يدير هؤلاء ويقضي في كل ساعة أكثر من خمس أو ست قضايا.
الدكتور مساعد الطيار: لفتة جميلة جدا , الآية التي أتت بعدها التي يقول الله تعالى فيها: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)} الآيات , دخلت في مجال آخر من مجالات العلم , فكانت من قبل في قضايا الشرائع والآن بدأنا ندخل في قضايا العقائد.
الدكتور محمد الخضيري: هي بديتها من قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)}
الدكتور مساعد الطيار: نعم صحيح.
الدكتور محمد الخضيري: وهي في تحقيق التوحيد وبيان أدلته.
الدكتور مساعد الطيار: لو تأملنا هذه الآيات التي جاءت على هذا النسق - فيما يتعلق بالتوحيد - وأيضا ما يتعلق بقضية التفكر.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: يظهر لي أنه بعد أن ذكر الله -سبحانه وتعالى- تحويل القبلة وهو موضوع تعبدي مرتبط بالعقيدة , فقد تكلمنا في سورة الفاتحة عن قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)} وهي عن المعتقد وهي في نفس الوقت ركن في كل ركعة في الصلاة , ثم جاء الحديث عن تحويل القبلة وذكر الله اعتراض السفهاء ثم ستأتي بعد ذلك كثير من الأحكام الفقهية فسيأتي حكم الصلاة والصيام وأحكام كثيرة وآية البر وهي قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} فيظهر لي أن مجيء هذه الآيات التي فيها توحيد لله تعالى حتى في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)} فيها توحيد وعقيدة , ثم الآيات التي فيها النهي عن كتمان الحق , ثم قوله تعالى: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} وقوله: {إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)} و قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)} كأنه يشير للمشركين والنصارى الذين عبدوا غير الله- تعالى- فكأنه بهذا ينبه المسلم إلى ضرورة الانقياد والتسليم والطاعة المطلقة لله تعالى تمهيدا للدخول في بقية الأحكام الفقهية الأخرى كالقصاص والصيام , وكل الفرائض التي افترضها الله علينا مبناها على هذا التسليم والانقياد لله تعالى فمبناها على إياك نعبد وإياك نستعين , فالمناسبة بينها وبين أي أحكام عقدية بعد ذلك تجدها واضحة ومرتبطة , ولذلك عندما نقول أن السور المدنية اشتملت على الأحكام الفقهية والشرعية والسور المكية اشتملت على العقائد فقد يفهم أحد من هذا أن السور المدنية ليس فيها ذكر للعقائد وأنها خالية منها وهذا غير صحيح فإنك تجد الحديث عن العقيدة بين الآيات التي تتحدث عن الأحكام الفقهية التفصيلة سواء قبلها أو بعدها ممهدات ومقدمات , وهذا من أسرار التفريق بين الأحكام الفقهية في القرآن الكريم , تجد حكم فقهي وبعده أو قبله تنبيه على مسألة عقدية كالإيمان بالله تعالى , ولو تأملت في القرآن الكريم تجد مسألة ظاهرة فإذا جاء النداء بـ "يا أيها الذين ءامنوا " تجد أن الأمر بعدها أمر بأحكام فقهية أو فرعية في الدين الإسلامي كالحج والصلاة , أما إذا جاء النداء بـ "يا أيها الناس " فيكون الأمر بعدها بأصول الإسلام فهو نداء موجه للمسلمين وغير المسلمين فهو أمر بالإيمان.
ونعود إلى أن النداء بوصف الإيمان هو أمر عقدي يستثير فيك هذه العقيدة التي تدفعك إلى الاستجابة لأي شرائع الدين.
الدكتور مساعد الطيار: في قضية ذكرتم بعض منها في قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} ثم قال: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)} وهذه شهادة من الله لأهل الإيمان الذين يؤمنون به , لكن المقطع الأول قد يستغرب البعض حينما لا يفكر تفكيرا منطقيا فيقول كيف يعبد هذا حجرا , نقول إذا حصل التلبيس من إبليس عياذا بالله , صار هذا المعبود عند هذا العابد كأشد ما يكون , وأنت كي تزيل عنه الغشاوة والعمى الذي حصل له في سنين طويلة تحتاج إلى وقت لتبين له الخلل الذي وقع فيه , لأننا نرى أننا نمتلك الحق - ونحن ولله الحمد والمنة على الحق لا إشكال في ذلك فعندنا كتاب الله وسنة رسوله - لكننا لا نتعامل في الواقع مع الذي نراه من الناس بل نتعامل على أساس ما يفترض أن يكون عند كل أحد , فنحتاج أن نتنبه لذلك , فقد كنت في أحد المجالس وكان أحد الأخوة يدير نقاشا كيف ظل المسلمون على القبور والتبرك بها ودعاء أصحابها لأن في هذه البلاد يندر أن تجد مثل هذا وهذه نعمة من الله فإذا خرج إلى بلدان إسلامية أخرى يستغرب ويقول كيف يفعل هؤلاء مثل هذا , فنقول له لا تقيس هذا الأمر بهذا القياس ولكن انظر لتاريخ هذا الرجل وكيف عاش وكيف ربي على هذا فتحتاج أن تنزعه عما هو فيه شيئا فشيئا.
الدكتور محمد الخضيري: مما يؤكد هذا , لما جاء لقضية التوحيد في هذه الآيات قال: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)} فذكر اسمين عظيمين , فذكر الألوهية فيها الرهبة , وهذا يسوقك إلى أن تخضع لهذه الألوهية وتذعن لها , فهي تحقيق الاستسلام والطاعة المطلقة لله , و عقبها بقوله الرحمن الرحيم فأعقبها برجاء , فهذه الأوامر والتوجيهات الربانية أعلموا أنها خفيفة عليكم والدليل على ذلك؛ التوحيد لما ذكره ذكر أدلته بسهولة وبصورة يفهمها كل شخص - وأذكر لما كنا في أمريكا نسأل الحارس ومن في البقالة لماذا الآلهة ثلاثة؟ فيقول لا أستطيع أن أفهم هذا الأمر ولا أستطيع أن أفهمك , فهذا لابد أن تحدث فيه البابا حتى يفهمك هذا الأمر , فأقول له: عقيدتنا يفهمها الصغير والكبير والعالم والجاهل والحر والعبد والأعرابي , وهذا من اليسر والرحمة بنا , فالحق الذي لدينا بسهولة تفهمه وبسهوله تُفهمه أيضا ونستوي في فهمه - فذكر دلائل الحق بكل
(يُتْبَعُ)
(/)
وضوح , وفي جانب التشريع حتى نبين جانب الرحمة , قال: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173)} فالأصل الحل والمحرم محصور , فكل ما تراه من مطعومات ومشروبات والملبوسات والمنافع فالأصل فيه أنه حلال , والمحرم محصور ومعدود بفضل الله عز وجل , ولذلك فآياته في القرآن تأتي بصيغة الحصر: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)} الأنعام , {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)} الأعراف, {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)} النحل , فيعدها عدها.
الدكتور مساعد الطيار: { .. وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ... (24)} النساء , أيضا في جانب الأحكام الفقهية , سمعت الأخ فهد الوهبي ذكر لفته أن الأحكام الشرعية لما تذكر في كتب الفقهاء لا تتعدى ذكر الأحكام فهذا حلال و هذا حرام وهذا مباح , لكن لا تأتي في القرآن بهذه الطريقة ,و لهذا تأتي فيها أسماء الله سبحانه وتعالى لتربط التوحيد بهذه الأحكام.
الدكتور محمد الخضيري: فيقول: { .. فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115)} النحل , بمعنى أعلم وأنت تفعل المحظور لضرورة أعلم أن الله قد غفر ورحم.
الدكتور مساعد الطيار: إتماما للفائدة التي ذكرناها في الأحكام , يا ليت من يكتب في آيات الأحكام أن يضيف هذه الفوائد التربوية وارتباط الأحكام الفقهية بالعقائد والأسماء والصفات التي ترتبط بها, حتى يكون لدينا كل متكامل , وقضية الكل المتكامل في الإسلام بين العقائد والأحكام موجودة في القرآن وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - واضحة جدا لكن لأن العلوم قسمت عندنا هذا التقسيم له مصلحة من جهة , ولكن مع الأسف نحن قد نستخدمها استخدامات خاطئة.
الدكتور محمد الخضيري:لذلك لما تخبر الشخص بأن هذا واجب فيتساءل هل هو واجب أو سنة؟ ومن تركه هل فعل كبيرة أو صغيرة؟ لماذا يساوم على هذا؟ عزل الموضوع عن العبودية لله والطاعة والاستسلام , وأنك بهذا ترتفع وتسمو وتقترب من ربك , كل هذه المعاني أصبحت جانبا.
الدكتور مساعد الطيار: يمكن أن يعمل في هذا بحثا؛ وكيف ربط الإسلام بين القضايا العقدية والقضايا الفقهية التي يعمل بها الناس.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: في الآية التي يقول فيها الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172)} تستوقفك الآية أنها تأمرك بأن تأكل وتستمتع بالطيبات , وهذا معناه أنه حرم عليك أن تأكل الخبائث , وقوله " ما رزقناكم " فيه أمتنان من الله -سبحانه وتعالى - حتى لا يقول أحد أن هذا فيه تحقير لك , كأن يقول لك رجل: ألبس مما أعطيتك , لكن الله -سبحانه وتعالى- يقول "ما رزقناكم " تشريف لنا لأنه هو الخالق الرازق , ثم يقول " واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " فيربطك حتى في قضايا الأكل والشرب بعبادته وتوحيده , وانظر لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها
» رواه مسلم.
الدكتور محمد الخضيري: فهو يعطيك اللقمة وتقول الحمد لله فيعطيك الله الرضا الذي هو أعلى من هذا كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور عبد الرحمن الشهري: أنا مهتم بالمعنى وربطه بالمعتقد حتى لا تجده في الذهن , فتربط بين شربة الماء التي تشربها ,أو غيرها بعبادته -سبحانه وتعالى -و توحيده كما قال في الآية " إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" , ونذكر الأخوة بما قلناه "في إياك نعبد وإياك نستعين " فلم يقل اشكروا لله إن كنتم تعبدونه بل قال" إن كنتم إياه تعبدون " أي توحدونه , والأمر الآخر قضية الاستجابة لله -سبحانه وتعالى - تعبدا لله وإتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم - دون الدخول في هل هي واجبه أو فريضة هل أأثم إذا تركتها و كما يتنصل كثير منا من كثير من أحكام الإسلام بحجة أنها سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها , وأذكر عندنا في القرية لا يكاد أحد يخل بالسنة الراتبة و أذكر عندما كنا صغار إذا خرجنا من المسجد ولم نصلي السنة , ورآنا الآباء يقوم أحدهم وبالعصا ويعيدنا إلى المسجد ويقول سننوا , فنشأنا على أن السنة لابد منها فلما دخلنا الكلية وتفقهنا وعلمنا أن هذه سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها فأصبحنا نتهاون فيها , قال أحد كبار السن في المسجد بعد ما رأى ذلك: ما شاء الله هذه ثمار الدراسة؟ أصبحتم بعد دراسة الشريعة تتركون السنة؟!
فتذكرت قصة ذكرها الشيخ عبد الفتاح أبو غده - رحمه الله - يقول: في يوم من الأيام مرض أحد الأساتذة المتخصصين في الفقه و قد كان ممن يحلق لحيته- وهو يرى أنها ليست بواجبه -فجاءه طبيب باكستاني وهو كث اللحية على السنة, فعالجه , ثم قال لنا: لدي سؤال؛فقد فهمت أن المريض دكتور متخصص في الفقه؟ فقلنا له: صحيح: فقال له: اسمح لي أن أسألك سؤال , لماذا تحلق لحيتك؟ فقال له: هذه سنة , فقال: هل كان الرسول - صلى الله عليه وسلم -يطلق لحيته أم لا؟ قال له: نعم , فقال: أليس الاقتداء بالنبي أولى , قال: بلى, يقول الشيخ عبد الفتاح: قلت في نفسي سبحان الله هذا الطبيب أفقه من كثير منا ممن يدعون العلم , فمسألة الاستجابة والانقياد لأمر الله ورسوله لا تحتاج لفلسفة.
الدكتور مساعد الطيار: فهو يأخذ السنة ليتنصل من تطبيق الحكم!
الدكتور عبد الرحمن الشهري: نحن في أمس الحاجة للاستجابة والانقياد لأمر الله ورسوله , ومن فوائد دراسة تراجم السلف والمتقدمين , تجد السمة الغالبة على هؤلاء و الأمر الجامع بينهم أنهم ينقادون لأمر الله , لذلك: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} الأنفال , التعقيب في الآية في غاية الخطورة , فإذا قلت على كل أمر أن هذا سنة وهذا سنة لم يبق إلا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله و صلاة الفريضة.
الدكتور محمد الخضيري:كأن العلم الذي أخذته ما زادك إلا بعدا , فالعامي أفضل وأبرك , فهو عندما يسمع الحق يستجيب بدون سؤال.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: والتعقيب في الآية: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} فيكثر تنصله وعدم أخذه بالسنن , فيسبل ثوبه ويقول سنة ,و يحلق لحيته ويقول سنة, والسواك يتركه ويقول سنة , وكثير من مظاهر المسلم ومن أفعاله هي من السنن التي حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم-وهي رحمة , فلو كانت كل الأوامر فرائض لكان فيها مشقة شديدة , لكن كثرة التنصل منها قد تؤدي إلى أن يحول الله بينه وبين قلبه فلا يهتدي.
الدكتور محمد الخضيري: دعونا نؤصل لهذه المسألة , الحقيقة أن الأمر ليس مرتبط بجانب معرفة الإنسان أو عدم معرفته وليس هو جانب الخوف والرجاء بل هو جانب الحب , لذلك أقول -والله أعلم - أن سبب تقديم قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ .. } فالحب أعظم سائق للامتثال , والدليل أنظر لشبابنا عندما يحبون ممثل أو لاعب ماذا يفعلون؟ يقلدونه , حتى في أشياء مقززة فيطيل أظافره لأن الفنان فعل كذا .. اذكر بعض الفنانين خرج للناس وقد وضع ستة عشر زرا في رقبته فقلده الشباب حبا فيه فالحب اعظم سائق , وأعظم ما يسوق الإنسان للطاعة الامتثال هو الحب , والمحب لا يسأل هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
سنة أو واجب , فمن حين ما يعرف أن هذا يقرب من الحبيب يمتثل , عندما تستضيف شخص تحبه في بيتك تحاول أن تفعل أشياء كثيرة ليست واجبة من الضيافة ولا مقررة ولكنك تخشى أن تخرم هذه المحبة أو يحدث فيها خدش أو تقصر في لوازمها , هذا هو الحب , لذلك نقول للمؤمنين: (يا أيها المؤمنون أتقو الله ولا يكون الذي يسوقكم للامتثال هو خوف النار فقط , فبعض الناس عبد سوء إلا تقول له إنك ستعذب في النار وإلا لا يطيع , هذا سوء في العبودية أن يقتصر الإنسان على هذا , ونقول لا الخوف والرجاء و فوقهما الحب ينبغي أن تكون هذه الثلاثة متعاضدة تدفعك للأمام.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: بعض العلماء ذكر بيتين تصديقا لهذا المعنى فقال:
تعصي الإله وأنت تزعم حبه**** هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته ****أن المحب لمن يحب مطيع
الدكتور مساعد الطيار: عندنا ملحظ في قوله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)} تتعجب كيف أن الحق ينزل بوضوح ثم يقع بعد نزوله الشقاق لو تأملت أهل الكتاب لم يقع بينهم الشقاق إلا بعد ما أنزل عليهم الكتاب فاختلفوا فيه.
الدكتور محمد الخضيري: ولما جاء تصديقه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بعد ما جاءهم العلم؛بغيا بينهم أنكروا ما أنزل عليهم , فهذا موجب لعقوبة الله - عز وجل - لذلك قال: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175)} أعتبر كل هذه مقدمة للدخول لآية البر وسماها آية بر لأن البر مأخوذ من السعة والتوسع في الخير , لذلك يقال البر - للصحراء - لأنه واسع وخلاء.
الدكتور مساعد الطيار: لأن مادة الباء والراء المشددة تدل على السعة.
الدكتور محمد الخضيري: فالمتوسع في الخير يقال له بر , والبر هي أعمال الخير الواسعة التي لا حدود لها , لذلك لا أحد يكاد يزعم أنه استوعب أعمال البر , فأعمال البر أوسع منه.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: ولذلك سمى الله نفسه البر قال تعالى: { .. إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)} الطور.
الدكتور مساعد الطيار: في آية البر لو أعطينا بعض الملحوظات.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: هذه الآية كأنها رد على بعض السفهاء الذين اعترضوا على تحويل القبلة فالله - سبحانه وتعالى - يقول ليس البر أن تتوجهوا إلى مكان محدد -بيت المقدس - وإنما البر في إخلاص العبودية لله - سبحانه وتعالى - والانقياد له , فإن أمركم بالتوجه لبيت المقدس فتوجهوا , و إن أمركم بالتوجه للبيت الحرام فتوجهوا, فهذا هو البر الحقيقي و هو توحيد الله والانقياد له , فليست المسألة مسألة اتجاهات وأن هذا الاتجاه أفضل من هذا الاتجاه وكما قال: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)} قال: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ .. } ثم عدد الشرائع و الأوامر والنواهي التي أمر الله بها سواء كانت عقدية كما في قوله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} أو عملية كما في قوله: {وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} فسميت آية البر لجمعها لأعمال البر الكثيرة ولجمعها أحكام عقدية شملت أصول الدين وأحكام عملية
(يُتْبَعُ)
(/)
هي أصول الدين من الناحية العملية.
الدكتور مساعد الطيار: بدأت الآية بقوله: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} فبدأت بالنفي ثم جاء الإثبات فقال: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ .. } فهي إجابة على قضية تحويل القبلة , فالقرآن عندما يضع الكلمة أو الحرف في مكان فهو يضعه في مكانه المناسب له لذلك يحتاج إلى تأمل , فكيف بدأ بالنفي في قوله: {ليس البر} , ثم جاء الإثبات في قوله: {ولكن البر}
الآية نزلت في أثناء الحديث حول تحويل القبلة فتحويل القبلة كان كالضربة القاضية لليهود فقد أحدث تحويل القبلة لغط في المجتمع.
الدكتور محمد الخضيري: وفيها اتهام للرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه انحرف عن ملة إبراهيم - عليه السلام - وأنحرف عن ملة موسى وعيسى - عليهما السلام - وخالفهما وجاء بديانة جديدة , فيقال لهم انتبهوا فالبر هو الإيمان بالله و هو في إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
الدكتور مساعد الطيار: هناك قاعدة عامة كثيرا ما تتكرر وهي قاعدة التخلية قبل التحلية وكلمة التوحيد شاهد على ذلك فـ (لا إله إلا الله) تخلية (نفي) و (إلا الله) تحلية (إثبات) , وفي الآية أيضا {ليس البر} تخلية , {ولكن البر} تحلية ولهذا نفى ثم أثبت.
الدكتور محمد الخضيري: في الآية أيضا ذكر أركان الإيمان ولكنه لم يذكرها الستة بل ذكر خمسة فقال: {آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} ولم يذكر القدر فلماذا لم يذكر القدر وتكرر ذلك في آية النساء أيضا فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136)} ففي هاتين الآيتين لم يذكر الإيمان بالقدر , والسر في ذلك أنه جزء من الإيمان بالله , فالإيمان بالقدر هو الإيمان بقدرة الله , (فالقدر هو وصف الله) - لم أفهم معنى الجملة - , إذن فمن آمن بالله لزمه الإيمان بالقدر , وإنما أفرد لأن هناك من الطوائف و هناك من الأمم من ضلوا في هذا الباب وأنكروه وأنكروا بعض لوازمه أو بعض مستحقاته فأفرد بالذكر.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: خطر على بالي الآن فائدة أعرضها عليكم في قوله: {ليْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} تجدون دائما في كتب التفسير الحديث عن لماذا قال والموفون بعهدهم في حين قال قبلها أقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يقل و أَوفوا بعهدهم فأتى بها بصيغة الجملة الاسمية , تذكرون عندما تحدثنا عن قضية العهد والميثاق في سورة الفاتحة ثم تحدثنا عن كثرة ذكر الوفاء بالعهد في سورة البقرة , أقول: أن أقام الصلاة جاء التعبير عنها بالفعل لأنها تؤدى ثم تنتهي فهي تتجدد شيء بعد شيء , وكذلك الزكاة , أما الوفاء بالعهد فلابد أن يكون صفة لازمة في المؤمن , فلا تجد مؤمن يفي أحيانا ويخون أحيانا.
الدكتور محمد الخضيري: وإذا خان مرة أختلت عنده هذه الصفة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: ولذلك جاء التعبير بالجملة الاسمية في قوله: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} فيجب على المؤمن أن يكون الوفاء بالعهد صفته , العهد مع الله ومع الآخرين ومع نفسه قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ .. (1)} المائدة , فتدخل فيها كل العقود.
الدكتور مساعد الطيار: هذا يجد , ولكن قد ورد يوفون وتفيد التجدد فكلما حدث عهد جديد وقع الوفاء به , وهنا أن يكون الوفاء وصف لازم , بقي في الحلقة وقت قليل وأرى معك كتاب لو عرفتنا به؟
الدكتور عبد الرحمن الشهري: هذا كتاب انصح الأخوان بالإطلاع عليه وهو كتاب [وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار] وهو كتاب للدكتور عبد العزيز بن علي الحربي , وكتبه قيمة , وهو كتاب عن غريب القرآن وفيه فوائد ولطائف , وهو انتقى من كتب التفسير أجود ما فيها , ثم أنه مجلد واحد , يتوقف مع الألفاظ الغريبة ويذكر بعض الاستنباطات الجميلة فأنصح الأخوة بالإطلاع عليه والاستفادة منه , فقد أودع فيه المؤلف خلاصة قراءات واسعة في كتب التفسير واللغة والقراءات.
الدكتور مساعد الطيار: وأيضا أقترح على المؤلف لو يجعله حاشية على المصحف , فهو كتاب مفيد وفيه لطائف ونفائس.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: بعض الكتب قد يكون حجمها صغير ولك تجد أن المؤلف قد أودع فيها خلاصات , لا يظهر لك تميز هذا الكتاب إلا لأنك تعرف , فتكون قد قرأت كتب أخرى فتقع على هذا الكتاب .. وكما قال ابن عاشور في مقدمته وهذا كتاب فيه ما في التفاسير وفيه ما ليس في التفاسير من التحريرات والفوائد , ودائما أقول أن المؤلف الجيد هو الذي يضيف للقارئ شيء جديد من عنده وهذه وظيفة المؤلف , فليست وظيفتنا فقط أن ننقل المعرفة بل ننقلها ونضيف عليها ما استفدنا.
الدكتور مساعد الطيار: لعلنا نقف عند هذا.
سبحانك اللَّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
انتهى اللقاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تيماء]ــــــــ[11 Oct 2008, 04:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله في الجميع
صوت الحق: بالنسبة لي لا مانع من نشرها , لكن أرى أن يتم استئذان أصحاب الشأن أولا ...
ـ[أم مجاهد]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاضلة تيماء
رفع الله قدرك وتقبل منك وجزاك الله خيرا
لقد قامت احدى الأخوات (جزاها الله خيرا) بتفريغ اللقاء الثامن ولكن التنسيق يختلف
وهذا هو الرابط ان اردتم ادراج تفريغ الحلقة بتنسيقكم
http://www.alrekab.com/vb/showthread.php?t=1047
مع رجائي بمراجعة رسائلكم الخاصة والرد على رسالتي
زادك الله همة
اختك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Oct 2008, 08:35 ص]ـ
سلمت يمينك أختي الفاضلة تيماء وكتب لك بكل حرف تطبعينه ألف ألف حسنة والله يضاعف لمن يشاء
بانتظار باقي الحلقات أسأل الله تعالى أن يبارك لك في جهدك ووقتك ويعينك على استكمال هذا العمل المبارك
ـ[تيماء]ــــــــ[14 Oct 2008, 01:54 ص]ـ
http://www.3lm-alkitab.com/bg/3.gif
اللقاء الثامن
موضوع اللقاء الرئيسي:
- تابع موضوعات سورة البقرة.
موضوعات اللقاء الفرعية:
- مافي المدارسة من فوائد إيمانية وتربوية.
- في تحديد مدة القراءة زمانيا , لا بعدد الصفحات أو الأحزاب , فالمقصد من القراءة حصول التدبر لا الختم.
- في سبب مجيء قوله الصابرين في آية البر بدلا من قوله الصابرون.
- فوائد العدول والإلتفات في آيات القرآن الكريم.
- الاهتداء والانتفاع بالقرآن الكريم لا يكمل إلا لمن اتقى.
- سورة البقرة هي سورة التقوى.
- ارتباط الصبر بكل ما ورد في آية البر وما بعدها من أوامر.
- السر في ذكر آيات الصيام بين آيات الأموال.
- التنبية على أن مقولة: (من حفظ القرآن فقد استدرج النبوة ,غير أنه لا يوحى إليه) ليس بحديث, بل قول مأثور صحيح المعنى.
- في بيان كيف تتم توبة كاتم الحق.
- السر في ذكر آية الدعاء بين آيات الصيام.
- التنبيه على العناية بغرائب الألفاظ ومشكلات القرآن الكريم.
http://www.3lm-alkitab.com/bg/21.gif
الدكتور عبد الرحمن الشهري: اللهم إنا نحمدك على هذه المجالس القرآنية ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم , وأن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن في الدنيا والآخرة, الحقيقة مثل هذه المجالس نستفيد منها كثيرا , فالمناقشة والأسئلة التي تطرح تزيدنا علما وهذه من بركات مدارسة القرآن لا شك.
ففي المدارسة جوانب تربوية وإيمانية أكثر مما يذكره بعض الذين يتحدثون عن المدارسة من الجانب العلمي, فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يدارس جبريل: "كان يُعرضُ على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، كل عام مرة، فَعُرِض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه" قال بعض العلماء عندما ناقش هذا الحديث ما هي طبيعة هذه المدارسة؟ هل كانت طبيعة المدارسة أن النبي- صلى الله عليه وسلم- يقرأ على جبريل فقط القرآن حتى يقوم التلاوة أو أنه يقرأ ويسأل؟ لأن جبريل -عليه السلام- أعلم من النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقرآن فهو الذي جاء به , وهو الرسول الذي نقله إلى النبي- صلى الله عليه وسلم -.
ففي المدارسة جوانب إيمانية وتربوية و كان النبي -صلى الله عليه وسلم -أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان , أربط بينها وبين تلك المدارسة التي كانت تتم مع جبريل -عليه السلام -, فيزداد الإيمان , ويزداد اليقين , و تلاحظون كيف تقل الدنيا في عين المتدبر للقرآن وفي نظره.
يذكر لي أحد الزملاء و يقول: لدي جار من الجيران من الأثرياء لكنه من أهل القرآن وأهل الصلاح يقول: منذ أن يأذن فيخرج من بين الاجتماعات, ولا يمكن أبدا أن أعطي أحد موعد في وقت الصلاة ويقول: كم من مرة أعطيت مواعيد في وقت الصلاة , فيتأخر علي صاحب الموعد حتى يؤذن وبعضها صفقات بالملايين ,يقول: فأتركها وأذهب للصلاة ,يقول: ولا أنسى موقف من المواقف , أذن المؤذن وتأخر عليه رجل الأعمال الذي أتفق معه والناس ينتظرون وأنا المسئول فقمت توضأت والناس تقول لي: انتظر قليلا الرجل سيصل بعد خمس دقائق. فقلت: والله لا اعقد هذه الصفقة , هذه ستؤخرني عن الصلاة فغضب مني ذلك الرجل ثم جاءني بعد شهرين يقدم لي عرض أقل , الربح أكثر!! يقول: وأنا على يقين أن وظيفتي عندما يؤذن
(يُتْبَعُ)
(/)
أن اتوضأ و أدخل جسمي إلى المسجد فهذه وظيفة المؤمن ,والله سبحانه وتعالى بعد ذلك يفتح عليه.
ومن الأشياء اللطيفة في قضية عيشه مع القرآن يقول: أستغرب ممن يقول أنه يقرأ القرآن في رمضان مرة ومرتين وثلاث , و أنا والله ما أستطيع في اليوم أن أتجاوز صفحة واحدة.
الدكتور مساعد الطيار: هذه نعمة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: يقول كلما قرأت آية استوقفتني فكل آية منهج وكل آية فيها أسرار ,وهو ليس من أصحاب العلم ولا الدراسة , ولذلك تذكرون عندما عرفنا الدكتور مساعد بكتاب إنموذج جليل لأبي بكر الرازي قال أبوا بكر الرازي في مقدمتها: وكان من سبب هذه الأسئلة , أخ من إخوان الصفاء كنت أنا وإياه نتدارس في القرآن , فكان يطرح علي أسئلة ما قرأتها في الكتب ولا سمعت بها عن أحد من العلماء , فربما راجعت كتب التفسير لأبحث عن جوابها وربما تفتق ذهني عن الجواب , فالكتاب جمع فيه الرازي كما ذكرنا 1200 سؤال وجواب , تقرأ فيه نفائس الاستنباط والعلم وهذا من ثمار المدارسة.
وأذكر الشاطبي -رحمه الله تعالى - في الموافقات وفي غيرها؛كان يشير إلى طبيعة المدارسة , فيقول: أحيانا يشكل عليك شيء وأنت بمفردك فتأخذه لتطرحه على أستاذك و زملائك , فما أن تطرحه وأنت في مجلس المدارسة إلا وينكشف لك , قال: وذلك لما في مجلس الدرس من الخاصية ولما في المدارسة من البركة.
الدكتور محمد الخضيري: أنا أؤكد على كلامك بأمر مهم جدا , وهو أن لا يكون الداعي للإنسان في قرأته للقرآن ختم الأجزاء وتعداد الحروف أو الانتهاء من السور , وختم القرآن , أنا أرى أن الأفضل- والله أعلم - أن يكون المقدار زمانيا , و ليس بالأوجه أو الأجزاء والأحزاب والسور ولا بغيرها , و لماذا نقول زمانيا؟ زماني؛ لأني خصصت للقرآن ساعة مثلا , فسواء قرأت فيها آية أو آيتين , صفحة أو صفحتين , سورة أو سورتين .. الخ , المهم هذا الزمان مخصص لكتاب الله- عز وجل- , فمقصودي أن أنتفع و أن أستفيد و أن أزداد إيمانا و أن أقرأ و أتقرب إلى ربي - سبحانه وتعالى- , وقد تقول: ما مستند ذلك؟ أقول: مستنده القرآن؛ لأن الله -عز وجل - لما ذكر قيام الليل ذكره بالزمن ولم يذكره بالعدد وهذا يدل على أن الزمن هو المعتبر , قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .. (20)} المزمل ,إذا القضية في قيام وقت محدد ,كم تقرأ في هذا الوقت , ما قال جزء ولا جزأين ولا سورة ولا سورتين , وإنما تقرأ ما شئت , قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- آية: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)} المائدة , آية واحدة يقوم بها ويكررها -عليه الصلاة والسلام -, مما يدلنا على أن المقصود الأعظم هو أن تبقى وتعيش مع القرآن , وكون إنك تختم هذا نافلة, لكن الأهم من ذلك والأعظم والأجل هو أن تعيش مع القرآن وتحيا بالقرآن قال تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)} الذاريات , كلها زمانية , ما جاءت في القرآن إلا زمانية ..
الدكتور عبد الرحمن الشهري: و مصداقا لكلام الدكتور محمد في آية سورة المزمل , أتوقف معها دائما وهي قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ .. (20)} المزمل ,هذه السورة ربما تكون السورة الرابعة في النزول , أو الثالثة أو الخامسة , فهي من أوائل ما نزل , والله يقول: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ} ويقول: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ} في القيام ولم ينزل إلا اقرأ بسم ربك الذي خلق ونزل نصفها فلم تكن كاملة والمدثر والقلم والمزمل , هذا قد تقرأ في عشر دقائق , وبالرغم من ذلك يقول الله- سبحانه وتعالى-: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} فأقل شيء ثلثه وأكثر شيء ثلثي , ولا يوجد إلا أربع سور ما معنى ذلك؟ معنى ذلك أنك تكررها وتتدبرها وتتأملها.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور محمد الخضيري: ولذلك قال في نفس السورة: {إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} يعني هذا هو المقصود {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً} , ما معنى ثقيلا؟ هل هو ثقيل في حروفه؟ لا والله؛ فقد قال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (17)} القمر , بل في معانيه ,و معناه إن الآية فيها شيء كثير من العلم والإيمان والهدى والخير والبركة , منهج.
الدكتور مساعد الطيار: لكن آية: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ} تأخرت في النزول قليلا , فلا نعلم بالضبط كم نزل بين أول السورة وآخرها من القرآن , و لكن أي ما كان فلا شك أنه يعتبر قليلا.
الدكتور محمد الخضيري: لكن يا دكتور مساعد مما يؤكد ما ذكره الدكتور عبد الرحمن ما ورد في أول السورة وهو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)} هذه لا خلاف فيها ..
الدكتور مساعد الطيار: نعم لا خلاف فيها , وهذا أيضا ملحظ جيد أن ينتبه قارئ القرآن إلى زمان النزول , ومن الفوائد اللطيفة التي قد تغيب عنا بسبب أننا لا نلتفت لها
الدكتور عبد الرحمن الشهري: المشكلة إنه لا توجد أدلة تقطع لك بأنها مرتبة بهذا الترتيب.
الدكتور مساعد الطيار: لكن نستوحي منه.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: أذكر فائدة ذكرها الدكتور محمد في الحلقة الماضية أو ما قبلها عندما ذكرت لنا أن الدكتور يحيى اليحيى يقول: إني أستطيع أن أرتب الأحاديث النبوية على حسب زمن النبوة هذه فكرة رائعة جدا ويخطر على بالي قضية القرآن الكريم فالذين فسروا القرآن الكريم على حسب النزول, وقد ناقشنا هذا الموضوع في حلقة من الحلقات , قلنا أنهم وصلوا إلى مرحلة لا بأس بها في هذه المنهجية , و يحظرني الآن مما قرأته واستفدت منه كتاب الشيخ عبد للرحمن الميداني , صنف كتاب رائع اسمه قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم وهو كتاب جميل لكن فيه طول , وربما يذكر قاعدة وليست بقاعدة وإنما هي فائدة , مثل كتاب السعدي القواعد الحسان فليس كله قواعد فبعضها لفتات , لكنه طبق المنهجية في كتابه معارج التفكر ومعالم التدبر , ففسر القرآن الكريم على حسب النزول , فبدأ بالعهد المكي وانتهى منه , واجتهد اجتهادا كبيرا في تقسيمه لمقاطع السورة وفي تأملاته وتدبراته , فأبدع أيما إبداع و أجاد , ثم لما بدأ في العهد المدني بدأ بسورة البقرة , واستخرج موضوعاتها ومحاورها ثم مات -رحمه الله- فما أكمله , لكن الفكرة في تتبع آيات النزول , مثل ماذكر لنا الدكتور مساعد أن الآية التي في آخر سورة المزمل تأخرت في النزول , لا ندري كم تأخرت ولا ندري فعلا الظروف والآيات التي نزلت قبلها ,فترتيب الآيات حسب النزول فيه صعوبة , لكن الذين صنعوه في كتب التفسير الذين فسروا على حسب النزول رتبوا السور , فأنت قد تأخذ آخر السورة مع أولها وتبني عليه حكما ولم ينزلا في وقت واحد , لكن الفكرة في أصلها فكرة تحمل الكثير من المعاني التربوية وفيها فوائد.
الدكتور محمد الخضيري: كنا قد وصلنا إلى آية البر وهي قوله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ ... (177)} كان هناك وقفة حول مسألة يمكن أن تشكل على بعض طلاب العلم , ممكن أن يحدثنا الشيخ مساعد عنها وهي في قوله تعالى: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} وقد ذكر لنا الدكتور عبد الرحمن فيها أن قوله (الموفون) و كيف أنه عبر بالجملة الاسمية وبينا السبب في ذلك , وجاء بعدها قوله: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} فقال والصابرين وهي معطوفة على خبر لكن في أول الآية في قوله (ولكن البر من) , فإذن يلزم أن تكون مرفوعة فيقال والصابرون ولكنه
(يُتْبَعُ)
(/)
قال والصابرين فما هو السبب في ذلك يا دكتور مساعد؟
الدكتور مساعد الطيار: الذي أذكره مما ذكره بعض العلماء أن هذا منصوب على الاختصاص يعني كأنه قال: وأخص الصابرين فهذا يدل أن اختلاف الإعراب وهذا التحول الإعرابي فيه تنبيه على منزلة الصبر ولو تأملنا قوله: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} (أولئك) يعني كل من سبق ذكرهم , لكن كل ما مضى تجد أن الصبر له مدخل فيه , ثم خص الصبر في هذه لما قال: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ} و هي أشد ما يكون الصبر , يعني الذي يظهر فيه الصبر ظهورا واضحا جدا , طبعا المحافظة على الصلوات تحتاج إلى صبر , و الصيام يحتاج إلى صبر , والزكاة تحتاج إلى صبر, والحج يحتاج إلى صبر , ما من عمل من أعمال البر التي ذكرت إلا وهي تحتاج إلى الصبر.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: هذه في الحقيقة لفتة جميلة تذكرني بموضوع ولله الحمد بدأ الآن يبحث و كان موجود في كتب السلف وكتب التفسير خاصة البلاغي , يشيرون إلى ما يسمونه العدول , يعني العدول من أسلوب إلى أسلوب.
الدكتور محمد الخضيري: الالتفات.
الدكتور مساعد الطيار: الالتفات نوع من العدول.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: نعم , العدول مثلا من الجملة الإسمية إلى الجملة الفعلية , لماذا عدل عنها إلى هذه , في القرآن الكريم لابد أن يكون هناك سر , علمه من علمه , وغاب على من غاب عنه , لكن هناك سر , فالالتفات هنا أو الانتقال أو العدول من الرفع إلى النصب له سرا يجب التنبه إليه , والالتفات نوع من العدول , كالالتفات من الغيبة إلى الحضور و هكذا.
و لفت نظري شيء دائما نتناوله , في أول سورة البقرة تذكرون الحروف المقطعة , من الأقوال التي قيلت فيها: أنها للتنبيه. يعني كأنها لفت لأنظار المستمعين أن يستمعوا إلى هذا الكلام العجيب فـ (الم) بالنسبة لنا ما لها معنى فالحروف بمفردها ليس لها معنى فالألف ما معناها؟ واللام ما معناها؟ فبعض المفسرين يقولون من فوائدها أو من معانيها وحكمها لفت الانتباه , حقيقة هذا المعنى لم أجعله من المعاني المقدمة عندي , وفي يوم من الأيام وأنا في مثل هذا المجلس في النماص وكان عندنا رجل عمره 83 سنة ولا يقرأ فليس بمتعلم, فسألني رجل: عن معنى الم , حم , فذكرت له التحدي , فقال الرجل الكبير: يا ولدي , عندي -والله أعلم - إنها جاءت حتى يستمع الناس و ينتبهوا , وفي الحقيقة استوقفني هذا منه بالذات , فهو لم يقرأ كتاب الزمخشري ولا كتاب ابن عاشور ولا سمع بهما , فقال: يعني كأن الناس غافلين عن الاستماع فلما قال: الم , التفتوا وانتبهوا , ماهذا الكلام؟ فجاء ما بعدها , فرجعت إلى كتب التفسير وأنا أتأمل هذا القول فقلت في نفسي , طبعا أنا فهمت إن الرجل على سليقته وعلى طبيعته العربية , وأن هذا أسلوب مألوف عند العرب , فأحببت أن ألفت الانتباه إلى هذه الفكرة بمناسبة حديثنا عن التنبيه في الصابرين والعدول , وأن هذا مقصد من مقاصد العرب في كلامها وهي قضية التنبيه ولفت الانتباه.
الدكتور مساعد الطيار: ولهذا لاحظ بعض من يقرأ في الشعر أو القرآن أو الحديث وغيره هو لا يتقن ولا يفهم الأسرار , أحيانا يقول الكلام هذا فيه خلل, والخلل هو في الحقيقة عندي وعندك لأننا لم نرقى إلى هذا الأسلوب العربي الصرف.
الدكتور محمد الخضيري: العجيب في الآية أنها ختمت بقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} وكأنه الآن يذكر بأن جميع هذا الأعمال التي ذكرت أنها هي صميم التقوى , وأن من جاء بها هو المتقي , وأن من خالفها فقد ترك شيئا من أعمال التقوى , وأن من ترك شيئا من أعمال التقوى نقص عنه الاهتداء , وهذه مهمة , أن الاهتداء بالقرآن لا يكمل إلا لمن اتقى ,و في أول السورة ما ذا قال؟: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} فكل ما كان الإنسان متقيا لله انتفع بالقرآن انتفاعا عظيما , لأن القرآن ينزل على قلب طاهر قلب طيب أبيض نقي , فيصير نور الوحي مع نور الفطرة التي لم تدنس بآثام أو خطايا ,فيشع منها أنوار تضيء لها ظلمات الدنيا كلها , حتى كأنه يرى الغيب من سجف رقيق.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور عبد الرحمن الشهري: ولذلك تذكرون أنني اقترحت أن في رمضان هذا نكتفي بسورة البقرة , حتى من يشاهدنا ذكرنا لهم أن يكتفوا في رمضان هذا بسورة البقرة.
الدكتور محمد الخضيري: أبشرك قبل أمس أرسل لي أحد المشايخ وقال: اقتراحكم هذا طبقه مجموعة عندنا بالمدينة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: اقتراح آخر اقترحه وهوجمع الآيات العقدية في سورة البقرة فقط وذكرعلاقتها بالأحكام الشرعية ,فقد كررنا كثيرا أن سورة البقرة اشتملت على الشرائع الإسلامية , كالصيام والصلاة والإنفاق والزكاة والحج , لكنها اشتملت أيضا على آيات عقدية في غاية الدقة , هذه الآيات العقدية لو تستخرج ثم تربط بالعبادات الموجودة , ما علاقتها بها , يعني الآن: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} التقوى على سبيل المثال , التقوى في سورة البقرة والمواضع التي ترد فيها , انظر كيف ابتدأنا بها ولا زلنا فيها: {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} حقيقة , حتى التعبير هنا بالمد الواجب المتصل في {وَأُولَئِكَ} وهو إشارة إلى البعيد أليس كذلك؟ فمن مقاصدها البلاغية أشارة إلى بعده أو علو قدره كما في هذه الآية.
الدكتور مساعد الطيار: دلالة اسم الإشارة الدالة على البعد.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: عندما تستخدمه فهو يدل على معاني , فقوله {أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} هذا أشارة إلى علو قدرهم وعلو مكانتهم
الدكتور مساعد الطيار: وفي المقابل قوله تعالى: {أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} البقرة , إشارة ..
الدكتور عبد الرحمن الشهري: إلى بعدهم عن الخير.
الدكتور مساعد الطيار: طيب الآن بعد هذه الآية ستلاحظ انه بدأ يدخل في أحكام , القصاص , ثم الوصية , طبعا في القصاص لا يخفى كم تكلم العلماء عن قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)} وبعدها { .. حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180)} وبعدها: {عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)}
الدكتور عبد الرحمن الشهري: هذه ملفتة للنظر.
الدكتور مساعد الطيار: السورة سورة التقوى , فلو تأملت التقوى من خلال سورة البقرة تجدها مليئة.
الدكتور محمد الخضيري: ذكرت في أكثر من 40 موضعا في هذه السورة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: ونحن نقول إن آيات سورة البقرة آيات عبادات ومعاملات , فنحن قد نأخذ انطباع مسبق عن السورة , فحينما نقول أن السور المدنية مليئة بالأحكام , فقد نغفل الجوانب التربوية والعقدية , ولكن مجيء الآيات العقدية بين آيات الأحكام له فوائد كثيرة ومغازي تربوية.
الدكتور محمد الخضيري: أقول- والله اعلم - ذكر القصاص وابتدأ به لأنه امتحان للتقوى في مضيق , يعني الآن لما يقال: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178)} امتحان للتقوى , {فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ} تتبع بالمعروف {وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ} تؤدي أيها القاتل الدية بإحسان {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فمن اعتدى خالف التقوى, ثم بعد ذلك قال: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)} امتحان أيضا للتقوى في أعسر مواضعها , ترى الإنسان قد يكون مصلي لا يفوت من الصلاة ركعة , وقد يصوم رمضان ولا يفطر حتى في السفر وقد يحج كل عام , لكن لما تأتي قضية قتل واحد من أبناء القبيلة ينتهي الدين , نسأل الله العافية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول لي جدي وكان إمام لمجموعة من أهل البادية: يقول كان عندي رجل ما شاء الله من أحسن الناس وكان يقرأ علي دائما , ويحفظ شيء من القرآن وكذا , وفي يوم من الأيام ثارت البندق -أي صار هناك قتل - , يقول: فقام , وقال: قومي يقتلون! قلت: اتقي الله هذه دماء هذه أنفس معصومة حرام عليك تخوض في هذا الأمر , قال: لا يا شيخ , قلت: أين القراءة وأين الدين و أين العلم الطيب , قال: فقال لي جملة معناها أتريدهم غدا إذا جاؤوا يقدمون الفناجيل في المجلس تجاوزوه إهانة له أنه خذل القبيلة في موطن من مواطن كان يتوقعون منه النصرة , فيقول: انظر , امتحان للتقوى , في الصلاة و القعود في المسجد والاعتكاف والصوم وغيرها محافظ عليها لكن في الدماء كان هذا الأمر مأساة , وهذا يجرنا للحديث على أن النفوس لها إقدام وإحجام , فقد يكون بعض الناس الإقدام عليه سهل فالطاعات لديه سهلة , لكن الإحجام عن أمور أخرى صعب جدا , و نفوس قوية في الإحجام لكنها ضعيفة في الإقدام , فمن الممكن أنه لا ينظر إلى امرأة بالحرام لكن الصلاة عليه أثقل من جبل أحد , فعلى الإنسان أن يعرف موطن الضعف عنده فيحاول أن يعالجها.
الدكتور مساعد الطيار: في الوصية قال: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182)} وهذه أيضا من غرائب الألفاظ , فالخوف هنا بمعنى العلم لكنه علم مشوب بخوف , فعبر عنه بخاف , و طبعا الجنف: الميل.
الدكتور محمد الخضيري: الجنف والحنف كلاهما ميل , لكن الحنف استعمل ميلا إلى الخير , والجنف استعمل ميلا إلى الشر أو عن الخير , فهذا لمن أراد أن يميل في الوصية إلى غير ما أمر الله به , فهذا يسمى جنف.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: اللغة العربية جميلة: {فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا} ما قال انحرافا.
الدكتور مساعد الطيار: في قوله: {فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} هذا كأن فيه إشارة إلى أن من تدخل في الوصية , فأصلح هذا الخطأ أو الإثم فإنه قد رفع عنه الإثم.
الدكتور محمد الخضيري: حتى لو عدل الوصية بعدما أوصى بها الواصي.
الدكتور مساعد الطيار: نعم هو عدلها بعد ما انتهى الموصي من الوصية.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: يعني الآن يوصي الموصي وينتهي ثم يأتي القاضي مثلا ويعدل عليها؟
الدكتور محمد الخضيري: مثلا أوصى لزوجته بأن لها الفلة الفلانية فيغيرها , لأن هذه الوصية جنف , والوارث ليس له شيء من الوصية , فلا أثم عليه , لأنه أصلح , { .. مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ} {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} وهذه مهمة جدا أن نعلم أن الإنسان قد يعمل أعمال قد يكون ظاهرها فيه عدوان لكن العبد يريد بها الإصلاح , فالله يغفر له ما يظهر من عدوان بإصلاحه. و من العجائب في الآيات إن آيات الصيام جاءت الآن بعد ذكر الصبر.
الدكتور مساعد الطيار: كل ما ورد بعده مرتبط بالصبر.
الدكتور محمد الخضيري: نعم , العجيب حقيقة إن آيات الصيام , جاءت بعد آيات أموال , وبعدها مباشرة جاءت آيات أموال, ما هي آيات الأموال {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} الوصية تكون في المال , وبعد آيات الصيام قال: {َلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ} هذه قضية الرشوة في الحكومة وفي القضاء ,فما علاقة الصيام بآيات الأموال؟
الصيام مدرسة التقوى , يربي الإنسان على الخوف من الله , وعلى عدم مخالفة الأمر , لاحظ , فالذي يربيه الصيام من كونك تراقب الجليل- سبحانه وتعالى- - يجعلك لا تخون في الوصية , ولا ترشي الحاكم أو تقبل الرشوة إذا كنت حاكما لأنك تتذكر الله. فالصيام ومدرسة رمضان هذه 30 يوم ربتك على أنك دائما تراقب الله , ما الذي يمنعك من الفطر؟ فلا يدري عنك أحد لو أفطرت بأطيب المطاعم , لم يعلم أحد انك شبعان أو أنك أكلت, لكن تقول أخاف من الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور مساعد الطيار: والعجيب أن الإنسان يخاف في جانب ويخفق في جانب آخر , وهذه من عجائب الناس فهكذا قدر لله وخلق , و العجيب في آية الصيام لما قال: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ... (185)} من هذه الآية أخذ أسم البرنامج بينات.
الدكتور محمد الخضيري: وهو بالمناسبة اقتراح من الدكتور عبد الرحمن , ولا كان أنا اقتراحي ثلاثين في ثلاثين.
الدكتور مساعد الطيار: هذا الارتباط بين رمضان والقرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} فالحديث سيق كله من أجل الصيام ,, لو لاحظنا قال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} فكأنه يقول: هذا الصيام يكون في شهر رمضان , لما أراد أن يصفه قال: {الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} هذا في الحقيقة ينبهنا لما نراه من ارتباط المسلمين الوثيق بكتابهم تلاوة وتدبرا في هذا الشهر المبارك , ولقد تكرر ذلك في القرآن كما في قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)} الدخان.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: أنا أفكر في فكرة ,و قبل الفكرة اذكر فائدة , في هذه الآية: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} المفسرون يقولون: فمن شهد فيه الشهر مقيما , لأن المسافر يشهد الشهر , أليس كذلك؟ فالذي لا يشهد الشهر هو الميت , وأما كل من كان على قيد الحياة مسافرا أو مقيما فهو يشهد الشهر , لكن المقصود فمن شهر منكم الشهر مقيما فليصمه , فهذا معنى الشهود.
أما الفكرة فتلاحظون الآن أن الناس في رمضان يقبلون على القرآن أليس كذلك؟ لا غرابة في هذا كما قال الدكتور مساعد قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} لاحظوا كأن أجمل وصف لرمضان أنه أنزل فيه القرآن, كأن الله يقول: شهر رمضان الشهر العظيم الذي من وصفه أنه أنزل فيه القرآن , فشهر رمضان الذي أنزل فيه الخير كله ,وأقول في نفسي , لماذا لا نفكر في طريقة؟ واقترح على الأخوة المشاهدين أن يفكروا معنا أيضا كيف نجعل شهور السنة كلها رمضان؛ في تعامل الناس مع رمضان؟ فما هي الأشياء التي تجعل الناس في رمضان يقبلون على القرآن , توحي لي فكرة استنساخ تجارب النجاح , يعني ما هي الأسرار التي تجعل المبدع يبدع والناجح ينجح؟ هذه صاروا يدرسونها في العلوم الآن ,حتى وصلت إلى الذي يحسن إصابة الأهداف بالبندق مثلا , فيدرسون ما هي الصفات التي في هذا الرجل التي تجعله يصيب الأهداف , حتى يأخذون هذه الصفات , ويدربون عليها مجموعة من الأشخاص فيصبحون يمارسون نفس المهارة بنفس الطريقة ,و أقول في نفسي: ما هي الصفات التي لا نشعر بها إلا في رمضان تجعلنا نقبل على القرآن؟
لعلنا نستنسخ بعضها أو كلها فنطبقه على مجتمعنا ,فنحن الآن أحوج ما يكون إلى أن يصبح مجتمعنا كله مع القرآن كما هو في رمضان , كم تتمنى لو أنك تدخل على الناس في المساجد دائما فتجدهم لهم أزيز كأزيز النحل يقرؤون القرآن.
الآن لما انتهي من الصلاة فأرى جماعة المسجد كلهم يبقون في المسجد بعد صلاة الظهر أو العصر , كل واحد يأخذ مصحف و يقرأ , حتى الصغار , وقد كنت في الأوقات العادية أبقى في المحراب والناس كلهم يخرجون , بالرغم من أني لا أطيل في المحراب فقد اجلس عشر دقائق أو ربع ساعة و أتأمل الناس يخرجون بسرعة , في رمضان أنا أول واحد يخرج من المسجد , أخرج للبرامج هذه التي أشغلتنا في الشهر , أجد صعوبة في الخروج حتى أصل للباب فالناس كلهم يبقون, لماذا هذا الإقبال؟ ألا نستطيع بطريقة أو بأخرى أننا نقرب القرآن للناس أو نحببه إليهم أو نعطيهم طرق ووسائل معينة.
الدكتور محمد الخضيري: أي ما هي أسرار هذا الشهر التي تجعله حظيا بالقرآن.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: بودي لو تدرس هذه بطريقة أو بأخرى تربوية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور مساعد الطيار: من الأشياء المهمة جدا كمقترح هو الرجوع إلى سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- , وسيرة النبي -صلى الله عليه وسلم -هادية في جميع شؤون الحياة , لما سئلت عائشة -رضي الله عنها -عن أحب الأعمال إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم -قالت: ما أدوم عليها صاحبها. أو ما كان ديمة , وقال- عليه الصلاة والسلام -: (أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل) فلو تربينا على القليل الدائم فإنا- بإذن الله -نثمر وننتج , سواء في القرآن أو في الصدقة أو في الصلاة أو في قيام الليل , أي شيء من الأعمال حتى في الأعمال الدنيوية ,وهذه الأحاديث أحاديث صحاح ,و بالمناسبة في حلقة سابقة ذكرت قول ((من حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه , غير أنه لا يوحى إليه)) على انه حديث للنبي -صلى الله عليه وسلم- , وفي الحقيقة هذا حديث ضعيف , والشيخ محمد نبهني , لأن بعض الأخوة نبهنا على هذا , فإن كنت قلته فهو حديث ضعيف , أن كنت ذكرته ككلام عام فمعناه صحيح.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: الذي أعرفه أنه قول مأثور: (من حفظ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه , غير أنه لا يوحى إليه) كأنها عبارة مسجوعة.
الدكتور محمد الخضيري: هذا يذكرني بآية أخذناها الحلقة الماضية وهي قول الله -عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160)} , لما ذكر كتمان الحق قال: إن التوبة من كتمان الحق تكون {تَابُوا وَأَصْلَحُوا} اصلاح العمل بعد التوبة أمر لا بد منه , فإذا ما أصلح العمل ما كانت توبته صحيحة و قال: {وَبَيَّنُوا} فأظهروا الحق الذي كتموه , فأنا أقول أن هذه تذكرنا بهذا المعنى , وهو أن من شروط صحة التوبة لمن كتم شيئا من الحق أو ضلل الناس عن الحق أو ذكر لهم الباطل على أنه هو الحق أن يبين ذلك في المواطن الذي قال فيه هذا الأمر , فمثلا الشيخ مساعد الآن لو كتب في مقالة في شبكة التفسير أني ذكرت في الحلقة الفلانية حديث كذا وأنبه على أنه حديث ضعيف ,, مثلا , هذا لا يكون من تمام البيان فتمام البيان أن يبين في نفس المكان , وأنا أقولها درس لنا جميعا ,على المرء أن يجتهد في أنه متى ظهر منا ما يخالف الحق أن نبين في نفس المكان ونفس الصورة.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: والله هذا البيان للآية جميل جدا , وأنا أشكر الشيخ مساعد على هذه اللفتة , فبعض الإخوان حقيقة لا يرجع عن قوله , فلو قلت له هذا حديث ضعيف بعضهم يقول: لا ويذهب يلف لك لفة ويقول لك صححه واحد في جزء حديثي لا يوجد منه إلا نسخة في مكتبة برلين الشرقية وعليها حافظ شديد , كل هذا لأنه يجد صعوبة في الرجوع إلى الحق.
الدكتور محمد الخضيري: الاعتراف بالحق من الفضائل النادرة والإنصاف في هذه الأمور.
الدكتور مساعد الطيار: آية الدعاء ما سر علاقتها بالصيام؟ قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} ثم عاد للصيام مرة أخرى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا}
(يُتْبَعُ)
(/)
الدكتور محمد الخضيري: الذي يظهر -و الله أعلم -أن هناك ارتباط شديد جدا بين الصيام والدعاء , قد ورد في الحديث: (أن للصائم عند فطره دعوة لا ترد) , والحق يقال أن الإنسان في لحظات الفطر يتذكر الصوم الذي مضى منه الآن 15 ساعة ويتذكر نعمة الله عليه بهذا الفطر , ويتذكر الهداية من الله -سبحانه وتعالى- , هذه كلها أجواء للدعاء ولذلك قال هنا: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ونقول كما قيل في الصوم أيضا في سائر الأعمال , ففي كل عمل لحظات تجد أنها مناسبة للدعاء مثلا الصلاة: الدعاء في السجود , وليس في القيام , فأنت تهيأت في القيام والركوع , الآن في السجود قال - صلى الله عليه وسلم -: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه مسلم , وقبل السلام أيضا فبعد التحيات والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال أدعوا في هذا الموطن , وكذلك الحج أيضا في عرفة , و في السعي.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: في رمي الجمار بعد أن تؤدي العبادة.
الدكتور مساعد الطيار: بمناسبة قوله {والصابرين في البأساء} هذه تعتبر من المواطن المشكلة لأنه كان ما قبلها مرفوع , وأنا أحببت أن أعرف بهذا العلم و هو ما يتعلق بمشكلات القرآن , وقد كتب العلماء فيه كتبا , وقد أحضرت معي أحد الكتب فيما يتعلق بمشكلات القرآن , وهو كتاب باهر القرآن في معاني مشكلات القرآن للعلامة محمود ابن الحسن الحسين النيسابوري الغزنوي ملقب ببيان الحق , وهو دراسة وتحقيق الدكتوره سعاد بنت صالح بن سعيد وقد طبع في جامعة أم القرى فهذا يفيد في مثل هذا السؤال و فيما يتعلق بمشكلات القرآن.
الدكتور محمد الخضيري: المشكلات ما هي يا دكتور مساعد؟
الدكتور مساعد الطيار: المشكلات ليس لها حصر و ليس لها حد, لكن يكاد يكون هناك بعض الآيات يتضح فيها إشكال ويتفق على أنه إشكال.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: يعني كل ما أشكل فهمه من حيث الإعراب ومن حيث اللفظة , أنا أظن له تحقيقات أخرى يا دكتور مساعد؟.
الدكتور مساعد الطيار: نعم لكن هذا أفضل تحقيق.
الدكتور عبد الرحمن الشهري: وقتنا انتهى شكر الله لكم و نلتقي في الحلقة القادمة وصلى الله وسلم على سيدنا و نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
سبحانك اللَّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.
انتهى اللقاء
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Oct 2008, 08:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً أختي الكريمة تيماء على هذه الحلقات وجعلها في ميزان حسناتك وضاعف لك الأجر والثواب وجعلها حجة لك يوم القيامة اللهم آمين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 Nov 2008, 06:08 م]ـ
بشرى سارة للإخوة والأخوات قناة المجد العامة تعيد حلقات برنامج بينات يوم الأربعاء الساعة السادسة مساء بتوقيت مكة المكرمة. لا أدري متى بدأوا بإعادة الحلقات لأني شاهدت نهاية الحلقة بالصدفة
ـ[معلمة]ــــــــ[03 Jan 2009, 07:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا وجعلها في ميزان حسناتكم
لكم تمنيت مشاهدة الحلقات كاملة
الحمد لله الذي يسرها مفرغة(/)
طبق من أسرار الرسم القرآني
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 10:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طبق من أسرار الرسم القرآني (1)
لعلنا في هذا الشهر الكريم أن نقدم أطباقًا (على قدر ما يبسط الله لنا) من علم المعاني الذي قام عليه الرسم القرآني المشهور بالرسم العثماني.
