات موجودة في كل زمان حتى في عصرنا الحالي حتى أنك قد تجدها في من يدعون أنهم مسلمون، ألا يوجد مشعوذون يدعون أنهم مسلمون؟
ألا يوهم المشعوذ الناس الأميين بأنه يقرأ القرآن بينما هو يخلط آياته بعزائم وتمائم، فالأمي الذي لا يعلم الكتاب يحسب ما يتفوه به المشعوذ من الكتاب بينما هو ليس من الكتاب.
وأما استشهادك بما جاء في سفر إرميا أو بما جاء في مزمور داوود، فما أدراك أنه تحريف خطي بتغيير رسم كلمات الكتاب!!
قد يحرف معناه في كتب مفسريهم، أنت إذا قرأت تفاسير الشيعة فستجدها مليئة بتحريف معاني آيات القرآن الكريم، فآية النور عندهم أن النور هو علي رضي الله عنه، والمشكاة هي النبي صلى الله عليه وسلم، والزجاجة هي الحسين ... أليس هذا تحريف!!
الله تعالى لم يمنع الشيطان من التعبير عن نفسه وطرح مشروعه الإضلالي، لكنه في المقابل أحكم آياته ولم يسمح بإزالتها أو طمسها، فالقاعدة العقلية تقول: لا يوجد اختبار بدون وجود درس يختبر فيه.
فإذا كان الله قد اختبر النصارى بما ألقاه الشيطان من أباطيل كتأليه المسيح والتثليث وعقيدة الفداء فإن الجواب على تلك الأباطيل وتفنيذها يوجد في الإنجيل لو كانوا يعقلون، فلا يعقل أن يسمح الله لهداه بالزوال في أي زمن ليحل محله الباطل الذي يلقيه الشيطان، بل لا بد من وجودهما معا، فيختار الذين في قلوبهم مرض الباطل، والعاقلون يتبعون المحكم.
أخي الفاضل أبو عمرو البيراوي
سأجيبك على كل أسئلتك سواء التي وردت في الردود المتقدمة أو في ردك الأخير متى سمح الوقت بذلك.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Oct 2009, 04:38 م]ـ
أخي الفاضل العليمي
قوله تعالى: (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
الآية لا يفهم منها أن الكتاب قد تم تحريف رسمه بل هذه الآية قد تعبر عن حالات موجودة في كل زمان حتى في عصرنا الحالي حتى أنك قد تجدها في من يدعون أنهم مسلمون، ألا يوجد مشعوذون يدعون أنهم مسلمون؟
ألا يوهم المشعوذ الناس الأميين بأنه يقرأ القرآن بينما هو يخلط آياته بعزائم وتمائم، فالأمي الذي لا يعلم الكتاب يحسب ما يتفوه به المشعوذ من الكتاب بينما هو ليس من الكتاب.
يا أخى الفاضل: لا تأخذ الآية المذكورة بمعزل عن الآيتين التالييتين لها لأن الأيات الثلاث متصلة فى سياق واحد
ومعذرة، فقد نسيت أن أذكر لك الآية الثالثة فى مداخلتى السابقة
والآن يا أخى ضع الآيات الثلاث معا وأقرأها من جديد وتمعن فيها جيدا وسترى فيها عجبا
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)
مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَ?كِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79)
ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا، أيأمركم بالكفر بعد اذ أنتم مسلمون (80)
هل لحظت أخانا الفاضل الكلمات التى لونتها لك؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جاء فى الاية الأولى من تلك الآيات قوله تعالى " يلوون ألسنتهم بالكتاب "
ثم جاء فى التى تليها ما يحدد موضع ليهم ألسنتهم وهو لفظ " ربانيين "
ثم فى الثالثة كشف عن تحريفهم لها الى كلمة " أربابا "
أى أنهم قد حرفوا كلمة " ربانيين " فى اللسان الآرامى الذى كان ينطق به المسيح وقومه فى ذلك الوقت، حرفوها الى كلمة " أربابا " التى لها نفس النطق تقريبا فى نفس اللسان الآرامى، وكان من نتيجة هذا التحريف أنهم قد أطلقوا وصف الرب على الروح القدس (المعبرعنه بالملائكة فى الآية) وعلى السيد المسيح كذلك (المعبر عنه بالنبيين فى الآية ذاتها)، ومن ثم صار لديهم ثلاثة أرباب هى الأقانيم الثلاثة
أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن فى كشف تحريفهم، وهو الكشف الذى لا يتيسر الا لمن أحاط باللسان الآرامى، فما بالك بنبى أمى لا يعرف الكتابة بلسانه هو؟!
أليس هذا برهانا على أن القرآن من عند الله؟
وربما سألتنى: ما هو الشاهد على هذا التحريف من كتبهم؟
وأجيبك: يوجد أكثر من شاهد على هذا الأمر، واليك البرهان:
الشاهد الأول
جاء فى انجيل يوحنا (1: 38) ما يلى:
" فقالا: ربى - الذى تفسيره يا معلم - أين تمكث؟ "
والجملة الاعتراضية فى هذا النص ليست من عندى أنا كما قد يظن البعض، بل تجدها كما هى فى النص ذاته حيث أن الكاتب هنا قد أتى بالكلمة الآرامية شارحا معناها، وقد وردت هكذا فى سائر ترجمات الانجيل، فهى مثلا موجودة فى الترجمة الانجليزية بنفس النطق Rhabbi
الشاهد الثانى
جاء فى انجيل يوحنا كذلك (20: 16 - 18) ما يلى:
" فقال لها يسوع: يا مريم، فالتفتت تلك وقالت له " ربونى " الذى تفسيره: يا معلم. . . . فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب "
وما قلناه فى المرة الأولى نقوله هنا كذلك، حيث لفظة (ربونى) ترد بمعنى (يا معلم) فى نص الانجيل ذاته
ولكن انظر كيف انحرفوا بترجمتها فى آخر الفقرة السابقة، حيث ترجموها الى كلمة (الرب) وكان حقها أن تترجم الى كلمة (المعلم) على نحو ما حدث فى الفقرة ذاتها!!!
وقد ساعدهم على هذا التحريف (المكتوب وليس الملفوظ فحسب) أن الكلمتين تشتركان فى نطقهما باللسان الآرامى الذى هو لسان المسيح وقومه، فكان من اليسير عليهم أن يلووا ألسنتهم بها فى النطق ومن ثم يلووا أقلامهم بها فى الكتابة أيضا!!
أرأيت أخى الفاضل الى اعجاز القرآن العظيم فى اشارته الى تحريفهم هذا والذى شهدت عليه كتب القوم أنفسهم!!
وأظنك لم تقرأ مثل هذا الكلام من قبل فى تفسير الآيات الثلاث المذكورة من سورة آل عمران
وهذا صحيح لأنه من الجديد الذى تفضل به الله على العبد الفقير وامتن به عليه، وهو هدية منى لك ولكل أعضاء وزوار الملتقى
(يتبع)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[10 Oct 2009, 02:24 ص]ـ
أخي الفاضل العليمي
وأما استشهادك بما جاء في سفر إرميا أو بما جاء في مزمور داوود، فما أدراك أنه تحريف خطي بتغيير رسم كلمات الكتاب!!
أخى الكريم أبا على حفظه الله
أخشى أننى قد أطلت عليك فى مداخلتى السابقة، لذا سأختصر التعقيب على بقية كلامك
تقول لى متعجبا:
فما أدراك أنه تحريف خطى!!
حسنا، سوف أنبئك ما الذى أدرانى
أدرانى بهذا قول أرميا النبى والذى أوردته لك من قبل ولكن يبدو أنك لم تدقق النظر فيه جيدا!!
فاذا فعلت ذلك فسوف تجد فيه عبارة تقول:
" الى الكذب حولها (يقصد: كلمة الرب) قلم الكتبة الكاذب "
أرأيت أخى الحبيب ما الذى حول (أى: حرف) كلمة الرب؟
انه: قلم الكتبة الكاذب
عبارة واضحة كما الشمس
وهى قاطعة فى أن التحريف قد تطرق الى الوحى المكتوب أيضا، لا الى تفسيره فحسب كما ظننت
أعتقد الآن أن الذى أدرانى كان خليقا بأن يدريك أنت كذلك، ولكن يبدو - كما أخبرتك - أنك لم تدقق النظر فى المرة الأولى
لا جناح عليك أخى الكريم
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[أبو علي]ــــــــ[11 Jan 2010, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم
لا زال الشريط لم يكتمل، وسأرد على كل الإشكالات التي لا زالت لم توضح.
لذلك يرفع الموضوع.
ـ[أبو علي]ــــــــ[17 Feb 2010, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الأفاضل (نتابع بعد توقف دام أشهرا)
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي الفاضل أبو عمرو، إيمان الشهادة بما أنزل قبل الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطبق إلا على شيء موجود بالفعل، أما صحف إبراهيم عليه السلام فإنها لم يبق لها أثر لانقراض أهلها، فقد يرسل الله رسولا بعد انقراض أقوام قبله جاءتهم الرسل بالآيات، فلما انقرضوا انقرض معهم ثراتهم، ومن الطبيعي أن تنسى آياتهم فلا يتذكرها الأجيال من بعدهم.
أو يرسل الله رسولا بآيات جديدة ليجد أقواما أخرى أوتوا الكتاب ما زال لهم وجود، فالله تعالى لم يرسل موسى وعيسى عليهما السلام لتبليغ رسالته إلى معاصريهم فقط بل إلى الخلف أيضا، ولكي يلزم الخلف بالإيمان بما آمن به السلف فإنه يجب أن يترك الله للخلف نسخة من الآيات التي رآها أو سمعها أسلافهم، فالآيات قد تكون فعلية (كآيات المسيح عليه السلام) أو قولية كآيات محمد عليه السلام.
كيف يترك الله للناس نسخة من آية المسيح إذا كان المسيح هو نفسه تلك الآية!!
نسخ آية المسيح يعني أن يترك الله للخلف نسخة من سيرة المسيح الذاتية مدون فيها أفعاله وأقواله وكل ما قام به وما جرى له، فأسلاف النصارى المعاصرون للمسيح كان إيمانهم إيمان شهادة، أما الذين وصلهم الخبر منسوخا في كتاب فهم مؤمنون بالغيب.
وبما أن آيات المسيح عليه السلام آيات فعلية تدرك بالأبصار فإن المهم في تبليغها إلى الخلف هو الصدق في الخبر وعدم تحريفه، عبر عنه كما شئت وبأية كيفية وبأية وسيلة، المهم هو أن يكون الخبر صحيحا، فأنا إذا قرأت عبارة في نسخة من الإنجيل ليست هي نفسها في نسخة أخرى مثل لفظ (ربي) و (ربوني) فإني لا أعتبر ذلك تحريفا كما ظن أخونا الفاضل العليمي، فما الإنجيل إلا أخبار عاصرها أسلاف النصارى بلغت إلى الخلف ليكونوا على علم بما حصل كما لو أنهم كانوا حاضرين معهم.
إذا قال الله عن المسيح: (وآتيناه الإنجيل) فلا تظنن أنه كتاب آتاه الله رسوله المسيح عليه السلام بل هو الآيات الفعلية والحكمة التي أوتيها المسيح، فآيات رسولنا صلى الله عليه وسلم اسمها (القرءان)، وآيات المسيح اسمها (الإنجيل) ومعناه البشرى، فآية إحياء الموتى تبشر الناس أن بعد الموت بعثا، لو كان الإنجيل كتابا كالقرآن أوتيه المسيح فكيف يسمي الله كتاب النصارى المعاصرين للإسلام ب (الإنجيل) في قوله: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ، وهو بلا شك ليس كتاب المسيح بل كتبه لوقا ويوحنا ومرقس ومتى!!
إذا فالإنجيل الحالي هو نسخة من الإنجيل الأصلي الذي عاش أحداثه واقعا المؤمنون المعاصرون للمسيح عليه السلام، مثلا: إذا سافرت في رحلة إلى إفريقيا، فهي رحلة عشت أحداثها واقعا، وإذا كتبت كتابا عن هذه الرحلة أقص فيه كل ما شاهدته وما جرى لي فيها فإن الإسم المناسب للكتاب هو (رحلة إلى إفريقيا)، كذلك آيات المسيح وتعاليمه إسمها (الإنجيل)، إذا دونت في كتاب فالكتاب يحمل اسم مضمونه.
أما القرآن فهو كلام الله الحكيم، كتاب أحكمت آياته، وبما أن الآيات ليست فعلية كآيات المسيح وإنما آيات قولية ينبغي أن تنقل إلى الخلف كما هي، فهو قرآن عربي إذا ترجم إلى لغات أخرى لا يصح أن نطلق عليه اسم قرآن بل ترجمة لمعاني القرآن.
إذن فالآيات الحسية مهما بلغت عظمتها فإنها ابنة لحظتها لا يمكن أن تستمر إلى الخلف إلا نسخة خبرية (كتاب أو شريط فيديو ... )، والنسخة ليست كالأصل، فآية إحياء الموتى ابنة لحظتها، فالأصل هو مشاهدتها مباشرة، ومن لم يشاهدها ووصلته خبرا فالخبر نسخة من الأصل (الشهادة). والأصل خير من النسخة.
أما القرءان فهو آيات قولية ليست ابنة لحظتها كآيات المسيح، وبالتالي فهي ليس فيها أصل ونسخة بل هي نفس الآيات منذ أنزلت إلى أن تقوم الساعة.
وإذا كان القرآن آيات لا يمكن نسخها فنحصل على أصل ونسخة فإنه خير من الآيات التي يمكن نسخها وتقسيمها إلى أصل ونسخة.
إذن فالقرآن لم يأت ليجد آيات المسيح قد أنسيت بل وجدها نسخت للأجيال من بعده في كتاب اسمه الإنجيل.
قال تعالى: مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية جملة شرطية فيها حرف التخيير (أو)، وحرف التخيير في مثل هذا السياق يكون مابعده مضادا لما قبله، مثل:
استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ...
أخرج أو ادخل.
لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ.
كذلك في الآية (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا): النسيان ضدها التذكر، وكل أمر إذا لم يترك منه نسخة مكتوبة أو مسجلة بالصوت أو الصورة فإنه سينسى مع مرور الزمن، فقد تحضر حفلا وبعد مدة تنسى تفاصيل الأحداث التي شاهدتها في ذلك الحفل، فقد تنسى حتى لون القميص الذي كنت ترتديه في تلك المناسبة، فلو أنك تركت نسخة مكتوبة أو مرئية (فيديو) عن تفاصيل ما جرى لما نسيت لأن النسخة تذكرك.
إذن فالنسيان ضده التذكر، وخير وسيلة لتذكر الشيء هي استنساخه كتابة أو بأية وسيلة أخرى.
الآية جاءت بعد ذكر حسد اليهود للعرب وأنهم لا يودون أن ينزل عليهم من خير من ربهم، وإن كان هناك خير محسودين عليه يستحق الذكر في هذه المناسبة فهو النبوة، والنبوة آيات، والحالتان الممكنتان لإرسال نبي بآية هي:
1) بعد أن نسيت آيات قوم أو أقوام قبله بانقراضهم وضياع تاريخهم، وفقدان ثراتهم.
2) أو يجد بين يديه نسخة من الرسالة التي كانت قبله (يهود وكتابهم، نصارى وكتابهم).
إذا فالنسخ في الآية لا يعني الإزالة بل بالعكس هو وسيلة تذكير (كتابة): (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا).
وإذا كان الله قد ترك للخلف نسخة من الآيات التي عاصرها السلف فإنه يترك لهم أيضا نسخة من الاختبار الذي اختبر به أسلافهم، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ. قد نخطئ في معنى النسخ في هذه الآية إذا اعتبرنا (تمنى) بمعنى قرأ، ففي هذه الحالة يصبح ضروريا أن يعني النسخ الإزالة، أما إذا اعتبرنا (تمنى) بمعنى أحب فكل نبي أحب أن يسود منهج الله وأن يعبد الله وحده وألا يضل قومه من بعده، فالمسيح عليه السلام تمنى أن يعبد أتباعه الله وحده فهل ترك الشيطان المسيح وأمنيته أم ألقى أمامها العقبات والحواجز!!
بلى ألقى الشيطان عقبات حالت دون تحقيق أمنية المسيح، فالتثليث وعقيدة الفداء والحلول هذه كلها ألقاها الشيطان.
هل نسخ الله ما ألقاه الشيطان؟
إذا كان النسخ معناه الإزالة فالله لم يزل ما ألقاه الشيطان، فتأليه المسيح والتثليث وعقيدة الفداء مازال لها وجود.
أما إذا كان النسخ في الآية معناه أن الله قد ترك نسخة من الاختبار للخلف ليختبرهم به كما اختبر أسلافهم فيرسب فيه الذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم فذلك هو الصواب، وما كان الله ليترك نسخة من الباطل إلا بعد أن يحكم آياته لتظل محفوظة ومرجعا لأولي العلم.
والسبب الذي يفتتن به الذين في قلوبهم مرض هو وجود ما ألقاه الشيطان، فزوال السبب يعني زوال الفتنة، فكيف يعني النسخ إزالة سبب الفتنة والفتنة موجودة!!
لا يصح أن أقول: أزلت الكمين للإيقاع بالمجرم، والصواب أن أقول: نصبت الكمين للإيقاع بالمجرم.
كذلك ينسخ الله ما يلقي الشيطان ليجعله فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ، لا يصح أن يكون معنى النسخ هو الإزالة، لو أزاله وأصبح لا وجود له فكيف يجعل الله شيئا غير موجود فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ!!
إن السبب في صرف لفظ (نسخ) عن معناه الحقيقي هو اعتبار معنى تمنى هو قرأ، فالآية تتكلم عن كل نبي ورسول إلا وتمنى، فهل الشيطان تلاعب بألسنة كل الأنبياء والرسل لما قرأوا الكتاب فجعلهم يقولون الباطل ثم انتبهوا فصححوا الخطأ الذي ألقاه الشيطان على ألسنتهم!!
إذا فالغاية من النسخ هو الإثبات وليس الإزالة، والله تعالى إذا ترك نسخة من الآيات التي عاصرها السلف فنسخ الله لا يأتيه الباطل (التحريف) من بين يديه ولا من خلفه، وإذا كان الله قد عصم رسله من الناس فرسالات الله ليست أقل أهمية من الرسل.
ما الحكمة من وجود أربع نسخ للإنجيل بدلا من واحدة؟
إذا جئتك بجريدة اليوم فوجدت فيها خبرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول يقول إن إعصارا ضرب بنغلادش فتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.
والخبر الثاني يقول ظهر رجل في البلد الفلاني يخرج الموتى من قبورهم أحياء.
أي الخبرين ستصدق؟
لا شك أنك ستصدق الخبر الأول باعتبار أن الأعاصير ظاهرة كونية تحصل بين الحين والآخر ومن الممكن أن يصاب به أي بلد في العالم.
أما الخبر الثاني فستكذبه لأنه يخالف الواقع، فإحياء الموتى آية من آيات الله لا يؤتاها إلا روح من أمر الله.
إذن فالخبر الذي يتعجب من وقوعه هو الذي لم يسبق وقوعه من قبل،لذلك لا يمكن تصديقه إلا إذا تعددت المصادر والشهود، فشاهد وحيد لا تقبل شهادته في مسألة كهذه.
مثلا: جريمة الزنا لا تثبت بشهادة شاهد واحد وإنما يحتاج إثباتها إلى أربعة شهود، لماذا؟
لأن الله فطر الإنسان على الخجل من عورته، فحتى الإنسان البدائي الذي يعيش في الغابة عاريا تجده يستر عورته، وإذا مارس العملية الجنسية فإنه يدخل كوخه ويغلق الأبواب لكي لا يراه أحد، فما بالك بإنسان يزني بامرأة محرمة عليه ألا يكون أكثر حرصا من أن يراه أحد فيغلق الأبواب والشبابيك لكي لا يراه أحد في وضعه المخزي.
إذن فالمجاهرة بالعملية الجنسية شيء يتعجب من وقوعه، لا تكفي شهادة شاهد واحد لتصديقها بل على الأقل شهادة أربعة شهود، وذلك هو الحد الأدنى لإثبات جريمة الزنا.
لو لم أكن قد سمعت بالإنجيل ثم جاءني أحد بنسخة لوقا فادعى أن كتاب لوقا هو النسخة الوحيدة للإنجيل لكذبته لأن الإنجيل يتضمن آيات عجيبة للمسيح عليه السلام لم يسبق أن حصلت في الواقع، وشهادة واحدة لا تكفي لتصديق الأشياء العجيبة إلا إذا كانت أربع شهادات على الأقل، فلكي أصدق أن الإنجيل كتب بإلهام من الله وإذنه فإن الحكمة تفرض أن الإنجيل يجب أن يرويه أربعة شهود عيان على الأقل، فكل شيء يتعجب من وقوعه سواء كان قبيحا مذموما (كمشاهدة الزاني وهو يزني) أو شيئا خارقا فإنه يحتاج إلى أربع شهادات مؤكدة بالقسم لكي يصدقه الناس، مثلا:
حادثة انشقاق القمر تعتبر شيئا عجيبا خارقا للنواميس، والمفروض أن الذي شق القمر هو الذي يشهد على ذلك وكفى به شهيدا لا يحوجنا إلى غيره، فالذين زعموا وقوع انشقاق القمر لم يأتوا بأربعة شهداء لإثبات دعواهم، ولو جئنا اليوم وقلنا إن القمر لم ينشق لأصبح قولنا هو القول الشاذ الذي يتعجب منه ويحتاج إلى أربع شهادات، ولكي نثبت لهم أن قولنا هو الحق جئنا بأربع شهادات من سورة القمر وهو قوله تعالى (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)، هذه شهادة الله التي تكررت أربع مرات.
لو فهم أكثر الناس من سورة القمر أن الانشقاق سيكون عند قيام الساعة لما احتاجوا أن ينبههم الله بقوله (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) مرة واحدة فضلا عن أربع مرات.
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة، ووجود اختلاف في سرد أخبار لا تتعلق بالإنجيل كالاختلاف في سلسلة نسب المسيح تجعل قارئ الإنجيل مطمئنا أنهم فعلا أربعة شهود لم يجتمعوا على طاولة واحدة لكتابة رواياتهم، لو كان شخصا واحدا هو كاتب هذه الروايات لما أخطأ في نسخة وأصاب في أخرى، ولو كانوا على طاولة واحدة لصحح بعضهم لبعض.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Mar 2010, 05:12 م]ـ
نستنتج مما سبق أن الحكمة تفرض أربع نسخ للإنجيل، لو كانت هذه النسخ متطابقة تماما لتشكك الناس في عدد الشهود الأربعة ولظنوا أنها
نسخة واحدة لشاهد واحد (يرتاب في شهادته) نسخها أربع مرات ليوهم الناس أنهم أربعة شهود، أما إذا كانت كل نسخة مختلفة في الأسلوب عن الأخرى فذلك دليل على أنهم أربعة.
وأنت يا أبا على الكريم: أى شهادة من شهادات البشيرين الأربعة تقبل؟ وأيها ترد وترفض؟!
ظاهر كلامك يوحى بأنك تقبل بها جميعا على ما فيها من تناقض وتخليط!!
بينما المفترض أن تتظاهر الشهادات جميعا وتتفق على مسألة بعينها حتى يمكن قبولها و التسليم بها، أليس كذلك يا أخانا الفاضل؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[06 Mar 2010, 09:16 م]ـ
الإخوة الأفاضل جزاكم الله خيرا وزادكم علما
المسيح لم يمت، المسيح توفاه الله وفاة نوم ورفعه إليه
فالقرآن من خلال معجمه الخاص يقسم الوفاة إلى وفاة موت ووفاة نوم وهي حقيقة قرآنية واضحة من خلال آيات القرآن الكريم
(وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْل ِوَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) الأنعام 60
(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىَ عَلَيهَا المَوتَ ويُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ) الزمر 42
فكلمة الوفاة ليست هي الموت في المعجم القرآني، ونحن خارج لغة القرآن نقول الوفاة هي الموت. وهذا ما أكدته الدكتورة عائشة عبد الرحمان بنت الشاطئ عندما قالت في مقدمة كتابها: التفسير البياني للقرآن الكريم:* والقول بدلالة خاصة للكلمة القرآنية، لا يعني تخطئة سواها من الصيغ في فصحى العربية. بل يعني أننا نقدر أن لهذا القرآن معجمه الخاص وبيانه المعجز، فنقول إن هذه الصيغة أو الدلالة قرآنية، ثم لا يعترض علينا بأن العربية تعرف صيغا ودلالات أخرى للكلمة *انتهى
إذن فما معنى الوفاة في المعجم القرآني
يقول الطبري في تفسيره: (ثم اختلف أهل التأويل في معنى الوفاة التي ذكرها الله عزّ وجلّ في هذه الآية، فقال بعضهم: هي وفاة نوم، وكان معنى الكلام على ذهبهم: إني مُنِيمُك، ورافعك في نومك. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع في قوله: {إِنّي مُتَوَفِّيكَ} قال: يعني وفاة المنام: رفعه الله في منامه. قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لليهود: " إِنَّ عِيسَى لَمْ يَمُتْ، وَإِنَّهُ رَاجِعٌ إِلَيْكُمْ قَبْلَ يَوْمِ القِيامَةِ "
وقال آخرون: معنى ذلك: إني قابضك من الأرض، فرافعك إليّ، قالوا: ومعنى الوفاة: القبض، لما يقال: توفيت من فلان ما لي عليه، بمعنى: قبضته واستوفيته. قالوا: فمعنى قوله: {إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ}: أي قابضك من الأرض حياً إلى جواري، وآخذك إلى ما عندي بغير موت، ورافعك من بين المشركين وأهل الكفر بك ... ) انتهى
من خلال ما تقدم: إن الوفاة هي القبض.
فالوفاة هي القبض أثناء النوم أو القبض أثناء الموت. وبما أن عيسى عليه السلام لم يمت فقد قبض أثناء النوم.
ومن خلال القرآن الكريم والسنة المتواترة نستنتج ما يلي:
1 - وفاة نوم أو وفاة موت ولا شيء غير ذلك
2 - عيسى عليه السلام لم يقتل ولم يصلب
3 - عيسى عليه السلام لم يمت
4 - عيسى عليه السلام توفاه الله وفاة نوم ورفعه إليه
5 - عيسى عليه السلام شهيد على قومه مادام حيا على الأرض وعندما رفع إلى السماء فالله هو الرقيب ولا علاقة لعيسى بسكان الأرض لأنه عبد من عباد الله.
6 - عيسى عليه السلام سينزل إلى الأرض ويؤدي مهمته كما أراد الله ويؤمن به سائر أهل الكتاب ولا يبقى إلا الإسلام ثم يتوفاه الله وفاة موت ويصلي عليه المسلمون.
والله أعلم
ـ[أبو علي]ــــــــ[07 Mar 2010, 10:45 ص]ـ
وأنت يا أبا على الكريم: أى شهادة من شهادات البشيرين الأربعة تقبل؟ وأيها ترد وترفض؟!
ظاهر كلامك يوحى بأنك تقبل بها جميعا على ما فيها من تناقض وتخليط!!
بينما المفترض أن تتظاهر الشهادات جميعا وتتفق على مسألة بعينها حتى يمكن قبولها و التسليم بها، أليس كذلك يا أخانا الفاضل؟!
الأخ الكريم العليمي المصري
سأجيبك إن شاء الله إجابة شافية مع معلومات قيمة، لا تقل قيمة عما سبق وذلك بعد عودة المنتدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
أنا ادعيت أن التوراة والإنجيل ليسا محرفين، وعلي البينة، فمدعي العلم بالشيء عليه أن يأتي بالبينة، فالبينة هي آية العلم حتى أنك تجد في ترتيب سور القرءان هذه القاعدة، فأول ما أنزل من قرءان هي الآيات الخمس الأولى من سورة العلق التي تنبئ بالعلم (علم الإنسان ما لم يعلم)، والعلم يقدر بالبينة، فالعالم بالشيء هو القادر أن يأتي بالبينة على صحة دعوا ه، لذلك جاءت سورة القدر بعد سورة العلم (علم الإنسان ما لم يعلم)، ثم بعد سورة القدر جاءت سورة البينة. فنحن أمامنا ترتيب حكيم: العلم، القدر، البينة. فكأنه تعبير يعني: العلم يقدر بالبينة، أو: العلم هو القدرة على الإتيان بالبينة.
وهي قاعدة صحيحة.
ودمت بخير.
ـ[أبو علي]ــــــــ[31 Aug 2010, 10:31 ص]ـ
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير
الأخ الكريم العليمي، والإخوة الأفاضل
لا أرى تناقضا بين رواة الإنجيل،فكل شاهد دون ما شاهده، قد تختلف شهادة راو عن شهادة آخر عن نفس الحادثة، وهذا لا يعني أن أحدهم كذب في شهادته، فقد يقص أحدهم جزءا من المشهد لم يره الرواة الآخرون لأنه حضر المكان قبلهم.
الكتب السابقة هي تسجيل كتابي للبث الحي لأفعال الرسل، فالآيات كانت فعلية (حسية) لا يمكن أن تنقل إلى الخلف إلا كتابة ليؤمنوا بها.
إذا فهي أخبار منقولة للخلف في كتاب، والاعجاز ليس في النص الكتابي وإنما في الآيات الحسية،لذلك الخبر لا يتغير معناه حتى لو ترجم إلى كل لغات العالم فهو يبقى إنجيلا، أما القرآن فآياته قولية، أي أن الإعجاز في النص الكتابي، إن ترجم إلا لغات أخرى فإن الترجمة لا تسمى قرآنا،بل هي ترجمة لمعاني القرآن.
أضرب مثلا بخبرين:
أحدهما يقول: زار مبعوث الملك المكان الفلاني، ودشن مشروع الطريق السريع ...
والخبراالآخر يقول: ألقى الأديب الفلاني خطبة بليغة أو قصيدة عصماء ...
المثال الأول آياته فعلية، فهو رسول الملك وآية ذلك أنه دشن مشروع الطريق السريع بحضور كاميرات التلفزيون ورجال الأمن، فمن حضر الحدث يعلم علم الشهادة أنه رسول الملك، ومن لم يكن حاضرا فقد سمعه خبرا مذاعا بعدة لغات.
أما الثاني فآيته أدبية، فالآية التي ندرك بها أنه أديب وعبقري في البلاغة هي خطبته التي ألقاها في المحاضرة،لذلك ينبغي أن تنقل إلى الناس كما هي،فأي تبديل فيها يخل بمبناها، فهي بليغة فقط بلسان صاحبها، إن ترجمت إلى لغات أخرى فإنها تفقد بلاغتها.
وأما تحريف التوراة و الإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبني فكرة التحريف، فلو لم يكن منها إلا الآية الرابعة من سورة البقرة لكان ذلك كافيا لرفض القول بتحريف كتب مقدسة عند أهلها ما زال لهم وجود، إذ أن الآية تذكر صنفا آخر من المؤمنين يؤمنون إيمان شهادة بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وبما أنزل من قبله، وإيمان الشهادة بما أنزل قبل القرءان يقتضي وجوب وجود التوراة والإنجيل سليمين من التحريف، فلا يثبت الهدى لمن يؤمن إيمان شهادة بكتاب على أنه صحيح وهو في الحقيقة محرف، فما بالك وقد وصفهم الله بقوله (أولائك على هدى من ربهم).
وقد قدمت أمثلة أخرى في ردودي السابقة يتبين منها أن القول بتحريف التوراة والإنجيل يتعارض مع رحمة الله وعدله وحكمته، فكيف نصحح للنصارى أخطاءهم إذا كانت دروس الهدى التي معهم غير صحيحة!!
أيعقل أن يعاقب التلميذ على إجابته الخاطئة على سؤال يتعلق بدرس لا وجود له في منهجه!!
مثلا: اختبار النصارى كان عن ألوهية المسيح التي ألقاها الشيطان إلى أتباعه، والدرس الذي يقيهم من الرسوب في هذا الاختبار لا بد أن يكون الله قد بينه لهم بكيفية تستيقنها أنفسهم ألا هو وفاة المسيح عليه السلام، فتلك حجة عليهم إذ كيف يكون المسيح إلها وقد رأيتموه يموت، فهل يموت الإله؟ وهل يعجز الإله عن نصر نفسه فيقع في أيدي أعداءه!!
فلا نأتي نحن لنقول للنصارى إن الذي أمسكه اليهود هو شخص آخر ألقي عليه شبه عيسى، هذا ليس تصحيحا للخطأ بل هو زيادة في الإضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإسلام جاء ليصحح أخطاء النصارى، فهم أوتوا دروسا في الحكمة لكنهم أساءوا فهمها، والحكمة تقضي أن مصحح الخطأ قبل أن يبدأ عمله فهو يقدم نفسه على أنه له علم بالمادة التي جاء ليصلحها، فإصلاح الشيء يستوجب العلم به، فالميكانيكي الذي جاء ليصلح السيارة لا يقدم نفسه على أنه فلان بن فلان، بل يقول لصاحب السيارة: أنا الميكانيكي فلان، أو: أنا أفهم في الميكانيكا، وهكذا كل مصلح أو مصحح يدعي العلم أولا قبل البدء في عمله، كذلك جاء الإسلام ليصحح أخطاء النصارى،وقدم نفسه أولا في أول ما أنزل من قرءان على أنه علم الإنسان مالم يعلم، ومن ضمن هذا العلم ما نصحح به ضلال النصارى.
كيف تصحح الأخطاء؟
إذا أخطأ أحد في مسألة فإننا لا نصحح له النتيجة أولا فنقول له إن س لا تساوي كذا وص لا تساوي كذا، فهو لن يصدقني ما دمت لا أملك دليلا أبرهن به على صحة كلامي، وما دمت لا أملك البرهان فسيتمسك برأيه ويعتبر هو الغالب المنتصر في هذه المسألة.
أما لو كنت أملك الحجة التي تقنعه بصحة طريقة الحل فذلك هو النصر الذي أفرض به صحة كلامي بعد ذلك.
إذن فالبينة هي الحجة وهي النصر، فالنصارى الآن يقولون إن الله ثالث ثلاثة: ولد من 3 أقانيم والمسيح ابن الله، فإذا جاءت البينة التي تصحح للنصارى ضلالهم فذلك هو النصر، فعندئذ قل لهم الله أحد وليس ثالث ثلاثة كما تزعمون، ولم يلد ولم يولد كما تزعمون.
وبالرجوع إلى القرءان نجد أن الترتيب سليم، فسورة الإخلاص جاءت بعد سورة النصر وليست قبلها.
والبينة فصل الله ماهيتها في سورة (فصلت) على أنها آيات في الآفاق وفي الأنفس، فالسورة أثبتت العلم لمن فصلت لهم الآيات (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)، فكان لا بد من ذكر البينة في السورة لأن القاعدة تفرض أن على المدعي البينة، فكل من ادعى العلم بشيئ أو أثبته لأحد عليه أن يأتي بالبينة، لذلك جاء ذكر البينة بعد ذلك في قوله تعالى (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ).
هذه هي شهادة علمهم التي يشهدون بها (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[02 Sep 2010, 01:45 ص]ـ
الأخ الكريم أبا على
أولا: أرد تحيتك الطيبة قائلا:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
وكل عام وأنت وأهل الملتقى جميعا بألف خير وعافية وسلام
ثانيا: كثير مما جاء فى كلامك أرى أنه يحتاج منك إلى إعادة نظر وبحث وتدقيق، ولى عليه أكثر من ملحوظة
وربما عدت لطرح ملاحظاتى وتحفظاتى بشىء من التفصيل فيما بعد، ولكن أكتفى الآن بإحدى تلك التحفظات:
تقول أخى:
وأما تحريف التوراة والإنجيل فقد وجدنا موانع تمنعنا من تبنى فكرة التحريف
وردا على هذا الكلام أقول:
إن كان ما تراه صحيحا حقا، فكيف بالله عليك تفسر لنا الغياب التام فى التوراه والإنجيل لما أورده القرآن الكريم من بشارات صريحة بنبى الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والتى نجدها قد صرحت باسمه تصريحا مباشرا، وبكثير من الصفات المميزة له صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك مثلا قوله تعالى على لسان السيد المسيح عليه السلام:
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " 6 من سورة الصف
فهاهنا تجد اسم النبى المبشر به منصوص عليه صراحة وعلانية، بينما لا نجد شيئا من ذلك فى الأناجيل المتداولة حاليا، أفلا يدل هذا على أن تلك الأناجيل قد شابها التحريف؟!
وبالمثل تجده تعالى يقول فى الآية 157 من سورة الأعراف:
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزل معه أولئك هم المفلحون "
فهاهنا كذلك تجد العديد من الصفات للنبى المبشر به، فهل تجد شيئا منها فى التوراة والإنجيل الحاليين وعلى نفس النحو المذكور فى القرآن؟
أو بعبارة أخرى دعنى أسألك أخى الكريم:
هل وجدت فى الأناجيل الحالية ذكرا صريحا لاسم (أحمد) صلى الله عليه وسلم؟
أم هل وجدت فى التوراة والإنجيل المعروفين لنا تلك النعوت التى أوردتها آية الأعراف المذكورة للنبى المبشر به فيهما؟ وهى نعوت محددة بدقة وتفصيل
أكتفى بهذين السؤالين الآن، وإن كان لى على كلامك أكثر من ملحوظة وتحفظ كما سبق وذكرت من قبل
كل عام وأنتم بألف خير، وأرجو أن تلتمس ليلة القدر فى هذه الليلة المباركة، ولك منى أطيب تحية وسلام
تنويه عابر:
قبل أن أختم حديثى أود أن ألفت أنظار الأخوة والأخوات رواد الملتقى وأعضائه الكرام إلى أهمية ما ورد بمداخلتى رقم 57 فى هذا الموضوع بشأن إعجاز القرآن الكريم فى كشف بعض تفاصيل تحريف أهل الكتاب لكتبهم المقدسة وبيان كيفية هذا التحريف، وذلك لأنها قد جاءت بتفسير جديد وغير مسبوق لهذه المسألة الهامة
ونظرا لأهمية هذه المداخلة فقد أهديتها فى حينه إلى زملائى أعضاء الملتقى ورواده الكرام
كما إننى أرشحها كذلك لمسابقة (أحسن مشاركة) وإن كنت زاهدا بطبعى فى الجوائز والمسابقات، لكنى أعتز حقا بما أوردته فى المداخلة المشار إليها
والله من وراء القصد، ولا علم لنا إلا ما علمنا سبحانه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[02 Sep 2010, 04:10 ص]ـ
حيا الله الأخوين الفاضلين أبا علي والعليمى المصرى
ها أنتم تبعثون الأموات من جديد أو قل تحيون الموات
أخي الفاضل أبا علي إصرارك على عدم التحريف له وجاهته وذلك لأنك تستند إلى نصوص من القرآن تدعوك إلى التشبث بما ذهبت إليه
ولكننا أيضا أمام واقع ما يسمى " بالكتاب المقدس" الذي يشهد بنقيض ما تذهب إليه
ولهذا لا بد من حل لهذا اللغز أو المعضلة
والحل في نظري هو أن التحريف بل التأليف قد وقع في ما يسمى بالكتاب المقدس
ولكن تبقى هناك شواهد في ذلك الكتاب المحرف والمؤلف على صدق ما جاء في كتاب الله تعالى
مثل قضية التوحيد، وبشرية المسيح، والبشارات بالنبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من الأمور
ـ[أبو علي]ــــــــ[04 Sep 2010, 09:47 ص]ـ
فكيف بالله عليك تفسر لنا الغياب التام فى التوراه والإنجيل لما أورده القرآن الكريم من بشارات صريحة بنبى الإسلام – صلى الله عليه وسلم – والتى نجدها قد صرحت باسمه تصريحا مباشرا، وبكثير من الصفات المميزة له صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك مثلا قوله تعالى على لسان السيد المسيح عليه السلام:
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد " 6 من سورة الصف
فهاهنا تجد اسم النبى المبشر به منصوص عليه صراحة وعلانية، بينما لا نجد شيئا من ذلك فى الأناجيل المتداولة حاليا، أفلا يدل هذا على أن تلك الأناجيل قد شابها التحريف؟!
أخي الكريم العليمي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
الآية لا تقول إن الإنجيل مكتوب فيه: (ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ") وإنما هذا كان قول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل، فإذا لم يدونها أحد من رواة الإنجيل في روايته فليس معنى ذلك أن أحدا منهم قد كتم هذه الشهادة، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يحيط علما بكل أفعال وأقوال المسيح عليه السلام، فهل كتب السيرة عندنا أحاطت بعلم كل أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام؟!!
وبالمثل تجده تعالى يقول فى الآية 157 من سورة الأعراف:
"الذين يتبعون الرسول النبى الأمى الذى يجدونه مكتوبا عندهم فى التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التى كانت عليهم، فالذين آمنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذى أُنزل معه أولئك هم المفلحون "
فهاهنا كذلك تجد العديد من الصفات للنبى المبشر به، فهل تجد شيئا منها فى التوراة والإنجيل الحاليين وعلى نفس النحو المذكور فى القرآن؟
أو بعبارة أخرى دعنى أسألك أخى الكريم:
هل وجدت فى الأناجيل الحالية ذكرا صريحا لاسم (أحمد) صلى الله عليه وسلم؟
الآية تقص واقعا موجودا في التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى (يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)، فالآية لا تقول يجدون اسم محمد أو أحمد مكتوبا عندهم بل تقول (النبي الأمي)، ولفظ الأمي له عدة معاني، فنفس اللفظ باللغة العبرية يطلق على غير اليهودي، ألم يقولوا: ليس علينا في الأميين سبيل؟ فالأميين بالنسبة لليهود هم ما سوى اليهود من البشر.
في التوراة تجد مكتوبا ( ... أقيم لهم نبيا مثلك من وسط إخوتهم)، فإخوتهم هم العرب، فهو لن يكون نبيا من أنفسهم بل من إخوتهم.
قد تكون هناك بشارات أخرى لا أعلمها، المهم أن الله نبأنا بوجود نعت النبي الأمي في توراة اليهود وإنجيل النصارى، ومن أصدق من الله قيلا!!
أما الإنجيل فجاء فيه (اسمعوا مثلا آخر. كان انسان رب بيت غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصرة وبنى برجا وسلمه الى كرامين وسافر. 34 ولما قرب وقت الاثمار ارسل عبيده الى الكرامين لياخذ اثماره. 35 فاخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا وقتلوا بعضا ورجموا بعضا. 36 ثم ارسل ايضا عبيدا آخرين اكثر من الاولين. ففعلوا بهم كذلك. 37 فاخيرا ارسل اليهم ابنه قائلا يهابون ابني. 38 واما الكرامون فلما رأوا الابن قالوا فيما بينهم هذا هو الوارث هلموا نقتله وناخذ ميراثه. 39 فأخذوه واخرجوه خارج الكرم وقتلوه. 40 فمتى جاء صاحب الكرم ماذا يفعل بأولئك الكرامين. 41 قالوا له. أولئك الاردياء يهلكهم هلاكا رديّا ويسلم الكرم الى كرامين آخرين يعطونه الاثمار في اوقاتها. 42 قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا.43 لذلك اقول لكم ان ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. 44 ومن سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه 45 ولما سمع رؤساء الكهنة والفريسيون امثاله عرفوا انه تكلم عليهم. 46 واذ كانوا يطلبون ان يمسكوه خافوا من الجموع لانه كان عندهم مثل نبي).
الأخ الكريم أبو سعد الغامدي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
التحريف والأباطيل لا تجدها في الإنجيل ولكنها موجودة في الأسفار التي أضيفت إليه كأعمال الرسل، ورسائل بولس، فالإنجيل ليس هو كل الكتاب المسمى بالعهد الجديد، وليست التوراة هي كل أسفار الكتاب المسمى بالعهد القديم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 Sep 2010, 02:47 م]ـ
الأخ الكريم أبو سعد الغامدي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
التحريف والأباطيل لا تجدها في الإنجيل ولكنها موجودة في الأسفار التي أضيفت إليه كأعمال الرسل، ورسائل بولس، فالإنجيل ليس هو كل الكتاب المسمى بالعهد الجديد، وليست التوراة هي كل أسفار الكتاب المسمى بالعهد القديم.
حياك الله أخي الكريم أبا علي وكل عام وأنت طيب
نعم ليس في الأنجيل الحق الذي أنزل على عيسى عليه السلام أباطيل
ولكن الكتاب المحرف والمؤلف الذي بين يدي النصارى والمسمى بالكتاب المقدس خلط فيه الحق بالباطل والواقع بالخرافة وهو أمر بين لكل من له أدنى بصيرة بذلك الكتاب، وإليك هذا المثال:
في إنجيل متى وهو يتحدث عن حادثة صلب المسيح المزعومة يقول:
"45 ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة. 46 ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا ايلي ايلي لما شبقتني اي الهي الهي لماذا تركتني. 47 فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا انه ينادي ايليا. 48 وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملاها خلا وجعلها على قصبة وسقاه. 49 واما الباقون فقالوا اترك. لنرى هل ياتي ايليا يخلصه. 50 فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم واسلم الروح
51 واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل. والارض تزلزلت والصخور تشققت. 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. 53 وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. "
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[09 Sep 2010, 12:52 ص]ـ
أخي الكريم العليمي، حياك الله وكل عام وأنتم بخير.
الآية لا تقول إن الإنجيل مكتوب فيه: (ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ") وإنما هذا كان قول المسيح عليه السلام لبني إسرائيل، فإذا لم يدونها أحد من رواة الإنجيل في روايته فليس معنى ذلك أن أحدا منهم قد كتم هذه الشهادة، فمن المستحيل أن يستطيع أحد أن يحيط علما بكل أفعال وأقوال المسيح عليه السلام، فهل كتب السيرة عندنا أحاطت بعلم كل أقوال وأفعال الرسول عليه الصلاة والسلام؟!!.
أخى الكريم:
لو أخذنا بكلامك هذا لكان تصريح السيد المسيح عليه السلام باسم النبى صلى الله عليه وسلم بقوله: " اسمه أحمد " يُعد حشوا من القول لا لزوم له ولا فائدة من ذكره، حاشا لله
وأرى أن الأصوب والأصح من هذا أن يقال:
إن اسم (أحمد) مذكور فى الإنجيل، وتحديدا فى الإنجيل المسمى (إنجيل يوحنا) ولكنه قد شابه شىء من التحريف فى الترجمة عن اللسان اليونانى الذى دُونت به الأناجيل
فإنك تجد اسم (أحمد) مذكورا فى القول الذى أورده يوحنا على لسان السيد المسيح، والذى هذا نصه:
" وأما الفارقليط الروح القدس الذى سيرسله الآب بإسمى فهو يعلمكم كل شىء ويذكّركم بكل ما قلته لكم " (يوحنا 14/ 26)
والذى ينبغى ملاحظته جيدا أن لفظة (فارقليط) اليونانية وتلك هى صورتها Periklitos إنما تعنى (أحمد) بالفعل فى تلك اللغة، ولكن كتبة الأناجيل حين كتبوها على صورة Parakletos يكونوا قد انحرفوا بمعناها بعض الشىء
أو يمكنك أن تقول إنهم قد انحرفوا بمعناها المباشر حين حاولوا ترجمتها بدلا من أن يُبقوا على أصلها باعتبارها اسم علم لا ينبغى ترجمته، فتجدهم قد ترجموها فى العربية مثلا إلى لفظة (المعزّى) اشتقاقا لها من العزاء
فالشاهد أن التحريف قد وقع منهم بإحدى طريقتين: إما فى صورة الكتابة ذاتها، أو فى الترجمة الخاطئة للفظ
هذا ما أردت التنبيه عليه فى مشاركتى السابقة
ولعل ما يؤكد لك أن ثمة تحريف قد وقع من طريق الترجمة بالذات، أن تعلم أن كافة ترجمات الإنجيل بكل اللغات الحية قد ظلت تستبقى لفظة (فارقليط) على أصلها اليونانى حتى أوائل القرن العشرين، وذلك تحاشيا للخطأ فى ترجمتها، أما حين بدأوا فى ترجمتها فقد اختلفوا فى أنسب الألفاظ لمعناها، فاختارت الترجمة العربية (المعزّى) كما قلنا، بينما اختارت الترجمة الإنجليزية لفظة (المُشير Counsellor ) أو المواسى Comforter ، بينما اختارت الألمانية لفظة (الشفيع Fursprecher )
وأعتقد أنك توافقنى الآن على أن وجود اسم (أحمد) فى الإنجيل له ما يؤيده، أو أنه – على الأقل – ليس من فضول القول، أو ليس من الحشو الذى يستوى ذكره مع عدمه فيما يخص البشارات الكتابية بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل أرى أن ذكر القرآن له على لسان المسيح عليه السلام إنما جاء كعلامة وشاهد على تحريف أهل الكتاب لكتابهم إما من خلال استبدال بعض الحروف بأخرى فى الكتابة ذاتها، أو من خلال الترجمة الخاطئة التى تنحرف باللفظ عن المعنى الموضوع له
هذا والله أعلى وأعلم
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Sep 2010, 09:46 م]ـ
(2)
ومما يؤكد أن اسم (أحمد) مذكور فى الإنجيل ما ذكره الشيخ الدكتور عبد الوهاب النجار – رحمة الله عليه – فى كتابه الشهير (قصص الأنبياء) عن محاورة دارت بينه وبين المستشرق الايطالى الشهير (كارلو نللينو Carlo Nallino ) والذى كان يزامله فى الدراسة بكلية دار العلوم بالقاهرة، وهذا طرف مما دار فى تلك المحاورة:
. . . ثم قلت له (وأنا أعلم أنه حاصل على شهادة الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة): ما معنى بيريكلتوس؟
فأجابنى بقوله: إن القسس يقولون أن هذه الكلمة معناها (المعزّى)
فقلت له: إنى أسأل الدكتور كارلو نللينو الحاصل على الدكتوراه فى آداب اللغة اليونانية القديمة، ولست أسأل قسيسا!!
فقال: ان معناها (الذى له حمد كثير)
فقلت: هل ذلك يوافق أفعل التفضيل من: حمد؟
فقال: نعم
فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسمائه (أحمد)
فقال: يا أخى، أنت تحفظ كثيرا
ثم افترقنا، وقد إزددت بذلك تثبتا فى معنى قوله تعالى حكاية عن المسيح:
" ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد "
(انظر هامش ص 473 من الطبعة الثانية من كتاب " قصص الأنباء " للشيخ النجار)
(يتبع)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[12 Sep 2010, 09:49 م]ـ
ولعل ما يؤكد لك أن ثمة تحريف قد وقع من طريق الترجمة بالذات، أن تعلم أن كافة ترجمات الإنجيل بكل اللغات الحية قد ظلت تستبقى لفظة (فارقليط) على أصلها اليونانى حتى أوائل القرن العشرين، وذلك تحاشيا للخطأ فى ترجمتها، أما حين بدأوا فى ترجمتها فقد اختلفوا فى أنسب الألفاظ لمعناها، فاختارت الترجمة العربية (المعزّى) كما قلنا، بينما اختارت الترجمة الإنجليزية لفظة (المُشير Counsellor ) أو المواسى Comforter ، بينما اختارت الألمانية لفظة (الشفيع Fursprecher )
وأعتقد أنك توافقنى الآن على أن وجود اسم (أحمد) فى الإنجيل له ما يؤيده، أو أنه – على الأقل – ليس من فضول القول، أو ليس من الحشو الذى يستوى ذكره مع عدمه فيما يخص البشارات الكتابية بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم، بل أرى أن ذكر القرآن له على لسان المسيح عليه السلام إنما جاء كعلامة وشاهد على تحريف أهل الكتاب لكتابهم إما من خلال استبدال بعض الحروف بأخرى فى الكتابة ذاتها، أو من خلال الترجمة الخاطئة التى تنحرف باللفظ عن المعنى الموضوع له
هذا والله أعلى وأعلم
(3)
وشهد شاهد من أهلها
كان هذا هو ما ذكرته فى مشاركة سابقة عن التحريف الحادث فى لفظة فارقليط اليونانية، أو (باراكليت) كما ينطقها البعض
ولعل ما يُعطى لكلامى هذا مصداقية كبيرة، أن نجد قولا يدعمه ويؤكده من علماء النصارى أنفسهم
وهنا أقول: سبحان الله!!
لقد وجدت بالفعل أن واحدا من أكبر علماء النصارى والثقات لديهم ينتقد ترجمة لفظة (باراكليت) إلى (المعزّى) ويؤكد أن تلك اللفظة إنما تشير إلى إسم علم لشخص مذكر (بما يعنى أنه رسول نبى يأتى بعد المسيح، وإن لم يصرح هذا العالم بهذا المعنى الأخير)
لقد كان هذا هو الأب (متى المسكين) فى كتابه " المدخل لشرح إنجيل القديس يوحنا " حيث قال فى صفحة 247 منه ما يلى:
" فى الترجمة العربية لإنجيل يوحنا لم يذكر المترجم اسم (الباراكليت) بهذا اللفظ المعرّبة حروفه، وهذا نقص معيب وتصرف من المترجم، حيث ترجم معناها من اليونانية إلى معناها بالعربية وجعلها اسم صفة: المعزّى "
كما قال فى نفس الصفحة كذلك:
أما لفظ " الباراكليت " فيأتى كإسم علم شخص مذكّر
ثم أردف فى السطرين الأخيرين قائلا:
" بحسب الأبحاث اللغوية فإن العلماء لم يستقروا على ترجمة لهذا الإسم " الباراكليت "، وقد اتفقوا جميعا على ترك الإسم كما هو بألفاظه المنقولة عن اللفظ اليونانى " باراكليت " وذلك بسبب تعدد معنى الكلمة باليونانية "
وأقول:
هذه شهادة كبيرة من كتب القوم أنفسهم على أن لفظة (باراكليت) تشير إلى اسم علم، ولشخص مذكّر تحديدا (وبناءا عليه فلا معنى عندئذ لتمسكهم بأنها تشير إلى الروح القدس كما يقولون، بل الأقرب من ذلك أن تشير إلى رسول نبى من البشر)
كما أنها شهادة كذلك على خطأ مترجمى الإنجيل حيال هذا الإسم، وأنه كان من الواجب عليهم أن يتركوه كما هو بلفظه اليونانى (باراكليت)
وكفى بها شهادة على إمكانية وقوع التحريف فى كتب القوم
ـ[أبو علي]ــــــــ[05 Dec 2010, 11:36 ص]ـ
51 واذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل. والارض تزلزلت والصخور تشققت. 52 والقبور تفتحت وقام كثير من اجساد القديسين الراقدين. 53 وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين. "
أخي الكريم أبا سعد، ما الغريب في هذا! لقد حدث أكثر من ذلك لأقوام رسل قبل المسيح عليه السلام، فمنهم من أخذتهم الرجفة ومنهم من أخذتهم الصيحة، فانشقاق حجاب الهيكل والزلزة قد يكون له معنى لا نعلمه.
أما قيامة أموات من قبورهم فتذكر أن المسيح روح من أمر الله مبارك، فقد تتعدى روحانيته إلى المؤمنين في عصره، فيروا ما يراه الروح عند الوفاة، فالمتوفى إذا حضرته الوفاة يرى ما لا يراه الأحياء.
الأخ الكريم العليمي
الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم هو نفس الإنجيل الذي كان بين أيدي النصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم حين نزل قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
?الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الأُمِّىَّ الَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِى التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ? والله يعلم أن فيه لفظ (البارقليط) ومع ذلك قال (يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ).
القول بتحريف الإنجيل جعلنا نقع في أخطاء توارثناها على أنها هي الحق بينما العكس هو الصحيح، فالتفسير القديم ل (وفاة المسيح) وتفسير (شبه لهم) لا أرى فيه آية بل أجدها تتعارض مع حكمة الله، أما ما جاء في الإنجيل فأرى فيه آية حكيمة للناس.
لو سألتني ما هي تلك الآية الحكيمة فسأجيبك بما يلي:
إذا كان اختيار شخص لتولي مهمة يتطلب مواصفات وشهادات وكفاءات في مستوى تلك المهمة كذلك رسل الله،فالمسيح عليه السلام يجب أن تتوفر فيه مواصفات في مستوى الآيات التي أوتيها، فإذا كانت آيات المسيح قد بلغت أعلى مستوى لها كذلك تكون شهادته على قومه،وكذلك تكون بشارته، فكل رسول يرسله الله شاهدا ومبشرا ونذيرا، هذه الأوصاف ينبغي أن تبلغ أعلى مستوى لها كما بلغت الآيات أعلى مستوى، فالبشرى إذا بلغت أعلى مستوى لها فإنها تصبح إسما علما بعد أن كانت وصفا في غيره، فالإنجيل معناه البشارة أو البشرى باللغة اليونانية.
والشهادة يجب أن تبلغ هي الأخرى أعلى مستوى لها، والفرق بين الشهادة الأدنى والشهادة الأعلى أعرفه بهذا المثل:
رجل اتُّهِم بالسرقة فأقسم أنه بريء من السرقة، فأطلق سراحه، وانقلب إلى أهله مسرورا. هذا أدنى مستوى للشهادة (قد يكون صادقا وقد يقسم كذبا).
ورجل آخر اتُّهِم بالسرقة فعُذٍّب بأنواع العذاب ومع ذلك أصر على براءته إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، هذا هو أعلى مستوى للشهادة (لا يكون إلا صادقا).
إذن من الحكمة أن تبلغ شهادة المسيح عليه السلام أعلى مستوى لها.
وبما أن هذا هو آخر رد لي في هذا الموضوع فإني أود أن أصحح معلومة وردت في رد أخ يقول فيها إن مجرد تعليق شخص على صليب يعتبر صلبا حتى لو لم يمت وأنزل من الصليب وانصرف إلى حال سبيله، إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، هل (يصلبوا) في هذه الآية يمكن أن تعني تعليق المفسد على خشبة الصليب ثم إنزاله بعد ذالك وإسعافه وإطلاق سراحه!!
دمتم بخير.
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[05 Dec 2010, 06:02 م]ـ
الأخ الكريم العليمي
الإنجيل الذي بين أيدي النصارى اليوم هو نفس الإنجيل الذي كان بين أيدي النصارى المعاصرين للتنزيل الحكيم.
قد أوافقك فى هذا، ولكن التحريف الذى أعنيه ليس شرطا أن يكون معناه الوحيد هو العبث بالنص الأصلى اليونانى للإنجيل، وإنما قد يقع التحريف من طريق الترجمة يا أخى الكريم، وبخاصة الترجمة التفسيرية للنص، وقد ذكرت لك أكثر من شاهد على هذا الإنحراف بالترجمة فى مشاركاتى العديدة السابقة، فأرجو أن تراجعها
ورجل آخر اتُّهِم بالسرقة فعُذٍّب بأنواع العذاب ومع ذلك أصر على براءته إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، هذا هو أعلى مستوى للشهادة (لا يكون إلا صادقا)
إذن من الحكمة أن تبلغ شهادة المسيح عليه السلام أعلى مستوى لها.
معنى هذا الكلام أنك تؤمن بأن السيد المسيح عليه السلام قد لفظ أنفاسه الطاهرة الأخيرة فى الحياة الدنيا، فماذا تقول إذاً فى قوله تعالى عنه: " وما قتلوه "؟!!
وبما أن هذا هو آخر رد لي في هذا الموضوع فإني أود أن أصحح معلومة وردت في رد أخيقول فيها إن مجرد تعليق شخص على صليب يعتبر صلبا حتى لو لم يمت وأنزل من الصليبوانصرف إلى حال سبيله، إذن ماذا تقول في قوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَيُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنيُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْخِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، هل (يصلبوا) في هذه الآية يمكن أن تعني تعليقالمفسد على خشبة الصليب ثم إنزاله بعد ذالك وإسعافه وإطلاق سراحه!!
دمتم بخير.
أما هذا الكلام فمعناه المباشر أن السيد المسيح عليه السلام قد مات على الصليب!!
فماذا تقول إذاً فى قوله تعالى عنه: " وما صلبوه "؟!!
وأرجو ألا يكون هذا هو – كما ذكرتَ - آخر رد لك فى هذا الموضوع
والسلام عليكم
ـ[سنان الأيوبي]ــــــــ[06 Dec 2010, 12:06 ص]ـ
الأخ أبو علي يغيب ويغيب لأشهر ثم يعود وينقر في مسالة تم الحديث حولها. (يمكن متابعة التأريخ لتعجب من غيابه في كل مرة).
هذه المرة سأقول لك كلاماً مختصرا:" لديَّ إنجيل برنابا يقع في 320 صفحة، يشكك فيه النصارى لورود اسم الرسول عليه السلام في أكثر من موضع، واكتشف هذا الإنجيل من قرون في الغرب، وهو ينفي ألوهية المسيح وينفي الصلب ... ومعلوم لدى النصارى أن هناك تلميذا اسمه برنابا وله إنجيل مفقود. فهل تقبل أبا علي أن نعتمد هذا الإنجيل ونرفض باقي الأناجيل، أم ماذا تقترح؟! ".(/)
تعريف موجز بكتاب (نظرات جديدة في الكتاب المعجز)
ـ[سامي العمر]ــــــــ[18 Nov 2008, 03:57 م]ـ
تعريف موجز بكتاب (نظرات جديدة في الكتاب المعجز)
1) بطاقة الكتاب:
أ- الاسم: نظرات جديدة في الكتاب المعجز.
ب- المؤلف:محمد عبدالله أبو صعيليك.
ج- الطبعة و المكان: الطبعة الأولى (1417هـ) بدار عمان الأردن.
2) وصف موجز للكتاب:
يعد هذا الكتاب الثالث من كتب المؤلف التي اشترط فيها ـ كما قال في المقدمة ـ (السير على نهج جديد في تفهم السور القرآنية وتدبرها طبقا لقوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ... ) محاولا اكتشاف ما في السور من ترابط و تناسق و انسجام في المعاني و الألفاظ متوسعا بعض الشيء في النظر في آيات الله الكونية طبقا لما جاءت به العلوم الحديثة) ا. هـ و قد تعرض المؤلف إلى بعض سور القرآن معددا أفكاره الجديدة في دراستها ثم يفصل في شرح ذلك.
و السور التي تعرض لها هي:
1. الفاتحة: و ناقش فيها فكرة التربية في السورة و التفريق الجديد بين الرحمن و الرحيم و الإيحاءات التي تبرمج بها الفاتحة فلب المؤمن .... الخ.
2. العلق: و ناقش فيها تقسيم الانسان إلى ثلاث بنى: جسمية و علمية و نفسية و ارتباط الصلاة بتلك البنى و معجزة إطلاق العلق في القرآن الكريم ... الخ.
3. الرحمن: وناقش فيها الربط بين أسماء الله الحسنى (الرحمن، الرب، ذو الجلال و الإكرام) و سريان فكرة الميزان و التوازن في السورة و تعليل ذكر الآلاء (النعم) بعد ذكر الفناء و آيات إدخال الكفار النار .. الخ.
4. المرسلات: وناقش فيها سريان فكرة المرسلات في جميع السورة و أن المرسلات نوعان: تعميرية و تدميرية ... الخ. وتعرض هنا لحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله.
5. القيامة: وناقش فيها الربط المعنوي بين يوم القيامة و النفس اللوامة و العجلة و أن للكافر نفسا أمارة بالسوء في الدنيا و لوامة في الآخرة و للمؤمن نفسا لوامة في الدنيا و مطمئنة في الآخرة وغير ذلك.
6. الناس: وناقش فيها سر ذكر أسماء الله الحسنى الثلاثة (الرب، الملك، الإله) و التنويم المغناطيسي وبرمجة شياطين الإنس وكذلك الربط بين سورتي الفاتحة و الناس.
ثم ذكر مباحث متفرقة، وهي:
أ - الهندسة الإلهية في أركان الإسلام الخمسة.
ب - رجعات البصر الثلاث في صورة الملك.
ت - آيتان من سورة آل عمران.
ث ـ عشر آيات من سورة الروم.
من مزايا الكتاب:
1) يمتاز الكتاب بأن فيه دعوة قوية _ غير مباشرة _ إلى تدبر كتاب الله تعالى و الصبر على التأمل فيه حتى تتجلى للمتدبر بعض الحقائق و تترابط أمامه الآيات الكريمة.
2) قيام المؤلف بجمع الآيات و المقاطع المتشابهة و الربط بينها قبل إعمال نظراته الجديدة حولها أفاد كثيرا من جهة تقليل الخطأ في الفهم و الاستنباط.
3) اطلاع المؤلف المتوسع على العلوم الحديثة؛ اكسب الكتاب روعة تتضح عند الربط بينها و بين الآيات الكريمة ربطا لاتكلف فيه و لا لي لأعناق النصوص في أغلب المواضع
من المآخذ على الكتاب:
1) استخدام المؤلف لبعض العبارات التي تحتاج إلى وقفة و تأمل في صحة إطلا قها؛ كقوله في ص 197 (إقاعها السريع) وفي ص 198 (بصمة من بصمات الإبداع الإلهي).
2) عدم وجود ثمرة في بعض الروابط التي يذكرها بين الآيات الشرعية و الكونية و إنما هو مجرد التوافق العددي أو الاسمي. و من ذلك كلامه حول السباعية و االطبقية.
3) لايوجد في الكتاب إلا حاشيتين أو ثلاث كما لايوجد به قائمة بالمصادر و المراجع ولا شك أن وجود الحواشي و المراجع يثري القارئ و يعطيه مصداقية أكبر في المعلومة.
وفق الله الجميع لكل خير و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله و صحبه أجمعين.(/)
من الدراسات النفسية في القرآن: أثر انحراف العقيدة على الأمن النفسي والسلوك الاجتماعي
ـ[مرهف]ــــــــ[18 Nov 2008, 05:43 م]ـ
من الدراسات النفسية في القرآن الكريم
أثر انحراف العقيدة على الأمن النفسي والسلوك الاجتماعي
د. مرهف عبد الجبار سقا
مدخل:
لقد اتسمت دراسة علماء النفس للشخصية بالنقص وعدم وجود نظرة كلية لتركيبته الإنسانية الفطرية؛ لأنهم اقتصروا في تحليلهم ودراستهم للشخصية على جوانبها البيئية والوراثية والثقافية والاجتماعية والفردية، وأهملوا الجانب الروحي والعقدي في تكوين الشخصية وأثره في سويتها في تحقيق التوازن والأمن النفسي في تلك الشخصية، حيث نظروا إلى الشخصية باعتبارها الأبنية والعمليات النفسية الثابتة التي تنظم خبرات الفرد، وتشكل أفعاله واستجاباته للبيئة التي يعيش فيها؛ والتي تميزه عن غيره من الناس، ويقسمون الشخصية على ذلك إلى: شخصية سوية وشخصية غير سوية، منكرين الأثر العقدي في بناء النفس الإنسانية وتكوين الشخصية السليمة، فكانت نتائج أبحاثهم عن الإنسان مبتسرة ومتناقضة وتفتقد التكامل العلمي.
لكننا نجد القرآن الكريم يهتم ببيان مكونات الشخصية وسويتها وأمنها من جميع الجوانب ويركز بالأخص على الدور العقدي في بلورة الشخصية وأمنها وسلوكها، وسنجد مثالاً لذلك من خلال تناول هذه الآيات من سورة النحل، وهي قوله تعالى:
) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) (.
نحن أمام آيات تصف حقيقة تاريخية، ونمطاً سلوكياً ذا مرجعية عقدية، تصور لنا الحالات النفسية التي يعيشها هؤلاء المنكرون المستكبرون الجاحدون؛ ليكونوا أنموذجاً حياً لتوصيف الحالة النفسية لكل مخالف للفطرة من حيث اتصافها أنها غير صحيحة نفسياً، وغير سليمة عقلياً، وبالتالي حصل من صاحبها هذا السلوك المتعجرف المتناقض.
فأول سلوك عجيب متناقض سلكه أولئك القوم: ذكره تعالى في قوله:) وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ (، إذ جعلوا في أموالهم حقاً للأصنام التي لم ترزقهم شيئاً، ولا تضرهم ولا تنفعهم، كما قال تعالى:) وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَآئِنَا .. ([الأنعام:136].
عن قتادة قال: (وهم مشركو العرب، جعلوا لأوثانهم نصيباً مما رزقناهم، وجزءاً من أموالهم يجعلونه لأوثانهم) ([1])، والتناقض في سلوكهم هذا من جهتين:
إحداهما: أنهم يجعلون نصيباً من الحرث والأموال لجماد لا حول له ولا قوة؛ خوفاً من ضره وتقرباً من نفعه.
والثاني: أنهم يعطونهم هذا النصيب من رزق الله تعالى المنعم عليهم كل نعمة ظاهرة وباطنة، فبدل أن يشكروه؛ أشركوا به وشكروا من لا يضر ولا ينفع.
والسلوك الثاني الذي سلكوه هو التبرير لما يفعلونه من خلال اختلاق الحجج والمسوغات لإشراكهم بالله، المشار إليه في قوله تعالى:) تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (، فالقسم بالتاء "يختص بما يكون المقسم عليه أمراً عجيباً ومستغرباً، .. فالإتيان في القسم هنا بحرف التاء مؤذن بأنهم يُسألون سؤالاً عجيباً بمقدار غرابة الجرم المسؤل عنه" ([2])، وهو أنكم) تَفْتَرُونَ (أي تختلقون الحجج والتبريرات لما تفعلون وتقولون بأن هذه الجمادات آلهة، وأنكم ما تعبدونها إلا لتقربكم من الله زلفاً، "والإتيان بفعل الكون وبالمضارع للدّلالة على أن الافتراء كان من شأنهم، وكان متجدداً ومستمراً منهم، فهو أبلغ من أن يقال: عمّا تفترون، وعمّا افتريتم" ([3]).
والتبرير سلوك يتبعه ضعيف الشخصية، ضعيف الحجة، مضطرب التفكير، غير متصف بالصحة النفسية.
(يُتْبَعُ)
(/)
السلوك الثالث: يتمثل في اعتقادهم، - وتناقض ذلك مع رغباتهم - وذلك في قوله تعالى:) وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (.
وفي هذه الآية بيان لثلاثة أمور أساسية:
إحداها: اعتقادهم بأن الملائكة بنات، إذ الجعل هنا أعم من كونه بالقول ([4])، فهو اعتقاد وقول، قال تعالى:) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا ([الزخرف:19].
والثاني: باعتقادهم نسبتها لله تعالى؛ حيث أنهم زعموا أن الملائكة بنات الله من سروات ([5]) الجن، كما دل عليه قوله تعالى) وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ([الصافات:158]، وكان هذا اعتقادَ كنانة وخزاعة من العرب ([6]).
الثالث: رغبتهم في ذريتهم أن تكون ذكوراً فقط؛ لأن ذلك محل شرف ورفعة وقوة لهم، مع اعتقادهم نسبة البنات لله تعالى.
و تناقض تفكيرهم مع سلوكهم واعتقادهم، دليل واضح على قصورهم العقلي واضطرابهم الفكري.
فنزه الله تعالى ذاته العظيمة بقوله:) سبحانه (عما ينسبه المشركون من جعلهم لله تعالى البنوة أساساً ([7]).
ثم ذكر الله تعالى أن الواحد منهم لا يرضى لنفسه بالبنت، فكيف يرضهن لله تعالى، فقال عز وجل فاضحاً لهم:) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوَارَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (، عن ابن عباس قال: (يجعلون لَهُ البنات، يرضونهن لَهُ ولا يرضونهن لأنفسهم، وذلك أنهم كانوا في الجاهلية إِذَا ولد للرجل منهم جارية أمسكها عَلَى هون، أو دسها في التراب وهي حية) ([8]).
فالآية تخبر أن هؤلاء الذين نسبوا البنت لله سبحانه على سبيل البنوة، وهم يعتقدون بوجوده رباً، ترى أحدهم إذا أعلم بولادة الأنثى له؛ صار وجهه كل يومه كئيباً قد غمَّ، وحاله: أنه يخفي الغيظ الذي ملأ كيانه وقلبه، وانتشر في أعضائه؛ يؤثر الانكفاء عن الناس والابتعاد عنهم لاعتقاده بسوء العار الذي لبسه، ولذلك فهو يحتار فيما يفعل، ويضطرب في حكمه، وتراه حائراً ثائراً يضرب الكف على الكف ويترنح متردداً في شأنه، ويحدث نفسه يقول: أَأُبقي هذه البنت حية حبيسة عندي، وأقيم على الذل والهوان الذي أصابني وتتحدث عني العرب؛ أم أدفنها في التراب، لأخفي هذا العار، وبذلك يبقى رأسي مرفوعاً عزيزاً.
) ألا ساء ما يحكمون (وما ذلك إلا لأنهم بلغوا من كراهة البنت أعظم الغايات؛ هم أنفسهم يجعلون ما هذا شأنه من الهون والحقارة لله سبحانه وتعالى وهو المتعالي عن الصاحبة والولد) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ([الصافات: 151 - 154].
هذه الآيات توجب على المختصين في علم النفس أن يجعلوا الجانب العقدي في صميم دراسة الشخصية الإنسانية والصحة النفسية، وأن يركزوا على أثر الاعتقادات الفاسدة في سلوك صاحبها وصحته النفسية والعقلية.
فالناظر في الأنماط السلوكية التي ذكرها القرآن لمختلف فئات الناس؛ يجد أن القرآن يركز على الدور العقدي لدوافع السلوك، وبلورة هذه العقيدة لأعراف الناس وتقويمهم، وتقرير الأسلوب الأمثل لحياتهم، كما ويصور القرآن الحالة النفسية الداخلية لمكونات الشخصية بناء على اعتقاد صاحب هذه الشخصية.
فالآيات هنا تنكر نمطاً سلوكياً واجتماعياً كان موجوداً في عادات بعض العرب في الجاهلية، وبقي إلى أول زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فتُصوِّر الانفعالات النفسية لهم، وأثرها على سويتهم الشخصية والسلوكية، في سياق عقدي وقالب بياني ذي دلائل نفسية، وهو ما يتعارف عليه في علم النفس بالموقف النفسي (([9])).
"فالانحراف في العقيدة – كما تبينه الآيات - لا تقف آثاره عند حدود العقيدة، بل يسري في أوضاع الحياة الاجتماعية ويدخل ضمن تقاليدها، لأن العقيدة هي المحرك الأول للحياة، سواء ظهرت أو كمنت ... ومن هنا فإن انحراف الجاهليين عن العقيدة الصحيحة سول لهم وأد البنات أو الإبقاء عليهن في الذل والهوان من المعاملة السيئة والنظرة الوضيعة" ([10]).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا فاسوداد الوجه، وحالة الكظم: انفعالات محرقة ودوافع قوية لطبع عدواني، والتواري عن الناس وحديث النفس فيما يقوم به من سلوك، ما هو إلا ترجمة لاضطراب في الشخصية والبنية النفسية، وفقدان السيطرة على هذه الانفعالات وعدم تحكيمها للفطرة الربانية ينشأ عنها الفعل الإجرامي: الوأد، أو جريمة اجتماعية: إهانة البنت وإذلالها، وينعدم بذلك الأمن النفسي، والأمن الاجتماعي والبيئي.
علماً أن هذه الدوافع والانفعالات والسلوكيات الفاسدة والمنحرفة والمتطرفة؛ ليست قاصرة على مشركي العرب وأبناء جاهليتهم، بل هي مثال لكل من يخالف الفطرة الربانية، ويعتقد عقائد فاسدة، حيث إن أثر اعتقاده الفاسد لا محالة سيظهر في سلوكه على نمط إجرامي في حق نفسه أو في حق الآخرين، وواقعنا الذي نعيشه أكبر برهان على ذلك كله، فنسب انتشار الجريمة في أرقى بلاد العالم مدنية ورفاهية لا تليق بالحالة الاجتماعية والبيئية والرفاهية التي يتلقاها مواطنو تلك البلاد، وما كانت هذه الجرائم لتزداد لولا الأثر العقدي الفاسد على سوء حال المجرمين إلى الشذوذ والانحراف.
ولو ألقينا نظرة إلى نسب الانتحار ـ مثلاً ـ في الدول التي انحرفت عن الفطرة لتجلت لنا حقيقة المواقف النفسية لهؤلاء المخالفين للفطرة الربانية الطاهرة.
وهذه الآيات أيضاً تبين للمختصين في الإرشاد النفسي - في السجون أو المدارس - الطريق القويم لتعديل سلوك التائهين والمنحرفين، بأن يعتنوا بالجانب العقدي الذي يؤسس مبادئ الصحة النفسية وتوازن الشخصية الإنسانية لهؤلاء.
كما تبين هذه الآيات أن الحل الأنسب لرفع الظلم عن المرأة في هو تصحيح العقيدة والتزام الشريعة، لأن أبرز جوانب العقيدة الإسلامية يتجلى بتصحيح تصور الإنسان لنفسه، واستشعاره أنه مخلوق مملوك لله تعالى لا يحق له أن يتصرف في نفسه أو في غيره كما يريد، وأن الناس في الخلق سواء وفي حق الحياة سواء والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 226، وأخرجه أيضاً عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر الدر المنثور4/ 135.
([2]) ـ التحرير والتنوير 14/ 181.
([3]) ـ التحرير والتنوير 14/ 182.
([4]) ـ انظر: أبو السعود 5/ 121، وفسر الجعل في التحرير والتنوير 14/ 182 بالقول.
([5]) ـ أي أن الملائكة أتت من ظهور الجن، والسروات الظهر انظر القاموس المحيط مادة سرو.
([6]) ـ انظر: البغوي 5/ 24، القرطبي 10/ 77، الرازي 20/ 44، زاد المسير 4/ 334.
([7]) ـ انظر الرازي 20/ 44، أبو السعود 5/ 121.
([8]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 228 ط الرسالة، وابن المنذر وابن أبي حاتم (13397)، وابن مردويه، انظر: الدر المنثور 4/ 135. كما ورد أن قيس بن عاصم وارى ثمان بنات في الجاهلية وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق عن كل بنت منهن نسمة أخرجه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح انظر: مجمع الزوائد للهيثمي 7/ 238، والإصابة لابن حجر 3/ 353 ط دار صادر
([9]) ـ والموقف في الحياة النفسية هو مجموعة من العوامل الانفعالية التي تجعل صاحبها يقوم بنوع مركزي من السلوك تدور حوله تلك الانفعالات بجوانبها الإيجابية والسلبية، فالموقف في الدراسات النفسية يتضمن ثلاثة عوامل متفاعلة: أ ـ النمط السلوكي وما خلفه من دوافع خاصة تؤثر في نوعية السلوك ودرجته.
ب ـ الإنسان نفسه في مجموعه ككل في أبعاده التكوينية.
ج ـ المحيط البيئي بكل مقوماته المتعددة ولا سيما المجال النفسي الاجتماعي الذي يعيشه ذلك الإنسان.
انظر: لمحات نفسية في القرآن الكريم د عبد الحميد محمد الهاشمي صـ128،ط رابطة العالم الإسلامي من سلسة دعوة الحق العدد 11 السنة 1402 هـ.
([10]) ـ ظلال القرآن 4/ 2177.
([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 226، وأخرجه أيضاً عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، انظر الدر المنثور4/ 135.
([1]) ـ التحرير والتنوير 14/ 181.
([1]) ـ التحرير والتنوير 14/ 182.
([1]) ـ انظر: أبو السعود 5/ 121، وفسر الجعل في التحرير والتنوير 14/ 182 بالقول.
([1]) ـ أي أن الملائكة أتت من ظهور الجن، والسروات الظهر انظر القاموس المحيط مادة سرو.
([1]) ـ انظر: البغوي 5/ 24، القرطبي 10/ 77، الرازي 20/ 44، زاد المسير 4/ 334.
([1]) ـ انظر الرازي 20/ 44، أبو السعود 5/ 121.
([1]) ـ أخرجه ابن جرير 17/ 228 ط الرسالة، وابن المنذر وابن أبي حاتم (13397)، وابن مردويه، انظر: الدر المنثور 4/ 135. كما ورد أن قيس بن عاصم وارى ثمان بنات في الجاهلية وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعتق عن كل بنت منهن نسمة أخرجه البزار والطبراني ورجال البزار رجال الصحيح انظر: مجمع الزوائد للهيثمي 7/ 238، والإصابة لابن حجر 3/ 353 ط دار صادر
([1]) ـ والموقف في الحياة النفسية هو مجموعة من العوامل الانفعالية التي تجعل صاحبها يقوم بنوع مركزي من السلوك تدور حوله تلك الانفعالات بجوانبها الإيجابية والسلبية، فالموقف في الدراسات النفسية يتضمن ثلاثة عوامل متفاعلة: أ ـ النمط السلوكي وما خلفه من دوافع خاصة تؤثر في نوعية السلوك ودرجته.
ب ـ الإنسان نفسه في مجموعه ككل في أبعاده التكوينية.
ج ـ المحيط البيئي بكل مقوماته المتعددة ولا سيما المجال النفسي الاجتماعي الذي يعيشه ذلك الإنسان.
انظر: لمحات نفسية في القرآن الكريم د عبد الحميد محمد الهاشمي صـ128،ط رابطة العالم الإسلامي من سلسة دعوة الحق العدد 11 السنة 1402 هـ.
([1]) ـ ظلال القرآن 4/ 2177.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[18 Nov 2008, 07:48 م]ـ
بارك الله فيكم جهد مشكور، من الحسن لو يلخص ما ذكر في عناصر، فعلم النفس يحتاج إلى تقريب وتذليل، نسأل الله أن يوفقكم لكل خير(/)
هل هناك مصاحف للنشر المكتبي برواية قالون أو ورش؟
ـ[أبو إياد]ــــــــ[18 Nov 2008, 08:42 م]ـ
العنوان يغني عن الإيضاح، لكني أزجي الشكر مقدماً لمن قرأ المشاركة، أما المجيب فلا أستطيع شكره بأكثر من أن أقول جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2008, 09:12 م]ـ
بإذن الله قريباً تجد ما يسرك في هذا الملتقى، فمن ضمن المشروعات التي يعمل عليها الأستاذ أيمن شعبان ما يخدم الباحثين في هذا الجانب إن شاء الله، وهناك مشروعات مماثلة في مؤسسات أخرى وكلها تنافس في خدمة الباحثين ولله الحمد.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:47 م]ـ
المصحف الشريف كاملا برواية قالون عن نافع ( http://live.islamweb.net/quran_list/qaloon/quran.pdf)
المصحف الشريف كاملا برواية ورش عن نافع ( http://live.islamweb.net/quran_list/warsh/quran.pdf)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[20 Nov 2008, 07:11 ص]ـ
أستاذي د. عبدالرحمن، نعمت والله هذه البشارة، فأجزل الله لك المثوبة، أختي جليسة العلم، أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.(/)
تعليقات الشيخ مساعد الطيار على (منطوق القرآن ومفهومه)
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[18 Nov 2008, 11:05 م]ـ
التعليقات على كتاب الإتقان للسيوطي
النوع الخمسون: في منطوقه ومفهومه
• قول السيوطي: (فإن حمل على المرجوح لدليل فهو تأويل، ويسمى المرجوح المحمول عليه مؤولاً كقوله: ?وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ? [الحديد:4] فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات فتعين صرفه عن ذلك) قال الشيخ مساعد: هذه الآية حقيقتها المعية بالعلم وليس القرب بالذات كما ذكر السيوطي فهو ليس من المرجوح.
• قول السيوطي: (وكقوله: ?وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ? [الإسراء:24] فإنه يستحيل حمله على الظاهر لاستحالة أن يكون للإنسان أجنحة فيحمل على الخضوع وحسن الخلق) قال الشيخ مساعد: الجناح في حقيقته يطلق على الطائر, والبعض قال: جناح الإنسان بحسبه فهو يطلق على اليدين والظاهر أنه يطلق على الجناح المعروف.
• فائدة: ابن عقيلة المكي أدخل في المنطوق: النص والظاهر والمفسر والمحكم فهو يخالف السيوطي فيما يدخل بالمنطوق, وسبب الاختلاف أنه حنفي فهو يتكلم بمصطلحات الحنفية في أصول الفقه.
• فائدة: البدهيات ويسميها الطاهر بن عاشور: (الصفة الكاشفة) هي كقوله تعالى ?وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ? [آل عمران:21] فهذا القيد –بغير الحق- ليس له مفهوم ولوجوده حكمة, وقد كتب فيه الدكتور: فهد عبد الرحمن الرومي كتاباً.
تعقيب:
• هذا المبحث عقلي.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن:
1. هو من علوم التفسير وله أثر في فهم المعنى.
2. له علاقة بالأحكام والأخبار مثل: ?وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ ? [آل عمران:21] , وقوله: ?وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ? [المؤمنون:117] وقوله: ?فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِي المَوْتَى ? [الشورى:9] , وما دام يدخل في الأخبار فهو من التفسير.
3. له علاقة بأحكام القرآن والمتشابه النسبي والعلوم الأخرى كعلم الفقه وأصوله.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[19 Nov 2008, 12:13 ص]ـ
التعليقات على كتاب الإتقان للسيوطي
النوع الخمسون: في منطوقه ومفهومه
• قول السيوطي: (فإن حمل على المرجوح لدليل فهو تأويل، ويسمى المرجوح المحمول عليه مؤولاً كقوله: ?وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ? [الحديد:4] فإنه يستحيل حمل المعية على القرب بالذات فتعين صرفه عن ذلك) قال الشيخ مساعد: هذه الآية حقيقتها المعية بالعلم وليس القرب بالذات كما ذكر السيوطي فهو ليس من المرجوح.
ما المانع من حمل المعية على المعية بالسمع؟ أو بالبصر؟
أو ما الدليل المرجح لكون المعية علمية بدلا عن كونها سمعية أو بصرية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
مسألة المعية بالذات صنف فيها الشيخ أحمد بن المبارك السجلماسي كتابا كاملا، ليبين عدم استحالتها، بالمفهوم الصحيح، وأنه لا إجماع على كون المعية بالعلم .. وهو كتاب فريد ـ على عادة كتبه ـ يستحق النظر والتأمل.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Nov 2008, 01:16 ص]ـ
ما المانع من حمل المعية على المعية بالسمع؟ أو بالبصر؟
أو ما الدليل المرجح لكون المعية علمية بدلا عن كونها سمعية أو بصرية؟
المرجح ـ أخي نزار ـ أن السلف إنما فسروا المعية هنا بالعلم لا غير.
قال أبو الحسن الأشعري في كتابه رسالة إلى أهل الثغر - ص: (234): (وفسر ذلك أهل العلم بالتاويل أن علمه محيط بهم حيث كانوا) ..
وبهذا فسره جمع من السلف،كسفيان الثوري، وخالد بن معدان، والإمام أحمد ـ ررحمهم الله ـ.
بل حكى الإمامان المالكيان أبو عمر الطلمنكي وأبو عمر ابن عبدالبر الإجماع على أن المراد بذلك علمه سبحانه ـ كما نقله عنهما شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (2/ 38) ـ:.
وعبارة الطلمنكي: (وأجمع المسلمون من أهل السنة، على أن معنى: {وهو معكم أينما كنتم} ونحو ذلك من القرآن، أن ذلك علمه).
وأنصح بمراجعة كلام شيخ البخاري (نعيم بن حماد) رحمه الله،والذي رواه ابن بطة في الإبانة (3/ 146) ففيه جواب شاف في هذا المعنى.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:27 ص]ـ
هذا كلام محقق محرر لشيخ الإسلام رحمه الله تعالى في معنى مع:
(يُتْبَعُ)
(/)
" (مَعَ) فِي اللُّغَةِ إذَا أُطْلِقَتْ فَلَيْسَ ظَاهِرُهَا إلا الْمُقَارَنَةَ الْمُطْلَقَةَ، مِنْ غَيْرِ وُجُوبِ مُمَاسَّةٍ أَوْ مُحَاذَاةٍ عَنْ يَمِينٍ أَوْ شِمَالٍ، فَإِذَا قُيِّدَتْ بِمَعْنَى مِنْ الْمَعَانِي دَلَّتْ عَلَى الْمُقَارَنَةِ فِي ذَلِكَ الْمَعْنَى، فَإِنَّهُ يُقَالُ: مَا زِلْنَا نَسِيرُ وَالْقَمَرُ أَوْ وَالنَّجْمُ مَعَنَا، وهَذَا الْمَتَاعُ مَعِي لِمُجَامَعَتِهِ معك في البيت وَإِنْ كَانَ فَوْقَ رَأْسِك، وَقَدْ يَدْخُلُ عَلَى صَبِيٍّ مَنْ يُخِيفُهُ فَيَبْكِي فَيُشْرِفُ عَلَيْهِ أَبُوهُ مِنْ فَوْقِ السَّقْفِ فَيَقُولُ: لَا تَخَفْ؛ أَنَا مَعَك أَوْ أَنَا هُنَا؛ أَوْ أَنَا حَاضِرٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ يُنَبِّهُهُ عَلَى الْمَعِيَّةِ الْمُوجِبَةِ بِحُكْمِ الْحَالِ دَفْعَ الْمَكْرُوهِ.
ثُمَّ هَذِهِ الْمَعِيَّةُ تَخْتَلِفُ أَحْكَامُهَا بِحَسَبِ الْمَوَارِدِ فَلَمَّا قَالَ: " وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ والله بما تعملون بصير "؛ دَلَّ ظَاهِرُ الْخِطَابِ عَلَى أَنَّ حُكْمَ هَذِهِ الْمَعِيَّةِ وَمُقْتَضَاهَا أَنَّهُ مُطَّلِعٌ عَلَيْكُمْ عَالِمٌ بِكُمْ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْلِ السَّلَفِ: إنَّهُ مَعَهُمْ بِعِلْمِهِ.
وَكَذَلِكَ فِي قَوْلِهِ: " مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ " الآية، وَلَمَّا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِصَاحِبِهِ فِي الْغَارِ: " لَا تَحْزَنْ إنَّ اللَّهَ مَعَنَا " كَانَ هَذَا أَيْضًا حَقًّا عَلَى ظَاهِرِهِ وَدَلَّتْ الْحَالُ عَلَى أَنَّ حُكْمَ هَذِهِ الْمَعِيَّةِ هُنَا مَعِيَّةُ الِاطِّلَاعِ وَالنَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ.
وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى: ? إنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ?، وَقَوْلُهُ لِمُوسَى وَهَارُونَ: " إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ". هُنَا الْمَعِيَّةُ عَلَى ظَاهِرِهَا وَحُكْمُهَا فِي هَذِهِ الْمَوَاطِنِ النَّصْرُ وَالتَّأْيِيدُ.
فَلَفْظُ " الْمَعِيَّةِ " قَدْ اُسْتُعْمِلَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ فِي مَوَاضِعَ يَقْتَضِي فِي كُلِّ مَوْضِعٍ أُمُورًا لَا يَقْتَضِيهَا فِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ، فَإِمَّا أَنْ تَخْتَلِفَ دَلَالَتُهَا بِحَسَبِ الْمَوَاضِعِ أَوْ تَدُلَّ عَلَى قَدْرٍ مُشْتَرَكٍ بَيْنَ جَمِيعِ مَوَارِدِهَا وَإِنْ امْتَازَ كُلُّ مَوْضِعٍ بِخَاصِّيَّةٍ، فَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ لَيْسَ مُقْتَضَاهَا أَنْ تَكُونَ ذَاتُ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ مُخْتَلِطَةً بِالْخَلْقِ حَتَّى يُقَالَ قَدْ صُرِفَتْ عَنْ ظَاهِرِهَا.
وَنَظِيرُهَا مِنْ بَعْضِ الْوُجُوهِ " الرُّبُوبِيَّةُ وَالْتعبيد " فَلَمَّا قَالَ: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} {رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ} كَانَتْ رُبُوبِيَّةُ مُوسَى وَهَارُونَ لَهَا اخْتِصَاصٌ زَائِدٌ عَلَى الرُّبُوبِيَّةِ الْعَامَّةِ لِلْخَلْقِ، وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ: " عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا " وَ " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا "؛ فَإِنَّ الْعَبْدَ تَارَةً يَعْنِي بِهِ الْمُعبَّدَ فَيَعُمُّ الْخَلْقَ، وَتَارَةً يَعْنِي بِهِ الْعَابِدَ فَيَخُصُّ، ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ فَمَنْ كَانَ أَعْبَدَ عِلْمًا وَحَالًا كَانَتْ عُبُودِيَّتُهُ أَكْمَلَ فَمِنْ التَّكَلُّفِ أَنْ يَجْعَلَ ظَاهِرَ اللَّفْظِ شَيْئًا مُحَالًا لَا يَفْهَمُهُ النَّاسُ مِنْهُ ثُمَّ يُرِيدُ أَنْ يَتَأَوَّلَهُ ". اهـ كلامه بلفظه.
الرسائل الكبرى ص466 – 467 (طبعة دار إحياء التراث العربي)، وفي «الفتوى الحموية الكبرى» ص523 - 524 من طبعة حمد التويجري، وفي «مجموع الفتاوى» (5/ 103 - 105).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إذا تقرر هذا، وعُلم أن ظاهر هذا اللفظ لا يقتضي ما توهمه أهل الحلول والاتحاد، فلا موجب للقول بأن تفسير السَّلف للمعية الواردة في الآيات من باب التأويل - الذي هو صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى معنى مرجوح لدليل يقترن به -، وإنما يقال: اللفظ باق حقيقته، فالله مستو على عرشه حقيقة، وهو معنا حقيقة. قال شيخ الإسلام في «الواسطية»: "كُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ - مِنْ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَأَنَّهُ مَعَنَا - حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ لَا يَحْتَاجُ إلَى تَحْرِيفٍ، وَلَكِنْ يُصَانُ عَنْ الظُّنُونِ الْكَاذِبَةِ مِثْلُ أَنْ يَظُنَّ أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِهِ: (فِي السَّمَاءِ) أَنَّ السَّمَاءَ تُقِلُّهُ أَوْ تُظِلُّهُ؛ وَهَذَا بَاطِلٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ ".
وقال الإمام أبو عبد الله بن منده: " .. فإن قيل: قد تأولتم قوله عز وجل: " وهو معكم أينما كنتم " وحملتموه على العلم؟. قلنا: ما تأوَّلنا ذلك، وإنما الآية دلت على أن المراد بذلك العلم، لأنه قال في آخرها: " إن الله بكل شيء عليم " " نقله أبو القاسم الأصبهاني في «الحجة في بيان المحجة» (2/ 290 - 291).
على أنه لو قيل: إن هذا من باب التأويل – كما ذهب إليه بعض أهل العلم -، فهو من التأويل الذي له دليل نقلي أوجبه.
قال شيخ الإسلام: " وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّا لَا نَذُمُّ كُلَّ مَا يُسَمَّى تَأْوِيلًا مِمَّا فِيهِ كِفَايَةٌ وَإِنَّمَا نَذُمُّ تَحْرِيفَ الْكَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَمُخَالَفَةَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْقَوْلَ فِي الْقُرْآنِ بِالرَّأْيِ.
وَيَجُوزُ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ أَنْ تُفَسَّرَ إحْدَى الْآيَتَيْنِ بِظَاهِرِ الْأُخْرَى وَيُصْرَفَ الْكَلَامُ عَنْ ظَاهِرِهِ؛ إذْ لَا مَحْذُورَ فِي ذَلِكَ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَإِنْ سُمِّيَ تَأْوِيلًا وَصَرْفًا عَنْ الظَّاهِرِ فَذَلِكَ لِدَلَالَةِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِ وَلِمُوَافَقَةِ السُّنَّةِ وَالسَّلَفِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ بِالْقُرْآنِ؛ لَيْسَ تَفْسِيرًا لَهُ بِالرَّأْيِ، وَالْمَحْذُورُ إنَّمَا هُوَ صَرْفُ الْقُرْآنِ عَنْ فَحْوَاهُ بِغَيْرِ دَلَالَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالسَّابِقِينَ كَمَا تَقَدَّمَ. وَلِلْإِمَامِ أَحْمَد - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى - رِسَالَةٌ فِي هَذَا النَّوْعِ وَهُوَ ذِكْرُ الْآيَاتِ الَّتِي يُقَالُ: بَيْنَهَا مُعَارَضَةٌ وَبَيَانُ الْجَمْعِ بَيْنَهَا وَإِنْ كَانَ فِيهِ مُخَالَفَةٌ لِمَا يَظْهَرُ مِنْ إحْدَى الْآيَتَيْنِ أَوْ حَمْلُ إحْدَاهُمَا عَلَى الْمَجَازِ.
وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ سَلَكَ هَذَا الْمَسْلَكَ فِي نَفْسِ الْمَعِيَّةِ وَيَقُولُ: إنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَإِنْ كَانَ خِلَافَ ظَاهِرِ الْإِطْلَاقِ، أَوْ مَحْمُولٌ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ لِدَلَالَةِ الْآيَاتِ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَيَجْعَلُ بَعْضَ الْقُرْآنِ يُفَسِّرُ بَعْضًا، لَكِنْ نَحْنُ بَيَّنَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي ظَاهِرِ الْمَعِيَّةِ مَا يُوجِبُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّا وَجَدْنَا جَمِيعَ اسْتِعْمَالَاتِ " مَعَ " فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَا تُوجِبُ اتِّصَالًا وَاخْتِلَاطًا فَلَمْ يَكُنْ بِنَا حَاجَةٌ إلَى أَنْ نَجْعَلَ ظَاهِرَهُ الْمُلَاصَقَةَ ثُمَّ نَصْرِفَهُ ". «مجموع الفتاوى» (6/ 19 - 22).
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:39 ص]ـ
مسألة المعية بالذات صنف فيها الشيخ أحمد بن المبارك السجلماسي كتابا كاملا، ليبين عدم استحالتها، بالمفهوم الصحيح، وأنه لا إجماع على كون المعية بالعلم .. وهو كتاب فريد ـ على عادة كتبه ـ يستحق النظر والتأمل.
كيف غير مستحيلة؟! وما هو المفهوم الصحيح هذا!!.
والإجماع على كون المعية بالعلم نقله جمهرة من العلماء.
وإذا كنت لا تعتد بالإجماع الذي حكاه علماء أهل الحديث، فقد حكى الإجماع أيضا بعض أئمة الأشعرية كالغزالي في الإحياء وابن الخطيب وابن عطية وأبو حيان في تفاسيرهم رحمة الله عليهم.
قال في الإحياء: ما نَصُّهُ: " قوله تعالى: ? وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ? حُملَ بالاتفاق على العلم والإحاطَةِ " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال ابن عطية في «تفسيره» ما نَصُّهُ: " قولُهُ تعالَى: ? وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ? مَعناهُ: بقدْرَتِهِ وَعلمِهِ وإحاطَتِهِ، وهذِه آيةٌ أجمَعتِ الأُمَّةُ على هَذَا التَّأويلِ فِيهَا، وأنها مُخرَجَةٌ عن مَعنَى لفظِهَا المعهُودِ، ودخَلَ في الإجماعِ من يقُولُ بأنَّ المُشتَبِهَ كُلَّهُ ينبغِي أن يُمَرَّ ويؤمَنَ بِهِ ولا يُفسَّرَ، فقد أجمَعُوا على تأويلِ هذِهِ لبيانِ وُجُوب إخراجِها عن ظاهِرِهَا.
قال سُفيانُ الثَّوريُّ: " معناهُ: علمُهُ معكُم " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقد عقد الشيخ محمد بن أبي مدين الشنقيطي رحمه الله تعالى فصلاً كاملاً نقل فيه كلام العلماء في الإجماع على هذا التفسير، وذلك في كتابه: شَنُّ الغَارَات على أهلِ وحدَةِ الوجُودِ وأهلِ المعيَّةِ بالذََّات
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[19 Nov 2008, 05:06 م]ـ
الأستاذ عمر:
الإجماع على تعيين تفسير معيّن للمعية شيء. والإجماع على صرف اللفظ عن بعض معنايه الظاهر لاستحالته شيء آخر. فلا يلزم من الإجماع على الثاني الإجماع على الأول، فقد اتفق جمع من العلماء على حمل المعية على المعية بالعلم أو بالقدرة أو بالسمع أو بالبصر أو بالحفظ والكلاءة أو النصرة أو الفضل أو الرحمة، وكلها تأويلات قال بها المفسرون، والإجماع الثاني متحقق، والأول غير متحقق، ولا يكفي مجرد نقله لتصحيح وقوعه، فما نقل هو فهم بعض السلف، لا إجماعهم عليه، وكم من دعوى على الإجماع باطلة، وتصحيح الإجماع بعد عصر الصحابة وانتشار العلماء والمفتين في جميع الأقطار من أصعب ما يكون.
قال أبو حيان في البحر المحيط (ج8/ص217) بعد أن فسر المعية بالعلم والقدرة: وهذه آية أجمعت الأمة على هذا التأويل فيها، وأنها لا تحمل على ظاهرها من المعية بالذات، وهي حجة على من منع التأويل في غيرها مما يجري مجراها من استحالة الحمل على ظاهرها. اهـ.
قلت: مقصوده بالمعية بالذات، معية الحلول والاتحاد والتحيز والجهات، فأهل السنة والجماعة مجمعون على استحالتها بالدليل العقلي والنقلي. والإجماع الذي نقله أبو حيان متعلق بالتأويل، أي صرف المعية من تلك المعاني الباطلة إلى معاني لائقة، لا الإجماع على كون المعية علمية.
ثم ينبغي التأمل في قوله تعالى (وهو معكم) أن الضمير عائد على (الله) الاسم العلم على الذات الإلهية المنزهة عن جميع النقائص المتصفة بجميع الكمالات، لا على العلم. فالحكم بالمعية في هذه القضية حكم على الذات العلية لا على علمه تعالى، فإن اسم الجلالة ليس موضوعا للعلم. والمعية بالذات لم تنحصر في المعية بالحلول والاتحاد والتحيز والكون في الجهات حتى ينحصر مقصود مثبتها مثلا في تلك المعاني الباطلة عقلا وشرعا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Nov 2008, 10:54 م]ـ
الإجماع على تعيين تفسير معيّن للمعية شيء. والإجماع على صرف اللفظ عن بعض معنايه الظاهر لاستحالته شيء آخر. فلا يلزم من الإجماع على الثاني الإجماع على الأول، فقد اتفق جمع من العلماء على حمل المعية على المعية بالعلم أو بالقدرة أو بالسمع أو بالبصر أو بالحفظ والكلاءة أو النصرة أو الفضل أو الرحمة، وكلها تأويلات قال بها المفسرون، والإجماع الثاني متحقق، والأول غير متحقق، ولا يكفي مجرد نقله لتصحيح وقوعه، فما نقل هو فهم بعض السلف، لا إجماعهم عليه، وكم من دعوى على الإجماع باطلة، وتصحيح الإجماع بعد عصر الصحابة وانتشار العلماء والمفتين في جميع الأقطار من أصعب ما يكون.
الإجماع منقد على أن المعية بالعلم، والذي يرجح ذلك هو سياق الآية.
سُئِلَ الإمام عليُّ بنُ المديني عن قوله تعالى: ?مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ ?، فقال: اقرأ ما قبله: ? أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ ?.
وقال أبو طالب أحمدُ بن حميد: سألتُ أحمدَ بنَ حنبلٍ عن رَجُل قالَ: اللهُ معنَا، وتَلا: ?مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ ?، الآية. فقالَ: قد تجهَّمَ هذا!، يأخذُونَ بآخرِ الآيةِ ويَدَعُونَ أوَّلَها: ? أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَعْلَمُ ? فعلمُهُ معهم، فأوَّلُ الآيةِ يدُلُّ على أنَّهُ علمُهُ.
قال الحافظ أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى بن محمد الطلمنكي المالكي مؤلف «الروضة»، أول من أدخل القراءات إلى الأندلس في كتابه «الوصول إلى معرفة الأصول» ما نَصُّهُ: " أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: ? وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ ? ونحو ذلك من القرآن؛ أنَّهُ علمُه " ا. هـ
وقال حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَريُّ المالكيُّ في كتابه «التمهيد» ما نَصُّهُ: " أجمع علماء الصحابة والتابعين فقالوا في تأويل قوله تعالى: (ما يَكون مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إلاَّ هُوَ رابِعُهُمْ) هو على العرشِ كَمَا وصفَ وعلمُهُ في كُلِّ مكانٍ، وما خالفَهُم في ذلكَ أحد يُحتجُّ بقولِهِ " ا. هـ، نقله الحافظ الذهبي في «جزء العلو» وابن القيم في «اجتماع الجيوشِ الإسلاميَّةِ».
والإجماع الذي نقله أبو حيان متعلق بالتأويل، أي صرف المعية من تلك المعاني الباطلة إلى معاني لائقة، لا الإجماع على كون المعية علمية.
بل هو إجماع على أن المعية بالعلم والقدرة.
وكلامه واضح صريح: " (وهو معكم أين ما كنتم): أي: بالعلمِ والقُدرَةِ. قال الثَّورِيُّ: المعني: علمُهُ معَكُم. وهذهِ آيةٌ أجمعتِ الأمَّةُ على هذا التَّأويلِ فيهَا ". فلا أدري من أين فهمت ما ذكرته!.
ولا أدري ما هو غرضك من التفريق بين هذين الأمرين؟!
على أن هذا ليس صرفاً للفظ عن ظاهره كما تقدم في كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
والأعجب من هذا هو قولك - تحكماً بدون دليل -: " مقصوده بالمعية بالذات، معية الحلول والاتحاد والتحيز والجهات، فأهل السنة والجماعة مجمعون على استحالتها بالدليل العقلي والنقلي ".
فهل هناك معية بالذات من نوع آخر؟!.
والمعية بالذات لم تنحصر في المعية بالحلول والاتحاد والتحيز والكون في الجهات حتى ينحصر مقصود مثبتها مثلا في تلك المعاني الباطلة عقلا وشرعا.
ما هي الأنواع الأخرى غير معية أهل الحلول والاتحاد؟!.
وما هو المقصود الآخر لمثبت المعية بالذات؟!.
اللهم سلِّم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:51 م]ـ
للأسف ما فعلت إلا ترديد ما نقله الأستاذ عمر ..
بل أضفت إجماعا آخر على أن المعية بالقدرة إضافة إلى الإجماع على أن المعية بالعلم فقلتَ. بل هو إجماع على أن المعية بالعلم والقدرة
وليس فيما نقلته إجماع على معنى واحد للمعية، كيف وأنت تزعم أن الإجماع على أن المعية بالقدرة، والقدرة ليست العلم. وغاية ما نقلته تفسيرات لبعض أئمة السلف.
ومن الغريب أنك تفهم اللغة العربية ولا تطبق قواعدها، وضمير (وهو) يعود على اسم الجلالة، والآيات واضحة في ذلك كل الوضوح. قال تعالى: سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (2) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَمَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4) [الحديد]
ثم ما هي المعية الحقيقية التي تقصدها بقولك:
وهو معنا حقيقة
فالظاهر أنها ليست المعية العلمية التي تدعي الإجماع عليها. وتسميها معية حقيقية.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Nov 2008, 12:19 ص]ـ
ثم ما رأيك فيما نقله أبو حيان من أن الأمة أجمعت على أن المعية في الآية لا تحمل على ظاهرها؟
فقد عطف ذلك على قوله بأنها أجمعت على حمل المعية على العلم والقدرة. وهذا يفيد أن الأمة أجمعت على أن ظاهر المعية المذكورة ليس معية العلم، وهذا يناقض رأسا كلام من ادعى أن الظاهر من المعية هو المعية بالعلم، وأنه لا يحتاج إلى تأويل أصلا.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:46 ص]ـ
أنا أعرف ان أكثر ما يغيظكم هو تقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه.
لكن لا بأس فهو رجل قيضه الله تعالى شجى في حلوق المبتدعة ما دام الحق يقارع الباطل.
فليتك تطالع كلام شيخ الإسلام الذي نقلته لك سابقاً بإنصاف مع ترك الأحقاد جانباً، ففيه نفع بإذن الله.
للأسف ما فعلت إلا ترديد ما نقله الأستاذ عمر ..
بل أضفت إجماعا آخر على أن المعية بالقدرة إضافة إلى الإجماع على أن المعية بالعلم فقلتَ.
هذا لا يناقض هذا ..
فالإجماع على انها بالعلم لا يمنع أن تكون بالقدرة أو الإحاطة فمفهوم الصفة هنا غير مراد.
وغاية ما نقلته تفسيرات لبعض أئمة السلف
بل نقلت إجماعات وليس أقوال أفراد.
ومن الغريب أنك تفهم اللغة العربية ولا تطبق قواعدها
لا أدري ما هي القواعد التي أغفلتها.
ولم تجبني عن السؤال الذي كررته مرارا: ما هي الأنواع الأخرى للمعية بالذات غير معية أهل الحلول والاتحاد؟!.
الظاهر أنها ليست المعية العلمية التي تدعي الإجماع عليها
بل هي كذلك، ولا أدري كيف ظهر لك هذا!.
ثم ما رأيك فيما نقله أبو حيان من أن الأمة أجمعت على أن المعية في الآية لا تحمل على ظاهرها؟
هنا ينبغي أن يقال: ما المراد بالظاهر؟.
المعروف عند أهل الأصول أن اللفظ إذا احتمل معنيين هو في أحدهما أرجح سمي الراجح ظاهراً.
قال في المرتقى: والظاهر الذي مرجحا بدا * وضده مؤول إن عضدا.
فما هو المعنى الراجح هنا؟.
تأمل هذا الكلام لشيخ الإسلام وانزع من صدرك الحقد والتحامل الذي هو طبع اللئام: "وَهَذَا اللَّفْظُ - أي الظاهر - مُجْمَلٌ فَإِنَّ قَوْلَهُ: " ظَاهِرَهَا غَيْرُ مُرَادٍ ": يَحْتَمِلُ أَنَّهُ أَرَادَ بِالظَّاهِرِ نُعُوتَ الْمَخْلُوقِينَ وَصِفَاتِ المحدثين؛ مِثْلُ أَنْ يُرَادَ بِكَوْنِ " اللَّهِ قَبِلَ وَجْهِ الْمُصَلِّي " أَنَّهُ مُسْتَقِرٌّ فِي الْحَائِطِ الَّذِي يُصَلِّي إلَيْهِ وَإِنَّ " اللَّهَ مَعَنَا " ظَاهِرُهُ أَنَّهُ إلَى جَانِبِنَا وَنَحْوُ ذَلِكَ فَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُرَادٍ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَمَنْ قَالَ: إنَّ مَذْهَبَ السَّلَفِ أَنَّ هَذَا غَيْرُ مُرَادٍ فَقَدْ أَصَابَ فِي الْمَعْنَى لَكِنْ أَخْطَأَ بِإِطْلَاقِ الْقَوْلِ بِأَنَّ هَذَا ظَاهِرُ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ، فَإِنَّ هَذَا الْمُحَالَ لَيْسَ هُوَ الظَّاهِرُ عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ، اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ يَكُونَ هَذَا الْمَعْنَى الْمُمْتَنِعُ صَارَ يَظْهَرُ لِبَعْضِ النَّاسِ فَيَكُونُ الْقَائِلُ لِذَلِكَ مُصِيبًا بِهَذَا الِاعْتِبَارِ مَعْذُورًا فِي هَذَا الْإِطْلَاقِ، فَإِنَّ الظُّهُورَ وَالْبُطُونَ قَدْ يَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ أَحْوَالِ النَّاسِ وَهُوَ مِنْ الْأُمُورِ النِّسْبِيَّةِ.
وَكَانَ أَحْسَنُ مِنْ هَذَا أَنْ يُبَيِّنَ لِمَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ هَذَا هُوَ الظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ هُوَ الظَّاهِرَ حَتَّى يَكُونَ قَدْ أَعْطَى كَلَامَ اللَّهِ وَكَلَامَ رَسُولِهِ حَقَّهُ لَفْظًا وَمَعْنًى.
وَإِنْ كَانَ النَّاقِلُ عَنْ السَّلَفِ أَرَادَ بِقَوْلِهِ: الظَّاهِرُ غَيْرُ مُرَادٍ عِنْدَهُمْ أَنَّ الْمَعَانِيَ الَّتِي تَظْهَرُ مِنْ هَذِهِ الْآيَاتِ وَالْأَحَادِيثِ مِمَّا يَلِيقُ بِجَلَالِ اللَّهِ وَعَظَمَتِهِ وَلَا يَخْتَصُّ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ بَلْ هِيَ وَاجِبَةٌ لِلَّهِ أَوْ جَائِزَةٌ عَلَيْهِ جَوَازًا ذِهْنِيًّا أَوْ جَوَازًا خَارِجِيًّا غَيْرَ مُرَادٍ: فَهَذَا قَدْ أَخْطَأَ فِيمَا نَقَلَهُ عَنْ السَّلَفِ أَوْ تَعَمَّدَ الْكَذِبَ؛ فَمَا يُمْكِنُ أَحَدٌ قَطُّ أَنْ يَنْقُلَ عَنْ وَاحِدٍ مِنْ السَّلَفِ مَا يَدُلُّ - لَا نَصًّا وَلَا ظَاهِرًا - أَنَّهُمْ كَانُوا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَلَا أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ لَهُ سَمْعٌ وَلَا بَصَرٌ وَلَا يَدٌ حَقِيقَةً ".
فعلى هذا: من قال من العلماء إن المعية هنا ليست على ظاهرها، إنما أراد بالظاهر المعنى المتبادر غير اللائق بالله تعالى وهو معية الحلول والمخالطة، لذلك قال: نؤولها بمعنى يليق بالله تعالى فقال: هو معهم بعلمه أو بقدرته أو إحاطته.
قال شيخ الإسلام: " وَاعْلَمْ أَنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ سَلَكَ هَذَا الْمَسْلَكَ فِي نَفْسِ الْمَعِيَّةِ وَيَقُولُ: إنَّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ وَإِنْ كَانَ خِلَافَ ظَاهِرِ الْإِطْلَاقِ، أَوْ مَحْمُولٌ عَلَى خِلَافِ الظَّاهِرِ لِدَلَالَةِ الْآيَاتِ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَيَجْعَلُ بَعْضَ الْقُرْآنِ يُفَسِّرُ بَعْضًا، لَكِنْ نَحْنُ بَيَّنَّا أَنَّهُ لَيْسَ فِي ظَاهِرِ الْمَعِيَّةِ مَا يُوجِبُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّا وَجَدْنَا جَمِيعَ اسْتِعْمَالَاتِ " مَعَ " فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لَا تُوجِبُ اتِّصَالًا وَاخْتِلَاطًا فَلَمْ يَكُنْ بِنَا حَاجَةٌ إلَى أَنْ نَجْعَلَ ظَاهِرَهُ الْمُلَاصَقَةَ ثُمَّ نَصْرِفَهُ ".
وتأمل أن القرينة التي أوجبت التأويل - إذا سميناه تأويلاً - هنا قرينة نقلية، وهي علمنا أن الله تبارك وتعالى فوق عرشه كما تواتر بذلك النقل، وكذلك دلالة السياق كما تقدم في كلام علي بن المديني والإمام أحمد وابن منده، وهذا فيصل التفرقة بين اهل السنة والمتكلمين في هذه المسألة.
قال الشيخ محمد بن أبي مدين في شن الغارات على اهل وحدة الوجود وأهل المعية بالذات: "واعلم أن السَّلَفَ الصالح إنما يرجع في صِفَات الله تعالى وأسمائِهِ إلى مُجرَّدِ النَّقلِ وبه يردُّ على من خالفَ، كردِّ ابن عُمَرَ رضي الله عنهما على معبدٍ الجُهَنِيِّ في مسألةِ القَدَر بجوابِهِ صلى الله عليه وسلم لجبريلَ عليه السلام، وهو أول حديث في «صحيح مسلم»، وقد أخرجه مسلمٌ أيضاً والبخاري عن أبي هريرة مُختصراً، وغير ذلك مما لا يحصى.
وأما المتكلِّمُون فيرجعونَ في ذلك إلى الدَّليلِ العقلِيِّ ويُحكِّمُونه في ما لا مدخلَ لهُ فيهِ، فإن وافق الدليلُ النقلي قبلوه وإلا ردُّوهُ أو تأولوه، وحقيقةُ ذلك الدليلِ العقليِّ مبنيةٌ على تقسيم الفلاسفة العالمَ إلى عرضٍ وجوهرَ، وهو أمرٌ لا أصل له في دين الإسلام، لا في كتابٍ ولا في سُنَّةٍ ولا في أقوالِ سلفِ هذه الأُمَّةِ، فعلى المسلم أن يجعل العقل تابعاً للنَّقل لئلا يقعَ في المهالك.
انظر: «شرح القرطبي لصحيح مسلم» في الكلامِ على حديث: " أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصم "، وشرح علي القاري للشفا في الكلام على الباطنِيَّة، ومقدمة «تاريخ ابن خلدُون» في الكلام على العلوم الإلهيَّات، والجُزء الأول من «الاعتصام» لأبي إسحاقَ الشَّاطبيِّ، وكتاب «التعليم والإرشاد» لمُحمد بدرِ الدين الحلبيِّ.
قال العلامة الفقيهُ مُحمَّد يحيى بن محمد المختار بن الطالب عبد الله الداوودي ثم السعيدي الولاتي وطناً المتوفى سنة ثلاثين وثلثمائة ما نصه: " ومذهبُ أهل السنة أن العقل لا عبرة به إلا إذا وافق دليلاً نقلياً من كتاب أو سنة، فلا يعتبرُ إلا تبعاً للشرع، ولا استقلال له في إثباتِ حكمٍ شرعي " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال السندي في حاشيته على «سُنن ابن ماجه» في الكلام على زيادة الإيمانِ ونُقصانه ما نصه: " والسَّلفُ كانوا يتبعون الوارد ولا يلتفتون إلى نحو تلك المباحث الكلاميَّةِ التي استخرجها المتأخِّرُون " ا. هـ كلامه بلفظه.
وقال العلامة أحمد بك الهاشميُّ في كتابه «جواهر الأدب» ما نصه: " كان السَّلفُ الصالحُ من الصَّحابةِ والتابعين يستدلُّون على عقائدهم بظاهرِ الكتابِ والسُّنَّة، وما وقع فيهمَا من المتشابه أو أوهم التشبيه المنافي لتنزيه المعبود توقَّفُوا فيه خوفَ أن يحيد فهمُهُم في التأويل عن القصد " ا. هـ كلامه بلفظه.
وبهذا كلِّه تعلم أنَّ الدَّليلَ الذي يُحمل اللَّفظُ على غير ظاهره إنَّمَا هو عند السَّلف النقليُّ لا العقلي، وبه أول الأدلةَ التي احتجَّ بها جهم وأتباعهُ لمعيَّة الذات، وقد جمعتُ لك – ولله الحمد – في هذا الكتاب من ذلك ما فيه – إن شاء الله تعالى – كفاية " ا. هـ كلام الشيخ محمد بن ابي مدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Nov 2008, 11:26 ص]ـ
للأسف لقد طوّلت من غير طائل.
ولا أدري لم تنكر أن يكون الإجماع حاصلا على نبذ المعنى الفاسد الذي يظهر ولو للبعض من المعية بالحلول والاتحاد والأمكنة والجهات، مع أنه أمر لازم بناء على القول بالمعية العلمية أو بغيرها من المعاني الصحيحة. فصرت تنقل كلاما لا فائدة منه.
ثم ما ينبغي عليك فهمه ـ إن كنت عاقلا لما تقول أو تنقل ـ أن الإجماع المزعوم على تفسير المعية بالعلم يقتضي أن كل من فسرها بغير العلم من المعاني الصحيحة التي ذكرتها لك يكون مخالفا للإجماع، ومخالف الإجماع مبتدع، ولم يقله عاقل.
أما عن سؤالك، الذي تكرره، فالمعية بالذات يمكن أن يراد بها المعية التي معها تجلى الله تعالى للجبل فجعله دكا، أو المعية التي معها يرى المؤمنون ربهم في الجنة، أو المعية التي معها رأى النبي صلى الله عليه وسلم الله تعالى ليلة الإسراء على أحد الأقوال، وهي معية منزهة عن الحلول والاتحاد والحيز والكون في الأمكنة والجهات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
بقي أن تجيبنا على قولك: هو معنا حقيقة. فإنك لم تفعل. وعليك تصحيح النقل عمن ذكرت هذه العبارة ومن قالها من السلف الصالح أو حتى الخلف الصالح.
ومسألة اللغة العربية فهي ظاهرة، وضمير الشأن عائد على اسم الجلالة، وهو موضوع للذات الإلهية المنزهة عن جميع النقائص المتصفة بجميع الكمالات، ولا موجب للعدول والتمجز بحمله على العلم والقطع بأن ذلك هو المراد. وحتى الحمل على العلم فيه ظاهر باطل وهو أن علم الله تعالى انفصل عن ذاته وصار معنا في كل مكان، فيصير تفسير بعض السلف للمعية العملية محمولا على أن علمه تعالى متعلق بنا وبجميع أحوالنا، ومعلوم عند أهل السنة والجماعة أن سمعه كذلك، وبصره كذلك، وكلامه كذلك، وقدرته كذلك، فالقطع بأن المراد العلم ولا غير تحكم لا يقول به السلف ولا يجمعون عليه، ولذلك نقول بأن الصواب هو تفسير بعض السلف للمعية بالعلم دفعا لتوهم ما لا يليق بالله تعالى، وهذا هو التأويل لقرينة من القرائن، والتأويل هنا الصرف عن بعض المعاني الباطلة خشية توهم ما لا يليق بالله تعالى، ولا إجماع على كون المعية بالعلم بحيث لا يجوز الحمل على غيرها.
ملاحظة: أحبذ محاورة من لا يعتمد القص واللصق من كلام "شيخ الإسلام" معتمدا أياه مسلما له وكأنه القرآن المنزل. ويا ليته كان نقلا بفهم أو بكلام يفيد من محل المحاورة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:02 م]ـ
للأسف لقد طوّلت من غير طائل.
ولا أدري لم تنكر أن يكون الإجماع حاصلا على نبذ المعنى الفاسد الذي يظهر ولو للبعض من المعية بالحلول والاتحاد والأمكنة والجهات، مع أنه أمر لازم بناء على القول بالمعية العلمية أو بغيرها من المعاني الصحيحة. فصرت تنقل كلاما لا فائدة منه ..
كلامك هذا يكفي للجزم بأنك لم تقرأ مشاركاتي السابقة، أو أنك قرأتها ولم تفهمها، ولذلك صرت تخترع كلاما من رأسك وترميني به.
ولا غرابة في قولك: " فصرت تنقل كلاما لا فائدة منه " لأن كلام أئمة الهدى لا يزيد الظالمين إلا خساراً.
وتلقي المبتدعة لكلام العلماء الحق شبيه بتلقي الكفار والمنافقين لكلام الله تبارك وتعالى، قال تعالى: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقولأيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستكبرون، وأما الذين ف قلوبهم مرض فزادتهم رجساً إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ".
وانظر - أخا السنة - إلى هذه العبارة التي يكررها الحاقدون يرمون بها أهل الحق في هذا الزمان:" يعتمدون القص واللصق من كلام "شيخ الإسلام" معتمدين أياه مسلما له وكأنه القرآن المنزل " لتعلم أي افتراء رمونا به ظلما وعدوانا.
أما عن سؤالك، الذي تكرره، فالمعية بالذات يمكن أن يراد بها المعية التي معها تجلى الله تعالى للجبل فجعله دكا، أو المعية التي معها يرى المؤمنون ربهم في الجنة، أو المعية التي معها رأى النبي صلى الله عليه وسلم الله تعالى ليلة الإسراء على أحد الأقوال، وهي معية منزهة عن الحلول والاتحاد والحيز والكون في الأمكنة والجهات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ...
هذا كلام في غاية الغرابة ولا أظن الأشعرية يقولونه، فهو مذهب ثالث غير قول الجهمية وقول أهل الحديث (الذي وافقهم الأشعرية عليه).
فليت المدعي يأتي بالنقول عن العلماء القائلين به.
ولا أدري أين هي المعية في قوله تعالى: " فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا " أو في قوله: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك " أي كرؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا.
أو في قوله تعالى: " ولقد رآه نزلة أخرى " فأين المعية بالذات هنا؟!!.
وختاماً، أرى تناقضا واضحا بين هاتين العبارتين:
ولا موجب للعدول والتمجز بحمله على العلم والقطع بأن ذلك هو المراد
وهذه:
ولذلك نقول بأن الصواب هو تفسير بعض السلف للمعية بالعلم دفعا لتوهم ما لا يليق بالله تعالى، وهذا هو التأويل لقرينة من القرائن، والتأويل هنا الصرف عن بعض المعاني الباطلة خشية توهم ما لا يليق بالله تعالى
كيف لا يعدل عن الظاهر ثم يقول نؤول!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:12 م]ـ
التناقض في ذهنك لا غير ..
بيانه أنه لا تناقض بين العدول عن الظاهر لموجب ذلك وهو حمل بعض الجهلة المعية على معنى من المعاني الباطلة، وبين البقاء على الظاهر الصحيح مع انتفاء موجب الحمل على ذلك المعنى الصحيح إذا اقتضى الأمر ذلك.
أما استغرابك ما بينته، فلغبة الإعراض عن كل ما لم تعهد به على نفسك وذهنك، وإلا فلا يجب أن تكون عالما بكل شيء حتى تستغرب كل ما لم تسمع به.
ثم إذا كنت تبحث عن لفظ المعية في ما ذكرته لك من المعاني، فهذا لخلل في منهجك وهو أنك تربيت على عدم الإقرار وفهم إلا ما هو مسطور مكتوب أمامك، فلا تعمل ذهنك لفهم ما وراء ذلك. ولي أن أسألك: أين لفظ العلم في قوله تعالى: وهو معكم أينما كنتم؟؟
ومرة أخرى أسألك: ماذا تقصد بقولك: إنه تعالى معنا حقيقة؟؟؟ فإنك لم تجب مع أنه كلامك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Nov 2008, 04:28 م]ـ
أرى أن الأخ نزار يحب أن يقحم إخوانه بالدخول في مناقاشات عقدية بمناسبة وبلا مناسبة!!
ولعل الموضوع الذي طرح بعنوان: فائدة نفيسة للشيخ العثيمين في الردود بين أهل العلم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13680) أقرب مثال على ذلك.
فأرجو من الأخ نزار أن يتأمل في هذا الموضوع الذي طرحه الدكتور مساعد الطيار بعنوان: النقاش الحسن في ملتقى أهل التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2920) ، والله الهادي.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Nov 2008, 07:01 م]ـ
نعم، فهو لا يأتي هنا إلا للشغب وإثارة الفوضى ..
وانظر في مشاركاته في منتديات أهل البدع المختصة بهم لتعرف حقده.
ثم إنه أتى بمذهب غريب في المعية بالذات، وزعم أن لها معنى صحيح، ودندن حول هذا المذهب ولم يبينه جيداً، واحتج بأدلة هي في الشرق وكلامه في الغرب، وعندما طلبت منه أن ينقل كلام العلماء الذين قالوا بمذهبه هذا صار يرميني بالخلل في المنهج وسوء الفهم.
والمشكلة أنه لا يقرأ ما كتبته له سابقاً، ولا طاقة لي على الإعادة والتكرار.
فاللهم ارزقنا حسن الفهم عنك وعن نبيك صلى الله عليه وسلم.
ـ[محب القران]ــــــــ[21 Nov 2008, 07:47 ص]ـ
موضوع المعية ورد كجزئية في المشاركة وأرى الحديث اصبح كله عنه
لذا لابد ان يبقى الحديث مقتصرا على موضوع المشاركة دون الخوض في جزئيات ليست من صلب الموضوع
وأخيرا اذكر نفسي والاخوة دائما قبل ان نكتب او نردان ندعوا الله عز وجل ان يكون مانكتبه خالصا للوجهه الكريم وان لا يكون فيه انتصارا للنفس او اسكاتا للخصم وان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرنا الباطل باطلا ويزقنا اجتنابه
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[21 Nov 2008, 10:01 ص]ـ
كم هو مؤسف أن ينتقل الموضوع من دراسة مسألة علمية إلى شخصنة وحب انتصار للذات وعنصرية وإقصاء، وهذا خلل في المنهج عظيم. وقد يحسب بعض الناس أنه بذلك يقدّم خدمة إلى مذهبه، لكن الحقيقة هي على العكس من ذلك تماما.
ما زلت أنقل كلام العلماء في أن الإجماع لم يكن على تعيين المعية بالعلم كمعنى لما ورد في الآية الكريمة، وإنما الإجماع كان منعقدا على الصرف عن الظاهر المحال الذي توهمه الآية، وقد قال ابن عادل الحنبلي في تفسيره "اللباب في علوم الكتاب" على وجه التقرير: "الإجماع منعقد على أنه سبحانه وتعالى ليس معنا بالمكان والحيز والجهة (ج18/ص456)
الأستاذ عمر: هل يعاب على القرآن العظيم أن أكثر آياته كانت في تقرير مسائل إيمانية بجميع أنواع التقريرات؟؟ بالإجماع لا. ولا يخلو تدبرنا لآيات الذكر الحكيم من التطرق إلى تلك المسائل الإيمانية. وإذا خلا ملتقى "أهل التفسير" من الحوار العلمي الهادئ في مسائل إيمانية فليت شعري ما الذي سيبقى من معنى التفسير سوى اسمه؟؟ فالمسائل الإيمانية تفرض نفسها ولا يتكلف الخوض فيها.
نعم هي تسبب إحراجا إذا تطرف فيها البعض واستمروا على التقليد الرديء فيها وحاولوا دفع كل ما لم يتعلموه أو يسمعوا به بجميع الأساليب والطرق بدعوى الحفاظ على "العقيدة" حتى يصلوا إلى أساليب غير علمية ألبتة، وهذا ليس من المنهج الموضوعي في شيء، وأحسب أن هذا هو ما نبه عليه الشيخ مساعد. أما تناول المسائل الإيمانية بكل موضوعية ودقة في النقل والفهم، فهي كلها خير إن شاء الله تعالى، وهي من تدبر ذكر الله الحكيم، ومما يرجى الإثابة عليه، والله الموفق.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2008, 11:49 ص]ـ
المشكلة أنك تتخبط يمينا وشمالا ولا تدري ما الذي تريد أن تعترض عليه أو تقرره فضلا على أن تحسن الجواب على ما ذكرته لك.
فأنت إلى الآن لم تنقل عن عالم معتبر ان هناك معنى صحيحاً للمعية بالذات.
ثم تقول: " لا زلت أنقل .... "!!.
وبالنسبة لقضية الإجماع فقد تكلمت فيها بما يكفي.
وأحسبك إنما أتيت من العجمة كما قال الحسن البصري رحمه الله.
قال إسحاق بن راهويه: " وجهل قوم هذه المعاني - أي اختلاف التنوع في التفسير-، فإذا لم توافق الكلمة الكلمة قالوا: هذا اختلاف وقد قال الحسن - وقد ذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا - فقال: إنما أتي القوم من قبل العجمة. نقله محمد بن نصر في كتاب السنة.
فالإجماع على كون المعية بالعلم لا يمنع أن تكون المعية أيضاً بالقدرة والإحاطة وغير ذلك من المعاني الصحيحة التي لا تناقضها، لأن المبتدع هو الذي يحدث قولا مناقضاً لما أجمع عليه السلف لا من يأتي بمعنى صحيح زائد على ما ذكروه ما إقراره لما قرروه.
ومن العجيب أنك تتكلم عن الحوار العلمي الهادىء ولك ماض يدل على نقيض قولك عندما كنت تكتب باسم أبي عبيدة الهاني.
وأين قولك هذا من الرسالة التي بعثت بها للشيخ أبي مالك العوضي في ملتقى الألوكة؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[21 Nov 2008, 12:08 م]ـ
أنت للأسف أنموذج من المحاور المتعصب الخارج عن الموضوع العلمي المطروح.
فيما نقلته لأبي الحيان وابن عادل الحنبلي نص على الإجماع على الصرف عن المعاني الباطلة للمعية ككونها بالحيز والجهات والاتحاد والحلول وما شابه ذلك. وهذا الإجماع الظاهر أنه لا يعجبك لمانافته ما أنت عليه من العقيدة فلذلك لا تتعرض له بالتعليق. وهذا شأنك.
والإجماع المزعوم على أن المعية بالعلم يقتضي أن من فسرها بغير العلم فقد خالف الإجماع ولو كان المعنى صحيحا؛ فإن المعية بالعلم ليست هي المعية بالقدرة وليست بالحفظ فلكل منها معنى يغاير المعنى الآخر. وهذا ظاهر إلا لمن تعنت. فلا ينبغي دعوى الإجماع على أن المقصود هو العلم لأنه يلزم من ذلك أن المفسر لها بغير العلم مخالف للإجماع، ولم يقل به عاقل.
وصدقت من حيث لم تقصد، فإن الآتي بمعنى صحيح لا يخالف ما فسره السلف لا يكون مبتدعا.
ثم كان حري بك بعد أن نطقت بكلام مبتدع لا أصل له أن تعرف قدرك من هذه المباحث الصعبة على أمثالك، فقد قلت بأن الله معنا حقيقة، وعجزت عن تفسيره أو إحالته إلى قائله، فإن لم تفسر مرادك أو تعتذر على ابتداعك هذا اللفظ الغريب فاعلم أن هذه الحوارات لا تليق بأمثالك، وأنت المقصود أصالة بالنهي عن الخوض في مثل هذه المباحث معتمدا على القص واللصدق دون فهم. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وهذا آخر الكلام معك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2008, 02:13 م]ـ
ألم أقل لك: إنك أتيت من قبل العجمة؟
فكونه يغايره شيء وكونه يناقضه شيء آخر.
وكلام أبي حيان وابن عادل لا علاقة له بدعواك أن هناك معنى صحيحا للمعية بالذات.
وأنا طلبت منك نقولاً في هذه المسألة (المعنى الصحيح للمعية بالذات الذي تدعيه) لا مسألة الإجماع هل هو على أن المعية بالعلم أو على وجوب الصرف عن المعاني الباطلة، فقد تكلمت في هذه المسألة بما يكفي لكن يظهر أنك لا زلت تراوح في مكانك.
وأنت أردت أن ترمي شيخ الإسلام بالابتداع لكن بطريق غير مباشر، لأنك لا تجرؤ على هذا في ملتقى أهل التفسير، وذلك حين قلت بأن كون الله معنا على حقيقته كلام مبتدع، قال شيخ الإسلام في الواسطية: " وَكُلُّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ مِنْ أَنَّهُ فَوْقَ الْعَرْشِ وَأَنَّهُ مَعَنَا حَقٌّ عَلَى حَقِيقَتِهِ، لَا يَحْتَاجُ إِلَى تَحْرِيفٍ، وَلَكِنْ يُصَانُ عَنِ الظُّنُونِ الْكَاذِبَةِ؛ مِثْلِ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ ظَاهِرَ قَوْلِهِ: (فِي السَّمَاءِ)؛ أَنَّ السَّمَاءَ تُظِلُّهُ أَوْ تُقِلُّهُ، وَهَذَا بَاطِلٌ بِإِجْمَاعِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، وَهُوَ {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}، {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ}، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ".
والعجيب أنك قبل قليل تقول: " ولا موجب للعدول والتمجز بحمله على العلم والقطع بأن ذلك هو المراد " ثم تنفي كونه حقيقة، فكيف لا يكون مجازاً ولا يكون حقيقة؟!.
هل فهمت؟.
وأنا أعلم ان عبارتك هذه أردت بها معنى باطلاً لكنها تفيد في إلزامك " من فمك ندنيك ".
وما زلت أنتظر نقولا عن العلماء في بيان المعنى الصحيح للمعية بالذات!!.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2008, 02:19 م]ـ
" لأن المبتدع هو الذي يحدث قولا مناقضاً لما أجمع عليه السلف لا من يأتي بمعنى صحيح زائد على ما ذكروه ما إقراره لما قرروه "
قصدتُ: مع إقراره لما قرروه. وليس: ما ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Nov 2008, 03:23 م]ـ
الأولى بأهل العلم عند الوصول إلى هذا المنعطف الخطر أن يخفض الكل جناحه للكل ورحم الله رجلا قال فغنم أو سكت فسلم، ولا بركة في علم مشفوع بالملاحاة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Nov 2008, 12:13 ص]ـ
الأولى بأهل العلم عند الوصول إلى هذا المنعطف الخطر أن يخفض الكل جناحه للكل ورحم الله رجلا قال فغنم أو سكت فسلم، ولا بركة في علم مشفوع بالملاحاة.
نعم .. صدقت د. خضر.
رفقاً ـ إخوتي ـ أفلا يمكننا أن نتحاور بدون أن نخرج عن أدب البحث العلمي؟!
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2008, 05:19 م]ـ
" مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ ".
مجموع الفتاوى (3/ 232).(/)
محاضرة بعنوان (كيف نتعامل مع القرآن) بمدينة الجبيل لـ د. عبدالرحمن الشهري
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[19 Nov 2008, 10:15 ص]ـ
يسر مكتب الدعوة بمدينة الجبيل بالمنطقة الشرقية أن يدعوكم اليوم الأربعاء 21/ 11/1429هـ بعد صلاة العشاء لحضور محاضرة بعنوان:
كيف نتعامل مع القرآن
لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري
الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود
وذلك في جامع التقى بالجبيل - البلد والدعوة عامة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Nov 2008, 12:32 م]ـ
وفق الله تعالى أبا عبد الله وأجرى على لسانه الحكمة وفصل الخطاب إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Nov 2008, 01:36 م]ـ
نفع الله بك يا أبا عبدالله،وكتب أجرك،وأجرى الحق على لسانك ..
ستجد قوماً كراماً،وسيدهشك أفضل مكتب على مستوى المملكة في دعوة الجاليات!
أتمنى أن يتسع وقتك لزيارته، إنه يستحق ذلك.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[22 Nov 2008, 07:02 م]ـ
الشيخ الفاضل أبو عبدالله الشهري
من القوم الذين لايشقى بهم جليسهم ولايمل حديثهم
أتحفونا برابط للمحاضرة .... ودمتم مباركين أينما كنتم.(/)
بارك الله فيكم أجيبوني ولكم الجنه باذن الله
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وبعد
من المعلوم أن سور القرآن الكريم جاءت مسماه لكل سوره اسمها بلا شك ولا ريب
بس سؤال يدور في ذهني عندما كنت اتصفح كتاب الله هذا السؤال هو:
هل سور القرآن جاءت مسماه من عند خالقنا سبحانه وتعالى أم سماها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ام ماذا؟
ارجوا منكم مشائخي الكرام ان تعطوني الاجابه الشافيه الكامله بالتفصيل بارك الله فيكم وجزيتم الفردوس الاعلى ان شاء الله
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[19 Nov 2008, 02:06 م]ـ
انا لست من المشايخ الافاضل بل لم ارق حتى ان اكون طويلبة علم. ولكن عثرت على هذه الروابط علها تفيدكم باذن الله في انتظار ان يجيبكم احد المشايخ الفضلاء المتخصصين في هذا المجال.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8866
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10376
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[19 Nov 2008, 02:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخي الفاضل الكريم ..
سأكتفي لك بنقل ما سطره الدكتور مساعد الطيار - وفقه الله وحفظه - في كتاب النفيس (المحرر في علوم القرآن):
" يظهر أن تسمية السور كان قديما جدا، حيث كان مع بدايات النزول، فالتسمية كانت مكية المنشأ؛ لأن الصحابة المكيين قد رووا أحاديث كثيرة فيها أسماء للسور، ومن ذلك حديث جعفر الطيار - رضي الله عنه - مع النجاشي ملك الحبشة، حيث قرأ عليه سورة مريم.
والمقصود من التسمية تمييز المسمى عمن يشابهه، ويمكن تقسيم التسميات - من حيث المسمِّي - إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا كثير، ومن أمثلته:
1 - ما رواه مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان - أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف - تُحَاجَّان عن أصحابهما. اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة).
2 - وما رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
القسم الثاني: ما ثبتت تسميته عن الصحابي، ومثال ذلك ما رواه البخاري بسنده عن سعيد بن جبير قال: (قلت لابن عباس - رضي الله عنهما -: سورة الحشر. قال: قل: سورة بني النضير).
القسم الثالث: تسمية من دون الصحابي إلى وقتنا هذا، وغالب تسمياتهم تأتي حكاية لبداية السورة؛ كقولهم: سورة (أرأيت)، سورة (لم يكن)، وهكذا؛ حيث إنه لم يرد النهي عن تسمية السور بأسماء تدل عليها، وعلى هذا مضى السلف والخلف، حتى صار ما رأيتَ من تسمية السورة بحكاية أولها، وذلك هو الغالب على الكتاتيب، ودور تحفيظ القرآن الكريم.
ومما يحسن عِلْمُه في هذا الموضوع ما يأتي:
1 - أن بعض السور لها أكثر من اسم، وهي إما أن تكون مما أُخِذَ عن الصحابة، أو يكون شيءٌ منها مما ثبت عنهم أو عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم اشتهر عند المتأخرين اسم آخر.
2 - أن تسميات السور لها علاقة بشيء مذكور في السورة، وهي على أقسام:
- منها ما يكون موضوعه مذكورا في السورة؛ كسورة (التوبة)؛ سميت بهذا الاسم لورود موضوع التوبة على النبي - صلى الله عليه وسلم - والذين معه والذين خُلِّفوا، في قوله تعالى (لقد تاب الله على النبي والمهجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم * وعلى الثلثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم) [التوبة: 117 - 118].
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومنها ما يكون لفظ الاسم واردا فيها، وعلى هذا أغلب التسميات؛ كتسمية سورة (التوبة) بسورة (براءة)؛ لأن افتتاحها بهذا اللفظ في قوله تعالى (براءة من الله ورسوله إلى الذين عهدتم من المشركين) [التوبة: 1].
- ومنها ما يكون حكاية لمطلع السورة، وهو على قسمين:
الأول: أن يكون حكاية لألفاظ أول السورة بنصِّها؛ كقولهم: سورة قل هو الله أحد.
الثاني: أن يُشتق اسم من ألفاظ أول السورة؛ كقولهم: سورة الزلزلة.
3 - أن بعض السور التي تعددت أسماؤها قد يكون بسبب من الأسباب المذكورة في الفقرة السابقة، وقد تكون واردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد تكون واردة عن الصحابة، وقد تكون عمن دونهم.
ومن الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما سبق في تسمية الفاتحة، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم)، وهي تسمى بهذه الأسماء الثلاثة.
وهذا التعدد في الأسماء يرجع إلى ذات واحدة، لكن كل اسم فيها يحمل من الصفة ما لا يحمله الاسم الآخر، وهذا هو سبب تعداد المسميات للشيء الواحد، والله أعلم.
ومن الوارد عن الصحابة، ما رواه مسلم بسنده عن سعيد بن جبير: (قلت لابن عباس: سورة التوبة؟ قال: آلتوبة؟! قال: بل هي (الفاضحة) ما زالت تنْزل (ومنهم، ومنهم) حتى ظنوا أن لا يبقى منهم أحد إلا ذُكِرَ فيها.
قال: قلت: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر.
قال: قلت: فالحشر؟ قال: نزلت في بني النضير.).
ولا شك أن المتأمل في أسماء السور يجد لطائف من العلم، وتبرز له استفسارات تدعوه إلى البحث، فعلى سبيل المثال: لِمَ سُميت سورة النمل بهذا الاسم، ولم تُسمَّ بسورة سليمان، وهو نبي عظيم من أنبياء بني إسرائيل؟!
ومثل هذا النظر مدعاة للتدبر في أسماء السور، لكن لا يخفاك أنه قد لا يخلو من تكلف، والله أعلم. "
ا هـ كلام أ. د مساعد بن سليمان الطيار: المحرر في علوم القرآن، ص 169 - 172، ط2، 1429هـ/2008م، نشر مركز الدراسات بمعهد الإمام الشاطبي.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Nov 2008, 08:03 م]ـ
إذا أردت جواباً مختصراً:
أسماء السور المكتوبة في المصاحف هي توقيفية أي من تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم:" إن هو إلا وحي يوحى". مع ملاحظة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سمى بعض السور بأكثر من اسم.
الأسماء الاجتهادية لا يجوز كتابتها في المصاحف. وإنما تفيد في التعريف بالسور.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[22 Nov 2008, 12:08 ص]ـ
هناك رسالة ما جستير بعنوان ((أسماء سور القرآن وفضائلها)) للدكتورة/منيرة الدوسري , تقديم الدكتور / فهد بن عبدالرحمن الرومي , لعلها تفيد السائل عمَّا سأل.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[23 Nov 2008, 01:01 م]ـ
الله أكبر نعم والله هذا ملتقى يستفيد منه الطالب والشيخ والدكتور
بارك الله فيكم (أمة الوهاب, حسين بن محمد, ابو عمرو البيراوي, يحي الشريقي) وجزاكم الله عني وعن الامة الاسلامية خير الجزاء وجعل ما اتحفتموني في ميزان حسناتكم
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 Nov 2008, 01:50 م]ـ
لن اتطرق إلى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد؛ ولكن شدني العنوان الذي جعلته على صيغة الطلب والجواب، ورتبت حصول الجواب على تلبية الطلب، حيث قد رتبت (دخول الجنة) على الإجابة على سؤالك، مثل قولك لطفلك: نم مبكراً ولك حلوى. ولا شك أن مجيئك بالحلوى لطفلك مقدور عليه، ولكن وعدك للمجيب على سؤالك بدخول الجنة ليس من مقدورك، نعم أنت قيدت هذا الوعد ب (إذن الله) وهذا مما خفف حدة القضية، ولكني لا أعتقد أن هذا التقييد كاف، وكان الأحرى أن تقول: أجيبوني ولكم مني الدعاء بدخول الجنة، أما أن تعد الناس بوعد ليس البشر ولا غيرهم من المخلوقات يملكونه فهذا موضع نقدي.
أرجو أن تأخذ كلامي على محمل النصح والأخوَّة.
وأنتظر رد مشايخي الفضلاء لتصويب كلامي أو تخطئته، جزاهم الله عنا خيراً.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[23 Nov 2008, 07:34 م]ـ
لن اتطرق إلى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد؛ ولكن شدني العنوان الذي جعلته على صيغة الطلب والجواب، ورتبت حصول الجواب على تلبية الطلب، حيث قد رتبت (دخول الجنة) على الإجابة على سؤالك، مثل قولك لطفلك: نم مبكراً ولك حلوى. ولا شك أن مجيئك بالحلوى لطفلك مقدور عليه، ولكن وعدك للمجيب على سؤالك بدخول الجنة ليس من مقدورك، نعم أنت قيدت هذا الوعد ب (إذن الله) وهذا مما خفف حدة القضية، ولكني لا أعتقد أن هذا التقييد كاف، وكان الأحرى أن تقول: أجيبوني ولكم مني الدعاء بدخول الجنة، أما أن تعد الناس بوعد ليس البشر ولا غيرهم من المخلوقات يملكونه فهذا موضع نقدي.
أرجو أن تأخذ كلامي على محمل النصح والأخوَّة.
وأنتظر رد مشايخي الفضلاء لتصويب كلامي أو تخطئته، جزاهم الله عنا خيراً.
بارك الله فيك أخي ابو اياد على النصيحه القيمه الجليله
بس توقعت انك اردت الجواب على الموضوع لمعلومات عظيمه اردت اتحافي بها
لكن كل شي باذن خالقي ورازقي اسأل الله لنا جميعا الجنه(/)
في صدور الذين أوتوا العلم
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[19 Nov 2008, 03:54 م]ـ
الإخوة الفضلاء:
هل متعلق الجار والمجرور هو قوله"آيات"أو هو قوله "بينات"في قوله تعالى:
"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم "؟
وحبذا تبرير الاختيار.
ولكم جزيل الشكر(/)
كتاب سلالة الفوائد الأصولية للشيخ عبد الرحمن سديس
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[20 Nov 2008, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا: كيف أحصل على كتاب سلالة الفوائد الأصولية للدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز سديس. الأستاذ بجامعة أم القرى بمكة: (وللإشارة فقط فهو غير عبد الرحمن سديس إمام الحرم المكي). وعلى رسالته حفظه الله للماجستير: منهج الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في آيات الأحكام.
التوقيع: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُدَيْلِ بْنِ قُرَيْشٍ الْيَامِيُّ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ عَلِمَهُ ثُمَّ كَتَمَهُ أُلْجِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Nov 2008, 12:38 م]ـ
أخي الفاضل
بحث مفيد لك
ربما لم تطلع عليه.
جوانب من الرؤية الثقافية للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[20 Nov 2008, 11:15 م]ـ
العنوان: شكر وتقدير
أخي عبد الجبار:حقيقة لا أعرف كيف أعبر لك عن تقديري لك وعجزي عن شكرك. لكن أخي الفاضل: جزاك الله خيرا.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[22 Nov 2008, 11:13 ص]ـ
العنوان: طلب على طلب؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فيطيب لي أساتذتي الكرام بعد انتظار ليس بالقصير أن ألتمس منكم أن ترشدوني إلى كل أو جل ما كتب في موضوع: الإتجاه الأصولي في التفسير. أو كل التفاسير التي اعتنت بهذا الإتجاه.
وجزاكم الله خيرا مشايخي الكرام.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[23 Nov 2008, 12:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد، فيطيب لي أساتذتي الكرام أن أتقدم بين يديكم بهذا التعريف المقتضب لكتاب سلالة الفوائد الأصولية للشيخ سديس والذي وجدته في مقدمة بحث دكتوراه للطلب الباحث محمد الأمين النابغة بجامعة المولى إسماعيل بمكناس المغربية:
قال حفظه الله:
" كون مسالك التعارض والترجيح عند الشيخ محمد الأمين الشنقيطي لم يطرق بابها بعدُ في جميع الرسائل والأطروحات الجامعية التي كتبت حسب اطلاعي الخاص بعد بحث مستفيض شمل كثيرا من المكتبات العامة والجامعية في المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية إذا استثنيت كتاب "سلالة الفوائد الأصولية" للدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس الأستاذ بجامعة أم القرى، وهذا الكتاب يعتبر أول لفتة إلى مجال الأصول عند الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان؛ لكنه على الرغم من أهميته والحاجة إليه لا يعدو كونه استخراجا وجمعا في غالبه، ولم يستقص جميع مجالات الأصول في الأضواء من جهة، ولم يتعرض للبسط والتحليل في المباحث الأصولية من جهة أخرى، وقد خصص لمباحث التعارض والترجيح نحوا من ست وأربعين صفحة، أعطى أمثلة عنها ووجه إلى مظانها في الأضواء .. ومع كل ذلك فإنه قام بخطوة محمودة في هذا المجال ذللت صعوبات جمة، وأنارت الطريق أمام الباحث المستزيد ... "
ثم أحال في الهامش إلى مكان الاطلاع على الكتاب قائلا:
" وقد اطلعت عليها في عمادة شؤون المكتبات بجامعة أم القرى"
فهل من كريم من كرماء "العاكف او الباد " يتكرم علنا بزيارة:عمادة شؤون المكتبات بجامعة أم القرى. أو بزيارة الشيخ بالجامعة. ثم ييسر لنا الحصول على هذا الكتاب. جزاكم الله خيرا ..(/)
هل لقراءة سورة يس أثر في تيسير الأمور؟
ـ[أم العباس]ــــــــ[20 Nov 2008, 11:30 ص]ـ
في تفسير بن كثير رحمه الله (ج 6 / ص 562)
عند ذكره لفضل سور يس .. قال رحمه الله بعد أن ذكر حديث النبي صلى الله عليه و سلم (اقرؤوها على موتاكم)
: " و لهذا قال بعض العلماء: من خصائص هذه السورة: أنها لا تقرأ عند أمر عسير إلا يسره الله.
و كأن قراءتها عند الميت لتنزل الرحم و البركة، و ليسهل عليه خروج الروح، و الله أعلم.
و قال القرطبي رحمه الله في (ج 15 / ص 6)
" و قال يحيى بن كثير: بلغني أن من قرأ سورة "يس " ليلا لم يزل في فرح حتى يصبح، و من قرأها حين يصبح لم يزل في فرح حتى يمسي، و قد حدثني من جربها.
ذكره الثعالبي و ابن عطية
قال ابن عطية: و يصدق ذلك التجربة "
سؤالي:
هل يصح ذلك؟
و هل هذا يدخل في باب البدعة؟
و هل يصح الاستدلال بالتجربة؟
أرجو الإفادة و جزيتم خيرا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Nov 2008, 11:13 م]ـ
الأحاديث الواردة في فضائل سورة يس كثيرة، انظري:
فضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (صفحة 247 و252 و253 بتحقيقنا، وجمال القراء للسخاوي 1/ 134 بتحقيقنا).
