هل كان بنو إسرائيل يسكنون في الجنوب؛ لأن نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال؟
ـ[نجم الشمال]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:05 م]ـ
بسم الله والصلاة على رسول الله ..
في قصة موسى عليه السلام، عندما القته امه بالتابوت ثم القته في نهر النيل بامر من الله لتلتقطه زوجة فرعون اما يدل ذلك على ان اهل موسى (ع) وهم بنو اسرائيل انهم كانوا يسكنون الى الجنوب من مدينة منفيس عاصمة الفراعنة في ذلك الوقت لان نهر النيل يجري من الجنوب الى الشمال.
نرجو من له علم في ذلك ان يفيدنا لماذ سكن بنوا اسرائيل جنوب المدينة ونخص ذلك بالطلب من المتخصصين في التاريخ.
وجزاكم الله خيرا
ـ[جند الله]ــــــــ[17 Sep 2008, 08:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجهة نظر صائبة في حالة واحدة .. إن كان المقصود بـ (الْيَمِّ) هو نهر النيل .. وإن كان مقصود (بِالسَّاحِلِ) شاطئ نهر النيل
قال تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 38، 39]
الساحل غالبا يقصد به شاطئ البحر وإن جاز إطلاقه على النهر .. لكن اليم في القرى يفيد البحر ولا يفيد النهر .. لأن في قول فرعون وهذه الأنهار تجري من تحتي تفريق بين لفظ نهر وبحر أو يم .. قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف 51]
هذا بخلاف أن مصر يجري بها نهر واحد فقط هو نهر النيل .. بينما فرعون ذكر أنهار
على كل لي كلام في هذه المسألة نشرته في أحد المنتديات ولكن نشر بطريقة غير مرتبة ومنظمة فطالعه
http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=277418&page=8
لكن لا يسعفني الوقت لنسخه دفعة واحدة لطول ما ذكرته .. لكن ساحاول اعادة نسخه هنا او حين انسقه اقوم بنشره باذن الله تعالى
مصر مدينة محصنة:
مصر حسب الوصف القرآني، هي مدينة محاطة بسور ذو أبواب متفرقة، فهي أشبه ما تكون بقلعة حصينة منيعة، بدليل أن يعقوب عليه السلام نهى بنيه عن الدخول من باب واحد، وطلب منهم الدخول من أبواب متفرقة، وهذا من قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) [يوسف: 67]. فمصر الوارد ذكرها في الآية هي مدينة محاطة بسور يتخلله أبواب متفرقة، فلا يوجد أبواب متفرقة بغير سور.
وقد طلب يوسف عليه السلام من أبويه وإخوته دخول مصر آمنين، قال تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) [يوسف: 99]، والدخول على معنيان؛ إما دخول تخوم وحدود الدولة، أو دخول أبواب المدينة.
وبالجمع بين الآيتين، نجد مفاد طلب يعقوب عليه السلام من بنيه أن يدخلوا (مدينة مصر) أو (حصن مصر) من أبواب متفرقة، وبالتالي فلا يفهم من النص القرآني أن مصر المذكورة هي دولة كمصر وادي النيل اليوم، إنما يفهم أن مصر هي مدينة حصينة. وقد تكرر ذكر المدينة خمس مرات في القرآن الكريم للدلالة على مصر، مما يؤكد على أنها مدينة وليست دولة:
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ) [الأعراف: 123].
قال تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) [يوسف: 30].
قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا) [القصص: 15].
قال تعالى: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) [القصص: 18].
قال تعالى: (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) [القصص: 20] وقوله تعالى (مِنْهَا) ضمير عائد على المدينة، أي مدينة مصر.
مصر ميناء بحري:
(يُتْبَعُ)
(/)
من يتأمل الوصف القرآني لمصر يجد أنها كانت ميناءا بحريا، حيث كانت تطل على ساحل البحر، وتحديدا ساحل بحر القلزم أو البحر الأحمر كما يسمى اليوم، فقد أوحى الله إلى أم موسى عليه السلام، أن تقذفه في اليم، أي في البحر، حتى يلقيه اليم بالساحل، أي على شاطئ البحر، قال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 37: 39]، والساحل هو شاطئ البحر، وإن جاز أن يكون شاطئ نهر أيضا، إلا أن الفترة الزمنية كانت قصيرة فيما بين هروب بني إسرائيل ليلا قال تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) [الدخان: 23]، وبين خروج فرعون ورائهم عند الشروق قال تعالى: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ) [الشعراء: 60]، أي بمتوسط فارق زمني قدره حوالي عشر ساعات تقريبا. قال ابن كثير: (وكان خروجه بهم فيما ذكره غير واحد من المفسرين وقت طلوع القمر).
ثم تراءى الجمعان لبعضهما البعض، قال تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 61: 62]، فلا يمكن على وجه الإطلاق أن يرى بعضهم بعضا عن بعد وقد حل عليهم الظلام، فإذا كانت الفترة الزمنية محدودة بين هروبهم وبين خروج فرعون ورائهم، فلابد أن فرعون لحق بهم قبل دخول الليل على أبعد تقدير.
فإذا كانت الفترة الزمنية محدودة بين مدينة مصر، وبين مكان العبور على البحر الأحمر، فيما يعادل مسيرة نصف يوم، فحتما أن هذه المدينة تقع على ساحل البحر مباشرة، فلا يمكن أن تكون المسافة قصيرة إلى البحر، بينما تقع المدينة بعيدا عن الشاطئ إلى داخل اليابسة، بل يجب أن تقع على ساحل البحر مباشرة، لأن البحر مصدر رزق وكسب.
وهذا يدل على أن طريق الهروب كان موازيا لشاطئ البحر، من مدينة مصر إلى مكان العبور، إذن فقوله تعالى: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) يشير إلى أن المقصود باليم هو البحر وليس النهر، وأن الساحل هنا هو شاطئ البحر الأحمر، وليس شاطئ نهر النيل، مما يؤكد أن مصر كانت ميناءا بحريا تجبى إليه البضائع والسلع من أنحاء المعمورة.
فالمسافة كانت قصيرة بين مصر والمعبر، مما يمكن فرعون وجنوده من اللحاق بهم، خاصة وأنهم مسرعين على دوابهم التي تفوق سرعة بني إسرائيل المتعثرين في خطواتهم بسبب ما يحملونه من متاعهم، بخلاف الضعفاء منهم من العجائز ونسائهم وأبنائهم، ولا يصح أن استغرق اللحاق بهم زمنا أطول من يوم.
ففي السلسلة الصحيحة من حديث أبو موسى الأشعري (أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟) فقال أصحابه: يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: قال: (إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: نحن نحدثك؛ إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل. فبعث إليها، فأتته. فقال: دلوني على قبر يوسف، قالت: لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي. قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة. فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها. فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء. فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوا. قالت: احفروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض، إذ الطريق مثل ضوء النهار).
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما تم استخراج عظام يوسف عليه السلام، والعظام هنا كناية عن جثمانه، فيطلق الجزء ويقصد به الكل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، إذا الطريق مضيء مثل ضوء النهار، أي أن الوقت كان لا يزال ليلا لم تذهب عتمته بعد، فهذه امرأة عجوز معهم ثقيلة الخطوات، وفي الوقت نفسه يحملون معهم جثمان يوسف عليه السلام، قال ابن كثير: (وأن موسى سأل عن قبر يوسف عليه السلام فدلته امرأة عجوز من بني إسرائيل عليه فاحتمل تابوته معهم. ويقال إنه هو الذي حمله بنفسه عليه السلام). وهذا كله يجعل مسيرتهم بطيئة جدا، ويعطلهم عن الفرار من فرعون وجنوده.
إذا فيوسف عليه السلام غير مدفون في مصر، والله تعالى أعلى وأعلم أين تم دفنه بعد استخراج جثمانه من مصر، ولا يزال مجهول لدي سبب طلب يوسف عليه السلام استخراج عظامه من مصر. لكن من الواضح أن بني إسرائيل استقر مقامهم في مصر، واجتمعوا حول أبيهم يعقوب عليه السلام حين حضره الموت، (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 133]، فهل دفن يعقوب عليه السلام في مصر؟ وإن دفن فهيا وليس خارجها؟ فلما لم يطلب استخراج عظامه كما فعل يوسف عليه السلام؟ أسئلة بحاجة إلى بحث.
ولاحظ أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء)، فلا يمكن أن يكون القبر قد حفر في الأصل تحت بحيرة أو مستنقع، مما يدل على أن موضع القبر كان جافا حين دفنوا فيه جثمان يوسف عليه السلام، لكن يبدو أن البحيرة أو المستنقع تكون مما تخلف من الطوفان الذي ابتلاهم به الله تعالى، قال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133].
وهذا الطوفان يذكرنا بطوفان قوم نوح عليه السلام، قال تعالى: (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت: 14]، ففتح الله عليهم أبواب السماء بالمطر، وفجر الأرض عيونا، فاجتمع عليهم ماء السماء وماء الأرض، قال تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) [القمر: 11، 12]، حتى صار الموج عاتيا كالجبال، قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) [هود: 42].
http://www8.0zz0.com/2008/09/11/19/107816583.jpg
فمن الراجح لدي أن الطوفان لم يتم بسبب الأمطار الغزيرة، إنما بسبب طوفان من البحر الأحمر، وقد رأينا في زماننا طوفان "تسانومي" وما خلفه من دمار ماحق، وبكل بد فطوفان البحر أشد قوة وتدميرا من طوفان الأمطار، فإن صح أنه كان طوفانا من البحر، فإنه يؤكد أن مدينة مصر كانت تقع على شاطئ البحر.
http://www8.0zz0.com/2008/09/11/19/837193181.jpg
فإن سلمنا أنه طوفانا عن طريق المطر، لأطلق عليه لفظ (سيل)، كما قال تعالى في قصة سبأ: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) [سبأ: 16]. ولم يقل: ((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ)، خصوصا وأن جبال عسير تنهمر عليها أمطار موسمية تنحدر في وديانها، فمهما زادت غزارة السيول فسوف تتجمع لتجري في مسيلها على هيئة أنهار تصب في البحر مباشرة، بحيث يحدد المسيل مسارها، فلا تدمر ما تمر به من مزارع وبيوت.
وهناك حديث مرسل عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أشك في صحة متنه، ذكر فيه اسم القبط، وأنهم من كان يقيم بنوا إسرائيل بينهم، (أمر موسى قومه من بني إسرائيل، وذلك بعد ما جاء قوم فرعون الآيات الخمس، الطوفان وما ذكر الله في الآية – يعني قوله تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ ... ) فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فقال: ليذبح كل رجل منكم كبشا، ثم ليخضب كفه في دمه، ثم ليضرب به على بابه، فقال القبط لبني إسرائيل: لم تجعلون هذا الدم على أبوابكم؟ فقالوا: إن الله يرسل عليكم عذابا يقتلكم وتهلكون. فقال القبط: فما
(يُتْبَعُ)
(/)
يعرفكم الله إلا بهذه العلامات! فقالوا: هكذا أمرنا نبينا، فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا، فأمسوا وهم لا يتدافنون، فقال فرعون عند ذلك لموسى عليه السلام: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ ... ) وهو الطاعون (لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) فدعا ربه فكشف عنهم). ولكن ما يطعن في صحة الحديث ويبطل متنه أن تخضيب أبواب البيوت هي طقوس وثنية موغلة في القدم، ولا زالت تمارس حتى يومنا هذا، فلا يصح أن يأمر موسى عليه السلام بممارسة مظاهر وثنية.
مصر تقع على مصب أنهار:
من يدرس جغرافيا مصر وادي النيل سيجد أنها صحراء قاحلة، يتخللها نهر واحد فقط هو نهر النيل، وعند مصب النهر في البحر الأبيض المتوسط يتفرع النهر إلى فروع عديدة حسب الخرائط القديمة، لم يبقى منها اليوم إلا فرعان فقط هما فرع دمياط وفرع رشيد. حيث يتفرعان في محافظة القليوبية، عند القناطر الخيرية على مسافة تبعد 22 كيلو مترًا أقصى شمال القاهرة الكبرى.
http://www9.0zz0.com/2008/09/11/19/230152985.jpg
بينما عاصمة شمال مصر كانت (ممفيس) أو (منف) أسسها عام 1300 قبل الميلاد الملك "نارمر"، وكانت عاصمة لمصر السفلى, ومكانها الحالي بالقرب من منطقة سقارة على بعد 19 كم جنوب القاهرة. وكانت منف معروفة باسم "الجدار الأبيض" حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد إلى أن أطلق عليها المصريون اسم "من نفر" وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس". وهي المفترض أن يوسف وموسى عليهما السلام أقاما فيها حسب القول الرائج اليوم.
في ضوء ما ذكرناه عن جغرافيا مصر وادي النيل سابقا، سنجد أنه يتعارض تماما مع الوصف الجغرافي الدقيق لمصر المذكورة في القرآن الكريم، قال تعال: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]، هنا يذكر فرعون وجود أنهار تجري من تحته، وليست نهرا واحدا كما في مصر، فإن كانت مصر مدينة ساحلية، تطل على البحر، فحتما كان الساحل مصب لروافد النهر، أو أنهار عديدة، فإن كانت المدينة المقصودة هي "منف"، فإنها بعيدة جدا عن مصب نهر النيل، ولا تطل على أفرع أو روافد قديمة له، بل يجري أمامها نهر واحد فقط لا أنهار ولا أفرع متعددة له.
وقد فسر بعض المعاصرين الأنهار هنا بالترع والمصارف التي تم شقها عن نهر النيل، والحقيقة أن شق الترع والقنوات وبناء والقناطر الخيرية كان في عهد "محمد علي"، ومن قبله كان فيضان النيل يسفر عن برك من الطين والوحل كانت تصل حتى "نزلة السمان" أسفل هضبة أهرامات الجيزة، وهي مسافة عريضة جدا. وعليه ففي زمن الفراعنة لم يكن هناك أنهار حسب وصف فرعون في القرآن الكريم.
http://www8.0zz0.com/2008/09/11/19/986610512.jpg
أما في عسير، فهناك أنهارا موسمية، تنحدر من الجبال وتجري في الأودية لتتشعب الأنهار إلى أفرع عديدة تصب في ساحل البحر الأحمر. وهذا يتفق مع الوصف الجغرافي المذكور على لسان فرعون.
مصر مدينة متحضرة:
مسألة هامة يجب أن نضيفها، أن مدينة مصر المذكورة في القرآن لابد أن تكون مدينة شاسعة المساحة، مترامية الأطراف، وليست مجرد قرية صغيرة محدودة المساحة، لأن روافد الأنهار الموسمية تتطلب مساحة كبيرة من الأرض لكي تجري فيها، ومساحة تكفي المساكن والبيوت. فمن الواضح أنها كانت مدينة تعيش في رغد من النعيم، وترف من العيش، فقد جمعت بين الأنهار بمائها العذب الوفير، وبين البحر بأسماكه المتنوعة، وكنوزه الوفيرة، وكانت ميناءا بحريا تجبى إليه البضائع والسلع من شتى بلدان العالم.
فقد جاء في سورة يوسف وصف لما كان عليه أهل مدينة مصر من رغد وتمدن، فكانوا يجلسون على متكئات، وكانوا يستخدمون السكين في تقشير الفواكه التي تفد إليهم من خارج المدينة، فالمدن لا حقول ولا مزارع فيها، قال تعالى: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا) [يوسف: 30].
وكان الأسياد منهم لهم خدام متخصصين في سقايتهم الشراب والخمر، قال تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) [يوسف: 41].
وكان الأثرياء منهم يعيشون في قصور ذات غرف عديدة، وأبواب كثيرة بمغاليق، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [يوسف: 23].
قال تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137] قال ابن كثير: (أي وخربنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العمارات والمزارع (وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) قال ابن عباس ومجاهد (يَعْرِشُونَ) يبنون).
وقال تعالى: (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 57: 59].
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[18 Sep 2008, 04:39 م]ـ
مدينة مصر كانت عاصمة البلاد:
وبما أن مستقر الملك كان في (مدينة مصر) سواء كان في عهد يوسف عليه السلام، أو عهد موسى عليه السلام، فإن كان الملوك يقيمون في عاصمة البلاد، فهذا يدل على أن مصر كان عاصمة البلاد في ذاك الزمان. أي أن سلطان الملك كان ممتدا إلى مدن أخرى خلاف مدينة، وهي ما أطلق عليها القرآن الكريم (الْمَدَآئِنِ) جمع مدينة، وهي خلاف مدينة (المدائن) التاريخية عاصمة الساسانيين والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق بغداد. فكل هذه المدائن في مجموعها تشكل الدولة التي كان يحكمها الملك، بينما مصر كانت هي عاصمة مدائن المملكة حين ذاك:
ـ قال تعالى: (قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) [الأعراف: 111، 112].
ـ قال تعالى: (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 36، 37].
أما حينما أسرى موسى بقومه، فإن فرعون خشي من اتساع دائرة المؤمنين، وأن يمتد الخروج عليه في المدائن الأخرى. فقد أرسل فرعون رسله في المدائن، يحشرون الناس ويحذرونهم أجمعين من فعل موسى وقومه، ويصورون لهم أن موسى وقومه مجرد شرذمة قليلون خارجون على فرعون، وأنهم تسببوا في شدة غضبه، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاَء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) [الشعراء: 53: 56]. والغيظ وهو أشد من الغضب، فيه تحذير من فرعون لأهل المدائن جميعا، أن سيحيق بهم غضب فرعون وبطشه، إن هم اتبعوا موسى، أو مدوا له ولقومه يد العون، أو حاولوا الخروج معهم واللحاق بهم.
من ينفي وجود مدينة تسمى "مصر" فقد أفتى بغير علم ولا سلطان مبين .. واتبع الأقوال الرائجة التي أشاعها التوراتيين من خلال الإعلام الضال المضلل .. فإن كانت قد تغير اسمها مع الزمن .. أو تم الحجر عليها أثريا بفعل الحكومات فهذا لا ينفي أن المؤرخين ذكروها في كتبهم
وفي لسان العرب ما يثبت أن هناك مدينة تسمى "مصر" وإن لم يبين حدودها وموقعها إلا أنه أثبت انها مدينة وليست دولة .. وسوف أنقل فيما بعد ما يشير إلى موقع مدينة مصر
يقول ابن منظور: الجوهري: مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ عن ابن السراج. والمِصْر: واحد الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، والجمع أَمصار. ومَصَّروا الموضع: جعلوه مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. ومِصْرُ: مدينة بعينها، سميت بذلك لتَمَصُّرِها، وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو المِصْرُ بن نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذاك، وهي تُصْرفُ ولا تُصْرَفُ. قال سيبويه في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال: بلغنا أَنه يريد مِصْرَ بعينها. التهذيب في قوله: اهبطوا مصراً، قال أَبو إِسحق: الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف، قال: وفيه وجهان جائزان، يراد بها مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه، قال: وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير أَلف أَراد مصر بعينها كما قال: ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث.
وقال الليث: المِصْر في كلام العرب كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة للخليفة. وكان عمر، رضي الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة. الجوهري: فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ مَصارٍ. ومَصارِيُّ: جمع مَصْرِيٍّ؛ عن كراع؛ وقوله: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ، من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين؛ قال ابن سيده: وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا بها وليس من مآكل العرب؛ قال: وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر فقال مِصْرينَ، وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها، وغلطُ العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير، وقد رواه بعضهم من صِيرِ مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام.
والمِصْران: الكوفةُ والبصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابي: قيل لهما المصران لأَن عمر، رضي الله عنه، قال: لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر وبيني أَي حدّاً. والمصر: الحاجز بين الشيئين. وفي حديث مواقيت الحج: لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر: البَلَد، ويريد بهما الكوفةَ والبَصْرَةَ. والمِصْرُ: الطِّينُ الأَحْمَرُ. وثوب مُمَصَّرٌ: مصبوغ بالطين الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة. وفي التهذيب: ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ بالعِشْرِقِ، وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛ وأَنشد: مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ أَبو عبيد: الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة. وقال شمر: المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل. وقال أَبو سعيد: التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم يُسْتَحْكْم صَبْغُه. والتمصير في الثياب: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى. وفي حديث عيسى، عليه السلام: ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن؛ المُمَصَّرَةُ من الثياب: التي فيها صُفْرة خفيفة؛ ومنه الحديث: أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رضي
الله عنهما، وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[18 Sep 2008, 04:47 م]ـ
كتب أحمد الدبش في كتابه (موسى وفرعون في جزيرة العرب) في الفصل السادس صفحة (51 ـ 64) تحت عنوان (مصر، المشكلة، والحل!) يقول:
يتفق ثلاثة من ثقاة الباحثين العرب في مجالات الدراسات التوراتية، أن مصر التوراتية هي غير مصر - وادي النيل، وأنها، أي مصر التوراتية، ليست إلا إقليما في الجزيرة العربية. فيذهب العلامة د. كما الصليبي إلى أن المقصود بمصراييم في التوراة هو: أل مصرمة، بين أبها وخميس مشيط، وقرية مصر في وادي بيشة في إقليم عسير. أما تفسير د. زياد منى فهو: مصراييم في هذا التقسيم الإثني يقصد بها مصر في جزيرة العرب (أي إقليم مصر). أما الباحث فرج الله صالح الديب فله رأي يخالف ذلك، وهو أن مصر التوراتية ما هي إلا منطقة السحول اليمنية والمسماة سرة اليمن أو مصر اليمن.
هكذا أصبحت مصر إقليما في جزيرة العرب، ولكن؛ هل يوجد في النقوش العربية ما يؤكد هذا الطرح؟ هناك نقش معيني يرجع إلى عهد الملك معين (أبيدع يثع) وابنه (معد كرب إل يفع) من النقوش التي عثر عليها في مدينة براقش (يثل في النقوش)، وهو في مدونة النقوش الفرنسية (ربرتورا/3022) وصاحباه هما:
عم صدق / بن / حم عثت / ذ يفعن / وسعدم / بن / علج / ذ ضفجن أي: (عمي صدق بن حمى عثت ذي يفعن) و (سعد بن علج ذي صفجين) يصفان نفسيهما بأنهما: كبرى / مصرن / ومعن / مصرن أي: (كبرى مصرن ومعين مصرن). وهذه إشارة إلى إقليم أو منطقة تعرف حتى النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد بـ: مصرن أو المصر، إذا اعتبرنا النون هي لاحقة التعريف العربية الجنوبية، وبهذا فقبيلة معين (معن) هي جزء من إقليم مصرن / المصر.
ويعلق على ذلك د. عبد العزيز صالح قائلا: ثمة قضية قديمة جديرة بالاعتبار، لا بأس من ذكر مناقشتها في هذا المقام، لاحتمال صلتها بمصر ... وهي أن بعض النصوص العربية الجنوبية ذكرت اسم "معن مصرن"، وعنت به منطقة ما في شمال شبه الجزيرة العربية، كان يقيم بها أو يشرف عليها كبير أي وال من دولة معين اليمنية الجنوبية. وفي تعيين منطقة "معن مصرن" هذه وتحليل اسمها رأى عدد من باحثي الجيل الماضي، ولا يزال يأخذ برأيهم الأستاذ أدولف جروهمان في كتابه ( Arabien) الذي أصدره 1963، أن الاسم يعني واحة العلا أو عاصمة ددان بعد أن ظهر فيها النفوذ التجاري والسياسي لدولة معين الجنوبية، وجعلها أكبر مراكز التجارة المعينية في مال شبه الجزيرة، وترتب على ذلك أن عرفت الواحة باسم عميلتها الكبرى "معن" أي معين الجنوبية، ولكن؛ مع تخصيصها بصيغة "مصرن" التي قد تعني معنى الحد أو الحاجز. على انه ثمة افتراضا آخر نشير إليه على سبيل التحوط وتقليب المشكلة التاريخية على كل وجوهها، وهو احتمال دلالة اسم "معن مصرن" على معان المصرية، في أقصى شمال الحجاز لدى الحدود الأردنية، وقد ورد اسمها في بعض المصادر الإسلامية فعلا مرادفا لاسم معان الحجازية، وفي مقابل معان المالية، لكنه افتراض فيه بعض الضعف، بسبب ما ذكرته النصوص المعينية الجنوبية عن إقامة كبير معين أو والي معين في "معن مصرن"، وليس ن بينة معروفة على امتداد نفوذ دولة معين اليمنية إلى قرب الحدود الأردنية، وإنما هو نفوذ اقتصر مداه الشمالي القديم على واحة لحيان في حدود ما نعلمه من المصادر حتى الآن.
وقد أثارت (معن مصرن) أو (معين مصرن)، جلا شديدا بين العلماء، ولاسيما علماء التوراة، فذهب بعضهم هوغو ونكلر ( Hugo Winckler) إلى أن مصر أو مصرايم ( Mizraim) الواردة في التوراة ليست المعروفة التي يرويها نهر النيل، بل أريد بها (معين مصران)، وهو موضع تمثله (معان) في الأردن في الزمن الحاضر. وإن لفظ ( PERO) التي ترد في التوراة أيضا لقبا لملوك مصر، والتي تقابلها لفظة فرعون في العربية، لا يراد بها فراعنة مصر، بل حكام (معين مصران)، وأن عبارة هاكرهم مصريت HAGAR HAM _ MISRITH)، بمعنى هاجر المصرية، لا تعني هاجر ن مصر المعروفة، بل من مصر العربية، أي ن هذه المقاطعة التي تحدث عنها (معن مصرن) وإن القصص الواردة في التوراة عن مصر وعن فرعون، هي قصص تخص هذه المقاطعة العربية، وملكها العربي.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن من الأمور المثيرة للدهشة اكتشاف لقى أثرية عراقية مسجل عليها، بالأحرف المسمارية كلمة (مصر)، ويعلق على ذلك العالم الأثري المصري عبد العزيز صالح قائلا: أضافت النصوص الآشورية اسمين أثارا مشكلة عويصة، فروت أن ملكها جزي برءو (برعو) ملك مصرو، كما روت أنه تلقى اثني عشر جوادا كبيرا لا مثيل لها، هدية من شليخيني (أو شلكاني) وهو ملك مصري، وأشارت معها إلى ما سمته باسم مدينة نخل مصر. ويبدو أن هذه الأسماء لم تكن لها صلة بمصر بمعناها المعروف؛ حيث ذكرت النصوص الاشورية اسم برءو (برعو) ملك مصر ومع رؤساء البادية مثل سمسي ملكة أريبي، ويثع أمير السّبئ، وذلك مما قد يعني أن منطقة مصرو كانت من مناطق البادية أيضا، ويغلب الظن أنها كانت قريبة من البحر الأحمر ومن الحدود المصرية، وأنها المنطقة نفسها التي روى "شلمانصر" من قبل أنه عين عليها الشيخ البدوي إديبئيل. أما برءو، فقد يكون تحريفا لاسم شيخها البدوي في عهده. أو تكون تبعيتها القديمة لمصر قد أغرت الكتبة الآشوريين على اعتبار جزاها من جزئ الفرعون المصري نفسه، وكان لقبه في اللغة المصرية برعو فعلا. أما شليخيني أو شلكاني ملك مصري، فقد يكون تحريفا لاسم عربي مثل سلحان، كما رأى الباحث "ريكمان". وليس اسما لفرعون مصري، كما ظن "فيدنر"، يضاف إلى ذلك، أن مصر لم تشتهر بتربية الخيول الكبيرة التي أشارت إليها نصوص سرجون، وإنما كانت جيادها صغيرة الحجم نسبيا، على الرغم من تهجينها بسلالة ليبية في العصور المتأخرة. بقي اسم نخل مصر، وهذا قد يترجم بمعناه الآشوري بمعنى قناة مصر، أو سيل مصر، ويدل بذلك على جزء من وادي العريش، أو جزء من خليج السويس. كما رأى بعض الباحثين، أو يدل على واد قريب من رفح، كما نم عن ذلك نص آخر، أو يكون له بعض الصلة باسم قرية نخل الحالية في شبه جزيرة سيناء.
وهكذا ظهر أن النصوص الاشورية لا تتحدث عن وادي النيل، فذهب بعض العلماء إلى أن ما ورد في النصوص الاشورية من ذكر لـ Musri لا يعني أيضا مصر المعروفة، بل مصر العربية، وأن ما جاء في نص تغلاتبسر الثالث الذي يعود عهده إلى حوالي سنة 734 قبل الميلاد، من أنه عين عربيا Arubu واسمه ادبئيل (اد ب ال) (ادب ايل) Idibail حاكما على ( Musri)، لا يعني أنه عين حاكما على مصر الأفريقية المعروفة، بل على هذه المقاطعة العربية التي تقع شمال نخل مصري أي وادي مصر. ويرى "وينكر"، أن سبعة ( Sibe) الذي عينه تغلا تبسر سنة 725 ق. م على مصري، والذي عينه سرجون قائدا على هذه المقاطعة، إنما عين على أرض مصر العربية، ولم يعين على مصر الأفريقية. وقد ورد في أخبار سرجون أن من جملة من دفع الجزية إليه برعو ( Piru) وقد نعت في نص سرجون بـ "برعو شاروت مصري"، أي "برعو ملك أرض مصري". وورد ذكر برعو هذا في ثورة أشدود التي قامت سنة 711 ق. م وورد ذكر مصري في أخبار سنحاريب ملك آشور، وكان ملك مصري، وملك ملوخا، قد ساعد اليهود ضد سنجاريب.
ويرى "وينكلر" إنا كل ما ورد في النصوص الآشورية عن مصري مثل: "شراني مت مصري" ( SHARRANI MAT MUSRI)، أي ملوك أرض مصر إنما قصد به هذه المقاطعة العربية.
علاوة على ذلك، فقد عثر سنة 1956 في حرن على كتابة مهمة جدا في بحثنا هذا دونها الملك "نبونيئد"، وكانت مدفونة في خرائب جامع حران الكبير، تتحدث عن تأريخ أعمال ذلك الملك، ومما جاء فبها: أنه لما ترك بابل وجاء تيماء، أخضع أهلها، ثم ذهب إلى ددانو (ديدان) وبداكو (فدك) وخبرا (خيبر) وإيديخو (؟) حتى بلغ أتريبو (يثرب) ... ثم تحدث بعد ذلك عن عقدة صلحا مع مصر وميديا ومادا ومع العرب.
عند قراءة هذا النقش بتمعن يتضح منه انه يجب ان تكون مصر هذه المذكورة في النقش قريبة جدا من باقي البلاد، ليمكن ربط الأحداث مع بعضها. كما لا يوجد في كل ما اكتشف في مصر _ واي النيل ما يشير إلى هذا الصلح.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن النقوش آنفة الذكر لم تكن الإثبات الوحيد على وجود إقليم في جزيرة العرب باسم مصر، فعلى سبيل المثال نقرأ أن الكاتب الإغريقي "أبولودور" ( Appollodorus) كان على علم بهذه المسألة وسجلها في مؤلفه المكتبة ( Bibliotica)، الذي يعتقد بأنه صدر في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، وفي ذلك المؤلف الذي يحوي الخرافات والأساطير الإغريقية، أشار الكاتب لـ "مصر في جزيرة العرب" هذه الإشارة العابرة لإقليم مصر، تؤكد أنه وجد في ذاكرة العالم القديم وحتى القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، معلومة، أو بقايا معلومة، عن بلاد باسم مصر في جزيرة العرب.
بناء على ما تقدم يستخلص أنه وجدت في الماضي منطقة في جزيرة العرب عرفت باسم مصر. ولكن؛ أين موقعها الجغرافي؟ يرى بعض الباحثين أن الاسم "مصر" يشير إلى نطقة من مناطق البادية، ويغلب الظن أنها كانت قريبة من البحر الأحمر ومن الحدود المصرية (د. عبد العزيز صالح)، ولكن هذا التحديد أقرب إلى النفي منه إلى أي شيء آخر، لأنه لا يعتمد على أدلة أو حجج علمية. برأينا أن "مصر" أرض تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية. وللبرهان على ذلك علينا استشارة التوراة وما قاله المؤرخون القدامى وإعادة قراءة النقوش الأثرية التي ورد فيها اسم "مصر" قراءة موضوعية. تقول التوراة واصفة تنقلات إبراهيم: "وانتقل إبراهيم من هنالك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور" _ سفر التكوين (20 _ 1)، وتكرر التوراة الإشارة إلى الموضع (شور) عدة مرات، كموضع أو مدسنة شهيرة في تلك البلاد الجنوبية التي ارتحل إليها إبراهيم. وتحدد التوراة في موضع آخر مكان بلاد (شور) قائلة: "شور التي أمام مصر" _ سفر التكوين (25 _ 18)، وقد افترض مؤخرا الأشاوس على الفور أن المقصود من (شور) هو بلاد أشور الرافدين، بينما بلاد آشور لا تقع أمام مصر وادي النيل ولا خلفها. فأين موضع شور هذه؟ إن تحديد موضع شور هذه، سوف يؤكد فرضيتنا بأن هناك مقاطعة في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في اليمن أطلق عليها اسم مصر، وفي ذلك يقول "هوغو ونكلر" ( Hugo Winckler): إن أشوريم عشيرة عربية من قبائل قطورة بإجماع علماء التوراة، ولا صلة لها بـ (أشور) أي ألشوريين، وقد ورد في الترجوم أن أشوريم مضرب لخيام أشور، وقد ورد اسم أشور في نصوص معينية مقرونا باسم موضع عبر نهرن، ونقع هذهالمنطقة من طور سيناء إلى بئر السبع وحبرون وتحاذي مصر في جزيرة العرب ... .
لكن ماذا كانت تعني النصوص المعينية بـ "ااشور / ااشر" المقرونة بـ "عبر نهرين"؟ السادة مؤرخونا الأفاضل أصحاب وحراس الفكر العربي الآسن، ممن تربوا على أيدي الأثريين التوراتيين، كان لهم تفسير غاية في الغرابة، فذهبوا إلى أن "ااشور / ااشر" هي آشور، عبر النهرين هي بلاد ما بين النهرين!؟.
لكننا بالبحث عن هذه الأمانكن، نفاجأ بأنها موجودة في إطار جغرافية اليمن، لا في بلاد أخرى يفترض وجودها فيها.
فالمؤرخ "د. جواد علي" يذكر في كتابه الموسوعي (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) "إن أهم المدن القديمة فيها (يقصد دولة قتبان)، كانت شور وحريب".
علاوة على ذلك يوجد "واد السر" على بعد 23كم إلى الشمال الشرقي من صنعاء، يطل عليه حصن (ذي مرمر) وحصن ضباب وجبل صرع. وقد وصفه لسان اليمن المؤرخ "الهمداني"، في سفره الرائع صفة (جزيرة العرب): "هو من عيون أودية اليمن وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبال مراد جبل برجام في السر، ومنازل آل الروية باعفاف وحذان من السر ... والسر مبتدأ المحجة إلى البصرة من صنعاء ووادي سعوان .. ".
أما فيما يخص"عبر النهرين" فهناك في الراضي اليمنية واد يدعى وادي ميتم يتفرع عن جبل التعكر إلى فرعين، وبينهما أسست مدينة "جبلة" وقد وصفها "ياقوت الحموي" قائلا: "جبلة بالكسر ثم السكون ذو جبلة مدينة باليمن تحت جبل صبر وتسمى ذات النهرين وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها ... وكان أول من اختطها عبد الله بن محمد الصلحي المقتول في سنة 374، وكان أخوه علي ولاه حصن التعكر وهذا الحصن على الجبل المطل على ذي جبلة، وهي في سفحه، وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء".
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي ذلك يقول "ابن المجاور" في مؤلفه (تاريخ المستبصر) قائلا: "ذي جبلة من مخلاف جعفر، وجبلة كان رجلا يهوديا يبيع الفخار في الموضع الذي بنيت فيه دار العز، وبه سميت المدينة، وأول من اختط ذي جبلة "عبد الله بن محمد الصليحي" " ... وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء" ويستطرد "اين المجاور" عند الحديث عن صفة بناء ذي جبلة فيقول: "بنى بذاك الصليحي في مخلاف جعفر وحدودها بالطبول من نقيل صيد إلى مصابح، وبالعرض من سوق وصفات على حصن الطريمة إلى ذي الأسود من حدود مخلاف حب. وتسمى قلعة النهرين لأن جبل التعكر ما بين أيمن البلد وشماله ومجمع النهرين في آخر البلد عن موضع يقال له وادي ميتم، كما قال "المازني" في بعض قصائده؛ حيث يقول:
ما مصر ما بغداد ما طبرية ـــــ كمدينة قد حازها النهران
حدود لها شأم وحب مشرق ـــــ وكذلك تعكرها المنيف ماني
هناك نقش معيني (جلاسر 1155) أثار ضجة بين الدارسين واختلفوا في تقدير زمنه. وكان ذلك النقش يتحدث عن غارة سبئيين وخولانيين على قافلة معينية في موضع بين معين ورجمة التي يعتقد أنها مدينة نجران نفسها. ويذكر حربا كانت دائرة وقتها بين مذي وبين مصر في وسط مصر.
واختلف الباحثون في تعيين زمن وقوع الحرب، كما اختلفوا في تثبيت هوية المتحاربين.
فذهب كثيرون، ومنهم صاحب النقسش "جلاسر"، إلى البحث عن معارك وحروب في مصر _ وادي النيل. ولم يثر الشك لديهم في أن مصر المقصودة هنا تقع في اليمن قرب سبأ ومعين، أن موقع المعركة يمكن أن يكون داخل اليمن، وضمن نزاعات الممالك القديمة المسلحة التي كانت تعصف بالبلاد. فبمطلق الأحوال، "معين" صاحبة حضارة شهيرة، ولا داع لذكرها. في حين أن "رجمة" هي برجام: بكسر الباء الموحدة، يسمى اليوم رجام: بكسر الراء، وهي من أودية السر ذات أعناب كثيرة وتنمو فيها شجر القات، وهكذا فمن المحتمل أن يكون وادي السر هو المقصود بـ "ااشور / ااشر"، التي وردت في بداية النقش.
أما الحرب بين مذي ومصر في وسط مصر، فقد تكون حربا قامت بين (مذي اليمانية) و (مصر اليمانية)، فقد أشارت "مذي" المذكورة في النقش إلى موقع ما هو "ميدي"، ضمن المناطق السهلية، وميدي مركز القضاء ومدينة شهيرة على البحر الأحمر، ومن الموانئ التي تستقبل السفن الشراعية للاستيراد والتصدير، وتقه بالقرب من أقصى الحدود الشمالية لليمن، وتتبع إداريا لواء حجة، كما أن ميدي تعتبر عاصمة لقضاء ميدي، إحدى أقضية هذا اللواء قضاء" ميدي على العموم منطقة تهامية.
أما عن مصر، فربما يكون المقصود بها منطقة السحول التي يطلق عليها مثر اليمن. كما سنرى بعد قليل علاوة على ذلك لدينا العديد من النقوش التي انفردت بذكر اسم "مصر" وقد ورد هذا الاسم (مصر) في مجموعة النقوش المسندية المنشورة في كتاب "مطهر الإرياني" الموسوم (في تاريخ اليمن: نقوش مسندية وتعليقات) وقد وردت في المسند رقم (5): ملك سبأ / وذريدن / وكل / مصر / ... مصر / يدع إل / ملك حضرموت ... وكل / مصر .. .
وفي المسند رقم (21) على هذا النحو:
... بعلى / مصر / حضرموت ... .
ويشير نقش (جام 612) إلى حرب شنها الملك عل حضرموت، وهو نقش قصير تركه لنا أحمد ينعم بن نشاي مقتوي الملك بمناسبة عودته من تلك الحرب التي رافق فيها الاقبال والحبشة بأرض حضرموت (س 8_ 10)، وقتل خلالها رجلين كما يقول (ك 12)؛ حيث يقول أحد أصحاب ذلك النقش، واسمه كرب عثت أراد، إنه هرج رجلا وأخذ فرسه خلال اشتراكه في الحرب التي شنها الملك على "مصر" حضرموت.
ولكن؛ ماذا يعني اسم مصر في النقوش اليمنية؟
هذا ما أجاب عليه الأستاذ "حمزة علي لقمان" في كتابه (معارك حاسمة في تاريخ اليمن) بأن اسم مصر في النقوش اليمنية، يعني القلعة، وهو المعنى نفسه تقريبا في المعجم العربي
بالنظر إلى الخارطة اليمانية الجغرافية، يجد الباحث العديد من المواقع والمستوطنات التي تحمل اسم مصر، ومنها "منطقة السحول" التي طالما ذكرها لسان اليمن "الهمداني" على أنها "مصر اليمن" فماذا قصد بمنطقة السحول أو مخلاف السحول؟ مخلاف السحول ذكرها "الهمداني" في كتابه (الإكليل) ـ الجزء الثامن، و (صفة جزيرة العرب) قائلا: ويتصل بمخلاف (خولان) مخلاف (آل ذي جرة) ... ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى (خزانة اليمن) وذمار ورعين والسحول مصر اليمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعلق محقق كتاب الهمداني العلامة محمد بن علي الأكوع على ذلك قائلا: السحول سرة اليمن ومصر اليمن، والشائع لدى عامة الناس في عوم اليمن، أن من يهرب من الجوع فعليه السحول، وفيه يقول حكيم المزارعين اليمنيين "علي بن زايد" في أحد مهاجل البذار:
إن كنت هاربا من الموت ـــــ ما حد من الموت ناجي
وإن كنت هاربا من الجوع ـــــ أهرب سحول بن ناجي
وفيه يقول "طرفة بن العبد":_
وبالسفح آيات كان رسومها ـــــ يمان وشتة ريدة وسحول
ويدخل في السحول قسم من يحصب يعرف بذي قينان، وتعد يحصب من المناطق الخصبة زراعيا، ولذلك تعددت السدود التي أقامها اليمنيون القدماء في هذه المنطقة، حتى قيل إنها وصلت ثمانين سدا، وإلى ذلك أشار "أسعد تبع" في قوله: _
وفي البقعة الخضراء من أرض يحصب ـــــ ثمانون سدا تقذف الماء سائلا
لدينا علاوة على ذلك نقش جدير بالتنويه له، فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، خواتم مرصعة بالأحجار الكريمة ووضعت، كما وجدت لوحة عليها نقوش ترجمها "جون فوستر" كما يلي:
"باسم الله، إله حمير:
أنا تاجة ( Tajah) ابنة ذو شنار ( DHU SHEFAR) أرسلت وكيلي إلى يوسف.
ولما تأخر في العودة إلي أرسلت إليه وصيفتي.
ومعها مكيال من الفضة ليرده إلى مكيال من دقيق.
ولما عجزت عن الحصول عليه أسلتها بمكيال من الذهب.
ولما عجزت عن الحصول أرسلتها بمكيال من لؤلؤ
ولما عجزت عن الحصول عليه أصدرت أمرا بطحنها.
ولما لم أجد أي فائدة منها كان مصيري الدفن هنا.
فإلى كل من يسمع عني، هلا رثى لمصيري
وإلى أي امرأة تفكر في التحلي بحلية من زينتي.
أن تلقى الميتة نفسها التي لقيتها.
هذه النقوش السالفة تنتمي إلى زمن يوسف، وهي تؤيد تماما ما جاء في القرآن من القحط الذي أهلك عددا من الأمم في تلك العصور.
إن الاهتداء الصحيح لموقع مصر، سيؤدي بنا لمناقشة مسألة خطيرة، وهي هل ينحدر العرب حقا من أم مصرية (هاجر)، وماذا كان يقصد بها؟
من الأمور الجديرة بالملاحظة، إشارة التوراة إلى انحدار العرب من أم مصرية (هاجر) فهل المقصود بذلك مصر _وادي النيل أم مصر العربية، كما ذكر "ونكلر" فيما سبق؟ يبدو أن المقصود هنا ليس مصر وادي النيل، وإنما هو مصر جزيرة العرب.
إن قضية اسم أم إسماعيل بأنه كان "هاجر"، أمر سهل التفسير، لأن أهل اليمن يطلقون على المدينة اسم "هجر" والمتتبع للتاريخ اليمني القديم يعرف عمق الـ "الهجر"، فلفظ "هجر" قد عرف قبل انتشار الإسلام في اللغة اليمنية القديمة.
فيقال "هـ ج ر ن / ص ن ع و " كما في ( CIH 314 /1, GL 452 A / 4,1)، أي مدينة صنعاء، و"هـ ج ر ن / م ر ب" ويرد الاسم أيضا (بالياء) أي "هـ ج ر ن / م ر ي ب" كما في ( CIH 19/16, CIH 389/41 RES 3197/4) أي مدينة مأرب، و"هـ ج ر ن / ت م ن ع" كما في ( RES 3566/4.8 RES 3691/8) أي مدينة تمنع، و"هـ ج ر ن / ش ب م" كما في ( S H 32/17, JR 32/25.26) أي مدينة شبام في حضرموت.
ويذكر "محمد بن علي الأكوع الحوالي محقق كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني أن "الهجر بالتحريك في لغة حمير، القرية الكبيرة".
وذكر "ياقوت الحموي" في (معجم البلدان) أن الهجر بلغة حمير والعرب العاربة: القرية، فمنها هجر البحرين، وهجر نجران، وهجر جازان".
وقد ذكر لسان اليمن "الهمداني" لفظة "الهجر" في كتابه المعروف (صفة جزيرة العرب)، بقوله: "والهجر هي القرية الحديثة ... "، وقد أيدت النقوش ما سجله "الهمداني"، فقد نشر "د. يوسف عبد الله" نقشا يمنيا جاء فيه: "هجرهو"، وترجمتها بأن "هجر": المدينة، وأن هو: الضمير، فيصبح المعنى: "مدينته". أما الكلمة التالية فكانت: نأت، وجنأ، وهي لفظة شائعة في النقوش اليمنية القديمة، وتعني سور، وجمعها: جنات. وانتهى بذلك إلى أن: "هجرهو جنأت" تعني مدينته ذات الأسوار، أي المدينة المسورة.
وكان "د. محمود الغول" قد أكد هذا المعنى في مقالة بعنوان (مكانة نقوش اليمن في تراث اللغة العربية الفصحى)، فقال: "أما الهجرة، وهي قضية كبرى في الإسلام، فقد اشتقها الناس من هجر المكان بمعنى تركه، وإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كان تركه "مكة" إلى "المدينة"، وهذا ليس صحيحا على علاته، فالهجرة في حقيقتها مأخوذة من (الهجر)، وهي بلغة النقوش ولغة حمير: القرية أو المدينة التي فيها سلطان أو من ينوب نيابة، ومعنى هاجر لذلك هو اتخاذ الهجر دارا للإقامة والتقييد بطاعة صاحب الأمر فيها".
واللغة الشمالية تعرف لفظ "هجر" ضمن الألفاظ الجغرافية المتخصصة، وذلك في الدلالات المرتبطة بأسماء الأعلام، وكذلك في أسماء العلم المركبة والتي تعرف بالإضافة. وقد اشتق منها فعل بمعنى (هاجر).
فـ "هاجر" على هذا، امرأة هجرية، والارتباط بمصر، هو ارتباط بمصر العربية اليمنية. ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[18 Sep 2008, 04:53 م]ـ
دليل أثري باليمن
يؤكد ما جاء في القرآن عن قصة يوسف عليه السلام
لدينا علاوة على ذلك نقش جدير بالتنويه له، فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، خواتم مرصعة بالأحجار الكريمة ووضعت، كما وجدت لوحة عليها نقوش ترجمها "جون فوستر" كما يلي:
"باسم الله، إله حمير:
أنا تاجة ( Tajah) ابنة ذو شنار ( DHU SHEFAR) أرسلت وكيلي إلى يوسف.
ولما تأخر في العودة إلي أرسلت إليه وصيفتي.
ومعها مكيال من الفضة ليرده إلى مكيال من دقيق.
ولما عجزت عن الحصول عليه أرسلتها بمكيال من الذهب.
ولما عجزت عن الحصول أرسلتها بمكيال من لؤلؤ
ولما عجزت عن الحصول عليه أصدرت أمرا بطحنها.
ولما لم أجد أي فائدة منها كان مصيري الدفن هنا.
فإلى كل من يسمع عني، هلا رثى لمصيري
وإلى أي امرأة تفكر في التحلي بحلية من زينتي.
أن تلقى الميتة نفسها التي لقيتها.
هذه النقوش السالفة تنتمي إلى زمن يوسف، وهي تؤيد تماما ما جاء في القرآن من القحط الذي أهلك عددا من الأمم في تلك العصور.
ما ذكرته عن نص اللوحة قام بترجمته "جون فوستر" .. وذكر "ابن هشام" كيف تم العثور عليها
وهذا الكلام نقلته من كتاب (موسى وفرعون في جزيرة العرب) للباحث الفلسطيني المقيم بمصر (أحمد الدبش) .. وقد ذكره في الصفحة 62 .... وفي الهامش كتب يقول:
نادفي (سيد مظفر الدين)، التاريخ الجغرافي للقرآن، ترجمة: د. عبد الشافي غنيم عبد القادر، لجنة البيان العربي، سلسلة الألف كتاب (67)، 1956، ص (19_ 20).
سوف أسعى جاهدا للحصول على المرجع السابق ذكره عسى أن أصل لبيانات أوسع عن هذه اللوحة بعون الله ومشيئته
وعلى من يهتم بالأمر من أهل اليمن أن يبحث عن هذه اللوحة في بلدهم .. خصوصا في المتاحف ويسأل عنها الأثريين .. وأن يصورها إن عثر عليها .. أو على الأقل يذكر رقمها الدولي .. فكل قطعة آثار في العالم لها رقم ثابت وموحد تعرف به .. ومن خلال هذا الرقم يمكن الحصول عن كل ما كتب عنها .. وربما هناك كتب ومؤلفات معاصرة صورت اللوحة وكتبت تفاصيل عنها
إن صح وجود هذه اللوحة وهو الراجح فهذا له دلالات خاصة .. فلا يعقل أن ترسل امرأة وصيفتها بمكيال من الفضة .. ثم أرسلتها بمكيال من ذهب .. ثم أرسلتها بمكيال من لؤلؤ .. إلا أن مصر التي يقيم فيها يوسف عليه السلام كانت قريبة منها في اليمن .. على الأقل مسيرة عدة أيام لا شهور .. هذا على فرض أن الوصيفة سافرت في حراسة بعض العبيد .. وإلا فمن الخطورة أن تسافر امرأة وحدها بغير حراسة وهي تحمل كل هذه الكميات من المعادن الثمينة .. خاصة وأن هناك جفاف وقحط ومجاعة فلا تأمن على نفسها من هجوم اللصوص وقطاع الطريق .. فإن ثبت وجود هذه اللوحة فهي دعم مادي لوجهة نظري التي بينتها لكم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:45 ص]ـ
أم إسماعيل هاجر من مصر
قال الحاكم
(- أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: إذا افتتحتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة و رحما
قال الزهري: فالرحم أن أم إسماعيل منهم
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه)
وهو في المصنف
(أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة وإن لهم رحما قال معمر فقلت للزهري يعني أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال بل أم إسماعيل)
انتهى
وقول الباحث
(فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، ... )
من المقصود بابن هشام
ـ[جند الله]ــــــــ[19 Sep 2008, 04:44 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
القول بأن هاجر قبطية هو قول الزهري .. وليس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكل يؤخذ منه ويرد إلا قول المعصوم صلى الله عليه وسلم .. وما ذهب إليه الزهري يتعارض مع ظاهر نص القرآن الكريم الذي يؤكد أن مصر المذكورة في القرآن الكريم مدينة وليست دولة كما سبق وسردت البيان القرآني في هذا .. وهذا يكفي للنظر في قول الزهري
الأحاديث ذكرت مصر لم تبين صراحة ما هو المقصود بالرحم هنا .. قد تكون كناية عن هاجر أم إسماعيل عليهما السلام .. وقد تكون أمنا مارية القبطية زوج نبينا صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو الراجح لديوفق نصوص كثيرة وردت بهذا الصدد
ومصر وادي النيل كان لها عدة مسميات مختلفة في وقت واحد بعدة لغات. واسم مصر ممنوع من الصرف (التنوين) والسبب أنه اسم علم، وأعجمي. ومصر تأتي بمعنى بلد أو مدينة، كأن نقول: (ذهبت إلى مصرٍ)، و (ذهبت إلى مصرَ). فمصر الأولى تحتها كسرتين (مجروره ومنونه) والثانية عليها فتحه وممنوعه من التنوين. والفارق بين الجملتين أن الجمله الأولى تعني الذهاب إلى مصر بمعنى بلد ما، والثانيه تعني الذهاب إلى بلد اسمها مصر. ومصر اسم قد يطلق على بلد أو مدينة، أما مصر الواردة في القرآن فهي مدينة، ولا يصح أن تكون دولة بحال.
اسم مصر في العربية واللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرَيم ????????? مذكور في التوراة (العهد القديم) على أنه ابن لحام بن نوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية (سفر التكوين أصحاح 10، 6) التي يرد فيها اسم "مصرايم" كاسم البلاد المعروفة حاليا كمصر.
الاسم الذي عرف به المصريون موطنهم في اللغة المصرية هو تامري وتاوي وكِمِتومنها اشتق اسم علم الكيمياء و تعني "الأرض السوداء"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت، و أصبح الاسم لاحقا في المرحلة القبطية من اللغة كِمي في اللهجة البحيرية و خمي في اللهجة الصعيدية. وعرفت عند العرب بمصر وذلك في الكتابة المسمارية السبئية وهو ما وجد في رسائل العمارنة عصر أخناتون حيث وردت باسمها العربي مصر. الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس ????????، وهو اسم يفسره البعض على أنه مشتق من حط كا بتاح أي محط روح بتاح اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة.
وفي الانجليزية لا تترجم أسماء (الأشخاص والبلاد) وإنما تكتب كما تنطق بالأحرف اللاتينية. فتكتب مصر هكذا Egypt. وليس ثمة وجه تشابه بين أحرف Egypt ومصر، بالإضافة إلى أن حرف p ليس له مقابل في الأحرف العربية.
وعلى هذا فإن مصر أو Egypt كانت تسمى باللغة القبطية "كمت" وبالكتابه القبطيه "كِمي" (فتحولت التاء في آخر الكلمه إلى يود) والكلمه معناها أسود رمز للأرض السوداء (الخصبه). والاسم مستخدم الآن في كلمة كيميا و chemistry وهي مأخوذه من اسم مصر الأصلي. والمصريون باللغه المصريه يطلق عليهم "رم ن كمي" أي المقيمون بمصر.
كانت المدن في مصر لها أكثر من اسم وقد كان الإله "بتاح" الإله الرسمي لمدينة منف فكانت تدعى "حوت كا بتاح" حوت تعني مكان أو سكن أو مقر و"كا" أحد أنواع الأروح عند المصريين، و"بتاح" هو الإله "بتاح" إله الصناعه وإله مدينة منف. فيكون معناها "حوتكابتاح". وقد انتقل الاسم محرفا عن طريق الإغريقيين، ولأنهم لا ينطقون الحروف الحلقيه مثل حرف الحاء، فقد فكانوا ينطقونها "إتكبت" والتي تحولت إلى " Egypt ". وأضافوا إليها علامة الرفع في اللغة الإغريقية فتصبح " Egyptos". وكان "إجبتوس" في الأساطير الإغريقيه يمثل أبو المصريين وإبن الإله "جوبتر". فكان الإغريقيون بيعتبرون المصريين أنصاف آلهة.
وحين تعرف الأوربيون على العالم من خلال الثقافة الإغريقية الحضارة القديمة الوحيدة في أوروبا وجدوا أن الإغريق يسمون مصر " Egyptos" فحذفوا النهاية الزائدة " os" وأبقوا على جذر الكلمة فصارت " Egypt".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولم يرد في أي من النصوص ربط اسم مصر وادي النيل بأحداث تاريخية كخروج بني إسرائيل في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما أن من سماها مصر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث وردت مصر مرتبطة بأحداث مستقبلية وليس بصيغة الماضي. وربما ذكرها الصحابة والتابعين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كله لا ينفي ما أثبته القرآن الكريم أن مصر مدينة، فربما اجتمع لها اسم بلد واسم مدينة في مكانين مختلفين
وعلى فرض ورود الاسم من قبل. فهذا لا يتعارض أن يكون هنا مصرين (مدينة مصر) و (دولة مصر). أما (مصر) التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم فهي تحمل صفات مدينة وأشار النص غلى أنها كانت مدينة لفظا والله أعلم.
وهذا طرفا من الأحاديث التي ورد فيها ذكر مصر، وأنه مرتبط ببلاد القبط، منها ما هو ضعيف لا يعتد به، ومنها ما هو صحيح
65827 - الله الله في قبط مصر؛ فإنكم ستظهرون عليهم، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3113
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله ثقات
________________________________________
1870 - إنكم ستفتحون مصر. وهي أرض يسمى فيها القيراط. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها. فإن لهم ذمة ورحما. أو قال: ذمة وصهرا. فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة، فاخرج منها. قال: فرأيت عبدالرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة، يختصمان في موضع لبنة، فخرجت منها.
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2543
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
2174 - منعت العراق درهمها وقفيزها. ومنعت الشام مديها ودينارها. ومنعت مصر إردبها ودينارها. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. وعدتم من حيث بدأتم. شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه.
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2896
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
169111 - أتيت عائشة أسألها عن شيء. فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا. إن كان ليموت للرجل منا البعير، فيعطيه البعير. والعبد، فيعطيه العبد. ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر، أخي، أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا (اللهم! من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم، فاشقق عليه. ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم، فارفق به).
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1828
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
155772 - قل اللهم اهدني وسددني، واذكر بالهداية هداية الطريق، واذكر بالسداد تسديدك السهم. قال: ونهاني؛ أن أضع الخاتم في هذه، أو في هذه، للسبابة والوسطى، ونهاني عن القسية والميثرة. قال أبو بردة: فقلنا لعلي: ما القسية؟ قال: ثياب تأتينا من الشام، أو من مصر، مضلعة فيها أمثال الأترج، قال: والميثرة شيء كانت تصنعه النساء لبعولتهن
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4225
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
________________________________________
9034 - كنا بمدينة الروم، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر، وعلى أهل مصر عقبه ابن عامر، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم، حتى دخل عليهم، فصاح الناس وقالوا: سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة. فقام أبو أيوب الأنصاري فقال: يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل؛ وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه. فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها،
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا {وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2972
خلاصة الدرجة: حسن صحيح غريب
________________________________________
3146 - إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة ورحما، يعني: أن أم إسماعيل كانت منهم
الراوي: كعب بن مالك المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 6/ 322
خلاصة الدرجة: روي من أوجه أخر
________________________________________
26515 - أن عمر كتب إلى عماله: أن لا يضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا يضربوها إلا من جرت عليه المواسي ويختم في أعناقهم ويجعل جزيتهم على رؤوسهم على أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وعلى أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت وعلى أهل مصر أردب حنطة وكسوة وعسل – الحديث
الراوي: أسلم مولى عمر المحدث: ابن كثير - المصدر: إرشاد الفقيه - الصفحة أو الرقم: 2/ 339
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
________________________________________
229367 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
الراوي: أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/ 66
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح
________________________________________
229369 - إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وإبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني قبط مصر
الراوي: عبدالله بن يزيد و عمرو بن حريث المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/ 67
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح
________________________________________
84763 - إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا، فإن لهم ذمة و رحما
الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 698
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
90076 - منعت العراق درهمها و قفيزها، و منعت الشام مدها و دينارها، و منعت مصر أردبها و دينارها، و عدتم من حيث بدأتم، و عدتم من حيث بدأتم، و عدتم من حيث بدأتم
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6623
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
85823 - إنكم ستفتحون مصر، و هي أرض يسمى فيها القيراط، فإذا فتحتموها، فاستوصوا بأهلها خيرا، فإن لهم ذمة و رحما، فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة، فاخرج منها
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2307
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
97354 - عن حذيفة قال ما بين طرفي حوضي النبي كما بين أيلة و مصر و إن آنيته أكثر أو مثل عدد نجوم السماء أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك و أبرد من الثلج من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
الراوي: زر المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 725
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
________________________________________
62835 - ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهلا وهي تكون لأهلها معقلا وأكثر أبدالا وأكثر مساجد وأكثر زهادا وأكثر مالا وأكثر رجالا وأقل كفارا ألا وإن مصر أكثر المدن فراعنة وأكثر كفورا وأكثر ظلما وأكثر رياء وفجورا وسحرا وشرا فإذا عمرت أكنافها بعث الله عليهم الخليفة الزائد البنيان والأعور الشيطان والأخرم الغضبان فويل لأهلها من أتباعه وأشياعه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور} فإذا قتل ذلك الخليفة بالعراق خرج عليهم رجل مربوع القامة أسود الشعر كث اللحية براق الثنايا فويل لأهل العراق من أشياعه المراق ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا
(يُتْبَعُ)
(/)
الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني - المصدر: فضائل الشام - الصفحة أو الرقم: 18
خلاصة الدرجة: منكر
________________________________________
235890 - يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يردون المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تبقى تقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال سبعون ألفا عليهم السيجان فأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحا لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى إن أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثا فيقول بعضهم لبعض إن هذا لصوت رجل شبعان وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم يا روح الله تقدم فصل فيقول هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا صلى به أخذ عيسى عليه السلام حربته فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه فليس شيء يومئذ يواري منهم أحدا حتى إن الشجرة لتقول يا مؤمن هذا كافر ويقول الحجر يا مؤمن هذا كافر
الراوي: عثمان بن أبي العاص المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/ 345
خلاصة الدرجة: فيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
________________________________________
165141 - أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار سيحون وجيحون وهو نهر بلخ والدجلة والفرات وهو نهر بلخ العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله عز وجل من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله {وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض} فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمس ترفع كل ذلك إلى السماء وذلك قوله عز وجل {وإنا على ذهاب به لقادرون} فإذا رفعت هذه الأشياء من أهل الأرض فقد ذهب من أهلها في الدنيا والآخرة
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/ 374
خلاصة الدرجة: [فيه] مسلمة بن علي يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهما بطل الاحتجاج به
________________________________________
8434 - خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه أجمع ما كانوا، فقال: إني أريت الليلة منازلكم في الجنة، وقرب منازلكم. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على أبي بكر، فقال: يا أبا بكر! إني لأعرف رجلا اسمه واسم أبيه وأمه لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا يقال له: مرحبا مرحبا، فقال له سلمان: إن هذا لمرتفع شأنه يا رسول الله، قال: فهو أبو بكر بن أبي قحافة. ثم أقبل على عمر، فقال: يا عمر لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء شرفه لؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت، فقلت: لمن هذا؟ فقيل: لفتى من قريش، فظننت أنه لي، فذهبت لأدخله، فقال: يا محمد! هذا لعمر بن الخطاب، فما منعني من دخوله إلا غيرتك يا أبا حفص، فبكى عمر، وقال: بأبي وأمي أعليك أغار يا رسول الله؟! ثم أقبل على عثمان بن عفان، فقال: يا عثمان، إن لكل نبي رفيقا في الجنة، وأنت رفيقي في الجنة، ثم أخذ بيد علي، فقال: يا علي! أما ترضى أن يكون منزلك في الجنة مقابل منزلي؟ قال: بلى بأبي وأمي يا رسول الله، قال: فإن منزلك في الجنة مقابل منزلي، ثم أقبل على طلحة والزبير فقال: يا طلحة ويا زبير إن لكل نبي حواري وأنتما حواري، ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال: لقد بطأ بك عني من بين أصحابي حتى خشيت أن تكون قد هلكت وغرقت غرقا شديدا، فقلت: ما بطأ بك؟ فقلت: يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفا محاسبا أسأل عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته، فبكى عبد الرحمن وقال: يا رسول الله هذه مائة راحلة جاءتني الليلة من تجار مصر، فأنا أشهدك أنها على أهل المدينة وأبنائهم، لعل الله يخفف عني ذلك اليوم
الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم: 8/ 278
خلاصة الدرجة: [فيه] عمار بن سيف صالح، وعبد الرحمن المحاربي ثقة، وابن أبي مواتية صالح، وسائر الإسناد لا يسأل عنهم لثقتهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:30 م]ـ
وقول الباحث
(فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، ... )
من المقصود بابن هشام [/ COLOR]
ما ذكرته عن نص اللوحة قام بترجمته "جون فوستر" .. وذكر "ابن هشام" كيف تم العثور عليها
وهذا الكلام نقلته من كتاب (موسى وفرعون في جزيرة العرب) للباحث الفلسطيني المقيم بمصر (أحمد الدبش) .. وقد ذكره في الصفحة 62 .... وفي الهامش كتب يقول:
نادفي (سيد مظفر الدين)، التاريخ الجغرافي للقرآن، ترجمة: د. عبد الشافي غنيم عبد القادر، لجنة البيان العربي، سلسلة الألف كتاب (67)، 1956، ص (19_ 20).
http://www9.0zz0.com/2008/08/27/08/626500844.jpg
سوف أسعى جاهدا للحصول على المرجع السابق ذكره عسى أن أصل لبيانات أوسع عن هذه اللوحة بعون الله ومشيئته
رابط كتاب (التوراة جاءت من جزيرة العرب)
وهو أحد المراجع الهامة في الكلام عن مصر عسير
تأليف الدكتور: كمال الصليبي
http://dc59.4shared.com/download/263...63602-48c6e537
هذا بخلاف أنه لاتوجد قطعة أثرية واحدة معتبرة داخل مصر وادي النيل تثبت أي أثر لوجود بني إسرائيل هناك، وهذا سوف اثبته في المشاركة القادمة بإذن الله تعالى
ـ[جند الله]ــــــــ[20 Sep 2008, 11:15 ص]ـ
الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 45) يقول:
(أطلق سكان وادي النيل الأوائل على أرضهم أسماء كثيرة عبر التاريخ ومختلف الأزمنة، ففي الجزء الأول من موسوعة "مصر القديمة" لرائد الدراسات المصرية "سليم حسن"، يتعرض العالم الثقة لهذه المسألة، فيقول تحت عنوان "مصر وأصل المصريين": ( ... وقد كان يطلق عليها (مصر) قديما اسم "كمي" وقد بقي محفوظا إلى أن جاء الإغريق فأسموها أجبتيوس Aegyptos، ولم يفسر أصل اشتقاق هذا الاسم تفسيرا شافيا إلى الآن، وأفضل هذه التفاسير "حا ـ كا ـ بتاح" أي مكان الإله بتاح. الذي كان يعبد في بلدة منف عاصمة الديار المصرية في عهد الدولة القديمة).
الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 47، 48) يقول:
(إن اسم مصر الدولة، أطلق عليها إسلاميا. وأما المصريون القدماء، فقد أطلقوا على بلادهم وأرضهم أسماء وصفات عديدة ذكروها في نصوصهم المختلفة منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني والروماني. وحتى زمان رسولنا الكريم ففي رسالته صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، لم يذكر اسم مصر، بل ذكرها باسم القبط، ورسالته محفوظة إلى اليوم، وهذا هو نصها: (بسم الله الرحمن الرحيم (من) محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، وأما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت، فعليك إثم القبط).
فكلمة مصر أدخلها عمرو بن العاص في فترة التحرير الإسلامي، حينما عسكر بجنده في قرية تدعى بابليون) في منطقة الأزبكية في القاهرة حاليا، وفي مكان الفسطاط، التي هي خيمته، أمر ببناء بلدة ودعاها الفسطاط، ثم مصرها. و (مصرها) أي جعل خراج أفريقيا يجيء إليها، فدعيت مصر. وحتى الآن حينما ينزل ابن الإسكندرية أو ابن الصعيد إلى القاهرة يقول "نازل مصر").
حتى اللحظة لم يعثر على أي دليل أثري واحد يثبت وجود بني إسرائيل في مصر وادي النيل، ولا حتى في شبه جزيرة سيناء. ولم يرد عنهم أدنى ذكر معتبر في النقوش الفرعونية في مصر. حتى القطعة الأثرية الوحيدة التي ترجمها بعض الأثريين على أنها تذكر اسم (إسرائيل) وتسمى لوحة مرنبتاح Merneptah stela، أو (لوحة إسرائيل Israel Stela) فإنه مختلف على صحة الترجمة ودلالتها، وتسمى بلوحة مرن بتاح.
http://www7.0zz0.com/2008/05/10/22/493746226.jpg
وفي ذلك كتب الباحث الفلسطيني أحمد صبري الدبش تحت عنوان (لوحة مرنبتاح .. وأخطر سرقة في التاريخ .. الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 31: 38) يقول:
لوحة مرنبتاح .. وأخطر سرقة في التاريخ
(يُتْبَعُ)
(/)
دونما حياء وبلا استحياء يشير بعض الباحثين الغربيين ووالاهم في ذلك السادة أصحاب وحراس الفكر الآسن من الأكاديميين العرب، إلى وجود ذكر لبني إسرائيل على نصب وجد في طيبة يعود إلى السنة الخامسة من حكم مرنبتاح (1230 ق. م)، وتقع هذه الكلمة في السطر السابع والعشرين، فمنذ العثور على النصب اعتقد الكثيرون بعناد مثل عناد الحمير!؟ أن النص يشير إلى وجود بني إسرائيل في فلسطين، ولكن هذا الرأي لم يجد أي سند من التاريخ وظلت الآثار المصرية والعراقية والفلسطينية على صمتها تجاه هذا الأمر. فكيف توصل باحثونا الأجلاء إلى هذا الاستنتاج!؟ قام علماء اللغة والآثار بترجمة الجملة التي جاء فيها ذكر بني إسرائيل حسبما يزعمون بأوجه مختلفة ننتخب منها ما يأتي:
(1) دمرت إسرائيل ولم يعد لبذرتها وجود ..
(2) لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت ..
(3) إسرائيل أقفرت وليس بها بذرة ..
(4) خربت إسرائيل، ولم يعد لأبنائها وجود ..
(5) قضي على إسرائيل، ولكن لم يتم القضاء على ذريتها ..
(6) وقوم إسرائيل قد أتلفوا، وليس لديهم غلة ..
(7) وإسرائيل قد محي وبذرته لا وجود لها ..
لقد بدأ لوحة مرنبتاح يكتسب أهمية خاصة في الجدل الدائر مؤخراً، فالإشارة إلى إسرائيل (كما فسرها أصحاب الفكر الآسن) التي تظهر في تراتيل الانتصار على الليبيين، أصبحت مركز الاهتمام في الدفاع عن إسرائيل التوراتية المزعومة في مواجهة النزعة التشكيكية لدى أصحاب حركة البحث الجديد في إسرائيل القديمة .. ولكن تظل مسألة الربط الواضح وغير المشكوك فيه بين الكيان المذكور في لوحة مرنبتاح الحجري وبين إسرائيل التوراتية المزعومة كما يراها "بيمسون" بحاجة إلى إثبات.
وإذا كان مؤرخونا الأفاضل أصحاب الفكر الآسن، لم يشككوا لحظة فيما تلقنوه، بل رددوه كببغاء في صالون المتحف، فإن نبلاء الضمير من المفكرين الغربيين لم يسعه السكوت على هذا الكذب التاريخي، فيعقب المفكر الغربي "بير روسي" في كتابه القيم ـــ مدينة إيزيس ـــ على هذا النص قائلاً: "إن المفسرين اندفعوا بشراهة نحو كلمة إسرائيل لكي يتلمسوا فيها الدليل الذي لا يمكن دحضه على وجود مملكة إسرائيل، أو شعب إسرائيل، والواقع أن معني الكلمة يفلت من كل محاولة لتحديد أصوله، زد على ذلك أن فيها ما يسميه علماء القواعد الكلمة التي وردت للمرة الوحيدة في نص، فليس لدينا مثال آخر في مدونة مكتوبة. ولنضف إلى ذلك أنه، بصورة مستمرة، ومنذ الألف الثاني قبل الميلاد حتى زمن البطالمة كانت أرض فلسطين تميز بالتعبير عمورو. وأنه من المستحيل اليوم، ومع التدقيق، أن نجد معنى قومياً أو جغرافياً لكلمة إسرائيل".
ويعلق العالم "كيث وايتلام" في سفره الرائع - اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني - لوح مرنبتاح قائلاً: .. أن هذه اللوحة لا تقدم دلائل ملموسة على طبيعة إسرائيل القديمة وموقعها، أو علاقتها بالأحداث والقصص التي جاءت في عده مواقع من التوراة العبرية. وتنصب المشكلة على مغزى ومعنى التحديد الذي جاءت به النقوش المصرية حول إسرائيل ومقارنتها بكيانات أخرى أو مواقع أخرى ذكرت في السياق نفسه. ويبدو أن إسرائيل مميزة بأسماء المناطق: عسقلان، جازر ــ جيزر، وينعم برمز للتمييز يُُستعمل في مواضع أخرى لتحديد "الشعب" أو "شعب غريب". وقد استعملت هذه السمة لتدعيم الكتابات التاريخية المتخيلة لكل من "أولبرايت" و"ألت"، والتي تقول إن قبائل إسرائيل جاءت من خارج فلسطين، مما يدل على أنها مجموعة بدوية، كانت على ما يبدو تتجه نحو الاستقرار، بالإضافة إلى التصورات الأخيرة التي جاء بها "ألستروم" و"كوت" والتي تعرض فكرة كون إسرائيل شعباً أصلياً في المنطقة. يبدو بوضوح أن هناك بعض الاختلافات، ولكن الاستنتاجات المسرفة والمتعارضة في كثير من الأحيان، والتي استخلصت من هذه الدلائل المغرية تبتعد كثيراً عن الدلائل المتوافرة. فأقصي ما يمكن أن يكشف عنه النقوش هو أن إسرائيل كانت موجودة في المنطقة في ذلك الوقت ومن الممكن أن يكون لها دور مهم نسبياً. ولكن يصعب جداً استعمال هذه النقوش لدعم النظريات المفصلة والادعاءات المفرطة التي بُنيت عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويذهب العلامة "تومس ل. تومسون" في كتابه ــ التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي ــ إلى أن النص المصري يصف إسرائيل كشعب هزمه "مرنبتاح" وتفسير "يوركو" الأخير لمشاهد المعركة في الكرنك الذي يعرض حملة "مرنبتاح" يلاحظ أن الفنانين المصريين يرسمون إسرائيل بنفس الأسلوب الذي يرسمون به سكان عسقلان وجازر وينعم وأن مجموعة إسرائيل التي هزمها "مرنبتاح" هي بالأحرى مجموعة محددة تماماً ضمن سكان فلسطين تحمل الاسم الذي يرد هنا لأول مرة. وفي مرحلة لاحقة متأخرة من تاريخ فلسطين، أصبح يحمل معنى مختلفاً إلى حد كبير. ويضيف "تومسون" إن نصب إسرائيل يقدم لنا مجرد اسم في بيئة تاريخية شاع فيها تغير الأسماء الجغرافية والقبيلة وتشويشها على مدى القرون.
أما "لودس" فيذكر في كتابه - إسرائيل: أنه من المحتمل أن هناك مستعمرة كنعانية تعرف باسم إسرائيل في فلسطين آنذاك. أما العلامة "تومس تومسون" فيقول في إحدى دراسته الموسومة ــ هل نستطيع كتابة تاريخ فلسطين القديم!؟ ــ: أن الاسم إسرائيل على النقش المصري الشهير للفرعون مرنبتاح في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد لا يشير إلى جماعة إثنية معينة وسط جماعات إثنية أخرى مميزة في فلسطين، حتى وإن استخدم النص العلامة الهيروغليفية الدالة على شعب في كتابة الاسم. ولعل الأكثر إثارة للاهتمام أن النص يزودنا بأقدم استخدام مدون لبطريرك هو "إسرائيل" كمجاز أدبي يدل على الشخصية الحامية لكل سكان فلسطين. وفي هذا الأمر تشابه مذهل مع الطريقة التي تغير بها اسم يعقوب التوراتي ليصبح "إسرائيل" ليتسنى له ولأبنائه تمثيل 12 قبيلة تمثل كل فلسطين. يقترن اسم إسرائيل في النقش المصري مع المرأة حورو (تجسيد الأرض) كأرملة له يقول النص "انقطعت بذرة إسرائيل" ويأخذ فرعون باعتباره الزوج الجديد لحورو وحاميها، الأرض كعروس له. أما الدور العائلي الذي يقوم به الأبناء فيمنح للبلدان التي يدعي مرنبتاح حمايتها: غزة، عسقلان، جزر، ينعم. في هذا النص أول إشارة إلى اسم إسرائيل في التاريخ، وقد حضر الاسم كموتيف في حكاية. ربما جاء الاسم نفسه من اسم منطقة آشر في عصر البرونز المتأخر (ورد كاسم لمنطقة فلسطين، وابن إسرائيل في التوراة)، وقد يكون نوعاً من التلاعب بكلمات القصيدة، ربما "انقطعت بذرة إسرائيل" ـ إشارة إلى وادي مرج بن عامر الخصيب في فلسطين.
ويذكر "تومسون" في كتابه الذي صدر أخيراً بعنوان:
ــ The Bible In History How Writes Create a past , Cape (1999) ــ
إن ربط "إسرائيل" بكنعان في هذا النقش المصري المبكر لا يمكن اعتباره مرادفاً لإسرائيل الواردة في التوراة، فإذا كان نقش مرنبتاح يعبر عن أي حقيقة تاريخية فإن التوراة لا تذكر عنها شيئا.
وفي تعليقه على تفسير الفقرة التي وردت في لوحة مرنبتاح يقول عالم الآثار الإسرائيلي "زئيف هرتسوغ" في تقريره المثير للجدل ـ التوراة: لا إثباتات على الأرض ــ ... رويدا رويدا بدأت تتبلور الثقوب في الصورة وبشكل متناقض نشأ وضع بدأت فيه المكتشفات الكثيرة تزعزع المصداقية التاريخية للوصف التوراتي بدلا من تعزيزها مرحلة الأزمة بدأت، وهي مرحلة لا تنجح فيها النظريات في حل عدد كبير ومتزايد من الأمور المجهولة وتأخذ في إيراد تأويلات غير ملائمة تماما، وبذلك يلف الغموض لوحة البازلت التي تبنيها المكتشفات الأثرية ليتضح إنها غير قابلة للاستكمال.
ومن الجدير بالذكر أن كثير من الأسماء الواردة في التوراة كان يعتقد ـ قبل الاكتشافات الآثارية الحديثة ـ أنها توراتية حتى بدأت تتسرب المعلومات كلما اكتشفت مواقع أثرية جديدة، فقد وجدت مسلة أسطوانية في وادي الرافدين تعود إلى فترة "نارام سين" (2260ـ2223ق. م) تحمل اسم شخص يدعى "اسر ــ إيل" ( Isre-Il) مما يدل على استعمال الاسم قبل فترة طويلة من وجود التوراة وشخوصها وأحداثها، فهذا التاريخ يسبق إبراهيم إذا راعينا معاصرته لحمورابي ــ حسب ما تزعم التوراة ــ بحوالي 700 سنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وينفرد "الدكتور/ رمضان السيد" في كتابه ــ تاريخ مصر القديمة، الجزء الثاني ـ بنظرة تحليلية للفقرة التي وردت في نص لوحة مرنبتاح ــ نرجحه ونميل للآخذ به ـ فيذكر: مما يؤسف له أن أغلب العلماء عندما يتعرضون لهذه الفقرة في كتاباتهم يترجمون كلمة "يزريل بـ إسرائيل" وهذا ما يخالف في رأينا قراءة وترجمة الكلمة على هذا النحو. لذلك فمن الأفضل قراءتها وترجمتها بـ "يسيرارو" والمقصود بهذه التسمية في رأينا سكان أو قبائل سهل "يزريل" أو "جزريل" ـ الذي ذكرته التوراة تحت اسم اسدرالون ( Jezreel) ، وهو مرج ابن عامر من الناحية الشرقية الشمالية من جبال الكرمل والذي يمتد من حيفا غرباً إلى وادي الأردن الغور ـ ومن ناحية أخرى فإن ترجمة الاسم بـ "إسرائيل" يخالف ما كان سائداً من أوضاع سياسية في فلسطين في عصر الأسرة التاسعة عشرة وما قبلها، لأن ترجمة الكلمة بـ "إسرائيل" يعنى وجود أرض مملكة إسرائيل على أرض فلسطين في بداية هذه الأسرة أو قبل قيامها بفترة. وهذا لم تشر إليه النصوص من هذه الفترة.
ويبدو أن جيش مرنبتاح قد اتخذ الطريق الدولي القديم الذي يمكن تتبعه من دلتا النيل وعلى ساحل سيناء حيث يتفرع إلى مناجم النحاس والفيروز في شبة جزيرة سيناء ومن سيناء يتجه الطريق شمالاً نحو ساحل فلسطين حتى جبال الكرمل على مسافة من البحر. ومن هنا يتفرع إلى طريقين يتجه الواحد إلى الساحل فيصل صور وصيدا وجبيل وسائر المواني الفينيقية. ويسير الأخر إلى الداخل فيجتاز سهل مجدو ويعبر الأردن في واديه الشمالي ثم يتجه رأساً إلى دمشق في الشمال الشرقي.
وكما يحدثنا نص مرنبتاح أن جيش الملك بدأ بمعاقبة كنعان ويقصد بها هنا مدينة غزة ثم عسقلان وهما يقعان على الساحل الجنوبي لفلسطين، ثم سار إلى وادي الأردن أو منطقة مرج أبن عامر ( Esdraelon) أي اجتاز فلسطين بأكملها وتقابل مع سكان أو قبائل سهل جزريل أي في المنطقة التي تفصل بين تلال الجليل في الشمال عن مرتفعات فلسطين في الجنوب. ويلاحظ أن الكاتب المصري قد اتبع الترتيب الجغرافي أي ذكر مدن جنوب الساحل ثم الموجودة في الداخل في الشمال الشرقي.
ثانياً: مما يؤسف له أيضاً أن أغلب العلماء يسمون هذه اللوحة بـ "لوحة إسرائيل". وهذا يخالف ما جاء على وجهي اللوحة من نصوص. فهي تحتوى في وجهها الأمامي على نص من عهد الملك "أمنحتب الثالث" يسجل فيه أعمال له بالنسبة لمعابد طيبة وخاصة معبدي الأقصر والكرنك. وعلى ظهرها يوجد نص مرنبتاح، ولهذا فمن الأفضل تسميتها إما بـ "اللوحة ذات النصين" أو "لوحة انتصارات أمنحتب الثالث ومرنبتاح" أو "نص البر الغربي لأمنحتب الثالث ومرنبتاح" عند الحديث عن أعمال أحدهما.
ثالثاً: يلاحظ أن كلمة "يزريل" بها مخصص العصا المعقوفة وهو المخصص نفسه الذي نجده في أسماء الشعوب الأجنبية. وأضاف كاتب النص إلى الكلمة أو الاسم مخصص الرجل الجالس والمرأة واتبعهما بثلاثة شرط علامة الجمع.
ونلاحظ أيضا خلو الكلمة أو الاسم من أية مخصصات للمكان (الجبل أو المدينة) مما يدل على سكان البلاد الأجنبية والذي نجده في أسماء بعض المدن الفلسطينية مثل كنعان وعسقلان وجزر وينعم. ونلاحظ كذلك أن في أسماء هذه المدن الأخيرة يوجد مخصص العصا المعقوفة والجبل معا مما يعنى أنها تخص ممالك أو دول وشعوبها أو مدن سكانها. ولهذا فإن غياب مخصص الجبل أو المدينة من كلمة "يزريل" يدل على أن التسمية يراد بها أقوام كانت تعيش في مناطق الحواف الجنوبية لسهل جزريل شرق شمال جبال الكرمل ولهذا لم يربطهم النص صراحة بمدينة أو بمنطقة جبلية داخل فلسطين نفسها، وذلك يعنى أيضا أنهم كانوا أقواماً في حالة ترحال وتنقل دائمين. أو كانوا من سكان مناطق السهل المتاخمة للحدود مما تؤكده علامة الحدود في الاسم. ومما يدل على أن الحديث هنا في كلمة "يزريل" عن سهل، هو المصطلح المصري القديم: bnprf.f أي "لم يعد له بذور" حيث أن الزراعة لا تنمو إلا في مناطق السهول. كما أن الكاتب المصري استخدم الضمير المتصل للشخص الثالث الغائب المذكور المفرد للدلالة على الملكية "له" ولم يكتب "لهم".
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: لم يذكر لنا النص من قريب أو من بعيد أنهم كانوا من نزلاء فلسطين كما رأي "الدكتور / عبد العزيز صالح". وهناك نص مؤرخ من العام الثامن من حكم رمسيس الثاني جاء فيه التعبير الجغرافي يزري (ل) الذي كان يطلق على المنطقة جنوب فينيقية وهذا التعبير قريب الصلة بكلمة "يزريل" في نص مرنبتاح (يلاحظ وجود مخصص العصا المعقوفة والجبل معاً في نهاية الكلمة).
وعلى ذلك فإن كلمة "يزريل" ( Jezreel) ـ مرج أبن عامر ـ في شرق شمال جبال الكرمل يقصد بها سكان هذه المناطق ولا يقصد بها كما فهم أو فسر أغلب علماء الدراسات المصرية بالاسم "إسرائيل". ومما يعزز هذا الرأي هو ما جاء في نهاية الفقرة: "وخارو أصبحت أرملة لمصر"، وكما نعلم أن كلمة خارو كان يقصد بها جنوب فينيقية (أو سورية) وجزء من فلسطين. ولم يظهر أي من التعبيرين: يزريل ـ الذي جاء في نص مرنبتاح ـ ويزري (ل) ــ الذي جاء في نص رمسيس الثاني ــ في المصادر التاريخية أو الأثرية المصرية من العصور اللاحقة مما يشير إلى أن هذين التعبيرين استخدما فقط في الأسرة التاسعة عشرة للتعبير عن معنى جغرافي محدد.
وكل هذه المعطيات تشير إلى أن المقصود بكلمة "يزريل" في نص مرنبتاح هم قبائل سهل جزريل الذين أرادوا أن يحتكوا بجيوش الملك مرنبتاح فأنزل بهم أشد العقاب. وإذا نظرنا إلى ترتيب ذكر مدن الساحل في نص مرنبتاح نجده يذكر كنعان وعسقلان وجزر وينعم مما يدل على أن جيوش الملك بعد أن أخضعت مدن الساحل اتجهت إلى الناحية الشرقية الشمالية من سهل فلسطين لإخضاع القبائل هناك الذين ربما تعرضوا لسبل التجارة المصرية.
خامساً: تشير الفقرة "لم يعد له بذور" أن المنطقة أصابها دمار شديد، أي لم يصبح لديها ما تستطيع أن تقتات به، على الرغم من أن النص لم يذكر السبب الحقيقي وراء معاقبة هذه الجماعة أو القبائل. ولكن كان من نتيجة هذه الجملة أن أصبحت سورية وفلسطين بدون حماية، وهذا هو المقصود بالتعبير "خارو أصبحت أرملة لتاميري" أي أن جيوش الملك نجحت في تأمين الحدود الغربية وما وراءها.
http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=print&sid=1074
* أحمد صبري الدبش: باحث فلسطيني في التاريخ القديم مقيم بالقاهرة el_dabash@hotmail.com
ـ[نجم الشمال]ــــــــ[23 Sep 2008, 02:02 ص]ـ
ملاحظات حول التشكيك بموقع مصر
كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية:
1) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر.
2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن.
3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه)
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه)
4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف.
5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد.
6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها.
7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم (روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل.
8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[23 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية:
أولا أنا معرفي هو (جند الله) .. ولست انتمي إلى أي حزب أو جماعة أو أي فرقة أو مذهب ديني خلاف الكتاب والسنة فقط لا غير
1) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر.
لا تنسى أخي الفاضل أن الله تعالى دمر ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون .. قال تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137] .. إذا فمدينة مصر المذكورة في كتاب الله تعالى تم تدميرها ولن تجد لها أثرا .. ثم إن القرآن العظيم بين أنها مدينة وليست دولة
2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن.
مدينة فرعون اسمها مصر حسب النص القرآني .. وأنت هنا تتكلم عن دولة مصر .. وبالتالي لا يصح أن نقيس مدينة على دولة .. فهذا خلط في إسقاط النص يصح
3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه)
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه)
أخي الفاضل: في بداية موضوعك أشرت إلى أمر هام .. وهو أن نهر النيل يجري قدما من صعيد مصر في اتجاه البحر الأحمر .. وهذا يعني أن النهر يجري موازيا للشاطئ .. بينما البحر يتجه صوب الشاطئ متعامدا عليه .. قال تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) [طه: 38، 39] .. فإن كان نهرا فسيدفعه معه إلى الأمام تبعا لمجرى النهر وموازيا للشاطئ .. وإن كان بحرا فسيلقه متعامدا على شاطئ البحر .. وهذا هو مفهوم صريح النص
جرب عمليا وضع صندوق في أي نهر جاري فسوف يتجه الصندوق مع مجرى النهر ولن يلقه بالشاطئ .. وجرب إلقاء الصندوق في أي بحر لجي .. فسوف يلقي الصندوق بالشاطئ
4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف.
الإسرائيليات في النص المذكور اعلاه نقلته عن الكاتب أحمد الدبش .. وهو ليس كلامي .. إنما ذكرته من باب الإمانة العلمية في الاستشهاد بقول من سبقني إلى رأيي
5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد.
افترضت أن من بني إسرائيل من كان يسير على قدميه لأنه حتما هناك فقراء لا يملكون دابة يركبونها .. حتى الراكب منهم سيحمل على راحلته الضعفاء منهم ويترجل هو .. هذا تصور منطقي للفروق الطبقية
6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها.
(يُتْبَعُ)
(/)
العبور خلال النهر مستبعد تماما .. وهذا لسبب بسيط أن كل فلق كان كالجبل العظيم .. وهذا يحتاج إلى كمية مياه ضخمة جدا .. ونهر النيل لا يمكن أن يفي بهذه الكمية الرهبة كالبحر
7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم (روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل.
كتب التاريخ تحمل كثيرا من الأكاذيب ما لا يعلمه إلا الله تعالى .. فمن الخطأ إسقاط القرآن الكريم على نصوص مشكوك في صحتها .. فما أدراك صحة هذه المعلومة؟!!
8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر
البدن لغة هو الدرع القصير .. أو الجسد بدون الرأس .. ولما غرق فرعون أخرج الله جثته وعليها درعه ليراها من خلفه وهم قوم موسى حتى يتيقنوا من غرقه .. (راجع كتب التفسير واللغة لتتأكد من صحة كلامي)
ولقد سالت طبيبا شرعيا .. وناقشته في مسألة غرق فرعون ثم تحنيطه .. فقال هذا مستحيل أن يحدث طلقا .. لأن بشرة الإنسان وجلده يتحول مع الغرق وماء البحر إلى مادة رغوية بيضاء .. وبالتالي يفسد الجلد ويصبح غير قابل للتحنيط .. انظر إلى أطراف أصابعك بعد الاستحمام ستجد أن الجلد شديد البياض ورغوي نوعا ما
وهناك سؤال إذا كان الله أغرق فرعون وجنوده .. ثم أخرج جثته لقوم مسى على الشاطئ الآخر من البحر .. فمن أخرج جثة فرعون من الشاطئ الآخر ليحنطها؟؟؟
وإذا كان البحر بعيدا عن ممفيس .. فمن يضمن سلامة جثة غارقة يسير بها مسافة طويلة من أنقذها من البحر إلى ممفيس .. طبعا سوف تتعفن الجثة وتتلف سريعا ولن تصلح للتحنيط .. خاصة وان الغارق يدخل جوفه ماء كثير
ـ[نجم الشمال]ــــــــ[05 Oct 2008, 01:54 ص]ـ
اود هنا ان ارد على من يشكك في ان مصر المعروفة هي التي كانت مدينت فرعون من خلال هذه الناقط: -
1) قال الله في سورة الدخان (كذلك واورثنها قوما ءاخرين) آية 28 وهذا يدل على ان مدينة فرعون قد سكنها اناس آخرون ولم تندثر كما يعتقد البعض
2) لما قال موسى لبني اسرائيل اهبطوا مصرًا فإن لكم ماسألتم هذا يدل على ان مصر هي اسفل منهم اي في وادي تماما مثل وادي النيل حيث هو منخفض عن الصحراء ولايمكن ان تكون في اليمن كما يدعي البعض حيث ان اليمن جبال مرتفعة اعلى من الصحراء التي لجىء اليها موسى ومن معه ولايمكن ان تكون في صحراء الحجاز فتكون بذلك بنفس الارتفاع فلايكون هناك هبوط.
ـ[جند الله]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:40 ص]ـ
الآيات تشير إلى مصير مختلف لمدينة مصر ويجب التوفيق بينهما
قال تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الدخان: 25: 28]
وهذه الآية الكريمة تصف لنا جنات من الفواكه وعينون ماء وزروع ومقام كريم ونعم ..
وهذا في جملته يوحي بأن الحديث يدور عن أراضي زراعية فيها من أصناف الزروع والفواكه .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة ليس فيها شيء من حياة الريف
وتذكر الآية عين الماء بالجمع .. وعيون الماء دائما تكون خارج المدن .. ومصر وادي النيل لا تعتمد في نظام الري على عيون الماء .. إنما على نظام الري من ماء نهر النيل .. وعيون الماء تعني أن هذه الدولة تعتمد في نظام ريها على الأمطار المسمية وما يتخلف عنها من عيون ماء وأنهار موسمية .. وهذا يتفق مع طبيعة مصر المذكورة في القرآن قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]
هذا في مجمله يصرف الآيات إلى الحديث عن قرى محيطة بمدينة مصر وليس عن مدينة مسورة ذات أبواب مختلفة تسمى مصر
قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]
هنا الآية تتكلم عن مصيرين مختلفين
المصير الأول: أن القوم ورثوا (مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) وهي ما يحيط بمدينة مصر من قرى ومزارع وجنات وعيون .. وهذه تعود على قوله تعالى (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) أي ورثوا الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم والنعم. وكما ذكرت مصر وادي النيل ليس فيها عيون ماء .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة حصينة ذات أبواب
المصير الثاني: أن الله تبارك وتعالى دمر مصر (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) .. وتم التدمير بالطوفان حسب قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133] ونحن رأينا في تسانومي كيف أن الله عز وجل دمرها بفيضان من البحر
وحتى إن تم تدمير مصر فهذا لا يمتنع منه إعادة بناءها وتشييدها مرة أخرى بصفتها مدينة وليست دولة .. وإن صح أن الله سلط على مصر الطوفان .. فعلى فرض صحة هذا القول فهذا يعني أن مصر وادي النيل أغرقت بكاملها كدولة ... وليس مجرد غرق مدينة .. فما جريرة سائر مدن مصر إن كانت مدينة فرعون كفرت وجحدت؟!!
هذا والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نجم الشمال]ــــــــ[15 Jan 2009, 01:38 ص]ـ
رد عاى الاخ جند الله عندا قال
(الآيات تشير إلى مصير مختلف لمدينة مصر ويجب التوفيق بينهما
قال تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الدخان: 25: 28]
وهذه الآية الكريمة تصف لنا جنات من الفواكه وعينون ماء وزروع ومقام كريم ونعم ..
وهذا في جملته يوحي بأن الحديث يدور عن أراضي زراعية فيها من أصناف الزروع والفواكه .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة ليس فيها شيء من حياة الريف
وتذكر الآية عين الماء بالجمع .. وعيون الماء دائما تكون خارج المدن .. ومصر وادي النيل لا تعتمد في نظام الري على عيون الماء .. إنما على نظام الري من ماء نهر النيل .. وعيون الماء تعني أن هذه الدولة تعتمد في نظام ريها على الأمطار المسمية وما يتخلف عنها من عيون ماء وأنهار موسمية .. وهذا يتفق مع طبيعة مصر المذكورة في القرآن قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]
هذا في مجمله يصرف الآيات إلى الحديث عن قرى محيطة بمدينة مصر وليس عن مدينة مسورة ذات أبواب مختلفة تسمى مصر
قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]
هنا الآية تتكلم عن مصيرين مختلفين
المصير الأول: أن القوم ورثوا (مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) وهي ما يحيط بمدينة مصر من قرى ومزارع وجنات وعيون .. وهذه تعود على قوله تعالى (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) أي ورثوا الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم والنعم. وكما ذكرت مصر وادي النيل ليس فيها عيون ماء .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة حصينة ذات أبواب
المصير الثاني: أن الله تبارك وتعالى دمر مصر (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) .. وتم التدمير بالطوفان حسب قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133] ونحن رأينا في تسانومي كيف أن الله عز وجل دمرها بفيضان من البحر
وحتى إن تم تدمير مصر فهذا لا يمتنع منه إعادة بناءها وتشييدها مرة أخرى بصفتها مدينة وليست دولة .. وإن صح أن الله سلط على مصر الطوفان .. فعلى فرض صحة هذا القول فهذا يعني أن مصر وادي النيل أغرقت بكاملها كدولة ... وليس مجرد غرق مدينة .. فما جريرة سائر مدن مصر إن كانت مدينة فرعون كفرت وجحدت؟!!
هذا والله اعلم)
انتهى كام الاخ جند الله
واقول ان الله حدد الذي دمره وهو ماصنع فرعون ومايعرشون وليس كل المدينة كما تقول فلعل المقصود هنا من باطل من المعابد والاصنام ومايعرشون من قصور فلو دمرها كلها لذكر ذلك كما قال عن الامم التي دمرها كلها كقوله (دمرنها تدميرا) او (هل ترى لهم من باقية)
اما قولك انهم دمروا بالطوفان فهذا غير صحيح لأن الطوفان حدث بوجود موسى (ع) وهي احد معجزاته بل ولم تكن المعجزة الاخيرة فكيف تكون تدمرت مصر بينما خرج منها موسى وقومه ثم تبعهم فرعون وجنوده فلو تدمرت مصر لمات فرعون وجنوده
_اما القول ان مصر هي مدينة على البحر الاحمر وقد اندثرت فهذا لادليل به فكيف يكون دمرها الله ثم اعادوا بناءها وهي غير موجودة اليوم
- ثم كيف تكون مدينة فرعون (مصر) على البحر الاحمر وتبعد مئات الاميال عن سيناء ثم يذهب اخوة يوسف اليها لكي يحصلوا على الطعام ويتركوا مدن وادي النيل التي هي اقرب لهم واكثر خيرا
ولو كانت مصر على البحر الاحمر لهرب منها بنوا اسرائيل بسفينة وليس مشيا على الاقدام فهي اسرع واريح واضمن
وهناك من الادلة الشرعية والتاريخية المنطقية والعلمية الكثيرة التي لامجال لذكرها هنا التي تثبت ان مصر القديمة هي الموجودة الان
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[15 Jan 2009, 03:20 م]ـ
نقاش علمي طيب، جزى الله عليه المشاركين خير الجزاء، ولست من أهل هذا الشأن ولا فرسان هذا الميدان، وإن كنت استفدت كثيرا من تحاورهم العلمي الجميل.
ولي رجاء من الإخوة الكرام المتحاورين أن يعتنوا بتحرير بحوثهم هذه ويصونوها من بعض الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية المشينة، وهي كثيرة؛ إذ لا تليق بمثل هذه الدراسات العلمية الرصينة في مضونها أن تشوه بمثل تلك التجاوزات السيئة في لفظها.
أعانكم الله ووفقكم لكل خير. وواصلوا بالتي هي أحسن، فأنا أحد المستفيدين من علمكم الداعين لكم بخيري الدنيا والآخرة. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jan 2009, 05:05 م]ـ
الأخ جند الله
بحثك طويل ولم يتيسر لي أن انظر فيه، ولكن لاحظت من المقدمات أنك تقفز إلى النتائج كما يحلو لك من غير دليل. وإليك بعض الأمثلة:
أولاً: اليم ليس البحر وليس النهر وإنما هو الماء الكثيف، ونحن نعكس ونقول مي.
ثانياً: حاولت أن تقول إن مصر هي مدينة وليست القطر المعروف ولم تقدم أي دليل ولا شك أن يوسف عليه السلام كان في مدينة من مدن مصر فهل يكفي ذكر لفظة مدينة حتى تقفز إلى هذه النتيجة!! وما رأيك بقوله تعالى:" فأرسل فرعون في المدائن حاشرين".
ثالثاً: يبدو أنك لا تعلم أن نهر النيل يتفرع في الشمال وأن هناك عدة بحيرات ضخمة. ومن هنا استنتجت أن المقصود هو البحر الأحمر.
من هنا أنصح أن تعرض كتاباتك على أهل الاختصاص قبل النشر.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 Jan 2009, 11:27 م]ـ
ملاحظات حول التشكيك بموقع مصر
كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية:
1) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر.
2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن.
3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه)
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه)
4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف.
5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد.
6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها.
7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم (روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل.
8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر
الموضوع قديم
أحسن الله إليكم
ابن وهب يقول أن مصر هي مصر المعروفة فأي معنى لقولكم - وفقكم الله -
(ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب)
فما معنى (رغم ما ذكره ابن وهب)(/)
اقرأ وتأمل وانتبه
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:24 م]ـ
قال العلامة الدتور عبدالكريم الخضير
قال تعالى {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [(31) سورة النساء] يعني الصغائر، وهذا من فضل الله -جل وعلا-، وإلا لو كانت هذه الأمور لا تكفر الصغائر، والإنسان يزاول من الذنوب والمعاصي من الصغائر الشيء الذي لا يخطر له على بال، ولا يلقي له بال يتساهل فيه ويتسامح؛ لكن هذه الأمور من فضل الله -جل وعلا- أنه جعل هذه الحسنات والأعمال الصالحة تكفرها ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)) هذه حسنات مكفرة، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، و {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [(114) سورة هود] وقصة من جاء بعد أن ألم بشيءٍ من الصغائر، وصلى مع النبي -عليه الصلاة والسلام- وقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((صليت معنا؟)) قال: نعم، قال: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [(114) سورة هود] ولا يعني هذا أن الإنسان يسترسل في الصغائر، ويقول: أنا بصلي وأروح، لا يا أخي أنت إذا نظرت إلى قدر من عصيت ما أقدمت على معصية، ولا شك أن الاستخفاف بالمحرمات ولو كانت صغائر قد يجعلها عظائم؛ لأنك لا بد أن تنظر إلى من عصيت، فليحذر المسلم من هذه المعاصي، يبقى النظر في هذه العبادات المكفرة، هل الصلاة المكفرة لهذه الذنوب والجمعة المكفرة والصيام المكفر أي صلاة؟ وأي صيام؟ يعني هل هي الصلاة المسقطة للطلب؟ هل هي الصلاة التي ليست لصاحبها للمصلي إلا عشرها هذه تكفر شيء؟ نأخذ النص يعني بعمومه وننظر إلى خفايا الأمور، ونغفل عن خفايا الأمور. شيخ الإسلام -رحمه الله- تعالى يقول: "هذه الصلاة التي لم ينصرف صاحبها من الأجر بشيء أو بالعشر مثلاً هذه أن كفرت نفسها بركة" فلننتبه لمثل هذا، لا نقول: الحمد لله صلينا وانتهينا، وبعض الناس يسترسل في الجرائم والمنكرات في الفواحش والموبقات ويقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [(114) سورة هود] يا أخي وما يدريك أن حسناتك مقبولة؟ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [(27) سورة المائدة] ولا شك أن هذا من تلبيس الشيطان، لا شك أن الاستدلال بالنص هو الأصل؛ لكن يبقى أن النصوص لها ما يحتف بها، وتؤخذ النصوص مجتمعة لا نأخذ بنصٍ يرضينا ونترك نص يحكم علينا، لا بد أن ينظر إلى الأمور بشمول، الذي قال: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [(114) سورة هود] الله -جل وعلا-، والسيئات لا تقضي على الحسنات إلا عند الإحباطية من الخوارج والمعتزلة، وهذا من فضل الله -جل وعلا- يعني الحسنة بعشر أمثالها مضاعفات ولله الحمد وأضعاف كثيرة، وتبقى أن السيئة سيئة لا تضاعف؛ لكن يبقى أن يكون الإنسان خائفاً وجلاً، فإذا كان حال الصحابة أنهم يأتون بالحسنات وبالطاعات، ومع ذلك يخافون من عدم القبول {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [(60) سورة المؤمنون] خائفة، تقول عائشة: "هم الذين يزنون ويشربون ويسرقون؟ " قال: ((لا يا ابنة الصديق هم الذين يصلون ويصومون ويحجون لكنهم وجلون يخافون أن ترد عليهم أعمالهم)) فعلى الإنسان أن يخاف في مثل هذه الأمور، ولا يقدم على السيئات باعتبار أن الصلوات تكفر والجمعة تكفر، أولاً: الاستخفاف بالمعاصي شأنه عظيم، والأمر الثاني: أنه لا بد من اجتناب الكبائر لتكفر الصغائر.
المصدر: موقع الشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[18 Sep 2008, 04:43 ص]ـ
بارك الله فيك و في شيخنا
جزاك الله خيرا(/)
سؤال حول بينات: (مامعنى حسن التخلص؟)، وطلب بالمرور على آيات الأمثال
ـ[هبة المنان]ــــــــ[17 Sep 2008, 11:19 م]ـ
ذكر الشيخ مساعد الطيار _حفظه الله _ في بينات عندما ربط بين آيات الحلف والطلاق
عبارة " حسن التخلص " فما المقصود بهذه العبارة أحسن الله إليكم؟
**وطلبي من البرنامج من خلال تأمل المشا ئخ الكرام للآيات المرور على آيات
الأمثال ...
ـ[غُرباء]ــــــــ[17 Sep 2008, 11:47 م]ـ
بإذن الله يفيدك الشيخ د. مساعد حفظه الله
لكن ما شاء الله تبارك الله
حلقة أمس كانت روحانية
زادهم الله من فضلة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Sep 2008, 05:04 م]ـ
حسن التخلص من دقيق البلاغة، وقد ذكره بعض علماء البلاغة، وأنقل لك ما ذكره البغدادي في كتابه النفيس (خزانة الأدب)، قال: (حسن التخلص: هو أن يستطرد الشاعر المتمكن من معنى إلى معنى آخر يتعلق بممدوحه بتخلص سهل يختلسه اختلاسا رشيقا دقيق المعنى بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع في الثاني لشدة الممازجة والالتئام والانسجام بينهما حتى كأنهما أفرغا في قالب واحد
ولا يشترط أن يتعين المتخلص منه بل يجري ذلك في أي معنى كان فإن الشاعر قد يتخلص من نسيب أو غزل أو فخر أو وصف روض أو وصف طلل بال أو ربع خال أو معنى من المعاني يؤدي إلى مدح أو هجو أو وصف في حرب أو غير ذلك ولكن الأحسن أن يتخلص الشاعر من الغزل إلى المدح
والفرق بين التخلص والاستطراد أن الاستطراد يشترط فيه الرجوع إلى الكلام الأول أو قطع الكلام فيكون المستطرد به آخر كلامه والأمران معدومان في التخلص فإنه لا يرجع إلى الأول ولا يقطع الكلام بل يستمر على ما يتخلص إليه).
ثم قال:
(وهذا النوع البديع ما اعتنى به غير حذاق المتأخرين وما نسجوه جميعه إلا على المنوال المذكور
ولعمري إنها طريقة بديعة ونوع من السحر يدل على رسوخ القدم في البلاغة وتمكن الذهن من البراعة وإن لم يكن كذلك لم يعد من أنواع البديع والقرائح تختلف فيه وتتفاوت).
ـ[هبة المنان]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:40 ص]ـ
أحسن الله إليكم،ونفع بعلمكم ...
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[25 Sep 2008, 12:26 م]ـ
ومن أمثلة حسن التخلص: قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ إبراهيم) إلى قوله: (ولاتخزني يوم يبعثون، يوم لاينفغ مال ولابنون،إلا من أتى الله بقلب سليم).
فانظر كيف تخلص من نبأ إبراهيم مع قومه إلى الحديث عن الآخرة بما لم يحس معه القاريء والمستمع بأدنى هوة في الانتقال.(/)
صوتوا. . للتفسير الميسر
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:06 ص]ـ
شيخي الفاضل المشرف العام على الملتقى.
الإخوة الأعضاء والزوار الكرام.
ما رأيكم أن يتبنى ملتقانا في هذا الشهر المبارك الدعوة إلى عودة التفسير الميسر من إصدار مجمع الملك فهد - رحمه الله - إلى الساحة فالأمة بحاجة ماسة إليه.
وعشمنا بمعالي الشيخ: صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - وفقه الله - كبير وهو سليل أسرة علمية مباركة والشيء من معدنه لايستغرب يسر الله أموره في الدنيا والآخرة.
وجزى الله خيرا كل من كان سببا في عودة هذا التفسير. . الميسر.
فهل نفرح قريبا بذلك؟ آمل. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[التواقة]ــــــــ[19 Sep 2008, 08:17 ص]ـ
شيخي الفاضل المشرف العام على الملتقى.
الإخوة الأعضاء والزوار الكرام.
ما رأيكم أن يتبنى ملتقانا في هذا الشهر المبارك الدعوة إلى عودة التفسير الميسر من إصدار مجمع الملك فهد - رحمه الله - إلى الساحة فالأمة بحاجة ماسة إليه.
وعشمنا بمعالي الشيخ: صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - وفقه الله - كبير وهو سليل أسرة علمية مباركة والشيء من معدنه لايستغرب يسر الله أموره في الدنيا والآخرة.
وجزى الله خيرا كل من كان سببا في عودة هذا التفسير. . الميسر.
فهل نفرح قريبا بذلك؟ آمل. . ودمتم مباركين أينما كنتم.
أصوت لهذا التفسير المبارك فلقد استعرت من إحدى الأخوات نسختها من 3تقريبا وحتى الآن لازال عندي نسختها
ةإذا تكرمتم أيضا فأضيفوا معه كتاب الإتقان للسيوطي الذي لم يتمكن سوى أهل المدينة من اقتنائه
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 Sep 2008, 11:20 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا الاقتراح.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2008, 12:55 ص]ـ
أوافقك أخي الكريم على هذا الاقتراح، وقد دعوت إليه في أكثر من مناسبة وهو جاهز تقريباً ولم يبق سوى نشره للناس في طبعته الثانية.
أسأل الله أن يشرح صدر المسئول عن ذلك لنشره لينتفع الناس به، وحق لهذا التفسير أن يوزع كما يوزع المصحف مجاناً في كل المساجد ودور العلم في السعودية وخارجها فهو من أجود ما عني به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف في عهد وزير الشؤون الإسلامية معالي الدكتور عبدالله التركي رعاه الله.
ومثله كتاب الإتقان للسيوطي كما ذكرت الأخت التواقة وغيره من مطبوعات المجمع فهي محدودة التوزيع جداً، وبطيئة الوصول للمكتبات جداً.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[20 Sep 2008, 11:50 ص]ـ
وهو جاهز تقريباً ولم يبق سوى نشره للناس في طبعته الثانية.أسأل الله أن يشرح صدر المسئول عن ذلك لنشره لينتفع الناس به.
شكرا شيخي الفاضل على أن بشرتنا.
ونحن بانتظاره على. . أحر من - الحر - في هذه الأيام.
ودمت مباركا أينما كنت.
الأخت التواقة. . الأخ يحي صالح. . شكرا على مروركم.
ودمتم مباركين أينما كنتم.(/)
وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:17 ص]ـ
وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار ط1 دار ابن حزم للدكتور عبدالعزيز الحربي أستاذ التفسير والقراءات المشارك بجامعة أم القرى.
استجابة لرغبة أحد أعضاء الملتقى وسؤاله عن هذا الكتاب، هذا عرض موجز له ورأيت إفراده في موضوع مستقل لأهمية الكتاب.
أولاً سبب تسمية الكتاب:
لما أتى عند قوله تعالى في سورة آل عمران (وقالت طائفة من أهل الكتاب ءامنوا بالذي أنزل على الذين ءامنوا وجه النهار واكفروا ءاخره)
قال وجه النهار: أوله. وبهذا اللفظ الشريف سميت كتابي هذا وورد مثله في الشعر ومن ذلك قول الربيع بن زياد:
من كان مسروراً بمقتل مالك فليأت نسوتنا بوجه نهار.
قول المصنف عن كتابه:
إنني لم أرد بما كتبته في مصنفي هذا أن أشرح آيات القرءان ولا أن أعرض أحكامه وحكمه على طريقة من سبق ولم أشأ أن أعمد إلى ألفاظه الغربية فأشرحها كما صنف من صنف في (مفردات القرءان) ولكني نحوت منحى آخر: جمعت فيه بين تفسير مفردات القرءان وبين جمله الغربية التي يشكل تركيبها أو معناها الجملي أو ضمائرها أو صيغها وحليته بفوائد ونكات واستنباطات مما قرأته واطلعت عليه في كتب التفسير وغيرها من كتب الفقه والأصول والمعارف ومما سمعته من أهل العلم ومما فتح الله به علي.
ومن تأمل بإنصاف ما أجمعه من تفسير في اللفظ الواحد وما أذكر من لطائف ونكات يدرك صدق ما قلته.
قلت:
صدق وفقه الله وحفظه وإن كان لم يكثر من ذلك أقول هذا بعد الفراغ من قراءة الكتاب كاملاً.
هذه بعض اللطائف والنكات العلمية التي ساقها المصنف في كتابه:
المصنف أمتع الله به ساق جملة من النكات العلمية واللطائف لكنها لم يعزها وتمنيت لو وثق جميع هذه اللطائف وأعلم أن هذا لا يخفى على شريف علمه ولعله آثر الاختصار أو أنه نقلها من الذاكرة فسأنقل شيء منها وأوثق منها ماعلمت مكانه:
1ـ في سورة الشعراء لما ذكر الله سبحانه الأنبياء في الآية 105 بدأ سبحانه قصة نوح وقوله لقومه فقال تعالى:
(إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون) ثم ذكر بعده سبحانه قصة هود وصالح ولوط في كل هذه القصص يذكر سبحانه أخوتهم لأقوامهم.
فلما أتى سبحانه لشعيب قال (إذ قال لهم شعيب) ولم يذكر لفظ الأخوة فما السر في ذلك؟
قال المصنف لوجهين:
أـ إما أنه ليس من قبيلتهم وهم غير مدين وأرسل إليهم أيضاً.
قلت: هذا القول قال به جملة من المفسرين وممن رجحه الشوكاني في فتح القدير.
ب ـ أو لأنه حين نسبهم إلى الأيكة التي هلكوا فيها نزه عن النسبة إليها.
قلت: وهذا أورده ابن كثير في تفسيره ونصر هذا القول فقال رحمه الله: ومن الناس من لم يفطن لهذه النكتة فظن أن أصحاب الأيكة غير أهل مدين والصحيح أنهم أمة واحدة.
قلت: يشير رحمه الله أن الله لما نسب قوم شعيب للأيكة وهي الشجرة التي كانوا يعبدونها من دون الله نزه شعيبا عليه السلام عن ذلك، ولما نسبهم إلى القرية في سورة الأعراف ذكر سبحانه أخوته لهم فقال (إلى مدين أخاهم شعيباً)
2ـ في قوله تعالى في سورة النمل (ولها عرش عظيم)
قال المصنف وليس في القرءان شين مضمومة منونة غير هذه.
3ـ في قوله تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه)
قال المصنف: قدم في الفرار الأخ ثم الأم فالأب فالصاحبة فالابن تدريجاً من القريب للأقرب لأن المقام مقام فرار فلو ذكر الأقرب لم يكن في ذكر من دونه فائدة.
قلت: ذكر ذلك الخازن في تفسيره وأورده الزمخشري في الكشاف في عدة أقوال.
قال المصنف: وقدم في المعارج الأقرب لأن المقام مقام افتداء يود المجرم لو يفتدي بهم كلهم.
4 ـ قال تعالى في سورة آل عمران عن البيت الحرام (فيه آيات بينات)
قال المصنف ومن المفسرين من جعل من آياته:
انحراف الطير عن المرور على هوائه في جميع الأزمان وهو مردود بالواقع المشاهد.
5 ـ لما أتى المصنف عند سورة الأنعام نقل قول أبو إسحاق الإسفرائيني (عقائد التوحيد كلها جمعت في هذه السورة).
هذه قبسات يسيرة من هذا الكتاب الماتع المبارك رفع الله قدر مؤلفه في الدارين ومتعنا الله بعلومه، هذا ما تهيأ إعداده وتيسر إيراده والسلام عليكم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Sep 2008, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ولا أخفيك أني أحب هذا الرجل العالم المتفنن، وأسأل الله أن يشرفني برؤيته والاستفادة منه.
وأرى أن هذا الشيخ ـ وفقه الله ـ لم يشتهر كما ينبغي بسبب انتسابه لمذهب الظاهرية وانتصاره له، وهو كحال شيخه العلامة بن عقيل الظاهري ـ حفظه الله ـ، فكلا الرجلين ممن آتاهم الله تعالى نبوغا وتفننا، وجرأة في ابداء الرأي، مع قوة الحجة.
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Sep 2008, 07:06 ص]ـ
وهل هذا هو ذات الكتاب الذي أشار إليه المشايخ في حلقة من حلقات بينات؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[21 Sep 2008, 07:29 ص]ـ
الله يجزاكـ خير الجزاء
كنت ابحث عنه منذ فترة طويله ... الحمد لله وجدتها هنا
باركـ الله فيكـ
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:39 م]ـ
بارك الله فيكم.
هنا مسألة لاحظتها في الكتاب وهي غير راجحة:
في قوله تعالى في سورة القلم (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
قال المصنف عفا الله عنه في هذه الآية:
يكشف عن نور عظيم يخرون له سجداً وقيل هو كناية عن شدة الأمر وقرأ ابن عباس (تكشف عن ساق) وإعمال المعنيين ممكن تحتمله الآية دون تعارض.
قلت وأين القول الراجح الذي رجحه كثير من السلف ولم يرد مع هاذين القولين وهو ما أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب التفسير باب يوم يكشف عن ساق فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رئاء وسمعه فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً) وأخرجه الإمام مسلم في كتاب الإيمان باب معرفة طريق الرؤية.
ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب المنهل الرقراق في تخريج ماروي عن الصحابة والتابعين في تفسير (يوم يكشف عن ساق) وإبطال دعوى اختلافهم فيها. لسليم الهلالي. دار ابن الجوزي.
والمسألة فيها خلاف كبير في كتب التفاسير ولكن الراجح ماتقدم والله أعلم بالصواب.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Sep 2008, 10:10 م]ـ
الكلام ـ حفظك الله ـ في دلالة الآية على صفة الساق
هل تدل عليها الآية دلالة صريحة؟
وكلا المعنيين منقولين عن السلف.
ـ[الغامدي1]ــــــــ[22 Sep 2008, 11:26 م]ـ
الكتاب رائع ومتين وياليته ذكر أرقام الآيات
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Sep 2008, 11:36 م]ـ
الأخ ضيف الله وفقك الله وبارك فيك أعلم أنهما منقولان عن السلف لكن كانت الملاحظة لماذا الاقتصار عليهما مع وجود قول ثالث شهير رجحه كثير من السلف وإذا تأملت في كلامي جيداً في الملاحظة تبين لك أني ذكرت أن المسألة فيها خلاف طويل وقد ذكر ابن كثير الأقوال الثلاثة وختمها بقوله فالله أعلم لكني ذكرت ماهو راجح وأدين الله تعالى به ومن رأى أن الآية تحتمل أحد المعنين فلا نثرب عليه لأن كل ماذكر من هذه المعاني قال بها أحد من السلف والله أعلم بالصواب.
نعم هناك بعض التفاسير تأولت هذه الصفة وأنكرتها فلا توافق في ذلك ويرد عليها كتفسير القرطبي عفا الله عنه لهذه الآية في تفسيره الجامع لأحكام القرءان ورد عليه محقق الكتاب الدكتور عبدالمحسن التركي وفقه الله في الحاشية.(/)
النعامة طير لا يطير بجناحيه!
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Sep 2008, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، الصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال تعالى:
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} (الأنعام:38)
وأنا أقرأ قوله تعالى:"ولا طائر يطير بجناحيه"، قلت هناك طير لا يطير، بل يدب على الأرض، وهو النعامة، وقد عرفه العرب قديما، هل نستطيع أن نقول أن قوله تعالى: " يطير بجناحيه" تمييز لهذه الطيور عن الطير الذي لا يطير.والله أعلم وأحكم.
قال شيخ المفسرين الطبري:
فإن قال قائل: فما وجهُ قوله:"ولا طائر يطير بجناحيه"؟ وهل يطير الطائر إلا بجناحيه؟ فما في الخبر عن طيرانه بالجناحين من الفائدة؟
قيل: قد قدمنا القول فيما مضى أن الله تعالى ذكره أنزل هذا الكتاب بلسان قوم، وبلغاتهم وما يتعارفونه بينهم ويستعملونه في منطقهم خاطبهم. فإذ كان من كلامهم إذا أرادوا المبالغة في الكلام أن يقولوا:"كلمت فلانًا بفمي"، و"مشيت إليه برجلي"، و"ضربته بيدي"، خاطبهم تعالى بنظير ما يتعارفونه في كلامهم، ويستعملونه في خطابهم، ومن ذلك قوله تعالى ذكره (إنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً أُنْثَي) [سورة ص: 23].
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Sep 2008, 10:56 ص]ـ
وأود أن أضيف:
الذي يقرأ قوله تعالى " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ "، يتصور إذا تأمل الآية صورة الطير وهو يطير، فالفعل " يَطِيرُ " مضارع، لكنه يكمل فيقرأ " بِجَنَاحَيْهِ " يتذكر الفرخ الذي لم يستطع الطيران بعد يتذكر الطير الذي لا يطير كالنعامة، والقرآن نزل على العرب وبلغتهم، وقد كانت النعامة جزء من حياتهم، واسمع ما يقوله فارس النعامة الشاعر العربي المشهور:
قربا مربط النعامة مني* جد نوح النساء بالإعوال
قربا مربط النعامة مني * شاب رأسي وأنكرتني الفوالي
قربا مربط النعامة مني * للشرى والغدو والآصال
قربا مربط النعامة مني * طال ليلي على الليالي الطوال
قربا مربط النعامة مني * لاعتناق الأبطال بالأبطال
قربا مربط النعامة مني * واعدلا عن مقالة الجهال
قربا مربط النعامة مني * ليس قلبي عن القتال بسال
قربا مربط النعامة مني * كلما هب ريح ذيل الشمال
قربا مربط النعامة مني* لبجير مفكك الأغلال
قربا مربط النعامة مني * لكريم متوج بالجمال
قربا مربط النعامة مني * لا نبيع الرجال بيع النعال
فالقرآن الكريم يحث المطالع فيه على التأمل في هذا الملكوت والتفكر في بديع ما صنع المليك، ليس غريبا أن تجبرنا عباراته على التأمل والتفكر، والله أعلم وأحكم.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:04 ص]ـ
يكون تمييزا لو كانت النعامة أو غيرها تطير بقدميها لا بجناحيها فتأمل
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 04:28 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي عبد الجبار، وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.
إن التأمل و التدبر في الكلمات إنما يكون في سياق الاية و دلالاتها - الظاهرة منها أو الخفية -.
يقول سبحانه و تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) سورة الانعام
محاولة التمييز بين ما يطير بجناحيه، و ما له جناح و لا يطير - بل يدب على الارض - كالنعامة مثلا، تحصر الاية الكريمة في أمم (أصناف) دون أخرى. قد يقول أحدهم: و أين الاسماك التي تسبح في الماء؟ و النبات الذي لا يتحرك من مكانه؟ و هل نصنف أيضا الكائنات المجهرية؟
الله سبحانه و تعالى يعمم النعم و لايخصصها.
يقول عز من قائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) سورة إبراهيم 34 و سورة النحل 18.
و هذا التعميم يدعمه نكرة كلمة "أمم". فالله سبحانه و تعالى لم يقل "الامم".
بل، زاد الله سبحانه و تعالى تعميما للامم في قوله عز من قائل: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)
أخرج ابن جرير رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أنزل في هذا القرآن كل علم، وميزّ لنا فيه كل شيء ولكنّ علمنا يقصْر عما بين لنا في القرآن.
ما هو الدرس الذي نستفيده من الاية الكريمة؟ أين الانسان من هذه الاية؟
إنها كلمة (ٌ أَمْثَالُكُم).
إنها المماثلة.
قال الإمام الطبري في هذه الآية في تفسيره جامع البيان عن تأويل القرءان "جعلها أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة تعرف كما تعرفون وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب ".
و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:38 ص]ـ
والقرآن نزل على العرب وبلغتهم، وقد كانت النعامة جزء من حياتهم، واسمع ما يقوله فارس النعامة الشاعر العربي المشهور:
قربا مربط النعامة مني* جد نوح النساء بالإعوال
قربا مربط النعامة مني * شاب رأسي وأنكرتني الفوالي
قربا مربط النعامة مني * للشرى والغدو والآصال
قربا مربط النعامة مني * طال ليلي على الليالي الطوال
قربا مربط النعامة مني * لاعتناق الأبطال بالأبطال
قربا مربط النعامة مني * واعدلا عن مقالة الجهال
قربا مربط النعامة مني * ليس قلبي عن القتال بسال
قربا مربط النعامة مني * كلما هب ريح ذيل الشمال
قربا مربط النعامة مني* لبجير مفكك الأغلال
قربا مربط النعامة مني * لكريم متوج بالجمال
قربا مربط النعامة مني * لا نبيع الرجال بيع النعال
فالقرآن الكريم يحث المطالع فيه على التأمل في هذا الملكوت والتفكر في بديع ما صنع المليك، ليس غريبا أن تجبرنا عباراته على التأمل والتفكر، والله أعلم وأحكم.
الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله
النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.
وأما ما تفضلتم باستظهاره من قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) فيكفي في بيان وجه الصواب فيه ما نقلتموه عن الطبري، فليس معناه أن الآية إشارة إلى الطائر الذي لا يطير إلا بجناحيه فحسب، وإنما هو على سبيل التأكيد، ولو كان على سبيل التمييز لكانت كما ذكر أستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:40 ص]ـ
يكون تمييزا لو كانت النعامة أو غيرها تطير بقدميها لا بجناحيها فتأمل
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل فهد فهمت.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:43 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي عبد الجبار، وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.
إن التأمل و التدبر في الكلمات إنما يكون في سياق الاية و دلالاتها - الظاهرة منها أو الخفية -.
يقول سبحانه و تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون) سورة الانعام
محاولة التمييز بين ما يطير بجناحيه، و ما له جناح و لا يطير - بل يدب على الارض - كالنعامة مثلا، تحصر الاية الكريمة في أمم (أصناف) دون أخرى. قد يقول أحدهم: و أين الاسماك التي تسبح في الماء؟ و النبات الذي لا يتحرك من مكانه؟ و هل نصنف أيضا الكائنات المجهرية؟
الله سبحانه و تعالى يعمم النعم و لايخصصها.
يقول عز من قائل: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) سورة إبراهيم 34 و سورة النحل 18.
و هذا التعميم يدعمه نكرة كلمة "أمم". فالله سبحانه و تعالى لم يقل "الامم".
بل، زاد الله سبحانه و تعالى تعميما للامم في قوله عز من قائل: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)
أخرج ابن جرير رحمه الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أنزل في هذا القرآن كل علم، وميزّ لنا فيه كل شيء ولكنّ علمنا يقصْر عما بين لنا في القرآن.
ما هو الدرس الذي نستفيده من الاية الكريمة؟ أين الانسان من هذه الاية؟
إنها كلمة (ٌ أَمْثَالُكُم).
إنها المماثلة.
قال الإمام الطبري في هذه الآية في تفسيره جامع البيان عن تأويل القرءان "جعلها أجناسا مجنسة وأصنافا مصنفة تعرف كما تعرفون وتتصرف فيما سخرت له كما تتصرفون ومحفوظ عليها ما عملت من عمل لها وعليها ومثبت كل ذلك من أعمالها في أم الكتاب ".
و الله أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل محمد وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.
وجزاك الله تعالى كل خير على الإضافة الطيبة.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:44 ص]ـ
الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.
وأما ما تفضلتم باستظهاره من قوله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه) فيكفي في بيان وجه الصواب فيه ما نقلتموه عن الطبري، فليس معناه أن الآية إشارة إلى الطائر الذي لا يطير إلا بجناحيه فحسب، وإنما هو على سبيل التأكيد، ولو كان على سبيل التمييز لكانت كما ذكر أستاذنا الدكتور فهد الرومي وفقه الله.
شيخنا الفاضل عبدالرحمن جزاكم الله تعالى كل خير.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:24 م]ـ
يكون تمييزا لو كانت النعامة أو غيرها تطير بقدميها لا بجناحيها فتأمل
يقول صاحب الإتقان:
ومن الصفات المؤكدة قوله (ولا طائر يطير بجناحيه فقوله يطير لتأكيد أن المراد بالطائر حقيقته، فقد يطلق مجازاً على غيره. وقوله بجناحيه لتأكيد حقيقة الطيران لأنه يطلق مجازاً على شدة العدووالإسراع في المشي، ونظيره يقولون بألسنتهم لأن القول يطلق مجازاً على غير اللساني بدليل ويقولون في أنفسهم وكذا ولكن تعمى القلوب التي في الصدور لأن القلب قد يطلق مجازاً على العين كما أطلقت العين مجازاً على القلب في قوله (الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى.
وقال صاحب البرهان:
الثالث لتعيينه للجنسية كقوله تعالى وما من دابة في الارض ولا طائر يطير بجناحيه لان المعنى بدابة والذي سيق له الكلام الجنسية لا الافراد بدليل قوله تعالى الا امم امثالكم فجمع أبي محقق ارادة الجنس من الوصف اللازم للجنس المذكور وهو كون الدابة غير منفكة عن كونها في الارض وكون الطائر غير منفك كونه طائرا بجناحيه لينتفي توهم الفردية هذا معنى ما اشار إليه السكاكي في المفتاح وحمل بعضهم كلامه على انه انما ذكر الوصف ليعلم ان المراد ليس دابه مخصوصة وهو بعيد لان ذلك معلوم قطعا بدون الوصف لان النكرة المنفية لا سيما مع من الاستغراقية قطعية وقال الزمخشري ان معنى زيادة في الارض ويطير بجناحيه يفيد زيادة التعميم والاحاطه حتى كانه قيل وما من دابة من جميع ما في الارض وما من طائر في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه الا امم امثالكم محفوظة احوالها غير مهمل امرها ويحتمل ان يقال ان الطيران لما كان يوصف به من يعقل كالجان (والملائكة فلو لم يقل بجناحيه لتوهم الاقتصار على حبسها ممن يعقل فقيل بجناحيه ليفيد ارادة هذا الطير المعتقد فيه عدم المعقولية بعينه وقيل ان الطيران يتسعمل لغة في الخفة وشدة الاسراع في المشي كقول الحماسي طاروا إليه زرافات ووحدانا فقوله يطير بجناحيه رافع لاحتمال هذا المعنى وقيل لو اقتصر على ذكر الطائر فقال وما من دابة في الارض ولا طائر لكان
ظاهر العطف يوهم ولا طائر في الارض لان المعطوف عليه إذا قيد بظرف أو حال يقيد به المعطوف وكان ذلك يوهم اختصاصه بطير الارض الذي لا يطير بجناحيه كالدجاج والاوز والبط ونحوها فلما قال يطير بجناحيه زال هذا الوهم وعلم انه ليس بطائر مقيد انما تقيدت به الدابة.
وقال الأصفهاني:
تعالى (وما من دابة في الارص ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم) أي كل نوع منها على طريقة قد سخرها الله عليها بالطبع فهى من بين ناسجة كالعنكبوت وبانية كالسرفة ومدخرة كالنمل ومعتمدة على قوت وقته، كالعصفور والحمام إلى غير ذلك من الطبائع التى تخصص بها كل نوع.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:27 م]ـ
الأخ العزيز أبو الأشبال رعاه الله
النعامة في القصيدة ليست الحيوان المعروف بالنعامة، وإنما هي اسم لفَرَسِ الحارث بن عباد البكري. فالاستشهاد بهذه الأبيات الجميلة ليس مناسباً في موضوعنا هذا. وقد ذكرت العرب الطائر المعروف بالنعامة في أشعارها كثيراً وضربت بها الأمثال في أمور كثيرة.
.
في وجهة نظري إن أهم ما يبين معرفة العرب لطير النعامة هو هذه القصيدة
فالنعامة كما يقال أسرع حيوان على وجه الأرض
وها هو يلقب "أو يسمي" فرسه بالنعامة.
وخيل العربي عزيزة عليه فهو يختار لها أفضل الألقاب.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:22 ص]ـ
فالنعامة كما يقال أسرع حيوان على وجه الأرض
(يُتْبَعُ)
(/)
وها هو يلقب "أو يسمي" فرسه بالنعامة.
والله أعلم وأحكم.
منقول:
" الطيور التي لا تستطيع الطيران في بعض الحالات تعوض عن هذا بسرعتها الهائلة. فالخبراء يؤكدون بأن النعامة أسرع طائر في الجري. وهي كذلك أسرع من الحصان العربي السريع، فقد تصل سرعتها إلى حوالي 60 كلم في الساعة. وتتجاوز نقلتها حوالي 8,5 أمتار. "
http://www.harunyahya.com/arabic/kids/animals09.html
وللفائدة:
22 - أتى بتوضيح الواضح
س 126: جاء في سورة البقرة 2: 196 (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَاِملَةٌ). فلماذا لم يقل تلك عشرة مع حذف كلمة كاملة تلافيا لإيضاح الواضح، لأنه من يظن العشرة تسعة؟
الجواب: إن التوكيد طريقة مشهورة فى كلام العرب، كقوله تعالى: (ولكن تَعْمَى القلوب التى فى الصدور) [الحج 46]، وقوله تعالى: (ولا طائرٌ يطير بجناحيه) [الأنعام 38]، أو يقول قائل سمعته بأذني ورأيته بعيني، والفائدة فيه أن الكلام الذى يعبر عنه بالعبارات الكثيرة ويعرف بالصفات الكثيرة، أبعد عن السهو والنسيان من الكلام الذى يعبَّر عنه بالعبارة الواحدة، وإذا كان التوكيد مشتملاً على هذه الحكمة كان ذكره فى هذا الموضع دلالة على أن رعاية العدد فى هذا الصوم من المهمات التى لا يجوز إهمالها ألبتة.
وقيل أيضاً إن الله أتى بكلمة (كاملة) لبيان الكمال من ثلاثة أوجه: أنها كلمة فى البدل عن الهَدىْ قائمة مقامه، وثانيهما أنها كاملة فى أن ثواب صاحبه كامل مثل ثواب من يأتى بالهَدىْ من القادرين عليه، وثالثهما أنها كاملة فى أن حج المتمتع إذا أتى بهذا الصيام يكون كاملاً، مثل حج من لم يأت بهذا التمتع.
وذهب الإمام الطبري إلى أن المعنى «تلك عشرة فرضنا إكمالها عليكم، إكمال صومها لمتعتكم بالعمرة إلى الحج، فأخرج ذلك مخرج الخبر.
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=1682&select_page=23
والله المستعان.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:55 ص]ـ
وقد كتبت هذا الموضوع بعد أن رأيت مشاركة لأحد الأعضاء في ملتقى أهل الحديث تخص أصول الفقه فيها توجيه لهذه الآية لم أستوعبه، فقلت أنقل ما انقدح في الذهن بعد البحث، والمشاركة هي:
" الوصف الكاشف (أو الصفة الكاشفة) هو وصف موجود دائما في الموصوف، وبذكره يتميز الموصوف ويتضح المراد به للمخاطب، ولكنه ليس مؤثرا في الحكم أي لو حذفته لما تغير الحكم
والقسيم للوصف الكاشف هو الوصف المؤثر ويقال له أيضا الوصف المنشئ، وهو ذلك الوصف الذي يؤثر في الحكم وإذا حذف من الكلام تغير الحكم
أمثلة توضيحية:
1 ـ قوله تعالى: "ولا طائر يطير بجناحيه" (الأنعام: 38)، يقول المفسرون إن قوله تعالى (يطير بجناحيه) وصف كاشف فليس هناك طائر يطير بجناحيه، وآخر لا يطير بهما، ولو أنك قلت ولا طائر إلا أمم لما تغير الحكم المذكور في الآية، وإنما لذكر هذا الوصف فوائد بلاغية يرجع إليها في كتب التفسير.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=898640&postcount=5
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Sep 2008, 02:47 م]ـ
للفائدة:
قال شيخنا الفاضل أبا مالك حفظه الله في ملتقى أهل الحديث:
يأتي ذلك في مثل قولهم: (نعم الرجل رجلا)؛ فـ (رجلا) تمييز، وهو أيضا توكيد.
وفي هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، والأكثرون على المنع، وجوزه المبرد، وبعض العلماء فصل فقال: إن أفاد جاز وإلا فلا.
ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم (نعم المنيحة اللقحة منيحة)، قال أبو البقاء العكبري: هو منصوب على التمييز توكيدا، وهو مثل قول الشاعر:
تزود مثل زاد أبيك فينا ........ فنعم الزاد زاد أبيك زادا
وانتصر ابن مالك للجواز في (شواهد التوضيح والتصحيح) فقال:
((ومن منع وقوعه بعد الظاهر يقول: إن التمييز فائدة المجيء به رفع الإبهام، ولا إبهام إلا بعد الإضمار، فتعين تركه مع الإظهار.
وهذا الكلام تلفيق عار من التحقيق.
فإن التمييز بعد الفاعل الظاهر وإن لم يرفع إبهاما فإن التوكيد به حاصل، فيسوغ استعمالا، كما ساغ استعمال الحال مؤكدة، نحو: ولى مدبرا، ويوم أبعث حيا.
مع أن الأصل فيها أن يبين بها كيفية مجهولة. فكذا التمييز أصله أن يرفع به إبهام، نحو: له عشرون درهما، ثم يجاء به بعد ارتفاع الإبهام قصدا للتوكيد. نحو: عنده من الدراهم عشرون درهما.
ومنه قوله تعالى: إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا.
ومنه قول أبي طالب:
ولقد علمت بأن دين محمد ..... من خير أديان البرية دينا
فلو لم ينقل التوكيد بالتمييز بعد إظهار فاعل نعم وبئس لساغ استعماله قياسا على التوكيد به مع غيرهما.
فكيف وقد صح نقله وقرر فرعه وأصله .... )) إلخ.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=148804
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Sep 2008, 11:45 م]ـ
FF0000] وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام: 37,38]
أولا:الآية رد علي طلبهم نزول آيات، أن آيات الخلق كثيرة
ثانيا:الطائر الذي لا يطير يندرج تحت " ... دابة في الأرض .. "
ثالثا: الواو لعطف ولا طائر يطير بجناحيه علي دابة وكلاهما في الأرض أي ولا طائر يطير بجناحيه في الأرض
رابعا:فليس هناك نوع من أنواع الدواب الكثيرة ولا من أنواع الطيور الكثيرة إلا وهو أمم فيها من الآيات مثلما في الأمم منكم في الخلق والتنوع والاختلاف والأحوال، [/ size]
خامسا:الجملة " يطير بجناحيه " حال،فهو في حال كونه يطير بجناحيه،ماخبره؟ يكون أمة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[01 Oct 2008, 12:11 ص]ـ
أخي عبدالجبار يمكنك الرجوع إلى بحثين كتبتهما عن ماذكرت
الأول: البدهيات في القران الكريم دراسة نظرية
الثاني: البدهيات في الحزب الأول من القران الكريم دراسة تطبيقية
وتحدثت عن الصفة الكاشفة في بعض الجلسات العلمية في المملكة ومحاضرات في
كلية الآداب والعلوم الإنسانية في ظهر المهراز في فاس
وكلاهما يتسع لعدد من الرسائل العلمية
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Oct 2008, 06:15 ص]ـ
FF0000] وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام: 37,38]
أولا:الآية رد علي طلبهم نزول آيات، أن آيات الخلق كثيرة
ثانيا:الطائر الذي لا يطير يندرج تحت " ... دابة في الأرض .. "
ثالثا: الواو لعطف ولا طائر يطير بجناحيه علي دابة وكلاهما في الأرض أي ولا طائر يطير بجناحيه في الأرض
رابعا:فليس هناك نوع من أنواع الدواب الكثيرة ولا من أنواع الطيور الكثيرة إلا وهو أمم فيها من الآيات مثلما في الأمم منكم في الخلق والتنوع والاختلاف والأحوال، [/ size]
خامسا:الجملة " يطير بجناحيه " حال،فهو في حال كونه يطير بجناحيه،ماخبره؟ يكون أمة
جزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى على مشاركتك، وأتمنى أن يقيمها غيري لأني غير متخصص في اللغة ولا في التفسير.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Oct 2008, 06:18 ص]ـ
أخي عبدالجبار يمكنك الرجوع إلى بحثين كتبتهما عن ماذكرت
الأول: البدهيات في القران الكريم دراسة نظرية
الثاني: البدهيات في الحزب الأول من القران الكريم دراسة تطبيقية
وتحدثت عن الصفة الكاشفة في بعض الجلسات العلمية في المملكة ومحاضرات في
كلية الآداب والعلوم الإنسانية في ظهر المهراز في فاس
وكلاهما يتسع لعدد من الرسائل العلمية
شيخنا الفاضل فهد أقدر لك ردك ونصيحتك، ولكن العبد الفقير متخصص في الفقه الإسلامي وأصوله، وأتاكم ليتعلم ويتدبر، وأتمنى أن يستفيد طلاب الدراسات العليا المتخصصين في التفسير مما أشرت إليه.
ومرحبا.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[02 Oct 2008, 11:34 ص]ـ
البدهيات والصفة الكاشفة وتسمى الوصف المناسب او غير المناسب والصفات غير
المعتبرة والصفات المهملة والصفات غير المقيدة وتسميات أخرى كثيرة من المباحث
الأصولية الرئيسة ويتناولها الأصوليون في المنطوق والمفهوم في مبحث الإحتجاج
بمفهوم المخالفة وبالتحديد في شروط العمل بمفهوم المخالفة وقبل سنوات سبع كان
لي حوارات في حوالي 22محاضرة مع طلاب الدراسات العليا في جامعة عبدالمالك
السعدي - كليةالآداب والعلوم الإنسانية في تطوان عن بعض ابواب أصول الفقة ومنها
والمفهوم وأشرت إلى ذلك في محاضرة في كلية الشريعة بمكناس وفي فاس أيضا ثم
قبل شهرين في كلية الاداب سايس والموضوع يحتاج الى تمكن من علوم البلاغة ولذا
كان التردد في الإقدام على نسجيله
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[02 Oct 2008, 04:53 م]ـ
لا عليك شيخنا الفاضل فهد:
من الآن بدأت بطرح الموضوع على الطلبة.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=62664#post62664
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Oct 2008, 11:12 م]ـ
شكر الله للأحبة السابقين جهدهم وتعبهم وطول نَفَسهم، وكتب الله لهم ذلك في موازين حسناتهم وأقول:
أما عن مشاركة الأخ مصطفى سعيد فقد علَّق عليها الأخ الفاضل أبو الأشبال قائلا:" جزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى على مشاركتك، وأتمنى أن يقيمها غيري لأني غير متخصص في اللغة ولا في التفسير.
قلت: إن الأخ مصطفي تفضل بقوله في آخر فقرة من كلامه ـ حفظه الله فقال ما نصه:" الجملة " يطير بجناحيه " حال وليعذرني لقولي بأن هذا سبق قلم منه إذ القاعدة تقول: "الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال" وبما أن كلمة" طائر" نكرة فلا يصلح حسب قواعد النحو أن تعرب حالا بل هي صفة فتدبر.
أما الثانية: فإني أستطيع تلخيص ما تفضلتم به في عبارة موجِزة غير ملغِزةفأقول:
الله تعالى يريد بيان أمرين:
الأول:أن المخلوقات في عمومها تنقسم إلى قسمين: الأول يدب على وجه الأرض وهذه صفته الغالبة.
والثاني: يطير في جو السماء وهذه صفته الغالبة، وبين هذا وذلك عوالم قد تتبع الأول أو الثاني منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه. وكل من هذه الأنواع أمم أمثالنا في الخلق والتقديروتدبير شؤونها من لدن حكيم خبير
وقد جاءت الآية على عادة العرب وسننها في الكلام والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Apr 2010, 04:44 ص]ـ
...
أما عن مشاركة الأخ مصطفى سعيد فقد علَّق عليها الأخ الفاضل أبو الأشبال قائلا:" جزاك الله خيرا أخي الفاضل مصطفى على مشاركتك، وأتمنى أن يقيمها غيري لأني غير متخصص في اللغة ولا في التفسير.
قلت: إن الأخ مصطفي تفضل بقوله في آخر فقرة من كلامه ـ حفظه الله فقال ما نصه:" الجملة " يطير بجناحيه " حال وليعذرني لقولي بأن هذا سبق قلم منه إذ القاعدة تقول: "الجمل بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال" وبما أن كلمة" طائر" نكرة فلا يصلح حسب قواعد النحو أن تعرب حالا بل هي صفة فتدبر.
أما الثانية: فإني أستطيع تلخيص ما تفضلتم به في عبارة موجِزة غير ملغِزةفأقول:
الله تعالى يريد بيان أمرين:
الأول:أن المخلوقات في عمومها تنقسم إلى قسمين: الأول يدب على وجه الأرض وهذه صفته الغالبة.
والثاني: يطير في جو السماء وهذه صفته الغالبة، وبين هذا وذلك عوالم قد تتبع الأول أو الثاني منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه. وكل من هذه الأنواع أمم أمثالنا في الخلق والتقديروتدبير شؤونها من لدن حكيم خبير
وقد جاءت الآية على عادة العرب وسننها في الكلام والله أعلم.
جزا الله كل خير الأستاذ الدكتور خضر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[امجد الراوي]ــــــــ[22 Apr 2010, 07:33 ص]ـ
وماذا عن مدلول؛ امم؟؟
فماهي؛ " الامم "؟
وماهي؛ " الامة "؟
والاولى ماهو؛ مفهوم؛ " أُمة "؟
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[22 Apr 2010, 02:09 م]ـ
الإخوة الأفاضل: جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
يقول الله تعالى:
{وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} النور45
فتصنيف دواب الأرض يتم بهذا النمط، وهو تصنيف حسب تحرك هذه الدواب:
1 - المشي على البطن ويشمل كل الزواحف على اختلاف أنواعها من مائية أو برية
2 - ذوات الرجلين: الإنسان والطيور وبعض الحيوانات التي تمشي منتصبة
3 - ذوات الأرجل كل الكائنات الحية التي تمشي مكبة على وجهها.
ويقول الله تعالى:
{وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} الأنعام38
فبهذا التعبير الموجز والمعجز والذي يشمل كل دواب الأرض بما فيها الدواب التي تطير بجناحيها في جو السماء لأنها من دواب الأرض كذلك وقد ميزها بالطيران بالجناحين لأن هناك دواب سماوية تطير بوسائل أخرى لا يعلمها إلا الله.
يقول تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} الشورى29
دواب الأرض بما فيها الطيور أمم أمثال الإنسان
والأمة: هي الجماعة المتجانسة من المخلوقات
يقول الإمام الطبري:
(حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أمْثالُكُمْ} يقول: الطير أمة، والإنس أمة، والجنّ أمة.)
ويقول ابن عاشور: ((والمماثلة في قوله: {أمثالكم} التشابه في فصول الحقائق والخاصّات التي تميّز كلّ نوع من غيره، وهي النظم الفطرية التي فطر الله عليها أنواع المخلوقات. فالدّواب والطير تُماثل الأناسي في أنّها خلقت على طبيعة تشترك فيها أفراد أنواعها وأنّها مخلوقة لله معطاة حياة مقدّرة مع تقدير أرزاقها وولادتها وشبابها وهرمها، ولها نظم لا تستطيع تبديلها.)).
لنرجع للآية في سياقها القرآني: يقول الله تعالى:
{وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ* وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ* وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*} الأنعام37 - 38 - 39
يتبين من خلال السياق أن قدرة الله في خلقه حيث خلق دواب الأرض جماعات متجانسة فيما بينها تعد آية عظيمة لا يعقلها إلا العالمون الذين جعلهم الله على صراط مستقيم.
والله أعلم
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[24 Apr 2010, 02:31 ص]ـ
شكر الله للأحبة السابقين جهدهم وتعبهم وطول نَفَسهم، وكتب الله لهم ذلك في موازين حسناتهم وأقول:
...
أما الثانية: فإني أستطيع تلخيص ما تفضلتم به في عبارة موجِزة غير ملغِزةفأقول:
الله تعالى يريد بيان أمرين:
الأول:أن المخلوقات في عمومها تنقسم إلى قسمين: الأول يدب على وجه الأرض وهذه صفته الغالبة.
والثاني: يطير في جو السماء وهذه صفته الغالبة، وبين هذا وذلك عوالم قد تتبع الأول أو الثاني منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه. وكل من هذه الأنواع أمم أمثالنا في الخلق والتقديروتدبير شؤونها من لدن حكيم خبير
وقد جاءت الآية على عادة العرب وسننها في الكلام والله أعلم.
قوله تعالى: [وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ] {الأنعام:38}
قوله: {بجناحيه} تأكيد وبيان وإزالة للاستعارة المتعاهدة في هذه اللفظة؛ فقد يقال: «طائر» السعد والنحس. ذكره ابن عطية في تفسيره " المحرر الوجيز "، و ابن جزي في " التسهيل لعلوم التنزيل ".
و قال النسفي في " مدارك التنزيل وحقائق التأويل ":
{وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} قيد الطيران بالجناحين لنفي المجاز؛ لأن غير الطائر قد يقال فيه طار إذا أسرع. {إِلاَّ أُمَمٌ أمثالكم} في الخلق والموت والبعث والاحتياج إلى مدبر يدبر أمرها. اهـ
و بنحو هذا قال القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن "؛ قال:
{بجناحيه} تأكيد وإزالة للإبهام فإن العرب تستعمل الطيران لغير الطائر تقول للرجل: طِرّ في حاجتي أي أسرع، فذكر بجناحيه ليتمحض القول في الطير، وهو في غيره مجاز. اهـ
* * *
و يُحتَمَل أن يُقال: إن قوله تعالى: " و لا طائر يطير بجناحيه " خرَجَ الكلام في الطيْر هنا على الأعَمّ الأغلب.
و هو نظير ما تفضلّ الأخ د. عبد الفتاح خضر (أبو عمر) بقوله:
( ... والثاني {في المخلوقات على عمومها}: يطير في جو السماء وهذه صفته الغالبة، وبين هذا وذلك عوالم قد تتبع الأول أو الثاني منها ما نعلمه ومنها ما لا نعلمه). اهـ
فالطير يطير بجناحيه في جو السماء، في الأعم الأغلب؛ كما في الآية المذكورة آنفا
و قد يُستثنَى منه بعض أفراده - كالنعام مثلاً - التي لا تطير بجناحيها، بل تدُبّ و تسير على الأرض بقدميها، مثل الدواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالكريم عزيز]ــــــــ[24 Apr 2010, 04:07 ص]ـ
{و لا طائر يطيربجناحيه}: تمييز لدواب الأرض عن دواب السماء
{وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} الشورى29
يقول الطبري في تفسيره:
[حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: {وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دَابَّةٍ} قال: الناس والملائكة]
هناك دواب الأرض ودواب السماء والطيور من دواب الأرض لأن لها جناحين.
أما الملائكة: فلها أجنحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فاطر1
يقول ابن عاشور في تفسيره:
[والمعنى: أنهم ذوو أجنحة بعضها مصففة جناحين جناحين في الصف، وبعضها ثلاثةً ثلاثة، وبعضها أربعةً أربعةً، وذلك قد تتعدد صفوفه فتبلغ أعداداً كثيرة فلا ينافي هذا ما ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود: " أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح "]
وجاء في الحديث:
[إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله لوددت أني كنت شجرة تعضد] (1)
والله أعلم
************************************************
1 - الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: ابن العربي ( http://www.dorar.net/mhd/543) - المصدر: عارضة الأحوذي ( http://www.dorar.net/book/13538&ajax=1) - الصفحة أو الرقم: 5/ 152
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Apr 2010, 04:31 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام على ما تفضلتم به لا حرمنا الله الأجر والمثوبة.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Apr 2010, 06:51 ص]ـ
ما ذهب اليه د أبو بكر وبعض ما قالت الاخت أم الاشبال هو الصحيح فقد ذكر الله كلمة يطير بجناحيه لإزالة اللبس بتحديد المعنى المقصود وهو طيران الطائر. وليس ما تذهب اليه العرب من استخدامات أخرى لمعنى الطيران. وهذا ما أكد عليه القرطبي والتحرير والتنوير وغيرهما من التفاسير. أما الذين ذهبوا الى أن المقصود هي النعامة وغيرها من الطيور التي لا تطير. فأظن أنهم قد جانبوا الصواب في رأيهم ذلك. لأن النعام والبط والوز أيضاً أمم أمثالنا ولا تنتفي عن تلك المجموعات صفة الامميّة كونها لا تطير. وإذا كانت لا تطير فإن أجنحتها تساعد على العدو السريع من خلال الخفقان الذي هو نوع من أنواع الطيران. ولا بد لتلك الاجنحة من فوائد تساعد في سرعتها. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على محمد
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Apr 2010, 04:56 ص]ـ
. وليس ما تذهب اليه العرب من استخدامات أخرى لمعنى الطيران. وهذا ما أكد عليه القرطبي والتحرير والتنوير وغيرهما من التفاسير.
أخي الكريم
لم يكن المقصود بيان استخدامات العرب الأخرى لمصطلح الطيران، ولكن بيان فائدة التمييز والتأكيد، مع ملاحظة طبيعة القوم الذين أنزل عليهم القرآن، ولا يمنع ما قيل دخول معاني وأوجه أخرى فالقرآن الكريم معجز،والله أعلم.(/)
الاستدلال بالآيات في غير موضعها (1)
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[18 Sep 2008, 02:38 م]ـ
فمن ذالك من اجاز الاستعانه بالجن المسلم استنادا لقصة سليمان عليه السلام (ومن الجن من يعمل بين يديه) فكيف يكون الرد على هذه الشبهه العقديه سيما مع انتشارها عبر القنوات الفضائيه وغيرها
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Sep 2008, 09:35 م]ـ
الاستعانة بالجن مسألة خلافية بين العلماء رحمهم الله تعالى، وأما الاستدلال بالنص المذكور فقد قال تعالى عن سليمان: (هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي) فيكون ذلك خاصاً به عليه الصلاة والسلام.
وأما كون المسألة من مسائل العقيدة، فهي داخلة في الاعتقاد من باب الاستعانة بلا شك وقد تؤدي إلى اتباع الشياطين ومعارضة الدين.
ولكن ليس كل من قال بالجواز قد خرج من الدين أو أشرك بالله العظيم.
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:42 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
في موضوعك أخي أبو عاصم إشكالين:
أما الاول فالاستدلال بالقرآن في غير موضعه،
أما الثاني فموضوع تسخير الجن المسلم.
و أبدأ بالثاني، وفقني الله و إياك لما يحب و يرضى.
إختلف العلماء كثيرا في موضوع الجن، و تسخيره، و مسه، و ليس هنا المجال للخوض فيه. و طبيعي أخي أبو عاصم، ان يبحث كل عالم عن ما يستدل به لترجيح قوله. و هنا:
- قد يسوق الفرد الآية لمعنى يريده وهي لا تفيد ذلك المعنى، وسبب ذلك اعتماده على فهمه لظاهر الآية، وعدم مراجعته كتب التفسير.
- أو يكون في الآية أقوال عدة يختار أحدها - وقد يكون قولاً ضعيفاً أو شاذاً - فيحمل الآية عليه.
- أو يكون في الآية أقوال أخرى متساوية، أو بعضها أقوى من بعض، أو هي من قبيل اختلاف التنوع، فيحصر معنى الآية في القول الذي اختاره وهي تدل على المعاني الأخرى أو الآية تحتملها.
و يبقى الحاسم شيء واحد:
((ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد))
بارك الله فيك أخي
و تقبل الله منا و منك الصيام و القيام
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:45 ص]ـ
و إليك أخي هذا الموضوع الشامل من شيخ الاسلام بن تيمية عن سبب الاختلاف في الاستتدلال
http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=28&t=book72&pid=1&f=ossol_t00018.htm&printer=on
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[19 Sep 2008, 12:54 م]ـ
شكر الله لك ياشيخ فهد -وعلى هذا يكون الرد على هذه الشبهه ان هذا الآمر
(خاص بسليمان عليه السلام)
ويؤيده ماورد عنه عليه الصلاة والسلام (ولولا دعوة اخي سليمان لربطته في سارية المسجد ---) او كما قال عليه السلام
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:04 م]ـ
اشكر لك اخي محمد لكن هل يصح الآخذ بالقول الشاذ او الضعيف في المسأله مع مخالفة قول جمهور المفسرين.
ثم الخلاف في المس ترده الآيات والواقع قال تعالى (اللذين يأكلون الربا لايقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس)
آمل الايضاح وتقبل الله منا ومنكم
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:39 م]ـ
حياك الله أخي عاصم
الأصل العام في الستدلال أو الأخذ بالرأي أو الاختيار أو الترجيح إنما هو العمل برأي الجمهور، لأنه مظنة الصواب والسداد. كما جاء في كتاب "الفتاوى المعاصرة". أما الرجوع إلى المرجوح أو المغمور فيكون لمصلحة عامة أو ضرورة تقتضيه أو حاجة أو مناسبة متعينة التخفيف.