وخير ما نبدأ به هو الحديث عن أسماء الله الحسنى
انقسمت أسماء الله تعالى وصفاته التي جاءت على وزن فاعل أو فعَّال إلى ثلاثة أقسام:
• أسماء حذفت فيها الألف.
• أسماء أثبتت فيها الألف.
• أسماء فيها حذف وإثبات للألف.
وقبل ذكر الأسماء نريد أن نبين:
لماذا زيدت الألف على الفعل ليصبح اسم الفاعل؟
كما هو معلوم من لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية:
فإن الألف: هي للامتداد المنفصل.
وامتاز حرف الألف بأنه حرف مد؛ يمكن مد الصوت به، وزيادته إلى القدر الذي ينتهي فيه النفس. وأن الفم ينفتح مع مده؛ فجاء استعمال الألف موافقًا لنطقه؛ في انكشاف الفعل بحدوثه، والعلم به، وانقطاعه في آن واحد.
والنفس تمتد؛ وامتدادها بالأفعال ما قصر مدته منها، أو طال. ولا بد للفعل من فاعل؛ فكانت زيادتها على الفعل لتدل على القائم بالفعل. فحمل الفاعل بذلك صفة ما فعل.
ودلت الألف على اثنين؛ على الفعل وعلى الفاعل، والأصل هو الفاعل، والزيادة التي حصلت للفاعل امتداده بالفعل، والفعل مهما طال ينفصل بانتهائه، وتبقى النفس حاملة تبعاته.
ولماذا وضعت الألف بعد فاء الفعل؟
لأن فاء الفعل تدل على الحركة، والفاعل يحمل الصفة من دخوله في الفعل وبداية حركته به، وليس بعد الانتهاء منه؛ كمثل: جالس، وراكب، وسابح، وراكض، والفاء مفتوحة، ومدها يتولد منها الألف ...
أما زيادة الألف في الأسماء التي جاءت بصيغة المبالغة؛ فتكون بعد الحرف المشدد؛ لأن المبالغة تحصل بعد كثرة التكرار، والانحصار في داخل العمل؛ فتمثل ذلك بتشديد عين الفعل؛ كمثل نجَّار، وحدَّاد، وبقَّال، وكل الأعمال التي تحتاج جهدًا وتعبًا ...
وإضافة الألف ليدل على أن هذا الامتداد الذي يحصل بالأفعال قابل للانفصال؛ وهو متعلق بالصفات، والصفات تقديرية، ومخرج الألف وحروف المد تقديرية، من خوف الفم والحلق؛ أي من الخواء الذي فيها، وبقية الحروف محققة؛ إذ تعتمد على حيز من الحلق أو الفم أو الشفتين.
وزيادة الألف في الصفات؛ كأن يوصف الذي يصدق بأنه صادق، فصار للموصوف مسميان مسمى سابق عرف به، ومسمى جديد زاد من أسمائه أو صفاته.
وهذه الصفة تبقى دائمة له ما دام هو متصف بها، فإن أصبح على خلافها وصف بخلافها.
وليست هذه الصفة يحملها الجميع، فهناك من يحملها، وهناك من لا يحملها؛ لذلك إثبات الألف للدلالة على الحالين؛ أي حمله لها زيادة حصلت له، وليست لكل الناس.
فصار الأصل هو إثبات الألف في هذه الأسماء.
لكن لما كان هناك من يحمل نفس الوصف، ولا يحملها إلا هو.
وهناك الذين يحملون نفس الصفة؛ ولكن ليسوا بنفس الدرجة في حملها؛
فكان لا بد من التفريق بين الحالين.
فأسماء الله تعالى التي لا يشاركه أحد فيها: تحذف الألف فيها ليكون الحذف علامة على أن الله تعالى يحمل الاسم وحده، ولا يشاركه أحد في الصفة التي يدل عليها هذا الاسم، فالمقارنة بينه وبين غيره تكون معدومة.
وعدد هذه الأسماء التي استحضرتها تسعة:
1. اسم الجلالة اللَّاه (اللَّاه): الألف فيه بعد اللام قد حذفت؛ لأنه لا أحد غير الله يحمل هذا الاسم، وحتى لم يجرؤ أحد على ادعائه.
2. الرحمان (الرَحْمَان): لا أحد غير الله يوصف به هذا الاسم ويكون معرفة؛ فلما انتفي قيام المثيل؛ حذف الألف لذلك.
3. الواحد (الوَا حِد): والواحد هو الذي في مكانة ومنزلة لا تتسع لغيره، أو لا يمكن لأحد أن يحل معه فيها، فحذفت الألف لانعدام أن يكون له ثاني أو شريك.
4. الظاهر (الظَاهِر): أي ظاهر لا يجهله أحد، وأن الجهل به قد انتهى، ولا امتداد له، وليس ذلك إلا لله وحده. فمن لم يستدل عليه بآياته ومخلوقاته، عرفه عن طريق رسله.
5. الواسع (الوَا سِع): فالله تعالى هو واسع عليم، فهو واسع الفضل، وواسع المغفرة، وواسع الرحمة، وليس لأحد ما لله في سعة عطائه ومغفرته ورحمته وفضله.
6. السلام (السَلَام): والسلام اسم يدل على صفة العلو الدائم لله تعالى، وليس هناك من يتصف بذلك حتى يقارن علوه بعلو الله تعالى. فكل ما خلق هم دونه. وهم عبيده.
7. التوَّاب (التوَّا ب): وهي صيغة مبالغة لتدل على كثرة التوبة له على عبادة، وكثرة من يتوب عليهم؛ وهذه صفة لا يشارك الله فيها أحد.
8. الخالق (الخَالِق): فالله تعالى هو خالق كل شيء فصفته هذه صفة دائمة لله وحده.
9. الخلاق (الخَلَّاق): وهي صفة مبالغة لله تعالى بكثرة الذين خلقهم، وكثرة ما خلق، وهي صفة لله وحده. لا نصيب لأحد فيها.
فهذه الأسماء التسعة قد حذفت فيها الألف في القرآن في جميع مواضعها. لأن الله تعالى لا يشاركه فيها أحد، فلما سقطت دواعي المقارنة والتمييز والتفصيل في المراتب، سقطت الألف في الرسم.
ولما كان الأمر كذلك فلماذا لم يسقط صوت الألف كذلك؟
والجواب على ذلك أن هذه الأسماء والصفات هي أسماء وصفات متعددة لله تعالى، فواحدتها لا تغني عن بقيتها، فإبقاء الصوت بها لتدل على وجود غيرها لله، وليس وجود غير الله يحملها.
أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 11:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الثاني الأسماء التي ثبتت فيها الألف
اشتمل هذا على القسم على سبعة أسماء لله تعالى:
1. البارئ: البارئ هو الذي يخرج غيره، ويخلصه مما هو فيه، كما في قوله تعالى: (فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ (54) البقرة،
لما طلب موسى عليه السلام من قومه أن يفعلوا ما يخرجهم ويخلصهم من ذنبهم في عبادة العجل؛ جاء باسمٍ لله تعالى يناسب ذلك؛ فالله تعالى هو الذي أخرجهم للحياة أولاً، وأخرجهم وخلصهم من فرعون، ومن استعباده لهم.
وقد يوجد من يفعل ذلك الفعل في الإخراج والتخليص لقوم، أو جماعة من الناس؛ فيكون بارئهم.
لكن ليس فعله كفعل الله تعالى بفرعون وقومه.
والبارئ والبريء الذي يخرج من مرضه.
وقد كانت من معجزات عيسى عليه السلام أن يبرئ الأكمه والأبرص؛ أي يخرجها مما هما فيه، فهو لهما البارئ بهذا الفعل، وإن كان بإذن الله تعالى.
والبارئ الذي يخرج الخلق من العدم. كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ (24) الحشر.
فإثبات ألف بارئ لتمييز الله بفعله وصفته عن فعل وصفة غيره. لأن هناك من يحمل غير الله تعالى هذه الصفة.
2. الباطن: الله سبحانه وتعالى هو؛ الأول والآخر والظاهر والباطن، وكما تقدم القول بأن ظهور الله تعالى لا يخفى على أحد، فكل شيء يدل عليه سبحانه وتعالى، وليس هناك من يجهل وجود الله وإن أظهر إنكاره له؛ فحذفت لذلك ألف الظاهر.
لكن الوصف له بأنه باطن؛ لا يمنع وجود من يوصف بأنه باطن غيره، فجنس الملائكة موجود ولكنه باطن ومستور، وكذلك جنس الجن مستور وباطن، فإثبات ألف باطن لتمييز الله تعالى عمن يجمل غيره هذه الصفة؛ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا لا نعرف عن الله تعالى إلا بالقدر الذي أبلغنا به تعالى عن نفسه، فالله تعالى ظاهر قد انتهى الجهل به، بمن أرسل من رسل ودلت على آياته في خلقه، وباطن لا نعرف عنه إلا بالقدر الذي أبلغنا به عن نفسه.
فكان إثبات الألف دلالة عليه، وتمييزًا له سبحانه عمن يوصف بالصفة نفسها، وأن هناك ما نجهله عن الله تعالى؛ لأن معرتنا له هي بقدر ما أبلغنا به سبحانه وتعالى عن نفسه.
3. الجبَّار: الله تعالى وصف نفسه بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) الحشر، ووصف غيره بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) هود، فكان إثبات الألف تمييزًا لله بأنه جبار فوق درجة الجبارين. ولا يستوي جبروته بجبروت غيره.
4. الرزَّاق، وصف الله تعالى نفسه بأنه رزَّاق: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات. وقال تعالى: (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5) النساء؛ فكل من يتولى إطعام غيره فهو رازِق، وإذا كان فعله شمل عدد كبيرًا من الناس فهو رزَّاق، فكان إثبات ألف الرزَّاق ليدل على علو منزلة الله تعالى بهذا الوصف، ولا يقارن بغيره، ولا يساويه أحد في ذلك.
5. الفتَّاح: وصف الله تعالى نفسه بالفتَّاح في قوله تعالى: (قل يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سبأ، فما يفتح الله للناس من رحمة وخير ونصر وغير ذلك لا يماثله أحد فيه ولا يساويه
وقد وصف الله تعالى نفسه في القرآن وحده؛ بالرزَّاق وبالفتَّاح؛ بصيغة المبالغة، ولم يصف نفسه بأنه رازق ولا فاتح؛ لأن القرآن الكريم هو كلامه، وله علو المنزلة في البيان، والرازقين كثر فوصف نفسه بأنه خيرهم كما في قوله تعالى: (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعة.
وكذلك الفاتحين كثر؛ فوصف نفسه بأنه خيرهم؛ في قوله تعالى: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الأعراف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فلا تناسب في أن يصف نفسه بنفس الصيغة التي بني عليها الجمع، ولا يميز نفسه تعالى عنهم. فميز تعالى نفسه عليهم بصيغة المبالغة وإثبات ألفها.
6. المُتَعَالِ: وصف الله تعالى نفسه بالمتعالي في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد. فالله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو المتعال، - وحذف ياء المتعال؛ لها مكانها عند الحديث عن حذف الياء، وحذفها هو لديمومة الصفة –، ويقابل الكبير المتعال، مَنْ وصفهم الله بالمتكبرين أي المتعالين على الناس؛ وقد خاطب سليمان ملكة سبأ: (ألا تعلو علي وأتوني مسلمين). وقول السحرة في حض أنفسهم على الاستعلاء: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) طه، فإثبات ألف المتعال هو لتمييز تعالِي الله سبحانه؛ عن تعالِي البشر على البشر، مع أن المتعالين من البشر لا غنى لهم عن البشر، ولا عن الله تعالى، والله غني عن الجميع.
7. الوهَّاب: وصف الله تعالى نفسه بالوهَّاب؛ كما في قوله تعالى: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) ص. وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة ما يهب، وكثرة من يهب لهم، حتى أنه تعالى يهب للكافر ولما لا يعقل ... وهذا لا يقدر عليه أحد من البشر؛ وإن وصف أحدهم عند الناس بأنه وهَّاب؛ لكثرة ما يعطي الناس، .... فإثبات ألف الوهَّاب؛ لتوافق على منزلة الله تعالى بعظيم ما يهبه تعالى للناس، وكثرة من يهبهم من الناس.
هذه الأسماء السبعة قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.
وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له.
فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.
يتبع إن شاء الله تعالى ..........
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[05 Sep 2008, 12:05 م]ـ
أما إني لأستفيد منك وأتعلم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ولا يثبطنك مثبط كائنا من كان
فعلمك الجديد فضل وفتح أوتيته فاحمد الله وتابع
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Sep 2008, 12:34 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بارك الله فيك أستاذي على هذه الدرر ... و هذه المعاني و الأسرار التي فتح الله عليك و لك فيها ... و هو الفتاح العليم.
و هذه قاعدة سأكتبها بماء الذهب (و التذهيب من هواياتي):
{فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له}.
و لله الحمد و له الشكر. و له الأمر من قبل و من بعد
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 04:34 م]ـ
تكملة للقسم الثاني
1. القاهر: وصف الله تعالى نفسه بالقاهر في موضع واحد ثبتت فيه ألفه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الأنعام، وعلى القاعدة فثبات الألف دلالة على وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة، فقد قال فرعون بصيغة الجمع للمفرد: (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف، والله تعالى متميز بعلو درجته ومنزلته عمن يحمل نفس الصفة، ففي ثبات الألف بيانًا لذلك، وكان حقًا أن تضاف هذه في المجموعة الثانية.
ويلحق بهذا الجمع اسمان آخران لله تعالى لم يعرفا بالألف واللام:
2. شاكر: وصف الله تعالى نفسه بأنه شاكر في موضوعين؛
في قوله تعالى في السعي بين الصفا والمروة: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
وفي قوله تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) النساء
(يُتْبَعُ)
(/)
ووصف إبراهيم عليه السلام بأنه شاكر؛ في قوله تعالى: (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل.
وفي عموم من يلتزم بشرع الله تعالى؛ في قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإنسان.
فثبات الألف هو تمييز لشكر الله عن شكر غيره، فشكرع عطاء وشكر غيره عبادة أو ثناء، وتمييز شكر إبراهيم عليه السلام عن شكر البشر بما ابتلاه الله تعالى بكلماته اللاتي أتمهن؛ فنال المنزلة التي جعله الله فيها إمامًا للناس، واتخاذ الله له خليلا، وبيان الهداية للناس لرفع منزلتهم بدوام شكرهم لله؛ وهناك الشاكر للناس وليس لله.
3. غالب: وصف الله تعالى نفسه بأنه الغالب في قوله تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) يوسف.
وقد يكون هناك من يغلب غيره فيكون غالبًا له؛ لكن يأتي من يغلبه فيكون هذا الغالب أعلى منه منزلة ودرجة وأكثر قوة؛ لذلك جاء نفي في آيتين تاليتين لوجود غالبًا له الدرجة العليا؛
في الأولى: كلام نسبه الله تعالى لنفسه وهو صادق فيه؛ فقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160) آل عمران.
وفي الثانية كلام نسبه الله للشيطان وكان الشيطان كاذبًا فيه؛ فقال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال.
وصف الله تعالى لنفسه بأنه غالب على أمره؛ متميزًا بهذه الغلبة، أي أن أمره قائم وغالب لكل ما يعترضه، ولا يقدر أحد على إبطاله.
هذه الأسماء العشرة قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.
وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له.
فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.
ـ[محمد الماجد]ــــــــ[05 Sep 2008, 04:48 م]ـ
بورك فيك
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:23 م]ـ
أما إني لأستفيد منك وأتعلم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ولا يثبطنك مثبط كائنا من كان
فعلمك الجديد فضل وفتح أوتيته فاحمد الله وتابع
وبارك الله فيكم وفي مروركم
وجزاكم الله بكل خير
وزادكم الله من فضله
ويسر الله لنا ولكم من علمه وإحسانه
ولله الحمد والمنة
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:28 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بارك الله فيك أستاذي على هذه الدرر ... و هذه المعاني و الأسرار التي فتح الله عليك و لك فيها ... و هو الفتاح العليم.
و هذه قاعدة سأكتبها بماء الذهب (و التذهيب من هواياتي):
{فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم له}.
و لله الحمد و له الشكر. و له الأمر من قبل و من بعد
بارك الله فيك يا أخي
وأحسن الله إليك
{اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (5)} العلق
ـ[العرابلي]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:32 م]ـ
بورك فيك
وبارك الله فيك
وجزاك الله بكل خير
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:32 م]ـ
زادك الله من علمه وفتح لك من أسرار معرفته واستعملك ولا يستبدلك وجعلنا ممن ينتفع بما علمك! آمين
ـ[العرابلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 01:40 م]ـ
زادك الله من علمه وفتح لك من أسرار معرفته واستعملك ولا يستبدلك وجعلنا ممن ينتفع بما علمك! آمين
أحسن الله إليك يا أخي الكريم
وجزاك الله تعالى بكل خير وفضل وإحسان
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[21 Sep 2008, 03:43 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
سلامي و تحياتي لأستاذي أبومسلم عبد المجيد العرابلي.
المرجو منكم سيدي النظر في مشاركتي الأخيرة بملف {الطلح المنضود ... }، و سؤالي عن معاني حروف و إسم {رفرف} و {رفيف}.
تقبل الله منكم و جزاكم خير الجزاء و أوفره.
ـ[العرابلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 06:08 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
سلامي و تحياتي لأستاذي أبومسلم عبد المجيد العرابلي.
المرجو منكم سيدي النظر في مشاركتي الأخيرة بملف {الطلح المنضود ... }، و سؤالي عن معاني حروف و إسم {رفرف} و {رفيف}.
تقبل الله منكم و جزاكم خير الجزاء و أوفره.
أخي الكريم
كنت في العمرة ونسأل الله تعالى ان يتقبلها منا
ووصلت البارحة
فأرجو المعذرة
وجزاكم الله بكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن عربي]ــــــــ[21 Sep 2008, 07:18 م]ـ
الاخ الفاضل العرابلي
سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته لاأريد ان اتطفل على موضوعك القيم لكن لى بعض التساؤلات
1= لا أرى ان هناك الالف محدوفة في اسم الجلالة "الله" فهو يكتب في الرسم القرءاني هكذا بالالف واللام واللام وهاء ولا تقدر فيه الالف محدوفة
2= الرحمن .... يساط الرحمانية يشمل المؤمن والكافر والانس والجن والحيوانات ومقتضى هذا الاسم بطبيعة الحال يختلف من المؤمن الى الكافر وبين الانس والجان والحيوانات
لهذا حسب فهمي كتب محدوفا ولو كتب بالثابت لكان الانبياء والرسل يتساوون بينهم وبين بقية الناس في الرحمة الالهية ... ننجي رسلنا ....... وكذلك ننج المؤمنين
3= الواحد هو بداية الاعداد وهو مشترك بين الخالق والمخلوق ويشمل الماديات والمعنويات لهذا حسب فهمي المتواضع كتب محدوفا
4= الظاهر كتب محدوفا كذلك لاشتراكه بين الخلائق فكل الخلائق ظاهرة او ظاهرة لبعضها البعض ولم يتصف بالبطون المطلق الا الله تعالى لهذا كتب الباطن ثابتا
5=وكذلك الواسع والسلام والتواب كلها مشتركة وللمخلوق حظ منها .... فعندما يفعل في حقك جماعة من الناس مكروها وتتوب عنهم فانت تتصف بهذا الاسم التواب وتوبتك على هذا تكون اكثر من على هذا ... لهذا ورد بالحدف
6= كذلك الخلاق والخالق كتبا بالمحدوف للتنوع في الخلق ففي الوجود الملائكة والانس والجن والحيوانات ... اختلفت القوالب والاشكال وهو مشترك ...... وتخلقون افكا ..... تبار ك الله احسن الخالقين
اما بقية الموضوع فأوافق الاخ الكريم
وله جزيل الشكر
ـ[العرابلي]ــــــــ[21 Sep 2008, 08:20 م]ـ
الاخ الفاضل العرابلي
سلام الله عليك ورحمته تعالى وبركاته لاأريد ان اتطفل على موضوعك القيم لكن لى بعض التساؤلات
1= لا أرى ان هناك الالف محدوفة في اسم الجلالة "الله" فهو يكتب في الرسم القرءاني هكذا بالالف واللام واللام وهاء ولا تقدر فيه الالف محدوفة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم هل تقرأ الْلَه، أم تقرأها الَلَه أم تقرأها، أم تقرأها الْلَاه؟
أخي الكريم عند الوقف على كلمة الله يجوز لك أن تمد الألف التي قبل الهاء بحركتين أو أربع أو ست حركات ... وهذا معروف عند اهل القراءات
وأجد العجب من ردك كيف يفوتك أمر كهذا؟!
2=الرحمن .... يساط الرحمانية يشمل المؤمن والكافر والانس والجن والحيوانات ومقتضى هذا الاسم بطبيعة الحال يختلف من المؤمن الى الكافر وبين الانس والجان والحيوانات
لهذا حسب فهمي كتب محدوفا ولو كتب بالثابت لكان الانبياء والرسل يتساوون بينهم وبين بقية الناس في الرحمة الالهية ... ننجي رسلنا ....... وكذلك ننج المؤمنين
الموضع ليس الخوض في تفاصيل من يرحم .... الموضوع هل يشاركه في هذه الصفة أحد حتى نفرق بينه وبينهم في المكانة والمنزلة
هناك قاعدة يجب الالتزام بها وليس كل خاطرة تطرأ على فكر الإنسان يجعلها السبب
3= الواحد هو بداية الاعداد وهو مشترك بين الخالق والمخلوق ويشمل الماديات والمعنويات لهذا حسب فهمي المتواضع كتب محدوفا
الواحد نعم يصلح أن يكون بداية الأعداد وليس شرطًا فيه أن نأتي بالثاني والثالث
فهو فو منزلة لا تحتمل غيره فيها وإن وجد غيره فهو في منزلة تأتي بعد منزلته.
4= الظاهر كتب محدوفا كذلك لاشتراكه بين الخلائق فكل الخلائق ظاهرة او ظاهرة لبعضها البعض ولم يتصف بالبطون المطلق الا الله تعالى لهذا كتب الباطن ثابتا
الظاهر انتهى الجهل به وكل ظاهر قد انتهى الجهل به فيكتب بدون ألف فهذا الخذف في الله وغير الله
5=وكذلك الواسع والسلام والتواب كلها مشتركة وللمخلوق حظ منها .... فعندما يفعل في حقك جماعة من الناس مكروها وتتوب عنهم فانت تتصف بهذا الاسم التواب وتوبتك على هذا تكون اكثر من على هذا ... لهذا ورد بالحدف
ليس لأحد علو دائم إلا الله ولا يشاركه أحد
والواسع صفة لا يشارك الله فيه أحد
أما التواب فقد وردت بالخطأ في هذا القسم
ولم أستطع أن أعدله
قبل خروجي للعمرة
6= كذلك الخلاق والخالق كتبا بالمحدوف للتنوع في الخلق ففي الوجود الملائكة والانس والجن والحيوانات ... اختلفت القوالب والاشكال وهو مشترك ...... وتخلقون افكا ..... تبار ك الله احسن الخالقين
اما بقية الموضوع فأوافق الاخ الكريم
وله جزيل الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
العبرة في الخالق والخلاق بفعل الله وليس من وقع عليه الفعل
بارك الله فيك عما أفصحت بع عن نفسك
وبسط الله تعالى لك رداء العلم
وزادك الله من علمه وفضله
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طبق من أسرار الرسم القرآني (1)
لعلنا في هذا الشهر الكريم أن نقدم أطباقًا (على قدر ما يبسط الله لنا) من علم المعاني الذي قام عليه الرسم القرآني المشهور بالرسم العثماني.
وخير ما نبدأ به هو الحديث عن أسماء الله الحسنى
انقسمت أسماء الله تعالى وصفاته التي جاءت على وزن فاعل أو فعَّال إلى ثلاثة أقسام:
• أسماء حذفت فيها الألف.
• أسماء أثبتت فيها الألف.
• أسماء فيها حذف وإثبات للألف.
وقبل ذكر الأسماء نريد أن نبين:
لماذا زيدت الألف على الفعل ليصبح اسم الفاعل؟
كما هو معلوم من لوحة مفاتيح معاني الحروف الهجائية:
فإن الألف: هي للامتداد المنفصل.
وامتاز حرف الألف بأنه حرف مد؛ يمكن مد الصوت به، وزيادته إلى القدر الذي ينتهي فيه النفس. وأن الفم ينفتح مع مده؛ فجاء استعمال الألف موافقًا لنطقه؛ في انكشاف الفعل بحدوثه، والعلم به، وانقطاعه في آن واحد.
والنفس تمتد؛ وامتدادها بالأفعال ما قصر مدته منها، أو طال. ولا بد للفعل من فاعل؛ فكانت زيادتها على الفعل لتدل على القائم بالفعل. فحمل الفاعل بذلك صفة ما فعل.
ودلت الألف على اثنين؛ على الفعل وعلى الفاعل، والأصل هو الفاعل، والزيادة التي حصلت للفاعل امتداده بالفعل، والفعل مهما طال ينفصل بانتهائه، وتبقى النفس حاملة تبعاته.
ولماذا وضعت الألف بعد فاء الفعل؟
لأن فاء الفعل تدل على الحركة، والفاعل يحمل الصفة من دخوله في الفعل وبداية حركته به، وليس بعد الانتهاء منه؛ كمثل: جالس، وراكب، وسابح، وراكض، والفاء مفتوحة، ومدها يتولد منها الألف ...
أما زيادة الألف في الأسماء التي جاءت بصيغة المبالغة؛ فتكون بعد الحرف المشدد؛ لأن المبالغة تحصل بعد كثرة التكرار، والانحصار في داخل العمل؛ فتمثل ذلك بتشديد عين الفعل؛ كمثل نجَّار، وحدَّاد، وبقَّال، وكل الأعمال التي تحتاج جهدًا وتعبًا ...
وإضافة الألف ليدل على أن هذا الامتداد الذي يحصل بالأفعال قابل للانفصال؛ وهو متعلق بالصفات، والصفات تقديرية، ومخرج الألف وحروف المد تقديرية، من خوف الفم والحلق؛ أي من الخواء الذي فيها، وبقية الحروف محققة؛ إذ تعتمد على حيز من الحلق أو الفم أو الشفتين.
وزيادة الألف في الصفات؛ كأن يوصف الذي يصدق بأنه صادق، فصار للموصوف مسميان مسمى سابق عرف به، ومسمى جديد زاد من أسمائه أو صفاته.
وهذه الصفة تبقى دائمة له ما دام هو متصف بها، فإن أصبح على خلافها وصف بخلافها.
وليست هذه الصفة يحملها الجميع، فهناك من يحملها، وهناك من لا يحملها؛ لذلك إثبات الألف للدلالة على الحالين؛ أي حمله لها زيادة حصلت له، وليست لكل الناس.
فصار الأصل هو إثبات الألف في هذه الأسماء.
لكن لما كان هناك من يحمل نفس الوصف، ولا يحملها إلا هو.
وهناك الذين يحملون نفس الصفة؛ ولكن ليسوا بنفس الدرجة في حملها؛
فكان لا بد من التفريق بين الحالين.
فأسماء الله تعالى التي لا يشاركه أحد فيها: تحذف الألف فيها ليكون الحذف علامة على أن الله تعالى يحمل الاسم وحده، ولا يشاركه أحد في الصفة التي يدل عليها هذا الاسم، فالمقارنة بينه وبين غيره تكون معدومة.
وعدد هذه الأسماء التي استحضرتها ثمانية:
1. اسم الجلالة اللَّاه (اللَّاه): الألف فيه بعد اللام قد حذفت؛ لأنه لا أحد غير الله يحمل هذا الاسم، وحتى لم يجرؤ أحد على ادعائه.
2. الرحمان (الرَحْمَان): لا أحد غير الله يوصف به هذا الاسم ويكون معرفة؛ فلما انتفي قيام المثيل؛ حذف الألف لذلك.
3. الواحد (الوَا حِد): والواحد هو الذي في مكانة ومنزلة لا تتسع لغيره، أو لا يمكن لأحد أن يحل معه فيها، فحذفت الألف لانعدام أن يكون له ثاني أو شريك.
4. الظاهر (الظَاهِر): أي ظاهر لا يجهله أحد، وأن الجهل به قد انتهى، ولا امتداد له، وليس ذلك إلا لله وحده. فمن لم يستدل عليه بآياته ومخلوقاته، عرفه عن طريق رسله.
5. واسع (وَا سِع): فالله تعالى هو واسع عليم، وواسعًا كريمًا؛ فهو واسع الفضل، وواسع المغفرة، وواسع الرحمة، وليس لأحد ما لله في سعة عطائه ومغفرته ورحمته وفضله.
6. السلام (السَلَام): والسلام اسم يدل على صفة العلو الدائم لله تعالى، وليس هناك من يتصف بذلك حتى يقارن علوه بعلو الله تعالى. فكل ما خلق هم دونه. وهم عبيده.
7. الخالق (الخَالِق): فالله تعالى هو خالق كل شيء فصفته هذه صفة دائمة لله وحده.
8. الخلاق (الخَلَّاق): وهي صفة مبالغة لله تعالى بكثرة الذين خلقهم، وكثرة ما خلق، وهي صفة لله وحده. لا نصيب لأحد فيها.
فهذه الأسماء الثمانية قد حذفت فيها الألف في القرآن في جميع مواضعها. لأن الله تعالى لا يشاركه فيها أحد، فلما سقطت دواعي المقارنة والتمييز والتفصيل في المراتب، سقطت الألف في الرسم.
ولما كان الأمر كذلك فلماذا لم يسقط صوت الألف كذلك؟
والجواب على ذلك أن هذه الأسماء والصفات هي أسماء وصفات متعددة لله تعالى، فواحدتها لا تغني عن بقيتها، فإبقاء الصوت بها لتدل على وجود غيرها لله، وليس وجود غير الله يحملها.
أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي
يتبع إن شاء الله تعالى ...........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:23 ص]ـ
القسم الثاني الأسماء التي ثبتت فيها الألف
بسم الله الرحمن الرحيم
القسم الثاني الأسماء التي ثبتت فيها الألف
اشتمل هذا على القسم على أحد عشر اسمًا لله تعالى:
1. البارئ: البارئ هو الذي يخرج غيره، ويخلصه مما هو فيه، كما في قوله تعالى: (فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ (54) البقرة،
لما طلب موسى عليه السلام من قومه أن يفعلوا ما يخرجهم ويخلصهم من ذنبهم في عبادة العجل؛ جاء باسمٍ لله تعالى يناسب ذلك؛ فالله تعالى هو الذي أخرجهم للحياة أولاً، وأخرجهم وخلصهم من فرعون، ومن استعباده لهم.
وقد يوجد من يفعل ذلك الفعل في الإخراج والتخليص لقوم، أو جماعة من الناس؛ فيكون بارئهم.
لكن ليس فعله كفعل الله تعالى بفرعون وقومه.
والبارئ والبريء الذي يخرج من مرضه.
وقد كانت من معجزات عيسى عليه السلام أن يبرئ الأكمه والأبرص؛ أي يخرجها مما هما فيه، فهو لهما البارئ بهذا الفعل، وإن كان بإذن الله تعالى.
والبارئ الذي يخرج الخلق من العدم. كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ (24) الحشر.
فإثبات ألف بارئ لتمييز الله بفعله وصفته عن فعل وصفة غيره. لأن هناك من يحمل غير الله تعالى هذه الصفة.
2. الباطن: الله سبحانه وتعالى هو؛ الأول والآخر والظاهر والباطن، وكما تقدم القول بأن ظهور الله تعالى لا يخفى على أحد، فكل شيء يدل عليه سبحانه وتعالى، وليس هناك من يجهل وجود الله وإن أظهر إنكاره له؛ فحذفت لذلك ألف الظاهر.
لكن الوصف له بأنه باطن؛ لا يمنع وجود من يوصف بأنه باطن غيره، فجنس الملائكة موجود ولكنه باطن ومستور، وكذلك جنس الجن مستور وباطن، فإثبات ألف باطن لتمييز الله تعالى عمن يجمل غيره هذه الصفة؛ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإننا لا نعرف عن الله تعالى إلا بالقدر الذي أبلغنا به تعالى عن نفسه، فالله تعالى ظاهر قد انتهى الجهل به، بمن أرسل من رسل ودلت على آياته في خلقه، وباطن لا نعرف عنه إلا بالقدر الذي أبلغنا به عن نفسه.
فكان إثبات الألف دلالة عليه، وتمييزًا له سبحانه عمن يوصف بالصفة نفسها، وأن هناك ما نجهله عن الله تعالى؛ لأن معرتنا له هي بقدر ما أبلغنا به سبحانه وتعالى عن نفسه.
3. التوَّاب: وهي صيغة مبالغة لتدل على كثرة التوبة له على عبادة، وكثرة من يتوب عليهم؛ وهذه صفة لا يشارك الله فيها أحد.
ولكن ورد الاسم المفرد بصيغة الجمع كصفة للعباد؛ قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة. التوَّابين جمع توَّاب. فجاء إثبات الألف للتفريق بينهما؛ فالله تعالى توًّاب بقبول توبة العبد فيرجع عن عقابه، وتوبة العبد بالرجوع عن المعصية. فشتان بين الوصفين.
4. الجبَّار: الله تعالى وصف نفسه بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) الحشر، ووصف غيره بأنه جبَّار كما في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59) هود، فكان إثبات الألف تمييزًا لله بأنه جبار فوق درجة الجبارين. ولا يستوي جبروته بجبروت غيره.
5. الرزَّاق، وصف الله تعالى نفسه بأنه رزَّاق: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) الذاريات. وقال تعالى: (وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا (5) النساء؛ فكل من يتولى إطعام غيره فهو رازِق، وإذا كان فعله شمل عدد كبيرًا من الناس فهو رزَّاق، فكان إثبات ألف الرزَّاق ليدل على علو منزلة الله تعالى بهذا الوصف، ولا يقارن بغيره، ولا يساويه أحد في ذلك.
6. الفتَّاح: وصف الله تعالى نفسه بالفتَّاح في قوله تعالى: (قل يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) سبأ، فما يفتح الله للناس من رحمة وخير ونصر وغير ذلك لا يماثله أحد فيه ولا يساويه
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد وصف الله تعالى نفسه في القرآن وحده؛ بالرزَّاق وبالفتَّاح؛ بصيغة المبالغة، ولم يصف نفسه بأنه رازق ولا فاتح؛ لأن القرآن الكريم هو كلامه، وله علو المنزلة في البيان، والرازقين كثر فوصف نفسه بأنه خيرهم كما في قوله تعالى: (قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (11) الجمعة.
وكذلك الفاتحين كثر؛ فوصف نفسه بأنه خيرهم؛ في قوله تعالى: (رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ (89) الأعراف.
فلا تناسب في أن يصف نفسه بنفس الصيغة التي بني عليها الجمع، ولا يميز نفسه تعالى عنهم. فميز تعالى نفسه عليهم بصيغة المبالغة وإثبات ألفها.
7. القاهر: وصف الله تعالى نفسه بالقاهر في موضع واحد ثبتت فيه ألفه: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) الأنعام، وعلى القاعدة فثبات الألف دلالة على وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة، فقد قال فرعون بصيغة الجمع للمفرد: (قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) الأعراف، والله تعالى متميز بعلو درجته ومنزلته عمن يحمل نفس الصفة، ففي ثبات الألف بيانًا لذلك، وكان حقًا أن تضاف هذه في المجموعة الثانية.
8. المُتَعَالِ: وصف الله تعالى نفسه بالمتعالي في قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) الرعد. فالله تعالى هو العلي، وهو الأعلى، وهو المتعال، - وحذف ياء المتعال؛ لها مكانها عند الحديث عن حذف الياء، وحذفها هو لديمومة الصفة –، ويقابل الكبير المتعال، مَنْ وصفهم الله بالمتكبرين أي المتعالين على الناس؛ وقد خاطب سليمان ملكة سبأ: (ألا تعلو علي وأتوني مسلمين). وقول السحرة في حض أنفسهم على الاستعلاء: (فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى (64) طه، فإثبات ألف المتعال هو لتمييز تعالِي الله سبحانه؛ عن تعالِي البشر على البشر، مع أن المتعالين من البشر لا غنى لهم عن البشر، ولا عن الله تعالى، والله غني عن الجميع.
9. الوهَّاب: وصف الله تعالى نفسه بالوهَّاب؛ كما في قوله تعالى: (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) ص. وهي صيغة مبالغة تدل على كثرة ما يهب، وكثرة من يهب لهم، حتى أنه تعالى يهب للكافر ولما لا يعقل ... وهذا لا يقدر عليه أحد من البشر؛ وإن وصف أحدهم عند الناس بأنه وهَّاب؛ لكثرة ما يعطي الناس، .... فإثبات ألف الوهَّاب؛ لتوافق على منزلة الله تعالى بعظيم ما يهبه تعالى للناس، وكثرة من يهبهم من الناس.
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:25 ص]ـ
ويلحق بهذا الجمع اسمان آخران لله تعالى لم يعرفا بالألف واللام:
10. شاكر: وصف الله تعالى نفسه بأنه شاكر في موضوعين؛
في قوله تعالى في السعي بين الصفا والمروة: (وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
وفي قوله تعالى: (مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) النساء
ووصف إبراهيم عليه السلام بأنه شاكر؛ في قوله تعالى: (شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) النحل.
وفي عموم من يلتزم بشرع الله تعالى؛ في قوله تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) الإنسان.
فثبات الألف هو تمييز لشكر الله عن شكر غيره، فشكرع عطاء وشكر غيره عبادة أو ثناء، وتمييز شكر إبراهيم عليه السلام عن شكر البشر بما ابتلاه الله تعالى بكلماته اللاتي أتمهن؛ فنال المنزلة التي جعله الله فيها إمامًا للناس، واتخاذ الله له خليلا، وبيان الهداية للناس لرفع منزلتهم بدوام شكرهم لله؛ وهناك الشاكر للناس وليس لله.
11. غالب: وصف الله تعالى نفسه بأنه الغالب في قوله تعالى: (وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (21) يوسف.
وقد يكون هناك من يغلب غيره فيكون غالبًا له؛ لكن يأتي من يغلبه فيكون هذا الغالب أعلى منه منزلة ودرجة وأكثر قوة؛ لذلك جاء نفي في آيتين تاليتين لوجود غالبًا له الدرجة العليا؛
في الأولى: كلام نسبه الله تعالى لنفسه وهو صادق فيه؛ فقال تعالى: (إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ (160) آل عمران.
وفي الثانية كلام نسبه الله للشيطان وكان الشيطان كاذبًا فيه؛ فقال تعالى: (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لاَ غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ فَلَمَّا تَرَاءتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ إِنِّيَ أَخَافُ اللّهَ وَاللّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48) الأنفال.
وصف الله تعالى لنفسه بأنه غالب على أمره؛ متميزًا بهذه الغلبة، أي أن أمره قائم وغالب لكل ما يعترضه، ولا يقدر أحد على إبطاله.
هذه الأسماء الأحد عشر اسمًا قد أثبتت فيها الألف؛ لبيان وجود من يحملها غير الله تعالى، وعلو منزلة الله تعالى عن منازلهم في حملها.
وقد كان الحذف في القسم الأول، والإثبات في القسم الثاني، مبنيًا على ما دل عليه الواقع؛ فهناك صفات لا يحملها إلا الله تعالى فحذفت فيها الألف، وصفات يحملها الله تعالى وغير الله؛ فكان لا بد من بيان مكانة الله تعالى وعلو منزلته في هذه الصفات، وعدم تساويه معهم فيها، فأثبتت الألف؛ فكأن الرسم جاء متتمًا لما يتلى؛ فما لا يمكن بيانه بالصوت المرتل، تم بيانه برسم القلم.
فقد وصلنا التبليغ بالقرآن المرتل، تلاوة ورسمًا، وبالحديث غير المرتل. فتم شرع الله تعالى.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي.
يتبع إن شاء الله تعالى ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[ font="simplified arabic"] القسم الثالث/أسماء فيها إثبات وحذف
1. ظلام للعبيد
جاء في خمس مواضع من القرآن الكريم بأن الله ليس بظلام للعبيد؛ ثبتت الألف في موضع واحد؛ وحذفت في المواضع الأربعة الباقية.
واختلف موضع الإثبات عن مواضع الحذف في أن النفي للظلم كان عن عبيد موجودين وقت نزول الآية؛ فعرفهم الله ذنبهم؛ ومصيرهم، وهددهم بعذاب الحريق الذي لم يأت بعد، وأن الله ليس بظلام لهم، فقوله تعالى "سنكتب ما قالوا" بعد أن قد قالوا قولهم؛ أي سنثبت عليهم قولهم، ومن خرج من كفره إلى الإسلام بعد ذلك؛ فسيسقط عنه هذا القول، ولا يثبت عليه، ولن يذوق عذاب الحريق؛ فالتهديد هو في يوم لم يأت بعد، والتهديد قائم ممتد حتى يأتي ذلك اليوم الذي يحاسبون فيه.
والظلم في الأصل هو النقصان؛ فالنقص ممن له الحق وصرفه لغيره يعد ظلمًا، ولذلك كان الشرك ظلمًا لأن فيه نقص من حق الله في العبادة وصرفه لغيره بغير حق، والنزع من صاحب الحق وإعطائه لغيره اقتصاصًا لا يعد ظلمًا، ومن هذا فعل الله تعالى في التسوية بين الناس.
ونقصان الحق في الحالين يغضب أو يحزن صاحب الحق.
فكان هذا النفي للظلم في الدنيا قبل الآخرة، وهناك في الدنيا من يظلم غيره؛ لذلك ثبتت الألف فيه. للدلالة على نفي الظلم عن الله في الدنيا والآخرة، وإثبات أن هناك غير الله تعالى من يظلم في الدنيا.
قال تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ (182) آل عمران؟
أما بقية المواضع فموجه فيها القول لمن مات على الكفر، أو يقال لهم ذلك في يوم الحساب؛ أو بعد إدخالهم النار؛ وقد انتهى كل شيء، ولا عمل لهم جديد، ولا حساب جديد بعد يوم الحساب؛ لذلك سقطت الألف لانتهاء الأمر، ولا أحد غير الله تعالى يأخذ من حق أحد ويعطيه لغيره؛
قال تعالى: (وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (50) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (51) الأنفال.
قال تعالى: (ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ (9) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (10) الحج
قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (46) فصلت.
قال تعالى: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ (29) ق.
2. الغفار:
ورد اسم الغفار معرفًا بالألف واللام في ثلاث آيات؛ لم تثبت فيها الألف؛ لأن التعريف خص الله تعالى بالمغفرة، ولم يساوه أحد فيه، فكان إسقاط الألف لسقوط الند والنظير الذي يوصف بما وصف به تعالى بالمغفرة. والاسم جاء في سياق من ثبت له هذا الوصف في كل وقت؛ من غير ذكر للتوبة والاستغفار. وربط بعزة الله تعالى؛ لأن غفرانه تعالى ليس عن أخذ عوض، وأيضًا الغفران هو إسقاط العقاب وليس فيه زيادة في العطاء.
قال تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) ص
وقال تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (5) الزمر
وقال تعالى: (تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارُ (42) غافر
أما إثبات الألف فجاء في سياق التوبة والدعوة إلى الله تعالى ليغفر الذنوب في آيتين؛
قال تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) طه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) نوح.
فكان إثبات الألف هو لبيان أن المغفرة الموعودة بها؛
أولاً: ليست للجميع؛ فمن تاب وآمن وعمل صالحًا؛ ينالها، ومن لم يفعل ذلك لن ينلها.
وثانيًا: أن المغفرة يتبعها عطاء وجزاء، فمن تاب يسقط ذنبه، ويسجل أجره على إيمانه وعمله الصالح، واستغفار قوم نوح عليه السلام؛ يسقط عنهم ذنوبهم ويمدهم بما ذكره الله تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) نوح.
وثالثًَا: أن غفران الله تعالى أعلى وأعظم من غفران الناس للناس؛
فقد قال تعالى: (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) الجاثية وقال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) النور. فمن يغفر فهو غافر، لكن شتان بين مغفرة الله لعباده ومغفرة العباد للعباد.
فإثبات الألف جاءت موافقة لما عليه الواقع، فمغفرة الله لا تساويها مغفرة العباد، وأن المغفرة لا ينالها إلا من تاب وآمن وعمل صالحًا، وأن بعد المغفرة عطاء وجزاء من الله تعالى؛ وكلها من مسوغات إثبات الألف.
3. القادر:
وصف الله تعالى نفسه بأنه قادر في أمور لم يفعلها بعد؛ مبينًا أن صفة القدرة قائمة فيه، وممتدة معه سبحانه وتعالى؛ فمتى شاء فعل، وإذا لم يشأ لم يفعل؛ فثبتت لذلك الألف في هذه المواضع؛
قال تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) الأنعام.
وقال تعالى: (وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (37) الأنعام
وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لاَّ رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إَلاَّ كُفُورًا (99) الإسراء.
وقال تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) الطارق
ووصف الله تعالى نفسه بقادر في سياق الاستفهام التقريري؛ لأن التقرير يكون في الإجابة، ولو كانت الألف ثابتة لكان التقرير لما هو مقرر، ونافى ذلك أسلوب الاستفهام؛ والله تعالى يريد منهم أن يقروا بما عرفوا من قدرة الله السابقة في خلقه للسموات والأرض، وخلقه للإنسان من نطفة؛ بأن الله عز وجل قادر على أن يخلق مثلهم، وقادر على أن يحيى الموتى. فكان الحذف لأجل الاستفهام التقريري.
قال تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) يس.
وقال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33) الأحقاف.
وقال تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) القيامة
4. القهار:
القهر في الدنيا من الله ومن الملائكة ومن الناس بعضهم لبعض، والقهر في الآخرة من الله تعالى، ومن الملائكة بأمر من الله بجر وحمل وعتل الذين كفروا إلى النار.
ولذلك أثبتت ألف القهار في الكل إلا في موضع واحد؛ حتى يتميز وصف الله بهذه الصفة فوق الذي يتصفون بها؛
قال تعالى: (ياصَاحِبَيِ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (39) يوسف.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48) إبراهيم
قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) ص.
قال تعالى: (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَّاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4) الزمر.
قال تعالى: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) غافر.
أما الموضع الذي حذفت فيه الألف فكان في؛
قوله تعالى: (قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد،
لما ذكر الله تعالى أنه خالق كل شيء؛ فشمل ذلك الإنس والجن والملائكة، فكان القهر للجميع بلا استثناء؛ فانفرد الله تعالى وحده بهذا الوصف، دون أن يتصف به أحد غيره؛ لذلك حذفت الألف لبيان عدم وجود غير الله تعالى يحمل هذه الصفة في الشأن الذي ذكره الله تعالى في الآية؛ وهو خلقه لكل شيء وقهره له.
5. هادي
الهداية تكون من الله تعالى مباشرة دون وسيط بين العبد وربه، وتكون بعد وجود الوسيط ممن يبعثهم الله تعالى من الأنبياء والرسل، ومن أتباع الرسل، فكان إثبات الألف للتفريق بين هداية الله وهداية غيره؛
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا (31) الفرقان. فقوله تعالى وكفى بربك هاديًا ما يدل على وجود غيره وإن كان دونه في الهداية.
وأثبتت الألف في موضع نفي وجود الهادي لمن يضلل الله من الأنبياء والرسل وأتباعهم وكل من يهدي الناس للحق:
قال تعالى: (مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (186) الأعراف
ولما جاء تخصيص صفة الهادي للرسول صلى الله عليه وسلم دون غيره، سقطت الألف لعدم وجود آخر مقصود معه؛
قال تعالى: (وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81) النمل.
قال تعالى: (وَمَا أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (53) الروم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[26 Sep 2008, 12:28 ص]ـ
أسماء وصفات لله لم تأت إلا مضافة ثبتت فيها الألف
1. غافر الذنب
2. وقابل التوب
يغفر الله تعالى الذنب، والعباد يغفر بعضهم لبعض الذنب كذلك؛ ويعفوا بعضهم عن بعض؛
قال تعالى: (غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) غافر.
وقال تعالى: (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ (14) الجاثية. فمن يغفر فهو غافر، لكن شتان بين غفران الله وغفران عباده، لذلك أثبتت الألف لوجود آخرين يغفرون الذنب لبعضهم.
وكذلك يقبل الله تعالى من يرجع إليه تائبًا ونادمًا على عصيانه وإساءته له؛ ويكون ذلك من عبادة فيما بينهم؛
قال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (22) النور.
فمن قبل الرجوع والتوبة فهو قابل لها، وقبول الله تعالى أكبر وأعظم فلذلك أثبتت الألف.
3. جامع الناس.
هناك أكثر من جمع، وأكثر من جامع؛ فكان إثبات الألف للتمييز بينها، فالله تعالى يجمع الناس يوم القيامة، ويجمع الكافرين والمنافقين في جنهم، ويجمع المؤمنين على الهدى، ولو شاء جمع الناس كلهم على الهدى؛
قال تعالى: (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران.
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنََافِقِينَ وَالْكََافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140) النساء.
وقال تعالى: (وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجََاهِلِينَ (35) الأنعام
وهناك الكثير ممن يجمع الناس لأمر من الأمور، وكل جمع له جامع؛
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: (وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ (64) النور.
وقال تعالى: (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) القمر،
فالجمع يتكرر، وتختلف فيه؛ الأماكن، والناس، والجامعين لهم. لذلك جاء إثبات الألف لبيان وجود أكثر من واحد، وتباينهم في حملهم لهذه الصفة.
4. جاعل الملائكة
جاعل اسم فاعل من الفعل "جعل"؛ والفعل يقع من الله تعالى ومن الناس، ويقع من الله تعالى على أكثر من شيء؛ لذلك جاء إثبات الألف لإظهار هذا التباين؛
قال تعالى: (قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً (30) البقرة.
وقال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (124) البقرة.
وقال تعالى: (وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) آل عمران.
وقال تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمََاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلََائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبََاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر.
وقال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا (3) القصص.
وقال تعالى: (الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (26) ق
5. فاطر السموات والأرض
ذكر الله تعالى أنه فاطر السموات والأرض في ست آيات، وفي آيات أخرى أنه فطر السموات والأرض، وأنه تعالى فطر الناس أيضًا، ونسب الفعل كذلك للسماء وللسماوات، فكان إثبات الألف للتمييز، ووقوع الفعل على أكثر من واحد، ووقوعه من غير الله؛
قال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46) الزمر.
وقال تعالى: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) الأنعام
وقال تعالى: (وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) يس.
وقال تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا (30) الروم.
وقال تعالى: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ (5) الشورى.
وقال تعالى: (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) الانفطار
أسماء وصفات لله لم تأت إلا مضافة ثبتت فيها الألف
1. مالك الملك ومالك يوم الدين
قال تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) الفاتحة
وقال تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء (26) آل عمران.
هذه صفة لله لا يشترك معه أحد فيما أضيف له
فهو الوحيد المالك ليوم الدين
وهو الوحيد المالك للملك أي هو مالك كما ما يملكه أو ملكه لغيره
لذلك سقطت الألف لعدم وجود من يحمل هذه الصفة.
2. عَالِمُ الغيب
قال تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) الجن.
3. علام لغيوب
قال تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (109) المائدة
(أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (78) التوبة.
الله تعالى عالم وعلام؛ وهما صفتان لا يحملهما أحد إلا الله تعالى لأنهما أضيفا إلى الغيب والغيب لا يطلع عليه أحد ولا يعلمه إلا الله تعالى لذلك سقطت الألف فيهما
أبو مُسْلِم /عَبْد المَجِيد العَرَابْلِي [/ font](/)
قاعدة العبرة بعموم اللفظ هل هى مطلقة ام لها ضوابط؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[06 Sep 2008, 02:04 ص]ـ
السلام عليكم
قاعدة العبرة بعموم اللفظ وليس بخصوص السبب هل هى مطلقة ولكل آى القرآن ام هناك حالات لاتطبق فيها هذه القاعدة
ارجو الافادة وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 Sep 2008, 01:28 ص]ـ
هذه القاعدة من أجل قواعد التفسير
وبتأملها جيداً يتضح نطاقها ومجال تطبيقها
(العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)
فنطاقها يجمع بين أمرين:
أحدهما: أن تأتي الألفاظ في تلك الآيات عامة لا خاصة ولا مراداً بها الخصوص.
والآخر: أن تكون تلك الآيات من ذوات الأسباب، أي التي نزلت لسبب معين.
وعليه لا يراد العموم في حالتين:
الأولى: أن يكون لفظ الآية لا يقتضي العموم كما في قوله تعالى: (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين)
فهذه الآية خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
الثانية: أن تكون الآية منسوخة كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة).
فإن النسخ يقضي على العموم
هذه خلاصة نافعة في هذه المسألة، ولها تطبيقات وتفاصيل كثيرة منها ما هو محل اتفاق ومنها ما فيه نزاع كالآيات التي نزلت في أمر معين وانقضى فلا يمكن أن يتكرر ذلك الحدث كما في قوله تعالى: (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) فهذا أخذ منه بعض العلماء فائدة في التأدب مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذ منها بعضهم تحريم رفع الصوت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي هذه الاستدلالات نظر، والكلام يحتاج إلى بسط أكثر.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اشكركم لمروركم الكريم(/)
إلى علمائنا: الحذر الحذر!
ـ[محبرة الداعي]ــــــــ[06 Sep 2008, 03:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم؛ إلى علمائنا .. : الحذر الحذر! فإن الأمر جَلَل!
لاشكَّ أنَّنا نعيش زماناً انتشر فيه العلم , وتطورت سبل الحصول عليه , فكثر طلبة العلم , وهذا بلا ريب مدعاة للفرح وشكر الله على هذه النعمة!
قد يقول بعضكم: إذن ما الذي دعاك لمثل هذا النداء؟! فأقولُ وبالمعين أستعين:
كلّنا يُدرك أهمية العلم ومكانة العالم؛ وكلنا كذلك يعرفُ مقولة الإمام مالك - رحمه الله – والتي تلقاها العلماء بالقبول " كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر – وأشار إلى قبره صلى الله عليه وسلم - " فالعصمة ليست للعلماء إنما للأنبياء , كل هذا وغيره مما يُعلَم متفقون عليه.
ولكن أليس حقيق بأمثالكم أن يتمثَّل بقول عمر رضي الله عنه " لستُ بالخبِّ ولا الخبُّ يخدعني! "
إنَّ الحوار والردود بين العلماء أمر معهود؛ كان عليه السلف وتوارثه الخلف , فهي محمدة لا مثلبة؛ ما دام الأمر في حيِّز الخلاف لا الاختلاف! فإن الأول رحمة والثاني نقمة!
وما يشكل على هذا الجمال والرقي العلمي والتخلق بخلق العلماء؛ أنه في الآونة الأخيرة ظهر في شأن الردود أمور هي نذير شرِّ وبذرة فتنة يسقيها من لا ذمة له , وإن خرجت بحسن نية؛ ومنها:
1) الحديث في الأشخاص – الذوات – ومحاولة الإسقاط دون الاكتفاء بمحلِّ الخلاف! والنفس لا يمكن أن تَسْلَم لصاحبها إن رأت حظها في ذلك!
2) الأسلوب الأدبي في عرض بعض المحاور؛ وأقصد بالأدب ذلك الاستعمال الذي فيه التشبيه والتمثيل والسخرية ولا أقصد بهذا التأدب؛ فإن هذا مطلب!
3) الإكثار من تقرير مسألة عدم العصمة , وأن كل إنسان يخطئ ويصيب , وأن الحق لا يمكن أن يجتمع في قول أحد من الناس , وأن الأمر كما قيل حفظت شيئا وغابت عنك أشياء! .. إلى غير ذلك من العبارات والتي هي حق لا ينكر ولا مذمة في قوله وذكره؛ إذن ما الداعي لذكر هذه النقطة؟! الداعي لها هي النقطة التالية.
4) الإكثار من الردود استجابة لطلب المغرضين وأصحاب الفتن! والذين غالب ما يتصفون به حال سؤالهم أنهم يسألون مسترشدين! وكذبوا والله؛ فقد قيل: إن رجلاً اصطاد عصفورين وأمسكهما فأخذ ينتف ريش أجنحتهما؛ فقال الأول: انظر إلى دموع عينيه! يا لرقة قلبه!! فقال الآخر: انظر إلى صُنْع يديه ودع عنك دموع عينيه!!
ليس شرطاً أن يردَّ العالم على كل شيء , وأن يكون له رأي في كل واردة وشاردة؛ فإنَّ هذا مما يستهلك العالم ويُقلّل من شأنه! إنْ رأى العالم أنَّ الرد لازماً عليه , وفي ذلك مصلحة راجحة فليكن؛ لكن ليحذر من أن يكون رده مطية لإسقاط غيره!
أقول وبكل صراحة – إبراءً للذمة ونصحاً للأمة – إننا مستهدفون في علمائنا , وأن هناك من يسعى للتفرقة بينهم؛ قد يقول أحدكم: وما الذي يضير في هذا؟! فإن الخلاف لا يفسد للودِّ قضية!
أقول نعم؛ ولكن أعداؤكم لا يريدون بثَّ الشحناء بينكم , فهو أملٌ بعيد مناله! لعلمهم مدى حرصكم على طهارة قلوبكم وسلامتها؛ إنما يسعون للتقليل من شأنكم في أعين العامة! والعالم متى ما نزلت منزلته وضعف شأنه وكثر شانئه لم يكن لعلمه وعمله أثر في الناس!
علماؤنا إنَّ لكم فيمن حولكم عبرة , وإنَّ لكم في تاريخ من سلف أعظم العبر؛ فقد قيل: التاريخ يعيد نفسه! أعيدوا النظر في شأنكم , واعرفوا ما يُراد بكم ولا يجلب عليكم أولئك فتكونون ممن سعى في ضُرِّ غيره حين أراد نفعه! فضرَّ نفسه وضرَّ غيره!
علماؤنا غيركم المُعلَّم؛ إني لكم ناصح وعليكم خائف؛ وإنها أمور تحاك في الخفاء يراد بها الساسة - وهم يعلمون ذلك وصرَّحوا به - والعلماء وليس ذاك إلا بسبب كونكم حصن الأمة وسدها المنيع! دفع الله عنا وعنكم وعن بلادنا كل شرٍّ وبلاء وأعلام السوء والفحشاء ..
هذا ما أردت قوله وما توفيقي إلا بالله ..
آمل نشر هذا المقال في المجموعات والمواقع وإيصاله إلى طلبة العلم والعلماء //
وكتبه محبكم /
محبرة الداعي
me7barh@hotmail.com
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:49 ص]ـ
نصح عام مفيد نشكر الفاضل ـ محبرة الداعي ـ عليه، ونسأل الله أن يحفظ العلم والعلماء وأن يسددنا جميعا إن ولي ذلك والقادر عليه.(/)
تفسير حدائق الروح والريحان؟
ـ[أبوالوليد السقطي الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
فضيلة الشيخ: أحسن الله إليك أحببت أن أستفسر عن تفسير ((حدائق الروح والريحان)) لفضيلة الشيخ العلامة / محمد الأمين الهرري.
ماهو تقيمكم لهذا التفسير بالنسبة للتفاسير المتقدمة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 01:45 م]ـ
رأيكم في: (تفسير حدائق الروح والريحان) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12611)
ـ[حسن الزهراني]ــــــــ[07 Sep 2008, 12:49 ص]ـ
ياشيخ عبد الرحمن -بارك الله فيكم- نحن طلاب علم، فنرجو منكم تقييم هذا التفسير من قبلكم أو من قبل غيركم من أهل التخصص في هذا المنتدى المبارك ...