ولكننا لم نقف منها على حديث صحيح فهي إما ضعيفة أو موضوعة، كحديث:
من قرأ سورة يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له. رواه ابن حبان وضعفه الألباني في الجامع، وحديث: من قرأ يس في صدر النهار يستجاب دعاؤه. فرواه الدارمي بسند منقطع، وقد ورد في فضلها حديث ضعيف، رواه البيهقي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس مرة فكأنما قرأ القرآن عشر مرات. ضعفه الألباني، وقد روى أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ يس في كل ليلة غفر له. وهو ضعيف أيضاً، ضعفه الألباني، وورد فيها غير ذلك وهو إما ضعيف أو موضوع.
وعلى الأخت الفاضلة (أم العباس) أن تراجع ما صح من فضائل القرآن في صحيح الجامع للألباني ..
وللعلم فإن الأحاديث التي ذكرناها سابقاً، يجوز العمل بما كان منها ضعيفاً إذا اندرج تحت أصل عام، ولم يكن ضعفه شديدا مع اعتقاد العامل الاحتياط لا الثبوت؛ لأن ذلك من فضائل الأعمال، أما ما كان موضوعاً؛ أو شديد الضعف؛ أو غير مندرج تحت أصل، فلا يجوز العمل به في فضائل الأعمال ولا غيرها.
والله أعلم
ـ[أم العباس]ــــــــ[21 Nov 2008, 12:32 ص]ـ
د. مروان الظفيري
أثابكم الباري .. و كتب لكم الأجر.
لقد اطلعت على ما أشرتم عليه ...
و لكن ... يظل سؤالي ..
عن أقوال العلماء هذه .. و حديثهم عن التجربة ..
و هل يصح الاستدلال بالتجربة؟ ... أو يُعد ذلك من قبيل البدعة؟
جزيتم خيرا ...
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:22 ص]ـ
والله أعلم أن المسألة خاضعة للتجربة كما قال ابن عطية
كما نعرف أن بعض الناس يقول لمن به مس من الجن يقرأ سورة البقرة ..
كذلك القراءة على المرضى؛ فتجد أن القارئ ينتقي من القرآن ما يوافق المرض
وسورة "يس" يسميها القراء -على المرضى- سورة الصرف = بأن يُصرف ويسهل خروج ما به من جن ...
ويراجع في ذلك مبحث: خصائص القرآن الكريم، وهو من أنواع علوم القرآن
ـ[بلفاع]ــــــــ[03 Dec 2008, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم جميعا ..
الأخت الكريمة ام عباس إسمحيلي .. سأحاول إن شاء الله من إضافة ما لدي من علم و من تصور متواضع جدا ..
أولا: و بغض النظر عن كل التفاسير و ما قيل عن سورة يس .. من أحاديث و أقاويل ..
أقول: أن كلام الله أنزل على الأحياء و ليس على الأموات ...
وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ 69 لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ [يس: 70]
و واضح من كلام الله ومن خلال هذه اللآية أن الله تعالى كلف رسوله و نحن بالتبع لإنذار من كان حيا فقط ... و كيف يقرأ القرآن أو سورة يس على الأموات؟؟
أما قضية تيسير الأمور فهي مرهونة بالتقوى و الإيمان بالغيب .. و ليس بسورة يس أو ما شابه ذلك ..
.... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً [الطلاق: 2]
.... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق: 4]
لاحظي أختاه هذه الآية الكريمة .. و العلاقة الموجودة بين التقوى و اليسر ..
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى
[الليل: 5]
وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى [الليل: 6]
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى [الليل: 7]
و القرآن على العموم يجب أن نومن به كله ..
... وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ ..
و كما هو شفاء .. لجميع آياته و سوره.
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً [الإسراء: 82]
و ليست كل سورة من سوره مختصة بعلاج مرض ما ..
فهي ليست كالأدوية الموضوعة على رفوف الصيدليات ..
و الله أعلم
و جزاكم الله خيرا ..(/)
محاضرة (المجاز في اللغة والقرآن) للدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر صوتاً ونصاً.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:22 م]ـ
تعتزم الجمعية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض إقامة لقاء علمي مع الدكتور عبد المحسن العسكر عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة الإمام، وسيكون اللقاء بعنوان (المجاز في اللغة والقرآن)، وسيكون ذلك في (المقصورة / مخرج 10) مغرب يوم الأحد (2:12:1429)، والجمعية تتمنى من الإخوة الأعضاء وكذا المعتنيين بهذا الموضوع تشريف هذا اللقاء.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:36 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يوفق الدكتور عبد المحسن إلى الصواب والحق، وأن يجري على لسانه الحكمة وفصل الخطاب في قضية شائقة شائكة تحتاج إلى جهد جهيد هو أهله والله موفقه ـ إن شاء سبحانه ـ.
ـ[النورس]ــــــــ[21 Nov 2008, 12:28 ص]ـ
الشيخ الدكتور العسكر من كبار علماء العربية الذين نفتخر فيهم
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[21 Nov 2008, 09:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
هل الدعوة عامة أم خاصة بأعضاء الجمعية
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[21 Nov 2008, 04:44 م]ـ
بوركت جهودكم يا شيخ مساعد
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[21 Nov 2008, 06:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل الدعوة عامة أم خاصة بأعضاء الجمعية
الدعوة عامة أخي الكريم
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[23 Nov 2008, 09:48 م]ـ
وفقكم الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Nov 2008, 10:21 م]ـ
موضوع في غاية الأهمية والجدل حوله كثير , نتمنى للدكتور التوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2008, 08:10 ص]ـ
للدكتور الكريم عبدالمحسن العسكر بحث حول المجاز، وأرجو أن يوفق لطرحه في الوقت المتاح كاملاً حتى يستفيد الجميع. ولعلنا نوفق لتسجيله ورفعه مباشرة إن شاء الله على الملتقى.
والدعوة كما قال أخي أحمد بن موسى لكم جميعاً، فالاقتصار على أعضاء الجمعية في الرياض غير مناسب كما ثبت بالتجربة، فمعظمهم لا يحضر.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[24 Nov 2008, 12:02 م]ـ
وفق الله الشيخ وسدده ..
وأقترح أن يفتح المجال خلال هذه الأيام إلى قبيل موعد المحاضرة لطرح الأسئلة والإشكالات لتكون بين يدي الشيخ قبل المحاضرة، لعله يستدرك ما قد يفوته ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2008, 04:59 م]ـ
وفق الله الشيخ وسدده ..
وأقترح أن يفتح المجال خلال هذه الأيام إلى قبيل موعد المحاضرة لطرح الأسئلة والإشكالات لتكون بين يدي الشيخ قبل المحاضرة، لعله يستدرك ما قد يفوته ..
وفقنا الله وإياكم لكل خير.
رأي صائب وموفق.
وسوف نرتبها لعرضها عليه بإذن الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 Nov 2008, 01:24 م]ـ
نأمل منكم أن تسجلوا لنا اللقاء .... وأن لا يغيب عنا طويلا بعد تسجيله.
ـ[الراية]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:24 م]ـ
جزاكم الله خير
وبارك الله بجهودكم
ونفع بالدكتور عبدالمحسن العسكر
من المناسب لو قرأ الانسان قبل حضوره عن موضوع اللقاء ليحصّل ويستفيد أكثر
ولعلي اذكّر بما كتبه ابن تيمية في مجموع الفتاوى
مجلد اصول الفقه رقم 20
من صفحة 400
الحقيقة و المجاز
وكذلك رسالة الشنقيطي صاحب اضواء البيان
واسمها
منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والاعجاز
كذلك بحث
المجاز عند الاصوليين بين المجيزين والمانعين
د. عبدالرحمن السديس
مجلة ام القرى العدد (20)
وهو هنا
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag20/www/MG-011.htm
ـ[السامي]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على جهودكم في هذه اللقاءات العلمية
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[29 Nov 2008, 08:32 م]ـ
سدَّدَ الله الشيخ وأعانه، ومن قام على هذه الجمعية المباركة.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[30 Nov 2008, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
نرجو رفعها حتى نستفيد منها
بارك الله فيكم
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 Nov 2008, 09:35 م]ـ
يسر الله لي حضور المحاضرة، وقد كانت محاضرة ماتعة .. ومركزة.
أبان فيها الشيخ المتفنن عبدالمحسن عن ملابسات هذا الموضوع بعبارة قوية ونقولات مهمة، وقرر وقوع المجاز في اللغة والقرآن وأن الجماهير على هذا،وأن نفي المجاز متعذر، بل إثباته ضرورة .. وناقش مسألة صفات الله وكيف يرد على المعطلة في ذلك، وأطال في موقف شيخ الإسلام من المجاز.
وقد طلب الدكتور بدر البدر من الشيخ الإذن في تفريغها وطباعتها.
ونحن في انتظار إنزال مادة اللقاء في الملتقى
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[30 Nov 2008, 09:54 م]ـ
بارك الله في جهدكم جميعا. ننتظر المحاضرة صوتيا وورقيا، فهذا موضوع كثر الجدل حوله قديما وحديثا. نسأل الله الهداية إلى الصواب.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 Dec 2008, 10:00 ص]ـ
نأمل منكم تنزيل المحاضرة لنستفيد منها .....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2008, 11:17 ص]ـ
لقد كانت محاضرة قيمة كعادة الدكتور عبدالمحسن العسكر بارك الله فيه، وقد سجلت المحاضرة ولعلها الليلة - الثلاثاء 4/ 12/1429هـ - ترفع على الملتقى وتسمعونها إن شاء الله، وأرجو أن يتكرم أحد الأعضاء الفضلاء أو أكثر بالمساعدة على تفريغها كتابة فهي مركزة وجديرة بالنقاش والحوار حولها، ومن أبرز فوائدها ولكها فوائد:
1 - إثبات أن القول بالمجاز بمعناه الاصطلاحي متقدم على ألسنة كثير من العلماء، وليس كما اشتهر أنه لم يقل به أحد من المتقدمين.
2 - القواعد التي ترد على من يوظف المجاز في تعطيل صفات الله عز وجل، وأن هذه القواعد كافية في الرد على هؤلاء دون اللجوء إلى إبطال المجاز مطلقاً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 Dec 2008, 07:13 ص]ـ
لفظة متقدمين لفظة مجملة ولم ينطق بها أحد من نفاة المجاز أصلاً ولابد أن يكون مورد النفي ونفي النفي واحداً .. وعموماً في انتظار رفع المحاضرة .. فالشيخ من المهتمين القدامى بالمسألة .. وأرجو أن يهديني الله إلى وضع محاضرته موضعها .. قبولاً أو رفضاً ..
ـ[جمال القرش]ــــــــ[03 Dec 2008, 12:04 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهود الشيخ الكريم وينفع به أهل القرآن في كل وقت وحين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2008, 03:06 م]ـ
هذه أيها الفضلاء المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر عن المجاز في اللغة والقرآن، وأرجو أن تستمتعوا بها وتنتفعوا بها إن شاء الله جزى الله الدكتور خيراً ووفقه لكل خير.
كما أشكر أخي الكريم الأستاذ عبدالملك بن عبدالمحسن العسكر الذي قام بتسجيل هذه المحاضرة بجودة عالية، وتفضل علينا بنسخة من هذا التسجيل.
http://tafsir.org//audio/sound/majaz.MP3
يمكن تحميلها من هنا ( http://tafsir.org//audio/sound/majaz.MP3) .
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[03 Dec 2008, 03:55 م]ـ
بارك الله فيك أباعبدالله
يبدو أن حجم المادة كبير جدا
200 ميجا!!
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[03 Dec 2008, 04:51 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[03 Dec 2008, 05:45 م]ـ
جاري التحميل ........... لكن حجمها كبيرٌ جدا.
جزاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[04 Dec 2008, 12:33 ص]ـ
تأمل هذا النص من كتاب (خلق أفعال العباد) للإمام البخاري رحمه الله تعالى: (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ أَكْثَرَ مَغَالِيطِ النَّاسِ مِنْ هَذِهِ الأَوْجُهِ حِينَ لَمْ يَعْرِفُوا الْمَجَازَ مِنَ التَّحْقِيقِ، وَلا الْفِعْلِ مِنَ الْمَفْعولِ، وَلا الْوَصْفِ مِنَ الصِّفَةِ، وَلَمْ يَعْرِفُوا الْكَذِبَ لِمَ صَارَ كَذِبًا، وَلا الصِّدْقَ لِمَ صَارَ صِدْقًا
|فَأَمَّا بَيَانُ الْمَجَازِ مِنَ التَّحْقِيقِ فَمِثْلِ قَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِلْفَرَسِ، وَجَدْتُهُ بَحْرًا، وَهُوَ الَّذِي يَحُورُ فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ، وَتَحْقيقُهُ إِنَّ مَشْيَهُ حَسَنٌ، وَمِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ: عِلْمُ اللهِ مَعَنَا وَفِينَا، وَأَنَا فِي عِلْمِ اللهِ، إِنَّمَا الْمُرَادُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُنَا وَهُوَ التَّحْقِيقُ، وَمِثْلُ قَوْلِ الْقَائِلِ: النَّهَرُ يَجْرِي، وَمعنَاهُ أَنَّ الْمَاءَ يَجْرِي وَهُوَ التَّحْقِيقُ، وَأَشْبَاهُهُ فِي اللُّغَاتِ كَثِيرَة
حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: كَانَ فَزَعٌ بِالْمَدِينَةِ فَاسْتَعَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَرَسًا مِنْ أَبِي طَلْحَةَ، يُقَالُ لَهُ: الْمَنْدُوبُ، فَرَكَبَ، فَلَمَّا رَجَعَ، قَالَ: مَا رَأَيْنَا مِنْ شَيْءٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرً ... ).
ص: 270 من خلال المكتبة الشاملة.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 Dec 2008, 07:33 ص]ـ
هذا نص قديم جداً يا شيخنا ولا ينفع في بابنا .. وهذا مثال على عدم ورود النفي ونفي النفي على موضع واحد ...
فالذين ينفون المجاز كشيخ الإسلام =زعموا أنه لا يعرف عن واحد من أهل القرون الثلاثة القول بالمجاز ... وقالوا أن من أول من تكلم به الجاحظ .. فكيف يُعترض عليهم بالبخاري (؟؟؟!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
ربما لم تقصدوا الاعتراض على كلام الشيخ في الباب وإنما قصدتم مطلق النقل عن متقدم .. ولكن هذا -أي مطلق النقل عن متقدم-لا ينفيه مانعوا المجاز ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2008, 07:59 ص]ـ
من الفوائد التي أوردها الدكتور عبدالمحسن العسكر في محاضرته فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله التي يرى فيها القول بالمجاز الذي قام دليله. وقد أوردها القاسمي عند تفسيره لقوله تعالى في سورة الفجر: (وجاء ربك والملك صفاً صفاً).
قال الإمام ابن تيمية رضي الله عنه: واعلم أن من المتأخرين من يقول: إن مذهب السلف إقرارها على ما جاءت به، مع اعتقاد أن ظاهرها غير مراد. وهذا لفظ مجمل؛ فإن قولهُ ظاهرها غير مراد، يحتمل أنه أراد بالظاهر نعوت المخلوقين وصفات المحدثين، مثل أن يراد بكون الله قبل وجه المصلّي، أنه مستقر في الحائط الذي يصلي إليه، و إن الله معنا، ظاهره أنه إلى جانبنا، ونحو ذلك. فلا شك أن هذا غير مراد، ومن قال: إن مذهب السلف أن هذا غير مراد، فقد أصاب في المعنى، لكن أخطأ في إطلاق القول بأن هذا ظاهر الآيات والأحاديث؛ فإن هذا المجال ليس هو الظاهر على ما قد بيناه في غير هذا الموضع، اللهم إلا أن يكون هذا المعنى الممتنع صار يظهر لبعض الناس فيكون القائل لذلك مصيباً بهذا الاعتبار، معذوراً في هذا الإطلاق، فإن الظهور والبطون قد يختلف باختلاف أحوال الناس، وهو من الأمور النسبية. انتهى.
وقد بسط رحمه الله الكلام على ذلك في " الرسالة المدنية " وأوضح أن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، يحتذي حذوه ويتبع فيه مثاله. فإذا كان إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، فكذلك إثبات الصفات إثبات وجود لا إثبات كيفية.
وقال رحمه الله في بعض فتاويه: نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله، وبالتأويل الجاري على نهج السبيل، ولم يوجد في شيء من كلامنا وكلام أحد منا، أنا لا نقول بالمجاز والتأويل، والله عند لسان كل قائل، ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب، وما فتح به الباب، إلى هدم السنة والكتاب واللحاق بمحرّفة أهل الكتاب، والمنصوص عن الإمام أحمد وجمهور أصحابه، أن القرآن مشتمل على المجاز. ولم يعرف عن غيره من الأئمة نص في هذه المسألة. وقد ذهب طائفة من العلماء من أصحابه وغيرهم، كأبي بكر بن أبي داود، وأبي الحسن الخرزيّ، وأبي الفضل التميميّ، وابن حامد، فيما أظن، وغيرهم، إلى إنكار أن يكون في القرآن مجاز؛ وإنما دعاهم إلى ذلك ما رأوه من تحريف المحرفين للقرآن بدعوى المجاز؛ فقابلوا الضلال والفساد، بحسم الموادّ. وخيار الأمور التوسط والاقتصاد. انتهى.
محاسن التأويل للقاسمي 7/ 322
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 Dec 2008, 08:13 ص]ـ
[ size=5] وهذه أيضاً قديمة يا شيخنا والراجح أن هذا النص مدسوس مكذوب على الشيخ .. هذا النص الذي ذكره القاسمي هو في الحقيقة منحول على شيخ الإسلام يستحيل نسبته له بحال من الأحوال؛ ولا يحتاج الأمر إلى تطويل في التقرير فقضية المجاز ونفيه وإبطاله كتب فيها شيخ الإسلام فأطال، [ color=#8B0000] ولو كان مفاد النص هو رجوع الشيخ عن رأيه لربما كان للنظر مجال=لكن مفاد النص أن شيخ الإسلام لم يقل يوماً من دهره بنفي المجاز وتلك كذبة صلعاء ينزه عنها الشيخ ....
أضف إلى ذلك نسبة الشيخ القول بالمجاز لأحمد مع نفيه هو نفسه ذلك القول عنه فأنى ذلك من عقل شيخ الإسلام ...
فذلك نص مدخول علامات الوضع لائحة عليه، أما كونه أسلوب الشيخ فمع كوني أتعجب من قول الشايخ هذا لكن الأمر قريب فمجرد الأسلوب لا تثبت به عبارة منثورة في مصنف متأخر بينه وبين قائل العبارة ستة قرون ثم هي –وهذا هو المهم-مناقضة للثابت المتقرر المتواتر عن الشيخ رحمه الله ...
يبقى أمر واحد أراه يتسق مع قول من صمم أن هذا هو أسلوب الشيخ وهو أن تكون هذه العبارة قديمة قالها الشيخ أول عمره قبل أن يكتب الرد على الآمدي والإيمان الكبير وهذا هو وجه الجمع بين العبارة وبين المتواتر عن الشيخ أما من جعل العبارة متأخرة فيلزمه نسبة الشيخ للكذب وحاشاه ..
ولوجهات نظر أخرى يُنظر ما هاهنا بتمامه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=73563
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:43 ص]ـ
جزى الله خيرا شيخنا عبد المحسن العسكر، وكذا كل من كان سببا لهذا الخير.
المحاضرة لدي بحجم 10 ميجا تقريبا، وقد حافظت قدر علمي على جودة الصوت.
وسأحاول رفعها إن شاء الله في مشاركتي التالية، وقد أشرفت على الانتهاء من تفريغها أيضا .. أبشروا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:46 ص]ـ
أحسنتَ بارك الله فيكم أخي الكريم حسين بن محمد، وقد كنت أرغب عمل ذلك، لكن حذفت منذ مدة البرنامج الذي يقوم بذلك، وضاق الوقت عن البحث عنه. فجزيت أفضل الجزاء على عملك هذا فهو أسهل للجميع. وقد قمتُ بتزيله فلم يفتح معي فليتك تتحقق من كونه يعمل بشكل جيد.
طلب
بقي موضوع تفريغ المحاضرة ليت أحد الأعضاء الكرام يقوم بذلك، فالمحاضرة مليئة بالفوائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2008, 11:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على طيب كلامكم ..
ها هي في المرفقات ثانية، ويجب حذف اللاحقة ( rar. ) بعد تحميلها، فهي حيلة لقبولها في المرفقات لا غير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2008, 11:31 ص]ـ
بارك الله فيك وفي وقتك وعلمك، وفي انتظار تفريغك المتقن لها وفقك الله.
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[04 Dec 2008, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[05 Dec 2008, 05:37 ص]ـ
بارك الله فيك وفي وقتك وعلمك، وفي انتظار تفريغك المتقن لها وفقك الله.
وفيك بارك ربي، شيخنا الكريم .. أرسلتها لكم على البريد؛ لعرضها بالكيفية التي ترونها مناسبة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2008, 06:46 ص]ـ
جزى الله أخي الكريم الأستاذ حسين بن محمد خيراً على تفضله بتفريغ هذه المحاضرة وتنقيحها بعد تفريغها ومراجعتها، وقد قرأتُ هذا التفريغ وأضفت بعض الإضافات اليسيرة. أسأل الله أن ينفع بها وأن يجزي جميع المشاركين خيراً.
الملف في المرفقات، وأجوبة الأسئلة في نهاية النص منفصلةً عنه. ونرجو المحافظة على الأمانة العلمية في النقل والعزو لهذه المحاضرة أثناء الاستشهاد أو النقل منها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Dec 2008, 08:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً تم تحميل المحاضرة صوتاً ونصاً ونحمد الله على نعمة تيسير العلم ...
ـ[جمال القرش]ــــــــ[05 Dec 2008, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وسدد خطاكم إلى ما فيه الخير والنفع
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[05 Dec 2008, 12:41 م]ـ
شيخنا الدكتور عبد الرحمن؛ المحاضرة ماتعة جدا ... لكن مدتها ساعة وسبع وعشرون دقيقة ... ثم ينتهي الشريطُ والشيخ مستمر في كلامه .... فأرجو منكم أن تُكملوا بقية المادة ..... لوجود بعض الإشكالات المهمة التي عرضت على الشيخ ولما يجب عليها بعد في الشريط المسجل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2008, 02:43 م]ـ
الأخ زكريا وفقه الله وبقية الزملاء.
إلى هنا وقف التسجيل الجيد الذي قام به الأخ الكريم عبدالملك العسكر. ولدينا تسجيلات أخرى لكنها غير وافية، ولعلي أستمع إليها مستقبلاً هنا، وفي التسجيلات الأخرى فإن وجدته واضحاً اضفته، وإلا ففيما هنا كفاية إن شاء الله.
ـ[ abasuoni] ــــــــ[05 Dec 2008, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[05 Dec 2008, 10:13 م]ـ
الشكر موصول لأخي د. عبدالرحمن , والشيخ حسين بن محمد. بارك الله فيكما , ونفع بكما , وآتاكما من كل ما سألتموه ...
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[05 Dec 2008, 11:27 م]ـ
بالمصادفة دخلت هنا فتذكرت الكتاب الذى ألفته وطبعته على الكاتوب وأنا فى السعودية منذ نحو خمسة عشر عاما بعنوان "منكرو المجاز فى القرآن والأسس الفكرية التى يستندون إليها"، وإن لم أسحبه وأنشره قبل عودتى إلى مصر. وأذكر أنه يجيب على كثير من الأسئلة التى طرحت فى هذا المنتدى. وإذا كان هناك فى مصر من يحب مشكورا أن يتصل بى ويأخذ نسخة ليصورها ويعرضها فى شبكة التفسير وغيرها من المنتديات فأهلا به وسهلا، وله الشكر مقدما
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[05 Dec 2008, 11:37 م]ـ
ليس لها إلا الأخ كرم، الذى يظهر بغتة ويقدم لى خدمة عظيمة لا تقدر بثمن ثم يختفى ولا يظهر أبدا ولا بالتى واللتيا أو حتى بالتعزيم.
فيا عم كرم، اظهر وبان، وعليك الأمان، وتعال وصور الكتاب، تنل الجزاء الحسن من العزيز الوهاب.
واجتهدوا أيها الإخوان الأعزاء فى الدعاء، كى يظهر كرم دون عناء!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Dec 2008, 12:28 ص]ـ
أخي الكريم د. عبدالرحمن اليوسف. شكر الله لكم هذه الدعوات وتقبل منكم.
أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض حياكم الله، وليتنا نطلع على كتابكم وفقكم الله ولعل الأخ كرم يكرمنا بذلك إن شاء الله وهو أهل لك مَكْرُمة.
ـ[السراج]ــــــــ[06 Dec 2008, 10:49 ص]ـ
الشيخ الدكتور العسكر من كبار علماء العربية الذين نفتخر فيهم!!!!
ليس إلى هذه الدرجة ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 Dec 2008, 01:14 م]ـ
بالمصادفة دخلت هنا فتذكرت الكتاب الذى ألفته وطبعته على الكاتوب وأنا فى السعودية منذ نحو خمسة عشر عاما بعنوان "منكرو المجاز فى القرآن والأسس الفكرية التى يستندون إليها"، وإن لم أسحبه وأنشره قبل عودتى إلى مصر. وأذكر أنه يجيب على كثير من الأسئلة التى طرحت فى هذا المنتدى. وإذا كان هناك فى مصر من يحب مشكورا أن يتصل بى ويأخذ نسخة ليصورها ويعرضها فى شبكة التفسير وغيرها من المنتديات فأهلا به وسهلا، وله الشكر مقدما
ليتكم - حفظكم الله - ترفعونه على الملتقى.
ـ[الراية]ــــــــ[06 Dec 2008, 01:57 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بجهودكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2008, 07:24 ص]ـ
بعض المتصفحين راسلني على بريدي بأنه لم يتمكن من قراءة الملف المطبوع على جهازه لكونه لا يقبل اللغة العربية.
ولذلك فقد أرفقت نسخة من المحاضرة المطبوعة على هيئة ملف PDF ليتمكنوا من قراءته بشكل جيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[07 Dec 2008, 11:16 ص]ـ
الأخ الفاضل / د. عبد الرحمن الشهري وفقك الله
هل يمكن أن نجعل قاعدة في منع المجاز في الصفات الإلهية: (القول بالمجاز فرع عن العلم بالكيفية) فأقول:"محمد أسد" مجاز؛ لأني أعلم كيفية الأسد،أما صفات الله عزوجل فلا يمكن أن أعرف كيفيتها فلا يصحّ حملها على المجاز.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[08 Dec 2008, 02:58 ص]ـ
أهني الدكتور عبد الرحمن الشهري صاحب الخلق الفاضل والعالم المتواضع في زمن أصبح حرف الدال رمزا للكبر إلا من رحم الله ... بعيد الأضحى المبارك ...
وأهنئ أعضاء المنتدى المبارك أيضا بعيد الأضحى وكل عام وأنتم بخير
بالنسبة للمحاضرة ناقصة؟؟ لأن بعدها ولكن نحن ....
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[10 Dec 2008, 04:21 م]ـ
وقرر وقوع المجاز في اللغة والقرآن وأن الجماهير على هذا،وأن نفي المجاز متعذر، بل إثباته ضرورة .. وناقش مسألة صفات الله وكيف يرد على المعطلة في ذلك، وأطال في موقف شيخ الإسلام من المجاز.
وقد طلب الدكتور بدر البدر من الشيخ الإذن في تفريغها وطباعتها.
ونحن في انتظار إنزال مادة اللقاء في الملتقى
جزاكم الله خيرا.
كنت قد طرحت موضوعاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز"، قررت فيه هذه القضية وبينت صعوبة الفكاك من وجود المجاز كظاهرة لغوية متأصلة في الخطاب البشري. وقد دارت مساجلات ومدارسات على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128453&highlight=%C7%E1%E3%CC%C7%D2#post128453
كما أن الموضوع موجود على صفحات هذا المنتدى ولكن لم يعلق عليه أحد بما يثري.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Dec 2008, 01:55 ص]ـ
شكر لله للدكتور العسكر وللأخ المحترم الأستاذ حسين وللدكتور عبد الرحمن وللأفاضل المعلقين قبلي، ولأستاذنا الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الرحمن خليفة محاضرة مماثلة لمحاضرة الدكتور العسكر ألقاها ـ على ما أظن ـ في الرياض أثبت عين ما أثبته الدكتور ـ حفظه الله ـ ولكنه قامت عليه الدنيا بخيلها ورجلها و ........ وإني إذ أحيي من كل قلبي الدكتور عبد المحسن على ما بذله وما أثبته، إذ توسط واعتدل وأتى بالحق الحقيق بالاتباع، والذي لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء، ومن تنكر عينه ضوء الشمس، وكل من اهتدى بهدي ما سطره الدكتور العسكر هو في ميزان حسناته ـ إن شاء الله تعالى ـ.
أسأل الله أن يرينا الحق حقا وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا وأن يرزقنا اجتنابه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Dec 2008, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تفريغ المحاضرة. وقد استفدت كثيرا من محتواها عموما.
غير أن عبارة جميلة استوقفتني أكثر، وبقيَت تدور في ذهني أياما طويلة، فرغبت في كتابتها هنا، لعلها تستثير آخرين:
((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
ورغم علمي بهذه الفكرة واستعمالي الكثير لها بالفرنسية، غير أنني اطلعت عليها بالعربية هنا لأول مرة. ولعل ما جلبني فيها أكثر هو فعل (تعاور) الذي لم أكن أعرفه سابقا. فبحثت عن معناه ووجدت أنه مرادف لفعل (تداول).
وأما صلب الفكرة، فهو ما أدعو إليه من ضرورة الانفتاح على التخصصات الأخرى للاستفادة من خبراتها، لأن النظر إلى أي موضوع متشعب من زاوية نظر واحدة لا يمكن إلا أن تؤدي إلى نظرة قاصرة غير كاملة. ولا يكتمل الإلمام به إلا بالمزاوجة بين زوايا النظر المتعددة.
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[14 Dec 2008, 08:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت الملف المرفق بصيغة بي دي أف الذي أرفقه الدكتور الشهري وفقه الله.
وأحب ابتداء أن أشكر الجمعية على جهودها، ومنها هذه المحاضرة، كما أشكر الشيخ العسكر على ما بذله وقدمه، وأشكر من فرغ المحاضرة.
وإن كان يجمل بالجمعية أن تحدد المحاور التي يراد من المتحدث التطرق لها، ولا يكفي ـ في نظري ـ أن يترك الموضوع للمتحدث بعمومه كما حدث في هذه المحاضرة.
فالمحاضرة تركت أهم الجوانب التي ينبغي الحديث عنها خصوصا لمن لم يكن متخصصا (والدعوة عامة).
فالشيخ وفقه الله لم يبين موقف المنكرين للمجاز إلا بحكايته أنهم أنكروه!
لكن:
1 - ماذا يسمون هذه الأسلوب وما موقفهم من هذه النصوص؟
2 - ما هي أدلتهم في رده؟
3 - الرد على أهم أدلتهم.
فهذا هو أهم ما يتحدث به في هذا المقام.
أما أنه استعمله فلان وفلان، ولم تصح نسبته إلى فلان ... إلخ
فهذه مع أهميتها إلا أنها ليست بأولى من ما ذكرت، إذ الأهمية الكبرى في تقرير ثبوته والرد على من أنكره.
حتى قرأت هنا أنه لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء، ومن تنكر عينه ضوء الشمس!
وهذا الغلو في نظري من نتائج عدم عرض أدلتهم، مع أن ابن القيم أبطل المجاز في الصواعق من اكثر من خمسين وجها ...
المراد أن من أنكره لكلامه وجاهة، وله أدلة كان ينبغي أن تظهر ويرد عليها بعلم.
أما القواعد في الرد على المعطلة إلخ، فليست من شأن المحاضرة، فلو أحال عليها لكفى، مع أنه أمر معروف مقرر في كتب العقائد، بل بعضه في كتب الأصول أيضا، وقد قرره من أنكر المجاز، كشيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين أيضا قرر هذه القواعد في كتبه كالقواعد المثلى مع ترجيحه لنفي المجاز في كتابه أصول الفقه.
وأما الفتوى المنقولة عن القاسمي فنسبة ثبوتها إلى شيخ الإسلام ضعيفة؛ إذ الأسلوب من أضعف القرائن في هذا الباب، والقاسمي معاصر، وفي الفتوى ما يخالف ما قرره هذا العالم ونافح عنه، ومخالف لما نقل عنه، وفيما أحال إليه الأخ أبو فهر من الرابط كفاية في بيان عوارها.
وأرجو أن يقتصد طلاب الشيخ وأبناؤه وبقية الإخوة في المدح ويحرصوا على أن يقدموا للموضوع ما ينضجه، فهذا خير ما يقدم للشيخ وللعلم.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[14 Dec 2008, 09:23 ص]ـ
غير أن عبارة جميلة استوقفتني أكثر، وبقيَت تدور في ذهني أياما طويلة، فرغبت في كتابتها هنا، لعلها تستثير آخرين:
((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
.
هذه ليست مضطردة بل ربما كان تعاور الأقلام مشتتا للفكرة ومخللا لها، ومن المثلة الحية في ذهني ما فعله الأصوليون في مبحث السنة وتأثير ذلك وغزوه لكتب المصطلح حتى أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:08 ص]ـ
أشكر أخي الكريم عبدالله راشد وفقه الله على تعليقه. وأود افشارة إلى أن الحضور كانوا من الخاصة، والقراء هنا كذلك. ونقصد بكونها عامةً أنها غير مختصة بأعضاء الجمعية. ومثل هذه المحاضرات واللقاءات لا يحضرها إلا راغب.
وأما عدم تطرق المحاضر لموقف المنكرين للمجاز، فلم يكن في الحُسبان أن يغفله الدكتور عبدالمحسن، وكنت - مثلك - أتوقع منه أن يعرضه ويعرض أدلته، ويجيب عنها واحداً واحداً، ولذلك حاولتُ والزملاء في التعقيبات أن نشير إلى بعضها لعل الدكتور عبدالمحسن يجيب عنها لتكتمل الصورة، ولكن الوقت لم يكن من السعة بحيث يستوعب كل التفاصيل. غير أنَّ ما ذكره الدكتور عبدالمحسن في حقيقة الأمر مركزاً على مسائل دقيقة تُعدُّ مؤثرةً في بيان وجه الصواب في المسألة، والمنكرون أدلتهم معروفة في كتبهم، ومعظم الذين يتعرضون للمسألة في الدروس العلمية ولا سيما في تدريس العقيدة يستطردون في الاستدلال لرد المجاز، فأدلة المنكرين عند الحضور معروفة ومشهورة، ولكن الذين كنا ننتظره من المحاضر هو ما ذكره في درسه.
وأما القواعد التي ذكرها في الرد على من يستغل المجاز في تأويل الصفات، فقد ذكرها ابن عثيمين كما تفضلتم، ولكنه لم يذكرها على أنها مانعةٌ من منع المجاز، وإنما ذكرها على سبيل العموم في باب الأسماء والصفات. وليست بهذا التفصيل الذي ذكره الدكتور عبدالمحسن على ما أذكره الآن على الأقل. ولعلك لو تكرمت وأحسنت إلينا بمراجعة كتاب (القواعد المثلى) وتحققت من ذلك لكان فيه فائدة للجميع.
وأما نفي فتوى القاسمي التي نسبها لابن تيمية، فقد أشار المحاضر إلى أنه عرضها على عدد من العلماء ووافقوه على نسبتها لابن تيمية على الأقل من حيث أسلوبها، مع إنه كما تفضلتم غير كافٍ في نسبتها، لكن التشكيك في نسبتها لابن تيمية لمجرد انفراد القاسمي بنسبتها له أيضاً فيه إشكال حيث إن كثيراً من كتب ورسائل ابن تيمية عُرفت ونشرت عن طريق جمال الدين القاسمي وطبقته من علماء سوريا وغيرهم. فكيف نثق بها إذن؟
وسواء صحت هذه الفتوى أم لم تصح فليست الفيصل في الموضوع، ومسألة المجاز ليست متعلقة بشخصيات المنكرين أو المثبتين، وإنما هي مسألة علمية منهجية تتعلق باللغات عموماً لا بالعربية خصوصاً، والبحث فيها له تفاصيل وأسرار كثيرة ليس هذا مكانها، ومناقشة القضية على أنها انتصار لفريق على فريق ليست مما يعين على فهم حقيقة الأمر والوصول فيه إلى بينة.
لكن بحسب هذه المحاضرة - برأيي المتواضع - أنها أثارت هذه القضية بين طلبة العلم والدارسين، ومحاولة إعادة النظر في استدلالات الفريقين طلباً لفهم أعمق للمسألة وهذا ما أظن المحاضرة حققته إن شاء الله.
وأما تحديد عناصر المحاضرة للمحاضرين من قبل الجمعية فلا أراه مناسباًً حيث إن الجمعية تقصد من وراء هذا اللقاء الاجتماع للاعضاء واللقاء فيما بينهم لتجديد العهد واتصاله، ثم يأتي الموضوع المطروح ليكون ميداناً للنقاش بين المتخصصين، والعادة في اللقاء أن ينتقى الموضوع والضيف بعناية ويكون خاصاً بالأعضاء، غير أن الراغبين في المشاركة من الزملاء هنا في الملتقى يحضرون طلباً للفائدة، والجمعية تسعد بهم وتقدر لهم ذلك. ثم يأتي بعد ذلك نشر المحاضرة صوتًأ وكتابة فيكون ميداناً للنقاش البناء كما ترى، وهذا من فضل الله وتوفيقه أخي الكريم عبدالله وفقك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
كنت قد طرحت موضوعاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز"، قررت فيه هذه القضية وبينت صعوبة الفكاك من وجود المجاز كظاهرة لغوية متأصلة في الخطاب البشري. وقد دارت مساجلات ومدارسات على هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=128453&highlight=%C7%E1%E3%CC%C7%D2#post128453
كما أن الموضوع موجود على صفحات هذا المنتدى ولكن لم يعلق عليه أحد بما يثري.
أشكرك أخي الكريم عبدالله على هذه الفائدة، وقد قرأت معظم ما كتبته هناك أنت والصديق أبو مالك العوضي وقد أعجبني حواركم وتلك الفوائد والإيرادات والاستدلالات وأسال الله لكم التوفيق. ويبدو أننا سنخصص لك ولأبي مالك العوضي لقاء من لقاءات الجمعية لنسمع منكما وفقكما الله ونفع بكما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Dec 2008, 12:54 م]ـ
وأما نفي فتوى القاسمي التي نسبها لابن تيمية، فقد أشار المحاضر إلى أنه عرضها على عدد من العلماء ووافقوه على نسبتها لابن تيمية على الأقل من حيث أسلوبها، مع إنه كما تفضلتم غير كافٍ في نسبتها، لكن التشكيك في نسبتها لابن تيمية لمجرد انفراد القاسمي بنسبتها له أيضاً فيه إشكال حيث إن كثيراً من كتب ورسائل ابن تيمية عُرفت ونشرت عن طريق جمال الدين القاسمي وطبقته من علماء سوريا وغيرهم. فكيف نثق بها إذن؟
.
الذي في الفتوى المكذوبة -وهو برهان كذبها- نفي الشيخ لإنكاره للمجاز يوماً من دهره = وهذا كاف لتكذيب عشرة مجلدات تُنسب للشيخ لا فتوى واحدة ..
وعموماً فقد فرغتُ ولله الحمد من نقد المحاضرة بكاملها وسيُرفع الرد بكامله غداً بإذن الله تعالى ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Dec 2008, 07:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وأنا أستفيد منكم كثيرا في هذا الموضوع.
ومن قراءتي للمداخلات، أظن أن هناك مستويات أربع لدراسة الموضوع، قد يكون مفيدا فصل بعضها عن بعض:
1 - هل المجاز ظاهرة لغوية إنسانية أم؟
2 - هل يستعمل العرب المجاز في كلامهم أم لا؟
3 - هل يوجد استعمل المجاز في القرآن الكريم أم لا؟
4 - هل تثبت نسبة قولين لابن تيمية في المجاز القرآني أم لا؟
وأظن أن الإجابة عن السؤالين الأولين أمر أساسي للإجابة عن الثالث.
أما الرابع فقد لا يمكن الجزم فيه بشيء، ولذلك فالأولى النظر إلى أدلة الرأيين عوض إجهاد النفس في قائليهما.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[14 Dec 2008, 07:48 م]ـ
تسجيلا لمتابعة الموضوع من زاوية مستقلة عن زوايا المتحاورين أقول:
بين أيدينا في هذا الحوار طرفان كلاهما ينتمي لمدرسة واحدة وهي المدرسة السلفية، لكن الطرف الأول منها المثبت للمجاز في القرآن والسنة يسعى لبيان أن إنكار المجاز في القرآن العظيم مكابرة لا يسع عاقلا فاهما أن يقول به فضلا عن أن يتخذه مذهبا، فإنكار المجاز في القرآن يؤدي إلى مخالفة الواقع ومخالفة ما عليه جمهور جمهور العلماء المسلمين من شتى المذاهب والمدارس وإنكار أن يكون القرآن نزل بلغة العرب أصلا لأنها بلا مجاز تفقد غالب حسنها. ولا يجد هذا الطرف حرجا في الإقرار بثبوت المجاز لكونه ينكر إنكارا تاما أن يتطرق المجاز إلى ما يتعلق بالمباحث العقدية المتعلقة بالصفات الإلهية.
أما الطرف الثاني وهو الذي يمثله منكرو المجاز مطلقا، فهؤلاء وإن ركبوا متن المكابرة بإنكارهم ما اتفق عليه الموافق لهم في بعض الأصول والمخالف لهم والكثرة الكاثرة من العلماء واللغويين وكل من له طرف في فهم علوم الدين من ثبوت المجاز في القرآن العظيم بجميع أنواعه وأقسامه وفروعه، فإنهم مشوا على قاعدة مهمة جنبتهم التحكم في شق من آرائهم على الرغم من أن التحكم أهون وأسهل ارتكابا من المكابرة، فهم علموا أن مقتضى التسليم بوقوع المجاز في القرآن العظيم التسليمُ بجواز تطرق المجاز للآيات المتعلقة بمباحث الصفات الإلهية، وإذا تطرق المجاز لها وصار محتملا فيها انفرط عقد التصميم على الحمل على الحقيقة والظاهر والذي طالما اعتقدوه ونافحوا عليه في مباحث العقائد. وأما الفريق الأول فلا يجد هذا لازما.
هذا تلخيص محل النزاع بين طرفي المدرسة السلفية، والأمر شائك وصعب، فإن كل طرف غير مستعد على ما يبدو للتسليم بفهم الآخر.
ولا يخفى أن الطرف الأول قادر على إقناع الطرف الثاني وذلك بعرض نماذح من آيات لا تحصى ولا تعد من الآيات القرآنية يستحيل بلاغيا حملها على مفهومها الظاهر بدون مراعاة نوع من أنواع المجاز. فإذا تعسف الفريق الثاني في فهمها وحملها على غير المجاز أفقد حسن القرآن العظيم وعطل غالب مفاهيمه وأرجعه نصا جامدا لا يصلح لكل زمان ولا يفي بحاجة الإنسان سيما المعرفية منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Dec 2008, 11:24 م]ـ
.... أمتلأت كتب المصطلح بكلام الرازي وأبي المعالي الجويني والغزالي مع أنهم من أجهل أهل العلم بالحديث، وقد أفسدت بعض أقوال الأصوليون باب الصناعة الحديثية وخربت قواعدها حتى صححت الموضوعات والمنكرات وردت الأحاديث الصحيحة.
من أين حصلت يا أخ على هذا الأدب الجم الذي تخاطب من خلاله علماء الأمة، وتصفهم بالأفعل في الجهل في علم الحديث، من أنت ومن هم؟!!!!!!!!!!!!!!
أرى أن هذه اللهجة سرت في شريحة من المجتمع في الوسط العلمي، ولا أدرى إلى متى ستظل؟؟!!
أبو المعالي الجويني، والرازي والغزالي من أجهل أهل العلم بالحديث؟؟؟؟!!!
والله ما تعلمنا في حياتنا تجريحا أثناء نقد العلماء هكذا!!!
أن أسلوبك خطأ ويحتاج منك إلى توبة نصوح.
هل قمت باستقراء تام كامل لأهل علم الحديث في أرض الله الواسعة حتى وصلت إلى هذه النتيجة؟؟
ومن أنا وأنت بجوار هؤلاء الأعلام!!!
عندنا مثل مصري يقول: " هل كل من نفخ طبخ"؟؟؟؟!!!
اللهم إنا نعوذ بك من الكنود ومن تحقير علماء الأمة والتنكر لجميلهم علينا.
ولقد أصابت المحاضرة الرائعة للدكتور العسكر الكثيرين بمرارة، ولكن آن الأوان للأمة أن تبحث وتستيقظ من نومها وترى الحق حقا لذاته بغض النظر عن أي اعتبار آخر من إثبار أو نفي لشخص ما مهما كان وزنه وقيمته، فهو لذاته يُحترم، لكن إن أردنا نقده ننتقده فلا يوجد أحد فوق النقد ولكن مع عفة اللسان واحترام الشيبة التي شابت في الإسلام.
وفي الختام أخبرني صديق عزيز أستاذ دكتور في علم البلاغة أن الدكتور إبراهيم التركي وهو من الإحساء ـ تقريبا ـ له رسالة ماتعه عنوانها:" إنكار المجاز عند ابن تيمية بين الدرس البلاغي واللغوي " فلتقرأ وليتنبه إليها، ولو كان باستطاعة الزميل د. عبد الرحمن الشهري ـ وأخالها لا تفوته ـ أن يذكر منها ما يخص النقاش لطوق أعناق أهل العلم بفضل جزيل.
إذ لا يعرف الفضل إلا ذووه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Dec 2008, 11:54 م]ـ
تسجيلا لمتابعة الموضوع من زاوية مستقلة عن زوايا المتحاورين أقول:
بين أيدينا في هذا الحوار طرفان كلاهما ينتمي لمدرسة واحدة وهي المدرسة السلفية، لكن الطرف الأول منها المثبت للمجاز في القرآن والسنة يسعى لبيان أن إنكار المجاز في القرآن العظيم مكابرة لا يسع عاقلا فاهما أن يقول به فضلا عن أن يتخذه مذهبا، فإنكار المجاز في القرآن يؤدي إلى مخالفة الواقع ومخالفة ما عليه جمهور جمهور العلماء المسلمين من شتى المذاهب والمدارس وإنكار أن يكون القرآن نزل بلغة العرب أصلا لأنها بلا مجاز تفقد غالب حسنها. ولا يجد هذا الطرف حرجا في الإقرار بثبوت المجاز لكونه ينكر إنكارا تاما أن يتطرق المجاز إلى ما يتعلق بالمباحث العقدية المتعلقة بالصفات الإلهية.
أما الطرف الثاني وهو الذي يمثله منكرو المجاز مطلقا، فهؤلاء وإن ركبوا متن المكابرة بإنكارهم ما اتفق عليه الموافق لهم في بعض الأصول والمخالف لهم والكثرة الكاثرة من العلماء واللغويين وكل من له طرف في فهم علوم الدين من ثبوت المجاز في القرآن العظيم بجميع أنواعه وأقسامه وفروعه، فإنهم مشوا على قاعدة مهمة جنبتهم التحكم في شق من آرائهم على الرغم من أن التحكم أهون وأسهل ارتكابا من المكابرة، فهم علموا أن مقتضى التسليم بوقوع المجاز في القرآن العظيم التسليمُ بجواز تطرق المجاز للآيات المتعلقة بمباحث الصفات الإلهية، وإذا تطرق المجاز لها وصار محتملا فيها انفرط عقد التصميم على الحمل على الحقيقة والظاهر والذي طالما اعتقدوه ونافحوا عليه في مباحث العقائد. وأما الفريق الأول فلا يجد هذا لازما.
هذا تلخيص محل النزاع بين طرفي المدرسة السلفية، والأمر شائك وصعب، فإن كل طرف غير مستعد على ما يبدو للتسليم بفهم الآخر.
ولا يخفى أن الطرف الأول قادر على إقناع الطرف الثاني وذلك بعرض نماذح من آيات لا تحصى ولا تعد من الآيات القرآنية يستحيل بلاغيا حملها على مفهومها الظاهر بدون مراعاة نوع من أنواع المجاز. فإذا تعسف الفريق الثاني في فهمها وحملها على غير المجاز أفقد حسن القرآن العظيم وعطل غالب مفاهيمه وأرجعه نصا جامدا لا يصلح لكل زمان ولا يفي بحاجة الإنسان سيما المعرفية منها.
أما فيما يخص ابن تيمية، فإثبات كونه قائلا بثبوت المجاز ضمنا في بعض أقواله التي فسر بها بعض الآيات والأحاديث أمر هين يقف عليه كل من أنصف، لأنه وإن لم يسمّ بعض تفاسيره مجازا بالفعل فهي تفسيرات مجازية، فحمله معية الله تعالى مع عبادة على المعية العلمية هو تفسير مجازي وإن ادعى هو أن تلك المعية العلمية هي المعية الحقيقية، فالحقيقية هي المعية الممتنعة على الله تعالى والتي نفاها كل العقلاء من المسلمين وغيرهم، وتقديره مضافا محذوفا في حديث الأعمى الذي توسل بالرسول صلى الله عليه وسلم على ظاهر الحديث يشير إلى أنه لولا اعتقاده بثبوت المجاز لما ساغ له تقدير المضاف المحذوف ليدعي أن الأعمى توسل بدعاء الرسول لا بذات الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم. والأمثلة لا تحصى كثرة، والله الموفق لفهمها.
سلمت يا أخانا الفاضل وأحسنت أحسن الله إليك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[15 Dec 2008, 01:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن ولعلي أراجعها لاحقا.
يا أخ خضر لم تصبني المحاضرة بشيء، وأنت لا تعلم رأيي في المجاز أصلا، وشاركت لإثراء الموضوع فقط.
أما من اشتشاط غضبك لأجلهم مع أن الأمر بين جدا، ولعلك تطلع على كتبهم لتعرف ذلك إن كان لك معرفة بالحديث، أو يمكنك معرفة ذلك من رأي المحدثين فيهم وسآتيك به لا حقا لتعرف أني لا أتكام خرصا وحتى تقلل من استخدام علامات الانفعال.
ولا أدري حين وصفت من أنكر المجاز بهذه الصفات وهم علماء أجلاء من أين تعلمت الأدب مع الفارق بين كلامي وكلامك؟
وجواب على كلامك هو: أن كون العالم الفلاني جاهلا في فن من الفنون ليس سبا ولا شتما ولا انتقصا إلا عند من يظن فيه الكمال المطلق، فهون على نفسك.
وبدأت ألمس أن البعض هنا انتشى طربا ويظنون أنهم على شيء!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2008, 01:50 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14094
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[15 Dec 2008, 03:01 م]ـ
وأرجو يا أستاذ خضر أن يكون تعليقك على كلامي دافعه قناعتك وإرادة الحق، ولا يكن كالمرة الماضية حين علقت على كلمتك: < لا ينكر المجاز إلا من لم يتضلع من العربية العرباء، ومن تنكر عينه ضوء الشمس! > وتناسيت خلالها أن منكره علماء كبار، فتركت الاعتذار عنها وبدأت بهجومك علي ولمزتني بقلة الأدب!
وهذا طرف مما وعدت به:
قال الحافظ الذهبي في السير: كان هذا الامام (أبو المعالي الجويني) مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا.
وقال ابن السمعاني في الأنساب: وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه.
وفي السير: قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد " الاحياء "، وملاه بالاحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها.
هذا مقتطفات من كلام ابن حجر في التلخيص:
(تَنْبِيهٌ) قَالَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ: رَأَيْت فِي كِتَابٍ مُعْتَمَدٍ: أَنَّ عَائِشَةَ رَوَتْ ذَلِكَ، وَتَبِعَهُ الْغَزَالِيُّ فَقَالَ: قِيلَ: إنَّ عَائِشَةَ رَوَتْ ذَلِكَ، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ اعْتِنَائِهِمَا مَعًا بِالْحَدِيثِ؛ كَيْفَ يُقَالُ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُد الَّتِي هِيَ أُمُّ الْأَحْكَامِ.
(تَنْبِيهٌ): ادَّعَى إمَامُ الْحَرَمَيْنِ فِي النِّهَايَةِ أَنَّ ذِكْرَ نَفْيِ الْمَطَرِ لَمْ يَرِدْ فِي مَتْنِ الْحَدِيثِ، وَهُوَ دَالٌّ عَلَى عَدَمِ مُرَاجَعَتِهِ لِكُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَشْهُورَةِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا.
(تَنْبِيهٌ) لَمَّا ذَكَرَ إمَامُ الْحَرَمَيْنِ هَذَا الْحَدِيثَ فِي النِّهَايَةِ، قَالَ: إنَّهُ صَحِيحٌ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ، وَتَعَقَّبَهُ ابْنُ الصَّلَاحِ فَقَالَ: هَذَا مِمَّا يَتَعَجَّبُ مِنْهُ الْعَارِفُ بِالْحَدِيثِ، وَلَهُ أَشْبَاهٌ بِذَلِكَ كَثِيرَةٌ أَوْقَعَهُ فِيهَا اطِّرَاحُهُ صِنَاعَةَ الْحَدِيثِ الَّتِي يَفْتَقِرُ إلَيْهَا كُلُّ فَقِيهٍ وَعَالِمٍ.
وغيرها كثير في هذا الكتب وغيره من كتب المحدثين.
وإطلالة يسيرة على كتاب العراقي <المغني عن حمال الأسفار> تبين مدى معرفة الغزالي بعلم الحديث.
وقال ابن تيمية: أبو المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية ولعله لم يطالع الموطأ بحال حتى يعلم ما فيه فإنه لم يكن له بالصحيحين البخاري ومسلم وسنن أبي داود والنسائي والترمذي وأمثال هذه السنن علم أصلا فكيف بالموطأ ونحوه؟
وكان مع حرصه على الاحتجاج في مسائل الخلاف في الفقه إنما عمدته سنن أبي الحسن الدارقطني، وأبو الحسن مع إتمام إمامته في الحديث فإنه إنما صنف هذه السنن كي يذكر فيها الأحاديث المستغربة في الفقه ويجمع طرقها فإنها هي التي يحتاج فيها إلى مثله فأما الأحاديث المشهورة في الصحيحين وغيرهما فكان يستغني عنها في ذلك. فلهذا كان مجرد الاكتفاء بكتابه في هذا الباب يورث جهلا عظيما بأصول الإسلام، واعتبر ذلك بأن كتاب أبي المعالي الذي هو نخبة عمره <نهاية المطلب في دراية المذهب> ليس فيه حديث واحد معزو إلى صحيح البخاري إلا حديث واحد في البسملة وليس ذلك الحديث في البخاري كما ذكره ولقلة علمه وعلم أمثاله بأصول الإسلام اتفق أصحاب الشافعي على أنه ليس لهم وجه في مذهب الشافعي.
أما الرازي فالأمر فيه أبين وأظهر.
والقصد أن هذا مع أنه الواقع فهو رأي أهل العلم وليس من كيسي، ولم أتكلم عليهم بمثل كلام من لمزني بقلة الأدب مع غفلته عن كلامه.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 04:22 م]ـ
مرة أخرى، أضعتم علينا فرصة النقاش المفيد والموضوعي بمثل هذه الردود التي تركز على العواطف والأحاسيس عوض مناقشة الأدلة، وتركز على رأي فلان في العالم الفلاني، وهذا لا يهم الباحث عن الحق في شيء.
ولست أدري متى سننتهي من هذه الظاهرة الصوتية؟
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[15 Dec 2008, 07:54 م]ـ
تكلمت بعلم في صلب الموضوع بما يثريه، وما يثري حتى مداخلتك السابقة مع أنها ليست من صميمه، وردي على من اتهمني حق مشروع، وليس في كلامي ما تخيلته من عواطف ولا أحسايس، وأرجو أن نزن كلامك على قدر ما في الموضوع، ومع أحترامي لك فأسلوبك هذا وفي الموضوع الآخر المحال عليه: غير حضاري ولا مؤدب.
والموضوع أمامك فأثره بما تقدر عليه بالعلم فقط.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Dec 2008, 08:10 م]ـ
قال الحافظ الذهبي في السير: كان هذا الامام (أبو المعالي الجويني) مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته
هلا تفضلنا على أنفسنا فتعلمنا من الكبار كيف يقدمون لنقدمهم غيرهم كما في العبارة السابقة؟
لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا. هل قال هو أجهل الناس؟؟!! مع أنه نقد المماثل في العلم والفضل لمن ينتقده.
وقال ابن السمعاني في الأنساب: وكان قليل الرواية للحديث معرضا عنه. لاحظ كلمة" قليل " لم يقل جاهل ولا أجهل ........
وفي السير: قال أبو الفرج ابن الجوزي: صنف أبو حامد " الاحياء "، وملاه بالاحاديث الباطلة، ولم يعلم بطلانها. قال بعفة لسان لم يعلم ولم يستحضر مادة {ج هـ ل}
هذا مقتطفات من كلام ابن حجر في التلخيص:
..... إمَامُ الْحَرَمَيْنِ .... وَتَبِعَهُ الْغَزَالِيُّ وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى عَدَمِ اعْتِنَائِهِمَا مَعًا بِالْحَدِيثِ لازلنا مع النقد الموفق الذي تجنب عين ونص ما أعيبه وهو الرمي بالجهل
......
عَدَمِ مُرَاجَعَتِهِ لِكُتُبِ الْحَدِيثِ الْمَشْهُورَةِ فَضْلًا عَنْ غَيْرِهَا. [/ color] كلام يسمع ويحتذى
وقال ابن تيمية: [ color=#4B0082] أبو المعالي مع فرط ذكائه وحرصه على العلم وعلو قدره في فنه كان قليل المعرفة بالآثار النبوية
كلام دقيق حيث الوصف بقلة المعرفة لا الجهل ....
والقصد أن هذا مع أنه الواقع أيُّ واقع يا أخي وقد خلا وصفك للعلماء فيما نحن بصدده من واقع بدليل ما نقلته أنت من كتب الأعلام الذين يحسنون التعامل مع علماء الأمة.
فهو رأي أهل العلم وليس من كيسي،
قلت: لعلك تتفضل على نفسك باستقراء ما سبق وتجزم بأن واحدا ممن نقلت عنهم لم يستعمل مادة الجهل مع أفعل التفضيل كما ذكرت مما يغضب كل ذي نهية ..
ولم أتكلم عليهم بمثل كلام من لمزني بقلة الأدب مع غفلته عن كلامه.
أنا لا أغمز ولا ألمز مسلما بل حواري من جذوره يدور حول احترام العلماء فضلا عن تجريم وتحريم غمزهم أو لمزهم
ومع كل ذلك غفر الله لي ولك ولنتواصى بالأدب مع العلماء إذ لهم علينا عظيم الفضل
وقد امتدحهم ربنا في كتابه وقد أمرنا نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نتأدب بأدب الله تعالى.
علما بأن أمام الحرمين والغزالي والرازي وغيرهم هم رحمنا العلمية الذين على موائدهم طعم العلماء والمتعلمون.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 08:30 م]ـ
والموضوع أمامك فأثره بما تقدر عليه بالعلم فقط.
يا أخي:
هذا هو عين ما يطلبه منك من يقرأون لك ولغيرك: بالعلم فقط.
وأما أنا، فقد ذكرت سابقا أنني أرغب في الاستفادة فقط.
ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها.
أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول.
وأود الإشارة إلى أن خطأكم في النقد قد يكون سببه تعاملكم مع هذا المحاضرة على أنها كتاب مقروء.
يا أخي: هذه محاضرة مسموعة، مدتها ساعة أو ساعة ونصف فقط. وسياقها خاص. ولذلك فيجب أن يتعامل معها في هذين الإطارين فقط.
ولو كانت كتابا معدا للنشر، فلا يشك أي قارئ نزيه أن الشيخ كان سيتعرض لجميع المسائل التي لم يفصّلها في المحاضرة، وأنه إنما لم يوردها اختصارا للكلام ورغبة في التركيز على ما لم يتعود المستمعون على سماعه، رغبة في تقديم الإضافة العلمية.
وهذا لا يمنع حق إبداء الرأي ونقد المحاضرة.
أرجوكم: عودوا إلى صلب الموضوع حتى نستفيد منكم ومن علمكم.
بارك الله فيكم، وألهمنا جميعا الرشد والصواب والإخلاص والسداد في كل أعمالنا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2008, 08:34 م]ـ
هذا الكلام من الأخ محمد يدل على أنه لم يقرأ أول أربعة أسطر من ردي ..
وفي ثنايا الرد تسليم للشيخ ببعض صوابه
وفضلاًعن هذا ..
هل يُنكر على الناقد إن كان لم يرى في الكلام المنقود صواباً قط ..
لا الطبع. مجرد هذا لا يُنكر وإنما المنكر إن عُلم تقصيره في الوقوف على هذا الصواب ولم يُظهر دليله على تمام الخطأ ..
وأخيراً ..
أي سابقة سوء بيننا وبين العسكر كي نستهدف شخصه الكريم (؟؟)
بالله عليك دع عنك هذا الكلام وانفع وانتفع لا غير .. فقد أفسدت وما أصلحت ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 09:30 م]ـ
يا أبا فهر، سلّمك الله،
قرأت مقالك بكامله، من أول كلمة إلى آخر كلمة، قبل أن أكتب ما كتبته.
والأسطر التي بدأت بها كلامك لا تعفيك من السقوط في توجيه النقد للرجل عوض الأفكار.
ليست القضية شخصية، عفا الله عني وعنكم، بل هي مسألة منهجية بحتة.
ولو لم تكتبوا ما كتبتكم بأسلوب الانتقاص لما كتبتُ ما كتبتُ.
وأنا لم أطالبك بالسكوت، يا أبا فهر. وليس من حقك أن تطالبني بالسكوت، طالما يرى كلانا في ما يكتبه خيرا:)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:48 م]ـ
ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها.
أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول ..
يا أخي تفضل هذه مشاركتي اشرح لي كيف فهمت منها ما سطرتَه هنا!:
وأحب ابتداء أن أشكر الجمعية على جهودها، ومنها هذه المحاضرة، كما أشكر الشيخ العسكر على ما بذله وقدمه، وأشكر من فرغ المحاضرة.
وإن كان يجمل بالجمعية أن تحدد المحاور التي يراد من المتحدث التطرق لها، ولا يكفي ـ في نظري ـ أن يترك الموضوع للمتحدث بعمومه كما حدث في هذه المحاضرة.
فالمحاضرة تركت أهم الجوانب التي ينبغي الحديث عنها خصوصا لمن لم يكن متخصصا (والدعوة عامة).
فالشيخ وفقه الله لم يبين موقف المنكرين للمجاز إلا بحكايته أنهم أنكروه!
لكن:
1 - ماذا يسمون هذه الأسلوب وما موقفهم من هذه النصوص؟
2 - ما هي أدلتهم في رده؟
3 - الرد على أهم أدلتهم.
فهذا هو أهم ما يتحدث به في هذا المقام.
أما أنه استعمله فلان وفلان، ولم تصح نسبته إلى فلان ... إلخ
فهذه مع أهميتها إلا أنها ليست بأولى من ما ذكرت، إذ الأهمية الكبرى في تقرير ثبوته والرد على من أنكره.
حتى قرأت هنا أنه لا ينكره إلا من لم يتضلع من العربية العرباء، ومن تنكر عينه ضوء الشمس!
وهذا الغلو في نظري من نتائج عدم عرض أدلتهم، مع أن ابن القيم أبطل المجاز في الصواعق من اكثر من خمسين وجها ...
المراد أن من أنكره لكلامه وجاهة، وله أدلة كان ينبغي أن تظهر ويرد عليها بعلم.
أما القواعد في الرد على المعطلة إلخ، فليست من شأن المحاضرة، فلو أحال عليها لكفى، مع أنه أمر معروف مقرر في كتب العقائد، بل بعضه في كتب الأصول أيضا، وقد قرره من أنكر المجاز، كشيخ الإسلام وابن القيم وابن عثيمين أيضا قرر هذه القواعد في كتبه كالقواعد المثلى مع ترجيحه لنفي المجاز في كتابه أصول الفقه.
وأما الفتوى المنقولة عن القاسمي فنسبة ثبوتها إلى شيخ الإسلام ضعيفة؛ إذ الأسلوب من أضعف القرائن في هذا الباب، والقاسمي معاصر، وفي الفتوى ما يخالف ما قرره هذا العالم ونافح عنه، ومخالف لما نقل عنه، وفيما أحال إليه الأخ أبو فهر من الرابط كفاية في بيان عوارها.
وأرجو أن يقتصد طلاب الشيخ وأبناؤه وبقية الإخوة في المدح ويحرصوا على أن يقدموا للموضوع ما ينضجه، فهذا خير ما يقدم للشيخ وللعلم.
والله أعلم.
انتهى.
فهذا كلامي موجه للجمعية ولطلابه وله، والموجه له عامته فيما تركته وكنت أرى أنه كان ينبغي ذكره، لا في الاعتراض على صحة ما ذكره، فتأمل، وفقك الله بين ما كتبتُ وبين وصفك.
يا أستاذ خضر ما ذكرته نموذج سريع من النقول، وحاصله أنهم لا درية لهم بهذا العلم، وهذا هو الجهل، وأنا لم أقل أجهل الناس بل قلت " من أجهل أهل العلم بالحديث" وهذا مطابق، ولم أكن أكتب ترجمة حتى أقدم مآثرهم بل كلامي عارض.
ولم يخطر ببالي الانتقاص منهم لكن لبيان أن هذا العلم الذي تكلموا في أصوله وقواعد قبوله ورده وعلله وصحته وضعفه هم بعيدون عنه جدا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:59 م]ـ
أخي عبد الله الراشد،
(يُتْبَعُ)
(/)
ردودك التي أتت بعد ذلك هي المقصودة من كلامي. أما الكلام الذي أشرتَ إليه هنا، فليس فيه إشكال عندي.
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[16 Dec 2008, 01:04 ص]ـ
سؤال واضح للمانعين من المجاز:
إذا كان تكلُّم الله تعالى عندكم فعلا اختياريا، فله تعالى بناء على ذلك كل الاختيار في التكلّم بما شاء وكيف شاء، فهو فعال لما يريد، فله أن يختار التكلم بالحقيقة فقط، أو بالمجاز فقط، أو بالمركب منهما، فالمانع لتكلمه بالمجاز مانع لأمر جائز وقوعه بحسب الاختيار المقرّر للفعال لما يريد سبحانه، ولابد حينئذ للمانع من دليل من نص صريح نحو قول: ولا أتكلم إلا بالحقيقة، أو لا أتكلم بالمجاز، أو ما يقوم مقامهما؛ وإلا كان منعه تعطيلا للاختيار الإلهي وترجيحا من غير مرجح، وتحكما محضا، بل وهدما للأصل الذي قرره وهو فعله ما يريد تعالى وتكلمه بما يشاء، ومن جملة ذلك تكلمه بالمجاز إذا شاء، والآيات التي لا تحصى ولا تعد تشير إلى أنه تعالى شاء وأراد التكلم بالمجاز، وجملة تلك الإشارات والمتعاضدة لا يدفعها إلا نص صريح نحو ما ذكرنا في أن الكلام كله على الحقيقة لا مجاز فيه، وهذا النص لا يوجد، والعثور عليه أعز من العثور على النص المزعوم للإمامية في دعواهم النص على خلافة علي رضي الله تعالى عنه.
فعند استحضار أن الله تعالى فعال لما يريد، غير متقيد بإرادة العبيد، وأنه يتكلم بما شاء وكيف شاء، وأن كلامه الذي بين دفتي المصحف فيه من المعاني المجازية ما لم تتوقف الأقلام إلى يومنا هذا من التعبير والكشف عنه، ولم تتوقف العقول السليمة من استحسان معانيه والذهول أمام دقة تعابيره ومبانيه، فعند استحضار كل ذلك نعلم يقينا أن المانع للمجاز معطل لفعل إلهي اختياري بلا دليل، وذلك الفعل هو تكلمه بالمجاز إلى جانب تكلمه بالحقيقة، ونعلم أن المثبت للمجاز يعضده الاختيار الإلهي وشواهد اللغة العربية وواقع الحال وجود المجاز فعلا في القرآن العظيم.
فتلخيصا للسؤال نقول: هل للمانعين من المجاز في القرآن دليل قطعي على المنع؟؟
الجواب الواضح: لا.
وتعداد الأجوبة إلى خمسين أو خمسين ألف لا يفيد لأنها ظنية مرجوحة وهمية لا تصمد أمام الأصل الكبير وهو الاختيار الإلهي لفعل ما يشاء وتكلمه كما يشاء، والمعضود بواقع القرآن العظيم الذي لا تخلو سورة من سوره من معاني مجازية مبسوطة في كل كتب التفاسير كما بين ذلك العلماء النحارير الذين اشتعلت رؤوسهم شيبا في بيانها، باستثناء المانعين للمجاز أنكروا تلك المعاني المجازية بألسنتهم وإن لم تنكرها قلوبهم لكونها ملزمة بالتصديق بوجودها، وكأن الله تعالى منعهم من أجل إنكارهم ذلك الأمر الشبه ضروري من تصنيف تفاسير كاملة للقرآن العظيم لكونهم بذلك المنع للمجاز عطلوا أقلامهم عن الكشف عن مقاصد القرآن ومعانيه، فاستحقوا المنع من تصنيف التفسير على الكلام الرباني، فمنعوا خيرا كثيرا، فهل تعلمون منكرا للمجاز صنف تفسير حافلا للقرآن العظيم؟؟؟
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[16 Dec 2008, 04:04 م]ـ
أخي عبد الله الراشد،
ردودك التي أتت بعد ذلك هي المقصودة من كلامي. أما الكلام الذي أشرتَ إليه هنا، فليس فيه إشكال عندي.
بارك الله فيكم جميعا.
لكن ليس في ردودي التي بعده أي علاقة بالمحاضرة ولا موضوعها!
فما وجه قولك لي:
ما تقوم به أنت والأخ (أبو فهر السلفي) يصب فقط في الانتقاص من القيمة العلمية للشيخ المحاضر، كأن محاضرته ليس فيها اي شيء مما يمكن الاستفادة منه. وهذا عين العاطفية في القراءة. ولو أنكم بادرتم للحديث عن المسائل المفيدة التي تعرض إليها في محاضرته، أو دعوتم له بالبركة وخير الجزاء، ثم بادرم إلى القول بأن لديكم بعض التحفظ على أمور وردت في المحاضرة، لكان أسلوبكم مقبولا، وكان في صلب النقد العلمي الذي يرى الصواب صوابا والخطأ خطأ، ويعتذر للنقص أو الخطأ، ويشير إلى أن الهدف هو الإثراء فقط، مع حفظ القدر والمكانة العلمية لصاحبها
أما ما قمتم به هنا، يا إخواني، فقارئكم لا يمكن إلا أن يشعر بأنكم تنتقصون من الرجل. وهذا غير مقبول .. ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Dec 2008, 01:06 ص]ـ
ملف المحاضرة المسموع معطوب
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 Dec 2008, 10:48 ص]ـ
الأخ زكريا وفقه الله وبقية الزملاء.
إلى هنا وقف التسجيل الجيد الذي قام به الأخ الكريم عبدالملك العسكر. ولدينا تسجيلات أخرى لكنها غير وافية، ولعلي أستمع إليها مستقبلاً هنا، وفي التسجيلات الأخرى فإن وجدته واضحاً اضفته، وإلا ففيما هنا كفاية إن شاء الله.
هل من جديد، حول تتمة المحاضرة؟ فإنني أرغب في سماع جواب الشيخ عن بعض الإشكالات التي طُرحت.
ـ[حبيبه]ــــــــ[18 Mar 2009, 02:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ربيع أحمد سيد]ــــــــ[11 Dec 2010, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا جاري التحميل(/)
ما معنى قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) [الأنبياء:2]
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[20 Nov 2008, 02:35 م]ـ
قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) [الأنبياء:2]
ما المحكوم عليه بالحدوث (وهو الوجود بعد العدم) في الآية؟
هل هو راجع إلى حدوث حكم من الأحكام، أو حدوث إنزاله؟ أو قول آخر؟
هذا الموضوع مطروح للمتدبرين بعلم، المتفهمين بحلم، وهو من باب مدارسة بعض آيات الذكر الحكيم، للاستفادة منها واستبعاد كل فهم سقيم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Nov 2008, 10:01 م]ـ
هذه الآية من أسهل ما يفهمه العربي.
و لايتلكأ في فهمها إلا من كان عنده حكم مسبق عنها، أو امتزج عقله بمنهج في الفهم يشوش عليه الواضحات.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[22 Nov 2008, 11:59 ص]ـ
إن الإنجيل ذكر محدث من ربنا لبني إسرائيل بعد التوراة
وكذلك القرآن ذكر محدث من ربنا بعد الإنجيل وكذلك دلالة قوله تعالى " ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون" ويعني أن المؤمنين بالتوراة يجب عليهم أن يصلوا ما أمر الله به أن يوصل وهو وصل الإنجيل بالتوراة ولا يقطعونها منها بالإيمان بالتوراة والكفر بالإنجيل، وعلى المؤمنين كذلك بالإنجيل أن يصلوا ما أمر الله به أن يوصل وهو وصل القرآن بالإنجيل ولا يقطعونه منه بالإيمان بالإنجيل والكفر بالقرآن.
وهذا القول ذكر للأمة المحمدية لتتذكرهوكما فصلت كثيرا في كلية الكتاب من تفسيري من تفصيل الكتاب وبيان القرآن
وليس كما ذكر الأخ الفاضل أن مدلول حرف الحج كما وصف "هذه الآية من أسهل ما يفهمه العربي.
و لايتلكأ في فهمها إلا من كان عنده حكم مسبق عنها، أو امتزج عقله بمنهج في الفهم يشوش عليه الواضحات. اهـ بلفظه
بل حرف الأنبياء هذا " ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون" ومن المثاني معه حرف الشعراء "وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين.
الحسن
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[27 Nov 2008, 10:07 م]ـ
الأخ الكريم العبادي
فهم الآية ليس بالسهولة التي تعتقدها؛ إذ لو كان كذلك لما تنوعت تفاسير العلماء فيها، وهم قطعا من العرب، بل ومن علماء اللغة العربية وقواعدها وأصولها، بل ومن علماء التفسير وأئمته. و"الذكر" في القرآن العظيم ورد على ستة معاني متغايرة كما استقرءها ابن التين في شرحه على صحيح البخاري "الخبر الفصيح الجامع لفوائد مسند البخاري الصحيح" (مخ)، فلا يتبين لأول وهلة ما المراد بالذكر في الآية إلا بعد النظر والتأمل، ولذا اختلفت التفاسير كما ذكرت، لكن منها الصحيح ومنها الباطل.
فأنت أخي العبادي كعربي تفهم اللغة العربية وترى وضوح الآية، ولم يكن عندك قبل فهمها أي فهم مسبق، ما المعنى الذي تفهمه من الآية؟؟ وما دليلك عليه إلى جانب كونك عربيا؟؟
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[28 Nov 2008, 04:29 م]ـ
قد سبق لك طرح هذا التساؤل بصيغة أخرى بمعرفك الآخر (1)، وأجيب على سؤالك فذهبت لا تلوي على شيء.
وفيها أجوبة من المتدبرين بعلم، المتفهمين بحلم، لكن الشأن هل مراد السائلين العلم؟!
:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7766
ونحوه هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8481
------------------------------
(1) الدليل على أنه هو:
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=62785&postcount=64
.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Nov 2008, 06:46 م]ـ
إذا كنت تعتقد أن ما أحلت عليه فيه جواب صحيح أو فهم مليح، فهذا شأنك واعتقادك، لكن الواقع بخلاف ذلك.
ثم دعني أقول لك أمرا مهما يا أخ عبد الرحمن:
هذه الخلافات لن تنتهي إلى يوم القيامة حيث يحكم الله تعالى فيها وهو أحكم الحاكمين، لكنا مطالبون شرعا بالوصول إلى الحق فيها واعتقاده، وأسلوبك المبني على اعتقادك الخاص أنك حصلت الحقائق واستقر عليها قلبك ونصبت نفسك للدفاع عنها، لا يفيد الباحثين عن الحق، بل يفيد المقلدين الذين يركنون إلى من يظهر أنه على الحق بأي أسلوب كان.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه الآية التي طرحتها للتحاور حول مفهومها، نعتقد ــ جمهور أهل السنة والجماعة من المحدثين والمفسرين والفقهاء والمتكلمين الأشاعرة والماتريدية ــ أنها لا تدل على حدوث القرآن الذي هو كلام الله القائم بذاته، أو أنه معاذ الله أحدث سبحانه وتعالى كلاما في ذاته وتكلم به حروفا وأصواتا بعد أن لم يكن متكلما به بل بغيره، زعما ممن قال ذلك أن ذلك من صفاته الاختيارية فله أن يحدث في ذاته ما يشاء .. بل لها مفهوم آخر يناقض هذا الفهم السطحي الظاهري الباطل تماما والمخالف لما عليه جمهور المفسرين لكتاب الله تعالى، ولنا على ذلك أدلة عديدة أولها وليس آخرها تفسير الإمام البخاري في كتابه "خلق الأفعال" هذه الآية تفسيرا صحيحا حيث قال: وأما تحريفهم: (من ذكر من ربهم محدث) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما عَلَّمَـ[ـهُ] اللهُ ما لم يكن يعلم. (ص23). طبعة مؤسسة الرسالة. وفي هذه الطبعة خطأ فاحش وهو حذف الضمير من قوله: علمه.
ونرى ـ ـ أهل السنة ـ ـ أن من فسرها بحدوث كلام الله تعالى الذي هو القرآن، وادعى أن الخلق يغاير الإحداث، وأن الله تعالى يفعل في ذاته ما يشاء، ويحدث فيها ما يريد، ومما أحدث في ذاته القرآن العظيم حروفا وأصواتا، قد خالف الأمة وشق إجماعها وابتدع في الدين، وأتى بما لم يأت به سيد المرسلين لا صراحة ولا ضمنا ولا التزاما. واستشهاد هذا القائل بحديث: "إن الله يحدث من أمره ما شاء، وإن مما أحدث ألاَّ تكلَّموا في الصلاة " باطل أيضا بشهادة جمهور شراح كتب الحديث، ولا يخفى على من طالعها بفهم ما قالوا في تفسيره.
قال الإمام الطبري في تفسير سورة الشعراء: القول في تأويل قوله تعالى (وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين) يقول تعالى ذكره: وما يجيء هؤلاء المشركين الذين يكذبونك ويجحدون ما أتيتهم به يا محمد من عند ربك من تذكير وتنبيه على مواضع حجج الله عليهم على صدقك وحقيقة ما تدعوهم إليه مما يحدثه الله إليك ويوحيه إليك لتذكرهم به إلا أعرضوا عن استماعه، وتركوا إعمال الفكر فيه وتدبره.
فالمسألة أعظم وأكبر مما يستخف بها البعض، وادعاء الإجماعات الخيالية على الأمور الباطلة لا يغتر بها إلا مقلد تقليدا رديئا، وهذا الملتقى يضم ثلة من الأساتذة والدكاترة والمشايخ الذين يحسن الحوار معهم، فيحسن بمن ربط على قلبه مفاهيم فيها نظر كبير بل هي باطلة عند جمهور علماء الأمة وسلم صحتها وصار ينافح عنها أن لا يسلك سبيل الترهيب لإقناع غيره، فليتكلم بعلم أو ليسكت بحلم. وبالله تعالى التوفيق، فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
لا تشغل نفسك كثيرا بمسألة المعرفات ... فأنت طالب علم ولست شرطيا مخبرا.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Nov 2008, 07:25 م]ـ
وللمحتجين ببعض متشابه كلام الإمام البخاري أقول:
قال للكرماني في الكواكب الدراري (ج25/ص216): قال المهلب: غرض البخاري من الباب الفرق بين وصف كلامه بأنه مخلوق ووصفه بأنه حادث، يعني لا يجوز إطلاق المخلوق عليه ويجوز إطلاق الحادث عليه.
أقول (الكرماني) الغالب أن البخاري لا يقصد ذلك ولا يرضى به ولا بما نسبه إليه؛ إذ لا فرق بينهما (المحدث والمخلوق) عقلا وعرفا ونقلا. وقال شارح التراجم: مقصوده أن حدوث القرآن وإنزاله إنما هو بالنسبة إلينا، وكذا ما أحدثه من أمر الصلاة فإنه بالنسبة إلى علمنا. اهـ.
ويؤيد كلام الكرماني كلام البخاري نفسه في كتاب خلق أفعال السابق ذكره، حيث قال: فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لمّا عَلَّمَهُ اللهُ ما لم يكن يعلم. (ص23).
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Nov 2008, 08:15 م]ـ
قال الحافظ المفسر البغوي في تفسير قوله تعالى: (ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث): قال مقاتل: يحدث الله الأمر بعد الأمر. قيل: الذكر المحدث: ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وبينه من السنن والمواعظ سوى ما في القرآن، وأضافه إلى الرب عز وجل لأنه قاله بأمر الرب. (معالم التنزيل، ج5/ص306)
وقال القرطبي: ما يأتيهم ذكر من ربهم محدث: يريد: في النزول وتلاوة جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان ينزل سورة بعد سورة وآية بعد آية، كما كان ينزله الله تعالى عليه في وقت بعد وقت، لا أن القرآن مخلوق. (الجامع، ج14/ص172)
قلت: انظر كيف عبر القرطبي عن عدم إحداثه بعدم مخلوقيته، وهو شاهد على أن التفريق بينهما محض تحكم. وكذا أبو حيان عندما قال: وقد احتجت المعتزلة على حدوث القرآن بقوله: محدث. (ج6/ص275) فلم يفرق بين المخلوق والمحدث.
والمقصود بكل هذا الكلام أن من فسر الآية الكريمة بأن الله تعالى يحدث القرآن كلامه (الحروف والأصوات المحدثة على زعم القائل)، بل وزعم أن الأصح من الأقوال هو جواز إطلاق أن الله تعالى أحدث القرآن في ذاته، من اعتقد هذه الأشياء حق الله تعالى قد خالف جمهور الأمة، وأتى بمنكر من التفسير لم يقل به أحد من علماء أهل السنة. والله يهدي برحمته وفضله من يشاء إلى صراط مستقيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2008, 08:02 ص]ـ
أولا: مرحبا بعودتك أخي نزار.
أما ما يتعلق بمعنى الآية فهو: انه كلما نزل عليهم شيء من الفرآن وتجدد لهم تذكير بأياته أعرضوا عنه.
وحول هذا المعنى دارت أقاويل المفسرين سلفا وخلفا.
وهو الظاهر المتبادر من معنى الآية.
أما بحث صفة الكلام فليس هذا مقامها.
قال الألوسي: وبالجملة ليست الآية مما تقام حجة على رد أهل السنة ولو الحنابلة كما لا يخفى.
وقال ابن عاشور::وليس المراد بـ (محدث) ما قابل القديم في اصطلاح علم الكلام لعدم مناسبته لسياق النظم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[30 Nov 2008, 10:12 م]ـ
نعم فيها جواب لمن يريد الحق ويتبعه لا من حاله كحال من يقول: "وجدنا آباءنا على أمة".
ولذا عجزتَ عن الجواب وتركتها وراءك ظهريا!
وقد سبق وتحاوت معك مرارا وتبين أنك تكثر من الدعاوي العريضة، وتكرر الكلام، ولا تسير في الحوار على طريقة أهل العلم.
وليس ما تقوله وتدعيه بمنهج لأهل السنة، بل هو قول مبتدع محدث، ويكفي في رد دعواك: أن أول من تكلم به ابن كلاب، وتبعه عليه بعض من سميتَ!
وقد كان المسلمون قبله لا يعرفون عنه شيئا بل هم على الحق المبين.
ومحاولة تكثرك بمن ذكرت بمن سميتهم الجمهور = سبق أن رددتها عليك في حوار سابق لكنك ـ مع الأسف ـ من نوع يحب المماحكة والتكرار ومحاولة الضحك على القراء، وقد سبق أن رد عليك المشرف العام بقوله:
ولسنا في شك من هذه الأمور العقديَّة ولله الحمد، ولسنا على جهلٍ بلغتنا وكتابِ ربِّنا وكلام علماءنا من الصحابة والتابعين وأتباعهم بإحسان إلى اليوم لهذه الدرجة التي تتوقعها وتظهر من طريقة كلامك.
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=62789&postcount=65
أما مسألة المعرفات .. فنعم لست شرطيا لكن مقصودي منها:
بيان أن من يكتب قد لا يريد الحق بل الجدال بالباطل، ونشر مذاهب المبتدعة، وجر الموقع للخروج عن سياسته.
وهذا آخر تعليق لي هنا.
فالعشر مباركة والوقت أنفس من تضييعه بجدال لا يثمر، وقد أحلت القارئ الباحث عن الحق لما يفيده.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[21 Dec 2008, 09:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطاب الآن موجه إلى عقلاء المدرسة السلفية:
قوله تعالى: (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) [الأنبياء:2] من الآيات التي اشتد الخلاف فيها بين اهل السنة والمعتزلة وغيرها من الفرق الإسلامية، كيف لا وهي متعلقة بصفة الكلام التي يجعلها البعض من أكبر المسائل الخلافية حتى سمي علم كامل باسمها على رأي.
وليست المسألة بالوضوح الذي يخيّله الأخ عبد الرحمن، ولا دلة على ما يقصده ويشير إلى ابتداع من خالفه في ذلك الفهم وإن لم يصرح (أي عبد الرحمن) بما فهمه من معنى الآية على نحو ما صرح به مثلا الشيخ ابن تيمية، فهي عند الأخير تدل على أن الله تعالى أحدث القرآن حروفا وأصواتا في ذاته تعالى، بل وصرح بذلك في فتاويه وادعى أن الصحيح إطلاق هذا القول، فقال:
"وهل يقال: أحدثه (أي القرآن) في ذاته؟ على قولين: أصحهما أنه يقال: ذلك، كما قال تعالى: {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ} [الأنبياء: 2]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحدث من أمره ما شاء، وإن مما أحدث ألاَّ تكلَّموا في الصلاة "، وقد بوب البخاري في صحيحه لهذا بابًا دل عليه الكتاب والسنة. " اهـ.
وهذا في الحقيقة فهم مخالف لما عليه السلف الصالح ولمدلول الآية ومدلول الحديث بالأحرى كما بين ذلك أهل الحديث في شروح السنة، بل هو فهم مبني على رأي خاص ونظرية خاصة لابن تيمية في الصفات الاختيارية الحادثة التي تقوم بذات الله تعالى، وهو فهم مسقط على الآية والحديث اللذين لا يشيران إلى ذلك المعنى نصا، بل هما يحتملانه احتمالا مرجوحا منتفيا اعتباره أمام البراهين القاطعة المشيرة إلى بطلانه ..
ومن جملة ما بنى الشيخ ابن تيمية فهمه الخاص لهذه الآية الكريمة تفريقه المزعوم بين مدلول المحدَث والمخلوق، وهذا التفريق لا أصل له لا لغة ولا عرفا ولا شرعا كما أشار إلى ذلك الشيخ الكرماني في الكواكب الدراري: لا فرق بينهما (المحدث والمخلوق) عقلا وعرفا ونقلا. (ج25/ص216)
بل حتى الشيخ ابن تيمية في بعض كلامه يعترف بأن المحدث والمخلوق ألفاظ مترادفة لها معنى واحد، فقال مثلا في درء التعارض: "القديم الأزلي الواجب الوجود، الذي كل ما سواه محدَثٌ ممكن مخلوق له» (ج1/ص 110)
وحتى السلف الصالح لم يفرقوا بين مدلول المحدث والمخلوق، فقد قال مثلا الشيخ إسماعيل بن يحيى المزني: (264هـ): وكلمات الله وقدرة الله ونعته وصفاته كاملات غير مخلوقات، دائمات أزليات، وليست بمحدَثات فتبيد. (شرح السنة ص 81 ـ 82. دراسة وتحقيق جمال عزون)
وإذا تقرر عدم التفريق بين المحدث والمخلوق، فكيف يعتقد بأن كلام الله تعالى محدَث في ذاته؟؟ وكيف يقال بأن الأصح إطلاقه؟؟
قال الطبري في التبصير ردًّا على من يقول بأن الله تعالى خلق كلاما تكلم به: «أخبرنا عن الكلام الذي وصفت أن القديم به متكلم مخلوق، أخلقه إذ كان عنده مخلوقا في ذاته، أم في غيره، أم قائم بنفسه: فإن زعم خلقه في ذاته فقد أوجب أن تكون ذاته محلا للخلق، وذلك عند الجميع كفر. (ص202) تحقيق علي الشبل. دار العاصمة. المملكة السعودية. ط1، 1416هـ.
فما الفرق بين أن تكون ذات الله تعالى محلا للخلق أو محلا للمحدثات؟؟ لا فرق سيما إذا تقرر أنه لا فرق بين المحدث والمخلوق لا لغة ولا عرفا ولا عقلا، فكلامهما يشير إلى شيء لم يكن ثم كان، اي كان معدوما ثم وجد، سواء كان حروفا أو أصواتا أو أي صفة أخرى، وكلام الإمام الطبري في التبصير يشير إلى أنه اعتقاده أمر خطير جدا على إيمان المسلم ..
ارجو من العقلاء النظر بإنصاف واعتدال طلبا للحق وتجردا له، ولا ألومك يا شيخ عبد الرحمن فإنه من الصعب جدا حل ما ربط على القلب ربطا محكما معقدا .. لكن لا تنسى أن الحق أحق أن يتبع .. وبالله تعالى التوفيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Dec 2008, 10:01 م]ـ
أخي نزار:
هل تريد بمشاركتك مناقشة رأي ابن تيمية في المسألة؟
أم الحديث عن صفة الكلام عموما؟
إن كنت تريد الأول، فإن ما ذكرته لا يدل على رأي ابن تيمية في المسألة، بل هو -أي كلامك- اجتزاء من كلامه عن نقطة محددة فهمتها على غير وجهها، ووضعتها في غير محلها.
ومن أراد معرفة رأي الشيخ ابن تيمية في المسألة فليقرأه من كتبه بشمول وفهم.
أما إن كنت تريد الثاني: فليس هذا مقامه كما أشرت في تعليقي السابق.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[23 Dec 2008, 12:25 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما ذكره الأخ نزار حمادي عجيب جدا في هذا المقام! إذ ان الأشعرية يقرون بأن القرآن الكريم محدث مخلوق! بل قد صرح الرازي بأن الخلاف بين الأشاعرة و المعتزلة لفظي لأنهم يتفقون على حدوث أي خلق هذا القرآن الكريم! و الثابت عند الأشاعرة ان الكلام النفسي غير مخلوق أما القرآن الكريم فهو مخلوق لأنه غير الكلام النفسي! فهم يفرقون بهذا الاعتبار بين القرآن و الكلام النفسي فإذا أريد بالقرآن: الكلام النفسي فهو غير مخلوق! و إذا أريد به هذا القرآن الذي بين أيدينا فهو مخلوق , هذه خلاصة رأي الأشاعرة فما كان يفيد الأخ نزار أن يفتح موضوعا يُظهر فيه غلط الأشاعرة , فابن تيمية عندما قال بحدوث القرآن و عدم خلقه = كان أسعد من الأشاعرة الذين قالوا بحدوث القرآن أي بخلقه! و من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة
هذا كله دون الخوض في تقرير المسألة من عدمها: إنما تكفي النظرة الأولى لها ليرى المنصف ان قول الأشعرية بحدوث القرآن و التزامهم بخلقه: بعيد جدا عن مذهب السلف بل هو مذهب المعتزلة في الحقيقة و لهذا كفّر بعض السلف القائلين بخلق القرآن
أما من حيث تقرير المسألة بالأدلة العقلية والنقلية فمن الواضح جدا جدا أن ما ذكره الشيخ تقي الدين ابن تيمية هو الصواب و هو الذي دل عليه الكتاب و السنة و مذهب السلف الصالح , و الأدلة على ذلك كثيرة جداً , و قبل أن ابدأ بتقرير هذا المقام و حشد الأدلة النقلية و العقلية من كتاب رب البريّة و السنة النبوية والآثار السلفية و أقوال أهل العلم الكبار من بعد القرون المفضلة الى يومنا هذا على تأييد مذهب أهل السنة ; اسأل الأخ نزار حمادي:
هل تقر إقرارا جازما ان ما بين دفتي هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا بحروفه و معانيه و آياته و سوره: هو كلام الله تعالى على الحقيقة و هو الذي سمعه جبريل عليه السلام من رب العزة جل و علا و سمعه نبينا صلى الله عليه و سلم من جبريل عليه السلام , أم لا؟
ان أقررت بذلك و خالفت أساطين الأشاعرة كالرازي و البيجوري و غيرهم: فهذا تقدم عظيم منك و عندها نبدأ النقاش معك
أما ان كنتَ على رأيهم في ان هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا مخلوق! فالواجب المناظرة عليه قبل البدء في تقرير ما لا يتقرر إلا بهذا الأصل العظيم! و هو دفع مسألة الخلق عن القرآن الكريم
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[23 Dec 2008, 08:45 ص]ـ
الخطاب الآن موجه إلى عقلاء المدرسة السلفية
أخي أبا عبد الله الشافعي، لقد وجهت الخطاب إلى عقلاء المدرسة السلفية، وما أتيت أنت به يخجل المرء العاقل منه فضلا عن عقلاء المدرسة السلفية، ليتك راعيت من تخاطبك رحمني الله تعالى وإياك، فأنت لا تخاطب أناسا لا يحسنون كتابة أسمائهم حتى تغالطهم بأبشع الكذب وأفضحه على الأشعرية. ومع ذلك لا ألومك فلعل ذلك مبلغ علمك.
قال الشيخ السنوسي أحد أئمة أهل الحق أهل السنة والجماعة في شرحه على مقدماته وعند ذلك لصفة الكلام الذي يتصف به الله تعالى:
(وَالكَلاَمُ الأَزَلِيُّ: هُوَ المَعْنَى القَائِمُ بِالذَّاتِ، المُعَبَّرُ عَنْهُ بِالعِبَارَاتِ المُخْتَلِفَاتِ، المُبَايِنُ لِجِنْسِ الحُرُوفِ وَالأَصْوَاتِ، المُنَزَّهُ عَنِ البَعْضِ وَالكُلِّ وَالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَالسُّكُوتِ وَالتَّجَدُّدِ وَاللَّحْنِ وَالإِعْرَابِ وَسَائِرِ أَنْوَاعِ التَّغَيُّرَاتِ، المُتَعَلِّقُ بِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ العِلْمُ مِنَ المُتَعَلَّقَاتِ.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ش: لاَ شَكَّ أَنَّ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَالإِجْمَاعَ مُصَرِّحَةٌ بِإِثْبَاتِ الكَلاَمِ لِمَوْلاَنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ مِنْ أَمْرٍ وَنَهْيٍ وَوَعْدٍ وَوَعِيدٍ وَتَبْشِيرٍ وَتَحْذِيرٍ وَإِخْبَارٍ.
وَدَلِيلُ العَقْلِ أَيْضًا يَدُلُّ بِالطَرِيقِ القَطْعِيِّ أَنَّ كُلَّ عَالِمٍ بِأَمْرٍ يَصِحُّ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، وَمَوْلاَنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ عَالِمٌ بِجَمِيعِ المَعْلُومَاتِ الَّتِي لاَ نِهَايَةَ لَهَا، فَصَحَّ أَنَّ لَهُ كَلَامًا يَتَعَلَّقُ بِهَا، وَكُلُّ مَا صَحَّ أَنْ يَتَّصِفَ بِهِ ـ جَلَّ وَعَلاَ ـ وَجَبَ لَهُ؛ لِاسْتِحَالَةِ اتِّصَافِهِ تَعَالَى بِصِفَةٍ جَائِزَةٍ، فَالكَلاَمُ إِذًا وَاجِبٌ لَهُ تَعَالَى.
ثُمَّ اخْتَلَفَ النَّاسُ بَعْدَ هَذَا عَلَى فِرَقٍ؛ فَذَهَبَ الحَشْوِيَّةُ إِلَى أَنَّ هَذَا الكَلاَمَ الَّذِي يَتَّصِفُ بِهِ مَوْلاَنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ قَائِمَةٌ بِذَاتِهِ عَلَى حَسَبِ مَا ثَبَتَ فِي الكَلاَمِ اللِّسَانِيِّ فِي الشَّاهِدِ، وَزَعَمُوا أَنَّهُ مَعَ كَوْنِهِ حُرُوفًا وَأَصْوَاتًا قَدِيمٌ، بَلْ زَعَمُوا أَنَّ المِدَادَ حَادِثٌ فَإِذَا كُتِبَ بِهِ القُرْآنُ صَارَ بِعَيْنِهِ قَدِيمًا. وَهَذَا المَذْهَبُ وَاضِحُ الفَسَادِ؛ إِذْ مِنَ المَعْلُومِ أَنَّ الحُرُوفَ وَالأَصْوَاتَ لاَ تُعْقَلُ إِلاَّ حَادِثَةً؛ لِتَجَدُّدِهَا بَعْدَ عَدَمٍ وَعَدَمِهَا بَعْدَ تَجَدُّدٍ، فَالعَدَمُ يَكْتَنِفُهَا سَابِقًا وَلاَحِقًا، وَالقَدِيمُ لاَ يَقْبَلُ العَدَمَ، لاَ سَابِقًا وَلاَ لاَحِقًا.
وَذَهَبَ المُعْتَزِلَةُ إِلَى أَنَّ كَلَامَهُ تَعَالَى حُرُوفٌ وَأَصْوَاتٌ كَمَا قَالَتِ الحَشْوِيَّةُ، إِلاَّ أَنَّهُمْ خَالَفُوهُمْ بِأَنْ قَالُوا: إِنَّ كَلاَمَهُ تَعَالَى فِعْلٌ مِنْ أَفْعَالِهِ، كَرَزْقِهِ وَإِعْطَائِهِ، فَلاَ يَصِحُّ أَنْ يَقُومَ بِذَاتِهِ؛ لِاسْتِحَالَةِ قِيَامِ الحَوَادِثِ بِهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ ـ تَعَالَى ـ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِأَمْرٍ أَوْ نَهْيٍ أَوْ غَيْرِهِمَا مِنْ سَائِرِ أَنْوَاعِ الكَلاَمِ خَلَقَ ذَلِكَ فِي جِرْمٍ مِنَ الأَجْرَامِ، وَأَسْمَعَ ذَلِكَ مَنْ شَاءَ مِنْ مَلاَئِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ.
وَهَذَا المَذْهَبُ أَيْضًا وَاضِحُ الفَسَادِ؛ لِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ اِمْتِنَاعَ مَا عُلِمَتْ صِحَّتُهُ مِنَ الكَلاَمِ فِي حَقِّ العَالِمِ، وَأَيْضًا إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي الذَّاتِ العَلِيَّةِ أَمْرٌ وَلاَ نَهْيٌ وَلَا وَعْدٌ وَلَا وَعِيدٌ، وَإِنَّمَا هِي مَوْجُودَةٌ فِي الأَجْرَامِ الحَادِثَةِ، فَالمُكَلَّفُونَ إِذًا عَابِدُونَ لِتِلْكَ الأَجْرَامِ؛ إِذْ هِيَ الآمِرَةُ النَّاهِيَةُ.
فَإِنْ قَالُوا: إِنَّ مَا خَلَقَ الله فِيهَا دَالٌّ عَلَى مَا عِنْدَ اللهِ تَعَالَى مِنَ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالوَعْدِ وَالوَعِيدِ، فَهِيَ كَالمُبَلِّغَةِ عَنْهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
فَالجَوَابُ: أَنَّ الذَّاتَ العَلِيَّةَ عِنْدَهُمْ عَارِيَةٌ عَنِ الكَلاَمِ أَصْلًا، فَلاَ أَمْرَ فِيهَا وَلاَ نَهْيَ وَلاَ خَبَرَ وَلاَ وَعْدَ وَلاَ وَعِيدَ، وَمِنْ شَرْطِ تَبْلِيغِ هَذِهِ الحَقَائِقِ أَنْ يَتَّصِفَ بِهَا المُبَلَّغُ عَنْهُ أَوَّلاً ثُمَّ تُبَلَّغُ عَنْهُ.
وَمَذْهَبُهُمْ أَنَّ هَذِهِ الحَقَائِقَ إِنَّمَا وُجِدَتْ اِبْتِدَاءً فِي تِلْكَ الأَجْرَامِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهَا وُجُودٌ أَصْلاً فِي ذَاتِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، فَلَيْسَ إِذًا عِنْدَهُ حُكْمٌ وَلاَ خَبَرٌ يُبَلَّغَانِ عَنْهُ، وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَالنَّاسُ إِذًا عَابِدُونَ لِتِلْكَ الأَجْرَامِ الَّتِي سُمِعَ مِنْهَا الأَمْرُ وَالنَّهْيُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلاَ يُخَلِّصُهُمْ مَا زَعَمُوهُ أَنَّ لِلهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِرَادَةٌ لِلْخَيْرِ فَهِيَ الَّتِي تُمْتَثَلُ، وَهِيَ الَّتِي بَلَّغَتْهَا الأَجْرَامُ عَنْهُ بِصِيغَةِ الأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالوَعْدِ وَالوَعِيدِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى الأَحْكَامِ؛ لِأَنَّ هَذَا الَّذِي تَخَيَّلُوهُ بَاطِلٌ؛ لِمَا ثَبَتَ بِالْبُرْهَانِ القَطْعِيِّ أَنَّ إِرَادَةَ اللهِ تَعَالَى عَامَّةٌ لِلْخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالطَّاعَةِ وَالمَعْصِيَةِ وَالكُفْرِ وَالإِيمَانِ، فَيَلْزَمُ إِذًا أَنْ لاَ مَعْصِيَةَ أَصْلاً؛ لِأَنَّ الخَلْقَ كُلَّهُمْ مُتَصَرِّفُونَ عَلَى وِفْقِ إِرَادَتِهِ تَعَالَى.
وَالحَامِلُ لِهَؤُلاَءِ المُبْتَدِعَةِ عَلَى هَذِهِ الأَقْوَالِ الفَاسِدَةِ: إِنْكَارُهُمْ كَلاَمًا مِنْ غَيْرِ حَرْفٍ وَلاَ صَوْتٍ، وَقَدْ نَقَضَ عَلَيْهِمْ عُلَمَاءُ أَهْلِ السُّنَّةِ بِمَا نَجِدُهُ فِي أَنْفُسِنَا مِنَ الكَلاَمِ الدَّالِّ عَلَى المَعَانِي؛ لِلْقَطْعِ بِأَنَّهُ مُغَايِرٌ لِمَا فِي النَّفْسِ مِنَ العُلُومِ وَالإِرَادَةِ وَالظُّنُونِ وَالشُّكُوكِ وَالأَوْهَامِ، وَإِذَا ثَبَتَ فِي الشَّاهِدِ كَلاَمٌ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلاَ صَوْتٍ بَطَلَ مَا عَوَّلُوا عَلَيْهِ مِنْ حَصْرِ الكَلاَمِ فِي الحُرُوفِ وَالأَصْوَاتِ، وَاتَّضَحَ أَنَّ الحَقََّ: مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ السُّنَّةِ مِنْ ثُبُوتِ كَلاَمٍ للمَوْلَى ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الحُرُوفِ وَالأَصْوَاتِ، مُنَزَّهًا عَنِ التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ وَالجُزْءِ وَالكُلِّ وَاللَّحْنِ وَالإِعْرَابِ وَالسُّكُوتِ وَنَحْوِهَا مِنْ خَوَاصِّ كَلاَمِنَا الحَادِثِ، لِسَانِيًّا كَانَ أَوْ نَفْسِيًّا؛ لِاسْتِلْزَامِ ذَلِكَ كُلِّهِ النَّقْصَ وَالبَكَمَ وَالحُدُوثَ، وَإِنَّمَا كَلاَمُهُ ـ جَلَّ وَعَلاَ ـ صِفَةٌ وَاجِبَةُ القِدَمِ وَالبَقَاءِ، مُتَعَلِّقَةٌ بِجَمِيعِ مَا تَعَلَّقَ بِهِ عِلْمُهُ، وَكُنْهُهُ مَحْجُوبٌ عَنِ العَقْلِ؛ إِذْ لاَ مِثْلَ لَهُ، لاَ عَقْلِيًّا وَلاَ وَهْمِيًّا وَلاَ خَيَالِيًّا وَلاَ مَوْجُودًا وَلاَ مُقَدَّرًا، وَذَلِكَ كَذَاتِهِ العَلِيَّةِ وَسَائِرِ صِفَاتِهِ.
وَإِذَا عَرَفْتَ مَذْهَبَ أَهْلِ الحَقِّ فِي كَلاَمِ اللهِ تَعَالَى، عَرَفْتَ أَنَّ إِطْلَاقَ السَّلَفِ ـ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ ـ عَلَى كَلاَمِ اللهِ تَعَالَى أَنَّهُ مَحْفُوظٌ فِي الصُّدُورِ، مَقْرُوءٌ بِالأَلْسِنَةِ، مَكْتُوبٌ فِي المَصَاحِفِ، هُوَ بِطَرِيقِ الحَقِيقَةِ لاَ بِطَرِيقِ المَجَازِ، وَلَيْسَ يَعْنُونَ بِذَلِكَ حُلُولَ كَلَامَ اللهِ ـ تَعَالَى ـ القَدِيمِ فِي هَذِهِ الأَجْرَامِ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذَلِكَ، وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ أَنَّ كَلاَمَهُ ـ جَلَّ وَعَلاَ ـ مَذْكُورٌ مَدْلُولٌ عَلَيْهِ بِتِلَاوَةِ اللِّسَانِ وَكَلاَمِ الجَنَانِ وَكَتَابَةِ البَنَانِ، فَهُوَ مَوْجُودٌ فِيهَا فَهْمًا وَعِلْمًا، لاَ حُلُولًا؛ لِأَنَّ الشَّيْءَ لَهُ وُجُودَاتٌ أَرْبَعٌ:
• وُجُودٌ فِي الأَعْيَانِ.
• وَوُجُودٌ فِي الأَذْهَانِ.
• وَوُجُودٌ فِي اللِّسَانِ.
• وَوُجُودٌ فِي البَنَانِ، أَيْ بِالكِتَابَةِ بِالأَصَابِعِ.
فَالوُجُودُ الأَوَّلُ: هُوَ الوُجُودُ الذَّاتِيُّ الحَقِيقِيُّ، وَسَائِرُ الوُجُودَاتِ إِنَّمَا هِيَ بِاعْتِبَارِ الدِّلَالَةِ وَالفَهْمِ. وَبِهَذَا تَعْرِفُ أَنَّ التِّلاَوَةَ غَيْرُ المَتْلُوِّ، وَالقِرَاءَةَ غَيْرُ المَقْرُوءِ، وَالكِتَابَةَ غَيْرُ المَكْتُوبِ؛ لِأَنَّ الأَوَّلَ مِنْ كُلِّ قِسْمٍ مِنْ هَذِهِ الأَقْسَامِ حَادِثٌ، وَالثَّانِي مِنْهُمَا قَدِيمٌ لاَ نِهَايَةَ لَهُ، وَبِاللهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ. انتهى
وقال أيضا بعض علماء أهل السنة والجماعة الأشعرية:
اعلموا وفقني الله وإياكم أن كلام الله والقرآن اسمان تسمى بهما ستة أشياء:
• فيطلق كل واحد منهما على الصفة الأزلية القائمة بالذات العلية، كقولنا: القرآن صفة الله، والكلام صفة من صفات الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
• ويطلق أيضا على المعاني التي دلت عليها الصفات الأزلية القائمة بالذات العلية، كقولنا: القرآن ينقسم إلى أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص وأخبار ونحو ذلك، وكذلك أيضا في كلامه، يقال: ينقسم إلى أمر ونهي ووعد ووعيد ونحو ذلك، فالمراد هنا مدلولات الكلام، لا صفة الكلام.
• ويطلق أيضا على الأدلة الأربعة التي نستدل بها نحن الآن على المعاني المدلولة لصفة الكلام، وهي أدلة تكتب في المصاحف والألواح فيطلق عليها كلام الله، كقولنا: ما بين دفتي المصحف كلام الله، وكتبت كلام الله، فالمراد بكلام الله والقرآن هذه الحروف، إذ لا نكتب إلا الحروف ولم يكن بين دفتي المصحف إلا الحروف.
• وأدلة تقرأ، وهي اللفظ المعجز الذي أعجز الله العربَ بأقصر سورة منه، فيطلق عليه كلام الله كقولنا: قرأت كلام الله، وتلوت كلام الله، فالمراد بكلام الله الألفاظ؛ إذ لا يقرأ ولا يتلى إلا الألفاظ.
• وأدلة تسمع، وهي صوت القارئ، فإذا قلت: سمعت كلام الله، فالمراد بكلام الله تعالى صوت القارئ؛ إذ لا يسمع لنا عادة إلا الأصوات.
• وأدلة تحفظ، وهي النور الذي يخلق الله تعالى في قلب الحافظ مع الدرس غالبا، فيحرك الحافظ بخلق الله مع تلك الحركة فهمًا للمعاني المدلولة لصفة الكلام.
فإذا فهمت هذا وعلمت أن كلام الله اسم لهذه الستة، فلتعلم أن الصفة القائمة بذات الله تبارك وتعالى من صفات المعاني السبعة التي تسمى بالكلام على جهة الحقيقة في هذا الفن الذي هو فن التوحيد، وهي التي عرفوها أهل الفن بقولهم: صفة أزلية قائمة بالذات العلية، يعبر عنها بأنواع العبارات المختلفة، المباينة لجنس الحروف والأصوات، المنزهة عن الكل والبعض والتقدم والتأخر واللحن والإعراب وسائر أنواع التغيرات، المتعلق بجميع الواجبات والمستحيلات والممكنات، فيعنون بذلك أن الصفة القائمة بذاته تبارك وتعالى الأزلية يعبر عنها بأنواع العبارات المختلفة، اي تسمى بأسماء عديدة مختلفة كالقرآن والفرقان والتوراة والانجيل ونحو ذلك، أسماء عديدة ومسماها واحد.
وقولهم: المباين لجنس الحروف والصوات، يعني المخالف لجنس الكلام المشتمل على الحروف والأصوات، يعني أن كلامه تبارك وتعالى صفة من صفاته الوجودية، لا هواء ولا صوت خارج من الفم متركب من الحروف والأصوات، تعالى الله أن تكون صفاته كصفات الحوادث.
وقولهم: المنزهة عن الكل والبعض الخ يعني أن صفته تبارك وتعالى التي تسمى بصفة الكلام منزهة عن الاتصاف بالكلية والبعضية لأنه لا يتصف بالكلية والبعضية إلا من له أجزاء ومتركب من أبعاض كلأجسام، وصفة الله تعالى ليست كذلك. ولا يتصف بالتقدم والتأخر إلا من كان حادثا فانيا، وكلام الله تبارك وتعالى ليس بلفظ. وقولهم: وسائر أنواع التغيرات، أي كالسكون والتحول والنسخ والنسيان والنزول وغير ذلك، فإن كلام الله منزه عنها.
فإن قلت: كيف نفهم تنزه كلام الله عن النزول، مع قولهم جبريل عليه السلام نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن وسائر الكتب المنزلة.
قلت: لا إشكال ولا معارضة عند من فهم ما قدمته أوّلا من أن القرآن والكلام اسمان لستة اشياء، وقد تقدمت، فالمراد بالمنزل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الألفاظ الدالة على المعاني المدلولة لصفة الكلام، لا صفة الكلام نفسها، تعالى الله أن تكون الصفة القائمة بذاته تتحول أو تنزل.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[23 Dec 2008, 12:49 م]ـ
ما زدتَ الأمر إلا وضوحاً و تأكيدا على قولكم بخلق القرآن!
فإذا فهمت هذا وعلمت أن كلام الله اسم لهذه الستة، فلتعلم أن الصفة القائمة بذات الله تبارك وتعالى من صفات المعاني السبعة التي تسمى بالكلام على جهة الحقيقة في هذا الفن الذي هو فن التوحيد، وهي التي عرفوها أهل الفن بقولهم: صفة أزلية قائمة بالذات العلية، يعبر عنها بأنواع العبارات المختلفة، المباينة لجنس الحروف والأصوات، المنزهة عن الكل والبعض والتقدم والتأخر واللحن والإعراب وسائر أنواع التغيرات، المتعلق بجميع الواجبات والمستحيلات والممكنات، فيعنون بذلك أن الصفة القائمة بذاته تبارك وتعالى الأزلية يعبر عنها بأنواع العبارات المختلفة، اي تسمى بأسماء عديدة مختلفة كالقرآن والفرقان والتوراة والانجيل ونحو ذلك، أسماء عديدة ومسماها واحد.
.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالقرآن عبارة عن كلام الله تعالى! لا أنه هو كلام الله تعالى! فما فعلتَ شيئا أيها الفاضل سوى تأكيد ما ذكرته في مشاركتي السابقة
و قد أتى بها الرازي صريحة فقال بعد تقرير ان الله تعالى قادر على خلق الأصوات بتقطيعات مخصوصة في جسم جمادي او حيواني , و ان الله تعالى جعل هذه الأصوات معرفة لكونه تعالى مريدا لبعض الأشياء او كارها له:
(فثبت بما ذكرنا ان كونه تعالى متكلما بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به و نعترف به و لا ننكره بوجه من الوجوه) اهـ ص 59 من كتاب خلق القرآن بين أهل السنة و المعتزلة بتحقيق احمد حجازي السقا
و هذا واضح جدا ان الخلاف بين الأشعرية والمعتزلة إنما هو في مسألة الكلام النفسي اما القرآن الذي بين أيدينا فلا يشك أحد منهم في خلقه
و قال في أثناء رده على شبه القائلين بحدوث القرآن:
(فالجواب عنها شيء واحد و هو ان تصرف كل تلك الوجوه الى هذه الحروف و الأصوات فإنا معترفون بأنها محدثة و عندهم القرآن ليس إلا ما تركب عن هذه الحروف و الأصوات فكانت الدلائل التي ذكروها دالة على حدوث هذه الحروف و الأصوات و نحن لا ننازع في ذلك و إنما ندعي قدم القرآن بمعنى آخر فكانت كل هذه الشبه ساقطة عن محل النزاع) اهـ ص 70 بتحقيق احمد حجازي السقا
و معلوم ان المعنى الآخر الذي يقصده الرازي و أتباعه: قدم الكلام النفسي , أما هذا الذي في الصدور و المكتوب في المصاحف و الآيات و السور و الحروف و المعاني: كلها مخلوقة محدثة عنده بلا ريب
و قال البيجوري في شرح جوهرة التوحيد ص 130 بتحقيق علي جمعة:
(واعلم أن كلام الله يطلق على الكلام النفسي القديم، بمعنى أنه صفة قائمة بذاته تعالى
وعلى الكلام اللفظي بمعنى أنه خلقه، وليس لأحد في أصل تركيبه كسب. وعلى هذا يحمل قول السيدة عائشة: ما بين دفتي المصحف كلام الله تعالى) انتهى.
و قال أيضا:
(ومع كون اللفظ الذي نقرؤه حادثا: لا يجوز أن يقال: القرآن حادث إلا في مقام التعليم) ص 130 بتحقيق علي جمعة
و أوضح أكثر فقال:
(و قد أضيف له تعالى كلام لفظي كالقرآن فإنه كلام الله قطعا بمعنى أنه خلقه في اللوح المحفوظ) ص 131
و قد تفطن أئمة أهل السنة لقول الأشعرية بخلق القرآن فقال شيخ الشافعية باليمن الإمام الفقيه العلامة يحيي بن أبي الخير العمراني رحمه الله " صاحب كتاب البيان في فقه الشافعية " - ت 558 هـ - في كتابه الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار:
(و الأشعرية موافقة للمعتزلة في أن هذا القرآن المتلو المسموع مخلوق) اهـ ج2 ص 544 بتحقيق د. سعود الخلف
و قال العلامة الإمام شرف الإسلام شيخ الحنابلة بالشام عبدالوهاب بن عبدالواحد الشيرازي - ت 536 هـ - في كتابه: " الرسالة الواضحة في الرد على الأشاعرة "
(فإذا قال لك القائل منهم: القرآن كلام الله , و لكن الحرف و الصوت مخلوق قيل له: أنت في حل من الحرف فما تقول في الكلمات؟ فمن قوله: مخلوقةٌ.
فقل له: نهب لك الكلمات , فما تقول في الآيات التي تكلم الله بها؟
فمن قوله: ان الله ما تكلم بذلك و الجميع عنده مخلوق , فيعلم العاقل ان ذكر الحرف حيلة و خديعة و إلا فلا فرقَ عندهم بين الجملة و التفصيل في أن الله تعالى ما تكلم بالجملة و ان الجميع مخلوق.) اهـ ج2 ص 408 تحقيق د. علي الشبل
و قال العلامة السفاريني رحمه الله - ت 1188 هـ - في لوامع الأنوار البهية:
(والحاصل أن المعتزلة موافقة الأشعرية، والأشعرية موافقة المعتزلة في أن هذا القرآن الذي بين دفتي المصحف مخلوق محدث وإنما الخلاف بين الطائفتين أن المعتزلة لم تثبت لله كلاما سوى هذا، والأشعرية أثبتت الكلام النفسي القائم بذاته تعالى، وأن المعتزلة يقولون: إن المخلوق كلام الله، والأشعرية لا يقولون أنه كلام الله، نعم يسمونه كلام الله مجازا هذا قول جمهور متقدميهم، وقالت طائفة من متأخريهم: لفظ كلام يقال على هذا المنزل الذي نقرؤه ونكتبه في مصاحفنا، وعلى الكلام النفسي بالاشتراك اللفظي.) اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
فالحاصل ان هذا هو قول الأشعرية بالإتفاق و لهذا طلبتُ من الأخ نزار حمادي الإقرار بعدم خلق القرآن الذي بين أيدينا و التبرؤ من قول الأشاعرة في القرآن , ثم المناقشة فيما بعد ذلك أما ان يقعقع على أهل السنة بشيء يلتزم فيه أشنع المذاهب بل يوافق المعتزلة فيه: فهذا عجب عجاب!
فأرجو من الأخ نزار الإقرار بما طلبته منه سابقا و إلا كانت المناظرة ساقطة بيننا لأنني أقر بعدم خلق القرآن الذي بين أيدينا و الاخ نزار يقر بخلق القرآن الذي نتلوه! و هذه طامة كبرى و مصيبة عظمى!
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[23 Dec 2008, 07:05 م]ـ
اعتبرها ساقطة فعلا معك ..
فإني قصدت محاورة إخواني من العقلاء .. وهم ثلة لا بأس بها في هذا المنتدى الذي يضم الأساتذة والدكاترة والشيوخ.
أما ما أتيت به يا أخي أبا عبد الله فلا يُرَدُّ عليه .. بل من المخجل والمؤسف أن يعتبر صادرا من طالب علم فضلا عن طالب الحق.
ولكي تجد شيئا تشغل به نفسك، ابحث لي عن هذه العبارة أو عن هذا المعنى في كلام الفخر الرازي وفي أي كتاب شئت من كتبه: "ان الله تعالى جعل هذه الأصوات معرفة لكونه تعالى مريدا لبعض الأشياء او كارها له"اهـ.
فهذه العبارة التي نسبتها إلى الرازي تقليدا للسقا أو لغيره تصرح بأن الرازي يعتقد أن كلام الله تعالى حقيقة هو ما يخلق من أصوات تدل على مراده أو كراهيته.
ففي يدك الدهر كله لتأتي بهذا المعتقد الذي نسبته للفخر الرازي من كلامه أو ما يشير إلى أنه يعتقد ذلك. فإن لم تفعل ولن تفعل فاعلم أنك مجرد مقلد لما يقوله الجهلة لتشنع على الفخر الرازي بغير علم. وهذا لا يليق بالمسلم. ولا يليق الحوار من من يسلك هذا السبيل.
ثم اعلم ما يلي:
1ـ محل النزاع بيننا هو الصفة القائمة بذات الله تعالى التي تسمى الكلام، فالمعتزلة ينفون رأسا أن تقوم بذات الله تعالى صفة وجودية اسمها الكلام، وأهل السنة يثبتونها وجودية قائمة بذات الله تعالى واحدة قديمة، والشيخ ابن تيمية يثبتها حادثة متعددة قائمة بذات الله تعالى على حسب مشيئته بناء منه على أنه تعالى يؤثر في ذاته ويوجد فيها أشخاص صفاته، وهذا ما بينت مخالفته لما عليه أهل الاسنة في صدر المقال.
2 ـ الحبر الذي كُتبت به الحروف الموجودة بين دفتي المصحف، والأضواء التي كتبت بها المصاحف الالكترونية على جهاز الحاسوب، لا يخلو إما أن تكون عين كلام الله تعالى القائم بذاته، أو أشياء دالة على عين كلام الله تعالى القائم بذاته، فأيهما تختار؟ لا واسطة لك. فإن قلت بالأول فقد خرجت من كل الأطوار، وإن قلت بالثاني ولا ثالث لك فلم النزاع والشقاق المفتعل؟؟
وقد نقلت من كلام الإمام السنوسي ما يغني عن إعادة الكلام معك، وهو فعلا نافع لذوي الألباب السليمة.
أما الأخ الكريم العبادي، فما نقلته كانت عين عبارة الشيخ في الفتاوى، وإن كنت ترى أن لها مفهوما آخر فأرجو أن تبينه لنتدارسه بكل حلم وعلم لعلي أتصوره فأصدق به، فإني أحسبك من العقلاء الذين يحسن التحاور معهم. أما الأخ أبا عبد الله الشافعي فأرجو أن يسقط الحوار معه لأنه سيرجع بنا إلى الأوليات بل إلى تهافتات الفرق البائدة التي لم يعد لها ذكر إلا في بعض كتب الفرق، أقصد الحشوية الذين يقولون ما يقولون في حروف المصحف والمداد الذي كتب به، ولست مستعدا لذلك معه.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:08 ص]ـ
الحمدلله ربنا و بعد
ما زلتَ يا نزار تدور و تدور و لا تريد الإقرار بما أتيتك به من نصوص أهل مذهبك , و ما ذكره أئمتنا من أهل السنة ممن ذكرت كلامهم
فالقرآن الكريم: مخلوق عندك بلا ريب: فكيف تريد المناظرة في مسألة حدوث القرآن الكريم من عدمه و أنت أصلا تقر بخلقه؟ هذه واحدة
أما نص الرازي فتجده أيضا في الأربعين له في الجزء الأول ص 249 , إلا ان كنتَ ترى السقا كاذبا في تحقيقه و ينسب للرازي ما ليس له: فأتحفنا بتحقيقاتك! اما ان تنعتني بالمقلد للجهلة ثم ترتب عليه ما تريد من معائب و كأنني ارتكبت جرما بنقلي لهذا النص عن شيخك الرازي: هذا كله بعيد عن منهج الأدب في النقاش ,,,,
(يُتْبَعُ)
(/)
1ـ محل النزاع بيننا هو الصفة القائمة بذات الله تعالى التي تسمى الكلام، فالمعتزلة ينفون رأسا أن تقوم بذات الله تعالى صفة وجودية اسمها الكلام، وأهل السنة يثبتونها وجودية قائمة بذات الله تعالى واحدة قديمة، والشيخ ابن تيمية يثبتها حادثة متعددة قائمة بذات الله تعالى على حسب مشيئته بناء منه على أنه تعالى يؤثر في ذاته ويوجد فيها أشخاص صفاته، وهذا ما بينت مخالفته لما عليه أهل الاسنة في صدر المقال.
و هذا كلام سقيم جدا! فإن أهل السنة يقولون ان كلام الله تعالى صفة أزلية له , و ما نقلته عن الشيخ تقي الدين كذب و إفتراء بل الذين يقولون ان صفة الكلام حادثة هم الكرامية و قد رد عليهم الشيخ رحمه الله , أما قول الشيخ فهو ان هذه الصفة ذاتية من جهة أزليتها و فعلية من جهة ان الله تعالى يتكلم متى شاء اذا شاء و هذا الذي دل عليه الكتاب و السنة و إجماع سلف الأمة
و رحم اللهُ العلامةَ الحجة المتقدم في سعة العلم و المعرفة و معرفة الخلاف شمس الدين ابن القيم عندما قال:
(قال تعالى: ((إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون)) فـ (إذا) تخلص الفعل للإستقبال و (أن) كذلك و (نقول) فعل دال على الحال والاستقبال و (كن) حرفان يسبق أحدهما الآخر. فالذي اقتضته هذه الآية هو الذي في صريح العقول والفطر ... وكذلك قوله: ((ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لأدم)) وإنما قال لهم اسجدوا بعد خلق آدم وتصويره. وكذلك قوله تعالى: ((وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي)) الآيات كلها فكم فيها من برهان يدل على أن التكلم والخطاب وقع في ذلك الوقت. وكذلك قوله: ((فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ)) والذي ناداه هو الذي قال له: ((إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي)). وكذلك قوله: ((وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فيقول)) وقوله: ((وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ)) وقوله: ((يوم نقول لجهنم)) الآية ومحال أن يقول سبحانه لجهنم ((هل امتلأت وتقول هل من مزيد)) قبل خلقها ووجودها؟؟. وتأمل نصوص القرآن من أوله إلى آخره، ونصوص السنة ولا سيما أحاديث الشفاعة وحديث المعراج وغيرها كقوله: ((أتدرون ماذا قال ربكم الليلة)) [متفق عليه] وقوله: ((إن الله يحدث من أمره ما يشاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة)) وقول: ((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ولا حاجب)) وقد أخبر الصادق المصدوق أنه يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي، ويكلمهم يوم القيامة ويكلم أنبياءة ورسله وعباده المؤمنين يومئذ، ويكلم أهل الجنة في الجنة ويسلم عليهم في منازلهم إلى أضعاف أضعاف ذلك من نصوص الكتاب و السنة التي إن دفعت دفعت الرسالة بأجمعها، وإن كانت مجازاً كان الوحي كله مجازا وإن كانت من المتشابه كان الوحي كله من المتشابه وإن وجب او ساغ تأويلها على خلاف ظاهرها ساغ تأويل جميع القرآن و السنة على خلاف ظاهره، فإن مجيء هذه النصوص في الكتاب والسنة وظهور معانيها وتعدد انواعها واختلاف مراتبها أظهر من كل ظاهر وأوضح من كل واضح، فكم جهد ما يبلغ التأويل والتحريف والحمل على المجاز؟ هب ان ذلك يمكن في موضع واثنين وثلاثة وعشرة، افيسوغ حمل أكثر من ثلاثة آلاف موضع كلها على المجاز وتأويل الجميع بما يخالف الظاهر؟؟ ولا تستبعد قولنا أكثر من ثلاثة آلاف: فكل آية وكل حديث إلهي وكل حديث فيه اخبار عما قال الله تعالى أو يقول وكل أثر فيه ذلك إذا استقرئت زادت على هذا العدد ويكفي أحاديث الشفاعة وأحاديث الرؤية وأحاديث الحساب وأحاديث تكليم الله لموسى وأحاديث التكلم عند النزول الالهي، وأحاديث التكلم بالوحي، وأحاديث تكليمه للشهداء ..... إذ كل هذا وأمثاله وأضعافه مجازا لا حقيقة له، سبحانك هذا بهتان عظيم!!!، بل نشهدك ونشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أنك أحق بهذه الصفة وأولى من كل أحد وأن البحر لو أمده من بعده سبعة أبحر وكانت أشجار الأرض أقلاماً يكتب بها ما تتكلم به لنفدت البحار والأقلام ولم تنفد كلماتك "مختصر الصواعق4/ 1325
أما كلامك عن الحبر: فما ظننت عاقلا يسأل عنه! فهو مخلوق بلا شك وكلام الله الذي يكتب بالحبر غير مخلوق قال الله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} و ليس كلامنا عن المداد هنا انما كلامنا عن المكتوب بهذا المداد فأنت تقول انه مخلوق! و نحن نقول انه ليس بمخلوق و من المعلوم ان من قال بأن كلام الله الذي يكتب بالحبر: مخلوق فقد صرّح بخلق القرآن
اما سقوط المناظرة معك: فهي ساقطة بالفعل لأسباب عديدة: أدناها انك لا تفهم مذهب مخالفك أصلا بل لا تعرف مذهبك أو تتوارى خلف العموميات وتترك الأصل و الا لماذا تدور و تدور و لا تريد التبرؤ من مسألة خلق القرآن؟ و قد شهد على ذلك أئمة مذهبك فيما نقلته لك بل شهد أيضا أئمة مذهبنا من أهل السنة على ذلك!
و لا أظن احدا من العقلاء يناقش من لا يفهم مذهبه و مذهب خصمه!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:34 ص]ـ
أما نص الرازي فتجده أيضا في الأربعين له في الجزء الأول ص 249 , إلا ان كنتَ ترى السقا كاذبا في تحقيقه و ينسب للرازي ما ليس له: فأتحفنا بتحقيقاتك!
ألا تخجل من إصرارك نسبة ما نسبت إلى الفخر الرازي؟؟
أين الأمانة العلمية وأين الصدق الذي يهدي إلى البر الذي أمرنا بسلوكه؟؟
كيف تريد أن يهديك الله تعالى إلى الحق وأنت تنسب إلى الفخر الرازي ما ينقله هو عن المعتزلة؟؟
كيف ستلقى الله تعالى بهذا السلوك في مسائل الدين والإيمان؟؟
قال الفخر الرازي في الأربعين (ص170) طبعة دار الجيل: وأما المعتزلة فقالوا [ ... ] إذا عرفت هذا فنقول (أي نحن المعتزلة) إنه تعالى إذا أراد شيئا أو كره شيئا خلق هذه الأصوات المخصوصة في جسم من الأجسام لتدل هذه الأصوات على كونه تعالى مريدا لذلك الشيء المعين أو كارها له. اهـ.
والحمد لله تعالى أن كتاب الأربعين مطبوع ومتداول، ويمكن لأي أحد أن يقف على هذا الكلام ويعلم علم اليقين أن ما ذكره الرازي هو شبهة من شبهات المعتزلة في نفي الكلام القائم بذات الله تعالى، ثم رد عليها مباشرة.
واعلم أن عقائد أمثالك مبنية فقط على مثل هذه المغالطات والافتراءات على كثير من علماء أهل السنة، وليس هذا من سبيل الهدى من شيء، بل من أراد الله به خيرا جنبه الكذب على عوام الناس فضلا عن علماء الدين، فضلا عن الإصرار على الكذب عليهم. والله الهادي من يشاء ويصطفي إلى صراط مستقيم.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:39 ص]ـ
فائدة: حكم الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله فيمن قال ان القرآن الذي بأيدينا مخلوق
قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله في صريح السنة:
(القول في القرآن وأنه كلام الله فأول ما نبدأ بالقول فيه من ذلك عندنا: القرآن كلام الله وتنزيله؛ إذ كان من معاني توحيده، فالصواب من القول في ذلك عندنا أنه: كلام الله غير مخلوق كيف كتب وحيث تلي وفي أي موضع قرئ، في السماء وجد، وفي الأرض حيث حفظ، في اللوح المحفوظ كان مكتوبا، وفي ألواح صبيان الكتاتيب مرسوما، في حجر نقش، أو في ورق خط، أو في القلب حفظ، وبلسان لفظ، فمن قال غير ذلك أو ادعى أن قرآنا في الأرض أو في السماء سوى القرآن الذي نتلوه بألسنتنا ونكتبه في مصاحفنا، أو اعتقد غير ذلك بقلبه، أو أضمره في نفسه، أو قاله بلسانه دائنا به، فهو بالله كافر، حلال الدم، بريء من الله، والله منه بريء، بقول الله عز وجل: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ)، وقال وقوله الحق - عز وجل -: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله (2)). فأخبر، جل ثناؤه، أنه في اللوح المحفوظ مكتوب، وأنه من لسان محمد صلى الله عليه وسلم مسموع، وهو قرآن واحد من محمد صلى الله عليه وسلم مسموع، في اللوح المحفوظ مكتوب، وكذلك هو في الصدور محفوظ، وبألسن الشيوخ والشباب متلو. قال أبو جعفر: فمن روى عنا، أو حكى عنا، أو تقول علينا، فادعى أنا قلنا غير ذلك فعليه لعنة الله وغضبه، ولعنة اللاعنين والملائكة والناس أجمعين، لا قبل الله له صرفا ولا عدلا، وهتك ستره، وفضحه على رءوس الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار) اهـ
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:44 ص]ـ
راجع الطبعة التي أحلتك عليها و اترك المشاغبة فلسنا نحن الذي نكذب على ائمتك
راجعها و بعدها تعال و تكلم
سبحان الله! انقل له نصا من كتاب بطبعة معينة فيقول: اين الامانة العلمية!
و انت أشعري و ادرى بكتب اهل مذهبك فراجع تحقيق السقا و افرد موضوعا لافترائه على الرازي ان كنتَ فعلا تريد الحق
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:48 ص]ـ
ثم ان الرازي عقب بعد هذا الكلام قائلا: " و هذا أيضا غير ممتنع و اذا سلم هذا المقامان من الطعن فقد سلمنا لهم صحة كونه تعالى متكلما بالمعنى الذي أرادوه "
ثم تكلم عن المنازعة اللفظية و بعدها قال:
(فثبت بما ذكرنا ان كونه تعالى متكلما بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به و نعترف به و لا ننكره بوجه من الوجوه)
فما معنى إقراره بالمعنى الذي يقوله المعتزلة؟
سبحان الله!
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 01:01 ص]ـ
اقرأ من بداية قول الرازي: " و قد نازعهم أصحابنا فيه .. " الى قوله " و عندي ان هذه المنازعة ضعيفة "
ثم تلخيصه لكلام المعتزلة و تقريره ان هذا غير ممتنع
هذا لتعلم الصادق من الكاذب , و احفظ لسانك فقد أكثرتَ من الطعن عليّ بالبهتان و الله حسيبك
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Dec 2008, 01:24 ص]ـ
كيف وما زلت تصر على أن الرازي يقول بمقالة المعتزلة؟؟
هل بك شيء عافانا وعافاك الله؟؟
هل مجرد تضعيفه لرد من ردود أهل السنة على المعتزلة يقتضي أنه قائل بمقالتهم؟؟
بأي ميزان تزن الأمور؟؟
لقد جاراهم جدلا في معتقدهم الفاسد ثم بيّن حقيقة الكلام الذي يصف أهل السنة الله تعالى به وهو الكلام القائم بذاته الواحد القديم والمنزه عن الحدوث، وبين ذلك بما لا مزيد عليه من الأدلة والبراهين، وبعد ذلك تأتي أنت وتقول بأنه صرح بحدوث كلام الله تعالى الذي هو صفة قائمة بذاته؟؟
الله تعالى يعلم من هو الصادق من الكاذب، وكفى به حسيبا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 01:41 ص]ـ
طبعا لن تجد غير الهرب مما سقته لك و لم تعتذر عن غلطك فأنا نقلتُ كلام الرازي فأتيت تطعن فيّ بأنني كذبت عليه! ثم لما أرشدتك لكلامه رجعتَ و قلت: كيف و مازلت تصر .. ألخ
و هذه آفتك: عدم الرجوع للحق و إلا فأنا ما ذكرتُ إلا كلامه
ثم ان الخلاف بيننا في القرآن الذي بين أيدينا و و أنا لم أقل ان الرازي يقرر حدوث كلام الله تعالى النفسي - على إصطلاحكم - إنما قرر حدوث القرآن الذي بين أيدينا
فافهم و عِ! و دع عنك المشاغبة و التلاعب بالكلام فهذا مما لا يجدي و لا يفيد!
و الكلام واضح و لا يحتاج الى مزيد بيان , فإن كنتَ لا تفهم كلام إمامك فهذا شأنك!
و ماذا تصنع بقول الرازي:" (فثبت بما ذكرنا ان كونه تعالى متكلما بالمعنى الذي يقوله المعتزلة مما نقول به و نعترف به و لا ننكره بوجه من الوجوه)
فما هو المعنى الذي يقول به المعتزلة؟ و لماذا يقول به الرازي و لا ينكره بوجه من الوجوه؟ اقرأ كلامه جيدا فالظاهر انك لا تميز بين الإقرار و الإلزام!
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Dec 2008, 02:09 ص]ـ
أما كلامك عن الحبر: فما ظننت عاقلا يسأل عنه! فهو مخلوق بلا شك
المعنى الذي قصده الرازي هو من قبيل المعنى الذي صرحت أنت بحدوثه، وقلت بأنه مخلوق بلا شك.
وما نسبته للفخر الرازي زورا ثابت في مشاركاتك عن قصد منك أو عن غير قصد فلا يسعك إنكاره، والتوبة بابها مفتوح.
ـ[أبو عبدالله الشافعي]ــــــــ[24 Dec 2008, 02:53 ص]ـ
اذكر لي ما نسبته زورا للرازي في مشاركاتي السابقة!
و كان يسعك الإعتذار لا المكابرة كما تفعل الآن!
اما ان يكون مقصد الرازي من قبيل مقصدي اي الحبر! فهذا ظاهر البطلان فالرازي أصلا لا يقر بأن ((آلم)) من كلام الله تعالى! بل هذا أحرف مخلوقة عنده و هي عبارة عن كلام الله تعالى!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Dec 2008, 10:23 م]ـ
هذه هي النتيجة الحتمية لمثل هذه المناقشات!
مراء، لجاج، خصومة ... !
فكيف لـ (العقلاء) أن يساهموا فيها؟!
ولنا أن نتساءل:
هل فيما ذكر أعلاه جديد لم يذكره العلماء ويناقشوه في كتبهم بكل وضوح؟
الجواب:
لا يوجد، فكل ما طُرح قد أفاض فيه العلماء بما لا يدع مجالا للزيادة.
إذا لماذا نحيي الخلاف فيها من جديد؟
ولو أردنا التدارس فهل هذه سبيله؟
أما بالنسبة لرأي الشيخ ابن تيمية فواضح مأخذه مما ذكره في الفتاوى، وقد أطال فيه النفس وأبان المقال في كل ما يخطر بالبال من متعلقات هذا الباب، فيمكن قراءته من هناك، ومن أراد الخلاصة والاختصار فقد وضعت في المرفقات نقلا من أحد الكتب التي لخصت الموضوع، والله الهادي والموفق.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[25 Dec 2008, 07:34 م]ـ
أخي الكريم العبادي ..
وددت لو استشعرت بأن محاورك ليس في حاجة لنقل الرسالة المذكورة، بل قد لخصت لك محل النزاع وجلبت لك صفوة وزبدة مذهب الشيخ ابن تيمية في الكلام الذي هو محل النزاع وهو الصفة القائمة بذات الله تعالى لا غير ..
والمذاهب في ذلك معلومة ومحصورة، فالفلاسفة ينفون الكلام رأسا، والمعتزلة تنفيه كصفة قائمة بذات الله تعالى وتثبته مجرد خلق لأصوات، والكرامية والشيخ ابن تيمية يثبتونه حروفا وأصواتا محدثة قائمة بذات الله تعالى على طريق التجدد والحدوث، بل قد صرح الشيخ ابن تيمية بأن الأصح إطلاق القول بأن تلك الصفة ـ الكلام ـ محدثة بذات الله تعالى كما نقلت لك. وأهل السنة من السلف الصالح وكل الأشعرية والماتريدية يثبتونه صفة قديمة قائمة بذات الله تعالى، وما ثبت قدمُه استحال عدمُه.
فهذا محل النزاع أخي الفاضل، وأصل الموضوع هو بيان بطلان الاستناد على الآية المذكورة في صدر الحوار على أن القرآن تلك الصفة القائمة بذات الله تعالى محدثة بذات الله تعالى. والبطلان مستند إلى جانب الأدلة العقلية على ما نقلته من كلام الإمام المزني والطبري في التبصير، وعلى استحالة التفريق عرفا وعقلا ونقلا بين المحدَث والمخلوق، وأنه من المحال تصميم السلف على عدم النطق بخلق القرآن ـ صفة الله ـ وهم يعتقدون في قلوبهم بأنه محدَث.
فهذا أخي الكريم لب البحث .. واعلم أن صفة الكلام هي أساس الخلاف الحقيقي بين فرق المسلمين، وما اختاره الشيخ ابن تيمية يعبر عن رأيه الخاص وليس عن معتقد السلف الصالح، ورأيه مبني على أصول ـ صدقني ـ فلسفية بحتة مع تدعيمها بظواهر نقلية محتملة لعدة وجوه، فمن القواعد الفلسفية التزامه تسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية في جانب الماضي، وكون الذات الإلهية قابلة وفاعلة ـ وهو يسمي ذلك القبول والفعل بالصفات الاختيارية ـ وإلى غير ذلك مما يحيط به أهل هذا الفن، والتزامه بعض التحكمات كانقلاب الصفة من عدم الكمال إلى الكمال، فالتزم أن الله تعالى لم يكن متصفا بعين تلك الصفة المعينة مثلا فلم تكن كمالا، ثم لما اتصف بها صارت كمالا، ومعلوم أن هذا تحكم وأنه لا واسطة بين الكمال والنقص، وأنه الصفة يستحيل خلوها عن النقص والكمال، كما يستحيل انقلابها من النقص إلى كمال وبالعكس.
فاللهم افتح بصائرنا لرؤية الحقائق على ما هي عليه، وارزقنا نبذ التقليد وسلوك طريق التحقيق .. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Dec 2008, 08:20 م]ـ
أخي الكريم نزار ...
هذه وقفات سريعة لعلي أختم بها الحديث:
1/ سبق في مناسبات شتى ذكرُ أن هذا الملتقى ليسا مكانا لطرح هذه المسائل، فهي وإن كانت من مسائل الاعتقاد التي بينها القرآن الكريم =فإن التفصيل فيها ليس مما تتبناه رسالة الملتقى وخصوصا ما يتعلق بالأدلة العقلية التي يطول النقاش فيها ولا ينتهي، وتتحزب حوله الآراء وتسوء فيه النوايا وتظهر الخصومات بسبب انعدام أسس الحوار المثمر فيه، وهي قضية علمية تاريخية نفسية ليس هذا مقام التفصيل فيها.
والشاهد أنه مع كون الملتقى لم يضطلع بهذه المهمة فإني لم أدخل في المشاركة إلا لمسيس تعلق هذه المسألة بكتاب الله تعالى الذي هو كلامه الكريم.
2/ لقد كان غرضي من إيراد المبحث السابق هو أن يخرج القارئ الكريم بفائدة يجنيها وخلاصة واضحة في مسألة كلام الله تعالى، والأقوال التي قيلت فيها ومنشأ كل قول.
لأن كل ما ذكر في الموضوع إنما هو مسائل متفرقة مبتورة، وأسئلة مفتوحة، وإجابات ناقصة تحتاج إلى تكميل، فكانت الحاجة ماسة لوضع كلام علمي مرتب الأجزاء، حسن الترتيب، يفصل في ذكر الأقوال ويبين نشأتها بكل وضوح.
نعم أخي نزار إنني أدرك أنك ممن يحسنون الحديث في هذه المسائل وقد لا تكون بحاجة لكل التفاصيل، لكن غيرك ليس مثلك، كما ان في كلامك ما دعاني للنقل السابق، فأنت أثرت قضية الفرق بين المحدث والمخلوق دون تفصيل، ونقلت كلاما للشيخ السنوسي وغيره من العلماء ولكنه نقل لا يكفي لأنه يحتاج الى توضيح منشئه، ووجه نقضه لغيره من الأقوال،فكنت كمن يكتفي بنقل كلام مختصر لابن تيمية عند أشعري.
كما انك آخرا جعلت رأي الكرامية ورأي ابن تيمية واحدا وليس ذلك صحيحا.
إذاً ..
ما موقف الأشاعرة من كلام الله تعالى؟
وما موقف ابن تيمية منه؟
وما هو منشأ كل قول؟
إذا أحسنا الإجابة على هذه التساؤلات نكون قد خرجنا من الموضوع بفائدة يحسن الخروج بها ..
وهذا ما ظننت تحققه بنقل المبحث السابق.
أما بغير هذا فأظن أن الحديث سيتشعب بغير فائدة كما هو الحال في كثير من أمثال هذه الحوارات .. والله من وراء القصد.(/)
تقريرعن كتاب (عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين) لأحمد الشهري
ـ[مبارك القحطاني]ــــــــ[20 Nov 2008, 10:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
" تقريرعن كتاب عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين "
أولا: التعريف بالكتاب:
اسم الكتاب: عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين
اسم المؤلف: أحمد بن حمدان الشهري
طبع الكتاب: دار القاسم
صفحاته: 152 صفحة
التخصص: دراسات في ضوء القرآن الكريم
ثانيا: محتوى الكتاب:
قسم المؤلف كتابه الى مقدمة وثلاثة فصول:
الفصل الأول: دلالة التمكين في اللغة والقرآن:
وفيه مبحثان: الأول في الدلالة اللغوية لكلمة التمكين
والثاني في التمكين في اصطلاح القرآن.
الفصل الثاني: الوعد بالتمكين لدعوات المرسلين:
وفيه ثلاثة مباحث: الأول وعد القرآن بالتمكين لدعوة المرسلين ,
والثاني قتل الأنبياء والوعد بالتمكين لهم ,
والثالث مراتب التمكين في القرآن.
الفصل الثالث: عوامل التمكين لدعوات المرسلين:
وذكر فيه جملة من العوامل على صورة مباحث ويقسم المباحث احيانا الى مطالب.
الخاتمة: وفيها ملخص لما خرج به المؤلف في بحثه هذا.
الفهرس
ثالثا: مزايا الكتاب:
ذكر المؤلف – حفظه الله – مزايا وثمرات لكتابه نوجزها فيما يلي:
1 - أن القرآن الكريم اشتمل على عوامل التمكين واعتنى بها.
2 - ذكر المؤلف أن أهم ثمرة في هذا الكتاب هو الإستهداء بما في القرآن من عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين.
3 - أن أعظم مرتبة للتمكين ستبلغها أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند نزول عيسى ابن مريم إذ يسلم كل من في الأرض ويموت والحال على ذلك.
4 - مهما حل بالأمة من نكبات وبلايا للأمة فلن تنحط عن مرتبة الظهور التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - المؤمنون الخلص هم المستحقون لنصر الله.
6 - احتوت سورة العصر على أهم خصال التمكين وامتناع الخسران عن الإنسان
آراء مقترحة على الكتاب:
1 - يستحسن أن يكون عنوان الكتاب " عوامل التمكين في دعوة المرسلين " لأن الجمع بين النصر والتمكين لا يحسن لأن التمكين ناتج عن النصر ولذلك عبر الله بالتمكين في آيات وعبر بالنصر في آيات.
2 - وكذلك يستحسن تغييردعوات المرسلين ب دعوة المرسلين , لأن دعوة المرسلين واحدة وهي الدعوة الى توحيد الله ونبذ الشرك كما أخبر الله في كتابه وإن اختلفت شرائعهم فالدعوة واحدة وهي التوحيد وهي التي حصل فيها الخصومة مع المخالفين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 01:05 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا محمد على هذا العرض المختصر لكتاب أخي وصديقي أحمد بن حمدان الشهري. وهذا الكتاب كان في أصله رسالة ماجستير تقدم بها إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض ربما عام 1416هـ تقريباً. غير أنه طرأت له طوارئ منعته من مواصلة البحث، وبعدها ترك الكلية. وفيما بعد رأى أن يكمل ما يمكنه من مباحث الكتاب ويخرجه على هذه الصورة التي خرج عليها من دار القاسم، وهو فيما أتوقع جزء من البحث الذي كان سيكتبه، فربما استبعد ما يتعلق بموضوع النصر من الخطة، وتركه في العنوان، فظهرت هذه الملحوظات التي تفضلتم بها.
أشكرك وأرجو أن ينتفع أخي الكريم أحمد وفقه الله بهذه المقترحات.(/)
من أنشطة اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بمكة المكرمة
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[20 Nov 2008, 10:40 م]ـ
أقامت اللجنة الفرعية للجمعية السعودية للقرآن الكريم وعلومه بمكة المكرمة ندوة بعنوان:
(ظاهرة ضعف التأثر بالقرآن الكريم: الأسباب والعلاج)
وهذا تقرير عما جاء فيها , فقد عُقِدت الندوة مساء الثلاثاء الموافق 20/ 11/1429 , في تمام الساعة التاسعة تقريباً. وحظيت بحضورِ عدد كبير من المختصين بالقُرآن وعلومه من أساتذةِ جامعة أم القُرى وغيرهم , كما حظيت الندوة بمشاركة كلٍ من د. فهد بن عبد الرحمن الرومي , ود. عادل الشدي.
بدئت هذه الأمسية العِلمية بآياتٍ من الذِّكْرِ الحكيم بقراءة ورشٍ عن نافع.
ثُمَّ بكلمة كانت تقدمة لموضوع اللقاء , ألقاها د. سالم بن غرم الله الزهراني -رئيس اللجنة الفرعية بمكة المكرمة- , تحدث فيها عن تأثير القرآن الكريم, وتأثر مخلوقات الله جل ثناؤه به = فذكر من أمثلة ذلك الملائكة , والجن , والجبال , ومشركي قريش (فمنهم من أسلم ابتداءً , ومنهم من أسرته فصاحته وبيانه لكنه بقي على الشرك عناداً).
ثُمَّ ذكر صوراً للمتأثرين بالقرآن الكريم ممن لا يعرف لغة العرب ... وثَنَّى بذِكر ثناء الله جل وعز على النَّصارى وتأثرهم بسماع القرآن في قوله تعالى (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة: 83]. وتحدث عن تأثر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتلاوته للقرآن الكريم , وذكر بعض صور ذلك التأثر. ثُمَّ أشار إلى تأثُرِ نفوسِ المؤمنين بتلاوة القرآن.
وختم حديثه بإشارةٍ مقتضبة إلى موضوع اللقاء الذي سيكون مدار حديث المشاركين في هذه الندوة المفتوحة.
كانت أُولى المشاركات من قِبَلِ د. سليمان بن صادق البيرة.
وتحدث فيها عن أنَّ المقصود تحصيله بقراءة القُرآن وسماعه هو هدايةُ القلب البشري , لكن ذاك القلب في هذا العصر مشغولٌ بالدنيا. ثُمَّ وقف وقفةً عند قوله تعالى: (إنَّ هذا القُرآن يهدي للتي هي أقوم) , وتحدث عن ضرورة إبراز الهداية القُرآنية.
بعد ذلك سرد الدكتور جملة من العوامل التي تؤدي إلى العُزوف عن تدبر القرآن:
1 ـ أقفال القلوب في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
2 ـ العجلة في قراءته. 3 ـ عدم سماع القرآن ممن تتأثر بقراءته.
4 ـ الجهل بمعاني القرآن. 5 ـ الذنوب.
6 ـ الاستماع إلى ما يصرف القلب , كالغناء ...
7 ـ الاهتمام الزائد عن الحدِّ بالمعنى , والإعجاز على حساب التدبر.
8 ـ عدم الطهارة الحسية والمعنوية. 9 ـ عدم تعاهد القرآن بالقراءة يومياً.
10 ـ عدم اختيار الوقت والمكان والهيئة المناسبة.
11 ـ الاهتمام بسرعة ختم القرآن.
12 ـ عدم تعاهد القرآن بالاستماع والإصغاء لتلاوته.
13 ـ قراءة الوِرد اليومي بغرض الانتهاء منه.
ثاني المشاركات كانت لـ د. فيصل غزاوي -إمام المسجد الحرام ورئيس قسم القراءات بجامعة أم القرى- , اقتصر في مشاركته على سببين اثنين:
1 ـ أمراض القلوب؛ لأنها من أعظم الصوارف عن التأثر بالقرآن الكريم , قال جل ثناؤه: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
2 ـ الانشغال بدقائق فَنِّ التِّلاوة عن التَّدبُر.
ثُمَّ توالت بعد ذلك المُداخلات , وفيما يلي تسجيل لأبرز ما جاء فيها:
د. هاشم الأهدل: شَدَّدَ على أهمية المُعلم والمعلمة في غرس التأثر في نفوس الطلاب وذلِك في ثلاثة نقاط:
1 ـ استعدادهُ وتحضيرهُ لتدريس القرآن في المدارس وحلقات تحفيظ.
2 ـ المعلم قدوة لطلابه في ظهور التأثر بتلاوته للقرآن.
3 ـ ينبغي للمعلم والمعلمة إبراز صور مشرقة للمتأثرين بالقرآن الكريم.
د. مصطفى ... , عَدَّ من أسباب ضعف التأثُر:
1 ـ هجران القرآن الكريم (هجر تلاوته , والعمل به , ... ).
2 ـ عدم معايشة سور القرآن , موضوعاتها , والتأمُلُ فيها. (ينبغي أن يعيش مع الآيات , ويستحضر السابق واللاحق والسياق أثناء قراءته).