وقد صرح العلماء بضرورة الأخذ بالراجح أو المشهور المعمول به كما صرح الشاطبي في فتاويه، كما صرحوا بأن مراعاة الدليل، أو مراعاة الأقوال الضعيفة أو غيرها من الآراء المنقولة عن بعض العلماء شأن المجتهدين من الفقهاء. الفقهاء فقط.
أي أن الامر ليس بهين على العامة من الناس.
فلا أحد، أعتقد أخي عاصم، يريد أن تنطبق عليه قول الله عز و جل:
{كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاّ كَذِباً} [الكهف].
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Sep 2008, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أرى أحبتي الكرام لو حاولنا قدر الإمكان جمع الآيات التي يستدل بها في غير موضعها، مع الرد على الاستدلال الخاطئ، لكان في ذلك فائدة عظيمة.
ما رأيكم وفقكم الله؟
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[21 Sep 2008, 09:52 م]ـ
على بركة الله اخي ضيف الله وهذا المراد من المشاركه
ـ[فداء]ــــــــ[24 Sep 2008, 06:26 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أرى أحبتي الكرام لو حاولنا قدر الإمكان جمع الآيات التي يستدل بها في غير موضعها، مع الرد على الاستدلال الخاطئ، لكان في ذلك فائدة عظيمة.
ما رأيكم وفقكم الله؟
كنت قد كتبتُ بحثًا موجزًا في هذا الموضوع، وجمعتُ عددًا من الآيات التي يستدل بها في غير موضعها، والذي آثار هذه الفكرة وحثّ على البحث فيها الأستاذ: عبدالله الحكمة آل حسين - وفقه الله ونفعَ بعلمه -.
ولعلي أحاول وضع الآيات التي جمعتها إن شاء الله.
وأتمنى من الجميع المشاركة والإفادة.(/)
هل هناك بحثا في علاقة المقسم به بجواب القسم؟
ـ[أبو عابد المكي]ــــــــ[18 Sep 2008, 07:53 م]ـ
عذرا إن تم تداول النقاش في هذا الموضوع .. لكن بحثت في مواضيع المنتدى على عجالة فلم أجد
(كنت قبل أشهر معدودة قد استمعت شريطا للشيخ عطيه محمد سالم و ذكر فيه أنه يتمنى أن تعمل رسالة في علاقة المقسم به بجواب القسم)
فهل هناك أحد من العلماء من كتب في هذا الموضوع؟(/)
سؤال عن قصة النبي لوط عليه السلام في كل من قصة هود والحجر
ـ[بنت قدامة]ــــــــ[18 Sep 2008, 08:23 م]ـ
السلام عليكم
قصة لوط مذكورة بالتفصيل في سورتين هود والحجر
فهمت سورة هود
http://www.altafsir.com/Quran.asp?SoraNo=11&Ayah=81&NewPage=0
1_ أن الملائكة جاءت فخاف لوط وقال هذا يوم عصيب
2_جاءه قومه بعدما رأو لملائكة على شكل رجال فعرض عليهم ان يزوجهم بناته لكنهم رفضوا
3_ان الملائكة قالت للوط بانهم رسل الله وطلبوا منه يسري باهله
اما سورة الحجر
http://www.altafsir.com/Quran.asp?SoraNo=15&Ayah=71&NewPage=266&Tajweed=1
1_ ان لوط استنكر وجود الملائكة فاخبروه انهم رسل الله وطلبوا منه ان يسري باهله
2_جاءه قومه بعدما رأو لملائكة على شكل رجال فعرض عليهم ان يزوجهم بناته لكنهم رفضوا
فهل لكم ان تشرحوا لي اختلاف ترتيب الاحداث وربطها ببعض جزاكم الله خيرا
الى جانب هذ اريد مختص يجيني على سؤال آخر عن طريق الرسائل الخاصة فمن الصعب ان اضعه على العام
ـ[بنت قدامة]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:21 ص]ـ
يبدو انكم لم تفهموا السؤال
اقصد ان
القصة الاولى الملائكة اخبرت لوط عليه السلام انهم رسل بعدما جاءه القوم واخبروه ماذا يفعل فظهر كما فهمت انهم قالوها بعد ذلك ليبشروه لانه حزن
اما القصة الثانية فاخبروه من اول ماجاؤا انهم رسل وقالوا له ماذا يفعل
اتمنى يكون وضح السؤال(/)
(وَلَيَالٍ عَشْرٍ) هل يصح أن نقول هي في عشر رمضان وعشر ذي الحجة "معا"؟
ـ[عصام العويد]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:35 ص]ـ
في قوله تعالى: {وليالٍ عشر} أربعة أقوال مشهورة:
أحدها: أنه عشر ذي الحجة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي ومقاتل.
والثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.
والثالث: العشر الأول من رمضان، قاله الضحاك.
والرابع: العشر الأول من المحرم، قاله يمان بن رئاب.
هل يصح اعتبار هذا الاختلاف اختلاف تنوع وبالأخص ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، فيقال: هي فيهما معاً، خصوصا إذا قوي الخلاف،
أو يقال: لابد من الترجيح؟
فائدة: في فتح القدير - (ج 7 / ص 484) عند قوله تعالى "والشفع والوتر":
قال " وإذا قام دليل على تعيين شيء من المعدودات في تفسير هذه الآية، فإن كان الدليل يدلّ على أنه المراد نفسه دون غيره فذاك، وإن كان الدليل يدلّ على أنه مما تناولته هذه الآية لم يكن ذلك مانعاً من تناولها لغيره ".
وهل هذه القاعدة التي ذكرها الإمام الشوكاني صحيحة أو لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2008, 08:30 ص]ـ
منذ قرأتُ هذا الموضوع وأنا أتأملُ فيه، فلم يكن الإعراض عنه إلا تفكيراً في جوابه. وقد تحدثت فيه مع أخي الدكتور مساعد الطيار في أكثر من مناسبة بعد طرحه وطلبت منه أن يكتب ذلك ووعدني ولم يفعل بعدُ. وأذكر أنه قال لي إنه لا يمكن القول بأنها من باب اختلاف التنوع. ولعله يبين وجهة نظره إن شاء الله.
والذي يبدو لي - والعلم عند الله - أن كلام الشوكاني مستقيم، وأنَّ الليالي العشر هنا غير محددة، وهي تصدق على كل الأقوال التي قيلت. غير أنَّ سياق الآيات يدل على مكانة هذه الليالي وتفضيلها على غيرها. والأحاديث التي وردت في فضل ليالي العشر الأواخر من رمضان أكثر من غيرها، ثم تليها عشر ذي الحجة وإن كان الفضل ورد في أيام عشر ذي الحجة لا لياليها.
ففي هذه الحالة يكون القول بتقديم عشر رمضان الأواخر أقوى من بقية الأقوال، ثم عشر ذي الحجة. ويكون القول بأن هذا من اختلاف التنوع قول صحيحٌ، وأن الصحابة ذكروا هذه الأمثلة التي تدخل تحت معنى الآية. فالأقوال كلها صحيحة لعدم وجود قول يقطع بأحدها ينبغي الرجوع إليه والأخذ به.
وقد كتبت هذا من باب المذاكرة، ولم أراجع فيه كتب التفسير للتوثق، طمعاً في التصويب والتصحيح والله أعلم.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[17 Oct 2008, 02:37 م]ـ
في قوله تعالى: {وليالٍ عشر} أربعة أقوال مشهورة:
أحدها: أنه عشر ذي الحجة، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدي ومقاتل.
والثاني: أنها العشر الأواخر من رمضان، رواه أبو ظبيان عن ابن عباس.
والثالث: العشر الأول من رمضان، قاله الضحاك.
والرابع: العشر الأول من المحرم، قاله يمان بن رئاب.
هل يصح اعتبار هذا الاختلاف اختلاف تنوع وبالأخص ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، فيقال: هي فيهما معاً، خصوصا إذا قوي الخلاف،
أو يقال: لابد من الترجيح؟
فائدة: في فتح القدير - (ج 7 / ص 484) عند قوله تعالى "والشفع والوتر":
قال " وإذا قام دليل على تعيين شيء من المعدودات في تفسير هذه الآية، فإن كان الدليل يدلّ على أنه المراد نفسه دون غيره فذاك، وإن كان الدليل يدلّ على أنه مما تناولته هذه الآية لم يكن ذلك مانعاً من تناولها لغيره ".
وهل هذه القاعدة التي ذكرها الإمام الشوكاني صحيحة أو لا؟
======================
السلام عليكم ............
إذا اختلفت الروايات عن ابن عباس فإنه يقدم القوي سندا على ما في سنده ضعف،
و طريق العوفي مضعف عند أهل العلم ...........
وفي نظري أن طريقة التلفيق غير متجهة هنا، بمعنى أن ورود روايتين عن ابن عباس كما في الآية لاتجعلنا نركب من مجموعها القول بالعموم فتتناول الليالي الفاضلة كلها، عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان وغيرها ..................
والاختلاف هنا ليس اختلاف تنوع، -- والله أعلم - لأن هذه الليالي ليال خاصة مقيدة بالعشرة، وليست مطلقة تجعل ذكر أي ليال معدودة ذكرا لبعض أفراد العموم فلا عموم هنا ................
أما قاعدة الشوكاني فصحيحة، لكنها لا تنطبق على آية الفجر، ومن تمعن في ألفاظها عرف،فإنه قال: فإذا قام دليل ............ وولم يقم دليل يرفع النزاع في تعيين المراد، إنما هي أقوال للسلف مختلفة فلا يحتج بقول أحد على أحد، وإنما يتطلب الترجيح من مرجح خارجي ...............
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[17 Oct 2008, 03:15 م]ـ
جزيتم خيرا على هذه المذاكرة الطيبة، وإذا كانت هذه الأقوال قد قال بها أهل العلم وهم أعلم ممن تأخر في زماننا من العلماء فكيف بنا، مع أن الكثير من المفسرين قد رجح بأنها عشر ذي الحجة
قال الطبري رحمة الله: والصواب من القول في ذلك عندنا: أنها عشر الأضحى، لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[18 Oct 2008, 12:32 ص]ـ
((مجرد رأي))
في عشر ذي الحجة اجتماع أمهات العبادة، وهي الصلاة، والصيام، والصدقة، والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره .. وهي أفضل أيام السنةِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أيَّام العَملِ الصَّالحُ فِيهِنَّ أحَبُّ إلى الله - تعَالَى - مِنْ عَشْرِ ذِي الحجَّةِ» فتكون هذه الأيام وعاء لكل عمل خير .. وفي غيرها خص بعمل أو أعمال معينة ..
ولعل في القسم بالفجر الذي هو ضوء الصباح .. ما يدل على الإشارة لاستقبال يوم جديد فيه انفجار الصبح .. روى ابن جريح عن عطاء عن ابن عباس قال: يريد صبيحة يوم النحر؛ لأن الله تعالى جعل لكل يوم ليلة قبله إلا يوم النحر لم يجعل له ليلة قبله ولا ليلة بعده؛ لأن يوم عرفة له ليلتان ليلة قبله وليلة بعده، فمن أدرك الموقف الليلة التي بعد عرفة فقد أدرك الحج إلى طلوع فجر يوم النحر، وهذا قول مجاهد.
وقد جاء في مسند الإمام أحمد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إن العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) وقد ضعفه بعض أهل العلم.
وأما من يحتج بقول (ليال) ولم يقل (أيام) فالعرب تطلق الليالي وتريد الأيام , ولو تأملنا في القرآن نجد أن ما أريد به منفعة دينية يعبر عنها بالليالي؛ لأنها ترتبط بالأهلة
وأيضا على قول جماهير أهل التأريخ والتفسير أن عشر ذي الحجة هي التي أتمها الله لموسى في قوله تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة فأتممناها بعشر .. ) فالميقات الأول لموسى هو شهر ذي القعدة ثم زاده الله العشر من ذي الحجة فيصبح على هذا أن الله كلم موسى في يوم النحر عند جبل الطور .. ونلحظ أن القرآن عبر عن تلك العشر بالليالي ..
وقد يقال أيضا سُميت ليال عشر؛ لأنها تسعة أيام وعشر ليال.
وأما من يقول: لو كانت العشر عشر ذي الحجة لقال: عشرة .. فإما أن يقال:
أن الغالب في ألسنة الصحابة والتابعين غلبة الليالي للأيام , حتى إن من كلامهم: " صمنا خمسا " يعبرون به عن الليالي , وإن كان الصوم في النهار ..
وقد سمع الكسائي يقول: صمنا من الشهر خمساً.
أو يقال: على قاعدة إذا حذف الموصوف وهو المعدود ففي مثل ذلك يجوز التاء وتركها في العدد ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (وأتبعه ستا من شوال .. )
وثمة سؤال لمن يقول إنها: عشر رمضان .. ماذا يكون تفسير (الشفع والوتر) وأقصد تفسيرا مقنعا وإلا فالأقوال كثيرة؟
فيوم عرفة: وتر؛ لأنه تاسعها، ويوم النحر: شفع؛ لأنه عاشرها ..
ولقد أعظمت هذين اليومين!! وتعريف (الشفع والوتر) يدل على أنهما معروفان وبأنهما الشفع والوتر من الليالي العشر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2009, 01:32 م]ـ
للشيخ عبدالرحمن حبنكة في كتابه (معارج التفكر ومعالم التدبر) كلام جيد في تفسيره لسورة الفجر حول المقصود بالليالي العشر، يصلح للمدارسة هنا فلو نقله لنا أحد الزملاء إن كان في وقته فُسحَة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[30 Aug 2009, 02:49 م]ـ
إن التأمل في العلاقة بين الأمور الخمسة المقسم بها قد يكون مفتاح الوصول إلى القول الراجح في المسألة.
ثم لماذا نُكرت الليالي دون بقية الأمور المقسم بها؟
اللهم وفقنا لفهم كتابك.
ـ[رأفت المصري]ــــــــ[30 Aug 2009, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
من باب التدبّر والمدارسة أقول:
إلحاقاً بما ذكره بعض الأفاضل:
تنكير لفظ "الليالي"في قوله تعالى: (وليالٍ عشر) يدلّ على أنها ليست بليالٍ مخصوصة محدّدة، وإنما هي ليالٍ عشر شريفة .. قد تكون العشر الأول من ذي الحجة أو الأواخر من رمضان أو غير ذلك.
ومثل هذا الموضع في القرآن قوله تعالى: (ووالدٍ وما ولد) في سورة البلد؛ حيث تعدّدت أقوال أهل العلم ثمة، وذهب العديد من المحققين إلى أنه قسم يتناول عموم الوالد وعموم المولود، وليس ما ورد عن السلف في تفسيرها بمتعارضٍ، إنما هو اختلاف تنوّع؛ بأن يضرب كلٌّ منهم مثالاً على الوالد والمولود، والله أعلم.
وأقول:
لو كان المراد عشراً من الليالي خاصة دون غيرها لقال: "والليالي العشر" معرّفة، حتى تدلّ على إرادةِ مخصوصٍ دون غيره، فلما نكّرها عرفنا أنها عامةٌ في كلّ عشر شريفة من الليالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن أولاها بالشرف والفضل ما تفضلتم به من العشر الأوائل أو الأواخر.
والله أعلم بمراده من كلامه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Aug 2009, 05:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أولا:
قال ابن كثير:
والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام" -يعني عشر ذي الحجة -قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء".
ثانيا:
قال ابن رجب:
" وهذا الحديث حديث عظيم جليل ....
وهذا الحديث نص في أن العمل المفضول يصير فاضلا إذا وقع في زمان فاضل، حتى يصير أفضل من غيره من الأعمال الفاضلة؛ لفضل زمانه.
وفي أن العمل في عشر ذي الحجة أفضل من جميع الأعمال الفاضلة في غيره.
ولا يستثنى من ذلك سوى أفضل أنواع الجهاد، وهو أن يخرج الرجل بنفسه وماله، ثم لا يرجع منهما بشيء.
وقد سئل: ((أي الجهاد أفضل؟))، قالَ: ((من عقر جواده، وأهريق دمه)).
وسمع رجلا يقول: اللَّهُمَّ اعطني أفضل ما تعطي عبادك الصالحين، فقالَ لهُ:
((إذن يعقر جوادك، وتستشهد)).
فهذا الجهاد بخصوص يفضل على العمل في العشر، وأما سائر أنواع الجهاد مع سائر الأعمال، فإن العمل في عشر ذي الحجة أفضل منها."
ثالثا:
والجهاد الذي ورد في الحديث وكما علم من النصوص الشرعية ليس له جزاء إلا الجنة، والعبادة في ليلة القدر، تعادل عبادة ألف شهر، فهل تضمن هذه العبادة الجنة؟
وإذا تقرر أن العبادة في عشر ذي الحجة بإخلاص يضمن صاحبها الجنة، ومن قام ليلة القدر لم يرد أنه يضمن الجنة، إلا أنه من صام رمضان إيمانا واحتسابا قفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ولكن ما نريده هو الأيام المحصورات أي العشر الأواخر، فقد يخلص المؤمن في العشر الأواخر، ولكن مع هذا لابد من تأمل الآيات هل المراد من "الليالي العشر" أفضل عشر على الإطلاق، عند ذلك لابد أن نجد الدليل، أما من الآيات الكريمة، فالقسم، يا ترى هل سيقسم الرب عز وجل على أفضل عشر على الإطلاق أم العشر المفضولة!
وهذه مدارسة.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:43 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خيرا ولكني أنبهم إلى ترتيب السورة في النزول! فهي من أوائل ما نزل من القرآن! فكيف يكون المراد من الليالي العشر ما ذكرتموه ولم يكن المسلمون قد علموا بعد بفضل عشر رمضان ولا عشر ذي الحجة ولا أي عشرة ذُكرت؟!
وعلى فرض معرفتهم ما علاقة هذه الأيام بمحتوى السورة وما الدليل فيها على كون الله بالمرصاد؟!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:38 م]ـ
جزى الله الأخوة المشاركين خيرا ولكني أنبهم إلى ترتيب السورة في النزول! فهي من أوائل ما نزل من القرآن! فكيف يكون المراد من الليالي العشر ما ذكرتموه ولم يكن المسلمون قد علموا بعد بفضل عشر رمضان ولا عشر ذي الحجة ولا أي عشرة ذُكرت؟!
وعلى فرض معرفتهم ما علاقة هذه الأيام بمحتوى السورة وما الدليل فيها على كون الله بالمرصاد؟!
ترتيب السورة حسب النزول لا أثر له في الموضوع،فلا يلزم أن لا يتحدث القرآن إلا عن أمور معلومة للسامعين، لقد تحدث القرآن عن أمور وحوادث وأماكن لم تكن معلومة للسامعين قبل حديث القرآن عنها ثم علم المراد منها فيما بعد ومن ذلك قوله تعالى:
(وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6)) سورة الطور
وقوله تعالى:
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقاً (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطاً (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحاً (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقاً (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً (5)) النازعات
وغير ذلك من الآيات .... فلا يلزم ألا يقسم الله بهذه العشر إلا بعد العلم بفضلها.
أما علاقة الأقسام الخمسة بمحتوى السورة فهي أقسام بأجزاء الزمن وحركته والعدد وهو ظرف للأحداث المذكورة في السورة سواء التي وقعت والتي ستقع في المستقبل.
وحركة الزمن وما يقع فيه من أحداث من أعظم الآيات التي يجب أن يتوقف عند دلالتها أصحاب العقول.
هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على بعده ورسوله محمد.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
اطلعت على هذا الموضوع الآن، ومن خلال قراءتي لمداخلات الإخوة أرى أنه ينبغي النظر في أمور:
1 - هل لفظ الليالي يشمل النهار في اللعة.
2 - هل ورد نص يحدد المقصود من الليالي.
3 - هل هناك قراءة تفسر المقصود من العشر.
4 - هل الأقوال المذكورة يمكن الجمع بينها جمعا سائغا.
5 - إذا لم يمكن الجمع فأيها أرجح.
وأرى أن الإجابة على هذه الأسئلة تكفي إن شاء الله تعالى من البحث المفتوح على مصراعية.
أما قول أحد الإخوة إن السورة من أول ما نزل من القرآن وأن ذلك يضعف بعض الأقوال فلا أراه سائغا لأنه لا بد في تلك المقدمة من مسألتين:
أ - أن يحدد لنا تاريخ نزولها.
ب - أن يبين تضعيف تلك الأقوال على فرض نزولها قبل تلك الأحكام.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[31 Aug 2009, 05:48 م]ـ
مقتضى القسم يمنع المشاركة في اكثر من معنى
وهذا يفيد وجوب تعيين معنى واحد
وليس هذا من اختلاف التنوع لأمرين:-
1 - مقتضى القسم ووجهه كما تقدم
2 - ان الاضافة هنا (ليال عشر) ليست كما يظن انها للعموم
والله اعلم
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[01 Sep 2009, 09:37 ص]ـ
جزى الله الأخوة كلهم خيرا ويمكن لهم قراءة ما كتبناه حول هذه السورة على هذا الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=146
والذي بينت فيه الوحدة الموضوعية للسورة والبناء العجيب الموجود فيها وسبب رفضنا لكون الليالي العشر ما ذكره المفسرون
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:33 م]ـ
العجيب من بعض الفضلاء أنهم يعجبون باجتهادتهم ويقدمونها على أنها الحق الذي لا مرية فيه وأيضا لم يسبقهم أحد إليه مع أن الناظر في أقوالهم يرى أنها أقوال واهية لا تستند إلى دليل أو ملفقة من أقوال من سبق نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق.
وبما أن الموضوع حول سورة الفجر وأقسامها الخمسة أحببت أن أقدم للقراء الكريم كلام العلامة بن عثيمين رحمه الله تعالى حول هذه السورة لنتعلم جميعا التفسير والفقه فإليكم كلامه رحمه تعالى:
" {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} كل هذه إقسامات بالفجر، وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر، خمسة أشياء أقسم الله تعالى بها، الأول: الفجر {وَالْفَجْرِ} هو النور الساطع الذي يكون في الأفق الشرقي قرب طلوع الشمس، وبينه وبين طلوع الشمس ما بين ساعة واثنتين وثلاثين دقيقة، إلى ساعة وسبع عشرة دقيقة، ويختلف باختلاف الفصول، فأحيانًا تطول الحصة ما بين الفجر وطلوع الشمس، وأحيانًا تقصر حسب الفصول، والفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب، والمقصود بالفجر هنا الفجر الصادق، والفرق بين الفجر الصادق والكاذب من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول: الفجر الكاذب يكون مستطيلًا في السماء ليس عرضًا ولكنه طولًا، وأما الفجر الصادق يكون عرضًا يمتد من الشمال إلى الجنوب.
الفرق الثاني: أن الفجر الصادق لا ظلمة بعده، بل يزداد الضياء حتى تطلع الشمس، وأما الفجر الكاذب فإنه يحدث بعده ظلمة بعد أن يكون هذا الضياء، ولهذا سمي كاذبًا؛ لأنه يضمحل ويزول.
الفرق الثالث: أن الفجر الصادق متصل بالأفق، أما الفجر الكاذب فبينه وبين الأفق ظلمة، هذه ثلاثة فروق آفاقية حسية يعرفها الناس إذا كانوا في البر، أما في المدن فلا يعرفون ذلك، لأن الأنوار تحجب هذه العلامات.
وأقسم الله بالفجر لأنه ابتداء النهار، وهو انتقال من ظلمة دامسة إلى فجر ساطع، وأقسم الله به لأنه لا يقدر على الإتيان بهذا الفجر إلا الله عز وجل كما قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلا تَسْمَعُونَ} [القصص: 71]
وأقسم الله بالفجر لأنه يترتب عليه أحكام شرعية، مثل: إمساك الصائم، فإنه إذا طلع الفجر وجب على الصائم أن يمسك إذا كان صومه فرضًا أو نفلًا إذا أراد أن يتم صومه، ويترتب عليه أيضًا: دخول وقت صلاة الفجر، وهما حكمان شرعيان عظيمان، أهمهما دخول وقت الصلاة، أي أنه يجب أن نراعي الفجر من أجل دخول وقت الصلاة أكثر مما نراعيه من أجل الإمساك في حالة الصوم، لأننا في الإمساك عن المفطرات في الصيام لو فرضنا أننا أخطأنا فإننا بنينا على أصل وهو بقاء الليل، لكن في الصلاة لو أخطأنا وصلينا قبل الفجر لم نكن بنينا على أصل، لأن الأصل بقاء الليل وعدم دخول وقت الصلاة، ولهذا لو أن الإنسان صلى الفجر قبل دخول وقت الصلاة بدقيقة واحدة فصلاته نفل ولا تبرأ بها ذمته، ومن ثَمَّ ندعوكم إلى ملاحظة هذه المسألة، أعني العناية بدخول وقت صلاة الفجر، لأن كثيرًا من المؤذنين يؤذنون قبل الفجر وهذا غلط، لأن الأذان قبل الوقت ليس بمشروع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم)، ويكون حضور الصلاة إذا دخل وقتها، فلو أذن الإنسان قبل دخول وقت الصلاة فأذانه غير صحيح يجب عليه الإعادة، والعناية بدخول الفجر مهمة جدًا من أجل مراعاة وقت الصلاة. "
يتبع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:35 م]ـ
يقول بن عثيمين رحمه الله:
"وقوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قيل المراد بـ {لَيَالٍ عَشْرٍ} عشر ذي الحجة، وأطلق على الأيام ليالي، لأن اللغة العربية واسعة، قد تطلق الليالي ويراد بها الأيام، والأيام يراد بها الليالي، وقيل المراد بـ {لَيَالٍ عَشْرٍ} ليال العشر الأخيرة من رمضان، أما على الأول الذين يقولون المراد بالليال العشر عشر ذي الحجة، فلأن عشر ذي الحجة أيام فاضلة قال فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر " قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: " ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).
وأما الذين قالوا: إن المراد بالليال العشر هي ليال عشر رمضان الأخيرة، فقالوا: إن الأصل في الليالي أنها الليالي وليست الأيام، وقالوا: أن ليال العشر الأخيرة من رمضان فيها ليلة القدر التي قال الله عنها {خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، وقال: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]، وهذا القول أرجح من القول الأول، وإن كان القول الأول هو قول الجمهور، لكن اللفظ لا يسعف قول الجمهور، وإنما يرجح القول الثاني أنها الليالي العشر الأواخر من رمضان، وأقسم الله بها لشرفها، ولأن فيها ليلة القدر، ولأن المسلمين يختمون بها شهر رمضان الذي هو وقت فريضة من فرائض الإسلام وأركان الإسلام، فلذلك أقسم الله بهذه الليالي."
يتبع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:37 م]ـ
يقول بن عثيمين رحمه الله تعالى:
"وقوله: {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} قيل: إن المراد به كل الخلق، فالخلق إما شفع وإما وتر، والله عز وجل يقول: {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}. [الذاريات: 49] والعبادات إما شفع وإما وتر، فيكون المراد بالشفع والوتر كل ما كان مخلوقًا من شفع ووتر، وكل ما كان مشروعًا من شفع ووتر، وقيل: المراد بالشفع الخلق كلهم، والمراد بالوتر الله عز وجل. واعلم أن قوله والوتر فيها قراءتان صحيحتان (والوِتر) و (الوَتر) يعني لو قلت (والشفع والوِتر) صح ولو قلت (والشفع والوَتْر) صح أيضًا، فقالوا إن الشفع هو الخلق؛ لأن المخلوقات كلها مكونة من شيئين {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} والوَتْر أو الوِتر هو الله لقول النبي - صلى الله عليه وسلّم -: (إن الله وتر يحب الوتر)، وإذا كانت الآية تحتمل معنيين ولا منافاة بينهما فلتكن لكل المعاني التي تحتملها الآية، وهذه القاعدة في علم التفسير أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين وأحدهما لا ينافي الاخر فهي محمولة على المعنيين جميعًا. "
يتبع
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:38 م]ـ
يقول بن عثيمين رحمه الله تعالى:
"قال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} أقسم الله أيضًا بالليل إذا يسري، والسري هو السير في الليل، والليل يسير يبدأ بالمغرب وينتهي بطلوع الفجر فهو يمشي زمنًا لا يتوقف، فهو دائمًا في سريان، فأقسم الله به لما في ساعاته من العبادات كصلاة المغرب، والعشاء، وقيام الليل، والوتر وغير ذلك، ولأن في الليل مناسبة عظيمة وهي أن الله عز وجل ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الاخر فيقول: (من يسألني فأعطيه، من يدعوني فأستجيب له، من يستغفرني فأغفر له) ولهذا نقول: إن الثلث الآخر من الليل وقت إجابة، فينبغي أن ينتهز الإنسان هذه الفرصة فيقوم لله عز وجل يتهجد ويدعو الله سبحانه بما شاء من خير الدنيا والاخرة لعله يصادف ساعة إجابة ينتفع بها في دنياه وأخراه."
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 03:54 م]ـ
وهذا كلام بن كثير رحمه الله تعالى من مختصر بن كثير:
" {والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر. والليل إذا يسر. هل في ذلك قسم لذي حجر. ألم تر كيف فعل ربك بعاد. إرم ذات العماد. التي لم يخلق مثلها في البلاد. وثمود الذين جابوا الصخر بالواد. وفرعون ذي الأوتاد. الذين طغوا في البلاد. فأكثروا فيها الفساد. فصب عليهم ربك سوط عذاب. إن ربك لبالمرصاد}
أمّا الفجر فعروف وهو الصبح، وعن مسروق: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر، وقيل: المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده.
والليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة وهو قول ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغير واحد من السلف وقد ثبت في صحيح البخاري: (ما من أيام العمل الصالح أحب إلى اللّه فيهن من هذه الأيام (يعني عشر ذي الحجة، قالوا: ولا الجهاد في سبيل اللّه؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل اللّه، إلا رجُلاً خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء) " أخرجه البخاري عن ابن عباس مرفوعاً ".
وقيل: المراد بذلك العشر الأول من المحرم، عن ابن عباس: {وليال عشر} قال: هو العشر الأول من رمضان، والصحيح القول الأول. روي عن جابر يرفعه: (إن العشر عشر الأضحى، والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر) " أخرجه أحمد والنسائي وابن أبي حاتم، قال ابن كثير: إسناد رجاله لا بأس بهم والمتن في رفعه نكارة ".
وقوله تعالى: {والشفع والوتر} الوتر يوم عرفة لكونه التاسع، والشفع يوم النحر لكونه العاشر، قاله ابن عباس: قول ثان: عن واصل بن السائب قال: سألت عطاء عن قوله تعالى: {والشفع والوتر} قلت: صلاتنا وترنا هذا؟ قال: لا، ولكن الشفع يوم عرفة والوتر ليلة الأضحى.
(يُتْبَعُ)
(/)
قول ثالث: عن أبي سعيد بن عوف قال: سمعت عبد اللّه بن الزبير يخطب الناس فقام إليه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الشفع والوتر؟ فقال: الشفع قول اللّه تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه}، والوتر قوله تعالى: {ومن تأخر فلا إثم عليه} " أخرجه ابن أبي حاتم ". وفي الصحيحين: (إن للّه تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) " أخرجه الشيخان عن أبي هريرة مرفوعاً ".
قول رابع: قال الحسن البصري: الخلق كلهم شفع ووتر، أقسم تعالى بخلقه وهو رواية عن مجاهد وقال ابن عباس: {والشفع والوتر} قال: اللّه وتر واحد، وأنتم شفع، ويقال: الشفع صلاة الغداة، والوتر صلاة المغرب.
قول خامس: عن مجاهد {والشفع والوتر} قال: الشفع الزوج، والوتر اللّه عزَّ وجلَّ " أخرجه ابن أبي حاتم "، وعنه: اللّه الوتر وخلقه الشفع الذكر والأنثى، وعنه: كل شيء خلقه اللّه شفع: السماء والأرض، والبر والبحر، والجن والإنس، والشمس والقمر، ونحو هذا، كقوله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون} أي لتعلموا أن خالق الأزواج واحد.
قول سادس: قال الحسن: {والشفع والوتر} هو العدد منه شفع، ومنه وتر.
قول سابع: قال أبو العالية والربيع بن أنَس؛ هي الصلاة منها شفع كالرباعية والثنائية، ومنها وتر كالمغرب، فإنها ثلاث، وهي وتر النهار، وكذلك صلاة الوتر في آخر التهجد من الليل، ولم يجزم ابن جرير بشيء من الأقوال في الشفع والوتر.
وقوله تعالى: {والليل إذا يسر} قال ابن عباس: أي إذا ذهب، وقال مجاهد وأبو العالية {والليل إذا يسر}: إذا سار أي ذهب، ويحتمل إذا سار: أي أقبل، وهذا أنسب لأنه في مقابلة قوله: {والفجر} فإن الفجر هو إقبال النهار، وإدبار الليل، فإذا حمل قوله: {والليل إذا يسر} على إقباله كان قسماً بإقبال الليل وإدبار النهار وبالعكس، كقوله: {والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس}
وقال الضحّاك: {والليل إذا يسر} أي يجري، وقال عكرمة: {والليل إذا يسر} يعني ليلة جمع المزدلفة، وقوله تعالى: {هل في ذلك قسم لذي حجر} أي لذي عقل ولب وحجى، وإنما سمي العقل حجراً لأنه يمنع الإنسان من تعاطي ما لا يليق به من الأفعال والأقوال، وحجَر الحاكم على فلان إذا منعه التصرف، وهذا القسم هو بأوقات العبادة، وبنفس العبادة من حج وصلاة وغير ذلك من أنواع القرب، التي يتقرب إليه عباده المتقون المطيعون له، الخائفون منه، المتواضعون لديه"
وبالنظر في كلام بن كثير رحمه الله تعالى وكلام بن عثيمين أعلاه نجد أن أهل العلم يستفيد المتأخر ممن سبقه وأن أقوالهم مستندة إلى أدلة من القرآن أو السنة أو اللغة أو من أقوال من عاصر التنزيل أوأقوال من تتلمذ على من عاصر التنزيل، ولم نجد فيهم من يسفه أقوال السابقين أو يتهمه بالجهل أو التخليط وينسب لنفسه إدراك الحق وحده دون غيره من العلماء والمفسرين.
وفق الله الجميع لما فيه الخير
وصلى الله وسل وبارك على عبده ورسوله محمد
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[01 Sep 2009, 04:11 م]ـ
وهذا كلام الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:
"والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر.
القسم بهذه الأزمان من حيث إن بعضها دلائل بديع صنع الله وسعة قدرته فيما أوجد من نظام يظاهر بعضه بعضا، من ذلك وقت الفجر الجامع بين انتهاء ظلمة الليل وابتداء نور النهار، ووقت الليل الذي تمخضت فيه الظلمة، وهي مع ذلك أوقات لأفعال من البر وعبادة الله وحده، مثل الليالي العشر، والليالي الشفع، والليالي الوتر.
والمقصود من هذا القسم تحقيق المقسم عليه ; لأن القسم في الكلام من طرق تأكيد الخبر إذ القسم إشهاد المقسم ربه على ما تضمنه كلامه.
وقسم الله تعالى متمحض لقصد التأكيد.
والكلام موجه إلى النبيء صلى الله عليه وسلم كما دل عليه قوله: ألم تر كيف فعل ربك بعاد وقوله: إن ربك لبالمرصاد.
ولذلك فالقسم تعريض بتحقيق حصول المقسم عليه بالنسبة للمنكرين.
والمقصد من تطويل القسم بأشياء، التشويق إلى المقسم عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والفجر: اسم لوقت ابتداء الضياء في أقصى المشرق من أوائل شعاع الشمس حين يتزحزح الإظلام عن أول خط يلوح للناظر من الخطوط الفرضية المعروفة في [ص: 313] تخطيط الكرة الأرضية في الجغرافيا، ثم يمتد فيضيء الأفق ثم تظهر الشمس عند الشروق وهو مظهر عظيم من مظاهر القدرة الإلهية وبديع الصنع.
فالفجر ابتداء ظهور النور بعد ما تأخذ ظلمة الليل في الانصرام وهو وقت مبارك للناس، إذ عنده تنتهي الحالة الداعية إلى النوم الذي هو شبيه الموت، ويأخذ الناس في ارتجاع شعورهم وإقبالهم على ما يألفونه من أعمالهم النافعة لهم.
فالتعريف في (الفجر) تعريف الجنس وهو الأظهر لمناسبة عطف (والليل إذا يسر).
ويجوز أن يراد فجر معين: فقيل أريد وقت صلاة الصبح من كل يوم وهو عن قتادة. وقيل: فجر يوم النحر وهو الفجر الذي يكون فيه الحجيج بالمزدلفة وهذا عن ابن عباس وعطاء وعكرمة، فيكون تعريف (الفجر) تعريف العهد.
وقوله: (وليال عشر): هي ليال معلومة للسامعين موصوفة بأنها عشر واستغني عن تعريفها بتوصيفها بعشر وإذ قد وصفت بها العدد تعين أنها عشر متتابعة وعدل عن تعريفها مع أنها معروفة ليتوصل بترك التعريف إلى تنوينها المفيد للتعظيم وليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي وقت مناسك الحج، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف، وفي ثامنتها ليلة التروية، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر. فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر. وهو قول ابن عباس وابن الزبير وروى أحمد والنسائي عن أبي الزبير (المكي) عن جابر بن عبد الله عن النبيء صلى الله عليه وسلم قال: إن العشر عشر الأضحى وقال ابن العربي: " ولم يصح وقال ابن عساكر رجاله لا بأس بهم وعندي أن المتن في رفعه نكارة " اهـ.
ومناسبة عطف ليال عشر على الفجر أن الفجر وقت انتهاء الليل، فبينه وبين الليل جامع المضادة، والليل مظهر من مظاهر القدرة الإلهية فلما أريد عطفه على الفجر بقوله: والليل إذا يسر خصت قبل ذكره بالذكر ليال مباركة إذ هي من أفراد الليل.
وكانت الليالي العشر معينة من الله تعالى في شرع إبراهيم عليه السلام، ثم غيرت [ص: 314] مواقيتها بما أدخله أهل الجاهلية على السنة القمرية من النسيء، فاضطربت السنين المقدسة التي أمر الله بها إبراهيم عليه السلام ولا يعرف متى بدأ ذلك الاضطراب، ولا مقادير ما أدخل عليها من النسيء، ولا ما يضبط أيام النسيء في كل عام لاختلاف اصطلاحهم في ذلك وعدم ضبطه فبذلك يتعذر تعيين الليالي العشر المأمور بها من جانب الله تعالى، ولكننا نوقن بوجودها من خلال السنة إلى أن أوحى الله إلى نبيئه محمد صلى الله عليه وسلم في سنة عشر من الهجرة عام حجة الوداع، بأن أشهر الحج في تلك السنة وافقت ما كانت عليه السنة في عهد إبراهيم عليه السلام فقال النبيء صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: إن الزمان استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض.
وهذا التغيير لا يرفع بركة الأيام الجارية فيها المناسك قبل حجة الوداع ; لأن الله عظمها لأجل ما يقع فيها من مناسك الحج إذ هو عبادة لله خاصة.
فأوقات العبادات تعيين لإيقاع العبادة، فلا شك أن للوقت المعين لإيقاعها حكمة علمها الله تعالى ; ولذلك غلب في عبارات الفقهاء وأهل الأصول إطلاق اسم السبب على الوقت ; لأنهم يريدون بالسبب المعرف بالحكم ولا يريدون به نفس الحكمة.
وتعيين الأوقات للعبادات مما انفرد الله به، فلأوقات العبادات حرمات بالجعل الرباني، ولكن إذا اختلفت أو اختلطت لم يكن اختلالها أو اختلاطها بقاض بسقوط العبادات المعينة لها.
فقسم الله تعالى بالليالي العشر في هذه الآية وهي مما نزل بمكة قسم بما في علمه من تعيينها في علمه.
والشفع: ما يكون ثانيا لغيره، والوتر: الشيء المفرد، وهما صفتان لمحذوف، فعن جابر بن عبد الله عن النبيء صلى الله عليه وسلم أن الشفع يوم النحر، ذلك لأنه عاشر ذي الحجة، ومناسبة الابتداء بالشفع أنه اليوم العاشر فناسب قوله: وليال عشر، وأن الوتر يوم عرفة رواه أحمد بن حنبل والنسائي وقد تقدم آنفا، وعلى هذا التفسير فذكر الشفع والوتر تخصيص لهذين اليومين بالذكر للاهتمام، بعد شمول الليالي العشر لهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
[ص: 315] وفي جامع الترمذي عن عمران بن حصين أن النبيء صلى الله عليه وسلم قال: الشفع والوتر الصلاة منها شفع ومنها وتر. قال الترمذي: وهو حديث غريب، وفي العارضة أن في سنده مجهولا، قال ابن كثير: وعندي أن وقفه على عمران بن حصين أشبه.
وينبغي حمل الآية على كلا التفسيرين.
وقيل: الشفع يومان بعد يوم منى، والوتر اليوم الثالث وهي الأيام المعدودات، فتكون غير الليالي العشر.
وتنكير ليال وتعريف الشفع والوتر مشير إلى أن الليالي العشر ليال معينة وهي عشر ليال في كل عام، وتعريف الشفع والوتر يؤذن بأنهما معروفان وبأنهما الشفع والوتر من الليالي العشر.
وفي تفسير الشفع والوتر أقوال ثمانية عشر وبعضها متداخل استقصاها القرطبي، وأكثرها لا يحسن حمل الآية عليه، إذ ليست فيها مناسبة للعطف على ليال عشر.
وقرأ الجمهور (والوتر) بفتح الواو وهي لغة قريش وأهل الحجاز. وقرأه حمزة والكسائي وخلف بكسر الواو وهي لغة تميم وبكر بن سعد بن بكر وهم بنو سعد أظآر النبيء صلى الله عليه وسلم وهم أهل العالية، فهما لغتان في الوتر. بمعنى الفرد.
والليل عطف على ليال عشر عطف الأعم على الأخص أو عطف على الفجر بجامع التضاد. وأقسم به لما أنه مظهر من مظاهر قدرة الله وبديع حكمته.
ومعنى يسري: يمضي سائرا في الظلام، أي: إذا انقضى منه جزء كثير، شبه تقضي الليل في ظلامه بسير السائر في الظلام وهو السرى كما شبه في قوله: والليل إذ أدبر وقال: والليل إذا سجى، أي: تمكن ظلامه واشتد.
وتقييد الليل بظرف إذا يسر لأنه وقت تمكن ظلمة الليل فحينئذ يكون الناس أخذوا حظهم من النوم فاستطاعوا التهجد قال تعالى: إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا وقال: ومن الليل فاسجد له وسبحه.
[ص: 316] وقرأ أبو نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب إذا يسري بياء بعد الراء في الوصل على الأصل وبحذفها في الوقف لرعي بقية الفواصل: الفجر، عشر، والوتر، حجر ففواصل القرآن كالأسجاع في النثر والأسجاع تعامل معاملة القوافي، قال أبو علي: وليس إثبات الياء في الوقف بأحسن من الحذف وجميع ما لا يحذف وما يختار فيه أن لا يحذف نحو القاض بالألف واللام يحذف إذا كان في قافية أو فاصلة، فإن لم تكن فاصلة فالأحسن إثبات الياء. وقرأ ابن كثير ويعقوب بثبوت الياء بعد الراء في الوصل وفي الوقف على الأصل.
وقرأ الباقون بدون الياء وصلا ووقفا. وهذه الرواية يوافقها رسم المصحف إياها بدون ياء، والذين أثبتوا الياء في الوصل والوقوف اعتمدوا الرواية واعتبروا رسم المصحف سنة أو اعتدادا بأن الرسم يكون باعتبار حالة الوقف.
وأما نافع وأبو عمرو وأبو جعفر فلا يوهن رسم المصحف روايتهم ; لأن رسم المصحف جاء على مراعاة حال الوقف ومراعاة الوقف تكثر في كيفيات الرسم."(/)
من طرق القرآن في دفع الإشكال
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:20 ص]ـ
منهج القرآن في دفع الإشكال منهج فريد، يزيل مايعلق في ذهن السامع من توهمات وإشكالات قال ابن القيم رحمه الله:
ومن ذلك قوله تعالى (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لانكلف نفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) فرفع توهم السامع أن المكلفين عملوا جميع الصالحات المقدورة والمعجوز عنها، رفع هذا التوهم بجملة اعترض بها بين المبتدأ والخبر.
ومن ذلك قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك) قال رحمه الله:فلما ذكر إتيانه سبحانه،ربما توهم متوهم أن المراد إتيان بعض آياته, أزال هذا الوهم ورفع الإشكال بقوله (أويأتي بعض آيات ربك).
أقول: وقد يدخل في ذلك قوله تعالى: (فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى) فقد يتوهم السامع ذم المفضل عليه احترز بقوله (وكلا وعد الله الحسنى) قال السعدي رحمه الله:فإذا فضل الله تعالى شيئا على شيء وكل منهما له فضل احترز بذكر الفضل الجامع للأمرين لئلا يتوهم أحد ذم المفضل عليه .... ثم قال رحمه الله: إذا قيل:النصارى خير من المجوس فليقل مع ذلك: وكل منهما كافر.
وهذا المنهج القرآني الدقيق يتقيد به الراسخون في العلم في الدروس والمحاضرات فتجدهم مثلا يقولون: الصلاة أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهكذا.
فالاستدراك ورفع مايتوهمه السامع ومراعات ذلك من بلاغة المتكلم وعمق معانيه.
فلعلي بهذه الإشارات أثير أشياء عند متخصصين فتتوسع الدراسة ويتكامل البناء،
والله أسأل أن يستعملنا في طاعته.(/)
أحاديث ضعيفة في فضائل القرآن الكريم وسوره
ـ[أصحاب الحديث]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:44 ص]ـ
1 - باب فضل سورة الإخلاص
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=341
2- حديث من أخذ السبع الأُول من القرآن
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=335
3- حديث في فضل من تعلم القرآن
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=337
4- حديث الزائد في كتاب الله
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=336
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:30 ص]ـ
أخي الكريم أصحاب الحديث
الرجاء كتابة المشاركة كاملة، ثم الإشارة إلى المصدر (الموقع الذي ذكرت فيه المشاركة).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:01 ص]ـ
1 - باب فضل سورة الإخلاص
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=341
[/url]
ولكن هذه السورة ورد في فضائلها أحاديث أخر صحيحة فصيحة
ليتك أشرت إليها مشكورة مأجورة!!!
انظري البابة:
(باب فضل: {قل هو الله أحد ... }
من كتاب قضائل القرآن؛ لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي، المتوفى سنة 224 هـ
ص 266 ـ 269، وتعليقنا على هذه الأحاديث.
والكتاب بتحقيقنا، طبع دار ابن كثير بدمشق، وطبع أكثر من عشر طبعات
وشكر لك(/)
أحاديث ضعيفة امتلأت به كتب التفسير
ـ[أصحاب الحديث]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:58 ص]ـ
1 - تفسير قوله تعالى "ادْعُوهُمْ، لابَائِهِمْ هُوَ اقْسَطُ عِنْدَ اللهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا ابَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ "
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=342
2- باب قول الله تعالى (رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي)
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=340
3- باب قول الله تعالى (الَّذِينَ يَاْتُونَ مَا اتَوْا)
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=339
4- باب قول الله تعالى (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ اوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ)
http://www.ashabelhadith.com/showthread.php?t=338
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[19 Sep 2008, 04:23 ص]ـ
على ذكر ضعاف الأحاديث ألحظ كثيرا منها، مالفائدة من الحديث إذا كان متروك أو موضوع ولماذا نستأنس بالضعيف؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:29 ص]ـ
أخي الكريم أصحاب الحديث
الرجاء كتابة المشاركة كاملة، ثم الإشارة إلى المصدر (الموقع الذي ذكرت فيه المشاركة).(/)
استفسار عن التفسير الميسرطبعة مجمع الملك فهد
ـ[صالح الشمري]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:53 ص]ـ
للاخوة الذين قراوا التفسير الميسرطبعة الملك فهدماهي مميزاته وبما تميز عن التفاسير المختصرة او الميسرة(/)
سؤال عن منهج السلف في تعليم التفسير للأطفال؟
ـ[طالب خير]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على فتح باب التسجيل وتقبل الله مني ومنكم ومن كل مسلم الصيام والقيام
سؤالي حفظكم الله هو:
كيف كان السلف يفسرون القرآن الكريم ويفهمونه لأطفالهم؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Oct 2008, 08:18 ص]ـ
أما منهج السلف في تعلم التفسير عموماً فكما ذكر ابن مسعود وغيره كما وراه أبو عبدالرحمن السلمي عنهم أنهم كانوا يأخذون عشر آيات فيتعلمون قراءتها وتفسيرها وما فيها من العمل، ثم ينتقلون إلى غيرها وهكذا .. وأظن هذا دأبهم مع الكبار والصغار معاً، غير أن المنهج المفصل في تعليمهم التفسير للصغار خصوصاً يحتاج إلى استقراء وتتبع. وقد كتب الدكتور بدر بن ناصر البدر بحثاً عن (منهج السلف في تعليم القرآن) جدير بالمراجعة.
وأما منهج السلف في تعليم التفسير فيبقى سؤالاً بحاجة إلى تتبع وإجابة. فليت الزملاء يتفضلون بالجواب بارك الله فيهم.
علماً أن هناك كتباً جيدة كتبت للأطفال في التفسير باسم (تفسير البراعم) وغيره جديرة بالاقتناء والاستفادة منها. وقد استفاد منها أطفالنا كثيراً ولله الحمد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Oct 2008, 05:31 م]ـ
هل يمكن وصف كتاب (تفسير البراعم) المشار إليه: أهو تفسير آية آية، أو تفسير سردي، أم ماذا؟
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[17 Oct 2008, 11:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المصحف المعلم وينتفع به تقريبا من سن 12 فما فوق بإذن الله
اضفته لحسن تنسيقه.
http://albdwan.com/up/uploads/2111662883.jpg (http://albdwan.com/up)
الموسوعه الشامله والتي تحتوي علي المصحف المعلم
للقارئ: محمد صديق المنشاوي وتحتوي على التفسير وستتعرف على المزيد
من خلال الصور.
http://albdwan.com/up/uploads/81083d91ed.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/0e9f074c8a.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/ce92d18a33.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/55273f066f.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/6f189fb377.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/7f155350b6.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/1e5efdf976.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/bd611093f1.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/331c755750.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/0ae6eeea3b.jpg (http://albdwan.com/up)
http://albdwan.com/up/uploads/14cd45d3bf.jpg (http://albdwan.com/up)
طريقه تشغيل الموسوعه:
http://albdwan.com/up/uploads/a43b75d84d.jpg (http://albdwan.com/up)
وكلمة السر او الكود هي:
haitham-shoukry
http://albdwan.com/up/uploads/3e896eab28.jpg (http://albdwan.com/up)
ستحصل علي هذا الفولدر:
http://albdwan.com/up/uploads/d9c1cc1318.jpg (http://albdwan.com/up)
ننتقل الي داخله:
http://albdwan.com/up/uploads/c278641759.jpg (http://albdwan.com/up)
انتظر قليلا سيقوم بالتنصيب اوتوماتيك دون الرجوع اليك
بعد ذلك اذهب الي سطح المكتب ستجد ايقونه الموسوعه نزلت قم بحذفها فورا:
http://albdwan.com/up/uploads/b87896270d.jpg (http://albdwan.com/up)
بعد ذلك ارجع للفولدر الاصلي:
http://albdwan.com/up/uploads/98a8e414de.jpg (http://albdwan.com/up)
الان انتهي التنصيب وتشغتل الموسوعه بإذن الله:
لم يتبقي الا روابط التحميل:
الموسوعه مقسمه علي 12 رابط كل واحد 50 ميجا تقريبا ما عدا الاخير 37 ميجا تقريبا
1
http://rs65.rapidshare.com/files/56570273/_____________.part01.rar
2
http://rs154.rapidshare.com/files/58178923/_____________.part02.rar
3
http://rs206.rapidshare.com/files/58208647/_____________.part03.rar
4
http://rs177.rapidshare.com/files/58283749/_____________.part04.rar
5
http://rs101.rapidshare.com/files/58419984/_____________.part05.rar
6
http://rs178.rapidshare.com/files/58451518/_____________.part06.rar
7
http://rs171.rapidshare.com/files/58478546/_____________.part07.rar
8
http://rs177.rapidshare.com/files/58519470/_____________.part08.rar
9
http://rs46.rapidshare.com/files/58590173/_____________.part09.rar
10
http://rs177.rapidshare.com/files/58905313/__1575___1604___1605___1589___1581___1601____1575_ __1604___1605___1593___1604___1605_.part10.rar
11
http://rs164.rapidshare.com/files/58960679/__1575___1604___1605___1589___1581___1601____1575_ __1604___1605___1593___1604___1605_.part11.rar
12
http://rs169.rapidshare.com/files/58979578/__1575___1604___1605___1589___1581___1601____1575_ __1604___1605___1593___1604___1605_.part12.rar
نفع الله به ..(/)
معرض للمصاحف في ليبيا من 17 - 27 رمضان 1429هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:09 ص]ـ
افتتح بطرابلس بليبيا الليلة الماضية -17/ 9/1429هـ - معرض المصحف الشريف الذي تنظمه الهيئة العامة للكتاب التابعة للجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا، وذلك بمناسبة مرور ربع قرن على الإنتهاء من كتابة مصحف الجماهيرية الذي خط فيه العقيد معمر القذافي بيده لآخر كلمة في سورة الناس بالمصحف وهي كلمة " والناس" ليلة القدرالموافقة 7 يونيو 1983م.
وحضر الإحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة شيخ المقاريء المصرية الشيخ أحمد المعصراوي وعدد من العلماء والباحثين المسلمين من كل من نيجيريا، والنيجر، ومالي، وتشاد، والسنغال، وعدد من رؤساء البعثات السياسية لدى ليبيا ومن حفظة القرآن الكريم والمثقفين والمهتمين بهذا المجال.
وأفتتح أمين عام جمعية الدعوة الإسلامية العالمية محمد الشريف هذا المعرض بكلمة.
وقد قام الحضور بجولة داخل أجنحة المعرض مستمعين إلى شروح ضافية حول روايات المصحف الشريف المختلفة وخطوطه وزخارفه وأحجامه وطباعاته واللغات التي ترجم إليها، والمخطوطات التاريخية ومراحل نسخ طباعاته المكتوبة والناطقة.
ويسهم المعرض في التعريف بحفظة كتاب الله من الطلبة الليبيين المتفوقين في المسابقات المحلية والدولية التي تقام في العديد من الدول العربية والإسلامية.
ويسعى أيضا إلى تحفيز أصحاب المخطوطات التاريخية للمصاحف الشريفة والخطاطين بخلق روح التنافس الشريف بينهم وتشجيع روح المبادرة لديهم لبذل المزيد من الجهد والوقت في هذا المجال.
وتعود المصاحف المطبوعة المعروضة بأجنحة المعرض تعود إلى سبع روايات هي (حفص، وورش، وقالون، وحمزة، والدُوري، وقُنبل، شُعبة) وهي مختلفة الخطوط والطبعات والزخارف.
ويتم عرض المصاحف المطبوعة في ليبيا وفي كل من (المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، وسوريا، والأردن، والعراق، واليمن، ولبنان، وعُمان، وفلسطين، وتركيا، وإيران، والباكستان، والبوسنة).
ويصل عدد لغات المصاحف الشريفة المعروضة المترجم إليها القرآن الكريم إلى ما يقرب من مائة لغة منها اللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والروسية، والمالطية، والأوردية، والصينية، والفلبينية.
كما يضم المعرض مئات من التسجيلات الصوتية لعدد من القراء من (ليبيا، ومصر، وسوريا، والعراق، وتونس، والمغرب، وإيران).
ويخصص ضمن الجناح الرئيس بالمعرض ركن خاص لمصحف الجماهيرية بمختلف طبعاته وأشكاله.
كما يضم المعرض أجنحة للمصحف المخطوط و للمصحف المطبوع و لصور المساجد والمنارات، وجناح يشتمل على نفائس مخطوطات المصحف وأندر المصاحف المطبوعة، وركنا خاصا بالمصحف المسجل وآخر لكتب التفسير.
إلى جانب أجنحة للمؤسسات التي خدمت القرآن الكريم مثل جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وإذاعة القرآن الكريم والهيئة العامة للأوقاف وشؤون الزكاة، وجمعية واعتصموا للأعمال الخيرية.
وسيعقد ضمن فعاليات المعرض مؤتمر علمي بعنوان (القرآن: ذلك الكتاب لاريب فيه) بمشاركة علماء وأساتذة وباحثين من ليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا وسوريا.
وسيخصص المحور الأوّل للمؤتمر لـ (تاريخ القرآن) من حيث نشأة وتطور القراءات القرآنية، ومن حيث رسم المصحف من حيث تعليل ظواهر الرسم العثماني، وصلة القرآن الكريم بعلوم العربية (النحو، الصرف، الأصوات)، وصلة القرآن الكريم بعلوم الشريعة (الفقه، التفسير).
وسيخصص المحور الثاني لـ (مسألة الإعجاز) ويتناول مفهوم الإعجاز والتحدي، ومظاهر الإعجاز القرآني في الجوانب البيانية والتشريعية والعلمية والعددية.
أما المحور الثالث فسيخصص لـ (لغة القرآن).
وسيبحث المحور الرابع موضوع (القرآن وثقافة الإنسان).
ويتناول القرآن وثقافة الحوار، والثقافة القرآنية في زمن العولمة، والملامح الإنسانية في الثقافة القرآنية.
وقد عرض في المعرض أكبر مصحف في العالم وخطه 58 "خطاطا بجانب عرض "مصحف ذهبي" يزن 500 كيلو جرام من الذهب.
المصدر: أخبار ليبيا/رمضان ابوبكر/ وسائل اعلام رسمي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:28 م]ـ
أحسنتم فضيلة الشيخ.
ومن الجدير بالذكر أن هذا المعرض يعد الأكبر من نوعه ..
كما أن (مصحف الجماهيرية) الذي أقيم المعرض احتفالا به يعد أول مصحف في العالم يعتمد الرسم الداني.
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[21 Sep 2008, 04:19 ص]ـ
الله أكبر!
هل يوجد عضو من ليبيا؟ حتى يزودنا بصور عن المعرض وعن المصاحف المعروضة فيه.
شوقتنا يا دكتور: تعود إلى سبع روايات هي (حفص، وورش، وقالون، وحمزة، والدُوري، وقُنبل، شُعبة)
أحب الاطلاع على مصحف حمزة وقنبل وشعبة.
حقيقة أول مرة أعرف أن هناك مصاحف مطبوعة بهذه الروايات الثلاث!
ويتم عرض المصاحف المطبوعة في ليبيا وفي كل من (المغرب، وتونس، والجزائر، ومصر، وسوريا، والأردن، والعراق، واليمن، ولبنان، وعُمان، وفلسطين، وتركيا، وإيران، والباكستان، والبوسنة).
واختفت السعودية!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[23 Sep 2008, 03:57 ص]ـ
الإخوة في ليبيا:
هل وثق المعرض في كتاب أو قرص ( CD ) ؟
أرجو ذلك!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 06:38 ص]ـ
هذا موقع به الكثير عن معرض المصاحف في ليبيا
معرض المصاحف ( http://al-musshef.com/index.php?option=com_frontpage&Itemid=1)
وقد عثرت على تقريرين مصورين عن المعرض يمكن الاستفادة منهما:
1 - التقرير الأول من رويترز.
التقرير الأول ( http://www.tafsir.net\vedio\lebiarebort.zip)
2- التقرير الثاني عن قناة الجزيرة.
تقرير عن معرض المصحف ( http://www.tafsir.net\vedio\mushaftrablos.zip)
ـ[محمد العنبري الحنبلي]ــــــــ[23 Oct 2008, 10:45 ص]ـ
لكن هذه المصاحف باختلاف الروايات هل عرضت للعرض فقط أم للقنية و الحصول على نسخ منها؟ ثم معشر الإخوان هل هناك مصاحف طبعت بروايات غير حفص و ورش و قالون للبيع؟(/)
ما هو إعراب كلمة (جهنم)؟
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[19 Sep 2008, 11:15 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة الفجر: (وجيء يومئذ بجهنم)
ما هو إعراب كلمة (جهنم)؟
وفقكم الله
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:05 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
في الاية الكريمة من سورة الفجر (الاية23) نموذج فصيح من استعمال نائب الفاعل.
[جاء]- هنا - فعلٌ لازم، لا ينصب مفعولاً به، فلما بُني للمجهول فقيل: [جيء]- ولم يكن في الكلام مفعولٌ به، بحثنا عنه.
1 - قد يكون مصدرا مضمرا يكون نائب الفاعل [جيء بجهنم مجيءٌ محذوفٌ فاعلُه]. و تصير "بجهنم" هنا في حكم الجار والمجرور. كقوله تعالى: [ونُفِخَ في الصور فصَعِقَ مَن في السماوات ومن في الأرض] (الزمر)
أي: نُفِخَ في الصور نفخٌ محذوفٌ فاعلُه. في الصور جار و مجرور.
2 - و قد يكون الجار "بجهنم" نفسه نائب الفاعل، كما قرأت على صفحة في موقع مجمع الملك فهد في مشكل إعراب القرآن. و تكون الباء حرف جر زائد كقوله عز من قائل: {لست عليهم بمسيطر}
و قوله تعالى: {وكفى بالله شهيدا}
و الله أعلم بعلمه.
وفقني الله و إياك أخي لما يحب و يرضى
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًا لكن جهنم لماذا منعت من الصرف؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:30 ص]ـ
" جهنم ":
ممنوعة من الصرف؛ للعلمية والتأنيث،
ولك أن تقول للعلمية والعجمية.
وهلا وغلا
ـ[إبراهيم محجب]ــــــــ[21 Sep 2008, 05:17 ص]ـ
جزاك الله خيرًا ياشيخ مروان وبارك فيك.(/)
الأساليب البلاغية في تيسير الصيام
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:01 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد،
فقد كنت في عام 1426هـ أدرس طلابي مقرر البلاغة في الدورة التأهيلية للانتساب بالجامعة، ووافقت الدراسة ليالي رمضان، فكانت مناسبة أن نتناول فيها آيات الصيام بالتحليل البلاغي حسب ما ندرسه، وجمعت في ذلك وريقات مما وقفت عليه في كتب التفسير، وما فتح الله به، ثم أردت أن أنقحها لتكون مقالة في الملتقى المبارك لأهل التفسير وعلوم القرآن، ثم علمت من أخي الفاضل د. عبدالعزيز العمار أنه كتب في بلاغة آيات الصيام وعرضها في الملتقى في عام مضى، فبحثت عنها فرأيته قد أجاد وأفاد، فلم أرد أن أكرر كل ما قال، ورأيت أن أذكر ما لم يذكره، ثم رأيت أن أذكر في هذه المقالة بعض الأساليب البلاغية التي أسهمت في غرض ركزت عليه آيات الصيام، وهو غرض التيسير على العباد والتهوين من مشقة التكليف عليهم، والتلطف بهم للترقي بهم من الأخف إلى الأشد، ترغيبًا للقيام بهذه العبادة العظيمة، وذلك من رحمة الله بنا وهو اللطيف الخبير، نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأقول:
شرع الله عز وجل (الصيام) وفيه مشقة على العباد، حيث يجتنبون -عن تكليف لهم- ما تشتهيه نفوسهم من المآكل والمشارب والمناكح، مع ما يجدونه من مشقة الجوع والعطش، والتكليف بأي عبادة ومنها الصوم فيه مشقة على النفوس، لكن إذا كان التكليف بترك ما جبلت النفس على محبته والرغبة فيه، فإن المشقة عليها تكون أعظم، ولذا جاءت آيات الصيام بأساليب بلاغية تراعي تهوين الصيام على العباد وتيسير تلقيه، لعلهم يستجيبون ويرغبون في أدائه.
ومن هذه الأساليب ما يأتي:
1 - النداء في أول الآيات (ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ).
وقد جاء هذا المكتوب –الصيام- متصلاً بمكتوبين على المؤمنين: القصاص، فالوصية؛ أما القصاص فنودي المؤمنون عند إعلامهم به، وأما الوصية فلم يكرر النداء، ثم كرر النداء لكتب الصيام، قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنْثَى بِالأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}.
ونداء المؤمنين بوصف (الإيمان) المحبب إليهم فيه مراعاة لطبيعة النفس البشرية التي يشق عليها التكليف، فتحتاج إلى ما يسهل عليها قبوله والاستجابة له، وإلى ما يستجيشها ويحثها ويدفعها للقيام به، فكان هذا النداء بهذا الوصف تسهيلاً وترغيبًا، وحثًا، وتذكيرًا بأن الإيمان بالله عز وجل يقتضي الاستجابة لأمره مهما كان شاقًا على النفس.
والنداء في مثل هذا المقام فيه تودد وتلطف، ولما كان الصيام مما يشق على النفوس كرر النداء، إظهارًا للتلطف بالعباد، وإظهارًا لمزيد الاعتناء بما سيلقى إليهم من تكليف، لعلهم يرغبون في القيام بما سيفرض عليهم مما قد يشق على نفوسهم.
وذكر بعض المفسرين أنه لم يحتج إلى نداء في المكتوب الثاني (الوصية) لانسلاكه مع الأول في نظام واحد، وهو: حضور الموت بقصاص أو غيره، وتباين هذا التكليف الثالث منها. وقد يكون لبعد العهد بالنداء الأول أثر فحسن التكرار، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - عبرت الآيات عن الوجوب والفرضية والإلزام بالكتابة (كتب)، فالكتابة كناية عن الوجوب، بدلالة التعدية بـ (على)، ولا يمنع القول بالكناية إرادة حقيقة الكتابة في اللوح المحفوظ.
وفي الكناية بالكتابة دلالة على ثبوت الحكم واستقراره ودوامه ((لأن ما كتب جدير بثبوته وبقائه)) كما قال في البحر المحيط، وقال ابن عطية في تفسير الآية (178) من سورة البقرة: ((الكَتْب مستعمل في الأمور المخلدات الدائمة كثيرًا))، وقال ابن عاشور في تفسير الآية نفسها: ((أصل الكتابة نقش الحروف في حَجَر أَوْ رَقِّ أو ثوب ولما كان ذلك النقش يراد به التوثق بما نقش به دوام تذكره أطلق "كُتِب" على معنى حَقَّ وثبت)).
وقد صيغ الفعل (كتب) ماضيًا، ولم يقيد المكتوب بزمن مستقبل، للدلالة على أن الصيام تكليف قائم قد تحقق وقوعه، فيبادر إلى فعله.
ومع هذه الدلالة فإن اختيار التعبير بـ (الكتابة) يتلاءم مع معنى التيسير والتسهيل والتهوين، لأن (الكتابة) أخف وأسهل على النفوس من التعبير بـ (الإلزام أو الوجوب أو الفرض)، خصوصًا أن المكتوب (الصيام) فيه مشقة عليها، بترك أعظم ما جبلت النفس على اشتهائه ومحبته والرغبة فيه.
3 - بني الفعل الماضي (كُتِب) في هذه الآية وفي الآيتين اللتين سبقتا في (القصاص والوصية) لما لم يسم فاعله (المجهول، المفعول)، ومعلوم أن الذي كتب الصيام على العباد هو الله عز وجل، ولعل هذا الفعل جاء على هذه الصيغة لما في التكليف من مشقة وصعوبة على العبد، فلم يسند الفعل إلى الله عز وجل ظاهرًا في اللفظ، قال أبو حيان بعد أن ذكر هذا الوجه: ((وحين يكون المكتوب للمكلف فيه راحة واستبشار يبنى الفعل للفاعل، كما قال تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى? نَفْسِهِ ?لرَّحْمَةَ} {كَتَبَ ?للَّهُ لأّغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِى?} {أُوْلَـ?ئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ ?لإِيمَـ?نَ}. أما بناء الفعل للفاعل في قوله: {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ ?لنَّفْسَ بِ?لنَّفْسِ} فناسب لاستعصاء اليهود وكثرة مخالفاتهم لأنبيائهم، بخلاف هذه الأمة المحمدية، ففرق بين الخطابين لافتراق المخاطبين)).
4 - قدم الجار والمجرور (عليكم) بما فيه من معنى الوجوب والإلزام على المفعول به الصريح (الصيام)؛ لأن المنادى حينما يعلم أنه هو المكلف فإن نفسه بعد ذلك تكون أكثر تنبهًا وارتقابًا لما ستكلف به، وهذا أسهل عليها مما لو جاءها من التكليف ما لا ترتقبه.
5 - التعريف بالألف واللام في (الصيام) للعهد الذهني، أي: كتب عليكم جنس الصيام المعروف. والنفس أسهل عليها التكليف بما تعرفه، ولو لم تقم به من قبل، بخلاف ما لا تعرفه فإنه يشق عليها التكليف به، ولو كان أسهل مما تعرفه.
وقد كان العرب يعرفون الصوم، فقد جاء في «الصحيحين» عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية»، وفي بعض الروايات قالت: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه»، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟»، فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نحن أحق بموسى منكم فصام، وأمر بصومه» وسؤاله صلى الله عليه وسلم إنما هو عن مقصد اليهود من الصوم، لا عن أصل الصوم، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: فلما نزل رمضان كان رمضان الفريضة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء لم يصمه». قال ابن عاشور: ((المأمور به صوم معروف جنسه، زيدت في كيفيته المعتبرة شرعًا قيود تحديد أحواله وأوقاته، بقوله تعالى: {فَالآَنَ بَاشِرُوهُنَّ} إلى قوله: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [البقرة: 187]، وقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ} [البقرة: 185] الآية، {وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى? سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} (البقرة: 185) وبهذا يتبين أن في قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ} إجمالاً وقع تفصيله في الآيات بعده)).
6 - التشبيه في قوله {كَمَا كُتِبَ عَلَى ?لَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}.
ووجه الشبه قيل: في أصل الوجوب، وقيل في الكيفية، وقيل فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
و (الذين من قبلنا) قيل: أهل الكتاب، وقيل: النصارى، وقيل: الأنبياء والأمم من لدن آدم عليه الصلاة والسلام، والقول الأول مروي عن ابن عباس.
وأيا كان القول فإن للتشبيه بمن سبق أغراضًا عديدة ذكرها المفسرون، ومما ذكروه مما يتعلق بمقصدنا أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن يستثقلوا هذا الصوم؛ فإن في الاقتداء بالغير أسوة في المصاعب ((والشيء الشاق إذا عم سهل تحمله)) كما قال الرازي، وقال أبو السعود: ((فيه تأكيدٌ للحكم وترغيبٌ فيه وتطييبٌ لأنفس المخاطبين به، فإن الشاقَّ إذا عمّ سهُل عملُه))، وقد قالت الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي
ومن أغراض التشبيه ما ذكره ابن كثير قال: ((ذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم، فلهم فيه أسوة، وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك، كما قال تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} [المائدة: 48])).
7 - التعليل في قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} بيان لحكمة الصيام وما لأجله شرع، فهو في قوة المفعول لأجله لـ (كُتب).
والشيء الذي تظهر حكمته يكون أداؤه أخف على النفوس -ولو كان شاقًا- من الذي لم تظهر له حكمة، كيف والحكمة التي من أجلها شرع الصيام أمر يرغبه أهل الإيمان ويسعون في تحقيقه، وقد أمروا به من قبل، وذكر لهم ما يحببهم إليه ويرغبهم فيه، وقد سبق آيات الصيام في سورة البقرة الأمر بالتقوى في قوله تعالى: {فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وقوله: {وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} وقوله: {وَلَوْ أَنَّهُمْ آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}. وسبق آيات الصيام في النزول الترغيب في التقوى في قول الله عز وجل في سورة الأنعام: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} وقوله في سورة الأعراف: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} وقوله في سورة يونس: {إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ} وكذلك قوله: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} وغيرها من الآيات التي ترغب المؤمن في تحقيق التقوى.
وفي هذا الموضع فائدة ذكرها أبو حيان في البحر المحيط عند قوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ?للَّهَ عَلَى? مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}: ((إذا كان التكليف شاقاً ناسب أن يعقب بترجي التقوى، وإذا كان تيسيراً ورخصة ناسب أن يعقب بترجي الشكر، فلذلك ختمت هذه الآية بقوله: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} لأن قبله ترخيص للمريض والمسافر بالفطر، وقوله: {يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ} وجاء عقيب قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ} {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وقبله {وَلَكُمْ فِي ?لْقِصَاصِ حَيَو?ةٌ} ثم قال: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ لأن الصيام والقصاص من أشق التكاليف، وكذا يجيء أسلوب القرآن فيما هو شاق وفيما فيه ترخيص أو ترقية، فينبغي أن يلحظ ذلك حيث جاء، فإنه من محاسن علم البيان)).
8 - التعليل جاء بـ (لعل)، وهي تستعمل للتعليل، وتستعمل أيضًا للترجي، والترجي فيه توقع وترقب لحصول الشيء، والتعليل له أدوات أخرى غير (لعل)، ولعل التعليل بها دون غيرها من أدوات التعليل لما تحمله من معنى الترجي، حيث يشعر العباد بقرب حصول العلة (التقوى)، وفي ذلك ترغيب لهم بالصيام وتيسير له.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - التعبير عن الأيام بجمع القلة (أيام) على وزن (أفعال) وهو من أوزان القلة، ووصفها بـ (معدودات) وهو يشعر بالقلة، مما يهون الصيام على النفس، قال ابن عاشور: ((والمراد بالأيام من قوله: {أَيَّامًا مَّعْدُودَ?تٍ} شهر رمضان عند جمهور المفسرين، وإنما عبر عن رمضان بـ (أيام) وهي جمع قلة، ووصف بـ (معدودات) وهي جمع قلة أيضاً؛ تهوينًا لأمره على المكلفين، والمعدودات كناية عن القلة؛ لأن الشيء القليل يعد عدًّا؛ ولذلك يقولون: الكثير لا يعد، ولأجل هذا اختير في وصف الجمع مجيئه في التأنيث على طريقة الجمع بألف وتاء وإن كان مجيئه على طريقة الجمع المكسر الذي فيه هاء تأنيث أكثر)).
هذه بعض الأساليب البلاغية التي جاءت لتسهم في تيسير عبادة الصيام على العباد وترغيبهم فيها ليستقبلوا أمر الله لهم بها عن رغبة واستجابة تامة، وفي الآيات أساليب أخرى بلاغية وتشريعية، ولعل فيما ذكر تحفيزًا على تتبع ما بقي.
وقد صرح الله عز وجل في آيات الصيام بتيسير هذه العبادة وجميع التكاليف بقوله: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ} وجاء التعبير بأسلوب المقابلة، حيث أُثبت أولاً إرادة اليسر، ونُفي بعدها إرادة العسر، مع أنه يمكن التعبير بغير أسلوب المقابلة كأسلوب القصر الذي هو في قوة جملتي إثبات ونفي، بحيث يقال: لا يريد الله بكم إلا اليسر، وفي هذا التعبير إثبات لإرادة اليسر ونفي لإرادة غيره وهو العسر، لكنه نفي مفهوم وليس بمنطوق، ولعل كون التكليف بما يظن أن فيه مشقة على العباد يوهم إرادة العسر جاء التعبير بأسلوب المقابلة لينفي صراحة أي توهم بإرادة العسر، وليكون إرادة اليسر مقصود ابتداءً ليكون تعليلاً للرخصة في إفطار المريض والمسافر، قال ابن عاشور: ((قوله: {وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ} نفي لضد اليسر، وقد كان يقوم مقام هاتين الجملتين جملةُ قصر نحو أن يقول: ما يريد بكم إلا اليسر، لكنه عُدل عن جملة القصر إلى جملتي إثبات ونفي؛ لأن المقصود ابتداءً هو جملة الإثبات؛ لتكون تعليلاً للرخصة، وجاءت بعدها جملة النفي تأكيدًا لها، ويجوز أن يكون قوله: {يُرِيدُ ?للَّهُ بِكُمُ ?لْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ?لْعُسْرَ} تعليلاً لجميع ما تقدم من قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ ?لصِّيَامُ} إلى هنا، فيكون إيماء إلى أن مشروعية الصيام وإن كانت تلوح في صورة المشقة والعسر فإن في طيها من المصالح ما يدل على أن الله أراد بها اليسر)).
أسأل الله أن يرزقني وإياكم الفقه في دينه، وأن يعلمنا تأويل كتابه وحسن فهمه وتدبره، وأن يسددنا في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2008, 01:34 م]ـ
شكر الله لأخينا العزيز الدكتور يوسف العليوي هذه اللفتات البلاغية الموفقة حول آيات الصيام في سورة البقرة، وما أجدر هذا القرآن ببذل المزيد من الجهود التي تقربه للناس ولا سيما جوانبه البلاغية التي ترتقي بذائقة القارئ والمستمع لتدبر القرآن والاقتراب من هدايته، واستشعار بيانه وسموه.
وأما ما كتبه زميلنا الدكتور عبدالعزيز العمار وفقه الله فتجده هنا:
- وقفاتٌ بلاغيةٌ مع آيات الصيام (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=59723)
- وقفات بلاغية مع آيات الصيام (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=60223)
وهناك وقفات بلاغية قيمة مع هذه الآيات لصديقنا الدكتور عويض بن حمود العطوي منشورة في موقع على هذا الرابط .. عويض العطوي ( http://www.alatwi.net/index.php)
كما صدر لفضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن العسكر عدة دروس في تفسير آيات الصيام والجوانب البلاغية فيها، تجد خبره في ملتقى أهل التفسير هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=60224) .
وليت أحد أعضاء الملتقى الناشطين يتفضل مشكوراً بالاطلاع على كل هذه الجهود ويقوم بترتيبها وجمعها بدون تكرار وإتاحتها للجميع هنا للاستفادة منها مستقبلاً في الدروس والمحاضرات في الأعوام المقبلة بإذن الله فالحاجة إليها مستمرة ومتجددة بتجدد شهر الصيام أعاده الله علينا جميعاً بكل خير.
والله الموفق سبحانه وتعالى.(/)
جهود المفسرين في خدمة السنة النبوية
ـ[إن الذي خلق الظلام يراني]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي استفسار بسيط
هل يوجد كتاب أو بحث قد ذكر فيه جهود المفسرين في خدمة السنة النبوية وما قام به المفسرون في ذلك
ولكم جزيل الشكر
أخوكم طالب علم مبتدئ(/)
ترهيب عصاة المؤمنين بآيات نزلت فى الكافرين
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[19 Sep 2008, 10:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
الى اى مدى يمكن تنزيل الآيات التى فيها وعيد للكافرين على عصاة الموحدين خاصة ان كثيرا من الوعاظ يخاطب المصلين يوم الجمعة مثلا محذرا ومهددا بآيات فيها من الوعيد مافيها وعند النظر فى كتب التفسير او اسباب النزول نجد ان المخاطب بها هم الكفار وعلى سبيل المثال
إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون 000 الآيات وفى آخرها فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ماكانوا يفعلون
واضح ان الحديث عن الكفار وسخريتهم بضعفاء المؤمنين
فهل يصح ان نخوف بها سفهاء المسلمين ممن يسخرون ويتهكمون على ضعفاء المسلمين؟
وهكذا سائر الآيات التى فيها الوعيد للكافرين هل تستخدم لترهيب عصاة الموحدين
وبإعتبارى اعمل بالوعظ والخطابة افعل هذا فى خطب الجمعة والدروس الاسبوعية وحجتى ان الآيات الاصل فيها مخاطبة الكافر لان هذه الافعال المشينة خليق بها الكافر ولكن ان فعلها المؤمن فيدخل معه فى الوعيد
وانتهز فرصة وجودى بين كوكبة مباركة من سادتى المشتغلين بعلم التفسير واطرح الامر بين ايديهم لتأصيل الموضوع وبيان ماعليه اهل التفسير
وجزاكم الله خيرا
ـ[عصام العويد]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:07 م]ـ
نعم أخي يُرهّبُ بها عموم المؤمنين وليس عصاتهم فقط، ولهذا أدلة كثيرة، منها على عجل:
في صحيح البخارى - (ج 4 / ص 394)
أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِىِّ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - لَيْلَةً فَقَالَ «أَلاَ تُصَلِّيَانِ». فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ، فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا. فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَىَّ شَيْئًا. ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهْوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهْوَ يَقُولُ «(وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً)»
وفي الدر المنثور - (ج 9 / ص 153)
أخرج سعيب بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر والحاكم والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه رأى في يد جابر بن عبد الله درهماً فقال: ما هذا الدرهم؟ قال: أريد أن أشتري به لحماً لأهلي قرموا إليه فقال: أفكلما اشتهيتم شيئاً اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}.
قال القرطبي في تفسيره (ج 8 / ص 92):
فإن قيل: فعلى هذا يجوز الاستدلال على المسلمين بما أنزل في الكافرين، ومعلوم أن أحكامهم مختلفة
.
قيل له: لا يستبعد أن ينتزع مما أنزل الله في المشركين أحكام تليق بالمسلمين.
وقد قال عمر: إنا لو شئنا لاتخذنا سلائق (1) وشواء وتوضع صحفة وترفع أخرى ولكنا سمعنا قول الله تعالى: " أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها " (2) [الاحقاف: 20].
وهذه الآية نص في الكفار، ومع ذلك ففهم منها عمر الزجر عما يناسب أحوالهم بعض المناسبة، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة.
فيمكن أن تكون هذه الآية من هذا النوع.
وهذا نفيس وبه يزول الاشكال ويرتفع الابهام، والله أعلم.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[21 Sep 2008, 02:31 م]ـ
الشيخ عصام جزاك الله خير توضيح رائع لما يكون يجول في خاطري
وبارك الله فيك أخي السائل
ـ[أم حمزة]ــــــــ[21 Sep 2008, 05:58 م]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاة والسَّلام على النَّبىّ المُجتبى، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفى
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
**********************
جزاكُمُ اللهُ خيرًا.
لفضيلة الدكتور مُساعد الطيار مبحث طيب جدًا يحرر فيه هذه المسألة، تجدونه - وفقكم الله - على هذا الرابط:
الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتَنْزِيلِ آياتِ الكُفَّارِ عَلَى المُؤْمِنِينَ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=46)
والحمدُ للهِ ربّ العالمين
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[21 Sep 2008, 11:23 م]ـ
استاذنا عصام العويد
الأستاذ المحمدى
اختنا محبة القرآن
جعلنى الله واياكم من اهل القرآن الذين هم اهل الله وخاصته(/)
الاعجاز العلمي في قوله (نساؤكم حرث لكم)
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
قرأت كثيرا في اعجاز خلق الانسان واشكل علي امر وهو في
قوله تعالى (نسائكم حرث لكم) حيث استدلوا بها على ان الام لا دور لها في تحديد
جنس الجنين فهي كالمزرعة للحارث تنبت مازرعه
لكن اجد احاديث تعارض ذلك مثل قوله (ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله، وإذا علا مني المرأة مني الرجل أنثا بإذن الله)
ارجو منكم حل الاشكال
ـ[منصور مهران]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:54 ص]ـ
للجواب عن ذلك يمكن الرجوع إلى كتب التفسير، تفسير الآية 223 من سورة البقرة.
من ذلك: تفسير القرطبي ج 3 ص 93 وما بعدها - الطبعة الأولى بدار الكتب المصرية.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:05 ص]ـ
(البيان فيكتب التفسير)
بما أنك يا أستاذ منصور تتعقب الإخوة إملائيا، فاسمح لي أنا هذه المرة، ولا تغضب مني (ابتسامة).
الصواب: (في كتب).
وفقك الله وسدد خطاك ومتعك بالصحة والعافية.
ـ[محب القران]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:11 ص]ـ
انا لا اجد ابدا تعارض بين الحديث والآية فالمرأة وان كانت حرثا لا يعني بالضرورة انها ليس لها دور البته في تحديد المولود
لكن هي كما ذكرت كالمزرعة لا يمكن ان تنبت بغير بذر ابدا
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[20 Sep 2008, 06:30 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي الفاضل،
يجب التعامل بحذر شديد مع موضوع الاعجاز العلمي في القرآن الكريم، و أن لا نحاول شد الاية شدا حتى توافق معلومة علمية، قد يكذبها عالم آخر بعد حين.
خلق الانسان في حده إعجاز، و لا يحتاج لبرهان أو دليل تأكيد.
اما في موضوع الاية الكريمة:
(نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة (223)
فقد جاء في تفسير الميسر ما يلي:
"نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله, فجامعوهن في محل الجماع فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم"
و في الطبري، قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: نساؤكم مُزدَرَعُ أولادكم، فأتوا مُزدرعكم كيف شئتم، وأين شئتم.
وإنما عني بـ " الحرث " المزدَرَع، و " الحرث " هو الزرع، ولكنهن لما كن من أسباب الحرث، جعلن " حرثًا "، إذ كان مفهومًا معنى الكلام.
أعتقد أخي الفاضل، و الله أعلم بعلمه، أن الاعجاز هنا لغوي، من خلال هذه الاستعارة الجميلة الدقيقة.
و الله أعلم
ـ[مرهف]ــــــــ[21 Sep 2008, 12:09 ص]ـ
السؤال الذي ينبغي طرحه: ما هو وجه الاستدلال من الآية على ما ذكرت ـ أن المرأة لا دور لها في تحديد جنس الجنين - ثم إنك تقولين (استدلوا) من هم الذين استدلوا بالآية؟!
ولنا عودة للآية بعد الإجابة على الاستفسار.
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:14 ص]ـ
انا لا اجد ابدا تعارض بين الحديث والآية فالمرأة وان كانت حرثا لا يعني بالضرورة انها ليس لها دور البته في تحديد المولود
لكن هي كما ذكرت كالمزرعة لا يمكن ان تنبت بغير بذر ابدا
اقصد ان المزرعة اذا زرع فيها نخلا فمن المستحيل ان تنبت قمحا انما تنبت مازرع
وكذلك المرأة ان زرع بها ذكرا انجبت ذكرا وان زرع انثى انجببت انثى
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:26 ص]ـ
الحرث تتوافر فيه شروط الإنبات، وبمجرد غرس البذرة الصالحة للإنبات ينبت الزرع. وكذلك الأمر في المرأة حيث تتوافر شروط الإنبات وتكون البويضة محايدة وعندما يبذر الرجل البذرة (الحيوان المنوي) فإذا سبق الحيوان المنوي الذكري ( y) يكون إنبات الذكر وإذا سبق الحيوان المنوي الأنثوي ( x) يكون الإنبات أنثى.
فأين الإشكال إذن؟!
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[26 Sep 2008, 01:46 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي الفاضل،
يجب التعامل بحذر شديد مع موضوع الاعجاز العلمي في القرآن الكريم، و أن لا نحاول شد الاية شدا حتى توافق معلومة علمية، قد يكذبها عالم آخر بعد حين.
خلق الانسان في حده إعجاز، و لا يحتاج لبرهان أو دليل تأكيد.
اما في موضوع الاية الكريمة:
(نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة (223)
فقد جاء في تفسير الميسر ما يلي:
"نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله, فجامعوهن في محل الجماع فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم"
و في الطبري، قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: نساؤكم مُزدَرَعُ أولادكم، فأتوا مُزدرعكم كيف شئتم، وأين شئتم.
وإنما عني بـ " الحرث " المزدَرَع، و " الحرث " هو الزرع، ولكنهن لما كن من أسباب الحرث، جعلن " حرثًا "، إذ كان مفهومًا معنى الكلام.
أعتقد أخي الفاضل، و الله أعلم بعلمه، أن الاعجاز هنا لغوي، من خلال هذه الاستعارة الجميلة الدقيقة.
و الله أعلم
جزاك الله يرا على التوضيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:00 ص]ـ
السؤال الذي ينبغي طرحه: ما هو وجه الاستدلال من الآية على ما ذكرت ـ أن المرأة لا دور لها في تحديد جنس الجنين - ثم إنك تقولين (استدلوا) من هم الذين استدلوا بالآية؟!
ولنا عودة للآية بعد الإجابة على الاستفسار.
وجه الاستدلال هو وجه الشبة بينها وبين المزرعة من حيث انبات مايزرع فيها
واقصد بقولي (استدلوا) هم اهل التفسير الموضوعي واخص الدكتور توفيق علوان
في كتابه ايات الله المبصرة
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:37 ص]ـ
وكذلك المرأة ان زرع بها ذكرا انجبت ذكرا وان زرع انثى انجببت انثى
تزوج رجل من الأعراب جارية من رهطه، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية، فهجرها وهجر منزلها، وصار يأوي إلى غير بيتها، فمر بخبائها بعد حولٍ وإذا هي ترقص بنيتها منه وهي تقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا **** يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا **** تالله ماذلك في أيدينا
ليس لنا من امرنا ما شينا ... وإنما نأخذ ما أعطينا
وعفواً على هذا الاستطراد.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Sep 2008, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على الاستطراد النافع اللطيف.
وللأسف ما زال كثير من الناس في عصرنا يعيشون هذه الجاهلية الجهلاء المتمثلة في بغض البنات ولوم الزوجات على إنجابهن.
أسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين، وأن يزيدهن إيمانا وصلاحا وتقى، وأن يصلح أحوال المسلمين أجمعين.
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[26 Sep 2008, 09:09 م]ـ
تزوج رجل من الأعراب جارية من رهطه، وطمع أن تلد له غلاماً فولدت له جارية، فهجرها وهجر منزلها، وصار يأوي إلى غير بيتها، فمر بخبائها بعد حولٍ وإذا هي ترقص بنيتها منه وهي تقول:
ما لأبي حمزة لا يأتينا **** يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا **** تالله ماذلك في أيدينا
ليس لنا من امرنا ما شينا ... وإنما نأخذ ما أعطينا
وعفواً على هذا الاستطراد.
جزاك الله خيرا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[26 Sep 2008, 10:21 م]ـ
إلى أستاذنا ضيف الله العامري
هذه تحيتي لشخصكم الكريم، وتهنئتي بالختمة المباركة،
وهذا شكرٌ وعرفان لما أهديتنيه من تصحيح لعيوب نفسي في الإملاء،
مع تمنياتي لكم بالتوفيق.
ـ[سارة الماجد]ــــــــ[29 Sep 2008, 01:26 ص]ـ
الحرث تتوافر فيه شروط الإنبات، وبمجرد غرس البذرة الصالحة للإنبات ينبت الزرع. وكذلك الأمر في المرأة حيث تتوافر شروط الإنبات وتكون البويضة محايدة وعندما يبذر الرجل البذرة (الحيوان المنوي) فإذا سبق الحيوان المنوي الذكري ( y) يكون إنبات الذكر وإذا سبق الحيوان المنوي الأنثوي ( x) يكون الإنبات أنثى.
فأين الإشكال إذن؟!
نعم هو كما ذكرت لكن الاشكال
في توهمي التعارض بين الاية وحديث اذا على ماء المرأة(/)
بنحمزة يقترح مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2008, 06:40 ص]ـ
بنحمزة يقترح مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''
محمد السباعي
18/ 9/2008
المصدر: جريدة التجديد المغربية
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&infoun=44182
أكد مصطفى بنحمزة أن هناك تيارات تصر على القراءة الحداثية للقرآن الكريم، وأوضح في محاضرة بعنوان ''منهج النظر في القرآن الكريم'' أن الهدف منها هو تعطيل سريان النص القرآني في الزمان، كما حاولوا تعطيله في الموضوعات، مما عبر عنه بالرغبة في ''حجز النص ومنعه من الاقتراب من القضايا المعاصرة''.
وأضاف رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة: ''إننا نرحب بكل تجربة ثقافية، لكن نتخوف من إحداث الارتباك في التناغم الاجتماعي''، لأن هذه الحملة في نظر المحاضر لها آثار عقدية وأخلاقية وسلوكية، مضيفا أن النص القرآني ليس نصا شعريا يقبل جميع القراءات.
وخلال هذه الحلقة العلمية التي نظمها مركز الدراسات والأبحاث بوجدة يوم الجمعة الماضي، صرح بنحمزة أنه بصدد الكتابة في هذا الموضوع، محاولا تتبع كل التجارب التي قالت إنها فهمت النص القرآني، وأن كل السابقين لم يفهموه على الوجه الصحيح، مقترحا على الباحثين مشروعا فكريا حول ''علم النظر في النص القرآني''.
وفي السياق ذاته، أكد المحاضر أن قراءة النص القرآني تحتاج إلى عدة علوم كالبلاغة وعلم التفسير والناسخ والمنسوخ وعلم أصول الفقه ... موضحا أن المدرسة التفكيكية ألغت الكاتب، وقالت إن النص الواحد يتعدد فهمه بتعدد الأنفاس الشخصية، وبالتالي أضاعت المعنى. مضيفا، أن ذلك لا يمكن تطبيقه على النصوص التي تقود الحياة كبنود التشريع والقانون، حيث يجب ضبط عملية الفهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:37 م]ـ
فكرة قيمة لو تم وضع قواعد لها وجمعت كل التجارب التي حاولت فهم القرآن صحيحةً كانت أو خاطئةً، واستخلاص أصول النظر في النص القرآني من خلال كتب أصول التفسير وعلوم القرآن ومناهج المفسرين وقراء النص القرآني.
ولعل هذا العلم لا يحتاج في مرحلته الأولى إلى أكثر من ترتيب ما في الدراسات المتفرقة التي كتبت في هذا الصدد في أصول التفسير وقواعده وضوابطه ونحو ذلك. والنظر في تطبيق المفسرين لتلك الأصول والقواعد، ثم النظر في كتب المخالفين لتلك الأصول والقواعد المقررة وما كتب حولها من دراسات نقدية مؤيدة أو معارضة.
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:01 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد على هذا الموضوع
و مصطفى بن حمزة من العلماء الاجلاء، الذين رسخوا في العلم، و وضعوا لهم أثرا طيبا، ليس في مدينة وجدة فقط.
و الجميل في طرحه، تأكيده أن القرآن ليس نصا شعريا، يقبل جميع القراءات، بل تشريعات و قوانين للبشرية، في كل مكان و زمان، و عليه و جب الضبط.
بارك الله فيك مرة أخرى أخي محمد و نفع بك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2008, 05:49 م]ـ
وفيك بارك الله أخي البِرْكاني. ومرحبا بك وبأهل بِرْكَانْ المحاذية لمدينة وجدة:)
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[20 Sep 2008, 06:49 م]ـ
عندما مُنيت أوروبا بالسطوة الكنسية العاتية على كافة مقدراتها، وقالت الكنيسة الكاثوليكية بعصمة البابوات وأنهم وحدهم لهم حق قراءة وتفسير الكتاب المقدس، وانتشر الفسق والفجور بينهم على كافة المستويات، نشأت الحركة البروتستانتية مناهضة للبابا وسطوته وفساده ومطالبة بإعادة قراءة الكتاب المقدس وتفسيره. كما نادت بأن كل مسيحي له الحق في قراءة الكتاب المقدس وتفسيره كما يحلو له ويتفق مع حالته الخاصة. عندئذ أنشأ علماء النقد الأدبي الروسي مذهبا نقديا جديد يسمى Deconstruction أي "النقد الهدام" ومفاده أن القاريء لايعنيه من قريب أو بعيد الرسالة التي يسعى الكاتب إلى إيصالها ونشرها، بل يفسر القاريء محتوى الكتاب على هواه وما يتفق مع نوازعه الخاصة.
وبتتبع جذور هذه الحركة نجد أنها أول ما نشأت كانت مع بولس اليهودي الذي ادعى أنه رأى المسيح وعمده أن يبشر به ابنا للإله. فقد بدأ بولس يفسر التوراة على هواه ومايتفق مع دعواه حتى أنه سماها لعنة ألقاها الإله على عاتق العصاة بسبب آدم، وبإلإيمان بالمسيح فليس ثمة حاجة إلى الناموس الإلهي في توجيه حياة البشرن بل لهم أن يختاروا ما يشاؤون وكما يشتهون.
أنا لا أشك إطلاقا في أن بعض الإمعة من بني جلدتنا قد اتبع هذه البدعة في التعامل مع نصوص القرآن الكريم، وهو لا يدري أن القرآن ليس كأي كتاب. فقد تعهدت السنة قولا وعملا وتقريرا شرحة وتفسيره، كما تعهده الصحابة والتابعون وعلماء الأمة حتى الآن بالدراسة والشرح والتطبيق، فلم يترك مجال لمدع أو مبتدع، وإن حاول أحد ذلك، يسُر حصره وتحجيمه وتحديد لإقامته ومرجعيته السفيهة، ولعل ما يسعى إليه أخونا هنا أكبر دليل على ذلك. نسأل الله له كل توفيق وسداد.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
أحمد الريسوني:''موسوعة القواعد الفقهية'' ستكون في المرتبة الثالثة بعد الكتاب والسنة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
أحمد الريسوني:''موسوعة القواعد الفقهية'' ستكون في المرتبة الثالثة بعد الكتاب والسنة
المصدر: جريدة التجديد المغربية
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&infoun=44195&date_ar=2008/9/18
قال د. أحمد الريسوني الفقيه الأصولي المنتدب لدى مجمع الفقه الإسلامي وأحد المشرفين على ''موسوعة القواعد الفقهية'' إن هذه الأخيرة توجد في مرحلة التحرير والصياغة النهائية قد ترى النور في غضون سنتين. وأضاف الريسوني في حوار لـ>التجديد< أن المعلمة ستكون في المرتبة الثالثة بعد الكتاب والسنة، وستصبح في الأهمية العلمية للأمة بعدهما، مضيفا أن المجامع الفقهية تعاني من عوائق سياسية بالدرجة الأولى، حيث إن بعض الحكومات لا تريد مجامع فقهية أصلاً، وهناك حكومات تريد مجامع لكن تعاملها بالكبح والتحكم. كما تناول الريسوني قضايا أخرى مرتبطة بالتجديد الفكري وفوضى الإفتاء، وعلاقة الإسلاميين بالحكومات .. وفيما يلي الجزء الأول من الحوار:
* مشروع ''موسوعة القواعد الفقهية'':
** في البداية دكتور نود أن تعطينا فكرة عن مشروع ''موسوعة القواعد الفقهية'' والذي انتدبت له وتفرغت من أجله.
- ''معلمة القواعد الفقهية'' مشروع قرره مجمع الفقه الإسلامي منذ أكثر من (15) سنة ومر بمراحل عديدة: المرحلة الأولى كان المجمع بنفسه يتولى الأمر بصفة كاملة مادياً وعلمياً، ولكن إمكانيات المجمع المادية ضعيفة واستهلكت، مما أثر على الإمكانيات العلمية، حتى كان في السابق الأمين العام للمجمع الشيخ محمد الحبيب بن الخوجة بنفسه هو المشرف على المشروع. وقد آل المشروع في السنوات الأولى إلى شبه توقف، فتدخلت ''مؤسسة زايد للأعمال الخيرية'' ووقع اتفاق جديد على استئناف العمل على أن تتكفل مؤسسة زايد بتمويله ورعايته مادياً وعلمياً، وأسندت رئاسة هذه المعلمة للدكتور عزالدين إبراهيم. وانطلق المشروع مرة أخرى قبل (5) سنوات بإمكانات أفضل وظروف أحسن ووجود مدير متفرغ وإدارة متفرغة ومقر خاص، فاستمرت عملية استخراج القواعد الفقهية من كتب الفقه والتفسير والأصول وغيرها من كتب التراث، كمرحلة من مراحل المشروع. ثم بعد ذلك أضيفت القواعد الأصولية، ثم بعد ذلك المقاصدية، وذلك من مختلف كتب التراث الإسلامي ومن مختلف المذاهب؛ وبالتحديد من ثمانية مذاهب: المذاهب السنية الأربعة بالإضافة إلى الظاهري وهو أيضاً سني، والمذهب الإمامي الجعفري والمذهب الإباضي والمذهب الزيدي. وطبعاً المذاهب السنية استحوذت على نحو 80% - 85% من حجم المعلمة وهذا شيء طبيعي نظراً لتمثيل هذه المذاهب من مجموع الأمة.
** ما حاجة الأمة إلى هذا المشروع الكبير؟
- أنا اعتبر هذا النوع من العمل وهذا الإنجاز سيكون في المرتبة الثالثة بعد الكتاب والسنة، وستصبح في الأهمية العلمية للأمة بعدهما: ''معلمة القواعد الفقهية''؛ لأن القواعد الفقهية موجودة أصلاً لكن جمعها في موسوعة واحدة شاملة هذا هو الجديد. ولماذا تأتي في المرتبة الثالثة؟ لأن الكتاب والسنة أصلان ثابتان خالدان لاغبار عليهما، ماهو الشيء الثابت بعد الكتاب والسنة؟ هو القواعد. أما الفروع والاجتهادات الظرفية فمتغيرة جداً. فنحن اليوم بحاجة إلى القواعد التي وضعها الصحابة والتابعون والأئمة الأربعة وغيرهم من السلف في القرون الماضية، لكن فقه تلك القرون نستطيع أن نستغني عن كثير منه. ولكن القواعد تظل ثابتة تصلح لكل الأجيال، ومن هنا تأتي أهميتها.
** لكن ما الضمانات التي ستجعل الموسوعة تأخذ هذه المكانة التي ذكرتها كونها تأتي في المرتبة الثالثة بعد الكتاب والسنة؟ هل سيكون لها دعم علمي من جهات عدة أو دعم سياسي؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- هذا السؤال يطرح بعض الإشكالات المزمنة، الآن: العاملون في هذا المشروع والمشرفون عليه، مهتمون بإنجازه وهم يؤدون واجبهم، وواجبهم هو إتمام هذا العمل وإنجازه بأحسن ما يستطيعون، ومن المؤكد إن شاء الله أن يصدر في طبعة ورقية قد تتجاوز الأربعين مجلداً، وفي طبعة إلكترونية. هذا سيتيح حدا أدنى على الأقل من التوزيع والانتشار. بعد ذلك هل ستتطوع مؤسسات أخرى، أو نفس المؤسسة، فتطبع كميات أكبر وطبعات متتالية؟ وكيف يتم توزيعها عبر العالم؟ عن طريق دول أو مؤسسات؟ أو شخصيات من ذوي الخير والإحسان والثراء؟ وهل ستترجم الموسوعة إلى لغات أخرى؟ هذه هي الأمور التي ستحدد حجم الاستفادة من هذا الإنجاز ..
** ماهي المرحلة التي وصلت لها هذه المعلمة؟
- المعلمة الآن في مرحلة التحرير والصياغة النهائية؛ فقد تم استيفاء جمع المادة العلمية قبل سنتين وتوقف استخراج القواعد، لأنه كان يستكتب أناس بالعشرات من مختلف الأقطار كل واحد يسند إليه كتاب أو جزء من كتاب، قد يكون الكتاب فيه عشرون مجلداً فيقسم على أربعة أو ثلاثة، فاستخرجت القواعد والمعلومات الأولية المتعلقة بها. فكل قاعدة لها استمارة معينة تكتب فيها المعلومات التي استخرجها الباحث. وقد تكون هناك أكثر من استمارة للقاعدة الواحدة استخرجها أكثر من عالم. وهذه المرحلة هي التي تعثرت في البداية لكن تم استئنافها واستيفاء جميع القواعد تقريباً قبل سنتين، وبعد ذلك دخلنا في مداولات ومشاورات وتقويم لهذه المادة وتصنيفها وتحديد منهج الصياغة، واستقر كل هذا وبدأت الصياغة منذ نحو سنة ونصف. والآن حوالي (1200) قاعدة تمت صياغتها وشرحها بضوابط ومنهجية معينة. يؤتى بالقاعدة والصيغ المختلفة لها والمرتبطة بها، ثم يؤتى بالأدلة النقلية والعقلية على صحتها، ثم تطبيقاتها، ثم استثناءاتها. وتشرح علاقتها ببقية القواعد إن كانت هناك علاقة ... وهذا يستغرق غالبا من (107) صفحات. فمعنى ذلك أن تكون عندنا نحو (10000) صفحة محررة الآن، و (10000) تعطي ما يقرب من (20) مجلداً. هذا العمل الآن يشكل نحو ثلث القواعد، لأن القواعد يتوقع أن يكون عددها قريبا من (4000) قاعدة.
والقواعد صنفت إلى أربعة أصناف:
ـ المبادئ العامة والقواعد المقاصدية
ـ القواعد الفقهية
ـ الضوابط الفقهية
ـ القواعد الأصولية
وكل مجموعة من القواعد لها قسم وخبير مشرف ومجموعة من الباحثين، والآن عملية الصياغة جارية بمعدل (100) قاعدة في الشهر يتم إنجازها.
** المدة الزمنية المتوقعة لإنهاء بقية المشروع؟
- أظن أن ذلك يمكن أن يتم في غضون سنتين إن شاء الله تعالى.
...
(وباقي الحوار تجدونه في الرابط، وهو متعلق بالشأن السياسي المغربي)
...(/)
سؤال حوال أدعية القرآن
ـ[التواقة]ــــــــ[20 Sep 2008, 07:21 ص]ـ
إلى المشايخ الكرام: مشرفوا هذا المنتدى
لطالما أكدتم في بينات الرائع الصلة الوطيدة بين الدعاء والصيام لكن اسمحوا لي في هذا المقال بتساؤل:
ألا ترون أن من أدعية القرآن لا تلق اهتماما من الأئمة في ادعية القنوت بل يعدلون عنها فهناك من أدعية الأنبياء ما يستحق الوقوف عليه بل هي أجدر مايتأمله المسلم حتى يدعو بها وهو مدرك لما تحويه من عظيم المسائل ..
سؤالي أيها المشايخ حفظكم الله هل هناك بحث أو رسالة حول أدعية القرآن تناولت هذا الموضوع دراسة عملية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:31 م]ـ
هناك كتاب قيم لأخينا في الملتقى الأستاذ محمد بن جماعة جمع فيه الأدعية القرآنية وغيرها وسماه (جمهرة الدعاء). ولعله يفصل في جواب سؤالك إن تيسر له ذلك.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:36 م]ـ
أحسن الله إليك أخي أبا عبد الله على هذه الإحالة. وقد انتهيت تقريبا من تدقيق باكورة كتبي وأرجو أن ييسر الله عز وجل صدوره في القريب العاجل. والكتاب عنوانه: "جمهرة الدعاء الصالح" جمعت فيه عددا كبيرا من الأدعية المأثورة وغير المأثورة. كما يضم الكتاب دراسة لغوية للمصطلحات المتعلقة بالدعاء.
أما في ما يخص ملاحظة الأخت (التواقة): فلا شك في أفضلية الأدعية القرآنية والنبوية. وأما ما ذكرته من عدم اهتمام الخطباء بالأدعية القرآنية، فإن وجد فلا شك أنه تقصير. غير أنه لا يمكن القول بأنها ظاهرة عامة. فكثير من الخطباء يدعون بالأدعية القرآنية، ولعل كل واحد ينطلق من تجربته في سماع الخطباء الذين في مدينته.
وكل ما في الأمر أن أغلب الخطباء لا يكتفون بالدعاء بالمأثور فقط، بل يدعون أيضا بأدعية محفوظة عن الصحابة او التابعين أو أهل الزهد أو الفقهاء والأدباء وغيرهم، وهذا لا حرج فيه. كما أن كثيرا من الأدعية غير المأثورة مقتبسة من القرآن والسنة، إما لفظا ومعنى، وإما معنى فقط.
ورغبة في الإفادة، أقتطف هنا بعض الفقرات من كتابي حول (مشروعية الدعاء بغير المأثور):
===
...
- الدّعاء المأثور أفضل من غيره
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز كل دعاء دنيوي وأخروي، ولكنّ الدّعاء بالمأثور أفضل من غيره. فالداعي بالصيغ المأثورة من الكتاب والسنة، له أجران: أجر الذكر، وأجر الاتباع، إضافة إلى أنه كُفِي مئونة البيان والشمول في سؤال الله عز وجل من خَيْرَيِ الدنيا والآخرة. فقد جمعت هذه الأدعية الفصاحةَ والمعاني اللطيفةَ والفوائدَ الغزيرةَ، وخلت من الاختلاف والاختلال والتعمّل والتكلف والتجوّز والتعسّف.
ولا يشك المسلم في ذلك، بل يعلم يقيناً أن الأدعية التي يضعها أو يخترعها الناس – علماء كانوا، أو فصحاء، أو زهّاداً أو عوامّاً -، تعجز، مهما بلغت من الحسن والإبانة عن المعاني، عن مضاهاة الصيغ القرآنية والنبوية.
...
من قصرت به قدراته اللغوية على التعبير، فلا أقلَّ من أن يدعو بما استطاع، بلسان الفقر والذلة والحب لله عز وجل، فإن الحبّ يجبر عجز العمل، ويشفع لصاحبه كلّما قصر عمله. والأَوْلى له أن لا يجاوز الدّعاء المأثور الذي جاء به الكتاب والسنة، حتى لا يعتدي في دعائه، فيسأل ما لا تقتضيه مصلحته، فما كلُّ أحدٍ يُحْسِنُ نَظْمَ الدّعاء. وقد نسب لعلي بن أبي طالب أنه قال: (يَا صَاحِبَ الدُّعَاءِ لاَ تَسْأَلْ مَا لاَ يَكُونُ وَلاَ يَحِلُّ).
...
ولا يمنع هذا من وجود بعض الصالحين ممن آتاهم الله القدرة على صياغة الدعاء الصالح، نعمةً منه وفضلاً، ومن أُعْطِيَها فقد أعطيَ خيراً كثيراً. ومن الناسِ مَن لا يكونُ عندهُ، في أوّل أمره، الأسلوبُ الحسنُ، ولا الموهبةُ الكتابيّةُ، ولا الحسُّ الأدبيُّ، ولا تكونُ لديهِ القدرة على التعبير عن المعاني في صورة فنية مقبولة، ولكنّهُ -بكثرة القراءة والحفظ وممارسةِ الكتابةِ والدعاء، ومُحاكاةِ أساليب الكتاب والسنة، وأساليبِ السَّلَف، والسيرِ على طريقتهم، وانتهاجِ نهجهم-، يصبحُ شخصاً مطبوعاً على الأدبِ وحسنِ الإنشاءِ وتتكون لديه قدرة بيانية في مخاطبة الله بما هو أهل له.
...
- مشروعية الدعاء غير المأثور
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرنا في ما سبق أن الألفاظ تعبير عن مكامن الضمير، وسرائر الوجدان. وما دام الداعي متأدبًا مع ربّه، مظهِراً في مسألته حالة الافتقار إلى الله تعالى، فله أن يدعو بأي لفظ شاء، وله أن يدندن بأي لغة عرف وتعلّم ونطق، وله أن "يَتَخَيَّر مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ"، سواء كان موضوعه متعلقا بالآخرة أو متعلقا بمصالحه الدنيوية.
والصحيح من أقوال أهل العلم: جواز الدّعاء بخيري الدنيا والآخرة بما ورد في الشرع وبما لم يرد، لقول النّبي صلى الله عليه وسلم: " .. ثُمَّ لْيَخْتَرْ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو" (1). ولا حجة في تقييد الدّعاء ـ بوصفه عملاً روحياً ـ بأي قيد، من زمان أو مكان أو لفظ، ولا بأية لغة أو صيغة أو نص أو موضوع.
والأمور التي يدعو الإنسان بها تنقسم من حيث ما يُدْعَى به إلى قسمين:
1 - دعاء بأمر لا يجوز شرعاً، كالدعاء بقطيعة الرحم، أو الدّعاء بتيسير المحرمات، كالزنا والسرقة والقتل، فهذا لا يجوز بل هو اعتداء في الدعاء، قد ذمّه الله تعالى بقوله: ?ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً، إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ? (2). وقال صلى الله عليه وسلم: "لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ". قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا الِاسْتِعْجَالُ؟ قَالَ: "يَقُولُ: (قَدْ دَعَوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِي) فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ" (3).
2 - دعاء بأمر جائز، من المقاصد المشروعة أو من خيري الدنيا والآخرة. فهذا مما أمر الله به ودعا إليه، فالعبد مأمور بالدعاء لقضاء حوائجه، كما قال تعالى: ?أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ? (4). وقال تعالى: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ? (5).
وقد اعترض بعض العلماء على الترخيص بصياغة الأدعية وقال بوجوب الاكتفاء بالأدعية النبوية، منهم القاضي عياض الذي يرى أن الله تعالى: "أذن في دعائه، وعلَّم الدّعاء في كتابه لخليقته، وعلَّم النّبي صلى الله عليه وسلم الدّعاء لأمّته، واجتمعت فيه ثلاثة أشياء: العلم بالتوحيد، والعلم باللغة، والنصيحة للأمة. فلا ينبغي لأحد أن يعدل عن دعائه صلى الله عليه وسلم .. وقد احتال الشيطان للناس في هذا المقام، فقيَّض لهم قوم سوء، يخترعون لهم أدعية يشتغلون بها عن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأشد ما في الإحالة أنهم ينسبونها إلى الأنبياء والصالحين، فيقولون: دعاء نوح، دعاء يونس، دعاء أبي بكر ... فاتقوا الله في أنفسكم! لا تشغلوا من الحديث إلا بالصحيح! " (6).
كما اعترض آخرون على الترخيص بصياغة الأدعية بحجّة أن الدّعاء عبادةٌ، بصريح الحديث النبوي، والأصلُ في العباداتِ أنها توقيفية، أي لا يجوز أن يشرعَ الإنسان عبادةً من عند نفسهِ، بل لا بد أن تكونَ ثابتةً عن النّبي صلى الله عليه وسلم.
والجواب على هذين الاعتراضين من وجوه ثلاثة:
- الوجه الأول: أن الإسلام يعتبر كل عمل صالح - إن صدر بنيّة خالصة - عبادةً لله. ويدخل ضمنها أمورٌ مَعَاشِيَّةٌ، لا تحتاج لأن تكون توقيفية كي تُعَدَّ من العبادة ويثاب فاعلها. ذلك أن (العبادة) في الإسلام عنوان لسائر التعاليم الإسلامية. وهي غاية الحياة التي حددها الله عز وجل: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ? (7). والعبادة تشمل: (فعل ما يرضي الرب من خضوع وامتثال واجتناب، أو هي فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيماً لربه) (8). فيدخل ضمن العبادة كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، كالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الامانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الآخرين والدعاء والذكر وحب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال سبحانه: ?قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ? (10)، فالمسلم حياته كلها عبادة وطاعة لله عز وجل، وهو يتقرب إلى الله بالصلاة كما يتقرب إليه سبحانه بالسعي في طلب الكسب الحلال. قال سيد قطب: (لا يخطو المسلم في حياته خطوة، ولا يتحرك في ليله أو نهاره حركة، إلا وهو ينظر فيها إلى الله. ويجيش قلبه فيها بتقواه، ويتطلع فيها إلى وجهه ورضاه. فإذا الحياة كلها عبادة تتحقق بها إرادة الله من خلق العباد، وتصلح بها الحياة في الأرض وهي موصولة السبب بالسماء) (11).
وعن أي هريرة أن النّبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوبًا لاَ يُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ، وَلاَ الصِّيَامُ، وَلاَ الْحَجُّ، وَلاَ العُمْرَةُ. يُكَفِّرُهَا الْهُمُومُ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ" (12).
ويتسع مجال العبادة التي يثاب عليها المسلم حتى لا تدع شيئا في حياة المسلم، حتى الشهوة التي يقضيها المسلم. فعن أبي ذر: أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ. قَالَ: أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٍ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةً، وَنَهْيٍ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةً، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةً. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ، أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا" (13).
- والوجه الثاني: ورد في السنة ما يدل على شرعية الذكر والدعاء بغير المأثور. فعن أنس بن مالك قال: كنت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم جالسًا في الحلقة، إذ جاء رجل فسلّم على رسولِ اللّه صلى الله عليه وسلم والقومِ فقال: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ. فردّ الرسول صلى الله عليه وسلم: "وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ". فلمّا جلس الرجل قال: "الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا أَنْ يُحْمَدَ وَيَنْبَغِي لَهُ". فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ قُلْتَ؟ " فرَدَّ عليه كما قال. فقال النّبي صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدِ ابْتَدَرَهَا عَشْرَةُ أَمْلاَكٍ، كُلُّهُمْ حَرِيصٌ عَلَى أَنْ يَكْتُبَهَا، فَمَا دَرَوْا كَيْفَ يَكْتُبُونَهَا، حَتَّى رَفَعُوهَا إِلَى ذِي العِزَّةِ، فَقَالَ: اكْتُبُوهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي" (14).
وعن عبد الله بن عمر أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حدّثهم أنّ عبدًا من عباد الله قال: "يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِكَ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ"، فَعَضُلَتْ بِالْمَلَكَيْنِ فَلَمْ يَدْرِيَا كَيْفَ يَكْتُبَانِهَا، فَصَعِدَا إِلَى السَّمَاءِ فَقَالاَ: يَا رَبَّنَا، إِنَّ عَبْدًا قَدْ قَالَ مَقَالَةً، لاَ نَدْرِي كَيْفَ نَكْتُبُهَا! قَالَ اللَّهُ -وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ عَبْدُهُ-: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ قَالاَ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ قَالَ: (يَا رَبِّ، لَكَ الْحَمْدُ كَمَا يَنْبَغِي لِجَلاَلِ وَجْهِكَ وَعَظِيمِ سُلْطَانِكَ). فَقَالَ لَهُمَا: اكْتُبَاهَا كَمَا قَالَ عَبْدِي حَتَّى يَلْقَانِي، فَأَجْزِيَهُ بِهَا" (15).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها ما ورد عن بريدة الأسلمي أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو وهو يقول: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ). فقال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى" (16).
وفي حديث أنس بن مالك أنه كان مع النّبي صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يصلي ثم دعا: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ. لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْمَنَّانُ، بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ. يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ. يَا حَيُّ، يَا قَيُّومُ). فقال النّبي صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى" (17).
وقد جاء رجل إلى النّبي صلى الله عليه وسلم فقال له النّبي صلى الله عليه وسلم: "كَيْفَ تَقُولُ فِي الصَّلاَةِ؟ ". قال: أَتَشَهَّدُ ثُمَّ أَقُولُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ)، أَمَا إِنِّي لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ، وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ! فقال النّبي صلى الله عليه وسلم: "حَوْلَهَا نُدَنْدِنُ" (18).
فهذه الأحاديث صريحة في جواز الدّعاء بغير الصيغ المأثورة. فلم ينكر النّبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة والأعراب اجتهادهم في دعاء الله بما يفتح الله عليهم، ما داموا يدندنون حول نفس المعاني التي يدندن النّبي حولها.
- والوجه الثالث: أن كتب السيرة والتاريخ والتراجم أوردت شواهد وشوارد كثيرة من دعاء بعض الصحابة والتابعين والفقهاء وأهل الزهد وغيرهم، مما لا يدع مجالاً لإنكار جواز ذلك. وقد ذكرنا في هذا الكتاب عدداً كبيراً من هذه الأدعية (أكثر من 2500 دعاء)، فلتراجع.
وخلاصة الأمر، إذن، أن المسلم إذا دعا بدعاء ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم، من خَيْرَيِ الدنيا والآخرة، فإن هذا لا بأس به. ولسنا بهذا ننكر فضل الدّعاء المأثور عن النّبي صلى الله عليه وسلم، ولكننا نرى أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم (كان بذلك يعلّم أصحابه، وينشر في المجتمعات المؤمنةِ المثلَ الطيّبَ، والدعاءَ الطيّبَ، الذي يرجى من الله قبولُه. فلو دعا مؤمنٌ ربَّه بغير ما أثر عن النّبي صلى الله عليه وسلم -ولكن في حدود هدي أدبه-، فلا يكون آثماً، ولا خارجًا عن السنّة، سالكاً طريق البدعة. فليس في الإسلام شيء يُتعبَّد به لفظاً ومعنىً إلاّ القرآن الكريم) (19).
الهوامش:
1 - جزء من حديث صحيح للنبي صلى الله عليه وسلم، رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد: 1/ 287.
2 - سورة الأعراف: الآية 55
3 - رواه مسلم، كتاب الذكر، باب بيان أنه يستجاب للداعي مالم يستعجل: 8/ 87. [{يستحسر}: ينقطع عن الدعاء.
4 - سورة النمل: الآية 62
5 - سورة غافر: الآية 60
6 - شرح الأذكار لابن علان 1/ 17
7 - سورة الذاريات: الآية 56
8 - التحرير واالتنوير، محمد الطاهر بن عاشور، شرح سورة الفاتحة: 1/ 180.
9 - انظر تفصيل ذلك في "رسالة في العبودية" لابن تيمية: 44.
10 - سورة الأنعام: الآية 162 - 163
11 - في ظلال القرآن، لسيد قطب. شرح الآية 36، 37 من سورة الحج: 5/ 197.
12 - رواه أبو نعيم في الحلية: 6/ 335، وابن عساكر، عن أبي هريرة، والطبراني في الأوسط: 1/ 38.
13 - رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب الدعاء بعد الصلاة: 5/ 2331، ومسلم، كتاب الصلاة، باب استحباب الدعاء بعد الصلاة: 2/ 97.
14 - رواه أحمد: رقم: 12633، 3/ 158.
15 - رواه الإمام أحمد وابن ماجه، كتاب الأدب، باب فضل الحامدين: 2/ 1249.
16 - رواه الترمذي، أبواب الدعوات، باب جامع الدعوات عن النبي صلى الله عليه وسلم: 5/ 515 وأبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء: 1/ 554، وابن حبان، باب الأدعية: 3/ 173، والحاكم، كتاب الإيمان، باب التأمين: 1/ 400.
17 - رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء: 1/ 554، والترمذي، أبواب الدعوات، باب خلق الله مئة رحمة: 5/ 550، وانظر: الصحيح الجامع 1/ 329 والوابل الصيب من الكلم الطيب ص161.
18 - رواه أحمد: رقم: 15939: 3/ 474، وأبو داود، كتاب الصلاة، باب في تخفيف الصلاة: 1/ 292، وابن ماجه، كتاب الصلاة، باب في التشهد والصلاة: 1/ 195. وقوله (دندنتك): أي مسألتك الخفية أو كلامك الخفي، و (الدندنة): كلام لا يُفهم، أي أن يتكلم الرجل بكلام تسمع نغمته ولا يُفهم.
19 - الدّعاء في القرآن الكريم، ص15. محمد الحبيب السلاّمي ورشيد الحبيب وغيرهما.
===(/)
إستفسار حول التفسير الموضوعي عاجل
ـ[ fugy] ــــــــ[20 Sep 2008, 05:11 م]ـ
ماهو التفسير الموضوعي وما هي منهجية الدراسة فيه مع ذكر مرجحات في التفسير(/)
سؤال للشيخ الفاضل مساعد الطيار
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[20 Sep 2008, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل: ذكرتم أمس في حلقة برنامج بينات أنه لو قام المعلمون بتمثيل الأمثال
الواردة في القرآن فسيكون هذا أثبت في ذهن الطالب وكان هذا النقاش في قوله تعالى
في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ
مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ
وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
لكن ظهر عندي إشكال أليس هذا يفتح باب في تمثيل الأمور الغيبة
ولقد ظهر في الأوانة الاخيرة كثير من هذه المشاكل خصوصاً في مدارس رياض أطفال
حيث تقوم المعلمة بتمثيل كل شيء بحجة أن هذا أسهل في الحفظ
مثال ذلك: تمثيل سورة الفيل
هذا ماظهر لدي فأريد أن تفيدونا بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع الله بكم المسلمين
ماهو الضابط في ذلك؟؟(/)
لماذا جاء قوله تعالى " ووهبنا له يحيى " قبل قوله تعالى " وأصلحنا له زوجه "
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[21 Sep 2008, 01:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى سورة الأنبياء آية 90
لماذا جاء قوله تعالى " ووهبنا له يحيى " قبل قوله تعالى " وأصلحنا له زوجه "
مع أن المعلوم أن اصلاح الزوجة يكون قبل وهب الولد.
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[21 Sep 2008, 02:36 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
اختلف أهل التأويل في معنى الصلاح الذي عناه الله جلّ ثناؤه بقوله (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) فقال بعضهم: كانت عقيما فأصلحها بأن جعلها وَلُودا.
نقرأ في الطبري:
"حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) كانت عاقرا، فجعلها الله ولودا، ووهب له منها يحيى."
وقال آخرون: كانت سيئة الخلق، فأصلحها الله له بأن رزقها حُسن الخُلُق.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أصلح لزكريا زوجه، كما أخبر تعالى ذكره بأن جعلها ولودا حسنة الخُلُق، لأن كل ذلك من معاني إصلاحه إياها، ولم يخصُصِ الله جلّ ثناؤه بذلك بعضا دون بعض في كتابه، ولا على لسان رسوله، ولا وضع، على خصوص ذلك دلالة، فهو على العموم ما لم يأت ما يجب التسليم له بأن ذلك مراد به بعض دون بعض.
و الله أعلم بعلمه
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[21 Sep 2008, 03:07 ص]ـ
عندي إضافة بسيطة أختي الفاضلة، أن واو العطف في (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) لا تفيد الترتيب، بل المشاركة و التزامن. هبة الولد بإصلاح الام، أو إصلاح الام بهبة الولد، و إنما جاء تسبيق الهبة تعظيما لها. و الله أعلم.
الفاء، على عكس الواو، تدلُّ على التّرتيبِ. كما في قوله عز من قائل: (فاما من أعطى وأتقى فصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى). فالتيسير يكون بعد التصديق الذي يكون بعد التقوى.
هناك أداة عطف أخرى، تفيدُ التّرتيبَ مع التّراخي في الزمن، و هي "ثم".
و التعامل مع أدوات العطف و دلالاتها في القرآن الكريم، تسهل الفهم و تزيل كثيرا من اللبس.
هداني الله و إياك و جميع المسلمين إلى ما يحبه و يرضاه.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:23 ص]ـ
لعل وجه تقديم ذكر الولد على إصلاح الزوجة -والله تعالى أعلم- أن دعاء زكريا عليه السلام كان بأن يهبه الله ذرية طيبة فاستجاب الله دعاءه وزاده من فضله إصلاح زوجه له
فكأنها في معنى: أعطيناه ما سأل وزيادة
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[23 Sep 2008, 01:37 م]ـ
إن المتتبع لقصة نبي الله زكريا في القرآن، يجدها تعكس الصورة التامة لما كان عليه من قلق بشأن تقدم سنه وخوفه من ضياع ميراثه وميراث آل يعقوب إذا مات بلا عاقب. انظر سورة مريم "قال ربي إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك ربي شقيا، وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله ربي رضيا" مريم:4 - 6. هذه الآيات تحدثنا عن رجل هرم طاعن في السن ضعيف ابتلي بامرأة عاقر، ومع كبر سنه وعقم زوجه تضاءلت إن لم تكون استحالت فرصة الإنجاب، وفي دعائه يبين سبب رغبته في الولد: أولا خوفه من الموالي أن يفسدوا في البلاد، ثانيا: الملك الذي ورثه زكريا عليه السلام من يعقوب عليه السلام، فهو يريد امتدادا لذكره ولملكه.
هذه واحدة، الثانية أن زوجه ابتليت بهَمَّينِ، أولهما أنها عاقر فلم تحقق لزوجها حلمه في الذرية عموما، والثاني كبر زوجها مع نماء وقوة رغبته في الغلام، هذا الوضع من شأنه يجعل المرأة في حالة اضطراب تلقائي يتفاوت معه سلوكها. فهي تخاف أن تتغير نظرة زوجها إليها باللوم أو الندم، كأن يلومها مثلا لو تركته يتزوج بغيرها لكان عنده الغلام الآن، أو يندم على الإبقاء عليها وأنه كان لزاما عليه أن يسرحها و يتزوج بغيرها لأجل الذرية. والواقع الذي نعيشه يشهد بكل هذه الأمور.
بالنسبة لنبي الله زكريا عليه السلام، لم يكن يعنيه هذا التفاوت السلوكي لزوجه بقدر ما يعنيه الغلام، بمعنى آخر كان أحرص على الغلام من اعتدال سلوك زوجه معه، لأنه قد فات الأوان، فهو طاعن في السن الآن، وحتى إن كتب له الإنجاب في هذه السن فهو بأمر الله وحده هبة منه واستثناء، ومن ثم آثر أن تكون هذه الهبة مع من عاشرها طول عمره بدلا من غيرها لأنه مرس خلقها واعتاد عليه، ومن ثم جاء النسق القرآني ليقابل حالته النفسية، وكأن الرحمن يقول له هذا ما سألت بلسانك وقلبك نعطيكه، وهو الغلام، وهذا ما سألت بقلبك نعطيكه، وهو استقامة سلوك زوجك معك.
ومن ثم لزم هذا الترتيب القرآني، فهو ترتيب مقصود لحكمة مقصودة.
والله أعلى وأعلم
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[محمد عامر]ــــــــ[23 Sep 2008, 11:23 م]ـ
لعل وجه التقديم أن طلب الذرية كانت مبتغاه ومطلبه الأعظم في الدعاء، وذكر امرأته في الدعاء بأنها عاقرمن باب رجاء الرحمة بإصلاحها للولد الذي هو المطلب الأهم، ولم يخصها بطلب إصلاح لشأنها وأما إصلاح الزوجة المذكور في الاستجابة في الآية فلعله في الخلق كما ذكر المفسرون وهذا من باب الزيادة في الهبة على المطلوب فضلاً من الله ومنه، وبهذا فلا إشكال في تقديم الغلام على صلاح الزوجه والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[01 Oct 2008, 03:15 ص]ـ
لو راجعتم تفسير الشعراوي - رحمه الله - لوجدتموه ذكر فائدة نفيسة مضمونها: أنه قدم هبة يحيى لزكريا على إصلاح الزوجة من باب التنبيه على أن وهب يحيى ليس موقوفا على صلاح الزوجة بل هو بمحض القدرة الإلهية. والله أعلم(/)
حوار هادئ (وجهة نظر)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[21 Sep 2008, 05:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطرح على الفضلاء هذا الموضوع الذي أحب أن اسمع وجهات النظر الشرعية حوله وهو أنكم تعلمون فتوى علماؤنا الأجلاء حول: قول أو استدامة قول: تقبل الله أدبار الصلوات المفروضة وأن ذلك من البدع المحدثة لعدم ورودها عن نبينا عليه السلام ولو كان خيراً لسبقونا إليه مع أن الصحابة كانوا يصلون خلفه خمس الصلوات ولم تنقل هذه العبارة ولا غيرها.
فأقول إعتاد أغلب الناس عموماً بل ممن يحسبون على أهل الصلاح الظاهر بل قد يكونوا طلبة علم إعتادوا أن يقولوا لمن يقدم من العمرة قول (تقبل الله) من غير نكير.
أقول فما هو الفرق؟! هذا انتهى من عبادة وأنكرنا عليه أن يقول: تقبل الله والأخر أنتهى من العمرة واعتاد أن يقول: تقبل الله ولم ننكر عليه والجميع عبادات مفروضات ولم ينقل أحد من الصحابة - فيما أعلم - أن يقولوا لمن يقدم من العمرة: تقبل الله.
أرجوا من ‘خواني الفضلاء طرح ما لديهم عسى الله أن يهدينا سواء السبيل
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Sep 2008, 07:23 ص]ـ
تقبل الله من المسلمين جميعاً صالح العمل، وهل في دعاء المسلم لأخية المسلم أن يقبله الله ويتقبل منه مشكله؟!!
وهل من دليل يمنع دعاء المسلم لأخيه المسلم في أوقات معيَّة؟!
قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}
قال ابن عباس: أمر الله تعالى بالاستغفار لاصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم أنهم سيفتنون. {القرطبي}
وإلى التقني والمفتوح الله الموفق.
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 09:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
قولك لمن يفرغ من صلاته تقبل الله هل هو حرام وبدعة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن التزام قول المسلم لأخيه بعد الصلاة: تقبل الله على سبيل القربة والعبادة بدعة، لأن هذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أصحابه، والأصل في العبادة التوقيف حتى يرد الدليل الشرعي، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رد".
وأما إذا قاله أحياناً بدون اعتقاد القربة، فلا بأس به.
وكذلك قول مثل هذا يوم العيد، فلا بأس به، فعن جبير بن مطعم قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك" قال الحافظ: إسناده حسن.
والله أعلم.
وهذا الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=10514&Option=FatwaId
2- السؤال
جزاكم الله خير الجزاء على موقعكم وخدمتكم للإسلام والمسلمين، قلت لشيخ بعد أن صلى المغرب منفردا متأخرا: تقبل الله صلاتك. فرد علي إن ما قلت بدعة، مارأيكم في هذا ?
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأصل استحباب دعاء المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ففي الحديث الشريف: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل به، كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل. رواه مسلم.
وبالتالي فلا داعي لوصف ذلك بالبدعة ما دام الداعي لم يعتقد في دعائه في هذه المناسبة سنية خاصة.
والله أعلم.
الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=80051&Option=FatwaId
3- السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
هل تصافح المصلين بعد الانتهاء من الصلاة فى المسجد وقول تقبل الله بدعة الرجاء الإفادة؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فمصافحة المسلم لأخيه المسلم مشروعة ويؤجر عليها لما رواه الترمذي عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا. وغيره من الأحاديث الدالة على فضل واستحباب المصافحة.
إلا أن تقييد المصافحة بعقب الصلوات أو بعضها كما يفعله بعض الناس غير مشروع، بل هو بدعة كما نص عليه شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال: المصافحة عقيب الصلاة ليست مسنونة بل هي بدعة. انتهى.
وانظر الفتوى رقم: 8063.
ومثلها في الحكم الدعاء الذي يقوله بعض الناس بعد الانتهاء من الصلاة وهو تقبل الله أو حرماً، ونحو ذلك مما لم يأتِ به الشرع.
والله أعلم.
الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=29487&Option=FatwaId
4- السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
ما القول الذي يمكن أن يقوله الشخص لمن يفرغ من الصلاة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فليس هناك قولٌ مأثورٌ في الكتاب ولا في السنة يقال لمن انتهى من فعل صلاته، وما يقوله بعض الناس لبعض مثل قولهم: "حرماً وجمعاً"، أو "تقبل الله" ليس له أصل مأثور، فمن قاله ينوي به التعبد، فقد قارف بدعةً، وأما إن قاله يقصد به الدعاء لأخيه المسلم، ولا يقصد به التعبد، وأنه مشروع فلا بأس بذلك ما لم يكن القائل في مقام القدوة.
والله أعلم.
الرابط
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=11122&Option=FatwaId
6- وهذا رابط بخصوص التهنئة بالعيد
http://www.islamqa.com/ar/ref/49021/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:26 ص]ـ
دخضر
عفا الله عنك. نعم هناك محذور وهو كون هذه الكلمة تقال , والقائل يعتقد استحبابها بغير برهان ولا حجة وهذا يندرج تحت قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الحديث الذي رواه الشيخان (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه وهذا منه لأن العبادات توقيفيه وليست بأدلة عامة لها تأويلات.
ولا زلت أنتظر مزيد من الطرح
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:58 ص]ـ
[ quote] دخضر
عفا الله عنك. اللهم آمين، قلت: بمناسبة عفا الله عنك، مالفرق بينها وبين تقبل الله منا ومنك الطاعة؟
نعم هناك محذور وهو كون هذه الكلمة تقال ,والقائل يعتقد استحبابها
قلت: ما المحظور في استحباب تمنى تقبل الطاعة من الناس؟!!! ومن الذي أخبرك بهذا الاعتقاد؟!!!، وبواطن الأمور لا يعلمها إلا علام الغيوم، أطلعت الغيب أم اتخذت عند الرحمن عهداً؟؟؟!
وأزيد القول قولا فأستفهم منك: من الذي قال بأننا نستحبها ونحبذها لكونها سنة واردة عن الرسول ـ صى الله عليه وسلم ـ؟؟؟!!!
يا أخانا ابن رجب هدايات الإسلام أوسع وأرحب مما تتصور طالما اتبعت ولم تبتدع أو تلصق بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ والسلف الصالح ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ ما لم يقولوه.
وطالما أنك قد تسلحت برأي لا تحيد عنه ـ بداية ـ فالأجدر بك أن تطرح قناعاتك من خلال مشاركتك جزما وحزماً ببيان بدعية القول وتطلب رأي المخالف مباشرة.
ولا يكون السؤال سؤال استفهام لا لطلب الفهم الحقيقي ـ كما لاحظت في سؤالك ـ، بل على سبيل المجاز، وأنت تعلم ما في المجاز؟!!
وأقول لك هل استدلالك القرآني في موضعه؟!!! أم ترى معى أن بين المقام والمقال بونا شاسعا؟؟!!
والشكر موصول للأخ الفاضل الذي تلاني على تفضله بالسؤال والجواب، فكل كلامه سديد.
وتحياتي لابن رجب وتقبل اللم منه صالح القول والعمل ـ إن رغب في الدعاء ثم وافق الدعاء قبولا عند الله.!!
ـ[الجكني]ــــــــ[22 Sep 2008, 01:03 ص]ـ
أخي الكريم ابن رجب:
أعد نظراً يا عبد قيس لعلّما **** أضاءت لك النار الحمار المقيّدا
اخي الكريم:
قلتَ:
وهذا يندرج تحت قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله) الحديث الذي رواه الشيخان (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود عليه وهذا منه لأن العبادات توقيفيه وليست بأدلة عامة لها تأويلات.
أخي الكريم:
أتنزل هذه المسائل - الاجتهادية بين العلماء- منزلة من يشرك بالله تعالى؟؟؟
ثم يا أخي الكريم:
هذه القواعد التي رأيتك - ولست وحدك بل معك كثير ممن ينتسب للعلم - تستدل بها وهي: عدم فعل النبي صلى الله عليه وسلم للشيء وتعطونه الحكم المعروف، وتستدلون بالآية الكريمة في سورة الأحقاف على فهمكم لها، ثم استدلالكم بأن العبادات توقيفية ووو ..
اسألك أخي الكريم:
هل هذه الأدلة كلها هي نص كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟؟ يعني منصوص عليها بالكتاب والسنة؟؟
أم أنها:
من قواعد - بعض - العلماء، قعّدوها حسب فهم لنصوص الكتاب والسنة؟؟؟
فإن كانت صريح كتاب الله تعالى فالحق أحق أن يتبع.
وإن كانت الأخرى:
فكيف يستدل بآيات الشرك والمشركين على الموحدين المسلمين؟؟؟؟
وكيف تلزم الأمة بفهم دون فهم؟؟؟؟
وقبل هذا كله وبعده:
إذا عرفت لنا البدعة تعريفاً يسلم به كل علماء المسلمين المعتبرين فعندها يصلح النقاش في البدعة وغيرها، أما - بتخفيف الميم - وكل يحكم على الشيء من خلال فهمه للبدعة ثم تنزيل الآيات في غير موقعها فهذا مالاندين الله به.
بلغنا الله وإياكم ليلة القدر وغفر لنا ولكم فيها الذنوب والخطايا.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[23 Sep 2008, 10:53 م]ـ
السلام عليكم ....
ذهب العلامة الإمام محمد ناصرالدين الألباني رضي الله عنه إلى أن جملة " تقبل الله منا ومنكم" يجوز أن تقال على سبيل النذرة مادامت جملة دعائية ... وهذا على مذهب من يرى أن البدعة هي طريفة في الدين مخترعة يقصد بالسلوك عيها مضاهاة الطريقة الشرعية ....
أما من قال البدعة اعتقاد خلاف ما كان عليه السلام بنوع شبهة أو تأويل فاسد فسيذهب حتما إلى جواز هذا الدعاء ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[25 Sep 2008, 11:17 م]ـ
سئل سماحة الشيخ ابن باز
أسمع في نهاية الصلاة من بعض الناس قوله عندما يسلم من الصلاة يقول أحدهم لأخيه: تقبل الله العظيم، فيرد عليه الآخر: منا ومنكم صالح الأعمال، فهل هذا من السنة؟
لا أصل لهذا، ليس من السنة، ولا أصل له. تنصحون سماحة الشيخ بالابتعاد عن مثل هذه الألفاظ، أو لا حرج في قولها؟ لا، ينبغي ترك ذلك؛ لأنه غير مشروع. ما الفرق بينها وبين الدعاء بالقبول للأعمال سماحة الشيخ؟ إذا كان عارض ما يعتاده في بعض الأحيان يفعله، مثل ما يقول في الطريق إذا تلاقيا: غفر الله لنا ولك، تقبل الله منك، أو عند السلام عليه في البيت لا بأس لكن كونه يعتاد إذا سلم من الصلاة يقول هذا الكلام كعادة هذا ليس مشروعا، هذا بدعة. اهـ
تأمل أخي د خضر كلمة {بدعة}
المصدر: موقع سماحة الشيخ ابن باز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:06 ص]ـ
[ QUOTE= ابن رجب;62219]
تأمل أخي د خضر كلمة {بدعة}
تأملت مرحبا بما كتبتَ أخي ابن رجب، وقلت: ما اقتنع به، والأمر فيه سعة تستوعب وجهات نظر العلماء، وعلى الله قصد السبيل.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:45 ص]ـ
عفوا ...
سئل فضيلة الشيخ الدكتورعبد الفتاح خضرعن حكم جملة: تقبل الله منا ومنكم عقب
الصلاة.فأجاب: يجوز أن يقول الأخ لأخيه تقبل الله منا ومنكم على سبيل الدعاء ...
أخي ابن رجب ماذا ترى الآن؟ (ابتسامة)
يا أخي لايجوز ضرب قول عالم بعالم ولا يجوز الإحتجاج على عالم بعالم آخر ...
مع أنني أرى أنه لا يجوز أن تقال ...
ـ[ابن رجب]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:34 ص]ـ
تحية إلى د. خضر و عبدالرحمن الظاهري ولجميع المشاركين وليس الأمر كما ظننت أخي عبدالرحمن وإنما أردت مزيد استفادة لي من بعض الأطروحات من مشائخنا الكرام وليتكم تتفقون معي على أصل عظيم وهو أن العبادات توقيفية على ما جاء في الكتاب والسنة فقط
ـ[أبوسليمان المحمد]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:48 ص]ـ
- نقل الطحاوي في كتابه اختلاف العلماء [كما في مختصره للجصاص المجلد الرابع/وأظنه في الصفحة 386] حكاية الاتفاق على قول تقبل الله للقادم من الحج.
- (هذا مافي كتابه ولايلزم من النقل التسليم بالمنقول)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:38 م]ـ
شكرالله للفاضلين عبد الرحمن الظاهري وابن رجب على تفضلهما وأدبهما وعلو نبرة العلم المسؤول فيما تفضلا به فكم تعلمت منهما.
وأقول: نشهد بأن العبادات توقيقية، وأزيد بأن الأصل فيها المنع إلا بنص.
ولكن قبل كل شيء يجب لفت النظر إلى كلمة " العبادات " إذ هي كلمة تحتاج إلى التأمل وعدم تحميلها فوق حملها والله الموفق.
ـ[أد. عمر ثابت خضر]ــــــــ[28 Sep 2008, 03:03 م]ـ
لا أريد أن أزيد على الدكتور عبد الفتاح بشىء فقد زاد وما نقص من كلامه شىء ولكن أريد أن أقول لأخى بن رجب كلمة نحن فى مجتمعات شرقية تحب الكلمة الطيبة والمجاملة الحسنة فكلمة تقبل الله كلمة أثرت فينا حسيا ومعنويا فالمرجوا من الأخ بن رجب أن يعرف المبدىء المناسب للناس ويمشى به فبهدهم أقتده لا أريد أن أزيد غير هذا ونحن معك فى أنه حوار هادىء هداك الله وإيانا وجعلنا هداة مهتدين ووجهة نظرك على العين وعلى الرأس أخى والله الموفق(/)
حول التدبر
ـ[التواقة]ــــــــ[21 Sep 2008, 06:47 ص]ـ
لطالما أكدتم في بينات وأكدتم ذلك بأمثلتكم التي تطرحونها فجزاكم الله خيرا ..
وبما أني متابع للبرنامج وبشغف فاسمحو لي بهذه الأسئلة:
هل كل قارئ للقرآن يستطيع أن يتدبر؟
ماالعلوم التي يحتاجها المتدبر؟ أم أنها أي اللطائف والنكت فتح رباني؟ أم الأمر هوكلاهما فتح رباني مع علوم تجعله أهلا للفتح الرباني؟
ـ[التواقة]ــــــــ[23 Sep 2008, 07:14 ص]ـ
في انتظار الرد ..
جزاكم الله خيرا يا مشايخنتا الكرام ..
ـ[التواقة]ــــــــ[01 Oct 2008, 05:49 ص]ـ
أرؤجو من الشيخ عبدالرحمن أو الشيخ مساعد كعادتهما في الرد على استفسارات وأسئلة أعضاء الملتقى ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Oct 2008, 06:32 ص]ـ
طالعي هذا الموضوع أختي الكريمة
أسأل الله لك التوفيق.
تدبر في التدبر ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=59032)(/)
الحكمة وخلقه صلى الله عليه وسلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Sep 2008, 08:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الحكمة وما أدراك ما الحكمة، احتار العقلاء بكنهها، وأحب أهل الفضيلة الاتصاف بها، فقد قال رب العزة:
{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} (البقرة:269)
وأنا أستمع اليوم لبرنامج (بينات) تذكرت بحثا لي تطرقت فيه لمعنى الحكمة فقد فكرت في أمرها قبلا.
والمراد أرشدني حديث المشايخ إلى أمر كنت قد قررته من قبل فازداد تأكده وتقرره في النفس.
الحكمة والسنة مرتبطتان ارتباطا وثيقا، فإذا قلنا الحكمة هي السنة والسنة هي الحكمة، لن نكون قد جانبنا الصواب، وقد انتبهت لإشارة المشايخ إلى ارتباط الحكمة بالأخلاق، وهذا ما كان يرشدنا إليه من كان خلقه القرآن الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه، قال تعالى:
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل:125)
و أثنى عليه رب العزة فقال:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)
وقمة الحكمة أن يتأدب الإنسان مع ربه، ويعبده حق عبادته، ويشكره بطاعته، قال تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} (لقمان:12).
وكما قال صلى الله عاليه وسلم:
" إنما العلم بالتعلم و الحلم بالتحلم "
" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء قط إلا زانه ولا كان الخرق في شيء قط إلا شانه "
فالأليق بالمسلم أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، ويحسن الظن بربه، وبالمسلمين، ويعامل اخوانه بما يرضي الله تعالى، ولا يقول هلك الناس، فيعاملهم بما لا يستحقون، حتى يصبح فيما بعد " أهلكهم "، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم ".
والله أعلى و أعلم وأحكم.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[21 Sep 2008, 10:12 ص]ـ
وقمة الحكمة أن يتأدب الإنسان مع ربه، ويعبده حق عبادته، ويشكره بطاعته
جزاك الله خيرا على هذا المعنى
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[21 Sep 2008, 11:49 ص]ـ
أختي الفاضلة أم عبدالله الحمد لله والشكر لله، وجزاك الله خيرا.
وقمة الحكمة أن يتأدب الإنسان مع ربه، ويعبده حق عبادته، ويشكره بطاعته
جزاك الله خيرا على هذا المعنى
وكيف سنصل للقمة المنشودة،لن يكون ذلك إلا عن طريق السنة:
قال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (آل عمران:31).(/)
د/عبدالرحمن الشهري .. ارجو ان تجيب على اسئلتي
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[21 Sep 2008, 09:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري
اسأل الله العظيم ان ينفعنا بكم وبعلمكم .. ويرزقنا واياكم خيري الدنيا والآخرة
ويعيننا على صيام وقيام هذا الشهر المبارك ..
..........
من خلال متابعتي لبرنامجكم القيم (بينات) و (التفسير المباشر)
احسست بأني سأجد ما يشبع رغبتي وفضولي من خلال ماستتحفونا به
و لدي بعض الأسئلة التي احتاج لمن يجيبني عليها .. لعل الله ان ينفعني وينفع الأخوة هنا بها
جميع اسئلتي بخصوص سورة البقرة
وارجو ان لا اكون قد اثقلت عليكم شيخي الفاضل
.........
السؤال الأول
وجدت في بعض الآيات الكريمه
في خطاب الله سبحانه وتعالى للكافرين وكلامه عنهم قال:
(ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين ااشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وماهو بمزحزحه من النار ان يعمر والله بصير بما يعملون)
وفي خطابه للمؤمنين او كلامه عنهم قال سبحانه:
(واقيموا الصلاة وءاتوا الزكاة وماتقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله والله بما تعملون بصير)
وفي مواضع كثيره وجدت نفس النتيجه
فهل هناك فرق بين قولة (والله بما تعملون بصير) وقوله (والله بصير بما يعملون)
؟؟؟
.........
السؤال الثاني
قال تعالى ((افتطمعون ان يؤمنوا لكم))
وقال ((أولا يعلمون ان الله يعلم مايسرون وما يعلنون))
وقال (ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم)
مالفرق بين ((افـ)) و ((أو)) و ((أم)) في الآيات ... لأني أحيانا يستشكل علي الفرق بينها ..
..............
السؤال الثالث
قال تعالى:
(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون)
وقال تعالى:
(واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها عدل ولا تنفعها شفاعة ولا هم ينصرون)
مالفرق بين الآيتين؟؟
................
قد تكون اسئلتي مما يسأل فيه
لكني مازلت في بداية طلب العلم .. لعلي انهل مما لديكم من علم
وجزاكم الله خير الجزاء ... فمنكم نستفيد ونتعلم ... وبنوركم نهتدي للطريق الصحيح
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2008, 02:54 م]ـ
الأخ الكريم وفقه الله
أشكرك على تشجيعك وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يوفقنا لحسن القصد وإخلاص العمل لوجج سبحانه وتعالى.
أما سؤالك الأول فهو يتعلق بموضوع في غاية الأهمية من علوم البيان العربي وهو موضوع التقديم والتأخير في الكلام ودلالالته البلاغية. وقد كتب فيه العلماء وأشاروا إلى أهميته. ومن أول من كتب في ذلك العلامة سيبويه رحمه الله في (الكتاب) واشار إلى بعض أغراضه، ثم توسع المتأخرون في بيانه ومن أمثلهم العلامة عبدالقاهر الجرجاني رحمه الله.
وقد صنفت مؤخراً كتب قيمة في تتبع هذه الظاهرة العربية في القرآن الكريم وفي الشعر العربي، وهي جديرة بالقراءة والانتفاع مما فيها.
ومنها كتاب قيم كنت أعلنت عن صدوره في الملتقى بعنوان (بلاغة التقديم والتأخير في القرآن الكريم) للدكتور علي أبو القاسم عون، وغيره من الدراسات الجادة. وهناك كتاب قيم صدر مؤخراً حول هذا الموضوع من مكتبة وهبة في القاهرة لعلي أعرضه في الملتقى في أقرب فرصة بإذن الله.
وأما جواب سؤالك الأول فقد وجدت له جواباً مكتوباً من كلام العالم الجليل الأستاذ الدكتور فاضل بن صالح السامرائي نفع الله به وبعلمه. ونصه كما وضعته في الملتقى أختنا الكريمة سمر الأرناؤوط وفقها الله:
- قوله تعالى (بما تعملون بصير) وفي آية أخرى يقول (بصير بما تعملون) فهل للتقديم والتأخير لمسة بيانية؟ (د. فاضل السامرائى)
التقديم والتأخير يأتي لسبب والسياق قد يكون الحاكم والموضح للأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا كان سياق الكلام أو الآية في العمل يقدّم العمل، وإذا لم يكن السياق في العمل أو إذا كان الكلام على الله سبحانه وتعالى وصفاته يقدّم صفته. من باب تقديم العمل على البصر: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) البقرة) بهذا العمل بصير، إذا كان السياق عن العمل يقدم العمل على البصر وإذا كان الكلام ليس في السياق عن العمل أو الكلام على الله تعالى وصفاته يقدم صفته. (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) البقرة) هذا إنفاق، (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) البقرة) (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) البقرة) (وَإِنَّ كُلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) هود) (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) هود) الكلام على العمل فقدم العمل (أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (11) سبأ) قدم العمل، (اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (40) فصلت) هذا في القرآن كله إذا كان الكلام ليس على العمل أو على الله تعالى (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96) البقرة) ليس فيها عمل، (وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ فَعَمُواْ وَصَمُّواْ ثُمَّ تَابَ اللّهُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ عَمُواْ وَصَمُّواْ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (71) المائدة) لا يوجد عمل، (إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) الحجرات) يتكلم عن الله تعالى فيقدم صفة من صفات الله تعالى.
وأما سؤالك الثالث فكذلك ليس بعيداً عن موضوع التقديم والتأخير ودلالته البلاغية والنفسية.
وقد وجدت جوابه كذلك للدكتور فاضل السامرائي وهذا نصه:
*ما دلالة اختلاف ترتيب العدل والشفاعة بين آية (123) و (48)؟ (ورتل القرآن ترتيلاً)؟
(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ (123) البقرة) إذا استحضرنا الآية المماثلة لهذه الآية وجدنا اختلافاً في العدل والشفاعة فهناك قدّم (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ (48)) واخّر (وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ) وهنا قدّم (وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ) لنُكتة أدبية وبلاغية وذاك أن أحوال الأقوام في طلب الفِكاك عن الجُناة تختلف فمرة تراهم يٌقدّمون الفِداء فإذا لم يُقبل منهم يُقدِّمون الشفعاء وتارة يُقدِّمون أولاً الشفعاء فإذا لم تقبل شفاعتهم عرضوا الفداء فعرضت الآيتان أحوال نفوس الناس في فِكاك الجُناة.
وأما جواب سؤالك الثاني فقد ذكر له الدكتور عبدالعظيم المطعني توجيهاً جيداً في كتابه القيم (التفسير البلاغي للاستفهام في القرآن الكريم) لعلي أنقل لك خلاصته في وقت أوسع بإذن الله. أو يتكرم أحد الزملاء في الملتقى فيفيدني وإياك بالجواب الصحيح إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[22 Sep 2008, 07:43 م]ـ
(أفتطمعون ... )
(أو لا يعلمون)
الهمزة في المثالين (للإنكاروالتوبيخ) , أما ما تراه بعدهما من اختلاف تارة بالفاء وتارة بالواو!
فاعلم أنهما حرفا عطف , جاءت في الأولى فاء؛ لإرادة التفريع على آية مضت -والله أعلم - و في الثانية جاءت بواو لأنها معطوفة على مقدر يستنبط من فهم الآية.
أما آية (أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين من قبلكم) فـ (أم) حرف.
والواضح من سؤالك - أخي الكريم - أنك تظن أن (أفـ) و (أوَ) تعادلان (أم) وهذا ليس بصحيح. كما ذكرت.
وإليك تفصيل مبسط عن (أم)
أم = تأتي:
1/ متصلة:
- لا يستغني ما قبلها عما بعدها = (سواء عليّ أقمت أم قعدت)
- تقع بعد همزة التسوية = (المثال السابق)
- تقع بعد همزة يطلب بها وبـ (أم) التعيين .. = (أزيد قام أم عمرو)
2/ منقطعة:
- لا يفارقها الإضراب أبدا (خلافا لأبي عبيدة) = (تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه)
- تقع في الخبر المحض = (مثاله: الآية السابقة)
- تقع في استفهام بغير الهمزة = (قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور)
- وقد تقع بالهمزة إذا خرج عن معناه الأصلي = (ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها).
3/ زائدة:
= (ياليت شعري ولا منجا من الهرم ** أم هل على العيش بعد الشيب من ندم
4/ للتعريف: كما في في لغة حمير: (أمْقمر).
والسؤال الثالث: أجاب عنه الشيخ عبدالرحمن وفقه الله.
وأستأذنه في أن أضيف بعض الكلام لعله يوضح المراد ..
إن الضمير في (منها) = راجع في الأولى إلى النفس الأولى وفي الثانية إلى النفس الثانية.
ففي الأولى نجد أنها قدمت الشفاعة؛ لأن الشافع يقدم الشفاعة على بذل العدل عنها.
وفي الثانية قدم العدل؛ لأن الحاجة إلى الشفاعة إنما تكون عند رده.
وإليك توضيح ذلك
لو أن عندنا شخص حُكم عليه بالقصاص ثم ذهب هو بنفسه إلى أولياء المقتول. ما الظن أن يقدم لهم؟!
لا شك أنه سيقدم لهم الأموال لعلهم يصفحون عنه فإن لم يرضوا بالأموال ذهب ليأتي
بشفيع.
أما لو ذهب شخص عزيز على أولياء المقتول فإنه سيقدم الشفاعة فإن لم يجد تجاوبا منهم قدم لهم الأموال.
والله تعالى أعلم.
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[23 Sep 2008, 12:53 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ... الآن اتضح لي ما صعب علي فهمه من الآيات
نفع الله بكم .. ورفع منازلكم
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[24 Sep 2008, 05:05 ص]ـ
لدي سؤال في سورة البقرة ايضاً
في قوله تعالى (لاطاقة لنا اليوم بجالوتَ وجنوده)
لماذا فتحت جالوتَ مع ان ماقبلها (بـ) ام انه ليس حرف جر؟؟؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Sep 2008, 06:28 ص]ـ
لدي سؤال في سورة البقرة ايضاً
في قوله تعالى (لاطاقة لنا اليوم بجالوتَ وجنوده)
لماذا فتحت جالوتَ مع ان ماقبلها (بـ) ام انه ليس حرف جر؟؟؟
جالوت: اسم مجرور بالباء، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[24 Sep 2008, 06:39 ص]ـ
جزاك الله خير اخي
غاب عني والله الممنوع من الصرف
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[24 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
قال تعالى
((فإن خفتم .... ))
((فإذا امنتم ..... ))
هل يختلف معنى ((ان)) عن معنى ((اذا))
اعلم انها ادوات شرط لكن كيف افرق بينها في القرآن لأني لا افرق بينها؟؟(/)
دروس من سورة الكهف للشيخ الدكتور/ ناصر العمر بالعشر الأواخر
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[21 Sep 2008, 02:16 م]ـ
يلقي فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر دروس بعد صلاة التراويح بجامع خالد بن الوليد بالرياض سلسلة وقفات في تفسير سورة الكهف وذلك خلال العشر الأواخر.