لأنني كثيراً ما أسمع من يذكره من طلاب العلم، وبعضهم يثني عليه ثناءاً عاطراً، وبالأخص عندنا في مكة ...
وبما أنكم من أهل التخصص فنرجوا منكم التصريح بتقييم هذا التفسير، ولكم منا خالص الدعاء ...
ـ[حسن الزهراني]ــــــــ[07 Sep 2008, 08:26 ص]ـ
تم الاطلاع على الرابط أعلاه ...
فرفع الله قدركم ياشيخ عبدالرحمن ...
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Sep 2008, 09:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت على ما كتبه فضيلة الشيخ عبدالرحمن وفقه الله وأمتع به وأقر به عيناً ومتعنا بعلومه وجزاه الله خير الجزاء على جهوده المباركة ولقد من الله علي بقراءة بضع مجلدات من هذا التفسير وأوافقه أنه في جملته مجرد جمع أقوال لكن هناك مواطن عدة في تفسيره فيها استنباطات لا ينسبها لأحد وهناك ترجيحات طيبة في تفسيره، وكنت في مجلس مع الشيخ صالح المغامسي فأثنى على هذا التفسير ثناءً عاطراً وذكر أن أحد أعضاء هيئة كبار العلماء استشاره في الكتاب فقال له اقتنه ولا تستشر أحداً وعلى أية حال فالكتاب لا يعطيك سره حتى تقرأه كله كما قال عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله في مقدمة كتابه صفحات من صبر العلماء.
و لو صرف طالب العلم همته في كتب السابقين كان حسناً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:50 ص]ـ
شكر لكم يا شيخ فهد إضافتكم القيمة وهي صحيحة، غير أنني راعيتُ في جوابي حال كثير من السائلين الذين لم يقرأوا ما هو أولى - برأيي - من كتب التفسير المحررة، وإلا فلا يكاد يخلو كتاب قط من فائدة علمية، وما تفضلتم به صحيح غير أن هذه الإضافات لو أفردت لما وَفَتْ بحق الوقت المصروف في القراءة، والثمن الباهظ، والحجم الكبير.(/)
عدد شهر رمضان 1429 من مجلة (المعرفة) عن تدبر القرآن: ينصح بقراءته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 01:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أصدرت مجلة المعرفة التي تصدر عن وزارة التربية والتعليم السعودية عددها الرمضاني 1429هـ مشتملاً على ملف متكامل عن تدبر القرآن. وقد اشتمل العدد على عدد كبير من المقالات لأعضاء ملتقى أهل التفسير في مشاركات نوعية منتقاة للدكتور خالد اللاحم والدكتور مساعد الطيار والدكتور أحمد البريدي والدكتور محمد محمود كالو وعبدالرحمن الشهري.
أشكر أخي العزيز الأستاذ خالد بن عبدالله الباتلي مدير تحرير المجلة على عنايته بالقرآن وحرصه على خروج العدد في هذه الحلة القشيبة جزاه الله خيراً.
http://www.tafsir.net/images/maarefah.jpg
العدد يباع في الأسواق الآن.
موقع المجلة على الانترنت: مجلة المعرفة ( http://www.almarefah.com/aboutus.php)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:43 ص]ـ
ما شاء الله نفع الله بكم وتقبل منا ومنكم صالح العمل، وشرف كبير لكل منسوبي الملتقى صدور هذا العدد المزدان بكتابات الأعضاء والزملاء الأفاضل
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[15 May 2010, 05:56 م]ـ
مشرفنا الفاضل الرابط لا يعمل فهل توجد لديكم نسخة من المجلة لترفعها لنا فنحن بحاجة لهذا العدد ونحن على أبواب شهر القرآن. جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 May 2010, 11:03 م]ـ
فعلاً الرابط لم يعمل معي الآن. وسأبحث في أرشيفي عن العدد وأرفعه إن وجدته.
جزاكم الله خيراً.
ـ[نور الدين عبد الحفيظ درواش]ــــــــ[15 May 2010, 11:55 م]ـ
السلام عليكم،
إليكم رابط المجلة، لكن يبدو أن أرشيفهم محدود و لا يصل للعدد المطلوب.
مجلة المعرفة ( http://www.almarefh.net/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 May 2010, 10:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً. أرشيف موقع المجلة متوقف عند العام 2009 على ما أذكر(/)
عاجل: هدية قيمة للجميع من د. خالد السبت أرجو المساعدة في إتاحتها لكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 01:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعث لي في بداية شهر رمضان د. خالد السبت وفقه الله هدية للجميع هي عبارة عن مصحف المدينة النبوية وهامشه الذي يكتب فيه التفسير كما في التفاسير التي على هامش المصحف فارغة ليكتب فيها من يشاء تأملاته وأسئلته. وهي فكرة قيمة ولعلنا نجربها هل هي عملية أم لا.
لكن المشكلة هي في كبر حجمها، فأرسلت لي بشكل لم أستطع التعامل معه، وهي ملفات مفرقة مضغوطة تحتاج لفكها بطريقة متتالية فيما أظن، ووقتي ضيق جداً وأخشى أن يفوت الوقت ولم يستفد منها أحد منكم بعدُ.
لذلك أطلب المساعدة ممن يستطيع ذلك من الزملاء في الملتقى. سأرفق لكم في المرفقات روابط للملفات التي أرسلت لي ومن يتكفل بالمساعدة يقوم بالنظر في الطريقة المناسبة لتنزيلها للجميع مشكوراً مأجوراً بإذن الله.
روابط (المصحف المرفق بحاشية) الهدية الرمضانية
مكون من 27 ملف مضغوط يتم تحميلها دفعة واحدة وفك الضغط عن إحداها بعد اكتمال التحميل.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 Sep 2008, 05:42 م]ـ
شكر الله لك أنت والشيخ خالد
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:48 م]ـ
قمت بتحميل الملفات. ويبدو لي أن المحتوى ناقص.
حيث انني وجدت النصف الثاني من القرآن وليس القرآن بكامله، حيث يبدأ من الصفحة 342 من المصحف وينتهي في الصفحة الأخيرة منه.
والروابط المستعملة 25 فقط وليس 27، والباقيان مكرران.
وفي المرفقات نموذج لما هو موجود في الملف.
والفكرة جيدة وجميلة، أحسن الله إليكم.
فهل أضعه الآن كما هو؟ أم أنتظر حتى نستكمل القسم الأول؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيراً على مبادرتك لفعل الخير والشيء من معدنه لا يستغرب.
انتظر الليلة حتى أستشير الشيخ وأفيدك وإلا وضعناه كما هو
ـ[التواقة]ــــــــ[15 Sep 2008, 04:09 ص]ـ
مازلنا في انتظار الهدية
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 07:00 ص]ـ
نسأل الله لكم التوفيق والإعانة
ـ[التواقة]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:23 ص]ـ
لقد اطلعت على النموذج المرفق لكن كيف يمكن تنفيذ الفكرة فهي ليست مطبوعة أم يطبعها كل شخص إن رغب؟ فهي بحق رائعة وجميلة
ـ[التواقة]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:28 ص]ـ
لقد اطلعت على النموذج المرفق لكن كيف يمكن تنفيذ الفكرة فهي ليست مطبوعة أم يطبعها كل شخص إن رغب؟ فهي بحق رائعة وجميلة
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:03 ص]ـ
شيخنا الحبيب أنا كنت أحاول أن أكتب بعض ما يتيسر على هامش مصحف الملك فهد رحمه الله الذي عندي لكن الهامش صغير جدا والمساحة لا تسعف، فجزاكم الله خيرا على هذا المشروع الذي نسأل الله أن يكون نافعا.
ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:46 ص]ـ
كتب الله أجركم جميعاً وضاعفه ...
جاااااااري الإنتظار ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:27 م]ـ
المصحف عندي جاهز على CD ولكن عجزت عن رفعه لضيق وقتي من جهة وانقطاع اتصال DSL عندي لسبب لا أعلمه، وضعف اتصال شريحة الجوال التي أستخدمها .. فمن يتبرع لحل المشكلة أعطيه الملف على CD ويرفعه لنا على الموقع مشكوراً مأجوراً؟
ـ[التواقة]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:53 ص]ـ
لو تكرمت يا شيخ عبدالرحمن كيف يمكننا الاستفادة من هذا المصحف وهو ليس مطبوع؟
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[18 Sep 2008, 10:56 م]ـ
اساتذتنا الكرام
اسعدكم الله دوما
ما زلنا بانتظار الهدية
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[19 Jun 2010, 08:22 ص]ـ
هل لا زال المصحف حبيس ال CD ؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jun 2010, 08:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبدالرحمن على تذكيري بهذا الموضوع الآن، فقد أنسانيه طولُ العهدِ، واتصالُ البُعدِ كما قال الهمذاني.
سأتدبر أمر رفعه لكم في أقرب فرصة، وسأستعين بالله ثم بأخي المشرف الأخ الشيخ عبدالله الشتوي في ذلك.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فكرة طيبة. وكم لهذا الملتقى من أفكار نافعة
وحبذا لو تمكنا من زيادة الصفحات البيضاء المخصصة لكتابة التعليقات.
أقصد أنه عندما تكون صفحة 313 وبجوارها البياض للتعليقات فقد لاتكفي صفحة لهذه التعليقات فهل نتمكن بطريقة فنية ما من زيادة صفحة بيضاء أخرى لنفس صفحة 313
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[19 Jun 2010, 10:36 م]ـ
فكرة طيبة بارك الله في مشايخنا الأفاضل وننتظر هذه الهدية منكم في أقرب فرصة إن شاء الله تعالى.
بالنسبة لزيادة عدد الصفحات فأقترح طالما أن الملف سيكون على برنامج وورد أن يكون بين الصفحات ما يُعرف بـ (فاصل صفحة) هكذا يمكن الكتابة على الصفحة الموجودة ثم تزيد الصفحات البيضاء تباعاً بحسب الحاجة لها وتبقى الصفحة التالية بدون أن تتأثر بالزيادات، هذا ما أراه مناسباً للصيغة الحالية للملف وأتمنى من الأخ عبد الله الشتوي أن يتحفنا برأيه ويتولى إتمام هذا الملف وتعميمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:40 م]ـ
السلام عليكم الروابط لا تعمل هل ممكن رفعها مرة ثانية
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[19 Jun 2010, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرا وفي انتظر الرفع
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[20 Jun 2010, 08:59 ص]ـ
جميل جدا ان تتبنى إحدى دور النشر هذه الفكرة فتطبع مصحفا فيه هامش كافٍ لمن أراد أن يدون ما يتدبره من الآيات وليكن " مصحف التدبر" فيتاح في المكتبات ليقتنيه من شاء أن يدون ما يحصل له من تدبر أو فوائد في الهامش
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Jun 2010, 12:28 م]ـ
قد تكون هذه الفكرة من الدكتور خالد السبت ـ حفظه الله تعالى ـ مستقاة من عمل الصحابة الكرام الذين كان لهم مصاحف خاصة بهم، إذ كانوا يجعلون في هذه المصاحف شيئاً من التفسيرات أوالتعليقات أو نحو ذلك من الإضافات التوضيحية التفسيرية، كقراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في مصحفه (فصيام ثلاثة أيام متتابعات) إذ أضاف كلمة (متتابعات) تعليقاً وتفسيراً.
والروايات الواردة عن هذه التعليقات في كتب التراث؛ سببت بعض الإشكالات التي يعاني منها بعض الدارسين غير المتخصصين، وتعلق بها العلمانيون والمرتابون في كتاب الله تعالى، وهذا ما يظهر جلياً في مناقشتنا إياهم.
وبما أن عثمان بن عفان رضي الله عنه حين جمع القرآن، أمر بحرق باقي المصاحف دون نكير من أحد الصحابة؛ وذلك لئلا يتسرب إلى المصحف ما ليس منه من تلك التعليقات والتفسيرات، أرى أن من الأفضل أن لا تكتب هذه التعليقات على هامش المصحف صوناً له مما خشي عثمان من الوقوع فيه.
ومن أراد أن يكتب شيئاً فليجلب كراساً خاصاً بتعليقاته منفصلاً عن القرآن الكريم، ثم يقسم الكراس على عدد سور القرآن الكريم؛ كل سورة على حدة، وليكتب ما يشاء.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[15 Oct 2010, 02:36 ص]ـ
يرفع؛ للتذكير
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Oct 2010, 11:17 ص]ـ
محمد كالو
ومن أراد أن يكتب شيئاً فليجلب كراساً خاصاً بتعليقاته منفصلاً عن القرآن الكريم، ثم يقسم الكراس على عدد سور القرآن الكريم؛ كل سورة على حدة، وليكتب ما يشاء
نِعْمَ الرأي، بارك الله فيك وجزاك خيراً.(/)
تنبيهات مهمة للأعضاء الجدد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Sep 2008, 01:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الملتقى هو ساحة حوار علمي مفتوحة بضوابط الكتابة العلمية المتعارف عليها، وإتاحة فرصة التسجيل في الملتقى مكسب علمي للمشاركين للإفادة والاستفادة مما يطرح ومناقشة أهل العلم في الملتقى وسؤالهم ومباحثتهم في مسائل القرآن وعلومه وهي علوم شريفة ومباحث جليلة. ونحن نظن بكل من يلتحق بالملتقى الخير والعلم. غير أنني أحببت التنبيه على أمور ينبغي على الأعضاء الجدد التنبه لها:
1 - لا يقبل التسجيل بأحرف غير عربية، وسوف نقوم بحذف كل المعرفات التي باللغة الانجليزية. فمن كتب مشاركة بمعرفه غير العربي فسوف نقوم بحذفها حيث نبهنا على ذلك مراراً.
2 - قبل أن تطرح سؤالك تأكد عن طريق البحث في الملتقى أنه لم يطرح من قبل وإلا فسوف نقوم بحذفه.
3 - الالتزام بضوابط الكتابة في الملتقى شرط في الاستمرار في المشاركة فيه، فليس فتح باب التسجيل تصريحاً بكتابة ما لا يتوافق مع أدب الكتابة وأخلاقها.
وأرجو الاطلاع على هذه الضوابط والمنهجية هنا:
- التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير. ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=195)
- النقاشُ الحَسَنُ في ملتقى أهل التفسير ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2920)
وفق الله الجميع لكل خير.
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني ان اشكر إدارة الملتقى على فتحهم باب التسجيل مما يجعل الجميع يستفيد ويفيد في هذا الصرح المبارك ..
ووفقكم الله لكل خير.
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[07 Sep 2008, 07:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع الله بكم
ـ[حسن الزهراني]ــــــــ[07 Sep 2008, 08:05 ص]ـ
رفع الله قدركم ياشيخ عبدالرحمن، ونسأل الله -تعالى- أن يجزيكم عنا خير الجزاء.
ونسأله -تعالى- أن يعيننا على أن لا نريكم منا إلا مايسرُّ وما يفيد.
ـ[معيوض الحارثي]ــــــــ[07 Sep 2008, 12:07 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وأسأل الله أن يوفقنا أن نكون نواه خير على هذا الملتقى
ـ[السرخسي]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:28 م]ـ
جزاكم الله خير .. ونفع الله بكم الإسلام والمسلمين.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[07 Sep 2008, 04:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا مشائخنا الكرا
وحتى لانزعج العلماء بكثرة الاسئلة وربما تكون قد سبق الحديث فيها فنود معرفة كيفية البحث للعثور على مايريده المرء سواء البحث فى المواضيع او لاسماء بعض الاعضاء الكرام
اعانكم الله تعالى وجعل جهدكم فى صحيفة الحسنات ونفعنا بعلمكم
ـ[أبو المثنى]ــــــــ[09 Sep 2008, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيراً على فتح باب التسجيل في الملتقى، ووفقكم الله إلى كل ما فيه الخير لخدمة كتابه العزيز.
ـ[السراج]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:32 ص]ـ
أحسنتم صنعا ياشيخ عبدالرحمن بفتحكم باب التسجيل في هذاالملتقى المبارك وسترون مايسركم بإذن الله تعالى. . ودمتم.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[11 Sep 2008, 03:08 ص]ـ
جزاكم الله الفردوس الاعلى ان شاء الله
ان شاء الله نكون اداة تغيير للمجتمع ومن هذا الملتقى المبارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:31 م]ـ
جزاكم الله الفردوس الاعلى ان شاء الله
ان شاء الله نكون اداة تغيير للمجتمع ومن هذا الملتقى المبارك
وفقكم الله جميعًأ.
وأرجو أن تقتصر المشاركات - خاصة في الملتقى العلمي - على الموضوعات المتعلقة بالدراسات القرآنية خصوصاً محافظة على تخصص الملتقى فقد لاحظت كثرة الموضوعات العامة.
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[11 Sep 2008, 03:34 م]ـ
فتح الله عليكم أبواب رحمته ,,
تكرر زياتي لهذا الملتقى من قبل, ولم أجد سيبلا للانظمام إليكم إلا هذه اللحظة.
رزقني الله وإياكم فِهمَ كتابه , وسنة نبيه .. آمين.
أخوكم ومحبكم: وليد النجدي
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[12 Sep 2008, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ...
وجعل الله هذا الملتقى مرتعاً ومسكناً لكل طالب علم ...
اسعدني جداً مارأيت في الملتقى من علوم مختلفة في القرآن الكريم والسنة المطهرة ..
وفقنا الله واياكم لما يحب ويرضى ...
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:56 م]ـ
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكمجزاكم الله خيرا ووفقكم الله لما فيه مرضاته
وجعل ما تقومون به في ميزان اعمالكم
ـ[لا إله إلا الله]ــــــــ[12 Sep 2008, 07:02 م]ـ
اللهم استعملنا ولا تستبدلنا
جزاكم الله خيرا
ـ[هبة المنان]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً،ونفعنا الله بهذا المنتدى المبارك إن شاء الله ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:46 م]ـ
وفقكم الله جميعاً.
الأخ الكريم الذي يكتب باسم (لا إله إلا الله) أرجو أن تبحث عن اسم بديل تكتب به هنا ليتم تغييره.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكوماندا المهم]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:02 م]ـ
انا عاوز موضوع بتاعى الى بعنوان
مهم جدااااااااااااااا
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً ياشيخنا عبد الرحمن على هذا التوضيح
ونحمد الله أولاً ونشكركم ثانياً على فتح باب التسجيل
ونسأل الله أن نكون عند حسن ظنكم
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:32 م]ـ
شكر الله لكم مشرفنا وشيخنا الكريم الشيخ عبدالرحمن،، ونسأل الله أن ينفعنا 000ونشكر لكم تفضلكم بفتح باب التسجيل الذي كنا ننتظره بفارغ الصبر وشكر الله لكم
ـ[الأنصاري]ــــــــ[14 Sep 2008, 08:27 ص]ـ
الحمدلله الذي يسر لنا التسجيل في المنتدى
باذن الله سنتكب في المنتدى كل ماهو مميز
اعاننا الله واياكم وسدد على طريق الخير
خطانا وخطاكم ...
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2008, 12:26 م]ـ
حي الله إخواننا الجدد جميعا، ونرجو منهم التزام الكتابة بالعربية الفصحى.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم فتح باب التسجيل في هذا الملتقى المميز
مبارك عليكم شهر رمضان
وجعلنا وإياكم ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتساباً.
أنا طالب في مرحلة الدكتوراه في جامعة اليرموك في مدينة اربد في الأردن
وموضوع أطروحتى هو: ((القراءات القرآنية في كتاب تاريخ القرآن للمستشرق الألماني نولدكه عرض ونقد))
فأرجو من كان عنده فائدة تخص الموضوع ألا يبخل بها عليَّ
جعلنا الله وإياكم من المتواصلين برحم العلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2008, 05:47 م]ـ
أخي الكريم: مالك حسين، حياك الله في هذا الملتقى المبارك، وإنا لسعداء بمشاركة أمثالك من المتخصصين في الدراسات القرآنية، وأرجو أن تطرح ما يخص رسالتك العلمية في موضوع مستقل في ملتقى القراءات (وهو من أقسام هذا الملتقى)، ليطلع عليها الجميع، وستجد بإذن الله من التجاوب ما يسعدك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:21 ص]ـ
المشاركون الكرام أعضاء الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فأرجو منكم ـ حفظكم الله ـ أن تكون عناوينكم واضحة، ولا تكتبوا عباراة عامة لا تدل على نوع المشاركة؛ مثل: (استشارة)، فهذا يجعل المشاركة لا تنال نصيبها من القراءة، فليس الواحد منا سيراجع جميع المشاركات المبهمة.
لذا أرجو أن تتكرموا بكتابة العنوان الدال على المشاركة.
وأعتذر مسبقًا عن تعديل عناوين بعض المشاركات، وأرجو أن لا نضطر إلى هذا بعد اليوم.
ـ[سليمان المرشد]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:56 ص]ـ
الله اسال ان يجزاكم الخير على خدمة القرأن الكريم ومشكورين على قبول عضويتي.
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:14 ص]ـ
مشائخي الفضلاء أشكر لكم فتح باب التسجيل في موقعكم الميمون , وأسأل الله تبارك وتعالى أن يجازيكم أحسن الجزاء وأفضله , وتحية عاطرة خاصة إلى فضيلة الشيخ عبالرحمن الشهري , وأسال الله أن نستفيد ونفيد.
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 06:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[طالبة العلم الأحسائية]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:11 ص]ـ
مشايخنا الفضلاء ... أشكركم على فتح باب التسجيل، و إن شاء الله سنلتزم بالضوابط ..
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[15 Sep 2008, 04:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أحمد الله أن جمعني بكم في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله
و أسأله سبحانه و تعالى علما نافعا
و قلبا خاشعا
و عينا دامعا
و أعوذ به من علم لا ينفع
و قلب لا يخشع
و عين لا تدمع
إنه هو القدير على كل شيء
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم، وهدانا وإيكم صراطه المستقيم.
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:01 م]ـ
شكر الله لكم , ووفقكم لما يحبه ويرضاه
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:19 ص]ـ
بارك الله فيك على التوضيخ المهم
جزيت الجنه
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:32 ص]ـ
جزاكم الله خيراً د. مساعد وأعانكم وسددكم ورفع قدركم،،،
ـ[ jamal] ــــــــ[16 Sep 2008, 08:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على التوضيح المهم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 07:51 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم و أعانكم على حسن إدارة الملتقى
ـ[رسام]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر إدارة المنتدى على فتحها التسجيل
وأرجو من الله سبحانه أن نكون عند حسن الظن
ونقدم كل ما فيه تقدم هذا المنتدى الرائع
خاصة أنا استفدنا منه الكثير (قبل التسجيل)
وجزاكم الله خيرا
ـ[موحد1]ــــــــ[19 Sep 2008, 02:58 ص]ـ
بارك الله فيكم وأسأل الله لكم التوفيق والسداد وان يكتب لكم الاجر والثواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[22 Sep 2008, 09:33 م]ـ
بارك الله في مشايخنا الفضلاء على فتح باب التسجيل ... أحسن الله إليهم .... وإنني أعدهم إن شاء الله تعالى بالتزام الضوابط على الوجه المطلوب ...
نسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل وزأن يغفر لنا الذنوب وأن يرزقنا الرحمة بالخلق ....
ـ[أفانين القرآن]ــــــــ[23 Sep 2008, 02:02 م]ـ
مشكور وبارك الله فيك شيخنا المبارك ..
ـ[شريف]ــــــــ[23 Sep 2008, 02:12 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ,وبعد. المرجو توضيح علامات الوقف فى المصاحف المطبوعة فى بلاد المغرب العربى حيث أنها تختلف قليلا عن المصاحف المطبوعة فى السعودية.
على وجه الخصوص / ت،ج، غ، ك، ح.
شكرا وجزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم
ـ[مرهف]ــــــــ[24 Sep 2008, 11:44 م]ـ
أضف لذلك أن بعض الأخوة يكتب عنواناً لقضية في أحد كتب التفسير فيها نقاش طويل ولكن العنوان - حسب ما يظهر - يحمل تهجماً على المفسر الذي ذكر هذه القضية ومال لقول في المسألة مع أن الأمر فيه سعة، والمنهج العلمي يوجب على طالب العلم أن لا يتسرع في مثل هذه الأمور إن كان فيها نقاش وأن لا يعرض لطرف مسألة دون الآخر بعنوان يوهم الطعن بالأعلام وبتفسيرهم والله أعلم.
ـ[د أديب محمد]ــــــــ[25 Sep 2008, 01:27 م]ـ
أشكركم جزيل الشكر على فتح التسجيل في هذا الموقع الرائع جدا، وأدعوا الله لكم بالتوفيق والنجاح والاستمرار، سيرا على نهج القويم والطريق المستقيم، وأنتهز هذه العجالة لأتمنى للجميع أن يتقبل الله منا ومنهم الصيام والقيام، وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم، وأن يجعل الله أيام المسلمين كلها خير وبركة وأعياد، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
ـ[حادي الحجيج]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:57 م]ـ
اطلعت وبكافه الاهداف التزم بإذن الله
وبحب الكتاب نتناقش
أسأل الله التوفيق والسداد والاعانه للجميع
ـ[الطالب\محمد رفعت]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وفقكم الله وبارك فيكم ورزقكم العلم الوفير
ولله لحمد والمنة والشكر اشكر شيخنا الجليل عبد الرحمن
لتكرمه بفتح التسجيل بالملتقى لتعم المعلوومة وليسأل المشكل عليه.
ابنكم
محمد
الفرقة الثالثة قسم التفسير وعلومه جامعة الازهر الشريف
والله المستعان
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[14 Oct 2008, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيكم
وأقترح عليكم وعلى المشرف:
عند وضع المؤشر على الموضوع:
لماذا لا تظهر شاشة صفراء مؤقتة تظهر ما في الموضوع (حوالي 5، 8 أسطر من الموضوع) قبل فتحه، كما في بعض المواقع الأخرى مثل ملتقى أهل الحديث وغيره.
حبذا لو أضيفت هذه الخاصية في ملتقانا! فهي تحفظ كثيرا من الوقت والجهد
هل استطعت إيصال فكرتي؟
أتمنى أن تكون وصلت
الدكتور مساعد ما أخبار كتاب الرسم الذي وجدتم نسختين منه في أحد المعاهد أو الكليلت؟؟!!
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[15 Oct 2008, 10:32 ص]ـ
شكرا للمشرف وشركائه على إضافة الخدمة أعلاه!
ونترقب المزيد!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Oct 2008, 11:13 ص]ـ
أشكرك أبا زيد على هذه المداخلة، هذا الاقتراح، أما الكتاب فلم أفعل بعدُ من أجله شيئًا، ولعلي أعاود الاتصا بهم لأخذ نسحة منه وتصويرها إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Oct 2008, 03:00 ص]ـ
ومن الأمور التي مللنا منها وكأننا في إعلانات متلفزة أو على شريط اخبار: عنونة المشاركة بـ[عاجل] وبـ[هام] وما شاكل ذلك وما قاربة من مذهبات الوقار العلمي الذي نتغياه في الملتقى المبارك.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[29 Oct 2008, 09:45 ص]ـ
بارك الله في الجميع ...
اود ان يحمل الامر على محمل النية الصادقة التي يبتغي الكاتب فيها وجه الله تعالى والقبول.
وكذلك الموضوعية في عرض مشكلة البحث امر هام يدعو الى التامل واعمال الفكر.
وبهذا تعم الفائدة والتناصح في دين الله.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[17 Nov 2008, 11:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شيخنا الفاضل: د. عبد الرحمن الشهري.
أحمد الله عز وجل على أن اصطفاني للإلتحاق بكم في رياض الملتقى. الذي أسأله سبحانه وتعالى أن يوفقني إلى خير القول والعلم والعمل، وأن يحفظكم بحفظه.
أستاذي الفاضل: أرجو منكم أن تشرحوا لي طريقة التوصل إلى مشاركة إخوتي في المساهمة ببعض المواضيع والبحوث المنجزة ... وعرضها على صفحة الملتقى. فإلى حد الآن لا أساهم إلا ببعض التعليقات على بعض مشاركات إخوتي طلبة العلم ومشايخنا الأفاضل
و تقبلوا خالص تحياتي. والسلام ...
أخوكم: يوسف محمد مازي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2008, 11:49 ص]ـ
أرجو منكم أن تشرحوا لي طريقة التوصل إلى مشاركة إخوتي في المساهمة ببعض المواضيع والبحوث المنجزة ... وعرضها على صفحة الملتقى. فإلى حد الآن لا أساهم إلا ببعض التعليقات على بعض مشاركات إخوتي طلبة العلم ومشايخنا الأفاضل
و تقبلوا خالص تحياتي. والسلام ...
أخوكم: يوسف محمد مازي
هي خطوات سهلة جداً.
أولاٍ: تختار (موضوع جديد) كما في الصورة التالية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649212ed334067.jpg
ثانياً: تكتب عنوان مناسب للموضوع، وتضع نص الموضوع في الأسفل كما في الصورة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649212ed391b4b.jpg
ثالثاً: تختار اعتماد الموضوع الجديد ونشره أو معاينته قبل نشره لمراجعته كما في الصورة التالية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649212ed437919.jpg
هذا كل ما في الأمر وفقك الله ورعاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[17 Nov 2008, 01:12 م]ـ
العنوان: استفسار إلى السيد المشرف العام.
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وبعد شيخنا الفاضل، د. عبد الرحمن الشهري من فضلك كيف يمكنني أن أساهم بمواضيع وبحوث ضمن قائمة المشاركات؟ وجزاكم الله خيرا عنا وعن المسلمين أجمعين.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[17 Nov 2008, 01:17 م]ـ
العنوان: اعتذار وشكر
جزاكم الله خيرا شيخنا وسامحني عن الرسالة الثانية لأني بعثتها قبيل ردكم بقليل.
وعذري عندكم أن: حبك الشيء يعمي ويصم. وصاحب الحاجة أعمى ...
سامحني وحفظكم الله ورعاكم.
ـ[سالم بن عمر]ــــــــ[19 Nov 2008, 07:56 م]ـ
أسأل الله العظيم أن يجعلكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
اللهم اغفر لهم
ـ[سلمان الخوير]ــــــــ[28 Nov 2008, 11:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفعنا الله جميعا بهذا الصرح المبارك ..
ـ[علاوةمحمدزيان]ــــــــ[14 Dec 2008, 12:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الفاضل وعلى كل من ساهم في اعلاء
صرح الاسلام من قريب أوبعيد.وجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيما تقومون به من
ايصال للمعارف الاسلامية التي تذلل الصعاب أمام طلاب العلم الراغبين في الانضمام
الى معسكر جنود الدعاة الى الله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة قولا وعملا
وفقكم الله وسددخطاكم وجعلنى الله واياكم ممن رضي الله عنهم ورضوا عنه. آمين
محبكم في الله
ـ[الشريفة فاطمة]ــــــــ[19 Dec 2008, 03:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يشرفني اخي عبد الرحمن الشهري ان اقدم لكم تقرير المؤتمر الاول للاعجاز العددي في القران الكريم الذي احتضنته الرباط منذ شهر. لسوء الحظ فقد تضمن التقرير صور لكل المشاركين والتي لم تتحمل هنا.
اعتذر عن التاخير بسبب انشغالي ببحث تخرجي وكذلك لتعذر ارساله عبر الهوتميل والجيميل.
جزاكم الله عنا كل خيرواصلحنا واياكم لما فيه خير ديننا ودنيانا.
ـ[ابو هاجر]ــــــــ[30 Jan 2009, 08:50 م]ـ
وأكرر الحمد لله والثناء عليه أن منّ عليّ بالتسجيل ثم الشكر لكم أصحاب هذا الملتقى المبارك وجزاكم الله عنا خير الجزاء
ـ[الحبيب]ــــــــ[31 Jan 2009, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{لا يشكر الله من لا يشكر الناس}
أتقدم بالشكر الجزيل إلى الأخوة المشايخ القائمين على هذا المنتدى الرائع فلهم خالص الشكر والتقدير وإلى الأخوة أعضاء المنتدى وكل من ساهم في إثراء المنتدى.
ـ[محبة الرسول]ــــــــ[01 Feb 2009, 03:14 م]ـ
ان شاء الله بكون دكتور
شكرا ع نصائحك
ـ[د أحمد المهاجر]ــــــــ[10 Feb 2009, 02:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم جزيل الشكر على فتح التسجيل
وأرجو من الله سبحانه أن نكون عند حسن الظن
ونقدم كل ما فيه تقدم هذا المنتدى الرائع
خاصة أنا استفدنا منه الكثير (قبل التسجيل)
وجزاكم الله خيرا
ـ[ضياء الرحمن بن صغير أحمد]ــــــــ[10 Feb 2009, 08:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذ عبد الرحمن
أريد عنوان تفسير سهل البيان والحفظ ويكون موجز جدا
لعرضه على طلبة حلقات التحفيظ ويعتبر ذلك من الأنشطة المهمة في الحلقة
ـ[عمرو عبده]ــــــــ[12 Feb 2009, 02:48 م]ـ
جزاكم الله عنا خيرا الجزاء نشكر الدكتورعبدالرحمن الشهري ونسال الله ان ينفعنا بما ينقله لنا ويجعله في ميزان حسناته
ـ[السيد قطب محمود]ــــــــ[17 Feb 2009, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك لكم جهودكم وشكر لكم حسن صنيعكم وجميل فعالكم
ولقد سعدت كثيرا بانضمامي لهذا الصرح الإسلامي المبارك بأهله القائمين عليه وبرواده العلماء الكرام.
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[17 Feb 2009, 11:23 ص]ـ
أسأل الله أن بنفع بكم على ماتقومون به من خدمة لكتاب الله الدذي من تعلق به لا يضل ولا يشقىكما أسأل الله أن يحيا قلوبناباالقرآن الكريم إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[شاكر]ــــــــ[24 Feb 2009, 09:39 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله سعيكم وبارك بعلمكم وعملكم ونفع بكم
مع الشكر على إتاحة التسجيل والمشاركة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Feb 2009, 01:01 م]ـ
كثرت الموضوعات والأسئلة المكررة من الزملاء الجدد في الملتقى، فأرجو التكرم بعدم طرح أي سؤال أو مشاركة جديدة إلا بعد البحث والتحقق من عدم وجودها مسبقاً، فإن التكرار يذهب برونق الملتقى. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[بكار]ــــــــ[01 Mar 2009, 11:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في جهودكم، واعاننا و إياكم على طاعته
ـ[شهاب الدين]ــــــــ[04 Mar 2009, 04:28 م]ـ
طلب
نرجو من مشرفي هذا الموقع المبارك أن يقومو لنا بفهرسة حول الموضوعات التي طرحت مرتبة حسب مواضيعها ليسهل على الرواد البحث عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نيفين]ــــــــ[04 Mar 2009, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم أمة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ورزقنا صحبته بالفردوس الأعلى .......... آمين
وأدعو الله أن يجعلنى من أهل القرءان وجميع من شارك للإفادة والإستفادة
ـ[مامودو محمد كوما]ــــــــ[05 Mar 2009, 12:21 ص]ـ
أشكر للقائمين على هذا الموقع المبارك-إن شاء الله-وأسأله أن يجعل الجهد زخرا ليوم القيامة , وليسمح لي الدكتور عبد الرحمن بمخالفته الرأي عن طرح الأسئلة التي سبقت فبرأيي المتواضع إنما يثري ذلك الموقع أكثر لا أن يذهب رونق الموقع إذ البحث عن كل السؤالات أو الاطلاع عليها ليس من السهل لكل رواد الموقع ولربما أفاد طرح السؤال في المرة الثانية ما لم يفده في الأولى وأرجو أن يكون السؤال المتكرر مقبول لدى المشايخ الفضلاء مادام يقصد طارحه الاستفادة من أمثالكم.
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم
ـ[الأبية]ــــــــ[04 Apr 2009, 11:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا ,,,
ـ[إبراهيم عبدالرحيم]ــــــــ[30 May 2009, 03:40 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل عبدالرحمن الشهري،
أسأل الله لك التوفيق في موقعك الرائع،
وأتمنى لك مزيداً من التقدم والنجاح.
بارك فيك وفي المشايخ الفضلاء الذين يعملون معك،
ونفع الله بكم وسدد خطاكم.
وأوجه شكري الجزيل لفتح المجال للتسجيل معكم في الملتقى المبارك،
فشكرا للشيخ الفاضل عبدالرحمن.
وسأحاول في الصيف وضع فهرس كامل للملتقى إن شاء الله،
إن سمح لي المشايخ طبعاً،
والسلام ...
مع تحيات أخوكم
إبراهيم عبدالرحيم حافظ
أبو عبدالرحمن
المدينة المنورة
كلية القرآن الكريم(/)
سؤال في أسماء السور
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Sep 2008, 09:46 م]ـ
في الحلقة الأولى من برنامج بينات 1429، ذكر د. مساعد الطيار، في معرض الحديث عن الأسماء هل هي توقيفية أو اجتهادية، ميله إلى القول بأن الأسماء على مراتب.
ثم استشهد بقول ابن عباس عن سورة الأنفال: تلك سورة بدر.
وعن سورة الحشر: تلك سورة بني النضير.
وقال: هذه تسمية للسورة.
وأتساءل: ألا يكون كلام ابن عباس في هذه العبارة متعلقا بسبب النزول أو مكان النزول، وليس إطلاقا لاسم آخر للسورة لا توقيفا ولا اجتهادا منه؟
فكأنه قال: تلك السورة التي نزلت في حادثة بدر (أي الوحيدة التي نزلت في ذلك الحدث)، والأخرى نزلت بمناسبة غزوة بني النضير (أي الوحيدة التي نزلت في ذلك الحدث).
وبالتالي: فلو وجد موضوع مميز أو معلومة خاصة بسورة، لم تتكرر في أي سورة أخرى، فهل يجوز تعريفها بها؟ مثل قول بعض المفسيرن عن سورة الحجرات بأنها سورة الأخلاق (ولا أعرف مصدر هذه التسمية).
والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:31 م]ـ
أشكر أخي محمد على هذه المدارسة، وأضع بين يديك بعض النصوص لعلها تفيد في هذه المسألة.
روى البخاري في صحيحه: (4029 - حَدَّثَنِى الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: (سُورَةُ الْحَشْرِ. قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ. تَابَعَهُ هُشَيْمٌ عَنْ أَبِى بِشْرٍ).
روى مسلم في صحيحه، قال: - حَدَّثَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُطِيعٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ أَبِى بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: (سُورَةُ التَّوْبَةِ قَالَ آلتَّوْبَةِ قَالَ بَلْ هِىَ الْفَاضِحَةُ مَا زَالَتْ تَنْزِلُ وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ. حَتَّى ظَنُّوا أَنْ لاَ يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ ذُكِرَ فِيهَا. قَالَ قُلْتُ سُورَةُ الأَنْفَالِ قَالَ تِلْكَ سُورَةُ بَدْرٍ. قَالَ قُلْتُ فَالْحَشْرُ قَالَ نَزَلَتْ فِى بَنِى النَّضِيرِ) (رقم الحديث: 7743).
وفي كتاب (مسند الصحابة من الكتب التسعة: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ سُورَةُ الْحَشْرِ قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ تَابَعَهُ هُشَيْمٌ عَنْ أَبِي بِشْرٍ (خ) 3805
183حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُدْرِكٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدٍ قَالَ قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا سُورَةُ الْحَشْرِ قَالَ قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ (خ) 4601
قال الألوسي: (قال البقاعي: وتسمى سورة بني النضير وأخرج البخاري وغيره عن ابن جبير قال: قلت لابن عباس سورة الحشر قال: قل: سورة بني النضير قال ابن حجر: كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد به يوم القيامة وإنما المراد ههنا إخراج بني النضير).
قال الطاهر بن عاشور: (وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير قال: قلت لأن عباس سورة الحشر قال (قل بني النضير) أي سورة بني النضير فابن جبير سماها باسمها المشهور. وأبن عباس يسميها سورة بني النضير. ولعله لم يبلغه تسمية النبي صلى الله عليه و سلم إياها (سورة الحشر) لأن ظاهر كلامه أنه يرى تسميتها " سورة بني النضير) لقوله أن جبير " قل بني النضير "
وتأول أبن حجر كلام أبن عباس على أنه كره تسميتها ب (الحشر) لئلا يظن أن المراد بالحشر يوم القيامة. وهذا تأويل بعيد. وأحسن من هذا أن أبن عباس أراد أن لها اسمين وأن الأمر في قوله: قل للتخيير
فأما وجه تسميتها (الحشر) فلوقوع لفظ (الحشر) فيها. ولكونها ذكر فيها حشر بني النضير من ديارهم أي من قريتهم المسماة الزهرة قريبا من المدينة. فخرجوا إلى بلاد الشام إلى أريحا وأذرعات وبعض بيوتهم خرجوا إلى خيبر وبعض بيوتهم خرجوا إلى الحيرة
وأما وجه تسميتها " سورة بني النضير " فلأن قصة بني النضير ذكرت فيها).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Sep 2008, 10:55 م]ـ
أحسن الله إليك على سرعة الرد، وعلى النصوص المذكورة.
ولعلي أستفيد منكم في استنباط ما يتعلق بتساؤلي من هذه النصوص.
وأما تعليق الشيخ ابن عاشور على قول ابن عباس: (( ... وأن الأمر في قوله: قل للتخيير))، فيثير لدي توجيها آخر أود معرفة رأيكم فيه:
هل يمكن اعتبار العبارة التالية: ((قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ الْحَشْرِ. قَالَ: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ)) بمثابة مفاضلة بين الاسم الأول والاسم الثاني، وأنه يفضل الثاني لسبب ما، قد يكون هو ما أشار إليه ابن حجر؟
فليس في عبارة ابن عباس ما يشير إلى أن هذه التسميات توقيفية أو اجتهادية. وإن كان الأمر كذك، ألا تكون هذه إشارة إلى أحد احتمالين:
1 - أولهما أن التسميتين توقيفيتان، يمكن تخير إحداهما بلا إشكال (وإن كان ابن عباس يميل إلى الثانية)
2 - ثانيهما: أن تسمية (بني النضير) إنما هي اجتهاد منه، وبالتالي أن تسمية السورة بـ (الحشر) لم تكن توقيفية، وإلا لم يفضل عليها تسمية بني النضير؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:41 ص]ـ
موضوع ذو صلة
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=10376
ـ[ابراهيم حسين مجدلاوي]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:59 ص]ـ
اشكركم واسال الله ان يسجل عملكم في ميزان حسناتكم اود ان اعرف اسماء السور التي نزلت على سيدنا محمد عليه السلام حسب الترتيب
مع الاحترام
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:13 ص]ـ
على قول المشهور لكن لا يشترط نزول كل السورة او أوائلها حتى ولا يمنع نزول السورة أكثر من مرة ولعدة مناسبات كالفاتحة للبسملة والفلق والناس للسحر
1.في مكة:
العلق القلم المزمل المدثر الفاتحة المسد التكوير الأعلى الليل الفجر الضحى الشرح العصر العاديات الكوثر التكاثر الماعون الكافرون الفيل الفلق الناس الإخلاص النجم عبس القدر الشمس البروج التين قريش القارعة القيامة الهمزة المرسلات ق البلد الطارق القمر ص الأعراف الجن يس الفرقان فاطر مريم طه الواقعة الشعراء النمل القصص الإسراء يونس هود يوسف الحجر الأنعام الصافات لقمان سبأ الزمر غافر فصلت الشورى الزخرف الدخان الجاثية الأحقاف الذاريات الغاشية الكهف النمل نوح إبراهيم الأبياء المؤمنون السجدة الطور الملك الحاقة النبأ النازعات الأنفطار الإنشقاق الروم العنكبوت المطففين
وهي آخر مل نزل بمكة
والقرآن الكريم كان ينزل خمسا خمسا (أي على الأغلب فلربما أقل) وتلك 86 سورة ................................
2.في المدينة
وأما المدنية فثمانية وعشرون سورة أخرها المائدة والتوبة والنصر ومعظمها في حجة الوداع ولذا في ترتيب الثلاثة خلاف وأولها البقرة والآنفال
ولذا هنالك خلاف هل التوبة من الأنفال ام منفصلة بلا بسملة
البقرة الأنفال آل عمران الأحزاب الممتحنة النساء الزلزلة الحديد محمد الرعد الرحمن الإنسان الطلاق البينة الحشر النور الحج المنافقون المجادلة الحجرات التحريم التغابن الصف الجمعة الفتح المائدة التوبة النصر
وقيل آخر الآيات الكلالة
ولربي حكمة في تربيت المصحف(/)
منهج دراسة التفسير؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[07 Sep 2008, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمنا الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال
لكل مذهب او فن من فنون الإسلام منهج لدراسة المختصرات الي المطولات
ويختلف من قطر الي اخر
بل يختلف ويتغير من عصر الي اخر
فمثلا في الأصول الفقه
الورقات ثم اللمع ثم لب الأصول لشيخ زكريا الأنصاري ثم جمع الجوامع او المنهاج البيضاوي
ما هي المقررات التفسير التي كانت تدرس في المحاظر والجامعات والأربطة العلمية في مختلف الزمان
وهل هناك منهج لدراسة التفسير وعلوم القرآن من المختصرات الي المطولات
تنصحون به
مثلا ذكر الشيخ العلامة محمد الحسن الددو الشنقيطي حفظه الهل
في سلسلة العلوم الشرعية الشريط الخامس
منهجا لدراسة التفسير
قال حفظه الله
فالمستوى الأول المبتدئون وهؤلاء ينبغي أن يأخذوا من التفاسير ما سهل وخف مثل تفسير الجلالين وتفسير السعدي وتفسير ابن جزي وتفسير النسفي، فهذه التفاسير المختصرة السهلة وهي متكاملة فيما بينها، فمثلا المقدمات أحسن شيء في مقدمات التفسير ما لخصه ابن جزي في مقدمة تفسيره، وهذا يغنيهم عن الخوض في المقدمات الطويلة مثل ما ذكره ابن جرير الطبري والقرطبي في تفسيريهما، فالمقدمات التي ذكرها ابن جزي هي فوق العشرة، ينبغي لكل مشتغل بعلم التفسير أن يثبتها في دماغه لأنها تعينه كثيرا على هذا العلم، ومثل ذلك مقدمة التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية، مقدمة في أصول التفسير، هذه ذكر فيها بعض القواعد المهمة في التفسير يفهم بها الإنسان كثيرا من الأمور مثل قوله: إن تفسير السلف ليس تفسيرا لكامل المعنى وإنما هو تفسير جزئي، وهذه قاعدة ركز عليها شيخ الإسلام في هذه المقدمة، وأتى عليها بكثير من الأدلة، قال إن تفسير السلف هو بمثابة من قال لك ما الخبز؟ فأخذت خبزة فرفعتها وقلت هذا الخبز، فليس معناه أنك تزعم أن ما في الدنيا من الخبز محصور فيما في يدك، بل المعنى أنك تريد أن تفهمه، وقد فهم هو الخبز بمجرد رؤيته، مثل الذي لا يعرف لغة العرب فسألك ما التمر فأخذت تمرة فرفعتها، قلت هذا التمر يفهم بهذا التمر وليس معناه أنك أنت تقصد انحصار التمر فيما رفعت، ولذلك فقول عائشة ـ رضي الله عنهاـ في تفسير قول الله تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) هو المؤذن، هذا تفسير جزئي ولا تقصد به أن هذا معنى الآية مطلقا، معناه من هؤلاء المؤذنون فهم يدعون إلى الله ويقولون أحسن القول، وهو دعا إلى الله حين قال حي على الصلاة حي على الفلاح، وعمل صالحا حين كبر: الله أكبر الله أكبر، وقال إنني من المسلمين حين قال: أشهد ألا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله، فالمؤذن فعلا دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين، لكن لا يقتضي هذا انحصار معنى الآية في مثل هذا المثال.
المستوى الثاني هو المستوى المتوسط، فبعد أن يقرأ الإنسان هذه الكتب المختصرة الملخصة لا بد أن يتجاوز هذا الحد ويصل إلى الحد الأوسط، وهذا يحسن فيه تفسير الشوكاني فتح القدير وإذا جمع الإنسان معه تفسير ابن كثير، ونحو ذلك فهذا مفيد له ولو ضم إلى ذلك أيضا تفسير البيضاوي أو أبي السعود فإن ذلك مما ينفعه كثيرا، وهذه المرتبة يقصد بها الزيادة في الاستيعاب وفهم توجهات المفسرين ومدارسهم المختلفة، وكذلك تحفيز الهمم للازدياد من العلم.
المرحلة الأخيرة وهي التي يكون الإنسان فيها مستعدا للتأليف في التفسير، هذه يركز فيها الإنسان على تفسير الطبري وتفسير القرطبي، وتفسير ابن عطية، وتفسير أبي حيان، فهذه الكتب الجامعة الكبرى، وهذا المستوى الأعلى للتفسير، وإذا كان الإنسان يريد أن يهذب لسانه وأقواله فليختر مع هذه بعض كتب المتأخرين لأسلوبهم السهل، مثل كتاب الشيخ محمد طاهر ابن عاشور التحليل والتنوير، فأسلوبه أسلوب عصري رصين، وهو ميسر مسهل الخ ... انتهي
http://www.dedew.net/index.php?k=2&A__=2&type=3&linkid=99
ملخص المنهج
المستوي الأول
تفسير الجلالين وتفسير السعدي وتفسير ابن جزي وتفسير النسفي
مقدمة التفسير شيخ الإسلام
المستوى الثاني هو المستوى المتوسط
الشوكاني فتح القدير تفسير ابن كثير، تفسير البيضاوي أو أبي السعود
المرحلة الأخيرة وهي تفسير الطبري وتفسير القرطبي، وتفسير ابن عطية، وتفسير أبي حيان،
ما رايكم بهذا المنهج
وهل هناك منهج اخر تنصحون به
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:39 ص]ـ
يا أبا حمزة حفظك الله تم طرح هذا الموضوع في الملتقى أكثر من مرة وسطرت فيه مقالات مفيدة فارجع إليها من خلال أرشيف الملتقى لتقوية ما ذهبت إليه أو تسديده وفي كل خير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:27 ص]ـ
كثر الحديث عن هذا الموضوع، وفي نظري أن الموضوع يحتاج إلى عزيمة طالب العلم، واستمراره في تعلم العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:27 ص]ـ
كتب المستوى الأول لا يصلح منها له إلا تفسير السعدي، أما تفسير النسفي والجلالين فهما مضغوطان ـ مع اختصارهما ـ يحتاجان إلى فكٍّ وشرح؛ لذا كان هذان الكتابان من مناهج التفسير في الأزهر الشريف منذ القديم.
وأما مقدمة شيخ الإسلام فهي للمتقدمين، لما فيها من موضوعات علمية قوية لا يدركها أهل المستوى الأول.
ولعل الأولى أن يضع المسلم لنفسه كتابًا يتميز بالاختصار والسهولة؛ كالتفسير الميسر الذي صدر عن وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية، أو التفسير المنتخب الذي صدر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر، أو تفسير (جامع البيان) لعبد الرحمن الأيجي الصفوي.
فإن لم يكن مختصرً سهل العبار فليكن تفسيرًا سهلاً متوسطًا أو طويلاً، كتفسير البغوي وتفسير السمعاني.
ويحرص على أمرين:
الأول: إنجاز قراءته كاملاً.
الثاني: إعادته مرة بعد مرة لاستظهاره إن أمكن.
ومن باب الفائدة، فإنه يمكن أن يدون الفوائد التي يجدها في كتب التفسير الأخرى، أو يسمعها من العلماء وطلاب العلم.
بل إني أدعو إلى تدوين الفوائد، وأن يكون هذا من أهداف كل مرحلة يمر بها في طالب العلم.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[07 Sep 2008, 04:34 ص]ـ
السلام عليكم جزى الله خيرا مشائخا الأجلاء لو يضاف تفسير رد الأذهان إلى معاني القرآن للشيخ محمود أبوبكر جومي و تفسير ضياء التأويل في معاني القرآن للسيخ عبد الله غندو من المستوى الأول بدل الجلالين والنسفي يكون طيب جداً وجزيتم خير الجزاء
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[07 Sep 2008, 05:38 م]ـ
السلام عليكم جزى الله خيرا مشائخا الأجلاء لو يضاف تفسير رد الأذهان إلى معاني القرآن للشيخ محمود أبوبكر جومي و تفسير ضياء التأويل في معاني القرآن للسيخ عبد الله غندو من المستوى الأول بدل الجلالين والنسفي يكون طيب جداً وجزيتم خير الجزاء
بارك الله فيك شيخ عبد السلام، ولكن الإضافة قد تكون مفيدة لإخواننا طلاب العلم في نيجيريا، لأن الكتابين المذكورين لا يتوفران في غيرها.
وجزاك الله خيرا.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[27 Sep 2008, 04:46 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
وفعلا قمت بإستعمال المحرك ووجدت اشياء مفيدة
واشكر من افادني واحسن الله اليكم(/)
الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:26 ص]ـ
يا ترى الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟!!
إنها النفس
كيف تحارب النفس ..
إن كلمة (نفس) هي كلمة في منتهى الخطورة،
وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة، يقول الله تبارك وتعالى:
في سورة (ق) {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه (الشيطان)
والناس هنا تتسائل: نحن نؤمن بالله عز وجل، ونذكره، ونصلي في المسجد، ونقرأ القرآن،
ونتصدق، و ..... و ...... و .... الخ
وبالرغم من ذلك فما زلنا نقع في المعاصي والذنوب!!!
والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا إلى عدو ضعيف، يقول الله تعالى في محكم
كتابه {{إن كيد الشيطان كان ضعيفا}}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنما العدو الحقيقي هو (النفس)،
نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة، واللغم الموجود في داخل الإنسان احبتي في الله ,
يقول الله تبارك وتعالى:سورة (الإسراء): {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا}
وقوله تبارك وتعالى:سورة (غافر): {اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب}}
وقوله تبارك وتعالى:سورة (المدثر): {كل نفس بما كسبت رهينة}
وقوله تبارك وتعالى:سورة (النازعات): {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى}
وقوله تبارك وتعالى:سورة (التكوير): {علمت نفس ما أحضرت}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاحظوا يا أيها الأحبة أن الآيات السابق ذكرها تدور حول كلمة (النفس)،
فما هي هذه النفس؟؟؟
يقول العلماء: أن الآلهة التي كانت تعبد من دون الله
((اللات، والعزى، ومناة، وسواع، وود، ويغوث، ويعوق، ونسرى))
كل هذه الأصنام هدمت ماعدا إله مزيف مازال يعبد من دون الله، ويعبده كثير من المسلمين،
يقول الله تبارك وتعالى: {{أفرأيت من اتخذ إلهه هواه}} ,
ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لآمر
ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ، لذلك تجده يفعل ما يريد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول الإمام البصري:
وخالف النفس والشيطان واعصهما
لو نظرنا إلى الجرائم الفردية المذكورة في القرآن الكريم
كجريمة (قتل قابيل لأخيه هابيل)
وجريمة (امرأة العزيز وهي الشروع في الزنا)
وجريمة (كفر إبليس)
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
ففي جريمة (قتل قابيل لأخيه هابيل) يقول الله تبارك وتعالى: {فطوعت له نفسه قتل أخيه}
عندما تسأل إنساناً وقع في معصية ما!!! وبعد ذلك ندم وتاب، ما الذي دعاك لفعل هذا سوف
يقول لك: أغواني الشيطان، وكلامه هذا يؤدي إلى أن كل فعل محرم ورائه شيطان فيا ترى
الشيطان عندما عصى الله، من كان شيطانه؟؟؟
إنه مثلما يوسوس لك الشيطان، فإن النفس أيضاً توسوس لك، نعم ...
(إن النفس لأمارة بالسوء)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن السبب في المعاصي والذنوب إما من الشيطان، وإما من النفس الأمارة بالسوء،
فالشيطان خطر .. ولكن النفس أخطر بكثير ... لذا فإن مدخل الشيطان على الإنسان
هو النسيان فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور
قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم: {{وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}}
سوره يوسف (53)
قال تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين. فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين)
سورة الحشر (16)
والله اعلم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:15 ص]ـ
لوجدنا أن الشيطان برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب
لو رجعت وفقك الله لما قلته هنا لوجدت بعض كلامك يرد البعض الآخر، وما وجدت أحدا يقول بأن الشيطان بريء غيرك، واين قوله تعالى: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ... ) وغيرها من الآيات الكثيرة، وهل النفس المطمئنة لا تقع في معصية، وإذا حصل ذلك فهل هو من الشيطان أم منها؟
وخالف النفس والشيطان واعصهما 0000000000000000
0000000000000000000كيف السبيل وكلهم أعداء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[08 Sep 2008, 04:52 م]ـ
بارك الله فيك ارجع ودقق في الموضوع أكثر
ـ[أمجد رياض]ــــــــ[08 Sep 2008, 06:29 م]ـ
ولكن الا يثير التساؤل ان ما استنتجته ــ وإن كان يحمل بعض الأفكار الصحيحة ــ يخلو من الروايات الدالة عليه، فيكون تفسيراً بدون شاهد؟!
أوضح لي هذا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:30 م]ـ
الأخ المحترم الأستاذ إبراهيم ود. فاضل والأخ أمجد حياكم الله تعالى، وأقول: إن جدلية السؤال تفتح باباً من أبواب العلم الذي لا ينفع والجهل الذي لا يضر، لأن الشيطان هو الشيطان لا غيره، والنفس هي النفس ابتداءً وليست شيطانا، ونحن نتكلم في أمور قدَّرها الله تعالى ولا مجال للجدل حولها، إذ لا ثمرة مرجوة من معرفة من كان شيطان الشيطان عندما عصى؟ والجواب بإيجاز: أن الله أراد فتمت إرادته دون وجود شيطان خلف الشيطان.
وهل النفس خبيثة بطبعها مع عدم وجود الشيطان، وبذا يجب أن نبريء الشيطان من الجام الذي يصيب على رأس هذا المظلوم صباح مساء؟؟!!
قلت: لا بل خبيثة عند من دساها وأضلها، وطيبة عند من طيّبها وزكاها. وكل ذلك بتقدير العزيز العليم.
وقد بين علماء التفسير قدرية هذه الأمور من خلال قوله تعالى " قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها فقال الطبري: (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) يقول: وقد خاب من دَسَّى اللهُ نَفسَه فأضلَّه.
قوله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} أي: خلقها سوية مستقيمة على الفطرة القويمة، كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 30] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنَصِّرانه أو يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمْعَاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ ".أخرجاه من رواية أبي هريرة.
في صحيح مسلم من رواية عياض بن حمار المجاشعي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يقول الله عز وجل: إني خلقت عبادي حُنَفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم".
وقوله: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} أي: فأرشدها إلى فجورها وتقواها، أي: بين لها ذلك، وهداها إلى ما قدر لها.
قال ابن عباس: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} بين لها الخير والشر. وكذا قال مجاهد، وقتادة، والضحاك، والثوري.
قال سعيد بن جبير: ألهمها الخير والشر. وقال ابن زيد: جعل فيها فجورها وتقواها.
وقال ابن جرير: قال لي عمران بن حصين: أرأيت ما يعمل فيه الناس ويتكادحون فيه، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قَدَر قد سبق، أو فيما يُستَقبَلُون مما أتاهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأكدت عليهم الحجة؟ قلت: بل شيء قضي عليهم. قال: فهل يكون ذلك ظلمًا؟ قال: ففزعت منه فزعًا شديدًا، قال: قلت له: ليس شيء إلا وهو خَلقُه وملْك يَده، لا يسألُ عما يفعل وهم يسألون. قال: سددك الله، إنما سألت لأخبر عقلك، إن رجلا من مُزَينة -أو جهينة-أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون، أشيء قضي عليهم ومضى عليهم من قَدر قد سبق، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم، وأكدت به عليهم الحجة؟ قال: "بل شيء قد قضي عليهم". قال: ففيم نعمل؟ قال: "من كان الله خلقه لإحدى المنزلتين يُهَيِّئه لها، وتصديق ذلك في كتاب الله: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}
روى الضحاك عن ابن عباس قال: ألهم المؤمن المتقي تقواه، وألهم الفاجر فجوره.