3 ـ قسوة القلب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وثمت مداخلات أُخرى لـ د. أحمد بن نافع المورعي , و د. أحمد مشعل الغامدي , الذي نبه على ضرورة استشعار عظمةِ (من تكلم بهذا القُرآن) وهو الله جل ثناؤه.
ود. ناصر القثامي الذي حَثَّ على ضرورة تواصل المختصين بالقرآن وعلومه , ثُمَّ لفت أنظار الحاضرين إلى افتتاح ملتقى أهل القراءات (آفاق القراءات القرآنية) , على غِرار الملتقيات العِلمية الأخرى , (ملتقى أهل الحديث) , و (ملتقى أهل التفسير).
ود. أحمد الفريح , ثُمَّ تحدث الدكتور: فهد الرومي , والذي نبه إلى أنَّ ما ذَكَرَهُ الأساتذة الأفاضل من الأسباب التي تمنع من التأثر بالقرآن يُمْكِنُ إرجاعهُ إلى أمرين اثنين:
الأول: موانع التأثُر بالقرآن. (مثل كثرة الذنوب ... ).
الثاني: صوارف عن التأثر بالقرآن. (مثل القراءة السريعة , الهجر , التكلف ... ).
وفي خِتام مداخلته دعا إلى أمْرٍ جميلٍ جداً , وهو تحقيق مفهوم (التأثُر بالقُرآن) , ما المراد به؟ وهل يكونُ ذلك بالبكاء فقط.
وقد حَظِيت هذه الأمسية العلمية بمشاركة اثنتين من عضوات الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه.
وكانت خاتمة هذه المشاركات مع الدكتور: عادل بن علي الشدي , الذي شكر لفرع الجمعية بمكة المكرمة والقائمين عليها عموماً وعلى الخصوص الدكتور: سالم الزهراني للجهود المبذولة , ثُمَّ استعرض بعض نشاطات الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم بِما أثلج به صدور الحاضرين.
وقبل أن أختم هذا التقرير أُحِبُّ تدوين بعض الأفكار التي عَنَتْ ببالي أثناء الندوة , ولم يتيسر لي إبداؤها لضيق الوقت وكثرة المشاركات:
أولاً: حصل في بعض المشاركات خلط بين مفهومي (التأثُر بالقُرآن) و (تدبر القُرآن) والذي يظهر لي ـ والله أعلم ـ أنَّ التأثُر تابِعٌ للتدبر , وهو كالنتيجة له. ثُمَّ وقفتُ بعد ذلك على قول الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله في كتابه الرائع (مفهوم التفسير والتأويل) صـ204:
" فالتدبر عمليَّةٌ عقليَّةٌ تحدثُ في الذهن , والتَّأثُرُ انفعالٌ في الجوارح والقلب , وقد يكونُ بسبب التدبرُ , وقد يكون بسبب روعة القُرآن ونظمه , وقد يكونُ بسبب حال الشخص في تلك اللحظة ".
ثانياً: من أسباب التأثُر بالقرآن الكريم.
استشعار القلب بأنَّ القاري نفسهُ هو المُخاطب بآياتِ الكتاب العزيز. فإذا ما مَرَّتْ به آيات في سياق ذَمِّ الكفار , والمنافقين , أو تتحدثُ عن صفاتهم فيتملكه حينئذٍ الخوفُ من أن يكون مِمَّن انطبقت عليه صفاتهم. وكذا تحمله قراءةُ آيات النعيم , وصفات المؤمنين , على الشوق للتحلي بتلك الصفات , والخوف من التقصير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Nov 2008, 11:04 م]ـ
وفقكم الله موضوع في غاية الأهمية وشكر الله لك هذه التغطية.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Nov 2008, 12:56 ص]ـ
وفقكم الله جهد مشكور ..
ـ[محب القران]ــــــــ[21 Nov 2008, 06:37 ص]ـ
وفقكم الله جهد رائع ومشكور وما اجمل ان نسمع عن انعقاد مثل هذه الندوات
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[21 Nov 2008, 11:06 م]ـ
الإخوة الأفاضل: أحمد البريدي , و فهد الوهبي , ومحب القرآن. أشكر لكم مروركم الكريم , وفقكم الله جميعاً لكل خيرٍ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2008, 10:39 م]ـ
وفقكم الله أخي العزيز ونفع بكم وبهذه الجهود الموفقة في إثارة مثل هذه الموضوعات وجعلها حديثاً للمعنيين بالقرآن، وأرجو أن تتبعها ندوات مماثلة وفقكم الله لكل خير. وأشكرك على تغطية الندوة وعرضها.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[22 Nov 2008, 11:20 م]ـ
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله للإخوة المشاركين والمحضرين لهذا اللقاء ولكن نعتب عليهم بعدم اشعارنا بهذه الندوة برسالة جوال أو اتصال او عبر الموقع ... وربما يقال تم الاعلان في أورقة الجامعة ... لكن هذا لمن يدخل الجامعة باستمرار!! ويظهرأنا ضعنا بين الجمعية بالرياض وفرعها في مكة!! لكن خيرها في غيرها.
ـ[محمد بن زايد المطيري]ــــــــ[24 Nov 2008, 07:20 م]ـ
الأخ المبارك د. عبد الرحمن الشهري , أشكرُ لك هذا المرور الجميل.
ثم ما هذا اللقاء , وتلك التغطية إلا حسنة من حسناتِ هذه الجمعية العلمية وفروعها , وذاك الملتقى العلمي الشامخ بأساتذته ورواده , وفقك الله لكل خير.
الأخ الغالي نواف الحارثي ... أشكرُ لك هذا المرور الكريم.
وما يتعلق بعتبك الذي قدمته , فهو عتب مُحِب , أرجو أن يُوفَق فرعُ الجمعية لتلافي أسبابه فيما يُستقبلُ من مشاركات.(/)
هل لمعرفة المناسبات بين الآيات والسور قواعد؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[21 Nov 2008, 11:32 ص]ـ
الحديث عن المناسبات بين الآيات والسور حديث ماتع يبهج الخاطر ويكشف عن الإعجاز البلاغي للقرآن الكريم.
ولكن لكل علم قواعده،فهل هناك بحث علمي حول: قواعد معرفة المناسبات بين السور والآيات وضوابط القول بها؛ لأنه يوجد من العلماء رحمهم الله من يردّ هذا العلم ويرى أنه من التكلف كالشوكاني.
فهل للقائلين بالمناسبات ضوابط وقواعد في معرفتها، أم هي نتيجة الدربة في البلاغة القرآنية ومعرفة أوجه ربط العرب كلامها ببعض.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Nov 2008, 10:34 م]ـ
فهل للقائلين بالمناسبات ضوابط وقواعد في معرفتها، أم هي نتيجة الدربة في البلاغة القرآنية ومعرفة أوجه ربط العرب كلامها ببعض.
حياكم الله أخي الكريم الأستاذ محمد وأحيط حضرتكم علما بأن هذا الموضوع تمت مناقشته في هذا الملتقى الكريم منذ عام تقريباً، ولكن ما كان لكم أن تطرحو هذا الموضوع دون أن يجد آذانا صاغية تسدد وتقارب على طريق العلم وطلب المعرفة ودونكم ما تيسر للإجابة على سؤالكم:
مما لاشك فيه أن المناسبة علم له ضوابطه التقعيدية وثقافته اللغوية التفسيرية، ولا عليك من قول العلامة الشوكاني ـ رحمه الله تعالى ـ الذي أنكر علم المناسبة وعده من قبيل التمحل وإلزام ما لم يلزم، والربط غير المبرر بين أجزاء القرآن الكريم الذي هو معجز سواء علينا أتلمسنا ربطه أم لم نفعل.
وقد بين العلماء وعلى رأسهم الحافظ السيوطي ـ رحمه الله ـ أن علم المناسبة أفرده أجلة من العلماء كانوا أحق به وأهله، وقد أدلى بدلوه فيه فألف كتابه نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، وذكر من سبقه إلى ذلك من السادة العلماء.
من وجهة نظري أن ما طرحتَه يا أخانا الكريم أصبت فيه من أنه على المتكلم في المناسبة الدراية بعلوم البلاغة والعربية وعادات العرب في مراعات المناسبة في كلامهم، وأشفع ذلك بضرورة التفكر في السابق واللاحق دون النظر في كتب التفسير، ثم اتباع ذلك بالنظر فيما قاله أهل التفسير ـ خاصة من يهتم بالمناسبة ـ كالفخر وأبي حيان والآلوسي والبقاعي وغيرهم.
والمهم عدم التعسف في إيجاد مناسبة بل لابد من مزيد من الدرس لمزيد من الربط بين الآيات أولها بآخرها، وأخرها بأول ما بعدها، وأولها بآخر ما قبلها، والسور أولها بآخر ما قبلها وآخرها باول ما بعدها ...... وهكذا دواليك.
ودونك ما تفضل به الحافظ في الإتقان فهم بحارنا ومن نغترف منهم:
قال بعض المتأخرين: الأمر الكلي المفيد لعرفان مناسبات الآيات في جميع القرآن هوأنك تنظر:
1ـ الغرض الذي سيقت له السورة، 2ـ وتنظر ما يحتاج إليه ذلك الغرض من المقدمات، 3ـ وتنظر إلى مراتب تلك المقدمات في القرب والبعد من المطلوب،
4ـ وتنظر عند انجرار الكلام في المقدمات إلى ما يستتبعه من استشراف نفس السامع إلى الأحكام واللوازم التابعة له التي تقتضي البلاغة شفاء الغليل بدفع عناء الاستشراف إلى الوقوف عليها.
فهذا هو الأمر الكلي المهيمن على حكم الربط بين جميع أجزاء القرآن، فإذا عقلته تبين لك وجه النظم مفصلاً بين كل آية وآية في كل سورة انتهى
ثم قال ـ رحمه الله تعالى ـ:
والذي ينبغي في كل آية أن يبحث أول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أومستقلة، ثم المستقلة ما وجه مناسبتها لما قبلها؟ ففي ذلك علم جم، وهكذا فأي السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له أه.
ومرجعها في الآيات ونحوها إلى معنى رابط بينها عام أوخاص عقلي أوحسي أوخيالي أوغير ذلك من أنواع العلاقات أوالتلازم الذهين، كالسبب والمسبب والعلة والمعلوم والنظيرين والضدين ونحوهم.
وفائدته جعل أجزاء الكلام بعضها آخذاً بأعناق بعض فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الأجزاء.
فنقول ذكر الآية بعد الأخرى إما أن يكون ظاهر الارتباط لتعلق الكلم بعضه ببعض وعدم تمامه بالأولى فواضح، وكذلك إذا كانت الثانية للأولى على وجه التأكيد أوالتفسير أوالاعتراض أوالبدل، وهذا القسم لا كلام فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإما أن لا يظهر الارتباط بل يظهر أن كل جملة مستقلة عن الأخرى وأنها خلاف النوع المبدوء به، فإما أن تكون معطوفة على الأولى بحرف من حروف العطف المشركة في الحكم أولاً، فإن كانت معطوفة فلا بد أن يكون بينهما جهة جامعة على ما سبق تقسيمه كقوله تعالى يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرف فيها} وقوله (والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون} للتضاد بين القبض والبسط والولوج والخروج والنزول والعروج، وشبه التضاد بين السماء والأرض.
ومما الكلام فيه التضاد ذكر الرحمة بعد ذكر العذاب والرغبة بعد الرهبة، وقد جرت عادة القرآن إذا ذكر أحكاماً ذكر بعدها وعداً ووعيداً ليكون باعثاً على العمل بما سبق ثم يذكر آيات توحيد وتنزيه ليعلم عظم الآمر والناهي.
وتأمل سورة البقرة والنساء والمائدة تجده كذلك، وإن لم تكن معطوفة فلا بد من دعامة تؤذن باتصال الكلام، وهي قرائن معنوية تؤذن بالربط، وله أسباب:
أحدها: التنظير، فإن إلحاق النظير بالنظير من شأن العقلاء كقوله (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق. عقب قوله أولئك هم المؤمنون حقاً فإنه تعالى أمر رسوله أن يمضي لأمره في الغنائم على كره من أصحابه كما مضى لأمره في خروجه من بيته لطلب العير أوللقتال وهم له كارهون، والقصد أن كراهتهم لما فعله من قسمة الغنائم ككراهتهم للخروج، وقد تبين في الخروج الخير من الظفر والنصر والغنيمة وعز الإسلام، فكذا يكون فيما فعله في القسمة فليطيعوا ما أمروا به ويتركوا هوى أنفسهم.
الثاني: المضادة كقوله في سورة البقرة إن الذين كفروا سواء عليهم) الآية، فإن أول السورة كان حديثاً عن القرآن وأن من شأنه الهداية للقوم الموصوفين بالإيمان فلما أكمل وصف المؤمنين عقب بحديث الكافرين، فبينهما جامع وهمي ويسمى بالتضاد من هذا الوجه، وحكمته التشويق والثبوت على الأول كما قيل وبضدها تتبين الأشياء
الثالث: الاستطراد كقوله تعالى يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوآتكم وريشاً ولباس التقوي ذلك خير قال الزمخشري: هذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقب ذكر بدوالسوات وخصف الورق عليهما إظهاراً للمنة في ما خلق من اللباس، ولما في العري وكشف العورة من المهانة والفضيحة، وإشعاراً بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى، وقد خرجت على الاستطراد.
والله الموفق والمستعان(/)
كلام للحرالي (ت638هـ) في بيان القرآن يكتب بماء الذهب.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[21 Nov 2008, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه آخر مشاركة في "ملتقى أهل التفسير"، أختمها بهذا الكلام الذي يحق أن يكتب بماء الذهب، قاله الشيخ ابو الحسن الحرالي في رسالته "مفتاح الباب المقفل لفهم القرآن المنزل" سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يفتح علينا فتوح العارفين به، وبه سبحانه وحده التوفيق.
اعْلَمْ أَنَّ بَلاَغَةَ البَيَانِ تَعْلُو عَلَى قَدْرِ عُلُوِّ المُبِينِ، فَعُلُوُّ بَيَانِ اللهِ عَلَى بَيَانِ خَلْقِهِ بِقَدْرِ عُلُوِّ اللهِ عَلَى خَلْقِهِ، فَبَيَانُ كُلِّ مُبِينٍ عَلَى قَدْرِ إِحَاطَةِ عِلْمِهِ، فَإِذَا أَبَانَ الإِنْسَانُ عَنِ الكَائِنِ أَبَانَ بِقَدْرِ مَا يُدْرِكُ مِنْهُ، وَهُوَ لاَ يُحِيطُ بِهِ عِلْمُهُ، فَلاَ يَصِلُ إِلَى غَايَةِ البَلاَغَةِ فِيهِ بَيَانُهُ، وَإِذَا أَنْبَأَ عَنِ المَاضِي فَبِقَدْرِ مَا بَقِيَ مِنْ نَاقِصِ عِلْمِهِ بِهِ كَائِناً فِي ذِكْرِهِ؛ لِمَا لَزِمَ الإِنْسَانَ مِنْ نِسْيَانِهِ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُنْبِئَ عَنِ الآتِي أَعْوَزَهُ البَيَانُ كُلُّهُ، إِلاَّ مَا يُقَدِّرُهُ أَوْ يُزَوِّرُهُ، فَبَيَانُهُ فِي الكَائِنِ نَاقِصٌ، وَبَيَانُهُ فِي المَاضِي أَنْقَصُ، وَبَيَانُهُ فِي الآتِي سَاقِطٌ؛ (يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ) [القيامة: 5] وَبَيَانُ اللهِ ــ سُبْحَانَهُ ــ عَنِ الكَائِنِ بَالِغٌ إِلَى غَايَةِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُهُ؛ (قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ) [الملك:26]، وَعَنِ المُنْقَطِعِ كَوْنُهُ بِحَسَبِ إِحَاطَتِهِ بِالكَائِنِ، وَسُبْحَانَهُ مِنَ النِّسْيَانِ؛ (لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى) [طه:52]، وَعَنِ الآتِي بِمَا هُوَ الحَقُّ الوَاقِعُ؛ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ [الأعراف:6، 7]. اهـ.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2008, 02:32 م]ـ
هل هي المشاركة الأخيرة بهذا المعرف، وتنوي العودة بمعرف جديد كما فعلت في المرة السابقة أم أنها الأخيرة على الإطلاق؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2008, 06:55 م]ـ
ولماذا أخي الكريم نزار تفارقنا ونحن إخوانك رعاك الله، وليس فيما يدور من النقاشات ما يعكر صفو الود بيننا إن شاء الله، فلا تهجرنا فوق ثلاث وفقك الله ونفع بك.
وأما أنت يا أبا الحسنات فما أحراك أن تكون أحسنت القول لأخيك وأنت تكني نفسك بأبي الحسنات، والأمر في النقاش والجدال -ولو احتد فيما بيننا أحياناً - لا يبلغ بنا أن نستعمل مثل هذا الأسلوب في هذا الموضع، فأرجو قبول عتبي لك في هذا القول جزاك الله خيراً، فما هذا لنا ولا لك بِخُلُقٍ مع أحبابنا وإخواننا. (وأحسنوا إن الله يحب المحسنين).
وأنتما موضع قدوة وأهل علم، فما يجوز في حقكما إلا كمال الأدب، جعلنا الله من المتحابين فيه.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Nov 2008, 07:19 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ". صحيح البخاري - كتاب الأدب، باب الهجرة.
فلا يسعني إلا أن أقول: السمع والطاعة يا رسول الله، صلى الله عليك وسلم.
وقد أحسنتم يا شيخ عبد الرحمن في موعظتي بهذا الحديث الشريف، فقد أحسنتم الموعظة، ولا يسعني إلا أن أقبل دعوتكم، سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يجعلني ومن خالفني من أهل ملتي ممن قال في حقهم سبحانه: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ) [الأعراف: 43]
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2008, 07:26 م]ـ
هذا هو الظن بكم أخي الكريم نزار وفقك الله وجزاك خيراً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2008, 07:51 م]ـ
أحسن الله إليك يا د. عبد الرحمن على هذا التذكير النبوي.
وأحسن الله إليك أخي نزار على هذا الأدب في الانقياد إلى التذكير النبوي.
وأرجو ألا تجد في اعتراض من يعترضون على آرائك حرجا في طرح ما تعتقد صوابه.
وبصرف النظر عن بعض المناوشات:) منك ومن غيرك، (والتي وددت أن لو تم تجنبها) فقد قرأت أكثر مداخلاتك باهتمام.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Nov 2008, 03:40 م]ـ
الدكتور عبد الرحمن بارك الله فيك:
" مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ ".مجموع الفتاوى (3/ 232).
ولتعلم بغيه على السنة وأهلها انظر في مشاركاته هنا واحكم من المسيء فينا:
حرر من قبل المشرف
والأولى في من ينشر شبهات المبتدعة ويذب عنها أن لا يكون له مكان في ملتقى لأهل السنة، لا أن يرحب به، سيما وقد جربناه فلم نجد منه إلا إثارة الفوضى والمشاكل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 03:58 م]ـ
ما أحلتم عليه أخي أبا الحسنات معلوم عندي، ولكن هذا المكان غير ذاك وفقك الله. ونحن مسؤلون عن ضبط موقعنا فحسبُ، ومن التزم بشروط هذا الموقع فحياه الله وبياه، والانترنت أوسع من أن نضيق فيها الأمر. أرجو أن يقدر أن لك مقام مقالاً وفقكم الله جميعاً لكل خير.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Nov 2008, 04:05 م]ـ
لكن الذي يقدح ويطعن هناك هو نفسه الذي يدعو للحوار العلمي الهادىء هنا!.
فكيف يُغفل مثل هذا؟.(/)
أيهما أفضل ((لأولي الألباب)) أم ((لقوم يعقلون))
ـ[أبو الحسن القاسم]ــــــــ[21 Nov 2008, 09:29 م]ـ
في سورة البقرة قال تعالى ((إن في خلق السماوات ... إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)) و في آل عمران ((إن في خلق السماوات ... لآيات لأولي الألباب))
فأي الفريقين أفضل و هل بينهما فرق أرجو الإفادة من طلبة العلم و العلماء و جزيتم خيرا؟؟(/)
تقرير موجز عن كتاب (التعريض في القرآن) للدكتور إبراهيم الخولي
ـ[إسحاق سماكي]ــــــــ[22 Nov 2008, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله [/ align]
اسم الكتاب: التعريض في القرآن الكريم
لمؤلفه: أ. د إبراهيم محمد عبد الله الخولي، الأستاذ بكلية اللغة العربية بالقاهرة
بيانات الطبعة: الأولى لدار البصائر 1425هـ والثانية للكتاب، ويقع في (229) صفحة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649243821bdd9d.jpg
موجزعن الكتاب: الكتاب هو الحلقة الأولى ضمن سلسلة أسماها المؤلف بـ"مأدبة الله "
مقدمة الكتاب:
بدأ بتقديم مختصر للطبعة الثانية ثم مقدمة الكتاب وقد استهلها بالكلام حول إعجاز القرآن الكريم وكيف حوى الزمن من حيثياته الثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل، وأوضح أن الطريق الموصل لإدراك إعجاز القرآن هي التدبر، ثم أورد كلاما رائعا في روعة التعبير القرآني وقصر عقول البشر في كل زمان عن إدراك غاية ما في هذا التعبير من جميع الجوانب.
وفي خاتمة المقدمة بين أن الكتاب من شقين نظري وتطبيقي وأن القسم النظري مكون من أربعة فصول:
خص أولها ببيان مفهوم التعريض، والثاني في دلالة التعريض، طبيعتها، ومنشؤها.
أما الثالث ففي عناصر الدلالة في التعريض المتمثلة في: - العبارة – السياق – المقام. أما الفصل الرابع والأخير فقد بين فيه القيمة الفنية للتعرض.
الفصل الأول: في مفهوم التعريض
وفي هذا الفصل فصل القول في تعريف التعريض وإطلاقاته اللغوية في الحسيات والمعنويات مستشهدا في ذلك بآي التنزيل.
وأتبع ذلك بما قاله أئمة التفسير في معنى التعريض وما أوردوه من أمثلة في ذلك، ووقف عند تعريف ابن جرير الطبري مبينا مكامنه ثم أردفه بمقولات البلاغيين في التعريض واضطرابهم خلاف المفسرين الأمر الذي عزاه إلى استقاء المفسرين من أسلوب القرآن الكريم الفصيح.
كما أوضح علاقة التعريض بالكناية والتورية مبينا الفرق بينها ووظيفة كل منها، فالتعريض خلاف التصريح والمعنى الكنائي دلالة لفظ، أما المعنى التعريضي فهو دلالة الفحوى وقد أطال في التفريق بين التعريض وما يشبهه من مباحث أو مصطلحات، وبعد مناقشة طويلة ختم الفصل بتوصله إلى التعريف المعتمد ويمثله تعريف ابن جرير الطبري وتعريف ابن الأثير.
أما الفصل الثاني فقد خصصه لدلالة التعريض، طبيعتها، ومنشؤها
وبين أنه أدق الدلالات ومنشأ الخلط بين التعريض والكناية وغيرها من فنون الكلام.
كما بين أنواع الدلالات الثلاثة:
- دلالة اللفظ على معناه الحقيقي وضعا
- دلالة اللفظ على معناه المجازي تأويلا بواسطة قرينة مانعة لإرادة معناه الحقيقي
- دلالة اللفظ لإرادة معناه الكنائي تأويلا كذلك لكن بواسطة قرينة غير مانعة من إرادة معناه الحقيقي.
وأن هذه الأخيرة ليست من دلالة اللفظ لا حقيقة ولا مجازا ولا كناية ولا وضعا ولا تأويلا بواسطة قرينة مانعة أو مجوزة.
وقد حرر الكلام بهذا الصدد ممثلا بقوله تعالى (قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون) الأنبياء: 63
في سياقها موردا التخاريج الممكنة لتأويل الآية والاحتمالات التي ترد، مقتبسا من عباب المفسرين مبديا إعجابه ببعضهم واستغرابه من بعض. وقد أجاد تحرير القول فيها ودور السياق في ذلك، ثم ختم الفصل ببيان مستويات أسلوب التعريض.
الفصل الثالث: عناصر الدلالة في التعريض
أوجز في بدايته ما طرحة في الفصل السابق له، وأن دلالة التعريض سياقية وحصر البلاغيين دلالة اللفظ في:- الحقيقة - والمجاز - والكناية، وما واجههم حياله من ثغرات ودلالات أخرى وحملهم لها على السياق.
ولما كانت مسألة حصر دلالة اللفظ أساسة عند البلاغيين وقف المؤلف عندها مناقشا إياها في هذا الفصل على ضوء ما ورد عن رواد البلاغة، وكان له وقفة مع السكاكي وعبد القاهر الجرجاني، ومن خلال مناقشته يدرك القارئ طول باعه في هذا الفن، كما بين العلاقة بين المعنى ومعنى المعنى. وتوصل إلى أن العناصر الدالة على المعنى التعريضي ثلاثة:
أ - العبارة
ب - السياق الذي يكتنفها ويحفها
ت - المقام الذي ترد فيه بوصفها كلاما أو حدثا لغويا،
أما العبارة في أسلوب التعريض فقد أورد فيها العديد من الآيات بأسلوب ممتع يبرز روعة التعبير القرآني وإعجازه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ناقش العنصر الثاني وهو السياق مبينا مقصوده به بقوله: "الإطار اللفظي الذي تقع داخله عبارة التعريض، فيكتنفها من بين يديها ومن خلفها ويتفاعل معها بما يضمه من قرائن لفظية فيحملها طاقات دلالية جديدة لم تكن لتحملها لولاه، وتكون محصلتها الأخيرة هي المعنى التعريضي "
وبعد أن أصلها أورد أمثلة عليها على غرار سابقتها، ثم ناقش مسألة المقام وهو ما عبر عنه بعض المفسرين بسبب النزول وأشبعها إيرادا للأمثلة من القرآن الكريم عليه.
الفصل الرابع: القيمة الفنية للتعريض
استهل هذا الفصل بأن التعريض مظهر تقدم لغوي وحضاري ونوه بكثرة استخدامه في القرآن الكريم.
ثم ساق تسعة من المواقف استخدم القرآن الكريم أسلوب التعريض مع سوق الأمثلة القرآنية عليها، وبين كل ذلك في أسلوب رائع لا يستغني عنه الباحث مهما كان مستواه أو قدرته أو تخصصه في مجال الدراسات القرآنية، وأترك القارئ الكريم ليقف بنفسه على ذلك حتى يستفيد ويفيد.
وختم ذلك كله بوقفات موفقة هامة مع ثلاث آيات من آي الكتاب الحكيم، هي – كما قال – "مظان خفية إلى أبعد مدى لنوع من التعريض، لا تنم عليه عبارة، ولا يكاد سياقها يشي به ...
أولها:قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) البقرة: 219
ثانيها: قوله تعالى: (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلاهكم إله واحد فاستقيموا إليه واستغفروه وويل للمشركين) فصلت: 6
وآخرها: قوله تعالى: (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز) الحديد: 25
وختم الكتاب بالتفات لطيف لبعض ما تحقق من خلال الكتاب، ووعد بإتباعه الجزء التطبيقي، ثم دعا وصلى.
سطور حول الكتاب:
• الكتاب نفيس في بابه ويحسن بالمتخصص في أي مجال من الدراسات القرآنية الوقوف عليه، بل ينصح كل مثقف بقراءته.
• الكتاب تأصيل لمسألة التعريض في القرآن الكريم
• الكتاب مليء بالأمثلة التي بث المؤلف الدرر واللطائف في ثنايا تحليلها
• نهج المؤلف الأسلوب الأدبي الممتع يشجع القارئ على الاستمرار في القراءة
• ذكر المؤلف أن الكتاب يعد أول دراسة منهجية لموضوع التعريض في القرآن
• أورد ضمن الأمثلة التي تعرض لها آيات يشكل على بعض المفسرين وزلت فيها بعض الأقدام في قصة كل من إبراهيم (بل فعله كبيرهم هذا) ويوسف .. وآية الحديد وغيرها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:56 م]ـ
أشكر أخي العزيز الأستاذ إسحاق سماكي على هذا العرض الممتع، والإيجاز الموفق حول محتوى هذا الكتاب القيم فعلاً، ومؤلفه الأستاذ الدكتور إبراهيم الخولي حفظه الله من علماء البلاغة المميزين المعاصرين، وله كتاب عن (مقتضى الحال في البلاغة) من أجود ما قرأت في بابه، وهو رسالته للدكتوراه.
وأخونا الأستاذ إسحاق سماكي من أحبابنا من دولة مالي، ولعلكم تلاحظون لغته الجيدة، وبلاغته في الكتابة، وهو في حديثه مثل كتابته وفقه الله وزاده علماً وأدباً وتقوى.(/)
تقرير عن كتاب (المستشرقون والقرآن) للدكتور إبراهيم عوض
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[22 Nov 2008, 06:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير موجز عن كتاب
اسم الكتاب/المستشرقون والقرآن
المؤلف/د. إبراهيم عوض
الوصف / قرابة 200صفحة في غلاف.
الدار الطابعة /دار القاهرة
محتوى الكتاب
• تمهيد
• الباب الأول الدراسات وفيه:
• الفصل الأول ترجمة سافاري
• الفصل الثاني ترجمة مونتيه
• الفصل الثالث ترجمة بلاشير
• الفصل الرابع ترجمة أبو بكر حمزة
• الباب الثاني المترجمات والتعليقات وفيه:
• الفصل الأول القرآن لـ سان هيلير
• تعليقات المترجم
• الفصل الثاني مصادر القرآن لمونتيه
• تعليقات المترجم
• الفصل الثالث القرآن لـ هوار
• تعليقات المترجم
• الفصل الرابع القرآن لـ بلاشير
• تعليقات المترجم
محاسن الكتاب:
الكتاب مهم جدا في معرفة آراء المستشرقين عن القرآن ونظرتهم عنه ومحاولاتهم لتشويهه وصد هدايته للبشرية، وللمؤلف بارك الله فيه جهد واضح في الرد على أقاويلهم وتبيين عوارها لمن قد تنطلي عليه.
ولي نحو الكتاب أمنيتان لعل الدكتور إبراهيم يجيبني إليها:
الأولى: إعادة طبع الكتاب وتلافي سوء الطباعة وخلل الفهارس وإضافة خاتمة فيها بعض النتائج لإني ولا أخفي لما وصلت لنهاية الكتاب بدأت أقلبه وكنت أظنه قد سقط منه بعض الصفحات لأن بدا في صورة المبتور.
الثانية: أن يترجم الكتاب للغة الفرنسية ويطبع بها لدحض الشبه الحاصلة بالتراجم السابقة.
وفي الختام جزى الله الدكتور إبراهيم خير الجزاء وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:46 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم عبدالله، ونفع الله بهذا الكتاب وبغيره من مؤلفات أستاذنا الدكتور إبراهيم عوض وفقه الله.(/)
المفردات في غريب القرآن
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[22 Nov 2008, 07:11 م]ـ
المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني مرتب بحسب الحروف
هل يوجد من رتبه بحسب السور لتسهل الفائدة منه؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[23 Nov 2008, 11:50 م]ـ
أفتونا مأجورين ..
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[24 Nov 2008, 04:26 م]ـ
سبحان الله طرحت هذا السؤال من قبل وتفاعل أحد الإخوة جزاه الله خيرا ولكن لم ألق إجابة على هذا السؤال
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13734
وللأسف سمة بارزة في ملتقى أهل التفسير قلة التفاعل مع الاستفسارات والرد عليها إلا قليلا(/)
حمل ما تيسر من الدفعة الاولى من تفسير الفراهي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Nov 2008, 09:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه بعض مصنفات الامام الفراهي الهندي في التفسير وضعتها لاخواني عسى ان اكون ممن جلب نفعا فاستحق دعوة صالحة بظهر الغيب
وقد قسمتها على دفعات متوالية بحول الله تعالى وقوته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2008, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك يا أبا محمد على هذه الهدية الثمينة.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[22 Nov 2008, 10:46 م]ـ
لقد جلبت من المنافع كثرة يادكتور جمال فلك منا الدعوات في السر والعلن
وليتك ذكرت تعريفا بالكتاب والطبعات
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 Nov 2008, 04:37 م]ـ
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، فقد بحثت عنه كثيراً ولم أجده.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[23 Nov 2008, 05:44 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا محمد وجزاك الله خيرا
هل تملك كل ما فسره؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[28 Feb 2009, 05:35 م]ـ
ما أجمل الدر الذي لاحظته ... من أصل ذا الأسلوب قد ألفيته
دراً زبرجد بل علا ... أكثر وذا حكماً من الآيات حقا حزته
ـ[عبد العزيز المصري]ــــــــ[07 Mar 2009, 08:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا ... لكن نقل الكتاب إلى صيغة الوورد ملأه أخطاء فاحشة، فهلا رفعته مصورا pdf.
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[09 Mar 2009, 11:36 م]ـ
رفعك الله ونفع بك
وجزاك عنا خيرا على هذه التحف النادرة
ونحن بانتظار الباقي
وإن تيسرت النسخ المصورة فخير على خير
وفقك الله وسددك(/)
بعض مؤلفات الحرالي
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Nov 2008, 09:44 م]ـ
هذه الدفعة الاولى من مؤلفات الحرالي
ارجو ان ينفع الله تعالى بها وان ننال دعوة صالحة(/)
فتاوى اللجنة الدائمة في علوم القرآن والتفسير ..
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[22 Nov 2008, 10:01 م]ـ
الإخوة أعضاء وزوار هذا الملتقى المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أهديكم هذا الملف الذي يحوي المجلد الرابع من فتاوى اللجنة الدائمة
في علوم القرآن والتفسير , ولا تنسوا أخاكم من دعوة في ظهر الغيب ,
ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:41 م]ـ
جزاك الله خيراً(/)
معالم منهج الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقر
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[23 Nov 2008, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد، فهذا ملخص بحث مصغر متواضع أردت من مشايخي وأساتذتي أن يقوموه
معالم منهج الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره أضواءالبيان في إيضاح القرآن بالقرآن.
إعداد: ذ. يوسف مازي
الحمد لله المحمود في عليائه، والحمد لله حمدا يليق بعظمته وكبريائه، والحمد لله على آلائه ونعمائه، أحمده تعالى وأشكره، وأثني عليه وأستغفره، وأسأله المزيد من فضله وعطائه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخيره من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم إلى يوم لقائه.
أما بعد: فهذا ملخص يفيد من أراد أن يطلع على التفسير المبارك. تفسير شيخنا العالم النحرير محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى رحمة واسعة. جعلته كالنافذة لمن أراد أن يطل من خلالها على أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ...
فأقول وبالله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا به ?. إن المؤلف رحمه صدر تفسيره كما هي عادة من تصدى لتفسير كتاب الله تعالى بمقدمة ذكر فيها أنواع البيان المعتمدة في تفسيره رحمه الله، ومثل لها، وأفصح رحمه الله على المقصد العام من وراء تأليف هذا التفسير. ففي المقدمة.
المقدمة:
* ذكر رحمه الله في مقدمته للكتاب أنواعا عديدة لتفسير القرآن بالقرآن: تزيد على عشرين نوعا.
* وفي الكتاب أنواع أخرى من بيان القرآن بالقرآن. لم يذكرها المؤلف في الترجمة خوف الإطالة.
المقصد العام من التأليف:
1 - إعادة الأمة إلى دينها الحق، وعقيدتها الخالصة. كما أراد الله لها، في ضوء ما جاء في القرآن الكريم.
2 - بيان الأحكام الفقهية المتعلقة بالآيات المفسرة.
3 - بيان القرآن بالقرآن.
وبعد الاطلاع على هذه المقدمة يمكن تحديد بعض معالم منهجه رحمه الله فيما يلي:
بعض معالم منهجه رحمه الله:
• الإعتماد على القرآن في بيان آيات كتاب الله تعالى.
• الاعتماد على السنة في فصل الخلاف والنزاع.
• الاعتماد على القراءات السبعية دون القراءات الشواذ.
• الاستئناس بالقراءات الشاذة للاستشهاد للصحيحة.
• التعريج على بعض الفوائد الأصولية.
• التعريج على بعض الفوائد اللغوية والإستشهاد لها بالشعر العربي.
• خدمته قضايا التفسير: [وأرجو من الله العليم الحكيم أن يكون الشيخ قد حاز الفضل المبين في حديث رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:» مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ «
• أصل وقعد للمنهج الرئيس في تفسيره.
• بين الصواب في كثير من المسائل الخلافية.
• اعتماده تفسير القرآن بالقرآن بشكل واضح جلي. والذي هو أصل تفسيره وجوهره.
• اهتم رحمه الله بإيضاح القرآن بالقرآن وركز عليه حتى غدا تفسيره المبارك علما عليه، ومصبوغا به، ميزه ذلك عن بقية التفاسير لاسيما المعاصرة منها.
وبعدما اطلعنا على تفسير شيخنا رحمه الله تعالى. وتكونت لدينا نظرة كلية عن هذا المؤَلف المبارك. ارتأينا أن نقدم الهيكلة العامة له على شكل خطاطة إجمالية، تكون مقربة لأقسامه الكبرى، ومحاوره الفرعية. ومقدمة لمواده بشكل مقتضب مختصر. وهذا تفصيل ماجاء فيها.
اولا التفسير بالمأثور
أ- تفسير القرآن بالقرآن
1 - ايضاح إطلاقات الكلمة القرآنية
كان يعمد رحمه الله إلى ذكر الكلمة القرآنية، ثم بعد ذلك يحصر عدد إطلاقاتها في القرآن الكريم، ثم يبين معاني تلك الإطلاقات، مع ذكر الآيات القرآنية المتعلقة بكل إطلاق، مثل: الهدى والإنذار والضلال والأمة والفتنة والمحصنات ...
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ?قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ ? من سورة النمل الآية 46.
فتطلق الفتنة على:
• الإحراق بالنار: ?يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ? سورة الذاريات الآية 13
(يُتْبَعُ)
(/)
• الاختبار: وهذا هو أكثرها استعمالا ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ? سورة الأنبياء 35
• نتيجة الاختبار: ?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ ?سورة البقرة 193.
• الحجة ?ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ? سورة الأنعام 23.
وبمثل هذا يتبين لنا أنه كان رحمه الله، يركز على ذكر كل ما جاء في القرآن الكريم، من الآيات المتعلقة بتلك الكلمة القرآنية المراد بيانها وحصر إطلاقها في ضوء القرآن الكريم.
2 - إيضاح الآية القرآنية
تارة يفسر الآية بالآية، وفي الغالب يفسر الآية بالآيات العديدة.
أ - تفسير الآية بالآية: وهذا قليل إذا ما قورن بغيره من بيان القرآن بالقرآن
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى? فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ? سورة آل عمران الآية 52
بين رحمه الله الحكمة من ذكر قصة الحواريين: التي هي تأسي أمة محمد ? بهم في نصرة الله ودينه: قال تعالى ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ? الصف الآية14
ب - تفسير الآية بالآيات: ذكر منه رحمه الله الشيء الكثير. وما ذلك إلا لأن: جمع الآيات العديدة، ذات الموضوع الواحد في الموضع نفسه، وتناوله وجمع جزئياته في مكان واحد حسب ترتيب معيّن. يساهم في تكوين رؤى عامة حول موضوعات كتاب الله تعالى، أوالموضوعات التي تناولها المفسرون بشكل مجزء في تفاسيره.من أجل استنباط الهدايات القرآنية بجمع آيات عدة، كلها ترمي إلى توضيح المراد من الآية من مختلف جوانبها.
كما أن هذه العملية تؤدي إلى تيسير عملية التفسير، و توضيح المعنى المراد، وترسيخه في الأذهان .. وازالة أي غموض يكتنف تفسير آيات القرآن الكريم:
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ?وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ ? التوبة الآية13.
ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أن الكفار هموا بإخراج الرسول ? من مكة. وصرح في مواضع أخرى بأنهم أخرجوه بالفعل: في قوله تعالى: ? يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ ? الممتحنةالآية:1
وقوله تعالى: ? وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ ? محمد الآية 13 وقوله تعالى: ? وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ?الأنفال الآية 30 و قوله تعالى: ? وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً ?الإسراء الآية76.
وكان رحمه الله يجمع الآيات في نسيج واحد رائع وفي سياق جميل بديع مترابط، ما أن يقرأه القارئ إلا تتشكل في مخيلته الصورة الحقيقية للمعنى المراد، ويتحصل لديه جملة عناصر لذلك الموضوع المراد بيانه.
3 - بيان الإجمال
أورد المؤلف رحمه الله أنواعا كثيرة من بيان الإجمال أورد منها ما يلي:
• الإجمال بسبب الاشتراك:
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: كلمة العتيق في قوله تعالى:? البيت العتيق?. فإنه يشترك في معناها الكريم و القديم و عتق الله له من الجبابرة. وقد وضح رحمه الله هذا المجمل الذي اختلف فيه أهل العلم بقوله: " فاعلم انه قد دلت آية من كتاب الله على أن العتيق: القديم الأول في قوله تعالى: ? إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ?. آل عمران الآية:96. مع أن المعنيين الآخرين كلاهما حق".
• الإجمال بسبب الابهام:
مثاله: قوله تعالى ? يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ?البقرة الآية:40: فعهدهم هو ? لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ? المائدة الآية:12و ?وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ? آل عمران الآية:186. أما عهده تعالى فهو ? لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ?.
• الإجمال بسبب الاحتمال:
مثاله: قوله تعالى ? إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ ? النحل الآية:100.فالضمير المجرور بالباء هنا يحتمل أن يرجع إلى الله أو إلى الشيطان. لكن المؤلف رحمه الله بين أن الضمير يعود إلى الشيطان مستندا إلى قوله تعالى: ? أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ?يس الآية:60.
وهذا لايتم إلا بطاعته- إبليس لعنه الله- في المعاصي وفي خطواته وكل ما يأمر به.
4 - ظاهر الآية القرآنية
تكلم رحمه الله بالتفصيل عن ظاهر القرآن، وبين الحق فيه.
بقوله رحمه الله: "والتحقيق الذي لا شك فيه، وهو الذي كان عليه أصحاب رسول الله ? وعامة علماء المسلمين، أنه لا يجوز العدول عن ظاهر كتاب الله، وسنة رسول الله ? في حال من الأحوال بوجه من الوجوه حتى يقوم دليل شرعي صحيح صارف عن الظاهر إلى المحتمل المرجوح."
* وقد عدل رحمه الله عن ظاهر النص في بعض الآيات لوجود دليل شرعي صحيح صارف.
* كما تضمن هذا الكتاب المبارك نوعا آخر من أنواع البيان وهو أن: يكون الظاهر المتبادر من الآية بحسب الوضع اللغوي، غير مراد بدليل قرآني آخر على أن المراد غيره.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ? البقرة اية:48: الظاهر عدم قبولها مطلقا. قال رحمه الله: " لكن في مواضع أخرى يتبين أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة للكفار، والشفاعة لغيرهم بدون إذن رب السموات والأرض. يقول تعالى: ? يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ? الأنبياء اية:28و ? إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْر ? َالزمر الآية:7 و? يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً ? طه الآية:109
5 - الإحالة القرآنية
قال رحمه الله:" ومن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك أن يحيل تعالى على شيء ذكر في آية أخرى، فإنا نبين الآية المحال عليها".
وبذلك يعطي رحمه الله للآية وضوحا أكثر مما لو ذكرت بمفردها.
مثالها: قوله تعالى: ? وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ?النحل الآية:118.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: " هذا المحرم عليهم المقصوص عليه من قبل المحال عليه هنا هو المذكور في الأنعام بقوله تعالى: ?وَعَلَى الَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ وِإِنَّا لَصَادِقُونَ ? الأنعام الآية 146.
6 - تجزئة الآية القرآنية
من منهجه رحمه الله: تجزيء الآية القرآنية، وتقسيمها إلى مقاطع عدة، أو عناصر ثم يبين كل ذلك بالقرآن الكريم على سبيل التفصيل:
مثالها: قوله تعالى ? الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ? الفرقان الآية:2
قال رحمه الله: "وقد أثنى جل وعلا، على نفسه في هذه الآية الكريمة بخمسة أمور، هي أدلة قاطعة على عظمته واستحقاقه وحده تعالى لإخلاص العبادة له".
الأول: أنه هو الذي له ملك السموات والأرض وذلك في قوله تعالى ? أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ? البقرة الآية 107
الثاني: انه لم يتخذ ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا. وذلك في قوله تعالى: ? وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً ? الجن الآية:3
الثالث: أنه لا شريك له في ملكه وذلك في قوله تعالى: ? يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ? غافر الآية:16
الرابع: أنه هو خالق كل شيء.
الخامس أنه قدر كل شيء خلقه تقديرا: وذلك في قوله تعالى ? إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ? القمر الآية:49.
وكان رحمه الله يعتمد التفصيل المطول. ليعطي للآية المفسرة الوضوح التام من مختلف جوانبها ولجميع عناصرها المجزأة إليها.
ويلاحظ المطلع على هذا التفسير المبارك أن المؤلف رحمه الله ركز على هذا النوع من البيان واهتم به، وحاول إبرازه عند كل فرصة تتاح له بشرط تناسبها مع هذا اللون من البيان القرآني.
7 - مفهوم المخالفة القرآني
• اعتمد المفسر رحمه الله على مفهوم المخالفة وذكره في العديد من مواضع تفسيره.
• كان رحمه الله يتكلم عن الآية وما يتعلق بها ثم يقول بعدها: " ويفهم من مفهوم المخالفة في الآية أن .. لأن مفهوم قوله ... "
ومن أمثلته قوله تعالى:
? وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ ? الحج الآية:8
تكلم رحمه الله أثناء تفسيره للآية عن الجدل المذموم الذي يكون بغير علم ويصدر في الغالب من الكفار. قال رحمه الله: ... " واعلم انه يفهم من دليل خطاب هذه الآية الكريمة - أعني مفهوم مخالفتها - أن من يجادل بعلم على ضوء هدي كتاب منير، كهذا القرآن العظيم ليحق الحق ويبطل الباطل بتلك المجادلة الحسنة، أن ذلك سائغ محمود. لأن مفهوم قوله تعالى: ? بِغَيْرِ عِلْمٍ ? أنه إن كان بعلم فالأمر بخلاف ذلك، وليس في ذلك اتباع للشيطان.
8 - التفسير الموضوعي القرآني
التفسير الموضوعي للقرآن الكريم وهو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر.
• وقد كان المؤلف رحمه الله يجمع الآيات المتعلقة بموضوع واحد فيرتبها وينظمها ويربط بينها ليشكل منها موضوعا متكاملا، ثم يعمد إلى تفسير تلك الآيات على ضوء ذلك الترتيب والتنسيق.
• ومن الملاحظ أن الشيخ اهتم به وأبرزه بوضوح.
ومن أمثلته: قوله تعالى ? اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ ? البقرة الآية:256
• الموضوع الولاية: ذكر لها عناصر عدة انطلاقا من آيات أخر فتطرق رحمه الله إلى:
• ولاية الله للمؤمنين وولاية الرسول للمؤمنين.
• ولاية المؤمنين للمؤمنين.
• ولاية الله للرسول ?.
• الكفار لا مولى لهم.
• ثمار الولاية الصادقة.
9 - دفع إيهام الاضطراب
والمراد به إزالة التعارض الظاهري بين الآيات القرآنية الكريمة ومحاولة الجمع بينها.
(يُتْبَعُ)
(/)
• اعتنى المفسر رحمه الله بهذا الموضوع عناية خاصة. وزادت عنايته به بتأليف رسالة قيمة في بابها أسماها: "دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب"
ومن أمثلة التعارض الظاهري: قوله تعالى ? إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ? الكهف الآية:57
بعد أن فسر رحمه الله هذه الآية حدد وجه التعارض الظاهري بينها وبين ما جاء في آيات أخرى من أن الله تعالى يعذب أهل الكفر. بقوله رحمه الله: " فما وجه تعذيبهم على شيء لا يستطيعون العدول عنه والانصراف إلى غيره فهم على ذلك مجبورون.
... تلك الموانع التي يجعلها على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم. كالختم والطبع والغشاوة والأكنة ونحو ذلك، إنما جعلها عليهم جزاء وفاقا. لما بادروا إليه من الكفر وتكذيب الرسل باختيارهم ... فمن الآيات الدالة على ذلك قوله تعالى: ? بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ? النساء الآية:155"
ب- تفسير القرآن بالسنة
يقصد الشيخ رحمه الله بالسنة في هذا الباب: السنة المرادفة للحديث.
قال رحمه الله تعالى: " واعلم أن مما التزمنا في هذا الكتاب المبارك، أنه إن كان للآية الكريمة، مبيـ?ن من القرآن غير واف بالمقصود من تمام البيان فإنا نتمم البيان من السنة".
لكن هذا النوع من البيان لم يكن هو الأساس والعمدة عند الشيخ في تفسيره. وقد بين رحمه الله أيضا ما لم يكن له بيان في القرآن أصلا بالسنة. إلا أن ذلك قليل ونادر.
ويمكن لنا أن نجمل هذا النوع في نقطتين أساسيتين:
* الإيضاح والبيان بالسنة مباشرة: وفي هذه النقطة يكون البيان بالسنة من صلب التفسير وأصله.
* الإيضاح والبيان بالسنة ضمن موضوعات عديدة مختلفة من فقه وعقيدة وأصول ... وقد توسع فيه المؤلف رحمه الله كثيرا.
- معالم منهجه فيه.
• بيان الكلمة القرآنية بالسنة
• إيضاح الآية القرآنية بالسنة
• الترجيح بالسنة
• إزالة التعارض الظاهري
• نقده للحديث.
1 - بيان الكلمة القرآنية بالسنة
• اعتمده رحمه الله، وركز عليه كثيرا وذكره في مواضع عديدة خاصة عندما تتكرر معه الكلمة القرآنية المفسرة نفسها.
• اعتمد رحمه الله هذا البيان بالسنة عند تفسيره للآيات التي يتوقف بيانها على معرفة الكلمة القرآنية، والتي يدور عليها المعنى غالبا، او يكثر ذكرها في القرآن، وتحتمل معاني كثيرة بحسب موضعها، ولا يوجد لها بيان واف من القرآن.
ومن الأمثلة على ذلك: قوله تعالى: ? الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ? الأنعام الآية:82. قال رحمه الله:"المراد بالظلم هنا الشرك كما ثبت عن النبي ? في صحيح البخاري وغيره من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه".
وقد أشار رحمه الله فقط إلى طرف الحديث الذي استدل به.
• كذلك عند تفسيره لقوله تعالى: ? وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ? لقمان الآية:13 اعتمد على البيان بالسنة نفسها.
والحديث الذي استدل به هو: "حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّنَا لا يَظْلِمُ نَفْسَهُ قَالَ لَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ لَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ بِشِرْكٍ أَوَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ ? يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ?» ".
2 - إيضاح الآية بالسنة.
من معالم منهجه فيه أنه رحمه الله:
• اعتنى عناية فائقة ببيان الآيات القرآنية بالسنة.
• كان له منهج متميز في هذا النوع من البيان.
• لا يلجأ لذلك إلا إذا كان البيان بالقرآن غير كاف ولا مستوف
* بيان الآية بالحديث تبعا:
• كان رحمه الله يعتمد في تفسيره للقرآن الكريم أولا على البيان بالقرآن، ثم يتبع ذلك بالبيان بالسنة النبوية.
• وهذا النوع هو الغالب في تفسيره رحمه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: قوله تعالى: ? وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ? آل عمران الآية:97. بين رحمه في مواضع متعددة من القرآن معنى الآية، وذكر هذه الآيات المبينة ثم قال: "وثبت في صحيح مسلم رحمه الله من حديث أَبِي ذَرٍّ عن النَّبِيِّ ? فِيمَا رَوَى عَن اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» "
فيكون سوقه للحديث في مثل هذا النوع تبعا لا ابتداء.
* بيان الآية بالحديث ابتداء:
• إذا لم يجد رحمه الله في القرآن شيئا من التفسير، عمد إلى البيان بالسنة ابتداء وتأسيسا.
ومن أمثلته قوله تعالى: ? وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ? الحجر الآية:87
قال رحمه الله: ''ذكر -جل وعلا- في هذه الآية الكريمة أنه آتى نبيه ? سبعا من المثاني والقرآن العظيم، ولم يبين هنا المراد بذلك ... " إلى أن قال: " فاعلم أن النبي ? بين في الحديث الصحيح أن المراد بالسبع المثاني والقرآن العظيم في هذه الآية الكريمة هو فاتحة الكتاب." ثم ذكر حديث أبي سعيد بن المعلى الذي في البخاري كاملا: «قَالَ كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ فَدَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي فَقَالَ أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ثُمَّ قَالَ لِي لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ الْمَسْجِدِ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ أَلَمْ تَقُلْ لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».
* ذكره للأحاديث الموافقة للآية تأكيدا.
اعتمد رحمه الله هذا النوع ليؤكد ما جاء في القرآن العظيم موافقة.
مثال: قوله تعالى: ? قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ... ? النور الآية: 30.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قال رحمه الله " وهذا الذي دلت عليه الآيتان من الزجر عن النظر إلى ما لا يحل. جاء موضحا في أحاديث كثيرة منها: ما ثبت في الصحيح عن أبي سعيد الخدري «رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ فَقَالُوا مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا قَالُوا وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ» ''
* زيادة البيان بالحديث
• يعتمد رحمه الله على السنة في بيان أحكام زائدة عن الذي جاء في الآية الموضحة.
مثالها ذلك: قوله تعالى: ? فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? النساء الآية: 25
بين رحمه الحكم المسكوت عنه في هذه الآية. وهو حكم الأمة غير المحصنة: الذي لا فرق بينها وبين المحصنة فيه. ثم جاء بالسنة المبينة فقال: " فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث «أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْأَمَةِ إِذَا زَنَتْ وَلَمْ تُحْصِنْ قَالَ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَاجْلِدُوهَا ثُمَّ إِنْ زَنَتْ فَبِيعُوهَا وَلَوْ بِضَفِيرٍ».
وهكذا كان رحمه الله يبين بالسنة المطهرة أحكاما زائدة لم تبين في القرآن الكريم.
3 - الترجيح بالسنة
في هذه النقطة بالذات بذل رحمه الله عصارة علمه، وقوة فهمه، ودقة استنباطه، وعمق ملاحظاته .. فتجده رحمه الله، يرجح في أغلب المواضع التفسيرية بين الأقوال المتباينة. وقد اعتمد في ذلك على مرجحات عدة .. من بينها السنة المطهرة.
وتميزمنهجه رحمه الله بابتعاده عن التعصب المذهبي، والتزامه بقوة الدليل في الأقوال، دون النظر إلى صاحبها أوقائلها كما صرح بذلك في المقدمة.
قال رحمه الله: " ... إذا بينا قرءانا بقرآن في مسألة يخالفنا فيها غيرنا، ويد?عي أن مذهبه المخالف لنا يدل عليه قرآن أيضا، فإنا نبين بالسنة الصحيحة صحة بياننا، وبطلان بيانه. فيكون استدلالنا بكتاب وسنة".
مثال ذلك: قوله تعالى ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? المائدة الآية:5
ذكر رحمه أدلة الرافضة الذين ذهبوا إلى أن الواجب هو مسح الأرجل، ثم ثنى بأدلة جمهور المسلمين الذين قالوا بأن الواجب هو غسلهما. وبعد تحرير القول في هذه المسألة رجح رحمه الله القول بغسلهما وذكر الحديث المرجح لهذا القول على غيره: وهو حديث «عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا» وقال بعده رحمه الله:" وهذا لا يكون إلا في ترك أمر واجب مطلوب".
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأمثلة أيضا: قوله تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ? الحج الآية:1 فرجح رحمه الله القول بأن المقصود من هذه الآية هو واقعة يوم القيامة بعد القيام من القبور، وذكر لذلك مايكفي من الأدلة.
4 - إزالة التعارض الظاهري بين النصوص:
ازال رحمه الله التعارض الظاهري بين الآيات القرآنية بعضها مع بعض من ناحية. وبين الآية القرآنية والسنة من ناحية أخرى بأساليب عدة وطرق مختلفة سنمثل لكل واحد منها.
1. التعارض بين الآيات القرآنية:
ومن أمثلته: قوله تعالى: ? وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ? العنكبوت الآية:13. فهي معارضة بقوله تعالى: ? وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ? الأنعام الآية:164.
ولرفع هذا التعارض فإنه رحمه الله جمع بين النصوص جمعا شافيا كافيا فقال رحمه الله مدحضا لشبه من ظن تعارض الآيتين السابقتين "هو أن رؤساء الضلال وقادته تحملوا وزرين أحدهما وزر ضلالهم في أنفسهم والثاني وزر اضلالهم غيرهم. ثم استدل بحديث نبوي شريف من صحيح مسلم وهو حديث: «عَبْدِ اللَّهِ قَالَ جَاءَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فَأَبْطَؤُوا عَنْهُ حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ قَالَ ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ .. »
2.التعارض بين الآية والسنة: ومن أمثلته:
قوله تعالى:? وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ? الأنعام الآية:164.
فهذه الآية معارضة بقوله عليه الصلاة والسلام:
«إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ» ولإزالة هذا التعارض حمل رحمه الله الحديث على أمرين:
1 - أن يوصي بالنوح عليه: فيكون تعذيبه بسبب إيصائه بالمنكر.
2 - أن يهمل نهيهم قبل موته: فيكون تعذيبه بسبب تفريط منه.
5 - نقده للحديث:
قال رحمه الله: " قد تضمن هذا الكتاب أمورا زائدة على ذلك ". أي على البيان بالقرآن. وفعلا فالمطالع للتفسير يظن أنه يطالع في كتب الحديث وعلومه، خصوصا في بعض المواضع. فتجد الشيخ رحمه الله كثير الاعتماد على ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما.
وقد جعل رحمه الله من البيان بالسنة هذا الموضوع:
* لأن السنة المطهرة لا يمكن لها أن تنفصل أو يفصل عنها هذا الجانب من علوم السنة- نقد النصوص الحديثية -.
*وكذلك تجنبا لما وقع فيه بعض المفسرين من إعمالهم لهذه الدراسة في غير محلها.
وتناول رحمه الله هذا الجانب من زاويتين:
الأولى نقد المتن: وهو قليل جدا، إلا في نقده لبعض متون الروايات الإسرائيلية عندما تخالف بعض أصول الشريعة الإسلامية، أو في بعض الأحاديث النادرة.
الثانية نقد السند: وقد توسع فيه رحمه الله وأفاد به.
معالم منهجه في هذا النوع من البيان:
ا. الاهتمام بالإسناد:
حاول رحمه الله في الغالب ذكر رجال السند وما يشير إلى ذلك حتى من الصحيحين.
مثال ذلك: قوله تعالى: ? وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً {71} ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً ? مريم الآية:71
(يُتْبَعُ)
(/)
استدل رحمه الله على أن الورد معناه الدخول بأدلة عدة منها حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله ? يقول: «لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما ... »
قال رحمه الله: الظاهر أن الإسناد المذكور لا يقل عن درجة الحسن لأن:
طبقته الأولى: سليمان بن حرب وهو ثقة إمام حافظ مشهور.
وطبقته الثانية: أبو صالح أو أبو سلمة غالب بن سليمان العتكي الجهضمي الخراساني وهو ثقة.
وطبقته الثالثة: كثير بن زياد أبو سهل البرساني وهو ثقة.
وطبقته الرابعة: أبو سمية وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
ثم قال بعده رحمه الله: "وبتوثيق أبي سمية المذكور تتضح صحة الحديث".
ب.تعدد طرق الحديث:
نجده رحمه الله يذكر للحديث الواحد الطرق العديدة التي تفيد في تقويته. وقد ُيعنى بسوق الأسانيد للطرق العديدة للحديث. حتى ولو كان في الصحيحين أو في أحدهما.
ومثال هذا النوع: قوله تعالى ? وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ?المائدة الآية:5 فذكر للاستدلال على وجوب غسل الأرجل في الوضوء، لا مسحهما، حديث مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: «رَأَيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ مَرَّ بِقَوْمٍ يَتَوَضَّئُونَ مِنْ مَطْهَرَةٍ فَقَالَ أَحْسِنُوا الْوُضُوءَ يَرْحَمْكُمْ اللَّهُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّار» ثم ذكر له طرقا عدة: عن أبي هريرة وعن عائشة وعن عبد الله بن حارث بن جزء الزبيدي وعن جابر وعن معيقيب وعن أبي أمامة رضوان الله عليهم جميعا.
وتوسع رحمه الله في سرد الأحاديث الكثيرة بأسانيدها المتعددة. مع أنه كان يكفيه ما في الصحيحين.
ولعل الذي دعاه إلى هذا التوسع -والله أعلم-، التأكيد على إبطال شبه المخالف ورد أدلته.
ج. التخريج والحكم:
والمراد بالتخريج والحكم: الدلالة على موضع الحديث في مصادره الأصلية التي أخرجه منها بسنده. ثم بيان مرتبته عندما يكون الحديث أصلا في استدلاله وبيانه للآية.
وبهذا يسهل رحمه الله للقارئ التناول من تفسيره والاطمئنان إلى الأخذ منه.
ومن الأمثلة على ذلك حديث: أَبَي هُرَيْرَةَ «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» الذي أورده رحمه الله أثناء تناوله لقوله تعالى: ? إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالْدَّمَ وَلَحْمَ الْخَنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .. ? النحل الآية:115. فبعدما ذكر الحديث دلل على مصادره وقال رحمه الله بعد هذا التدليل:"والحديث صحيح كما في تخريجه بهذا الأسلوب والمنهج".
د.الاستدلال بالضعيف
اعتمد رحمه الله على الصحيح من السنة، وتجنب ذكر الضعيف في كل ما له علاقة بأصل التفسير. وما ذكره من الضعيف ففي الغالب لينبه عليه، ولم يعتمد عليه رحمه الله في تبيانه للقرآن الكريم.
أو لأنه قابل للجبر والتقوية. لكون الضعف فيه خفيفا وصالحا للجبر.
ومن الأمثلة على هذا قوله تعالى: ? وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ?البقرة الآية:196. ففي تفسيره لهذه الآية ذكر رحمه الله حديث: «من سبق العاطس بالحمد أمن الشوص واللوص والعلوص» ليستدل به على قول من قال بأن الإحصار يكون بالمرض كذلك كما يكون من العدو.
قال المفسر رحمه الله بعد أن ذكر الحديث:" إنه ظاهر السقوط".
فيتبين للقارئ أن المؤلف رحمه الله ذكر الحديث هنا لبيان حاله لا للإستدلال به.
6. سكوته عن الحديث
(يُتْبَعُ)
(/)
الأصل أن يتكلم المؤلف عن الأحاديث، ويبين ما فيها، ويحكم عليها كما عودنا في كثير من المواضع. لكن المؤلف رحمه الله قد يسكت عن الحديث الصحيح المقبول، أو الحديث الخفيف الضعف القابل للجبر والتقوية.
لكن سكوته هذا قليل بالنظر إلى الأحاديث التي ذكر تخريجها وحكمها. وعليه فإنه يمكن أن نقسم سكوته رحمه الله من حيث الحكم عن الأحاديث وعدمه إلى قسمين:
1 سكوته التام (أي سكوته عن السند والتخريج والحكم بالنسبة للأحاديث الصحيحة)
ومثاله قوله تعالى ? وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ? المائدة الآية:2. قال رحمه الله بعدما بين تفسير هذه الآية: " ... وفي هذه الآية دليل صريح على أن الإنسان عليه أن يعامل من عصى الله فيه بأن يطيع الله فيه" وساق الحديث دون تعليق فقال رحمه الله " وفي الحديث: «أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك» ".
2 سكوته عن أسانيد وتخريج الأحاديث:
وأحيانا كان رحمه الله يسكت عن إسناد الحديث وتخريجه ويذكر الحكم الخاص بالحديث.
ومثال ذلك: قوله تعالى ? وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً ? مريم الآية:2. فذكر رحمه الله أثناء تفسيره للآية حديثا صحيحا في معناها «كذبني ابن آدم ولم يكن له أن يكذبني ... » قال رحمه الله فيه " وفي الحديث الصحيح" فذكر الحكم دون ذكر لإسناده ولا لتخريجه.
ج - تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم
أورد المؤلف رحمه الله من هذا اللون من البيان للقرآن الكريم الشيء القليل. وكان رحمه الله غالبا ما يردف أقوال الصحابة رضي الله عنهم بأقوال التابعين الذين تلقوا عن الصحابة رحم الله الجميع.
ولم يذكر رحمه الله في مقدمته، ولا في ثنايا تفسيره، أنه سيعتمد في بيانه للقرآن على أقوال الصحابة والتابعين. لكنه اعتمد على ذلك وذكره في تفسيره حتى برز منه ما يجعله قابلا للبحث والدراسة للمهتمين بذلك.
1 - تفسير الكلمة القرآنية
يبين رحمه الله معنى الكلمات القرآنية التي غالبا ما يتوقف معنى الآية على إيضاحها بما جاء عن الصحابة والتابعين عندما لا يجد بيان ذلك في الكتاب والسنة. أو عندما يكون البيان بالكتاب والسنة محتاجا إلى مزيد إيضاح وبيان، وعليه فإن تفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين عند المؤلف على ثلاثة أنواع:
أو أن البيان بذلك غير كاف ولا مستوف
أ. بيانه بالقول الواحد.
مثال ذلك: قوله تعالى ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ? المائدة الآية:35.
ففسر رحمه الله الوسيلة في هذه الآية بقول ابن عباس رضي الله عنهما: "الوسيلة الحاجة"، ولم يذكر غير هذا القول من أقوال الصحابة أو التابعين.
ب. بيانه بالأقوال المتفقة
ومن أمثلته: قوله تعالى ? وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ? النمل الآية:90.
فبين رحمه الله ? بِالسَّيِّئَةِ? بأنها: الشرك بأقوال عديدة متفقة للصحابة والتابعين رضي الله عنهم.
ومن هنا نلاحظ أن معنى الآية الكريمة متوقف على معرفة معنى هذه الكلمة. وندرك أيضا أهمية هذا البيان وقيمته وقوته من الناحية التفسيرية.
ج. بيانه بالأقوال المتباينة
ومثاله: قوله تعالى: ? إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ? الحجر الآية:75
ذكر رحمه الله لبيان معنى ?ِّ الْمُتَوَسِّمِينَ? بعض الأقوال المختلفة للصحابة والتابعين رضي الله عنهم فقال:
" فابن عباس رضي الله عنهما قال: للناظرين. وقتادة رحمه الله قال: للمعتبرين. ومجاهد رحمه الله قال: للمتفر?سين".
2 - تفسيره للآية القرآنية
منهجه رحمه الله في ذلك أنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
تارة يذكر أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، ابتداءا وتارة تبعا، بعد ذكر ما جاء في تفسير الآية من الكتاب والسنة. وفي بعض المواضع التفسيرية القليلة يذكر القول الواحد للصحابي أو التابعي. أما في الغالب فيركز رحمه الله على أقوالهم المجموعة، المتتابعة عند اتفاقهم أو اختلافهم. وأحيانا يجمع أو يرجح إذا كان الاختلاف واسعا. ولم يشذ عن المسلك هذا إلا في مواضع معدودة.
أ. بيان الآية ابتداء.
في قوله تعالى: ?هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ? الرعد الآية:12 ذكر رحمه الله هنا أقوال التابعين فقط فقال:
" فعن الحسن البصري قال:" الخوف لأهل البحر والطمع لأهل البر". وعن الضحاك قوله:" الخوف من الصواعق والطمع في الغيث". وقال قتادة: "خوفا للمسافر، يخاف أذاه ومشقته. وطمعا للمقيم، يرجو بركته ومنفعته ويطمع في رزق الله ".
ب. بيان الآية تبعا:
في قوله تعالى: ?كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ? الأنبياء الآية:35 ذكر رحمه الله ما جاء في القرآن الكريم، ثم أتبعه بما جاء عن الصحابة فقال: " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أي نبتليكم بالشر والخير فتنة بالشدة والرخاء والصحة والسقم والغنى والفقر والحلال والحرام والطاعة والمعصية، والهدى والضلال ".
ج. بيانه للآية بالأقوال المختلفة:
في قوله تعالى: ?مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ? النحل الآية:97.
ذكر رحمه الله هنا تفسيرات عدة متباينة من أقوال الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعا.
قال رحمه الله:" روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب. وعن علي أنه فسرها بالقناعة. وقال الضحاك هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا. وفي رواية له قال هي العمل بالطاعة والانشراح بها ... "
ثم جمع رحمه الله بين هذه الأقوال بقوله: " والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله" وذكر بعض الأدلة على ذلك.
3 - بيان الإجمال:
معالم منهجه في بيان الإجمال:
• اعتمد رحمه الله على أقوال الصحابة والتابعين في بيان مجمل القرآن.
• ركز المؤلف رحمه الله على هذا اللون من البيان، وبذل فيه قصارى جهده.
• كان في الغالب ما يقوي ويعضد به، البيان القرآني للقرآن أو البيان بالسنة.
مثال ذلك: في قوله تعالى: ?مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا ? الحج الآية:78. فقد وقع إجمال بسبب الاحتمال في الضمير ''هو'' على من يعود؟
ونلاحظ أن المؤلف رحمه الله رجح قول ابن عباس ومجاهد وعطاء والضحاك والسدي ومقاتل بن حيان .. بأن الضمير يعود على الله لا على إبراهيم. وذكر لذلك أدلة عديدة.
4 - اعتراضاته:
• كان رحمه الله مدققا ومحققا ومصوبا لا ناقلا وراويا فحسب.
• كان رحمه الله يعتمد فقط على ما وافق الكتاب والسنة ويرد ما خالفهما.
ومن أمثلة إعتراضاته رحمه الله: عند تفسيره لقوله تعالى: ?وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ? المائدة الآية26
اعترض رحمه الله على قول الحسن البصري في تفسير الآية، من أن الر?جلين المذكورين فيها هما رَجلان من بني إسرائيل ورجح أنهما هابيل وقابيل. وذكر لذلك أدلة وشواهد من القرآن والعقل.
وفي قوله تعالى أيضا: ?إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ ? النمل الآية: 80. قال رحمه الله " اعلم أن الذي يقتضي الدليل رجحانه، هو أن الموتى في قبورهم يسمعون كلام من كلمهم، وأن قول عائشة رضي الله عنها ومن تبعها أنهم لا يسمعون استدلالا بقوله تعالى: ?إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ? وما جاء بمعناها من الآيات غلط منها رضي الله عنها ومن تبعها "
5 - موقفه من الإسرائيليات:
معالم منهجه فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
• كان رحمه الله لا يعتمد عليها في تفسيره، بل يذكرها في الغالب لينبه عليها ويبطل ما فيها من أكاذيب وأباطيل.
• غالبا ما يتعرض للإسرائيليات الواردة في تفسير آيات العقائد والقصص والأخبار.
• تارة يذكر الرواية كاملة، وتارة يقتصر على طرفها أو ما يشير إليها ثم ينقدها جملة وتفصيلا.
• يعتمد في نقده للروايات الإسرائيلية على ما قاله أهل العلم، وخاصة العلامة ابن كثير رحمه الله في تفسيره: تفسير القرآن العظيم.
ومن أمثلته: قوله تعالى?وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ? الحج الآية:52
ذكر رحمه الله ما جاء من رواية الشيطان الذي ألقى على لسان النبي ?، تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى: ورد هذا القول بأدلة كثيرة مستفيضة.
قال رحمه الله: " اعلم أن مسألة الغرانيق مع استحالتها شرعا، ودلالة القرآن على بطلانها، لم تثبت من طريق صالح للاحتجاج ". وقال أيضا " ... لا يخفى أنه باطل لا أصل له وأنه لا يليق بمقام النبوة وهو من الإسرائيليات ".
6 - موقفه من القراءات.
معالم منهجه فيه:
قال رحمه الله:
* " وقد التزمنا أن لا نبين القرآن إلا بقراءة سبعية ".
* " وربما ذكرنا القراءة الشاذة استشهادا للبيان بقراءة سبعية ".
* وكان رحمه الله لا يتوسع كثيرا في ذكر القراءة الشاذة، إلا بقدر ما يستفيد منها في تفسير الآيات القرآنية.
أ. عزو القراءة لصاحبها: (اسنادها إليه)
مثال ذلك: قوله تعالى: ? وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ ? المائدة الآية:53. قال رحمه الله: " هناك ثلاث قراءات سبعيات: الأولى: يقول بلا واو مع الرفع. وبها قرأ نافع وابن كثير وابن عامر. الثانية بإثبات الواو مع رفع الفعل أيضا: يقولوا. وبها قرأ عاصم وحمزة والكسائي.
الثالثة: بإثبات الواو ونصب يقولَ عطفا ? فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ? المائدة الآية:52. وبها قرأ عاصم وأبو عمرو.
ب. بيان القراءة وتوجيهها:
يذكر رحمه الله القراءات ويتعرض لها بالتوجيه. ليبين ما جاء في القرآن الكريم أو بعض جوانبه ... من البيان.
مثاله: قوله تعالى: ? وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً ? الإسراء الآية:106.قال: قرأ عامة القراء: ? فَرَقْنَاهُ? بالتخفيف، أي: بيناه وأوضحناه وفصلناه، وفرقنا فيه بين الحق والباطل. وقرأ بعض الصحابة ?فر?قناه? بالتشديد أي أنزلناه مفرقا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة.
ج. الجمع بين القراءات:
عندما يكون اختلاف في القراءات، فإن المؤلف رحمه الله بما حباه الله من رسوخ في العلم يجمع بينها، ليزيل هذا الاختلاف، ويبين غايته وثمرته وأسبابه.
ومثال ذلك: قوله تعالى ? حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ? الكهف الآية:85.
ذكر هنا ما جاء في قراءة ? حَمِئَةٍ ? بلا ألف و?حامية? بالألف.فالأولى هي الطين الأسود والثانية هي العين الحارة.
ثم قال رحمه الله " ولا منافاة بين القراءتين، لأن العين المذكورة حارة وذات ماء وطين اسود فكلتا القراءتين حق ... ".
د - مباحث أخرى ضمن التفسير بالمأثور.
ومنه الناسخ والمنسوخ -الحروف المقطعة - أسباب النزول - الشاذ من القراءات ...
ومثل هذه المباحث وغيرها، لم يتوسع فيها المؤلف رحمه الله كثيرا.
التفسير بالدراية
1. إيراده لمسائل الفقه:
• كان رحمه الله ذا نزعة فقهية عالية، بدت في تفسيره واضحة للعيان. وكما هو معلوم فإن ذلك راجع إلى نظام الدراسة ببلده الأصلي وتأثره رحمه الله ببيئته: موريتانيا
(يُتْبَعُ)
(/)
• استوعب معظم الموضوعات الفقهية المعروفة. وقد فصل في البعض واختصر في البعض الآخر بحسب الحاجة ارتباطا بما حدده من مقاصد من وراء تأليف هذا التفسير المبارك.
• جعل رحمه الله مقصده الثاني من هذا التفسير بيان الأحكام الفقهية: قال رحمه الله: ''والثاني بيان الأحكام الفقهية في جميع الآيات المبينة بالفتح في هذا الكتاب" " ... بيان الأحكام، ذكر الأدلة، آراء العلماء، الترجيح من غير تعصب لمذهب معين .. ".
أ - مدخله الفقهي للآية:
معالم منهجه فيه:
* هو من الصناعة الفنية التي اعتمدها المفسر ضمن تفسيره للآيات القرآنية.
* كان المفسر رحمه الله يستهل كلامه بقوله: تنبيه أو تنبيهان أو تنبيهات .. ثم يشرع في بيان ما فيها من أحكام فقهية.
* عند تحريره للمسائل الفقهية يستهل كلامه بقوله: مسألة أو مسائل. وأحيانا يفرع المسألة الواحدة إلى تفريعات عدة.
* يستهل كلامه تارة بذكر فروع خاصة بالمسألة الفقهية التي يتعرض لها ضمن تفسيره للآية. وفي الغالب يكون تحريره لهذه المسائل الفقهية على صيغة سؤال أو عدة أسئلة، ثم يجيب عن كل سؤال على حدة.
* وتارة يقرر المسألة الفقهية ويحددها، ثم يفصل أقوال العلماء فيها، كما أنه بعد هذا التفصيل وعند ذكره للراجح أو لخلاصة الأقوال يبدأ كلامه رحمه الله بقوله: قال مقيده (ويقصد بذلك نفسه رحمه الله).
ب - الفقه المقارن
• أكثر منه رحمه الله واعتمده في تفسيره عند تحريره للمسائل الفقهية.
• تجنب ذكر المذهب الذي عليه المفسر رحمه الله، إلا في بعض المواضع التي توسع في ذكر المذهب المالكي فيها، لكن هذا التوسع لا يكون على حساب الدليل.
ومن الأمثلة على هذا: قوله تعالى: ? الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ?
• فذكر رحمه الله أقوال أهل العلم في أحكام الزنى ثم قال: " وإذا علمت أقوال أهل العلم في هذه المسألة فهذه تفاصيل أدلتهم ... " ثم قال في آخره:" ... وإذا عرفت أقوال أهل العلم في هذه المسألة وحججهم، فاعلم أن كل طائفة منهم ترجح قولها على قول الأخرى".
ج - الترجيح:
ومن أمثلته قوله رحمه الله في مسألة الزنى: " دليل كل منها قوي وأقربهما عندي أنه يرجم فقط، ولا يجلد مع الرجم لأمور منها ... "
وفي مثال آخر يستعرض رحمه الله أقوال المذاهب ثم يقول: " وإذا عرفت مذاهب الأمة في حكم قص المحرم أظافره وما يلزمه من ذلك فاعلم أني لا أعلم لأقوالهم مستندا من النصوص ... "
وقال رحمه الله في ترجيح لزوم الحلق للمحصر: " قال مقيده عفا الله عنه: الذي يظهر لنا رجحانه بالدليل هو ما ذهب إليه مالك وأصحابه من لزوم الحلق لقوله تعالى ? وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ? البقرة الآية:195. ولما ثبت في الأحاديث الصحيحة عنه ? ... "
* منهجيته في الترجيح:
• يحدد رحمه الله المسألة الفقهية التي هي محل النزاع والخلاف، ثم يذكر أقوال ومذاهب العلماء فيها، ثم يثني بذكر أدلة كل فريق، ويقارن بين الأدلة ويناقشها بالنقد والتحليل، ثم بعد ذلك يعمد إلى الترجيح بحسب قوة الدليل كما ذكرنا في مسألة الزنى.
• يذكر أقوال العلماء في مسائل فقهية لا دليل لهم عليها ثم يلخص كلامهم ويقرب الراجح منها. وأما في المسائل التي لا خلاف فيها بين أهل العلم فالإعتماد فيها عند المؤلف رحمه الله على الدليل فقط.
• الترجيح بين الأقوال المختلفة في مسائل التفسير العديدة، وخصوصا في المسائل الفقهية التي جاءت أكثر وضوحا وبروزا من غيرها.
• التزم في ترجيحاته عدم التعصب مع التزام الدليل وبذل الجهد للوصول إلى الحق.
• اعتمد في ترجيحاته على الكتاب والسنة، ودلالات الأصول واللغة العربية، وعلى الأدلة العقلية المختلفة ..
• ويلاحظ في ترجيحاته رحمه الله عدم التقيد بمذهب معين، بل يلتزم بما يترجح لديه بالدليل النقلي أو بالنظر العقلي في ضوء الشرع وأصوله ...
ولمثل هذه الأسباب كان هذا التفسير المبارك سهل التناول خاصة في الفقه.
د - الاستدلال والاستنباط:
(يُتْبَعُ)
(/)
• يلاحظ في تفسيره رحمه الله دقة الاستدلال بالنصوص وقوة الاستباط منها لذا تجد في ثنايا هذا الكتاب إشارات لطيفة ودقائق فقهية بديعة، تؤكد على تبحر المفسر رحمه الله وقوته العلمية وفقهه العميق والدقيق.
• كان رحمه الله يستعمل ويستخدم كل قواه العلمية عند التعامل مع نصوص الوحي بالاستدلال والاستنباط.
ومن الأمثلة قوله تعالى: ? أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ? الزخرف الآية:32.
تحدث رحمه الله في تفسيره للآية عن المذهب الاشتراكي الشيوعي والأنظمة المتبنية له والدائرة في فلكه، وعن الاقتصاد وركنيه - اكتساب المال وصرفه في مصارفه - وقال بعده، " فاعلم أن كل واحد من هذين الأصلين لابد له من أمرين ضروريين: معرفة حكم الله فيه، ومعرفة الطرق الكفيلة باكتساب المال .. ".
هـ - الاستدلال بالمأثور
1 - عند تعرضه رحمه الله للمسائل الفقهية ركز كثيرا على الاستدلال بالمأثور وتوسع فيه. وكأنه رحمه الله جعل شعاره فيه: لا فقه بدون نصوص من المأثور.
2 - يركز رحمه الله كثيرا على القرآن باعتباره المصدر الأول في التشريع الإسلامي. وعلى السنة باعتبارها فصلت معظم الأحكام الشرعية، ثم يسترسل بعد ذلك في ذكر أقوال الصحابة والتابعين على قدر الحاجة وبدون توسع.
3 - اعتمد في الغالب على صحيح السنة، وعلى الخصوص ما أخرج الشيخان. كما اهتم كذلك بنقد الحديث، وتوسع فيه.
4 - توسع في الصناعة الحديثية. وكان فيها دقيقا وأكثر توثيقا. وتوقف معها طويلا، خاصة عندما تكون الحاجة ماسة لذلك. فكان رحمه الله يتعرض لسند الحديث، ويتكلم عن رجاله، ويذكر الروايات والطرق العديدة له، ويذكر كل ما جاء فيه من تصحيح وتضعيف، ثم يجمع ويرجح بين الأقوال، ويعمد إلى إزالة أي تعارض إن وجد.
5 - التوسع الكبير في التعرض للمسائل الفقهية واستدلاله عليها بما جاء من نصوص السنة المطهرة.
خصائص منهجه الفقهي رحمه الله:
- الاستيعاب للمذاهب الفقهية.
- التعرض لأدلة المذاهب وأقوالهم.
- دقة المناقشة للأقوال مع ربطها بأدلتها.
- قوة الاستنباط والاستدلال.
- قوة الترجيح.
- البعد عن التعصب المذهبي.
- إعذار أصحاب الأقوال المخالفة والتأدب معهم.
- العرض المنهجي المبسط.
- التوسع في طرح المسائل الفقهية.
2 – ايراده للمسائل الأصولية:
غرضه من تناول المسائل الأصولية:
1 - تسخيره مسائل أصول الفقه لخدمة مقصده العام الذي هو: بيان معاني كتاب الله تعالى وإظهار محاسنه وإزالة الإشكال عما أشكل منه.
2 - ذكر المسائل الأصولية للتحقيق والتدقيق.
3 - ذكرها أيضا لتقوية الدليل وما يذهب إليه من الأقوال.
4 - اعتماده عليها كذلك في عملية الترجيح.
5 - ذكرها أثناء الشرح والتوضيح لتعم الفائدة بها وليعلم القارئ كيف يتعامل مع النصوص.
منهجه في تناول المسائل الأصولية
* برع رحمه الله في ذكر المسائل الأصولية.
* تعرض رحمه الله إلى أمرين أساسيين في علم الأصول:
* الحكم الشرعي وأقسامه.
* مباحث علم أصول الفقه.
* التزم التحقيق والتدقيق ورد المسائل الفرعية إلى أصولها.
* ضرب الأمثلة العديدة من الكتاب والسنة.
* تجنب التخمينات الظنية الافتراضية.
* توسع في بعض المباحث الأصولية كثيرا مثل: القياس والتقليد والاجتهاد ...
* التوسط في طرح بعض المسائل.
* الاختصار في مواضع قليلة نادرة.
أسلوبه فيها رحمه الله:
لأسلوبه رحمه الله في تناول المسائل الأصولية صورتان:
الصورة الأولى: مسائل أصولية من صلب التفسير متعلقة بالآية المفسرة مباشرة ومبينة لها.
الصورة الثانية: مسائل أصولية ليست من صلب التفسير لكنها ذكرت استطرادا ضمن المسائل الفقهية أو مسائل أخرى، ولا تكون متعلقة بالآية مباشرة.
مسائل أصولية من صلب التفسير:
كان رحمه الله يذكر بعض المسائل الأصولية في تفسير الآية، أو بعبارة أخرى ما للآية من دلالة على المسائل الأصولية .. وهذا قليل نادر.
التمثيل للمسائل الأصولية:
(يُتْبَعُ)
(/)
اجتهد رحمه الله في إزالة وهم الكثير من الناس الذين يظنون أن المسائل الأصولية مسائل عقلية لا علاقة لها بالنقل البتة. وأن البعض من هذه المسائل مجرد من المثال والدليل، وإنما تذكر كأمثلة افتراضية بعيدة عن نصوص الوحي والواقع.
وكان رحمه الله كثيرا ما يمثل للمسائل الأصولية الفقهية، بما جاء في القرآن الكريم.
ومن الأمثلة على ذلك: مسألة" الأمر المجرد من القرائن" فذكر قوله تعالى: ? فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ? النور الآية:63. ثم قال رحمه الله: " هذه الآية الكريمة قد استدل بها الأصوليون على أن الأمر المجرد من القرائن يقتضي الوجوب ... " واستطرد في الكلام عن هذه المسألة ليخلص في الأخير إلى: " أن الأمر للوجوب ما لم يصرفه عنه صارف لأن غير الواجب لا يستوجب تركه الوعيد الشديد والتحذير".
تحقيق المسائل الأصولية
يعمد رحمه الله إلى تحقيق المسائل الأصولية الداخلة ضمن بيان الآيات القرآنية أو المتعلقة بذلك ... بشيء من التفصيل والتدقيق ليزيل ما فيها من اختلاف ويبين الحق والصواب فيها.
ومثاله: قوله تعالى: ? وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ ? المائدة الآية:2
تعرض رحمه الله هنا إلى ذكر مسألة أصولية وحققها وهي:" الأمر بالشيء بعد تحريمه ":
فقال رحمه الله: " الأمر بالشيء بعد تحريمه يدل على رجوعه إلى ما كان عليه قبل التحريم من إباحة أو وجوب ".
الصورة الثانية: مسائل أصولية ضمنها كلامه عن القضايا الفقهية ...
• توسع فيها رحمه الله وذكر منها الشيء الكثير.
• كان رحمه الله غالبا ما يذكر ذلك لترجيح وتقوية ما يذهب إليه أو لتحقيق تلك المسائل الأصولية والخروج من الخلاف والنزاع، وترجيح ما يراه حقا وصوابا حسب دلالة الأدلة وقوتها.
مثال ذلك: قوله تعالى: ? وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ? المومنون الآية:5
رجح رحمه الله في آية ? إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ? المومنون الآية:6 جواز الجمع بين الأختين بملك اليمين في التسري بهما معا.
• كان يناقش رحمه الله المسائل الفقهية بأسلوب أصولي واضح ورزين يزيل الاعترضات، ويرجح القوي منها حسب الصناعة الأصولية.
3 - منهجه في إيراد مسائل العقيدة
• اعتمد رحمه الله النقل والرواية في ذكره ونقاشه لمسائل العقيدة.
• أوجز الكلام في غالب المسائل العقدية ما عدا مبحث الأسماء والصفات.
• كان يتوقف عند كل موضع من القرآن الكريم يتعرض لجانب العقائد خاصة المسائل التي لها علاقة مباشرة بالواقع المعاصر.
• التزم منهج أهل السنة والجماعة فناصره وانتصر له.
• كان رحمه الله يقرر المسألة العقدية التي دلت عليها الآية، ثم يوضح الحق والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة في تلك المسألة مع ذكر الأدلة من النقل والعقل، وبعدها يتعرض للمذاهب المخالفة والشبهات الواردة فيرد عليها ويبطلها ويدحضها في نقاش وحوار هادئ رزين وبأدب عال.
قال الشيخ عطية سالم رحمه الله: " أما في العقيدة فقد بلورها منطقا ودليلا، ثم لخصها في محاضرة آيات الأسماء والصفات، ثم بسطها ووضحها إيضاحا شافيا في أخريات حياته ... ".
أ - الأسماء والصفات
• فصل في مسألة الأسماء والصفات وتوسع فيها وأطال الكلام حولها في مواضع عدة من تفسيره.
• ذكر في هذا الجانب: مسألة التأويل ومسألة ظاهر القرآن.
فعند تفسيره لقوله تعالى: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ? آل عمران الآية:7 ذكر الإطلاقات للتأويل وحالاته الثلاث.
وفي قوله تعالى:? أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ? محمد الآية: 24 رد على من قال: إن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة من أصول الكفر، وبين الحق في هذه المسألة فقال رحمه الله: " لا يجوز العدول عن ظاهر الكتاب ولا سنة رسول الله ? في حال من الأحوال وبوجه من الوجوه حتى يقوم دليل صحيح شرعي صارف عن الظاهر إلى المحتمل المرجوح ... "
وبين بحق بطلان قول من ادعى أن ظواهر آيات الصفات وأحاديثها لا تليق بالله تعالى: لأنه من باب تشبيه صفات الله بصفات خلقه.
ب - الشفاعة
(يُتْبَعُ)
(/)
• لم يتوسع كثيرا في مناقشة ما يتعلق بها.
• بين أهم عناصرها باختصار.
فعند تفسيره لقوله تعالى: ? وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ? البقرة الآية:47
بين رحمه الله: أن الشفاعة المنفية هي الشفاعة للكفار والتي هي بدون إذن رب السموات والأرض وكذلك استثنى رحمه الله شفاعته لعمه أبي طالب التي هي: شفاعة تخفيف.
وقسمها رحمه الله إلى: شفاعة لأهل الإيمان- شفاعة تخفيف- شفاعة ممتنعة- شفاعة بإذن الله.
ج - رؤية الله سبحانه وتعالى:
اختصر رحمه الله الحديث عن رؤية الله تعالى اختصارا موفيا بالغرض.
مثاله: قوله تعالى ? قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ? الأعراف الآية:142 بين رحمه الله أن:
- الرؤية المنفية هي الرؤية في الدنيا.
- ثم رد قول المعتزلة النافين لرؤية الله تعالى في الآخرة بالأبصار.
د - الولاء والبراء:
• ركز رحمه الله على هذه المسألة وحقق القول فيها، وبين مذهب أهل السنة والجماعة.
• تكلم عن مسألة الولاء والبراء في واقعنا المعاصر دون الخروج عن إطار إعادة الأمة إلى دينها الحق وعقيدتها الخالصة.
• بين رحمه الله: * الولاء الحق.
* ثمرة الولاء الحق.
هـ - زيادة الإيمان ونقصانه:
رجح رحمه الله مذهب أهل السنة والجماعة، القائلين بزيادة الإيمان ونقصانه أثناء تفسيره قول الله تعالى: ? إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ? الأنفال الآية:2
و - إنكار البداء على الله عز وجل:
رد قول اليهود والمشركين بإنكار النسخ في قوله تعالى: ? وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ? النحل الآية:101.
4 - مسائل اللغة:
معالم منهجه فيه:
• قوته اللغوية وبراعته فيها واستيعابه لمختلف جوانبها.
• مباحث لغوية قوية وذات قوة علمية فائقة.
• براعة عالية في صياغة المسائل اللغوية ومناقشتها بأسلوب علمي.
• تسخير اللغة لبيان بعض الجوانب التفسيرية للقرآن.
• التعرض لبعض التحقيقات اللغوية.
• مناقشة اللغويين في كثير من المسائل.
• مجيئه بفوائد لغوية علمية نادرة.
أ – الصرف:
تعرض لهذا الباب في مواضع عدة، وبين فيه ما يتعلق بصياغة الكلمة وأصلها في ضوء قواعد هذا العلم. فركز على الاشتقاق من حيث بيان أصل الكلمة وأوزانها واشتقاقاتها، كما تعرض لبعض ما يلحق الكلمات من التغييرات بالزيادة أو بالنقص. مع التحقيق أيضا في بعض المسائل الصرفية.
* معالم منهجه في الاشتقاق:
- توقف مع الكلمات القرآنية مبينا أصلها ومصدرها ووزنها واشتقاقاتها ...
مثال ذلك: كلمة موئلا في قوله تعالى: ? وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً ? الكهف للآية:58
وكذلك كلمة جهنم في قوله تعالى: ? وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ? التوبة الآية:81.
- لم يطل الكلام حول الاشتقاق، لكنه حقق الغرض من إيراده في تفسيره رحمه الله.
ب - النحو:
• ركز كثيرا على المسائل النحوية وتوقف معها في مواضع عدة.
• لم يطل الكلام فيها بحيث يستطرد في اختلافات النحويين.
• كان يكتفي بما عليه الاتفاق أو ما ترجح عنده أو ما اشتهر من الأقوال في المسألة.
1.الحروف:
مثال تطرقه لحرف لو في قوله تعالى ? وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ ? البقرة الآية:95
2.الفعل:
توسع قليلا في قضايا الفعل وما يتعلق به.
(يُتْبَعُ)
(/)
مثاله: " وإما نرينك " تطرق فيها إلى الفعل المضارع بعد إن الشرطية المدغمة في ما الزائدة لتوكيد الشرط المقترن بنون التوكيد الثقيلة وذلك في قوله تعالى: ? وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ? يونس الآية:46
3.الإعراب:
كان رحمه الله لا يتوسع كثيرا في إعراب الكلمات. ويقتصر فيه على الجوانب المهمة التي تساعد على بيان كتاب الله تعالى.
ج - البلاغة:
التزم الاختصار الشديد وعدم التوسع في ذكر مسائل البلاغة وأقسامها.
1. المعاني:
أمثلته: قال رحمه الله في قوله تعالى: " ? إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ? الفاتحة الآية:5 وقد تقرر في المعاني في مبحث القصر أن تقديم المعمول من صيغ الحصر".
وقال في قوله تعالى رحمه الله " ? لِيَكْفُرُواْ بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ? النحل الآية:55 وقد تقرر في فن المعاني في مبحث الإنشاء -والأمر منه- أن من المعاني التي تأتي لها صيغة إفعل التهديد.
2. البيان:
قال رحمه الله في قوله تعالى: " ? إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ? ? يونس الآية:24 التشبيه في الآيات المذكورة عند البلاغيين من التشبيه المركب التمثيلي ... "
وفي قوله تعالى: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ ? الحج الآية:3
قال رحمه الله: " وكلام البلاغيين في ذلك: بأن فيه استعارة عنادية وتقسيم العنادية إلى تهكمية وتلميحية ... "
3. المجاز:
من أبرز القضايا التي عالجها المفسر وناقشها المجاز حيث كان له فيه توجه خاص، وألف فيه رسالة مستقلة سماها: منع جواز المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز.
• كان كلامه في ذلك مختصرا إلا أنه بين مذهبه فيه.
• ذهابه إلى أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقا. قال رحمه الله: " والذي ندين الله به ويلزم قبوله كل منصف محقق أنه لا يجوز إطلاق المجاز في القرآن مطلقا على كلا القولين.
• الرد على بعض الشبهات الواردة في مسألة الأسماء والصفات.
4. البديع
• تعرض لهذا الجانب في مواطن قليلة نادرة من تفسيره رحمه الله.
مثاله: قوله تعالى ?الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ? الكهف الآية:104 قال رحمه الله: " ... الجناس المسمى عند أهل البديع: تجنيس التصحيف وهو أن يكون النقط فرقا بين الكلمتين ... ".
د - المفردات اللغوية:
• توقف رحمه الله كثيرا مع المفردات القرآنية موضحا معانيها.
• كان يختصر تارة وأحيانا يتوسع بحسب المقام والحاجة. وغالبا ما كان كلامه في ذلك كله وسطا بين التطويل الممل والاختصار المخل.
مثال ذلك توقفه رحمه الله مع كلمة أساطير ?وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين?.
• بهذا البيان كان يعطي للآية المفسرة سهولة في فهمها وسلاسة في إدراك معناها.
منهجه في التعامل مع المصادر والنقل منها
كان رحمه الله يتعامل مع المصادر بمنهجية خاصة حيث كان رحمه الله:
• في الغالب يذكر المصدر وصاحبه صراحة.
• يسند النص المنقول لصاحبه.
• يبين بداية النص المنقول ونهايته.
• أحيانا يقتصر على ذكر المصدر فقط أو المؤلف لا غير.
• تارة ينقل من غير تصرف، وأحيانا يتصرف ولا يشير لذلك.
• يوجه معاني بعض الآيات وينقل بعض المسائل اللغوية - البحر المحيط لأبي حيان مثلا-.
• واعتمد رحمه الله أساسا في النقل من كتب التفسير ثلاث مراجع تعتبر من أحسن ما ألف في بابها:
1 - تفسير ابن جرير الطبري-من الكتب التي اعتمد عليها كثيرا-.
2 - تفسير القرطبي: وهو من مراجعه رحمه الله في تفسير آيات الأحكام والمسائل الفقهية.
3 - الدر المنثور للسيوطي: وهو مما اعتمده في الروايات المسندة.
(يُتْبَعُ)
(/)
التزامه رحمه الله بمنهج إيضاح القرآن بالقرآن
وتطابق العنوان مع مضمون التفسير.
في المقدمة:
• تركيزه على تفسير القرآن بالقرآن.
• إرجاع الأمة إلى كتابها.
• بيان الأحكام الفقهية.
• ذكر الأدلة من السنة وسبره لأسانيدها.
• التعرض للمسائل الأصولية واللغوية من (صرف، نحو، شعر إلخ ... ).
نتائج هذا البحث:
• التفسير حافل ببيان القرآن بالقرآن.
• بذل المؤلف رحمه الله قصارى جهده في جمعه وتحريره.
• جعل بيان القرآن بالقرآن عمدة لتفسيره وأساسا لمنهجه.
• اهتم بالمأثور والمعقول من التفسير إلا أن تركيزه على المأثور وعلى التفسير بالقرآن كان أكثر من غيره.
• لم يذكر أنه سيقتصر فقط على تفسير القرآن بالقرآن بل صرح بخلافه: أنه رحمه الله سيلتزم بالتفسير بالمأثور والمعقول معا، مع تحقيق الهداية المطلوبة بهذا الكتاب المبين.
• لم يقصد رحمه الله بتسمية الكتاب أن تكون منهجا يلتزم به.
• جاءت تسمية الكتاب على سبيل التغليب. وفي القاعدة: الحكم للغالب.
• جعل التسمية تشرفا بهذا اللون من التفسير الذي أعطاه حيزا كبيرا من حجم تفسيره.
• حاول جهده واستطاعته الالتزام بما قصد إليه من وراء تفسيره القرآن بالقرآن.
• حاول رحمه الله جاهدا أن يضع الأسس والمرتكزات لهذا الأسلوب البديع من ألوان التفسير، وأن يقدمه في أكمل صورة بحسب استطاعته.
• أتم مقاصد التفسير الأخرى التي لا يمكن الاستغناء عنها بحال من الأحوال، وإلا كان الإخلال بالتفسير وقواعده واقعا مؤلفه المبارك ...
• جمع نفائس التفسير وفضائله التي تشد طالب العلم إليها وتبصره بما فيها.
• تفسيره رحمه الله جامع بين المأثور والمعقول.
خصائص تفسير أضواء البيان:
• تفسير خاص على منهج مختص به وهو تفسير ما أجمل من الآيات أيا كان سبب الإجمال
• المرجع الضخم الذي يعد مدرسة كاملة تتحدث عن نفسها
• يظهر أثر التفسير بالمأثور فيه
• يتميز بغلبة طابع التفسير بالمأثور مع اشتماله على التفسير بالرأي.
• أصل رحمه الله لمسالك مبتكرة لخدمة التفسير وألف في بعض منها كتبا مثل: (دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب - آداب البحث والمناظرة - المنطق - الأصول .. )
• انفراده بهذا اللون من التفسير كما وكيفا ...
• خلوه من الإسرائيليات تماما.
• التنبيه على الموضوع والضعيف من الحديث.
• اسناد الأدلة عند الاستدلال بها.
• عدم التركيز على الغرائب الباطلة في التفسير.
• الترجيح بين الأقوال المتباينة.
• الموضوعية والجدية في إعادة الأمة إلى كتاب ربها.
• الاهتمام بالنافع المفيد وتجنب كل تعقيد.
• الإبداع في التفسير وقد نفع وأجاد رحمه الله في هذا بابه وجاء بالجديد المفيد.
• التزامه بمنهجه العام الذي تصدى إليه في المقدمة.
• تحليه رحمه الله بأخلاقيات المفسر من: تواضع وأدب ودفاع عن الأئمة الأعلام ...
• التحامل على بعض أهل العلم من المتأخرين ممن لم يرتض آراءهم.
• التوسع في الفقه وأدلته.
• وأخيرا فالكتاب يعتبر حلقة وصل بين التفاسير المتقدمة والمعاصرة.
المؤاخذات
كل ما يمكن أن يؤاخذ على هذا التفسير المبارك:
• استطراده في بعض قضايا التفسير المتمثلة في: المسائل الفقهية والأصولية والحديثية.
• تعرضه لمسائل عديدة بالبحث والدراسة لم تكن من صلب منهجه الذي التزمه في تفسيره.
• تركه لآيات عديدة بدون تفسير ولا بيان وهذا في معظم السور.
• عدم عرضه لأدلة المخالفين بكيفية وافية في بعض المواضع.
• سوقه لأسانيد الصحيحين، تطويل غير لازم.
• كان الأولى تسميت هذا الكتاب: بأضواء البيان في إيضاح القرآن.
وهذه المؤاخذات، وإن كانت تؤثر على مدى التزام المفسر رحمه الله بمنهجه، إلا أنها لا تخرم القاعدة ولا تسقط المنهج بكامله. لأن استطراده رحمه الله كان في موضوعات هي من صلب منهجه، وهي على كلٍ موضوعات محدودة مقارنة بحجم التفسير. تعر?ض لها بحسب الحاجة والضرورة.
وبالتالي يمكننا أن نقول: إن المؤلف رحمه الله التزم بمنهجه العام الذي حدده إلى حد كبير.
هذا وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:41 ص]ـ
العنوان: هيكلة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فيطيب لي إخوتي أن أحيطكم علما أني سأذيل هذا البحث بخطاطة تلخص كل ما سبق التطرق إليه في العنوان أعلاه في صفحتين لا أكثر.(/)
سر حذف ياء الأفعال الأصلية في الرسم القرآني
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 Nov 2008, 06:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سر حذف الياء في الرسم القرآني (الياء الأصلية)
حذف الياء يفيد الدوام والاستمرار بصفة عامة
الياء تفيد "التحول" كما يظهر استعمالها في لوحة معاني الحروف الهجائية،
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.
الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول: الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا.
الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء
الفعل الأول: يُؤْتِ
في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.
فلأجل أن إتيان المُلْك من عطاء الله في الدنيا، وقابل لأن ينزع منه، أو الموت عنه.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269) البقرة؛
فلأجل أن إتيان الحكمة من الأمور التي يصلح الله بها عباده في الدنيا، ولا حاجة لهم بها في الآخرة.
وغير ذلك فهي محذوفة بسبب الجزم؛ مثل: (وَءَاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (20) المائدة.
الفعل الثاني: يَأْتِ
في قوله تعالى: (وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
حذفت ياء يأتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن اليوم الآخر إذا جاء لا يرد ولا ينتهي؛ فمن شقي شقي شقاءً دائماً، ومن سعد سعد سعادة دائمة (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة.
فلأن الإتيان بالشمس من المشرق يتكرر وينتهي بالمغيب كل يوم، ثم يؤتى بها من المغرب كعلامة كبرى لمجيء الساعة، ونهاية الحياة الدنيا، فلا استمرار لإتيانها من المشرق، ويوم القيامة تكور وينتهي إشراقها.
أما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) إبراهيم.
فلأجل أن العمل ينقطع في الآخرة؛ (لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ)، فجاء التحذير لإقامة الصلاة، والإنفاق في سبيل الله قبل مجيء ذلك اليوم. فلا استمرار للإنسان فيه لكسب ما يدفع الضرر عن نفسه.
الفعل الثالث: يسر
في قوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) الفجر.
يقسم الله تعالى بالليل إذا ذهب وسار، وأي الليل الذي أقسم الله تعالى به؟
أهو ليل الأيام؟ أم ليل آخر أيام الدنيا؟
فالليل في أيام الدنيا يذهب ويعود، وأما يوم القيامة فيذهب بلا عودة؛ فلا ليل يأتي على أصحاب الجنة، ولا نوم فيها عن نعيمها، ولا ليل يأتي على أصحاب النار، ولا راحة لهم من عذابها.
والليل الذي المقسم به هو الذاهب من غير عودة، وذلك يوم القيامة، وهذا حدث عظيم، والقسم به هو قسم بنفس يوم القيامة؛ لأنه حدث من أحداث الله العظام، أما ليل الأيام فيتكرر بالذهاب والعودة.
الفعل الرابع: ننج
(يُتْبَعُ)
(/)
في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءامَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) يونس
حذفت ياء ننجي الثانية لأن هذا الإنجاء هو من فعل لله، وصفته الدائمة في إنجاء المؤمنين لقوله سبحانه وتعالى: (كذلك حَقًّا عَلَيْنَا) فلم يقيد الإنجاء بحدث أو بالدنيا، فهو يشمل الإنجاء في الآخرة أيضًا.
أما إثباتها في الموضع الأول من الآية فلأجل أن هذا الإنجاء يكون عند إهلاك الله الأمم المكذبة لرسلها.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72) مريم
فلأجل أن هذا الإنجاء يقع في حدث محدود؛ عند المرور على الصراط إلى الجنة.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الأنبياء
فلأجل أن الله تعالى يفعل في إنجاء المؤمنين بإخراجهم مما يحيط بهم من الكرب؛ كما أنجى يونس عليه السلام بإخراجه من بطن الحوت.
وهذا الموضع ليس كالموضع الذي حذفت فيه الياء في الآية الأولى؛ لأنه أطلق القول فيها بالاتصاف بما أوجب على نفسه، ولم يقيده بالحدث. وكانت سبل نجاة الرسل عديدة، وقيده في هذه الآية بربطه بما حدث ليونس عليه السلام.
الفعل الخامس: تغن
في قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5) القمر.
حذفت ياء تغني لأجل أن فيها نفيًا دائمًا لنفع النذر، فهم معرضون عن كل آية تأتيهم؛ ومتبعون أهواءهم بعد مجيء ما يزجرهم، فقد جاء قبلها؛ (وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3) وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) القمر
وأما حذفها أيضًا في قوله تعالى: (ءَأََتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ ءالِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ (23) يس.
لأن فيها نفيًا دائمًا لنفع شفاعة ما أشركوا به من آلهة مزعومة.
أما إثباتها في قوله تعالى: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) النجم.
فللاستثناء الوارد (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى)، فلم يكن النفي ساريًا على الجميع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) يونس.
فلأجل أن طلب النظر إلى آيات السموات والأرض كان عامًا، والمبلغ لهذا الطلب هو النبي صلى الله عليه وسلم، فأغنت من آمن بها، ولم تغن من لم يؤمن بها، ثم تحول من بقي من المبلغين إلى الإيمان بعد الفتح.
وما بقي من مواضع الحذف فبسبب الجزم كما في قوله تعالى: (فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ (24) يونس.
الفعل السادس: يناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) ق.
حذفت الياء في نداء المنادي في الآخرة ليقوم الناس أحياء بعد أن كانوا أمواتًا، (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) ق، فكان النداء لحياة لا موت بعدها، واستمرار لا توقف له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) آل عمران.
فلأجل أن النداء إلى الإيمان خاص في الحياة الدنيا، ولأن هذا النداء يتوقف عند حصول الاستجابة من المنادى إليه، فأثبتت الياء لانقطاع استمرارية النداء، أو التحول عنه.
الفعل السابع: نبغ
في قوله تعالى: (قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى ءاثَارِهِمَا قَصَصًا (64) الكهف
حذفت ياء نبغي في قول موسى عليه السلام؛ لأن فقدان الحوت هو العلامة الموصلة إلى الرجل الصالح؛ لينطلق معه متعلمًا منه مما علمه الله، ولأن لقاء الرجل الصالح ليس هو نهاية البغية؛ بل هو بداية الاستمرار في المصاحبة، فلأجل ذلك كان حذف الياء.
أما إثبات الياء في قول أخوة يوسف؛ (قَالُوا يَاأَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا (65) يوسف.
فلأجل أن بغية أخوة يوسف انتهت بالحصول على بضاعة يبادلونها في مصر، فلما وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم؛ قالوا قولهم هذا، وفي التفسير قالوا لأبيهم: ما نبغي منك شيئاً لقد وجدنا بضاعتنا ردت إلينا، وافتقارهم إلى البضاعة بان في تعليل يوسف عليه السلام لردها عليهم؛ (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) يوسف.
وكذلك وصفهم لسوء حالهم وبضاعتهم وطلب التصدق عليهم؛ (قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88) يوسف.
الفعل الثامن: يقص
في قوله تعالى: (قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) الأنعام.
ذكر هذا الفعل زيادة عن الأفعال السبعة لوجود قراءة أخرى له؛ وقد حذفت الياء على قراءة من قرأ (يَقْضِ) بدلاً من (يقصُّ)؛ لأن حذفها يجعل الرسم صالحاً للقراءتين معاً ... هذا من جانب، ومن جانب آخر؛ فإن الله سبحانه وتعالى يقضي بالحق دائمًا، ولهذا المعنى يصلح حذف ياء يقضي أيضاً، ولو لم يقرأ إلا بها.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Nov 2008, 11:33 ص]ـ
وحذفها يفيد إلغاء التحول؛ وإلغاء التحول يفيد دوام الشيء واستمراره.
وقد تبين من جميع المواضع التي حذفت فيها الياء؛
أن حذفها بني على موافقة رسم الكلمة لواقع الاستمرار والدوام الذي دل عليه الحذف.
الياء التي حذفت في الرسم القرآني ستة أنواع؛
النوع الأول: الياء الأصلية.
وهي التي تقع لامًا للكلمة، وتجيء ثالثة، وتكون أصلية؛ مثل: الداعي، الجواري، يؤتي، يغني،
وحكمها أنها تحذف في سبعة أفعال، وثلاثة عشر اسمًا. [/ font]
[font="simplified arabic"] الأفعال السبعة التي حذفت فيها الياء
الفعل الأول: يُؤْتِ
في قوله تعالى: (وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) النساء.
حذفت ياء يؤتي في هذا الموضع الوحيد؛ لأن عطاء الله تعالى للمؤمنين في الآخرة عطاء دائم، لا ينتهي ولا ينفد.
.
بل حُذفت هذه الياءُ -في اللفظ والرسم - ونظائرها في القرآن كذلك لأنَّ إثباتها فيه لحنٌ فاحشٌ يتنزه عنه كلام البشر , فضلاً عن كلام الله تعالى.
وسببُ حذفها هوأنَّ آخر الفعل ساكنٌ وأولَ الاسم بعده ساكنٌ فحذفتْ لمنع التقاءُ السَّاكنينِ اللذين لا يصحُّ اجتماعهما.
أما إثباتها في قوله تعالى: (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) الليل.
فلأجل أن المزكي يتزكي إذا ملك المال، ويخرج الزكاة إذا ملك نصاب الزكاة، وتحقق فيه الشروط الشرعية، وإذا لم يكن له مال فلا زكاة عليه، فإخراج الزكاة لا يتصف بالدوام.
من الخطإ هنا حملُ معنى الآيةِ على زكاة المال الواجبة وحدها (مع أنَّ غيرها من أوجه صرف المال الشرعيةِ في المستحبات والسنن مرادٌ بلفظ (يتزكى)
فالزكاةُ هنا زكاةُ النَّفس ولا يشتَرطُ فيها حولٌ ولا نصابٌ , وهي على عكس ما قررتَهُ مستمرةٌ دائمةٌ لا تتقيدُ بزمنٍ ولا مكانٍ بل ولا بشرطٍ معيَّنٍ في القابض والمعطَى منها
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:10 م]ـ
بل حُذفت هذه الياءُ -في اللفظ والرسم - ونظائرها في القرآن كذلك لأنَّ إثباتها فيه لحنٌ فاحشٌ يتنزه عنه كلام البشر , فضلاً عن كلام الله تعالى.
وسببُ حذفها هوأنَّ آخر الفعل ساكنٌ وأولَ الاسم بعده ساكنٌ فحذفتْ لمنع التقاءُ السَّاكنينِ اللذين لا يصحُّ اجتماعهما.
أخي الكريم محمود الشنقيطي
سآخذ بكلامك إذا كان إثباتها فيه لحن فاحش كما تقول
فأرجو أن تبين لي:
لمذا أثبتت واو يمحو في (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد، وفي إثباتها لحن فاحش كما تقول لأن هناك التقاء ساكنين
ولماذا حذفها في قوله تعالى (فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ (24) الشورى. .. هل ذهب سبب الفحش.
أستغفر الله العظيم
وماذا تقول في إثبات ياء تسألني قوله تعالى: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف
وحذفها في قوله تعالى: (فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود. وليس فيها التقاء ساكنين
والأمثلة كثيرة جدًا
أعتبر ذلك زلة منك
وأرجو أن تستغفر ربك
وكلنا خطاؤون
ولا تنفعل بأقول قوم نحن أعلم بهم منك
إنما هم أبواق فتنة
نعوذ بالله منها
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:19 م]ـ
من الخطإ هنا حملُ معنى الآيةِ على زكاة المال الواجبة وحدها (مع أنَّ غيرها من أوجه صرف المال الشرعيةِ في المستحبات والسنن مرادٌ بلفظ (يتزكى)
فالزكاةُ هنا زكاةُ النَّفس ولا يشتَرطُ فيها حولٌ ولا نصابٌ , وهي على عكس ما قررتَهُ مستمرةٌ دائمةٌ لا تتقيدُ بزمنٍ ولا مكانٍ بل ولا بشرطٍ معيَّنٍ في القابض والمعطَى منها
قولي واضح يتزكى من ملك المال ومن لا مال عنده لا يتزكى وهذا شامل لك زكاة كانت واجبة صدقة يتصدق بها
إما إخراج الزكاة فهي من الواجبات ولها نصابها وشرطها
فبدأت بالعالم قبل الخاص
فلا يلتبس هذا الأمر على مثلكم
وبارك الله فيكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Nov 2008, 04:27 م]ـ
أخي الكريم محمود الشنقيطي
سآخذ بكلامك إذا كان إثباتها فيه لحن فاحش كما تقول
فأرجو أن تبين لي:
(يُتْبَعُ)
(/)
لمذا أثبتت واو يمحو في (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ (39) الرعد، وفي إثباتها لحن فاحش كما تقول لأن هناك التقاء ساكنين
ولماذا حذفها في قوله تعالى (فَإِنْ يَشَأِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ (24) الشورى. .. هل ذهب سبب الفحش.
أستغفر الله العظيم
وماذا تقول في إثبات ياء تسألني قوله تعالى: (قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) الكهف
وحذفها في قوله تعالى: (فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) هود. وليس فيها التقاء ساكنين
والأمثلة كثيرة جدًا
أعتبر ذلك زلة منك
وأرجو أن تستغفر ربك
وكلنا خطاؤون
ولا تنفعل بأقول قوم نحن أعلم بهم منك
إنما هم أبواق فتنة
نعوذ بالله منها
أشهدك أني أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيومُ وأتوب إليه
أخي/ أبا مسلم
أمَّا (يَمْحُو) الأولى فثبتتْ واوُها لأنَّ الفعلَ جاءَ مضارعاً مرفوعاً معتلَّ الآخر , وهذا النوعُ من الأفعالِ يرفعُ بالضمة المقدرة على الواو , وينصبُ بفتحها ويجزَمُ بحذفها كما هي الحالُ أدناه , ولذلكَ عُطفَ عليه فعلُ (يُثْبِتُ) ظاهرَ الضمة كما ترى.
وياءُ (يمحُ) في الشورى ثبتتْ لأنها فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بعطفِه على الفعل المجزوم السابقِ له (يختمْ) وجازمُهما هو مجيئ الفعل الأول جواباً للشرطِ وعطفَ الثاني (يَمْحُ) على الأول المجزوم (يختمْ) , ومعلومٌ أنَّ معتَلَّ الآخر من أفعال المُضارعَة يكون جزمُهُ بحذف حرف العلة والمعطوفُ عليه تبعٌ له في ذلك , وهذا سرُّ الحذفِ أو علَنُهُ.
أما ياءُ (تسْأَلْنِي) التي تسْأَلُنِي عنها , فهي خارجَ موضع الاستدراكِ عليكَ , لأنَّ آخرها جاء ساكناً , ولكنَّهُ لم يلاقِ ساكناً آخَرَ في أول تاليه وهو (مَا) أو (عَن) ولكنَّ مجيئهما في موضعين ثبتت الياءُ في أحدهما وحُذفت في الآخر هو موضعُ جوازٍ لا لزومٍ كما في فعل (يمحُ) لأنَّ واوَ يمحو أصليةٌ في الفعلِ فعملَ الجزمُ فيها وهي لامُه.
خلافاً لياء (تسْأَلْنِي) و (تسْأَلْنِ) فهي ليست لاماً للكلمة حتى يُستَدلَّ ببقائها بعد الجازم وهو (لا) , فالجزمُ ظهر على اللامِ في حالي الحذف والإضافة , والنون فيهما جاءت للوقاية , والياءُ مفعول به.
والعربُ تحذفُ الياءَ في مثل هذا الفعل تخفيفاً وتثبتُه بقاءا على الأصل , وعليه فالحذف والإثبات هنا وجهان جائزان , جاء بهما القرآنُ النازلُ بلسانٍ عربيٍ مبينٍ.
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 10:09 م]ـ
أشهدك أني أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيومُ وأتوب إليه
أخي/ أبا مسلم
أمَّا (يَمْحُو) الأولى فثبتتْ واوُها لأنَّ الفعلَ جاءَ مضارعاً مرفوعاً معتلَّ الآخر , وهذا النوعُ من الأفعالِ يرفعُ بالضمة المقدرة على الواو , وينصبُ بفتحها ويجزَمُ بحذفها كما هي الحالُ أدناه , ولذلكَ عُطفَ عليه فعلُ (يُثْبِتُ) ظاهرَ الضمة كما ترى.
وياءُ (يمحُ) في الشورى ثبتتْ لأنها فعلٌ مضارعٌ مجزومٌ بعطفِه على الفعل المجزوم السابقِ له (يختمْ) وجازمُهما هو مجيئ الفعل الأول جواباً للشرطِ وعطفَ الثاني (يَمْحُ) على الأول المجزوم (يختمْ) , ومعلومٌ أنَّ معتَلَّ الآخر من أفعال المُضارعَة يكون جزمُهُ بحذف حرف العلة والمعطوفُ عليه تبعٌ له في ذلك , وهذا سرُّ الحذفِ أو علَنُهُ.
أخي الكريم الحبيب الفاضل
غفر الله ذنبك وعفا عنك
لا تخرج من واحدة حتى تدخل في غيرها
من قال إن واو الاستئناف هذه واو عطف ... أتربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
انظر يا أخي على الأقل علامة "قلي" على "قلبك"، ووضع هذه العلامة لا تخفى عليك، فهي قطع لما قبلها عما بعدها، ويكون ما بعدها موضوعًا جديدًا
ويسمى هذا الوقف بالوقف التام؛ وتعريفه: هو الوقف على كلام تم معناه، ولم يتعلق بما بعده لفظًا ولا معنى.
وعندكم يا أخي الكريم بكلية إعداد المعلمين بالرياض
كتاب للمدرس فيها (على إسماعيل السيد هنداوي) بقسم الدراسات القرآنية بعنوان؛
(يُتْبَعُ)
(/)
"جامع البيان في معرفة رسم القرآن" من منشورات دار الفرقان
وفيه: باب حذف الواوات ص 223
رقم (4) - ويمح ((في)) (ويمح الله الباطل) بالشورى، وخرج موضع الرعد فهو ثابت بالواو.
وجاء بالشواهد على الحذف في الصفحة التالية لها:
"وإليك شاهد ما تقدم من المورد قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
في أحرف للاكتفاء بالضم
ويدع الإنسان ويوم يدع
في سورة القمر مع سندع
ويمح في حم مع وصالح
الحذف في الخمسة عنهم واضح"
[ color=#008000] أما ياءُ (تسْأَلْنِي) التي تسْأَلُنِي عنها , فهي خارجَ موضع الاستدراكِ عليكَ , لأنَّ آخرها جاء ساكناً , ولكنَّهُ لم يلاقِ ساكناً آخَرَ في أول تاليه وهو (مَا) أو (عَن) ولكنَّ مجيئهما في موضعين ثبتت الياءُ في أحدهما وحُذفت في الآخر هو موضعُ جوازٍ لا لزومٍ كما في فعل (يمحُ) لأنَّ واوَ يمحو أصليةٌ في الفعلِ فعملَ الجزمُ فيها وهي لامُه.
خلافاً لياء (تسْأَلْنِي) و (تسْأَلْنِ) فهي ليست لاماً للكلمة حتى يُستَدلَّ ببقائها بعد الجازم وهو (لا) , فالجزمُ ظهر على اللامِ في حالي الحذف والإضافة , والنون فيهما جاءت للوقاية , والياءُ مفعول به.
والعربُ تحذفُ الياءَ في مثل هذا الفعل تخفيفاً وتثبتُه بقاءا على الأصل , وعليه فالحذف والإثبات هنا وجهان جائزان , جاء بهما القرآنُ النازلُ بلسانٍ عربيٍ مبينٍ.
حذف الياء أخي الكريم سواء كانت الياء أصلية أو زائدة أو في آخر الكلمة أو وسطها
أو غير ذلك كلها مرتبطة بمعناها الذي يفيد التحول
أخي الكريم
والله الذي لا إله إلا هو لا أريد لك إلا كل خير
فقبل الرد على أبي مسلم
انظر إلى نفسك وما تخطه يداك ولا تعجل .. فأنت ستحاسب عليه كان خيرًا أو غير ذلك
وهي نصيحة انصح بها نفسي قبل أن انصحك بها.
وحفظك الله يا أخي من كل مكروه
لقد خرجت من البيت على عجل
ووضعت ردي السابق فرأيت فيه عددًا من الأخطاء بعد عودتي
ولكن الأخطاء الكتابية تهون مع الأخطاء في المعاني، وإن كان ينبغي أن يسلم النص من الخطأين
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 10:36 م]ـ
وجاء في كتاب جامع البيان في معرفة رسم القرآن ص (9)
فقد نقل ابن المبارك عن شيخه الدباغ في كتابه الإبريز ما نصه ((ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها، لأسرار لا تهتدي إليها العقول، وهو سر من الأسرار خص الله بها كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية.
وكما أن نظم القرآن معجز فرسمه أيضًا معجز)) (انظر مناهل العرفان ص376ج1)، ولهذا قال المرحوم الشيخ محمد العاقب في كتابه كشف العمى:
والخط فيه معجز للناس -------- وحائد عن مقتضى القياس
لا تهتدي لسره الفحول --------- ولا تحوم حوله العقول
قد خصه الله بتلك المنزلة --------- دون جميع الكتب المنزلة
ليظهر الإعجاز في المرسوم --------- كما في لفظه المنظوم (انظر إيقاظ الأعلام لوجوب اتباع مصحف الإمام ص 33)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Nov 2008, 06:56 ص]ـ
أخي الكريم الحبيب الفاضل
غفر الله ذنبك وعفا عنك
لا تخرج من واحدة حتى تدخل في غيرها
من قال إن واو الاستئناف هذه واو عطف ... أتربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
انظر يا أخي على الأقل علامة "قلي" على "قلبك"، ووضع هذه العلامة لا تخفى عليك، فهي قطع لما قبلها عما بعدها، ويكون ما بعدها موضوعًا جديدًا
ويسمى هذا الوقف بالوقف التام؛ وتعريفه: هو الوقف على كلام تم معناه، ولم يتعلق بما بعده لفظًا ولا معنى.
وعندكم يا أخي الكريم بكلية إعداد المعلمين بالرياض
كتاب للمدرس فيها (على إسماعيل السيد هنداوي) بقسم الدراسات القرآنية بعنوان؛
"جامع البيان في معرفة رسم القرآن" من منشورات دار الفرقان
وفيه: باب حذف الواوات ص 223
رقم (4) - ويمح ((في)) (ويمح الله الباطل) بالشورى، وخرج موضع الرعد فهو ثابت بالواو.
وجاء بالشواهد على الحذف في الصفحة التالية لها:
"وإليك شاهد ما تقدم من المورد قال:
وهاك واوا سقطت في الرسم
في أحرف للاكتفاء بالضم
ويدع الإنسان ويوم يدع
في سورة القمر مع سندع
ويمح في حم مع وصالح
الحذف في الخمسة عنهم واضح"
(يُتْبَعُ)
(/)
حذف الياء أخي الكريم سواء كانت الياء أصلية أو زائدة أو في آخر الكلمة أو وسطها
أو غير ذلك كلها مرتبطة بمعناها الذي يفيد التحول
أخي الكريم
والله الذي لا إله إلا هو لا أريد لك إلا كل خير
فقبل الرد على أبي مسلم
انظر إلى نفسك وما تخطه يداك ولا تعجل .. فأنت ستحاسب عليه كان خيرًا أو غير ذلك
وهي نصيحة انصح بها نفسي قبل أن انصحك بها.
وحفظك الله يا أخي من كل مكروه
لقد خرجت من البيت على عجل
ووضعت ردي السابق فرأيت فيه عددًا من الأخطاء بعد عودتي
ولكن الأخطاء الكتابية تهون مع الأخطاء في المعاني، وإن كان ينبغي أن يسلم النص من الخطأين
يا أبا مسلم:
أرأيتَ في وسطي زناراً؟! أتراني خرجتُ من الكنيسة؟! أتُرى صليبَ المشركينَ على صدري.؟ حتى تسألني هذا السؤال .. !
إنِّي أجِلُّ لكَ شيبتكَ امتثالاً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلمَ لا تصنعاً لأحدٍ ولا استمالةً لمخلوق , فأرجوكَ ألا تغريني بغليظ القولِ للردِّ عن نفسي بمثله.
وبيت العلاّمة محمد العاقبْ بن ماياباَ الأخيرُ الذي كتبتَهُ مكسورٌ يظلعُ , ولا تنبغي نسبةُ مثله لنحريرٍ كمحمد العاقب رحمه الله , فهو يقول:
ليظهر الإعجاز في المرسوم && منه كما في لفظه المنظومِ
ومعاذ الله أن أكونَ عند القول بأن الواوَ السابقة لـ (يمحُ) عاطفةٌ لا مستأنفةٌ أربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! ليكونَ الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
وعجبي لك كيفَ ارتجلتَ هذا الفهمَ الذي لم تُسبقْ له, وعليه فأرجو أن تتامَّلَ أداة الشرط وجزاءها والمعنى المترتب عليها بعد ذلك ,أو تراجع أقوال النُّحاة والمفسرين فيها , فالمعنى المُقدَّرُ على القول بأنها عاطفةٌ هو: فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه و يمحُ افتراءكَ بعدئذ.
أمَّا علامة (قلي) التي تأمرُني بالنظر فيها فهي موضوعةٌ ثَمَّ (لا تنزيلاً من الله , ولا إقراراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتبَة الوحي) بل بناءاً على قولٍ من أقوال النُّحاة المُعربينَ لكلام الله وهو الصحيحُ الأشهر , وعدمُ اعتبارِ وجودها لكون الواو عاطفةً قولٌ آخرُ كذلك وإن كان مرجوحاً ضعيفاً, فهو أولى من ادَّعاء الأسرار وكشفها والتكلف لها ومصادمة العربية ونصوص الشرع بها.
أمَّا الكتابُ فجزى الله مؤلفه خيراً وبارك فيه , وجزاك أنت الله خيراً على الإحالة إليه , وليتك أحلتَ لمن كتبَ عينَ كلامه قبله بسبعة وثمانية وتسعة قرون وأزيد من ذلك كأبي داود والثعلبي والزركشي وعامة المفسرين وغيرهم رحم الله الجميع.
علماً أنَّ من قال بأن الواو للاستئناف علل ذلك بأنَّ الله تعالى يمحو الباطل مطلقا , ولأنَّ محوَ الله الباطلَ ثابتٌ قبل الشرط , خلافاً للختم على قلب النبي صلى الله عليه وسلمَ فهو معدومٌ قبل الشرط , ورُدَّ عليهم أن محوَ الله الباطلَ شُرطَ بالمشيئةِ وهو معدومٌ كذلك قبلَها , ويكون التقديرُ حينئذٍ (فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه - لأنَّ الفرية على الله لا تصدر إلا عن مختومٍ على قلبه - و يمحُ افتراءكَ بعدئذ , ثمَّ استأنفَ الكلامَ وقال (ويُحِقُّ اللهُ الحقَّ .. ).
وعلى أية حالٍ فأنا غيرُ مقتنعٍ ولا ملتزمٍ لهذا القول , ولكني أردت القولَ بأنَّ التزامَه - على ضعفه - خيرٌ وآمَنُ من ادعاء الكشف والفتوحات والتكلفات , وأنَّ ما حذفت ياءه أواوُه في رسم المُصحفِ لمقتضى إعرابيٍ بينٍ كما في جُلِّ أمثلتكَ في هذا الموضوع وغيره , لا ينبغي تكلف الأسرار فيه , والإعراضُ -عمداً- عن العلنِ غير المختلف فيه من أسباب الحذف الإعرابية.
والحمدُ لله رب العالمينَ , وأرجو ألا يكتب الله لي عودةً لهذا الموضوع , عملاً بنصيحتك الأخيرة , وتجافياً عن ملاقاتك بغير اللائق , إذْ لم أقعْ - بحمد الله ومنَّته- في ذلك من قبلُ مع أحدٍ من كِرامِ أعضاء هذا المنتدى القُرآنيِّ النيِّر الهادئ وأستعصمُ الله من الحورِ من بعدُ , والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Nov 2008, 09:47 ص]ـ
يا أبا مسلم:
أرأيتَ في ............................. ؟ حتى تسألني هذا السؤال .. !
(يُتْبَعُ)
(/)
إنِّي أجِلُّ لكَ شيبتكَ امتثالاً لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلمَ لا تصنعاً لأحدٍ ولا استمالةً لمخلوق , فأرجوكَ ألا تغريني بغليظ القولِ للردِّ عن نفسي بمثله.
وبيت العلاّمة محمد العاقبْ بن ماياباَ الأخيرُ الذي كتبتَهُ مكسورٌ يظلعُ , ولا تنبغي نسبةُ مثله لنحريرٍ كمحمد العاقب رحمه الله , فهو يقول:
ليظهر الإعجاز في المرسوم && منه كما في لفظه المنظومِ
ومعاذ الله أن أكونَ عند القول بأن الواوَ السابقة لـ (يمحُ) عاطفةٌ لا مستأنفةٌ أربط الباطل بقلب الرسول صلى الله عليه وسلم؟! ليكونَ الحق الذي ينزل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم باطلا حتى يمحى؟!
وعجبي لك كيفَ ارتجلتَ هذا الفهمَ الذي لم تُسبقْ له, وعليه فأرجو أن تتامَّلَ أداة الشرط وجزاءها والمعنى المترتب عليها بعد ذلك ,أو تراجع أقوال النُّحاة والمفسرين فيها , فالمعنى المُقدَّرُ على القول بأنها عاطفةٌ هو: فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه و يمحُ افتراءكَ بعدئذ.
أمَّا علامة (قلي) التي تأمرُني بالنظر فيها فهي موضوعةٌ ثَمَّ (لا تنزيلاً من الله , ولا إقراراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكتبَة الوحي) بل بناءاً على قولٍ من أقوال النُّحاة المُعربينَ لكلام الله وهو الصحيحُ الأشهر , وعدمُ اعتبارِ وجودها لكون الواو عاطفةً قولٌ آخرُ كذلك وإن كان مرجوحاً ضعيفاً, فهو أولى من ادَّعاء الأسرار وكشفها والتكلف لها ومصادمة العربية ونصوص الشرع بها.
أمَّا الكتابُ فجزى الله مؤلفه خيراً وبارك فيه , وجزاك أنت الله خيراً على الإحالة إليه , وليتك أحلتَ لمن كتبَ عينَ كلامه قبله بسبعة وثمانية وتسعة قرون وأزيد من ذلك كأبي داود في المقنع والثعلبي والزركشي وعامة المفسرين وغيرهم رحم الله الجميع.
علماً أنَّ من قال بأن الواو للاستئناف علل ذلك بأنَّ الله تعالى يمحو الباطل مطلقا , ولأنَّ محوَ الله الباطلَ ثابتٌ قبل الشرط , خلافاً للختم على قلب النبي صلى الله عليه وسلمَ فهو معدومٌ قبل الشرط , ورُدَّ عليهم أن محوَ الله الباطلَ شُرطَ بالمشيئةِ وهو معدومٌ كذلك قبلَها , ويكون التقديرُ حينئذٍ (فإن يشإ الله يختم على قلبكَ لتفتريَ عليه - لأنَّ الفرية على الله لا تصدر إلا عن مختومٍ على قلبه - و يمحُ افتراءكَ بعدئذ , ثمَّ استأنفَ الكلامَ وقال (ويُحِقُّ اللهُ الحقَّ .. ).
وعلى أية حالٍ فأنا غيرُ مقتنعٍ ولا ملتزمٍ لهذا القول , ولكني أردت القولَ بأنَّ التزامَه - على ضعفه - خيرٌ وآمَنُ من ادعاء الكشف والفتوحات والتكلفات , وأنَّ ما حذفت ياءه أواوُه في رسم المُصحفِ لمقتضى إعرابيٍ بينٍ كما في جُلِّ أمثلتكَ في هذا الموضوع وغيره , لا ينبغي تكلف الأسرار فيه , والإعراضُ -عمداً- عن العلنِ غير المختلف فيه من أسباب الحذف الإعرابية.
والحمدُ لله رب العالمينَ , وأرجو ألا يكتب الله لي عودةً لهذا الموضوع , عملاً بنصيحتك الأخيرة , وتجافياً عن ملاقاتك بغير اللائق , إذْ لم أقعْ - بحمد الله ومنَّته- في ذلك من قبلُ مع أحدٍ من كِرامِ أعضاء هذا المنتدى القُرآنيِّ النيِّر الهادئ وأستعصمُ الله من الحورِ من بعدُ , والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
أخي الكريم
خفظك الله ورعاك
وغفر الله لنا ولك
ما قلته لم يكن يخطر على بالي لحظة واحدة ولا نظرة مني إليك، معاذ الله من مثل ذلك
ولقد ساءني بوحك به.
وأمامي ما يدل على مكانتك وعملك
وما انا بفحاش مع من يسيء إلي
فكيف من يراجع معي أمورًا في كتاب الله وهو عمل من أشرف الأعمال
وأشكر لك أدبك وحسن تقديرك، فهذا من خلق المسلم عامة، فكيف بمن يكون عمله تدريس القرآن.
لقد سألت السؤال وأمر العطف لا يخفى علي ولا يقبل معناه عندي ولا عند غيري
والكتب التي قامت على إعراب القرآن كالجدول في إعراب القرآن لمحود صافي، وإعراف القرآن لمحي الدين درويش، أو التي تخصصت في الوقف والابتداء من الكتب القديمة العديدة؛ مجمعة على أن الواو استئنافية، فهو القول الراجح والصحيح، وليس هناك داع لقول غير ذلك والتقدير لإبعاد ما قد يلتبس فيه.
لأنه يقود إلى هذا الفهم من غير قصد، ولا يخرج من الرسول عليه الصلاة والسلام إلا حقًا، والختم على قلبه عقابًا لهم وليس للنبي صلى الله عليه وسلم.
وعلامات القرآن هي مبنية على المعاني
(يُتْبَعُ)
(/)
فالتفريق بين واو العطف وواو الاستئناف مبني على المعنى
والنحو مبني على المعنى فلولاه لما ميزنا بين الفاعل والمفعول به
ولذلك وضعت علامة "قلي" حتى يعرف القارئ أنه بدأ بمعنى جديد لما يترتب على العطف من محاذير ما ذكرته. وإنما يكلف به عالم في اللغة والتفسيرلأنه أبصر بذلك من غيره.
وإذا كانت علامات الوقف موضوعة؛ فكذلك تنقيط الحروف والحركات، والهمزة نفسها التي تكتب على السطر، وعلى أحرف المد موضوعة، وهمزة الوصل والشدة، وكلها من وضع الفراهيدي رحمه الله تعالى، فالرسم القرآني خالي من تنقيط الإعراب وتنقيط الإعجام .. وإنما كان وضعها للضرورة حتى لا يلحن القارئ في القرآن الكريم.
ولما سئل علي رضي الله عنه عن تفسير قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا)؛ قال: تجويدك للحروف، ومعرفة الوقوف، وهذه العلامات تعرف القارئ مكان الوقوف الصحيح الذي لا يخل بالمعنى، فهي علامة لشطر الترتيل.
والمعنى في الآية؛ لما كان الله عز وجل يرسل الرسل لمحو الباطل، وما كان إنزال الله تعالى آياته على قلب النبي إلا لأجل محو الباطل الذي عليه الناس، فإن حبس هذا النور عن الناس بالختم على قلب النبي؛ ليحرمهم منه عقابًا لهم، لأنهم يقولون افتراه؛ فلن يدع الله الباطل بعد ذلك على ما هو عليه ولن يتركه.
وقد قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال، فإن انتهت مهمة النبي صلى الله عليه وسلم وهم على ما هم عليه من الباطل فإن العذاب مقبل عليهم، ويمحو الله الباطل ويزهقه ويدمغه بهلاك أهله المصرين عليه.
وما أنشره بعد جهد هذ السنين في هذا الرسم القرآني، لن يكون فيه مسألة واحدة فيها مخالفة شرعية إن شاء الله تعالى وانا أدرك ذلك، إنما هو يجلي المعاني الشرعية ويدعم بيانها.
وفيه رد على من ادعى أن هذا الرسم من أخطاء الصحابة رضي الله عنهم في الرسم، وجهلهم في الإملاء،
وما كان لله عز وجل ليدع الناس يخطئون في رسمه ليخالف معناه ومراده، وهو سبحانه وتعالى الذي علم الإنسان بالقلم.
وردًا على من يرى إجازة كتابته بالرسم الإملائي، على اعتبار أن هذه الاختلافات في الرسم القرآني عن الإملائي لا معنى لها ولا فائدة منها. ومخالفة لقواعد الإملاء.
فأرجو الله عز وجل أن يشرح صدور الناس لما شرح الله له صدري، وأن يصبرهم على العلم به كما صبرني عليه ... وألا يضيع عملنا واجرنا الذي نرجوه عند الله عز وجل.(/)
سر حذف ياء الأسماء الأصلية في الرسم القرآني
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 Nov 2008, 06:42 م]ـ
الأسماء الثلاثة عشر التي حذفت فيها الياء
الاسم الأول: المتعال
في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد
حذفت الياء في صفة الله "المتعالي" لأنها صفة علو لله تعالى، وهي صفة دائمة لله عز وجل لا تحول عنها.
الاسم الثاني: الداع
في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر.
وفي قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر.
فلأجل أن الداعي فيهما يدعو إلى جزاء للكافرين دائم لا تحول له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) طه.
فلأجل أن الداعي يدعو إلى موقف الحساب، ويقودهم إليه، وليس هذا بموقف دائم، وله زمن محدد ينتهي عنده، وما بعده إما إلى الجنة وإما إلى النار.
الاسم الثالث: صَالِ
في قوله تعالى: (فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ (161) مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (162) إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) الصافات.
حذفت ياء (صالي) لإفادة الديمومة في دخول النار، ومقاساة حرها وعذابها الذي لا يتوقف ولا ينقطع.
الاسم الرابع: المهتد
في قوله تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) الكهف.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا (97) الإسراء.
حذفت ياء (المهتدي) في الموضع الأول والثاني لمن ثبتت له الهداية الدائمة، ويقابل من ضل ضلالاً دائمًا لا يجد له وليًا مرشدًا، ومأواه جهنم كلما خبت زادهم سعيرًا.
أما إثباتها في قوله تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (178) الأعراف.
فلبيان أن المهتدي بما أعطاه الله من الآيات والبينات قد يقع في الفتنة والغواية، وينسلخ من آيات الله، ويكون من الضالين، وقد سبق هذه الآية من كان مثالا على ذلك؛ في قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) .... (177) الأعراف، فكانت الآية تعقيبًا على من لم يستمر على الهداية، وتحول عنها، فثبتت ياء التحول ولم تحذف.
الاسم الخامس: الباد
في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (25) الحج
الباد في هذه الآية كل من لم يكن من أهل مكة، وبلده خارجها أو بعيدة عنها، وهذا حال لكثير من الناس بصفة دائمة، لذا حذفت ياء البادي، فلن تخلو الأرض يومًا من ساكن فيها خارج مكة، وهم الأكثر والسواد الأعظم إلى يوم القيامة
الاسم السادس: واد
في قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَاأَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) النمل
(يُتْبَعُ)
(/)
النمل من الحشرات التي لا تكاد تخلو أرض من نوع من أنواعها التي تتخذ الأودية مساكن لها، وهذا من الأمور الدائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فناسب ذلك حذف الياء، وكذلك إضافة الوادي إلى النمل فصار علمًا دائمًا للنمل.
الاسم السابع: الواد
ذكر الواد في أربع مواضع:
في قوله تعالى: (إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) طه.
وفي قوله تعالى: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) القصص.
وفي قوله تعالى: (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) النازعات.
وفي قوله تعالى: (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) الفجر.
الأودية التي ذكرت في هذه الآيات وآية النمل إنما هي أودية خاصة، والأودية من المواضع الدائمة المستمرة في جغرافية الأرض، والتي تزداد ولا تنقص في معظمها، فحذف ياء الوادي أنسب لها.
الاسم الثامن: كالجواب
في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13) سبأ
الجفان:القدور، والجواب: الحياض الكبيرة التي يجمع فيها الماء للإبل، أو التي في الجبال يجتمع فيها ماء المطر، وهذه الجوابي جمع جابية من الأشياء التي لا يستغني عنها الناس لما وضعت له، وإن لم يصنعها من الطين والحجارة صنعها من المعادن، وشبهت الجفان بها لبيان ضخامة حجمها، وطول عمرها الذي ناسب حذف الياء منها، ودائمًا المشبه؛ أقصر أحدث عمرًا من المشبه به، والحذف كان في المشبه به.
الاسم التاسع: التلاق
في قوله تعالى: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاَقِ (15) غافر
يوم التلاقي هو يوم القيامة، يوم الخلود، يوم يلاقي كل واحد عمله فيه فيخلده؛ إما في الجنة، أو يهوي خالدًا في النار، فحذفت ياء التلاقي ليتعاضد الرسم مع المعنى في بيان خلود ذلك اللقاء بين الإنسان وعمله وفي هذا نذارة عظيمة.
الاسم العاشر: التناد
في قوله تعالى: (وَياَقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) غافر.
حذف الياء في التنادي كحذفها في التلاقي، إذ يوم التنادي هو يوم القيامة؛ فمن نودي لرحمة الله فهو في رحمة دائمة لا يخرج منها، ومن نودي لعذاب الله فهو في عذاب لا يفارقه، لا العذاب ينتهي ولا هو يموت فيفارقه.
أما إذا أريد بيوم التناد يوم ينادي بعضهم بعضًا للتجمع أو الهرب من العذاب يوم وقوعه، وهذا ما يبينه بعدها القول المفسر له؛ (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33) غافر، ولا إدبار لأحد يوم البعث. وقد كان منهم التنادي للخروج للحاق ببني إسرائيل، وجاءهم الهلاك بهذا الخروج، ولم يكن لهم عاصم من الله يوم أغرقهم أجمعين.
والتخويف من العذاب الأقرب أولى من التخويف من العذاب الأبعد لقوم لا يؤمنون، وقد خوفهم بما حدث لمن سبقهم؛ (وَقَالَ الَّذِي ءامَنَ يَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ (31) غافر.
الاسم الحادي عشر: الجوار
في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) الشورى
وفي قوله تعالى: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (24) الرحمن.
حذفت ياء (الجواري) لأن السفن لا تتوقف في البحر، والذي يمنع حركتها هو تثبيتها بالمرساة، وتظل الأمواج والمد والجزر يحركها باستمرار، ويقوي ذلك استعمال حرف الجر (في) البحر؛ الذي لا يستخدم إلا مع وجود الحركة؛ والجواري هي تسمية للسفن في حال الحركة والجريان، وقد ناسب حذف الياء استمرار السفن في جريها، وسيرها في حاجة الناس، وحاجة الناس دائمًا في ازدياد لها.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما حذفها في قوله تعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) التكوير.
فلأجل أن النجوم لا تتوقف في سيرها، وإن غلب ضوء الشمس ضوءها في النهار فتعذر رؤيتها، فناسب الحذف استمرار النجوم في سيرها الذي لا يتوقف.
الاسم الثاني عشر: المناد
في قوله تعالى: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) ق.
حذفت الياء في (الفعل) و (الاسم) معاً لما يترتب على نداء المنادي من إجابة لحياة مستمرة لا مثيل لها، ولا غياب لأحد عنها، ولا انصراف ولا رجوع بعدها؛ إجابة للبعث الدائم والحياة الجديدة التي لانهاية لها، ولا موت يأتي عليها.
الاسم الثالث عشر: هاد
في قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (54) الحج.
الهداية في الموضع الأول من الله، والله هو الهادي إلى صراط مستقيم، وهدايته دائمة، فحذفت لذلك الياء.
وأما حذفها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) الروم
فلأجل أن أصل الهداية ليست من الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي من الله تعالى، وإنما على الرسول الدعوة والبلاغ، وإقامة الحجة عليهم،.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (81) النمل
فلأجل أن النفي لم يدم في كثير من الناس الذين دعاهم الرسول إلى الهداية، إذ أنهم بعد عدم استماعهم للرسول، وعداوتهم لله ورسوله؛ تحولوا بعد هداية الله لهم إلى جند مدافعين عن الإسلام، ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى قبلها لرسوله: (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79) وتوكل الرسول على الله في دعوته لهم إلى الإسلام، وترك ما هم عليه من الكفر والشرك؛ واستمراره بالدعوة لهم، ومجاهدتهم؛ جعل الجزيرة كلها تدخل برحمة الله قبل موته صلى الله عليه وسلم في دين الله أفواجا.
والعمي في آية الروم من النوع الذي لا يريد الإبصار، فيعجز عن هديهم، ويموتون على عماهم.
والعمي في آية النمل من النوع الذي لم يعرف النور من قبل، ويؤمل في هديهم مع الاستمرار في دعوته.
بهذا ينتهي النوع الأول في حذف الياء الأصلية في الأفعال والأسماء
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Nov 2008, 08:14 م]ـ
الأسماء الثلاثة عشر التي حذفت فيها الياء
الاسم الأول: المتعال
في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد
حذفت الياء في صفة الله "المتعالي" لأنها صفة علو لله تعالى، وهي صفة دائمة لله عز وجل لا تحول عنها.
الاسم الثاني: الداع
في ثلاث مواضع؛
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر.
وفي قوله تعالى: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8) القمر.
فلأجل أن الداعي فيهما يدعو إلى جزاء للكافرين دائم لا تحول له.
أما إثباتها في قوله تعالى: (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتْ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) طه.
فلأجل أن الداعي يدعو إلى موقف الحساب، ويقودهم إليه، وليس هذا بموقف دائم، وله زمن محدد ينتهي عنده، وما بعده إما إلى الجنة وإما إلى النار.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي [/ font]
أخي الكريم أبا مُسْلمٍ - عفا اللهُ عنكَ - أعجبُ ما في موضوعك - عندي- جزمُكَ بهِ جزماً يتوهَّمُ القارئُ فيه أن لا سبيلَ لتطرقِ الاحتمال إليه , وكان الأولى أن تقول لعلَّ سبب الحدف كذا , أو يظهر لي كذا , امَّا أن لا تجعل احتمالاً آخر في الموضوع وتقول حُذفت اللام لأنها كذا وكذا فأنا أستعظمُه منك.
وينبغي لمن يتوغَّلُ في أسرار الحذف والإضافة ويتكلفُ الكلامَ فيها أن لا ينسى ويغفلَ عن مدلولات ألفاظه العربية التي يكتُبُ بها, فزعمكَ استجابةَ كل دعاءٍ في أيِّ وقتٍ من كلِّ داعٍ لمْ تُسبَق له ,وإن كانت المُستثنياتُ في هذا الأمر معلومةً عندك فقد تخفى على غيرك.
فلا يخفى أن (كل) التي عبَّرتَ بها صيغةُ عمومٍ في لسان العربِ , فهل مدلولُ تلكَ الصفةِ مرادٌ من كلامكَ في حذف ياء (الداعِ) أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 Nov 2008, 09:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم محود الشنقيطي على ملاحظتك
الكلام يفهم منه أنه غير محصور بعدد معين
ولفظ كل لا يفيد الجميع
واستعمال مادة كلل عند استنفاذ الطاقة أو ما في اليد
فقول الله تعالى لإبراهيم عليه السلام (واجعل على كل جبل منهن جزءًا)
لا تفيد جميع الجبال
وإنما تفيد استنفاذ الأجزاء على الجبال
فكل من يدعو بدعاء يقبل عند الله تعالى وهو على حال يرضي الله تعالى؛ يقبل منه،
ويعطى إحدى الأمور الثلاثة التي بينها الحديث الشريف ما لم يستعجل.
أما من حيث النشر
فلا أنشر شيئًا أنا متردد فيه
ولا أنقل ترددي وحيرتي ليحتار غيري
وإن شاء الله تعالى يكون كل ما جاء على حذف الياء يسير على قاعدة واحدة بغير تعسف.
ولما كان عدد الياءات المحذوفة حوالي 263 كلمة، بل عددها أكبر من ذلك، فهناك المكرر الذي يسير على طريقة واحدة، وهناك مقارنات مع ما ثبت فيها الياء من أمثالهن؛ أحببت أن أقسم الموضوع، ولا أنزله مرة واحدة كما فعلت مع التاءات والهمزات.
وعلى نية التعرض لكل أقسام الرسم القرآني إن شاء الله تعالى
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Nov 2008, 01:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم محود الشنقيطي على ملاحظتك
الكلام يفهم منه أنه غير محصور بعدد معين
ولفظ كل لا يفيد الجميع
واستعمال مادة كلل عند استنفاذ الطاقة أو ما في اليد
فقول الله تعالى لإبراهيم عليه السلام (واجعل على كل جبل منهن جزءًا)
لا تفيد جميع الجبال
وإنما تفيد استنفاذ الأجزاء على الجبال
شكر الله لكم هذا التجاوبَ , ولكنَّ إفادة لفظ (كل) للجميع محل إجماعٍ , وهي الأصل في استعماله , ومن أعم استعمالاتها إضافتها للمفرد كقولك (كل دعاءٍ) وإن كان التخصيص يعرضُ له بقرائنَ تُعرَف عند الأصوليين.
فكل من يدعو بدعاء يقبل عند الله تعالى وهو على حال يرضي الله تعالى؛ يقبل منه،
ويعطى إحدى الأمور الثلاثة التي بينها الحديث الشريف ما لم يستعجل.
ما دامَ الأمرُ كذلك أبا مسلمٍ فأينَ السرُّ إذاً.؟
فهذا من المعلوم ضرورةً للمسلمين
وهذا الكلامُ الطيبُ الأخيرُ منك - حفظك الله- يعني الرجوع عن العموم الأل وأن الاستجابة لا تَشمل كل داعٍ، وكل دعاء، وأنها تقف عند داعٍ بعينه كآكل الحرام والداعي بالإثم والقطيعة , وتقف عند دعوة خاصة لأحد كالداعي اللهَ أن يختمَ به النبيين.
ـ[ابن عربي]ــــــــ[24 Nov 2008, 11:20 م]ـ
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
حذفت ياء (الداعي) في هذا الموضع لاشتمال الاستجابة كل داعٍ، وكل دعاء، ولا تقف عند داعٍ بعينه أو دعوة خاصة لأحد.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد
وما تقول ايها الاخ الكريم عندما يقال لك ان هنا ك قراءة: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي بالياء
وهناك قراءة بالمتعا لي
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر. هناك قراءة كذلك ب الداعي
واتركك تبحث عن الباقي
وكما هي عادتك فبطبيعة الحال ستجد شروحات لهذا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد
وما تقول ايها الاخ الكريم عندما يقال لك ان هنا ك قراءة: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي بالياء
وهناك قراءة بالمتعا لي
أما حذفها في قوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ (6) القمر. هناك قراءة كذلك ب الداعي
واتركك تبحث عن الباقي
وكما هي عادتك فبطبيعة الحال ستجد شروحات لهذا
يا أخي لا تتعب نفسك، الشيخ يعتمد الرسم ويقدسه، ولا عبرة لديه بما تقول كون ذلك في اللفظ لا في الرسم، وهناك أسرار و و ..... إلخ.