فهنيئا لكم يا أهل الرياض
رابط الخبر
http://www.almoslim.net/node/99571(/)
الاستدلال بالآيات في غير موضعها (2)
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[21 Sep 2008, 10:24 م]ـ
عند قوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)
يلاحظ ان الكثير من الناس يستدل بهذه الآيه عند ختام العام الدراسي او نحوه من المناشط الخيريه.
والحقيقه انه لاتناسب، فلآيه وردت في سورة التوبه على سبيل التهديد والوعيد كما ورد عن الأمام مجاهد واورده البغوي.
وفي انتظار ملاحظات الاخوه ومشاركتهم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:05 م]ـ
تذكرت أخي الفاضل:
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=57630
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:38 م]ـ
جزيت خيرا يابا الاشبال لكن ان امكن الدلالاه على الموضع المشابه في الموقع لنتوقف وتعم الفائده - فمن ردود الاخوه السابقه في الوقفه الاولى يتبين عدم العلم بذالك شاكرا تفضلكم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Sep 2008, 07:14 ص]ـ
جزيت خيرا يابا الاشبال لكن ان امكن الدلالاه على الموضع المشابه في الموقع لنتوقف وتعم الفائده - فمن ردود الاخوه السابقه في الوقفه الاولى يتبين عدم العلم بذالك شاكرا تفضلكم
لم أقصد أن يتوقف أحد يا أبا عاصم، لكن المقصود أن يستفاد من الإحالة، لأن الأمر أصلا غير محسوم بعد، ويحتاج إلى مزيد نظر، وبالله التوفيق.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Sep 2008, 04:49 ص]ـ
للفائدة:
العنوان 914 - قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) هل يصح الاستدلال بها؟
الشيخ عبد الرحمن السحيم
السؤال
السؤال:
قوله تعالى: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) دائماً نستخدمها وخاصة أيام الدراسة في الحث على العمل ووجوبه وما إلى ذلك، ولكن تفاجأت البارحة عند قرائتي لتفسيرها الصحيح في كتاب ابن سعدي رحمه الله أن المقصود بها هم المنافقون , أي اعملوا أيها المنافقين سرا وأخفوا فسيفضح الله عملكم.
فما حُكم الاستدلال بها؟
الجواب
الجواب:
في سورة التوبة آيتان حول هذا المعنى:
الأولى:
(َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
والثانية:
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)
وبين الآيتين فَرْق
وذلك أن الآية الأولى في المنافقين، إذ جاء قبلها: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (93) يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ)
والآية الثانية في المؤمنين، فقد جاء قبلها: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)
فالأولى في المنافقين، والثانية في المؤمنين، ولذا يجوز الاستشهاد بها على عمل الناس.
قال الخطيب الإسكافي في " درّة التّنْزِيل وغرّة التأويل ":
للسائل أن يَسأل عن شيئين:
أحدهما: ذِكره المؤمنين في الآية الأخرى، وتَرْكه في الأولى؟
والسؤال الثاني: قوله في الآية الأولى: (ثُمَّ تُرَدُّونَ) وفي الآية الثانية: (وَسَتُرَدُّونَ)، وهل لاختلافهما معنى يُوجِبه ويُخصِّصه بالمكان الذي يختص به؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب عن الأول: أن يُقال: إن المخاطَبين في الآية الأولى هم المنافقون، والمخاطَبون في الثانية هم المؤمنون، لأنه قال في الأولى: (يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ)، والثانية: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ) ثم قال: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وإذا اختَلَف المخاطَبون بما بيّنا في الآيتين كان قوله: (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) بعد قوله: (قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ) معناه أن الله قد أخبرنا بأخباركم التي تُخفونها في أنفسكم وتُجاهِرون بها مَن كان مِن المنافقين مثلكم، والله يَرى ما سيكون منكم بعد، ويَرى رسوله بإطْلاع الله له عليه، وأعمالهم التي لأجلها يُحكم عليها بالنفاق يَراها الله تعالى ويَطّلع عليها رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كل مؤمن يعلمها، فلذلك لم يَقُل في هذا المكان: (وَالْمُؤْمِنُونَ) بعد قوله: (َوسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ).
وأما الآية الثانية فإنها فيمن أمر الله تعالى نبيّه صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أوجب عليهم الصدقات بأن يقول لهم: اعملوا ما أمركم الله به من الطاعات كالصلوات والصدقات، فإن الله ورسوله والمؤمنين يَرون ذلك، وهذه الأعمال مما تُرى بالعين خلاف أعمال المنافقين التي تقتضي لهم النفاق لإضمارهم، وهو مما لا يُرى بالعين، وإنما يَعلمه عالِم الغيب، فلذلك لم يُذكر المؤمنون في الأولى، وذُكِروا في الثانية.
الجواب عن المسألة الثانية:
إن معنى قوله للمنافقين: (لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) أي: سيَعلم الله حقيقة عملكم، وأنه من غير صحة اعتقاد منكم، وأن اعتذاركم قول بلسانكم لا يُطابِقه منطوى ضميركم، وهذا ظاهر بكون الجزاء عليه خلافه، ففصَل بينه وبين ردّهم إلى الله تعالى للجزاء عليه بقوله: (ثُمَّ تُرَدُّونَ) أي: عَملكم يَعلم الله مِن باطِنه خلاف ظاهره، وقد أُمِرنا بالرضاء به، وحَقْن دمائكم له، ثم إن الْحُكم إذا رُددتم إلى الله تعالى في الآخرة بخلافه، فلِبُعد ما بين الظاهر من عملهم وما يُجازون به دَخَلتْ " ثم "، وليست كذلك الآية الأخيرة؛ لأن ما قبلها بعثا على عمل الخير، لقوله: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) وهذا وعْد، والأول وَعيد، وبعده (وَسَتُرَدُّونَ) لأنه وَعْد مما يُشاكِل أفعالهم، ويُطابِق أعمالهم من حُسن الثواب وجميل الجزاء، ولم يَبْعُد عنها كَبُعْد جزاء المنافقين عما هو ظاهر من أعمالهم التي يُراؤون بها، ويَعلم الله تعالى خلافها منهم، فَجَرى الكلام على نسق واحد، فقال: فَسَيَرى الله عملكم وستُردّون، ولم يُدخِل " ثم " التي هي للتراخي والتباعد، فاختصاص كل موضع بما اختصّ به من اللفظ لما ذَكَرْنا. اهـ.
والله تعالى أعلم.
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=914
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Sep 2008, 05:17 ص]ـ
وهناك أمر آخر:
وجدت هذا الحديث في تفسير الطبري:
2185 - حدثنا أبو كريب قال، حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا عكرمة بن عمار قال، حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمُرّ عليه بجنازة، فأثنِيَ عليها بثناء حَسن، فقال: وجبت! ومُرَّ عليه بجنازة أخرى، فأثنِيَ عليها دون ذلك، فقال: وجبت! قالوا: يا رسول الله، ما وجبت؟ قال: الملائكة شُهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، فما شهدتم عليه وجب. ثم قرأ (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) الآية [سورة التوبة: 105].
قال أحمد شاكر في تحقيقه للكتاب:
(2) الحديث: 2185 - وهذا إسناد صحيح، على شرط مسلم.
زيد بن الحباب -بضم الحاء المهملة وتخفيف الموحدة- العكلي: ثقة من شيوخ أحمد وابن المديني وغيرهما من الأئمة، وهو مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 2/ 1/358، وابن سعد 6: 281، وابن أبي حاتم 1/ 2/561 - 562.
عكرمة بن عمار العجلي: ثقة، روى عنه شعبة والثوري ووكيع وغيرهم. وهو مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 4/ 1/50، وابن سعد 5: 404، وابن أبي حاتم 3/ 2/10 - 11.
إياس بن سلمة بن الأكوع: تابعي ثقة كثير الحديث، أخرج له أصحاب الكتب الستة، وهو قد سمع من أبيه الصحابي، وروى له الشيخان وغيرهما أحاديث من روايته عنه. وهو مترجم في التهذيب، والكبير للبخاري 1/ 1/439، وابن سعد 5: 184، وابن أبي حاتم 1/ 1/279 - 280. ورجال الصحيحين، ص: 47.
والحديث ذكره السيوطي 1: 145، باختصار في آخره. ونسبه لابن أبي شيبة، وهناد، وابن جرير والطبراني. ونقله الهيثمي في مجمع الزوائد 3: 4 - 5، عن إسنادين للطبراني في الكبير، في كل منهما رجل ضعيف. فيستفاد تصحح الحديث بهذا الإسناد الصحيح عند ابن جرير. وفي المطبوعة: "فما شهدتم عليه وجبت"، والصواب ما أثبت " أهـ
وورد في صحيح البخاري:
وَقَالَتْ عَائِشَةُ إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلْ
{اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
فكأنها رضي الله عنها تريد أن تقول لا أزكيه على الله تعالى باستشهادها بهذه الآية.
والله أعلم وأحكم,
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:40 ص]ـ
وورد في صحيح البخاري:
وَقَالَتْ عَائِشَةُ إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلْ
{اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
فكأنها رضي الله عنها تريد أن تقول لا أزكيه على الله تعالى باستشهادها بهذه الآية.
والله أعلم وأحكم,
وللفائدة:
شدني قول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها " لا يستخفنك أحد "، فكأنها تقول لا تجعل أعمال الناس التي تعجبك تخرجك عن أوامر الشارع:
عن أبي بكرة قال: أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ويلك قطعت عنق أخيك " ثلاثا " من كان منكم مادحا لا محالة فليقل: أحسب فلانا والله حسيبه إن كان يرى أنه كذلك ولا يزكي على الله أحدا ". (متفق عليه).
وعن محمد بن عمرو بن عطاء قال: سميت ابنتي بَرّةَ، فقالت لي زينب بنت أبي سلمة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا الاسم، وسميت بَرَّة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم". فقالوا: بم نسميها؟ قال: "سموها زينب" (أخرجه مسلم)
والله أعلم وأحكم.(/)
تفسير سورة التين من جمهرة التفاسير
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Sep 2008, 01:47 ص]ـ
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، حمداً أرجو به لطفه وعفوه وغفرانه، وأستميح به فضله وجوده وإحسانه، وأستفتح به فتحه ونصره وامتنانه.
والصلاة والسلام على خير عباده لديه، وأحب أوليائه إليه، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإني لما رأيت المؤلفات في علم التفسير قد كثرت وانتشرت، وتنوعت في مشاربها واختلفت، ورأيت معاناة طالب التحقيق في علم التفسير واحتياجه للاطلاع على ما يحسن به الاطلاع عليه من أقوال أهل العلم واستدلالاتهم، واستدارك بعضهم على بعض، وما يتطلبه البحث في ذلك من جهد عظيم، ووقت كثير يتكرر لدى كثير من الباحثين.
مما يضطر بعضهم إلى الاقتصار على عدد قليل من المراجع ربما لا تكفي في كثير من الأحيان لإدراك ما يطلبه، وقد يفوته من العلم والتحقيق بقدر ما يقل اطلاعه وسبره لأقوال أهل العلم في تلك المسألة.
من أَجْلِ ذلكَ وأَجَلِّ من ذلك أحببت أن أساهم بعمل قصدت به التيسير على طلاب العلم والباحثين والعلماء بجمع ما قيل في علوم آي الكتاب العزيز سواء من المراجع المباشرة وهي كتب التفسير والقراءات والإعراب والغريب وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ونحوها .. ,.
أو غير المباشرة وأعني بها ما كتب في سائر الفنون غير مرتب على سور القرآن الكريم كما في كتب علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث الشريف، والاعتقاد، والفقه وأصوله، واللغة، والتأريخ والسلوك وغيرها ....
من النقول التي اخترتها إما لحسن تحريرها أو مكانة كاتبها
فكم من عالم جليل لم يؤلف في التفسير وله كلام عظيم يتناقله بعض المفسرين ..
وبعضهم لا يتفطن لكلامهم لأنه متفرق في ثنايا كتبهم المصنفة أصلاً في علوم أخرى
فحُبِّبَ إليَّ أن أجمع منها -ما استطعت -ما له تعلق بآي الكتاب العزيز ثم أصنف أقوالهم حسب العلوم التي تتبعها في كل آية من القراءات والوقوف والرسم والنزول والإعراب والبلاغة والتناسب والناسخ والمنسوخ والمبهمات والتفسير وأحكام الآية،، وغيرها ...
ثم أصنف تلك النقول إلى مسائل حسب العلوم التي تتبعها وأرتبها حسب التسلسل التأريخي ليُعرَفَ منشأ كل قول وكيف تناقله العلماء ....
وقصدت بذلك حفظ أوقات طلاب العلم وجهدهم وأن أكفيهم في تلك المسائل مؤونة البحث الكثير والجمع والنظر في عدة كتب متفرقة ليبقى جهدهم -قدر الإمكان -متوافراً على الاطلاع والفهم والتحرير .....
وقد نقلت لهم أقوال أهل العلم بنصها معزوة لمصادرها مرتبة على تواريخ الوفيات.
والمجال مفتوح للإضافة والاستدراك ...
أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل بقبول حسن ويبارك فيه إنه أهل الفضل والإحسان.
وقد أرفقت لكم أنموذجاً من هذا العمل في سورة التين
وقد أعددته للطباعة، وأنا أستقبل اقتراحاتكم وملحوظاتكم من خلال هذا الملتقى المبارك ...
أو على البريد الإلكتروني المخصص للكتاب:
mtafaseer@hotmail.com
وأنا أعترف أنه كان بالإمكان أن يكون العمل أحسن مما كان،،،
ومن عرف ما كنت أؤمل عذرني فيما لم يحصّل،،،
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[22 Sep 2008, 04:05 ص]ـ
فإني لما رأيت المؤلفات في علم التفسير قد كثرت وانتشرت، وتنوعت في مشاربها واختلفت، ورأيت معاناة طالب التحقيق في علم التفسير واحتياجه للاطلاع على ما يحسن به الاطلاع عليه من أقوال أهل العلم واستدلالاتهم، واستدارك بعضهم على بعض، وما يتطلبه البحث في ذلك من جهد عظيم، ووقت كثير يتكرر لدى كثير من الباحثين.
مما يضطر بعضهم إلى الاقتصار على عدد قليل من المراجع ربما لا تكفي في كثير من الأحيان لإدراك ما يطلبه، وقد يفوته من العلم والتحقيق بقدر ما يقل اطلاعه وسبره لأقوال أهل العلم في تلك المسألة.
من أَجْلِ ذلكَ وأَجَلِّ من ذلك أحببت أن أساهم بعمل قصدت به التيسير على طلاب العلم والباحثين والعلماء بجمع ما قيل في علوم آي الكتاب العزيز سواء من المراجع المباشرة وهي كتب التفسير والقراءات والإعراب والغريب وأسباب النزول والناسخ والمنسوخ ونحوها .. ,.
أو غير المباشرة وأعني بها ما كتب في سائر الفنون غير مرتب على سور القرآن الكريم كما في كتب علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث الشريف، والاعتقاد، والفقه وأصوله، واللغة، والتأريخ والسلوك وغيرها ....
من النقول التي اخترتها إما لحسن تحريرها أو مكانة كاتبها
فكم من عالم جليل لم يؤلف في التفسير وله كلام عظيم يتناقله بعض المفسرين ..
وبعضهم لا يتفطن لكلامهم لأنه متفرق في ثنايا كتبهم المصنفة أصلاً في علوم أخرى
فحُبِّبَ إليَّ أن أجمع منها -ما استطعت -ما له تعلق بآي الكتاب العزيز ثم أصنف أقوالهم حسب العلوم التي تتبعها في كل آية من القراءات والوقوف والرسم والنزول والإعراب والبلاغة والتناسب والناسخ والمنسوخ والمبهمات والتفسير وأحكام الآية،، وغيرها ...
ثم أصنف تلك النقول إلى مسائل حسب العلوم التي تتبعها وأرتبها حسب التسلسل التأريخي ليُعرَفَ منشأ كل قول وكيف تناقله العلماء ....
وقصدت بذلك حفظ أوقات طلاب العلم وجهدهم وأن أكفيهم في تلك المسائل مؤونة البحث الكثير والجمع والنظر في عدة كتب متفرقة ليبقى جهدهم -قدر الإمكان -متوافراً على الاطلاع والفهم والتحرير .....
وأنا أعترف أنه كان بالإمكان أن يكون العمل أحسن مما كان،،،
ومن عرف ما كنت أؤمل عذرني فيما لم يحصّل،،،
شيخ عبدالعزيز الداخل جزاك الله خيرالجزاء وأحسن إليك على هذا الجمع المفيد والقيم
فلقد أثلجت صدورنا به , ففيه تيسير عظيم ونفع لطلبه العلم أسأل الله أن ييسر لك الخير
حيث كنت ويعلي منزلتك في الجنه , فخدمة القرآن الكريم بهذا الشكل أمر يسهل على
الجميع ويختصر عليهم البحث الطويل , جهد مبارك في خدمة كتاب الله يسر الله لك
وأسعدك في الدارين ,آمل أن نرى المزيد من السور بارك المولى فيك
ونفع بك الإسلام والمسلمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[22 Sep 2008, 04:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد العزيز، ووفقكم، وزادكم فقها في كتابه العظيم.
آمل من فضيلتكم التكرم بتفصيل أكبر عن هذا المشروع، وهل هو مكتمل، أو ما زال في بدايته.
وحبذا لو فصلتم طريقتكم في الجمع والتحرير.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Sep 2008, 10:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة وتعقيبكم على الموضوع ...
وهذا المشروع قد ذكرت طرفاً منه في مواضيع سابقة وهو أحد مخرَجات مشروع علمي كبير بدأت العمل فيه عام 1419 هـ انتهجت فيه طريقة العمل المؤسسي
ووجهت عنايتي منذ أكثر من عام لمحاولة إخراج ما قارب التمام منه وطباعته ونشره
وعزمت أن لا أنتظر تمام المشروع كاملاً كما كنت أخطط له سابقاً لأني قد وصلت إلى قناعة تامة مفادها أن من انتظر أن يكون عمله كاملاً مستوعباً متقناً لا انتقاد فيه بوجه من الوجوه لن ينتج شيئاً وسيبقى يدور في دائرة التصحيحات والمراجعات والتطويرات التي لا نهاية لها
وأذكر من أبيات لي قلتها أول ما بدأت هذا المشروع العلمي وصفت فيها حالي في الطلب والبحث والجري وراء مسالك بعض العلماء في تناولهم لمسائل العلم:
فمن ذاهب فيها إلى غير مذهب = يحث المطايا خلف آلٍ وخلَّب
له نفس حر تشرئب إلى العلا = ودون الذي يرجو عماية غيهب
فلو كان ما يرجو من الأمر بلغةً = لَهان ولكن شأوه شأو موعِبِ
واستشرت عدداً من أهل العلم والفضل فاجتمع رأيهم على أن أخرج ما كان قابلاً للطباعة والنشر وأن لا أنتظر اكتمال المشروع فلذلك عزمت على إخراجه على نحو نافع مرضٍ يحقق أهم الأهداف التي عمل من أجلها هذا المشروع ولا تعارض بين إخراجه الآن وتطويره مستقبلاً بمشيئة الله تعالى
وقد قاربت إتمام ما يتعلق بعدد غير قليل من السور، وبقي في بعضها مراحل كثيرة وأسأل الله الإعانة والتوفيق
وأما طريقتي في الجمع والتحرير فيمكن إجمالها في النقاط التالية:
1: جمعت ما يتعلق بالسورة من المراجع المباشرة وغير المباشرة وفق منهج متوسط في الاختيار من الكتب المعاصرة استشرت فيه عدداً من أهل العلم والفضل واجتمع رأيهم على ارتضاء ما انتهجته
أما الكتب المتقدمة فحرصت أن لا أترك منها شيئاً
ولا أزعم الكمال في ذلك فقد فاتني بعض الكتب التي طبعت مؤخراً كتفسير مكي بن أبي طالب، وتفسير الرسعني والتفسير البسيط للواحدي (مع أنه لم يطبع إلى الآن، وقد تم تحقيقه في مجموعة رسائل علمية)
وأرجو أن أستدرك ذلك النقص في الطبعات القادمة بإذن الله تعالى
وهناك تفاصيل كثيرة في طرق جمع أقوال العلماء من المصادر غير المباشرة
وأنا أعلم أن الاستيعاب المطلق الكامل غير ممكن ولا مطلوب،
وإنما أردت أن ألا يفوتني شيء من الكتب المتداولة لدى أهل العلم، ولا سيما ما كان يتضمن أصلاً من الأصول المهمة في علم التفسير مثل الكتب التي اعتنت بالأحاديث والآثار في التفسير سواء ما صنف خالصاً في التفسير وما صنف في الأحاديث والآثار؛ فهذا جعلته عندي بالمرتبة الأولى من الأهمية
تليها كتب أئمة اللغة المتقدمين
تليها الكتب التي اعتنت بجمع الأقوال في التفسير
تليها التفاسير المتداولة لدى أهل العلم ويكثر النقل عنها
تليها الكتب المؤلفة في سائر علوم القرآن
وهناك تفاصيل أخرى في المراجع يطول المقام بسردها
2: حرصت أن أجمع كل ما قيل في تلك الكتب التي اخترتها، فعلى سبيل المثال في سورة التين: ذكرت جميع كلام ابن جرير الطبري رحمه الله بحيث لو قابلت بين هذا الملف المرفق وتفسير ابن جرير تجد أن جميع ما ذكره ابن جرير موجود في الملف لم يفتك منه شيء سوى أنني صنفته على المسائل المذكورة
وكذلك سائر الكتب المختارة وفيها نحو مائة تفسير وأكثر من سبعين كتاباً في القراءات ونحو ثلاثين كتاباً في غريب القرآن .... إلخ
نعم قد أحذف ما لا تعلق له بالمسائل العلمية كقول بعضهم: (تم بحمد الله) ونحو ذلك.
3: أما طريقة التصنيف فكما بينتها في أول الموضوع، والمنهج فيها واضح لمن استقرأ الملف المرفق.
4: عزوت كل نقل من النقول إلى مصدره بذكر اسم الكتاب والجزء ورقم الصفحة.
5: لم أعقب إلا يسيراً وميزت قولي بأن صدرته بـ: قلت
6: التحرير الذي يراد به نقد الأقوال وبيان مآخذها وعلل المعل منها والترجيح بين تلك الأقوال وجدت أنه يستغرق مني وقتاً كثيراً جداً وفي بعض المسائل أضطر للتوقف أياماً وأنا أفكر في تلك المسألة من وقت لآخر حتى يفتح الله عز وجل بمعرفة وجه الحق فيها فلذلك قررت إخراج الكتاب بالصورة التي ترونها
وأنا عاقد العزم بإذن الله تعالى على كتابة كتاب آخر أسميته (مسائل التفسير) أعرض فيه لدراسة بعض المسائل التي يكثر فيها الاختلاف بين المفسرين وأخرجه أولاً على شكل مواضيع في الملتقيات العلمية ثم أجمعه بإذن الله في كتاب بعد الاستفادة من نقد أهل العلم والفضل
لأني وجدت هذه الطريقة أنفع لطلاب العلم وأيسر لي من التزام الكلام على جميع المسائل المذكورة في تلك التفاسير.
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:43 م]ـ
نفع الله بكم ووفقكم لإنجاز هذا المشروع.
قرأتُ ما كتبتموه حول سورة التين، وهو جمع وترتيب رائع نافع للباحثين والذين يشتغلون بالتفسير.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[22 Sep 2008, 07:23 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ننتظر البقية زادكم الله من فضله
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Sep 2008, 11:31 م]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
بارك الله فيكم وفي هذا العمل.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Sep 2008, 08:12 ص]ـ
شكر الله للإخوة والمشايخ الفضلاء اطلاعهم ودعواتهم الصادقة
نفع الله بكم ووفقكم لإنجاز هذا المشروع.
قرأتُ ما كتبتموه حول سورة التين، وهو جمع وترتيب رائع نافع للباحثين والذين يشتغلون بالتفسير.
أستاذنا الحبيب .. أسعدني اطلاعك وتشجيعك رغم مشاغلك الكثيرة نفع الله بك
وبارك في جهودك، وأمدك بعونه وتوفيقه
ـ[أفانين القرآن]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:01 ص]ـ
أحسن الله إليك ونفع بك ..
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[26 Sep 2008, 07:10 ص]ـ
لاحرمت الاجر
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة، وبارك فيكم
كنت قد تأملت الحكمة من إقسام الله تعالى بالتين والزيتون وتخصيصهما بالقسم دون بقية الثمار وما ذكره العلماء السابقون من فوائدهما
فبحثت في بعض المواقع المتخصصة في طب الأعشاب
وأعجبني هذا الجمع وهو من موقع طبيب كوم وهو من المواقع المصنفة عالمياً في طب الأعشاب
فأحببت أن أضيفه ههنا
تين، التين Figs , Ficus Caria
http://www.tbeeb.com/ph/files/1/health_topics/figs_1.jpg
الأجزاء المستعملة في التين: الثمرة
موطن و تاريخ التين:-التين من الثمار التي جاء بها القسم في القران الكريم.
-وهي فاكهة كان لها التقدير منذ قديم الزمان بشكله الجاف والغض الأخضر. وموطنه الأصلي بلاد فارس وآسيا وسوريا ولبنان. ولقد استعمله الفينيقيون في رحلاتهم البحرية والبرية. وحالياً فهو يزرع في كل حوض بلاد البحر المتوسط وفي معظم المناطق الدافئة والمعتدلة.
-ظهر التين في الرسومات والنقوش والمنحوتات. ويقال بأنه وصل إلى الإغريق عبر بلدة اسمها Caria في آسيا ومن هنا نعرف أن التسمية تحل اسم البلد التي وصل التين إلى الغرب منها وهو يسمى باللاتينية Ficus Caria.
- كان التين طعاماً رئيسياً عند الإغريق وقد استعمله بوفرة الاسبارطيون في موائد طعامهم اليومية. الرياضيون بشكل خاص اعتمد غذاءهم بشكل رئيسي على التين، لاعتقادهم بأنه يزيد في قوتهم. وقد سنّت الدولة الاغريقية في ذلك الوقت قانوناً يمنع تصدير التين والفاكهة ذات الصنف الممتاز من بلادهم إلى البلاد الأخرى.
-جاء التين إلى بلاد فارس ودخل أوروبا عبر ايطاليا. Pliny يعطي في كتاباته التفاصيل عن أكثر من 29 صنفاً من التين كانت معروفة في وقته. ويمتدح بشكل خاص الأنواع المنتجة في بلدة Tarant وبلدة Caria و Herculaneum .
التين المجفف وجد في Pompeii في حملات التنقيب التي أجريت على البلدة التي كانت مطمورة بالرمال (بلدة إغريقية) وظهر التين في الرسوم الجدرانية التي ضمت التين إلى جانب مجموعات أخرى من الفاكهة. يذكر Pliny بأن التين المزروع في حدائق المنازل كان يستعمل لإطعام العبيد لكي يمدهم بالطاقة والقوة للخدمة، وبشكل خاص كان يتغذى على التين العمال والعبيد الزراعيون الذي يعملون بالزراعة.
يلعب التين دوراً مهماً في الميثالوجا اللاتينية أي علم الأساطير. وقد كان يقدم كقربان إلى الإله باخوس في الطقوس الدينية.
يقال إن الذئب الذي أرضع روملوس ورايموس Rumulus & Ramus استراح تحت شجرة تين. وروملوس ورايموس هما مؤسسا الإمبراطورية الرومانية. ومن هنا كان لشجرة التين قدسية عند الرومان. ويذكر Ovid في كتاباته بأن خلال الاحتفالات السنوية لرأس السنة عند الرومان كان التين يقدم كهدية. وكان سكان بلدة Cyrene يضعون على رؤوسهم أكاليل من التين عندما كانوا يضحون إلى Saturn الذين كانوا يعتبرونه مكتشف الفاكهة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يذكر Pliny التين البري الذي كتب عنه هوميروس وغيره من المشاهير والأطباء مثل Dioscorides الذي اشتهر بكتاباته الطبية التي ترجمت إلى العربية. ووافق على بعض معلوماته مشاهير الأطباء العرب وانتقدها البعض الآخر ورفضوها وأثبتوا بالحجة والبراهين أسباب الرفض.
حالياً يصدّر التين المجفف إلى العالم من آسيا ومن أسبانيا ومالطة وفرنسا. تجفف الثمار الناضجة تحت الشمس، أو تجفف في شكل رقائق عبر فتحتها وتعريض داخلها للشمس والهواء فيكون الجفاف أسرع وأفضل.
تكوين التين:
- المركب الرئيسي الموجود بالتين هو سكر الديكستروز Dextrose وهو يبلغ 50% من تركيبة التين
- فيتامين A ، B و C
- يحتوي على نسب عالية من أملاح الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والنحاس
- يعطي سعرات عالية. فكل 100 غرام تيناً أخضر يعطي 70سعرة، والجاف يعطي لنفس الوزن 270 سعرة
استعمالات و فوائد التين الطبية:
- يستعمل التين كملين للطبيعة، ويستعمل مع غيره من الأدوية مثل مادة السنامكة Senna والراوند Rhubarts لتصنيع الشرابات الملينة خاصة في بريطانيا
- مكرع ومجشيء يزيل النفخة والأرياح
- ملطف للبشرة ينعمها ويزيل البثور. يدبغ الشعر الشايب موضعياً ومع الطعام
- يزيل مشاكل الرشح والزكام وآثارهما على الأنف والحنجرة
- تستعمل لبخات التين على خراجات الأسنان والتهابات اللثة والأورام بالفم وغيره
- يستعمل الحليب الذي يخرج من عنق التين غير الناضج لإزالة الثاليل بأن يوضع الحليب على الثؤلول
- منه البري والبستاني يمزج مع الشمر واليانسون والسمسم يؤكل صباحاً فيساعد الصحة على القوة والنشاط ويزيد في الوزن
- يقوي الكبد وينشطه ويزيل تضخم الطحال
- يعالج أمراض الدورة الدموية والأوردة خصوصاً البواسير، ويؤكل ويوضع موضعياً
- ينشط الكلى ويزيد في الدورة الدموية التي تغذيها للقيام بوظائفها
- يدر البول ويفتت الحصى والرمل
- يعالج أمراض الصدر والسعال والربو وتشنج القصبات الهوائية والتهاباتها
- يعالج أمراض تسرّع القلب. يمنع تجمع الماء في القلب والرئتين والجسم الذي ينتج عن ذلك بخفض الضغط بلطف، ويمنع النزيف
- ينشط الدماغ والدورة الدموية فيه فيقوم الدماغ بوظائفه بطريقة أفضل خاصة إذا أكل مع المواد الغنية بالفوسفور مثل المكسرات واللوز والفستق الحلبي والصنوبر
- يعالج أمراض الدورة الدموية بالدماغ مثل الفالج والرعاش والنشاف
- يعالج أمراض الجلد مثل البهاق
- يعالج امراض النقرس فيعمل على اخراج أملاح اليوريك أسيد من الجسم عن طريق البول وعن طريق التعرق. يعالج أمراض المفاصل وآلامها
- حليب التين يساعد على تآكل اللحم الميت في الجسم مثل الثؤلول، فيوضع على اللحم القاسي فيصبح طرياً
- يعالج التين الأمراض النفسية، ويعمل على تهدئة الأعصاب، وإزالة أنواع القلق والخوف والإحباط والتوتر
زيتون، الزيتون Olive
http://www.tbeeb.com/pic/uploads/be2c02d56b.jpg
الموطن الاصلي للزيتون هو آسيا خصوصاً سوريا، لبنان، الاردن، فلسطين، و حوض البحر الابيض المتوسط مثل: تركيا و اسبانيا، كذلك تشيلي و بيرو و جنوب استراليا.
شجرة الزيتون دائمة الخضرة طول الحول، و اكبر احجام ثمار الزيتون تلك التي تنتجها الاشجار المزروعة في اسبانيا، و تعتبر ايطاليا اكثر البلدان إنتاجاً لزيت الزيتون حيث يصل إنتاجها السنوي الى 33 مليون غالون.
تبدأ شجرة الزيتون بحمل ثمار الزيتون في السنة الثانية من العمر، وفي السنة السادسة تدفع شجرة الزيتون ثمن تكاليف زرعها.
تضغط ثمار الزيتون لاستخراج الزيت، و يصنع صابون زيت الزيتون عبر مزج الزيت بمادة صوديوم هايدروكسايد القلوية المفعول.
الاجزاء المستعملة في الزيتون:
الثمرة، زيت الثمرة، الاوراق، قشر الشجرة
تركيبته:يحتوي الزيتون على مادة حامض البنزويك و مادة اخرى هي أوليفيل و كذلك السكر المسمى Mannite : وهو موجود في الاوراق الخضراء و الثمار.
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك يحتوي زيت الزيتون على بلورات Triolein Tripalmitin وهنالك مواد مثل arachidic esters ، وهنالك كمية قليلة من الاسيد المسمى free oleic acid كما يحتوي الزيتون على الماء و المعادن الكثيرة مثل الكالسيوم و الخمائر، و الفيتامينات ( E . B2. PP . B1 . A ) و كمية الغذاء الموجودة في الزيتون الاسود هي اكثر من تلك الموجودة في الزيتون الاخضر.
تحتوي اوراق الزيتون على مركبات تسمى Oleuropein acid : وهو قاتل طبيعي لبعض الفيروسات و الباكتيريا و الفطريات.
استعمالات و فوائد الزيتون الطبية:1. الاوراق ذات تأثير قابض و تأثير معقم، و مغلي الاوراق يستعمل كخافض قوي للحرارة كذلك قشر الشجرة له تأثير خافض للحرارة.
2. يحتوي ورق الزيتون على مركبات طبيعية وهي تقتل الميكروبات و اجناساً من الفيروسات و الفطريات.
3. يعالج ورق الزيتون مرضاً حديثاً تم تشخيصه هو ( CFS ) Chronic Fatigue Syndrome
4. يعالج ورق الزيتون المرض الذي يحدثه فيروس يسمى هيربس.
5. يساعد ورق الزيتون على تخفيف عوارض المرضى المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة فهو _ اي ورق الزيتون _ يقوي جهاز المناعة، ويعطي الجسم المؤونة و الذخائر لمكافحة الالتهابات.
6. يكافح ورق الزيتون وهن و تعب الاجساد، و الآلام التي تنتج عن الامراض المزمنة و الخطيرة مثل الايدز، السرطانات، و يطيّب معيشة المريض، ويكافح الفيروسات التي تسبب هذه الامراض عن طريقين، الاولى: تكون عن طريق منع تكاثر الفيروسات، و الثانية: عن طريق تنشيط و تفعيل اجهزة المناعة لإنتاج خلايا خاصة تقاتل الفيروسات.
7. ورق الزيتون يستعمل في معالجة امراض الرشح و الانفلونزا التي لا يمكن معالجتها بمضادات الالتهاب.
8. زيت الزيتون وورق الزيتون مفيد لأمراض القلب حيث تثبت الدراسات الحيوانية بأنه خافض لضغط الدم و خافض للكوليسترول.
9. زيت الزيتون يلين الطبيعة.
10. ينعّم البشرة والوجه، و يستعمل في صناعة زيوت و كريمات الوجه و الصابون.
11. الدهن بزيت الزيتون يزيل الحكاك و يعالج تكسّر الجلد و السماط و التهاباتها، ويعالج العقص و الحروق، و حروق النار و حروق ضربة الشمس
12. يستعمل زيت الزيتون عن طريق إضافة الادوية و العقاقير اليه في معالجات الجلد و الدهون، ويقوي زيت الزيتون الشعر و يعطيه لمعاناً و نشاطاً
13. يساعد ورق الزيتون المغلي في تخفيض مستوى السكر بالدم.
14. يعالج امراض تشنّج العضلات و المفاصل و آلامها.
15. زيت الزيتون مدر للبول كما يساعد على إخراج الحصى و الرمل من الكلى عبر البول.
16. يعالج زيت الزيتون امراض الصدر و يستعمل في امراض التيفوئيد الحمى القرمزية و الطاعون.
17. يستعمل زيت الزيتون في الحقن الشرجية.
18. أثبتت الابحاث العلمية فائدة زيت الزيتون في مكافحة السرطان.
19. زيت الزيتون و الزيتون يقوي البصر و يمنع العشى الليلي بما يحتويه من فيتامين A ، ويمنع ارتخاء الجفون.
20. مقوي للطاقة الجنسية لما يحتويه من فيتاميني A . E .
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[13 Oct 2008, 03:25 ص]ـ
شكر الله لكم،معلومات مفيده
ـ[المنصور]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:46 م]ـ
أخي عبد العزيز الداخل:
جمع جيد وفقك الله، ولكن آمل أن يتسع صدرك لبعض الملحوظات:
1 - هناك أحيانا تكرار لاداعي له، ففي ص 20 وص 82 نقل لأبي حيان من البحر ثم من النهر والكلام نفسه.
2 - في الأحاديث تكرار فتذكر رواية مسلم للحديث ثم تذكر نفس السند والرواية عند عبد الحق في كتابه الأحكام وهو ينقل عن مسلم، وهذا تكرار لاداعي له مطلقا.
3 - كرأي شخصي: حبذا لو عدلت عن تسمية تفسير الفخر الرازي بمفاتيح الغيب.
4 - تنقل عن تنوير المقباس المنسوب لابن عباس وإعراب القرآن المنسوب لقوام السنة وقد ثبت أن هذه الكتب ليست لمن نسبت إليه.
5 - توجد بعض الأخطاء الطباعية، مثل ذكر المرجع والصفحة والكلام لم يكتمل وله بقية، ولعل السبب في ذلك أنك تنقل من بعض البرامج،فلعلك تعالج هذه النقطة، كما أنك نقلت عن الشربيني في ص 2 (الم والتين والزيتون) وليست الم عند الشربيني.
وفقك الله تعالى لكل خير. واطلاعي كان إلى ص 90 فقيدت هذه الملحوظات لعلك تأخذ مايناسب منها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Oct 2008, 09:04 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا الجمع الطيب وأقدم لك ما طبعته من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي في سورة التين للفائدة
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:06 م]ـ
أخي عبد العزيز الداخل:
جمع جيد وفقك الله، ولكن آمل أن يتسع صدرك لبعض الملحوظات:
.
ولم لا يتسع الصدر؟!!
بل يسرني ذلك فإن النقد دليل العناية والاهتمام، ونقد أهل العلم والنصح يقوم العمل ويقويه
والحمد لله أنه جمع جيد.
1 - هناك أحيانا تكرار لاداعي له، ففي ص 20 وص 82 نقل لأبي حيان من البحر ثم من النهر والكلام نفسه.
.
التكرار سمة بارزة في الكتاب لأنه جامع لعدد كبير من الكتب، والتكرار في كتب التفاسير كثير جداً، وهذا التكرار له فوائده حتى وإن تعددت التفاسير لمفسر واحد، فإن المفسر قد يكون له في اختصاره اختيار يخالف ما اختاره في تفسيره الذي اختصر منه
وتأمل –بارك الله فيك- هذا المثال:
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (ثُمَّ ذَكَرَ أَنْ يَسْأَلَهُمْ: عَمَّا ذَا؟ فَقَالَ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}. وَهُوَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ). [الوسيط: 4/ 411]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (ثُمَّ بَيَّنَ فقَالَ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي: الْبَعْثَ). [الوجيز: 2/ 1165]
وكلاهما للواحدي، ففي الوسيط عبارته تدل على نقل الإجماع في هذه المسألة، وخالف ذلك في الوجيز.
على أن الأمر ينبغي أن يتحقق منه أكثر لأن محقق الوجيز جعل قوله: [يعني البعث] بين معكوفين، وكتب في التعليق: ما بين المعكوفين ليس في الأصل، وهو قد انتقد الطبعات السابقة للكتاب، وذكر أنه حقق الكتاب على عدة نسخ خطية ثم قابلها على المطبوع فوجد أخطاء كثيرة (انظر: الوجيز:1/ 65 مقدمة التحقيق).
وهناك فوائد أخرى للتكرار منها اكتشاف أخطاء النسخ وسبق القلم والانتقال الذهني
فمثال الأخطاء الطباعية:
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (وَقِيلَ: {عَمَّ} بِمَعْنَى: فِيمَ يَتَشَدَّدُ الْمُشْرِكُونَ ويَخْتَصِمُونَ). [الجامع لأحكام القرآن: 19/ 170]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (وقيلَ: {عَمَّ} قَسَمٌ، فَشَدَّدَ المشرِكُونَ أَيْنَ يَخْتَصِمُونَ). [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 92]
ومثال انتقال الذهن:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}.يُقَالُ: عَنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَسَاءَلُونَ؟ يَعْنِي: قُرَيْشًا). [معاني القرآن: 3/ 227]
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (المسألةُ الخامسةُ: التساؤُلُ هو أن يَسألَ بعضُهم بعضًا، كالتقابُلِ، وقد يُستعمَلُ أيضًا في أنْ يَتَحَدَّثُوا به وإن لم يكنْ مِن بعضِهم لبعضٍ سؤالٌ، قالَ تعالى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}، {قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ}. فهذا يَدُلُّ على معنى التحَدُّثِ، فيكونُ معنى الكلامِ: عَمَّ يَتحدثونَ. وهذا قولُ الْفَرَّاءِ). [مفاتيح الغيب: 31/ 4]
قلت:
قوله: (وهذا هو قول الفراء شرح لما تقدم نقله عن الفراء، لا أن ما سبق هو نص كلام الفراء).
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (فَصْلٌ
قالَ الْفَرَّاءُ: السُّؤَالُ هُوَ أَنْ يَسْأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا كالتَّقَابُلِ، وَقَدْ يُسْتَعْمَلُ أيضا في أَنْ يَتَحَدَّثُوا به، وإن لم يَكُنْ بَيْنَهُمْ سؤالٌ، قالَ تَعَالَى: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصَّافَّاتِ: 50، 51] الآيَةَ، وهذا يَدُلُّ على التَّحَدُّثِ). [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 92]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1255هـ): (قالَ الفراءُ: التَّسَاؤُلُ هوَ أنْ يَسْأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً كَالتَّقَابُلِ، وَقدْ يُسْتَعْمَلُ أيضاً في أنْ يَتَحَدَّثُوا بهِ وَإِنْ لمْ يكنْ بَيْنَهُمْ سُؤَالٌ، قالَ اللَّهُ تَعَالَى [الصافات: 50 - 51]: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ قالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِي قَرِينٌ} الآيةَ.
وَهذا يَدُلُّ على أَنَّهُ التَّحَدُّثُ). [فتح القدير: 5/ 516]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت:1307هـ): (قالَ الفَرَّاءُ: التَّسَاؤُلُ هوَ أنْ يَسْأَلَ بَعْضُهُم بعضاً كالتقابلِ، وَقدْ
يُسْتَعْمَلُ أيضاً في أنْ يَتَحَدَّثُوا بهِ، وَإِنْ لمْ يكنْ بَيْنَهُمْ سُؤَالٌ، قالَ تَعَالَى: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ}.
وَهذا يَدُلُّ على أَنَّهُ التَّحَدُّثُ). [فتح البيان: 15/ 28 - 29]
وانتقال الذهن أمر طبيعي لا يعاب من وقع فيه، ومن منا يدعي العصمة من الخطأ، لكننا استفدنا من هذا الجمع أن اللباب لابن عادل من مصادر الشوكاني في تفسيره، وهذه الفائدة لها نظائر، وقد لا يظفر بها الباحث لو لم يرها مسرودة أمامه.
فمنهجي في هذا الكتاب هو جمع ما قيل في كتب المتقدمين حتى مع التكرار، وأما كتب المعاصرين فالمنهج فيه أني أنقل منه ما فيه إضافة جديدة.
وقد كنت خططت لوضع أكثر من مختصر لهذا الكتاب:
المختصر الأول: بحذف المكرر اللفظي مع الإشارة إليه، وطبقته على أنموذج فوجدته يختصر نصف الكتاب تقريباً.
وقد أرفقت أنموذجاً منه.
المختصر الثاني: بحذف المكرر المعنوي وإن اختلفت الألفاظ مع عزو كل قول لقائله، وهذا سيختصر نصف حجم سابقه تقريباً
المختصر الثالث: بحذف بعض الأقوال الباطلة والأوجه المستبعدة والاستدلالات الخاطئة والمسائل المتكلفة
والإبقاء على ما يستحق أن يتدارس ويقرأ، وهذا سيختصر تقريباً نصف حجم سايقه
المختصر الرابع: بكتابة ملخص يقتصر فيه على ما ترجح من الأقوال مع الإشارة للخلاف في المسائل التي يكون الخلاف فيها قوياً.
وهذه مشاريع تستدعي من الجهد والوقت ما لا يخفى مع أني اتبعت طريقة العمل المؤسسي واختصرت بفضل الله من الجهد والوقت ما لا أظن أنه يمكنني إنجاز عشر معشاره بالعمل الفردي.
2 - في الأحاديث تكرار فتذكر رواية مسلم للحديث ثم تذكر نفس السند والرواية عند عبد الحق في كتابه الأحكام وهو ينقل عن مسلم، وهذا تكرار لاداعي له مطلقا.
.
هذا أيضاً من التكرار الذي وجدت له بعض فوائد، وقد يكون أحد الباحثين بحاجة ماسة لمثل هذه الفائدة التي يعز الظفر بها
تأمل هذا المثال وهو في سورة التين، وقد ذكرته في المشاركة رقم (16) على هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=59402
3- كرأي شخصي: حبذا لو عدلت عن تسمية تفسير الفخر الرازي بمفاتيح الغيب
.
أنا أوافقك على عدم الرضا عن هذه التسمية وإن كان لها تأويل يمكن أن يستساغ
لكنها هي التسمية المشتهرة لهذا الكتاب، وقد طبع باسم التفسير الكبير.
وقد حاولت على عجل البحث في تحقيق اسم الكتاب، ولم أجد مقنعاً
فلعل من بحث في ذلك يفيدنا بما توصل إليه
4 - تنقل عن تنوير المقباس المنسوب لابن عباس وإعراب القرآن المنسوب لقوام السنة وقد ثبت أن هذه الكتب ليست لمن نسبت إليه.
.
أما تنوير المقباس فالنقل عنه ليس لاعتقاد ثبوت صحته عن ابن عباس بل لأجل أن يعرف مصدر بعض الأقوال الخاطئة في التفسير.
وأما الكتب التي يثبت عندي عدم صحتها لمن نسبت إليهم وكانت متداولة لدى أهل العلم فإني أكتب بعد قول المؤلف عبارة: (فيما نسب إليه)
كما في المثال التالي وهو موجود في سورة التين:
قالَ الحَدَّادِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت: بعد 400هـ) (فيما نُسِبَ إليه): ({أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} غيرُ منقوصٍ ولا مقطوعٍ؛ قالَ الشاعرُ: يا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ غيرِ مَمْنُونِ فَإِنَّ إِهْرَاقَ دَمْعٍ مِنْكِ يَشْفِينِي). [الموضح في التفسير: 129]
فإني بعد ما قرأت تنبيه الشيخ الفاضل: عبد الرحمن الشهري على خطأ النسبة إليه أضفت هذه العبارة، وذلك حتى إذا نقل عنه ناقل نعرف مصدر نقله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجزاك الله خيراً على التنبيه على نسبة كتاب إعراب القرآن لقوام السنة الأصبهاني، وسأنظر في ذلك وأصحح ما يلزم تصحيحه.
5 - توجد بعض الأخطاء الطباعية، مثل ذكر المرجع والصفحة والكلام لم يكتمل وله بقية، ولعل السبب في ذلك أنك تنقل من بعض البرامج،فلعلك تعالج هذه النقطة.
لا لم أنقل من البرامج لعدم ثقتي في تصحيح المدخل منها
ولذلك قمت بتقسيم العمل على مراحل على فرق عمل
ففريق قام بتصوير ما يتعلق بالتفسير من الكتب المختارة بأجود الطبعات حسب اجتهادنا، حتى إن بعض الكتب خرجت بعدما أتممنا ما يتعلق بكتابنا من النسخ والمقابلة والتشكيل والتدقيق فأعدنا مقابلتها على الطبعات الجديدة وحصل هذا في أكثر من كتاب: منها: كتاب تفسير ابن جرير، والدر المنثور، كلاهما طبعة دار هجر
وكذلك تفسير الكشاف طبعة العبيكان.
ولم نقابل ما طبع مؤخراً من تفسير القرطبي للسبب الذي ذكرته في أول الموضوع وهو أنا لو بقينا في دائرة التصحيحات والمراجعات لذهب العمر ولم نخرج شيئاً
فاجتهدت الآن في توفير الجهد والوقت لإخراج ما يمكن إخراجه وطباعته، وهذا لا يمنع من التطوير المستقبلي.
والحاصل أني اجتهدت في ضبط النصوص وأكثرت المراحل لضمان السلامة قدر الإمكان من الأخطاء
فمر العمل بعدة مراحل أهمها:
1: النسخ من الطبعات المختارة.
2: مقابلة المنسوخ على أصله، وتصحيح ما قد يقع فيه الناسخ من خطأ أو سقط.
3: تشكيل النصوص المنسوخة تشكيلاً أغلبياً، وكانت تلك المرحلة من أصعب المراحل، وأكثرها كلفة ووقتاً
لقلة المجيدين للتشكيل المباشر على الجهاز.
4: مقابلة تلك النصوص بعد تشكيلها على أصولها مرة أخرى، لأن المشكل قد يقع منه خطأ أو حذف بغير اختياره.
5: طباعة تلك الملفات على ورق وتدقيقها، وقد اجتهت في اختيار المدققين واختبارهم قبل ذلك بعدة نماذج
حتى إني ربما قابلت نحو عشرين مدققاً في ميعاد واحد لا أختار منهم واحداً
وأما المتأهلين الذين اجتازوا تلك الاختبارات بنجاح تطمئن إليه النفس فقد وليتهم عمل التدقيق
وكانوا ربما يجدون في الصفحة الواحدة نحو ثلاثة أخطاء فينبهون عليها وتصحح.
6: بعد ذلك مرحلة العزو وهي أن نجعل عند نهاية كل صفحة توثيقاً لاسم الكتاب ورقم الجزء والصفحة كما رأيته في بعض الأمثلة، ونجعل في البداية اسم المؤلف كاملاً وتاريخ وفاته كما رأيته
وقام بهذه المرحلة فريق مكث فيها مدة من الوقت.
تلتها مراحل أخر لا أطيل المقام بذكرها حتى صار العمل كما ترون
وقد استفرغت وسعي وبذلت جهدي وأعذرت إلى الله في الاجتهاد في ضبط النص
فإن وقع خطأ بعد ذلك فهو من لوازم النقص البشري
كما أنك نقلت عن الشربيني في ص 2 (الم والتين والزيتون) وليست الم عند الشربيني
أحسنت بالتنبيه جزاك الله خيراً، وسأصحح الخطأ، وقد استفسرت من الموظف المكلف بمسائل مقدمات السور
فأفادني عن سبب الخطأ بأن اسم سورة الشرح عند الخطيب هي ألم نشرح، ثم تليها سورة والتين، فقام فحذف كلمة نشرح، وذهل عن (ألم)، فصارت هكذا (ألم والتين والزيتون)، وهذا خطأ بشري، نعذره فيه، ونشكرك على التنبيه.
وفقك الله تعالى لكل خير
آمين وإياك
واطلاعي كان إلى ص 90 فقيدت هذه الملحوظات لعلك تأخذ مايناسب منها.
ليتك تكمل وتفيدنا جزاك الله خيراً وبارك فيك.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذا الجمع الطيب وأقدم لك ما طبعته من برنامج لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي في سورة التين للفائدة
جزاك الله خيراً وبارك فيك على هذه الإضافة الطيبة
وقد نزلت الملف وسأدرج منه ما أضافه الدكتور الفاضل فاضل السامرائي، فله لفتات جميلة جديرة بالعناية، وفقه الله وزاده فقها وفهما في كتابه الكريم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Jul 2010, 04:59 م]ـ
صدر الجزء الأول منه بحمد الله، (تفسير المعوذتين) وتجدون التعريف به في ملتقى صدر حديثاً في الدراسات القرآنية.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:58 م]ـ
جهد موفق وعمل رائع ..
- ومن فوائده جمع الأقوال في الموضع الواحد والعزو إلى مصدره ..
- وكذلك حصر عدد من الفوائد الجليلة والمهمة حول السورة ومعانيها ودلالاتها ..
ولكن ..
- يا حبذا لو أتحفنا الدكتور عبد العزيز - بفهرس للسورة - نظرًا لكثرة الموضوعات ولسرعة الاستفادة وتصور الموضوع ..
وختاما جهد مبارك ان شاء الله وعمل طيب ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Aug 2010, 10:25 ص]ـ
- يا حبذا لو أتحفنا الدكتور عبد العزيز - بفهرس للسورة - نظرًا لكثرة الموضوعات ولسرعة الاستفادة وتصور الموضوع ..
وختاما جهد مبارك ان شاء الله وعمل طيب ..
1: بارك الله فيك أخي الكريم، وجزاك الله عني خيراً على دعواتك الطيبة.
2: لست دكتوراً.
3: أرفقت لك ما طلبت.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Aug 2010, 10:35 ص]ـ
كنت قد أسميت الكتاب (مجمع التفاسير) قبل أن أعلم عن كتاب بهذا العنوان للرومي الحنفي رحمه الله فغيرته إلى (جمهرة التفاسير) دفعاً للالتباس؛ فآمل من المشرفين - وفقهم الله - أن يتكرموا بتغيير عنوان الموضوع إلى (تفسير سورة التين من جمهرة التفاسير).(/)
هل من مجيب على هذا الطرح.؟ لكلمة الشفيع ..
ـ[بلفاع]ــــــــ[22 Sep 2008, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم
إخواني الإعزاء رجوت أن أضع هذا الموضوع قصد مناقشته بكل هدوء .. كما أرجو من الإخوة الكرام أن يجيبوا كل على حسب ما لديه من علم القرآن و السنة النبوية الشريفة الصحيحية .. و كل على حسب قناعته الشخصية دون اللجوء مثلا إلى نقل لنا ( copier/coller) لبعض المفسرين و العلماء .. حتى يتسنى لنا من اختبار ما لدينا من علم الله ..
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [صـ: 29]
و نبدأبالسؤال التالي؟:
لقد ذكر الله في محكم كتابه عدة صفات من أسماء الله .. العزيز ... القدير ... الغني .. الودود ... و جميع تلك الأسماء الحسنى التي قيل عنها أنها 99إسم و الله أعلم ..
غير أنه إذا بحثنا و فتشنا في هذه الأسماء لا نجد إسما واحدا غير مذكور (الشفيع) في هذه المعلقات الحائطية لأسماء الله .. علما ان الله تعالى ذكر لنا في كتايه و في إحدى آياته .. أنه هو الشفيع .. و هو إسم من أسماء الله
وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأنعام: 51]
وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [الأنعام: 70]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس: 3]
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ [السجدة: 4]
وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر: 18]
أحبائي يبدو من خلال هذه الآيات أن كلام الله واضح .. إذا لماذا لا نجد هذا الإسم ضمن أسماء الله الحسنى؟؟؟
نرجو من الجميع المشاركة و الإقناع بالدليل و الحجة .. بدون تعصب و عاطفة في الردود .. و نرجو من الجميع كذلك التقيد بالموضوع .. قدر المستطاع.
و جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Sep 2008, 11:20 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم، ونحن أولاً إخوة اجتمعنا في هذا الملتقى المبارك لنتدارس كتاب الله تعالى ونتفقه فيه ...
وأما السؤال الذي تفضلت بذكره، فحتى يتضح الجواب عليه ينبغي أن نتعرف أولاً على معنى كلمة (الشفيع)
فالشفيع في اللغة هو الشافع، الذي يتوسط لدى المشفوع عنده لتحقيق طلب للمشفوع له
مثال ذلك:
لو أن لك طلباً لدى ملك من الملوك ولا تستطيع إبلاغه حاجتك أو أنك تخشى أن لا يلبي لك طلبك، فإنك تستشفع لديه بشفيع يبلغه حاجتك، وهذا الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده وهو الملك، قد يكون وزيراً للملك، أو شخصاً مقريباً منه ..
فبهذا المثال يتضح لك أن الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده
فالوزير أقل رتبة من الملك
وهذا يعني أن الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده ...
هذا من حيث الأصل.
وعند التفصيل أكثر نقول إن الشفيع لا يملك أن يلبي طلب المشفوع له بنفسه، فلذلك يحتاج إلى أن يشفع له عند من يملك قضاء تلك الحاجة
ولذلك لا يجوز إطلاق هذا الوصف على الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
لأن الله تعالى هو الملك وأمره نافذ على جميع خلقه فلا يشفع تعالى لأحد عند أحد.
فجميع الخلق مقهورون بحكمه تعالى لا يخرج عن حكمه أحد
والله تعالى هو المالك الذي له كل شيء، فلا يمكن بأي حال من الأحوال، ولا يصح في عقل ولا فطرة ولا إيمان أن يملك أحد شيئاً دون الله.
فإن (المشفوع عنده) يملك ما لا يملكه (الشفيع)، لأن (الشفيع) لو كان بيده تحقيق طلب (المستشفِع) لما احتاج أن يشفع له.
وحتى يزول اللبس آمل أن تتأمل هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو داوود في سننه:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ!! فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللهُ؟ إِنَّ شَأْنَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللهِ عَلَى أَحَدٍ .. )).
وأما الآيات التي ذكرتها بارك الله فيك، فهي في بيان أن المشركين الذين حق عليهم العذاب لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ولا يستطيع أحد أن يشفع لهم يوم القيامة
وأما المؤمنون فإن لهم ما يشفع لهم، فالرسل والأنبياء يشفعون لهم يوم القيامة،
والشهداء يشفعون، وأطفال المؤمنين يشفعون كما ثبت بذلك عدد من الأحاديث
والنبي صلى الله عليه وسلم له الشفاعة العظمى، فهو الشفيع الأعظم يوم القيامة
ولكنه لا يشفع إلا للمؤمنين
وقد سأله أبو هريرة رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟
فقال: من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) متفق عليه.
وليس في الآيات التي ذكرتها وصف الله تعالى بأنه شفيع تعالى الله وتقدس عن ذلك.
ولعلك تقرأ المشاركة رقم 5 على الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11004
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بلفاع]ــــــــ[24 Sep 2008, 08:38 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله أخي الكريم، ونحن أولاً إخوة اجتمعنا في هذا الملتقى المبارك لنتدارس كتاب الله تعالى ونتفقه فيه ...
وأما السؤال الذي تفضلت بذكره، فحتى يتضح الجواب عليه ينبغي أن نتعرف أولاً على معنى كلمة (الشفيع)
فالشفيع في اللغة هو الشافع، الذي يتوسط لدى المشفوع عنده لتحقيق طلب للمشفوع له
مثال ذلك:
لو أن لك طلباً لدى ملك من الملوك ولا تستطيع إبلاغه حاجتك أو أنك تخشى أن لا يلبي لك طلبك، فإنك تستشفع لديه بشفيع يبلغه حاجتك، وهذا الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده وهو الملك، قد يكون وزيراً للملك، أو شخصاً مقريباً منه ..
فبهذا المثال يتضح لك أن الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده
فالوزير أقل رتبة من الملك
وهذا يعني أن الشفيع أقل رتبة من المشفوع عنده ...
هذا من حيث الأصل.
وعند التفصيل أكثر نقول إن الشفيع لا يملك أن يلبي طلب المشفوع له بنفسه، فلذلك يحتاج إلى أن يشفع له عند من يملك قضاء تلك الحاجة
ولذلك لا يجوز إطلاق هذا الوصف على الله، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً
لأن الله تعالى هو الملك وأمره نافذ على جميع خلقه فلا يشفع تعالى لأحد عند أحد.
فجميع الخلق مقهورون بحكمه تعالى لا يخرج عن حكمه أحد
والله تعالى هو المالك الذي له كل شيء، فلا يمكن بأي حال من الأحوال، ولا يصح في عقل ولا فطرة ولا إيمان أن يملك أحد شيئاً دون الله.
فإن (المشفوع عنده) يملك ما لا يملكه (الشفيع)، لأن (الشفيع) لو كان بيده تحقيق طلب (المستشفِع) لما احتاج أن يشفع له.
وحتى يزول اللبس آمل أن تتأمل هذا الحديث العظيم الذي رواه أبو داوود في سننه:
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: (جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ نُهِكَتِ الأَنْفُسُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، وَهَلَكَتِ الأَمْوَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاللهِ عَلَيْكَ، وَبِكَ عَلَى اللهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ!! فَمَا زَالَ يُسَبِّحُ حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ قَالَ: وَيْحَكَ أَتَدْرِي مَا اللهُ؟ إِنَّ شَأْنَ اللهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ، إِنَّهُ لاَ يُسْتَشْفَعُ بِاللهِ عَلَى أَحَدٍ .. )).
وأما الآيات التي ذكرتها بارك الله فيك، فهي في بيان أن المشركين الذين حق عليهم العذاب لا تنفعهم شفاعة الشافعين، ولا يستطيع أحد أن يشفع لهم يوم القيامة
وأما المؤمنون فإن لهم ما يشفع لهم، فالرسل والأنبياء يشفعون لهم يوم القيامة،
والشهداء يشفعون، وأطفال المؤمنين يشفعون كما ثبت بذلك عدد من الأحاديث
والنبي صلى الله عليه وسلم له الشفاعة العظمى، فهو الشفيع الأعظم يوم القيامة
ولكنه لا يشفع إلا للمؤمنين
وقد سأله أبو هريرة رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟
فقال: من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه) متفق عليه.
وليس في الآيات التي ذكرتها وصف الله تعالى بأنه شفيع تعالى الله وتقدس عن ذلك.
ولعلك تقرأ المشاركة رقم 5 على الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11004
بارك الله فيكم على هذا التواصل و على هذه الإجابة .. نواصل بإذن من الله
و الله إخواني إسمحولي .. و أرجو منكم ان تصبروا معي و ترشدوني إلى الطريق المستقيم .. لأني قد بحثت كثيرا .. و قرأت نصيبا لا بأس به من الروايات. و الأحاديث و عرضتها على كتاب الله و لحد هذه الساعة لم أستسغ ما قيل حول هذه المسألة .. الشفيع .. و الشفاعة ...
و التعريف الذي وضع لفعل (شفع) هذا التعريف من وضع البشر .. و الله تعالى يبدو لي وبكل صراحة .. أنه قد فصل في تعريف الشفاعة .. و الشفيع. و ذلك من خلال الآيات البينات الواضحات و ضوح الشمس في رابعة النهار .. فهي ليست متشابهة أو غامضة ..
و الله إني أتكلم معكم من دون خلفية أو مرجعية .. وقد وضعت كلام الله نصب عيني و وجدت أن هناك آيات من كتاب الله العزيز لا تحتاج لتفسير و تعريف يذكر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يعني منطقيا كيف يعقل للرسول أن يطلب الشفاعة من الله لأناس دخلوا النار وهم عصاة .. زناة .. و قتلة .. آكلين لمال اليتيم .. إلخ (بالرغم كونهم موحدين) حكم الله عليهم بالدخول إلى النارو الخلود فيها بنص قرآني صريح .. ألا يعتبر هذا أننا سقطنا في فخ بني إسرائيل ..
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [البقرة: 48]
وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [البقرة: 123]
و ما هو الضمان و الدليل القاطع من كتاب الله أن هذه الشفاعة .. شفاعة الرسول المزعومة (عندي أنا) خاصة للكافيرن فقط من دون المنافقين الموحدين .. هذا كله فرضا لو كانت هناك الشفاعة ..
أليست هذه الآيات دالة على بطلان هذا الزعم ..
َفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ [الزمر: 19]
وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [الأنعام: 66]
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ [يونس: 108]
إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ [الزمر: 41]
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَولِيَاء اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ [الشورى: 6]
و الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .. قال
قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ [الأحقاف: 9]
أنظر كيف نفى الرسول عن نفسه (و ما أدري ما يفعل بي و لا بكم) ..
و أخيرا و حتى أنزع اللبس عن الإخوة الكرام. عندما أقول وجدت في كلام الله. فليس معنى هذا أني ألغيت سنة رسولنا الكريم حاشا و لله ..
فأنا و الله يشهد على ما أقول أني ملتزما بسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام ..
و لكم مني جزيل الشكر .. و جزاكم الله خيرا
ـ[بلفاع]ــــــــ[29 Sep 2008, 08:20 م]ـ
إخواني الأعزاء في هذا المنتدى المحترم ..
أين أنتم يا أهل الإختصاص للإجابة على الموضوع المطروح .. و هل عجز الإخوان حقا في الرد على الموضوع أم أنه يحتاج إلى دراسة .. و معالجة خاصة
و لقد تفضل أخ كريم واحد في الرد حول الموضوع لكنه توقف و لا أدري ما السبب .. أين هم الإخوة اللآخرون؟؟
أرجو منكم إخواني أن تساعدوني في حل لغز هذه الشبهة .. الشفيع
بارك الله في الجميع ..
الموضوع تحت عنوان: هل من مجيب لهذا الطرح.؟ لكلمة الشفيع
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 Oct 2008, 11:56 ص]ـ
كان سؤالك في أول الموضوع عن إطلاق اسم الشفيع على الله جل وعلا
وقلت:
لماذا لا نجد هذا الاسم ضمن أسماء الله الحسنى؟؟؟
وقد أجبت عن ذلك بما أحسب أنه يكفي
وهذه بعض الوقفات اليسيرة مع بعض ما ذكرته في مشاركتك التالية أرجو أن يزول بها ما أشكل عليك أو يكون فيها ما ينفعك
ولعلك تعذرني في التأخر في الرد
و التعريف الذي وضع لفعل (شفع) هذا التعريف من وضع البشر .. و الله تعالى يبدو لي وبكل صراحة .. أنه قد فصل في تعريف الشفاعة .. و الشفيع. و ذلك من خلال الآيات البينات الواضحات و ضوح الشمس في رابعة النهار .. فهي ليست متشابهة أو غامضة ..
معنى الشفاعة معروف في لسان العرب جرى به التخاطب بينهم وهو مشهور مذكور في الآيات والأحاديث وأشعار العرب والآثار عمن كان في عصر الاحتجاج
وليس لفظ (الشفاعة) من الألفاظ الغريبة التي لا يعرفها إلا العلماء باللغة
ومع ذلك يمكنك مراجعة معناها في المعاجم اللغوية وكتب مفردات القرآن
وانظر إن شئت: تهذيب اللغة للأزهري، أو الصحاح للجوهري، أو معجم مقاييس اللغة لابن فارس أو المفردات للراغب الأصفهاني
(يُتْبَعُ)
(/)
وستجد بيان معنى الشفاعة في لغة العرب، وقد وضحت لك ذلك في المشاركة الأولى، ولكن زيادة التوثق في العلم تنفعك وتقويك
والقرآن الكريم نزل باللسان العربي، ومعنى الشفاعة في القرآن هو معناها في لسان العرب
هذا من حيث المعنى اللغوي للشفاعة
وأما شروط الشفاعة عنده جل وعلا يوم القيامة فقد بينها الله عز وجل في كتابه أتم بيان:
- فقال تعالى: (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)
-وقال: (ولا تنفع الشافعة عنده إلا لمن أذن له)
- وقال: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)
- وقال: (وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى).
فهذه الآيات تبين أن الشفاعة لا تكون إلا بشرطين:
الأول: إذن الله تعالى للشافع أن يشفع.
والآخر: رضا الله تعالى عن المشفوع له أن يُشفع له.
والله تعالى قادر على أن يغفر للمشفوع له ويدخله الجنة دون شفاعة
ولكن الله حكيم عليم، وفي الشفاعة من إظهار كرامة الشافعين ورفعتهم ما لا يخفى، وفيها من رحمة الله عز وجل بالمشفوع له ما هو ظاهر بين حيث جعل له سبباً تحصل له به المغفرة ودخول الجنة.
وبيَّن تعالى في آيات أخر أن الشفاعة لا تنفع الكافرين:
كما قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48))
فقوله تعالى: (فما تنفعهم شفاعة الشافعين) هذه الفاء هي لبيان ترتب هذا الحكم على الأسباب السابقة أي: فلأجل أنهم كذبوا بالدين ولم يكونوا من المصلين ولم يكونوا يطعمون المسكين وكانوا يخوضون مع أهل الباطل الذين يجادلون في الحق بعد ما تبين بغير علم ولا هدى ولا قصد صالح وينطقون في الحق بالكذب والبهتان.
وتفيد هذه الآيات بمفهومها أن هناك شفاعة نافعة يوم القيامة لمن كان من المصلين وأطعم المسكين وصدق بيوم الدين واجتنب الخوض فيما يسخط الله تعالى
يعني منطقيا كيف يعقل للرسول أن يطلب الشفاعة من الله لأناس دخلوا النار وهم عصاة .. زناة .. و قتلة .. آكلين لمال اليتيم .. إلخ (بالرغم كونهم موحدين) حكم الله عليهم بالدخول إلى النارو الخلود فيها بنص قرآني صريح ..
هذه الكبائر من القتل والزنا وأكل مال اليتيم ونحوها هي ذنوب عظيمة يخشى على من وقع فيها العذاب الأليم في الدنيا والآخرة
ولكنه لا يخرج بتلك الذنوب الكبيرة من دائرة الإسلام
فما لم يرتد المؤمن عن دينه ويكفر بعد إسلامه بارتكاب ناقض من نواقض الدين المعروفة كالشرك بالله تعالى، أو التكذيب بالحق، أو الشك في صدق خبر الله ورسوله بعد علمه بصحته أو الاستهزاء بشيء من الدين، أو ارتكب شيئاً مما نص الشارع على كفر مرتكبه
فإذا لم يفعل شيئاً من ذلك لم يكفر وإن زنى وإن سرق
بل هو باق على دين الإسلام وقد حافظ على حسنة التوحيد وصلى وصام وأدى أركان الإسلام فله من الطاعات ما يشفع له بإذن الله تعالى
في الصحيحين من حديث أبي الأسود الديلي أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَدَّثَهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ نَائِمٌ عَلَيْهِ ثَوْبٌ أَبْيَضُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ وَقَدِ اسْتَيْقَظَ؛ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ:
(مَا مِنْ عَبْدٍ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ثُمَّ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ).
قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟!!
قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ.
قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟!!.
قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ.
ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ فِى الرَّابِعَةِ: «عَلَى رَغْمِ أَنْفِ أَبِى ذَرٍّ»
قَالَ: فَخَرَجَ أَبُو ذَرٍّ وَهُوَ يَقُولُ: وَإِنْ رَغِمَ أَنْفُ أَبِى ذَرٍّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعنى قول (لا إله إلا الله) يقتضي الإقرار بالتوحيد والعمل به واجتناب الشرك كما جاء مفسراً في الرواية الأخرى في الصحيحين أيضاً عن أبي ذر رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: «أَتَانِى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَبَشَّرَنِى أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِكَ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ».
قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ.
قَالَ: «وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ».
وهذه البشرى بدخول الجنة لا تقتضي أن أصحاب الكبائر لا يعذبون قبل دخول الجنة بل وردت أدلة كثيرة صحيحة على أنهم تصيبهم بعض عقوبات ذنوبهم في حياتهم الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة حتى إن منهم من يعذب في النار – والعياذ بالله- ثم يخرج منها برحمة أرحم الراحمين ثم بشفاعة الشافعين الذين يأذن الله لهم بالشفاعة فيهم.
و ما هو الضمان و الدليل القاطع من كتاب الله أن هذه الشفاعة .. شفاعة الرسول المزعومة (عندي أنا) خاصة للكافرين فقط من دون المنافقين الموحدين .. هذا كله فرضا لو كانت هناك الشفاعة ..
الإيمان بالشفاعة واجب لأن الله عز وجل قد أخبر بها في كتابه الكريم
وبينها النبي صلى الله عليه وسلم بياناً شافياً
فلا يجوز لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشك فيها بعد إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بها، بل يجب التصديق بذلك والإيمان به كما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وأن لا يكون في أنفسنا حرج من ذلك.
وإليك بعض الأدلة في إثبات الشفاعة آمل أن تقرأها بتأمل:
1: عنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لِكُلِّ نَبِىٍّ دَعْوَةٌ يَدْعُو بِهَا، وَأُرِيدُ أَنْ أَخْتَبِئَ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى فِى الآخِرَةِ). متفق عليه.
2: و عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) رواه أبوداود والترمذي بإسناد صحيح.
3: في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَلْ نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟
قَالَ: هَلْ تُضَارُونَ فِى رُؤْيَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ إِذَا كَانَتْ صَحْوًا؟
قُلْنَا: لاَ.
قَالَ: فَإِنَّكُمْ لاَ تُضَارُونَ فِى رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ يَوْمَئِذٍ، إِلاَّ كَمَا تُضَارُونَ فِى رُؤْيَتِهِمَا.
ثُمَّ قَالَ: يُنَادِى مُنَادٍ لِيَذْهَبْ كُلُّ قَوْمٍ إِلَى مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ؛ فَيَذْهَبُ أَصْحَابُ الصَّلِيبِ مَعَ صَلِيبِهِمْ، وَأَصْحَابُ الأَوْثَانِ مَعَ أَوْثَانِهِمْ، وَأَصْحَابُ كُلِّ آلِهَةٍ مَعَ آلِهَتِهِمْ حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ، وَغُبَّرَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، ثُمَّ يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ تُعْرَضُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ
فَيُقَالُ لِلْيَهُودِ: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟
قَالُوا: كُنَّا نَعْبُدُ عُزَيْرَ ابْنَ اللَّهِ.
فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ؛ فَمَا تُرِيدُونَ؟
قَالُوا: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا.
فَيُقَالُ: اشْرَبُوا فَيَتَسَاقَطُونَ فِى جَهَنَّمَ.
ثُمَّ يُقَالُ لِلنَّصَارَى: مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ كُنَّا نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ابْنَ اللَّهِ؟
فَيُقَالُ: كَذَبْتُمْ لَمْ يَكُنْ لِلَّهِ صَاحِبَةٌ وَلاَ وَلَدٌ؛ فَمَا تُرِيدُونَ؟
فَيَقُولُونَ: نُرِيدُ أَنْ تَسْقِيَنَا.
فَيُقَالُ: اشْرَبُوا؛ فَيَتَسَاقَطُونَ.
حَتَّى يَبْقَى مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ مِنْ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ
فَيُقَالُ لَهُمْ: مَا يَحْبِسُكُمْ وَقَدْ ذَهَبَ النَّاسُ؟
فَيَقُولُونَ: فَارَقْنَاهُمْ، وَنَحْنُ أَحْوَجُ مِنَّا إِلَيْهِ الْيَوْمَ وَإِنَّا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِى لِيَلْحَقْ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ، وَإِنَّمَا نَنْتَظِرُ رَبَّنَا.
قَالَ: فَيَأْتِيهِمُ الْجَبَّارُ؛ فَيَقُولُ أَنَا رَبُّكُمْ.
فَيَقُولُونَ أَنْتَ رَبُّنَا.
فَلاَ يُكَلِّمُهُ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ؛
فَيَقُولُ: هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ آيَةٌ تَعْرِفُونَهُ؟
فَيَقُولُونَ: السَّاقُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
فَيَكْشِفُ عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ لِلَّهِ رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ كَيْمَا يَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا.
ثُمَّ يُؤْتَى بِالْجَسْرِ فَيُجْعَلُ بَيْنَ ظَهْرَىْ جَهَنَّمَ.
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْجَسْرُ؟
قَالَ: مَدْحَضَةٌ مَزِلَّةٌ، عَلَيْهِ خَطَاطِيفُ وَكَلاَلِيبُ وَحَسَكَةٌ مُفَلْطَحَةٌ، لَهَا شَوْكَةٌ عُقَيْفَاءُ تَكُونُ بِنَجْدٍ يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ.
الْمُؤْمِنُ عَلَيْهَا كَالطَّرْفِ وَكَالْبَرْقِ وَكَالرِّيحِ وَكَأَجَاوِيدِ الْخَيْلِ وَالرِّكَابِ؛ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ، وَنَاجٍ مَخْدُوشٌ، وَمَكْدُوسٌ فِى نَارِ جَهَنَّمَ
حَتَّى يَمُرَّ آخِرُهُمْ يُسْحَبُ سَحْبًا،
فَمَا أَنْتُمْ بِأَشَدَّ لِى مُنَاشَدَةً فِى الْحَقِّ، قَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ لِلْجَبَّارِ، وَإِذَا رَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا فِى إِخْوَانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنَا إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا، وَيَصُومُونَ مَعَنَا، وَيَعْمَلُونَ مَعَنَا.
فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ دِينَارٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ، وَيُحَرِّمُ اللَّهُ صُوَرَهُمْ عَلَى النَّارِ، فَيَأْتُونَهُمْ وَبَعْضُهُمْ قَدْ غَابَ فِى النَّارِ إِلَى قَدَمِهِ وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا
ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ نِصْفِ دِينَارٍ فَأَخْرِجُوهُ
فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا.
ثُمَّ يَعُودُونَ فَيَقُولُ: اذْهَبُوا فَمَنْ وَجَدْتُمْ فِى قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ فَأَخْرِجُوهُ. فَيُخْرِجُونَ مَنْ عَرَفُوا.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: فَإِنْ لَمْ تُصَدِّقُونِى فَاقْرَءُوا: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)
فَيَشْفَعُ النَّبِيُّونَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَالْمُؤْمِنُونَ
فَيَقُولُ الْجَبَّارُ بَقِيَتْ شَفَاعَتِى؛ فَيَقْبِضُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ أَقْوَامًا قَدِ امْتُحِشُوا، فَيُلْقَوْنَ فِى نَهَرٍ بِأَفْوَاهِ الْجَنَّةِ يُقَالُ لَهُ مَاءُ الْحَيَاةِ، فَيَنْبُتُونَ فِى حَافَتَيْهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِى حَمِيلِ السَّيْلِ، قَدْ رَأَيْتُمُوهَا إِلَى جَانِبِ الصَّخْرَةِ إِلَى جَانِبِ الشَّجَرَةِ، فَمَا كَانَ إِلَى الشَّمْسِ مِنْهَا كَانَ أَخْضَرَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا إِلَى الظِّلِّ كَانَ أَبْيَضَ، فَيَخْرُجُونَ كَأَنَّهُمُ اللُّؤْلُؤُ، فَيُجْعَلُ فِى رِقَابِهِمُ الْخَوَاتِيمُ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ هَؤُلاَءِ عُتَقَاءُ الرَّحْمَنِ أَدْخَلَهُمُ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ.
فَيُقَالُ لَهُمْ: لَكُمْ مَا رَأَيْتُمْ وَمِثْلُهُ مَعَهُ.
و أخيرا و حتى أنزع اللبس عن الإخوة الكرام. عندما أقول وجدت في كلام الله. فليس معنى هذا أني ألغيت سنة رسولنا الكريم حاشا و لله ..
فأنا و الله يشهد على ما أقول أني ملتزما بسنة نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام ..
الحمد لله على التزامك بالسنة، وقد ذكرت لك بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في الشفاعة
أليست هذه الآيات دالة على بطلان هذا الزعم ..
َفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ [الزمر: 19]
الذين حقت عليهم كلمة العذاب هم الكفار، وهم أهل النار الذين لا يخرجون منها
وأما المؤمنون الذين لا يشركون بالله شيئاً فليسوا من هؤلاء وإن عذبوا ببعض ذنوبهم كما سبق بيانه
وكما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قال: (لا إله إلا الله) أنجته يوما من دهره، أصابه قبل ذلك ما أصابه) رواه أبو نعيم والبزار والبيهقي، وصححه الألباني.
أما من أحاطت به خطيئته وحقت عليه كلمة العذاب فهذا المراد به الكفار
كما قال ابن جرير رحمه الله: (يعني تعالى ذكره بقوله: (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ): أفمن وجبت عليه كلمة العذاب في سابق علم ربك يا محمد بكفره به.
كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ) بكفره).
نعوذ بالله من سخطه وعذابه.
ولعل في هذه الوقفات كفاية
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح(/)
هل يصح ان يقال هذا في حسان؟؟؟
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[22 Sep 2008, 03:02 م]ـ
من خلال سورة النور _حادثة الافك تحديدا ان الذي تولى كبره هو عبدالله بن ابي بن سلول راس المنافقين _ لكن هناك قول اخر ان المقصود به حسان بن ثابت رضي الله عنه آمل من الاخوه ذكر الردود المناسبه حيال هذه القضيه بشكل مختصر_
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[22 Sep 2008, 05:04 م]ـ
من خلال سورة النور _حادثة الافك تحديدا ان الذي تولى كبره هو عبدالله بن ابي بن سلول راس المنافقين _ لكن هناك قول اخر ان المقصود به حسان بن ثابت رضي الله عنه آمل من الاخوه ذكر الردود المناسبه حيال هذه القضيه بشكل مختصر_
==============
ما قيل في الصحابي الجليل: حسان بن ثابت ... مشكل جدا، وقد استشكله جماعات حتى قال ابن كثير_كما أذكر _ (ما معناه) إنه لولا أن هذا القول قد قيل لماذكره لأن المعروف أن المراد بالآية ابن سلول، ...................
وهذا هو المشتهر عند أهل التفسير ...
ولذا لما جعلوا المعني بالآية حسان قالت عائشة: إنه قد عمي، فجعلت العمى عذابا، والآية تتوعد من تولى كبره بالعذاب العظيم، وظاهره عذاب الآخرة.
ولذا والله أعلم قد يجاب أن ظاهر الآية
تتوعد متولي كبر الإفك بالعذاب العظيم، ويبقى بالإشارة من الآية أن من أشاعه وخاض فيه متوعد بعذاب دون الأول، وقد يعذب في الدنيا بأنواع من البلاء،وحد القذف داخل في العذاب الدنيوي.
وقد يرجأ عذابه إلى الآخرة كما هو حال المنافقين الخائضين في قصة الإفك .............. والله أعلم.
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[22 Sep 2008, 07:20 م]ـ
قال تعالى:
(إِن الَذين جاءوا بِالإفْك عصبة منكم لَا تحسبوه شرا لَكم بل هو خير لَكم لكل امرِئ منهم
ما اكتسب من الإِثْم والذي تولى كِبْرَه منهم لَه عذَاب عظيم)
(في تفسير ابن كثير)
قَوله تعالَى (لكل امرِئ منهم ما اكتسب من الإِثم)
أَي لكل من تَكلّم في هذه الْقضِية ورمى أُم الْمؤمنين عائشة رضي اللّه عنها بِشيء من
الفَاحشة نصيب عظِيم من العذَاب (والّذي تولّى كبره منهم)
قيل ابتدأَ بِه وقيل الّذي
كان يجمعه ويستوشيه ويذيعه ويشِيعه (لَه عذَاب عظيم) أَي علَى ذَلك ثم الأَكثَرون
علَى أَن المراد بِذَلك إِنما هو عبد الله بن أُبي بن سلول وهو الَذي تقدم النص علَيه في
الحديث وقَال ذَلك مجاهد وغَير واحد وقيل بل الْمراد بِه حسان بن ثَابِت وهو قَول
غَرِيب ولَولَا أَنه وقَع في صحِيح الْبخارِي ما قَد يدل علَى إِيراد ذَلك لَما كان لإِيراده كبِير
فائده فَإِنه من الصحابة الَذين لَهم فَضائل ومناقب ومآثر وأَحسن مآثره أَنه كان يذب عن
رسول الله صلَى الله علَيه وسلم بِشعرِه وهو الذي قَال لَه رسول الله صلَى الله علَيه
وسلم:
(هاجِهِم وجبرِيل معك) وقال الأَعمش عن ابن الضحى عن مسروق قَال:
كنت عند عائشة رضي الله عنها فَدخل حسان بن ثَابِت فَأَمرت فاُلقِي لَه وِسادة فَلَما
خرج قلت لعائشة ما تصنعين بِهذَا؟ يعنِي يدخل علَيك وفي رِواية قيل لَها أَتَأْذَنين لهذَا
يدخل علَيك وقَد قَال الله (والَذي تولى كبره منهم لَه عذَاب عظيم) قَالَت: وأَي عذَاب
أَشد من العمى وكان قَد ذَهب بصره لَعل الله أَن يجعل ذَلك هو العذَاب العظيم ,ثم قَالَت:
إِنه كان ينافح عن رسول اللَه صلَى اللَه علَيه وسلَم وفي رِواية أَنه أَنشدها عندما دخل
علَيها شعرا يمتدحها بِه فَقَال:
حصان رزان ما تُزَنُّ بريبة ... وتصبح غَرْثَى من لحوم الغَوافل
فَقَالَت: أَما أَنت فَلَست كذَلك وفي رِواية: لَكنك لَست كذَلك.
وقَال ابن جرِير حدثَنا الحسن بن قَزعة حدثَنا سلَمة بن علقَمة حدثَنا داود عن عامر عن
عائشة أَنهَا قَالَت ما سمعت بِشعر أَحسن من شعر حسان ولَا تمثلت بِه إِلَا رجوت لَه
الجنة قَوله لأَبِي سفيان بن الحارِث بن عبد المطلب:
فإن أبي ووالدتي وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء
أتهجوه ولست له بكفء ... فخيركما لشركما الفداء
لساني صارم لا عيب فيه ... وبحري لا تكدره الدلاء
فَقيل: يا أُم المؤمنين أَلَيس هذَا لَغوا؟ قَالَت: لَا إِنما اللغو ما قيل عند النساء قيل
أَلَيس الله يقول (والذي تولَى كبره منهم لَه عذَاب عظيم) قَالَت: أَلَيس قَد ذَهب بصره
وكنِع بِالسيف؟ تعني الضربة التي ضربه إِياها صفوان بن المعطل السلَمي حين بلَغَه
عنه أَنه يتكلَم في ذَلك فَعلَاه بِالسيف وكاد أَن يقتله.
(تفسير القرطبي)
المشهور من الأَخبار والْمعروف عند العلَماء أَن الَذي حد حسان ومسطَح وحمنة , ولَم
يسمع بِحد لعبدِ الله بن أبي. روى أَبو داود عن عائشة رضي الله عنهَا قَالَت: لَما نزل
عذرِي قَام النبِي صلى الله علَيه وسلم فَذَكر ذَلك , وتلَا الْقرآن , فَلَما نزل من المنبر أَمر
بِالرجلَينِ والمرأَة فَضرِبوا حدهم , وسماهم: حسان بن ثَابِت ومسطَح بن أُثَاثَة وحمنة
بِنت جحش.
وفي كتاب الطحاوِي (ثَمانين ثَمانين). قَال علَماؤنا. وإِنما لَم يحد عبد اللَه بن أَُبي لأَن
الله تعالَى قَد أَعد لَه في الْآخرة عذَابا عظيما ; فَلَو حد في الدنيا لَكان ذَلك نقصا من
عذَابه في الآخرة وتخفِيفا عنه مع أَن الله تعالَى قَد شهِد بِبراءة عائشة رضي الله عنها
وبِكَذب كل من رماها , فَقَد حصلَت فَائدة الحد , إِذ مقصوده إِظهار كذب القَاذف وبراءة
المقذوف, كما قَال الله تعالَى:
(فَإِذ لَم يأتُوا بِالشهداء فَأولَئك عند الله هم الكاذبون)
وإِنما حُد هؤُلَاء الْمسلمون لَيكفر عنهم إِثْم ما صدر عنهم من القَذف حتى لَا يبقَى علَيهِم
تبِعة من ذَلك في الآخرة , وقَد قَال صلى الله علَيه وسلم في الحدود:
(إِنها كفارة لمن أُقيمت علَيه) , كما في حدِيث عبادة بن الصامت. ويحتمل أَن يقَال: إِنما ترِك حد اِبن أُبي اِستئلَافًا لقَومه واحتراما لابنه , وإِطْفَاء لثائرة
الفتنة المتوقّعَة من ذَلك , وقَد كان ظَهر مبادئها من سعد بن عُبادة ومن قَومه , كما فِي
صحِيح مسلم. والله أَعلَم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[23 Sep 2008, 07:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة الأفاضل لتوضيح الأمر لابد من مقدمة.
وهي عبارة عن تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبرأة من فوق سبع سماوات لهذه الآية.
قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور:11).
قال الطبري:
وقد اختلفت القرّاء في قراءة قوله (كِبْرهُ) فقرأت ذلك عامة قراء الأمصار (كِبْرَهُ) بكسر الكاف، سوى حميد الأعرج، فإنه كان يقرؤه "كُبْرهُ" بمعنى: والذي تحمل أكبره.
وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: القراءة التي عليها عوامّ القرّاء، وهي كسر الكاف، لإجماع الحجة من القرّاء عليها، وأن الكبر بالكسر: مصدر الكبير من الأمور، وأن الكبر بضم الكاف إنما هو من الولاء والنسب من قولهم: هو كُبر قومه، والكبر في هذا الموضع: هو ما وصفناه من معظم الإثم والإفك. فإذا كان ذلك كذلك، فالكسر في كافه هو الكلام الفصيح دون ضمها، وإن كان لضمها وجه مفهوم.
ثم تعرض الطبري للخلاف الذي وقع فيمن تولى كبره، وقال في آخر المطاف:
وأولى القولين في ذلك بالصواب: قول من قال: الذي تولى كبره من عصبة الإفك، كان عبد الله بن أُبي، وذلك أنه لا خلاف بين أهل العلم بالسير، أن الذي بدأ بذكر الإفك، وكان يجمع أهله ويحدثهم، عبد الله بن أُبي ابن سلول، وفعله ذلك على ما وصفت كان توليه كبر ذلك الأمر.
والآن نعود لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها:
فمما ورد عنها رضي الله عنها يتبين أنها رأت أن قوله تعالى " كبره " يعني أن الجميع قد وقع في أمر عظيم بكونه قد تجرأ على الحديث في مثل هذا الأمر وإشاعته كل بقدر ما قال أو فعل، فقد قال تعالى:
[لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ]
لكن من كان على رأسهم وتولى رأس الأمر واكتسب أكبر الإثم عبدالله بن أبي بن سلول.
، ودليل ما قلت ما يلي:
ورد في صحيح البخاري أن عائشة أم المؤمنين قالت:
وَأَمَّا أُخْتُهَا حَمْنَةُ فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ وَكَانَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيهِ مِسْطَحٌ وَحَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَالْمُنَافِقُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَسْتَوْشِيهِ وَيَجْمَعُهُ وَهُوَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ هُوَ وَحَمْنَةُ قَالَتْ فَحَلَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنْ لَا يَنْفَعَ مِسْطَحًا بِنَافِعَةٍ أَبَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
وورد أيضا في صحيح البخاري:
دَخَلَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ عَلَى عَائِشَةَ فَشَبَّبَ وَقَالَ حَصَانٌ رَزَانٌ مَا تُزَنُّ بِرِيبَةٍ
وَتُصْبِحُ غَرْثَى مِنْ لُحُومِ الْغَوَافِلِ
قَالَتْ لَسْتَ كَذَاكَ قُلْتُ تَدَعِينَ مِثْلَ هَذَا يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ
{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ}
فَقَالَتْ وَأَيُّ عَذَابٍ أَشَدُّ مِنْ الْعَمَى وَقَالَتْ وَقَدْ كَانَ يَرُدُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وورد في صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين أيضا:
قَالَتْ فَهَلَكَ مَنْ هَلَكَ وَكَانَ الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَ الْإِفْكِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ قَالَ عُرْوَةُ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ كَانَ يُشَاعُ وَيُتَحَدَّثُ بِهِ عِنْدَهُ فَيُقِرُّهُ وَيَسْتَمِعُهُ وَيَسْتَوْشِيهِ وَقَالَ عُرْوَةُ أَيْضًا لَمْ يُسَمَّ مِنْ أَهْلِ الْإِفْكِ أَيْضًا إِلَّا حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ وَحَمْنَةُ بِنْتُ جَحْشٍ فِي نَاسٍ آخَرِينَ لَا عِلْمَ لِي بِهِمْ غَيْرَ أَنَّهُمْ عُصْبَةٌ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَإِنَّ كِبْرَ ذَلِكَ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ قَالَ عُرْوَةُ كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أَنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ وَتَقُولُ إِنَّهُ الَّذِي قَالَ فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ.
وقالت عائشة أم المؤمنين أيضا كما ورد في صحيح البخاري:
قَالَتْ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ}
الْعَشْرَ الْآيَاتِ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ إِلَى قَوْلِهِ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ عَنْ أَمْرِي فَقَالَ لِزَيْنَبَ مَاذَا عَلِمْتِ أَوْ رَأَيْتِ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحْمِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِلَّا خَيْرًا قَالَتْ عَائِشَةُ وَهِيَ الَّتِي كَانَتْ تُسَامِينِي مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بِالْوَرَعِ قَالَتْ وَطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا فَهَلَكَتْ فِيمَنْ هَلَكَ. " أهـ
وإذا لاحظنا ما ورد في شأن مسطح من الآيات، نستطيع أن نستشف سبب عدم ذكر عائشة أم المؤمنين له فيما يخص تولي كبر الأمر السابق.
وبذلك يزول الإشكال،
والله أعلى وأعلم وأحكم.(/)
(والسماء ذات الحبك) بحث رائع
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[22 Sep 2008, 08:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
النسيج الكوني رؤية علمية جديدة بحث علمي رائع أرجو أن يعجبكم
للقرائة افتح الملف المرفق
http://www.kaheel7.com/modules.php?n...rticle&sid=854
والحمد لله رب العالمين على نعمة الاسلام
لا تنسونا من صالح الدعاء في هذه الأيام الفضيلة(/)
ما الحكمة من ذكر الباري عز وجل لعبادة الملائكة له؟
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[23 Sep 2008, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما يكون سؤالى غريبا ولكن دائما يتبادر لذهنى فأرجو الافادة
ما الحكمة من ذكر الباري سبحانه وتعالى فى آيات عديدة لعبادة الملائكة له وانهم لا يسامون مع انه سبحانه فى غنى عن عبادة الخلق
ومثال ذلك فى سورة فصلت آية 38,37 ((وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ))
وأيضا آخر الاعراف ((وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ))
و جزاكم الله خيرا
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Sep 2008, 02:33 ص]ـ
لماذا يستشهد الله
في النفس شيء من صحة استخدام هذه العبارة " يستشهد " في جانب الله تعالى.
فلتحرر.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[23 Sep 2008, 04:21 ص]ـ
نعم معك حق ولكن هل ساعدتنى لأغير العبارة فموسوعتى فى اللغة العربية ليست بالكبيرة
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Sep 2008, 03:03 م]ـ
أختي الكريمة:
أشار علماؤنا ومنهم الإمام النووي رحمه الله أن من الآداب مع كتاب الله تعالى أن يكون سؤالنا عن شيء فيه هو بصيغة:
" ما الحكمة من ذكر الله تعالى "
أو:
ما حكمة مجيء الآية بكذا دون كذا "
أو ماشابه ذلك، وعللوا هذه الآداب بأن الله تعالى لايسأل ب " لماذا".
والله أعلم.
أما الصيغة المقترحة فيقال:
ماحكمة ذكرالله سبحانه وتعالى فى آيات عديدة عبادةالملائكة له سبحانه وانهم لا يسامون مع انه سبحانه فى غنى عن عبادة الخلق.
والله أعلم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[23 Sep 2008, 06:16 م]ـ
الحكمة من ذلك والله أعلم هي: إثارة داعية المنافسة لدى بني الإنسان، وتشجيعهم على التأسي بالملائكة والاقتداء بهم في الامتثال لأوامر الله عز وجل.
وكما نعلم العبادة نفعها يعود إلى الإنسان نفسه راحة وطمأنينة لأنها غذاء للروح، وسكينة للنفس ... والله غنيٌّ عن العالمين ...
والله أعلم.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[24 Sep 2008, 01:04 ص]ـ
استثارة لهمة الانسان حين يعرف ان الاقوى منه واعظم خلقا واقرب مكانة هذا حالهم فى العبادة وايضا حتى لايملكه الغرور بطاعته ويمن على الله بعمله وبيان غنى الله تعالى عن العالمين
والله تعالى اعلم(/)
أين أجد كتاب " منهج الاستنباط من آيات القُرآن الكريم " لفضيلة د \ فهد الوهبي؟
ـ[أم حمزة]ــــــــ[23 Sep 2008, 02:41 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله .. وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفي
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
***********************
أساتذتنا وشيوخنا الأفضال .. تقبل الله منا ومنكم
أستأذنكم - حفظكم الله وبارك فيكم - في معرفة أين يمكنني الحصول على كتاب " منهج الاستنباط من آيات القرآن الكريم " لفضيلة د \ فهد الوهبي؟
بفضل الله تعالى استمعت إلى سلسلة شرح الكتاب كاملةً من أرشيف موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=1361
ووفقني الله بفضله سبحانه لتفريغها كتابيًا أيضًا .. مما زادني شوقًا للحصول على الكتاب .. ولا سيما بعد أن عرفت أن الكتاب طبعه معهد الإمام الشاطبي للدراسات القُرآنية ... فهل يوجد الكتاب خارج السعودية؟؟ يعني هل هناك دار نشر أخرى مصرية طبعته بحيث أستطيع الحصول عليه من مصر؟
جزاكم الله عنا خيرًا .. وزادكم هدىً وتوفيقًا .. آمين
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[23 Sep 2008, 03:44 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله .. وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفي
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
***********************
أساتذتنا وشيوخنا الأفضال .. تقبل الله منا ومنكم
أستأذنكم - حفظكم الله وبارك فيكم - في معرفة أين يمكنني الحصول على كتاب " منهج الاستنباط من آيات القرآن الكريم " لفضيلة د \ فهد الوهبي؟
بفضل الله تعالى استمعت إلى سلسلة شرح الكتاب كاملةً من أرشيف موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=1361
ووفقني الله بفضله سبحانه لتفريغها كتابيًا أيضًا .. مما زادني شوقًا للحصول على الكتاب .. ولا سيما بعد أن عرفت أن الكتاب طبعه معهد الإمام الشاطبي للدراسات القُرآنية ... فهل يوجد الكتاب خارج السعودية؟؟ يعني هل هناك دار نشر أخرى مصرية طبعته بحيث أستطيع الحصول عليه من مصر؟
جزاكم الله عنا خيرًا .. وزادكم هدىً وتوفيقًا .. آمين
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
===============================
قد تكون الطبعة الأولى نفدت لشدة الإقبال على هذا الجهد الطيب،
وليت الشيخ المبارك يعيد النظر في طريقة تناول هذا العلم، ويقرب لنا الاستنباط كعلم من علوم القرآن، لأني رأيت الدراسة بصبغة أصولية، ونحن نريد منهجا للاستنباط كعلم قرآني لا أصولي ....................
والكتاب قد أشاد به كثير من طلاب العلم، وهو حقيق بذلك مستحق للإشادة
، وفق الله الكاتب ونفع بالكتاب، وبارك في جهود الشيخ الكريم ............................
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[23 Sep 2008, 03:47 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله .. وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفي
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
***********************
أساتذتنا وشيوخنا الأفضال .. تقبل الله منا ومنكم
أستأذنكم - حفظكم الله وبارك فيكم - في معرفة أين يمكنني الحصول على كتاب " منهج الاستنباط من آيات القرآن الكريم " لفضيلة د \ فهد الوهبي؟
بفضل الله تعالى استمعت إلى سلسلة شرح الكتاب كاملةً من أرشيف موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=1361
ووفقني الله بفضله سبحانه لتفريغها كتابيًا أيضًا .. مما زادني شوقًا للحصول على الكتاب .. ولا سيما بعد أن عرفت أن الكتاب طبعه معهد الإمام الشاطبي للدراسات القُرآنية ... فهل يوجد الكتاب خارج السعودية؟؟ يعني هل هناك دار نشر أخرى مصرية طبعته بحيث أستطيع الحصول عليه من مصر؟
جزاكم الله عنا خيرًا .. وزادكم هدىً وتوفيقًا .. آمين
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
===============================
وفق الله الكاتب ونفع بالكتاب ............................
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Sep 2008, 04:24 ص]ـ
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووفقني الله بفضله سبحانه لتفريغها كتابيًا أيضًا ..
أرجو أن نستفيد من هذا التفريغ الكتابي، مع الشكر والدعاء لك.
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[23 Sep 2008, 05:23 ص]ـ
الكتاب موجود لدى دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Sep 2008, 06:52 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله .. وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفي
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
***********************
أساتذتنا وشيوخنا الأفضال .. تقبل الله منا ومنكم
أستأذنكم - حفظكم الله وبارك فيكم - في معرفة أين يمكنني الحصول على كتاب " منهج الاستنباط من آيات القرآن الكريم " لفضيلة د \ فهد الوهبي؟
بفضل الله تعالى استمعت إلى سلسلة شرح الكتاب كاملةً من أرشيف موقع البث الإسلامي على هذا الرابط:
http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=1361
ووفقني الله بفضله سبحانه لتفريغها كتابيًا أيضًا .. مما زادني شوقًا للحصول على الكتاب .. ولا سيما بعد أن عرفت أن الكتاب طبعه معهد الإمام الشاطبي للدراسات القُرآنية ... فهل يوجد الكتاب خارج السعودية؟؟ يعني هل هناك دار نشر أخرى مصرية طبعته بحيث أستطيع الحصول عليه من مصر؟
جزاكم الله عنا خيرًا .. وزادكم هدىً وتوفيقًا .. آمين
والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .. ونرحب بك في ملتقى أهل التفسير ..
بالنسبة لكتاب (منهج الاستنباط من القرآن الكريم) فهو موجود في مصر في دار ابن الجوزي القاهرة. جوال: 0106823783 ــــ تلفاكس: 024344970
(هذه البيانات نقلتها من الكتاب)
ولا أدري هل الكتاب قد نفد أو لا؟
وأما بالنسبة لتفريغك لدروس منهج الاستنباط فأنا أشكرك على هذا الجهد الطيب وأسأل الله أن يكتب أجرك، وليتك ترسليه لي لأقرأه إن أمكنك ذلك .. علماً بأن هذه الدروس ليست شرحاً للكتاب وإنما هي عرض لأهم الموضوعات في منهج الاستنباط من القرآن الكريم
وفقك الله لكل خير وبارك فيك ...
ـ[أم حمزة]ــــــــ[24 Sep 2008, 01:04 ص]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله .. وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفى
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
*************************
الحمدُ لله رب العالمين الذي بنعمته تتمُّ الصَّالِحات
جزاكم الله خيرًا فضيلة د \ فهد لتفضلكم بإفادتي ... بارك الله فيكم وشكر الله لكم
وجزى الله خيرًا إخواننا الفضلاء وبارك فيهم.
وأما بالنسبة لتفريغك لدروس منهج الاستنباط فأنا أشكرك على هذا الجهد الطيب وأسأل الله أن يكتب أجرك، وليتك ترسليه لي لأقرأه إن أمكنك ذلك ..
الحمدُ لله رب العالمين ... شكر الله لكم د\ فهد .. والله هذا تكرم منكم أكرمكم الله تعالى وكتب أجركم .. بإذن الله تعالى سوف أبدأ في كتابته مباشرةً .. وأسألكم المعذرة في الوقت لأنني كتبتها ورقيًا فسأحتاج وقتًا لكتابتها الكترونيًا ..
وأستأذنكم بعد مراجعتها من قِبلكم وموافقتكم على ما جاء فيها بإذن الله توضع للتحميل في الملتقى بمشيئة الرحمن لتعم الفائدة.
والحمدُ للهِ ربّ العالمين .. في الأولين والآخِرين(/)
موقف ابن عاشور من التفسير الباطني
ـ[المؤمن]ــــــــ[23 Sep 2008, 05:10 م]ـ
موقف ابن عاشور من التفسير الباطني
حاولت في هذا العرض الصغير أن أتبين موقف العلامة ابن عاشور من التفسير الباطني، وكيف استطاع أن يفرق بينه وبين التفسير الإشاري، ومدى موافقته لبعض الأعلام من أهل السنة كالشاطبي وابن القيم، حينما وضعوا الشروط العاصمة من شطحات مثل هذا النوع من التفسير، الصوفي أو الإشاري أو الذوقي.
قد عرفت الأمة الإسلامية منذ العصر الأول، بعد خلافة علي ? ـ على وجه الخصوص ـ فرقا عقائدية، كالقدرية (1)، والمرجئة (2)،وسياسية، كالشيعة (3)،والخوارج (4)، وأخذت هذه الفرق في تزايد مستمر إلى أن صارت تعد بالعشرات،منها الباطنية، التي عدّ لها أبو حمد الغزالي عشرة ألقاب (5)، كالقرامطة (6)، والإسماعيلية (7)، والتعليمية. (8)
ويمكن أن يدرج أيضا ضمن تلك الفرق ما ظهرمنها في العصور المتأخرة (9) كالبهائية أوالبابية (10)، والقاديانية (11).
ثم ذكر أبو حامد سبب كل لقب، والباطنية " إنما لقبوا بها لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر، أنها بصورها توهم عند الجهال والأغبياء صورا جلية، وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معينة؛ وأن من تقاعد عقله عن الغوص على الخفايا والأسرار، والبواطن والأغوار، وقنع بظواهرها مسارعا إلى الاغترار، كان تحت الأواصر والأغلال معنّى بالأوزار والأثقال، وأرادوا بالأغلال التكاليف الشرعية ...... وغرضهم الأقصى إبطال الشرائع، فإنهم إذا انتزعوا عن العقائد موجب الظواهر قدروا على الحكم بدعوى الباطن على حسب ما يوجب الانسلاخ عن قواعد الدين، إذ سقطت الثقة بموجب الألفاظ الصريحة فلا يبقى للشرع عصام يرجع إليه ويعول عليه." (12)
وما يصدق على هذه يصدق على لٍداتها،من الإسماعيلية، والتعليمية، ومن حذا حذوها، لتركهم الأخذ بالظواهر الذي يؤدي حتما إلى ترك الشرائع والتحلل من تكاليفها.
لم ير ابن عاشور بدّا من التنبيه إلى هذه الطائفة، التي خرجت بتفسيرها للقرآن عن مقتضى الشرع " بما يوافق هواها،وصرفوا ألفاظ القرآن عن ظواهرها بما سموه الباطن، وزعموا أن القرآن إنما نزل متضمنا لكنايات ورموز عن أغراض، وأصل هؤلاء طائفة من غلاة الشيعة عرفوا عند أهل العلم بالباطنية فلقبوهم بالوصف الذي عرفوهم به، وهم يعرفون عند المؤرخين بالإسماعيلية لأنهم ينسبون مذهبهم إلى جعفر بن إسماعيل الصادق، ويعتقدون عصمته وإمامته بعد أبيه بالوصاية، ويرون أن لا بد للمسلمين من إمام هدى من آل البيت هو الذي يقيم الدين، ويبين مراد الله. ولما توقعوا أن يحاجَّهم العلماء بأدلة القرآن والسنة رأوا أن لا محيص لهم من تأويل تلك الحجج التي تقوم في وجه بدعتهم، و إن أهم خصوها بالتأويل وصرف اللفظ إلى الباطن اتهمهم الناس بالتعصب والتحكم فرأوا صرف جميع القرآن عن ظاهره وبنوه على أن القرآن رموز لمعان خفية في صورة ألفاظ تفيد معاني ظاهرة ليشتغل بها عامة المسلمين، وزعموا أن ذلك شأن الحكماء ..... وتكلفوا لتفسير القرآن بما يساعد الأصول التي أسسوها. ولهم في التفسير تكلفات ثقيلة." (13) وضرب لذلك أمثلة شتى منها قولهم إن قوله تعالى: (وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ) (14) أن جبلا يقال له الأعراف هو مقر أهل المعارف الذين يعرفون كلا بسيماهم .... وهكذا دواليك ثم يرد الآثار التي تقول بأن للقرآن ظهرا وبطنا. ويعد تفسير القاشاني ضمن تفاسير الباطنية، وأن أقوالهم مبثوثة في رسائل إخوان الصفا. (15)
فموقفه حيال هذه الطائفة وتفسيرها، موقف المنكر كأبي حامد الغزالي الذي يقول:" ولا مطمع في الوصول إلى الباطن قبل إحكام الظاهر، ومن ادعى فهم أسرار القرآن ولم يحكم التفسير الظاهر فهو كمن يدعي البلوغ إلى صدر البيت قبل مجاوزة الباب. " (16) وهو موقف أبي بكر ابن العربي الذي شنع على الباطنية، بمثل ما شنع على الظاهرية واعتبرهما من جملة من كاد للإسلام إلى أن قال عنهما:" وهذه الطائفة الآخذة بالظاهر في العقائد، هي طرف في التشبيه، كالأولى في التعطيل " (17)، ويقصد بالأولى هاهنا الباطنية. وقد أشار ابن
(يُتْبَعُ)
(/)
العربي إلى أن القاضي أبا بكرالباقلاني (18) سبق الغزالي في كشف عوار الباطنية، ولكن هذا الأخير أجاد في الترتيب (19).وأما أبوإسحاق الشاطبي فقد حرر المسألة بطريقة مغايرة، حين لم يمنع الأنظار الباطنة للقرآن ولكن بشرطين اثنين: أحدهما أن يصح على مقتضى الظاهر المقرر على لسان العرب، ويجري على المقاصد العربية. والثاني أن يكون له شاهد نصا أو ظاهرا في محل آخر يشهد لصحته من غير معارض" (20) وبعد أن ذكر الشاطبي أمثلة للتفسير الذي اعتبره من قبيل الباطن الصحيح، ومنها تفاسير مشكلة ـ كما يقول ـ مثاله تفسير ابن عباس ـ من السلف ـ لقوله تعالى ?الم? ألف الله،ولام جبريل، وميم محمد، علق على هذا قائلا:"وهذا إن صح في النقل فمشكل،لأن هذا النمط من التصرف لم يثبت في كلام العرب هكذا مطلقا. " (21) ثم ضرب أمثلة من تفسير سهل بن عبد الله (22) ـ من الخلف ـ كما قال في قوله تعالى: ?وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى ........ الخ? (23 أما باطنها فهو القلب،?والجار الجنب ?النفس الطبيعي، ?والصاحب بالجنب?العقل المقتدي بعمل الشرع، ?وابن السبيل ? الجوارح المطيعة لله عز وجل. وهو من المواضع المشكلة في كلامه" (24) وقد أنكر مثل هذا التفسير،إذ لا يوجد له موافق ولا مقارب من كلام السلف،ولا ثَمّ دليل يدل على صحته، لامن داخل السياق ولا من خارجه، بل مثل هذا أقرب إلى ما ثبت نفيه ورده عن القرآن من كلام الباطنية ومن أشبههم. (25)
وثمة تفسير آخر من جملة التفسير الباطن للقرآن، أدرجه ضمن الاعتبارات القرآنية، وقد عبر عنه ابن عاشور بقوله:"أما ما يتكلم به أهل الإشارات من الصوفية في بعض آيات القرآن من معان لا تجري على ألفاظ القرآن ظاهرا ولكن بتأويل ونحوه فينبغي أن تعلموا أنهم ما كانوا يدّعون أن كلامهم تفسير للقرآن، بل يعنون أن الآية تصلح للتمثل بها في الغرض بها في الغرض المتكلم فيه،وحسبكم في ذلك أنهم سموها إشارات ولم يسموها معاني، فبذلك فارق تفسير الباطنية." (26)
ولكي يضع ابن عاشور حدا فارقا بين التفسير الإشاري (27) والتفسير الباطني، ضرب لنا أمثلة للأول منهما بأنواعه الثلاثة ـ حسب تقسيمه ـ حتى تكون ميزانا تقي المسلم منتخليط الباطنية، والأمثلة هي كالتالي:
الأول: ما كان يجري فيه معنى مجرى التمثيل (28) لحال شبيه بذلك المعنى، ومثاله? وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ? (29) وفيها إشارة للقلوب لأنها مواضع الخضوع لله تعالى إذبها يعرف فتسجد له القلوب بفناء النفوس. ومنعها من ذكره هو الحيلولة بينها وبين المعارف اللدنية، وسعى في خرابها بتكديرها بالتعصبات وغلبة الهوى، فهذا يشبه ضرب المثل لحال من لا يزكي نفسه بالمعرفة ويمنع قلبه أن تدخله صفات الكمال الناشئة عنها بحال مانع المساجد أن يذكر اسم الله، وذكر الآية عند تلك الحالة كالنطق بلفظ المثل.
الثاني: ما كان من نحو التفاؤل، فقد يكون للكلمة معنى يسبق من صورتها إلى السمع هو غير معناها المراد وذلك من باب انصراف ذهن السامع إلى ما هو المهم عنده، والذي يجول في خاطره، كمن قال في قوله تعالى: ?مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ?30) من ذلّ ذي إشارة للنفس يصير من المقربين الشفعاء، فهذا يأخذ صدى في النفس ويتأوله على ما شغل به قلبه.
الثالث: عبر ومواعظ وشأن أهل النفوس اليقظى أن ينتفعوا من كل شيء ويأخذوا الحكمة حيث وجدوها فما ظنك بهم إذا قرأوا القرآن وتدبروه فاتعظوا بمواعظه فإذا أخذوا من قوله تعالى: ? فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيل31) اقتبسوا أن القلب الذي لم يمتثل رسول المعارف العليا تكون عاقبته وبالا. (32)
وكلما سنحت لابن عاشور فرصة ـ خلال تفسيره ـ للإنكار على الباطنية اهتبلها، ليكشف عوارها ويدل على فساد عقائدهم وأفكارهم، كقوله:"وحرَّف أقوام آيات بالتأويل البعيد ثم سموا ذلك بالباطن وزعموا أن للقرآن ظاهراً وباطناً فكان من ذلك لبس كثير، ثم نشأت عن ذلك نحلة الباطنية، ثم تأويلات المتفلسفين في الشريعة كأصحاب «الرسائل» الملقبين بإخوان الصفاء." (33)
(يُتْبَعُ)
(/)
وموقفه من الشيعة الإمامية الإثني عشرية،كموقفه حيال تلك الفرق الباطنية الضالة، حيث يرد تأويلاتهم الخاطئة حين يقول:" وكذا ما يحرف به غلاة الشيعة الكلم عن مواضعه في نحو) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ((34) فقرأها بعضهم إن علياّ لِلْهدى، وقولهم إن أهل البيت في آية) إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ((35) هم خصوص فاطمة وعلي وحسن وحسين وعباس، وكلمة) واذكرن ما يتلى في بيوتكن ((36) تبطل ما صنعوه،وزعمهم في هذا وأضرابه من الباطنية القاشاني (37) الباطني الشهير الذي ينسب إليه الناس تفسيره اليوم لمحيي الدين ابن عربي." (38)
ويقول عنهم في تفسيره:" وقد تلقف الشيعة حديث الكساء فغصبوا أهل البيت وقصروه عل فاطمة وزوجهما وابنيهما عليهم الرضوان، وزعموا أن أزواج النبي ? لسن من أهل البيت.وهذه مصادمة للقرآن بجعل هذه الآية حشوا بين ما خوطب به أهل النبي. وليس في لفظ حديث الكساء ما يقتضي قصر هذا الوصف على أهل الكساء إذ ليس في قوله «هؤلاء أهل بيتي» (39) صيغة قصر وهو كقوله تعالى? قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي ? (40) ليس معناه ليس لي ضيف غيرهم، وهو يقتضي أن تكون هذه الآية مبتورة عما قبلها ومابعدها. ويظهر أن هذا التوهم من زمن عصر التابعين وأن منشأه قراءة قراءة هذه الآية على الألسن دون اتصال بينها وبين ما قبلها وما بعدها ..... " (41)
وهو في كثير من الأحيان يقتبس من أقوال أبي بكر ابن العربي في عواصمه، وهومن عقد مجالس مناظرات مع بعض الطوائف الباطنية، الإسماعيلية منها على وجه الخصوص. (42)
تكلم ابن عاشور بشيء من التفصيل عند تفسيره لقوله تعالى ? وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ? (43) عن والبهائية،والبابية،وكشف عن عقائدهم الفاسدة، ثم صرح بحكم الإسلام فيهم فقال: " فمن كان من المسلمين متّبعاً للبَهائية أو البابية فهو خارج عن الإِسلام مرتدّ عن دينه تجري عليه أحكام المرتدّ. ولا يرث مسلماً ويرثه جماعة المسلمين ولا ينفعهم قولهم: إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة لأنهم يثبتون الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم قالوا بمجيء رسول من بعده. ونحن كفَّرنا الغُرابية من الشيعة لقولهم: بأن جبريل أرسل إلى علي ولكنه شُبّه له محمد بعليّ إذ كان أحدهما أشبه بالآخر من الغراب بالغراب (وكذبوا) فبلغ الرسالة إلى محمد صلى الله عليه وسلم فهم أثبتوا الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم ولكنهم زعموه غير المعيّن من عند الله." (44)
وتكفير أمثال تلك الفرق التي تفسر القرآن تفسيرا باطنيا، ليس أمرا جديدا، بل سبق إليه الإمام الواحدي (45) المفسر؛ وقد ذكر له ابن الصلاح في إحدى إجاباته أنه قال:" صنف أبو عبد الرحمن السلمي (46) (حقائق التفسير)، فإن كان قد اعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر، وأنا أقول الظن بمن يوثق به منهم أنه إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكر تفسيرا ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة من القرآن العظيم، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسالك الباطنية، وإنما ذلك ذكر منهم لنظير ما ورد به القرآن، فإن النظير يذكر بالنظير .......... ، فيا ليتهم لم يتساهلوا بمثل ذلك لما فيه من الإبهام والالتباس." (47)
وكان الجامع بين علماء أهل السنة بشتى مذاهبهم وطوائفهم من الأشعرية، وأهل الحديث، والمتصوفة، أن التفسير الصوفي أو الإشاري إن لم يعارض الظواهر فهو مقبول وذلك ما أدركه ابن عاشور جيدا، وكذا كثير من العلماء كابن القيم الذي وضع له أربعة " شروط وهي:
1 ـ ألا يناقض معنى الآية.
2 ـ وأن يكون معنى صحيحا في نفسه.
3 ـ وأن يكون في اللفظ إشعار به.
4 ـ وأن يكون بينه وبين معنى الآية ارنباط وتلازم، لفإذا اجتمعت هذه الأمور الأربعة كان استنباطا حسنا. " (48)
وقد وقف ابن عطاء الله (49) السكندري، مدافعا عن نهج الصوفية في التفسير، يرفع كل لبس قد يعرض لأقوالهم، بعد أن عرض بعض اللطائف الإشارية لشيخه أبي العباس المرسي، قائلا: " وإنما كان يكون إحالة، لو قالوا لا معنى للآية إلا هذا، وهم لم يقولوا ذلك، بل يقرون الظواهر على ظواهرها مرادا بها موضوعاتها، ويفهمون عن الله ما ألهمهم" (50)
الهوامش:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) المعتزلة يعتقدون أن الأمر مستأنف بمشيئة العبد مستقل به من غير سبق قضاء وقدر ولذلك قيل لهم قدرية لأنهم نفوا القدر وجاء في الحديث " القدرية مجوس هذه الأمة " هامش تمهيد الأائل وتلخيص الدلائل لأبي بكر الباقلاني، ت عماد الدين أحمد حيدر، مؤسسة الكتاب الكتب الثقافية ط3 1414 هـ/ 1993 م، ص363
(2) الإرجاء على معنيين: التأخير وإعطاء الرجاء، فإطلاق اسم المرجئة بالمعنى الأول فصحيح، لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النية، وبالمعنى الثاني فظاهر؛ لأنهم كانوا يقولون لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة.المسوعة الإسلامية العامة، جمهورة مصر العربية، وزارة الوقاف،القاهرة 1422 هـ /2001،ص1270.
(3) وهم الذين شايعوا عليا ? على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته،نصا ووصية، إما جليا وإما خفيا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده،وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده. الملل والنحل، محمد عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني، دار الفكر ط1/ 1419 هـ ـ 1999 م، ص118.
(4) سموا بذلك لأنهم خرجوا على علي ? بعد التحكيم بعد وقعة صفين، وقالوا: تحكمون في دين الله الرجال؟ لاحكم إلا لله، وهم المشار إليهم في الحديث المتفق على صحته: " تمرق مارقة على حين فرقة من المسلمين "، ومن أشهر فرقها الأزارقة،والإباضية،والصفرية، والنجدات،وغيرها. ابن كثير،البداية والنهاية، مكتبة الصفا، مصر ـ القاهرة ط 1/ 1423 هـ ـ 2003 م، 7/ 227. والشهرستاني،الملل والنحل،دار الفكر ط1/ 1419 هـ ـ 1999 م،ص92.
(5) أبوحا مد الغزالي، فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية،ت عبد الكريم سامي الجندي بيروت ـ لبنان،دار الكتب العلمية، ط الأولى، 1423 هـ / 2002 م، ص 23.
(6) من الفرق الباطنية، سميت بذلك لرئيس كان لهم من أهل السواد من الأنباط كان يلقب بقرموطة، زعموا أن النبي? انقطعت عنه الرسالة في حياته في اليوم الذي أمر فيه بنصب علي ابن أبي طالب ? بغدير خم فصارت الرسالة في ذلك اليوم إلى أمير المؤمنين ... عبد الرحمن بدوي، مذاهب الإسلاميين ص 731.
(7) سميت بهذا الاسم نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، توفي في حياة أبيه جعفر الصادق [توفي جعفر في المدينة سنة 248 هـ]، ويرى عبد الرحمن بدوي انها ظهرت في منتصف القرن الثاني للهجرة أو قبيل ذلك بقليل، المرجع نفسه ص 731.
(8) المرجع نفسه، ص 23.
(9) د. الذهبي، التفسير والمفسرون،3/ 93.
(10) فرقة تنتسب إلى (الباب) وهو لقب، لقب به نفسه رجل فارسي، اسمه الأصلي علي بن محمد ويدعى أنه من آل البيت ـ وهو الكذاب ـ ولد بشيراز ـ بجنوب بلاد فارس ـ سنة 1235 هـ الموافق ل 1819 م. رسالة الدلائل البادية على ضلال البابية وكفر البهائية،للأستاذ الشيخ أحمد حماني دار الشهاب ـ الجزائر دت ـ دط، ص27.
(11) ويطلق عليها اسم الأحمدية نسبة إلى صاحب هذه النحلة غلام أحمد المولود سنة 1252 هـ، واسم قاديانية نسبة قاديان بلد بالهند، ادعى النبوة سنة 1876 م، وأن الوحي يتنزل عليه،مما ألب عليه العلماء وحاربوا أفكاره ودسائسه بكل ما أوتوا، والحكومة الإنجليزية تبسط عليه حمايتها، لأنه كان يخدم مصالحها ضد الوطنيين الأحرار. ينظر محمد الخضر حسين الجزائري، طائفة القاديانية ص 8 ـ 14.
(12) فضائح الباطنية، ص23.
(13) التحرير والتنوير 1/ 33 ـ 34.
(14) الأعراف الآية 46.
(15) المرجع نفسه 1/ 34.
(16) أبو حامد الغزالي، إحياء علوم الدين، دار الفكر بيروت ـ لبنان، 1423 هـ /2003 م، الطبعة الأولى، 1/ 264.
(17) أبو بكر بن العربي، العواصم من القواصم، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائر، 1981م، الطبعة الثانية،2/ 281.
(18) محمد بن الطيب متكلم على طريقة الأشعري، انتهت إليه رئاسة الأشعرية والمالكية، له مؤلفات كثيرة في العقائد والفقه، وعلوم القرآن، ومن أشهر كتبه كتابه: إعجاز القرآن، توفي سنة 403 هـ. ابن فرحون، الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب،دارالكتب العلمية بيروت ـ لبنان ط1/ 1417 هـ ـ 1996 م،ص 363. الباقلاني، إعجاز القرآن،تحقيق السيد أحمد صقر دار المعارف ـ مصر ط 3 / دت، ص 65.
(19) العواصم من القواصم، 2/ 77.
(20) الموافقات، 3/ 394.
(يُتْبَعُ)
(/)
(21) الموافقات 3/ 396
(22) سهل بن عبد الله بن يونس التستري، أبو محمد (200 هـ ـ 283 هـ) أحد أئمة الصوفية وعلمئهم. معجم الأعلام ص 322.
(23) النساء، الآية 36.
(24) المرجع نفسه،3/ 401.
(25) الموافقات، 3/ 402.
(26) التحرير والتنوير، 1/ 35
(27) أو الفيضي الذي هو تأويل آيات القرآن على خلاف ما يظهر منها بمقتضى إشارات خفية تظهر لأرباب السلوك، ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة. ينظر التفسير والمفسرون 2/ 261، ومناهل العرفان 2/ 78.
(28) وهو ما أطلق عليه الشاطبي اسم الاعتبار، وأثبت أنه نقل مثله، وهو جار على ما تقتضي العربية وما تدل عليه الأدلة الشرعية. الموافقات، 3/ 404
(29) البقرة،الآية 114.
(30) البقرة،الآية
(31) المزمل، الآية 16.
(32) التحرير والتنوير 1/ 35 ـ 36
(33) المرجع نفسه 1/ 471.
(34) الليل، الآية12.
(35) الأحزاب، الآية33.
(36) الأحزاب، الآية 33.
(37) عبد الرزاق بن أبي الفضائل (730 هـ)، شارح الفصوص؛ معجم الأعلام ص606.
(38) أليس الصبح بقريب،الطاهر ابن عاشور ص189.
(39) طرف من حيث الكساء،وسيأتي الكلام عنه في الفصل الثاني
(40) الحجر، الآية68.
(41) التحرير والتنوير،22/ 16.
(42) ينظر المرجع نفسه 3/ 155.و ينظر العواصم من القواصم،
(43) الأحزاب،الآية 40.
(44) التحرير والتنوير22/ 45.
(45) هو علي بن أحمد بن محمد بن متونة، أبو الحسن (… ـ 467 هـ) مفسر، عالم بالأدب. معجم الأعلام ص 507.
(46) هو محمد بن الحسين بن محمد بن موسى الأزدي السلمي النيسابوري (325 هـ ـ 412 هـ)، من علماء المتصوفة. المرجع نفسه ص 699.
(47) فتاوى ابن الصلاح، ت الدكتور عبد العظيم عبد المعطي القلعجي، القاهرة ط الأولى 1403 هـ/1983م، ص 62.
(48) ابن القيم الجوزية، التبيان في أقسام القرآن ص 107.
(49) أحمد بن محمد بن عبد الكريم ( ... ـ 709 ه)، متصوف شاذلي، من العلماء. معجم الأعلام، ص 69.
(50) ابن عطاء الله السكندري، لطائف المنن،بيروت دار الكتب العلمية، ط الأولى دت،ص 109.
قيده الفقير إلى عفو ربه محمد نذير الجزائري(/)
تفسير القرطبي--هل اخذ بالاثار والأحاديث؟
ـ[ umm bayan] ــــــــ[24 Sep 2008, 06:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أريد أن أعرف مدى دقة الاثار وألأحاديث في تفسير القرطبي---وجزاكم الله خيرا
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:01 ص]ـ
يعتبر تفسير القرطبى موسوعة عظيمة حوت كثيراً من العلوم وأهم ما يميزه:
تضمنها أحكام القرآن بتوسع.
تخريجه الأحاديث وعزوها إلى من رووها غالباً.
صان القرطبى كتابه عن الإكثار من ذكر الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة إلا من بعض مواطن كان يمر عليها دون تعقيب.
كما أنه كان إذا ذكر بعض الإسرائيليات والموضوعات التي تخل بعصمة الملائكة والأنبياء أو يخل بالاعتقاد فإنه يكر عليها بالإبطال أو يبين أنها ضعيفة كما فعل في قصة هاروت وماروت، وقصة داود وسليمان وقصة الغرانيق وزواج النبى بزينب بنت جحش وربما ينبه على بعض الموضوعات فى اسباب النزول وذلك مثل مارواه القصاص فى سبب نزول (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)
اعتمد القرطبي في تفسيره على الحديث الشريف وقد سرد في هذا التفسير ما يزيد على 6500 حديث، وهذا العدد غير يسير مما يدل على اهتمامه بالحديث الشريف، وقد تكلم في بعض الأحيان على بعض الأحاديث ووصفها بالضعف، تارة من قبل نفسه، وتارة نقلاً عن غيره. وقد ذكرالأحاديث الواهية خاصة في الثلث الأخير من التفسير.
ما يؤخذ على كتابه في التفسير (الجامع لأحكام القرآن) نقول: مع أن تفسير القرطبى رحمه الله من أعظم التفاسير نفعاً إلا أنه لم يخل من بعض هَيْنَات - والكمال لله وحده - كان يمر عليها من دون تعليق أو تعقيب.
ومن أمثلة ذلك:
ماذكره من الإسرائيليات عند تفسيره لبعض الآيات ومنها ماذكره عند تفسير قوله تعالى:? الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ? [غافر:7]
فقد ذكر أن حملة العرش أرجلهم في الأرض السفلى ورؤوسهم قد خرقت العرش إلى غير ذلك من الأخبار الخرافية.
وقال العلامة ابو شهبه رحمه الله:
وقد وجد فيه بعض الاسرائيليات والموضوعات على قلة مثل: ماذكره عند تفسير (قالوا ياذا القرنين) وتفسير قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها) وقوله تعالى (إرم ذات العماد)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:11 ص]ـ
القرطبي رحمه الله تعالى نص في مقدمته على أنه التزم الأحاديثا الصحيحة، بل عزاها إلى من خرجها من أصحاب الكتب، ونصه:" شرطي في هذا الكتاب: إضافة الأقوال الى قائليها، والأحاديث الى مصنفيها، فإنه يقال: من بركة العلم أن يضاف القول الى قائله"
إلا أنه نادر ما كان يخالف هذه القاعدة كما حدث في تفسيره لقول الله تعالى:" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" حيث قال روي عن النبي ـ صلى اله عليه وسلم ـ يسروا ولا تسروا .... ولم يخرج الحديث وهو في مسلم.
كما أنه أورد بعض الأحاديث الضعيفة كما في تفسيره لقول الله تعالى" ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله .....
كما نقد الإسرائيليات عموما وأحيانا يوردها دون نقد كما في قصة الجبارين ونحوها ...
والخلاصة أن الأحاديث الواردة في تفسير القرطبي صحيحة في الأعم الأغلب إلا ما خصه الدليل. والله الموفق
ـ[ umm bayan] ــــــــ[24 Sep 2008, 08:16 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا(/)
سؤال عن حديث (ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول .. )
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:17 م]ـ
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول: هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح".
وقد تأملت الحديث، وكنت أتهيأ للاستشهاد به في بعض أحاديثي، فأشكل علي تصور ذلك، بالنظر إلى أن شطر الليل أو ثلثيه لا يخلو أن يوجد بمكان ما على الأرض على مدار اليوم، لأن الأرض مقسمة إلى 24 منطقة، وإذا طلع النهار على مكان، فيوجد حتما مكان آخر يكون الوقت فيه ليلا.
فما توجيهكم في فهم هذاه المسألة؟
ثم ماذا يقصد بنزول الله تبارك وتعالى؟ وهل يمكن فهم ذلك على باب المجاز؟
أرجو الاستفادة منكم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:52 م]ـ
أخي الفاضل
أتشرف هنا بأن أنقل لك نصَّ كلام أخينا المفضال / عبد الباسط بن يوسف الغريب من موضوعه المعنون:
"الجواب على أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة "، و ذلك بملتقى أهي الحديث.
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فمن الشبه التي تثار حول حديث النزول شبهة أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل رب العالمين ومتى يصعد؟
وللجواب على هذه الشبهة:-
أ- أن نزول الله سبحانه وتعالى ليس كنزول المخلوقين حتى يتصور فيه ما يتصور في حق المخلوقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء .. ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في النفي والإثبات , والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، فبين أنه لم يكن أحد كفوا له, وقال تعالى: {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}، فأنكر أن يكون له سمي, وقال تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداًَ}، وقال تعالى: {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ}، وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.
ففيما أخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له بيان أن لا مثل له في صفاته ولا أفعاله؛ فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات؛ فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات, فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل بل هو مما يوصف به الفاعل؛ فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى أنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين ... فإذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه؛ فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ؛ فإذا كان هذا في صفات المخلوق فذلك في الخالق أولى.
فإذا قيل علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى, ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو, وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفؤ ولا ند فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره. ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفى مماثلتها لصفات المخلوقات؛ فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله". [مجموع الفتاوى (5|329)].
(يُتْبَعُ)
(/)
ب- قال شيخ الإسلام أيضاً: "ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي r: " ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر".
فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين الضدين.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين التمثيل ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يومالقيامة كل منهم يراه مخليا به ويناجيه لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره, وقد قال النبي r: " إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي".
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن, وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة.
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم, وغاربة عن آخرين, وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛ فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم, وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
[بيان تلبيس الجهمية (2|229)].
انتهى كلام أخينا المذكور و أظنه فيه الكفاية و الله اعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:57 م]ـ
فأشكل علي تصور ذلك،
أخي محمد بن جماعة حفظك الله ورعاك ك والله إني أحبك لله وفي الله.
أخي الكريم:
من نعمة الله تعالى أنه لم يكلفنا ولم يطلب منا مااستشكلته.
آمنا بالله وبما جاء من عندالله على مراد الله، وآمنا برسول الله وماجاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 09:18 م]ـ
أتشرف هنا بأن أنقل لك نصَّ كلام أخينا المفضال / عبد الباسط بن يوسف الغريب من موضوعه المعنون: "الجواب على أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة "، و ذلك بملتقى أهي الحديث.
....
جزاك الله خيرا على هذه النقول، أخي الكريم.
أخي محمد بن جماعة حفظك الله ورعاك ك والله إني أحبك لله وفي الله.
أخي الكريم:
من نعمة الله تعالى أنه لم يكلفنا ولم يطلب منا مااستشكلته.
آمنا بالله وبما جاء من عندالله على مراد الله، وآمنا برسول الله وماجاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد أسعدتني والله بهذه الكلمات، أخي الجكني. وأحبك الله الذي أحببتني فيه. وأسأل الله أن يجمعنا في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله.
وقد كنت مترددا في طرح السؤال لعدم رغبتي في طرح المسائل الخلافية كما ذكرها أهل الكلام. غير أنني طمعت في العثور على توجيه مناسب للفهم.
وما العمل إذا كنتُ شخصا شديد الفضول في المعرفة، ولا أحب المرور على شيء مما أقرأه من القرآن والسنة دون أو فهم؟
في تقديري: أن المسلم مطالب ببذل أقصى الجهد في الفهم ومعرفة مراد الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم. ثم يعترف بنسبية فهمه. وإذا عجز عن الفهم، يقول: (آمنت بالله وبما جاء من عند الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وما جاء به رسول الله على مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
زادني الله وإياكم علما وفهما.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Sep 2008, 10:42 م]ـ
وقد كنت مترددا في طرح السؤال لعدم رغبتي في طرح المسائل الخلافية كما ذكرها أهل الكلام. غير أنني طمعت في العثور على توجيه مناسب للفهم.
وما العمل إذا كنتُ شخصا شديد الفضول في المعرفة، ولا أحب المرور على شيء مما أقرأه من القرآن والسنة دون أو فهم؟
أحسنت أخي الفاضل ...
وكلنا ذاك الرجل ..
ومن منا يرغب أن يفوته أمر ورد في القرآن الكريم أو السنة المطهرة ثم يمر عليه دون تدبر وفهم؟
فالحمد لله أن قيض من خلقه علماء عرفوا الحق وفهموا مراد الله فبلغوه عباده، وكانوا أئمة ومنارات هدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:27 م]ـ
أخي الكريم:
الإنكار ليس على محاولة "فهم " مراد الله تعالى، فهذا لاجدال فيه.
الإنكار هو محاولة " التصور"؟؟؟؟
وشتان ماهما.
والله أعلم.
ـ[الجكني]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:32 م]ـ
انتهى كلام أخينا المذكور و أظنه فيه الكفاية
الكفاية هي في الوقوف عند كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن لم يغنه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والوقوف عندهما والتسليم بهما فلا أغناه الله ولا كفاه بقول البشر.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:32 م]ـ
أخي الكريم:
الإنكار ليس على محاولة "فهم " مراد الله تعالى، فهذا لاجدال فيه.
الإنكار هو محاولة " التصور"؟؟؟؟
وشتان ماهما.
والله أعلم.
فهمت الآن. وكلامك صواب. وعبارتي الخطأ ناتج عن القصور اللغوي والتسرع في الكتابة.
وجزاك الله خيرا على التنبيه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:39 ص]ـ
الاخوة الفضلاء ما سأنقله الآن ليس محاولة للتصور لكنه أمر آخر يدعو للتدبر والتفكر في خلق الله وعظمته وقدرته:
قال تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} (الإسراء:85)
كيف لنا أن نتصور كيفية هذا الأمر، أين من صنعوا واخترعوا، لماذا لا يقولون لنا ماهو الموت وكيف يحصل، وهل هناك سبيل لإيقافه.
وقال تعالى:
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (الحج:47).
قال تعالى:
{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} (السجدة:5).
، يا الله ما أعظمك، يا ربي ما أحلمك.
الله يهديني واخواني إلى ما يحب ويرضى.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Sep 2008, 10:24 م]ـ
عندما يسمع أحدنا كلمة يحدث استدعاء لدلالة هذه الكلمة،والكلمة الدالة علي فعل تؤدي إلي تصور كامل لعملية حدثت فمثلا -ضرب - تؤدي إلي تصور ضارب ومضروب ومكان الضرب وآلة الضرب ... الخ وان قلت فعلين فالسيناريو أكثر تعقيدا - ضرب ثم فر هاربا -
نعلم أن هناك من يقول ليس ثمة نزول لأن هذا فيه تجسيم ثم تنقل لنا " .. وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
فلم يتفق الجميع علي النزول ثم تعقد الأمر بالنزول والصعود في آن
والشمس لا تطلع علي الحقيقة لأنها تسبح في فلكها والنقطة من الأرض تحضر نفسها أمامها لتشرق الأرض
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[25 Sep 2008, 11:35 م]ـ
الكفاية هي في الوقوف عند كلام الله تعالى وكلام نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن لم يغنه كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والوقوف عندهما والتسليم بهما فلا أغناه الله ولا كفاه بقول البشر.
لا شك في صحة قولك، ولكنه مجمل!
أترانا نُعْرِضُ عن النظر في التفاسير المختلفة و كلام أهل العلم في الفقه و العقيدة و غيرها؟
أترانا نقول: الكتاب و السنة يتناولهما كلُّ مسلمٍ بفهمه الخاص دون الرجوع لأقوال العلماء؟
إذا كان الاكتفاء بالكتاب و السنة فقط، فلماذا أمرنا الله بسؤال أهل العلم؟
أترى أنه يأمرنا بسؤالهم، ثم لا نقول بما ذهبوا إليه؟
أنا ذكرتُ ما ذكرتُ آنفًا لتوضيح المسألة للأخ الكريم، أتراني أخطأتُ؟
"ألا سألوا إذ لم يعلموا؟ إنما شفاء العِيّ السؤال"
سألوا مَن؟ لم يحضرهم من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مَن يجيبهم!
أتراه يؤنبهم على عدم الرجوع للكتاب و السنة، أم على عدم الرجوع لمَن عنده علم من الكتاب؟
بانتظار مراجعتكم الكريمة، نفعنا الله بعلمكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:06 ص]ـ
أولاً: أدعو الله العلي الكريم أن يغفر لي ولأخي يحي صالح ولجميع المسلمين في هذه الليلة المباركة التي هي من مظان ليلة القدر.
ثانياً: آمل من أخي الكريم يحي أن لايذهب ظنه بعيداً فيفهم من كلامي الاقتصار على الكتاب والسنة بفهمنا دون الرجوع إلى فهم العلماء، فهذا لاأقوله ولاأدين الله به؟ إذ لولا العلماء أصلاً كيف وصلنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟
كلامي واضح لمن تأمله دون تشنج وتصنيف، ألا يكفينا أن نقف في مثل هذه الأمور كما وقف عندها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
نعم: من لم يقف عند هذا وتعداه إلى كلام العلماء الذي هو في الحقيقة ليس مبنياً على نص صريح من كتاب الله وسنة نبيه، بل هو مبني على (فهم للنصوص) فهماً إما أنه مبني على ورع أو اجتهاد أو غلو في الرأي، أو تأويل أو تجسيم أو شبهة أو ......
هل الله أوجب علينا أن نتعدى في مسائل الصفات النصوص القرآنية والنبوية؟؟
بل:هل الله أوجب على أي إنسان إذا سئل عنها أن يقول فيها غير ماقال الله تعالى فيها؟؟؟؟.
ثم يا أخي الكريم إنكاري أصلاً هو على " التصور "؟؟؟ وليس على سؤال أهل العلم؟؟ إلا إذا كنت تجيز لنفسك ولغيرك أن " يتصور" في هذا الباب فهذا شيء آخر.
أخي الكريم:
هذا الباب السلامة فيه عندي أن يقال الله أعلم، ومن قال غير ذلك فليستدل على قوله بكتاب الله وسنة نبيه.
وأما إقحامك أهل الفقه بقية كلامك فليست أراه من بابتنا هذه.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:58 ص]ـ
عندما يسمع أحدنا كلمة يحدث استدعاء لدلالة هذه الكلمة،والكلمة الدالة علي فعل تؤدي إلي تصور كامل لعملية حدثت فمثلا -ضرب - تؤدي إلي تصور ضارب ومضروب ومكان الضرب وآلة الضرب ... الخ وان قلت فعلين فالسيناريو أكثر تعقيدا - ضرب ثم فر هاربا -
نعلم أن هناك من يقول ليس ثمة نزول لأن هذا فيه تجسيم ثم تنقل لنا " .. وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".
فلم يتفق الجميع علي النزول ثم تعقد الأمر بالنزول والصعود في آن
والشمس لا تطلع علي الحقيقة لأنها تسبح في فلكها والنقطة من الأرض تحضر نفسها أمامها لتشرق الأرض
شيء طيب أن يصف اخونا مصطفى سعيد وجهة نظر الآخر،
وأريد أن أستقل هذه الفرصة لأقول:
قال الله تعالى:
{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ} (النور:40).
أنى للناس الذين عاشوا في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتصوروا معنى هذه الآية، موج من فوقه موج، هذا كلام عجيب لأهل تلك الحقبة، هل هو عجيب اليوم، طبعا لا، وقد كان أهل العلم ينكرونه ولم يتم اكتشافه إلا مؤخرا. لا أستطيع أن أجعل تصور المخلوق يحدد تقبلي للنصوص الشرعية لهذا السبب، فكثير من الأمور يصعب تصورها قبلا صارت متصورة الآن عند الإنسان، فتصور ليس الحكم.
والله أعلم وأحكم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[26 Sep 2008, 10:14 م]ـ
أولاً: أدعو الله العلي الكريم أن يغفر لي ولأخي يحي صالح ولجميع المسلمين في هذه الليلة المباركة التي هي من مظان ليلة القدر.
ثانياً: آمل من أخي الكريم يحي أن لايذهب ظنه بعيداً فيفهم من كلامي الاقتصار على الكتاب والسنة بفهمنا دون الرجوع إلى فهم العلماء، فهذا لاأقوله ولاأدين الله به؟ إذ لولا العلماء أصلاً كيف وصلنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟
كلامي واضح لمن تأمله دون تشنج وتصنيف، ألا يكفينا أن نقف في مثل هذه الأمور كما وقف عندها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟
نعم: من لم يقف عند هذا وتعداه إلى كلام العلماء الذي هو في الحقيقة ليس مبنياً على نص صريح من كتاب الله وسنة نبيه، بل هو مبني على (فهم للنصوص) فهماً إما أنه مبني على ورع أو اجتهاد أو غلو في الرأي، أو تأويل أو تجسيم أو شبهة أو ......
هل الله أوجب علينا أن نتعدى في مسائل الصفات النصوص القرآنية والنبوية؟؟
بل:هل الله أوجب على أي إنسان إذا سئل عنها أن يقول فيها غير ماقال الله تعالى فيها؟؟؟؟.
ثم يا أخي الكريم إنكاري أصلاً هو على " التصور "؟؟؟ وليس على سؤال أهل العلم؟؟ إلا إذا كنت تجيز لنفسك ولغيرك أن " يتصور" في هذا الباب فهذا شيء آخر.
أخي الكريم:
هذا الباب السلامة فيه عندي أن يقال الله أعلم، ومن قال غير ذلك فليستدل على قوله بكتاب الله وسنة نبيه.
وأما إقحامك أهل الفقه بقية كلامك فليست أراه من بابتنا هذه.
والله أعلم.
أخي الفاضل
حفظنا اللهُ و إياك من كل ظن سوء.
أنا أيضًا لا أتكلم عن "التصور"، بل عن الفهم للآيات و الأحاديث.
و لم أرَ أن نقل الأخ الكريم الذي نقلتُ عنه قد تعدَّى كلمات لشيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله تعالى في إفهام الناس ما غمض عليهم و التبس.
أرجو أن يكون في كلماتي هذه إزالة كل لبس فيما (قد) يُفهم مما سبق.
و أستغفر الله تعالى من كل سوء ظن.(/)
دين الملك في عهد يوسف عليه السلام
ـ[ umm bayan] ــــــــ[24 Sep 2008, 08:23 م]ـ
هل تحدث تفسير معين عن دين الملك في عهد يوسف عليه السلام--؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Sep 2008, 12:21 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ثم أما بعد
من الندرة أن نجد في المصادرالتفسيرية حديثا عن دين الملك العقدي في زمن نبي الله يوسف ـ عليه السلام، وذلك لأن الكل يركز على السياق الذي ورد فيه كلمة " دين مضافة للملك" فالكل يقول نقلا عن السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ: دين الملك: حكمه وسلطانه وشبيه ذلك.
أما ابن عاشورـ رحمات الله عليه ـ فقد حام وما أفضى إلى تفسير الدين العقدي للملك صراحة فقال في آية البقرة:" ... فنظرة إلى ميسرة" وقد قيل: إن ذلك كان حكماً في الجاهلية وهو حكم قديم في الأمم كان من حكم المصريين، ففي القرآن الإشارة إلى ذلك بقوله تعالى: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: 76].
وقال في موضع آخر:" فكانت من الشرائع الإلهية: شريعة إبراهيم عليه السلام، ومن غيرها شريعة (حمورابي) في العراق، وشريعة البراهمة، وشريعة المصريين التي ذكرها الله تعالى في قوله: {ما كان ليأخذ أخاه في دِين الملك} [يوسف: 76].ثم أعقبتها شريعة إلهية كبرى وهي شريعة موسى عليه السلام التي اختلط أهلها بأمم كثيرة في مسيرهم في التيه وما بعده، وجاورتها أو أعقبتها شرائع مثل شريعة (زرادشت) في الفرس، وشريعة (كنفشيوس) في الصين، وشريعة (سولون) في اليونان. أ. هـ ابن عاشور.
قلت: وأري رأيا مؤداه:
ان الملك إما أن يكون مؤمنا، وإما يكون كافرا، وإما أن يكون منافقا.
أماعن احتمال كفره فلا أرجحه لأنه لو كان كافرا فلن يرغب في يوسف عليه السلام ليكون على سدة خزائن الأرض.
ـ ولا أرجح أنه كان منافقا لأن وضع يوسف ـ عليه السلام ـ لا يساعد على جو النفاق لأنه أضعف من أن يُنافَق.
ـ وأما كونه مؤمنا فهذا ما أميل إليه، خاصة أن عقيدةالتوحيد والإيمان بالبعث والجنة والنار كانت عقيدة قدماء المصريين وقت ذاك.
هذا مجرد إعمال للفكر، وذلك بعد التفتيش في كتابي الذي صنفته عن سورة يوسف دراسة تحليلية، ومعظم كتب لتفسير في مكتبتي، وكذلك موسوعة سورة يوسف في ثلاث مجلدات.
هذا
وقد ذكرالدكتور جمال أبو حسان " مؤتمر سورة يوسف" كعنوان في بعض كلامه ـ حفظه الله ـ وبما أن هذا المؤتمر ليس عندي فقد يكون لديه ضمن مكتبته، فلو أنه تفضل بعرض هذا السؤال على مؤتمر سورة يوسف لأفادنا ـ إن شاء الله ـ إذ المؤتمر كان في مجلدات وهومظنة الوفاء بمثل هذا المطلب.
والله ولي التوفيق
ـ[ umm bayan] ــــــــ[25 Sep 2008, 05:26 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:30 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ثم أما بعد
ـ ولا أرجح أنه كان منافقا لأن وضع يوسف ـ عليه السلام ـ لا يساعد على جو النفاق لأنه أضعف من أن يُنافَق.
ـ
والله ولي التوفيق
لم أفهم هذه العبارة؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:07 م]ـ
وأما كونه مؤمنا فهذا ما أميل إليه، خاصة أن عقيدةالتوحيد والإيمان بالبعث والجنة والنار كانت عقيدة قدماء المصريين وقت ذاك.
لم يكن هناك توحيد،كان الايمان بالبعث والجزاء بعد الموت ولكنهم كانوا مشركون بدليل قوله " أرباب متفرقون خير " وواضح أن شركهم في الربوبية وربما هو الواضح من التاريخ حيث كان هناك ماأسموه رب النيل ورب الخصب ورب الجمال .... الخ
ويستدل بهذا الأمر علي أن الدين يعني مايُدان الناس به،فقد كانوا يدانون بقوانين وضعها الملك وكانت تطبق عليهم وكان ذلك سر تماسك المُلك وقوته
ولم يمنع الملك كونه غير موحد أن يكون حكيما وعادلا في أحكامه كما لم يمنعه أن يستفيد بكل صاحب علم أو مهارة أو ادارة مثلما فعل مع يوسف
والسؤال، هل يمكن القول أنه آمن لما أرسل يوسف إليه أم أن قول مؤمن آل فرعون
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [غافر: 34]
قد انطبق عليه وظل هذا الملك في شك؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:21 ص]ـ
الأخ الفاضل " أبو الأشبال " عبارة ـ ولا أرجح أنه كان منافقا لأن وضع يوسف ـ عليه السلام ـ لا يساعد على جو النفاق لأنه أضعف من أن يُنافَق ـ أي: أن وضع سيدنا يوسف عليه السلام ـ كواحد من الرعية لا يغري ملكا بالنفاق، ومن هنا استبعت النفاق كعقيدة ودين للملك.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:42 ص]ـ
الأخ الفاضل " أبو الأشبال " عبارة ـ ولا أرجح أنه كان منافقا لأن وضع يوسف ـ عليه السلام ـ لا يساعد على جو النفاق لأنه أضعف من أن يُنافَق ـ أي: أن وضع سيدنا يوسف عليه السلام ـ كواحد من الرعية لا يغري ملكا بالنفاق، ومن هنا استبعت النفاق كعقيدة ودين للملك.
الشيخ الفاضل د. خضر أقدر لك قيامك بالإجابة على استفساري، جزاك الله خيرا وبارك الله فيك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:46 ص]ـ
لم يكن هناك توحيد،كان الايمان بالبعث والجزاء بعد الموت ولكنهم كانوا مشركون بدليل قوله " أرباب متفرقون خير " وواضح أن شركهم في الربوبية وربما هو الواضح من التاريخ حيث كان هناك ماأسموه رب النيل ورب الخصب ورب الجمال .... الخ
ويستدل بهذا الأمر علي أن الدين يعني مايُدان الناس به،فقد كانوا يدانون بقوانين وضعها الملك وكانت تطبق عليهم وكان ذلك سر تماسك المُلك وقوته
ولم يمنع الملك كونه غير موحد أن يكون حكيما وعادلا في أحكامه كما لم يمنعه أن يستفيد بكل صاحب علم أو مهارة أو ادارة مثلما فعل مع يوسف
والسؤال، هل يمكن القول أنه آمن لما أرسل يوسف إليه أم أن قول مؤمن آل فرعون
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [غافر: 34]
قد انطبق عليه وظل هذا الملك في شك؟
أعتقد الخطاب هنا موجه لبني إسرائيل، وليس لحكام مصر.
قال العلامة سفر الحوالي – حفظه الله -:
" والأصل في ذرية إبراهيم ابناه إسماعيل وإسحاق، ومن ذرية إسماعيل كانت العرب، ومن ذرية إسحاق كان بنو إسرائيل؛ لأن الله قال في بشارة زوج إبراهيم سارة: فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ [هود:71]، ويعقوب هذا هو إسرائيل، الذي كانت النبوة في ذريته، وكما هو معلوم أن أبناء يعقوب عليه السلام كانوا اثني عشر كما في سورة يوسف: إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا [يوسف:4] فيوسف وإخوته الأحد عشر هم الأسباط، فلما ولى الله يوسف على مصر ومنّ عليه، وأصبح عزيزاً في مصر، واستدعى أهله من البدو، أقاموا في مصر وسكنوا بها وتكاثروا، حتى مرت الأيام، واضطهدهم الفراعنة الأقباط الذين كان ملكهم فرعون.
وهنا فائدة: وهي أن كل من ملك مصر من الكفار فهو فرعون، ففرعون ليس علماً على شخص معين، إنما هو لقب لمن يملك مصر، كما يقال: النجاشي لمن ملك الحبشة، أو النمرود لمن ملك بابل، أو آشور، وقيصر لملك الروم، وكسرى لملك الفرس، فالأقباط اضطهدوا بني إسرائيل حتى بعث الله فيهم موسى عليه السلام ليخرجهم من الذل والاستعباد، كما قال تعالى على لسان موسى: وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ [الشعراء:22] أي: هل هذا مما يُمتن به يا فرعون؛ بأن جعلت بني إسرائيل عبيداً، وجعلت الناس طوائف وطبقات، فالطبقة العليا (الأقباط) تستضعف الطبقة السفلى (بني إسرائيل). "
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=4874
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 11:17 ص]ـ
للفائدة:
يقول الباحثين أن يوسف عليه السلام عاش في مصر زمن الهيكسوس:
قال أحد الباحثين في منتدى من المنتديات:
وقد تضمن التاريخ القديم وقائع لم يكن احد يعرفه على وجه الارض فى عصر نزول القران ذلك ان اسم عزير لم يكن معروفا عند بنى اسرائيل الا بعد دخولهم مصر واختلاطهم بأهلها واتصالهم بعقائدها ووثنيتها واسم عزير هو (اوزيرس) كما ينطق به العبرانيون او عوزر كما كان ينطق به قدماء المصريين حيث كانوا يعتقدون ان عزير هو ابن الله وقد استحسن اليهود هذه العقيدة واصبح عزير من الاسماء المقدسة عندهم وصاروا يسمون اولادهم بهذا الاسم الذى قدسوه كفرا وضلالا فعاب الله عليهم ذلك فى القران. ان اليهود لايستطيعون ان يدعوا فى وقت من الاوقات ان عزير كان معروفا عندهم قبل اختلاطهم بقدماء المصريين واصبح عندهم هذا الاسم مقدس لانه يدل على الالوهية ومعناه الاله المعين وهو نفس المعنى عند المصريين القدماء بمعنى الاله الواحد ثم صاروا يعتقدون انه ابن الله عقب عبادتهم للشمس فهذا سر من اسرار القران لم يكتشف الا بعد ظهور حقيقة ماكان عليه قدماء المصريين فى العصر الحديث وما كان شىء من ذلك معروفا عند نزول القران حتى ان اعداء الاسلام كانوا يصوغون فى جهلهم بهذه الحقيقة التاريخية شبهة يلطخون بها وجه الاسلام ويطعنون بها فى القران.
معجزة القران: فرعون الملك
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر القران الكريم لقب فرعون فى حوالى ستين اية الا فى سورة واحدة فقط وهى سورة يوسف لم يذكر الله فيها اسم فرعون بل ذكر فيها حاكم مصر بلقب ملك (وقال الملك انى ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف) (وقال الملك ائتونى به) وبقيت هذه الايات الثلاث اعجازا قرانيا حتى فكك شامبيلون حجر رشيد وتعرف على الكتابة الهيروغلوفية فى اواخر القرن التاسع عشر فظهرت المعجزة ان حياة يوسف فى مصر كان ايام (الملوك الرعاة-الهيكسوس) الذين تغلبوا على جيش الفراعنة وظلوا يحكمون مصر من) 1730 - 1580 (قبل الميلاد لان يوسف عاش فى مصر ايام الملوك الرعاة اليست هذه المعجزة القرانية تشهد بنبوة محمد وصدق القران؟
ثم ذكر بعض المصادر:
1 - الانسان بين العلم والدين تأليف شوقي ابو خليل
2 - مفاهيم قرأنية للدكتور محمد احمد خلف الله
3 - بين العلم والدين للدكتور محمد احمد الغمراوي
4 - السحر في التوراة شفيق مقار
5 - الاسلام والعلم الحديث عبد الرزاق نوفل
6 - القرأن والعلم الحديث عبد الرزاق نوفل
7 - براهين تأليف محمد عبد الرؤوف قاسم
8 - الاسلام بين الشرق والغرب علي عزت بنجوفيتش
ومن أحد المواقع:
3 - و"الهيكسوس عُظماءٌ كنعانيّون-فينيقيّون حكَموا مصر بين 1725 و1520 قبل المسيح (؟)
والكلمةُ تعني: "ملوك البلادِ الغريبة"—، قالَ ذلك مانيثون أوّلُ مؤرِّخي مصر، وبَرهنه مؤرّخون كثُر منهم جان بيرار في بحثِه القَيِّمِ "الهيكسوس". وسُمُّوا "الرُّعاة" تَحقيرًا (مع أنّ المِصريّين سمَّوا كرونوس العظيم "رَع"، والمسيح فيما بعد سمّى نفسَه "الرّاعي الصّالح" (يوحنّا 10). هذا لنقولَ إنّ مَن دحَروهم، اغتابوهم، لكنّ التّاريخَ عادَ اليومَ يُنصِفُهم، باعِثين لإحدى النّهَضاتِ المصريّةِ والمتوسِّطيّةِ الرّائعة. آخرُ ملوكِهم أغنور، ملكُ صور، وابنُه قدموس (ننّوس، 2، 679 - 698؛ 3، 294 - 319م. ب.). (منقول من موقع يختص بتاريخ لبنان)
ويقول أحد الباحثين:
"أما العالم الآثاري التاريخي د. موركات الألماني فينفي ما جاء في أساطير التوراة القائلة بقرابة اليهود والآراميين الذين ينتمي إليهم إبراهيم الخليل واسحق ويعقوب (إسرائيل) .. وأن الأبحاث الأثرية قد برهنت على عدم صحة الأساطير التي وردت في التوراة () من كل هذا نستدل من ذلك ومن الأحداث التاريخية في تلك الفترة أن جماعة مصرية موحدة أو توحيدية من الجنود أتباع موسى وبقايا الباقين في مصر بعد طرد الهيكسوس من مصر (وكانوا يعرفون بالعبريو أو العبيرو)، وأن هؤلاء الجنود هم من بقايا حامية الملك أخناتون في عاصمتهم "تل العمارنة" وهي من الأسيويين والزنوج. وكانوا يدينون بدين أخناتون، فقد اختارهم الملك كجنود الحرس الملكي ليضمن ولاءهم له ولعقيدتهم الجديدة وذلك لعدم ثقته بالجنود الذين يدينون بدين أمون وقد بقوا على عقيدتهم القديمة وأكثرية الشعب، سراً. وأن هؤلاء الجنود الآسيويين والزنوج كانوا مضطهدين بعد موت أخناتون لاعتناقهم ديانته التوحيدية. وبذا يكونون قد طردوا من الجيش أو هربوا من عاصمة أخناتون والتحقوا بجماعة موسى وهو القائد المصري الذي على دين أخناتون .. والتحق معهم بقايا الهيكسوس الذين كانوا مضطهدين بعد زوال حكم الهيكسوس من مصر" (منقول من موقع على الشبكة).