وعن سعيد عن قتادة قال: بين لها فجورها وتقواها.
دساها: أخفاها وحقرها بعمل المعاصي
قال الشيخ الشنقيطي في الأضواء:" قوله تعالى: {ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الأيمان وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان}.
ما ذكره جل وعلا في هذه الآية الكريمة من أنه هو الذي حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، جاء موضحاً في آيات كثيرة مصرح فيها بأنه تعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء، كقوله تعالى: {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً} [الكهف: 17] الآية.
وقوله تعالى: {وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِهِ} [الإسراء: 97] الآية.
وقوله تعالى: {مَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتدي وَمَن يُضْلِلْ فأولئك هُمُ الخاسرون} [الأعراف: 178].
وقوله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8] والآيات بمثل هذا كثيرة معلومة، نرجو الله الكريم أن يهدينا وألا يضلنا.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:57 ص]ـ
بارك الله فيك د. خضر على المعلومات القيمه الذهبيه الذي أحسبها خرجت من القلب
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:19 ص]ـ
وفيكم أخي الحترم المهذب(/)
سورة الفلق والناس [فيهما ثلاث مسائل]:
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:44 ص]ـ
المسألة الأولى في سبب نزولهما: روي {أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء ولا يفعله , فمكث كذلك ما شاء الله أن يمكث , ثم قال: يا عائشة , أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني ملكان , فجلس أحدهما عند رأسي , والآخر عند رجلي قال الذي عند رأسي للذي عند رجلي: ما شأن الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. فقال: فبماذا؟ قال: في مشط ومشاطة , في جف طلعة ذكر , تحت راعوفة في بئر ذروان. فجاء البئر واستخرجه}. انتهى الصحيح زاد غيره: {فوجد فيها إحدى عشر عقدة , فنزل جبريل عليه السلام عليه بالمعوذتين إحدى عشر آية , فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة , حتى انحلت العقد , وقام كأنما أنشط من عقال}. أفادنيها شيخنا الزاهد أبو بكر بن أحمد بن علي بن بدران الصوفي.
المسألة الثانية قوله تعالى: {ومن شر غاسق إذا وقب}: روي أنه الذكر. وروي أنه الليل. وروي أنه القمر , وذلك صحيح خرجه الترمذي.
ووجه أنه الذكر أو الليل لا يخفى. ووجه أنه القمر لما يتعلق به من جهة الجهل وعبادته واعتقاد الطبائعيين أنه يفعل الفاكهة أو تنفعل عنه , أو لأنه إذا طلع بالليل انتشرت عنه الحشرات بالإذايات , وهذا يضعف لأجل انتشارها بالليل أكثر من انتشارها بالقمر. وفيما ذكرنا ما يغني عن الزيادة عليه. [ص: 405]
المسألة الثالثة روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {أنزلت علي آيات لم أر مثلهن , فذكر السورتين: الفلق , والناس} صححه الترمذي. وفي الصحيح واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم {كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذتين قالت عائشة: فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن , وأمسح بيد نفسه لبركتها}.
قلت للزهري: كيف ينفث؟ قال: ينفث على يديه ويمسح بهما وجهه.
وقال ابن وهب: قال مالك: هما من القرآن. وقد بينا ذلك في كتاب المشكلين.
قال الإمام القاضي ابن العربي رضي الله عنه: قد أتينا على ما شرطنا في علوم القرآن حسب الإمكان على حال الزمان , والله المستعان على عوارض لا تعارض ما بين معاش [يراش] , ومساورة عدو أو هراش , وسماع للحديث ليس له دفاع , وطالب لا بد من مساعدته في المطالب , إلى همم لأهل هذه الأقطار قاصرة , وأفهام متقاصرة , وتقاعد عن الاطلاع إلى بقاء الاستبصار , واقتناع بالقشر عن اللباب , وإقصار واجتزاء بالنفاية عن النقاوة , وزهد في طريق الحقائق , بيد أنه لم يسعنا والحالة هذه إلا نشر ما جمعناه , ونثر ما وعيناه , والإمساك عما لا يليق بهم ولا تبلغه إحاطتهم.
وكمل القول الموجز في التوحيد والأحكام , والناسخ والمنسوخ , من عريض بيانه , وطويل تبيانه , وكثير برهانه , وبقي القول في علم التذكير وهو بحر ليس لمده حد , ومجموع لا يحصره العد , وقد كنا أملينا عليكم في ثلاثين سنة ما لو قيض له تحصيل لكانت له جملة تدل على التفصيل , ولما ذهب [به] المقدار , فسيعلم الغافل لمن عقبى الدار. والله المستعان , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [قال القاضي أبو بكر بن العربي رحمه الله: انتهى القول في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسمائة والحمد لله كثيرا كما هو أهله].
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Sep 2008, 10:57 م]ـ
لم أفهم ما المقصود بهذه المسائل الثلاث
ربما تذهب الظنون بي أنها ممن يمارسون الطب أو السحر ويدعون له
وإلا فالمسائل كثيرة جدا في السورتين
ابتداءا من معني الفلق، إلي لماذا الاستعاذة برب،وملك،وإله الناس؟
إلي المقصود بالجنة والناس هل هم الفاعلون للوسوسة أم موسوس إليهم أم فيهم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 Sep 2008, 11:10 م]ـ
لم أفهم ما المقصود بهذه المسائل الثلاث
ربما تذهب الظنون بي أنها ممن يمارسون الطب أو السحر ويدعون له
وإلا فالمسائل كثيرة جدا في السورتين
لا تذهب بك الظنون أخي مصطفى
ما ذكره الأخ إبراهيم هو نص ما ذكره ابن العربي في تفسيره للمعوذتين في أحكام القرآن
لعله أراد به التذكير والفائدة فجزاه الله خيراً،
وتمنيت إذ نقله أن لو أتمه بذكر ما زاده القرطبي في تفسيره مما يوضح مراد ابن العربي
رحم الله علماء المسلمين
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[08 Sep 2008, 04:44 م]ـ
اتمنى ان ان نأخذ العبره من المواضيع لا ان نكون عابر سبيل فقط
والعبره ليست بكثرة مواضيع وانماا بكثرة الفائده
جزيتم الجنه اخواني(/)
تفسير قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه000)
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:58 ص]ـ
والكلام في هذا المقام مبني على " أصل ": وهو أن الأنبياء صلوات الله عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة ولهذا وجب الإيمان بكل ما أوتوه كما [ص: 290] قال تعالى: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم} وقال: {ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين} وقال: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}.
بخلاف غير الأنبياء فإنهم ليسوا معصومين كما عصم الأنبياء ولو كانوا أولياء لله ولهذا من سب نبيا من الأنبياء قتل باتفاق الفقهاء ومن سب غيرهم لم يقتل. وهذه العصمة الثابتة للأنبياء هي التي يحصل بها مقصود النبوة والرسالة ; فإن " النبي " هو المنبأ عن الله و " الرسول " هو الذي أرسله الله تعالى وكل رسول نبي وليس كل نبي رسولا والعصمة فيما يبلغونه عن الله ثابتة فلا يستقر في ذلك خطأ باتفاق المسلمين. [ص: 291] ولكن هل يصدر ما يستدركه الله فينسخ ما يلقي الشيطان ويحكم الله آياته؟ هذا فيه قولان. والمأثور عن السلف يوافق القرآن بذلك. والذين منعوا ذلك من المتأخرين طعنوا فيما ينقل من الزيادة في سورة النجم بقوله: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى وقالوا: إن هذا لم يثبت ومن علم أنه ثبت: قال هذا ألقاه الشيطان في مسامعهم ولم يلفظ به الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن السؤال وارد على هذا التقدير أيضا. وقالوا في قوله: {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} هو حديث النفس.
وأما الذين قرروا ما نقل عن السلف فقالوا هذا منقول نقلا ثابتا لا يمكن القدح فيه والقرآن يدل عليه بقوله {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم} {ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد} {وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهادي الذين آمنوا إلى صراط مستقيم} فقالوا الآثار في تفسير هذه الآية معروفة ثابتة في كتب التفسير والحديث والقرآن يوافق ذلك فإن نسخ الله لما يلقي الشيطان وإحكامه آياته إنما يكون لرفع ما وقع في آياته وتمييز الحق من الباطل حتى لا تختلط آياته [ص: 292] بغيرها. وجعل ما ألقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم إنما يكون إذا كان ذلك ظاهرا يسمعه الناس لا باطنا في النفس والفتنة التي تحصل بهذا النوع من النسخ من جنس الفتنة التي تحصل بالنوع الآخر من النسخ.
وهذا النوع أدل على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده عن الهوى من ذلك النوع فإنه إذا كان يأمر بأمر ثم يأمر بخلافه وكلاهما من عند الله وهو مصدق في ذلك فإذا قال عن نفسه إن الثاني هو الذي من عند الله وهو الناسخ وإن ذلك المرفوع الذي نسخه الله ليس كذلك كان أدل على اعتماده للصدق وقوله الحق وهذا كما قالت عائشة رضي الله عنها لو كان محمد كاتما شيئا من الوحي لكتم هذه الآية: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} ألا ترى أن الذي يعظم نفسه بالباطل يريد أن ينصر كل ما قاله ولو كان خطأ فبيان الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله أحكم آياته ونسخ ما ألقاه الشيطان هو أدل على تحريه للصدق وبراءته من الكذب وهذا هو المقصود بالرسالة فإنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم تسليما ولهذا كان تكذيبه كفرا محضا بلا ريب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما العصمة في غير ما يتعلق بتبليغ الرسالة فللناس فيه نزاع هل هو ثابت بالعقل أو بالسمع؟ ومتنازعون في العصمة من الكبائر والصغائر أو من [ص: 293] بعضها أم هل العصمة إنما هي في الإقرار عليها لا في فعلها؟ أم لا يجب القول بالعصمة إلا في التبليغ فقط؟ وهل تجب العصمة من الكفر والذنوب قبل المبعث أم لا؟ والكلام على هذا مبسوط في غير هذا الموضع. والقول الذي عليه جمهور الناس وهو الموافق للآثار المنقولة عن السلف إثبات العصمة من الإقرار على الذنوب مطلقا والرد على من يقول إنه يجوز إقرارهم عليها وحجج القائلين بالعصمة إذا حررت إنما تدل على هذا القول.
وحجج النفاة لا تدل على وقوع ذنب أقر عليه الأنبياء فإن القائلين بالعصمة احتجوا بأن التأسي بهم مشروع وذلك لا يجوز إلا مع تجويز كون الأفعال ذنوبا ومعلوم أن التأسي بهم إنما هو مشروع فيما أقروا عليه دون ما نهوا عنه ورجعوا عنه كما أن الأمر والنهي إنما تجب طاعتهم فيما لم ينسخ منه فأما ما نسخ من الأمر والنهي فلا يجوز جعله مأمورا به ولا منهيا عنه فضلا عن وجوب اتباعه والطاعة فيه.
وكذلك ما احتجوا به من أن الذنوب تنافي الكمال أو أنها ممن عظمت عليه النعمة أقبح. أو أنها توجب التنفير أو نحو ذلك من الحجج العقلية فهذا إنما يكون مع البقاء على ذلك وعدم الرجوع وإلا فالتوبة النصوح التي يقبلها الله يرفع بها صاحبها إلى أعظم مما كان عليه كما قال [ص: 294] بعض السلف: كان داود عليه السلام بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة وقال آخر: لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه وقد ثبت في الصحاح حديث التوبة {لله أفرح بتوبة عبده من رجل نزل منزلا} إلخ.
وقد قال تعالى: {إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين} وقال تعالى: {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} وقد ثبت في الصحيح حديث {الذي يعرض الله صغار ذنوبه ويخبئ عنه كبارها وهو مشفق من كبارها أن تظهر فيقول الله له: إني قد غفرتها لك وأبدلتك مكان كل سيئة حسنة فيقول: أي رب إن لي سيئات لم أرها} إذا رأى تبديل السيئات بالحسنات طلب رؤية الذنوب الكبار التي كان مشفقا منها أن تظهر ومعلوم أن حاله هذه مع هذا التبديل أعظم من حاله لو لم تقع السيئات ولا التبديل. وقال طائفة من السلف منهم سعيد بن جبير: إن العبد ليعمل الحسنة فيدخل بها النار وإن العبد ليعمل السيئة فيدخل بها الجنة يعمل الحسنة فيعجب بها ويفتخر بها حتى تدخله النار ويعمل السيئة فلا يزال خوفه منها وتوبته منها حتى تدخله الجنة وقد قال تعالى: {وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} {ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما} فغاية كل إنسان أن يكون من المؤمنين والمؤمنات الذين تاب الله عليهم. وفي الكتاب والسنة الصحيحة والكتب التي أنزلت قبل القرآن مما يوافق هذا القول ما يتعذر إحصاؤه. والرادون لذلك تأولوا ذلك بمثل تأويلات الجهمية والقدرية والدهرية لنصوص " الأسماء والصفات " ونصوص " القدر " ونصوص " المعاد " وهي من جنس تأويلات القرامطة الباطنية التي يعلم بالاضطرار أنها باطلة وأنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه وهؤلاء يقصد أحدهم تعظيم الأنبياء فيقع في تكذيبهم ويريد الإيمان بهم فيقع في الكفر بهم.
ثم إن العصمة المعلومة بدليل الشرع والعقل والإجماع وهي " العصمة في التبليغ " لم ينتفعوا بها إذ كانوا لا يقرون بموجب ما بلغته الأنبياء وإنما يقرون بلفظ حرفوا معناه أو كانوا فيه كالأميين الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني والعصمة التي كانوا ادعوها لو كانت ثابتة لم ينتفعوا بها ولا حاجة بهم إليها عندهم فإنها متعلقة بغيرهم لا بما أمروا بالإيمان به فيتكلم أحدهم فيها على الأنبياء بغير سلطان من الله ويدع ما يجب عليه من تصديق الأنبياء وطاعتهم وهو الذي تحصل به السعادة وبضده تحصل الشقاوة قال تعالى: {فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم} الآية. [ص: 296] والله تعالى لم يذكر في القرآن شيئا من ذلك عن نبي من الأنبياء إلا مقرونا بالتوبة والاستغفار كقول آدم وزوجته: {ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين} وقول نوح:
(يُتْبَعُ)
(/)
{رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين} وقول الخليل عليه السلام {ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} وقوله: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} وقول موسى: {أنت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين} {واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك} وقوله: {رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي} وقوله: {فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين} وقوله تعالى عن داود: {فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب} {فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} وقوله تعالى عن سليمان: {اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب} وأما يوسف الصديق فلم يذكر الله عنه ذنبا فلهذا لم يذكر الله عنه ما يناسب الذنب من الاستغفار بل قال {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} فأخبر أنه صرف عنه السوء والفحشاء وهذا يدل على أنه لم يصدر منه سوء ولا فحشاء.
وأما قوله: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه} [ص: 297] فالهم اسم جنس تحته " نوعان " كما قال الإمام أحمد الهم همان: هم خطرات وهم إصرار وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم {أن العبد إذا هم بسيئة لم تكتب عليه وإذا تركها لله كتبت له حسنة وإن عملها كتبت له سيئة واحدة} وإن تركها من غير أن يتركها لله لم تكتب له حسنة ولا تكتب عليه سيئة ويوسف صلى الله عليه وسلم هم هما تركه لله ولذلك صرف الله عنه السوء والفحشاء لإخلاصه وذلك إنما يكون إذا قام المقتضي للذنب وهو الهم وعارضه الإخلاص الموجب لانصراف القلب عن الذنب لله. فيوسف عليه السلام لم يصدر منه إلا حسنة يثاب عليها؟ وقال تعالى: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} وأما ما ينقل: من أنه حل سراويله وجلس مجلس الرجل من المرأة وأنه رأى صورة يعقوب عاضا على يده وأمثال ذلك فكله مما لم يخبر الله به ولا رسوله وما لم يكن كذلك فإنما هو مأخوذ عن اليهود الذين هم من أعظم الناس كذبا على الأنبياء وقدحا فيهم وكل من نقله من المسلمين فعنهم نقله ; لم ينقل من ذلك أحد عن نبينا صلى الله عليه وسلم حرفا واحدا. [ص: 298]
وقوله: {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} فمن كلام امرأة العزيز كما يدل القرآن على ذلك دلالة بينة لا يرتاب فيها من تدبر القرآن حيث قال تعالى: {وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم} {قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين} {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم} فهذا كله كلام امرأة العزيز ويوسف إذ ذاك في السجن لم يحضر بعد إلى الملك ولا سمع كلامه ولا رآه ; ولكن لما ظهرت براءته في غيبته - كما قالت امرأة العزيز: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} أي لم أخنه في حال مغيبه عني وإن كنت في حال شهوده راودته - فحينئذ: {وقال الملك ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين} وقد قال كثير من المفسرين إن هذا من كلام يوسف ومنهم من لم يذكر إلا هذا القول وهو قول في غاية الفساد ولا دليل عليه ; بل الأدلة تدل على نقضه وقد [ص: 299] بسط الكلام على هذه الأمور في غير هذا الموضع. والله اعلم بالصواب.(/)
نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:39 ص]ـ
الحمدلله وحده وبعد
فموضوع مقالي هو ذاته عنوان الكتاب الذي الفه الشيخ محمد الغزالي-رحمه الله- في هذا الموضوع, وهو موضوع جدير بالعناية.
قال-رحمه الله- (هذه دراسة جديدة للقرآن الكريم سبق أن قدمت نماذج لها في بعض ماكتبت)
أنا اسأل عن الكتاب ومافيه وارجو من مشائخنا والذين اطلعوا على الكتاب ان يقيموا لنا الكتاب , وبحسب قراءتي والتي شملت سور البقرة وال عمران والنساء فهو نافع في بابه
وبالمناسبة فسيد قطب-رحمه الله-في الظلال يشير -كما لايخفى-الى موضوع السور في بداية الكلام عنها واظن ان كلامه انفع والله اعلم
وعموما فهل من كتب مناسبة في هذا الباب غير ماذكر افيدونا جزاكم الله خيرآ
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 10:14 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عبدالله الفرحان ويمكنك متابعة عرضنا وتناولنا لبعض السور على موقعنا الخاص في قسم: نظرات في كتاب الله العزيز , فنحن نركز فيه أول التركيز على عرض المنظور العام للسورة, والذي يظهر الوحدة الموضوعية للسورة, وترابط آياتها واتصالها ودورانها كلها في نطاق موضوع واحد ولكنا نركز في هذه الفترة على قصار السور فقط!
www.amrallah.com/ar
ـ[لافي الشمري]ــــــــ[08 Sep 2008, 11:56 م]ـ
جزاك الله خير(/)
من يعرف الوجيز في تفسير القرآن العزيز؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Sep 2008, 05:27 ص]ـ
أحبتي أعضاء الملتقى المبارك
سئلت عن كتاب (الوجيز في تفسير القرآن العزيز) للدكتور علي الشعيبي
ولا أعلم عنه شيئاً، فهل لديكم علم بذلك فتخرجوه لنا؟
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[07 Sep 2008, 10:31 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
تفسير المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ) [1]
تجده ضمن لائحة التفاسير في الصفحة الرئيسية بهذه المكتبة الزاخرة التي دلنا عليها المشرف العام لهذا الملتقى المبارك الأستاذ الدكتور الشيخ عبد الرحمن الشهري، بارك الله في عمره و علمه و نفع به.
http://www.altafsir.com
و منذ أن تعرفت على هذا الموقع، و أنا منبهر بكل هذه الخيرات الميسرة ...
فها هو القرآن ميسر للذكر و الحمد لله ...
و لله الحمد و له الشكر على توفيقه. و له الأمر من قبل و من بعد.
ـــــــــــــ
[1]: تنبهت بعد نشر المشاركة إلى اسم مؤلف التفسير المطلوب ... عندها أدركت التشابه الحاصل في إسم التفسير، و تسرعي في الرد!!
و الظاهر أن انبهاري بالموقع و خيراته له نصيب في هذا التسرع ...
بل أرى أن هذا السؤال و هذا التسرع ما هما إلا " أسباب " ليتعرف الإخوة طلاب العلم على هذا الموقع الهام ...
و لله الأمر من قبل و من بعد.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Sep 2008, 11:58 م]ـ
الأخ الفاضل لحسن بنلفقيه
بارك الله فيك
لا زلت أنتظر من يعرف عن هذا الكتاب شيئاً؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 Sep 2008, 12:39 ص]ـ
لم يسبق لي الاطلاع على هذا الكتاب
ولا أدري هل طبع أم لم يطبع بعد؟
وقد بحثت عنه بعدة طرق وهذا غاية ما وجدته من معلومات
http://www.eraqqa.sy/_activities.php?filename=2008030313540310
وقد ذكر في التعريف بمؤلفه أنه درَّس في جامعة الملك سعود؛ فلعل بعض الأساتذة يعرفونه ويأتونك بالخبر اليقين
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Nov 2008, 08:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً كثيراً أخي عبد العزيز الداخل
وشكراً على هذه المعلومات
الدكتور علي الشعيبي
عمل في المملكة العربية السعودية أستاذاً في جامعة الملك سعود.
وعمل أستاذاً زائراً في جامعات ماليزيا.
فيا أهل التفسير الكرام:
هل من أحد يفيدنا عن كتابه (الوجيز في تفسير القرآن العزيز)؟
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Nov 2008, 06:23 ص]ـ
أخي محمد
تحية طيبة
رأيت في مكتبة والدي قبل ثلاثين سنة تفسيرا للواحدي اسمه (الوجيز في تفسير القرآن العزيز)، مطبوعا بحاشية تفسير مراح لبيد في تفسير قرآن مجيد للنووي الجاوي
.
وهو غير ما تبحث عنه على ما يظهر إن م يكن الدكتور الشعيبي قد حقق التفسير المذكور وأعده للطبع!(/)
كيف أحصل على هذا التفسير؟؟
ـ[السراج]ــــــــ[07 Sep 2008, 09:07 ص]ـ
كيف أحصل على هذا التفسير وهو:
تفسير در الأسرار لابن حمزة الحسيني ..
المعروف بتفسير المهمل ..
فكيف أحصل عليه وما طبعاته .. وجزاكم الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:08 م]ـ
له طبعة وحيدة نادرة الوجود. وليس فيه ما يستحق العناء إلا إغرابه في التزام الكلمات المهملة. والكتاب عندي إن كنت مضطراً إليه فصوِّره والله يعينك ويسددك.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Sep 2008, 02:16 م]ـ
تفسير الكلام المبجّل , المسمّى: درّ الأسرار بالحروف المهملة؛
(تفسير درّ الأسرار):
تفسير لتمام القرآن، مهمل الكلمات بلا نقطة، تأليف مفتي دمشق الشام، السيد محمود أفندي بن السيد حمزة الحسيني النقيب.
وهو كما ذكر أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن، ليس بذي فائدة تذكر، وهو أيضا عندي في مكتبتي الخاصة، وعلمت من إحدى دور النشر بدمشق؛ بأنه يطبع من جديد في دمشق الشام ..
وهلا وغلا
ـ[السراج]ــــــــ[08 Sep 2008, 07:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
هل ترفعوا لي على الخاص إذا كان ممكنا ...
ولكم مني خالص الدعاء ...(/)
مختصر بحث (تكوين ملكة التفسير) للدكتور حاتم الشريف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2008, 01:04 م]ـ
هذا مختصر لبحث الدكتور حاتم بن عارف الشريف الذي نشره في مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية في العدد الرابع فيما أظن وقد سبق التنويه به في الملتقى. وقد اختصره الأخ الكريم أنس الرشيد وفقه الله وبعث به مشكوراً على بريدي لنشره في الملتقى. وهذا هو نص رسالته ولم أقرأها بعدُ لكنني أثق في اختصار الأخ أنس رعاه الله.
هذا معتصر من بحث نفيس للشيخ الشريف حاتم العوني وفقه الله بعنوان
(تكوين ملكة التفسير)
اختصرته حين كنت أقرؤه؛ وذلك لما رأيته نافعا. وهي لاشك مفيدة لطالب العلم الجاد الذي لا توقفه أشواك الطريق.
والبحث نفيس ولا عجب فقد قال الشيخ في مقدمته: ( ... هذه الخطة التي هي نتاج تفكير عميق وخبرة في التعليم قاربت العقدين).
ومن أراد الاستزادة فعليه بالأصل ففيه تفصيل ما أجملته هنا.
بدأ الشيخ بعد المقدمة بذكر ما قامت عليه الخطة:
قال: لقد قامت على أمرين:
الأول: تدريب المستفيد من الخطة على استخراج كل معلومة تنفعه في فهم الآية وتفسيرها (مما يصح الوصول إليه بالاجتهاد) باستنباطه الخاص وإعماله لذهنه ثم أن يقوم بتقويم اجتهاده هذا بالرجوع إلى كلام أهل العلم. وفائدة هذا التقويم (بعد ذلك الاجتهاد): لا تقتصر على معرفة الصواب في تلك المسألة الجزئية بل تتعداه إلى ما هو أهم في هذا السياق وهو أن يتبين سبب الإصابة من سبب الخطأ؛ ليستمسك بالأول ويجتنب الثاني.
كما أنه أدعى إلى تمرين الذهن على الاستنباط والتحليل والنقد، وهو أيضا يجعل النتيجة التي يوصلنا إليها أعمق من النتيجة التي تلقيناها عن غيرنا دون إعمال ذهن؛ مما سيكون له أثر كبير في حسن تناولنا لتلك المسألة وفي قدرتنا على الترجيح العلمي الدقيق بين اختلافات العلماء إذا ما اختلفوا.
الثاني: التنبيه على علوم التفسير، وعلى مواطن استعمالها عند القيام بالعملية التفسيرية وكيفية الاستفادة منها ...
ثم دخل في ذكر خطوات الخطة العملية لتكوين ملكة التفسير ..
الخطوة الأولى: التزود من العلوم الضرورية لعلم التفسير.
الخطوة الثانية: اختيار الآيات التي سيتدرب على تفسيرها (والتي يجب أن يتوفر في سبب اختيارها أنها أبعد الآيات عن أن يكون استفاد تفسيرها من أحد)
الخطوة الثالثة: فهم الآية بالجهد الذاتي المحض دون الاستعانة على فهمها بأحد.
(وفي هذه الخطوة ينبغي ألا يغفل سياقات الآية الخمس؛ لأن السياق من أقوى ما يؤثر على تحديد المراد من الكلام. وسياقات الآية هي:
1 - السياق القرآني العام: أي استحضار الغاية الكبرى من إنزال القرآن الكريم، وهي هداية الخلق إلى توحيد الله تعالى ..
فاستحضار هذا الغرض عاصم من شطط التفسير كبعض أصحاب الإعجاز العلمي حتى يخيل للواقف على تأويله أن كتاب الله العزيز كتاب في بعض العلوم العصرية!!!
2 - سياق الآيات الزمني وأعني به: معرفة مكية الآيات أو مدنيتها، إذ لكل أغراضها.
3 - سياق السورة التي ندرسها إذ لكل سورة أغراض ومقاصد.
4 - سياق الآيات المدروسة خاصة، ويدرك ذلك من خلال التأمل في الآيات القريبة والمحيطة بالآيات موضوع الدراسة (وهو أهم السياقات مع السياق التالي) لكونه أقوى السياقات أثرا على الكلام إلى درجة قدرته أحيانا على تخصيص اللفظ العام وتقييد مطلقه.
5 - سياق الآية الواحدة وهو معرفة علاقتها بالآية السابقة واللاحقة.
وعلى الدارس مراعاة مفاصل الآية الواحدة، وأن يعين تمام أركان الجمل فيها، وهو ما يسميه العلماء بعلم (الوقف والابتداء)
الخطوة الرابعة: السعي إلى التفسير اللغوي الصرف للآية.
والمقصود: الوصول إلى الدلالة اللغوية للآية وفهمها وفق معناها في لغة العرب وحدها دون الاستعانة ببقية أركان الفهم الكامل للآية.
وهذه الخطوة تمر بمراحل عدة:
1 - تحديد الكلمات التي يحتاج إلى دراستها لغويا، وهي كل كلمة لم يكن إدراك معناها اللغوي بدهيا لدى الدارس.
ثم ننتقل إلى:
2 - محاولة معرفة أصل المعنى اللغوي للكلمة، وهو المعنى الذي انبثقت منه بقية معانيها الأخرى، أو المعنى الذي تجتمع في أصله كل معانيها المستعارة.
ثم ننتقل:
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - حصر المعاني الفرعية والمشتقة لتلك الكلمة المدروسة.
ثم:
4 - التأكد من صحة المعنى الفرعي للكلمة الذي كنا قد رشحناه في المرحلة السابقة.
وطريقة التأكد:
1 - الرجوع إلى كتب غريب القرآن.
2 - الرجوع إلى كتب الوجوه والنظائر.
وبنهاية هذه المرحلة نكون قد حددنا المعنى اللغوي لكل كلمة واردة في الآية ثم ننتقل بعدها إلى:
5 - تفسير الآية بحسب ما تقتضيه لغة العرب وحدها باجتهادنا الخاص، بعد أن حددنا معنى كل مفردة من مفردات الآية نقوم بالربط بين تلك المفردات جميعها؛ لتقييد المعنى اللغوي للآية كاملة فنصوغ معناها بالصياغة التي نراها توضحه.
وأكتب هذا المعنى ثم أزنه بالمعنى الذي قيدته في الخطوة الثانية. وهذا هو الشأن عند الانتقال من كل مرحلة إلى أخرى.
ثم ننتقل إلى المرحلة الأخيرة من هذه الخطوة:
6 - التأكد من صحة تفسيرنا اللغوي للآية بالرجوع إلى كتب التفسير اللغوي من أمثال:
معاني القرآن للفراء و للزجاج و للنحاس.
ثم نذهب إلى:
الخطوة الخامسة: تفسير الآية بالمنقول من القرآن والسنة وأقوال السلف.
فبعد أن فسرنا الآية بلغة العرب لابد من التثبت من صحة ذلك التفسير بالرجوع إلى الأولى بمعرفة معنى الآية ولاشك أن الآية هي أولى ما تفسر به الآية، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم بمراد ربه عزوجل من جميع الثقلين.
وأما السلف فإن كانوا من الصحابة: فلا يخرج تفسيرهم عن أحد حالين: أن يكون منقولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتهادا منهم وهم حينها أولى من اجتهد فأصاب لأن الاجتهاد في التفسير مرجعه إلى اللغة وهم أصحاب اللغة.
وأما التابعون وتابعوهم فقد تلقوا علمهم عمن سبقهم وجاء النص بتفضيلهم (خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم) لذلك كله لم يجز أن نتجاوز التفسير المنقول، بل لا تفسير إلا بعد الاحتكام إليه.
ومن أسباب وجوب الاحتكام إلى التفسير المنقول: أن لغة العرب من السعة إلى حد أنه لا يمكن أن يحويها أحد بقدرة بشرية. وهذا هو مراد الإمام الشافعي عندما قال في كتابه الرسالة: (ولسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا ولانعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرنبي)
وبتفسيرنا بالمنقول نتوصل بالتفسير اللغوي السابق إلى واحد من المواقف التالية:
الأول: أن يتفق التفسير اللغوي مع المنقول، فيقبل.
الثاني: أن يبطل التفسير المنقول التفسير اللغوي، فيرد اللغوي.
الثالث: أن يختلف التفسيران لكن لا يبطل أحدهما الآخر فيحتمل قبول اللغوي مع المنقول ويحتمل ظهور أن اللغوي مرجوح أما المنقول.
وهذه الخطوة تتفرع إلى ثلاثة فروع وهي:
الأول: تفسير القرآن بالقرآن. وله مراحل:
1 - استخراج الآيات ذات العلاقة بآيات الدرس من كتاب الله العزيز بالجهد الذاتي الخالص.
2 - الاستعانة بالجهود المتفرقة لأهل العلم التي تتضمن جمع النظير إلى نظيره من الآيات.
3 - الرجوع إلى كتب التفسير عموما، وإلى تلك التي اعتنت عناية واضحة بتفسير القرآن بالقرآن خصوصا بغرض جمع الآيات ذات الصلة في تفسير الآية دون الاستفادة من كتب التفسير في هذه المرحلة إلا في حصر الآيات المعينة على التفسير.
4 - الرجوع إلى كتب القراءات؛ حيث إن من أعظم وجوه إفادة القراءات الثابتة العديدة للآية الواحدة التفسير والبيان.
الثاني: تفسير القرآن بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. وله مراحل:
1 - الوقوف على التفسير المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وجمعه من مظانه المتعددة.
2 - دراسة هذا التفسير المروي عن النبي لتمييز صحيحه من سقيمه.
3 - فهم الحديث الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم في التفسير والاجتهاد في استنباط وجه بيانه للآية التي يفسرها.
4 - تقويم فهمه للحديث ومراجعة استنباطه لعلاقته بتفسير الآية بالرجوع إلى كتب شروح الحديث وإلى كتب التفسير التي أوردته.
الثالث: تفسير الآية بأقوال السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم. وله مراحل:
1 - جمعه من مظانه.
2 - التثبت من صحته وفق منهج معين.
3 - النظر في معاني أقوال السلف، وهل اتفقوا أم اختلفوا؟ وتصنيف أقوالهم بحسب الاتفاق والافتراق، ومحاولة الجمع بغير تعسف بين ما ظاهره الاختلاف، فإن لم يمكن الجمع فالترجيح بينها.
الخطوة السادسة: الرجوع إلى كلام أئمة التفسير وإلى ترجيحاتهم النهائية؛ لتقويم النتيجة النهائية من دراستنا ولاختيار الصياغة الدقيقة للتفسير الذي توصلت إليه.
هذا والله أعلم وصلى الله عليه وسلم.
ـ[السرخسي]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:27 م]ـ
جزاك الله خير ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 02:02 م]ـ
هذا هو البحث كاملاً لمن لم يتيسر له قراءته من قبل كاملاً جزى الله الدكتور حاتم الشريف على ما بذله فيه جهد خيراً ونفع بعلمه.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 Dec 2008, 02:44 م]ـ
أباعبدالله
حمّلت البحث، لكن لم يفتح معي!
وهل هذا البحث طبعه الشيخ في مصر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 03:40 م]ـ
ينبغي أن يكون على جهازك برنامج Acrobat Reader لتتمكن من قراءته أو أي برنامج آخر يقرأ ملفات على هيئة PDF . وقد جربته فوجدته يعمل بشكل جيد فانظر في جهازك.
أما طباعته في مصر فلم أره بنفسي، لكن قرأتُ لبعض الإخوان في الملتقى أنه نشره في مصر مؤخراً. وهو كما تعلم نشر في مجلة معهد الإمام الشاطبي - العدد الثالث منها، وهو متاح على موقع المعهد هنا ( http://www.shatiby.edu.sa/index.php?op=mag&f=list&idcat=3).
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 Dec 2008, 03:49 م]ـ
بارك الله فيك
البرنامج عندي، لكن بعد اكتمال التحميل أبى أن يفتحه، عموما سأحاول مرة أخرى
ـ[جمال القرش]ــــــــ[12 Dec 2008, 03:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم جهد مبارك
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Dec 2008, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً
في نفسي أسئلة أرجو الإجابة عنها:
هل هناك نقل صحيح عن الرسول عليه السلام يشهد للصحابة بالعلم دون من تبعهم،
كما شهد لهم بالخيرية؟ وهل الشهادة بالخيرية لمجملهم أم لكل فرد منهم؟
هل الخيرية تعني أنهم أعلم؟!
هل التفسير يقف عند حدود تبيان معنى اللفظة، أم أنه أعمق من ذلك؟
هل كون الصحابة والتابعين هم أعلم باللغة يقتضي أنهم الأعلم بالتفسير؟ وإذا كان الأمر
كذلك فأين نذهب بقوله عليه السلام:" رب مبلغ أوعى لها من سامع" وقوله:"إنما أنا
قاسم والله يعطي".
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[12 Dec 2008, 06:45 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2008, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن وتم تحميل البحث القيم ..
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[13 Dec 2008, 11:05 ص]ـ
في المرفقات
البرنامج اللازم لفتح البحث
وهو برنامج
Foxit READER
إصدار عربي
وبالتوفيق
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 Dec 2008, 11:06 ص]ـ
تم التحميل ..
بارك الله فيك أخي الدكتور عبدالرحمن ونفع بك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:26 م]ـ
الكتاب نشرته دار التأصيل بمصر كما ذكروا هم على ملتقى أهل الحديث
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[13 Dec 2008, 12:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ......... نطلب من أخوانى رواد الملتقى الحصول على عنوان الدكتور حازم سعيد حيدر صاحب كتاب علوم القرآن بين البرهان والإتقان رقم هاتفه أو بريده الأكترونى (الأميل) بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا عن الأسلام والمسلمين(/)
العلامة واللغوي والنحويّ الأستاذ الدكتور مازن عبد القادر المبارك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:30 م]ـ
العلامة واللغوي والنحويّ الأستاذ الدكتور مازن عبد القادر المبارك:
البيئة العلمية للدكتور مازن المبارك:
نشأ الدكتور مازن المبارك في أسرة علم ونسب شريف، فأهله من سادات الجزائر المعروفين، الذين يتصل نسبهم بسيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما.
والعلامة محمد المبارك (توفي 1269هـ /1852م) هو جد هذه الأسرة الأكبر، وهو العالم المرشد الذي ذاع صيته في الأقطار، وتخرج به كثير من طلبة العلم في الجزائر، وكان الشيخ المبارك عالما عاملا ومجاهدا في سبيل الله، إذ نهض لمقاومة الاحتلال الفرنسي للجزائر، حتى ظهرت فرنسة المحتلة على جموع المجاهدين، فجمع الشيخ أهله وأقرباءه، وهاجر بهم إلى دمشق، في الهجرة الأولى، سنة 1263هـ، وهي المعروفة بهجرة العلماء.
واشتهر بعد الشيخ المبارك ابناه، محمد الطيّب، (توفي 1313هـ/1895م) ومحمد المبارك (توفي 1330هـ/1912م).
والسيد محمد المبارك هو والد العلامة اللغوي الأستاذ عبد القادر المبارك (توفي 1365هـ / 1945م)، والأستاذ عبد القادر هو والد الأساتذة المعروفين من آل مبارك، وهم الأستاذ المرحوم محمد (توفي 1402هـ / 1981م)، والأساتذة ممدوح وعدنان وهاني ومازن –أستاذنا الجليل-، وعبد الهادي.
والأستاذ عبد القادر المبارك عالم كبير، ولغوي ثقة، تلقى الكثير من المعارف اللغوية والأدبية والدينية على شيوخ عصره، كالشيخ أمين سويد، والشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ عطا الكسم، وكان الأستاذ المبارك راوية، حافظا لكتب الأخبار والتراجم والتاريخ، ولم يكن شأنه، كما يقول نجله الأستاذ- محمد- مع اللغة العربية شأن عالم يدرسها أو يعلمها، ولكنه كان معها في حياة وجدانية نفسية، وكانت معاجم اللغة ولا سيما (لسان العرب) لابن منظور، بيئة يعيش في جوها ومع أصحابها.
ولذلك كانت اللغة تجري منه مجرى السليقة والطبع حتى غلبت عليه في مجالسه الخاصة، بل بين أهله وأولاده، والأستاذ المبارك من تلامذة الشيخ بدر الدين الحسني المعروفين، وكان من أكثر الناس قربا وخطوة عند الشيخ الحسني، وكثيرا ما كان الأستاذ المبارك يجلس إلى الحسني، ويسارّه في أمور المسلمين، وأحوالهم، إذ كان العلم والجهاد دأبهما معا ً، ومعروفة تلك الصلات الإنسانية والعلمية التي كانت تربط بين آل المبارك وآل الحسني، وقد أدرك أستاذنا الدكتور مازن الشيخ الحسني ونعم ببعض تلك الصلات التي ما زال يذكرها بالشوق والودّ والوفاء.
أما الأستاذ محمد المبارك توفي عام 1981م، فقد كان الشقيق الأكبر للدكتور مازن حفظه الله، وهو عالم لغوي ومربّ معروف، تسنّم العديد من المناصب العلمية والتعليمية والحكومية، وقد قرأ –إضافة إلى علوم الدين واللغة والتاريخ والأدب- علوم الحساب والهندسة والجبر، على الشيخ الحسني، ثم قصد فرنسة، وتلقى فيها العلوم الحديثة والثقافة العصرية، وعرف الأستاذ محمد – رحمه الله- بقربه من الشيخ الحسني ووفائه له، على نحو ما عرف به والده الأستاذ عبد القادر – رحمه الله-، وقد عني لذلك بالتأريخ للشيخ وسيرته، وتلمذته له في مقالين مطوليّن.
ولا شك في أنّ البيئة التي نشأ فيها الدكتور مازن كانت تستوفي مناحي الحياة، فاجتمع له منها ما لم يجتمع لغيره إلا نادرا، فهناك الأسرة التي وضعنا لمحات من حياة روادها الذين عرفوا بالعلم والجهاد ومنفعة الناس، وفيها الجدّ والأب والإخوة وسائر القربة.
وهناك المجتمع الذي عرف في الشام من مطلع القرن العشرين إلى منتصفه، وهو مجتمع ناهض، تصدى لمهام جسام، لم تكن تشغله عن العلم والتحصيل على اختلاف مستوياته، بل ربّما كانت حافزا له لامتلاك عناصر القوة التي بان أن ميزانها المادي ليس في صالح الوطن، ولذلك استبسلت أسرة المبارك في التعليم وإنشاء المدارس، حين كان ذلك مطلوبا وواردا، وهناك إضافة إلى ما تقدم المجمع والجامعة، وقد أسهم الأستاذ عبد القادر في عضويته، وعمل في لجانه، وحاضر في ملتقياته، وكذلك أسهم الأستاذ محمد في عضوية المجمع وبذل فيه ما كان متاحا في عصره، أما الجامعة فقد بدأت تخطو مع المجمع مقتصرة على الحقوق والطب بداية، على حين كانت
(يُتْبَعُ)
(/)
مدارس أخرى جامعة كالمدرسة السلطانية الأولى، مكتب عنبر والمدرسة الحربية، ومدرسة التجهيز، ومدرسة الأدب العليا، تغطي مناحي العلوم والمعارف العصرية، وقد أسهم الأستاذان عبد القادر ونجله محمد في التدريس العالي وبلا جهودا ً كبرى في التأليف، وإعداد المناهج الوطنية الملائمة للأجيال العربية، ولا سيّما في مجال التربية الإسلامية واللغة العربية.
ولأجل ذلك كله امتاز أستاذنا الدكتور المبارك بالثقافة الواسعة والانكباب على العلم والتعليم والتصدي للتأليف والتسلح بالوعي، وقد جمع بين ما تلقاه من أسرته وبيئته عفوا وقصدا، وما حصّله من تدرجه في مستويات التعليم المنظم حتى اجتمع له ما لم يجتمع لأقرانه، وهيهات أن تجتمع لمثقفي أيامنا هذه الثقافة الدينية الخالصة في علوم القرآن والحديث والفقه، والمعارف العامة في التاريخ والتراجم والسير، والمعارف اللغوية في النحو والمعجم والاشتقاق والتعريب، إضافة إلى ولع بالأدب والشعر حفظا ودراسة ممّا قلّ نظيره.
كان الدكتور مازن ابن بيئته ومجتمعه وعصره، أما بيئته فقد كان جوّه مفعما ً بالمعاني الإسلامية والثقافة العربية، وهما المادّتان اللتان نبغ فيهما أبوه وأخوه.
وكان بيتا ً يؤمه أصدقاءه والده وتلاميذه ليفيدوا من الشيخ المبارك ومكتبته العامرة، وكان بيتا ً لا يخلو من مجلس من مجالس المذاكرة والعلم، وكان ذلك كله يجري على مرأى ومسمع من الطفل، ثم الشاب الناشئ – الدكتور مازن- كما حدثنا الأستاذ الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله- في مذكراته.
وأما المجتمع الذي تفتح فيه أستاذنا المبارك، فهو مجتمع العلماء والمثقفين الذين عرفهم مع أبيه، ثم مع أخيه في المجتمع العلمي وفي مجالس العلم، التي كانوا يقصدونها، والتي كثيرا ما سمعنا وصف بعضها وأسماء المشاركين فيها من أستاذنا الدكتور مازن حين ينطلق لسانه في جلساته الخاصة متحدثا عن ذكرياته المبكّرة، فيذكر من العلماء العارفين:
الشيخ بدر الدين الحسني، والشيخ أحمد الحارون، والشيخ أبا الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني.
ومن رجال الثقافة والأدب:
الأستاذ كرد علي، وخليل مردم بك، وعز الدين التنوخي، والشيخ بهجة البيطار، والشيخ عبد القادر المغربي.
ومن الشباب – إذ ذاك-:
علي الطنطاوي، وأنور العطار، وأمين المصري، وغيرهم.
وقد أدرك أستاذنا المبارك طائفة من علماء الأمة وأدبائها في دمشق، ثم في القاهرة، كانت له بهم صلة عادت عليه بالأثر الطيب، كالأستاذ شفيق جبري، والدكتور أمجد الطرابلسي، والأستاذ سعيد الأفغاني في دمشق، وكالعلامة الأستاذ محمود محمد شاكر، والدكتور شوقي ضيف، والدكتور عبد الحليم النجار، وغيرهم.
لقد استقى الدكتور مازن من تلك الينابيع الثرّة وأضاف إليها ما حصلّه بنشاطه، ومطالعاته، وقد كان معروفا بين زملائه بولعه العجيب بالقراءة والمطالعة وبشوقه ورغبته في حضور المحاضرات والمناقشات العلمية ومجالس العلم والأدب.
الأستاذ الدكتور مازن المبارك محققا ً:
أستاذنا الجليل الدكتور مازن المبارك – مدّ الله في عمره- متعدد جوانب الثقافة والنشاط وهو فيها كلها متقنٌ صَنَاع، فهو محاضر من طراز رفيع، وكاتب بحث بارع، ومؤلف متمرّس مجتهد، ومحاور لبق صاحب حجة، ونحويّ مالكٌ لآفاق اختصاصه، لكن لم يستبدًّ به النحو، ولم يستطع أن يحجبه عن آفاق الثقافة المترامية الأطراف، ومعظم جهوده العلمية بل كلها قاطبة متجهة ٌ إلى خدمة العربية، وإعلاء شأنها، والمنافحة عنها، وإبراز عبقريتها، وجمالها إنتاجه متقن غير مكثر، بعيد كلّ البعد عن الادعاء، يصون كل ما يكتبه وينشره كما يصون منبره الجامعي أيضا ً، عن الابتذال والفضول.
ولا أستطيع هنا أن أوفي جوانبه العلمية حقها، لأن مجال البحث هو جهوده في التحقيق وحدها، والتحقيق جانب هام من جوانب اهتماماته العلمية.
والتحقيق كالتأليف يتطلب أول ما يتطلب أساساً أخلاقيا ً ينطلق منه، وإليه يستند، فهو أمانة والأمانة ثقيلة، إلا على أولي العزم، وهو أخلاق، والأخلاق صعبة ٌ، إلا على من راضَ نفسه على ممارستها، وكبح أهواءه عن جماحها وأخضعها لمقتضاها ... والتحقيق أو لأقلْ: إتقان التحقيق صعب وطويل سلّمه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك كله نرى المحققين الأثبات لا يعبؤون بكثرة الأعمال، ولا يطنبون في تعدادها ... لأن تحقيق الكتاب، قد يستغرق من المحقق من الوقت أضعاف ما قد يستغرقه تأليف مثله، وذلك حسب طبيعة خطه، وتسلسل أوراقه، ولأن المحقق قد يوقف عمله في مرحلةٍ ما، لينتظر وصول مخطوطة علم بها، وانتظار المخطوطات، والسعي لها معاناة لا يدركها إلا من عاناها، ووقع في شباكها ...
وربما كان كثيرون قد انصرفوا عن التحقيق بسبب ٍ من صعوبة الوصول، أو الحصول على المخطوط الذي به يرغبون، وقد أخبرنا بعض المحققين في مقدماتهم عن جوانب من تلك المعاناة، وإن صعوبة قراءة كلمة على وجهها، قد توقفك عن متابعة العمل أسبوعا ً، أو أكثر، وتؤرق عليك ليلك وأنت بها تفكّر ... وتستنفر حدسك وحواسك لاستجلاء قراءتها، زد على ذلك أن بعض المعاجم قد لا تسعفك في مواضع، والمراجع قد تخذلك في مواضع ... ثم بعد ذلك كله أو قبله كله أنت لا تعمل لنفسك في التحقيق، إنما تعمل لغيرك .. فأنت تحرر نصا ً ليس لك، وتبذل العمر، ومعه العيون والراحة، في إحياء أعمال ستحيا باسم مؤلفيها الذين رحلوا من مئات السنين، لذلك كان التحقيق واستغراق العمر فيه، يمثل ضربا ً من الإيثار ولا سيما في هذا العصر الذي كثر فيه المغيرون على أعمال غيرهم، وأوضحت هذه الظاهرة من صوارف بعض المجدّين عن العمل في التحقيق، ونشير هنا فقط إلى (رسالة الغفران) للمعرّي، وقد سلخت فيه محققته بنت الشاطئ سنواتٍ من عمرها، وسنوات أخر في الاستدراكات والتصحيحات، ثم رأت بعد أن نشرته وشهرته غير ما واحدٍ يتنطع بأن حققه ونشره وهو يدعي أن النص للمعري وليس لها، وله فيه من الحق مثل مالها، وهو إنما سرق جهدها ولياليها وعلمها ...
وإذا كان من تحصيل الحاصل أن المحقق يجب أن يكون متضلعا من فنه علميا ً، فإنه أيضا ً يجب أن يكون متقنا ً لآليات هذا الفن وتقنياته، لذلك رأينا المستشرق برجستراسر (توفي 1933م)، ومن بعده المرحوم عبد السلام محمد هارون (توفي 1988م)، يؤلفان في فن تحقيق النصوص، إضافة إلى ما نثاه في تضاعيف كتاباته العلامة المرحوم محمود محمد شاكر (توفي 1977م)، في أصول هذا الفن ومستلزماته، ولعل أهمّ هذه الأمور هو المحقق نفسه ومقدار ما يتمتع به من الفهم، والحذق في قراءة النصوص وفهمها وتحليلها.
وقبل أن أنتقل إلى الكلام على الأعمال المحققة لأستاذنا المبارك لا بدّ أن أذكر أن التحقيق قد ينتقل إلى مجال الطبع الشخصي، ويصبح صفة راسخة ً ملازمة، فترى المحقق محققا تجاه كل فكرة وكل خبر، وأنا أزعم أن الدكتور المبارك قد أصبح على هذا النحو، فقد جلس يوما ً أمام الشاشة الصغيرة يراقب ندوة وكان المتحدث يقول: (إن المؤرخين ذكروا أنه اجتمع على حرب المسلمين مشركو قريش، ومَنْ رافقهم من الأحابيش، وهم من الحبشة وغيرها من العبيد والزنوج .. وكان بعضهم قد جاء من القارّة).
وكان هذا الكلام الذي سمعه الدكتور بداية رحلة تنقيب وبحث ومراجعة للسيرة النبوية، ومعاجم اللغة، وكتب الأنساب وكانت النتيجة أن بيّن بالدليل الناصع أن الأحابيش إنما هي نسبة إلى جبل (حُبْشيّ)، وهو جبل بأسفل مكّة بنعمان الأراك، يقال به سُمّيت أحابيش قريش، وذلك أنّ بني المصطلق، وبني الهون بن خزيمة، اجتمعوا عنده، وحالفوا قريشا ً وتحالفوا بالله: (إنّا ليد ٌواحدة ٌ على غيرنا ما سجا ليل ٌ ووضح نهار، وما رسا حُبْشيّ في مكانه)، فسموا أحابيش قريش باسم الجبل، وبينه وبين مكة ستة أميال)، وخلص الدكتور المبارك إلى أنّ الأحابيش هم بنو الهون، وبنو الحارث من كنانة وبنو المصطلق من خزاعة، تحبّشوا أي تجمعوا، وتحالفوا عند جبل حبشيّ، فسُموا الأحابيش).
أما (القارّة) وقد قرأها صاحب الندوة بتشديد الراء، فصوابُها (القارَة)، بتخفيف الراء وفتحها، وهي قبيلة مشهورة بالرمي، وهم عَضَل والدّيش ابنا الهون بن خزيمة بن مدركة، سُمّوا (قارة) لاجتماعهم، والتفافهم، لمّا أراد ابن الشّداخ أن يفرقهم في بني كنانة وقريش، قال شاعرهم:
دَعُونا قارة ً لا تذعرونا=فنجفلَ مثل َ إجفال الظَّليم
وهم رماة الحدق في الجاهلية، وهم اليوم في اليمن، ينسبون إلى أسد، والنسبة إليهم: قاريّ، وهم حلفاء بني زهرة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ما ذكرته كان ملخصا ً لبحث موثَّق مطوَّل كتبه الدكتور المبارك محققا ً ما سمعه في ندوة تلفزيونية، ونشره في كتابه: (مقالات في العربية)، وقد أشرت إلى هذا البحث لأدلّل على ما ذهبت إليه من أنّ التحقيق أضحى لدى المبارك صفة راسخة ً وطبعا ً متحكما ً حتى وهو يستمع إلى ندوة أو يكتب مقالاً .. إنه ببحثه المشار إليه لم يصحح خطأ وقع فيه أحد المشاركين في ندوةٍ عَرَضاً، بل إنه لخطأ كثيرا ً ما سمعناه يتردد على ألسنة أناس في مواضع مختلفة، وهم يتصدّون للتعليم أو للخطابة أو الوعظ والإرشاد ... يذهب بهم لفظ الأحابيش إلى الحبشة، وتذهب بهم الحبشة إلى اللون الأسود .. فيبنون عليه ما يبنون ويفسرون ما يفسرون.
لقد عاصر الدكتور مازن في مُقتبل حياته العلمية في جامعة دمشق جمهرة من زملاء عمله – الذين كان بعضهم أستاذاً له، وأستاذاً لجيلنا أيضاً؛ وأتيح له أن يتعرف على أعلام جامعة دمشق، وكلياتها المختلفة؛ بأسباب كثيرة منها صلاته العلميّة، والاجتماعية، وموقعه في قسم اللغة العربية ...
وأتيح له أيضا أن يكون – بصفتيه الشخصية والرسمية – على صلة بقضايا اللغة العربيّة في مجال التعليم، والتربية والثقافة والإعلام، ولم يمض وقت بعيد حتى كان الدكتور مازن اسما ً مرموقا ً:
- في الهيئة التعليمية في قسم اللغة العربية.
- وفي إطار جامعة دمشق في كل مجال له صلة باللُّغة، والمصطلح.
- وفي وجوه العلاقات التربوية التعليمية، والثقافية والإعلامية.
- وبرز؛ أيضا؛ بصفة صاحب حضور إعلامي متميز في ندوات الأدب واللغة والثقافة والحضارة ...
لا يَصْعُب على دارس شخصية الدكتور مازن المبارك، ومتابع نشاطه الفكري، واللغوي، والحضاري، أن يتبيّن ملامح تلك الشخصية في جوانبها المختلفة، فهو بمقدار ما له من الذاتية والخصوصية والرغبة في الالتفات إلى الذات والأهل والمكتبة الخاصة والاستقلالية، يحبّ أن يكون في زورق كبير مكشوف للسماء، لا غطاءَ، في مجموعة من الناس، ويفضّل أن يكون أولئك الناس من الأصحاب، والأصدقاء، والجيران، والزملاء المقربين ...
- وهو - أيضا- بمقدار ما يحبّ أن يكون مع النخبة المُختارة التي يشعر معها بالانسجام والتوافق يستطيع أن يتلاءم مع الإطار الواسع والعدد الجمّ.
- إنها القدرة: على الائتلاف مع ظروف الحياة، والمواءمة بين المطلوب والموجود؛ وبين المتصوَّر والممكن.
- وهو؛ بمقدار ما في طباعه من خصوصية ذات تميّز يعرفها أقاربه كما يعرفها أصحابُه ومريدوه: قادرٌ على الانفتاح على الآخرين، وعلى تطويع النفس، لقَبُول الناس على اختلاف طباعهم وأمزجتهم، لزمانٍ محدود، ولكنه – على كل حال- زمانٌ كافٍ لكي يتطبع في نفوس الناس عنه تلك المقدرة على التفافهم، والتعّايش، وتسيير الأمور في ظروفها المختلفة.
على أن قارئ الشخصية يلاحظ معالمها في ثلاثة اتجاهات: المعالم الخاصة، والمعالم الجامعية، والمعالم العامة.
في المعالم الخاصة، التي يعبر عنها أيضاً بالمعالم الشخصية، هي معالم تدور حول قوام الذات، وخصائص النفس، ومكوّنات الوُجدان، وفي هذا كله ما يلوّن الإنسان بلونه، ويطبعه بطابعه، ويعطيه – عند نفسه وعند الناس- هويته الخاصة، وقد اشتركت عوامل كثيرة في تكوين هذه المعالم الخاصة:
- فجانب، أو جوانب، يشترك فيها مع أبناء جيله مع أحداث عامة، وظروف شاملة.
- وجانب أو جوانب، يختص بها، وتنبع من ذاته، ويختلط الجانبان معاً، يكونا الصورة، والمزية، والهويّة، والذاتية، والخصوصية.
وعاصر الدكتور مازن مثل أبناء جيله، بعض زمان الحكم الفرنسي، وعايش في شبابه الأوّل انتصار إرادة الشعب السوري، وأدرك نضج ثمرات الثورة السورية التي ناصبت الاستعمار الفرنسي العداء، وكان في أكثره مجاهدةً بالسّلاح:
سقط فيها الشهداء، وأقلقت فيه راحة المستعمر المعتدي، الذي قطع أوصال بلاد العرب، وفرّق ما بين أبناء الأمة الواحدة.
ومع تشرّب ذلك الجيل بالحماسة الوطنية، والروح الوثّابة كانوا واعين لمعركة البناء: وأهمّه بناء الفكر، والوجدان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا كان اختياراً قاصدا ً أعان عليه كون التراجم له من أسرة علميّة مغموسة في الحركة العلميّة – الثقافيّة وكان اختيار طريق التعليم اختياراً يحقق في النفس الذات الداخلية، ويواصل جهود الأسرة، ممثلة في الأب العالم، والأخ الباحث، الذي مدّ يديه إلى جانبي الحياة: العلمية من جهة، والعامّة من جهة أخرى.
وقد اتضحت في معالم مازن المبارك الخاصة:
- ملامح الذكاء: ولا أبالغ، وأنا أصف ذكاءه بالّلمّاح.
- وعوامل النجاح: يستوي في ذلك جانبا العلم والعمل.
- وغزارة النشاط: فهو شعلة من الحيوية المتدفقة.
- ودقة النظام: فمن عرفه عن قُرب عرف تلك الدقة ومحافظته على مراسمها في حلّه وترحاله؛ وعلى امتداد سنوات الشباب والكهولة ...
والمعالم الجامعية، فقد كان المترجم له في جامعة دمشق أحد أعضاء هيئة التدريس البارزين، وكان ذلك في عدد من الجامعات العربية، التي انتقل إليها أستاذاً معاراً، أو زائراً، أو مقيما ً.