ورغم ذلك، لو أتعب نفسه في البحث قليلا لعلم أن هناك خلافا بين المصاحف ليس بقليل - في الرسم - أقول: في الرسم. لكنه اعتمد على مصحف واحد وبرمج فكره عليه، وأخذ يبحث في أسراره متجاهلا غير قوله.
بل انظر وقد اعتمد على رواية حفص فقط في توجيه فكرته، وكأن غيرها ليس بقرآن. ولو طلب القراءات والرسم لنسف بيده كل ما سطر. ولانتقض بحثه كلمة كلمة. أعاذنا الله من الهوى.
بل بعض مصطلحاته - رعاك الله - تجد أن أحدا من أهل الرسم لم يقلها قبله.
للمناسبة .. مصطلح (التاء المربوطة) لما قرأته على لسانه جلست أضحك عليه ساعة، كون هذا المصطلح لم يظهر إلا على ألسنة أطفالنا في المدارس لنقرب لهم الصورة، وليس أحد من علماء الرسم ذكره أو قال به. وجزاه الله خيرا أن أعلمنا أن في العربية تاءين، إحداهما مربوطة - مربوطة:) -، والأخرى مبسوطة:)، بسط الله له من علمه. ورزقه من حيث لا يحتسب. اللهم آمين آمين. [أعلم رده].
بل انظر مراجعه - إن وجدت أصلا -، تجدها - أضحك الله سنه - لوحة الحروف [التي نزلت من السماء!]. [أعلم رده على ذلك قبل أن يرد].
ثم هو يطعن أولا وأخيرا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، افتراء عليه وادعاء أنه كان - حاش وكلا - كان يعرف القراءة والكتابة. تلك الفرية التي حاول أعداؤنا على مر عصورهم إثباتها وإقرارها. [وأعلم رده من الآن على قولي هذا، وقد يقول: قال المالكي وقال فلان ... ].
صلى الإله على النبي الأمي، رغم أنف الدنيا.
وقد طالبته أن يأتينا بدليل واحد على قوله أن الرسم توقيفي معجز .. فلم يفعل، ولا أظنه إلا بأن يؤوله أيضا.
لو وقف الأمر على ذلك - ربما ... -، ولكن أن يؤول القرآن بهوى ليوافق قولا معينا أو فكرة معينة يريد بها نصرة رأيه، فهذا ما لا يجب السكوت عنه أبدا. حتى لم يكلف نفسه العزو إلى علمائنا في تفسير الآيات.
والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:24 ص]ـ
لي عودة غدًا إن شاء الله تعالى
للأخ السائل وللأخ العائد
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 01:21 ص]ـ
لي عودة غدًا إن شاء الله تعالى
للأخ السائل وللأخ العائد
وكذا الدكتور محمود، بارك الله فيك وحفظك.
ـ[العرابلي]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:25 م]ـ
لي عودة غدًا إن شاء الله تعالى
للأخ السائل وللأخ العائد
.
وكذا الدكتور محمود، بارك الله فيك وحفظك.
فرحتك أراها عظيمة
فرحت كثيرًا لتجد لك طريقة للجدل التي جبلت عليه
ألست الواصف نفسك بهذه الأوصاف؟!
للمناسبة: أنا لست شيخا ولا عالما ولا قارئا ولا أعلم الرسم ولا القراءات ولا التجويد ولا غيرها .. لهذا لن أفكر أبدا في تسطير بحث في أي منها إلا بإشراف أهل العلم وتحكيمهم فيه .. رغبة في التعلم منهم لا تعليمهم ..
.
إن كنت تشهد على نفسك بهذا الجهل ..
فمن أين لك القدرة على تقييم ما أكتبه .. وأنت على هذه الحال؟!
وتخوض في الموضوع كأنك من جهابذة علماء الرسم والقراءات
وإن كنت على غير ما وصفت به نفسك فقد كذبت علينا بإخفاء شخصك عنا
فاختر لنفسك؛ إما أنك جاهل؟! ... وإما أنك كاذب؟!
فإن كنت جاهلا فعليك أن تتعلم أولاً .. ثم تعود إلينا بعد عمر إن وفقك الله تعالى، وخلصت نيتك في التعلم لله تعالى وليس للجدال.
ولا تراجع التوراة والإنجيل المزورتان كثيرًا
ففيهما من سوء الأدب مع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والعلماء، والجرأة عليهم؛ الشيء الكثير
ولا تجادل أهل الكتاب لأجل الغلبة وإظهار الذات
والمجادلة معهم لا تكون إلا بالحسنى كما أراد الله عز وجل حتى لا نتطبع بطباعهم.
وإن كانت الأخرى فعليك بالتوبة إلى الله عز وجل .. وتعرفنا من أنت.
حتى نعرف قدرك ونجيبك، ونحن مطمئنون أننا سنجد لقولنا أذنًا صاغية وقلبًا مفتوحًا.
وإن كانت البيانات تحت هذا الاسم الذي تظهر به صحيحة؛
فقد طلب مني إخراج كتاب بالمعاني التي بني عليها الرسم القرآني قبل دخولك المدرسة، وتهجيك للحروف.
فلا تكن كمن يقال فيهم: لا يحب أن يرحم ولا تنزل رحمة الله على الناس.
ولا تكن كم يقال فيهم: حضورهم مغلاق للخير مفتاح للفتنة والشر.
أرجو أن تبدأ مع نفسك وربك بداية صحيحة
ودع الجدل فلا خير فيه
ولك مني كل دعاء خير ينفعك عند ربك
والسلام عليكم
وآسف أن أرد بهذا الأسلوب
مع من لا هدف له إلا إشغالي بنفسه .. بل بجهله كما يصف نفسه
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 05:36 م]ـ
راجعت نفسي، فرأيت وجوب الاعتذار إلى الشيخ العرابلي، ذلك أني ربما عرضت فكرتي بشيء من تجاوز في بعض ألفاظي وأسلوبي، وبما لا يصح مع فارق العمر والقدر بيننا، أعتذر منه ثانية.
وإن كنت لا أزال مصرًا على قولي بأن الوجهة التي انتهجها الشيخ - حفظه الله ووفقه - لا تصح. والاختلاف قد لا يفسد للود قضية طالما حسنت النيات. ولست أعني التوقف عن الرد - إن شاء الله -، بعيدا عما يخل بأدب النقاش.
بصرنا الله وإياكم الحق أين كان.
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:30 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يشرح صدورنا لما فيه الخير
والحمد لله أني لا أحمل في صدري شيئًا على أي أخ
وإن خالفني في الرأي
فمن المحال ان يوافقك الناس على كل ما تريد
والحمد لله الذي أبعد عنا كيد الشيطان
وعلينا الإخلاص في العمل
وعلى الله تعالى البلاغ
والحمد لله رب العالمين(/)
سؤال: هل يوجد اختلاف في عد الآيات بين القراءات؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2008, 09:00 ص]ـ
أرجو المساعدة:
هل يوجد اختلاف في عد الآيات أو تحديدها (في كل سورة) بين القراءات؟ أو بين العلماء؟
مثال: سورة الفاتحة قد يختلف في تحديد آياتها ولكن اتفق على أن عدد آياتها سبعة.
فهل يوجد أمثلة مشابهة؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[24 Nov 2008, 10:24 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
سلام و تحية واحترام للأستاذ الفاضل: محمد بن جماعة.
سؤالك سيدي هو موضوع علم من علوم القرآن: {علم العدد} أو {علم الفواصل} ... فهو العلم الذي يتعرض بالتفصيل لتحديد الإختلاف الحاصل في مصاحف الأمصار في تحديد رؤوس الآي حسب القر اءات ... فلكل قراءة مصحف و عدد.
و أشهر الأعداد ستة: المدني الأول و المدني الأخير و المكي و الكوفي و البصري و الشامي. و بعضهم يجعل من الشامي دمشقي و حمصي. إلا أن اشتهار العدد الكوفي و اعتماده في الدراسة و البحث العلمي في العالم الإسلامي في العصر الحالي، جعله معتمدا حتى في مصاحف قراءات غير قراءات الكوفيين. مثل المصحف المغاربي، أصل العدد فيه العدد المدني، و يطبع منه الآن بالعدد الكوفي.
و لمزيد من المعلومات حسب السور، يمكنك النظر في ملف " الميزان في عد آي القرآن " بهذا الرابط ...
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12004
و يشرفني التحاور معكم و الإستفادة منكم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 Nov 2008, 10:48 ص]ـ
قد ذكرتني - حفظك الله - سؤالا:
طبع المصحف الحسني المسبع بالعدد الكوفي، فهل جوز العلماء تلاوة ورش - مثلا - بالعدد الكوفي؟ أو قراءة عاصم بالمدني الأخير؟
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[24 Nov 2008, 05:29 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
نعم: و طَبْعُ المصحف الحسني المسبع بالعدد الكوفي، هو خير دليل و أوضح حجة و برهان على أن العلماء أجازوا وطبعوا المصحف المغاربي به، و هو المصحف الذي يطبع أيضا بعدد المدني الأخير، و برواية ورش في العددين.
و الله أعلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Nov 2008, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي لحسن على سرعة الرد.
فهمت من كلامك أن الاختلاف بين طرق العد (في أغلب الأحيان) هو في تحديد رأس الآية وآخرها.
ما أود معرفته: هل الاختلاف في العد مرتبط أساسا باختلاف القراءات؟ أم بطرق رسم المصحف المكتوب؟
بمعنى: لو أخذنا كل قراءة على حدة، فهل يوجد اختلاف في عد الآيات على أساسها؟ أم أن كل قراءة ورد عنها طريقة وحيدة في العد؟
وأرجو الاطلاع على بريدك الخاص بالمنتدى.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[24 Nov 2008, 09:23 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أخي الفاضل: محمد بن جماعة
لا شكر على واجب ... أما عن سؤالك فأقول باختصار شديد و على قدر فهمي و مبلغ علمي، و أطلب من أساتذتي القبول أو التصحيح.
الإختلاف بين الأعداد أساسا هو في تحديد رؤوس الآي في سور القرآن الكريم.
و رأس الآية في اصطلاح هذا العلم هو آخر كلمة فيها، و تسمى " الفاصلة "، و منها: {علم الفواصل = علم عدد آي القرآن}.
قال السيوطي في الإتقان:" قال الجعبري:" حد الآية قرآن مركب من جمل و لو تقديرا، ذو مبدأ و مقطع، مندرج في سورة "./اهـ[ج1 ـ ص 66].
و المبدأ في هذا التعريف هو أول الآية، و المقطع آخرها أو رأسها باصطلاح أهل العدد، أو الفاصلة.
و الإختلاف في العدد مرتبط أساسا ـ و حسب علمي ـ بالوقوف على رؤوس الآي المعتمدة في القراءات، لا بالرسم. و من المعلوم أن الوقف على رؤوس الآي سنة، و تختلف مواضع هذ الوقف السني باختلاف تحديد مواضع رؤوس اللآي حسب الأعداد المعتمدة. و الأعداد المتواترة هي مأخوذة أساسا من القراء أصحاب القراءات من كوفي و مكي و مدني و بصري و شامي ... و الله أعلم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[24 Nov 2008, 11:34 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
نعم: و طَبْعُ المصحف الحسني المسبع بالعدد الكوفي، هو خير دليل و أوضح حجة و برهان على أن العلماء أجازوا وطبعوا المصحف المغاربي به، و هو المصحف الذي يطبع أيضا بعدد المدني الأخير، و برواية ورش في العددين.
و الله أعلم.
جزاكم الله خيرا شيخي الحسن، ولو أصّلت لنا المسألة من أقوال أهل العلم التي اعتمد عليها القائمون على المصحف الحسني - جزاهم الله عن كتاب الله خيرا - نكن لك من الشاكرين. فلا يخفاكم - كما ذكرتم - ارتباط رواية القراءة بالعدد، فالأمر أشكل علي. بارك الله فيكم.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:34 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تسألني أيها الأخ الكريم عن {أقوال أهل العلم التي اعتمد عليها القائمون على المصحف الحسني}؟؟؟
و جوابي هو: ما أنا أيها السائل إلا طويلب علم، أقبِّل أقدام هؤلاء القائمين على المصحف و أقْبَلُ كل ما اجتمعت عليه كلمتهم ...
و ليس عندي و لو قطرة واحدة من بحر علمهم ...
و تقبل سلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 01:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وزادكم علما وفضلا وتواضعا. ونحن كذلك نجعلهم فوق رؤوسنا.
ولا يزال سؤالي قائما لأهل العلم من مشايخنا الكرام.
هل جوز أحد من علمائنا المتقدمين الجمع بين رواية مصر وعدّ مصر آخر؟ أم كان الأمر عندهم كالخلط بين قراءتين؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:02 ص]ـ
بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بالنسبة لطباعة المصحف المغاربي برواية ورش و بالعد الكوفي، أقول:
إذا كان تاريخ طباعة المصحف الحسني المسبع هو عام 1417 هـ، وبالرابط التالي تعريف بالمصحف:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12735&highlight=%C7%E1%E3%D5%CD%DD+%C7%E1%CD%D3%E4%ED+%C 7%E1%E3%D3%C8%DA
فإنني أحتفظ بخزانة كتبي و منذ أربعة عقود، بمصحف طبع بالجزائر على نفقة مجموعة من العلماء، و في خاتمة طبعته ما نصه:
"كتب هذا المصحف الشريف برواية الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش عن الإمام نافع بن عبد الرحمن المدني.
و أخِذَ هجاؤه و ضبطه من منظومة مورد الظمآن للشيخ محمد بن محمد الشريشي ثم الفاسي المعروف بالخراز.
و اتبعت في عد ءاياته طريقة الكوفيين.
و في بيان مكيه و مدنيه أشهر المصاحف المطبوعة.
و في وقفه ما وضعه الإمام المقرئ أبو عبد الله محمد الهبطي دفين فاس.
و اطلع عليه المشايخ الموقعون به و هم:
مفتي الجامع الأعظم بالجزائر.
و الإمام الخطيب بالجامع الجديد بالجزائر.
و الإمام الخطيب بالجامع الأعظم بالجزائر.
و حرر بتاريخ الثاني عشر من شعبان عام 1390 هـ ...
وهذه صورة لخاتمته:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6335485c181971cb9.jpg
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Nov 2008, 10:00 ص]ـ
طباعة المصحف المغاربي برواية ورش و بالعد الكوفي:
ألا يعني هذا أن مسألة العدد هي اجتهادية، وأن الاختلاف في عدد آيات القرآن سببه الاجتهادات؟ وبالتالي فهو غير ملزم ..
وإذا جازت طباعة المصحف برواية ورش وبالعد الكوفي، فمن الجائز طباعته بالأعداد الأخرى ..
ولعل السؤال المطروح هنا: ما الفائدة التي يجنيها المسلمون من الاختلاف في عدد آيات القرآن؟
على افتراض أن هناك فائدة: ألا يعني طباعة المصحف برواية ورش وبالعد الكوفي التضحية بتلك الفائدة المترتبة من وجود عدد خاص مرتبط بتلك الرواية؟ أم أنه اعتراف بأن لا فائدة خاصة بذلك العدد؟
وإذا كان العدد المرتبط برواية ورش - كما يرى البعض - متواترا، فلماذا نتخلى عنه إلى سواه؟
وهنا مسألة يجب التنبه إليها: إن الاختلاف في آية واحدة قد يؤدي إلى الاختلاف في ترقيم جميع آيات السورة .. وهذه مسالة في غاية الأهمية.
الحقيقة ان لدي عشرات الأسئلة حول هذا الموضوع، وأرى أن الإعجاز العددي هو السبيل الوحيد للوصول إلى الحقيقة في هذه المسألة ..
ولما كان أخي الفاضل " لحسن بنلفقيه " لا يرى في الاعجاز العددي غير عمليات حسابية - كما صرح في مشاركاته- وما هو كذلك، فالسؤال الذي أود طرحه الآن:
كيف نبرر وجود بناء رياضي عددي في السورة القرآنية باعتبار العد الكوفي، واختفاء ذلك البناء المحكم باعتبار عدد آخر؟
ولمزيد من التوضيح أذكر مثلا: عدد آيات سورة الطارق 17 آية باعتبار العد الكوفي .. نجد أن في هذه السورة بناء رياضيا مذهلا .. يختفي هذا البناء إذا اعتبرنا عدد آياتها 16 .. فكيف نفسر هذه الحقيقة؟
ولو كانت الحالة هذه خاصة في سورة الطارق لقلنا انها مصادفة، ولكن إذا وجدنا أنها تنطبق على سور القرآن الأخرى، فماذا نفعل؟ هل نحن مستعدون للتضحية بكل ذلك الإحكام؟ ولماذا؟ ما الذي نخشاه؟ هل هو إثارة الشكوك حول الأعداد الأخرى؟ ألا يوجد حل آخر؟
ختاما، أشكر أخي " لحسن بنلفقيه " - على سؤاله عن صحتي، كذلك الأخوة الأفاضل الذين سألوا عني - لقد أجريت لي عملية القلب المفتوح منذ شهرين، صحتي تتحسن شيئا فشيئا، أسأل الله أن يكون في عودتي للحياة فرصة للعمل الصالح ..
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[25 Nov 2008, 10:50 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
فرحت كثيرا أخي عبد الله جلغوم لسلامتك و عناية الرحمن بك. أدام الله عليك نعمة الصحة و العافية و حفظك من كل مكروه بما حفظ به الذكر الحكيم.
آمين آمين يارب العالمين.
و الله يشهد أخي عبد الله أنك دائما ببالي و أتشوق لمعرفتك حالتك الصحية و بحثت عن أخبارك في الشبكة فسعدت بوقوفي على نجاح العملية الجراحية لقلبك الذي أتعبت بكثرة " العمليات الحسابية " ... كان الله في عون قلبك منك ...
و بالنسبة لمداخلتك أكتفي بالرد عن قولك:
{طباعة المصحف المغاربي برواية ورش و بالعد الكوفي:
ألا يعني هذا أن مسألة العدد هي اجتهادية، وأن الاختلاف في عدد آيات القرآن سببه الاجتهادات؟ وبالتالي فهو غير ملزم .. }
و أقول:
إنهم ياأخي لم يحدثوا عددا جديدا من هذه " الأعداد " المستحدثة و طبقوها على كتاب الله. بل اعتمدوا عددا من الأعداد المتواترة. و اعتمدوه عن علم و دراية ... فهم أهل الذكر المؤتمنون على كتاب الله ... نجلهم و نعرف قدرهم و نقبل كل اجتهاد منهم ...
و من كان مثلهم قبلنا اجتهاده.
و أكتفي بهذا ...
و متمنياتي لك بعودة سالمة إن شاء الله، لنتجاذب أطراف الحديث ...
أسأل الله الصواب و السداد ... و استغفر الله لي و لك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:04 م]ـ
الأخ الكريم عبد الله
الحمد لله على سلامتك،
الذي أعرفه أنه لم يتم اجراء البحوث العددية على كل المصاحف فكيف نصدر حكماً
بعدم وجود البناء العددي قبل استنفاد الجهد في البحث والاستقصاء؟ وأحب أن أخبرك
أن أخاً اسمه محمد مساعدي قارن بين بحثك في ترتيب المصحف وفق العدد الكوفي
قارنه بالعدد وفق قراءة ورش عن نافع فوجد نظاماً عددياً لافتاً، فماذا تقول؟
ورد أن عثمان رضي الله عنه عندما جمع الجمع الثاني مراعياً للقراءات أرسل
بالمصاحف إلى الأمصار وأرسل مع كل مصحف من يقرأ. والمشهور أنه أرسل إلى
الكوفة والبصرة والشام ومكة وأبقى في المدينة مصحفاً واحتفظ بمصحف. فهل من
قبيل الصدفة أن نجد أن الأعداد المشهورة هي: المكي والبصري والكوفي والشامي
والمدني الأول والمدني الأخير؟ فهذا إذن يؤكد ارتباط العدد بالقراءة.
أما ما ورد من الاحتجاج بالمصحف المغربي الذي اختار العدد الكوفي في مصحف
ورش فلا نقره -أي الاحتجاج - لأمور:
الأول: يجوز الوقف على رأس كل آية ويجوز الوصل. في المقابل يجوز الوقف قبل
نهاية الآية. ومن هنا يمكن أن يكون ما حصل في المصحف المغربي أنهم اجتهدوا أن
ذلك لا يخل بقراءة ورش وأنهم بذلك يضيقون من اختلاف المصاحف رحمة بالعوام.
ثانياً: قبل عقود اجتهدت بعض اللجان فكتبت المصحف برسم غير عثماني ووضعت
علامات وقف في رؤوس الآيات تقول لا تقف. ثم وجدنا العلماء يصححون هذا
ويعيدون الأمور إلى نصابها. من هنا تجد أن تلك المصاحف لم تعد تطبع واختفت من السوق.
ثالثاً: لا يزال الأمر بالنسبة للمصحف المغربي محل جدل وهناك من العلماء من يرفض
هذا الاجتهاد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:25 م]ـ
حمدا لله على سلامتك يا أستاذ عبد الله،
طهور إن شاء الله.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[25 Nov 2008, 09:29 م]ـ
للفائدة:
ولما جاء عصر تدوين العلوم جُمِعَ ما قيل عن ذلك في كل مصر وإذا به ستة أقوال [1] دونت جملةً وتفصيلاً في مؤلفات جعل اسم موضوعها علم فواصل الآي، وبواسطة هذا العلم تتبين أن اثنين من تلك الأقوال الستة نُقِلا عن أهل المدينة عن الإمامين الجليلين أبي جعفر يزيد بن القعقاع و شيبة بن نصاح:
يعرف أولهما بالمدني الأول، وجملة الآيات فيه 6210 [2] مع خلاف فيه بين الإمامين في ستة مواضع [3].
ويعرف الثاني بالمدني الأخير، وجملة الآيات فيه 6214 [4] بلا خلاف فيه بينهما رحمهما الله ورضي عنهما.
والقول الثالث من الستة منقول عن أهل مكة ويعرف بالمكي، وفيه روايتان إحداهما عن أُبي بن كعب وجملة الآيات فيها 6210 والثانية عن غير أُبي بلا تعيين، وجملة الآيات فيها 6219 [5]
والقول الرابع منقول عن أهل الشام عن أبي الدرداءوقيل عن عثمان بن عفان ويعرف بالشامي، وجملة الآيات فيه 6226، وفى رواية 6225 والأولى أرجح [6].
و القول الخامس منقول عن أهل الكوفة عن علي كرم الله وجهه ويعرف بالكوفي، وجملة الآيات فيه 6236 [7]
و القول السادس منقول عن أهل البصرة عن عطاء بن يسار و عاصم الجحدري ويعرف بالبصري، وجملة الآيات فيه 6204 [8]
=============
: هذه الهوامش من وضع و تحرير: لحسن بنلفقيه.
[1]: و من العلماء من يعتبرها سبعة، بذكرهم للدمشقي و الحمصي مكان الشامي: قال عبد الفتاح القاضي، في شرح الفرائد الحسان [ص 10]:" علماء العدد هم سبعة على المشهور: المدني الأول، المدني الأخير، المكي، البصري، الدمشقي، الحمصي، الكوفي "./اهـ ...
[2] ...
و نص قول الداني في البيان ـ باب جملة عد آي القرآن في قول كل واحد من أئمة العادين، هو: ذِكْرُ عدد المدني الأول ... " قال محمد بن عيسى: جميع عدد آي القرآن في المدني الأول ستة آلاف آية، و مئتا آية، و سبع عشرة آية، و هو العدد الذي لم يسموا في ذلك أحدا بعينه يسندونه إليه ... قال الحافظ: و جملة عدد العشور في المدني الأول ست مئة عَشْرٍ، و أحَدٌ و عشرون عَشْراً، و آيتان " ... [ص 79] / اهـ ... و بهذا يكون عدد آي المدني الأول عند الداني هو: 6217 ....
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال عبد الفتاح القاضي في الفرائد: و عدد أي القرآن في رواية الكوفيين عن أهل المدينة (6217) ... و الذي اعتمده الإمام الشاطبي رواية أهل الكوفة، و قد تبع في ذلك الإمام الداني /اهـ ..
و قال الداني في قصيدة المنبهة:
وجملة الآيات في التجميل ............... ستة آلاف على التحصيل
ومئتان .................................
ثمت زاد المدني الأول ............... على الحساب المجمل المحصل
عشرا وسبعا .......... / اهـ[= 6217 آية في المدني الأول].
أما قول الباحث أحمد أفندي المصري هنا عن المدني الأول أنه 6210 آية، فهو قول أبي جعفر في المدني الأخير لا الأول ... أنظر أسفله ـ بالهامش رقم 4، قول أبي عمرو الداني في المدني الأخير.
[3]: المقصود بقائليْه هنا هما: " أبو جعفر يزيد بن القعقاع "، و " شيبة بن نصاح " ... و عن الخلاف بينهما، يقول الإمام أبو عمرو الداني في البيان [ص 124]:" ذِكْرُ ما اختلف فيه أبو جعفر و شيبة: و ذلك ست آيات: في آل عمران ـ92ـ {مما تحبون} آية في قول شيبة، و ليست آية في قول أبي جعفر. {مقام إبراهيم} [آيةـ 97ـ] آية في قول أبي جعفر و ليست آية في قول شيبة. و في الصافات ـ 167ـ {و إن كانوا ليقولون} آية في قول شيبة، و ليست آية في قول أبي جعفر. و في عبس ـ 24ـ {إلى طعامه} آية في قول شيبة، و ليست آية في قول أبي جعفر. قال أبو عبد الله: و عد شيبة في تبارك {بلى قد جاءنا نذير} ـ9ـ، و لم يعدها أبو جعفر، و عد أيضا في إذا الشمس كورت {فأين تذهبون} ـ 26ـ.
قال الحافظ: و تفرد أبو جعفر دون أهل العدد بإسقاط ثلاث آيات: {و إن كانوا ليقولون}، و {إلى طعامه}، و {فأين تذهبون} ... /اهـ ....
[4]: قال أبو عمرو الداني في كتاب البيان [ص 79]: " ذِكْرُ عدد المدني الأخير:" قال محمد بن عيسى: و جميع عدد آي القرآن في قول إسماعيل بن جعفر ستة آلاف آية، ومئتا آية، و أربع عشرة آية. و هو الذي رواه إسماعيل عن إبن جماز عن شَيْبَة و أبي جعفر. و جمع آي القرآن في قول أبي جعفر، للإختلاف الذي ذكرناه بينه و بين شيبة، ستة آلاف و مئتان و عشر آيات. و جميع عدد العشور في المدني الأخير ست مئة عَشْرٍ و أحد و عشرون عشْراً و أربع آيات " ... /اهـ ... و هذا هو العدد 6210 المذكور أعلاه من طرف الباحث أحمد أفندي المصري في المدني الأول ...
[5]: المكي: قال أبو عمرو الداني في كتاب البيان [ص 79]:" ذِكْرُ عدد المكي:" قال الفضل: و عدد آي القرآن في المكيين ستة آلاف آية و مئتان و تسع عشرة آية. و في قول أبي بن كعب: ستة آلاف و مئتان و عشر آيات " ... / اهـ ...
[6] قال أبو عمرو الداني في كتابه البيان [صص81 ـ 82]:" ذٍكْرُ عدد الشامي: ... أخبرنا سويد بن عبد العزيز، قال: سألت يحي بن حارث الذماري عن عدد آي القرآن فأشار إليَّ بيده ستة آلاف و مئتان، و ست و عشرون، بيده اليسرى " /اهـ ...
وقال محقق الكتاب بهامش الصفحة: ينظر إبن الجزري: غاية النهاية 2/ 468.
و قال الداني في نفس الفقرة: " ... أخبرنا أبو مسهر، عن صدقة، عن يحي بن الحارث الذماري، قال: هو ستة آلاف و مئتان و خمس و عشرون آية، نقص آية. قال لإبن ذكوان: فظننت يحي لم يعدّ {بسم الله الرحمن الرحيم} ... / اهـ ...
[7] قال أبو عمرو الداني في كتاب البيان [ص 80]:" ذِكْرُ عدد الكوفي: قال محمد: و جميع عدد آي القرآن في قول الكوفيين خاصة ستة آلاف و مئتا آية و ثلاثون و ست آيات. و هو العدد الذي رواه سليم الكسائي عن حمزة، و أسنده الكسائي إلى علي رضي الله عنه، و ذكر سُليْمُ أن حمزة قال: هو عدد أبي عبد الرحمن السلمي، و لا أشك فيه عن علي إلا أني أجيزّ عنه " .. /اهـ ... : قال محقق الكتاب بالهامش: كذا في الأصول، و لعله: أُخبر ...
[8] قال أبو عمرو الداني في كتاب البيان [ص 80]:" ذِكْرُ عدد البصري: " قال محمد: و جميع عدد آي القرآن في عدد البصريين ستة آلاف و مئتان و أربع آيات. وهو العدد الذي عليه مصاحفهم حتى الآن.
قال الحافظ: و هو عدد أيوب بن المتوكل القارئ، و أما عدد عاصم الجحدري فهم وخمس آيات " / اهـ .... قال محقق الكتاب بالهامش:" أي: ستة آلاف ومئتان وخمس آيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
اهـ نقلا من الرابط السابق لتسهيل متابعة العدد فجزى الله لحسن بنلفقيه خير الجزاء
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Nov 2008, 09:32 م]ـ
أبو عمرو البيراوي: الأخ الكريم عبد الله
الحمد لله على سلامتك،
الذي أعرفه أنه لم يتم اجراء البحوث العددية على كل المصاحف فكيف نصدر حكماً
بعدم وجود البناء العددي قبل استنفاد الجهد في البحث والاستقصاء؟ وأحب أن أخبرك
أن أخاً اسمه محمد مساعدي قارن بين بحثك في ترتيب المصحف وفق العدد الكوفي
قارنه بالعدد وفق قراءة ورش عن نافع فوجد نظاماً عددياً لافتاً، فماذا تقول؟
هذا هو ما نسعى إليه اخي الكريم، لقد قلنا اكثر من مرة، ليس بالضرورة أن ما يمكن اكتشافه من الاعجاز العددي باعتبار عدد ما، يجب أن ينطبق على الأعداد الأخرى. فمن المحتمل أن تتعدد صور الاعجاز بتعدد الأعداد كما هو الحال بتعدد القراءات.
ولكن البعض يصرون أن يضعوا أصابعهم في آذانهم .. لقد قالوا كلمتهم في الاعجاز العددي ويبدو أن من الصعب عليهم التراجع عن مواقفهم ..
وأصحاب هذا الموقف يتخذون من مسألة الاختلاف في العدد وتعدد القراءات حجة لرفض الاعجاز العددي، ذلك أن ما يكون باعتبار رواية ما، لا ينطبق على الأخرى .. من هنا كان التساؤل المطروح في المشاركة السابقة:
هل نحن مستعدون للتضحية بكل ذلك الإحكام؟ ولماذا؟ ما الذي نخشاه؟ هل هو إثارة الشكوك حول الأعداد الأخرى؟ ألا يوجد حل آخر؟
هل الحل الوحيد المتوفر لدينا هو رفض الاعجاز العددي باعتبار العد الكوفي، لأنه لا ينطبق على الأعداد الأخرى؟
لقد كتبت مرة عن الاعجاز العددي في الآية 88 سورة الإسراء، ومن المعلوم أن عدد آياتها هو 111 .. بكل بساطة طلع أحدهم متسلحا بأن عدد آياتها 110 في رواية ورش لرفض ذلك الاعجاز الموهوم - كما وصفه - .. إن عدم انطباق ما يكشف من الاعجاز العددي باعتبار عدد ما، لا يلغيه أنه لا ينطبق على الأعداد الأخرى. وإذا كانت هناك مشكلة، فحلها لا يكون برفض ذلك الاعجاز.
أعتقد أن موقف الرافض هو موقف العاجز، وليس أسهل عليه من كلمة لا .. والأفضل هو كما فعل أخونا - محمد مساعدي -: الدراسة المقارنة، ولعل ما قام به يكون فاتحة خير، وبابا إلى الحقيقة.
واخيرا لكم مني أيها الأحبة الأفاضل:
محمد بن جماعة، أبو عمرو البيراوي، لحسن بنلفقيه: كل المودة والتقدير والاحترام، والأمنيات بدوام الصحة والعافية.
ـ[ايت عمران]ــــــــ[25 Nov 2008, 11:24 م]ـ
جزى الله خيرا أساتذتنا الكرام على إثارة هذا الموضوع.
وأقول: لا يخفى عليكم أن عد الآي منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء في ذلك ما اتفق عليه ـ وهو الأكثر ـ وما اختلف فيه، وهو قليل.
لذلك عني به علماؤنا الأجلاء ودونوه، بل أفردوه بتواليف خاصة، وكتب مستقلة معروفة، وربطوا بينه وبين القراءات، واعتمد قل قارئ عد بلده، واعتمد ورش ـ وهو راوي نافع ـ العدد المدني الأخير على الراجح من قولي أهل العلم.
ولذا ينبغي لمن كتب مصحفا بروايته أن يجعله على العدد الأخير لما يترتب على كتابته بالعد الكوفي من خطإ في القراءة، وإليك البيان:
هناك إحدى عشرة سورة من سور القرآن الكريم تنتهي معظم آياتها بما يسمى عند القراء بذوات الياء.
ومعروف أن مذهب ورش في ذوات الياء هو تقليلها بخلاف، إلا في هذه السور المذكورة؛ فهو يقلها قولا واحدا.
إذا علم هذا فليعلم أن هناك ثلاث آيات من هذه السور وقع الخلف في عدها بين الكوفي والمدني الأخير، وهي قوله تعالى في طه: (فإما يأتينكم مني هدى) وقوله: (زهرة الحياة الدنيا)، فهاتان يعدهما المدنيان ولا يعدهما الكوفي.
والأية الثالثة قوله تعالى في النازعات: (فأما من طغى)، وهذه عدها الكوفي ولم يعدها المدنيان.
ومن هنا راعى السادة في مجمع الملك فهد هذا الأمر فكتبوا رواية ورش على المدني الأخير والحمد لله رب العالمين.
وأرجو من الأساتذة الفضلاء أن يزيدوا المسألة توضيحا.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Nov 2008, 12:58 ص]ـ
جزى الله خيرا أساتذتنا الكرام على إثارة هذا الموضوع.
وأقول: لا يخفى عليكم أن عد الآي منقول عن النبي صلى الله عليه وسلم سواء في ذلك ما اتفق عليه ـ وهو الأكثر ـ وما اختلف فيه، وهو قليل.
لذلك عني به علماؤنا الأجلاء ودونوه، بل أفردوه بتواليف خاصة، وكتب مستقلة معروفة، وربطوا بينه وبين القراءات، واعتمد قل قارئ عد بلده، واعتمد ورش ـ وهو راوي نافع ـ العدد المدني الأخير على الراجح من قولي أهل العلم.
ولذا ينبغي لمن كتب مصحفا بروايته أن يجعله على العدد الأخير لما يترتب على كتابته بالعد الكوفي من خطإ في القراءة، وإليك البيان:
هناك إحدى عشرة سورة من سور القرآن الكريم تنتهي معظم آياتها بما يسمى عند القراء بذوات الياء.
ومعروف أن مذهب ورش في ذوات الياء هو تقليلها بخلاف، إلا في هذه السور المذكورة؛ فهو يقلها قولا واحدا.
إذا علم هذا فليعلم أن هناك ثلاث آيات من هذه السور وقع الخلف في عدها بين الكوفي والمدني الأخير، وهي قوله تعالى في طه: (فإما يأتينكم مني هدى) وقوله: (زهرة الحياة الدنيا)، فهاتان يعدهما المدنيان ولا يعدهما الكوفي.
والأية الثالثة قوله تعالى في النازعات: (فأما من طغى)، وهذه عدها الكوفي ولم يعدها المدنيان.
ومن هنا راعى السادة في مجمع الملك فهد هذا الأمر فكتبوا رواية ورش على المدني الأخير والحمد لله رب العالمين.
وأرجو من الأساتذة الفضلاء أن يزيدوا المسألة توضيحا.
جزاكم الله خيرا، هذا عين ما سألت عنه.
ما معتمد من جوزوا الخلط بين القراءة والعدد؟ كما حدث في بعض مصاحف المغاربة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[26 Nov 2008, 02:16 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
كل التقدير و الإحترام للشيخ الأستاذ الدكتور أنمار على ما تفضل به من إشارة إلى مساهمتي كطالب علم باحث برفقته و رفقة أقرانه من الأعلام الساهرين الراعين الموجهين لي و لأمثالي. بارك الله في عمرهم و نفع بعلمهم و جزاهم الله خير الجزاء و أوفره على ما يقدمونه بسخاء و نكران الذات من جهد و علم و نصح.
و مرحبا بعودة أخينا البحاثة عبد الله جلغوم ... و الترحيب به هو ضمنيا ترحيب بـ " الإعجاز العددي " في العدد الكوفي ... و ننتظر منه و ندعوا له بالتوفيق في البحث عن " الإعجاز العلمي " في باقي الأعداد ...
و يحظرني هنا مقالة لبحاثة غربي يقضي جل ساعات يومه في المخبتر في إجراء التجارب و الأبحاث ... و يقول عن مختبره أنه يشم فيه رائحة وجود " الحقيقة " حتى و إن لم يصل إليها بعد ...
و اسمح لي أخي عبد الله أن أقول بالمثل أنني أشم و أكاد ألمس و أومن و أعتقد بوجود الإعجاز العددي أو التناسبي أو التنسيقي ـ أو أي مصطلح يتم الإتفاق عليه ـ في عدد آي سور القرآن، و في كل الأعداد، و بدون استثناء، حتى و إن لم تحدده العمليات الحسابية أو أي عمليات أخرى حتى الآن.
و سيبقى لكل جيل جيل، و إلى أن تقوم الساعة، مجالات و مجالات للبحث في إعجاز القرآن ... و بتقدم تقنيات البحث العلمي و ظهور الإختراعات و تقدم البرامج التعليمية و أدواتها، سيظهر لا شك إعجاز عددي في حروف القرآن و نقطه و ستظهر أشكال أخرى من الإعجاز و بشكل لا يخطر لنا الآن على بال ... فهذا شأن القرآن، لا تنتهي عجائبه، و هذه سنة الحياة، لا تتوقف عجلتها ...
لذا لا أرى فائدة في التسرع بإلغاء كل ما نجهل أو لا نفهم ... أو لا نستطبع فهمه في وضعنا الحالي ...
هذه خواطر شخصية قابلة للنقاش ... ومساهمة مني في توفير مادة البحث للباحثين عن الحقيقة و اليقين، يسعدني و يشرفني أن أقدم ملخص دراستي لآي القرآن، على شكل جدول " وورد" لجميع سور القرآن الكريم، و عدد آي كل سورة عند أصحاب العدد الستة المشهورين.
و الله أسأل أن يتقبله و يجعله خاصا لوجهه و ينفع به. و يكتب أجره في كتاب حسنات والديَّ رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته.
آمين آمين يا رب العالمين.
ــــ
تنبيه:
أما بالنسبة لما جاء في مشاركة الأخ أيت عمران ـ و تزكيته من طرف الأخ محمد حسين ـ عن زعمه بوقوع الخطا في قراءة ورش بسبب ترقيم الآي فيها بالعد الكوفي فهذا حكم غريب غير مقبول، و نحن نقلل الياءات على حسب مذهب ورش، و في كل ما يقلل، و لا إشكال عند قرائنا و الحمد لله.
و هل يخطئ حتى القارئ لرواية ورش عن ظهر قلب بسبب ترقيم المصحف الموجود في خزانة كتبه ... مثلا؟؟
و في خزانتي مصحف مخطوط بخط والدي رحمه الله، و مصحفه بدون ترقيم، و مصاحف مطبوعة بالعددين، و كلها بالوقف الهبطي، و القراءة فيها حسب مذهب ورش ميسرة و الحمد لله و لم ألاحظ قط أي فرق بين القراءة فيها.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[26 Nov 2008, 03:15 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ حسن، انظر أقوالي جيدا، هل وجدت بها تخطئة لأحد؟! وهل يعني سؤالي تخطئتهم؟!
فقط استشكلت أمرا، أسأل عنه مشايخنا - حفظهم الله -:
هذا الفعل (خلط روايات القراءة بالعدد) .. ما معتمد من قالوا به؟
وجهودكم في علم عد الآي لا تخفى، وقد استفدت من مواضيعكم أيما استفادة .. جزاكم الله عن كتابه وعنا خيرا.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:33 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أخي الفاضل: محمد حسين.
لم أنسب إليك تخطئة أحد.
و إنما ذكرت تزكيتك لمن جاء بالخطأ في قوله: " لما يترتب على كتابته بالعد الكوفي من خطأ في القراءة ... ".
و لا أرى خلطا ولا خطأ هنا: فالقراءة قراءة و العدد عدد.
و من حقك أن تتساءل و تَسأل و تُسأل.
فمعذرة إن خانتني العبارة.
و أنا يا أخي مثلك ما انتسبت لهذا الملتقى إلى لأستفيد و أفيد قدر المستطاع.
فمعذرة يا أخي. و عفا الله عما سلف.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[26 Nov 2008, 02:58 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الأخ الفاضل الأستاذ: حسين بن محمد حفظك الله و رعاك ...
أطلب صفحك و عفوك على ما وقع لي من " خلط " و " خطأ " في كتابة إسمك الكريم.
و العفو من شيم الكرام.
و تقبل سلامي و تقديري
ـ[ايت عمران]ــــــــ[30 Nov 2008, 11:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل بلفقيه
وأعتذر عن التأخر لبعدي عن النت
أما بخصوص قضيتنا فمعلوم أننا في المغرب نقرأ بتوسط البدل وبتقيل كل ما يقله ورش رحمه الله من ذوات الياء، كما أننا نعتمد وقف الإمام الهبطي الذي يراعي المعنى لا الفواصل، فلا غرابة إذا أن يوجد مصحف خاص خاليا من علامات الفواصل على غرار الطريقة المتبعة في كتابة الألواح في الكتاتيب القرآنية
لذلك لا نلمس الفرق في عد الآية على هذا المذهب وترك عدها على المذهب الآخر، لكن في طباعة المصاحف يجب أن تتحرى الدقة المتناهية، وكون المغاربة لا يجدون إشكالا ذلك لما أسلفته، فقد يجده غيرهم خصوصا أن طالبي رواية ورش كثروا ـ والحمد لله ـ في مصر والمدينة النبوية وغيرهما، فإذا كان أحدهم يقرأ لورش من طريق الشاطبية بقصر البدل، وتقرر لديه أنه لا تقليل في ذوات الياء على قصر البدل، ووصل إلى قوله تعالى في طه: (زهرة الحياة الدنيا)، ولم يرها معدودة في مصحف ورش؛ فإنه سيقرؤها بالفتح، خصوصا إذا كان مبتدئا لا يعرف خلاف العلماء في العد.
هذا ما قصدته، وأستغفر الله العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[01 Dec 2008, 12:27 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
و جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل أيت عمران على ما أضفت من بيان.
و من كان مبتدئا فعليه ان يجتهد في التعلم. و من سار على الدرب وصل.
و أستغفر الله لي و لك.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[01 Dec 2008, 07:07 ص]ـ
لا عليكم شيخنا الحسن.
وللمناسبة: وجدت نقاشا قد أثير من قبل هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11108) .
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[01 Dec 2008, 09:29 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاةو السلام على رسول الله.
الأستاذ الفاضل: حسين بن محمد.
و ستظر و لا شك نقاشات و نقاشات.
و الله يهدي إلى الصواب و إلى التي هي أحسن.
و الحمد و الشكر له، فهو الحافظ لكتابه.(/)
تقرير عن كتاب (المتشابه) للدكتور حسين نصار
ـ[صالح العنزي]ــــــــ[24 Nov 2008, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب المتشابه للدكتور حسين نصار
اسم الكتاب:المتشابه
المؤلف الدكتور:حسين نصار
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649243821e278c.jpg
الكتاب يقع في 168صفحة بدأ المؤلف كتابه بالقسم الأول وسمَّاه (مدخل أدبي) وهذا المدخل الأدبي ـ في نظري القاصر ـ ليس له علاقة بعلم المتشابه بالقران وإنما هو كلام جميل له ارتباط بعلم البلاغة.
احتوى هذا المدخل الأدبي على مايلي:
- الخفاء في الفنون ,بواعثه ,ضروبه, الإشارة ,الإختصار, الألغاز, الإيحاء, الإيماء, التعريض ,التورية, التتبيع.
بدأالمؤلف بهذه المقدمة التي سماها المؤلف مدخلا أدبيا وقد أخذت من الكتاب قرابة 43 صفحة من الكتاب وهي في نظري ليس لها علاقة مباشرة بموضوع المتشابة في القرآن وإنما هي مقدمة بلاغية من الدرجة الأولى.
ثم بعد هذه المقدمة بدأ المؤلف بالقسم الثاني من كتابه وهي دراسة أدبية لأصل المتشابه ذكر فيها المعنى اللغوي لكلمتي المحكم والمتشابه والتعريفات الواردة فيها عن أئمة اللغة.
من عيوب الكتاب أن الكتاب ينقصه التنظيم فهو يورد المسائل ثم يذكرالردود عليها وبعد هذا يورد ما يؤيدها ثم يذكر ما ينقضها مما يجعل القارئ يتشتت ويضيع وسط هذه الدوامات.
ثم تكلم عن تفسير الآيات المتشابه ومن هم الذين يفسرونها ونقل النقولات في هذا وبين الراجح من تلك لأقوال.
ثم تكلم المؤلف عن آية سورة آل عمران: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) [آل عمران/7]
وذكر الخلاف المشهور فيها وأطال إطالة محمودة في هذه الآية أرى أنها تغني عن الكتاب كله إذ هي مضمونه ومحتواه الحقيقي.
ثم ختم المؤلف كتابه بمبحث الدفاع عن المتشابه.
والكتاب بصورة عامة نحى المنحى الأدبي أكثر منه العلمي الذي لابد أن يكون حاضرا في هذه المواضيع الشائكة والحساسة في نفس الوقت.
والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:35 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا العرض الموجز. وليتك نقلت لنا خلاصة رأيه في معنى آية سورة آل عمران ما دام قد أجاد في مناقشة أقوال المفسرين في ذلك.(/)
ما هو القصص القرآني؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Nov 2008, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة الأفاضل
أحمد لله تعالى وأشكر فضله أن من علي بالاشتراك في هذا الملتقى الذي يحوي ثلة من المتخصصين في ما يخص العلوم المتصلة بالقرآن الكريم.
وأستغل هذه الفرصة لأطرح السؤال التالي:
هل يستطيع أحد المتخصصين أن يشرح لي ما هو القصص القرآني، وهل هناك دراسة تحدثت عن هذا الأمر، طبعا ما أريده هو هل حصر أحد ما قصص القرآن وقال هذه هي قصص القرآن وفقط.
هل قام أحد ما بتحديد مكونات القصة القرآنية وحدودها، وما أريده هو:
أنه إذا تذكرنا قصة أصحاب الجنة التي وردت مثلا في سورة الكهف نراها قصة قصيرة، فهل هذه قصة فعلا، وهناك آية قد يكون سبب نزولها قصة، فهل هذه قصة أيضا.
متمنيا لكم دوام الصحة والعافية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2008, 06:44 م]ـ
نعم أخي الكريم قد كتب في هذا الموضوع كثير من الكتب والدراسات التأصيلية، والتي تعنى بجمع القصص القرآني كله جملةً، وقصص الأنبياء في القرآن خصوصاً، وغير ذلك. وتجد في صفحات الملتقى الكثير من الموضوعات التي تناولت هذا الموضوع، فأتعب نفسك قليلاً في تصفح موضوعات الملتقى تجد خيراً إن شاء الله.
وخذ على سبيل المثال:
أجمل كتاب مر بك يتحدث عن قصص الأنبياء - فهد الجريوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13448) .
عرض كتاب (مناهج البحث و التأليف في القصص القرآني) - موتبماي. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9346)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Nov 2008, 08:00 م]ـ
نعم أخي الكريم قد كتب في هذا الموضوع كثير من الكتب والدراسات التأصيلية، والتي تعنى بجمع القصص القرآني كله جملةً، وقصص الأنبياء في القرآن خصوصاً، وغير ذلك. وتجد في صفحات الملتقى الكثير من الموضوعات التي تناولت هذا الموضوع، فأتعب نفسك قليلاً في تصفح موضوعات الملتقى تجد خيراً إن شاء الله.
وخذ على سبيل المثال:
أجمل كتاب مر بك يتحدث عن قصص الأنبياء - فهد الجريوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13448) .
عرض كتاب (مناهج البحث و التأليف في القصص القرآني) - موتبماي. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9346)
عفوا شيخنا الكريم
لقد بذلت الوسع وبحثت طويلا في هذا الملتقى وغيره وعملت ملفا قد وضعت فيه المشاركات التي أشرت إليها، ولم أتوصل للذي أريده، أريد بحثا يتكلم عما قلت، فإذا كانت بعض الكتب التي أشرت إليها تحوي مثل هذا البحث فأشر إليها إن تكرمت،
والمشكلة أن بعض الكتب غير موجودة بحوزتي فمن عنده علم عن المباحث التي تحويها الكتب؟.
وعندي أمر علمي والوقت يداهمني فأنا أسابق لأجل ذلك وأبذل الوسع لأركز على ما أريده بالضبط.
موفقين بإذن الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Nov 2008, 10:10 م]ـ
وأضيف
قال إسلام محمود درباله:
أنواع القصص في القرآن:
والقصص في القرآن ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قصص الأنبياء، وقد تضمن دعوتهم إلى قومهم، والمعجزات التي أيدهم الله بها، وموقف المعاندين منهم، ومراحل الدعوة وتطورها وعاقبة المؤمنين والمكذبين. كقصة نوح، وإبراهيم، وموسى، وهارون، وعيسى، ومحمد، وغيرهم من الأنبياء والمرسلين، عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام.
النوع الثاني: قصص قرآني يتعلق بحوادث غابرة، وأشخاص لم تثبت ثبوتهم، كقصة الذين أخرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت. وطالوت وجالوت، وابني آدم، وأهل الكهف، وذي القرنين، وقارون، وأصحاب السبت، ومريم، وأصحاب الأخدود، وأصحاب الفيل ونحوهم.
النوع الثالث: قصص يتعلق بالحوادث التي وقعت في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم كغزوة بدر واُحد في سورة آل عمران، وغزوة حنين وتبوك في التوبة، وغزوة الأحزاب في سورة الأحزاب، والهجرة، والإسراء، ونحو ذلك.
فهل حصر أحدهم القصص على أساس هذا التقسيم؟
وهل هذا التقسيم صحيح؟
ــــــــــــــــــ
وهذا أمر يحيرني:
ما هو الرابط بين أسباب النزول والقصص القرآني؟
وقد ذكر الاخوة هذه الكتب في الملتقى ولا أملكها
1 - "القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن "لأبي المطرف عبدالرحمن بن محمد بن عيسى بن أصبغ القرطبي الأندلسي {ت 402هـ} ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون.
2 - أسباب النزول والقصص الفرقانية لأبي المظفر محمد بن أسعد العراقي الحنفي الحكيمي (ت: 567 هـ). وهو كتاب يخلو من الأسانيد تماماً.
3 - أسباب النزول والقصص الفرقانية؛ لمحمد بن أسعد العراقي (567هـ) - الجزء الأول
تحقق الدكتور عصام أحمد أحمد غانم،
طبع دار الوفاء للطباعة والنشر،
تاريخ النشر: 01/ 01/2000 ..
ــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Nov 2008, 08:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أحاول أن أفكر في حدود القصص القرآني قلت أبدأ من سورة الحمد؟
قال تعالى:
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
هل هذه إشارة إلى قصص اليهود والنصارى التي وردت في القرآن الكريم، وبمعنى آخر قصتهم كاملة أيضا، هل في ذلك تكلف أو مبالغة؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Nov 2008, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أخي الفاضل أسئلتك موفقة لكنها بحاجة لتفرغ بعض الشيء، و من باب أن مالا يدرك كله لا يترك كله أجيبك إجابة مقتضبة عن سؤالك الذي قلت فيه: هل هناك من أفرد قصص القرءان ولم يورد معها قصص الأنبياء؟
فالجواب أن هناك من المؤلفين من جمع بين الحسنيين فتكلم عن قصص الأنبياء وجملة من القصص القرءاني من ذلك مثلاُ قصص القرءان الكريم للدكتور فضل عباس وكتاب المستفاد من قصص القرءان للدكتور عبدالكريم زيدان.
وهناك من اكتفى بالتكلم عن قصص الأنبياء فقط وكتبها أشهر من أن تذكر ولعل الرابط الذي اطلعت عليه أفادك.
وهناك كتب أفردت القصص القرءاني ولم تتطرق لقصص الأنبياء مثل كتاب صحيح قصص القرءان للدكتور سعيد عبدالعظيم وإن كان لم يستوعب، وكتاب قصص السابقين في القرءان للدكتور صلاح الخالدي ولعله من أجمعها.
هذه إضاءة لعلها تفيدك وفقك الله، أتت على عجل فعذراً إن كان بها خلل، والله تعالى أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Nov 2008, 09:41 م]ـ
أخي الفاضل فهد جزاك الله كل خير
هذا تفصيل يحتاجه غير المتخصص مثلي، وقد أوصيت بعض المكتبات بعدد من الكتب التي قرأت عنها، والذي يبحث عن مثل هذه الكتب سيعرف كيف أن المكتبة ما زالت تحتاج إلى دراسات أكثر وأدق بالنسبة للقصص القرآني.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Nov 2008, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أحاول أن أفكر في حدود القصص القرآني قلت أبدأ من سورة الحمد؟
قال تعالى:
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
هل هذه إشارة إلى قصص اليهود والنصارى التي وردت في القرآن الكريم، وبمعنى آخر قصتهم كاملة أيضا، هل في ذلك تكلف أو مبالغة؟
والله أعلم وأحكم.
والذي دفعني إلى تدبر القرآن بهذه الطريقة ما أشار إليه الغرناطي في ملاك التأويل:
فقد قال:
" والجواب عن السؤال الرابع: أن قوله تعالى:" كذلك نجزى القوم المجرمين" لم يتقدم قبله تفصيل قصص ولا بسط قصة منها بل أوجز معنى ما انطوت عليه تلك القصة فعبر عن ذلك بقوله تعالى:"ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا" فناسب هذا الايجاز ما بنى عليه من قوله:"كذلك نجزى القوم المجرمين" ومن التعبير عن المشار إليهم من المهلكين بالاجرام-وهو أكبر موقعا من الاعتداء-ليطابق وصفهم بالظلم والمراد به تكذيبهم الرسل وكفرهم بما جاؤوهم به، فلم يكن ليطابق ذلك الوصف الاعتداء ولم يوصفوا أيضا بالكفر إذ لم يقع به إفصاح فيما تقدم فكان وصفهم بالاجرام أنسل والله أعلم. (نسخة الكترونية) " أهـ
وهناك استفسار آخر:
في كتاب الزيادة والإحسان وردت عناوين:
1 - أسماء من نزل فيهم القرآن.
2 - علم قصص الأنبياء عليهم السلام المذكورين في القرآن العظيم.
3 - علم من ذكر في القرآن من الملوك والأمم غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
" أهـ
هل هذا كله من قبيل القصص القرآني؟
هل السيرة من القصص القرآني:
قال تعالى:
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} (التوبة:25)
{ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} (التوبة:26)
وقد كتب الدكتور محمد منير كتابا أسماه:
قصص القرآن وسيرة سيد المرسلين بعيدا عن الإسرائيليات وشطحات المفسرين،
وكأنه يقول أن السيرة من القصص القرآني.
ويبقى سؤال من حصر القصص القرآني من أهل العلم، وقال أنا حصرت القصص وهم كذا وكذا قصة؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[12 Jan 2009, 07:46 م]ـ
للفائدة:
هناك كتاب بعنوان القصص القرآني وأثره في استنباط الأحكام
للعلامة الشيخ أسامة عبد العظيم حمزة
نشر دار الفتح بالقاهرة
منقول.(/)
عرض كتاب (علم المناسبات في السور والآيات) لمحمد عمر با زمول
ـ[سامي العمر]ــــــــ[24 Nov 2008, 10:41 م]ـ
تقرير موجز عن كتاب (علم المناسبات في السور والآيات)
1) بطاقة الكتاب:أ- الاسم: علم المناسبات في السور و الآيات و يليه كتاب " مراصد المطالع في تناسب المقاطع و المطالع " للسيوطي.
ب- المؤلف: د. محمد بن عمر بن سالم بازمول.
الطبعة و التاريخ: هي الطبعة الأولى (1423هـ) المكتبة المكية بمكة المكرمة.
2) مواضيع الكتاب:
القسم الأول: كتاب علم المناسبات:
وتعرض المؤلف - وفقه الله – فيه للمواضيع التالية:
1) مدخل: في أن ترتيب السور و الآيات توقيفي.
2) بداية علم المناسبات.
3) تعريف علم المناسبات.
4) علم المناسبات توفيقي (و ليس توقيفيا).
5) حكم تطلب المناسبات بين السور و الآيات. وفيه: شروط طلب المناسبات في القرآن العظيم.
6) فضل علم المناسبات.
7) مسائل:
أ - تعريف السورة و الآية.
ب - ما الطريقة الرشيدة لمعرفة المناسبة.
ت - ما أحوال ارتباط الآي بعضها ببعض؟
ث - ما أسباب المزج المعنوي؟
ج - ما الفرق بين التخلص و الاستطراد؟
ح - يكفي في الجامع التعلق على أي وجه كان ...
خ - كما أن النكات لا تتزاحم فكذلك المناسبات لا تتزاحم.
د - أيهما أولى: البداءة بالمناسبة أو سبب النزول؟
8) تنبيهات:
أ - الاهتمام بمعرفة مقاصد السورة و موضوعاتها يساعد على سداد القول و التوفيق إلى المناسبة.
ب - لا يشترط في الكلام على مناسبة آية و آية أن يكون وقت نزولهما واحدا.
ت - لا يقصد بالصلة بين الآية و الآية اتحادهما أو تماثلهما أو تداخلهما
ث - بيان صحة ما يتكرر من قول بعضهم (ختم بكذا مراعاة للفاصلة).
9) أهم المصنفات في هذا الباب.
القسم الثاني: تحقيق كتاب السيوطي (مراصد المطالع):
و قد احتوى هذا القسم على:
1) مقدمة.
2) الدراسة: أ- التعريف الموجز بالإمام السيوطي (مولده، نشأته، طلبه للعلم، شيوخه، نشأته العلمية،عقيدته، مذهبه الفقهي، مؤلفاته، أمور أخرى، وفاته)
ب- تعريف موجز بالكتاب المحقق (موضوعه، قيمته العلمية، موازنة بينه وبين نظم الدرر، تحقيق نسبته للسيوطي، وصف المخطوطات).
3) النص المحقق.
4) ملحق: في بيان مناسبات المطالع للمقاطع في السور التي لم يتكلم عليها السيوطي.
3) من مزايا الكتاب:
أ- أن الكتاب يعد تأصيلا مفيدا جدا لعلم المناسبات في الوقت الذي تفتقر الساحة العلمية لمثل هذه التأصيلات.
ب- استنباط المؤلف لشروط و ضوابط مهمة في هذا العلم، مثل شروط جواز طلب المناسبات ص37 فقد أجاد فيها وأفاد.
ج- توضيح المحقق للمناسبات التي ذكرها السيوطي- بعبارات هي أشبه بالألغاز أحيانا – فتوضيحه قرب الفكرة وبين المراد.
4) من الملاحظات على الكتاب:
أ- يواجهك على الغلاف وبعد ذكر اسم السيوطي عبارة (نفعنا الله بعلومه وبركاته في الدنيا و الآخرة .. ) و لاشك أن عطف كلمة (و بركاته) على (بعلومه) يجعلها ملبسة جدا.
ب- استدل المؤلف على بداية علم المناسبات بحديث صعود النبي صلى الله عليه و سلم في حجته على الصفا و قراءة الآية وقوله (أبدأ بما بدأ الله به) و لم يظهر لي وجه الاستدلال بذلك على بداية هذا العلم فلعل المؤلف يزيده توضيحا في طبعة قادمة.
ج- العناصر التي ذكرها المؤلف في فضل هذا العلم هي إلى الدلالة على الأهمية أقرب من كونها دالة على الفضل و الثواب، و الله اعلم.
جزى الله الشيخ / محمد بازمول كل خير على جهوده و كتبه النافعة و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:44 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا محمد على هذا التعريف بالكتاب، والكتب التي كتبت في تتبع تأريخ علم المناسبات وتأصيله ما زالت قليلة، وهذا الكتاب على وجازته منها.
وقد حقق كتاب السيوطي هذا من قبل، حققه الدكتور عبدالمحسن العسكر ونشر تحقيقه بدار المنهاج بالرياض، وحققه الدكتور محمد الشربجي من سوريا ونشره في العدد الرابع من مجلة الأحمدية (جمادى الأولى 1420هـ) كما تجده هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8880) .(/)
بشرى لأهل مكة المكرمة _الدرس العلمي للدكتور مساعد الطيار
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[24 Nov 2008, 11:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الكرام
يسعدنا أن نحيطكم علما بأن الشيخ الدكتور مساعد الطيار سيقيم درس علمي في التفسيرغدا الثلاثاء 27/ 11 بعد صلاة المغرب بجامع الأميرة نوف على طريق الطائف بجوار مستشفى علوي تونسي.
والدرس سيكون في تفسير: المحرر الوجيز لابن عطية
وهي فرصة لمن أراد الاستفادة من الشيخ. سدد الله الجميع
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:32 ص]ـ
بارك الله في الدكتور مساعد ونفع به ووفقه ...
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[28 Nov 2008, 10:59 م]ـ
قد حضرت الدرس وكان مليئاً بالفوائد فعلاً
حفظ الله الشيخ وبارك في علمه ووقته
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[29 Nov 2008, 12:18 ص]ـ
ماذا بين الشيخ مساعد وبين محرر ابن عطية؟؟
أرجو أن تكون هذه العلاقة التي اتضحت في غير ماموضع إرهاصاتٍ لكتاب عقد الشيخ النية على إخراجه ..
ومايدريك؟؟
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[29 Nov 2008, 02:55 م]ـ
شكر الله لجميع الإخوة وخصوصا الأخ أبوعبد العزيز الشثري
وحقيقة أبو عبد العزيز أني لم أفهم كلامك وفيه غموض فليتك توضح أكثر حتى نستفيد جميعا.وأكاد أجزم بأن الجميع ينتظرون توضيحك
شكر الله لك. .
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[24 Dec 2008, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل سيواصل الدرس
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[30 Dec 2008, 04:03 م]ـ
هل من خبر عن الدرس الثاني؟
ـ[التواقة]ــــــــ[31 Dec 2008, 01:48 ص]ـ
هل سيرفع الدرس على الشبكة العنكوتية؟ البث الإسلامي مثلا؟
أو جواد يجود علينا بتلخيض الدرس؟
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[31 Dec 2008, 09:44 م]ـ
جزى الله الشيخ الدكتور مساعد خير الجزاء؛ ونفع بعلمه
وأرجو من الإخوة جمع دروس الشيخ في هذا الملتقى ليستفيد منها الجميع.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[01 Jan 2009, 02:29 ص]ـ
شكر الله لجميع الإخوة وخصوصا الأخ أبوعبد العزيز الشثري
وحقيقة أبو عبد العزيز أني لم أفهم كلامك وفيه غموض فليتك توضح أكثر حتى نستفيد جميعا.وأكاد أجزم بأن الجميع ينتظرون توضيحك
شكر الله لك. .
للشيخ مساعد عناية ظاهرة بالمحرر الوجيز لحظتها في بعض كتاباته ..
فلما أعلنتَ عن هذا الدرس كان ذلك تأكيدا لما تقرر عندي ..
فكان ماقلت من أملي أن يكون للشيخ كتاب عن هذا السِّفر الجليل ..
====
وللمناسبة فها أنا ذا أذكر الشيخ بموضوع كتبته سابقا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8800
علَّ جديدا على الموضوع طرأ ..(/)
قراءات مقترحة في علوم القرآن - د. مساعد الطيار
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 05:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قراءات مقترحة في علوم القرآن
نشأة علوم القرآن
(دراسات في علوم القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3316) ) للأستاذ الدكتور فهد بن عبد الرحمن الرومي.
(علوم القرآن بين البرهان والإتقان ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7364) ) للدكتور حازم سعيد حيدر.
(مناهل العرفان للزرقاني؛ دراسة وتقويم ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1519) ) للدكتور خالد بن عثمان السبت.
(علوم القرآن من خلال مقدمات المفسرين ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1196) ) للدكتور محمد صفا شيخ إبراهيم حقي.
(تاريخ علوم القرآن الكريم حتى نهاية القرن الخامس ( http://www.hadielislam.com/readlib/rasael/resala.php?id=3578) ) ، للباحث أحسن بن سخاء بن محمد شرف الدين. [لما تطبع]
(تاريخ علوم القرآن من بداية القرن السادس إلى نهاية القرن العاشر ( http://www.hadielislam.com/readlib/rasael/resala.php?id=3524) ) ، للدكتور محمد بن محمد بن محمد القرشي. [لما تطبع]
نزول القرآن
(نزول القرآن) لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ).
(الجواب الواضح المستقيم في كيفية نزول القرآن الكريم) لمفتي المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت 1389 هـ).
(نزول القرآن) للأستاذ الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع.
والكتابة في هذا المبحث لا تكاد تختلف في كتب علوم القرآن سواء أكانت متقدمة - كالبرهان والإتقان - أم كانت من كتب المعاصرين، سوى ما يذكره بعض المعاصرين من زيادات في بعض فوائد التنجيم.
الأحرف السبعة
(حديث الأحرف السبعة) للدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قارئ. وهو من أنفس ما كُتب في شرح الأحرف السبعة، وفيه تحليلات وفوائد جليلة.
(الأحرف السبعة ومنزلة القراءات منها) للدكتور حسن ضياء الدين عتر. ومما فيه من محاسن: استنباط الفوائد من أحاديث الأحرف السبعة، وإن كانت النتيجة التي وصل إليها في المراد بالأحرف السبعة فيها نظر. وفي صنيع الدكتور حسن ضياء الدين عتر في كتابه توجيه للباحثين في استنطاق الفوائد من الأحاديث التي وردت في الأحرف التي نزل بها القرآن.
المكي والمدني
(المكي والمدني في القرآن الكريم: دراسة تأصيلية نقدية للسور والآيات من أول القرآن إلى نهاية سورة الإسراء ( http://catalog.library.ksu.edu.sa/digital/398313.html) ) للباحث عبد الرزاق حسين أحمد. وهو كتاب نفيس جدا في موضوع المكي والمدني، وما يتعلق به من السور والآيات المختلف فيها، والآيات المستثناة في السور.
(تحرير القول في السور والآيات المكية والمدنية من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس)، وهي رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث محمد بن عبد العزيز بن عبد الله الفالح إلى كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
أسباب النزول
(أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص: دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه) للدكتور عماد الدين محمد الرشيد.
(أسباب النزول من خلال الكتب التسعة جمعا ودراسة) للدكتور خالد المديني. وأصلها رسالة دكتوراه تقدم بها إلى قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وقد طبع بعنوان (المحرر في أسباب النزول)، وهو من منشورات دار ابن الجوزي بالدمام.
جمع القرآن
(جمع القرآن في مراحله التاريخية ( http://www.sharei.net/J_quran/) ) للباحث محمد شرعي أبو زيد.
مجموعة البحوث المتعلقة بجمع القرآن من البحوث التي أقامها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية تحت عنوان (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن وعلومه). [هنا ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=list&id=44) بمكتبة الملتقى]
وهذا الموضوع - مع ما كُتب فيه - لا زال بحاجة إلى بحث وتحرير يعتمد على النصوص، ويحلل ما فيها من المعلومات، دون النظر العقلي الظني الذي صار في بعض قضايا هذا الموضوع بدرجة الأمور المسلمات التي يُظنُّ صحتها، أو عدم وجود اختلاف فيها.
أسماء السور
(يُتْبَعُ)
(/)
(مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور) للبقاعي (ت 885 هـ).
(التحرير والتنوير) للطاهر بن عاشور (ت 1393 هـ)، حيث يذكر عند مقدمة كل سورة اسم السورة أو أسماءها إن كان لها أكثر من اسم.
(أسماء سور القرآن وفضائلها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5196) ) ؛ رسالة جامعية للدكتورة منيرة محمد ناصر الدوسري.
ومما يلاحظ أن معرفة ما سُمِّيت به السورة يمكن الرجوع فيه إلى المصادر الآتية:
الأحاديث النبوية التي يرد فيها أسماء للسور.
الآثار الواردة عن الصحابة والتابعين وأتباعهم، خصوصا ما ورد في ذكر السور المكية والمدنية.
المصاحف العتيقة، حيث يُذكر فيها أسماء للسور.
كتب الأحاديث المسندة، حيث يرد فيها تسميات كثيرة للسور.
تفاسير العلماء، حيث يقدمون السورة بقولهم: تفسير سورة كذا.
ويمكن القيام بعمل إحصاء وجدولة لهذه الأسماء من خلال هذه المراجع وغيرها.
عد الآي
(البيان في عد آي القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=65438) ) لأبي عمرو الداني (ت 444 هـ).
(الفرائد الحسان في عد آي القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13810) ) ، لعبد الفتاح القاضي (ت 1403 هـ).
فضائل السور
(فضائل القرآن) لأبي عبيد القاسم بن سلام (ت 224 هـ)، وهو من أنفس كتب فضائل القرآن، وفيه تعليقات مهمة لأبي عبيد (ت 224 هـ) كما هي عادته في كتبه، فهو ليس كتاب رواية فقط، بل يجتهد أبو عبيد في إبداء رأيه في بعض المسائل.
(فضائل القرآن) لأبي عبد الله محمد بن أيوب المعروف بابن الضريس (ت 294 هـ)، وهو كتاب رواية.
(فضائل القرآن) لأبي بكر جعفر بن محمد المعروف بالفريابي (ت 301 هـ)، وهو كتاب رواية.
(فضائل القرآن) لأحمد بن شعيب، المعروف بالنسائي، صاحب السنن (ت 303 هـ)، وهو كتاب رواية.
(فضائل القرآن) لأبي الفداء إسماعيل بن كثير (ت 774)، وهو شرح لكتاب الفضائل من صحيح البخاري (ت 256 هـ)، وهذا الكتاب من أنفس كتب الفضائل لما فيه من التحرير والترجيح، وبيان المسائل العلمية المتعلقة بالفضائل.
(فضائل القرآن الكريم وحملته في السنة المطهرة) لمحمد موسى نصر، وهو كتاب يصلح لطلاب حلقات تحفيظ القرآن الكريم، إذ يمكن أن يقوموا بمدارسة ما فيه من الأحاديث وفوائدها التي ذكرها المؤلف.
(موسوعة فضائل سور وآيات القرآن) للشيخ محمد بن رزق الطرهوني، وهو من أوسع الموسوعات فيها يتعلق بفضائل السور والآيات، وقد جعلها المؤلف على قسمين: قسم الفضائل الصحيحة (وقد طبع في مجلدين)، وقسم الفضائل الضعيفة (لم يطبع إلى تاريخه).
(فضل القرآن الكريم)؛ رسالة ماجستير مقدمة لقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، قدَّمها الباحث عبد السلام بن صالح الجار الله.
والحديث عن (فضائل القرآن) يشمل الحديث عن فضله على وجه العموم، وعن فضل بعض سوره، وعن فضل بعض آياته، ويدخل فيه الحديث عن (تفاضل القرآن)، وهي مسألة: هل القرآن بعضه أفضل من بعض؟
ترتيب السور
(الإعجاز البياني في ترتيب القرآن الكريم وسوره) للدكتور أحمد يوسف القاسم. وهو من أنفس كتب المعاصرين في ترتيب السور.
موضوعات السور ومقاصدها
الكتابة في مقاصد السور وموضوعاتها جزء من الكتابة في مقاصد القرآن وموضوعاته؛ لأنها تعتبر أفرادا له، وباجتماعها تظهر مقاصده، وتتكون موضوعاته.
ويمكن اعتبار الكتب التي كُتبت في مقاصد الشريعة من الكتب المعينة على دراسة هذا الباب، لما بينها من الارتباط، ومن انطلق من هذه النظرة اتسعت عنده دائرة مقاصد السور، وتبيَّن له من خلال موضوعاتها كيفية معالجتها لهذه المقاصد النفيسة، وذلك مبحث مهم يحتاج إلى عناية من له اطلاع واسع على الشريعة.
ومن البحوث التي لها تعلق بموضوع السور ومقاصدها بحث (الوحدة الموضوعية)، وهو من الموضوعات التي عُني بها بعض المعاصرين، وكتبوا فيها.
رسم المصحف
(رسم المصحف: دراسة لغوية تاريخية) للدكتور غانم قدوري الحمد.
مقالة بعنوان (موازنة بين رسم المصحف والنقوش العربية القديمة) للدكتور غانم قدوري الحمد، مجلة المورد، العدد الرابع، المجلد الخامس عشر، 1986م. [وقد أعاد نشرها في كتابه (أبحاث في علوم القرآن - دار عمار)]
(إثبات حفظ الله للقرآن الكريم من خلال دراسة لوحة مخطوطة للقرآن الكريم في القرن الأول الهجري)؛ عمل الباحث بشير بن حسن الحميري.
(دراسة فنية لمصحف مبكر يعود للقرن الثالث الهجري)؛ دراسة وتحقيق عبد الله بن محمد بن عبد الله المنيف.
ضبط المصحف
(الطراز في شرح ضبط الخراز ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13337) ) للتنسي، وهو من أنفس الكتب في باب الضبط. [حققه الدكتور أحمد شرشال، وطبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية].
وقد كتب المعاصرون من علماء الإقراء في مصر كتبا مختصرة في الضبط ليستفيد منها الطلاب في دراستهم، منها:
(سمير الطالبين في رسم وضبط الكتاب المبين) للشيخ على بن محمد الضباع.
(السبيل إلى ضبط كلمات التنزيل) لأحمد محمد أبو زيت حار.
(إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين) للدكتور محمد سالم محيسن.
[انتهى، ولله الحمد]
استللتها من كتاب (المحرر في علوم القرآن) لفضيلة الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار - مشرفنا العزيز وحبيبنا الغالي - وفقه الله وبارك في عمره. بتصرف يسير يناسب وضع البحث على الشبكة، وما بين المعقوفين من قولي. مع التنبيه على أن إيرادها هنا لا يغني عن قراءتها ضمن سياق هذا الكتاب النفيس.
وسأتبعها إن شاء الله بالأبحاث المقترحة في علوم القرآن كما جاءت بكتاب المحرر أيضا. وجزاكم الله خيرا، وهو المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:10 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم اختيار موفق، زادكم الله توفيقا وسدادا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:31 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك ...
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:33 ص]ـ
للشيخ كتيب فيه أنواع التصنيف في علوم القرآن
أجزل الله له المثوبة
ـ[التواقة]ــــــــ[25 Nov 2008, 12:36 م]ـ
لو أضفت كتاب المحرر في علوم القرآن لكااااااااااااااااان جميلا فإني افتقدته لما قرأت الكتب ..
لكن ...
هل تغني هذه الكتب بمجموعها عن المشايخ؟
كلا لا تغني ...
ـ[مها]ــــــــ[25 Nov 2008, 01:44 م]ـ
أختي التواقة -وفقك الله- هذه القراءات المقترحة مصدرها كتاب المحرر
استللتها من كتاب (المحرر في علوم القرآن) لفضيلة الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار
وسأتبعها إن شاء الله بالأبحاث المقترحة في علوم القرآن كما جاءت بكتاب المحرر أيضا. وجزاكم الله خيرا، وهو المستعان.
أعانك الله، وقد أحسنت صنعا.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[25 Nov 2008, 05:27 م]ـ
بارك الله فيك، عمل رائع ....
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 Nov 2008, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا.
بحوث مقترحة في علوم القرآن - د. مساعد الطيار. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13919)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[29 Nov 2008, 10:02 م]ـ
جزاك الله خيرا وبراك الله فيك ونفع بك
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[21 Dec 2010, 03:38 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
حمل بحوث مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
ـ[مركز الدراسات]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:23 م]ـ
هدية لطلبة العلم: تحميل بحوث مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
(من العدد الأول إلى العدد الرابع):
على هذا الرابط في موقع المعهد: http://www.shatiby.edu.sa/index.php?op=mag
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا حذيفة ونفع بجهودكم في خدمة القرآن وأهله، وقد أحسنتم صنعاً بإتاحتها للباحثين والمستفيدين.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[25 Nov 2008, 05:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا، فقد كنا في شوق إليها بالغ.
العدد الأول:
(تأملات قرآنية من نبإ موسى وفرعون ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224490082.pdf) ) - د. أحمد بن عبد الله العماري الزهراني.
(علوم القرآن؛ تاريخه وتصنيف أنواعه ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224654994.pdf) ) - د. مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.
(التفسير الإذاعي للقرآن الكريم ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224655120.pdf) ) - عبد العزيز بن عبد الرحمن الضامر.
(نظرات في بعض ما انحذف حشوا من الألفات ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224656132.pdf) ) - عبد الرحيم بن عبد السلام نبولسي.
(توجيه الإمام ابن القيم للقراءات القرآنية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224656621.pdf) ) - د. عبد العزيز بن حميد الجهني.
(كيف الاستفهامية في الدراسات النحوية، وأوجه إعرابها في القرآن الكريم ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224657123.pdf) ) - أحمد بن محمد بن أحمد القرشي الهاشمي.
(الألفات ومعرفة أصولها، لأبي عمرو الداني ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/alaleefaat.pdf) ) - تحقيق: أ. د. غانم قدوري الحمد.
(كشاف المقالات والبحوث القرآنية في المجلات السعودية المحكمة ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1224657950.pdf) ) - إعداد: د. خالد بن يوسف بن عمر واصل.
العدد الثاني:
(تفسير القرآن بالقرآن؛ دراسة تأصيلية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/tafseer.pdf) ) - د. أحمد بن محمد البريدي.
(تصحيح طريقة معالجة تفسير السلف في بحوث الإعجاز العلمي ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/tassheeh.pdf) ) - د. مساعد بن سليمان الطيار.
(التوجيهات النحوية لقراءة أبي السمال العدوي ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/atwjeehat.pdf) ) - د. عبد الله بن عويقل السلمي.
(تنزيل القرآن وعدد آياته واختلاف الناس فيه، لابن زنجلة ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/tnzeelalgoraan.pdf) ) - تحقيق: أ. د. غانم قدوري الحمد.
(دليل كتب علوم القرآن المسندة المطبوعة ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/daleel.pdf) ) - فؤاد بن عبده أبو الغيث.
العدد الثالث:
(تكوين ملكة التفسير ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/takween.pdf) ) - د. الشريف حاتم بن عارف العوني.
(عادات عربية في ضوء القرآن الكريم؛ دراسة موضوعية ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/3aadaat.pdf) ) - أ. د. عبد الفتاح محمد أحمد خضر.
(وحدة النسق في السور القرآنية؛ فوئدها وطرق دراستها ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/anaasaak.pdf) ) - رشيد الحمداوي.
(الترجيح والتعليل لرسم وضبط بعض كلمات التنزيل ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/ataargeeh.pdf) ) - أ. د. أحمد خالد شكري.
(الفروق اللغوية بين ألفاظ العلم ومراتبه ووسائله في القرآن الكري ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/alfoorook.pdf) م) - د. محمود أحمد الأطرش.
(تحفة الإخوان في الخُلف بين الشاطبية والعنوان، لابن الجزري ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/tohfaat.pdf) ) - دراسة وتحقيق: خالد حسن أبو الجود.
العدد الرابع:
(معالم الاستنباط في التفسير ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1227420661.pdf) ) - نايف بن سعيد بن جمعان الزهراني.
(أثر الابتداء بحروف المعاني والوقف عليها في بلاغة المعنى القرآني واتساعه ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1227420949.pdf) ) - د. محمد بن محمد بن عبد العليم الدسوقي.
(فكرة الصوت الساذج وأثرها في الدرس الصوتي العربي ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1227421099.pdf) ) - أ. د. غانم قدوري الحمد.
(ظاهرة المنامات في كتب القراءات وتراجم القراء ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1227421232.pdf) ) - أ. د. عمر يوسف عبد الغني حمدان.
(الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة لعثمان بن عمر الناشري ( http://www.shatiby.edu.sa/mag/file1227421471.pdf) ) - دراسة وتحقيق: إياد سالم السامرائي ويعقوب أحمد السامرائي.
وللمناسبة، أين أجد المجلة بمعرض القاهرة القادم - إن شاء الله -؟
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[05 May 2010, 04:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[05 May 2010, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[التواقة]ــــــــ[05 May 2010, 07:41 م]ـ
ليتكم تتكرمون ببقية الأعداد وفقكم الله(/)
شكرا على انبعاث الروح في المنتدى مرة أخرى
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Nov 2008, 02:34 م]ـ
لاحظت انبعاث الروح مرة في المنتدى من خلال نشر عدد من عروض الكتب قام بها بعض طلبة الماجستير.
وأسأل الله تعالى أن تعمم هذه التجربة ويدوم نفعها.
وأرجو ألا يطول انتظار عودة الأساتذة لعرض زبدة بحوثهم للاستفادة منها أو للحوار والنقاش. فقد غاب الكثيرون وأصبح الملتقى التقني والمفتوح هو الأكثر نشاطا من غيره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 04:10 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا أحمد، وهؤلاء ثمانية من أحبابنا طلاب مرحلة الماجستير وفقهم الله ونفع بهم، أتدارس معهم مقرر التفسير هذا الفصل. ومن ضمن الأنشطة العلمية التي طلبتها منهم أن يقوم كل واحد منهم بقراءة كتابٍ من كتب الدراسات القرآنية أختارها لهم من مكتبتي، ويقوم كل واحد منهم بكتابة تقرير مختصر عن الكتاب يشتمل على:
1 - التعريف بالكتاب من حيث معلوماته الببلوغرافية.
2 - عرض فهرس الكتاب.
3 - مميزات الكتاب.
4 - الملحوظات عليه إن وجدت.
كل ذلك مع العناية بحسن العرض، وتركيز الفكرة وتلخيصها، مع العناية بالعبارات وطريقة عرض المزايا والملحوظات، ونقوم بعرض كل كتاب في نهاية المحاضرة لكل كتاب من 3 - 5 دقائق، ثم يقوم الطالب نفسه بعرض الكتاب في ملتقى أهل التفسير تعميماً للفائدة من جهة، وطلباً للتقويم والنقاش مع أمثالكم من أهل العلم للاستفادة، وبعض الكتب المعروضة لبعض أعضاء الملتقى. وقد حرصت على تنوع مجالات هذه الكتب، ومناسبة حجمها لوقت الطلاب الضيق في الفصل لمزاحمة بقية المقررات.
والمفترض أن يعرض كل أسبوع ثمانية كتب، غير أنهم ليسوا على درجة واحدة من القدرة على الإنجاز وفقهم الله ونفع بهم.
الكتب المعروضة حتى الآن هي:
1 - مختصر (مناهج المفسرين للذهبي) لمحمد أبو زيد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13646).
2- ( نحو تفسير ملهم) لرانيا شعبان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13787).
3- النبأ العظيم لمحمد عبدالله دراز ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13679) .
4- ختم الآيات بأسماء الله الحسنى لعلي العبيد.
5 - جمع القرآن لأكرم الدليمي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13656) .
6- الرأي الصحيح في من هو الذبيح للفراهي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13659) .
7- علم إعراب القرآن ليوسف العيساوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13697).
8- تفسير القرآن بكلام الرحمن للأمرتسري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13665) .
9- الإعجاز الاقتصادي للقرآن الكريم للدكتور رفيق المصري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13711)
10- بلاغة الكلمة في التعبير القرآني لفاضل السامرائي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13786)
11- منهج ابن جرير الطبري في الترجيح للدكتور حسين الحربي
12 - ثراء المعنى في القرآن الكريم لمحمد خليل جيجك.
13 - الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13757)
14- فواتح سور القرآن للدكتور حسين نصار
15 - تناوب حروف الجر في لغة القرآن لمحمد حسن عواد ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13696)
16- ابن حزم وآراؤه في علوم القرآن والتفسير لمحمد أبو صعيليك ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13705) .
17- المتشابه للدكتور حسين نصار ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13860)
18- من الطبري إلى سيد قطب للدكتور إبراهيم عوض
19 - الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم للدكتور عبدالحميد هنداوي
20 - تجربة المقرأة القرآنية الثانية في تعليم القرآن لموسى درويش الجاروشة
21 - إبراز المعاني بالأداء القرآني لإبراهيم الدوسري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13863)
22- التعريض في القرآن الكريم لإبراهيم الخولي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13831)
23- تطور كتابة المصحف الشريف وطباعته لمحمد سالم العوفي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13763)
24- نظرات جديدة في القرآن المعجز لمحمد عادل القلقيلي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13793)
25- المعين على فهم الجزء الثلاثين للدكتور زيد عمر
26 - تفسير مشكل القرآن لراشد الفرحان ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13884)
27- عوامل النصر والتمكين في دعوات المرسلين لأحمد الشهري ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13819)
28- تأصيل الإعجاز العلمي لعبدالمجيد الزنداني
29 - دلالات الظاهرة الصوتية في القرآن الكريم لعبدالله الحربي
30 - الشيخ محمد الغزالي رائد منهج التفسير الموضوعي لمسعود فلوسي
31 - المستشرقون والقرآن للدكتور إبراهيم عوض ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13839)
32- علم المناسبات في السور والايات لمحمد با زمول ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=13866)
33- المستشرقون والقرآن لعمر لطفي العالم
34 - تاريخ القرآن وغرائب رسمه وحكمه لمحمد طاهر الكردي
35 - لهجات القبائل العربية في القرآن الكريم
36 - خوارق العادات في القرآن الكريم لعبدالرحمن الحميضي
37 - كلام الله (الجانب الشفاهي من الظاهرة القرآنية) لمحمد كريم الكوَّاز
38 - آية الهم والبرهان لأحمد عز الدين عبدالله خلف الله
39 - معرب القرآن عربي أصيل لجاسر خليل أبو صفية
40 - المحكم والمتشابه في القرآن العظيم لعبدالرحمن المطرودي
والبقية تأتي إن شاء الله، وأهدف من هذه الفكرة إلى التدريب على نقد الكتاب، وحسن تلخيصه وتركيز فكرته، والقدرة على استخلاص أبرز أفكاره، والتدرب على تقبل النقد من الزملاء هنا وفي المحاضرة، وفوق ذلك التدرب على سلاسة الكتابة والقدرة على اختيار العبارات النقدية الهادئة، وفوق ذلك فعلى هذا النشاط درجات مقدرة متفق عليها فيما بيننا لكل طالب، وكلهم يقوم بهذه المهمة بإخلاص ونشاط وفقهم الله ونفع بهم.
أضف إلى ذلك أننا نكسب بذلك أعضاء فاعلين في ملتقى أهل التفسير، يتجاوز نفعهم قاعات المحاضرات في الكلية إلى أبعاد أوسع وأرحب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Nov 2008, 01:16 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
أرجو أن يحذو باقي الأساتذة حذوكم، ويشجعوا طلبة أخرين على القيام بنفس الشيء.
ولعل مما يساعد في إنجاح هذا الأسلوب في تفعيل القراءة والاطلاع على مثل هذه العروض، أن يحرص الأساتذة وباقي أعضاء المنتدى على التفاعل مع هذه العروض، وإبداء ملاحظاتهم أو التصريح بانتفاعهم بها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Nov 2008, 08:38 ص]ـ
ما شاء الله .. جهد مبارك يا دكتور عبد الرحمن .. وليت هذه الأفكار تعم جميع الأقسام القرآنية، فنستفيد من الأبحاث التي يعدها طلبة الماجستير والدكتوراة وهي أبحاث نافعة ..
ـ[مرهف]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:34 م]ـ
هذه الطريقة من التدريب والتدريس كان يسلكها شخنا الدكتور نور الدين عتر مع بعض المستجدين في الدراسات العليا ومن سيسجل لرسالة الماجستير، فيطلب منه أولاً أن يذهب لمكتبة كبيرة ويسجل ما فيها من كتب علوم القرآن والدرسات القرآنية والتفاسير ويقدم قائمة بها، وكان يطلب من بعضهم المقارنة بين كتابين مشهورين في موضوع واحد وإظهار مزايا كل كتاب على الآخر والمآخذ على كل منهما وما يقترح في شأن ذلك.
واسمحوا لي أن أقترح بأن تكون هذه الطريقة في المراحل العليا في الدراسات لا في مراحل الدراسة الجامعية، والسبب أن الطالب إذا اعتاد النقد قبل أن يتمكن من الأصل العلمي والمادة العلمية سيؤدي ذلك إلى فوضى علمية وتمرد مرده قلة البضاعة العلمية وقد يكون سببه العجب بالنفس أو الاعتداد بالرأي، وقد يصل في بعض من لم يتربى إيمانيا ويتأدب أخلاقيا مع العلم وأهله إلى أن ينصب نفسه حاكما وقاضيا ويفهم الأمور على غير ما جعلت له وأسأل الله تعالى أن أكون صائبا فيما قلت والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2008, 04:37 م]ـ
اسمحوا لي أن أقترح بأن تكون هذه الطريقة في المراحل العليا في الدراسات لا في مراحل الدراسة الجامعية، والسبب أن الطالب إذا اعتاد النقد قبل أن يتمكن من الأصل العلمي والمادة العلمية سيؤدي ذلك إلى فوضى علمية وتمرد مرده قلة البضاعة العلمية وقد يكون سببه العجب بالنفس أو الاعتداد بالرأي، وقد يصل في بعض من لم يتربى إيمانيا ويتأدب أخلاقيا مع العلم وأهله إلى أن ينصب نفسه حاكما وقاضيا ويفهم الأمور على غير ما جعلت له وأسأل الله تعالى أن أكون صائبا فيما قلت والله أعلم.
من يقوم بذلك هم طلبة الدراسات العليا وفقك الله، ونحن نتناقش في ذلك قبل نشرها حتى تخرج في صورة مناسبة بقدر الاستطاعة، والتعليم بابه واسع ولله الحمد، وليس من شرطه عدم وجود الأخطاء واختلاف وجهات النظر.
ـ[التواقة]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:12 م]ـ
من يقوم بذلك هم طلبة الدراسات العليا وفقك الله، ونحن نتناقش في ذلك قبل نشرها حتى تخرج في صورة مناسبة بقدر الاستطاعة، والتعليم بابه واسع ولله الحمد، وليس من شرطه عدم وجود الأخطاء واختلاف وجهات النظر.
لكن هل ترى يا شيخنا أن طلبة الدراسات العليا كفؤ بذلك؟ هل وصلوا إلى تلك المرحلة؟
لكنها جددددد:
طريقة رائدة ومبتكرة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:17 م]ـ
لكن هل ترى يا شيخنا أن طلبة الدراسات العليا كفؤ بذلك؟ هل وصلوا إلى تلك المرحلة؟
لكنها جددددد:
طريقة رائدة ومبتكرة
نعم هم أكفاء بإذن الله، وما يكتبونه يراجع والأمر فيه سعة ولله الحمد، والتدريب والتعلم يحتاج لمثل ذلك. وعرضها في الملتقى رغبةً في تلقي أي ملحوظة أيضاً على العرض نفسه أو الكتاب أو ما يمكن أن يثري الموضوع من المشاركين أو من المؤلفين أنفسهم، والعلم رحم بين أهله، والمؤلف الجاد يفرح بالنقد الذي يلفت نظره لجانب قد يكون غفل عنه، أو مسألة أغفلها أو نحو ذلك مما لا يكاد يخلو منه أحد.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[30 Nov 2008, 12:56 ص]ـ
فكرة رائعة يا أبا عبدالله ومناسبة للتدريس في هذه المرحلة، وتفاعل الطلاب - سيما الجادين - مع هذه الأفكار ملحوظ.
وأقترح:
تنويع الكتب بين القديم والمعاصر
فالكتب المعاصرة على الطريقة التي سرتم عليها
والكتب القديمة يُغلَّب فيها جانب تعريف الطالب بالكتاب وطريقته وقيمته. وهو أمر مهم يحتاجه الطالب في مسيرته العلمية عامة وعند كتابة الرسالة خاصة.
كما أن فيه خلقا لنوع من التوازن لدى الطالب بين التلقي وتعلم ما جهله -وهو كثير فالعلم بحور زاخرة- وبين تنمية روح النقد والمناقشة لما يقرأه.
وفقكم الله لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Apr 2010, 11:46 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي عبدالعزيز وجميع المعلقين.
وثمار هذه الطريقة نافعة، وتبقى مع الباحث فإن فرصة التعرف على الكتب القيمة ومناهج مؤلفيها وقراءتها قراءة نقدية تبقى قيمتها مع الباحث طيلة حياته.
وأنا أحرص على تفعيل هذه الطريقة وتنويع أساليبها بقدر الاستطاعة، وأجد من الطلاب تجاوباً مشكوراً وفقهم الله، وإن كانوا ليسوا سواء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Apr 2010, 12:58 م]ـ
مرحبًا بابن جماعة، وعودًا حميدًا.
وأقول:
إذا لم يكن طلاب الدراسات العليا أكفاء بالنقد والتحليل، فمن سيكون كذلك؟!
وما داموا يأخذون النقد والتحليل بالمران والمدارسة مع زملائهم وأستاذهم فهذا هو الطريق الصحيح والأمثل في تربيتهم على النقد البناء.
وإذا لم يأخذوه في مقاعد الدراسات العليا على هؤلاء الأكفاء فلن يتسنى لهم إذا صاروا أساتذة يُدرِّسون طلابهم، بل قد يكونون غافلين عن هذا، أو معارضين له؛ لأنهم لم يعتادوه، بل إن بعضهم قد يخاف النقاش؛ طنَّا منه أنه لا قيمة له، أو أنه يضيِّع وقت الدرس، أو غيرها من الحجج.
والله لم أجد أحسن من هذه الطريقة، فالمحاورة بين الدارسين، والاعتراضات التي تدور بينهم أثناء الدرس من ألذِّ ما رأيت في العلم.
وكم كنت أغتبط بذلك، وأنا أراهم تتقافز الأفكار من رؤوسهم، وتخرج الحُجَجُ منهم في جَوٍ ملؤه المودة والألفة، والتعليقات اللطيفة فيما بينهم، حتى نصل إلى المقصود، ونقف عند نهاية المراد؛ إمَّا بالسلب، وإما بالإيجاب، وإما بالتوقف لحاجة المسألة للبحث والتحرير، والتنقيب والتثوير.
وأنا أشدُّ على يد أخي أبي عبدالله، وأفرح لوجود مثل هذه الطرائق في تدريس الدارسين في الدراسات العليا، فجعلها الله في موازين حسناتك، وأسأل الله أن يخرج لنا جيلاً قادرًا على حمل راية الدراسات القرآنية وغيرها، متمكنًا من إلإقناع بما عنده، متمكنًا من ردِّ الشبه التي تثار في كل حين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Sep 2010, 10:46 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالملك على هذا التشجيع.
وقد لمستُ الأثر الطيب لهذه التقارير، فقد جلستُ مع عدد من طلاب الدراسات العليا الذين سرتُ معهم على هذا المنهج بعد انتهاء هذا الأمر بأكثر من سنتين فذكروا لي أنها حببت إليهم القراءة النقدية، ولفتت نظرهم إلى ضرورة القراءة الناقدة للكتاب، ولا زالت تلك القراءات عالقة في أذهانهم، وتدربوا من خلالها على النظر في أي كتاب بعد ذلك بهذه الرؤية الشمولية والمنصفة للكتب، وتبقى الفروق الفردية بين الباحثين مؤثرة في هذه القراءات.(/)
محاضرات في الوقف والابتداء رسالة (الوقف الاختياري)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Nov 2008, 03:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الفرد الصمد الحي القيوم ذي الجلال والإكرام، المنان بديع السماوات والأرض، ليس له مثيل ولا شبيه، لا معقب لحكمه، ولا رادَّ لأمره، له الحمد في الأولى والآخرة، والصلاة والسلام على رسولنا الكريم وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فمن خلال مدارستي لعلم الوقف والابتداء لفترة من الزمن لاحظت أن هذا العلم يحتاج إلى كل العلوم، سواء اللغوية كالنحو، البلاغة، أم الشرعية كالتفسير وعلومه، والفقه وأصوله، والحديث وعلومه، والسير والقصص .. إلخ، ويحتاج إلى مدارسة وتأصيل قد يحتاج إلى فترة من الزمن بحسب قوة الدارس اللغوية والتفسيرية، وقد حاولت قصارى جهدي الأخذ بأسباب التيسير– مع تقصيري وقلة حيلتي، وضعف قوتي - وقلة بضاعتي-، ويعلم الله أنني لست أهلاً للخوض في هذا العلم الغزير بعلومه وفنونه، الممتلئ بمهارته، فإن أصبت من الله الكريم المنان، وإن أخطأت فمن نفسي المقصرة والشيطان، وقد وضعت خطة لسلسلة منهجية متدرجة لدراسة علم الوقف والابتداء، أسميتها سلسلة: ((دراسة علم الوقف والابتداء))، اقتبستها من كتابي (زاد المقرئين – رسالة أضواء البيان)، لتكون بمثابة بداية انطلاق لدراسة هذا العلم. وهذه السلسلة كما يلي:
المستوى الأولى: الوقف الاختياري (الذي بين أيدينا).
المستوى الثاني: الوقف اللازم.
المستوى الثالث: الوقف على (كلا وبلى ونعم).
وستتوالى بمشيئة الله باقي السلسلة، ومن المصادر التي تم الرجوع إليها:
1 - إيضاح الوقف والابتداء، للعلامة: أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي - رحمه - الله -، المتوفى عام / 328 هـ.
2 - القطع والائتناف، للعلامة: أبي جعفر النحاس – رحمه الله - المتوفى عام: 338 هـ.
3 - المكتفى في معرفة الوقف والابتداء، للإمام أبي عمرو الداني
- رحمه الله - المتوفى عام:444 هـ.
4 - علل الوقوف للعلامة، محمد بن طيفور السجاوندي - رحمه الله -، المتوفى عام:560 هـ.
5 - المقصَد لتلخيص ما في المرشد في الوقف والابتداء، لشيخ الإسلام/ زكريا بن محمد الأنصاري- رحمه الله - المتوفى عام:926 هـ.
6 - منار الهدى في بيان الوقف والابتداء للشيخ/أحمد بن محمد بن عبد الكريم الأشموني –رحمه الله – من علماء القرن الحادي عشر الهجري.
وقد كان كتاب المكتفى للإمام الداني – رحمه الله تعالى - العمدة في اختيار الكثير من التبريرات المذكورة في هذا الكتاب.
ومن المصادر التي استفدت منها لقاءات أجريتها مع ثلة من القراء المعاصرين حفظهم الله أجمعين (1)، ومن المصاحف التي تم الرجوع إليها:
1 ـ مصحف المدينة المنورة، مجمع الملك فهد.
2 ـ مصحف الفتح، دار الفجر (دمشق).
3 ـ مصحف الحرمين، (الشمرلي) القاهرة.
4 ـ مصحف الأزهر الشريف، المطابع الأميرية.
وهذه الرسالة خاصة برواية حفص عن عاصم، ولذلك لم أتطرق إلى أثر اختلاف القراءات على الوقف والابتداء.
وبعد، فالكمال عزيز، وهذا عمل بشري لا يخلو من نقص، فإن أصبنا فمن الله الكريم، وإن أخطأنا فمن أنفسنا المقصرة والشيطان أعاذنا الله منه.
أسأل الله - جل وعلا - أن يجعل هذا العمل مفتاح خير لراغبي هذا العلم، ويرزقنا منه الثواب الأوفى، وأن يعيننا على استكماله على الوجه الذي يرضيه عنا، إنه مولانا القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.
(1) كالشيخ رزق خليل حبة، والدكتور عبد العزيز القارئ، والشيخ إبراهيم الأخضر، … وغيرهم انظر: زاد المقرئين أثناء تلاوة الكتاب المبين: ص: 151.
موضوعات الرسالة
أولاً: مقدمة عن الوقف والابتداء
ثانيًا: أنواع الوقف الاختياري
ثالثًا: الوقف القبيح
رابعًا: القطع والابتداء
خامسًا: الابتداء المتعين
سادسًا: اختبار شامل
أولاً: مقدمة عن الوقف والابتداء: وتشتمل على:
1 - أهمية دراسة الوقف والابتداء.
2 - تعريفه وأنواعه.
3 - مقدمة عن الوقف الاختياري.
4 - قواعد في المتعلقات اللفظية.
- أهمية دراسة الوقف والابتداء
(يُتْبَعُ)
(/)
يُعد الوقف والابتداء من الموضوعات الهامة لحملة القرآن الكريم، حيث أوجب المتقدِّمون على القارئ معرفة الوقف والابتداء.
سئل الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه عن قوله تعالى: " وَرَتِّلِ القرآن تَرْتِيلا" {المزمل:4}، فقال: الترتيل هو تجويد الحروف ومعرفة الوقوف، قال ابنُ الجزري: ففي كلام علي رضي الله عنه دليل على وجوب تعلمه ومعرفته (1)، وقال في مقدمته:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ لابُدَّ مِنْ مّعْرِفَةِ الوقُوفِ
وقال ابن الأنباري: من تمامِ مَعرفةِ القرآن معرفةُ الوقف والابتداء، إذ لا يتأتى لأحدٍ معرفة معاني القرآن إلا بمعرفة الفواصل، فهذا أدلُّ دليل على وجوبِ تعلُّمِه وتعلِيمه اهـ (2).
وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه أنه قال لرجل معه ناقة: أتبيعها بكذا فقال: ((لا عَافَاكَ اللهُ))، فقال: لا تقل هكذا!، ولكن قل: ((لا وَعَافَاكَ اللهُ))، فأنكر عليه لفظه، ولم يسأله عن نيته)) أ.هـ (3).
وقال أبو جعفر النحاس – رحمه الله تعالى -: ((وقد كره إبراهيم النخعي أن يقال: لا، وَالحمْدُ للهِ، ولم يكره: ((نعم، والحمد لله)) (4).
(1) انظر: النشر: ص:225.
(2) انظر: منار الهدى: ص: 5 – 6، هداية القارئ: ص:365.
(3) انظر: القطع والائتناف: ص: 94، والمكتفى: ص: 58.
(4) انظر: القطع والائتناف: ص: 31.
* فنون علم الوقف والابتداء:
قال ابن مجاهد: لا يقوم بالتمام في الوقف إلا:
1 - نحويّ.
2 - عالم بالقراءات.
3 - عالم بالتفسير.
4 - عالم بالقصص، وتخليص بعضها من بعض.
5، 6 - عالمٌ باللغة التي نزل بها القرآن، وكذا علم الفقه (1).
* الوقف بحر لا يدرك ساحله: جاء في التقرير العلمي لمصحف المدينة المنورة: وقد صار هذا الشأن عِلمًا جليلا، صُنفت فيه المصنفات، وحُرِّرت مسائله وغوامضه، إلا أنه مع ذلك يعد مجالاً واسعًا لإعمال الفكر والنظر، لأنه ينبني على الاجتهاد في فهم معاني الآيات القرآنية واستكشاف مراميها، وتجلية غوامضها.
وذكر التقرير العلمي كذلك أن الوقف والابتداء بحرٌ لا يدرك ساحله، ولا يوصل إلى غوره، وإنَّ اللجنة بذلَتْ جهدها قدر الوسع والطاقة، وحرَّرتْ ما أمكن لها تحريره من الوقف دون أن تدعي حصر ذلك ولا بلوغ الكمال فيه، إذ بقي فيه مجال لأهل العلم ممن أوتي حظًا من العلوم التي ذكرها ابن مجاهد، أن يتكلم فيه (2).
1) القطع والائتناف: ص: 94، والمكتفى: للإمام أبي عمرو الداني: ص: 58 (2) التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية: 1405هـ ص: 49.
أسأل الله أن ينفعنا بالعلم النافع ويجعله حجة لنا لا علينا
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء (الوقف الاختياري) لـ جمال القرش
يتابع بإذن الله تعالى
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Nov 2008, 08:31 م]ـ
يتابع بإذن الله:
2 - تعريف الوقف وأنواعه
* تعريفه لغة: الكف والحبس.
اصطلاحًا: هو عبارة عن قطع الصوت عند آخر الكلمة زمنًا ما، فيتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة.
* أنواعه: خمسة: (اختباري - اضطراري - اختياري - تعريفي - انتظاري).
النوع الأول: الاختباري:
هو ما يطلب من القارئ بقصد الامتحان، كالمقطوع والموصول، والمحذوف من حروف المد، والتاءات المبسوطة.
حكمه: الجواز بشرط أن يبتدئ الواقف بما قبله مِمَّا يصلح الابتداء به.
النوع الثاني: الاضطراري: هو ما يعرض للقارئ بسبب ضرورة ألجأته إلى الوقف، كـ (ضيق النفس، أو العطاس، أو القيء، أو غلبه البكاء، أو النسيان).
حكمه: يجوز الوقف - وإن لم يتمَّ المعنى - وبعد ذهاب الضرورة التي ألجأته إلى الوقف على هذه الكلمة، فليبتدئ مِمَّا قبلها، مِمَّا يصلح البدء به
النوع الثالث: الاختياري: هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة في الوقف الاختباري أو الاضطراري.
النوع الرابع: التعريفي: وهو ما تركب من الاضطراري، والاختباري، كأن يقف لتعليم قارئ، أو لإجابة ممتحن، أو لإعلام غيره بكيفية الوقف.
النوع الخامس: الانتظاري: وهو الوقف على كلمات الخلاف، لقصد استيفاء ما فيها من الأوجه حين القراءة، بجمع الروايات.
(يُتْبَعُ)
(/)
والوقف الاختياري: هو المعني والمقصود في هذه الرسالة، والذي سيكون عليه مدار الرسالة - بإذن الله العلي الكبير المتعال - نسأله جل شأنه التوفيق والسداد وحسن القول والعمل.
والله الهادي إلى سواء السبيل
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء (الوقف الاختياري) لـ جمال القرش
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Nov 2008, 08:34 م]ـ
يتابع بإذن الله:
3 - مقدمة عن الوقف الاختياري
* تعريفه: هو ما يقصده القارئ باختياره من غير عروض سبب من الأسباب المتقدمة في الوقف الاختباري أو الاضطراري.
* أنواعه:
قال الإمام الداني: ((ينقسم الوقف عند أكثر القراء إلى أربعة أقسام)): ((تام - وكاف - وحسن - وقبيح)) أ هـ (1).
وهو قول الإمام ابن الجزري – رحمه الله- في مقدمته، قال رحمه الله:
وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ لابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وَالابْتِدَا وَهِيَ تُقْسَمُ إِذَنْ ثَلاثَةٌ تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فِإِنْ لَمْ يُوجَدِ تَعَلُّقٌ أَوْ كَانَ مَعْنًى فَابْتَدِي
فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ
وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيحٌ وَلَهُ يُوقَفُ (2) مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ (3) وَلا حَرَامٍ غَيْرَ مَالَهُ سَبَبْ
(1) انظر: المكتفى في معرفة الوقف والابتداء للإمام/أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني، المتوفى سنة 444 هجرية مؤسسة الرسالة: ص: 57.
(2) وفي نسخة: وله الوقف.
(3) وفي نسخة: وقف يجب.
* والمختار لدينا في هذه الرسالة: أن الوقف الاختياري خمسة أنواع:
(لازم - وتام - وكاف - وحسن - وقبيح)
وهو مدار الرسالة باستثناء الوقف اللازم فقد أفردت له رسالة خاصة في المستوى الثاني بمشيئة الله تعالى لأهميته للقراء
مصطلحات الوقف عند أهل الوقف:
1 - عند ابن الأنباري ثلاثة: (تام، حسن، قبيح) إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري: ص: 149.
2 - عند ابن النحاس خمسة: (تام، كاف، حسن، صالح، قبيح) القطع: ص: 19.
3 - وعند السجاوندي خمسة: (لازم، ورمز له بـ (مـ)، مطلق، ورمز له بـ (ط) جائز، ورمز له بـ (ج) مجوز بوجه، ورمزه (ز) مرخص ضرورة، ورمزه (ص) علل الوقوف: 1/ 62.
4 - وعند الأنصاري ثمانية: (تام، حسن كافٍ، صالح، مفهوم، جائز، بيان، قبيح) انظر: المقصد للأنصاري: ص: 18.
5 - وعند الأشموني خمسة: (تام وأتم، كاف وأكفى، وحسن وأحسن، صالح وأصلح، قبيح وأقبح). انظر: منار الهدى: ص: 24.
والله الهادي إلى سواء السبيل
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء (الوقف الاختياري)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[26 Nov 2008, 02:06 م]ـ
* حكم الوقف على رأس الآية:
الوقف على رؤوس الآيات سنة متبعة، والدليل: ما ثبت متصل الإسناد إلى أم سلمة - رضي الله عنها - أَنَّهَا سُئلَتْ عَنْ قِرَاءةِ رَسُولِ اللَّهِ × فَقَالَتْ: كَانَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً + بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "، + الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "، + الرَّحْمَنِ الرَّحِيم "، + مَالِكِ يَوْمِ الدِّين " (1)، وهذا أصل معتمد في الوقف على رؤوس الآي.
قال الإمام ابن الجزري - رحمه الله -: إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ، ويمكن تلخيص الأحكام إجماليًا كما يلي:
1 - الوقف اللازم: يلزم الوقف عليه، ويحسن الابتداء بما بعده.
2 - 3 الوقف التام، و الكافي: يحسن الوقف والابتداء.
4 - الوقف الحسن: يحسن الوقف وفي الابتداء فيما بعده تفصيل.
5 - الوقف القبيح: لا يجوز الوقف ولا الابتداء.
وسيأتي التفصيل عن ذلك بمشيئة الله العلي الكبير المتعال.
(1) رواه أبو داود كتاب الحروف والقراءات / 4001، والترمذي كتاب القراءات/2927
* حكم التقيد بعلامات المصاحف:
حدثني فضيلة الدكتور عبد العزيز القارئ - وفقه الله تعالى- (1).
قال: رموز الوقف لم توضع على سائر المواضع التي ينبغي أن توضع فيها رموز، وإلا لكثر ذلك في المصحف، وشوش على قارئ القرآن، إنما وضعت على مواضعَ منتقاة، إمَّا من أجل التنبيه إليها، أو من أجل حاجتها الماسَّة إلى بيان حكم الوقف فيها، ولا يَعني هذا! أنَّ باقي المواضع ما دام لم يوضع عليها رمز لا يوقْف عليها، فهذا قياس غير صحيح، أما باقي المواقف، أو باقي المواضع في القرآن، المرتِلُ بنفسه يقيسها على ما وُضع عليه رمز الوقف، فيكون القارئ قد تمرَّس بفهم المعاني، وإدراك فواصل المعاني، فعندئذ يتولى هو تحديد مواضع الوقف، ورموزها (2).
1) عميد كلية القرآن الكريم بالمدينة المنورة سابقًا، ورئيس لجنة مصحف المدنية المنورة. (2) انظر: أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء: ص: 23، واستمع إلى رسائل زاد المقرئين الصوتية دار الهجرة للنشر والتوزيع، شريطي (لقاء مع ثلة من أعلام القراء).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:08 م]ـ
4 – قواعد في المتعلقات اللفظية
* أثر المتعلقات اللفظية على الوقف والابتداء
يقوم هذا العلم على عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية، ونعني بهذا الفصل اللغوي، الذي يقوم على دراسة القواعد النحوية، مثال ذلك:
* عدم الفصل بين المبتدأ وخبره.
من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ كلَّ مبتدأ لابد له من خبر، فلا يكون هناك مبتدأ إلا وله خبر، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية، فلو فصل بينهما لانقطعت العلاقة اللفظية التي لا يفهم الكلام بدونها.
* عدم الفصل بين اسم إن وخبرها
من المعلوم لدى أهل اللغة أنَّ (إنَّ وأخواتها) لا بد لها من متعلقين هما: (اسمها وخبرها)، فلا يكون اسم (إن) بدون خبر (إن)، وهذا ما يسمى بالعلاقة اللفظية.
* عدم الفصل بين الفعل وفاعله
فكل فعل لا بد له من فاعل، فلا يكون فعل إلا وله فاعل ظاهرًا كان، أو مقدرًا، وهذا الارتباط يسمى بالعلاقة اللفظية، وستأتي أمثلة مفصلة عن ذلك.
نماذج في عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية
1 - لا يفصل بين المبتدأ وخبره
مثال الوقف على: + الصَّلاةَ "
من قوله تعالى: + الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون " البقرة: 3: 5.
لا يجوز الوقف على أي موضع فيما سبق اختيارًا، سواءٌ أكان على كلمة + الصَّلاَةَ " أم غيرها، إن اعتبر + الذين " مبتدأ، والخبر + أُولَئِكَ عَلَى هُدًى .. " لعدم جواز الفصل بين المبتدأ والخبر (1).
2 - لا يفصل بين اسم (إن َّ) وخبرها
مثال الوقف على: + دَابَّةٍ "
من قوله تعالى: + إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ {لا} وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " البقرة:164.
لا وقف على + دَابَّةٍ " لأن اسم (إن) لم يأت بعد وهو+ لآيَاتٍ .. ".
3 - لا يفصل بين الفعل وفاعله
مثال الوقف على: + وَالآصَال "
من قوله تعالى: + فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ " النور: 37 (1).
لا وقف: لأن ما بعدها فاعل للفعل + يُسَبّحُ ".
ولأجل التيسير: يمكن أن يستخدم الشيخ هذا الأسلوب أثناء قراءة الدارسين عليه حينما يقفون وقفًا لا يجوز، لبيان التعلق اللفظي.
يطرح سؤالا: مَن الذي يُسبحُ فيها؟
فالإجابة: + رِجَالٌ لاّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللّهِ ".
4 - لا يفصل بين الفعل والمفعول.
مثال الوقف على: + لا يَهْدِي "
من قوله تعالى: + إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " الأحقاف: 10.
لا وقف: لأن + الْقَوْمَ " مفعول به للفعل + يهدي ".
ولأجل التيسير وتقريب المراد، يمكن طرح سؤال الله لا يَهْدِي مَن؟
فيقال: + الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ".
ومثال الوقف على: + أَوْثَاناً "
من قوله تعالى: + وَقَالَ إِنّمَا اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً {لا} مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا ثُمّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ " العنكبوت: 25.
لا وقف: لأن ما بعدها مفعول لأجله لـ + اتّخَذْتُم".
ولأجل التيسير يسأل: + اتّخَذْتُمْ مّن دُونِ اللّهِ أَوْثَاناً " لأجل ماذا؟
فيقال: + مّوَدّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا "
5 - لا يفصل بين الشرط وجوابه
مثال الوقف على: + الْعِلْم "
من قوله تعالى: + وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ {لا} مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ " البقرة:120.
لا وقف: لأنه لا يفصل بين فعل الشرط وهو + اتَّبَعْتَ "، وجوابه وهو + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ ".
والابتداء بـ + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ " يوهم بأنه حكم على الرسول× بأنه ليس له من الله من ولي وحاشاه × فالكلام مشروط باتباع أهوائهم.
ولأجل التيسير: يمكن طرح سؤال: ما جزاؤه إن اتبع أهواءهم؟
فيقال: + مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ".
6 - لا يفصل بين التمني وجوابه
مثال الوقف على: + مَعَهُمْ "
من قوله تعالى: + وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ {لا} فَأَفُوزَ فَوْزًا عظيمًا " النساء: 73.
لا وقف: لأن الفاء في + فَأَفُوزَ .. " واقعة في جواب التمني.
ولأجل التيسير، يمكن طرح سؤال: لماذا يتمنى الكافر أن يكون معهم؟
فيقال: + ليفوز فَوْزًا عظيمًا "، فالكلام مازال متعلقًا.
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء (الوقف الاختياري)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Nov 2008, 11:37 ص]ـ
يتابع بإذن الله:
من صور عدم الفصل بين المتعلقات اللفظية في مجال الوقف والابتداء
7 - لا يفصل بين اسم كان وخبرها.
مثال الوقف على: + اللَّهِ "
من قوله تعالى: + لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ {لا} أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمنْ كانَ يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِرَ " الأحزاب: 21.
لا وقف: لئلا يفصل بين اسم (كان) وهي قوله: + أُسْوَةٌ " وخبرها وهي قوله: + فِي رَسُولِ اللَّهِ".
ولأجل التيسير، يمكن طرح سؤال: ماذا لنا في رسول الله؟
فيقال: + أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمنْ كانَ يَرجُو اللهَ واليومَ الآخِرَ ".
8 - لا يفصل بين الصفة والموصوف وإن تعددت
مثال الوقف على: + قَوْمًا "
من قوله تعالى: + وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا {لا} اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا " الأعراف: 164.
لا وقف: لأن جملة: + اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ .. " نعت لـ + قَوْمًا ".
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال ما صفة القوم؟
فيقال: + اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ".
ومثال الوقف على: + غَرْبِيَّةٍ "
من قوله تعالى: +الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ {لا} يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ " النور:35.
لا وقف: لأن جملة: + يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ " صفة لـ + شَجَرَةٍ " (الصفة الخامسة) لأن هذه الآية تحتوى على عدة صفات للشجرة:
الأولى: مُبَارَكَةٍ. الثانية: زَيْتُونَةٍ.
الثالثة: لا شَرْقِيَّةٍ. الرابعة: ولا غَرْبِيَّةٍ، بالعطف.
ولتقريب المراد: يمكن قول لا تقف حتى تكمل صفة الشجرة + يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ".
9 - لا يفصل بين القسم وجوابه
الوقف على: + نُذْراً "
من قوله تعالى: +وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفاً * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً * والنّاشِرَاتِ نَشْرا* فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً * عُذْراً أَوْ نُذْراً *إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" المرسلات: 6
لا وقف على +نُذْراً" لأن جملة: +إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ" جواب القسم ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما جواب القسم؟
فيقال: + إِنّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ " (1).
(1) باعتبار التعلق اللفظي، أما باعتباره رأس آية فيجوز الوقف، وأما القطع فلا يجوز.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Nov 2008, 11:38 ص]ـ
يتابع بإذن الله:
10 - لا يفصل بين عطف (المفردات)
مثال الوقف على: + وَالصَّادِقَاتِ "
من قوله تعالى: + إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " الأحزاب: 35.
لا وقف على أي موضع إلى قوله: + أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا " لأنه خبر (إن).
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال أين خبر (إن)؟ فيقال: + أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ".
11 - لا يفصل بين عطف الجمل التي تمثل وحدة واحدة
من قوله تعالى: + إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "البقرة: 164.
لا وقف: على أي موضع، لأن هذه الجمل تنتظر اسم إن + لآيَاتٍ." وقوله: + في خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ " خبر إن متقدم.
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال: ماذا في خلق السموات؟
فيقال: + لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ "، أي: علامات لأصحاب العقول ليتفكروا ويبصروا.
12 - لا يفصل بين البدل والمبدل منه
مثال الوقف على: + مَثَلاً "
من قوله تعالى: + إِنّ اللّهَ لاَ يَسْتَحْي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً {لا} مّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا " البقرة: 26.
لا وقف: لأن + مّا " زائدة مؤكدة فلا يعتد بها، ولأن + بَعُوضَةً " بدل من قوله: + مَثَلاً " فلا يقطع منه.
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما المثل الذي لا يستحي الله أن يضربه؟ فيقال: + بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ".
13 - لا يفصل بين الحال وصاحبه
مثال الوقف على: + الدّنْيَا "
من قوله تعالى: + قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ الّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطّيّبَاتِ مِنَ الرّزْقِ قُلْ هِي لِلّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا {لا} خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ"الأعراف: 32
لا وقف: لأن ما بعده وهو + خَالِصَةً " حال.
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، كيف هي للذين آمنوا يوم القيامة؟
فيقال: + خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء [1 - 3] (الوقف الاختياري) دار ابن الجوزي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:38 ص]ـ
يتابع بإذن الله:
14 - لا يفصل بين القول ومقوله
مثال الوقف على: + قَالُوا "
من قوله تعالى: + لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا {لا} إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الأَنْبِيَاءَ " آل عمران: 181.
لا وقف: لأن ما بعده من مقول ما قبله.
ومثال الوقف على: + وقالُوا "?
من قوله تعالى: + وَقَالُوا {لا} اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا " مريم: 88.
لا وقف: لأن ما بعده من مقول ما قبله، والمثالين السابقين من أبشع صور الوقف القبيح، لما يترتب عليهما من إيهام معنى مخل بالأدب مع الله.
15 - لا يفصل بين المستثنى والمستثنى منه
مثال الوقف على: + حُجَّةٌ "
من قوله تعالى: + لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ {لا} إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُم " البقرة: 150.
لا وقف: لأن ما بعد + حُجَّةٌ "، وهو + إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا " مستثنى مما قبله (1).
16 - لا يفصل بين الجار والمجرور ومتعلقه
مثال الوقف على: + وَإِرْصَادًا "
من قوله تعالى: + وَإِرْصَادًا {لا} لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ " التوبة:107.
لا وقف: لأن اللام في+ لِمَنْ " متعلقة بالمصدر + وَإِرْصَادًا ".
17 - لا يفصل بين نائب الفاعل وفعله
مثال الوقف على: + فِيهِ "
من قوله تعالى: +شهر رمضان الَّذِي أُنْزِلَ فِيه {لا} القرآن" البقرة: 185.
لا وقف: لأن + القرآن " نائب فاعل للفعل + أُنْزِل ".
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال، ما الذي أنزل في شهر رمضان؟
يستثنى من ذلك: إذا كان الاستثناء منقطعًا بمعنى (لكن) فيجوز الابتداء به كقوله تعالى: + يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُون * إِلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " النمل: 10 - 11، أي: لكن من ظلم ثم بدل حسنًا …).
والاستثناء المنقطع: (ما كان المستثنى من غير جنس المسثنى منه)، ويبتدأ به، ويكون بمعنى (لكن).
قال النحاس: تام لأن + إِلا مَنْ ظَلَمَ .. " استثناء منقطع ليس من الأول، فهو بمعنى لكن.
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء [1 - 3] (الوقف الاختياري) دار ابن الجوزي
ـ[جمال القرش]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:39 ص]ـ
- لا يفصل بين المفسَّر والمفسِّر
مثال الوقف على: + الْعَذَابِ "
من قوله تعالى: + يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ {لا} يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ " البقرة:49
ولتقريب المراد: يمكن طرح سؤال: ما العذاب الذي يسومونكم؟ فيقال: + يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ ".
19 - لا يفصل بين المشبه والمشبه به:
مثال الوقف على: + وَالأَذَى "
من قوله تعالى: + لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى {لا} كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ " البقرة: 264.
ولتقريب المراد: بم شبه الله من يبطل صدقاته بالمن والأذي؟
فيقال: + كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ .. ".
21 - لا يفصل بين الظرف وبين معموله
الوقف على: + لَكُمُ "
من قوله تعالى: + وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ {لا} الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ " الأنفال:48.
فـ + الْيَوْمَ" ظرف زمان، وعامله +لا غالب"، فهي متعلقة بها.
ولتقريب المراد: يمكن قول: لا غالب لكم متى؟ فيقال: + الْيَوْمَ ".
22 - لا يفصل بين التمييز والمميز.
الوقف على: +ثَلاثِينَ "
من قوله تعالى: + وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ {لا} لَيْلَةً " الأعراف:142.
ولتقريب المراد: وعد الله موسى ثلاثين ماذا؟ فيقال: + ثَلاثِينَ لَيْلَةً "
23 - لا يفصل بين الصلة والموصول:
الوقف على: + الَّذِي "
من قوله تعالى: + لعلكم تتقون * الَّذِي {لا} جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً " البقرة:22.
المرجع: سلسلة الوقف والابتداء [1 - 3] (الوقف الاختياري) دار ابن الجوزي
* * *
ـ[جمال القرش]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:40 ص]ـ
18فائدة:
قال الإمام ابن الجزري: رحمه الله تعالى:
((قول الأئمة: لا يجوز الوقف على المضاف دون المضاف إليه، وعلى الفعل دون الفاعل، ….إلى آخر ما ذكروه، إنما يريدون بذلك الجواز الأدائي وهو الذي يحسن في القراءة، ويروق في التلاوة. ولا يريدون بذلك أنه حرام، ولا مكروه، ولا ما يؤثم عليه، بل أرادوا بذلك الوقف الاختياري، الذي يبتدأ بما بعده، وكذلك لا يريدون بذلك أنه لا يوقف عليه ألبتة، فإنه حيث اضطر القارئ إلى الوقف على شيء من ذلك باعتبار قطع النفس، أو نحوه من تعليم أو اختبار جاز الوقف بلا خلاف عند أحد منهم، ثم يعتمد في الابتداء ما تقدم من العود إلى ما قبل، فيبتدئ به، اللَّهُمَّ إلا من يقصد بذلك تحريف المعنى عن مواضعه، وخلاف المعنى الذي أراده الله تعالى، فإنه - والعياذ بالله - يحرم عليه ويجب ردعه بحسبه على ما تقتضيه الشريعة المطهرة، والله تعالى أعلم)) ا. هـ (1). انظر: النشر: 1/ 230 - 231.(/)
أرجوو المساعدة: ما هي الفائدة من المجلات العلمية المحكمة
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني ما أريده معرفته ما الذي تستفيده أي جهة علمية أو دائرة حكومية عندما تقوم بإصدار مجلة علمية محكمة خلاف المجلات العادية
أرجو أن يكون السؤال واضحاً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 06:33 م]ـ
هناك فوائد للجهة التي تصدر المجلة، وفوائد للباحثين المشاركين في نشر بحوثهم في تلك المجلات، وفوائد للباحث العلمي نفسه.
فوائد للجهة التي تصدر المجلة:
1 - اعتبار هذه الخدمة من حسناتها في خدمة البحث العلمي وخدمة المجتمع.
2 - إن كانت هذه الجهة جامعةً أو كلية علمية متخصصة فهذا جزء من خدمتها للبحث العلمي وخدمة منسوبيها معاً.
3 - إن كانت جهة تجارية فهي تستفيد من نشر البحوث حيث تتقاضى مقابلاً عن نشر البحوث من الباحثين، وثمناً مجزياً للمجلة من المشترين. مثل بعض المكتبات التجارية التي تصدر مجلات علمية محكمة.
فوائد للباحثين:
1 - فتح المجال لهم لنشر أبحاثهم العلمية، وتوصيل أفكارهم للقراء ولا سيما أن البحوث المنشورة ليست طويلة بحيث تصلح في كتب مستقلة، وإن كان بعض الباحثين مؤخراً بدأ ينشر تلك الأبحاث في كتب.
2 - أن هذه المجلات تعرض البحوث على باحثين متخصصين لقراءتها وفحصها وإبداء الملحوظات عليها ومن ثم إجازتها ونشرها بعد ذلك. فيكسب الباحث الناشر تقويم منهجه وأراءه من هذه الطريق قبل نشر البحث لعامة القراء.
3 - الاستفادة من تلك الأبحاث في الترقية الأكاديمية لوظائف الجامعة، فمثلاً في السعودية لا يترقى الأستاذ المساعد إلى رتبة أستاذ مشارك إلا إذا قدم أربعة أبحاث منشورة في مجلات علمية محكمة، أو نصفها منشور والباقي مقبول للنشر وينتظر النشر وقت تقديم الأوراق للترقية. ومن رتبة أستاذ مشارك إلى رتبة أستاذ لا بد من ستة أبحاث كذلك منشورة بهذه الطريقة. وهذه فائدة كبيرة للباحثين، وطريق لا بد منها للترقية العلمية.
فوائد للبحث العلمي:
لا شك أن في هذه المجلات -ولا سيما الرصينة منها - نفعاً عظيماً للبحث العلمي وتنشيطه، وتحريك ساكنه، لما تحدثه كثير من الأبحاث من إثارة للأفكار العلمية، وتحرير للمسائل الدقيقة في التخصص الذي تعنى به المجلة المحكمة.
هذه فوائد كتبتها لكم يا أبا عمر عفوَ الخاطر، ولو دقق مدقق خبير لأظهر من فوائدها أكثر مما أظهرت، وإنما كتبتُ ما كتبتُ من خلال المعرفة الشخصية القاصرة بهذه المجلات والفوائد التي استفدتها من كثير من بحوثها، والله الموفق.(/)
عرض لكتاب: تفسير مشكل القرآن
ـ[حامد الشهري]ــــــــ[25 Nov 2008, 10:34 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
وبعد ..
فهذه نظرات في كتاب " تفسير مشكل القران ".
المؤلف: راشد بن عبدالله الفرحان.
الطبعة الأولى - 1983 م.
يقع الكتاب في 161 صفحة.
مجال البحث: مشكل القران الكريم
? نهج المؤلِِف في هذا الكتاب طريقة تمثلت في جمع الآيات المشكلة في القران - من وجهة نظره - وبيان ما أشكل فيها، ثم يعقب على ذلك احيانا بما ذكره علماء التفسير في بيان هذا المشكل مصرحا بأسمائهم، أو يذكر ما يرجحه هو في بيان هذا المشكل مستضيئا بأقوالهم.
?اعتمد المؤلف عند جمعه وبيانه لما أشكل في القران على ما أورده علماء التفسير كابن كثير والطبري وابن الجوزي وغيرهم إضافة إلى ما سطره ابن قتيبة في "تأويل مشكل القران" وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين.
وضع المؤلف - وفقه الله لمرضاته - لهذا الكتاب فهرسا للآيات وآخر للمواضيع؛ حيث أنه قد اختار موضوعا لكل آية مشكلة؛ أو آيات قد جمعها في مكان واحد ..
فمثلا عنون بـ " خلافة آدم في الأرض" لقوله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة .................. } الآية.
ونحو ذلك ..
من مزايا هذا الكتاب /
اعتماد المؤلف في ترتيب السورعلى ترتيب المصحف.
• حرصه على بيان وتفسير المشكل بعبارات سهلة واضحة يفيد منها المبتدئ والمتخصص.
• تجنبه الإمعان في ذكر الخلافات اللغوية والفقهية والنحوية حتى لا يتشتت القارئ أثناء بحثه عن التفسيرالصحيح للآية المشكلة.
• أنه أحيانا يجمع الآيات متقاربة الإشكال في مكان واحد،وإن تعددت سورها ثم يقوم بتفنيد ما يتوهم فيه الإشكال ولا يعود لهذا الإشكال في السورة الأخرى.
مما يؤخذ على الكتاب:
• أنه يتجاوز أحيانا أجزاء من القران لا يذكر فيها مشكلا ابدا – وكما هو معلوم لدى الجميع أن مشكل القران أمر نسبي يتفاوت من شخص الى شخص _ لكني أرى بأن هناك مواضع في تلك الأجزاء جديرة بتسليط الضوء عليها.
• الإستطراد والطول أحيانا في بعض المواضع التي كان بالإمكان الإيجاز في بيان المراد كآية {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها} وغيرها ...
• في ترتيب الآيات في الكتاب قدمت سورة ص على سورة يس رغم تقدم الأخيرة عليها في ترتيب المصحف.
ولقد أحسن المؤلف وأفاد .. جزاه الله خير الجزاء(/)
الإجماع؛ على كفر من سبَّ ورمى عائشة - رضي الله عنها -.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 Nov 2008, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال تعالى: «إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم* يوم تشهد عليهم ألسنتهم وإيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون*يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين» النور: 23 - 25.
قال ابن كثير - رحمه الله -: " هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات- خُرِّج مخرج الغالب - المؤمنات، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة، ولا سيما التي كانت سبب النزول، وهي عائشة بنت الصديق - رضي الله عنهما -.
وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبَّها بعد هذا ورماها به بعد الذي ذُكر في الآية = فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن، وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنها كهي [أي كعائشة]، والله أعلم." (3/ 2028) [طبعة دار ابن حزم (1)]
ـــــــــــــ
(1) طبعة سيئة.
.
.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[26 Nov 2008, 12:54 ص]ـ
فائدة:
قال ابن حجر - رحمه الله -: " ويؤخذ من سياق عائشة - رضي الله عنها - جميع قصتها المشتملة على براءتها بيان ما أجمل في الكتاب والسنة لسياق أسباب ذلك، وتسمية من يعرف من أصحاب القصص لما ضمن ذلك من الفوائد الأحكامية والآدابية وغير ذلك، وبذلك يعرف قصور من قال: براءة عائشة ثابتة بصريح القرآن فأي فائدة لسياق قصتها؟ ". الفتح: (8/ 611) [طبعة دار السلام]
وقد ذكر ابن حجر - رحمه الله - فوائد كثيرة من هذه القصة العظيمة، وذكر في أول الصفحة السالفة ونهاية ما قبلها فائدة لطيفة جدًا؛ يحسن الاطلاع عليها.
.
.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:32 م]ـ
يرفع؛ وليخسأ كل خاسر، قاتله الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Sep 2010, 10:56 م]ـ
1 - «وأيضا فالطاعن في عائشة رضي الله عنها بالقذف كافرٌ إجماعًا وبراءتها ثبتت بالقرآن» (الزركشي في المنثور).
2 - «ومن قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف» (ابن قدامة في الإقناع).
3 - «قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه كفر بلا خلاف» (الرحيباني في مطالب أولي النهى)
4 - «فصارت براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك براءةً قطعيةً بنص القرآن فلو شك فيها إنسانٌ والعياذ بالله تعالى صاركافرًا مرتدًّا بإجماع المسلمين» (العراقي في طرح التثريب)
5 - «ذكرغير واحد من العلماء اتفاق الناس على أن من قذفها بما برأها الله تعالى منه فقد كفر؛ لأنه مكذب للقرآن» (شيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على البكري).
6 - «وقد أجمع العلماء رحمهم الله قاطبةً على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن» (ابن كثير في التفسير).
7 - نُقل الإجماع في الموسوعة الفقهية الكويتية.
[منقول]
ـ[توفيق العبيد]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:38 م]ـ
القرآن برءها ومن كذب بما قاله القرآن فقد كفر
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[27 Sep 2010, 11:43 م]ـ
و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد، و من سب عائشة قتل، قيل له: لم يقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها {يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين}، قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن، و من خالف القرآن قتل. قال أبو محمد رحمه الله: قول مالك ههنا صحيح و هي ردة تامة و تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها. المحلى (13/ 504).
(يُتْبَعُ)
(/)
و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال: إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه، كقوله {و قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه}، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال {ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك}، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل، كان مؤذي نبيه كذلك. الشفاء للقاضي عياض (2/ 267 - 268).
و قال أبو بكر بن العربي: إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله، و من كذب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب. أحكام القرآن لابن العربي (3/ 1356).
و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه، حيث يقول: و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري: سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة و الآخر عائشة، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر، فقال إسماعيل: ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن.
قال شيخ الإسلام: وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم.
قال أبو السائب القاضي: كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله ن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات، أولئك مبرءون مما يقولون، لهم مغفرة و رزق كريم}، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه و أنا حاضر.
و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله، فقيل له: هذا من شيعتنا و من بني الآباء، فقلا: هذا سمى جدي قرنان – أي من لاغيرة له -، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته.
و قال القاضي أبو يعلى: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم.
و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره -: و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة. الصارم المسلول (ص 566 - 568).
و قال ابن قدامة المقدسي: ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم. لمعة الاعتقاد (ص 29).
وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية و الأربعون: براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين، قال ابن عباس و غيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين، و هذا إكرام من الله تعالى لهم. شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117 - 118).
و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها، حيث قال: واتفقت الأمة على كفر قاذفها. زاد المعاد (1/ 106).
(يُتْبَعُ)
(/)
و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات}، قال: نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن، قال العلماء: قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد. الإكليل في استنباط التنزيل (ص 190).
هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قذفها بما رماها به أهل الإفك، فإنه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها، و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام.
وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم، ففيه قولان:-
أحدهما: أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة؛وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي:-
1 – ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله، إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم.
و ممن ذهب إلى ذلك: الصحابي الجليل عبدالرحمن بن أزى و عبدالرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش، و سفيان بن عيينة، و محمد بن يوسف الفريابي و بشربن الحارث المروزي و غير كثير.
فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل، و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية.
2 - و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل، بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات، وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة.
و ممن ذهب إلى هذا القول: عمر بن عبدالعزيز و عاصم الأحول و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم.
الثاني: و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها.
التوضيح: أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها، فلما أتى على هذه الآية {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات}، قال: هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله علية وسلم، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة، ثم قرأ {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء} إلى قوله {إلا الذين تابوا}، ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة، ثم تلا هذه الآية {لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم}، فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر. الدر المنثور (6/ 165) و جامع البيان (18/ 104).
قال ابن تيمية: فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى لابنها، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه، فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً، و لهذا جوز له الشارع أن يقذفها إذا زنت، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال. الصارم المسلول (ص 45).
و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلا – في قطعه ببراءتها، قال: و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق، لأن الله تعالى يقول {والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، أولئك مبرؤون مما يقولون}، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين. المحلى (13/ 504).
(يُتْبَعُ)
(/)
و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر، رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال: ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان:-
أحدهما: يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم، بسب حليلته.
و الآخر: أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري، قال: و بالأول أقول. الشفاء للقاضي عياض (2/ 269).
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان:-
أحدهما: أنه كساب غيرهن من الصحابة.
والثاني: و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن. الصارم المسلول (ص 567).
و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى {إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم}: هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات، خرج مخرج الغالب المؤمنات، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما التي كانت سبب النزول، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهما – إلى أن قال -: و في بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كهي والله أعلم. تفسير القرآن العظيم (5/ 76).
و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة في الحكم وجوه:-
الوجه الأول: أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف، وأن اللام في قوله تعالى {المحصنات الغافلات المؤمنات} لتعريف المعهود، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، لأن الكلام في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك.
الوجه الثاني: أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات، و قال في أول سورة النور: {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية} فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد قذف المحصنات، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات و ذلك – والله أعلم – لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة {والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم} فتخصيصه بتولي كبره دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم، و قال تعالى {ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم}، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف، وإنما يمس متولي كبره فقط، و قال تعالى هنا {له عذاب عظيم} فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك، و هذه صفة المنافق ابن أبي.
الوجه الثالث: لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة، و لهذا قال ابن عباس: ليس فيها توبة، لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً، وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة، فإنه ما لعنت امرأة نبي قط.
و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة، قالت: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول، قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر: يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي. البخاري (3/ 163) ومسلم (4/ 2129 - 2136).
فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها، لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام.
والحمد لله رب العالمين.
منقول من موقع صيد الفوائد بتصرف بسيط.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[05 Oct 2010, 03:18 ص]ـ
أحسن الله إليكم أجمعين.(/)
فائدة منهجية من العلامة ابن عاشور ـ في غير مظنتها ـ لها صلة بما يسمى (الإعجاز العلمي)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Nov 2008, 11:47 ص]ـ
في (5/ 343) من تفسير العلامة الطاهر ابن عاشور ـ رحمه الله تعالى ـ لقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)} إشارةٌ إلى نكتة علمية مهمة، وهي ـ في الحقيقة ـ منهج لكل من يحاول أن يتكلف في تنزيل القرآن الكريم على بعض الأمور العلمية التجريبية، كعلم الفلك، والفيزياء، والإدارة ... الخ.
قال رحمه الله:
(وجملة: {إنه يريكم هو وقبيله} واقعة موقع التّعليل للنّهي عن الافتتان بفتنة الشّيطان، والتّحذير من كيده، لأنّ شأن الحَذِرِ أن يَرصد الشّيء المخوف بنظره ليحترس منه إذا رأى بَوادره، فأخبر الله النّاس بأنّ الشّياطين تَرى البشر، وأنّ البشر لا يرونها، إظهاراً للتّفاوت بين جانب كيدهم وجانب حذر النّاس منهم، فإنّ جانب كيدهم قويّ متمكّن وجانب حذر النّاس منهم ضعيف، لأنّهم يأتون المكيد من حيث لا يدري.
فليس المقصود من قوله: {إنه يركم هو وقبيله من حيث لا ترونهم} تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة) انتهى.
والجملة الأخيرة قاعدة محكمة في هذا الباب الذي توسع فيه كثيرون، كما نبه إليه غير واحد من الفضلاء الذين تكلموا في هذا الموضوع، ومنهم أخونا د. مساعد الطيار في إجابته على أسئلة ملتقى أهل الحديث.
ومما حداني إلى التذكير بهذا، أنني أقف بين الفينة والأخرى على استنباطات من الآيات لتنزل على بعض المسائل في العلوم الدنيوية، لا أشك أنها غلط، ولا أتردد في ذلك لحظةً واحدة.
ومع يقيننا بحسن قصد هؤلاء المحبين للقرآن، إلا أنه يقال لهم كما قال العلامة ابن عاشور: (إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة).
وبهذا يعلم أن ما يرد في القرآن الكريم من آيات يمكن الاستنئناس بها في هذه الأمور، فإن الغرض الأصلي منها: إما الموعظة أو الأحكام الشرعية،وما سوى ذلك تابعٌ لا أصل.
لقد أرسل لي بعض الأفاضل الذين لهم عناية بعلم الإدارة،ومن المهتمين بتدبر القرآن الكريم، أرسل لي جملةً من الرسائل في هذا الباب، وغالبها لا يخلو من تكلف، وبعد عن مقاصد التنزيل،والله المستعان.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Nov 2008, 07:06 م]ـ
(فليس المقصود من قوله: " إنه يركم هو وقبيله من حيث لا ترونهم "، تعليم حقيقة من حقائق الأجسام الخفيّة عن الحواس وهي المسمّاة بالمجرّدات في اصطلاح الحكماء ويسمّيها علماؤنا الأرواح السفليّة إذ ليس من أغراض القرآن التّصدّي لتعليم مثل هذا إلاّ ما له أثر في التّزكية النّفسية والموعظة).
رحم الله ابن عاشور وأكرم مثواه.
ولنا على هذا الكلام ملاحظات:
الأولى: هذا خبر، وهو خبر صادق، نفهم منه أن شياطين الجن ترانا من حيث لا نراها.
الثانية: من أين له رحمه الله أن ليس من أغراض القرآن تعليم مثل هذه الحقائق؟!!! في حين أن الحق أننا نلاحظ في آيات كثيرة أنه سبحانه يعلمنا الحقائق الكونية!!!
ثالثاً: لو كان الكلام يتعلق بالأولويات وبالأصول والفروع لكان مقبولاً. أما المصادرة فغير مقبولة إطلاقاً.
رابعاً: التكلف لا يخفى على أهل العلم، ووجود من يتكلف ويُحمِّل النصوص ما لا تحتمل لا يسوغ لنا إغلاق باب الفهم والاجتهاد كما فعل بعض الفقهاء عندما أغلقوا باب الاجتهاد الفقهي في القرن الرابع الهجري تحت ذرائع مختلفة.(/)
لطيفة في سيرة موسى - عليه السلام -
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[26 Nov 2008, 06:49 م]ـ
لطيفة في سيرة موسى - عليه السلام -
لقد كثر ذكر نبي الله موسى - عليه السلام - في القرآن الكريم، كما ورد له ذكر في السنة المطهرة، وليس المجال مجال بسط، وإنما هي إشارات.
ومن خلال ذلك يتبين أن موسى من أولي العزم من الرسل، وأنه قد بلغ الكمال البشري من جهة القوة، والشجاعة، والثبات، ورباطة الجأش؛ كيف لا، وقد بعث إلى أعظم طاغية ذكر في القرآن الكريم ألا وهو فرعون.
كيف لا، وقد عالج من أمة بني إسرائيل ما عالج؛ حيث كانوا على درك سحيق من العناد، والفساد، والخور، واللؤم.
ولعل من أبرز ما جاء في شأن قوته، وشجاعته ما كان منه مِنْ فَقْأ عين المَلَكِ، ومحاجةِ أبيه آدم، وأخذِه برأس أخيه يجره إليه، ومواقفه العظيمة مع فرعون وملأه، إلى غير ذلك مما يدل على شجاعته المتناهية المتنوعة.
ومع ذلك فإن المتأمل في سيرته في القرآن الكريم يرى أنه لم يذكر الخوف في سيرة نبي كما ذكر في سيرة موسى - عليه السلام -.
حيث ورد ذكر الخوف في صيغ متنوعة، وسياقات مختلفة، منها على سبيل المثال قوله -تعالى- عنه: [إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى] طه:45، وقوله - تعالى -: [لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى] طه:46، وقوله: [لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى] طه:68، وقوله - عز وجل -: [لا تَخَافُ دَرَكاً وَلا تَخْشَى] طه:77، وقوله: [فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ] الشعراء:21، وقوله - عز وجل -[فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ] القصص:21، وقوله عن صاحب مدين لموسى: [لا تَخَفْ نَجَوْتَ] القصص:25، وقوله عن موسى -عليه السلام-: [إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ] القصص:34.
وهذه السيرة تحتاج إلى مزيد عناية، وتأمل، وتدبر؛ ليتضح من خلالها شيء من الدروس، والعبر.
ومما توحيه دلالة تلك السيرة أن الشجاعة لا تقتصر على الإقدام في ميادين الوغى فحسب، بل هي أعم من ذلك، فتشمل الشجاعة الأدبية في التعبير عن الرأي، وبالصدع بالحق، وبالاعتراف بالخطأ، وبالرجوع إلى الصواب إذا تبين.
وهذا يتجلى في سيرة موسى غاية التجلي.
ومن الإشارات التي تحملها هداية تلك السيرة العظيمة أنه ليس من شروط الشجاعة ألا يجدَ الرجلُ في نفسه الخوفَ جملةً من الهلاك، أو الإقدام، أو نحو ذلك؛ فذاك شعور يجده كلُّ أحدٍ من نفسه إذا هو همَّ بعمل كبير أو جديد.
بل يكفي في شجاعة الرجل ألا يعظم الخوف في نفسه حتى يمنعه من الإقدام، أو يرجع به إلى الانهزام.
قال هشام بن عبد الملك لأخيه مسلمة المسمى بليث الوغى: يا أبا سعيد، هل دخلك ذعر قط لحرب أو عدو؟
قال مسلمة: ما سلمت في ذلك من ذعر ينبه على حيلة، ولم يغشني فيها ذعر سلبني رأيي.
قال هشام: هذه هي البسالة.
بل إن أشجع الشجعان يجدون في أنفسهم ذلك الشعور إذا هم خاضوا المنازلات، وغشوا ساحات الوغى.
لكن ذلك لا يحملهم على الإحجام والانهزام.
فهذا عمرو بن معدي كرب الزبيدي - وحسبك به شجاعة وإقداماً - يصف نفسه، ويصور حالته في ساحة الوغى، ويبين أن الخوف يداخله، ولكن ذلك لا يحمله على الفرار والإحجام؛ فلا ينقص ذلك من قدره، ولا ينزل من مكانته؛ حيث يقول:
ولقد أجْمَعُ رِجْلَيَّ بها ... حَذَرَ الموتِ وإني لفرورْ
ولقد أعْطِفُها كارهةً ... حين للنفس من الموت هريرْ
كلُّ ما ذلك مني خلقٌ ... وبكلٍّ أنا بالروع جديرْ
فالشجاعة - إذاً - هي مواجهة الألم أو الخطر أو نحو ذلك عند الحاجة في ثبات، وليست مرادفة لعدم الخوف كما يظن بعض الناس.
فالذي يرى النتائج، ويخاف وقوعها، ثم يواجهها في ثبات - رجل شجاع.
فالقائد الذي يقف على خط النار، فترتعد لذلك فرائصه؛ خشية من نزول الموت به، ثم يضبط نفسه، ويؤدي عمله كما ينبغي - هو رجل شجاع.
بل هو شجاع - أيضاً - إذا رأى أن خير عمل يعمله أن يتجنب الخطر، وأن الواجب يقضي عليه أ ن ينسحب بجنوده حيث لا خطر.
فإذا هو أضاع في موقفه رشده، أو ترك موقفاً يجب أن يقفه، أو فر بجنوده من خطر كان عليه أن يقفه - فهو جبان.
فالشجاعة لا تعتمد على الإقدام والإحجام فحسب، ولا على الخوف وعدمه، وإنما تعتمد على ضبط النفس، وعمل ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي؛ فتلك هي شجاعة الحكيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال عمرو بن العاص لمعاوية - رضي اللَّه عنهما -: لقد أعياني أن أعلم: أجبان أنت أم شجاع؟ فقال:
شجاعٌ إذا ما أمكنتني فرصةٌ ... وإلا تكن لي فرصة فجبان
بل ليس بالمحمود أن يتجرد الإنسان من كل خوف؛ فقد يكون الخوف فضيلة، وعدمه رذيلة؛ فالخوف عند الإقدام على أمر مهم تتعلق به مصالح الأمة، أو يحتاج إلى اتخاذ قرار حاسم - فضيلة وأي فضيلة؛ إذ هو يحمل على الروية، والتأني، والتؤدة، حتى يختمر الرأي، وينضج في الذهن؛ فلا خير في الرأي الفطير، ولا الكلام القضيب، والعرب تقول: "الخطأ زاد العَجُول".
كما أنها تمدح من يتريث ويتأنى، ويقلب الأمور ظهراً لبطن، وتقول فيه: "إنه لَحُوَّلٌّ قُلَّبٌ".
ولهذا ما زال الحكماء ينصحون الناس ألا يقدموا على مواقع الخطر إلاَّ أن تكون فائدة الإقدام أكبر من خسارته، قال أبو الطيب المتنبي:
الرأي قبل شجاعة الشجعانِ ... هو أول وهي المحل الثاني
وإذا هما اجتمعا لنفس مِرَّةٍ ... بلغت من العلياء كل مكان
وقال:
وكل شجاعة في المرء تغني ... ولا مثل الشجاعة في الحكيم
وإنما الجبن المذموم، والخوف المرذول هو ما بالغ صاحبه فيه مبالغة تخرجه عن طوره؛ فهذا هو خوف الجبان الرعديد، الذي يُغَلِّب جانب الشر، ويخشى سوء عواقبه.
أما الشجاع فلا يفكر كثيراً في احتمال الشر، ثم إذا وقع لم يَطِرْ قَلْبُه شَعاعاً، بل يصبر، ويتحمله بثبات؛ إن مرض لم يضاعف مرضه بوهمه، وإن نزل به مكروه قابله بجأش رابط فخفف شدته؛ فمن الحكمة والعقل ألا يجمع الإنسان على نفسه بين الألم بتوقع الشر، والألم بحصول الشر؛ فليسعد ما دامت أسباب الحزن بعيدة عنه؛ فإذا حدثت فليقابلها بشجاعة واعتدال، قال أبو علي الشبل:
ودع التوقع للحوادث إنه ... للحي من قبل الممات ممات
وبالجملة فالشجاع ليس بالمتهور الطائش الذي لا يخاف مما ينبغي أن يخاف منه، ولا هو بالجبان الرعديد الذي يَفْرَقُ من ظله، ويخاف مما لا يخاف منه.
ثم إن الشجاعة ليست هي قوة البدن؛ فقد يكون الرجل قوي البدن ضعيف القلب، وإنما هو قوة القلب وثباته.
والمحمود منها ما كان بعلم ومعرفة، دون التهور الذي لا يفكر صاحبه، ولا يميز بين المحمود والمذموم.
ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح.
فأما المغلوب حين غضبه فليس بشجاع ولا شديد -كما يقول ابن تيمية رحمه الله-.
وهكذا يتبين لنا من سيرة موسى - عليه السلام - أن الخوف لا يذم ولا يمدح لذاته، وأن مجرد الشعور الفطري بالخوف لا ينافي الشجاعة.
وأن الإنسان ضعيف بطبعه: فمهما بلغ من القوة، والشجاعة، والتمكين - يبقى ضعيفاً لا يملك من شأن حول ولا طول؛ فهو مربوب مقهور لا يخرج من علم الله، وإحاطته، ولا يستغني عن لطفه وإعانته.