ومعنى الهيكسوس: (الملوك الرعاة).
والله أعلم وأحكم.
ـ[نعيمان]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:10 م]ـ
قال الدكتور خضر حفظه الله تعالى ورعاه:
(ذكرالدكتور جمال أبو حسان " مؤتمر سورة يوسف" كعنوان في بعض كلامه ـ حفظه الله ـ وبما أن هذا المؤتمر ليس عندي فقد يكون لديه ضمن مكتبته، فلو أنه تفضل بعرض هذا السؤال على مؤتمر سورة يوسف لأفادنا ـ إن شاء الله ـ إذ المؤتمر كان في مجلدات وهومظنة الوفاء بمثل هذا المطلب.)
مع أن الخطاب ليس موجهاً لي، إلا أنني سأعرّف بالمؤتمر فقط: وتبقى الإجابة لازمة ذمة الدكتور جمال أبو حسّان حفظه الله ورعاه إن وجدها، رغم الظن أننا لن نستطيع العثور على ماهيّة دين الملك في كتب التفسير، قد نجدها في غيرها:
المؤتمر:
(مؤتمر تفسير سورة يوسف) هو كتاب للعلامة الشيخ عبد الله العلمي الغزي الدمشقي، والكتاب يقع في نيّف وأربعمائة وألف صفحة، في مجلدين، طبع مرتين. وهو سفر نفيس فيه العديد من الفوائد في اللغة والبيان والفكر والتاريخ والأدب والنفس والدين ... وفيه الكثير من الاستطراد.
وسمّاه صاحبه المؤتمر لأنه تصوّر مؤتمراً يعقد في القدس يتذاكر معاني قصة يوسف، وكان قصد الكاتب من هذا الرمز إلى أهميّة وحدة المسلمين، وأهمية بيت المقدس، والأخطار التي تحيق بها، وقد كتب الكتاب في الثلاثينيّات .. لكنه كأنما يكتب الآن في ظروف الصراع الحاضرة مع اليهود)
المصدر: سورة يوسف دراسة تحليليّة (631صفحة)، د. أحمد نوفل، ط1، دار الفرقان، عمان - الأردن، 1409هـ-1989م، ص16 - 17.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:00 م]ـ
شكر الله لأبي الأشبال الأستاذ عد الجبار أدبه وعلمه ونثمن ـ غاليا ـ ما نقله وما أفدناه عن طريقه، كما أسجل سعادتي وتقديري للفاضل الأستاذ نعيمان إذ طوف بنا مشكورا حول مؤتمر سورة يوسف، وأن كنت لمحت أن الكتاب ذاته ليس بين يديده وليس موجودا على أرفف مكتبته مثلي، وأما ما ذكره الأستاذ مصطفي ـ أثابه الله ـ فيمثل رأيا تاريخيا محترما في قضيتنا هذه، علما بأنني لا أجزم بشيء ما قلته سابقاً وغاية الأمر أننا اجتهدنا وسعنا، وكما قلت سبقاً: إن السؤال من أساسه لم يرد على ذهن المفسرين أصالة لانشغال البال بالسياق الذي يعني أن دين الملك سياسته ونظام حكمه ـ كما أسلفت ـ والقضية مفتوحة للمتفضلين بجديد يفيد عين الاستفهام الأول " حديث الباب" ولا أخاله إلا عند متخصص في التاريخ، بل في التاريخ المصري القديم بعد إطلالة على تفسير بعض آي القرآن وعلى ذخائر التاريخ ووثائقه القديمة أو القديمة جداً.
والله الموفق والمستعان
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Sep 2008, 05:07 م]ـ
أعتقد الخطاب هنا موجه لبني إسرائيل، وليس لحكام مصر.
أي خطاب
خطاب مؤمن آل فرعون في سورة غافر؟!!!
إن كان هذا،فليس هناك خلاف علي أنه لفرعون وملأه
وإن صح هذا فيوسف كان رسولا للمصريين بنص الآية وليس للهكسوس ولا غيرهم
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [غافر: 34]
وأنا أسأل هل معني أنهم -أي المصريين-مازالوا في شك مما جاءهم به حال حياته يفيد أن الملك لم يؤمن؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 06:27 م]ـ
أي خطاب
خطاب مؤمن آل فرعون في سورة غافر؟!!!
إن كان هذا،فليس هناك خلاف علي أنه لفرعون وملأه
وإن صح هذا فيوسف كان رسولا للمصريين بنص الآية وليس للهكسوس ولا غيرهم
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ [غافر: 34]
وأنا أسأل هل معني أنهم -أي المصريين-مازالوا في شك مما جاءهم به حال حياته يفيد أن الملك لم يؤمن؟
صدقت أخي الفاضل مصطفى سعيد جعلك الله تعالى من سعداء الدارين اللهم آمين.
ويا ترى ما قصة الروايات المتناقله عن (الملوك الرعاة-الهيكسوس)؟!
ـ[محب القران]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:45 ص]ـ
المقصود والله اعلم بدين الملك اي حكم الملك
فالحيلة التي فعلها يوسف في دس صواع الملك في وعاء اخيه هي التي اوحاها الله اليه حتى يأخذ اخاه
قال تعالى ((وكذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا ان يشاء الله))
يقال دانت القبائل لفلان أي اصبحت تحت حكمه
قال تعالى ((وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله))
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Sep 2008, 05:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي
أما الروايات عن الهيكسوس -فرغم أنني لست محققا -فإني لم أرتاح لها،وفي معظمها تجد هوي لقائلها،فهذا كأنه يريد ابطال الرواية الاسرائيلية وآخر يريد أن يرفع المصريين لينفي عنهم ما قد يحس أنه تصرف سيء من امرأة العزيز، وانظر إلي هذه
قالَ ذلك مانيثون أوّلُ مؤرِّخي مصر، وبَرهنه مؤرّخون كثُر منهم جان بيرار في بحثِه القَيِّمِ "الهيكسوس". وسُمُّوا "الرُّعاة" تَحقيرًا (مع أنّ المِصريّين سمَّوا كرونوس العظيم "رَع"، والمسيح فيما بعد سمّى نفسَه "الرّاعي الصّالح" (يوحنّا 10). ما الذي أدخل المسيح في الموضوع إنها ثقافة الباحث وربما الهوي أن يجعل الهيكسوس رعاة صالحين-رغم قوله تحقيرا فقد فندها بنسبتها لكرونوس والمسيح - ليسيء إلي كل من المصريين والاسرائيليين علي السواء
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Sep 2008, 04:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي
أما الروايات عن الهيكسوس -فرغم أنني لست محققا -فإني لم أرتاح لها،وفي معظمها تجد هوي لقائلها،فهذا كأنه يريد ابطال الرواية الاسرائيلية وآخر يريد أن يرفع المصريين لينفي عنهم ما قد يحس أنه تصرف سيء من امرأة العزيز، وانظر إلي هذه
ما الذي أدخل المسيح في الموضوع إنها ثقافة الباحث وربما الهوي أن يجعل الهيكسوس رعاة صالحين-رغم قوله تحقيرا فقد فندها بنسبتها لكرونوس والمسيح - ليسيء إلي كل من المصريين والاسرائيليين علي السواء
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل، وما تفضلتم به وجيه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[29 Sep 2008, 11:05 ص]ـ
للفائدة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13122(/)
قال الله تعالى (وما تدري نفس بأي أرض تموت) تفسير ولكن بقصة واقعية
ـ[العبيسي العنزي]ــــــــ[25 Sep 2008, 12:09 ص]ـ
نعم إنها تفسير بهذه القصة الواقعية
إنها عبرة
كانوا في سكرة
كانوا في سعادة
كانوا يعيدون شريط الذكريات
كلا منهم يذكر مغامراته في هذه الرحلة
انها رحلتهم إلى اندونيسيا
شباب في أعمار الزهور
فهذا يقول كنت مع فلانة وكنت وكنت ......
هم الأن عائدون إلى البلاد
كنت في المقعد الخلفي لهم
قطع الحديث أنين أحدهم
يقول بطني آآآه
أخذوا يتضاحكون
فقمت من مقعدي ورحت إليه
فقلت له قل لا إله إلا الله
فأخذوا يسخرون مني ويقولون لا تتفائل عليه
عندها أشتد عليه الألم
فكلمت قائد االطائرة فتفاعل معي ونزل اضطراري إلى مطار كلمبوا في سيلان
فلما جائوا بالإسعاف وفتح باب الطائرة ليسعفوه وجدوه قد مات
إنها اول مرة ينزل بهذه الأرض ولكن كان موته بها
وما تدري نفس بأي أرض تموت
هذه القصة الذي رواها لنا شيخنا محمد الفراج عن هذا الرجل الفاضل
الذي حصلت له في الطائرة وكانت قبل رمضان بثلاثة أيام
فاعتبروا يا اولي الألباب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيك.
رحمه الله، وأحسن ختامنا وختام إخواننا المسلمين، وما أكثر العِبَر وأقلَّ الاعتبار.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:11 ص]ـ
قصة معبرة ...
وفقك الله وأحسن خاتمتنا وأياك
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:10 ص]ـ
أحسنت بارك الله فيك ورحم الله أخانا وأيقظ قلوبنا(/)
سؤال للأعضاء؟؟؟؟
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[25 Sep 2008, 05:58 ص]ـ
أين أجد تفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله؟ أريد الكتاب وليست نسخة الكترونية والدال على الخير كفاعله
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:36 ص]ـ
حياك الله أخي الكريم
الموجود عندي بجهازي (تخريج أحاديث وآثار
كتاب "في ظلال القرآن"
لسيد قطب –رحمه الله-)
هل هذا هو ما تبحث عنه؟؟
وإذا كان ليس كذلك سأبحث لك عنه بالإنترنت ..
وفقك الله ...
0
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:00 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أنا أقصد في أي مكتبة أجد التفسير لأني كل ما أذهب إلى مكتبة يقول غير موجود
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:19 ص]ـ
لا بأس أخي أعطني مسمى الكتاب كاملاً سأبحث لك عنه في مكتبات القصيم ولعلي أجده وأفيدك،،،
أختكم: أمل الأمة المنتظر،،،
جزاكم الله خيراً
ـ[النجدية]ــــــــ[25 Sep 2008, 10:15 ص]ـ
بسم الله ...
هو إصدار دار الشروق.
أنصح بتحميله من هنا
منتديات الكتب المصورة: أبحث عن تفسير في ظلال القرآن الكريم لسيد قطب ( http://pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=3276&highlight=%D9%E1%C7%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%E1%D3%E D%CF)
أو
منتديات الكتب المصورة: حمل: في ظلال القرآن لسيد قطب ( http://pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=8287&highlight=%D9%E1%C7%E1+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%E1%D3%E D%CF)
والله الموفق ...
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[25 Sep 2008, 01:01 م]ـ
فى ظلال القرآن
دار الشروق
هاتف: 024023399
024037567
هذة الهواتف بالقاهرة
البريد الالكترونى: email: dar@shorouk.com
بيروت: ص ب: 8064
هاتف: 315859
817213
بامكنك الاتصال بهم وسؤالهم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:11 م]ـ
أين أجد تفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله؟ أريد الكتاب وليست نسخة الكترونية والدال على الخير كفاعله
في أي مدينة أنت؟
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا أنا أسكن في مدينة الرياض
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[26 Sep 2008, 01:44 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا أنا أسكن في مدينة الرياض
ابحث في مكتبات الكتاب المستعمل في الرياض، وستجده بإذن الله.(/)
::: الإمام الشيخ محمد عبده وطريقته في التفسير::: مقال نفيس للعلامة الشيخ محمود شلتوت
ـ[السراج]ــــــــ[25 Sep 2008, 06:34 ص]ـ
::: الإمام الشيخ محمد عبده وطريقته في التفسير:::
مقال نفيس لشيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله تعالى:
اطلعت على مقال قديم ونفيس في مجلة الرسالة التي كان رئيس تحريرها وصاحبها فضيلة الأستاذ الأديب أحمد حسن الزيات، وذلك في السنة الثانية عشرة من المجلة، العدد 576، وتاريخها كما جاء في ترويستها: القاهرة في يوم الإثنين 26 رجب سنة1363هـ - الموافق 17 يوليو سنة 1944م، بعنوان: " الشيخ عبده وطريقته في التفسير للأستاذ محمود شلتوت "، رأيت فيه ملامح عن شخصية الإمام المصلح الشيخ محمد عبده رحمه الله تعالى ودوره في التفسير بقلم شيخ الجامع الأزهر في زمانه العلامة الشيخ محمود شلتوت رحمه الله تعالى، وأصل هذا المقال محاضرة قام بها الأزهر بدار " الإذاعة اللاسلكية المصرية" عنوانها " ذكرى الأستاذ الإمام المصلح محمد عبده " وذلك في (يوم الثلاثاء 11 يوليو سنة 1944م) فألقى الشيخ محمود شلتوت هذه الكلمة القيمة وهو هذا المقال، وألقى بعده الدكتور محمد البهي والدكتور محمد ماضي كلمتين أخريتين، وقد سر أهل العلم والفكر آنذاك بهذه المحاضرة، لذا رأيت أن أنقل نص المقال بتمامه كما جاء في المجلة لتعم الفائدة خاصةً في منتدانا المبارك ... ولاتنسوني من صالح دعائكم ....
ـــــــــــــــــ
الشيخ عبده وطريقته في التفسير للأستاذ محمود شلتوت
******
من المعروف أن البيئة تؤثر في الإنسان تأثيراً كبيراً فهي تطبعه بطابعها وتنشئه على أخلاقها وتحمله بقوتها وسلطانها على أن يكون عضواً فيها، يعيش كما تعيش، ويفكر كما تفكر، وينزل على إرادتها وحكمها مطمئن القلب راضي النفس، ولكن مع هذا قد يظهر في الأمة أو الجماعة من الحين بعد الحين أفراد يجعل الله منهم مظهر رسالة خاصة إلى الأمة أو الجماعة، فيصنعهم على عينه ويعصمهم من التأثر ببيئاتهم، فينشأ الواحد منهم بيئة برأسه أو أمة في نفسه، لا يتأثر بجماعته، ولا يتقيد بقيودها، ولا يزن الأشياء بميزانها بل العكس يؤثر هو فيها و يقتحم عليها حصونها، ويعيش معها ما عاش في كفاح وجلاد وهو في كل يوم يفتح فتحاً جديداً، ويدك حصناً عنيداً، ويتعهد من وراء ذلك بذوره التي يضعها حتى ترسخ أصولها، وتسمق فروعها، وتؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، أولئك هم المصلحون في كل زمان ومكان، منهم رسل الله المبلغون عنه، المؤيدون بوحيه، ومنهم دون ذلك من عباقرة الأمم وأفذاذ التاريخ، ولقد كان الشيخ عبده من هؤلاء العباقرة الذين عصمهم الله من التأثر ببيئاتهم ومكّنهم من التأثير فيها.
****
كانت بيئة الشيخ عبده هي البيئة الأزهرية التي تكونت في أواخر القرن الثالث عشر من الهجرة، وكان طابعها الركود الفكري، والتعصب المذهبي، والتقديس للآراء و الأفهام والسمو بها عن النقد ومحاربة كل رأي جديد، وقد وصل الأمر بهذه البيئة إلى أن أوجبت التقليد في دين الله وحرمت الاشتغال بالعلوم العقلية والرياضية وقاومت من حاول الخروج عليها في ذلك زمناً طويلاً، وكانت أكبر جناية لهذه النزعة جنايتها على القرآن فقد صورته كتاباً عزيز المنال، بعيداً عن الأفهام، لايدركه إلا الراسخون الذين مضوا وقد درسوه واستنبطوا منه جميع ما يلزم المسلمين، فليس لأحد بعدهم أن ينظر فيه كما نظروا، ولا أن يستنبط منه كما استنبطوا، ولا أن يفسره بغير ما فسروا، ظل القرآن في هذه النزعة يدرس دراسة أساسها الإسراف في المناقشات اللفظية لعبارات المفسرين، والاعتماد في قصصه على الروايات الغريبة والإسرائيليات الموضوعة وفي تشريعه المذاهب الفقهية وفي عقائده على الآراء الكلامية، وقد صار القرآن بهذا كأنه تابع لا متبوع ومحكوم عليه لا حاكم
****
ولقد تهيب الناس بهذا الوضع كتاب الله وصاروا لا يعرفون من مزاياه سوى أنه كتاب يتعبد بتلاوته ويتبرك به وتستمطر به الرحمة على الموتى ويستشفى به من الأمراض والعلل الجسمية
****
(يُتْبَعُ)
(/)
في هذه البيئة نبت الشيخ عبده كما ينبت الورد بين الأشواك أو كما ينبع الماء الصافي من بين الصخور، فكان بحق مجدداً لأمر هذه الأمة، وكان بحق نوراً انبثق من أفق الأزهر انتفع به من انتفع، وازور عنه من ازور، وبقى على ذلك قوياً وهاجاً يجذب إليه أنظار المؤمنين وينفذ إلى بصائر المخلصين، زلزل رحمه الله على الجامدين حصونهم، ودمدم عليها بالحجج والبراهين، وكشف الحجاب الذي أسدله الجمود والتعصب على الدين شرعة وعقيدة، فبدأ منه ما كان خافياً وعاد إليه بهاؤه الأول وجلاله القديم، وبدد الغبار الذي عقد حول كتاب الله وأنقذه من شر هذه النزعة التي جعلته وراء الظهور، وآثرت عليه قول فلان وفلان، وليس من الممكن أن نبسط آثار هذا المجدد العظيم في كل ناحية من النواحي، ولكننا نعرض في اختصار إلى موقفه من القرآن فإنه كان يراه أصلاً للدعوة الفكرية الإصلاحية مهما تشعبت فروعها، وكان ينظر إليه على أنه أساس القوة ومصدر العزة للدولة الإسلامية والمسلمين جميعاً، فاستقبله على أنه – كما أنزله الله- كتاب هداية وتشريع وأخلاق، ونهى عن اتخاذه لغير ذلك من الأغراض المادية التي لا تليق بجلاله، والتي تصرف المسلمين عن الانتفاع بهديه وإرشاده، ونبه المسلمين عامة وأهل العلم خاصة إلى مركز القرآن، وأنه المسيطر على كل ما سواه في العلميات والعمليات، يجب أن يتحاكم إليه المختلفون، وأن يخضعوا لحكمه وأن يتركوا جميع الأقوال لقوله فليس أمام حكمه حنفي ولا شافعي ولا سني ولا معتزلي، وقد عنى رحمه الله أشد العناية بتجريده التفسير من كل مالا ثقة به من الروايات والإسرائيليات، وأوجب الوقوف عند الحد الذي قصه القرآن من أحوال الماضي أو أخبر به من شؤون المستقبل، ولم يكن رحمه الله ذا اهتمام كبير بأسباب النزول، بل كان يعتمد في فهم المعنى وربط الآيات على ما يفيده الموضوع وترشد إليه الألفاظ والأساليب، حسب المعهود من اللسان العربي المبين
****
هذه هي طريقة الشيخ عبده في تفسير القرآن، عرفناها واضحة جلية مما كتبه بنفسه كتفسيره لجزء (عم يتساءلون)، الذي فرغ منه كما يقول في آخره: منتصف الساعة السادسة بعد الظهر من يوم الأحد 23أغسطس سنة1903م في مدينة جنيف من بلاد سويسرا، وكتفسيره لآيات خاصة تفنيداً لشبه (1) أثارتها عند خصوم الإسلام، مكانة الجمود والرواية من التفسير، وما دوّنه عنه تلميذه البار السيد رشيد رضا، وهو من أول القرآن إلى قوله تعالى في سورة النساء: (ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهه لله وهو محسن)
****
لم يكن الشيخ عبده من هؤلاء الذين يقترحون ويدعون إلى ما اقترحوا دون أن يكون منهم أسوة عملية تشق للناس طريق ما يقترحون، بل كان رحمه الله عملياً قبل كل شئ، فلم يدع فرصة في حضره أو سفره تمر حتى يلقى فيها دروس التفسير على طريقته ومنهاجه، وقد واظب على ذلك في دروس متتابعة ظل يلقيها بالأزهر نحو سبع سنين، وكان يحضرها كثير من علماء الأزهر والنابهين من طلابه، ويحضرها الكبراء من رجال الدولة والتفكير، حتى أحدث في الأزهر حركة فكرية حادة لفتت أنظار العلماء والمشتغلين بالمسائل الإسلامية في الشرق والغرب إلى الأزهر وإلى الإسلام، بهذا مما ذكرنا وبغيره مما لم نذكر كان الشيخ عبده هو المجدد الإسلامي العظيم للقرن الرابع عشر من الهجرة، له نمطه المعروف وفكرته الواضحة التي أسهر لها ليله وأضنى بها جسمه، وتعرض في سبيلها لحقد الحاقدين وكيد الكائدين، ثم لبى دعوة ربه معتزاً بما لم يترك سواه من علم وإصلاح
****
وإذا كانت تعاليم الشيخ عبده قد أثرت من نصف قرن مضى في التفكير الإسلامي تأثيراً قوياً فإن المخلصين للأزهر لا يزالون إلى الآن يرجون أن يسرع الأزهر في الاقتراب من هذه التعاليم، وأن يجعلها من أسس دراسته وأساليب تفكيره، ولابد أن يقترب الأزهر – وهو معقل الدين- من طريقة الشيخ عبده مهما طال الأمد، لأنها طريقة السلف الصالح التي فهم بها الدين وعز جانبه، وآخر هذا الدين لا يصلح إلا بما صلح به أوله، أيها السادة: هذه ناحية من نواحي عظمة الشيخ عبده وأحب ألا أغادر موقفي هذا حتى أسجل أن عظمة الشيخ عبده لم تكن ترجع فقط إلى علمه الواسع وإحاطته بأساليب الحياة الصحيحة، ولكنها في الواقع ترجع إلى صفات صّيغ بها وطبع عليها، فقد كان مؤمناً قوي الأيمان، كان مخلصاً لفكرته، كان شجاعاً في الحق لا يعرف التردد ولا المجاملة، كان متجرداً عن الأهواء والمطامع، ليس مشغولاً إلا بفكرته ولا معنياً إلا بنجاح دعوته، كان معتمداً على الله وعلى قوة الحق وعلى الصراحة والوضوح، وما كان يعرف ركناً يأوي إليه سوى هذه الصفات، وكان بكل هذا شخصية مهيبة يحيط بها الوقار، ويحفها الجلال، ويشع منها نور الحق، وروعة الصدق فتجذب إليه الناس فيملك عليهم السمع والبصر والفؤاد، ذلكم هو المصلح وذلكم هو الإمام، رحم الله الإمام وأسبغ عليها رضوانه.
محمود شلتوت.
(1) من ذلك مسألة سر الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسألة زيد وزينب، ومسألة الجبر والاختيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[25 Sep 2008, 09:21 م]ـ
بارك الله فيك ايها السراج ... جعلك الله سراجا للحق ...
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[25 Sep 2008, 09:57 م]ـ
رحم الله الأستاذ الإمام محمد عبده، ورحم الله الأستاذ الأكبر الشيخ شلتوت، ورضي الله عن الأئمة الأعلام، ونفعنا بعلومهم في الدارين.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[25 Sep 2008, 10:02 م]ـ
بارك الله فيك
ولعل الحال فيما مضي لايختلف كثيرا عن الحاضر فهل قول الشيخ ولقد تهيب الناس بهذا الوضع كتاب الله وصاروا لا يعرفون من مزاياه سوى أنه كتاب يتعبد بتلاوته ويتبرك به وتستمطر به الرحمة على الموتى ويستشفى به من الأمراض والعلل الجسمية
هل هذا القول مازال حاضرا
ـ[السرخسي]ــــــــ[26 Sep 2008, 07:57 ص]ـ
جزاك الله خير .. ورحم الله الإمام محمد عبده ورحم الله الشيخ الأكبر محمود شلتوت.
ولا ازال اتذكر قصيدة شاعر النيل حافظ ابراهيم .. في رثاء الإمام محمد عبده رحمه الله .. فلا اعتقد اني سمعت مثلها وهي من اروع قصائل الرثاء يقول في مطلعها:
سلام على الإسلام بعد محمد .. سلام على أيامه النضرات
ـ[السراج]ــــــــ[12 Oct 2008, 06:42 م]ـ
أشكر الأخوة الكرام على مرورهم الطيب ...
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح ....
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[12 Oct 2008, 07:18 م]ـ
سمعنا من بعض الأفاضل من انتقد عقيدة محمد عبده و انتقد منهجه
و مما يحضرني في ذلك انه فسّر ماحدث لأصحاب الفيل أنه وباء الجدري ليس الا
الله اعلم بصحة ماقيل و بصحة الانتقادات و اتهامه بالماسونية
اشياء كثيرة
لا ادري قوة الخائضين في عقيدة الرجل
نرجوا التوضيح
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:12 م]ـ
لم تكن الماسونية في زمن محمد عبده قد كشفت على حقيقتها، ومعروف أنها تتستر وراء واجهات ظاهرها التعاون على الخير. وبعد أن عرف الشيخ بعض حقائق الماسونية تركها وكذلك استاذه الأفغاني.
في زمنهم كانت الناس مبهورة بالحضارة الغربية والثورة العلمية، ومن هنا وجدنا بعض العلماء يتعسف في التوفيق بين الدين والعلم، ومن هؤلاء الشيخ محمد عبده.
أما اليوم فزالت الغمة وأصبح الناس أكثر وعياً لحقيقة العلم والدين، ومن هنا لا يلام الشيخ لأنه ابن عصره، وليس لنا فضل عليهم لأننا أبناء عصر آخر تعاظمت فيه المعارف وارتقى فيه المسلمون بعد تخلف.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:11 ص]ـ
::: الإمام الشيخ محمد عبده وطريقته في التفسير:::
مقال نفيس لشيخ الجامع الأزهر الشيخ محمود شلتوت رحمه الله تعالى:
اطلعت على مقال قديم ونفيس في مجلة الرسالة التي كان رئيس تحريرها وصاحبها فضيلة الأستاذ الأديب أحمد حسن الزيات، بعنوان: " الشيخ عبده وطريقته في التفسير للأستاذ محمود شلتوت "، فألقى الشيخ محمود شلتوت هذه الكلمة القيمة وهو هذا المقال، وألقى بعده الدكتور محمد البهي والدكتور محمد ماضي كلمتين أخريتين،. ولاتنسوني من صالح دعائكم ....
بارك الله فيك وعليك وكتبك في الصالحين من عباده.
[الشيخ عبده وطريقته في التفسير للأستاذ محمود شلتوت ....
كان مؤمناً قوي الأيمان، كان مخلصاً لفكرته، كان شجاعاً في الحق لا يعرف التردد ولا المجاملة، كان متجرداً عن الأهواء والمطامع، ليس مشغولاً إلا بفكرته ولا معنياً إلا بنجاح دعوته، كان معتمداً على الله وعلى قوة الحق وعلى الصراحة والوضوح، وما كان يعرف ركناً يأوي إليه سوى هذه الصفات، وكان بكل هذا شخصية مهيبة يحيط بها الوقار، ويحفها الجلال، ويشع منها نور الحق، وروعة الصدق فتجذب إليه الناس فيملك عليهم السمع والبصر والفؤاد، ذلكم هو المصلح وذلكم هو الإمام، رحم الله الإمام وأسبغ عليها رضوانه.
ولتطبيق هذه الصفات فليتنافس المتنافسون ولذلك فليعمل العاملون
شهادة من هو بين يدي الله لمن هو مثله، جيل من عمالة العلم وفرسان المعرفة، رحمهم الله جميعا وأسكنهم فسيح جناته آمين
والشكر موصول للأستاذ "السراج " ولكل من تفضل بالمشاركة
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:53 ص]ـ
مشايخ التفسير الرجاء التعليق على تفسير محمد عبده بان ما اصاب اصحاب الفيل هو وباء الجدري
و نرجوا - لكي يتم الثناء الحق على الشيخ - ان نبطل اقول ما اتهموه به لكي تكون الصورة واضحة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:25 م]ـ
يا أبا الفضل حفظك الله ورعاك، مالي أراك مصراً على نبش قبور العلماء، أما يكفيك ما نوة به أهل الفضل والمعرفة الذين عاصروا الشيخ فنعتوه بما هو أهله، فهم الذين عاصروه وليس مع العين أين، أما الجدري أو نفي بعض ما يتعلق بالجن أو .... فهذه لو ثبتت فهي من هنات العلماء، وقديما قالوا:" لكل عالم هفوة" و الكمال لله والعصمة للأنبياء، خذ الخير وهو كثير واترك العود للنار.
أما الماسونية واتهام الشيخ محمد عبده بها، فأقول:
قد أغنانا عن الكلام فيها الأخ الفاضل البيرواني.
لا أقول هذا لكون الشيخ محمد عبده المولود في قريتي حصة شبشبير من أعمال محافظة الغربية بمصر، بل لأن تتبع العلماء في هفوة أو سقطة ليس من أعمال الكبار ولا من بنات أفكارهم. وأنت عندنا صاحب شأن فتأمل.
ولو تتبعت هنات العلماء ما استفدت من أحد قط، والله الموفق والمستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Oct 2008, 08:26 ص]ـ
أنصح بقراءة منهج المدرسة العقلية واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري كلاهما للدكتور فهد الرومي حفظه الله فقد وسع مع الوثائق الكلام في محمد عبده ومنهجه في التفسير.
ـ[السراج]ــــــــ[27 May 2010, 10:45 ص]ـ
لا يستحق أن نطلق على محمد عبده بالإمام؛ لأن الرجل مليء بالضلالات وقد كان من طليعة ورواد العصرانيين الذين يطعنون بالدين بشكل غير مباشر أو مباشر لتأثرهم بالحملات التغريبية الكافرة، وإنني قد كتبت الإمام لما جاء في تلك المجلة، وأهل العلم الراسخين النابهين يخالفوه في كل ما رمى إليه وقد بينوا ضلالاته وزلاته، وقد أعان محمد عبده أهل الشر على شرهم ونصرهم على فسقهم ودفع عجلة حملات التغريب في بلاده وهو من علماء السوء والضلال، والأشد والأنكى أنه ينتسب لمذهب السلف زوراً وبهتاناً، لذا عينه الاستعمار شيخ الأزهر ..
والله المستعان.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 May 2010, 04:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الفضلاء، حينما تتحدثون عن محمد عبده ومنهجه وعقيدته، وقضية تفسيره وإنكاره للمعجزات، والتأويل العقلي لها .. إلخ، فالواقع بذلك أنكم تخترعون (العجلة) والتي يقال إنها أول اختراع في التاريخ.
وأقول للسيد الفاضل أبي عمر: لا يكفي يا سيدي ما مدحه به أهل زمانه؛ لأمور ستتضح لك إن شاء الله.
إننا حينما نتناول الفكرة أو القضية في البحث الشرعي - وغير الشرعي كذلك - ينبغي أن نفصل بين الأشخاص وبين الأفكار، باعتبار النقد، أي من حيث لحوق العيب بأحدهما، وهذا عزيز في زماننا، بل هو من فساد هذا الزمان، أن نرى من يقرن بين الفكرة ونية صاحبها وفضله. فكثير من الدعاة هم عندي من أولياء الله، وأعتقد فيهم الولاية، إلا أنني أنقد مذابهبهم بل أنقضها نقضا.
لذا فالشيخ محمد عبده لن نتناوله من حيث مقصده وتوجهه بينه وبين ربه، فهذا ليس من شأننا، وإنما الكلام الآتي هو بخصوص منهج محمد عبده والمراغي ومحمد رشيد رضا. فإن الذين يثنون على مناهجهم ويسكتون، فهو إما على تلك المناهج ويتبنونها، وإما هم لا يعرفون هذه المناهج، ولا معرفة لديهم بالتاريخ الإسلامي الأخير، ويجب عليهم أن يرفعوا هذا الجهل إن أرادوا أن يعلموا الناس دينهم. والذين يسألون عن هذه المناهج وهل كان محمد عبده أو المراغي أو محمد رشيد رضا يقولون بكذا أو ينكرون كذا، فهم يسألون عن اختراع العجلة.
وحتى يفهم كلامي في سياقه ولا يحيّز أو يصنّف ضمن أدبيات فئة من الناس، أقول: نقدي لا يأتي في سياق نقد من ينقدونه من التوجهات المعاصرة، في حين إنها مجموعة من الأصول والفروع اصطلحت عليها طائفة من الناس، وجعلوها معيارا للهداية والضلال، فهذا يلزمهم هم ولا يلزم غيرهم، وهم إلى زوال وانحدار بعون الرحمن، وهؤلاء وإن اتفق ظاهر نقدهم لمحمد عبده بظاهر نقدنا، إلا أنه ليس من شأن بتوجه من التوجهات، وإنما كلامي يؤخذ في سياق معرفة الإسلام الذي توارثته الأمة، ونقل إلينا جيلال عن جيل، وكون الإسلام عقيدة يتفرع عنها منهج، فهذا هو الإسلام الذي نفهمه، وهذا لا يتفق وما عليه محمد عبده ومدرسته.
وإن منهج محمد عبده هو منهج أصولي كلامي - وأقصد بالأصول أصول الدين -، وليس كما يصوره البعض مجرد مخالفات في إنكار المعجزات، وأخطاء تفسيرية فيفسر حادثة الفيل بالجدري! ليس الأمر بتلك النظرة السطحية البريئة؛ وإنما تلك هي مجرد تطبيقات فرعية تنبثق عن أصل كلامي عظيم، لو فهمه طالب الحق سهل عليه أن يفسر أي تصرف دق أو صغر من تصرفات هذه المدرسة. بل واستطاع أن يقف على تصرفاتهم فيما لم يقفوا عليه فعليا.
ولم يكن منهجه كذلك منهجا تفسيريا، كما يوهم ذلك أن يصنف المختصون بعلوم القرآن كتابا في منهج مدرسته في التفسير، فإن منهجه التفسيري كذلك هو نابع من منهجه الأصولي الكلامي، وليس نبتة مستقلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن منهج محمد عبده والمراغي ورشيد رضا في الدين كله لم يكن متروك الفضل في بيانه إلى المعاصرين، حتى يصبح منهجهم محل نزاع وليد العصر، بل قد تناوله آخر شيوخ الإسلام في دولة الخلافة، وهو شيخ الإسلام مصطفى صبري - رحمه الله ورضي عنه - في سفره العظيم (موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين) وهو سفر عظيم يعد أفضل موسوعة معاصرة و شبه معاصرة في تفنيد خلافات المخالفين الطاعنين والمفتنونين المخدوعين. وحتى تلك اللحظة لم نعلم موسوعة في ثقلها ومعيارها.
إذا فليس كما يقول السيد أبو عمر في ثناء المعاصرين لمحمد عبده، لأن هناك من هم أجل وأعلم وأرسخ قد تناول منهجه بالنقد، بل واعتبره إفسادا لدين. وأنا أدرك تماما ما أقول، وألتزمه.
ثم نقول لمن يدفع عن نقد محمد عبده بمكانته: وهل تعرف من الذين رفض محمد عبده مناهجهم وهاجمها وجعل الناس تسمها بالجمود والتخلف؟
إنه ((الأزهر)) .. الأزهر كله، لا شيخ بعينه ولا مدرسة بعينها. إنه الأزهر الممتد عبر عدة قرون متمثلا في أناس هم إلى الآن أدلة الائمة .. إنه الإمام البيجوري صاحب الحاشية الشافعية الشهيرة والمتوفى سنة 1856م .. إنه الشرقاوي .. إنه شيخ مشايخ الإسلام زكريا الأنصاري .. إنهم الأئمة أصحاب الشروح والحواشي الجامدة التي انتقدها محمد عبده، والتي ضيع بضياعها تاريخا جليلا من العلم الجليل .. إنه الأزهر أيها الفاضل، الأزهر ليس هو محمد عبده ولا ملراغي، بل هؤلاء محدثون على أزهرنا كما يعرف ذلك أجلة المشتغلين بالعلوم والمتمسكين بالتراث الرافضين لمناهج الإفساد التجديدية بزعمهم .. إنه الأزهر الذي ينتقد مناهجه البعض ممن ينتسب إليه وهم في الحقيق ينتسبون مراغية لا أزهرية .. نعم .. إن الانتساب للأزهر ليس هو الانتساب إلى المراغي ولا إلى شلتوت - رحم الله الجميع -، إن الأزهر آصل من ذلك وأقدم، الأزهر هو أئمته أصحاب العواميد الأصّل، الذين أفسد المحدثون الأزهر بمحاربة مناهجهم، الأزهر هو البيجوري وزكريا الأنصاري .. هو ابن حجر والسيوطي .. وهكذا تتسلسل في العلم والتلقي إلى أن تصل إلى الأئمة المتبوعين .. فهل أخرج لنا الأزهر بعدما احتله فكر محمد عبده والمراغي من هو مثل هؤلاء؟ اذهب للأزهر الآن وانظر إلى طلبته وابك حالهم، فهل هذا ما كان يبغيه عبده والمراغي؟ .. لا تتسرع أيها السيد وتجعله مرفوعا عن محل النقد، فنحن ما ننتقد بذواتنا، وليس الواحد منا يعبر عن نفسه، بل نحن ننتسب إلى الأزهر، الذي هو أقدم من محمد عبده والمراغي، وفكره الأصيل أعمق واضرب في جذور التاريخ، والذي يدفع هذا الفكر الدخيل ليس نحن، بل هو المنهج الأزهري الأصيل، هو ما نتبعه، وهو ما يظهر فساد الفكر المراغي من أول نظرة نلقيها على كليهما.
نعم، إن المنهج الذي يرفضه البعض ويتهمونه بالتخلف ليس هو ما أراد التلفزيون أو لإعلام أن يصوره أنه شيوخ أزاهرة متخلفون، ثم جاء الملاكين الأبيضين محمد عبده والمراغي بأجنحتهما الرفرافة ووجوههما السمحة، ليحلوا ما حرم هؤلاء الجامدون، من الغناء والاستماع للأغاني في المذياع .. إلخ تلك المحرمات. اعرفوا التاريخ، لتعرفوا أن هؤلاء المتخلفين هم عمالقة الدنيا الذين تركوا لنا شروحا وحواش نحن إلى الآن ننهل منها .. من يستغني الآن عن حاشية العطار؟ من شافعي يستغني عن حاشية البيجوري؟ من يستغني عن الشرقاوي؟ .. اعرفوا التاريخ لتعرفوا أين ضربنا المخطط الغربي .. لقد ضربنا في مقتل، في أزهرنا، علموا أن الدين في التراث، فسلطوا مناهج الاستشراق واستوقدوا شعور الهزيمة الذي يملأ قلوب المسلمين، فأعملوا خطتهم ونجحت. وخفت صوت الأزهر، ثم مات، بموت أئمته أصحاب العواميد، الذين كانوا يصدرون كلمتهم من الجامع الأزهر، فإذا الأزهر الآن هو مزار سياحي يدخله الأجانب والأجنبيات عرايا، وصارت المنابر التاريخية الأصيلة شاهدا على تاريخ ذهب أهله.
من هنا، فلن أقوم - كذلك - باختراع العجلة بأن أعيد ماقالوه، ولن آتي بكلام من عند نفسي، فنسبة الكلام إلى شخصي هو حط من اعتباره، وإنما أحيلكم إلى شيخ الإسلام مصطفى صبري رحمه الله ورضي عنه، آخر مشايخ الإسلام في دولة الخلافة، في موسوعته (موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين) فقد تناول تفنيد منهج هذه المدرسة، ولم يتوانى عن التصريح بأسماء أصحابه، بل كان ذلك منهجا له في ذلك الكتاب، ولم يكتف كذلك برؤوس المدرسة، بل تطرق إلى أوائل أتباعها كفريد وجدي وهيكل وغيرهما.
ومن أراد أن يرد فليرد على شيخ الإسلام مصطفى صبري، يرد عليه باسمه ومكانته كما يدفعون عن محمد عبده باسمه ومكانته، وكما يردون على صغار المعاصرين باسمهم ومكانتهم. بل وعليهم أن يفندوا ما أورده، لا مجرد ما يسمى ردا في عرف العامة، وهوما يشمل أي كلام، بل ليأتوا بنصوص وتفنيدات مصطفى صبري، وليردوا عليها بمنهج علمي كما فعل، فإن لم يقوموا بذلك فليسكتوا هو خير لهم من الكلام واللغو، وهنا نعذر لو تجاهلناهم، فالأعمار عزيزة.
والحمد لله رب العالمين.
أما إطلاق الألفاظ غير اللائقة في محمد عبده، كما يقع من بعض صغار المعاصرين، والحط عليه، فلست من ذلك في شيء، والله تعالى يرحمه ويغفر له ويجزيه بقدر ما نوى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[27 May 2010, 07:48 م]ـ
أعتذر عن الأخطاء الكتابة المتكررة، فقد كتبت سريعا ولم أصحح لخروج المشاركة عن برنامج وقتي. فنستميحكم عذرا. وجزاكم الله خيرا.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[27 May 2010, 11:51 م]ـ
حياك الله اباعمر وما انتبهت لردك وانك هو هو الا بعد عبارتك المشهورة
وأنت عندنا صاحب شأن فتأمل
مازال مكتبك كما هو، وما زال مكانك في القلب كما هو واعظم
ـ[السراج]ــــــــ[28 May 2010, 07:01 ص]ـ
ما أجمل وأعظم كلام الإمام الكبير أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى القائل في رسالته التلخيص لوجوه التخليص:
" لا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه!، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع!، المعينون لأهل الشر على شرهم، الناصرون لهم على فسقهم .. "
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 May 2010, 07:59 ص]ـ
ما أجمل وأعظم كلام الإمام الكبير أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى القائل في رسالته التلخيص لوجوه التخليص:
" لا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه!، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع!، المعينون لأهل الشر على شرهم، الناصرون لهم على فسقهم .. "
لماذا تقول بالفسق في محمد عبده رحمه الله؟ - فسياق كلامكم أنه المقصود -
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 May 2010, 01:49 م]ـ
ما أجمل وأعظم كلام الإمام الكبير أبو محمد بن حزم رحمه الله تعالى القائل في رسالته التلخيص لوجوه التخليص:
" لا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه!، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع!، المعينون لأهل الشر على شرهم، الناصرون لهم على فسقهم .. "
لا تتحمسوا كثيراً لمحمد عبده فإن فكرة تحرير المرأة في مصر ظهرت من خلال كتب ثلاثة ومجلة صدرت في مصر.
الاول هو كتاب المرأة في الشرق تأليف مرقص فهمي المحامي، نصراني الديانة، دعا فيه إلى القضاء على الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق، ومنع الزواج بأكثر من واحدة، وإباحة الزواج بين النساء المسلمات والنصارى.
والثاني هو كتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين، نشره عام 1899م، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد. زعم فيه أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين.
وأما الثالث فهو كتاب: المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين.
أما المجلة فهي مجلة السفور، صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى، من قبل أنصار سفور المرأة، وتركز هذه المجلة على السفور و الاختلاط.
وأول من دعا الى سفور المرأة المصرية هي هدى شعراوي (زوجة علي شعراوي) في ثورة سنة 1919م فقد دخلت مع كثير من النساء غمار الثورة، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م.وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي يحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن. وهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التي اشتهرت باسم: هدى شعراوي مكوّنة الاتحاد النسائي المصري وذلك عند استقباله في الإسكندرية وبعد عودته من المنفى. واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.
هذه هي قصة السفور ومحاربة الحجاب في الوطن العربي مما يجعلنا نتذكر بدايات الفن المصري الهابط والأفلام الهابطة التي أنتجتها حركة الشياطين الذين عاثوا الفساد في عقول النساء العفيفات في الثلاثينيات من القرن المنصرم. وها هم الآن يحصدون نتاجهم الفكري النيّر من خلال ظهور الصدور والنحور وتزوّج المسلمات من النصارى واليهود وهذا بالضبط بعض أهم البنود التي نصت عليها اتفاقية سيداو المشهورة التي رفضت أمريكا وسويسرا على التوقيع عليها لعدم توافقها مع بعض القوانين المقدسة المصونة لديهم. ولكن دولنا العربية المسلمة تلقتها بالأحضان وادّعت أنها لا تتعارض مع دساتيرنا ولا مع أخلاقنا وثقافاتنا الأصيلة وادّعت أيضاً أنها لا تشكل حالة تمرد على الخالق عز وجل, عبر التمرد على الطبيعة السوية للإنسان,. ولا حول ولا قوّة إلا بالله.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 May 2010, 04:14 م]ـ
ألح بقوة بقراءة الكتاب الجدلي الموسوعي:
موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين
(يُتْبَعُ)
(/)
لشيخ الإسلام الإمام مصطفى صبري / آخر مشايخ الإسلام بالدولة العثمانية
والكتاب من 4 مجلدات كل مجلد 500 صفحة تقريبا، ومتوفرة بالإنترنت نسخة مصورة PDF
والشيخ إمام عالم جليل، لا ينتسب إلى أية توجهات مما يمكن أن ينتقد على أصحابها انتقادهم على محمد عبده ومدرسته، وإنما هو آخر من نصّب مشيخة الإسلام بالدولة العثمانية، وشهد سقوط الخلاف وعلمنة البلاد، وجاهد بقلمه وبالعمل السياسي، وهاجر من الأستانة - تركيا - إلى مصر، فهاله وأفزعه ما وجده بمصر وبالأزهر جراء فكر محمد عبده، وقد كان يظن حين هاجر أن مصر والأزهر هما ملاذ الإسلام بعد سقوط الخلافة في تركيا، فإذا به يفاجأ أن ما جرى بتركيا من العلمنة ومسخ الدين بالقوة والقهر، قد جرى في مصر بالتحريف الديني وبأيدي أنصار مدرسة محمد عبده، وعلى رأسهم المراغي وفريد وجدي وهيكل، وأن الأزهر قد مسخ بسبب هؤلاء. فكان أن ضمّن ذلك موسوعته (موقف العقل والعلم والعالم ... ) ورد على أنصار هذه المدرسة بأعيانهم، وذكر ما كان بينه وبين بعض هؤلاء من الرد على تحريفاتهم، وعلى رأسها إنكار المعجزات.
إني ألح على من ينتقدون فكر محمد عبده، بل ويرفضونه - كما نرفضه - أن لا يوازوا في الخلاف بأنفسهم، ولا إلى المدارس المعاصرة، فمدسة التراث الأصيلة قد سبقت إلى هذا وهي أول من حارب هذا الفكر حين بروزه، فأنصحهم أن يصعّدوا خلاف محمد عبده إلى مستواه، فمحمد عبده ما خالفه بعض الدعاة المعاصرين، وإنما هو خالف الأمة جميعا، وهدم الأزهر الذي هو الأزهر الأول الذي عرفناه، واتهم شيوخنا - شيوخ العامود - الأئمة الأعلام بالتخلف والجمود، تلك الأسماء الجلية العالية، التي ما يجرؤ إنسان أن يسيء إليها لا إمامتها، وإلا أساء لنفسه، ولكن الذين ينادون لمحمد عبده رحمه الله يلقون تلك الأمور جملة، ولا يبينون من هم الجامدون الذين حاربتهم المدرسة الحادثية، ولا يمكنهم أن يذكروهم لنا على نوع تفصيل، وإنما هم يتكلمون عن شيء في الذهن اسمه جمود، وكفى.
ولذا فإن من خلال تجربتي مع أتباع هذه المدرسة فإنهم لا يثبتون في حوار أو نقاش، وإنما يتشدقون بالأسماء، ويتهربون في صمت، ويستغلون الإعلام المعاصر الذي يضخم لهم أسماءهم، ويستغلون كذلك جهل المناقش بأصول هذه المدرسة وبحقيقة ما كان من نقلة الدين الأصّل تجاههم من نقدهم وتفنيدهم.
وإني أدعو أصحاب هذا الاتجاه إلى المناقشة الجادة، وإلى الحوار المحكّم والمناظرة المحكّمة، والتي تنضبط وفق آداب البحث والمناظرة، فيحدد فيها موضوع النقاش بدقة، وتحكم فيها وتديرها أطراف خارجة عن الطرفين المتناظرين، والتي نصل فيها إلى نتيجة محددة ولو كانت توقف الطرف عما هو عليه أو إبقاءه عليه مع الاعتراف بعدم القدرة على إقامة الحجة. فإن كانوا فمرحبا بهم وعلى العين والرأس، وإلا فهم في الحقيقة مبتورون بفكرهم عن الأمة الإسلامية، ولا سند لهم ولا ظهر، وعمرهم في الأمة قرن من الزمان.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[28 May 2010, 05:49 م]ـ
يبدو لي من كلام الأستاذ محمد رشيد خبرته الطويلة في نقاش أتباع هذه المدرسة، وليته يدلنا على بعض مؤلفاته في ذلك، وإن كانت لا تعجبني عبارات التعالي في كلامه والإكثار من الأنا، وقد يكون شيخاً كبيراً عالماً لا أعرفه، لكن هكذا بدا لي من قراءة بعض موضوعاته.
وقد ناقش الدكتور فهد الرومي في كتبه وخاصة (منهج المدرسة العقلية في التفسير) هذا الموضوع بتوسع، ورجع إلى كتاب مصطفى صبري وغيره، ولا جديد في الموضوع، وشلتوت يتحدث عن موضوع محدد.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 May 2010, 06:14 م]ـ
الأستاذ فهد الناصر .. لا أدري كلامك لو كان تهكميا، وإن كان كذلك فهو لكم أو عليكم، أما أنا فلن تجد مني إلا المصارحة.
ليست لديهم قدرة للنقاش أصلا حتى تكون لدي خبرة بالنقاش معهم، فبمجرد أن نأتي إلى النقاش على أصولنا المنتقلة الموروثة تنقطع بضاعتهم.
ليست لدي مؤلفات في الأمر وعندي الكثير جدا لا تعرفه ولا أكتب فيه مؤلفات. لو تيقنت قل لي أنت كاذب.
عبارات التعالي في كلامي هي رأيك، وهو إطلاق لا يمكنك إثباته، ولكن نعم، أتعالى في مواضع، ولو كنت تبغي اللين على طول الخط في الشريعة فلا تنتظره، فهناك من ألين له القول وأستقبله ببيتي وأمد له الوقت كرفيق وزميل ونتدارس ونتناول طعامنا، وهناك من أمد له بحدود والكلاممعه معدود، وهناك من نصيبه مني إشارة، وهناك من نصيبه زجرة، كل بحسب مراعاته لمكانه ولصاحبه وللعلم. وهناك من تطاول وأساء لما غره اللطف فكان نصيبه شكمة أحرجته وألجمته. فكونك أتيت في حال فمن غير الصحيح تعميمها. أم الإكثار من الأنا فهي تصوراتك كذلك، وهو سوء توزيع منك للأنا، فربما أكثرت من الأنا مع بعض من تسكتهم الأنا لكونهم لا يقدرون الأنت، فلا يزجرهم ويكف شرهم إلا الأنا. ولست شيخا كبيرا لا تعرفه، ولن أكون شيخا كبيرا، فلا تكثر البحث. ثم اية أنا تتحدث عنها؟ إننا لا نتكلم بالأنا، فمن أنا وأنت إلا بحسب ما نسند إليه ظهورنا؟ فأنا لا أعرفك، وحتاج إلى مؤسسة أو هيئة لتعرفك، وأنا كذلك لا شيء سوى أني أستند إلى شيء أعظم وأجل هو الأزهر قبل الحداثيين، فلاأسير برأسي ولا أبتدع طرقا، فلا تحدثني أنا ولا تقل لي أنا وأنا وتسحبني للأنا مرة أخرى بعد أن تجردنا منها. فلسنا شيئا.
ولا جديد في الموضوع لديكم أنتم، فلا تسحب أناتك (الأنا) على غيركم، فغيركم لا يعلم علمكم، وغيركم ينظر إلى جزئيات الموضوع، وغيركم جديده قديمكم، فالكلام لم يكن موجها إلى مصطفى صبري ذاته، كما لم يكن موجها إليكم لأنه عندكم قديم، وأنت تعرف أن القدم والجدة يتفاوتان بعلم كل فرد وأن الأفراد يتفاوتون.
ملحوظة: سلوكي معكم يقابل طريقتكم وينبثق عنها لكن بمصارحة ودون تهكم، ولو كان غيركم بسلوك آخر لكان مني سلوك آخر، ولكنه سيكون مكشوفا كذلك، ولو حوى شدة فهي بعيدة عن تهكماتك التي لا تليق بكم وكلامك بين الأسطر.
ودمتم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[28 May 2010, 07:22 م]ـ
أَجْمِلْ بالأدب والتواضع خُلُقاً، ولم أقصد التهكم بك أبداً فأنا لا أعرفك، وقد اطلعتُ على سيرتك الآن في موضوع عرِّفنا بنفسك ( http://tafsir.net/vb/showpost.php?p=101946&postcount=19) فتبين لي الأمر، وأسأل الله لي ولكم حُسُن الخلق والتواضع، وأعتذر إن كنتُ كدرتُ الموضوع بمداخلتي وسؤالي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 May 2010, 08:00 م]ـ
إخواني المشاركين في هذا الموضوع وفقهم الله لكل خير.
لقد قرأتُ الموضوع كاملاً، وأعجبني ما ذكره الشيخ شلتوت رحمه الله في مقاله، وأثر الشيخ محمد عبده في الحركة العلمية في زمنه من خلال الكتابات التاريخية والتي أرَّخت للثقافة في زمانه تُفصِّلُ في ذلك تفصيلاً يعرفه من قرأ تلك المؤلفات. وتصوير الشيخ محمد عبده بأنه كان عدواً للإسلام فيه ظلمٌ وتحاملٌ واضح. وتعقُّبُ ما وقع فيه من أخطاءٍ كغيره من العلماء عبر التاريخ لا شيء فيه إذا كان في حدود العدل والأدب، وألاحظ أن أخي السراج قد نقل المقالة في 25 - 09 - 2008م وهو مغتبط بما فيها ووصف المقال بأنه (نفيس)، ثم رجع أمس فكتب أن الشيخ محمد عبده (لا يستحق أن نطلق على محمد عبده بالإمام؛ لأن الرجل مليء بالضلالات وقد كان من طليعة ورواد العصرانيين الذين يطعنون بالدين بشكل غير مباشر أو مباشر لتأثرهم بالحملات التغريبية الكافرة، وإنني قد كتبت الإمام لما جاء في تلك المجلة، وأهل العلم الراسخين النابهين يخالفوه في كل ما رمى إليه وقد بينوا ضلالاته وزلاته، وقد أعان محمد عبده أهل الشر على شرهم ونصرهم على فسقهم ودفع عجلة حملات التغريب في بلاده وهو من علماء السوء والضلال، والأشد والأنكى أنه ينتسب لمذهب السلف زوراً وبهتاناً، لذا عينه الاستعمار شيخ الأزهر .. )
مما يدلُّ على أنَّ أخي السراج قد غيَّر رأيَه في الشيخ، فما الذي دفعك لهذا التغير أخي العزيز؟ فنحن نعترف لمحمد عبده بما قدمه في كتبه وفي أثره في طلابه، وأبرزهم محمد رشيد رضا رحمه الله، ولا يمكن بهذه السهولة تجاهلهم وتجهيلهم، ولكننا في الوقت نفسه نعرف ما وقعوا في من أخطاء واجتهادات يخالفون فيها كغيرهم، ولا حاجة إلى إثارة الغبار كلما عرض ذكرهم في أي مناسبة علميَّة.
وأما تعقيب أخي محمد رشيد وفقه الله فليته يتأنى فيما يكتبه ويدع العجلة في الكتابة في الملتقى، فأوقاتنا عزيزةٌ كوقته.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[28 May 2010, 08:02 م]ـ
اجعل دعوتك بظاهر الغيب، فهو أرجى للقبول ويكون لم مثلها.
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[29 May 2010, 12:08 ص]ـ
لمحمد عبده أخطاء ولكن له فضل في الزمن الذي عاشه , فإن كنا سمعنا وعلمنا أخطاء الشيخ فلا بد من باب الإنصاف أن نذكر بعض محاسنه , فهو فعلا عاش فترة جمود فكري شيمته الجهل والخرافة وسكوت العلماء فكان بالمقابل من دعات استخدام العقل , فهو وإن أفرط في ذلك وتجاوز فإن له فضلا في تحريك الحركة الفكرية من الجمود. فالقفال أقفل باب الإجتهاد وابن الصلاح تكلم عن التصحيح والتضعيف كما تكلم القفال عن الإجتهاد , وإن كنت لا أعرف كتب الشيخ محمد عبده ,إلا أني وجدت لذة بقراءة بعض المواضيع في مجلة المنار لمحمد رشيد رضا رحمه الله تعالى. وقد وجدت ما بحثت عنه دون عناء يذكر فأنقل هذه المقالة له يقول:
محمد رشيد رضا
تأثير الوعظ والتذكير
كان منشئ هذه الجريدة جالسًا يومًا من أيام رمضان في مقصورة ضريح سيدنا الحسين (عليه السلام والرضوان) وبجانبه شيخ من أكبر علماء القطر المصري فنظرنا إلى القوم الذين يُقبّلون الأرض وقفص النُّحَاس الذي على القبر ويستغيثون ويطلبون حاجاتهم، فقرأ الشيخ:] مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ [(الأنبياء: 52) وأشار إليهم، فقرأت أنا:] قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ [(الأنبياء: 53) ثم قلت له: ما بالكم - معاشرَ العلماء - ساكتين على هذه المنكرات وقد وصلت إلى هذا الحد؟! فقال: إن الزمان قد فسد فلا يلتفت الناس إلا إلى الباطل. قلت: إن الحقَّ يعلو ولا يُعلى عليه، فإذا تصارع هو والباطل
(يُتْبَعُ)
(/)
وثبت - فلا بد أن تنتهي المصارعة بالغلب له، فقال: (إذا ثبت!) قلت: وما يمنعه من الثبات؟! قال: إن المشتغلين بالوعظ المضر والتعليم الممزوج بالخرافات يسعون في منع من يُعلِّم تعليمًا صحيحًا ويَعِظ وعظًا نافعًا، ويساعدهم من يتصلون به من الكبراء، ويطعنون بالواعظ الصادق المطاعن الدينية والسياسية. قلت له: على كل حال يجب على صاحب الحق أن يُظهره حتى يُمنع، ويجاهد به جهادًا كبيرًا أو يُغلب على أمره. قال الشيخ: لو تصدّى عالم لقراءة التوحيد الصحيح والأخلاق لا يُقبِل عليه الناس؛ ولكنهم يقبلون على القُصّاص الذين يوافقون أهواءهم. قلت: الأمر يخالف ذلك؛ فإن حوادث الزمان قد أعدت النفوس إلى
قبول الحق وطلب الإرشاد الذي ينتاشهم من هذه المهاوي وينقذهم من هذا الشقاء، وإنني قد بلوت الناس فألفيتهم كما حدثتك، وها أنا ذا أقرأ درسًا هنا وقد أقبل عليَّ الناس إقبالاً لم يكن يُنتظر، وصاروا يتحدّثون من أول يوم بنفعه، حتى قال بعضهم: لو أن عندنا مائة مدرس كهذا لما حلَّ لنا ما نحن فيه من الرزايا. قال الشيخ: وهل أقبلوا عليك كما يقبلون على فلان؟ فنقول إن التعليم النافع يروج كما يروج غيره مثلاً؟! قلت له: لا، ولكن السبب في زيادة إقبالهم على فلان ليس هو تفضيل تعليمه، ولكنهم اعتادوه بطول الزمن مع موافقته لرغائبهم كما قلتم، وأنا أرجو أن يرجحوا جانب الحقيقة الذي فيه مصلحتهم على جانب التمويه الذي فيه لذّتهم إذا وجد من يُمَيِّزُ ذلك لهم.
هذا ما دار بيننا من المحاورة والتَّجْرِبَة تشهد لما قلته آنًا بعد آن، وإليك هذه الواقعة التي حدثت في هذه الأيام.
قام أحد الشيوخ في هذه الأيام يرغِّب الناس في الحج في مديرية الشرقية ويحثهم على أدائه في هذا العام فجوَّل في مديرية الشرقية بهذا الوعظ، فأثّر في نفوس الناس حتى استسهلوا المصاعب واستخفّوا بالنوائب وارتكبوا معصية الربا الفاحش فاستدانوا ورهنوا أملاكهم للدائنين ثم استأجروا منهم الفدان الواحد بأربعة جنيهات؛ فكان مجموع الفضل الذي أُخذ منهم عشرين في المائة وهو ربا لا يصح في شرع ولا قانون، ارتكبوا هذه الكبيرة عالمين بأن في بعض البلاد الحجازية وباءً يُخشى أن يعلق بهم مكروبه وتلحق بهم كروبه ومستيقنين أن النفقات في هذا العام تكون مضاعفة، كما أن أثقال السفر ومشقاته مضاعفة، وربما كان بعضهم يعتقد أن زيادة
الأجور والنفقات عن قدر الاعتدال تُسقِط الوجوبَ عن المستطيع.
لماذا حمل هؤلاء هذه الأوزار والأثقال وأقدموا على هذه الأعمال؟! أليس إجابةً لداعي الوعظ الذي حملهم عليه العالم باسم الدين؟! بلى، قد امتثلوا أمر الواعظ ولم يلتفتوا إلى قول الشاعر:
إذا حججت بمال أصله دنس فما حججت ولكن حجت العيرُ
لا يقبل الله إلا كل طيبة ما كل مَن حج بيت الله مبرورُ
فإذا كان قول العلماء يقبل بمثل هذا، وتنتهي طاعتهم إلى هذا الحد؛ فماذا يكون من أمرهم إذا أنشأوا يبيّنون للناس طرق سعادتهم في دينهم ودنياهم من الوجوه التي تتغذى بها عقولهم وتتشرَّبها نفوسهم وقلوبهم؟! لَعَمْرُك، إن الأمة تنهض بذلك نهضة الأسود؛ فتحفظ موجودًا، وتسترد مفقودًا، وتنال عند الله مقامًا محمودًا.
________
((مجلة المنار ـ المجلد [2] الجزء [5] صـ 72 27 ذو القعدة 1316 ـ 8 إبريل 1899))
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24564
هذه الأمور وإن كانت قد زالت من كثير من بلادنا الإسلامية إلا أن مسجد الحسين في مصر ما زال به شيء من ذلك ولعل الأخ محمد رشيد يعلم ما يحدث عند الضريح المزعوم (رأس الحسين لم يدخل الشام ولا مصر أصلا. والسيدة زينب لم تدخل مصر مطلقا) فالصورة التي نقلها الشيخ محمد رشيد رضا تشير الى حال أسوء مما وقع فيه محمد عبده بكثير.(/)
سؤال لكم ايها الكرام عن ابليس والبعث
ـ[ snafinet] ــــــــ[25 Sep 2008, 07:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
وكل عام وانتم بخير
اقدم لكم نفسي عضو جديدا" في هذا المنتدى
الذي ارجوا من الله ان يفيدنا ويفيد بنا
اما بعد
عندي مسألة
لما خلق الله ادم عليه السلام ونفخ فيه الروح اجمع الملائكة ليسجدوا له
فسجدوا الملائكة جميعهم الا ابليس لم يسجد وهو من الجان وعصي امر ربه واستكباره بأنه خلق من نار
السؤال هنا
لما قال ابليس لله كما ذكره الله تعالى في كتابه (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)
كيف عرف ابليس في مسألة البعث ان هناك بعث وان هناك حياة على الارض؟
وانا حسب علمي "وارجوا الا اكون مخطأ واذا كنت مخطأ ارجوا تنويري"
اننا جميعنا في الجنه لو ما عصى ادم ربه وصدق ابليس واكل من الشجرة
هل الله سبحانه وتعالى اخبر بأمر البعث وبأن الناس سوف يبعثون من قبل عصيان ابليس ورفضه السجود؟
او امر به من بعد توبه ادم عليه السلام من خطيئته وارساله للارض؟
ارجوا تنويري في هذه المسألة واخبروني لو انا قد وصلتني اخبار خاطئة ولم افهم المسائل الصحيحة
جزاكم الله خير الجزاء
ـ[جند الله]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يدل قوله تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا) [الأنعام: 130] على أن الله أرسل للجن رسلا منهم ينذرونهم يوم القيامة.
فلما أفسد الجن في الأرض وسفك بعضهم دم بعض، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء) [البقرة: 30]، اصطفى الله آدم عليه السلام عليهم بالرسالة فنزعها منهم ووضعها في آدم ومن اصطفى من ذريته قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 33].
وهكذا كان في الجن رسلا منهم قبل خلق آدم ينذرونهم يوم الحساب، فلما أفسدوا في الأرض نزع الله منهم الرسالات، فامتنع بعث رسل منهم إليهم، ووضعها في آدم ومن اصطفى من ذريته، فصارت الجن تبعا للرسل من الإنس.
هذا والله أعلم.
ـ[ snafinet] ــــــــ[26 Sep 2008, 06:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا
انتضحت عندي نصف الصورة
يبقى اخذ التفاصيل لتتضح اكثر
شكرا اخي الكريم جند الله
ـ[جند الله]ــــــــ[26 Sep 2008, 09:28 م]ـ
وخيرا جزاك الله
اذكر ما استعصى عليك عسى أبينه لك بإذن الله تعالى(/)
وجهة نظر في عبارة (حسن التخلص).
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[25 Sep 2008, 02:40 م]ـ
حسن التخلص من المباحث المهمة وهو كما يقول السيوطي رحمه الله عنه: ..... لايشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني،لشدة الالتئام بينهما. اهـ.
فحسن التخلص له نكات ولطائف بلاغية مهمة.
أقول:بما أن مضمون المبحث يدور حول الانتقال من معنى إلى معنى آخر، فلماذا لانقول:حسن الانتقال؛لأن عبارة التخلص في حق الله سبحانه وتعالى كأنها توهم الخروج من مأزق. والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Sep 2008, 01:33 ص]ـ
وفقك الله وسدد خطاك
كأنك - غفر الله لك - نظرت إلى هذا الاصطلاح بفهمنا المعاصر له، ونزلته على معنى ما يستعمله العامة في كلامهم، وظننته مشابها للمشهور في وسائل الإعلام المختلفة.
وهذا من أكبر الأخطاء التي يمكن أن يقع فيها طالب العلم، أعني حينما يتناول كلام أهل العلم الذين سبقونا بمئات السنين ويحاول فهمه بلغتنا الدارجة في هذا العصر.
ولا يبعد أن يأتي من يقول أيضا: إن عبارة (حسن الانتقال) فيها إيهام؛ لأن الانتقال لا يفهم منه في لغتنا الدارجة إلا استعمال السيارات والطائرات والدراجات ونحوها.
وإذا نظرنا إلى مادة (خ ل ص) وجدناها تفيد النقاء والصفاء، ومنه (المخلص) لأنه ينقي سريرته من الشوائب، و (الخلاص) بمعنى التحرر من القيود يقرب من هذا المعنى أيضا، و (خلصت إلى كذا) أي وصلت إليه، فكأنك تحررت مما كان يعوقك عن الوصول إليه.
فالخلوص والانتقال قريبا المعنى، وهذا هو مراد أهل البلاغة باصطلاحهم، فـ (حسن التخلص) أي حسن الخلوص، بمعنى حسن الوصول أو حسن التوصل.
والله أعلم.
وللفائدة ينظر هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7710
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:35 م]ـ
أخي الفاضل /بارك الله فيك.
ذكرت من معاني مادة: خ ل ص، الخلاص: بمعنى التحرر من القيود (وخلصت إلى كذا) ..... فكأنك تحررت مما كان يعوقك، فهل هذا المعنى موجود في الانتقال؟
والكلمة التي من معانيها:التحرر من القيود، ومما يعوق، أليست موهمة؟.
وقولك:ولا يبعد أن يأتي من يقول أيضا:إن عبارة (حسن الانتقال) فيها إيهام؛لأن الانتقال لايفهم منه في لغتنا الدارجة إلااستعمال السيارات والطيارات والدراجات عبارة غير دقيقة لأنها خلاف الواقع،ولأن الحديث عن أصل الكلمة ودلالاتها من حيث اللغة.
و المشاركة وجهة نظر وأظن أنها تحتاج إلى مزيد من السبر والتأمل من حيث بداية إطلاقها وهل التحرج من هذه اللفظة لها سابق أولاحق من العلماء رحمهم الله.
وجزاك الله خيرا على مشاركتك.
وفقنا الله وإياك لمايحب ويرضى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Sep 2008, 02:51 م]ـ
أخي الفاضل /بارك الله فيك.
ذكرت من معاني مادة: خ ل ص، الخلاص: بمعنى التحرر من القيود (وخلصت إلى كذا) ..... فكأنك تحررت مما كان يعوقك، فهل هذا المعنى موجود في الانتقال؟
وفيك بارك الله
هو انتقال من حال إلى حال.
و (الخلوص) هو الوصول إلى الشيء، والوصول والانتقال متقاربان.
والكلمة التي من معانيها:التحرر من القيود، ومما يعوق، أليست موهمة؟.
هذا إذا كان ذا معناها الأصلي أو معناها الوحيد، وليس الأمر كذلك.
وقولك:ولا يبعد أن يأتي من يقول أيضا:إن عبارة (حسن الانتقال) فيها إيهام؛لأن الانتقال لايفهم منه في لغتنا الدارجة إلااستعمال السيارات والطيارات والدراجات عبارة غير دقيقة لأنها خلاف الواقع،ولأن الحديث عن أصل الكلمة ودلالاتها من حيث اللغة.
تأمل الكلام يا أخي الفاضل، فأنا أقول (لا يبعد أن يأتي).
فلا معنى للقول إنه خلاف الواقع؛ لأني لم أقل إنه واقع.
وإذا كان الحديث عن أصل الكلمة ودلالاتها من حيث اللغة، فقد انحل الإشكال من أصله.
و المشاركة وجهة نظر وأظن أنها تحتاج إلى مزيد من السبر والتأمل من حيث بداية إطلاقها وهل التحرج من هذه اللفظة لها سابق أولاحق من العلماء رحمهم الله.
هذا هو الكلام، وهو ما أشرتُ إليه ابتداء.
وجزاك الله خيرا على مشاركتك.
وفقنا الله وإياك لمايحب ويرضى.
آمين وإياك أخي الفاضل.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2008, 03:08 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ما تفضل بالإشارة إليه الزميل العزيز أبو محمد الصاعدي وفقه الله لفت نظري إليه أحد جيراني بعد إحدى الصلوات وقال: سمعتكم في برنامج بينات تذكورن ما في القرآن من حسن التخلص، ويقول: سمعت الدكتور مساعد الطيار يكرر هذا. فهل يليق أن يقال هذا في القرآن؟
فشكرته على حسن نظره، ووعدته بأن أثير هذا الموضوع للنقاش العلمي مع ضيف حلقة الغد في برنامج (التفسير المباشر) وكان الضيف هو الصديق العزيز د. عويض العطوي وهو من أهل البلاغة. وفعلاً سألتُ الدكتور عويض عن الموضوع قبل الحلقة وتناقشنا فيه ولكن كثرت الاتصالات والموضوعات فلم أجد مناسبة للحديث عن (حسن التخلص).
وكما أشار أخي الكريم أبو مالك العوضي وفقه الله فالأمر هو اصطلاح بلاغي لحسن الانتقال من موضوع إلى موضوع، وأكثره في الشعر، ثم تنبه البلاغيون لذلك في القرآن ولم يلتفتوا إلى مثل هذه الدلالات في المصطلح التي لا قد تفهم منه وهي لا تليق بالله سبحانه وتعالى.
وقد وردت لذهني فكرة حينها وهي لماذا لا يبحث باحث موضوع المصطلحات البلاغية التي توهم سوء الأدب مع كلام الله وهي ليست (حسن التخلص) فحسب، بل هناك مصطلحات أخرى مثل (براعة الاستهلال) وإن كان دونه في الإيهام، وغيرها مما لو تتبعه باحث لأفادنا بنتيجة بحثه ثم ينظر أهل البلاغة وهم أهل علم وفضل وعناية كبيرة بالقرآن في البديل المناسب، أو نحو ذلك.
وهذا كله على افتراض صحة هذا التوهم في مثل هذه المصطلحات، وإلا فالأمر واسع إن شاء الله ولم أجد من اعترض على مثل هذه المصطلحات من قبل، ولكن أهل العلم مطالبون بمراعاة أفهام الناس وإزالة أي سوء فهم يعرض لهم بسببها، ولذلك فإنني أقدر كثيراً أي ملحوظات يذكرها لي غير المتخصصين في العلم الشرعي في مقالة أكتبها أو خطبة جمعة ألقيها أو درس أو غير ذلك، لأنني أراهم مرآة لا بد من العناية بها وبالصورة التي تعكسها.
والحديث في هذا ذو شجون .. وليتنا نسمع رأي زملائنا الفضلاء في الملتقى د. عبدالعزيز العمار و د. يوسف العليوي وغيرهم من أهل البلاغة القرآنية.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Sep 2008, 03:17 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل
وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع، فقد قرأت لبعض أهل العلم أنه ذكر عدة أوجه في تفسير آية من كتاب الله، ثم قال: (وهذا من مجاز التعقيد)، ولم أقف على أحد من قبل ذكر أن في كتاب الله شيئا من مجاز التعقيد.
وهذا لغز للأعضاء الكرام: يا ترى من هذا العالم الذي ذكر هذا الوجه؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Sep 2008, 03:27 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الفاضل
وبمناسبة الحديث عن هذا الموضوع، فقد قرأت لبعض أهل العلم أنه ذكر عدة أوجه في تفسير آية من كتاب الله، ثم قال: (وهذا من مجاز التعقيد)، ولم أقف على أحد من قبل ذكر أن في كتاب الله شيئا من مجاز التعقيد.
وهذا لغز للأعضاء الكرام: يا ترى من هذا العالم الذي ذكر هذا الوجه؟
للأسف يا أبا مالك أن هذه الموسوعات الالكترونية قد قربت البعيد!
لعل من تقصده هو القرافي رحمه الله: حيث قال في كتابه في الفروق.
الباب الثالث: في تعارض مقتضيات الألفاظ.
يحمل اللفظ على الحقيقة دون المجاز والعموم دون الخصوص والأفراد دون الاشتراك والاستقلال دون الاضمار وعلى الإطلاق دون التقييد وعلى التأصيل دون الزيادة وعلى الترتيب دون التقديم والتأخير وعلى التأسيس دون التأكيد وعلى البقاء دون النسخ وعلى الشرعي دون العقلي وعلى العرفي دون اللغوي إلا أن يدل على خلاف ذلك)
ثم قال:
فروع أربعة:
الأول: يجوز عند المالكية استعمال اللفظ في حقائقه إن كان مشتركا أو مجازاته أو مجازه وحقيقته. وبذلك قال الشافعي رحمه الله وجماعة من أصحابه خلافا لقوم. وهذا يشترط فيه دليل يدل على وقوعه وهذا الفرع يبني على قاعدة وهي:
أن المجاز على ثلاثة أقسام:
1 - جائز إجماعا. وهو ما اتحد محمله وقربت علاقته.
2 - وممتنع إجماعا. وهو مجاز التعقيد. وهو ما افتقر الى علاقات كثيرة. نحو قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه.
3 - ومجاز مختلف فيه وهو الجمع بين حقيقتين أو مجازين أو مجاز وحقيقة فإن الجمع بين الحقيقتين مجاز وكذلك الباقي لأن اللفظ لم يوضع للمجموع فهو مجاز فيه. فنحن والشافعي نقول بهذا المجاز وغيرنا لا يقول به. لنا قوله تعالى: (إن الله وملائكته يصلون على النبي) والصلاة من الملائكة الدعاء ومن الله تعالى الاحسان فقد استعمل في المعنيين بأنه يمتنع استعماله حقيقة لعدم الوضع ومجازا لأن العرب لم تجزه والجواب منع الثاني) .. الخ كلامه.
والشاهد قوله:
2 - وممتنع إجماعا. وهو مجاز التعقيد. وهو ما افتقر الى علاقات كثيرة. نحو قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه.
والله أعلم ولعلك تزيده شرحاً وبياناً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:24 م]ـ
قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه. الى علاقات كثيرة. نحو.
شكر الله لكم يا دكتور عبد الرحمن ونريد مزيد بيان للعبارة
فمن المراد بالأمير وبالبنت؟
وعاقد الأنكحة؟ وما جهة التلازم بين هذه الأطراف ومجاز التعقيد؟ ومنكم نستفيد، أو ممن يتفضل من أهل الملتقى، جزاكم الله خيراً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 Sep 2008, 07:05 م]ـ
للأسف يا أبا مالك أن هذه الموسوعات الالكترونية قد قربت البعيد!
نعم هذا صحيح يا شيخنا الفاضل، ولذلك فقد اخترت السؤال من خارج هذه الموسوعات، فأنت تعلم خبرتي بها (ابتسامة).
لعل من تقصده هو القرافي رحمه الله
والشاهد قوله:
2 - وممتنع إجماعا. وهو مجاز التعقيد. وهو ما افتقر الى علاقات كثيرة. نحو قول القائل تزوجت بنت الأمير، ويفسر ذلك برؤيته لوالد عاقد الأنكحة بالمدينة معتمدا على أن النكاح ملازم للعقد الذي هو ملازم للعاقد الذي هو ملازم لأبيه.
السؤال عن آية من كتاب الله، ذكر فيها عدة أوجه، أحد هذه الأوجه هو مجاز التعقيد.
ولا شك أن هذا الوجه لا يمكن حمل الآية عليه؛ لأن مجاز التعقيد ممتنع، ولكن السؤال عمن ذكر ذلك لا عن صحته.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[27 Sep 2008, 02:10 م]ـ
الإخوة الفضلاء / بارك الله فيكم.
استطراد مفيد، ولكن نريد الرجوع إلى أصل الموضوع: (عبارة حسن التخلص)،وتداول الاطروحات حولها، ومشاركة من ذكرهم الدكتور عبدالرحمن الشهري، مثل:الدكتور عبد العزيز العمار، والدكتور يوسف العليوي، وغيرهم من أهل الاختصاص.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Sep 2008, 02:56 م]ـ
قال السيوطي في الإتقان (ص 1843 - المجلد الخامس - طبعة المجمع):
((ويقرب من الاستطراد حتى لا يكادان يفترقان حسنُ التخلص، وهو أن ينتقل مما ابتدئ به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاسا، دقيق المعنى بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول إلا وقد وقع عليه الثاني لشدة الالتئام بينهما.
وقد غلط أبو العلاء محمد بن غانم في قوله: لم يقع منه [أي التخلص] في القرآن شيء؛ لما فيه من التكلف، وقال: إن القرآن إنما ورد على الاقتضاب الذي هو طريقة العرب من الانتقال إلى غير ملائم.
وليس كما قال، ففيه من التخلصات العجيبة ما يحير العقول .... )) إلخ.
ويلاحظ هنا أن من اعترض على وجود التخلص في القرآن إنما اعترض من جهة المعنى لا من جهة اللفظ؛ (لما فيه من التكلف).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:14 م]ـ
وبعضهم يسميه (براعة التخلص)، و (التخلص والخروج).
وأصل كلام السيوطي عند ابن الأثير في المثل السائر وعند أخيه في الجامع الكبير.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:24 م]ـ
وأما الطوفي في سلخه للجامع الكبير [الذي سماه الإكسير] فقال ص 223:
(( .... وأيا ما كان بطل قول الغانمي، وما أظنه كان حين قال هذا القول إلا نائما)).
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:40 م]ـ
أخانا أبا مالك العوضي/ وفقك الله لكل خير:
ذكرت كلام السيوطي رحمه الله،وبينت -أثابك الله -أنه ذكر اعتراض من اعترض من جهة المعنى،لامن جهة اللفظ.
أما قولك من جهة اللفظ فهذه لم يشر إليها السيوطي رحمه الله، ولم يتطرق لها، وإنما هو يرد على أبي العلاء محمد بن غانم في انكاره التخلص؛لما فيه من التكلف.
فمضمون حسن التخلص سبق الاتفاق على أهميته،ولكن نريد مناقشة اللفظ،وهل هي موهمة؟ يجب تجنبها.
وأشكرك على دقة مناقشاتك.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[27 Sep 2008, 05:38 م]ـ
(الألفاظ الموهمة نهى عنها القرآن الكريم).
جاء في القرآن النهي عن الألفاظ الموهمة؛ خشية أن تفهم خطأ،أويكون فيها مشابهة للمغضوب عليهم الذين يتعمدون الخطأ.
قال تعالى: (ياأيها الذين آمنوا لاتقولوا راعنا وقولو انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم).
فالله سبحانه ينهى الصحابة رضي الله عنهم أن يقولوا لرسوله صلى الله عليه وسلم:راعنا وهم يقصدون به معنى حسنا،،وهو أن يراعيهم ويلتفت إليهم ليفهموا عنه،ولكن لما كانت يهود تقولها وتقصد بها (الرعونة) الحمق والهوج،نهى الله المؤمنين عن هذا القول؛ خشية مشابهة اليهود في قولهم الخبيث.
قال القرطبي رحمه الله: في الآية دليلان: أحدهما:على تجنب الألفاظ المحتملة .... اهـ. وقال ابن عثيمين رحمه الله:لما كان اللفظ واحدا وهو محتمل للمعنيين نهى الله عزوجل المؤمنين أن يقولوه تأدبا وابتعادا عن سوء الظن.
فتجنب الألفاظ المحتملة جاء به القرآن.وجاءت به السنة كذلك فقد ورد النهي عن بعض الألفاظ الموهمة،ومن ذلك ما ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لايقل أحدكم اللهم اغفرلي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإن الله لامكره له.
فنصّ الحديث على علة النهي وهي اشعارها: أن الله له مكره على الشيء.
وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Sep 2008, 06:29 م]ـ
أما قولك من جهة اللفظ فهذه لم يشر إليها السيوطي رحمه الله، ولم يتطرق لها، وإنما هو يرد على أبي العلاء محمد بن غانم في انكاره التخلص؛لما فيه من التكلف.
فمضمون حسن التخلص سبق الاتفاق على أهميته،ولكن نريد مناقشة اللفظ،وهل هي موهمة؟ يجب تجنبها.
وأشكرك على دقة مناقشاتك.
شكر الله لك، ووفقك لكل خير.
مرادي من نقل كلام السيوطي بيان أن أحدا لم ينكر اللفظ، لأنهم لم يذكروا أحدا أنكره، مع ذكرهم لقول هو أبعد منه وهو إنكار المعنى.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[09 Oct 2008, 12:02 ص]ـ
الإخوة الفضلاء د. عبدالعزيز العمار ود. يوسف العليوى الذين طلب الدكتور الفاضل عبدالرحمن الشهري مشاركتهم في عبارة: (حسن التخلص)،. لم أر لهم مداخلة.
وحبذا لو نعرف رأي الدكتور مساعد الطيار في هذا الموضوع.
وفق الله الجميع لمايحب ويرضى.
ـ[جمان]ــــــــ[18 Mar 2009, 09:13 م]ـ
للرفع
رفع الله قدركم
ـ[الخطيب]ــــــــ[18 Mar 2009, 10:55 م]ـ
الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن قرأت وجهة نظر أخينا محمد الصاعدي رجعت إلى ما سطرته يدي في معجمي "مفاتيح التفسير"
الذي مَنّ الله عليّ بإتمامه وأسعى الآن إلى نشره بعون الله
وتتبعت مادة التخلص (حسنه وبراعته) فوجدت لها ذكرا في أكثر من مادة من مواد المعجم هي:
[الاستطراد، الانتقال، براعة التخلص، خواتم السور، فصل الخطاب]
فأحببت نقل ما يخص حسن التخلص إليكم عسى أن يكون فيه فائدة
ولعل من الفوائد أن حسن التخلص يقال له أيضا: حسن الانتقال.
أما من جهة الإيهام وعدمه فهذا غير وارد لأن المقصود بحسن التخلص أو براعته أو حسن الانتقال هو إظهار براعة المتكلم في نقل المخاطب من غرض إلى آخر بطريقة لا يدرك المخاطب معها هذا الانتقال أي أنه كان في موضوع وانتقل منه إلى موضوع آخر.
فأثر التخلص يقع على المخاطب لا على المتكلم وعليه فالإيهام الذي يخشاه أخونا محمد الصاعدي غير وارد
ولا يتمكن من هذا إلا بليغ تطاوعه كلماته ليبلغ بها ما يريد
فكيف إذا كان بلوغ ذلك عن طريق القرآن؟!!!!
نقل من معجم [مفاتيح التفسير]
الاستطراد:
الاستطراد يذكر في علوم القرآن في باب "المناسبة بين الآيات "وهو مأخوذ في اللغة من قولك: اطّرد الشئ إذا تبع بعضه بعضا0
واصطلاحا: هو سوق الكلام على وجه يلزم منه كلام آخر، وهو غير مقصود بالذات، بل بالعرض. ومنه قوله تعالى: {يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير} (الأعراف: 26) قال الزمخشرى: هذه الآية وردت على سبيل الاستطراد عقب ذكر بدو السوءات وخصف الورق عليها إظهارا للمنة فيما خلق سبحانه من اللباس ولما في العري وكشف السوءات من الفضيحة، وإشعارا بأن الستر باب عظيم من أبواب التقوى0 أ0هـ ويدخل في الاستطراد التعريض بعيب إنسان بذكر عيب غيره، وجعل منه الزركشي قوله تعالى: {ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود} (هود: 95) وهو قريب من حسن التخلص، كما سيأتي إن شاء الله0 (انظر: براعة التخلص)
الانتقال:
هو أن ينتقل المستدل إلى استدلال أو مثال غير الذي كان آخذا فيه، لكون الخصم لم يفهم وجه الدلالة من الأول أو أنه يفهمه لكنه يقصد المغالطة، فيأتي حينئذ المستدل بدليل أو مثال آخر، لا يجد الخصم معه مفرا دون الانقطاع أو التسليم0 وهو أحد طرق الاستدلال والجدل في القرآن الكريم، ومثاله مناظرة الخليل إبراهيم عليه السلام للنمروذ حين قال الخليل:"رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} (البقرة: 258) وترجم زعمه هذا بأن دعا رجلا وجب عليه القتل فأعتقه، وقتل آخر بدون جرم، فعلم الخليل أنه لم يفهم معنى الإحياء والإماتة، أو علم بذلك وغالط بهذا الفعل، فانتقل عليه السلام إلى استدلال لا يجد له الجبار وجها يتخلص به منه، فقال: {فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} (البقرة:258) ولم يمكنه أن يقول: أنا الذي أتى بها من المشرق، لأن من هو أكبر منه سنا يكذبه، حيث إنها كانت تأتي من المشرق قبل أن يولد النمروذ0
(يُتْبَعُ)
(/)
* ومن الانتقال نوع يسميه البعض "الاقتضاب"وهو الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود من غير مناسبة0 وأدخلوا فيه قول: "أما بعد" كأن يقول المتكلم بعد حمد الله: أما بعد، فإني قد فعلت كذا وكذا0 والواقع أن هذا يسمى "فصل الخطاب " (انظر: فصل الخطاب)
* ومن الاقتضاب أيضا الانتقال من حديث إلى آخر تنشيطا للسامع مفصولا بكلمة "هذا "وهو بهذا المعنى يقرب من حسن التخلص أو براعته ولذلك، فإني سأذكره فيه (انظر: براعة التخلص)
براعة التخلص:
يقال له: التخلص، وحسن التخلص، وحسن الانتقال، وتعريفه كما ذكر السيوطي: هو أن ينتقل المتكلم مما ابتدأ به الكلام إلى المقصود على وجه سهل يختلسه اختلاسا دقيق المعنى، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من المعنى الأول، إلا وقد وقع عليه الثاني لشدة الالتئام بينهما0
ومثاله قوله تعالى حاكيا قول إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ} (الشعراء:87) ثم تخلص منه إلى وصف المعاد بقوله: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ} (الشعراء:88) ويقال له أيضا: "حسن التخلص" ويعبر عنه بذلك من المفسرين كثيرا أبو السعود، والآلوسى0
الفرق بين التخلص والاستطراد:
والفرق بينهما أنك في التخلص تركت ما كنت فيه بالكلية وأقبلت على ما تخلصت إليه، وأما في الاستطراد فإنك تمر بذكر الأمر الذي استطردت إليه مرورا سريعا، ثم تتركه إلى ما كنت فيه كأنك لم تقصده، وإنما عرض عروضا (انظر: الاستطراد)
ويقرب من حسن التخلص أو براعته أمران:
1 - الانتقال من حديث إلى آخر تنشيطا للسامع مفصولا بكلمة " هذا " كما في قوله تعالى: {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} (سورة ص:49) فقد انتقل للحديث عن المتقين بعد الحديث عن الأنبياء فاصلا بين الحديثين بكلمة " هذا " ثم انتقل للحديث عن أهل النار على نفس الطريقة في الانتقال فقال: {هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} (سورة ص:55) ويسمى " الاقتضاب " (انظره في: الانتقال)
2 - براعة المطلب، ويقال له: حسن المطلب، وهو أن يخرج إلى الغرض بعد تقدمة الوسيلة، كما في قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (الفاتحة:5) حيث قدم تعظيم الممدوح على الطلب، ويقال له: براعة الطلب0
* خواتم السور:
ويمضى على نسق حسن الابتداء في الحُسن، "حُسْنُ الانتهاء":
وهو أن تختم السورة بما يحسن السكوت عليه، لأنه غاية ما ينتهي السامع إليه.
وقيل: هو أنْ يجعلَ المتكلِّمُ آخرَ كلامه، عذبَ اللفظِ، حسَنَ السبكِ، صحيحَ المعنَى، مشعراً بالتمامِ.
وعرفه النويري في "نهاية الأرب" وقد سماه "براعة المقطع" فقال:
هو أن يكون آخر الكلام الذي يقف عليه المترسل أو الخطيب أو الشاعر مستعذبا حسنا، لتبقى لذته في الأسماع.
ويستخدمه بهذا التعبير " براعة المقطع" كثيرا ابن عاشور في تفسير "التحرير والتنوير"
** و [حسن الانتهاء، براعة المقطع، حسن الختام، براعة الختام] كلها مصطلحات معبر بها عن خواتم السور أي ما اختم الله عز وجل به كل سورة من سور كتابه الكريم، وهي مثل الفواتح الحسن لأنها أخر ما يقرع الأ سماع، ولهذا جاءت متضمنة المعاني البديعة، مع إيذان السامع بانتهاء الكلام، حتى لا يبقى معه للنفوس تشوف إلى ما يذكر بعدها، لأنها بين أدعية ووصايا، وفرائض، وتحميد، وتهليل، ومواعظ، ووعد، ووعيد، وغير ذلك0ويظهر ذلك لمن تأمل ببصيرة واعية موفقة بتوفيق الله.
وقد اختتم الله عز وجل قرآنه المنزل بقوله: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} (البقرة:281) إنها غاية في الحسن والروعة، وهي أنسب ما يختم به القرآن من جهة النزول، كما أن المعوذتين هما أنسب ما يختم به المصحف الشريف لتضمنهما الاستعاذة تطفئ نار حسد الكفار للنبي صلى الله عليه وسلم على نعمة القرآن، ولتحصل الاستعاذة عند بدء القرآن، واختتامه أيضا، تماما كما كان التناسب في افتتاح نزوله بسورة "اقرأ "لما تضمنه من الأمر بالقراءة، والبداءة باسم الله، والإشارة إلى الوحدانية، وعلم الأحكام وغير ذلك، ولذا قيل: إنها جديرة بأن تدعى: "عنوان القرآن "وقد أفضت في بيان ذلك كله عند الحديث عن المناسبة0 (انظر: المناسبة)
فائدة:
قال القزويني في الإيضاح:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي للمتكلم أن يتأنق في ثلاثة مواضع من كلامه حتى يكون أعذب لفظاً وأحسن سبكاً وأصح معنى.
الأول: الابتداء لأنه أول ما يقرع السمع فإن كان كما ذكرنا اقبل السامع على الكلام فوعى جميعه، وغن كان بخلاف ذلك أعرض عنه ورفضه، وإن كان في غاية الحسن.
والثاني: التخلص ونعني به الانتقال مما شبب الكلام به من تشبيب أو غيره إلى المقصود مع رعاية الملاءمة بينهما لأن السامع يكون مترقباً للانتقال من التشبيب –أي التنشيط - إلى المقصود كيف يكون، فإذا كان حسناً متلاءم الطرفين حرك من نشاط السامع وأعان على إصغائه إلى ما بعده، وإن كان بخلاف ذلك كان الأمر بالعكس.
قلت: وهو في القرآن الكريم أبرز ما يكون ويقال له: براعة التخلص، حسن التخلص وسيأتي (انظر: براعة التخلص)
والثالث: الانتهاء لأنه آخر ما يعيه السمع ويرتسم في النفس فإن كان مختاراً كما وصفنا جبر ما عساه وقع فيما قبله من التقصير وإن كلن غير مختار كان بخلاف ذلك، وربما أنسى محاسن ما قبله
فصل الخطاب:
*هو عند العلماء قول: " أما بعد " والإتيان بها في الكلام يمهد للانتقال إلى كلام غير الذي كان ماضيا فيه، وهو قريب من " براعة التخلص " (انظرها)، غير أن العلماء لا يدرجون " أما بعد" في براعة التخلص بل يدرجونه في الاقتضاب (انظره فى: الانتقال)
وهو: الانتقال مما افتتح به الكلام إلى المقصود من غير مناسبة. وقد اعتاد الخطباء والكاتبون والمحاضرون من ذوي الاتجاه الديني أن يفتتحوا كلامهم في كل أمر ذي شأن بحمد الله والثناء عليه، ثم إذا أرادوا أن يخرجوا من هذا المقام إلى الفرض المسوق لأجله، فصلوا بينه، وبين الثناء على الله بهذا التركيب المذكور.
* ويطلق مصطلح " فصل الخطاب " على ما هو أعم من " أما بعد " إذ يعنى به وصف المتكلم بكونه قادراً على التعبير عن كل ما يخطر بالبال، ويحضر في الخيال، بحيث لا يختلط شيء بشيء، وبحيث ينفصل كل مقام عن مقام. أفاده الفخر الرازي عند تفسير قوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (سورة ص: 20) وقال بعده: وهذا معنى عام يتناول جميع الأقسام.(/)
مقاصد التفسير عند ابن عاشور
ـ[المؤمن]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:08 م]ـ
مقاصد التفسير عند ابن عاشور
لا جرم أن ابن عاشور قد اطّلع على كثير من التفاسير، وتعرّف على مناهجهم فيها، وأدرك ما مدى إخلال بعضهم بعدم تحقيق بيان مقاصد القرآن، ومدى نجاح بعضهم في تحقيقها، وذلك ما حرص كل الحرص على استجلائه، يتتبعها " في كل سورة سورة، وينبه عليها في كل آية آية، واضعا أيدي القراء والدارسين على الجوانب الثمانية التي انتهى إليها استقراؤه، ولم يسبقه بالإشارة إلى بعضها غير الغزالي في الإحياء." (1) وأظهر غرضه في ذلك بقوله:" وعن معرفة المقاصد التي نزل القرآن لبيانها حتى تستبين لكم غاية المفسرين من التفسير على اختلاف طرائقهم، وحتى تعلموا عند مطالعة التفاسير مقادير اتصال ما تشتمل عليه، بالغاية التي يرمي إليها المفسر فتزنوا بذلك مقدار ما أوفى به من المقصد، ومقدار ما تجاوزه، ثم ينعطف القول إلى التفرقة بين من يفسر القرآن بما يخرج عن الأغراض المرادة منه، وبين من يفصل معانيه تفصيلا، ثم ينعطف القول إلى نموذج مما استخرجه العلماء من مستنبطات القرآن في كثير من العلوم. " (2)
وابن عاشور بكلامه هذا يريد أن يهيئ القاريء لتفسيره إلى أن يتقبل ما يجده فيه من التفاصيل العلمية، حول كثير من القضايا وبالأخص الشائكة منها، في شتى المجالات، إن في التشريع، أو العقائد، أو في أحوال الأمة وما دار بين طوائفها من نزاع، ومذاهبها من خلاف، وما أثير حول الإسلام من شبهات من قبل أعدائه، أوممّن حذا من أبناء الإسلام حذوهم. فقارئ التحرير يجد نصوصا من الكتاب المقدس من العهدين القديم والجديد، وأخرى من التاريخ وعلم الفلك والجغرافيا، وعلم الكلام وأصول الفقه وأقوال المذاهب الأربعة وغيرها، ورقائق الزهاد وإشارات المتصوفة وهلم جرا، وكل ذلك مما يخدم النص القرآني ومقاصده، في إصلاح الأمم والمجتمعات في شتى أحوالها وشؤونها، الفكرية، والعقدية، والسلوكية، والاجتماعية، والاقتصادية, وذلك ضمن ما عبر عنه ابن عاشور بقوله:" إن القرآن أنزله الله تعالى كتابا لصلاح أمر الناس كافة رحمة لهم لتبليغهم مراد الله منهم قال الله تعالى "وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" فكان المقصد الأعلى منه صلاح الأحوال الفردية، والجماعية، والعمرانية." (3)
وابن عاشور حدد موقفه جليا من مسألة طالما اختلف حولها العلماء، وهم فريقان في إمكان التعرف على مراد الله وعدمه، ولخصها في قوله: " فمراد الله من كتابه هو بيان تصاريف ما يرجع إلى حفظ مقاصد الدين وقد أودع ذلك في ألفاظ القرآن التي خاطبنا بها خطابا بيّنا وتعبدّنا بمعرفة مراده والإطلاع عليه فقال:) كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) (4) سواء قلنا إنه لايمكن الإطلاع على تمام مراد الله تعالى وهو قول علمائنا والمشائخي والسكاكي وهما من المعتزلة إن الإطلاع على تمام مراد الله تعالى غير ممكن ـ وهو خلاف لا طائل تحته ـ إذ الفصد هو الإمكان الوقوعي لا العقلي، فلا مانع من التكليف باستقصاء البحث عنه بحسب الطاقة ومبلغ العلم مع تعذر الإطلاع على تمامه " (5)
والآن ألخص تلك المقاصد الثمانية، بل العشرة التي استقراها ابن عاشور من القرآن نفسه وقد بيّنها في المقدمة الرابعة من تفسيره وذكر آخرين أثناء تفسيره لسورة آل عمران، ولم يدع أنها هي النهاية، مع إشارة إلى سبق أبي حامد الغزالي إلى بعضها في إحياء علوم الدين ..
وتلك المقاصد هي:
1 ـ إصلاح الاعتقاد وتعليم العقد الصحيح.
2 ـ تهذيب الأخلاق.
3 ـ التشريع وهو الأحكام خاصة وعامة.
4 ـ سياسة الأمة وحفظ نظامها.
5 ـ القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم.
6 ـ التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين، وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها وذلك علم الشرائع وعلم الأخبار، وكان ذلك علم مخالطي العرب من أهل الكتاب. وقد زاد القرآن على ذلك تعليم حكمة ميزان العقول وصحة الاستدلال في أفانين مجادلاته للضالين وفي دعوته إلى النظر.
7 ـ المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير، من وعد ووعيد،وترغيب وترهيب.
8 ـ الإعجاز بالقرآن ليكون آية على صدق الرسول. (6)
9 ـ كون القرآن شريعة دائمة، وذلك يقتضي فتح أبواب عباراته لمختلف استنباط المستنبطين، حتى تؤخذ منه أحكام الأولين والآخرين.
10 ـ تعويد حملة هذه الشريعة، وعلماء هذه الأمة، بالتنقيب، والبحث، واستخراج المقاصد من عويصات الأدلة، حتى تكون طبقات علماء الأمة صالحةـ في كل زمان ـ لفهم تشريع الشارع ومقصده من التشريع، فيكونوا قادرين على استنباط الأحكام التشريعية .... (7)
لا يفتأ ابن عاشور يذكّر بما على المفسر أن يفعله، وما ينبغي عليه أن يتحراه في تفسيره من غرض في " بيان ما يصل إليه أو ما يقصده من مراد الله تعالى في كتابه بأتمّ بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم، أو يخدم المقصد تفصيلا وتفريعا، مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء، أو لتوقع مكابرة من معاند أو جاهل،فلا جرم كان رائد المفسر في ذلك أن يعرف على الإجمال مقاصد القرآن مما جاء لأجله،ويعرف اصطلاحه في إطلاق الألفاظ، وللتنزيل اصطلاح وعادات. " (8)
هكذا يوضح ابن عاشور معالم تفسيره جلية، لأن ذلك مما يتيح للقاريء أوللد ارس التصور الصحيح لمنهجه فيه، فيجد له ما يبرر به توسعه في اقتناص المعاني والأفكار من معارفه العلمية المتنوعة التي يقصد من ورائها فهم القرآن وتثويره بين الفينة والفينة ليناسب العلماء خاصة ممن تعددت تخصصاتهم وتاقت نفوسهم إلى مزيد من الفهم، خاصة إذا علم الباحثون أن هذا التفسير توجه به صاحبه إلى الطبقة العالية من التلاميذ وكذا العلماء.
هوامش الموضوع:
(1) الأصالة 1/ 277، ينظر التحرير والتنوير1/ 41.
(2) التحرير والتنوير 1/ 18.
(3) التحرير والتنوير 1/ 18.
(4) ص،الآية 29.
(5) التحرير والتنوير 1/ 39.
(6) التحرير والتنوير 1/ 40 ـ 41.
(7) المرجع نفسه 3/ 158.
(8) المرجع نفسه 1/ 41 ـ 42.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[السرخسي]ــــــــ[26 Sep 2008, 07:55 ص]ـ
جزاك الله خير .. وكلام الإمام الطاهر بن عاشور في غاية النفاسه فرحمه الله رحمة واسعه.(/)
خبر: مشروع ألماني للتوثيق القرآني
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Sep 2008, 04:50 م]ـ
مشروع ألماني للتوثيق القرآني
فيروز مصطفي - ألمانيا
صحفية من أسرة إسلام أون لاين - ألمانيا
المصدر: إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1221720246223&pagename=Zone-Arabic-Shariah/SRALayout)
داخل أكاديمية برلين- براندنبرج للعلوم والإنسانيات في ألمانيا يعمل عدد من الباحثين في مجال العلوم الإسلامية على مشروع كبير يحمل عنوان " CorpusCoranicum" وهو اسم لاتيني معناه "الجسم القرآني". ويهدف المشروع البحثي إلى اكتشاف وجمع النصوص القرآنية التاريخية القديمة لربط تلك النصوص بالسياق التاريخي والثقافي الذي نزلت فيه. حول هذا المشروع التقى "إسلام أون لاين" في برلين مع اثنين من الباحثين فيه، وهما مديرة المشروع البروفيسور الألمانية أنجيلكا نيوفيرث المتخصصة في الدراسات العربية والدراسات القرآنية بجامعة برلين الحرة، والباحث الألماني ميشيل ماركس المتخصص في الدراسات العربية بجامعة برلين الحرة ومدير فريق البحث بالمشروع.
أكدت مديرة المشروع أنجيلكا نيوفيرث أن المشروع بدأ الإعداد له منذ سنوات طويلة، ولكن بدأ تنفيذه بالفعل في عام 2007 بتمويل 2 مليون يورو من أكاديمية برلين-براندنبورج للعلوم والإنسانيات في ألمانيا، والتي أنشئت عام 1700 وتعد من أشهر الأكاديميات العلمية في ألمانيا وأوروبا، حيث تضم مجموعة من أكبر الباحثين وتمول بواسطة الحكومة الفيدرالية في ولايتي برلين وبراندنبرج.
قاعدة بيانات لحفظ المخطوطات القديمة
يستغرق المشروع 18 عاما بحسب قول أنجليكا، وينقسم إلى مرحلتين، المرحلة الأولى التي بدأت عام 2007 ومن المتوقع أن تنتهي في عام 2009 تركز على اكتشاف وتجميع جميع النصوص القرآنية القديمة المتواجدة في المخطوطات القديمة عبر تطور النص العربي للقرآن بدءا من أول نسخة حجازية وحتى النسخة المطبوعة للقرن العشرين.
وتقول أنجليكا إنه يعمل في المشروع 15 باحثا من ألمانيا وبعض الدول العربية والعالمية، وهم من المتخصصين في العلوم الإسلامية والمخطوطات القرآنية والخط العربي وعلم فلسفة اللغات، بالإضافة إلى خبراء في قواعد البيانات الإلكترونية، وذلك بهدف تتبع تاريخ النص القرآني وتطوره لرسم صورة للحالة الذهنية والثقافية التي كانت سائدة فترة نزول القرآن.
ثم سيبدأ الباحثون المتخصصون في إنشاء قاعدة بيانات تكون بمثابة بنك معلومات إلكتروني شامل يتضمن جميع المخطوطات التي حفظت القرآن ودونته بخطوط مختلفة مثل أول مخطوطة للقرآن، والتي تعود لعام 700م، كما سيتضمن بنك المعلومات القراءات المتعددة للنص القرآني، إضافة إلى نصوص تراثية من العصور السابقة على القرآن باللغات اللاتينية واليونانية والآرامية والعبرية.
وتوضح أنجيلكا أنه ما زال من المبكر التعرف على ما سيخرج به فريق البحث من نتائج وما ستوضحه النصوص التي يتم جمعها الآن، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن يستغرق المشروع البحثي فترة أكثر من الـ18 عاما المخصصة له، لأنه مشروع ضخم ويعد الأول من نوعه في العالم.
شرح المشروع بدول إسلامية
وتشير إلى أنها ذهبت مع فريق المشروع قبل وبعد بدايته إلى عدد من الدول العربية والإسلامية لشرح المشروع هناك في ورش عمل ومحاضرات مختلفة ومن هذه الدول إيران، وتركيا، والمغرب وسوريا.
وتنطلق فكرة المشروع من الطبيعة الحية للنص القرآني، فهو نص أخذ يتشكل عبر أكثر من عشرين عاما، وهي الفترة التي نزل فيها على النبي محمد.
كما يصف ميشيل ماركس، مدير فريق البحث بالمشروع، فلسفة المشروع قائلا: "القرآن نص متعدد المعاني، وينفرد بتنوعه الصوتي، فالنص القرآني كتب بخطوط مختلفة مما أدى إلى حدوث تباين بسبب اختلاف طريقة رسم الحروف، فالخطوط القديمة كانت تخلو من النقاط المصاحبة للحروف، كما أكسبت القراءات المختلفة للقرآن فيما بعد طرقا مختلفة لسماعه، إضافة إلى تحوير لبعض معانيه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوضح ماركس أن إرفاق النصوص التراثية من العصور السابقة على القرآن كالنصوص المسيحية واليهودية لا يهدف إطلاقا إلى إرجاع بعض الآيات القرآنية إلى أصل سابق عليها، وإنما يهدف إلى وضع النص القرآني في السياق الثقافي والتاريخي الذي ظهر فيه، مما يلقي الضوء على الحالة الذهنية لمتلقيه وطبيعة نظرتهم للعالم في ذلك الوقت، حيث إن المشروع لا يضع شخصية النبي محمد في صدارة اهتمامه وإنما يركز على المتلقين للقرآن، الذين نشئوا في ظل الأفكار والنصوص التي كانت منتشرة آنذاك.
ويطمح ماركس أن تنتهي المرحلة الأولى من المشروع قريبا؛ ليكون بنك المعلومات جاهزا نهاية العام القادم، وسيكون بالإمكان الاطلاع عليه عبر شبكة الإنترنت الخاصة بالأكاديمية www.bbaw.de.
وحاليا يعكف فريق البحث على الاطلاع على القراءات المختلفة وتقييمها، كما يقوم بحصر المخطوطات والنصوص المتفرقة بين المكتبات والمتاحف لجمع وتوثيق هذه النصوص التي انتقلت كتابيا وشفهيا، ساعيا لمعرفة تاريخ كتابتها حتى يتم تحديد أي النصوص أقدم، على أساس بحثي علمي، بحسب قول ماركس.
ويرى ماركس أن المشروع حصد ثناء كبيرا عند تقديمه في المغرب وإيران وتركيا، لذلك لا يعتقد بأنه سيثير غضب الإسلام الأصولي الذي لا يؤمن بتاريخية القرآن -حسب تعبيره-.
ويهدف المشروع أساسا إلى توثيق التراث الإسلامي، مضيفا أن وضع النص القرآني في سياقه التاريخي سيمكننا من التعرف على الطريقة التي لمس بها أسئلة عصره واكتشاف المحيط التي نزلت فيه، وكيف استقبل الناس النص في العصور القديمة، مشيرا إلى أنهم يبحثون في المشروع على الأرشيف القديم المفقود الذي يضم المخطوطات والنصوص التي انتقلت بصورة مكتوبة وصورة شفهية، بالإضافة للبحث عن الكتب المنسية المتعلقة بالقرآن، وذلك لنتمكن من رؤية القرآن في سياق التاريخ البشري.
إحضار القرآن إلى أوروبا
فالمرحلة الأولى للمشروع سوف تحشد وتجمع كل ما يتعلق بالقرآن، مثل النسخة التي عثر عليها في اليمن في السبعينيات وبالتحديد عام 1973، وكانت غير منقطة وبدون تشكيل.
ويؤكد ماركس أن المشروع ليس موجها إلى العالم الإسلامي في الأساس، وليست الفكرة منه توضيح معنى النص القرآني للمسلمين، وإنما يهدف المشروع بشكل رئيسي، ويمكن لمس ذلك من العنوان اللاتيني، إلى إحضار القرآن إلى أوروبا، أي إلى تقديم القرآن للقارئ أو الباحث الأوروبي بشكل مرجعي يوضح أن التقاليد الإسلامية ليست غريبة عن التقاليد المسيحية واليهودية المعروفة في أوروبا، وأن القرآن يشترك في ذلك التراث ويبني عليه شيئا جديدا، نريد أن نقول إننا سنساهم في وضع رؤية تاريخية مشتركة، فيها العادات الإسلامية والمسيحية واليهودية، بحسب قوله.
ويوضح ماركس أن المرحلة الثانية من المشروع تختص بالتحليل والتعليق على هذه النصوص والمخطوطات في إطار عملية التطور التاريخية الخاصة بها، أي أن المرحلة الثانية تهدف إلى تحليل المرحلة الأولى، في محاولة لفهم الجو الديني والحقبة التاريخية التي عاصرت انبعاث الإسلام، في محاولة إعادة تصنيعها للاقتراب من فهم أفضل للنص القرآني لتسهيل فهم القرآن على غير المسلم المعاصر.
نظرة الشك والريبة للمشروع
وعن الشك والريبة التي يمكن أن ينظر إليها بعض العرب والمسلمين للمشروع على أنها محاولة لوضع القرآن في سياق تاريخي يجعله يبدو على أنه لا يصلح للوقت الحالي، يؤكد ماركس أن هناك دائما شكا عربيا تجاه العلماء والباحثين الأجانب الذين يعملون في مجال الدراسات القرآنية، ولكننا معنا باحثون عرب مثل منصف بن عبد الجليل الباحث التونسي المسلم المتخصص في الآداب والعلوم الإنسانية.
ويشير إلى أنه من المعروف كحقيقة ثابتة للمسلمين وغيرهم أن نص القرآن ليس هو كما كتب في عصر محمد، بل إن القرآن تطور، وأبرز دليل على ذلك أن القرآن في البداية كتب دون تشكيل، ولكن مع بداية تاريخ تدوين القرآن تم إضافة علامات التشكيل إليه.
وحول هذا الأمر تقول مديرة المشروع أنجيليكا نيوفريث إن هناك دائما جدلا يصاحب مختلف المشروعات البحثية المتعلقة بالقرآن، وتسرد مثالا على ذلك بأن هناك بعض المسلمين الذين يرفضون الكثير من النسخ القرآنية المترجمة إلى لغات عالمية مختلفة؛ لأنها ليست مثل النسخة العربية.
وترى أنجيليكا أن في هذه الأمر ظلما وإجحافا لكتاب عظيم مثل القرآن؛ لأنه لو نظرنا للقرآن فسنجد بصورة واضحة البعد الجمالي فيه، وسنرى أنه كان دائما جزء من توصيله وكيفية استقبال الناس له، وما زال كذلك، فالقرآن نص متعدد الوسائط الإعلامية، على حد قولها.
وأشارت إلى بعض الترجمات التي أسهمت في فهم أفضل للقرآن لدى الغرب، وحازت على ثناء بعض المسلمين مثل الترجمة التي ظهرت في أوائل القرن الـ19 للشاعر والمترجم الألماني فردريش روكيرت وكانت ناجحة؛ لأنها أوصلت القرآن بطريقة شعرية جمالية، بينما ترجمة رودي باريت وهانس زيركر معروفة أكثر في الأوساط الأكاديمية العلمية؛ لأنها تقصر النص على جانبه المتواصل أي الذي لا يرتبط بخطة، بل يتنقل من موضوع أو فكرة إلى أخرى دون خطة، وهذا ما يخيف القارئ الغربي الذي ليس لديه أي اهتمام بالأمور العلمية الخاصة بالجدل الديني.
وعبرت عن أن الجدل والنقد مصاحب لأي مشروع بحثي وعلمي، ولكنها ترى أن الأهم الآن إحضار القرآن إلى أوروبا والمساهمة في تقريب القرآن لغير المسلمين على أسس علمية بحثية واضحة.(/)
هل لفظ (الدين) في القرآن الكريم يرجع كله لمعنى واحد في الأصل؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هناك سؤال أرجو من الاخوة الفضلاء أن يجيبوا عليه ما أمكن.
هل لفظ (الدين) في القرآن الكريم يرجع كله لمعنى واحد في الأصل وهو الإسلام؟
لقوله تعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (آل عمران:19)
قال ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر:
" وذكر بعض المفسرين أن الدين في القرآن على عشرة أوجه: -
أحدها: الإسلام - ومنه قوله تعالى في براءة: (هو الذي أرسل
رسوله بالهدى (56 / أ) ودين الحق (، ومثلها في الفتح.
والثاني: التوحيد - ومنه قوله تعالى في يونس: (دعوا الله مخلصين له الدين (، وفي لم يكن: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (.
والثالث: الحساب - ومنه قوله تعالى في النور: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق (.
والرابع: الجزاء - ومنه قوله تعالى (في الفاتحة): (مالك يوم الدين (، وفي الصافات: (هذا يوم الدين (، وفي المطففين:
) الذين يكذبون بيوم الدين (.
والخامس: الحكم. ومنه قوله تعالى: [في يوسف) ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك (.
والسادس: الطاعة. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (ولا يدينون دين الحق (.
وقال ابن قتيبة: لا يطيعونه.
والسابع: العادة. ومنه قوله تعالى في الحجرات: (قل أتعلمون الله بدينكم (.
والثامن: الملة. ومنه قوله تعالى [في لم يكن]: (وذلك دين القيمة (، أي: وذلك دين الملة المستقيمة.
والتاسع: الحدود. ومنه قوله تعالى في النور: (ولا نأخذكم بهما
رأفة في دين الله (.
والعاشر: العدد. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (منها أربعة حرم ذلك الدين القيم (، أي: العدد الصحيح.
وقد ألحق بعضهم وجها حادي عشر فقال: والدين: القرآن. ومنه
قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين (.
(تم كتاب الدال " أهـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[27 Sep 2008, 01:52 ص]ـ
[ size=5]
[quote] هل لفظ (الدين) في القرآن الكريم يرجع كله لمعنى واحد في الأصل وهو الإسلام؟ [/ color]
لقوله تعالى:
{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (آل عمران:19)
قال ابن الجوزي في نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر:
[ color=#00008B]" وذكر بعض المفسرين أن الدين في القرآن على عشرة أوجه: -
لقد تفضلتم بالسؤال وتكرمتم بالجواب
ـ[محب القران]ــــــــ[27 Sep 2008, 06:15 ص]ـ
جزاك الله خير على هذه المعلومات لا عطر بعد عروس
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Sep 2008, 06:16 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل عمر عبدالفتاح على إجابتك.
وعفوا لم أبين مقصودي كما ينبغي، ففي بعض الأحيان يعجز الإنسان عن التعبير عن مقصوده.
رأينا في ما سبق ما قاله ابن الجوزي، ولقد تأملت فيما سبق فرأيت:
(أحدها: الإسلام - ومنه قوله تعالى في براءة: (هو الذي أرسل
رسوله بالهدى (56 / أ) ودين الحق (، ومثلها في الفتح.)
هذه واضحة لفظ الدين هنا يعود للإسلام.
(والثاني: التوحيد - ومنه قوله تعالى في يونس: (دعوا الله مخلصين له الدين (، وفي لم يكن: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (.
وهذه أيضا تعود للإسلام.
(والثالث: الحساب - ومنه قوله تعالى في النور: (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق (.
قال الطبري:
القول في تأويل قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ (25)}
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول تعالى ذكره: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) يوفيهم الله حسابهم وجزاءهم الحقّ على أعمالهم.
والدين في هذا الموضع: الحساب والجزاء، كما حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ) يقول. حسابهم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: (الحَقَّ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار. (دِينَهُمُ الْحَقَّ) نصبا على النعت للدين، كأنه قال: يوفيهم الله ثواب أعمالهم حقا، ثم أدخل في الحقّ الألف واللام، فنصب بما نصب به الدين. وذُكر عن مجاهد أنه قرأ ذلك: "يُوَفِيهمُ اللهُ دينَهُمُ الحَقُّ" برفع الحقّ على أنه من نعت الله.
قال ابن عاشور:
" ومعنى كونهم يعلمون أن الله هو الحق المبين: أنهم يتحققون ذلك يومئذ بعلم قطعي لا يقبل الخفاء ولا التردد وإن كانوا عالمين ذلك من قبل لأن الكلام جار في موعظة المؤمنين؛ ولكن نزل علمهم المحتاج للنظر والمعرض للخفاء والغفلة منزلة عدم العلم. "
ألا يعود بذلك لفظ (الدين) للإسلام.
فقبل هذه الأية يقول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النور:23)
فالخطاب هنا لأهل الإسلام وهذه أوامر الله تعالى التي شرعها في الدين الإسلامي.
(والرابع: الجزاء - ومنه قوله تعالى (في الفاتحة): (مالك يوم الدين (، وفي الصافات: (هذا يوم الدين (، وفي المطففين:
) الذين يكذبون بيوم الدين (.
قال الدكتور فاضل السامرائي في برنامج لمسات بيانية:
"مالك يوم الدين، لم لم يذكر الدنيا؟
سواء كان مالكا او ملكا فلماذا لم يقل مالك يوم الدين والدنيا؟
اولا قال الحمد لله رب العالمين فهو مالكهم وملكهم في الدنيا وهذا شمل الدنيا. مالك يوم الدين هو مالك يوم الجزاء يعني ملك ما قبله من ايام العمل والعمل يكون في الدنيا فقد جمع في التعبير يوم الدين والدنيا وبقوله يوم الدين شمل فيه الدنيا ايضا.
لم قال يوم الدين ولم يقل يوم القيامة؟
الدين بمعنى الجزاء وهو يشمل جميع انواع القيامة من اولها الى آخرها ويشمل الجزاء والحساب والطاعة والقهر وكلها من معاني الدين وكلمة الدين انسب للفظ رب العالمين وانسب للمكلفين (الدين يكون لهؤلاء المكلفين) فهو انسب من يوم القيامة لان القيامة فيها اشياء لا تتعلق بالجزاء اما الدين فمعناه الجزاء وكل معانيه تتعلق بالمكلفين لان الكلام من اوله لآخره عن المكلفين لذا ناسب اختيار كلمة الدين عن القيامة."
ألا يعود لفظ الدين في الآية بذلك للإسلام؟
(والسادس: الطاعة. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (ولا يدينون دين الحق (.
وقال ابن قتيبة: لا يطيعونه (.
قال الطبري:
" قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم: (قاتلوا)، أيها المؤمنون، القومَ = (الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر)، يقول: ولا يصدّقون بجنة ولا نار (2) = (ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق)، يقول: ولا يطيعون الله طاعة الحقِّ، يعني: أنهم لا يطيعون طاعةَ أهل الإسلام (3) = (من الذين أوتوا الكتاب)، وهم اليهود والنصارَى."
أليس لفظ (الدين) هنا يعود للإسلام.
(والسابع: العادة. ومنه قوله تعالى في الحجرات: (قل أتعلمون الله بدينكم (.
قال الطبري:
"القول في تأويل قوله تعالى: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم (16)}
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم (قُلْ) يا محمد لهؤلاء الأعراب القائلين آمنا ولمَّا يدخل الإيمان في قلوبهم: (أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ) أيها القوم بدينكم، يعني بطاعتكم ربكم (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ) يقول: والله الذي تعلِّمونه أنكم مؤمنون، علام جميع ما في السموات السبع والأرضين السبع، لا يخفى عليه منه شيء، فكيف تعلمونه بدينكم، والذي أنتم عليه من الإيمان، وهو لا يخفى عليه خافية، في سماء ولا أرض، فيخفى عليه ما أنتم عليه من الدين (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) يقول: والله بكلّ ما كان، وما هو كائن، وبما يكون ذو علم. وإنما هذا تقدّم من الله إلى هؤلاء الأعراب بالنهي، عن أن يكذّبوا ويقولوا غير الذي هم عليه في دينهم. يقول: الله محيط بكلّ شيء عالم به، فاحذروا أن تقولوا خلاف ما يعلم من ضمائر صدوركم، فينالكم عقوبته، فإنه لا يخفى عليه شيء. "
ألا يعود بذلك لفظ " الدين للإسلام؟
والثامن: الملة. ومنه قوله تعالى [في لم يكن]: (وذلك دين القيمة (، أي: وذلك دين الملة المستقيمة.)
ورد في تفسير الطبري:
"حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) هو الدين الذي بعث الله به رسوله، وشرع لنفسه، ورضي به."
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(والتاسع: الحدود. ومنه قوله تعالى في النور: (ولا نأخذكم بهما
رأفة في دين الله (.
قال الطبري:
" وهي رقة الرحمة في دين الله، يعني في طاعة الله فيما أمركم به من إقامة الحد عليهما على ما ألزمكم به. "
ألا يعود (لفظ) الدين بذلك للإسلام؟
(والعاشر: العدد. ومنه قوله تعالى في سورة التوبة: (منها أربعة حرم ذلك الدين القيم (، أي: العدد الصحيح.)
ورد في تفسير الطبري:
16684 - حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال، حدثنا زيد بن حباب قال، حدثنا موسى بن عبيدة الربذي قال: حدثني صدقة بن يسار، عن ابن عمر قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنًى في أوسط أيام التشريق، فقال: يا أيها الناس، إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، أوّلهن رجبُ مُضَر بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. (1)
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(وقد ألحق بعضهم وجها حادي عشر فقال: والدين: القرآن. ومنه
قوله تعالى: (أرأيت الذي يكذب بالدين (.قال الطبري:
"يعني تعالى ذكره بقوله: (أرأيت الذي يكذب بالدين) أرأيت يا محمد الذي يكذّب بثواب الله وعقابه، فلا يطيعه في أمره ونهيه.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل."
ألا يعود لفظ (الدين) بذلك للإسلام؟
(والخامس: الحكم. ومنه قوله تعالى: [في يوسف) ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك (.
وإذا ما تقرر سبق ما هو دين (الملك) أليس الإسلام أيضا، فقد قال تعالى:
[وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ) [غافر: 34 (
أليس الشك والريبة من صفات المنافقين؟
ولماذا ينافقون إذا لم يكن هناك من يخافون منه كملكهم في ذاك العصر، والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Sep 2008, 04:49 م]ـ
جزاك الله خير على هذه المعلومات لا عطر بعد عروس
عفوا لم أنتبه لمشاركتك أخي الفاضل (محب القران) قبلا، ومرحبا، وجزاك الله خيرا.(/)
عن كلمة لدن
ـ[عائشة]ــــــــ[26 Sep 2008, 09:14 م]ـ
كلمة لدن سبقت بحرف جر فلم لم تجر وهى ليست هنا فقط قد سبقت بحرف جر ولم تجر ولكن ايضا ًفى مواقع اخرى فما هو السبب يا ترى .... بالرغم من أن نظيرتها عند تجر وإن كانت لدن اقوى فى التعبير وأخص فهل هذا هو السبب ..... إنى فى لهفة لمعرفة الجواب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Sep 2008, 01:43 م]ـ
قلت: لم تجرلدن بالكسرة الظاهرة لأنها مبنية وليست معربة، وأعربت في رواية شعبة عن عاصم في روايته للفظ " من لدُنِهِ " في قوله تعالى:"قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ ..... (2) والجدير بالذكر وإن لم يك موضع السؤال أن شعبة عن عاصم يشم الدال التي قبل النون فلا ينطقها ضمة خالصة.
أما {عند} فإنها معربة تتأثر بالعوامل الداخلة عليها نصبا على الظرفية وجرا بالحرف " من" ولم ترد مرفوعة لا في القرآن ولا في اللغة؛ لأنها ظرف والأصل في الظروف النصب. والله الموفق والمستعان.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Sep 2008, 08:56 ص]ـ
بالإضافة لما تفضل به الأخ الحبيب اللبيب الدكتورعبد الفتاح خضر
مشكورا مأجورا؛ فهذا ما جاء في مغني اللبيب؛ لابن هشام الأنصاريّ،
مختصرا عن هذه الأداة:
لدن:
ظرف للمكان بمعنى (عند) يحل محل ابتداء غاية مبني على السكون، ويأتي غالباً مجروراً بمن، وهو من الظروف المضافة لفظاً ومعنى.
نحو قوله تعالى (من لدن حكيم خبير) (1).
وقوله تعالى (وهب لنا من لدنك رحمة) (2).
وقوله تعالى (وعلمناه من لدنا علما) (3).
وهي في الأمثلة السابقة مضافة إلى الاسم الظاهر والضمير، وتضاف إلى الجملة كما في قول القطامي:
صريع غوان راقهن ورقنه = لدى شب حتى شاب سود الذوائب
وقد تنصب على الظرفية الزمانية نحو:
ذهبت إلى عملي لدن طلوع الشمس.
وإذا أضيفت إلى ياء المتكلم جاز أن تلحقها نون الوقاية فنقول:
لدني، وتحذف النون فتقل: لدني، بتخفيف النون.
ويجوز حذف نون لدن كما تحذف نون كان، فنقول:
لد، والاسم الذي يليها يكون مجروراً بالإضافة. وإذا تلاها ظرف زمان جاز جره بالإضافة أو نصبه على التمييز، نحو: زرته لدن غدوةٍ، أو غدوةً.
=============
(1) هود [1] (2) آل عمران [8] (3) الكهف [65].
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Sep 2008, 03:10 م]ـ
شكر الله لأخي المفضال العالم المهذب د. مروان ونفع به على ما تفضل به.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Sep 2008, 03:36 م]ـ
شكر الله لأخي المفضال العالم المهذب د. مروان ونفع به على ما تفضل به.
شيخنا الفاضل الحبيب اللبيب الدكتورعبد الفتاح خضر
هلا وغلا ومرحبا
بارك الله فيكم، وفي علمكم، وأخلاقكم الطيبة النبيلة
وكلّ عام ٍوأنتم بكلّ خير ٍ
ودمتم سالمين(/)
خبر عن مناقشة رسالة في إعراب القرآن ومعانيه
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ستناقش قريبا بإذن الله-تعالى-رسالة مهمة في معاني القرآن وإعرابه، وهي رسالة ماجستير، وعنوانها " معاني القرآن وإعرابه وغريبه " لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب" تحقيق ودراسة الباحث/ أحمد رجب أبو سالم -رسالة ماجستير من كلية اللغة العربية بالمنوفية -جامعة الأزهر- إشراف أستاذنا العلامة أ. د/ أمين عبد الله سالم.
وهذاه الرسالة ستكون-بإذن الله-الموئل الذى يفيئ إليه الباحثون في النحو الكوفي بعد معاني الفراء، وأهمية هذه الرسالة تكمن في تصحيح أوهام في نسبة الأراء للنحاة الكوفة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Sep 2008, 11:42 م]ـ
بارك الله فيك هل يمكن وضع ملخص الرسالة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Sep 2008, 02:28 ص]ـ
وفق الله الباحث المجاور لي ونفع به أهل العلم، وكتب لعمله القبول.
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[28 Sep 2008, 06:16 ص]ـ
وفق الله الباحث وجزاه خيرا، فقد أخرج للناس من قبل كتابا في إعراب اواءل السور، ودل تحقيقه لهذا الكتاب على علم جم واطلاع غزير.
ونأمل من أخينا (أبي عمر) أمرين:
أحدهما: أن يذكر لنا موعد المناقشة.
والآخر:أسماء أعضاء اللجنة
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[28 Sep 2008, 01:58 م]ـ
أخي أبوعمر:
هل هذا العمل تحقيق لكتاب في إعراب القرآن ومعانيه لأبي العباس ثعلب، أم هو جمع لأقوال ثعلب من مصادر متعددة وتحقيقها ودراستها من قبل الأخ الباحث أحمد أبوسالم وفقه الله.
علماً أن لفضيلة الدكتور عبد العزيز السبر الأستاذ المشارك في قسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام بحثين نشرت في عام 1411هـ:
أحدهما: معاني القرآن عند ثعلب من خلال أماليه جمعا ودراسة.
والآخر: تفسير القرآن عند ثعلب من خلال أماليه جمعا ودراسة.
كما سجل رسالة دكتوراه في جامعة الإمام بعنوان أقوال الإمام أبي العباس ثعلب في التفسير جمعا ودراسة.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[28 Sep 2008, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لملخص الرسالة فينبغي أن أستأذن الباحث أولا، وهذا ميسور بإذن الله، وأما بالنسبة لموعد المناقشة وأسماء أعضاء اللجنة فهذا لم يتحدد بعد؛ وسوف يتم بإذن الله تشكيل لجنة المناقشة والحكم على رسالته بعد العيد أو في نهاية شوال على الأكثر.
وأما بالنسبة لأخينا عبد الرحمن المحيميد فأقول: إن الرسالة جمع لأقوال أبي العباس ثعلب، وليست تحقيقا، ولكن الباحث بذل فيها مجهودا قل أن يبذله باحث آخر، والله حسبه ووكيله ولا أزكي على الله أحدا، ولكن الرسالة ستخرج في حوالي ألفين وخمسمائة صفحة (2500)، رجع فيها الباحث إلى نحو ألف مصدر ما بين مخطوط ومطبوع ودورية.
والله الموفق
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[06 Oct 2008, 09:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمت الباحث بشأن وضع ملخص لرسالة فوافق ووعدني أن يرسل إليَّ هذا الملخصَ لأضعه في الملتقى، وأنا في انتظار ما وعدني به
وفقنا الله جميعا لما حيب ويرضى(/)
مالفرق بين قوله (واعتدنا لها رزقاكريما) و (انااعتدنا للظالمين نارا)
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[27 Sep 2008, 03:46 م]ـ
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته
آمل التوضيح في الفرق بين (اعتدنا) في سورة الاحزاب وبين (اعتدنا) في غيرها من المواضع حيث انها استعملت مرارا في مواطن العذاب (اناأعتدنا للكافرين سلاسل واغلال وسعيرا) (فانا اعتدنا للكافرين سعيرا) وفي سورة الاحزاب في موطن انعام وفضل
وكذلك في قوله تعالى في سورة يوسف (واعتدت لهن متكئا)
وفق الله الجميع لتدبر قرانه وتلاوته حق تلاوته
ـ[منصور مهران]ــــــــ[27 Sep 2008, 05:21 م]ـ
الفعل (أعتدنا) أصله (أعددنا) وقلبت الدال الأولى تاءً.
ومعناه: هيأنا يسرنا أرصدنا
وهذه الدلالات تختلف اختلافا خفيا بحسب مقامات القول؛ ففي قوله تعالى: (وأعتدت لهن متكأ) يكون معنى التهيئة والتيسير هو الأنسب للمقام.
وفي قوله تعالى: (إنا أعتدنا للظالمين نارا) يكون معنى الإرصاد هو الأقرب لأن الإرصاد فيه التعقب والترقب مع التهيئة والاستعداد.
ففي كل موضع يأتي فيه الفعل (أعتد) يكون معناه التهيئة ثم تزداد المعاني بدلالات السياق.
والله أعلم.
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[27 Sep 2008, 08:54 م]ـ
أخي منصور جزاك الله خيرا على الايضاح
وودت معرفة سبب كثرة ورودها في مواطن العذاب والجزاء للكافرين سوى هذا الموضع وهو موضع انعام وتفضل
حيث أن لفظتها قاسية وزاجرة تبعث في النفس أنها لاترد إلا في مواطن الغلظة والجزاء للكافرين(/)
القلوب تحتاج
ـ[ابن رجب]ــــــــ[28 Sep 2008, 06:02 ص]ـ
قال العلامة د عبدالكريم الخضير حفظه الله
قال تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ} [(191) سورة آل عمران] وهُو أفضل الأذكار، وهذهِ صِفةُ قراءتِهِ -عليه الصلاة والسلام- مُرتَّلة، مع التَّدبُّر، مع التَّأثُّر بالقُرآن؛ لأنَّهُ يقرأ كلامُ الله، كأنَّهُ يُخاطب الرَّحمن.
هُو الكِتابُ الذِّي من قام يقرؤُهُ ... كأنَّما خاطب الرَّحمن بالكلِم
وعلى طالب العلم أنْ يُعنى بهذا أشدَّ العِناية، يكُون لهُ وِرْد يومي لا يُخلُّ بِهِ سفراً ولا حضراً، وأنْ يكُون على هذهِ الطَّريقة؛ لأنَّهُ إذا تعوَّد على غيرها صَعُبَ عليهِ أنْ يرجِع، يصعُب عليهِ أنْ يرجِع، في الأمُور المحسُوسة إذا تعوَّد السُّرعة في السَّيَّارة يصعُب عليهِ يَهدِّي، ويتضايق من أيِّ شخص يمشي أمامُهُ وهُو غير مُسرع، والذِّي تعوَّد الهذ في القراءة ما يستطيع أنْ يقف، وكم حصل مِمَّن تعوَّد هذهِ السُّرعة إنَّهُ يسجد في غير موضع السُّجُود، ويتجاوز السُّجُود، ولا ينتبه إلا بعد ورقتين أو ثلاث، والقلوب كما تعلمُون في هذه الأزمان انتابها ما انتابها، وغطَّى عليها من الرَّان مع اللهُ بِهِ عليم.
وهذا يحصل على كافَّة المُستويات حتَّى من بعض طُلاَّب العلم، والله المُستعان، يعني يُتصوَّر إنَّ شخص يبدأ بيُونس ولا يشعُر إلا وهُو بيُوسف؟! مرَّت عليه هُود ما دري، يعني من منَّا من تُحرِّك فيه شعرة الآية: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(8) سورة المدثر] نحس؟ والله ما نشعر بشيء يا الإخوان، نسأل الله -جل وعلا- أنْ يُحيِيَ القُلُوب، وأنْ يمنع الوسائل التِّي صارت سبَباً على تغطِيَة هذه القُلُوب، التَّخليط في المَطْعَم أمرُهُ مُشْكِل جدًّا، وعُمُوم النَّاس الآن لا يبحثُون إلاَّ عن المال بأيِّ وسيلةٍ كانت، لا ينظُرُون في السَّبب أو الوسيلة التي حصل بها هذا المال، والأكل، والمُوظَّف والتَّاجر على حدٍّ سواء، النَّاس كُلُّهم أو جُلُّهُم لا يحتاطُون في أمر المَطْعَم والمَشْرَب، وهذا السَّبب جَعَلَهُم يَصِلُون إلى هذا الحد، يدعُون فلا يُستجاب لهُم، ويَقْرَؤُون ولا يَنْتَفِعُون، وشيخ الإسلام -رحمه الله- يقول: "قراءة القُرآن على الوجه المأمُور بِهِ تُورثُ قلب المُسلم من العِلم واليقين والإيمان ما لا يُدْرِكُهُ أحد إلا من يفعلُهُ"، لذلك نقرأ القرآن أو نقرأ جرائد والله أمرٌ واحد، وإذا أردْتَ أنْ تعتبِر فاعتبر بمن يقرأ ويبكي، فهل هذا خُشُوع؟ لا ندخل في قُلُوب ولا في النِيَّات، لكنْ هل هذا خُشُوع؟ يبكي في أوَّل الآية وفي آخر الآية يُتعتع وفي الآية الثَّانية ما كأنَّ شيئاً حصل هذا خُشُوع؟ خُشُوع السَّلف إذا بَكَى اللَّيلة من بُكرة يُعاد مريض، هذا التَّأثُّر الحقيقي، أمَّا تتأثَّر عينك تدْمع هذا تخاشُع لا بأس وزين وأفضل من عدمِهِ؛ لكنْ يبقى إنَّ الخُشُوع الحقيقي ما هُو موجُود، يعني الآية الثَّانية كأنَّهُ ما كأنَّ شيئاً حصل، وحصل قِصَّة أظن ذكرتها لكم، قدامي بالعشر وفي الوتر في القُنُوت بعد، يبكي بُكاءً شديداً، ولمَّا سلَّم يُناقِش صاحِبُهُ عن الثَّلاجة التي تُحفظ بها الشاهي، وش تسمِّيها أنا ما أسمِّيها وتهاوشوا، كادا أنْ يتضارباَ، وقد أزعج النَّاس ببُكائِهِ الشَّديد، يا الإخوان القُلُوب تحتاج إلى مُراجعة، تحتاج إلى مُعاودة، هذا المرض الحقيقي، الإنسان إذا أُصيب بزُكام وإلا بأدنى مرضٍ حِسِّي فَزِع إلى الأطِبَّاء، والقُلوب ما نسعَى أدنى سَعِي لإصلاحِها، هذه مُشكلة، يعني الإنسان قد يُمسَخ وهُو ما يدري؛ بل المسخ المعنوي أعظم من المسخ الحِسِّي كما قرَّر أهلُ العلم، إذا مُسِخ القلب خلاص انتهى، والله المُستعان.
موقع الشيخ(/)
من روائع ابن باديس في التفسير (1)
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[30 Sep 2008, 02:26 م]ـ
العلم أساس السلوك
قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} (الإسراء: 36).
العلم الصحيح، والخلق المتين، هما الأصلان اللذان ينبني عليهما كمال الإنسان، وبهما يضطلع بأعباء ما تضمنته الآيات المتقدمة، من أصول التكليف؛ فهما أعظم مما تقدمهما من حيث توقفه عليهما. فجيء بهما ليكون الأسلوب من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى. ولما كان العلم أساس الأخلاق قدمت آيته على آيتها تقديم الأصل على الفرع.
آية العلم
(القفو): اتباع الأثر، تقول قفوته أقفوه، إذا اتبعت أثره. المتبع لأثر شخص موال في سيره لناحية قفاه؛ فهو يتبعه دون علم بوجهة ذهابه، ولا نهاية سيره. فالقفو: اتباع عن غير علم، فهو أخص من مطلق الاتباع، ولذلك اختيرت مادته هنا. ولكونه اتباعا بغير علم، جاء في كلام العرب بمعنى قول الباطل قال جرير:
وطَالَ حذاري خِيفة البين وأُحْدُوثة من كاشحٍ متقوفِ
(والعلم) إدراك جازم مطابق للواقع عن بينة، سواء أكانت تلك البينة حساً ومشاهدة، أو كانت برهاناً عقلياً: كدلالة الأثر على المؤثر، والصنعة على الصانع. فإذا لم تبلغ البينة بالإدراك رتبة الجزم فهو ظن. هذا هو الأصل. ويطلق العلم أيضا على ما يكاد يقارب الجزم ويضعف فيه احتمال النقيض جداً. كما قال تعالى عن إخوة يوسف عليه السلام: {وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين} (يوسف: 83) فسمى القرآن إدراكهم لما شاهدوا علماً؛ لأنه إدراك كاد يبلغ الجزم لانبنائه على ظاهر الحال، وإن كان ثم احتمال خلافه في الباطن، لأنه احتمال ضعيف بالنسبة لما شاهدوه.
(والسمع): القوة التي تدرك بها الأصوات بآلة الأذن. (والبصر): القوة التي تدرك بها الأشخاص والألوان بآلة العين. وقدم السمع على البصر، لأن به إدراك العلوم وتعلم النطق، فلا يقرأ ولا يكتب إلا من كان ذا سمع وقتاً من حياته.
والفؤاد: القلب، والمراد به هنا العقل من حيث اعتقاده لشيء ما. وإطلاق لفظ الفؤاد والقلب على العقل مجاز مشهور. وكان تفيد ثبوت خبرها لاسمها، وكونها على صورة الماشي لا يدل على انقضاء ذلك الارتباط. ومثل هذا التركيب يفيد في استعمال استحقاق الاسم للخير؛ فالجوارح مستحقة للسؤال، ويكون ذلك بالفعل يوم القيامة. (والمسؤول): الموجّه إليه السؤال ليجيب.
(وأولئك): إشارة إلى هذه الثلاثة. وضمير كان عائد على كل، وضمير (عنه) عائد على ما، وضمير مسؤولا عائد على ما عاد عليه ضمير كان. والتقدير: كل واحد من هذه الثلاثة: السمع، والبصر، والفؤاد، كان مسؤولاً عما ليس لك به علم.
العقل ميزة الإنسان وأداة علمه:
يمتاز الحيوان عن الجماد بالإدراك، ويمتاز الإنسان عن سائر الحيوان بالعقل، وعقله هو القوة الروحية التي يكون بها التفكير. وتفكيره هو نظره في معلوماته التي أدرك حقائقها، وأدرك نسب بعضها لبعض إيجاباً وسلباً، وارتباط بعضها ببعض نفياً وثوتاً. وترتيب تلك المعلومات بمقتضى ذلك على صورة مخصوصة، ليتوصل بها إلى إدراك أمر مجهول.
فالتفكير اكتشاف المجهولات من طريق المعلومات، والمفكر مكتشف ما دام مفكراً. ولما امتاز الإنسان عن سائر الحيوان بالعقل والتفكير – امتاز عنه بالتنقل والتحول في أطوار حياته، ونظم معيشته بمكتشفاته ومستنبطاته: فمن المشي على الأقدام، إلى التحليق في الجو، مثلا. وبقي سائر الحيوان على الحال التي خُلق عليها دون أي انتقال. وبقدر ما تكثر معلومات الإنسان، ويصح إدراكه لحقائقها ولنسبها، ويستقيم تنظيمه لها – تكثر اكتشافاته واستنباطاته في عالمي المحسوس والمعقول، وقسمي العلوم والآداب.
وهذا كما كان العرب والمسلمون أيام، بل قرون مدنيتهم: عربوا كتب الأمم إلى ما عندهم، ونظروا وصححوا واستدركوا واكتشفوا؛ فأحيوا عصورهم علم من كانوا قبلهم، وأناروا بالعلم عصرهم. ومهدوا الطريق ووضعوا الأسس لما جاء بعدهم؛ فأدوا لنوع الإنسان بالعلم والمدنية أعظم خدمة تؤديها له أمة في حالها وماضيها ومستقبلها.
وكما نرى الغرب في مدنيته اليوم:
ترجم كتب المسلمين فعرف علوم الأمم الخالية التي حفظتها العربية وأدتها بأمانة. وعرف علوم المسلمين ومكتشفاتهم، فجاء هو أيضا بمكتشفاته العجيبة التي هي ثمرة علوم الإنسانية من أيامها الأولى إلى عهده وثمرة تفكيره ونظره فيها.
وقد كانت مكتشفاته أكثر من مكتشفات جميع من تقدمه – كما كانت مكتشفات صدر هذا القرن أكثر من مكتشفات عجز القرن الماضي – لتكاثر المعلومات؛ فإن المكتشفات تضم إلى المعلومات، فتكثر المعلومات، فيكثر ما يعقبها من المكتشفات على نسبة كثرتها. وهكذا يكون كل قرن – ما دام التفكير عمّالاً – أكثر معلومات ومكتشفات من الذي قبله. فإذا قلت معلوماته قلّت اكتشافاته. وهذا كما كان النوع الإنساني في أطواره الأولى. وإذا كثرت معلوماته وأهمل النظر فيها .. بقي حيث هو جامداً، ثم لا يلبث أن تتلاشى من ذهنه تلك المعلومات المهملة حتى تقل أو تضمحل؛ لأن المعلومات إذا لم تتعاهد بالنظر زالت من المحافظة شيئاً فشيئا. وهذا هو طور الجمود الذي يصيب الأمم المتعلمة في ايامها الأخيرة، عندما تتوافر الأسباب العمرانية القاضية – بسنة الله – بسقوطها.
وإذا لم يصح إدراكه للحقائق، أو لنسبها، أو لم يستقم تنظيمه لها – كان ما يتوصل إليه بنظره خطأ في خطأ وفساداً في فساد. ولا ينشأ عن هذين إلا الضرر في المحسوس، والضلال في المعقول. وفي هذين هلاك الفرد والنوع جزئياً وكلياً من قريب أو من بعيد. وهذا هو طور انحطاط التام، وذلك عندما يرتفع منها العلم، ويفشو الجهل، وتنتشر فيها الفوضى بأنواعها، فتتخذ رؤوساً جهالاً لأمور دينها وأمور دنياها، فيقودونها بغير علم، فيضلون ويُضلون، ويهلكون ويُهلكون، ويفسدون ولا يصلحون. وما أكثر هذا – على أخذه في الزوال بإذن – في أمم الشرق والإسلام اليوم.(/)
سؤال عن قاعدة (التشخص يمنع التكرر)
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[01 Oct 2008, 05:39 ص]ـ
إخوتي في الله تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير
من يفيدني في توضيح قاعدة (التشخص يمنع التكرر) مع ضرب أمثلة حيث سمعتها
من الشيخ الشعراوي رحمه الله وهل هذه القاعدة معروفة عند المفسرين وهل هي
على إطلاقها .. أرجو الإفادة نفع الله بكم
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[02 Oct 2008, 04:45 م]ـ
يا إخوة كل هذه المشاهدات ولا فيه جواب ساعدونا بارك الله في الجميع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Oct 2008, 11:30 م]ـ
أبو إبراهيم;62569] إخوتي في الله تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وأنتم بخير
آمين وكل عام وحضرتكم بخير وسعادة
من يفيدني في توضيح قاعدة (التشخص يمنع التكرر) مع ضرب أمثلة حيث سمعتها من الشيخ الشعراوي رحمه الله
قلت: المسموع من شيخنا هو: أن القرآن لا يركز في القصة على الأسماء إلا ما كان منه في قصة مريم لأنها القصة الوحيدة التي لا تقبل التكرار ـ من حيث إنها ولدت من غير زوج ـ فلذلك ركز القرآن في قصتها على الأسماء.
هذه فكرة الشيخ الشعراوي رحمه الله، أما عن ألفاظه بالنص فذلك يحتاج إلى الوقوف على عين خواطره الإيمانية وهو متعذرة وجوده عندي الآن.
وهل هذه القاعدة معروفة عند المفسرين وهل هي
على إطلاقها .. أرجو الإفادة نفع الله بكم [/ quote]
قد تكون هذه من فتوحات الله على شيخنا ـ رحمه الله ـ وقد تكون مسبوقه والمجال يتسع للباحثين أهل الملتقى. والعلم عند الله ومرحبا بأبي إبراهيم.
ـ[أبو إبراهيم]ــــــــ[03 Oct 2008, 12:27 م]ـ
شكر الله لك د. عبدالفتاح وآمل من المشايخ إثراء الموضووووع
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Oct 2008, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذه القاعدة ذكرتني بأمر كنت أفكر فيه منذ فترة:
هناك تشابه بين حياة يوسف عليه السلام وموسى عليه السلام.
الأول: رباه حكام مصر.
والثاني رباه حكام مصر.
قال تعالى:
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (يوسف:21)
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} (القصص:9)
وأيضا يحضرني الآن ما يلي:
إبراهيم عليه السلام رزق الذرية على كبر.
وكذلك زكريا عليه السلام.
قال تعالى:
{قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} (الحجر:53)
{قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ} (الحجر:54)
{وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ} (الحجر:51)
{ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (مريم:2)
{إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاء خَفِيّاً} (مريم:3)
{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً} (مريم:4)
{يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً} (مريم:7)
فما هو ضابط القاعدة.؟
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[03 Oct 2008, 06:38 م]ـ
وهذه مشاركة لشيخنا المسيطير حفظه الله تعالى في الألوكة عجيبة:
جزاكم الله خيرا.
أفادني والدي حفظه الله البارحة فائدة .... أردت طرحها عليكم، ولم يتيسر لي البحث عن من ذكرها ابتداءً:
قال حفظه الله:
تأمل في قصة موسى عليه السلام ... ألا ترى أن قصته مع الخضر عليه السلام قد حدث ما يقاربها لموسى عليه السلام؟!.
قلت: كيف؟.
قال حفظه الله، وأمد في عمره على طاعته: تأمل معي:
- موسى عليه السلام ألقته والدته في البحر وخافت عليه من الغرق .... والخضر عليه السلام خرق السفينة فخاف موسى على أهلها من الغرق.
- قصة موسى عليه السلام وقتله الرجل .... وقصة الخضر عليه السلام وقتله الغلام.
- قصة موسى مع الفتاتين، ومساعدتهما .... وقصة الخضر عليه السلام مع الغلامين ومساعدتهما.
فهل سبق والدي إلى هذا القول أحدٌ (ابتسامة).
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=53000&postcount=44
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Oct 2008, 10:51 م]ـ
[ QUOTE= أبو الأشبال عبدالجبار;62737] قال حفظه الله، وأمد في عمره على طاعته: تأمل معي:
- موسى عليه السلام ألقته والدته في البحر وخافت عليه من الغرق .... والخضر عليه السلام خرق السفينة فخاف موسى على أهلها من الغرق.
- قصة موسى عليه السلام وقتله الرجل .... وقصة الخضر عليه السلام وقتله الغلام.
- قصة موسى مع الفتاتين، ومساعدتهما .... وقصة الخضر عليه السلام مع الغلامين ومساعدتهما.
فهل سبق والدي إلى هذا القول أحدٌ (ابتسامة). [/ align][/color]
[
أطال الله عمر والدكم وأحسن في عمله، وأضحك الله سنك وفرج كربك وهمك
وبمناسبة هل سبقه سابق؟
قلت: الخير فيما تفضل به، وعلى استحياء شديد أفادني جليسي فضيلة الشيخ محمد عبد الغفار من كبار علماء الأزهر وكبير أئمة في الأوقاف وزميل أعتز به ـ أفاد بأن د. عمر عبد الكافي له شرائط مسجلة يشرح فيها بعض أحاديث صحيح البخاري ذكر فيها مثل الذي تفضلتم بذكره عن سعادة الوالد الفاضل والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[04 Oct 2008, 08:26 ص]ـ
قلت: المسموع من شيخنا هو: أن القرآن لا يركز في القصة على الأسماء إلا ما كان منه في قصة مريم لأنها القصة الوحيدة التي لا تقبل التكرار ـ من حيث إنها ولدت من غير زوج ـ فلذلك ركز القرآن في قصتها على الأسماء
شيخنا الفاضل الدكتور خضر
إذا سمح وقتكم هل من الممكن شرح ما تحت الخط؟
لا تقبل التكرار في حدوثها أم في ورودها في الآي؟ وكيف؟
يحضرني الآن من خلال قصة مريم: أنها المرأة الوحيدة التي ذكرت صراحة في القرآن بخلاف ذوات الأزواج من امرأة فرعون ونساء النبي وامرأة نوح وامرأة لوط
كما أن زيد بن حارثة هو الرجل الوحيد الذي لم يوح إليه وذكر اسمه صراحة في القرآن
ويبدو أن مناسبة ذكرهما صراحة هي دفع توهم اتصالهما بما نسبه الناس إليهما
فنفى عن مريم اتصالها بزوج كما نفى عن زيد رضي الله عنه اتصاله ببنوة للنبي صلى الله عليه وسلم
سددوا الفهم شيوخنا إذا حاد أو بثوه إن أفاد
وما دام الحديث لا زال في مريم فالسؤال لدي:
هل يقال عليها السلام أم رضي الله عنها؟ لم أميزها في كتابتي بشيء لأني لازلتُ جاهلة في أيهما الصواب أو الأصح
أفيدوني مأجورين وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Oct 2008, 03:13 م]ـ
مُتَّبِعَة;62801] [ align=center]
شيخنا الفاضل الدكتور خضر
إذا سمح وقتكم هل من الممكن شرح ما تحت الخط؟
المراد بشيخنا الشعراوي رحمه الله تعالى إذ الحديث يدور حول ما جاء في خواطره.
لا تقبل التكرار في حدوثها أم في ورودها في الآي؟ وكيف؟
الجواب: لا تقبل التكرار في حدوثها.
أما كيف؟ فالجواب لولادتها من غير زوج.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Oct 2008, 03:22 م]ـ
مُتَّبِعَة;
يحضرني الآن من خلال قصة مريم: أنها المرأة الوحيدة التي ذكرت صراحة في القرآن بخلاف ذوات الأزواج من امرأة فرعون ونساء النبي وامرأة نوح وامرأة لوط [/
كما أن زيد بن حارثة هو الرجل الوحيد الذي لم يوح إليه وذكر اسمه صراحة في القرآن
ويبدو أن مناسبة ذكرهما صراحة هي دفع توهم اتصالهما بما نسبه الناس إليهما
فنفى عن مريم اتصالها بزوج كما نفى عن زيد رضي الله عنه اتصاله ببنوة للنبي صلى الله عليه وسلم
سددوا الفهم شيوخنا إذا حاد أو بثوه إن أفاد
قلت: أما مريم فليست علة تشخصها أنها غير ذات زوج وإنما علة ذلك لكونها غير ذات زوج ومع ذلك ولدت، آيةعلى قدرة الله تعالى.
أما زيد فالحكمة في ذكره أن الله عوضه بذكر اسمه في القرآن المتعبد بتلاوته يأخذ القاريء على اسمه ثلاثين حسنة ـ كما أشار إلى ذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عوضه الله بذلك كله عن كونه في التسمية زيد بن محمد. والله أعلم
ويتبع بمشاركة تخص السؤال الأخير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Oct 2008, 03:32 م]ـ
شيخنا الفاضل الدكتور خضر
إذا سمح وقتكم وما دام الحديث لا زال في مريم فالسؤال لدي:
هل يقال عليها السلام أم رضي الله عنها؟ لم أميزها في كتابتي بشيء لأني لازلتُ جاهلة في أيهما الصواب أو الأصح
أفيدوني مأجورين وجزاكم الله خيرا
قلت: كتب الله للجميع الأجر والثواب وأقول:
جمهور المفسرين عند ذكرمريم عليها السلام يقولون " عليها السلام" بل منهم من قال بنبوتها كالقرطبي رحمه الله ودونك نص ما تفضل به:" في تفسير القرطبي لآية: وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (آل عمران42} قال ما نصه:" روى مسلم عن أبى موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
ولا شك أن أكملَ نوعِ الإنسان الأنبياء ثم يليهم الأولياء من الصديقين والشهداء والصالحين.
وإذا تقرر هذا فقد قيل: إن الكمال المذكور في الحديث يعني به النبَّوة فيلزم عليه أن تكون مريم عليها السلام وآسية نبيتين، وقد قيل بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصحيح أن مريم نبية، لأن الله تعالى أوحى إليها بواسطة الملك كما أوحى إلى سائر النبيين، وأما آسية فلم يرد ما يدل على نبوتها دلالة واضحة بل على صديقيتها وفضلها، وروي من طرق صحيحة أنه عليه السلام قال فيما رواه عنه أبو هريرة: (خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد).
ومن حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون).
وفي طريق آخر عنه: (سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم فاطمة وخد يجة).