ولقد تكونت معالم شخصيته الجامعية في كليّة الآداب بجامعة دمشق، وفي ظلال التقاليد الجامعية الأكاديمية المعروفة في جامعتنا، ولئن كانت السنوات التي أظلت كلية الآداب في دمشق غير مديدة؛ منذ نشأة الكلية وابتداء نشاط قسم اللغة العربية، لقد ورث المعلمون والدارسون معاً تقاليد أصيلة عريقة في مدينة دمشق، في مدارسها التقليدية القديمة، ومساجدها التي أبرزت العلماء، والفقهاء، والأدباء، ومجالس علمائها، التي وصلت مؤلفاتهم ومحاضراتهم إلى أقطار البلاد العربية والإسلامية.
لقد أسهم الدكتور مازن في حركة التعليم الجامعي في القسم والكليّة، وأسهم في إعطاء خريجي دمشق تلك السُّمعة العلميّة في تخصص اللغة العربية، حيثما ذهبوا، للاستزادة من طلب العلم، أو العمل في أقطار العرب بكفاية عالية.
وظهرت المعالم الجامعية في شخصية الدكتور المبارك في رحاب العلم في جوانب:
- التدريس الجامعي.
- والتأليف والتحقيق.
- وتغطية الندوات المتخصصّة، والملتقيات، والمؤتمرات.
وكثيراً ما كان يتفاجئ الحاضرين في تلك الملتقيات بكونه ممثلاً لجامعة أخرى غير جامعته الأصلية: في أثناء لحاقه ببعض الأقطار العربية في إطار التعاون الجامعي بين دمشق وغيرها.
ومثلما تميّزت معالم الشخصية الخاصة، والمعالم الجامعية، تميّزت أيضا معالم الشخصية العامة.
ومظاهر الشخصية العامة، إنما تستمدّ من الدائرتين الأوليين: الذاتية والجامعية فالرجل يظهر في المجتمع، ويقدم حيثما يكون باعتباره المعلم الجامعي المتخصص، الذي تُطيف به هالة الأستاذ، المحاضر، المتكلم، الباحث، المحاور، والذي يَحْمِلُ اللغة على كاهله، ويطوف بها حيث ما ذهب لتكون في مواقعها ومكانها ...
وإذا كانت شخصية المعلم، شخصية اعتبارية تحظى بكل تقدير في المراحل الدراسية المختلفة، فإن شخصية الجامعي – والبلاد حديثة عهد بالجامعيين الحاصلين على المؤهلات العليا – هي شخصية مرموقة:
- للحقيقة العلمية والأكاديمية التي تمثلها من جانب؛
- وللهالة الاجتماعية التي ترافقها من جانب آخر.
وشخصية الدكتور مازن، الذي يعرفه أصحابُه بكنيته:
أبي زاهر، شخصية ٌ متميزة، ظاهرة المعالم، وهم يحسبون حساباً لهذه الشخصية، في جدٍّ وهزل، وفي محاورة ومباسطة؛ وفي أخذٍ وردّ.
ومن مزايا هذه الشخصية القدرة على الجمع بين جوانب قد تبدو للمشاهد العابر متضادة، أو متناقضة، وهما عند التدقيق وجهان لعملة واحدة:
- فبالقدر الذي يُجيد فيه المُتَرْجَم له المجاملة، والمداراة، والمحاسنة، والمسايرة إلى أبعد الحدود، فإنه يتمتع أيضا، وحين يكون الموقف في حاجة، بالصَّراحة، وهي صراحة واضحة، ليس فيها مواربة، ولا يمكن أن يكون لها تفسير آخر.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Sep 2008, 03:32 م]ـ
- ومع معرفة أبي زاهر بأساليب الكياسة واللياقة الاجتماعية وأخذ الأمور بالليونة، وما يسمى (السياسة) بالمعنى الاجتماعي، فإنه قادر على الحسم، وتحمل مسؤولية القرار الحاسم.
- ولعل هذا مما يميز صورته في حياته العملية والاجتماعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
- ومع كثرة أسفاره، وإقاماته العديدة المديدة في بلدان عربية مختلفة، واستقراره، واستئناسه بالاغتراب، حتى لكأنه من أبناء البلد الذي يقيم فيه، يجده من يعرفه مرتبطا بالوطن الصغير، مشغولا بالآتي منه مع مسافر قادم، أو نبأ شارد، أو هاتفٍ واصل ٍ، أو مارّ عابر، أو بريد مكتوب ...
- ومن هنا يسمع منه أصحابه في اغترابه، منذ أن عرف الاغتراب الرغبة العاجلة في الاستقرار، في الدار مع المكتبة والكتاب، ومع الأصحاب والأحباب، ثم تغلب على آرائه الطامحة، وقائع الحياة المماثلة ...
- وأبو زاهر، يبدو على سمته الهدوء والسَّكينة، ومن مظاهره العامة الانتباه، وتلقي الرأي والحجة، ولكنه، وإن بدا عليه هذا القدر الكبير من الصبر، يمكن في لحظة أن يظهر عليه وجه العملة الآخر من حدّة الانفعال، إذا نفذ الصبر منه، أو غضب للوجْهِ الذي يراه صوابا، وهو مع هذا يبقى في إطار الوقار، وفي تماسك الشخصية.
- والدكتور مازن المبارك ممّن يعتد بالرأي، ويدافع عن الفكرة، ويعجبه أن يكون في ظلال الخصوصية، وقد تعود أن يبني رأيه أو يقيم فكرته بعد دراسة وأناة، ومن هنا كان التصلب المعهود منه في الرأي، والفكرة، والموقف.
ولكن الجانب الآخر، هو أنه – مع هذه الصلابة التي تبدو جاسية أحيانا- قادر على أن يأخذ بالحق إذا اتضح له الوجه فيه، أو كانت حجة الطرف الآخر، حُجةً بيّنة.
يتنازل عن الرأي الخاص، وإن كان عزيزا عنده، ليأخذ بالصواب، أو الحق، وقد اتضحت معالمه.
وأسلوبه في الدفاع عن الرأي، والأخذ بالرأي الآخر، يدخل في ملامح الشخصية: القائمة على الوضوح، والصراحة، والسلامة في الموقف.
وفي مظاهر شخصية الدكتور مازن المبارك، التي تمتزج فيها الخصال والخصائص، والمعلومات والمعارف، والخواطر والنوازع:
- حُسن المحاضرة.
- وحُسن المحاورة.
- وحُسن المذاكرة.
أما حُسن المحاضرة، فيتجلى في لقائه مع طلابه، ومع مستمعي أحاديثه وبحوثه.
وإذا كان المشهور عن معلمي النحو جفاف العبارة وبعدها عن الطلاوة، وقربها من لغة أهل الرياضيات أصحاب الأعداد والأرقام، فإن عبارة الدكتور مبارك عبارة حسنة، وأسلوبه أسلوب صريح، ثم إن له قدرة على إيضاح المُرَاد بالعبارة القاصدة، والكلام القليل ...
وأما حُسن المحاورة، فيبدو لزملائه في الاجتماعات الأكاديمية وفي الندوات العلمية، واللقاءات الإعلامية، فإنه يقدم الحجة ويدلل عليها، ويحاور الطرف الآخر بأناة وصبر وقدرة على الهجوم، في الوقت المناسب، حين تكون الخاتمة حاسمة.
وأما حُسن المذاكرة، فيبدو في لقاءاته العامة، في أوقات الجد والهزل، والمزاح والمباسطة، ويبدو في لقاءاته الخاصة، في قضايا العلم والثقافة، وفي قضايا المجتمع والحياة ...
ويَتبع هذا قدرة على الاستماع، وصبر على الطرف الآخر، ولكنه الصبر (الذي له حدود)، كما يقولون ...
جوانب الدكتور مازن المبارك متعددة، وهو في كل جانب يبدو، وكأنه مختص به، لا يكاد يجاوزه إلى غيره؛
o فقد كان - وما يزال – معلماً ناجحاً، له أسلوبه الخاص، في التدريس والتعليم، وإيصال الفكرة، وتقديم المعلومات.
o وهو مؤلف ناجح، يتقن التأليف الجامعي، الذي يتوجه به كاتبه إلى القارئ المختص، ليوصل إليه المعلومة، ويختصر له الطريق.
o وهو باحث جاد، وقد شغلته قضايا اللغة العربية في مراحلها المختلفة، وركّز اهتمامه على التعليم الجامعي، وكانت له مشاركة مهمة في تعليم اللغة العربية، لغير الناطقين بها ...
o وهو مربٍّ مسؤول، ومن هنا نجد في محاضراته، ومحاوراته، وبحوثه، وتواليفه ملامح:
- الأب الذي يرعى أولاده.
- والعالم الحريص على إيصال المعلومة إلى أصحابها
- والمعلم الذي يحمل مسؤولية تواصل الأجيال.
- والمحنك المجرّب الذي عركته الأيام والليالي.
وإذا لخصنا منهجه في تعليمه، وتأليفه، ومحاضرته، ومذاكرته، قلنا:
إنه يسعى دائما للأخذ بأيدي طلابه، ومريديه:
من شقّ طريق العلم
إلى شق طريق الحياة
سيرة الأستاذ الدكتور عبد القادر المبارك (ولد في دمشق سنة 1930م):
(سوري الجنسية)
1 - المؤهلات العلمية:
- الإجازة في الآداب (الليسانس) من جامعة دمشق م.
- أهلية التعليم الثانوي من المعهد العالي للمعلين بدمشق 1952 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- دبلوم التربية والتعليم.
- الماجستير في الآداب من جامعة القاهرة 1957م.
- دكتوراة في الآداب من جامعة القاهرة 1960م.
2 - المناصب التي شغلها في سورية:
- مدرس في كلية الآداب بجامعة دمشق 1960 م.
- أستاذ مساعد في كلية الآداب بجامعة دمشق 1966 م.
- أستاذ كرسي اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة دمشق 1970 م.
3 - المناصب التي شغلها خارج سورية:
- مدرس في جامعة الرياض بالسعودية 1965م و 1966 م.
- أستاذ في الجامعة اللبنانية 1972 و 1973 م.
- رئيس قسم اللغة العربية في جامعة قطر، والمسؤول الثقافي بالجامعة، وأمين سر مجلس كلية الإنسانيات، وعضو مجلس الجامعة بقطر 1974 – 1981 م.
- أستاذ زائر في جامعة وهران بالجزائر 1984 م.
- أستاذ زائر في كلية الدعوة بطرابلس بليبيا 1986 م.
- رئيس قسم اللغة العربية في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي بالإمارات 1989م، وحتى الآن.
4 - النشاط العلمي:
- شارك في عدد كبير من الندوات والمؤتمرات المختصة باللغة العربية في دمشق وبيروت والجزائر والكويت وبغداد وقطر والبندقية (ايطاليا).
- شارك في عدد كبير من اللقاءات والحلقات الإذاعية والتلفازية والصحفية في الوطن العربي.
- شارك في كثير من المحاضرات في المراكز الثقافية والعلمية والمدارس والكليات والجامعات في الوطن العربي.
5 - الإشراف على طلبة الدراسات العليا:
- أشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراة.
- ناقش عددا كبيرا من طلبة الماجستير والدكتوراة في الوطن العربي.
6 - الآثار العلمية:
أ - الكتب:
- قواعد اللغة العربية (بالاشتراك)، طبع دمشق، وزارة المعارف سنة 1953 م.
- الإيضاح في علل النحو للزجَّاجي (تحقيق)، طبع القاهرة، في دار العروبة، سنة 1959 م، وبيروت، في دار النفائس، سنة 1974م، وبيروت، في دار النفائس، سنة 1986م.
- مجتمع الهمذاني من خلال مقاماته، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 43/ 1968م – المجلد 44/ 1969م، ومطبعة الترقي بدمشق، عام 1970 م، ودار الفكر بدمشق 1981 م.
- الزجَّاجي، حياته وآثاره ومذهبه النحوي، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 34/ 1959م – المجلد 35/ 1960م، ودار الفكر بدمشق عام 1960 م، وعام 1984 م.
- الرمَّاني النحوي، في ضوء شرحه لكتاب سيبويه، طبع الجامعة السورية بدمشق عام 1963م، ودار الكتب اللبناني عام 1974 م، ودار الفكر بدمشق عام 1995.
- الدليل في دراسة الأدب العربي (بالاشتراك)، طبع دار الفكر بدمشق، ط 3/ 1965 م.
- مغني اللبيب لابن هشام (تحقيق بالاشتراك)، طبع دار الفكر بدمشق عام 1965 م، ودار الفكر ببيروت عام 1969 م، وعام 1985 م.
وطبع في حلب وإيران والباكستان.
- النحو العربي، بحث في نشأة النحو وتاريخ العلة النحوية، طبع المكتبة الحديثة بدمشق عام 1965م، ودار الفكر ببيروت عام 1971م، وعام 1981 م.
- النصوص اللغوية، طبع دار الفكر، ببيروت، 1967م، وعام 1981 م.
- الموجز في تاريخ البلاغة، طبع دار الفكر، ببيروت عام 1968م، ط2 دمشق، دار الفكر 1979م.
تصويرا: دمشق، دار الفكر، عام 1981 م.
ط3، دمشق، دار الفكر 1995م.
- كتاب اللامات (تحقيق)، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق 1969م.
ودار الفكر بدمشق 1985م، تصويرا عن طبعة المجمع، ببيروت، دار صادر عام 1992م.
- نحو وعي لغوي، مكتبة الفارابي، دمشق، 1970م، ومؤسسة الرسالة، بيروت، 1979م، وعام 1985م.
- اللغة العربية في التعليم العالي، والبحث العلمي، طبع مؤسسة الرسالة والبحث العلمي، طبع مؤسسة الرسالة ودار النفائس ببيروت، عام 1973 م، وعام 1981م، ط4 مزيدة ومنقحة بمؤسسة الرسالة ودار النفائس عام 1998 م.
- مختارات شعرية (بالاشتراك)، للمرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الأولى)، طبع إدارة الشؤون الدينية بالدوحة عام 1982 م.
- مختارات شعرية (بالاشتراك)، للمرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الأخيرة)، طبع إدارة الشؤون الدينية بالدوحة عام 1982 م.
- مختارات شعرية (بالاشتراك)، للمرحلة الإعدادية، طبع إدارة الشؤون الدينية بالدوحة عام 1982 م.
- مختارات شعرية (بالاشتراك)، للمرحلة الثانوية، طبع إدارة الشؤون الدينية بالدوحة عام 1982 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- اللغة العربية لغير المختصيّن (بالاشتراك)، طبع جامعة تشرين باللاذقية، عام 1983 م.
- المباحث المرضية المتعلّقة بمنّ الشرطية، لابن هشام (تحقيق)، طبع دار ابن كثير بدمشق، عام 1987 م.
- الألفاظ المهموزة (تحقيق)، رسالتان لابن جني، طبع دار الفكر بدمشق، عام 1988 م.
- عقود الهمز، رسالتان لابن جني (تحقيق)، طبع دار الفكر بدمشق، عام 1988 م.
- المقتضب، لابن جني (تحقيق)، طبع دار ابن كثير بدمشق، عام 1988 م.
- الصبر مطيّة النجاح، وهي قصيدة في الحكم للظهير الإربلي (تحقيق)، مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وطبع دار الفكر بدمشق، عام 1990 م.
- الحدود الأنيقة والتعريفات الدقيقة للشيخ زكريا الأنصاري (تحقيق)، مطبوعات مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، وطبع دار الفكر بدمشق، عام 1991 م، ودار الفكر بدمشق، ط2، عام 2001 م.
- أشهر الأمثال للشيخ طاهر الجزائري (تحقيق)، طبع دار الفكر بدمشق عام 1995، وط2، عام 1997 م.
- مشروع الأنموذج المقترح لخطة تدريس اللغة العربية، وآدابها في الدرجة الجامعية الأولى في الوطن العربي، طبع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – المركز العربي لبحوث التعليم العالي، بدمشق – بلا تاريخ.
- مقالات في العربية، طبع دار البشائر، بدمشق عام 1999 م.
ب - المقالات:
- البلاغة وتذوق النص الأدبي، مجلة الكلية 10/ 1995 م.
- تصحيح نص تراثي في المباحث المرضية، آفاق الثقافة والتراث 8 آذار / 1995 م.
- آثار الشيخ طاهر الجزائري، آفاق التراث 1/ حزيران 1993 م، وصحيفة الشعب / الجزائر 16 جوان 1994 م.
- في النقد النحوي، مجلة الكلية 6/ 1993 م.
- الشيخ طاهر الجزائري، مجلة الكلية 7/ 1993 م.
- عثمان بن جني، رومي يوناني، عربه الإسلام، فأصبح عالما ً في القراءات، وحجة ً في العربية، الاتحاد، بأبوظبي 21/ 1/1992 م.
- رحلة نحوية مع أستاذي شوقي ضيف، شوقي ضيف، سيرة، وتحية، دار المعارف، بمصر /1992 م.
- الخليل بن أحمد الفراهيدي، شيخ اللغويين، وأستاذ النحويين، ورائد المعجمية العربية، ومبتكر علم العروض، الاتحاد، بأبوظبي، 17/ 3/1992 م.
- من بقايا الفصاح في كلام أهل الخليج، المنتدى، 90/يناير، 1991 م.
- اللغة أم العلوم، مجلة الكلية /3/ 1991 م.
- أبو عمرو بن العلاء أستاذ العلماء وشيخ الرواة، الاتحاد بأبوظبي 24/ 12/1991 م.
- علي بن عيسى الرماني النحوي الحكيم، الاتحاد بأبوظبي 10/ 12/1991 م.
- جرجي زيدان وتاريخ الإسلام، المنتدى 99/أكتوبر 1991 م.
- أحمد بن فارس لغوي جمع إتقان العلماء وظرف الكتّاب والشعراء، الاتحاد بأبوظبي 31/ 12/1991 م.
- الهمزة والألف ومدلولهما عند القدماء، مجلة الكلية /1/ 1990 م.
- لقاء وجها ً لوجه، مجلة العربي /الكويت 372 / نوفمبر / 1989م.
- ليس في كلام العرب لابن خالويه، موازنة بين طبعتين، مجلة مجمع اللغة العربية، ج2/م49/ 1974 م.
- القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، مجلة الخفجي 2/م3/أيار 1973م.
- دروس من الحج (الخفجي) 10/م2/كانون الثاني 1973 م.
- مقابلة حول كتاب نحو وعي لغوي، جريدة الثورة / دمشق / 31/ 2 تموز / 1969 م.
- البلاغة العربية والبلاغة الأجنبية، جريدة الثورة / دمشق / 24/ 9 / 1969 م.
- اللغة بين التطور المفروض، والخطأ المرفوض، الفيصل 149 / حزيران 1989 م.
- مفهوم حذف الهمزة في الخط عند القدماء (ملحق بكتاب رسالتان لابن جني) دار الفكر، دمشق، عام 1988 م.
- فن تجويد العربية، المركز العربي للتدريب الإذاعي والتلفزيوني / دمشق / 1988 م.
- اللغة العربية والوحدة، ندوة مشتركة (جورج صدقي، علي عقلة عرسان، مازن المبارك، رضوان الداية، خالد برادعي) مجلة الوحدة / الرباط / 33/ 34/حزيران وتموز/ 1987 م.
- تقديم كتاب إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين لابن طولون / تحقيق: محمود الأرناؤوط، طبع مؤسسة الرسالة، ببيروت، ط2/ 1987 م.
- مفتاح المشكلة اللغوية ليس بأيدي النحويين، الأسبوع الأدبي، دمشق، 9/ 27 آذار / 1986 م.
- تقديم كتاب قطوف لغوية لعبد الفتاح المصري، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، بيروت /1984 م.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الاهتمام باللغة سببه الشعور بالضعف، لقاء مجلة الرسالة / الكويت / 863 / تشرين ثاني / 1979 م.
- حتمية التعريب في التعليم الجامعي (مؤتمر التعليم العالي في الوطن العربي) بغداد 4 - 7/ 3/1978 م.
- شخصيات جامعية، لقاء مجلة العروبة / الدوحة / 269/ آذار / 1975م.
- الإعلام رسالة لا وظيفة، مجلة الدوحة / قطر / 70/ 1395 هـ.
- حوار: مقال في مجلة الدوحة القطرية /71/رجب/1395هـ.
- دقات قلب المرء / الدوحة القطرية/72/ شعبان / 1395هـ.
- الدكتور عبد الحليم النجار، رجل فقدناه، مجلة (حضارة الإسلام)، دمشق 10/أيار/1964م.
- دراسة نقدية لكتاب الأدب العربي، جريدة اللواء / دمشق / 1964 م.
- نحو وعي لغوي: محاضرة في المركز الثقافي بدير الزور، بتاريخ 25/ 4/1963 م.
- من شعر السجن في أدب العرب، بحث قدم للتخرج في كلية الآداب بجامعة دمشق / 1952 م.
- تقديم ديوان الروض النضير للشاعر الحاج فرحان سلام.
- تدريس اللغة العربية في الجامعة (ندوة مشكلات اللغة العربية على مستوى الجامعة في دول الخليج والجزيرة العربية) / الكويت 4 - 6/ نوفمبر /1979 م.
- نحو منهج تكاملي لعلوم اللغة العربية، مجلة المعرفة /289و290/آذار ونيسان/1986 م، ألقي في ندوة الجامعات العربية في الجزائر 9/ 4/1984 م.
- دراسة نقدية لكتاب الأدب العربي / دمشق / جريدة اللواء / 1963م.
- الكتاب يتحدث: الأسبوع الأدبي.
- الشيخ طاهر الجزائري، مجلة كلية الدراسات 7/ 1414هـ / 1993م.
- المنهج المتكامل في تدريس اللغة العربية / مجلة كلية الدراسات 8/ 1415هـ/1994م.
- قواعد الإملاء بين القدماء والمحدثين / مجلة كلية الدراسات 9/ 1415هـ / 1995 م.
- الزجاجي، جريدة الرسالة الكويتية 1/ 22 فبراير / 1995م / 23 رمضان / 1415 هـ.
- صور حضارية من حياة ابن عساكر وكتابه تاريخ مدينة دمشق / آفاق الثقافة والتراث / سنة1/ 4 / 1994 م.(/)
من يعرف كتاب مختصر عن موضوعات السور؟
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[07 Sep 2008, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من يعرف كتاب مختصر عن موضوعات السور؟ وذلك لتسهيل حفظ القرآن
فلا أريد تفسير تحليلي للآيات أو أسباب النزول أو أي إطناب ولكن ما تتكلم عنه الآيات فقط
مثلا: الربع الأول من سورة البقرة:
هو عن أصناف الناس ... فيبدأ بالمتقين ... ثم الكافرين ... ثم المنافقين ... ثم بعض الإطناب في صفات وأحوال المنافقين ثم تمثيل لهم بمثلين
وبعد ذلك استدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية ... وهكذا ...
فيسهل بذلك تذكر الآيات في كل ربع بالترتيب
هل يعرف أحد كتاب فيه مثل ذلك ويتناول القرآن كله بالترتيب ويكون مختصر؟
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2008, 06:59 م]ـ
أجد مطلبكم ـ وفقكم الله ـ في كتاب مقاصد السور للدكتور عبد الله شحاته والله ولي التوفيق.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[07 Sep 2008, 08:06 م]ـ
وكتاب الشيخ محمد الغزالي: (نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم) يخدمك جداً في هذا الباب،وقد قرأت مواضع منه،فوجدته مفيداً،وله تحليلات موضوعية متميزة لبعض الموضوعات،فرحمه الله وغفر له.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[09 Sep 2008, 03:52 ص]ـ
" أغراض السور في تفسير التحرير والتنوير لابن عاشور "
عُنِيَ به الشيخ الدكتور " محمد بن إبراهيم الحمد.
عدد صفحاته: 133 صفحة.
طبعته: دار ابن خزيمة.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Sep 2008, 08:14 ص]ـ
هناك كتاب حسن جدا لعبد المتعال الجبري لكن غاب عني اسمه الان ولعلي اذكره فيما بعد
وهناك كتاب البقاعي الشهير مصاعد النظر في الاشراف على مقاصد السور(/)
أيهما أعظم: الزنا أم إفطار يوم في رمضان؟؟؟؟؟
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[07 Sep 2008, 05:52 م]ـ
السلام عليكم
وقف أحد المشايخ في مسجد من المساجد بين تسليمات التراويح وتحدث للناس عن عظم الافطار في شهر رمضان وذكر بأن إفطار يوم متعمدا في شهر رمضان يزيد في الخطورة وعظم الاثم عن جريمة الزنا ... أي أن ذاك المفطر لو زنا لكان اخف من الافطار
فما هي توجيهات إخواننا العلماء بهذا الصدد؟؟؟
وهل فعلا كما قال المتحدث؟؟؟
علما بأن الافطار في رمضان فيه اعتداء على حق الله .... والزنا فيه اعتداء على حق الله ثم على حقوق العباد كالأب والأخ والزوج والمجتمع
وبورك فيكم جميعا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Sep 2008, 06:56 م]ـ
سمعنا من المرحوم ـ إن شاء الله تعالى ـ الشيخ كشك ما نصه:" من أفطريوما من رمضان بدون رخصة أو عذر كان عند الله أشد جرما من الزاني ومدمن الخمر" ولعل الخطيب الذي سمعه الأخ الفاضل "أبو عادل" كرر هذا القول، وعلى فرض صحة صدور هذا الكلام عن واحد من السلف الصالح يجب حمله على الترهيب والتخويف فحسب، أما الزنا فهو كبيرة والإفطار مع التعمد جريمة كبري لها خطرها في الشريعة الغراء، وفي كل شر،ولا شك أن الزنا أكثر فساداً من الإفطار، والله الموفق والمستعان.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[07 Sep 2008, 11:09 م]ـ
أعظم الذنوب على الإطلاق الشرك بالله ثم قتل النفس بغير حق ثم الزنا، لحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "قال رجل: يا رسول الله أي الذنب أكبر عند الله؟ قال: أن تدعو لله نداً وهو خلقك قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك، قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك، فأنزل الله تصديقها: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً". متفق عليه
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Sep 2008, 01:06 ص]ـ
سمعنا من المرحوم ـ إن شاء الله تعالى ـ الشيخ كشك ما نصه:" من أفطريوما من رمضان بدون رخصة أو عذر كان عند الله أشد جرما من الزاني ومدمن الخمر" ولعل الخطيب الذي سمعه الأخ الفاضل "أبو عادل" كرر هذا القول، وعلى فرض صحة صدور هذا الكلام عن واحد من السلف الصالح يجب حمله على الترهيب والتخويف فحسب، أما الزنا فهو كبيرة والإفطار مع التعمد جريمة كبري لها خطرها في الشريعة الغراء، وفي كل شر،ولا شك أن الزنا أكثر فساداً من الإفطار، والله الموفق والمستعان.
جزاك الله خيرا يا استاذنا
استمعت قديما لهذه الخطبة من الشيخ كشك رحمه الله وقد نسب العبارة للامام الذهبى نقلا عن بعض السلف واظن انه ذكر ذلك فى كتابه الكبائر وماذهب اليه استاذنا خضر جيد وازيد بقولى ربما قصدوا المستحل لذلك
ومداخلة الاستاذ الحميضى جديرة بالتأمل
والله تعالى اعلم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[08 Sep 2008, 03:31 ص]ـ
قال الذهبي في الكبائر (ص 64):
" وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا مرض ولا غرض (أي بلا عذر يبيح ذلك) أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال " انتهى.
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:19 ص]ـ
إذن تم تحرير موطن العبارة كما عزاها شيخنا الفاضل الدكتور فاضل وكونها في عرف المؤمنين فحسب من باب التحذير والترهيب بحيث أنها لا ترقى إلى درجة الحكم الشرعي، ولا ترقى ـ أيضا ـ إلى درجة المراجحة المظنونة بين استحلال الإفطار بدون عذر من ناحية والزنا من ناحية أخرى، وشكر الله لأبي معاذ ولـ د. الحميضى ولـ د. فاضل على هذا الطرح المثمر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:52 ص]ـ
تنبيه: نظرا لدخول ولدي إلى الملتقى قبلي على نفس الكمبيوتر تم التوقيع خطأ باسمه على المشاركة السابقة لذا وجب التنويه والله المستعان.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[08 Sep 2008, 02:18 م]ـ
تنبيه: نظرا لدخول ولدي إلى الملتقى قبلي على نفس الكمبيوتر تم التوقيع خطأ باسمه على المشاركة السابقة لذا وجب التنويه والله المستعان.
حفظكم الله وبارك لكم فى ولدكم الكريم وليكن خير خلف لخير سلف ان شاء الله
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Sep 2008, 03:14 م]ـ
اللهم آمين وجزاكم الله خير الجزاء يا أبا معاذ على تفضلكم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Sep 2008, 08:27 ص]ـ
يا دكتور خضر هذا الشبل من ذاك الاسد
وقد تعرفت الى ولدكم من قريب وهو في غاية الادب حفظكما الله تعالى
ـ[الدكتور ضاري العاصي]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:50 ص]ـ
اخواني الزنا حرام كما جاء في قوله تعالى من الاية الاولى والثانية من سورة النور فالتحريم قطعي وعليه حق الله وحق الناس , اما حق الصوم فحق شخصي.وصفة العموم اكبر من الخصوص فكيف يكون ذلك رحمكم الله ..... وكيف يقاس الحد مع الركن؟.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:34 م]ـ
ما تفضلت به يا أخانا المكرم الدكتور ضاري هو هو ما سلف حفظكم الله تعالى.
وشكر الله للدكتور المحترم جمال أبو سلطان على تشجيعه لولدي وهكذا يخلع الكرام من أوصافهم النبيلة على غيرهم، أكرمك الله في نفسك ونسلك وذويك أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:05 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم ونفع بكم
لاشك أن إفطار يوم من رمضان بغير عذر من الكبائر
وصوم رمضان ركن من أركان الإسلام وهو معلوم بالدين بالضرورة
وقد اختلف في حكم تارك صيام رمضان بغير عذر
قال ابن تيمية - رحمه الله -
(7\ 610)
(
ِ. وَأَمَّا مَعَ الْإِقْرَارِ بِالْوُجُوبِ إذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الْأَرْبَعَةِ فَفِي التَّكْفِيرِ أَقْوَالٌ لِلْعُلَمَاءِ هِيَ رِوَايَاتٌ عَنْ أَحْمَد: (أَحَدُهَا: أَنَّهُ يَكْفُرُ بِتَرْكِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى الْحَجِّ وَإِنْ كَانَ فِي جَوَازِ تَأْخِيرِهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فَمَتَى عَزَمَ عَلَى تَرْكِهِ بِالْكُلِّيَّةِ كَفَرَ وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ وَهِيَ إحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَد اخْتَارَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ (الثَّانِي: أَنَّهُ لَا يَكْفُرُ بِتَرْكِ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ مَعَ الْإِقْرَارِ بِالْوُجُوبِ وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنْ الْفُقَهَاءِ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَمَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَهُوَ إحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَد اخْتَارَهَا ابْنُ بَطَّةَ وَغَيْرُهُ. وَ (الثَّالِثُ لَا يَكْفُرُ إلَّا بِتَرْكِ الصَّلَاةِ وَهِيَ الرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ عَنْ أَحْمَد وَقَوْلُ كَثِيرٍ مِنْ السَّلَفِ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَطَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد. وَ (الرَّابِعُ: يَكْفُرُ بِتَرْكِهَا وَتَرْكِ الزَّكَاةِ فَقَطْ. وَ (الْخَامِسُ: بِتَرْكِهَا وَتَرْكِ الزَّكَاةِ إذَا قَاتَلَ الْإِمَامَ عَلَيْهَا دُونَ تَرْكِ الصِّيَامِ وَالْحَجِّ.
)
انتهى
فهو أمر بالغ الخطورة
وأما الزنى فهو فعل غير مكفر عند أهل السنة والجماعة
بينما ترك الصيام ففيه خلاف وإن ضعف
وهذا ترك الصلاة المكتوبة من أعظم الذنوب وقد نص غير واحد من الفقهاء
-ممن لم يكفروا تارك الصلاة - على أنه أعظم إثما من السرقة والزنى
فائدة
في الفتح
(2/ 317)
(قال القفال في فتاويه ترك الصلاة يضر بجميع المسلمين لأن المصلي يقول اللهم اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات ولا بد أن يقول في التشهد السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فيكون مقصرا بخدمة الله وفي حق رسوله وفي حق نفسه وفي حق كافة المسلمين ولذلك عظمت المعصية بتركها واستنبط منه السبكي أن في الصلاة حقا للعباد مع حق الله وأن من تركها أخل بحق جميع المؤمنين من مضى ومن يجيء إلى يوم القيامة لوجوب قوله فيها السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)
انتهى
والله أعلم
فائدة
قال الطبراني في الكبير
(حدثنا أبو يزيد القراطيسي ثنا أسد بن موسى ثنا مؤمل بن إسماعيل عن حماد بن زيد عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي الله عنهما ولا أعلمه إلا رفعه إلى: النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم)
وفي مجمع الزوائد
(وعن ابن عباس - قال حماد بن زيد: ولا أعلمه إلا قد رفعه النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن أسس الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم: شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان
ثم قال ابن عباس: تجده كثير المال لا يزكي فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه وتجده كثير المال لم يحج فلا يزال بذلك كافرا ولا يحل دمه
رواه أبو يعلى بتمامه ورواه الطبراني في الكبير بلفظ: " بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة وصيام رمضان فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال الدم ". فاقتصر على ثلاثة منها ولم يذكر كلام ابن عباس الموقوف وإسناده حسن)
انتهى
وقد ضعف الحديث غير واحد منهم الشيخ الألباني - رحمه الله -
بل اعتبر الزيادة زيادة منكرة
قال الألباني
(وأما الزيادة فهى قوله: " فمن ترك واحدة منهن كان كافرا حلال للدم ". فهي زيادة منكرة لتفرد هذا الضعيف بها وعدم ورودها في شئ من طرق الأحاديث المتقدمة الصحيحة)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:10 م]ـ
رقم الفتوى: 109382
(يُتْبَعُ)
(/)
عنوان الفتوى: أيهما أفضل العابد سيء الخلق أم تارك الصلاة حسن الخلق
تاريخ الفتوى: 12 جمادي الثانية 1429/ 17 - 06 - 2008
السؤال
في هذا الزمان يوجد صنفان من المسلمين
1 - رجل يقوم بجميع العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى علينا ولكن أخلاقه سيئة جدا مع الناس سواء من المسلمين أو من أهل الكتاب أو الكافرين ولا يخاف من الله أذا ظلم هذا أو سرق هذا أو حتى كان السبب في طلاق امرأة من زوجها بدون أن يلقي لهذا أي اهتمام ..
2 - أما الرجل الآخر فهو أخلاقه مع الناس جيدة جدا حيث إنه يساعد الفقراء والمساكين والأيتام والأرامل كما أنه أمين وصادق ولا يخشى في الله لومة لائم ولا يخاف إلا الله لكنه مقصر في عبادته فيصلي يوما ويترك آخر أو حتى يتكاسل عن الصلاة في أوقاتها ..
أرجو الإفادة أيهم أفضل عند الله سبحانه وتعالى مع الشرح تفصيلا.
وجزاكم الله خيرا.
الفتوى
خلاصة الفتوى
فإن كلا الوصفين صاحبه قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا وهو على خطر عظيم إذا لم يتب إلى الله تعالى، والذي يظهر أن الذي يتهاون بالصلاة ويتركها من غير نوم ولا نسيان أعظم جرما لأن كثيرا من أهل العلم يرى أن تارك الصلاة كافر ولو كان مقرا بوجوبها على تفصيل في ذلك، ولأن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلا الوصفين صاحبه قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا وهو على خطر عظيم إذا لم يتب إلى الله تعالى. والذي يظهر أن الذي يتهاون بالصلاة ويتركها من غير نوم ولا نسيان أعظم جرما لأن ترك الصلاة أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى، بل ذهب كثير من أهل العلم إلى أن تارك الصلاة كافر ولو كان مقرا بوجوبها على تفصيل في ذلك، ولأن الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر.
فالذي يؤدي فرائضه ويسيء إلى الخلق ولا يتورع عن ظلم ولا سرقة ولا إفساد بين زوجين محسنا بالتزامه بأداء الفرائض، مسيئا بما يرتكب من أذية الناس بسوء الأخلاق والظلم والسرقة والإفساد بين الأزواج، ويخشى عليه إذا لم يتب إلى الله تعالى ويتحلل ممن ظلمهم أن توزع حسناته يوم القيامة كلها على أهل المظالم ويوضع عليه من خطاياهم ثم يلقى في النار والعياذ بالله تعالى.
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما المفلس قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال قال رجل يا رسول الله إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال هي في النار، قال يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط ولا تؤذي جيرانها قال هي في الجنة. رواه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد، والحديث ذكره الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال صحيح.
وفي حديث آخر: ........ وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل. حسنه الألباني.
أما الآخر فهو مقصر في أهم ما فرض الله عليه وهو الصلاة وما يتصف به من الصدق والأمانة و معاملة الآخرين بالحسنى وما يقوم به من مساعدة الفقراء والمساكين والأيتام لا يغني عن صلاة واحدة، لأن الصلاة هي أهم الأعمال بعد توحيد الله تعالى، وهي أول ما يحاسب عليه العبد فإن قبلت أفلح ونجح وإلا خاب وخسر، ففي الترمذي وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب عز وجل انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك. والحديث صحيح كما ذكر الألباني.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 103984، 27952، 99958.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2%20/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=109382
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:01 م]ـ
وقد نص الحنابلة على أن الفطر كبيرة من الكبائر، لكن لا شك أنه دون الزنى أعني فطر يوم، وانظر إلى حديث المجامع ـ والجماع أعظم المفطرات ـ وما جوزي به وما عامله به النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وقارنه بعقاب الزنى، يظهر لك قدر جرم الذنبين.
وما حكاه أبو العباس من الرواية في تكفير تارك الصيام ليست في من أفطر يوما بل في تارك الصوم مطلقا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:50 م]ـ
بارك الله فيكم
قال ابن تيمية - رحمه الله
(20/ 101)
(الثالث: أن العقوبة في الدنيا لا تدل على كبر الذنب وصغره، فإن الدنيا ليست دار الجزاء وإنما دار الجزاء هي الآخرة ولكن شرع من العقوبات في الدنيا ما يمنع الفساد والعدوان)
)
والفطر في رمضان كبيرة عند العلماء كافة فلا اختصاص للحنابلة به
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:50 م]ـ
رقم الفتوى: 111609
عنوان الفتوى: عقوبة من ترك صوم رمضان بلا عذر
تاريخ الفتوى: 17 شعبان 1429/ 20 - 08 - 2008
السؤال
أنا مواطن من الجزائر الحبيبة أبلغ من العمر 18 سنة في شهر رمضان من العام الفائت أفطرت يومين متعمداً حيث في اليوم الأول تناولت وجبة السحور وكان الظلام سائداً فظننت أن أذان الفجر لم يحن بعد، ولكن وبعد التأكد علمت أنني تناولت الوجبة بعد أذان الفجر الثاني فتعمدت إفطار اليوم، وفي اليوم الثاني أفطرت متعمداً وأنا أعلم بذلك، أنأ أسأل عن كفارة ما فعلت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الفطر في نهار رمضان من أغلظ الذنوب وأكبر الكبائر، وقد ثبت فيه من الوعيد ما يفري الأكباد ويقض المضاجع، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقال: إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..... صححه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله: وعند المؤمنين مقرر: من ترك صوم رمضان بلا عذر بلا مرض ولا غرض فإنه شر من الزاني والمكَّاس ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال. انتهى.
فعليك أيها الحبيب أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً مصحوبة بالندم البالغ على هذا الذنب العظيم، وثق أنك إذا فعلت فإن الله تعالى سيقبل توبتك ويقيل عثرتك، وعليك مع التوبة قضاء هذين اليومين اللذين أفطرتهما عامداً، وليس عليك شيء غير القضاء في قول الشافعي وأحمد، وأما مذهبُ أبي حنيفة ومالك فلزوم الكفارة مع القضاء، والصحيح الأول فإن الكفارة إنما تلزمُ في الفطر بالجماع وليس غيره في معناه.
قال النووي في المجموع: فرع في مذاهب العلماء فيمن أفطر بغير الجماع في نهار رمضان عدوانا: ذكرنا أن مذهبنا أن عليه قضاء يوم بدله وإمساك بقية النهار، وإذا قضى يوما كفاه عن الصوم وبرئت ذمته منه، وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وجمهور العلماء، قال العبدري: هو قول الفقهاء كافة ... وأما الكفارة فيه والفدية فمذهبنا أنه لا يلزمه شيء من ذلك -كما سبق- وبه قال سعيد بن جبير وابن سيرين والنخعي وحماد بن أبي سليمان وأحمد وداود، وقال أبو حنيفة: ما لا يتغذى به في العادة كالعجين وبلع حصاة ونواة ولؤلؤة يوجب القضاء ولا كفارة، وكذا إن باشر دون الفرج فأنزل أو استمنى فلا كفارة، وقال الزهري والأوزاعي والثوري وإسحاق: تجب الكفارة العظمى من غير تفصي، ل وحكاه ابن المنذر أيضاً عن عطاء والحسن وأبي ثور ومالك، والمشهور عن مالك أنه يوجب الكفارة العظمى في كل فطر لمعصية كما حكاه ابن المنذر. انتهى بتصرف.
والله أعلم.
http://ramadan.islamweb.net/ramadan/index.php?page=FatwaCategory&lang=A&CatId=1710
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:58 م]ـ
قال الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - وفقه الله -
تعمد الإفطار في نهار رمضان بغير عذر
(يُتْبَعُ)
(/)
من صفات بغاة الشر في رمضان -وهي من أقبح المظاهر في الحقيقة- تعمد الإفطار بغير عذر. وهذه ظاهرة تجسد غربة الإسلام في هذا الزمان، فكثير من الناس انعدم عندهم الحياء من الله والحياء من المخلوقين، مع أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: (استح من الله كما تستحي رجلاً من صالح قومك) ونجد كثيراً من المستهترين يجهرون بالتدخين ويجهرون بالإفطار ولا يبالون، ونجد أصحاب المطاعم يفتحون المطاعم في رمضان. ولو أن كل واحد منا عد نفسه مسئولاً عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في حدود علمه لأغلق هؤلاء متاجرهم، لو أن هذا الفاسق الفاجر الذي يجهر بمبارزة الله سبحانه وتعالى بالطعام أو الشراب في نهار رمضان كلما قابل مسلماً قال له: اتق الله، إذا بليتم فاستتروا. أو ذكر له هذا الحديث الذي نذكره في وعيد متعمد الإفطار فلا شك أنه في المرة الأولى إذا لم يستجب فقد يستجيب في الثانية. فهذا العاصي لو قابله مسلم طائع لله وحذره وأنكر عليه فلا شك في أنه ستنتهي هذه الظاهرة، إذا دخلت إلى صاحب العصير أو المطعم وقلت له: اتق الله وارع حرمة هذا الشهر ونصحته فلعله ينزجر ويكف عن فسقه ومعاصيه، فلماذا نقصر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هذا الحد؟ لو أن كل امرأة متبرجة وجدت من يقول لها: اتقي الله واستري نفسك وأنقذيها من النار أو غير ذلك لانكف الناس عن كثير من المنكرات. وبعض الناس يتسترون وراء فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويقولون: لابد من أن يكون الإنسان عالماً وأن يكون كذا وكذا، ويذكرون عدة شروط للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونقول: هناك قدر من المنكرات لا يجهلها أحد ولا تحتاج إلى فقه، مثل شرب الخمر وتضييع الصلاة والتبرج والربا، كل هذه المعاصي ظاهرة وواضحة، فيجب علينا متى ما استطعنا وفي كل فرصة أن نأمر بالمعروف وأن ننهى عن المنكر، ولا نتخذ فقه وآداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أداة نعلق عليها كسلنا وتراخينا في أداء واجبنا نحو ربنا ونحو ديننا. فكل إنسان مسئول ينبغي أن يبلغ بقدر استطاعته، وينكر على من يجهر بالمعاصي سواء في رمضان أو في غير رمضان. عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلاً وعراً فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً، قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم). فإذا تأملنا هذا الحديث فإن فيه وعيداً شديداً لمن يتعمد الإفطار في شهر رمضان. فقوله عليه الصلاة والسلام: (بينما أنا نائم أتاني رجلان) معلوم أن رؤيا الأنبياء وحي، فهذا صورة من صور الوحي. قوله: (فأخذا بضبعي) يعني: أخذا بعضدي. قال: (فأتيا بي جبلاً وعراً فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواد الجبل إذا بأصوات شديدة قلت: ما هذه الأصوات؟ قالا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلقا بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً -وهي جوانب الفم- قال: قلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم). تأمل جيداً قوله: (قبل تحلة صومهم) فمعناه أن هؤلاء يصومون لكنهم يفطرون قبل غروب الشمس، فإذا كان هذا عذاب من يتعجل الإفطار قبل أوانه قبل تحلة الصوم فكيف بمن لا يصومه كله؟! كيف بمن يفطر اليوم بل الشهر كله ولا حظ له في الصيام؟! أما ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من أفطر يوماً من رمضان متعمداً لا يجزئه صيام شهر وإن صامه) فهذا حديث ضعيف لا يصح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وأيضاً ثبت في الحديث الصحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث أحلف عليهن) وذكر منهن قوله: (لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وأسهم الإسلام ثلاثة: الصلاة، والصوم، والزكاة). يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: من أفطر عامداً بغير عذر كان تفويته له من الكبائر. وحكي عن الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى أنه قال: وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان بلا عذر أنه شر من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والإخلال. وأحسن بعض إخواننا حيث كانوا يضمون هذه العبارة إلى عبارة الحافظ ابن القيم ويكتبونها بخط جميل على أوراق كبيرة مكبرة ويلصقونها ويعلقونها في المداخل والمخارج والأسواق وعند المحلات زجراً للناس عن هاتين المعصيتين: تعمد الإفطار، وترك الصلاة المكتوبة. فيا حبذا لو أحيا الإخوة هذه السنة وأعادوا تذكير الناس بهذه العبارات، ولا تعلق داخل المساجد؛ لأن هذا تحصيل حاصل، فالذي يأتي للمسجد يصوم ويصلي؛ لأن الذي يصلي لا يمكن أن يتصور أنه لا يصوم؛ لأن من حافظ على الصلاة سهلت عليه كل العبادات الأخرى، ومن ضيعها كان لما سواها أضيع. فيصعب أن تجد شخصاً يحافظ على الصلاة ثم لا يصوم، لكن قد تجد من يحرص على الصيام ولكنه -ولا حول ولا قوة إلا بالله- لا يصلي.
انتهى
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=162235
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:17 ص]ـ
من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله -
19 - ما حكم من أفطر في رمضان غير منكر لوجوبه، وهل يخرجه من الإسلام تركه الصيام تهاونا أكثر من مرة؟
الجواب: من أفطر في رمضان عمدا لغير عذر شرعي فقد أتى كبيرة من الكبائر، ولا يكفر بذلك في أصح أقوال العلماء، وعليه التوبة إلى الله - سبحانه - مع القضاء.
والأدلة الكثيرة تدل على أن ترك الصيام ليس كفرا أكبر إذا لم يجحد الوجوب وإنما أفطر تساهلا وكسلا. وعليه إطعام مسكين عن كل يوم إذا تأخر القضاء إلى رمضان آخر من غير عذر شرعي لما تقدم في جواب السؤال السابع عشر.
وهكذا ترك الزكاة والحج مع الاستطاعة إذا لم يجحد وجوبهما فإنه لا يكفر بذلك. وعليه أداء الزكاة عما مضى من السنين التي فرط فيها، وعليه الحج مع التوبة النصوح من التأخير لعموم الأدلة الشرعية في ذلك الدالة على عدم كفرهما إذا لم يجحدا وجوبهما. ومن ذلك حديث تعذيب تارك الزكاة بماله يوم القيامة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار.
http://www.binbaz.org.sa/mat/557/print
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال ابن تيمية - رحمه الله
(20/ 101)
(الثالث: أن العقوبة في الدنيا لا تدل على كبر الذنب وصغره، فإن الدنيا ليست دار الجزاء وإنما دار الجزاء هي الآخرة ولكن شرع من العقوبات في الدنيا ما يمنع الفساد والعدوان)
لكن أليس إذا شرع لهما جميعا العقوبة فالأغلظ منهما يدل على عظم الذنب وعظم ما يترتب عليه من الفساد؟
ولعل هذا واضح فيما قرر من العقوبات.
وما يترتب على الزنا من المفاسد المتنوعة لا يقارن بما يترتب على فطر يوم من رمضان ولا يدانيه.
ولا يعني هذا التهوين من الفطر من رمضان.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Sep 2008, 02:07 ص]ـ
مهما قال القائلون فالزنا أجرم من الفطر يا عباد الله، إنه العرض والشرف وتلطيخ الفُرش وهتك الأستاروخراب البيوت وتدنيس السمعة ونشر الفاحشة في الذين آمنوا وبفهم فقه المآلات لايمكن أن نقول إن المفطر أجرم من الزاني هذا ما أعيش وأموت عليه.وأحيي من انتصر لهذا من العلماء والزملاء والموفق من وفقه الله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 Sep 2008, 08:02 م]ـ
بارك الله فيكم
بغض النظر عن القول في المسألة نتكلم عن القاعدة التي ذكرتموها - وفقكم الله
ذكرتم - نفع الله بكم -
(
لكن أليس إذا شرع لهما جميعا العقوبة فالأغلظ منهما يدل على عظم الذنب وعظم ما يترتب عليه من الفساد؟)
انتهى
نعم ليس كذلك
بيان ذلك
أن قتل النفس من أعظم الذنوب وهو أعظم من الزنا
وليس في قتل النفس إلا القصاص وإذا عفا أولياء المقتول سقط القصاص
بينما الزاني المحصن يرجم
أيهما أغلظ في العقوبة
الرجم ولكن قتل النفس أعظم حرمة
قال تعالى
(ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)
قال الإمام أحمد - رحمه الله -
(ولا أعلم بعد قتل النفس شيئا أعظم من الزنا)
والله أعلم بالصواب
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:53 م]ـ
وفيك بارك
والمهم ما يتعلق بالموضوع
القصاص على اسمه، وحقوقه ثلاثة حق لله وحق للمقتول وحق لأولياء الدم، وشرع الله التخفيف في العفو ....
وقد يقتل بأشنع من الرجم على الراجح أنه يقتل كما قتل.
أما الزنى فعقوبة لا حق لأحد في العفو عنها.
ثم لو سلم صحة الإيراد فلا أظنه يفسد القاعدة لأن هذه صورة واحدة، ولكل قاعدة شواذ.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:49 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
نعم قد أخطأت حين أطلقت بقولي ليس كذلك ولكن المقصود أن القاعدة غير مطردة
وكذا ما نقلته عن ابن تيمية - رحمه الله -
والمقصود عدم اطراد القاعدة في كل موضع
انظر - رعاك الله - إلى ترك الصلاة عند من لم يكفر تارك الصلاة
حده إما القتل بعد الحبس أو الحبس حتى الموت
وحد الزاني المحصن الرجم
وبالنسبة إلى التكفير فانظر ترك الصلاة كبيرة من أعظم الذنوب
وهذا بغض النظر هل الذي يكفر يكفر بترك صلاة مكتوبة أو بترك صلاة يوم وليلة أو بترك الصلاة بالكلية
قال ابن القيم - رحمه الله -
(يُتْبَعُ)
(/)
(لا يختلف المسلمون أن ترك الصلاة المفروضة عمدا من اعظم الذنوب وأكبر الكبائر وأن اثمه عند الله أعظم من إثم قتل النفس وأخذ الأموال ومن إثم الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنه متعرض لعقوبة الله وسخطه وخزيه في الدنيا والآخرة
ثم اختلفوا في قتله وفي كيفية قتله وفي كفره)
انتهى من النسخة الإلكترونية
فتأمل نقل الإجماع على كون ترك الصلاة المفروضة من أعظم الذنوب وأنه أعظم من الزنا وقتل النفس
يتبع - إن شاء الله -
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:10 ص]ـ
ما حكم من أفطر متعمداً في رمضان، نسأل الله السلامة والعافية؟
المفتي: محمد الحسن ولد الددو الإجابة:
إن هذا الذي أفطر متعمداً في نهار رمضان قد هدم خُمس بيته، فبيت الإنسان هو إسلامه، أقصد ركناً من أركان إسلامه. فلإسلام مبني على خمسة أركان: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.
فالذي يفطر متعمداً في نهار رمضان قد أتى إلى إسلامه فهدم ركناً منه بالمعاول، جاء إلى إسلامه فوجده كاملاً فهدم ركناً منه نسأل الله السلامة والعافية، وهو قد تجاسر على الله بذنب عظيم جداً ونسي أن الله سبحانه و تعالى يقول: «كل عمل ابن آدم له: الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، ونسي أن أهل الصيام ينادون يوم القيامة من باب من أبواب الجنة اسمه الريان لا يدخل منه إلا الصائمون فإذا دخلوا منه أغلق فلم يدخل منه أحد، ونسي كذلك أن الصوم جنة وأن للصائم فرحتين: فرحة عند لقاء ربه و فرحة عند فطره، ففرحته عند فطره هي باستكماله لصومه وأنه قد فات الشيطان بصوم يوم كامل وفرحته عند لقاء ربه بالمغفرة و السرور.
وكذلك عليه أن يتذكر أن للصائم دعوة لا ترد فقد هدم كل هذا و أفسده على نفسه باتباع شهوة من شهواته نسأل الله السلامة و العافية.
فلذلك عليه أولاً أن يبادر للتوبة وأن يجدد ركن إيمانه الذي هدمه ثم بعد ذلك تجب عليه الكفارة: وهي صيام شهرين متتابعين، فإن انتقض التتابع بغير واجب ابتدأه، أوإطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مد، أو بتحرير رقبة فهذه هي كفارة الإفطار عمداً في نهار رمضان، ومعها قضاء يوم بدل اليوم الذي أفسده.
http://www.islamway.com/?fatwa_id=10485&iw_a=view&iw_s=Fatawa
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:31 ص]ـ
في الفوائد لابن القيم - رحمه الله -
(فائدة جليلة قال سهل بن عبد الله ترك الأمر عند الله أعظم من
ارتكاب النهى لأن آدم نهى عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه وابليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه قلت هذه مسالة عظيمة لها شان وهى أن ترك الأوامر أعظم عند الله من ارتكاب المناهى
.... الخ
)
انتهى
فائدة
روي عن
سفيان بن عيينة - رحمه الله -
(من كانت معصيته في الشهوة فارج له التوبة فإن آدم عصى مشتهيا فغفر له فإذا كانت
معصيته في كبر فاخش على صاحبه اللعنة فإن إبليس عصى مستكبرا فلعن)
انتهى من النسخة الإلكترونية
من صفوة الصفوة وهو في حلية الأولياء
ـ[شمس الدين]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:35 ص]ـ
رقم الفتوى: 111609
عنوان الفتوى: عقوبة من ترك صوم رمضان بلا عذر
تاريخ الفتوى: 17 شعبان 1429/ 20 - 08 - 2008
السؤال
أنا مواطن من الجزائر الحبيبة أبلغ من العمر 18 سنة في شهر رمضان من العام الفائت أفطرت يومين متعمداً حيث في اليوم الأول تناولت وجبة السحور وكان الظلام سائداً فظننت أن أذان الفجر لم يحن بعد، ولكن وبعد التأكد علمت أنني تناولت الوجبة بعد أذان الفجر الثاني فتعمدت إفطار اليوم، وفي اليوم الثاني أفطرت متعمداً وأنا أعلم بذلك، أنأ أسأل عن كفارة ما فعلت؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فإن الفطر في نهار رمضان من أغلظ الذنوب وأكبر الكبائر، وقد ثبت فيه من الوعيد ما يفري الأكباد ويقض المضاجع، فعن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم أتاني رجلان، فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقال: إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة. قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً. قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم ..... صححه الحاكم والذهبي، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح الترغيب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: من أفطر عامداً بغير عذرٍ كان تفويته لها من الكبائر. انتهى.
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله: وعند المؤمنين مقرر: من ترك صوم رمضان بلا عذر بلا مرض ولا غرض فإنه شر من الزاني والمكَّاس ومدمن الخمر، بل يشكون في إسلامه، ويظنون به الزندقة والانحلال. انتهى.
فعليك أيها الحبيب أن تتوب إلى الله توبة نصوحاً مصحوبة بالندم البالغ على هذا الذنب العظيم، وثق أنك إذا فعلت فإن الله تعالى سيقبل توبتك ويقيل عثرتك، وعليك مع التوبة قضاء هذين اليومين اللذين أفطرتهما عامداً، وليس عليك شيء غير القضاء في قول الشافعي وأحمد، وأما مذهبُ أبي حنيفة ومالك فلزوم الكفارة مع القضاء، والصحيح الأول فإن الكفارة إنما تلزمُ في الفطر بالجماع وليس غيره في معناه.
قال النووي في المجموع: فرع في مذاهب العلماء فيمن أفطر بغير الجماع في نهار رمضان عدوانا: ذكرنا أن مذهبنا أن عليه قضاء يوم بدله وإمساك بقية النهار، وإذا قضى يوما كفاه عن الصوم وبرئت ذمته منه، وبهذا قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وجمهور العلماء، قال العبدري: هو قول الفقهاء كافة ... وأما الكفارة فيه والفدية فمذهبنا أنه لا يلزمه شيء من ذلك -كما سبق- وبه قال سعيد بن جبير وابن سيرين والنخعي وحماد بن أبي سليمان وأحمد وداود، وقال أبو حنيفة: ما لا يتغذى به في العادة كالعجين وبلع حصاة ونواة ولؤلؤة يوجب القضاء ولا كفارة، وكذا إن باشر دون الفرج فأنزل أو استمنى فلا كفارة، وقال الزهري والأوزاعي والثوري وإسحاق: تجب الكفارة العظمى من غير تفصي، ل وحكاه ابن المنذر أيضاً عن عطاء والحسن وأبي ثور ومالك، والمشهور عن مالك أنه يوجب الكفارة العظمى في كل فطر لمعصية كما حكاه ابن المنذر. انتهى بتصرف.
والله أعلم.
http://ramadan.islamweb.net/ramadan/index.php?page=FatwaCategory&lang=A&CatId=1710
هل يكون توجيه كلام الإمام الذهبي رحمه الله تعالى أنه قاله من باب الترهيب؟ كقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من استطاع أن يحج ولم يحج فليمت إن شاء يهوديا أو نصرانيا". ومعلوم أن أهل السنة والجماعة يجمعون بين الأدلة كلها، لا يسلكون طريقة الخوارج الذين ضاعوا وضلوا، فتوجيه كلام سيدنا عمر رضي الله عنه، أنه من باب الترهيب، ليس على حقيقة المروق من الدين بمجرد التهاون عن حج البيت دون الجحود، والعرب تقول كلاما في الترهيب لا يقصد به اللفظ نفسه، كقوله عليه الصلاة والسلام: ((قتلوه قتلهم الله))، وقوله: ((ثكلتك أمك يا معاذ)).
وظاهر كلام الإمام الذهبي وشيخ الإسلام بن تيمية الذي ذكر فيه الخلاف، أنه متعلق بتارك الصيام مطلقا، لا تارك يوم والله أعلم، والنبي صلى الله عليه وسلم قد رأى النار وفيها تنور في دركها الأسفل فيه أناس عراة يعذبون، وهم الزناة، أعاذنا الله وإياكم، وكذلك رأى الذين يفطرون قبل تحلة صيامهم، معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل دما، وسمع عواءهم، فسأل عنهم، فقيل هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم. صححه الشيخ ناصر الدين.
فالله أعلم بأعظم الذنبين، آلزنى أم الفطر عمدا؟، لكن كلاهما كبير، وشطر مستطير، أعاذنا الله وإياكم والمسلمين من ذلك.