كما أن تلك السيرة العظيمة تحمل في طياتها لفتاتٍ بارعة في التعامل مع الخوف، وأسباب اكتساب الشجاعة؛ فمن ذلك أن الشجاعة - وإن كان الإنسان مفطوراً عليها - تزيد بالدَّرَبة، والمِران، والتعود؛ فإن موسى - عليه السلام - زادت تلك الخصلة عنده بسبب ملاقاة الشدائد، والخطوب؛ فاجتمع عنده الخلق الجبلي بالخلق الاكتسابي.
ومن أسباب ذلك توطين النفس على وقوع المكروه، والحذر من تضخيم النتائج؛ فإن موسى كان يتوقع أن يفرط عليه فرعون، أو أن يطغى، وكان يتوقع تكذيبه إياه، إلى غير ذلك مما وطن موسى نفسه عليه؛ فكان ذلك سبباً في الاستعداد له، ومقابلة ذلك بكل ثبات وشجاعة.
ومما أخذ به موسى نفسه: أنه نظر في العواقب؛ فكان ذلك دافعاً له أن يقدم؛ لأن عاقبة مجابهة فرعون سيسفر عنها بيان حق، وأن مصير فرعون إلى خسار وبوار؛ لأنه مفسد، والله لا يصلح عمل المفسدين.
ومن ذلك أن موسى - عليه السلام - عرف قدر نفسه، فهو لا يملك عدة ولا عتاداً، وعرف قوة خصمه الذي بلغ من القوة ما بلغ، فخشي موسى من قوة فرعون، وأدرك أن قوته الظاهرة القليلة لا يمكن أن تقف أمام قوة فرعون وجبروته؛ فلما طمأنه ربه - جلا وعلا - بقوله: [لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى] طه:46، أقدم موسى غير هياب ولا وجل، فصار قلبه مطوياً على سراج من التوكل على من بيده ملكوت كل شيء؛ فكانت عاقبة أمره رشداً وفلاحاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما أخذ به موسى - عليه السلام - لزوم التقوى، واستحضار معية الله - الخاصة - فلقد قال له ربه - جل وعلا -: [فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ] يونس:89.
وقال له: [إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى] طه:46.
فلما كان كذلك انبعث إلى قوة القلب، واطراح كل سبب يؤدي إلى الخور، وتعظيم شأن الخوف؛ فتقوى الله - عز وجل - هي أعظم باعث للشجاعة؛ فالمؤمنون حقاً لهم الأمن وهم مهتدون، والمرتابون يحسبون كل صيحة عليهم، وكل مكروه قاصداً إليهم.
ومن عرف ربه وقَدَرَه حق قَدْرِه، وعَظُمَ وقارُه وجلاله في قلبه - هانت عليه الدنيا، وزال عن قلبه مهابة الخلق، وانقلبت في حقه المخاوف أمناً كحال موسى -عليه السلام-.
فمن تفقه في التقوى عرف أنها الوسيلة الكبرى للعظمة الصادقة.
ومما أخذ به موسى - عليه السلام - أنه استجاب لأمر ربه لما أمره بالإكثار من ذكره - عز وجل - كما في قوله: [وَلا تَنِيَا فِي ذِكْرِي] طه:42.
فبذكر الله تطمئن القلوب، وتسكن النفوس، ويُغْلَبُ العدو، وتهون الصعاب، ولهذا أرشدنا الله - تبارك وتعالى - إذا لقينا العدو أن نثبت ونذكر الله - عز وجل - لما في ذكره من الطمأنينة والثبات.
قال - تعالى -: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] الأنفال:45.
ومن الأسباب التي أخذ بها موسى - عليه السلام - لجوؤه إلى الله، وسؤاله الإعانة كما في قوله: [قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32)] طه.
ثم ختم الدعاء بأدب جميل يعد من أعظم أسباب إجابة الدعاء؛ التي تستجلب بها الإجابة؛ حيث ختم بغرض نبيل عظيم ألا وهو قوله: [كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً (35)] طه.
فهذا بعض ما تيسر في هذا الشأن من سيرة موسى - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم -.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2008, 01:04 م]ـ
عوداً حميداً ياشيخ محمد وبارك الله فيك وفي كتبكم ومشاركتكم النافعة وجعل ما تقدمون ذخراً لكم في يوم تتقلب فيه القلوب والأبصار وأن يجعلها من خالصات الأعمال وباقيات الآثار إلى آخر الأعمار، لازلت مسدداً مباركاً والسلام.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[30 Nov 2008, 02:29 م]ـ
نفع الله بك يا شيخ ورفع قدرك على هذه الفائدة والاستطراد الممتع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[30 Nov 2008, 11:01 م]ـ
أتمنى من صديقي وأخي العزيز د. محمد أن لا يطيل الغيبة، وأن يعاود التأمل في سير باقي الأنبياء الآخرين ـ عليهم جميعاً الصلاة والسلام ـ فإن الملاحظ أن كل واحد منهم له جوانب يتميز بها عن غيره.
ـ[سعد الخمعلي]ــــــــ[17 Apr 2009, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خير على ما سطرت ورفع قدرك وجعلك مباركاً أينما كنت ....
ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:40 ص]ـ
و من لطائف الإشارات التبليغية قولهم: إن الأنبياء أنفسهم احتاجوا دورات تدريبية على اليقين قبل البدء بالدعوة!
و يذكرون في ذلك - ما دمنا عند قصة موسى - ما جرى لسيدنا موسى عليه السلام من إلقاء العصا و ما تبعه!؟(/)
الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير. الشيخ/ عبد الكريم الخضير
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 Nov 2008, 07:10 م]ـ
الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
هل بِالإِمكَان الجَمع بين قِرَاءَةِ القُرآن والتَّفسِير، وذلك حِينما أُريدُ أن أَقرَأ القُرآن كُلَّ شهر؟ وما هِيَ أَقصَر الطُّرق لِفَهمِ الآيَات؟
يعني قراءة جُزء من القرآن في كل يوم هذا أمر سهل يسير، الجُزء مع التَّدبُّر والتَّرتيل يحتاج إلى نصف ساعة، ولا يشق، ومُراجعة كتب التَّفسير المُختصرة؛ لا سيَّما المتعلِّقة بغريب القرآن، يعني لا تُكلِّف شيئاً أمرُها سهل، ومن كُتب الغريب ما طُبع في حاشية المُصحف، وهذا يُيسِّر أكثر؛ لكن قراءة جزء في كل يوم بالنِّسبة لطالب العلم كأنها قليلة بالنِّسبة لكتاب الله -جل وعلا-! فلا يشق على طالب العلم أن يجلس بعد صلاة الصُّبح حتى ترتفع الشمس، وحينئذٍ يتيسَّر لهُ أن يقرأ القرآن في سبع، كما أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- عبد الله بن عمر بذلك، حيث قال له: ((اقرأ القرآن في سبع ولا تزد)) وهو مع قراءتِهِ يُدوِّن الكلمات الغريبة ليُراجع عليها بعد الفَراغ من القراءة، يُراجع عليها كتب التَّفسير، ويُراجع عليها كتب الغريب، فكتاب الله ينبغي أن يكون عناية طالب العلم بهِ أكثر، نعم يُعنَى بالحِفظ أوَّلاً، ثُمَّ بعد ذلك بالمُراجعة، ثُمَّ القِراءة من أجل تحصيل أجر الحُرُوف، التَّدَبُّر والتَّرتيل والعمل؛ كُلّ هذا مطلوب بالنِّسبة لطالب العلم، يعني بالنِّسبة للعامِّي الذي يعرف يقرأ القرآن هذا إذا حَصَّل أجر الحُرُوف بالنِّسبة لَهُ؛ يكفِيه! أمَّا بالنِّسبةِ لطالب العلم لا بُدَّ أن يَتَفَقَّه من كِتَابِ الله، وأن يَتَعَلَّمَ كِتَابَ الله، وأن يُعلِّمَ كتابَ الله بعد ذلك، أمَّا إذا قرأ القُرآن في شهر، كل يُوم جُزء، بإمكانه أن يَقرَأ مَعَهُ تفسير مُختَصَر، يعني سهل أن يقرأ تفسير مُختَصَر في شهر إذا كان يقول أنا لا أزيد على جُزء من القُرآن مع مُرَاجَعَة التَّفسير هذا لا بَأس؛ حينئذٍ يَتَعَلَّم القُرآن عِلمًا وعَمَلًا على طريقة الصَّحابة -رضوان الله عليهم-؛ لكن على الإنسان أن يَستَكثِر من هذا الباب الذِّي فُتِحَ لهُ مِمَّا يُقَرِّبُهُ إِلَى اللهِ -جَلَّ وعَلَا-.(/)
كتاب " لهجات القبائل العربية في القرآن الكريم " راضي نواصرة
ـ[مبارك القحطاني]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب " لهجات القبائل العربية في القرآن الكريم "
أولا: التعريف بالكتاب:
اسم الكتاب: لهجات القبائل العربية في القرآن الكريم
اسم المؤلف: راضي محمد نواصرة
طبع الكتاب: مؤسسة حمادة للدراسات الجامعية بإربد في الاردن
صفحاته: 196 صفحة
التخصص: دراسات قرآنية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649283edb9897f.jpg
ثانيا: محتوى الكتاب:
قسم المؤلف كتابه الى مقدمة وثلاثة أبواب يتخللها عدة فصول , وتفصيلها كالآتي:
الباب الأول: وفيه فصلان: -
الأول: تعريف اللهجة وتكوينها ولهجات الأفعال.
الثاني: جغرافية المناطق السكنية للقبائل العربية , وكيف كانت اللغة العربية قبل الإسلام والفرق بين الفصحى ولغة البادية.
الباب الثاني: وفيه أربعة فصول: -
الأول: مصادر لهجات القبائل العربية وتعدد القراءات القرآنية.
الثاني: الإمالة في اللهجات العربية , والقبائل التي تتكلم بالإمالة.
الثالث: الإدغام والإظهار في اللهجات العربية والترادف والتضاد والإشمام
الرابع: ظاهر الإسكان والتحريك في لفظي هو وهي.
الباب الثالث: وفيه أربعة فصول: -
الأول: لهجات القبائل البدوية في القرن الرابع الهجري.
الثاني: اللهجات والقراءات القرآنية.
الثالث: أصول اللهجات في القراءات القرآنية.
الرابع: ظاهرة الوقف في اللهجات العربية.
ثالثا: مزايا الكتاب:
1 – اهتم المؤلف بالأبحاث المعاصرة وخاصة المستشرقين ,وكذا مجمع اللغات العربية.
2 _ اهتم المؤلف بجمع لهجات القبائل وكذا اللهجات اللغوية القديمة.
3 _ذكر المؤلف تاريخ اللهجات وكيفية انتشارها وتوثيق ذلك بالأشعار.
4 _أدخل في كتابه بعض الصور لنقوشات قديمة لبعض اللغات , وبعض اللهجات.
5 _يرى المؤلف أن الفصحى هي التي نزل بها القرآن وأما العربية فهي قديمة - وفيه بحث -.
رابعا: ملاحظات على الكتاب:
1 - بدأ المؤلف كتابه بقوله: مقدمة " بمثل ما أذهلني ....... "فهولم يذكر البسملة والتحميد لله والصلاة على نبيه , مع العلم بأن الكتاب يصنف من الكتب الشرعية.
2 - لم يذكر نتائج للبحث الذي كتبه ولا خاتمة , مع العلم بأن هذا من أساسيات البحث العلمي.
3 - يفرق المؤلف بين الفصحى ولغة أهل البادية الأقحاح , وهذا – في نظري - اجتهاد منه , لأن من المستقر عند علماء اللغة أن الأعراب الأقحاح في ذلك الزمان هم من يستشهد بكلامهم وأشعارهم , كما حصل من سكن الكسائي في البادية وأخذه للغة منهم مشافهة , وما حصل معه ومع سيبويه من اختلاف في بعض المسائل وجعل أهل البادية هم الحكم بينهم في ذلك, كما في مغني اللبيب (1/ 80) والله أعلم.
4 - لم يذكر اللهجات الموجودة في الآيات ولم يقم بترتيبها على ترتيب المصحف وإنما اهتم بالكلام عن تاريخها ونشأتها وبعض الأمثلة عليها.
5 - مضمون الكتاب يخالف موضوعه , فإن مضمون الكتاب هونشأة اللهجات وتاريخها , وموضوع الكتاب اللهجات في القرآن , فهولم يذكر الكلمات الموجودة في القرآن ولم يقم بحصرها , ولذلك يستحسن تسمية الكتاب: بتاريخ لهجات القبائل العربية وعلاقتها بالقرآن.
6 - بنى المؤلف كتابه على أن الأحرف السبعة هي لهجات العرب المتفرقة في القرآن وذكر أدلة الأحرف السبعة عموما وبعض النقولات عمن يرى هذا الرأي ,ولم يذكر خلاف العلماء في هذه المسألة , مع أن المسألة الخلاف فيها معروف وقد اشبعت بحثا في كتب علوم القرآن , والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:35 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الكريم أبا محمد على هذا العرض للكتاب. وموضوع اللهجات وأصولها موضوع شيق، وفيه - كما تفضلتم - دراسات كثيرة جديرة بالقراءة والاطلاع، وفيها نتائج طريفة.
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[28 Nov 2008, 10:58 م]ـ
السلام عليكم
اخي الكريم لو تكرمت كيف يمكنني الحصول على نسخه منه
الله يجزاك خير ويبارك فيك(/)
((كلام نفيس لإمام الشوكاني في تفسيره))
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[26 Nov 2008, 10:53 م]ـ
((كلام نفيس للإمام الشوكاني رحمه الله تعالى))
مع العلم وأنا أنقل هذا الكلام أحببت أن أقول إن ذكري هذا الكلام ليس من أجل التطاول والتنقيص في بعض من يقول بإتباع الرجال لكن أحببت أن أبين هذا الكلام النفيس لهذا العالم الجهبذ.
قال رحمه الله تعالى في تفسيره في قوله تعالى:
" هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون ":
فقال: إنك لو سألت الآن أحد المقلدة للرجال التي طبقت الأرض بطولها والعرض وقلت لهم: ماالحجة لهم على التقليد فرد من أفراد العلماء والأخذ بكل مايقوله في الدين ويبتدعه من الرأي المخالف للدليل؟ لم يجدوا غير هذا الجواب , ولا فاهوا بسواه , وأخذوا يعددون عليك من سبقهم إلى التقليد من سلفهم , واقتداء بأقواله وأفعاله , وهم قد ملئوا صدورهم هيبة وضاقت أذهانهم عن تصورهم , وظنوا أنهم خير أهل الأرض وأعلمهم وأورعهم , فلم يسمعوا لناصح نصحا ولا لداع إلى الحق دعاء , ولو فطنوا لوجدوا أنفسهم في غرر عظيم وجهل شنيع وإنهم كالبهيمة العمياء , وأولئك الأسلاف كالعمى الذين يقودون البهائم العمى , كما قال الشاعر:
كبهيمة عمياء قاد زمامها أعمى على عوج الطريق الحائر
فعليك أيها العامل بالكتاب والسنة المبرأ من التعصب والتعسف أن تورد عليهم حجج الله وتقيم عليهم براهينه , فإنه ربما انقاد لك منهم لم يستحكم داء التقليد في قلبه , وأما من قد أستحكم في قلب هذا الداء فلو أوردت عليه كل حجة وأقمت عليه كل برهان لما أعارك إلا أذنا صماء وعينا عمياء , ولكنك قد قمت بواجب البيان الذي أوجبه عليك القران والهداية بيد الخلاق العليم. أ. ه(/)
إقتباس الفوائد من سورة الفرقان
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[26 Nov 2008, 11:00 م]ـ
إقتباس الفوائد من سورة الفرقان
الفرقان وسميت بذلك " للتفريق بين الحق والباطل بأحكامه أو بين المحق والمبطل.
وأول كلمة بدأ به سبحانه"تبارك " وأصل هذه الكلمة مأخوذة من البركة وهي النماء والزيادة حسية كانت أو عقلية. قال الزجاج: ((تبارك)) تفاعل من البركة قال: ومعنى البركة الكثرة من كل ذي خير. وقال الفراء: إن تبارك وتقدس في العربية واحد ومعناهما العظمة.
وفي قوله "" فقد جاءوظلما وزورا ": وانتصاب ظلما بجاءوا , فإن جاء قد يستعمل إستعمال أتى ويعدي تعديته وقال الزجاج: إنه منصوب بنزع الخافض , والأصل: جاءوا بظلم.
قوله تعالى " إذا راتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ": ومعنى من مكان بعيد أي رأتهم وهي بعيدة عنهم قيل: بينها وبينهم مسيرة خمسمائة عام. والتغيظ: أن لها صوتا يدل على التغيظ على الكفار , أو لغيلانها صوتا يشبه صوت المغتاظ.والزفير: هو الصوت الذي يسمع من الجوف.
وقوله تعالى " مكانا ضيقا ": لماذا وصف سبحانه المكان بالضيق؟ للدلالة على زيادة الشدة وتناهي البلاء عليهم
وقوله تعالى " أم جنة الخلد ": فائدة: لماذا عبر سبحانه الجنة بالخلد؟ الجواب: لآشعار عباده بدوام نعيمها وعدم الإنقطاع وأيضا في نفس الأية يقول " أذلك خير أم
جنة الخلد ": كيف يقول خير أي يقصد السعير مع أنه لاخير فيها؟ الجواب: لآن العرب قد تقول ذلك ومنه ماحكاه سيبويه عنهم أنهم يقولون: السعادة أحب إليك أم الشقاوة؟ وقيل: ليس هذا من باب التفضيل وإنما هو كقولك: عنده خير ,قال النحاس: وهذا قول حسن كما قال:
أتهجوه ولست له بكفء فشركما لخيركما الفداء
قوله تعالى " وعتوا عتواً كبيرا ": العتو: مجاوزة الحد في الطغيان والبلوغ إلى أقصى غاياته
قوله تعالى " ثم استوى على العرش فسئل به خبيرا ": قال بعض النحويين: الباء في قوله " فسئل به " بمعنى (عن) والمعنى: فأسال عنه خبيرا والباء تبدل من (عن) مع (سل) وسألت.
الخبير هاهنا: الله تعالى ,هذا قول ابن جريج.
وقال بعضهم: الباء على أصلها. والمعنى: (فاسأل) بسؤالك ((خبيرا)) أيها الإنسان يخبرك بالحق في صفته , ودل
فاسأل على السؤال , كما قالت العرب: " من كذب كان شرا له " ودل عليه (كذب).
قوله تعالى " اذهب إلى فرعون إنه طغى ": كيف يقول اذهب إلى فرعون مع أن أخاه هارون معهُ؟ الجواب: لاينافي كونهما مأمورين: فكل واحد مأمور , ويمكن أن يقال: إن تخصيص موسى بالخطاب في بعض المواطن لكونه الأصل في الرسالة والجمع بينهما في الخطاب لكونهما مرسلين جميعا.(/)
التفسير والاستنباط .. حديث الشيخ فهد الوهبي في ندوة الدراسات القرآنية هذه الليلة
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[27 Nov 2008, 11:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
سوف تذيع إذاعة القرآن الكريم هذا اليوم الخميس 29/ 11 ندوة الدراسات القرآنية وذلك في الساعة 11:40 مساء بتوقيت السعودية، وهي إعادة للقاء الأول مع الشيخ فهد الوهبي حيث تحدث عن التفسير، والاستنباط، والفرق بينهما، وأقسام الاستنباط وشروطه، وأهميته، وأبرز الأسباب التي أدت إلى الانحراف فيه .......
وسيذاع اللقاء الثاني غدا الجمعة- بإذن الله- وذلك في الساعة 8:20 مساء .... فأحث الإخوة على الحرص على سماع اللقاءين.
نسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الإذاعة والبرنامج خيرا، وشكر الله لأخي الشيخ فهد ونسأل الله أن ينفع بعلمه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Nov 2008, 07:06 م]ـ
ونسأل الله أن ينفع بعلمه. [/ size]
اللهم آمين
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[30 Nov 2008, 10:31 م]ـ
الشيخ فهد وفقه الله تعالى هو خير من يتكلم في هذا الموضوع، ويفيد فيه.
ومن أراد أن يزداد علما وعمقا في هذه المسألة فعليه بكتاب الشيخ فهد في الاستنباط فهو رائعة من الروائع بحق ...(/)
(فَمَا ظَنُّك بِالْأَنْبِيَاءِ)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Nov 2008, 11:47 ص]ـ
[] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى،و الصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
يقول ابن العربي:
" الْمَسْأَلَةُ الثَّامِنَةُ: فِي التَّنْقِيحِ: قَدْ قَدَّمْنَا لَكُمْ فِيمَا سَلَفَ، وَأَوْضَحْنَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنْ الْكَبَائِرِ إجْمَاعًا، وَفِي الصَّغَائِرِ اخْتِلَافٌ؛ وَأَنَا أَقُولُ: إنَّهُمْ مَعْصُومُونَ عَنْ الصَّغَائِرِ وَالْكَبَائِرِ، لِوُجُوهٍ بَيَّنَّاهَا فِي كِتَابِ النُّبُوَّاتِ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ، وَقَدْ قَالَ جَمَاعَةٌ: لَا صَغِيرَةَ فِي الذُّنُوبِ وَهُوَ صَحِيحٌ، كَمَا قَالَتْ طَائِفَةٌ: إنَّ مِنْ الذُّنُوبِ كَبَائِرُ وَصَغَائِرُ، وَهُوَ صَحِيحٌ.
وَتَحْقِيقُهُ أَنَّ الْكُفْرَ مَعْصِيَةٌ لَيْسَ فَوْقَهَا مَعْصِيَةٌ، كَمَا أَنَّ النَّظْرَةَ مَعْصِيَةٌ لَيْسَ دُونَهَا مَعْصِيَةٌ، وَبَيْنَهُمَا ذُنُوبٌ إنْ قَرَنْتهَا بِالْكُفْرِ وَالْقَتْلِ وَالزِّنَا وَعُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَالْقَذْفِ وَالْغَصْبِ كَانَتْ صَغَائِرَ، وَإِنْ أَضَفْتهَا إلَى مَا يَلِيهَا فِي الْقِسْمِ الثَّانِي الَّذِي بَعْدَهُ مِنْ جِهَةِ النَّظَرِ كَانَتْ كَبَائِرَ وَاَلَّذِي أَوْقَعَ النَّاسَ فِي ذَلِكَ رِوَايَةُ الْمُفَسِّرِينَ وَأَهْلُ التَّقْصِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فِي قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مَصَائِبَ لَا قَدْرَ عِنْدَ اللَّهِ لِمَنْ اعْتَقَدَهَا رِوَايَاتٍ وَمَذَاهِبَ، وَلَقَدْ كَانَ مِنْ حُسْنِ الْأَدَبِ مَعَ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَلَّا تُبَثُّ عَثَرَاتُهُمْ لَوْ عَثَرُوا، وَلَا تُبَثُّ فَلَتَاتُهُمْ لَوْ اسْتَفْلَتُوا؛ فَإِنَّ إسْبَالَ السِّتْرِ عَلَى الْجَارِ وَالْوَلَدِ وَالْأَخِ وَالْفَضِيلَةُ أَكْرَمُ فَضِيلَةٍ، فَكَيْفَ سَتَرْت عَلَى جَارِك حَتَّى لَمْ تَقُصَّ نَبَأَهُ فِي أَخْبَارِك؛ وَعَكَفْت عَلَى أَنْبِيَائِك وَأَحْبَارِك تَقُولُ عَنْهُمْ مَا لَمْ يَفْعَلُوا، وَتَنْسُبُ إلَيْهِمْ مَا لَمْ يَتَلَبَّسُوا بِهِ، وَلَا تُلَوَّثُوا بِهِ، نَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ هَذَا التَّعَدِّي وَالْجَهْلِ بِحَقِيقَةِ الدِّينِ فِي الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْعُلَمَاءِ وَالصَّالِحِينَ.
فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ أَخْبَارَهُمْ.
قُلْنَا: عَنْ ذَلِكَ جَوَابَانِ: أَحَدُهُمَا لِلْمَوْلَى أَنْ يَذْكُرَ مَا شَاءَ مِنْ أَخْبَارِ عَبِيدِهِ، وَيَسْتُرَ وَيَفْضَحَ، وَيَعْفُوَ وَيَأْخُذَ،
وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِلْعَبْدِ أَنْ يُنَبِّزَ فِي مَوْلَاهُ بِمَا يُوجِبُ عَلَيْهِ اللَّوْمَ، فَكَيْفَ بِمَا عَلَيْهِ فِيهِ الْأَدَبُ وَالْحَدُّ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ قَالَ فِي كِتَابِهِ لِعِبَادِهِ فِي بِرِّ الْوَالِدَيْنِ: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} فَكَيْفَ بِمَا زَادَ عَلَيْهِ؟ فَمَا ظَنُّك بِالْأَنْبِيَاءِ، وَحَقُّهُمْ أَعْظَمُ، وَحُرْمَتُهُمْ آكَدُ، وَأَنْتُمْ تَغْمِسُونَ أَلْسِنَتَكُمْ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَلَوْ قَرَّرْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ حُرْمَتَهُمْ لَمَا ذَكَرْتُمْ قِصَّتَهُمْ.
الثَّانِي: أَنَّ الْحِكْمَةَ فِي أَنَّ اللَّهَ ذَكَرَ قَصَصَ الْأَنْبِيَاءِ فِيمَا أَتَوْا مِنْ ذَلِكَ عِلْمَهُ بِأَنَّ الْعِبَادَ سَيَخُوضُونَ فِيهَا بِقَدْرٍ، وَيَتَكَلَّمُونَ فِيهَا بِحِكْمَةٍ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ مَعْنَى ذَلِكَ وَلَا عَنْ غَيْرِهِ، فَقَدْ ذَكَرَ اللَّهُ أَمْرَهُمْ كَمَا وَقَعَ، وَوَصَفَ حَالَهُمْ بِالصِّدْقِ كَمَا جَرَى، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْك أَحْسَنَ الْقَصَصِ} يَعْنِي أَصْدَقَهُ.
وَقَالَ: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْك مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَك}.
وَقَدْ وَصَّيْنَاكُمْ إذَا كُنْتُمْ لَا بُدَّ آخِذِينَ فِي شَأْنِهِمْ ذَاكِرِينَ قَصَصَهُمْ أَلَّا تَعْدُوا مَا أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ، وَتَقُولُوا ذَلِكَ بِصِفَةِ التَّعْظِيمِ لَهُمْ وَالتَّنْزِيهِ عَنْ غَيْرِ مَا نَسَبَ اللَّهُ إلَيْهِمْ، وَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: قَدْ عَصَى الْأَنْبِيَاءُ فَكَيْفَ نَحْنُ، فَإِنْ ذَكَرَ ذَلِكَ كَفَرَ. " (أحكام القرآن) [/](/)
سؤال لأهل الخبرة؟؟ (2)
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني مشرفي ومرتادي هذه المنتديات المباركة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ ... وبعد:
(الطرق والخطط والمتون في أصول التفسير والتفاسير كثيرهـ؛ ولكن أريد خطة موضحاً فيها مايعطي القوة والرسوخ).
سؤالي بارك الله فيكم: أريد الطريقة التي أتبعها في دراسة علم التفسير وعلوم القرآن والتي تجعل من يتبعها راسخاً بعد توفيق الله في علم التفسير.
دمتم بحفظ الرحمن، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ.
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[03 Dec 2008, 03:46 ص]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[18 Dec 2008, 04:27 م]ـ
لازلنا ننتظر رد من مشرفينا الأفاضل جزاهم الله الجنة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:22 م]ـ
نحن في غاية الخجل منك ومن تأخرنا في جوابك أخي الكريم، فعلى الرغم من أهمية سؤالك، والحاجة الماسة للجواب المفصل عليه لك ولغيرك، إلا أنه لاختلاف وجهات النظر في هذا السؤال وأجوبته، يقع التردد في الكتابة أو الإجابة المفصلة. وأعدك أن أكتب ما أراه في أقرب مناسبة تتاح لي، وأدعو الزملاء لتقديم ما لديهم.
علماً أن هناك موضوعات سابقة أخي عيسى طرحت حول هذا الموضوع لا تخلو من وفوائد ومنهجيات قيمة جداً فليتك تبحث عنها وتنتفع بها ريثما يتير جوابك جواباً يليق بسؤالك وهمتك إن شاء الله.
أسأل الله أن يبلغنا وإياكم جميعاً جنته ورضوانه، وأن يرزقنا العلم النافع، والفقه في كتابه الكريم.
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[26 Dec 2008, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الفاضل وسدد على طريق الحق خطاك.(/)
عرض لكتاب"دلالات الظاهرة الصوتية في القرآن الكريم" أطروحة دكتوراه.
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[28 Nov 2008, 02:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فهذا تقرير عن كتاب:"دلالات الظاهرة الصوتية في القرآن الكريم" للدكتور / خالد قاسم بني دومي، طبعة عالم الكتب الحديث وجدار للكتاب العلمي، وهو عبارة عن أطروحة دكتوراه في الدراسات اللغوية من جامعة اليرموك في الأردن، وتقع في (284) صفحة.
وسنستعرض ـ أخي القاري ـ في هذا العرض فصول الكتاب:
**المقدمة: بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تكلم فيها عن أهمية هذا الموضوع وأسباب اختياره واستعراض شامل للخطة التي سار عليها فيه ثم عرّج على إشكالية الدراسة وأهدافها والمنهجية التي اتبعها في بحثه وذكر الدراسات السابقة في هذا الموضوع.
**الفصل الأول:
الصوت والدلالة عند المتقدمين والمحدثين.
1 - الصوت والدلالة عند المتقدمين:
إن العلاقة بينهما من أشد مباحث اللغة تعقيدا وهي مرتبطة بمسألة أخرى أكثر تعقيدا ألا وهي مسألة: نشأة اللغة.
وهناك نظريتان في هذه القضية إحداهما: النظرية الاعتباطية التي تنفي العلاقة بينهما ويناقضها تماما نظرية المحاكاة التي ترى أن الصوت يحاكي الطبيعة.
واستعرض المؤلف آراء الفلاسفة اليونانيين في العلاقة هذه وبيّن كيف أنهم اختلفوا فيها مابين منكر لها ومثبت.
ثم ذكر آراء علماء العربية المتقدمين القائلين بوجود علاقة بين الصوت والدلالة، وأنهم اتجهوا في دراستهم لها إلى جهتين:
الأولى/ تتمثل في دراسة الانسجام الصوتي في اللفظة الواحدة، وإدراك العلاقة بين الأصوات انسجاما وتنافرا.
الثانية / تتمثل في دراسة القيمة التعبيرية للأصوات، ومدى اتفاق دقة الدلالة مع جرس الأصوات المختارة.
ويعد الخليل بن أحمد منبع الاتجاه الذي تولى دراسة القيمة التعبيرية للأصوات ومدى اتفاق دقة المعنى مع جرس الحرف المختار. وهو أول من سمّى صوت الحرف الذي يصدر منه "جرسا". ثم كان ابن جنّي أكثر المتحمسين لها فبسط القول فيها وفصّله في أربعة أبواب من كتابه "الخصائص".
2 - الصوت والدلالة عند المحدثين:
واستعرض الكاتب آراء علماء اللغة الغربيين والعرب، وكيف أن الخلاف القديم لا يزال مستمرا، فهم ما بين رافض لهذه العلاقة ومؤيد.
ثم خرج المؤلف بنقاط ألخصها فيما يلي:
1/ فكرة العلاقة بين الصوت والدلالة لا يمكن إنكارها، وهي في اللغة العربية أظهر منها في اللغات الأخرى. نظرا لسعة مدرجها الصوتي الذي تتوزع فيه أصوتها، ووجود صيغ صرفية فيها تحتمل دلالات معينة، وثبات أصوات حروفها على مدى العصور.
2/ القرآن الكريم استعمل كما هائلا من ألفاظ العربية في نسيج لغوي بلغ الغاية في الإحكام والدقة مراعى فيه الموضع والصوت معا. مما يعطينا قناعة بأن العلاقة موجودة بل وظاهرة لمن تأملها.
3/ اللغة لا يمكن التفريق بين أجزائها فلا يصح أن نقول بوجود العلاقة في بعض الألفاظ دون بعض.
4/ عدم الإدراك للعلاقة هو أمر نسبي ينشأ من القصور في الأفهام والعقول، أو من تطور دخل على بعض الألفاظ.
5/ إطلاق بعض المحدثين أحكاما عامة في ما يتعلق بدلالة بعض الأصوات أمر غير محمود نظرا لوجود ألفاظ ربما تخرج عن نطاق الدلالة التي ذكروها.
يتبع الفصل الثاني إن شاء الله تعالى،،،،،،،،،،
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 01:18 ص]ـ
الفصل الثاني:
الدلالة والأداء.
بعد أن استعرض المؤلف وفقه الله العلاقة بين الصوت والأداء على المستوى النظري، أتبعه ببيان ثمار هذه العلاقة على المستوى الأدائي، وذلك من خلال أعظم نموذج يمكن إيصال هذه العلاقة من خلاله وبيانها ألا وهو القرآن الكريم.
وقد قصر المؤلف البحث على دراسة فنين أساسيين تندرج تحتهما بعض الظواهر الصوتية لأن المقام لا يتسع لبحث الظواهر كلها وهما:
1 - فن التجويد.
2 - فن التحبير الصوتي.
أولا: فن التجويد القرآني ـ الدلالة والأداء ـ:
تكلم فيه عن الظواهر التالية/
1/الوقف والابتداء: أثره في بيان المعنى أمر في غاية الوضوح، وأهميته تتمثل في جانبين:
= تبيين معاني القرآن الكريم وتعريف مقاصده، حتى لا يخل بالمعنى أو يوقع في اللبس.
(يُتْبَعُ)
(/)
= تبيين أوجه التأويل تبعا لاختلاف أماكن الوقف والابتداء: لأن الوقفات والسكتات الصوتية التي يأتي بها القارئ خلال أدائه تقوم بدور وظيفي في تحديد دلالات ما ينطق به.
* ثم أشار المؤلف لأمر لمسه أثناء دراسته لمبحث الوقف وهو: أن له وظيفة يمكن تسميتها بـ "الوظيفة الإيقاعية" وهي تبدو من ناحيتين:
= أن الفواصل القرآنية تختلف من حيث موقعها الإعرابي أو مبناها الصرفي، لكن الوقف يحقق لها الانسجام والاتساق عن طريق نطقها ساكنة.
= أن الوقوف على الجمل داخل الآية الواحدة ـ خصوصا الطويلة منها ـ يلاحظ فيه الانسجام والاتساق في الغالب أيضا.
2/ المد: وهو الذي يفتقر اليوم إلى دراسات حديثة بالأجهزة الصوتية المستحدثة، إلا أنه لم يكن مدا صوتيا لا مساس له بالمعنى، بل هو ظاهرة من ظواهر الزيادة لأحرف الكلمة القرآنية والتي تستدعي زيادة في المعنى. فهو يوحي بالتفخيم أو إثارة الانتباه للكلمة الممدودة لدى القارئ والمستمع.
3/الإظهار والإخفاء: فعدم وجود الغنة له دلالة وهي أن الأمر يتم بسرعة فائقة وأن الكلمتين اللتين حدث بينهما حكم الإظهار ملتصقتان في الدلالة التصاقا تاما، بخلاف الإخفاء فتبقى فيه الغنة التي تستغرق زمنا في التلاوة مما يعني أن المقام يتطلب زمنا ومسافة ولا يتم على وجه السرعة.
4/ الإدغام: فإن كان بغنة فهي تتضمن مدة زمنية تساعد في إبراز الدلالة من حيث وجود امتداد أو بطء أو اتساع أو طول أو نحو ذلك.وأما إن كان بغير غنة فإن الأمر قطعي ولا يتطلب زمنا.
5/ القلقلة: فالنبر الذي فيها يعطيها خاصية انفجارية.
ثانيا: فن التحبير الصوتي ـ الدلالة والأداء ـ:
لا يخفى ماله من صلة وثيقة بمسألة الجمال الصوتي مما يؤدي إلى سرعة دخول المعنى للقلب، لأن الأذن تتلذذ به وترتاح إليه.
وأيضا فإن القارئ الجيد يمكنه التعبير عن المعنى بصوته شدة ورقة، وارتفاعا وانخفاضا. ومن أبرز مظاهر التحبير الصوتي /
1 - النبر: وهو مصطلح صوتي يعني الضغط على مقطع من مقاطع الكلمة ليجعله بارزا وواضحا في السمع أكثر من غيره من مقاطع الكلمة. وله وظيفة دلالية تتحدد وفق نوع النبر:
أ ـ فإن كان نبرا كلميا أظهر التباين الدلالي في السياق.
ب ـ وإن كان نبرا مقطعيا أي على مستوى المقطع أظهر التباين في الكلمة.
2 - التنغيم: وهو أن يعطي المتكلم العبارة نغمات معيّنة تنجم نفسيا عن عاطفة يحسها وفكريا عن معنى يختلج في ذهنه وعضويا عن تغيّر في عدد الهزات التي تسري في حنجرته.
قال الدركزلي:"قال بعض المحققين: ينبغي أن يقرأ القرآن على سبع نغمات؛ فما جاء من أسمائه تعالى وصفاته فالتعظيم والتوقير، وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق، وما جاء على ردّها فبالإعلان والتفخيم، وما جاء في ذكر الجنة فبالشوق والطرب، وما جاء في ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب، وما جاء في ذكر الأوامر فبالطاعة والرغبة، وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة".
ويظهر دور التنغيم جليا في التفريق بين الجمل الخبرية والاستفهامية والتعجبية ونحوها وكذلك في الإفصاح عن خواص الأبواب النحوية كالتحذير والإغراء والنداء والندبة والاستغاثة وغيرها. مما لا يمكن فهمه وتحليله دون النظر في هيئتها الصوتية وما يلفها من ظواهر تطريزية مميزة لها.
وخلاصة القول في هذا الفصل أن نقول: إن الأداء القرآني المتقن ينهض لتحقيق غاية مهمة وهي كشف الدلالات المقصودة للنصوص القرآنية وتجليتها للسامع بهدف إحداث التأثير المناسب لديه.
يتبع الفصل الثالث: المتقابلات في الظاهرة الصوتية إن شاء الله تعالى،،،،،
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 04:08 م]ـ
الفصل الثالث:
المتقابلات في الظاهرة الصوتية.
والمراد بها / الألفاظ القرآنية التي ترد على نمط صوتي معين في بعض السياقات، وترد على نمط صوتي آخر في سياق آخر أو سياقات أخرى. كأن ترد بالادغام في موضع وبالفك في آخر، أو تستعمل مبدلة حينا وغير مبدلة حينا آخر، أو يجري استعمالها بالإثبات في آية وبالحذف في أخرى.
وهذه المتقابلات تمّ تناولها من خلال ثلاثة مباحث. هي:
أولا: الإدغام و فك الإدغام.
ويمكن حصر تلك الألفاظ والأحوال التي وردت عليها في القرآن الكريم، فقد جاءت في ثمان كلمات، وقعت على ثلاثة أحوال كانت على النحو التالي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - الجزم في حالتي الإدغام وفك الإدغام. وتمثلها المتقابلتان: (يشاق ـ يشاقق) و (يرتد ـ يرتدد).
2 - النصب في حالة الإدغام والجزم في حالة الفك. وتمثلها المتقابلات: (يمل ـ يملل) و (يمدكم ـ يمددكم) و (يمسك ـ يمسسك) و (يضل ـ يضلل) و (يحلّ ـ يحلل).
3 - الرفع في حالة الإدغام والجزم في حالة الفك. وتمثلها المتقابلات: (يحاد ـ يحادد) و (يضله ـ يضلله) و (يمسهم ـ يمسسهم).
ونلاحظ أن الذي وقع مجزوما جاز فيه الإدغام والفك وأن الذي وقع مرفوعا أو منصوبا لم يرد إلا على الإدغام
قال ابن عاشور:"وفك الدالان من (يحادد) ولم يدغما لأنه وقع مجزوما، فجاز فيه الفك والإدغام، والفك أشهر وأكثر في القرآن، وهو لغة أهل الحجاز، وقد ورد فيه الإدغام نحو قول الله تعالى (ومن يشاق الله) في قراءة جميع العشرة وهو لغة تميم".
ثم قام المؤلف وفقه الله بدراسة صوتية دلالية متعمّقة لبعض هذه المتقابلات كما وردت في الاستعمال القرآني.
وزبدة هذه الدراسة أختصرها فيما يلي:
أن الإدغام له دلالة خاصة وهي ما يحمله من معاني الخفاء والمساترة والإضمار، أما الفك فهو يعني الجلاء والمجاهرة والإظهار. وهذه المعاني تكاد تكون مطّردة في جميع الأمثلة التي تمثل الباب.
ثانيا: الإبدال وتركه.
ورد الإبدال وتركه في القرآن الكريم بالاستقراء في أربع عشرة متقابلة، جاءت على نوعين:
1 - متقابلات وردت مبدلة مدغمة مرة وغير مبدلة مرة أخرى.
وهي تسع كلمات: (يذّكّرون ـ يتذكرون) و (يضّرّعون ـ يتضرعون) و (المصّدّقين ـ المتصدقين) و (يدّبّروا ـ يتدبرون) و (يزّكّى ـ يتزكى) و (المطّهّرين ـ المتطهرين) و (اطّيّرنا ـ تطيّرنا) و (يخصّمون ـ يختصمون) و (يهدّي ـ يهتدي).
2 - متقابلات وردت على نحو معين في موضع آخر ثم وردت في موضع آخر مبدلا فيها حرف.
وهي خمس كلمات: (مكة ـ بكة) و (اللاتي ـ اللائي) و (عتي ـ عتو) و (بسطة ـ بصطة) و (يبسط ـ يبصط) 0
ثم استعرض المؤلف دلالة ذلك في ضوء بعض الأمثلة التي أوردها، وهي دلالة ليست مطّردة، بل تعلل حسب الموضع الذي وردت فيه بما يقتضيه سياقها.
ثالثا: الإثبات والحذف.
مما لا شك فيه أن إثبات حرف من كلمة قرآنية في موضع وحذفه في آخر أو تغيير حركته؛ هو أمر مقصود، وينطوي على حكم باهرة، والمتقابلات التي ورد فيها الإثبات والحذف جاءت على أقسام ثلاثة من حيث وقوعه:
1 - أول اللفظ: وهي محصورة في ست كلمات: (تتنزّل ـ تنزّل) (تتوفاهم ـ توفاهم) (تتبدلوا ـ تبدل) (تتفرقوا ـ تفرقوا) (تتولوا ـ تولوا) (تتذكرون ـ تذكرون).
2 - وسط اللفظ: وهي كلمتان: (تستطع ـ تستطيع) (استطاعوا ـ اسطاعوا).
3 - آخر اللفظ: وهي محصورة في تسع كلمات: (أخرتني ـ أخرتن) (اتبعني ـ اتبعن) (تسألني ـ تسألن) (اخشوني ـ اخشون) (نبغي ـ نبغ) (عبادي ـ عباد) (أكن ـ أك) (السبيلا ـ السبيل) (الرسولا ـ الرسول).
ثم استعرض الكاتب وفقه الله أمثلة منتقاة من كل قسم أبرز من خلالها الجوانب الصوتية والدلالية فيها ويمكن أن يقاس عليها غيرها.
يتبع الفصل الرابع: "الصوت وأثره في الدلالة السياقية" و"الخاتمة" ثم تعداد لأبرز مزايا هذه الأطروحة الرائعة إن شاء الله تعالى ...
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[03 Dec 2008, 04:54 م]ـ
الفصل الرابع:
الصوت وأثره في الدلالة السياقية.
يمثل هذا الفصل خطوة مهمة في الكتاب لأن فيه محاولة لدراسة العلاقة بين الصوت والدلالة على مستوى السياق اللغوي، فقد وقف المؤلف وفقه الله على دور الأصوات ـ بأنواعها وصفاتها وترتيبها ـ في كشف الدلالة السياقية من خلال عدد من السياقات القرآ نية.
وسيتبين للقارئ أن كل زيادة في قوة الصوت وجهره تستلزم قوة في الدلالة، وارتقاء في المعنى، وتلك واحدة من أبرز الخصائص الصوتية للغتنا الخالدة، التي يدق فيها الالتحام بين الصوت والدلالة.
وليس يخفى أن الاتساق الصوتي الدلالي يبلغ ذروته في الأسلوب المحكم للقرآن الكريم، حيث نجد أن أصوات السياق تنهض لأداء الدلالة، مصحوبة بجرسها اللائق، وصيغتها المناسبة، وإيحائها المتميز.
فالقرآن الكريم يستعمل الألفاظ ذات الجرس الناعم الرخي والسلس الموحي، في المواضع التي يشيع فيها جوّ من الحياة الهانئة الجميلة، وتجد عكس هذا حين تقتضي الدلالة؛ الشدة في جرس الأصوات والألفاظ وإيقاع العبارات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كان من غير الممكن استحضار واستعراض جميع الصيغ في استعمالات القرآن للدلالة الصوتية، فقد اختار المؤلف نماذج محددة ـ أحد عشر نموذجا ـ يعبّر كل واحد منها عن مظهر فني، ليقاس مثله عليه.
النموذج الأول: قوله تعالى:" وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال .... " إلى قوله تعالى"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون " سورة يونس (90 ـ 92) 0
النموذج الثاني: قوله تعالى:" أولم يروا إلى الطير فوقهم صافّات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير" سورة الملك (19) 0
النموذج الثالث: قوله تعالى:"ومن يشرك بالله فكأنما خرّمن السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق" سورة الحج (31) 0
النموذج الرابع: قوله تعالى:" وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل " سورة فاطر (37) 0
النموذج الخامس: قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثّاقلتم إلى الأرض " سورة التوبة (38) 0
النموذج السادس: قوله تعالى:" يوم يدعّون إلى نار جهنم دعّا " سورة الطور (13) 0
النموذج السابع: قوله تعالى:"ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا" سورة الفرقان (27ـ28) 0
النموذج الثامن: قوله تعالى:" والذي قال لوالديه أفّ لكما أتعدانني أن أخرج وقد خلت القرون من قبلي " سورة الأحقاف (17) 0
النموذج التاسع: قوله تعالى:" والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس" سورة التكوير (17ـ18) 0
النموذج العاشر: قوله تعالى:" والعاديات ضبحا ... " إلى قول تعالى:" .. فوسطن به جمعا" سورة العاديات (1ـ5) 0
النموذج الحادي عشر: قوله تعالى:" وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك " سورة يوسف (23) 0
ولعلي ألخص بشكل مختصر تعليقه على واحد منها ـ النموذج الثامن ـ ليكون دليلا للقارئ على كيفية تناول المؤلف لهذه الأمثلة:
يقول: تكاد كلمة "أفّ" تنقلب بجرسها من اسم فعل إلى اسم صوت، فإن ما في الفاء من طرد النفس من الصدر حكاية للرفض وإرادة التخلص من الموقف وصاحبه، و ولو أن الرافض بحث عن تعبير مناسب للرفض ما وجد أفضل من لفظ "أف" بسبب ما فيها من دلالة طبيعية تدعم دلالتها العرفية، فهي تدل بجرسها على ما تدل عليه بوضعها.
قال ابن عاشور:"و"أف" اسم فعل دال على الضجر، وهو منقول من صورة تنفس المتضجر لضيق نفسه من الغضب". وأصلها أنه إذا سقط تراب أو رماد فنفخ الإنسان ليزيله، فالصوت الحاصل هو أف.
الخاتمة: وفيها تلخيص لأهم النتائج التي توصل إليها الباحث وفقه الله في هذه الدراسة، ولعلي أذكر النتيجة الوحيدة التي لم أذكرها في هذا العرض وهي أنه:
ينبغي أن يتخذ التباين الصوتي معيارا أساسيا لنفي فكرة الترادف في العربية، فاختلاف التشكيل الصوتي للألفاظ يتبعه بالضرورة اختلاف في الدلالة، ولو كان هذا الاختلاف في حدود ضيقة وربما خفيّة.
يتبع في الجزء الأخير بيان لأهم مزايا هذه الأطروحة الرائعة إن شاء الله تعالى ......(/)
عرض كتاب (ثراء المعنى في القرآن الكريم) للدكتورمحمد خليل جيجك
ـ[جعفر الذوادي]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مما لاشك فيه،ولا ريب يعتريه، أن أفضل ما شغلت فيه الأوقات، وصرفت فيه الطاقات، تلكم الجهود المباركة لخدمة كتاب الله تعالى وإن مما بذلت فيه الجهود أكثر، واعتني به بقدر أوفر مجال دلالة اللفظ على المعنى _أي تفسير مدلولات الألفاظ_حيث انتهج علماء السلف هذاالمنهج في تفسيراتهم، إلا أن هناك من عكس الآية،وحول القصد،وأتى الدار من غير بابها، وذلك أن لكثرة المعاني للفظ الواحدأسبابا وطرقا وفوائد، وهذا ماعمد إليه مؤلف الرسالة الموسومة بـ:
ثراء المعنى في القرآن الكريم
لصاحبه الدكتورمحمد خليل جيجك.
أجزل الله له المثوبة،فقد صال وجال، وبيَّن أسباب ثراء المعنى من الحروف المقطعة، والمتشابه، وتراكيب القرآن، وتنوع الموضوعات إلى غير ذلك من الأسباب مما تجده مدونا في بابه، وقبل ذلك جعل مدخلا للكتاب بين فيه معنى ثراء المعنى وأن المقصود به: كثرة المعاني للفظ، بأن يكون صالحا لأن يدل في الإطلاق الواحد على أكثر من معنى ومغزى على سبيل البدل، ولا يكون إلا بأمورمنها:
- اختيار حكيم للألفاظ.
- وسياسة رشيدة في التراكيب.
-وتنسيق متقن بين الجمل.
-وتنظيم كامل في تسلسل المعاني وترابط المفاهيم.
ثم أردفه بتمهيد بين فيه خصائص اللغة العربية.
فالكتاب نافع وماتع، فقد أجاد فيه مؤلفه وأفاد، ولما كان هذاالعمل من فعل البشر فقد يعتريه ما يعتريه من النقص والخلل لذاأردت التنبيه على بعض الأمور التي لاتنقص من قيمة الكتاب،وإنما هي إشارات ولفتات من قارئ الكتاب يريد بها النصح والثواب.
قال المؤلف _حفظه الله_في وصفه لأسلوب القرآن: تبنى أسلوبا بديعا في حسنه وجماله، وتركيبا فائقا في غنجه ودلاله" والأولى عدم وصف ذلك بالغنج والدلال لما يحمله هذا اللفظ من معاني غير لائقة.
- الإكثار من السجع في أغلب الكتاب وربما أثر على المعنى والانسياق وراء اللفظة،كقوله: (له أسلوب يأخذ الألباب ويسخر من الأرباب) وقوله: (عباراته خميصة من الألفاظ بطينة من المعاني حوى على جميع وجوه المحاسن ونظف أذياله المقدسة عن جميع الأدناس (انظر ص:15.
- قوله بالمجاز في القرآن وجعله من بين أسباب ثراء المعنى: والذي قرره شيخ الإسلام وذهب إليه صاحب أضواء البيان وغيرهما من أئمة الإسلام نفي المجاز عن القرآن.
- استدلاله على ثراء المعنى باستدلال الفرق الكلامية على باطلها ص21 لكن الذي ينبغي التنبيه عليه أن تلك الفرق إنما تستدل بالمتشابه وتدع المحكم هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أي مستدل يستدل بباطله من القرآن إلا كان في استدلاله ماهو حجة عليه كما أن ذكرهم لتلك المعاني إنما هو من باب التكلف والتعنت ولا شيئ يشهد له من نصوص الشرع ولا قواعده، ولا من اللغة ومناحيها ...
- قوله في عدة مواطن "الغيرالمألوفة" ولعله من الطابع والصحيح غير المألوفة بدون "ال".
- قوله في وصف الله جل وعز"لا يلابس بزمان ولا يتحيز في مكان" ص44 وطريقة السلف في باب الأسماء والصفات تجنب الألفاظ المجملة والمحدثة وكذا الألفاظ المحتملة وإلا فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله فوق سماواته مستو على عرشه ...
- جعله آيات الصفات من المتشابه في القرآن الذي لا يفهم معناه إلا بتأويل وقد يدل لفظه على أكثر من معنى.
والصحيح أنها ليست كذلك،بل هي معلومة المعنى من كلام العرب مجهولة الكنه من حيث الكيف.
- تفسيره للاستواء بالاستيلاء دون التنبيه على ضعفه من حيث المعنى؛لأنه لا يكون إلا عن مغالبة والله منزه عن ذلك، ثم إن استدل ببيت منسوب للأخطل النصراني،فكان عليه الاقتصار على ماورد عن السلف في معنى الاستواء.
- قوله "إن تلك الملابسة الربانية بالعرش المنزهة عن الجهة والتحيز والمماسة ... "ص46وهذه أيضا من العبارات المجملة المحتملة.
_ خطأ _لعله مطبعي_حيث قال في تفسيره للاستواء"أو أقبل على خالق العرش وعمد إلى خلقه"ص46
_تأويله للنفس وعدم ذكره للمعنى الصحيح لهاص46_47.
_قوله:"علمنا جزما أن سبب تلاوة القرآن _أو قل نزول القرآن_ بالأحرف الكثيرة التي تنيف على السبعة إنما هو تيسير للأمة"وفرق بين الأحرف فهي لاتزيد على سبعة وبين أوجه التلاوة والقراءة.
(يُتْبَعُ)
(/)
_قوله إن تفسير الألفاظ وما تحتمله من المعاني العديدة راجع إلى تنوع الموضوعات في القرآن وضرب مثالا على ذلك بلفظ الزور في القرآن وأن معانيه تزيد على العشرة لكن يقال إلى جنب ذلك لا بد من مراعاة السياق والسباق فليس كل ماتحتمله اللفظة من معان يكون صحيحا، ولأن لفظة الظلم مثلا جاء تفسيرها عن الصادق المصدوق بالشرك مع أنها تحتمل معان كثيرة منها ماخطر على أفهام بعض الصحابة.
_تعبيره عن أسلوب القرآن ووصفه بالإطناب،وهذا الأسلوب لايحبذ في سائر الكلام فكيف بالقرآن.ص59
_خطأ مطبعي "اسمع منها، ولا نسمع منك"ولعل المراد"اسمع منا ولا نسمع منك"ص62
_وآخر "حسب صلته بموضعنا" والمراد بموضوعنا ص97
_التعبير عن أسلوب القرآن بعبارات لها علاقة بالمعازف كقوله:"ولكن لما أسند "فاقتلوا"إسنادا إيقاعيا إلى "أنفسكم"وكونتا جملة تامة ... ص71.
_قوله في تفسير القتل بأنه يجوز أن يكون المراد به التذليل وقهر النفس كما استعملت في قول بجيربن زهير، ومن ذلك قولهم:"خمر مقتلة أو مقتولة"أي مذللة ... في حين أن هذا المعنى هنا في الآية بعيد ثم لماذا نترك المعنى الواضح إلى غيره وهل هذا إلا التكلف؟
_وفي الختام فإن لثراء المعنى في القرآن أسبابا سواء مما ذكره المؤلف أو غيره إلا أن الذي ينبغي الحرص عليه أكثر هو الوصول إلى المعنى المراد للآية بدون تكلف مع الرجوع إلى أقوال السلف،ولما كان هذا الموضوع له أهميته فلا بد من أن يقيد بقيود،ويضبط بضوابط حتى لا يدخل في التفسير ما ليس منه، ويلتبس الحق بالباطل،فيجد أهل البدع في هذا ملاذا آمنا لبث سمومهم ونشر بدعهم باسم ثراء المعنى ...
قال شيخ لإسلام:وقوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده من كان من الناطقين بلغة العرب بكلام من غير نظر إلى المتكلم به والمنزل عليه والمخاطب به وكان نظرهم إلى اللفظ أسبق" مقدمة في أصول التفسير.
والله أسأل أن يوفق مؤلف الرسالة لكل خير،وأن أن يرزقنا وإياه الفقه في الدين،فهو بكل خير كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[28 Nov 2008, 05:22 م]ـ
شكر الله للشيخ جعفر الذوادي هذا البيان والتنبيه.
لكن لدي سؤال / هل من ثراء المعنى؛ اختلاف العلماء في المراد من الأحرف المقطعة وأنها تحتمل كل الأقوال الواردة فيها؟
بارك الله فيكم، ونفع بكم ....(/)
تعريف موجز بكتاب المحكم والمتشابه لـ د. المطرودي
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[29 Nov 2008, 01:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير عن كتاب
اسم الكتاب /المحكم والمتشابه في القرآن العظيم
المؤلف / د. عبد الرحمن المطرودي
الدار الطابعة / طبعة خاصة عام 1416هـ
وصف الكتاب/غلاف متوسط يحوي 125صفحة
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649283edac6707.jpg
محتوى الكتاب:
المقدمة
المبحث الأول: المحكم والمتشابه لغة
المبحث الثاني: القراءتان في آية سورة آل عمران (الوقف والوصل)
المبحث الثالث: سبب النزول لآية سورة آل عمران
المبحث الرابع: أدلة تدل على دلالة القراءتين
المبحث الخامس: آراء العلماء في مفهوم المحكم والمتشابه
المبحث السادس: منشأ التشابه (اللفظ،اللفظ والمعنى،إدراك الحقائق الغائبة)
المبحث السابع: أنواع المتشابه (الحقيقي، الإضافي، الخفي)
المبحث الثامن: إمكانية معرفة المتشابه (ما يمكن وما لا يمكن)
المبحث التاسع: تأويل المتشابه من آيات الصفات ومناهجه (السلف،الخلف،المتوسطين بينهما)
المبحث العاشر: التأويل للحروف المقطعة (التفويض والتوقف،التأويل)
المبحث الحادي عشر: تأويل المتشابه بين الأمر والنهي
المبحث الثاني عشر: الحكمة من وجود المتشابه
الفهارس
مزايا الكتاب: منها:1/ التقسيمات والتفريعات الكثيرة التي تزيل الفروق بين المعاني المتقاربة وتزيدها وضوحا وهذا ملفت للنظر في الكتاب.
2/حسن الترتيب.
3/ قلة الأخطاء المطبعية.
ملحوظات على الكتاب:منها:
1/وجود أخطاء مطبعية لا يكاد يخلو منها كتاب، مثل قوله في صفحة 43" عن أبي عبد الله بن مسعود" والصواب إما بحذف أبي أو بإضافة عبد الرحمن.
2/اعتماد المؤلف على كتب علوم القرآن غالبا حتى إنه لا يجهد نفسه في تخريج حديث من أصله ولو بدون استقصاء لتخريجه بله الحكم عليه وبيان درجته أو نقل أحكام الأئمة عليه، ومثال ذلك كثير ومنه: في صفحة 102 ذكر المؤلف أثراً عن أبي بكر في تفسير الأب وهو الأثر المعروف ثم أحاله في الحاشية إلى الإتقان للسيوطي؟
3/كثرة نسبة الأقوال وقلة العزو إلى مواضعها كما هو واضح في مفهوم المحكم والمتشابه إذ ذكر المؤلف مشكوراً تعاريف كثيرة لكن لم يذكر مصادرها بل اكتفى بنسبتها للمذهب الذي تبناها.
4/ في آيات الصفات أدرج المؤلف نقلاً طويلاً عن الإمام الفخر الرازي في معرض ذكره لمذهب السلف مع أن النقل في هذا القسم كان قرابة الأربع صفحات كانت نصفها أو أكثر للرازي وهو يقرر مذهب الواقفة المفوضة مع أن المؤلف بعد هذا الخطأ الكبير استدرك في الحاشية على الرازي عبارة واحدة في سطر وترك الباقي في معرض ذكر مذهب السلف في آيات الصفات.
5/ذكر في نفس المبحث قولاً ثالثا وسماه قول المتوسطين بين السلف والخلف ولا يخفى الاستدراك على التسمية إذ الوسط هو الخيار كما يعرف في القرآن والسنة واللغة، ولم يوضح هذا المذهب جيدا والسبب والله أعلم هو أن مصادره في هذه التقسيمات ليست مصادر متخصصة وأصيلة مع كثرتها.
وفي الختام أرجو أن تتسع الصدور لهذا النقد فالمقصد التعاون على البر والتقوى إن شاء الله وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 09:48 ص]ـ
أخي عبدالله بارك الله فيك ونفع بك.
وألاحظ أن مباحث الكتاب في أغلبها هي في المتشابه فلم لا يكون العنوان " المتشابه في القرآن الكريم".
*مجرد اقتراح*
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[29 Nov 2008, 02:10 م]ـ
لكن المحكم قسيمه وكما قيل
والضد يظهر حسنه الضد وبضدها تتبين الأشياء(/)
تخصيص زاوية للتعريف بالكتب وتقويمها
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2008, 08:39 ص]ـ
يمتاز ملتقانا هذا بفكرة تقديم وعرض الجديد من إصدارات المكتبة القرآنية من خلال زاوية خصصها لهذا الغرض.
وهي فكرة بناءة كثيرة الفوائد.
لكن الملاحظ على ما يتم عرضه من كتب –غالبا- أن يُكتفى بذكر طبعة الكتاب والفهرس والفكرة الأساسية التي هدف إليها.
والواقع أن البعض قد يصعب عليه الحصول على الكتاب، أو قد لا يحرص على اقتنائه لما لم يظهر له من ميزات، أو على العكس قد يتسرع بالحصول عليه اعتمادا على ظاهره دون معرفة قيمته العلمية.
ونجد في المقابل أن بعض الكتب صدرت قديما ولم تشتهر، وكثير منها فيه مادة علمية جديرة بالوقوف عليها والتأمل فيها.
ولهذا فإن مما يتمم فكرة (عرض الكتب) ويدعمها هو أن تخصص زاوية أو موضوع مثبت لـ (التعريف بالكتب وتقويمها) سواء القديم والجديد.
تقوم هذه الفكرة على أساس القراءة التحليلية لكتاب من الكتب، بهدف استخلاص مادته، وتقديم تلخيص مركز لما اشتمل عليه من أفكار وأطروحات.
ويمكن أن يتبع هذا مناقشة لبعض ما ورد فيه من أفكار.
وإذا تم تحقيق ذلك فإنه يعود بفائدة كبيرة على من قام بالتلخيص أولا، وذلك بضبطه واستيعابه للكتاب، كما تفيد غيره باختصار الوقت، والحصول على أبرز أفكار الكتاب وموضوعاته، و على تقييم جيد له.
وبهذا يجتمع لدينا عدد جيد من الملخصات تمثل بمجموعها زادا مهما للباحثين.
وهذه الفكرة مشهورة ومعمول بها في مواضع عديدة، كالمجلات وإصدارات المؤسسات الثقافية، وقد ظهر في الملتقى تطبيق لها عند عرض بعض الكتب (1).
أرجو أن تنال الفكرة إعجاب المشرفين الكرام واستحسان الإخوة الأعضاء وتفاعلهم ..
_________
(1) كتبت هذا المشاركة منذ أشهر وكانت محفوظة عندي في الجهاز حتى رأيت ما يقوم به الإخوة الكرام هذه الأيام من تفعيل واضح للفكرة بصورة مشرقة فرأيت أن الوقت مناسبا لعرض المشاركة خدمة وتأييدا لعملهم الهادف البناء.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Nov 2008, 09:55 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم، ولا شك أنها فكرة مفيدة ونافعة للجميع، وسنحصر على تطبيقها بقدر الاستطاعة، غير أنه مما يعوق تطبيقها بشكل منتظم أنه ليس لديك من يلتزم من المؤهلين لذلك بالكتابة، لعدم وجود ما يلزمه. فعرض الكتب بشكل موجز لا يخلو من فائدة.
ومن أعجب ما أقرؤه من تعليقات الأعضاء على عرض كتاب جديد هي عبارة (أرجو إرساله على الخاص)!!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2008, 05:50 م]ـ
لا شك أن عرض أي كتاب ولو بإيجاز فيه فائدة كبيرة.
لكن الذي دعاني حقا لكتابة ما سبق هو أن التعريف والعرض مقتصر غالبا على الجديد، وهذا مشروع ناجح ومفيد جدا، لكن ينبغي أن يتمم بمشروع التعريف بكتب الدراسات القرآنية عموما مما قد لا يعتني به البعض أو لا يهتدي إليه لقلة شهرته.
والقليل على القليل يصبح كثيرا مع الاستمرار، كما حصل مع زاوية (صدر حديثا).
وأرجو أن يتيسر استقصاء كل الموضوعات السابقة التي كان فيها تعريف بأحد كتب الدراسات القرآنية غير ما ذكر في قسم (صدر حديثا) وعرضها هنا.
ولا يضِرك شيخي الفاضل قلة التفاعل أو غرابة التعليقات على الموضوعات، فكثير من يقرأ دون أن يعلق ويكون قد جنى ثمرة جهدك وكسبت فيه علما نافعا ودلالة على الخير.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[29 Nov 2008, 11:47 م]ـ
فكرة رائعة ومفيدة جدا
حقاً طالب العلم حاجته ملحة لتقييم كثير من الكتب، والحكم عليها، وبيان ما فيها من الإيجابيات والسلبيات، ليعرف مكانة الكتاب وترتيبه في القيمة العلمية بين كتب الفن.
كما أن طالب العلم بحاجة إلى أمر آخر وهو: أهمية الكتاب بالنسبة له هو شخصياً في طريق بناءه العلمي، فقد يكون الكتاب ذا القيمة العلمية المتوسطة أولى لطالب العلم في مرحلة معينة من الكتاب ذي القيمة العلمية العالية لأنه أسهل وأقرب للفهم والاستذكار أو أخصر وأبعد عن التطويل المشتت ونحو ذلك مما يساعده في التدرج في العلم.
وهذا أمر معلوم لكثير من الأخوة لكن قد يغفل عنه آخرون فأحببت التذكير به.(/)
عرض لكتاب (المعين على فهم الجزءالثلاثين) للدكتور زيد عمر عبدالله
ـ[صالح العنزي]ــــــــ[29 Nov 2008, 02:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
*اسم الكتاب:
المعين على فهم الجزء الثلاثين
*المؤلف الدكتور:
زيد عمر عبدالله
*محتوى الكتاب:
بدأ المؤلف كتابه بالمقدمة ثم أعقبها بتفسير سورة النبأ ثم سورة النازعات ثم سورة عبس ثم سورة التكوير ثم سورة الإنفطار ثم سورة المطففين ...... وهكذا جميع السور مرتبة حتى انتهى إلى سورة الناس.
*مزايا الكتاب:
في حققة الأمر الكتاب ملئ بالمزايا والفوائد ومن أول وهلة للكتاب يأسرك فلا تبدأ بالمقدمة وإذا بك في الخاتمة ومن مزاي الكتاب:
1ـ تفسير واضح جدا لجزء عم بعيدا عن الغموض والخلافات يفهمه كل من يقرأه مناسب لجميع الفئات العمرية , والمستويات العلمية.
2ـ سهولة عبارة المؤلف فتفسيره لايحتاج إلى تفسير.وخاصة في المعنى الإجمالي.
3ـ قسم السور الطويلة إلى مقاطع حسب طولها كسورة النبأ والنازعات.ليسهل دراستها واستيعابها.
4ـ فسر معاني الكلمات الصعبة كما وردت في السورة دون ردها إلى أصلها حتى لا يصعب على القارئ.
5ـ يذكر بعد كل مقطع الكلمات التي تختلف كتابتها العثمانية عن كتابتها الإملائية.لكي لا يلتبس على القارئ رسم الآية.
6ـ يورد بعد كل مقطع اسئلة عبارة عن تدريبات ومناقشات لما تم عرضه في المقطع.
* بعض الملاحظات على الكتاب:
هناك بعض الملاحظات في نظري القاصر هي من باب الإضافات للكتاب لاغير:
1ـ قصر الدكتور زيد عمر ـ وفقه الله ـ في مقدمة كتابه تأليف الكتاب على المبتدئين من الطلاب الصغار وكذلك للناطقين بغير العربية وطلاب محو الأميه.والكتاب يصلح أيضا لعامة الناس ممن يستمعون لهذا الجزء في أغلب الصلوات.وكذلك هم يحفظون هذا الجزء ويكثرون من قراءته.وهوصالح كذلك لطلبة العلم
2ـ جعل المؤلف أسباب النزول داخلة في المعنى الإجمالي للآيات ولو أنها أبرزت تحت عنوان مستقل كسبب نزول الآية لكان أولى وأحسن.
وختاما جزى الله سبحانه الدكتور زيداً خير الجزاء على هذا المؤلف القيم الرائع وجعله في موازين عمله.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد زعلى آله وصحبه أجمعين(/)
هل الأداء القرآني معجز؟ (نقاش حول هذه القضية)
ـ[عبدالله الحربي]ــــــــ[29 Nov 2008, 04:48 م]ـ
كنت قد قدمت في مقال سابق عرضا لكتاب " إبراز المعاني بالأداء القرآني" للدكتور / إبراهيم الدوسري وفقه الله.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13863
ووعدت الأخوة بأن أعرض بعض ما استشكلته في هذا الكتاب الماتع أثناء قراءتي له لأجل أن يكون محور نقاش ومدارسة بين الأخوة أعضاء المنتدى لتعمّ الفائدة ويزول اللبس وكلي أمل بأن يشاركنا علماؤنا الأفاضل خصوصا.
الإشكال الأول:
ذكر الشيخ حفظه الله تعالى في صفحة (50) ما نصه:
"والقرآن العظيم منطو على وجوه من الإعجاز كثيرة ... فلا جرم أن أداءه قد وقع على ذلك المنوال كمالا وإعجازا، وليس ذلك إلا لمن أداه على وجه الفصاحة طبق ما تواترعن الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة الأداء".
** هل التوسع في أوجه الإعجاز أمر مقبول؟
**هل الأداء معجز؟
** هل أشار أحد من السلف إلى أن الأداء معجز؟
**ما الحد الفاصل الواضح بين الأداء الذي يتخلف فيه الإعجاز والذي يمكن أن نحكم بحضوره فيه؟
**هل نحكم على أداء قارئ بأنه غيرمعجز مع أنه مأجور لأنه يتتعتع فيه؟ وبأسلوب آخر: هل تكون قراءته مقبولة ومأجور عليها مع أنها غير معجزة؟
** يختلف العلماء خلاف تضاد في أداء بعض الكلمات ـ من حيث التجويد مثلا ـ فأيهما المعجز؟ مع أن كل واحد منهم يرى صحة قوله هو.
** هل ترك الإشمام ـ مثلاـ في كلمة يجعلها غير معجزة مع أنه لا أثر له في النطق؟(/)
طالب علم يستشيركم في دراسة التفسير
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[29 Nov 2008, 05:50 م]ـ
أنا طالب علم أحب أن آخذ من التفسير تخصصاً فكيف السبيل إلى ذلك علماً بأني ما زلت في بداية دراسة هذا العلم الشريف؟ وهل هناك دروس تفسيرية في مكة تنصحون بحضورها؟ أو على النت تنصحون باستماعها؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2008, 06:07 م]ـ
أنصحك أخي بالالتحاق بدروس الشيخ أحمد بن عمر الحازمي فسوف تجد غايتك بإذن الله.
وهو من علماء مكة، وهذا موقعه على الشبكة: http://www.alhazmy.net/
ـ[خلوصي]ــــــــ[30 Nov 2008, 07:20 ص]ـ
بقلم فضيلة الشيخ / محمد ابراهيم التويجري
رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي
نقلا عن الشيخ / مجدي أبو عريش
منذ أربع سنوات والعالم الأخ محمد بن ابراهيم التويجري (وهو رئيس قسم الجاليات في رابطة العالم الاسلامي) يحضر مؤتمر رايوند كل سنة, وهذه السنة الماضية خرج معهم اربعين يوما, فيجد من الفكر الطيب والايمان المبارك والمفاهيم العميقة خيرا كثيرا, فيقول متعجبا ومؤيدا:
" ان جهد الاقدام هو باب النور للعلم والايمان, فنور العلم والايمان انما يتحصل عليه هاهنا, وجهد الاقلام انما هو مقدمة مساعدة لجهد الاقدام, والعلم نور, وانما يؤتى لأهل المجاهدة العاملين كما قال الامام الشافعي: (رحمة الله عليه): شكوت الى وكيع سوء حفظي ... والله تعالى يقول: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).
لقد درست التفسير ثلاث مرات والحمد لله تعالى, وختمت القرآن مئات المرات ولله الحمد سبحانه, ولكن الآن أفهم منه - في ميدان الدعوة – ما لم اكن افهمه من قبل ... في بيئة التضحية في المساجد, بل اظن نفسي أنني ما كنت فهمته على الحقيقة, حقيقة الهداية والتضحية, الآن أعيد دراسة التفسير وأتدبره من جديد فأرى العجب من الفتح في الفهم والاستنباط, ولا عجب فهو الفرق بين العلم النظري والميدان العملي, بين المعلومات والمعمولات,
حسبي الله من شر نفسي ومن شر الشيطان,
ومن شر سائر الاحوال المخالفة لما يحبه الله تعالى ويرضاه.
ولو دونتُ أو اشرتُ الى بعض هذه المفاهيم والاستنباطات في التفسير والفقه والاعتقاد وفقه الدعوة لطال ذلك, والاشارة اليه تكفي والله الكافي الشافي سبحانه.
لقد وجدت توحيد العبودية (الألوهية) يتكرر في كلامهم كثيرا, فلا يكاد يخلو منه كلامهم في البيانات, والتعليمات للخارجين والعائدين وبألفاظ مختلفة:
(لا معبود في الوجود الا الله) , (لا معبود بحق الا الله تعالى) , (الله سبحانه هو المعبود, لا معبود غيره) , (الله سبحانه هو المسجود له, لا مسجود له غيره) , (كل شيء نسأله من الله تعالى بالدعاء وفي الصلاة) , (نتعلم قضاء حوائجنا في الصلاة, فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة) , (الله سبحانه هو المقصود وهو المطلوب) , (نتوجه الى الله تعالى في كل حال, فبيده وحده سبحانه خزائن كل شيء) , (نستفيد من خزائن الله تعالى).
ولقد وجدتهم يتكلمون في الصفات, ويذكرون صفات زائدة على الصفات العقلية التي يؤمن بها الاشاعرة والماتريدية مثل (صفة العلو) , و (صفتي الغضب والرضى) , و (صفة الرحمة) , و (صفة الفرح) , وهذه ليست فقط في البيانات بل في أصول الدعوة هنا في (رايوند) فيما يسمى (الهدايات) التي تعطى للدعاة في أصول الدعوة قبل خروجهم للدعوة وبعد رجوعهم من دعوتهم.
بل وجدتهم يربطون شعب الايمان الستة أو الصفات الستة يربطونها بتوحيد العبودية, فيقولون:
الصفة الاولى: (اليقين بالله تعالى) المتمثل بالكلمة الطيبة " شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً رسول الله" ... اقرار بالعبودية.
الصفة الثانية: (الصلاة ذات الخشوع والخضوع) ... لاظهار العبودية.
الصفة الثالثة: (العلم مع الذكر) ... لتصحيح العبودية.
الصفة الرابعة: (اكرام المسلم وحسن الخلق) ... لتقوية العبودية.
الصفة الخامسة: (تحصيح النية واخلاصها لله تعالى) ... لقبول العبودية.
الصفة السادسة: (الدعوة الى الله والخروج في سبيله) ... لنشر العبودية.
بل وجدتهم اكثر الناس حثا على اليقين بالله تعالى وبمعيته السمعية والبصرية والعلمية, وقلما يوجد احد يدعو ويربط الناس بخالقهم ايمانا وحبا وتعظيما ورغبة ورهبة مثلهم, أي والله,
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد خبرنا الذي عندنا – كسلفيين – وعند غيرنا من الدعاة ... هذا فضل الله عليهم لا نحسدهم عليه, فرحم الله من رأى حقا فأقر به فرحا باصابة أخيه للحق,
ورحم الله من رأى فضلا فأقر به متواضعا للحق وللخلق, ان الله سبحانه وتعالى هو صاحب الفضل ومعطيه ومسديه سبحانه.
ولقد تعلمنا من القرآن وأسلوبه, ومن كلام العلماء الربانيين ان توحيد العبودية انما يبنى على هذه المعرفة الربانية (ويسمى توحيد المعرفة والاثبات) , وهي معرفة الله تعالى بربوبيته وأسمائه وصفاته وأفعاله وأنعمه سبحانه وتعالى, فعلى قدر هذه المعرفة تكون العبادة والتوجه والقصد لله سبحانه وتعالى.
ولقد يوجد بينهم من يتبنى رأي التأويل او التفويض لمعاني الصفات, لكن بصفة فردية فانه درس هذا المذهب وتعلمه, ولكنه لا يدعو أو يربي عليه, ولا يجعله منهجا للدعوة لا هو ولا غيره, وذلك ان الدعوة الايمانية التربوية والتي تسمى (بدعوة الايمان واليقين) هي ثمرة الاعتقاد الغيبي, وثمرة التوحيد الالهي وملخصها ان نقول:
1 - ان جميع الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة هو فقط بيد الله تعالى, والفوز والفلاح يشمل قضاء الحاجات, وتفريج الكربات, والطمأنينة والسعادة, والعزة, والرفعة في الدنيا والآخرة.
2 - ان الله تعالى بيده وحده خزائن كل شيء ... خزائن المحسوسات, وخزائن المعنويات كالرحمة والهداية ونحوها.
3 - ان الله تعالى خالق الاشياء وخالق الاحوال وخالق صفاتها.
4 - انه تعالى يفعل ما يشاء بقدرته ولا يحتاج لاحد من خلقه ... لا يحتاج الى قدرتهم, ولا يحتاج الى طاعتهم, وانه سبحانه هو الصمد الذي تصمد الخلائق كلها اليه في حاجاتها.
5 - وثمرة ذلك: كيف نستفيد من خزائن الله تعالى؟ وكيف نتيقن بصفات الله سبحانه؟ وكيف نستيقن بوعد الله تعالى ووعيده؟
قال تعالى: {يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون} (2 - الرعد) , ويقول تعالى: {وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75 - الأنعام) , وقال تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} (24 - السجدة).
وان هذه الدعوة الايمانية – والتي أشبهها بمدرسة الامام ابن القيم (رحمه الله تعالى) – لا يمكن ان تقوم الا على الصفات الالهية واثباتها لله سبحانه وتعالى من غير تعطيل (سواء كان التعطيل تأويلا او تفويضا) والله المستعان.
بل زبدة دعوتهم وجهدهم وخروجهم وتضحياتهم وهدفهم الصريح ومقصدهم الواضح يعبرون عنه بصيغة السؤال والجواب هكذا:
ما هو مقصد هذا الجهد؟ وماذا نريد من الناس في هذا الجهد؟
مقصد هذا الجهد ان يقوم المسلم بأوامر الله تعالى في كل مكان, في كل زمان, في كل حال, ولا سبيل الى ذلك الا عن طريق جهد ودعوة النبي (صلى الله عليه وسلم).
ووجدنا من السهل النصح والتأثير على هؤلاء الاشياخ والافراد من الدعاة, لحسن خلقهم وطيب سجيتهم وكثرة تواضعهم واخلاصهم, خاصة من يأتيهم بالمحبة والحكمة, فانه يجد باب القبول فيهم مفتوحا على مصراعيه.
وهي حكمة مشايخنا الكبار الذين نصحونا بمشاركتهم ونصحهم والاستفادة من جهدهم وخبرتهم وتضحياتهم,
تعاونا شرعيا
يبني ولا يهدم
, ويؤلف ولا يفرق,
ويصلح ولا يفسد,
ويجدد ولا يبلي,
ويوضح ولا يلبس ...
وبمثل هذا التعاون الشرعي نختصر الطريق على أمتنا المسلمة في نصرة الدين واستئنافها حياتها الاسلامية من جديد.
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[30 Nov 2008, 07:56 ص]ـ
الذي يحضرني الآن أخي أبابكر في مكة: درس شهري لفضيلة شيخنا د. مساعد الطيار-حفظه الله- آخر ثلاثاء من كل شهر في تفسيرسورة القصص من تفسير ابن عطية -رحمه الله-,وكان أول لقاء في الثلاثاء الماضي .. وستستفيد كثيرا إن شاء الله بحضورك هذا الدرس ولقاء الشيخ وسؤاله ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Nov 2008, 04:57 م]ـ
ابدأ بموضوعات: بداية المفسر , المرفوعة على الملتقى هنا , وتحقق منها فهماً وتلخيصاً , وسيتيسرك لك ما بعدها بإذن الله.
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[01 Dec 2008, 08:49 ص]ـ
لكل من أجاب عن أسئلتي
جزاكم الله خيراً
سوف أرجع إلى موضوعات بداية المفسر وأستمع إليها جيداً إن شاء الله
أما محاضرة الشيخ الطيار الأولى في تفسير ابن عطية فقد حضرتها وكانت مفيدة جداً
أما الشيخ الحازمي فلم أجد على موقعه ذكراً لدروس في التفسير
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Dec 2008, 07:40 م]ـ
أما الشيخ الحازمي فلم أجد على موقعه ذكراً لدروس في التفسير
في الموقع شرح لمنظومة الزمزمي في علوم القرآن في خمسة عشر درسا، وهو من أنفس شروح المنظومة وأمتنها.
وقد سئل الشيخ عن سبب عدم تدريسه للتفسير، فأجاب بأن كل ما يقوم به من دروس علوم الآلة إنما هو إعداد لدرس التفسير ...
ولله دره من عالم!
فدرس التفسير إنما هو إعمال لكل علوم الآلة وتسليطها على الآية الكريمة من أجل الخروج بتفسير صحيح.
وهذا ما قصدته من الدلالة على دروس الشيخ -حفظه الله- إذ طالب علم التفسير هو طالب بالأصالة لكل علوم الآلة، متطلب منه إتقانها إن أراد التمكن في هذا العلم الجليل.
والدراسة على الشيخ أحمد الحازمي مكسب لكل من استطاع إليه سبيلا، فطريقته في التدرج بطلابه وتسليكهم طريقة بديعة يعرفها من اقترب من الشيخ وعرفه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Dec 2008, 08:42 ص]ـ
أرجو من إخوتي و اساتذتي الكرام التعليق على كلام الشيخ التويجري خاصة ما يتعلق منه بفهمه للتفسير في تلك البيئات الخاصة .. !
فهل بيئة الحرقة على العالمين و المجاهدة لتبليغ الدين ستضيف علما جديدا على فهم كلام الله عز و جل .. ؟
أم أن الأمر يتعلق بشيء آخر كأن يصبح الفهم الفكري مثلا هناك فهما قلبيا لا يزال يزداد عمقا و حضورا؟!؟(/)
بحوث مقترحة في علوم القرآن - د. مساعد الطيار
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[29 Nov 2008, 06:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بحوث مقترحة في علوم القرآن
نشأة علوم القرآن
مصطلح (علوم القرآن) ومرادفاته في أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكذا في آثار الصحابة والتابعين وأتباعهم، ويكون ذلك باستقراء تفسيراتهم، وكتبهم المتعلقة بنوع من أنواع علوم القرآن، وكلام بعضهم في تقويم الرجال، حيث تجد وصفهم لبعض الأعلام بأنهم من العلماء العارفين بعلوم القرآن. وهذا النظر في الأحاديث والآثار سيبين مراداتهم في إطلاق هذا المركب أو أحد مرادفاته.
مصطلح علوم القرآن في كتب تراجم الأئمة الأعلام، وهو بحث كثير المواضع؛ لأنه سيكون فيه تتبع لكتب التراجم عبر القرون، واستخلاص هذا المصطلح ومفرداته، والنظر في مراد من أطلقه. ينظر مثلا: التراجم الآتية من كتاب تاريخ بغداد (6: 248)، (7: 341)، (10: 123)، (12: 34).
تتبع مقدمات المفسرين لمعرفة أنواع علوم القرآن التي ذكروها في مقدماتهم، ومعرفة علاقتها بالتفسير عموما، وأثرها في تفسير المفسر الذي ذكرها على وجه الخصوص.
معرفة المفسرين الذين قصدوا ترتيب كتبهم في التفسير على بعض أنواع علوم القرآن.
النظر في كتب علوم القرآن وتدرجها في ذكر أنواع علوم القرآن، والموازنة فيها بين ذكر هذه الموضوعات، فعلى سبيل المثال: الموازنة بين الموضوعات التي ذكرها ابن الجزري (ت 597 هـ) في كتابه (فنون الأفنان في علوم القرآن)، والموضوعات التي طرحها السخاوي (ت 643 هـ) في كتابه (جمال القراء وكمال الإقراء).
الوحي
وقع في تعريف الوحي اختلاف في ضابط الوحي، فبعضهم اكتفى بأنه (إعلام على وجه الخفاء)، وبعضهم زاد معنى السرعة، فجعله (إعلام على وجه الخفاء والسرعة)، ويمكن أن يقوم الطالب بالنظر في الأنواع المذكورة من الوحي، وينظر ما ينطبق من هذه الضوابط على الأنواع جميعا، وما ينطبق على بعض دون بعض.
من الموضوعات الطريفة في الوحي؛ جمع الأوصاف التي عبر عنها الصحابة حال الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغطيط والإغماءة وتفصد العرق وغيرها.
نزول القرآن
دراسة أثر ابن عباس في النزول الجملي. وتكون دراسته من جهة السند، ومن جهة دلالة المتن وفوائده العلمية.
دراسة الأوليات والآخريات النسبية، من قولهم: أول ما نزل، وقولهم: آخر ما نزل.
ومن موضوعات نزول القرآن الاختلاف في أول ما نزل من القرآن، وقد بحثه كثيرون، وخلصوا إلى أن أول ما نزل على الإطلاق هو أول سورة العلق. وهناك أوليات نسبية مرتبطة ببعض الأحكام، وهي كثيرة، وفائدتها تظهر في معرفة (الناسخ والمنسوخ)، وفي معرفة (التدرج في التشريع).
الأحرف السبعة
الاعتناء بالأحاديث الواردة في الأحرف السبعة، واستنباط الفوائد منها.
تطبيق أوجه الاختلاف بين القراء في سورة من السور للخلوص إلى عدد الأوجه القرائية المختلف فيها في السورة، وتصنيف هذه الاوجه.
دراسة العلاقة بين اللهجات العربية والأحرف السبعة.
أسباب النزول
استقراء الصيغ التي يُعبَّر بها عن أسباب النزول في كتب الحديث كتابا كتابا، فمثلا: يُستقرأ (صحيح البخاري)، ويُنظر فيما يصدق عليه أنه سبب نزول مباشر أو لا من خلال قرائن النص، وهكذا غيره من كتب الحديث المسندة من الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها.
دراسة صيغة سبب النزول الواردة على أسلوب (نزلت في كذا) من جهة نزولها في شخص، أو في قوم، أو في حدث معين. [ينظر كتاب: (أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص) (ص 75 وما بعدها)، فقد قام الدكتور عماد الدين محمد الرشيد بعمل إحصائي لكتاب (لباب النقول) وغيره لمعرفة عدد الروايات التي وردت بها صيغة أسباب النزول، واستنبط منها فوائد جميلة جدا، ويمكن السير على منواله في غير ما كتاب].
(يُتْبَعُ)
(/)
دراسة الآثار الصريحة التي ثبت أنها سبب نزول، لكن لم يرد فيها صيغة السببية، ومثال ذلك ما رواه البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى) [النساء 102]، قال: (عبد الرحمن بن عوف كان جريحا). قال الحافظ ابن حجر (ت 852هـ): (أي: فنزلت الآية فيه) [وينظر إفادة ذلك من كتاب (أسباب النزول وأثرها في النصوص)].
دراسة أسباب النزول من خلال كتب مصطلح الحديث وشروحها، مثل كتاب (النكت على مقدمة الصلاح) لابن حجر، و (فتح المغيث) للسخاوي (ت 902 هـ)، وغيرها، ففي هذه الكتب تحريرات متعلقة بأسباب النزول يحسن جمعها وتحليلها ودراستها.
دراسة النزول دراسة تطبيقية على تفسير من التفاسير، ومن أمثلة ذلك ما قام به الباحث سعيد بن محمد بن سعد الشهراني في رسالته التي أعدها لنيل درجة الماجستير بقسم الثقافة من كلية التربية في جامعة الملك سعود، وهي بعنوان: (استدراكات الإمام محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره على من سبقه في أسباب النزول).
جمع القواعد المتعلقة بأسباب النزول رواية ودراية ودراستها دراسة تحليلية. فمن قواعد الرواية مثلا: تقديم السبب الذي يكون راويه صاحب القصة. وفي هذا الموضوع يحسن النظر فيما أصّله السيوطي (ت 911 هـ) مما يتعلق بالرواية في أسباب النزول، فقد جمع فيها ما لم يُسبق إلى جمعه، كما قال: (تأمل ما ذكرته لك في هذه المسألة [يقصد المسألة الخامسة وما معها من تنبيهات]، واشدد به يديك، فإني قد حررته واستخرجته بفكري من استقراء صنيع الأئمة ومتفرقات كلامهم، ولم أُسبق إليه). ومن قواعد الدراية: قاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)، وقاعدة (الأصل عدم تكرر النزول).
جمع الأسباب المتعلقة بالعادات مما يحسن بحثه ودراسته دراسة مستقلة؛ لما يحمل من فوائد عديدة، منها: إبطال العادات الجاهلية التي لا توافق شرع الله، وتصحيح بعض العادات المغلوطة، وغيرها من الفوائد.
جمع القرآن
موقف ابن مسعود - رضي الله عنه - من (جمع المصحف)، وموقفه من (سورة الفلق والناس) في كونهما من القرآن، وهل يؤثر موقف ابن مسعود - لو لم يرجع عنه - في جمع القرآن بعد اتفاق الصحابة عليه؟
كيفية الرد على من أراد الاستفادة من موقف ابن مسعود في الانتقاص من جمع القرآن وتدوينه، وما ظهر من زعمهم الباطل بنقص القرآن.
تحرير عمل عثمان في المصاحف، وما حصل من حرق المصاحف، وكيفية بقاء بعض القراءات المنسوبة للصحابة بعد هذا الحرق، وأثر هذه القراءات المنسوبة لهم علميا.
ومن البحوث التي تتعلق بحفظه في الصدور:
جمع الآيات المتعلقة بقراءته وحفظه، ودراستها دراسة تحليلية.
دراسة حال الصحابة المعتنين بالقراءة (قراء الصحابة)، ومعرفة سيرهم المتعلقة بقراءة القرآن وحفظه؛ كالصحابة الذين ماتوا في سَرِيَّة القراء، وغيرهم من الصحابة المعتنين بالقرآن.
أسماء السور
تحرير التسميات، وجمع النصوص النبوية الصريحة في تسمية السور مباشرة دون صيغة (السورة التي يُذكر فيها كذا) التي اعتمدها بعض العلماء، فقد ذكر البيهقي بسنده عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: (لا تقولوا سورة البقرة ولكن قولوا السورة التي يذكر فيها البقرة). ثم ذكر بسنده من طريق البخاري بسنده عن الأعمش قال: (سمعت الحجاج يقول على المنبر: السورة التي يُذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران، والسورة التي يذكر فيها النساء. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي، حتى إذا حاذى الشجرة اعترضها، فرمى سبع حصيات يكبر مع كل حصاة، ثم قال: ها هنا - والذي لا إله غيره - قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة).
العناية بمناسبة التسميات مع موضوع السورة، خصوصا إذا كان المسمي لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من أسماء فإنه يحتاج إلى عناية ودراسة بخلاف غيره من الأقسام؛ لأن المسمي هو الشارع، والشارع لا يصدر عنه إلا ما يوافق الحكمة، فالبحث عن الحكمة في مثل هذا الموضوع من البحوث المطلوبة، مع ما يعتورها من الغموض، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل كان من تميُّز القرآن عن الكتب السابقة تسمية سورة؟
علاقة تسمية السورة بالمقصد الأساس للسورة.
عد الآي
هذا الموضوع من العلوم التي يندر التطبيق عليها، بل يُكتفى بذكر مواطن الاختلاف، ونسب كل عد إلى أصحابه، وذلك علم لا مقنع فيه لو وقف على هذا الوضع. ومن البحوث التي يمكن أن تفترع في هذا الموضوع:
علاقة الفاصلة برأس الآية وأثر ذلك في البلاغة القرآنية وإعجاز نظمه.
رؤوس الآيات التي تتعلق بما بعدها من جهة اللفظ؛ كقوله تعالى (قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون) [سورة هود: 54 - 55] جمع ودراسة من خلال الاختلاف في عد الآي، وأثره على الوقف والابتداء.
محاولة الوقوف على العلة الصحيحة الدالة على موجب الاختلاف في عد الآي بين العلماء، حيث إن ما ذكروه من علل لا يكاد يسلم.
موضوعات السور ومقاصدها
البحث عن المناسبة في الآيات التي نزلت لأسباب، ووضعت في مكان من آيات سابقة لها؛ كآية (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمنت إلى أهلها) [النساء: 58].
موازنة موضوعات الشعر الجاهلي وأغراضه، بموضوعات القرآن، وما أحدثته من تغيير في أفكار أولئك القوم لما أسلموا، وموضوعات الشعر ومقاصده عندهم.
رسم المصحف
قال الداني (ت 444 هـ) بابا بعنوان (ما اتفقت على رسمه مصاحف أهل الأمصار من أول القرآن إلى آخره) في كتابه (المقنع في معرفة مرسوم مصاحف أهل الأمصار)، وقد خالفت قراءة بعض الأئمة هذه المرسومات المتفق عليها، مثل قراءة (الصراط) بالسين، وقراءة (بظنين)، وقراءة (لأهب) بالياء، وهذه يمكن أن يعمل عليها بحث ودراسة.
موازنة رسم المصحف بالخطوط القديمة المقاربة له في الزمن، لمعرفة المتغيرات التي حدثت للرسم.
دراسة رسم المصحف من المصاحف القديمة لمعرفة مطابقتها للرسم العثماني، ليتدرب الباحث تطبيقيا على معرفة الرسم، وتكون مسائله مستحضَرة في ذهنه من خلال هذا التطبيق.
ضبط المصحف
دراسة علامات الضبط عند النحويين وعلماء ضبط المصحف.
دراسة موازنة بين علامات الضبط في المصاحف التي كتبت على قراءات متعددة، مثل: موازنة ضبط مصحف حفص بمصحف ورش، وهكذا غيرها.
دراسة علل الضبط، مثلا: سبب اختيار الصفر الصغير إشارة للسكون.
أثر علماء المغرب العربي في علم الضبط.
الوقف والابتداء
موضوع وقوف القرآن من الموضوعات النفيسة التي يحتاج إليها قارئ القرآن، فضلا عن معلميه، وفيه موضوعات كثيرة جدا تحتاج إلى بحث وتجلية، ويمكن افتراع بحوث كثيرة في هذا الموضوع، منها:
قواعد في الوقف والابتداء. مثل كل جملة مبدوءة بالنداء (يا أيها)، فإنها تصلح للابتداء.
جمع مصطلحات علماء الوقف والابتداء والموازنة بينها.
إجراء تطبيقات عملية على أنواع الوقف والابتداء على سور من القرآن، أو على مواضع منه.
دراسة علل وقوف المصاحف المعاصرة.
دراسة رؤوس الآيات التي يتعلق ما بعدها بها من جهة اللفظ.
دراسة منهج كتاب من كتب الوقف والابتداء.
وغيرها من البحوث الكثيرة التي يمكن أن يقوم بها الطلاب لتثبيت هذا العلم والاستفادة من موضوعاته المتنوعة. ولا يخفى على الباحث ما كتبه علماء الوقف والابتداء في هذا العلم من كتب كثيرة، وقد طُبع منها مجموعة قليلة، كما كان للمعاصرين مشاركة في الكتابة في هذا العلم.
ا. هـ
نقلا عن (المحرر في علوم القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=59033) ) للدكتور مساعد الطيار - وفقه الله وجزاه خيرا -، بتصرف يسير. وهو تتميم لموضوع القراءات المقترحة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13871) . نسأل الله أن ينفع بهما. وهو الموفق والمستعان.
ـ[محمد فال]ــــــــ[09 Sep 2010, 01:54 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي على هذا الجهد المبارك، وبارك في الشيخ مساعد - حفظه الله -ونفع به.
النظر في كتب علوم القرآن وتدرجها في ذكر أنواع علوم القرآن، والموازنة فيها بين ذكر هذه الموضوعات، فعلى سبيل المثال: الموازنة بين الموضوعات التي ذكرها ابن الجزري (ت 597 هـ) في كتابه (فنون الأفنان في علوم القرآن)، والموضوعات التي طرحها السخاوي (ت 643 هـ) في كتابه (جمال القراء وكمال الإقراء).
هو ابن الجوزي، وليس ابن الجزري.(/)
ماذا عن كتاب معاني القرآن لابن خزيمة؟
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[29 Nov 2008, 07:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين وأفضل المرسلين وآله وصحبه والتابعين وبعد
فاسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح
أيها الإخوة الكرام: هل أجد عند أحد منكم معلومة عن كتاب معاني القرآن لابن خزيمة؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[17 Dec 2008, 03:01 م]ـ
للرفع
ـ[ابن مسعود]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:43 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 08:01 م]ـ
تتبعتُ من كتب عن ابن خزيمة من الباحثين فلم أجد لهذا الكتاب أثراً في مؤلفاته التي عثر عليها له رحمه الله، ولعل من لديه زيادة معرفة بمؤلفات الإمام ابن خزيمة رحمه الله أن يفيدنا أكثر.(/)
تعريف بكتاب (خوارق العادات في القرآن الكريم) للدكتور عبدالرحمن الحميضي
ـ[جعفر الذوادي]ــــــــ[29 Nov 2008, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ووفده.
أما بعد: فقد اطلعت على كتاب فضيلة الدكتور: عبد الرحمن إبراهيم الحميضي _حفظه الله_الموسوم بـ:خوارق العادات في القرآن الكريم
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649283edb552ee.jpg
فوجدته كتابا حافلا وماتعا،وقد أجاد فيه مؤلفه وأفاد، وأنا الآن أضع بين يديك أيها القارئ هذا التعريف المجمل عن هذا الكتاب في هذه السطور:
_قسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أبواب، وجعل له مقدمة ومدخلا لدراسة خوارق العادات، وعقد الباب الأول في مباحث وتعريفات في معنى الخارق، والمعجزة، والكرامة، والسحر، والمعجزات العلمية،والفروق بينها. وهذا الباب من الأهمية بمكان،إلا أنه أطال في هذا الباب قدر ثلث الكتاب تقريبا والثلث كثير.
_عقد المؤلف الباب الثاني في معجزات الأنبياء، وقسمه إلى فصلين: الأول معجزات الأنبياء السابقين، والثاني في معجزات نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم.
_أما الباب الثالث فقد جعله في كرامات الأولياء الواردة في القرآن الكريم من: كرامات مريم،وأصحاب الكهف،وصاحب سليمان.
_وفي الأخير ختم الكتاب بخاتمة ذكر فيها نتائج ما وصل إليه، مع التنبيه على بعض الاقتراحات والتوصيات التي تخدم مثل هذه البحوث.
_مميزات الكتاب:
_إن مما يشكر للمؤلف حسن اختياره للموضوع،وكذا حسن عرضه للمعلومات،مراعيا في ذلك التسلسل المنطقي والترتيب الزمني.
_التنبيه على الإسرائيليات التي أقحمت في التفسير، وبيان أن أكثرها مما لا طائل من ورائه، فلا العلم بها ينفع ولا الجهل بها يضر.
_دفاعه عن الأنبياء ورده لكل نقيصة ألصقت بهم،أو أي رواية تحط من قدرهم.
_الترجيح بين الأقوال عند عرضها، ورد ما لا تقوم به حجة.
*الملا حظات على هذا الكتاب:
_التصحيف الذي وقع في أكثر الآيات القرآنية: وهذا راجع لكتابة الآيات بالحاسوب،وعدم كتابتها برسم المصحف،وذلك عن طريق البرامج الخاصة بذلك.
*ومن أمثلة التصحيف في قوله تعالى:"وال تعثوا في الأرض"كتبت ولا تعثروا ص87؟
_قوله تعالى "ولا تخف"كتبت ولا تخلف. ص199_"أن تخرق الأرض"كتبت تخرف الأرض ص129_
"هل يستطيع ربك أن ينزل "كتبت هل يستطيع أن ينزل ص166وانظر إلى الأخطاء في الصفحات التالية:27،28،41،59،199،
_الأخطاء الإملائية: وهي كثيرة، ولما كان الكتاب بهذه الأهمية فلا بد من مراجعته وتصحيح كل الأخطاء التي وقعت فيه، لأنها في بعض المرات تغير المعنى تماما.أنظر على سبيل المثال:ص16،12،51،166،129وغيرها.
_الاستطراد في بعض الأمور التي ليست لها صلة كبيرة بالموضوع، وكثرة النقل فيها وذكر الخلاف خاصة عن الألوسي والرازي. لذا فإنه من الممكن اختصار الكتاب إلى الثلثين حتى تتم الاستفادة منه.
_ذكره لبعض الإسرائيليات أحيانا إذا لم يجد ما يقوي به وجه خرق العادة في المعجزة،أنظر _غير مأمور_كلامه على معجزة الضفادع والقمل ...
_عدم استقصائه لكل كرامات الأولياء في القرآن _فيما أعلم_ككرا مات ذي القرنين.
_وفي آخر الملا حظات التي لا تنقص من قدر الكتاب ولا من جهد الباحث فإني أقترح أن يكون عنوان الكتاب:معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء في القرآن الكريم.
_وفي الختام فإن الكتاب مفيد وقد استفدت منه فجزى الله مؤلفه خير الجزاء.
*"وكتبه الطالب:جعفر الذوادي ماجستير بقسم الحديث والتفيبر بجامعة الملك سعود"*
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
رسائل تدبر. . ذوالقعدة 1429 هـ
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[30 Nov 2008, 02:03 م]ـ
أعزائي أعضاء وزوار ملتقى أهل التفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما وعدتكم إليكم رسائل جوال تدبر (ذوالقعدة 1429 هـ)
ولاتنسوني من صالح دعائكم. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[30 Nov 2008, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
إني من المتابعين لك وانتظر بشغف متى تضع الرسائل
هل توجد لديك رسائل الأشهر السابقة غير الموجود بالموقع؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[01 Dec 2008, 08:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
إني من المتابعين لك وانتظر بشغف متى تضع الرسائل
هل توجد لديك رسائل الأشهر السابقة غير الموجود بالموقع؟
الأخ معيوض الحارثي
وجزاك
وفيك بارك
رسائل تدبر في الموقع: رمضان , شوال، وذوالقعدة ..
والباقي من 1/ 9 / 1428 هـ إلى 30/ 8 / 1429 هـ مجموعة في كتاب صدر بعنوان: (ليدبروا آياته) حصاد عام من التدبر .. أقترح عليك اقتناؤه , مع الرسائل الموجودة في الموقع , وبذلك لن يفوتك شيء بإذن الله , ودمت مباركا أينما كنت(/)
هل هذا تفسير للقران أم تكذيبا له!!!!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[30 Nov 2008, 09:29 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
أثناء مطالعتي لتفاسير الشيعة الإمامية الإثني عشرية وجدت نوع من التفسير الغريب , أضعه لكم بعضه وأرجوا من أساتذتنا ومشايخنا التعليق:
.
تفسير فرات الكوفي - فرات بن إبراهيم الكوفي - ص 92 - 93
ليس لك من الامر شئ 128 77 - 22 - فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: صفحة 93 عن جابر [بن يزيد الجعفي. ر: رضي الله عنه!] قال: قرأت عند أبي جعفر عليه السلام: (ليس لك من الامر شئ) قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: بلى والله لقد كان له من الامر شئ وشئ. فقلت له: جعلت فداك فما تأويل قوله: (ليس لك من الامر شئ)؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرص [على. ر، ب] أن يكون الامر لأمير المؤمنين [علي بن أبي طالب. ر] عليه السلام من بعده فأبى الله. ثم قال: وكيف لا يكون لرسول الله صلى الله عليه وآله من الامر شئ وقد فوض [أ: فرض] إليه فما أحل كان حلالا إلى يوم القيامة وما حرم كان حراما إلى يوم القيامة. ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون * وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم 143 - 144
تفسير أبي حمزة الثمالي - أبو حمزة الثمالي - ص 139
0 - [الصفار القمي]
حدثنا عبد الله بن عامر، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عثمان، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: قرأت هذه الآية إلى أبي جعفر (عليه السلام)
* (ليس لك من الامر شئ) * قول الله تعالى لنبيه وأنا أريد أن أسأله عنها فقال أبو
جعفر (عليه السلام): بل وشئ وشئ مرتين، وكيف لا يكون له من الأمر شئ فقد فوض
الله إليه دينه، فقال: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *
فما أحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو حلال وما حرم فهو حرام.
وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141)
**********************************
تفسير العياشي - محمد بن مسعود العياشي - ج 1 - ص 197 - 198
9 - عن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر عليه السلام قول الله " ليس لك من الامر شئ " قال: بلى والله ان له من الامر شيئا وشيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت و لكني أخبرك ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه عليه السلام ان يظهر ولاية على فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد، ومناقبه التي لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي صلى الله عليه وآله في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك [صدره] فأخبر الله انه ليس له من هذا الامر شئ إنما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا عليه السلام وصيه وولى الامر بعده، فهذا عنى الله، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، قوله: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " 140 - عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قوله لنبيه " ليس لك من الامر شئ " فسره لي، قال: فقال أبو جعفر عليه السلام: لشئ قاله الله ولشئ أراده الله يا جابر، ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان حريصا على أن يكون علي عليه السلام من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله عليه السلام ليس لك من الامر شئ يا محمد في علي الامر إلى في علي وفى صفحة 198 غيره، ألم أتل (انزل خ ل) عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك " آلم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون " إلى قوله " فليعلمن " قال: فوض رسول الله صلى الله عليه وآله الامر إليه 141 - عن الجرمي عن أبي جعفر عليه السلام انه قرأ " ليس لك من الامر شئ ان يتب (تتوب خ) عليهم أو تعذبهم (يعذبهم خ ل) فهم ظالمون "
ونقل عن تفسير العياشي وتفسير فرات بن ابراهيم العديد من تفاسير الشيعة وكتبهم انظر على سبيل المثال:
تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 4 - ص 149
تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 1 - ص 388 - 389
التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 379 - 380
مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 1 - ص 178 - 179
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 - ص 337
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 132
**************************
كيف يفسر ليس لك من الأمر شيء بكيف لا يكون له من الأمر شيء؟!!!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[01 Dec 2008, 03:20 م]ـ
يختلف علماء الشيعة في مسالة تحريف القرآن الكريم؛ فمنهم من يرفض القول
بالزيادة أو النقصان. ومنهم من يرفض القول بالزيادة ويقول بالنقصان. ومنهم من
يقول بوجود تبديل لمواقع بعض الآيات.
وهناك تحريف من نوع آخر لم يسلم منه مفسر من مفسريهم اطلاقاً، ألا وهو تحريف
المعنى عن سابق إصرار وترصد. والأمثلة على ذلك كثيرة. ولو رجعت مثلاً إلى تفسير
الصافي للكاشاني لفوجئت بأن القرآن الكريم عنده قد أنزل في أهل البيت، فهو لا يترك
فرصة إلا وانتهزها ليفسر الآية لتنطبق على أهل البيت والأئمة عندهم.
فلا تعجب أخي منهم، بل ليكن عجبك ممن علم حالهم من علماء المسلمين ولم يقل إنهم
يدينون بدين آخر يختلف عن ديننا الإسلامي!!!
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[01 Dec 2008, 05:23 م]ـ
قال عز وجل:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء/1]
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ [الأنعام/98]
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آَتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [الأعراف/189]
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ [الزمر/6]
في تفسير الصافي:
http://www.alquran-network.net/tafsirbook/al-safi-01/al-safi-01/27.html#19
الآيات صريحة أن أصل الناس من نفس واحدة وهي آدم عليه السلام, ثم إن كل الناس مردهم له لا لغيره , فهو أصلهم وإليه يرجع الكل حتى زوجه.
إلا أن عمى القلوب يغشي على الأبصار , يصبح أصل التعصب خلاف الخصم دون بينة.
فالتفسير يروي الروايات ويخبر بطريقتين لخلق زوج آدم
- ما يوافق "العامة" وهو ما يقصدوا به على أهل السنة وهو أن الله خلق زوج آدم من آدم.
-ما يخالف اهل السنة ويشنعوا عليهم القول بذلك فيقولوا:
"وفي الفقيه والعلل عنه عليه السلام انه سئل عن خلق حواء وقيل له أن أناسا عندنا يقولون ان الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى قال سبحان الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا، يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام يقول ان آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم ... "الصافي ج1 ص413 - 414
وكذلك فيما يتعلق بما بعد ذلك من تناسل الناس فان الآية صريحة برد أصل الناس لآدم دون غيره. إلا أنه يتكلم عن ذلك فيورد القولين:
- أن آدم زوج أولاده من بناته.
-التشنيع على القول الأول والزعم بأن آدم زوج أولاده لحوريات من الجنة وبنات الجن:" وفي العلل عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن بدو النسل من ذرية آدم وقيل له ان عندنا اناسا يقولون ان الله تعالى أوحى إلى آدم أن يزوج بناته من بنيه وأن هذا الخلق أصله كله من الاخوة والاخوات فقال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا يقول من يقول هذا ان الله عز وجل جعل أصل صفوة خلقه واحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال وقد أخذ ميثاقهم على الحلال والطهر الطاهر الطيب والله لقد نبئت ان بعض البهائم تنكرت له اخته فلما نزل عليها ونزل كشف له عنها وعلم أنها اخته أخرج غرموله ثم قبض عليه بأسنانه ثم قلعه ثم خر ميتا، وفي رواية اخرى عنه عليه السلام ما يقرب منه مع تأكيد بليغ في
(يُتْبَعُ)
(/)
تحريم الاخوات على الاخوة وانه لم يزل كذلك في الكتب الأربعة المنزلة المشهورة وان جيلا من هذا الخلق رغبوا عن علم أهل بيوتات الانبياء وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه فصاروا الى ما قد ترون من الضلال والجهل وفي آخرها ما أراد من يقول هذا وشبهه الا تقوية حجج المجوس فما لهم قاتلهم الله، ثم قال ان آدم ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل فلما قتل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن اتيان النساء فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام ثم تجلى ما به من الجزع فغشي حواء فوهب الله له شيثا وحده وليس معه ثان واسم شيث هبة الله وهو أول وصي أوصى إليه من الآدميين في الأرض ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما أدركا وأراد الله عز وجل أن يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عز وجل من الاخوات على الأخوة أنزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة فأمر الله عز وجل آدم أن يزوجها من شيث فزوجها منه ثم أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة فأمر الله عز وجل آدم أن يزوجها من يافث فزوجها منه فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية فأمر الله تعالى آدم حين أدركا أن يزوج ابنة يافث من ابن شيث ففعل وولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوا من أمر الاخوة والاخوات. "
"في العلل والعياشي عنه عليه السلام قيل له ان الناس يزعمون أن آدم زوج ابنته من ابنه فقال قد قال الناس ذلك ولكن أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لو علمت أن آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم وما كنت لأرغب عن دين آدم. وفي الكافي عن الباقر عليه السلام أنه ذكر له المجوس وانهم يقولون نكاح كنكاح ولد آدم وانهم يحاجوننا بذلك فقال أما أنتم فلا يحاجونكم به لما أدرك هبة الله قال آدم يا رب زوج هبة الله فاهبط الله حوراء فولدت له أربعة غلمة ثم رفعها الله فلما أدرك ولد هبة الله قال يا رب زوج ولد هبة الله فأوحى الله عز وجل إليه أن يخطب إلى رجل من الجن وكان مسلما أربع بنات له على ولد هبة الله فزوجهن فما كان من جمال وحلم فمن قبل الحوراء والنبوة للانتهاء إلى آدم عليه السلام وما كان من سفه أو حدة فمن الجن."
ثم يبين ان القول الذي يقول ان الله خلق زوج آدم من آدم وزوج أولاد آدم بنات آدم هو قول غير صحيح بعد أن اورد رواية توافق باقي المسلمين فقال ليردها: "إن قيل كيف التوفيق بين هذه الاخبار والاخبار الأولى قلنا الاخبار الأولى هي الصحيحة المعتمد عليها وانما الأخيرة فانما وردت موافقة للعامة فلا اعتماد عليها مع جواز تأويلها "الصافي ج1 ص418
فهل هذا تفسير للقران ام تكذيب له. وهل قال أحد مثل مقالتهم؟(/)
عرض كتاب (معرب القرآن عربي أصيل) للدكتور / جاسر أبوصفية
ـ[سامي العمر]ــــــــ[30 Nov 2008, 10:14 م]ـ
عرض موجز عن كتاب (معرب القرآن: عربيٌ أصيلٌ)
1) بطاقة الكتاب:
أ- الاسم: معرب القرآن: عربيٌ أصيلٌ.
ب- المؤلف: د. جاسر خليل أبوصفية.
ج- الطبعة و التاريخ و المكان: هي الطبعة الأولى (1420هـ) من دار أجا بالرياض.
2) وصف الكتاب و مواضيعه:
الكتاب عبارة عن بحث قدمه المؤلف في ندوة: " الأصيل و الدخيل في التراث العربي الإسلامي " بتونس (27 - 28 / تشرين الثاني /1998 م).
وقد احتوى هذا البحث على خمس مقدمات و تمهيد ثم الدراسة و الملاحق، على التفصيل التالي:
المقدمة الأولى: افتراءات على العرب و حضارتهم.
المقدمة الثانية: الشعوب العربية و لغاتها.
المقدمة الثالثة: اللغة الأم.
المقدمة الرابعة: حروف الهجاء العربية و حروف اللغات الأخرى.
المقدمة الخامسة: القضية عند القدماء و المحْدَثين.
التمهيد: في ذكر القواعد اللغوية المعتمدة في تأصيل اللفظة و ردها إلى أثلها العربي (التَأثيلُ: التأصيلُ).
الدراسة: وهي دراسة ترسيسية لبعض مفردات القرآن التي زعم أنها فارسية أو إغريقية أو لاتينية.
وهذه الكلمات هي:
(إبراهيم، إبريق، استبرق، جهنم، درهم، دينار، زنجبيل، سجيل، فردوس، قرطاس، قسطاس، مجوس، مرجان، مقاليد، ياقوت)
الملاحق: وفيها مصورات حول تطور الحروف الهجائية القديمة في جميع اللغات و غير ذلك.
3) من مزايا الكتاب:
أ- أن مقدمات المؤلف الخمس جاءت مبينة لعظمة اللغة العربية و رد الشبهات حولها مما يعطي المسلم اعتزازا بما هدانا الله إليه من هذه اللغة العظيمة.
ب- أفرغ المؤلف وسعه في إثبات عروبة الكلمات التي تعرض لها بذكر أقوال النحاة و البلاغيين و المفسرين والاستشهاد على ذلك بأشعار العرب و المقارنة بمعاجم اللغات الأخرى و غير ذلك مما يدل على سعة اطلاع و معرفة، و يورث في النفس ثقة بالنتيجة التي توصل لها. زاده الله هدى و توفيقا.
4) من الملاحظات على الكتاب:
أ- كان من المنطقي أن يوضح المؤلف معنى عنوانه (معرب القرآن) و ربما كان عذره أنه قدمه في تلك الندوة أمام جمع من المتخصصين و لكن بعد طبعه ونشره للعام و الخاص فأتوقع أن هناك حاجة إلى توضيح ذلك.
ب- افتتح المؤلف كتابه بعد البسملة بقوله تعالى (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) و لاشك في مناسبتها للموضوع ولكنه ذكر بعدها قوله تعالى (و ما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ) و لم يظهر لي وجه إيرادها!!
ج- أكثر المؤلف من ذكر أسماء اللغات القديمة كالأرمية وغيرها ولو عقد فصلا لتوضيح اشتقاقها و مواطن الناطقين بها لكان أجود والله أعلم.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2010, 11:08 ص]ـ
أحسنت يا أبا محمد في عرضك لهذا الكتاب المختصر، والذي أصله كما ذكرتم بحث مقدم لندوة علمية. وبالمبناسبة فقد طبعت أوراق تلك الندوة كاملة وهي منشورة.
والموضوع المطروق في هذا البحث جدير بعناية الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية، فإن العناية بمفردات اللغة والقراءة في بحوثها التأصيلية كهذا الكتاب تزيد العمق العلمي لدى الباحث، وتكشف له عن ثراء اللغة العربية وعتقها.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Apr 2010, 01:11 م]ـ
أحسنت يا سامي بهذا العرض المختصر، وأسأل الله أن يبارك لك ولزملائك ولأساتذتك.
وأقول:
إن الموضوع الذي طرحه الدكتور جاسر أبو صفية ينتظم في أمر مهم، وهو مرتبط باللغة والتاريخ والجغرافية لهذا الوطن العربي منذ القدم.
فالأمة العربية التي سكنت جزيرة العرب منذ قديم الزمان، وخرجت منها هجرات تلو هجرات، وأقامة حضارات ضاربة أوتادها في العراق والشام ومصر وغيرها من البلدان = غيَّبها البحث الاستشرقي والتوراتي، وجعلها أممًا بأسماء (أكادية، آرامية، سومرية، كنعانية، فينيقية ... ) يظنُّ السامع لها أنها لا تمتُّ إلى أرض الجزيرة العربية بصلة، مع أنها تعود إليها؛ لأنها منها خرجت، وتحمل جميع صفات أهلها، وخصوصًا تلك اللغة الاشتقاقية التي استمرت في النماء حتى وقف بها الأمر على لغة العرب إبان نزول القرآن، فصارت اللغة المعيارية هي اللغة التي كانت آنذاك، واختير من تلك اللهجات الأفصح والأكثر، وكانت بذلك لغة العرب المدونة، حتى تنوسيت كثير من اللهجات في عهد النزول، فكيف باللهجات العروبية القديمة.
لذا أرى أن الدارسين في الدراسات العيا يلزمهم الاطلاع على نقد هذه الدراسات التوراتية والاستشراقية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2010, 10:53 ص]ـ
لذا أرى أن الدارسين في الدراسات العيا يلزمهم الاطلاع على نقد هذه الدراسات التوراتية والاستشراقية.
هل يمكن أن تذكر لنا أبرز الدراسات في هذا الباب لقراءتها يا أبا عبدالملك وفقك الله ونفع بعلمك.(/)
تفسير وحيد الدين خان
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Dec 2008, 09:19 ص]ـ
صدر عن دار الوفاء بمصر كتاب التذكير القويم في تفسير القران الحكيم المنسوب لوحيد الدين خان الهندي بتقدمة مختصرة للدكتور عبد الحليم عويس
ودون الاشارة الى مخطوطات او اي تحقيق في هذا الكتاب
فمن يعرف شيئا عن هذا الكتاب وصحة نسبته لوحيد الدين خان وهل له طبعات اخرى محققة
أفيدونا مأجورين
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Dec 2008, 08:56 ص]ـ
عجيب الا يوجد في هذا الملتقى من يعرف شيئا عن هذا التفسير او سمع بخبره؟
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 Mar 2009, 01:09 ص]ـ
رأيته هذا اليوم وهو ينهج نهج تفسيري (المنار، والظلال) ـ إن صح إطلاق تفسير على الظلال ـ وهو كتاب عادي جداً يبدء الشيخ وحيد بمعاني الكلمات ثم يخوض في شرح الآيات بأسوب أدبي، ومع ذلك لا يهتم بمباحث النحو ولا بمسائل الفقه ولا بالقراءات ولا أي شيء وهو كما رأيت، ثم إن قدم ذلك التفسير بمقدمة لا بأس بها في علوم القرآن وتكلم عن تفسير المنار وقال أن فيه هنات ولكن اغتفر ذلك، ثم ذكر الظلال وقال أنه تفسير حركي وروحي ـ على حد تعبيره ـ وتكلم عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وكيف دوى تفسيره دوياً ملحوظاً في الجزائر لا سيما ما يبثه عن الجزائر العربية الإسلامية، التي كانت تطمسها فرنسا أثناء الاحتلال، ثم شرع في كلامه عن فقه القرآن وبدأ تفسيره
في الفاتحة بشرح الغامض من الكلمات ثم يخوض كما قلنا في شرح الآي شرح أدبي اجتماعي سلس الأسلوب قوي المعنى ونستطيع أن نقول أنه:
(1) تفسير ميسر لطالب العلم المبتديء وللعامي
(2) تفسير سهل المطلب والمأخذ
إلا إنني لم
أتصفح فيه أكثر لأعرف عقيدته، فاعذرني
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[26 Mar 2009, 01:43 ص]ـ
وهل يحتاج كتاب رجل حي لتحقيق؟
مولانا وحيد الدين خان عالم هندي ما زال حيا ويكتب رغم أنه ناهز الخامسة والثمانين من عمره.
وهذان موقعان رسميان له:
http://www.wkhan.net
http://www.alrisala.org
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 Mar 2009, 10:33 م]ـ
نبذة عن الكتاب
* إن الغرض الرئيسى من هذا التفسير بصفة خاصة، هو (التذكير بالقران) ومن حيث أن القران نفسه إنما جاء من أجل تحقيق هذه الغاية، أى التذكير و الموعظة، فإن الجانب الذى أولاه المؤلف القسط الاوفر من إهتمامه، فى طرح مضامين هذا التفسير هو أن يجد فيه القارئ منهلا فياضا أو مرتعا خصبا يضمن له إشباع حاجته الى التذكر و الاعتبار و الاتعاظ.
* وحاول المؤلف اتباع اسلوب الفقرات فى طرح مضامين هذا التفسير أى أنه عمد الى فقرة من فقرات القران، ثم تناول مايندرج تحتها من فكرة أو توجيه معنوى بالتفسير و الايضاح كموضوع متسلسل، وذلك حرصا منه على الا تنقطع من القارئ سلسلة المعانى و المفاهيم المطروحة خلال قراءته فى فقرة تفسيرية معينة، ولكى يتمكن من التزود المستمر المتواصل (بالغذاء التذكيرى) للقران الكريم
* ولقد توخى المؤلف فى إعداد (تذكير القران) من الحكمة، ما جعل كل فقرة من فقراته، مستقلة بذاتها، وذلك لاحتوائها على فكرة قرانية واضحة محددة، فسواء قرأ القارئ صفحة واحدة من التفسير، أم قرأ مجموعة كبيرة من الصفحات، فإنه لا يكد ينتهى من قراءته إلا ويكون قد طفر بنصيب من (الموعظة القرانية) على أية حال.
* وقد توخى الايجاز الى الحد الممكن، غير عارض للتفاصيل المتصلة بالجانب اللغوى، أو الجانب الفقهى أو الجانب الكلامى، أو ما الى ذلك من الجوانب و الوجوه الاخرى للمدلول القرانى، وإنما الشئ الذى جعله نصب عينيه، هو أن يتسم تفسي القران بطابع من البساطة التى يتميز بها القران نفسه، فإن القران، من جهة يعكس جلال الله و عظمته، ومن جهة أخرى، هو مراة تنعكس عليها عبودية الانسان بجميع نواحيها، وهذه هى النقاط الجوهرية التى يتمحور حولها هذا التفسير، ويحاول تجليتها بأسلوب موجز و بسيط، بعيدا عن التعقيدات الفنية.
http://www.darelwafaa.com/books/291_020_1-743.htm(/)
هل توجد محاضرة للشيخ مساعد الطيار بعنوان: كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[01 Dec 2008, 12:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل توجد محاضرة للشيخ مساعد الطيار بعنوان: كيف يستفيد طالب العلم من كتب التفسير
دلونا عليها على الشبكة
بارك الله فيكم
ـ[أم إبراهيم]ــــــــ[06 Dec 2008, 09:57 ص]ـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=51316
عنوانها التعريف بكتب التفسير
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[21 Dec 2008, 09:00 م]ـ
بارك الله فيك أختي وعذراً للتأخر في الرد(/)
الجمعية العلمية للقرآن تنظم الملتقى الأول للجمعيات العلمية الشرعية في 26/ 12/1429هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2008, 04:55 م]ـ
تعتزم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ضمن أنشطتها لهذا الفصل الدراسي الأولى 1429/ 1430هـ عقد:
الملتقى التنسيقي الأول للجمعيات العلمية السعودية المتخصصة في العلوم الشرعية
لمدة يوم واحد يوم الأربعاء 26/ 12/1429هـ من الساعة الثامنة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف مساء، بمبنى المؤتمرات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وسوف يشتمل الملتقى على حفل الافتتاح بالقاعة الكبرى للمؤتمرات، ثم جلسات مغلقة لأعضاء مجالس الإدارة في الجمعيات العلمية السعودية المشاركة في الملتقى وهي ست جمعيات:
الجمعيات المشاركة:
1 - الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين.
2 - الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية أصول الدين.
3 - الجمعية الفقهية السعودية - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية الشريعة.
4 - الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والمذاهب المعاصرة-الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
5 - الجمعية العلمية السعودية للدراسات الدعوية -جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – كلية الدعوة والإعلام.
6 - الجمعية العلمية السعودية للدراسات الفكرية المعاصر-جامعة القصيم – كلية الشريعة.
أوراق العمل:
وتشتمل ورقة العمل التي ستقدمها كل جمعية على:
- عرض تجربة الجمعية.
- أبرز أهداف الجمعية.
- عرض موجز لآخر تقرير سنوي.
- عرض أبرز الإنجازات.
- جهود اللجان الفرعية للجمعية.
- تحديد أبرز المشكلات التي تواجهونها.
وسوف تقدم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ورقة علمية تشتمل على مقترحات للتنسيق وتوحيد الجهود.
أهداف الملتقى:
1) تنسيق الجهود في خدمة التخصصات الشرعية تحقيقاً للتكامل بين الجمعيات العلمية السعودية ذات العلاقة.
2) عرض التجارب وتبادل الخبرات بين الجمعيات العلمية السعودية المتخصصة في العلوم الشرعية.
3) التعرف على واقع الجهات المشاركة والمشكلات التي تواجهها.
4) توثيق التعارف وبناء جسور التعاون بين القائمين على الجمعيات العلمية السعودية المتخصصة في العلوم الشرعية.
نسأل الله أن ينفع بهذا الملتقى، وأن يكون بداية للتنسيق الجاد بين هذه الجمعيات العلمية المتخصصة في خدمة الباحثين والمتخصصين في الدراسات الشرعية.
ويسعدنا في اللجنة المنظمة لهذا الملتقى تلقي أي مقترحات من الزملاء الكرام في ملتقى أهل التفسير حتى يخرج هذا الملتقى بما ينفع هذه الجميعات في أداء رسالتها وتحقيق أهدافها. والله الموفق سبحانه وتعالى.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 Dec 2008, 07:55 ص]ـ
فكرة مباركة، وفق الله الجميع لكل خير
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Dec 2008, 10:25 ص]ـ
وفقكم الله جهد مشكور ...
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:42 م]ـ
جهود مباركة , وفقكم الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Dec 2008, 10:16 م]ـ
الحمد لله أن وفقكم إلى التنسيق والتعاون بين التخصصات المختلفة في علوم الدين. وهو أمر ملح يسمح برؤية الأهداف المشتركة لاختصاصات مترابطة يتأثر بعضها ببعض.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[04 Dec 2008, 06:28 م]ـ
فكرة رائدة تشكرون عليها ...
ـ[صالح العنزي]ــــــــ[14 Dec 2008, 12:44 ص]ـ
بارك الله فيك ياشيخ عبدالرحمن ونفع بك الاسلام والمسلمين
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Dec 2008, 03:10 م]ـ
وفقكم الله.
ـ[محمد الجبيلي]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:27 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير وبارك في الجهود وسدد الله خطاكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:20 م]ـ
ما شاء الله فكرة رائعة نسأل الله لها التوفيق، ونحن على شوق للاطلاع على النتائج
ـ[محمد السليمان]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:28 م]ـ
نسال الله للجميع التوفيق والسداد ونتمنى أن تعرض التوصيات التي توصلوا إليها من خلالل جلسات الملتقى في ملتقانا المبارك لتعم الفائدة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:41 م]ـ
قد انتهيت للتو من ترتيب ملف الملتقى ولله الحمد، وأسأل الله أن يوفق المشاركين فيه لتحقيق أهدافه التي عقد من أجلها لتوحيد الجهود والانتفاع بالخبرات المشتركة فيما بين هذه الجمعيات العلمية الناشئة. وسوف نوافيكم بتغطية كاملة لهذا الملتقى في حينها بإذن الله من خلال اللجنة الإعلامية للملتقى.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Dec 2008, 04:49 م]ـ
بالتوفيق لهم ان شاء الله
فهم خير من يخدمون كتاب الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 08:59 ص]ـ
تغطيات إعلامية:
جريدة الجزيرة: الجمعية السعودية للقرآن تقيم الملتقى الأول في العلوم الشرعية. ( http://www.al-jazirah.com/139716/ln8d.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حامد الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 08:13 م]ـ
بوركتم وسدد الله جهودكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Dec 2008, 09:41 م]ـ
تغطيات إعلامية اليوم السبت 22/ 12/1429هـ:
- جريدة الرياض: خادم الحرمين يوافق على إقامة أول ملتقى تنسيقي للجمعيات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية ( http://www.alriyadh.com/2008/12/20/article396157.html).
- جريدة الوطن السعودية: تنظمه الجمعية العلمية للقرآن وعلومه الأربعاء المقبل خادم الحرمين يوافق على إقامة أول ملتقى لجمعيات العلوم الشرعيّة. ( http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3004&id=82560)
- موقع المسلم: ملتقى تنسيقي لجمعيات العلوم الشرعيّة الأربعاء المقبل ( http://almoslim.net/node/103851).
ـ[السرخسي]ــــــــ[22 Dec 2008, 10:57 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله ... بارك الله فيكم وفي جهودكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Dec 2008, 11:15 م]ـ
أخبرني أخي العزيز الدكتور يوسف الحوشان الليلة - ليلة الثلاثاء 25/ 12/1429هـ - بأنه تم الانتهاء من برنامج (سيمانور) بخدماته العلمية والبحثية الرائعة للباحثين ومنها:
- اشتماله على النص القرآني بالرسم العثماني بخط مشابه لخط عثمان طه تماماً بأربع روايات (حفص عن عاصم - قالون عن نافع - ورش عن نافع - الدوري عن أبي عمرو) ويستطيع الباحث أن يستخدمها في بحثه.
- موسوعة الأحاديث الشريفة وتشتمل على عدد كبير جداً من الأحاديث غير مكررة ونسيت عددها وهو عدد هائل، وتستطيع البحث من خلال هذه الموسوعة، وإدراجها في بحثك بالتوثيق مباشرة في الحاشية.
وكل هذه الخدمات ضمن برنامج مماثل للورد للطباعة.
وسوف يتم بيع هذا البرنامج في الملتقى إن شاء الله في جناح الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه إن شاء الله إن تيسر لهم ذلك، وبسعر رمزي لمن سيحضر حفل افتتاح الملتقى.
ولا شك أن في هذا خدمة للباحثين،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Dec 2008, 05:52 م]ـ
برنامج الملتقى التنسيقي الأول
للجمعيات العلمية السعودية المتخصصة في العلوم الشرعية
حفل الافتتاح
9.00 – 9.40
- الافتتاح بالقرآن الكريم يتلوه القارئ الشيخ ناصر القطامي عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه.
- فكرة الملتقى التنسيقي وأهدافه (د. عادل بن علي الشدي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه)
- كلمة الجهة المنظمة أ. د. زاهر بن عواض الألمعي رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
- كلمة الجمعيات المشاركة أ. د. سعود بن عبدالعزيز الخلف رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والمذاهب.
- كلمة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يلقيها معالي مدير الجامعة.
- كلمة راعي الملتقى سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
- تكريم الراعي والجمعيات المشاركة في الملتقى.
الجلسة الأولى
عرض التجارب وأبرز المشكلات
10.00 - 12.00
رئيس الجلسة
أ. د. علي بن سليمان العبيد
وكيل الرئيس العام لشؤون الحرمين لشؤون المسجد النبوي الشريف
عضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
- عرض تجربة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه.
- عرض تجربة الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها.
- عرض تجربة الجمعية العلمية السعودية لعلوم العقيدة والأديان والمذاهب.
- عرض تجربة الجمعية الفقهية السعودية.
- عرض تجربة الجمعية العلمية السعودية للدراسات الدعوية.
- عرض تجربة الجمعية العلمية السعودية للقضايا الفكرية المعاصرة.
- مداخلات المشاركين.
صلاة الظهر – الغداء – استراحة
المقررون:
د. محمد صفا شيخ إبراهيم حقي رئيساً
د. إبراهيم بن علي الحكمي عضواً
الجلسة الثانية
الرؤية المستقبلية ومجالات التنسيق
5.30 – 7.30
رئيس الجلسة
أ. د. إبراهيم بن سليمان الهويمل
وكيل الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعضو شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
- ورقة عمل بعنوان (تعزيز العمل المؤسسي في الجمعيات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية) يقدمها د. إبراهيم بن صالح الحميضي عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (15 دقيقة)
- مداخلات المشاركين (30 دقيقة)
- حلول مقترحة للمشكلات التي تواجه الجهات المشاركة يعرضها د. عبدالرحمن بن أحمد الجرعي (عضو مجلس إدارة الجمعية الفقهية السعودية) (30 دقيقة)
- ورقة بعنوان (مجالات التنسيق بين الجهات المشاركة) يقدمها د. عادل بن علي الشدي نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (30 دقيقة)
- صلاة العشاء.
- كلمة الختام – تلاوة التوصيات (رئيس اللجنة المنظمة د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري) (30 دقيقة)
- تناول طعام العشاء.
المقررون:
د. محمد بن سريع السريع رئيساً
د. عيسى بن ناصر الدريبي عضواً
د. ناصر بن محمد العشوان عضوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف السليم]ــــــــ[25 Dec 2008, 07:09 ص]ـ
جهد مبارك ,,
التنسيق والتعاون مهم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2008, 07:55 ص]ـ
بفضل الله وتوفيقه أنهى الملتقى أعماله يوم الأربعاء بنجاح، وقد خرج الملتقى بتوصيات عملية قيمة، أرجو أن يحقق الله لها النجاح.
وقد حظي الملتقى بتغطيات صحفية جيدة تليق به.
من التغطيات:
- وكالة الأنباء السعودية ( http://www.spa.gov.sa/details.php?id=619242) .
- صحيفة الشرق الأوسط ( http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&article=500186&issueno=10985) .
- موقع جامعة الإمام الرسمي ( http://www.imamu.edu.sa/news/Pages/news_26-12-1429_3.aspx).
- موقع المسلم ( http://www.almoslim.com/node/104071).
- جريدة الرياض ( http://www.alriyadh.com/2008/12/25/article397561.html).
- حوار مع رئيس اللجنة المنظمة حول الملتقى في جريدة الجزيرة ( http://www.al-jazirah.com/97106/ln18d.htm) .
- جريدة الوطن ( http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=3009&id=83322&groupID=0) .
وسوف تنشر التوصيات الختامية للملتقى بإذن الله غداً السبت في وسائل الإعلام.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[26 Dec 2008, 02:03 م]ـ
كم نغبطكم على هذه الملتقيات المباركه
ونسأل المولى ان تكون بلادنا وبلاد المسلمين جميعا على نهج مملكتكم في الاهتمام
بالقرآن الكريم وسنة النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكم ـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2008, 06:50 ص]ـ
التوصيات الختامية للملتقى تنشره وكالة الأنباء السعودية وجميع الصحف المحلية والالكترونية الإخبارية.
- وكالة الأنباء السعودية: الملتقى الأول للجمعيات العلمية المتخصصة في العلوم الشرعية / توصيات. ( http://www.spa.gov.sa/cdetails.php?id=619660&catid=8)
- جريدة الرياض: ملتقى جمعيات العلوم الشرعية يوصي بإيجاد وقف جماعي لتمويل أنشطتها ( http://www.alriyadh.com/2008/12/27/article398062.html).
- جريدة الجزيرة: ملتقى الجمعيات العلمية في العلوم الشرعية يوصي بتوفير وقف لتمويل أنشطتها بقيمة (30) مليون ريال ( http://www.al-jazirah.com/93555/fe9d.htm)
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[27 Dec 2008, 08:11 ص]ـ
شيخنا الفاضل: ومن لم يحضر حفل افتتاح الملتقى، أين يجد برنامج (سيمانور)؟ وما هي منافذ بيعه وتوزيعه؟ وشكر الله للجميع جهودهم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2008, 08:21 ص]ـ
لستُ أدري أين يباع حيث هذه أول مرة يعرض فيها بسعر مخفض 40 ريال تقريباً، ولعلي أسألهم وأفيدكم بذلك إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[30 Dec 2008, 02:10 م]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل وجعل ذلك في ميزان حسناتكم، فأنا ومجموعة من الزملاء بأمس الحاجة إليه حيث نقوم بتحقيق تفسير التزم مؤلفه قراءة نافع وشكرا.(/)
من أنفس شروح منظومة الزمزمي في علوم القرآن (مادة سمعية)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Dec 2008, 08:03 م]ـ
شرح الشيخ أحمد بن عمر الحازمي ( http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=316)
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[05 Dec 2008, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[05 Dec 2008, 10:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
تفسير الكواشي هل حققه احد
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[02 Dec 2008, 09:48 م]ـ
للكواشي تفسير يسمى كشف الحقائق وشرح الدقائق هل يعلم احد من الاخوة إن كان احد من الباحثين قد حققه او بعضه
آمل الحصول على مشاركة الاخوة العارفين فالموضوع مهم وانا بحاجة الى الجواب عنه
وتقبلوا التحيات
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:55 ص]ـ
الاستاذ الفاضل جمال ابو حسان المحترم
هل يفيدك هذا الرابط
http://www.hadielislam.com/readlib/rasael/resala.php?id=3558
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Dec 2008, 10:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا فيما افدت لكنه غير الموضوع المسؤول عنه
وفقك الله لكل خير
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[03 Dec 2008, 01:47 م]ـ
من مؤلفات أبي العباس الموفق الكواشي (680هـ):
تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر: ويسمى بالتفسير الكبير, ويشتمل على تفسير القرآن الكريم من أوله إلى آخره.
[انظر: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (1/ 222) , معجم المؤلفين (1/ 328) , هدية العارفين (1/ 98) , كشف الظنون (1/ 339)]
وتم تحقيق غالبه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كلية القرآن الكريم
انظر الرابط:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13780
تلخيص تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر: لخّصَ فيه تبصرة المتذكر, ويسمى ((التفسير الصغير)) , أو ((تلخيص التفسير ما يتعلق بالرواية والتأويل)) , أو ((التلخيص في التفسير))
[انظر: معجم المؤلفين (1/ 328) , هدية العارفين (1/ 98) , كشف الظنون (1/ 480)]
وتم تحقيقه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض كلية أصول الدين.
كشف الحقائق في التفسير: ويوجد منه الجزء الثالث, يبتدئ بسورة الأنعام وينتهي بآخر سورة يونس.
وهو محفوظ في المكتبة الأزهرية بمصر برقم [(662) 14307] تفسير, ويقع في (281) لوحة, وله صورة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة برقم (447ف).
وانظر: هدية العارفين (1/ 98).
- وقد عقد الدكتور عبد الله بن نافع العمري مقارنةً بين كشف الحقائق وتبصرة المتذكر توصل من خلالها إلى أنَّ كل تفسير منها يختلف عن الآخر مضموناً ومنهجاً. انظر: تبصرة المتذكر بتحقيق الدكتور عبد الله العمري (1/ 27).
كتاب الوقوف [انظر: هدية العارفين (1/ 98)]
روضة الناضر وجنة المناظر [انظر: هدية العارفين (1/ 98)]
المطالع في المبادئ والمقاطع في مختصر كتاب الوقوف [انظر: إيضاح المكنون في الذيل على كشف الظنون (2/ 498) , معجم المؤلفين (1/ 328) , هدية العارفين (1/ 98)]
التبصرة في النحو [انظر معجم المؤلفين (1/ 328)]
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[03 Dec 2008, 01:50 م]ـ
كلمة حول تفسيرَيِ الإمام الكَوَاشِي
ودفع نسبة تفسير «كشف الحقائق» إليه
الباحث: الشيخ محمد فاتح قايا - استانبول
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
ذكر كاتب جلبي في «كشف الظنون» تفسيراً مُسَمّاً بـ «كشف الحقائق»، ونسبه إلى الشيخ موفق الدين أحمد بن يوسف الكَوَاشِي المتوفى سنة 680. وتبعه إسماعيل باشا البغدادي في «هدية العارفين».
ثم جاء الزركلي وذكر في «الأعلام» في ترجمة الكواشي 1/ 274 أن: «له: «تبصرة المتذكر» في تفسير القرآن، و «كشف الحقائق»، الجزء الثالث منه، ويعرف بـ «تفسير الكواشي»، و «تلخيص (هكذا) في تفسير القرآن العزيز» ... »، انتهى. فجعل له ثلاثة تفاسير؛ إما تبعاً لكشف الظنون وهدية العارفين، ولم يذكرهما بين مصادره، وإما اعتماداً على بعض فهارس المكتبات!
والحق أنه ليس له إلا تفسيران، فقد اتفقت جميع المصادر التي ترجمت له على أن له تفسيرين: المطول: وهو المسمى بـ: «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر»، والمختصر: وهو الموسوم بـ: «التلخيص في تفسير القرآن العزيز».
قال ابن العديم في «بغية الطلب» في ترجمته، وهو عرف المُتَرْجَمَ ولَقِيَه وتكرَّرَ منه الزيارة له في بلده الموصل: «وصنف للقرآن تفسيرين مطولاً ومختصراً، وقفتُ على المختصر منهما، وهو حسن مفيد».
وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» في ترجمته: «صنف التفسير الكبير والتفسير الصغير ... ».
وذكر ابن تَغْرِي بَرْدِي في «المنهل الصافي» في ترجمته: «أنه صاحب التفسيرين ... ».
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في «النجوم الزاهرة»: «وفيها _أي في سنة 680_ توفي الشيخ موفق الدين أبو العباس أحمد بن يوسف المعروف بالكواشي، الإمام العالم المفسر، صاحب التفسير الكبير والتفسير الصغير، وهما من أحسن التفاسير».
وقال كاتب جلبي في «كشف الظنون»: «التبصرة» في التفسير: للشيخ الإمام موفق الدين أبي العباس: أحمد بن يوسف الكواشي الموصلي المتوفى سنة ثمانين وستمائة، وهو: تفسيره الكبير، ثم لخصه في مجلد وسماه: (التلخيص).
وهكذا ذكر كحالة في «معجم المؤلفين».
وبالتالي فنسبةُ تفسيرٍ آخرَ له ثالثٍ: خطأٌ محض! وقد يدل على ذلك أيضا: أن الكواشي لم يشر في مقدمتَيْه لتفسيرَيْه المذكورَيْن إلى أن له تفسيراً آخر ثالثاً؛ وَسَطاً بين المطول والمختصر.
وقد اطلعت في المكتبة السليمانية على 50 نسخة من التفاسير التى سُجِّلَتْ باسم الكواشي، وهي نسخ جيدة وجُلُّها قريبة من عهد المؤلف، فلم أَرَ لهذا التفسير المسمى بـ «كشف الحقائق» ذكراً أبداً. وغالبُها تفسيرها المختصر الذي هو «التلخيص»، وتوجد قِطَعٌ من تفسيره المطول: «تبصرة المتذكر».
هذا ما يتعلق بتفسير «كشف الحقائق». وأما كتاب «كشف الحقائق وشرح الدقائق» الذي ذكرتموه ونسبتموه إلى الكواشي فهو لمؤلِّفٍ آخر وفي فن آخر. وقد ذكر الزركلي في «الأعلام» 4/ 125: أن لأبي بكر نجم الأسدي، عبد الله بن محمد الرازي، المفسر الصوفي المتوفى سنة 654 في بغداد كتاب: «كشف الحقائق وشرح الدقائق» في التصوف، والله أعلم. وتوجد كتب أخرى كثيرة باسم «كشف الحقائق»، ولكنها كلها خارجة عما نحن بصدده.
وأذكر أوصاف بعض نسخ التفسيرين التي وقفت عليها:
1 - التفسير المختصر
وهو المسمى بـ: التلخيص في تفسير القرآن العزيز
قال في أوله: « ... فلما رأيت الكتاب العزيز في غاية الإعجاز ونهاية الإيجاز، وأن لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بتوفيق إلهي أو بتوقيف نبوي لخصت مختصراً في تفسيره ... ». وأصله الذي اختصره منه هو «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر».
وللتلخيص نسخ كثيرة جيدة في بلادنا.
نذكر النسخ الكاملة أولا:
1. بَرْتَوْ باشا 45: كتبت سنة 685، في 325 ورقة. وهي نسخة مقابلة وخطها مقروء.
2. دُوغُومْلِي بابا 22: كتبت سنة 695، في 311 ورقة. سُجِّلَ خطأً باسم «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر».
3. فاتح 400: كتبت سنة 696 (؟)، في 418 ورقة.
4. فاتح 401: كتبت سنة 699 (679؟)، وقوبلت على نسخة مقروءة على المؤلف، في 387 ورقة.
5. شهيد علي باشا 158: كتبت سنة 700 بمدينة الموصل، في 275 ورقة، وهي نسخة جيدة.
6. فاضل أحمد باشا 135: كتبت سنة 706 في مدينة شيراز، في 450 ورقة.
7. عَمُوجَه زادَه حسين 30 - 31: كتبت سنة 712، وقوبلت وصححت على الأصل حسب الطاقة سنة 714، في مجلدين، في 285+287 ورقة.
8. حَمِيدية 110: كتبت سنة 720، في 345 ورقة. وفي آخرها قيد الإجازة وأن صاحب النسخة قرأها بإتقان. كتبه أحمد بن محمد بن أحمد التميمي الححولى (هكذا).
9. آياصوفيا 90: كتبت سنة 721 في المدرسة المستنصرية في بغداد، في 330 ورقة، وخطها جيد.
10. قِلِيجْ علي باشا 89: كتبت سنة 730، في 226 ورقة.
11. داماد إبراهيم 145: كتبت سنة 732، وهي نسخة نفيسة، في 428 ورقة.
12. قاضي زادَه محمد 39: كتبت سنة 736، عن نسخة منقولة من نسخة المؤلف، في 317 ورقة.
13. آياصوفيا 93: كتبت سنة 737، في 302 ورقة.
14. يَنِي جامع 93: وفي آخرها قيد المطالعة بتاريخ 750، في 319 ورقة.
15. فاضل أحمد باشا 136: كتبت سنة 753 بمدينة آقْسَرَايْ من بلاد الروم، في 326 ورقة.
16. فاضل أحمد باشا 137: كتبت سنة 764، في 514 ورقة. وهي نسخة مهمة جدا؛ فقد جاء في آخرها قيد المطالعة لعالم نِيكْسَارِيّ، ونِيكْسَارْ بلدة في مدينة تُوقَادْ من مُدُنِ الروم، أفاد فيه أنه لم يجد نسخاً معتمدة في بلاده، فجمع نسخاً مختلفة، فتعب إصلاحها وتصحيحها، ووضع تعليقات كثيرة على الهوامش حتى صار كحاشية على الكتاب.
وأما النسخ الناقصة:
17. يازْمَه باغِشْلَرْ (المخطوطات المُهْدات) 1114: كتبت في حياة المؤلف، سنة 673 بمدينة الموصل، في 236 ورقة. وهي الجزء الأول، بقلم أحد تلامذة المؤلف، وفي آخرها قيد السماع على المؤلف والإجازة.
18. آياصوفيا 91: كتبت سنة 692، في 246 ورقة، وهي النصف الثاني من الكتاب.
19. فاتح 406: كتبت سنة 698، في تبريز في المدرسة السلطانية، وهي الجزء الثاني من الكتاب.
20. حاجي محمود 94: كتبت سنة 705، في 328 ورقة. وهي الجزء الأول من الكتاب.
21. سليمانية 126: كتبت سنة 712، في 257 ورقة. وهي الجزء الثاني من الكتاب. سجل خطأ باسم «تبصرة المتذكر».
22. يازْمَه باغِشْلَرْ (المخطوطات المُهْدات) 17: كتبت سنة 726، في 249 ورقة، في مدينة الخليل عليه السلام. وهي الجزء الأول من الكتاب.
23. يُوزْغادْ 3: كتبت سنة 744، في 260 ورقة. وهي الجزء الثاني من الكتاب. وهي نسخة مهمة؛ منقولة من نسخة في آخرها قيد الإجازة. والمجيز يروي التفسيرين المطول والمختصر من المؤلف.
24. فاتح 403: كتبت سنة 746، في 241 ورقة. وهي الجزء الثاني من الكتاب.
25.
26. قاضي زادَه محمد 40: كتبت سنة 755، في 363 ورقة. وهي الجزء الأول من الكتاب.
27. أسعد أفندي 153: كتبت سنة 767، في 214 ورقة. وهي الجزء الأول من الكتاب.
2 - التفسير المطول
وهو الموسوم بـ: تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر
وهو أصل «التلخيص».
قال في أوله: « ... وبعد: فالعلماء يشرفون بشرف علومهم، والعلوم تشرف بشرف معلوماتها ... ووسمته بـ: «تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر» ... ».
ولم أجد لها إلا أجزاء متفرقة، وإليكم بيانها:
28. لالَه لِي 224: من أول الكتاب إلى سورة النساء، في 226 ورقة، وهي نسخة مهمة جدا، كتبت في حياة المؤلف سنة 643 بالموصل، وقرئت على المؤلف فيها، وفي آخرها إجازة المؤلف بخطها.
29. حاجي محمود أفندي 85: الجزء الأخير، في 262 ورقة، كتب سنة 748 بالموصل، نقلا من نسخة مقروءة على المؤلف.
30. خَرْبُوتْ 155: الجزء الأول إلى «وإلى ثمود أخاهم صالحا»، في 206 ورقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Dec 2008, 08:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المقالة ونرجو من السادة المنتدين الادلاء بدلائهم حول تفسير كشف الحقائق لا سيما انه يحقق الان او بدا تحقيقة بمجموعة من طلبة الدكتوراة في جامعة العلوم الاسلامية بالاردن وهو على ما يبدو تفسير كبير بحيث وزع اوله الى نهاية الجزء الثاني من سورة البقرة على ثلاثة طلاب دكتوراه
من كان عنده مزيد فائدة فلا يحرمنا منها
ـ[البهيجي]ــــــــ[12 Dec 2008, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام .... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...... كنت قد أشرت الى
تفسير التلخيص للكواشي رحمه الله تعالى في المشاركة التالية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10844&highlight=%C7%E1%C8%E5%ED%CC%ED
أرجو أن تكون قد أفادت وجزاكم الله تعالى خيرا
البهيجي
ـ[المنصور]ــــــــ[12 Dec 2008, 04:53 م]ـ
آمل النظر في المشاركة الرابعة على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=3937(/)
باب: ما تعلق من رءوس الآي بما بعده لفظا
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[02 Dec 2008, 10:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باب: ما تعلق من رءوس الآي بما بعده لفظا
مما تعلق بالجار والمجرور:
( ... كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون * في الدنيا والآخرة ... ) [البقرة: 219 - 220]. عدها المدني الأخير والكوفي والشامي.
( ... واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونه ... ) [هود: 54 - 55]. عدها الكوفي والحمصي.
( ... هو سميكم المسلمين * من قبل وفي هذا ... ) [الحج: 78]. انفرد بعدها المكي.
(وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون * من دون الله ... ) [الشعراء: 92 - 93]. عدها جميعهم إلا البصري.
(احشروا الذين ظلموا وأزوجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله ... ) [الصافات: 22 - 23]. عدها جميعهم إلا البصري.
(إذ الأغلل في أعنقهم والسلسل يسحبون * في الحميم ... ) [غافر: 71 - 72]. عدها المدني الأخير والكوفي والدمشقي.
(ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله ... ) [غافر: 73 - 74]. عدها الكوفي والشامي.
(فأعرض عن من تولى * عن ذكرنا ... ) [النجم: 29]. انفرد بعدها الشامي.
مما تعلق بمقول:
(ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون * ما لبثوا غير ساعة ... ) [الروم: 55]. انفرد بعدها المدني الأول. قد يخرج هذا الموضع من الباب باعتبار (ما لبثوا .. ) من قول ربنا - عز وجل -.
(إن هؤلاء ليقولون * إن هي إلا موتتنا الأولى ... ) [الدخان: 34 - 35]. انفرد بعدها الكوفي.