فظاهر القرآن والاحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جميع نساء العالم من حواء إلى آخر امرأة تقوم عليها الساعة، فإن الملائكة قد بلغتها الوحي عن الله عزوجل بالتكليف والاخبار والبشارة كما بلغت سائر الانبياء، فهي إذا نبية والنبي أفضل من الولي فهي أفضل من كل النساء: الاولين والاخرين مطلقا.
ثم بعدها في الفضيلة فاطمة ثم خديجة ثم آسية.
وكذلك رواه موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية).
وهذا حديث حسن يرفع الاشكال.
وقد خص الله مريم بما لم يؤته أحدا من النساء، وذلك أن روح القدس كلمها وظهر لها ونفخ في درعها ودنا منها للنفخة، فليس هذا لأحد من النساء.
وصدقت بكلمات ربها ولم تسأل آية عندما بشرت كما سأل زكريا صلى الله عليه وسلم من الأية، ولذلك سماها الله في تنزيله صديقة فقال: " وأمه صديقة " [المائدة: 75].
وقال: " وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين " [التحريم: 12] فشهد لها بالصديقية وشهد لها بالتصديق لكلمات البشرى وشهد لها بالقنوت.
......... إذن نقول: من لامرأة في جميع نساء العالمين من بنات آدم ما لها من هذه المناقب!.
ولذلك روي أنها سبقت السابقين مع الرسل إلى الجنة، جاء في الخبر عنه صلى الله عليه وسلم: (لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابقي أمتي إلا بضعة عشر رجلا منهم إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومريم ابنة عمران).
ومن قال لم تكن نبية قال: إن رؤيتها للملك كما رؤى جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإسلام والإيمان ولم تكن الصحابة بذلك أنبياء والأول أظهر وعليه الأكثر. والله ولي التوفيق
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:08 م]ـ
[
[
أطال الله عمر والدكم وأحسن في عمله، وأضحك الله سنك وفرج كربك وهمك
وبمناسبة هل سبقه سابق؟
قلت: الخير فيما تفضل به، وعلى استحياء شديد أفادني جليسي فضيلة الشيخ محمد عبد الغفار من كبار علماء الأزهر وكبير أئمة في الأوقاف وزميل أعتز به ـ أفاد بأن د. عمر عبد الكافي له شرائط مسجلة يشرح فيها بعض أحاديث صحيح البخاري ذكر فيها مثل الذي تفضلتم بذكره عن سعادة الوالد الفاضل والله الموفق
شيخنا الفاضل أبا عمر
الذي ذكر هذه الإشارة اللطيفة والد شيخنا المسيطير حفظهم الله، وليس والدي الغالي حفظه الله تعالى، أشكرك على الدعوات الطيبات، ولك بمثل بإذن الله جعلك الله من سعداء الدارين.
وبالمناسبة والدي حفظه الله تعالى وأطال عمره يقول لي لم تفهم ما أراده الشيخ الشعراوي بعد،والله أعلم وأحكم.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[04 Oct 2008, 11:40 م]ـ
......... إذن نقول: من لامرأة في جميع نساء العالمين من بنات آدم ما لها من هذه المناقب!.
ولذلك روي أنها سبقت السابقين مع الرسل إلى الجنة، جاء في الخبر عنه صلى الله عليه وسلم: (لو أقسمت لبررت لا يدخل الجنة قبل سابقي أمتي إلا بضعة عشر رجلا منهم إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والاسباط وموسى وعيسى ومريم ابنة عمران).
ومن قال لم تكن نبية قال: إن رؤيتها للملك كما رؤى جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإسلام والإيمان ولم تكن الصحابة بذلك أنبياء والأول أظهر وعليه الأكثر. والله ولي التوفيق
جزاكم الله خيرا ونفع بكم شيخنا الفاضل
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[05 Oct 2008, 01:49 ص]ـ
ومن قال لم تكن نبية قال: إن رؤيتها للملك كما رؤى جبريل عليه السلام في صفة دحية الكلبي حين سؤاله عن الإسلام والإيمان ولم تكن الصحابة بذلك أنبياء والأول أظهر وعليه الأكثر. والله ولي التوفيق
شيخنا الفاضل
هل من الممكن أن يجاب هذا الاستدلال بالتالي:
أن رؤية الصحابة رضي الله عنهم أجمعين تختلف عن رؤية مريم عليها السلام في كون الصحابة رضي الله عنهم رأوه ولم يكلموه أو يكلمهم بوحي
بينما الصديقة قد رأته فكلمته وكلمها بالوحي (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21}) وغيرها من الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Oct 2008, 02:57 ص]ـ
كلام " المتبعة" كلام جيد يقوي الرأي الأول والله المستعان،
وليتفضل الأستاذ أبو الأشبال بحض والده {أبي الأسود بالطبع} ووالدنا الكريم بالدعاء لي بظهر الغيب، وأسأل الله أن يطيل عمر والدكم الذي يعرف أقدار العلماء وأن يحسن في عمله إنه سميع قريب مجيب.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[05 Oct 2008, 05:32 ص]ـ
كلام " المتبعة" كلام جيد يقوي الرأي الأول والله المستعان،
وليتفضل الأستاذ أبو الأشبال بحض والده {أبي الأسود بالطبع} ووالدنا الكريم بالدعاء لي بظهر الغيب، وأسأل الله أن يطيل عمر والدكم الذي يعرف أقدار العلماء وأن يحسن في عمله إنه سميع قريب مجيب.
لا أدري ما أقول احترت شيخنا الفاضل خضر، لقد أخجلني جم أدبكم،وتواضعكم، وطيب الدعاء لأحب الخلق إلى قلبي.
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وبإذن الله يصل إلى أبي حفظه الله ما طلبت.(/)
تفسير الإثبات بالنفي
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[01 Oct 2008, 11:08 ص]ـ
قال تعالى (هوالأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم).سورة الحديد:3
هذه أربعة أسماء ,كلها متقابلة في الزمان والمكان, تفيد إحاطة الله سبحانه بكل شيء أولا وآخرا،وكذلك في المكان،ففيه الإحاطة الزمانية والإحاطة المكانية.
(هوالأول) فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"الذي ليس قبله شيء"رواه مسلم.
فهنا فسر الإثبات بالنفي ,فجعل هذه الصفة الثبوتية صفة سلبية ,لتوكيد الأولية ,يعني أنها أولية مطلقة ليست أوليها إضافية, فيقال:هذا أول باعتبار مابعده ,وفيه شيء آخر قبله ,فصار تفسيرها بأمر سلبي أدل على العموم على أنها أولية مطلقة.
(والآخر) فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "الذي ليس بعده شيء"أي:أنه محيط بكل شيء،فلا نهاية لآخريته.
(والظاهر) من الظهور، وهو العلو،فسرها النبي صلى الله عليه وسلم "الذي ليس فوقه شيء"فهو عال على كل شيء.
(والباطن) فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"الذي ليس دونه شيء "وهذا كناية عن إحاطته بكل شيء, ولكن المعنى أنه مع علوه عز وجل فهو باطن ,فعلوه لاينافي قربه، فالباطن قريب من معنى القريب.
باختصار من شرح العلامة ابن عثيمين رحمه الله للعقيدة الواسطية.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2008, 02:01 ص]ـ
هناك فرق -في رأيى -بين قول النبي " أنت الأول فليس قبلك شيء " وقول القائل هوالأول) فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:"الذي ليس قبله شيء"رواه مسلم
إذ لو كانت -الأول - تعني الذي ليس قبله شيء وكانت تتضمن هذا المعني لما قال "فليس قبلك شيء " لأنه سيكون تكرار لمعني متضمن في الكلمة الأولي
الحديث من مسلم حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ قَالَ كَانَ أَبُو صَالِحٍ
يَأْمُرُنَا إِذَا أَرَادَ أَحَدُنَا أَنْ يَنَامَ أَنْ يَضْطَجِعَ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ وَكَانَ يَرْوِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(/)
من روائع ابن باديس في التفسير (2)
ـ[محمد السيلاوي]ــــــــ[01 Oct 2008, 11:24 ص]ـ
قال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا} (الإسراء: 36).
العلم وحده الإمام المتبع في الحياة في الأقوال والأفعال والاعتقادات
سلوك الإنسان في الحياة مرتبط بتفكيره ارتباطا وثيقاً: يستقيم باستقامته ويعوج باعوجاجه، ويثمر بإثماره، ويعقم بعقمه؛ لأن أفعاله ناشئة عن اعتقاداته، وأقواله إعراب عن تلك الاعتقادات، واعتقاداته ثمرة إدراكه عن تفكيره ونظره. وهذه الإدراكات الحاصلة عن التفكير والنظر ليست على درجة واحدة في القوة والضعف فمنها ما هو قوي معبر، ومنها ما هو ضعيف ساقط عن الاعتبار.
فالأول: العلم وهو إدراك أمر على وجه لا يحتمل أن يكون ذلك الأمر على وجه من الوجوه سواه، وهو علم الاعتبار. ويليه الظن، وهو إدراك لأمر على وجه هو أرجح الوجوه المحتلة، وهو معتبر عندما تتبين قوة رجحانه فيما لا يمكن فيه إلا ذاك. وهذه هي الحالة التي يطلق عليه فيها لفظ العلم مجازاً.
والثاني: الوهم، وهو إدراك الأمر على الوجه المرجح.
والشك، وهو إدراك الأمر على وجهين، أو وجوه متساوية في الاحتمال، وكلا هذين لا يعول عليه.
ولما كان الإنسان – بما فطر عليه من الضعف والاستعجال – كثيراً ما يبني أقواله وأفعاله واعتقاداته على شكوكه وأوهامه، وعلى ظنونه حيث لا يكتفي بالظن، وفي هذا البناء الضرر والضلال .. بيّن الله تعالى لعباده في محكم كتابه أنه لا يجوز لهم، ولا يصح منهم البناء لأقوالهم وأعمالهم، واعتقاداتهم إلا على إدراك واحد وهو العلم، فقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم} أي لا تتبع ما لا علم لك به فلا يكن منك اتباع بالقول، أو بالفعل، أو بالقلب، لما لا تعلم، فنهانا عن أن نعتقد إلا عن علم أو نفعل إلا عن علم، أو نقول إلا عن علم.
فما كل ما نسمعه وما كل ما نراه نطوي عليه عقد قلوبنا، بل علينا أن ننظر فيه، ونفكر، فإذا عرفناه عن بينة اعتقدناه، وإلا تركناه حيث هو، في دائرة الشكوك والأوهام، أو الظنون التي لا تعتبر. ولا كل ما نسمعه أو نراه نتخيله نقوله. فكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع، كما جاء في الصحيح.
بل علينا أن نعرضه على محك الفكر، فإن صرنا منه على علم قلناه، مراعين فيه آداب القول الشرعية، ومقتضيات الزمان والمكان والحال، فقد أمرنا أن نحدث الناس، بما يفهمون – وما حدث قوم بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان عليهم فتنة –وإلا طرحناه. ولا كل فعل ظهر لنا نفعله. بل حتى نعلم حكم الله تعالى فيه، لنكون على بينة من خيره وشره، ونفعه وضره. فما أمر تعالى إلا بما هو خير وصلاح لعباده، وما نهى تعالى إلا عما هو شر وفساد لهم، أو مؤد إلى ذلك.
وإذا كان من المباحات نظرنا في نتائجه وعواقبه ووازنا بينها، فإذا علمنا بعد هذا كله من أمر ذلك الفعل ما يقتضي فعله فعلناه وإلا تركناه. فلا تكون عقائدنا –إذا تمسكنا بهذا الأصل الإسلامي العظيم- إلا حقاً. ولا تكون أقوالنا إلا صدقاً. ولا تكون أفعالنا إلا سداداً.
ولعمر الله إنه ما دخل الضلال في عقائد الناس، ولا جرى الباطل والزور على ألسنتهم، ولا كان الفساد والشر في أفعالهم، وإلا بإهمالهم، أو تساهلهم في هذا الأصل العظيم.
المعنى:
نهينا عن أن نتبع ما ليس لنا به علم، فالذي نتبعه هو ما لنا به علم؛ أي لنا به علم يقتضي اتباعه بأن يكون من عقائد الحق، وأقوال الصدق، وأفعال السداد. فأما كان من عقائد الحق في أمر الدين، أو في أمر الدنيا، فلا حظر في اعتقاد شيء منه. وأما ما كان من أفعال السداد فكذلك. وأما ما كان من أقوال الصدق ففيه تفصيل: إذ ليس كل قول صدق يقال.
فالنقائص الشخصية في الإنسان لا تقال في غيبته: لأنها غيبة محرمة، ولا يجابه بها في حضوره لأنها أداة؛ إلا إذا ووجه بها على وجه النصيحة بشروطها المعتبرة، التي من أولها ألا تكون في الملأ. وهكذا يحدث في مثل هذه الأصول الكلية عندما يتفقه فيها، أن ينظر فيما جاء من الآيات والأحاديث مما في البيان لها، والتفصيل في مفاهيمها.
تفريع:
الفرع الأول:
من اتبع ما ليس به علم فاعتقد الباطل في أمر الدين، أو في حق الناس، أو قال الباطل كذلك فيهما، أو فعل المحظور .. فهو آثم من جهتين:
1. اتباعه ما ليس له به علم.
(يُتْبَعُ)
(/)
2. واعتقاده أو قوله للباطل وفعله للمحظور.
ومن اعتقد حقاً من غير علم، أو قال في الناس صدقاً عن غير علم، أو فعل غير محظور عن غير علم فإنه –مع ذلك- آثم من جهة واحدة، وهي اتباعه ما ليس له به علم، ومخالفته لمقتضى هذا النهي.
الفرع الثاني:
المقلد في العقائد الذي لا دليل عنده أصلاً، وإنما يقول: سمعت الناس يقولون فقلت. هذا آثم لاتباعه ما ليس له به علم. فأما إذا كان عنده دليل إجمالي كاستدلاله بوجود المخلوق على وجود خالقه فقد خرج من الإثم، لتحصيل هذا الاستدلال له العلم.
والمقلد في الفروع دون علم بأدلتها متبع لمفتيه فيها، يصدق عليه باعتبار الأدلة التي يجهلها أنه متبع ما ليس له به علم، ولكنه له علم من ناحية أخرى وهي علمه بأن التقليد هو حكم الله تعالى في حق مثله من العوام، بما أمر تعالى من سؤال أهل العلم، وما رفع عن العاجز من الإصر، وهو من العامة العاجزين عن درك أدلة الأحكام.
نصيحة على هذا الفرع:
أدلة العقائد مبسوطة في القرآن العظيم بغاية البيان ونهاية التيسير. وأدلة الأحكام أصولها مذكورة كلها فيه، وبيانها وتفاصيلها في سنة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسل ليبين للناس ما نزل إليهم.
فحق على أهل العلم أن يقوموا بتعليم العامة لعقائد الدينية، وأدلة تلك العقائد من القرآن العظيم؛ إذ يجب على كل مكلف أ يكون في كل عقيدة من عقائده الدينية على علم. ولن يجد العامي الأدلة لعقائد سهلة قريبة إلا في كتاب الله، فهو الذي يجب على أهل العلم أن يرجعوا في تعليم العقائد للمسلمين إليه. أما الإعراض عن أدلة القرآن والذهاب مع أدلة المكلفين الصعبة ذات العبارات اصطلاحية، فإنه من الهجر لكتاب الله وتصعيب طريق العلم إلى عباده وهم في أشد الحاجة إليه. لقد كان من نتيجة ما نراه اليوم في عامة المسلمين من الجهل بعقائد الإسلام وحقائقه.
ومما ينبغي لأهل العلم أيضا –إذا أفتوا أو أرشدوا- أن يذكروا أدلة القرآن والسنة لفتاويهم ومواعظهم، ليقربوا المسلمين إلى أصل دينهم ويذيقوهم حلاوته، ويعرفوهم منزلته، ويجعلوه منهم دائماً على ذكر، وينيلوهم العلم والحكمة من قريب، ويكون لفتواهم ومواعظهم رسوخ في القلوب، وأثر في النفوس. فإلى القرآن والسنة –أيها العلماء- إن كنتم للخير تريدون.
الفرع الثالث:
المجتهد إذا أفتى مستنداً إلى ما يفيد الظن من أخبار الآحاد، أو الأقيسة أو النصوص الأخرى الظنية الدلالة – هل هو متبع لغير العلم؟
الجواب لا؛ بل هو متبع العلم، وذلك من ثلاثة وجوه:
الأول: أن كل دليل يكون ظنياً بمفرده –يصير يقيناً إذا عرض على كليات الشرع ومقاصده، وشهدت له الصواب، وهذا هو شأن المجتهدين في الأدلة الفردية.
الوجه الثاني: أن المجتهد يعتمد في الأخذ بالأدلة الظنية لما له من العلم بالأدلة الشرعية الدالة على اعتبارها.
الوجه الثالث: أن تلك الأدلة بمفردها تفيد الظن القوي، الذي يكون جزماً ويسمى –كما تقدم- علما، فما اتبع المجتهد إلا العلم.
الفرع الرابع:
لا تعتمد في إثبات العقائد والأحكام على ما ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم من الحديث الضعيف؛ لأنه ليس لنا علم به. فإذا كان الحكم ثابتاً بالحديث الصحيح مثل قيام الليل، ثم وجدنا حديثاً في فضل قيام الليل يذكر ثواب عليه مما يرغب فيه –جاز عند الأكثر أن نذكره مع التنبيه على ضعفه الذي لم يكن شديداً على وجه الترغيب. ولو لم يكن الحكم قد ثبت لما جاز الالتفات إليه، وهذا هو معنى قولهم: (الحديث الضعيف يعمل به في فضائل الأعمال)، أي في ذكر فضائلها المرغبة فيها لا في أصل ثبوتها. فما لم يثبت بالدليل الصحيح في نفسه، لا يثبت بما جاء من الحديث الضعيف في ذكر فضائله، باتفاق من أهل العلم أجمعين.
الفرع الخامس:
أحوال ما بعد الموت كلها من الغيب، فلا نقول فيها إلا ما كان لنا به علم: بما جاء في القرآن العظيم، أو ثبت في الحديث الصحيح. وقد كثرت في تفاصيلها الأخبار من الروايات مما ليس بثابت، فلا يجوز الالتفات إلى شيء من ذلك. ومثل هذا كل ما كان من عالم الغيب مثل الملائكة والجن والعرش، والكرسي، واللوح، والقلم، وأشراط الساعة، وما لم يصل إليه علم البشر.
سؤال الجوارح يوم الهول الأكبر:
{إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً}. من قال ما لم يسمع، سئل يوم القيامة سمعه فشهد عليه. ومن قال: رأيت ولم ير سئل بصره فشهد عليه. ومن قال: عرفت، ولم يعرف، أو اعتقد ما لم يعلم، سئل فؤاده فشهد عليه: لأنه في هذه الأحوال الثلاثة قد اتبع ما ليس به علم. وهذه الشهادة كما قال تعالى: {يوم يشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون} (النور: 2) هذه الثلاثة تسئل على وجوه منها ما تقدم، وهو الذي يرتبط به هذا الكلام بما تقدم من النهي.
ومنها سؤال السمع: لم سمع ما لا يحل؟ ولم لم يسمع ما يجب؟
وسؤال البصر: لم رأى ما لا يحل؟ وعن جميع أعمال البصر، من نظر البغض والاحتقار ونحو ذلك؟ وسؤال الفؤاد: عما اعتقد؟ وعما قصد؟ وجميع أعمال القلوب؟
فوائد ختام الآية:
فختام لطرق العلم، وتنبيه على لزوم حفظها واحدة واحدةً. وترهيب للإنسان من اتباع ما لم يعلم بما يؤول إليه أمره من فضيحة يوم القيامة، وخزي بشهادة جوارحه عليه. فالله نسأل أن يجعلنا متبعين للعلم في جميع ما نعمل، ويثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
نقلاً عن موقع العلامة ابن باديس(/)
إشراقه
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[01 Oct 2008, 05:28 م]ـ
عندما يُحاورُ من في قلبه مرض في قضية الاختلاط وتبرج المراة ,وماتعانيه المجتمعات المتفسخة التي اكتوت بنار التبرج والسفور، وازدياد معدل الجريمة فيها،ينقلك إلى موضوع خارج سياق النقاش، فيقول:حقوق المراة،وعدم اضطهادها!! كأنك تخالف في قضية أن المرأة لابد أن تأخذ حقوقها،وكأنك تبرراضطهادها، فإذا كان الحديث عن الالتزام بأحكام الشرع وأهميته،وتعبيد الناس لله رب العالمين،تكلم عن الكبت، وملاصقة تفاصيل حياة الناس، فينقلك في نظر السامع:إلى داع لكبت الناس،ومنعهم من الطيبات والمباحات!! فيأتي بعمومات وإجمالات للتلبيس والتمويه، وليس هذا من الحوار العلمي في قبيل ولادبير.
وصدق ابن القيم رحمه الله إذ يقول:
فعليك بالتمييز والتفصيل فا لإطلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الأذهان والأراء كلّ زمان
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Oct 2008, 11:49 م]ـ
تحليل جيد مستحسن ووجهة نظرطيبة أثاب الله الأخ محمد عليها خيراً.(/)
هل شارك سيدنا يوسف عليه السلام في حكم كفر
ـ[أبو أسامة الكردي]ــــــــ[01 Oct 2008, 07:21 م]ـ
السلام عليكم
أخواني وأخواتي الأفاضل في هذا المنتدى المبارك:
فسر معظم المفسرين الاية المذكورة اعلاه (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) بمعنى شريعة و نظام الملك فهذا الامام الطبري رحمه الله يقول
[وقوله: (ما كان ليأخذ أخا في دين الملك إلا أن يشاء الله)، يقول: ما كان يوسف ليأخذ أخاه في حكم ملك مصر وقضائه وطاعته منهم، لأنه لم يكن من حكم ذلك الملك وقضائه أن يسترقّ أحد بالسَّرَق]
ويقول الامام ابن كثير رحمه الله [قوله: {مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي: لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر، قاله الضحاك وغيره]
وورد في تفسير البغوي [{مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ} فيضمه إلى نفسه، {فِي دِينِ الْمَلِكِ} أي: في حكمه. قاله قتادة. وقال ابن عباس: في سلطانه. {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} يعني: إن يوسف لم يكن يتمكن من حبس أخيه في حكم الملك]
ويقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في تفسير هذه الآية في الظلال [{كذلك كدنا ليوسف. . ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك. .}. .إن هذا النص يحدد مدلول كلمة «الدين» في هذا الموضع تحديداً دقيقاً. . إنه يعني: نظام الملك وشرعة. . فإن نظام الملك وشرعه ما كان يجعل عقوبة السارق هو أخذه في جزاء سرقته. إنما هذا كان نظام يعقوب وشريعة دينه]
فإن قلنا أنّ المعنى المراد من كلمة دين هو شريعة (كما يفهم ذلك اصحاب اطروحة المشاركة في الانتخابات في ظل الأنظمة الديمقراطية التي لا تحكم بما انزل الله) وجدنا أنّ القرائن الشرعية تمنع هذا الفهم لأنه سيؤدي إلى أنّ سيدنا يوسف قد شارك في حكم كفر، وهذا حرام على الأنبياء والمؤمنين، ومخالف لطبيعة الرسالة التي تقوم على إفراد الله في العبودية والتشريع، يقول تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) فيوسف عليه السّلام الذي يقول للناس (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
وإنّ قلنا بأنّ المعنى المراد من كلمة دين هو استعباد، وصار أخوه مدينا أي عبداً مملوكاً فهذا المعنى ينسجم انسجاماً تاما مع ما سبق الآية من قول إخوة يوسف إنّ السارق يُسترق. فيكون معنى الآية: ما كان ليأخذ أخاه في استرقاق واستعباد الملك، وجعله مديناً أي عبداً مملوكاً له دون أن يفعل من وضع السقاية في رحل أخيه، إلاّ أن يشاء الله. وهذا هو المعنى الأقرب إلى الصواب. وليس من قرينة شرعية تمنعه. بل ينسجم انسجاماً تاماً مع ما قبله، وينسجم تماماً مع ما وصف الله به سيدنا يوسف من أنه من المحسنين والمخلصين وما شهد له الناس به.
وبهذا ينتفي مثل هذا التفسير الذي يتعارض مع عصمة الأنبياء، وعدم وقوعهم في المعصية، أو أن يقولوا ما لا يفعلون.
ومن المعلوم أن كلمة دين في اللغة العربية من الألفاظ المشتركة التي تحمل أكثر من معنى. فقد جاء في لسان العرب: الدّين يعني القهر والطاعة. تقول: دنتهم فدانوا أي قهرتهم فأطاعوا. والدّين تعني الجزاء والمكافئة، تقول: دنته بفعله ديناً أي جزيته. ويوم الدّين يعني يوم الجزاء والدّين تعني الحساب ومنه قوله تعالى (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ). والدّين تعني الشريعة والسلطان ومنه قوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهٌ) والدين تعني الذل والإستعباد. والمدين هو العبد. والمدينة هي الأمة المملوكة. ومنه قوله تعالى (أَئِنَّا لَمَدِينُون) أي مملوكون. ومنه كذلك قوله تعالى (فَلَوْلا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) أي غير مملوكين. وهناك معاني اُخرى لها ,فأيّ معنى بالتحديد هو المعنى الذي يريده الله سبحانه وتعالى في الآية؟ وانتقاء معنى من هذه المعاني لا بد له من قرينة تجعلنا نأخذ هذا المعنى دون غيره. ومن هنا يتبين أنّ من يأخذ المعنى الذي يناسبه ويناسب توجهه إنما يحكم هواه في الشّرع. ومن يأخذ المعنى المنضبط والمقيّد بقرائن شرعية تدل عليه يكن محّكماً لشرعه ملتزماً أمر ربّه. فأيّ معنى هو المعنى المراد.
وهنا اسأل سؤالين واريد الإجابة عليهما:
1 - هل ما ذكرته اعلاه نستطيع اعتباره قرائن شرعية تصرف معنى كلمة دين إلى غير معنى الشريعة والحكم
2 - لو قلنا أنّ المعنى المراد من كلمة دين هو شريعة أفلا يدل ذلك على أن سيدنا يوسف عليه السلام قد شارك في نظام كفر يحكم بغير ما انزل الله (كما يستدل بذلك الاسلاميون الذين يعتبرون هذا الفهم يجيز لهم المشاركة في الإنتخابات في الأنظمة التي لا تحكم بشرع الله) وهذا ما ينافي مبدأ العصمة؟
أم ان المسالة لايفهم هكذا ,أرجو البيان وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[01 Oct 2008, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل:
بالنسبة لقولك:
" وإنّ قلنا بأنّ المعنى المراد من كلمة دين هو استعباد، وصار أخوه مدينا أي عبداً مملوكاً فهذا المعنى ينسجم انسجاماً تاما مع ما سبق الآية من قول إخوة يوسف إنّ السارق يُسترق. فيكون معنى الآية: ما كان ليأخذ أخاه في استرقاق واستعباد الملك، وجعله مديناً أي عبداً مملوكاً له دون أن يفعل من وضع السقاية في رحل أخيه، إلاّ أن يشاء الله. وهذا هو المعنى الأقرب إلى الصواب. وليس من قرينة شرعية تمنعه. بل ينسجم انسجاماً تاماً مع ما قبله، وينسجم تماماً مع ما وصف الله به سيدنا يوسف من أنه من المحسنين والمخلصين وما شهد له الناس به. " أهـ
هو كما يظر لي دور كما يقول أهل الأصول.
وكيف ذلك؟
أي أن يوسف عليه السلام حكم بحكم، والحكم تابع لشريعة متبعة أو حكم وضعي كفري، فهل ينفك الحكم عن مصدره؟.
أما بالنسبة، للشريعة التي حكم بها يوسف عليه السلا في ذلك العصر، فالذي يبدو لي بعد البحث والتأمل أنه حكم بالشرع الذي بعثه الله تعالى به.
قال تعالى:
(لَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ) [سورة غافر].
واقرأ هذا الموضوع:
(القرآن الكريم وذكر حكام مصر القدماء والتفريق بين كلمة الملك والفرعون)
http://55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1628&select_page=1
وإذا ما تحدثنا عن قصة يوسف عليه السلام وهل تصلح دليلا على ما قلت، سنقول أن هذا الدليل دخل عليه الاحتمال فيما طرحت، فلا يصلح للإستدلال على مسألتك التي طرحت،وذلك إن لم يسلم غيري بكون الشريعة التي حكم بها يوسف هي شريعة ربانية.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
واقرأ هذه الفتوى:
السؤال:
تخرجت من كلية الحقوق وأريد أن أعمل محامياً؛ فهل هذه المهنة حرام؟
المفتي: خالد عبد المنعم الرفاعي
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل أن المسلم لا يحكم ولا يتحاكم إلا بما أنزل الله تعالى؛ لقول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44] وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً} [النساء:60].
وقد اختلف أهل العلم في العمل بمهنة المحاماة في ظل تحكيم القوانين الوضعية على قولين:
القول الأول: المنع بإطلاق، وهو قول العلامة أحمد محمد شاكر في كتابه الماتع "عمدة التفاسير".
القول الثاني: الجواز - وهو الراجح - اعتباراً للحاجة الملِحَّة وتحقيقاً للمصلحة، وإعمالاً لقاعدة الضرورة، واستيفاء للحقوق، واستخلاصاً للمظالم عند انعدام البديل من المحاكم الشرعية، فالمبرر الوحيد الذي يجيز للمسلم الاشتغال بهذه المهنة في ظل القوانين الوضعية، هو العمل على نصرة المظلوم، والقيام بمصالح المسلمين، ودفع الظلم عنهم أو تخفيفه، حسب الإمكان، ويُشتَرَط تحقيق بعض المصالح أو دفع بعض المفاسد.
ويجب على المحامي أن يتحرى الحق، ويتجنب الكذب؛ فينظر في القضايا ويتأملها، فإن رأى أن الحق مع موكله، دافع عنه وانتصر للحق، وإن رأى أن الحق عليه، لزِمَه بيان ذلك له، ونصحه بترك الدعوى ورد الحقوق إلى أهلها، ولا يتوكل عنه.
فالواجب عليه ابتداء؛ مراعاة حكم الشرع في أصل القضية؛ فلا يترافع إلا إذا علم مشروعية الدعوى ومضمونها، كما لا يجوز له الدفاع عن موكله في أمر يعلم بطلانه؛ كالدفاع عن اللصوص وتجار المخدرات، وكذلك لا يجوز له المطالبة لموكِّله بحق ليس له، وفي جميع الأحوال يجب عليه بيان الحق وقول الصدق، وهذا القول نصره محمد رشيد رضا في (تفسير المنار).
وقد سئلت "اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية" عن ممارسة مهنة المحاماة لطلب الرزق في ظل القانون الوضعي فأجابت:
"إذا كان في الاشتغال بالمحاماة أو القضاء إحقاق للحق وإبطال للباطل شرعاً، ورد الحقوق إلى أربابها، ونصر للمظلوم فهو مشروع؛ لما في ذلك من التعاون إلى البر والتقوى، وإلا فلا يجوز؛ لما فيه من التعاون على الإثم والعدوان؛ قال الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة:2] "،، والله أعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=22351
وللفائدة: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13102(/)
سؤالان في التفسير
ـ[أبوعبدالملك المصري]ــــــــ[02 Oct 2008, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك الذي أسأل الله أن يبارك فيه وفي القائمين عليه وأن يجزيهم خير الجزاء ... آمين إخواني عندي سؤالين:
1 - قال الله تعالى في أكثر من موضع (إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)
لماذا قال شكور ولم يقل شكار وقد وردت في السنة وهل شكور أكثر في مبالغة من صبار وقد قال العلماء الدين نصف صبر ونصف شكر.
2 - في قصة سيدنا نوح عليه السلام مرة يرد ذكر الفلك ومرة يرد ذكر السفينة فما الفائدة وما الفارق بين الفلك والسفينة
وجزاكم الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Oct 2008, 09:06 ص]ـ
صيغة فعّال:
منقولة من الحِرفة. والعرب أكثر ما تصوغ الحِرَف على وزن فعّال مثل نجّار وحدّاد وبزّاز وعطّار ونجّار. فإذا جئنا بالصفة على وزن الصيغة (فعال) فكأنما حرفتُه هذا الشيء. فإذا قلنا عن إنسان أنه كذّاب فكأنما يحترف الكذب كالنجّار الذي حرفته النجارة. إذن هذه الصيغة هي من الحِرفة والصنعة، والصنعة تحتاج إلى المزاولة. وعليه فإن كلمة صبّار تعني الذي حرفته الصبر. وقد وردت هذه الصيغة في القرآن الكريم في صفات الله تعالى فقال تعالى "فعّال لما يريد"، ويقول الله تعالى (غفّار) بعدما يقول (كفّار) ليدلّ على أن الناس كلما أحدثوا كفراً أحدث الله له مغفرة إذا استغفروا "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا 10" نوح ..
صيغة فعول:
مأخوذة من (المادة والمواد) مثل الوَقود وهو الحطب الذي يوقد ويُستهلك في الاتّقاد، والوَضوء الماء الذي يُستهلك في الوضوء، والسَّحور ما يُؤكل في السحر، والسفوف وهو ما يُسفّ، والبَخور وهو ما يُستهلك في التبخر. والعَيون والأنوف وهي أدوية، فصيغة فعول إذن تدل على المادة التي تُستعمل في الشيء خاصة به.
وصيغة فعول يستوي فيها المؤنّث والمذكرفنقول رجل شكور وامرأة شكور.
ولا نقول شكورة ولا بخورة ولا وقودةً. وصيغة فعول أيضا لا تُجمع جمع مذكر سالما ولا جمع مؤنّث سالما فلا نقول رجال صبورون أو نساء صبورات، وإنما نقول (صُبُر وشُكُر وغُفُر). وعليه فإن كلمة شكور التي هي على وزن صيغة فعول منقولة من المادة وهي الصبر، وتعني أن من نصفه بالصبور فهو كله صَبُْر، وهو يفنى ويُستنفد في الصبر كما يُستنفد الوقود في النار. وكذلك كلمة غفور بمعنى كله مغفرة، ولذلك قالوا أن أرجى آية في القرآن هي ما جاء في سورة الزُمر في قوله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ 53".
وهنا نسأل: أيهما أكثر مبالغة فعول أو فعّال!!؟
فعول بالتأكيد أكثر مبالغة من فعّال، ولذلك فكلمة صبور هي أكثر مبالغة وتعني أنه كله يفنى في الصبر، أما كلمة صبّار فهي بمعنى الحِرفة.
ونسأل أيضاً أيهما ينبغي أكثر في الحياة الصبر أو الشكر!!؟
الشكر يكون أكثر بالتأكيد؛ لأن الشكر يكون على نعم الله تعالى علينا، وهي نعم كثيرة، وينبغي علينا أن نشكر الله تعالى عليها في كل لحظة لأننا في نعمة من الله تعالى في كل لحظة. وقد امتدح الله تعالى إبراهيم عليه السلام بقوله: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 120 شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 121" النحل
واستعمل كلمة (أنعُم) لأنها تدل على جمع القِلّة لأن نِعم الله تعالى لا تُحصى فلا يمكن أن يكون إنسان شاكرا لنعم الله، وهو في نعمة في كل أحواله، هو في نعمة في قيامه وقعوده ونومه .. الخ، كما جاء في قوله تعالى: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 18" النحل.
وعليه فإن الشكر يجب أن يكون أكثر من الصبر لأن الصبر يكون كما أسلفنا إما عند الطاعات وهي لها أوقات محددة وليست مستمرة كل لحظة كالصلاة والصيام، أو الصبر على الشدائد وهي لا تقع دائماً وكل لحظة على عكس النِّعم التي تكون مستمرة في كل لحظة ولا تنقطع لحظة من لحظات الليل أو النهار، وتستوجب الشكر عليها في كل لحظة لأن الإنسان يتقلب في نعم الله تعالى
ومما تقدّم نقول أنه تعالى جاء بصيغة صبّار على الحِرفة فيكفي أن يكون الإنسان صبّاراً ولا يحتاج لأن يكون صبوراً. وجاء بصيغة شكور لأن الإنسان ينبغي أن يشكر الله تعالى على الدوام وحتى لو فعل فلن يوفّي الله تعالى على نِعَمه.
(بتصرف من:
لمسات بيانية في كلمتي صبار وشكور؛ الدكتور فاضل السامرائي)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[02 Oct 2008, 09:44 ص]ـ
لافرق بينهما؛ وهما من المترادفات:
السَّفِينَة ُ: الفُلْكُ؛ {أَمَّا السَّفِينَة فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ في الْبَحْرِ}
وجمعها: سُفُنٌ وسَفائِنُ وَسَفِينٌ.
الفلْكُ: [للمذكٌر والمؤنّث والمفرد والجمع]:
السََّفينة؛ {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفلْكَ تَجْرِي في الْبَحْرِ بِنِعْمة اللهِ}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبوعبدالملك المصري]ــــــــ[02 Oct 2008, 12:41 م]ـ
بارك الله فيك على النقل الموفق
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Oct 2008, 01:53 م]ـ
بعد إذن الأخ مروان الذي أجاد في تفصيل الحديث حول شكور أنقل هذا المقال لباحث في مركز نون اسمه باسم البسومي يفرق بين السفينة والفلك، مع ملاحظة أنه تم حذف الآيات القرآنية من المقال لعدم امكانية تنزيلها هنا لاختلاف الخط، ولكن يمكن أخذ الفكرة من بقية المقال:
السفينة – الفلك
من اللافت أنّ لفظة السفينة لم ترد مع اسم نوح إلا مرة واحدة، وهي آية العنكبوت، بينما تكرر استخدام لفظة الفلك في قصة نوح ست مرات، فما توجيه استخدام هذين اللفظين؟
بالرجوع إلى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم نجد أنّ مادة (سفن) قد وردت أربع مرات فقط وباشتقاق واحد وهو لفظ (السفينة) حيث جاءت لفظة السفينة مكررة ثلاث مرات في سورة الكهف، ومرة واحدة في سورة العنكبوت.
جاء في بصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي:" السفن: القشر، سَفَنَ النجّارُ العودَ، ومنه السفينة لأنها تسفن الماء". وذكر أصحاب السفينة في آية العنكبوت فيها إشارة لطيفة، وهي أنّ الذين آمنوا مع نوح وحلوا في السفينة لبثوا فيها فترة طويلة وهي تشق المياه وتقشرها حيث أنّ كلمة أصحاب فيها من المصاحبة والملازمة ما يشير إلى طول فترة المكث في السفينة حتى سموّا بأصحاب السفينة.
أمّا الكفار الذين قاوموا دعوة نوح، عليه السلام، فقد أخذهم الطوفان قبل ذلك، لذا نجد أنّ الآيتين اللتين تحدثتا عن قصة نوح، عليه السلام، في سورة العنكبوت قد أشارتا إلى غرق الكافرين، ثم أشارت فيما بعد إلى حال أصحاب السفينة، وأن السفينة قد جعلها الله في نهاية المطاف آية للعالمين.
الفُلك:
الفَلَكُ لغة هو مدار النجوم. وفُلكُ كل شيء مستداره ومعظمه، والفُلكَ السفينة ويبدو أنّ السفينة سُميت فُلكاً لاستدارة شكلها، وسميت سفينة إشارة إلى وظيفتها.
إذا تأملت الآية الأخيرة تلاحظ أنّ ذكر غرق الكافرين قد جاء بعد الإنجاء في الفلك، على خلاف الحال السفينة. وهذه الملاحظة مطردة في كل الآيات التي ذكر فيها الفلك مع نوح عليه السلام.
والقرآن يبين أنّ الذين آمنوا مع نوح قد أنجاهم الله تعالى في الفُلك، فكانت الفُلك هي أداة النجاة، فهم ليسوا أصحاب الفلك بعد، وإنما هم الذين نجاهم الله ونوحاً في الفلك، ثم أغرق الله تعالى الكافرين. فالحديث هنا عن بداية الحادثة بينما عند ذكر السفينة كان الحديث عن نهاية القصة.
خلاصة:
1. يذكر القرآن الكريم السفينة عند الإشارة إلى حركتها ووظيفتها.
2. يذكر القرآن الكريم الفلك اشارة إلى حجمها وشكلها.
ـ[أبوعبدالملك المصري]ــــــــ[02 Oct 2008, 04:05 م]ـ
ما شاء الله ما أبلغ كلام ربي
جزاك الله خيرا على الإفادة أخي الكريم(/)
ملتقى جيل القرآن
ـ[أبو الزبير المكي]ــــــــ[02 Oct 2008, 12:31 م]ـ
ملتقى جيل القرآن الكريم
ملتقى يهتم بالقرآن الكريم وعلومه وتفسيره وتجويده وقراءاته وغيرها والكثير الكثير
تجدونه على هذا الرابط
http://www.seddeeg.com/vb/index.php
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Oct 2008, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيك ...
ـ[العابدة المؤمنة]ــــــــ[04 Oct 2008, 01:46 ص]ـ
شكرا لك أخي الفاضل
وبارك الله بك
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً(/)
دليل الباحثين في التفاسير المجموعة: أضيفوا ما عندكم نفع الله بكم
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[02 Oct 2008, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا دليل موجه إلى الباحثين في هذا القسم المهم من التراث التفسيري، وهو المتعلق بالتفاسير المجموعة، سواء أكانت كتبا مطبوعة أم كانت بحوثا جامعية، أودعت فيه ما استطعت الوصول إليه من معلومات، وقد رتبت مادته ترتيبا تاريخيا.
أرجو المشاركة إما بالتصويب أو الإضافة أو غير ذلك، ونسأل الله أن يتقبل من الجميع:
1) التفسير المأثور عن عمر بن الخطاب/ إبراهيم بن حسني.
2) مرويات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في التفسير/. سعود بن عبد الله الفنيسان
3) تفسير أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها/ عبد الله أبو السعود بدر.
4) تفسير التابعين من خلال جامع البيان للطبري/ رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا (الماجستير)، أعدتها الباحثة بهيجة الشدادي، جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية، وجدة، المغرب، السنة الجامعية: 1990 - 1991م.
5) تفسير التابعين رضي الله عنهم/ جمع وتوثيق محمد عبد الرحيم محمد.
6) تفسير سعيد بن جبير (ت 95هـ) / جمع ودراسة، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية (الماجستير) أعدها الباحث أحمد العمراني، تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، فاس، المغرب، 1411م – 1991م.
7) تفسير الضحاك (ت 105هـ) / جمع ودراسة وتحقيق الدكتور محمد شكري أحمد الزاويتي، دار السلام، القاهرة، الطبعة الأولى 1419هـ- 1999م.
8) تفسير الحسن البصري (ت 110هـ) / جمع وتوثيق ودراسة الدكتور محمد عبد الرحيم، دار الحديث، القاهرة 1992م.
9) تفسير سفيان الثوري (ت 128هـ) / أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق، دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى، 1403هـ.
10) تفسير ابن جريج (149هـ) / جمع: علي حسن عبد الغني، مكتبة التراث الإسلامي، الطبعة الأولى1413 – 1992
11) مرويات الإمام مالك بن أنس (ت 179هـ) في التفسير/ جمع محمد بن رزق وحكمت بشير.
12) تفسير القرآن لمالك بن أنس (ت 179هـ) / جمع وتحقيق وتقديم الدكتور حميد بن محمد لحمر، دار المعرفة: الطبعة الأولى: 1415 هـ- 1995 م. والثانية: 1427 هـ-2006 م.
13) تفسير الإمام الشافعي (ت204هـ) / رسالة جامعية قدمت لنيل شهادة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية- وحدة القرآن والحديث- أعدها عثمان يوبي إدريسي وأشرف عليها الدكتور الشاهد البوشيخي بجامعة محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز، فاس، المغرب. السنة الجامعية: 1422 - 1423هـ/2001 - 2002م.
14) مرويات أحمد بن حنبل (ت 241هـ) في التفسير/ جمع حكمت بشير ومن معه.
15) تفسير سهل بن عبد اللّه التستري (ت 283 هـ) / هو مجموعة من أقوال التستري في التفسير، جمعها أبو بكر محمد بن أحمد البلدي، مطبعة السعادة بمصر سنة (1908 م). وأعيد طبعه بتحقيق محمد باسل عيون السود بدار الكتب العلمية بيروت1423هـ - 2002م.
16) تفسير النسائي (303هـ) / صبري بن عبد الخالق الشافعي ـ سيد بن عباس الجليمي، مؤسسة الكتب الثقافية، الطبعة الأولى 1410 هـ ـ 1990 م.
17) تفسير ابن خويز منداد المالكي (ت 390هـ) / رسالة جامعية قدمت لنيل دبلوم الدرسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية، أعدها عبد القادر محجوبي، تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، المغرب، السنة الجامعية 1418 هـ / 1997 - 1998م.
18) آراء ابن حزم الظاهري (ت456هـ) في التفسير جمعا ودراسة /رسائل ماجستير لمجموعة من الباحثين: من الآية (204) من سورة البقرة الى نهاية السورة/ الباحثة: بدرية بنت عطية بن حمزة الحرازي الشريف. - ومن الآية (35) الى الآية (135) من سورة النساء/ الباحثة: دلال بنت محمد بن أحمد بايحي - جامعة أم القرى. - ومن الآية (136) من سورة النساء الي الآية (5) من سورة المائدة/ الباحثة: حنان بنت عيضه بن دوخي بن عثمان الثبيتي - جامعة أم القرى. - ومن بداية سورة التوبة الي نهاية آية (103) من السورة / الباحث: علي بن جريد بن هلال العنزي - جامعة أم القرى. - ومن سورة التوبة، آية (104) الي نهاية سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
النور/ رسالة ماجستير من الباحث: عبد الله بن اسحاق سماورو - جامعة أم القرى.
19) جهود الحافظ ابن عبد البر (ت 463هـ) في التفسير/ رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية، أعدها محمد الصوفي تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، المغرب، السنة الجامعية 1419 - 1420 هـ / 1998 - 1999 م.
20) تفسير أبي حامد الغزالي (ت 505هـ) / رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسات الإسلامية، أعدها محمد الريحاني تحت إشراف الدكتور الشاهد البوشيخي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس، المغرب، 1997م.
21) أبو القاسم السهيلي (ت581هـ) مفسرا/ رسالة لنيل رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا (الماجستير)، أعدها الباحث بنيونس الزاكي جامعة محمد الأول، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الدراسات الإسلامية، وجدة المغرب، السنة الجامعية 1992 - 1993م.
22) تراث أبي الحسن الحرالي المراكشي (ت 638هـ) في التفسير/ تقديم وتحقيق محمادي بن عبد السلام الخياطي، مطبعة دار النجاح الجديدة، الدار البيضاء، المغرب، الطبعة الأولى 1418هـ- 1997م.
23) تفسير الإمام الذهبي (ت 748هـ) / جمع وترتيب وتوثيق الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى: 1424هـ- 2003م.
24) التفسير القيم لابن قيم الجوزية (ت 751هـ) / جمع وترتيب: محمد أويس الندوى طبع بتحقيق محمد حامد الفقي في جزء واحد في بيروت، لجنة التراث العربي، المركز الدولي للتراث العربي.
25) بدائع التفسير الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) / جمعه يسري السيد محمد، راجعه ونسق مادته ورتبها صالح أحمد الشامي، دار ابن الجوزي، الطبعة الأولى رمضان 1427هـ.
26) الضوء المنير على التفسير/ جمعه من كتب ابن قيم الجوزية (ت 751هـ) علي الحمد المحمد الصالحي، مؤسسة النور للطباعة والتجليد بالتعاون مع مكتبة دار السلام.
27) روائع التفسير الجامع لتفسير الإمام ابن رجب الحنبلي (ت 795هـ) / جمع وتأليف وتعليق أبي معاذ طارق بن عوض الله بن محمد، دار العاصمة للنشر والتوزيع، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى: 1422 - هـ2001م.
28) جهود الإمام القرافي (ت 898هـ) في التفسير/ رسالة جامعية لنيل دبلوم الدراسات العليا (الماجستير) في الدراسة الإسلامية، جمع وتوثيق وتقديم إدريس مسكين تحت إشراف د. الشاهد البوشيخي، بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، طلية الآداب والعلوم الإنسانية بظهر المهراز بفاس، المغرب. السنة الجامعية 1420 - 1421 هـ / 1999 - 2000 م.
29) مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير لعبد الحميد بن باديس (ت 1359هـ) / مجموع دروس التفسير التي كان يلقيها على مريديه في قسنطينة، دار الفكر بجمع وترتيب وإعداد وتعليق محمد الصالح رمضان، وتوفيق محمد شاهين، الطبعة الثانية بدون تاريخ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مصطفى ونفع بكم.
وهناك أيضاً:
1 - تفسير الإمام الشافعي (ت204هـ) / رسالة جامعية قدمت لنيل شهادة الدكتوراه للدكتور أحمد الفران وقد طبعت في المكتبة التدمرية بالرياض.
2 - جهود العلامة أحمد بن فارس في التفسير وعلوم القرآن لعبدالرحمن بن معاضة الشهري.
3 - جهود ابن حجر العسقلاني في التفسير لعدد من الباحثين.
4 - جهود ابن الأنباري في التفسير لباحث في الجامعة الإسلامية.
5 - تفسير إبراهيم النخعي. وقد نشرته مكتبة وهبة مؤخراً وعرفتُ به في الملتقى من قبل.
وغيرها كثير ولله الحمد ولعله ينشط بعض الفضلاء لحصرها والإفادة بها فهي مهمة للباحثين.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Oct 2008, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المبادرة الطيبة
وأضيف:
1: صحيفة علي بن أبي طلحة (ت:143هـ) جمعها مروياتها راشد بن عبد المنعم الرجال
3: تفسير ابن إسحاق (صاحب السيرة) (ت: 151هـ)
3: معاني القرآن لحمزة بن علي الكسائي (ت:189هـ) جمع: عيسى شحاته
4: تفسير سفيان بن عيينة (ت:198هـ) جمع: أحمد صالح محايري
5: بعض المطبوع من تفسير ابن أبي حاتم (ت:327هـ) حيث إن محقق الكتاب لم تتوفر له نسخة كاملة من تفسير ابن أبي حاتم فأتمه بجمع ما عزي إليه في كتب التفسير
6: العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:42 ص]ـ
أخي الفاضل عبد الرحمن وأخي الفاضل عبد العزيز تقبل الله منكم هذه الإضافات، وزادكم من فضله، ولو تكرمتم بتتمة معلومات التوثيق لتلك الكتب والبحوث لكان أَفْيَدَ في التعرُّف، وأَعْوَنَ للباحثين على الوصول بيسر إلى مطالبهم.(/)
خطأ شائع
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[03 Oct 2008, 02:35 م]ـ
يظن البعض أن قوله تعالى: (لترون الجحيم) جواب "لو" للآية التي قبلها: (كلا لو تعلمون علم اليقين).
وهذا يفهم معنىِِِِ خطأ،وهو أن رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم وهذا ليس بصحيح،
وجواب لو محذوف تقديره:لعرفتم أنكم في ضلال.
و (لترون الجحيم) جملة مستقلة, وقد نبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى خطأ كثير من الأئمة في وصل الآيتين ببعض.
ويظن البعض أن قوله تعالى: (محمد رسول الله) أن رسول الله خبر،والصواب أنه بدل أوعطف بيان،وأشداء ومابعدها خبر لقوله: (محمد رسول الله والذين معه)؛لأن الشدة على الكفار والرحمة بالمؤمنين ومابعدها من الصفات الكريمة التي ذكرت الآية الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بها من أصحابه.
والله أعلم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:42 ص]ـ
قال العلامة ابن السمين الحلبي؛ في كتابه الموسوعيّ:
الدر المصون:
((اعراب الآية رقم (6) من سورة (التكاثر)
{لَتَرَوُنَّ ?لْجَحِيمَ}:
قوله: {لَتَرَوُنَّ} هذا جوابُ قَسَم مقدَّرٍ.
وقرأ ابن عامر والكسائي "لتُرَوْنَّ" مبنياً للمفعول.
وهو منقولٌ مِنْ "رَأى?" الثلاثي إلى "أرى?" فاكتسَبَ مفعولاً آخر فقام الأولُ مقامَ الفاعلِ. وبقي الثاني منصوباً.
والباقون مبنياً للفاعلِ جعلوه غيرَ منقولٍ، فتعدَّى? لواحدٍ فقط، فإنَّ الرؤيةَ بَصَريَّةِ. وأمير المؤمنين، وعاصم وابن كثير في روايةٍ عنهما بالفتح في الأولى والضمِّ في الثانية، يعني "لَتُرَوُنَّها" ومجاهد وابن أبي عبلة والأشهب بضمها فيهما.
والعامَّةُ على أن الواوَيْن لا يُهْمزان؛ لأنَّ حركتَهما عارضةٌ، نَصَّ على عدمِ جوازِه مكيُّ وأبو البقاء، وعَلَّلا بعُروضِ الحركةِ.
وقرأ الحسن وأبو عمرو بخلافٍ عنهما بهمزِ الواوَيْن استثقالاً لضمةِ الواوِ. قال الزمشخري: "وهي مستكرهَةٌ" يعني لِعُروض الحركةِ عليها إلاَّ أنَّهم قد هَمَزوا ما هو أَوْلى بعَدَمِ الهمزِ من هذه الواوِ نحو: {?شْتَرُواْ ?لضَّلاَلَةَ} [البقرة: 16]، هَمَزَ واوَ "اشتَروْا" بعضُهم، مع أنها حركةٌ عارضةٌ وتزولُ في الوَقْفِ، وحركةُ هذه الواوِ، وإنْ كانت عارضةً، إلاَّ أنها غيرُ زائلةٍ في الوقفِ فهي أَوْلَى? بَهْمزِها)).
وجزاك الله خيرا أخي الكريم محمد على هذه التذكرة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:47 ص]ـ
وقال العلامة ابن السمين الحلبيّ أيضا:
((اعراب الآية رقم (29) من سورة (الفتح):
{مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ وَ?لَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ ?للَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِّنْ أَثَرِ ?لسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ?لتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ?لإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَ?سْتَغْلَظَ فَ?سْتَوَى? عَلَى? سُوقِهِ يُعْجِبُ ?لزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ?لْكُفَّارَ وَعَدَ ?للَّهُ ?لَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}:
قوله: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ ?للَّهِ}: يجوزُ أَنْ يكونَ خبرَ مبتدأ مضمرٍ، لأنه لَمَّا تقدَّمَ:
{هُوَ ?لَّذِي? أَرْسَلَ رَسُولَهُ} دَلَّ على ذلك المقدَّرِ أي: هو أي: الرسولُ بالهدى محمدٌ، و"رسولُ" بدلٌ أو بيانٌ أو نعتٌ، وأن يكونَ مبتدأً أو خبراً، وأن يكونَ مبتدأً و"رسولُ اللَّهِ" على ما تقدَّم من البدلِ والبيانِ والنعتِ. و"الذين معه" عطفٌ على "محمدٌ" والخبرُ عنهم قوله: {أَشِدَّآءُ عَلَى ?لْكُفَّارِ}.
وابن عامر في روايةٍ "رسولَ الله" بالنصبِ على الاختصاصِ، وهي تؤيِّدُ كونَه تابعاً لا خبراً حالةَ الرفعِ. ويجوزُ أَنْ يكونَ "والذين" على هذا الوجه مجروراً عطفاً على الجلالة أي: ورسولُ الذين آمنوا معه؛ لأنه لَمَّا أُرْسِل إليهم أُضيف إليهم فهو رسولُ اللَّهِ بمعنى: أنَّ اللَّهَ أرسله، ورسولُ أمتِه بمعنى: أنه مُرْسَلٌ إليهم، ويكون "أشدَّاءُ" حينئذٍ خبرَ مبتدأ مضمر أي: هم أشدَّاء. ويجوزُ أَنْ يكونَ تَمَّ الكلام على "رسولُ الله" و"الذين معه" مبتدأٌ و"أشدَّاءُ" خبره.
وقرأ الحسن "أشداءَ، رحماءَ" بالنصبِ: إمَّا على المدحِ، وإمَّا على الحال من الضميرِ المستكنِّ في "معه" لوقوعِه صلةً، والخبرُ حينئذٍ عن المبتدأ.
قوله: {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً} حالان؛ لأنَّ الرؤيةَ بَصَرِيَّةٌ، وكذلك "يَبْتَغُون" يجوزُ أَنْ يكونَ مستأنفاً، وإذا كانَتْ حالاً فيجوزُ أَنْ تكونَ حالاً ثالثةً مِنْ مفعول "تَراهم" وأن تكونَ من الضمير المستترِ في "رُكَّعاً سجداً". وجَوَّز أبو البقاء أَنْ يكونَ "سُجَّداً" حالاً مِنَ الضمير في "رُكَّعاً" حالاً مقدرة. فعلى هذا يكونُ "يَبْتَغون" حالاً من الضميرِ في "سُجَّداً" فتكونُ حالاً مِنْ حال، وتلك الحالُ الأولى حالٌ مِنْ حال أخرى.
وقرأ ابن يعمر "أَشِدَّا" بالقصرِ، والقصرُ مِنْ ضرائر الأشعار كقوله:
4081 ـ لا بدَّ مِنْ صَنْعا وإنْ طالَ السَّفرْ
فلذلك كانَتْ شاذَّةً. قال الشيخ: "وقرأ عمرو بن عبيد "ورُضوانا" بضم الراء". قلت: هذه قراءةٌ متواترةٌ قرأها عاصمٌ في روايةِ أبي بكرٍ عنه قَدَّمْتها في سورة آل عمران، واستثنيتُ له حرفاً واحداً وهو ثاني المائدة.
وقُرِئ "سِيْمِياؤهم" بياء بعد الميمِ والمدِّ، وهي لغةٌ فصيحةٌ وأُنْشِد:
4082 ـ غلامٌ رَماه اللَّهُ بالحُسْن يافعاً * له سِيْمِياءُ لا تَشُقُّ على البصَرْ
وتقدَّم الكلامُ عليها وعلى اشتقاقِها في آخر البقرة. و"في وجوههِم" خبرُ "سِيماهم".
قوله: {مِّنْ أَثَرِ ?لسُّجُودِ} حال من الضمير المستتر في الجارِّ، وهو "في وجوههم". والعامَّةُ "مِنْ أَثَرِ" بفتحتين، وابن هرمز بكسرٍ وسكون، وقتادة "مِنْ آثارَ" جمعاً)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:57 ص]ـ
إذن؛ لايصح أن يكون قوله تعالى:
{لترونّ}؛ هو الجواب؛ لأنه محقق الوقوع، فلا يعلق، واللام جواب قسم محذوف،
وترون: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة؛ لتوالي الأمثال ..
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[07 Oct 2008, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ولكن لي تعليق على قولك: "يظن البعض أن قوله تعالى: (لترون الجحيم) جواب "لو" للآية التي قبلها: (كلا لو تعلمون علم اليقين).
وهذا يفهم معنىِِِِ خطأ،وهو أن رؤية الجحيم مشروطة بعلمهم وهذا ليس بصحيح،
وجواب لو محذوف تقديره:لعرفتم أنكم في ضلال. و (لترون الجحيم) جملة مستقلة, وقد نبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى خطأ كثير من الأئمة في وصل الآيتين ببعض." اهـ
فنقول: الحديث عن جواب محذوف كلام بلا دليل, وفيه فتح لباب التقولات, فمن الممكن أن آتي بجملة أخرى وأقول أنها جواب القسم! ما أراه يا أخي والله أعلم أن الآية فعلا هي جواب لو, والخطأ هو في الاعتقاد أن هذا سيكون في الآخرة, وإنما سيكون هذا في الدنيا, فلو علمنا علم اليقين لرأينا الجحيم, ولقلنا مثلما قال الرسول الأعظم: " ... والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا , وما تلذذتم بالنساء على الفراش ولخرجتم الى الصعدات تجارون على الله تعالى"
ويرجح هذا قوله تعالى "ثم لترونها عين اليقين" فهذه الرؤية الثانية المتحققة بعد فترة من الزمان "ثم", وهي الغير معلقة على شرط وستكون في الآخرة, أما الأولى ففي الدنيا والله أعلم.(/)
فهارس الشعر والرجز في معاني القرآن للفراء
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[03 Oct 2008, 09:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هدية متواضعة أقدمها لأعضاء الملتقى، وهي فهرس الشعر والرجز في كتاب معاني القرآن للفراء، وهذا الفهرس كنتُ قد صنعته لنفسي منذ التحاقي بالدراسات العليا بكلية اللغة العربية بالمنوفية جامعة الأزهر سنة 1997م لييسر لي البحث عن الأبيات الشعرية في هذا الكتاب، ويوفر الجهد والوقت، ونشرته سنة 2004م.
وها أنا أقدمه لمن يرغب في المنتدى على هذا الرابط:
http://www.4shared.com/file/65539987/f6a42498/faharesalfarraa.html
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:56 ص]ـ
شكرا لك أخي الكريم أبا عمر الجندي
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز على هذه الهدية القيمة.
وللفائدة فهناك فهرس قديم لكتاب الفراء بعنوان (فهارس معاني القرآن للفراء) اشتمل على الآيات والأحاديث والشعر للباحثة الدكتورة فايزة عمر علي المؤيد طبع عام 1414هـ. وهو فهرس دقيقٌ شاملٌ.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[04 Oct 2008, 11:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الدكتور عبدالرحمن الشهري
للعلم فإن هذا الفهرس نشرته عام 2004م، ولم أعلم بفهرس الدكتورة فايزة عمر علي المؤيد إلا بعد نشر فهرسي، وقد قمت بمطابقة القوافي التي في فهرسي أنا بالقوافي التي أوردتها الباحثة المذكور-جزاها الله خيرا-، فوجدت أن فهرستي للشعر أوفى من فهرس الشعر الذي صنعته هي، وأمثل لذلك بقافية الهمزة فهي في فهرسي اثنتا عشرة قافية، بينما هي في فهرسها عشر قواف فقط،، وقافية الباء في فهرسي أنا مائة قافية وست قواف، بينما الباء في فهرسها هي خمس وثمانون قافية فقط.
هذا بخلاف اتباعي الترتيب المشهور في ترتيب القوافي، كما أنني نسبت الأبيات إلى قائليها، وأشرت إلى بحورها، وهذا ما لم يرد في فهرسها.
وأنا لا أغض من قيمة عملها، فلها الفضل في السبق، واشتمال الفهارس التي صنعتها هي على أنواع الفهارس الأخرى من آيات وأحاديث وغيرها.
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 11:07 م]ـ
بارك الله فيك وفيها ونفع بكم.(/)
مفردة الحسن البصري بين تحقيقين؟؟
ـ[محمد العمر]ــــــــ[04 Oct 2008, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مفردة
الحسن البصري
للإمام أبي الحسن الأهوازي
خرجت بتحقيق الدكتور "عمار الددو" على نسختين خطيتين
ومن ثم فوجئت بصدور الكتاب محققا من دار الصحابة للترات بطنطا
بتحقيق "محمد عيد الشعباني "فلم يذكر المحقق الأخير وصفا للنسخ الخطية ولا أماكن وجودها كما لم يذكر إلا ترجمة مختصرة جدا للمؤلف في نصف صفحة مما يدعو للتساؤل عن مدى استفادة المحقق محمد عيد الشعباني من تحقيق الدكتور عمار اللددو الذي يعد من اهل العلم والتحقيق وقد بذل جهدا كبيرا في تحقيق الكتاب وإخراجه؟؟
مع العلم أن تحقيق محمد عيد الشعباني لا يعد تحقيقا علمياً بل هو إخراج ضعيف جدا عليه ملحوظات علمية ومنهجية كثيرة يجد ذلك من قرأ الكتاب من أول وهلة فليت ملتقى اهل التفسير ينتصر للمحقق الدكتور عمار الددو
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد العمر]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:14 ص]ـ
ننتظر الرد من الاخوة
ـ[مالك حسين]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:55 ص]ـ
عندي نسخة ثالثة:
من نوادر مفردات القراءات
مفردة الحسن البصري
تأليف
شيخ القراء
أبي علي الحسن بن إبراهيم الأهوازي
(362 - 446هـ/972 - 1055م)
دراسة وتحقيق
الدكتور عمر يوسف عبدالغني حمدان
دكتوراه في اللغة العربية وآدابها
مراجعة وتدقيق
تغريد محمد عبدالرحمن حمدان
دار ابن كثير للنشر عمان-الأردن
توزيع المكتب الإسلامي
الطبعة الأولى/ 1427هـ-2006م
اعتمد على نسخة خطية محفوظة في مكتبة المسجد الأقصى المبارك بالقدس الشريف.
وهي طبعة مخدومة وفيها جهد.
ويقع الكتاب مع فهارسه في (617) صفحة.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Oct 2008, 02:27 م]ـ
أرى يا دكتور محمد أن تطلب من المحقق الدكتور عمار الددو بيان رأيه في هذه المسألة.
وقد سبق الحديث في هذا الملتقى عن العبث والسطو على كتب أهل العلم وأهمية بيان ذلك للناس؛ لأن السكوت عن ذلك يترتب عليه مفاسد متعددة منها مايعود على المؤلف أو المحقق السابق، ومنها ما يعود على القارئ، ومنها ما يعود على دار النشر.
ولكن لا بد من التثبت وحسن الظن والتزام الأدب عند التعرض لمثل هذه القضايا.
ـ[محمد العمر]ــــــــ[05 Oct 2008, 05:45 م]ـ
أخي الكريم توجد عندي نسخة د عمر ولكن ذكرت نسخة د عمارلأنه اعتمد على نسختين خطيتين وحصل مؤخرا على نسخة ثالثة فهي عندي أفضل من غيرها ولا أدري أي تثبت يريد د إبراهيم ونسخة الشعباني بين يدي وخطأ سنة الوفاة على الغلاف فضلا عما بداخل النسخة ولنقف جادين أمام العابثين بتراث الأمة والسلام
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[03 Apr 2009, 12:56 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد؛فإن السرقة كبيرة من كبائر الذنوب ورمي المسلم بها من غير بينة كبيرة لا تقل عنها وليست البينة في وجود طبعة محققة سابقة على تحقيق الشعباني أو عدم اعتماده على مخطوطات للكتاب وأنا أبرهن على ذلك فأما الأمر الأول فإني لم أطلع على أي طبعة لمفردة الحسن البصري لا محققة ولا غير محققة ولم أسمع بالدكتور عمار الددو حفظه الله من قبل فضلا عن أن أنقل شيئا من تحقيقه وذلك بدليل بسيط جدا وواضح جدا جدا وهو أن الكتاب الذي أحققه لدار الصحابة يأتيني مصفوفا مراجعا ومقابلا على أصوله وليس علي سوى وضع الهوامش فقط فدار الصحابة عندها لجنة لمراجعة ومقابلة الكتب على أصولها التي يطبعون منها وقد سألتهم لماذا لا تذكرون مخطوطات للكتب التي تطبعونها فاعتذروا بأنها كتب موثوق من نسبتها إلى مؤلفيها بكثرة طبعاتهاوكم من دار تطبع من غير مخطوطات وانظر إلى طبعات الشاطبية أو تفسير ابن كثير أو الطبري أو القرطبي أو ابن كثير فإذا اشتهر الكتاب فلا حاجة للمخطوطات ـ هذااعتذارهم وقد يكون خطأ لكنه واقع في معظم الدور إن لم يكن بكلها ـ ثم أين الموضع الذي أخذته من كلام الدكتور عمار أو غيره ـ لقد راجعت متن الشاطبية لمكتبة السنة على غير مطوطات وإنما على ما تلقيته من شيخي ـ رحمه الله ـ فهل يعني هذا أنني سرقته من الشيخ الزعبي ـ حفظه الله ـ كيف والزعبي أصلا ما ذكرمخطوطات؟
وأما عن خطأ سنة الوفاة فوربي هذا أوضح دليل على فرية السرقة إذ كيف أخطأ في سنة الوفاة وأنا مجرد ناقل عن محقق فاضل؟
وأما عن ضعف التحقيق فكنت أود أن أحتفظ به لنفسي لأن هذا هو طلب دار الصحابة أن لا أتوسع في التحقيق , وما زلت أذكر أول كتاب عرضوا علي تحقيقه فمكثت شهرا كاملا في بضعة أوراق ورسمت سهما للأسانيد بل وبينت أخطاء في متن الكتاب فمنعوني من إتمام الكتاب وطلبوا مني مجرد هوامش بسيطة،وللعلم كنت أتعامل معهم بالكتاب فلم يكن لي مطمع مادي ويكفي أن تعلموا أني أخذت في هذا الكتاب ثلاثمائة جنيه فقط لا غير مع عشر نسخ من الكتاب المطبوع وليس لي حق في شيء آخر ولو طبع الكتاب مليون مرة.
وقد انتهى عملي مع دار الصحابة وأشرت إلى السبب في ذلك بمقدمة متن تحفة الأولاد في توحيد رب العباد , وقد فتح الله عز وجل علي بمؤلفات أحتسبها عند الله وأرجو رحمة الله بسببها وقد طبع منها ولله الحمد:
1ـ هداية الأحباب في توحيد رب العباد.
2ـ مختصر سبيل الرشاد في شرح تحفة الأولاد.
3ـ فتح الكريم في متشابه القرآن العظيم.
4ـ شرح فتح الكريم.
5ـ متن التحريرات على الشاطبية.
6 ـ شرح التحريرات.
7ـ اتساع النقاب بين التبرج والحجاب.
8ـ المتحف في مس المحدث للمصحف.
وغيرها مما لم يطبع بعد وسيطبع إن شاء الله.
فاتقوا الله عباد الله فيما تتهمون به الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ايت عمران]ــــــــ[30 Apr 2010, 07:00 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ليت دار الصحابة تستجمع كل قواها لتخرج لنا كتابا واحدا محققا، بدل أن تخرج مائة كتاب مشوه، إذ العبرة في مجال التحقيق بالكيف لا بالكم.
وأرجو من كل الطيبين أن لا يبيعوا أسماءهم رخيصة لمثل دار الصحابة، فقد ظهر من كلام الأخ الشعباني أن دار الصحابة هي المحكك الحقيقي.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Apr 2010, 07:38 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن عيد الشعباني http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=76111#post76111)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد؛فإن السرقة كبيرة من كبائر الذنوب ورمي المسلم بها من غير بينة كبيرة لا تقل عنها وليست البينة في وجود طبعة محققة سابقة على تحقيق الشعباني أو عدم اعتماده على مخطوطات للكتاب وأنا أبرهن على ذلك فأما الأمر الأول فإني لم أطلع على أي طبعة لمفردة الحسن البصري لا محققة ولا غير محققة ولم أسمع بالدكتور عمار الددو حفظه الله من قبل فضلا عن أن أنقل شيئا من تحقيقه وذلك بدليل بسيط جدا وواضح جدا جدا وهو أن الكتاب الذي أحققه لدار الصحابة يأتيني مصفوفا مراجعا ومقابلا على أصوله وليس علي سوى وضع الهوامش فقط فدار الصحابة عندها لجنة لمراجعة ومقابلة الكتب على أصولها التي يطبعون منها وقد سألتهم لماذا لا تذكرون مخطوطات للكتب التي تطبعونها فاعتذروا بأنها كتب موثوق من نسبتها إلى مؤلفيها بكثرة طبعاتهاوكم من دار تطبع من غير مخطوطات وانظر إلى طبعات الشاطبية أو تفسير ابن كثير أو الطبري أو القرطبي أو ابن كثير فإذا اشتهر الكتاب فلا حاجة للمخطوطات ـ هذااعتذارهم وقد يكون خطأ لكنه واقع في معظم الدور إن لم يكن بكلها ـ ثم أين الموضع الذي أخذته من كلام الدكتور عمار أو غيره ـ لقد راجعت متن الشاطبية لمكتبة السنة على غير مطوطات وإنما على ما تلقيته من شيخي ـ رحمه الله ـ فهل يعني هذا أنني سرقته من الشيخ الزعبي ـ حفظه الله ـ كيف والزعبي أصلا ما ذكرمخطوطات؟
وأما عن خطأ سنة الوفاة فوربي هذا أوضح دليل على فرية السرقة إذ كيف أخطأ في سنة الوفاة وأنا مجرد ناقل عن محقق فاضل؟
وأما عن ضعف التحقيق فكنت أود أن أحتفظ به لنفسي لأن هذا هو طلب دار الصحابة أن لا أتوسع في التحقيق , وما زلت أذكر أول كتاب عرضوا علي تحقيقه فمكثت شهرا كاملا في بضعة أوراق ورسمت سهما للأسانيد بل وبينت أخطاء في متن الكتاب فمنعوني من إتمام الكتاب وطلبوا مني مجرد هوامش بسيطة،وللعلم كنت أتعامل معهم بالكتاب فلم يكن لي مطمع مادي ويكفي أن تعلموا أني أخذت في هذا الكتاب ثلاثمائة جنيه فقط لا غير مع عشر نسخ من الكتاب المطبوع وليس لي حق في شيء آخر ولو طبع الكتاب مليون مرة.
وقد انتهى عملي مع دار الصحابة وأشرت إلى السبب في ذلك بمقدمة متن تحفة الأولاد في توحيد رب العباد , وقد فتح الله عز وجل علي بمؤلفات أحتسبها عند الله وأرجو رحمة الله بسببها وقد طبع منها ولله الحمد:
1ـ هداية الأحباب في توحيد رب العباد.
2ـ مختصر سبيل الرشاد في شرح تحفة الأولاد.
3ـ فتح الكريم في متشابه القرآن العظيم.
4ـ شرح فتح الكريم.
5ـ متن التحريرات على الشاطبية.
6 ـ شرح التحريرات.
7ـ اتساع النقاب بين التبرج والحجاب.
8ـ المتحف في مس المحدث للمصحف.
وغيرها مما لم يطبع بعد وسيطبع إن شاء الله.
فاتقوا الله عباد الله فيما تتهمون به الناس.
بعيداً عن موضوعِ مُفردة الحسنِ وتحقيقَيْها , فإني أجدُ الفرصةَ سانحةً السَّاعة للتذكير بأنَّ هذه الدارَ المذكورةَ اتَّخذت من كُتب العلمِ ميداناً رحباً للتجارب والعبث والتدريب على اللعب.
وقد كنتُ من قبلِ ستين أبغي التقدم بموضوع للماجستير وكانَ اختياري على إكمال المتبقي من شرح شعلة على الشاطبية الذي ابتدأه أخي الدكتور/ عبد الرحيم بن عبد الله عمر الشنقيطي في الجامعة الإسلامية , وقمتُ بمقابلة تحقيق هذه الدار للكتاب مع أربع نُسخٍ خطيةٍ متفرقة ومتباعدة الأزمنة ومكان النسخ , فوجدت عبثاً واضحاً بصلب المادة العلمية وتحكماً في العبارة واجتهادات شخصية عجيبة , واتصلتُ بمحقق الكتاب سعياً للتحقق من نسخه لعله وجد نُسخاً أخرى كان بها هذا العبثُ , فلم أعد بفائدة حيثُ أخبرني المحقق أن الكتاب حُقق على نسختين قديميتن , فطلبت منهُ أن أبعث أحد أصدقائي يصورها , فقال إنها من طول عمرها لا تتحمل حرارة ماكينة التصوير واعتذر بمعاذير خيرٌ منها الإبقاءُ على اللعب , ولا شك أنَّ هذا العبث المتواصل بكتب القراءات الذي تتولى كبره دار الصحابة انتهازاً منها للقرب من كلية القرآن بطنطا ينبغي أن يتوقف ولو بمقاضاة أصحاب الكتب المسروقة لهذه الدار ذات اليد الطولى والقدح المعلى في العبث بالتراث والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[05 May 2010, 07:45 ص]ـ
وها هنا موضوع يتعلق بموضوعنا هذا:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=101770#post101770(/)
سؤال فى تفسير سورة الشعراء
ـ[د. يوسف]ــــــــ[04 Oct 2008, 01:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا أدرى هل مثل هذه الأسئلة مشروعة أم إنها نوع من التنطع فى فهم القرءان؟
على كل سأطرح السؤال فإن كان من جنس المشروع فأجيبونى و إن كان غير ذلك فوجهونى و جزاكم الله خيرا.
السؤال هو: لاحظت فى أثناء قرائتى لسورة الشعراء التسلسل فى ذكر قصص الأنبياء إلا فى قصة نبى الله إبراهيم فقد جاء بعد ذكرها ذكر مشاهد يوم القيامة و حال أهل الجنة و النار فما السر فى ذلك يا ترى؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل دعاني سؤالك إلى تدبر الآيات الكريمة.
ورد في تفسير الطبري:
وقوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) يقول: واجعل لي في الناس ذكرًا جميلا وثناء حسنا، باقيا فيمن يجيء من القرون بعدي.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن أبي بكر، عن عكرمة، قوله: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) قَوْلُهُ (وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا). قال: إن الله فضله بالخُلة حين اتخذه خليلا فسأل الله فقال: (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ) حتى لا تكذّبني الأمم، فأعطاه الله ذلك، فإن اليهود آمنت بموسى، وكفرت بعيسى، وإن النصارى آمنت بعيسى، وكفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم، وكلهم يتولى إبراهيم; قالت اليهود: هو خليل الله وهو منا، فقطع الله ولايتهم منه بعد ما أقرّوا له بالنبوّة وآمنوا به، فقال: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ثم ألحق ولايته بكم فقال: (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ) فهذا أجره الذي عجل له، وهي الحسنة، إذ يقول: (وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً) وهو اللسان الصدق الذي سأل ربه.
وفي تفسير القرطبي:
قوله تعالى: (واجعل لى لسان صدق في الاخرين) قال ابن عباس: هو اجتماع الامم عليه.
وقال مجاهد: هو الثناء الحسن.
قال ابن عطية: هو الثناء وخلد المكانة بإجماع المفسرين، وكذلك أجاب الله دعوته، وكل أمة تتمسك به وتعظمه، وهو على الحنيفية التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم." أهـ
فإذا قلنا أن " لسان صدق " هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو ابنه، وأيضا استمر ذكره الحسن عليه السلام ببعثته صلى الله عليه وسلم:
قال تعالى:
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (البقرة:135)
وإذا ما تأملنا الآيات التي أتت بعد ذلك أي بعد دعاء إبراهيم في صورة الشعراء، سنراها تحكي أحداث يوم القيامة.
ومن علامات يوم القيامة أن يبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده:
وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم:
"بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَوْ كَهَاتَيْنِ وَقَرَنَ بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى" (أخرجه البخاري)
والله أعلم وأحكم.
ـ[د. يوسف]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:59 م]ـ
بارك الله فيك
و لكن أصدقك القول لم تشفى غليلى هذه الإجابة فليتك أو أحد الإخوة يجيبنا بما فتح الله عليه فى هذه الآية ..
ـ[التواقة]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك
و لكن أصدقك القول لم تشفى غليلى هذه الإجابة فليتك أو أحد الإخوة يجيبنا بما فتح الله عليه فى هذه الآية ..
نعم لم تشفي غليلا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 12:43 ص]ـ
الأخ الكريم د. يوسف وفقه الله ورعاه
مرحباً بك وبأسئلتك دوماً في هذا الموقع الذي يسعد بك وبأمثالك. وسؤالك هذا ليس سؤالاً مشروعاً فحسبُ، بل هو سؤالُ متدبر يتأمل ما يقرأ ويكرر النظر فيه، وقد استفدت منه لفتة لم أتنبه لها من قبل مع كثرة ترداد هذه السورة العظيمة. فجزاك الله عني خيراً.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنت تعني بسؤالك - حتى يستفيد من لا يستحضر الآيات موطن السؤال - محاولة التعرف على الحكمة من الاستطراد في أثناء ذكر قصة خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى ذكر أحداث الآخرة وهي قوله تعالى (باللون الأحمر تقريباً):
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ (86) وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (87) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (90) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (91) وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (92) مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ (93) فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ (94) وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ (95) قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (96) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ (99) فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (100) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (101) فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (103) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (104).
في هذا الاستطراد للمفسرين قولان:
1 - أنه من كلام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقيل في توجيهه أنه استطراد منه عند ذكره ليوم القيامة لتحذير وتخويف قومه من سوء عاقبة كفرهم وضلالهم. والاستطراد فن من فنون القول يأتي لأغراض كثيرة.
2 - أنه ليس من قول إبراهيم وإنما هو من قول الله تعالى. وهذا الرأي ذهب إليه العلامة عبدالحق بن عطية الأندلسي رحمه الله. قال رحمه الله:
(وهذه الآيات من قوله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون} [الشعراء: 88] هي عندي منقطعة من كلام إبراهيم عليه السلام وهي إخبار من الله عز وجل، تعلق بصفة ذلك اليوم الذي وقف إبراهيم عليه السلام عنده في دعائه أن لا يخزى فيه).
وقد استحسن ابن عاشور هذا الرأي لابن عطية فقال: (واستظهر ابن عطية: أن الآيات التي أولها {يوم لا ينفع مال ولا بنون} يريد إلى قوله: {فنكون من المؤمنين} [الشعراء: 102] منقطعة عن كلام إبراهيم عليه السلام وهي إخبار من الله تعالى صفة لليوم الذي وقف إبراهيم عنده في دعائه أن لا يُخْزى فيه اه. وهو استظهار رشيق فيكون: {يوم لا ينفع مال} استئنافاً خبراً لمبتدأ محذوف تقديره: هو يوم لا ينفع مال ولا بنون).
ولرأي ابن عطية رحمه الله وجاهته، حيث في الآيات ذكر لما يقوله أهل النار ويختصمون فيه وهذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وصيغة إيراده في الايات تدل على أنه من قول الله لا من دعاء إبراهيم والله أعلم. وإن كان يحتمل أن الله قد أطلع إبراهيم على ذلك فأورده في دعاءه.
هذا ما تيسر أخي العزيز في هذه العجالة، ولعله يظهر لمن يتدبر أكثر من المعاني ما لم يظهر في هذه الساعة والله أعلم بمراده سبحانه وتعالى.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 01:18 ص]ـ
الأخوة الكرام
اسمحوا لي أن أدلي بقول سمعته من أستاذي:
نلاحظ أن الله تعالى قد ذكر قصة موسى ونوح وهود وصالح ولوط وشعيب، عليهم
سلام الله تعالى. وذكر أيضاً عاقبة أقوامهم في الدنيا قبل الآخرة. وكان دائماً يعقب
فيقول:"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ".
أما في قصة إبراهيم عليه السلام فلم يذكر العقوبة الدنيوية وإنما ذكر العقوبة الأخروية
وختم بقوله تعالى:"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ
الرَّحِيمُ". وهذا يشير إلى أن عقوبتهم الدنيوية لم تكن في حدة عقوبة الأمم الأخرى، بل
لم يصرح بها في القرآن كله، إلا:"جعلناهم الأسفلين"، "جعلناهم الأخسرين". يضاف
إلى ذلك ما ورد من ذكر (قوم إبراهيم) وتكذيبهم عند ذكر الأمم المكذبة.
وعليه نقول: يبدو أنهم قد عذبوا من غير استئصال كامل وأخرت عقوبة الكافرين منهم
إلى اليوم الآخر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[10 Oct 2008, 08:14 ص]ـ
بارك الله فيك
و لكن أصدقك القول لم تشفى غليلى هذه الإجابة فليتك أو أحد الإخوة يجيبنا بما فتح الله عليه فى هذه الآية ..
وبارك الله فيك أخي الفاضل د. يوسف، يظهر أنك قد تدبرت الآيات، قبل طرح السؤآل كما أشار الشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري، فهات ماعندك إذا أمكن و هذا موجه أيضا لأختي الفاضلة التواقة.
ـ[د. يوسف]ــــــــ[10 Oct 2008, 03:22 م]ـ
الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهرى حفظه الله و رعاه بارك الله فيك على هذه الإجابة القيمة و رزقنى الله و إياك حسن التدبر فى كتابه العزيز ..
و الشكر موصول لأخى أبى عمر البيراوى على هذه الإجابة الوافية جزاه الله خيرا ..
أما بخصوص تدبر الآية أخى الفاضل أبى الأشبال فقد استوقفتنى كما ذكرتُ فى السؤال و لكن لم يظهر لى فيها شىء و إنما هو مجرد تأمل فأحببت أن أسأل المشائخ الفضلاء فى هذا الملتقى المبارك لعلهم يساعدوننى فى فهم الآيات و كثير ما تستوقفنى بعض الآيات أثناء القراءة و لكن للأسف لا أدون ما يستوقفنى و لكن سأحاول وضع ورقة و قلم بجانبى أثناء القراءة لأدون الأسئلة لعرضها على مشائخنا الفضلاء بارك الله فيهم ..(/)
اقتراح للأخوة الفضلاء د. مساعد الطيار ود. عبدالرحمن ود. محمد
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[04 Oct 2008, 11:29 ص]ـ
أقترح على الأخوة الفضلاء د. مساعد الطيار ود. عبدالرحمن الشهري ود. محمد الخضيري -وفقهم الله- إصدار كتاب موسع في اللطائف القرآنية؛تكتب فيه اللطيفة المؤصلة،ويبعد مافيه تكلف؛لأني أرى موضوع اللطائف تشوق السامع،وتبهجه،وتربطه بكتاب الله عز وجل.
وقد أفاد من برنامجهم (بينات) الكثيرمن متابعي البرنامج،جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم،ولكن وقت البرنامج لايتسع لكل ماعندهم.
والله أسأل لنا ولهم أجرا لاينقطع.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:42 م]ـ
شكر الله لكم عنايتكم وحرصكم واقتراحكم، وأعدك بعرضه على المشايخ وفقك الله وإياهم لكل خير.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[10 Jun 2009, 09:52 ص]ـ
الأخ الفاضل /عبدالرحمن الشهري
هذا الاقتراح طرح منذ زمن،ووعدت ـ بارك الله فيك ونفع بك ـ بعرضه على المشايخ،فماذا استجد فيه؟
فموضوع اللطائف لها أثر بالغ في تدبر القرآن،بل قد تكون سببا في الصحوة تجاه الدراسات القرآنية.
وفقك الله للخيرات، وأعطاك من الخير فوق ماترجو.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jun 2009, 11:25 ص]ـ
تم تفريغ الحلقات السابقة من قبل الأستاذة سمر الأرناؤوط وزميلاتها جزاهنَّ الله خيراً.
وثمة محاولات لاستخراج ما أشرتم إليه من اللطائف، ولا زالت بحاجة إلى مراجعة وتنقيح للنظر فيما يمكن عمله حيالها.
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 Jun 2009, 06:38 ص]ـ
الشيخ د. عبد الرحمن -وفقه الله-.
اللطائف التي أذيعت في قناة المجد رائعة جدا ومفيدة وممتعة، وأرى أنها لو طبعت بعد تنقيحها والنظر فيها وتحريرها؛ لانتفع بها الكثيرون؛ فقد ينشط البعض للقراءة والتدوين أكثر من السماع.(/)
لماذا (رأيتهم لي ساجدين) وليس (ساجدات)، و (قالتا أتين طائعين) وليس (طائعتين) أو (طائعات
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 02:58 م]ـ
السلام عليكم
فائدة تعلمتها قبل مدة وشاركت بها في منتديات أخرى
قال الله تعالى:
إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)
قال الإمام الطبري في تفسيره:
قال" ساجدين" والكواكب والشمس والقمر إنما يخبر عنها ب"فاعلة" و"فاعلات" لا بالواو والنون، [لأن الواو والنون] إنما هي علامة جمع أسماء ذكور بني آدم، أو الجن، أو الملائكة. وإنما قيل ذلك كذلك، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم بالياء والنون، أو الواو والنون، فأخرج جمع أسمائها مخرج جمع أسماء من يفعل ذلك، كما قيل: (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ)، [سورة النمل: 18].
وقال في موضع آخر:
وقيل: (كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) فأخرج الخبر عن الشمس والقمر مخرج الخبر عن بني آدم بالواو والنون، ولم يقل: يسبحن أو تسبح، كما قيل: (والشَّمْس والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لي ساجِدِينَ) لأن السجود من أفعال بني آدم، فلما وصفت الشمس والقمر بمثل أفعالهم، أجرى الخبر عنهما مجرى الخبر عنهم.
وقال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن):
فإن قيل: كيف جمع من لا يعقل جمع من يعقل؟.
قيل: لانه أسند إليهم فعل من يعقل، كما قال: " رأيتهم لي ساجدين (1) " ولم يقل ساجدات، وقد قال: " لم شهدتم علينا (2) "، وقال: " وتراهم ينظرون إليك (3) "، ومثله كثير، وسيأتى إن شاء الله تعالى.
وقال:
والعرب تجمع مالا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزله، وإن كان خارجا عن الأصل.
وقال ابن حيان في تفسيره (البحر المحيط):
وجمعهم جمع من يعقل، لصدور السجود له، وهو صفة من يعقل، وهذا سائغ في كلام العرب، وهو أنْ يعطى الشيء حكم الشيء للاشتراك في وصف ما، وإن كان ذلك الوصف أصله أن يخص أحدهما.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 03:03 م]ـ
قال الله تعالى
(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)
قال البغوي رحمه الله في تفسيره
و {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [ولم يقل طائعتين]، لأنه ذهب به إلى السموات والأرض ومن فيهن، مجازه: أتينا بما فينا طائعين، فلما وصفهما بالقول أجراهما في الجمع مجرى من يعقل.
قال القرطبي رحمه الله في (الجامع لأحكام القرآن)
وقال: " طائعين " ولم يقل طائعتين على اللفظ ولا طائعات على المعنى، لأنهما سموات وأرضون، لأنه أخبر عنهما وعمن فيهما،
وقيل: لما وصفهن بالقول والإجابة وذلك من صفات من يعقل أجراهما في الكناية مجرى من يعقل،
ومثله: " رأيتهم لي ساجدين " [يوسف: 4] وقد تقدم.
في الكشاف للزمخشري
فإن قلت: هلا قيل: طائعتين على اللفظ؟ أو طائعات على المعنى؟ لأنها سموات وأرضون.
قلت: لما جعلن مخاطبات ومجيبات، ووصفن بالطوع والكره قيل: طائعين، في موضع: طائعات. نحو قوله: (ساجدين)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:24 م]ـ
شكرا لك على هذه الفوائد القيمة
ولعلك تقصد (بابن حيان)؛
(أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطيّ الأندلسيّ
الجيّانيّ،النِّفْزيّ، أثير الدين (745 هـ)؛ صاحب البحر المحيط في تفسير القرآن العظيم .. ).
وهي الكنية التي اشتهر بها، وعرف بها عند القدامى والمحدثين
وجزاكم الله خيرا
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 Oct 2008, 04:36 م]ـ
نعم صحيح هو أبو حيان وليس ابن حيان
اخطأت ولم انتبه للخطأ
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:11 م]ـ
لست من أهل الاختصاص في اللغة أو التفسير، ولكن لدي لي تحفظ على شرح الآية الأولى: ((وإنما قيل ذلك كذلك، لأن "السجود" من أفعال من يُجمع أسماء ذكورهم)).
فحسب فهمي، تم تذكير الشمس والقمر والكواكب قبل الحديث عن السجود في قول يوسف عليه السلام: (رأيتهم).
ولا أدري إن كان يجوز لغة أن يقال: (رأيتها لي ساجدين) أو (رأيتهن لي ساجدين).
أقول ذلك مقارنة بالمحافظة على التأنيث (قالتا) في الآية الأخرى: (قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)
فما رأيكم؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 06:39 م]ـ
في قوله جلّ وعلا:
{سَاجِدِينَ}، من سورة يوسف:
أجرى الكواكب الأحد عشر والشمس والقمر، مجرى العقلاء؛ وهو الذي
يسميه النحاة (تغليبا)، وهذا الوصف صناعي.
أما السرّ البياني؛ فهو أمرٌ كامنٌ وراء هذا الوصف، ذلك؛ لأنه لما وصف
الكواكب والشمس والقمر بما هو خاص بالعقلاء، وهو السجود، أجرى عليها
حكمهم؛ كأنها عاقلة.
وهذا كثير شائع في كلام العرب، كذلك هو كثير الورود في القرآن الكريم
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Oct 2008, 12:19 ص]ـ
هذه رؤيا منامية، فقد رآها يوسف عليه السلام تسجد ورآها عاقلة، من هنا رأينا أنها ترمز إلى عقلاء، وهم أخوته وأمه ويعقوب عليه السلام.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:23 ص]ـ
وفقك الله
العرب تذكر الجمع وتريد به المفرد،وتذكر المفرد وتريد به الجمع، وتذكر الجمع وتريد به الاثنين ...... ويذكر السيوطي رحمه الله الأسرار البلاغية في الجمع والمفرد ..... لماذا جمع السماء؟ ولماذا أفردها؟ وهكذا. فيقول:إذا جمع أراد العدد،وإذا أفرد أراد الجهة ..
وهذه قاعدة من قواعد التفسير، قاعدة المفرد والمثنى والجمع.
واما ماذكرت في قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أوكرها قالتا أتينا طائعين).
فكلمة طائعين جمع وأراد به المثنى،أي: أتينا طائعتين.
مثل قوله تعالى: (قالوا لاتخف خصمان بغى بعضنا على بعض .. )
فكلمة قالوا جمع، وأراد بها المثنى؛لأن المتكلم الخصمان.
وقوله تعالى: (واجعلوا بيوتكم قبلة .. ).
واجعلوا جمع والمراد المثنى موسى وهارون عليهما السلام.
والأمثلة القرآنية كثيرة في ذلك.
ويسمي الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله هذه القاعدة: (نظرات في هيئةالكلمة).
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[05 Oct 2008, 03:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
سؤالي بورك فيكم ... هل هذه أفعال من يعقل فقط؟ فالسجود عام لجميع الكائنات من يعقل ومن لا يعقل .. وكذلك القول قد يكون حقيقة من السموات والأرض بالكيفية التي يعلمها الله ..(/)
ما صحة ذلك؟
ـ[خالد عفيفي]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما صحة القول بأن الاختيارات في تفسير الجلالين هي اختيارات ابن جرير-رحمهم الله-؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:33 م]ـ
مَنْ قال ذلك؟
إن كانت هذه المعلومة مبنية على تتبع كل الاختيارات في تفسير الجلالين وموازنتها بترجيحات واختيارات الطبري فهي فائدة قيمة. وإلا فإن المحلي والسيوطي لم يشيرا إلى هذا في تفسيرهما في المقدمة أو صلب التفسير، ولم يمر عليَّ هذا في كتاب يتصل بتفسير الجلالين قط.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Oct 2008, 09:47 م]ـ
أخي الحبيب
أذكر أنني قرأت
مختصرأ لتفسير ابن جرير الطبريّ
وهو يشبه جدا تفسير الجلالين
وتعجبت من ذلك!!
وهو في مكتبتي الخاصة في دير الزور (سوريا)
والله أعلم(/)
هل يقال في جمع موضوع مواضيع؟
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[04 Oct 2008, 10:08 م]ـ
في واجهة منتدانا الجميل،: في أعلاه عبارة: (آخر المواضيع) فهل كلمة مواضيع جمع صحيح لموضوع؟
للأستاذ يوسف الضبع المدرس بالجامعةالإسلامية بحث حول كلمة موضوع،ومشروع ونحوهما،تحت عنوان "العدوان على بنت عدنان"خلاصته أن الصواب هو العدول بها عن جمع التكسير فلايقال في جمعها مواضيع ومشاريع على جمع التكسير.
والصواب أن جمع موضوع هو: موضوعات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Oct 2008, 10:28 م]ـ
بارك الله فيك، وكلامك صحيح، وقد قرأت ما تفضلتم به للأستاذ الضبع وفقه الله وسأرفقه هنا للاستفادة منه والاطلاع على حجته اللغوية في ذلك.
وأعدك بالتصحيح بإذن الله شاكراً ومقدراً عنايتك وحرصك. ومشكلة تعريب المنتديات أننا نراجعها ونصوبها، ثم إذا تمت الترقية الجديدة وقعنا في المشكلة نفسها ويضيق الوقت عن مثل هذه العبارات التي تند هنا وهناك عن المُصحِّح، وفي تعاون أمثالك عزاء لنا جزاك الله خيراً، وإن وجدت غيرها ونبهتنا فلك الشكر والدعاء بالتوفيق مقدماً.
علماً أن الخلاف في بعض ما يقال فيه (خطأ شائع) تتنازعه النظرات العلمية بأدلتها، فلا يستقيم الجزم بصواب أحدهما وخطأ الآخر في كثير منها.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:30 ص]ـ
هي فصيحة صحيحة
ومن قال غير ذلك؛ فهو تنطّع وتمحّل
لا فائدة فيه!!!
وعندي نصوص لمئات من جهابذة العلماء
استخدموها في مصنفاتهم ..
هل هؤلاء لايعرفون لغتهم .. !!؟
سبحان الله
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:35 ص]ـ
وأنا لله العبد الفقير
وضعت اسم معجمي:
((المعجم المفهرس لمواضيع القرآن الكريم))
وقد طبع منه أكثر من (900) ألف نسخة
من عشرين عاما، وإلى الآن ..
ولم تاتني أيّ ملاحظة على عنوانه!!
وشكرا لكم
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:57 ص]ـ
أخي الفاضل / وفقك الله لكل خير
طرح المسائل العلمية،وتداول النقاش حولها،الغرض منه: الوصول إلى النتيجة وهي الفائدة لجميع الأطراف،من تصحيح خطأ،وتعزيز صواب.
ولم تذكر -بارك الله فيك- من ذكرها من الباحثين،وبيّن وجه الصواب فيها.
والاكثار من علامات التعجب في الردود العلمية،لايجلب دليلا،ولا يقوي حجة.
وأشكرك على متابعاتك وتعليقاتك.
وبارك الله في عمرك وعلمك.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:19 ص]ـ
جاء في كتاب الهوامل والشوامل؛ لأبي حيان التوحيديّ:
ما معنى قول الشاعر: -
والظلم في خلق النفوس فإن تجد = ذا عفه فلعلة لا يظلم
وما حد الظلم أولاً? فإن المتكلمين ينفكون في هذه المواضيع كثيراً،
ولا ينصفون شيئاً، وكأنهم في الغضب والخصام.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:22 ص]ـ
وجاء في تاريخ الرسل والملوك؛ لابن جرير الطبريّ:
وكان أول ما فعل أنه سار إلى موضع من دار بجرد، يقال له جوبانان، فقتل ملكاً كان بها يقال له فاسين. ثم سار إلى موضع يقال له كونس، فقتل ملكاً كان بها يقال له منوشهر، ثم إلى موضع يقال له لروير، فقتل ملكاً كان بها يقال له دارا، وملّك هذه المواضيع قوماً من قبله، ثم كتب إلى أبيه بما كان منه ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:26 ص]ـ
وجاء في المنتظم؛ لابن الجوزيّ:
وفي يوم الأربعاء لسبع بقين من جمادى الآخرة: احترقت قطيعة عيسى، وسوق الطعام، والكبش، وأصحاب السقط، وباب الشعير، وسوق العطارين، وسوق العروس، وباب العروس، والأنماط، والخشابين، والجزارين، والنجارين، والصف، والقطيعة، وباب محول، ونهر الدجاج، وسويقة غالب، والصفارين، والصباغين، وغير ذلك من المواضيع والرواضع ...
وقال في موضع آخر:
وجاء الخبر من الموصل أن الماء ورد في البرية كالجبال، فلطم سور سنجار وكان حجراً فهدم قطعة منه، ودحا بأحد بابيه أربعة فراسخ، ووقعت آدر بباب المراتب منها دار ابن جردة، وكانت تشتمل على ثلاثين داراً، وعلى بستان، وحمام يساوي عشرات ألوف، ووقع مشهد باب أبرز ومنارته، وغرقت المقابر، وصعدت التوابيت على الماء، وخرق مشهد النذور، ومقبرة الخيزران، وقر السبتي، وتهدم الحريم من باب النوبي أكثر المأمونية، وباب الأزح، وخرابة ظفر، ودرب الشاكرية، ودرب المطبخ، ودرب حلاوة، والمسعودة، والشمعية، وخرج الناس من هذه المواضيع لا يلتفت أحد على أحد ..
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:34 ص]ـ
الشيخ مروان حفظك الله:
ماذكره ابن الجوزي والطبري -رحمهم الله- مواضيع،جمع موضع وهو المكان،وحديثنا عن جمع موضوع.
وفقت لكل خير.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 08:04 ص]ـ
أخي الحبيب الفاضل محمد
من خلال بحثي عن الكلمة اتضح لي بقدر اجتهادي أن الكلمة بالصيغة الواردة:
(موضوع) يقصد بها الحديث عن مادة معينة، لم تكن مستعملة عند العرب بل كان لها معان مختلفة بصيغ غير صيغة: (موضوع) ولم تستعمل لهذا المعنى.
والدليل أنها لم ترد لا في لسان العرب ولا في القاموس المحيط.
بيد أن كتب التراجم المتأخرة أوردت الكلمة دلالة على أنها مستحدثة لهذا المعنى يقول صاحب كتاب (المعجم الوسيط ج2 ط2 ص1040):
الموضوع: المادة التي يبني عليها المتكلم أو الكاتب كلامه.
ولم يتطرق إلى جمعها.
ولكنني أقول، والله أعلم:
أنه يصح جمعها على (مواضيع، وموضوعات) فإذا نظرنا إلى المعنى
جمعناها (موضوعات)؛ لأنها بمعنى (المادة)،وإذا نظرنا إلى اللفظ جمعناها
على:
(مواضيع) ويمنع في هذه الحالة من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع.
وشكرا لك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Oct 2008, 08:11 ص]ـ
وجاء في:
معجم الغني، وهو معجم وظيفي عملي:
مَوْضُوعٌ، ةٌ - ج: مَوَاضِيعُ، مَوْضُوعَاتٌ. [و ض ع]. (مص. وَضَعَ).
1."مَالُهُ مَوْضُوعٌ فِي مَكَانٍ أَمِينٍ": مَتْرُوكٌ. "وَثَائِقُ مَوْضُوعَةٌ فِي الْمَكْتَبَةِ العَامَّةِ".
2."مَوْضُوعُ الدَّرْسِ": مَادَّتُهُ ومَدَارُهُ ومَا يَتَعَلَّقُ بِهِ. "مَوْضُوعُ الكِتَابِ" "مَوْضُوعُ حَدِيثِهِ" "تَحَدَّثَ فِي صُلْبِ الْمَوْضُوعِ".
3."حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ": هُوَ كُلُّ حَدِيثٍ يُنْسَبُ إِلَى الرَّسُولِ (كَذِباً واخْتِلاَقاً، حَدِيثٌ مُخْتَلَقٌ.
4."تَحَدَّثَ فِي مَوْضُوعٍ يُهِمُّهُ": فِي أَمْرٍ، شَأْنٍ.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[05 Oct 2008, 08:48 ص]ـ
ولكنني أقول، والله أعلم:
أنه يصح جمعها على (مواضيع، وموضوعات) فإذا نظرنا إلى المعنى
جمعناها (موضوعات)؛ لأنها بمعنى (المادة)،وإذا نظرنا إلى اللفظ جمعناها
على:
(مواضيع) ويمنع في هذه الحالة من الصرف لأنه على صيغة منتهى الجموع.
وشكرا لك
جزاكم الله خيرا مشايخنا الأفاضل
وأحسب أن المفردة يأتي جمعها بحسب ما أريد بها
فالموضوع يطلق ويراد به الوضع الذي هو ضد الرفع، والجمع: أوضاع
والموضوع يطلق ويراد به اسم لمكان، والجمع: مواضع
وعلى ذلك فقيسوا .. ولغتنا ثرية غنية ..
هذا ما أعرفه من معلومات بدائية في اللغة ومن خلال النظر في مادة الكلمة في لسان العرب
فسددوا الفهم مشايخنا مأجورين وجزاكم الله خيرا(/)
تأمل قول ابن القيم في هذه الآية ....
ـ[هبة المنان]ــــــــ[05 Oct 2008, 12:35 ص]ـ
قال تعالى " والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ""محمد"17"
مثال تولد الطاعة، كمثل نواة غرستها،فصارت شجرة، ثم أثمرت فأكلت ثمارها، وغرست نواها، فكلما أثمر منها شيْ جنيت ثمره، وغرست نواه ..
وكذلك تداعي المعاصي، فليتدبر اللبيب هذا المثال، فمن ثواب الحسنة، الحسنة بعدها، ومن ثواب السيئة، السيئة بعدها ... اه
وخير بشارة بقبول رمضان أن نكون بعده أحسن مما قبله ...
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[05 Oct 2008, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا على حسن الاختيار والتذكير
نسأل الله العظيم من فضله
ـ[عصام العويد]ــــــــ[05 Oct 2008, 03:25 ص]ـ
اختيار موفق، والله وحده المستعان وعليه التكلان،،
.
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[08 Oct 2008, 01:41 ص]ـ
http://sosohappy.jeeran.com/ جزاك%20الله%20خيرا. gif
ـ[هبة المنان]ــــــــ[10 Oct 2008, 07:08 م]ـ
بارك الله في الجميع، ونفعنا بما نقول ونسمع ......
ـ[خالد البكري]ــــــــ[10 Oct 2008, 09:18 م]ـ
جزاك الله خير يا هبة المنان على هذا التذكير والمعلومة ونفع الله بك.
ـ[علاوةمحمدزيان]ــــــــ[14 Oct 2008, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
وعلى آله وصحابته وأزواجه وذرياته الطيبين الطاهرين الأكرمين
- مر شاب بشيخ أخذ الشيب منه مأخذه.احدودب ظهره وتقوست ساقاه ووهن عظمه
واشتعل رأسه شيبا. وكان يحمل في يده فسيل نخل ومعولا وهمه غرس ذلك الفسيل
فقال الشاب لم تفعل هذا أيها العجوز؟ أتأمل أن تغرسه فينمو وتجني ثماره انه لعجيب
أمرك ألا ترى أنك قطعت الكثير من الزمن وهو آخذفي الهروب منك فكلاكما يسير
في الاتجاه المعاكس لصاحبه. فمامن الشيخ الاأن تنفس الصعداء وقال:
(غرسوا فأكلنا ونغرس فيألون) وسيستمر الغرس والأكل الى أن يرث الله
الأرض ومن عليها.) فسبحان من أودع حب العمل في الانسان
التوقيع/ أخوكم: عابر سبيل(/)
سؤال: لم ذكرالله الكفارفقط دون المسلمين في قوله (كمثل غيث اعجب الكفارنباته)؟
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[05 Oct 2008, 06:36 ص]ـ
سؤال: لم ذكرالله الكفارفقط دون المسلمين في قوله (كمثل غيث اعجب الكفارنباته)؟
مع ان نبات الغيث يعجب به حتى المؤمنين,,
اللهم بارك لمن اجاب او شارك
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:09 ص]ـ
الكفَّار هنا: الزُّرَّاع.
والمعنى: إعجاب الكفار بالحياة الدنيا وفرحهم بها كإعجاب وفرح الزَّارع حين يرى نباته ينمو ويشرق من أثر الغيث.
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:16 ص]ـ
الكفار هم: الزراع
وقوله تعالى: (نباته) أي: النبات الذي نتج بسبب هذا الغيث أعجب الكفار وهم الزراع.
وأطلق عليهم الكفار لكونهم يضعون البذرة في الأرض ويغطونها، فهذه التغطية تسمى
الكفر، فالكُفر من معانيه التغطية.
وسمي الزارع كافراً لأنه يغطي الحب بتراب الأرض كما في قوله تعالى:
(كمثَلِ غيث أَعجب الكفار نباته)
أي الزراع، ومنه الكافر وهو ضد المؤمن، وسمي كافراً لأنه يغطي الحق ويستر
النعمة من ربه، وبه قال ابن فارس والأزهري.
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:27 ص]ـ
أخي الفاضل: قال الراغب في المفردات الكفر في اللغة:ستر الشئ ووصف الليل
بالكافرلستره الأشخاص والزارع لستره البذر في الأرض ...
أخي راجع مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني ففيه بغيتك وتروي نهمتك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Oct 2008, 01:19 م]ـ
إن ما أورده الأخوة صحيح من الناحية اللغوية، بل تجده في كتب التفسير. والأولى أن
نفسر كلمة (الكفار) بالمتبادر لأنه اصطلاح قرآني لا نعدل عنه إلا لدليل.
أما لماذا الكفار دون غيرهم؟!
"اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال
والأولاد ... " هذا كله:"كمثل غيث أعجب الكفار نباته .. " ومعلوم أن الكافر يعجب ويغر
ويذهل عن حقيقة الدنيا الزائلة ومن هنا يكون المثل أدق في التعبير. أما المؤمن فيعلم
حقيقة الدنيا وهو زاهد فيها ومدرك لزيفها.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[06 Oct 2008, 02:32 ص]ـ
اثابكم الله جميعاعلى المشاركة
لاحرمكم الله الاجروالدعاء الصالح
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:13 ص]ـ
{أعجب الكفار نباته} لا تحتمل المعنى الشرعي لكلمة الكفر , لأن المؤمنين يعجبهم الغيث ونباته أيضاً , ولذلك كان استشكال أخي أبي الحارث , ومن شروط صحة التفسير: مطابقة المعنى للواقع وعدم تناقضه واستحالته.
ـ[محب القران]ــــــــ[06 Oct 2008, 05:54 م]ـ
اود إضافة شئ لكلام الاخوة السابق
وهو ان هذا من باب ضرب الامثال والله جل في علاه ضرب المثل هنا صريحا
فشبه الله نعيم الدنيا الزائل الذي هو في حقيقته لعب ولهو وزينة وتفاخر بجمال الزرع في مراحله لكن نهايته حطاما تأكله الدواب وينتهي ويفنى
وخص الله هنا الزراع ((الكفار)) بالذكر لأنهم هم الذين تكون قلوبهم أكثر تعلقا بالزرع من أول ان وضعو البذره وستروها بالتراب وهذا يسمى كفرا بفتح الكاف واسكان الفاء وهو التغطيه والستر
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[07 Oct 2008, 07:26 ص]ـ
[ومن شروط صحة التفسير: مطابقة المعنى للواقع وعدم تناقضه واستحالته. [/ QUOTE]
ما علاقة هذا الشرط التفسيري بالآية المستفهم عنها؟، ليتك توضح أكثر، لأني أرى هذا إقحاما للشرط في غير موضعه ....... هكذا بدا لي والله أعلم .............
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:32 ص]ـ
مرحباً بك عذب الشجن
والشرط الذي ذكرتُه -إن كان واضحاً لديك- فعلاقته بالموضوع مذكورة قبلُ , وهي أن المؤمنين بشرٌ كغيرهم , يعجبهم جميعاً الغيثُ ونباته , فإذا اخترت معنى يناقض هذا الواقع الذي نُحِسُّه فهو معنى مردود غير صحيح. وقولنا: إن الغيث ونباته يعجب الكفار -بالمعنى الشرعي- دون غيرهم , موقعٌ في هذه المناقضة.
وقد كنت أودُّ الحديث عن الشرط بتفصيل وتمثيل أكثر في موضوع مستقل , ولعل سؤالَك يبعث النشاط لذلك , وفقك الله.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[08 Oct 2008, 04:24 ص]ـ
مرحباً بك عذب الشجن
والشرط الذي ذكرتُه -إن كان واضحاً لديك- فعلاقته بالموضوع مذكورة قبلُ , وهي أن المؤمنين بشرٌ كغيرهم , يعجبهم جميعاً الغيثُ ونباته , فإذا اخترت معنى يناقض هذا الواقع الذي نُحِسُّه فهو معنى مردود غير صحيح. وقولنا: إن الغيث ونباته يعجب الكفار -بالمعنى الشرعي- دون غيرهم , موقعٌ في هذه المناقضة.
وقد كنت أودُّ الحديث عن الشرط بتفصيل وتمثيل أكثر في موضوع مستقل , ولعل سؤالَك يبعث النشاط لذلك , وفقك الله.
[ color=#000000][size=4] طبعا الشرط واضح لدي تمام الوضوح، لكن تطبيقك له غير صحيح، ثم إن موضوع الآية المستفهم عنها لاعلاقة له بالمعنى، بل في سر التعبير أو قل في الملحة في اختيار لفظة الكفار دون لفظة الزراع، حتى لو قيل بأن الكفار _ أريد به المعنى الشرعي _ فكذلك لا دخل لهذا الشرط من بعيد ولا قريب ............ فلعل قائلا يقول: ذكر الكفار بمعناه الشرعي ولم يذكر المسلمين من باب (وسرابيل تقيكم الحر) وعلى منوالها، ونص على الكفار لتمام التشبيه وإحكام المثال ألا تراه قال بعدها: ليغيظ بهم الكفار .............. _ طبعا أوردت ما يمكن أن يورد في الآية، وليس يعني ذلك اقتناعي به _ هذا على عجالة .............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Oct 2008, 01:14 م]ـ
ثم إن موضوع الآية المستفهم عنها لاعلاقة له بالمعنى، بل في سر التعبير أو قل في الملحة في اختيار لفظة الكفار دون لفظة الزراع [/ size][/color]
الموضوع بكامله يدور حول: المراد بالكفار في الآية؟ هل هي بالمعنى اللغوي أو الشرعي.
والتعرض للسر فيه أو الملحة = ملحة في الموضوع لا أثر لها ذا بال.
وكأنك تذهب إلى أن المعنى الشرعي في الآية صحيحٌ حين لا نعتبر مفهوم المخالفة , ولا يكون لازماً لنا هنا , فلا ينطبق الشرط الذي ذكرتُهُ حينذاك. ولك ذلك.
لكن أخي أبا الحارث السائل في الموضوع ذكر مفهوم المخالفة فأجبته بما يرده من قريب.
نعم الشرط الذي ذكرتُه ليس وجهاً مباشراً في الترجيح كغيره من الوجوه التي سأذكرها , غير أنه تبادر إلى ذهني من باب الإفادة به , وبينك وبين أن تعتبره أمران لازمان:
الأول: أن تدرك وجوه الترجيح المباشرة للقول بالمعنى اللغوي للَّفظة , والتي منها:
1: أني لم أجد من فسر هذه اللفظة بالمعنى الشرعي ممن سبق من مفسري السلف فمن بعدهم , بل كُلُّهم -فيما اطلعت- على أن المراد الزُّرَّاع. فإن لم يكن قول جميعهم فهو قول جمهورهم.
2: ثم في الأخذ بالمعنى الشرعي لهذه اللفظة هنا نزول بالمعنى عن التمام؛ فإن السِّرَّ في تخصيص الكفار بالذكر عن المؤمنين غير ظاهر , ولم أجد من عرَّج عليه.
3: في حين أن الأخذ بالمعنى اللغوي هنا هو المتبادر من السياق في عموم الخلق مؤمنهم وكافرهم.
4: وكذلك لفظ الآية المُصَدَّر بقوله {اعلموا} الشامل للصنفين.
5: وبه يتم التشبيه المقصود فيها.
6: وحيث كانت أوجه الافتتان بالدنيا في الآية {لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد} عامة لجميع الخلق وواقعة منهم , فكذلك التشبيه المقابل عام في كل من يغتر بما هو زائل , أياً ما كان دينه؛ إذ لا أثر له في تمام التشبيه.
7: ثم ختم الآية بما يؤكد العموم للصنفين: {وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان}.
والثاني: أن تعتبر مفهوم المخالفة؛ حين تقول بأن المراد: الكفار بالله. وهو: أن النبات من بعد الغيث لا يعجب المؤمنين.
فهناك ترى هذا الوجه المتأخر من وجوه الترجيح (الشرط الذي ذكرته) مناسباً وصحيحاً ومفيداً نوعاً من التقديم لهذا المعنى , وإن كان على العموم ليس بحاجة إليه.
لكن يكفي أن نقرر هنا أنه وجهٌ وشرطٌ صحيح معتبر في اختيار المعنى اللغوي لكلمة الكفَّار.
[ color=#000000][size=4] لكن تطبيقك له غير صحيح
أرجو بهذا أن يكون التطبيق صحيحاً , والله الموفق.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:47 م]ـ
نعم الشرط الذي ذكرتُه ليس وجهاً مباشراً في الترجيح كغيره من الوجوه التي سأذكرها , غير أنه تبادر إلى ذهني من باب الإفادة به ,.
كلامك هذا إقرار بما قلته سابقا،وهو استخدامك للشرط في غير موضعه، وأراك قولتني ما لم أقله فأنا لم أر تفسير الكفار بالمعنى الشرعي في هذه الآية، وإنما قلت: لقائل أن يقول ............ ثم سقت أدلة على هذا المعنى وأطلت الكلام في ما هو خارج لمحل النزاع ...........
الخلاصة: قد استخدت شرط الترجيح في غير موضعه .............
وقد اضطرب قولك في غير موضع،وألزمتني بما ليس بلازم ...... ولو عدت لفصلت لك هذا ودللتك إلى مواضعه ...............
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Oct 2008, 04:53 م]ـ
الأخوة الكرام:
أعود للمسألة فأقول:
قال ابن كثير رحمه الله:"يعجب الزراع نبات ذلك الزرع الذي نبت بالغيث؛ وكما يعجب الزراع ذلك كذلك تعجب الحياة الدنيا الكفار، فإنهم أحرص شيء عليها وأميل الناس إليها".
ويقول الألوسي رحمه الله:"والمراد بالكفار إما الحراث على ما روي عن ابن مسعود لأنهم يكفرون أي يسترون البذر في الأرض ووجه تخصيصهم بالذكر ظاهر، وإما الكافرون بالله سبحانه ووجه تخصيصهم أنهم أشد إعجاباً بزينة الدنيا فإن المؤمن إذا رأى معجباً انتقل فكره إلى قدرة موجده عز وجل فأعجب بها ".
ويقول أبو حيان الأندلسي:"قيل: الكفار: الزراع، من كفر الحب، أي ستره في الأرض، وخصوا بالذكر لأنهم أهل البصر بالنبات والفلاحة، فلا يعجبهم إلا المعجب حقيقة. وقيل: من الكفر بالله، لأنهم أشدّ تعظيماً للدنيا وإعجاباً بمحاسنها".
ويقول ابن عاشور:"وقال جمع من المفسرين: الكفار جمع الكافر بالله لأنهم قصروا إعجابهم على الأعمال ذات الغايات الدنيا دون الأعمال الدينية، فذكر الكفار تلويح إلى أن المثل مسوق إلى جانبهم أوّلاً ".
وعليه لا داعي لأن نسفيض في ذلك فالأمر يحتمل. وطالما أنه يحتمل فالأولى تقديم الحقيقة الشرعية على الحقيقة اللغوية.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:07 ص]ـ
لا أري أن الكفارتعني الزراع
لأن هذا ان طبقناه علي آية الفتح " .... يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. " يكون المعني يعجب الكفار ليغيظ بهم الكفار
وآية "كمثل غيث اعجب الكفارنباته"
توضح أن الكافر يعجبه النبات دون النظر إلي الثمرة التي تكون في الآخرة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد فال]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:16 ص]ـ
يذهب كثير من المفسرين إلى أن لفظة الكفار في الآية بمعنى الزراع، من كفر الشيء إذا غطاه، والحراث يبذرون الحب ثم يغطونه تحت الأرض، ونص عليهم لأنهم أهل الخبرة بالزراعة.
ويذهب بعضهم إلى أنها بمعنى الكفار بالله الذين يسترون نعم الله ولا يشكرونها.
والآية تحتمل المعنيين، إلا أن حملها -عندي- على المعنى الثاني - والله أعلم- أرجح لأمرين:
1 - أن ذلك المعنى يطابق الحقيقة الشرعية لهذه الكلمة، وهي مقدمة على الحقيقة اللغوية كما هو معروف في الأصول.
2 - أن ذلك المعنى هو الظاهر المتبادر إلى الذهن، فلا يكاد السامع يفهم من لفظة الكفار عند إطلاقها إلا ذلك المعنى، ولا يعدل عن ظاهر ما دلت عليه النصوص إلا بدليل.
أما لما ذا خصوا، فلا شك أن الكافر أكثر ميلا إلى الدنيا وأشد تعلقا بها، والمؤمن وإن كان قد يحدث منه ميل إلى الدنيا فلا يصل إلى درجة الكافر، وسرعان ما يتخلص من ذلك عند ما يتذكر الآخرة.
والله تعالى أعلم.(/)
للمناقشة "قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" في أي سياق جاءت؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[05 Oct 2008, 07:19 ص]ـ
يمثل هذا الموضوع قضية خطيرة جدا ... و هي تغير معاني الكلمات حتى التي قد نقرؤها صباح مساء و هي في كتاب الله؟! فكيف بما دونها من معاني الأحاديث الشريفة ... و غيرها من المفاهيم الشرعية؟!
أفتونا أيها الصديقون؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:40 م]ـ
قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " في أي سياق جاءت؟
الجواب: جاءت في سياق الترغيب والترهيب والبشارة والنذارة والوعد والوعيد
فالسابق قوله تعالى في سورة الزمر:" {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8)
واللاحق قوله تعالى: {أمن هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)
وقوله: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} أي: هل يستوي هذا والذي قبله ممن جعل لله أندادا ليضل عن سبيله؟! {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} أي: إنما يعلم الفرق بين هذا وهذا من له لب وهو العقل. انظر ابن كثير
ومحل الاستشهاد صالح كمثل مرسل على الألسنة يقال في كل مناسبة تستوجب التمييز بين نوعين من الناس، للفت الأنظار إلى الصواب الذي يجب اتباعه، والعكس.
وأعتذر لأني لم أفهم إلا عنوان المشاركة فحسب.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:20 ص]ـ
أوضح سؤالك حبيبنا،
فإنك كنت تسأل عن السياق فقط فالجواب مذكور أعلاه، لكن لا أرى في ذلك أيّ قضية خطيرة!.
وإن كنت تسأل عن العلاقة بين أول الآية وآخرها؟ وما هو العلم المراد هنا؟
فلهذا جواب آخر.
سددك ربي،،
ـ[خلوصي]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:12 ص]ـ
جزاكما الله خيرا د. خضر و د. عصام ...
إذن هكذا جاء السياق القرآني!
و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!
فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......
أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!!
بارك الله فيكم ... و أشكركم على التجاوب الذي أرجو أن يقود إلى تجلية هذا المفهوم تجلية كبيرة ترد الأمور إلى نصابها و تجدد للحقائق الشرعية جلوتها.
.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:25 ص]ـ
قال الإمام الرباني الحسن البصري:
" العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،
وعلم في القلب فذلك العلم النافع "
فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)
ـ[السامي]ــــــــ[06 Oct 2008, 01:46 م]ـ
المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Oct 2008, 04:00 ص]ـ
قال الإمام الرباني الحسن البصري:
" العلم علمان فعلم على اللسان فذلك حجة اللَه على ابن آدم،
وعلم في القلب فذلك العلم النافع "
فضل علم السلف على الخلف (ج 1 / ص 7)
جزاكم الله خيرا على هذه القبسة البديعة!!
ـ[خلوصي]ــــــــ[10 Oct 2008, 04:02 ص]ـ
المراد بالعلم كما يظهر من سياق الآية والله أعلم أنه العلم المقرون بالعمل
و جزاكم الله خيرا على هذا الإثراء ... و لعلك تقصد أستاذي الكريم: العلم المقتضي للعمل في هذا السياق.
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Oct 2008, 07:49 م]ـ
و هكذا أيها الإخوة و الباحثون و الأساتذة ... رأينا كيف أن ثمّة خللاً كارثيّاً يكمن في فهومنا للمفاهيم الشرعية حتى الأساسية منها ... !!
إلا أن ذلك خفي لا يظهر .. !؟ فعندما نقرأ هذه الآيات نفهمها في سياقها و لا نستشكل شيئا منها .... و عندما نتعامل مع مفهومها في الواقع و مع الاستشهاد بها و الاستدلال بها نرى كيف يلتبس الأمر على الناس و هم لا يشعرون .. !؟
فهل توافقون على المضي قدما في تجلية المسائل الأخرى .. ؟ و عندها يمكن تغيير العنوان أو يبقى كما هو؟
خادمكم ... الفقير العاجز: خلوصي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[19 Oct 2008, 08:56 ص]ـ
نوافق علي تجلية المسائل الأخري
ولنبدأ بحكم من لايعمل لأنه لايعلم، أو من يعمل خطأ لأنه مقلد أو لا يعلم
ثم من يعلم ولا يعمل ولا يعلم الآخرين ما يعلم
وأيهما أفضل للمرء أن لا يعلم ولا يعمل .... فسينجو لأنه معذور بالجهل،أم الذي يعلم ولايعمل .... فسيدان لأنه علم، وهذه دعوة لعدم العلم!!!
..... الخ
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Oct 2008, 04:32 م]ـ
حسناً يا سيدي:
نبدأ بالذي بدأتم به:بحكم من لايعمل لأنه لايعلم؟!
سؤالي:
هل حررنا المسائل التي يلزمها ذاااك العلم؟
ثم المقدار من العلم الذي يكفيني؟
ثم صيغة هذا العلم: أيلزم أن يكون بحفظ الأدلة أم يكفي المعنى ... و حسب المسألة؟
...
.......
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Oct 2008, 05:08 م]ـ
جزاكما الله خيرا د. خضر و د. عصام ...
إذن هكذا جاء السياق القرآني!
و لكن مفهوم " العلم " و " الجهل " اليوم صار يقاس فقط بقدرة المرء على التأصيل و الاستنباط ... أو بمعرفته للفتاوى أي في الأمور التي اصطلح عليها ب " الفقه " ... أو .... ما هو معروف مما تعلمونه من إطلاقهم ألفاظ " العلم الشرعي " و " الفقه " ... و ضرورة طلب " العلم " بهذا المفهوم الضيق " الاصطلاحي " الذي لا يحسنه إلا فئة من الناس و ليس بالضرورة أن يتوفر عليه الدعاة المخلصون مثلاً؟!
فمثلا ثمة دعاة يركزون على الدعوة الفطرية في إيقاظ التوحيد الفطري في قلوب الناس و الكلام السهل في التفاعل مع أسماء الله الحسنى ... و ما يستتبعه من الكلام في ثواب الله و عقابه و الخوف و الرجاء .... إلخ مما لا يحتاج تلك الدراسة التي تخوّل صاحبها حيازة لفظ " طالب العلم " .... و هي أصلاً المقصود - كما بيّنتم - من السياق القرآني ... و مع ذلك أطلق ربنا عز و جل عليهم وصف " يعلمون " الذي لم نعد نستعمله إلا لصنف تخصصي هو جزء فقط من المعنى الكلي!! ......
أقول ثمة دعاة هذا شأنهم مع أن شأنهم هذا من أجل الشؤون ... و مع ذلك يصد " طلاب العلم " الناس عنهم! و في الحقيقة هم يصدون عن سبيل الله و هم لا يشعرون ... ! مع عظم حاجة الناس إلى هذا اللون من الناصحين الصادقين؟!!
بارك الله فيكم ... و أشكركم على التجاوب الذي أرجو أن يقود إلى تجلية هذا المفهوم تجلية كبيرة ترد الأمور إلى نصابها و تجدد للحقائق الشرعية جلوتها.
.
أخي الحبيب:
هذا الأمر ذو شعَبٍ لا ينبغي إجمالها أو اندراجها في جزئيةٍ واحدة ,فالآية عنوان الموضوع لم تأت بالثناء على الدعاة الذين وصفتهم ,ولا أحسب طالبَ علمٍ يصد عن سبيل الله بالتحذير ممن يوقظ توحيد الله الفطري في النفوس وتفاعلهم مع معاني ومدلولات أسماء الله الحسنى.!
لكن:
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!
فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذين تنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين , لكننا أغنياء بالعلماء وطلبة العلم عن مهرّجي هذا العصر ممن أقْحِموا في الدعوة , وتكلموا في أمر العامة واقتحموا حياض الفتيا والتوجيه بلا علمٍ ولا هدى ولا كتاب منير.
وأولاء أحسبُ أنهم ممن تجب مناصحته أن يرفق بنفسه ,خصوصاً إذا أقعدته الشهرة عن طلب العلم والسؤال عما يستقفل عليه من أمور دينه.
ولقد تسبب بعضهم في شماتة الأعداء بالدين والعلماء ,حين تأملوا وأذاعوا ونشروا مقاطع مسجلة من هذا التهريج الفاضح ,وخلعوا صفات وأفعال وسذاجة أولئك على كل العلماء والمربين في الأمة.!!
فمتى كان الداعيةُ يقلد أصوات الحيوانات والسيارات ليضحك الناس دعوةً إلى الله , ولماذا يصر صاحب تلك الموهبة على أن يكون "شيخاً" وأمامه مجالات التمثيل والإنشاد التي لا حرجَ في تنمية وإبراز تلك الموهب عبرها.
ومتى كان الداعية حين تطلبُ منه محاضرة يشترط على المضيفين المحسنين الظنّ به تذكرة سفر له ولمرافقيه على الدرجة الأولى ,ومأكولات بحريةً ,وفندق من نوع كذا وكذا, كما يصنع الممثلون واللاعبون تماماً ناسياً هذا الصنفُ أو جاهلاً بأن كتاب الله نقل عن أئمة الدعوة وهم رسل الله اجتماهم على مبدإ (لا أسألكم عليه أجراً).
متى كان الدعاة إلى الله طلبة العلمِ يجر بعضهم ثوب بعضٍ وينغزه في خاصرته ,ويعيّره بخلقته في نقل وبث حي ومباشر , أمام ملايين المشاهدين ,لتبقى تلك الصورة الشوهاء - التي حسبَ (ناسجها) أنها ستبين سماحة الإسلام ويسرَه - قابعةً في الأذهان وبرهاناً على عدم العناية بالتأصيل والتأسيس الذي لا يوجد إلا في مجالس العلماء وبين أيديهم.!
ولولا مخافة استغلال كلامي من قبل الباحثين عن العثرات واستعماله دليلاً من باب (وشهد شاهدٌ) لذكرتُ من عجائب هذه الفئة ما يندى له الجبين وتتقرح الأكباد ,فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ولا يعني ذلك حكر الدعوة والمساهمة في الدلالة إلى السبيل القويم على من بلغ رتبة الاجتهاد , فالدعوة مسؤولية الجميع كل بحسبه , ولكن بالإمكانيات المتاحة وعلى النهج القويم , بعيداً عن العفوية والارتجال المفضيين إلى التعثر والسقوط , والندم حين لا ينفع الندمُ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[22 Oct 2008, 10:43 م]ـ
هناك فئةٌ قليلةٌ بحمد الله حسبوا -ونحن في عصر السرعة - أنّ التحليق في الأجواء العلمية والدعوية - بإتقانٍ وتمكّن - أمر متاحٌ لكل من تحلق حوله عددٌ من المعجبين مهما كانت بضاعته علماً وعملاً مزجاة, ومهما كانت نوعية جمهوره.!
ولهذا يا أخي أري أنه يجب أن يكون كل المستمعين علماء لكي يكون عندهم المناعة الكافية مما يلقي علي مسامعهم سواء من القنوات التي تلبس ثوب الدين أو التي تلبس ثوب المراهنات .. الخ
أو لديهم غربال يفرزوا به مايسمعون
ومانراه من تساؤلات العامة -أنا سمعت شيخ بالأمس علي قناة كذا يقول كذا!! لقد تاه الناس وأصبحوا في حيرة من أمرهم
وهنا يدخل الشيطان ويقنع كل واحد -سيبك من هؤلاء وأولئك ... - واذهب إلي قناة كذا فرفش شوية وريح دماغك
أما الدعاة فيجب أن تكون هناك أبحاث لوضع خطة الدعوة؛ هذا إن كان هناك دعاة أو علماء دعوة.
فلا يعقل أن تذهب لطفل في الحضانة لتوقظ التوحيد الفطري ولتعلمه الصلاة وتخوفه بالشجاع الأقرع إن لم يصل .. ؛
ثم ماكان هؤلاء أصحاب البضاعة المزجاة ليكون لهم وجود إن كان أصحاب البضاعة الغير مزجاة موجودون فقد تأخروا في الظهور علي الشاشات ومنهم من يتحرج حتي الآن،ومن ظهر من هؤلاء يحكي لنا قصصا يعالج بها وجود الغول والعنقاء في زمن فتح يأجوج ومأجوج أيام المغول،
ثم تأتي وتقول -- فنحن بلا شك بحاجة إلى العباد القُوّام الذين تنتصب أقدامهم لله ولو كان أحدهم لا يكاد يبين ...
لماذا لايبين لأنه جاهل لا يملك آلية تفكير ولا يستطيع التعلم،ولا سياسة نفسه ولا أهله .. سيسحبه الشيطان ليطوف حول وثن من مال أو امرأة أو زجاجة خمر أو قبر ... الخ أويحول عبادته لغير الله بمجرد تغيير النية لأنه يظن أن الناس تصوم لأجل رمضان وليس لله؛أو يحج لكي يزور!! ناهيك عن تحول الجميع إلي بكم -لايكاد يبين -!!
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 Oct 2008, 11:16 م]ـ
إخوتي الكرام:
محل البحث هنا محدد: و هو استشهاد البعض بالآية في غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !!
أما ما قد يُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر .. !
بارك الله فيكم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Oct 2008, 12:46 ص]ـ
مازال الأمر ملتبسا؛! سألك الأخوة أن توضح مطلبك من الحوار بلا حرج؛
من وصف هذا الرجل بالجهل؟!!
قد أشك في أنك تريد أن تصل أنه من دعي إلي اتباع العالم فلان يجب ألا يوصف بالجهل!!
وبالتالي حد العلم هو التقليد لمن تثق في علمه
... الخ؛ فحدد نقاط الحوار واضحة حتي نستفيد ونفيد
ودعني أوضح أن رجل آية يس كان عالما وأعتقد أنا أن الكل يجب أن يسعي أن يكون مثله فهو نموذج المؤمن العادي الذي يجب أن يمثل غالبية المجتمع
ما الذي جعله يجيء من أقصي المدبنة يسعي و يقول ما قال؟
لما قال القوم ماقالوا لرسلهم " .... لنرجمنكم .. " علم أنه وجب عليه أن يعذر نفسه؛ولعلهم يرجعون؛لأنه يعلم إذا مضي القوم في تهديدهم لرسلهم فسنة الله أن يؤخذوا بسنة شرعية فيهلكوا ويُنجي الله رسله والذين آمنوا؛وهو ماكان فقد هلك القوم بصيحة واحدة،
فمن يصفه بالجهل؟ ثم أنه يكفي ما قاله دليلا علي علمه؛ ثم يكفي بيانه لكي لا يقال نريد عبادا حتي ولو كان أحدهم لا يكاد يبين.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[25 Oct 2008, 07:27 ص]ـ
جزيت خيرا أخي محمود الشنقيطي وقد أخذت ما في نفسي وحبرته وجملته وزدت عليه، وكم نحن في حاجة إلى من برؤيته وسمته ومنطقة يذكرنا بالله تعالى
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[خلوصي]ــــــــ[25 Oct 2008, 07:49 ص]ـ
إخوتي الكرام:
محل البحث هنا محدد: و هو استشهاد البعض بالآية في غير مفهوم العلم الوارد فيها .. ثم جعل هذا الفهم الخاص عمدة لوصف أمثال رجل الآية " و جاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين " لوصفهم بالجهل المستتبع لمنعهم من قول: " يا قوم اتبعوا المرسلين " ... !!
أما ما قد يُرى على البعض من مآخذ فهذا شأن آخر ... و موضوع آخر .. !
بارك الله فيكم.
محل البحث يا سادتي هو أكبر مظلوم اليوم في سير الحوار ... آه كم أشتاق لتأليف مجلدات كاملة عنه .. ؟!!! و لكني في شغل عنه أفضل إن شاء الله!؟(/)
حديث الجواري
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 09:59 ص]ـ
.. في سورة الشورى" وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [الشورى: 32] وقال في سورة الرحمن " وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ [الرحمن: 24] والسؤال لماذا زيدت لفظة (المنشآت) في سورة الرحمن على الشورى؟!!
اولا دعونا نرى سياق الايات في كلا السورتين يقول الله في الشورى " وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ [الشورى:32 - 34] بينما الاشارة في سورة الرحمن لتلك الاية فقط فقال تعالى " وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ [الرحمن: 24 - 25] ثم عدل الى موضوع اخر وترد عدة نقاط:-
1. سورة الرحمن قائمة على ذكر النعم المبسوطة للانسان سواء في الدنيا والاخرة واقرأ معي:-
· عَلَّمَ الْقُرْآنَ [الرحمن: 2]
· وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ [الرحمن:10 - 11]
· وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ [الرحمن: 46]
· فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ [الرحمن: 50]
الى غيرها من النعم الدنيوية والاخروية بينما سورة الشورى لم يرد فيها هذا البسط للنعم يقول صاحب معترك الاقران " ولم يرد في سورة الشورى من اولها الى اخرها حال دنيوي لأحد بل تضمنت حقارة الدنيا ونزارة رزقها وانه مقدور غير مبسوط وتلك حال الاكثر " (1)
علاوة على ان سورة الشورى نعم مشروطة غير مبسوطة واقرأ معي قوله تعالى " وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ [الشورى: 27] لم ترد مثلها في القران فقد ذُكرت الاية على وجه العرض والشرط ناسبها حرف المنع (لو) بينما في باقي القران جاءت على وجه الاخبار قالى تعالى:-
· اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ [الرعد: 26]
· إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً [الإسراء: 30]
· وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [القصص: 82]
· اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [العنكبوت: 62]
· قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ: 36] وغيرها ...
2. لم يرد ذكر الجنة بالتفصيل في سورة الشورى الا في موضع واحد قالى تعالى " تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ [الشورى: 22] وهي على قلتها جزء من اية بينما الوضع يختلف في سورة الرحمن كان ذكر خير الاخرة كثيرا وتفصيليا فسورة الشورى موضع ايجاز نعم وسورة الرحمن موضع بسط نعم
3. " سورة الشورى عموما هي في مستكرهات الامور أي فيما يشاؤه الله لا ما يشاؤه الانسان " (2) وتلاحظ هذا في قوله تعالى " لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [الشورى:49 - 50] لم ترد مثلها في تفصيل الزوجية وتلاحظ كلها ما يكره الانسان في عدة فقرات:-
(يُتْبَعُ)
(/)
أ- تقديم الاناث على الذكور في قوله " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ"
ب- ذكر العقم في قوله " وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً" لامثيل لها في القران كله
4. سورة الرحمن تعداد نعم وافق تكرار جملة " فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ" احدى وثلاثين مرة في خطاب كلا الثقلين من الانس والجن بأجمل عبارات فقال (الآء) وهي افخم من (نعم) لانها لا مفرد لها ما يدل على تعددها وقال (ربكما) وهي هنا عطاء الربوبية العام للمؤمن والكافر على السواء
5. نأتي لآيات البحار المناطة بالسؤال نلاحظ هذ المقارنة بين السورتين
سورة الرحمن سورة الشورى
· وله · ومن آياته
· الجوار المنشآت في البحر كالاعلام (بزيادة المنشآت) · الجوار في البحر كالاعلام
· (لم يرد أي شيء وانتقل الى موضع أخر) · إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ
فقال في سورة الشورى (ومن آياته) ومن هنا تبعيض أي بعض آياته بينما في الرحمن خصها له بقوله (وله) وهذا مقام تعظيم يناسب مقام بسط النعم " فالاخبار عن الجواري انها له للتنبيه على انشاء البحر للسفن لا يخرجها عن ملك الله " (3) وكذلك " الاشارة الى كونهم منشئيها لا يخرجها من ملكه عز وجل كأن تمام منفعتها انما هو منه عز وجل " (4) لأن " المنشآت بفتح الشين اسم مفعول أي أنشأها الله أو الناس أو المرفوعات الشراع وقال مجاهد:- مله شراع من المنشآت وما لم يرفع له شراع فليس من المنشأت .. وبسر الشين ينشئن الامواج بجريهن أو التي تنشئ السفر إقبالا وادبارا" (5)
6. في سورة الرحمن انتهى الحديث عن السفن والإنعام وانتقل الحديث الى امور اخرى اما في سورة الشورى لم يكن الحديث توسعا في الإنعام بل على العكس في نواقض هذه النعم وقدرته سبحانه على قبض هذه النعم او افسادها على البشر فقال تعالى " إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" ثم اردف " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ"
ونلاحظ في ذلك ما يلي:-
أ- اسلوب الشرط في قوله تعالى " إن يشأ يسكن الريح " والعطف على هذا الاسلوب في قوله سبحانه " أَوْ يُوبِقْهُنَّ " وكلا اللفظين يدلان على مشروطية هذه الافعال وتعلقها بقدرته وهذا خلاف بسط النعم دون شرط كما في سورة الرحمن.
ب- ذكر الفظ الفساد في هذه الايات يسكن الريح/ يظللن رواكد / يوبقهن .. وهذا خلاف بسط النعم
ت- ذكر صفات الذين يرون هذه الايات صفات مبالغة وليس صفات عادية فقال سبحانه " إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ" فالصبار والشكور مبالغ من صابر وشاكر وهذا لا يتأتى لأغلب الناس.
ث- امتنان المولى عز وجل في اخر الايات على الناس بقوله " وَيَعْفُ عَن كَثِيرٍ" دلالة على ان نعمه سبحانه تفضل وكرم منه وليس جزاء لاعمالنا بل لوكانت جزاء لاعمالنا لهلكنا عدلا تما كما تقول الاية " أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا" ..
هذا كله يصب في موضع عدم التوسع في ذكر النعم في سورة الشورى فكانت لفظة المنشآت موجودة في سورة الرحن خلافا لسورة الشورى لما تقدم من التعليل والله اعلم ...
الهوامش
1) معترك الاقران للسيوطي ج3/ 422
2) برنامج لمسات بيانية للدكتور /فاضل السامرائي قناة الشارقة
3) التحرير والتوير لابن عاشور ج14/ 290 (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)
4) روح المعاني للالوسي ج27/ 107 (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)
5) البحر المحيط أبو حيان (حسب قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)
ويمكن الحصولعلى الموضوع من الملف المرفق(/)
الثابت والمتحول في القران
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:08 ص]ـ
القران الكريم كلام الله المعجز الذي انزله على رسوله الكريم في امة فصيحة فهو بذلك البيان يكون حجة الرسول على أعدائه من العرب في القصاحة والبلاغة لان التحدي من جنس التفوق وهذا هو دأب الرسالات دوما ..
ومن اعجاز القران قدرته الفائقة على توظيف الالفاظ بما يناسب حال الكلا ووقف البيان بحيث يجلو المعنى عن موقف او حادثة ويشحن اللفظة بكثافة الدلالة دون غيرها مما يجعل القارىء والسامع على حد سواء في موقف تلق عام دون باعمال الفكر في هذه الاية او تلك.
.ومن روعة الذكر الحكيم توظيفه الجميل للجملة الاسمية والفعلية في مواضعها دون أي زلل في ذلك .. "فمعلوم ان الاسم يدل على الثبوت والاستقرار والفعل يدل على التجدد والحدوث" (1) وهذا ما نلحظه في الايات التي نطقت بذلك يقول الله سبحانه وتعالى " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ" [الأنفال: 33] انظر الى اللفظتين ليعذبهم و معذبهم الاولى جاءت في جملة فعلية والاخرى في جملة اسمية "فإذا كان نفي العذاب الاول عنهم متعلق بوجود الرسول (ص) بين ظهرانيه (وهو وجود غير دائم بدليل قوله تعالى " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ" [الزمر: 30]) جاء بالجملة الفعلية (ليعذبهم) ولما كان الاستغفار وهو سبب نفي الثاني وهو مستمر دائم جاء بالصيغة الاسمية " (2)
****
وانظر معي الى قصة اصحاب الكهف في حالتين وهم في كهفه وبعد خروجهم منه (بعد يقظتهم) ودعونا ناتي بالايات اولا قال تعالى "وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً" [الكهف:17 - 19] نرى من الايات ان الفتية كانو في سكون تام داخل الكهف لذا جاءت الايات بالجمل الاسمية (هُمْ فِي فَجْوَةٍ) و (هُمْ رُقُودٌ) و (كَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) اما الظواهر الطبيعية فظلت على حالها متحركة (طَلَعَت/ تَّزَاوَرُ/ تَّقْرِضُهُمْ) حتى اذا استيقظوا ودبت فيه الحركو ثانية (لا اقول الحياة لانهم لم يموتوا) جاءت الجمل الفعلية في حقهم واسمع معي (لِيَتَسَاءلُوا / قَالَ قَائِلٌ / لَبِثْنَا / فَابْعَثُوا / فَلْيَنظُرْ / فَلْيَأْتِكُم / لْيَتَلَطَّفْ ... الخ) ..
****
هكذا تسير الامور الجملة الاسمية للثبات والسكون والرسوخ والجملة الفعلية للحركة و النشاط والتجدد وسوف اقف مع مثال اخر يقول الله سبحانه وتعالى "إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" [الأنعام: 95] " استعمل الفعل مع الحي فقال: (يخرج) واستعمل الاسم مع الميت فقال: (مخرج) وذلك لان ابرز صفات الحي الحركة والتجدد فجاء عه بالصيغة الفعلية الدالة على الحركة والتجدد ولان الميت في حالة همود وسكون وثبات جاء معه بالصيغة الاسمية الدالة على الثبات " (3) الى جانب " ان الاعتناء بشأن اخراج الحي من الميت أشد أتى فيه بالمضارع ليدل على التجدد، اما لفظ الاسم فنه لايفيد التجدد " (4)
(يُتْبَعُ)
(/)
ويفيد عرفة امر الفرق بين الفعل و الاسم للرد حول شبهة التكرار الحاصلة في سورة الكافرون قالى تعالى "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ" [الكافرون: 1 - 6] نلاحظ هذا التكرار من خلال هذا الجدول البسيط
ايات في حق الرسول نوع الجملة ايات في حق الكافرين نوع الجملة
لا اعبد ما تعبدون فعلية وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ اسمية
لا انا عابد ما عبدتم اسمية لا انتم عابدون ما اعبد اسمية
نلاحظ ان الله نفى عن رسوله عبادته لما يعبد الكافرون بطريقتين الجملة الاسمية والفعلية وفي كلا التعبيرين نفي قاطع ان الرسول يعبد عبادتهم لا الان ولا مستقبلا اما الكافرون فنفى عبادته لعبادة الرسول بالجملة الاسمية" لانه لما خاطبهم بالصورة الاسمية قائلا) قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) نفى عنهم العبادة الحقة بالصورة الاسمية ايضا فقال (وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) فإنهم لما اتصفوا بكفرهم على وجه الثبات نفى عنهم عبادة الله على وجه الثبات " (5)
****
وقد تستعمل الجملة الاسمية في التذليل وهو وضع جملة تصبح قاعدة او مثلا يضرب وطبعا المثل ثابت فيجيء بالاسمية وأقرأ معي " وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا"ً [الإسراء: 81] لاحظ الجملة الفعلية (جاء الحق/ زهق الباطل) لان بين الحق والباطل سجال فجاء بالفعلية لاستمرار هذا السجال لكنه سبحانه وتعالى في ختام الآية يقرر قاعدة وحكما فقال" إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقا" " تذييل للجملة التي قبله لما فيه من عموم يشمل كل باطل في كل زمان. وإذا كان هذا شأن الباطل كان الثبات والانتصار شأن الحق لأنه ضد الباطل فإذا انتفى الباطل ثبت الحق.وبهذا كانت الجملة تذييلاً لجميع ما تضمنته الجملة التي قبلها" (6)
واختم بقوله تعالى " وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [التوبة: 40]
لاحظ ان جملة (جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى) فعلية تفيد سجال كلمتهم وعدم ثباتها لكن الحق سبحانه وتعالى عندما يتكلم عن كلمته يقول (كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا) وفيها عدة أمور:-
1. (كلمة) هنا ليست معطوفة على عبارة (كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى) فلو كانت معطوفة لجاءت منصوبة لكنها مرفوعة دلالة على ان الواو هنا للقطع وعبارة (كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا) هي جلة جديدة لا ارتباط لها بالجملة السابقة
2. جاءت عبارة (كَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا) اسمية ثابتة راسخة لانها هي كلمة الله وهي قول الفصل
3. جاء الفصل بين المبتدأ (كلمة الله) والخبر (العليا) بضمير الفصل (هي) الذي يفيد انها العليا لا سواها والله اعلم
الهوامش:
1. الاتقان في علوم القران لجلال الدين السيوطي ج2/ص316
2. فتح القدير لمحمد علي الشوكاني ج2 / ص 442 - 443
3. التعبير القراني لد/ فاضل صالح السامرائي ص23
4. التفسير الكبير لفخر الدين الرارزي ج13/ص93
5. التعبير القراني ص29
6. التحرير والتنوير لابن عاشور ج 8 ص289 (من قرص الموسوعة الشاملة الإصدار الثاني)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 Oct 2008, 09:38 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[05 Oct 2008, 11:36 م]ـ
بارك الله فيك(/)
الزمن في القصة القرانية
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:12 ص]ـ
مقدمة
لا يمكن لقارئ القران الكريم أن يغفل وجود القصة في ثنايا الآيات القرآنية وهو يراها متناثرة في اغلب السور القرآنية اذ تحتل القصة في القران الكريم قرابة ثمانية أجزاء كاملة بتناثرها العجيب في السور.
ويرى القارئ قصة موسى عليه السلام مثلا تتكرر في أكثر من موضع من السور القرآنية (قرابة 18 سورة) في أوضاع وإحداث قد تلوح متكررة لكنها في واقع الأمر تخدم هدف وتتماشى مع سياق تلك السور التي تحتويها ..
ولم تقتصر القصص القرآنية على شرح أحوال الأنبياء مع أممهم في القرون الغابرة بل تطرقت إلى مواضع أخرى لا علاقة لها بالأنبياء مثل قصة صاحب الجنتين في سورة الكهف وقصة أصحاب الجنة في سورة القلم وغيرها الكثير .. كل هذا الزخم الهائل من القصص العديدة لم توضع جزافا ولا سدى في هذا الكتاب العظيم ..
وتنوعت الدراسات التي تناولت القصة القرآنية من حيث مواضيعها فمن الدراسات ما تناول الجانب التاريخي في هذه القصص ومنها ما تناول الجانب الدعوي والوعظي لهذه القصص ومنها ما تناول الجانب اللغوي والبلاغي لهذه القصص ومقابلاتها وأساليب تكرارها وتخصصت بعض الدراسات في تناول الجانب القصصي نفسه اعني فن القصة وتطبيق حيثيات القصة سواء التقليدية او الحديثة على القصة القرآنية وهذا ما نحن بصدده في هذا البحث ..
الزمن في القصة
وضع نقاد القصة أركان متعددة للقصة بشكلها العام وهذه الأركان قد تفاوت وتداخلت من قصة لأخرى وتطورت هذه الأركان في مسيرة القصة بل وتغيرت النظرة لبعض هذه الأركان مع موجة النقد الحديث وطلب الناقد من كاتب القصة أن يتجاوز بعض هذه الأركان ويقدم تقنيات جديدة لأساليب القصة ..
ومن الأركان التقليدية للقصة:-
1. المكان
2. الزمان
3. الحوار
4. الشخصيات
5. الحبكة القصصية (الصراع) ... وغيرها
وظهرت تقنيات حديثة للقصة منها:-
1. الاسترجاع
2. الغموض
3. النهاية المفتوحة ... وغيرها
ويحق لكاتب القصة أن يصوغ قصته بالتقنيات التي يراها مناسبة .... ولا ريب أن الزمان ظل وجوده مهيمنا على القصة سواء بشكله التقليدي (ماضي/ حاضر / مستقبل) أو بشكله النفسي والإيحائي فلم يسقط من مسيرة القصة إذ لا حدث بلا زمن ...
ماهي الأزمنة في القصة؟
تنقسم الأزمنة في القصة إلى ثلاث أنواع هي:-
1. زمن القص (الحدث) وهو الزمن الذي يستهلكه الحدث لوقوعه فهو أكثر مطاطية وحركة
2. زمن السرد (الحكاية) وهو زمن كتابة القصة أو زمن الخطاب أو زمن نقل القصة ..
3. الزمن النفسي وهو الإحساس الذاتي والشعور بمرور الزمن من عدمه وهو زمن متعلق بالإنسان نفسه يطبق في القصة على أبطالها ويتم التعبير عن هذا الزمن من داخل الشخصية (على لسانها) او من خارج الشخصيات على لسان السارد (الخطاب) ..
وتتوالد تقنيات معينة من تداخل هذه الأزمنة مع بعضها البعض ...
المفصليات الزمنية
هي التقنيات التي يعتمد عليها كاتب القصة في خلخلة الترتيب التقليدي للزمن (ماضي/ حاضر / مستقبل) للوصول إلى فعالية الأحداث وإبراز الأهم منها بعيدا عن رتابة الزمن ومن هذه التقنيات:-
1. الترتيب:- خلخلة مرور الزمن بترتيبه التقليدي (ماضي/ حاضر / مستقبل) منها:-
أ- الاسترجاع وهو تقديم الماضي على الحاضر
ب- الاستشراف وهو تقديم المستقبل على الحاضر
ت- التتابع الأسلوب التقليدي للزمن
2. المدة:- وهي تسجيل الزمن الذي يشغله القصة على مستوى الخطاب ومنها:-
أ- الخلاصة وهو اختزال الحدث
ب- الوقفة وهو توقف الزمن على مستوى الخطاب
ت- الحذف وهو غياب وحدات زمنية موجودة
ث- المشهد وهو تساوي الخطاب مع القصة
ج- القطع وهو القفز على الزمن او استحضار أزمنة أخرى
3. التواتر:- وهو تسجيل تكرار الحدث على مستوى القصة ومنه:-
أ- يروي أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة
ب- يروي أكثر من مرة ما حدث أكثر من مرة
ت- يروي مرة واحدة ما حدث مرة واحدة
ث- يروي مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة
وهذه التقنيات مجتمعة تجعل القصة نصا غير تقليديا في وضعية الزمن ...
الترتيب في القصة القرآنية
لم تغب القصة القرآنية عن المشهد النقدي بل احتوت كل جوانبه التي تم ذكرها سابقا فإذا اعتبرنا زمن نزول الآيات القرآنية هو زمن السرد فيكون لدى القصة القرآنية أربع أنواع للزمن هي:-
(يُتْبَعُ)
(/)
1) زمان السرد يكون متأخر عن زمن القص (الاسترجاع)
وهذا في اغلب القصص القرآنية إذ يقص الله سبحانه وتعالى على نبيه أخبار الرسل السابقين وتختتم الآيات في اغلب هذه القصص بتذكير الله لنبيه فضله بهذا القص الذي لم يعلمه هو من قبل بألفاظ متعددة منها:-
- ذلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} آل عمران44
- {ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} يوسف102
- {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى موسى عليه السلام الْأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ} القصص44
- {وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُوناً فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنتَ ثَاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ} القصص45
- {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} القصص46
مع التركيز على لفظة (وَمَا كُنتَ) في كل مرة كاسترجاع مقصود إلى ذلك الزمن القديم وتذكير بفضل هذا الاسترجاع في هذا القران في القصة بالذات لأنه لا علم للنبي ولا لكفار قريش بهذه التفاصيل ولا بالقصص تلك ويجمع هذا الأمر كله قول الله تعالى {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ} يوسف3
2) زمن السرد سابق لزمن القص (الاستراف)
ويظهر هذا جليا في حوادث الآخرة ونهاية الظالمين ونهاية الظالمين وشرح لأحوال المؤمنين والكافرين – على السواء – في الجنة والنار والحوارات التي تدور بينهم بحيث يصير حاجز السرد (الخطاب) هو حاجز الأحداث فيصبح المتلقي متفاعل يحيا واقع الأحداث ونلاحظ هنا تغليب فعل المضارع في عرض هذه الوضعية من الأحداث وتلعب الأحداث دورا رئيسيا في عرض الشهد الأكثر توترا في القصة
وهذه التقنية (الاستشراف) لها خصوصيتها في القران الكريم وذلك بسببين:-
1/ طبيعة صاحب الخطاب (الله) فهو عالم الغيب والشهادة وله الحق في الاستشراف
2/ إن القصة في القران هي وسيلة من وسائل الدعوة والوعظ ويبلغ أعلى درجات الوعظ بمشاهدة المتلقي لمصائر الظالمين فكانت تقنية الاستباق
3) الزمن النفسي (سبق تعريفه)
ظهر واضحا في قصص القران الكريم على أسلوبين:-
1/ على لسان شخصيات القصة فيتحدثون عن زمنهم النفسي (الذي لاشك ينفصل عن الزمن الواقعي الخارجي) واقرأ معي:-
{وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ} غافر49
رغم قصر اليوم لكنه سيكون ذو فائدة لديهم – كما يظنون – لأنه لديهم كبير جدا (نفسيا) لوجود العذاب ..
2/ الخطاب السردي هو المتحدث عن زمن الشخوص النفسي لان المتحدث الله الذي يعلم السر وأخفى فيعلم زمن الأشخاص النفسي وتقلبهم فيه واقرأ معي:-
5) {إِنَّ هَؤُلَاء يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً} الإنسان27
6) (ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من النهار يتعارفون بينهم) يونس45.
7) (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون * وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون) الروم 55 - 56. وغيرها من الآيات
موضوع الآيات الأولى هو يوم الحساب، فطول هذا اليوم مقارناً بالزمن الأرضي هو خمسون ألف سنة، فالمدة التي يقضيها المؤمن والكافر في هذا اليوم العصيب هي نفس المدة، ولكن الإحساس بها، وتقدير طولها وقصرها يختلف بينهما اختلافاً شديداً فالمؤمن يراه يوماً قريباً قصير المدة، أما الكافر فيثقل عليه ثقلاً شديداً، فهو يستطيل (ذلك اليوم لشدته) وهوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويفسر هذا المعنى حديث رواه الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري قال: قيل لرسول الله (ص): يوماً كان مقداره خمسين ألف سنة، ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله (ص): (والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا). وإمعاناً في الدلالة على طول هذا اليوم على الكافر، وفي التعبير على شدته عليه استعمل القرآن الكريم لفظ (الثقل)، مع أن العادة أن يقال: زمن طويل أو قصير، لا ثقيل أو خفيف. والحق أن القرآن في قوله تعالى: (إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلاً) الإنسان 27، قد استعار الثقل لشدة اليوم وهوله، ولعظم وقعه على نفس الكافر، فهو ثقيل ثقلاً معنوياً على نفسه، لا ثقلاً حسياً على جسده. وقد وصف الزمن ـ كذلك ـ بالثقل في قوله تعالى: (ثقلت في السموات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة) الأعراف 187، وهذا الثقل في (الساعة) إنما هو لفقد العلم بها: (فإن المجهول ثقيل على النفس، ولا سيما إذا كان عظيماً).