هذا وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله العظيم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
فائدة
كلام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حمله بعض أهل العلم على ظاهره من التكفير
وانظر كلام ابن تيمية في المشاركة رقم 13
(وَأَمَّا مَعَ الْإِقْرَارِ بِالْوُجُوبِ إذَا تَرَكَ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الْأَرْبَعَةِ فَفِي التَّكْفِيرِ أَقْوَالٌ لِلْعُلَمَاءِ هِيَ رِوَايَاتٌ عَنْ أَحْمَد: (أَحَدُهَا: أَنَّهُ يَكْفُرُ بِتَرْكِ وَاحِدٍ مِنْ الْأَرْبَعَةِ حَتَّى الْحَجِّ وَإِنْ كَانَ فِي جَوَازِ تَأْخِيرِهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ فَمَتَى عَزَمَ عَلَى تَرْكِهِ بِالْكُلِّيَّةِ كَفَرَ وَهَذَا قَوْلُ طَائِفَةٍ مِنْ السَّلَفِ وَهِيَ إحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْ أَحْمَد اخْتَارَهَا أَبُو بَكْرٍ)
انتهى
قم الفتوى (1029)
موضوع الفتوى حكم ترك ركن من أركان الإسلام
السؤال س: مَنْ لم يؤدِّ ركنا من أركان الإسلام، ما هو حكم الشرع في ذلك؟
الاجابة
يعتبر كافرًا إذا كان مُطَالَبًا بذلك الركن. فأما التوحيد: فهو فرض على كل مُكَلَّف، ولا يسقط بحال، وكذا الصلاة والصيام واجبان على كل مسلم عاقل بالغ، فَمَنْ ترك الصلاة أو الصيام مع العلم والقدرة خرج من الإسلام إذا كان مُتَعَمِّدًا، وأما الزكاة فلا تجب إلا على مَنْ عنده مال يبلغ نصاب الزكاة، فإذا منعها وهو قادر وَأَصَرَّ على المنع دُعِيَ إليها، فإن امتنع وجب قتاله، وإن قُتل على الامتناع فهو كافر. وأما الحج فلا يجب إلا على مَنِ استطاع إليه سبيلًا، فمن قَدَرَ على الحج وتركه، فقد ورد الوعيد فيه أنه يموت يهوديًّا أو نصرانيًّا! وذلك دليل على كفره. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=1029&parent=786
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:24 ص]ـ
. حكم من أفطر متعمدا
السؤال:
ما حكم من أفطر متعمدا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فإجابة على سؤالك نقول:
من أفطر متعمدا في يوم من أيام رمضان فقد أتى ذنبا عظيما ومهلكا من المهلكات، يدل لذلك ما جاء في البخاري (1834) ومسلم (1111) من حديث حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال له ((هلكت! قال: وما أهلكك؟ قال: وقعت على أهلي في نهار رمضان)).
فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على إن إفساده صومه هلاك، فالواجب على من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة،وأن يكثر من العمل الصالح،ومن ذلك الإكثار من صوم التطوع الذي يكمل به ما نقص من الفرض، كما جاء به الحديث في الصلاة وسائر العمل؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمل به ما انتقص من الفريضة،ثم يكون سائر عمله على ذلك)) أخرجه أحمد (9490) وأبوداود (864) والترمذي (413) والنسائي (465) وابن ماجه (1425) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
كما عليه أن يديم العمل على هذا؛ فإن الله تعالى علق حصول المغفرة على ذلك فقال تعالى (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82).
وأما ما يتعلق بالقضاء فإن قول عامة أهل العلم أنه يجب القضاء على من أفطر متعمدا،بأن يصوم يوما مكان اليوم الذي أفسده.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن من أفطر يوما من رمضان وجب عليه أن يصوم في قضائه اثني عشر يوما.
وفي قول يجب عليه أن يصوم شهرا، وفي قول: يجب عليه أن يصوم ثلاثة آلاف يوم، وبه قال النخعي ووكيع بن الجراح.
وقال آخرون: لا يجزيه القضاء ولو صام الدهر كله؛ لأنه أفسد صيامه متعمدا من غير عذر فلا يكفيه أن يأتي بيوم مكان هذا اليوم الذي أفسده؛ لأن القضاء إنما شرع للمعذور، قال الله تعالى (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) (البقرة: من الآية184) فمن أفسد الصوم من غير عذر وصام يوما مكانه فقد أحدث في دين الله ما لم يأذن به الله،فيدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري (2550) ومسلم (1718) من حديث القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).
ومما يذكر في هذا السياق ما رواه البخاري في صحيحه معلقا قال: يذكر عن أبي هريرة رفعه ((من أفطر يوما من رمضان من غير عذر و لامرض،لم يقضه صيام الدهر و إن صامه))،وهو حديث وصله أصحاب السنن من حديث أبي المطوس عن أبيه عن أبي هريرة، إلا أن إسناده ضعيف كما أفاده كلام البخاري حيث قال: أبو المطوس لا أعرف له غير هذا الحديث،وقال أيضا: أبو المطوس لا أدري سمع أبوه من أبي هريرة أو لا.
وقد أشار البخاري إلى أن ابن مسعود يقول بما دل عليه حديث أبي هريرة،فقد صح عنه عند عبد الرزاق (7475) وابن أبي شيبة (9784) أنه قال من أفطر يوما من رمضان متعمدا لم يجزه صيام الدهر، حتى يلقى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.
وهذا القول هو أقرب إلى الصواب،وعليه فالمخرج من هذا التوبة والإكثار من العمل الصالح لا سيما الصوم،وفق الله الجميع لما فيه الخير.
أخوكم /
خالد بن عبد الله المصلح
17/ 9/1427
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1030.shtml
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:39 ص]ـ
السؤال الأول من الفتوى رقم (6060)
س1: هل يكفر تارك الصوم ما دام يصلي ولا يصوم بدون مرض وبدون أي شيء؟
ج1: من ترك الصوم جحدًا لوجوبه فهو كافر إجماعًا ومن تركه كسلًا وتهاونًا فلا يكفر لكنه على خطر كبير بتركه ركن من أركان الإسلام مجمع على وجوبه ويستحق العقوبة والتأديب من ولي الأمر بما يردعه وأمثاله بل ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره وعليه قضاء ما تركه مع التوبة إلى الله سبحانه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:49 ص]ـ
فتاوى الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله
(سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟
فأجاب فضيلته بقوله: الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر، أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر فالراجح أنه لا يلزمه القضاء، لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ أنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». ولأنه من تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يقبل منه، قال الله تعالى: {وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَائِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها أي فعلها قبل دخول الوقت لم تقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً.
)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 12:02 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب ابن وهب على الإيضاح.(/)
ما رأيكم فى تفسير الشعراوى؟
ـ[أبو ذر الطائفي]ــــــــ[07 Sep 2008, 06:52 م]ـ
أريد أن أعرف رأى المشايخ فى تفسير الشعراوى
وجزاكم الله خيرا
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Sep 2008, 07:52 م]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=290&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1%C7%E6%ED
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4694&highlight=%C7%E1%D4%DA%D1%C7%E6%ED
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:27 ص]ـ
أفادكم الله يا شيخ حاتم فقد أصبت المحز بعزوك إلى الحلقة النقاشية المشار إليها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:49 ص]ـ
تنبيه: نظرا لدخول ولدي إلى الملتقى قبلي على نفس الكمبيوتر تم التوقيع خطأ باسمه على المشاركة السابقة لذا وجب التنويه والله المستعان.(/)
الدخيل في التفسير بسبب الإعجاز العلمي
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[08 Sep 2008, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجمع لنا أحد المشايخ الكرام الدخيل في التفسير بسبب الإعجاز العلمي؟
فالبعض يفسر بعض آيات القرآن تفسيرات خاطئة لتتفق مع بعض الحقائق أو النظريات العلمية .... ونريد أن نعرف إن كان أحد المشايخ جمع هذه الأخطاء ... وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[09 Sep 2008, 05:35 م]ـ
نريد من المشايخ الكرام إخبارنا بكل خطأ في التفسير يعرفون أنه اشتهر وجاء من غير المخصصين في علم التفسير
مثلاً قد وجدت من قال في تفسير قوله تعالى: (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) سبأ (53): الهاتف والتلغراف والتلفاز والراديو في القرآن الكريم!!!
وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ) الأنعام (65): القنابل النازلة من الطائرات والألغام والغواصات!!!
وقال أيضاً في تفسير قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ) يونس (24): إشارة إلى صنع القنابل الذرية!!!
وقد نقض هذا ورد عليه أ. د/ المحمدي عبد الرحمن في كتابه (الكشف والبيان عن الدخيل في تفسير آي القرآن)
ـ[أبو يوسف العباسي]ــــــــ[28 Jun 2009, 03:17 م]ـ
خرج علينا بالقريب رجل في قناة فضائية يقول أنه حامل للدكتوراه في الفلك والفضاء وأيضاً حامل للدكتوراه في علوم القرآن من جامعة كاليفورنيا , وقال كلاماً فيه تكلف شديد! ودعا إلى التوقف عن النقل والبدء في إعمال العقل!
ومثال ذلك: تفسيره لأول سورة الفجر
قال تعالى: (وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5))
قال الدكتور: (الفجر) الانفجار الكوني الأول!
(ليال عشر) عشر ليال تلت الانفجار الكوني الأول!
(الشفع والوتر) هي ذرة المياة ... ذرتين هيدروجين (شفع) وذرة أوكسجين (وتر)!(/)
الهمزة والحطمة والفيل! ما العلاقة؟!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 10:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
نتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة الهمزة, لنبين بإذن الله وعونه بعض أوجه الجمال والكمال في السورة الكريمة: بسم الرب الأكرم
سورة الهمزة من السور المكية والتي تعني بتثبيت مسائل الإيمان, واحتوت هذه السورة وعيدا شديدا للمخالفين وفصلت فيه تفصيلا عجيبا, وننظر لنر:
تبدأ السورة بقوله تعالى: "ويل لكل همزة لمزة" , وقبل أن نبدأ في تحليل هذه الألفاظ نُذكّر بما قلناه سابقا وهو وجود علاقة بين سور القرآن, فنقول:
كانت السورة الماضية تدور في خسران عامة الإنسان إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات, وأتوا بصنف من الأعمال الصالحة اللسانية وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر. ثم تبدأ السورة بتابع للسورة الماضية كلها ومعكوس خاتمتها. فتبدأ بقوله تعالى "ويل لكل همزة لمزة" فهؤلاء بداهة من الإنسان الخاسر على مر العصور, لأنه لم يدخل في الصنف المستثنى في آخر السورة, ولأنهم أتوا بمذموم من أقوال اللسان وهو الهمز واللمز بدلا من التواصي بالحق والتواصي بالصبر!
أول ما نلاحظه في هذه السورة هو قوله تعالى "ويل لكل" أي أن الويل شامل وعام لكل الأفراد الذين يدخلون تحت هذا التوصيف, فلا يتجاوز عن بعضهم, لأنه لا مبرر للفعل ولما في هذا الفعل من الضرر الشديد على الفرد والمجتمع. والويل معروف وهو لفظ يستعمل في التهديد, فنحن نسمعها دوما ولا نزال نقولها: الويل لك, أو كما نقولها بالعامية " يا ويلك مني".
وهو لفظ يدل على الذم والكرب والهلاك, وورد في بعض الروايات الضعيفة أن الويل واد أو جبل في جهنم, وهذه الروايات مما لا يعتد به! ونلاحظ أن الله تعالى نكر هنا فقال: "ويل" ولم يقل: "الويل" كأنه أراد بذلك فتح مجال التصور والتخيل عند المتلقي بشأن ذلك الويل الذي أعده الله عزوجل للعاصين والذي يتناسب مع عزة الله وقدرته.
والناظر يجد أن الله تعالى يقول: "ويل لكل همزة لمزة" وفي هذا دليل على أن الآية عامة في كل همزة لمزة, لذا فيمكننا الجزم بأنها غير مختصة بأناس محددين مثل أمية بن خلف أو الأخنس بن شريق, وإنما هي عامة في كل من يصدق فيه الوصف!
ونتوقف في هذه الآية مع الوصفين الواردين فيها وهما قوله تعالى: " همزة لمزة", لنوضح الفرق بين الإثنين:
أول ما ننبه عليه هو وجود اشتراك في المعنى بين الكلمتين لاشتراكهما وتشابههما في المبنى, لذا فإنا ننتظر أن يكون المعنى متفقا في الجزء الأكبر ومخالفا في الجزء الأصغر:
إذا نحن نظرنا في مقاييس اللغة وجدنا ابن فارس يقول:
"الهاء والميم والزاء كلمةٌ تدلُّ على ضَغْطٍ وعَصْر. وهمَزْت الشَّيءَ في كفِّي.
ومنه الهَمز في الكلام، كأنَّه يَضْغَط الحرف. ويقولون: همزَ بِهِ الأرض. وقوسٌ هَمْزَى: شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم. والهمَّاز: العَيَّاب، وكذا الهُمَزَة. قال:
تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْوَهمْزُالشَّيطان كالمُوتَة تَغلِبُ على قَلْب الإنسان تَذهب به." اهـ
وإذا نظرنا في اللسان وجدنا ابن منظور يقول:
" والمِهْمازُ: ما هُمِزَتْ به؛ قال الشماخ: أَقامَ الثِّقافُ والطَّرِيدَةُ دَرْأَها، كما قَوَّمتْ ضِغْنَ الشَّموسِ المَهامِزُ أَراد المهاميز، فحذف الياء ضرورة. قال ابن سيده: وقد يكون جمع مِهْمَزٍ. قال الأَزهري: وهَمَزَ القَناةَ ضَغَطها بالمَهامِز إِذا ثُقِّفَتْ، قال شمر: والمَهامِزُ عِصِيٌّ، واحدتها مِهْمَزَة، وهي عصاً في رأْسها حديدة يُنخس بها الحمار؛ قال الأَخطل: رَهْطُ ابنِ أَفْعَلَ في الخُطُوبِ أَذِلَّةٌ، دُنْسُ الثِّيابِ قَناتُهُمْ لم تُضْرَسِ بالهَمْزِ من طُولِ الثِّقافِ، وجارُهُمْ يُعْطِي الظُّلامَةَ في الخُطوبِ الحُوَّسِ أَبو الهيثم: المهامز مقارع النَّخَّاسِين التي يَهْمِزُون بها الدواب لتُسْرِعَ، واحدتها مِهْمَزة، وهي المِقْرَعَةُ. والمِهْمَزُ والمِهْمازُ: حديدة تكون في مؤخر خُف الرائض.
والهَمْزُ مثل الغَمْزِ والضَّغْطِ، ومنه الهَمْزُ في الكلام لأَنه يُضْغَط." اهـ
فإذا نظرنا في أقوال المفسرين –الإمام الفخر الرازي نموذجا- وجدنا اختلافا كبيرا في تحديد معنى الهمز واللمز, فنجدهم يقولون:
" المسألة الثانية: الهمز الكسر قال تعالى: {هَمَّازٍ مَّشَّاء} [القلم: 11] واللمز الطعن والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم والطعن فيهم، قال تعالى: {وَلاَ تَلْمِزُواْ أَنفُسَكُمْ} [الحجرات: 11] وبناء فعله يدل على أن ذلك عادة منه قد ضري بها ونحوهما اللعنة والضحكة، وقرىء: {وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} بسكون الميم وهي المسخرة التي تأتي بالأوابد والأضاحيك فيضحك منه ويشتم وللمفسرين ألفاظاً أحدها: قال ابن عباس: الهمزة المغتاب، واللمزة العياب وثانيها: قال أبو زيد: الهمزة باليد واللمزة باللسان وثالثها: قال أبو العالية: الهمزة بالمواجهة واللمزة بظهر الغيب ورابعها: الهمزة جهراً واللمزة سراً بالحاجب والعين وخامسها: الهمزة واللمزة الذي يلقب الناس بما يكرهون وكان الوليد بن المغيرة يفعل ذلك، لكنه لا يليق بمنصب الرياسة إنما ذلك من عادة السقاط ويدخل فيه من يحاكي الناس بأقوالهم وأفعالهم وأصواتهم ليضحكوا" اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 10:56 ص]ـ
إذا وكما رأينا فهناك اختلاف كبير في تحديد مدلول كل كلمة منهما, فإذا رجعنا إلى اللغة وحكمناها وجدنا أن الهمز كلمة تدل على الضغط ورأينا استعمالها في المجسمات, وعلى أساسه يمكننا تحديد معناها في المعنويات, فنقول أن الهمز قريب من استعمالنا لكلمة الطعن في لغتنا المعاصرة, أي ويل لمن يطعنون الناس ويذمونهم بألسنتهم فتكون كلماتهم كالسهام أو الرماح التي تخترق جسم الإنسان. فإذا نظرنا في كتاب الله تعالى وجدناه يستعمل هذه الكلمة في أشكال مختلفة مثل قوله تعالى: " َوقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ [المؤمنون: 97] , أي أعوذ بك مما يوسوسون به من أفكار وظنون, وقوله: " هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ [القلم: 11] "
فهؤلاء يضرون الناس بكلامهم الذي يحمل سهام العيب.
فإذا نظرنا في اللمزة وجدنا أن المعنى قريب, فابن فارس يقول في المقاييس:
" اللام والميم والزاء كلمةٌ واحدة، وهي اللَّمْز، وهو العَيب. يقال لَمَزَ يَلمِزُ لَمْزاً. قال الله تعالى: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ [التوبة 58]. ورجل لَمَّازٌ ولُمَزَة، أي عَيَّاب." اهـ
وكما رأينا فإن ابن فارس يرى أن اللمز بمعنى العيب, ويذكر قوله تعالى " وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [التوبة: 58] نموذجا, ولكنا نرى أن الفرق بين الهمز واللمز هو أن الهمز الطعن والذم والعيب صريحا كان أو إيحاءا, أما اللمز فهو العيب بالنقص والحط والتقليل من القدر, وأخذنا هذا التحديد من معكوس المعنى, فالزمل يدل على الحمل والتغطية والتعادل, ومن ذلك المزمل أي الذي يغطي نفسه بكثير من الملابس, ومنه المزاملة أي المعادلة على البعير. فإذا نحن عكسنا هذا المعنى وجدنا أن اللفظ يكون بمعنى الحط والتقليل من الشأن, أي أن أحط من قدر الإنسان ومن فعله كأنه لا يساوي شيئا!
ونلاحظ أن الله تعالى استعمل صيغة "فعلة" والتي تفيد المبالغة ليدل على أن هذا الفعل ملازم لهم لا ينفصل عنهم, فليس الوعيد لمن همز مرة أو لمز أخرى وإنما الوعيد لمن صار هذا حاله وديدنه, فبدلا من أن يكون لسان عون يوصي الناس بالحق وبالصبر وبالمرحمة أصبح لسان سلق يعيب هذا ويقلل من شأن ذاك, ويعرض بفعل ونية الآخرين, وفي هذا الخطر العظيم على الفرد والمجتمع, فالإنسان يحتاج لمن يشكر له فعله, فإذا حدث ووجد العكس وهو الهمز واللمز بدلا من المدح أو حتى السكوت, فإن هذا يحبط الإنسان ويدفعه إلى ترك العمل والانزواء والإعراض, أما إذا حدث ووجد التواصي بالحق وبالصبر وبالثبات على المواقف فإن هذا يشجعه على الاستمرار والدوام ويقوي عزيمته!
إذا فالله تعالى يتوعد كل همزة لمزة بالويل, ثم يزيده الله تعالى تحديدا فيقول: الذي جمع مالا وعدده! وكما نكّر الله عزوجل عند الحديث عن الويل, نكر هنا عند الحديث عن المال, فقال: جمع مالا! ولم يقل: المال, ليدخل تحته أي وكل ما يتمول به, أي ليس المراد منه المال النقدي فقط! ولقد جمع هذا الهمزة اللمزة المال وعدده, والتعديد معروف, لذا نجد أن الإمام الفخر الرازي يقول في تفسيره:
"أما قوله: {وَعَدَّدَهُ} ففيه وجوه أحدها أنه مأخوذ من العدة وهي الذخيرة يقال: أعددت الشيء لكذا وعددته إذا أمسكته له وجعلته عدة وذخيرة لحوادث الدهر وثانيها: عدده أي أحصاه وجاء التشديد لكثرة المعدود كما يقال: فلان يعدد فضائل فلان، ولهذا قال السدي: وعدده أي أحصاه يقول: هذا لي وهذا لي يلهيه ماله بالنهار فإذا جاء الليل كان يخفيه وثالثها: عدده أي كثره يقال: في بني فلان عدد أي كثرة، وهذان القولان الأخيران راجعان إلى معنى العدد، والقول الثالث إلى معنى العدة " اهـ
والذي نراه أن التعديد يكون بمعنى التكثير والتنويع, أي أنه لم يقتصر على صنف واحد من أصناف المال وإنما جمع منها الكثير, فجمع المال والعقار والأنعام والذهب والفضة و كثير من أصناف المتمولات! ولقد عظم عند هذا الإنسان مقدار ماله وغناه لدرجة أنه: "يحسب أن ماله أخلده", أي أنه يظن أن ماله قد ضمن له الخلود, وفي هذا يقول الإمام الفخر الرازي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"واعلم أن أخلده وخلده بمعنى واحد, ثم في التفسير وجوه أحدها: يحتمل أن يكون المعنى طول المال أمله، حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله، يحسب أن ماله تركه خالداً في الدنيا لا يموت وإنما قال: {أَخْلَدَهُ} ولم يقل: يخلده لأن المراد يحسب هذا الإنسان أن المال ضمن له الخلود وأعطاه الأمان من الموت وكأنه حكم قد فرغ منه، ولذلك ذكره على الماضي. قال الحسن: ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه كالموت وثانيها: يعمل الأعمال المحكمة كتشييد البنيان بالآجر والجص، عمل من يظن أنه يبقى حياً أو لأجل أن يذكر بسببه بعد الموت وثالثها: أحب المال حباً شديداً حتى اعتقد أنه إن انتقص مالي أموت، فلذلك يحفظه من النقصان ليبقى حياً، وهذا غير بعيد من اعتقاد البخيل ورابعها: أن هذا تعريض بالعمل الصالح وأنه هو الذي يخلد صاحبه في الدنيا بالذكر الجميل وفي الآخر في النعيم المقيم." اهـ
والذي أراه واستشعره من هذه الآية منذ صغري أن هذه الآية خبرية على سبيل الإنكار والتعجب! ونلاحظ في الآية أن الله تعالى قال: أخلده ولم يقل: يخلده
وذلك لكي يشير الله تعالى إلى أن هذا الإنسان لا يظن أن المال سيحقق له هذا وإنما حققه له فعلا! فهو في حياته من الخالدين الذين لا يموتون! والله تعالى يشير بهذه الآية إلى جزء هام في نفسية أباطرة المال, وهي نسيانهم التام للموت وظنهم الخاطر أنهم سيموتون, فهم وإن كانوا يعلمون أنهم سيصدق عليهم الموت لا محالة, ولكنهم ينسون هذا ويتصرفون على أساس أنهم مخلدون أبدا, ونلاحظ نفس هذه الحالة النفسية عندهم في سورة البلد حيث يظنون أيضا أن لن يقدر عليهم أحد لأنهم أهلكوا مالا لبدا! فهم يحسبون أنهم وإن ماتوا جسدا فلقد خلدهم الموت في ذاكرة الناس, ولا يزالون يذكرونهم دوما بعظيم أفعالهم, فبذلك هم من الخالدين الذين لا ينسون, وينسون أن الخلود الحقيقي هو في العمل الصالح وفي الشهادة, وبهما ينال الإنسان الحياة الحقيقية عند الله ويحصل على الثناء الخالص والذكر الدائم من الناس.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 10:58 ص]ـ
لذا يرد الله تعالى على هؤلاء الواهمين بقوله: "كلا لينبذن في الحطمة وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة", أي أن هذا الإنسان الذي ظن في نفسه الخلود بالذكر والشهرة سينبذ في الحطمة, والنبذ معروف وهو بمعنى الترك مع الإهمال, أي أن هؤلاء الهمزة سينبذون في الحطمة! ولكن ما هي الحطمة؟
ليس هناك شيء محدد معروف بهذا الاسم, لذلك قال الله تعالى "وما أدراك ما الحطمة" وهذا التعبير يرد في القرآن دوما للإشارة إلى عظم وخطورة المتحدث عنه. ثم أتبع الله عزوجل الآية بما يكشف الأمر للرسول ولكل مخاطب فقال: "نار الله الموقدة" أي أن الحطمة هي النار, ونسبها الله عزوجل إلى نفسه "نار الله" ليشير بهذا إلى عظمتها فهي نار خلقها الله وعظمة خلق الله على قدر عظمته! فكيف هذه النار العظيم الموقدة والتي لا تنطفأ؟!
والحطمة كلمة غريبة الاستعمال بالنسبة للنار, لأنه من المعروف أن الحطم يدل على التكسير, فكيف تكسر النار, فالمفترض فيها أن تحرق أو تأكل؟!
لننظر أولا في أقوال المفسرين ثم في معاجم اللغة لنشاهد ما قالوا في الحطم:
ذكر الإمام الرازي في تفسيره:
"وأما: {الحطمة} فقال المبرد: إنها النار التي تحطم كل من وقع فيها ورجل حطمة أي شديد الأكل يأتي على زاد القوم، وأصل الحطم في اللغة الكسر، ويقال: شر الرعاء الحطمة، يقال: راع حطمة وحطم بغير هاء كأنه يحطم الماشية أي يكسرها عند سوقها لعنفه، قال المفسرون: الحطمة اسم من أسماء النار وهي الدركة الثانية من دركات النار، وقال مقاتل: هي تحطم العظام وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الملك ليأخذ الكافر فيكسره على صلبه كما توضع الخشبة على الركبة فتكسر ثم يرمي به في النار»
(يُتْبَعُ)
(/)
واعلم أن الفائدة في ذكر جهنم بهذا الاسم ههنا وجوه: أحدها: الاتحاد في الصورة كأنه تعالى يقول: إن كنت همزة لمزة فوراءك الحطمة. والثاني: أن الهامز بكسر عين ليضع قدره فيلقيه في الحضيض فيقول تعالى: وراءك الحطمة، وفي الحطم كسر فالحطمة تكسرك وتلقيك في حضيض جهنم لكن الهمزة ليس إلا الكسر بالحاجب، أما الحطمة فإنها تكسر كسراً لا تبقي ولا تذر الثالث: أن الهماز اللماز يأكل لحم الناس والحطمة أيضاً اسم للنار من حيث إنها تأكل الجلد واللحم " اهـ
وكما رأينا فإن الإمام الفخر الرازي –وعامة المفسرين كذلك- لم يوضح لنا العلاقة بين النار والحطم وإنما اكتفى بذكر الأقوال التي تدور حول النار والحطم بدون ذكر الرابط.
فإذا نحن نظرنا في اللسان بحثا عن معنى الحطم, وجدنا ابن منظور يقول:
"الحَطْمُ: الكسر في أي وجه كان، وقيل: هو كسر الشيء اليابس خاصَّةً كالعَظْم ونحوه. حَطَمهُ يَحْطِمُهُ حَطْماً أي كسره، وحَطَّمَهُ فانْحَطَم وتَحَطَّم.
والحطْمَةُ والحُطامُ: ما تَحَطَّمَ من ذلك. الأَزهري: الحُطامُ ما تَكّسّرَ من اليَبيس، والتَّحْطيمُ التكسير ....... الحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطوم: السنة الشديدة لأنها تَحْطِمُ كل شيء، وقيل: لا تسمى حاطوماً إلا في الجَدْب المتوالي.
وأصابتهم حَطْمَةٌ أي سنة وجَدْبٌ: قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ: من حَطْمَةٍ أقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا وَرَقاً نُمارِسُ العُودَ، حتى يَنْبُت الوَرَقُ وفي حديث جعفر: كنا نخرج سنة الحُطْمةِ؛ هي الشديدة الجَدْبِ. الجوهري: وحَطْمَةُ السيل مثل طَحْمَتِه، وهي دُفعَتُهُ. والحَطِمُ المتكسر في نفسه." اهـ
وقبل أن نذكر العلاقة بين النار والحطم لا بد أن نركز على الفارق بين الحطم والكسر, فالكسر معروف وهو مثل قولنا: كسرت المائدة, أما التحطيم فهو التكسير إلى قطع صغيرة وذلك مثل قولنا: حطمت الزجاج أو الخبز الجاف, وتصور الفارق بين الهيئتين في المائدة والزجاج تعرف الفارق بين المعنيين.
إذا فالنار حطمة, ولكن كيف؟
كما لاحظت عزيزي القارئ فلقد ذكر الله تعالى في أول السورة قوله "همزة لمزة", وقلنا أنهما على وزن فعلة, والذي يفيد الشدة والمبالغة في التوصيف, وهنا استعمل الله عزوجل نفس الوصف مع النار, أي أنها تكسر تكسيرا شديدا, فيتحول من هذا التحطيم الكفار إلى فتات!
وكون النار حطمة شيء منطقي, فالمواد إذا وضعت في النار إما أن تنصهر-مثل الزجاج- أو تتيبس مثل الفخار! ونحن إذا وضعنا في النار أي مادة قابلة للتيبس في النار, مثل الطين فإنها من شدة الحرارة تتحجر, ومع ازدياد الحرارة فإنها لا تتوقف عند هذا التحجر وإنما يصل الأمر إلى مرحلة التفتت والتحول إلى تراب حار مرة أخرى.
وهذا ما سيحدث مع هذا الصنف من الكفار, فهؤلاء ستوقد عليهم النار في أماكن مخصوصة حتى تصل أجسادهم إلى درجة عظيمة من التيبس, ومع استمرار الإيقاد, فإن أجسادهم اليابسة لا بد أن تتفتت "تتحطم".
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 11:00 ص]ـ
وبعد أن ذكر الصفة الرئيسة لهذه النار وهي الحطم ذكر وصفا ضروريا لها وهو قوله تعالى: "التي تتطلع على الأفئدة", وهذه الآية مثل سابقتها بها دعوة إلى التفكر, فكيف تتطلع النار على الأفئدة؟
إذا نحن نظرنا في القرآن وجدناه استعمل "اطلع" متعديا بنفسه وبحرف, فقال: " َأاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً [مريم: 78] " , وقال: "فبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [المائدة: 13] "
والاطلاع على الشيء معروف ولا نزال نستعمله في أيامنا هذه بنفس المعنى, وهو في الأساس بمعنى العلو على الشيء, أي أن الإنسان يكشف الشيء المطلع عليه عن طريق علوه عليه.
والفؤاد معروف ومشتهر, ولكن الذي لا يعرفه كثير من العرب أن الفأد أساسا بمعنى الشي والتوقد, -وهذا مناسب بداهة للمشهد العام الذي تقدمه السورة- وفي هذا يقول ابن منظور في اللسان:
(يُتْبَعُ)
(/)
" فأَد الخبزة في المَلَّة يَفْأَدُها فَأْداً: شواها. وفي التهذيب: فأَدْتُ الخُبْزَةَ إِذا مَلَلْتَها وخَبَزْتَها في المَلَّةِ. والفَئِيدُ: ما شُوِيَ وخِبِزَ على النار. وإِذا شوي اللحمُ فوق الجمْرِ، فهو مُفْأَدٌ وفئيد. والأُفؤُودُ: الموضع الذي تُفْأَدُ فيه. وفَأَدَ اللحمَ في النار يَفْأَدُه فَأْداً وافْتَأَدَه فيه: شواه. والمِفْأَدَةُ: السَّفُّودُ، وهو من فأَدت اللحم وافتأَدته إِذا شويته. ولحم فَئِيدٌ أَي مشويٌّ. والفِئد: الخبز المفؤُود واللحم المَفْؤُود. قال مرضاوي يخاطب خويلة: أَجارَتَنا، سِرُّ النساءِ مُحَرَّمٌ عليَّ، وتَشْهادُ النَّدامَى مع الخمرِ كذاكَ وأَفْلاذُ الفَئيدِ، وما ارتمتْ به بين جالَيْها الوَئِيَّةُ مِلْوَذْرِ (قوله «ملوذر» أراد من الوذر).
والمِفْأَدُ: ما يُخْتَبَزُ ويُشْتَوَى به؛ قال الشاعر: يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَينِ رافِعاً مع الذئْبِ، يَعْتَسَّانِ ناري ومِفْأَدي ويقال له المِفْآدُ على مِفْعالٍ.
ويقال: فَحَصْت للخُبزَةِ في الأَرض وفَأَدْتُ لها أَفْأَدُ فَأْداً، والاسم أُفْحُوصٌ وأُفْو ودٌ، على أُفْعُول، والجمع أَفاحيصُ وأَفائِيدُ.
ويقال: ففَأَدْتُ الخُبزَةَ إِذا جعلت لها موضعاً في الرماد والنار لتضعها فيه.
والخشبة التي يحرَّك بها التنور مِفْأَدٌ، والجمع مفائِدُ (قوله «والجمع مفائد» في القاموس والجمع مفائيد.) وافْتَأَدُوا: أَوقدوا ناراً.
والفئِيدُ: النارُ نفسُها؛ قال لبيد: وجَدْتُ أَبي رَبيعاً لليَتَامَى، وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئِيدُ والمُفْتَأَدُ: موضع الوَقُود؛ قال النابغة: سَفُّود شَرْبٍ نَسُوهُ عند مُفّتَأَدِ والتَّفَؤُّدُ: التَّوَقُّد. والفؤاد القلبُ لِتَفَوُّدِه وتوقُّدِه، مذكر لا غير؛" اهـ
واختلف المفسرون في المراد من الاطلاع على الأفئدة, فقال بعضهم أنها تأكل الجسد حتى إذا وصلت إلى الفؤاد توقفت! وقال بعضهم أن المراد من ذلك أنها تدخل الجوف حتى تمس الفؤاد. ولكنا نرى أن السادة المفسرين قد أبعدوا النجعة إذ استعملوا الفؤاد بمعنى القلب! فالقلب عضو في جسد الإنسان أما الفؤاد فهو دور هذا العضو, كما أن السمع هو دور الأذن والبصر هو دور العين, ولننظر في القرآن لنر كيف فرق القرآن بينهما:
"و اللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78] "
"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ [المؤمنون: 78] "
"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً [الإسراء: 36] "
"وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [القصص: 10] "
فنلاحظ أن الله تعالى يذكر الناس بنعمه عليهم وكيف أنه منحهم السمع والبصر والأفئدة, فيفهم من هذا بداهة أن الفؤاد ليس عضوا وإنما هو وظيفة القلب ودوره, أي أن القلب خلق ليتفئد, كما كانت الأذن للسمع. ويظهر الفرق الكبير بين الإثنين في آية القصص.
فعلى هذا الفهم لا بد أن يختلف تصورنا لهذه الآية, فالمفسرون فهموا أن المراد من الأفئدة القلوب, وقالوا أنها خصت بالذكر لأنها موطن العقائد, أما نحن فنقول أن الفؤاد أساسا ليس مادة وإنما هو مجرد, فكيف تتطلع النار على الأفئدة؟
قلنا مسبقا –في تناولنا لهذه السورة- أن الله تعالى ذكر وصفا ضروريا للنار وهو قوله "تتطلع على الأفئدة", فلم قلنا أن هذا الوصف ضروريا؟
إذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى عند وصفه للنار, وجدناه يقول: "إنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء: 56] "
ففي هذه الآية نص على أن جلود الكافرين تنضج وكلما نضجت تغير حتى يذوقوا العذاب, فكيف يذكر هنا أن النار سيحطم؟ فهل ستحرق أم ستحطم؟
من أجل هذا كان الوصف بالإطلاع على الأفئدة ضروريا, فهذا النار تكشف ما في قلوب من فيها, وتعرف سبب عقوبة من فيها, فهذا عوقب من أجل كفره, وذلك من أجل نفاقه وهذا من أجل همزه ولمزه, فيكون لكل منهم صنف من العذاب. إذا فالتحطيم خاص بهذا الصنف من الناس لا يتعداهم إلى غيرهم من الذين يعذبون بالحرق فقط! ومسألة اطلاع النار على القلوب ليس غريبا, فالله تعالى ينسب إلى النار صفات العاقل, فيقول: " تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ [الملك: 8] " , " يوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [قـ: 30] والكفار يعرضون على النار لا أنها هي التي تعرض عليهم! وغير ذلك من الصفات التي تشير إلى كونها تعقل, وهنا يضيف الله تعالى لها وصفا جديدا وهي أنها تكشف ما في قلوب المعذبين فيها, فينال كل منهم ما يستحق حسب ما أضمر في فؤاده!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Sep 2008, 11:00 ص]ـ
ثم يوضح الله عزوجل مقدار الضيق والعذاب الذي يكون فيه هؤلاء فيقول: "إنها عليهم مؤصدة في عمد ممددة" أي أن هذه النار مؤصدة عليهم فليس هناك مخرج لهم منها, وإنما يعانون ويقاسون حرها, ثم تختم السورة بآية سببت للمفسرين كثيرا من الحيرة وهي قوله تعالى: " في عمد ممددة", والعمد معروفة وهي جمع عمود وهو كما جاء في المقاييس:
"العين والميم والدال أصلٌ كبير، فروعه كثيرة ترجع إلى معنىً، وهو الاستقامة في الشيء، منتصباً أو ممتدّاً، وكذلك في الرّأي وإرادةِ الشيء. من ذلك عَمَدْتُ فلاناً وأنا أعْمِدُه عَمْداً، إذا قَصدتَ إليه.
والعَمْد نقيض الخطأ في القتل وغيره، وإنّما سمي ذلك عمداً لاستواءِ إرادتك إيَّاه. قال الخليل: والعَمْد: أنْ تعمِد الشّيءَ بِعمادٍ يُمسكه ويَعتمِد عليه. قال ابن دُريد: عَمَدْت الشّيء: أسندتُه.
والشَّيء الذي يسند إليه عِماد، وجمع العِماد عُمُد. ...... فأمّا قوله تعالى: في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ [الهمزة 9]، أي في شِبْه أخبيةٍ من نار ممدودة." اهـ
ولقد احتار المفسرون في كيفية كون الأعمدة ممددة؟
فقال الإمام الفخر الرازي عند تناوله لهذه الآية:
"المسألة الثانية: العمود كل مستطيل من خشب أو حديد، وهو أصل للبناء، يقال: عمود البيت للذي يقوم به البيت.
المسألة الثالثة: في تفسير الآية وجهان الأول: أنها عمد أغلقت بها تلك الأبواب كنحو ما تغلق به الدروب، وفي بمعنى الباء أي أنها عليهم مؤصدة بعمد مدت عليها، ولم يقل: بعمد لأنها لكثرتها صارت كأن الباب فيها والقول الثاني: أن يكون المعنى: إنها عليهم مؤصدة حال كونهم موثقين: فى عمد ممدة مثل المقاطر التي تقطر فيها اللصوص" اهـ
والذي نراه أن المراد من كون الأعمدة ممددة مدلولان: أولهما هو أن هذه الأعمدة ممدودة أي أنها غير منصوبة, فمن الشائع أن يكون العمود منصوبا وعليه يستند شيء, أما هذه الأعمدة فممدودة.
وأما المدلول الثاني والمأخوذ من التضعيف في الكلمة فهو أن هذه الأعمدة تتمدد, فهذه الأعمدة لتعرضها للنار الشديدة تتمدد بفعل الحرارة. وبهذا يظهر أمامنا شكل آخر لتأثير النار فيما هو فيها, فهذه الأعمدة تتمدد ومن فيها ييبسون حتى يتفتتون! وبهذه الآية يمكننا أن نفهم شكل العذاب الرهيب الذي سيكون فيه هؤلاء الهمزة اللممزة, فهم محبوسون أو محاطون بالنار داخل عمد ممددة, تتمدد بفعل النار, والنار المؤصدة مؤصدة بالعمد فلا مخرج لها فتنصب عليهم وتتركز فلا تنفيس وإنما إيقاد حتى التفتت, وإذا كانت الأعمدة تتمدد بفعل النار فما بالنا بمن داخلها!
وقانا الله وإياكم شر هذه النار وعصمنا من أن نكون من أهلها!
وقبل أن نختم هذه السورة لا بد أن نذكر العلاقة بينها وبين السورة التالية لها وهي سورة الفيل: سورة الفيل هي تأكيد واقعي من القرآن على الغيبيات التي ذكرها في سورة الهمزة, فمن عادة القرآن أنه إذا ذكر غيبا أن يذكر نموذجا مبسطا مصغرا له في الدنيا, يُعرف القارئ أنه قد رأى وعرف عينة منه في الدنيا فما باله بما في الآخرة!
والحق يقال أني كنت أقرأ سورة الفيل فأجدها تبدأ بقوله تعالى "ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل" فأسأل نفسي: هذا السؤال مرتبط بأمر ما؟ السورة كلها مرتبطة بأمر يريد الله عزوجل أن يقدمه للإنسان, فما هو هذا الأمر؟
فلما نظرت في سورة الهمزة ظهر لنا العلاقة بين السورتين, فالله تعالى ذكر الحطم الذي سيتعرض له الهمزة اللمزة ولما كان حطم النار غريبا على الأذن, قال الله تعالى للرسول ولكل إنسان: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل .... فجعلهم كعصف مأكول! فقدم بذلك المثال من الدنيا على الحطم, فهؤلاء أرسل الله عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل, فجعلتهم هذه الحجارة الملتهبة المنصبة المتتابعة كعصف مأكول, والعصف معروف وهو ما تعصفه الريح سواء كان تبنا أو بواقي أوراق الشجر, المهم أنه فتات صغير تذروه الرياح, وهنا خص الله تعالى من العصف المأكول, أي أنه صيرهم إلى فتات صغير وهذا التصيير هو بداهة نوع من الحطم! فإذا كانت حجارة السجيل قد فعلت هذا في أصحاب الفيل, ألا تفعل النار الكبرى أشد من هذا في من فيها؟
وقانا الله وإياكم حرها وشرها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته!(/)
فائدة: قاعدة في العمل بالاحتياط (للشيخ ابن عثيمين)
ـ[أحمد بن ناصر العمر]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فهذه فائدة ذكرها الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في كتابه الماتع (الشرح الممتع)
وهي قاعدة في العمل بالاحتياط في الأحكام الشرعية:
" إنما يكون فيما كان الأصل وجوبه، وأما إن كان الأصل عدمه، فلا احتياط في إيجابه. ما كان سبيله الاحتياط، فقد ذكر الإمام أحمد وغيره أنه ليس بلازم، وإنما هو على سبيل الورع والاستحباب، وذلك لأننا إذا احتطنا وأوجبنا فإننا وقعنا في غير الاحتياط، من حيث تأثيم الناس بالترك، والاحتياط هو ألا يؤثم الناس إلا بدليل يكون حجة عند الله تعالى ". الشرح الممتع ج6/ 304 - 305
والحمدلله رب العالمين(/)
وقفات بلاغية مع آيات الصيام (2)
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[08 Sep 2008, 05:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله فهذه الوقفة الثانية مع آيات الصيام للنظر في أسرارها البلاغية، ونكتها البيانية، والله أسال أن ينفع بها كل من قرأها، وأن يزيدنا تأملا وتدبرا لكتابه العزيز.
يقول الله تعالى:
? أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذي يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ? وبعد أن ذكر – سبحانه – فرضية الصيام، شرع بعد ذلك في ذكر أحكامه وأيامه في قوله ? أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذي يطيقونه فدية طعام مسكين، فمن تطوع خيرا فهو خير له، وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ? وقد تمَّ التعبير عن شهر الصيام بقوله ? أياما معدودات ? وفي ذلك كثير من الأسرار البلاغية، وبيان ذلك: أن المراد بالأيام المعدودة شهر رمضان كاملاً، كما بيّن ذلك ابن جرير الطبري (ت 310هـ) في تفسير هذه الآية، ورجحه على غيره من الأقوال (1)، ولذا فإن قوله ? معدودات ? كناية عن القلة، يدل على ذلك معناها، إذ المراد بالمعدودات: المُحصيات، فهي الأيام التي تُعد ساعاتها، وتُحصر أوقاتها؛ لكونها مؤقتات بعدد معلوم؛ إذ يحصرهن العدد. (2)
وقد ورد وصف "معدودات" في القرآن كثيراً، وكان المراد به الكناية عن القلة، ومن ذلك قوله ? وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات ...... ? (3)،وقوله ? وشروه بثمن بخس دراهم معدودة ... ? (4)، وتتجلى بلاغة الكناية في آيات الصيام أن فيها تيسيراً وتخفيفاً على المكلفين؛ لكون هذا الشهر أياماً معدودات، وكأن المعنى أن الله – سبحانه وتعالى – يريد أن يقول لنا: ((إني رحمتُكم، وخففتُ عنكم؛ حين لم أفرض عليكم صيام الدهر كله، ولا صيام أكثره، ولو شئتُ لفعلت ذلك، ولكني رحمتُكم، وما أوجبتُ الصوم عليكم إلا في أيام قليلة)). (5)
تضمن نظم الآية كلها كثيراً من الأسرار البلاغية، وقد تمَّ توظيفها في بيان هذه الأحكام وإيضاحها، فقد تقدم متعلق خبر "كان" في قوله ? فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ?، وفي هذا التقديم عناية بحال المخاطبين بهذه الأحكام، واهتمام بشأنهم، فقد جاءت هذه الآيات مفصلة أحكام الصيام المتعلقة بهؤلاء المكلفين، بل إن الصيام ما شُرع إلا رحمة بهم، وعناية بشأنهم، ومن هنا جاء التقديم إشارة إلى هذا المعنى، ودلالة عليه، فقد فُرض الصيام عليكم، وشُرعت الأحكام لكم، فأنتم مدار الأمر، ومحل الحكم، فلا غرو بعد هذا أن يُقدم الضمير المتعلق بهم؛ اهتماماً بشأنهم، وحفاوة بأمرهم.
كما ورد في الآية – أيضاً – تقديم المرض على السفر، وكأن في هذا إشارة إلى أن المرض من أكثر الأسباب الداعية إلى الفطر في رمضان بخلاف السفر، فقلة من يُنشأ السفر في رمضان، بل إن كثيراً من المسلمين من يؤجل سفره خلال شهر رمضان؛ بغية الصيام مع المسلمين، بخلاف المرض، فالناس أكثر عرضة له، وإصابة به من السفر، كما أنه لا خيار لهم في وقته ولا مدته، ولذا فقُدم ذكره في آيات الصيام لهذا الغرض، والله أعلم بأسرار كتابه.
وفي قوله ? أو على سفر ? استعارة تبعية بالحروف، ففي حرف الجر "على" – بدلالته على الاستعلاء - استعارة تبعية، فقد استُعير الاستعلاء لمن تَلَبَّس بالسفر، وتمكن منه تمكن الراكب بمركوبه، يتصرف فيه كيف يشاء، ويوجهه أنى أراد، وقد دُلَّ على هذه الاستعارة بالحرف الدال على الاستعلاء، وتكمن بلاغة هذه الاستعارة أن فيها دلالة على أن المسافر قد تمكن من سفره، وقد عزم عليه، بل قطع فيه شوطاً، كما أن فيه إشارة إلى أنه عازم على إتمام سفره، والمضي فيه. (6)
وفي هذه الاستعارة إشارة إلى أنه لا يكفي إرادة السفر لكي يُباح له الفطر، بل لا بد من الشروع فيه، ولذا ذكر بعض الفقهاء أن المسافر لا يحل له الفطر في نهار رمضان إذا أراد السفر إلا إذا فارق بيوت قريته ونحوها (7)، وفي هذه الاستعارة إشارة إلى هذا المعنى، ومن هنا يتجلى بلاغة الاستعارة وأهميتها في هذا المقام، فقد وُظفت دلالتها في بيان أحكام السفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أجل الاستعارة ودلالتها في هذا السياق فقد آثر النظم القرآني المغايرة بين قوله ?مريضا ? وقوله ? أو على سفر ? ولو تمت المراعاة اللفظية بينهما لقيل: (أو مسافراً)، وذلك أن قوله ? أو على سفر ? في محل نصب معطوف على خبر كان، والتقدير: أو كان مسافراً. (8)
كما تضمن قوله ? فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ? حذفاً لطيفاً، بل هو من روائع الحذف وبدائعه، وبيان ذلك: أن بين الشرط وجوابه محذوفاً لا يستقيم الكلام إلاَّ به، والتقدير: (فأفطر فعدة من أيام أخر)، فحُذف قوله "فأفطر"؛ وذلك ثقة بظهوره، وذلك أن المعنى لا يستقيم إلا بهذا التقدير، ونظير هذا الحذف في كتاب الله قوله – تعالى - ? فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ? (9) أي فضرب البحر فانفلق، ومعلوم أن البحر لم ينفلق إلاَّ بعد ضربه، ولذا حُذف لظهوره، وكذلك الشأن في آية الصيام، فإن الصائم لن يقضي من شهر رمضان إلاَّ إذا أفطر منه، وتتجلى بلاغة الحذف أن فيه إيجازاً، وقد أدى هذا الإيجاز إلى تلاحم الكلام وترابطه، كما أن فيه صيانة له من الترهل والإطالة فيما لا طائل له، كيف وقد اتضح المراد، وتبين المقصود.
كما أن ثمة حذفاً آخر في الآية، وذلك أن قوله ? فعدة ? مرفوعة بالابتداء، فخبرها محذوف، والتقدير: فعليه عدة (10)، وفي هذا التقدير إشارة إلى وجوب العدة، بدلالة حرف الجر "على" على الاستعلاء، وفي هذا الحذف تعجيل بالحكم الشرعي المنوط بمن أفطر في نهار رمضان لمرض أو سفر، ومن هنا تتجلى بلاغة الحذف في هذا السياق، ومنه يتجلى ارتباطه بآيات الصيام، فقد تمَّ توظيفها توظيفاً بليغاً في بيان هذه الأحكام وإظهارها.
وفي قوله ?طعام مسكين ? مجاز مرسل، باعتبار ما سيكون، فليس هو طعاماً للمسكين قبل تملُّكه، وحصوله عليه، ولكن أُضيف الطعام إليه باعتبار ما سيؤول إليه، تتجلى بلاغة المجاز في آيات الصيام، وفي هذا المقام أن فيه إشارة إلى أن هذه الفدية – وهي الإطعام – أمر محقق، واجبة على من أفطر، فكأن هذا الطعام قد خرج من يده، ومِنْ مُلْكِه، وصار في مُلْك المسكين؛ لأنه حق من حقوقه.
وثمة قراءة أخرى لكلمة "مسكين" فقد قُرئت بالجمع "مساكين" (11)، وفي هذه القراءة إشارة لطيفة متعلقة بالفدية، فقد جاءت مجموعة مقابلة للفظة "يطيقونه" فقابل الجمع بالجمع، وبيان ذلك: أن الذين يطيقونه جماعة، وكل واحد منهم يلزمه مسكين، فجاء الجمع إشارة إلى هذا المعنى (12)،وهو معنى حسن، وإشارة لطيفة تضمنتها لفظة " مساكين" حين جاءت جمعاً.
وأما من قرأ "مسكين" بالإفراد ففيها – أيضاً – معنى لطيف آخر، وهو الإشارة إلى أن المعنى: على كل واحد طعام مسكين واحد لكل يوم أفطره (13)، فالمسكين يقابل اليوم الذي تمَّ الفطر فيه، وقد أشار ابن عطية إلى هذا الإفراد و بلاغته، يقول: ((فإن قلت: كيف أفردوا المساكين، والمعنى على الكثرة؛ لأن الذين يطيقونه جمع، وكل واحد منهم يلزمه مسكين، فكان الوجه أن يُجمعوا، كما جُمع المطيقون؟ فالجواب: إن الإفراد حسن؛ لأنه يُفهم بالمعنى أن لكل واحد مسكيناً، ونظير هذا قوله – تعالى - ? والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ? (14)، فليست الثمانون متفرقة في جميعهم، بل لكل واحد ثمانون)). (15)
وقوله ? فمن تطوع خيرا فهو خير له ? من إيجاز قِصَر، فقد حوت هذه الألفاظ القليلة كثيراً من المعاني التي يتعذر حصرها، والوقوف عليها، كما أن فيها كثيراً من الأحكام المتعلقة بالصيام، والإفطار، والفدية، وقد تمَّ التعبير عنها واحتواؤها بهذه الألفاظ القليلة، وقد أشار الإمام الطبري (ت 310هـ) في تفسيره إلى هذا الإيجاز، يقول – بعد أن ذكر كثيراً من الأقوال والأحكام التي تضمنتها -: ((والصواب من القول: أن الله – تعالى ذكره – عمَّ بقوله ? فمن تطوع خيرا ? فلم يخصص بعض معاني الخير دون بعض، فجمعُ الصوم مع الفدية من تطوع الخير، وزيادة مسكين على جزاء الفدية من تطوع الخير، وزيادة المسكين على قدر قوت يومه من تطوع الخير ... لأن كل ذلك من تطوع الخير، ونوافل الفضل)). (16)
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن قوله ? فهو خير ? من إيجاز القِصَر – كذلك - فقد حوت لفظة "خير" كثيراً من المعاني التي يتعذر حصرها، والإحاطة بها، وإنما نعدُّ منها ولا نعددها، فقد حوت الخير المطلق، فهو وعد من الرب الكريم أن من فعل خيراً فإن له مقابل ذلك خيراً عظيماً، وحسبك بخير صادر من رب كريم! كيف وقد ذُكر في سياق الجزاء والثواب، فهو – سبحانه – أهل الكرم والجود، يداه سحاء، ولذا فيتعذر على الفكر حصر هذه الخير، والوقوف عليه، وإنما نعدد منه، وإلا فإن فضل الله لا يحصيه العدد، ولا يحيط به الحصر.
ثم ختم – سبحانه – الآية بالحث على الصيام في قوله ? وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ?، والمعنى: أن فاعلموا ذلك أيها المؤمنون، وصوموا، فهو خير لكم. (17)
وقد اجتمعا نوعا الإيجاز في قوله ? خير لكم ?؛ وذلك أن فيها حذفاً وقِصَراً، فتقدير المحذوف: خير لكم من الإطعام، وقد حُذف؛ لوضوحه؛ لدلالة المقام عليه (18)، فقد ذُكر ذلك في سياق المفاضلة بين الصيام والإفطار، فذكر – سبحانه – أن الصيام خير من الإفطار، وفي ذلك حثٌّ على الصيام، وحضٌّ عليه.
كما أن في لفظة "خير" إيجاز قصر؛ وذلك لاشتمالها على كثير من المعاني، وبيان ذلك أن الصيام خير من الإفطار في كل شيء، هكذا وردت في القرآن الكريم مطلقة دون تقييد، وقد أفاد هذا التقييد الإطلاق والعموم، فهو خير في كل شيء ديناً ودنياً، ومن ذا يحصر مصالح الصيام الدنيوية؟ ومن ذا الذي يحصر مصالحه – كذلك – ومنافعه الآخروية؟ ولذا جاء الإجاز ليشمل هذه كله بأقصر الألفاظ، بل بكلمة واحدة، فتأمل بلاغة القرآن وإعجازه.
كما أن قوله ? وأن تصوموا خير لكم ? التفات من الغيبة في قوله ?وعلى الذي يطيقونه) إلى الخطاب في قوله ? وأن تصوموا خير لكم?، وقد جاء الالتفات في هذا السياق متوافقاً أتم التوافق مع مضمون الآية ومحتواها، وكأن المقام قد حتم هذا الالتفات وأوجبه، وذلك أن في الخطاب مزيداً من الاهتمام، والعناية بالمخاطبين، كما أنه مظهرٌ من مظاهر الحفاوة، والرعاية بهم، فرفعةً لشأنهم، وإعلاءً من قدرهم توجه – سبحانه – بالخطاب إليهم، كما أن فيه تهويناً عليهم لأمر الصيام مشاقه، فقد أنستهم لذة المناجاة هذه المشاق كلها، وهوَّنتها عليهم. (19)
كما أن الانتقال من أسلوب إلى آخر إشارة إلى أن هاهنا معنى عظيماً يستحق لفت الأنظار إليه، ويستحق – كذلك – تنشيط العقول، وتحريك الأفهام؛ للوقوف عنده واستيعابه، ولذا نرى أن المعنى الذي تمَّ فيه الالتفات من الأهمية بمكان، وهو تفضيل الصيام على الإطعام، والحث على الصيام، بل إن هذا الأمر مدار هذه الآيات وموضوعها، ومن هنا جاء الالتفات في هذا الموضع للإشارة إليها.
وقوله ? إن كنتم تعلمون ? إتمام للحث على الصيام، والترغيب فيه، يتجلى ذلك من خلال حذف متعلق الفعل "تعلمون"، فقد حُذف لوضوحه، ودلالة السياق عليه (20)، والتقدير: إن كنتم تعلمون فضيلة الصيام وفوائده التي بسببها فُضِّل الصيام على الإفطار، ومن ثم كان الحث عليه (21)، كما أن هذا الحذف هو الأبلغ والمتوافق مع فضائل الصيام وفوائده التي لا حصر لها.
وفي مجيء أداة الشرط "إنْ" دون "إذا" دلالة في هذا المقام، فهاتان الأداتان وإن كانتا من أدوات الشرط إلا أن لكل واحدة دلالة تدل عليها، ومقاماً تأتي فيه دون الأخرى، فتأتي "إن" في الأمور المشكوك في وقوعها، المحتمل حدوثها، بخلاف "إذا" فتأتي في الأمور المتيقن وقوعها، المجزوم حدوثها، وقد جاءت أداة الشرط "إنْ" هنا إشارة إلى أن علم المخاطبين بالصيام، وتفضيله على الإطعام غير متحقق لدى كل المخاطبين، كما أن حكمته وفائدته قد تكون خافية لدى بعضهم. (22)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
() جامع البيان: 3/ 159.
(2) انظر: المصدر السابق: 3/ 160.
(3) البقرة: 80.
(4) يوسف: 20.
(5) التفسير الكبير: 5/ 63.
(6) انظر: حاشية زادة على تفسير البيضاوي: 1/ 491.
(7) انظر: حاشية الروض المربع: 3/ 376.
(8) انظر: إملاء ما منَّ به الرحمن: 1/ 80، و: التفسير الكبير: 5/ 64.
(9) الشعراء: 63.
(0) انظر: معاني القرآن: 1/ 252، للزجاج.
(1) انظر: إملاء ما منَّ به الرحمن: 1/ 81.
(2) انظر: التفسير الكبير: 5/ 70.
(3) انظر: المصدر السابق: 5/ 70.
(4) النور: 4.
(5) المحرر الوجيز:1/ 252.
(6) جامع البيان: 3/ 186.
(7) انظر: الجامع لأحكام القرآن: 2/ 194.
(8) انظر: معاني القرآن:1/ 112، للفراء.
(9) انظر: روح المعاني: 2/ 59.
(20) انظر: إرشاد العقل السليم: 1/ 119.
(21) انظر: محاسن التأويل: 3/ 423.
(22) انظر: التحرير والتنوير: 2/ 168.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Sep 2008, 10:23 م]ـ
أن بين الشرط وجوابه محذوفاً لا يستقيم الكلام إلاَّ به، والتقدير: (فأفطر فعدة من أيام أخر
إن قدرت محذوفا- فأفطر- إذن فإن الصوم والفطرعلي التخيير في حال المرض والسفر والأمر ليس كذلك(/)
أرجوا الأفادة (ما علوم الآلة التي تفيد طالب العلم؟)
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[08 Sep 2008, 08:50 م]ـ
السلام عليكم
هذا أفضل منتدى للتفسير فسبحان الله الذي بارك فيه وجزى المشرفين والأعضاء كلهم وأنار بصائرهم وزادهم علما
أود أن أسأل كيف أعامل علوم اللألة لاسيما اني في السنة الثانية من جامعة ام القرى في التفسير أرشدوني الى منهجية في علوم الالة , بورك فيكم
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[09 Sep 2008, 04:10 ص]ـ
أين المشايخ أرجوا أن تفيدوني
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Sep 2008, 05:42 ص]ـ
مرحباً بك أخي الكريم طالب التفسير .. نأمل أن توضح مقصودك هل تريد أهم الكتب في علوم الآلة، أو أهم تلك العلوم لطالب العلم وبماذا يبدأ ... الخ ..