(ألا إنهم من إفكهم ليقولون * ولد الله وإنهم لكاذبون) [الصافات: 151 - 152]. عدها جميعهم.
(وإن كانوا ليقولون * لو أن عندنا ذكرا من الأولين) [الصافات: 167 - 168]. عدها جميعهم، والمدني من طريق شيبة.
مما تعلق بالمفعول:
( ... فسوف تعلمون * من يأتيه عذاب يخزيه ... ) [الزمر: 39 - 40]. انفرد بعدها الكوفي.
(أرءيت الذي ينهى * عبدا إذا صلى) [العلق: 9 - 10]. عدها جميعهم إلا الدمشقي.
مما تعلق بجواب الشرط:
(لو أن عندنا ذكرا من الأولين * لكنا عباد الله المخلصين) [الصافات: 168 - 169]. عدها جميعهم.
... لاحظ: قد يُدرج موضع من وجه دون آخر لاعتبار المعنى. وقد استفدت في ذكر خلف العدّ من أبحاث الشيخ حمدي عزت - وفقه الله -، وإن جعلت رقم الآيات بالعد الكوفي لشهرته.
... ولعل الباب أوسع مما ذكرت بكثير - كما لا يخفاكم -، فكفاني هنا إلماحة إلى بعضه. ولعل أحد الأفاضل ينشط لجمعه إحصاء ودراسة كما حث على ذلك فضيلة الدكتور مساعد الطيار - وفقه الله - في فصل عد الآي من كتابه المحرر [انظر هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13919) ] .
... ولو شاركنا مشايخنا والأخوة الكرام بإضافة، كذا نود مشاركة الدكتور مساعد لتبيين حد هذا الباب وفاصله، وما ينبغي أن يدرج فيه من المتعلقات اللفظية - من المرفوعات والمنصوبات والتوابع وغيرها -، وكذا ما ينبغي أن يخرج منه لاعتبارات، والموقف من اسم الموصول والبدل وغيرهما. جزاكم الله خيرا وبارك بكم.
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:41 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Dec 2008, 09:22 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الأخ الفاضل: {حسين بن محمد}
بارك الله فيك و نفع بعلمك، و شكرا لك على هذا البحث الطريف المفيد. و نطلب من مثله المزيد إن شاء الله.
و حبذا لو تفضلت بذكر المراجع المعتمدة في تحديد الآيات و أصحاب العدد.
و شكرا لك.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2008, 10:05 ص]ـ
جزانا الله وإياكم أخي (سيف التوحيد) ..
وبارك الله بك شيخنا الحسن على مروركم.
أما المواضع التي ذكرتُ، فقد جمعتها بالاستقراء، ولا أعلم مرجعا أو بحثا جمعها، وذلك بغيتي من الموضوع. وقد استفدت في ذكر خلف العد من أبحاث شيخنا حمدي عزت - وفقه الله - كما ذكرت ذلك أعلاه. ولا تتردد بارك الله بك إن لاحظت شيئا، فأخوك الصغير محدثك ليس له في العلم ناقة ولا جمل، نفعنا الله بعلمك.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Dec 2008, 04:24 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأستاذ الفاضل: حسين بن محمد.
هنيئا لملتقى أهل التفسير بباحث من عيارك ... و نفع الله بك.
و كل التقدير و الإمتنان للشيخ الأستاذ الدكتور مساعد الطيار، حفظه الله و رعاه، على إرشاداته و نصائحه و توجيهاته، و هو العارف بكتاب الله و مختلف علومه ... فهذه و الحمد لله أولى نتائج دعوته، و ستتلوها إن شاء الله أبحاث و دراسات ليقول فيها كلمته و يبين لطلاب العلم و عموم قراء المصحف الشريف ما ينبغي أن يُعلم و يُعرف عن هذه الآيات و مثيلاتها، بمشاركة إخوانه و زملائه المتخصصين من أهل الذكر، و هم كثر بهذا الملتقى المبارك. و لله الحمد.
و بالنسبة لتحديد العادّين لرؤوس هذه الآيات المذكورة في البحث، فإني نظرت و تتبعت جميع ما نقل البحاثة حسين بن محمد عن شيخنا و أستاذنا حمدي عزت، و قارنته بما دونتُ في كتابي " الميزان في عد آي القرآن "، ففرحت كثيرا لتوافق المعلومات في المرجعين. و حمدت الله لي و لك و لشيخنا على توفيقه و هدايته لنا.
بارك الله فيك أخي الصغير ـ بل ولدي إن سمحت ـ على هذا البحث القيم، و هو و الحمد لله و له الشكر، تزكية لما سبق و قلت عن جداول دراسة الشيخ الأستاذ الدكتور حمدي عزت بارك الله في عمره، و جزاه أوفر الجزاء و أجزله، بأنها دراسات من أوثق ما اطلعت عليه في هذا العلم.
...
و عودة إلى البحث لأقول:
هناك ملاحظات جد بسيطة في الشكل و ليس المضمون، و هي:
* ـ في باب: ما تعلق من رؤوس الآي بما بعده لفظا.
ـ الرقم 220 ـ 219 بالنسبة للفاصلة {تتفكرون} في سورة {البقرة}، و الصواب: 219 ـ 220
ـ الرقم 93 ـ 92 بالنسبة للفاصلة {تعبدون} في سورة {الشعراء}، و الصواب: 92 ـ 93.
ـ الرقم 23 ـ 22 بالنسبة للفاصلة {يعبدون} في سورة {الصافات}، و الصواب: 22 ـ 23.
* ـ في باب: مما تعلق بمقول.
ـ ينظر ترتيب السور حسب أرقامها: 30 {الروم}، ثم 37 {الصافات}، ثم 44 {الدخان}.
و سؤالي هو: هل نظرت في كل السور، حفظك الله و رعاك؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[05 Dec 2008, 03:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الحسن على حسن ظنكم بي، ولست بحاثة ولا شيء، بل ولا حتى طالب علم فالح، جعلني الله عند حسن ظنكم وسترنا الله وإياكم وغفر لنا ولكم وعفا عنا وعنكم، اللهم آمين.
وجزاكم الله خيرا على تفضلكم بتتبع المواطن، وتصحيحكم لترتيب السور. زادكم الله علما وفضلا.
وفيما يخص أرقام الآيات، بدا لي أنها ظهرت لديكم مقلوبة، ولست أراها كذلك، فلعل ذلك لاختلاف المتصفح - مثلا - أو نظام التشغيل أو غير ذلك من العوامل التقنية، وقد رأيت المشاركة من نظامي ( Windows ) و ( Linux ) فوجدتها مضبوطة، كذا تصفحت بـ ( Explorer ) و ( FireFox ) وفي كل سلمية. فلا أدري أين تكمن المشكلة، فجزاكم الله خيرا على حرصكم على تصحيح ذلك. ولعل سلوانا فطنة القراء - حفظهم الله -.
وقد أجبت عن سؤالكم في مشاركتي الأولى وأكدت على قولي أن ذلك لا يعد بحثا، وأنه لا يعدو إلماحة ولفت نظر إلى هذا الباب الذي نبه عليه فضيلة الدكتور مساعد الطيار - حفظه الله - قبلُ، وما قصدت إحصاء، ربما هو أوسع مما ذكرت بكثير، إنما الإحصاء بعد الوقوف على حد هذا الباب وما ينبغي أن يدخل فيه من المتعلقات اللفظية، ثم ليس أمره يقف على مجرد الإحصاء، إنما الأمر بدراسة هذي المواضع دراسة متأنية في ظل علوم العد والتفسير والبلاغة والوقف والابتداء، ليكون للبحث وقتها إضافة - كما لا يخفاكم - في ميدان البحث العلمي، وأسأل الله أن ينهض لذلك من هو أهله من الفضلاء.
وقد شرفني اهتمامكم بهذي المشاركة المتواضعة، والتي أسأل الله أن ينفع بها. اللهم آمين.(/)
نقاش حول بعض التفاسير المعاصرة
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[03 Dec 2008, 01:47 ص]ـ
كتبت هذاالموضوع حتى يقوم مشائخنا الكرام بتعريف ببعض التفاسير المعاصرة حتى يقوم الطلاب بالإستفادة منها وأتمنى من الجميع المشاركة ونبدأ حتى يكون هناك مشاركة من المشائخ الكرام ولعلنا من هذا الموقع نبدأ بكتابة عن التفاسير ويكون هناك فائدة معلافة أكبر قدر من التفاسير وجزاكم الله خير:
1 - تفسير المصباح المنير: الشيخ الدكتور: وهبة الزحيلي. التعليق:
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[19 Dec 2008, 01:02 ص]ـ
تفسير المصباح المنير ((1))
هذا التفسير أعتمد الشيخ فيه حفظه الله على جانب اللغوي والجانب والبلاغي ويذكر فيه بعض المسائل الفقهية وتستطيع أن تقول هذا التفسير يغلب عليه جانب من تفسير كلا من روح البيان في الجانب الروحي وفي التفسيرالفقهي يأخذ من تفسير القرطبي والشيخ يغلب عليه الفقه كما هو معروف في هذا الجانب فلو نظرنا في مؤلفات الشيخ أكثرها في هذا الجانب وهو بحق تفسير جميل من التفاسير المعاصرة ونقل الشيخ عن بعض التفاسير المتقدمة كثيرا لكن الشيخ المعهود عنه الجانب الفقهي , ولهذا من أراد إقتناء التفسير فالأفضل له إستشارة مشائخنا الكرام وجزاكم الله خير.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[19 Dec 2008, 07:02 ص]ـ
؟؟؟؟
إن كنت أخي متخصصاً فهذا الطرح لا يليق بك ولا بمستوى الملتقى
وإذا كنت غير ذلك فاقتصر على السؤال، أو انقل بدقة وإتقان
بارك الله فيك
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[19 Dec 2008, 11:16 م]ـ
جزاك الله خيرشيخنا الكريم , وأحببت أن أنقل لك هذا الكلام لم أخذه من عندي إنما نقلته وهو كلام مختصر جدا عن حال الكتاب , والشيخ إذا رجعت إلى تفسيره يبين ذلك في تفسيره ونتمنى منكم أن تفيدونا وتشاركونا في ذلك وجزاكم الله خير وعلى العموم هذا الكلام نقلته بارك الله فيكم.
لا يليق بك ولا بمستوى الملتقى: وإذا كان هناك نصيحة فيليت أن تكون عبارة عن رسالة خاصة بارك الله فيك.(/)
مفاتح الغيب - بسام جرار
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Dec 2008, 11:06 م]ـ
مفاتح الغيب
بسام جرار - مركز نون
جاء في الآية 59 من سورة الأنعام:" وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ ... "، فللغيب مفاتيح، هذا إذا كانت مَفاتح جَمعُ مِفْتَح، وهي الآلة التي يُفتح بها ما أُغلق. وللغيب مخازن، هذا إذا كانت مَفاتح جمع مَفْتَح، وهو المَخزن الذي توضع فيه الأشياء النفيسة ويُفتح عند الحاجة. وعليه يكون المعنى: أنّ مخازن الغيب ومفاتيحها هي مما استأثر الخالق سبحانه بعلمه.
وكان يمكن أن ننتهي عند هذا المعنى لولا ما صحّ عند البخاري وغيره من قول الرسول، صلى الله عليه وسلم:" مفاتح الغيب خمس: إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ، وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ، وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَام، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ". واللافت هنا أنّ الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد تلا الآية 34 من سورة لقمان، والتي هي خاتمة السورة. وهذا يعني أنّ خاتمة سورة لقمان هي تفسير لمطلع الآية 59 من سورة الأنعام.
وعليه فقد بات معلوماً أن مفاتح الغيب هي: الساعة، والمطر الذي هو غيث، وما يكون في الأرحام، والزمن المستقبلي، والموت. وهذه الخمس إما أن تكون مفاتيح توصل إلى الغيوب وتَفتحُ عن المُغيَّبات، وإما أن تكون هي مخازن للغيوب. والمعنى الأول هو الظاهر.
إذا عرفنا هذا بات من الممكن أن يكون المقصود بمفاتح الغيب الأمور التي عندها تظهر الأمور المُقدّرة في عالم الغيب، أي الأمور التي تكون المفاتيح لظهور عالم القَدَر بعد أن كان غيباً في عالم القضاء. وإليك تفصيل ذلك:
الساعة: عندما تأتي الساعة وتقع وتتجلى للناس، تبدأ أسرار هذا العالم الجديد بالظهور بعد أن كانت غيباً خاصاً بهذا العالم. أي أنّ وقوع الساعة كان المفتاح الذي لا بد منه لتجلّي هذه الغيوب.
نزول المطر الذي هو غيث: هناك غيوب تتعلق بعالم الحياة يكون الغيثُ مفتاحاً لظهورها، كما هو الأمر بظهور النبات، بعد أن كان غيباً، عند توفر مفتاحه والذي هو الغيث.
ما في الأرحام: وهناك غيوب تتعلق بعالم الأحياء مفتاحها ما يستقر في الأرحام، كما هو الأمر في الأجيال البشريّة التي هي من الغيوب ولا تظهر حتى تتوافر مفاتيحها، والتي هي ما يستقر في الأرحام.
ما يقع في الزمن المستقبل: وهناك غيوب لا تظهر حتى يمر الزمن. فكل زمن يكون مفتاحاً لغيوب مقدّرة.
الموت: الموت مفتاح لما بعده من الغيوب في عالم البرزخ حتى تقوم الساعة.
هذه المفاتح الخمس لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؛ فالساعة من الغيوب التي استأثر الله تعالى بعلمه. ونزول الغيث بكل قطراته ومواقع القطرات وزمن وقوعها وآثار ذلك ونتائجه، غيب لا يعلمه إلا من كان مطلق العلم سبحانه. وأما ما يستقر في عالم الأرحام بكل تفاصيله واحتمالاته وظروفه ونتائجه، فلا يلمّ بشموله إلا علام الغيوب. وأما ما يُخبّئه مستقبل الزمان وما يُحدثه مرور الوقت، فلا يعلمه إلا من قَضى وقَدّر. وأما المواقع التي يَحدُث عندها الموت فَوِفق ما قضى به سبحانه وتعالى، فيتولاه المَلَك الذي وكّلَ به.
أما ما يَتَحصّلُ للبشر من علم جُزئيٍّ ببعض هذه المُغيّبات؛ فإما أن يكون بإخبار الوحي، أو بالرؤيا الصادقة، أو بالإلهام، أو بمقدمات تُشير وتُعلِن فتصدق أو لا تصدق.(/)
كيف أتعامل مع الأحاديث التي لا أجد لها تخريجا؟
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[04 Dec 2008, 12:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال بخصوص تخريج الأحاديث النبوية
أغلب الأحاديث يمكن تخريجها عن طريق كتب الشيخ الألباني رحمه الله إما عن طريق الموقع أو البرامج.
لكن أحيانا كثيرة اضطر للاستشهاد بأحاديث أجدها في كتب اللغة ولا أجد لها تخريج، وأكثرها في كتب الغريب.
السؤال: هل هناك طريقة علمية لتخريج تلك الأحاديث، وهل يكفي الإشارة إلى أنها أثر،
فأسلم بالتالي من إثم إسنادها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعذر من تخريجها؟
كيف أتعامل مع أحاديث احتاجها للاستشهاد لكلمات معينة،ومعاني معينة، ولا أجد لها تخريج، علما بأن الموضوع رسالة ماجستير ..
أرجو الإجابة على تساؤلي ولكم مني جزيل الشكر
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Dec 2008, 02:22 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
يمكنك الإستعانة بهذا الموقع الموثق، و مقارنة النتائج المحصل عليها بما هو مسطر في المراجع المعتمدة.
و الموقع هو " الموسوعةالحديثية ـ تيسير الوصول إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه و سلم ـ
و الرابط هو:
http://www.dorar.net/enc/hadith
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[04 Dec 2008, 03:49 ص]ـ
تحية للأخ حسين من أخيه حسين:) .. بارك الله بك ونفع ..
اجمع ما أشكل عليك، وافتح له موضوعا ولن يتأخر مشايخنا - إن شاء الله - بهذا المتلقى الطيب.
ودونك ملتقى أهل الحديث - لا تنسه - فهو متلقى لكثير من العلماء والمشايخ الفضلاء من أهل الحديث وطلبته.
ولا تفوتنك الموسوعة الشاملة والتي أصبحت من أهم زاد كل باحث وطالب علم [كنز وأي كنز].
وجزى الله خيرا شيخنا الحسن أن دلك على موقع الدرر السنية وأشار إليك به، فهو موقع ثقة يغنيك عن كثير مما سواه، وغالبا لن تعدم ما تريد به بإذن الله.
ونصيحة - بارك الله بك -: لا تتهاون أبدا في إيراد أي حديث برسالتك حتى ولو رأيت معناه صحيحا .. لا بد من الإسناد والتخريج والتحقيق فهذا شرف وأي شرف.
والحمد لله .. لا حجة لنا بعد كل هذا الخير من وسائل المعرفة والتواصل مع أهل العلم.
وفقك الله ويسر لك كل عسير، وألهمك الصواب وبصرنا وإياك الحق أين كان .. اللهم آمين.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Dec 2008, 08:05 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
سلام تحية و تقدير من " الحسن " إلى " الحسيْنيْن"
و هذا موقع " دليل سلطان " لجل المواقع الإسلامية العربية، و فيه من كنوز العلم و المعرفة ما لا غنى عنه لطالبها ...
http://www.sultan.org/a/
و الحمد لله الذي سخر لنا هذا.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[06 Dec 2008, 02:49 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أحبتي الكرام.
وبالنسبة للموقع أطلعت عليه واستفدت منه كثيرا، لكن لم أجد فيه بعض الأحاديث.
سوف أجمع تلك الأحاديث وأضعها هنا، ولا أستغني عن مساعدتكم، والله يرعاكم.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[06 Dec 2008, 03:43 ص]ـ
أخوتي الأجلاء، لم أجد تخريجا للأحاديث لافي الموسوعة الشاملة ولا في موقع الدرر السنية.
الأحاديث في موضوع جديد هذا رابطه
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=67002#post67002
جزاكم الله خيرا(/)
التعريف بالأضواء للشيخ الشنقيطي رحمه الله
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[05 Dec 2008, 12:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذه خطاطة تعريفية بتفسير أضواء البيان للشيخ الشنقيطي رحمه الله، أتمنى أن تروق رواد الملتقى وأن تكون لبنة من لبنات مشروع التعريف بالكتب وخصوصا كتب التفسير، مادة هذا الملتقى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2008, 02:50 م]ـ
فكرة جميلة وليتها تصنع في بقية التعريف بالكتب، وفقك الله ونفع بك.
ـ[ abasuoni] ــــــــ[05 Dec 2008, 08:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم(/)
حمل أسئلة بيانية في القرآن الكريم للدكتور فاضل صالح السامرائي
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[06 Dec 2008, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هذا:
بطاقة الكتاب:
أسئلة بيانية في القرآن الكريم.
المؤلف: أ. د. فاضل صالح السامرائي.
دار النشر: مكتبة الصحابة.
البلد:الإمارات - الشارقة.
الطبعة: الأولى.
سنة الطبع: 1249 هـ - 2008م.
عدد الأجزاء: 1.
ملاحظات: رفعه أخوكم في الله " أبو تميم عدنان ".
"وفقه الله لعمل الخير , ورفع مقامه في الدارين"
ولا تنسونا من الدعاء ...
تفضل رعاك الباري:
من المرفقات ..
يقول طه: الموضوع الأصلى من ملتقى أهل الحديث و العمل الوحيد الذى قمت به هو تحميل الكتاب ثم إعادة رفعه مرة أخرى فى المرفقات و لا تنسونى من دعائكم الصالح ..
الموضوع الأصلى:
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155599
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[06 Dec 2008, 02:05 ص]ـ
الملف المرفق
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[06 Dec 2008, 04:04 ص]ـ
بارك الله فيكم.
بعد محاولة وتحايل على المتصفح لاستخلاص رابط مباشر؛ نجحت ولله الحمد:
http://ia310840.us.archive.org/attac...n%2Faselah.pdf
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[08 Dec 2008, 05:54 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[مني لملوم]ــــــــ[25 Nov 2010, 10:18 م]ـ
جزاك الله الفردوس الأعلي(/)
بلاغة الكلمة في التعبير القرآني ل أ. د. فاضل صالح السامرائي
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[06 Dec 2008, 02:52 ص]ـ
بلاغة الكلمة في التعبير القرآني.
أ. د. فاضل صالح السامرائي.
شركة العاتك للنشر.
القاهرة - مصر.
الطبعة الثانية 2006 م.
رفعه أخوكم في الله أبو تميم وفقه اله لكل خير وتقبل منه , وغفر له ولوالديه.
حمل من المرفقات:
رابط الموضوع الأصلى من ملتقى أهل الحديث ..
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[06 Dec 2008, 04:02 ص]ـ
أحسنت، وبارك الله فيك.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[08 Dec 2008, 05:54 م]ـ
و فيك بارك.
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[06 Jul 2009, 06:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخانا الكريم
ونرجو المزيد من كتب هذا العلم الفاضل(/)
أحاديث تحتاج إلى تخريج ...
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[06 Dec 2008, 03:40 ص]ـ
هذي الأحاديث وردت في كتب اللغة مسندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد لها تخريجا في موقع الدرر السنية، واحترت في الاستشهاد بها، أرجو المساعدة في تخريجها ولكم جزيل الشكر.
الأحاديث:
*فتباك الناس عليه
*ما يوجد في آرام الجاهلية وخربها فيه الخمس
*أكل كتفا مهرته
*أن رجلا آتاه الله مالا فلم يبتئر فيه خيرا
*اغتسلي من ثلاثة أبؤر يمد بعضها بعضا
*أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغ سدرة المنتهى جاءه الرفرف،
*وَيْل للعَرَب مِنْ شَرَ قَد اقْتَرَب وَيْلٌ للزِّرْبِيَّة
*أربع عيون في الجنة عينان تجريان من تحت العرش
*مَثَلُ قُرَّاء هذا الزَّمانِ كمَثَلِ غَنَمٍ ضَوائِنَ ذاتِ صُوفٍ عِجَافٍ
*وفِي أَشْفارِهِ عَطَفٌ (أم معبد)
*إنما هما النجدان نجد الخير ونجد الشر ولا يكون نجد الشر أحب إلى أحدكم من نجد الخير
*لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين برداً وسلاماً كما كانت على إبراهيم.
*وَلَنَا مِنْ دِفْئِهِمْ وَصِرَامِهِمْ ما سَلَّمُوا بالمِيثاقِ والأَمَانَة
*أتاني جبريل لدلوك الشمس حين زالت فصلى بي الظهر
*كان يسرد الصوم سردا
*فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا
*يلوذ به الهلاك
*ولا تجعل القرآن بنا ما حلا
*ما لعيالي هارب ولا قارب
*لعن الله السالقة
*ليس منا من سلق أو حلق
*لا يجعل الله تعالى من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له
*فاصطكوا بالسيوف
*إن الله عز وجل لم يلعن قوما قط فمسخهم فكان لهم نسل
*لما رأى الشمس قد وقبت قال هذا حين حلها
*اكلأ لنا وقتنا
*لا تمطوا بآمين
*من يحشر راعيان من مزينة يريدان المدينة ينعقان بغنمهما
*أَقْلِعُوا عن المَعَاصِي قبْلَ أَنْ يَأَخُذَكُمُ الله"
*لا يخضد شجرها
أرجو المساعدة، ولكم جزيل الشكر ..
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[06 Dec 2008, 03:46 ص]ـ
كانت البداية: .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال بخصوص تخريج الأحاديث النبوية
أغلب الأحاديث يمكن تخريجها عن طريق كتب الشيخ الألباني رحمه الله إما عن طريق الموقع أو الموسوعة الشاملة.
لكن أحيانا كثيرة اضطر للاستشهاد بأحاديث أجدها في كتب اللغة ولا أجد لها تخريج.
السؤال: هل هناك طريقة علمية لتخريج تلك الأحاديث، وهل يكفي الإشارة إلى أنها أثر،
فأسلم بالتالي من إثم إسنادها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وأعذر من تخريجها؟
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[06 Dec 2008, 09:35 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أكتب كل حديث بين " مزدوجتين " في محرك (غوغل google) ، و ابحث.
مثال:
" فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا "
و ستحصل على أكثر من ألف صفحة بالشبكة.
و الحديث في الصحيحين!!!
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[07 Dec 2008, 12:57 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الكريم.
يبقى السؤال:
ماذا أفعل إذا لم أجد للحديث تخريجا؟؟؟؟(/)
من معاني العيد
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[06 Dec 2008, 01:43 م]ـ
من معاني العيد
العيد مظهرٌ من مظاهر الدين، وشعيرة من شعائره المعظمة التي تنطوي على حِكَمٍ عظيمة، ومعانٍ جليلة، وأسرار بديعة لا تعرفها الأممُ في شتى أعيادها.
فالعيد في معناه الديني: شكرٌ لله على تمام العبادة، لا يقولها المؤمن بلسانه فحسب؛ ولكنها تعتلجُ في سرائره رضاً واطمئناناً، وتنبلج في علانيته فرحاً وابتهاجاً، وتُسفر بين نفوس المؤمنين بالبشر والأنس والطلاقة، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة.
والعيد في معناه الإنساني: يومٌ تلتقي فيه قوةُ الغنيِّ، وضعفُ الفقير على محبةٍ ورحمةٍ وعدالةٍ من وحي السماء، عُنْوانُها الزكاةُ، والإحسانُ، والتَّوسعةُ.
يتجلى العيدُ على الغني المُتْرَف: فينسى تُعَلُّقَه بالمال، وينزل من عليائهِ متواضعاً للحقِّ وللخلق، ويذكرُ أن كلَّ مَنْ حوله إخوانُه وأعوانُه؛ فيمحو إساءَة عامٍ، بإحسان يومٍ.
ويتجلى العيد على الفقير المُتْرَب: فيطرح همومَه، ويسمو من أفق كانت تصوره له أحلامُه، وينسى مكارهَ العام ومتاعِبَه، وتمحو بشاشةُ العيد آثارَ الحقد والتبرّم من نفسه، وتنهزمُ لديه دواعي اليأسِ على حين تنتصر بواعثُ الرجاء.
والعيد في معناه النفسي: حدٌ فاصلٌ بين تقييدٍ تخضع له النفسُ، وتَسكُنُ إليه الجوارحُ، وبين انطلاقٍ تنفتح له اللهواتُ، وتتنبَّه له الشهوات.
والعيد في معناه الزمني: قطعةٌ من الزمن؛ خُصِّصَت لنسيان الهموم، واطِّراح الكُلَف، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة.
والعيد في معناه الاجتماعي: يومُ الأطفالِ يفيض عليهم بالفرح والمرح، ويوم الفقراءِ يلقاهم باليسر والسعة، ويومُ الأرحامِ يجمعها على البر والصلة، ويومُ المسلمينَ يجمعهم على التسامح والتزاور، ويومُ الأصدقاءِ يجدد فيهم أواصرَ الحب، ودواعي القرب، ويومُ النفوس الكريمة تتناسى أضغانها؛ فتجتمع بعد افتراق، وتتصافى بعد كدر، وتتصافح بعد انقباض.
وفي هذا كله: تجديدٌ للرابطة الاجتماعية على أقوى ما تكون من الحب، والوفاء، والإخاء.
وفيه أروعُ ما يُضْفي على القلوب من الأنس، وعلى النفوس من البهجة، وعلى الأجسام من الراحة.
وفيه من المغزى الاجتماعي - أيضاً - تذكيرٌ لأبناء المجتمع بحق الضعفاء والعاجزين؛ حتى تشمل الفرحةُ بالعيد كلَّ بيتٍ، وتعمَّ النعمةُ كلَّ أسرة.
وإلى هذا المعنى الاجتماعي: يرمُزُ تشريعُ صدقةِ الفِطْر في عيد الفطر، ونحر الأضاحي في عيد الأضحى؛ فإن في تقديم ذلك قبل العيد، أو في أيّامه إطلاقاً للأيدي الخيّرة في مجال الخير؛ فلا تشرق شمسُ العيدِ إلا والبسمةُ تعلو كلَّ شفاهٍ، والبهجةُ تغمرُ كلَّ قلبٍ.
في العيد: يَسْتَروِحُ الأشقياءُ ريحَ السعادةِ، ويتنفّسُ المختنقون في جوٍّ من السَّعة، وفيه يذوق المُعْدَمون طيبات الرزق، ويتَنَعَّم الواجدون بأطايبه.
في العيد: تُسلسُ النفوسُ الجامحةُ قيادَها إلى الخير، وتَهُشُّ النفوسُ الكزَّةُ إلى الإحسان.
في العيد: أحكامٌ تَقْمَعُ الهوى، من ورائها حِكَمٌ تُغَذِّي العقل، ومن تحتها أسرارٌ تُصَفِّي النفس، ومن بين يديها ذكرياتٌ تُثمر التأسِّي في الحق والخير، وفي طيِّها عِبَرٌ تُجلِّي الحقائق، وموازينُ تقيم العدل بين الأصناف المتفاوتة بين البشر، ومقاصدُ سديدةٌ في حفظ الوَحْدة، وإصلاح الشأن، ودروسٌ تطبيقيةٌ عالية في التضحية، والإيثار، والمحبة.
في العيد: تظهر فضيلةُ الإخلاص مُستَعْلِنَةً للجميع، ويُهْدي الناسُ بعضُهم إلى بعض هدايا القلوبِ المُخلصَةِ المُحبَّة، وكأنما العيد روح الأسرة الواحدة في الأمة كلها.
في العيد: تَتَّسِعُ روحُ الجوارِ وتمتد، حتى يرجعَ البلدُ العظيم وكأنه لأهله دارٌ واحدة يتحقق فيها الإخاءُ بمعناه العملي.
في العيد: تنطلق السجايا على فطرتها، وتبرز العواطف والميول على حقيقتها.
العيد في الإسلام: سكينةٌ ووقارٌ، وتعظيمٌ للواحد القهار، وبعدٌ عن أسباب الهلكة ودخول النار.
والعيد مع ذلك كله: ميدان استباق إلى الخيرات، ومجال منافسة في المَكْرُمَات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على عظم شأن العيد أن الإسلام قرن كلَّ واحدٍ من عيديه العظيمين؛ بشعيرة من شعائره العامة التي لها جلالُها الخطير في الروحانيات، ولها خَطَرُها الجليل في الاجتماعيات، ولها ريحُها الهابَّةُ بالخير، والإحسان، والبر، والرحمة، ولها أثرها العميق في التربية الفردية والجماعية، التي لا تكون الأمةُ صالحةً للوجود، نافعةً في الوجود - إلا بها.
هاتان الشعيرتان هما: شهر رمضان؛ الذي جاء عيدُ الفطر مِسْكَ ختامِه، وكلمةَ الشكر على تمامه، والحجُّ؛ الذي كان عيدُ الأضحى بعضَ أيامه، والظَّرْفَ المُوعِي لمعظم أحكامه.
فهذا الربط الإلهي بين العيدين، وبين هاتين الشعيرتين كافٍ في الحكم عليهما، وكاشفٌ عن وجه الحقيقة فيهما، وأنهما عيدان دِينيَّان بكل ما شُرع فيهما من سنن، بل حتى ما نَدب إليه الدينُ فيهما من أمورٍ ظاهرُها أنها دنيوية كالتجمّل، والتحلِّي، والتطيُّب، والتوسعة على العيال، وإِلطاف الضيوف، والمرح، واختيار المناعم والأطايب، واللهو مما لا يخرج إلى حدِّ السرف، والتَّغالي، والتفاخر المذموم؛ فهذه الأمور المباحة داخلة في الطاعات إذا حسُنت النية؛ فمن محاسن الإسلام أن المباحات إذا حسُنت فيها النيةُ، وأُريدَ بها تَحَقُّقُ حِكمةِ الله، أو شُكر نعمته - انقلبت قربات؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك".
كِلا طرفي العيد: في معناه الإسلامي جمالٌ، وجلالٌ، وتمامٌ وكمالٌ، وربطٌ واتصالٌ، وبشاشةٌ تُخالط القلوب، واطمئنانٌ يلازم الجنوب، وبسطٌ وانشراحٌ، وهجرٌ للهموم واطِّراح، وكأنه شبابٌ وخَطَتْهُ النُّضْرةُ، أو غُصْنٌ عاوده الربيع؛ فوخَزَتْهُ الخُضْرَةُ.
وليس السرُّ في العيد: يومَهُ الذي يبتدئُ بطلوع الشمس وينتهي بغروبها، وإنما السرُّ فيما يَعْمُرُ ذلك اليومَ من أعمال، وما يَغْمُرُه من إحسان وأفضال، وما يغشى النفوسَ المستعدَّةَ للخير فيه من سموٍّ وكمال؛ فالعيد إنما هو المعنى الذي يكون في العيد, لا اليومُ نفسُهُ.
هذه بعض معاني العيد: كما نفهمها من الإسلام، وكما يحقِّقُها المسلمون الصادقون؛ فأين نحن اليوم من هذه الأعياد؟ وأين هذه الأعياد منا؟ وما نصيبنا من هذه المعاني؟ وأين آثار العبادةِ من آثار العادة في أعيادنا؟
إن مما يُؤسَف عليه أن بعض المسلمين جَرَّدوا هذه الأعياد من حِليتها الدينية، وعَطَّلوها عن معانيها الروحية الفوارة التي كانت تفيض على النفوس بالبهجة، مع تَجَهُّم الأحداث، وبالبشر مع شدة الأحوال؛ فأصبح بعض المسلمين - وإن شئت فقل: كثير منهم - يَلْقَون أعيادهم بهممٍ فاترة، وحِسٍّ بليد، وشعور بارد، وأسرَّةٍ عابسة، حتى لكأنَّ العيد عملية تجارية تَتْبَعُ الخِصبَ والجَدَّ، وتتأثر بالعسر واليسر، والنَّفاق والكساد، لا صبغة روحيَّة تؤثِّر ولا تتأثَّر.
ولئن كان من حق العيد أن نَبْهَج به ونفرح، وكان من حقِّنا أن نتبادل به التهاني، ونطّرح الهموم، ونتهادى البشائر - فإن حقوقَ إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تتقاضى أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونُعْنَى بقضاياهم ونهتم؛ فالمجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد، إلى أرفع ذروة، ويمتد شعوره الإنساني إلى أبعد مدى، وذلك حين يبدو في العيد متماسكاً متعاوناً متراحماً، حتى لَيَخْفِقُ فيه كل قلب بالحب، والبر، والرحمة، ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات.
ولا يراد من ذلك تَذْراف الدموع، ولبس ثياب الحداد في العيد، ولا يراد منه -أيضاً- أن يعتكف الإنسان المرزوء بفقد حبيب أو قريب، ولا أن يمتنع عن الطعام، كما يفعل الصائم.
وإنما يراد من ذلك أن تظهر أعيادُنا بمظهر الأمة الواعية؛ التي تلزم الاعتدال في سرَّائها وضرَّائها؛ فلا يَحُوْلُ احتفاؤها بالعيد دون الشعور بمصائبها التي يرزح تحتها فريقٌ من أبنائها.
ويراد من ذلك أن نقتصد في مرحنا وإنفاقنا؛ لنوفِّر من ذلك ما تحتاج إليه أمتنا في صراعها المرير الدامي.
ويراد من ذلك - أيضاً - أن نشعر بالإخاء قوياً في أيام العيد؛ فيبدو علينا في أحاديثنا عن نكبات إخواننا وجهادهم ما يقوي العزائم، ويشحذ الهمم، ويبسط الأيدي بالبذل، ويطلق الألسنة بالدعاء - فهذا هو الحزن المجدي، الذي يُترجَم إلى عمل واقعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
أيها المسلم المستبشر بالعيد: لا شك أنك تستعد أو قد استعددت للعيد أباً كنت، أو أمّاً، أو شاباً، أو فتاةً، ولا ريب أنك قد أخذت أُهْبَتَك لكل ما يستلزمه العيد من لباس، وطعام ونحوه؛ فأضف إلى ذلك استعداداً تنالُ به شُكوراً، وتزداد به صحيفتُك نوراً، استعداداً هو أكرم عند الله، وأجدر في نظر الأُخوَّة والمروءة.
ألا وهو استعدادك للتفريج عن كربة من حولك من البؤساء والمعدَمِين، من جيران، أو أقربين أو نحوهم؛ فتِّشْ عن هؤلاء، وسَلْ عن حاجاتهم، وبادر في إدخال السرور إلى قلوبهم، وإن لم يُسْعِدْكَ المال؛ فلا أقل من أن يُسعدَك المقالُ بالكلمة الطيبة، والابتسامة الحانية، والخفقة الطاهرة.
وتذكَّر صبيحةَ العيد، وأنت تقبل على والديك، وتأنس بزوجك، وإخوانك وأولادك، وأحبابك، وأقربائك؛ فيجتمع الشمل على الطعام اللذيذ، والشراب الطيب، تذكَّر يتامى لا يجدون في تلك الصبيحة حنانَ الأب، وأيامى قد فقدن ابتسامةَ الزوج، وآباءً وأمهاتٍ حُرموا أولادهم، وجموعاً كاثرة من إخوانك شردهم الطغيان، ومزقهم كلَّ ممزق؛ فإذا هم بالعيد يشرقون بالدمع، ويكتوون بالنار، ويفقدون طعم الراحة والاستقرار.
وتذكر في العيد وأنت تأوي إلى ظلك الظليل، ومنزلك الواسع، وفراشك الوثير تذكَّر إخواناً لك يفترشون الغبراء، ويلتحفون الخضراء، ويتضورون في العراء، واستحضر أنك حين تأسو جراحهم، وتسعى لسدِّ حاجتهم أنك إنما تسدّ حاجتك، وتأسو جراحك [وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ] (التوبة:71)، و [وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُمْ] (البقرة:272)، و [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ] (فصلت:46)، و"من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، "ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"، و"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".
وإليك أيها القارئ الكريم هذه الكلمات حول العيد، وقد رَقَمَتْها يراعةُ الإمام الأديب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي - يرحمه الله -.
وهذه الكلمات مبثوثة في صفحات متفرقة, وأجزاء مختلفة من كتاب (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي)، وقد أحببت أن يقف القارئُ على تلك الكلمات؛ لما فيها من الحديث عن العيد، ومعانيه، وعن حال الأمة الإسلامية في العيد، ومع العيد حتى لكأنه يتحدث عن حال المسلمين اليوم، مع أنه قد كتب تلك المقالات منذ ما يزيد على خمسين عاماً.
وسيلاحظ القارئ في هذه الكلمات روعةَ البيان، والغيرةَ الصادقة، والسَّبْر، والتحليل، والمتابعة الدقيقة، والنظرة الفاحصة لأحوال المسلمين، والأسى العميق الذي كان يعتلج في قلب الكاتب، بسبب ما آلت إليه أحوال المسلمين، فمِمَّا قاله -رحمه الله- في عيد الأضحى: "إن تفاخرت الأيام ذوات الشِّيات والمياسم، والمواكب والمواسم؛ فيومُك الأغرُّ المُشَهَّرُ، وإن أتت الأيام بمن لهم فيها ذكر الرجال، وبمن شرفها بنسبة من الأبطال جئت بإبراهيم، وإبراهيمُ آدم النُّبُوَّة بعد آدم البُنُوَّة، وبإسماعيل سامِكِ البَنِيَّةِ القوراء، وعامر الحَنِيَّةِ القفراء، رمز التضحية والفداء، وناسل العديد الطيب من النجيبات والنجباء.
وبمحمدٍ لَبِنَةِ التمام، ومسك الختام، ورسول السلام وكفى، وإن جاءت الأيام بما أُثِر فيها من رموز، ونُثِر فيها من كنوز جئت بالشعائر المأثورة، والنذر المنذورة، وجئت بالهدي يتهادى، والبُدْنِ تَتَعَادى، وجئت بالفدية والكفارة، والتجرد والطهارة، وجئت بالأضحية والقربان، رموز طواها الإسلام في الشعائر المضافة إليك، ووكل لتصاريف الأيام شَرْحَهَا، وقد شَرَحَتْ، وَأَوْضَحَتْ، وأين من يعقل؟ أو أين من يعي؟ يا عيد: بأية حال عدت؟! وهذه فلسطين التي عَظَّمَتْ حُرُمَاتِك ثلاثة عشر قرناً ونصف قرن، وتأرَّج ثراها بالأثر العاطر من إسراء محمد، وتَضَمَّخَ بدماء الشهداء من أصحابه، واطمأنت من أول يوم قلوبُ أبنائها بهدي القرآن، وجنوبُهم بعدل عمر - تُسامُ الدون، وتقاسي عذاب الهون، قد اجتمع على اهتضامها عُتُو الأقوياء، وكيد الضعفاء، يريدون أن يمحوا معالمك منها، ويحسروا ظِلال الإسلام عنها، طرقت حماها غارةٌ شعواءُ من الشهوات
(يُتْبَعُ)
(/)
والأهواء، يحميها الحديد, وينافح عنها الذهب, وغَمَرَتْها قطعان من ذؤبان البشر، وشراذم من عباد المال، يريدون أن يحققوا فيها حُلْماً غلطوا في تفسيره، وأن ينصبوا فيها مسيحاً دجالاً، بعد أن كذَّبوا المسيح الصادق، وأن ينتقموا من المسلمين، بعد أن عجزوا من الانتقام من بابل ويونان، وفارس، والرومان، وروسيا والألمان، وإيطاليا والأسبان، وأن يرثوها بدون استحقاق، ويجعلوا من بني إسماعيل خَوَلاً لبني إسحاق.
ثم انتقل -رحمه الله- إلى الحديث عن مواقع أخرى من العالم الإسلامي، فقال: "وهذا الشمال قد أصبح أهله كأصحاب الشِّمال في سموم من الاستعمار وحميم، وظلٍّ من يحموم, لا باردٍ ولا كريم، أفسد الاستعمارُ أخلاقَهم، ووهَّن عزائمهم، وفرَّق بين أجزائهم؛ لئلا يجتمعوا، وقطع الصلة بينهم وبين ماضيهم؛ لئلا يذَّكروا، وضرب بينهم وبين العلم بسور له باب، ومكَّن فيهم الضعف والانحلال؛ بما زيَّن لهم من سوء الأعمال، وبما غزا به نفوسهم وعواطفهم من أفكار ومغريات، وهذه تركيا ذات السلف الصالح في رَفْع منارِك وإقامة شعارك - واقفَةٌ على صراطٍ أدق من السيف، واقعه بين دبٍّ عارمٍ يترقب الفرصة لازدرادها، وبين محتالٍ بارع يمد الشباك لاصطيادها، ويطوي في العمل لتحريرها نية استعبادها، ويداويها من المرض الأحمر بالداء الأصفر.
وهذا الهند الإسلامي، لا يكاد يظفر بالأمنية التي سلخ في انتظارها القرون، وبذل في تحصيلها الجهود؛ ليستعيد تراث الإسلام الذي أثَّله المهلب، والثقفي حتى تعاجله الدسائس، والفتن، حتى ليوشك أن يرجع إلى العبودية طائعاً مختاراً، فيسجل على نفسه عار الدهر وخزي الأبد".
إلى أن قال -رحمه الله- متحدثاً عن تلاعب مجلس الأمن، وهيئة الأمم، والمصير الذي ينتظر العالم في ظل الهيمنة الغربية: "وهذا العالم كلُّه مُسَيَّرٌ إلى غاية مشؤومة، متوقع لضربةٍ قاضية تنسي الماضية، وهو يستنزل الغيث من غير مَصَبِّه، ويستروح ريح الرحمة من غير مَهَبِّه، ويتعلل بالعلالات الواهية من جمعية لم تجمع مُتَفَرِّقاً من هوىً، ولم تزجر عادياً من عدوان إلى مجلس أمن لم يُؤَمِّن خائفاً، ولم ينصر مظلوماً، وإنما هو كُرة بين لاعبينِ: أحدهما يستهوي بالفكرة، والآخر يستغوي بالمال، وويل للعالم إذا نفد النفاق، واصطدمت قوة الفِكْر بقوة الذهب".
ثم يختم -رحمه الله- كلمته متحدثاً على لسان العيد فيقول: "أما والله لو ملكتَ النطقَ يا عيدُ لأقسمتَ بالله، ولقلتَ لهذه الجموع المهيضة الهضيمة من أتباع محمد يا قوم: ما أخلف العيد، وما أخلفتم من ربكم المواعيد، ولكنكم أخلفتم، وأسلفتم الشر؛ فجزيتم بما أسلفتم [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً] (النور: 55).
فلو أنكم آمنتم حق الإيمان، وعملتم الصالحات التي جاء بها القرآن، ومنها جمعُ الكلمة، وإعدادُ القوة، ومحو التنازع من بينكم، لأنجز الله لكم وعده، وجعلكم خلائف الأرض، ولكنكم تنازعتم ففشلتم، وذهبت ريحكم، وما ظلمكم الله، ولكن ظلمتم أنفسكم.
أيها المسلمون: عيدُكُم مُبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يرد الاعتداء؛ إن مادة: دعا يدعو لا تنسخ مادة: عدا يعدو، وإنما ينسخها أعَدَّ يُعِدُّ، واستعدَّ يستعدُّ، فأعدوا، واستعدوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم".
وقال -رحمه الله-في موضع آخر في مقالة بعنوان: "من وحي العيد عيد":
"يا عيد كنا نلتقي فيك على مُلك اتَّطدت أركانه، وعلى عِزَّة تمكنت أسبابها، وعلى حياة تجمع الشرف والترف، وتأخذ من كل طريفة بطرف، وعلى جِدٍّ لا ينزل الهزل بساحته، واطمئنان لا يُلِمُّ النصب براحته؛ فأصبحنا نلتقي فيك على الآلام والشجون، فإن أنساناهما التعود فعلى اللهو والمجون".
إلى أن قال: "يا عيد إن لقيناك اليوم بالاكتئاب؛ فتلك نتيجة الاكتساب، ولا والله ما كانت الأزمنة، ولا الأمكنة يوماً ما جمالاً لأهلها، ولكن أهلها هم الذين يُجَمِّلونها ويُكَمِّلونها، وأنت يا عيد ما كنت في يوم جمالاً لحياتنا، ولا نضرة في عيشنا، ولا خضرة في حواشينا حتى نتَّهمك اليوم بالاستحالة، والدمامة، والتَّصوُّح.
وإنما نحن كنا جمالاً فيك، وحِلْيَةً لِبُكرِك وأصائلك؛ فحال الصبغ، وحلم الدبغ، واقعشر الجناب، وأقفرت الجنبات، وانقطعت الصلة بين النفوس وبين وحيك؛ فانظر أيُّنا زايل وصفَه، وعكس طباعه؟ بلى إنك لم تزل كما كنت، وما تَخَوَّنتَ ولا خنت - وتوحي بالجمال، ولكنك لا تصنعه، وتلهم الجلال ولكنك لا تفرضه.
ولكننا نُكِبْنَا عن صراط الفطرة، وهدي الدين؛ فأصبحنا فيك كالضمير المعذب في النفس النافرة".
بارك الله للمسلمين في عيدهم، ومكَّن لهم دينهم الذي ارتضى لهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Dec 2008, 08:16 ص]ـ
لفتات جميلة وفوائد قيمة، بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 02:27 م]ـ
من معاني العيد
أيها المسلمون: عيدُكُم مُبارك إذا أردتم، سعيد إذا استعددتم، لا تظنوا أن الدعاء وحده يرد الاعتداء؛ إن مادة: دعا يدعو لا تنسخ مادة: عدا يعدو، وإنما ينسخها أعَدَّ يُعِدُّ، واستعدَّ يستعدُّ، فأعدوا، واستعدوا تزدهر أعيادكم، وتظهر أمجادكم".
رحم الله الإبراهيمي وغفر له فقد كان أديباً كبيراً، وعالماً جليلاً، وأحسن الله إليكم يا أبا إبراهيم على الإشارة إلى هذه المقطعات الأدبية الرائعة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:38 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور محمد على هذه المعاني الجميلة ..(/)
هل من كتب مطبوعة حول بلاغة العدول في القرآن الكريم .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[07 Dec 2008, 02:34 ص]ـ
أفتوني مشكورين ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2008, 06:07 ص]ـ
سؤال مكرر فابحثي في الملتقى عن الأجوبة السابقة.(/)
هل لكتاب " المنتخب" لابن أبي الفضل المرسي من أثر؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Dec 2008, 02:59 ص]ـ
الإمام محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي (ت 655هـ) نقل عنه كثيراً أبو حيان في البحر المحيط من كتابه المنتخب. فهل لهذا المنتخب من أثر؟
علماً أني لم أجد من أشار لهذا الكتاب ممن ترجم للمرسي أو في غيره من فهارس، ووجدت إشارة لتفاسيره الثلاثة: التفسير الكبير (المسمى ري الظمآن وله نسخة خطية - ناقصة - في المكتبة الوطنية بتونس) والتفسير الأوسط، والتفسير الصغير.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[25 Dec 2008, 05:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى
أخي الكريم القرشي
ري الضمآن (الجزء المذكور) عندي منه نسخة والحمد لله تعالى
فهل تريد المساعدة في شيء؟؟
علما بأن صاحب ري الضمآن ينقل عن المتأخرين أمثال السعد التفتازاني وغيره ..
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[28 Dec 2008, 05:42 م]ـ
هل يعني هذا أن ري الظمآن الذي بين يديكم غير كتاب المرسي؟ وأن خطأ في الفهرسة قد حصل؟
أم ماذا؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[28 Dec 2008, 06:47 م]ـ
في مخطوط ري الضمآن الذي بين يدي: هو تفسير للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي الأصل. وكثيرا ما يقارن أقواله بما ورد في الكشاف والبيضاوي. ولعل الخطأ في تاريخ وفاته المذكور أعلاه.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[28 Dec 2008, 07:23 م]ـ
محمد بن عبد الله بن محمد بن ابي الفضل السلمي المرسي توفي (655هـ)
يُنظر:
نفح الطيب (2/ 241)، وسير أعلام النبلاء (23/ 312)، وطبقات المفسرين للداوودي (2/ 168)، الإعلام للزركلي (6/ 233)، وفهرس آل البيت (تفسير 1/ 254).
فقطعاً هو متقدم عن السعد التفتازاني.
فما جواب هذا الإشكال في نظرك؟ وبما أن مخطوطة ري الظمآن بين يديكم؟
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[25 Jan 2009, 07:16 م]ـ
الجواب القاطع بعد التدقيق هو أن المخطوط الذي بين يدي منسوب خطأ إلى المرسي.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Jan 2009, 07:50 م]ـ
شكرا لكم.
وارجو أن نجد جواباً قاطعاً - مستقبلاً - يشير لمصنف ري الظمآن هذا الذي بين يديكم.(/)
قل "تأويل" ولا تقل "تفسير"
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[07 Dec 2008, 09:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير – تأويل – تدبر
" إقرأ باسم ربك الذي خلق "
" أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب "
" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر "
" ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا "
" كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير "
" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ... "
" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات "
" ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ........ "
" بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله "
" ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا "
" سأنبأك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا "
" فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا "
" إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا "
" وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا "
من الأقوال الشائعة والمنتشرة بين المسلمين قولهم – وقبولهم – أن كتاب الله عزوجل يحتاج إلى تفسير بل إننا رأينا بالفعل كتبا كثيرة تحمل هذا الاسم مثل تفسير القرآن العظيم أو التفسير الكبير أو تفسير فلان أو علان , ولكن هل هذا القول صحيح إبتداءا أم أنه مردود بنص كتاب الله عزوجل؟
من المفارقات أن الله عزوجل ينفي عن كتابه احتياجه إلى تفسير وأنه مبين في ذاته مبيّن لغيره وعلى الرغم من ذلك يصر الناس على أنه مبهم في حاجة إلى تفسير على الرغم من أن الله عزوجل يقول أن كتابه سهل يسير في حاجة إلى تدبر وتأويل وليس إلى تفسير.
قد يظن القارئ أن الفارق بين التفسير والتأويل ليس كبيرا وذلك للخلط الأصولي بين اللفظين وللاستعمال الضبابي لكل منهما حسب منظور المفسر والذي بعد تماما عن الأصل اللغوي لأي منهما , وسيلاحظ القارئ من خلال هذا البحث الصغير أن الأصوليين والمفسرين تركوا المعنى اللغوي لكلتا اللفظتين " التفسير والتأويل " ثم أخذوا يجتهدون في وضع معنى أصولي لهما , على الرغم من أن اللغة أغنتهم عن هذا العنت والمشقة. ونبدأ بتعريف كل منهما تعريفا بسيطا يوضح للقارئ الفارق بينهما ولم أنه من إساءة الأدب مع الله عزوجل القول بأن كتابه يحتاج إلى تفسير:
في بادئ الأمر يتفق معي القارئ في كونه مسلما بالآيات التي ذكرتها في أعلى الصفحة , فإذا سلّم القارئ – وهو حتما مسلم بها – ننتقل إلى التعريف:
ونبدأ بتعريف التفسير – والتعريفات الواردة في هذا البحث كلها من مقاييس اللغة للإمام ابن فارس رحمه الله من معجمه الفريد " مقاييس اللغة " والذي تميز بإيراده الأصول المشتركة التي تُرد إليه المعاني المحتلفة للمفردة والتي قد تبدو أحيانا متباينة متباعدة تمام التباعد - , فيقول ابن فارس – عليه من الله الرحمة -:
الفاء والسين والراء كلمة واحدة تدلُّ على بيانِ شيءٍ وإيضاحِه. من ذلك الفَسْرُ، يقال: فَسَرْتُ الشَّيءَ وفسَّرتُه. اهـ
إذا فأصل التفسير هو بيان الشيء وإيضاحه وشبيه به " سفر " فهو يدل على الانكشاف والجلاء , واستعمال التفسير مع أي نص مؤذن بالقول أن هذا النص مبهم غير واضح! وإلا لما اضطر المتعامل معه إلى القول بالتفسير, إذا لو كان واضحا لما فُسّر. وهنا نسأل السؤال المنطقي طرحه عند هذه النقطة: هل كتاب الله مبهم غير واضح يحتاج إلى بشر يوضحه؟
الإجابة القرآنية والتي لا علاقة لها بالتحرج أو ماشابه هي: لا وألف لا , فكتاب الله عزوجل مفصل محكم واضح جلي مبين لنفسه ولغيره , بل إن الرب العلي القدير عندما أخبر عن جدل المشركين للنبي المصطفى قال أنهم يجادلون بأمثال , قيقولون لو أن كذا أو كذا فماذا يكون الحال أو الوضع؟! والأمثال فيها الحق والباطل , ففيها الواقع والافتراضي الصريح والمبهم. لذا يرد المولى الخبير بقوله: " ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا " , أي أن الله القدير لا يأت إلا بالحق – والذي قد يحتوي أمثالا أيضا ولكنها حق – وهذا الحق أحسن تفسيرا للغرض المطلوب من كل أقوالهم مجتمعة , أي
(يُتْبَعُ)
(/)
أن قول الحق يبين الشيء ويوضحه! فإذا كان هذا هو قول الحق , فكيف يقول قائل أنه مبهم يحتاج إلى تفسير؟!
ويحق لنا أن نطرح السؤال بمنظور آخر:
إذا كان الله عزوجل قد أبهم كتابه ولم يجعله مبينا في ذاته , فهل هذا الإبهام لقلة حكمة وخبرة أم لحكمة وخبرة؟ وإذا كان الله عزوجل قد جعل كتابه مشكلا غامضا فمن لديه القدرة على أن يفك إشكاله وغموضه؟
لا يستطيع أحد بداهة – لما سنذكره لاحقا – أن يجد ردا للسؤال الأول , أما السؤال الثاني فنقول نحن فيه: ما أبهمه الله عزوجل في كتابه فلن يستطيع أحد أن يفسره مهما كان مبلغ علمه وعلو كعبه معرفةً, فلن يستطيع أن يقول: هذا تفسير هذه الآيات بل سيكون كل ما يفعله أن يقول: هذا اجتهاد مني في فهم الآيات! وقد يعتقد القارئ أن هذا ما يقوله كل مفسر عند تعامله مع كتاب الله عزوجل! ولكن نحن نقول: لا , نحن نتحدث هنا عن الآيات التي أبهمها الله عزوجل في كتابه الكريم وهي قليلة جدا وبحاجة إلى تفسير فعلا! وهي الحروف المقطعة! ألم , حم , طس , طسم ... إلخ. هذا مما أبهمه الله عزوجل. وإلى الآن وإلى أن تقوم الساعة هل يستطيع أحد المفسرين أن يدعي أنه فسر هذه الكلمات؟ لا , كل يحاول أن يدلي دلوه ولكن ما من جازم أن هذا المعنى هو المراد أو حتى الراجح , فقد لا يجزم الكثيرون أن تفسيرهم! هو المراد ولكنهم يرونه راجحا , ونحن نسأل أي مفسر: ما هي أمارات رجحان تفسيرك للحروف المقطعة؟ لن تجد لدى أي مفسر ترجيح لتفسيره.
إذا نخرج من هذا أن كتاب الله عزوجل – كما أخبر هو سبحانه – كتاب مبين واضح لا يحتاج إلى تفسير ولو قلنا أنه يحتاج إلى تفسير لقلنا أنه مبهم غير واضح وهذا يتنافى مع حمكة الله عزوجل.
قد يقول القارئ مفكرا: نعم , كتاب الله واضح مبين ولكن هناك بعض الكلمات لا يعرفها ولا يفهم معناها القارئ وتحتاج إلى بحث في المعاجم وكتب التفاسير , ناهيك عن العوام الذين لا يفهمون الكثير من الكلمات وانتشار الجهل الديني أفلا يدل هذا على أنه قد يحتاج إلى ما يسمى بالتفسير؟
قبل أن نرد على السؤال من القرآن نقول: كم هو عدد هذه الكلمات التي لا يعرف القارئ معناها في كتاب الله أو لا يفهمها؟ إذا قلنا أن عدد المفردات الواردة في كتاب الله عزوجل يزيد عن السبعين ألفا – نعم هناك المكرر ولكنها تزيد عن السبعين ألف بكل حال - , وقلنا أن هناك حوالي سبعمائة كلمة في كتاب الله عزوجل غير معروفة المعنى – مع أن الرقم الحقيقي لا يصل إلى ربع هذا الرقم ولا حتى عُشره! - فهذا يعني أن هناك حوالي أقل من واحد في المائة من كتاب الله عزوجل فقط في حاجة إلى تفسير! فهل يمكن أن نعمم الأمر ليصل إلى ما يزيد عن التسع وتسعين الباقية لنقول أن الكتاب بحاجة إلى تفسير؟
إن هذه النسبة وأكبر منها بكثير لا يُلتفت إليها ولا تعد شيئا البتة في منظور أي بحث إستقرائي ولكن العجيب أن هذا النسبة التي لا تكاد تذكر عممت وصارت هي الأصل! أما بخصوص العوام الذين لا يفهمون كثيرا من آي القرآن فيمكنني الجزم أنه لا فارق بين العامي والمثقف – والذي لم يدرس دراسة دينية – في فهم كتاب الله عزوجل بل هما في فهم معاني مفرادته سواء, أما فهم المعنى الإجمالي والجماليات والإشارات فيختلف الحال فيها من إنسان إلى آخر.
ونأتي الآن إلى الرد من كتاب الله عزوجل على دعوى انتشار الجهل الديني لذا يحق القول بالتفسير , إذا نحن نظرنا في كتاب الله عزوجل وجدنا أن أول آية أنزلت في كتاب الله العليم هي قوله تعالى: " إقرأ باسم ربك الذي خلق " والخطاب وإن كان للنبي العدنان ولكنه كذلك لكل الأمة , فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب – فيستخرج من الآية حكما بوجوب التعلم على كل مسلم لأي علم نافع غير معارض للملة - , وأول تطبيق للقرآة هو حتما قراءة كتاب الله عزوجل , فإذا خالف الإنسان ولم يقرأ القرآن فهو عاص تارك لأمر الله الواحد الديان , وليس المطلوب من الإنسان المسلم مجرد قراءة كتاب الله عزوجل بل المطلوب تدبر كتاب الله عزوجل كما حث الله عزوجل على ذلك " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " وكما بين العلة من إنزاله: " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب " وكما لام تارك التدبر " أفلا يتدبرون القرآن أم
(يُتْبَعُ)
(/)
على قلوب أقفالها ". إذا فالإنسان المسلم مأمور بقراءة كتاب الله عزوجل وتدبره وإذا أعرض عن ذلك فهو من الهاجرين للكتاب الذين سيشكوهم الرسول إلى ربه في يوم الدينونة: " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " , كما أنه من أصحاب الأقفال على القلوب!
الشاهد أن الله عزوجل أنزل كتابا وأمر بقراءته وتدبره , فمن يقرأ كتاب الله ويتدبره ويبحث عن معان بعض الكلمات القلائل التي غابت معرفتها عن علمه فهذا من باب الواجب الشرعي الذي يدخل في باب التدبر المأمور به بنص الكتاب وليس من باب التفسير في شيء! وإذا قلنا أنه لا بد من تبيين كتاب الله عزوجل من أجل هؤلاء العصاة التاركين وإلا فسنكون من المضيعين لهم! فنعود للقول: إن الكم المطلوب بيانه في كتاب الله عزوجل جد ضئيل , فلا يمكن وصم كتاب الله عزوجل كله بالحاجة إلى التفسير من أجل بعض الكلمات القلائل تعرض لبعض العصاة التاركين لكتاب الله!
وهنا نترك جدال القارئ الذي سيظل يجادل إلى نهاية العمر لتعوده وألفته على القول بالتفسير ونتجه إلى التدليل على ما نقوله من كتاب الله عزوجل , ونقول: إن كتاب الله عزوجل يتميز عن غيره من الكتب بأنه تحدث عن نفسه ووصف نفسه بعديد من الأوصاف , منها قول العزيز الحميد: " وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " " بلسان عربي مبين " , وكما ذكر كونه مبينا ذكر طريقة التعامل معه! نعم ذكر المولى القدير طريقة التعامل مع كتابه , فما كان لينزل لعباده كتابا بتعبدونه به ويتركهم هكذا في عماء من أمرهم , كيف يتعاملون معه. لذا نذكر للقارئ الكريم من كتاب الله عزوجل كيف ينبغي أن نتعامل مع كتاب الله:
ذكرنا مسبقا أن الله عزوجل حث على تدبر كتابه ولام تارك التدبر ووضح أن الغاية من إنزال الكتاب هو تدبره , فما هو التدبر؟
التدبر من الدبر وهو كما جاء في المقاييس: الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّيء وخَلْفُه خلافُ قُبُلِه ...... والتدبير: أنْ يُدبِّر الإنسانُ أمرَه، وذلك أنَّه يَنظُر إلى ما تصير عاقبتُه وآخرُه، ......
يتبع ......................
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[07 Dec 2008, 09:29 ص]ـ
إذا فالدبر آخر الشيء وخلاف قبله ولما دخلت عليه تاء الجهد – وهي التي تضيف معنى الحهد والمشقة للفعل كما في قوله " اسطاع واستطاع " وقوله " جر وتجر " فتغير المعنى من مجرد الجر إلى جر بمعنى آخر وهو نقل البضائع من مكان إلى آخر - , أضافت إليه معنى الاحتياج إلى بذل المجهود في استخراج معاني هذا الكتاب العزيز , أي أنه على الإنسان أن يجتهد قدر الإمكان في استخراج معان القرآن واللطائف والإشارات الواردة فيه ولا يكتفي فقط بمجرد معنى واحد ظاهر لعينه فقط , فالقرآن على الرغم من كونه مبينا ميسرا ولكنه قول ثقيل كما وصفه الله العلي مخاطبا النبي الخاتم: " إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا " أي أنه يحتوي الكثير والكثير من المعاني التي تحتاج إلى استخراجها , ويمكننا القول بمصطلحاتنا المعاصرة أنه كتاب مكثف يحتوي الكثير والكثير من المعاني في نص محدود الكلمات وإذا كان النص نصا مكثف المحتوى فهو يحتاج منا إلى تحليل أي أنه يجب علينا أن نحلل النص إلى أصغر الوحدات الممكنة فنتعامل مع القرآن على مستوى الحروف أي أنع علينا أن نفكر لم استعمل الله عزوجل هذه الكلمة بل ولم هذا الحرف وليس أي حرف آخر وهذا يعني أنه علينا أن نسلم بأن ألفاظ القرآن مرادة كما هي لا أن نقول: ليس هذا هو المقصود وإنما المراد كذا وكذا. وليس هذا قول منا بل هو أيضا من كتاب الله عزوجل بدليل قول المولى الواحد " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا " فهو كتاب مبارك والبركة في اللغة العربية أصلان وهما الثبات والنماء! وهنا اجتمع المعنيان في كتاب الله عزوجل فهو نص ثابت المفردات لا زيادة فيها ولا تغيير ولكنه مليء بالمعاني والمعارف والتي لا تفنى ولا تبلى على كثرة الرد بل كلما قرأه وتدبره إنسان استخرج منه من المعاني والإشارات واللطائف ما تنقطع دونه المجلدات العظام من الكتب. إذا فكتاب الله كتاب يحتاج إلى بذل جهد في استخراج معانيه , ونقصد باستخراج معانيه أن يستخرج ما يوجد في النص صراحة لا أن يضيف المفسر! من عنده أو
(يُتْبَعُ)
(/)
يحذف ما لا يستطيع عقله إدراكه بل عليه أن يتعامل معه كما هو! لا أن يقول بالمجاز أو التقديم والتأخير وما شابه من أشكال الجدال والتدخل البشري في النص.
قد يقول قائل: ولكن هذا جائز في لغة العرب , ومن الممكن قبوله في كتاب الله عزوجل. نقول: ومن قال أن كتاب الله عزوجل أنزل على شاكلة كلام العرب الذي قد يحتوي الخطأ والصواب أو الغير منطقي – من المستعمِل – في طريقة الاستعمال , الله عزوجل قال أن كتابه بلسان عربي مبين , نعم ولكنه وصف كتابه بعدة أوصاف لم ولن تجتمع في أي كتاب آخر إلا كتابه الواحد الفريد العزيز , ولكن لما كان المفسرون يتعاملون مع كتاب الله كما يتعاملون مع أي نص بشري آخر ولم يلتفتوا إلى وصف المولي الخبير لكتابه أخذوا يطبقون أساليبا عجيبة على كتاب الله عزوجل , وحتى لا يكون الكلام مجرد كلام نظري نعرض للقارئ الكريم كيف وصف الله عزوجل كتابه:
من يقرأ كتاب الله عزوجل يجد أن رب الكتاب يقول عنه أنه كله: محكم مفصل متشابه , بعضه محكم وبعضه متشابه , فهو محكم ومفصل كما جاء في قوله تعالى: " كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير " وهو متشابه كما جاء في قوله: " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ... " , وبعضه محكم وبعضه متشابه كما جاء في قوله " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " , فهل هناك نص بشري اجتمعت فيه هذه الأوصاف؟ لا , لم ولن يكون هناك نص بشري تجتمع فيه هذه الأوصاف , ولكن لما كان الكتاب من عند الحكيم الخبير كان الكتاب محكما مفصلا متشابها وبعضه محكم ومفصل في نفس الوقت.
قد بعجب القارئ من هذه الأوصاف ومن كيفية اجتماعها في كتاب الله عزوجل , ولكن لما كان كتاب الله - كما نصّ هو نفسه على ذلك – لا يوجد فيه الاختلاف " ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " ناهيك عن التناقض, وجب أن نفهم هذه الآيات فهما متناسقا لا أثر للخلاف فيه , فنقول: لا بد أن ننبه القارئ الكريم أن الله عزوجل وصف كتابه بأنه متشابه وليس " مشتبها " وشتان بين الإثنين , فالإشتباه يعني الغموض والإشكال بل والاختلاف أحيانا , أمّا التشابه فهو بمعنى التشابه! أي أن بعضه يشبه بعضه بعضا ويؤيد بعضه بعضا , فلا وجه للخلاف أو للاختلاف. وعلى هذا الفهم المباشر لمعنى الكلمة فلا إشكال في كون كتاب الله عزوجل متشابها ومحكما مفصلا في نفس الوقت , فهو محكم مفصل يؤيد بعضه بعضا. وننتقل الآن إلى آية آل عمران والتي سيرى القارئ فيها أنها تعكر صفو ما قلنا به , فنقول: اتفق معي القارئ أن كتاب الله كله يحمل صفة الإحكام والتشابه , أي أن ألفاظه مختارة بعناية وحكمة الرحمن وهي تؤيد بعضها وتمنع وجود الدخيل فيها فهي متشابهة, أمّا في آية آل عمران فالرب الذي بيده الملك يقول: " منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات " , وكما رأينا واستخرجنا من الآيات الماضية أن كل آيات القرآن محكمة ومتشابهة في نفس الوقت , فتكون "الآيات المحكمات التي هن أم الكتاب " متشابهات كذلك , لأنها من كتاب الله وهو كله محكم متشابه كما وضحنا , ولكنها تميزت بأنها أم الكتاب , و" الأخر المتشابهات " محكمة كذلك , ولكن غلب عليها طابع التشابه لذا اختار الله عزوجل وصفها بالتشابه ولم يجعلها أم الكتاب التي يرجع إليها. لذا لم يعب الرب الخبير مجرد تتبع آيات كتابه المتشابهة فهي كما قلنا محكمة كذلك ولكنه لام أصحاب الزيغ في القلوب , فقال: " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " , فهو يلومهم لأنهم يتتبعون الآيات المتشابهات "المحكمات" ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله , فهم للزيغ الذي في قلوبهم يريدون أن يفتنوا الناس فيردوهم عن دينهم لأنهم يحاولون تأويل ما " لما يأتهم تأويله " فيسقطونه على زمانهم, وتأويل القرآن لا يعلمه إلا الله , لذا فإن الراسخين في العلم يقولون: " آمنا به كل من عند ربنا " فهم لكونهم راسخون في العلم يسلمون بأن ما لم يحيطوا بعلمه هو من عند الله لأن ما ظهر لهم إحكامه أكبر وأكثر من كاف على كون الكتاب كله من عند الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قد تكون هذه النقطة غامضة بعض الشيء لكوننا لم نذكر بعد ما هي الآيات المحكمات التي هن أم الكتاب والأخر المتشابهات المحكمات اللاتي لسن أم الكتاب؟ فنقول وبالله التوفيق: لما كان الواقع من أهم عناصر تأويل القرآن فإنا قد وجدنا أن الجزء الذي تعرض للطعن وللهمز وللمز من غير المسلمين هو الجزء الطبيعي التوصيفي , فكتاب الله عزوجل احتوى تشريعات وهذه تختلف من دستور إلى آخر ولكلٍ وجهة نظر مختلفة فيها فلا يمكن الطعن فيها كذلك , واحتوى كذلك كتاب الله عزوجل إخبار وتوصيف للطبيعة وللكون وهذا الجزء هو الذي تعرض للطعن من المخالفين – لا يعني هذا أن الصنفين الأولين لم يتعرضا للطعن ولكن كما قلنا هي أمور عند كثير من الناس نسبية فما تراه صالحا قد أراه أنا غير مناسب - , حيث قال المخالفون أن هذا التوصيف غير صحيح لأنه يخبر عن أشياء غير منطقية أو مخالفة للطبيعة مثل القول بأن للجمادات إرادة كما جاء في قوله تعالى " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه " أو أن اللؤلؤ والمرجان يخرجان من البحار العذبة " الأنهار" , كما احتوى غيبيات من بعث ونشر وما شابه وهذه نقطة الخلاف الرئيس مع الملاحدة , لذا فإنا نقول أن المراد من الآيات المتشابهات هي الآيات المتعلقة بالطبيعة والكون والغيبيات وأن المحكمات التي هن أم الكتاب هي الآيات المتعلقة بالأحكام , وهذا القول نابع كذلك من كتاب الله عزوجل , فهو يقول: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله " , فالتكذيب بكتاب الله نابع من أن المكذب كذب لنقص علمه وقصور عقله لأنه يريد أن يرى كل شيء في الغيبيات – سواء المرحلي منها أو التام – رأي العين وهذا ما لن يحدث فالإيمان بالغيب هو أول شرط في الإيمان , لذا فعندما نرى أن المحكمات أم الكتاب هن آيات الأحكام فهذا نابع من الواقع , فلا أحد يكذب بالأحكام ناهيك عن أن النبي العدنان قد أولها وانتهى تأويلها والله يقول أنهم كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله , وآيات الأحكام أتى تأويلها على يد النبي المحمود فلا مجال للتكذيب فيها , أما آيات الطبيعة والكون فلا نزال نجد من يشكك فيها ومن يحاول أن يسقط أحداث القيامة أو الغيبيات على الواقع وهذا ما لن يكون لأن هذا قياس للغائب على الشاهد وهو مرفوض عقلا , لذا فإن المسلك الحميد في التعامل معها هو نفس مسلك الراسخين أن نؤمن أنها من عند الله فنأخذها كما هي وستمر الأيام وسيأتي اليوم الذي نكتشف فيه أن للجمادات إرادة كما قال المولى القدير: " جدارا يريد أن ينقض " وسنجد أن في كل شيء حياة وعقلا – الله أعلم به – , كما قال المولى " وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " والأيام والسنون بيننا. فكما تعجل المفسرون وقالوا أنه ليس المراد من قوله تعالى " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان ... يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " فقالوا أنه ليس المراد من " منهما" في الآية البحر المالح والبحر العذب " الأنهار" ولكن المراد من ذلك البحار المالحة وإنما قال " منهما " على سبيل التغليب لأن البحار المالحة هي الأكبر , وكما طعن الملاحدة وقالوا أن القرآن يحتوى الأخطاء العلمية وذكروا الآية نموذجا , وكما مرت السنون واكتشف العلم الحديث أن هناك بعض الأنهار في روسيا واليابان بعض دول أمريكا الجنوبية وأروبا يخرج منها اللؤلؤ والمرجان , فكذلك ستمر الأيام وسيكتشف العالم أن للجمادات إرادة وأن ما قاله الله تعالى في كتابه صواب بل هو عين الصواب. ومن هذه النقطة ننتقل إلى الحديث عن التأويل فما ذكرناه هو التمهيد للوصول إلى معنى التأويل , لنوضح ما هو المقصود من التأويل وكيف أن المفسرين والأصوليين استعملوه بطريقة عجيبة وبفهم أعجب , والله وحده أعلم كيف حادوا عن المدلول القرآني إلى معان اصطلاحية!
ولأننا لا نريد أن ندخل إلى التعريفات المختلفة للتأويل نذكر التعريف المشتهر للتأويل وهو قولهم: صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر يحتمله لقرينة تحتم ذلك.
وعلى الرغم من أن التعريف يحمل تناقضا داخليا رهيبا ينسفه من أساسه ولكن لما كان هذا التناقض الداخلي مبني على النظرة الساذجة إلى اللغة والتقسيم البدائي إلى حقيقة ومجاز مع غياب لحدود الحقيقة وبداية المجاز عند كل القائلين به , فإنا سنغض الطرف عن هذا التناقض ونسأل: هل هذا هو المعنى اللغوي للتأويل وكيف استعمله القرآن الكريم؟
إذا نحن نظرنا في اللفظة وجدنا أنها من الألفاظ التي تأتي بالمعنى وضده كما في شرى والتي تأتي بمعنى اشترى وباع وغيرها , فنجد أنها – كما جاء في مقاييس اللغة -:
" الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر وانتهاؤه. أما الأوَّل فالأوّل، وهو مبتدأُ الشيء، والمؤنَّثة الأولى، مثل أفعل وفُعْلى ......... والأصل الثّاني قال الخليل: الأَيِّل الذكر من الوُعول، والجمع أيائِل. وإنّما سمّي أَيِّلاً لأنّه يَؤُول إلى الجبل يتحصَّن .... وقولهم آل اللّبنُ أي خَثُر من هذا الباب، وذلك لأنه لا يخثر [إلاّ] آخِر أمْرِه. ...... وآلَ يَؤُول أَي رجع. قال يعقوب: يقال "أَوَّلَ الحُكْمَ إلى أَهْلِه" أي أرجَعه ورَدّه إليهم. ...... وآلُ الرَّجُلِ أَهلُ بيتِه من هذا أَيضاً* لأنه إليه مآلُهم وإليهم مآلُه ....... ومن هذا الباب تأويل الكلام، وهو عاقبتُهُ وما يؤُولُ إليه، وذلك قوله تعالى: هَلْ يَنْظُرُونَ إلاَّ تَأْوِيلَهُ [الأعراف 53]. يقول: ما يَؤُول إليه في وقت بعثهم ونشورهم. "
يتبع ..............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[07 Dec 2008, 09:31 ص]ـ
فالتأويل من " أول " وهو بمعنى ابتداء الأمر وانتهاؤه , كما يقال: سننظر إلى ما يؤول إلىه الأمر , وآلت الأمور إلى كذا وكذا! , وإذا نحن نظرنا إلى كتاب الله عزوجل وجدنا أنه يستعمل "التأويل" بنفس المعنى اللغوي لها أي المرجع والمآل والعاقبة. وعلى الرغم من أن هذا المعنى أكثر من واضح في كتاب الله – ليرجع القارئ إلى الآيات التي ذكرناها في أول البحث – وجدنا أن المفسرين يتركون هذا المعنى الجلي ويقولون بتعريف غريب للتأويل , ولربما ظنوا أنهم بقولهم أن التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر أن هذا هو عاقبة الأمر وأن هذا هو المرجع الصحيح للفظ , ولكن من قال لهم أن التأويل لا يكون إلا بصرف اللفظ عن ظاهره , فهذا تحديد للمعنى ما أنزل الله به من سلطان , والتعريف كما يقال لا بد من أن يكون جامعا مانعا , وهذا التعريف غير جامع ولا مانع! ولكن الملاحظ أن لفظ التأويل لم يستعمل هذا الاستعمال الاصطلاحي مرة واحدة ولكن مر الأمر بمراحله المألوفة من الانحراف عن المعنى الأصلي وهو المطابقة مع الواقع ثم الاستعمال بمعنى التفسير ثم الاستعمال بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره , فنجد مثلا أن الإمام الطبري يسمي كتابه: " جامع البيان في تأويل آي القرآن ". ولكن كما قلنا فإن التأويل هو مآل الشيء وعاقبته , وعند استعماله مع اللفظة القرآنية فإن المراد منها يكون مطابقة الآيات مع الواقع وهذا ما تدل عليه الآيات الكريمات كما جاء في قوله تعالى " ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل ........ " , قتأويل القرآن سيأتي يوم القيامة أي أن انطباق أخبار القرآن مع الواقع سيكون يوم القيامة , وكذلك يقول المولى العلي: " بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله " , أي أن تأويل القرآن سيأتي في يوم من الأيام وهذا لا يكون إلا بتطابق أخبار القرآن مع ما سيكون. وكذلك في قوله تعالى " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا " , فهذا تأويل الرؤية وتحققها على أرض الواقع كما يقال , فعندما تحققت الرؤيا تكون قد أٌولت , وكذلك عندما تتحقق الآيات القرآنية تكون قد أُولت , وكذلك قول الله عزوجل حاكيا قول العبد الصالح الخضر " سأنبأك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا " سأنبأك بمرجع وعاقبة وحال ما لم تستطع عليه صبرا , فسيحدث كذا وكذا .... " وكذلك في قوله تعالى " فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا , " أي أحسن مرجعا وعاقبة. فها هو " التأويل " يأتي في القرآن بهذا المعنى – وتتبعه في باقي الآيات فلن يخرج عن هذا المعنى - , فلا يجوز لنا أن نستبدل معناه بمعنى من عند أنفسنا بل علينا أن نستعمله كما جاء في القرآن وفي اللسان العربي.
ولما كان القرآن الكريم يحتوي من الآيات ما هو صالح لكل زمان ومكان فإن بعضها سيأول تأويلا جزئيا أي أنه سيتطابق تطابقا جزئيا مع علومنا ومعارفنا ثم يتطابق تطابقا كليا في الأزمنة القادمة وبعضه تطابق كلية في زماننا وبعضه سنراه غريبا وسنؤله – بالمعنى الخاطئ للكلمة – ثم تمر الأيام ونكتشف أن الحق كما جاء في كتاب الله بالحرف , والناظر في آيات الوصف الطبيعي والتي تسمى بالإعجاز العلمي يجد أنها كلها تنطبق حرفيا مع الواقع. وليس فهمنا أو قولنا بأن تأويل القرآن تأويل جزأيا يفهم كل أصحاب عصر منه على قدر خلفيتهم المعرفية ثم تجّدُ أزمنة تفهم منه أكثر مما فهم الأقدمون – في الجزء العلمي خصوصا- ليس بدعا من القول فهو قول لبعض الصحابة كما ورد عن مسعود كما روى الإمام البيهقي في شعب الإيمان:
(يُتْبَعُ)
(/)
" 7292 - عن أبي العالية في قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [المائدة: 105]، قال: كانوا عند ابن مسعود جلوسًا، فكان بين رجلين ما يكونُ بين النَّاسِ، حتَّى قامَ كلُّ واحدٍ منهما إلى صاحِبه، فقال رجلٌ من جُلساءِ عبداللهِ: ألا أقومُ فآمرُهما بالمعروفِ وأنهاهما عن المنكرِ؟. فقال رجلٌ آخرُ إلى جنبهِ: عليك بنفسك، فإنَّ الله يقولُ: (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة: 105]. قال: فَسَمِعَهُمَا ابنُ مسعودٍ، فقال: مَهْ، لمَّا يجيء تأويلُ هذه بعدُ. إنَّ القرآنَ أُنزِلَ حيثُ أنْزِلَ، ومنه آيٌ قد مضى تأويلهُنَّ قبل أن ينْزلن، ومنه آيٌ وقع تأويلُهَنَّ على عهدِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ومنه آيٌ وقع تأويلُهُنَّ بعد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بيسيرٍ، ومنه آيٌ يقع تأويلُهنَّ بعد اليوم، ومنه آيٌ يقع تأويلُهُنَّ عند السَّاعةِ على ما ذُكرَ من السَّاعةِ، ومنه آيٌ يقع تأويلُهُنَّ يوم الحسابِ على ما ذُكرَ من الحسابِ والجنَّةِ والنَّارِ."
فها هو الصحابي الجليل ابن مسعود يقدر القرآن حقه ويوضح لنا كيف أن الفهم الحقيقي للقرآن يكون بإسقاط كل آية على زمانها , فلا يحاول أي أحد أن يفهم آية قبل أن يأتي تأويلها إلا وأخطأ وزل , لذا فإن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا من الراسخين في العلم , لأنهم رأوا بعض الآيات المتشابهة التي لم تدركها عقولهم والتي تتحدث عن الطبيعة والكون وعلى الرغم من ذلك لم ينكرونا وآمنوا قائلين: كل من عند ربنا , ولم يحاولوا أن يأولوا هذه الآيات لعلمهم أن هذه الآيات لما يأت تأويلها بعد. لذا فإن السادة المفسرين قد أخطأوا الخطأ الكبير عندما غاب عن أذهانهم طريقة الصحابة الكرام في التعامل مع كتاب الله وفعل النبي المصطفى , حيث أنه ترك هذه الآيات بدون يتعرض لها لأنه يعلم أن الزمان هو خير مؤول لها وهو الذي سيكشف آيات الله خيرما كشف وكما قال الله عزوجل: " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " , أما المفسرون فحاولوا أن يفسروها فلم يزيدوا عن أن أغلقوها أمام الناس فقدموها لهم معوجة عن أصلها فيفهما الناس في الأجيال التالية على فهم المفسرين معرضين عن صريح لفظ كتاب الله تعالى.
ونضرب للقارئين مثالين سريعين جدا على ما نقول:
يقول الله تعالى حاكيا عن أصحاب الكهف: " ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ... إلخ الآيات "
فالمعنى المباشر للآيات جد واضح ولا يحتاج إلى كلام ولكن كان على السادة المفسرين أن يخبرونوا: ما هي الحكمة في هذا التقليب؟ لم يخبر أحد منهم ما هو سبب هذا التقليب , وإنما أخذوا في الحديث عن مرات وأوصاف التقليب , وتمر الأيام ويكتشف العلم الحديث وجوب تقليب المريض المصاب بالغيبوبة أو الراقد في الفراش عامة حتى لا يصاب بقرحة الفراش , وهو ما أخبر به المولى عزوجل , ولا يعنى هذا أن الآية أولت تماما ولكن ستمر الأيام ونكتشف لم قال الله " ذات اليمين " أولا ثم بعد ذلك " ذات الشمال " وبذلك يكون قد أتى تأويلها. والعجيب أن الحبر ابن عباس رضي الله عنهما قال أن فائدة تقليبهم لئلا تأكل الأرض لحومهم ولا تبليهم. فرد عليه الفخر الرازي بقوله: وأقول هذا عجيب لأنه تعالى لما قدر على أن يمسك حياتهم مدة ثلثمائة سنة وأكثر فلم لا يقدر على حفظ أجسادهم أيضاً من غير تقليب.
فالله له تصريف في كل أفعاله ولا يعني أننا لم نكتشفها حتى الآن أنها غير موجودة , بل هي موجودة وعلينا أن نبحث عنها في الكون وفي كتاب الله عزوجل.
المثال الثاني: يقول الله تعالى " الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد "
(يُتْبَعُ)
(/)
والحديث هنا عن كلمة " الغيض " المذكورة بصيغة فعلية في الآية " تغيض" , حيث ذكرت الآية أن الأرحام تغيض , والغيض عكس الفيض , وهي تدل على تناقص تدريجي وتستعمل مع السوائل , كما يقال: غيض من فيض. الشاهد أن الله عزوجل قال أن الأرحام تغيض , الأرحام نفسها هي التي تغيض , فتعجب المفسرون وقالوا أن المراد أن ما في الأرحام هو الذي يغيض أو يزداد من ولد أو ما شابه ولكن العلم يثبت أن بطانة الرحم نفسها تمتليء بالدم قبل عملية الحيض استعدادا لاستقبال الحيوان المنوي , فإذا لم يأت الحيوان المنوي " تتحطم " هذه البطانة وينزل الدم في ميعاد الدورة , فيغيض الرحم نفسه أي أنه تنزل سوائله فينقص, ثم تمر الأيام ويكون الرحم بطانة جديدة استعدادا لاستقبال الجنين وهلم جرا. فهذه زيادة الأرحام نفسها بالسوائل وغيضها وليس ما بداخلها.
قد يقول القائل: ليس الفارق كبيرا.
نقول: ولو , فلم نترك ما أخبر الله عزوجل به ونفهم ما نضيفه نحن من عند أنفسنا , فنضيع فوائدا عظيمة على أمة المسلمين وعلى البشرية أجمعين؟!!
وفي نهاية المطاف نقول: كتاب الله واضح صريح وهذا يعني أن العرب و الصحابة كانت تقريبا تفهمه كله , ولكنها لم تعرف مدلولات الجزء العلمي الطبيعي منه , كما أنهم لم يحيطوا بالإشارات والدلالات الاجتماعية المناسبة لمجتمعات لم تنشأ بعد , لذا لم يشيروا إليها ولم يتحدثوا عنها , أي أنهم كانوا يقرأون القرآن فيأخذون ما يعرفون مدلولاته من آيات الأحكام والعقائد والتاريخ, ويسلّمون بما فهموه من القرآن ولكنهم في نفس الوقت لم يعرفوا مدلولاته في الواقع لمعرفتهم أن الزمان كاف لمعرفة مدلولاتها لا لفهم معنى ألفاظها , فالمعنى الللفظي مفهوم ولكن المدلول – المقابل في الواقع – لمّا يأتي بعد فكيف يأولون؟! ثم انقضى عصر الصحابة والتابعين الذين كانوا يتحرجون من القول في كتاب الله عزوجل لمعرفتهم أن علمهم غير كاف للقول فيه فتوقفوا , ثم جاءت أجيال لم تفهم ما هو وجه الإعجاز القرآني , صاحبها وجود عجمة في اللسان وعجمة فيمن دخلوا الإسلام فقالوا بإن القرآن يحتاج إلى تفسير وليتهم قالوا "تأويل " حتى لا يضلوا في المنهج والاسم!
نخرج من هذا كله أنه يجب علينا الالتزام بنص كتاب الله عزوجل كما هو فلا نقول بمحذوف أو زائد – حشو كما قال بعض المفسرين – ولا نجعل الفعل اسما أو الاسم فعلا ولا نغير أي شيء في كتاب الله وإلا سنقع فيما وقع فيه الأقدمون ثم نأتي يوم القيامة فيقول لنا الله العزيز: " قل أأنتم أعلم أم الله " , فإذا قال الله قولا أخذناه واتبعناه من خلال إعمال العقل في فهم وتدبر القول لا أن نجتهد في صرفه عن مدلوله المباشر لقصر عقل أو لقلة علم.
وفي نهاية المطاف نذكر بأنه يجب علينا أن لا نقيس البشر على الوحي أو النبي , فنظرا لأن النبي من خلال الوحي أوّل بعض الآيات بشكل لم يذكر في القرآن كما أول آيات الصلاة والحج والزكاة وطبقها على أرض الواقع وجدنا كثيرا من المفسرين يخوضون فيما لم يحيطوا بعلمه ولمّا يأتهم تأويله حاسبين أنهم بذلك من المفسرين لكتاب الله الكاشفين لغموضه وإبهامه , -وغفر الله لنا ولهم- زاعمين أن النبي المصطفى فسر القرآن , ونحن نسألهم: هل ما أتى به النبي المعصوم هو من عند نفسه أم من عند الله عزوجل؟ فإذا كان من عند نفسه سلّمنا لهم , وإذا كان من عند الله – وهو كذلك – فعليهم أن يسلموا لنا!
نخرج من هذا كله أنه لا يصح أن نصف كتاب الله بالتفسير لأنه مرادف الإبهام وأنه علينا أن نلتزم بما وصف الله عزوجل كتابه وهو " التأويل " لأن كتاب الله واضح جلي بيّن ولكن لقصور العقل والعلم لا تدركه الأفهام في مرحلة ويّدرَك في أخرى , ونخرج بأن التأويل ليس بالمعنى المألوف ولكنه بمعنى مخالف تماما لما ألفه الناس , وأن هذا المنهج هو المناسب لكتاب أنزله الله لكافة الأقطار والعصور , فهو كتاب يأتي تأويله على مر العصور فيزداد المؤمنون إيمانا على إيمانهم أن ما عندهم هو من عند الله العلي الحكيم الذي أنزل الكتاب المبين.
غفر الله لنا الزلل وتقبل منا صالح العمل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 Dec 2008, 05:32 م]ـ
مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر ( http://tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=79) - د. مساعد بن سليمان الطيار
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Dec 2008, 01:19 م]ـ
الأخ الكريم عمرو
بعد التأمل في كلامك وجدت في نفسي الآتي:
طالما أن التفسير فيه معنى التوضيح والبيان فهذا ما نجده في كتب التفسير، وهو ما نحتاجه قبل أن نخوض في التأويل. فواقع كتب التفسير أنها جاءت للتفسير وفيها شيء من التأويل.
هناك أكثر من سبب جعل الناس عبر العصور يحتاجون التفسير أولاً ومهما حاولنا أن نقول إن النص الكريم واضح وبيّن فإن واقع الناس يفرض علينا أن نفسر ونوضح قبل أن نؤوّل.
كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب - مثلاً - أقرب إلى التأويل منه إلى التفسير، على خلاف معظم كتب التفسير. ومن هنا تلاحظ أنه يفسر بعض الألفاظ قبل أن يؤوّل.
لم يتفق العلماء على معنى التأويل بل اختلفوا. وكلهم يصدر عن المعنى اللغوي واحتمالاته.
التفريق بين المحكم والمتشابه غير مقنع ولا يقوم على دليل، بل يناقض ظاهر النص الكريم، فأنصح بإعادة النظر فيه.
التأويل في اصطلاح البعض- والذي اعترضتَ عليه واستنكَرته - هو في الحقيقة مقبول وغير مستنكر؛ لأن صرف المعنى عن الظاهر لقرينه هو صورةمن صور التأويل، لأن مآل المعنى على خلاف ما يوهم به الظاهر. فعملية الصرف من الظاهر إلى غيره بدليل هو على الحقيقة تأويل، أي تبيان مآل المعنى.
التأويل الحقيقي للرؤيا المنامية هو وقوعها، وتأويل أنباء الغيب أيضاً يكون بالوقوع، وتأويل الآيات المتعلقة بواقع كوني هو المعرفة الحقيقية لهذا الواقع. والتأويل في عالم المعاني يكون بحضور المعنى الحقيقي في الذهن ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 01:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا وغفر لك
مما قلته في بحثك: ولم أنه من إساءة الأدب مع الله عزوجل القول بأن كتابه يحتاج إلى تفسير:
لو قال أحد الأعضاء هذا القول عن بحثك هذا، هل ترضاه على نفسك؟ مع علمك بالبون الشاسع بينك وبين من تكلمت عنهم
وفقنا الله وإياك لمرضاته(/)
النظام العددي في القرآن
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[07 Dec 2008, 12:21 م]ـ
النظام العددي في القرآن:
النظام العددي هو استخدام القرآن لأعداد محددة للدلالة على أعداد الآيات في سوره، ومواقع ترتيبها، وما ينشأ عن ذلك من علاقات عددية محكمة دالة على مصدره وإعجاز ترتيبه.
في هذه المقالة فكرة عامة عن استخدام القرآن للأعداد الأولية:
عدد الأعداد الأولية في سلسلة الأعداد من 1 –114 هو: 30 عددا، هي التالية:
2/ 3/5/ 7/11/ 13/17/ 19/23/ 29/31/ 37/41/ 43/47/ 53/59/ 61/67/ 71/73/ 79/83/ 89/97/ 101/103/ 107/109/ 113.
ما الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات من بين هذه الأعداد الثلاثين؟
كانت نتيجة الإحصاءات: أن عدد الأعداد الأولية المستخدمة هو 17 عددا، وأن عدد الأعداد غير المستخدمة هو: 13.
لقد تمت قسمة الأعداد الأولية الثلاثين باعتبار استخدام القرآن لها إلى مجموعتين، مُستخدمة وعددها 17،وغير مُستخدمة، وعددها 13.
هذا هو الحال الذي عليه المصحف الذي بين أيدينا .. (مصحف المدينة النبوية)
الأعداد المستخدمة: عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن 17 عددا هي التالية مرتبة تنازليا:
3/ 5 / 7/ 11 /13/ 17 / 19/ 29 / 31/ 37 / 43/ 53 / 59/ 73 / 83/ 89 / 109.
هذا يعني أن كل عدد من هذه الأعداد استخدم عددا لآيات سورة أو أكثر من بين سور القرآن.
الأعداد غير المستخدمة:
عدد الأعداد غير المستخدمة 13 عددا هي التالية:
2/ 23/41/ 47/61/ 67/71/ 79/97/ 101/103/ 107/113.
هذا يعني أننا لا نجد من بين سور القرآن سورة مؤلفة من أي عدد من هذه الأعداد.
إن مجموع هذه الأعداد هو: 912. هذا العدد هو حاصل ضرب 8 في 114.
السؤال هنا: هل هي مجرد مصادفة أن يأتي مجموع الأعداد الأولية غير المستخدمة عددا من مضاعفات العدد 114 عدد سور القرآن؟ أم أن مجيئها على هذا النحو إشارة واضحة إلى عدد سور القرآن، وإلى خلو القرآن من سور مؤلفة من هذه الأعداد؟
السؤال الثاني: عدد الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سوره كل منها اكبر من العدد 114 هو 13عددا استخدمت للدلالة على أعداد الآيات في 13 سورة هي الأطول بين سور القرآن، ومجموع الأرقام الدالة على ترتيب هذه السور هو 169 أي 13 × 13 .. هل جاء هذا الترابط بالعدد 13 مصادفة أيضا؟
عودة إلى الأعداد المستخدمة الـ 17:
إذا تأملنا ترتيب الأعداد الـ 17 المستخدمة نلاحظ أن العدد الذي يتوسطها هو العدد 31؟!
لماذا العدد 31؟. لأن العدد 31 هو عكس العدد 13، وسنجد أن القرآن قد استخدم العدد 13 وعكسه، كما استخدم العدد 19 وعكسه (91) في تشكيل النظام العددي القرآني ..
ما نود الإشارة إليه هنا:
يتوسط العدد 31 مجموعتين من الأعداد:
ثمانية أعداد قبله مجموعها هو 104، وهذا العدد هو من مضاعفات العدد 13.
(104 = 8 × 13).
وثمانية أعداد بعده مجموعها هو 546، وهذا العدد هو من مضاعفات العدد 13 أيضا
(546 = 42 × 13).
فأما الفرق بين المجموعين فهو 442 ويساوي 17 × 26. حيث نلاحظ العدد 17 عدد الأعداد المستخدمة.
هل جاء اختيار هذه الأعداد على هذا النحو من الإحكام مصادفة؟
ألا تعني هذه الإشارات إلى العدد 13 وعكسه شيئا؟
الأعداد الأولية المستخدمة حسب ترتيب ورودها في المصحف: جاء ترتيب الأعداد الأولية المستخدمة في المصحف على النحو التالي:
7/ 109 /43/ 73 / 83/ 37 / 53/ 89 / 59/ 29 / 13/ 11 / 31/ 19 / 17/ 5 / 3.
نلاحظ في هذا الترتيب أن العدد 59 هو العدد الذي يتوسط الأعداد الـ 17 المستخدمة، وهنا نجد جملة من الملاحظات الرائعة منها:
1 – العدد 59 هو في الحقيقة عدد الأعداد الصحيحة المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في جميع سوره. بعبارة أخرى بسيطة: القرآن استخدم فقط 59 عددا صحيحا.
2 - إن مجموع الأعداد الثمانية السابقة للعدد 59 هو 494. هذا العدد من مضاعفات العددين 13 و 19، فهو يساوي: 2 × 13 × 19.
العددان 13 و 19 هما محورا النظام العددي في القرآن.
3 - إن مجموع الأعداد الثمانية التالية للعدد 59 هو 128.
العدد 128 = 4 × (13 + 19).
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن العدد 128 يساوي: 2 × 64. العدد 64 هو عدد الأعداد المستخدمة أعدادا لآيات سور القرآن كلها من السلسلة 1 – 114.
السؤال الذي سنطرحه الآن:
لماذا 13 و 19؟
من أين جاء هذا العددان؟
أساس هذين العددين هو العدد 114 عدد سور القرآن الكريم ..
العدد 114 = 19 × 6.
العدد 13 هو عبارة عن: 19 – 6.
وهكذا يسهل علينا أن نفهم الحقيقة التالية (أساس النظام العددي):
يتألف العدد 114 من مجموعتين من الأعداد:
57 عددا زوجيا استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
57 عددا فرديا استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
لماذا32؟ ولماذا 25؟ من أين جاء هذان العددان؟
العدد 32 هو عبارة عن: 19 + 13 ..
العدد 25 هو عبارة عن: 19 + 6.
إن أساس هذه الأعداد هو العدد 114 العدد الذي اختاره الله سبحانه عددا لسور كتابه الكريم .. وهو أساس جميع العلاقات الرياضية الرابطة بين سور القرآن وآياته ..
ولعلنا نفهم العلاقة العددية التالية الناتجة من صف العددين 13و19:
إن العدد الناتج من صف العددين 13 و 19 هو 1913 وعكسه 3191 ..
الملاحظة هنا: إن مجموع العددين 1913 و 3191 هو 5104 وهذا الناتج الأخير هو مجموع أعداد الآيات في سور النصف الأول من القرآن، أي السور السبع والخمسين الأولى في ترتيب المصحف (لاحظ أن العدد 57 = 19 × 3) ..
ولعلنا نفهم ما السر أن يكون الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن (6555) وعدد آياته (6236) هو 319.
6555 – 319 = 6236 عدد آيات القرآن الكريم.
ورغم هذا الوضوح فمازال بعض الناس يتشبث بقول من قال أن عدد سور القرآن 113 سورة باعتبار أن سورتي الأنفال وبراءة سورة واحدة، والأدهى من ذلك الزعم أن سورتي الفيل وقريش قد تكونان سورة واحدة؟ وأن ترتيب سور القرآن اصطلاحي (اجتهادي) بدليل الاختلاف.
يظنون بذلك أنهم يخدمون القرآن ويدافعون عن حماه وما هم كذلك ..
[هذه المقالة مقطع من دراسة طويلة بعنوان: النظام العددي في القرآن الكريم]
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[07 Dec 2008, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
هذا هو الحال الذي عليه المصحف الذي بين أيدينا .. (مصحف المدينة النبوية)
قال الدكتور غانم الحمد - وفقه الله - ناقدا أحد الكتب المؤلفة في الإعجاز العددي:
" إن الفواصل المثبتة في المصاحف المطبوعة المتداولة في زماننا تقوم على عدد أهل الكوفة للآيات، وهو مذهب من خمسة مذاهب في عدِّ الآيات، وليس واحد منها بأولى من الآخر، على نحو ما أشرنا في المبحث الأول. وسوف أذكر أمثلة لآيات انفرد بعدِّها الكوفي، ولآيات انفرد بإسقاطها من العدد:
(كما بدأكم تعودون) [الأعراف]، عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون.
(أني بريء مما تشركون) [هود] عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون.
(فلسوف تعلمون) [الشعراء] لم يعدها الكوفي، وعدها الباقون.
(في ما هم فيه يختلفون) [الزمر] عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون.
(قل الله أعبد مخلصا له ديني) [الزمر] عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون.
(فسوف تعلمون) [الزمر] عدها الكوفي، ولم يعدها الباقون.
وهناك عشرات الأمثلة من هذا النحو من الاختلاف في عدِّ الآيات، مما يترتب عليه اختلاف عدد الفواصل بصورة لا تسمح بالقول إن الإعجاز العددي يتحقق على أساس عدد أهل الكوفة ولا يتحقق على أساس عدد غيرهم. ولم يتنبه مؤلف الكتاب إلى هذه القضية الخطيرة في نتائجها على بحثه "
[بحث: الإعجاز العددي في القرآن حقيقة أم توهم، منشور في مجلة الحكمة، العدد الثامن والعشرون، محرم 1425هـ، ص253 - 288. ثم نشره في كتابه (أبحاث في علوم القرآن) - دار عمار - الأردن 2006م.]
وانظر - بارك الله فيكم -: البيان في عد آي القرآن، للداني.
وفقنا الله وإياكم لكل خير، وبصرنا وإياكم الحق أين كان .. اللهم آمين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[07 Dec 2008, 07:58 م]ـ
ملاحظتان:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأولى تتعلق بالبحث المنشور: ننصح الأخوة الذين يكتبون في العدد القرآني أن يبتعدوا عن مسألة عكس الأرقام مثل 13 و 31 كما ننصحهم أن يبتعدوا عن مسألة رصف الأرقام مثل القول إن 19 و 13 هي 1913 أو 1319 وننصحهم أيضاً أن يبتعدوا عن مسألة إزالة علامات الضرب والجمع مثل القول بأن 19× 3 يذكرهم ب 319 فهذه المسائل تضعف القول بالإعجاز العددي.
الثانية تتعلق بمنطق بعض المعارضين للإعجاز العددي: فكون العدد الكوفي هو مستند الدارسين للإعجاز العددي لا يعني أن الأعداد الأخرى تخلو من ذلك. ولا داعي لرفض ما هو قرآني لمجرد التعصب لوجهة نظر. واستناداً إلى منطقهم لماذا لا يتقدمون باقتراح للجان المصاحف لإقصاء العدد الكوفي من المصاحف حتى لا يستخدمه القائلين بالإعجاز العددي؟!!!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[09 Dec 2008, 01:36 ص]ـ
أبو عمرو البيراوي;
ننصح الأخوة الذين يكتبون في العدد القرآني أن يبتعدوا عن مسألة عكس الأرقام مثل 13 و 31 كما ننصحهم أن يبتعدوا عن مسألة رصف الأرقام مثل القول إن 19 و 13 هي 1913 أو 1319 وننصحهم أيضاً أن يبتعدوا عن مسألة إزالة علامات الضرب والجمع مثل القول بأن 19× 3 يذكرهم ب 319 فهذه المسائل تضعف القول بالإعجاز العددي.
أخي الفاضل:
إلى وقت قريب كنت ممن يرى رأيك هذا ولكن تبين لي أن طريقة رصف الأرقام تكشف عن حقائق في الترتيب القرآني لا يمكن تجاهلها. وهو ما لمسته وبصورة أكثر قوة ووضوحا بالنسبة للعددين 13 و 19 وعكسهما 31 و 91 ..
وأما بالنسبة لحذف إشارة الضرب من المعادلة 57 = 19×3، وصولا إلى العدد 319 .. أضع بين يديك الحقيقة التالية:
العدد 114 = 19 × 6. إن حذف إشارة الضرب هنا يعطينا العدد 619 ..
العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية ..
وقد ورد استخدام القرآن للعدد 619 في موضوع خلق الكون ..
لقد ورد موضوع خلق الكون في ستة أيام في سبع آيات في سبع سور:
مجموع أعداد الآيات في السور السبع هو 619. (بحذف إشارة الضرب من 19×6)
مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع هو 169 ..
ليس من الصعب ملاحظة العلاقة الرياضية بين 19 × 6 و619 و 169 .. كما أن هذا العدد الأخير يتكرر في الاستخدام القرآني في مواقع كثيرة .. وأعتقد أن بعضها معروفة لديك.
وهنا أحب أن أذكر لك ملاحظة في سورة مريم، السورة رقم 19 في ترتيب سور القرآن.إنها السورة التي تحمل العدد المركزي 19، أليس كذلك؟
نلاحظ أن عدد آياتها هو 98. ما علاقة هذا العدد بالمعادلة 114 = 19×6؟
العدد 98 هو نصف العدد 196. أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة على سؤال لم تكن له إجابة من قبل .. وهكذا يمكننا أن نفهم لماذا عدد كلمات سورة مريم هو 961 (ونحن متفقان على هذا العدد)؟ ومن السهل ملاحظة أن العدد 961 هو عكس العدد 169 ..
وعلى أي حال يظل الحكم مرهونا بقوة الأدلة والتي ستظهر في حينها إن شاء الله.
مع خالص الود والاحترام
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:07 ص]ـ
من أسرار النظام العددي في القرآن:
عدد الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات 17 عددا من بين أعداد السلسلة 1 - 114، وعدد واحد لا غير من خارج السلسلة (أي أكبر) هو العدد 227 والذي يدل على عدد آيات سورة الشعراء.
السؤال الذي نود طرحه هنا: ما عدد آيات القرآن التي أرقام ترتيبها أعداد أولية من خارج السلسلة 1 - 114 غير مستخدمة للدلالة على أعداد الآيات؟
فيما يلي حصر بآيات القرآن التي أرقام ترتيبها في سورها أعداد أولية غير مستخدمة للدلالة على أعداد الآيات:
تسلسل العدد الأولي - عدد الآيات التي أرقامها العدد الأولي
1 127 8
3 137 7
4 139 7
5 149 7
6 151 7
7 157 7
8 163 7
9 167 6
10 173 6
11 179 5
12 181 5
13 191 4
14 193 4
15 197 4
16 199 4
17 211 2
18 223 2 (مجموع الأعداد الـ 18 هو: 3068)
19 227 (العدد الأولي الوحيد
المستخدم عددا لآيات سورة) 2 (الآيتان 227 الشعراء،
227 البقرة)
20 229 1
21 233 1
22 239 1
23 241 1
24 251 1
25 257 1
26 263 1
27 269 1
28 271 1
29 277 1
30 281 1
31 283 1 (مجموع الأعداد الأولية الـ 12 هو: 3094)
مجموع 6389 114
من نتائج الإحصاء:
1 - العدد 227 هو العدد 19 في ترتيب سلسلة الأعداد الأولية من 115 – 286.
2 - العدد 227 هو العدد رقم 76 في ترتيب الأعداد المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات، أي 19 × 4. (عدد الأعداد المستخدمة 77 عددا)
3 - الفرق بين مجموع الأعداد السابقة للعدد 227 والتالية له هو 26 وهذا هو موقع ترتيب سورة الشعراء في المصحف. (3094 – 3068 = 26).
4 - الملاحظة الأهم: عدد آيات القرآن التي أرقام ترتيبها أعداد أولية اكبر من العدد 114 هو 114 آية لا غير بعدد سور القرآن الكريم.(/)
بارك الله لكم جميعاً في عيد الأضحى، ومن العايدين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Dec 2008, 06:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع فجر هذا اليوم المبارك، يوم عيد الأضحى 1429هـ أبارك لجميع إخواني وأخواتي في ملتقى أهل التفسير، وأهنئهم وأسأل الله أن يجعله عيداً مباركاً سعيداً للمسلمين جميعاً في كل مكان. وهو فرصة لتجديد النشاط والعمل والبذل في خدمة القرآن الكريم وأهله.
الله أكبر،الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الساعة 6:11 صباح العيد.
ـ[الجعفري]ــــــــ[08 Dec 2008, 06:19 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم شيخنا الكريم ..
وكل عام وأنتم بخير ..
ـ[نورة]ــــــــ[08 Dec 2008, 06:57 ص]ـ
تقبّل الله منا ومنكم
وكلّ عام وأنتم بخير, أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[08 Dec 2008, 07:31 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، و لله الحمد.
عيد مبارك سعيد. تقبل الله من الجميع.
و كل عام و أنتم بخير.
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[08 Dec 2008, 08:21 ص]ـ
الحمدلله الذي جعل الأقلام تنوب عن الكلام
والرسائل تبعث التهنئة والسلام أسعد الله أيامكم وغفر ذنوبكم
ورزقنا الله وإياكم -شيخنا الكريم والإخوة - حياة أهل الإيمان
وكل عام وأنتم بخير
ـ[جمال القرش]ــــــــ[08 Dec 2008, 08:27 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[محمد كالو]ــــــــ[08 Dec 2008, 11:22 ص]ـ
تقبّل الله منا ومنكم
وكلّ عام وأنتم بخير
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[08 Dec 2008, 11:45 ص]ـ
°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°كل عام وأنتم بألف صحة وسلامة مشائخنا وأحبابنا الكرام , وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Dec 2008, 11:57 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير وتقبل الله منا ومنكم ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[08 Dec 2008, 12:54 م]ـ
كلّ عام وأنتم - أيها الأخوة في الله - بألف خير, أعاده الله علينا وعليكم بالسلامة والصحة والعافية
ـ[عبدالله العاصمي]ــــــــ[08 Dec 2008, 02:12 م]ـ
تقبل الله طاعتكم
وكل عام وأنتم بخير وصحة وعافية
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، و لله الحمد.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[08 Dec 2008, 02:26 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Dec 2008, 03:31 م]ـ
أتقدم لكم بأخلص التهاني، داعيا المولى أن نكون من الذين منّ عليهم بتطهير النفس والتوبة من أخطاء الماضي، واستقبال ما بقي من العمر بنفس زكية.
وكل عام وأنتم بخير.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[08 Dec 2008, 05:53 م]ـ
تقبّل الله منا ومنكم
وكلّ عام وأنتم بخير, أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليُمن والبركات
اللهم آمين
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[08 Dec 2008, 08:31 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم ..
وكل عام أنتم بخير، وإلى الله أقرب .. اللهم آمين آمين.
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[08 Dec 2008, 09:18 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم الصالح من العمل وكل عام وانتم بخير اعاده الله علينا وعلى الأمه
الإسلاميه باليمن والبركات وعزه الإيمان.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[09 Dec 2008, 12:02 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل عام وأنتم بخير
محبكم / أبو أسامة
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[09 Dec 2008, 07:34 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Dec 2008, 12:25 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل، وشكر الله لكم يا دكتور عبد الرحمن، ونرفع أكف الضراعة إلى رافع السماء بلا عمد أن يعيد هذه الأيام على أهل غزة وقد رفع عنهم الحصار الظالم وتم لهم التحرير الكامل والنصرة على الخنازير ومن لف لفهم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Dec 2008, 08:07 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أعاده الله على أمة الإسلام وهي تنعم بعزة العلم والإيمان والنصر والتمكين
وكل عام وأنتم بخير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2008, 05:59 م]ـ
من العبارات الجميلة للعلامة الأديب البشير الإبراهيمي رحمه الله قوله في التهنئة بالعيد:
عيدكم مباركٌ إذا أردتم، سعيدٌ إذا استعددتم
فلا تظنوا أنَّ الدعاءَ وحدهُ يردُّ القضاء، وأنَّ مادةَ (عدا) (يعدو) لا تنسخها (دعا) (يدعو)
وإنما تنسخُها (أَعَدَّ) (يُعِدُّ) و (استعدَّ) (يستَعِدُّ)
فأعَدِوا واستعدوا تزدهر أعيادُكم، وتظهرْ أمجادُكم
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[12 Dec 2008, 06:54 م]ـ
تقبّل الله منا ومنكم
وكلّ عام وأنتم بخير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Dec 2008, 06:55 م]ـ
تقبل الله من الجميع صالح الأعمال.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:21 ص]ـ
تقبل الله منكم الطاعات
وزادكم قربا من الجنات
واعاده على الامة بالخيرات
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[13 Dec 2008, 04:49 م]ـ
كل عام أنتم بألف خير، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، ووفقنا وإياكم لما يحبه ويرضى.(/)
تأملات في سورة " البروج "
ـ[إمداد]ــــــــ[09 Dec 2008, 12:13 م]ـ
تأملات في سورة " البروج "
د. رياض بن محمد المسيميري
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ {1} وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ {2} وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ {3} قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {9} إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ {10} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ {11} إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ {12} إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ {13} وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ {14} ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ {15} فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {16} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ {17} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {18} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ {19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ {20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ {22}
شرح الغريب:
الْبُرُوجِ: هي منازل الشمس والقمر والكواكب التي وضعها الله في السماء.
وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ: هو يوم القيامة؛ لأنه محدد بموعد لا يتخلف عنه.
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ: أكثر المفسرين على أنّ الشاهد هو يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة.
والأولى القول بظاهر اللفظ بأنّ الشاهد: عام في كل من يشهد. والمشهود: عام في كل ما يشهد عليه.
قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ: دعاء عليهم بالهلاك، والأخدود هو: الحفرة التي حفرت وأضرمت ناراً لتعذيب المؤمنين وفتنهم عن دينهم.
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ: النار: بدل من الأخدود والمعنى: أنّ الأخدود المشار إليه عبارة عن حفرة مضرمة بنار توقَّد!
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ: وصف لأصحاب الأخدود الكفرة بأنهم كانوا على شفير الأخدود يفتنون الناس عن دينهم, ويستمتعون بتعذيبهم!.
وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ: أي أنَّ هؤلاء الكفار الظلمة كانوا شهوداً على ما يفعلون بالمؤمنين راضين به.
وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ: أي ما أنكروا منهم من ذنب إلا إيمانهم بالله.
فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ: امتحنوهم وآذوهم في دينهم. وقيل: أحرقوهم كقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} الذاريات (13). أي: يحرقون.
هداية الآيات:
في هذه الآيات العظيمات المخيفات، يقسم الجبار جلّ جلاله بالسماء الشاهقة ذات البروج العالية الدالة على عظمته وقدرته، وبيوم القيامة الدال على حكمته وعدالته، وبالشاهد والمشهود بأنّ الهلكة والنقمة واقعة على أصحاب الأخدود الذين أضرموا النيران وامتحنوا العباد رغبة في صرفهم عن التوحيد إلى الإلحاد، ومن العبودية إلى الكفر والشرك.
وقد اختلف العلماء في أصحاب هذه القصة ومن يكونون على أقوال لعلّ من أظهرها ما رواه مسلم عن طريق صهيب الرومي – رضي الله عنه - في قصة الغلام والساحر والملك والشهيدة، وأيا كان الأمر فالعبرة بمضمون القصة لا في تحديد أشخاصها ولذا أبهم القرآن الأسماء والأشخاص والزمان والمكان في هذه الحادثة المأساة!
قوله: (وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ) قسم بالسماء العظيمة الشاهقة الطول والارتفاع ذات البروج المتعددة والمنازل المتنوعة.
والقسم بالسماء له مذاق خاص ذو أثر في النفس عجيب لمن تأمل فليس في الكون المشاهد المحسوس آية أكبر منها, ووالله لو تأمل الناس في هذه الآية حقّ التأمل لآمنوا وأذعنوا للواحد القهار، وحسبك منها هذه الحقائق:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أنّها محمولة رغم سعتها العظيمة وثقلها وكثافتها بلا عمد قال الله تعالى: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً} النبأ (12) فهي شديدة ثقيلة ومع ذلك مرفوعة بلا عمد! وقال تعالى: {اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} الرعد (2).
2 - أنّها محمولة بالقدرة الإلهية الباهرة، وممسوكة بالإرادة الربانية المعجزة: {وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} الحج (65).
3 - أنه مع عظمة هذه السماء وقوتها وشدتها واتساعها، فإنها ليست واحدة بل سبع فأي قدرة هذه التي أوجدت كلّ هذه السموات في يومين اثنين مع قدرته على خلقها في لمحة بصر؟!
4 - أنّ السماء مع كل ما ذكرناه متصفة كذلك بالإتقان وجمال الصورة وخلوها من العيب، أو النقص {فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ} الملك (3، 4).
وبالجملة فإنّ السماء التي ذكرها الله في كتابه في عشرات المواقع وما زلنا نبصرها صباح مساء هي آية عظيمة باعثة على اليقين والإيمان لمن تدبر وتأمل!
ولو تأملها الظلمة والطواغيت وعرفوا عظمة الصانع، وقدرته الفائقة في مقابل عجزهم وضعفهم لما تجرأوا على سفك الدم الحرام أو فتن العباد عن دينهم, ولعل هذا من مناسبة القسم بهذه الآية في معرض سوق قصة أصحاب الأخدود.
(وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ): اليوم الموعود هو يوم القيامة بلا شك ومناسبة القسم به في معرض سوق هذه القصة كذلك ظاهرة واضحة ذلك أنّ يوم القيامة هو موعد القصاص العادل من أصحاب الأخدود وغيرهم؛ فإنّ أصحاب الأخدود في حقيقة الأمر لم يذكروا إلا كمثال للطغيان البشري الأرعن ولم ينوه بذكرهم إلا كأنموذج عابر لحالة الاستبداد الذي يمارسه الكثيرون من العتاة والجبابرة على مرّ الدهور والعصور, وإلا فإنّ أصحاب الأخاديد المشابهة وسدنة الظلم والجبروت كثيرون، متواجدون في كلّ زمان!.
وهؤلاء جميعهم حسبهم ذلك اليوم الموعود حيث توضع الموازين القسط فلا تظلم نفس شيئاً.
وهؤلاء جميعهم حسبهم الحكم العدل سبحانه حيث يقتص من كل ظالم وينتقم من كل جبار عنيد.
وأما القسم بالشاهد والمشهود فلعل مناسبته ولطيف ذكره هو: أنَّ محاكمة أصحاب الأخدود ومحاسبتهم، والاقتصاص منهم سيتم في هيئة تامة من العدالة حيث الشاهد على جريمتهم حاضر, والمشهود عليه أمرٌ واقع لا يمكن إنكاره وهذا ما يرجّح القول بأنّ (شَاهِدٍ) يعمُّ كل شاهد بلا تحديد (مَشْهُودٍ) كل ما يشهد عليه دون تخصيصه بأمر ما.
(قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ {4} النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ {5} إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ {6} وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ {7} وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ {8} الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ {9})
وفي هذا المقطع من السورة يعرض القرآن الكريم في لمحة خاطفة ملخصاً عابراً، لأحداث القصة مكتفياً بأبرز ما فيها وهما عنصران:
1 - أن عذاب أصحاب الأخدود للمؤمنين كان قاسيا لا يطاق وهو الإحراق بالنار.
2 - أنه لا سبب لهذا العذاب إلا الإيمان بالله العزيز الحميد.
وكما تقدم – قبل قليل – فإنّ القرآن ذكر القصة كأنموذج لكل الحالات المشابهة لأخذ العبرة والعظة، وتسلية المبتلين بهذه القصة، وتوعد المجرمين، بذات الوعيد، وبقدر الجريمة!
فالمقام ليس مقام سرد أو استيعاب لكل حوادث التاريخ – وما أكثرها - ممّا قد يفوق جريمة هؤلاء بمراحل وإنما هو مقام تذكير ووعظ بما يؤدي الغرض وكفى!
وفي العصر الحديث كثر أصحاب الأخاديد بحيث تنكسر الأقلام وتفنى مئات الصحف قبل أن تستوعب بعض جرائمهم.
فجرائم الصليبيين بقيادة امبراطورية الشر، وحاملة لواء النصرانية أمريكا فاقت كل تصور، وتجاوزت كل حدّ.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد صبت هذه الدولة المجرمة جام نيرانها ودكت بطائراتها العملاقة وقنابلها التي تبلغ زنة بعضها قرابة العشرة من الأطنان أرض أفغانستان المسلمة, وغزت بجحافلها أرض العراق بعد أن أفرغت فوق حاضرته وباديته مئات الألوف من القنابل الفتاكة التي لا تعرف التمييز بين الكبير والصغير والذكر والأنثى؛ بل دكت المستشفيات على رؤوس المرضى ولوثت المياه وقطعت خطوط الكهرباء والهاتف وأشاعت الرعب والهلع وسمحت بالنهب والسرقة وانتهاك كل مُحرّم وممنوع!
ومثلها الدبُّ الروسي المتوحش، والذي ظل عقداً من الزمان يمارس أبشع العدوان والبغي فوق أرض أفغانستان وخلّف ورائه ملايين القتلى وأضعافهم من الجرحى والمعوقين ولا يزال يمارس نفس الجريمة فوق أرض الشيشان، وحسب القارئ أن يعلم أن ما ألقته روسيا على أرض الشيشان من القنابل والنيران يفوق عشر مرات حتى الآن ما ألقاه الحلفاء على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية!!
وما يفعله اليهود فوق أرض فلسطين برعاية الأمم الصليبية الكافرة وبرئاسة أمريكا وحليفتها انجلترا غير خاف على كل متابع لمسلسل البغي والظلم المتتابع الحلقات منذ ما يقرب من ستين عاماً!
ومثل ذلك ما يمارسه الهندوس الوثنيون فوق أرض كشمير وغيرها كثير ناهيك عن محاكم التفتيش التي هي واحدة من أبشع ما لدى الغرب الصليبي من حب الاستبداد والطغيان ضد الشعوب المسلمة خاصة وغير المسلمين عامة!.
فأي مقارنة إذاً بين تلك الحادثة الصغيرة التي تولى كبرها أصحاب الأخدود وبين هذا العدوان الشامل والحروب الشعواء التي لا يعرف لها نظير عبر التاريخ!؟
ومن عجب أنّ سبب التعذيب واحد وهو الإيمان بالله العزيز الحميد، فإنّ هؤلاء الطواغيت الحمقى لا يروق لهم أبداً أن يفرد مالك الملك،ومبدع الكون بالتوحيد والعبودية، وليتهم إذ امتنعوا عن التسليم لله بحقه، بالوحدانية والإلهية تركوا غيرهم يختارون لأنفسهم ما يرونه صواباً , ولكنهم أبو إلا أن يصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجا!
وقريب من العذاب بالنار والتقتيل والتشريد اضطهاد الفئة المؤمنة من خلال التضييق عليهم في أرزاقهم وفصلهم من وظائفهم، وبخسهم حقوقهم بسبب إيمانهم واعتقادهم.
(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)
إنّ هذا الإله الذي يُعذّبُ أولياؤه ويُضطهد أحبابهُ يستحق بجدارة ذلك الإيمان العظيم الذي اعتنقه سائر المعذبين فهو مالك الملك، وخالق الكون فأي شيء ينقمه أصحاب الأخدود، وأمثالهم ممّن آمن به وأذعن له وخضع لكبريائه؟!
وفي الآية تهديد لكل صاحب إخدود من هؤلاء وذلك من وجهين بل من وجوه.
1 - أنّ الله تعالى له ملك السموات والأرض, وهذا يعني أنّ هؤلاء المجرمين المستبدين الممارسين لكل طغيان وصلف مملوكون لله تعالى وتحت تصرفه وفي محيط قبضته فأين يذهبون؟ وإلى أين يفرون؟
2 - إذا كان هؤلاء يعيشون في ممالك الله الواسعة فكيف يتصرفون في أرض الملك بغير إذنه بل يفعلون خلاف أمره فما ذا عساها تكون العاقبة؟!
3 - وقد ختمت الآية بقوله: (وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) وهذا تهديد واضح من وجهين كذلك:
أ- أنّ الله شهيد على كلِّ شيء، وليس على حادثة الأخدود فقط.
ب - أنه شهيد بنفسه سبحانه وهو أعظم شاهد كما قال الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ} الأنعام (19).
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ {10} إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ {11} إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ {12} إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ {13} وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ {14} ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ {15} فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ {16} هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ {17} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {18} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ {19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ {20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ {22}
هدايةُ الآيات:
بعد أن فرغ تعالى من عرض قصة أصحاب الأخدود باختصار أدّى الغرض، ببلاغة تامة، وأسلوب مؤثر؛ ندب في هذه الآيات كل فتّان إلى التوبة، وفتح أبواب الندم والإنابة على مصراعيها، ولم يُقنِّط عباده من رحمته وتدارك أخطائهم، وتلافي ذنوبهم مهما كانت فادحة وخطيرة.
فأي عذر بعد هذا؟ وأي رحمة فوق هذه؟ ومن المؤكد أنّ من أصرّ على بغيه وعدوانه، وأبى أن يغتنم الفرص ويبادر إلى التوبة النصوح فإنّه ذو طغيان وعناد، وصنف كهذا ما أجدره بـ (عَذَابُ جَهَنَّمَ) و (عَذَابُ الْحَرِيقِ).
ومن المهم الإشارة في هذه المقام بأنّ الفتنة المنهي عنها في هذه السورة ليست قاصرة على التعذيب الحسي فحسب بل هي تتناول ما هو أبعد من ذلك وأشمل ... فمن ذلك:
1 - فتنة الناس عبر بث الفساد الإعلامي من أفلام وتمثيليات وبرامج ومشاهد لا أخلاقية تؤجج الشهوات وتثير الغرائز!
2 - الفتنة عبر برامج التربية والتعليم فكثير من المناهج التعليمية في ديار المسلمين لا وجود لمادة التوحيد أو الحديث أو الفقه وإنما يعرض للناشئة المذاهب الفكرية الهدامة بل المعتقدات الإلحادية، والنظريات الكفرية كالبعثية والبلشفية والقومية، ونظرية دارون في التطور والارتقاء، وكلّ ذلك ضرب من الفتنة بل أشد من فتنة الإحراق والقتل قال تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} البقرة (191).
3 - الفتنة عبر تذويب حواجز النفرة من الكفار بإلغاء مبادئ الولاء والبراء وتهميش نواقض الإسلام، والتقليل من شأنها وتمييع أصول الدين ومبانيه العظام.
4 - الفتنة عبر السماح للأصوات النشاز من دعاة جهنم من منافقين وإباحيين في التبشير بمبادئهم الخبيثة وطرح أفكارهم المسمومة وترويج تطلعاتهم المشبوهة وتمرير مخططاتهم وبرامجهم الخطيرة!
(فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ):
ولشدة أثر الفتنة وسوء عواقبها وخطورة تبعاتها توعد الله الفتانين بعذاب جهنم، وقد اتخذ هذا الوعيد صيغة التكرار من جهة وصيغة التقديم والتأخير من جهة ثانية.
فأما التكرار فهو واضح من خلال إعادة جملة: (فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ) بـ صيغة أخرى: (وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) وفي هذا ما فيه من التهديد والوعيد الذي تقشعر من هوله الأبدان!.
وأما التقديم والتأخير فقد تقدم نظير هذا والمراد تقديم الجار و المجرور في الجملتين وهو الخبر على المبتدأ وهو (عَذَابُ) في الجملتين أيضاً.
وهذا التقديم والتأخير مفيد للحصر والاختصاص, أي كأنّ العذاب خاص ومحصور بهؤلاء دون غيرهم!
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ}
وهذه الآية الكريمة في مقابل الترهيب الذي سبقها وذلك أسلوب القرآن الكريم في المزاوجة بين الترغيب والترهيب والوعد والوعيد كما تضمنت الآية عدة محفزات مثيرة منها:
1 - التقديم والتأخير في قوله " لَهُمْ جَنَّاتٌ " حيث قدم الخبر وهو الجار والمجرور (لَهُمْ) على المبتدأ (جَنَّاتٌ)، وهذا مفيد للحصر والاختصاص كما تقدم – مراراً – ثم ذكر.
2 - وصف الجنات بأنها تجري من تحتها الأنهار وهي: أنهار الماء غير الآسن، وأنهار العسل المصفى, وأنهار اللبن, وأنهار الخمر، وغيرها ممّا نعرف بعضه ونجهل أكثره ثم ذكرتعالى:
3 - بأنّ ذلك هو (الْفَوْزُ الْكَبِيرُ) وهو الفوز الحقيقي لا فوز الصراعات الكروية والمسابقات الفنية والرياضية!
(يُتْبَعُ)
(/)
(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ * إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ): وفي هذه الآيات تقرير لقوة الله الباهرة، وقدرته القاهرة فبطشه سبحانه شديد لا يحتمل، وآيات عزته وجبروته لا تُبارى ولا تجارى!.
وهذه الآيات تذكير لكل من يعي الخطاب، ويفهم الوعظ الجميل بأن يتخلى عن كبريائه، ويتنازل عن صلفه وغروره، وإلا فإنّ بطش الرب تعالى غير محتمل، وقد ذكر الله في ختام السورة مثالاً لما جرى للفراعنة وثمود، أما التفصيل ففي مواضع أُخر من الكتاب العزيز.
إذاً مهما أوتي البشر من قوة وقدرة على الإهلاك والتدمير والتعذيب فذاك مغمور أمام قدرة الله وبطشه المخيف المزلزل للقلوب والحناجر بل للأمم والممالك!
ومن أراد أن يتأكد فليتأمل ما جرى لفرعون وقومه من الاستدراج إلى البحار ثم الإغراق المذهل!.
وليتأمل ما الذي جرى لثمود حين أخذت الرجفة بمجامع قلوبهم فأسقطتها في أجوافهم.
وليتأمل ما جرى لعاد من تسليط الريح العقيم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فأصبحوا أعجاز نخل خاوية.
وليتأمل ما جرى للقرى اللوطية حين رفعت قراهم إلى عنان السماء ثم نكست رأساً على عقب واتبعت بحجارة من سجيل!
(إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) أي هو قادر سبحانه على الخلق ابتداءً, والإعادة بعد الموت, وإذا كان الأمر كذلك فأي داع للاستهانة بقدرة الله, والتكذيب بالبعث والنشور, أو الجزاء والحساب؟!.
(وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ): أي متصف بكثرة المغفرة لكل من تاب وأناب, وهذا من واسع جوده، وعظيم كرمه بخلاف الآدمي فإنه وإن غفر لأخيه خطأه وعفا عنه فإنه لا يحتفظ له بكبير مودة!
(ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) أي: صاحب العرش الذي هو أكبر المخلوقات وأعظمها فما السموات السبع والأرضون السبع عند الكرسي إلا حلقة في فلاة وما الكرسي عند العرش إلا كذلك، ومع هذا فالعرش مخلوق لله مملوك له سبحانه!
وقد وصف الله تعالى عرشه بالكرم والعظمة والمجد في ثلاث آيات من كتابه الكريم.
(فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ:) وهذه صفة عظيمة لله تعالى دالة على كمال قدرته وتمام تصرفه فهو تعالى فعال لكل شيء يريده؛ فأمره بين الكاف والنون وهذه مفعولاته سبحانه لا يحصيها إلا هو ولا يحيط بها علماً سواه.
(هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ {17} فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ {18} بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ {19} وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ {20} بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ).
وقد تقدم قبل قليل ذكر ما جرى لجنود فرعون وثمود وفي قوله تعالى: (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ): إشارة إلى عدم انتفاع هؤلاء الكفار بما جرى لأسلافهم من الخزي والنكال إذ لا زالوا سادرين في غيهم، تائهين في صحراء غرورهم!
وقد تقدم ذكر شيء من صلف الأمريكان، والروس ويهود وغيرهم الذين ما برحوا في سوم الشعوب المسلمة قصفاً وتقتيلاً وتشريداً!
ولكن جاء قوله تعالى: (وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ) عقب ذلك مباشرة حتى لا يصاب حزب الله وأنصار دينه بإحباط أو يأس, ويوقنوا بأنّ كيد هؤلاء ومكرهم مقدور عليه محاط بإرادة وقوة لا تغلب ولاتقهر!.
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ {21} فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ).
وآخر مطاف هذه السورة أنْ ختمها تعالى بالتذكير بالقرآن العظيم الذي من أجله حورب المسلمون, ولأجله حقد الحاقدون, وشنأ الشائنون بيد أنّ ذلك كله لا ينبغي أن يكون مانعاً للمسلمين أن يستمروا على طريقتهم ويتشبثوا بعقيدتهم فإنّ الله ناصرهم ومؤيدهم ومظهرهم على عدوهم.
ومهما تخلى المسلمون عن القرآن وأزاحوه عن العمل والتطبيق، وعن حياتهم الدستورية والاجتماعية وغيرها فلن يفرحوا بوئام العدو ومحبته، أو على الأقل مهادنته وحياده!
ومصداقية ذلك أنّ مجرد الهوية المسلمة التي يحملها المسلمون كافية لإثارة كوامن أحقاده, وبعث خبيث لؤمه وبغضه.
وهي حقيقة جلّاها القرآن بقول الله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} البقرة (120)
لذا لا مناص من الأخذ بهذا القرآن بكل عزيمة وقوة وجد فهو خيار الأمة الوحيد وحينذاك لن ينال منها عدوها ما تقر به عينه أو يُشفى به صدره!!.
(فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ)
واللوح المحفوظ هو الذي كتب الله فيه مقادير كل شيء بما فيه تنزيل هذا القرآن على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين وهذا معنى ((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ) فالقرآن قد يكون مكتوباً بأكمله في اللوح المحفوظ، وقد يكون المكتوب ذكره فقط.
واللوح المحفوظ – بحفظ الله – مصون عن الزيادة والنقص والتحريف والتغيير وهذا من تمام شرف هذا اللوح وكماله ,والله أعلم وأحكم.
من هنا ( http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=11882&Itemid=34)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[10 Dec 2008, 08:30 ص]ـ
بارك الله في الأخ ولكن لي تعليق صغير بشأن "اليوم الموعود و شاهد ومشهود", فلم لا يكون المراد من اليوم الموعود هو ذلك اليوم الذي ضُرب للمؤمنين ليحرقوا فيه في الأخدود, والشاهد والمشهود هم المؤمنون والكافرون في ذلك اليوم.
وبذلك تكون السورة قد قدمت مشهدا عاما لتلك الواقعة يشتمل المكان المحيط والزمان والأفراد, ثم تظهر بعد ذلك أنه قتل أصحاب الأخدود!
والله أعلى وأعلم.
ـ[إمداد]ــــــــ[11 Dec 2008, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي هذا تفسير ممكن والسياق يحتمله
وأرجو من المشائخ الكرام إبداء ماعندهم حول هذا التفسير
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 01:03 ص]ـ
قال الآلوسي: أي الموعود به وهو يوم القيامة باتفاق المفسرين
وقال ابن عاشور: وأما مناسبة القسم باليوم الموعود فلأنه يوم القيامة باتفاق أهل التأويل
ومما قال الآلوسي أيضا:وأن يراد بالشاهد الطفل الذي قال يا أماه اصبري فإنك على الحق كما سيجيء إن شاء الله تعالى والمشهود له أمه والمؤمنون لأنه إذا كانت أمه على الحق فسائر المؤمنين كذلك وقيل وقيل.
وجميع الأقوال في ذلك على ما وقفت عليه نحو من ثلاثين قولاً والوصف على بعضها من الشهادة بمعنى الحضور ضد المغيب وعلى بعضها الآخر من الشهادة على الخصم أو له شهادة الجوارح بأن ينطقها الله تعالى الذي أنطق كل شيء وكذا الحجر الأسود ولا بعد في حضوره يوم القيامة للشهادة للحجيج وأما شهادة اليوم فيمكن أن تكون بعد ظهوره في صورة كظهور القرآن على صورة الرجل الشاحب إذ يتلقى صاحبه عند قيامه من قبره وظهور الموت في صورة كبش يوم القيامة حتى يذبح بين الجنة والنار إلى غير ذلك.
والله اعلم
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[12 Dec 2008, 06:52 م]ـ
فائدة:
قال ابن العربي في احكام القران:
{وشاهد ومشهود}: فيها مسألتان:
المسألة الأولى الشاهد فاعل من شهد، والمشهود مفعول منه، ولم يأت حديث صحيح بعينه، فيجب أن يطلق على كل شاهد ومشهود. وقد روى عباد بن مطر الرهاوي عن مالك عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن نافع بن جبير عن أبيه، {عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وشاهد ومشهود} قال: الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة}.
وقد روي عن ابن عباس أنه قال: الشاهد محمد صلى الله عليه وسلم، ويصح أن يكون الله ورسله والملائكة والمؤمنين والحجر الأسود. وقد يكون المشهود عليه الإنسان، والمشهود فيه يوم الجمعة، ويوم عرفة، ويوم النحر، وأيام المناسك كلها، ويوم القيامة، وليس إلى التخصيص سبيل بغير أثر صحيح.
المسألة الثانية إذا كان الشاهد الله فقد بينا معناه ومتعلقه في الأمد الأقصى، وإذا كان الرسول والمؤمنين فقد قال سبحانه: {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} وهذا إذا تتبعته بالأخبار وجدته كثيرا في جماعة. وأما المشهود فعلقه بكل مشهود فيه، ومشهود عليه، ومشهود به، حسب متعلقات الفعل بأقسام المفعول فإنه في ذلك كله صحيح سائغ لغة ومعنى، فاحمله عليه وعممه فيه.
وجزاك الله خير اخي الكريم ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Dec 2008, 03:05 م]ـ
قال الشوكاني رحمه الله:
قلت: وهذه التفاسير عن الصحابة رضي الله عنهم قد اختلفت كما ترى، وكذلك اختلفت تفاسير التابعين بعدهم، واستدلّ من استدلّ منهم بآيات ذكر الله فيها أن ذلك الشيء شاهد أو مشهود، فجعله دليلاً على أنه المراد بالشاهد، والمشهود في هذه الآية المطلقة، وليس ذلك بدليل يستدل به على أن الشاهد، والمشهود المذكورين في هذا المقام هو: ذلك الشاهد، والمشهود الذي ذكر في آية أخرى، وإلا لزم أن يكون قوله هنا: {وَشَـ?هِدٍ وَمَشْهُودٍ} هو جميع ما أطلق عليه في الكتاب العزيز، أو السنة المطهرة أنه يشهد، أو أنه مشهود، وليس بعض ما استدلوا به مع اختلافه بأولى من بعض، ولم يقل قائل بذلك. فإن قلت: هل في المرفوع الذي ذكرته من حديثي أبي هريرة، وحديث أبي مالك، وحديث جبير بن مطعم، ومرسل سعيد بن المسيب ما يعين هذا اليوم الموعود، والشاهد والمشهود؟ قلت: أما اليوم الموعود، فلم تختلف هذه الروايات التي ذكر فيها، بل اتفقت على أنه يوم القيامة، وأما الشاهد ففي حديث أبي هريرة الأوّل أنه يوم الجمعة، وفي حديثه الثاني أنه يوم عرفة، ويوم الجمعة، وفي حديث أبي مالك أنه يوم الجمعة، وفي حديث جبير أنه يوم الجمعة، وفي مرسل سعيد أنه يوم الجمعة، فاتفقت هذه الأحاديث عليه، ولا تضرّ زيادة يوم عرفة عليه في حديث أبي هريرة الثاني؛ وأما المشهود ففي حديث أبي هريرة الأوّل أنه يوم عرفة، وفي حديثه الثاني أنه يوم القيامة، وفي حديث أبي مالك أنه يوم عرفة، وفي حديث جبير بن مطعم أنه يوم عرفة، وكذا في حديث سعيد، فقد تعين في هذه الروايات أنه يوم عرفة، وهي أرجح من تلك الرواية التي صرح فيها بأنه يوم القيامة، فحصل من مجموع هذا رجحان ما ذهب إليه الجمهور من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم أن الشاهد يوم الجمعة، والمشهود يوم عرفة، وأما اليوم الموعود، فقد قدّمنا أنه وقع الإجماع على أنه يوم القيامة.(/)
شيء من التأمل في آيات الحج
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[09 Dec 2008, 02:38 م]ـ
هذه شيء من التأملات لآيات الحج في القرآن،جالت بخاطري فأحببت ذكرها، وهي مناسبة لهذه الأيام المباركة،,,,,,,,,
لم يرد ذكر الحج وأحكامه إلا في سورتي البقرة والحج، وذكر في آل عمرن وجوبها وفرضها، وبهذا يظهر أن ما جاء في سورة الحج-- وهي من أشد السور اختلافا في نوعها -- ما جاء من ذكر لهذه العبادة وبعض أحكامها وحكمها هو من المدني؛ لأن تشريع الحج كان في المدينة.
في سورة البقرة لما بين الله تعالى أن الحج في أشهر معلومات ونهى عن مناه ثلاث (الرفث والفسوق والجدال) أوصى بالتقوى مع بدء العبد للعبادة وإنشائه للرحلة الإيمانية، وانظر إلى ختمه الحديث عن الحج في ختام أيام التشريق وختام الحج بالأمر بالتقوى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى، واتقوا الله)، فأوصى بالتقوى مع بدء رحلة الحج ومنتهاها.
قرن الأمر بالتقوى في موطنه الأول بالترغيب وحث عليه أهل العقول الحصيفة والألباب الراجحة (واتقون يا أولي الألباب)
وفي الموطن الذي ختم به الحديث عن الحج في سورة البقرة، قرن الأمر بالتقوى بشيء من الترهيب وذكر العبد بالمرجع إلى الله وحشره إلى ربه (واعلموا أنكم إليه تحشرون).
- موسم الحج فيها عبادة الذكر العظيمة، وهي من أهم القرب وأفضل العبادات، وانظر إلى وصايا القرآن للحجيج بالذكر والاستغفار والدعاء وهم يتنقلون في نسكهم بين المشاعر من عرفات إلى مزدلفة إلى منى، (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)، (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله)، (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) فأوصاهم بذكره ودعائه واستغفاره مع كل مشعر ينزلون به، وبهذا يظهر أن الانشغال بالذكر والدعاء والاستغفار في هذا الموسم من أهم أهداف الحج ومقاصده.
وللحديث بقية ...........
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[10 Dec 2008, 05:51 م]ـ
ومما يدلك على أن من حكم الحج ومعانيه العظيمة إقامة ذكر الله واللهج بحمده والثناء عليه واستغفاره من الخطايا والآثام أنه قد جاء الأمر صريحا بذكره تعالى خمس مرات في أيات الحج من سورتي (البقرة - والحج):
1 - (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله ........... )
2 - (واذكروه كما هداكم)
3 - (فٌإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله ............. )
4 - (واذكروا الله في أيام معدودات ............. )
5 - (والبدن جعلناها لكم من شعائر الله، لكم فيها خير، فاذكروا اسم الله عليها صواف ........ )
وجعل الله عزوجل ذكره وتكبيره حكمة لمناسك الحج المتعددة، وذلك في قوله تعالى:
(ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله ........ )
و (ولكل إمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله ....... .... )
و (كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم ............. )
إذن فالحج شعيرة جليلة من جملة أهدافها وحكمها البالغة إقامة ذكر الله عزوجل، وشكره وتكبيره واستغفاره، وحمده على نعمة الهداية والمنة بهذا الدين القويم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2008, 05:55 م]ـ
آيات القرآن مباركة، تتغازر معانيها والمعرفة بها بكثرة تأملها وترديد النظر والفكر فيها.
بارك الله فيكم أخي الكريم عذب الشجن على التأملات الموفقة.(/)
سر حذف الياء المفردة الزائدة المتصلة بالأسماء في الرسم القرآني
ـ[العرابلي]ــــــــ[11 Dec 2008, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النوع الثاني: حذف الياء المفردة الزائدة المتصلة بالأسماء
(حذف الياء دائمًا للاستمرار)
وهي التي تدل على المتكلم المضمر المتصل سواء أكان منصوبًا أو مجرورًا
استعمل حرف الياء (الدال على التحول) ليدل عن المتكلم الذي تحول إليه شيء، أو أضيف إليه؛
فالأشياء والأمور مطلقة حتى تقيد بالتملك، أو بالإضافة، وجد ذات الشيء أو مثله عند غيره أو لم يوجد، وخصت الياء بالمتكلم دون المخاطب؛ لأن الياء عندما تكون الحرف الأخير؛ يزاد إلى دلالة التحول فيها؛ الاستقرار والامتداد، وأبلغ الاستقرار أن يكون الشيء ملكًا لك وبين يديك، وغير ذلك لا تصرف لك عليه، ويغيب عنك لوجوده بعيدًا عنك، أو خروجه من يدك.
وفي الأصل أن الإنسان يوجد في الحياة ولا يملك شيئًا، وما يملكه الإنسان أو يضاف إليه؛ هو مما تحول إليه واستقر عنده بأي سبب كان؛ بالشراء، أو الهبة، أو الإرث، أو الهدية، أو العطاء، أو الأجر وجزاء العمل، أو أي سبب آخر؛ فياء التحول شاملة لكل ذلك وأمثالها.
وصورة الياء الساكنة في الرسم، والمتولدة من مد كسرة الحرف الأخير في الكلمة؛ تثبت معنى التحول واستقراره وانقطاعه، ويقيده بالمتكلم، وحذفها يطلق قيدها للاستمرار، ولتشمل غير المتكلم أيضًا في حال الوقف؛ لأن الوقوف على الكلمة يكون دون الياء. وتكتب الكلمة على تسكين آخرها؛ لأن حذف الحركة يعطي لها الاستقرار بالتسكين، وإذا كان الحرف في الأصل ساكنًا فالوقوف عليه لا يغير في دلالته، لكن بالحذف تحرك الكلمة في الوصل فيتغير حالها، والوقف يكون على غيرها، والرسم يوثق ذلك.
الياء الزائدة المتصلة بالاسم: حذفت في أحد عشر موضعاً؛
1 - مآب:
قال تعالى: (وَالَّذِينَ ءاتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ (ي) (36) الرعد.
وإليه مآبي: إليه رجوعي الدائم دون غيره، وكذلك رجوعكم، ولو كان القصد إخبارهم بمآبه إلى الله دونهم فقط، وأن عليه عبادة الله تعالى وحده وعدم الإشراك به؛ لما كان هناك فائدة من دعوتهم إلى عبادة الله، أوكانت الدعوة لأمر مؤقت قابل لأن يبدل بغيره.
2 - متاب:
قال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمْ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (ي) (30) الرعد
كالسابقة فإلى الله متابي الدائم، وكذلك متابكم، ولو كان القصد إخبارهم بمتابه إلى الله دونهم، وأن ربه الله الرحمن لا إله له غيره، وأن توكله عليه دون سواه فقط؛ لما كان هناك فائدة من تكليفه بالرسالة إليهم.
3 - دعاء:
قال تعالى: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَواةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (ي) (40) إبراهيم.
حذفت ياء دعائي في (إبراهيم) لأن المراد تقبل الدعاء بصفة دائمة متى دعا الله في هذا الموقف وفي غيره، وكذلك دعاء ذريته، ومن الدعاء لا يتحقق إلا في الآخرة كالنجاة من النار ودخول الجنة؛ أي تقبل دعائي واستمر في تقبل الدعاء مني ومن ذريتي.
أما إثابتها في قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَاءي إِلَّا فِرَارًا (6) نوح.
فلأن هذا الدعاء هو خاص من نوح عليه السلام يدعوهم إلى الإيمان والتحول إليه، وعند الاستجابة ينقطع هذا الدعاء، وقد انقطع فعلاً من غير أن يؤمنوا؛ عندما يأس من إيمانهم ورأى خطر بقائهم فدعا عليهم بقوله تعالى: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديّارًا (26) نوح، فاستجاب الله له واستأصلهم بالطوفان.
أما أمثلة (دعاء) الأخرى (المحذوفة الياء) فهي؛ إما معرفة بأل، وإما معرفة بالإضافة إلى (غير ياء المتكلم)، وإما منونة.
4 - دين:
قال تعالى: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (ي) (6) الكافرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
حذفت ياء ديني في (الكافرون)؛ لأن الله تعالى طلب في الآية من رسوله أن يقول لهم بأنه ثابت ومستمر على دينه لا يتحول عنه ولا يرضى بغيره، كما هم مستمرون على كفرهم ومصرون عليه.
أما إثباتها في؛
قوله تعالى: (قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (104) يونس.
فلأنه رد على الكافرين الشاكّين في دين الله، وقد انتهى هذا الشك بتحول الجزيرة كلها قلعة للإسلام، فالمسألة كانت في الشك واليقين لا في الاستمرار والانقطاع.
وأما إثباتها في قوله تعالى: (قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) الزمر.
فلأن المسألة في الإخلاص في الدين، ولا تراجع عن هذا الدين، وليست المسألة في الاستمرار في الدين وعدمه. وهي واحدة من مجموعة أقوال أمر بتبليغها للمشركين في فترة الصراع مع المشركين في مكة، وسورة الزمر مكية، وانتهي الأمر بدخول مكة بعد ذلك في الإسلام.
5 - عباد: في أربع مواضع [في]:
قال تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِ (ي) الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) الزمر
حذفت الياء في هذا الموضع لأنهم مستمرون على العبادة، وهو تعالى يحضهم على التقوى، والصبر، والهجرة إن لم يحتملوا البقاء للمحافظة على دينهم، وأجر صبرهم عند الله بغير حساب.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنْ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَاعِبَادِ (ي) فَاتَّقُونِ (16) الزمر.
فلا يتقي الله بهذه الصورة من صور العذاب للذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة إلا من يستمر على عبادته سبحانه وتعالى، وعرض هذه الصور لتثبيتهم على عبادتهم لله واتقائه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (ي) (17) الزمر.
لأنه لا ينتفع بالبشرى إلا مؤمن استمر على اجتناب الطاغوت والإنابة إلى الله حتى لاقى ربه.
وحذفت الياء في قوله تعالى: (يَاعِبَادِ (ي) لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الزخرف.
لأنه لا يطمئن يوم القيامة إلا من كان من أصحاب الجنة، وهم عباد الله الذين استمروا على عبادة الله سبحانه وتعالى حتى لاقوه.
وأثبتت الياء في سبعة عشر موضعاً في:
1 - قال تعالى: (يَاعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) العنكبوت.
أثبتت ياء عبادي لأنه استوجب على المخاطبين الهجرة؛ لعدم تمكنهم من المحافظة على دينهم، وقد جاء بعدها: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)؛ فمن لا يفارق أرضه وأهلها طلبًا لرضا الله وعبادته وطاعته؛ فسيفارقها بالموت، والمفارقة على الطاعة خير من الإقامة على المعصية الله، وعدم القدرة على العبادة.
والطلب في هذه الآية غير طلب الصبر من عباده في الزمر؛ لأنه دل على ما يلاقونه من المشقات بقيامهم بعبادة الله، واستمرارهم عليها، وعدم التخلي عنها، فطلب منهم الصبر، وبين لهم الله أجر الصابرين على عبادته بغير حساب.
2 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ ءامَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَواةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (31) إبراهيم
لأن فيها طلب إقامة الصلاة والإنفاق من رزق الله، قبل مجيء يوم لا يستطيعون فعل ما يؤمرون، وهذا يدل إما على تقصير منهم بالعبادة والأعمال الصالحة، أو توجيه لهم بعد إيمانهم لتصح عبوديتهم لله.
3 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) الإسراء
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) الزمر
أثبتت ياء عبادي في هذين الموضعين أيضاً لإتيانهم بما يخل بعبوديتهم لله؛ ففي الموضع الأول كان بسبب نزغ الشيطان بينهم، وفي الموضع الثاني بسبب إسرافهم في المعاصي، فلم تستمر عبادتهم لله في الحالين.
5 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا (102) الكهف
لأن الذين كفروا قطعوا عبادتهم لله، وتولوا من قطع عبادته الله من شياطين الإنس والجن، ودعا إلى قطعها.
6 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
لأن الآية ختمت بـ"لعلهم يرشدون" بعد الطلب من عباده الاستجابة لله والإيمان به.
7 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى:
(نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) الحجر.
لأن في الإنباء بأن الله غفور رحيم؛ دعوة عباده بالتوبة والرجوع إلى الله.
8 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ (42) الحجر.
9 - وفي قوله تعالى: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً (65) الإسراء.