ويرتبط هذا بالنظرية النسبية وماهية الزمن لديها فمرة سؤل اينشتاين – صاحب النظرية النسبية- عن معنى النسبية فقال " لان تقعد مع امرأة جميلة ساعتين تحس أنهما دقيقتين ولان تجلس على موقد دقيقتين تحس أنهما ساعتين هذه هي النسبية "
4) الزمن التتابعي
هذا الزمن بعيد عن زمن السرد والقص لكنه زمن تمر فيه القصة بتتابع منطقي تقليدي دون تخلخل من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل وقد وجد له قدم في القصص القرآنية ليخدم سرد القصة بسلاسة في انسيابية متتابعة ونلاحظ ذلك في قصة سيدنا موسى عليه السلام ع العبد الصالح في سورة الكهف وتركزت الأحداث على الحوارات والحركة دون تدخل من السارد (الخطاب) لتصل في الأخير إلى نهاية وعظية مطلوبة
تقنية القطع والحذف
1/ القطع
من التقنيات الزمنية الخاصة التي تعني القفز عن زمن معين او استحضار أزمنة أخرى ونجد هذا في القصص القرآنية بشكل واضح في قصص الأنبياء حيث يتم القفز من زمن القصة إلى الخاتمة في الآخرة خصوصا في السور التي تناولت القصة بشكل مقتضب كما في سورة النازعات والعنكبوت اللتان لم تفصلا في قصة موسى عليه السلام كما فصلت سورة طه او يونس .. وتظهر خاصية القطع ايضا في استحضار مفردات زمنية غائبة تخدم القصة ليست على ترتيب القصة ففي قصة موسى عليه السلام مثلا في سورة الاعراف ذكرت السورة زمنين متعاصرين في وقت واحد قصة هارون مع قوم موسى عليه السلام اثناء ذهاب موسى عليه السلام إلى ربه وما دار بينهم من جدال حول العجل وهو نفس الجدال الذي فصلته سورة طه تداخلا مع قصة السامري في نفس الوقت قصة موسى عليه السلام مع ربه واخذه الالواح وطلبه رؤيتة الله وما يمكن ان نطلق عليه عبارة (وفي تلك الاثناء) لتعاصر الحدثان تقوم القصة باستحضارهما معا في خاصية القطع ...
2/ الحذف
يتناوب الحذف والقطع على تجاوز احداث لا تفيد القصة بشيء وتقفز مباشرة إلى قلب التوتر في القصة والتخلص من الهامشيات التي لا تخدم القصة في شرحها بشيء ففي قصة موسى عليه السلام مثلا في سورة طه انتقل الحديث مباشرة من وقف حديث موسى عليه السلام مع ربه إلى موقفه في قصر فرعون ثم قفزة إلى يوم الزينة وكثير من القصص تقوم على هذه التقنية بحيث يكون الخلط بين تقنية الحذف والقطع لخدمة أغراض القصة من حيث الايجاز ...
تقنية الوقفة والخلاصة
1/ الوقفة
على النقيض من تقنية الحذف القطع كانت الوقفة وهي امتداد الزمن لوضعية معينة قد تأخذ من الزمن قطعا كبيرا كان او صغيرا لكن القصة القرآنية وقفت معها طويلا شارحة اوضاعها لهدف معين هو ابراز هذا الحدث كمحور مؤازر في حركة القصة والملاحظ على هذا الحدث انه لا يتكرر مع تكرر القصة في سورة اخرى (فلا يظهر هذا الحدث الا مرة واحدة) ومثال على ذك قصة مؤمن آل فرعون الذي فصلته سورة غافر ولم يظهر ثانية في كل السور التي تناولت قصة موسى عليه السلام وكذلك قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام في سورة الكهف .. حتى يمكن اعتبارهما كقصتين منفصلتين عن قصة موسى عليه السلام ...
وكذلك قصة النمرود مع نبي الله ابراهيم عليه السلام في سورة البقرة وغيرها من الفروع في القصص الكبرى.
2/ الخلاصة
(يُتْبَعُ)
(/)
اختزال الحدث والقفز منه إلى العبرة المطلوبة منه لان المناط بالقصص القرآنية هو العبرة تصديقا لقولة تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} يوسف111
وليس التركيز على الحدث هو المطلوب بقدر اخذ العبرة واذا كان كذلك نجد القصة القرآنية في هذه النقطة لا تفصل بل تمر مر الكرام بشكل مختصر آية او آيتين الهدف هنا إبراز هدف معين تسوقه القصة منذ البداية خصوصا في السور التي ذكرت عدد كبير من الأنبياء .. واقرأ معي
· َاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {51} وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيّاً {52} وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً {53} وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً {54} وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً {55} وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً {56} وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً {57} أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً {58} مريم 51 - 58
· وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ {83} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ {84} وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ {85} وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ {86} وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ {87} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ {88} وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {89} فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {90} وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ {91} إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ {92} الانبياء 83 - 92
تقنية التواتر
هذه التقنية نجدها متمثلة في قصة موسى عليه السلام على وجه الخصوص وتكرارها على مستوى القران الكريم كله إلى جانب قصص الرسل جملة واحدة
1. يروي أكثر من مرة ما حدث مرة واحدة: قلب القصة نفسها فقد حدثت مرة واحدة لكن القران رواها أكثر من مرة
2. يروي أكثر من مرة ما حدث أكثر من مرة: عناد الكافرين لرسلهم فقد حدث أكثر من مرة ورواها القران أكثر من مرة
3. يروي مرة واحدة ما حدث مرة واحدة: قصة طلب موسى رؤيته الله سبحانه وتعالى فقد حدث مرة واحدة ورواها القران مرة واحدة
4. يروي مرة واحدة ما حدث أكثر من مرة: رد الرسل على أممهم فقد كان رد واحد على لسان كل رسول لكنه حدث أكثر من مرة
اختراق الزمن
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكب نرى التعامل مع الزمن في القصة القرآنية بشكل واضح سنأخذ مثال تطبيقي على ذلك قصة صاحب الجنتين في سور الكهف يقول الله سبحانه وتعالى ((وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً {34} وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً {35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً {36} قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً {37} لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً {38} وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً {40} أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً {41} وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً {42}
نلاحظ ان الزمن هنا كالتالي:-
1. الماضي البعيد ........ مراحل خلق الرجل الكافر
2. الماضي القريب ...... إغداق النعم عليه
3. الحاضر ............... الحوار مع صاحبه
4. المستقبل .............. خاتمة الرجل الكافر
لكن الترتيب في القصة جاء على النحو التالي:
جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ
ماضي قريب حاضر ماضي بعيد حاضر مستقبل
هذا التخلخل في الزمن يجعل حتى في بنية الزمن التقليدي في القصة القرآنية نموذجا فريدا في الصناعة ...
المراجع:-
1. خصائص السرد القصصي في القرآن الكريم/ أ. د. محمد مشرف يوسف خضر/ مجة حراء العدد 6 يناير –مارس 2007
2. الاشارة الجمالية في المثل القراني /د. عشتار داود محمد / موقع القصة السورية 10/ 3/2006
3. التقاء الأدوات الفنية بين القص القرآني والقصة الحديثة/ نجاح سراج /مجلة القصب/العدد12/ 1998م
4. الزمن النفسي في القران الكريم/ محمد بن موسى بابا عمي عن موقع الموسوعة الاسلامية
5. فهوم الزمن في القران الكريم /محمد بن موسى بابا عمي عن موقع الموسوعة الاسلامية
6. التعبير القراني / د. فاضل صالح السامرائي
7. لمسات بيانية / د. فاضل صالح السامرائي(/)
حديث المثاني
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:17 ص]ـ
مقدمة
.. أوقفتني الآية العظيمة في سورة الحجر والتي يقول فيها سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر: 87] فما هي السبع المثاني؟ ولماذا سميت السبع الثاني بهذا الاسم؟
تخبرنا كتب التفسير أن الأرجح ان السبع المثاني هي سورة الفاتحة ففي حديث عن سعيد بن المعلى قال قال لي النبي " ألا اعلمك اعظم سورة في القران قبل ان خرج من المسجد؟ " فذهب النبي ليخرج فذكرَته فقال" الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقران العظيم الذي اوتيته " (1)
وفي حديث اخر يقول النبي " الحمد لله ام القران هي السبع المثاني والقران العظيم " (2)
والى جانب هذا التفسير هناك اراء اخى فمن قائل انها السبع السور الطوال " البقرة / ال عمران / النساء/ المائدة / الانعام/ الاعراف / يونس" (3)
ورأي ذهب الى انها السبع الاجزاء من امر ونهي وتبشير وانذار وضرب امثال وإتيان بنبأ القرون وتعديد نعم (4)
لكن الارجح ان السبع المثاني هي الفاتحة فهي السورة التي فيها البسملة اية منها وعدد اياتها سبع ..
وقد يسأل سائل لماذا سميت مثاني يقول قتادة " لان آياتها تثنى (تعاد) عند كل صلاة (قراءة) " (5)
اقول وهل يقتصر المعنى عند هذا الحد فقط؟ الا يتسع المعنى لاشياء اخر؟!!
معنى المثاني
دعونا نبحر مع كلمة مثاني فقد ذكرت في القران في غيراية سورة الحجر السابقة في سورة الزمر بقوله تعالى " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر: 23]
أي الآيات تعاد (تثنى) في القران بل القران كله يعاد لكن هل يتوقف عطاء تفسير المثاني عند الاعادة فقط؟ في القران توجد كلمة مثنى بمعنى اثنين كقولنا جاء القوم مثنى مثنى أي اثنين اثنين (6) فالمثاني هي جمع مثنى وهي اوتار العود بعد الاول واحدها مثنى ومنه قولهم رنات المثالت والمثاني ..
والمثاني من الوادي معاطفه ومجانبه واحده ثني بالكسر والمثاني من الدابة ركبتاها ومرفقاها قال امرئ القيس:-
وتَرْدي على صُمٍّ صِلاب مَلاطِس شديدات عقد لينات مثاني (7)
والحقيقة المدخل الذي وجدته كرأي جديد لمعنى المثاني هو قول صاحب النكت والعيون في تفسير القران حول الفاتحة سبب تسميتها مثاني " لانهما يثنى فيهما الرحمن الرحيم ومنه قول الشاعر:-
نشدتكم بمنزل القران
ام الكتاب السبع من مثاني
ثنَين من أي من القران
والسبع سبع الطوال الدواني" (8)
أي لثنائية ورود الرحمن الرحيم في سورة الفاتحة ففتح لي باب كبير حول الثنائيات اذ ان المثاني من معانيها الثنائيات – أي اثنين كا تشير بعض سور القران حول كلمة مثنى (التي جمعها مثاني) مثل قوله تعالى " وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ [النساء: 3]
قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ [سبأ: 46]
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [فاطر: 1]
مثاني الفاتحة
قبل الدخول الى ايات الفاتحة لاحظنا في اية الزمر ان القران كله مثاني – ي تثنى قراءته – لكن لماذا لا يعني أيضا الثنائيات التي يمتلئ بها القران والتقابل العددي في الآيات القرآنية ومثال على ذلك:-
- آيات الدنيا تقابل آيات الآخرة وتكررت 115 مرة
- آيات الحياة تقابل آيات الموت وتكررت 145 مرة
- آيات الملائكة تقابل آيات الشياطين وتكررت 88 مرة
(يُتْبَعُ)
(/)
- آيات الاستعاذة تقابل آيات ذكر ابليس وتكررت 11 مرة
- آيات الصالحات ومشتقاتها تقابل آيات السيئات ومشتقاتها وتكررت 167 مرة
- آيات الكفر ومشتقاتها تقابل آيات الايمان ومشتقاتها وتكررت 17 مرة .. الخ (9)
وغيرها من الايات المتقابلة الكثيرة التي يمكن الرجوع الى كتب الاعجاز العددي لاستخراجها هذا ما يخص مثاني القران كامل اما بالنسبة لمثاني الفاتحة فنلاحظ مايلي:-
- لفظ الجلالة ذكر مرتين: بسم الله الرحمن الرحيم/ الحمد لله رب العالمين
- الرحمن الرحيم ذكر مرتين: في البسملة وفي اية منفصلة
- صفات الله (لا أسماؤه) ذكرت مرتين: رب العالمين/ مالك يوم الدين
- إياك ذكرت مرتين:إياك نعبد/ إياك نستعين
- صفات الهالكين ذكرت مرتين: المغضوب عليهم/ الضالين
- حرف العطف الواو ذكر مرتين:إياك نعبد وإياك نستعين / غير المغضوب عليهم ولا الضالين
- افعال المضارعة ذكرت مرتين: إياك نعبد/ إياك نستعين
- صفات الاضافة ذكرت مرتين: رب العالين/ مالك يوم الدين
- صفات الصراط ذكرت مرتين: الصراط المستقيم/ صراط الذين أنعمت عليهم
- ضمائر المتكلمين ذكرت مرتين: نعبد .. نستعين/ اهدنا
- الضمائر المستترة ذكرت مرتين: بعد الافعال المضارعة نعبد ونستعين/بعد انعمت
- الضمائر المنفصلة ذكرت مرتين: إياك نعبد /إياك نستعين
- الضمائر المتصلة ذكرت مرتين: انعمت / اهدنا
- الاستثناء ذكرت مرتين: غير المغضوب عليهم/ ولا الضالين
- لفظ (عليهم) ذكرت مرتين: انعمت عليهم/ غير المغضوب عليهم
- الفاعل ذكر مرتين: نعبد .. نستعين (ضمير مستتر تقديره نحن) / انعمت .. اهدنا (ضمير مستتر تقديره انت)
- المفعول ذكر مرتين: إياك نعبد .. إياك نستعين (أي الله) / اهدنا .. الصراط
- اسلوب القصر ذكر مرتين: الحمد لله (قصر الحمد لله) / إياك نعبد .. إياك نستعين (قصر العبادة والاستعانة على الله)
- الاسم المشتق ذكر مرتين: مالك (اسم فاعل) /المغضوب (اسم مفعول)
- صيغ المبالغة ذكرت مرتين: صيغة فعلان (الرحمن) ذكر مرتين/ صيغة فعيل (الرحيم) ذكر مرتين
وغيرها من الثنائيات التي تدل على ان التفاسير في سورة الفاتحة مازال واسعا والله اعلم
الهوامش:
1/صحيح البخاري ج4 ص1623 حديث رقم 4204
2/تفسير القرطبي ج2 ص54
3/نفسه
4/نفسه ص55
5/تفسير ابن كثير ج4 ص547
6/ لسان العرب ج14 ص115
7/ تاج العروس ج1 ص316
8/النكت والعيون ج2 ص360
6/ الاعجاز العددي للقران الكريم ج1 ص15(/)
من اسرار الحروف المقطعة
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:23 ص]ـ
ظلت الحروف المقطعة او المعجمة في اوائل السور القرانية لغزا محجبا امام المفسرين الاوائل والاواخر على السواء وذهبوا فيها كل مذهب وكانت عبارة الله اعلم بمرادها هي العبارة الشائعة دائما
واجمل وابد ع ما وجدناه ما ساقه الصابوني في تفسيره الذي رأى ان الاحرف هي اسم من اسماء الله الحسنى ودلل على ذلك بجمع حروف (الر) و (حم) و (ن) لتمثل كلمة (الرحمن) .. اما بقية الحروف التي لا يمثل جمعها اسما معروفا من اسماء الله الحسنى بانها من الاسماء التي اختصها الله في علم الغيب عنده ... وكان تعليلا منطقيا لكنه لم يشبع الرغبة في تفسير ومعرفة الحروف اما (الباقلاني) فقدم صفات لهذه الحروف عجيبة وصحيحة في الوقت نفسه فهو يراها (14) حرف تقع في (29) سورة بعدد احرف العربية ونصفها يمثل احرف الجهر وأحرف الهمس وحروف الصفير والاخفاء ........ الخ
بمعنى حوت هذه الاحرف الصفات واضدادها.
وتقدم العلم قليلا وظهرت تقنية الحاسوب وبدات الحروف المقطعة تفرز رأيا جديدا – رغم التحفظ عليه- ان هذه الحروف تتكرر في السور التي تحتويها بمضاعفة العدد (19) هذا العدد الذي عقد البهئيون خوله قداسة غريبة ودللوا على ذلك بأشياء عجيبة ويعرض الدكتور / مصطفى محمود في اخر فصل من كتابه (حوار مع صديقي الملحد) عدد المضاعفات لهذه الاحرف في سورها
فمثلا في سورة ق يتكرر حرف القاف (57) مرة أي 3امثال العدد 19
الاعجب من ذلك ان في سورة ق يقول الله " اخوان لوط" بينما في باقي القران كله يقول " قوم لوط" فقالوا لو قال بدلا من اخوان لوط قوم لوط في سورة ق لزاد عدد القافات واحد واصبح 58 أي ليس من مضاعفات الرقم 19.
وكذلك الحال في سورة الاعراف التي اولها " المص" نجد قوله تعالى " وزاده بصطة " (بالصاد) بينما في البقرة " بسطة في العلم والجسم " (بالسين) لنفس السبب.
ولكن الاعجب من ذلك ان المشركين من قريش – اهل الادب والبلاغة – لم يجادلوا الرسول (ص) عن هذه الحروف لم يسجل التاريخ ان احدا من المشركين قال للنبي (ص):- يامحمد ماهذه الحروف مامعناها؟!!!
والسبب بسيط – كما يلوح لي - لان هؤلاء القوم ادركوا إيحاء هذه الحروف ودلالتها – دون معرفة معناها – لما للحرف العربي من إيحاء – فلم يعترضوا ..
وإيحاء الحرف العربي يمكن ان نجده في انك ترى ان حرف الحاء مثلا يدخل في كل ما بتعلق بالحرارة – حقيقة ام مجاز – مثل حريق / حرارة / حب / حنين /حمى ......... الخ
وبالمثل حرف الخاء يدخل في كل مايتعلق بالوسخ – حقيقة ام مجاز – مثل خلاعة / وسخ / خسة / خداع / خنا خراب ....... االخ
اليس في ذلك إيحاء يغني عن السؤال.؟!!!!!!!
وهذه بعض الإشارات اللطيفة التي اقدمها لتكون نبراسا في البحث عن ماهية هذه الحروف:-
· الاترى معي ان الغموض طلب انساني في كل شيء – لكنه غموض الايحاء ليس غموض الابحار من دون هداية - ولو كان كل سر مكشوفا للنفس الانسانية لفقدت متعتها التي دائما تتوق اليه في كل بحث لكشف أي غموض تواجهه وجعل هذا الغموض هو المحرك للبحث والاكتشاف وبين يدينا تاريخ الاكتشافات العلمية كلها ماهي الا نتاج رحلة للكشف عن الغموض الذي واجهه البشر على الارض. وهكذا يكون القران ذلك الكتاب المبين فلو عُرف تفسيره دون عناء واكتفينا بتفسير السابقين لمسحت كل مهابة وكل جمال لهذا لكتاب فكان تجديد التفسير على مر العصور هو لب هذا الكتاب الخالد وما الحروف المقطعة الا مظهر لهذا التفسير المضني واسمع معي الشيخ / الشعراوي وهو يقول عن هذه الأحرف " بحثت عن كل مدخل لغوي لتفسير هذه الاحرف فلم اجد " وهو من هو في التفسير.
· يجب ان ناخذ هذه الحروف بمنظور التوفيقية في القراءة فهي مفتاح التفسير فأنت في نطقك لهذه الحروف تنطق أسمائها وليس مسمياتها بمعنى انك لا تقول (الم) هكذا متصلة بل تنطقها الف. لام.ميم كل حرف على حدة وهذا يمنع – من وجهة نظري – تفسير هذه الحروف مركبة بل مقطعة كما ننطقها ولما لا نقول ان هذه الحروف هي شفرة لكلمات طويلة كما نقول في علم الوراثة عن الحامض النووي D.N.A)) ولا ننطقه (دنا) بل كل حرف على حدة لأنها اختصار لعبارة Deoxyribo Nucleic Acid وكذلك الحروف المقطعة
(يُتْبَعُ)
(/)
· الحروف المقطعة لا يمكن تفسيرها على الطريقة العددية على طريقة البهائيين لان الارقام ليست مناط القران ولو توافقت لما يفتح من شبهة الدس البهائي في الموضوع وما عقدوه من قداسة حول الرقم (19) برغم ان القران يقول عن هذا الرقم (لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ {29} عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ {30} وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا ..... الخ الايات) يقول الشعراوي" الرقم 19 الذي يروج له البهائيون وغيرهم من أصحاب المذاهب الهدامة , يريدون أن يجعلوا منه شيئا مقدسا .. إن الله ذكر في القرآن الكريم أرقاما كثيرة ليس بينهما ترابط .. إذا قرأنا هذه الآيات بإمعان فكأننا نرى ما يحدث اليوم مسطورا في القرآن الكريم بدقة ووضوح .. يقول الله: (وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. أي أن الذين سيفتنون بهذا العدد ويحاولون تفسيره بأوجه شتى .. ويحاولون استخدام الكمبيوتر وغيره لفتنة الناس ينطبق عليهم قول الله: وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا) .. ومن هنا يصف الله كم من يفتن بهذا العدد , أو يحاول أن يفتن به الناس من الذين كفروا ... وتأكيدا لما يحدث اليوم .. يقول الله سبحانه وتعالى: (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .. وليحذر الذين يحاولون الآن أن يضعوا تفسيرا لهذا الرقم من عند أنفسهم أو باستخدام التمويه أو باستخدام الحيل بالعقول الإلكترونية ... ليحذر هؤلاء جميعا من أنهم إذا حاولوا أن يفسروا لنا: (مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا) .... هؤلاء ينطبق عليهم قول القرآن الكريم: (الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ) ... وهكذا نرى من إعجاز القرآن الكريم أنه أنبأنا بما سيحدث قبل وقوعه وقت طويل" (نقلا عن موقع الشعراوي)
· الحروف المقطعة مرتبطة بالاشارة الى القران او الكتاب (أي القران ايضا) وانظر معي الايات:
- الم ذلك الكتاب لا ريب فيه (البقرة)
- الم الله لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق (ال عمران)
- الر تلك ايات الكتاب الحكيم (يونس)
- الر كتاب احكمت اياته (هود)
- طه ما انزلنا عليك القران لتشقى (طه)
- طس تلك ايات القران وكتاب مبين (النمل)
ولا يشذ عن ذلك الا بعض السور اليس في ذلك دليل على القران وليس الارقام؟
· وجود هذه الاحرف في اوائل السور سواء في اية منفصلة او جزء من اية دلالة على سبق هذه الاحرف والمهابة التي وضعت لها لذك فبقائها سرا مطلسما غير محلولا يزيد من تلك المهابة
· تشابة بعض مطالع السور ذات الحروف المقطعة مع بعضها البعض واقرأ معي:
- الر تلك ايات الكتاب الحكيم (يونس)
و الر تلك ايات الكتاب الحكيم (لقمان)
- الر تلك ايات الكتاب المبين (يوسف)
و الر تلك ايات الكتاب المبين (القصص)
و الر تلك ايات الكتاب المبين (الشعراء)
- حم تنزيل الكتاب من العزيز العليم (غافر)
و حم تنزيل الكتاب من العزيز الحكيم (الجاثية)
و حم تنزيل الكتاب من العزيز الحكيم (الاحقاف)
- حم والكتاب المبين انا جعلناه قرانا ... (الزخرف)
و حم والكتاب المبين انا انزلناه ... (الدخان)
اليس دليل ذلك التشابة والتناظر في هذه الحروف من حسن سباكتها وجعلها سرا للعالمين؟!!!!
· خاتمة المطاف ما الجدوى من معرفة معاني هذه الاحرف هل سيعود علينا تفسيرها بشيء اقول لا ضير في البحث لكن دون تنطع وتحميل القران ما لايحتمل كما رأينا من بعض المفسرين الذين ذهبوا الى تفسير هذه الاحرف بالهيروغليفية المصرية القديمة متناسيا ان القران عربي وبذلك صرحت الايات نفسها فما بال ذلك المؤلف قد عقد كتابا كاملا حول تفسير الاحرف بالهيروغليفية وذهب في ذلك مذهبا بعيدا محاولا الصاق ان الهيروغليفية اصل اللغات وان العربية اشتقت منها؟!!! القران عربي واي تفسير لن يكون مقبولا الا بالتعامل مع عربية الكلمات والاحرف.(/)
حديث النسوة
ـ[العمري]ــــــــ[05 Oct 2008, 10:25 ص]ـ
جاء في سورة يوسف الاية وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ [يوسف: 30]
هذه الاية تراكمت فيها شواهد القلة بالتحديد في قوله " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ"
وهي عدة مواضع:-
1. قوله قال للمذكر مع ان الجمع هنا جمع تكسير المؤنث ويصح الوجهين ان نقول قال نسوة او قالت نسوة كما في اية اخرى " قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الحجرات: 14] لكن الملمح البلاغي في ذلك ان القول اذا اسند للمذكر كما في اية يوسف يدل على قلة وذلك " ان العرب قد تؤنث للكثرة وتذكر للقلة فذكر قال لان النسوة قلة " (1) فقل هنا للقليل
2. ذكر الجمع نسوة وهو جمع للمرأة ويجمع على نسوة او نساء ولكن ما الفرق؟
الفرق ان العرب لديها ثلاثة انواع من الجمع هو جمع المذكر السالم والمؤنث السالم والتكسير وكلها تدل على اكثر من اثنين وتستخدم بلاغيا للدلالة على جمع كثرة او قلة لكن ما جمع القلة والكثرة؟
جمع القلة هو الجمع لما اقل من عسرة يعني من ثلاثة الى عشرة وجمع الكثرة اما هو اكثر من عشرة سواء السالم بنوعيه او التكسير وللعرب تقسي جميل في ذلك كيف؟
" ان الجمع السلم بنوعيه يفيد القلة " (2) واغلب جموع التكسير نفيد الكثرة ماعدا اربعة اصناف وهي
"افعل كأشهر وأفعال كأشياخ وأفعله كأغربه وفعله كفتيه" (3) فهنا لدينا نسوة على وزن فعله وهو جمع قلة اما نساء فجمع كثرة لذا ترى استعمال القران لكلمة نساء مع نساء النبي فقال يا نساء النبي في اكثر من موضع لانهن اكثر من عشر (مع السراري) ..
المهم لدينا نسوة جمع قلة وهذا ماقاله المفسرون في اية سورة يوسف يقول القرطبي في تفسيره" هن اربع نساء او خمس قيل امرأة ساقي العزيز وارأة خبازه وصاحب دوابه وامرأة صاحب سجنه وقيل امرأة الحاجب " (4) فهن اقل من عشر ودلالة على قلتهن ان امرأة العزيز لما سمعت بمكرهن جعتهن على مائدة واحدة قالى تعالى " فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف: 31]
3. لفظ (في المدينة) يدل على قلة النسوة كيف ذلك؟
لو قال (نسوة المدينة) لشمل نساء المدينة كلهن لكنه جاء بالظرفية (في) فقال نسوة في المدينة أي هن من نساء المدينة وليس كلهن وهذا موافق لتعريف النساء فكلهن من خواص القصر ومتعلقات العزيز من الذين يعملون لديه فهن من الخاصة لا العامة جاء في تفسير الظلال" فهذه البيئة التي تسمح بهذا او ذلك بيئة خاصة هي بيئة الطبقة المترفة دائما " (5)
فهن الخاصة المطلعات على خبايا القصر وما يدور فيه لان البيئة العامة لا تحب ان تشيع فيها مثل هذه المفسدات والله أعلم ..
الهوامش:
1/بلاغة الكلمة في التعبير القراني .. د/ فاضل السامرائي ص 94
2/معاني الابنية في العربية .. د/ فاضل السامرائي ص118
3/تفسير القرطبي ج9 ص 176
4/تفسير الظلال سيد قطب ج4 ص300(/)
هل مريم ـ عليها السلام ـ حازت مرتبة النبوة؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Oct 2008, 11:40 م]ـ
من بين مناقشاتنا في ملتقانا الكريم ورد سؤال عن السيدة مريم ـ عليها السلام ـ وهل نقول عليها السلام أم غير ذلك؟
وبعد البحث والاطلاع وجدت أن معظم المفسرين عند ذكرهم السيدة مريم يقولون:" عليها السلام" وقد انتصر بشدة لنبوتها بعض العلماء ومنهم العلامة القرطبي ,ذلك أثناء تفسيره لقول الله تعالى {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (آل عمران 42).
ومن باب إثراء الموضوع بالرأي والرأي المقابل كان هذا الطرح لمن أراد المشاركة
والله الموفق.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 04:06 ص]ـ
الخلاف في المسألة قديم، وليس للمثبتين دليل صريح وإنما أمور محتملة،
وأيضا ليس للنافين دليل صريح يمنع من نبوة النساء، وإنما الدليل الصريح في النفي هو في خصوص الرسالة لا النبوة،
وأما قول (عليها السلام) فليس بدليل فكثير من كتب المتأخرين إذا ذكرت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه أعقبت اسمه بـ (عليه السلام)، فهذه عادات تنتشر بين الناس وقد تكون من المؤلف أو من الناسخ أو الطابع ونحو ذلك.
وهذا نص كلام الحافظ ابن حجر في الفتح اسوقه للفائدة:
" واستدل بقوله تعالى: (إن الله اصطفاك) على أنها كانت نبية وليس بصريح في ذلك، وأيد بذكرها مع الأنبياء في سورة مريم، ولا يمنع وصفها بأنها صديقة فقد وصف يوسف بذلك.
وقد نقل عن الأشعري أن في النساء عدة نبيات، وحصرهن ابن حزم في ست، حواء وسارة وهاجر وأم موسى وآسية ومريم.
وأسقط القرطبي سارة وهاجر، ونقله في " التمهيد " عن أكثر الفقهاء.
وقال القرطبي: الصحيح أن مريم نبية.
وقال عياض: الجمهور على خلافه.
ونقل النووي في " الأذكار " أن الإمام نقل الإجماع على أن مريم ليست نبية.
وعن الحسن: ليس في النساء نبية ولا في الجن.
وقال السبكي الكبير: لم يصح عندي في هذه المسألة شيء، ونقله السهيلي في آخر " الروض " عن أكثر الفقهاء. " ا هـ
وهذا الذي ذكره السبكي متجه، والله أعلم.
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[06 Oct 2008, 08:02 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أستاذَيَّ الفاضلَيْن
وأما قول (عليها السلام) فليس بدليل فكثير من كتب المتأخرين إذا ذكرت أمير المؤمنين علياً رضي الله عنه أعقبت اسمه بـ (عليه السلام)، فهذه عادات تنتشر بين الناس وقد تكون من المؤلف أو من الناسخ أو الطابع ونحو ذلك.
طيب هذه العادات - وأعني بها القول في حق الصديقة عليها السلام وفي حق علي رضي الله عنه عليه السلام - هل هناك حرج شرعي من الاستمرار عليها؟
سؤال آخر إذا سمح وقتكم وتفضلتم مأجورين:
لِمَ خُصَّ علي رضي الله عنه في كتب المتأخرين لا سيما وهم أهل سنة بِـ " عليه السلام " مع أن هناك أبو بكر وعمر وهما أفضل من علي رضي الله عنهم أجمعين وأرضاهم
...
أستاذيَّ الفاضلَيْن
ألتمس لديكم العذر لتطفل أسئلتي وفضولها، فهي ليست مني، بل من قِبَل طالباتي اللاتي أشرح لهن التفسير ما بين تحليل وإجمال فيوردن على المسائل التي لا أدري من أين يأتين بها، فعذرا أساتذتي
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[06 Oct 2008, 03:53 م]ـ
بارك الله في الأخوة, ولي تعليق على قول الأخ عصام: "وأيضا ليس للنافين دليل صريح يمنع من نبوة النساء، وإنما الدليل الصريح في النفي هو في خصوص الرسالة لا النبوة " اهـ
فما أفهمه من قوله, أنه متفق على نفي الرسالة عن النساء أما النبوة فغير منفية! وأدلي بدلوي في الموضوع فأقول: أنا أرى والله أعلم أن السيدة مريم لم تكن نبية, وترجيحنا لذلك راجع إلى نظرنا في أمر النبوة! فالله يُنبأ -يجعل نبيا- بعض البشر ليقوموا بأداء مهمة ما, فما هي المهمة التي قامت بها السيدة مريم لكي تكون نبية؟ لم يذكر لنا القرآن ولا السنة ولا التاريخ أن السيدة مريم لعبت أي دور سوى أنها كانت أما لسيدنا عيسى وتحملت المعاناة من أجل حملها الذي حدث بدون والد!
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي النهاية نذكر بقول الله تعالى في حقها:"مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ... " فحصرها الله تعالى في كونها صديقة, أما عند نعت الأنبياء بنفس النعت فكان الله تعالى يقول: "صديقا نبيا" كما جاء في قوله "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً [مريم: 41] " وهو ما لم يذكره مع مريم فيرجح أن تكون صديقة فقط والله أعلى وأعلم
ـ[عصام العويد]ــــــــ[06 Oct 2008, 11:46 م]ـ
بالنسبة لسؤالي الأخت متبعة:
فالصديقة مريم عليها السلام لا يظهر وجود حرج في ذلك؛ للاختلاف في كونها نبية أو لا؟ وقد ذكرت في سورة الأنبياء مع الأنبياء في سياق واحد (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آَيَةً لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء/91]،
ولم أقف على أحد من أهل العلم نهى عن اتباع اسم مريم بهذا اللفظ (عليها السلام)، ومن وقف فليفدني به مشكورا.
أما علي رضي الله عنه فهذا جواب من العلامة ابن باز رحمه الله في المسألة:
س: أثناء اطلاعي على موضوعات كتاب: (عقد الدرر في أخبار المنتظر)، في بعض الروايات المنقولة عن علي بن أبي طالب أجدها على النحو التالي: عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات ما حكم النطق بهذا اللفظ أعني (عليه السلام)، أو ما يشابهه لغير الرسول صلى الله عليه وسلم؟
ج: لا ينبغي تخصيص علي رضي الله عنه بهذا اللفظ بل المشروع أن يقال في حقه وحق غيره من الصحابة (رضي الله عنه) أو رحمهم الله لعدم الدليل على تخصيصه بذلك، وهكذا قول بعضهم كرم الله وجهه فإن ذلك لا دليل عليه ولا وجه لتخصيصه بذلك، والأفضل أن يعامل كغيره من الخلفاء الراشدين ولا يخص بشيء دونهم من الألفاظ التي لا دليل عليها.
وجاء فى كتاب " الأذكار " للنووى " ص 120 ":
وأما غير الأنبياء فالجمهور أنه لا يصلى عليهم ابتداء، فلا يقال: أبو بكر صلى الله عليه وسلم.
واختلف فى هذا المنع، فقال بعض أصحابنا - الشافعية - هو حرام، وقال أكثرهم: مكروه كراهة تنزيه - أى لا عقوبة فيه - وذهب كثير منهم إلى أنه خلاف الأولى وليس مكروها، والصحيح الذي عليه الأكثرون أنه مكروه كراهة تنزيه، لأنه شعار أهل البدع، وقد نهينا عن شعارهم. انتهى كلام النووى.
واختار ابن القيم الجواز ما لم يتخذه شعارم أو يخص به واحدا إذا ذكَر دون غيره ولو كان أفضل منه، كفعل الرافضة مع على دون غيره من الصحابة فيكره، ولو قيل حينئذ بالتحريم لكان له وجه.
أما لماذا خُص علي رضي الله عنه، فهذا جهل انتشر بين كثير من العامة بسبب خصوصية علي رضي الله عنه لكونه من خاصة آل البيت، فظنوا أنه يُخص بهذا كما في الصلاة الإبراهيمية بزعمهم، وهو خطأ ولا ريب.
قال العلامة القسطلاني: [وقد جرت عادة بعض النساخ أن يفردوا علياً وفاطمة رضي الله عنهما بالسلام فيقولوا عليه أو عليها السلام من دون سائر الصحابة رضي الله عنهم في ذلك. وهذا وإن كان معناه صحيحاً لكن ينبغي أن يساوى بين الصحابة رضي الله عنهم في ذلك فإن هذا من باب التعظيم والتكريم والشيخان وعثمان أولى بذلك منهما] المواهب اللدنية 3/ 355
أما مداخلة الأخ المبارك عمرو فلكلامي أيها الفاضل واضح تماما أني لم اثبت النبوة ولم أنفِها، فإن كنت سلمك الباري تختار نفي النبوة عنها فلك ذلك، وقد ذهب إليه خلق من أهل العلم، لكن للمخالف أن يقول:
قولك (فالله يُنبأ -يجعل نبيا- بعض البشر ليقوموا بأداء مهمة ما, فما هي المهمة التي قامت بها السيدة مريم لكي تكون نبية؟ لم يذكر لنا القرآن ولا السنة ولا التاريخ أن السيدة مريم لعبت أي دور سوى أنها كانت أما لسيدنا عيسى وتحملت المعاناة من أجل حملها الذي حدث بدون والد!)
فما هي المهمة التي حكاها القرىن أو السنة عن زكريا عليه السلام؟
المحكي عن مريم عليها السلام أكثر من المحكي عن عدد كبير من الأنبياء عليهم السلام.
ثم تقول سلمك الله وفي النهاية نذكر بقول الله تعالى في حقها:"مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ ... " فحصرها الله تعالى في كونها صديقة, أما عند نعت الأنبياء بنفس النعت فكان الله تعالى يقول: "صديقا نبيا" كما جاء في قوله "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً [مريم: 41] " وهو ما لم يذكره مع مريم فيرجح أن تكون صديقة فقط
فهذا يوسف عليه السلام قال الله في كتابه (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ) [يوسف/46]، وبهذا أجاب الحافظ ابن حجر كما سبق النقل عنه.
وكيف الجواب عن أن الله عز وجل لم يذكر في سورة الأنبياء إلا الأنبياء وذكرها معهم عليهم السلام؟ فهذه قرينة قوية.
أعود فأقول: عندي أن الأدلة محتملة للقولين، والله يحفظك ويرعاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[06 Oct 2008, 11:58 م]ـ
النبوة اختيار رباني للقيام بوظيفة، وكل نبي يوحى إليه، وهذا لا يعني أن من يوحى
إليه يكون نبياً، فقد أوحى الله تعالى إلى أم موسى وأوحى إلى الفتى يوسف وهو في
الجب، وأوحى لموسى قبل النبوة وهو لا يزال في مصر .... الخ.
لا تثبت النبوة إلا بدليل ولا دليل هنا
أما سؤال الإخت عن قولنا: (علي عليه السلام) أو (الإمام علي) فهو من مؤثرات التشيع.
وليس هناك ما يمنع أن نقول عمر عليه السلام وسعد عليه السلام ... الخ.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[07 Oct 2008, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ....
يبدو أن أصل المسألة هو سؤال مقلق!! وهو كالتالي: ماهو حد النبوة؟
الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى يقول إن النبي هو من اعلم بشئ من الله تعالى فقط وهو في هذا يجاري المعنى اللغوي ...
غيره يرى ان النبي من أمر بالدعوة إلى شريعة رسول سابق.
يتحصل من هذا - والله أعلم - أنه لاحرج من إطلاق صفة النبوة على السيدة مريم بنت عمران وغيرها .. إذا رجحنا تعريف ابن حزم للنبي ....
ـ[علي أبو الحسن]ــــــــ[07 Oct 2008, 06:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
سورة النحل: 43
وقد ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا))
في سورة يوسف: 109
وسورة الأنبياء: 7
ـ[علي أبو الحسن]ــــــــ[07 Oct 2008, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى
((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ))
سورة النحل: 43
وقد ورد ذكر الآية ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا))
في سورة يوسف: 109
وسورة الأنبياء: 7
ـ[عصام العويد]ــــــــ[07 Oct 2008, 06:52 م]ـ
الأخ الفاضل علي ابو الحسن سلمه الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
هذه الآيات أخي في الرسالة لا في النبوة فلا تعجل بورك فيك.
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:14 ص]ـ
أحسنت أخي عصام ... وهذا ما يقع فيه الكثير ...
ـ[أبوالعباس]ــــــــ[08 Oct 2008, 06:23 ص]ـ
المسألة فيها خلاف بين أهل العلم
وأنا أميل إلى القول بأنها ليست بنبية والله أعلم
وليس هناك دليل على أنها نبية وأما الوحي المذكور بشأن أم موسى ففسر بأن
المقصودبه الإلهام
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[08 Oct 2008, 08:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا الأساتذة الأفاضل ونفع بعلمكم
أفدتم وزدتم فشفيتم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Oct 2008, 12:37 ص]ـ
أشكر كل المشاركين على علمية المشاركات وعلى الرقي الظاهر في لغة الحوار، وعلى العمق الفكري للتناول.(/)
تأمل في هذه الآية من عدو أوجه (كلام نفيس)
ـ[ابن رجب]ــــــــ[06 Oct 2008, 01:56 ص]ـ
من كلام العلامة ابن عثيمين رحمه الله
قال تعالى: (ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب) غافر 49
تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم. لأن الله قال لهم: (اخسئوا فيها ولا تكلمون) المؤمنون 108. فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة.
ثانيا: أنهم قالوا (ادعوا ربكم) ولم يقولوا: ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي مايرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (ربكم).
ثالثا: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يخفف) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم.
رابعا: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يوما من العذاب) يوما واحدا.
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي) الشورى 45. أعاذنا الله منها.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى(/)
خلاصة الدروس من سورة يوسف في آية
ـ[محب القران]ــــــــ[06 Oct 2008, 09:33 ص]ـ
الدروس من سورة يوسف لا تنتهي وما أجملها وما اروعها والله من دروس
لكن خلاصة هذه الدروس التي استفدتها من سورة يوسف تجمها آية واحده أتت على لسان يوسف نفسه
قال تعالى على لسان يوسف ((قال انا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع اجر المحسنين))
ففي كل ما مر بيوسف من البلاء والمحن نجد التقوى والصبر هي سلاحه الذي لا ينفك عنه
فياليتنا نعي أن الحياة برمتها من اول مبتداها إلى آخر منتهاها تحتاج إلى التقوى والصبر حتى نفوز بخيري الدنيا والآخره
ـ[عصام العويد]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:37 م]ـ
فائدة جميلة جليلة نفع الله بك.
ـ[محب القران]ــــــــ[08 Oct 2008, 04:49 ص]ـ
حفظك الله شيخنا وجزاك الله خيرا على ردك فقد اسعدني كثيرا
ـ[محب القران]ــــــــ[08 Oct 2008, 05:33 م]ـ
لقد تتبعت كلمة المحسنين التي وردت في آخر الاية فوجدت انها لا تذكر إلا بعد موقف يحتاج إلى صبر أو تقوى أو جاءت وصفا لمن اجتمع فيه هذين الامرين
فالإحسان اعلى مراتب العمل ولذلك إحتاج صاحبه إلى التقوى والصبر(/)
بشرى لساكنات مدينة الرياض القرآن مع دورة تدبر
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[06 Oct 2008, 05:11 م]ـ
بشرى لساكنات مدينة الرياض
وفرصة نادرة
وحلمٌ ليس بالسهولة تحقيقة
إلاّ
لصاحبات العزم والنية الراشدة
أحث به الفتيات ومن عنده أخوات وقريبات أن يوصيهن
ويحرص على نفعهن
برنامج
"تاج السمو"
الذي تقدمه دار السمو النسائية
لتحفيظ القرآن الكريم
كل يوم في الفترة الصباحية
من الساعة 7 وحتى 11
يضم ثلاث باقات مميزة للمعتنيات
بكتاب الله تعالى
وإليكم التفاصيل:
ـــــــــــــ
باقة:
حياتي مع القرآن
(حفظ القرآن الكريم بالتدبّر)
كوني كالصحابيات .. حياتهن مع القرآن .. علم وعمل وتدبر واعتبار
باقة: حياتي مع القرآن .. تمنحك الفرصة لتعيشي حياة الصحابيات
في حفظهن لكتاب الله ,
لا يجاوزن عشر آيات حتى يتعلمن ما فيهن من العلم والعمل.
مع باقة حياتي مع القرآن .. إيمانك يزداد .. وعلمك يسمو ....
ــــــــــــ
باقة:
رفقة الأملاك
تعلمي القرآن الكريم وأتمي تلاوته بمهارة .. لتكوني مع السفرة الكرام البررة أصبح بإمكانك ختم القرآن الكريم كاملاً وفق منهجية وعلى مسافة زمنية قصيرة عبر مضمارين:
المضمار الذهبي:
ختم القرآن الكريم في سنة واحدة.
المضمار الفضي:
ختم القرآن الكريم في سنتين.
ــــــــــــــ
باقة:
همتي بحفظي
الآن يمكنك ضبط أحكام التجويد المتقدمة مع حفظ القرآن الكريم ...
باقة همتي بحفظي .. تمنحك الحرية في تحديد مقدار حفظك اليومي حسب همتك وطاقتك ..
همتي بحفظي .. ميدان جديد يمنحك قدرة أعلى لحفظ القرآن الكريم ..
******
* أهداف البرنامج العامة:
1) امتثال أمر الله عز وجل بتدبر القرآن الكريم.
2) إحياء سنة تدبر القرآن الكريم.
3) ربط الطالبة بالقرآن الكريم لتطبيقه في جميع جوانب حياتها.
4) اعتماد طرق متنوعة في تفسير القرآن الكريم.
5) تخريج حافظات متقنات للقرآن الكريم.
6) تأهيل خاتمات القرآن الكريم علمياً.
ــــــــــــــــ
* مميزات الباقات:
1) حفظ القرآن الكريم وإتقانه في مدة محددة.
2) حفظ القرآن الكريم على منهج السلف الصالح تدبراً علماً وعملاً.
3) دراسة منهج التجويد كاملاً.
4) تأهيل الملتحقات علمياً برعاية علماء وأساتذة جامعات.
5) مدرسات البرنامج حائزات على إجازة في القراءات.
6) الحصول على شهادة الإتقان المعتمدة من الجمعية.
7) الحصول على شهادة الحضور للدورات العلمية المصاحبة.
8) الحصول على دورات تدريبية تطويرية مجانية بشهادات معتمدة.
9) ترشيح المتقنات لدورة الإجازة.
10) توفر الحضانة والروضة ووسائل النقل.
* ضيوف الدورة العلمية الدائمين:
1) فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن ناصر البراك.
2) فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري.
3) د. أسماء بنت راشد الرويشد.
4) أ. إيمان بنت سليمان العبيد.
ــــــــــــــــــــ
* شروط الانضمام:
1) اجتياز اختبار القبول.
2) لا يقل الحفظ عن 10 أجزاء لمن ترغب في ختم القرآن الكريم كاملا
في سنة واحدة.
الرسوم للفصل الدراسي:
التسجيل – 200 ريال لجميع الباقات
ماعدا المضمار الذهبي 300 ريال
النقل – 300 ريال
* جوائز خاتمات القرآن الكريم في سنة واحدة:
1) الأولى: 5000 ريال.
2) الثانية: 4500 ريال
3) الثالثة: 4000 ريال
4) من الرابعة وحتى السادسة: 3500 ريال.
5) من السابعة وحتى التاسعة: 3000 ريال.
6) من العاشرة وحتى الثانية عشر: 2500 ريال.
7) من الثالثة عشر وحتى الخامسة عشر: 2000 ريال.
* شروط نيل الجائزة:
1) المشاركة في مسابقة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم السنوية.
2) المشاركة في مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز السنوية.
3) اجتياز الاختبار النهائي بمعدل لا يقل عن 90%.
4) المواظبة على الحضور.
5) عدم الارتباط مع أي مدرسة أخرى طوال فترة البرنامج.
آلية التسجيل:
o يكون التسجيل بإرسال رسالة تحتوي على:
(الاسم الثلاثي – العمر-الحي السكني - رقم الهاتف – مسمى الباقة
– مقدار الحفظ)
على
: جوال: 0557707738
أو بريد:
dar-alsumo@hotmail.com
أو بالحضور الشخصي يوم الاثنين الموافق 6/ 10/1429هـ صباحاً.
o تبدأ المقابلات يوم السبت 11/ 10/1429هـ
إلى الأربعاء 15/ 10/1429هـ صباحاً
o يبدأ البرنامج يوم السبت 18/ 10/1429هـ.
o البرنامج في الفترة الصباحية من الساعة 7 وحتى 11 صباحاً
من السبت إلى الأربعاء.
فلله در فتاة حازت السبق في مضمار أهل القرآن
وفقني الله وإياكم
لما يرضي الله ويدني من محبته
صورة إعلان دار السمولتحفيظ القرآن لبرنامج تاج السمو
http://www.up-00.com/bzfiles/vl897778.jpg
http://www.up-00.com/bzfiles/BHX97778.jpg
http://www.up-00.com/bzfiles/aRf97778.jpg
...
ـ[التواقة]ــــــــ[09 Oct 2008, 11:58 م]ـ
[* شروط نيل الجائزة:
[ COLOR="RoyalBlue"]1) المشاركة في مسابقة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم السنوية.
2) المشاركة في مسابقة الأمير سلمان بن عبد العزيز السنوية.
.
إذا كان من الشروط دخول مسابقة الأمير سلمان والأمير سلمان خاص بالسعوديات فمعنى ذلك أن البرنامج خاااااااص بالسعوديات
ماهي مسابقة الجمعية السنوية
جزيت خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد البكري]ــــــــ[10 Oct 2008, 09:26 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله،، دورة رائعة جدا وأسأل الله - عز وجل - أن يكتب القائمين لها وأن يجزي كل من قام بها ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[10 Oct 2008, 10:07 م]ـ
تبارك الرحمن.
دوره رائعه , وفقكم الله لكل خير وأعاننا وإياكم على تدبر آيات كتابه الكريم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[11 Oct 2008, 07:08 م]ـ
رزقك الله البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أختي الفاضلة: الروابط لم تفتح لدي، أين تقع هذه الدار تحديدا؟(/)
قاعدة في أن الأحكام الشرعية تُناط بالمعاني والصفات لا بالأشخاص والذوات ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 Oct 2008, 06:23 م]ـ
وهذه القاعدة شريفة جليلة ويُنفى بها زعم من زعم اختصاص حكم شرعي بشخص غير النبي .. كمن زعم اختصاص سالم بالرضاع، وعائشة بتكرار العمرة ...
قال شيخ الإسلام في ((الفتاوى)): ((وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ: إنَّ هَذَا فِي شَخْصٍ بِعَيْنِهِ فَفِي غَايَةِ الْفَسَادِ لَفْظًا وَمَعْنًى. ثُمَّ أَنَّ اللَّهَ إنَّمَا يَخُصُّ الشَّيْءَ الْمُعَيَّنَ بِحُكْمِ يَخُصُّهُ لِمَعْنَى يَخْتَصُّ بِه كَمَا {قَالَ لِأَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ - وَكَانَ قَدْ ذَبَحَ فِي الْعِيدِ قَبْلَ الصَّلَاةِ - قَبْلَ أَنْ يُشَرِّعَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الذَّبْحَ يَكُونُ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَلَمَّا قَالَ النَّبِيُّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلُ مَا نَبْدَأُ بِهِ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ ثُمَّ نَذْبَحُ فَمَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ فَإِنَّمَا هِيَ شَاةُ لَحْمٍ قَدَّمَهَا لِأَهْلِهِ ذَكَرَ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ أَنَّهُ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَجُوزُ وَذَكَرَ لَهُ أَنَّ عِنْدَهُ عَنَاقًا خَيْرًا مِنْ جَذَعَةٍ فَقَالَ: تُجْزِئُ عَنْك وَلَا تُجْزِئُ عَنْ أَحَدٍ بَعْدَك} فَخَصَّهُ بِهَذَا الْحُكْمِ لِأَنَّهُ كَانَ مَعْذُورًا فِي ذَبْحِهِ قَبْلَ الصَّلَاةِ؛ إذْ فَعَلَ ذَلِكَ قَبْلَ شَرْعِ الْحُكْمِ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ الذَّبْحُ مَنْهِيًّا عَنْهُ بَعْدُ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلَّا هَذَا السِّنُّ وَأَمَّا أَمْرُهُ لِامْرَأَةِ أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عتبة أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا مَوْلَاهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ لِيَصِيرَ لَهَا مُحَرَّمًا فَهَذَا مِمَّا تَنَازَعَ فِيهِ السَّلَفُ: هَلْ هُوَ مُخْتَصٌّ أَوْ مُشْتَرَكٌ؟ وَإِذَا قِيلَ هَذَا لِمَنْ يَحْتَاجُ إلَى ذَلِكَ - كَمَا احْتَاجَتْ هِيَ إلَيْهِ - كَانَ فِي ذَلِكَ جَمَعَ بَيْنَ الْأَدِلَّة وَبِالْجُمْلَةِ فَالشَّارِعُ حَكِيمٌ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ مُتَمَاثِلَيْنِ إلَّا لِاخْتِصَاصِ أَحَدِهِمَا بِمَا يُوجِبُ الِاخْتِصَاصَ وَلَا يُسَوِّي بَيْنَ مُخْتَلِفَيْنِ غَيْرِ مُتَسَاوِيَيْنِ بَلْ قَدْ أَنْكَرَ سُبْحَانَهُ عَلَى مَنْ نَسَبَهُ إلَى ذَلِكَ وَقَبَّحَ مَنْ يَحْكُمُ بِذَلِكَ فَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ} {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} وَقَالَ تَعَالَى: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ}. وَإِنَّمَا يَكُونُ الِاعْتِبَارُ إذَا سَوَّى بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ وَأَمَّا إذَا قِيلَ: لَيْسَ الْوَاقِعُ كَذَلِكَ فَلَا اعْتِبَارَ. وَقَدْ تَنَازَعَ النَّاسُ فِي هَذَا الْأَصْلِ وَهُوَ أَنَّهُ هَلْ يَخُصُّ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ مَا يَخُصُّهُ لَا لِسَبَبِ وَلَا لِحِكْمَةِ قَطُّ بَلْ مُجَرَّدُ تَخْصِيصِ أَحَدِ الْمُتَمَاثِلَيْنِ عَلَى الْآخَرِ؟ فَقَالَ بِذَلِكَ جَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ وَمَنْ وَافَقَهُ مِنْ الْجَبْرِيَّةِ وَوَافَقَهُمْ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ. وَأَمَّا السَّلَفُ وَأَئِمَّةُ الْفِقْهِ وَالْحَدِيثِ وَالتَّصَوُّفِ وَأَكْثَرِ طَوَائِفِ الْكَلَامِ الْمُثْبِتِينَ لِلْقَدَرِ كالكرامية وَغَيْرِهِمْ وَنَفُتْهُ كَالْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ فَلَا يَقُولُونَ بِهَذَا الْأَصْلِ بَلْ يَقُولُونَ: هُوَ سُبْحَانَهُ يَخُصُّ مَا يَخُصُّ مِنْ خَلْقِهِ وَأَمْرِهِ لِأَسْبَابِ وَلِحِكْمَةِ لَهُ فِي التَّخْصِيصِ كَمَا بُسِطَ الْكَلَامُ عَلَى هَذَا الْأَصْلِ فِي مَوَاضِعَ)).
وقال في ((المنهاج)): ((وهو صلى الله عليه و سلم امره شامل عام لكل مؤمن شهده أو غاب عنه في حياته وبعد موته وليس هذا لأحد من الأئمة ولا يستفاد هذا بالإمامة حتى أنه صلى الله عليه و سلم إذا أمر ناسا معينين بأمور وحكم في أعيان معينة بأحكام لم يكن حكمه وأمره مختصا بتلك المعينات بل كان ثابتا في نظائرها وأمثاله إلى يوم القيامة فقوله صلى الله عليه و سلم لمن شهده لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود هو حكم ثابت لكل مأموم بإمام أن لا يسبقه بالركوع ولا بالسجود وقوله لمن قال لم اشعر فحلقت قبل أن أرمى قال أرم ولا حرج ولمن قال نحرت قبل أن أحلق .. قال احلق ولا حرج أمر لمن كان مثله وكذلك قوله لعائشة رضي الله عنها لما حاضت وهي معتمرة اصنعي ما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت وأمثال هذا كثير بخلاف الإمام إذا أطيع ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[03 Jul 2010, 06:16 م]ـ
قال الشيخ: ((وأما قوله إن الفسخ لا يجوز إلا لذلك الوفد خاصة فغير صحيح لوجوه:
أحدها: أن ما ثبت في حق الواحد من الأحكام ثبت في حق جميع الأمة وهذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام،وحيث ما خص الواحد بحكم فلا بد أن يكون اختصاصه بذلك الحكم لعلة اختص بها لو وجدت في غيره لكان حكمه حكمه ولا بد من دليل على التخصيص كما قال لأبي بردة بن نيار في الأضحية تجزؤك ولا تجزؤ عن أحد بعدك لأنه كان قد ذبح قبل أن يسن وقت الأضحية وكما خص سالما مولى أبي حذيفة بأن يرضع كبيرا لأنه قد تبني قبل أن يحرم .. )).(/)
هل من خبر عن تفسير الشيخ بكر أبو زيد
ـ[الغامدي1]ــــــــ[07 Oct 2008, 12:14 ص]ـ
كنا اليوم في ضيافة الشيخ العلامة أستاذ كرسي حكمت بشير في جدة وهذه بعض الأخبار من الشيخ وفقه الله لكل خير.
ا- ذكر له الشيخ سعود الحربي أن الشيخ بكر أبو زيد قال كان تفسيرالقرآن دينا على أهل نجد فقام بالوفاء به الشيخ عبدالرحمن السعدي رحم الله الجميع
فقال الشيخ حكمت أن الشيخ بكرأبوزيد أيضا قد قضى هذا الدين وله تفسير قد طلب مني مراجعته ولكني وقت طلبه كنت مشغولا جدا فاعتذرت منه وياليتني أجبت طلبه.
(وذكر أن التفسير الميسر راجعه جماعات كثيرة من أهل العلم ومن الأشياء الحسنة أن الشيخ بكر أبو زيد من آخر الذين راجعوا التفسير الميسر وذكر أن معالي الدكتور عبدالله التركي كان يتابع باهتمام كبير التفسير الميسر)
2 - ذكر أن دار ابن الجوزي تقوم بطباعة تحقيق ابن كثير له حفظه الله.
وذكر أنه لا يحب أن يعرض أعماله الكتابية لدور النشر ولكن من أراد أن يطبع شيئا من مؤلفاته فإنه لا يمانع.
3 - وذكر شيئا عن أهداف كرسي بن لادن للدراسات القرآنية الذي يشرف عليه الشيخ في جامعة الملك عبدالعزيز وأن ثماره ستظهر خلال ثلاث سنوات إن شاء الله.
4 - ذكر شيئا من اهتماماته وأعماله المستقبلية المتعلقة بالتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم وكيف سيتم إظهارها في قالب إعلامي متميز بإذن الله.
(وأخيرا كان الشيخ في غاية التواضع والأدب وكثرة الدعاء لنا والثناء الكبير على جهودنا الضعيفة وقد خرجنا محتقرين لأنفسنا عندما رأينا همة الشيخ العالية في نشر العلم وتبسيطه والاهتمام بالتجديد والابتكار في الطرح العلمي والإعلامي وكأن روحه روح الشباب بل هي كذلك والشيخ يبقى أكثر أيامه وحيدا بعيدا عن أهله في جدة من أجل الإشراف على كرسي بن لادن للدراسات القرآنية)
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[07 Oct 2008, 01:42 م]ـ
أخي الفاضل/
هل تفسيرالعلامة بكرأبوزيد -الذي ذكر الدكتور حكمت بشير- شامل للقرآن الكريم،أم هو لبعض لأجزاء والسور.
وفقت للخيرات.
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[07 Oct 2008, 10:08 م]ـ
,,,,,00اخي الغامدي وياحبذا تضع لنا ترجمة ولو مختصرة لسيرة وحياة هذا الشيخ الفاضل الدكتور حكمت بشير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 07:15 ص]ـ
سبقَ أن طُلِبَ منِّي مراجعةُ تفسير الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله وغفر له قبل وفاته، فوافقتُ على ذلك، ثم لم يَنْشَبْ الدكتور بكر أن توفي ونُسيَ الأمرُ.
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[12 Oct 2008, 05:33 م]ـ
غفر الله للشيخ بكر ورحمه وأسكنه فسيح جناته
الرجاء ممن يعرف شيئا عن هذا الكتاب أن يبادر بإخراجه فالشيخ رحمه الله هو ممن علمتموه تحقيقا وتدقيقا
فسارعوا بإخراج الكتاب وعضوا عليه بالنواجذ
أرجو مطالبة أبناء الشيخ رحمه الله بسرعة إخراج تراثه المخطوط فإنا له بالأشواق(/)
البرنامج العلمي
ـ[أبو الحارث الأثري]ــــــــ[07 Oct 2008, 12:49 ص]ـ
المرحلة المرحلة الأولى المرحلة الثانية المرحلة الثالثة المرحلة الرابعة
العلم شرح وقراءة فهم واستيعاب المحفوظ شرح وقراءة فهم واستيعاب المحفوظ شرح وقراءة فهم واستيعاب المحفوظ شرح وقراءة فهم واستيعاب المحفوظ
علوم الغاية والمقصد القران الكريم حفظ صفحة يوميا ويوم الجمعة مراجعة للمحفوظ حفظ صفحة يوميا ويوم الجمعة مراجعة للمحفوظ مراجعة ربع حزب يوميا مراجعة حزب واحد يوميا
التفسير قراءة تفسير بن سعدي رحمه الله قراءة تفسير الشيخ فيصل بن مبارك (توفيق الرحمن) قراءة تفسير البغوي (معالم التنزيل) قراءة تفسير القران العظيم لابن كثير
الحديث قراءة شرح الأربعين لابن عثيمين حفظ متن الأربعين مع زيادات بن رجب قراءة شرح عمدة الأحكام للبسام (تيسير العلام) حفظ العمدة كاملة كل يوم حديثين قراءة شرح البسام على بلوغ المرام (توضيح الأحكام) حفظ نصف بلوغ المرام (قسم العبادات) قراءة سبل السلام للصنعاني حفظ نصف بلوغ المرام (قسم المعاملات)
العقيدة شروحات الأصول الثلاثة والقواعد الأربعة وكتاب التوحيد وكشف الشبهات
جميعها لمحمد بن عبدالوهاب حفظ متن كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب قراءة أعلام السنة المنشورة ومعارج القبول لحافظ حكمي حفظ منظومة
سلم الوصول
لحافظ حكمي شروحات الواسطية والحموية لابن تيمية ولمعة الاعتقاد للمقدسي حفظ اللامية لشيخ الإسلام والحائية لابن أبي داود التدمرية لابن تيمية والطحاوية للطحاوي والسفارينية للسفاريني حفظ منظومة السفاريني
وضبط التدمرية
الفقه منهج السالكين للسعدي شرح بن جبرين
وقراءة الملخص الفقهي للفوزان قراءة ضبط ومراجعة لمنهج السالكين عمدة الفقه لابن قدامة شرح الراجحي"صوتي" قراءة ضبط ومراجعة لعمدة الفقه زاد المستقنع
شرح بن عثيمين أو الشنقيطي"صوتي" قراءة ضبط ومراجعة لزاد المستقنع قراءة الشرح الممتع لابن عثيمين والمغني لابن قدامة بابا الى باب جنبا الى جنب
علوم الآلة والوسيلة علوم القران مقدمة شيخ الاسلام بن تيمية
شرح ابن عثيمين أو خالد السبت قراءة مباحث في علوم القران للقطان
وقراءة قواعد التفسير للسبت أسباب النزول للواحدي
والتفسير والمفسرون للذهبي الإتقان للسيوطي
ومناهل العرفان "مع ملاحظة مافيه من أشعرية"
التجويد شرح تحفة الأطفال حفظ تحفة الأطفال للجمزوري شرح الجزرية حفظ نصف الجزرية نصف غاية المريد حفظ نصف الجزرية نصف غاية المريد مراجعة المنظومتين
مصطلح الحديث المنظومة البيقونية
وقراءة تيسير مصطلح الحديث للطحان
ومصطلح الحديث للعثيمين حفظ البيقونية نزهة النظر لابن حجر والموقظة للذهبي وإرشاد طلاب الحقائق للنووي منظومة قصب السكر للصنعاني الباعث الحثيث لابن كثير
شرح عبد الكريم الخضير
"صوتي" علوم الحديث لابن الصلاح ضبط
كتاب ابن الصلاح
أصول الفقه الأصول من علم الأصول لابن عثيمين
وشرحه لابن عثيمين أو لخالد السبت
وقراءة الواضح في اصول الفقه للأشقر الورقات للجويني
شرح عبدالله الفوازان "مطبوع" نظم الورقات للعمريطي قواعد الأصول ومعاقد الفصول للبغدادي
ومذكرة في أصول الفقه للشنقيطي إعلام الموقعين لابن القيم
ومختصر التحرير
القواعد الفقهية شرح منظومة القواعد الفقهية لابن سعدي حفظ منظومة بن سعدي القواعد الفقهية الخمس الكبرى وتطبيقاتها من كلام بن تيمية تحرير الفوائد وتقرير القواعد لابن رجب شرح القواعد الفقهية للزرقا
الفرائض تسهيل الفرائض لابن عثيمين شرح البرهانية للعثيمين "صوتي" المنظومة البرهانية شرح الرحبية حفظ الرحبية (اختياري) التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية للفوزان
النحو الآجرومية النصف الأول من
الدرة اليتيمة الدرة اليتيمة شرح
بن عثيمين النصف الثاني من
الدرة اليتيمة شرح قطر الندى
لابن هشام النصف الأول من ملحة الإعراب للحريري ألفية بن مالك شرح العثيمين"صوتي" النصف الثاني من ملحة الإعراب للحريري
البلاغة شرح البلاغة لابن عثيمين "صوتي" ثلث الجوهر المكنون مع شرحه للاخضري ثلث الجوهر المكنون مع شرحه للاخضري ثلث الجوهر المكنون مع شرحه للاخضري
الصرف شذا العرف في فن الصرف لامية الأفعال مع شرحها حفظ لامية الأفعال شرح التصريف للعزي شرح التصريف للعزي
الأدب جواهر الأدب للهاشمي مقامات الحريري وحي القلم للرافعي شعر المعلقات(/)
سؤال عاجل لمشائخنا الأجلاء حفظهم الله (مالفرق بين لأنعمه ونعمه؟)
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[07 Oct 2008, 03:55 م]ـ
في قوله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين* شاكراً لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم)
س/ مالفرق بين لأنعمه ونعمه؟؟؟
أحتاج الإجابة قبل يوم الجمعه بوركتم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:56 م]ـ
نظرا للاحتياج العاجل للجواب أقول:
إن" أنعم " على وزن أفعُل وهو من جموع القلة الأربعة " أفعِلة، وأفعُل، وفعْلة وأفعال " وما سوى هذه الأربعة فهو من جموع الكثرة وعلى هذا قال العلماء ما مؤداه، إن إبراهيم ـ عليه السلام ـ كان يشكر الله على قليل النعم فما بال شكره على الكثير.
قال الفخر:
لفظ الأنعم جمع قلة، ونعم الله تعالى على إبراهيم عليه السلام كانت كثيرة. فلم قال: {شَاكِراً لأَنْعُمِهِ}.
قلنا: المراد أنه كان شاكراً لجميع نعم الله إن كانت قليلة فكيف الكثيرة.
قال الآلوسي:" {شَاكِراً لاّنْعُمِهِ} ... أوثر صيغة جمع القلة قيل: للإيذان بأنه عليه السلام لا يخل بشكر النعمة القليلة فكيف بالكثيرة وللتصريح بأنه عليه السلام على خلاف ما هم عليه من الكفران بأنعم الله تعالى حسبما أشير إليه بضرب المثل أ. هـ آلوسي
قلت وهو ما جاء في قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112) تعريضا بكفار مكة. فعين المدح لإبراهيم عليه السلام عين التعريض بذرّيته الذين أشركوا وكفروا نعمة الله.
ومن هنا يتضح الفرق بين أنعم التي هي من جموع القلة ونعم التي هي من جموع الكثرة فليتأمل. والله أعلم
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[07 Oct 2008, 10:08 م]ـ
سبحان الله العظيم
بارك الله فيك شيخنا عبد الفتاح ونفع بك
لفتة عربية جميلة ماشاء الله
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً د. عبد الفتاح.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[08 Oct 2008, 09:56 ص]ـ
سُئل الدكتور فاضل السامرائي هذا السؤال:
* ما دلالة إستخدام كلمة (نعمة) بالإفراد (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)؟
المفرد له قد يكون يدل على الجنس أو على الواحد. مثلاً تقول: الحصان أسرع من الحمار، هل تعني به واحداً؟ أو الجنس عموماً؟ تعني كل الجنس. الأسد أقوى من الكلب، لا تعني به أسداً واحداً وإنما الجنس. إذن قد يؤتى بالواحد للدلالة على الجنس. فالنعمة قد يراد بها جنس النعمة والعرب أحياناً تأتي بالمفرد للتكثير والكسائي نقل لنا: أتينا فلان فكنا عنده في لحمة ونبيذا، يعني أكل كثيراً. إذن هي للجنس والجنس أكثر من الجمع أحياناً. نعمة أكثر من نِعَم وأنعم. مثال: نقول: لا رجل في الدار، لا رجلين في الدار، (لا رجل) نفيت كل الجنس أي لا واحد ولا اثنين ولا أكثر، لكن لما تقول لا رجلين في الدار فأنت تنفي العدد فقط يمكن أن يكون هناك واحد أو ثلاثة، لا رجال في الدار قد يكون هناك واحد أو اثنين. (لا رجل) تعني لا واحد ولا اثنين ولا أكثر. الجنس يجمع وهو أعم وأشمل. هذا احتمال. رب العالمين في القرآن يذكر الجنة ويذكر فيها الفاكهة يقول (فاكهة) ويذكر الدنيا ويقول (فواكه) فاكهة مفرد وفواكه جمع. فإذن إذا أريد الجنس يستعمل المفرد لأنه أعم وأشمل. النُحاة يضربون مثلاً نحن نعدّله نقول الرجل أقوى من المرأة الرجل لا يقصد به رجل بعينه وإنما الجنس.
الوجه الآخر أن النعمة الواحدة لا تُعدّ. لو جئت أن تعد نعمة الأكل إحصِ من خلق المادة الأولى وكيف كانت مزروعة؟ ومن زرعها ومن حصدها ومن طحنها وكم من الأيادي بعد الخلق الأول عملت بها إلى أن جاءت عندك؟ ثم لما هُيأت لك كيف تأكلها؟ بالأسنان والمعدة والعصارات الهاضمة، هذه نعم لا تحصى. الإحصاء هو العدّ. مفردات النعمة الواحدة لا تُعدّ ومن الصعب أن تعدها. نعمة البصر أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم لما بكى الرجل العابد فقال تعالى أدخلوه الجنة برحمتي قال بل بعملي قال تعالى برحمتي قال بل بعملي فقال تعالى زنوا له نعمة البصر فوضعوها في كفة وسائر أعمال الرجل في كفة فرجحت كفة نعمة البصر فقال الرجل لا بل برحمتك. كم في نعمة البصر من تهيئة النور واستقبالها والأعصاب وغيرها! إذن لا تحصى مفردات النعمة الواحدة فكيف بالنِعَم؟ (وإن تعدوا نعمة الله) تعدوا أي أن تحاولوا إحصاءها. موجودة في القرآن نعمة ونعِم وأنعم. أنعم جمع قلة من أفضل (من 3 إلى 10) في اللغة فإذا صارت عشرة تدخل في الكثرة. في القرآن الكريم وردت نِعَم ونعمة وأنعم، نعمة وردت في الإفراد وقد يكون هذا الجنس والله أعلم إبراهيم عليه السلام قال (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل) لأنه لا يمكن أن يشكر الإنسان نعم الله تعالى فأتى بجمع القلة. وقال تعالى (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20) لقمان) بالكثرة لأن النعم كثيرة الظاهرة والباطنة لكن لا يمكن أن نقول (شاكراً لنعمه)، نحن نشكر الله تعالى ونحمد الله بما نستطيع كما ينبغي لجلال وجهه والله تعالى أثنى على إبراهيم (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[08 Oct 2008, 05:02 م]ـ
جزاكم الله خيراً،،
لفتة جميلة،،
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[08 Oct 2008, 05:27 م]ـ
بارك الله فيك , د. عبدالفتاح على هذا الإيضاح الجميل ,,,
حقيقة استفدت منه كثيراً ,,,
والشكر موصول للسائلة
وكذلك لأبي البراء القصيمي على ما نقله من كلام السامرائي ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Oct 2008, 12:40 ص]ـ
شكر الله للجميع ففيكم الخير ومنكم نتعلم ولا شك أننا أفدنا كثيرا مما ذكره الدكتور السامرائي والله ولي التوفيق
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Oct 2008, 06:48 ص]ـ
كيف يكون جمع قلة والرزق يأت من كل مكان في
قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ .... " مما يفيد الكثرة والتعدد
ـ[محمد فال]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:32 ص]ـ
جزاك الله المشايخ خيرا على هذه الفوائد الجليلة، لكن ما وجه الإتيان بجمع قلة والرزق يأت من كل مكان في
قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ .... "
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[09 Oct 2008, 03:29 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على ما أفادوا به، وأخص فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الفتاح على ما تفضل به، وأستأذنه في أن أدلي بدلوي لا تقدما بين يديه، وإنما رغبة في تذاكر العلم مع أهله لنستفيد مما يفيدوننا به من توجيه وإرشاد
فأقول:
في مفرد (أنْعُم) ثلاثة أقوال لأهل العلم:
القول الأول: أن (أنْعُم) جمع (نِعْمَة) قال به الزمخشري ابن عطية والرازي وخلق ممن تبعه على توجيهه، وقد أخطأ ابن الجوزي في نسبة هذا القول لأبي عبيدة.
وهذا القول خطَّأه بعض أهل اللغة، حتى قال ابن قتيبة: (ليس قول من قال: هو جمع (نعمة) بشيء، لأن (فِعْلَةَ) لا تجمع على (أفْعُلٍ)).
القول الثاني: أنه جمع (نِعَم) ونِعَم جمع كثرة لنِعْمََة فعلى هذا يكون (أنعم) جمع الجمع، ولا يخفى ما يدل عليه جمع الجمع من معنى الكثرة الكثيرة.
وهذا القول قال به أبو عبيدة وقطرب وأبو منصور الأزهري وابن منظور والزبيدي وغيرهم
القول الثالث: أنه جمع (نُعْم) أو (نُعْمَى) على وصف الحال، وممن قال بهذا القول أبو عبيدة وابن قتيبة وغيرهم
ونظيره جمع (بُؤسٍ) و (بُؤسَى) على (أَبْؤُس)
كما قال امرؤ القيس بعد أن عدد ما كان ينعم به ثم ما أصابه من تحول العافية وزوال النِّعَم وتوالي النقم:
وبُدِّلتُ قرحاً داميا بعد صحة = فيا لك من نعمى تحولن أبؤسا
فلو أنها نفس تموت جميعة = ولكنها نفس تساقط أنفسا
وهذا يدلك على أن (نُعمى) فيها معنى الجمع، فلكثرة ما كان ينعم به كان في نُعمى، ولذلك قال: (تحولن) وكان يمكنه أن يقول: (تحولْتِ) فلا يحتاج إلى الالتفات
فعلمنا أنه عدل إلى الالتفات مبالغة في النص على الكثرة.
وهذا يدل بالمقابلة على دلالة جمع (أبؤس) على الكثرة.
ولا يخفى ما يدل عليه سياق كلامه من إرادة الكثرة، فإن إرادة القلة منافية للبلاغة.
ولا يخفى على متأمل ما يدل عليه السياق في قوله تعالى: (شاكراً لأنعمه) وقوله: (فكفرت بأنعم الله) من إرادة الكثرة، وأن إرادة القلة منافية للبلاغة، مجافية للبيان، مخالفة لسَنن العرب.
ومما ينبغي أن يعلم أن تقسيم الجموع إلى جموع كثرة وجموع قلة إنما مصدره الاستقراء، والاستقراء التام في مثل هذه الأمور متعذر، والسياق يدل على المراد دلالة بينة، فهو دليل خاص، والاستقراء دليل عام، والدليل الخاص مقدم، هذا لو قدر التعارض.
ولذلك ذهب بعض أهل اللغة إلى القول بأن جموع القلة تنوب عن جموع الكثرة، والعكس صحيح، وهذا نحى إليه أبو الفتح ابن جني والجوهري وابن عقيل وجماعة
والذي حداهم إلى هذا القول: ورود شواهد كثيرة جاءت على أوزان جموع القلة مع ظهور السياق بإرادة الكثرة، ووقوع ذلك في أفصح الكلام كما في قوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة) وقوله: (الله يتوفى الأنفس)، وقوله: (وهم في الغرفات آمنون)
وشواهد ذلك كثيرة ذكر الزركشي في البرهان، والسيوطي في الإتقان طرفاً منها
ومما يعضد هذا القول كثرة الاستثناءات في أوزان تلك الجموع.
والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر، والنفس ضعيف، والله المستعان.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:58 م]ـ
د خضر، الشيخ عبد العزيز الدخيل،،
ما أجمل ما تفضلتما به، حفظكما الله وسددكما وبارك فيكما ,
وعندي أن أقربها هو القول الثاني، وأبعدها هو الأول من الأقوال التي ذكرها اخونا عبدالعزيز الدخيل، شكر الله له.
والعلم عند الله.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:30 ص]ـ
ما أجمل ما تفضل به المشائخ الفضلاء , وبمثل هذه المناقشات ينقدح الذهن , وتتجدد الذاكرة وتتسع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Oct 2008, 10:49 م]ـ
أشكر الإخوة الكرام على ما أفادوا به، وأخص فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الفتاح على ما تفضل به، وأستأذنه في أن أدلي بدلوي لا تقدما بين يديه، وإنما رغبة في تذاكر العلم مع أهله لنستفيد مما يفيدوننا به من توجيه وإرشاد
شكر الله لكم حسن قولكم، وكم أجاهد من أجل بسط هذا النوع من الأدب قبل العلم فجزاكم الله خيراً.
فإن إرادة القلة منافية للبلاغة. ولايخفى على متأمل ما يدل عليه السياق في قوله تعالى: (شاكراً لأنعمه) وقوله: (فكفرت بأنعم الله) من إرادة الكثرة، وأن إرادة القلة منافية للبلاغة، مجافية للبيان، مخالفة لسَنن العرب.
قلت: حفظكم الله ورعاكم للعلم أهلا ولكن من باب تذاكر العلم أقول:
لقد أفدت مما ساقة الأستاذ عبد العزيز وهو محق في كل ما نقله ولكن أختلف معه في حكمه على منافاة جمع القلة للبلاغة، أو مرجوحية جمع القلة في مقام الحديث عن خليل الرحمن سيدنا إبراهيم ـ عليه وعلى نبينا أفضل السلام وأزكى التسليم ـ وقياس " شاكرا لأنعمه" على" فكفرت بأنعم الله "
ولا أدعى العلم أو المعرفة فما الفقير إلا مجرد ناقل لأقوال من قالوا متضلعين باللغة من معينها، فماذا قالوا عين تفسير: فكفرت بأنعم الله" من حيثية القلة والكثرة؟
الجواب: قال الرازي:" إن الأنعم جمع قلة، فكان المعنى: أن أهل تلك القرية كفرت بأنواع قليلة من النعم فعذبها الله، وكان اللائق أن يقال: إنهم كفروا بنعم عظيمة لله فاستوجبوا العذاب، فما السبب في ذكر جمع القلة؟
الجواب: المقصود التنبيه بالأدنى على الأعلى يعني أن كفران النعم القليلة لما أوجب العذاب فكفران النعم الكثيرة أولى بإيجاب العذاب، وهذا مثل أهل مكة لأنهم كانوا في الأمن والطمأنينة والخصب، ثم أنعم الله عليهم بالنعمة العظيمة، وهو محمد صلى الله عليه وسلم فكفروا به وبالغوا في إيذائه فلا جرم سلط الله عليهم البلاء."
وتبعه الآلوسي قائلا:" وفي إيثار جمع القلة إيذان بأن كفران نعم قليلة أوجبت هذا العذاب فما ظنك بكفران نعم كثيرة "
ومن جهة أخرى انتصر الخازن للكثرة ونصه:" {بأنعم الله} جمع نعمة والمراد بها سائر النعم التي أنعم الله بها على أهل مكة فلما قابلوا نعم الله التي أنعم بها عليهم بالجحود والكفر، لا جرم أن الله تعالى انتقم منهم"
والفقير ينتصر لجمع القلة إذ من يشكر على قليل النعم {من وجهة نظر الناس} يكون ـ من باب الأولى ـ أكثر شكراً على كثيرها فتدبر.
ومما ينبغي أن يعلم أن تقسيم الجموع إلى جموع كثرة وجموع قلة إنما مصدره الاستقراء، والاستقراء التام في مثل هذه الأمور متعذر،
إذن فالأمر فيه سعة.
والسياق يدل على المراد دلالة بينة، فهو دليل خاص، والاستقراء دليل عام، والدليل الخاص مقدم، هذا لو قدر التعارض. هل قال بعين ما تفضلت به عالم من علماء التفسير أم هو من خاصتكم؟؟
والمسألة تحتاج إلى بسط أكثر، والنفس ضعيف، والله المستعان.
كلنا في شوق إلى المزيد، وأرجو المعذرة على التأخير إذ كنت بين الظعن من مصر والإقامة بأبها والله يتولانا برعايته.
أخيراً أقول: ما اختلافنا إلا اختلاف رحمة وإثراء ينصبّ كله في خدمة الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد.
والله الموفق
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Oct 2008, 06:34 ص]ـ
بارك الله فيك
ولكن قول القائلين بالقلة أراه يخالف سنة الله في اذاقة العذاب إذ تصل النعمة وكثرتها أن يقولوا من أشد منا قوة،ويزيدهم الله بسطة،وآخرون يقول لهم رسولهم إني أراكم بخير
فأين القلة هنا؟
هذا فضلا عن أن الآية توحي أن سلب النعم أدي إلي الجوع والخوف فيعني أنهم كانوا في شبع تام وأمن تام
وأري أن الأمر يحتاج لتأصيل جديد لمثل هذه الصيغ
فمثلا صيغة "نعم "تكون عطاء أوليا أما الأنعم فتترتب علي ما قبلها من شكر أو كفر فكأن الأولي عطاء ربوبية والثانية عطاء ألوهية لمزيد ابتلاء أو مزيد استدراج
وهذا يجب أن يتم وفقا لقاعدة صرفية ليطبق علي الصيغ المشابهة مثل نفوس وأنفس
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Oct 2008, 01:46 م]ـ
وبارك فيكم أخي الكريم والأمر لا يتعدي أحد معنيين {القلة أوالكثرة} وأنت مع الكثرة لمرجحات تفضلتم بها وذكرتموها على عمومها من كون العذاب لا ينزل بقوم إلا بعد وقت طويل من الكفران المقابل لمزيد من النعم.
ولعل النكتة في وجاهة حمل كفران النعمة ـ عند أهل مكة ـ على القلة مقام البلد الحرام ومكانته، فمن يكفر بقليل النعم في مكة المكرمة كمن يكفر بكثيرها في غير مكة، ويعضد ذلك ويقويه أن مجرد الإرادة في الحرم لها حكم قال تعالى:" { .... وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} {الحج25} ولا يخفى على لبيب ما اختصت به مكة من أحكام دون سائر بلاد الله. ومن هنا كان ميلنا إلى جمع القلة في " فكفرت بأنعم الله " وتأكيد ما تفضل به العلامة الفخر وتلميذه الآلوسي مع تقديرنا لما ذهبتم إليه، ولمن سبقكم به كالخازن غيره. والعلم عند الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:14 م]ـ
شكر الله للإخوة والمشايخ الفضلاء تعقباتهم وتعليقاتهم النافعة.
(والسياق يدل على المراد دلالة بينة، فهو دليل خاص، والاستقراء دليل عام، والدليل الخاص مقدم، هذا لو قدر التعارض).
هل قال بعين ما تفضلت به عالم من علماء التفسير أم هو من خاصتكم؟؟
هذا -سلمكم الله- تطبيق لقاعدة أصولية، وهي أن الدليل الخاص مقدم على الدليل العام
وهي قاعدة مهمة ولها تطبيقات كثيرة في عدد من العلوم
والأدلة العامة أنواع كثيرة وتختلف باختلاف العلوم، وضابطها أن تشمل دلالة الدليل العام حكم المسألة من غير نص عليها، ويكون الاستدلال صحيحاً موجباً للحكم ما لم يعارض بدليل خاص.
فعلى سبيل المثال: في بعض أبواب الفقه يستدل بعض الفقهاء بالبراءة الأصلية -وهي دليل عام- على نفي إيجاب حكم من الأحكام، فإذا ورد دليل صحيح صريح الدلالة على إيجاب ذلك الحكم فالواجب الأخذ بالدليل الخاص لأنه يخصص دلالة الدليل العام.
والأدلة العامة أنواع كثيرة وتختلف باختلاف العلوم فمن الأدلة العامة في مسائل الفقه: مقاصد الشريعة، والقواعد الفقهية، والاستصحاب، وغيرها
والاستقراء من الأدلة العامة، التي يؤخذ بها في عدد من العلوم وهو دليل معتبر ما لم يعارض بدليل خاص.
والذي أردت بيانه أن أوزان جموع القلة (أفعل، وأفعال، وأفعلة، وفعلة) قد علم بالاستقراء دلالتها على القلة في شواهد كثيرة في القرآن الكريم وفي الحديث الشريف وفي كلام العرب.
فهذا من حيث الأصل لا ينبغي أن ينازع فيه، ولكن وردت أمثلة كثيرة وردت فيها بعض أوزان القلة في مواضع يأبى السياق أن يراد بها القلة، ولذلك قال بعض اللغويين بأن جموع القلة تنوب عن جموع الكثرة، وجموع الكثرة تنوب عن جموع القلة، وسبق ذكر بعض من قال به.
وهذا القول وإن كان له ما يعضده إلا إنه لا يمكن قبوله بإطلاق.
ولذلك ذهب بعض الحذاق من علماء اللغة إلى وضع قيود للإتيان بجموع القلة في موضع الكثرة
منها: أن لا يكون لتلك اللفظة جمع كثرة أصلاً، فيؤتى بجمع القلة ويؤكد عند الحاجة بما يدل على الكثرة كما في قوله تعالى: (أضعافاً كثيرة).
وعندي أنه ينبغي أن يلحق بها ما كان أصله جمعاً كما في مسألتنا هذه
فإن مفرد (أنعم) ليس (نعمة) وإنما هو (نِعَم)، أو (نُعمى) وكلاهما من حيث القياس صحيح.
و (نِعَم) جمع كثرة لنِعمة.
و (نُعْمى) فيها معنى الامتلاء بالنعم؛
ففيهما دلالة على الجمع، فإذا جُمع هذا الجمع فإنه لا يرجع إلى القلة لأن الجمع يزيده ولا ينقصه.
ولو قلنا بأنها دالة على القلة لكان اللفظ قبل جمعه أدل على الكثرة منه بعد الجمع وهذا باطل.
أضف إلى ذلك أني لم أجد أحداً علماء اللغة المتقدمين، فهم معنى القلة من قوله تعالى: (شاكراً لأنعمه) أو قوله: (فكفرت بأنعم الله).
وأرجو المعذرة على التأخير إذ كنت بين الظعن من مصر والإقامة بأبها والله يتولانا برعايته
تولاكم الله برعايته وأحاطكم بكلأته، وجعلكم مباركين حيثما حللتم.
أخيراً أقول: ما اختلافنا إلا اختلاف رحمة وإثراء ينصبّ كله في خدمة الكتاب العزيز الذي لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق عن كثرة الرد.
والله الموفق
بل هي مذاكرة نافعة استفدنا منها جميعاً، وما خفي علينا علمه أعظم
نسأل الله أن يزيدنا علماً نافعاً، وبصيرة وفقها مباركاً في كتابه الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 12:44 ص]ـ
هذا وبالله تعالى التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[ابن عربي]ــــــــ[13 Oct 2008, 02:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه
الآنعم تشمل الحسي كالصحة والمال والخيرات الدنيوية ... وتشمل ما هومعنوي وهو في حق سيدنا ابراهيم كونه نبيا رسولا عزميا
النعمة بفتح النون او بكسرها لا تعني الا الحسيات الدنيوية الفانية
قوله تعالى" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ ..... اي كفرت بالرسول الدي ارسله الله اليها =المعنوي =كما لم تؤدي شكر الخيرات الالهية التي تكرم الله بها عليها
والله اعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:13 ص]ـ
بارك الله فيك د خضر
فمن يكفر بقليل النعم في مكة المكرمة كمن يكفر بكثيرها في غير مكة
هذا حكم إن كان استنباطنا من هذا التفسير لكلمة أنعم هو الشاهد الوحيد له و لا توجد شواهد أخري،فلنتراجع عن هذا الحكم
الأخ عبد العزيز
الاشكال عندنا أن القواعد اللغوية في مثل هذا لا تعطينا الدلالات التامة للكلمات
وعندي أنه ينبغي أن يلحق بها ما كان أصله جمعاً كما في مسألتنا هذه
فإن مفرد (أنعم) ليس (نعمة) وإنما هو (نِعَم)، أو (نُعمى) وكلاهما من حيث القياس صحيح.
و (نِعَم) جمع كثرة لنِعمة.
و (نُعْمى) فيها معنى الامتلاء بالنعم؛
ففيهما دلالة على الجمع، فإذا جُمع هذا الجمع فإنه لا يرجع إلى القلة لأن الجمع يزيده ولا ينقصه.
ولو قلنا بأنها دالة على القلة لكان اللفظ قبل جمعه أدل على الكثرة منه بعد الجمع وهذا باطل.
فهذه كلمة نعمي تشعر أن حالة يكون فيها شخص ما، مثل كلمة ذكري "إنا أخلصناهم بخالصة ذكري الدار " ولا يستساغ جمعها لاقلة ولا كثرة
والأمر يحتاج إلي اجتهاد للخروج بقواعد جديدة غير مسألة جمع قلة وكثرة
وكما ذكرت أن العلماء لا حظوا بالاستقراء أن هناك استثناءات كثيرة ووضعوا شروطا لها
ولكني اري أن وضوح دلالة كلمة أنعم في الآية علي الكثرة لدليل كاف علي أن قاعدة جمع القلة والكثرة غير صحيحة،وكذلك كثرة استثناءاتها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:16 م]ـ
الأخ عبد العزيز
الاشكال عندنا أن القواعد اللغوية في مثل هذا لا تعطينا الدلالات التامة للكلمات
فهذه كلمة نعمي تشعر أن حالة يكون فيها شخص ما، مثل كلمة ذكري "إنا أخلصناهم بخالصة ذكري الدار " ولا يستساغ جمعها لاقلة ولا كثرة
حياك الله أخي مصطفى، وبارك فيك.
(ذِكرَى) مكسورة الفاء، وتجمع جمعاً صحيحاً على ذكريات، وهذا الجمع شاع في العصور المتأخرة، ولا أعرف له شاهداً مسموعاً، لكن قياسه على ما ذكرت.
وجموع التصحيح صالحة للقلة والكثرة.
والأمر يحتاج إلي اجتهاد للخروج بقواعد جديدة غير مسألة جمع قلة وكثرة
وكما ذكرت أن العلماء لا حظوا بالاستقراء أن هناك استثناءات كثيرة ووضعوا
أحسنت بارك الله فيك، وقد قام السيوطي في كتابه المزهر في علوم اللغة بمحاولة جيدة لجمع المباحث اللغوية وتصنيفها.
والحاجة ماسة إلى القيام بمشاريع علمية لجمع كلام الأئمة في المسائل اللغوية وتصنيفه وترتيبه وتحريره
وأرى أنه لو فُعل ذلك لكان فيه خير عظيم
وأنا أدعو إلى قراءة مقدمة الأستاذ الجليل محمد عبد الخالق عضيمة رحمه الله لكتابه (دراسات لأسلوب القرآن الكريم)
وكذلك تقريظ الأستاذ محمود شاكر له.
فلعله يتضح ما يُحتاج إليه عند القيام بمثل هذه الأعمال من جهد مضن ووقت كبير وتأهل علمي سابق.
وما يرجى من ثمرات هذه الأعمال الجليلة، وأثرها المتعدي على تحرير البحوث العلمية وتجويدها.
فقد مكث –رحمه الله- في تأليفه خمساً وأربعين سنة، ومع ذلك فاتته بعض المباحث
وقد رجعت له في مسألتنا هذه فلم أجده تناولها إلا باقتضاب شديد.
وأنا يؤسفني قلة رجوع الباحثين لهذا الكتاب الجليل وتكرار أخطاء تداولتها كتب العربية نبه الشيخ عليها في كتابه، ولا زال بعض الباحثين يكررونها في بحوثهم.
وأذكر أنه جرى بيني وبين الشيخ مساعد الطيار –حفظه الله- نقاش قبل تسع سنوات حول الاستفادة من هذا الكتاب، وذكر لي قلة رجوع الباحثين له وقلة استفادتهم منه رغم جلالة هذا الكتاب وعظيم نفعه، وعزا ذلك إلى كبر حجم الكتاب وكثرة تقسيماته، وأنه إذا كثرت الشواهد رمز للآيات بأرقامها وأرقام السور.
وخرجت من عنده وأنا عاقد العزم على القيام بمشروع علمي لتقريبه وخدمته
وتتميم بعض مباحثه ودعوة المختصين للمساهمة في ذلك.
ولا زلت إلى الآن أرجّي تنفيذ ما عزمت عليه، والله المستعان.
ولكني اري أن وضوح دلالة كلمة أنعم في الآية علي الكثرة لدليل كاف علي أن قاعدة جمع القلة والكثرة غير صحيحة،وكذلك كثرة استثناءاتها
أما تقسيم الجموع إلى جموع قلة وجموع كثرة فهذا لا يمكن دفعه من حيث الأصل
وهو أمر مستقر وله تطبيقات كثيرة في علم الصرف وعلم البلاغة وعلم المفردات اللغوية.
لكن الخلاف فيما ورد من أوزان جموع القلة في سياق يأبى أن يراد به إلا الكثرة
وكذلك العكس
كما في قوله تعالى: (ثلاثة قروء) قال الأصمعي: هذا على خلاف القياس.
لأن جمعها على القلة (أقرؤ)
وعلماء الصرف يرون أن ما دون العشرة يجمع جمع قلة
والقُرء: يجمع على قروء وأقراء وأقرؤ
ولذلك اختلفوا في توجيهها على مذاهب في هذه المسألة وغيرها
أما القروء فمن المفسرين من قال جمعت على الكثرة باعتبار كثرة المطلقات
وأجود منه أنه لمراعاة طول أمد الانتظار للمطلقة حتى ترى تلك الأقرء قروءاً
ومنهم من خرج من هذا كله إلى القول بأن جموع القلة يستغنى بها عن جموع الكثرة والعكس صحيح
ونظير هذه المسألة مسألة نيابة بعض حروف المعاني عن بعض، فمنهم من قال بالنيابة، ومنهم من قال بالتضمين، ومنهم ذهب إلى مذاهب أخر ليس هذا محل بسطها.
والذي خَلَصْتُ إليه بعد بحث عدد من المسائل والنظر في عدد من النظائر
أن ما ورد على أوزان جموع القلة أن الأصل فيه إرادة معنى القلة لدلالة الاستقراء إلا ما دل السياق فيه على إرادة الكثرة، وقد يظهر في بعض الأمثلة لطائف في أسباب العدول والإتيان بجمع القلة في موضع الكثرة، فما ظهر من ذلك –دون تكلف-قلت به، إما نقلاً وإما استنتاجاً.
والله تعالى أعلم.
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[13 Oct 2008, 07:04 م]ـ
في الحقيقة ليس عندي ما أقوله أو أضيفه فبضاعتي في العلم قليلة
نسأل الله من واسع فضله
لكن الحق أقول أن المرء يتعلم من نقاش أهل العلم كيف يكون النقاش حول المسائل
فالكل يقول مافتح الله عليه بدون تعصب ولا تشدد
والأمر الثاني: رؤية أن السؤال له من البركات ماقد يجهله السائل!!!!
نفع الله بكم وزادكم من واسع فضله وإحسانه وجوده
وألف بين قلوبكم وبارك فيكم ....
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:41 م]ـ
اللهم آمين(/)
ماالفرق بين الاصدارين
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[07 Oct 2008, 10:24 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد
انتشر بين اوساط طلبة العلم الاصدار الذي اعتنى به الشيخ د عبدالرحمن معلا اللويحق المطيري لتفسير الشيخ العلامة عبالرحمن بن سعدي رحمه الله في مجلد مضغوط على هامش المصحف ثم ظهر اصدار اخر لهذا التفسير بعناية الاخ سعد الصهيل وسؤالي للمتخصصين عن الفرق بين هذين الاصدارين والعملين وايهما ينصح به خاصة وان العمل الاخير في نوعين مختلفين نوع مضغوط كالعمل الاول ونوع اخر مبسوط باربع مجلدات فهل من اجابة؟
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:49 ص]ـ
بانتظار الاجابة ولعل الشيخ د عبدالرحمن الشهري يكرمنا بها او يحيلها لمن عنده اجابة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 06:21 م]ـ
أخي العزيز الأستاذ فلاح المطيري رعاكم الله ووفقكم لكل خير.
الإصداران كلاهما جيدان، والفرق بينمها ضئيل. وإن كنت لم تشتر أحدهما بعدُ فعليك بنسخة دار ابن الجوزي بتحقيق الأستاذ سعد بن فواز الصميل في مجلد واحد، لجمال طبعتها.
وكلٌّ من الدكتور عبدالرحمن اللويحق والأستاذ سعد الصميل قد بذل جهداً مشكوراً في خدمة الكتاب، والفروقات بين العملين ليست كبيرة ولا مؤثرة.
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[09 Oct 2008, 12:31 ص]ـ
شكرا اخي الاستاذ الدكتور عبدالرحمن على اجابتك وكنت انتظرها منذ ساعات وساعات على كل اصدار د عبدالرحمن بن معلا لدي ومنذ ان ظهر في السوق وانتشر بين ايدي طلبة العلم زادنا الله واياكم من العلم والايمان ورزقنا جميعا الاخلاص في القول والعمل(/)
خطأ يقع فيه البعض عند إيراد شواهد اللغة
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:16 ص]ـ
شواهد اللغة من شعر العرب مهمة للغاية لعظم فائدتها، فهي ديوان العرب كما يروى عن ابن عباس ومن خلالها تفهم المعاني والاستعمالات ولو أردنا الإطالة في بيان هذا الأمر لتطلّبنا الأيام تلو الأيام. عند إيراد بعض الشواهد يعمد بعض طلبة العلم إلى أي بيت من بيوت الشعر للشعراء المحتج بهم ويحاول أن يجد الكلمة التي يريدها كشاهد، فإن وجدها أورد الشاهد فوراً، وهذا لا يكفي. فمثلاً، في قوله تعالى ((أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)) كلمة "تجلهون" من جهل يجهل جهلاً يمكن أن نورد لها شاهدين:
الأول: سلي إن جهلتِ الناس عنا وعنهم = = فليس سواءً عالم وجهول
والثاني:
أقول له إذا ما جاء مهلاً = = وما مهلٌ بواعظة الجهول
هنا لا يكفي - بمجرد أن تظفر بأحدهما - أن تورده كشاهد. ينبغي أن تتأكد أن هناك تناسب لأن الجهل له معنيان مشهوران: الأول بمعنى الطيش والسفه وخفة الأحلام ونحو ذلك والثاني بمعنى عدم العلم (أو الجهل البسيط)، ولو تأملنا سياق الآية لوجدنا أنها أقرب للمعنى الأول من الثاني. فأي الشاهدين أعلاه هو الأنسب؟ الشاهد الثاني هو الأنسب وأما الشاهد الأول فقوله "جهلتِ" وقوله "عالم وجهول" تدل على أن المراد ليس معنى الطيش والسفه وإنما معنى العلم من عدمه. وأما الشاهد الثاني فقوله "واعظة" وكذلك المعنى العام للسياق (عجلة وتهور المُخاطب وأمره بأن يتمهل) ينسجم مع معنى "الجهل" في الآية التي تصف حال قوم لوط.
ومما يقرب من هذا أيضاً قول الشاعر:
ألا لا يجهلن أحد علينا = = فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:22 ص]ـ
كذلك ينبغي التنبيه على أن الأوزان تؤثر في افتراق المعاني: فـ "جهول" صيغة مبالغة - وإن كانت تتضمن معنى "جاهل" - تعني: كثير الجهل.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً , وهذا من صلب الباب ومحله هناك (الملتقى العلمي).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Oct 2008, 02:15 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا ضياء على فوائدك المتتابعة لا عدمناها.
ولكن ملحوظتكم هذه ليست أمراً شائعاً، حتى إنه - برأيي- من الكثير أن تقول: (بعض طلبة العلم) لقلة من يعنى بذلك أصلاً في وسط طلبة العلم. فالاستشهاد بالشواهد الشعرية في التدريس قليلٌ جداً بحسب علمي المتواضع، هذا أولاً.
الأمر الثاني أنَّ السياق الذي يرد فيه الاستشهاد - كما تفضلتم - هو الذي يحدد الشاهد المناسب، فمثلاً إن كان المقصود في مثالكم السابق بيان أصل معنى الجهل في اللغة ودلالته فالشواهد التي تفضلتم بها مناسبة، وإن كان معنىً خاصاً من معاني الجهل فلا شك أن حسن اختيار الشاهد دليل على معرفة المستَشهِدِ بما يقول، ولو تتبعت أخطاء الاستشهاد بالشعر في الجوانب العلمية لكان حديثاً عذباً، ولكن لو كان في الوقت فُسحة!
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[11 Oct 2008, 06:29 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، ومنتدى التفسير حري بالفوائد لحرص القائمين على نشر الفائدة وتعميم النفع. وماذكرتم من قلة من يعتني بالشواهد يعبر عن ظاهرة غير صحية في منهجية طلب العلم، لأنه لا يكاد يعتني باللغة والشواهد إلا الراغب في التأصيل والعمق. أسأل الله أن يوفقنا جميعا لأنفع العلم والعمل.(/)
حمل التفسير الصوتي الكامل للعلامة المكي الناصري رحمه الله
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[08 Oct 2008, 02:37 ص]ـ
السلام عليكم ...
التفسير الصوتي الكامل لعلامة المغرب الشيخ المفسر الوزير المكي الناصري رحمه الله
(روابط مباشرة)
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H01Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H01Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H01Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H01Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H02Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H02Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H02Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H02Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H03Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H03Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H03Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H03Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H04Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H04Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H04Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H04Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H05Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H05Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H05Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H05Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H06Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H06Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H06Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H06Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H07Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H07Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H07Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H07Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H08Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H08Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H08Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H08Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H09Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H09Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H09Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H09Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H10Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H10Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H10Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H10Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H11Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H11Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H11Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H11Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H12Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H12Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H12Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H12Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H13Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H13Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H13Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H13Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H14Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H14Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H14Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H14Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H15Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H15Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H15Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H15Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H16Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H16Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H16Q3.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H16Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H17Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H17Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H17Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H17Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H18Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H18Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H18Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H18Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H19Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H19Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H19Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H19Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H20Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H20Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H20Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H20Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H21Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H21Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H21Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H21Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H22Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H22Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H22Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H22Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H23Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H23Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H23Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H23Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H24Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H24Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H24Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H24Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H25Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H25Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H25Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H25Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H26Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H26Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H26Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H26Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H27Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H27Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H27Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H27Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H28Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H28Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H28Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H28Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H29Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H29Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H29Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H29Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H30Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H30Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H30Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H30Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H31Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H31Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H31Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H31Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H32Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H32Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H32Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H32Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H33Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H33Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H33Q3.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H33Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H34Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H34Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H34Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H34Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H35Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H35Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H35Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H35Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H36Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H36Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H36Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H36Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H37Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H37Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H37Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H37Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H38Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H38Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H38Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H38Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H39Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H39Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H39Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H39Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H40Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H40Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H40Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H40Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H41Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H41Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H41Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H41Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H42Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H42Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H42Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H42Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H43Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H43Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H43Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H43Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H44Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H44Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H44Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H44Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H45Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H45Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H45Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H45Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H46Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H46Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H46Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H46Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H47Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H47Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H47Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H47Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H48Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H48Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H48Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H48Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H49Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H49Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H49Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H49Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H50Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H50Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H50Q3.mp3
(يُتْبَعُ)
(/)
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H50Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H51Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H51Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H51Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H51Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H52Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H52Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H52Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H52Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H53Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H53Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H53Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H53Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H54Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H54Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H54Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H54Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H55Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H55Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H55Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H55Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H56Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H56Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H56Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H56Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H57Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H57Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H57Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H57Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H58Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H58Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H58Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H58Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H59Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H59Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H59Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H59Q4.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H60Q1.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H60Q2.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H60Q3.mp3
http://www.arrabita.ma/dossiers/coranmp3/H60Q4.mp3(/)
استئناف درس الدكتور مساعد الطيار في تفسير الطبري والتعليق على الإتقان للسيوطي
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[08 Oct 2008, 05:50 ص]ـ
يستأنف الدكتور/ مساعد الطيار , درسه في تفسير ابن جرير الطبري , والتعليق على الإتقان في علوم القران للسيوطي , يوم السبت الموافق 11/ 10/1429هـ , بعد صلاة العشاء في جامع الراجحي بحي الجزيرة مخرج 15.
نسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح(/)
الفرق بين التخصيص والنسخ.
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[08 Oct 2008, 11:42 ص]ـ
قد يشكل على بعض الباحثين الفرق بين التخصيص والنسخ،خصوصا في علوم التفسير،هل هذه الآية مخصصة أو ناسخة؟
وقد ذكر الإمام الرازي الفروق بين التخصيص والنسخ، وهي أمور خمسة:
أحدها: أن التخصيص:لايصح إلا فيما يتناوله اللفظ،والنسخ: قد يصح فيما علم بالدليل أنه مراد، وإن لم يتناوله اللفظ.
وثانيها: أن نسخ شريعة بشريعةأخرى يصح، وتخصيص شريعة بشريعة أخرى لايصح.
وثالثها: أن النسخ رفع الحكم بعد ثبوته،والتخصيص ليس كذلك.
ورابعها: أن الناسخ يجب أن يكون متراخيا،والمخصص لايجب أن يكون متراخيا.
وخامسها: أن التخصيص قد يقع بخبر الواحد والقياس،والنسخ لايقع بهما.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Oct 2008, 03:27 م]ـ
أشكرك أخي محمد الصاعدي على هذا النقل، والحقيقة أن ما ذكرته ينطبق على النسخ الاصطلاحي عند المتأخرين والأصوليين، أما النسخ عند السلف فالتخصيص داخل فيه، وكل رفع لجزء من الدليل يسمى عندهم نسخاً، وقد بينت ذلك في مقال سابق بعنوان:
معنى النسخ عند السلف والخطأ في فهمه ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9863)
وقد ذكر العلماء فروقاً بين النسخ والتخصيص، إلا أن ذلك يجري على اصطلاح المتأخرين للنسخ، والتخصيص داخلٌ في مفهوم النسخ عند السلف، وقد نبّه إلى ذلك السخاوي عند بيان الفرق بين النسخ والتخصيص فقال: " وأقول: إن هذا الذي قالوه غير مستقيم؛ فإن قولنا نسخٌ وتخصيصٌ واستثناءٌ وقع بعد ابن عباس، وكان ابن عباس يُسمِّي ذلك نسخاً، ولو وقع الاصطلاح على تسمية جميع ذلك نسخاً، ويكون النسخ على ثلاثة أضرب؛ لم يمتنع. لاجتماع المعاني الثلاثة في الإزالة للحكم المتقدم" (1).
والنسخ والتخصيص يجتمعان في إزالة حكمٍ متقدم، ويفترقان في معانٍ أخر (2)، قال الزركشي: " واعلم أن التخصيص شديد الشَّبه بالنسخ لاشتراكهما في اختصاص الحكم بنقض ما يتناوله اللفظ" (3).
وحد التخصيص عند الأصوليين: " قصر العام على بعض أفراده بدليل يقتضي ذلك" (4).
ويمكن بيان الفرق بين مفهوم النسخ الاصطلاحي وبين التخصيص باختصار بالوجوه التالية:
الأول: أن النسخ يزيل الحكمَ الأولَ كلَّه، والتخصيص يزيل بعضه (5). ويتضح ذلك بهذا المثال:
قال تعالى في سورة الشورى: (تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض)
فظاهر اللفظ عموم الاستغفار لكل مَنْ في الأرض، ثم قال تعالى في سورة غافر: (ويستغفرون للذين آمنوا).
فعُلم أن آية الشورى ليست بعامة، وأن معناها: (ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين)، وأنَّ آيةَ غافر مخصِّصَةٌ لآية الشورى، ومبينة أنها في بعض الأعيان دون بعض. ولم ترفع جميع الخبر الأول فكان ذلك تخصيصاً لا نسخاً (6).
الثاني: أن النسخ يشترط فيه التراخي بين الناسخ والمنسوخ، أما التخصيص فيجوز فيه اقتران المخصِّصِ بالعام، وذلك كالتخصيص بالاستثناء والشرط (7).
ومثال ذلك قوله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم) [المائدة: 3].
الثالث: أن النسخ لا يدخل في الأخبار، بخلاف التخصيص. فقوله تعالى: (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً) [العنكبوت: 14] تخصيصٌ لا نسخ.
الرابع: أن النسخ لا يكون إلا بقول وبخطاب من الشرع، والتخصيص قد يكون بأدلة العقل والحس والقرائن وسائر أدلة السمع (8).
ومثال ذلك قوله تعالى: (إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء) [النمل: 23]، فإن الذي يتتبع أقطار الدنيا يشاهد بالحس أن بعض الأشياء لم تؤتها مكلة سبأ كعرش سليمان عليه الصلاة والسلام، فهذا تخصيص بالحسِّ، ولا يصح مثل هذا ناسخاً (9).
الخامس: أن النسخ يبطل دلالة المنسوخ على ما تحته، بخلاف التخصيص فإنه يُبقي دلالة اللفظ على ما بقي تحته حقيقةً كان أو مجازاً (10) (11).
ــــــــــ
(1) جمال القراء: (1/ 347).
(2) انظر: الإيضاح لمكي: (85).
(3) البحر المحيط: (2/ 394).
(4) انظر: مذكرة أصول الفقه للشنقيطي: (68).
(5) انظر: الإيضاح لمكي: (89)، البحر المحيط للزركشي: (3/ 149) وله مناقشة لهذا الفارق.
(6) انظر: الإيضاح لمكي: (89).
(7) انظر: معالم أصول الفقه للجيزاني: (428).
(8) البحر المحيط: (2/ 396).
(9) انظر: معالم أصول الفقه للجيزاني: (429). وقد اعترض بعض الأصوليين بأن هذا من العام الذي أريد به الخصوص. انظر: البحر المحيط للزركشي: (2/ 494).
(10) البحر المحيط: (2/ 396).
(11) انظر هذه الفروق وغيرها في: البحر المحيط للزركشي: (2/ 394 ـ 396)، وكشف الأستار للبخاري: (3/ 294).(/)
روابط مهمة لبعض كتب التفسير.
ـ[امة الوهاب]ــــــــ[08 Oct 2008, 01:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تيسيرا للبحث في بعض كتب االتفسير التي لا يستغني عنها طالب العلم يسعدني ان اضع بين ايديكم هذه الروابط علها تنفعكم.
http://www.balligho.com/books/list.php?cat=2(/)
تهنئة وعودة
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فأحيي إخوتي وأحبتي في هذا الملتقى المتألق، وأسأل الله لي ولكم القبول والمغفرة والعتق من النار، وأعتذر عن غيابي في الفترة الماضية لأمور من أهمها انقطاعي عن الأنترنت فقد بانت مني بينونة صغرى مدة من الزمن ثم راجعتها هذه الأيام بعقد جديد ومهر جديد، وكنت مشتاقا إلى زيارة هذا الملتقى الذي طالما استفدت منه ورجعت إليه، ولا زلت أتذكر قبل سنوات حينما كنت أتمشى في إحدى الليالي الساكنة مع أخي عبد الرحمن الشهري في ساحة الحي التي تقع قبلي المسجد وتطل على ممر الكريمي في طرفها مما يلي دار أبي عمر المدني حين أخبرني أنه ينوي فتح موقع في التفسير وعلوم القرآن على الانترنت، أتذكر ذلك يا أبا عبد الله؟
فأثنيت على الفكرة والمشروع، ولم أتوقع أن يبلغ الأمر ما بلغ، ولكنها العزيمة والجد والعمل بعد توفيق الله، فأنا الآن أحسده – حسد غبطة – على هذا النجاح، وأهنئه على حسن التخطيط والإدارة، ورقي التعامل مع أصناف الناس، فكم استفاد من زائر، وكم هي الدعوات والأجور – إن شاء الله - بسبب هذا العمل، فسر بارك الله فيك والمزيد المزيد ..
هذي المكارم لا قعبان من لبن * * * شيبت بماء فعادت بعد أبوالا
والسلام عليكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:22 ص]ـ
نعم أتذكر ذلك ولا أنساه!
حياك الله يا أبا عبدالعزيز وبياك مرة أخرى متجددة بتجدد بينوناتك وعَوْدِك، وأسأل الله أن يديم على هذا الملتقى وأهله التوفيق والسداد والنجاح، فكم انتفعنا به وبأهله الفضلاء من العلم والأدب والمعرفة المتنوعة. ونسأل الله أن يزيد الجميع من فضله وتوفيقه. وأرجو أن ينتقل هذا الملتقى في هذا العام الجديد نقلات جديدة متطورة في جميع جوانبه العلمية والفنية بإذن الله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Oct 2008, 10:19 م]ـ
فقد بانت مني بينونة صغرى مدة من الزمن ثم راجعتها هذه الأيام بعقد جديد ومهر جديد،
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فحياك الله أيها الصديق (القديم) زمناً (المفيد) دوماً،ومرحباً بك في ملتقاك الذي اشتاق إلى لقائك وفوائدك ..
تحذير أبا عبدالعزيز .. أظن أن عدد البينونات قد انتهى بعد هذه المرة، فانتبه لا تأتِ بالثالثة،فنحتاج بعدها إلى شرط قد يصعب تحقيقه (زواج مع ذوق العسيلة)!
أجدد ترحيبي بك،وبعودتك مشاركاً ومفيداً ومعلقاً.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:37 م]ـ
حياك الله يا دكتور خالد بين إخوانك وأحبابك
وقد كنت أظن أنك إنما انقطعت بسبب انشغالك بشبكة السنة النبوية وعلومها.
وعلى كل حال أنا أغبطك على بينونتك؛ لأني أحسب أنها إنما كانت للتفرغ لعلم نافع أو عمل صالح، وكلنا يحتاج إلى ذلك فإن صخب هذه الحياة وتشعب مسالكها وكثرة أعبائها في هذا الزمن شتت الأذهان وبدد الأوقات وألهى عن كثير من المهمات.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:14 ص]ـ
حياك ربي حبيبنا د خالد،، ونفع بك
لا تخش من شرط "العُسيلة" عند شيخ الطريقة د. عمر،
فعندي "تيس مستعار"! يصل حتى إلى الإنترنت ممكن يؤدي الواجب،
والفتوى عند فقهائنا بجواز هذه الصورة من التحليل.
ولا تحرمنا هذه الطلة البهية، زودك الله حورية.
ـ (زودك) بالدال بدل الجيم المعجمة من أسفل للضرورة!
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[13 Oct 2008, 07:55 ص]ـ
الأخ الكريم / عبد الرحمن الشهري
زادك الله همة، ونحن في انتظار الجديد من مفاجآتك في هذا الملتقى.
الشيخين الفاضلين والصديقين العزيزين/ عمر المقبل وعصام العويد
أضحك الله سنكما، وأبشرا فسأجتهد في حسن العشرة ولن نحتاج إلى تيوس مستعارة إن شاء الله.
فضيلة الدكتور/ إبراهيم الحميضي
جزاك الله خيرا، والارتباط بشبكة السنة أشغلني بعض الشيء لا سيما في بداياتها الأولى، وأبشرك فالثمار منها طيبة والحمد لله، ونسأل الله المزيد(/)
كيف نجمع بين قول العلماء وبين ما ورد في الدعاءعن نبينا (رحمن الدنيا والآخره ورحيمهما)
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقديم الرحمن على الرحيم في البسمله ..
الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة؛ لذا فالتقديم للأعم. والصيغة لها تأثير؛ إذ صيغة فعلان تفيد الامتلاء بالشيء.
سؤالي:
كيف نجمع بين قول العلماء وبين ما ورد في الدعاءعن نبينا
(رحمن الدنيا والآخره ورحيمهما)؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:19 م]ـ
الرحمن صفة في الأصل بمعنى كثير الرحمة جدا , ثم غلب على البالغ في الرحمة غايتها وهو الله تعالى.
والرحيم ذو الرحمة الكثيرة , فالرحمن أبلغ منه , وأتى به إشارة إلى أن ما دل عليه من دقائق الرحمة وإن ذكر بعدما دل على جلائلها الذي هو المقصود الأعظم مقصود أيضا لئلا يتوهم أنه غير ملتفت إليه.
وإنما قدم الله على الرحمن الرحيم لأنه اسم ذات في الأصل , وهما اسما صفة في الأصل , والذات متقدمة على الصفة. [ص: 16] وإنما قدم الرحمن على الرحيم لأن الرحمن خاص بالله تعالى , فلا يقال لغير الله جل شأنه.
وأما قول بني حنيفة في مسيلمة الكذاب: رحمان اليمامة ,
وقول شاعرهم:
وأنت غيث الورى = لا زلت رحمانا
فقال الزمخشري من تعنتهم في كفرهم , وإلا فهو كالله خاص بالله لغة وشرعا. قال ومن ثم أخر عن الله بخلاف الرحيم فليس خاصا به تعالى بل عام به وبغيره تعالى لمن قام به معناه.
واعترض بما خرجه ابن أبي حاتم عن الحسن البصري أنه قال الرحيم لا يستطيع أحد أن ينتحله , وحمله الحافظ السيوطي على المعرف بأل دون المنكر والمضاف , والخاص مقدم على العام , ولأنه أبلغ من الرحيم كما أشرنا لزيادة بنائه على الرحيم وزيادة البناء تدل على زيادة المعنى غالبا كما في قطع وقطع.
فإن قيل: العادة تقديم غير الأبلغ ليرتقي منه إلى الأبلغ كما في قولهم عالم نحرير وجواد فياض , فالجواب قد قيل إن الرحيم أبلغ , وقيل هما سواء , غير أنه قد خص كل منهما بشيء , فقيل رحمن الدنيا ورحيم الآخرة , وقيل عكسه , وقيل الرحمن أمدح والرحيم ألطف. وقيل إنما خولفت العادة لأنه أريد أن يردف الرحمن الذي تناول جلائل النعم وأصولها بالرحيم ليكون كالتتمة والرديف لتناوله ما دق منها ولطف كما أشرنا إليه.
وقد قال ابن هشام في المغني: الحق قول الأعلم وابن مالك أن الرحمن ليس بصفة بل علم. قال وبهذا لا يتجه السؤال وينبني على علميته أنه في البسملة ونحوها بدل لا نعت , وأن الرحيم بعده نعت له لا نعت لاسم الله , إذ لا يقدم البدل على النعت. قال ومما يوضح أنه غير صفة مجيئه كثيرا غير تابع نحو {الرحمن علم القرآن} {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن} {وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن} انتهى.
واعترض بأن مجيئه كثيرا غير تابع لا يدل على عدم الصفة لأن الموصوف إذا علم جاز حذفه وإبقاء صفته كقوله تعالى {ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذلك} أي نوع مختلف ألوانه كاختلاف السموات والجبال , وعلى المشهور أنه صفة كالرحيم بحسب الأصل فمشتقان من رحم بجعله [ص: 17] لازما بنقله إلى باب فعل بضم العين أو بتنزيله منزلة اللازم إذ هما صفتان مشبهتان وهي لا تشتق من متعد.
ورحمته تعالى صفة قديمة قائمة بذاته تعالى تقتضي التفضل والإنعام , وأما تفسيرها برقة في القلب تقتضي الإنعام كما في الكشاف وغيره إنما يليق برحمة المخلوق , ونظير ذلك العلم , فإن حقيقته المتصف بها تعالى ليست مثل الحقيقة القائمة بالمخلوق , بل نفس الإرادة التي يردون الرحمة إليها هي في حقه تعالى مخالفة لإرادة المخلوق , إذ هي ميل قلبه إلى الفعل أو الترك , وإرادته تعالى بخلاف ذلك.
وكذا رد الزمخشري لها في حقه تعالى إلى الفعل بمعنى الإنعام مع أن فعل العبد الاختياري إنما يكون لجلب نفع للفاعل أو دفع ضرر عنه , وفعله تعالى بخلاف ذلك , فما فروا إليه فيه من المحذور نظير الذي فروا منه.
وبهذا يظهر أنه لا حاجة إلى دعوى المجاز في رحمته تعالى , إذ هو خلاف الأصل المقتضي لصحة نفيها عنه وضعف المقصود منها فيه كما هو شأن المجاز , إذ يصح أن نقول لمن قال زيد أسد ليس بأسد وليست جراءته كجراءته.
والحاصل أن الصفة تارة تعتبر من حيث هي هي , وتارة من حيث قيامها به تعالى , وتارة من حيث قيامها بغيره تعالى , وليست الاعتبارات الثلاثة متماثلة إذ ليس كمثله تعالى شيء لا في ذاته ولا في شيء من صفاته ولا في شيء من أفعاله. ذكر ذلك الإمام العلامة ابن القيم في كتابه بدائع الفوائد.
واعلم أن الحديث الذي قدمناه وهو {كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبتر} قد روي بلفظ {كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع} رواه عند البغوي {بحمد الله} , والكل بلفظ {أقطع} وفي رواية " أجذم " وفي رواية {كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع} أيضا وفي رواية {لا يبدأ فيه بذكر الله} فتكون الروايات ببسم الله الرحمن الرحيم , وبالحمد لله , وبحمد الله , وبذكر الله , وأقطع , وهو أكثر الروايات , وأبتر وأجذم.
ومعنى " ذي بال " أي صاحب حال وشأن يهتم به شرعا , فيخرج المحرم والمكروه , ومعنى " الأبتر , والأقطع , والأجذم ناقص البركة , فإن البتر قطع الذنب , والقطع أعم من ذلك , والجذم قطع الأطراف أو [ص: 18] فسادها ولكن في المعنوي ناقص البركة بجامع أن كلا منهما ناقص.
("غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب"؛ عند الكلام على البسملة)(/)
يامشايخ هل هذه الأمة مفضولة عما قبلها؟؟ هل لها من نحرير؟!
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[09 Oct 2008, 03:29 م]ـ
هل يصح القول بأن هذه الأمة مفضولة، وأن الأمم السابقة خير منها؟؟
ويكون الاستدلال بقوله تعالى: (أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم)
وبقوله تعالى: (أكفاركم خير من أولائكم) والاستفهام إنكاري، أي ليسوا بخير منهم.
حيث قال بعضهم إن قوم تبع خير من قريش،،
ما هو قولكم؟ وبماذا تجود صدوركم؟
هل لها من نحرير؟!
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Oct 2008, 06:44 م]ـ
أخي الكريم شكرا لك
ولكن أستغرب إيراد الإشكال أصلا في ما هو معلوم ضرورة
بعد قول الله تعالى: (كنتم خير أمة .... الآية) وقوله صلى الله عليه وسلم: (خير القرون قرني ... الحديث)
ألا يكفي في أفضلية الأمة أن اختارها الله تعالى لتكون أمة نور اوجود محمد صلى الله عليه وسلم؟
أما المفاضلة بين الكفار سابقهم ولاحقهم، قريشهم وغيرها فلا دخل للأمة فيه
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[09 Oct 2008, 07:02 م]ـ
أهلا بك أخي محمد،،، ليس المقصود أمة الاجابة،، بل أمة الدعوة،، أي المفاضلة بين قريش وتبع مثلا، او بني اسرائيل ..
ثم مالمقصود بالخيرية في الآيتين، (اهم خير أم قو تبع) و (أكفاركم خير من اولائكم)
ـ[محامي عادل]ــــــــ[13 Mar 2009, 04:05 ص]ـ
هل يصح القول بأن هذه الأمة مفضولة، وأن الأمم السابقة خير منها؟؟
ويكون الاستدلال بقوله تعالى: (أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم)
وبقوله تعالى: (أكفاركم خير من أولائكم) والاستفهام إنكاري، أي ليسوا بخير منهم.
حيث قال بعضهم إن قوم تبع خير من قريش،،
ما هو قولكم؟ وبماذا تجود صدوركم؟
هل لها من نحرير؟!
سبحان الله
كنت أقلب في ارشيف الملتقى ووجدت هذا الموضوع وأحببت التعليق عليه لغرابته الشديدة، وهذه الغرابة هي في كونك معيدا في جامعة - كما هو ظاهر في توقيعك - وتورد هذا الاشكال وتطلب نحريرا وما إلى ذلك، فإيراد الإشكال فعلاً غريب.
أخي الكريم:
ألم تعلم أن الله سيعذب من ارتكب كفرا مثلما يعذب من ارتكب كفرا فيما حصل للأمم السابقة فكلهم سواء، والمربط هو في أفعالهم وارتكاباتهم، فلذلك يقول تعالى (أهم خير أم قوم تبع .. ) يعني لابد من لحوق العذاب بمن مات كافرا كما لحق قوم تبع.
فليس هناك أي داعي لنحرير حتى يحل هذا الإشكال
ثم من الذي قال ان قوم تبع خير من قريش؟
ومادليله؟
فالآية تدل على أنهم ليسوا بخير منهم أي مثل بعضهم، فلا يلزم من كونهم ليسوا خيرا منهم أي أحسن.
وأما الخيرية فهذا لغة دارجة لدى العرب في التفضيل حتى بين الأمور السيئة فيذكون كلمة (خير) (وأحب) ونحوها، ألم يمر معك قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه (لَأَنْ أحلف بالله كاذبا أحب إليَّ من أن أحلف بغيره وأنا صادق).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Mar 2009, 10:37 ص]ـ
ما تفضل به الشيخ الشنقيطي والمحامي العادل عين الإفادة.
والكفر كله ملة واحدة لا تفاضل بين طبقاته ظلمات بعضها فوق بعض.
ـ[محامي عادل]ــــــــ[15 Mar 2009, 06:24 ص]ـ
ما تفضل به الشيخ الشنقيطي والمحامي العادل عين الإفادة.
والكفر كله ملة واحدة لا تفاضل بين طبقاته ظلمات بعضها فوق بعض.
شكرا لك ياشيخنا الفاضل وجزاك الله خيرا على الإضافة.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[15 Mar 2009, 10:24 ص]ـ
سؤال عجيب! مفاضلة بين الكفار!
كفارنا أفضل من كفاركم, أم كفاركم أفضل من كفارنا؟!
الكفر كله ملة واحدة!
المفاضلة أخي تكون بين المؤمنين المتبعين!
هداك الله وإيانا أخي!(/)
طبق آخر من أسرار الرسم القرآني في أسماء الأنبياء وغيرهم
ـ[العرابلي]ــــــــ[10 Oct 2008, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طبق آخر من أسرار الرسم القرآني في أسماء الأنبياء وغيرهم
بعد تقديم الطبق الأول، والذي ذكرنا فيه؛ أسماء الله تعالى وصفاته في أقسامها الثلاثة؛ التي نال الألف فيها الحذف، أو الإثبات، أو الحذف والإثبات ...
نقدم طبق ثان من أسماء الأنبياء عليهم السلام وأسماء غيرهم.
والقاعدة في حذف الألف في أسماء الأنبياء وغيرهم؛ أنها إذا كانت أسماء خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد تحذف الألف لأنها علم عليهم وحدهم؛
وإذا كانت تفيد صفة سلب لا امتداد وزيادة.
أو تدل على الوقوف عند حد لا يخرج منه ولا يعداه،
في هذه الأحوال تحذف الألف من الاسم.
وإذا أفاد الاسم صفة امتداد وزيادة، وتميز لصاحبه فيها عن غيره، تثبت فيه الألف.
ومعظم هذه الأسماء لرجال من أقوام أعاجم، إلا أن هذه الأسماء لها جذور في العربية، ومنها تعرف سبب تسميتهم بها، والواقع يدل على توافق التسمية مع حياة وسيرة المسمى بها.
أسماء حذفت فيها الألف
1 - إبراهيم: 69
قال تعالى: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) النجم
جاء اسم إبراهيم عليه السلام من مادة "برهم" وهي في المعنى " البرعم"؛ وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له، فكان كالشجرة الميتة؛ فإذا بهذه الشجرة يخرج لها برعمة وتحيى من جديد؛ هو إبراهيم عليه السلام، الذي رباه عمه "آزر" والعم يسمى أبًا وخاصة إذا ربى ابن أخيه، كما سمي إسماعيل أبًا ليعقوب عليهما السلام، ثم ليكون بعد ذلك برعمة تمتد عبر الزمان، ليكون إمامًا للناس، وفي ذريته انحصرت النبوة والكتاب.
2 - إسحاق: 16
قال تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) هود
إسحاق عليه السلام جاء اسمه من مادة "سحق" وهي في البعد الشديد؛ يقال أسحقت المرأة إذا بلغت من الكبر عتيًا؛ فكانت أبعد ما تكون عن الحمل والولادة؛ فلما أسحقت أم إسحاق ولدت إسحاق؛ فكان آية خاصة من آيات الله تعالى، وأصبح هذا الوصف له اسمًا علمًا عليه لا يشاركه أحد فيه؛ فأسقطت لذلك الألف من اسمه.
3 - إسرائيل: 43
قال تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَاءِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (76) النمل.
إسرائيل هو اسم آخر ليعقوب عليه السلام، واسمه جاء من السرء وهو بيض الجراد، ومعلوم أن بيض الجراد عدده في كل وضع للجرادة ما بين (400) إلى (500) بيضة، وتضعه الجرادة بيضها في خفاء في داخل الرمل. ولذلك سمي بهذا الاسم.
والستر والخفاء مشترك في استعمال كل الجذور التي فيها حرفان صحيحان؛ السين والراء، وكانت السين متقدمة على الراء، ومعهما أحد حروف العلة أو الهمزة؛
1. أسر: الأسير يظل بعيدًا عن أهله ويحصر في مكان يستره.
2. سأر: السؤر ما بقي من الشراب الذي ذهب وخفي، وسائر الناس؛ بقيتهم التي غابت ولم تحضر، أو لم تذكر.
3. سرأ: السرء بيض الجراد المدفون في الرمل ومستور فيه.
4. وسر: جذر مهمل لم يستعمل.
5. سور: السور يستر ما خلفه ويحفظه.
6. سرو: شجر يختفي الساق بين أغصانه الملتفة عليه، وسراة القوم رؤساؤهم الذين لا يصل إليهم ويخالطهم إلا الخاصة من الناس.
7. يسر: اليسر يغني عن الخروج على الناس ومزاحمتهم في طلب الرزق.
8. سير: السير التواصل في المشي على الطريق يجعل السائر يختفي فيه.
9. سري: السري المشي متسلحًا بستر الليل له.
10. سرر: السر كلام خفي يستر عن الناس ولا يعلمه إلا عدد قليل.
11. سرسر: السُّرْسُور الفطن العالم الدخَّال في الأمور؛ أي أنه يكشف الغامض منها والمستور.
12. سسر: مهمل
هذه شجرة من اثني عشر فرعًا؛ تجتمع على معنى واحد، ويخصص الحرف الثالث والترتيب فيها؛ ما يميز كل جذر منها عن البقية.
ومن أراد معرفة سبب التسمية في الجذور التي فيها حروف العلة؛ عليه مراجعة كل الجذور التي فيها نفس الحرفين الصحيحين مع أحد حروف العلة، أو التي ضوعف فيها أحد الحرفين أو كلاهما.
وقيام هذه الجذور على معنى التفلت للسين والالتزام للراء؛ فالتفلت يغيب الشيء، وقد ينشره ويبعثره، لكن الالتزام يجعله متماسًا مع بعضه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعيش بني إسرائيل في كل زمان ومكان؛ قلة بين كثرة، لكنهم يظلون مجتمعين ولا يذوبون في المجتمعات التي يعيشون فيها.
ولذلك؛ فالمواضع التي ذكر فيها إسرائيل هي مواضع المنة على بني إسرائيل بما أنعهم الله عليهم وأبقاهم على شدة ما يقع عليهم.
فكان هذا الأمر خاصًا لم يكن إلا لبني إسرائيل لذلك سقطت الألف من الاسم .. بالإضافة إلى فيه من السلبية عليهم.
4 - إسماعيل: 12
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) مريم.
إسماعيل عليه السلام اسمه من مادة "سمع" والسمع هو الاستجابة لما يصله من علم وأمر، فاستجاب لوالده (إبراهيم عليه السلام)؛ الذي أخبره أن رأى في المنام أنه يذبحه، من غير ذنب اقترفه؛ ولم تكن هذه الرؤيا اختبار لإبراهيم عليه السلام بقدر ما كانت بداية عهد لأمة في أعلى درجات الاستماع لأمر الله عز وجل، لتكون محل فخر واقتداء لذريتهما؛ ففي ذرية إسماعيل عليه السلام ستكون الأمة التي تحمل آخر الرسالات للبشرية جمعاء، وستتحمل هذا الأمة طواعية تنفيذ أمر ربها، وستقدم أبنائها طواعية للذبح في ميادين الجهاد في سبيل الله، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم، وكما فعلت الخنساء رحمها الله تعالى، وكما فعل رجال هذه الأمة في المواقع الكثيرة في تاريخها الذي امتد عصورًا طويلة، وسيستجيب الأبناء لهذا الأمر طواعية ورغبة في تنفيذ أمر الله تعالى، ويتسابقون فيه ... غير عابئين بتحقيق مكاسب الدنيا ... فكان لا بد من أن يكون أبوهم أول المضحين فيه من غير تردد. فحملت ذريته هذه الأمانة من بعده وعملت بها، واستحق أبو عبيدة بن الجراح لقب أمين هذه الأمة؛ لقتله أباه المشرك الذي وقف في سبيل نشر دعوة الله.
فكان اسم إسماعيل عليه السلام من حدث لم يفتن فيه غيره، وبلاء استمر على مدى السنين؛ فسقطت لذلك الألف من اسمه.
5 - سليمان: 17
قال تعالى: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) ص.
سليمان عليه السلام من مادة "سلم"؛ وهي في العلو والعزة؛ فشجر السلم لا يستطيع أحد أن يعلوه بسبب شوكه، والسُّلَّم يمكنك من العلو على أعلى البيوت وأسطحها، والسلام اسم لله تعالى لعزته وعلوه، والسلام اسم للجنة لعلو مكانها ومنزلتها، والإسلام هو دين العزة والعلو لله بالعزة والعلو على شياطين الإنس والجن، وسليمان عليه السلام أخضع الله له الإنس والجن والطير، وجعله يعلو في السماء بالريح التي سخرها له، فاتصف سليمان عليه السلام بما لم يتصف به غيره وتعلق بسبب تسميته؛ لذلك سقط رسم الألف من اسمه.
6 - صالح: 9
قال تعالى: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) الشعراء.
الصالح هو من يعمل العمل الصالحات ويبثبت عليها؛ أي يبقى على ما يحبه الله وتعالى ويرضاه من طاعته، ولا يخرج عن طاعته إلى معصيته، وكانت ثمود هي ذرية الناجين من عاد قوم هود عليه السلام، ثم تحولوا تدريجيًا إلى الكفر والشرك، وبقي صالح عليه السلام لم يخرج عن الإيمان فبعثه الله تعالى رسولا إلى قومه.
وسقطت الألف من اسم صالح عليه السلام، ومن كل وصف لشيء بأنه صالح؛ لأن الصلاح هو الثبات على ما هو خير وما فيه رضا الله تعالى، وعدم الامتداد إلى ما بعده من المحرمات والمعاصي والشرك والفتن والمغريات.
7 - عمران: 3
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ءادَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرَاهِيمَ وَءالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) آل عمران.
عمران هو اسم علم لوالد مريم عليها السلام، ومعنى عمران: الرجل التقي الخفي الذي لا يفطن له أحد، ولا يأبه به، لدرجة أن زوجه نذرت ما في بطنها لله دون الرجوع إليه، ولولا ما حدث من قدر الله تعالى لابنته مريم؛ ما سمع به أحد، ولما نال هذه الشهرة لارتباط اسم ابنته مريم به وهي أشهر امرأت عرفت في التاريخ؛ يكاد لا يجهل اسمها في الأرض إلا المجهول فيها ... فهو حالة لا مثيل لها في التاريخ لذلك سقطت الألف من اسمه ... فوق ما يدل عليه اسمه.
8 - لقمان: 2
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (وَلَقَدْ ءاتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) لقمان.
لقمان اسم علم لرجل صالح وقف عند حدود ما يحبه الله ويرضاه، وهي عين الحكمة التي فيها صلاح أمره في الدنيا والآخرة؛ ولذلك سقطت الألف من اسمه لأنه لم يمتد ولم يتجاوز عما لزم من الحكمة التي آتاها الله تعالى له، واستوعبها، وامتلأ قلبه بها.
9 - هارون: 20
(وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا (53) مريم.
هارون اسم يدل على الرجل الذي يكون أهلا لما يكلف به، ولذلك جاء اسم هارون عليه السلام ليدل على نظرة أخيه إليه بأنه أهل للنبوة ولوزارته، ومع أنه نبي إلا أنه لم يخرج عن طوع موسى عليه السلام، ولم يفعل من نفسه شيء دون الرجوع إلى موسى؛ فقد توفي قبل موسى عليهما السلام؛ ولذلك سقطت الألف من الاسم لوقوف صاحبه على ما يكلف به، ولم ينفرد بالأمر وحده.
وكذلك كانت النظرة لمريم بأنها أهل للطهارة والصلاح، ولن تخرج عن ذلك؛ فخاطبها قومها (يا أخت هارون)، وحذفت ألف هارون كذلك لنفس السبب.
أسماء لملائكة
وردت أربعة أسماء في القرآن الكريم لملائكة فيها حرف الألف؛ ولم يخبرنا تعالى عن غيرهم، فهي أسماء علم عليهم ولا تمتد لغيرهم؛ لذلك سقطت الألف منها؛
1 – مالك: 1
(وَنَادَوْا يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ (77) الزخرف.
2 - ميكال 1
قال تعالى: (مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ (98) البقرة.
3 – ماروت: 1
4 – هاروت: 1
قال تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ (102) البقرة.
ومع أنها أسماء خاصة بملائكة إلا أن عملهم كان فيه سلب وليس زيادة؛
فخازن النار مالك يسلب أهلها الراحة والهناء، بما يصب عليهم بمن معه؛ من أنواع العذاب، إلى أن تكون غاية مطلبهم الهلاك للخلاص من العذاب.
وميكال المخصص بالأرزاق؛ ينقص لكل واحد نصيبه من الرزق من جملة الأرزاق التي لا عمل له في وجودها.
وهاروت من هرت العرض والثوب؛ أي مزقه، وعمله هو التفريق بين الزوجين، وهرت العلاقة التي بينهما.
وماروت عمله مثل هاروت، وهو من المرت؛ وهو القفر الذي لا نبات فيه، والإفساد والتفريق بين الزوجين مانع لإنبات الذرية منهما.
أسماء أشقياء حذفت فيها الألف
1 – الشيطان: 70
الشيطان اسم علم لإبليس خاصة، وهو اسم من مادة "شطن" وهي مادة تبعد الشيء عن الاعتماد على غيره؛ ولذلك سمي الحبل الثاني للدلو بالشطن لأنه يبعد الدلو من الاعتماد على جوانب البئر، لئلا يتمزق عند رفعه على جوانب البئر، وكذلك يثبت الشطن الفرس مكانه مع الحبل الآخر، وعمل الشيطان هو إبعاد الإنسان عن الاعتماد على الله تعالى، فلا يجد الإنسان بعد الله تعالى أحدًا يعتمد عليه، وكل من يعمل عمل الشيطان من الإنس والجن هو شيطان مثله، وإسقاط الألف ليس لعدم وجود المثيل؛ ولكن لأن عملهم سلبي في التراجع عن عبادة الله تعالى وتوحيد، ففيه نقص وليس زيادة وامتداد؛ ولا مفاضلة في صفات النقص، فلأجل ذلك سقطت الألف.
قال تعالى: (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي ءادَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) يس.
2 - الطاغوت: 8
قال تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الزمر.
الطاغوت اسم لكل ما يعبد من دون الله عز وجل، وعمل في الصد عن سبيل الله، وإبعادهم عن طاعة الله تعالى والإخلاص له بالعبادة؛ فدوره سلبي في السوء كالشيطان، والشياطين من رؤوس الطواغيت؛ لذلك كتب الاسم بإسقاط الألف. لأنهم لا يزيدون من يتبعهم خيرًا، بل يسلبوهم نعمة الإيمان وإخلاص الطاعة لله والأجر الثواب.
3 - قارون: 4
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَءاتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ (76) القصص.
قارون اسم رجل من بني إسرائيل قريب لموسى عليه السلام؛ اختار أن يكون بجانب فرعون.
اسم قارون جاء من مادة قرن؛ وهي مادة تستعمل في اجتماع اثنين على خلاف، فهو يجتمع مع موسى عليه السلام في كونهما من بني إسرائيل، ولكنه خالف بني إسرائيل فاتبع فرعون بدل اتباع موسى عليه السلام، وقد سقطت الألف لعلمية الاسم عليه وحده ولسلبيته.
ومن نفس المادة؛ قرنا الثور وغير؛ لاجتماعهما في الرأس واختلافهما في الاتجاه.
وكل نبي يرسل إلى قومه ينقسم قومه إلى قسمين؛ قسم معه ويؤمن به، وقسم يخالفه ويكفر به؛ وقد خص الله تعالى القسم المخالف بالتسمية؛ لأنهم هم سبب الخلاف كما في قوله: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ (36) ق.
وقوله تعالى: (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ (17) الإسراء.
وكل هذه المادة مبنية على نفس الاستعمال، وقد شاع القول عن عقد الزواج بعقد القران؛ وهي تسمية خاطئة مخالفة لاستعمال الجذر.
4 – هامان: 6
قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَاهَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) غافر.
هامان هو وزير فرعون وقد كان على نفس السلبية التي كان عليها فرعون؛ لذلك سقطت الألف من اسمه لتلك السلبية، ولكون الاسم علم عليه وحده.
ومن اسمه يدل على أنه مهيمن على رأي فرعون، وكان يعتمد عليه كثيرًا، فكان شريك له في الوزر والإثم، وفي الهلاك.
أسماء ثبتت فيها الألف
1 - إلياس: 3
قال تعالى: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) الأنعام.
وقال تعالى: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (123)، (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ (130) الصافات.
إلياس من مادة "لَيَسَ" وهي للالتصاق في المكان وعدم التحول عنه؛ فالأَلْيَسِ: الّذي لا يَبْرَحُ بَيْتَه أو مَنْزِلَهُ، وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْضِ، إِذا أَقَامَتْ عليه فَلَمْ تَبْرَحْه والأَلْيَسُ: مَن لا يُبَالي الحَرْبَ ولا يَرُوعُه. واللِّيسُ واللُّوسُ: الأَشِدَّاءُ. والأَلْيَسُ: الأَسَدُ، لِشِدَّتِه. لأنهم لا يبرحون أماكنهم عن جبن أو خوف.
ولَيْسَ كلمة دالَّة على نفي الحال، وتنفي غيرهُ بالقرينة نحو ليس خلق اللَّه مثلهُ. وبمعنى إلا كما في الحَدِيثِ: أَنّهُ قالَ لِزَيْدِ الخَيْلِ: ما وُصِفَ لِي أَحَدٌ في الجَاهِلِيَّةِ فَرَأَيْتُه في الإِسْلامِ إِلاّ رَأَيْتُه دُونَ الصِّفَةِ لَيْسَكَ أَي إِلاّ أَنْتَ. والنفي والاستثناء بليس؛ فيه بقاء الشيء المنفي المتروك، والمستثنى على حاله.
ودلالة اسم إلياس عليه السلام على أنه الثابت على موقفه من الإيمان أمام قومه، الممتد على حاله في رسالته، لذلك ثبتت الألف فيه لأنه موقف في الامتداد والإيجاب، وليس فيه السلب والتراجع.
2 - داود: 16
قال تعالى: (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَءاتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء (251) البقرة
داود عليه السلام من مادة "دود" وهي مادة للانحصار في الشيء وإتلاف داخله،
والدود من نفس المادة، والتسمية له كانت من فعله العجيب، على ضآلته، فقد تجلت فيه قدرة الله تعالى؛ وكان من فعله:
- الدخول إلى لب النبات وإتلافه فينهار النبات من ذلك ويهلك.
- نسج شبكة لتكون شرنقة له تحميه في فترة تحوله، وانفراده فيها.
- تحوله مرة بعد مرة ليخرج منه فراشة تطير بدلا من أن تزحف على الأرض.
أما بالنسبة لداود عليه السلام؛
- فقد سمي بداود في القرآن الكريم بعد قتله لجالوت، وهو يمثل اللب بالنسبة لجيشه، فبدخوله إلى قلب الجيش وقتله لجالوت انهار جيشه وهزم.
- وصوته وصل إلى بواطن الجبال والطير؛ فرددت معه التسبيح.
- وهو تعلم صنع الدروع ونسجها، وهي تقابل صنع الشرنقة.
- وعند انفراده للعبادة يكون في معزل على الناس، فلم يصل إليه الشاكيان إلى بعد تسلق المحراب.
- وخرج منه الذي ورثه من بعده، وهو سليمان عليه السلام؛ الذي يسر الله له الريح تجري بأمره حيث أراد وأصاب، فكان تنقله بالريح بعد أن كان على ظهور الخيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فناسب هذا الامتداد الذي كان من داود عليه السلام ثبات الألف في اسمه، ووصف كذلك بذي الأيد لما نالت يداه جالوت وغيره.
قال تعالى: (اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) ص.
3 - جالوت3
قال تعالى: (وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) البقرة.
جالوت أحد جنود إبليس الذي جال في الأرض بالفساد فيها، ولطول يده في الأرض؛ سمي لذلك بجالوت من مادة "جول"؛ ولذلك ثبت الألف في اسمه لهذا الامتداد الدال عليه اسمه. وكذلك له أمثال في الوجود على مر العصور؛ من هم فوقه، ومن هم دونه.
4 - طالوت 2
قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة.
طالوت رجل صالح أمده الله تعالى بالعلم والبسطة في الجسم؛ لذلك سمي طالوت من مادة "طول"، ولهذا الامتداد الذي كان فيه ثبتت الألف في اسمه.وكذلك ليس هو الوحيد الذي اتصف بهذا الوصف.
أسماء فيها ألفان متجاوران
1 - آدم: 25
قال تعالى: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى ءادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115) طه.
2 - آزر: 1
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ ءازَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا ءالِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (74) الأنعام.
القاعدة في ذلك لا اجتماع في الرسم لألفين أو واوين أو ياءين متجاورة.
ذلك الألف تفيد الامتداد وحصول مدين متتاليين يعد مدًا واحدًا.
وكذلك الواو تشير إلى الباطن فإن كان في داخل الجزء الباطن باطن آخر؛ فكلاهما يعد باطن واحد.
والياء تشير إلى التحول؛ فإن حصل للشيء تحول آخر، بعد التحول الأول؛ فيعد التحولان تحول واحد.
لذلك كانت القاعدة رسم الألفين ألف واحدة،
ورسم الواوين واو واحدة، إلا إذا كانت إحدى الواوين مدية والأخرى حرف صحيح،
ورسم الياءين ياء واحدة؛ إلا في حالات خاصة وكان التحول الثاني لا يلغي الأول.
أبو مُسْلِم/ عَبْد المَجِيد العَرَابْلِي
ـ[أمير عبدالله]ــــــــ[23 Oct 2008, 04:23 ص]ـ
أخي الكريم .... جزاكُمُ اللهُ خيْرَ الجزاءِ على بحْثِكَ الكريم ... فأعظَمُ البحوثُ هي ما تعلّقت بعلمِ كِتابِ الله , وإن كُنْتُ مُتوقِّفاً فيهِ برأي ... حيْثُ أحتاجُ إلى قراءتِهِ مرّة أخرى قِراءة مُتأنِّيَة فعسى يخْرُجُ لي من بيْنِ السطورِ دُرراً خفِيَت عني ...
لكِن هناك ما أردْتُ أن أعلِّقَ عليْهِ على عُجالةٍ , حيثُ لفَتَ نظري , فأردْتُ أن أنْصَحُ فيهِ وأتباحَثَ فيهِ مع أخي في الله , وقد قال تعالى " كُنْتُم خيْرَ أمةٍ أخْرِجَت للناس تأمرونَ بالمعْروفِ وتنْهوْنَ عن المُنْكَر"
أما القاعِدةُ الأولى:
فهِي هيْمَنةُ كِتابِ اللهِ على كُتُبِ السابقين
فقال تعالى ... {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ... }
وقال تعالى .... {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
وقال تعالى ... {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وقال تعالى .... {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}
كُلُّ ما سبَقَ مِن آباتٍ أخي الكريم "العرابلي" لهِيَ حُجّة وبيِّنَة نوقِنُ ونجْزِمُ بِها أنهُ حينَ يقولُ اللهُ تعالى في كِتابِهِ المنقول نقلاً مُتّصِلاً متواتراً والمحْفوظِ بحِفْظِ الله في السطورِ وفي الصُّدور .. أن إسْمَ أبا إبْراهيمَ "آَزر" , فإنّ هذا لهُو الحقُّ والصِّدْقُ واليقين ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأن يقولَ القرآن ذلِكَ , فلا أحتاج أن اسْتَبْدِلَ هذا القوْلَ بِغيْرِه , ولأجْلِ غيْرِهِ أؤوِّلَ الآية , وأْزعُمُ صِحّةَ ان أباهُ إسْمُهُ تارِح كما يقول كتبة التوراةِ المُحرّفَة , والنسّابَة الذين ما نقلوا الإسْم إلا عنْهُم ... ثم بعْدَ أن أزعُم صِحّةَ الإسْمِ في التوْراةِ , أعرُجُ إلى كِتاب الله فأْْزْعُمُ أن المُرادَ بالأب هو العم .. ولِذا فتقول أن "آزر " في الحقيقةِ عمُّهُ لا أبوه ... سُبْحان الله ...
بل هو كما قال اللهُ عزّ وجلّ أبوهُ لا عمُّه ... وتارِح رُبما يكونُ اسْماً آخَرَ لهُ إن صحّ , ومعْلومٌ أن الأسْماء في كتاب اليهود قد تحرّفت وتأوّلت وتغيّرَت ... ولم يبقى إلا أسماءُ الأنْبياءِ وحْدَهُم سليمة لتواتُرِ نقْلِها بيْنَهُم!!!
إذاً قوْلُكُم يحْتاجُ مِنْكُم إعادةُ النَّظَر .. والصواب الذي لا خِلاف فيهِ ولا جِدالَ عليْهِ: هيْمَنَة الكِتاب الخاتَم ... والقوْلُ هو ما قالهُ اللهُ عزّ وجل .... لا ماقالهُ عِِزْرا الكاتِب وأتْباعُه ... ولعلّ بعضاً مِنَ السلفِ - رحِمَهُم الله - من قال بِذلِكَ ... ولا أظُنُّ من قالَ بِذلِكَ كان يعْلَمُ أن عُمْدَةَ القوْلِ في ذلِك هو كِتاب التوْراةِ المقطوعُ السّنَدِ , ولكان توقّف بنقْلِ هذا القوْلِ ,وإن كانوا قد قالوه جميعاً بصيغَةِ "قيل" و "يُقال" , وجميعُها غير منسوبةٍ للهِ ولا لِرَسولِهِ!!! , ولِذا فكان أولى القوْل بالصوابِ عِنْدَ جميعِ مُفسِّرينا هو ماقالهُ اللهُ عزّ وجلّ "لأبيهِ آزر"
جاء اسم إبراهيم عليه السلام من مادة "برهم" وهي في المعنى " البرعم"؛ وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له، فكان كالشجرة الميتة؛ فإذا بهذه الشجرة يخرج لها برعمة وتحيى من جديد؛ هو إبراهيم عليه السلام، الذي رباه عمه "آزر" والعم يسمى أبًا وخاصة إذا ربى ابن أخيه، كما سمي إسماعيل أبًا ليعقوب عليهما السلام، ثم ليكون بعد ذلك برعمة تمتد عبر الزمان، ليكون إمامًا للناس، وفي ذريته انحصرت النبوة والكتاب.
أخيراً لو كان المُرادُ بآَزرَ هو عمُّهُ , لكان قد وصَلنا عِلْمُ ذلِكَ عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ , لكِن جاءَ في الحديث .. الذي رواهُ البُخاري «يلقى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أباه آزر يوم القيامة على وجهه» فسماه النبيّ صلى الله عليه وسلم آزر أيضاً ولم يقل أباه تارح كما نقل عن النسابين والمؤرخين فثبت بهذا أنّ اسمه الأصلي آزر لا تارح.
تقبّل مروري
واللهُ تعالى أعْلَم ...
ـ[أمير عبدالله]ــــــــ[23 Oct 2008, 04:26 ص]ـ
الأخ الكريم ... قرأتُ موْضوعَكَ ولم أقِف على أساسٍ عِلْمِيٍّ تسْتَنِدُ عليْهِ إلا الظن والنظْرَة الخاصّة ... فوجَب القاعِدةُ الثانِيَة.
أما القاعِدةُ الثانِيَة:
فهي الأمْرُ باتِّباعُ العِلْمِ لا الظن
الأخ الكريم أرى أنّكَ في بحْثِكَ هذا اعْتَمَدْتَ على تأمُّلِكَ الذاتي , ولم تعْتمِد على أساس يُعضِّدًُهُ حقائِقُ العلم ومعرفة تاريخِ الكِتابةِ العربيّةِ , أو تاريخُ رسْمِ القرآن الكريم ... وان نتيجة واحدة صحيحة يقود إليها الدليل العلمي الواضح خير وأجدى مِن تأمُّلٍ يخْتَلِفُ مِنْ شخْصٍ لِآخَر , ولو تركْنا الأمر الآن لكُل أهل المُنْتدى ليضعوا نظرياتٍ يُعلِّلون بِها حذْفَ حرْفِ الألِف لخرج المنتدى بنظرِيّاتٍ تُساوِي عدد أعْضائِهِ ... ولن يكونَ في أيِّ نظريّة مِنْهُم الحُجّة والعلْمِ والبُرْهان , بل جميعاً عُمْدَتُهُم الظن والرجْم بالغيْبِ ومات ارْتأتْهُ نفْسُه ... وينْطبِقُ على جميعِكُم قوْلَهُ تعالى " {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} .... فهذا كُلُّهُ مِن بابِ الظنِّ المرْجوحِ الذي لا يقْوم عليْهِ دليل ..
وكان كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول في المسألة إذا سئل عنها فاجتهد: " أقول فيها برأيي، فإن كان صواباً فمن فضل الله ورحمته، وإن كان خطأ فمن نفسي ومن الشيطان" .. فما بالُكَ وأنتَ تُسمِّي هذا عِلْماً والعلْمُ لا يُفيدُ إلا اليقين؟!!!! , فمن أيْنَ جاءكَ اليقينُ يرْحمنا ويرْحمُكَ الله؟!!!!!!!
إن أعْظَم وأخْطَر مافي الظنِّ أن يُوجّهَ نحْوَ كِتابِ الله ... !!!! ...
" ولا حوْلَ ولا قُوّةَ إلا بالله " .... !!
أخي الكريم .. يقولًُُ اللهٌ تعالى: " إَنَّ الظن لاَ يُغْنِى عَنْ الحق شَيْئاً " , ويقولُ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ... ويقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [49/ 12]، وبقولُ تعالى {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} , ويقول تعالى {وَإِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً} , ويقولُ تعالى " {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ} .... وفي الحديث: يقولُ صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث".
أسْأل الله تعالى أن يتّسِعَ صدْرُكَ لما نقول , فقد تكونُ عِنْدَ الله أفضلُ مني ألْفَ مرّة , فخُذ ما يقولُهُ أخوكَ يَزْدادُ إن شاء اللهُ فضْلُك .. ولا يغُرّنّكَ ثناءُ من أثْنى , أو يُثْْنِيِكَ عن ترْكِ أمرٍ للهِ ولوجْهِ اللهِ "الخشْيَةُ مِن ضياعِ جُهْدِ سِنين " , ونحنُ واللهِ أحْوَجُ ما يكونُ إلى أخٍ باحِثٍ مِثْلِكَ يُفيدُ بِعِلْمِهِ , لكِن نشْدُدُ على يديْهِ أن يكونَ عُمْدَتُهُ العلم واليقين وليْسَ الظن وتغليبُ ما ارْتأتتهُ النفس , وتطويع كتاب اللهِ للنظرةِ الخاصّة , بدلاً من تطويعِ نظرتِكَ أنت ومنْهجِكَ لكِتابِ الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 Oct 2008, 06:54 ص]ـ
أخي الكريم .... جزاكُمُ اللهُ خيْرَ الجزاءِ على بحْثِكَ الكريم ... فأعظَمُ البحوثُ هي ما تعلّقت بعلمِ كِتابِ الله , وإن كُنْتُ مُتوقِّفاً فيهِ برأي ... حيْثُ أحتاجُ إلى قراءتِهِ مرّة أخرى قِراءة مُتأنِّيَة فعسى يخْرُجُ لي من بيْنِ السطورِ دُرراً خفِيَت عني ...