نسأل الله لك التوفيق ..
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[09 Sep 2008, 05:16 م]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخنا فهد أنا أريد أحسن الله اليك أهم ألكتب في علوم الالة بالتدريج حيث اذا ضبطها أصبح قادر على التعامل مع كتب التفسير
مثال\ اذا قرأت في الاعراب اي اعراب القران أفهم وهكذا.
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:20 ص]ـ
ردوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووا
وأفيدوني الأمر سهل وميسور والله المستعان
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:14 ص]ـ
أخي طالب التفسير آمل الرفق بإخوانك فغالب الأساتذة الفضلاء في شغل عظيم ولا سيما في هذا الشهر الكريم
وطلبك لن يهمل بإذن الله تعالى
كما آمل منك بارك الله فيك التزام قواعد الإملاء في الكتابة، فلم أعهد في هذا الملتقى الكريم استحسان مخالفة قواعد الإملاء الظاهرة كالتكرار الكثير لبعض الحروف.
وأما سؤالك عن علوم الآلة وكيفية تحصيلها
فسأنتخب لك في كل علم منها بعض الكتب التي أوصي بها، وإن كانت الخيارات واسعة أمام الطالب لكن المهم هو التزام منهجية متوازنة في الطلب والابتعاد عن العشوائية في دراسة المتون، والأجود أن تقرأ كل كتاب من تلك الكتب على شيخ متقن في ذلك الفن فإن لم يتيسر لك ذلك فاستمع لبعض الأشرطة النافعة وتواصل مع أحد طلاب العلم المجيدين تسأله عما يشكل عليك وتستشيره وتسترشد به.
ولتبدأ أوصيك بهذه الكتب:
في النحووالصرف: الآجرومية، قواعد الإعراب، العوامل المائة. ثم ألفية ابن مالك ثم لامية الأفعال له.
وفي البلاغة: دروس البلاغة، لمجموعة مؤلفين، أو موجز البلاغة لابن عاشور، ثم الجوهر المكنون، ثم ألفية البلاغة.
وفي أصول الفقه: الورقات، ثم جمع الجوامع، ثم مختصر الروضة.
وفي القواعد الفقهية: منظومة ابن سعدي ثم الفرائد البهية، ثم قواعد ابن رجب
وفي علوم الحديث: نخبة الفكر، ثم ألفية العراقي، ثم مقدمة ابن الصلاح
وفي أصول التفسير: فصول في أصول التفسير للشيخ مساعد الطيار، ثم مقدمة شيخ الإسلام، ثم منظومة الزمزمي.
وهذه العلوم فيها بركة وكفاية بإذن الله وإذا درستها أرجو أن تتضح لك مسالك الطلب جلياً
فاستعن بالله ولا تعجز.
ولعل في هذا الموقع مايفيدك
www.afaqattaiseer.com
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:52 م]ـ
أكرمت وبوركت ورزقت وجعلك ممن تدخل الجنة بغير حساب أنت ومن تحب ومن يقرأ
أما بالنسبة لأرشادك فهو موفق غير أنك توسعت كثيرا في علوم الألة وأين أخذ البلغة فقط راجع كلام الشيخ ذياب الغامدي وتعرف ولابد من الأهتمام بعلوم المقاصد وكم رأينا من طلبة العلم الذين هم متقنين الألة لكن لو قلت له حرر هذا المسألة الفقهية البسيطة لنظر يمين شمال عل أن يجد مخرجا
أحسن الله اليك
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[11 Sep 2008, 07:01 م]ـ
ولعل في هذا الموقع مايفيدك
www.afaqattaiseer.com
اطلعت على هذا الرابط، ولي سؤال:
هل بدأ هذا المعهد؟ وهل من طريقة للتواصل معه غير أرقام الجوالات؟
وعذرا لصاحب الموضوع لخروجنا عنه ..
...
ـ[فداء الرسول]ــــــــ[12 Sep 2008, 08:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبدالعزيز الداخل.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:58 م]ـ
أخي الكريم، فداء الرسول جزاك الله خيراً وأحسن إليك.
أخي طالب التفسير ... إن كنت تجد في الأمر مشقة فلا بأس أن تبدأ بما يتيسر لك
وطالب التحقيق الذي يريد أن يتعامل مع أقوال المفسرين بالترجيح والإعلال والنقد يحتاج إلى أمور أوسع بكثير مما ذكر
وحتى لا تستصعب الأمر ..
لو أنك جربت وبدأت بمتن من تلك المتون ودرسته دراسة جيدة لوجدت أنك قد فهمت أغلب مباحث المتن الذي يليه قبل أن تدرسه
فمثلاً: مَن درس الآجرومية دراسة جيدة فقد فهم أغلب أبواب النحو المذكورة في ألفية ابن مالك، فتكون دراسته للألفية مراجعة للأبواب التي درسها في الآجرومية وزيادة
وهكذا بقية المتون في سائر العلوم.
وهذه المتون المذكورة يستطيع طالب العلم الجاد إتمامها في فترة ليست بالطويلة إذا جد واجتهد، واعتنى بالفهم والإتقان، ولم ينقطع أو يتذبذب في طلبه
والعلم يؤخذ شيئاً فشيئاً مع مرور الأيام والليالي فيجد أنه بعد سنة أو سنتين أو ثلاث قد أتم دراسة عدد من المتون العلمية.
والتوازن في الطلب مطلوب كما تفضلت، فلا ينبغي أن يتوسع في علوم الآلة ويهمل علوم المقاصد.
اطلعت على هذا الرابط، ولي سؤال:
هل بدأ هذا المعهد؟ وهل من طريقة للتواصل معه غير أرقام الجوالات؟
...
أما برامج المعهد فقد أنتج عدد منها منذ عام 1423 هـ.
ولإتاحة المجال للاستفادة منها بشكل أوسع رأينا أن نضمنها في موقع إلكتروني لتدريس المتون العلمية، يجمع فيه ما يحتاجه دارس تلك المتون، وتخدم بالكشافات التحليلية، والملخصات العلمية، ويطلع الدارس فيه في كل متن على نخبة من شروحه
بشكل منظم ومباشر.
وقد أتممنا غالب الأعمال البرمجية اللازمة، ونحن الآن في طور رفع المواد العلمية ونسأل الله الإعانة والتوفيق والقبول.
ولعلنا نعلن عن افتتاحه قريباً بإذن الله، علماً بأنه عام في علوم الشريعة واللغة العربية، والموقع تعليمي تطوعي يتاح من خلاله تواصل الطلاب مع هيئة التدريس حتى يجيبوا على أسئلتهم واستشكالاتهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:16 م]ـ
بارك الله فيكم وأعانكم، ورزقكم الإخلاص والقبول ..
ولعلنا نعلن عن افتتاحه قريباً بإذن الله
ننتظركم
بالتوفيق
...
ـ[طالب التفسير]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:51 ص]ـ
سبحان الله غفلت عن الفوائد هذه التي كتبها الشيخ عبدالعزيز الداخل فجزاك الله خيرا وأسبل واسع النعم عليه وان شاء الله نستعين بالله ونبدأ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 08:02 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالعزيز الداخل على هذا الجواب الموفق، وأسأل الله لكم التوفيق في مشروعكم التعليمي الرائد هذا.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:19 م]ـ
السلام عليكم أشكر الشيخ الداخل على طرحه للمتون المتقدمة وأزيد بتذكير نفسي واخواني بأمرين مهمين:
1) الإخلاص لله تعالى، وتذكير النفس به دائما، مع شدة الاعتماد على الله ومن ثم الأخذ بالأسباب.
2) الهمة العالية، وعدم الفتور؛ لأن الطريق شاق وطويل.(/)
مدى صحة تفسير ابن عباس في "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس"
ـ[أحمد عادلوفيتش]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:07 ص]ـ
أرجو من الأساتذة الكرام إفادة في الإجابة على سؤال: ما قيمة تفسير ابن عباس في كتاب "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس"؟ أو بطريقة إخرى: ما صحة الأسانيد في الكتاب المذكور وهل هناك دراسة في هذا الموضوع؟
فإنى قد وجدت ما كتبه د. محمد حسين الذهبي في هذا الموضوع في كتابه "التفسير والمفسرون"، ولكن هذا لا يكفيني، فهل هناك دراسة تفصيلية في الموضوع؟
ـ[أحمد عادلوفيتش]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:12 ص]ـ
توضيح: قال د. محمد حسين الذهبي عن تفسير ابن عباس في الكتاب المذكور: "أن هذا التفسير المنسوب إلى ابن عباس لمْ يفقد شيأ من قيمته العلمية في الغالب، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه، هو نسبته إلى ابن عباس."
إنه قال ذلك لأن السند المذكور في بداية الكتاب "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" من أضعف الطرق عن ابن عباس، ولكني وجدت في تفسير بعض الكلمات الكقرآنية (في كبت التفسير المعتبرة) تفسيراً مروياً عن ابن عباس بأصحّ الطرق ويطابق تفسيره في الكتاب المذكور.
فهل أحد يعرف دراسة من العلماء في الموضوع؟
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[18 Sep 2008, 03:50 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
كلما ذكر اسم {تنوير المقباس من تفسير إبن عباس}، إلا و خطر في ذهني، أغرب ما وجدت حتى الآن في هذا التفسير من وضع مكشوف و كذب مفضوح على ابن عباس رضي الله عنهما، الذي يُروَى عنه التفسير ... و على الفيروزآبادي الذي ينسب إليه جمعه و تأليفه ... و ذلك في تفسير قوله تعالى:
{و خلقنا لهم من مثله ما يركبون} ـ الآية 42 ـ سورة (يس) ... [ص 371]:
و نص التفسير في النسخة الصادرة عن " دار الفكر " بدون تاريخ ... و بدون إسم البلد هو:
{و خلقنا لهم من مثله}: من مثل سفينة نوح.
{ما يركبون}: من زوارق في البحر، و الطائرات في الجو ... / هـ ... (؟؟؟؟؟؟؟؟)
ــــــــ إنتهى ما نقل من تنوير المقباس ــــــــ
و أقول [بنلفقيه]:
فهل يعقل أن يكون إبن عباس رحمه الله قد ذكر الطائرات في الجو؟؟؟؟؟
و الأكيد أن ذكر الطائرات غير وارد حتى في أوهى طرق رواية هذا التفسير، و هي طريق الكلبي عن أبي صالح عن إبن عباس.
بل و هل يعقل أن يكون أبو طاهر بن يعقوب الفيروزآبادي نفسه، و هو الذي ينسب إليه جمع هذا التفسير، و الذي عاش ما بين 730 و 820 هـ بفارس، أنه سمع عن راو أو قرأ في صحيفة عن الطائرات في الجو؟؟؟ ...
ـــــــــــــــــ
و مما نقلته عن هذا التفسير، ما يلي:
قال السيوطي في الإتقان: " ورد عن إبن عباس في التفسير ما لا يحصى كثرة، بروايات و طرق مختلفة ". فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه.
قال أحمد بن حنبل:" بمصر صحيفة في التفسير رواها علي بن أبي طلحة، لو رحل رجل بها إلى مصر أمدا ما كان كثيرا". أسنده أبو جعفر النحاس.
و من جيد الطرق عن إبن عباس: طريق قيس بن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير، عنه. و هذه الطريق صحيحة على شرط الشيخين.
و كذا طريق إبن إسحاق عن محمد بن أبي محمدمولى آل زيد بن ثابت عن عكرمة، و سعيد بن جبير عنه. هكذا بالترديد، و إسنادها حسن، و قد أخرج فيها إبن جرير و ابن أبي حاتم كثيرا.
و أوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن إبن عباس.
و كذا طريق مقاتل بن سليمان. و طريق الضحاك بن مزاحم عن إبن عباس منقطعة، فإن الضحاك لم يلقه.
و بالجملة فقد روي عن الشافعي أنه قال:" لم يثبت عن إبن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث ... " ... /هـ ....
المصدر: مناهل العرفان، للشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني ـ ج2 / ص 14.
ـ[شمس الدين]ــــــــ[18 Sep 2008, 05:15 ص]ـ
التفسير لا تصح نسبته لابن عباس رضي الله عنهما، والله أعلم.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[18 Sep 2008, 11:55 م]ـ
الأخ الكريم الشيخ لحسن بنلفقيه - وفقه الله -
الذي في التفسير
(وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِّن مِّثْلِهِ} من مثل سفينة نوح {مَا يَرْكَبُونَ} من الزواريق والإبل)
انتهى
فالذي وقع في الطبعة التي اطلعتم عليها خطأ بلا ريب
الأخ الكريم الشيخ أحمد بن عادل - وفقه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
قد اطلعتم على كلام العلماء في هذا التفسير ولا يخفى عليكم أن ما رأيتموه من موافقة
بعض ما ورد في هذا التفسير لما صح عن ترجمان القرآن لا يدل على صحة التفسير ولا إشكال فيه
لأنه لم يزعم أحد أن كل حرف في هذا التفسير باطل
فائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=223691#post223691
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
روى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (و إن حبر هذه الامة لعبد الله بن عباس)، و قال عليه السلام في حق هذا الصحابي الجليل: (اللهم فهقه في الدين) - البخاري -
كان من منهج ابن عباس في تفسيره لكتاب الله أن يرجع إلى ما سمعه من رسول الله، وما سمعه من الصحابة، فإن لم يجد في ذلك شيئاً اجتهد رأيه، وهو أَهْلٌ لذلك.
وقد نُسب لـ ابن عباس تفسير سُمِّي "تنوير المقابيس" الذي تطرقت إليه أخي الفاضل، وتدور روايات الكتاب على طريق واحد، هو طريق السدي الصغير، عن محمد بن السائب الكلبي، عن ابن صالح؛ وهذه السلسلة تعرف بسلسلة الكذب. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمئة حديث ".
و إذا بحثنا عن مراتب الرواة عن ابن عباس نجدهم أربعة مراتب بحسب الدكتور عبد العزيز الحميدي في (تفسير ابن عباس ومروياته في التفسير من كتب السنة).
و أكثر الرواة عن ابن عباس هم من المرتبة الرابعة - مرتبة الرواة الضعاف.
قال السيوطي في الاتقان: (وأوهى طرقه طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس فإن انضم إلى ذلك رواية محمد بن مروان السدي الصغير فهي سلسلة الكذب وكثيرا ما يخرج منها الثعلبي والواحدي لكن قال ابن عدي في الكامل للكلبي أحاديث صالحة وخاصة عن أبي صالح وهو معروف بالتفسير وليس لأحد تفسير أطول منه ولا أشبع).
هذا لا ينفي أخي الفاضل أن هناك مرتبة من الثقات الاثبات من روى عن ابن عباس.
و عليه، واعذرني على الاطالة، يجب على القارئ أن يتعامل بحذر مع هذا الكتاب، و أن يرجع دائما إلى تعريف الرواة.
بارك الله فيك أخي و تقبل منا و منك الصيام و القيام.
ـ[أحمد عادلوفيتش]ــــــــ[20 Sep 2008, 03:15 ص]ـ
إلى كل الإخوة الأعضاء في ملتقى أهل التفسير، وخاصة إلى اللذين شاركو في هذا الموضوع:
جزاكم الله خيرا على مساهمتكم في الموضوع، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح أعمالنا.
لكن ما زالت عندي مشكلة فيما كتبت عنه في بداية الأمر.
أولاً: في بداية كتاب "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس" سرد الفيروزآبادي سنداً عن ابن عباس عن طريق الكلبي عن أبي صالح، وهو – كما تفضل بعض الإخوة – من أوهى الطرق عن ابن عباس. ثم قال الفيروزآبادي في بداية تفسير كل سورة من القرآن الكريم: "وبإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى ... " فالأمر ليس واضحاً: هل هو وجد تفسيرا من ابن عباس لكل آيات القرآن الكريم بالسند المذكور (وهو احتمال ضعيف جدا)، أم هو سرد بعض تفسيرات ابن عباس وجدها في روايات مروية بأسانيد أخرى (يبدو لي أن هذا الاحتمال قوي) , لكن لمْ يصرّح بذلك؟
ثانياً: قد قرأت في أكثر من كتاب مقولة الشافعي، رحمه الله تعالى: "لم يثبت عن ابن عباس في التفسير إلا شبيه بمائة حديث"، لكن فيها نظر لأن السيوطي سرد في الإتقان تفسير أكثر من ست مائة كلمة قرآنية لابن عباس وجده في الآثار المورية عن ابن عباس "بالأسانيد الصحيحة الثابتة" – كما قال العلامة السيوطي. وقال أيضاً: "وها أنا أسوق ما ورد من ذلك عن ابن عباس من طريق ابن أبي طلحة خاصة، فإنها من أصح الطرق عنه، وعليها اعتمد البخاري في صحيحه مرتباً على السور."
لذلك، يبدو لي أن بعض الناس بالغوا في تضعيف الروايات عن ابن عباس والبعض الآخر بالغوا في توثيقها، فإني أريد الوصول إلى حقيقة مدى صحة تلك الروايات في كتاب "تنوير المقباس من تفسير ابن عباس". وأحتاج إلى ذلك لأنني أكتب رسالة الدكتوراه (باللغة البوسنوية) عن ابن عباس وتفسيره لغريب القرآن. فإذا عرفتم دراسة في الموضوع دلّوني عليها، وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو إياد]ــــــــ[20 Sep 2008, 08:31 م]ـ
مداخلتي ليست في صلب الموضوع ولكنها متعلقة به، أذكر أن شيخنا د. عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي قال: إن هذا الكتاب المنسوب إلى الفيروز آبادي (في جمعه) لا يمكن أن يكون له لأن عنده نسخة خطية للكتاب كتبت قبل ولادة الفيروز آبادي.
أرجو ألا أكون قد وهمت في المعلومة التي أنتظر من يؤكدها أو ينفيها.(/)
لطيفة من تفسير ابن كثير في دعاء الصائم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وردت عدة أحاديث في استجابة دعاء الصائم،، وقد ضعفها بعض العلماء، وهنا لطيفة من لطائف الحافظ ابنُ كثير في التفسير، وهي فريدة من نوعها، فلله دره! ورحمه الله على هذا الاستنباط!
قال رحمه الله عند قوله تعالى " وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " [البقرة 186].
قال: "وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام الصيام؛ إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر "ا. هـ. (1/ 396) [1]
ثم أشار - رحمه الله - بعدها إلى عدد من الأحاديث التي وردت في إجابة دعوة الصائم، وقد أشرت بداية إلى تضعيفها عن بعض الأئمة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ــــــــــــــــ
[1] طبعة دار ابن حزم، وهي سيئة ردئية، لا أنصح باقتنائها.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[09 Sep 2008, 02:42 ص]ـ
شكرا للك على هذه الفائدة القيمة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:02 ص]ـ
وشكر لك على المرور.(/)
آيات الصيام وتحقيق التقوى
ـ[محمد السليمان]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:57 ص]ـ
آيات الصيام وتحقيق التقوي
تأمل أخي:
في آيات الصيام تجد الاية الأولى ختمت بالتقوى (لعلكم تتقون)
والاية الأخيرة ختمت بالتقوى (لعلهم يتقون)
فماأجمل أن نحقق المقصد الأعظم من الصيام وهو التقوى
زادنا الله وإياكم هدى وتقى
ـ[الدكتور ضاري العاصي]ــــــــ[09 Sep 2008, 02:30 ص]ـ
واحيطكم علماان الاية (184) انتهت ب (ان كنتم تعلمون) والاية (185) انتهت ب (ولعلكم تشكرون) والاية (186) انتهت ب (لعلهم يرشدون) اذن رمضان تقوى وعلم وشكر وارشاد والجمع والحرص والعمل بينهما دخول باب الريان باذن الرحمن.(/)
دروس العلماء (صوتي)
ـ[ DrPublisher] ــــــــ[09 Sep 2008, 04:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ويه نستعين ولا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة والسلام على نبينا محمد. اللهم لك الحمد والمنه أن يسرت لي التسجيل في هذا المنتدى النافع أسأل الله العلي القدير أن يسدد القائمين عليه وأن يوفقهم لمافيه صلاح الإسلام والمسلمين أما بعد:
بعون الله وتوفيقه يسر الله لي أن جمعت كثير من الدروس الصوتيه ورتبتها وبوبتها وحولتها إلى صيغة ( MP3) ونسختها على DVD's وعملت على كل قرص فهرسا ملصقا عليه ليسهل معرفت مافيه من دروس وجمعتها في حقيبة واحدة تحتوي على 40 قرصاً وهي تعمل على جميع مشغلات الديفيدي DVD Players فتستطيع سماعها في السيارة. ووضعتها عند:
· مكتبة وتسجيلات بلنسية
· الرياض شارع السويدي العام-غرب النفق مقابل أسواق الراجحي
· هاتف وفاكس: 014253883
· سعر الحقيبه كاملة 190 ريال كل اسطوانة ديفيدي ب 4.75 ريال
· للستفسار DrPublisher@Gmail.com
حقيبة دروس العلماء المجموعة الأولى تحتوب على:
1. نور على الدرب-ابن عثيمين
2. اللغة-ابن عثيمين
3. ألفية ابن مالك-ابن عثيمين
4. بلوغ المرام-ابن عثيمين-1
5. نونية ابن القيم-ابن عثيمين
6. بلوغ المرام-ابن عثيمين-2
7. من أحكام القرآن-ابن عثيمين
8. بلوغ المرام-عطية سالم-1
9. نور على الدرب -ابن باز
10.بلوغ المرام-عطية سالم-2
11.لقاء الباب المفتوح-ابن عثيمين
12.صحيح مسلم-ابن عثيمين
13. دروس الحرم المكي-ابن عثيمين رقم-1
14.الأصول (تفسير+فقة+حديث) -ابن عثيمين
15.دروس الحرم المكي-ابن عثيمين رقم-2
16. ألفية السيوطي-العباد
17.اللقاء الشهري-ابن عثيمين
18.سنن أبي داود-العباد-1
19. زاد المستقنع-ابن عثيمين-1
20. سنن أبي داود-العباد-2
21. زاد المستقنع-ابن عثيمين-2
22. أيسر التفاسير-1
23. رياض الصالحين-ابن عثيمين
24. أيسر التفاسير-2
25. دروس المسجد النبوي-ابن عثيمين
26. أيسر التفاسير-3
27. تفسير-ابن عثيمين-1
28.خواطرفي تفسير القرآن-1
29. تفسير-ابن عثيمين-2
30. خواطرفي تفسير القرآن-2
31.تفسير-ابن عثيمين-3
32. البخاري-ابن عثيمين-1
33. فتاوى الحرم المكي-ابن عثيمين
34. البخاري-ابن عثيمين-2
35. دروس ابن باز (جميع الدروس تقريباً)
36. الموطأ-عطية سالم-1
37.كتاب التوحيد-ابن عثيمين
38.الموطأ-عطية سالم-2
39. العقيدة-ابن عثيمين (جميع شروح العقيدة)
40. منهاج المسلم-أبو بكر الجزائري
ويوجد كذلك:
ألبوم يحتوي على سلسلة الهدى والنور-للألباني(/)
دلوني لو سمحتوا
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:38 م]ـ
من يدلني على الكتاب الذي جمع رسائل جوال تدبر في مكتبات المدينة النبوية. . وله مني خالص الدعاء.
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[24 Sep 2008, 06:51 ص]ـ
للتعرف على أسماء المكتبات التي يباع فيها كتاب "ليدبروا آياته" الذي جمعت فيه رسائل جوال تدبر للسنة الماضية، يمكن الاتصال بأحد الأرقام التالية:
0505440147
0502033260
014460129
وللتوزيع الخيري: 0504646388(/)
هل أفردت [آية الدين] بمصنفات مستقلة , جامعة للكلام فيها؟
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[09 Sep 2008, 04:19 م]ـ
الإخوة الأكارم ...
هل أفردت [آية الدين] في سورة البقرة , بمصنفات وتآليف مستقلة قديماً وحديثاً , جامعة للكلام فيها , تفسيراً , وفقهاً , ولغةً .... ؟.
جزاكم الله خيراً ونفع بكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:22 ص]ـ
نعم هناك كتاب في تفسيرها قدم له الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري. وأذكر أنني عرضته في الملتقى.
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:16 م]ـ
السلام عليكم أهلا أخي السائل،
من الكتب التي أفردت آية الدين بالتأليف كتاب: " البلاغة العالية في آية المداينة"
للدكتور/ سعيد أحمد جمعة ـ المدرس في كلية اللغة العربية، جامعة القاهرة.
والكتاب من منشورات مطبعة الآداب، ميدان الأوبرا، القاهرة.
والكتاب متوسط الحجم، جاء في مائة وثامن وأربعين صفحة، وقد تحدث عن الآية من ناحية بلاغية، وإليك فصول الكتاب:
الفصل الأول: النظرة الكلية.
الفصل الثاني: المعجم اللغوي للآية ثم رؤية بيانية.
الفصل الثالث: التحليل البلاغي للآية.
الفصل الرابع: الإيقاع في الآية.
الفصل الخامس: إعادة التركيب.
الفصل السادس: الأحاديث النبوية الواردة في شأن الديون.
أرجو أن أكون قد أفدتك، ودعواتي لك ولجميع المسلمين
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً , شيوخنا الأفاضل , وبارك فيكم وفي علمكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Sep 2008, 12:15 ص]ـ
عنوان الكتاب الذي أشرتُ إليه أولاً هو (آية الدين: دراسة وتحليل) للأستاذ إبراهيم محمد الشويخ، تقديم الأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري وفقه الله. طبع دار العلوم للنشر بالأردن، الطبعة الأولى 2006
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[29 Sep 2008, 06:09 ص]ـ
جزاكم الله خيراً , ونفعنا بعلومكم ..
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[11 Oct 2008, 11:01 م]ـ
هل من مزيد؟.(/)
مااسم الكتاب 000
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[09 Sep 2008, 09:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته00
إذا تكرمتم ذكر المشايخ حفظهم الله اسم كتاب في الحلقة التي كانت بالأمس من برنامج بينات ولم ألحق على إسمه أتمنى أن تفيدوني مأجورين00هذا الذي التقطته (الأنموذج الجليل000) للإمام فخر الدين الرازي000 وجزاكم الله خيرا0000
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أظنك تقصدين كتاب أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة من غرائب آي التنزيل لزين الدين محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي (ت:666 هـ) وهو صاحب مختار الصحاح
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لم يتيسر لي كتابة اسمه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:30 ص]ـ
نعم هو الذي ذكره الشيخ عبدالعزيز الداخل ومحققه الدكتور محمد رضوان الداية وطبعته دار الفكر في دمشق في مجلد واحد.
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وشكر لكم، نعم هو
ـ[بوعلام]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:24 ص]ـ
أرجو منكم أن توضحوا لي عن كتاب وجه النهار للشيخ عبد العزيز الحربي(/)
تيه بني إسرائيل بين القرآن والتوراة دراسة مقارنة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 Sep 2008, 11:43 م]ـ
تيه بني إسرائيل بين القرآن والتوراة دراسة مقارنة
بحث متواضع أضعه بين أيديكم راجيا من الله القبول
وبارك الله فيكم
ـ[جند الله]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:03 م]ـ
الملف لا يتم تحميله برجاء رفعه على موقع لرفع الملفات أو إعادة نشره هنا
وفي انتظار قراءته لأني أبحث في هذا الموضوع ولدي اجتهاد فيه
والله الموفق
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:00 م]ـ
قد حملته من هنا بسهولة ومع ذلك أرفعه مرة أخرى على موقع لرفع الملفات
http://www.zshare.net/download/183933246789ec78/
ـ[أثرية]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:06 م]ـ
الملف شغال ولله الحمد
شكر الله لك سعيك
ـ[خالدالوهبي]ــــــــ[10 Sep 2008, 04:45 م]ـ
الملف شغال بارك الله يك أخي
ـ[جند الله]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:26 م]ـ
أخي الفاضل جزاك الله خيرا وبارك فيك
إن ما قمت به من دراسة حول قصة نبي الله موسى عليه السلام مع بني إسرائيل يخلص إلى محاولة ضبط المواقع الجغرافية الصحيحة للأحداث .. وبالتالي تصحيح نسبة الأحداث التاريخية إلى أهلها .. فهذا له أبعاد استراتيجية ويكشف عن أطماع الصهاينة الخفية
فجميعنا يسلم بأن مصر المذكورة في القرآن هي مصر وادي النيل .. والحقيقة التي لم يلتفت إليها أحد أن مصر لم تعرف بهذا الاسم إلا بعد بناء الفسطاط .. وإنما كان اسمها (قبط)
وكما كان فيها فراعنة فقد كان في مصر عسير باليمن فراعنة يحملون نفس اللقب .. لذلك فمصر التي في القرآن هي مصر عسير باليمن .. فلقب فرعون كان لقبا شائعا في اليمن ربما قبل مصر وادي النيل
وعليه فقصة يوسف وموسى عليهما السلام وبني إسرائيل وفرعون وهامان وقارون تمت فوق أرض عسير
فعسير بها أنهار موسمية كثيرة .. بينما في وادي النيل نهر واحد فقط بلا فروع .. فيما عدا عند مصب النهر حيث يتفرع إلى فروع عديدة تظهرها الخرائط العتيقة والتي تخلو من حضارة فرعونية .. وهذا يوافق ما قاله الله عن لسان فرعون (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]
وموسى توجه من مدين إلى مصر .. فلا يعقل أن ينزل إلى جنوب سيناء بينما وجهته كانت إلى الشمال صوب السويس
http://www5.0zz0.com/2008/08/25/19/289372030.jpg
ما هو بالخط الأخضر خط سير موسى عليه السلام بأهله من مدين إلى العقبة ومنها إلى السويس مرورا بالطور جنوبا حسب الرواية التوراتية وهو مسار بعيد جدا عن وجهته المباشرة
ما هو بالخط الأزرق خط السير المفترض أن يسلكه موسى عليه السلام بأهله من مدين إلى العقبة ومنها إلى السويس مباشرة وهو أقصر
فحسب الرواية التوراتية ليس من المنطقي أن يسلك موسى عليه السلام كل هذه المسافة الطويلة ..
لكن الوجهة الصحيحة ليست التي بالخط الأخضر أو الأزرق .. إنما اتجه جنوبا صوب مصر عسير اليمن أي عاصمة عسير .. لأن مصر عسير أو عاصمة عسير كانت مدينة ذات أسوار وأبواب .. بدليل قول يعقوب لأولاده عند دخول مصر من قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) [يوسف: 67]
وقال تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) [يوسف: 99] فقد طلب منهم الدخول إلى مصر .. وأن لها أبواب متفرقة .. إذا مصر هذه كانت مدينة مسورة ذات أبواب كما تكون العواصم أنذاك .. ولا يفهم من النص القرآني أنها دولة كمصر وادي النيل
كل هذا وأدلة أخرى كثيرة تثبت أن ما نتناوله من تاريخ هو تاريخ توراتي مكذوب وملفق لا صحة له
(يُتْبَعُ)
(/)
قرأت كتاب كمال الصليبي "التوراة جاءت من جزيرة العرب" على أثر قرائتي لكتاب "موسى وفرعون في جزيرة العرب" للكاتب أحمد الدبش .. وبكل تأكيد هناك نظر في كتابات الصليبي .. لكن أفضل كتاب ناقش المسألة بمختصر مفيد هو ما كتبه أحمد الدبش .. في 135 صفحة .. إلا أنني توسعت في القراءة والاستدلال حتى اقتنعت بوجود تزوير فعلي في التاريخ .. حتى في التاريخ الإسلامي نفسه اكتشفت أمورا من المخجل أن تسطر في أي كتاب جدير بالاحترام لأنها ترويج للخرافات على حساب النص القرآني .. مثل الحملات التي قامت للبحث عن سد ذو القرنين والتي تدل من وصفها أن الباحث لم يصل إلى شيء إنما كتب من وحي خياله خرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان
لذلك لا يكفي لحسم القضية النظر فقط في كتاب الصليبي رغم تواضعه الجم .. أو كلام السواح بنظرته الأثرية لأرض مهملة من التنقيب .. كدت احترم رأي السواح لولا أنه يستند إلى عدم وجود آثار. وقد فاته أن التنقيب مهمل تماما في المنطقة .. ولكن القضية أوسع من هذا بكثير جدا ..
وأحيلك إلى عدة كتبت مما طالعتها في المسألة
ا. د كمال الصليبي (التوراة جاءت من جزيرة العرب) مؤسسة الأبحاث العربية - بيروت
أحمد الدبش (موسى وفرعون في جزيرة العرب) خطوات للنشر والتوزيع - دمشق
زياد منى (جغرافية التوراة مصر وبنو إسرائيل في عسير) رياض الريس للكتب والنشر - لندن
ا. د كمال الصليبي (خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل) دار الساقي - بيروت
ا. د كمال الصليبي (البحث عن يسوع قراءة جديدة في الأناجيل) الشروق - عمان
فرج الله صالح ديب (التوراة العربية وأورشليم اليمنية)
وهناك كارثة أخرى تهز كثيرا من قوة الأدلة الأثرية .. وهي الأدلة المزيفة والمصطنعة .. فمن السهل على الدول الطامعة في إحياء تاريخها البائد أن تصطنع أدلة مزيفة لتثبت لها حقوق تاريخية بائدة .. كإسرائيل مثلا
فاليهود صنعوا حديثا أدلة مزيفة ليثبتوا أن جبل الطور يقع في السعودية وليس في سيناء .. فوضعوا خليج العقبة بقايا عربات حربية مشابهة لما في الرسوم الفرعونية .. ثم زعموا أنها من بقايا العربات التي كانت تبع موسى وقومه
والذي يفضح أنها أدلة مصطنعة فمن المستحيل ان تبقى العجلات في نفس الموقع بسبب حركة مياه البحر والنحر والمد والجزر .. فمن المفترض أن تبتعد تلك العجلات عن موقعا الأصل وأن تطمر في الرمال .. لكن الصور المرفقة تكشف أن العجلات ثابتة في موضوعها وتعلوها طحالب طفيفة وهي تعلو الرمال في قاع الماء
تنبه معي إلى قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي) [طه: 77] أي امشي بعبادي ليلا .. وهذا معناه أن موسى انطلق بقومه ليلا .. فمتى بدأ فرعون بلحاقهم؟
قال تعالى: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ) [الشعراء: 60] .. أي بدأ فرعون يتبعهم عند شروق الشمس .. حتى رأى الجمعان بعضهما بعضا (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ) [الشعراء: 61] .. وهذا معناه أن الوقت كان نهارا والشمس مشرقة لم تغب بعد
فعلى أقصى حد أنهم تلاقوا عصرا .. إذا فالمسافة بين مصر وبين اليم مسير يوم من الشروق حتى الغروب .. أي أن مصر كانت مدينة أو عاصمة قريبة من البحر على مسافة يوم أو ما يعادل مسيرة عشرة ساعات عدوا بالخيل
والمسافة بين السويس وخليج العقبة كبيرة جدا .. وتحتاج مسيرة عدة أيام .. وهذا الواقع يتعارض مع كتاب الله تعالى
لم يذكر لفظا أنهم تلاقوا في نفس اليوم .. لكن الفارق الزمني بين خروج بني إسرائيل ليلا .. وإتباعهم عند شروق الشمس .. لا يمكن أن يصل اكثر من عشر ساعات
فعلى فرض أن قوم موسى انطلقوا من آخر الليل عشاءا .. يعني من حوالي الساعة الثمانة مساءا .. وشروق الشمس لنفرض أنه في السادسة صباحا .. إذا الفارق الزمني حوالي عشر ساعات على أقصى حد .. ولا يصح أن يكون أياما كما تفضلت
هذا بخلاف أن بني إسرائيل غالبا كانوا يسيرون على أقدامهم وليس على دواب لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي) [طه: 77] فقوله (أَسْرِ بِعِبَادِي) أي سر بعبادي ليلا .. بينما فرعون أتبعهم بخيله ورجله .. مما يؤكد أن حركة فرعون كانت أسرع من حركة بني إسرائيل
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى هذا تبطل الافتراضية أنهم ساروا أياما .. بل الأمر كله لم يتجاوز منتصف النهار على أبعد حد .. لكنني افترضت جدلا أبعد من ذلك فقلت أنهم وصلوا عصرا قبل مغيب الشمس
إذا فمستحيل أن يكون موسى عليه السلام وقومه فروا من مصر وادي النيل
ونستنتج أن مصر هذه عاصمة ذات سور .. في منطقة سهلة .. قريبة من البحر تحفها الجبال التي تسيل منها الأمطار الموسمية .. وأن مصر هذه بلدة زراعية تعتمد على الأنهار الموسمية .. وهذا خلاف مدين التي تعتمد على الآبار والرعي
إذا فمصر فرعون تقع على مقربة من البحر .. وأن الشاطئ المقابل لها فيه قوم وثنيون يعكفون على أصناهم .. قال تعالى: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ) [الأعراف: 138]
وكذلك نفهم من سياق الآيات أن المسافة بين الشاطئين قصيرة وليست بالكبيرة .. وهذا يذكرنا بلقاء موسى بالخضر عليهما السلام عند مجمع البحرين
فكم مجمع بحرين في المنطقة العربية؟
يوجد مضيق (جبل طارق) غربا .. وهو مستبعد
يوجد (مضيق هرمز) شرقا على الخليج العربي .. وهو بعيد أكثر من مسيرة عشر ساعات من عسير
وهناك مضيق (تيرانا) بين خليج العقبة والبحر الأحمر .. وهذا الخليج ثبت بالخرائط القديمة أنه لم يكن موجودا. بل ولم تكن شبه جزيرة سيناء موجودة بشكلها الحالي (وسوف أكشف هذا موثقا في حينه)
بقي (مضيق باب المندب) وهو الأقرب إلى مصر عسير
ومضيق (باب المندب) يفصل بين شاطئ اليمن وشاطئ الصومال .. وهذه البلاد هي بلاد بونت أو بلاد الحبشة قوم تاريخهم وثني قديم .. إذا فموسى عبر بقومه إلى الصومال .. أو جيبوتي تحديدا وهي جزء منفصل عن الصومال حديثا .. والسامري هناك قول أنه صومالي
http://www5.0zz0.com/2008/08/25/22/848130037.jpg
إذا فمصر الوارد ذكرها في القرآن تقع على محيط دائرة قطرها على مسافة عشر ساعات أعلى من مضيق باب المندب من أرض اليمن أو من عسير
بالإضافة إلى هذا فإن مدينة مصر هي مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر .. قال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي * إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى * وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه: 37: 41] .. إذا فأم موسى عليه السلام قذفت ولدها في البحر .. ثم ألقاه البحر بالساحل أي بالشاطئ عند بيت فرعون حيث التقطه آل فرعون .. وبالتوفيق بين النصوص فمدينة مصر كانت ساحلية .. وذات سور وأبواب .. وتقع على مصب نهر ذو راوفد عديدة
ليس هناك دليل يثبت أن يعقوب عليه السلام وبنيه كانوا في فلسطين .. فهي أرض زرع وضرع وأمطار وخصب .. بينما كان يعقوب وبنيه مقيمين في البادية .. قال تعالى: (وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي) [يوسف: 100] والبادية شاسعة في جزيرة العرب وممتدة وهي أقرب إلى اليمن من وادي النيل
أما مصر وادي النيل .. فهي عبارة عن شريط أخضر ضيق على ضفاف النيل .. وليس ثمة يد عاملة تكفي لزراعة ما تحتاجه البلاد وغيرها من الوافدين في سنين الجفاف .. فانتاجها بالكاد يفي بحاجة سكانها .. ولم تتسع رقعتها الزراعية الا حديثا فقط
حتى جفاف النيل مرتبط بمنابع النيل في الحبشة وليس بالجفاف في مصر والمنطقة المحيطة بها .. فإن جفت منابع النيل جف نيل مصر .. ومصر لا تعتمد في زراعتها على المطر حتى تتضرر بانقطاع المطر والجفاف
بينما اليمن أرض خصبة وفيرة المطر .. فان انقطع المطر فسوف ينقطع عن كل المنطقة بكاملها .. وبالتالي يحدث جفاف عام وليس خاص باليمن فقط
والقرآن يثبت أنه كان هناك جفاف في المنطقة العربية كلها وليس في مصر فقط .. مما يؤكد أن مصر المذكورة في قصة يوسف تعتمد على الأمطار الإقليمية الموسمية وليس على نهر يأتي من بلاد بعيدة مثل نهر النيل .. بدليل أن الوفود من البلاد المحيطة كانت تأتي مصر لتأخذ منها ما يسد مؤنتها .. لذلك فمن المستحيل أن يكون المقصور مصر وادي النيل .. فمصر لم تعرف بهذا الاسم الا بعد دخول عمرو بن العاص(/)
كلام شديد للألوسي فكيف نوجهه؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:58 ص]ـ
جاء في تفسير العلامة الألوسي كلام فيه شدة على إمامين من أئمة أهل السنة في الحديث و هما سعيد بن منصور و الأعمش, حيث قال في تفسير آية 187 من سورة البقرة ما نصه
(واستدل بها أيضاً على جواز الأكل مثلاً لمن شك في طلوع الفجر لأنه تعالى أباح ما أباح مغيا بتبينه ولا تبين مع الشك خلافاً لمالك ومجاهد بها على عدم القضاء والحال هذه إذا بان أنه أكل بعد الفجر لأنه أكل في وقت أذن له فيه، وعن سعيد بن منصور مثله وليس بالمنصور والأئمة الأربعة رضي الله تعالى عنهم على أن أول النهار الشرعي طلوع الفجر فلا يجوز فعل شيء من المحظورات بعده وخالف في ذلك الأعمش ولا يتبعه إلا الأعمى}
فكيف يمكن توجيه كلام العلامة الألوسي؟
من وجهتي نظري أن الشيخ يقصد بذلك اتباعهم في هذه المسألة ,فسعيد بن منصور لم يكن منصورا و لا موفقا في قوله, و الأعمش لا يتبعه إلا من هو أعمى عن الدليل الشرعي الواضح في مسألة النهار الشرعي, الذي يبدأ عند كافة أهل العلم بطلوع الفجر الصادق, أما الأعمش فلا يرى ذلك بل جعل النهار يبدأ من شروق الشمس.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
هذا مما يستغرب صدروه من الألوسي رحمه الله، ولعل الولع بالبلاغة والمحسنات البديعية قاده إلى ذلك مع ما يظن من سلامة قلبه رحمه الله
وإن كان قوله: (وليس بالمنصور) لا يريد به سعيد بن منصور، وإنما يريد به القول الذي قال به
ولو تأملت عبارته جيداً لظهر لك ذلك.
ألا تراه يقول: (وعن سعيد بن منصور مثله، وليس بالمنصور). أي القول فإنه أقرب مذكور.
لكن المنتقد قوله فيمن تبع الأعمش على قوله، وقد تابعه علماء أجلاء، وروي مثله عن بعض الصحابة رضي الله عنهم.
وكلام الألوسي رحمه الله في هذه المسألة غير محرر؛ فإن قوله: (والأئمة الأربعة رضي الله تعالى عنهم على أن أول النهار الشرعي طلوع الفجر فلا يجوز فعل شيء من المحظورات بعده وخالف في ذلك الأعمش) يوهم اتفاق الأئمة الأربعة على تحريم الأكل في حال الشك في طلوع الفجر، وهو خطأ ظاهر
فكون الفجر أول النهار هذه مسألة، وحكم الأكل في حال الشك في طلوعه مسألة أخرى
ولا ينبغي الخلط بين المسألتين، وكان ينبغي له أن يذكر أقوال الأئمة الأربعة في المسألة المختلف فيها ههنا، قبل أن يسارع إلى الطعن في من أخذ بالقول الثاني.
وللفائدة ألخص لك أقوال العلماء في هذه المسألة:
فذهب أبو حنيفة إلى استحباب الإمساك عن الأكل في حال الشك احترازاً عن الحرام، فإن أكل فلا شيء عليه،
وفصل بعض الأحناف تفصيلاً مفاده أنه إذا كان أكبر رأيه طلوع الفجر فيستحب له القضاء، نقله عنهم الطحاوي رحمه الله.
وأما الإمام مالك فقال: (أكره أن يأكل إذا شك في الفجر) والكراهة عنده للتحريم كما حرره ابن عبد البر وغيره، وعليه فإنه يرى تحريم الأكل في حال الشك، فإن أكل فعليه القضاء، وصرح بذلك كما في المدونة.
وقال ابن عبد البر في الكافي: (ومن أهل العلم بالمدينة وغيرها من لا يرى عليه في ذلك شيئاً حتى يتبين له طلوع الفجر)
وأما الشافعي فقال: (إذا أكل وهو يشك في طلوع الفجر صح صومه ولا شيء عليه لأن الأصل بقاء الليل)
لكنه يستحب الإمساك، وذلك قوله في الأم: (وأستحب التأني بالسحور ما لم يكن في وقت مقارب يخاف أن يكون الفجر طلع فإني أحب قطعه في ذلك الوقت).
وأما الإمام أحمد فقال: يأكل حتى يستيقن، رواه عنه أبو داوود في مسائله.
وقال الثوري وعطاء والأوزاعي مثل قول أحمد، أي الأكل في حال الشك بلا كراهة
ونصره ابن حزم الظاهري في المحلى وهو القول الصواب لقوله تعالى: (حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) والشاك لم يتبين له طلوع الفجر، وعليه فلا يجب عليه الإمساك أصلاً حتى لو قدر أن الفجر قد طلع.
والآثار في هذه المسألة وما يتصل بها كثيرة عن الصحابة رضي الله عنهم
ومن أهل العلم من توسع في هذه المسألة توسعاً كبيراً اعتماداً على الآثار المروية عن بعض الصحابة في تحديد وقت الفجر كما قال عبد الرزاق عن معمر شيخه: كان معمر يؤخر السحور ويسفر حتى يقول الجاهل: ما له صوم.
وكان الأعمش يفعل ذلك أيضاً
لكن هذه مسألة غير مسألة الآكل شاكاً، فمعمر والأعمش وغيرهم يرون جواز الأكل عمداً حتى الإسفار
حتى قال الأعمش فيما رواه إسحاق ابن راهويه عن وكيع عنه: (لولا الشهرة لصليت الغداة – أي الفجر- ثم تسحرت).
ويعجبني قول إسحاق ابن راهويه رحمه الله معلقاً على كلام الأعمش: قال إسحاق: وبالقول الأول أقول لكن لا أطعن على من تأول الرخصة كالقول الثاني ولا أرى عليه قضاء ولا كفارة).
فهذا هو الموقف الصحيح من اختلاف العلماء رحمهم الله في المسائل الاجتهادية.
وليتنا نحيي سنتهم في أدب الخلاف.(/)
إصدارات جديدة ... كتب مفردات القرّاء السبعة، بتحقيق الأستاذ الدكتور حاتم الضامن
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:25 ص]ـ
حمل إلي ولدي أسامة عندما جاء من دبي منذ شهرين مجموعة من الكتب هدية من أستاذي وشيخي وصديقي، الأستاذ العلامة الدكتور حاتم صالح الضامن، وكان بينها هذه المفردات الثلاثة، وأحببت أن أعرف بها الأخوة في هذا الملتقى الحبيب.
كتب مفردات القراء السبعة، بتحقيق حاتم صالح الضامن:
1 - مفردة نافع بن عبد الرحمن المدني، لأبي عمرو الداني، المتوفى سنة 444هـ، بتحقيق الأستاذ الدكتور العلامة حاتم صالح الضامن، طبع دار البشائر بدمشق، الطبعة الأولى 1428هـ=2008م.
وهو الأول في هذه السلسلة، وقد تحدث المحقق عن المؤلف والكتاب، واعتمد على مخطوطة نفيسة، كتبها بخطه الشيخ محمد علي الضباع، شيخ المقارئ المصرية، وجاء الكتاب في (175) صفحة.
http://www10.0zz0.com/2008/09/09/13/770943990.jpg
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:28 ص]ـ
2 - مفردة عبد الله بن كثير المكي، لأبي عمرو الداني، المتوفى سنة 444هـ، بتحقيق الأستاذ الدكتور العلامة حاتم صالح الضامن، طبع دار البشائر بدمشق، الطبعة الأولى 1428هـ=2008م.
وهو الثاني في هذه السلسلة، وقد تحدث المحقق عن المؤلف والكتاب، واعتمد على مخطوطة نفيسة، هي نفسها التي وصفها في مفردة نافع، وجاء الكتاب في (175) صفحة.
http://www10.0zz0.com/2008/09/09/13/546611189.jpg
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:31 ص]ـ
3 - مفردة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأبي عمرو الداني، المتوفى سنة 444هـ، بتحقيق الأستاذ الدكتور العلامة حاتم صالح الضامن، طبع دار البشائر بدمشق، الطبعة الأولى 1428هـ=2008م.
وهو الثالث في هذه السلسلة، وقد تحدث المحقق عن المؤلف والكتاب، واعتمد على ثلاث نسخ خطية: (المغربية، وهي الأصل، ونسخة الجامعة الإسلامية، ونسخة الشيخ الضباع).
وجاء الكتاب في (219) صفحة.
وللعلم فقد أنجز شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن، تحقيق هذه المفردات السبع، والتي سوف تصدر في سبعة كتب، إن شاء الله تعالى.
http://www10.0zz0.com/2008/09/09/13/226559778.jpg
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Sep 2008, 06:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، لكن أود سؤال الدكتور حاتم ـ حفظه الله ـ: أليست المفردات كتابا واحدا للإمام الداني ـ رحمه الله ـ، ليت فضيلته تكرم بجمع المفردات في سفر واحد، ليخفف علينا الحمل والسعر.
ـ[السراج]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:16 ص]ـ
جزى الله فضيلة الأستاذ الدكتور حاتم الضامن خير الجزاء ..
فهو من المحققين المتقنين الجهابذة الفهام ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا، لكن أود سؤال الدكتور حاتم ـ حفظه الله ـ: أليست المفردات كتابا واحدا للإمام الداني ـ رحمه الله ـ، ليت فضيلته تكرم بجمع المفردات في سفر واحد، ليخفف علينا الحمل والسعر.
هلا وغلا بالحبيب العامري ضيف الله
أحسنت يا أخي الكريم
وهذا ما سوف يفعله شيخنا الكريم
حيث سيجمع هذه المفردات في سفر واحد
وذلك بعد تمامها ـ إن شاء الله ـ
وشكرا لك
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: أسأل الله ـ عز وجل ـ أن يطيل في عمر الأستاذ الشيخ: حاتم الضامن، وان يمتعه بالصحة والعافية، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثانيا: يطيب لي أن أشكر الأستاذ مروان الظفيري، على هذه المعلومات الجيدة.
ثالثا: أحب أن أضيف أن الأستاذ الشيخ حاتم الضامن ـ حفظه الله ـ قد اخرج من قبل (قراءة الكسائي)، وهي مفردته برواية أبي عمر الدوري، عن طريق ابن مقسم، وليست هذه المفردة من تأليف أبي عمرو الداني (ت 444هـ)، وإنما هي من تأليف أبي نصر الكرماني (ت563). وقد طُبعت هذه المفردة، بـ (دار نينوي) بسورية 1426 هـ =2005 م.
رابعا: وكما أصدر الشيخ حاتم الضامن بعض المفردات التي ألفها الداني ـ رحمه الله ـ فإنه أخرج ـ أيضا ـ كتاب (التهذيب لما انفرد به كل واحد من القراء السبعة)، وهو للداني ـ أيضا ـ.
وأخيرا: أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما يعلمنا. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب الغالي
الشاطبي النحوي على ماتفضلت به مشكورا
مأجورا،، وجزاك الله خيرا
ودمت من السالمين(/)
ما اسم الكتاب؟؟
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[10 Sep 2008, 08:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرتم بالامس على برنامج بينات اسم كتاب اوله " وجه النهار عن الكشف" ...
ولكنى لم الحق بقيته فهل تكرمتم بكتابة اسم الكتاب والمؤلف
جزاكم الله خيرا
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[10 Sep 2008, 09:32 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اسم الكتاب: وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار
المؤلف: عبد العزيز بن علي الحربي
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[10 Sep 2008, 12:19 م]ـ
جزيت خيرا وبارك الله فيك(/)
حمل محاضرة (أثر النحو في التفسير وتدبر القرآن) للشيخ د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[10 Sep 2008, 12:04 م]ـ
ضمن اللقاءات العلمية الأسبوعية التي تقيمها (الدورة المكثفة في حفظ وإسماع المتون العلمية) بجامع الأميرة نوره بنت عبدالله بحي النخيل بشمال الرياض، عقد لقاء علمي مع فضيلة الشيخ الدكتور: عبدالرحمن بن معاضة الشهري
عنوانه: (أثر النحو في التفسير وتدبر القرآن) وذلك يوم الأربعاء الموافق
5/ 8/1429هـ
وقد تم الإعلان عنه في الموضوع:
لقاء علمي مع الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري يوم الأربعاء المقبل بمدينة الرياض في؟؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12515)
رابط تحميل هنا ( http://rapidshare.com/files/141053646/__1605___1581___1575___1590___1585___1577____1571_ __1579___1585____1575___1604___1606___1581___1608_ .html)
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[11 Sep 2008, 07:08 ص]ـ
لم أجد شيئا في الرابط!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا عبدالملك. والرابط يعمل يا أستاذ أنس وإنما بعد تنزيله على الجهاز لم يعمل معي. فما هو نوع الملف بالضبط؟
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:10 ص]ـ
صيغة الملف MP3
والملف يعمل على برنامج Windows Media Player
وسأقوم بتحميله للتأكد من أنه يعمل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:18 ص]ـ
صيغة الملف MP3
والملف يعمل على برنامج Windows Media Player
وسأقوم بتحميله للتأكد من أنه يعمل
صدقت يا أبا عبدالملك وفقكم الله، عمل الملف معي الآن بشكل ممتاز جداًُ جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:56 ص]ـ
وفقكم الله.
إذا ضغطتُ على الرابط ظهرت لي صفحة مليئة بالدعايات!
فكيف السبيل إلى المحاضرة؟
أرشدوا أخاكم , سُددت خُطاكم.
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:24 م]ـ
طريقة التحميل أخي أنس هي كالآتي:
بعد ضغطك على كلمة (هنا) ستفتح معك الصفحة
تجد أيقونة مكتوب فيها Free user أضغط عليها
بعد ذلك سيأتيك عداد زمني يتناقص حتى يصل للصفر
ثم تظهر أيقونة مكتوب فيها DOWNLOAD
أضغطها
بعد ذلك ستظهر لك مربع حوار التحميل أضغط على save
وسيتم تحميل الملف.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 Sep 2008, 07:19 م]ـ
أبا عبدالملك. جزيت خيرا وبارك الله فيك.
والشكر موصول إلى الشيخ عبدالرحمن وفقه الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:41 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم أنس الرشيد.
وأرجو ألا تتمكن من تنزيل المحاضرة! لأنك متخصص في اللغة العربية ولن تجد فيها جديداً بالنسبة لكم، بل ستجد أخطاء تعاتنبي عليها قطعاً.
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:27 م]ـ
يا شيخ عبدالرحمن.
يبدو أن رجاءك قد أُجيب؛ فقد نفذتُ تعليمات أخي العزيز أبي عبدالملك فلما وصلت إلى المرحلة الأخيرة وهي عند ظهور
( DOWNLOAD ) ظهرت الصفحة وقد حملت عنوانا مفاده أن ثمة خطأ في الصفحة. كُتب في أعلى الصفحةِ ( error) ! .
ولقد استفدتُ من درسك الرائع (شواهد التفسير في المعلقات) فاللغة العربية أم لللجميع. لن يصل الفرد إلى مبتغاه من كتاب الله حتى يرتضع من هذه الأم الحنون فتتفتق أمعاؤه!
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:29 ص]ـ
الأخ أنس الرشيد تأكدت من عمل الرابط
والرابط يعمل بشكل جيد
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:24 ص]ـ
لقد أتعبتك معي يا أبا عبدالملك. وحرصك هذا يدل على معدنك الأصيل , ومحبتك لنشر الخير. فسدد الله خطاك.
ومادام أن أجهزتكم يعمل فيها الرابط , فحتما أن الخلل في جهازي. فلعلي أنظر فيه.
وإلى ذلك الحين فليستعد الشيخ عبدالرحمن لتلقي الملحوظات على المحاضرة (ابتسامة)
شكرا لكم.
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:07 م]ـ
ما يزالُ الشيخ الفاضل/عبدالرحمن يُتحفُ باحةَ العلم الرَّحْبة برصين علمه، وثرِّ معينه.
أمتعَ الله به عيناً.
ـ[موحد1]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:49 م]ـ
بارك الله فيك يا ابا عبدالملك وبارك في شيخنا عبدالرحمن طبتم وطاب مسعاكم.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:16 م]ـ
حجم المحاضرة كبير .. حبذا لو قللتم منه بارك الله فيكم.
ـ[السرخسي]ــــــــ[20 Sep 2008, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خير .. وبارك الله في الشيخ عبدالرحمن ونفع الله به الإسلام والمسلمين.
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[19 Apr 2009, 07:40 م]ـ
محاضرةٌ قيمة جداً.
جزى اللهُ الشيخَ خيراً.
ـ[فجر الأمة]ــــــــ[19 Apr 2009, 08:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،،
هل تم تفريغ المحاضرة؟ حيث أرغب بتفريغها،،،
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Apr 2009, 04:04 م]ـ
حجمها كبيرٌ جداً , فهلاَّ صغَّرها من يستطيع!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فداء]ــــــــ[20 Apr 2009, 10:03 م]ـ
مرحباً بكم أخي الكريم أنس الرشيد.
وأرجو ألا تتمكن من تنزيل المحاضرة! لأنك متخصص في اللغة العربية ولن تجد فيها جديداً بالنسبة لكم.
أحيانًا يأتي غير المتخصص بفوائد ودرر لم يأتِ بها المتخصص
إنما هي فتوح يمُنُّ الله بها على مَن يشاء من عباده.
حجمها كبيرٌ جداً , فهلاَّ صغَّرها من يستطيع!
قمتُ بتصغير حجم الملف إلى 6 م. ب
.*. اضغط هنا للتحميل.*. ( http://rapidshare.com/files/223687356/nah.rm.html)
لا تحرموني من صالح دعائكم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Apr 2009, 06:53 ص]ـ
لا تحرموني من صالح دعائكم.
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.(/)
ماذا تقولون في تصفيد الشياطين في رمضان؟
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روى البخاري (1899) ومسلم (1079)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ).