لأن عباد الله في هاتين الآيتين هم "المخلصين" فقط، وحبال الشيطان مقطوعة عنهم؛ (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) ص، والغاوين هم من استجاب لدعوة الشيطان؛ (وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ (22) إبراهيم.
10 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لاَ تَخَافُ دَرَكًا وَلاَ تَخْشَى (77) طه
11 - وفي قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) الشعراء
12 - وفي قوله تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) الدخان
والمقصود بعباد الله في هذه المواضع الثلاثة: هم بنو إسرائيل الذين خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر هربًا من فرعون، وقد أحدث هؤلاء بعد النجاة من عدو الله؛ من الأفعال كعبادة العجل، والعصيان وعدم الجهاد، وغير ذلك؛ فاستحقوا عليها الغضب من الله، واللعن والتيه والمسخ وغير ذلك، مما هو معلوم ومشهور.
13 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) الأنبياء
أثبتت ياء عبادي في هذا الموضع لأن العباد الذين ورثهم الله سبحانه وتعالى الأرض لما كانوا مستمرين على عبادته لكن ماذا بعد التوريث؟ وخاصة بعد مضي زمن نبيهم 00
فقد ورث الله عادًا بعد قوم نوح، فماذا فعلوا؟
وورث الله تعالى ثمود بعد عاد فماذا فعلوا؟
وورث بني إسرائيل بعد فرعون فماذا فعل كل هؤلاء؟
لقد غيروا وبدلوا وأضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات ولاقوا غياً واستبدلهم بقوم آخرين جزاء بما فعلوا.
14 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا ءامَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) المؤمنون
لأن القائلين هم فريق من عباد الله، وشهادة الله بأن أكثر أهل الأرض من عباده هم ضالون.
15 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17) الفرقان
لأن عباد الله في هذه الآية هم المضلَلوين من أهل النار وقد قطعوا عبادتهم لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
16 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا ءالَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ.
لأن من يشكر هم القلة من العباد، ومن لم يستثن في هذه الآية وغيرها هم من انقطعت عبادتهم لله، ومن التبعيضية مبينة لذلك.
17 - وأثبتت ياء عبادي في قوله تعالى: (فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) الفجر.
ويبدو إثبات الياء في هذا الموضع كأنه مخالف لقاعدة الانقطاع والاستمرار في إثباتها وحذفها، وإذا علمنا أن عبادة الله من أمور الخاصة بالدنيا، ولا عمل في الآخرة؛ لا لأهل الجنة المتنعمين بجنتهم، ولا لأهل النار ليخفف عنهم، فناسب إثباتها انقطاع أعمال العبادة، والآخرة دار جزاء لا دار تكليف وعمل.
وقد أتينا على جميع أمثلة ياء عبادي التي أثبتت في الرسم؛ لئلا يحدث التباس عند من لا يدرك بنفسه سبب إثباتها. وعلى الله التوفيق والتيسير.
6 - عذاب: حذفت ياء عذابي في موضع واحد:
في قوله تعالى: (أَءُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي) (8) ص
حذفت ياء عذابي في (ص) لأن المراد بالعذاب عذاب الآخرة، وهو عذاب دائم مستمر، وهذه الآية تتكلم عن كفار قريش، وهم لم يذوقوا العذاب، وما حصل فيهم هو قتل أعداد يسيرة منهم في بدر وأحد والخندق ويوم فتح مكة؛ زادوا عن المائة ولم يبلغوا المائتين؛ قال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46) القمر. وفيهم حق ما تأخر لهم من العذاب؛ (لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (ي).
وغير ذلك أثبتت الياء لما لم يذكر تأخير العذاب،
كما في قوله تعالى: (وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ (156) الأعراف، جاءت هذه الآية بعد الرجفة التي أصابت السبعين من قوم موسى عليه السلام؛
(فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا ... (155) الأعراف.
فالمراد بالعذاب هنا عذاب الهلاك في الدنيا؛ لقوله تعالى: (أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ) فدل على أن المراد به الهلاك في الدنيا، فمن شاء عجل له العذاب، ومن شاء عفا عنه، أو أخر عنه العذاب ليوم القيامة.
وكما في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) إبراهيم.
لما كانت الزيادة على الشكر تكون في الحياة الدنيا فكذلك العذاب على الكفر، وفي الآخرة يكون أشد.
وكما في قوله تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50) الحجر فإثباتها في (الحجر) لعطفها على الآية السابقة: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وهو أمر بالتبليغ؛ أي أغفر لمن تاب وآمن وهذا في الحياة الدنيا، والتهديد والوعيد لمن أعرض وكفر، وأرهب الوعيد من كان على الأبواب معجل غير مؤجل؛ ليرتدعوا ويتوبوا، وإن كان عذاب الآخرة يوصف له رهبته.
وكما في قوله تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (16)، (18)، (21)، (30) القمر
وقوله تعالى: (وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (37)، و (فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (39) القمر
فإثباتها في (القمر) لما جاءت في كل مرة تعقيباً وتنبيها بما حل بتلك الأقوام من الهلاك في الدنيا؛ قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط.
7 - عقاب: حذفت ياء عقابي في المواضع الثلاثة التي جاءت في القرآن الكريم؛
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (ي) (32) الرعد
وفي قوله تعالى: (إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ (ي) (14) ص.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (ي) (5) غافر.
العقاب في هذه المواضع هو الخاتمة السيئة لهم بالهلاك أو العذاب في الدنيا، ويمتد ذلك السوء لهم إلى الآخرة.
و العقاب في هذه المواضع غير العذاب في المواضع السابقة؛ فالعذاب في الدنيا قد لا يعذب به في الآخرة،
فمثلاً العذاب بالغرق، أو الزلزلة، أو الصيحة، أو الصواعق، أو الخسف، أو بالأمراض، وبالقحط، وغير ذلك؛ قد يقع بقدر الله على المؤمنين، وليس ذلك عاقبتهم، بل يعد الميت شهيدًا في بعضها. فلذلك يتميز العذاب في الدنيا عن العذاب في الآخرة وإن سمى كل منهما بالعذاب.
أما العقاب؛ فهو ما انتهى إليه الكفار من سوء العاقبة، ونهاية أمرهم في الدنيا على هذا الحال الذي لن يتغير في الآخرة، بل إن نهاية أمرهم بالعقاب دالٌ على ما يؤول إليه أمرهم في الآخرة، وعاقبتهم السيئة فيها، فلم يأت إلا بحذف الياء وجاء العذاب بحذف الياء وإثباتها.
8 - ونذر: حذفت ياء نذري في ستة مواضع، وكلها في القمر؛
قال تعالى: (فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (16،18،21،30) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (ي) (39،37) القمر.
نذر جمع نذير فإذا تحققت نذر الله للكافرين في الدنيا فتمامها في الآخرة، ولا قاطع لها.
9 - نذير: ذكرت نذيري مرة واحدة وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (ي) (17) الملك.
تأجيل العلم بالنذر لما تقع؛ هو مما يحدث في الآخرة، فحالها كحال حذف ياء عذابي في ص؛ (بل لما يذوقوا عذاب (ي). فحذفت الياء علامة لاستمرار ما حل عليهم في الدنيا ليكون أشد عليهم في الآخرة.
10 - نكير: ذكرت نكيري في أربعة مواضع، وقد حذفت ياؤها؛
قال تعالى: (وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (44) الحج.
قال تعالى: (وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (45) سبأ
قال تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (26) فاطر
قال تعالى: (وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (ي) (18) الملك
هذا ما حدث لفرعون، والذين كانوا من قبله، وهو مقدمة لعذاب الآخرة الذي لا ينقطع؛ فحذفت الياء علامة للاستمرار النكير عليهم.
11 - وعيد: ذكرت وعيدي في ثلاثة مواضع؛ وقد حذفت الياء فيها
قال تعالى: (وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (ي) (14) إبراهيم
قال تعالى: (وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (ي) (14) ق
قال تعالى: (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (ي) (45) ق
نذري ونذيري ونكيري ووعيدي كلها من باب واحد من باب عقابي الذي مر ذكره؛ فإنذار الله لهم بالعذاب في الدنيا والآخرة، وإنكاره ما هم عليه بتغير ما كانوا عليه من النعم بالعذاب في الدنيا والآخرة، ووعيده لهم بإنزال العذاب بهم في الدنيا والآخرة، فمتى تحقق الإنذار والإنكار والوعيد في الدنيا، وانتهت به حياتهم، ولا عمل لهم بعد ذلك يصلح عملهم، ويعتبهم عند ربهم؛ استمر ذلك الأمر عليهم في آخرتهم؛ فلهذا الامتداد والاستمرار حذفت الياء في هذه الكلمات.
أبو مُسْلِم/ عبْد المَجِيد العَرَابْلِي(/)
هل هذا توسعة فى مفهوم الآية أم تحميلها ما لا تحتمل؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[11 Dec 2008, 03:36 م]ـ
السلام عليكم
وجدت هذا السؤال فى احد المنتديات الاسلاميه ولكن ردود الاعضاء القليلة لم تشف غليلى ربما لانهم غير متخصصين وهاانذا اعرض السؤال بين ايدى مشايخنا الكرام بتصرف بسيط
يقول الله تعالى (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب)
قال المفسرون انها تبين ان الكافر لن ينفعه سعيه فى الدنيا وحاله كمن يمنى نفسه بالشراب ويتبين له ان مارآه ليس الا سرابا الخ الخ
والسؤال هو
نرى كثيرين من عصاة وفساق المسلمين من المغرورين والمخدوعين يقضى عمره كله يكد ويتعب للوصول لشىء يرى فيه السعادة رغم ان فيه هلكته
كرجل الاعمال الذى ظل طوال عمره يبحث عن السعادة فى كثرة المال وتوسعة اعماله
وكالفنان والممثل الذى يظل طوال عمره يبحث عن السعادة فى الشهرة والاضواء
وكالمرأة المتبرجة التى تظل تبحث عن السعادة فى الزينة والجمال والموضة
هؤلاء واشباههم عند الموت (ان لم يغفر الله لهم) اليسوا ممن يكتشفون انهم كانوا مخدوعين وان ماكانوا يحسبونه فيه سعادتهم لم يكن الا سرابا سرابا كحال الظمآن فى الصحراء
هل ادخال هذه النماذج مع الكافر توسعة لمفهوم الآية من باب عموم اللفظ ام هو تحميل للآية اكثر مما تحتمل ويعتبر تفسير للرأى وقول فى كتاب الله بغير علم يأثم صاحبه
افيدونا مأجورين بارك الله فيكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Dec 2008, 01:57 ص]ـ
حياكم الله يا أبا معاذ وأقول الآية تحدثت صراحة عن الكافرين حيث ضرب الله مثلا بالعُبّاد من الكفار، الذين يعتقدون أنهم على شيء، وليسوا على شيء، وهم أصحاب الجهل المركب وهم هم الذين قال الله تعالى فيهم: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} الآية [إبراهيم: 18]
وثمت فرق بين الكافرين وبين الموحدين الذين يطلبون بعملهم الرياء والسمعة، فأصحاب الرياء والسمعة يقال لهم يوم القيامة ما رواه أبو هريرة:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأمر به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكن قاتلت ليقال: جريء، وقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ماذا عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال إنك عالم، وقد قيل. وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل أوسع الله عليه وأعطاه من أنواع المال كله، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، فعلت ليقال: جواد، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» [تهذيب الآثار للطبري}
أما رجل الأعمال الذى ظل طوال عمره يبحث عن السعادة فى كثرة المال وتوسعة اعماله فلا أراه تنطبق عليه الآية الكريمة من قبيل او دبير. فليجتهد كل في ميدانه وليتوسع كل في عمله شريطة التوحيد وعدم الرياء، أما الكفر شيء يخالف كل ما تم ذكره من امثلة والله الموفق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Dec 2008, 01:57 ص]ـ
حياكم الله يا أبا معاذ وأقول الآية تحدثت صراحة عن الكافرين حيث ضرب الله مثلا بالعُبّاد من الكفار، الذين يعتقدون أنهم على شيء، وليسوا على شيء، وهم أصحاب الجهل المركب وهم هم الذين قال الله تعالى فيهم: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ} الآية [إبراهيم: 18]
وثمت فرق بين الكافرين وبين الموحدين الذين يطلبون بعملهم الرياء والسمعة، فأصحاب الرياء والسمعة يقال لهم يوم القيامة ما رواه أبو هريرة:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة: رجل استشهد فأمر به فعرفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت، ولكن قاتلت ليقال: جريء، وقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، فقال: ماذا عملت فيها؟ قال: تعلمت فيك العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال إنك عالم، وقد قيل. وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل أوسع الله عليه وأعطاه من أنواع المال كله، فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت، فعلت ليقال: جواد، فقد قيل. ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار» [تهذيب الآثار للطبري}
أما رجل الأعمال الذى ظل طوال عمره يبحث عن السعادة فى كثرة المال وتوسعة اعماله فلا أراه تنطبق عليه الآية الكريمة من قبيل او دبير. فليجتهد كل في ميدانه وليتوسع كل في عمله شريطة التوحيد وعدم الرياء، أما الكفر فشيء يخالف كل ما تم ذكره من امثلة والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هندالمسلمه]ــــــــ[12 Dec 2008, 08:58 م]ـ
شيخنا الفاضل
فى خطبة الجمعة تناول الخطيب الآية الكريمة (مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا 00 الآية
وذكر اقوال اهل التفسير ان الآية تتحدث عن الكفار الذين اتخذوا آلهتهم اولياء وانداد من دون الله ثم حث على اخلاص التوحيد لله والاستعانة والدعاء ونحوه
ولكنه ادخل فى كلامه من يركن الى عظيم من عظماء الدنيا ويواليه فى ظلمه وبغيه او من يركن لاهل السلطة والمال ويواليهم فى بغيهم ونحو ذلك معللا ذلك بأن الآية لم تقل مثل الذين اتخذوا من دون الله آلهة حتى تحصر فيها بل لفظ اولياء الخ
وكنت اود سؤال احد المتخصصين ولما قرأت ردكم على صاحب الموضوع وجدتها فرصة ان اسأل هل هذه الآية كالمسئول عنها فى الموضوع وهل اصاب خطيبنا ام جانبه الصواب علما انه من طلاب العلم وليس من امثال حضراتكم ممن لهم قدم راسخة فى علم التفسير وهذا ظنى بكم من كثرة متابعتى للموقع قبل التسجيل
افدنا بارك الله فيك خاصة ان خطيبنا قريب لى ويمكن نصحة ان كان ثم خطأ وهو ممن يقبلون هذا
جزاكم الله خيرا
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Dec 2008, 02:43 م]ـ
شيخنا الفاضل جزاكم الله خيرا
وماذا عما اثارته الاخت فى مشاركتها
ظننا بعلمائنا ان تتسع صدورهم لطلاب العلم من امثالنا
اللهم بارك فى علمائنا وزدهم علما وفضلا
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[26 Aug 2010, 07:22 ص]ـ
شيخنا الفاضل
فى خطبة الجمعة تناول الخطيب الآية الكريمة (مثل الذين اتخذوا من دون الله اولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا 00 الآية
وذكر اقوال اهل التفسير ان الآية تتحدث عن الكفار الذين اتخذوا آلهتهم اولياء وانداد من دون الله ثم حث على اخلاص التوحيد لله والاستعانة والدعاء ونحوه
ولكنه ادخل فى كلامه من يركن الى عظيم من عظماء الدنيا ويواليه فى ظلمه وبغيه او من يركن لاهل السلطة والمال ويواليهم فى بغيهم ونحو ذلك معللا ذلك بأن الآية لم تقل مثل الذين اتخذوا من دون الله آلهة حتى تحصر فيها بل لفظ اولياء الخ
وكنت اود سؤال احد المتخصصين ولما قرأت ردكم على صاحب الموضوع وجدتها فرصة ان اسأل هل هذه الآية كالمسئول عنها فى الموضوع وهل اصاب خطيبنا ام جانبه الصواب علما انه من طلاب العلم وليس من امثال حضراتكم ممن لهم قدم راسخة فى علم التفسير وهذا ظنى بكم من كثرة متابعتى للموقع قبل التسجيل
افدنا بارك الله فيك خاصة ان خطيبنا قريب لى ويمكن نصحة ان كان ثم خطأ وهو ممن يقبلون هذا
جزاكم الله خيرا
سؤال الاخت مهم جدا الرجا الاهتمام والرد بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[26 Aug 2010, 10:44 م]ـ
السلام عليكم
لعل هذه المشاركات تفيد في موضوعك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=46
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Aug 2010, 10:08 م]ـ
[ QUOTE]
ولكنه ادخل فى كلامه من يركن الى عظيم من عظماء الدنيا ويواليه فى ظلمه وبغيه او من يركن لاهل السلطة والمال ويواليهم فى بغيهم ونحو ذلك معللا ذلك بأن الآية لم تقل مثل الذين اتخذوا من دون الله آلهة حتى تحصر فيها بل لفظ اولياء الخ
هذا مثل ضربه الله تعالى للمشركين في اتخاذهم آلهة من دون الله، يرجون نصرهم ورزقهم، ويتمسكون بهم في الشدائد، فهم في ذلك كبيت العنكبوت في ضعفه ووهنه فليس في أيدي هؤلاء من آلهتهم إلا كمَنْ يتمسك ببيت العنكبوت، فإنه لا يجدي عنه شيئا، فلو عَلموا هذا الحال لما اتخذوا من دون الله أولياء، وهذا بخلاف المسلم المؤمن قلبه لله، وهو مع ذلك يحسن العمل في اتباع الشرع فإنه مستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، لقوتها وثباتها.
الذي يركن إلى عظيم من عظماء الدنياء ويسير خلفه في ظلمه هو ظالم لكن هل هو اتخذ هذا الظالم معبودا من دون الله؟ اللهم لا
وعليه فالخطيب الذي قاس السير خلف هوى الظالمين على الآية قاس قياسا مع الفارق ـ ومن وجهة نظري الشخصية ـ حمّل الآية ما لا تحتمل وهناك من الآيات القرآنية الأخرى ما يستطيع الاستشهاد به كقوله تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)} {الأحزاب}.
والله الموفق والمستعان.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Aug 2010, 10:16 م]ـ
السلام عليكم
لعل هذه المشاركات تفيد في موضوعك:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=46
الحقيقة سعدت من الموضوع المشار إليه وأفدت منه وجزاكم الله خير الجزاء على إثارته لكن بقيت الكلمة الجامعة وهي ليست بالهينة وننتظرها إن شاء الله تعالى.(/)
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي [الأنعام:76]
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[12 Dec 2008, 08:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين.
لا شك في أن القاري والتالي للقرآن العظيم والمتدبر لمعانيه النفيسة العزيزة قد تستوقفه في بعض الأحيان آيات فيقف على تفسير العلماء لها واختلاف وتنوع آرائهم فيها، ولا شك أنه فيها الغث والسمين والقريب والبعيد والصواب والخطأ، لكن في غالب الأحيان يحصل لهم الإجماع على معنى معين وإن اختلفوا في التعبير عن تفاصيله. ومن تلك الآيات الكريمات التي استوقفتني قوله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام:
وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79).
فقد حوت هذه الآيات الباهرات جملة من المعاني الدقيقة التي بينها العلماء، لكنها مبثوثة متفرقة في زبر التفاسير المعتبرة، وبجمعها يقف المتدبر على غزارة معانيها وأهمية إشاراتها.
والذي يقرأ الايات في بادئ الأمر تعترضه جملة من الأسئلة:
1 ـ هل يخل ظاهر هذا الكلام بعصمة الأنبياء سيما في حق من جاء ربه بقلب سليم؟
2 ـ هل استدلاله ـ عليه السلام ـ كان لطلب اليقين لنفسه أم لزيادته أم لغير ذلك؟
3 ـ هل كان استدلاله ـ عليه السلام ـ قبل بلوغه ولزوم التكاليف له أم بعده، وما الفرق؟
4 ـ هل كان ـ عليه السلام ـ مستدلا لنفسه أم مناظرا لقومه ومستدرجا لهم للإذعان؟
5 ـ هل قوله ـ عليه السلام ـ (هذا ربي) على ظاهره أم في محذوفات مقدّرة وما هي؟
6 ـ ما المقصود بالأفول في الآية الكريمة هل هو كناية عن دلالة معينة أم ماذا؟
7 ـ هل قوله ـ عليه السلام ـ (لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي) كان لنفسه أم لقومه؟
8 ـ ما وجه دلالة الأفول على عدم استحقاق الإلهية؟
هذه بعض الأسئلة المعترضة لمتدبر هذه الآيات الكريمات، فليت بعض الإخوة الذين لهم اهتمام بالغوص في معاني ودقائق وحقائق القرآن العظيم أن يدلوا بدلوهم في الكشف عن أجوبة هذه التساؤلات وغيرها، راجين الله تعالى أن ينفعنا بالذكر الحكيم، وأن يهدينا إلى سلوك صراط الفهم المستقيم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Dec 2008, 01:01 ص]ـ
هي أسئلة تحتاج لساعات للاجابة عليها
وسأحاول أن ألخص مافهمت من تفسير للآيات مع شيء من الاجتهاد وأسأل الله السداد -
كان ابراهيم فتي في بيئة كافرة ولما بلغ الحلم أنكر علي أبيه وقومه اتخادهم الأصنام آلهة
والسؤال المتبادر مباشرة بعد انكار ألوهية الأصنام هو عمن يكون الاله الحق؛
والبيئة ليس فيها علم ليستدل به وليس فيها هدي وليس فيها كتاب منير؛
فليستدل بالكون والمخلوقات والآيات الكونية
وبالتالي فإن استدلاله كان لطلب اليقين لنفسه
وربما يقول قائل كيف يكون الأمر كما تقول والآية تقول "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75)
أي أن الله أراه ملكوت السموات والأرض ما يعني النبوة أو جزء منها!!
فأقول له هو أنكر الباطل الذي عليه قومه؛فهذه أولي الخطوات في طريق الهداية ويقابلها أن ينير الله بصيرته ليريه ملكوت السموات والأرض ليستدل بها علي أنهن مفطورات؛ ويوجه وجهه للذي فطرهن ولا يشرك به شيئا؛ وابراهيم لم يعلم بعد من هو ولم يعلم اسمه بعد " ... لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ ... " ولو كانت النبوة لكان هناك دلالة كما قال سبحانه للكليم " إنني أنا الله "
وهل اراءة ملكوت السموات والأرض كانت به خاصة؛أم هي متاحة لكل من أنكر الباطل وإن لم يعلم الحق بعد؟
بل هي متاحة
" .... وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) أنه علي صواب في انكاره علي قومه ثم فيما يترتب علي رؤيته عالم الملكوت
إن جاءه خبر عن الاله الحق قبل أن يري ملكوت السموات والأرض فربما ظن أنها وساوس أو أوهام؛فهو لن يوقن بالخبر إلا بعد أن يري ملكوت السموات والأرض؛
فالله أراه فرأي واستدل
والله أعلم(/)
سؤال حول آية؟؟ أرجوا الاجابة.
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[12 Dec 2008, 11:39 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
فكل عام وانتم بخير وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال.
فهذه ليست مشاركة بل هي سؤال لطلاب العلم الفضلاء وفقهم الله.
والسؤال حول قوله تعالى (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا .. ) والسؤال حول قوله تعالى (استقاموا)
أورد ابن كثير في تفسيره حول هذه الكلمة من الآية الكريمة عدة معاني وأقوال منها.
(أخلصوا العمل لله وعملوا بطاعة الله تعالى على ماشرع الله
وعن ابي بكر الصديق هم الذين لا يشركون بالله شيئاً ولم يلتفتوا إلى غيره
وعن عمر استقاموا لله بطاعته ولم يروغوا روغان الثعالب.
وعن ابن عباس استقاموا على أداء فرائضه .. ) ج 7 ص 175.
وعلى هذا فإن من قسم المسلمين الى قسمين قسم مستقيم وقسم غير مستقيم قد أخطأ أو كما هو متداول في المجتمع (مطوّع) و (عادي).
ذلك أن كلمة مطوّع ليس لها أصل في عهد الصحابة والسلف وإنما كلمة اعتاد الناس عليها وإن كانت هذه الكلمة مأخوذة من التطوع فإن التطوع فعل شيء مستحب أو فعل شيئ لم يوجبه الشرع. أما أن نسمي من استقام على طاعة الله مطوع فهذا خطأ لأن الاستقامة هي الدين بما فيه من الفرائض والواجبات والمستحبات. حتى كلمة ملتزم أذكر أن الشيخ ابن عثيمين قال أن الصحيح أن تقول مستقيم وليس ملتزم.
وعلى هذا فإن في كل مسلم استقامة بقدر ما فيه من فعل الأوامر وترك النواهي.
فلو أن إنسان يشرب الخمر لكنه بار بوالديه .. فبر الوالدين من طاعة الله ومما أمر بها الشرع فهو في هذه الجزئية مستقيم.
وتقسيم المجتمع المسلم الى قسمين أعتقد أنه خطة ماكرة من الأعداء. وقد كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم المسلمون مجتمعا واحدا منهم السابق بالخيرات ومنهم المقتصد. وقد وجد في عصر الصحابة الكثير من المخالفات التي تقع اليوم كشرب الخمر والربا والسرقة والزنا والغرر وغيرها مما له شواهد في السيرة ووجد من الصحابة من كان عالما مفتياً وقاضياً ومنهم التاجر وهكذا ومع هذا لم نسمع بهذا التفريق الذي نراه اليوم بل كلهم مسلمون وهم مجتمع واحد لا فضل لأحد على أحد الا بالتقوى ..
ولا أنسى مقالة لأحد الكتاب في مجلة دورية اسمها الخطاب الثقافي تصدر عن جمعية اللهجات والتراث الشعبي في جامعة الملك سعود بالرياض وهي ليست مقالة بل بحث يقع في 20 صفحة فيه نوع من الهمز واللمز والسخرية الغير مباشرة والاستهزاء .. الخ. الشاهد أنه كان ضمن بحثه هذا التفريق بين المجتمع وتصنيف المجتمع الى قسمين مطوع وعادي كما ذكره.
والأول قسمه الى عدة أقسام .. الى آخر بحثه
الذي أرجوه من أعضاء هذا المنتدى (والذي سواده الاعظم من والعلماء المتخصصين) التوضيح هل ماتقدم من مقالتي هذه صحيح؟
أرجوا التوضيح وجزاكم الله خيرا
والسلام عليكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Dec 2008, 08:01 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم مغرم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
أشكرك على ما تفضلت بالإشارة إليه في موضوعك، وما نقلتموه عن تفسير ابن كثير صحيح، ومستقيم.
وفهمك الذي فهمته صحيح أيضاً في الجملة، غير أنَّ تقسيم المجتمع إلى ما ذكرتموه له أسباب كثيرة، ولكل تقسيم مبرراته في أذهان من يفعله ويذهب إليه. وهي وجهات نظر في غالبها ليس لدى من يقولها أبعاد سيئة غالباً. والبحث الذي أشرتم إليه في مجلة (الخطاب الثقافي) الصادرة عن جمعية اللهجات ربما انحرف بكاتبه القصدُ في بحثه إلى جوانب غير ذات صلة ببحثه اللغوي أو اللهجي إلى نقد مثل هذه التقسيمات.
وعلى هذا فإن لكل مسلم نصيبه من الاستقامة بقدر ما فيه من الاتباع للحق والالتزام به كما تفضلتم. والأولى بالمسلم دوماً أن يكون عف اللسان في وصف الآخرين مهما اختلف معهم، حتى يكون ذلك داعياً لهم للأخذ عنه وقبول قوله ونصحه، ولكن أين من يستقيم على ذلك ويصبر على أخلاق الناس. هم قلةٌ في المجتمعات، والغالب على أهل المجتمع هو التعجل والجهل ولذلك تستشري مثل هذه التقسيمات وربما اللمز والسخرية من الجميع بالجميع حتى تصبح ظاهرةً تستحق التناول في البحوث والمقالات والخطب والله المستعان.
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[17 Dec 2008, 10:07 م]ـ
حياكم الله أخي الكريم مغرم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
أشكرك على ما تفضلت بالإشارة إليه في موضوعك، وما نقلتموه عن تفسير ابن كثير صحيح، ومستقيم.
وفهمك الذي فهمته صحيح أيضاً في الجملة، غير أنَّ تقسيم المجتمع إلى ما ذكرتموه له أسباب كثيرة، ولكل تقسيم مبرراته في أذهان من يفعله ويذهب إليه. وهي وجهات نظر في غالبها ليس لدى من يقولها أبعاد سيئة غالباً. والبحث الذي أشرتم إليه في مجلة (الخطاب الثقافي) الصادرة عن جمعية اللهجات ربما انحرف بكاتبه القصدُ في بحثه إلى جوانب غير ذات صلة ببحثه اللغوي أو اللهجي إلى نقد مثل هذه التقسيمات.
وعلى هذا فإن لكل مسلم نصيبه من الاستقامة بقدر ما فيه من الاتباع للحق والالتزام به كما تفضلتم. والأولى بالمسلم دوماً أن يكون عف اللسان في وصف الآخرين مهما اختلف معهم، حتى يكون ذلك داعياً لهم للأخذ عنه وقبول قوله ونصحه، ولكن أين من يستقيم على ذلك ويصبر على أخلاق الناس. هم قلةٌ في المجتمعات، والغالب على أهل المجتمع هو التعجل والجهل ولذلك تستشري مثل هذه التقسيمات وربما اللمز والسخرية من الجميع بالجميع حتى تصبح ظاهرةً تستحق التناول في البحوث والمقالات والخطب والله المستعان.
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على التوضيح وكتب الله أجرك ونفع بك أينما كنت(/)
طلب
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أطلب من أخوانى رواد الملتقى الحصول على كتاب علوم القرآن عرض ونقد للدكتور أحمد حسن فرحات طبع فى دار ابن عمار بالأردن نطلب من أخوانى أن يساعدوننى فى الحصول عليه بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا(/)
طلب (مساعدة)
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:45 م]ـ
طلب
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ......... نطلب من أخوانى رواد الملتقى الحصول على عنوان الدكتور حازم سعيد حيدر صاحب كتاب علوم القرآن بين البرهان والإتقان رقم هاتفه أو بريده الأكترونى (الأميل) بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا عن الأسلام والمسلمين
ـ[أبوعامر]ــــــــ[13 Dec 2008, 01:37 م]ـ
ارسلت لك جوال الدكتور على ايميلك(/)
منهج ابن عطية في تفسيرالقرآن الكريم
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[13 Dec 2008, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعريف بكتاب
بطاقة الكتاب
اسم الكتاب/منهج ابن عطية في تفسير القرآن الكريم
المؤلف/د. عبد الوهاب عبد الوهاب فايد.
الوصف / رسالة دكتوراه، طبعت في مجلد كبير، يحوي 412صفحة.
الدار الطابعة /المطبعة الأميرية. القاهرة 1393هـ، منشورات المكتبة العصرية. بيروت.
محتوى الكتاب
• تمهيد
• الباب الأول: البيئة التي أحاطت بابن عطية وأثرها في حياته.وفيه أربعة فصول:
• الفصل الأول: أسرته العلمية وأثرها في نبوغه.
• الفصل الثاني: الحياة العلمية في عصره.
• الفصل الثالث: الأحوال السياسية في عصره وتأثره بها.
• الفصل الرابع: مكانة ابن عطية العلمية.
• الباب الثاني: منهج ابن عطية في تفسيره. وفيه خمسة فصول:
• الفصل الأول: مصادر ابن عطية في تفسيره.
• الفصل الثاني: منهج ابن عطية في تفسيره.
• الفصل الثالث: تهمة الاعتزال في تفسير ابن عطية.
• الفصل الرابع: القيمة العلمية لتفسير ابن عطية.
• الفصل الخامس: تأثر المفسرين المغاربة بتفسير ابن عطية منهجاً وموضوعاً.
• الباب الثالث: مقارنة بين منهج ابن عطية في تفسيره ومناهج أشهر المفسرين في عصره (يذكر فيها أوجه التقارب وأوجه الاختلاف بين التفسيرين المقارن بينهما).
وفيه ثلاثة فصول:
• الفصل الأول: مقارنة بين منهج ابن عطية في تفسيره ومنهج الزمخشري في الكشاف.
• الفصل الثاني: مقارنة بين منهج ابن عطية في تفسيره ومنهج البغوي في معالم التنزيل.
• الفصل الثالث: مقارنة بين منهج ابن عطية في تفسيره ومنهج ابن العربي في أحكام القرآن.
• خاتمة.
عن الكتاب:
امتاز الكتاب بجهد مؤلفه الواضح فيه، وبأنه طبع قبل أن يطبع تفسير ابن عطية، فقد اعتمد في رسالته على مخطوطات الكتاب، بل إن عدداً من المراجع الأخرى التي اعتمد عليها هي مخطوطة أيضاً، وحتى المطبوعة فإن تأريخ طباعة بعضها يعود إلى 150 سنة،والكتاب مرجعٌ لا يستغني عنه متخصص في التفسير.
لاحظت على الكتاب: قصره وصف أهل السنة على الأشاعرة والماتريدية ونافح عنهم كثيراً، ويفهم من كلامه أنه أشعري العقيدة.
وأخيراً جزى الله مؤلفه خيراً، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Dec 2008, 10:25 م]ـ
رحم الله شيخنا الأستاذ الدكتور عبد الوهاب فايد وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين في الجنة، وشكر الله للشيخ الحجي على ما أثرى به وأفاد.(/)
تحرير معنى التدبر عند المفسرين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Dec 2008, 08:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
فإن تحرير الحقائق العلمية وضبطها؛ من أهم المسائل التي عُني بها العلماء لضبط العلوم.
والحقائق العلمية منها ما يكون متفقاً على مضمونه ـ كالمصطلحات الشرعية في الغالب من صلاة وزكاة وحج وإيمان وكفر وغيرها ـ ومنها ما يختلف العلماء فيه، فيقع لغير العارف بمرادهم الخلط والخطأ كما وقع ذلك في مصطلح النسخ والكراهة.
والكلمة التي ندرسها في هذه الورقة هي من الحقائق التي يتفق العلماء على مضمونها وإن اختلفت العبارات، كما سيأتي ــ إن شاء الله ــ.
وقد تقدمت بهذا البحث المختصر في ملتقى تدبر الأول الذي نظمته مشكورة الهيئة العالمية لتدبر القرآن، وقد أحببت نقله هنا ليكون بين يدي أهل التفسير أسأل الله التوفيق والسداد ..
وقد قسمت الحديث إلى المباحث التالية:
المبحث الأول: تعريف التدبر في اللغة.
المبحث الثاني: معنى التدبر عن المفسرين.
المبحث الثالث: معنى إضافة التدبر للقرآن.
المبحث الرابع: الفرق بين التدبر والاستنباط.
المبحث السادس: نتائج البحث.
(تمهيد)
التدبر من الكلمات الواردة في القرآن على أصل معناها اللغوي ولم تنتقل إلى اصطلاح شرعي جديد، وهذا حال أغلب كلمات القرآن.
لذا لا يصح ــ في نظري والعلم عند الله ــ أن نفرد له تعريفاً شرعياً كما في مصطلح الصلاة والزكاة وغيرهما من الكلمات المنقولة عن معناها اللغوي إلى اصطلاح شرعي معروف، بل يبقى التعريف على الاستعمال اللغوي وبه تُفَسَّرُ الآيات التي وردت فيها هذه الكلمة، وهذا هو عمل المفسرين رحمهم الله تعالى، فإنهم عرَّفوا التدبر بمعناه اللغوي، وذكروا في كل آية ما يناسب السياق.
يوضح هذا أن الحقيقة الشرعية: " هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً في الشرع كالصلاة للعبادة المخصوصة المفتتحة بالتكبير المختتمة بالتسليم، وكّالإيمان للاعتقاد والقول والعمل" (1).
قال الآمدي: " وأما الحقيقة الشرعية، فهي استعمال الاسم الشرعي فيما كان موضوعاً له أولاً في الشرع.
وسواء كان الاسم الشرعي ومسماه لا يعرفهما أهل اللغة، أو هما معروفان لهم؛ غير أنهم لم يضعوا ذلك الاسم لذلك المعنى.
أو عَرَفُوا المعنى، ولم يَعْرِفُوا الاسم. أو عرفوا الاسم ولم يعرفوا ذلك المعنى، كاسم الصلاة، والحج، والزكاة نحوه. وكذلك اسم الإيمان والكفر" (2).
بناء على ذلك نقول: إن التدبر حقيقةٌ لغويةٌ متفقٌ على معناها ولم ينتقل إلى حقيقة شرعية، وإنما يفسر عند الإضافة بما يناسب المضاف إليه، كما سيأتي عند الحديث عن المعنى الإضافي في (تدبر القرآن).
ثم إن التدبر قد أصبح حقيقة عرفية عند المفسرين والمراد بها تدبر القرآن فإذا أطلق التدبر عندهم فالمراد به أخص من المدلول العام للتدبر.
المبحث الأول
(تعريف التدبر في اللغة)
قبل الحديث عن معنى التدبر عند المفسرين ينبغي أن نعرج بلمحة سريعة على معنى التدبر في اللغة حتى يتبين ما قدمناه في التمهيد من كون التدبر حقيقة لغوية لم تنتقل إلى اصطلاح شرعي.
التدبر في اللغة:
تدور مادة الكلمة حول أواخر الأمور وعواقبها وأدبارها، فالتدبُّر هو: النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه.
قال الزجاج: " التدبر: النظر في عاقبة الشيء " (3).
وقال ابن فارس: " دبر: الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أنَّ جُلّه في قياسٍ واحد، وهو آخِر الشَّيء " (4).
وقال الجرجاني في تعريف التدبر: " عبارة عن النظر في عواقب الأمور، وهو قريب من التفكر، إلا أن التفكرَ تصرفُ القلب بالنظر في الدليل، والتدبر تصرفه بالنظر في العواقب " (5).
والتدبير والتدبر: نظرٌ في عواقب الأمور (6). فتنظر إلى ما يؤول إليه عاقبتُه (7).
المبحث الثاني
تحرير معنى التدبر عند المفسرين
لم يختلف استعمال المفسرين للتدبر عن معناه اللغوي، بل جاء على الاستعمال السابق.
ويمكن تحرير ذلك بأمرين:
الأول: النظر في تعاريفهم لكلمة التدبر (8):
قال ابن عطية: " التدبر: النظر في أعقاب الأمور وتأويلات الأشياء " (9).
وقال البغوي: " التدبر: هو النظر في آخر الأمر، ودُبر كل شيء آخره" (10).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال الزمخشري: " تدبُّر الأمر: تأمُّله والنظر في إدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل؛ فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه" (11).
وقال الرازي: " التدبير والتدبر: عبارة عن النظر في عواقب الأمور وأدبارها" (12).
وقال ابن عادل: " والتَّدْبير والتَّدَبُّر: عبارة عن النَّظَر في عَوَاقِب الأمُور وأدْبَارِهَا" (13).
وقال الشوكاني: " يقال تدبرت الشيء: تفكرت في عاقبته وتأملته، ثم استعمل في كل تأمل، والتدبير: أن يدبر الإنسان أمره كأنه ينظر إلى ما تصير إليه عاقبته" (14).
وقال الآلوسي: " وأصل التدبر التأمل في أدبار الأمور وعواقبها ثم استعمل في كل تأمل سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه أو سوابقه وأسبابه أو لواحقه وأعقابه" (15).
وقال ابن عاشور: " والتدبّر مشتقّ من الدُّبر، أي الظَّهر، اشتقّوا من الدُّبر فعلاً، فقالوا: تدبّر إذا نظر في دبر الأمر، أي في غائبه أو في عاقبته، فهو من الأفعال التي اشتقّت من الأسماء الجامدة. والتدبّر يتعدّى إلى المتأمَّل فيه بنفسه، يقال: تدبّر الأمَر. فمعنى (يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأمّلون دلالته، وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق" (16).
وقال أيضاً: " والتدبر: إعمال النظر العقلي في دلالات الدلائل على ما نصبت له. وأصله أنه من النظر في دُبُر الأمر، أي فيما لا يظهر منه للمتأمل بادئ ذي بدء" (17).
الثاني: النظر في تفاسيرهم للآيات التي وردت فيها هذه الكلمة:
قال البيضاوي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه، وأصل التدبر النظر في أدبار الشيء" (18).
وقال أيضاً: " (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) ليتفكروا فيها فيعرفوا ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني المستنبطة " (19).
وقال البقاعي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) أي يتأملون، يقال: تدبرت الشيء - إذا تفكرت في عاقبته وآخر أمره" (20).
وقال الشنقيطي في قوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29): "وقد ذكر جل وعلا، في هذه الآية الكريمة، أنه أنزل هذا الكتاب، معظماً نفسه جل وعلا، بصيغة الجمع، وأنه كتاب مبارك وأن من حكم إنزاله، أن يتدبر الناس آياته، أي يتفهموها ويتعقلوها ويمعنوا النظر فيها، حتى يفهموا ما فيها من أنواع الهدى، وأن يتذكر أولوا الألباب، أي يتعظ أصحاب العقول السليمة، من شوائب الاختلال" (21).
وقال في آية سورة محمد: " ومعلوم أن كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي: تصفحها وتفهمها، وإدراك معانيها والعمل بها، فإنه معرض عنها، غير متدبر لها، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر، وقد شكا النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه من هجر قومه هذا القرآن، كما قال تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30) " (22).
المبحث الثالث
معنى إضافة التدبر للقرآن.
يمكن الخروج بتعريف لكلمة التدبر بمعناها الاصطلاحي عند المفسرين بأن التدبر هو:
(تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والاعتبار)
• فكلمة (تأمل) قد اتفق عليها أغلب المعرفين للتدبر.
• وكلمة (القرآن) هي الواردة في نص الآية الكريمة: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ)، وهو المقصود في قوله تعالى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) (المؤمنون: من الآية68)، وفي قوله: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29).
(يُتْبَعُ)
(/)
• وجملة (بقصد الاتعاظ والاعتبار): هي نتيجة التدبر وثمرته، كما قال تعالى: (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ). ومما يدل على كون هذا هو المراد بالتدبر؛ توجيه الخطاب في الآيات الآمرة به للكفار والمنافقين، والمقصود من ذلك اتعاظهم بما ورد في القرآن، واعتبارهم الهادي إلى الإيمان واتباع الشرع. وهكذا يكون المقصود عند تعميم الأمر ليشمل المسلمين فالتدبر متوجه إلى اتعاظ القلب واعتباره مما يُثمر بعد ذلك آثاراً دالة على الخشوع: كوَجِل القلب، والبكاء، والخشية، وزيادة الإيمان، وغير ذلك مما ذكره الله تعالى في كتابه نتيجة التأثر بالقرآن كما في قوله تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (المائدة:83). وقوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر:23). وقوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال:2).
قال الزمخشري: " وتدبر الآيات: التفكر فيها، والتأمل الذي يؤدي إلى معرفة ما يدبر ظاهرها من التأويلات الصحيحة والمعاني الحسنة، لأن من اقتنع بظاهر المتلو، لم يحل منه بكثير طائل وكان مثله كمثل من له لقحة درور لا يحلبها، ومهرة نثور لا يستولدها. وعن الحسن: قد قرأ هذا القرآن عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله: حفظوا حروفه وضيعوا حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: والله لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفاً، وقد والله أسقطه كله، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، والله ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء. اللهم اجعلنا من العلماء المتدبرين، وأعذنا من القراء المتكبرين " (23).
أو يمكن أن يقال في تعريفه:
(تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والامتثال)
فنضيف كلمة الامتثال ليعم العمل بالنصوص وتنزيلها على الحياة.
المبحث الرابع
(العلاقة بين التدبر والاستنباط)
الاستنباط في اللغة:
هو الاستخراج (24)، استفعال من أَنْبَطْتُ كذا (25) ومنه قوله تعالى: (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) (النساء: من الآية83) أي: يستخرجونه (26).
وإِنْبَاطُ الماء، واسْتِنْبَاطُه: إِخْرَاجُه، واسْتِخْرَاجُه (27).
ويَظْهَرُ من استعمالات العلماء لمادة نبط؛ أن لفظ الاستنباط في اللغة يُستخدم لكل ما أُخْرِجَ أو أُظْهِرَ بعد خفاءٍ. ويدل على ذلك صراحةً الأقوالُ التالية:
قال ابن جرير الطبري: "وكل مستخرج شيئاً، كان مستتراً عن أبصار العيون، أو عن معارف القلوب؛ فهو له مستنبط" (28).
وقال ابن دريد: "وكل شيء أظهرته بعد خفائه، فقد أنبطته واستنبطته ... واستنبطتُ هذا الأمرَ، إذا فَكَّرت فيه فظهر" (29).
وقال المنتجب الهمداني: "يقال لكل ما استخرج حتى تقع عليه رؤيةُ العيونِ، أو معرفةُ القلوبِ؛ قد اسْتُنْبِط" (30).
وقال الزبيدي: "وكل ما أُظهر بعد خفاءٍ فقد أُنْبِطَ واسْتُنْبِطَ، وفي البصائر: وكل شيء أظهرته بعد خفائه، فقد أنبطته واستنبطته" (31).
ومما سبق يتبين أن معنى الاستنباط في اللغة هو: الاستخراج أو الإظهار بعد الخفاء.
وأما الاستنباط في الاصطلاح: فقد عرفه غير واحد من العلماء ومن تلك التعاريف:
1 - قال ابن جرير الطبري:
(وكل مستخرج شيئاً، كان مستتراً عن أبصار العيون، أو عن معارف القلوب؛ فهو له مستنبط) (32).
2 - قال الجصاص:
(اسم لكل ما استخرج حتى تقع عليه رؤية العيون، أو معرفة القلوب، والاستنباط في الشرع: نظير الاستدلال، والاستعلام) (33).
3 - قال الماوردي:
(والاستنباط: مختصٌّ باستخراج المعاني من النصوص) (34).
4 - قال الزمخشري:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ما يستخرجه الرجلُ، بفضلِ ذهنِه، من المعاني والتدابيرِ (35)، فيما يَعْضُلُ ويُهِمّ) (36).
5 - قال النووي:
(قال العلماء: الاستنباط استخراج ما خفي المرادُ به، من اللفظ) (37).
6 - قال ابن القيم:
(استخراج الأمر، الذي من شأنه أن يخفى على غيرِ المُسْتَنْبِط) (38).
ويظهر لي والعلم عند الله أنه يمكن الخروج بتعريف يجمع ما اتفقت عليه التعاريف السابقة وهو أن نقول:
(الاستنباط هو: استخراج ما خفي من النص بطريق صحيح) (39).
وبعد معرفة معنى الاستنباط يمكن بيان العلاقة بين الاستنباط والتدبر بما يلي:
1 - أن التدبر أصل الاستنباط، فلا يمكن الاستنباط من النص قبل تدبره والتأمل في معانيه.:
قال الإمام ابن القيم: " والمقصود تفاوت الناس في مراتب الفهم في النصوص، وأن منهم من يفهم من الآية حُكْمَاً أو حُكْمَيْن، ومنهم من يفهم منها عشرةَ أحكام، وأكثر من ذلك، ومنهم من يقتصر في الفهم على مجرد اللفظ، دون سياقه، ودون إيمائه، وإشارته، وتنبيهه، واعتباره " (40).
وقال ابن عاشور: "وإنك لتمرُّ بالآية الواحدة، فتتأملها، وتتدبرها، فتنهال عليك معانٍ كثيرة، يسمح بها التركيب، على اختلافِ الاعتبارات في أساليب الاستعمال العربي، وقد تتكاثرُ عليك، فلا تك ـ مِنْ كثرتها ـ في حَصَر، ولا تجعل الحملَ على بعضها، منافياً للحمل على البعض الآخر، إنْ كان التركيبُ سمْحاً بذلك" (41).
2 - أن التدبر يعم العلماء وغيرهم، والاستنباط خاصٌّ بأولي العلم:
ومن لطيف التناسب بين الآيات الدال على هذا الأمر أن آية الاستنباط جاءت عقب آية التدبر كما في قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً) (النساء:83). فوجه الأمر بالتدبر للعموم، وخص الاستنباط بأولي العلم.
3 - يظهر لي والعلم عند الله أن التدبر المأمور به في القرآن؛ متوجه للمقاصد الأصلية من آيات القرآن الكريم، التي تدعو بتأملها إلى الاهتداء بهدي الإسلام والإيمان بالله تعالى، والإقرار بصدق الرسالة، لذا فإن التدبر متوجهٌ إلى الكفار ليُسلموا، ونتيجة التدبر المذكورة في الآيات تؤيد ذلك فقد قال تعالى: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء:82)، فالتدبر يدل على كون هذا القرآن من عند الله تعالى لصحة أخباره وما تضمنه من الهدايات، وأما الاستنباط فهو لدقائق الأمور، لذا خُصَّ بالعلماء دون غيرهم.
المبحث الخامس
(العلاقة بين التدبر والتفسير)
يمكن بيان العلاقة بين التدبر والتفسير وذلك بمعرفة مصطلح التفسير، ثم المقارنة بينه وبين التدبر.
أولاً: التفسير في اللغة:
التفسير: تفعيل من الفَسْر وهو: البيانُ (42)، أو الإبانةُ وكشفُ المُغَطَّى (43).
فالفاء والسين والراء كلمة واحدة تدل على بيانِ شيءٍ وإيضاحِه (44). يقال: فَسَرْتُ الشيءَ أَفْسِرُه بالكسر فَسْراً، ويقال: فَسَر الشيءَ يفْسِرُه ويَفْسُرُه وفسَّره (45)، والتشديدُ أعمُّ في الاستعمال (46)، وبه جاء القرآنُ، كما قال تعالى: (وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً) (الفرقان:33). أي: بياناً وتفصيلاً (47).
ويقال: استفسرته كذا، أي سألته أن يُفَسِّره لي (48).
قال ابن الأعرابي: "الفَسْر: كشف ما غُطِّي، وقال الليث: الفَسْر: التفسيرُ وهو بيانُ وتفصيلُ الكتاب" (49).
وقيل مأخوذ من قولهم: فسَرْتُ الحديث، أفسِرُهُ، إذا بيَّنْتُه، وفسَّرته تفسيراً كذلك (50).
ومنه الفَسْر والتفْسِرة وهي: نَظَرُ الطبيبِ إلى الماء وحُكْمُه فيه (51).
وكلُّ شيء يُعرف به تفسيرُ الشيء ومعناه فهو تفْسِرته (52).
ومما يلاحظ أن اشتقاق كلمة (فَسَرَ) تدل على البيان، والإيضاح، والإظهار، والكشف. فتفسير الكلام: بيانه، وإيضاحه، وإظهاره، والكشف عن المراد منه (53).
ثانياً: التفسير في الاصطلاح:
(يُتْبَعُ)
(/)
اشتهر تعريف التفسير في الاصطلاح عند العلماء واختلفت عباراتهم في الدلالة على هذا العلم، ومن أشهر التعاريف ما يلي (54):
1 - قال ابن جزي الكلبي:
"معنى التفسير: شرح القرآن، وبيان معناه، والإفصاح بما يقتضيه بنصِّه أو إشارته أو نجواه (55) " (56).
2 - وقال أبو حيان:
"التفسير: علم يُبْحثُ فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن، ومدلولاتها، وأحكامها الإفرادية والتركيبية، ومعانيها التي تُحْمَل عليها حال التركيب وتتمات ذلك" (57).
قال رحمه الله في شرح هذا التعريف:
"فقولنا (علم): هو جنس يشمل سائر العلوم.
وقولنا: (يُبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن): هذا علم القراءات.
وقولنا: (ومدلولاتها): أي مدلولات تلك الألفاظ، وهذا علم اللغة الذي يُحتاج إليه في هذا العلم.
وقولنا: (وأحكامها الإفرادية والتركيبية): هذا يشمل علم التصريف، وعلم الإعراب، وعلم البيان، وعلم البديع.
(ومعانيها التي تحمل عليها حال التركيب): شمل بقوله: (التي تحمل عليها): ما لا دلالة عليه بالحقيقة، وما دلالته عليه بالمجاز، فإنَّ التركيب قد يقتضي بظاهره شيئاً، ويصدُّ عن الحمل على الظاهر صادٌّ، فيحتاج لأجل ذلك أن يُحمل على غير الظاهر، وهو المجاز".
وقولنا: (وتتمات ذلك): هو معرفة النسخ، وسبب النزول، وقصةٌ توضح ما انبهمَ في القرآن، ونحوُ ذلك) " (58).
3 - قال الزركشي:
" علم يعرف به فَهْمُ كتاب الله المنزَّل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمِه" (59).
وقال في موضع آخر:
" هو عِلْم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكِّيِّها ومدنيِّها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها ومجملها ومفسرها" قال: "وزاد فيه قوم: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعِبَرِها وأمثالها" (60).
4 - وقال ابن عرفة المالكي:
"هو العلم بمدلول القرآن وخاصيِّة كيفية دلالته، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ" (61).
قال في شرح هذا التعريف: "فقولنا: (خاصية كيفية دلالته): هي إعجازه، ومعانيه البيانيّة، وما فيه من علم البديع الذي يذكره الزمخشري، ومن نحا نحوه" (62).
5 - وقال الكافِيَجي:
"وأما التفسير في العرف (63) فهو: كشف معاني القرآن، وبيان المراد" (64).
6 - وقال الزُّرْقاني:
"علم يُبْحَثُ فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله بقدر الطاقة البشرية" (65).
7 - وقال محمد الطاهر بن عاشور:
"اسم للعِلْم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن، وما يستفاد منها، باختصار أو توسُّع" (66).
8 - وقال الشيخ مناع القطان:
"بيان كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" (67).
9 - وقال الشيخ محمد بن عثيمين:
"بيان معاني القرآن الكريم" (68).
10 – وقال الدكتور مساعد الطيار:
" التفسير: بيان القرآن الكريم" (69).
وقال في شرح هذا التعريف: "فخرج بالبيان: ما كان خارجاً عن حدِّ البيان؛ ككثير من المسائل الفقهية، والمسائل النحوية، ومبهمات القرآن، وغيرِها مما يُذكر في كتب التفسير، مما لا أثر له في التفسير.
ويخرج بالقرآن: غيرُ كلام الله سبحانه، وكلامُه لملائكته، وكلامُه لرسلِه السابقين، والحديثُ القدسيُّ، والله أعلم" (70).
وبعد الاطلاع على ما سبق من التعاريف، ومعرفة ما يُعترض به عليها، يمكن القول بأن تعريف مصطلح التفسير يختلف باختلاف مقصود المعرِّف، فإن كان المراد تحديد مصطلح التفسير عند العلماء السابقين، فيمكن تعميمه ليشمل جوانب أخرى غير التي اقتصر عليها المتأخرون، ولذا يكون مصطلحُ التفسيرِ عندهم أعمَّ وأشملَ ممن جاء بعدهم، وهذا صريح كلامهم، ومنطوق تعاريفهم، ولا يمكن محاكمة كتبهم على اصطلاح حادث بعدهم، وإن كان المقصودُ تحديد ما هو الألصق بلفظ التفسير اللغوي من تلك التعاريف، فلا شك أن الاقتصار على ذكر البيان في التعاريف هو الأولى.
فنحن إذن أمام مصطلح تغير مفهومه من جيل إلى جيل، فنجد المفهوم لدى المتقدمين ـ أو أغلبهم ـ أعم وأوسع وهو الشأن في جميع العلوم حتى تستقر وتتحرر، وهذا منهج التعميم للمصطلح.
ثم جاء منهج تحريره وتمحيصه وبيان علاقته بغيره مما أدخل فيه. وهذا أدق.
ويمكن بيان العلاقة بين التدبر والتفسير بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة التفسير الصحيح للآية كما سيأتي في النتائج.
2 - أن التفسير في عمل المفسرين يشمل التدبر، فكتب التفسير مشتملة على الكثير من تدبر القرآن والحث عليه وذكر ثمرات لتدبر آيات من القرآن الكريم.
3 - أن التدبر من أكبر مقاصد التفسير، وذلك لأن كثيراً من آياتٍ القرآن الكريم هي آيات عظة وعبرة، وبيان تلك العبر والعظات هي من التفسير قطعاً، لكونها بيان المراد من هذه الآيات.
4 - أن المقصود الأصلي للتفسير هو بيان معاني كلام الله تعالى، ومقصود التدبر هو الاتعاظ والاعتبار.
المبحث السادس
(أهم النتائج من البحث)
وبعد النظر في كلام المفسرين وفي الآيات الواردة في التدبر يمكن لنا أن نخلص إلى النتائج التالية:
1 - أن التدبر لا يكون إلا بالتأمل:
يقول الزمخشري: " تدبُّر الأمر: تأمُّله والنظر في أدباره وما يؤول إليه في عاقبته ومنتهاه، ثم استعمل في كل تأمل؛ فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه" (71).
وقال البيضاوي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه" (72).
وقال البقاعي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ) أي يتأملون " (73).
وقال الشوكاني: " يقال تدبرت الشيء: تفكرت في عاقبته وتأملته، ثم استعمل في كل تأمل" (74).
ويقول الآلوسي: " وأصل التدبر: التأمل في أدبار الأمور وعواقبها، ثم استعمل في كل تأمل، سواء كان نظراً في حقيقة الشيء وأجزائه، أو سوابقه وأسبابه، أو لواحقه وأعقابه" (75).
2 - أن محل التأمل هو مدلولات الآيات:
قال البغوي: " (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا) أي: يتدبروا، (الْقَوْلَ) يعني: ما جاءهم من القول وهو القرآن، فيعرفوا ما فيه من الدلالات على صدق محمد صلى الله عليه وسلم" (76).
وقال ابن عاشور: " فمعنى (يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأمّلون دلالته" (77).
3 - أن غاية التدبر هي الهداية والاعتبار:
قال ابن عطية: "وتدبر القرآن: زعيم بالتبيين والهدى" (78).
وهي هدايتان:
هداية عامة: وهي الإيمان بكون هذا القرآن حق من عند الله تعالى، وأن من جاء به رسول صدق. وهي الواردة في قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82).
وهداية خاصة: وهي الوصول إلى مقاصده التفصيلية التي تدل عليها آياته الكريمة.
قال ابن عاشور: " وذلك يحتمل معنيين: أحدهما أن يتأمّلوا دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي تدبّر تفاصيله؛ وثانيهما أن يتأمّلوا دلالة جملة القرآن ببلاغته على أنّه من عند الله، وأنّ الذي جاء به صادق" (79).
وقال السعدي: "أي: فهلا يتدبر هؤلاء المعرضون لكتاب الله، ويتأملونه حق التأمل، فإنهم لو تدبروه، لدلهم على كل خير، ولحذرهم من كل شر، ولملأ قلوبهم من الإيمان، وأفئدتهم من الإيقان، ولأوصلهم إلى المطالب العالية، والمواهب الغالية، ولبين لهم الطريق الموصلة إلى الله، وإلى جنته ومكملاتها ومفسداتها، والطريق الموصلة إلى العذاب، وبأي شيء تحذر، ولعرفهم بربهم، وأسمائه وصفاته وإحسانه، ولشوقهم إلى الثواب الجزيل، ورهبهم من العقاب الوبيل" (80).
4 - أن التدبر مبني على معرفة التفسير وفهم المعاني:
يتضح ذلك من قول الزمخشري: " فمعنى تدبر القرآن: تأمل معانيه وتبصر ما فيه" (81).
فالمعاني إذاً معلومة للمتدبر، لذا فإنه ينتقل إلى التأمل والتبصر لأجل الوصول إلى التدبر. ومثله قول البيضاوي: " (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) يتأملون في معانيه ويتبصرون ما فيه" (82).
5 - أن صحة التدبر مرهونة بسلامة القلب:
لذا يقول جل وعلا: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24). فالمشركون الذين أصابهم الرين لم ينتفعوا بهذا القرآن. بل وصل بهم تدبرهم إلى القول بأنه شعر أو سحر.
6 - أن اتّباع المتشابه صاد عن التدبر:
قال قتادة (ت: 118 هـ): "إذاً والله يجدون في القرآن زاجراً عن معصية الله لو تدبره القوم فعقلوه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عن ذلك " (83).
7 - أن ثمرة التدبر تحصل بالدوام والاستمرار عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال البقاعي: "ولما كان الاستفهام إنكارياً فكان معناه نفياً، فهو لكونه داخلاً على النفي نفي له فصار إثباتاً، فكان كأنه قيل: هل يجددون التدبر تجديداً مستمراً لترق قلوبهم به وتنير بصائرهم له، فيكفوا عن الإفساد والتقطيع " (84).
8 - أن التدبر دافع لموهم التعارض بين الآيات القرآنية:
بدليل قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء: 82)، قال الزمخشري: "فإن قلت: أليس نحو قوله: (فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ) (الأعراف:107)، (كَأَنَّهَا جَانٌّ) (النمل: من الآية10)، (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر:92)، (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ) (الرحمن:39) من الاختلاف؟ قلت: ليس باختلاف عند المتدبرين" (85).
وقال ابن كثيرفي هذا المعنى: " (لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) أي: اضطرابا وتضادًّا كثيرًا. أي: وهذا سالم من الاختلاف، فهو من عند الله. كما قال تعالى مخبرا عن الراسخين في العلم حيث قالوا: (آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا) (آل عمران: من الآية7) أي: محكمه ومتشابهه حق؛ فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا؛ ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين" (86).
وقال الآلوسي: " وما يظن من الاختلاف كما في كثير من الآيات، ومنه ما سبق آنفاً ليس من الاختلاف عند المتدبرين " (87).
9 - أن الأمر بالتدبر يدل على أن القرآن معلوم المعنى:
قال الرازي: " دلت الآية على أن القرآن معلوم المعنى خلاف ما يقوله من يذهب إلى أنه لا يعلم معناه إلا النبي والإمام المعصوم، لأنه لو كان كذلك لما تهيأ للمنافقين معرفة ذلك بالتدبر، ولما جاز أن يأمرهم الله تعالى به وأن يجعل القرآن حجة في صحة نبوته، ولا أن يجعل عجزهم عن مثله حجة عليهم، كما لا يجوز أن يحتج على كفار الزنج بمثل ذلك" (88).
10 - أن الأمر بالتدبر غير مقتصر على المسلمين، بل يشمل الكفار، وقد قال تعالى: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) (المؤمنون:68).
قال الطبري: " يقول تعالى ذكره: أفلم يتدبر هؤلاء المشركون تنزيل الله وكلامه، فيعلموا ما فيه من العبر، ويعرفوا حجج الله التي احتج بها عليه فيه؟ " (89).
وقال الشوكاني: " قوله: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) بين سبحانه أن سبب إقدامهم على الكفر هو أحد هذه الأمور الأربعة: الأوّل: عدم التدبر في القرآن، فإنهم لو تدّبروا معانيه لظهر لهم صدقه وآمنوا به وبما فيه" (90).
وقال السعدي: " (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) أي أفلا يتفكرن في القرآن ويتأملونه ويتدبرونه أي فإنهم لو تدبروه لأوجب لهم الإيمان ولمنعهم من الكفر ولكن المصيبة التي أصابتهم بسبب إعراضهم عنه ودل هذا على أن تدبر القرآن يدعو إلى كل خير ويعصم من كل شر" (91).
11 - قال الشوكاني: " وفي الآية دليل على أن الله سبحانه إنما أنزل القرآن للتدبر، والتفكر في معانيه، لا لمجرد التلاوة بدون تدبر" (92).
والله أعلم،،،
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
ــــــــ
(1) مذكرة أصول الفقه: (12). ومثال الحقيقة الشرعية: تخصيص الهدي المذكور في قوله تعالى: (هدياً بالغ الكعبة): بالنَّعم مع كونه أخص من المعنى اللغوي الشامل لكل ما يُهدى للكعبة، وتخصيص الإيمان والكفر بالمعنى المعروف شرعاً.
(2) الإحكام: (1/ 27).
(3) زاد المسير: (2/ 72).
(4) معجم مقاييس اللغة: (2/ 266)، وانظر: العين: (2/ 117).
(5) التعريفات: (17).
(6) العين للخيل: (2/ 117)، والقاموس المحيط: (1/ 403).
(7) انظر: الصحاح في اللغة: (1/ 197).
(8) جمعت في ذلك ما وجدتُ من كلام المفسرين حتى يكون بين يدينا ـ مع كثرة النقل ـ بقصد الخروج بالنتيجة المذكورة في البحث.
(9) المحرر الوجيز: (2/ 161).
(10) تفسير البغوي: (2/ 254).
(11) الكشاف: (1/ 438).
(12) تفسير الرازي: (5/ 300).
(13) تفسير اللباب: (5/ 269).
(14) فتح القدير: (2/ 180).
(يُتْبَعُ)
(/)
(15) روح المعاني: (4/ 150).
(16) التحرير والتنوير: (3/ 483).
(17) السابق: (9/ 385).
(18) تفسير البيضاوي: (1/ 478).
(19) أنوار التنزيل: (5/ 93).
(20) نظم الدرر: (2/ 238).
(21) أضواء البيان: (7/ 9).
(22) أضواء البيان: (7/ 358).
(23) الكشاف: (6/ 17).
(24) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (972)، الصحاح للجوهري: (3/ 1162)، تهذيب الصحاح للزنجاني: (2/ 465)، الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: (1/ 768)، شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم للحميري: (10/ 6475)، النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: (5/ 7).
(25) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني: (788).
(26) مجاز القرآن لأبي عبيدة: (1/ 134)، غريب القرآن وتفسيره للزيدي: (122)، تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: (132)، معاني القرآن وإعرابه للزجاج: (2/ 83)، معاني القرآن للنحاس: (2/ 141)، المفردات في غريب القرآن للأصفهاني: (788)، معالم التنزيل للبغوي: (1/ 456)، عمدة الحفاظ للسمين الحلبي: (4/ 138)، تفسير القرآن للعز ابن عبد السلام: (111).
(27) الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: (1/ 769).
(28) جامع البيان: (4/ 184).
(29) جمهرة اللغة لابن دريد: (1/ 310)، وانظر المعجم الوسيط: (2/ 897). ونقله الصغّاني في العباب الزاخر: حرف الطاء: (207).
(30) الفريد في إعراب القرآن المجيد للهمداني: (1/ 768).
(31) تاج العروس للزبيدي: (20/ 129).
(32) جامع البيان: (4/ 184).
(33) أحكام القرآن: (2/ 215).
(34) أدب القاضي: (1/ 535). ويقصد بالمعاني العلل كما ذكر ما يدل عليه في: (1/ 536) منه.
(35) قال الجرجاني: " التدبير: استعمال الرأي بفعل شاق، وقيل: النظر في العواقب بمعرفة الخير، وقيل: التدبير إجراء الأمور على علم العواقب، وهي لله تعالى حقيقة وللعبد مجازاً". التعريفات: (54).
(36) الكشاف: (2/ 117). وهذا التعريف ذكره غير واحد من العلماء منهم: النسفيُّ في: مدارك التنزيل: (1/ 350)، والخازنُ في: لباب التأويل: (2/ 119)، وعلاءُ الدين البخاري في: كشف الأسرار: (1/ 65).
(37) تهذيب الأسماء واللغات: (ق 2/ 1 / 158). ويلاحظ أن هذا التعريف يكتسب قوة حيث نسبه النووي رحمه الله إلى العلماء فكأنه تعريف لمجموعة من العلماء وليس تعريفاً خاصاً بالنووي رحمه الله.
(38) إعلام الموقعين: (1/ 172).
(39) انظر: منهج الاستنباط من القرآن الكريم: (45).
(40) إعلام الموقعين: (1/ 267).
(41) التحرير والتنوير: (1/ 97).
(42) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (818)، شمس العلوم للحميري: (8/ 5189)، لسان العرب لابن منظور: (5/ 55)، الصحاح للجوهري: (2/ 781). وانظر: جمهرة اللغة لابن دريد: (2/ 334)، تاج العروس للزبيدي: (13/ 323)، القاموس المحيط للفيروز آبادي: (2/ 114).
(43) تهذيب اللغة للأزهري: (12/ 406)، القاموس المحيط للفيروز آبادي: (2/ 114).
(44) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (4/ 504).
(45) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (4/ 504)، الصحاح للجوهري: (2/ 781)، تاج العروس للزبيدي: (13/ 323)، لسان العرب لابن منظور: (5/ 55).
(46) تاج العروس للزبيدي: (13/ 323). ونقل هذا التعميم عن ابن القطاع.
(47) انظر: جامع البيان لابن جرير: (17/ 448)، وانظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير: (980)، ومعالم التنزيل للبغوي: (6/ 83).
(48) الصحاح للجوهري: (2/ 781). وانظر: تاج العروس للزبيدي: (13/ 324).
(49) تهذيب اللغة للأزهري: (12/ 406 ـ 407). وانظر كتاب العين للخليل: (7/ 247).
(50) جمهرة اللغة لابن دريد: (2/ 334).
(51) معجم مقاييس اللغة لابن فارس: (4/ 504)، الصحاح للجوهري: (2/ 781). وقال الجوهري عن التفسرة: "وأظنه مولَّداً".
(52) كتاب العين للخليل: (7/ 248)، تهذيب اللغة للأزهري: (12/ 407)، تاج العروس للزبيدي: (13/ 324)، وانظر أساس البلاغة للزمخشري: (2/ 22).
(53) تفسير القرآن الكريم أصوله وضوابطه للعبيد: (16).
(يُتْبَعُ)
(/)
(54) استفدت في جمع هذه التعريفات من كتاب التفسير اللغوي: (21 ـ 25).
(55) هكذا وجدته ولعله أو فحواه.
(56) التسهيل لعلوم التنزيل: (875).
(57) البحر المحيط: (1/ 121).
(58) البحر المحيط: (1/ 121).
(59) البرهان في علوم القرآن: (1/ 13).
(60) البرهان: (2/ 148).
(61) تفسير ابن عرفة: (1/ 59).
(62) انظر: تفسير ابن عرفة: (1/ 59).
(63) يظهر أن الكافيجي يُعَبِّرُ بقوله (العرف) ويريد (الاصطلاح) وقد تكرر استخدامه هذا في تعريفات: التأويل، والقرآن، وغيرهما، انظر كتابه: التيسير في قواعد التفسير: (125، 161، 167).
(64) التيسير في قواعد التفسير: (124).
(65) مناهل العرفان: (2/ 7).
(66) التحرير والتنوير: (1/ 11).
(67) نقلته عن التفسير اللغوي: (24). ونقله عن مذكرة علوم القرآن كتبها الشيخ لطلاب الدراسات العليا بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين بالرياض عام 1419 ـ 1410هـ.
(68) أصول في التفسير: (28).
(69) التفسير اللغوي: (32).
(70) التفسير اللغوي: (32).
(71) الكشاف: (1/ 438).
(72) تفسير البيضاوي: (1/ 478).
(73) نظم الدرر: (2/ 238).
(74) فتح القدير: (2/ 180).
(75) روح المعاني: (4/ 150).
(76) معالم التنزيل: (5/ 423).
(77) التحرير والتنوير: (3/ 481).
(78) المحرر الوجيز: (6/ 139).
(79) التحير والتنوير: (3/ 483).
(80) تيسير الكريم الرحمن: (1/ 788).
(81) الكشاف: (1/ 438).
(82) أنوار التنزيل: (1/ 478).
(83) جامع البيان: (22/ 179)، والدر المنثور: (9/ 203).
(84) نظم الدرر: (8/ 98).
(85) الكشاف: (1/ 438).
(86) تفسير القرآن العظيم: (2/ 364).
(87) روح المعاني: (4/ 150).
(88) مفاتيح الغيب: (5/ 301).
(89) جامع البيان: (19/ 56).
(90) فتح القدير: (5/ 168).
(91) تيسير الكريم الرحمن: (1/ 554).
(92) فتح القدير: (6/ 242).
ـ[أبو العالية]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:23 ص]ـ
الحمد لله،وبعد ..
فتح الله عليك يا شيخ فهد، وزادك من فضله، ونفع بكم الإسلام والمسلمين
موضوع جميل، وتسلسل عذب. والله ينفع به
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Dec 2008, 01:19 م]ـ
الحمد لله،وبعد ..
فتح الله عليك يا شيخ فهد، وزادك من فضله، ونفع بكم الإسلام والمسلمين
موضوع جميل، وتسلسل عذب. والله ينفع به
آمين وجزاك الله خيراً
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[19 Dec 2008, 02:38 م]ـ
موضوع التدبر بحاجة إلى مزيد نظر وتدبر، ولابد من رؤية عميقة فيه سواء في تحرير المصطلح أو في مباحثه الأخرى ...........
وهذه بعض المسائل لاحظتها على عجل في هذا البحث الجيد، ولعل الشيخ يتأمل فيها فربما كانت صوابا أو قريبة من الصواب:
1_ قول: إن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة المعنى الصحيح الآية ليس بصحيح، فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية ..
وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره ....
2 - قول: أن التدبر من أكبر مقاصد التفسير، عبارة غير دقيقة، بل يقال: إنه من (أعظم) مقاصد القرآن كما هو نص القرآن (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته .......... ).
3 - قول: إن التدبر لا يكون إلا بالتأمل ....... هذا تحصيل حاصل، إذ بدلالة اللفظة في اللغة يعرف أن التدبر لا يكون إلا بالنظر والتأمل ..........
هذه بعض الأفكار، وبقي الكثير من الملا حظات العلمية والبحثية سأبسطها فيما بعد إن شاء الله.
فهذا التحرير لا بد له من تحرير ...... وفق الله الجميع لكل خير و جزى صاحب الموضوع خيرا ونفع به.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Dec 2008, 02:26 ص]ـ
موضوع التدبر بحاجة إلى مزيد نظر وتدبر، ولابد من رؤية عميقة فيه سواء في تحرير المصطلح أو في مباحثه الأخرى ...........
وهذه بعض المسائل لاحظتها على عجل في هذا البحث الجيد، ولعل الشيخ يتأمل فيها فربما كانت صوابا أو قريبة من الصواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
1_ قول: إن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة المعنى الصحيح الآية ليس بصحيح، فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية ..
وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره ....
الأخ عذب الشجن .. الرؤية العميقة مطلوبة بلا شك في تحرير المصلطحات، ولعل مجرد مرورك السريع لا يكفي في ذلك بل لا بد من مزيد تأمل للوصول إلى ما أردت من العمق ..
وما لا حظته على عجل .. قد تأملت فيه أياماً قبل أن أكتب هذا البحث، فليتك تأملت أيضاً طويلاً فيما لا حظت ..
ولعلي أجيب على ما تفضلت به مشكوراً من ملحوظات:
1 - ما تفضلت به بقولك: (قول: إن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة المعنى الصحيح الآية ليس بصحيح، فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية ..
وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره).
آمل أن نتأمل ما يلي:
أ ـ إن الجزم بعدم الصحة بقولك الكريم: (ليس بصحيح) أرى أنه من العجلة التي ذكرتها، وإلا فإن نقيض هذا الأمر هو أحد أمرين:
- أن التدبر يحصل بلا معرفة للمعنى.
- أن التدبر يحصل ولو بفهمٍ غيرِ صحيح للمعنى.
ولا شك أنك لا تقصد الثاني، فيبقى الأول، وهو ما أردت إثباته بقولك الكريم: (فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية .. ).
ب ـ هل يُعقل أن العامي الذي يخرج بمعانٍ وفوائد بعد التدبر، لا يكون عارفاً بمعنى الآية، ولا أظن أن عاقلاً يُصدِّقُ بوجود شخص يستخرج فوائد من نص لا يفهم معناه. فالعامي إذا أخرج معانٍ وفوائد من النص فإنها مبنية على فهمه لهذا المعنى، ومثاله لو قرأت قصيدة عربية على من لا يفهم العربية فهل يمكن لهم أن يستخرجوا منها حكماً وفوائد وهم لم يفهموها!!، وليس كون هذا المستخرج عامياً ـ أي ليس بطالب علم ـ معناه أنه لا يفهم اللغة العربية ولا معاني بعض آيات القرآن، فإنه يعلم بعض الآيات كما يجهل غيرها ..
ج ـ لم يقل أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين أن فهم المعنى لا يحصل إلا من تفسير ابن جرير الطبري أو ابن عطية، فآيات القرآن كما لا يخفاك قسمان:
- آيات معلومة المعنى للقارئ العربي ولا تحتاج إلى رجوع إلى مثل هذه التفاسير فهذه يتدبرها القارئ العربي مباشرة ويزداد تدبره بمراجعة كتب التفاسير.
- وآيات تحتاج إلى مراجعة التفسير.
قال الزَّرْكَشيُّ (ت:794هـ): "ينقسم القرآن العظيم إلى: ما هو بيِّنٌ بنفسه، بلفظٍ لا يحتاج إلى بيانٍ منه، ولا من غيره ـ وهو كثير ـ ... وإلى: ما ليس ببيِّنٍ بنفسه، فيحتاج إلى بيان، وبيانُه إما فيه في آية أُخْرى، أو في السُّنَّةِ" [البرهان: 2/ 183 ـ 184].
وقال القرطبي (ت:671هـ): "والغرائبُ التي لا تفهم إلا بالسماع كثيرة ". [الجامع لأحكام القرآن:1/ 50].
د ـ اشتراط معرفة التفسير الصحيح للآية ليس معناه أن كل آيات القرآن بحاجة إلى تفسير، بل إن جزءاً من القرآن يفهم بقراءته كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما في تقسيمه للتفسير. فآمل أن لا يُفهم من اشتراط معرفة التفسير الصحيح أن كل آية بحاجة إلى مراجعة كتب التفاسير، بل المراد أن القارئ العربي يتدبر لأنه يفهم المعنى فالشرط متحقق فيه، وأما غير العربي فلا بد له من تعلم العربية ليفهم القرآن ويتدبره، وهذا العامي الذي استخرج فوائد من الآيات قد تحقق فيه هذا الشرط.
هـ ـ قولك وفقك الله: (وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره).
لا شك أن التقرير في أي علم بحاجة إلى أدلة وبراهين، فهل يكفي في نظرك ما اعترضت به من كون العامي يتدبر القرآن، بناء على كونه لم يفهم المعنى ـ كما يشير إليه اعتراضك ـ، هل يكفي ذلك دليلاً على ما قررت وفقك الله، علماً بأن العامي قد فهم المعنى كما سبق فهو لا يعارض ما ذكرتُ من الشرط.
وأصل الاعتراض أن العامي لا يفهم المعنى؛ فهل يصح ذلك مع كونه يتدبر القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليتك أخي الكريم تأتي بمثال واحد لعامي لم يفهم المعنى وقد استخرج فوائد من القرآن.
و ـ أن الأمر بتدبر القرآن أمرٌ بفهم معناه إذ لا يقع التدبر مع عدم فهم المعنى ..
والله الموفق
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[20 Dec 2008, 06:32 ص]ـ
الأخ عذب الشجن .. الرؤية العميقة مطلوبة بلا شك في تحرير المصلطحات، ولعل مجرد مرورك السريع لا يكفي في ذلك بل لا بد من مزيد تأمل للوصول إلى ما أردت من العمق ..
وما لا حظته على عجل .. قد تأملت فيه أياماً قبل أن أكتب هذا البحث، فليتك تأملت أيضاً طويلاً فيما لا حظت ..
ولعلي أجيب على ما تفضلت به مشكوراً من ملحوظات:
1 - ما تفضلت به بقولك: (قول: إن التدبر لا يكون إلا بعد معرفة المعنى الصحيح الآية ليس بصحيح، فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية ..
وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره).
آمل أن نتأمل ما يلي:
أ ـ إن الجزم بعدم الصحة بقولك الكريم: (ليس بصحيح) أرى أنه من العجلة التي ذكرتها، وإلا فإن نقيض هذا الأمر هو أحد أمرين:
- أن التدبر يحصل بلا معرفة للمعنى.
- أن التدبر يحصل ولو بفهمٍ غيرِ صحيح للمعنى.
ولا شك أنك لا تقصد الثاني، فيبقى الأول، وهو ما أردت إثباته بقولك الكريم: (فأنت ترى العامي المداوم على قراءة القرآن والنظر فيه يخرج بمعان وفوائد نتيجة لتدبره، وهو لم يطالع تفسير الطبري، ولم يسمع بتفسير ابن عطية .. ).
ب ـ هل يُعقل أن العامي الذي يخرج بمعانٍ وفوائد بعد التدبر، لا يكون عارفاً بمعنى الآية، ولا أظن أن عاقلاً يُصدِّقُ بوجود شخص يستخرج فوائد من نص لا يفهم معناه. فالعامي إذا أخرج معانٍ وفوائد من النص فإنها مبنية على فهمه لهذا المعنى، ومثاله لو قرأت قصيدة عربية على من لا يفهم العربية فهل يمكن لهم أن يستخرجوا منها حكماً وفوائد وهم لم يفهموها!!، وليس كون هذا المستخرج عامياً ـ أي ليس بطالب علم ـ معناه أنه لا يفهم اللغة العربية ولا معاني بعض آيات القرآن، فإنه يعلم بعض الآيات كما يجهل غيرها ..
ج ـ لم يقل أحد من المتقدمين ولا من المتأخرين أن فهم المعنى لا يحصل إلا من تفسير ابن جرير الطبري أو ابن عطية، فآيات القرآن كما لا يخفاك قسمان:
- آيات معلومة المعنى للقارئ العربي ولا تحتاج إلى رجوع إلى مثل هذه التفاسير فهذه يتدبرها القارئ العربي مباشرة ويزداد تدبره بمراجعة كتب التفاسير.
- وآيات تحتاج إلى مراجعة التفسير.
قال الزَّرْكَشيُّ (ت:794هـ): "ينقسم القرآن العظيم إلى: ما هو بيِّنٌ بنفسه، بلفظٍ لا يحتاج إلى بيانٍ منه، ولا من غيره ـ وهو كثير ـ ... وإلى: ما ليس ببيِّنٍ بنفسه، فيحتاج إلى بيان، وبيانُه إما فيه في آية أُخْرى، أو في السُّنَّةِ" [البرهان: 2/ 183 ـ 184].
وقال القرطبي (ت:671هـ): "والغرائبُ التي لا تفهم إلا بالسماع كثيرة ". [الجامع لأحكام القرآن:1/ 50].
د ـ اشتراط معرفة التفسير الصحيح للآية ليس معناه أن كل آيات القرآن بحاجة إلى تفسير، بل إن جزءاً من القرآن يفهم بقراءته كما ذكر ذلك ابن عباس رضي الله عنهما في تقسيمه للتفسير. فآمل أن لا يُفهم من اشتراط معرفة التفسير الصحيح أن كل آية بحاجة إلى مراجعة كتب التفاسير، بل المراد أن القارئ العربي يتدبر لأنه يفهم المعنى فالشرط متحقق فيه، وأما غير العربي فلا بد له من تعلم العربية ليفهم القرآن ويتدبره، وهذا العامي الذي استخرج فوائد من الآيات قد تحقق فيه هذا الشرط.
هـ ـ قولك وفقك الله: (وبهذا يتقرر أن التدبر متاح لكل أحد بحسبه، وعلى قدر علمه وزكاء قريحته وجودة نظره).
لا شك أن التقرير في أي علم بحاجة إلى أدلة وبراهين، فهل يكفي في نظرك ما اعترضت به من كون العامي يتدبر القرآن، بناء على كونه لم يفهم المعنى ـ كما يشير إليه اعتراضك ـ، هل يكفي ذلك دليلاً على ما قررت وفقك الله، علماً بأن العامي قد فهم المعنى كما سبق فهو لا يعارض ما ذكرتُ من الشرط.
وأصل الاعتراض أن العامي لا يفهم المعنى؛ فهل يصح ذلك مع كونه يتدبر القرآن.
وليتك أخي الكريم تأتي بمثال واحد لعامي لم يفهم المعنى وقد استخرج فوائد من القرآن.
و ـ أن الأمر بتدبر القرآن أمرٌ بفهم معناه إذ لا يقع التدبر مع عدم فهم المعنى ..
والله الموفق
الأخ فهد .......... وهل تظن أن التأمل أياما يكفي لهذا الموضوع وخلع صفة (التحرير) عليه؟ ........ الموضوع أدق مما تظن.
وعلى العموم دعوتي لمزيد من النظر هو لكل أحد أراد أن يطرق هذا الموضوع في بحث أو دراسة علمية.
وأنت هنا في هذا التوضيح قد تناقض قولك وألزمتني بما ليس بلازم، ومن نظر في أول ما كتبت هنا ونظر في آخره علم أن آخر كلامك قد محا أوله .........
أنا لم أقل إن التدبر لا يكون بفهم المعنى ولا بفهم الآية فهما خاطئا، وإنما ألزمتني هذا القول من عندك، وإنما مرادي أن العربي الذي يقرأ القرآن ويتأمل فيه يرد عليه من المعاني والفوائد بمجرد قرآءته هذا الكلام العربي ما هو نتاج لتدبره؛ لأن من القرآن ما يعرفه كل أحد وما يستطاع فهمه دون عناء ولا سؤال بل بمجرد أن يقرآ يعلم المعنى، فهو يتدبر بحسبه والتدبر مراحل أو قل درجات، فمنها تدبر العالم الجهبذ، ومنها دون ذلك إلى أن تصل إلى العوام ..
أما حصر التدبر على فئة دون أخرى فهو قول لا يعبأ به لأنه مصادم لدعوة القرآن العامة لكل الناس (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته .......... ).
أما قولك (إن الأمر بالتدبر أمر بفهم معناه ........ ). إذن (عرف لنا التفسير أيها الفاضل) ............
، فهذه عبارة فيها قصور، ويا ليتك تعاود النظر في موضوع التدبر من أصله،،،،،،
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[21 Dec 2008, 10:56 ص]ـ
" إذن " بدون نون وإنما تنوين اذا يا اخ شجن
بارك الله فيكما
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Jan 2009, 02:41 م]ـ
بارك الله في الجميع
ـ[مرهف]ــــــــ[08 Jan 2009, 01:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث الممتع، ولي تساؤل أخي الشيخ فهد:
قولك في ترجيح معنى الاستنباط: (ويظهر لي والعلم عند الله أنه يمكن الخروج بتعريف يجمع ما اتفقت عليه التعاريف السابقة وهو أن نقول:
(الاستنباط هو: استخراج ما خفي من النص بطريق صحيح).
هذا يقارب تعريف الأصوليين للتأويل، ألا يلتقي التدبر مع التأويل من هذا المفهوم؟
ثم ألا يمكن القول أن التدبر قد يكون نسبياً، بمعنى أن التدبر العلمي الصحيح هو ما تفضلت به في بحثك، أما تدبر المسلم العادي فهو فهم المعنى الإجمالي للأية والتوصل إلى مقصودها، كأن يفهم من قوله تعالى (وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور) أن هذه الدنيا وما فيها هي محل تمتع الشيطان والمقصود عدم الانشغال بها عدم التعلق بها، وإذا أشكل عليه معنى رجع لعالم أو مختص فصحح له وعلمه، فهذا واجب التدبر في حقه، وهكذا يتدرج التدبر في الارتقاء حسب المستوى العلمي للمسلم.
وقد رأيت بعضهم يجعل الاشتغال بما يسمى "الإعجاز العددي" هو من أنواع التدبر فهل توافق على ذلك؟!.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Jan 2009, 03:55 ص]ـ
نقاش مثمر أرجو أن يطول مع بسط روح الأخوة في تقبل الرأي والرأي الآخر، وجزى الله خيرا الشيخ فهد على ما ح1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وحبّر.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[01 May 2010, 07:54 ص]ـ
شكر الله للأخ فهد عرض الموضوع
وقد سبق له طرحه ومناقشته أمام ما يزيد على خمسين من المشايخ الفضلاء وذلك في ملتقى تدبر بالرياض عام 1429 فيما أتذكر
وسمع ذلك اليوم بعض البحوث والآراء الأخرى
ورأيته قد عدل واستفاد منها فيما طرحه
والعلم رحم بين أهله
ولم نعهد من طلاب العلم التعصب لآرائهم بحال من الأحوال
ولا الدفاع عن أنفسهم
ولذا فإنني أحمد هذه الروح الأخوية بين طلاب العلم في المسائل العلمية
ولا يمكن تعريف التدبر بحد معين لايمكن تجاوزه. والله أعلم
لأن الله قد أمر بتدبر كتابه وشمل ذلك المؤمن والمنافق والكافر
كما في آيات التدبر الأربع.
أما الاستنباط فشيئ بعد ذلك فيما يظهر ولا يكون إلا لأولي العلم كما وصف الله.
ورأيت بعض المشايخ يميل إلى أن التدبر درجات
ولعل المسألة تحتاج لمزيد من البحث والتتبع في كلام العلماء الربانيين
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وشكر الله لكم تفاعلكم ونفعكم ونفع بكم(/)
باحث يفسر الحروف المقطعة في فواتح السور باللغة المصرية القديمة
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Dec 2008, 09:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نشرت الوطن الكويتية اليوم الأحد 16 ذو الحجة 1429 هـ دراسة بعنوان (التفسير الهيروغليفي للقرآن الكريم) (1 - 3) للباحث سعد عبد المطلب العدل وفي دراسته هذه التي عنونها بـ (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) يؤكد أن الحروف المقطعة أوائل السور هي كلمات وجمل واضحة المعاني إذا ما تم قراءتها باللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية)، وفي الجزء الثاني من دراسته يذهب إلى أن السبع المثاني هي افتتاحيات بعض السور، أما في الجزء الثالث والرابع فيقول بأن (اليهود زوروا تاريخ أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام عندما كتبوا بأنه عبراني وينفي ذلك مثبتا أنه الملك المصري (أخناتون) وهو (جلجامش) وهو حمورابي أيضا في نفس الوقت.
للمزيد،،،
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=469100
http://www.alwatan.com.kw/Portals/0/Article/12142008/Org/da12_4.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:23 ص]ـ
سبقت افشارة أختي الكريمة إلى هذا الكتاب في مقالة بعنوان:
مؤلف كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم) والرأي الفطير. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4683)
وقرأتُ بعد ذلك بقية كتبه التي أصدرها بعنوان:
- السبع الثماني ليست سورة الفاتحة.
- الخليل إخناتون في القرآن الكريم.
وكتبت عنها ثم لم أر نشرها مناسباً، حيث شعرتُ أنني أقوم بالترويج لهذه الكتب دون فائدة تذكر للقارئ. حيث لم يفلح المؤلف في إثبات وجهة نظره بأدلة مقنعة، وإنما هي فرضيات بعيدة عن حقائق العلم والتاريخ مما يدفع للقول بأن الغرض الذي يرمي إليه الأستاذ سعد العدل هو الشهرة فحسب.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[14 Dec 2008, 02:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
لعلي إن شاء الله تعالى أرسل برابط الكتاب الذي وضعتم رابطه (الرد على كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم)) للباحث علي بن عبد الرحمن القضيب العويشز) إلى جريدة الوطن الكويتية لأنها تنوي مواصلة نشر هذه الدراسة. لذا لو يتم التأكد من الرابط لأن الكتاب الآن لا يظهر!! http://tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=954
ولعل أخطر ما في الأمر ترحيب شيخ الأزهر بهذا التفسير واعتباره نوعا من الإجتهاد الذي يثاب صاحبه إن أخطأ أو أصاب!!!
وأيضا أن جهات ايرانية وإماراتية انتهت من ترجمة المشروع إلى لغات مختلفة!!!!
قال تعالى (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41 - 42]
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[14 Dec 2008, 03:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل
لعلي إن شاء الله تعالى أرسل برابط الكتاب الذي وضعتم رابطه (الرد على كتاب (الهيروغليفية تفسر القرآن الكريم)) للباحث علي بن عبد الرحمن القضيب العويشز) إلى جريدة الوطن الكويتية لأنها تنوي مواصلة نشر هذه الدراسة. لذا لو يتم التأكد من الرابط لأن الكتاب الآن لا يظهر!! http://tafsir.org/books/open.php?cat=93&book=954
ولعل أخطر ما في الأمر ترحيب شيخ الأزهر بهذا التفسير واعتباره نوعا من الإجتهاد الذي يثاب صاحبه إن أخطأ أو أصاب!!!
وأيضا أن جهات ايرانية وإماراتية انتهت من ترجمة المشروع إلى لغات مختلفة!!!!
قال تعالى (وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) [فصلت:41 - 42]
أول مرة اسمع بهذا الأمر , ولم يسبق أن أن صحيفة إماراتية كتبت عن هذا الأمر , وأرجو ذكر المصدر
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Dec 2008, 08:58 ص]ـ
المصدر مذكور في أصل الموضوع
الوطن الكويتية اليوم الأحد 16 ذو الحجة 1429 هـ
والرابط نفسه الموضوع بالأعلى
http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=469100
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2008, 09:59 ص]ـ
البحث النقدي في المرفقات.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Dec 2008, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تم ارسال البحث لجريدة الوطن
نتمنى أن يقوموا بنشره أو على الأقل فقرات منه.
وأنوه إلى خطأ عند نسخ الرابط الأخير في مشاركتي الأخيره حيث أنه نسخ من الرابط في الأعلى
لذا فالرابط الأول يعمل وهو مصدر الخبر
http://www.alwatan.com.kw/Default.aspx?tabid=57&article_id=469100
ـ[نبض العزة]ــــــــ[15 Dec 2008, 11:55 م]ـ
جزيت خيرا على التنبيه والإنكار
سياسة البعض خالف تعرف
اللهم أجعلنا ممن يحفظ للقرآن مكانته(/)
(التين والزيتون) يدخلان فريق بحث ياباني الإسلام
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Dec 2008, 01:42 م]ـ
(التين والزيتون) يدخلان فريق بحث ياباني الإسلام
«الجزيرة» - وسيلة محمود الحلبي
أعلن رئيس فريق بحث ياباني إسلامه بعد أن تأكد من إشارة ذكر كل ما توصل إليه الفريق في القرآن الكريم منذ أكثر من 1428 عاماً.
وتعود قصة الخبر إلى البحث عن مادة الميثالويندز وهي مادة بروتينية يفرزها مخ الإنسان والحيوان بكميات قليلة تحتوي على مادة الكبريت لذا يمكنها الاتحاد بسهولة مع الزنك والحديد والفوسفور.
وتعتبر هذه المادة مهمة جداً لجسم الإنسان حيث تعمل على خفض الكولسيترول والتمثيل الغذائي وتقوية القلب وضبط النفس. ويزداد إفراز هذه المادة من مخ الإنسان تدريجياً بداية من سن 15 - 35 سنة ثم يقل إفرازها بعد ذلك حتى سن الستين عاماً لذلك لم يكن من السهل الحصول عليها من الإنسان.
وبالنسبة للحيوان فقد وجدت بنسبة قليلة جداً لذا اتجهت الأنظار عنها في النباتات. حيث قام فريق من العلماء اليابانيين بالبحث عن هذه المادة السحرية التي لها أكبر الأثر في إزالة أعراض الشيخوخة فلم يعثروا عليها إلا في نوعين من النباتات (التين والزيتون) وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه العظيم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وبعد أن تم استخلاصها من التين والزيتون وجد أن استخدامها من التين وحده أو من الزيتون وحده لم يعط الفائدة المنتظرة لصحة الإنسان، إلا بعد خلط المادة المستخلصة من التين والزيتون معاً.
قام بعد ذلك فريق العلماء الياباني بالوقوف عند أفضل نسبة من النباتين لإعطاء أفضل تأثير فكانت نسبة 1تين إلى 7 زيتون هي الأفضل. حينها قام الدكتور السعودي طه إبراهيم خليفة بالبحث في القرآن الكريم فوجد أنه ورد ذكر التين مرة واحدة، أما الزيتون فقد ذكر ست مرات ومرة واحدة بالإشارة ضمنياً في سورة المؤمنون {وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ}.فقام الدكتور السعودي طه إبراهيم خليفة بإرسال كل المعلومات التي حصل عليها وجمعها من القرآن الكريم إلى فريق البحث الياباني والذين اعلنوا اسلامهم بعد هذا البحث.
صحيفة الجزيرة 4/ 12/1429هـ
ما تعليق المهتمين بالإعجاز العلمي والعددي على هذا الخبر؟(/)
توضيح
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[14 Dec 2008, 02:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد ..... أما بعد ... رواد اللمتقى أحيكم بتحية الإسلام ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... أريد منكم مساعدة وأرجو منكم أن تعينونى عليها .. ومتمثلة فى هذه الأسئلة وهى كالآتى:ما هو معتمد السيوطى فى الترجيح بين الآراء فى كتابه الإتقان؟ .... وماهى مضاهر النقد عند السيوطى فى كتابه الإتقان؟ .... وماهو المقبول والمردود من صور هذا النقد؟ ... وهناك قضية أخرى وهى أن السيوطى يعتبر النص القرآنى فى مجاله ويعتبر العقل فى مجاله. كيف يبدو السيوطى فى كل هذا؟. مصطفى فرج محمد المبروك ... طالب دراسات عليا ... قسم الدراسات القرآنية بجامعة السابع من أبريل ..... ليبيا ..... والآن أكتب فى الرسالة المعنونة بعنوان (اختيارات السيوطى ومنهجه النقدى من خلال كتابه الإتقان) ..... نأمل منكم أرشاداتكم ونصائحكم والأجابة على أسئلتنا السالفة الذكر ..... بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ـ[النجدية]ــــــــ[14 Dec 2008, 06:05 م]ـ
بسم الله ...
إن هذا الموضوع ممتع جدا، جدير بالاهتمام؛ أعانكم الله وإيانا على طاعته، ولكل ما يرضاه!
الأخ الفاضل
أرى -من وجهة نظري المتواضعة- أن يُقرأ كتاب الإتقان كاملاً، وأن تُستقرأ المادة العلمية المتعلقة بالموضوع، استقراء تاما – بقدر المستطاع –، ثم يتم الإنتقال إلى تحليل النتائج التي تُوصل إليها من استقراء المادة العلمية، لينتهي الباحث إلى مرحلة الاستنباط؛ إذ يُستنبط المنهج ويُبينه على شكل نقاط!
وهذا -بلا شك- يحتاج إلى بحث عميق، دقيق.
هذه مجرد نصيحة، نفع الله بكم!
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Dec 2008, 02:31 ص]ـ
حبذا لو أمكنك مراجعة رسالة الدكتور محمد الشربجي (جلال الدين السيوطي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن) وهي رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة الزيتونة في تونس فربما تفيدك في شيء، والمعلوم أن السيوطي يجعل القول الأول هو المعتمد والأقوى عند تعدد الأقوال على عادة العلماء في ذلك ولكن يناقش ويورد الأدلة لما يذهب إليه في كثير من المواطن والله أعلم.(/)
إليكم .. هذا الكتاب القيم
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[14 Dec 2008, 05:09 م]ـ
من العبارات الجميلة للعلامة الأديب البشير الإبراهيمي رحمه الله قوله في التهنئة بالعيد:
عيدكم مباركٌ إذا أردتم، سعيدٌ إذا استعددتم
فلا تظنوا أنَّ الدعاءَ وحدهُ يردُّ القضاء، وأنَّ مادةَ (عدا) (يعدو) لا تنسخها (دعا) (يدعو)
وإنما تنسخُها (أَعَدَّ) (يُعِدُّ) و (استعدَّ) (يستَعِدُّ)
فأعَدِوا واستعدوا تزدهر أعيادُكم، وتظهرْ أمجادُكم.
نقلت هذه العبارات الجميلة من موضوع شيخنا الفاضل: عبدالرحمن الشهري وفقه الله وأسعده في الدنيا والآخرة في التهنئة بالعيد.
وأهنيء إخواني بعيد الأضحى المبارك وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال , ويسرني بهذه المناسبة السعيدة أن أدل إخواني على هذا الكتاب القيم في علوم القرآن (درة التنزيل وغرة التأويل) للإسكافي, بتحقيق الدكتورمحمد مصطفى آيدين من جامعة أم القرى , والكتاب رسالة دكتوراه قيمة موصى بطبعها ويركز على الآيات المتشابهة التي وجهها المؤلف ..
على سبيل المثال قال تعالى: (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ... ) البقرة 35 , وقوله تعالى: (ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ... ) الأعراف 19 .. وهكذا.
لاتنسوني من صالح دعائكم , ودمتم مباركين أينما كنتم.
الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23923(/)
ما الصحيح في سبب نزول هذه الايه قوله تعالى: (يسالونك عن الشهر الحرام ... )
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[14 Dec 2008, 10:16 م]ـ
باااااااااااارك الله فيكم اريد ان اعرف ما الصحيح في سبب نزول هذه الاية
قال تعالى: يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ..... ) سورة البقره
وما المرجع الذي استقيتم منها سبب النزول
وهل هو صحيح سبب نزولها؟
حفظكم الله
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 02:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فما سألت عنه أخي الكريم من سبب نزول هاته الآية فقد ورد في سبب نزولها آثار عديدة، أحسنها وأولاها ما أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره والطبراني في المعجم الكبير وابن المنذر في تفسيره -كما عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور- وابن أبي حاتم في تفسيره -وصححه الشوكاني في فتح القدير- عن جندب بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث رهطاً وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحارث، فلما ذهب لينطلق بكى شوقاً وصبابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجلس فبعث مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتاباً وأمره أن لا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا وقال: لا تكرهن أحداً من أصحابك على المسير معك، فلما قرأ الكتاب استرجع وقال: سمعاً وطاعة لله ولرسوله، فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: قتلتم في الشهر الحرام! فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فحدثوه الحديث، فأنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام} الآية، وقد ضعف إسناده مؤلفا الاستيعاب في بيان الأسباب، ولكن يشهد له: ما أخرجه ابن جرير في تفسيره والثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول وابن إسحاق في سيرته والبيهقي في الدلائل عن عروة بن الزبير مرسلاً بنحوه، وما أخرجه الثعلبي في تفسيره والواحدي في أسباب النزول عن الزهري بنحوه كذلك، وإسناده صحيح، وما أخرجه ابن جرير في تفسيره عن مقسم مولى ابن عباس رضي الله عنهما ومجاهد بمعناه، قال عصام الحميدان في الصحيح من أسباب النزول ص 64: (وهي مراسيل صحيحة الإسناد).
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[18 Dec 2008, 09:40 م]ـ
جزاااااااااااااك الله خيرا ونفع الله بك على افادتي(/)
حمل من هنا بعض أبحاث الزميل د. عادل بن علي الشدي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 11:36 م]ـ
يمكن من هنا من خلال صفحة د. عادل بن علي الشدي تحميل بعض البحوث التي نشرها من قبل:
1 - الأيمان في القرآن.
2 - مدخل إلى تفسير ابن بدران.
3 - التفسير العلمي للقرآن جذوره والموقف منه.
4 - ضوابط وآثار استعانة المفسر بالقراءات.
5 - الترجمات الاستشراقية لمعاني القرآن الكريم.
كلها يمكن تحميلها من هنا ( http://faculty.ksu.edu.sa/adelalshddy/Pages/%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%ad%d9%88%d8%ab%20%d8%a7%d9%8 4%d8%b9%d9%84%d9%85%d9%8a%d8%a9.aspx) .
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Jul 2010, 08:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على نشر مثل هذه الأبحاث.(/)
هل هناك رسائل علمية عن منهج ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن؟
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[15 Dec 2008, 02:39 ص]ـ
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Dec 2008, 06:57 ص]ـ
هناك عدد من البحوث حول هذا الكتاب مرت عليَّ منشورةً في الدوريات العلمية، والعثور على عناوينها بدقة وأسماء الباحثين يحتاج إلى مراجعة. بعضها في تخصص البلاغة، والقليل منها في الدراسات القرآنية. أرجو أن أتمكن أو أحد الزملاء هنا من إفادتك بالعناوين إن تطلب الأمر ذلك.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[16 Dec 2008, 09:23 م]ـ
جزاكم الله خيرًا فضيلة الدكتور وبارك فيكم.
وما رأيكم في هذا الموضوع؟؟ هل يمكن أن يكون أطروحة ماجستير؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[17 Dec 2008, 12:04 ص]ـ
هناك رسالة نوقشت الفصل الماضي في جامعة أم القرى تتعلق بترجيحات ابن قتية في تفسير القرآن قسمت على طالبين الأول اسمه علي العنزي وقد ناقشها وحصل على تقدير ممتاز فيها والثاني لا أعلم عنه شيئا ......
ويوجد في مركز الملك فيصل للبحوث رسالة ماجستير مسجلة بعنوان التاويل عند ابن قتيبه في كتابه تاويل مشكل القرآن الكريم وتاويل مختلف الحديث لزينب عبدالمحسن بلال
وأسأل الله لك التوفيق
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[17 Dec 2008, 02:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وبارك فيكم يا أستاذ أحمد، وتقبل الله دعاءك وكافأك بمثله.
وليت مشايخنا الكرام وإخواننا الأعزاء يشيرون علي بمواضيع لأطروحة ماجستير في التفسير، حبذا الذي له تعلق باللغة.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[17 Dec 2008, 10:37 ص]ـ
أخ محمد/
هناك رسالة ماجستير "موقف ابن قتيبة من عقيدة السلف" للدكتور علي العلياني،والرسالة مطبوعة، استخرج فيها مسائل العقيدة لابن قتيبة من كتبه،ومنها: (تأويل مشكل القرآن) وتوصل الباحث إلى أن ابن قتيبة من علماء السنة.
ولعلك تجد في الكتاب ماينير لك الطريق.
وفقت للخيرات.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[25 Dec 2008, 10:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا يا أستاذ محمد، وبارك فيكم.
معنى ذلك أن الموضوع تقريبًا قد درس من قبل.
طيب أشيروا علي مشكورين بموضوع يصلح للماجستير.
ـ[ناصر الدوسري]ــــــــ[25 Dec 2008, 10:49 م]ـ
هناك رسالة دركتوراة سجلت الفصل الماضي في قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بالرياض عنوانها (جهود ابن قتيبة في التفسير وعلوم القرآن) للأخ الشيخ / سعد بن مبارك الدوسري المحاضر بجامعة القصيم.
وحسب المخطط فإن الطالب سيبرز جهود ابن قتيبة في التفسير والقراءات واللغة ومباحث علوم القرآن المختلفة.
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[09 May 2010, 10:46 ص]ـ
فضيلة الأخ الشيخ الدكتور عبد الرحمن - حفظكم الله ووفقكم لما فيه الخير
أنا الآن أعد بحثا لنيل درجة الماجستير في التفسير وعلوم القرآن تحت عنوان: (علل توجيه تأويل مشكل القرآن - كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة أنموذجا) وأتشرف بأن يشرف عليّ في إعدادها شيخنا الكبير الأستاذ الدكتور غانم قدوري حمد - حفظه الله وأطال بقاءه ذخرا للأمة الإسلامية
فأنا أخي الكريم بحاجة إلى اي بحوث تتناول هذا الكتاب ... عسى الله أن ينفع بكم.
ـ[المنصور]ــــــــ[09 May 2010, 07:23 م]ـ
الأخ عبيدة آمل أن تطلع على رسالتي في الماجستير على هذا الرابط
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=19394
وعنوانها: مشكل القرآن الكريم
لعلك تفيد أو تستفيد. لأني أرى أن هذا الموضوع يحتاج ويحتاج الكثير من البحوث
وفقك الله
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[09 May 2010, 08:11 م]ـ
أخي الكريم الشيخ المنصور حفظك الله ووفقني وإياك لخدمة كتاب الله العزيز
أطلعت على رسالتك الغراء، وقد اقتنيتها كتابا ضمن مكتبتي منذ أكثر من عام إذ كنت أبحث عنه، وقد استفدت منه وجزاك الله خيرا إلاّ أني وكما بينت سابقا بحاجة إلى منهجية ابن قتيبة في التعامل مع المشكل
أشكرك شكرا جزيلا وأدعو الله أن يوفقك لما يحب ويرضى يا شيخنا الفاضل.(/)
نقد محاضرة الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2008, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر رجل فاضل من أهل العلم، ولا تزال أخباره العلمية تبلغني من بعض وثيقي الصلة به، وقد فرحتُ لما علمتُ بمحاضرته تلك؛ إذ فضل مخالفك لا يقل أبداً عن فضل موافقك؛فالمخالف يهديك بخطأه قبل صوابه إلى جوانب من الحق لربما ما كنت تهتدي إليها لولا منازعته إياك الرأي، ومماراته لك في المذهب، وإني إذ أرجو نقل نقدي له= أرجو أن يتقبله بقبول حسن،وأنه نقد محب يحب لأخيه من موافقة الحق ما يُحب لنفسه، وأنه نقد عارفٍ بفضل وعلم من يردُ عليه ..
1 - قال الدكتور: ((أيها الأخوة، لم أجد بابا من أبواب العلم كثر الخوض فيه ممن يحسنون العلم وممن لا يحسنونه - كما وقع في المجاز)).
قلت: هذه مبالغة من الدكتور فما كان هكذا في أبواب العلم كثير،والمجاز في هذا دون غيره.
2 - قال الدكتور: ((فبينما ترى في علماء الإسلام من يعُد المجاز شطر الحسن في القرءان، ويعده أحدَ مفاخر العربية ودليل الفصاحة فيها ورأس البلاغة، ومن أكبر الوسائل إلى الافتنان في التعبير وإيراد المعنى الواحد بالصور المختلفة، وأنه يُكسب اللغة مرونة وتجددا واتساعا يؤدي إلى استيعاب المكتشفات الحديثة وافتراع المصطلحات التي تناسبها)).
قلت: الحمد لله فقد جمع نفاة هذه القسمة الباطلة بين نفي الباطل= والتمتع بهذا الحسن الذي أشار إليه الدكتور على وجه هو أتم وأحسن، وهذا الكلام من الدكتور هو أول مثال على المغالطات التي تكثر في كلام مثبتة هذه القسمة؛ فثبوت ظاهرة الاتساع في الكلام واستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ليس محلاً للنزاع، وبالتالي فنفاة المجاز يثبتونه ويتمتعون بما فيه من مواطن الجمال = لكنهم يرفضون تأطير هذا الاتساع وتلك الظاهرة =تحت هذه القسمة بما تحمله من قوانين = ثم هم أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتة القسمة من وجوه أهمها: أنهم يطلبون القرينة الدالة على مراد المتكلم في كل كلام فلا يتوقفون عن تدبر الكلام لمعرفة مراد المتكلم تحت دعوى أن المعنى الأصلي هو الذي يتوقف عنده أو المعنى المتبادر، وأنه لا حاجة للبحث عن مراد المتكلم إلا إذا ظهرت قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي.
فالذي يتدبر ويتأمل ويبحث في كل لفظ عن المعنى المراد =ولا يركن إلى السهولة والتيسير الكامنين في القسمة =هو أسعد وأمتع بوجوه الجمال ومواطنه في ظاهرة الاتساع تلك،وذلك كله من جنس قول الشافعي عن سنن العرب: ((وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها)).
الخلاصة: أن ظاهرة الاتساع باستعمال اللفظ الواحد في عدة معاني = ثابتة، والتمتع بمواطن الجمال فيها لا يتوقف على قسمة تلك المعاني إلى حقائق ومجازات. وأن تمتع الباحث عن القرائن المحيطة بكل لفظ من غير حاجز يحجزه عن توقع إرادة أي معنى من معاني اللفظ = هو أعظم من تمتع غيره ممن تحجزه الحواجز المشار إليها.
3 - قال الدكتور: (( ... إذ تجد في مقابل ذلك من يطعُن في المجاز ويحاول هدمه من أصوله وأنه حادث في هذه الأمة، وما جاء إلا من المعتزلة والجهمية وأضرابهم من المتكلمين، وأن المجاز طاغوت التجأ إليه المعطلة لتعطيل نصوص الوحي، وأن الذين اخترعوه جهمية وزنادقة، كما قرأنا هذا في مصنفات بعض المعاصرين)).
قلت: ليس هذا زعم المعاصرين فحسب يا دكتور، ومن أئمة أهل السنة السابقين من وكد كون المجاز بدعة جهمية ومركب معتزلي وسنة أشعرية = كل ذلك والمعاصرون في أصلاب آبائهم؛فإلصاق هذا بالمعاصرين فحسب = غير حسن وغير دقيق.
4 - قال الدكتور: ((إن الذين يثبتون المجاز هم علماء هذه الأمة)).
قلت: كذا قال الدكتور ((علماء هذه الأمة)) (!!) ثم عاد واستدرك بغير صيغة استدراك فقال: ((جمهورهم يحكي القول بالمجاز)) .. ثم لم يترك لنا مجالاً للاعتذار له بأن الثانية تفسر الأولى فعاد فقال مضرباً على لفظ الجمهور: ((بل حكى يحيى بن حمزة العلوي في كتابه (الطراز) إجماعَ علماء الأمة على القول بالمجاز)).
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن فلنترك التعليق على هذا ونعزوه لطبيعة المحاضرة الصوتية، ونكتفي بالتعليق على النقل الذي نقله الدكتور عن العلوي والذي من المفترض أن نجدَ فيه حكاية ثبوت المجاز بإجماع علماء الأمة ...
قال العلوي: ((أجمعَ أهل التحقيق من علماء الدين والنظار من الأصوليين وعلماء البيان - أجمعوا على جواز دخول المجاز في كلام الله تعالى، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم -)) انتهى كلامه.
قلت: نعم انتهى كلامه وقد برئ الرجل وسلمت عبارته من هذه الدعوى العريضة (إجماع علماء الأمة)) وما قال الرجل غير الصدق، فأهل التحقيق (لا غيرهم عنده) من علماء الدين = والنظار (لا غيرهم عنده) من الأصوليين = وعلماء البيان (من أول الشيخ الجاحظ) أجمعوا على ما ذكر ..
وإن كنتُ لا أخلي الشيخ العلوي من بعض التهمة (!)
ألم يك يكفيه ما في حكايات الإجماع من إجمال وتعميم حتى يحكي عبارته مملؤة بالقيود،أولم يعلم أن من الناس من سيُعرض عن قيوده الحذرة فيجعل الكلام إجماعاً لعلماء الأمة ...
ما علينا ...
الحق أن الدكتور قد قذف بي بسبب كلامه هذا في أودية من الحيرة ..
هل يعني الدكتور بالفعل أن الإجماع منعقد على ثبوت المجاز (؟!)
هذا عجيب ..
أبِجَدٍ يعتقد الدكتور العسكر أن إثبات المجاز هو من معاقد الإجماع عند المسلمين (؟؟!!)
إن كان هذا فهو عجيب عجيب ... بل لا يكون هذا الإجماع أبداً ..
ما أعجب هذا الإجماع الذي لا يستطيع مدعيه أن ينقل لفظاً واحداً يدل عليه دلالة تخلو من المصادرة عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة (!!)
ما أعجب هذا الإجماع الذي يُقر مدعيه معنا أن من أهل العلم من أنكر المجاز قبل ولادة العلوي (!!)
وَ لَمُنْكِرُ المجاز حقيق بأن يدعي هذه الدعوى وأن ينافحَ عنها، ومعه الأصل الثابت الواضح = أن ليس لعالمٍ من علماء القرون الثلاثة فمن بعدهم من الأئمة الأربعة عبارة واحدة تشير إلى المجاز تخلو دلالتها من المصادرة، والمجاز نصف بلاغة القرءان كما ادعى الشيخ ..
أفيليق بنصف بلاغة القرآن أن يُعرض عن بيانه سادة مفسري القرآن من الصحابة والتابعين وأتباعهم فالأئمة الأربعة (؟؟!!)
وليطمئن الدكتور فلسنا نلزمه بلفظ المجاز وإنما نريد على الأقل شيوع استعمال معاني المجاز وقوانينه وتطبيقاته بين السلف = شيوعاً يليق بنصف بلاغة القرآن ..
ولكنا نريح الدكتور فلن يجد من ذلك شيئاً .. فالمجاز وقوانينه كذبة يونانية برئ منها قوم خلقهم الله عُرب القلوب والوجوه والألسنة وهم أفصح وأبلغ من أن تجري على ألسنتهم أوهام أرسطوطاليس.
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادثٌ بعد انقضاء القرون الثلاثة , لم يتكلم به أحدٌ من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان , ولا أحدٌ من الأئمة المشهورين في العلم , كمالك والثوري والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو , كالخليل , وسيبويه , وأبي عمرو بن العلاء , ونحوهم.
وإذاً: فليس لثبوت هذا الإجماع شبر من الأرض يقف عليه، فلا هو بالثابت في نفسه = ولا عبارة العلوي التي نقلها الدكتور تدل عليه ..
لم يبق في أيدينا إذاً، إلا أن يكون الدكتور قصد بسياقه هذا أن يُغري سامعه بأن يقع في أسر الوهم المجرد.فما دام أهل التحقيق والنظار وأهل البيان وجماهير العلماء وهم من هم = قد أثبتوا المجاز فلا حيلة لنا إلا الإذعان والتسليم قبل إبداء الحجج وتمحيص الأدلة. وهذا وجه من تقرير الصواب اعتاده الناس اليوم وقبل اليوم، وكل من نجاه الله من أسر هذا الوهم المجرد عبر تاريخ الأمة كان أهدى للحق وأعرف به، إذ تلك الكثرة التي اعتاد الناس الاعتزاء إليها هي من بعد القرون المفضلة لا تزال تبعد عن النور الأول في الصدر الأول، ويوماً من بعد يوم يكثر الظلام المحيط بالنور الأول فلا يكاد يستبين ذلكم النور إلا من جعل طلبه والوصول إليه = أكبرهمه و أعظم قصده، أما من اعتزى للكثرة بعد افتراق الناس فِرقاً بعدت كل واحدة منها عن النور الأول بقدر ما كتب لها الله= فلا يكاد يُبصر هذا النور الأول أو يهتدي إليه إلا ما شاء الله.
5 - قال الدكتور: ((المجاز في اللغة عند المثبتين يقابل الحقيقة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: وهذا تعميم غير دقيق، وهو من آفة الباحثين في العلم عموماً وآفة الباحثين في المجاز على وجه الخصوص؛ فما كل مثبتة المجاز قسموا الكلام إلى حقيقة يُقابلها المجاز، وإنما هذا من محدثات أبي عبد الله البصري الشهير بالجُعل ..
فأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي لم يذكر لفظ الحقيقة في كتابه , وابن المعتز ذكر الاستعارة , ولم يذكر حقيقة ولا مجازاً , والجاحظ لم يجعل الحقيقة قسماً من الكلام يقابله المجاز , وأولئك الثلاثة كانوا أئمة المتكلمين في المجاز والاستعارة إلى آخر المائة الثالثة من الهجرة , فالذي وقع في المائة الثالثة , وأواخر الثانية هو ذكر المجاز والاستعارة , وليس تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وأما تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز فلم يظهر إلا في المائة الرابعة من الهجرة , وكان أول من أظهره هو أبو عبد الله البصري المعتزلي , وأصحابه من بعده: أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبار , وأبو الحسين البصري , ومن اتبعهم.ولسنا نزعم أن الجاحظ ومن معه قد ازوروا عن هذه القسمة =لا. فالأصل الذي ينقل منه الجاحظ والبصري واحد.نحن فقط نريد شيئاً من الدقة العلمية، ونُرجع عدم ذكر الجاحظ للقسمة بتمامها مع كونه ينقل عن نفس الأصل اليوناني الذي ينقل عنه البصري إلى أحد سببين:
الأول: اختلاف التعبيرات عند ترجمة النص اليوناني.
الثاني: أن يكون الجاحظ –كعادته-أعمل عقله ولسانه في الأصل اليوناني فأخذ منه وترك وزاد فيه ونقص= على العكس من البصري وطبقته الذين كانوا يتقيلون الأصل اليوناني حذو القذة بالقذة.
6 - قال الدكتور: ((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء -، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات، وتفرضه قرائح المتكلمين؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال، وهذا موجود في كل لغة، ولا تختص به لغة دون لغة، ولا تختص به أمة دون أمة، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير، وأساليب مشتبهة بين البشر، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز.
والتعبير بـ (القمر) عن الطلعة البهية، وبـ (السبع) عن الرجل الشجاع، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية، بل هو موجود في كل لغة، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)).
قلت: الآن أرجو أن ينتبه الإخوة إلى أهم المغالطات والمصادرات الكامنة في كلام مثبتة المجاز.
عندنا ظاهرة تشترك فيها الألسنة جميعاً وهي: استعمال اللفظ الواحد للدلالة على أكثر من معنى.
هذا القدر لا نزاع فيه.
محل النزاع: هو قول مثبتة المجاز إن واحداً من هذه المعاني بعينه فقط، هو الأصل = وهو ظاهر اللفظ = (وبدءاً من أبي عبد الله البصري) سيُجعل هذا المعنى: هو الذي وضع اللفظ للدلالة عليه أول الأمر، أو وضعت له في اصطلاح التخاطب بعدُ = وهذا المعنى تُعرف دلالة اللفظ عليه من غير احتياج إلى قرينة = وهذا المعنى هو الأصل الذي يجب التمسك به فلا نقول أن غيره من المعاني هو مقصود المتكلم من اللفظ إلا بقرينة تدل على ذلك = وأن هذا المعنى الذي زعم أنه الأصل وأول ما وضع اللفظ للدلالة عليه هو الحقيقة = وأن غيره من المعاني مجازات.
هذا هو القانون الذي وُضع ليحكم قضية استعمال اللفظ الواحد في عدة معاني.
الآن نفاة هذه القسمة لا يُنازعون في حقيقة الظاهرة الموسومة أولاً، وإنما ينازعون في تأطيرها داخل هذا القانون، ويقولون، إن هذا القانون فيه من التألي على الألسنة عموماً وعلى لسان العرب خصوصاً ما فيه = وأن فيه من التألي على المتكلم وجعل ظنون السامع حكماً على مراده شئ كثير = وأنه يقود إلى ضروب شتى من الأوهام في تفسير الكلام = ويقولون أنه لا يوجد معنى من المعاني التي استعمل فيها أهلُ اللسانِ اللفظَ؛ لا يحتاج هذا المعنى لقرينة = وأن قضية أصل الوضع اللغوي التي يتكئ عليها المتكلم بهذه القسمة كثيراً؛ وهم علمي ومن أكثر قضايا العلم افتقاداً للبرهان الصادق= بل هي درب عماية وجهالة = وليس مع المتكلم بها إلا ظنون وخيالات ودعاوى عارية
(يُتْبَعُ)
(/)
عن البينات= وأن قضية اصطلاح التخاطب التي بنى عليها مثبتة الحقائق الشرعية كلامهم؛ هي من اختلاف الألسنة = وأن بحثها على ضوء أن لكل لسان ولكل لسان ظواهره هو البحث الصحيح = وأن إثبات أن لسان النبي صلى الله عليه وسلم فارق لسان قومه عن طريق النقل والتغير الدلالي؛ بدعة عقدية من افتراع المعتزلة = ويقولون أن السبيل الصحيح للتعامل مع هذه الظاهرة هو جمع القرائن المحيطة بالكلام للوقوف على المعنى المعين الذي أراده المتكلم من كلامه من غير الوقوع في أسر أحكام مسبقة من أوهام أصل الوضع والمعنى الأصلي،والمعنى المتبادر، وغيرها من الأشياء التي تُضل عن الصواب في فهم مراد المتكلم.
الآن أين مكمن المغالطة: تكمن المغالطة والمصادرة في أن الدكتور تجاهل أن مخالفيه لا ينكرون ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى، وإنما ينازعون في تقسيم هذه المعاني إلى حقيقة ومجازات أو مجاز = والتعامل مع هذه المعاني بعد هذا التقسيم وفقاً للقانون السابق، راح يستدل بوجود الظاهرة التي لا خلاف على وجودها= على إثبات المجاز وهذه مغالطة وحيدة عن محل النزاع = ثم صادر فبدلاً من أن يستعل ألفاظاً تدل على القدر المشترك الذي لا نزاع فيه وفي كونه أمراً واقعاً = استعمل لفظي الحقيقة والمجاز وبات يقول إنهما هما الأمر الواقع وأنه يستدل بوجود هذه الظاهرة (التي باتت عنده: انقسام اللفظ إلى حقيقة ومجاز) على ثبوت القسمة إلى حقيقة ومجاز.
7 - قال الدكتور: ((إن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، هذا في الحقيقة يشبه تقسيمه إلى خبر وإنشاء، وتقسيمه إلى اسم وفعل وحرف، وليس يخلو كلام - أي كلام - من هذه التقسيمات؛ فهي تقسيمات تفرضها طبائع اللغات، وهذه التقسيمات مفهومة من معاني كل كلام، ومن مدلولات الألفاظ.
هذه التقسيمات - وفيها التقسيم إلى حقيقة ومجاز - تقسيمات اصطلاحية تواطأ عليها العلماء، والمقصود منها ضبط دلالات الألفاظ وتحرير معانيها)).
قلت: هذه مغالطة اخرى من مغالطات مثبتة هذه القسمة، وهي دعواهم أن هذه القسمة قسمة اصطلاحية كغيرها من تقسيمات العلوم، وهم يقرنون هذا عادة بأن خلاف نفاة القسمة معهم لفظي ..
وهذا الكلام خطأ من وجهين:
الوجه الأول: أن كل تقسيم لابد أن يستند إلى براهين علمية تبرر هذه القسمة وتظهر معالم الفصل بين القسمين.
الآن: عندنا لفظ واحد .. استعمله العربي للدلالة على عدة معاني، ما هو البرهان الذي استند عليه من قسم هذه المعاني إلى معنى واحد هو الحقيقة ومعنى أو معان هي مجازات (؟؟)
هذا البرهان ينحصر في شئ واحد وهو نظرية بدء اللغة والوضع اللغوي، وأن الألفاظ وضعت أولاً للدلالة على المحسوسات فإذا عبر بها عن غيرها كان هذا خروجاً عن المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي.
وهذه نظرية يونانية أخذها المعتزلة عن كتب اليونان،وهي نظرية باطلة.وهي شديدة الاتصال بنظرياهم في بدء الخليقة، ولي مقال منفصل في الإشارة لهذه النظرية وأصولها أكتفي بالإحالة إليه.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10924
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11069
أما كلام الدكتور في إجابة الأسئلة عن كون الاستعمال هو ضابط الحقيقة، فليس انفكاكاً عن القول بالوضع كما ظن الدكتور، بل هو عين القول بالوضع = غاية الأمر أن القائلين بالوضع جعلوا من علامات معرفة الأصل الذي وضعت له الكلمة أولاً هو شيوع وكثرة استعمالها في معنى معين، وظن الدكتور أنه بمسألة الاستعمال هذه قد فر من مسألة الوضع= هو من أعجب ما وقع لي من كلامه في محاضرته هذه. فالوضع والاستعمال وجهان لعملة واحدة وتأمل تعبير شيخ الإسلام: ((سواء ثبت وضع متقدم على الاستعمال او كان المراد بالوضع هو ما عرف من الاستعمال)).
(يُتْبَعُ)
(/)
فتأمل كيف جعل الشيخ القول بالاستعمال أحد مفاهيم الوضع، ومع ذلك فقد نص على أن استعمال الألفاظ للدلالة على المعاني لا يكون إلا مصحوباً بالقرينة الدالة على المعنى المراد و لا يصلح لمعرفة مراد المتكلم باللفظ بغير قرينة يقول الشيخ: ((كذلك لا يوجد في الاستعمال لفظ مطلق مجرد عن جميع الأمور المعينة، فإن الكلام إنما يفيد بعد العقد و التركيب و ذلك تقييد و تخصيص =كقولك أكرم الانسان أو الانسان خير من الفرس و مثله قوله أقم الصلاة و نحو ذلك و من هنا غلط كثير من الناس فى المعانى الكلية حيث ظنوا و جودها في الخارج مجردة عن القيود و في اللفظ المتواطىء حيث ظنوا تجرده فى الاستعمال عن القيود و التحقيق أنه لايوجد المعنى الكلي المطلق فى الخارج إلا معيناً مقيدا و لا يوجد اللفظ الدال عليه فى الاستعمال إلا مقيداً مخصصا و إذا قدر المعنى مجرداً كان محله الذهن و حينئذ يقدر له لفظ مجرد غير موجود فى الاستعمال مجرداً)).
وأبلغ رد على محاولة الدكتور حشر شيخ الإسلام في كلامه عن الاستعمال=أن مثال جناح الطائر الذي ضربه الشيخ العسكر على دلالة الاستعمال =قد أبطله وأبطل دلالته على القسمة ومنع أن يكون جناح الطائر هو الأصل=نعم نفس المثال وعينه أبطله الشيخ في رده على الآمدي.
ودلالة الاستعمال هذه تحتاج إلى استقراء لكلام أهل اللسان المراد تفسير كلامهم،أما ما يفعله من يستدل بها=فهو أن يُفسر كلام المتكلم بغلبة استعمال اللفظ في لسانه هو لا في لسان المتكلم، والسبيل الصحيح أن يُنظر في لسان المتكلم نفسه وإلى موارد استعمال اللفظ نفسه عنده وعند طبقته فإن ثبتت غلبة الاستمال في معنى معين=فغاية ذلك أن يكون قرينة تحتاج إلى مساعد لها ينفي إرادة معنى آخر، ا أن يُتمسك بغلبة استعمال مظنونة متأثرة بلسان المتلقي يحمل بها المتلقي لسان المتكلم على لسانه هو ويفسره به. طلباً للسهولة، وقعوداً عن طلب القرائن،وتحقيق الصدق في تفسير كلام المتكلم.
فإذا ظهر بطلان النظرية التي بني عليها التقسيم بطلت هذه القسمة من ناحية الأسس العلمية وصارت باطلة في نفسها بقطع النظر عن البدع التي بنيت عليها= وبقطع النظر عن قوانين التألي التي سنشير إليها في:
الوجه الثاني الدال على بطلان القول بأن هذه القسمة كغيرها من التقسيمات وأن خلاف مثبتة ظاهرة الاتساع نفاة القسمة=خلاف لفظي يظهر بتأمل ما يلي:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى ... إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه ...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب ....
طيب .... هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه.هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا:
1 - إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ... ومعنى حمل الكلام: أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ... يا سلام
3 - ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ... ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز ...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا ...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب ... ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز ... حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان ....
ما علينا ....
(يُتْبَعُ)
(/)
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و ... و ... (؟؟)
لا لا يجوز أبداً ... بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله ...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب ...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان ...
8 - تكلم الدكتور كلاماً طويلاً عن شيوع القسمة في أوساط البلاغيين والأصوليين،وختم كلامه بقوله: ((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء، وتكسب الموضوع عمقا)).
قلت: والحق أنه ما ثم إلا قلم واحد شيخنا الفاضل وهو القلم الاعتزالي ومخنثه الأشعري،لن يخرجه عن هذين الوصفين تدثره بدثار البلاغة أو استخفاءه بلثام الأصول، ولن يُساعده على النجاء من التهمة تسليم بعض أهل السنة بهذه الألفاظ ورضاءهم بهذه التقسيمات؛ فللشيوع أثره، ولغلبة الكثرة أثرها، ولضعف غير المتخصص تحت ضغط الألفاظ التي يلوكها المتخصص وطأته.
9 - تكلم الدكتور عن وجود المجاز في شعر الجاهلية وفي القرآن وفي كلام النبي ثم ذكر الاتساع الذي ذكره سيبويه وأشار إلى سعة تصرف العرب في كلامها الذي ذكر الشافعي.
قلت: لا يزال الدكتور سادراً في نفس المغالطة والمصادرة = وهي: الاستدلال بوجود ظاهرة الاتساع واستعمال اللفظ الواحد في أكقر من معنى وإشارة سيبويه والشافعي إليها= على ثبوت القسمة .. بل والتعبير بالقسمة نفسها على الرغم من أن من نقل عنهم لم يستعملوا نفس ألفاظ القسمة ولا أشاروا إلى الأحكام والقوانين المنضوية تحت القسمة. أما تفسير مثبة المجاز من شراح سيبويه لاتساع سيبويه بأنه مجاز فليس أقل كذباً من تفسير كلام الله على المعاني البدعية الذي فعله كثير ممن فسر القرآن، فلا يصلح ذلك دليلاً يكشف عن مراد سيبويه، واستدلال الدكتور بوحدة الأمثلة عجيب جداً؛ لأن محل البحث واحد وهو ظاهرة الاتساع وأمثلتها، وإنما الشأن في القسمة والتلقيب والأحكام المنضوية تحت التقسيم فستظل الأمثلة واحدة عند الجميع.
وقد أشرتُ إلى وجه المغالطة والمصادرة من قبل فلا أعيد .. وإنما أُقرب بمثال:
إنما مثل الدكتور في كلامه كمثل من يثبت التواتر والآحاد ولا يحتج بالآحاد في الاعتقاد فيستدل فيقول: وهذا الذي نقرره ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن حاققته: أين لفظ التواتر ولفظ الآحاد في كلام النبي (؟؟)
أجابك: ليست العبرة بالألفاظ والمسميات ألا ترى أن من الأحاديث ما روي من طرق لا تُحصى كثرة ومنها ما روي من طريق واحد
فتجيبه: نعم أرى هذه الظاهرة وأقر بوجودها وأقدر بوجود أساس مبدئي واضح للتفريق وهو اختلاف عدد الطرق ولكني لا أعلم أن أحداً سمى هذه متواتر وتلك آحاد فهذا قدر زائد على مجرد وجود الظاهرة.
القدر الزائد الثاني على مجرد وجود الظاهرة وعلى مجرد تقسيم الظاهرة إلى قسمين = إعطاء كل قسم أحكام تخالف القسم الآخر من ناحية الحجية مثلاً = بلا بينة.
الآن أرجو تطبيق هذا على قضية المجاز مع التنبه للفرق في قضية المجاز فالقدر الزائد فيها أكبر: ظاهرة الاتساع موجودة في الكلام العربي.
القدر الزائد الأول: تقسيم المعاني (أو الألفاظ) إلى بلا دليل صالح.
القدر الزائد الثاني: تسمية قسم بالحقيقة والباقي بالمجاز أو المجازات.
القدر الزائد الثالث: الأحكام التي ستُعطى لما زعم أنه حقيقة وتنزع عن ما زعم مجازاً.
10 - قال الدكتور: ((ممن سمى المجاز في عصر سيبويه (استعارةً) أبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ)؛ فإنه - رحمه الله - قد سمى المجاز (استعارةً)، ونقل له شواهد على ذلك ابنُ رشيق في (العمدة).
قلت: هذا نقل معلق لا سند له.
11 - ذكر الدكتور كلام الأخفش.
قلت: والأخفش بصري معتزلي لا يٌفرح بمثله.
12 - ذكر الدكتور أبا عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: كتبتُ عن كتابه مقالاً طويلاً فليُراجع.
13 - ذكر الدكتور كلام ابن قتيبة والبخاري وغيرهم من أهل السنة وهناك بعدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وختم بقوله: ((وهذا الإيراد للمجاز بمعناه الاصطلاحي في هذه البيئات المختلفة؛ الأدباء، واللغويون، والمحدثون، وعلماء الشريعة - يدل على أنه كان مشهورا في القرن الثالث لا سيما في المنتصف الأول منه)).
قلتُ: نحن لا ننفي ورود المجاز على لسان هؤلاء،بعد شيوعه على لسان الجاحظ ومن بعده وسطوة اللفظ والتقسيم وتلقي العقول السنية له ليس بمستنكر فقد نُقب النقب.
ولذا فالذي ادعاه نفاة المجاز عدم وجود هذا اللفظ قبل المعتزلة ومنظريهم وسلامة القرون الثلاثة الأول والأئمة الأربعة،وطبقتهم = منه.
وإن كنت أستشعر من سياق الدكتور وحرصه على إثبات وجود المجاز في القرن (المئوي) الثالث = أنه أخطأ في فهم مراد أهل العلم عموماً ونفاة المجاز خصوصاً من عبارة: ((القرون الثلاثة)) .. فالمراد بلفظ القرن في تلك العبارة في كلام أهل العلم وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم = القرن أي الجيل من الناس وليس القرن الذي هو (مئة عام) فهذا اصطلاح متأخر.
فالقرون الثلاثة: هم الصحابة والتابعون وأتباعهم. فليتنبه وليُجعل هذا مثالاً على خدعة الشيوع والمتبادر للذهن.
14 - تطرق الدكتور لنفي نسبة القول بنفي المجاز عن جماعة ممن نُسب إليهم ذلك، ولا أحب التعرض لذلك فليس مع الدكتور في نفيه علم يُرد عليه، وليس معنا في إثبات نسبة القول لهم إلى تتابع النقل عنهم تتابعاً نطمئن إلى ثبوت النقل به عنهم.
15 - تطرق الدكتور لشيخ الإسلام وحاول حصر دافع الشيخ في الدافع العقدي وهذا خطأ محض والمتأمل في كلام الشيخ وربطه بين مثبتة المجاز وبين الأصول اللغية للمسألة يعلم أن الشيخ يُبطل المجاز في نفسه بقطع النظر عن أثره العقدي .. وما نقله الدكتور عن الشيخ بواسطة القاسمي سبق إبطاله.
16 - تطرق الشيخ للأصول العقدية التي تيسر الجمع بين ثبوت المجاز وبين النجاة من توسل المبتدعة به إلى بدعهم. وهنا فقط أحب أن أشير لشئ مهم تجمعه نقاط خمس:
الأولى: إنكار القسمة لمجرد منع توسل أهل البدع بها لمراميهم = غير صحيح.
الثانية: لا يلزم مثبتة المجاز غبش بدع من جمع إلى إثبات المجاز التوسل به إلى بدع الصفات والمنزلة بين المنزلتين.
الثالثة: إنفكاك إثبات القسمة عن البدع المبنية عليها أحياناً لا يمنع جعل إثبات القسمة من أصول أهل البدع. لكن لا من جهة مجرد إثبات القسمة وإنما من جهة إثبات القسمة وتطبيقها على النصوص والمسائل المعينة.
الرابعة: هذا التقسيم باطل في نفسه ومن ناحية الأسس العلمية، والمنهج العلمي = بقطع النظر عن الدوافع الكلامية التي كانت وراءه والقضايا العقدية التي بنيت عليه.
الخامسة وهي أهم النقاط: صورة النعامة تدس رأسها في الرمال= هي أصدق الصور المعبرة عن من يغفل أو يتغافل عن أن شيوع فكرة التقسيم بقوانينها كان على يد الجاحظ وأن أهم قوانينها وتعريفاتها صاغته يد أبي الحسين البصري المعتزلي، وأن الذي أكمل العمل عبد القاهر الجرجاني الذي لم يخرج من جرجان وكانت دراسته على يد ابن أخت أبي علي الفارسي المعتزلي، وأن هذه الفكرة بقوانينها لا أثر لها عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 04:32 م]ـ
ليس من عادتي أن أعلق على مثل هذه المواضيع، غير أنني أود فقط القول إن هذا النقد برأيي يعتني بالأمور الشكلية عوض العمق في التحليل.
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[15 Dec 2008, 06:07 م]ـ
يا أبا فهْر:
رويدكَ ... رويدك ..
الدكتور عبدالمحسن متخصصٌ تخصصاً أكاديميا في اللغة العربية ولا سيما علم البلاغة ومهتم به من قديم الزمان، ولا يخفى على ذي لب أن علم البلاغة قائم على عَدَداً ودرسها دراسة عميقة، ولم يخرج هذا البحث ولم يصل إلى هذه النتيجة إلا بعد جهد وعناء.
فلا تظنَّ أن ما طرحه في المحاضرة هو وليدُ بحثِ يومٍ وليلة.
وفقكَ الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 Dec 2008, 07:21 م]ـ
الأستاذ محمد بن جماعة لو لم تُعلق لكان أسلم لك من الزلل، أما عن العمق فأمسك عن بيان رأيي حياء .. ولعلي أبديه بعدُ ..
الفاضل أبا محمد البدري ..
ما ذكرتَه ليس بخاف علي .. ولكنه لا يعصم الدكتور ولا من هو أعلم منه .. ولا يمنعني من بيان الحق ولا يمنع من هو أجهل مني ..
والحق إنما يتقرر بالحجة والبرهان لا بالدعوى والطيلسان ...
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[15 Dec 2008, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك يأبو فهر - رفعتك لانك تستحق الرفع ولو غضب أهل العربية -
نشهد الله على حبك فيه ولم نعرفك إلا في هذا الملتقى المبارك، وما تكتبه دائما يدل على علم وافر ومعدن طيب، وما أظن الدكتور العسكر يغضب مما كتبت، ولو رد عليك ما تجاوز في رده، وأقول غفر الله لأخينا محمد بن جماعة - وهو صاحب علم وأدب - فقد تعجل في رده
جمعنا الله على ما يرضيه وجنبنا مساخطه، ونعوذ به من زلل اللسان وسقطاته
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Dec 2008, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك يأبو فهر - رفعتك لانك تستحق الرفع ولو غضب أهل العربية -
نشهد الله على حبك فيه ولم نعرفك إلا في هذا الملتقى المبارك، وما تكتبه دائما يدل على علم وافر ومعدن طيب، وما أظن الدكتور العسكر يغضب مما كتبت، ولو رد عليك ما تجاوز في رده، وأقول غفر الله لأخينا محمد بن جماعة - وهو صاحب علم وأدب - فقد تعجل في رده
جمعنا الله على ما يرضيه وجنبنا مساخطه، ونعوذ به من زلل اللسان وسقطاته
آمين، آمين، آمين ..
وما رايكم في العودة إلى صلب الموضوع الآن، بالتركيز على الآراء فقط؟
فما زلت أرغب (بصدقٍ) في الاستفادة منكم في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2008, 06:39 م]ـ
أشكر الأخ الكريم أبا فهر السلفي على ما تفضل به، وأشكر الزملاء المعقبين جميعاً، ولعلنا نبقى في دائرة النقد العلمي لفكرة المجاز نفسها وأدلتها حتى ننتفع بالحوار إن شاء الله.
وأنا منذ التفكير في إقامة المحاضرة أتوقع أن تأخذ مثل هذه الأبعاد النقدية الجادة وأنتظر من كل متأمل يهمه هذا الأمر أن يُقلِّبَ الأدلة في ذهنه بحسب ما يتيسر له من الوقت ويشارك في هذا الحوار حول الموضوع للخروج برأي علمي يستوفي جوانب النظر ما دام مجال القول هنا ذا سعة من حيث الوقت والمساحة.
وأنا أكرر شكري وتحيتي لأخي أبي فهر السلفي على نقده وأدعوه للاستقصاء بشكل أكثر، والتبسط في إيضاح الأدلة التي يستدل بها، والزوايا التي ينظر منها للموضوع، وسأطلب من الدكتور عبدالمحسن العسكر مثل ذلك وهو له رغبة في مواصلة البحث في الموضوع ليكون أكثر نضجاً، ولسنا في عجلةٍ من أمرنا، فلو استمر الحوار سنة أو أكثر لما رأيتُ بذلك بأساً إن شاء الله.
وما دامت غايتنا الوصول للحق فلا يضيرنا تشعب النقاش وطوله، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين سبحانه وتعالى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Dec 2008, 07:12 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري ...
أشكر لك سعة صدرك وأريحيتك، والله يعلم مابي رغبة للخروج عن أُطر النقد العلمي .. غير أنك أدرى الناس أن تلقي الناس لعبارات المتكلم لا يساوي عين ما أراده المتكلم بعبارته، ويكون اللوم في هذا على المتكلم تارة وعلى السامع أخرى = ومن هنا ربما ظن بي بعض إخواني أني أتنقص الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر = ولا والله ما كان مني هذا ولا شبهه ..
وعموماً فقد كنت أعرض موقفي من نظرية المجاز وهو موقفي منها من عشر سنين وقد تلقيت جله عن أجل مشايخي وأقربهم لنفسي ولا زال هو يزيد فيه وينقص وأنا أنقص من زيادته وأزيد من نقصه .. وأوافقه وأخالفه .. فيس الذي يراه الإخوان هنا = نظرة عاجل أو رأياً فطيراً .. والمتأمل في تاريخ موضوعي عن نقا القاسمي لعبارة شيخ الإسلام على ملتقى أهل الحديث يَبين له هذا .. بل وقبل هذا بسنتين مقدمة أحد كتبي التي حققتُها ..
وأنا على استعداد لمواصلة الطرح = بشرط ألا يحجب عني حق النظر في كلامي بإنصاف = كوني لستُ صاحب شهادة علمية ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Dec 2008, 07:49 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك فيك، وهذا هو الظن بكم يا أبا فهر وبجميع الزملاء هنا، وليس للشهادة العلمية علاقةٌ مباشرةٌ بما نحن فيه ما دام الدليل وحسن التعليل والأدب هو الحاضر في الحوار، والغرض حفظ حقوق المحاور، ومراعاة أبسط أدبيات الحوار لينتفع بالحوار دوماً.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 Dec 2008, 08:19 م]ـ
بوركتم ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2008, 01:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا فهر، وهذا مما يكبرك في عيون إخوانك.
فأكمل حديثك، لو أردت، رحمك الله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Dec 2008, 01:59 ص]ـ
بارك الله في الدكتور العسكر والشيخ أبي فهر.
وأنا أتابع منذ فترة مقالات أبي فهر حول المجاز، وأنتظر مقالا يبين فيه ثمرات هذا الخلاف بين مثبتي المجاز ونافيه.
وأقترح على الشيخ أن يكتب مؤلفا كاملا حول المجاز يوضح فيه الأفكار والمباحث بشكل متكامل، حتى لا يرمى بهذا الكلام الذي يرميه به البعض عند نشر كل مقال من سوء في الفهم وتطاول على الناس ونحو ذلك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 Dec 2008, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
الخلاف قوي في هذه المسألة، لأن لكل فريق أدلة قوية، وتنازع أطرافها جمع من كبار أهل العلم.
نطلب من أبي فهر التدليل العلمي - ولو بضرب بعض الأمثلة على أقل تقدير - على هذا الاستنتاج:
هذا التقسيم باطل في نفسه ومن ناحية الأسس العلمية، والمنهج العلمي
ومن خلال نبرته الحازمة الجازمة في تقرير النتيجة المذكورة أفهم أن أبا فهر لديه أدلة قوية و حجج واضحة - بالنسبة له - ذللت له سبيل هذا الاستنتاج.
كيف باطل في نفسه؟
كيف باطل من ناحية الأسس العلمية والمنهج العلمي؟
هذه حكمها حكم الدعاوى العريضة، أين البينة العلمية فهي أهم ما في الموضوع؟
ولامانع من الإحالة على بحث سابق لك على الانترنت بشرط أن يتضمن أبرز حججك وبراهينك، وإلا فاستئناف هذا الأمر حتم لكي نتعامل مع الحقائق التي استندت إليها، لأنها هي التي ستكون مادة البحث والنقاش.
لا نريد اقتباسات من كلام شيخ الإسلام أو تلميذه وغيرهما، نريد حجة أبي فهر واجتهاده التفصيلي الشخصي الذي أوصله إلى النتيجة السابقة. أما رسم الخطوط العريضة فلا يكاد يصعب على أحد.
أطلب من أبي فهر أن يتفضل بما نؤمل منه.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Dec 2008, 08:46 ص]ـ
ارجو لهذا الحوار ان يستمر دافئا بعيدا عن الهمز واللمز كما لمز ابو فهر الاشعريَّ بعبارة لاتليق بمسلم
وانصح قبل ان يستطير خبر هذا الحوار ان يرجع المتحاورون الى الكتاب الكبير الذي سطره العلامة المرحوم الاستاذ عبد العظيم المطعني والذي سماه المجاز في اللغة والقران بين المثبتين والمانعين
فاني اعتقد ان هذا الكتاب من خير ما كتب في هذا الباب
وان كانت بعض فصول الكتاب تحتمل الاخذ والرد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Dec 2008, 09:05 ص]ـ
نشكر الأخ أبا فهر على مشاركته في هذا الموضوع الشائك، وأقترح عليه أن يفرد رأيه ببحث مستقل عن الرد وينشره في مقال مستقل حتى يُعلم رأيه بشكل عام، لأن الرد قد لا يبين كل ما يريد قوله في هذا الموضوع، مع استمرار هذا الحوار بالطريقة التي أشار إليها هو وفقه الله والدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[17 Dec 2008, 11:28 ص]ـ
المشرفون على الملتقى وفقكم الله وسددكم
مما يثلج صدور الأعضاء جميعا نظركم في مشاركاتهم وردودهم،فما كان فيه تجاوزات،أو عبارات يشعرظاهرها بشيء من التنقص لأحد فلا تترددوا - وفقكم الله - في حذفها،وتصفية الملتقى منها، وقد أكون أنا ممن تخونة العبارة،ولكم كامل الحق- مع خاص الدعاء - بحذف ما ترونه مني، والمؤمن مرآة أخية
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 12:20 م]ـ
بارك الله في المشايخ جميعاً ... وأسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا .. وأن يشرح صدورنا .. وأن يجعل عاقبة أمورنا حسناً ..
===========
الشيخ الفاضل عبد الله الشهري مقال النقد ملئ بالتدليل العلمي على هذه النتيجة وعماده دليلان:
الأول: بطلان الاعتماد على الوضع الأول أو الاستعمال كأساس للتفريق بين معنى هو حقيقة ومعنى هو مجازوما يستتبع ذلك من أحكام فهو إذاً فهو تفريق بلا مستند ولا موجب.
الثاني: عدم صلاحية التقسيم -على فرض صحته- لأن يكون أداة يُفسر به كلام المتكلم، بل تفسير كلام المتكلم عبر آلية المجاز = محض جناية على كل متكلم بدءاً من كلام الملك الجليل ونهاية بكلام آهل الجنة في جنتهم وأهل النار في نارهم.
وللحديث بقية ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 12:41 م]ـ
ارجو لهذا الحوار ان يستمر دافئا بعيدا عن الهمز واللمز كما لمز ابو فهر الاشعريَّ بعبارة لاتليق بمسلم
وانصح قبل ان يستطير خبر هذا الحوار ان يرجع المتحاورون الى الكتاب الكبير الذي سطره العلامة المرحوم الاستاذ عبد العظيم المطعني والذي سماه المجاز في اللغة والقران بين المثبتين والمانعين
فاني اعتقد ان هذا الكتاب من خير ما كتب في هذا الباب
وان كانت بعض فصول الكتاب تحتمل الاخذ والرد
ليس هناك لمز ولاشئ .. ولستُ بحاجة للمز ولا غيره ... والعبارة التي أنكرتَها أنت عبارة صحيحة وهي على قوانين التشبيه بليغة لكن تحتاج لفضل تأمل منكم ..
أما كتاب الدكتور المطعني -رحمه الله- فكتاب عادي جداً ملئ بالأخطاء العلمية ولعلي أذكر بعضها ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Dec 2008, 08:48 ص]ـ
نشكر الأخ أبا فهر على مشاركته في هذا الموضوع الشائك، وأقترح عليه أن يفرد رأيه ببحث مستقل عن الرد وينشره في مقال مستقل حتى يُعلم رأيه بشكل عام، لأن الرد قد لا يبين كل ما يريد قوله في هذا الموضوع، مع استمرار هذا الحوار بالطريقة التي أشار إليها هو وفقه الله والدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ..
أؤيد هذا وأرجو من أبي فهر تحقيقه، فإن كان وقته لا يسمح بعرض الموضوع كاملا فلا أقل من أن يعرض أصول فهم الموضوع عنده وأصول الخلل عند المخالف
وفقك الله
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[18 Dec 2008, 11:59 ص]ـ
فما كان فيه تجاوزات،أو عبارات يشعرظاهرها بشيء من التنقص لأحد فلا تترددوا - وفقكم الله - في حذفها،وتصفية الملتقى منها
نرجو تفعيل هذا المطلب وشطب كل تجاوز في حق أي عضو كان.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Dec 2008, 05:05 م]ـ
دعوة المشرفين لحذف ما (فيه تجاوزات، أو عبارات يشعر ظاهرها بشيء من التنقص لأحد) فيه دعوة للاستبداد وتكميم الأفواه وإشاعة ثقافة التخويف:) أعاذنا الله وإياكم من هذه الويلات. ولو وجدت تعويذة شرعية لحماية هذا المنتدى من السقوط فيها لبحثت عن مستجابي الدعوة للقيام بها بدون استشارة أحد:)
وأفضّل أن يقوم المشرفون بمراسلة المعني بالأمر ودعوته لتغيير عباراته فقط، ثم إعطاء الحق لبقية الأعضاء في إبداء عدم رضاهم على كلامه، دون حذف شيء بغير علمه. ولا يصار إلى الحذف إلى في حالات الضرورة القصوى مما لا يختلف فيه أهل الظاهر والباطن:)
ـ[محمد براء]ــــــــ[19 Dec 2008, 02:36 ص]ـ
قرأت هذه المناقشة الماتعة مرة أخرى.
وجزى الله الشيخ أبا فهر خير الجزاء.
في المرفقات نص المحاضرة مع النقد.