لكِن هناك ما أردْتُ أن أعلِّقَ عليْهِ على عُجالةٍ , حيثُ لفَتَ نظري , فأردْتُ أن أنْصَحُ فيهِ وأتباحَثَ فيهِ مع أخي في الله , وقد قال تعالى " كُنْتُم خيْرَ أمةٍ أخْرِجَت للناس تأمرونَ بالمعْروفِ وتنْهوْنَ عن المُنْكَر"
أما القاعِدةُ الأولى:
فهِي هيْمَنةُ كِتابِ اللهِ على كُتُبِ السابقين
فقال تعالى ... {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ... }
وقال تعالى .... {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ}
وقال تعالى ... {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
وقال تعالى .... {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ}
كُلُّ ما سبَقَ مِن آباتٍ أخي الكريم "العرابلي" لهِيَ حُجّة وبيِّنَة نوقِنُ ونجْزِمُ بِها أنهُ حينَ يقولُ اللهُ تعالى في كِتابِهِ المنقول نقلاً مُتّصِلاً متواتراً والمحْفوظِ بحِفْظِ الله في السطورِ وفي الصُّدور .. أن إسْمَ أبا إبْراهيمَ "آَزر" , فإنّ هذا لهُو الحقُّ والصِّدْقُ واليقين ...
وأن يقولَ القرآن ذلِكَ , فلا أحتاج أن اسْتَبْدِلَ هذا القوْلَ بِغيْرِه , ولأجْلِ غيْرِهِ أؤوِّلَ الآية , وأْزعُمُ صِحّةَ ان أباهُ إسْمُهُ تارِح كما يقول كتبة التوراةِ المُحرّفَة , والنسّابَة الذين ما نقلوا الإسْم إلا عنْهُم ... ثم بعْدَ أن أزعُم صِحّةَ الإسْمِ في التوْراةِ , أعرُجُ إلى كِتاب الله فأْْزْعُمُ أن المُرادَ بالأب هو العم .. ولِذا فتقول أن "آزر " في الحقيقةِ عمُّهُ لا أبوه ... سُبْحان الله ...
بل هو كما قال اللهُ عزّ وجلّ أبوهُ لا عمُّه ... وتارِح رُبما يكونُ اسْماً آخَرَ لهُ إن صحّ , ومعْلومٌ أن الأسْماء في كتاب اليهود قد تحرّفت وتأوّلت وتغيّرَت ... ولم يبقى إلا أسماءُ الأنْبياءِ وحْدَهُم سليمة لتواتُرِ نقْلِها بيْنَهُم!!!
إذاً قوْلُكُم يحْتاجُ مِنْكُم إعادةُ النَّظَر .. والصواب الذي لا خِلاف فيهِ ولا جِدالَ عليْهِ: هيْمَنَة الكِتاب الخاتَم ... والقوْلُ هو ما قالهُ اللهُ عزّ وجل .... لا ماقالهُ عِِزْرا الكاتِب وأتْباعُه ... ولعلّ بعضاً مِنَ السلفِ - رحِمَهُم الله - من قال بِذلِكَ ... ولا أظُنُّ من قالَ بِذلِكَ كان يعْلَمُ أن عُمْدَةَ القوْلِ في ذلِك هو كِتاب التوْراةِ المقطوعُ السّنَدِ , ولكان توقّف بنقْلِ هذا القوْلِ ,وإن كانوا قد قالوه جميعاً بصيغَةِ "قيل" و "يُقال" , وجميعُها غير منسوبةٍ للهِ ولا لِرَسولِهِ!!! , ولِذا فكان أولى القوْل بالصوابِ عِنْدَ جميعِ مُفسِّرينا هو ماقالهُ اللهُ عزّ وجلّ "لأبيهِ آزر"
[ FONT=comic sans ms][SIZE=5] أخيراً لو كان المُرادُ بآَزرَ هو عمُّهُ , لكان قد وصَلنا عِلْمُ ذلِكَ عن رسولِ الله صلّى اللهُ عليْهِ وسلّمَ , لكِن جاءَ في الحديث .. الذي رواهُ البُخاري «يلقى إبراهيم عليه الصلاة والسلام أباه آزر يوم القيامة على وجهه» فسماه النبيّ صلى الله عليه وسلم آزر أيضاً ولم يقل أباه تارح كما نقل عن النسابين والمؤرخين فثبت بهذا أنّ اسمه الأصلي آزر لا تارح.
تقبّل مروري
واللهُ تعالى أعْلَم ...
وجزاك الله بكل خير يا أخي الكريم
أحب ان أطمئنك أني لا أعتمد على التوراة والإنجيل
ولم أقرأهما في حياتي
وأرجو أن تتدبر هذه الآيات
قال تعالى: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة
وكان هذا في بداية حياة إبراهيم عليه السلام وشبابه وأنه تبرأ من آزر وهو حي بعد خلفه للوعد وبعد أن تبين له أنه عدو لله
(يُتْبَعُ)
(/)
فهل سيستغفر له بعد ذلك؟!
فانظر ماذا كان دعاء إبراهيم عليه السلام على الكبر في آخر عمره، والذي يغلب الظن فيه أن يكون أبيه آزر قد فارق الدنيا قبل ذلك بزمن طويل؛
قال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (39) رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) إبراهيم.
في هذه الآية يستغفر لوالده وليس لأبيه
فاختلفت التسمية من أبيه إلى والده
والأول تبرأ منه في شبابه والأخير يدعو له آخر عمره ليغفر الله يوم الحساب
فهل يكون الاثنان شخص واحد؟!
وإنما رجحت أن يكون آزر عمه لعدة أسباب:
أن القرآن الكريم يراعي سبب تسمية المسميات بأسمائها
فسمى أبيه بآزر ليفرق بين أبيه والده وأبيه الذي آزره ورباه، وأقرب الناس ليتولى تربية الإبن بعد الوالد هو العم
أن العرب تسمي العم "أب" وما زالت قبائل من العرب تفعل ذلك إلى يومنا هذا وتقول لابن العم أخي
أن القرآن الكريم وصف إسماعيل بأنه أب ليعقوب في قول أنباء يعقوب، وهو عمه في الحقيقة في الآية التي ذكرتها من قبل ونقلتها في ردك
أنه ذكر أخبار منقوله عن بني إسرائيل ذكرها أهل التفسير بأن والد إبراهيم عليه السلام هو تارح .. وصحة هذا الخبر لم تأت من بني إسرائيل؛ إنما أتت من بيان القرآن الذي وافقهم، ولولا ذلك لما كان له أي قيمة.
وحتى اسم إبراهيم عليه السلام يدل على وفاة والده وهو صغير
وهناك من أهل العلم من قال بهذا الرأي منهم الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى
وأشكرك يا أخي على نصائحك
ولو كان ما أكتبه ظنًا عندي لكنت في غنى عن نشره
والله تعالى أعلم
وأسأل الله تعالى أن يشرح صدرك له
وان تراجع كل المواضيع التي كتبتها عن الرسم القرآني في هذا المنتدي أو غيره أو مدونتي التي جمعت كل ما نشرته
وبارك الله فيك
وبارك الله لك في مرورك
وزادك الله من علمه وفضله وإحسانك.
أخوكم أبومسلم العرابلي
ـ[أمير عبدالله]ــــــــ[23 Oct 2008, 09:48 م]ـ
أخي الكريم "العرابِلي" ... هدانا اللهُ وإيّاكُم ألَسْتَ أنتَ القائِل:
http://www.tafsir.org/vb/images/misc/quotes/quot-top-left.gif اقتباس: http://www.tafsir.org/vb/images/misc/quotes/quot-top-right.gifhttp://www.tafsir.org/vb/images/misc/quotes/quot-top-right-10.gif
وقد ساد الظن بأن "تارح" والد إبراهيم عليه السلام قد مات، ولم يترك من خلفه ذرية له،
http://www.tafsir.org/vb/images/misc/quotes/quot-bot-left.gifhttp://www.tafsir.org/vb/images/misc/quotes/quot-bot-right.gif
الأخ الكريم:
من أعلمَك وأدراك , وأقرّ لكَ ... بهذا الخبر التقريري ... أن: "تارح والِد ابْراهيم "؟!!!
وبأي وحْي إلهي وقَفْتَ عليْهِ , فعلِمْتَ أن والَِد إبْراهيم اسْمُه "تارِح" ... ؟!!!!!!!
جُمْلَتُك الخبرية , هذهِ والتي تعني أنه أمْرُ مفروغ ومُسلّمٌ بِهِ ... لا تُفيدُ إلا عِلْمَكَ بالمسْألةِ وإحاطَتَكَ بِها ... فأيْنَ النص الإلهي الذي قال فيهِ اللهُ عزّ وجلّ .. " أن ابا إبْراهيمَ اسْمُهُ تارِح " .. !!
سواءاً نظَرْتَ في كُتُبِ أهل الكِتابِ أم لم تنْظُر , سواءاً اقتبَست أم لم تقْتبِس , فقد صِرْتَ مُطالباً بالتثبُّتِ والتبيُّنِ من المسْألةِ ..
فأين دليلُكَ يا كريم ... وكيف عرفت , أن والِدَ إبْراهيم اسْمُهُ تارِح؟!!! ....
لو عِِنْدَ سعادتَك نص من الله ورسولِه يقول أن والِد إبْراهيم اسمُهُ تارِح فآتِنا بِهِ , أما إن لا , فمن إعطاكَ الحق أن توقِن وتجِْزمَ بهذا الأمر , حتى تُضعهُ للقارىء هكذا كخبر مُسلّم بِِه؟!! ....
إن لا يوجَد عِنْدَك دليل من اللهِ ورسولِه , ولن يوجَد .. فأنا أحْسَبُكَ واللهُ حسيبُكَ لا ترْضى إلا منهج اللهِ ورسولِه , فطالِبْ أهل المُنْتدى وهم أغْيَرُ على المنهَج , بأن يحْذِفوا هذا الخبر التقْريري ... وإلا فآتِنا بالدليل وأفدنا بما وقفْتَ عليْهِ - يرْحمُنا ويرْحمُكَ الله - ولا تقول لي قال الشعرواي - رحِمَه الله- ولا قال زيْد ...
قال الله: أن أباهُ آزر
وأنت تقول: أنّ أباهُ تارِح .. !!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أينَ النص الذي قال فيهِ اللهُ ورسولُه أن والد إبراهيم هو تارِح
هذه هي النُّقطَة الأولى , ولا نتعدّاها لغيْرها , إلى أن ننتهِيَ مِنْها.!!
ـ[العرابلي]ــــــــ[23 Oct 2008, 10:57 م]ـ
أخي الكريم د. أمير عبد الله
لم أعاتبك على كتابة الرد في أكثر من موقع
مع أنه كان يكفي وضعه في منتدى واحد وتنتظر ردي عليك
وتعطيني فرصة لأراجع نفسي لعلي أغير وأبدل
لكن ظنك أن ردك سيكون له الأثر الكبير على ما كتبت
ولم أسئ بأي قول لك
وقد بينت لك الأمر وأرجو أن تراجعه
فأنا لم أنكر أنا آزر أبا إبراهيم
فهناك أب والد
وأب عم
فآزر إن كان والد إبراهيم عليه السلام أو كان عمه فهو أب له في الحالتين
لكن لما قال تعالى: (لأبيه آزر) فيفهم منه أن هناك أكثر من أب والمراد منهما آزر
ولو كان آزر والده ولا يكون للإنسان إلا والد واحد؛ لما كان ذكر آزر فيه نفع كبير
ووضح الله تعالى ذلك بذكر استغفار إبراهيم لوالده في آخر عمره بعد هلاك آزر مما دل على أن آزر ليس هو والده مع أنه جعله أب لإبراهيم عليه السلام
وقد ذهب المفسرون إلى أشد من ذلك بوصف آزر صنمًا وليس أبًا ولا رجلاً
ولم يسأل أحدهم وهم أعلم منا (أين الوحي الذي تلقيته .. وأين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يخبرك بهذا)
وهذه نقولات من بعض التفاسير
تفسير الطبري ج7/ص242 - 244
ثم اختلف أهل العلم في المعني بآزر وما هو اسم أم صفة وإن كان اسما فمن المسمى به فقال بعضهم هو اسم أبيه
ذكر من قال ذلك حدثني محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال اسم أبيه آزر
حدثنا بن حميد قال ثنا سلمة بن الفضل قال ثني محمد بن إسحاق قال آزر أبو إبراهيم
وكان فيما ذكر لنا والله أعلم رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سواد الكوفة
حدثني بن البرقي قال ثنا عمرو بن أبي سلمة قال سمعت سعيد بن عبد العزيز يذكر قال هو آزر وهو تارح مثل إسرائيل ويعقوب
وقال آخرون إنه ليس أبا إبراهيم
ذكر من قال ذلك حدثنا محمد بن حميد وسفيان بن وكيع قالا ثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال ليس آزر أبا إبراهيم
حدثني الحرث قال ثني عبد العزيز قال ثنا الثوري قال أخبرني رجل عن بن أبي نجيح عن مجاهد وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال آزر لم يكن بأبيه إنما هو صنم
حدثنا بن وكيع قال ثنا يحيىبن يمان عن سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال آزر اسم صنم
حدثنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط عن السدي قال وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال اسم أبيه
ويقال لا بل اسمه تارح واسم الصنم آزر يقول أتتخذ آزر أصناما آلهة
وقال آخرون هو سب وعيب بكلامهم ومعناه معوج
كأنه تأول أنه عابه بزيغه واعوجاجه عن الحق
فإن قال قائل فإن أهل الأنساب إنما ينسبون إبراهيم إلى تارح فكيف يكون آزر اسما له والمعروف به من الاسم تارح قيل له غير محال أن يكون له اسمان كما لكثير من الناس في دهرنا هذا وكان ذلك فيما مضى لكثير منهم
وجائز أن يكون لقبا والله تعالى أعلم
تفسير ابن أبي حاتم ج4/ص1324
7489حدثنا احمد بن عمرو بن ابي عاصم النبيل ثنا ابي ثنا ابو عاصم انا شبيب ثنا عكرمة عن ابن عباس في قوله واذ قال ابراهيم لابيه ازر يعني بازر الصنم وابو ابراهيم اسمه يازر وامه اسمها مثانى وامراته اسمها سارة وام اسماعيل اسمها هاجر وهي سرية ابراهيم
7490اخبرنا احمد بن عثمان بن حكيم فيما كتب الي ثنا احمد بن مفضل ثنا اسباط عن السدى قوله واذ قال ابراهيم لابيه ازر قال اسم ابيه ازر فقال بل اسمه تارح واسم الصنم ازر فقال اتتخذ اصناما
والوجه الثاني
7491 حدثنا ابو زرعة ثنا منجاب انا بشر بن عمارة عن ابي روق عن الضحاك عن ابن عباس قوله واذا قال ابراهيم لابيه ازر قال ان ابا ابراهيم لم يكن اسمه ازر انما كان اسمه تارح
7492 حدثنا ابي ثنا يحيى بن المغيرة انا جرير عن ليث عن جاهد قال ليس ازر ابا ابراهيم
الدر المنثور ج2/ص748
(يُتْبَعُ)
(/)
قد كان سام بن نوح نبيا ثم انقطعت الرسل حتى بعث الله إبراهيم نبيا وهو إبراهيم بن تارح وتارح هو آزر بن ناحور بن شاروخ بن ارغو بن فالغ وفالغ هو فالخ وهو الذي قسم الأرض ابن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ثم إسماعيل بن إبراهيم فمات بمكة ودفن بها ثم إسحاق بن إبراهيم مات بالشام ولوط بن هاران بن تارح وإبراهيم عمه هو ابن أخي إبراهيم
الدر المنثور ج3/ص300
وأخرج ابن أبي شيبة عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال آزر لم يكن بأبيه ولكنه اسم صنم
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال اسم أبيه تارح واسم الصنم آزر
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال ليس آزر بأبيه ولكن وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر وهن الآلهة وهذا من تقديم القرآن إنما هو إبراهيم بن تيرح
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سليمان التيمي أنه قرأ وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال بلغني أنها أعوج وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم لأبيه
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة قال كان يقول أعضد أتعتضد بالآلهة من دون الله لا تفعل ويقول إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما اسمه تارح
قال أبو زرعة بهمزتين أءزر
تفسير ابن كثير ج2/ص150
6 74 79
قال الضحاك عن بن عباس إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر وإنما كان اسمه تارح رواه بن أبي حاتم وقال أيضا حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل حدثنا أبي حدثنا أبو عاصم شبيب حدثنا عكرمة عن بن عباس في قوله وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر يعني بآزر الصنم وأبو إبراهيم إسمه تارخ وأمه اسمها شاني وامرأته اسمها سارة وأم إسماعيل اسمها هاجر وهي سرية إبراهيم وهكذا قال غير واحد من علماء النسب أن اسمه تارح وقال مجاهد والسدي آزر اسم صنم قلت كأنه غلب عليه آزر لخدمته ذلك الصنم فالله أعلم وقال بن جرير وقال آخرون هو سب وعيب بكلامهم ومعناه
معوج ولم يسنده ولاحكاه عن أحد وقد قال بن أبي حاتم ذكر عن معتمر بن سليمان سمعت أبي يقرأ (وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر) قال بلغني أنها أعوج وأنها أشد كلمة قالها إبراهيم عليه السلام ثم قال بن جرير والصواب أن اسم أبيه آزر ثم أورد على نفسه قول النسابين أن اسمه تارخ ثم أجاب بأنه قد يكون له اسمان كما لكثير من الناس أو يكون أحدهما لقبا وهذا الذي قاله جيد قوي والله أعلم
عمدة القاري ج1/ص114
الكلام فيه على أنواع الأول إبراهيم هو ابن آزر وهو تارح بفتح الراء المهملة وفي آخره حاء مهملة فآزر اسم وتارح لقب له وقيل عكسه قال ابن هشام هو إبراهيم بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن أرعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح
عمدة القاري ج15/ص240
واختلفوا في نسبه فقيل إنه إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالح بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم حكاه السدي عن أشياخه وقد أسقط ذكر قينان من عمود النسب بسبب أنه كان ساحرا وقيل إبراهيم بن تارخ بن أسوع بن أرغو بن فالغ بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلى الله عليه وسلم وقيل إبراهيم بن آزر بن الناجر بن سارغ بن والغ بن القاسم الذي قسم الأرض ابن عبير بن شالخ بن واقد بن فالخ وهو سام وقيل آزر بن صاروج بن راغو بن فالغ بن إرفخشذ وقال الثعلبي كان اسم أب إبراهيم الذي سماه أبوه تارخ فلما صار مع نمرود قيما على خزانة آلهته سماه آزر وقيل آزر اسم صنم وقال ابن إسحاق إنه لقب له عيب به ومعناه معوج وقيل هو بالقبطية الشيخ الهرم وقال الجوهري آزر اسم أعجمي وقال البلاذري عن الشرفي بن القطامي إن معنى آزر السيد المعين
عمدة القاري ج16/ص303
والذي عليه أئمة هذا الشأن في نسب عدنان قالوا عدنان بن أدد بن مقوم بن ناحور بن تيرح بن يعرب ابن يشجب بن نبت بن قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروح بن راعو بن فالخ بن عيبر بن شالخ بن إرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام
فتح الباري ج6/ص389
وإبراهيم هو بن آزر واسمه تارح بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة
هذه الروايات بعضها عن ابن عباس رضي الله عنهما
أيًا كان اسم والد إبراهيم عليه السلام تارح أو غيره
إنما آزر أبيه الذي تبرأ منه وليس والده الذي استغفر له آخر عمره
والله تعالى أعلم
وبارك الله فيك يا أخي الكريم
وأشكر لك غيرتك
ونحن بشر نخطئ ونصيب
وهذا القول قاله من هم أعلم منا
ولم يأت الشعراوي إلا ببيان لهذا الاختلاف
فغفر الله لنا ولكم
وجعل الأخوة بيننا لله تعالى
أخوكم أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[06 May 2009, 04:14 م]ـ
والقاعدة في حذف الألف في أسماء الأنبياء وغيرهم؛ أنها إذا كانت أسماء خاصة بهم لا يشاركهم فيها أحد تحذف الألف لأنها علم عليهم وحدهم؛
الأخ الكريم العرابلي،
هل هذه القاعدة منصوص عليها في كتب العلماء؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 May 2009, 09:02 م]ـ
الأخ الكريم العرابلي،
هل هذه القاعدة منصوص عليها في كتب العلماء؟!.
الأخ الفاضل أبو عمار المليباري
أشكر لكم مروركم الكريم
هذه القاعدة قال بها أحد العلماء أو لم يقل فواقع الرسم القرآني دال عليها
فيما بيناه أعلاه
فإن ذكر خلافها يؤتى به للنظر فيه
ولا أعلم أن اسمًا خرج عن هذه القاعدة
وإجمالا فإن الرسم القرآني لم ينل خظًا يذكر في العلوم الشرعية
وكل ما ألف فيه كتابان؛
"عنوان الدليل في معرفة مرسوم التنزيل" لأبي العباس المراكشي
ودرس فيه مساءل محدوده وضعها في كتاب صغير.
و"رسم المصحف دراسة تاريخية ولغوية" وهو رسالة الماجستير للدكتور غانم قوري الحمد.(/)
موسوعة أصول تفسير القرآن الكريم
ـ[البهيجي]ــــــــ[10 Oct 2008, 10:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... الأخوة والأخوات ... أرجو مناقشة موضوع حاجة
طلبة العلم لموسوعة شاملة وافية لأصول التفسير .. حيث أني أرى وعلى حد علمي ...
أن أصول التفسير بحاجة لمثل هذه الموسوعة لكي تؤسس لهذا العلم الكريم وتضع
النقاط على الحروف .......... وكذلك لكي تعين واضعي المناهج الدراسية في الكليات
والمعاهد ..... وغيرها من الفوائد .... وجزاكم الله تعالى خيرا
البهيجي(/)
تبادل الكتب بين أعضاء وعضوات الملتقى!!!
ـ[البهيجي]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .... أرجو مناقشة موضوع تبادل الكتب بين الأعضاء والعضوات ..
فمثلا اني أعرض أرسال تفسير الكواشي المجلد الأول والثاني وربما الثالث بتفسير
القرطبي تحقيق الدكتور عبد المحسن التركي ويكون التبادل على عدد المجلدات
بمعنى أني سأرسل مجلدات من تفسير الكواشي مكررة على عدد مجلدات القرطبي
أرجو دراسة الأقتراح ..... ولكم الشكر
البهيجي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Oct 2008, 02:57 م]ـ
أخي البهيجي وفقك الله
الفكرة لم تتضح ..
ـ[البهيجي]ــــــــ[11 Oct 2008, 07:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فهد السلام عليكم ...... كما لايخفى على مقامكم الكريم فان الكتب حديثة
الصدور قد تتوفر في بلد ولاتتوفر في غيره فيقوم الأخ بأرسال الكتاب المتوفر في
بلده الى أخ آخر في بلد آخر مقابل أن يرسل له هذا الأخير كتابا غير متوفر في بلد
الأول ..... فمثلا تفسير الكواشي تقوم هيئة الوقف السني
في العراق بطبعه في العراق ولم يصدر منه الا ثلاث مجلدات فاذا أردت أستبداله
بتفسير القرطبي بتحقيق الدكتور عبد المحسن التركي وهو ب14 مجلد كما أظن
فيجب أن أرسل من تفسير الكواشي عدد مماثل من المجلدات بمعنى 5 من المجلد
الأول و5 من المجلد الثاني و4 من المجلد الثالث والمجموع 14 ..... وذلك لكي
يكون الأستبدال عادل ومتوازن .... أرجو وضوح الفكرة الآن ... وجزاكم الله تعالى
خيرا .....
البهيجي
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Oct 2008, 08:08 م]ـ
بعد بيان الفكرة وإيضاحها أقول:
فكرة جيدة لإنجاحها تحتاج إلى الآتى:
1ـ خصيص نافذة بعنوان " كتب قابلة للتبادل".
2ـ كل من لديه كتاب يعلن عنه في هذه النافذة.
3ـ بيان المطلوب من كلا الطرفين فيقول أريد كتاب كذا لمن أراد مني إرسال ما لدي.
4ـ بيان كيفية توصيل كل من الطرفين النسخ التي لديه للآخر.
وهي فكرة تكاملية بين أهل العلم تستحق التحية والتقدير، وقدر نفذتها في مرحلة من حياتي مع أهل العلم في محيطي المحلي، وآن للفكرة أن تسير نحو العالمية، وأشكر الأستاذ البهيجي على مجرد التفكير فيها وعلى طرحها. والله الموفق.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:42 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تبادل الكتب بين أعضاء الملتقى فكرة ممتازة و جد نافعة لطلاب العلم و الباحثين ... و قابلة للتطبيق، شريطة تبادل النسخ المعروضة للبيع في المكتبات، لحفظ حقوق نشر و طبع ذوي الحقوق فيها ... و الإبتعاد عن تبادل نسخ مصورة لها، حتى لا تقع ـ و لو بعد حين ـ في يد من لا يحترم حقوق الطبع لآصحابها الشرعيين، فتقع السرقات التي نسمع عنها الكثير ..
و سبق أن طلب مني بعضهم صور كتب موجودة في مكتبتي فلم أستجب لطلبهم و أبلغتهم بموقفي من هذه العملية.
فما رأي الإخوة في عملية التصوير و تبادل نسخها؟؟ ...
و حبذا لو يخصص منتدى لهذا الغرض يحتوي على قسم للكتب المطلوبة و المبحوث عنها، و قسم للكتب المعروضة للتبادل ...
و قد يذكر العضو الكتاب الذي يبحث عنه و يعرض الكتاب المقترح للتبادل ... آو يطلب من صاحب الكتاب العنوان الذي يريده مقابل كتابه المعروض للتبادل ...
و قد تأتي فكرة أجود من هذه ...(/)
هل جربت ختمة غريب القرءان
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 01:49 م]ـ
ابتداءً أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمد في أعماركم على طاعته وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يسلك بنا وبكم سبيل التالين المتدبرين لكتابه العظيم.
أما بعد فيا معاشر المتدبرين:
هذا اقتراح لا أزعم أنه جديد أو فريد إنما هو ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وهو أن يجعل الإنسان لنفسه ختمة للقرءان تسمى ختمة غريب القرءان والدافع لذلك:
أنه في أثناء قراءتنا لكتاب الله تمر بنا كلمات قد لانفهم معناها من ذلك مثلاً قوله تعالى في سورة المائدة:
(ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولاحام)
فما الحام والوصيلة والبحيرة؟
وكقوله سبحانه في سورة فاطر:
(وغرابيب سود)
ما المراد بالغرابيب؟
وكقوله سبحانه في سورة الرحمان:
(وعبقري حسان)
مالمراد بالعبقري؟
والأمثلة غيرها كثير.
المقترح هو:
أن يجعل الإنسان له ورد ثابت يومياً لا يتنازل عنه مثلاً أربعة أوجه ويجعل عنده دفتر ويضع أوراقه كالجدول الكلمة ومعناها.
فإذا قرأ ستمر به كلمات غريبة قد لايفهم معناها فيكتبها في الدفترثم يذهب إلى كتاب السراج في غريب القرءان وهو كتاب حديث للدكتور محمد الخضيري فسيتخرج معنى الكلمة ثم يكتبها في دفتره ويسمى هذا الدفتر غريب القرءان.
وأقترح أن يبدأ الورد من سورة قاف ثم يتدرج حتى يصل سورة الناس والسبب في ذلك أن أكثر الكلمات الغريبة موجودة في هذه السور وكذلك هي أكثر مايمر بنا سماعاً ثم بعد ذلك ينتقل لسورة البقرة ويتدرج حتى يختم القرءان.
قد يقول قائل:
لماذا دفتر وكتابة أقرأ مباشرة من كتاب الغريب ويكفي فأقول:
أن من أعظم عوامل رسوخ المعلومة الكتابة وستجد بإذن الله حين تفرغ من بعض الأجزاء أن نصف ما كتبت أصبح محفوظاً في الذاكرة من الوهلة الأولى ومن جرب عرف.
هذه الختمة إذا داوم الإنسان عليها وكان جاداً فيها ستكون عنده معرفة بجميع غريب مفردات القرءان في بضعة أشهر.
فإذا ختم الإنسان القرءان بهذه الطريقة يعض بناجذه على هذا الدفتر الذي هو من صنع يده ويكون له ورد يومي يقرأ فيه.
وإن وضع الإنسان بجانبه تفسير السعدي أو زبدة التفسير للأشقر أو أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري فنور على نور.
بالطبع ذكرت كتاب الدكتور محمد الخضيري نموذجاً ومن أراد الاستزادة نذكر له أمثلة:
غريب القرءان للسجستاني ـ مفردات ألفاظ القرءان للأصفهاني ط دار القلم ـ تذكرة الأريب لابن الجوزي ـ كلمات القرءان لمخلوف مع التعقبات عليها للدكتور محمد الخميس ـ كلمات القرءان من صحيح البخاري للدكتور صالح اللحيدان ـ تهذيب تفسير الجلالين للدكتور محمد لطفي الصباغ وغيرها كثير.
والله تعالى أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Oct 2008, 06:55 م]ـ
فكرة طيبة ...
جزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Oct 2008, 10:17 ص]ـ
فكرة حسنة .. وبانتظار عِدَتِكَ التي طال انتظارها [ابن القيم]!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[11 Oct 2008, 12:45 م]ـ
سمعت العلامة الشيخ عبد الكريم الخضير يذكر طريقة تشبه هذه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 04:39 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً وأبشر ياشيخ عمر بما يسرك وأخي زكريا شكر الله لك وهذه الفكرة منذ سنتين وأنا أذكرها للإخوة ولم أعلم أن لفضيلة الشيخ عبدالكريم فكرة شبيهة بهذه إلا منك وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى وكل البقل ولا تسأل عن المبقلة.
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
فكرة رائعة وجديرة بالتجريب والتطبيق
لانه تم تجربة القراءة الحرة من كتاب السراج ولكن_ والله المستعان_ الذي يرسخ بالذهن قليل.
وهنا ثمة اقتراح:
ما رايكم _ حفظكم الله _ بوضع خط بقلم الرصاص على الكلمة الصعبة في المصحف الخاص بالشخص. فعند النظر اليها مرة تلو اخرى يحاول تذكر معناها حتى يرسخ في الذهن
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيراً
وقد جربت هذه الطريقة من فترة ومن جربها سوف يبحرويقف على فوائد جمة
فمنها مثلا: كنت أبحث عن معنى الاحقاف التي أنذر بها هوداً قومه عاد فوقفت على فائدة أن هناك من عد قوم عاد قومان بدليل (وأنه أهلك عاداً الأولى) على اختلاف بينهم
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[15 Oct 2008, 10:25 ص]ـ
صدر كتاب اسمه السراج في غريب القرآن للشيخ محمد الخضيري حفظه الله، و رأيته من أنفع ما يستخدم لهذه الطريقة، وقد سرت على هذا المنوال في جزء من ختمة في رمضان الفائت فأحسست بالفرق الكبير و اللذة في هذه الطريقة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Oct 2008, 05:15 م]ـ
شكر الله للإخوة جميعاً.
الأخ أحب الصالحين أقول ابتداءً تحب الصالحين وأنت منهم بإذن الله.
أما ماذكرت بوضع قلم رصاص على الكلمة الغريبة في المصحف الخاص بك فأقول ما كان خاصاً بك الآن سيكون عاماً لغيرك بعد ذلك أمد الله في عمرك على طاعته.
ولذا أقترح عليك أن تقتني تفسيراً مختصراً وليكن مثلاً زبدة التفسير للأشقر لأن في جوانبه مصحف مجمع الملك فهد بخط كبير واضح وخذ النسخة التي ورقها أصفر.
بعد ذلك اجعل لك ختمتين ختمة تدبر تقرأها من المصحف الذي في هذا التفسير وضع خطاً على الكلمات الغريبة.
وختمة تقرأها من المصحف الأصلي تلاوة وبهذا بإذن الله تكون جمعت بين الحسنيين والله أعلم ولعل عند أهل الفضل من الإخوة مقترحاً غير هذا يفيدك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Feb 2009, 07:47 م]ـ
أتمنى من الإخوة الكرام الذين جربوا هذه الطريقة أن يتحفونا بشيء مما استفادوه من هذه التجربة، ومن كان عنده فكرة أجدى من هذه وأنفع أو مكملة لها فليمدنا بها أمد الله في عمر الجميع على طاعته.
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[22 Feb 2009, 08:05 ص]ـ
لعل مما يفيد في هذا الامرقراءة هذه المنظومة في غريب القران التي
بعنوان
نظم ضوء القناديل على غريب التنزيل
نظم الشيخ عبدالرحمن بن محمد الجكني الشنقيطي الموريتاني
فهي تمتاز بالسهولة والعذوبة
لتحميل انقر الرابط
http://www.herosh.com/up/73952/717253145.zip
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[22 Feb 2009, 08:15 ص]ـ
الشيخ فهد الجريوي جزاك الله كل خير وبارك فيك وزادك الله من علمه وفضله
ان شاء الله قريباً سوف ابدء بهذه الطريقة النافعة
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[22 Feb 2009, 08:48 ص]ـ
الاخ الكريم فهد الجريوي
نصيحتك واقتراحك مقبول
وفقك الله لكل خير
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 04:09 م]ـ
فكرة ممتازة للغاية بلا شك
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[22 Feb 2009, 04:52 م]ـ
ومعرفة الغريب هي المدخل لمعرفة القرآن، وهي أول ما يجب البدء به كما ذكر علماؤنا الأقدمون
وإذا كانت معرفة الغريب هي معرفة المفردات التي لم تعد مستعملة فخفي معناها وصار غريبا - فإن هذا الغريب لا بد أن يختلف من عصر إلى آخر ومن مكان لآخر وإذا كان الغرض من بيانه معرفة القرآن فلا بد من الاستمرار في التأليف فيه حتى تتحقق الغاية المنشودة
وأعوص أنواع الغريب حسب تجربتي الأولى ذلك الغريب الذي أظن أننى أعرفه وهو خفي عليّ كتلك الألفاظ التي تشابه كلمات مألوفة عندي وهي ليست منها في شيء ومثال ذلك "الأسفار" في قوله تعالى "كمثل الحمار يحمل أسفارا"
و"تحسونهم" في قوله تعالى "إذ تحسونهم"
فقد يتوهم أن الأسفار جمع سفر "بفتحتين" وهي ليست كذلك بل هي "كسرة وسكون"
والسفر هو الكتاب
وتحسونهم قد يتوهم أنها من الإحساس أو تحسون بهم، ولكنها ليست كذلك إذ هي من الحس" بفتح الحاء" وهو القتل
ومثلها عدم التفريق بين العدة "بالكسر" و"العدة" بالضم
وأذكر حادثة طريفة وهي أن مشاهدة المصارعة الحرة ودبلجتها بالعربية في صغري قد أفسد في ذهني معنى من معاني القرآن العظيم؛وهو معنى "الطرح" إذ كان المعّلفون كثيرا ما يرددون قولهم "ضربه فطرحه أرضا" ففهمت أن الطرح أرضا هو هكذا فخفي على قوله تعالى "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلو لكم وجه أبيكم "
ولم أعلم معناها الصحيح إلا بعد معرفتي بنزع الخافض في الآية أي اطرحوه بأرض بمعنى:انفوه بأرض بعيدة
وهذه التوهمات قد وقعت لكثير من الناس وقد ذكر سيد قطب بعض ذلك
والحق أن بعض هذه الأمور التي تعلق بذهن الناس منذ طفولتهم من الصعب علاجها إلا بالمعرفة وكثير من الناس تظل تلك الحجب الخطيرة بينهم وبين القرآن دون أن يحاولوا حسرها عن أذهانهم فيكبرون بها بل ويموتون بها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:10 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً، وشكر الله لك أخي أحب الصالحين على المنظومة، وأحسنت يادكتور جمال أحسن الله إليك، وأضحك الله سنك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 May 2010, 02:36 م]ـ
وضعت جدولاً لبعض الإخوة لختم التفسير الميسر (طبعة المجمع) مع السراج في غريب القرآن للشيخ محمد الخضيري جنباً إلى جنب. وتكون القراءة فقط لمدة أربعة أيام في كل أسبوع، وقسمت سور القرآن على هذا النحو، ويكون الفراغ منه تاماً في سنة وأربعة أشهر وابتدأ الإخوة في المرحلة الأولى وهم في خاتمتها، فظهر لهم فرق كبير بين قراءتهم الأولى للقرآن وقراءتهم بعد هذه الطريقة. والناس في الحقيقة ومن واقع تجربة فيها تعطش للخير وحب له، فالمتحدث يوقد في أنفسهم أموراً عظيمة لكن هذه الجذوة ما أسرع أن تخبو إذا لم تعضد ببرنامج عملي يسير عليه الناس، ولذا أذكر قبل فترة تحدثت مع بعض الإخوة عن موضوع بعنوان (القراءة أفكار ومقترحات)، وتحدثت فيه عن القراءة ونماذج من القراء وعشقهم للكتب، ثم وزعت عليهم أوراق لبرامج علمية للقراءة كنت قد أجتهدت في وضعها من ضمنها ختمة غريب القرآن وفهمه (المرحلة الأولى) ـ وكذلك ختم رياض الصالحين في عشرة أشهر كتبت أبوابه البالغ عددها 373 باباً ووزعتها على أيام الأسبوع بمقدار أربعة أيام في الأسبوع ثم يعقبها بعد ذلك برنامج لختم الكتب الستة في أربع سنوات، وهكذا في جملة من الفنون، فرأيت من الاستحسان بحمد الله ما يبهج والتطبيق بعد ذلك وكان تأثرهم بها أكثر مما تحدثت به في الساعة الأولى. هذه فكرة متممة وعملية لما سبق طرحه في هذا الموضوع (ختمة غريب القرآن)، لعل الإخوة يطبقونها أو ينقلونها أو يقومونها، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من الدالين على الخير، المتدبرين لكتابه العظيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المساهم]ــــــــ[19 May 2010, 10:50 م]ـ
هلا صوّرت ـ مشكورًا مأجورًا ـ هذه النماذج، حتى تعم الفائدة، وتكون مثالاً يُحتذى
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[20 May 2010, 06:06 ص]ـ
8
أضم صوتي لصوتكم ..
وفكرة رائعة،، أعاننا الله على أنفسنا.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 May 2010, 01:12 م]ـ
غفر الله لك وحفظك أخي الفاضل المساهم، وفي هذا الوقت لا أحسن عمل مثل هذا، وسأستعين بأحد الإخوة إن يسر الله الأمر بإذن الله وجزاك الله خيراً على إحسان الظن. وبارك الله فيكم يا سرى وشكر الله لكم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 May 2010, 03:07 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخ فهد على هذا الاقتراح وهذا رابط تحميل كتاب السراج في غريب القرآن من النت للاستفادة فقد نوّه به الدكتور مساعد الطيار في برنامج بينات في رمضان الماضي.
عنوان الكتاب: السراج في بيان غريب القرآن
المؤلف: محمد بن عبد العزيز الخضيري
حالة الفهرسة: مفهرس فهرسة كاملة
الناشر: مجلة البيان
عدد المجلدات: 1
رقم الطبعة: 1
عدد الصفحات: 436
الحجم (بالميجا): 4
تاريخ إضافته: 29/ 08 / 2009
شوهد: 1391 مرة
التحميل المباشر: الكتاب ( http://www.archive.org/download/waq93014/93014.pdf)
( سؤال: هل الكتاب متوفر في المكتبات خارج السعودية؟)
وأحب أن أنقل لكم تجربتي وهو استخدام الأوراق اللاصقة ليكتب عليها غريب اللألفاظ وألصقها على الصفحة التي أقرأها من كتاب تفسير ميسر أقرأ منه جزءاً واحداً كل يوم من أيام رمضان حتى تكون ختمة بتدبر. وفي الأشهر الأخرى غير رمضان أستعمل هذه الأوراق لأضع عليها بعض النقاط التي يتحدث عنها الأفاضل في البرامج الفضائية مثل برنامج بينات والتفسير المباشر وهذه أضعها على تفسير السعدي والآن عندما أفتحه لأقرأ فيه أجد كل هذه المعلومات بمتناول اليد وعلى الصفحة المطلوبة لأنه من الخبرة أننا نتكاسل في فتح دفتر التدوين الذي كتبنا فيه الملاحظات أو حتى فتح كتاب آخر عند قراءة القرآن حتى لو كان كتيب كلمات القرآن لمخلوف، هكذا طبيعة البشر للأسف.
وفقنا الله جميعاً للاستفادة من هذه الاقتراحات وجعلها في ميزان حسناتك شيخنا الفاضل.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 May 2010, 01:19 م]ـ
وفقك الله أخت سمر، وليست هذه بأول بركاتك بارك الله فيك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:22 م]ـ
بالنسبة لما سألت عنه أختي الكريمة سمر، فلا علم لي به، ولعل أحد من الإخوة يفيدنا هل موجود خارج السعودية أم لا؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Jul 2010, 01:42 م]ـ
شكر الله لك أخي الدكتور فهد على المتابعة والحمد لله على الأقل توجد نسخة منه للتحميل نقرؤها ونستفيد منها إلى أن ييسر الله لي الحصول على نسخة منه فلا أمتع من قراءة الكتاب وتقليب صفحاته بأيدينا.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jul 2010, 04:46 م]ـ
وشكر الله لك أختي سمر، والدكتوراه هبة منك مقبولة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[26 Jul 2010, 12:07 م]ـ
شكر الله للشيخ فهد هذه التجربة والتي ناسب التذكير بها قريبا من شهر رمضان
ومن النماذج التي تعين في تطبيق تجربتك نموذج وضعه مشرفنا وشيخنا د. عبد الرحمن الشهري قبل ثلاثة أعوام تجده على هذا الرابط:
[هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9839) ]
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[26 Jul 2010, 01:49 م]ـ
أستفدت ولله الحمد من مختصر تفسير الطبري مذيلآ بأسباب النزول للواحدي ومن زبدة التفسيرللأشقر ومن التفسير الميسر فوائد لا يعلمها إلا الله. . .
سائلآ الله عز وجل أن يزيدنا علمآ في كتابه وتدبرآ له. . .
أقتراح:
لماذا لا نضع موضوع خاص في الملتقى العلمي خاص بالآيات التي نتدبرها وبالمثال يتضح المقال (الشيخ فهد الجريوي قرأ اليوم ما شاء الله من المصحف وكان له فتوحات من الله في بعض الآيات ويدونها الشيخ في دفتر خاص ثم يعرضها على الأعضاء وهكذا مع كل عضو أي فائدة تدون فُنفيد منها ونستفيد)
وجزاكم الله خير ونفع بكم. . .
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Jul 2010, 02:32 ص]ـ
يا سلام يا أبا عبدالرحمن رفع الله قدرك وغفر لك، هذا ما كنّا نبغ، جزاك الله خير الجزاء، وشكر الله لأخي الفاضل عبدالله وبارك فيه وزاده من فضله، وما تفضلتم به لعل في موضوع الشيخ محمد العبادي (الكناشة الرمضانية) ما فيه غنية.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:18 ص]ـ
ما شاء الله أفكار طيبة ونافعة استلهمت منها طريقة أخرى ربما أحاول تطبيقها في رمضان القادم وهي:
التركيز على قراءة جزء واحد من القرآن كل يوم خمس مرات وكل مرة يكون القصد مختلفاً مثلاً:
1 - قرآءة لمراجعة الحفظ أو تثبيته (وربما يكون بعد صلاة الفجر أو في السحر الوقت الأنسب لهذا لصفاء الذهن فيه)
2 - قرآءة لمعرفة غريب الألفاظ فقط
3 - قرآءة لمعرفة تفسير الآيات (من تفسير ميسر)
4 - قرآءة لمعرفة أسباب النزول ومقاصد الآيات وموضوعاتها
5 - قرآءة للتدبر في الآيات مع كتابة الأفكار التي يفتح الله تعالى بها علينا
وتوزع هذه القرآءات على الصلوات الخمس فتكون إما بعد الصلاة أو قبلها فيكتب لنا أجر انتظار الصلاة بعد الصلاة ومع آخر يوم في رمضان نكون على الأقل ختمنا القرآن خمس مرات.
فكرة خطرت في بالي فأحببت مشاركتكم إياها لعلنا نستفيد منها جعلنا الله جميعاً من المقبلين على كتابه الكريم في رمضان وفي سائر العام إن شاء الله.
تقبل الله منا ومنكم وبلّغنا رمضان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Jul 2010, 06:07 م]ـ
تجربة أخرى في ختمة غريب القرآن:
وهي ختمة متخصصة:
والكتاب الذي قمنا باستعراضه واستظهاره هو كتاب: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة حيث قمت أنا وبعض الزملاء - وكنا أربعة- بتقسيم الكتاب على أربعة لقاءات بما يعادل (170) صفحة ت: أحمد صقر بين كل لقاء 10 أيام وقد كان أحد المشايخ يقوم بعمل امتحان في المقطع الذي تم الاتفاق عليه لقياس المستوى وهكذا حتى انتهينا من الكتاب.
- حقيقة بعد أن انهتينا من الكتاب أحسست أنا ومن معي بعدم ضبط الغريب بشكل جيد فقررنا مراجعة الكتاب بنفس الطريقة فوجدنا أثر الختمة الأولى حين المراجعة, وأخيرا قمنا بمراجعته مراجعة ثالثة
وقد استفدنا من هذا الكتاب العظيم فائدة كبيرة من استدراكات ونظائر وإرجاع المعاني إلى أصلها. وخصوصا مع تعقيبات المحقق رحمه الله
ولعل الله تعالى ييسر لي مراجعته في رمضان .. فهل من معين؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jul 2010, 02:10 ص]ـ
أسأل الله يغفر لكما وأن يوفقكما ويجزيكما خير الجزاء على هذه الأفكار الجميلة النافعة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:44 ص]ـ
أخي الحبيب الشيخ أبا عبدالرحمن المدني، إن كنتم غنتم ختم كتاب غريب القرآن لابن قتيبة في رمضان كما عزمتم، فليتكم وفقكم الله تتحفونا بشيء مما استفدتموه من الكتاب بمشاركة خاصة، أو تحت هذه الزاوية إن ناسبكم، مع ذكر طريقتكم في قراءة الكتاب وختمه بشكل أكبر، لا حرمكم الله الأجر والمثوبة وجمعنا بكم في جناته.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 Sep 2010, 05:55 ص]ـ
بالنسبة لكتاب السراج خارج السعودية = فهو متوفر لدى وكلاء ومندوبي توزيع مجلة البيان ومنشورات المنتدى الإسلامي بلندن في كل دولة، وتجد وكيل كل دولة ورقم هاتفه في أوائل صفحات مجلة البيان ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[14 Sep 2010, 06:10 م]ـ
أخي الحبيب الشيخ أبا عبدالرحمن المدني، إن كنتم غنتم ختم كتاب غريب القرآن لابن قتيبة في رمضان كما عزمتم، فليتكم وفقكم الله تتحفونا بشيء مما استفدتموه من الكتاب بمشاركة خاصة، أو تحت هذه الزاوية إن ناسبكم، مع ذكر طريقتكم في قراءة الكتاب وختمه بشكل أكبر، لا حرمكم الله الأجر والمثوبة وجمعنا بكم في جناته.
تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير
وبالنسبة لماطلبته أخي الشيخ / فهد, فإني بإذن الله أنوي ذلك ولعلي خلال هذا الشهر أُفرد مشاركة خاصة ببيان هذه الفوائد لكن ريثما أنتهي من إعداد بعض الملفات المتعلقة بهذا الكتاب المبارك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Sep 2010, 01:19 ص]ـ
حفظك الله يا أبا عبدالرحمن وبارك فيك، ونسأل الله أن يزيدك توفيقاً وسداداً ورفعة، ونحن بالانتظار لا حرمك الله الأجر والمثوبة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Nov 2010, 08:28 م]ـ
لازلنا بانتظار الشيخ الحبيب أبو عبدالرحمن المدني حفظه الله ووفقه وزاده من فضله.(/)
حث أولي النهى على معرفة أسماء الله الحسنى
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 02:49 م]ـ
أيها المباركون:
أحييكم بتحية أهل الجنان يوم يلقون الرحيم الرحمان تحيتهم يوم يلقونه سلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فقد لا أحصي كم مرت بأحدنا هذه الآية وهي قوله تعالى في سورة الحشر:
(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن)
فهل تسائلنا ما معنى المؤمن؟
ولقد جمعتني مراراً مجالس ببعض طلاب العلم فكنت أطرح هذا السؤال ولا أجد إجابة ثم نتواصى مع بعضنا بأهمية العناية بمعرفة أسماء الله الحسنى.
وإنك لتلحظ حين تقرأ في المناهج العلمية التي ينبغي لطالب العلم أن يعنى بها الوصية بقراءة كتب السيرة النبوية وهذا حق لذا تجد أحدنا قرأ جملة من كتب السيرة لكن السؤال المهم؟
كم قرأ أحدنا من كتاب في فهم معاني أسماء الله الحسنى والتعرف عليه عزوجل؟
أرجو أن لا تكون الإجابة مزعجة.
لذا مما يوصي به أهل العلم في معرفة أسماء الله الحسنى كتاب مختصر النهج الأسمى للنجدي.
وللاستزادة:
كتاب ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها للشيخ عبدالعزيز الجليل ومن وجهة نظر شخصية هو من أجود ما اطلعت عليه في هذا الباب وهو الكتاب الثامن عشر من سلسة وقفات تربوية في ضوء القرءان الكريم ولعلي أسلط الضوء عليه في مشاركة مستقلة بإذن الله.
النهج الأسمى للنجدي وهو في مجلدين وهو غير المختصر.
جمع الشيخ عمر الأشقر لكلام ابن القيم عن أسماء الله وصفاته ـ ط دار النفائس.
وللشيخ السعدي وابن عثيمين وسعيد وهف القحطاني مؤلفات في هذا الباب وهذه الكتب للأمثلة لا للحصر.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Oct 2008, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
وهذا الباب من أعظم أبواب العلم، بل أعظمها على الإطلاق، إذا يتعلق بالذات العلية.
وفقه أسماء الله تعالى ومعرفة آثارها في الكون من أعظم أسباب زيادة الإيمان، وهذا من أعظم المقاصد لكل مسلم وخصوصا طالب العلم.
وكنت ومازلت أستمع إلى دروس الشيخ محمد راتب النابلسي -حفظه الله- في شرح أسماء الله الحسنى، وهي من أبدع وأحسن ما سمعت، إذ تتميز بالسهولة والعذوبة والتبسيط، مع أمثلة واقعية كثيرة لإدراك أثر أسمائه تعالى في خلقه.
وهذا روابط لدروس الشيخ:
دروس ألقيت في جامع العثمان ( http://www.nabulsi.com/text/02akida/3names/asmaa1.php)
دروس ألقيت في جامع الحمد ( http://www.nabulsi.com/text/02akida/6names-hamd/asmaa5.php)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Oct 2008, 06:47 م]ـ
وأنا أنصح دائما بالسماع لدروس الشيخ دون قراءة تفريغها المكتوب، لأن المكتوب يفقد الدروس طبيعتها وسياقها الذي قيلت فيه، فيؤدي إلى عدم الفهم التام، وعدم الاستمتاع، وليس ما أعد للإلقاء كالذي أعد للكتابة والتأليف كما لا يخفاكم.
كما ان الدروس المفرغة يحذف فيها كثير مما قيل في الدرس من اللطائف التي ليست من صلب الموضوع، وهذا سلبية أخرى للمفرغ.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 06:44 م]ـ
شكر الله للشيخ محمد العبادي هذه الإضافة، ومن أجمل ما وقفت عليه في الحث على المعرفة قول قوام السنة الأصفهاني:
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته. ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً، طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها.
قوام السنة الأصفهاني ـ الحجة في بيان المحجة.(/)
سؤال للمشايخ حول قصة بني إسرائيل في سورة البقرة ....
ـ[هبة المنان]ــــــــ[10 Oct 2008, 07:28 م]ـ
سؤال للمشايخ نفع الله بعلمهم/ ماهوالترتيب الزمني لأ حداث بني إسرائيل الواردة
في سورة البقرة؟؟
ـ[هبة المنان]ــــــــ[13 Oct 2008, 12:26 ص]ـ
لازلت أنتظر إجابة المشايخ بارك الله في علمهم حول إجابة هذا السؤال
أو إحالتي إلى أين أتجه في البحث؟؟ ...
وجزاكم الله خيراً
ـ[حمد]ــــــــ[14 Oct 2008, 06:45 م]ـ
اقتراح يسهل على المشايخ مساعدتك -وأعدك بذلك -:
اذكري الأحداث، وهم يرتبونها لكِ إن شاء الله.(/)
أهمية هذه الآية من سورة الأعراف ....
ـ[هبة المنان]ــــــــ[10 Oct 2008, 08:02 م]ـ
قال تعالى "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
أهمية هذه الآية:_
*روى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله "خذ
العفة وأمر بالعرف " قال:" ماأنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس "
*وقال جعفر الصادق:" أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية، وليس في القرآن
أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية "
*قال الإمام ابن القيم: "وقد جمع الله له مكارم الأخلاق في قوله تعالى:" خذ العفو
وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين "
* قال السعدي:" هذه الآية جامعة لحسن الخلق مع الناس، وماينبغي في معاملتهم "
*قال الإمام القرطبي:" هذه الآية من ثلاث كلمات، تضمنت قواعد الشريعة في
المأمورات والمنهيات ..
فقوله "خذ العفو " دخل فيه صلة القاطعين، والعفو عن المذنبين، والرفق بالمؤمنين
وغير ذلك من أخلاق المطيعين.
ودخل في قوله تعالى "وأمر بالعرف " صلة الأرحام، وتقوى الله في الحلال والحرام،
وغض الأبصار، والاستعداد لدار القرار.
وفي قوله " وأعرض عن الجاهلين " الحض على التعلق بالعلم، والإعراض عن أهل
الظلم، والتنزه عن منازعة السفهاء، ومساواة الجهلة الأغبياء، وغير ذلك من
الأخلاق الحميدة، والأفعال الرشيدة ....
ـ[خالد البكري]ــــــــ[10 Oct 2008, 09:15 م]ـ
الله يجزاك خير يا هبة المنان على هذا الموضوع ونفع الله بك وبعلمك
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[10 Oct 2008, 10:09 م]ـ
بارك الرحمن فيك أخيه.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[15 Oct 2008, 05:21 م]ـ
بارك الله في الجميع ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح ....(/)
كتاب ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 08:08 ص]ـ
هذا كتاب وعدت بتسليط الضوء عليه في مشاركة أسماء الله الحسنى.
اسم الكتاب: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها دراسة تربوية للآثار الإيمانية والسلوكية لأسماء الله الحسنى، وهو الكتاب الثامن عشر من سلسلة للمؤلف وفقه الله بعنوان وقفات تربوية في ضوء القرءان الكريم.
اسم المؤلف: عبدالعزيز الجليل، ط1 1429، دار طيبة، عدد الصفحات 845.
كتب المؤلف حفظه الله في الصفحة الأولى من الكتاب:
تمت قراءة هذا الكتاب بكامله على شيخنا عبدالرحمن البراك حفظه الله تعالى وقد أفدت منه فائدة كبيرة وذلك فيما وجه به من حذف وزياذة وتعديل فجزاه الله عني خير الجزاء.
ثم قدم المؤلف بمقدمة تبين أهمية هذا الموضوع أنتقي منها مانقله عن قوام السنة الأصفهاني رحمه الله تعالى وهو قوله:
(قال بعض العلماء أول فرض فرضه الله على خلقه معرفته فإذا عرفه الناس عبدوه قال الله تعالى (فاعلم أنه لا إله إلا الله) فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق عظمته، ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً طلب أن يعرف اسمه وكنيته واسم أبيه وجده وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه ونعرف تفسيرها).
ثم قسم الكتاب على أربعة فصول:
الفصل الأول وفيه مبحثان.
المبحث الأول: شرح آية الأعراف (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) ومافي معناها من الآيات.
المبحث الثاني: شرح حديث (إن لله تسعة وتسعين اسماً).
الفصل الثاني: بيان مختصر لمنهج أهل السنة والجماعة في دراسة الأسماء والصفات.
الفصل الثالث: الشرح التفصيلي لأسماء الله الحسنى وما تثمره في القلوب والجوارح من الثمار اليانعة والأحوال الطيبة.
الفصل الرابع: إجمال بعد تفصيل، ثم بعد ذلك الخاتمة.
مجموع الأسماء الحسنى التي تكلم عنها المصنف وفقه الله 109 أسماء.
طريقة المؤلف في بيان الإسم من أسماء الله الحسنى على خطوات:
عدد مرات ذكر هذا الإسم في القرءان الكريم.
المعنى اللغوي للإسم.
معنى الإسم في حق الله تعالى.
ذكر الأسماء الحسنى التي ورد ذكرها مقترنا بهذا الإسم والحكمة من ذلك.
آثار الإيمان بهذا الإسم.
فائدة من الكتاب:
يقول المؤلف أمتع الله به معلقا عندما ذكر الله جل وعلا قول إبراهيم لأبيه (ياأبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولياً):
فاختيار إبراهيم عليه الصلاة والسلام اسم (الرحمن) في تحذير أبيه من العذاب فيه سر لطيف لأن المتبادر للعقل أن يربط العذاب باسم من أسمائه سبحانه يناسب العقاب أما أن يربط العذاب باسمه (الرحمن) فلا شك أن في ذلك سر لطيف ألا وهو والله أعلم أن إبراهيم أراد أن يفتح لأبيه باب الرجاء والتوبة فإن الله عزوجل رحيم يقبل توبة التائبين مهما عملوا، وكذلك ربما أراد إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يعلم أباه أنه إن أصابك العذاب ممن اسمه (الرحمن) الذي وسعت رحمته كل شيء فإن هذا يدل على أنه ليس فيمن عذبه الرحمن ذرة تستحق الرحمة إذ لو كان فيه موجب الرحمة لرحمه.
والكتاب في جملته حافل بالفوائد، هذا ماتيسر إيراده عن الكتاب جزى الله مؤلفه خير الجزاء ووفقنا الله وإياكم لكل مايحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:07 م]ـ
ما أحوجنا إلى فقه معاني ودلالات هذه الأسماء الحسنى العظيمة لله جل وعلا.
أحسن الله إليك بهذا العرض، ونفع بك وبالمؤلف.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Feb 2009, 12:40 ص]ـ
ولمن لم يتيسر له الكتاب أسوق جملة من فوائد الكتاب بعد أن من الله علينا بقراءته:
1 ـ قال ابن القيم رحمه الله:
وليست حاجة الأرواح قط إلى شيء أعظم منها إلى معرفة بارئها وفاطرها ومحبته وذكره والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه، والزلفى عنده، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه وأسمائه، فكلما كان العبد بها أعلم كان بالله أعرف، وله أطلب، وإليه أقرب، وكلما كان لها أنكر كان بالله أجهل، وإليه أكره، ومنه أبعد. والله ينزل العبد من نفسه حيث يُنزله العبد من نفسه. ص 12 ـ 13.
2 ـ قال ابن القيم رحمه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهراً وباطناً. ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره، ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علماً وعملاً وحالاً والله المستعان. ص16.
3 ـ الأسماء الجامدة ليست من أسماء الله تعالى:
فليس من أسمائه عز وجل مثلاً: الدهر والشيء ونحو ذلك، لأن هذه الأسماء لا تتضمن معنى يلحقها بالأسماء الحسنى فالأسماء الحسنى أعلام وأوصاف، ولأن الله تعالى لم يتسم بها ولم يسمه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عزوجل: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار).
فهذا الحديث قد يفهم منه أن (الدهر) اسم من أسماء الله الحسنى، وهو ليس كذلك.
فهو أولاً: اسم جامد لا يتضمن معنى يلحقه بالأسماء الحسنى.
ثانياً: إن اسم الدهر للوقت والزمان.
أما معنى قوله تعالى: (وأنا الدهر) فهو كما قال الإمام الخطابي رحمه الله: (أي: أنا صاحب الدهر، ومدبر الأمور التي ينسبونها إلى الدهر، فمن سب الدهر من أجل أنه فاعل هذه الأمور، عاد سبه إلى ربه الذي هو فاعلها، وإنما الدهر زمان جُعل ظرفاً لمواقع الأمور.) أهـ.
ومما يدل على قول الإمام الخطابي رحمه الله أنه تعالى قال في الحديث القدسي: (أقلب الليل والنهار) والليل والنهار هما الدهر، فلا يمكن أن يكون المقلب (بكسر اللام) هو المقلب بفتحها. ص 30 ـ 31.
4 ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومن أسمائه التي ليست في التسعة والتسعين: اسمه السبوح وكذلك أسماوه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة، وثبت الدعاء بها بإجماع المسلمين. ص 36.
5 ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لله تسعة وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة).
وفي شرح هذا الحديث عدة وقفات:
1 ـ جاء في بعض روايات هذا الحديث تفصيل في ذكر هذه الأسماء التسعة والتسعين كما عند الترمذي وغيره ولكن أغلب العلماء ضعفوا هذه الرواية وردوها. وإنما الرواية الصحيحة هي التي عند البخاري ومسلم، وغيرهما مما لم يذكر فيها تفصيل لهذه الأسماء.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (إن التسعة والتسعين اسماً لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة. وحفاظ أهل الحديث يقولون: هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث.
2 ـ ليس في الرواية الصحيحة لهذا الحديث ما يدل على حصر أسماء الله عزوجل بالعدد المذكور. وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: (اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه سبحانه وتعالى فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء.
وقال الخطابي: (فجملة (من أحصاها) مكملة للجملة الأولى وليست استثنائية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه. وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى بعد نقله لكلام الخطابي:
وأيضاً فقوله: (إن لله تسعة وتسعين) تقيده بهذا العدد بمنزلة قوله تعالى: (تسعة عشر) فلما استقلوهم قال: (وما يعلم جنود ربك إلا هو)، فأن لا يعلم أسماءه إلا هو أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أقوى الأدلة على أن أسماء الله عز وجل ليست محصورة في (تسعة وتسعين اسماً) ما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أصاب أحداً قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك، وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرءان العظيم ربيع قلبي، ونوري صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدل مكانه فرحاً).
ففي هذا الحديث دلالة على أن لله عزوجل أسماء لم ينزلها في كتاب ولم يعلمها لأحد من خلقه بل استأثر بها في علمه سبحانه وحجبها عن خلقه ولم يظهرها لهم. ص41 ـ 43.
6 ـ يبين الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: مراتب إحصاء أسمائه سبحانه التي من أحصاها دخل الجنة فيقول:
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها).
وهو مرتبتان: إحداهما: دعاء ثناء وعبادة، والثانية: دعاء طلب ومسألة فلا يثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا، وكذلك لا يسأل إلا بها فلا يقال: يا موجود، ياذات، يا شيء اغفر لي وارحمني، بل يُسأل في كل مطلوب باسم يكون مقتضياً لذلك المطلوب فيكون السائل متوسلاً إليه بذلك الاسم فيقول: يا غفار اغفر لي فإنك أنت الغفور الرحيم، يارزاق ارزقني إنك أنت الرزاق الكريم وهكذا.
قال ابن بطال رحمه الله: (الإحصاء يقع بالقول، ويقع بالعمل، فالإحصاء القولي: يحصل بجمعها وحفظها، والسؤال بها، ولو شارك المؤمن غيره في العد و الحفظ، فإن المؤمن يمتاز عنه بالإيمان والعمل بها.
والإحصاء بالعمل: أن لله أسماء يختص بها كالأحد، والقدير، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها، كالكريم، والعفو، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها فبهذا يحصل الإحصاء العملي). ص 46 ـ 47.
هذا ما تيسر إيراده والبقية تأتي تباعاً بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Feb 2009, 02:45 م]ـ
7 ـ التعبد بأسماء الله تعالى وصفاته سبب رئيس لسلامة القلب من آفات الحسد والكبر يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (لو عرف ربه بصفات الكمال ونعوت الجلال، وعرف نفسه بالنقائص والآفات لم يتكبر ولم يحسد أحداً على ما آتاه الله). ص 64.
8 ـ (اسم الله) هو الجامع لجميع معاني أسماء الله الحسنى، والمتضمن لسائر صفات الله تعالى، وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم).
وقد ذكر اسم (الله) في القرءان في (2724) مرة. ص 70 ـ 71.
9 ـ للشيخ السعدي رحمه الله تعالى رأي في حقيقة الاسم الأعظم لله حيث يقول: (بعض الناس يظن أن الاسم الأعظم من أسماء الله الحسنى لا يعرفه إلا من خصه الله بكرامة خارقة للعادة، وهذا ظن خطأ فإن الله تبارك وتعالى حثنا على معرفة أسمائه وصفاته، وأثنى على من عرفها، وتفقه فيها، ودعا الله بها دعاء عبادة وتعبد، ودعاء مسألة، ولا ريب أن الاسم الأعظم منها أولاها بهذا الأمر، فإنه تعالى هو الجواد المطلق الذي لا منتهى لجوده وكرمه، وهو يجب الجود على عباده، ومن أعظم ما جاد به عليهم تعرفه لهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالصواب أن الأسماء الحسنى كلها حسنى، وكل واحد منها عظيم، ولكن الاسم الأعظم منها كل اسم مفرد مقرون مع غيره إذا دل على جميع صفاته الذاتية والفعلية، أو دل على معاني جميع الصفات مثل:
(الله) فإنه الاسم الجامع لمعاني الألوهية كلها، وهي جميع أوصاف الكمال، ومثل: (الحميد المجيد) فإن (الحميد) الاسم الذي دل على جميع المحامد والكمالات لله تعالى، و (المجيد) الذي دل على أوصاف العظمة والجلال ويقرب من ذلك (الجليل الجميل الغني الكريم).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل: (الحي القيوم)، فإن (الحي) من له الحياة الكاملة العظيمة الجامعة لجميع معاني الذات، و (القيوم) الذي قام بنفسه، واستغنى عن جميع خلقه، وقام بجميع الموجودات، فهو الاسم الذي تدخل فيه صفات الأفعال كلها.
ومثل: اسمه (العظيم الكبير) الذي له جميع معاني العظمة والكبرياء في ذاته وأسمائه وصفاته، وله جميع معاني التعظيم من خواص خلقه.
ومثل قولك: (يا ذا الجلال والإكرام) فإن الجلال صفات العظمة والكبرياء، والكمالات المتنوعة، والإكرام استحقاقه على عباده غاية الحب، وغاية الذل وما أشبه ذلك.
فعلم بذلك أن الاسم الأعظم اسم جنس، وهذا هو الذي تدل عليه الأدلة الشرعية والاشتقاق، كما في السنة أنه سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد)، فقال: (والذي نفسي بيده، لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى).
وكذلك الحديث الآخر حين دعا الرجل، فقال: (اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام، ياحي ياقيوم فقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى). رواه النسائي وصححه الألباني.
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (اسم الله الأعظم في هاتين السورتين: (وإلهاكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم).، (الله لا إله إلا هو الحي القيوم). رواه الترمذي وحسنه الألباني.
فمتى دعا الله العبد باسم من هذه الأسماء العظيمة بحضور قلب ورقة وانكسار لم تكد ترد له دعوة والله الموفق. ص 78 ـ 80.
10 ـ يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (والرب هو المربي جميع عباده بالتدبير وأصناف النعم، وأخص من هذا: تربيته لأصفيائه بإصلاح قلوبهم وأرواحهم، وأخلاقهم. ولهذا أكثر دعائهم له بهذا الاسم الجليل لأنهم يطلبون منه التربية الخاصة).ص88 ـ 89.
11 ـ اسم الله تعالى (الأحد) فقد ورد مرة واحدة في القرءان وذلك في قوله تعالى: (قل هو الله أحد). ص104
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Feb 2009, 07:38 م]ـ
12 ـ قال تعالى: (لو أراد الله أن يتخذ ولداً لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار).
لم أعثر على اسم آخر في كتاب الله عزوجل قد اقترن باسمه سبحانه (الواحد) غير اسمه القهار.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: (ووحدته تعالى وقهره متلازمان فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً وذلك ينفي الشركة من كل وجه).
ويقول أيضاً: (فإن القهر ملازم للوحدة فلا يكون اثنان قهاران متساويين في قهرهما أبداً فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده كما كان قاهراً وحده).
كما يشير هذا الاقتران إلى معنى بديع: وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعُددهم، والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغن عن الظهير والمعين. فاقتران الاسمين يشير إلى كماله سبحانه في تفرده وكماله في قهره. ص 112 ـ 113.
13 ـ قال ابن القيم رحمه الله: (إن (الرحمن) دال على الصفة القائمة به سبحانه و (الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.
وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله: (وكان بالمؤمنين رحيماً) وقوله: (إنه بهم رءوف رحيم). ولم يجيء قط (رحمن بهم) فعلم أن (الرحمن) هو الموصوف بالرحمة، (والرحيم) هو الرحيم برحمته).
ويقول في موطن آخر: (ولم يجيء رحمن بعباده ولا رحمن بالمؤمنين مع ما في اسم (الرحمن) ـ الذي هو على وزن فعلان ـ من سعة هذا الوصف وثبوت جميع معناه للموصوف به. ألا ترى أنهم يقولون: غضبان للممتلئ غضباً وندمان، وحيران، وسكران، ولهفان، لمن مُلئ بذلك، فبناء فعلان للسعة والشمول.
ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيراً كقوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى)، (ثم استوى على العرش الرحمن). فاستوى على عرشه باسم الرحمن، لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها، والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى: (ورحمتي وسعت كل شيء) فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء.
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لما قضى الله الخلق: كتب في كتاب فهو عنده موضوع على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي) وفي لفظ (فهو عنده على العرش).
فتأمل اختصاص هذا الكتاب بذكر الرحمة ووضعه عنده على العرش، وطابق بين ذلك وبين قوله: (الرحمن على العرش استوى) وقوله: (ثم استوى على العرش الرحمن فسئل به خبيرا). يفتح لك باباً عظيماً من معرفة الرب تبارك وتعالى إن لم يغلقه عنك التعطيل والتجهم). ص 120 ـ 121.
14 ـ قال ابن كثير رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم): (والحاصل أن من أسمائه تعالى ما يسمى به غيره، ومنها ما لا يسمى به غيره كاسم (الله)، (الرحمن)، (الخالق)، (الرزاق) ونحو ذلك، ولهذا بدأ باسم الله الموصوف (بالرحمن) لأنه أخص وأعرف من (الرحيم) لأن التسمية أولاً إنما تكون بأشرف الأسماء، فلهذا ابتدأ بالأخص فالأخص). ص 122.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Feb 2009, 02:16 م]ـ
15 ـ يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (وتأمل قوله تعالى: (الرحمن * علم القرءان * خلق الإنسان * علمه البيان).
كيف جعل الخلق والتعليم ناشئاً عن صفة الرحمة متعلقاً باسم (الرحمن)، وجعل معاني السورة مرتبطة بهذا الاسم وختمها بقوله: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام). فالاسم الذي تبارك هو الاسم الذي افتتح به السورة، إذ مجيء البركة كلها منه، وبه وضعت البركة في كل مبارك فكل ما ذكر عليه بورك فيه، وكل ما أخلي منه نزعت منه البركة. ص 132.
16 ـ آية من كتاب الله عز وجل ظهر لي فيها معنى خفي يدل على أن ما يصيب المؤمن من ضر ومكروه إنما هو من آثار رحمة الله تعالى وموجب اسمه سبحانه (الرحمن الرحيم).
قال الله تعالى عن مؤمن آل ياسين أنه قال لقومه المشركين: (إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون)، فلماذا اختار هذا الرجل الصالح اسم (الرحمن) من بين أسماء الله تعالى؟ وهل (الرحمن) يريد الضر بعباده المؤمنين؟
إن المعنى اللطيف في هذه الآية والله أعلم أن الضر إذا أتى من (الرحمن) فإن هذا موجب رحمته ولطفه ويصير الأمر الذي ظاهره الضر في حقيقته رحمة، وخيراً للمؤمن لأن الرحمن لا يصدر عنه إلا الرحمة واللطف والبر: (فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً). ص139.
17 ـ ومن الطرق التي تنال بها رحمة الله عز وجل تدبر القرءان والإنصات إليه، قال الله تعالى: (وإذا قرئ القرءان فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون). ص144.
18 ـ كان الأسود بن يزيد يجتهد في العبادة والصوم حتى يصفر جسده فلما احتضر بكى، فقيل له: ما هذا الجزع؟، فقال: ما لي لا أجزع، والله لو أتيت بالمغفرة من الله لأهمني الحياء منه مما قد صنعت، إن الرجل ليكون بينه وبين آخر الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيياً منه. ص 146.
19 ـ يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة كما أن أبعدهم منه: من اتصف بضد صفاته). ص149.
20 ـ اقترن اسم الله (الرحيم) باسمه سبحانه (العزيز) وجاء هذا الاقتران في (13) موضعاً من القرءان الكريم منها (9) مواضع في سورة الشعراء وذلك بالتعقيب على قصة كل نبي مع قومه بقوله تعالى: (إن في ذلك لأية وما كان أكثرهم مؤمنين * وإن ربك لهو العزيز الرحيم).
ففي سورة الشعراء لما كانت الآية هي بمثابة التعقيب على قصة كل نبي مع قومه ناسب ختمها بهذين الأسمين الكريمين، وذلك أن ما حصل للمكذبين من عذاب وهلاك إنما هو مقتضى عزته سبحانه وقوته وغلبته وهو موجب اسمه سبحانه (العزيز) وما حصل من إنجاء للرسل وأتباعهم إنما مقتضى رحمته ولطفه وهو موجب اسمه سبحانه (الرحيم). ص150 ـ 151.
21 ـ أحسن التعريفات وأكملها في اسم الله تعالى (الآخر) ما فسره أعرف البشر بالله عز وجل وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: (وأنت الآخر فليس بعدك شيء).
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (سبق كل شيء بأوليته، وبقي بعد كل شيء بآخريته).
ولم يرد اسم (الآخر) إلا مرة واحدة في القرءان، ومرة واحدة في السنة. ص169.
22 ـ يقول الشيخ السعدي رحمه الله في تعريف اسم الله الباطن: (والباطن: يدل على اطلاعه على السرائر والضمائر والخبايا والخفايا، ودقائق الأشياء، كما يدل على كمال قربه ودنوه، ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت فهو العلي في دنوه، القريب في علوه). ص 175.
23 ـ من آثار هذه الأسماء الجليلة (الظاهر، والباطن) أنها علاج للوسوسة الشيطانية في كنه الذات الإلهية فعن أبي زميل قال: (سألت ابن عباس رضي الله عنهما فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ماهو؟ قال: قلت: والله لا أتكلم به. قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قلت: بلى فقال لي: ما نجا من ذلك أحد، حتى أنزل الله عز وجل: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال: فقال لي: فإذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم). رواه أبو داود وحسنه الألباني. ص180.
ـ[عبدالرحمن الوشمي]ــــــــ[26 Feb 2009, 03:28 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله في جهدك هذا أخي الأستاذ فهد وجعله في ميزان حسناتك يوم تلقاه .. فقد أفدت منه كثيرا .. ودائما ما أتتبع الكتب التي تعنى بأسماء الله الحسنى .. فشكر الله لك ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Feb 2009, 03:11 م]ـ
24 ـ جاء ذكر اسمه سبحانه (القدوس) مرتين في القرءان الكريم قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام). وقوله تعالى: (يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم). ص186.
واقترن اسمه سبحانه (القدوس) باسمه عز وجل (الملك).
ولعل السر في هذا الاقتران والله أعلم أن وصف الله عز وجل لنفسه بأنه (الملك) وأن من صفات هذا الملك أنه قدوس إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والشهوات والمحاباة. ص198.
25 ـ لما ذكر سبحانه علاج من يُخافُ نشوزها من الزوجات في سورة النساء ختم ذلك باسميه (العلي) (الكبير) قال تعالى: (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان علياً كبيرا).
يقول القاسمي في محاسن التأويل عند هذه الآية: (إن الله كان علياً كبيرا) فاحذروه بتهديد الأزواج على ظلم النسوة من غير سبب.
فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم، وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه علي قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن، فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن فختم الآية بهذين الاسمين فيه تمام المناسبة. ص 260.
26 ـ من لطف الله سبحانه وتعالى أن يقدر لعبده ويبتليه بوجود أسباب المعصية ويوفر له دواعيها وهو تعالى علم أنه لا يفعلها، ليكون تركه لتلك المعصية التي توفرت أسباب فعلها من أكبر الطاعات.
كما لطف بيوسف عليه السلام في مراودة المرأة. وأحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين. ص274 ـ 275.
27 ـ قال ابن القيم رحمه الله عند قوله سبحانه: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم).:
ولم يقل (فإنك أنت الغفور الرحيم) وهذا من أبلغ الأدب مع الله تعالى، فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة بل مقام براءة منهم. فلو قال: (فإنك أنت الغفور الرحيم) لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتد غضبه عليهم. فالمقام مقام موافقة للرب في غضبه على من غضب الرب عليهم. فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسأل بهما عطفه ورحمته ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم. ص302.
28 ـ من أسماء الله جل وعلا (العليم و الخبير) وقد يقال في معناهما: أنهما إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، بمعنى أنه إذا ذكر اسمه سبحانه (العليم) مفرداً فإنه يشمل إحاطة علم الله عز وجل بالظواهر والبواطن، وكذلك لو ذكر اسمه سبحانه (الخبير) مفرداً. أما إذا اجتمعا في آية واحدة فإن (العليم) يفيد الإحاطة العلمية بالعالم المشهود، و (الخبير) بعالم الغيب والبواطن، والله أعلم. ص353.
29 ـ قال جل وعلا: (إن تبدو خيراً أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفواً قديراً).
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند هذه الآية: (فإن الله كان عفواً قديرا) أي: يعفو عن زلات عباده وذنوبهم العظيمة فيسدل عليهم ستره ثم يعاملهم بعفوه التام الصادر عن قدرته.
وفي هذه الآية إرشاد إلى التدبر في معاني أسماء الله وصفاته، وأن الخلق والأمر صادر عنها، وهي مقتضية له. ولهذا يعلل الأحكام بالأسماء الحسنى كما في هذه الآية، لما ذكر عمل الخير والعفو عن المسيء، رتب على ذلك بأن أحالنا على معرفة أسمائه، وأن ذلك يُغنينا عن ذكر ثوابها الخاص). ص 425.
30 ـ من معاني اسم الله سبحانه وتعالى (البارئ):
أنه الموجد والمبدع، من برأ الله الخلق إذا خلقهم. وبهذا يكون الاسم مشابهاً ومقارناً لـ (الخالق).
وذكر الزمخشري معنى آخر فقال: (البارئ هو الذي خلق الخلق بريئاً من التفاوت: (ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور). أي خلقهم خلقاً مستوياً ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص، ولا عيب، ولاخلل أبرياء من ذلك كله). ص443.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 Feb 2009, 09:23 ص]ـ
بارك الله فيك الكتاب نافع جدا في مسألة التعبد بأسماء الله الحسنى
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[28 Feb 2009, 09:41 ص]ـ
جزاك الله ألف خير شوقتنا لقرأءة الكتاب هل أجده في المتكبات رعاك الله سأقتنيه بأذن الله وأقرأه /أخوك المحب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Feb 2009, 04:41 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم والكتاب متوفر في المكتبات.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Mar 2009, 03:43 م]ـ
31 ـ يقول ابن القيم رحمه الله: (وأما الخالق والمصور فإن استعملا مطلقين غير مقيدين لم يطلقا إلا على الرب سبحانه كقوله: (الخالق البارئ المصور) وإن استعملا مقيدين أطلقا على العبد كما يقال لمن قدر شيئاً في نفسه: إنه خلقه، وبهذا الاعتبار صح إطلاق خالق على العبد في قوله تعالى: (فتبارك الله أحسن الخالقين). ص 446.
32 ـ اسمه سبحانه (الناصر) لم يرد في القرءان إلا مرة واحدة بصيغة التفضيل، وذلك في قوله تعالى (بل الله مولاكم وهو خير الناصرين). ص 465.
33 ـ للإمام ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في بيان قوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).
يقول رحمه الله:
(فالآية على عمومها وظاهرها، وإنما المؤمنون يصدر منهم المعصية والمخالفة التي تضاد الإيمان ما يصير به للكافرين عليهم سبيل بحسب تلك المخالفة، فهم الذين تسببوا إلى جعل السبيل عليهم، كما تسببوا إليه يوم أحد بمعصية الرسول صلى الله عليه وسلم ومخالفته، والله سبحانه لم يجعل للشيطان على العبد سلطاناً، حتى جعل له العبد سبيلاً إليه بطاعته والشرك به، فجعل الله حينئذ له عليه تسلطاً وقهراً، فمن وجد خيراً فليحمد الله تعالى، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه). ص 468.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Apr 2009, 06:08 م]ـ
34 ـ قال تعالى: إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)، (قال القرطبي:
إن قيل كيف قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم)، والنصر هو العون والله سبحانه لا يجوز عونه قولاً ولا يتصور فعلاً؟
فالجواب من أوجه:
أحدها: إن تنصروا دين الله بالجهاد عنه ينصركم.
الثاني: إن تنصروا أولياء الله بالدعاء.
الثالث: إن تنصروا نبي الله وأضاف النصر إلى الله تشريفاً للنبي صلى الله عليه وسلم وأوليائه وللدين، كما قال تعالى (من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً) فأضاف القرض إليه تسلية للفقير). ص 472.
35 ـ يقول الأستاذ محمد قطب حفظه الله تعالى: (يقول سبحانه وتعالى: (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، ولو أنك سألت أي إنسان في الطريق: من الذي يرزقك لقال لك على البديهة: الله، ولكن انظر إلى هذا الإنسان إذا ضيق عليه في الرزق، يقول: فلان يريد قطع رزقي! فما دلالة هذه الكلمة؟
دلالتها أن تلك البديهة ذهنية فحسب، وبديهة تستقر في وقت السلم والأمن، ولكنها تهتز إذا تعرضت للشدة، لأنها ليست عميقة الجذور، فلا يصلح لتلك الأعباء إلا شخص قد استقر في قلبه إلى درجة اليقين أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن الله هو المحيي المميت، وأن الله هو الضار النافع، وأن الله هو المعطي والمانع، وأن الله هو المدبر، وأن الله هو الذي بيده كل شيء). ص498 ـ 499.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Apr 2010, 05:21 م]ـ
حتى أكون من أوائل المستجبين للرجاء الذي أوردته في الملتقى بخصوص إكمال المقالات المتعثرة وهذا المقال منها، فسأتمه بإذن الله بقية الكتاب في القريب العاجل.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 12:19 ص]ـ
36 ـ قال القرطبي رحمه الله في الفرق بين الرأفة و الرحمة:
إن الرأفة نعمة ملذة من جميع الوجوه والرحمة قد تكون مؤلمة في الحال ويكون عقباها لذة، ولذا قال سبحانه: (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله)، ولم يقل: رحمة، فإن ضرب العصاة على عصيانهم رحمة لهم لا رأفة؛ فإن صفة الرأفة إذا انسدلت على مخلوق لم يلحقه مكروه.
قال الأُقليشي: فتأمل هذه التفرقة بين الرأفة والرحمة، ولذلك جاءا معاً، فقال تعالى: (إن الله بالناس لرءوف رحيم) وعلى هذا الرأفة أعم من الرحمة، فمتى أراد الله بعبد رحمة أنعم عليه بها، إلا أنها قد تكون عقيب بلاء، وقد لا تكون، والرأفة بخلاف ذلك. ص 536.
37 ـ قال تعالى: (إن ربي رحيم ودود)، وقال تعالى: (وهو الغفور الودود).
قال ابن القيم: وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم؛ وبالغفور، فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولا يحبه، وكذلك قد يرحم من لا يحب، والرب تعالى يغفر لعبده إذا تاب إليه؛ ويرحمه ويحبه مع ذلك، فإنه: (يحب التوابين)، وإذا تاب إليه عبده: أحبه؛ ولو كان منه ما كان.ص548.
38 ـ قال تعالى: (لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم و الله غفور حليم)
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى: (ومناسبة اقتران وصف (الغفور) (بالحليم) هنا، دون (الرحيم) لأن هذه مغفرة لذنب هو من قبيل التقصير في الأدب مع الله تعالى، فلذلك وصف الله نفسه بالحليم، لأن الحليم هو الذي لا يستفزه التقصير في جانبه ولا يغضب للفعلة ويقبل المعذرة. 563 ـ 564.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا عبى هذه الفوائد الغراء، وقد سمعت الشيخ خالد السبت - وهو من هو في العناية بهذا المبحث - في استعراضه للكتب المعنية بأسماء الله الحسنى وقد ذكر 15 كتاب يثني على هذا الكتاب و يقول عنه " كل الصيد في جوف الفرا" و هو أفضل الكتب في بابه
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[13 Jun 2010, 02:38 م]ـ
إخوتى فى الله وجدت الجزء الاول من الكتاب على هذا الرابط و لا أدرى ما مدى دقة النقل و لكن لتعم الفائدة عسى الله ان يقبل منا و جزى الله الاخ فهد خيرا أن عرفنا هذا الكتاب
الرابط
http://www.be-areader.com/vb/showthread.php?t=607
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[13 Jun 2010, 03:16 م]ـ
الحمد لله الكتاب مفيد جداً وقد استفدت منه في إعداد بعض خطب الجمعة وأسأل الله للمؤلف التوفيق والسداد ولكل قارئ وناشر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2010, 05:42 م]ـ
بوركت أخي فهد ,,
أنا أشهد أن هذا الكتاب من أفضل ما كُتِبَ في هذا الباب، فلقد راجعت عدداً من الكتب في هذا الباب من نحو عقدين من الزمان، فلم أر كتاباً في شموله، وجمعه، وتحريره للمسائل في هذا الباب كهذا الكتاب، فجزى الله الشيخ عبدالعزيز الجليل على هذا السفر النفيس ـ وفكّ الله قيده ـ ورزقنا صدق التعبد بأسماء الله وصفاته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 09:59 م]ـ
أشكر المشايخ الفضلاء وصدقوا وبروا فيما قالوا، ونسأل الله أن يجزي الشيخ خير الجزاء ويبارك في عمره وعلمه.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[11 Dec 2010, 02:35 ص]ـ
الأستاذ فهد الجرباوي؛
لن يضيع الله أجر من أحسن عملا؛ وما أراك أخي الكريم إلا متتبع لأقوال بعض العلماء ومن اجتهدوا في إحصاء الأسماء على طريقة الوليد في حديث الترمذي.
وهو نهج أخطأ الصواب الذي أرشد إليه القرآن الكريم؛ فهل وقفنا عند أوامر القرآن الكريم وهي تحثننا العلم بأسماء تارة مركبة من عدة أسماء مشتركة، وتارة يحثنا على معرفة الأسماء المضافة لاسم الجلالة، وتارة يحثنا على تعلم الأسماء المفردة وحصيلة الأوامر الربانية بضع وعشرة أوامر. ومثالها:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: 196] [الأنفال: 25]
{فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 209]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233]
{َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 244]
{َاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260]
{َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
{َفاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 34]
{َفاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 40]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [التوبة: 2]
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات: 7] فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات: 8]}
فهل تدفعنا هذه النصوص لتغيير المنهجية، وللبحث عن حكمة الله في أسمائه الحسنى وصفاته العلى وكيفية الاستعانة بها انطلاقا من توجيهات القرآن؟
ـ[محمد جابري]ــــــــ[12 Dec 2010, 02:13 ص]ـ
الأستاذ فهد الجرباوي؛
(يُتْبَعُ)
(/)
لن يضيع الله أجر من أحسن عملا؛ وما أراك أخي الكريم إلا متتبع لأقوال بعض العلماء ومن اجتهدوا في إحصاء الأسماء على طريقة الوليد في حديث الترمذي.
وهو نهج أخطأ الصواب الذي أرشد إليه القرآن الكريم؛ فهل وقفنا عند أوامر القرآن الكريم وهي تحثننا العلم بأسماء تارة مركبة من عدة أسماء مشتركة، وتارة يحثنا على معرفة الأسماء المضافة لاسم الجلالة، وتارة يحثنا على تعلم الأسماء المفردة وحصيلة الأوامر الربانية بضع وعشرة أوامر. ومثالها:
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [البقرة: 196] [الأنفال: 25]
{فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 209]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [البقرة: 231]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [البقرة: 233]
{َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 244]
{َاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة: 260]
{َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة: 267]
{َفاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [المائدة: 34]
{َفاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 40]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41]
{وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [التوبة: 2]
{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ [الحجرات: 7] فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [الحجرات: 8]}
فهل تدفعنا هذه النصوص لتغيير المنهجية، وللبحث عن حكمة الله في أسمائه الحسنى وصفاته العلى وكيفية الاستعانة بها انطلاقا من توجيهات القرآن؟
وسأعمد إلى نشر أبحاث خاصة في الموضوع، وأرجوك متابعتها.(/)
تعليقات الشيخ مساعد الطيار على الإتقان (النوع الثامن والأربعون)
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[11 Oct 2008, 08:41 ص]ـ
النوع الثامن والأربعون: في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض
• ذكر السيوطي في هذا العنوان نوعين هما: المشكل وموهم التناقض, وقد ألف السيوطي كتابه (التحبير) قبل (الإتقان) وقد اعتمد فيه على كتاب البلقيني، فقال عن هذا النوع في التحبير: (النوع السادس والأربعون: مشكل القرآن) وقال: (من زياداتي) أي من زياداته على البلقيني, وكتاب البلقيني نزلت طبعة محققة له واسمه: (مواقع النجوم من مواقع العلوم) فالسيوطي في (التحبير) ذكره باسم: (المشكل)، وهو فسَّر المشكل عنده بما يوهم التعارض، ثم جاء في (الإتقان) وعبَّر عنه بـ (مشكله وموهم الاختلاف).
وقد سبقه في الكتابة عن (موهم الاختلاف والتناقض) الزركشي، ثم جاء ابن عقيلة المكي (ت1150هـ) واستدرك على السيوطي في ذلك وعنده النوع الخامس بعد المئة ويقول: (تقدم تعريف المشكل أنه هو الذي أشكل معناه فلم يتبين ... ) فابن عقيلة استدرك على السيوطي جمعه بين هذين النوعين.
وقد ذكر الشيخ عبد الله المنصور في كتابه (مشكل القرآن الكريم) ـ وهو كتاب نفيس في هذا الباب ـ سبب هذا الاستدراك وهو أثر الاتجاه الأصولي المختلف بين السيوطي وابن عقيلة.
وأغلب من ألَّف في علوم القرآن ـ كالزركشي الذي اعتمد على كتابه (البحر المحيط في علم الأصول) ـ سار على ما سار عليه علماء أصول الفقه ذوو المنحى الكلامي، وابن عقيلة سار على طريقة الأحناف في أصول الفقه، وكان هذا هو سبب الاستدراك ـ كما ذكر الشيخ عبد الله المنصور ـ: أن ابن عقيلة المكي حنفي، واستدراكه منطلق من أصول الفقه الحنفي, واستدراكه صحيح، فالمشكل شيء وموهم التناقض شيء آخر.
• قال السيوطي: (أفرده بالتصنيف قطرب).
قال الشيخ مساعد: كتابه صغير كما ذكر ذلك ابن جني في الخصائص: (ولله قطرب! فإنه قد أحرز عندي أجراً عظيما فيما صنفه من كتابه الصغير في الرد على الملحدين) , وكتب كتابه هذا على أسلوب المعتزلة فهو يورد الشبه فيناقشها بأسلوب المعتزلة، وليس كتابه أول كتاب أُلِّف بل سبقه مقاتلُ بن سليمان (ت150هـ) وكتاب مقاتل أفاد منه الملطي في كتابه عن (البدع).
وكذلك كتب الإمام أحمد في هذا النوع في كتابه (الرد على الزنادقة والجهمية)، وذكر فيه بعض الآيات التي تدخل في موهم التعارض.ثم جاء ابن قتيبة وألف كتابه: (تأويل مشكل القرآن).
• تعريف المشكل:
المشكل أوسع من موهم الاختلاف والتناقض, بل إن الموهم أحد أسباب المشكل.
والسيوطي ذكر في (التحبير) أن هناك فرقاً بينه وبين المتشابه الكلي، فالمشكل يمكن معرفة معناه، أما المتشابه –يريد المتشابه الكلي- فلا يعرف معناه.
والمشكل والمتشابه النسبي مصطلحان متقاربان ولا فرق بينهما وهذا ما نبه إليه ابن قتيبة في كتابه تأويل مشكل القرآن.
وبهذا فالموهم جزء من المشكل, والمشكل من جهة المعاني لا شك أنه معلوم إن جهلها واحد علمها غيره، وهذا هو معنى المتشابه النسبي.
• قال السيوطي: (قال عبد الرزاق في تفسيره: أنبأنا معمر عن رجل عن المنهال ابن عمرو عن سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: رأيت أشياء تختلف عليّ من القرآن، فقال ابن عباس: ما هو، أشك؟ قال: ليس بشك، ولكنه اختلاف ..... )
قال الشيخ مساعد: القرآن لا يمكن أن يقع فيه تناقض أو اختلاف ?وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوْا فِيْهِ اخْتِلافاً كَبِيرَاً? وإنما يقع في ذهن المتلقي, وابن حجر عندما جاء إلى هذا الأثر –وهو في الصحيح- قال: (كأن هذا الرجل نافع بن الأزرق).تعقيب:
• البحث في هذا النوع عقلي؛ لأننا نحتاج العقل في فك الإشكال.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن:
1. له علاقة ببيان المعاني؛ ولذا هو من علوم التفسير.
2. له علاقة بالمتشابه.
3. له علاقة بالناسخ والمنسوخ الكلي.
4. له علاقة بعلم أصول الفقه.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:48 ص]ـ
هل من تعليقات أخرى لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطّيار على كتاب ((الإتقان))
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[11 Oct 2008, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولدي اقتراح:
وهو أن تضع تعليقات الشيخ مساعد على كل الأنواع في موضوع واحد ليسهل للقارئ المتابعة فهذا أولى من التفريق شاكرا لك جهودك في النقل والمتابعة وفقك الله وأسعدك في الدارين.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[17 Oct 2008, 08:08 م]ـ
الأخ عبد العزيز تحية طيبة ثم إن طلبك بشأن وضع التعليقات جميعا فأفيدك أن هذه التعليقات للشيخ في درسه الأسبوعي فإخراجها في وقتها أولى من الانتظار حتى انتهاء الشيخ من الإتقان لا سيما وأن أعضاء الملتقى الكرام هم من طلب الإسراع في إخراجها ثم إن الهدف أيضا من وضع نوع واحد هو المدارسة مع الشيخ ومناقشته في كل موضوع حتى تكمل الفائدة.
وأما سؤال الأخ مالك بشأن التعليقات السابقة فهي موجودة في هذا الملتقى من النوع 36
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[18 Oct 2008, 03:25 ص]ـ
الأخ عبد العزيز تحية طيبة ثم إن طلبك بشأن وضع التعليقات جميعا فأفيدك أن هذه التعليقات للشيخ في درسه الأسبوعي فإخراجها في وقتها أولى من الانتظار حتى انتهاء الشيخ من الإتقان لا سيما وأن أعضاء الملتقى الكرام هم من طلب الإسراع في إخراجها
مقصودي أن تكتب موضوعا واحدا بعنوان (تعليقات الشيخ مساعد الطيار على الإتقان) وكلما خرج تعليق جديد للشيخ تضيفه في نفس الموضوع ولا تفتح له موضوعا مستقلا لتسهل المتابعة وفقك الله وأسعدك.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[21 Oct 2008, 06:59 ص]ـ
جزيت خيرا يا شيخ عبد العزيز على متابعتك وحرصك ولكن العمل باقتراحك سيفقدنا تعليقات القراء على كل نوع ومناقشتهم للشيخ فهذا هدف هام لا سيما أن بعض الأنواع القادمة فيه كلام نفيس للشيخ ككلامه عن المجاز في القرآن ونحوه واقتراحك هذا له اعتباره بعد انتهاء الشيخ من الإتقان فستوضع التعليقات مجموعة في ملف واحد بإذن الله وأشكرك على لطفك وتعقيبك.(/)
كتاب في قواعد الترجيح,,
ـ[السمهري]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم:
أود منكم أن تخبروني عن أفضل الكتب في قواعد الترجيح عند المفسرين وأسباب الاختلاف بين المفسرين فأنا في صدد بحث خاص في هذا المجال.
وجزاكم الله خيراً,,,
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2008, 11:37 ص]ـ
منها:
1 - قواعد الترجيح عند المفسرين، للدكتور حسين بن علي الحربي، دار القاسم للنشر والتوزيع بالرياض. الطبعة الثانية 1429هـ.
2 - أسباب اختلاف المفسرين للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان، دار إشبيليا بالرياض.
3 - أسباب اختلاف المفسرين للأستاذ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع، مكتبة العبيكان.
ـ[السمهري]ــــــــ[11 Oct 2008, 11:57 ص]ـ
الله يجزاك خير ياشيخ عبدالرحمن ولا حرمك ربي الأجر.
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Oct 2008, 12:16 م]ـ
بسم الله ...
ولكم الاطلاع على هذا الكتاب أيضا:
** أسباب اختلاف المفسرين في تفسير القرآن الكريم
المؤلف: إسماعيل علي الكسواني
الناشر: دار يافا، عمان، 2005
الوصف المادي: 188 ص.
** وفي هذا الميدان دراسة -قد تفيدكم- بعنوان:
معرفة أسباب النزول وأثرها في اختلاف المفسرين والفقهاء
المؤلف: عبد الله طاهر محمود إسماعيل زيد.
بإشراف: محسن الخالدي، محمد السيد.
تاريخ النشر: 2003.
رسالة جامعية (ماجستير) - جامعة النجاح الوطنية، 2003.
الوصف المادي: 245 ورقة.
والله المعين.(/)
ما صحة هذه القاعدة
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[11 Oct 2008, 11:12 ص]ـ
السؤال: ما صحة هذه القاعدة التي ذكرها لي أحدهم:
أن الله لا يمكن أن يصف فعلاً (بالعدوان) أو (الاعتداء) في القرآن الكريم ثم ينسخ هذا الحكم .. ؟
وإذا كانت صحيحة، فمن قررها من العلماء؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:06 م]ـ
أخي ..
ليتك سألته ـ على الأقل ـ عن الأمثلة التي تندرج عنده تحت هذه القاعدة ليمكن النظر فيها،ومن ثم الحكم عليها،وهل هذا عنده في هذه الأمة أم أنه في الأمم السابقة أيضاً؟.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:23 م]ـ
سلمك ربي، هذا لأن ما ذكرت أخبار،
والأخبار لايدخلها النسخ كما هو معلوم مشهور مقرر في كتب علوم القرآن.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:33 م]ـ
سلمك ربي، هذا لأن ما ذكرت أخبار،
والأخبار لايدخلها النسخ كما هو معلوم مشهور مقرر في كتب علوم القرآن.
=================
الأخ الفاضل ............ إذا وصف الفعل بالاعتداء أو العدوان، حتى يعلم أنه من كبار ما حرم وزيادة في التحذير منه .......... فأين هذا والأخبار؟؟
والقاعدة يلزمها المثال حتى تستبين .......... شكر الله لكم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[11 Oct 2008, 02:38 م]ـ
ذهب ذهني إلى وصف الأقوام بالاعتداء والعدوان ونحو ذلك.
فعذرا،،
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[11 Oct 2008, 08:29 م]ـ
جزيتم خيراً وعذراً على التأخر ..
ما كنت أود أن أدرج مثاله "الوحيد! " الذي ضربه لهذه القاعدة، ولكن تلبية لطلب الشيخ عمر المقبل سأسوق لكم كلامه:
" .. إن الجهاد هو قتال من يقاتلون المسلمين، كما في نص قول الله -سبحانه وتعالى-:
(وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) [البقرة:190].
وختم الآية بقوله: (وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ) دليلٌ على أن حكمها لا يمكن أن ينسخ؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- سمى ما خالف مفهومها عدوانا, وبيَّن أنه لا يحب من فَعَلَه، فدلّ على أن هذا لا يمكن أن يصبح يوماً من الأيام شرعاً؛ لأنه عدوان لا يحبه الله.
والعدوان لا يتحول إلى مباح، فضلاً عن أن يكون مشروعاً أو واجباً، إلا على سبيل المقابلة، كما في قوله سبحانه: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) [البقرة:194].
فقيّده هنا بأنه موجه ضدّ الذين اعتدوا علينا، وسماه اعتداءً من باب المقابلة ... "
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير
ـ[محب القران]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:41 م]ـ
أولا: جزاك الله خيرا أخي على هذه المسأله وبمثل هذا حقيقة تحصل مدارسة العلم وتجعل الانسان يقلب مكتبته
ثانيا: لا داعي للأعتذار يا شيخ عصام فما ذكرته له حظ من النظر كبير بل ربما يكون هو
ثالثا: وجدت كلاما للزرقاني في مناهل العرفان لعله يؤكد هذه القاعده يقول ((إن تعريف النسخ بأنه رفع حكم شرعي بدليل شرعي يفيد أن النسخ لا يكون إلا في الاحكام. وذلك موضع اتفاق بين القائلين بالنسخ , لكن في خصوص ما كان من فروع العبادات والمعاملات أما غير هذه الفروع من العقائد وأمهات الاخلاق العامه وأصول العبادات والمعاملات ومدلولات الاخبار المحضة فلا نسخ فيها على الرأي السديد الذي عليه جمهور العلماء)) انتهى
فالعدوان والظلم والجور وغيرها اخلاق عامه لا يمكن ان يحصل فيها النسخ
ولا زلنا نريد من المشائخ الفضلاء التعليق والرد حتى نستفيد
ـ[عاشق البلاغة]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين ...
أولاً:- الأخبار لا يدخلها النسخ كما هو معلوم، و "إن الله لا يحب المعتدين " خبر عن ذاته سبحانه و تعالى و صفة من صفاته الفعليه فهو جل و علا لا يحب المعتدين.
ثانياً:- "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم " ... في هذه الآية يأمرنا ربنا - على الجواز لا الفرض، وقد يخرج إلى الفرض بحالات - بأن نقتل من اعتدى علينا، و أما الإتيان بلفظة " اعتدوا " هنا فهو من باب المشاكلة في اللغة كقول عمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا ********* فنجهل فوق جهل الجاهلينا
ولكن السؤال .... لماذا عدل عن لفظة فقاتلوه أو ما شابهها شرعا إلى " فاعتدوا عليه "
... أهو فقط من باب المشاكلة!!!!؟؟؟ أقول: لا وربي ...
لنرجع قليلا إلى السياق السابق " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعدوا إن الله لا يحب المعتدين * وقاتلوهم حيث ثقفتمومهم و أخرجوهم من حيث أخرجوكم ...... " إلى آخر الآيات
هنا يبين الله تعالى الحساب و الجزاء و عاملة المقاتل بالند فأتى بهذه اللفظة مشاكلة حتى و ندا لعملهم حتى و إن لم نكن من المعتدين لما في ذلك من التأكيد على معنى المقابلة و المعاملة بالند دون زيادة و غلو أو نقصان و تفريط، خاصة أن المسألة هنا عظيمة وقد قدم لها بقوله " و الفتنة أشد من القتل " كما أن المشركين هنا قد يقاتلون في شهر نت الأشهر الحرم فأعظم به كفرا و زورا ...
فناسبت هذه اللفظة هذا المقام ...
علما أن هذا لا يتعارض مع قوله " إن الله لا يحب المعتدين " وذلك لأن الاعتداء لغة "تجاوز الحق " ومن تمام العدل أن يقابل التجاوز بتجاوز مثله ... ولهذا قدم على هذا الأمر قوله " الشهر الحرام بالشهر الحرام و الحرمات قصاص "
فوالله لو أنك بحثت في اللغة كلها على كلمة تفي بهذا المقام غير هذه الكلمة فلن تجد فما أعظمها بلاغة و ما أجل منزل هذا الكتاب ....
أرجو أن أكون قد أفدت، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:28 ص]ـ
الأخ الفاضل/ محب القرآن – حفظه الله -
نهيُ الله عن العدوان محكم غير منسوخ، لا إشكال في ذلك. "لا تعتدوا"
ولكن القاعدة المفترضة لا تتناول (نهيَ الله عن العدوان) وإنما حكمَ الله على هذا الفعل بأنه عدوان وهو (بدء الكفار بالقتال)، فتجعل هذا الحكم محكم لأن الله سماه عدواناً.
أرجو أن أكون قد وضحت ..
الأخ الفاضل/ عاشق البلاغة – سلمه الله -
وكذلك إخبار الله عن نفسه بأنه "لا يحب المعتدين"، هو من الأخبار التي لا تنسخ. لا خلاف.
ولكن القاعدة المفترضة لا تتناول هذا الخبر .. وإنما الحكم على هذا الفعل بالتحريم + وصفه بالعدوان .. (لا تعتدوا) ..
وعليه؛ وبتنزيل هذه القاعدة على المثال، يكون الحكم على ما خالف مفهومها عدواناً (وهو قتال من لم يقاتلنا)، ولأن الله سماه (عدواناً) فهذا دليلٌ - بحسب القاعدة – أنه حكمٌ محكم غير منسوخ .. ؟
وهنا سؤالي عن صحة هذه القاعدة ..
ـ[محب القران]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:26 م]ـ
اخي العزيز هذه القاعدة متفرعة من القاعدة الاساسية المتفق عليها في ما يقع فيه النسخ وهي ان النسخ يكون في الاحكام ولا يقع في الاخبار ثم كان الخلاف في بعض الاشياء هل هي من الاخبار أم من الاحكام وإذا كانت من الاخبار فهل كل الاخبار لا يدخلها النسخ أم انه هناك استثناءات من القاعدة وهذا الامر يوضحه الكلام الذي نقلته للزرقاني فأرجو قراءته بتمعن شديد والرجوع إليه في كتاب مناهل العرفان
والقاعدة التي اوردتها انت تنص على ان هذا الامر ليس من الاحكام ولذلك لا يمكن ان ينسخ فبالتالي هو من الاخبار
أما قولك ان الله حكم بأن (بدأ الكفار بالقتال) عدوان بقوله سبحانه ((ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) فهذا لعله يكون فهمك انت أخي العزيز من القاعدة وهذا فهم خاطئ لأن فيه تعطيل لفريضة الجهاد في سبيل الله(/)
الدين والعلم -- تعقيب على تجربة معاصرة
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:33 م]ـ
الدين والعلم
بقلم: بسام جرار - مركز نون
تجربة علميّة تجري هذه الأيام – أيلول 2008م - في مكان بين فرنسا وسويسرا تكلفتها ما يقارب عشرة مليارات دولار، وُيتوقع أن يكون لها انعكاسات هامة في الحقل العلمي المتعلق بأصل نشأة الكون. وقد قامت إذاعة لندن بفتح حوار بين المستمعين - وكذلك على صفحة الإذاعة الإلكترونيّة – يتعلق بالدين والعلم من حيث التوافق أو التعارض. ومن خلال استطلاع للآراء يرى 60% من المشاركين أنْ لا تعارض بين الدين والعلم، في حين يرى 40% أنّ هناك تعارضاً. وقد تيسّر لي أن استمع إلى بعض المداخلات من قِبل المشاركين، والمذيع أيضاً، فساءتني الطريقة التي يتم فيها تناول مثل هذه المسألة الحساسة. وذكرني ذلك بما كان عليه كثير من الناس في القرن الماضي من سطحيّة وضحالة عند تناول القضايا الدينيّة.
هل يتناقض العلم مع الدين؟!
سؤال لا يجاب عنه بنعم أو لا حتى نجيب عن:
أولاً: عن أي دين نسأل؟ لأنّه لا يمكن وضع كل الأديان في سلة واحدة، وهذا الخلط يجعلنا ندرك أنّ طرح المسألة لا يزيد عن كونه تضليلاً.
ثانياً: عن أي علم نسأل؟ فهناك الفرضيّة العارية عن الدليل، وهناك النظريّة التي قامت عليها الأدلة غير القاطعة، وهناك الحقائق التي قامت عليها الأدلة القاطعة.
ثالثاً: عن أي مسألة دينيّة نسأل؟ وهل هي حقيقة دينيّة أم دون ذلك؟
إذا كان الدين وحياً ربانياً فلا يتصور أن تتناقض حقائقه مع الحقائق العلميّة، لأنّ الذي خلق هو الذي أنزل. وإذا كان الدين الحق يطرح الحقيقة ابتداءً فإنّ العلم يسعى إليها حتى يصلها. ومن هنا لا بد من التناقض مع حقائق الدين قبل الوصول إلى الحقيقة. فالدين الحق لا يتناقض مع الحقيقة، وقد يتناقض مع النظريّة أو الفرضيّة. ومن هنا على البشريّة أن تستبشر بارتقاء العلم، لأنّه يقربها من الحقيقة فيوحدها، لأنّ الاختلاف هو ثمرة عدم اليقين. انظر قوله تعالى:" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ". فصلت:53
كان أبرز ما طرحه مذيع راديو لندن التناقض المحتمل بين النتائج المحتملة للتجربة المشار إليها وما تنص عليه الأديان من أنّ السماوات والأرض خُلقت في ستة أيام. ولا يعنينا هنا ما ورد عند النصارى واليهود، وإنما يعنينا تسليط الضوء على هذه المسألة كما وردت في القرآن الكريم، ليتبين أنّ الاستشكال يقوم في الذهن نتيجة لتناول المسائل بسطحيّة.
هل خلقت السماوات والأرض في ستة أيام؟
للإجابة عن هذا السؤال لا بد من الإجابة عن أسئلة تسبق، مثل: ما هو مفهوم اليوم في القرآن الكريم؟ وما هي السماوات، وما حدودها؟
الدارس لعلم الفلك يلاحظ أنّ مفهوم اليوم يختلف باختلاف دورة الأجرام السماويّة حول نفسها؛ فيوم الأرض يساوي 24 ساعة، ويوم القمر يساوي شهراً قمرياً، ويوم الشمس يساوي 25 يوماً من أيام الأرض، ويوم مجرة درب التبّانة يختلف عن يوم مجرة أخرى ... الخ. والمهم أنّ اليوم هو وحدة زمنيّة غالباً ما تقاس بدورة جرم سماوي، ومن هنا تتعدد الأيام بتعدد الأجرام.
والدارس للقرآن الكريم يلاحظ أنّ مفهوم اليوم يختلف أيضاً:
" ... وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ". الحج: 47
" ... في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ". السجدة: 5
" ... في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ". المعارج: 4
فهناك إذن يوم مقداره ألف سنة مما نعد، وهناك يوم مقداره خمسون ألف سنة، وهناك يوم مقداره نهار كأيام الصيام، وهناك يوم القيامة ولا ندري مقداره ... الخ. وعليه فقد خلقت السماوات والأرض في ستة أيام لا ندري مقدارها، وإنما هي ست وحدات زمنيّة متماثلة.
يضاف إلى هذا أنّ ماهيّة السماوات وحدودها غير معروفة؛ فهناك السماوات، وهناك الكرسي يسعها وهو أكبر منها، وهناك العرش. وقد يكون ما نسميه اليوم بالكون المعروف مجرد سماء دنيا، وقد يكون غير ذلك. فأي معرفة لدينا إذن تسمح لنا بالحديث عن التناقض أو عدمه بين العلم والدين؟!
ـ[محب القران]ــــــــ[11 Oct 2008, 09:57 م]ـ
لقد أصبح من أبرز آفات العلم في هذا الزمن بعض القنوات الاعلامية التي تطرح مواضيح علمية على عامة الناس ولا تختار لها المتخصصين من اهل العلم وإنما تطرحها على عامة الناس وتأخذ آراءهم ومداخلاتهم واستفتاءاتهم
وهذا والله من باب إثارة الشبهات على الناس حتى يكونوا أكثر شك في دينهم
والله المستعان
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Oct 2008, 08:48 ص]ـ
ينبغي على من يتصدى لمثل هذا الموضوع أن يبين لنا مفهوم الحقيقة العلمية عند أرباب العلوم ومدى صحة ما يقال أن هذه نظرية علمية أوحقيقة علمية، فهناك كثير من المبالغات المطروحة في هذا المجال تعرض على صيغة حقائق وهي فرضيات ولكن يراد لها الترويج عن طريق المبالغات فيقوم بعضهم بمحاولة التوفيق بينها وبين القرآن على هذا الأساس وكأن الواجب أن نحشر كل فرضية أو تصور في القرآن بأي أسلوب رضي به العلماء أم أبوه، وكأننا نساهم بنشر مثل هذه الفرضيات ونروج لها بلباس القرآن.
فرويدكم رويدكم واتقوا الله في تفسير كتاب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Oct 2008, 01:07 ص]ـ
الأخ الكريم مرهف:
تقول:"فرويدكم رويدكم واتقوا الله في تفسير كتاب الله" ولم أفهم هذه العبارة المقحمة
لأن المقال لم يفسر شيئاً من القرآن، بل هو يؤسس لمنهج في التفكير.
تسأل عن المقصود بالحقيقة والشيخ يقول إن الحقيقة العلمية هي التي جاء عليها أدلة
قاطعة. وهي التي سميتها أنت في مقال من مقالاتك الثوابت العلمية.
والإنسان في هذا العصر أقدر على تمييز ما هو حقيقة. وعلى أية حال لا يكلف الله نفساً
إلا وسعها.
وليس الخلل عند أهل العلوم الكونية فقط بل تراه أحيانا عند علماء الإسلام، ألم تقرأ لمن يعتبر أن ثبات الأرض هو من الحقائق القرآنية؟!!
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Oct 2008, 07:42 ص]ـ
أخي الكريم أبا عمر:
التعليق لم يكن على كلام الجرار حتى لا تظن أني أقصده، فالنقاش منصب على الفكرة لا على الأشخاص، وإنما كان التعليق على موضوع الحلقة اللندنية لبيان معنى الحقيقة العلمية، والفوضى الإعلامية التي تتناول قضية (الدين والعلم) واللباس العلماني التي تطرح به، وبذلك أتفق مع صاحب المقال في الأمور التي طرحها لأنها حق، كما أن التعليق يتناول أيضاً الذين يفسرون القرآن بما يسمى الحقائق العلمية وهي ليست كذلك، لعدم وضوح هذا المصطلح لديهم ولاعتبارهم أن كل نظرية مشهورة صارت حقيقة لشهرتها.
والخلاصة: كان التعليق ينصب بشكل أساسي حول مصطلح الحقيقة العلمية ومفهومها والتعامل معها.
وأما بشأن اعتبار بعض علماء الإسلام ثبات الأرض من الحقائق القرآنية فهذا لم أجده ولكن أعلم من استدل بالقرآن على أن الأرض ثابتة، كما أن كثير من العلماء استدلوا بالقرآن على دوران الأرض وأنت تعلم الفرق بين الاستدلال بالقرآن على قضية واعتبار قضية ما من حقائق القرآن ولذلك فإن العلماء المتمكنين لا تجد الخلل لديهم في التعامل مع المصطلحات لأنهم يضبطونها وينضبطون بها والله أعلم(/)
ما أجمل تفسير مر بك؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 10:28 م]ـ
قبل أن أشرع في بيان المقصود استعرضت قرابة ثمانين صفحة من صفحات المنتدى لأني خشيت أن يكون هذا الموضوع طرق من قبل لأنه لايخفى على شريف علمكم قول السيوطي الحديث يعادى إذا أعيد وكما قال الأول:
عد عنا فما أنت فينا إلا كواو عمرو أو كالحديث المعاد
وإذا كان هذا الموضوع سبق طرقه فلعل إدارة المنتدى ترشدنا إليه فالمعول عليه الفائدة من أي شخص كانت.
هذا السؤال وإن كان تقليدياً إلا أنك تلحظ إذا جمعك مجلس ببعض المهتمين بالتفسير تجد أن الحاضرين يبادرونه بالسؤال ما أجمل تفسير مر بك أو ماهو التفسير الذي ترك أثراً في نفسك؟
ومن المعلوم أنه لايخلو كتاب من فائدة كما يقول ابن الجوزي وأنه لا يغني تفسير عن تفسير وكل تفسير من التفاسير يغطي جانباً قد لايغطيه التفسير الآخر لكن هناك تفاسير دائما ً تفزع إليها عند الملمات العلمية أو تأنس بها وتسر عند قراءتها ودائماً تكثر من ذكرها في المجالس وهذا الذي أريد الإجابة عليه.
ولا يستهين المرء في إبداء رأيه فثمة تفاسير بالكاد يعرفها خواص طلاب العلم قالها شيخ في مجلس علمي نفذت بعد أشهر من المكتبات من ذلك مثلاً لما أثنى الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله على تفسير توفيق الرحمن للمبارك قبل خمس سنوات أحدث أثراً عظيماً عند طلاب العلم، وأذكر أنني كنت في مجلس مع أحد أهل العلم من المفسرين فأثنى على تفسير تبلغ مجلداته الثلاثين، والذي أعرف ممن اقتنى التفسير أربعة عشر شخصاً وذلك في مدة شهر رغم ثمنه الباهظ.
وشرط المشاركة أن لا تزيد عدد التفاسير على ثلاثة في المشاركة الواحدة ولم نطلب واحداً حتى لا نحجر واسعاً.
رزقنا الله وإياكم محبته جمعنا الله معاً في جنته.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:05 ص]ـ
من باب المشاركة فقط وإلا فغيري أعلم وأفضل
1 - تفسير الجلالين بتحقيق المباركفوري رحمه الله
2 - تفسير السعدي رحمه الله
3 - تفسير البغوي رحمه الله
ـ[عاشق البلاغة]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:53 ص]ـ
كل تفاسيرنا جميلة إلا أنني أحب
1 - تفسير"المحرر الوجيز " لابن عطية رحمه الله تعالى.
2 - تفسير"في ظلال القرآن" لسيد قطب رحمه الله تعالى.
3 - تفسير " التحرير و التنوير " لابن عاشور رحمه الله تعالى.
4 - تفسير" الكشاف " للزمخشري، نسأل الله أن يتجاوز عنه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Oct 2008, 01:28 ص]ـ
لا مجال للمفاضلة بين التفاسير نظراً لتميز كل تفسير بميزة، وإن كنت أنصح عامة
الناس بالتفاسير المعاصرة؛ لأنها استفادت من جهود المفسرين عبر القرون، ولأنها
تخلو نسبياً من الإسرائيليات، ولأنها أبعد عن الإكثار من الأقوال، ولأنها سهلة العبارة.
ومن التفاسير التي أحبها:
محاسن التأويل: للقاسمي
روح المعاني: الألوسي
التحرير والتنوير: ابن عاشور
النكت والعيون: الماوردي
في ظلال القرآن: سيد قطب
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[12 Oct 2008, 03:13 ص]ـ
تفسير القرطبي
تفسير التحرير والتنوير
أضواء البيان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Oct 2008, 05:34 ص]ـ
- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
- المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي.
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
- التحرير والتنوير للطاهر محمد بن عاشور.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 Oct 2008, 08:52 ص]ـ
- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للإمام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
- المحرر الوجيز لابن عطية الأندلسي.
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
- التحرير والتنوير للطاهر محمد بن عاشور.
ولكنه ليس عندي:)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:59 ص]ـ
ابن جرير
ابن عاشور
محمد راتب النابلسي (مسموع)
ـ[عبدالوهاب المزروعي]ــــــــ[13 Oct 2008, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - قرة العينين على تفسير الجلالين لمحمد كنعان
2 - تفسير القرطبي
3 - اضواء البيان والعذب النمير للشنقيطي
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:48 ص]ـ
هناك تفاسير دائما ً تفزع إليها عند الملمات العلمية أو تأنس بها وتسر عند قراءتها ودائماً تكثر من ذكرها في المجالس وهذا الذي أريد الإجابة عليه.
وشرط المشاركة أن لا تزيد عدد التفاسير على ثلاثة في المشاركة الواحدة ولم نطلب واحداً حتى لا نحجر واسعاً.
تفسير ابن جرير الطبري
تفسير القرطبي
ثم
تفسير أبي السعود .. في سبره المعاني دقة، وفي تحليله اللفظ لذة، مع ملاحظة عقيدته ومنهجه، رحمه الله وغفر له
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Oct 2008, 06:07 ص]ـ
جامع البيان للطبري
روح المعاني للآلوسي
التحرير والتنوير لابن عاشور
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:19 م]ـ
التفسير الكبير لابن تيمية
ـ[النجدية]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:34 م]ـ
ومن المعلوم أنه لايخلو كتاب من فائدة كما يقول ابن الجوزي، وأنه لا يغني تفسير عن تفسير، وكل تفسير من التفاسير يغطي جانباً قد لايغطيه التفسير الآخر؛ لكن هناك تفاسير دائما ً تفزع إليها عند الملمات العلمية، أو تأنس بها وتسر عند قراءتها، ودائماً تكثر من ذكرها في المجالس وهذا الذي أريد الإجابة عليه.
.
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا!
وأقترح عليكم -إن جاز لمثلي أن يقترح- أن يفصح كل عضو عن سبب انجذابه للتفسير الذي يفضله؛ لتزداد الفائدة؛ فأنا -مثلا- قد أقرأ تفسير الإمام الرازي -رحمه الله-؛ فأنجذب لحديثه عن النواحي العلمية، وينجذب غيري لطريقته في بيان تناسب الآيات القرآنية مع بعضها ... وهكذا، وبهذا قد أتنبه لجوانب في تفسير ما، لم أكن ألاحظها من قبل.
والله أعلم.
في الحقيقة أستأنس عند قراءتي لتفسير إرشاد العقل السليم؛ للإمام أبي السعود العمادي -رحمه الله تعالى-؛ لاهتمامه بالأمور اللغوية، والبلاغية، وتناسب الآيات وإبراز النظم القرآني بشكل رائع!!
والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المتخصصة]ــــــــ[14 Oct 2008, 09:02 ص]ـ
المنتقى من مهذب تفسير الجلالين ومصادر أخرى المسمى (بالتفسير الوجيز) تأليف: علي مصطفى مخلوف.
لاأدري ما رأي المشايخ الكرام في هذا التفسير؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:40 م]ـ
حياكم الله
ومن أجمل وأنفع التفاسير عندي:
1ـ الكشاف مع مراعاة ما يتعلق بالاعتزال.
2ـ إرشاد العقل السليم إذ هو خلاصة التفسيرالتحليلي بكل وجوهه.
3ـ حاشية زادة على البيضاوي، كذا الشهاب على البيضاوي ففيهما علم وأيُّ علم.
والله الموفق والمستعان.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Oct 2008, 03:33 م]ـ
أنفع التفاسير ما هداك لطريقة صالحة تلتزمها في العلم والعمل والسمت والدل
ومن أكثرها أثراً في نفسي ما سمعته من أشرطة الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في التفسير إذ جمع بين غزارة العلم وجودة الفهم، وفصاحة المنطق، وحسن الأسلوب.
وتحس من إلقائه أثر العلم عليه من الخشية والوقار حتى يكاد يخيل للمتذوق لتفسيره أنه جالس بين يديه ينظر إليه ويسبح في بحور علمه الغزير الذي يجد بينه وبين الإيمان والخشية ارتباطاً وثيقاً.
وكذلك تفسير الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله وقد استمعت لتفسير صدر سورة النور منه وكان في تسعة أشرطة فيها من تعلم الأدب قبل العلم ما يعرف به الطالب طريقة أهل العلم والإيمان.
وكذلك ما كتبه الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه شفاء العليل من مسائل التفسير
فقد انتفعت بطريقته في التفسير في ذلك الكتاب انتفاعاً وجدت حسن أثره في دراستي لمسائل التفسير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Oct 2008, 05:10 م]ـ
المنتقى من مهذب تفسير الجلالين ومصادر أخرى المسمى (بالتفسير الوجيز) تأليف: علي مصطفى مخلوف.
لاأدري ما رأي المشايخ الكرام في هذا التفسير؟
تعرفت على هذا التفسير من خلال المسجد، حيث وجدته يوزع على أغلب المساجد عندنا.
وقد كنت أقرأ منه مواضع متفرقة، وأعجبني باختصاره وسهولته وحسن تعامله مع أقوال المفسرين، مما يدل على جهد مشكور.
وكنت أنوي القيام بالتعريف به في الملتقى، إلى أنني نسيت ذلك، وتذكرته لما جاء السؤال عنه هنا.
ـ[حامد أبو عبدالله]ــــــــ[14 Oct 2008, 05:14 م]ـ
لعل هذه أول مشاركة لي والله أسأل أن ينفعنا بكم جميعا،فهذا ملتقى طيب وقوي في مادته فجزاكم الله خيرا.
أما التفاسير فأحبها إلي:
- تفسير الطبري
- تفسير ابن كثير
- تفسير أضواء البيان للشنقيطي
- تفسير القاسمي (محاسن التأويل)
- تفسير السعدي
- وأي تفسير أثري
نفع الله الجميع
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Oct 2008, 08:03 م]ـ
شكر الله للإخوة و الأخوات هذا التفاعل المبارك ولعله من عاجل البشرى لكم أنني علمت أن بعض الإخوة أضاف لمكتبته بعض التفاسير التي نالت استحسانكم فأسأل الله أن يرفع قدركم في الدارين ويجزيكم خير الجزاء.
ـ[محمد رشيد]ــــــــ[20 Feb 2009, 12:37 ص]ـ
رغم ميلي للجرد وكثرة البحث عموما .. إلا أني لم أتمتع في حياتي بكتاب من تصنيف البشر، ولم أعش مع كتاب قط بروحي وعقلي وكياني كله وسائر يومي وتفكيري .. لم يقع ذلك كله مثل ما وقع مع "في ظلال القرآن" للمسلم العظيم سيد قطب ـ رحمه الله وجعل الجنة مثواه ـ
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[20 Feb 2009, 12:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما التفسير فإنما كتبه شخصان لا ثالث لهما:
الأول: أبو جعفر الطبري رحمه الله، فليس بعده في بيان المعاني شيء!
الثاني: سيد قطب رحمه الله، فليس بعد الظلال في بيان حقائق الإيمان شيء!
وجزى الله صاحب المداخلة الأصلية خيراً؛ فقد أثار موضوعاً مفيدا جدا، لو كان لدي الوقت لفصلت فيه تفصيلاً! ولأهل العلم ههنا السبق في بيان المقصود، وأستغفر الله ..
ـ[جمال الدين عبد العزيز]ــــــــ[20 Feb 2009, 06:52 م]ـ
الإجابة عندي صعبة للغاية ففي كل مرة أكون مغرما بتفسير معين فيشدني الآخر، ولو سألتني بعد شهر ربما تجد إجابة مختلفة. وأنا أميل إلى التفسير الذي يستخرج لطائف الفرآن ودقائق معانيه ويحل المشكلات التي بذهني ويوضح الغوامض ويعجبني التفسير الذي يتعامل مع المرويات ولكن بذهن وقاد وذكاء ومعرفة ويرجح أو يوفق بين الروايات المختلفة ويرفض الشاذ والعجيب لا الذي يسرد الأخبار الضعيفة والإسرائيليات ونحوها، والآن في الوقت الحالي - أفضل:
- تفسير القرآن العظيم لابن كثير لرفضه الإسرائليات والأخبار الواهية
- الكشاف لجار الله الزمخشري لاهتمامه باللطائف البلاغية " مع مراعاة بعض الأمور"
- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي لتشريح المسائل
ومن المعاصرين
-التحرير والتنوير لمحمد الطاهر بن عاشور للطائفه وموسوعيته
- الظلال لسيد قطب إبراهيم للمحاته الجمالية وملاحظته الدقيقة في ذلك
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[21 Feb 2009, 12:00 ص]ـ
أرى أن الأمر نسبي في المفاضلة , فلكل تفسير ميزته التي لا توجد في الآخر , أو قد تجدها؛ لكن بصورة غير واضحة أو مختصرة , فعليه لا أرى ثمرة لمثل هذا السؤال إلا عند غير المتخصصين , والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[21 Feb 2009, 02:14 م]ـ
(ايسر التفاسير لكلام العلي الكبير) للشيخ ابو بكر الجزائري حفظه الله واحسن خاتمته
والتفسير سهل وميسر للمتبدئين امثالي كما انه لا يخلوا من المادة العلمية الدسمة والفوائد المتنوعة
ـ[عادل سليمان القطاوي]ــــــــ[21 Feb 2009, 05:29 م]ـ
الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد:
جزاكم الله خيرا جميعا أخوتي في الله ..
كتب التفسير كثيرة متنوعة الهدف والمقصد والغاية، وإنما أقول - كي أكون مشاركا - أحبها إلى قلبي:
تفسير ابن كثير - تفسير القرطبي - كتاب التفسير للإمام البخاري مع شرح ابن حجر ..
وأنا مع من قال أن السؤال في حاجة إلى تعديل وهو:
ذكر أهم ما يميز أحسن تفسير مر بك ..
وشكر الله لكم جميعا.
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Feb 2009, 06:07 م]ـ
أيسر التفاسير لأبي بكر جابر
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[21 Feb 2009, 08:29 م]ـ
الحمد لله
في الحقيقة،
أجمل ما يمر بي من التفسير، تناول إمامين من أئمة الدين وشيخين من شيوخ الإسلام لآية تمر عليهما مستدلين أو مبينين ما فيها، أو مفسرين لسورة أو آية ابتداء، ما أحلى ما يذكران، وما أروع ما يفهمان، وما أحسن ما يوردان، أقرأ وأنا فرحان، وتخرج مني الابتسامة في بعض الأحيان، ثم سرعان ما تأتيني الحسرات سرعان، أن لم يؤلفا تفسيرا كاملا لكل القرآن؛ هما الإمامان:
ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم
عليهما رحمة الله وحشرهما مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، والمرء مع من أحب فاللهم احشرنا معهم وإن لم نعمل عملهم.
ـ[أبوحمزه المدني]ــــــــ[20 Mar 2009, 01:39 ص]ـ
تسهيل علوم التنزيل لابن جزي الكلبي
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Mar 2009, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي الحبيب على السؤال ..
وجزا الله كل من شارك وأدلى بدلوه ..
ولي كلمة أذيل بها كلمات المشاركين ..
القرآن الكريم منهج حياة , هذه القضية الأساسية هي البوصلة التي تهدي لأجمل التفاسير وأنفع التفاسير , أي أنه منهج تتحرك به الأمة , سلوكها آدابها إيمانها منطلقاتها في الحياة مبادئها قيمها وكل ما اشتملت عليه منظومة الحياة ..
وفي تقديري الشخصي المتواضع أرى أن تفسير الطبري والظِلال للسيد قطب قد تحركا بهدي هذه البوصلة الدقيقة , فأتيا الأمر من فصه كما يقال , فكان تفسيريهما أجمل التفاسير التي قرأت ..
جزاك الله خيرا ..
ـ[راجية الجنان]ــــــــ[22 Mar 2009, 03:30 م]ـ
اخي المبارك000 نشكرك على هذا الطرح الجميل الذي استفت منه من خلال ردود المشائخ الفضلاء000اوردود طلاب العلم النجباء000في هذا المنتدى المبارك000 وعني انا فمن اجمل التفاسير0000 تفسيرضلال القران لسيد قطب 0000وتفسير السعدي 000
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[11 Aug 2009, 08:26 ص]ـ
جامع البيان (تفسير الطبري) 310هـ
تفسير الكشاف (للزمخشري) 538هـ
تفسير إرشاد العقل السليم (لأبي السعود) 982هـ
تفسير نظم الدرر في تناسب الآي والسور (للبقاعي) 885هـ (وإن كان يعد في كتب علوم القرآن إلا أنه يتكئ عليه في باب التفسير)
تفسير الماتريدي (لأبي منصور الماتريدي) 333هـ
تفسير النكت والعيون (للماوردي) 375هـ
تفسير روح البيان (للبرسوي) 1067هـ
تفسير محاسن التأويل (للقاسمي) 1332هـ
تفسير المنار (لرشيد رضا) 1354هـ
تفسير التحرير والتنوير (ابن عاشور) 1393هـ
تفسير أضواء البيان (للشنقيطي) 1393هـ
تفسير معارج التفكر ودقائق التدبر (لحبنكة) 2004م
وهنالك بعض الحواشي تؤثر لنفاستها:
حاشية الطيبي على الكشاف
حاشية الشهاب الخفاجي على البيضاوي 1069هـ
حاشية الشيخ زاده على البيضاوي
حاشية الجمل على الجلالين1206هـ
حاشية الصاوي على الجلالين1241هـ
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[11 Aug 2009, 04:00 م]ـ
التفسير الذي يتمتع بخصائص التفسير العلمي، ويعتمد على الأدوات العلمية لذلك من حيث تفسير القرآن بالقرآن ثم بالأحاديث الصحيحة ثم بالآثار المروية عن الصحابة والتابعين ثم بما يعرف من لغة العرب مع استخدام الأحكام الفقهية والقواعد الأصولية للوصول إلى الترجيح إن كان ثمة خلاف في تفسير آية ما ... إلخ.
لعل من أجود ذلك النوع من التفاسير هو:
1 - أضواء البيان للشنقيطي.
2 - إمام الفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره.
3 - ابن كثير.
4 - القرطبي.
ولعل من أجودها من ناحية السرد الأدبي المحكم وجودة الأسلوب والعبارة - مع ما فيه من أغلاط - كتاب: "في ظلال القرآن"
ولعل من أكثرها جمعا لأقوال أهل الكلام، والمناطقة، تفسير الرازي.
هذا مع ما في النكت والعيون من فوائد مختصرة سريعة.
والله الموفق.
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[12 Aug 2009, 02:59 ص]ـ
-تفسير ابن عطية لأضافته لهذا العلم
-تفسير ابن كثير واخترته لانه تفسير ابن كثير ...
-تفسير السعدي لأن نفس مؤلفه كنفس الشيخين: شيخ الاسلام وابن القيم
وأقول: لو تم لشيخ الاسلام او للشيخ شمس الدين كتاب في التفسير لكان هو المقدم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سؤال]ــــــــ[12 Aug 2009, 09:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - تفسير القرطبي2 - تفسير ابن كثير
3 - (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)
4 - أيسر التفاسير
5 - صفوة الآثار والمفاهيم من تفسير القرآن العظيم
أرجو تأذن لي في زياة العدد
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:05 م]ـ
بارك الله في جميع الإخوة وزادهم الله من فضله مشاركات جميلة لا حرمكم الله أجرها.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 10:33 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ما ترك الأولون للآخرين شيئاً. بارك الله بالجميع ونفعنا بالكتب التي أشرتم إليها. وحبذا لو تم جمعها كلها بعد انتهاء الأعضاء الكرام من إضافاتهم لتبقى هذه الكتب محفوظة ربما ضمن الفهارس للرجوع إليها بيسر.
ولا ننسى خواطر الشيخ الشعراوي رحمه الله تعالى.
وأتمنى أن يتكرر هذا الموضوع في أقسم أخرى فيشمل أجمل كتاب سيرة وأجمل كتاب فقه وأجمل كتاب نحو وأجمل كتاب قصص الأنبياء وغير من المواضيع المتعلقة بالملتقى.
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[22 Jul 2010, 01:06 ص]ـ
أنا لا أعتقد أن هنالك تفسير له مذاق مثل مذاق الظلال فكل الكتب كتبت بمداد الحبر وكتابه كتب بالدم هو نفحات روح ودقات فؤاد يعرفها من عاشها وذاق شهدها وكل من تكلم عنه يكفيه عذابا أن حرم من كلامه رح1
ولا أنسى تفسير القرطبي ففيه من حسن الترتيب والتقسيم مع غزارة علمية وملاحة فقهية لا يستغنى عنها ....
وأضيف ثالثا تفسير المنار لمحمد رشيد رضا فإن الملحوظات عليه كثيرة لكن فيه اهتمام بواقع الحياة وبعض النظرات التي تدل على موسوعية وعقلية فذة ... والله أعلم وأحكم
ـ[إيمان]ــــــــ[22 Jul 2010, 02:49 ص]ـ
من التفاسير التي قرأتها واستوقفتني:
1 - تفسير القرآن العظيم لابن كثير
2 - صفوة المفاهيم والآثار لعبدالرحمن الدوسري
3 - تفسير الشيخ ابن عثيمين المسموع والمقروء
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:20 ص]ـ
من أكثر ما استوقفني من كتب التفاسير:
1 - ابن كثير: لا أقدم عليه كتابًا: ففيه بركة العلم، وروح السلف، وسلاسة العبارة، وحسن الإيراد، وجزالة العرض، ومباشرة المعاني، دون لف أو دوران، واستخراج الأدلة من الوحيين، وكثرة الروايات، وحسن التعقيب والتنقيب.
ولست مبالغًا إن قلت مع القائل:
بيت ليس فيه تفسير ابن كثير .... بيت فقير
2 - أما إذا ضاق بي الوقت:
فما أجل وأجمل من السعدي: إجمال في بيان، ووضوح في عرض، ومنهج في تفسير، وحسبك باتباعه للسلف صنيعًا.
3 - وأما إذأ أردت إعلاء الهمم وشحذ الفكر بأسلوب قضايا العصر:
فحسبي - بظلال القرآن - سبيلًا _ ففيه أدب العرض، ودأب الصبر، وصدق العبارة، وحرارة الإيمان، وعمق المعنى، وحسن المناقشة، وحجة البيان، وحلاوة القرآن لمعايشة الحياة ...
واحتفظ في دفتري وفكري: بأنه بشر يصيب ويخطئ، وفيه كلامه طوام وأخطاء غفر الله له، نرفعها من كلامه ثم نقرأ ...
3 - وأما عند إعمال البصر واتساع الذهن:
فحسبي بثلاثة من التفاسير:
الطبري والقرطبي والشنقيطي: وحسبي بها تبحرًا واطلاعًا، وجمعًا وتأصيلًا، واستخلاصاً للفوائد، واستنباطاً للأحكام، وتفريعاً في المسائل، وسياقاً للدلائل ..
وكل كتاب بعد ذلك أطوف عليه وآخذ من رحيقه ما استطعت،، ولكن أصولي ما سبق ...
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[22 Jul 2010, 04:43 م]ـ
في تصوري ورأي القاصر أن أجمل كتب التفسير التي مررت عليها هي عشرة كتب
ألفت الخمسة الأولى منها قبل السبعمائة الهجرية وألفت الخمسة الثانية بعد السبعمائة
أما الخمسة الأولى فهي:
1 - جامع البيان للطبري
2 - الكشاف للزمخشري
3 - المحرر لابن عطية
4 - مفاتح الغيب للرازي
5 - الجامع للقرطبي
أما الخمسة الثانية فهي:
6 - البحر المحيط لأبي حيان
7 - تفسير ابن كثير
8 - فتح القدير للشوكاني
9 - التحرير لابن عاشور
10 - التيسير لابن سعدي
(رحم الله علمائنا وأجزل لهم المثوبة على ما قدموا)
هي كالنجوم تزيدنا إشراقا ****** وتزيدنا حبا لهم ووفاءا
والسلام خير ختام
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Jul 2010, 01:26 م]ـ
شكر الله للإخوة والأخوات مالك العبيدي، وعاطف الفيومي، محمد اليعربي، وسمر الأرناؤوط، وإيمان، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد على هذه الإفادة جعلها الله في ميزان حسناتكم.
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[30 Jul 2010, 02:15 م]ـ
كم هو رائع زبدة التفسير للشيخ الدكتور محمد سليمان الأشقر. . .
مختصر تفسير البغوي. المؤلف, عبد الله بن أحمد بن علي الزيد تقديم فضيلة الشيخ صالح الفوزان. . .
خاطرة:
متى يأتي اليوم الذي نرى في المكتبات كتب لتفسير القرآن الكريم من تأليف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن الشهري وكتاب تفسير آخر من تأليف فضيلة الشيخ مساعد الطيار وكتاب آخر من تأليف الشيخ عصام العويد. . .
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jul 2010, 02:54 م]ـ
أنا أعشق القرطبي والدر المنثور والألوسي بشكل خاص. وقد تعرفت على القرطبي قبل عشرين سنة أو أكثر. وما زلت أنهل منه وأثق بأسطره. وأول ما قرأت تفسير ابن كثير. وصفوة التفاسير وهما قاعدتين متينتين لكل مبتديء. ولا أنسى ظلال القرآن الذي تربيت عليه وقرأت آخر جزئين منه كمنهاج مفروض لطلبة العلم في التسعينات من القرن المنصرم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[30 Jul 2010, 02:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما التفسير فإنما كتبه شخصان لا ثالث لهما:
الأول: أبو جعفر الطبري رحمه الله، فليس بعده في بيان المعاني شيء!
الثاني: سيد قطب رحمه الله، فليس بعد الظلال في بيان حقائق الإيمان شيء!
وجزى الله صاحب المداخلة الأصلية خيراً؛ فقد أثار موضوعاً مفيدا جدا، لو كان لدي الوقت لفصلت فيه تفصيلاً! ولأهل العلم ههنا السبق في بيان المقصود، وأستغفر الله ..
أحبك الله الذي أحببت الظلال الوارفة لأجله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 02:20 م]ـ
وهذا تفسير الشيخ محمد راتب النابلسي جزاه الله خيراً
تفسير القرآن الكريم
دروس ألقيت بين المغرب و العشاء في جامع النابلسي
سورة الفاتحة (001).
( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/001fatih/fatiha.php) سورة البقرة (002). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/002bakara/bakara1.php) سورة آل عمران (003). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/003omran/omran1.php)[/URL][URL="http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/004nisaa/nisaa1.php"] سورة النساء (004). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/Akher01.doc) سورة المائدة (005). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/005maida/maida1.php) سورة الأنعام (006). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/006anam/anam1.php) سورة الأعراف (007). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/007aaraf/araaf1.php) سورة الأنفال (008). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/008anfal/anfal1.php) سورة التوبة (009). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/009toba/toba1.php) سورة يونس (010). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/010younis/yones.php) سورة هود (011). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/011-houd/hood.php) سورة يوسف (012). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/012yosf/yosef.php) سورة الرعد (013). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/013-raed/raed.php) سورة إبراهيم (014). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/014-ibraheem/ibraheem.php) سورة الحجر (015). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/015-hegr/hijr.php) سورة النحل (016). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/016-nahel/nahel.php) سورة الإسراء (017). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/017-israa/israa.php) سورة الكهف (018). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/018-cave/cave.php) سورة مريم (019). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/019-mriam/mariam.php) سورة طه (020). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/020-taha/taha.php) سورة الأنبياء (021). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/021anbia/anbia.php) سورة الحج (022). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/022alhag/haj.php) سورة المؤمنون (023). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/023momen/momenon.php) سورة النور (024). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/024noor/noor.php) سورة الفرقان (025). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/025frkan/forkan.php) سورة الشعراء (026). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/026shora/shuraa.php) سورة النمل (027). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/027namel/namel.php) سورة القصص (028). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/028kasas/kasas.php) سورة العنكبوت (029). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/029enkbt/enkbot.php) سورة الروم (030). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/030alrom/alrom.php) سورة لقمان (031). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/031lokma/lukman.php) سورة السجدة (032). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/032sagda/sagda.php) سورة الأحزاب (033).
(يُتْبَعُ)
(/)
( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/033ahzab/ahzab.php) سورة سبأ (034). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/034sabaa/sabaa.php) سورة فاطر (035). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/035fatir/fater.php) سورة يس (036). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/036yasen/yaseen.php) سورة الصافات (037). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/037safat/safat.php) سورة ص (038). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/038sad/sad.php) سورة الزمر (039). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/039zomar/zomar.php) سورة غافر (040). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/040gafer/gafer.php) سورة فصلت (041). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/041fosla/fosilat.php) سورة الشورى (042). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/042shora/shoora.php) سورة الزخرف (043). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/043zokh/zhokrof.php) سورة الدخان (044). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/044docan/dokhan.php) سورة الجاثية (045). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/045gathi/ghashia.php) سورة الأحقاف (046). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/046ahkaf/ahkaf.php) سورة محمد (047). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/047moham/mohamad.php) سورة الفتح (048). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/048fateh/fateh.php) سورة الحجرات (049). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/049hogra/hojorat.php) سورة ق (050). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/050kaph/kaf.php) سورة الذاريات (051). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/051zaria/zariat.php) سورة الطور (052). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/052toor/toor.php) سورة النجم (053). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/053alngm/najem.php) سورة القمر (054). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/054alkma/kamar.php) سورة الرحمن (055). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/055rhman/rahman.php) سورة الواقعة (056). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/056wakia/wakia.php) سورة الحديد (057). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/057hadid/hadid.php) سورة المجادلة (058). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/058moga/mojadala.php) سورة الحشر (059). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/059hashr/hashr.php) سورة الممتحنة (060). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/060momta/momtahen.php) سورة الصف (061) ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/061alsaf/saff.php). سورة الجمعة (062). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/062gomhi/gomaa.php) سورة المنافقون (063). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/063monafek/monafek.php) سورة التغابن (064). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/064tagabon/tagabon.php) سورة الطلاق (065). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/065talak/talak.php) سورة التحريم (066). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/066tahre/tahreem.php) سورة الملك (067). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/067molk/molk.php) سورة القلم (068). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/068kalam/kalam.php) سورة الحاقة (069). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/069haka/haka.php) سورة المعارج (070). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/070mairg/marej.php) سورة نوح (071). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/071noh/noh.php) سورة الجن (072). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/072eljen/eljen.php) سورة المزمل (073). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/073muzam/mozamel.php) سورة
(يُتْبَعُ)
(/)
المدثر (074). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/074modse/modaser.php) سورة القيامة (075). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/075kiama/kiama.php) سورة الإنسان (076). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/076man/man.php) سورة المرسلات (077). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/077morsl/morsal.php) سورة النبأ (078). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/078naba/naba.php) سورة النازعات (079). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/079nazia/naziat.php) سورة عبس (080). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/080abasa/abasa.php) سورة التكوير (081). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/081takwe/takweer.php) سورة الإنفطار (082). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/082infit/infitar.php) سورة المطففين (083). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/083motaf/motaf.php) سورة الإنشقاق (084). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/084sheka/inshikak.php) سورة البروج (085). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/085borog/borog.php) سورة الطارق (086). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/086tarek/tarek.php) سورة الأعلى (087). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/087al-al/alaa.php) سورة الغاشية (088). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/088ghachi/ghshia.php) سورة الفجر (089). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/089fagir/fajr.php) سورة البلد (090). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/090balad/balad.php) سورة الشمس (091). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/091alsha/shams.php) سورة الليل (092). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/092allil/allil.php) سورة الضحى (093). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/093doha/doha.php) سورة الشرح (094). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/094share/shareh.php) سورة التين (095). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/095teen/alteen.php) سورة العلق (096). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/096alak/alak.php) سورة القدر (097). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/097kadir/kadir.php) سورة البينة (098). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/098baien/baina.php) سورة الزلزلة (099). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/099zalzal/zalzala.php) سورة العاديات (100). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/100adiat/adiat.php) سورة القارعة (101). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/101karia/karia.php) سورة التكاثر (102). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/102takathor/takathor.php) سورة العصر (103). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/103asr/asr.php) سورة الهمزة (104). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/104homaza/homaza.php) سورة الفيل (105). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/105feel/feel.php) سورة قريش (106). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/106koraish/korish.php) سورة الماعون (107). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/107maoon/maoon.php) سورة الكوثر (108). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/108kawthar/kawthar.php) سورة الكافرون (109). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/109kaferon/kaferon.php) سورة النصر (110). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/110nasr/fatih.php) سورة المسد (111). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/111masad/masad.php) سورة الإخلاص (112). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/112ikhlas/ikhlas.php) سورة الفلق (113). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/113falak/falak.php) سورة الناس (114). ( http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/114nas/nas.php)
ـ[مالك العبيدي]ــــــــ[31 Jul 2010, 03:37 م]ـ
اتمنى من أحدهم ان يشير علي عن منهجية محمد راتب النابلسي وعن علاقته بجده وإن كان هناك تأثر فكري ام لا وما يتعلق في تفسيره جزاكم الله خيرا
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[31 Jul 2010, 05:47 م]ـ
من باب المشاركة أيضا:
تفسير ابن كثير تهذيب المباركفوري.
تفسير الظلال لصاحبه سيد قطب.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[31 Jul 2010, 06:09 م]ـ
لكل كتاب ما يميزه وعلى هذا يعجبني كثير من التفاسير , ولكن ليكون الكلام على شرطك "فمن" أحسن التفاسير عندي من حيث الصنعة التفسيرية:
التسهيل لابن جزي وأنا معجب بهذا الكتاب ومؤلفه أشد الإعجاب في جميع كتبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Sep 2010, 12:56 م]ـ
أهل الفضل والفضيلة: عبدالله المحمدي ـ تيسير الغول ـ الدكتورة سمر ـ سالم بن عمر ـ محمد بن مزهر، إضافات قيمة لاحرمكم الله الأجر والمثوبة.(/)
ليالٍ مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي ... (1)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Oct 2008, 08:11 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فإن منهج السلف رحمهم الله تعالى جامع للعلم والعمل، بعيد عن التكلف، إمامهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال الله تعالى فيه: (وإنك لعلى خلق عظيم)، ووصفته عائشة رضي الله عنها بقولها: (كان خلقه القرآن).
ولا شك أن أثر القرآن ظاهرٌ على العلماء الربانيين، والأئمة المصلحين، وكل من اشتغل بالقرآن مع صدق النية وصحة القصد تغيرت حاله ورقت نفسه وجملت أخلاقه، كل ذلك ببركة هذا الكتاب العظيم،
قال الشيخ السعدي: "ولما كان القرآن العظيم بهذه الجلالة والعظمة، أثَّر في قلوب أولي الألباب المهتدين، فلهذا قال تعالى: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} لما فيه من التخويف والترهيب المزعج، {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} أي: عند ذكر الرجاء والترغيب، فهو تارة يرغبهم لعمل الخير، وتارة يرهبهم من عمل الشر ". [تفسير السعدي: 1/ 722].
وقال الزرقاني عنهم: " حتى صهرهم القرآن في بوتقته وأخرجهم للعالم خلقاً آخر مستقيم العقيدة قويم العبادة طاهر العادة كريم الخلق نبيل المطمح ". [مناهل العرفان: 2/ 297].
وقال ابن جماعة في تذكرة السامع والمتكلم: " وإن أحق الناس بهذه الخصلة الجميلة، وأولاهم بحيازة هذه المرتبة الجليلة: أهل العلم الذين حلُّوا به ذروة المجد والسناء، وأحرزوا به قصبات السبق إلى وراثة الأنبياء؛ لعلمهم بمكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه، وحسن سيرة الأئمة الأطهار من أهل بيته وأصحابه، وبما كان عليه أئمة علماء السلف، واقتدى بهديهم فيه مشايخ الخلف. قال ابن سيرين: (كانوا يتعملون الهدي كما يتعلمون العلم)، وقال الحسن: (إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه السنتين ثم السنتين)، وقال سفيان بن عيينة: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر، وعليه تُعرض الأشياء؛ على خلقه، وسيرته، وهديه، فما وافقها؛ فهو الحق، وما خالفها؛ فهو الباطل) ... وقال مخلد بن الحسين لابن المبارك: (نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث) ". [ص: 20 ـ 21].
وهذه فرائد جمعتها في هذا الباب من كتاب طبقات المفسرين للداودي (1)، والقصد منها أن نطبع هذه الصورة الطيبة عن العلماء الربانيين، وأن ننتقل مما أصاب من قشور العلم إلى اللب، وأن نعلم أن العلم كان عملاً حتى أصبح اليوم مهنة، كان المقصود هو التقرب إلى الله تعالى لا التكثر ولا التزيد، وأن الأخلاق كانت أصلاً من الأصول عند علماء السلف رحمهم الله، ذكرها علماء العقيدة في كتبهم، قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية في ذكر عقيدة أهل السنة: " ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه و سلم: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً) ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها" [32].
هذه بعض الصور لأخلاق المفسرين رحمهم الله من كتاب طبقات المفسرين للداودي أسأل الله أن ينفع بها، وأن يرزقنا حسن الاقتداء إنه جواد كريم ..
1 - حثهم على التواضع:
قال في ترجمة إبراهيم بن أحمد بن علي الجنبياني (ت: 369هـ) (4): " وكان إذا رئي ذكر الله تعالى من هيبته ... فإذا تكلم نطق بالحكمة، وكان قلما يترك ثلاث كلمات جامعة للخير، وهي: اتبع ولا تبتدع، اتضع ولا ترتفع، من ورع لم يقع".
2 - طيب نفس جداً:
وقال في ترجمة أحمد بن الحسن الرازي (ت: 745هـ): " وهو كبير المروءة لقصّاده، حسن المعاشرة، طيب الأخلاق، طيب النفس جداً ".
3 - حثهم على مكارم الأخلاق وحب الخمول:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ترجمة أحمد بن حسين ابن رسلان الشافعي (ت: 844هـ): " ويحث أصحابه على الشجاعة ومعالي الأخلاق، ويدعو إلى الله سراً وجهراً ... مع محبة الخمول والشغف بعدم الظهور، ولا يقبل لأحد شيئاً، عرضت عليه أشياء من زينة الدنيا فلم يقبل منها شيئاً".
4 - حب الخمول أيضاً:
وقال في ترجمة أحمد بن عمر بن هلال الربيعي (ت: 795هـ): " وكان مع مجموع فضائله خامل الذكر، كثير العزلة عن أهل المناصب، بل عن الناس جميعاً ما عدا خواص طلبته".
5 - الكرم .. الكرم ..
وقال في ترجمة أحمد بن فارس اللغوي (ت: 395هـ): " وكان كريماً جواداً ربما سُئل فيهب ثيابه وفرش بيته".
6 - وقل رب زدني علماً .. وعدم التكبر:
وقال في ترجمة أحمد بن إسماعيل ابن المرادي النحوي (ت: 337 هـ): " وكان لا يتكبر أن يسأل الفقهاء وأهل النظر، ويناقشهم عما أشكل عليه في تأليفه".
7 - الورع .. والذكر:
وقال في ترجمة أحمد بن محمد المخزومي القمولي (ت: 727هـ): " كان من الفقهاء المشهورين، والصلحاء المتورعين، يحكى أن لسانه كان لا يفتر عن قول (لا إله إلا الله) ولم يبرح يُفتي ويدرس ويصنف ويكتب".
وقال فيها أيضاً: " وقال ابن حبان: كان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين".
وقال في ترجمة عبد الله بن فرج اليحصبي (ت: 487هـ): " كان فقيهاً جليلاً، زاهداً مفنناً، فصيحاً لسناً ... غريب الجود، ظرفاً في الخير والزهد والورع، له في كل علم سهم".
وقال في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الإمام الدارمي (ت: 255هـ): " قال نعيم بن ناعم: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول: غلبنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع".
8 - لا أدري:
وقال في ترجمة أحمد بن يحيى أبي العباس ثعلب (ت: 291هـ): " سئل ثعلب عن شيء فقال: لا أدري، فقيل له: أتقول لا أدري وإليك تضرب أكباد الإبل من كل بلد! فقال: لو كان لأمِّك بعدد ما أدري بَعْرٌ لاستغنت ".
9 - التواضع مع العلم الغزير، لا التكبر:
وقال في ترجمة بقي بن مخلد (ت: 276هـ): " وكان إماماً زاهداً صواماً صادقاً كثير التهجد مجاب الدعوة، قليل المثل، بحراً في العلم، مجتهداً ... كان بقي متواضعاً، ضيق العيش ".
وقال في ترجمة داود بن علي بن داود (ت: 270هـ): " وقال القاضي المحاملي: رأيت داود يصلي، فما رأيت مسلماً يشبهه في حسن تواضعه ".
10 - الكرم وإعزاز الأصحاب:
وقال في ترجمة الحسن بن أحمد أبي العلاء الهمذاني (ت: 569هـ): " حافظ متقن، ومقرئ فاضل، حسن السيرة، مرضي الطريقة، عزيز النفس، سخي بما يملكه، مكرم للغرباء ... ويعز أصحابه ومن يلوذ به ... وكان ينزل كل إنسان منزلته حتى تألفت القلوب على محبته، وحسن الذكر له في الآفاق البعيدة، حتى أهل خوارزم الذين هم معتزلة مع شدته في الحنبلية".
11 - عدم التماري والتنازع فيما لا ينفع:
وقال في ترجمة زيد بن أسلم (ت: 130هـ): " قال أبو حازم الأعرج: لقد رأيتنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيهاً، أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت فيه متماريين ولا متنازعين في حديث لا ينفعنا ... وقال البخاري: كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم فكلم في ذلك فقال: إنما يجلس الرجل إلى من ينفعه في دينه".
12 - تزكية الطلاب وحب الخير لهم:
وقال في ترجمة سعيد بن جبير (ت: 175هـ): " وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: يا أهل الكوفة تسألوني وفيكم سعيد بن جبير؟! ".
وقال أيضاً في ترجمته: " وكان سعيد من سادات التابعين: علماً، وفضلاً، وصدقاً، وعبادة".
13 - حب الفائدة:
وقال في ترجمة سليم بن أيوب بن سليم (ت: 447هـ): " وكان ورعاً زاهداً، يحاسب نفسه على الأوقات، لا يدع وقتاً يمضي بغير فائدة".
14 - الإحسان إلى الطلاب:
وقال في ترجمة ضياء بن سعيد بن محمد القزويني (ت: 708هـ): " ويحسن إلى الطلبة بجاهه وماله، مع الدين المتين، والتواضع الزائد، والعظمة، وكثرة الخير".
15 - الرحمة والخشية:
وقال في ترجمة طلحة بن مظفر العلثي (ت: 593 هـ): " وكان يقرأ الحديث فيبكي، ويتلو القرآن في الصلاة فيبكي، وكان متواضعاً لطيفاً ... ويرحم الفقير".
16 - حسن الأخلاق والتواضع:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال في ترجمة عبد الله بن الحسين أبي البقاء العكبري (ت: 616هـ): " وكان صدوقاً غزير الفضل، كامل الأوصاف، كثير المحفوظ دَيِّناً، حسن الأخلاق متواضعاً".
17 - المروءة وحسن السمت:
وقال في ترجمة عبد الله بن حنين بن عبد الله الكلابي (ت: 275هـ): "قال أحمد بن سعيد: كان من أهل العلم واليقين والمروءة مع هدي حسن، وسمت عجيب، لم أر مثله وقاراً وحلماً وسعة في الحديث ومعانيه".
18 - الحلم:
وقال في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن الإمام الدارمي (ت: 255هـ): " وقال محمد بن إبراهيم الشيرازي: كان الدارمي على غاية من العقل والديانة، ممن يضرب به المثل في الحلم، والدراية والحفظ، والعبادة والزهد".
19 - الجود وخصال الخير:
قال في ترجمة الإمام عبد الله بن المبارك (ت: 181هـ): " فقيه عالم، جواد مجاهد، جُمعت فيه خصال الخير ".
20 - الشجاعة وقول الحق:
قال في ترجمة الإمام عبد الله بن محمد أبي إسماعيل الأنصاري الهروي (ت: 481هـ): " قائماً بنصر السنة والدين من غير مداهنة ... قال ابن طاهر: سمعته يقول بهراة: عرضت على السيف خمس مرات لا يقال لي: ارجع عن مذهبك، ولكن يقال لي: اسكت عمن خالفك فأقول: لا أسكت".
هذه بعض الصور في هذا الباب وهي كثيرة عن العلماء، والمعيار هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان أحسن الناس خلقاً وألينهم جانباً عليه الصلاة والسلام، ثم أصحابه الكرام عليهم رضوان الله تعالى، ومن المحزن اليوم ابتعاد كثير من طلبة العلم عن هذا الهدي إما بسبب جبلة لم تُهذَّب، أو بحجة بيان قيمة ما يحمل من العلم وبئست الحجة، فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه تعالى وكان أكثرهم تواضعاً وليناً، وكذا الأئمة من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وقد يكون ذلك تأثراً بصفات بعض حملة هذا الدين، فالواجب أن نأخذ أحسن ما عند الناس وأن نقيس الجميع بمعيار الهدي النبوي الكريم ..
والله تعالى أعلم ..
13/ 10 / 1429هـ
ــــــــ
(1) سبق أن كتبت حول كتاب طبقات المفسرين للسيوطي في موضوع قريب يمكن أن ينظر في الرابط:
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=2879)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Oct 2008, 08:25 م]ـ
بارك الله فيكم ..
صدقت ـ والله ـ!
وهذا ما كنتُ أحث نفسي وبعض إخواني من المتخصصين في الحديث وغيره من العلوم، أن نبرز للطلاب الجانب العملي من سير هؤلاء العلماء والأئمة ..
لأن المنطبع في رؤوس الكثيرين من الطلاب ـ خاصة المبتدئين ـ هو الجانب العلمي فقط، فانعكس أثر هذا سلباً، فوجد من طلاب العلم من لا يُرى عليه أثر العلم في كثير من تصرفاته وسلوكه وأخلاقه ـ نسأل الله أن يعفو عنا ـ لأنه أخذ العلم، وفرط في الجانب الأهم،والمقصود الأعظم، وهو العمل والتطبيق.
لقد تيقنتُ أن من أعظم أسباب ما وضعه الله من القبول لكثير من الأئمة والعلماء هو إخلاصهم، وجمعهم بين العلم والعمل، والزهد الحقيقي في الدنيا.
ولا ريب أن مثل هذه التراجم تشحذ الهمم، وتعرفنا بقصورنا، وتجلي لنا الفرق بيننا وبينهم، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
أجدد شكري لك أبا مبارك ..
واسمح لي بهذا السؤال: كانت ليلة مع السيوطي فما بالها صارت ليالي؟
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[12 Oct 2008, 08:46 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا عبدالله على هذه الاطلالة المباركة والتحفة الطيبة واهلا ومرحبا باخينا الشيخ عمر وحقا ان الحديث عن العلم واهمية اتباعه بالعمل امر مهم وكما قال بعض السلف العلم يهتف بالعمل فان اجابه ولا ارتحل وقال بعضهم من عمل بما علم اورثه الله علم ما لم يعلم اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا والاخلاص لك فيه
ولكما اجمل تحية من محبكم ابي عبدالله
ـ[عصام العويد]ــــــــ[13 Oct 2008, 08:01 م]ـ
زد بارك الله فيك، واجعلها عشرا عشرا حتى تزدحم.
قال سفيان بن عينية رحمه الله تعالى: عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة.
وقال أبو حنيفة: الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من الفقه، لأنها آداب القوم.
وقال بعض المشايخ: الحكايات جند من جنود الله يثبت بها قلوب أوليائه. قال وشاهده قوله تعالى (وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك).
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2008, 02:28 م]ـ
أجدد شكري لك أبا مبارك ..
واسمح لي بهذا السؤال: كانت ليلة مع السيوطي فما بالها صارت ليالي؟
مرحباً بك يا دكتور عمر .. وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح .. وأشكرك على إضافتك الكريمة ..
وأما بالنسبة للسؤال .. فهي كانت ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي .. ثم أصبحت ليالي مع الداودي .. ولا يخفاك الفرق بين حجم الكتابين، والرغبة في الوقوف أكثر مع سير أولئك الأعلام رحمهم الله تعالى ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Oct 2008, 03:08 م]ـ
(ليالي مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي)
أو
(ليالٍ) - وكنت قرأت كتابا عنوانه: (ليالٍ خمسٌ مع أبي تمام) للدكتور عبده عزام.
(فهي كانت ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي .. ثم أصبحت ليالٍ مع الداودي)
أو
ليَالِيَ - صيغة منتهى الجموع فتنصب بلا تنوين -
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2008, 03:27 م]ـ
بارك الله فيك .. تم التعديل ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Oct 2008, 05:31 م]ـ
(ليالي مع أخلاق المفسرين .. في كتاب طبقات المفسرين للداودي)
أو
(ليالٍ) - وكنت قرأت كتابا عنوانه: (ليالٍ خمسٌ مع أبي تمام) للدكتور عبده عزام.
(فهي كانت ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي .. ثم أصبحت ليالٍ مع الداودي)
أو
ليَالِيَ - صيغة منتهى الجموع فتنصب بلا تنوين -
حق لنا أن نسمي أستاذنا منصور مهران، بالرقيب اللغوي العتيد:)، فهو يكاد لا يترك خطأ لغويا دون التنبيه إلى الصواب فيه. جزاه الله خيرا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Oct 2008, 12:27 ص]ـ
ذهلت عن كتاب (السيوطي) وكتاب (الداوودي) ظننتُ أن الكتابَ واحد، وإنما أعدتَ قراءته من جديد ..
كنتُ قرأتُ كتاب معرفة القراء الكبار، وقيدتُ منه فوائد ودرر،بعضها يستحق رحلة، ولكن لا أجد الوقت لتفريغها ..
فإن وجدتَ ـ أبا عبدالله ـ وقتاً فليتك تتحفنا بها، فأنت فارسها ..(/)
أكثر من 1000 مفتاح لما في تفسير السعدي من فوائد ومسائل
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:20 م]ـ
تجدها في كتاب بعنوان: المفتاح لقراءة تفسير السعدي رحمه الله.
أعدها على هيئة جداول بحسب السور: سامي بن عبدالله الباتلي وفقه الله.
وياليته قدم للكتاب وذكر الطبعة التي اعتمد عليها في الإشارة إلى الصفحات، وإن كان ذكر رقم الآية يحل هذا الإشكال.
الكتاب من إصدار مدار الوطن الطبعة الأولى 1429 هـ، اشتريته من دار التدمرية
بـ 6ريال فقط.
أدعو إخواني إلى اقتناء هذا الكتاب والاستفادة منه , ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[12 Oct 2008, 03:11 م]ـ
شكر الله لك أيها الفاضل.
ـ[السامي]ــــــــ[13 Oct 2008, 02:37 م]ـ
شكرا لك على هذه اللفتة
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[14 Oct 2008, 06:50 م]ـ
فضيلة الدكتور عصام أفخر بمرورك.
الأخ السامي ولك شكر.
ـ[محمد مشعل]ــــــــ[14 Oct 2008, 08:40 م]ـ
جزاك الله خير وبارك فيك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[15 Oct 2008, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيك.
أخبرني به أحد الأحبة، وأثنى عليه كثيرًا، ويظهر أنه اشبه بفهرس لفوائد الشيخ، والتفسر يفيض بالفوائد فرحم الله مؤلفه.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[16 Oct 2008, 12:02 ص]ـ
الإخوة محمد مشعل. . أبوالوليد التويجري
وفيكم بارك.(/)
سؤال عن اختلاف التضاد.
ـ[السمهري]ــــــــ[12 Oct 2008, 01:15 م]ـ
هل هناك مثال لمفسر يوجد عنده اختلاف تضاد في التفسير؟
وإذا كان يوجد هناك مثال فمن المفسر وما هو المثال؟
وبارك الله فيكم ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Oct 2008, 02:27 م]ـ
أخي السمهري ..
من أشهر الأمثلة على اختلاف التضاد؛ اختلاف المفسرين في معنى (القرء) الوارد في قوله تعالى: (ثلاثة قروء)، ويمكن مطالعة كتاب تفسير القرطبي أو ابن كثير أو غيرهما لمعرفة المثال.
ـ[السمهري]ــــــــ[12 Oct 2008, 05:24 م]ـ
أقصد حفظك الله اختلاف تضاد لمفسر واحد. كأن يكون ابن مسعود له قولين متضادين.
هذا الذي الذي أقصده. لأنني أجمع مقالات في التفسير وطرقه.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Oct 2008, 09:41 م]ـ
المفسرون بشر يعتريهم ما يعتري البشر، ولا عصمة إلا للأنبياء لأنهم يبلغون عن الله تعالى. وإليك مثالاً على التناقض ورد في تفسير فحل من فحول المفسرين، ألا وهو الطاهر بن عاشور رحمه الله، في تفسيره التحرير والتنوير:
جاء في تفسيره للآية 4 من سورة النساء:" وآتوا النساء صدقاتهن نحلة":
"وسمّيت الصدُقات نحلة إبعاداً للصدقات عن أنواع الأعواض، وتقريباً بها إلى الهدية،
إذ ليس الصداق عوضاً عن منافع المرأة عند التحقيق، فإنّ النكاح عقد بين الرجل
والمرأة قصد منه المعاشرة، وإيجاد آصرة عظيمة، وتبادل حقوق بين الزوجين،
وتلك أغلى من أن يكون لها عوض مالي ... ".
ثم انظر تفسيره للآية 24 من سورة النساء:
"وهو تفريع لفظي لبيان حقّ المرأة في المهر وأنّه في مقابلة الاستمتاع تأكيداً لما
سبقه من قوله تعالى: "وآتوا النساء صدقاتهن نحلة ".(/)
(أرأيتكم) و (أرأيتم) ماالفرق بينهما؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[12 Oct 2008, 02:50 م]ـ
الأخوة المشائخ الفضلاء كنت أتأمل الآيات في سورة الأنعام وهي قوله تعالى (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله ... ) آية 40وقوله (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة .. ) آية47. وبينهما قوله (قل أرأيتم إن أخذ الله ... ) آية 46 سؤالي:
هل هناك فائدة بلاغية أو نحوها: بين (أرأيتكم) في الموضعين بإثبات (الكاف) وبين (أرأيتم) بحذفها؟
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[24 Oct 2008, 10:21 ص]ـ
أرأيتكم .. تعني ..
أخبروني
..
أرأيتم .. تعني
أخبروني وفي هذه صيغة نوع من التعجب
والله اعلم
........
المصدر//
سورة الأنعام .. كتاب أيسر التفاسير
لمؤلفه أبو بكر الجزائري
ـ[ابن رجب]ــــــــ[27 Oct 2008, 12:09 ص]ـ
أرأيتكم .. تعني ..
أخبروني
..
أرأيتم .. تعني
أخبروني وفي هذه صيغة نوع من التعجب
والله اعلم
........
المصدر//
سورة الأنعام .. كتاب أيسر التفاسير
لمؤلفه أبو بكر الجزائر0
شكراً أختي (نوري) لكن لازال الإشكال باقي.
وقلتي جميعهما: بمعنى أخبروني
وفهمت أنا أنكِ تقصدين أن الأخيره فيها نوع تعجب؟
ـ[علاوةمحمدزيان]ــــــــ[27 Oct 2008, 05:27 ص]ـ
بسم اله الرحمن الرحيم واصلي وأسلم على من لانبي بعده سيدنا محمد وعلىآله وسلم
الكلمات القرءانية: (أرأيتكم- أرأيتم- أرأيتكم). طبعاكلهافي سورة الأنعام
أرأيتكم. معناهاطلب الاخبارعن حالتهم العجيبة وقدأتى بكاف الخطاب لهول التهديدكماأنه
اذاأريدب: (أرأيت) معنى أخبرني جاز أن تتصل بهاتاءالخطاب أمااذالم يردبمعنى -أخبرني-
فانه يجب للتاءوالكاف مجتمعتين ما يجب لهما منفردتين. وقدكثرت أقوال العماءفيه.
امرجع: اعراب القرءان لمؤلفه: محيى الدين الدرويش
المفردات الثلاث بمعنى-أخبروني-مع زيادة التعجيب فالأولى. المرجع: صفوة التفاسير
لمؤلفه: الصابوني
المفردات الثلاث بمعنى: اخبروني-عندجمهورالعلماء. حسبماجاء في المنار لرشيدرضا
وله أيضا: أرأيتم أنتم أنفسكم كيف تكون حالكم مع من تعبدون أى أخبروني عن رأيكم
ومبلغ علمكم. المرجع: تفسيرالمنارلمؤلفه رشيد رضا
مما سبق يبدو أن الفائدة البلاغيةمن زيادة كاف الخطاب التعجب والله أعلم
التوقيع/:مشترك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Oct 2008, 11:40 م]ـ
هل يفصل لنا أحد الأفاضل لماذا هي بمعني -أخبروني -
خاصة وأن السؤال عن حالة لم تحدث بعد؛وقد سيق للحجاج.(/)
صورة مع ..... لأبي جهل
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[12 Oct 2008, 05:38 م]ـ
قال الله تعالى: (أرأيت الذي ينهى. عبدا إذا صلى).
روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال أبو جهل: لئن رأيت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو فعله لأخذته الملائكة.
هزتني هذه الصورة عندما رأيتها وقلت: الله أكبر .. .. لو رأى أبو جهل هذه الجموع ماذا ستراه يفعل؟ وهل كان يظن أن يكون العالم يوما ما بهذه الصورة؟
الله أكبر .. العزة لله ولرسوله وللمؤمنين.
(ولكنكم قوم تستعجلون)
فهل يعتبر أذناب أبي جهل من كفرة هذا العصر؟
أخي .. .. سجل انطباعك عندما ترى هذا المشهد .. ودمت مباركا أينما كنت.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Oct 2008, 06:34 ص]ـ
سبحان الله
كنت في ليلة من عشر رمضان الأخيرة في الحرم المكي مع بعض الاصحاب ونظرت في الجموع الغفيرة في كل مكان فكنت احدثهم بمثل هذا وأقول لو نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم لدمعت عيناه من الفرح ولو نظر عدو الله أبو جهل لبكى من الكمد والحسرة وكنا نتخيل أنديتهم وأفعالهم الخبيثة معه صلوات ربي وسلامه عليه وكيف أصبحت الأمور نسأل الله تعالى أن يعز الاسلام والمسلمين وأن يصلح الحال
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[14 Oct 2008, 06:45 م]ـ
شكرا أيها الدكتور الفاضل. . فاضل. . على مرورك وتسجيل انطباعك.
وفي انتظار انطباعات الآخرين.
ودمت مباركا أينما كنت.(/)
طرح بعض كليات القرآن للمناقشة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:51 ص]ـ
في تضاعيف كتب التفسير كليات استخلصها العلماء وصاغوها بلفظ " كل ما ورد في القرآن بلفظ كذا فمعناه كذا على الإطلاق أو معناها كذا عدا قوله تعالى .... وهذه حلقة من حلقات " كليات القرآن" لمناقشتها ووالإفادة من الإخوة الأعضاء فيما يدلون به حولها، إقراراً أو تخصيصاً أو نحو ذلك مما ينقدح به زناد فكرهم، وهاكم بعض هذه الكليات:
أورد العلماء كليات قرآنية نرجو إلقاء الضوء عليها من باب المدارسة
من هذه الكليات:
1 ـ ما أورده شيخ المفسرين الطبري:" عن ابن عباس: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، يقول: كادوا لا يفعلون، ولم يكن الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها: وكل شيء في القرآن"كاد" أو"كادوا" أو"لو"، فإنه لا يكون أبداً. وهو مثل قوله: (أكاد أخفيها) [طه: 20] وانظر الدر المنثور. ما رأيكم في هذه الكلية؟
2 ـ وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
3ـ عن الضحاك في قوله"أليم"، قال: هو العذاب المُوجع. وكل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع.
4ـ وكل شيء في القرآن" رِجز "، فهو عذاب.
5ـ وكل شيء في القرآن من ذكر"المباشرة" فهو الجماع نفسه.
6ـ عن ابن عباس قوله: (قاتلهم الله)، يقول: لعنهم الله. وكل شيء في القرآن "قتل"، فهو لعن.
7ـ عن ابن جريج (أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) قال: الجنة، وكلّ شيء في القرآن أجر كبير، أجر كريم، ورزق كريم فهو الجنة.
وعند ابن أبي حاتم: عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:" " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}، قَالَ: الجدل الخصومة، خصومة القوم لأنبيائهم، وردهم عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به، وكل شيء في القرآن مِنْ ذكر الجدل، فهو مِنْ ذَلِكَ الوجه، فيما يخاصمونهم مِنْ دينهم، يردون عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به"
8ـ وكل شيء في القرآن " إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} فهو إنكار".
9ـ أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ, أنبأ أَصْبَغُ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ, فِي قَوْلِ اللَّهِ: " مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا " , قَالَ: مَا أَسْلَمَ, قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ زَكَا, أَوْ تَزَكَّى, فَهُوَ الإِسْلامُ".
10ـ عن ابن عباس في قوله سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق} قال: حسابهم، وكلّ شيء في القرآن الدين، فهو الحساب.
11ـ وكل شيء في القرآن تأذن فهو إعلام.
12ـ قال السمرقندي: قوله تعالى: ... لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ}، يقول: إن لم تنته عن مقالتك ولم ترجع عنها، لأسبنك وأشتمنك. وكل شيء في القرآن من الرجم فهو القتل غير ها هنا، فإن هاهنا المراد به السبُّ والشتم.
يتبع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 01:59 ص]ـ
وفق الله الجميع لخدمة كتاب ربنا العزيز
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا د. خضر على فتح هذا الموضوع المفيد.
وأرجو، لو سمحت، استكمال الموضوع تحت نفس هذا الرابط، عوض وضع كل مداخلة في رابط مستقل، وذلك حتى يسهل على أمثالي متابعة جميع النصوص في صفحة واحدة.
وللفائدة، قرأت كتابا بعنوان (كليات الألفاظ في التفسير: دراسة نظرية تطبيقية) للأستاذ بريك بن سعيد القرني، جمع فيه عددا كبيرا من هذه الكليات مبوبة حسب المواضيع.
وقسم فيه الكليات إلى ثلاثة أنواع:
- كليات الأساليب
- كليات علوم القرآن
- كليات اللغة
ثم قسم أنواع كليات الألفاظ إلى الأنواع التالية:
- الكليات المطردة
الكليات الأغلبية
ولعلي أنقل منه نماذج لاحقا بإذن الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:11 م]ـ
وجزيتم أخى المحترم ابن جماعة خيراً، وقد ترددت في إنفاذ مقترحكم بإفراد كل كلية على حدة خشية الإطالة على الإخوة ولكن مع التوفيق ـ إن شاء الله ـ سوف أفعل.
وأستفسر منكم عن الكتاب الذي أشرتم إليه هل هو متوفر وفي أي مكتبة؟ ودمتم للعلم أهلا، وحبذا لو أسعفك الوقت فنقلت لنا مزيداً من كليات القرآن كما وعدتنا.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[13 Oct 2008, 04:45 م]ـ
بارك الله في الدكتور خضر على هذا الطرح الطيب.
بدأت القراءة ولم أكمل لأنني تفاجأت بالنقطة الثانية وهي:
"وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
أما لماذا تفاجأت، فلأن اطلاق مثل هذا الكلام دون استقراء للألفاظ القرآنية أمر غير مطمئن، وعلى وجه الخصوص عندما يصدر عن علماء كبار. وقد كنا نسمع هذا من بعض المعاصرين، ويبدو أنهم قد تأثروا بأقوال القدماء من غير تمحيص.
لو قالوا:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ" لصدقوا، أما قولهم:"وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ" فغير صحيح اطلاقاً، وإليك الدليل:
"حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ .. "يونس: 22
"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ": يوسف 94
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ": هل المقصود أنها تجري بالعذاب فقط؟! أم أن سليمان عليه السلام كان
يجريها بالخير أيضاً؟! ويرد هذا الفهم الآية التالية:"فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ " ص:36و"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ .. " سبأ12
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:12 م]ـ
أكمل أبا عمرو ـ حفظك الله ـ وأخرج لنا من نفيس علمك أنت وأهل الملتقى، ففي الكتب ما يحتاج إلى إجهاد العقل واليراع معاً.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[13 Oct 2008, 05:16 م]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بمناقشتكم ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:36 م]ـ
إعمالا لمقترح الفاضل محمد بن جماعة بإفراد كل كلية على حده دونكم المستهدف لإنعام النظر وإبداء الرأي.
ـ ما أورده شيخ المفسرين الطبري:" عن ابن عباس: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، يقول: كادوا لا يفعلون، ولم يكن الذي أرادوا، لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها: وكل شيء في القرآن"كاد" أو"كادوا" أو"لو"، فإنه لا يكون أبداً. وهو مثل قوله: (أكاد أخفيها) [طه: 20] وانظر الدر المنثور. ما رأيكم في هذه الكلية؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:36 م]ـ
3ـ عن الضحاك في قوله"أليم"، قال: هو العذاب المُوجع. وكل شيء في القرآن من الأليم فهو الموجع.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:37 م]ـ
4ـ وكل شيء في القرآن" رِجز "، فهو عذاب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:38 م]ـ
5ـ وكل شيء في القرآن من ذكر"المباشرة" فهو الجماع نفسه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:38 م]ـ
6ـ عن ابن عباس قوله: (قاتلهم الله)، يقول: لعنهم الله. وكل شيء في القرآن "قتل"، فهو لعن.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:39 م]ـ
ـ عن ابن جريج (أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) قال: الجنة، وكلّ شيء في القرآن أجر كبير، أجر كريم، ورزق كريم فهو الجنة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:40 م]ـ
وعند ابن أبي حاتم: عَنِ ابْنِ زَيْدٍ، فِي قَوْلِهِ:" " وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا}، قَالَ: الجدل الخصومة، خصومة القوم لأنبيائهم، وردهم عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به، وكل شيء في القرآن مِنْ ذكر الجدل، فهو مِنْ ذَلِكَ الوجه، فيما يخاصمونهم مِنْ دينهم، يردون عَلَيْهِمْ مَا جاؤوا به"
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:40 م]ـ
8ـ وكل شيء في القرآن " إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ} فهو إنكار".
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:41 م]ـ
9ـ أَخْبَرَنَا أَبُو يَزِيدَ الْقَرَطِيسِيُّ فِيمَا كَتَبَ إِلَيَّ, أنبأ أَصْبَغُ, قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ زَيْدٍ, فِي قَوْلِ اللَّهِ: " مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا " , قَالَ: مَا أَسْلَمَ, قَالَ: وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنْ زَكَا, أَوْ تَزَكَّى, فَهُوَ الإِسْلامُ".
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:41 م]ـ
10ـ عن ابن عباس في قوله سبحانه: {يَوْمَئِذٍ يُوَفّيهِمُ الله دِينَهُمُ الحق} قال: حسابهم، وكلّ شيء في القرآن الدين، فهو الحساب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:42 م]ـ
11ـ وكل شيء في القرآن تأذن فهو إعلام.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:42 م]ـ
12ـ قال السمرقندي: قوله تعالى: ... لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لأرْجُمَنَّكَ}، يقول: إن لم تنته عن مقالتك ولم ترجع عنها، لأسبنك وأشتمنك. وكل شيء في القرآن من الرجم فهو القتل غير ها هنا، فإن هاهنا المراد به السبُّ والشتم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Oct 2008, 08:18 م]ـ
وجزيتم أخى المحترم ابن جماعة خيراً، وقد ترددت في إنفاذ مقترحكم بإفراد كل كلية على حدة خشية الإطالة على الإخوة ولكن مع التوفيق ـ إن شاء الله ـ سوف أفعل.
وأستفسر منكم عن الكتاب الذي أشرتم إليه هل هو متوفر وفي أي مكتبة؟ ودمتم للعلم أهلا، وحبذا لو أسعفك الوقت فنقلت لنا مزيداً من كليات القرآن كما وعدتنا.
حياك الله أخي د. خضر.
لم أقصد إفراد كل كلية على حدة. وإنما رأيتك كتبت موضوعين بعنوان:
- طرح بعض كليات القرآن للمناقشة:
وهو الموضوع الذي نحن بصدده
- الحلقة الثانية من الكليات ومناقشتها:
على الرابط التالي:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=13343
فاقترحت أن يكتفى بموضع واحد يتم فيه طرح الحديث عن كليات الألفاظ.
ويكفي ترقيم الكليات، كما فعلت، لتمييز بعضها عن بعض.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Oct 2008, 12:54 ص]ـ
وجزيتم أخي الكريم وليتك تتفضل بالجواب عن سؤالي عن الكتاب الذي ذكرتموه وشكرا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Oct 2008, 08:14 ص]ـ
وجزيتم أخي الكريم وليتك تتفضل بالجواب عن سؤالي عن الكتاب الذي ذكرتموه وشكرا.
النسخة التي لدي في مجلدين، من إهداء أحد الإخوة، جزاه الله خيرا. ومكتوب على الغلاف: (ساعدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه على طباعة هذا الكتاب). وقدم للكتاب: د. عبد الله بن عبدالرحمن الشثري.
وأما عن وجوده في الأسواق، فليس لي علم بالأمر.
وسأقتطف منه بعض الفوائد حين يكون لدي متسع من الوقت وأنشط لذلك بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Oct 2008, 05:37 م]ـ
تمت الإشارة إلى كتاب (كليات الألفاظ في التفسير: دراسة نظرية تطبيقية) للأستاذ بريك بن سعيد القرني، في الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5532
ومما وجدته على الإنترنت مستلا من هذا الكتاب النص التالي:
===
الكليَّات المُطَّرِدة في القرآن الكريم
· كلُّ ما ذكر في القرآن ((أساطير الأولين)) فالمقصود منه قول النضر بن الحارث وهو أول من اختلق هذا البهتان عن القرآن الكريم.
· كلُّ ما ذكر في القرآن ((إفك)) فهو: الكذب.
· كلُّ شيء في القرآن ((أليم)) فهو المُوجِع، وكذلك تصاريفها: "تألمون" و "يألمون".
· كلُّ ((أو ... أو)) في باب الكفارات في القرآن فهي للتخيير، فإن كان (فمن لم يجد فكذا) فالأول فالأول.
· كلُّ ((تأويل)) ورد في القرآن فالمقصود به حقيقة الأمر وما يؤول إليه.
· كلُّ شيء في كتاب الله ذكر فيه ((الرجم)) في قصص الأنبياء وأهل الصلاح مع أقوامهم فالمراد به القتل.
· كلُّ ما ذكر في القرآن ((رِزْقٌ كَرِيمٌ)) فالمقصود به الجنة ونعيمها.
· كلُّ ما في القرآن من لفظة ((ريح)) نكرة، فهي في سياق العذاب إلا آية يونس [22] {وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} فهي ريح الرحمة الطيبة.
· كلُّ ما ورد في القرآن ((زعم)) فالمراد به الكذب.
· كلُّ ((سلطان)) في القرآن بمعنى: الحجة أو نوع من الحجة كالملك والقهر والسلطة.
· كلُّ ما ذكر في القرآن من ((السياحة)) فهو الصيام.
· كلُّ ((ظنٍ)) ورد في القرآن في الآخرة أو يوم القيامة فهو يقين.
· كلُّ ما ورد في القرآن بلفظ ((عبدُه)) مفرد مضاف إلى ضمير الجلالة فالمقصود به محمد صلى الله عليه وسلم.
· كلُّ ((عسى)) من الله في القرآن متحققة الوقوع وهي منه يقين وليست ظناً.
· كلُّ شيء في القرآن ((فاطر)) فهو بمعنى خالق.
· كلُّ شيء في القرآن ((قَاتَلَهُمُ اللَّهُ)) أو ((قُتِلَ)) فالمعنى: لعنهم الله أو لُعِن.
· كلُّ ما في القرآن من ((القرض الحسن)) فهو صدقة التطوع.
· كلُّ ((قنوتٍ)) في القرآن بمعنى الطاعة.
· كلُّ قولٍ في القرآن مقرون بأفواه وألسنةٍ بهما معاً أو بأحدهما فهو زورٌ وباطل، كقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} و {َيقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}.
· كلُّ ((كأسٍ)) ذكره الله في القرآن فالمقصود به الخمر.
· كلُّ ما في القرآن ((كُتِبَ عَلَيْكُمُ)) فمعناه فُرِض ووجب عليكم.
· كلُّ ما في القرآن ((وَمَا يُدْرِيكَ)) لم يُخبر به، وأغلب ((وَمَا أَدْرَاكَ)) أُخبر به وأُعلم.
· كلُّ ما ورد في القرآن ((المطر)) فهو العذاب أو الأذى.
· كلُّ ما ورد في القرآن لفظ ((النجوم)) فالمراد بها الكواكب.
· كلُّ ما جاء في القرآن ((الوصف)) فالمراد به الكذب، كقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} وكقوله {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ}.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
بتصرف من كتاب: ((كليات الألفاظ في التفسير)) للشيخ بريك بن سعيد القرني (رسالة عالمية)
===
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Oct 2008, 06:10 م]ـ
بدأت القراءة ولم أكمل لأنني تفاجأت بالنقطة الثانية وهي:
"وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
أما لماذا تفاجأت، فلأن اطلاق مثل هذا الكلام دون استقراء للألفاظ القرآنية أمر غير مطمئن، وعلى وجه الخصوص عندما يصدر عن علماء كبار. وقد كنا نسمع هذا من بعض المعاصرين، ويبدو أنهم قد تأثروا بأقوال القدماء من غير تمحيص.
أخي الكريم ..
ما يذكره العلماء من هذا القبيل إنما هو قواعد أغلبية.
وانظر هذا الرابط:
لماذا تفرد الريح في القرآن الكريم وتجمع؟ .. (دعوة للمدارسة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10526)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Oct 2008, 06:49 م]ـ
ومن خلال بحث سريع في صفحات المنتدى، وجدت رابطين متعلقين بهذا الموضوع:
- نظرات في كتاب (الأفراد) لابن فارس رحمه الله
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=146
(يُتْبَعُ)
(/)
- ما معنى (كليات القرآن)؟
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1797
وقد لاح لي أن أشير إلى ملاحظتين عامتين حول تعريف (الكليات التفسيرية) وطريقة استقرائها:
يقول الأستاذ بريك بن سعيد القرني في كتابه (كليات الألفاظ في التفسير: ص 29):
التعريف المختار: "ورود لفظ أو أسلوب في القرآن على معنًى أو طريقةٍ مطّردة أو أغلبية".
ثم قام بشرح التعريف.
وملاحظتي الأولى تتمثل في أن من الضروري تقييد هذا التعريف بشرطين:
أولهما: أن هذا الأمر ينطبق فقط على الألفاظ التي تحتمل أكثر من معنى واحد، أو الأساليب التي تحتمل أكثر من طريقة، وإلا فلا مبرر للحديث عن (كلية تفسيرية).
وثانيهما: أن الكلام لا بد من تقييده برأي مفسر من المفسرين "عند أحد المفسرين"، أي أن البحث يتطرق إلى اختيار أحد المفسرين لأحد معاني اللفظ، وتطبيقه في كل المواضع التي ورد فيها اللفظ القرآني.
أما المستوى الثاني من البحث، فهو عمل يقارن بين اختيارات المفسرين، لمعرفة المشترك من أقوالهم في الكليات التفسيرية).
والملاحظة المنهجية الثانية تقوم في نظري على خطإ البحث عن الكليات التفسيرية في أقوال المفسر بالاعتماد فقط على تصريحه بذلك من خلال إحدى العبارات من قبيل (كل شيء في القرآن .. ) (كل ما ورد .. )، (كل .. ) (حيثما .. ) ... لأن هذا عمل ناتج عن جهد إحصائي قام به المفسر بنفسه (بوعي مسبق). ولكن ليس هذا هو حال كل المفسرين، بل ليس حال المفسر الواحد في كل الألفاظ المفسرة.
والأولى أن ينظر إلى الأمر بالمنهجية التالية:
1 - حصر جميع الالفاظ القرآنية أو العبارات، أو الجذور اللفظية، أو الأساليب. ويتم الاعتماد في هذا العمل على المعاجم المفهرسة، أو على الإحصاء الآلي بوساطة برامج الكمبيوتر.
2 - البحث عن جميع المعاني المحتملة لكل لفظ من الألفاظ، أو عبارة من العبارات أو أسلوب من الأساليب من مظانها، أي من المعاجم اللغوية والشواهد الشعرية، وكتب التفسير واختيارات العلماء في بيان المعاني في أي كتاب من الكتب. وهذا يتطلب استقراء تاما.
3 - محصلة هذا العمل أن يصبح لدينا جدول ثلاثي الأبعاد لكل لفظ من الألفاظ، يحتوي على جميع المعاني المحتملة، وعلى اسم كل مفسر أو عالم اختار هذا المعنى من المعاني للفظ.
4 - ثم يتم إعادة النظر في هذا اللفظ (أن العبارة أو الأسلوب) في القرآن، هل هو متكرر في مواطن مختلفة أم لا؟
فإن لم يكن متكررا فلا حاجة للبحث عن البحث عن كلية تفسيرية متعلقة به.
وأما إذا تكرر فيصبح عندها مظنة لوجود كلية تفسيرية. وعندها ننتقل إلى المرحلة التالية:
5 - ينظر في أقوال المفسر الواحد في جميع المواطن التي ورد فيها ذلك اللفظ. فإذا فسر اللفظ المحدد في جميع تلك المواطن بنفس المعنى، فيصبح عندها هذا الاختيار شكلا من أشكال (الكليات التفسيرية) لديه، حتى وإن لم يصرح بذلك.
وأما إذا لم تتوفر جميع أقوال المفسر في جميع المواطن، فعندها فقط يبحث عن جميع أقواله المصرحة باختياراته الكلية من خلال العبارات (كل شيء في القرآن، وكل ما ورد .. ) إلخ ..
وفي حال:
- غياب الاستقراء التام لأقوال المفسر في المواطن المختلفة للفظ الواحد،
- أوغياب تصريح باختياره لمعنى واحد من معاني اللفظ لتفسيره في جميع الموطن،
يصبح الحكم بذلك غير قابل للجزم.
هذا ما بدا لي من الأمر. وأرجو أن يكون صوابا.
ثم أود لفت الانتباه إلى ملاحظة مفيدة من د. مساعد الطيار، حول التمييز بين (الكليات التفسيرية) و (كليات القرآن). إذ قال:
((فالكليات التفسيرية مثل (كل ما في القرآن من الخير فهو المال).
وكليات القرآن هي الجمل المبدوءة بكل، مثل: (كل نفس ذائقة الموت)، (كل من عليها فان)، وهذا النوع لم يُبحث ـ فيما أعلم، والله أعلم.))
غير أنني تعجبت من قوله: (وهذا النوع لم يبحث فيما أعلم).
في تقديري أن هذا الأمر سهل على أي باحث، حيث يكفي البحث الآلي عن جميع المواطن التي ورد فيها لفظ (كل) أو شبيهه في القرآن.
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Oct 2008, 09:48 ص]ـ
بارك الله في الدكتور خضر على هذا الطرح الطيب.
بدأت القراءة ولم أكمل لأنني تفاجأت بالنقطة الثانية وهي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وما ذكره الطبري ـ أيضا ـ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ".
أما لماذا تفاجأت، فلأن اطلاق مثل هذا الكلام دون استقراء للألفاظ القرآنية أمر غير مطمئن، وعلى وجه الخصوص عندما يصدر عن علماء كبار. وقد كنا نسمع هذا من بعض المعاصرين، ويبدو أنهم قد تأثروا بأقوال القدماء من غير تمحيص.
لو قالوا:"كُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيَاحِ فَهِيَ رَحْمَةٌ" لصدقوا، أما قولهم:"وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْقُرْآنِ مِنَ الرِّيحِ فَهُوَ عَذَابٌ" فغير صحيح اطلاقاً، وإليك الدليل:
"حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ .. "يونس: 22
"وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ": يوسف 94
"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ
عَالِمِينَ": هل المقصود أنها تجري بالعذاب فقط؟! أم أن سليمان عليه السلام كان
يجريها بالخير أيضاً؟! ويرد هذا الفهم الآية التالية:"فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ
رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ " ص:36و"وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ .. " سبأ12
التعليق الأول: يقول ابن القيم في بدائع الفوائد في فصل الأصل في الأسماء المفرد:
(ومن هذا الباب ذكر الرياح في القرآن جمعا ومفردة فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة وسر ذلك أن رياح لرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أنشأ لها ما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات فكل ريح منها في مقابلها ما يعدلها ويرد سورتها فكانت في الرحمة ريحا
وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد وحمام واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أمرت لا يرد سورتها ولا يكسر شرتها فتمتثل ما أمرت به وتصيب ما أرسلت إليه ولهذا وصف سبحانه الريح التي أرسلها على عاد بأنها عقيم فقال: (أرسلنا عليهم الريح العقيم) الذاريات 41 وهي التي لا تلقح ولا خير فيها والتي تعقم ما مرت عليه
ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله في سورة يونس (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف) يونس 22 فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد سيرها فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعا لتوهم أن تكون ريحا عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحا ويتغذى بها عن الطعام والشراب والحمد لله الفتاح العليم
فمثل هذا الفصل يعض عليه بالنواجذ وتثنى عليه الخناصر فإنه يشرف بك على أسرار عجائب تجتنيها من كلام الله والله الموفق للصواب).
بدائع الفوائد لابن القيم 1/ 125، 126، تحقيق: هشام عبد العزيز عطا - عادل عبد الحميد العدوي، ط مكتبة الباز - مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1416 - 1996
الثاني: ألا ترون أن ملامح المنهج الذي تفضلتم به موجود جملة في كتب الغريب كالمفردات للراغب وعمدة الحفاظ للسمين، وتطرق لمثله اسحاق بن إبراهيم الفارابي في ديوان الأدب، وتجد في بدائع الفوائد أمثلة كثيرة موضحة لذلك كما في الريح والرياح والله أعلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Oct 2008, 11:12 ص]ـ
[ QUOTE= محمد بن جماعة;64007]
ثم أود لفت الانتباه إلى ملاحظة مفيدة من د. مساعد الطيار، حول التمييز بين (الكليات التفسيرية) و (كليات القرآن). إذ قال:
((فالكليات التفسيرية مثل (كل ما في القرآن من الخير فهو المال).
وكليات القرآن هي الجمل المبدوءة بكل، مثل: (كل نفس ذائقة الموت)، (كل من عليها فان)، وهذا النوع لم يُبحث ـ فيما أعلم، والله أعلم.))
وفيت يا أخ محمد ونريد المزيد من النماذج وجزاكم الله خيراً.
أما ما يتعلق بالتمييز بين كليات القرآن وكليات التفسير فأقول:
في حال تعرض المفسر لكليات القرآن لايوجد لدى المفسر ولا التفسير كليات بدون القرآن، إذ القرآن هو موضوعه الذي يسقط عليه لفظ " كل" اللهم إلا إذا خرج عن نطاق القرآن وتفسيره فتتحول الكليات إلى الفن الذي يعنيه وهنا تتلون بلونها النحوي أو البلاغي أو ..........
ومن هنا يقول المفسر " كل ما ورد في القرآن من لفظ كذا فمعناه كذا "
فمن حيثية ورود المفردة في القرآن فهي من عين كليات القرآن ـ من وجهة نظر المفسر ـ لا التفسير المصدر.
ومن حيثية الحكم على أنها ـ أي الكلمة أو العبارة القرآنية ـ كلية فهي كلية مفسر ـ وليست كلية تفسير، إذ لو حكمنا عليها بكلية التفسير لأخذ حكم المجمع عليه تفسيرياً وهذا لم يحدث إلا قليلا، وكلامك السابق وجدولتك المقترحة المفيدة تثبت عين ما أقوله، كما أننا لم نُسبق بمن قسم التفسير إلى كلي وجزئي.
ومن هنا عندما نقول كليات القرآن يكون المعنى: تجميع الآيات المتحدة في المعنى قرآنياً من ناحية، وتصدق ـ أيضاً ـ على ما اجتمع في اللفظ ككل وجميع وهلم جرا.
والخلاصة:
أنه عندما نقول كليات التفسير فلنا أن نسأل: ما المقابل للكليات في التفسير؟ وهل قال أحد بجزئيات التفسير؟ وهل لهذا التقسيم سابق من أهل العلم؟ ولا يهم عدم وجود سابق فيما فيه سعة وابتكار لا يخالف الثوابت ـ فالعلم لا يعرف الكلمة الأخيرة ـ بل المهم تجذير ما به نقتنع بالجديد.
وأؤكد أن هذه مصطلحات لا مشاحة فيها، وإن كنا فاعلين فالصواب: " كليات المفسر " لا التفسير ـ على كل حال ـ.
وكلي شوق للإفادة فالعلم يم لا ساحل له.
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Oct 2008, 03:44 م]ـ
"لأرجمنك واهجرني ملياً":
"وكل شيء في القرآن من الرجم فهو القتل غير ها هنا، فإن هاهنا المراد به السبُّ والشتم ".
ولماذا هذا الاستثاء، والأولى أن نفهم الرجم كما جاء في اللغة والقرآن الكريم. فآزر
يهدد إبراهيم عليه السلام بالرجم الحقيقي المتلف للنفس، أما التهديد بالسب والشتم فلا
يتلائم مع حدة الصراع العقائدي.
وحتى تكون القاعدة مطردة علينا أن نفسر قوله تعالى في سورة الكهف:" رجماً
بالغيب" أنه القتل، وهذا غير صحيح. وإذا كان إبليس شيطاناً رجيماً فيفترض أن يكون قد
قتل من زمن، ومعلوم أنه حي إلى يوم الوقت المعلوم.(/)
الحلقة الثانية من الكليات ومناقشتها
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 02:06 ص]ـ
إتماما للفائدة أضع بين يدي الإخوة الأفاضل جملة أخرى من الكليات طلبا لإثراء الموضوع بالمناقشة:
12ـ وفي الدرّ: "عن علقمة قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الناس} فهو مكي، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني.
13ـ وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك. مثله.
وأخرج أبو عبيد عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن {يا أيها الناس، ويا بني آدم} فإنه مكي. وما كان {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عروة قال: ما كان {يا أيها الناس} بمكة، وما كان {يا أيها الذين آمنوا} بالمدينة.
14ـ وفي تفسير مقاتل: {وَلاَ تسأموا}، يقول: ولا تملوا، وكل شىء فى القرآن تسأموا، يعنى تملوا.
15ـ وفي نفس التفسير: وكل شىء فى القرآن كأس، فهو الخمر.
16ـ """ {وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ} يعنى أمامهم وكل شىء فى القرآن وراءهم، يعنى أمامهم.
17ـ """ وكل شىء فى القرآن {هَلْ أَتَاكَ}، يقول: قد أتاك.
18ـ """" وكل شىء فى القرآن أليس الله يقول: أنا الله.
19ـ """" {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة} [آية: 3] تعظيماً لها لشدتها، 20 ـ وكل شىء فى القرآن ما أدراك، فقد أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم، كل شىء فى القرآن وما يدريك فمما لم يخبر به، وفى الأحزاب: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63].
21 ـ نا عبد الرزاق عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: (بالعشي والإبكار (1)) قال: «صلاة الفجر وصلاة العصر وكل شيء في القرآن من ذكر التسبيح فهي الصلاة»
22ـ وكل شيء في القرآن شروا وشروه فهو بيع. وكل شيء فيه اشترى واشتروا فهو الشراء إلا قوله: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ} [البقرة: 90] فإنه يعني بيسما باعوا به أنفسهم.
23ـ وكل شيء في القرآن: (فَذَرْ)، و (أَعْرِضْ) منسوخ، نسخه القتال.
والله الموفق
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:56 م]ـ
نرجو إلقاء الضوء على اطراد أو أغلية هذه الكليات وسأفردها واحدة واحدة ليتمكن المعلق من تفهم الأمر بلون من الهدوء وعدم تزاحم الأفكار
في الدرّ المنثور: "عن علقمة قال: كل شيء في القرآن {يا أيها الناس} فهو مكي، وكل شيء في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فهو مدني.
ـ وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه وعبد بن حميد وابن المنذر عن الضحاك. مثله.
وأخرج أبو عبيد عن ميمون بن مهران قال: ما كان في القرآن {يا أيها الناس، ويا بني آدم} فإنه مكي. وما كان {يا أيها الذين آمنوا} فإنه مدني.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن عروة قال: ما كان {يا أيها الناس} بمكة، وما كان {يا أيها الذين آمنوا} بالمدينة.
فما تحليلكم؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:57 م]ـ
وفي تفسير مقاتل: {وَلاَ تسأموا}، يقول: ولا تملوا، وكل شىء فى القرآن تسأموا، يعنى تملوا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:59 م]ـ
وفي تفسير مقاتل: وكل شىء فى القرآن كأس، فهو الخمر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:00 م]ـ
ـ """ {وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ} يعنى أمامهم وكل شىء فى القرآن وراءهم، يعنى أمامهم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:02 م]ـ
""" وكل شىء فى القرآن {هَلْ أَتَاكَ}، يقول: قد أتاك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:03 م]ـ
"""" وكل شىء فى القرآن أليس الله يقول: أنا الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:03 م]ـ
ـ """" {وَمَآ أَدْرَاكَ مَا القارعة} [آية: 3] تعظيماً لها لشدتها، 20 ـ وكل شىء فى القرآن ما أدراك، فقد أخبر به النبى صلى الله عليه وسلم، كل شىء فى القرآن وما يدريك فمما لم يخبر به، وفى الأحزاب: {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63].
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:05 م]ـ
عن قتادة، في قوله تعالى: (بالعشي والإبكار) قال: «صلاة الفجر وصلاة العصر وكل شيء في القرآن من ذكر التسبيح فهي الصلاة»
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:06 م]ـ
وكل شيء في القرآن شروا وشروه فهو بيع. وكل شيء فيه اشترى واشتروا فهو الشراء إلا قوله: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ} [البقرة: 90] فإنه يعني بيسما باعوا به أنفسهم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:06 م]ـ
وكل شيء في القرآن: (فَذَرْ)، و (أَعْرِضْ) منسوخ، نسخه القتال
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:10 م]ـ
الأخ الكريم د. خضر:
مثل هذا الموضوع يحفز على تدبر أفضل، ولكن الأوقات تضيق عن الكتابة في كل ما
طرح. أما الآن فأناقش الآتي:"وكل شيء في القرآن شروا وشروه فهو بيع. وكل
شيء فيه اشترى واشتروا فهو الشراء إلا قوله:" بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ " البقرة:
90 فإنه يعني بيسما باعوا به أنفسهم ". القاعدة صحيحة أما الاستثناء فغير صحيح.
فلا تأتي اشترى بمعنى باع، ولو كان المقصود باع لكان النص:"بئسما شروا به ... "،
والاشكال هنا أن المفسر قد يعمد إلى استنباط المعنى اللغوي على ضوء فهمه للآيات
القرآنية، وينبغي التنبه إلى هذا الأمر. والأسلم أن نستمسك بمعنى اللفظة ونحاول أن
نفهم الآيات على ضوء ذلك.
وعليه يكون المعنى: إذا كان مقصدهم أن يشتروا أنفسهم من عقاب الله فبئسما اشتروا
به أنفسهم. ومعلوم أن كثيرا من أهل العقائد الفاسدة يتمسك بها ظاناً أنه بذلك ينقذ
نفسه فيكون مقبولاً عند الله تعالى.(/)
الأزمة المالية العالمية: دروس وعبر
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[13 Oct 2008, 07:57 ص]ـ
يمر العالم هذه الأيام بأزمة مالية خانقة لا تخفى على أحد، وهي حديث الإعلام ومجالس الناس، وهذه الأزمة يكتنفها شيء من الغموض والرعب، ولكنها فرصة سانحة لأهل القرآن أن يبثوا آيات الربا ويعرضوها للناس في خضم هذه الأزمة.
وأظن أن الملتقى يزخر بثلة من الدعاة وخطباء الجوامع، فأقترح أن تكون الخطبة القادمة حول هذا الموضوع، وأن نتعاون هذه الأيام الأربعة القادمة في جمع مادة الخطبة فالمرء ضعيف بنفسه قوي بإخوانه، لذا أرجو ممن لديه فكرة في الموضوع أو وقف على مقال مناسب أن يذكره ويضع رابطه لتيسير تحضير المادة العلمية.
ولا يخفى أن المقصود ما يناسب ذكره في خطبة الجمعة دون تحليلات مالية أو دراسات اقتصادية حول الأزمة.
أرجو أن يحظى هذا المقترح بتفاعل الإخوة، وجزاكم الله خيرا،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2008, 08:11 ص]ـ
فكرة جميلة جداً، وهناك الكثير مما يمكن قوله انطلاقاً من الآيات.
مثل:
1 - الوقوف عند قوله تعالى: (يمحق الله الربا) ... الآية وانطباق وصف المحق على ما حل بهذه الأسواق المالية.
2 - تأمل قوله تعالى: (ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ... ) فيمكن الانطلاق من هذه الآية في تصوير حال المسلمين اليوم. فكم من مسلمٍ كان يظن أنه لا يمكن لهذه الامبراطوريات أن تسقط أو تتزعزع. ثم إذا بها تبدأ في الانهيار من الداخل. ويمكن الوقوف مع هذه الآية واستخراج الدلالات منها مع أن مناسبتها مختلفة.
3 - الوقوف مع قوله: (فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله ... ) وما أعظم ما فيها من دلالات وتهديد للمرابين ومن سار في ركابهم.
وينبغي للإخوة الخطباء أن يقرأوا التحليلات الاقتصادية حول حقيقة أرقام هذه الانهيارات، فهي حقائق تدعو للعبرة والعظة. وليت الدول الإسلامية تصدر قراراتها بمنع الربا إن لم يكن استجابة لأمر الله فاعتباراً بمصير المرابين.
وإني أنوري بإذن الله تخصيص حلقة أو أكثر من برنامج (التفسير المباشر) للحديث عن آيات الربا في القرآن في الحلقات القريبة.
والله غالبٌ على أمره.
ـ[بنت قدامة]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:10 ص]ـ
السلام عبيكم
هل حصل قبل هذا مثل هذه الازمة
انا سمعت انه من خمس سنين حصلت ازمة لاكن هل كانت كهذه الخسارة؟
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:40 ص]ـ
فكرة رائعة جدا، وفق الله الجميع لما يحب و يرضى، لكنني بصراحة حتى هذه اللحظة لم أفهم أسباب هذه الأزمة من ناحية تحليلية فهل عند المشايخ الفضلاء شيء يفهموننا به ماذا حصل و تداعياته ولو من خلال رابط خارجي؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Oct 2008, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ خالد .. وقد وضعت موضوعاً بهذه المناسبة استجابة لاقتراحكم الكريم بعنوان:
آثار الربا الاجتماعية ... (1) وقفة مع النصوص ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=63685#post63685)
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[13 Oct 2008, 03:53 م]ـ
ما أجمل أن ننطلق في بيان الداء والدواء من القرآن،وأن نعقد القلب على أن الربا منهار وعاقبته إلى سفال،وأنه ممحوق،قولا صدقا،ووعدا حقا.
ولو سألت من يؤجر مؤسسة ربوية،أترضى أن تؤجرها لممارسة البغاء،لانتفخت أوداجه، يفرقون بين المتماثلات!!!
قال تعالى (يمحق الله الربا) يعني في الدنيا،أي:يذهب بركته وإن كان كثيرا.
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الربا وإن كثر فعاقبته إلى قل ّ) وقيل: في الاخرة فقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:لايقبل منه صدقة ولاحجا ولاجهادا ولاصلة.
ولاتضاد بين المعنيين.
فليت البحوث القرآنية مع هذه الأزمة العالمية تنقل للعالم ماذكره الله في كتابه عن الربا وأضراره، فالفرصة سانحة.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Oct 2008, 06:37 م]ـ
لكنني بصراحة حتى هذه اللحظة لم أفهم أسباب هذه الأزمة من ناحية تحليلية فهل عند المشايخ الفضلاء شيء يفهموننا به ماذا حصل و تداعياته ولو من خلال رابط خارجي؟؟
و جزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
شهد القطاع المصرفي الأمريكي انهيارًا غير مسبوق حمل تداعيات شديدة على الاقتصاد العالمي .. برأيك ما أهم أسباب هذا الانهيار؟
كانت للأزمة الاقتصادية بوادر ظهرت منذ عدة أشهر مع اندلاع أزمة الرهن العقاري، حيث عجز المقرضون في الولايات المتحدة الأمريكية عن الوفاء بديونهم للبنوك العقارية والاستثمارية مثل "ليمان برازرز"، و"ستانلي مورجان"، و"ميرال لنش" وغيرهما من البنوك التي لجأت على الاستيلاء على المنازل وعرضها للبيع لتعويض خسائرها، وهو ما خلق أزمة عرض مع انخفاض الطلب بشكل أسفر عن انهيار المراكز المالية لهذه البنوك نتيجة توقف الدورة المصرفية الكاملة (سداد فإقراض فسداد فإقراض) .. وهكذا.
ولعل غياب الرقابة على هذه البنوك من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسعي أصحاب ومديري الائتمان لهذه البنوك لتحقيق أرباح فاحشة دون الوضع في الاعتبار الضمانات التي يقدمها المقرضون، الذين توسعوا في الاقتراض لشراء جميع احتياجاتهم من سيارات وأجهزة كهربائية ومنزلية ومنازل بدون وجود غطاء أو ضمان يكفل حقوق البنوك المقرضة، وهو ما يكشف سيطرة الفساد على هذه البنوك، التي لجأت إلى تقديم بيانات مزورة وتدليس واسع المدى للجهات المسئولة عن مراجعة أعمالها؛ سواء بنك الاحتياط الفيدرالي أو البورصة ..
ومما يزيد من خطورة هذه الأزمة أن البنوك العقارية الأمريكية تتعامل في رأس مال قدره 6 تريليونات دولار، وهو ما فاقم من هذه الأزمة التي سددت ضربة للاقتصاد الأمريكي في مقتل ومعه اقتصاديات العديد من الدول التي تدور في فلكه وعلى رأسها اليابان والاتحاد الأوروبي، وبدرجة أقل دول الخليج العربية، وهي الدول التي تعرضت لخسائر فادحة، وبل اعترفت بهذه الخسائر وبدأت تضخ مئات المليارات من الدولارات في أسواقها وتخفض من الفائدة لتطويق هذه الأزمة، فيما أحجمت العديد من الدول العربية عن الكشف عن خسائرها نتيجة هذه الأزمة، رغم اعتقادي أن الدول النفطية قد خسرت كثيرًا نتيجة قيامها باستثمار فوائد النفط في بنوك مثل "ليمان برازرز" و"ستانلي مورجان" التي كانت تعطي 20% فوائد بينما كانت البنوك الأخرى لا تتجاوز فوائدها 5:3%.
هل هناك أسباب أخري لهذه الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالاقتصاد الأمريكي والعالمي؟
بالطبع هناك حزمة من الأسباب تقف وراء هذه الأزمة منها أسباب تخص هذه البنوك، مثل أزمة الرهن العقاري والفساد الشديد الذي يضرب البنوك الأمريكية؛ لدرجة تدعو للتأكيد أن الرقابة التي تفرضها البنوك المركزية في عديد من بلدان العالم الثالث أفضل بكثير من الرقابة التي يفرضها بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تحكمه قاعدة "دعه يعمل دعه يمر"، وكذلك اقتصاد العرض والطلب وهو ما جعل هذه البنوك تقدم بيانات ائتمانية خاطئة وتعتمد على ضمانات وهمية.
وكذلك لعبت مغامرات الرئيس بوش والمحافظين الجدد في أفغانستان والعراق وإهدارها ما يقرب من 4 تريليون دولار خصصت للإنفاق على الأزمة العسكرية الأمريكية هناك وهو ما كانت له تأثيرات قاتلة على الاقتصاد الأمريكي، سواء فيما يخص القطاع المصرفي أو البنية التحتية أو انخفاض أسعار الدولار.
ومن الضروري التأكيد على أن ما أطلقت عليه واشنطن الحرب على الإرهاب، والقيود التي فرضت على انتقال رءوس الأموال والأفراد والاستثمارات قد أسهم في دخول الاقتصاد الأمريكي ركودًا يشبه لحد كبير نفس الحالة التي مر بها في ثلاثينيات القرن الماضي حيث أسهمت هذه الأوضاع في هروب آلاف المليارات من الاستثمارات الصادرة.
ومن الأسباب المهمة في هذا الصدد التأكيد على أن المضاربات الشديدة التي شهدتها أسواق النفط في تكساس كانت لها أثار سلبية جدًا على قيمة الأسهم بشكل مهد لدخول الاقتصاد الأمريكي نفقًا مظلمًا.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=205&catid=211&artid=14387)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Oct 2008, 07:32 ص]ـ
تابعنا كيف أنفقت دولة البغي والظلم أموالا طائلة في الصد عن سبيل الله ومحاربة دين الله الحق، ثم رأينا اليوم كيف صارت حسرة عليهم، وفي هذا الحدث ما أجمل أن نتأمل قوله تعالى:
(إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون)
ثم نبشر أنفسنا ونسليها ببقية الآية.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[14 Oct 2008, 10:40 م]ـ
أيضا يمكن الانطلاق من قوله تعالى: (ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم) [الرعد-31]، قال ابن كثير - رحمه الله -: أي بسبب تكذيبهم لا تزال القوارع تصيبهم في الدنيا، أو تصيب من حولهم ليتعظوا ويعتبروا. (8 - 152)
وأنا أقول: فلنعتبر نحن المسلمون بما حل بهذه الدول في أسواقهم الربوية من النكبات المالية، ولنطهر مؤسساتنا وشركاتنا من الأموال المحرمة قبل أن يتعظ بنا غيرنا.
اللهم اجعل غيرنا عبرة لنا، ولا تجعلنا عبرة لغيرنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Oct 2008, 01:19 ص]ـ
ومن الآيات التي يمكن تدبرها في هذا المقام،قوله تعالى: {لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد (*) متاع قليل}،وينظر تعليق السعدي على هذه الآية،وقد أرسلت ضمن مشاركة جوال تدبر في ربط هذه الأزمة المالية بالقرآن.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[15 Oct 2008, 09:05 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب محمد العبادي على التوضيح رفع الله قدرك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Oct 2008, 04:19 م]ـ
فكرة رائعة جدا، وفق الله الجميع لما يحب و يرضى، لكنني بصراحة حتى هذه اللحظة لم أفهم أسباب هذه الأزمة من ناحية تحليلية فهل عند المشايخ الفضلاء شيء يفهموننا به ماذا حصل و تداعياته ولو من خلال رابط خارجي؟؟
و جزاكم الله خيرا
يمكن الاستفادة من هذه الموضوعات أيضاً أخي عبدالرحمن إضافة لما تفضل به أستاذنا العبادي وفقه الله
تفاحة أمريكا تفسد صندوق الاقتصاد ( http://www.islamtoday.net/usa-crisis/default.htm)
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[16 Oct 2008, 12:27 ص]ـ
يقول احد الاقتصاديين:
ان ما اضر باقتصاد الولايات المتحدة على وجه الخصوص واقتصاديات الدول الرسمالية بوجه عام ثلاثة امور هي:
1. الربا.
2. معاملة:بيع مالايملك المرء.
3.معاملة: البيع بالمكشوف.
وهذه المعاملات قد حرمها الاسلام لحفظ المال الذي هو من الضرورات الخمس التي تكفلت الاديان السماوية بحفظها.
ثم ان الظلم الذي اوقعته هذه الدول على المستضعفين في الارض بمحاربتهم في اوطانهم وتدمير اقتصادهم ونهب مقدرات بلادهم وتضييق الرزق عليهم واغلاق الجمعيات الخيرية التي ترعى شؤونهم.0ورفعهم اكف الضراعة لله ان يمحق المال ممن ظلمهم هو سبب جوهري لتدمير اقتصاديات الظلمة.(/)
آثار الربا الاجتماعية ... (1) وقفة مع النصوص ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Oct 2008, 09:34 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فلا شك أن أعظم الأنظمة الاقتصادية في التاريخ؛ هو النظام الاقتصادي الإسلامي، القائم على أسس من أهمها تحقيق مطالب الإنسان الروحية والنفسية، لذا فإن الإسلام يضحي بالمال عندما تتعين التضحية طريقاً للسمو الروحي والتهذيب النفسي والسلوكي للإنسان، وتتمثل هذه التضحية بأمرين:
الأول: إهدار القيمة المالية لبعض الموجودات لأنها تدنس روح الإنسان، أو تسلب كرامته، كتحريم الخمر والخنزير والنجاسات.
الثاني: تحريم بعض المعاملات الاقتصادية رغم ما تحققه من أرباحٍ مادية لأنها تؤدي إلى تحجر القلوب أو إفساد الضمير أو انحراف السلوك أو ضياع مصالح للمسلمين أكبر. ومن ذلك تحريم بيع السلاح للعدو وتحريم القمار والغش وتحريم الربا ..
وفي هذا البحث المختصر أحببت أن أقف مع آثار الربا الاجتماعية .. ولعل البداية تكون ببيان الأدلة الدالة على تحريم هذه المعاملة الجاهلية ..
لقد حرم الله الربا وقرر أنه من أكبر الكبائر كما بَيَّن أنه سبب لعقوبات عديدة في الدنيا والآخرة.
ولم يقف عند هذا الحد، بل منع الاسلام من تقديم أي مساعدة للتعامل الربوي (1).
وفي هذه الجولة اليسيرة في نصوص تحريم الربا أحببت أن أحقق منها عدداً من الأمور:
1 - بيان عظمة هذا الأمر وخطره عند الله تعالى ولذا ترتبت عليه العقوبات الكثيرة وجاءت فيه النصوص بالتأكيد والتصريح بأنه من المحرمات العظام.
2 - إن قراءة كلام قاله الله تعالى وكلام قاله رسوله صلى الله عليه وسلم ليقع في النفس موقعاً يجعل المسلم يستشعر حال القراءة الإذعان والانقياد والطاعة، فلعل في قراءة هذه النصوص رادعاً للبعد عن هذه الكبيرة العظيمة وحاجزاً لمن يغريه لمعان بريقها.
3 - لم أرد الخوض في أنواع وتعريفات الربا والكلام على كل نوع على حده فإن لذلك موضعاً آخر بل أردت بيان عظمة الحرمة وشدتها.
4 - أردت تشجيع من أعلن توبته من الربا وتعزيز ثباته على ذلك وقطع طريق العودة بقراءته لهذه النصوص العظيمة.
5 - أيها القارئ لهذه النصوص من القرآن والسنة، إنها رسائل تنادي فيك الإيمان ونُذُر تحذرك مغبة هذا الإثم العظيم فإن كنت ممن سلم منه فاحمد الله وانصح من تعلمه ممن وقع فيه، وإلا فاحذر الله ..
لقد تنوعت أدلة تحريم الربا في الكتاب والسنة وأجمع المسلمون على ذلك وسنذكر –إن شاء الله تعالى- الأدلة من الكتاب ثم من السنة ثم الإجماع على ذلك:-
أولاً: أدلة تحريم الربا في القرآن الكريم:-
لا شك أن القرآن قد نهى عن كثير من المنكرات وشدد الوعيد في بعضها، ولكن الكلمات التي جاء بها لإعلان حرمة الربا أشدُّ وآكد من الكلمات التي أوردها للنهي عن سائر المنكرات والمعاصي ([2]).
وذكر الله -عز وجل- تحريم الربا في آيات من كتابه الكريم منها:-
1. قوله تعالى:-" الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المسِّ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" [البقرة: 275].
ويستدل بهذه الآية على تحريم الربا من عدة وجوه هي:-
الوجه الأول:
ذكر حال المرابي في قوله "الذين يأكلون الربا " وحتى قوله "ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا":-
روى الإمام الطبري -رحمه الله- عن سعيد بن جبير –رحمه الله- في تفسير هذه الآية قوله:- (يبعث آكل الربا يوم القيامة مجنوناً يخنق) ([3]).
ونقل عن قتادة قوله:- (وتلك علامة أهل الربا يوم القيامة، بعثوا وبهم خبل من الشيطان) ([4]).
ومعنى الآية:
أن الذين يربون الربا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يخنقه الشيطان فيصرعه من الجنون ([5]).
والله سبحانه وتعالى إنما يرتب هذه العقوبات على المعاصي والموبقات لا على القربات والمباحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكره سبحانه لحالهم هذا وأنهم كما كانوا في الدنيا في طلب المكاسب الخبيثة كالمجانين، عوقبوا في البرزخ والقيامة، بأنهم لا يقومون من قبورهم، أو يوم بعثهم ونشورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون والصرع يدل على الترهيب من هذا العمل الذي يكون مصير فاعله في الآخرة هذا الحال.
تنبيه:
هذا الوعيد ليس خاصاً بالأكل فليس المقصود من الربا في هذه الآية الأكل إلا أن الذين نزلت فيهم هذه الآيات كانت طعمتهم ومأكلهم من الربا فذكرهم بصفتهم معظماً بذلك عليهم أمر الربا ومقبحاً إليهم الحال التي هم عليها في مطاعمهم ويدل لهذا القول قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين" الآية [البقرة: 278] فالتحريم من الله في ذلك لكل معاني الربا وهي تدل على أن العمل به وأكله وأخذه وعطاؤه سواء ([6]).
الوجه الثاني:-
في قوله تعالى:- (وأحل الله البيع وحرم الربا). وهذا تحريم صريح جازم في كتاب الله ([7]).
ومعنى الآية:-
أن الله تعالى أحل البيع وحرم نوعاً من أنواعه وهو البيع المشتمل على الربا.
الوجه الثالث:- في قوله تعالى:- (ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون).
ففي هذا أن الربا موجب لدخول النار والخلود فيها، وذلك لشناعته ما لم يمنع من الخلود مانع الإيمان ([8]).
2. الدليل الثاني من القرآن:- قوله تعالى:- (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفّار أثيم) [البقرة: 286].
وهذه الآية أيضاً تدل على تحريم الربا ويستدل بها على ذلك من أربعة وجوه هي:-
الوجه الأول:-
أنَّ الله تعالى يذهب الربا إما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه أو يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة ([9]).
وهذا يدل على تحريمه لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً كما ورد ذلك في عدة أحاديث ([10]).
الوجه الثاني:-
في قوله تعالى:- "والله لا يحب كل كفار أثيم"
فحرمانه ([11]) من محبة الله يستلزم بغضه ومقته له ([12])، وهو يدل على تحريم عمل المرابي الذي بسببه استحق غضب الله ومقته.
الوجه الثالث:-
تسميته كفاراً، أي مبالغاً في كفر النعمة بقسوته على العاجز عن القضاء، واستغلاله لما يعرض له من الضرورة بدلاً من إنظاره وتأخير دينه إلى الميسرة وإسعافه بالصدقة، أو كفاراً الكفر المخرج من الملَّة إن استحلَّه ([13]).
الوجه الرابع:-
تسميته أثيماً وهي صيغة مبالغة من الإثم، وهو كل ما فيه ضرر في النفس أو المال أو غيرهما ([14]).
3. الدليل الثالث من القرآن الكريم:- قوله تعالى:- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظْلمون ولا تُظْلمون" [البقرة: 278 – 279]. وهاتان الآيتان تدلان على تحريم الربا من عدة وجوه هي:-
الوجه الأول:-
من قوله:- "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا":-
حيث أمر الله تعالى عباده المؤمنين بتقواه نهياً لهم عمَّا يقربهم إلى سخطه ويبعدهم عن رضاه، أي خافوه وراقبوه فيما تفعلون "وذروا ما بقي من الربا" أي اتركوا ما لكم على الناس من الزيادة على رؤوس الأموال بعد هذا الإنذار ([15]).
وهذا يدل على أن الربا من أسباب سخط الله تعالى لأن الله نهى المؤمنين عنه وأمرهم بالتخلص مما بقي منه ومن خالف أمر الله تعالى فقد عرَّض نفسه للهلاك والعقاب إن لم يتب إلى الله تعالى فيتوب الله عليه.
الوجه الثاني:-
من قوله تعالى:- "إن كنتم مؤمنين":- أي بما شرع الله لكم من تحليل البيع وتحريم الربا وغير ذلك ([16]).
ومما يفهم من الآية الكريمة أن من مقتضيات الإيمان ترك الربا ([17])، وهذا يدل على تحريمه.
الوجه الثالث:-
من قوله تعالى:- "فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله":-
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن استمر على تعاطي الربا بعد الإنذار ([18])، وأذان الحرب من الله ورسوله بسبب هذه الجريمة يدل على أنها من الكبائر ([19]).
يقول الإمام القرطبي- رحمه الله-: (دلت هذه الآية على أن أكل الربا والعمل به من الكبائر) ([20]).
الوجه الرابع:-
من قوله تعالى:- "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون".
(يُتْبَعُ)
(/)
فوصَفَه بالظلم وهو ظلم محقق لأن فيه تسلط الغني على الفقير ومعلوم أن ظلم المحتاج أعظم من ظلم غير المحتاج ([21])، وقد قال تعالى في الحديث القدسي – محرماً الظلم-:"يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا" رواه مسلم ([22]).
4. الدليل الرابع من القرآن الكريم:- قوله تعالى:- "وما ءاتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما ءاتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون".
ومعنى (لا يربوا عند الله): أي لا يحكم به بل هو للمأخوذ منه، وهذه الآية تدل على تحريم الربا على القول بأنها في الربا المحرم وهو أحد الأقوال في تفسير هذه الآية ([23]).
*هذا ما تيسر من ذكر الأدلة من كتاب الله تعالى على تحريم الربا، ومَنْ تأمّل بعض ما تقدم حصل له العلم اليقيني بأنه من المحرمات التي نهى الله تعالى عنها نهياً أكيداً ورتب عليها العقوبة في الدار الآخرة، وننتقل الآن لذكر الأدلة على ذلك من سنة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ثانياً: أدلة تحريم الربا في السنة المطهرة:-
إنَّ الأحاديث في تحريم الربا كثيرة ومشهورة، وقد توعَّد الله آكل الربا بضروب من الوعيد مما يدل على عظم إثمه وفحش ضرره فقد تنوع الوعيد عليه في النصوص القرآنية – كما سبق بيانه- والأحاديث النبوية، فعدَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم المرابي من أهل الموبقات وهي أكبر الكبائر ووردت عدة أحاديث صحيحة في لعن آكل الرِّبا وموكله وكاتبه وشاهديه، ووردت عدة أحاديث في الوعيد الشديد عليه وسنذكر فيما يلي بعض هذه الأحاديث ونجملها في العناوين التالية:-
1) ما ورد من لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لآكل الربا ومن عاونه على هذا الباطل:-
- عن جابر رضي الله عنه قال:" لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء" رواه مسلم ([24]).
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله" رواه مسلم ([25]).
- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة: آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه والحالّ والمحلَّل له ومانع الصدقة، والواشحة والموستوشحة " رواه الإمام أحمد ([26]).
2. ما ورد من نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن آكل الربا وعدِّه من الموبقات:-
- عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: " نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب وثمن الدم، ونهى عن الواشمة والموشومة، وآكل الربا وموكله، ولعن المصور" رواه البخاري ([27]).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: وما هي يا رسول الله، قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" متفق عليه ([28]).
3. ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم من تقريره – في خطبته في حجة الوداع – لتحريم الربا ووضعه:-
عن سليمان بن عمرو عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول:-
" ألا إنَّ كل ربا من ربا الجاهلية موضوع، لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون، ألا وإن كل دم من دم الجاهلية موضوع، وأول دم أضع منها دم الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعاً في بني ليث فقتلته هذيل، قال: اللهم هل بلغت؟ قالوا: نعم. ثلاث مرات. قال:- " اللهم اشهد". ثلاث مرات. رواه أبو داود ومسلم نحوه ([29]).
4. ذكره صلى الله عليه وسلم لعقوبة من يظهر فيهم الربا:-
- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من قوم يظهر فيهم الربا إلا أخذوا بالسنة، وما من قوم يظهر فيهم الرشا إلا أخذوا بالرعب" رواه الإمام أحمد ([30]).
(يُتْبَعُ)
(/)
- وعن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- " يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب فيصبحوا قد مسخوا قردة وخنازير، وليصبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس فيقولون خسف الليلة بدار فلان، ولترسلن عليهم حجارة من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها، وعلى دور بشربهم، ولترسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عاداً على قبائل، وعلى دور شربهم الخمر ولبسهم الحرير واتخاذهم القينات وأكلهم الربا، وقطيعة الرحم .. " رواه الإمام أحمد مختصراً ([31]).
5. ما ورد في حديث الإسراء وغيره من ذكر عقوبة المرابي يوم القيامة:-
- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة، فانطلقا حتى أتينا على نهر من دم، فيه رجل قائم، وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة، فأقبل الرَّجل الذي في النهر، فإذا أراد الرجل أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه فردَّه حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع حيث كان، فقلت: ما هذا؟ فقال: الذي رأيته في النهر: آكل الربا ". رواه الإمام أحمد مختصراً والبخاري بهذا اللفظ ([32]).
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- " أتيت ليلة أسري بي على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا". رواه الإمام أحمد ([33]).
6.ما ورد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنه أشد من الزنا والعياذ بالله:-
- عن عبد الله بن حنظلة الراهب "مرفوعاً": " درهم ربا يأكله الرجل – وهو يعلم – أشد عند الله من ست وثلاثين زنية " رواه الإمام أحمد والدارقطني ([34]).
- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً: " الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أدنى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " رواه الطبراني ([35]).
- وعن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت على رسول الله فقال لي: ألا أنبئك بشيء من الربا؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: " الربا سبعون باباً، أدنى فجرة منها كاضطجاع الرجل أمه" ([36]).
7. ما ورد من الأحاديث الدالة على محق البركة من المال الذي رابى فيه صاحبه، وأن عاقبته إلى زوال:-
- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الربا وإن كَثُر فإن عاقبته إلى قل" رواه الإمام أحمد ([37]).
قال ابن كثير – رحمه الله -: (وهذا من باب المعاملة بنقيض المقصود) ([38]).
وقال معمر: (سمعت أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة حتى يمحق)، وقاله الثوري، وقال عبد الرزاق: قد رأيته. رواه عبد الرزاق ([39]).
8. ما ورد من إنكار الصحابة رضي الله عنهم على من تعامل بالربا أو أذن في ذلك:-
- عن سليمان بن يسار: " أن صكاك التجار خرجت فاستأذن التجارُ مروانَ في بيعها فأذن لهم، فدخل أبو هريرة – رضي الله عنه- عليه فقال له: " أذنت في بيع الربا وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشتري الطعام ثم يباع حتى يُستوفى ".
قال سليمان: فرأيت مروان بعث الحرس فجعلوا ينتزعون الصكاك من أيدي من لا يتحرج منهم" رواه الإمام أحمد ([40]).
والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وكتب الفقه والحديث والتفسير وغيرها مليئة بالنقول عن كبار العلماء من الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب وغيرهم…
وفي هذا القدر من أدلة السنة على تحريم الربا كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ([41]).
ثالثاً: دليل الإجماع على تحريم الربا:-
لقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع الأمة على تحريم الربا في الجملة وإن اختلفوا في بعض صوره، وممن نقل ذلك:-
1. الإمام النووي:- حيث يقول رحمه الله-: (أجمع المسلمون على تحريم الربا وأنه من الكبائر وقيل إنه كان محرماً في جميع الشرائع وممن حكاه الماوردي) ([42]).
2. شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:- يقول رحمه الله:- (المراباة حرام بالكتاب والسنة والإجماع) ([43]).
3. الإمام الصنعاني:- حيث قال:- (وقد أجمعت الأمة على تحريم الربا في الجملة وإن اختلفوا في التفاصيل) ([44]).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن راجع أقوال العلماء في الربا علم يقيناً أن الربا محرم مجمع عليه، فهو من المحرمات التي لا يسع جهلها…. ولا تجد أحداً من أهل العلم إلا قال لك: الربا حرام، ولا تجد باحثاً مسلماً يخشى الله إلا وهو يحكي التحريم عمن قبله.
هذا ما تيسر جمعه من أدلة تحريم الربا، وهي كما سبق تدل دلالة قطعية على ذلك لمن تأملها.
(تمت كتابة البحث عام 1417هـ)
وسوف يكون الحديث في الجزء الثاني عن آثار الربا الاجتماعية ...
-----------------------
([1]) التدابير الواقية: 47.
([2]) الربا للمودودي: 101.
([3]) جامع البيان: 3/ 103 وروى ابن أبي حاتم معناه عن ابن عباس رضي الله عنهما انظر تفسير ابن كثير: 1/ 308.
([4]) جامع البيان: 3/ 103.
([5]) جامع البيان: 3/ 103.
([6]) جامع البيان: 3/ 103، والربا خطره وسبيل الخلاص منه: 11 – 12 بتصرف وستأتي الأحاديث في ذلك.
([7]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 47.
([8]) تيسير الكريم الرحمن: 1/ 245، وجامع البيان: 3/ 105.
([9]) تفسير ابن كثير: 1/ 310. بتصرف.
([10]) انظرها في جامع البيان: 3/ 105 – 106
([11]) أي المرابي.
([12]) الفرق بين البيع والربا: 11.
([13]) الفرق بين البيع والربا: 11.
([14]) الفرق بين البيع والربا: 11.
([15]) تفسير ابن كثير: 1/ 312.
([16]) تفسير ابن كثير: 1/ 312.
([17]) التدابير الواقية من الربا: 18.
([18]) تفسير ابن كثير: 1/ 312.
([19]) التدابير الواقية: 49.
([20]) الجامع لأحكام القرآن: 3/ 364.
([21]) فقه وفتاوى البيوع: 150 –151.
([22]) صحيح مسلم بشرح النووي: 16/ 108 رقم (2577).
([23]) فتح القدير: 4/ 284 – 285.
([24]) صحيح مسلم بشرح النووي: 11/ 22 رقم (1598).
([25]) صحيح مسلم بشرح النووي: 11/ 22 رقم (1597).
([26]) المسند بتحقيق أحمد شاكر: 2/ 53 رقم (635) وفي إسناده ضعف كما ذكر ذلك الشيخ أحمد شاكر لكن الجملة الأولى منه إلى قوله: (وشاهديه) صحيحة كما في حديث مسلم السابق.
([27]) صحيح البخاري مع الفتح: 4/ 368 رقم (2086).
([28]) صحيح البخاري مع الفتح: 5/ 462 رقم (2766) وصحيح مسلم بشرح النووي: 2/ 70 رقم (89)
([29]) أبو داود: 3/ 628 رقم (3334) وصحيح مسلم بشرح النووي: 8/ 138 رقم (1218).
([30]) مرويات الإمام أحمد في التفسير: 1/ 242 – 243 رقم (508) قال أحمد البنا: لم أقف عليه لغير الإمام أحمد وسنده لا بأس به. (الفتح الرباني:15/ 70. لكن الحديث ضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير برقم (5211).
([31]) مسند الإمام أحمد: 5/ 259.
([32]) مرويات الإمام أحمد في التفسير: 1/ 238 رقم (494) والبخاري مع الفتح: 4/ 367 رقم (2085).
([33]) مرويات الإمام أحمد في التفسير: 1/ 238 رقم (496) قال ابن كثير: وفي إسناده ضعف. (تفسير ابن كثير: 1/ 309) وضعفه أيضاً الشيخ الألباني كما في الجامع الصغير رقم (133).
([34]) مرويات الإمام أحمد في التفسير: 1/ 238 رقم (495) وسنن الدارقطني: 3/ 16 رقم (48) وهو في السلسلة الصحيحة: 3/ 29 رقم (1033).
([35]) المعجم الأوسط: 7/ 158 رقم (7151) وهو في السلسلة الصحيحة: 4/ 488 رقم (1871).
([36]) السلسلة الصحيحة: 4/ 490. حيث ذكر الشيخ رحمه الله أن إسناده رجاله كلهم ثقلت وذكر أن الحديث أخرجه ابن مندة في المعرفة.
([37]) المسند بتحقيق أحمد شاكر: 5/ 283 رقم (3754) وصحح إسناده الشيح أحمد شاكر ورواه أيضاً ابن ماجة: 2/ 765 رقم (2279) وحسنه ابن حجر في الفتح: 4/ 369.
([38]) تفسير ابن كثير: 1/ 311.
([39]) مصنف عبد الرزاق: 8/ 316 رقم (15353).
([40]) المسند بتحقيق أحمد شاكر: 16/ 156 رقم (7347) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
([41]) الربا وأنواعه: 17.
([42]) المجموع شرح المهذب: 9/ 487.
([43]) مجموع الفتاوى: 29/ 418.
([44]) سبل السلام: 3/ 65.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:45 ص]ـ
وقال معمر: (سمعت أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة حتى يمحق)، وقاله الثوري، وقال عبد الرزاق: قد رأيته. رواه عبد الرزاق
جزاك الله خيرا. من الطرائف العجيبة أني سمعت أحد المحللين قبل يوم أو يومين يقول أن زخم الأزمة المالية الأمريكية بدأ منذ أربعين سنة تقريباً.
لا يعني هذا أن الربا عندهم لم يكن قبل ذلك، ولكن المقصود أن ارهاصات الأزمة التي يشاهدها العالم الآن بدأت منذ أربعين سنة أو نحو ذلك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[13 Oct 2008, 12:02 م]ـ
للعلماء نكتة لطيفة حول الآية: (إنما البيع مثل الربا). قالوا: لماذا شُبّه البيع بالربا وليس العكس، لأن المتبادر أن يقال: (إنما الربا مثل البيع)، أي يلحق الربا بالبيع في سياق تقرير إباحة و صحة التعامل بالربا. لا أذكر هذه النكتة ولكن لمع في ذهني هذا التأمل، وهو أنهم جعلوا الربا أصلاً والبيع فرعاً، إمعاناً منهم في تأكيد صحة فعلهم، فكأنهم يقولون: الربا مباحٌ أصلاً، والبيع إنما استفاد إباحته من إباحة الربا، فكيف تحرّمون الربا؟!! وبهذه الحكاية القرآنية لقولهم يظهر انتكاس الموازين عندهم، واختلال معيايير العدل لديهم إلى درجة تجعل المحرّم أصلاً والحلال تبعا ً أو فرعاً له!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خالد الباتلي]ــــــــ[14 Oct 2008, 07:22 ص]ـ
الشيخ فهد .. جزاك الله خيرا على هذا الجمع الطيب وحسن الترتيب والعرض، وأود الإشارة إلى أن الأحاديث الواردة في تعظيم الربا على الزنا معلولة لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم على التحقيق، وتعليلها من جهة السند والمتن، وهي كثيرة تقارب العشرة، وقد قرر ذلك الشيخ عبد الله الجديع في كتابه (تحرير علوم الحديث)، وأفردها بالبحث الشيخ الدكتور/ علي الصياح في بحث مستقل بعنوان (أحاديث تعظيم الربا على الزنا: دراسة نقدية) وخلص إلى هذه النتيجة.
وقد أورد الشيخ فهد منها ثلاثة:
1. عن عبد الله بن حنظلة الراهب "مرفوعاً": " درهم ربا يأكله الرجل – وهو يعلم – أشد عند الله من ست وثلاثين زنية " رواه الإمام أحمد والدارقطني
2. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً: " الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أدنى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " رواه الطبراني
3. عن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت على رسول الله فقال لي: ألا أنبئك بشيء من الربا؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: " الربا سبعون باباً، أدنى فجرة منها كاضطجاع الرجل أمه".
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Oct 2008, 02:37 م]ـ
الشيخ فهد .. جزاك الله خيرا على هذا الجمع الطيب وحسن الترتيب والعرض، وأود الإشارة إلى أن الأحاديث الواردة في تعظيم الربا على الزنا معلولة لا يصح شيء منها عن النبي صلى الله عليه وسلم على التحقيق، وتعليلها من جهة السند والمتن، وهي كثيرة تقارب العشرة، وقد قرر ذلك الشيخ عبد الله الجديع في كتابه (تحرير علوم الحديث)، وأفردها بالبحث الشيخ الدكتور/ علي الصياح في بحث مستقل بعنوان (أحاديث تعظيم الربا على الزنا: دراسة نقدية) وخلص إلى هذه النتيجة.
وقد أورد الشيخ فهد منها ثلاثة:
1. عن عبد الله بن حنظلة الراهب "مرفوعاً": " درهم ربا يأكله الرجل – وهو يعلم – أشد عند الله من ست وثلاثين زنية " رواه الإمام أحمد والدارقطني
2. وعن البراء بن عازب رضي الله عنه مرفوعاً: " الربا اثنان وسبعون باباً، أدناها مثل إتيان الرجل أمه، وإن أدنى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " رواه الطبراني
3. عن وهب بن الأسود خال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت على رسول الله فقال لي: ألا أنبئك بشيء من الربا؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: " الربا سبعون باباً، أدنى فجرة منها كاضطجاع الرجل أمه".
جزاك الله خيراً يا شيخ خالد على هذه الإضافة ... وقد ذكرت في التخريج أنها في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله .. فهي من الأحاديث التي يختلف العلماء في ثبوتها ..(/)
هل من لقاءات جديدة؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:42 م]ـ
هل سيكون هناك لقاءات علمية يشارك فيها اعضاء الملتقى على غرار ماتم في العام الماضي وخاصة في مدينة الرياض؟
وحبذا لو اعلن عنها في وقت مبكر ليسهل ترتيب الوقت للمشاركة والحضور.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2008, 04:32 ص]ـ
نعم بإذن الله، وسوف يعلن عنها في حينها.(/)
سؤال (أريد معرفة أسماء كتب وبحوث عنيت بآيات العقائد وآيات الأخلاق في القرآن الكريم)
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:00 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
أريد معرفة أسماء كتب وبحوث عنيت بآيات العقائد وآيات الأخلاق في القرآن الكريم, لأنني أريد كتابة بحث يحتاج إلى هذه المراجع, أرجو منكم مساعدتي.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2008, 12:30 م]ـ
السلام عليكم
من البحوث التي عنيت بآيات الأخلاق في القرآن:
الدستور القرآني لـ محمد عزة دروزة
موسوعة الأخلاق للدكتور أحمد الشرباصي.
دستور الأخلاق في القرآن للعلامة محمد ابن العلامة عبد الله دراز.
ومن المختصرات وليست بعيدة عن الموضوع: أخلاق حملة القرآن للآجري والنووي.
والله الموفق
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[14 Oct 2008, 07:10 م]ـ
جزاك الله الجنة يا دكتور خضر, وبالنسبة لآيات العقائد أين أجد ما يتعلق بها؟ , علما بأني قمت ببحث واسع منذ أيام ولم أصل إلى شيء؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Oct 2008, 07:31 م]ـ
مباحث الاعتقاد في التفسير كثيرة جداً فما أدري ما هي المباحث التي تريدين البحث فيها
لأن التفاسير التي فيها عناية جيدة بالعقيدة تتفاوت في تناولها لبعض مباحث الاعتقاد إسهاباً واقتضاباً بحسب ما يغلب في عصرهم من أنواع المخالفات
ومن أهم التفاسير التي أرجو أن تجدي فيها غالب ما تريدين البحث عنه في تفسير آيات الاعتقاد:
1: التفسير الكبير لا بن تيمية، ويمكنك الاستعانة بفهارس الآيات لمجموع الفتاوى طبعة العبيكان
2: الضوء المنير على التفسير لابن القيم، جمع الصالحي
3: مرويات الإمام أحمد في التفسير
4: تفسير أبي المظفر السمعاني
5: قسم التفسير من مجموع مؤلفات محمد بن عبد الوهاب (خصوصاً إذا كانت المباحث تتعلق بتوحيد الألوهية)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[14 Oct 2008, 07:37 م]ـ
1 - المعجم المفهرس لمعاني القرآن العظيم
إعداد: محمد بسام رشدي الزين
دار الفكر المعاصر - بيروت
دار الفكر - دمشق
ط 1 1416 هج = 1995 م
2 - تصنيف آيات القرآن الكريم
إعداد: محمد محمود إسماعيل
دار اللواء - الرياض
1413 هج = 1993 م
ـ[تهاني سالم]ــــــــ[17 Oct 2008, 09:19 م]ـ
شكرا جزيلا للأخوين عبد العزيز الداخل ومنصور مهران جعل الله ذلك في موازين حسناتكما.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Oct 2008, 09:56 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا، ثم هل من مؤلَّف مستقل حصر آيات الصفات خاصة، وتناولها بالتحليل والترجيح؟(/)
آثار الربا الاجتماعية ... (2) وقفة مع الآثار النفسية والجماعية ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Oct 2008, 02:19 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فهذه الحلقة الثانية من هذا الموضوع وقد سبق في الجزء الأول الحديث عن أدلة تحريم الربا في موضوع:
آثار الربا الاجتماعية ... (1) وقفة مع النصوص ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=13346)
وسوف يكون الحديث هنا عن آثار الربا الاجتماعية، وهي آثار كثيرة يتبين بها حكمة تحريم هذه المعاملة الجاهلية .. وقد ذكرت باختصار شديد هذه الآثار ولعل الإخوة الأفاضل يزيدون ما لديهم أو يتوسعون في بعض هذه الآثار:
إن الربا عمل يتنافى مع الشرع الإسلامي، إنه يقوم على الاستغلال، والمرابي لا يجعل الله في حسابه ولا يراعي المبادئ والغايات والأخلاق، وإنما الغاية عنده هي تحصيل المال بأي طريق وأية وسيلة، ويؤدي هذا إلى إنشاء نظام يسحق البشرية ويشقيها أفراداً وجماعات، دولاً وشعوباً، لمصلحة شرذمة قليلة من المرابين لا يرعون عهداً ولا ذمة لأحد من الناس ([1]).
وللربا في المجتمعات التي تتعامل به آثارٌ وخيمة على الفرد وحده وعلى المجتمع بأسره ويمكن أن نبحث في آثار الربا الاجتماعية من ناحيتين:-
الناحية الأخلاقية والنفسية، والناحية الجماعية وهي كما يلي:-
أولاً: آثار الربا من الناحية الأخلاقية والنفسية:
أنزل الله دينه ليقيم العباد على منهج العبودية الحقة التي تعرج بهم إلى مدارج الكمال، وتسموا بهم إلى المراتب العليا، وبذلك يتخلصون من العبودية ([2])، لِيقَصروا أنفسهم على عبادة رب الخلائق، ويتخلصوا بذلك من الدخن والفساد الذي يخالط النفوس في تطلعاتها ومنطلقاتها، إنّ الإسلام يريد أن يطهر العباد في نفوسهم الخافية المستورة، وفي أعمالهم المنظورة، وتشريعات الإسلام تعمل في هذين المجالين، وهذا الذي نشير إلى أنّ الإسلام يريده بنا هو الذي سمّاه القرآن التزكية والتطهير: " خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها " [التوبة: 103].
وقد أقسم الرب تبارك وتعالى في سورة الشمس أقساماً سبعة على أنّ المفلح من زكَّا نفسه، والخائب من دسَّاها:- " قد أفلح من زكاها، وقد من دساها " [الشمس: 9 –10].
والربا واحد من الأعمال التي تعمق في الإنسان الانحراف عن المنهج السوي، ذلك أنّ المرابي يستعبده المال، ويعشي ناظريه بريقُه، فهو يسعى للحصول عليه بكل سبيل، وفي سبيل تحقيق المرابي لهدفه يدوس القيم، ويتجاوز الحدود، ويتعدى على الحرمات ([3]).
والربا ينبت في النفس الإنسانية صفات ذميمة ويصرف عنه ما يحصل للمؤمنين المتقين من السعادة، وفيما يلي استعراض لأهم هذه الآثار الملاحظة على من يتعامل بالربا:-
1.الربا ينبت في النفس الإنسانية الجشع كما ينبت الحرص والبخل:-
وهما مرضان ما اعتورا نفساً إلا أفسدا صاحبها ([4]) فبالنظر إلى العمل بالربا نجد أنه يبدأ من رغبة في جمع المال منطبعاً بالأثرة والبخل وضيق الصدر والعبودية للمال والتكالب عليها… وهذا على العكس مما يأمر به الشرع الاسلامي القائم على الزكاة والصدقات وعلى الكرم والسخاء والإيثار … وغير ذلك من الصفات الشريفة ([5]).
2.الشَّره والكسل غير المريح:-
وإنَّ هذه الآفة ([6]) تظهر آثارها جلية واضحة في الشره الذي يخيم على نفوس المرابين، ويجعلهم يستغلون كل قوى غيرهم وإنتاجه في كسب يعود عليهم، فإنَّ من السَّهل على مَنْ عنده عشرة آلاف مثلاً أن يعرضها بفائدة خمسة في المائة أو ستة في المائة فيجيء إليه وهو جالس في عقر داره خمسمائة كل عام، من غير جهد ولا عمل ومن غير أن يتعرض لخسارة، إلا أن تجتاح المقترض جائحة تأكل الأخضر واليابس ولا تبقي ولا تذر… وفي غالب الأحيان قد احتاط الدائن لماله فينقض عند نكبة المدين على ما عساه يكون قد بقي من ماله…
وإنّ ذلك الكسل الذي يكون فيه الدائن ليس هو الكسل المريح، بل هو الكسل الذي يصحبه الوسواس الدائم والاضطراب المستمر لأنه قد أودع ثروته بين أيدي الناس يراقبهم، ويتتبعهم، لا ليشركهم في خسارتهم ومغارمهم كما يشركهم في كسبهم ومغانهم، بل يترقبهم ليحافظ على ماله وفائدته التي تتضاعف عاماً بعد عام .. ([7])
3. الإسراف وعدم الادخار:-
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تسهيل القرض بفائدة شجع الكثيرين على الإسراف وعدم الادخار، فإنه إذا كان يشجع على الادخار الآثم عند بعض الناس، فهو يشجع على عدم الادخار عند الآخرين، لأنه إذا كان المسرف يرى مَنْ يقرضه بالفائدة في أي وقت فإنه لا يرعوي، ولا يحسب حساب المستقبل بحيث يدخر في حاضره ما يحتاج إليه في قابله، وإن اضطرته حاجته يجد المصرف الذي يقرضه بفائدة الضامن الذي يضمنه ([8]).
4. الاضطراب النفسي المستمر:-
إن التعامل بالربا يوجد اضطراباً نفسياً مستمراً بالنسبة لآكل الربا وموكله على السواء، وإنه فوق ما يحدثه من اضطراب في النظام الاقتصادي يوجد قلقاً نفسياً مستمراً للمتعاملين، وهو بالنسبة لآكله ينبعث من جشعٍ أساسه الكسب من جهود غيره، وبالنسبة للآخر المستغل ينبعث من جشعٍ في كسبٍ ليس في مقدوره.
والجشع من طبيعته أن يحدث اضطراباً مستمراً في قلب الجاشع، وأحاسيسه ومشاعره، ولذلك قرر بعض الأطباء أنّ كثرة الأمراض التي تصيب القلب – فيكون من مظاهرها ضغط الدم المستمر أو الذبحة الصدرية أو الجلطة الدموية أو النزيف بالمخ أو الموت المفاجئ – سببها ذلك الاضطراب الاقتصادي الذي ولَّد جشعاً لا تتوافر أسبابه الممكنة… ولو اسْتُبدل بذلك النظام الاقتصادي – الذي يجعل المقرض آكلاً دائماً، والمقترض مأكولاً غارماً في أكثر الأحوال أو كثير منها – نظامٌ اقتصادي أساسه التعاون بين المقرض والمقترض في المغنم والمغرم لكان أجلب للاطمئنان وأعدل وأقوم وأهدى سبيلاً ([9]).
5. تخبط المرابي:-
قال تعالى:- " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس" [البقرة: 275].
وهذه الآية وإن كانت ـ كما يقول كثير من المفسرين ـ تتحدث عن حال المرابي عندما يقوم من قبره وأن حاله يكون كالذي يتخبطه الشيطان من المس، إلا أن النظرة المتأملة تهدينا إلى أن الحال التي يبعث عليها المرابي مناسبة للحالة التي كان عليها في الدنيا، فالجزاء من جنس العمل، فلما كان المرابي في دنياه يتخبط خبط عشواء، ويتصرف تصرفات خرقاء، كان حاله في الآخرة على الخط نفسه، قال الحرالي:-
(في إطلاقه إشعار بحالهم في الدنيا والبرزخ والآخرة، ففي إعلامه إيذان بأن آكله يُسلب عقله، ويكون بقاؤه في الدنيا بخُرْقٍ لا بعقل، يُقبل في محل الإدبار، ويدبر في محل الإقبال) ([10]).
وقد عقب البقاعي على مقال الحرالي بقوله:-
(وهو مؤيد بالمشاهدة فإنا لم نر ولم نسمع بآكل ربا ينطق بالحكمة ولا يشهر بفضيلة، بل هم أدنى الناس وأدنسهم) ([11]). ([12]).
6. الجبن والكسل:-
فالمرابي جبان يكره الإقدام، ولذلك يقول المرابون والذين ينظرون لهم: إنّ الانتظار هو صنعة المرابي فهو يعطي ماله لمن يستثمره، ثم يجلس ينتظر إنتاجه لينال حظّاً معلوماً بدل انتظاره، وهو كسول متبلد لا يقوم بعمل منتج نافع، بل تراه يريد من الآخرين أن يعملوا ثم هو يحصل على ثمرة جهودهم ([13]).
7. قسوة القلب:-
إنَّ قلوب المرابين في بعض الأحيان تكون أقسى من الحجارة:- " ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإنّ من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله " [البقرة: 74].
لقد وصف الله آكل الربا بأنه كفار أثيم في قوله:- " يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم" [البقرة: 276].
وكفار وأثيم صيغتان من صيغ المبالغة تدلان على أن المرابي بلغ الغاية في الكفر ([14]) والإثم، وذلك أن المرابي كما يقول ابن كثير- رحمه الله-:-
(لا يرضى بما قسم الله له من الحلال ولا يكتفي بما شرع له من الكسب المباح، فهو يسعى في أكل أموال الناس بالباطل بأنواع المكاسب الخبيثة فهو جحود لما عليه من النعمة، ظلوم آثم بأكل أموال الناس بالباطل) ([15]). ([16]).
وإنّ اهتمامات المرابي وتطلعاته وغاياته تدور حول أمر واحد هو مصالحه الذاتية، فلا تراه يحزن لدموع الثكالى، ولا لأنات الحزانى، ولا لأوجاع اليتامى، يرى البؤساء والفقراء، فلا يعرف من حالهم إلا أنهم صيد يجب أن تُمتص البقية الباقية من دمائهم.
ألم يصل الحال بالمرابين قساة القلوب إلى أن يستعبدوا في بعض أدوار التاريخ أولئك المعسرين الذين لم يستطيعوا أن يفوا بديونهم وما ترتب عليها من ربا خبيث؟.
(يُتْبَعُ)
(/)
8. أن أكل الربا والتغذي به من جملة موانع إجابة الدعاء:-
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
" إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:- "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً" [المؤمنون: 51] وقال تعالى:- " يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم " [البقرة: 172] ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك" رواه مسلم وأحمد والترمذي والدارمي ([17]).
فيؤخذ من هذا الحديث أن التوسع في الحرام والتغذي به من جملة موانع الإجابة…. وقد يكون ارتكاب المحرمات مانع من الإجابة أيضاً وكذلك ترك الواجبات، وعن عمر- رضي الله عنه- قال:- (بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والتسبيح)، وقال مالك بن دينار: (أصاب بني إسرائيل بلاء، فخرجوا مخرجاً فأوحى الله تعالى إلى نبيه أن أخبرهم أنكم تخرجون إلى الصعيد بأبدان نجسة وترفعون إليّ أكُفًّا قد سفكتم بها الدماء وملأتم بها بيوتكم من الحرام، الآن اشتد غضبي عليكم ولن تزدادوا مني إلا بعداً).
وقال بعض السلف: (لا تستبطئ الإجابة، وقد سددت طرقها بالمعاصي) ([18]).
ولا شك إن من أعظم المحرمات ومن أكبر الكبائر أكل الربا والتعامل به فيكون داخلاً في معنى هذا الحديث، لأن من ملء بيته من الربا وكان مطعمه ربا وملبسه ربا ومشربه الربا وغذي بالربا فقد عرض نفسه لهذه العقوبة من الله تعالى وهي عدم إجابة الدعوة.
ثانياً: آثار الربا على المجتمع بأسره:
إنه لا يكاد يختلف اثنان في أنَّ المجتمع الذي يتعامل أفراده فيما بينهم بالأثرة، ولا يساعد فيه أحد غيره إلا أن يرجو منه فائدة راجعة على نفسه، ويكون فيه عوزُ أحد ما وضيقُه وفقرُه فرصةً يغتنمها غيره للتمول والاستثمار، فتكون مصلحة الطبقات الغنية الموسرة فيه مناقضة لمصلحة الطبقات المعدمة، لا يمكن أن يقوم ويظل قائماً مثل هذا المجتمع على قواعد محكمة أبداً، ولا بد أن تبقى أجزائه مائلة إلى التفكك والتشتت في كل حين من الأحيان.
ثم إذا عاونت على هذه الوضعية الأسباب الأخرى أيضاً، لا تلبث هذه الأجزاء تتحارب وتتشابك فيما بينها.
وبالعكس من ذلك، إن المجتمع الذي يقوم بناؤه على التعاون والتناصح والتكافل ويتعامل أعضاؤه فيما بينهم بالكرم والسخاء، ولا يكاد يحس فيه أحد أن أحداً من إخوانه في حاجة إلى مساعدته، إلا سارع إلى الأخذ بيده، وعامل فيه الأغنياء إخوانهم الفقراء بالإعانة متطوعين أو بالتعاون العادل على الأقل، لا بد أن تنشأ وتنمو صعداً عواطف التحاب والتناصر والتناصح في قلوب أفراد مثل هذا المجتمع وتبقى أجزاؤه متكافلة متساندة فيما بينها ولا تتطرق إليه عوامل التنازع والتصادم الداخلي أبداً، وأن يكون أسرع كذلك إلى الرُّقي والكمال والازدهار من المجتمع الأول ([19]).
والآثار التي تظهر في المجتمع الذي يتعامل بالربا آثار كثيرة نذكر بعضها فيما يلي:-
1. فقدان التآلف وحصول الكراهية والحقد والبغض بين أفراد ذلك المجتمع:-
لا يمكن أن تقوم المجتمعات الإنسانية ما لم يترابط الناس فيما بينهم بروابط الود والمحبة القائمة على التعاون والتراحم التكافل، ومنبعُ الود والمحبة والتكافل والتعاون والتراحم الأخوةُ بين أفراد الأمة الواحدة. والأفراد في الجماعة، أو القطاع من الأمة الذين لا تؤرقهم آلام إخوانهم وأوجاعهم ومصائبهم كالعضو الأشل، الذي عدم فيه الإحساس وانقطعت روابطه بباقي الجسد.
كيف ينعم مجتمع إذا انبث في جنباته أكلة الربا الذين يقيمون المصائد والحبائل لاستلاب المال بطريق الربا وغيره من الطرق!! وكيف يتآلف مجتمع يسود فيه النظام الربوي الذي يسحق القويُّ فيه الضعيف!! كيف نتوقع أن يحب الذين نُهبت أموالهم، وسُلبت خيراتهم ناهبيهم وسالبيهم!! إنّ الذي يسود في مثل هذه المجتمعات هو الكراهية والحقد والبغضاء، فترى القلوب قد امتلأت بالضغينة، والألسنة قد ارتفعت بالدعاء على هؤلاء الذين سلبوهم أموالهم ([20]).
(يُتْبَعُ)
(/)
فالربا إذاً ينمي الضغائن والأحقاد بين الناس لعدم اقتناع المقترض بما أُخذ منه مهما كانت حاجته، ورغبته فيه ([21]) فينشأ الحقد والغضب في قلبه ضد صاحب المال، حيث يشاهده يأخذ منه ما كسبه بعرق جبينه ظلما وباطلاً بدل أن يواسيه أو يقرضه قرضاً حسناً في ظروفه الحرجة… وهذا ليس كلاماً نظرياً فحسب، بل يشهد على ذلك التاريخ ويصدقه الواقع ([22]).
وكثيراً ما يتعدى الأمر ذلك – الحقد والبغض- عندما يقوم المقترض بثورات تعصف بالمرابين وأموالهم وديارهم، وتجرف في طريقها الأخضر واليابس ([23]).
2. اختلال توزيع الثورة المؤدي إلى خلل يصيب المجتمع:-
إذا أصبح المال دولة بين الأغنياء، شقي أغنياء ذلك المجتمع وفقراؤه، والربا يركز المال في أيدي فئة قليلة من أفراد المجتمع الواحد، ويحرم منه الجموع الكثيرة، وهذا خلل في توزيع المال، وهو الذي يجعل اليهود يصرون على التعامل بالربا، ونشرِه بين العباد، كما يحرصون على تعليم أبنائهم هذه المهنة، كي يسيطروا على المال ويحوزوه إلى خزائنهم.
وهذا الخلل الذي يُحدثه الربا في المجتمعات الإنسانية - وهو خلل توزيع الثروة - داءٌ يعجز علاجه الأطباء، وقد اعترف رجال الاقتصاد في العالم الغربي بعجزهم عن علاج هذا الخلل الذي أصاب العالم الغربي، يقول أحدهم:- (إنني وقد قاربت سنَّ التقاعد، أريد أن أوصي الجيل الأصغر مني سنّاً في هذه القضية: لقد أصبحنا الآن بعد هذه الجهود الطويلة في بلبلة مستمرة، فكلنا يشقى بسبب توزيع الثروة، وتوزيع الدخل، سواء منها ما كان جزئياً، مثل قضية الفائدة والربا، أم ما كان مثل تفاوت الطبقات، تعبنا في هذا ولم نصل إلى شيء).
وهذا تصريح منه بالنتيجة الحتمية التي يصير إليها كل معرض عن هدي السماء: (لقد أصبحنا في بلبلة مستمرة) … (كلنا يشقى بسبب توزيع الثروة) …وتعبنا ولم نصل إلى شيء) ….
إنه الشقاء، شقاء الحياة الدنيا، وشقاء الآخرة أشد وأبقى " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى، قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى، وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى" [طه: 124 – 126] ([24]).
ومن ظواهر هذا الأثر تضخم المال بطريق غير مشروعة، لأنه تضخم على حساب سلب مال الفقير وضمه إلى كنوز الغني، وحسبك بهذا داءاً فتاكاً في المجتمعات وسبباً في الخصومات والعداوات… ([25])
3. تدمير الربا للمجتمعات:-
إن الربا بما يحدثه في النفوس من أمراض، وبما يوجده في الاقتصاد من بلايا، وبما يصنعه من خلل يصيب المجتمعات الإنسانية بالدمار…
وقد لعب الربا دوراً هاماً في انهيار المجتمعات، وظهور الاقتصاديات القائمة على الرق نظراً لأن القرض قبل زمن كان مضموناً بشخص المقترض نفسه إلى جانب ضمانات أخرى كانت النتيجة نزع ملكية صغار المزارعين، وتحويل عدد منهم إلى رقيق، مما أدى في النهاية إلى تركيز الملكية العقارية في أيد قلائل، هذا ما فعله الربا في الماضي، وقد استطاع الكُتَّاب الذين لم يتعمقوا في باطن الأمور أن يدركوا آثاره في تلك المجتمعات، ولكن كثيراً من هؤلاء يظنون أن الفائدة الربوية اليوم لا تحدث في المجتمعات الإنسانية ما أحدثته في تلك المجتمعات، لقد حول المرابون في القديم البشرَ إلى عبيد يعملون في المزارع التي سرقوها من أولئك العبيد، ولا يزال المرابون إلى اليوم يسعون إلى السيطرة على ثمار جهود البشر وسرقة عَرَقِهم وأموالهم.
وقد يقال إن الحال اليوم قد تغير، والفائدة أصبحت محدودة، وهي لا ترهق الأفراد ولا المؤسسات ولا الحكومات، وهذا قصور في النظر وخطل من القول، فإن فوائد البنوك الربوية وبيوتات المال في أوائل القرن لم تكن تتعدى الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة أو الستة أو السبعة في المائة على أكثر تقدير، أما اليوم فإن الفائدة التي كانت تعلنها البنوك الربوية قد بلغت (18) أو (20) في المائة، وقد بلغ الربا في بعض المعاملات في إحدى الدول في أزمة من الأزمات (800) في المائة وكان حجم الأموال التي سببت الأزمة بلغ (27) ملياراً منها (9) مليارات تراكمت بسبب الربا والذين لا يأكلون الربا كانوا أبعد الناس عن التأثر بتلك الأزمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على أن هذا البلاء لا يزال آخذاً بأنفاس الناس، ولا يزال رابضاً على قلوبهم، أن ما يسمى بدول العالم الثالث اليوم مثقلة بديون لا تستطيع صادراتها كلها أن تفي بسداد خدمة الديون الربوية ([26]).
4. عدم استخدام المواهب في نهضة البلاد واستغلال خيراتها:
فهو يربي الإنسان على عدم استخدام مواهبه التي أنعم الله بها عليه في العمل النافع والإنتاج المثمر، فيقعد عن العمل والسعي في الأرض وإذا وجد أن إيداعه لنقوده في بنك مثلاً يمكنه من الأكل من ربحها، فيفعل ذلك ويترك العمل ويصبح عضواً فاسداً في المجتمع حيث أفسد تعامله بالربا خلقه وشعوره تجاه أخيه فتفسد بذلك حياة الجماعة… ([27])
5. التعامل بالربا يؤدي إلى خَلْق طبقة مترفة لا تعمل:-
حيث تعتمد هذا الطبقة على ما يعود لها من الأرباح الربوية، فتتعطل المكاسب والتجارات والحرف والصناعات التي لا تنتظم مصالح العالم إلا بها، إذ من يحصل على درهمين بدرهم كيف يتجشم مشقة كسب أو تجارة ([28]).
6. استغلال حاجة المحتاجين:-
فالربا يستغل حاجة المحتاجين ويلحق بهم الكثير من الأضرار دون اختيار منهم ([29])، فالمجتمع الذي يتعامل بالربا مجتمع منحل، متفكك لا يتساعد أفراده فيما بينهم، ولا يساعد أحد غيره إلا إذا كان يرجو من ورائه شيئاً ([30]).
7. الربا يلغي معاني الفضيلة:-
فهو يلغي معاني الفضيلة، والتعاون على البر والتقوى ([31])، فالمرابي الذي قد أعشى نظره بريقُ المال لا يعرف إلا مصالحه وهو يبغض كل ما يؤدي إلى انقطاع أرباحه الربوية، وبهذا تتربى عنده تلك الخصال الذميمة من الشَّره والبخل والكسل والجبن هي مضادة تماماً لمعاني الفضيلة من الكرم والشجاعة والتعاون وحب الخير لعموم المسلمين.
8. انقطاع المعروف بين الناس من القرض:-
لعل من الحكم في تحريم الربا أنه يؤدي إلى انقطاع المعروف والإحسان الذي في القرض، إذْ لو حَلَّ درهم بدرهمين ما سمح أحد بإعطاء درهم بمثله ([32]).
9. أنه وسيلة الاستعمار:-
يقول السيد سابق رحمه الله:- (وهو وسيلة الاستعمار، ولذلك قيل: الاستعمار يسير وراء تاجر أو قسيس، ونحن قد عرفنا الربا وآثاره في استعمار بلادنا) ([33]).
هذه بعض الآثار التي تظهر في ذلك المجتمع الذي يتعامل بالربا، وهذا بعض ما يلاقيه من استبدل أوامر الله تعالى ومنهجه السوي بغيره من المناهج الأرضية ولو التزم الناس بأوامر دينهم التي منها ترك الربا وتحريمه، لعاشوا حياة سعيدة بعيدة عن الشقاء والضرر، ولكن الله سبحانه جعل السعادة لأهل الإيمان، والشقاء لمن أعرض عن الله وعن ذكره، والله المستعان.
والله أعلم
(تمت كتابته عام 1417هـ وهو بحاجة إلى زيادة تحرير)
14/ 10/1429هـ
--------------------
([1]) الربا وخطره وسبيل الخلاص منه: 29.
([2]) أي عبودية البشر.
([3]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 101 – 102.
([4]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 102.
([5]) الربا وخطره وسبيل الخلاص منه: 29 – 30. وانظر أيضاً الربا أضراره وآثاره: 52.
([6]) أي آفة الربا وهي آفة اجتماعية واقتصادية.
([7]) تحريم الربا تنظيم اقتصادي: 14 – 15.
([8]) السابق: 17.
([9]) تحريم الربا تنظيم اقتصادي: 18 – 19. والربا وأثره على المجتمع الإنساني: 104 - 105.
([10]) تفسير القاسمي: 3/ 701.
([11]) السابق.
([12]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 107 –108.
([13]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 102 – 103. وقد تقدم أن هذا الكسل تصحبه آثار أخرى من الاضطراب وغيره مما يجعل المرابي ليس مرتاحاً في حياته.
([14]) سبق المراد بالكفر هنا.
([15]) تفسير ابن كثير: 1/ 312.
([16]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 108 –109.
([17]) مسلم بشرح النووي: 7/ 88 رقم (1015) والترمذي: 8/ 174 رقم (2992) وأحمد: 2/ 2328. والدارمي: 2/ 210 رقم (2720).
([18]) جامع العلوم والحكم: 1/ 275 – 277. وفيه الآثار عن عمر ومالك بن دينار وبعض السلف.
([19]) الربا للمودودي: 50 –51.
([20]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 108 – 109.
([21]) الاقتصاد الإسلامي: 85.
([22]) التدابير الواقية: 90 –91.
([23]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 109 –110.
([24]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 111 – 114. بتصرف. والربا خطره وسبيل الخلاص منه: 30.
([25]) تيسير العلام: 2/ 198.
([26]) الربا وأثره على المجتمع الإنساني: 114 – 118. بتصرف.
([27]) الربا خطره وسبيل الخلاص منه: 30.
([28]) فقه وفتاوى البيوع: 154. ومن محاسن الدين الإسلامي: 81.
([29]) الاقتصاد الإسلامي: 85.
([30]) الربا أضراره وآثاره: 52.
([31]) الاقتصاد الإسلامي: 85.
([32]) فقه وفتاوى البيوع: 154. ومن محاسن الدين الإسلامي: 81.
([33]) فقه السنة: 3/ 157.(/)
مصطلح سَيفُ خَطيب عند الألوسي
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 Oct 2008, 02:51 م]ـ
هذا موضوع قديم نوعا ما يفيد المعتنين بتفسير الألوسي رحمه الله
سَيفُ خَطيبٍ) .. المصطلح النحويُّ المفقود!
صهيب بن محمد خير يوسف
مقالات للكاتب
تاريخ الإضافة: 11/ 06/2008 ميلادي - 8/ 6/1429 هجري
زيارة: 740
• الآلُوسِي:
محمود بن عبد الله الحسيني الآلوسيّ، شهاب الدين، أبو الثناء، ونسبته إلى ألوس؛ وهو اسم رجُل سمّيت به بلدة على الفرات. فقيهٌ حنفيٌّ مجتهد، ومفسرٌ متبحِّر. كان شيخ العلماء في العراق، جمع كثيراً من العلوم، وقد كان أديباً ونسيجاً وحدَه في النثر وقوة التحرير وغزارة الإملاء وجزالة التعبير .. وكان يقول: "ما استودعتُ ذهني شيئاً فخانني، ولا دعوت فكري لمعضلة إلاّ وأجابني"!
• روح المعاني:
وقد ترك الآلوسيُّ - يرحمه الله - ثروةً علميةً كبيرةً نافعة، بيدَ أنه يأتي على رأس هذه المؤلفات كتابهُ (روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني)، الذي أفرغ فيه وسعَه وبذل مجهوده.
ومن أهمّ ما يمتاز به (روح المعاني) الاستطرادُ في الكلام في الصناعة النحْوية، والتوسع إلى حدٍّ يكاد يخرج به عن وصفِ كونهِ مفسراً! .. ولا يكاد يخلو موضع في كتابه من هذا الاستطراد والتوسع في النحو والإعراب.
وقد أدليت بدلوي في بحر هذا التفسير، فكان من الدرر التي التقطتُها مصطلحٌ جمع بين الندرة والغرابة، ولم يتكرر في كتابه إلاّ في تسعةٍ وعشرين (29) موضعاً، ألا وهو مصطلح (سَيفُ خَطِيبٍ).
• السيف المفقود!:
(سَيفُ خَطِيبٍ) مصطلحٌ خاصّ تتمازج فيه الصبغتانِ النحويةُ والبلاغية، ولا يخلو من إبهام، ويحيطُ الغموضُ بمحاولات اكتشاف أبعاده من خلال استخداماتٍ قديمة مشابهة وإشاراتٍ تراثية مفتاحية ..
وقد نعتّهُ بالـ (مفقود) في عنوان البحث لأني لم أعثر له على أثرٍ في مظانّه عند أحدٍ غير الآلوسي، بدءًا بكتب النحو واللغة والأدب، ثم التفسير والفقه والتاريخ ... استنتجت ذلك بعد البحث الإلكتروني في آلاف الكتب التي تحويها موسوعات (التراث)، بالإضافة إلى البحث في بعض الكتب المطبوعة، وفي الشابكة (الإنترنت) .. حتى خرجت أخيراً بنتيجة أن المصطلح مفقود منذ القِدم ولم يستخدمه فيما بين أيدينا من المؤلفين غيرُ الآلوسي. وفقدانه هنا بمعنى انعدام معرفتنا به أو استخدامه حديثاً. والله تعالى أعلم.
• قد .. وقَد؟:
وقد يكون (سَيفُ خَطِيبٍ) مستخدَماً لدى علماء النحو ممن تتلمذ عليهم قديماً ولم نعرفهم من البصريين والكوفيين في نَواحٍ من العراق، ثم استُبدل بغيره أو أهمِل؛ كبعض المصطلحات التي لا تلقى قبولاً لدى المهتمين، قدمائهم والمعاصرين.
ولا يُستبعد أن يكون مصطلحاً من اختراع الآلوسيّ وصناعتِه، لأحد سببين:
1 - اجتهاداً منه في تسمية بعض أحرف الزيادة بغير أسمائها؛ احتراماً لكلام الله تعالى وتنْزِيهاً له من أن يكون فيه أحرف للزيادة الصِّرفة.
2 - أو لنظرةٍ بلاغية خاصة يقصد منها معنًى (بلاغيًّا) يختلف في كلّ مرة بحسب السياق، وهذه النظرة البلاغية تدعم وتضاف إلى المعنى النحوي وهو الزيادة.
ولو وصل إلينا تراث الآلوسي كاملاً فلربما استطعنا من خلاله معرفة المزيد حول هذا المصطلح، ولكن الكثير من تراثه مفقود ولم نظفر إلا بالقليل منه.
• شرح الآلوسي لهذا المصطلح:
وقد فسر الإمام الآلوسي هذا المصطلح في حاشيته على قطر الندى (ص 58) بأنّ معناه: "الزيادة". وهو شرح مختصر يتعلق بالمعنى النحويّ فقط. كما أنه لم يذكر معنى مصطلحه هذا في تفسيره .. بشكل من الأشكال.
... وما علينا إلاّ أن نستنتج بعض الأمور:
• تداعيات:
- يتبادر إلى الذهن عند سماع (سيفُ خطيب) استخدامُ الخطباء للسيوف قديماً وأسباب هذا الاستخدام ... والأخبار في ذلك قليلة أيضاً .. منها خبر (قَسّ بنِ ساعِدَة) إذ قيل: إنه أول من علا على شَرَفٍ وخطب عليه، وأول من قال في كلامه أما بعد، وأول من اتكأ عند خطبته على سيف أو عصا.
- وقد نأخذ من التلويح بالسيف وهزّهِ يمنةً ويسرةً عند الحماس أو التهديد، مرة بعد مرة، معنًى بارزاً بين المعاني التي استخدمها الآلوسي هنا، وهو التأكيد في سياق النفي. ويدعم ما ذُكر رفعُ الإصبع في التشهد وغيره، وتحريك الإصبع واليد إذا أراد المتحدث تأكيد النفي عند الكلام بشكلٍ عامّ، وفي الخطب بشكل خاص.
(يُتْبَعُ)
(/)
- كما يتبادر إلى الذهن كتاب (سيفُ الخطيبِ) لأبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعرّي، وقد وصفه صاحب كشف الظنون (ص1017 – بيروت: دار إحياء التراث العربي) بأنه: في أربعين كراسة، ويشتمل على خُطب السَّنَة.
وهنا نتساءل: هل سيف الآلوسي مقتبس من سيف المعرّي؛ وبخاصةٍ أنّ وفاة المعريّ كانت سنة 449هـ، أي قبل وفاة الآلوسي بثمانمائة سنةٍ وتزيد؟
وليبقَ التساؤل مطروحاً .. فقد وجدت أنّ هذا الكتاب لا يكاد يُذكَر عند الدارسين والمترجمين لأبي العلاء، إلاّ في كتب الفهارس، ككتاب كشف الظنون المذكورِ آنفاً، ولم أجدْ له ذكراً في بعض فهارس المكتبات، فغلب على الظن أنه مازال مخطوطاً.
• هذا البحث:
ولا يزيد عملي في هذا البحث المختصر على جمع المادة، وتبيين مواطنها ... وأرجو أن يكون بداية لبحوث أخرى موسعة في هذا المصطلح المفقود ..
ولي في كل موضع ترتيبٌ، هو:
1 - ذِكر رقم الموضع.
2 - ثم الآية أو جزءٍ منها.
3 - ثم الشاهد منها.
4 - ثم كلام الآلوسي الذي يتضمن ذكرَ المصطلحِ في مادةِ البحث.
5 - ثم أعمدُ في آخر كلِّ موضعٍ إلى إعراب الشاهد من كتابٍ مبسّطٍ معاصر، وهو (إعراب القرآن الكريم الميسر)، لمؤلفه الدكتور محمد الطيب الإبراهيم، حتى يتضح الإعراب وليكتمل المراد.
• المواضع التي استخدم فيها الإمام الآلوسيُّ مصطلح (سيفُ خطيبٍ) في كتابه روح المعاني:
• الموضع الأول، في تفسيره لقوله تعالى:
{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.سورة الفاتحة/7.
الشاهد: {لاَ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
وهو [يعني: لا] "سيفُ خطيبٍ" أتى بها لتأكيد ما في (غير) من معنى النفي.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: لا: زائدة لتوكيد النفي. ص1
• الموضع الثاني، في تفسيره لقوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}. سورة البقرة/26.
الشاهد: {مَا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (ما) اسم بمعنى شيء يوصف به النكرة لمزيد الإبهام ويسد طرق التقييد، وقد يفيد التحقير أيضا كأعطه شيئاً (ما)، والتعظيم كـ: (لأمرٍ "ما" جدَعَ قصير أنفه)، والتنويع كأضربه ضرباً (ما)، وقد تجعل "سيفَ خطيبٍ". والقرآن أجلّ من أن يلغى فيه شيء. وبعوضة إما صفة لما أو بدل منها أو عطف بيان إن قيل بجوازه في النكرات أو بدل من (مَثلاً) أو عطف بيان له إن قيل (ما) زائدة أومفعول ....
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: ما: الإبهامية، وهي إذا اقترنت باسم نكرة زادته شيوعاً وإبهاماً، وهي نكرة تامة بمعنى شيء، صفة لمثلاً، في محل نصب. ص5.
• الموضع الثالث، في تفسيره لقوله تعالى:
{لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ}. سورة البقرة/233.
الشاهد: الباء في {بِوَلَدِهَا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
ولك أن تجعل فاعل بمعنى فعل والباءَ "سيفَ خطيبٍ"، ويكون المعنى: لا تضر والدةٌ ولدَها بأن تسيء غذاءه وتعهُّدَه وتفرطَ فيما ينبغي له وتدفعه إلى الأب بعدما ألفها، ولا يضر الوالد ولده بأن ينزعه من يدها أو يقصر في حقها فتقصر هي في حقه.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بولدها: متعلقان بتضار، والباء سببية، ها: مضاف إليه. ص37.
• الموضع الرابع، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}. سورة آل عمران/154.
الشاهد: "مِن" في قوله: {مِن شَيْءٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (مِن) الثانية "سيف خطيبٍ"، و (شيء) في موضع رفع على الابتداء، وفي خبره -كما قال أبو البقاء- وجهان، أحدهما (لنا) فمن الأمر حال، والثاني (من الأمر) فلنا تبيين، وبه تتم الفائدة.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، شيء: مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه مبتدأ. ص70.
• الموضع الخامس، في تفسيره لقوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
{مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}. سورة المائدة/103.
الشاهد: "مِن" في قوله: {مِن بَحِيرَةٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
ومعنى (ما جعلَ): ما شرع، ولذلك عدى إلى مفعول واحد وهو (بحيرة) ... و (من) "سيفُ خطيب" أتي بها لتأكيد النفي.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، بحيرة: مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ على أنه مفعول به. ص124.
• الموضع السادس، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ}. سورة الأنعام/53.
الشاهد: الباء في قوله تعالى: {بِأَعْلَمَ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
والباء الأولى "سيفُ خطيبٍ" والثانية متعلقة بأعلم.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بِـ: جارٌّ زائد، أعلمَ: مجرور لفظاً بالفتحة للوصفية ووزن الفعل، منصوب محلاًّ خبر ليس. ص134.
• الموضع السابع، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوهُمْ قَآئِلُونَ}. سورة الأعراف/4.
الشاهد: {مِن قَرْيَةٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
وكم: خبرية للتكثير في محل رفع على الابتداء، والجملة بعدها خبرها، ومِن "سيف خطيب"، وقريةٍ: تمييز ويجوز أن يكون محل كم نصباً على الاشتغال ..
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: من قرية: في محل نصب على التمييز. ص151.
• الموضع الثامن، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}. سورة الاعراف/94.
الشاهد: {مِن نَّبِيٍّ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ) إشارة إجمالية إلى بيان أحوال سائر الأمم المذكورة تفصيلاً، وفيه تخويف لقريش وتحذير، ومِن "سيف خطيب" جيء بها لتأكيد النفي.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، نبيٍّ: مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ مفعول به. ص162.
• الموضع التاسع، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. سورة الأعراف/174.
الشاهد: الواو في {وَلَعَلَّهُمْ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
وأيًّا ما كان؛ فالواو ابتدائية كالتي قبلها، وجوِّز أن تكون عاطفة على مقدر، أي ليقفوا على ما فيها من المرغبات والزواجر أو ليظهر الحق، ولعلهم يرجعون، وقيل إنها "سيف خطيب".
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: و: عاطفة .... ص173.
• الموضع العاشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. سورة هود/16.
الشاهد: {ما}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
.. وخرّجه صاحب اللوامح على أن (ما) "سيفُ خطيب" ...
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: و: عاطفة، باطل: خبر مقدم، ما: موصول ساكن أو نكرة موصوفة في محل رفع مبتدأ مؤخر. ص223.
• الموضع الحادي عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً}. سورة الإسراء/2.
الشاهد: {مِن}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (من) "سيف خطيبٍ"، ودون بمعنى غير، وقد صرح بمجيئها كذلك في غير موضع، وهي مفعول ثانٍ لتتخذوا، و (وكيلاً) الأولُ، وجوز أن تكون مِن تبعيضية واستظهر الأول، والمراد النهي عن الإشراك به تعالى.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: من دون: متعلقان بـ تتخذوا لتضمنه معنى تتخذوا، أو بوكيلاً، أو بمفعولٍ ثانٍ لتتخِذوا؛ أيْ إلهاً. ص282.
• الموضع الثاني عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}. سورة الإسراء/14.
الشاهد: الباء في {بِنَفْسِكَ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: (كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) من جملة مقول القول المقدر، وكفى فعلٌ ماضٍ، وبنفسك فاعله، والباء "سيف خطيب"، وجاء إسقاطها ورفع الاسم كما في قوله: "كَفَى الشَّيْبُ والإسْلامُ للمرءِ نَاهِيَا"، وقوله "ويُخْبِرُني عن غَائِبِ المَرْءِ هَدْيُه * كَفَى الهَدْيُ عمَّا غَيَّبَ المَرْءُ مُخبرا".
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بـ: جارٌّ زائد، نفسـ: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ، ـكَ: مضاف إليه. ص283.
• الموضع الثالث عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً}. سورة الإسراء/59.
الشاهدان: الباء في {بِالآيَاتِ}، وفي {بِالآيَاتِ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
ونصب (تخويفاً) على أنه مفعول له، وجوزَ أن يكون حالاً؛ أي مخوِّفينَ، والباء في الموضعين "سيفُ خطيبٍ"، و (الآيات) مفعول نرسلُ، أو للملابسة؛ والمفعول محذوف ... وقيل إنها للتعدية.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بالآيات: متعلقان بمحذوف حال من مفعول نرسلُ المقدر، أي: نرسل نبيًّا مؤيَّداً بالآيات، أو الباء حرف جر زائد؛ الآيات مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ مفعول به. ص288.
• الموضع الرابع عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً}. سورة الإسراء/89.
الشاهد: {مِن}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (مِن) لابتداء الغاية، وجوّز ابن عطية أن تكون "سيفَ خطيبٍ"، فكُلّ هو المفعول وهذا مبني على مذهب الكوفيين والأخفش لأنهم يجوزون زيادة من في الإيجاب دون جمهور البصريين.
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: من كلّ: متعلقان بنعت لمفعول محذوف؛ أي صرفنا عبرة من كل مثل، مثَل: مضاف إليه. ص291.
• الموضع الخامس عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً}. سورة الكهف/54.
الشاهد: {مِن}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا) كررنا وأوردنا على وجوهٍ كثيرة مِن النظم (فِي هَذَا الْقُرْآنِ) الجليلِ الشأن (للناسِ) لمصلحتهم ومنفعتهم (مِن كُلِّ مَثَلٍ) أي: كلَّ مَثلٍ؛ على أن من "سيفُ خطيب" على رأي الأخفش والمجرور مفعول (صرّفنا)، أو: مثلاً من كل مثل؛ على أن من أصلية والمفعول موصوف الجار والمجرور المحذوف ...
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: للناس، من كل: متعلقان بـ: صرفنا، مثل: مضاف إليه. ص300.
• الموضع السادس عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى}. سورة طه/13.
الشاهد: اللام في {لِمَا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
قال في إعرابه لحرف اللام: " ... وقيل هي "سيفُ خطيب" فلا متعلق لها كما في (ردفَلكم) وما موصولة .. ".
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: لـ: للجر، ما: موصول ساكن؛ متعلقان باستمعْ. ص313.
• الموضع السابع عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}. سورة طه/78.
الشاهد: {بِجُنُودِهِ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ) أي تبعهم ومعه جنوده؛ على أن أتبع بمعنى، وهو متعدٍّ إلى واحد والباء للمصاحبة والجار والمجرور في موضع الحال؛ ويؤيد ذلك أنه قرأ الحسن وأبو عمرو في رواية (فاتبعهم) بتشديد التاء، وقرئ أيضاً (فاتبعهم فرعون وجنوده)، ....... وعن الأزهري: أن المفعول الثاني جنوده، والباء "سيف خطيب"، أي أتبعهم فرعون جنودَهُ وساقهم خلفهم فكان معهم يحثهم على اللحوق بهم ..
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: بجنوده: متعلقان بـ أتبعهم، ـه: مضاف إليه. ص317.
• الموضع الثامن عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي}. سورة طه/93.
الشاهد: "لا" في {أَلاَّ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
(ألاّ تتبعنِ) أي تتبعني؛ على أن (لا) "سيف خطيب"، كما في قوله تعالى (مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ)، وهو مفعول ثانٍ لمنع وإذ متعلق بمنع وقيل: بتتّبعَنِ ..
وقال مؤلف إعراب القرآن الكريم الميسَّر: أنْ: ناصبة، لا: زائدة ... ص318.
• الموضع التاسع عشر، في تفسيره لقوله تعالى:
{مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ}. سورة الأنبياء/2.
الشاهد: "مِن" في {مِن ذِكْرٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ): من طائفة نازلة من القرآن تذكّرهم أكملَ تذكير وتبيّن لهم الأمر أتمّ تبيينٍ كأنها نفس الذِّكر، و (مِن) "سيفُ خطيبٍ" وما بعدها مرفوعُ المحلِّ على الفاعلية، والقول بأنها تبعيضيَّة بعيدٌ.
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارّ زائد، ذِكر: مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ فاعل يأتيهم. ص322.
• الموضع العشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ}. سورة الأنبياء/95.
الشاهد: {لاَ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
... ونقله أبو حيان عنه؛ لكنه قال إن الغرض من الجملة على ذلك إبطال قول من ينكر البعثَ وتحقيق ما تقدم من أنه لا كفران لسعي أحدٍ وأنه يجزي على ذلك يوم القيامة، ولا يخفى ما فيه. وقال أبو عتبة: المعنى وممتنعٌ على قرية قدرنا هلاكها أو حكمنا به رجوعُهم إلينا؛ أي توبتُهم؛ على أنّ (لا) "سيف خطيب" مثلها في قوله تعالى: (ما مَنعكَ ألاّ تسجُدَ) -في قول- وقيل: (حرامٌ) بمعنى واجب ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: لا: نافية أو زائدة. ص330.
• الموضع الحادي والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}. سورة الأنبياء/97.
الشاهد: الواو في {وَاقْتَرَبَ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
... وقيل جواب الشرط (اقترب) والواو [في: وَاقْتَرَبَ] "سيفُ خطيبٍ"، ونقل ذلك في مجمع البيان عن الفراء، ونقل عن الزجّاج أن البصريينَ لا يجوزون زيادة الواو وأن الجواب عندهم قولهُ تعالى (يا وَيْلَنا)، أي القول المقدر قبله؛ فإنه بتقدير: قالوا يا ويلنا ..
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: وَ: استئنافية، حرامٌ: خبر مقدّم. ص330.
• الموضع الثاني والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}. سورة الأنبياء/104.
الشاهد: اللام في {لِلْكُتُبِ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
.. واللام -على هذا- قيل متعلقة بطَيِّ، وقيل "سيفُ خطيب" ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: للكُتب: متعلق بطيّ. ص348.
• الموضع الثالث والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}. سورة الحج/71.
الشاهد: {مِن نَّصِيرٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (مِن) في قوله تعالى (مِن نصيرٍ) "سيفُ خطيبٍ"، والمراد نفيُ أن يكون لهم بسبب ظلمهم من يساعدهم في الدنيا بنصرةِ مذهبهم وتقرير رأيِهم ودفع ما يخالفه، وفي الآخرة بدفع العذاب عنهم ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارّ زائد، نصير: مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ. ص340.
• الموضع الرابع والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ}. سورة المؤمنون/36.
الشاهد: اللام في {لِمَا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
واللام "سيف خطيب"، وأُيّدَ بقراءة ابن أبي عبلة (هَيْهاتَ هيهاتَ ما تُوعَدونَ) بغيرِ لام، ورُدَّ بأنها لم تُعهد زيادتُها في الفاعل.
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: لِـ: زائدة، ما: مصدري أو موصول ساكن محله القريب الجر باللام ومحله البعيد رفع فاعل هيهات. ص344.
• الموضع الخامس والعشرون:
{مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ}. سورة المؤمنون/43.
الشاهد: {مِنْ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا): أي ما تتقدم أمة من الأمم المهلكة الوقتَ الذي عُيّن لهلاكهم، فمِن "سيف خطيبٍ" جيء بها لتأكيد الاستغراق المستفاد من النكرة الواقعة في سياق النفي. وحاصل المعنى: ما تهلك أمة من الأمم قبل مجيء أجلها (وما يستأخِرون) ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: جارٌّ زائد، أمة: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ. ص345.
• الموضعان: السادس والعشرون والسابع والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ}. سورة النور/2.
الشاهد: الفاء في قوله تعالى: {فَاجْلِدُوا}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
والفاء في قوله تعالى (فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ) سببيّة، وقيل "سيف خطيب" وذهب الفراء والمبرد والزجاج إلى أن الخبر جملة (فاجلدوا) .. إلَخ. والفاء في المشهور لتضمن المبتدأ معنى الشرط، إذ اللام فيه وفيما عطف عليه موصولة؛ أي التي زنت والذي زنى فاجلدوا .. إلخ. وبعضهم يجوز دخول الفاء في الخبر إذا كان في المبتدأ معنًى يستحق به أن يترتب عليه الخبر وإن لم يكن هناك موصول كما في قوله (وَقَائِلَةٍ خَوْلاَنُ فَانْكِحْ) ...
... حتى يصل إلى قوله:
ونقل عن الأخفش أنها "سيف خطيبٍ"، والداعي لسيبويه على ما ذهب إليه ما يفهم من الكتاب، كما قيل من أنّ النهج المألوف في كلام العرب إذا أريد بيان معنًى وتفصيله؛ اعتناءً بشأنه، أن يذكر قبله ما هو عنوان وترجمة له وهذا لا يكون إلاّ بأن يبنى على جملتين؛ فما ذهب إليه في الآية أولى لذلك مما ذهب إليه غيره ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: فـ: فصيحة، وخبر (الزانيةُ) محذوف؛ أي: فيما يتلى عليكم حكْمها. ص350.
• الموضع الثامن والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. سورة النور/21.
الشاهد: "مِن" في قوله تعالى: {مِنْ أَحَدٍ}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
و (مِن) في قوله تعالى: (منكم) بيانيّة، وفي قوله سبحانه: (مِن أحدٍ) "سيف خطيبٍ" و (أحدٍ) في حيز الرفع على الفاعلية على القراءة الأولى، وفي محل النصب على المفعولية على القراءة الثانية، والفاعل عليها ضميره تعالى أي ما زكى الله تعالى منكم أحدا (أبداً) ...
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: مِن: زائدة للجر، أحد: فاعل مجرور لفظاً مرفوع محلاًّ. ص352.
• الموضع التاسع والعشرون، في تفسيره لقوله تعالى:
{مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ}. سورة الأحزاب/4.
الشاهد: {مِن}.
- قال الآلوسي في روح المعاني:
والجَعْلُ بمعنى الخَلْق، و (مِن) "سيفُ خطيب".
وفي إعراب القرآن الكريم الميسَّر: جارّ زائد، قلبين: مجرور لفظاً بالياء لأنه مثنى والنون مقابل التنوين في المفرد منصوب محلاًّ مفعول به. ص418.
• الخاتمة:
تبين لنا من خلال الحصر السابق لمواضع هذا المصطلح، أنه لا يتعدى ما سأبينه في البيان التالي، أما معانيها فمتنوعة، بحسب السياق التي وردت فيه، وإن كان المعنى الغالب هو أنها من أحرف الزيادة، وكثيراً ما يتعلق المعنى فيها بسياق النفي:
م سيفُ خطيبٍ
1 مِن
2 بِ
3 لِ
4 لا
5 ما
6 وَ
• شكر:
أحمد الله وأشكره على ما أنعَم من إنجازٍ لهذا البحث المتواضع، ثم أتوجه بالشكر الجمّ لوالدي الكريم المؤلف المحقق المدقق الأستاذ/ محمد خير رمضان يوسف، لاقتراحه عليّ البحثَ في هذا الموضوع الممتع، بعدَ أن صادف هذه الكلمة أكثر من مرة في أثناء انشغاله بتأليف كتابه في تفسير القرآن الكريم .. وهذا ثقة منه بالعبد الفقير. كما أشكر لكلّ من راجع هذا البحث وأبدى ملحوظاته.
... والحمد لله العليِّ الكبير.
• أهم مراجع البحث:
1 - إعراب القرآن الكريم الميسَّر/ أ. د. محمد الطيب الإبراهيم. بيروت: دار النفائس، ط2، 1423هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني/ للعلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود الألوسي البغدادي، المتوفى سنة 1270هـ، مفتي بغداد ومرجع أهل العراق. قرأه وصححه محمد حسين العرب بإشراف هيئة البحوث والدراسات في دار الفكر. بيروت: دار الفكر، 1414هـ.
المصدر:
http://www.alukah.net/articles/1/2910.aspx
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 Oct 2008, 03:03 م]ـ
تعليقات الزوار:
1 - من الغرائب
الحميري اليماني - اليمن - 13/ 06/2008 04:02 AM
قرأت بحثك أيها الكاتب الكريم
وأستغرب
فهذا المصطلح الذي قلت إنه مفقود
هو شائع مشهور في كتب المصنفين اليمانيين
والعبارة ضبطها الصحيح:
(سِيف خطيب) بكسر السين من سِيف،
ومعناها حد الشيء وناحيته، ومنها: سِيف البحر: وهو الشاطئ ..
ولا شأن للسيوف من قريب ولا بعيد بالعبارة،
ولا بمن يخطب متكئاً على سيف ... الخ ..
معذرة إن كنت قاسيا ولكنها الغيرة على العلم
والسلام عليكم
***********
2 - معنى المصطلح
العلمي حدباوي - الجزائر - 13/ 06/2008 07:52 AM
الأستاذ الكريم صهيب بن محمد خير يوسف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد أن فهمت الفكرة العامة لبحثك ظهر لي أن هذا المصطلح: سيف خطيب، هو تعبير بديل عن كلمة "تُكأة"، والسيف للخطيب كذلك تُكأة، إلا أن الحروف المذكورة على أنها سيف خطيب هي تكأة معنوية، يستعين بها الخطيب وهو يرتجل ويستعين بالذاكرة على إعطاء الفرصة لنفسه حتى يهيء ما يصل به الكلام، ويسترسل به في التبليغ، وكلمة تكأة هذه أخذتها من تعريف بعضهم للاتباع وهو أحد أساليب العرب القديمة، حين قالوا عنه أنه تُكأة، وإذا تأملت الاتباع وما فيه من معان كالتأكيد، وكافتقاد الكلمة الثانية منه للمعنى وغيرها، هذا وغيره يؤكد مبدئيا على أن مصطلح سيف خطيب المقصود منه أن الحرف المسمى بذلك هو تكأة يستعين بها الخطيب على وصل الكلام بعضه ببعض، وعلى تأكيد المعنى ... وغير ذلك.
***********
3 - شكر
د. يحيى مير علم - دولة الكويت - 15/ 06/2008 11:04 AM
الأستاذ الفاضل صهيب بن محمد خير يوسف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سعدت بقراءة بحثكم الموسوم بـ (سَيفُ خَطيبٍ) .. المصطلح النحويُّ المفقود!
وأفدت منه، شكر الله لكم، لدي تساؤل هل أنتم متأكدون من دقة عدد مرات
وقوع عبارة (سيف خطيب) في قولكم " ولم يتكرر في كتابه إلاّ في تسعةٍ وعشرين (29) موضعاً، ألا وهو مصطلح (سَيفُ خَطِيبٍ). "
أرجو إعادة النظر، والتثبت من هذا الأمر، وذلك لأنني وجدت
الموسوعة الشاملة www.islamport.com
تحيل على 52 موضعاً، بزمن قدره 5,340 ثانية، وكررت البحث مرة ثانية فأعطى النتيجة نفسها بزمن قدره 5,660 ثانية، وفي وسعك أنت وجميع القراء التأكد من ذلك، مع التنبيه على أن البحث متقدم على مستوى التركيب بوضعه بين علامتي تنصيص لا على مستوى الكلمة المفردة.
لا أدري ما سبب هذا الاختلاف بين ما ذكرته وبين ما أحلت عليه، على أني لم أجدك تصرح بالاستقصاء في عملك ولا بمنهجك في البحث، بل كانت من الدرر التي التقطها حلى حد تعبيرك " وقد أدليت بدلوي في بحر هذا التفسير، فكان من الدرر التي التقطتُها مصطلحٌ جمع بين الندرة والغرابة. . . ".
والعجيب أنك صرحت بالاستعانة بالبحث الألكتروني وبالشابكة (الانترنت) ولم تقف لهذا المصطلح على أثر عند غير الآلوسي في قولك " وقد نعتّهُ بالـ (مفقود) في عنوان البحث لأني لم أعثر له على أثرٍ في مظانّه عند أحدٍ غير الآلوسي، بدءًا بكتب النحو واللغة والأدب، ثم التفسير والفقه والتاريخ ... استنتجت ذلك بعد البحث الإلكتروني في آلاف الكتب التي تحويها موسوعات (التراث)، بالإضافة إلى البحث في بعض الكتب المطبوعة، وفي الشابكة (الإنترنت) .. حتى خرجت أخيراً بنتيجة أن المصطلح مفقود منذ القِدم ولم يستخدمه فيما بين أيدينا من المؤلفين غيرُ الآلوسي. وفقدانه هنا بمعنى انعدام معرفتنا به أو استخدامه حديثاً. والله تعالى أعلم.".
وقولك هنا ربما كان صحيحاً، وأظنه كذلك، ولكنه يحتاج إلى مزيد من التدقيق أو إلى قدر من التحفظ كيلا يتكرر ما وقع.
(يُتْبَعُ)
(/)
حبذا لو بحثت جيداً على نحو مستقصى في الشابكة عن هذا المصطلح المهم الذي انفرد به الآلوسي لعرضت لنا جميع المواضع التي ورد بها، ولو أعفيت نفسك من هذا التقييد أو الحصر لكنت في حلّ من مثل هذا. وأنت في الحالتين مأجور ومثاب إن شاء الله تعالى.
مع الدعاء والتحية والتقدير.
د. يحيى مير علم
**************
4 - رد
صهيب بن محمد خير يوسف - 16/ 06/2008 12:20 PM
الأخ الكريم الأستاذ. العلمي حدباوي – حفظه الله
شرفت بإضافتكم الكريمة، التي البحث عمقاً ..
وقد فتح تعليقكم باباً آخر للبحث حول مصطلح (التكأة) الذي قارب ما ذهبتُ إليه من معاني المصطلح
فشكراً جزيلاً لتفضلكم ...
/
الدكتور الفاضل/ يحيى مير علم – حفظه الله
**تشرفني قراءتكم للبحث المتواضع وتعليقكم عليه .. وقد كان هذا مطمحي عند بداية كتابته؛ أن تتضافر جهود أهل اللغة لتطوير البحث وللكشف عن جوانب هذا المصطلح الخاص
**بالنسبة إلى الموسوعة الشاملة فقد بحثت فيها بعد إشارتكم إليها، وتبين لي سبب الاختلاف بين نتائج البحث:
فقد وجدت أن في الشاملة (26) موضعاً، ولكنها مكررة في كل مرة، ليصبح المجموع (52)
وسبب ذلك أن كتاب روح المعاني مكرر فيها باسمين:
1 - تفسير الآلوسي
2 - روح المعاني
وقد أدى تكرر الكتاب الواحد إلى تضاعف عدد نتائج البحث ... وسأبين ذلك بالتفصيل في الختام
**اعتمدت في البحث أساساً على الطبعة الرابعة من موسوعة التراث في التفسير وعلوم القرآن الكريم
أمّا في شبكة الإنترنت، فقد بحثت بالمحرك google ولم أعثر على ما يشرح المصطلح أو يتحدث عنه، عثرت فقط على مواضع قليلة مما ورد في الروح للآلوسي ..
** هذا العمل أقرب إلى البحث في النوادر منه إلى النحو واللغة، فهو جمعٌ وترتيبٌ غالباً، بدون تبحر في الدقائق
**ونلاحظ أن الشاملة قد أغفلت أكثر من موضع من المواضع التي ذكرتها وهي (29)
**ولكن، بالمقابل، في أثناء المقارنة رأيت الموضع الثلاثين، الذي غفلت عنه أوْ لمْ أعثر عليه في موسوعة التراث، وهذا أشكركم عليه، وسأضيفه إلى البحث بعد جمع الملاحظات:
""وجوز أن يكون فرعون اسم كان ويصنع خبر مقدم والجملة الكونية صلة ما والعائد محذوف أيضا وتعقبه أبو البقاء بأن يصنع يصلح أن يعمل في فرعون فلا يقدر تأخيره كما لايقدر تأخير الفعل في قولك: قام زيد وفيه غفلة عن الفرق بين المثال وما نحن فيه وهو مثل الصبح ظاهر وقيل: ما مصدرية وكان سيف خطيب والتقدير ما يصنع فرعون الخ""
... أشكركم ختاماً .. وأتمنى من الجميع الإفادة ..
... وهنا مواضع التشابه والتكرار في موقع الشاملة:
نتائج البحث عن: "سيف خطيب" في جميع الأقسام
52 نتائج تم الحصول عليها.
6 هي صفحات النتائج.
استغرق البحث 5.270 ثانية
ــــــــــــ
1
أن {لا} سيف خطيب مثلها في قوله تعالى: {ما منعك أن* لا تسجد} ...
أن لا سيف خطيب مثلها في قوله تعالى ما منعك أن لا تسجد في قول وقيل حرام ...
2
توعدون واللام سيف خطيب وأيد بقراءة ابن أبي عبلة {هيهات هيهات* ما} بغير لام
توعدون واللام سيف خطيب وأيد بقراءة ابن أبي عبلة هيهات هيهات ما توعدون بغير لام ورد بأنها ...
3
سببية وقيل سيف خطيب وذهب الفراء والمبرد والزجاج إلى أن الخبر جملة فاجلدوا الخ والفاء في
سببية وقيل سيف خطيب وذهب الفراء. والمبرد. والزجاج إلى أن الخبر جملة {فاجلدوا} ...
4
الخلق ومن سيف خطيب والمراد ما خلق سبحانه لأحد أو لذي قلب من الحيوان مطلقا قلبين
الخلق ومن سيف خطيب والمراد ما خلق سبحانه لأحد أو لذي قلب من الحيوان مطلقا قلبين فخصوص ...
5
خبرها و {من} سيف خطيب و {قرية} تمييز. ويجوز أن يكون محل {كم} ...
خبرها و من سيف خطيب و قرية تمييز ويجوز أن يكون محل كم نصبا على الاشتغال
6
وتحذير ومن سيف خطيب جيء بها لتأكيد النفي وفي الكلام حذف صفة نبي أي كذب أو كذبه ...
وتحذير ومن سيف خطيب جيء بها لتأكيد النفي وفي الكلام حذف صفة نبي أي كذب أو كذبه ...
7
أن لا سيف خطيب كما في قوله تعالى ما منعك أن لا تسجد وهو مفعول ثان لمنع ...
أن {لا} سيف خطيب كما في قوله تعالى: {ما منعك ألا تسجد} [الأعراف ...
8
وقد تجعل سيف خطيب والقرآن أجل من أن يلغى فيه شيء وبعوضة إما صفة لما أو بدل ...
وقد تجعل سيف خطيب والقرآن أجل من أن يلغى فيه شيء وبعوضة إما صفة لما أو بدل ...
9
(يُتْبَعُ)
(/)
وقيل: إنها سيف خطيب. هذا ومن باب الإشارة: قالوا: {وسئلهم عن القرية} ...
وقيل: إنها سيف خطيب هذا ومن باب الإشارة قالوا: واسألهم عن القرية أي عن أهل قرية ...
10
الوكيل و {من} سيف خطيب ودون بمعنى غير وقد صرح بمجيئها كذلك في غير موضع وهي
الوكيل و من سيف خطيب ودون بمعنى غير وقد صرح بمجيئها كذلك في غير موضع وهي مفعول ثان ...
11
فاعله والباء سيف خطيب وجاء اسقاطها ورفع الاسم كما في قوله: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا ...
فاعله والياء سيف خطيب وجاء إسقاطها ورفع الاسم كما في قوله: كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا ...
12 [هنا موضعان]
في الموضعين سيف خطيب و {الايات} مفعول نرسل أو للملابسة والمفعول محذوف أي ما نرسل ...
في الموضعين سيف خطيب و الآيات مفعول نرسل أو للملابسة والمفعول محذوف أي ما نرسل نبيا ملتبسا ...
13
جنوده والباء سيف خطيب أي أتبعهم فرعون جنوده وساقهم خلفهم فكان معهم يحثهم على اللحوق بهم وجوز ...
جنوده والباء سيف خطيب أي اتبعهم فرعون جنوده وساقهم خلفهم فكان معهم يحثهم على اللحوق بهم وجوز ...
14
: {من أحد} سيف خطيب و {أحد} في حيز الرفع على الفاعلية على القراءة الأولى وفي ...
من أحد سيف خطيب و أحد في حيز الرفع على الفاعلية على القراءة الأولى وفي محل النصب ...
15
الإمام وهو سيف خطيب أتى بها لتأكيد ما في غير من معنى النفي والكوفيون يجعلونها هنا بمعناها ...
الإمام وهو سيف خطيب أتى بها لتأكيد ما في {غير} من معنى النفي والكوفيون يجعلونها ...
16
فعل والباء سيف خطيب ويكون المعنى لا تضر والدة ولدها بأن تسيء غذاءه وتعهده وتفرط فيما ينبغي ...
فعل والباء سيف خطيب ويكون المعنى لا تضر والدة ولدها بأن تسيء غذاءه وتعهده وتفرط فيما ينبغي ...
17
من الثانية سيف خطيب و شيء في موضع رفع على الإبتداء وفي خبره كما قال أبو البقاء ...
من} الثانية سيف خطيب و {شىء} في موضع رفع على الإبتداء وفي خبره كما قال ...
18
عليها و من سيف خطيب أتي بها لتأكيد النفي وأنكر بعضهم مجيء جعل بمعنى شرع عن أحد من ...
عليها. و {من} سيف خطيب أتى بها لتأكيد النفي. وأنكر بعضهم مجىء جعل بمعنى شرع عن أحد ...
19
والباء الأولى سيف خطيب والثانية متعلقة باعلم ويكفي أفعل العمل في مثله وفي الدر المصون العلم يتعدى ...
والباء الأولى سيف خطيب والثانية متعلقة باعلم ويكفي أفعل العمل في مثله. وفي الدر المصون يتعدى ...
20
مصدرية وكان سيف خطيب والتقدير ما يصنع فرعون الخ وقيل: كان كما ذكرنا وما موصولة اسمية
مصدرية وكان سيف خطيب والتقدير ما يصنع فرعون الخ وقيل: كان كما ذكر وما موصولة اسمية ...
21
أن ما سيف خطيب وباطل مفعول ليعلمون وفيه تقديم معمول كان وفيه كتقديم الخبر خلاف والأصح
أن {ما} سيف خطيب وباطل مفعول ليعلمون وفيه تقديم معمول {كان} وفيه كتقديم الخبر خلاف ...
22
أن من سيف خطيب على رأي الأخفش والمجرور مفعول صرفنا أو مثلا من كل مثل على أن
أن من سيف خطيب على رأي الأخفش والمجرور مفعول {صرفنا} أو مثلا من كل مثل ...
23
وقيل: هي سيف خطيب فلا متعلق لها كما في ردف لكم
وقيل: هي سيف خطيب فلا متعلق لها كما فى {ردف لكم} [النمل: 72 ...
24
الذكر و من سيف خطيب وما بعدها مرفوع المحل على الفاعلية والقول بأنها تبعيضية بعيد و من في ...
الذكر و {من} سيف خطيب وما بعدها مرفوع المحل على الفاعلية والقول بأنها تبعيضية بعيد و {من ...
25
من نصير 71 - سيف خطيب واتلمراد نفى أن يكون لهم بسبب ظلمهم من يساعدهم في الدنيا بنصرة مذهبهم ...
{من نصير} سيف خطيب والمراد نفى أن يكون لهم بسبب ظلمهم من يساعدهم في الدنيا بنصرة مذهبهم ...
26
أن تكون سيف خطيب فكل هو المفعول وهذا مبني على مذهب الكوفيين والأخفش لأنهم يجوزون زيادة
أن تكون سيف خطيب فكل هو المفعول وهذا مبني على مذهب الكوفيين والأخفش
***********
5 - ملاحظات
معرباني - سوريا- قرية معربا - 19/ 06/2008 05:45 AM
بحث مفيد وممتع
وتلقط جميل وطيب لدرر الفوائد ..
ولكني لست مطمئنا تماما لتفسير هذا المصطلح
وإن كان ظاهر النصوص المنقولة تؤيده
وأظن ان الامر يحتاج إلى مزيد نظر وتتبع،
وأستغرب هل يسوغ للشيخ الألوسي وهو العالم السلفي أن يصطلح مصطلحا لنفسه لم يسبقه إليه أحد؟!
(يُتْبَعُ)
(/)