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Dec 2008, 02:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "هَذَا التَّقْسِيمُ لَا حَقِيقَةَ لَهُ؛ وَلَيْسَ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا حَدٌّ صَحِيحٌ يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا التَّقْسِيمَ بَاطِلٌ وَهُوَ تَقْسِيمُ مَنْ لَمْ يَتَصَوَّرْ مَا يَقُولُ بَلْ يَتَكَلَّمُ بِلَا عِلْمٍ؛ فَهُمْ مُبْتَدِعَةٌ فِي الشَّرْعِ مُخَالِفُونَ لِلْعَقْلِ ".
فائتوني بفرق دقيق بين المجاز والتحقيق حتى تتم القسمة، وإلا فقد تبين بطلان القسمة من أصلها فكيف يبنى على أساسها أحكام؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الحجي]ــــــــ[21 Dec 2008, 08:10 م]ـ
الرجاء من الإخوة الإجابة عن إشكال في الموضوع:
أيليق شيخ الإسلام أن ينكر ثبوت المجاز في القرون الأولى وهو يعلم ذلك لأجل الدفاع عن العقيدة كما قال الدكتور الفاضل عبد المحسن؟ أظن هذا طعناً في شيخ الإسلام وفي مصداقية حكايته لعلوم السلف لم يقصده الدكتور!!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 Dec 2008, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: "هَذَا التَّقْسِيمُ لَا حَقِيقَةَ لَهُ؛ وَلَيْسَ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَهُمَا حَدٌّ صَحِيحٌ يُمَيِّزُ بِهِ بَيْنَ هَذَا وَهَذَا فَعُلِمَ أَنَّ هَذَا التَّقْسِيمَ بَاطِلٌ وَهُوَ تَقْسِيمُ مَنْ لَمْ يَتَصَوَّرْ مَا يَقُولُ بَلْ يَتَكَلَّمُ بِلَا عِلْمٍ؛ فَهُمْ مُبْتَدِعَةٌ فِي الشَّرْعِ مُخَالِفُونَ لِلْعَقْلِ ".
فائتوني بفرق دقيق بين المجاز والتحقيق حتى تتم القسمة، وإلا فقد تبين بطلان القسمة من أصلها فكيف يبنى على أساسها أحكام؟.
الفرق بينهما فرق موجود، ولكن رتبة الدقة هي محل الإشكال، والفرق يستفيد وجوده من أسبقية المعنى الحقيقي للمعنى المجازي عند الإطلاق وانعدم القرائن، فالفرق موجود من هذه الجهة، ولا يستطيع أحد عالم بواقع اللغة في سياقات الخطاب أن ينكر هذا الفرق بهذا الاعتبار إلا بشق الأنفس، ولا يشترط لتمييز الدلالات بعضها عن بعض حد كبرزخ بين بحرين، لا يبغيان، إذ يكفي وجود ضابط أغلبي، وهذا بحسب الاستعمال والعرف اللغوي للناس من زمن لزمن، ولكني - شخصياً - أرى الإشكال متمثلاً في الحد والاصطلاح الذي اقترحه المعتزلة وأمثالهم، فهو يجعل المعنى المجازي كالظل المختبيء وراء المعنى الحقيقي، وهذا تصوير خادع يوقع في إشكالات تصورية وتصديقية كبيرة، ولكن - بحسب تأملي في المسألة - أؤمن أن ظاهرة أسبقية معنى من المعاني عند الإطلاق للذهن قضية لغوية مستقرة، ولكني أخالف في توظيفها توظيفاً فاسداً، كمن يوظفها لتقويض العقائد الصحيحة، كما أني أخالف من ينكر الاصطلاح أو التقسيم من أصله على حساب وجود الظاهرة اللغوية كحقيقة ثابتة في لغات البشر.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[22 Dec 2008, 11:37 م]ـ
بعيدا عن إثبات المجاز أو نفيه أذكر نقاطا:
1 - قد أثبت المجاز عدد كبير من أهل السنة, وقد نفاه كذلك عدد كبير منهم.
2 - لا أعلم مسألة -على ضآلة علمي, وضحالة فكري- شنع فيها كل قائل على المخالف كما شنعوا في هذه المسألة, مع أني لا أعتقد أن هناك مسوغا لكل هذا التشنيع، وكانت أمنيتي أن يكون النقاش في هذا الملتقى بمنأى عن هذا التشنيع ولكن يبدو أنه قد خاب ظني.
3 - لئن اتخذ المعتزلة والأشاعرة المجاز مطية ركبوها لتعطيل صفات البارئ جل وعلا فلسنا ملزمين بهذا القول، لما يعلمه كل من اطلع على كلام من يثبت المجاز من أهل السنة. (على أن ابن تيمية رحمه الله ومن معه يجعلون من لوازم القول بالمجاز نفي الصفات، وهو أمر قد خولفوا فيه).
4 - نعم، الذي وضع أسس هذه المسألة هم المعتزلة، ولكني أسأل نفسي: ومن وضع أسس علوم البلاغة وأرساها، ومن رفع عمادها وقواها؟ أليسوا هم المعتزلة والأشاعرة؟ فهل يعني هذا أن نرمي بكل كتب هذا العلم جملة وتفصيلا, وأن نرد جزئياته كلها بحجة أن المعتزلة هم الذين ابتدعوا هذه البدعة أساسا؟
وأنا لا أتبنى إثبات المجاز ولا نفيه.
ولي طلب أخير لأخي أو أستاذي -لست أدري- أبي فهر السلفي أن يفصح عن نفسه، ويذكر من يكون حتى نعرف بم نخاطبه؟ فإن كان كبيرا احترمناه، أو شاباً وقرناه، ووددت لو غير معرِّفه إلى اسم يعرف به، فنحن في ملتقى علمي لا يطرح فيه إلا الرصين من الكلام، والوجيه من القول مما لا يخجل كاتبه أن ينسب إليه، فإلام التخفي خلف الأقنعة؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 01:54 م]ـ
4 - نعم، الذي وضع أسس هذه المسألة هم المعتزلة، ولكني أسأل نفسي: ومن وضع أسس علوم البلاغة وأرساها، ومن رفع عمادها وقواها؟ أليسوا هم المعتزلة والأشاعرة؟ فهل يعني هذا أن نرمي بكل كتب هذا العلم جملة وتفصيلا, وأن نرد جزئياته كلها بحجة أن المعتزلة هم الذين ابتدعوا هذه البدعة أساسا؟
ليس كل الكتب بل قسم كبير منها ... والعبرة بما قالوه موافقاً للحق ولسنن الصدر الأول وذلك قليل جداً ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إياد]ــــــــ[23 Dec 2008, 02:19 م]ـ
تقول: (ليس كل الكتب بل قسم كبير منها ... والعبرة بما قالوه موافقاً للحق ولسنن الصدر الأول وذلك قليل جداً .. ). أفهم من ردك أنك تنسف كثيرا جدا من علوم البلاغة، وتقرر في هذا المنتدى أن علم البلاغة لا يجوز تعاطي كثير من مسائله؟ فكان ينبغي لك إذن ان تناقشنا في علم البلاغة أساساً لا أن تناقش في مسالة من مسائله.
وما زلت أنتظر إجابة طلبي السابق ورجائي الخاص.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 03:06 م]ـ
1 - نعم أنا أرى ضعف ووهاء قدر غير قليل من مسائل البلاغة وما أرى ضعفه على قسمين:
الأول: ما أرى ضعفه من مسائل هذا العلم؛ لفساده من جهة المنهج العلمي.
الثاني: ما أرى ضعفه من مسائل هذاالعلم من جهة كونه مأخوذاً عن الفلسفة اليونانية وأن تطبيقه بعدُ على اللسان العربي يشوبه قصور بحيث نكون أحوج إلى إعادة قراءة اللسان العربي وأن نضع نحن بلساننا نحن تصوراتنا نحن عن وجوه الإبداع في لساننا نحن.
2 - أنا أكتب هنا مسائل علمية كما ترى. وأكتب في مواقع أخرى مسائل سياسية.ونحن في بلد يُعتبر فيه النشاط العلمي والدعوي من السلفيين = محل اشتباه ومشروع اتهام. ولي كتب باسمي الصريح ولا أريد أن يُحاسب أبو فهر على ما كتبه (أحمد ... ) ولا أن يُحاسب (أحمد ... ) على ما يكتبه أبو فهر = (الآن) .. فأنا يا سيدي لا أزال في طور تكوين المنهج وصياغة المذهب .. وجل ما أكتبه هنا وهناك = مذاكرات علمية أرجو أن أهتدي بها إلى صياغة منهجي صياغة أرتضيها .. ومع ذلك فلستُ مخفياً تماماً وكثير من المشايخ الذين تقرأ أسمائهم على طرر الكتب يعلمون من أنا ويحاسبونني على ما أكتب محاسبة الشريك الشحيح فقد زعموا أنهم يرجون مني خيراً .. ولا والله ما أراني أهل لخير مالم يتغمدني الله بتوفيقه.
فدع عنك اسمي ومن أنا واطمئن فلستٌ دكتوراً ولا حتى من حملة الليسانس أو البكالوريوس.
وبعد ذلك إن أردت مذاكرتي فعلى الرحب والسعة وإن صدك عنها جهالتي فلا أظن أنك ستخسر شيئاً ذا بال؛ فليس ما أتكلم به مما لا يسع المسلم جهله.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Dec 2008, 11:57 م]ـ
الفرق بينهما فرق موجود، ولكن رتبة الدقة هي محل الإشكال، والفرق يستفيد وجوده من أسبقية المعنى الحقيقي للمعنى المجازي عند الإطلاق وانعدم القرائن، فالفرق موجود من هذه الجهة، ولا يستطيع أحد عالم بواقع اللغة في سياقات الخطاب أن ينكر هذا الفرق بهذا الاعتبار إلا بشق الأنفس، ولا يشترط لتمييز الدلالات بعضها عن بعض حد كبرزخ بين بحرين، لا يبغيان، إذ يكفي وجود ضابط أغلبي، وهذا بحسب الاستعمال والعرف اللغوي للناس من زمن لزمن، ولكني - شخصياً - أرى الإشكال متمثلاً في الحد والاصطلاح الذي اقترحه المعتزلة وأمثالهم، فهو يجعل المعنى المجازي كالظل المختبيء وراء المعنى الحقيقي، وهذا تصوير خادع يوقع في إشكالات تصورية وتصديقية كبيرة، ولكن - بحسب تأملي في المسألة - أؤمن أن ظاهرة أسبقية معنى من المعاني عند الإطلاق للذهن قضية لغوية مستقرة، ولكني أخالف في توظيفها توظيفاً فاسداً، كمن يوظفها لتقويض العقائد الصحيحة، كما أني أخالف من ينكر الاصطلاح أو التقسيم من أصله على حساب وجود الظاهرة اللغوية كحقيقة ثابتة في لغات البشر.
حسب ضابطك الذي تفضلت به، يكون لفظ الأسد في قول رجل لآخر - قد رأيا فارساً مغواراً قادماً -: " جاء الأسد " حقيقة، لأنه يستحيل أن يتبادر إلى ذهنه الأسد الذي هو الحيوان المعروف.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:21 ص]ـ
ليس عندي لفظ حقيقة ولا مجاز في أي صورة من صور منهجي .. بل كل هذا: استعمال للفظ في بعض ما يدل عليه .. وكفى.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 Dec 2008, 09:13 ص]ـ
حسب ضابطك الذي تفضلت به، يكون لفظ الأسد في قول رجل لآخر - قد رأيا فارساً مغواراً قادماً -: " جاء الأسد " حقيقة، لأنه يستحيل أن يتبادر إلى ذهنه الأسد الذي هو الحيوان المعروف.
أحسنت. ها قد قررت ما قررناه. وذلك من أوجه:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - أنك لم تستطع أن تجيء بكلمة "أسد" مجردة، من غير سياق، لتدل على المعنى الذي ذكرت. وهذا أبرز سمات المجاز، وهو الحاجة لقرينة السياق وما يحتف به، ليدل على غير المعنى الذي يمكن أن تدل عليه المفردة لو كانت مجردة عن أي سياق. يشهد لصحة ما ذكرت الواقع من جهتين:
أ - في حق الأطفال غالباً: حتى لو أخبرت الطفل أنك رأيت أسداً يخترق الصفوف و يجندل الأعداء، فإنه سيتبادر إلى أذهانهم المعنى الذي يعلمه كل طفل وكل بالغ في العالم، وهو الحيوان، فحتى قرينة السياق لا تفيده كثيرا لأنه لا يفطن لها وهذا يدل على تأصل معنى محدد في ذهن الطفل (والطفل ليس إلا الإنسان في اطواره الأولى). هكذا نرى أن سبق المعنى الحقيقي ليس في الذهن فقط بل حتى في السلم الزمني لحياة الإنسان. وهذا الأخير يعكس طبيعة الواقع الاجتماعي للغة، ويعكس وعي المربين - حتى ولو كانوا أميين - كالوالدين وغيرهما بهذه الحقيقة من جهة أنهم لا يستحسنون تعليم أطفالهم المعاني المجازية قبل المعاني الحقيقية وإلا لفسدت قدرتهم على التواصل الصحيح [1].
ب - في حق البالغين: فلو قلت "أسد"، منزوعة من كافة السياقات، لما تبادر إلى ذهنه غير ذلك الحيوان. وهذا واضح كالنهار لا يحتاج إلى دليل.
2 - أنك وصفت الموصوف بصفات، وهي كونه "فارساً مغواراً"، وهي صفات لائقة بالآدمي، أي حقيقة فيه، والدليل على ذلك أنك لا تكاد تجد من يستعملها بالعكس فيصف "الأسد" بكونه "فارساً مغواراً" (!!). لماذا هذه الظاهرة؟ لماذا لا يليق في العرف اللغوي أن نعكس - مادام أن المعاني كلها حقائق كما تقول - فنقول إذا رأينا أسداً (حيوان) "رأيت أسداً مغواراً"؟ [2] هذا يحملنا على ضرورة الإعتراف بأهمية التقسيم، أو قل ضرورة التفريق، من ناحية اصطلاحية، وذلك لوجود ما يدعم هذا في الواقع اللغوي. لا من فراغ.
= = = = = = = = = = =
[1] قد أفردت لهذا موضوعاً خاصاً بعنوان "ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز".
[2] جرّب أن تقول "أنت إنسان رائع" تريد بذلك وصف البعير أو الحصان، ماذا ستبرر استعمالك - ما دام أن المعاني كلها حقيقة عندك؟ ولو أجرينا دراسة ووزعنا استبيان على ألوف الناس وطلبنا منهم أن يختاروا: هل هذا تعبير لائق أو غير لائق في عرف الاستعمال، لاختاروا كلهم أنه تعبير "غير لائق". وما وظيفة التفرقة بين الحقيقة والمجاز إلا المساعدة في معرفة ما يليق مما لا يليق في عرف الاستعمال، ولو كان كل شيء لائق بناءً على أن كل المعاني حقيقية فيما أوفي من تطلق عليه، لحصل من الخلل في حياة البشر ما لايوصف. أنت تقول أعلاه "استعمال للفظ في بعض ما يدل عليه"، فلو استعمل رجل "إنسان" يصف بها "الدلفين" لأنه حيوان فطن ويساعد الآخرين - كما هو معروف عنه - فهل نقول هنا "إطلاق إنسان على الدلفين هو إطلاق للفظ على بعض ما يدل عليه"!! هل حصل شيء مثل هذا تاريخ البشرية؟ أي هل حصل أن أطلق "إنسان" - إطلاقاً حقيقياً - على "بهائم" أو "عجماوات"؟ بل هل يمكن - في ضوء العرف اللغوي للبشر - أن يقع شيء مثل هذا في المستقبل؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:46 م]ـ
بوركتَ ..
1 - قرأتُ مقالك الذي تُشير إليه وهو يدور حول فكرة بدء اللغة وتطورها وهي فكرة ضعيفة جداً، وقضية الأطفال والبالغين إما أن تقصد الاستدلال بها على نظرية تطور اللغة = ولا يقول مسلم بها ... وإما أنك تستدل بدرك الأطفال للشائع على أن الشائع هو المعنى الأصلي، وهذا باطل وباطل جداً وما يشيع في لسان ليس يكون حكماً على لسان، وربما صح كلامك لو جئتَنا بطفل من عرب الجاهلية حينئذ يستقيم سياق الحجة ويبقى النظر فيها ...
2 - لا أقول: الجميع حقيقة ولا وجود للفظ الحقيقة عندي ...
3 - لي مقال مفرد في أنه لابد من السياق سواء في الأسد الحيوان أو في الأسد الرجل، وطالبتُ، ولا زلت أطالب متحدياً بنص عربي واحد فيه الأسد يدل على الحيوان من غير قرينة وقد استقرأتٌ في المقال المشار إليه لفظ الأسد في الشعر العربي فليُراجع.
4 - النص الذي اقتبسته هو من كلام العضو أبي الحسنات الدمشقي وليس كلامي فتنبه.(/)
ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، سؤال.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Dec 2008, 01:48 ص]ـ
معلوم أن زواج المسلم من الكتابية جائز. والآية التي في العنوان تدل على عدم جواز المشركات، ولاأعلم هل هناك فرق بين الكتابية والمشركة الآن بعد التحريف.
اطلعت على كلام قيم للقرطبي رحمه الله ولم يتجلى لي المعنى لقصر فهمي. هل هذه الآية ناسخة أم المقصود المشركات عموما ولا يدخلن الكتابيات الموحدات.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Dec 2008, 12:41 م]ـ
الصحيح أن زواج المرأة الكتابية جائز، والآيات الدالة على الجواز قد نزلت وهم مبدلون ومحرفون لكتابهم فأجازت الزواج منهم قال تعالى: (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، وقد وقع خلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في ذلك، والجمهور على الجواز ..
قال ابن كثير: "وقد تزوج جماعة من الصحابة من نساء النصارى ولم يروا بذلك بأسا، أخذاً بهذه الآية الكريمة: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) فجعلوا هذه مخصصة للآية التي البقرة: (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ) [الآية: 221] إن قيل بدخول الكتابيات في عمومها، وإلا فلا معارضة بينها وبينها؛ لأن أهل الكتاب قد يُفْصَل في ذكرهم عن المشركين في غير موضع، كما قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) [البينة: 1] وكقوله: (وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا) الآية [آل عمران: 20] ".
والله أعلم
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Dec 2008, 05:54 م]ـ
اتضح لي أن الجمهور على جواز الزواج من الكتابية للآية التي في سورة المائدة. وعلى حسب فهمي علة منع الزواج من المشركات أو المشركين هي أنهم يدعون إلى النار كما في الآية التي في سورة البقرة (أؤلئك يدعون إلى النار). لكن مع ذلك خصص الله سبحانه وتعالى الكتابيات بجواز الزواج منهن مع عدم انتفاء العلة؟ فما الفرق بين الكتابيات والمشركات؟ فلو كان الجواز فقط للكتابيات المواحدات والموحدون قلة لزال الإشكال عندي، ومالحكمة من تخصيص الكتابيات وعدم تخصيص الكتابيين؟.
وعذرا على هكذا تساؤل فلا اعتراض بل تسليم وانقياد بما جاء به الله تعالى لكن لعل أحدا وقف على كلام يفيد في هذا الباب. وشكر الله لكم ونفع بكم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Dec 2008, 07:04 م]ـ
لا شك أن أهل الكتاب هم من المشركين لوجود النص القرآني الصريح:" فتعالى الله عما يشركون". أما قول الله تعالى:"لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين .. " فنفهمه على الصورة الآتية: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب بشكل خاص والمشركين بشكل عام). كما نقول: (لم يكن أهل فلسطين والعرب ليقبلوا .. ). ومعلوم أن أهل فلسطين جزء من العرب. وهذا واضح.
يحرم الزواج من المشركات ويستثنى نساء أهل الكتاب بشروط. إذن هناك نص عام مخصص. وهذا واضح أيضاً.
العلة من إباحة الكتابيات غير منصوص عليها. ومن هنا يمكن أن نتوقع الحكمة من ذلك: (أن الكتابية المؤمنة بالإله والرسالات والالتزام الأخلاقي القائم على أساس الدين تكون قريبة التأثر بالإسلام، وإلا يكون الخطر الإيماني والأخلاقي على أولادها وزوجها أقل بكثير من المشركة).
وأحب أن ألفت الانتباه إلى أن الكنيسة في الغرب - بشكل عام - لا ترضى بالشذوذ الجنسي والتحلل الأخلاقي. ومن هنا نجد أن الفاتكان كان يلتقي مع الوفود العربية في رفض القرارات اللاأخلاقية في المؤتمرات الدولية.(/)
سر حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل الماضي
ـ[العرابلي]ــــــــ[16 Dec 2008, 01:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل الماضي
حذفت في تسع مواضع
1 - ءاتن الله: حذفت ياء آتاني في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا ءاتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا ءاتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) النمل.
ما قدمته ملكة سبأ هو شيء يسير منقطع، تريد بهديتها صرف سليمان عليه السلام عن ملكها، وما آتاه الله سبحانه وتعالى لسليمان هو عطاء دائم في حياته؛ من تسخير الرياح، والبنائين والغواصين من الجن الذين يعملون له ما يشاء، وجعل جيشه يتكون من الإنس والجن والطير ....
فماذا يكون عطاؤها هذا مع عطاء الله لسليمان عليه السلام حتى يسكت عنها، فحذفت ياء آتاني لبيان ديمومة عطاء الله له واستمراره؛ الذي يغنيه عن الحاجة لأي عطاء آخر.
وأثبت الياء في أربع مواضع أخرى؛
في قوله تعالى: (قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَءاتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) هود.
وفي قوله تعالى: (قَالَ يَاقَوْمِ أَرَءَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَءاتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (63) هود.
وفي قوله تعالى: (رَبِّ قَدْ ءاتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف.
وفي قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ ءاتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) مريم.
وكان إثباتها في هذه المواضع الأربعة؛ لأن أقوالهم كانت لبيان أن الله تعالى آتاهم ما لم يكن عندهم، فقد حول إليهم ما ذكروا وصُرف عن غيرهم؛ فآتى نوح عليه السلام رحمة من عنده وهي النبوة، ومثلها لصالح عليه السلام في الموضع الثاني من سورة هود، وآتى يوسف عليه السلام الملك بعد أن كان عبدًا مملوكًا وسجينًا، وكذلك آتى الكتاب لعيسى عليه السلام.
أما قول سليمان عليه السلام من قبل؛ فهو لبيان أن ما آتاه الله تعالى أغناه عن غيره، وليس لبيان أن ما آتاه الله لم يكن عنده من قبل؛ فلما اختلف بيان القائلين اختلف الرسم في إثبات وحذف الياء.
2 - أخرتن: حذفت في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (قَالَ أَرَءَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاّ قَلِيلاً (62) الإسراء.
حذفت ياء (أخرتني) لأن طلب الشيطان هو؛ أن يؤخر ويستمر تأخيره إلى يوم القيامة؛ حتى يتمكن من إغواء بني آدم بقدر ما يستطيع، فطلبه فلم يكن طلبه ليطول عمره فقط؛ بل لتطول فتنته للبشر.
وأثبتت في قوله تعالى: (وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) المنافقون.
وكان إثباتها لأن الطلب فيها؛ أن يؤخر من حضره الموت تأخيرًا يسيراً، يتمكن فيه من التصدق والإنفاق مما رزقه الله، ويعمل صالحًا ينجيه من العذاب ويكون من الصالحين. فطلبه لأجل قصير ينقطع، وليس لأجل طويل يستمر، فالفاء في (فَأَصَّدَّقَ) التي تفيد التعقيب دون تراخ؛ تبين مراد القائل في طلبه.
3 - اتبعن: حذفت ياء اتبعني في الموضعين الوحيدين؛
في قوله تعالى: (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ وَمَنْ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدْ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) آل عمران.
وفي قوله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (108) يوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
حذفت ياء (اتبعني) في هذين الموضعين؛ لأنه من يكون مع الرسول، ويحمل صفته في إسلام وجه لله، أو يعمل عمله في الدعوة إلى الله، ويضمه الله إلى جانب رسوله في مخاطبة المشركين؛ لا يكون إلا دائم الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم، ومستمر على دين الله، سواءً أكان المتبع له في حياته، أو في أي عصر كان بعد مماته. وظل التابعون من هذه الأمة على اتباعهم لدعوة نبيهم عليه الصلاة والسلام، بينما انقطعت دعوة الأنبياء من قبله، أو أبدلت بما هو غريب عنها.
4 - دعان: حذفت ياء دعاني في موضع وحيد:
في قوله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) البقرة.
كان حذف ياء (دعائي) علامة على أن الدعاء المستجاب من الله تعالى هو لمن دام توجهه إلى الله تعالى، واستمر في لجوئه إليه، ولذلك يحب الله تعالى من عبده الإلحاح في الدعاء؛ لأن ذلك من علامات صدق استمرار اللجوء إلى الله عز وجل. والاستجابة من الله عندئذ محققة؛ إما بتعجيل طلبه، أو صرف السوء عنه، أو تأخير أجره ليوم القيامة؛ ما لم يعجل الإجابة، أو كان في دعائه إثم أو قطيعة رحم.
5 - أشركتمون: حذفت ياء أشركتموني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ ..... إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) إبراهيم.
حذفت ياء (أشركتموني) في هذا الموضع لأن الذي استمر على إشراكه بالشيطان؛ هو الذي حشر معه في نار جهنم، وأما الذي لم يشرك به، أو انقطع إشراكه به؛ فقد نجا وفاز بالجنة.
فالشيطان يخاطب الذين داموا على إشراكهم به، ولا يخاطب المنقطعين عن إشراكهم به، أو الذين لم يشركوا به من قبل. .
6 - كذبون: حذفت ياء كذبوني في ثلاثة مواضع؛
في قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (26)، (39) المؤمنون.
وفي قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) الشعراء.
وقد حذفت ياء (كذبوني) في المواضع الثلاثة؛ لأن دعوة نوح وهود عليهما السلام على قوميهما في هذه المواضع كان بعد طول تكذيب لهما، واستمرارهم على تكذيبهما.
7 - أكرمن: حذفت ياء أكرمني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) الفجر
حذفت ياء (أكرمني) لأن القائل يقصد إكراماً دائمًا مستمرًا له من الله؛ بسبب طول التنعم بعطاه الله له، ولا يتوقع زوال النعمة عنه.
8 - أهانن: حذفت ياء أهانني في موضع وحيد؛
في قوله تعالى: (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) الفجر.
حذفت ياء (أهانني) لأن القائل يقصد إهانة دائمة مستمرة له؛ بسبب طول التقطير عليه، وضيق العيش، ويائس من سعة في الرزق تفرج عنه.
9 - هدان: حذفت ياء هداني في موضع واحد؛
في قوله تعالى: (وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) الأنعام.
حذفت ياء (هداني) في الموضع الأول من الأنعام لأن محاججة قوم إبراهيم عليه السلام له كانت في طريق الهداية الذي يستمر في السير عليه، وقد جاء قبلها: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام.
وأثبتت ياء هداني في موضعين:
في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (161) الأنعام.
وكان إثباتها في هذا الموضع؛ لأن الحديث فيها عن هداية جديدة، وليس الاستمرار على هداية قائمة قبل النبوة، وإن كانت هي ما كان عليه إبراهيم عليه السلام، لكن الذين أرسل إليهم كانوا مشركين بالله، وعبادًا للأصنام.
وثبتت في قوله تعالى: (أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (57) الزمر.
وكان إثباتها في هذا الموضع؛ لأن الحديث فيها عن هداية لم يتخذها سبيلا، أو انقطع عنها ولم يستمر عليها، وقد انقطعت بانقطاع الدنيا؛ فتحسر على ما فرط فيها كما جاء في الآية السابقة لها: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنْ السَّاخِرِينَ (56)، وتمنى لو أن الله هداه لكان من المتقين، أي تمنى لو أن أمره في الدنيا انتهى على هدى، وكان من المهتدين المتقين، أما في الآخرة فكل واحد قد رأى صدق ما وعد به من قبل، وبصره يومئذ حديد.
هذه الأفعال التسعة التي حذفت فيها ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل الماضي.
وبعدها إن شاء الله تعالى؛ الأفعال التي حذفت في ياء المتكلم الزائدة المتصلة بالفعل المضارع.
أبو مُسْلِم/ عبْد المَجِيد العَرَابْلِي(/)
من اشرك مع الله غيره ومن انكر وجوده لما اهتم القرآن بالاول وترك الآخر
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Dec 2008, 03:32 م]ـ
السلام عليكم
يلاحظ المرء ان القرآن فيه آيات كثيرة جدا فيها التنديد بالمشركين الذين اتخذوا آلهه شركاء مع الله تعالى وبيان ضلالاتهم واقامة الادلة على بطلان الشرك وتنزيه الله تعالى عن الشريك وبيان انه لو كان معه آلهة لفسدت السموات والارض ونحو ذلك مما يخص من اشركوا مع الله غيره واتخذوا معه او من دونه اندادا فى مواضع كثيرة
لكن دائما افكر فى قطيع آخر وهم من انكروا ان للكون إله فلم يعبدوا شيئا وهم من نسميهم الملاحدة
لما لم تتوجه الآيات اليهم لاظهار ضلالهم وفساد معتقدهم كما الحال مع المشركين
انا احفظ القرآن ولله الحمد ولا اذكر وجود ذلك وحتى لو خانتنى الذاكره (وهذا وارد)
سنجده نادرا (هذا ان وجد) ويكون التساؤل معدلا لماذا اكثر القرآن من حال المشركين دون الملحدين المنكرين
وعندى اجابة لا ادرى مدى صوابها
وهى ان انكار وجود الله شىء سخيف يتعارض مع الفطرة السليمة وان الله تعالى اعظم واجل من ان يسوق الادلة لوجوده كيف وآثار الوجود فى كل شىء فاهتم القرآن بمن سلم بوجود إله لكن انتكست فطرته فاتخذ معه اندادا
فأرجو من المشائخ وطلاب العلم افادتنا مأجورين
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Dec 2008, 10:52 م]ـ
السلام عليكم
أري في اجابتك شيء من الصحة -من وجهة نظري -
ولكني أصوغ رأيي كالتالي
لكل انسان دين يدين به
فالمؤمن يدين لله
وغيره يدين لغير الله فمنهم " من اتخذَّ الهه هواه " ومنهم من اتخذ أصناما آلهة ..
أي أنه في الحقيقة ليس هناك من لم يتخذّ اله؛ أو من يدعي أنه لا إله؛
وإن قالها فمن باب اتخاذَّ الهوي إله
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Dec 2008, 11:29 م]ـ
إضافة إلى ما قلتم نقول:
إنكار وجود الخالق حالة فردية هامشية في حين أن الشرك ظاهرة اجتماعية.
حتى عندما انتصرت الماركسية وحكمت في الاتحاد السوفييتي لم تكن الدولة معبرة عن
عقيدة الشعب ولم تلبث أن انهارت ولم تعمر ببطشها أكثر من 73 سنة، وزالت لأنها
غير قابلة للبقاء.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Dec 2008, 11:09 ص]ـ
كيف هذا والآيات كثيرة في الرد على الملاحدة والدهريين
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Dec 2008, 12:10 م]ـ
فبشكل خاص ينظر إلى ما نوقش فيه الدهريون
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/45/24/1.png
أو عموميات إثبات وجود الصانع المتفرد بالقدرة المطلقة، وأدلة هذا كثيرة جدا:
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/10/5/1.png
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/10/6/1.png
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[20 Dec 2008, 01:26 م]ـ
الأخ الكريم د. أنمار
قريش كانت تؤمن بالله الخالق ولكنها تنكر البعث. وهناك فلسفات تؤمن بالله الخالق
وتنكر أنه ينزل رسالات. هذا بالنسبة للآية الأولى التي استشهدتَ بها.
أما الآيات الثانية والثالثة فتُعرّف بالخالق الذي لا يعرفونه حق المعرفة ويشركون معه
غيره. ولفت انتباه البشر إلى عظمة الخالق وإبداعه للخلق لا يعني أنه يناقش من
ينكرون ذلك. ومع ذلك يمكن أن تكون هذه إجابات لمن ينكر. ولكن السؤال يتعلق
بالنصوص الواضحة التي تناقش أهل الشرك.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Dec 2008, 02:39 م]ـ
سيدي الفاضل، أظنكم تقصدون أهل الإلحاد لا الشرك في آخر مشاركتكم، والآية وإن اشتمل الرد فيها على أصناف من الناس، إلا أنه يستدل بها في الرد على الملاحدة، فإن الله فضحهم وأظهر أنهم أجهل الناس ثم إن الآيات التي قبلها وبعدها ليس فيها ذكر للشرك، قال تعالى:
{وَخَلَقَ ?للَّهُ ?لسَّمَ?وَ?تِ وَ?لأَرْضَ بِ?لْحَقِّ وَلِتُجْزَى? كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} * {أَفَرَأَيْتَ مَنِ ?تَّخَذَ إِلَـ?هَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ?للَّهُ عَلَى? عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى? سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى? بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ?للَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ} * {وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ?لدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ ?لدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} *
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَإِذَا تُتْلَى? عَلَيْهِمْ ءَايَ?تُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ?ئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} * {قُلِ ?للَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى? يَوْمِ ?لْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ}
وأترككم تتأملون كلام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب، قال ما نصه:
واعلم أنه تعالى حكى عنهم بعد ذلك شبهتهم في إنكار القيامة وفي إنكار الإله القادر:
- أما شبهتهم في إنكار القيامة فهي قوله تعالى: {وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} فإن قالوا الحياة مقدمة على الموت في الدينا فمنكرو القيامة كان يجب أن يقولوا نحيا ونموت، فما السبب في تقديم ذكر الموت على الحياة؟ قلنا فيه وجوه الأول: المراد بقوله {نموت} حال كونهم نطفا في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، وبقوله {نحيا} ما حصل بعد ذلك في الدينا الثاني: نموت نحن ونحيا بسبب بقاء أولادنا الثالث: يموت بعض ويحيا بعض الرابع: وهو الذي خطر بالبال عند كتابة هذا الموضع أنه تعالى قدم ذكر الحياة فقال: {وقالوا ما هى إلا حياتنا الدنيا} ثم قال بعده: {نموت ونحيا} يعني أن تلك الحياة منها ما يطرأ عليها الموت وذلك في حق الذين ماتوا، ومنها ما لم يطرأ الموت عليها، وذلك في حق الأحياء الذين لم يموتوا بعد.
- وأما شبهتهم في إنكار الإله الفاعل المختار، فهو قولهم {وما يهلكنا إلا الدهر} يعني تولد الأشخاص إنما كان بسبب حركات الأفلاك الموجبة لامتزاجات الطبائع، وإذا وقعت تلك الامتزاجات على وجه خاص حصلت الحياة، وإذا وقعت على وجه آخر حصل الموت، فالموجب للحياة والموت تأثيرات الطبائع وحركات الأفلاك، ولا حاجة في هذا الباب إلى إثبات الفاعل المختار، فهذه الطائفة جمعوا بين إنكار الإله وبين إنكار البعث والقيامة.
ثم قال تعالى: {وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} والمعنى أن قبل النظر ومعرفة الدليل الاحتمالات بأسرها قائمة، فالذي قالوه يحتمل وضده أيضا يحتمل، وذلك هو أن يكون القول بالبعث والقيامة حقا، وأن يكون القول بوجود الإله الحكيم حقا، فإنهم لم يذكروا شبهة ضعيفة ولا قوية في أن هذا الاحتمال الثاني باطل، ولكنه خطر ببالهم ذلك الاحتمال الأول فجزموة به وأصروا عليه من غير حجة ولا بينة، فثبت أنه ليس علم ولا جزم ولا يقين في صحة القول الذي اختاروه بسبب الظن والحسبان وميل القلب إليه من غير موجب، وهذه الآية من أقوى الدلائل على أن القول بغير حجة وبينة قول باطل فاسد وأن متابعة الظن والحسبان منكر عند الله تعالى.
ثم قال:
قال تعالى: {قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة} فإن قيل هذا الكلام مذكور لأجل جواب من يقول {ما هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر} فهذا القائل كان منكرا لوجود الإله ولوجود يوم القيامة، فكيف يجوز إبطال كلامه بقوله {قل الله يحييكم ثم يميتكم} وهل هذا إلا إثبات للشيء بنفسه وهو باطل، قلنا إنه تعالى ذكر الاستدلال بحدوث الحيوان والإنسان على وجود الفاعل الحكيم في القرآن مرارا وأطوارا.
فقوله ها هنا {قل الله يحييكم} إشارة إلى تلك الدلائل التي بينها وأوضحها مرار، وليس المقصود من ذكر هذا الكلام إثبات الإله بقول الإله، بل المقصود منه التنبيه على ما الدليل الحق القاطع في نفس الأمر.
ولما ثبت أن الإحياء من الله تعالى، وثبت أن الإعادة مثل الإحياء الأول، وثبت أن القادر على الشيء قادر على مثله، ثبت أنه تعالى قادر على الإعادة، وثبت أن الإعادة ممكنة في نفسها، وثبت أن القادر الحكيم أخبر عن وقت وقوعها فوجب القطع بكونها حقة.
وأما قوله تعالى: {ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه} فهو إشارة إلى ما تقدم ذكره في الآية المتقدمة، وهو أن كونه تعال، عادلا خالقا بالحق منزها عن الجور والظلم، يقتضي صحة البعث والقيامة.
ثم قال تعالى: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} أي لكن أكثر الناس لا يعلمون دلالة حدوث الإنسان والحيوان والنبات على وجود الإله القادر الحكيم، ولا يعلمون أيضا أنه تعالى لما كان قادرا على الإيجاد ابتداء وجب أن يكون قادرا على الإعادة ثانيا.
اهـ المراد نقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
اخرج ابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم وابن مردويه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: كان اهل الجاهلية يقولون: انما يهلكنا الليل والنهار، فقال الله في كتابه {وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر} وقال الله: " يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار ".
واخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وما يهلكنا الا الدهر} قال: الزمان.
اهـ من الدر
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Dec 2008, 06:48 م]ـ
ولعله من المفيد أن يسرد كل شخص ما يفتح الله عليه مما يصلح لمواجهة الملاحدة، أو على الأقل ما لو قرأه أحدهم لحرك في نفسه ذرات الإيمان التي عُمّي عليها
مثل آية 41 من سورة فاطر
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/35/41/1.png
أو الآيات من سورة يس من 33 إلى 54
وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ
وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ
لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ
سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ
وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ
وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ
وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ
وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ
إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ
إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ
فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
ثم الآيات من 77 إلى آخر السورة
أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ
وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ
قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ
أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[26 Aug 2010, 07:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم(/)
رسالة لقسم العقيدة لها علاقة بالقرآن.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[17 Dec 2008, 03:58 ص]ـ
مر أكثركم بمرحلة اختيار موضوع لرسالة الماجستير وأجزم أنها مرحلة عصيبة فهل أجد عندكم مساعدة أو إرشاد. بوركتم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Dec 2008, 12:48 م]ـ
اختيار الموضوع في أغلبه يرجع لاهتمامات الباحث , ونوع قراءته , ولذا لا تعولي كثيراً على غيرك بل استعيني بالله وفتشي بنفسك.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[17 Dec 2008, 05:47 م]ـ
إذا كنت باحثة متمكنة ووجدت مشرفا مناسبا ففي مسألة خلق القران وآثارها فيى التفسير ومسائل الإعتقاد مجال واسع لذلك ظهر لي ذلك في كتابي مسألة خلق القران وموقف علماء القيروان منها
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[17 Dec 2008, 11:13 م]ـ
من خلال رسالتي في الماجستير (ترجيحات الزركشي في علوم القرآن) تبيِّن أثر الأشاعرة في بعض مسائل علوم القرآن , فلو كان للأخت الكريمة اهتمام بمسائل علوم القرآن فتبحث في الأقوال المخالفة لمعتقد أهل السنة والجماعة في مسائل علوم القرآن سواء بالعموم , أو تقييد ذلك بكتاب من الكتب المعتمدةفي علوم القرآن كالبرهان للزركشي أو الإتقان للسيوطي. أو تقييده بفرقة من الفرق المخالفة لأهل السنة ففي ذلك بحث نفيس.
وتلك بعض العناوين المقترحة:
1 - المسائل العقدية في علوم القرآن. (وهذا عام جداً, وبالإمكان أن يكون مشروعاُ لعدة باحثين)
2 - المخالفات العقدية في مسائل علوم القرآن من خلال الإتقان أو البرهان.
3 - أثر الأشاعرة في مسائل علوم القرآن.(/)
نقد كتاب الدكتور عبد العظيم المطعني .. (1) إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 12:50 م]ـ
مسائل في المجاز (8) الردُّ على قول الدكتور عبد العظيم المطعني إن أبا زيد القرشيِّ سبق أبا عبيدة التيمي إلى ذكر المجاز
زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار = أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة التيمي إلى القول بالمجاز؛ وأن قول ابن تيمية إن المجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى خطأ , وقال د. المطعني: ولم نعثر على ترجمة لأبي زيد القرشي ولم يعثر غيرنا من قبل , ويبدو أنه لا طريق لمعرفته سوى كتابه ((جمهرة أشعار العرب)) , وقد اختلف المحدثون في عصره؛ فجرحى زيدان يرى أنه من أعلام القرن الثالث الهجري؛ ويرى سليمان البستاني مترجم إلياذة هوميروس أنه توفي عام 170هـ؛ ويقاربه في هذا الرأي بطرس البستاني؛ ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري؛ لأن أبا زيد نفسه قد صرح في مقدمة كتابه المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبِّي , والضبَّيُّ من رجال القرن الثاني بلا نزاع (1).
وقال: وأبو زيد هذا توفي عام 170 هـ , على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل؛ ومؤدى هذا أن المجاز بمعناه الفني الاصطلاحي قد عرف خلال القرن الثاني عرف بلفظه , وعرف بمعناه؛ وهذا يقدح في صحة ما ذهب إليه الإمام ابن تيمية من أنه لم يعرف إلا بعد القرون الثلاثة الأولى (2) ,
وقال د. المطعني: تقدم أن أبا زيد القرشي فضلاً عن أنه تعرض لذكر المجاز بلفظه ومعناه؛ فإنه صرف كثيراً من النصوص عن ظواهرها؛ والمرجح أن أبا زيد توفي عام 170 هـ (3).
وقال: فأبو زيد القرشي , والرجح أنه توفي عام 170 هـ , ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة مضافاً إلى المعاني , ((مجاز المعاني)) ,والذي يرجح لدى الباحث أنه كان يقصد التصوير المجازي الذي استقر مفهومه فيما بعد (4).
وقال د. المطعني اشتهر بين الباحثين أن أول من استعمل كلمة المجاز هو أبو عبيدة؛ وهذا القول غير مسلَّمٍ به على إطلاقه؛ لأن أبا زيد القرشي , وهو أسبق وجوداً من أبي عبيدة , كان قد استعمل كلمة المجاز قبل أبي عبيدة؛ فأبو زيد على المرجح عام 170 هـ؛ وأبو عبيدة توفي عام 208 هـ فالذي ينسب إلى أبي عبيدة اشتهار المجاز , وليس أسبقية القول به , وإن كان استعمال أبي زيد لكلمة المجاز أدق من استعمال أبي عبيدة , فأبو زيد أطلقه على ما هو مجاز فعلاً , وأبو عبيدة أطلقه على غير ما هو مجازٌ إلا في النادر؛ وترجع أسباب الشهرة لأبي عبيدة؛ لأنه جعل المجاز عنواناً لكتاب وأكثر من ذكره عند شرحه للآيات كثيرة بلغت حدّ الاستفاضة؛ أما أبو زيد فلم يذكره إلا مرتين , فنسبت الشهرة للمكثر , وسلبت عن المقل (5) اهـ بلفظه.
وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه:
1 - أبو زيد القرشي هو محمد بن أبي الخطاب , وكتابه جمهرة أشعار العرب هو كل ما بلغنا أحداً من المتقدمين روى عنه (6) , ولا ذكر من أنبائه شيئاً , ونقل أبو زيد القرشي عن أبي عبيدة التيمي بغير إسنادٍ في عشرة مواضع من جمهرة أشعار العرب (7) , وروى عنه بإسناده إليه في ثلاثة مواضع أخرى قال في أحدها: حدَّثنا سنيد , عن حزام بن أرطأة , عن أبي عبيدة (8) , وقال في الثاني: حدثنا سنيد عن أبي عبد الله الجهمي من ولد جهم بن حذيفة , عن أبي عبيدة , وذلك الموضع في بعض نسخ الجمهرة دون بعض (9) , وقال في الثالث: أخبرنا المفضل , عن علي بن طاهر الذهلي , عن أبي عبيدة (10) , وذكر أبو زيد القرشي في أول ((جمهرة أشعار العرب)) باباً في اللفظ ومجاز المعاني , وقال: وفي القرآن مثل ما في الكلام العربي من اللفظ المختلف ومجاز المعاني (11) , وذكر قبل تلك الكلمة كلاماً هو كله في أول مجاز القرآن لأبي عبيدة , وذكر بعدها أمثلة قريبة الشبه بالأمثلة التي ذكرت في خطبة مجاز القرآن لأبي عبيدة , بل منها أمثلة هي نفسها في مجاز القرآن لأبي عبيدة , وتلك الكلمة التي ذكرها أبو عبيدة في خطبة ((مجاز القرآن)) , أو كأنها هي , وقد أملى أبو عبيدة ((مجاز القرآن)) عدة مرات , فتعددت رواياته واختلفت نسخه (12) , فلعل تلك الكلمة كانت كذلك في نسخة أبي زيد القرشي من ((مجاز القرآن)) , أو لعل أبا زيد أدَّى تلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الكلمة من حفظه فغيَّرها شيئاً قليلاً.
2 - وأبو زيد يروي في تلك ((الجمهرة)) كذلك , عن محمد بن عثمان الجعفري , عن مطرِّف الكناني , عن ابن دأب (13) , وعن أبي العباس الوراق الكاتب , عن أبي طلحة موسى بن عبد الله الخزاعي , عن بكر بن سليمان , عن محمد بن إسحاق (14) , وعن المفضِّل بن عبد الله المحبري , عن أبيه , عن جدِّه عن محمد بن إسحاق كذلك (15) , وذلك المفضل ورد اسمه في بعض نسخ ((الجمهرة)): المفضل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن المحبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب (16) , وفي نسخة المفضل بن محمد الضبِّي , وهو خطأٌ بينٌ , والمفضل الضبي صاحب المفضليات كان معاصراً لمحمد بن إسحاق صاحب السيرة , لا يحتاج إلى الرواية عنه بواسطة أبيه عن جده , وأولئك الأربعة: سنيد , والمفضل بن عبد الله المحبري , ومحمد بن عثمان الجعفري , وأبو العباس الوراق الكاتب , هم كل من روى أبو زيد في جمهرته عنهم , ولم أجد من أنبائهم شيئاً , ولا عثرت لأحدهم على ترجمة فأبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي مجهول , يروي عن نفر من المجاهيل , وأشعار تلك الجمهرة أكثرها مشهورة تناقلها الرواة غيره , وبينه وبين أبي عبيدة التيمي وابن دأب رجلان , وبينه وبين محمد بن إسحاق ثلاثة رجال , وتلك حجة بيِّنةٌ على أنه كان يعيش في الشطر الآخر من المائة الثالثة من الهجرة , ولا يبعد أن يكون أدرك أول الرابعة.
هذا , وذكر جورجي زيدان أبا زيد القرشي في كتابه ((تاريخ آداب اللغة العربية)) في العصر العباسي الأول , ولكنه قال: إنه يغلب على ظنه أنه عاش في أواسط القرن الثالث للهجرة أو في القرن الرابع (17) اهـ , والذي غلب على ظنه هو الصواب إن شاء الله , وقد مضت الحجة على ذلك , ولو أنه عمل بظنه وأخر ذكره إلى العصر العباسي الثاني لكان أحسن؛ وقال بطرس البستاني في كتابه ((أدباء العرب في الأعصر العباسية)): إن أبا زيد من أهل العصر العباسي الأول , لا من أهل العصر العباسي الثاني , ذاك لأنه أورد في كتابه الجمهرة روايات سمعها من المفضل الضبي , والمفضل الضبي توفي سنة 171 هـ أو نحو ذلك , وذلك يدل على أنه عاصره (18) اهـ , وقد مضى أن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد ليس هو المفضل الضبي , وإنما هو المفضل المحبري , وأن ذكر الضبي هو خطأٌ في موضع واحد من إحدى نسخ الجمهرة , وليس في روايات كما زعم البستاني ,
وقال البغدادي في ((هدية العارفين)) و ((إيضاح المكنون)): إن أبا زيد القرشي توفي سنة سبعين ومائة 170 هـ (19) , وكذلك ذكر في ((فهرست الخديويَّة)) (20) , ثم ((فهرست دار الكتب المصرية)) (21) , ((فهرست الأزهرية)) (22) , و ((معجم سركيس)) (23) , وكذلك ذكره سليمان البستاني في مقدمة ((الإلياذة)) (24) , والزركلي في ((الأعلام)) (25) , وكحالة في ((معجم المؤلفين)) (26) ,ولم يأت أحدهم عليه برواية صادقة , ولا حجَّة بينة , ولا أسنده لمتقدم , وهو خطأٌ نقله بعضهم عن بعض , وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ (27) , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه , واتخذه حجة على أن أبا زيد القرشي سبق أبا عبيدة إلى القول بالمجاز , وأن أبا العباس ابن تيمية كان مخطأ لما قال: إن أبا عبيدة التيمي هو أول من عرف بالقول بالمجاز , وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً , وهو قول ساقطٌ لا حجَّة له ولا شاهد , وما قاله ابن تيمية صوابٌ بين.
وقوله: ومن اليقين أن أبا زيد من رجال القرن الثاني الهجري , هو كلام المطعني نفسه؛ وهو قول باطلٌ؛ وقد ذكر من قبل أن أبا زيد القرشي نقل في مقدمة كتابه عن أبي عبيدة التيمي , وروى عنه بإسناده إليه , وأن بينه وبين أبي عبيدة رجلان؛ وقد يدل ذلك على أنه مات في آخر المائة الثالثة من الهجرة , ولعله أدرك الرابعة , كما قال جورجي زيدان؛ وأن المفضل الذي يروي عنه أبو زيد القرشي هو المفضل المحبري؛ وهو مجهول مثله؛ وليس المفضل الضبي؛ وأن الضبي هو تصحيف في نسخة واحدة من نسخ الجمهرة؛ وقوله: لأن أبا زيد نفسه قد صرَّح في مقدمة كتابه
(يُتْبَعُ)
(/)
المذكور بأنه سمع من المفضل بن محمد الضبي. ونقلها عنه محقق الجمهرة طبعة دار صادر؛ وهي الطبعة التي كان د المطعني يرجع إليها , فأخذ د. المطعني تلك الكلمة , فادَّعاها لنفسه , ووصلها بكلامه , ولم يردَّها إلى قائلها , وأوهم أنه نقل أقوالهم , ثم رجَّح بينها بذلك؛ وقوله: وأبو زيد هذا توفي عام 170هـ على الصحيح؛ لأنه تحديد قام عليه الدليل اهـ هو أفحش خطأ من قوله إنه من أهل القرن الثاني , ولو كان أبو زيد سمع من المفضَّل الضبي؛ وقيل: مات المفضل سنة إحدى وسبعين ومائة (171هـ) (28). كما زعم بطرس البستاني , فما الدليل على أن أبا زيد مات قبله أو مات في نفس السنة التي مات فيها؟! وأبوزيد القرشي نقل كلمة أبي عبيدة؛ فالمجاز عند أبي زيد القرشي هو المجاز عند أبي عبيدة التيمي؛ والمجاز عند أبي عبيدة ليس هو المجاز الذي تكلم فيه بعد ذلك أبو عبد الله البصري المعتزلي وغيره؛ ولا هو المجاز الذي سماه د. المطعني المجاز الفني الاصطلاحي؛ وابن تيمية – رحمه الله لم ينكر أن يكون القول بالمجاز ظهر في آخر المائة الثانية , بل أقر به؛ وقوله إنه اصطلاحٌ حادث بعد القرون الثلاثة الأولى , أراد به الصحابة والتابعين وتابعيهم؛ فهو يريد بالقرن الجيل من الناس؛ وبين من كلام ابن تيمية أنه يفرِّق بين القرن من الناس , والمائة من السنين , فهو قال إن تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز حدث بعد القرون الثلاثة الأولى؛ وقال: إن أوائله ظهرت في المائة الثالثة؛ فالقرن في كلامه هو الجيل من الناس , وليس المائة من السنين؛ والقرون الفاضلة عنده , هم الصحابة والتابعون وتابعيهم؛ وهو يأخذ في ذلك بحديث: ((خير القرون قرني , ثم الذين يلونهم , ثم الذين يلونهم , ثم يفشو الكذب .. )) الحديث؛ والقرن في ذلك الحديث هو الجيل من الناس؛ وليس المائة من السنين.
فذلك القول الذي فرح به د. المطعني وأصرَّ عليه , وذكره في خمسة مواضع من كتابه , وحسب أنه سبق به الناس , كله خطأ باطل , وأبو زيد القرشي لم يمت عام 170هـ , لا على الصحيح , ولا على المرجَّح , ولا على شيء , ولا كان يومئذ شيئاً مذكوراً , وعلى الصحيح , وعلى المرجح هي من ألفاظ النووي رحمه الله في نقله لمذهب الشافعية , وعنه شاعت تلك الألفاظ في المتأخرين منهم؛ فأخذ د. المطعني تلك الألفاظ من فقهاء الشافعية؛ أو لعلها عقلت بلسانه من كتب الأزهرية؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها؛ وعلى الصحيح يدل على أن غيره باطلٌ , وعلى المرجَّح يدل على أن غيره ليس باطلاً , ولكنه أرجح منه وأقوى؛ وكذلك الاستفاضة من ألفاظ المحدثين أخذها د. المطعني ,ووضعها غير موضعها؛ وتكرار لفظة واحدة في كتاب واحد مائة ألف مرة أو أكثر منها , ليس عند المحدثين من الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حدَّ الاستفاضة؛ بل لعل رواة كتاب المجاز عن أبي عبيدة كلهم لا تبلغ عدتهم حد الاستفاضة عند كثير من القائلين بها , والكتاب يروى عن أبي عبيدة رواية آحاد؛ وإذا كان د. المطعني يعلم أن أبا زيد لم يذكر لفظ المجاز إلا مرتين اثنتين لا ثالث لهما , وأنه ذكر مضافاً إلى المعاني وليس إلى الألفاظ , فلم قال: ورد مصطلح المجاز عنده أكثر من مرة! ولم يقل: ورد مرتين اثنتين؟! ولفظ أكثر من مرة يوهم أنها مرات كثيرة وليست اثنتين وليس الأمر كذلك وليس ذلك من صدق النصيحة ...
=======
الحواشي:
(1) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 147)
(2) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 649)
(3) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1054)
(4) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (1074)
(5) ((المجاز في اللغة والقرآن)) (ص 1080 - 1081)
(6) أريد روى عنه بالسماع منه , أو الإسناد المتصل إليه , ولكن نقل بعضهم من تلك الجمهرة بغير إسناد ولا زاوية.
(7) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 55, 56, 58 , 80 - 81 - فيها موضعان , 82 - فيها ثلاثة مواضع)
(8) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 45)
(9) ((جمهرة أشعار العرب)) (57)
(10) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 67)
(11) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (10)
(12) انظر ما كتبه د. محمد بن فؤاد سزكين في مقدمة تحقيقه لـ ((مجاز القرآن))
(13) ((جمهرة أشعار العرب)) ص (30, 33, 57, 59)
(14) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص29, 31, 37)
(15) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص 26, 27, 34,47)
(16) ((جمهرة أشعار العرب)) (ص10 هامش رقم 1)
(17) ((تاريخ آداب اللغة العربية)) 2/ 110 , رقم (6) , وهامش رقم (2) من نفس الصفحة.
(18) ((مقدمة جمهرة أشعار العرب)) ص 5 , ط. دار صادر بيروت
(19) ((هدية العارفين)) 2/ 8 , و ((إيضاح المكنون)) 1/ 368
(20) ((فهرست الكبتخانة الخديوية)) 4/ 224
(21) ((فهرت دار الكتب المصرية)) 3/ 76 نقلاً عن فهرست الخديوية
(22) ((فهرست المكتبة الأزهرية)) 5/ 64
(23) ((معجم المطبوعات العربية والمعربة)) , يوسف أليان سركس 1/ 313
(24) مقدمة ((جمهرة أشعار العرب)) ط. دار بيروت بيروت
(25) ((الأعلام)) 6/ 114
(26) ((معجم المؤلفين)) 9/ 281
(27) لفظ التلقي الفجِّ هو لفظ المطعني نفسه في خطبة كتاب ((المجاز))
(28) قال الذهبي في ((تاريخ الإسلام)) و ((ميزان الاعتدال)): توفي المفضل سنة 168هـ , وتبعه ابن الجوزيِّ في ((طبقات القراء)) , وقال ابن تغري بردي في ((النجوم الزاهرة)) ,توفي سنة 171هـ وبه أخذ بطرس البستاني , وقال أحمد شاكر , وعبد السلام هارون في مقدِّمة ((ديوان المفضليات)) إن كلا هذين القولين خطأ , ولعل الصواب أنه توفي سنة 178 هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2008, 04:15 م]ـ
يا أبا فهر
أجدني مضطرا مرة أخرى للتعليق على العاطفية في أحاديثك.
قد يكون نقدك جيدا وسليما، ولكن ما ينقِص من قيمته العلمية هو استعمالك لمثل هذه العبارات:
- "زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار"
- "وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه"
- "وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه"
- "وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً "
- "أو لعلها علقت بلسانه من كتب الأزهرية؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها "
هذه العبارات وصفية ذاتية، وفيها همز ولمز مبطنان، ولا علاقة لذلك بالنقد العلمي للاستدلالات. وهذا ما أعيبه عليك في ما تكتب. وطالب العلم يتوجب عليه الاقتصاد في الكتابة ولا يسعى إلى التأثير على موقف القارئ كي يتخذ انطباعا سلبيا على الكاتب، وإنما عليه الاكتفاء ببيان جوانب الخطأ والصواب في آرائه.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[17 Dec 2008, 06:20 م]ـ
كلام طيب محقق يا أبا فهر - وفقك الله - ولكن كما قال الأخ محمد بن جماعة في ثنايا البحث نجد عبارات قاسية قد تحول بين ما تريده من إفادة وبين المستفيدين من بحثك.
آمل قبول الملحوظات، والتلطف في الألفاظ، وكما تعلم فالكلمة الطيبة صدقة من عموم الناس لعموم الناس فكيف بين طلاب العلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Dec 2008, 08:07 م]ـ
يا أبا فهر
أجدني مضطرا مرة أخرى للتعليق على العاطفية في أحاديثك.
قد يكون نقدك جيدا وسليما، ولكن ما ينقِص من قيمته العلمية هو استعمالك لمثل هذه العبارات:
- "زعم د. المطعني في كتابه الذي طار به جل مثبتة المجاز كل مطار"
- "وهذا أوان الفحص عن هذا الكلام وبيان خطأه"
- "وتلقفه عنهم د. المطعني في كتابه ((المجاز)) , وفرح به ورضيه , ولم يطلب له إسناداً , ولا سأل عليه برهاناً , ونسي ثورته على التلقي الفجِّ , ومزاعم التحقيق العالمي التي ما انفكَّ يبثها في أرجاء كتابه"
- "وطفق د. المطعني يكرر ذلك في مواضع من كتابه , ويحسبه سبقاً بعيداً , وفتحاً مبيناً , ونصراً على ابن تيمية وأصحابه مؤزراً "
- "أو لعلها علقت بلسانه من كتب الأزهرية؛ فخلطها بكلامه في المجاز , ووضعها غير مواضعها "
هذه العبارات وصفية ذاتية، وفيها همز ولمز مبطنان، ولا علاقة لذلك بالنقد العلمي للاستدلالات. وهذا ما أعيبه عليك في ما تكتب. وطالب العلم يتوجب عليه الاقتصاد في الكتابة ولا يسعى إلى التأثير على موقف القارئ كي يتخذ انطباعا سلبيا على الكاتب، وإنما عليه الاكتفاء ببيان جوانب الخطأ والصواب في آرائه.
العاطفي هو الذي يظن أن الناس يتأثرون بمجرد قرآتهم هذه العبارات التي عبتها على الشيخ.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2008, 08:25 م]ـ
العاطفي هو الذي يظن أن الناس يتأثرون بمجرد قرآتهم هذه العبارات التي عبتها على الشيخ.
ربما ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 09:19 م]ـ
إخواني الأفاضل ..
أجدني مضطراً إلى بيان أن بدعة تجريد الرد العلمي عن البيان الأدبي والوصف البياني الخارج عن محل البحث بحيث يشبه الأسلوب العلمي -زعموا- الرياضيات (1+1=2) = كل ذلك من محدثات منظري منهج البحث في أوربا بعد عصر النهضة .. (وليست البدعة في كلامي البدعة الشرعية الدينية).
والمتأمل في كلام الله وكلام رسوله وكلام القرون المفضلة وعلماء الإسلام=يجد ما سماه الأخ محمد بن جماعة =عاطفية =لائحاً واضحاً ..
ولو شاء أخونا أمثلة = فتحت لها موضوعاً خاصاً بإذن الله ..
والمذموم أخي محمد من لغة الحوار هو عدم تحري الصدق في وصف الأفراد والكتب والجماعات والفرق ..
ثم ترك اختيار أنسب الصدق للمقام ...
فمن تكلم بالصدق واختار أصلح صدق للمقام فقد أحسن أيما إحسان ..
ألم يطر مثبتة المجاز بكتاب المطعني كل مطار (؟؟)
إي والله فعلوا ..
ولا أدري ماالذي ساءك في عبارة: ((هذا أوان الفحص .. )) (!!)
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي بارك الله فيك .. أقبل على مافي الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا ترضاه من غيره فليس ما لا ترضاه أنت بغير المرضي قطعاً ولكنها أساليب كُتاب واجتهادات نقاد .. ولكل وجهة هو موليها ..
أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Dec 2008, 10:01 م]ـ
أدام الله سعادتك وجمع لك خيري الدنيا والآخرة ..
آمين .. وأدعو لك بمثل ذلك.
لو كان الأمر أن (أقبل على ما في الكلام من الحجج العلمية وأعرض عما لا أرضاه من غيره)، لما اهتممتُ للرد، ولما اهتم أي قارئ لما يكتبه أي كاتب.
يا أخي الكريم:
نحن في سياق البحث عن المتفق عليه والمختلف فيه بين المسلمين، وتحديد معوقات الفهم السليم لمسائل دينية في سياق كدحنا الجماعي في هذه الحياة الدنيا استعدادا لملاقاة الله عز وجل يوم الامتحان. ولو كان السياق غير ذلك، لقرأت لك ومررت مرور الكرام، كما أفعل مع عشرات المواضيع التي أقرأها يوميا هنا وهناك.
ولذلك فقد قلت لك إنني أرغب في مواصلة الاستفادة منكم في موضوع (المجاز). وليست القضية عندي قضية عواطف، كما هي ليست قضية رغبة في جعل الردود خاضعة للتجريد العلمي الذي يجعل منها كتابة "رياضية" - 1+1=2؟
وهل الكتابة حسب المناهج "الغربية" (كما تصفها) كمية فقط عندك Quantitaive؟
وماذا عن الكتابة النوعية Qualitative ؟
ليس في الكتابة الكمية والكتابة النوعية ما هو غربي وما هو إسلامي، لأنهما مسألتان موجودتان في السياق الغربي وفي السياق الإسلامي على حد سواء. وما يهم في السياقين هو فقط: درجة الصحة والخطأ.
وأخشى أن يفهم من كلامك أن هناك منهجين من الكتابة: كتابة خاضعة لمنهج إسلامي أصيل (يتمثل في طريقة كتابتك)، وكتابة خاضعة لمنهج غربي غير إسلامي محدث مبتدع (يتمثل في ما أدعو إليه).
ليس هناك في المنهج ما يمكن تسميته بالمنهج الإسلامي الأصيل، والمنهج الغربي المبتدع. وإنما المنهج قضية إنسانية فكرية عامة تخضع للتفاعل بين التخصصات والتطور في الأساليب والإجراءات.
وما يسميه البعض بالمنهج الغربي (لتكوين انطباع سلبي عنه)، هو أصلا وفي خطوطه العريضة من نتاج مفكرين عرب ومسلمين قبل عصر الأنوار. وما أنتجه هؤلاء المفكرون العرب والمسلمون تأثروا فيه بالقرآن الكريم ومناهج الفقهاء وأيضا مناهج من قبلهم من فلاسفة اليونان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Dec 2008, 10:58 م]ـ
خطأ محض = أعني كلامك عن مناهج البحث ..
فالفصل بين الأسلوب العلمي والأسلوب الخطابي، ومدح الأول، وذم الثاني ووصف الأول بأنه ما كان نقداً للحقائق العلمية بدون حرف خطابي بياني زائد = كل ذلك بدعة من بدع أوربا ما بعد النهضة .. (وتاني لمن لم ينتبه: لا أعني البدعة الشرعية التحريمية)
ومزج الأول بالثاني هو بيان منهج الكتاب والسنة والقرون المفضلة فمن بعدهم ..
والمذموم في الشرع:
1 - سجع الكهان الخالي من الحجة
2 - بيان صحيح وحجة صحيحة يقصد به منشئه لتقرير باطل.
3 - بيان صحيح وحجة كاذبة.
4 - بيان صحيح وحجة صحيحة في غير موضعهما.
يبقى من القسمة ثلاثة أشياء:
الأول وهو ممدوح: البيان الصحيح المقرون بالحجة الصحيحة في المحل المناسب.
الثاني: ولا ذم لفاعله شرعاًُ: حجة صحيحة وبيان عليل.
الثالث: ولا ذم لفاعله إلا من قبل أصحاب المنهج الأوربي:الحجة الصحيحة من غير صبغة بيانية إلا بقدر ما يفهم منه مراد المتكلم.
وكل ما تنكره يا أخي ليس منكراً إلا إن أتيتني من كلامي بما يوافق المذموم شرعاً .. أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً ..
بوركت ..
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 01:17 ص]ـ
.أما ما يذم من غير الشرع فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً ..
بوركت ..
(ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه) أو نحوه، (وقولوا للناس حسنا)، ليست المشكلة في توظيف الصيغ البيانية والأدبية، فقد وظفتها ولا بأس بذلك أصلاً من حيث المبدأ، ولكن بعض الإخوة - منهم محدثك - يلحظ توظيف التعابير البيانية بأسلوب أقرب للفظاظة منه للرفق، فطريقة توظيفك للأدوات البيانية تحتاج إلى شيء من التلطيف، وهذا ممكن، إلا إن كنت تعتقد أن هذا الأسلوب هو أحسن ما تقدر عليه، فلا تكليف بما لا يطاق.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Dec 2008, 09:48 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
لا فضَّ فوك يا أبا فهر، فامض قدُماً لا حرمنا دقيق فهمك، وحسن قلمك.
وما ذكره الإخوة؛ فما أظنه _ فيما يظهر لي _ في محلِّه، وهذه عبارات لأهل العلم من قديم ومنهج واضح صريح، بل ربما في بعضها ما هو أشد قسوة منها.
فماذا تنقمون عليها لا سيما مع تمام الأدب، وأمر النيَّات لرب البريِّات، والهدف الأساس التجرد للحق، والوصول إلى الحق. جعلنا الله جميعاً من أهل الحق
نفع الله بك، وفتح علينا وعليك، وزادك من فضله الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[18 Dec 2008, 12:44 م]ـ
من الطبعي أن لكل كاتب أسلوب قد يكون تأثر به من قراءة لبعض العلماء أو الكتاب مع ما عنده من استعدادت لمثله، وإن كانت طريقة أبي فهر غيرها أحسن عندي لمثله، إلا أنها ليست كما وصفها بعض الإخوة، وأصبحت سببا لملاحقتهم له وترك أو عدم التركيز على ما في الموضوع من محتوى مراد من الكتابة.
وهذه الطريقة من الملاحقة الواقفة عند "الشكليات" غير المؤثرة في المضمون؛ تزهد الكاتب من مواصلة الكتابة إذا تكررت ملاحقته بهذه الطريقة مع إحجام الكثير من إعطائها حقها من النظر العلمي لمحتواها وتأييد أو تغليط الكاتب في ذلك لا في الشكليات.
فأرجو ألا نكون سببا مباشرا أو غير مباشر لمثل هذا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Dec 2008, 04:56 م]ـ
وهذه عبارات لأهل العلم من قديم ومنهج واضح صريح، بل ربما في بعضها ما هو أشد قسوة منها.
فماذا تنقمون عليها لا سيما مع تمام الأدب ...
خلافنا يا أبا العالية على هذا بالذات:
فوجود العبارات القاسية والجارحة في كتابات أهل العلم من قديم لا يزكيها ولا يجعل منها هديا متبعا من أدب الإسلام. والأولى اتباع المنهج القرآني والمنهج النبوي.
أما وأن تذهب إلى أبعد من ذلك فترى أنها من (تمام الأدب) فهذه والله حيّرتني. ولست أجد ما أقول فيها. وأرجو أن أكون مخطئا فيما فهمت.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:12 م]ـ
لا تنافي بين شدة العبارات وبين سوء الأدب أو نقصه ...
ويجتمع في الكلام شدة الأسلوب وقسوة العبارة مع تمام الأدب ..
فنقص الأدب إنما هو في رمي الناس بما ليس فيهم ..
أما من كانت حاله مطابقة للشدة فليست الشدة معه من نقص الأدب ..
وليس الرفق بالمطلوب أبداً أخي الشهري بل قد يكون من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة ...
فائدة ..
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[18 Dec 2008, 09:58 م]ـ
وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ
رحم الله شيخ الإسلام، وجزاك الله خيرا شيخنا الفاضل أبا فهر السلفي
ولكننا يا شيخنا الفاضل دخلنا مسترشدين متعلمين لا باغين على الكتاب والسنة ولا عادين عليهما – والعياذ بالله -،
شيخنا الفاضل
موضوع المجاز قد بحثتُهُ قديما وأنكرتُهُ، حتى وصل أمر المناقِشين لي إلى ألفاظ لا تليق علميا بباحث صغير فضلا عن أستاذ دكتور، فأغلقتُ الموضوع معهم بعد غياب فقه التحاور البناء، ثم عدتُ لبحثه قبل مدة، وأردتُ أن أفيد بعلومكم، فإذا الأسلوب ناكئ لما مضى من أساليب الرد بالانفعال قبل الاستدلال، فهم أشاعرة ومعتزلة وأنتم سلف، والقاسم المشترك المقبِض لكل منكما قسوة اللهجة، فَلِمَ وقد قال تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك)؟
شيخنا الفاضل الانفعال لكم ولن نُفِد منه، أما الاستدلال فهو ما يبتغيه طلبتكم ممن هم على نهجكم، فهلا أقرضتمونا إياه قرضا حسنا يضاعفه الله لكم ويرفع به درجاتكم دونما تقريع للمخالِف؟
بل قد يأتي المخالِف متجردا ومسترشدا فإذا الباب أمامه قد سُدَّ بشديد القول، وطريق الرجعة به قد قُطِع
شيوخنا الفضلاء أذكر نفسي وكل قارئ وقارئة ما ورد عن النبي بما معناه أن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شئ إلا شانه، وأن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالها صلى الله عليه وسلم توجيها لعائشة رضي الله عنها في مقابل دعاء اليهود عليه بالموت أو ترك الدين
فارفقوا بنا أساتذتنا فما تلامذتكم بعادين بل والله متعلمين ومنتفعين
إضاءة أخيرة: ليس بحجة أبدا أن نقتدي بكتابة كلمات نهى شرعنا الحنيف عنها لأجل أن شيوخنا المتقدمين قالوها، فكل يؤخذ من قوله ويُرَد إلا النبي صلى الله عليه وسلم، بل من البر بشيوخنا أن لا نقتدي بهم فيما لم يوافق أخلاق الدين مع حسن الاعتذار عنهم والترحم لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Dec 2008, 12:07 ص]ـ
بل قد يكون من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة ...
من مثل هذه العبارات يقشعر الرفق، وماذا فعلنا - ونحن إخوانك في المنتدى وتلاميذك - حتى تضطر، لو اضطررت، لمواجهتنا بعكس هذه الصفات؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Dec 2008, 12:47 ص]ـ
مرة ثانية يا سيدنا.هل تجادلني في أن الرفق في غير مواضعه قد يكون صفته ما ذكرتُ؟؟
ليس هذا محل جدال أصلاً ..
أما ذكرك لكم وجعلكم محلاً لهذه الأوصاف .. وأن أذكركم ها مضطراً .. إلخ
فلا أدري ماذا أقول فقد سئمتُ هذه الطريقة .. وليس لهذا الكلام موضع أصلاً ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Dec 2008, 12:50 م]ـ
كلام قديم للشيخ أبي فهر حول كتاب د. المطعني:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=223657&postcount=8
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 Dec 2008, 09:04 م]ـ
مرة ثانية يا سيدنا.هل تجادلني في أن الرفق في غير مواضعه قد يكون صفته ما ذكرتُ؟؟
ليس هذا محل جدال أصلاً ..
ألم يكن يعلم رب العالمين عز وجل أن الرفق مع فرعون لن يجدي؟ وهو الحكيم (يضع الأمور في مواضعها)، قال تعالى (فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى)، والرفق الذي نريد هو من جنس الإحسان العام في الأمور كلها، (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح)، فحتى القتل وهو قتل، على ما فيه من معنى الشدة والعقوبة وإقامة العدل على المجرم، أمر فيه بالإحسان ... وما يلقاها إلا الذين صبروا.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 01:29 م]ـ
يا سيدنا أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن (؟؟)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Dec 2008, 05:18 م]ـ
أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن (؟؟)
1 - روى مسلم في صحيحه: (ركبت عائشة بعيرا، فكانت فيه صعوبة. فجعلت تردده. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليك بالرفق، فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه. ولا ينزع من شيء إلا شانه)
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2594
2 - روى أبو داود، قالت عائشة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع وإنه أراد البداوة مرة فأرسل إلي ناقة محرمة من إبل الصدقة، فقال لي: (يا عائشة ارفقي، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه)
المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 2478
3 - في الحديث: (يا عائشة! إن الله رفيق يحب الرفق. ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه)
المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2593
===
أخي الكريم:
من المؤسف أن تصر على تبرير عدم الرفق، في حين أمره من أوضح الأمور، ولا يحتاج لتفصيل.
مثل هذه الأحاديث، إضافة إلى نظرة فاحصة لمواقف النبي صلى الله عليه وسلم لا تدع مجالا للشك في فرضية هذا الأصل الأخلاقي في التعامل مع المخالف وغير المخالف، مبتدعا كان أو مؤمنا صالحا، أو منافقا أو مشركا ما دام الحديث في حدوث الخلاف في الرأي، ولم يصل حد الاشتباك.
ودعك من شدة بعض العلماء على مخالفيهم، وتبريراتهم المختلفة، فهم غير معصومين، وليسوا قدوة في مثل هذا، ولذا فيتوجب أخذ صفوهم وترك كدرهم.
وأرجو إن أردت مواصلة الحديث في هذا الموضوع ألا تستشهد وتبرر موقفك إلا بما قال الله وقال الرسول، لأن المسألة لا تحتمل الرأي.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 07:36 م]ـ
لم تجب سؤالي إجابة صحيحة صريحة: هل هو في كل موطن فلا يجوز في كل موطن إلا الرفق، بحيث تكون الشدة ممنوعة أبداً (؟؟)
السؤال (2): ما هوتعريف الرفق (؟؟)
السؤا (3) وهو على طريقتكم في الفهم: ألم يعلم شيخ الإسلام -وقد نفى لزوم لين الخطاب في كل موطن= بهذه الأدلة التي سقتها (؟؟)
وهذا كلامه لأقرب لك:
قال شيخ الإسلام: ((مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ لِينِ الْكَلَامِ وَالْمُخَاطَبَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ: فَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي مِنْ أَكْثَرِ النَّاسِ اسْتِعْمَالًا لِهَذَا، لَكِنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي مَوْضِعِهِ حَسَنٌ، وَحَيْثُ أَمَرَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ بِالْإِغْلَاظِ عَلَى الْمُتَكَلِّمِ لِبَغْيِهِ وَعُدْوَانِهِ عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ: فَنَحْنُ مَأْمُورُونَ بِمُقَابَلَتِهِ، لَمْ نَكُنْ مَأْمُورِينَ أَنْ نُخَاطِبَهُ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ. وَمِنْ الْمَعْلُومِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا فَإِنَّهُ الْأَعْلَى بِنَصِّ الْقُرْآنِ. وَقَالَ: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} وَقَالَ: {إنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} وَاَللَّهُ مُحَقِّقٌ وَعْدَهُ لِمَنْ هُوَ كَذَلِكَ كَائِنًا مَنْ كَانَ)).
في الانتظار ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[23 Dec 2008, 09:16 م]ـ
يا سيدنا أجبني إجابة صريحة: هل الرفق مطلوب في كل موطن والشدة مهجورة في كل موطن (؟؟)
لسنا بصدد مسألة عامة، مجردة عن كل السياقات، فالجواب عنها معروف: وهو بالنفي. ولكنا بصدد تنبيه من اضطرب في تطبيقها عندما يجيء إلى الواقع.
وخير من هذا أن يقال: ما الأصل - حسب ما ورد في الأدلة - أن نبدأ بالرفق أم نبدأ بالشدة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 10:20 م]ـ
أحسنتَ أحسن الله إليك ..
طيب ..
الآن تحديد ما يستحقه الموقف من رفق أو شدة أليس اجتهادياً (؟؟)
لا أحسبك تُخالف في كونه من موارد الاجتهاد ..
طيب ..
الآن أنا أرى أن كتاب الدكتور المطعني أحوج للشدة في نقده من الرفق؛ لاغترار الناس به؛ ولأني لا أخاطب شخصه ولا طمع لي في أن تطول عينيه كلامي؛فلا طع لي في أثر الرفق به؛ ولأنه ملأ كتابه تجنياً على أهل السنة ولم يترفق بهم أو يعدل معهم ..
ولكل وجهة هو موليها ..
أمر أخير ..
هو أنكم تبالغون في وصف أسلوبي فليس هو شديداً بالدرجة التي تصفون ومن تتبع ردودي وقارنها بغيرها من ردود الناس علم أني من أرفق الناس بمن أحاور ..
والله من وراء القصد ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Dec 2008, 11:59 م]ـ
ارفقوا بأبي فهر بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 Dec 2008, 12:32 ص]ـ
فائدة في صلب الموضوع: رجح الدكتور محمد علي الهاشمي في مقدمة أطروحته للدكتوراه التي حقق فيها كتاب الجمهرة لأبي زيد = أن أبا زيد من وفيات أوائل القرن الرابع .. وقد رجح هذا بعد بحث طويل معجب ... فالحمد لله على توفيقه ..(/)
الاعجاز العددي بين القبول والرد -خطوة عملية للحل
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[17 Dec 2008, 02:21 م]ـ
الحمدلله وبعد
فمن المسلمات لدى اهل العلم ان القران الكريم لانقضي عجائبه، ولايزال اهل العلم يستخرجون من كنوزه وهداياته الى اليوم وسيظل هذا الامر، وهومن اعجاز القران
ومما ظهر بجلاء في هذا العصر مايسمى بالاعجاز العددي -وان كان لهذا الامر كتابات قديمة -الاأن الاهتمام به والتأليف في عصرنا اكثر، وأصبح له معتنون به وباحثون فيه، وتطور الامر حتى تنادى اصحاب هذا الاهتمام لعقد مؤتمرات له، وقد عقد-فيما اعلم - مؤتمران لهذا الشأن،احدهما في دبي وقد نظمته جائزة دبي الدولية للقران قبل سنتين، والآخر في المغرب وقدنظمته الهيئة المغربية للاعجازالعلمي في القران والسنة وقد عقد في شهر ذي القعدة من هذا العام 1429هالموافق لشهرنوفمبر2008م وقد حضرت هذا المؤتمر مع مجموعة من المتخصصين في الدراسات القرانيةو هم أ. د.فهدالرومي،ود. أحمدالبريدي، ود. محمدصفاحقي،وكان أغلب الحضور من المهتمين بهذا الوجه الاعجازي كما سموه في عنوان المؤتمر،وهنا اود تسجيل بعض الانطباعات، ثم الاقتراح الهام الذي وصلنا اليه كأهم توصية خرجنا بها من هذا المؤتمر الذي اطلق عليه المؤتمر الدولي الاول للاعجازالعددي في القران
أولا: هذا المؤتمر كان نتيجة لالجتماع المهتمين بهذا الشأن القراني في مؤتمر دبي،ومحاولة جادة لابراز هذا الوجه الاعجازي_حسب تسميتهم-بشكل دولي وبعمل مؤسسي
ثانيا: غني عن القول التنظيم الجيد الذي حظي به المؤتمر والحفاوة التي أكرم بها المغاربة اخوانهم الذين جاءوا من مختلف البلدان -ولاعجب في هذا فأهل المغرب اهل كرم ولهم باع جيد ومهارة متميزة في تنظيم المؤتمرات
ثالثا: يتضح وبجلاء الفجوة والهوة الكبيرة بن المتخصصين في علوم الشريعة عموما واصحاب تخصص الدراسات القرانية خصوصا وبين المهتمين بهذا الشأن، بدليل أنه لم يحضر احد من المتخصصن في العلوم الشرعية من اهل المغرب- وهم اهل الدار-،ولم يشارك في هذا المؤتمر من المتخصصين في الدرسات القرانية غير من ذكرت اسماءهم سابقا بالاضافة لاحد الاخوة من الجزائر
ولهذا كان الحضور في اغلبه من الاخوة الافاضل من باحثين من التخصصات العلمية التجريبية في العلوم والرياضيات والهندسة
رابعا: الاخوة الباحثين في المؤتمر لديهم همة عالية في خدمة هذا الدين وحماس كبير للدعوة الى الله عير هذا الفن الذي توجهوا اليه،وقد ظهر ذلك من خلال بحوثهم وتتبعهم الدقيق للارقام والمناسبات بينها واستخدام العلوم التجربية من رياضيات وهندسة وغيرهما في ابراز بعض الاشارات القرانية
خامسا: بعض ماطرح في المؤتمر من ابحاث فيه لطافة من حيث دقة التناسق بين بعض المعلومات والارقام، وبعضها يصعب فهمه إلاعلى المتخصصين في الرياضيات، وبعضها فيه تجن وتمحل،وبعضها مبني على اسس غير علمية، ونظرا لافتقاد بعض الباحثين بعض العلوم الرئيسة في التفسير وعلوم القران والرسم والعد فتجده يبني نظريته او بحثه على خطأ بسبب ماسبق ذكره
خامسا: اعتقد ان توثيق الصلة وردم تلك الهوة بين المتخصصين في العلوم الشرعية وخاصة الدراسات القرانية امر لابد منه،خاصة ان هذاالامر يرتبط بكتاب الله،وبدلا من تبادل التهم بين الفريقين لابد من الجلوس على طاولة البحث العلمي المنصف للنظر في هذا الفن الجديد
ولاأبالغ ان قلت ان حضور المتخصصين في الدراسات القرانية في هذاالمؤتمر قد جسر تلك الفجوة واستمع كل طرف للاخر مباشرة وأكاد اقول اننا وصلنا الى بداية الحل في الحديث في موضوع الاعجاز العددي من خلال التوصية التي سأذكرها
وأنا أشهد اننا رأينا من اخواننا الباحثين في الاعجاز العددي كل ترحيب واستجابة في موضوع اهمية ضبط هذا الامر بالضوابط الشرعية ورأينا من سعة صدورهم ماهم أهل له، خاصة انه قد حصلت مناقشات حادة حتى اصبحنا في غالب الجلسات كاننا نحن الشرعيين وخاصة ممن حضر اغلب الجلسات (وهم د. احمدالبريدي ,واخوكم كاتب هذه الاسطر) كاننا حزب معارضة لكل مايطرح ولكن كل ذلك بحوار علمي خلا من المهاترات والحمد لله ورأينا من سعة صدور اخواننا الباحثين وبحثهم عن الحق مايثلج الصدر
سادسا: خلص المؤتمرون الى عقد جلسة مغلقة لمناقشة مابعد المؤتمر وبعد نقاش جاد وصريح- طغى عليه موضوع الموقف من هذا الوجه الاعجازي الجديد- طرحت على الاخوة عقد ندوة لوضع النقاط على الحروف في الاعجاز العددي من حيث ضوابط البحث العلمي فيه يشترك فيها المتخصصون في الشريعة والباحثون في الاعجاز العددي وبشكل مؤسسي، مع الافادة من الضوابط التي وضعت في مؤتمر دبي
وقد تكفلت انا بطرح هذا الموضوع الهام على أعضاء ملتفى اهل التفسير من علماء وباحثين من مختلف بلدان العالم وهاأنا اقول ان الكرة الان في مرمانا -ان صح التعبير- فاخواننا ينتظرون ان نستكب كل من له عناية بهذا لامر وأنا اهيب بالاخوة الباحثين العناية بوضع المنهج العلمي الصحيح للبحث في هذا الامر -بغض النظر اختلفنا او اتفقنا معم في تسميته اعجازا - الامر يتطلب منكم يأهل التخصص وقفة علمية جادة لوضع الضوابط لهذا الفن، خاصة أننا رأينا من أغلب الحاضرين الافرار بأهمية هذه الضوابط حماية لجناب كلام الله من اجتهاد من لايملك ادوات الاجتهاد من المتحمسين الذي يفتقدون اساسيات التعامل مع البحث في القران وقد تم الافاق على عقد هذه الندوة قبل عقد المؤتمر الثاني الذي سيكون في ماليزيا وسيكون مؤتمر ماليزيا بعد سنتين،وقد شكلت لجنة تحضيرية مؤقتة للتنيسق لهذه الندوة توليت أنا فيها دعوتكم يأيها الافاضل للكتابة في هذه الضوابط،
ومرفق لكم الضوابط التي وضعوها المؤتمرون في مؤتمر دبي للاستئناس بها
سابعا: توليت الدعوة لهذا الموضوع في الملتقى،وحتى نخرج بنتيجة علمية أطلب من اخواني مساعدتي في اقتراح وضع الاطار العملي للتنسيق لهذا الامر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[17 Dec 2008, 05:27 م]ـ
أنت لها يا ابا عبدالمحسن
وقد كنت أود أني حضرت الجلسات لأستفيد من مداخلاتكم أنت والدكتور أحمد إلا أن الأمر الطاريء كما تعرفون حتم علي العودة وكم أود من جمعية القران أن تستكتب بعض المختصين في هذا الموضوع وعرضه في ندوة علمية يدعى إليها المختصون لمناقشته والخروج برؤية تنير الطريق وتهدي بإذن الله إلى الصواب ليناقش ويقر ويعتمد في المؤتمر المختص في ماليزيا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[18 Dec 2008, 03:16 م]ـ
أشكر أخي الدكتور عيسى على طرح هذا الموضوع وأتمنى أن يتحفنا بالمزيد من التفاصيل حول مؤتمر الرباط، وحبذا تنزيل البحوث العلمية التي طرحت فيه بالتعاون مع أمانة المؤتمر إن أمكن.
ما يسمى بالإعجاز العددي الذي يطرحه كثير من الإخوة غير المتخصصين بالعلوم الشرعية لا يَصْدُق عليه مصطلح الإعجاز في رأيي؛ لأن الشيء المعجز هو الذي لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، وهذه الأرقام التي يذكرها الإخوة المشتغلون بهذا الفن المتكلف تارة بالجمع وتارة بالطرح وتارة بالضرب وتارة بالقسمة وتارة بحساب المكتوب وتارة بحساب المنطوق وتارة بحساب الحرف المشدد حرف واحد وتارة بحسابه حرفين إلى غير ذلك من العمليات الحسابية الرياضية التي تطورت فاضحت تعمل باستخدام الحاسوب = ليست من الإعجاز في شيء فإنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.
ثم كون الإخوة يسلكون أكثر من منهج ويستخدمون أساليب مختلفة للتوصل إلى النتيجة التي يريدونها مع عدم التفاتهم إلى خلاف علماء العد والرسم، وعدم استطاعتهم الإتيان بأمثلة دقيقة تنطبق على جميع سور القرآن لا يدل على عظمة القرآن وإعجازه، بل قد يفيد العكس؛لأن الله تعالى لو أراد أن يكون هذا الكتاب معجزا بعد حروفه وكلماته لجعله كذلك في غاية الإتقان والإحكام والضبط من أوله إلى آخره.
ثم إن العرب الذين نزل عليهم القرآن أمة أمية لا تحسب ولا تكتب، ولذلك يبعد أن يكون العدّ من وجوه إعجازه. والله أعلم
وليت الأوقات والجهود تنفق فيما هو أجدى وأنفع من ذلك من وجوه خدمة القرآن الكريم.
ـ[ساري عرابي]ــــــــ[18 Dec 2008, 04:44 م]ـ
موضوع مهم ...
من أكثر المهتمين بهذا الشأن الشيخ بسام جرار في فلسطين، وهو صاحب علم شرعي خاصة في التفسير والفقه، وجهوده في الإعجاز العددي متأخرة نسبياً (على بعدها في الزمان) بالنسبة لجهوده العلمية والدعوية الأخرى، وكان لديه مركز متخصص في مدينة البيرة بفلسطين اسمه مركز (نون) للدراسات والأبحاث القرآنية أغلقه الاحتلال الاسرائيلي ...
وللشيخ بعض التلاميذ المعنيين بهذا الجانب، لكنهم دونه، وفي حدود علمي أنه أرسل مندوباً عنه إلى مؤتمر دبي المذكور لأنه ممنوع من السفر من طرف اليهود، ولا أدري إن فعل ذلك أم لا ...
وبعض أبحاث الشيخ منشورة على موقعه على شبكة الإنترنت ... لكنه أكثر إقناعاً متحدثاً منه كاتباً، مع تمكنه من الأمرين.
وأحسب أحد الأخوة من القريبين منه مشارك في هذا الملتقى، فلعله يتصل بالشيخ ويدفعه للمساهمة في الملتقى، خاصة وأني بعيد عهد بالشيخ رغم قربي المكاني بسبب حداثة خروجي من سجون اليهود.
وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2008, 05:04 م]ـ
وأتمنى أن يتحفنا بالمزيد من التفاصيل حول مؤتمر الرباط، وحبذا تنزيل البحوث العلمية التي طرحت فيه بالتعاون مع أمانة المؤتمر إن أمكن.
قامت الأخت الكريمة الشريفة فاطمة ممن حضر المؤتمر وفعالياته بكتابة تقرير مفصل في 25 صفحة، وسوف تقوم بوضعه هنا بإذن الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Dec 2008, 04:00 م]ـ
اشكر أخي الدكتور عيسى الدريبي على ما سطرته يمينه حول مؤتمر الإعجاز العددي فلقد أتى على ما في الخاطر وأكثر ,وإني مؤكد على قضيتين مما ذكر فضيلته وهما:
أننا لا حظنا أن المشتغلين بهذا اللون هم غالباً من غير المتخصصين في الدراسات القرآنية رغم براعتهم وتمكنهم في تخصصهم في العلوم التجريبية, ولذا خلت كتابتهم من التأصيل الشرعي , فتجد الواحد منهم يقرر قضايا عدة , على مسائل ظنية وخلافية عند أهل الفن وهو يظن أن الامر من قبيل المقطوع به.
الأمر الثاني: لاحظنا حرصهم الشديد على المحافظة على جناب القرآن وتأكيدهم المتكرر على رفضهم لمنهج رشاد خليفة , مع نية خالصة وحب للخير , ولذا فمن اليسير جداً التعاون بين المتخصصين في الدراسات القرآنية والمهتمين بهذا اللون من العلم , وهو ما ينادي به أخي العزيز الدكتور عيسى ولعل هذه الندوة هي بداية هذا التعاون والتلاحم للوصول إلى النتائج المرضية.
فسر أبا عبد المحسن فنحن معك إن شاء الله ولن يخذلك الأخوة إن شاء الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Dec 2008, 04:06 م]ـ
تقرير الأخت فاطمة عن المؤتمر قد أفرد في موضوع مستقل على هذا الرابط:
تقرير المؤتمر الدولي للاعجاز العددي في القران الكريم. الرباط 08و 09 نوفمبر 2008 ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=14136)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Dec 2008, 07:18 م]ـ
إبراهيم الحميضي
ما يسمى بالإعجاز العددي الذي يطرحه كثير من الإخوة غير المتخصصين بالعلوم الشرعية لا يَصْدُق عليه مصطلح الإعجاز في رأيي؛ لأن الشيء المعجز هو الذي لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله، وهذه الأرقام التي يذكرها الإخوة المشتغلون بهذا الفن المتكلف تارة بالجمع وتارة بالطرح وتارة بالضرب وتارة بالقسمة وتارة بحساب المكتوب وتارة بحساب المنطوق وتارة بحساب الحرف المشدد حرف واحد وتارة بحسابه حرفين إلى غير ذلك من العمليات الحسابية الرياضية التي تطورت فاضحت تعمل باستخدام الحاسوب = ليست من الإعجاز في شيء فإنك إذا تأملت في كلام العرب تستطيع أن تستخرج منه وجوها من الإعجاز على هذا النحو الذي يذكره هؤلاء.
ليس كل ما يكتب في الاعجاز العددي هو على هذه الصورة المفترضة
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[14 Jan 2009, 04:47 م]ـ
التقرير الخاص بهذا الجمع الديني قد وضعتنه في الملتقى تحت عنوان تقرير المؤتمر الدولي الاول للاعجاز العددي في القران الكريم 08 - 09 نوفمبر 2008. وسيتوصل مركز تفسير للدراسات القرانية بالرياض بنسخ للسادة الافاضل الذين حضرو لاشغاله فقد بعثها منذ اسبوعين مع سيدي يتضمن جميع الابحاث التي حصلت عليها من المؤتمرين اعزهم الله بتشجيع من استاذي الدكتور الحسين زايد والدكتور ذو الكفل محمد يوسف جزاه الله خير الجزاء.
كنت اود ارسال نسخ اكثر ولكن الظروف كانت اقوى مني ولان ماشاء الله كانت الطلبات كثيرة من داخل الكلية وخارجها ومن خارج المغرب اكثر من داخله ... ولولا ظروف بحثي الخاص بالتخرج واستعدادي لنشر نتائجه الجديدة من نوعها بالمغرب ان شاء الله لخصصت ميزانية اكبر ووضعته بمكتبات الرباط كلها ليتيسر التنفع به ...
نسال الله تعالى ان يتقبل منا ومنكم وان يوفقنا لتحضير ابحاث جديدة وعظيمة بنفس المجال استعدادا لمؤتمر ماليزيا الذي يؤمل تنظيمه بكوالا لامبور بحول الله وقوته في غضون السنتين القادمتين.
وكما قال الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي فقد اسفرت الجلسة المغلقة للمؤتمرين بالمؤتمر الاول للاعجاز العددي في القران عن تنظيم لجنة دولية لتتبع نشاطات الدكاترة والمختصين بهذا المجال يتراسها ولي الفخر استاذي الفاضل الدكتور الحسين زايد وينسق بين اعضائها المهندس حسن عمر فتاح.
اسال الله تعالى ان يبارك لنا في شيوخنا وامنيتي ان احضر اشغال المؤتمر الثاني بماليزيا ...
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Jan 2009, 05:47 م]ـ
حسب اعتقادي , فإنّ التخصص المطلوب تحديداً بين تخصصات الدراسات القرآنية المطلوبة لضبط انفلاتات الباحثين في ما يُسمى "الإعجاز العددي" الإحاطة بعلوم عد الآي والرسم والضبط و القراءات, ذلك أنَّ القرآنَ إذا أعجز في بيانه أو أخباره أو هداياته لم يتخلف إعجازُه ذلك في كل وجه ثبتَ به القرآنُ , وهذا أبلغُ ما يكونُ به الإعجاز , أن تتعدد أوجهه وقراءاتُهُ وحروفُه وكتاباتُهُ , ويبقى إعجازه رغم كل هذا التنوع ثابتاً ظاهراً لا يترددُ قائلٌ به من حكايته والإعلان به.
امّا لو قامَ بعض الأكارم المتخصصين في الرياضيات و الهندسة بفتح مصحفٍ واحدٍ بروايةٍ واحدة من عشرين روايةٍ متواترةٍ ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويستخرجُ بعدِّه وحساباته وضربه الأخماس في الأعشار ما يتوهمه إعجازاً وينشر ذلك للناس ويطلبُ التسليم المطلق به مع أنَّ أبسط مسائل علوم العد أو الرسم أو القراءات ينتقضُ بها هذا الإعجاز , فهذا أمرٌ لا يليق بالقرآن ,وينبغي ضبطُهُ بتكاثف الجهود التي تفضل بها الدكتور الفاضل/ عيسى حفظه الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Jan 2009, 08:34 م]ـ
هذه وقفات ذكرتها في موضوع سابق (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10550) وأعيد طرحها هنا مع بعض التعديل الذي يقتضيه المقام:
في البدء أحب أن أنوه بشكر د. عبد الله جلغوم على إيراده (منهجه في العد) في موضوع سابق، وكنت أود أن يفرده في موضوع مستقل لنتمكن على أساسه من تحديد وجهة النقاش والحوار.
وأنا أوافقه في أنه لا ينبغي أن نتكلم إلا بكلام علمي منضبط، مع التركيز على النقاط الجوهرية المجدي بحثها والكلام فيها، والبعد عما عدا ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولستُ الآن بصدد حديثٍ منسَّق ومحضَّر في موضوع نقد الإعجاز العددي، لكن استوقفني كلام أورده هنا فأحببت أن أعرض بعض الملاحظات عليه مما هي وليدة الخاطر.
قلتَ:
رأيتُ القرآن يبدأ بسورة عدد آياتها 7 وينتهي بسورة عدد آياتها 6 ...
أنا تساءلت: ما السر إن كان هناك سر؟
بعد البحث والتدبر:
اكتشفت أن الله خلق الكون في 6 أيام وورد هذا اللفظ " في ستة أيام ": في 7 آيات ...
ثم أشرت بعد هذا المثال إلى ما يفيد أن هذه هي طريقتك في البحث والكشف عن أوجه ما يُسمى بالإعجاز العددي للقرآن الكريم، وهذا في نظري ملحظ مفصلي في القضية، ويمكن الانطلاق منه، كما ان الكلام فيه ينطبق على ما سواه من الأمثلة والتطبيقات.
يظهر جليا أن البحث هنا غير مستند على أساس علمي، بل على الظن والتخمين.
أما الظن فلأن التساؤل (ما السر؟) ليس له مسبب أصلا، إذ ليس في كون أول سورة سبع آيات، وآخر سورة ست آيات =ما يثير التساؤل والاستغراب والبحث عن نكتة، ويشعر بهذا قولك: "إن كان هناك سر" فكيف يمكن أن نجعل مثل هذا أساساً لإثبات وجه إعجازي للقرآن الكريم؟!
ولا يخفى الجميع أن كل من تكلم في الإعجاز يشترط أن يكون الوجه المعجز مبنيا على ما تحقق ثبوته، وإلا كان تقوّلا مردودا.
وأما التخمين فهو مبني على الظن السابق، فلما لم يثبت وجه معجز ملفت للنظر وخارق للعادة ابتداءً =بدأ (البحث والتدبر) أملا في إيجاد ما يلبي التساؤل المفترض (ما السر؟) ولم يكن ثَم طريق -والحال هذه- إلا التخمين والانتقاء بلا دليل "اكتشفت أن الله خلق الكون في 6 أيام ... وهذا ورد 7 مرات"!
فما السبب في هذا الانتقاء؟
وما العلاقة بين الأمرين؟
وهل يصلح مثل هذا ان يكون جواباً وكشفا للسر المختبئ؟!
ثم بعد هذا وذاك -وعلى فرض التسليم بأن هناك توافقا بين الأمرين- هل يمكن أن نجعل مثل هذا التوافق مثالا صحيحا لقضية الإعجاز العددي وإثباته؟
هل نقول: إن الله أراد هذا الترتيب وهذه الأعداد وأعجز بها الخلق؟!
المسألة تحتاج إلى تروٍ ووقوف كما هو ظاهر ..
ولها ذيول أخرى لعلها تُذكر لا حقا ..
وفقنا الله جميعا للعلم النافع والعمل الصالح
ثم أكملت الحديث بهذا الرد:
لقد قام العلماء منذ قرون متطاولة بعد سور القرآن الكريم وآياته وكلماته وحروفه ... وحزبوه، وحددوا النصف والربع والثمن والعشر ... وحددوا الحرف الذي يتوسط القرآن بالدقة ... حددوا حرف كذا كم تكرر مرة، والمواطن التي أثبت فيها الحرف من كلمة معينة، والمواطن التي حذف منها ....
والكلام في مثل هذا يطول، وأمثلته لا يسعها المقام، ومحلها كتب علم الرسم.
في هذا دليل على أن هذه المسألة ليست مما خفيت عليهم أو مما لم يتوفر لهم أسبابها، فهم قد كانوا أولا أقرب للوحي، ثم إنهم كانوا أكثر حفظا، وأشد حرصا، مع توفر الذكاء والنجابة والإبداع، وكانت الدولة الإسلامية في أوج ازدهارها، وكان الحرصُ على خدمة الوحيين وعلوم الإسلام جميعا =هماً تظافرت فيه جهود العلماء بمختلف مشاربهم ومواطنهم.
وقد كانوا يذكرون جملة مما يصادفهم من موافقات، يذكرونها على أنها من المُلح واللطائف، ولم يرد عن أحد منهم أن هذا يمكن أن يُبنى عليه قضية معجزة، أو أمر خارق للعادة أراده الله تعالى وأودع سره في القرآن تحديا للخلق وإبهارا.
وما أشرت إليه أخي الكريم من مصادفات يلاحظ عليها ما يلي:
1/ أن الكلام فيها كله مبني على أمور لو تخلف منها شيء لانهار البناء ولو يبق للموافقة أو المصادفة وجه، فترتيب السور، وعد الآي، واختلاف الرسم، واختلاف القراءة ... كل هذه لو أخذنا بالخلاف المعروف في أحدها لانتقضت المصادفة وتخلف الاتفاق، ولم يبق بعدها لمن أراد البحث عن أسرار =من معتمد يبني عليه.
2/ من الخطأ الجلي أن نأتي لاختيار وقول محدد في الأمور السابقة كلها، ونأخذ به، ونلغي ما سواه، ثم نقول هذا هو الوجه ولا وجه غيره، والله تعالى أراد هذا الترتيب قطعا!
3/ لو سلمنا بأن وجها من أوجه المصادفة والاتفاق يمكن أن يتأتى على قراءة محددة، فإن هذا الوجه أو هذه الأوجه ينبغي أن تكون ظاهرة واضحة يصل إليها من أرادها بأقرب طريق.
لكن الملاحظ فيما ذُكر هنا ويذكر في مواطن أخرى أن التكلف والتلفيق يظهران بجلاء لكل أحد، والكلام في وجه هذا التكلف فيه إعادة وتطويل، ولو أردتَ ذكره لذكرتُه.
أرجو أن يكون في هذه الخطوة العملية إجابات وافية لهذه الاشكالات ...
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Jan 2009, 10:23 م]ـ
الأخ الفاضل العبادي ... والأخوة الكرام
المثال الذي ذكره الأخ العبادي نقلاً عن الأخ جلغوم نوافق أن فيه تكلف ويشغب على مسألة الإعجاز العددي.
القراءات هي متواترة وما يصح عددياً في قراءة ليس بالضرورة أن ينطبق على قراءة أخرى كما هو الأمر في المعانى.
الإعجاز العددي يتعلق بترتيب السور وعدد الآيات والكلمات والحروف ... والاختلاف المحدود في هذه الأمور لا يؤثر في حقيقة وجود الإعجاز العددي.
تكرر كثيراً ضرورة إشراف أهل الاختصاص الشرعي لوضع الضوابط وما أعلمه من واقع المشرفين على أبحاث مركز نون للدراسات القرآنية أنهم من أهل الاختصاص الشرعي المتعمق والمحترف وهذا معلوم تماماً في فلسطين. ومن هنا لا نجد اعتراضات حقيقة على بحوث مركز نون إلا ما كان من بحوث قبل نشأة المركز عام 1998م.
لقد لاحظ كل من حضر المؤتمر الدولي للإعجاز العددي في الرباط تميّز أبحاث مركز نون. ومن هنا أدعو أهل الاختصاص والاهتمام إلى أن يعطوا من وقتهم لدراسة هذه البحوث خدمة للقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[15 Jan 2009, 04:50 ص]ـ
أمثلة متنوّعة
في الإعجاز العددي
باسم سعيد البسومي
محاضر في قسم الرياضيات كلية العلوم التربوية
رام الله - فلسطين
النمل
سورة النمل هي السّورة 27 في ترتيب المصحف، وعدد آياتها 93 آية. تبدأ السورة بالحرفين (ط س).
وإليك الملاحظات الآتية:
تكرّر حرف (ط) في سورة النمل 27 مرّة، وهذا هو ترتيب السورة في المصحف.
تكرر حرف (س) في سورة النمل 93 مرّة، وهذا هو عدد آيات السورة.
جُمّل كلمة "نمل" هو 120 ن=50 م=40 ل=30
لاحظ:ترتيب سورة النمل (27) + عدد آياتها (93) = 120تكرار
حرف ط (27) + تكرار حرف س (93) = 120
سورة التوبة وسورة النمل:
سورة التوبة هي السورة الوحيدة التي لا تُستهل بالبسملة، وفي المقابل نجد أنّ سورة النمل تتكرر فيها البسملة مرتين، ليبقى عدد البسملات الكلّي في القرآن الكريم مساوٍ لعدد سوره، أي 114 (19 × 6).
قال تعالى: "إنه من سليمان وإنّه بسم الله الرحمن الرحيم".
وإليك بعض العلاقات العدديّة التي تجمع بين السورتين:
إذا بدأنا العد من التوبة (9) تكون سورة النمل هي السورة 19.
الفرق بين ترتيب السورتين في المصحف هو: (27 – 9) = 18،
واللافت أنّ مجموع تراتيب السور من سورة التوبة وحتى سورة النمل هو:
(9 + 10 + 11 + … + 27) = 19 × 18.
ملاحظة: الأعداد التي إذا بدأنا العد من الأول منهما يكون الأخير هو العدد 19 وبالتالي يكون الفرق بينها 18 هي أعداد لا نهائية، واللافت هنا أنّ العددين 9، 27 هما فقط العددان اللذان يكون مجموع تسلسلهما 19 × 18
لم ترد كلمة النمل في القرآن الكريم إلا في الآية 18 من سورة النمل، وعدد كلماتها 19 كلمة.
نوح عليه السلام
عدد آيات سورة نوح هو 28، وترتيبها في المصحف هو 71.
وإليك الملاحظات الآتية:
1.عدد السور التي ورد فيها اسم نوح عليه السلام هو 28 سورة.
2.تكرّر اسم نوح دون إضافة في القرآن الكريم أيضاً 28 مرّة (أي ليس في صيغ مثل قوم نوح، أو امرأة نوح).
3.وردت لفظة نوح بجميع صيغها 43 مرّة في القرآن الكريم، و43 هو الفرق بين ترتيب السورة وعدد آياتها. (71 – 28 = 43).
4. هناك 43 سورة بعد سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح.
5.اللافت أنّ هناك 43 سورة قبل سورة نوح لم يرد فيها لفظة نوح.
6. تكرر اسم نوح في سورة نوح 3 مرات، وهذا يعني أنّ مجموع جمّل كلمة "نوح" في السورة هو (3 × 64) = 192.
اللافت للانتباه أنّ العدد 192 هو ترتيب كلمة نوح الثالثة والأخيرة في سورة نوح، وبالتالي لفظة نوح الأخيرة في القرآن الكريم.
بذلك يتبين أنّ عدد الآيات من آية التماثل الأول في سورة آل عمران إلى آية التماثل الثاني في سورة مريم، هو نفس عدد الآيات من بداية سورة التماثل الأول إلى بداية سورة التماثل الثاني أي 1957.
1957 هو أيضاً مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى حتى الآية 34 من سورة مريم، أي حتى التكرار 19 لورود عيسى عليه السلام.
اللون الأبيض في القرآن الكريم
يمكن اعتبار اللون الأبيض الأساس لجميع الألوان، لأن الضوء الأبيض إذا تم تحليله ينتج عنه ألوان الطيف السبعة، وينتج عن هذه الألوان إذا تم مزجها بالنسب المختلفة الآلاف من الألوان المعروفة.
جمّل كلمة أبيض هو 813 (1+2+10+800).
قمنا بتتبّع الكلمات التي تشير إلى اللون الأبيض في القرآن الكريم، فكان الجدول الآتي:
اللون الابيض في القران
الكلمة السورة رقم الآية
ابيضت آل عمران 107
ابيضت يوسف 84
تبيض آل عمران 106
الأبيض البقرة 187
بيضاء الأعراف 108
بيضاء طه 22
بيضاء الشعراء 33
بيضاء النمل 12
بيضاء القصص 32
بيضاء الصافّات 46
بيض فاطر 27
بَيض الصافّات 49
المجموع 813
النتيجة: مجموع أرقام الآيات التي وردت فيها الكلمات التي تشير
إلى اللون الأبيض هو 813، و813 هو أيضاً جمّل كلمة "أبيض".
سورتيّ مريم وص
هناك 29 سورة في القرآن الكريم تُستهل بحروف نورانية مثل: الم، الر، كهيعص، ص،…. في هذه السور الـ 29 نجد أنّ ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19، وسورة ص ترتيبها 38، ولا يوجد غيرهما من سور الفواتح سورة ترتيبها من مضاعفات الـ 19، وعليه إليك هذا الجدول:
الترتيب السورة وجُمّلها فاتحة السورة وجُمّلها
19 مريم، وجملها 290
(أي 40 + 200 + 10 + 40) كهيعص، وجمّلها 195
(يُتْبَعُ)
(/)
(أي 20 + 5 + 10 + 70 + 90)
38 ص، وجمّلها 90 ص، وجمّلها 90
57=19 × 3 380=19 × 20 285=19 × 15
المجموع =ترتيب سورة مريم ×ترتيب سورة ص =19 ×38
يترتّب على الجدول السابق النتائج العدديّة الآتية:
مجموع ترتيب السورتين هو 57، أيّ 19 ×3.
مجموع جُمّل السورتين هو 380، أيّ 19 ×20.
مجموع جُمّل فاتحتيّ السورتين هو 285، أيّ 19 ×15.
المجموع العام هو 722، والمفاجئ أنّ هذا هو
19×38، أي حاصل ضرب ترتيب سورة مريم 19 في ترتيب سورة ص 38.
أدم و عيسى عليهما السلام
جاء في الآية 59 من سورة آل عمران: "إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ، خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ".
تتحدث الآية الكريمة عن التماثل في خلق آدم وخلق عيسى، عليهما السلام. وقد لفت نظر بعض الكتاب أنّ في الآية تماثلاً عددياً أيضاً. فما هو هذا التماثل؟!
إذا قمنا بإحصاء كلمات عيسى من بداية المصحف وحتى كلمة عيسى في الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة عيسى في القرآن الكريم.
وإذا قمنا بإحصاء كلمات آدم من بداية المصحف وحتى كلمة آدم في
الآية 59 من سورة آل عمران، فسنجد أنها التكرار رقم 7 لكلمة آدم
في القرآن الكريم.
هذه الملاحظة دفعتنا إلى متابعة الأمر، فكانت النتيجة أنْ تحصّلت لدينا ملاحظات عدديّة كثيفة. إلا أننا رأينا أن نقصر البحث هنا على جزء منها:
بحثنا عن تماثل ثانٍ في سور أخرى، فكانت المفاجأة أنّ هذا التماثل جاء في سورة مريم. ومعلوم أنّ مريم هي إبنة عمران، وكان التماثل الأول في سورة آل عمران.
وقد جاء التماثل الثاني على الصورة الآتية:
ترتيب سورة مريم في المصحف هو 19. ولم ترد كلمة عيسى في هذه السورة إلا مرّة واحدة، وذلك في الآية 34. والملاحظة اللطيفة هنا أنّ تكرار كلمة عيسى في الآية 34 هو التكرار رقم 19 في القرآن الكريم. والمفاجأة هنا أنّ كلمة آدم ترد في الآية 58، ولم تتكرر في سورة مريم إلا مرّة واحدة، هي أيضاً
التكرار رقم 19 في القرآن الكريم.
ففي السّورة 19 إذن كان التكرار 19 لكلمة عيسى والتكرار 19 لكلمة آدم. فتأمّل!!
تكررت كلمة عيسى في القرآن الكريم 25 مرّة. واللافت أنّ تكرار كلمة آدم في القرآن هو أيضاً 25 مرّة. والملاحظ أنّنا إذا بدأنا العدّ من الآية 34 من سورة مريم، والتي ذكر فيها اسم عيسى، عليه السلام، تكون الآية 58 التي ذكر فيها اسم آدم، عليه السّلام، هي الآية 25.
رأينا أنّ التماثل الأول لكلمة عيسى وآدم عليهما السلام كان في الآية 59 من سورة آل عمران. بينما كان التماثل الثاني في سورة مريم.
إذا بدأنا العد من الآية 59 من سورة آل عمران، فستكون الآية 58 من سورة مريم هي الآية رقم 1957
اللافت أنّ عدد الآيات من بداية سورة آل عمران (سورة التماثل الأول)،
إلى بداية سورة مريم (سورة التماثل الثاني) هو أيضاً 1957.
والمفاجأة هنا أنّ مجموع أرقام الآيات المتضمّنة كلمة عيسى، من بداية المصحف وحتى الآية 34 من سورة مريم، هو: 1957.
التسلسل
السورة الآية التسلسل السورة الآية
- البقرة 87 11 النساء 171
البقرة 136 12 المائدة 46
البقرة 253 13 المائدة 78
آل عمران 45 14 المائدة 110
آل عمران 52 15 المائدة 112
آل عمران 55 16 المائدة 114
آل عمران 59 17 المائدة 116
آل عمران 84 18 ا لأنعام 85
النساء 157 19 مريم 34
النساء 163 مجموع أرقام الآيات الكلي = 1957
سورة الحديد
سورة الحديد هي السورة رقم 57 في ترتيب المصحف، وهي السورة الأخيرة في النصف الأوّل من القرآن الكريم.
وإليك بعض الملاحظات حول الحديد:
الحديد هو العنصر الوحيد من عناصر المادة الذي يدلّ عليه اسم سورة من سور القرآن الكريم.
جُمّل كلمة الحديد هو 57، وهذا هو أيضاً ترتيب سورة الحديد.
الوزن الذري لنظير الحديد المغناطيسي هو 57.
4.جُمّل كلمة حديد هو 26، وهذا هو العدد الذري للحديد.
5.عدد آيات سورة الحديد هو 29 آية، فإذا ضربنا ترتيب سورة الحديد بعدد آياتها يكون الناتج 1653، و1653 هو أيضاً مجموع تراتيب سور القرآن الكريم من السورة الأولى حتّى السورة 57، وهي سورة الحديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
5.إذا قمنا بضرب ترتيب كل سورة من سور القرآن الكريم الـ 114 بعدد آياتها، ثم رتّبنا الناتج تنازلياً، فستكون النتيجة أنّ سورة الحديد هي السورة الوحيدة التي تحافظ على ترتيبها بين سور المصحف، أي ستبقى السورة رقم 57.
العدد في سورة الجن
أحصى الكاتب صدقي البيك في كتابه معجزة القرآن العدديّة الأعداد الصحيحة في القرآن الكريم، سواء الأعداد التي وردت بشكل مباشر أو تلك المقصودة، فكانت 285 عدداً أي 19 ×15.
وإليك تفصيل ذلك في الجدول الآتي:
العدد 1 2 3 4 5 6 7 8 9
المرات 145 15 17 12 2 7 24 5 4
العدد 10 11 12 19 20 30 40 50 60
المرات 9 1 5 1 1 2 4 1 1
العدد 70 80 99 100 200 300 309 950 1000
المرات 3 1 1 6 2 1 1 1 8
العدد 2000 3000 5000 50000 100000
المرات 1 1 1 1 1
سورة الجن وعلاقتها بعدد الأعداد 285 والعدد 19
تنتهي سورة الجن بالآيات الآتية:
(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا* إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا* ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم* وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددا (
نجد في السورة الملاحظات العدديّة الآتية:
سورة الجن هي السورة الوحيدة في القرآن الكريم التي تنتهي بكلمة عددا، واللافت هنا أنّ ترتيب كلمة عددا في السورة هو 285، وهو عدد الأعداد في القرآن الكريم، وهو أيضاً 19 × 15.
سورة الجن
السورة الوحيدة
التي تنتهي
بكلمة عددا
اترتيب كلمة عددا هو 285
وهو عدد الأعداد في
القرأن الكريم
حاصل 19 x15
تنتهي كل آية من آيات سورة الجن بكلمة تسمى "فاصِلة"، مثل: (عجبا، أحداً، ولدا، شططا ... الخ) أي أن هناك 28 فاصلة في هذه السورة. عند حذف الفواصل المتكررة يكون عدد الفواصل المتبقيّة هو 19 فاصلة.
سورة الجن
كل أية تنتهي بكلمة
تسمى ”فاصلة“
يوجد في السورة 28
فاصلة
عدد الفواصل بدون
تكرار 19 فاصلة
ينتهي عدد من الفواصل في سورة الجن بالمقطع "دا"، مثل: عددا، ولدا، أحدا. اللافت أنّ عدد هذه الفواصل هو 19 فاصلة أيضاً.
تتكوّن فواصل سورة الجن من 19 حرفاً من الأحرف الهجائيّة.
عدد أحرف فواصل سورة الجن هو 114 حرفاً، أي 19×6. و114 هو عدد سور القرآن الكريم.
114 عدد أحرف فواصل سورة الجن
حاصل 19 x6
عدد سور القران الكريم
هذا يعني أنّ الحرف الأخير في كلمة عددا هو الحرف 114 من أحرف الفواصل. فهل من قبيل الصدفة أن يجتمع في كلمة عدداً عدد الأعداد في القرآن الكريم، وعدد سوره أيضاً؟!
مجموع تكرار أحرف (ع، د،د، ا) في سورة الجن هو 361 [1] أي 19×19.
فهل من قبيل الصدفة أن يجتمع في كلمة عدداً عدد الأعداد في القرآن الكريم 19×15، وعدد سور القرآن 19×6، والعدد 19×19؟!
وردت كلمة الجن في القرآن الكريم قبل سورة الجن 19 مرة، ولم ترد بعد السورة بهذه الصيغة.
يستمر الكلام على لسان الجن في سورة الجن حتى الآية 19، ثمّ يتحوّل الخطاب إلى الرسول صلّى الله عليه وسلّم.
على ضوء هذه الملاحظات العدديّة، تأمّل قوله تعالى في الآية الأخيرة من سورة الجن: (وأحاط بما لديهم وأحصى كلّ شيءٍ عددا)
الحج
آخر ورود لكلمة الحج في القرآن الكريم جاء في الآية 27 من سورة الحج: "وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق".
1.عدد كلمات هذه الآية هو 14 كلمة، فإذا ضربنا عدد كلمات الآية برقمها وهو 27 يكون الناتج: 378.
2.اللافت للانتباه أنّ مجموع أرقام الآيات من بداية السورة وحتّى آية الحج (27) هو (1+2+3+ ….+ 27) = 378
3.الكلام حول الحج وشعائره في سورة الحج يبدأ بالآية 26 وينتهي بالآية 37. وهذا يعني أنّ مجموع أرقام هذه الآيات هو: (26 +27 + ... +37) = 378.
4.تكرّرت كلمة الحج في القرآن الكريم 9 مرّات. بالتالي يكون مجموع جُمّل كلمةالحج في القرآن الكريم هو (42 × 9) = 378.
5.اللافت أنّنا إذا أضفنا 378 إلى عدد آيات سورة الحج (78) يكون الناتج 456، وهذا هو ترتيب كلمة الحج في سورة الحج.
النحل
سورة النحل هي السورة 16 في ترتيب المصحف، والملاحظ أنّ عدد كروموسومات ذكر النحل هو أيضاً 16 كروموسوماً.
أ. النحل ورقم السورة (16):
لم ترد كلمة النحل في القرآن الكريم إلا في الآية 68 من سورة النحل: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون".
(يُتْبَعُ)
(/)
اللافت أن عدد الحروف من بداية الآية وحتى كلمة النحل [هو 16 حرفاً.
يصبح الأمر لافتاً أكثر عندما نعلم أنّ آية النحل تتكوّن من 16 حرفاً
أبجدياً هي: (ا، ب،ج، و،ح، ي،ك، ل،م، ن،ع، ر،ش، ت،خ، ذ).
ب. ترتيب كلمة النحل في سورة النحل (884):
وردت كلمة النحل في الآية 68 من السورة: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون". عدد كلمات هذه الآية هو 13 كلمة.
5. إذا ضربنا رقم الآية بعدد كلماتها يكون الناتج: 884 68 × 13=.لاحظ الآتي:
6. إذا بدأنا عد الكلمات من بداية سورة النحل تكون كلمة النحل هي الكلمة 884، فتأمّل!!
من بداية المصحف حتّى سورة النحل هناك 13 آية فقط أرقامها 68، تنتهي بطبيعة الحال بآية النحل في سورة النحل.
اللافت أنّ مجموع أرقام هذه الآيات هو 884.
7. في القرآن الكريم، هناك 85 آية فقط أرقامها 16.
المفاجأة أنّ مجموع كلمات هذه الآيات هو أيضاً 884
ج. النحل وجمّل كلمة النحل (119):
جمّل كلمة النحل هو 119. لاحظ الآتي:
8.في سورة النحل، هناك 8 آيات رقمها العدد 16 أو مضاعفاته. (وهي الآيات 16، 32، 48، 64، 80، 96، 112، 128).
اللافت أنّ عدد كلمات هذه الآيات هو 119 كلمة.
9.من بداية المصحف حتّى اخر سورة النحل هناك 119 آية أرقامها العدد 16 أو أحد مضاعفاته.
النحل في معادلة رياضيّة
إذا جمعنا أرقام الآيات 16 في القرآن الكريم + عدد كلماتها (884)، وأضفنا إلى ذلك رقم سورة النحل 16 + عدد كلمات السورة 1844، يكون الناتج = 4104.
المفاجأة هنا أنّ هذا المجموع هو جُمّل آية النحل في سورة النحل (4104). فتأمّل!!
(85× 16) + 884 + 16 + 1844 = 4104
جمّل آية النحل (68) = 4104
فاطمة. عن الهيئة المغربية للاعجاز العلمي في القران والسنة
المؤتمر الدولي الاول للاعجاز العددي في القران الكريم.
الرباط. 08 - 09 نوفمبر 2008
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Jan 2009, 11:13 م]ـ
الأخ الفاضل العبادي ... والأخوة الكرام
المثال الذي ذكره الأخ العبادي نقلاً عن الأخ جلغوم نوافق أن فيه تكلف ويشغب على مسألة الإعجاز العددي.
.
الأخ العبادي اجتزأ مقطعا من مثال .. ...........
فيما يلي المثال كاملا:
أول وآخر سور القرآن ترتيبا:
السورة الأولى في ترتيب المصحف هي (الفاتحة) وقد جاءت مؤلفة من عدد من الآيات محدد بـ 7،وآخر سورة هي (سورة الناس) وقد جاءت مؤلفة من عدد من الآيات محدد بـ 6، ومجموعهما 13.
لقد تم ربط أول وآخر القرآن عدديا بعلاقة محورها العددان 7 و 6.
هذا الترابط الواضح بين العددين 6 و 7 في أول القرآن وآخره ترتيبا، هو ما نلاحظه أيضا في موضوع خلق الكون.
السؤال هنا: كيف تم طرح موضوع (خلق الكون) في القرآن عدديا؟. هل جاء وفق المشاهد في ترتيب سور القرآن أم بصورة أخرى؟
مواقع ورود العدد 6 في القرآن الكريم:
الكتاب المقروء والكتاب المنظور:
يرتبط العدد 6 في القرآن الكريم بموضوع واحد هو خلق السماوات والأرض، وقد ورد في اللفظ " في ستة أيام " في سبع آيات.
من السهل أن نلاحظ هنا الإشارة الواضحة إلى العدد 13 في مجموع الرقمين: 6 أيام + 7 آيات. فالعدد 6 ورد في 7 آيات لا غير، موزعة في 7 سور. أي إن كل آية وردت في سورة، ولم تجتمع آيتان في سورة واحدة ..
(بعبارة أخرى: من بين آيات القرآن البالغة 6236 آية، 7 آيات لا غير، ورد فيها ذكر العدد 6 " عدد أيام خلق الكون ").
الحديث هنا عن خلق الكون " في ستة أيام " وذكر العدد 6 محددا بـ 7 مرات، عرفناه من القرآن، لا مجال للاختلاف فيه أو المجادلة ..
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف نفسر هذا التماثل في العلاقة العددية بين أول القرآن وآخره، والعلاقة الملاحظة في (خلق الكون)؟ لقد بدأ القرآن بسورة الفاتحة، سورة مؤلفة من 7 آيات، حيث نلاحظ الموافقة لعدد الآيات الـ 7، وانتهى بسورة الناس، سورة مؤلفة من 6 آيات، حيث نلاحظ الموافقة للعدد 6، عدد أيام خلق الكون.
هل يعني هذا التماثل بين ترتيب القرآن الكريم (الكتاب المقروء) وخلق الكون (الكتاب المنظور) غير الإيحاء الواضح إلى أن: خالق الكون هو منزل القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ليست مصادفة أن يحاط القرآن بسورتين، إحداهما مؤلفة من 7 آيات، والثانية من 6 آيات (مجموعهما 13)، تحصران بينهما باقي سور القرآن.
هذه المطابقة العددية بين الكتاب المقروء (القرآن) والكتاب المنظور (الكون) ليست مصادفة. ولست أرى فيها غير دعوة قرآنية إلى التدبر في مواقع ترتيب هذه الآيات، ومواقع السور التي وردت فيها، ودلالة ذلك الترتيب.
هذا ما سنقوم به الآن ...............
الموضوع طويل وتفاصيله كثيرة، سأكتفي منها بالجزء التالي ..
الملاحظة الأولى: مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع 169
إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات الـ 7 حيث ورد العدد 6 هو: 169 وهذا العدد هو حاصل ضرب 13 × 13.
(هذه النتيجة تؤكد ما قلناه: ليست مصادفة أن يكون مجموع عددي الآيات في سورتي الفاتحة والناس مرتبطا بالعدد 13).
وأي دليل أبلغ على أن هذه الآيات السبع قد رتبت في مواقع مخصوصة، بحيث تؤدي في النهاية الإشارة إلى العدد 13؟ و 13 تحديدا (مجموع العددين 6 و 7) وما يعنيه ذلك من تأكيد القصد في مراعاة العلاقة العددية، التي محورها العددان 6 و 7، والدلالة على إعجاز القرآن في ترتيبه. كان كافيا أن تأتي إحدى هذه الآيات السبع في غير موقعها لتختفي هذه العلاقة، إلا أن ذلك لم يحدث.
لا يوجد عدد آخر غير العدد 169 يمكن أن يؤدي هذا الإحكام في ترتيب الآيات السبع.
(13 × 13). فما سر العدد 169؟
العدد 169 محور رئيسي في الترتيب القرآني، ليس موضوع هذه المقالة. ولكن يمكنني أن ألفت انتباهكم إلى العدد 114 وهو العدد الذي اصطفاه الله ليكون عددا لسور كتابه الكريم، العدد 114 يساوي 19 × 6.
تأملوا المعادلة جيدا 19 × 6، يمكنكم مشاهدة أرقام العدد 169. ويمكنكم مشاهدة الأعداد 19 و 6 و 13 و 7 ... ويمكنكم مشاهدة العدد 619 أيضا ..
هذه الأعداد في الترتيب القرآني لم تأت مصادفة، إن أساسها وقاعدتها هو العدد 114.
كلمات كل آية يخضع لنظام]
الملاحظة الثانية: مجموع كلمات الآيات السبع
إن مجموع أعداد الكلمات في الآيات السبع حيث ورد العدد 6 هو 182 كلمة.
هذا العدد هو حاصل ضرب: 2 × 7 × 13.
بعبارة أخرى: إنه من مضاعفات العددين 7 و 13.
وقد مر بنا أن مجموع أرقام ترتيب الآيات الـ 7 هو 13 × 13. يمكننا ملاحظة أن الفرق بين مجموع الكلمات في الآيات السبع، ومجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو: 13 (182 – 169).
مجموع كلمات الآيات: 182: 2 × 7 × 13.
مجموع أرقام الترتيب: 169: 13 × 13.
دلالة واضحة على أن أعداد الكلمات في آيات القرآن محسوبة كلمة كلمة، كما هو الحال في مواقع ترتيبها. وأن العدد 13 هو محور هذه العلاقات.
[وقد يخرج من يقول: أنا أخالفك في العد؟ طيب: هات ما لديك. العلاقة هنا ما كانت لتظهر لولا أن المنهج المتبع لدي في العد صحيح. المنهج نفسه الذي اتبعته في عد جميع آيات القرآن.]
الملاحظة الثالثة: مجموع أرقام ترتيب السور والآيات
إن مجموع العددين 192 (مجموع أرقام ترتيب السور السبع) و 169 (مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات السبع) هو: 361 (192 + 169) .. العدد 361 هو حاصل ضرب 19× 19.
إشارة واضحة إلى الترابط بين الأعداد 19 و13 و 6 (ذكر العدد 6 في 7 سور قرآنية مخصوصة، وفي آيات مخصوصة يرتبط ترتيبها بالعددين 19 و 13.).
ومن الملاحظ هنا أن الفرق بين العددين 192 و 169 (مجموع أرقام ترتيب السور ومجموع أرقام ترتيب الآيات) هو: 23 ومن المعلوم أن مدة نزول القرآن كانت 23 سنة.
هذه الملاحظة تقول: إن مواقع السور محدد بتدبير إلهي حكيم، كما هي مواقع الآيات في تلك السور .. لقد حددت تلك المواقع على نحو تؤدي في النهاية إلى العدد 19 وحدة البناء الرئيسة في العدد 114.
الملاحظة الرابعة: مجموع أعداد الآيات في السور السبع
مفاجأة بديعة، هي ما نشاهده، إذا تأملنا مجموع أعداد الآيات في السور السبع حيث ورد العدد 6 (المرتبط حصرا بموضوع خلق الكون)، إن مجموع أعداد آياتها هو 619، هذا العدد دون سواه. ولا إله إلا الله ..
ما سر هذا العدد؟
العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية!!. إن في وسعنا ملاحظته واضحا إذا تأملنا معادلة الترتيب القرآني الأولى: 114 = 19 × 6.
والدلالة في هذه الظاهرة على إحكام ترتيب سور القرآن وآياته وارتباطها بالعدد 114، وأنه ترتيب إلهي لا ينكره إلا عنيد مستكبر.
لنتأمل العددين 169 و 619:
169: مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات السبع.
619: مجموع أعداد الآيات في السور السبع ..
نلاحظ فيهما بوضوح تام معادلة الترتيب القرآني الأولى: 114 = 19 × 6.
(19 × 6: 169، 619).
إن ترتيب الآيات السبع في مواقع محددة تؤدي إلى العدد 169، وفي سور تؤدي أعداد الآيات فيها إلى العدد 619، ما يشير إلى نظام بالغ الإحكام والتعقيد في ترتيب سور القرآن وآياته، وما يؤكد استحالة أن يكون إلا بتدبير إلهي.
وهكذا يكون المثال كاملا .. وهناك ما يكفي من الأدلة لإثبات القصد في كل عدد ورد في هذا المثال ..
والسؤال للأخوين الفاضلين: هل بقي شيء من التكلف؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[19 Jan 2009, 01:11 ص]ـ
المؤتمر الدولي الأول
للإعجاز العددي في القرآن
الإعجاز العددي: مفهومه وضوابطه
"دراسة استقرائية تحليلية"
مفهوم الإعجاز العددي
الإعجاز العدديّ أو الرّقمي وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم، يقوم على مراعاة الرّسم العثماني لكشف العلاقات الرقمية بين حروف القرآن الكريم وكلماتِه وآياتِه وسوره وفق نظام يفوق تصوّر البشر وقدرتهم، ويُظهر أصالة النص القرآني، ومتانة بنائه ودقة ترتيبه.
مجالات البحث في الإعجاز العددي
يقوم البحث في الإعجاز العددي على معرفة النظام العددي للقرآن الكريم بالوقوف على عدد حروفه، وكلماته وآياته، واكتشاف العلاقات بين تلك الحروف والكلمات والآيات والسور، وتحديد الإشارات أو الدلالات التي قد تستنبط من تلك الأرقام أو الأعداد المكتشفة، فضلا عن الوقوف على حكمة ترتيب سور القرآن الكريم بالطريقة التوقيفية التي رتّبت بها، أو حكمة تكرار بعض الحروف والكلمات بأعداد معيّنة.
دواعي ظهوره
اكتشاف الحواسيب الإلكترونية التي ساعدت على إجراء العمليات الحسابية المعقّدة في ثوان؛ مما سهل عملية عدّ حروف القرآن الكريم وكلماته، ومحاولة اكتشاف العلاقة بينها، أو محاولة إظهار وجه إعجاز من خلال معرفة أعداد الآيات أو الكلمات أو الحروف، ومدى تكرار كلٍّ منها.
استجابة كثير من علماء الأمة وباحثيها إلى التحديات العلمية الراهنة التي تلزم التحدّث بلغة العصر وأسلوبه خاصة أمام الآخر الكافر الذي لا يؤمن إلا بلغة الأرقام والحساب؛ فكانت المحاولات لإظهار مجال آخر من مجالات إعجاز القرآن الكريم.
الرغبة في الدعوة إلى الدين الإسلامي بلغة العصر (لغة الأرقام)، وتكون هذه الدعوة موجهة إلى فئة معينة من الملحدين أو المشككين في الدين الإسلامي ولا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والأعداد التي هي عندهم الأكثر وضوحا، والأشد جزما من كل اللغات.
الرغبة في البرهنة على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتزوير؛ لأن أي زيادة في حروفه أو كلماته يؤدي إلى إفساد وجه الإعجاز فيه.
فوائده:
تقوية غرس الإيمان في نفوس المؤمنين وترسيخه في قلوبهم عن طريق إدراكهم لحقائق القرآن العلمية التي يؤمنون بها فجاء العلم ليبرهن على صحتها وتأكيد حقيقتها؛ مما يزيد في ترسيخ الإيمان في القلوب، وإزالة الشكوك منها.
- تجلية قضية إعجاز القرآن الكريم، وتسهيل مهمة تقديم البرهان وإقامة الحجة على أصالة القرآن وصحته.
-اعتماد الإعجاز العددي وسيلة فعّالة للدعوة إلى الله، وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف فضلا عن كونه دليلا ماديا ملموسا لإقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، واتّباع رسالة محمد?.
- الإسهام في التعريف بالقرآن الكريم وتفسيره، فضلا عن تجلية بعض أسراره والوقوف على بعض حقائقه ومعجزاته.
الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبيٌّ أميّ في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي يعدّ مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله?.
ضوابط البحث في الإعجاز العددي
أ/ الضوابط الشّرعية:
- ضرورة الحذر وعدم التسرع عند التعامل مع كتاب الله، وألا نقول فيه برأينا دون الاستناد إلى كتب التفسير أو معهود الأمة العربية في لغتها؛ لأن التسرع وعدم الحذر، أو عدم الالتزام بمعهود العرب في لغتهم مع عدم الرجوع إلى كتب التفسير قد يؤدي إلى مخالفات شرعية.
2 - الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات العلمية.
3 - ضرورة الاعتماد في عدد كلمات القرآن وحروفه على أساس الرسم القرآني المسمّى (بالرسم العثماني)، والذي هو توقيفي عن الرسول?، وأجمعت عليه الأمة.
إيثار أسلوب اليسر والوضوح في بيان مظاهر الإعجاز العددي خصوصا، والدراسات القرآنية عموما؛ حتى لا تلتبس الأمور على الخاصة فضلاً عن العامة، وحتى لا يضيع المطلوب بسبب التعقيد؛ ولأن اليسر من مبادئ الدين الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - لا يجوز أن نقحم في كتاب الله ما لا يرضاه، أو ندخل فيه أرقاما من خارجه؛ لأن الأمر يتعلق بإثبات الإعجاز في أعداده وأرقامه لا أرقاما وأعدادا من خارجه، وحتى لا يفقد الموضوع مصداقيته بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم.
عدم الخوض في الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمهاولم يحطنا بها علما؛ كمعرفة موعد الساعة، أو تاريخ انتهاء دولة وقيام أخرى، أو زوال شعب وقيام آخر؛ لأن الخوض في مثل هذه الأمور تمحل وتكلف وتقول على الله بغير علم.
7 - ضرورة مراعاة أن الأرقام في مسألة البحث في الإعجاز العددي هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، والوقوف على إعجازه، وتأكيد أصالته وصحة مصدره، وليست هي الهدف أو المقصد النهائي حتى لا تكون مدخلا إلى منزلقات عقدية كما حصل مع الرقم تسعة عشر الذي كان فتنة للسابقين وبعض اللاحقين.
?8 - اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنةأو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤوا.في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.
ب/ الضوابط العلميّة
يجب أن تكون الطريقة التي نعالج بها المعطيات القرآنية مبنية على أساس علمي وشرعي، فلا يجوز استخدام طرق غيرعلمية أ و طرقا مخالفة للضوابط الشرعية؛ لأن القرآن كتاب الله المحكم الذي يستلزم دراسة علمية بعيدة عن العاطفة والهوى، أو إبداء الرأي فيه دون أسس أو قواعد شرعية وعلمية.
2?- أن تكون الطريقة المستخدمة في معالجة المعطيات ثابتة، وعدم التنقل من طريقة لأخرى في البحث الواحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى تدخل المصادفة بشكل كبير في نتائج البحث.
3 - يجب أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة، فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته، فتجده تارة يعد الحروف كما تكتب وفق الرسم القرآني، وتارة يعد حروفا أخرى كما تلفظ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي؛ من هنا كانت ضرورة تبني طريقة موحدة، ومنهج ثابث في معالجة موضوع الإعجازوالوقوف على نتائجه.
أن تكون نتائج البحث في الإعجاز العددي من الإعجاز العددي حقيققة، وليست نتائج جاءت مصادفة، ولا تمثل إعجازا يقنع أهل هذا الدين فضلاً عن غير أهله، وليست العبرة بكثرة النتائج وإنما العبرة بصحتها ودقة إعجازها.
5 - ?يجب أن تكون طريقة الباحث في استنباط النتائج أو تحديد العدد المطلوب موافقة للطرق الإحصائية و الرياضية دون تمحّل أو تدليس، أو رصف للأرقام والأعداد دون ضابط علمي.
نتائج البحث وتوصياته:
الموضوع لا يزال حديث النشأة، وأرضه مازالت خصبة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي وقد يستغرق ذلك سنوات طويلة قبل أن ينضج.ويؤتي أكله بشكل راسخ وسليم.
- عدم الحكم المسبق على فساد البحث في مسألة الإعجاز العددي وبطلانه؛ لأن هذا حكم على الشيء قبل تصوره، مادام الموضوع لم يؤت ثماره الناضجة بعد؛ لهذا وجب دراسة الموضوع دراسة مستفيضة وتحديد مدى الخير الكامن فيه للتمسك به، وبيان مدى الانحراف العالق به لتجنبه، أو تطهير الموضوع منه.
تأكيد عدم وجود تقديس لأرقام دون أخرى حتى وإن وردت في القرآن الكريم حتى لا تكون مدخلا من مداخل الشرك بالله أو الخروج عن العقيدة الصحيحة.
- مسألة البحث في الإعجاز العددي قد يكون فيها خير عميم على الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتفنيد الشبهات والأوهام حوله، فضلا عن آثاره الإيجابية على المستوى الإيماني لأفراد المجتمع الإسلامي.
تتحقق النتائج الإيجابية لدراسات الإعجاز العددي في القرآن الكريم بالتمسك بالضوابط الشرعية، والأسس العلمية الواردة في هذا البحث.
:
وأخيرا، نوصي بالآتي
إقامة المزيد من الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة الإعجاز العددي والتعريف به، وتحديد الاتجاهات الصائبة منه وتشجيعها ودعمها فضلا عن تحديد الاتجاهات الخاطئة فيه وكشفها ومحاربتها حتى يبقى المجال مفتوحا أمام دراسات إعجاز القرآن الكريم، وعدم غلق باب واسع في مجال الدراسات القرآنية قد يكون وراءه خير كثير للإسلام والمسلمين.
ضرورة الاجتهاد الجماعي الذي يجمع علماء الشريعة فضلا عن المختصين العلميين من الباحثين المسلمين؛ لمحاولة وضع منهج علمي سليم لدراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، والوقوف على أسراره وعجائبه.
ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والعلمية عند التعامل مع نصوص الوحي، للوقوف على الأسرار الكامنة فيها والعجائب المبثوثة في ثناياها دون الوقوع في المحظور.
محاولة الاستفادة من شبكة الإنترنيت للتنسيق بين جهود الباحثين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتجنب التكرار، ولتحقيق الاستفادة من الخبرات المتنوعة في هذا المجال.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[19 Jan 2009, 01:14 ص]ـ
المؤتمر الدولي الأول
للإعجاز العددي في القرآن
الإعجاز العددي: مفهومه وضوابطه
"دراسة استقرائية تحليلية"
للدكتور ذو الكفل محمد يوسف
مفهوم الإعجاز العددي
الإعجاز العدديّ أو الرّقمي وجه جديد من وجوه إعجاز القرآن الكريم، يقوم على مراعاة الرّسم العثماني لكشف العلاقات الرقمية بين حروف القرآن الكريم وكلماتِه وآياتِه وسوره وفق نظام يفوق تصوّر البشر وقدرتهم، ويُظهر أصالة النص القرآني، ومتانة بنائه ودقة ترتيبه.
مجالات البحث في الإعجاز العددي
يقوم البحث في الإعجاز العددي على معرفة النظام العددي للقرآن الكريم بالوقوف على عدد حروفه، وكلماته وآياته، واكتشاف العلاقات بين تلك الحروف والكلمات والآيات والسور، وتحديد الإشارات أو الدلالات التي قد تستنبط من تلك الأرقام أو الأعداد المكتشفة، فضلا عن الوقوف على حكمة ترتيب سور القرآن الكريم بالطريقة التوقيفية التي رتّبت بها، أو حكمة تكرار بعض الحروف والكلمات بأعداد معيّنة.
دواعي ظهوره
اكتشاف الحواسيب الإلكترونية التي ساعدت على إجراء العمليات الحسابية المعقّدة في ثوان؛ مما سهل عملية عدّ حروف القرآن الكريم وكلماته، ومحاولة اكتشاف العلاقة بينها، أو محاولة إظهار وجه إعجاز من خلال معرفة أعداد الآيات أو الكلمات أو الحروف، ومدى تكرار كلٍّ منها.
استجابة كثير من علماء الأمة وباحثيها إلى التحديات العلمية الراهنة التي تلزم التحدّث بلغة العصر وأسلوبه خاصة أمام الآخر الكافر الذي لا يؤمن إلا بلغة الأرقام والحساب؛ فكانت المحاولات لإظهار مجال آخر من مجالات إعجاز القرآن الكريم.
الرغبة في الدعوة إلى الدين الإسلامي بلغة العصر (لغة الأرقام)، وتكون هذه الدعوة موجهة إلى فئة معينة من الملحدين أو المشككين في الدين الإسلامي ولا يؤمنون إلا بلغة الأرقام والأعداد التي هي عندهم الأكثر وضوحا، والأشد جزما من كل اللغات.
الرغبة في البرهنة على سلامة القرآن الكريم من التحريف والتزوير؛ لأن أي زيادة في حروفه أو كلماته يؤدي إلى إفساد وجه الإعجاز فيه.
فوائده:
تقوية غرس الإيمان في نفوس المؤمنين وترسيخه في قلوبهم عن طريق إدراكهم لحقائق القرآن العلمية التي يؤمنون بها فجاء العلم ليبرهن على صحتها وتأكيد حقيقتها؛ مما يزيد في ترسيخ الإيمان في القلوب، وإزالة الشكوك منها.
- تجلية قضية إعجاز القرآن الكريم، وتسهيل مهمة تقديم البرهان وإقامة الحجة على أصالة القرآن وصحته.
-اعتماد الإعجاز العددي وسيلة فعّالة للدعوة إلى الله، وتعريف غير المسلمين بهذا الدين الحنيف فضلا عن كونه دليلا ماديا ملموسا لإقناع الملحدين بصدق القرآن العظيم، واتّباع رسالة محمد?.
- الإسهام في التعريف بالقرآن الكريم وتفسيره، فضلا عن تجلية بعض أسراره والوقوف على بعض حقائقه ومعجزاته.
الرد العلمي الدامغ على الأفكار التشكيكية بصحة الرسالة المحمدية؛ حيث إن عرض تلك الحقائق التي أخبر عنها نبيٌّ أميّ في زمن لا يوجد فيه تقدم علمي يعدّ مجالاً خصباً لإقناع المنصفين من العلماء بربانية القرآن الكريم وصدق رسول الله?.
ضوابط البحث في الإعجاز العددي
أ/ الضوابط الشّرعية:
- ضرورة الحذر وعدم التسرع عند التعامل مع كتاب الله، وألا نقول فيه برأينا دون الاستناد إلى كتب التفسير أو معهود الأمة العربية في لغتها؛ لأن التسرع وعدم الحذر، أو عدم الالتزام بمعهود العرب في لغتهم مع عدم الرجوع إلى كتب التفسير قد يؤدي إلى مخالفات شرعية.
2 - الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين أو معلم من معالمه لأن اليقين العلمي متوافق مع الدين في كل الحقائق التي يستنبطها أهل الاختصاص في شتى المجالات العلمية.
3 - ضرورة الاعتماد في عدد كلمات القرآن وحروفه على أساس الرسم القرآني المسمّى (بالرسم العثماني)، والذي هو توقيفي عن الرسول?، وأجمعت عليه الأمة.
إيثار أسلوب اليسر والوضوح في بيان مظاهر الإعجاز العددي خصوصا، والدراسات القرآنية عموما؛ حتى لا تلتبس الأمور على الخاصة فضلاً عن العامة، وحتى لا يضيع المطلوب بسبب التعقيد؛ ولأن اليسر من مبادئ الدين الإسلامي.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - لا يجوز أن نقحم في كتاب الله ما لا يرضاه، أو ندخل فيه أرقاما من خارجه؛ لأن الأمر يتعلق بإثبات الإعجاز في أعداده وأرقامه لا أرقاما وأعدادا من خارجه، وحتى لا يفقد الموضوع مصداقيته بسبب اعتماد الباحث على أرقام من خارج القرآن الكريم.
عدم الخوض في الأمور الغيبية التي استأثر الله بعلمهاولم يحطنا بها علما؛ كمعرفة موعد الساعة، أو تاريخ انتهاء دولة وقيام أخرى، أو زوال شعب وقيام آخر؛ لأن الخوض في مثل هذه الأمور تمحل وتكلف وتقول على الله بغير علم.
7 - ضرورة مراعاة أن الأرقام في مسألة البحث في الإعجاز العددي هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني، والوقوف على إعجازه، وتأكيد أصالته وصحة مصدره، وليست هي الهدف أو المقصد النهائي حتى لا تكون مدخلا إلى منزلقات عقدية كما حصل مع الرقم تسعة عشر الذي كان فتنة للسابقين وبعض اللاحقين.
?8 - اجتناب العبارات التي تشعر أن الباحث يدافع عن القرآن والسنةأو أنهما يحتويان ما يمكن أن يعبر عنه بالنقص أو أن العلماء السابقين قصروا في فهمها أو أنهم قد أخطؤوا.في فهم ما يشتملان عليه من حقائق.
ب/ الضوابط العلميّة
يجب أن تكون الطريقة التي نعالج بها المعطيات القرآنية مبنية على أساس علمي وشرعي، فلا يجوز استخدام طرق غيرعلمية أ و طرقا مخالفة للضوابط الشرعية؛ لأن القرآن كتاب الله المحكم الذي يستلزم دراسة علمية بعيدة عن العاطفة والهوى، أو إبداء الرأي فيه دون أسس أو قواعد شرعية وعلمية.
2?- أن تكون الطريقة المستخدمة في معالجة المعطيات ثابتة، وعدم التنقل من طريقة لأخرى في البحث الواحد؛ لأن هذا سيؤدي إلى تدخل المصادفة بشكل كبير في نتائج البحث.
3 - يجب أن تكون طريقة استخراج المعطيات القرآنية ثابتة وغير متناقضة، فقد دأب كثير من الباحثين على استخراج أية أرقام تصادفه أو تتفق مع حساباته، فتجده تارة يعد الحروف كما تكتب وفق الرسم القرآني، وتارة يعد حروفا أخرى كما تلفظ، وتارة يخالف رسم القرآن بهدف الحصول على أرقام محددة تتفق مع حساباته، وغير ذلك مما لا يقوم على أساس علمي أو شرعي؛ من هنا كانت ضرورة تبني طريقة موحدة، ومنهج ثابث في معالجة موضوع الإعجازوالوقوف على نتائجه.
أن تكون نتائج البحث في الإعجاز العددي من الإعجاز العددي حقيققة، وليست نتائج جاءت مصادفة، ولا تمثل إعجازا يقنع أهل هذا الدين فضلاً عن غير أهله، وليست العبرة بكثرة النتائج وإنما العبرة بصحتها ودقة إعجازها.
5 - ?يجب أن تكون طريقة الباحث في استنباط النتائج أو تحديد العدد المطلوب موافقة للطرق الإحصائية و الرياضية دون تمحّل أو تدليس، أو رصف للأرقام والأعداد دون ضابط علمي.
نتائج البحث وتوصياته:
الموضوع لا يزال حديث النشأة، وأرضه مازالت خصبة، وتحتاج إلى المزيد من البحث والتقصي وقد يستغرق ذلك سنوات طويلة قبل أن ينضج.ويؤتي أكله بشكل راسخ وسليم.
- عدم الحكم المسبق على فساد البحث في مسألة الإعجاز العددي وبطلانه؛ لأن هذا حكم على الشيء قبل تصوره، مادام الموضوع لم يؤت ثماره الناضجة بعد؛ لهذا وجب دراسة الموضوع دراسة مستفيضة وتحديد مدى الخير الكامن فيه للتمسك به، وبيان مدى الانحراف العالق به لتجنبه، أو تطهير الموضوع منه.
تأكيد عدم وجود تقديس لأرقام دون أخرى حتى وإن وردت في القرآن الكريم حتى لا تكون مدخلا من مداخل الشرك بالله أو الخروج عن العقيدة الصحيحة.
- مسألة البحث في الإعجاز العددي قد يكون فيها خير عميم على الدراسات المتعلقة بالقرآن الكريم، وتفنيد الشبهات والأوهام حوله، فضلا عن آثاره الإيجابية على المستوى الإيماني لأفراد المجتمع الإسلامي.
تتحقق النتائج الإيجابية لدراسات الإعجاز العددي في القرآن الكريم بالتمسك بالضوابط الشرعية، والأسس العلمية الواردة في هذا البحث.
:
وأخيرا، نوصي بالآتي
إقامة المزيد من الندوات والمؤتمرات العلمية لدراسة الإعجاز العددي والتعريف به، وتحديد الاتجاهات الصائبة منه وتشجيعها ودعمها فضلا عن تحديد الاتجاهات الخاطئة فيه وكشفها ومحاربتها حتى يبقى المجال مفتوحا أمام دراسات إعجاز القرآن الكريم، وعدم غلق باب واسع في مجال الدراسات القرآنية قد يكون وراءه خير كثير للإسلام والمسلمين.
ضرورة الاجتهاد الجماعي الذي يجمع علماء الشريعة فضلا عن المختصين العلميين من الباحثين المسلمين؛ لمحاولة وضع منهج علمي سليم لدراسة النظام الرقمي لحروف القرآن وكلماته وآياته وسوره، والوقوف على أسراره وعجائبه.
ضرورة الالتزام بالضوابط الشرعية والعلمية عند التعامل مع نصوص الوحي، للوقوف على الأسرار الكامنة فيها والعجائب المبثوثة في ثناياها دون الوقوع في المحظور.
محاولة الاستفادة من شبكة الإنترنيت للتنسيق بين جهود الباحثين في هذا المجال في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لتجنب التكرار، ولتحقيق الاستفادة من الخبرات المتنوعة في هذا المجال.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)