فهل كل الشياطين تصفد؟
وهل يصفد القرين؟
ولماذا تستمر حالات الصرع (المس الشيطاني) في رمضان؟
ـ[جند الله]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك أحاديث منها الضعيف ومنها غير ذلك .. تشير إلى أن من يصفد هم مردة الشياطين .. ولكننا نجد من أصابه المس والسحر ينطق الشيطان على لسانه أيام رمضان .. فهذا من الشياطين المصفدة داخل جسم المريض .. فلا يمنع أن يحضر وينطق على لسان المريض ويصرعه .. وهو خلاف من صفدوا خارج الجسد .. أما القرين فهو موكل من الله تعالى بمقرونه .. ولا يفتر عنه في رمضان أو غير رمضان .. بدليل وجود الوسوسة حتى في شهر رمضان .. والقرين لا يدخل في جنس المردة وعتاة الجن .. بل هو أضعف من هذا بكثير جدا
64778 - أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، و تغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 999
خلاصة الدرجة: صحيح لغيره
74511 - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، - وقال ابن خزيمة: الشياطين: مردة الجن. بغير واو – وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 998
خلاصة الدرجة: حسن
58057 - إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين مردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 4/ 1682
خلاصة الدرجة: رواه أبو الأحوص، عن الأعمش عن مجاهد قوله وهذا أصح
196376 - أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله
الراوي: أبو هريرة المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/ 112
خلاصة الدرجة: [لا يتطرق إليه احتمال التحسين]
179194 - إذا كانت أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر وله عتقاء من النار وذلك كل ليلة
الراوي: - المحدث: ابن الملقن - المصدر: تحفة المحتاج - الصفحة أو الرقم: 2/ 76
خلاصة الدرجة: صحيح أو حسن [كما اشترط على نفسه في المقدمة]
238102 - إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان كلها فلم يغلق منها باب إلى آخر الشهر [وأغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب إلى آخر الشهر] وسلسلت مردة الشياطين ولله عتقاء عند كل فطر يعتقهم من النار
الراوي: عائشة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/ 146
خلاصة الدرجة: فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه كلام وبقية رجاله رجال الصحيح
238092 - أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطها أمة قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الحيتان حتى يفطروا ويزين الله عز وجل كل يوم جنته ثم يقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة [والأذى] ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة قيل يا رسول الله أهي ليلة القدر قال لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله
الراوي: أبو هريرة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/ 143
خلاصة الدرجة: فيه هشام بن زياد أبو المقدام وهو ضعيف
52707 - إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين مردة الجن …
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بذل الماعون - الصفحة أو الرقم: 81
خلاصة الدرجة: أصله في الصحيح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:19 م]ـ
حياكم الله يا أبا دعاء ودونك الجواب من عيون أساطير شرَّاح السنة:
" قال صاحب تنوير الحوالك:" قال الحليمي يحتمل أن يكون المراد بالشياطين مسترقي السمع منهم لأنهم كانوا منعوا في زمن نزول القرآن من استراق السمع فزيدوا التسلسل في رمضان مبالغة في الحفظ
وعند الحافظ في مقدمة الفتح:" قَالَ عِيَاض: يَحْتَمِلُ أَنَّهُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَحَقِيقَتِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ عَلَامَة لِلْمَلَائِكَةِ لِدُخُولِ الشَّرِّ وَتَعْظِيم حُرْمَتِهِ وَلِمَنْعِ الشَّيَاطِين مِنْ أَذَى الْمُؤْمِنِينَ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارَةً إِلَى كَثْرَةِ الثَّوَابِ وَالْعَفْوِ، وَأَنَّ الشَّيَاطِينَ يَقِلُّ إِغْوَاؤُهُمْ فَيَصِيرُونَ كَالْمُصَفَّدِينَ. قَالَ: وَيُؤَيِّدُ هَذَا الِاحْتِمَالَ الثَّانِيَ قَوْلُهُ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ عَنْ اِبْن شِهَابٍ عِنْد مُسْلِم " فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ " قَالَ: وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ فَتْح أَبْوَابِ الْجَنَّةِ عِبَارَة عَمَّا يَفْتَحُهُ اللَّهُ لِعِبَادِهِ مِنْ الطَّاعَاتِ وَذَلِكَ أَسْبَاب لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، وَغَلْق أَبْوَاب النَّارِ عِبَارَة عَنْ صَرْفِ الْهِمَمِ عَنْ الْمَعَاصِي الْآيِلَةِ بِأَصْحَابِهَا إِلَى النَّارِ، وَتَصْفِيد الشَّيَاطِين عِبَارَة عَنْ تَعْجِيزِهِمْ عَنْ الْإِغْوَاءِ وَتَزْيِين الشَّهَوَات. قَالَ الزَّيْن بْن الْمُنَيِّرِ: وَالْأَوَّلُ أَوْجَهُ، وَلَا ضَرُورَةَ تَدْعُو إِلَى صَرْفِ اللَّفْظِ عَنْ ظَاهِرِهِ.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ بَعْدَ أَنْ رَجَّحَ حَمْله عَلَى ظَاهِرِهِ: فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ نَرَى الشُّرُورَ وَالْمَعَاصِيَ وَاقِعَةً فِي رَمَضَان كَثِيرًا فَلَوْ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ لَمْ يَقَعْ ذَلِكَ؟ فَالْجَوَابُ أَنَّهَا إِنَّمَا تَقِلُّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْم الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ، أَوْ الْمُصَفَّد بَعْض الشَّيَاطِينِ وَهُمْ الْمَرَدَةُ لا كُلُّهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ ـ عند الترمذي "مردة الجن" كما صرح بذلك صاحب تنوير الحوالك ـ، أَوْ الْمَقْصُودِ تَقْلِيل الشُّرُورِ فِيهِ وَهَذَا أَمْر مَحْسُوس فَإِنَّ وُقُوع ذَلِكَ فِيهِ أَقَلّ مِنْ غَيْرِهِ، إِذْ لَا يَلْزَمُ مِنْ تَصْفِيد جَمِيعهمْ أَنْ لَا يَقَعُ شَرّ وَلَا مَعْصِيَة لِأَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا غَيْر الشَّيَاطِينِ كَالنُّفُوسِ الْخَبِيثَةِ وَالْعَادَات الْقَبِيحَة وَالشَّيَاطِينِ الْإِنْسِيَّة. وَقَالَ غَيْره: فِي تَصْفِيد الشَّيَاطِين فِي رَمَضَان إِشَارَة إِلَى رَفْع عُذْر الْمُكَلِّف كَأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ قَدْ كُفَّتْ الشَّيَاطِينُ عَنْك فَلَا تَعْتَلَّ بِهِمْ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ وَلَا فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ.
وقال صاحب تحفة الأحوزي:" قِيلَ قَدْ خُصَّ مِنْ عُمُومِ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ زَعِيمُ زُمْرَتِهِمْ وَصَاحِبُ دَعْوَتِهِمْ لَكَأَنَّ الْإِنْظَارَ الَّذِي سَأَلَهُ مِنْ اللَّهِ أُجِيبَ إِلَيْهِ فَيَقَعُ مَا يَقَعُ مِنْ الْمَعَاصِي بِتَسْوِيلِهِ وَإِغْوَائِهِ. وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ التَّقْيِيدُ كِنَايَةً عَنْ ضَعْفِهِمْ فِي الْإِغْوَاءِ وَالْإِضْلَالِ"
فيض القدير:" (تنبيه)
علم مما تقرر أن تصفيد الشياطين مجاز عن امتناع التسويل عليهم واستعصاء النفوس عن قبول وساوسهم وحسم أطماعهم عن الإغواء وذلك لأنه إذا دخل رمضان واشتغل الناس بالصوم وانكسرت فيهم القوة الحيوانية التي هي مبدأ الشهوة والغضب الداعيين إلى أنواع الفسوق وفنون المعاصي وصفت أذهانهم واشتغلت قرائحهم وصارت نفوسهم كالمرائي المتقابلة المتحاكية وتنبعث من قواهم العقلية داعية إلى الطاعات ناهية عن المعاصي فتجعلهم مجمعين على وظائف العبادات عاكفين عليها معرضين عن صنوف المعاصي عائقين عنها فتفتح لهم أبواب الجنان وتغلق دونهم أبواب النيران ولا يبقى للشيطان عليهم سلطان فإذا دنوا منهم للوسوسة يكاد يحرقهم نور الطاعة والإيمان.
وأما عن القرين فله حكم صنفه كما سلف. والله الموفق(/)
سؤال للشيخ الفاضل عبدالرحمن الشهري
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[10 Sep 2008, 02:09 م]ـ
لاأكتمك شيخي الفاضل مدى اعجابي بما تطرح من موضوعات في التفسير وأصوله وقد مر بي في أحد دروسك ميلك القوي إلى أن ترتيب السور في المصحف توقيفي فأعجبني هذا الرأي لاسيماعندما أقرأ في الكتب التي تعنى بالتناسب بين السور والعلاقة بين كل سورة والتي قبلها أو بعدها فأقول لوكان هذ العمل باجتهاد لاتوقيف لما حصل هذا التناسب.
وسؤالي شيخي الفاضل: هل هناك من الأقدمين من تبنى هذا الرأي؟
ولي طلب منك وآسف على اثقالي عليك أن تضع لي رابطا أو روابط لدروسك الصوتية وفقك الله في الدنيا والآخرة وغفر لك ولوالديك وأصلح لك النية والذرية وآسف مرة أخرى لاقتطاعي جزء من وقتك الثمين ودمت بخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:02 م]ـ
أسأل الله أن يتقبل مني ومنك ومن إخواننا جميعاً وأن يكفينا شر أنفسنا وأن يزرقنا حسن النية والقصد. وقد استسمنتَ ذا وَرَمٍ، ونفخت في غير ضَرَم يا أخي العزيز، فما نحن إلا طلبة صغار ما زلنا نتدرج في أبجديات هذا العلم الشريف مع تقديري لتشجيعك وحسن ظنك رعاك الله.
أما ترتيب السور في القرآن فالأقوال فيه معروفة مشهورة، ولا يحضرني من قال بالتوقيف في ترتيبه الآن ولو رجعت إلى الإتقان وغيره من الكتب الموسعة وبعض الأبحاث الجيدة لأفدتك إن شاء الله لاحقاً. والقول بالتوقيف في الترتيب له وجهه حيث إن ترتيب السور في المصحف من أهم جوانب جمعه ولو لم يكن من الأدلة إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يقرأ بفاتحة الكتاب ... الحديث) لكفى. مع إمكانية دلالته على القول القائل بعضها بتوقيف وبعضها باجتهاد. والحديث فيه هذا يطول والوقت قصير الآن فلعله يكون لنا عودة للتفصيل.
وأما الدروس الصوتية فتجد بعضها على الروابط التالية وشكر الله لك إتاحة جزء من وقتك لاستماعها ويسعدني تقبل أي توجيهات منكم وفقكم الله:
- حلقات برنامج أهل التفسير ( http://www.ahlaltafsir.com/) .
- مبادئ علم التجويد - الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري ( http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58874&scholar_id=82&series_id=3216) .
- بعض الدروس في موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/archive.php?sid=&tid=619).
وجزاك الله خيراً على دعواتك الطيبة وأسأل الله يكتب لك وللجميع مثلها وأضعافها من الخير.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[12 Sep 2008, 01:48 ص]ـ
شكرا شيخي الفاضل على مرورك. . وتواضعك ودمت بخير.(/)
فائدة وأرجوا التعليق
ـ[خالدالوهبي]ــــــــ[10 Sep 2008, 04:42 م]ـ
قال الله عزّ وجلّ في أواسط العهد المدني في سورة (الصف / 61 مصحف / 109 نزول):
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ *}.
وقال الله عزّ وجلّ في أواخر العهد المدني في سورة (التوبة / 9 مصحف / 113 نزول):
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدينِ كُلهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
النص الأول يشير إلى إعداد الكافرين الوسائل التمهيدية ابتغاء إطفاء نور الله بأفواههم. والنص الثاني يشير إلى إرادة الكافرين إطفاء نور الله بأفواههم بعد أن استكملوا إعداد الوسائل بحسب تصورهم. لذلك كان النصّ الأول مشتملاً على قوله تعالى: {وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ} بهدوء المتمكن الواثق من قوة نفسه وعجز عدوه، وكان النص الثاني مشتملاً على قوله تعالى: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} بتعبير فيه حركة الناهض بكل قوته لقمع عدوه، وإحباط وسائله، وإدحاض باطله(/)
سؤال في ... الآية 97 م سورة التوبة!! وفقكم الله
ـ[هرماس]ــــــــ[10 Sep 2008, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفقكم الله لكل خير .. واستعملنا الله في طاعته .. وتقبل منا صالح الأعمال
في الحقيقة سؤالي مبني على موقف حصل مع معلم لمادة التفسير ..
حدث موقف من أحد أبناء القبائل المعروفة في الجزيرة العربية وكان فيه بطش وظلم من قبل هذا القبلي على غيره ..
فقال هذا المعلم:
http://www.islamic-council.com/quran/image/9_097.gif
سؤالي هو ليس عن تناول هذه الآية للحادثة وإسقاطه عليها ..
إنما السؤال عن معنى لفظ الأعرابي .. الذي أعرفه أنه يقصد به ساكن البادية من عرب وعجم ..
فهل لفظ الأعرابي الذي جاء في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. يصح أن يستدل به على أبناء القبائل حتى وإن كانوا ساكنين في المدن؟؟
لأني أعرف أناساً يستدلون على جفوة وقسوة أبناء القبائل ساكني المدن بالآيات القرآنية أو المواقف التي وردت في السنة من قبل الأعراب وكان فيها جفوة وقسوة!!
وأخيراً .. هل أبناء القبائل المعروفة في الجزيرة العربية (كقبيلة تميم وعنزة وسبيع وشمر وغيرها من القبائل الكريمة) يصح وصفهم بالأعراب مع كونهم الآن سكنوا المدن مع أن آباءهم كانوا بدواً في الصحراء؟؟
وشكر الله لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:04 م]ـ
المفسرون يذهبون إلى تفسير الأعراب بساكني البوادي. دون تفصيل في اسم القبيلة، فكل من سكن البادية فهو أعرابيٌّ سواء كان بكرياً أو تميمياً أو غير ذلك. فإن سكن الحضر وزالت آثار السكنى بالبادية زال عنه هذا الوصف - والله أعلم. فإن سبب الذم هو تلك الجفوة وقلة العلم التي تغلب على أهل البوادي، وإلا ففي بوادي شنقيط اليوم العلماء وحلقات العلم حتى ذكر أحد مؤرخيهم أنهم غيَّروا مفهوم البداوة وارتباطها بالجهل إلى العكس وفي ذلك كلام وأشعار يضيق الوقت الآن عن سردها.
والأمر الذي نتفق عليه الآن جميعاً أن ساكني البادية فيهم من القسوة والغلظة والجهل ما لا تجده في أهل الحضر. وليست الآية للسخرية من أهل البادية بقدر ما هي للتنبيه على تحمل ما يبدر منهم من هذا والسعي لتعليمهم والارتقاء بهم بالعلم ونشره بينهم. واستخدام مثل هذه الآية للسخرية من الآخرين ليس من أخلاق المصلحين.
وللحديث بقية إن شاء الله.(/)
ما الجمع بين هذه الآية وهذا الحديث؟
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:09 م]ـ
بسم الله وعليه توكلت
والحمد لله أولا وآخر والصلاة والسلام على خاتم الرسل وسيد ولد آدم، وبعد:
فتأملت وأنا أقرأ في سورة النساء في قول الحق تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ} الآية (64) سورة النساء
وتذكرت ما في الحديث الصحيحين من قول النبي صلى الله عليه وسلم: «عرضت على الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد».
فسنح في الخاطر قبل البحث عرضه عليكم لعلك يحرك همم الفضلاء لتوضيح الجمه بينهما.
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:46 م]ـ
أخي الكريم
الله عز وجل أرسل الرسل لكي يبلغوا رسالاته و على الناس اتباعهم و طاعتهم في ذلك, فالام في الآية {ليطاع} هي لام تعليل غائية و ليست موجبة كيف ذلك؟ أي أن الهدف من إرسال الرسل هي طاعتهم فيما أرسلوا به ,فقد يطاعوا و قد لا يطاعوا, أما إن قلنا هي علية موجبة فلزم من ذلك أن كل نبي سيطاع من دون أدنى شك و لن يعصى, فيصبح المعلول مبني عليها و هذا مثل قوله تعالى {و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون} فقد يعبد الله عز و جل و قد لا يعبد, إلا أن الله شاء أن بعض الأنبياء لا يتبعهم أحد من الناس كما جاء في الحديث المذكور, و في هذا عبرة عظيمة و فائدة, وهو أن الحق ليس بكثرة الأتباع و الأنصار و لكن الحق هو بالدليل و الحجة و البيان.
و في الحديث عبر جميلة و فوائد كثيرة راجعها في مظانها أخي الكريم.
ـ[عبد الله الراشد]ــــــــ[17 Sep 2008, 09:54 م]ـ
أشكر أخي في الله على المشاركة والإفادة، وفوائد الحديث قد وقفت عليها قبل، لكن عرض هذا الإشكال فقلت لعل المشايخ يفيدونا وأغرتني تواقيع بعض الأعضاء وما فيها من الدرجات العلمية فرجوت أن نستفيد لكن خاب ظني، لكن لعل لهم عن موضوعي شغلا.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[17 Sep 2008, 10:33 م]ـ
قد يظن هذا التعارض، حين تجعل اللام في قوله تبارك اسمه (ليطاع) لام العاقبة، ولا أظن أحدا قال بها .............
وعليه فاللام في قوله (ليطاع) لام التعليل قطعا، فيكون معنى الآية: غاية إرسال الرسل هو طاعتهم فيما جاءوا به من تبليغ شرع الله والدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة
هذا المقصد والحكمة من إرسال الرسل قد يحصل وقد لا يحصل فيأتي النبي وليس معه أحد، لما جرت به سنة الله من وجود الكافر المؤمن ................
هذه إجابة العبد الضعيف، وإن أردت إجابات أهل الدرجات العلمية فانتظرهم .................................. وفقك الله للعلم والعمل.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[17 Sep 2008, 10:34 م]ـ
قد يظن هذا التعارض، حين تجعل اللام في قوله تبارك اسمه (ليطاع) لام العاقبة، ولا أظن أحدا قال بها .............
وعليه فاللام في قوله (ليطاع) لام التعليل قطعا، فيكون معنى الآية: غاية إرسال الرسل هو طاعتهم فيما جاءوا به من تبليغ شرع الله والدعوة إلى التوحيد وإخلاص العبادة
هذا المقصد والحكمة من إرسال الرسل قد يحصل وقد لا يحصل فيأتي النبي وليس معه أحد، لما جرت به سنة الله من وجود الكافر المؤمن ................
هذه إجابة العبد الضعيف، وإن أردت إجابات أهل الدرجات العلمية فانتظرهم .................................. وفقك الله للعلم والعمل.(/)
لطائف قرآنية
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أسأله سبحانه أن يرزقنا وإياكم من العلم أنفعه وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
من الفأل الحسن أن تكون أول مشاركة لي في المواقع الإلكترونية في هذا الموقع المبارك ومما دفعني لذلك اجتماع هذه الكوكبة المباركة من أهل الفضل رفع الله قدرهم في الدارين.
وستكون أول المشاركات بإذن الله سلسة كنت أعددتها بعنوان لطائف قرآنية وأرسلها بالجوال لجملة من أهل الفضل يوميا طوال شهر رمضان وسأتحفكم اليوم باللطيفة الأولى والثانية و البقية تأتي تباعاً في الغد بإذن الله وتكون معها اللطيفة الحادية عشر ثم بإذن الله ستأتيكم كل لطيفة مع يومها ابتداء من اليوم الثاني عشر وهذه اللطائف قد لاتكون مجتمعة في كتاب لأنها مستخلصة من قرابة سبعين كتاباً جعلنا الله وإياكم من أهل القرءان الذين هم أهل الله وخاصته.
لطائف قرآنية: 1:
فما أشدها من حسرة وما أعظمها من غبنة على من أفنى أوقاته في طلب العلم ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن ولا باشر قلبه أسراره ومعانيه فالله المستعان.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
قال تعالى في سورة الواقعة عن نار الدنيا:
(نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين)
فأخبر سبحانه أنها تذكرة تذكر بنار الآخرة ومنفعة للنازلين بالقواء وهم المسافرون.
والسؤال لماذا خص الله المقوين بالذكر مع أن منفعتها عامة للمسافرين والمقيمين؟
تنبيها ً لعباده والله أعلم بمراده من كلامه على أنهم كلهم مسافرون وأنهم في هذه الدار على جناح سفر ليسوا مقيمين ولا مستوطنين.
ابن القيم ـ طريق الهجرتين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة البقرة: (وقلنا يآدم اسكن أنت وزوجك الجنة)
وقال تعالى في سورة الأعراف: (وياآدم اسكن أنت وزوجك الجنة)
لماذا عبر الله جل وعلا في الآيتين بلفظ اسكن دون غيره من الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى؟
إشارة إلى قصر وقت الإقامة في الجنة حينذاك لأن الله تعالى إنما خلق آدم لخلافة الأرض.
الفخر الرازي ـ مفاتيح الغيب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرانية: 2:
ألفاظ القرءان:
ألفاظ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لا نت فأنفاس الحياة الآخرة، معان هي عذوبة ترويك من ماء البيان، ورقة تستروح منها نسيم الجنان، ونور تبصر به في مرآة الإيمان وجه الأمان.
الرافعي ـ إعجاز القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون)
فتأمل كمال طاعتها وحسن ائتمارها لأمر ربها تعالى كيف اتخذت بيوتها في الجبال وفي الشجر وفي بيوت الناس حيث يعرشون أي يبنون العروش وهي البيوت فلا يرى للنحل بيت غير هذه الثلاثة البتة.
وتأمل كيف أن أكثر بيوتها في الجبال وهو البيت المقدم في الآية ثم الأشجار وهو من أكثر بيوتها وأقل بيوتها بينهم حيث يعرشون.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة الطور: (والبيت المعمور)
وهذا البيت هو كعبة أهل السماء ولهذا وجد ابراهيم الخليل عليه السلام مسنداً ظهره إلى البيت المعمور لأنه باني الكعبة الأرضية والجزاء من جنس العمل.
ابن كثير ـ تفسير القرءان العظيم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:24 م]ـ
لطائف رائعة جداً، لا يظهر حسنها إلا التأمل الهادئ، ولا أظنها ظهرت لابن القيم والرافعي وغيرهما إلا في أوقات الصفاء النفسي مع كتاب الله الكريم.
والغريب أنني منذ قرأتها أول مرة وأنا أحب التأمل والوقوف معها، ولم يتيسر لي ذلك إلا الآن، وقد استمتعتُ بها مرة أخرى هنا، كما استمتعتُ بها من قبل من خلالي هاتفي الجوال الذي أُرسلَ بعضها إليه من أخي العزيز فهد الجريوي وفقه الله.
وأنتم بهذه الاختيارات ترسلون رسائل للقارئ مضمونها:
1 - دعوة لقراءة كتب أصحاب هذه الاختيارات.
2 - التأمل في مثل هذه الآيات مرة بعد مرة.
3 - التنبيه على أهمية تدبر القرآن وتكرار النظر في معانيه وألفاظه.
وهذه رسالة عالية أرجو أن توفق للاستمرار في حملها، والتذكير بها بمثل هذه المختارات البديعة.
أدام الله توفيقك.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Aug 2009, 05:44 م]ـ
جزيت خيراً أخي فهد
ولعلي أدلي بوجه من الوجوه المحتملة لقوله تعالى:" ومتاعاً للمقوين":
ورد في المعنى:" أقوى الرجل إذا صار إلى حال القوة" على اعتبار أن هذه الكلمة من الأضداد.
وعليه فالنار متاع لكل من طلب القوة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2009, 12:39 ص]ـ
أدام الله ظلكم وأدر وبلكم وطلكم يا شيخ عبدالرحمن، وأسأله سبحانه أن يجمعنا بكم في الفردوس الأعلى وإخواننا وأخواتنا أهل الملتقى وبهذه المناسبة المباركة سأجعل لطائف العام الماضي التي أوردتها في الملتقى ضمن هذه المشاركة ثم بإذن الله سأجعل اللطائف القرآنية لشهر رمضان 1430هـ في هذه المشاركة وستأتيكم بإذن الله يومياً، فأسأله سبحانه أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم.
يا أبا عمرو أسأل الله أن يوفقك ويسددك ويجعلك مباركاً أينما كنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2009, 12:53 ص]ـ
لطائف قرآنية: 3:
إني لأعجب ممن قرأ القرءان ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته!!
ابن جرير الطبري ـ معجم الأدباء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (إنما المشركون نجس)
نجاسة المشرك عينية ولهذا جعل سبحانه المشرك نَجَساً بفتح الجيم ولم يقل إنما المشركون نجِِس بالكسر فإن النَجَس عين النجاسة والنجِس (بالكسر) هو المتنجس فأنجس النجاسة الشرك كما أنه أظلم الظلم.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه)
لماذا قالوا امرأة العزيز ولم يصرحوا باسمها؟
أضفنها إلى زوجها إرادة لإشاعة الخبر فإن النفس إلى سماع أخبار أولي الأخطار والمكانة أميل.
البقاعي ـ نظم الدرر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 4:
القرءان الكريم:
به فنون المعاني قد جمعن فما = يفتن من عجب إلا إلى عجب
أمر ونهي وأمثال وموعظة = وحكمة أودعت في أفصح الكتب
لطائف يجتليها كل ذي بصر = وروضة يجتنيها كل ذي أدب
أبو حيان الأندلسي ـ البحر المحيط.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في قصة ابني آدم: (فبعث الله غراباً يبحث في الأرض)
تأمل الحكمة في إرسال الله تعالى لابن آدم الغراب المؤذن اسمه بغربة القاتل من أخيه وغربته هو من رحمة الله وغربته من أبيه وأهله واستيحاشه منهم واستيحاشهم منه.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
قال بعض أهل الفضل من المفسرين:
الغراب أحد الفواسق الخمسة وفعل ابن آدم وهو القتل من أعظم الفسق فناسب مابعث إليه هذا الفعل والله أعلم بمراد كتابه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة يوسف: (قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
يعقوب عليه السلام عرف تأويل الرؤيا ولم يبال بذلك فإن الرجل يود أن يكون ولده خيراً منه والأخ لايود ذلك لأخيه.
ابن العربي ـ أحكام القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 5:
في رحلة إلى أنديجان (وهي منطقة تتبع جمهورية أوزبكستان) قام بها رئيس تحرير صحيفة العالم الإسلامي مراد عرقسوس يتحدث عن موقف لا ينسى فيقول:
عندما أدركتنا صلاة العصر وكنا بالقرب من أحد المساجد ولجنا إلى بيت الله لأداء الصلاة وبعد انتهائها رأيت المصلين يتسابقون للجلوس في طابور طويل يبدأ عند أحد أعمدة المسجد وينتهي عند المدخل.
ثم قام إمام المسجد بعد ذلك بفتح صندوق حديدي مثبت في المسجد وأخرج مصحفاً قديماً وبدأ كل شخص من المصطفين يقرأ صفحة واحدة فقط من المصحف تحت إشراف الإمام ويغادر المسجد ثم الذي يليه وهكذا.
وتبين أن هذا الطابور من المصلين ينتهي عند أذان المغرب نظراً لأن هذا المسجد لا يوجد فيه سوى هذا المصحف فقط وأن جميع المصلين لا يملكون مصاحف خاصة بهم في منازلهم!!!
مجلة العالم الإسلامي عدد 1776 ـ 1423هـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ذكر الله جل وعلا في سورة التحريم عن امرأة فرعون قولها: (رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة)
فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة فإن الجار قبل الدار.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب!
وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة!!.
ابن القيم ـ الداء والدواء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
انظر إلى هذه اللطيفة القرآنية في هذه الآية إذ ورد فيها لفظ السؤال ولم يأت بعده لفظ (قل) كما هو في آيات السؤال الأخرى في القرءان الكريم مثل قوله تعالى: (يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)
وقوله تعالى: (يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو)
وفي هذا والله أعلم إشارة إلى رفع الواسطة بين العبد وربه في مقام التعبد والدعاء.
بكر أبوزيد ـ تصحيح الدعاء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2009, 01:00 ص]ـ
لطائف قرآنية: 6:
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي لتالي القرءان العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن مايقرؤه ليس من كلام البشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه.
ابن الجوزي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور)
بدأ سبحانه بذكر الإناث فقدم ماكانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن فقال الله هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي عند الذكر.
وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير للذكور بالتعريف فإن التعريف تنويه والله أعلم بالمراد من ذلك.
ابن القيم ـ تحفة المودود بأحكام المولود.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في شأن يوسف وامرأة العزيز: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب)
تأمل:
المتبادر للذهن أن يكون الخطاب وألفيا سيدهما لأن يوسف مملوك لدى العزيز فلماذا نسبت السيادة للمرأة فقط؟
لأن يوسف مسلم والعزيز كافر ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم.
البقاعي ـ نظم الدرر.
وجه آخر:
وإنما لم يقل سيدهما لأن ملكه ليوسف لم يكن صحيحاً فلم يكن سيداً له لأن استرقاق يوسف غير شرعي وهذا كلام ربه العليم بأمره لا كلام من استرقه.
الهرري ـ حدائق الروح والريحان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 7:
إدا أردتم العلم فاقرؤا هذا القرءان فإن فيه علم الأولين والآخرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (ولما سكت عن موسى الغضب)
عدل سبحانه عن قوله سكن إلى قوله (سكت) تنزيلاً للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي الذي يقول لصاحبه:افعل لا تفعل فهو مستجيب لداعي الغضب الناطق فيه المتكلم على لسانه.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام: (إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب) فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابراً وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
ابن القيم ـ عدة الصابرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة لقمان: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت)
تأمل: قال سبحانه وماتدري نفس ماذا تكسب غدا ولم يقل وماتدري نفس ماذا تعمل غدا فلماذا؟
لأن النفوس تعلم ماذا ستعمل في غدها لكن هل تكسبه أم لا هذا في علم الله عزوجل.
ابن عثيمين ـ مجموع الفتاوى.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 8:
البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثُر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة.
أبو هريرة رضي الله عنه ـ الزهد لابن المبارك.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (يا أيها الدين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم)
ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد والتعلم والصدقة وغير ذلك من أمور البر وأعمال الخير.
ابن القيم ـ عدة الصابرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أما ما يذكره العوام أن (يس) و (طه) من أسماء النبي فغير صحيح ليس في ذلك حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب إنما هذه الحروف مثل (ألم) و (حم) ونحوها.
ابن القيم ـ تحفة المودود.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في قصة كعب بن مالك وصاحبيه في غزوة تبوك: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا)
يتبادر للذهن أن المقصود بالذين خلفوا أي تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا صحيح؟
ليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا.
كعب بن مالك رضي الله عنه ـ صحيح البخاري.
قد فسرها كعب بالصواب فليس ذلك تخلفهم عن الغزو لأن الله لو أراد ذلك لقال وعلى الثلاثة الذين تخلفوا.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2009, 01:05 ص]ـ
لطائف قرآنية: 9:
لم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلاباً للحق من قراءة القرءان لمن تدبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهيب بن الورد ـ حلية الأولياء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون).
تأمل:
كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لاتعلمه نفس.
وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة.
ابن القيم ـ حادي الأرواح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية)
أما العيشة الراضية فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية فإنها اللائقة بهم فشبه ذلك برضاها بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط فتأمله.
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
من قال أني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب عليه السلام لما طلب منه أبناءه أخاهم بنيامين قال: (هل ءآمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل)
فقالوا: (ونزداد كيل بعير) فقال: خذوه.
أبو الوفاء بن عقيل ـ صيد الخاطر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 10:
القرءان لا يثبت في الصدر ولا يسهل حفظه وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل.
الشنقيطي ـ أضواء البيان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تقديم الأموال على الأنفس في الجهاد وقع في جميع القرءان إلا في موضع واحد قدمت فيه الأنفس وهو قوله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)
فما الحكمة من ذلك؟
تقديم الأنفس هنا هو الأولى لأنها هي المشتراة بالحقيقة وهي مورد العقد وهي السلعة التي استامها ربها وطلب شراءها لنفسه وجعل ثمن هذا العقد رضاه وجنته.
والأموال تبع لها فإذا ملك المشتري النفس ملك مالها فإن العبد وما يملكه لسيده.
فحسن تقديم النفس على المال في هذه الآية حسناً لا مزيد عليه.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في بيان رؤيا يوسف: (يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)
ذكر جماعة من المفسرين أن القمر تأويله الأب والشمس تأويلها الأم فاستقرأ بعض الناس من تقديمها وجوب بر الأم وزيادته على بر الأب.
ابن الفرس ـ أحكام القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال: (لا تثريب عليكم اليوم)
ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي)
عطاء الخراساني ـ تفسير ابن أبي حاتم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 11:
من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله وتدبره بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه و لا منثوره.
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد)
تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه لا بلسانه ولا بيده.
بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحب فهذا لا يكاد يخلو منه أحد.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
قال ابن تيمية: ما خلا جسد من حسد فالكريم يخفيه واللئيم يبديه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن القرءان: (قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)
وقال تعالى عن العسل: (فيه شفاء للناس)
لم يصف الله في كتابه بالشفاء إلا القرءان والعسل فهما الشفاءان.
القرءان شفاء القلوب من أمراض غيها وضلالها وأدواء شبهاتها وشهواتها.
والعسل شفاء الأبدان من كثير من أسقامها وأخلاطها وآفاتها.
ولقد أصابني أيام مقامي بمكة أسقام مختلفة ولا طبيب هناك ولا أدوية فكنت استشفي بالعسل وماء زمزم ورأيت فيهما من الشفاء أمراً عجباً.
وتأمل إخباره سبحانه وتعالى عن القرءان بأنه نفسه شفاء وقال عن العسل فيه شفاء للناس وما كان نفسه شفاء أبلغ مما جعل فيه شفاء.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال يوسف عليه السلام بعد أن اجتمع إليه أهله: (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو)
إن قلت: لم ذكر يوسف نعمة الله عليه في إخراجه من السجن دون إخراجه من الجب مع أنه أعظم نعمه لأن وقوعه في الجب كان أعظم خطراً؟
هذا من عظيم خلق يوسف لأن في ذكر الجب توبيخاً وتقريعاً لإخوته بعد قوله:
(لا تثريب عليكم اليوم) فعدل عن ذلك وذكر السجن.
زكريا الأنصاري ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرءان.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[23 Aug 2009, 01:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا
بارك الله عليك
لا يحضرني ما يفي بالمقام على ما في قلبي من إجلال، لكن تزاحم المعاني أوقف لساني
أحب هذا الجمع والتدارس، وأحاول أن أفعل مثل ذلك دوما وأجمع وأكتب ما يفتح به الله تعالى كذلك
عسى أن نكون من أهل القرءان
سأبقى متابعا إن شاء الله
جَاءَ الرّسولُ كِتابُه بيمينِهِ واليمنُ في فمهِ وَفْوَق جَبينِهِ
وَافَى إمامَ المُرسلينَ مُبشّراً بالمؤمنينَ من الملوكِ بدينهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[23 Aug 2009, 02:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الموضوع الشيق المفيد،
وقد وقفت على لطيفة ذكرها الحافظ ابن رجب رحمه الله في توجيه ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل بعد ذكر تحريم الطعام و الشراب على الصائم بالنهار (الآية 186/ 187من سورة البقرة) قال في لطائف المعارف -ص174 في المجلس الأول من مجالس رمضان-:
التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات، كان بمثابة من يترك الفرائض و يتقرب بالنوافل، و إن كان صومه مجزئا عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته، لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه، دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به هذا هو قول جمهور العلماء.
و في مسند الإمام أحمد [أن امرأتين صامتا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم فكادتا أن تموتا من العطش فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فأعرض ثم ذكرتا له فدعاهما فأمرهما أن تتقيآ فقاءتا ملء قدح قيحا و دما و صديدا و لحما عبيطا فقال النبي صلى الله عليه و سلم: إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما و أفطرتا على ما حرم الله عليهما جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا تأكلان في لحوم الناس]
و لهذا المعنى و الله أعلم ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام و الشراب على الصائم بالنهار، ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل. فإن تحريم هذا عام في كل زمان و مكان بخلاف الطعام و الشراب، فكان إشارة إلى أن من امتثل أمر الله في اجتناب الطعام و الشراب في نهار صومه فليمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل فإنه محرم بكل حال لا يباح في وقت من الأوقات. اهـ
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Aug 2009, 10:06 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور إسلام على هذا الرد المطرب وأسأله سبحانه أن ينفع بك ويحفظك.
أخي عدنان أسأل الله أن يجعلك مباركاً أينما كنت ونفع الله بك وشكر الله لك هذه اللطيفة الرائعة و أسأله سبحانه أن يلطف بك في الملمات والأزمات، وأسعد يعلم الله بتواصل جميع الإخوة وإثرائهم لهذا الموضوع.
بفضل من الله ومنّة أعددت لطائف هذا العام 1430هـ وأرسلها يومياً (عصراً) بالجوال لجملة من أهل الفضل برسالة وسائط فمن أحب أن ينتظم في سلكهم (وعنده خدمة الوسائط) فليرسل رقمه لي على الخاص ويبشر، واللطائف بإذن الله سأوردها يومياً بإذن الله ليلاً في هذه الزاوية وكنت أتمنى أن أبدأ في اليوم الأول لكني حبسني حابس.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Aug 2009, 10:08 م]ـ
لطائف قرآنية: 1:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من علّم آية من كتاب الله كان له ثوابها ما تليت).
السلسة الصحيحة للألباني.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
من قرئ عليه القرآن فليقدر نفسه كأنما يسمعه من الله يخاطبه به، وعندئذ تزدحم معاني المسموع ولطائفه و عجائبه على قلبه.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين ءامنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فا غفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم).
في هذه الآية دليل على أن صفة الإيمان إذا جمعت بين شخصين يجب أن تكون داعية للنصيحة وأن يستغفر له بظهر الغيب، وإن تباعدت أماكنهم وتفاوتت أجناسهم.
فإنه لا اشتراك بين سماوي وأرضي، ولا بين ملك وبشر، ومع ذلك لما جمعتهم صفة الإيمان استغفر أهل السماوات العلى لأهل الأرضين السفلى.
السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم.
قال خلف بن هشام البزار القارئ:
كنت أقرأ على سليم بن عيسى، فلما بلغت: (ويستغفرون للذين ءامنوا) بكى، ثم قال: يا خلف! ما أكرم المؤمن على الله نائماً على فراشه، والملائكة يستغفرون له.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلاً).
في الآية دليل على جواز ترك إنفاذ الوعيد، والدليل على ذلك بقاء المنافقين معه صلى الله عليه وسلم حتى مات.
والمعروف من أهل الفضل إتمام وعدهم وتأخير وعيدهم.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم).
دلت هذه الآية على أن شفقة الأبوة كما هي في الدنيا متوفرة كذلك في الآخرة، ولهذا طيب الله تعالى قلوب عباده بأنه لا يولههم (يفرق بينهم وبين أولادهم) بل يجمع بينهم.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف خدم الجنة: (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون).
قيل:
هذا شأن الخادم
فما شأن المخدوم؟!
السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تنبيه:
السخاوي المتقدم ذكره صدر تفسيره هذا العام وهو صاحب كتاب (هداية المرتاب وغاية الحفاظ والطلاب في نظم متشابه الكتاب) توفي سنة 642.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Aug 2009, 10:10 م]ـ
لطائف قرآنية: 2:
قال بشر بن السري: إنما الآية مثل التمرة، كلما مضغتها استخرجت حلاوتها.
فحُدث بذلك أبو سليمان فقال: صدق إنما يؤتى أحدكم من أنه إذا ابتدأ السورة أراد آخرها.
البرهان في علوم القرآن للزركشي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات).
تأمل حكمته تعالى في محق أموال المرابين وتسليط المتلفات عليها كما فعلوا بأموال الناس ومحقوها عليهم وأتلفوها بالربا، جوزوا إتلافاً بإتلاف!
فقل أن ترى مرابياً إلا وآخرته إلى محق وقلة وحاجة.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين * يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين).
أشارت الآية إلى أنه كلما منّ الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء كانت مطالبته بالعبادة أثر لأن الملائكة لما قالت:
(إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين).
أمرتها بالقنوت والسجود والركوع، فدل هذا على أنه ينبغي للإنسان كلما ازدادت عليه نعم الله أن يزداد على ذلك شكراً بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك).
في الآية تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها بالرجوع إلى أهل العلم.
البيضاوي ـ تفسير البيضاوي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في قصة ذي القرنين: (حتى إذا ساوى بين الصدفين قال انفخوا حتى إذا جعله ناراً قال ءاتوني أفرغ عليه قطراً * فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً).
في هذه الآية دليل على اتخاذ السجون وحبس أهل الفساد فيها ومنعهم من التصرف لما يريدونه ولا يتركون وما هم عليه.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Aug 2009, 10:45 م]ـ
لطائف قرآنية: 3:
ربما تعجبون من اعتراف رجل أوروبي مثلي بهذه الطريقة:
فقد درست القرآن فوجدت فيه تلك المعاني العالية والأنظمة المحكمة والبلاغة الرائعة التي لم أجد مثلها قط في حياتي، جملة واحدة منه تغني عن مؤلفات، هذا ولا شك أكبر معجزة أتى بها محمد عن ربه.
المستشرق الألماني د. شومبس ـ بالقرآن أسلم هؤلاء لعبد العزيز الغزاوي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون).
هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم، ويستقله، ويعتذر من التقصير.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
حذار حذار من أمرين لهما عواقب سوء:
أحدهما: رد الحق لمخالفته هواك، فإنك تعاقب بتقليب القلب، ورد ما يرد عليك من الحق رأساً، ولا تقبله إلا إذا برز في قالب هواك.
قال تعالى: (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة).
فعاقبهم على رد الحق أول مرة بأن قلب أفئدتهم وأبصارهم بعد ذلك.
الثاني: التهاون بالأمر إذا حضر وقته فإنك إن تهاونت به ثبطك الله و أقعدك عن مراضيه وأوامره عقوبة لك.
قال تعالى: (فإن رجعك الله إلى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي أبدا ولن تقاتلوا معي عدواً إنكم رضيتم بالقعود أول مرة فاقعدوا مع الخالفين).
فمن سلم من هاتين الآفتين والبليتين العظيمتين فلتهنه السلامة.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة الأعراف بعد ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان:
(يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة).
(يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد).
(يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم ءاياتي).
لمخاطبتهم ببني آدم وقع عجيب بعد الفراغ من ذكر قصة آدم وما لقيه من وسوسة الشيطان:
وذلك أن شأن الذرية أن تثأر لآبائها وتعادي عدوهم، وتحترس من الوقوع في شَركِه.
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال ابن عقيل يوماً في وعظه: يا من يجد من قلبه قسوة، احذر أن تكون نقضت عهداً فإن الله يقول:
(فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية).
ذم قسوة القلب لابن رجب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Aug 2009, 09:51 م]ـ
لطائف قرآنية: 4:
اعلم أن علم التفسير أجلّ العلوم على الإطلاق، وأفضلها وأوجبها وأحبها إلى الله؛ لأن الله أمر بتدبر كتابه والتفكر في معانية والاهتداء بآياته وأثنى على القائمين بذلك وجعلهم في أعلى المراتب ووعدهم أسنى المواهب.
فلو أنفق العبد جواهر عمره في هذا الفن لم يكن ذلك كثيراً في جنب ما هو أفضل المطالب، وأعظم المقاصد وأصل الأصول كلها وقاعدة أساسيات الدين وصلاح أمور الدين والدنيا والآخرة، وكانت حياة العبد زاهرة بالهدى والخير والرحمة وطيب الحياة والباقيات الصالحات.
السعدي ـ القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا).
من طلب من الفقراء الدعاء أو الثناء خرج من هذه الآية، ولهذا كانت عائشة إذا أرسلت إلى قوم بهدية تقول للمرسول:
اسمع ما دعوا به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا ويبقى أجرنا على الله.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً).
كان يقال: زيد بن محمد حتى نزل: (ادعوهم لأبائهم) فقال: أنا زيد بن حارثة، وحرُم عليه أن يقول: أنا زيد بن محمد.
فلما نزع عنه هذا الشرف وهذا الفخر، وعلم الله وحشته من ذلك شرفه بخصيصة لم يكن يخص بها أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أنه سماه في القرآن فقال تعالى:
(فلما قضى زيد منها وطراً). ومن ذكره الله تعالى باسمه في الذكر الحكيم حتى صار اسمه قرآناً يتلى في المحاريب، نوه به غاية التنويه، فكان هذا تأنيس له وعوض من الفخر بأبوة محمد صلى الله عليه وسلم له.
عبدالرحمن السهيلي ـ الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين).
ثم قال:
(إني ءامنت بربكم فاسمعون).
فكان جزاءه من قومه القتل، فقيل له عند موته:
(قيل ادخل الجنة قال ياليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين).
في هذه الآيات تنبيه عظيم، ودلالة على وجوب كظم الغيظ، والحلم عن أهل الجهل، والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأسرار وأهل البغي، والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة والدعاء عليه.
ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل، وهم كفرة عبدة أصنام.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
ـ[عدنان أجانة]ــــــــ[26 Aug 2009, 03:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على الدرر الغالية، واللطائف النفيسة، وأكرمك المولى كفاء ما أكرمتنا.
ومن اللطائف المستطرفة في هذا الباب، ما ذكره الصاوي في حاشيته على الجلالين، فإنه قال ما معناه:
أول حرف ابتدئ به القرآن الكريم في ترتيب المصحف هو الباء من "بسم الله الرحمن الرحيم". وآخر حرف هو السين في قوله: "من الجنة والناس".
وإذا جمعت الباء مع السين تحصل على كلمة "بس". أي يكفيك، إذا حصلت على القرآن حصلت على كل شيء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Aug 2009, 10:26 م]ـ
لطائف قرآنية: 5:
قيل لعامر بن عبد قيس:
أما تسهو في صلاتك؟
قال أوَ حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!
المدهش لابن الجوزي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لقد عظمت نعمة الله على عبد أغناه بفهم كتابه عن الفقر إلى غيره:
(أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون).
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون * واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان).
(يُتْبَعُ)
(/)
لما كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع ابتلي بالاشتغال بما يضره، فمن ترك عبادة الرحمن ابتلي بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله وخوفه ورجائه ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه، ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان، ومن ترك الذل لربه ابتلي بالذل للعبيد، ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).
ينبغي للإنسان أن يتأول هذه الآية ولو مرة واحدة، إذا أعجبه شيء من ماله فليتصدق به لعله ينال هذا البر.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Aug 2009, 08:21 م]ـ
لطائف قرآنية: 6:
قال تعالى:
(لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
أعرف امرأة كبيرة في السن أصيبت بألم في جسدها فلما ذهبت للمستشفى قال الطبيب: إن في جسدك مجموعة من الحصوات وقرر إجراء عملية لإزالتها فرفضت المرأة إجراء العملية.
بعد مدة راجعت الطبيب فتبين بعد الكشف عليها أن جميع الحصوات زالت، سألها الطبيب متعجباً ما الذي عملتيه حتى زالت؟
قالت: قرأت عليها القرآن، هذا القرآن الذي لو قرأ على جبل لصدعه ما يصدع حصوات صغيرة في جسمي!.
عبدالكريم الخضير ـ شرح العقيدة الواسطية (مسموع).
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود).
هذا هو السر الذي لأجله علقت القلوب على محبة الكعبة البيت الحرام، حتى استطاب المحبون في الوصول إليها هجر الأوطان والأحباب، ولذّ لهم فيها السفر الذي هو قطعة من العذاب، فركبوا الأخطار، وجابوا المفاوز والقفار، واحتملوا في الوصول غاية المشاق، ولو أمكنهم لسعوا إليها على الجفون والأحداق.
وسر هذه المحبة هي إضافة الرب سبحانه البيت إلى نفسه بقوله:
(وطهر بيتي للطائفين والقائمين).
ابن القيم ـ روضة المحبين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
ليس في كتاب الله آية واحدة يمدح فيها أحد بنسبه، ولا يذم بنسبه، وإنما يمدح بالإيمان والتقوى، ويذم بالكفر والفسوق والعصيان.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه عن تفسير هذه الآية فقال:
الرجل يشتمه أخوه فيقول:
إن كنت صادقاً فغفر الله لي، وإن كنت كاذباً فغفر الله لك.
الدر المنثور للسيوطي.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2009, 10:26 م]ـ
لطائف قرآنية: 7:
من مكايد الشيطان تنفيره عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول هذه مخاطرة حتى يقول الإنسان أنا لا أتكلم في القرآن تورعاً.
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن كتاب الفجار:
(كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين).
وقال جل وعلا عن كتاب الأبرار:
(كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون).
خص تعالى كتاب الأبرار بأنه يكتب ويوقع لهم به بمشهد من الملائكة والنبيين وسادات المؤمنين، ولم يذكر شهادة هؤلاء لكتاب الفجار.
تنويهاً بكتاب الأبرار وما وقع لهم به، وإشهاراً له وإظهاراً بين خواص خلقه كما يكتب الملوك تواقيع من تعظمه بين الأمراء وخواص أهل المملكة تنويهاً باسم المكتوب له، وإشادة بذكره، وهذا نوع من صلاة الله سبحانه وتعالى وملائكته على عبده.
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن مريم عليها السلام:
(وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين).
جعلها سبحانه من خيرة نساء العالمين، حتى ألحقها بالرجال في صلاحها.
تأمل أنه قال:
(من القانتين) ولم يقل: من القانتات لأنه كما جاء في الحديث:
(كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا قليل).
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن المسيح ابن مريم عليه السلام:
(وجعلني مباركاً أين ما كنت).
أي معلماً للخير داعياً إلى الله مذكراً به مرغباً في طاعته.
فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تمحق بركة من لقيه واجتمع به.
ابن القيم ـ رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه (الرسالة التبوكية).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2009, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل فهد على هذه اللطائف القرآنية القيمة فقد جمعت في كلمات يسيرة علماً غزيراً وفوائد جمة لا يستنبطها إلا أصحاب علم ثاقب وتدبر دقيق في كتاب الله تعالى. زادك الله من فضله وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك.
هل تأذن أخي الكريم بنشر هذه اللطائف في موقعي إسلاميات ومنتداه؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2009, 11:07 م]ـ
وفقكم الله يا أخت سمر وبارك الله لكم فيما تقدمون وجعلكم مباركين أينما كنتم، وكل ما أكتب في هذا المنتدى حقوقه لهذا الملتقى وأهله فانشروا ما شئتم ودعوا ما شئتم سددكم الله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Aug 2009, 04:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل فهد على طيب خلقك وإن شاء الله نستفيد جميعاً من هذه اللطائف القرآنية.
وفقكم الله لكل خير وزادكم من فضله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Aug 2009, 10:01 م]ـ
لطائف قرآنية: 8:
من استمع إلى القرآن إدراكاً وفهماً وتدبراً وإجابة، لن يعدم من اختار هذا السماع إرشاداً لحجة وتبصرة لعبرة وتذكرة لمعرفة وفكرة في آية ودلالة على رشد وحياة لقلب وغذاءً ودواءً وشفاءً وعصمة ونجاة، وكشف شبهة.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(يا أيها النبي حسبك الله)، وقال تعالى: (يا أيها النبي حرض المؤمنين)، وقال تعالى: (يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر).
ناداه بالنبي كما ناداه بالرسول في بعض المواضع، ولم يناده باسمه العلمي قط، فإن مواجهة العظماء بأسمائهم ليست من عادة الكرماء.
القونوي ـ حاشية القونوي على تفسير البيضاوي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
انظر إلى الفضل والكرم:
هو الذي منّ علينا بالهداية ثم يقول: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، فكأننا نحن الذين أحسنا فأحسن إلينا بالجزاء مع أنه له الإحسان أولاً و آخراً هو الذي أحسن إلينا أولاً، وأحسن إلينا آخراً ولكن هذه منته سبحانه وتعالى، ومن شكره لسعي عبده.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً).
محبة المساكين والإحسان إليهم توجب إخلاص العمل لله عز وجل لأن نفعهم في الدنيا لا يرجى غالباً.
ابن رجب ـ اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[30 Aug 2009, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم فهد
كلمات تكتب بماء الذهب فواصل أثابك الله وفتح عليك
لطائف قرآنية: 6:
قال تعالى في قصة كعب بن مالك وصاحبيه في غزوة تبوك: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا)
يتبادر للذهن أن المقصود بالذين خلفوا أي تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا صحيح؟
ليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا.
كعب بن مالك رضي الله عنه ـ صحيح البخاري.
قد فسرها كعب بالصواب فليس ذلك تخلفهم عن الغزو لأن الله لو أراد ذلك لقال وعلى الثلاثة الذين تخلفوا.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
أليس في هذه اللطيفة تتجلى رحمة الله تعالى وكمال عفوه بأن تاب عليهم وسترهم فلم يقرعهم بذنبهم بلفظ "تخلفوا" .......
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Aug 2009, 10:09 م]ـ
أحسنت يا أخت أفنان وبارك الله فيك وزادك من فضله، وإيراد هذه اللطيفة كان من أجل تصحيح لفهم خاطئ ربما تبادر لقارئ الآية من الوهلة الأولى وما ذكرتيه محتمل وفقك الله ولا يعارض ما تقدم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Aug 2009, 10:11 م]ـ
لطائف قرآنية: 9:
قال تعالى:
(مثل الذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين).
دخل في عموم هذا من يحفظ القرآن من أهل ملتنا ثم لا يفهمه ولا يعمل به.
الطرطوشي ـ البدع والحوادث.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).
قال الحسن البصري:
(هذا مثلٌ قلّ والله من يعقله من الناس: شيخ كبير ضعف جسمه وكثر صبيانه أفقر ما كان إلى جنته، وإن أحدكم والله أفقر ما يكون إلى عمله إذا انقطعت عنه الدنيا).
صدق والله الحسن هذا مثلٌ قلّ من يعقله من الناس، ولهذا نبه الله سبحانه وتعالى على عظم هذا المثل، وحدا القلوب إلى التفكر فيه لشدة حاجتها إليه فقال تعالى:
(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون).
فلو فكر العاقل في هذا المثل وجعله قبلة قلبه لكفاه و شفاه، فكذلك العبد إذا عمل بطاعة الله، ثم أتبعها بما يبطلها ويحرقها من معاصي الله كان كالإعصار ذي النار المحرق للجنة التي غرسها بطاعته وعمله الصالح.
فلو تصور العامل بمعصية الله بعد طاعته هذا المعنى حق تصوره وتأمله كما ينبغي لما سولت له نفسه والله إحراق أعماله الصالحة وإضاعتها.
فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب و شفاء للصدور وهدى ورحمة للمؤمنين.
ابن القيم ـ طريق الهجرتين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فذكر إن نفعت الذكرى)
من ها هنا يؤخذ الأدب في نشر العلم، فلا يضعه عند غير أهله.
ابن كثير ـ تفسير القرآن العظيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى).
عبّر جل ذكره بالتسبيح أمام ذكر الإسراء بنبيه وعبده محمد صلى الله عليه وسلم، وكان مقتضى الحال حسب ما يظهر لعقولنا الضعيفة أن يعبر بالحمد والثناء فما الحكمة في ذلك؟
من الحكم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرهم صبيحة الإسراء بما حصل، ولو كان كذباً، لما تركه الله، فإن الله ينزه أن يمكّن شخصاً يكذب عليه مثل هذا الكذب من غير أن ينتقم منه، والله أعلم.
ابن عثيمين ـ المنتقى من فرائد الفوائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[31 Aug 2009, 09:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وأعظم لك نورا
رحم الله علماءنا وجزاهم عنا خير الجزاء وجعل هذه الكلمات النورانية نورا لهم في قبورهم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[31 Aug 2009, 12:50 م]ـ
استدراكا على ما ورد أخيراً تعليقاً على الآية الكريمة:"سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً .... ":
لا يوجد نص بتعجيل عقوبة المدعي إذا تقوّل على الله تعالى، ولكن تُعجّل العقوبة للنبي أو الرسول في حال تقوّل على الله تعالى:"ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين .. ". ولو جاز أن يتقول النبي أو الرسول من غير عقوبة عاجلة لزالت العصمة عن الرسالات ولم تعد موثوقه. أما المدعي فلا يوجد ما يُحتم سرعة إنزال العقوبة به.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2009, 01:26 م]ـ
ألا يحتمل قوله تعالى (سبحان) في أول سورة الإسراء أن
ابتدأ تعالى السورة بنمط فريد من التسبيح، فمن يسمع قوله تعالى (سبح اسم ربك الأعلى) يقول سبحان ربي الأعلى وعندما نسمع قوله تعالى (فسبّح باسم ربك العظيم) نقول سبحان ربي العظيم والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نجعلها في الركوع وفي الحالتين أمرنا تعالى بالتسبيح فسبّحنا بالإطلاق فلمّا علِم تبارك وتعالى أنه لن يوجد مخلوق يسبّحه في هذه الحادثة حقّ التسبيح سبّح نفسه فقال تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده) كأننا أُمرنا فعجزنا فسبّح الله تعالى نفسه. كان يمكن أن يقول (سبِّح اسم الذي أسرى) لكن من يستطيع أن يسبّح الله حق التسبيح في هذه الحادثة؟ هذه الحادثة خرجت عن إلف العادة ولكن الله تعالى أجرى فيها العادة بطريقة متفرّدة جداً سواء الرحلة الأرضية أو الرحلة السماوية.
فكأن التسبيح بـ (سبحان الذي أسرى) تنزيه مطلق لله تعالى عن أي شيء يأتي إلى ذهنك في هذه القضية لأن البعض قد يتساءل عن الوقت الذي استغرقته هذه الرحلة وقد يتعجب منها.
هذا والله أعلم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[31 Aug 2009, 10:32 م]ـ
لطائف قرآنية: 10:
إنما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلت خزانة فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها.
سفيان بن عيينة ـ رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز للرسعني.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لما علم الله سبحانه أن قلوب المشتاقين إليه لا تهدأ إلا بلقائه ضرب لهم أجلاً للقاء تسكيناً لقلوبهم فقال تعالى:
(من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت).
ابن القيم ـ روضة المحبين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فاذكروني أذكركم).
قف عند هذه الآية ولا تعجل، فلو استقر يقينها في قلبك ما جفت شفتاك.
خالد بن معدان ـ الدر المنثور للسيوطي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك).
العبد لا يطمئن إلى نفسه فإن الشر لا يجيء إلا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع إلى الذنوب فيتوب منها ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله ويسأل الله أن يعينه على طاعته فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر، ولهذا كان أنفع الدعاء وأعظمه وأحكمه دعاء الفاتحة:
(اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
تنبيه:
تفسير الرسعني المتقدم صدر حديثاً محققاً (بتحقيق أ. د عبدالملك بن دهيش 1429هـ) في تسع مجلدات قال عنه ابن بدران في كتابه المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل عند حديثه عن تفاسير الحنابلة:
وأجلّ هذه التفاسير كلها وأنفعها تفسير الإمام عبدالرازق الرسعني فيه فوائد حسنة ويروي فيه أحاديث بإسناده ويذكر الفروع الفقهية مبيناً خلاف الأئمة فيها وله مناقشات مع الزمخشري ولقد اطلعت عليه وارتويت من مورده العذب الزلال وشنفت مسامعي بتحقيقه وارتويت من كوثر تدقيقه فرحم الله مؤلفه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[01 Sep 2009, 10:11 م]ـ
لطائف قرآنية: 11:
الاستشفاء بالقرآن لن ينتفع به إلا من أخلص لله قلبه ونيته، وتدبر الكتاب في عقله وسمعه، وعمر به قلبه، وأعمل فيه جوارحه وجعله سميره في ليله ونهاره وتمسك به وتدبره.
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف عليه السلام:
(كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين).
محبة الصور المحرمة وعشقها من موجبات الشرك، وكلما كان العبد أقرب إلى الشرك وأبعد من الإخلاص كانت محبته بعشق الصور أشد، وكلما كان أكثر إخلاصاً وأشد توحيداً كان أبعد من عشق الصور. ولهذا أصاب امرأة العزيز ما أصابها من العشق لشركها ونجا منه يوسف الصديق عليه السلام بإخلاصه.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين ءامنوا).
اعلم أن هذه الآيات قد استوعبت جميع المؤمنين لأنهم إما المهاجرون أو الأنصار، أو الذين جاؤوا من بعدهم، وبيّن أن من شأن من جاء من بعد المهاجرين والأنصار أن يذكر السابقين وهم المهاجرون والأنصار بالدعاء والرحمة، فمن لم يكن كذلك بل ذكرهم بسوء، كان خارجاً من جملة أقسام المؤمنين بحسب نص هذه الآية.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين).
من بدائع آياته سبحانه وتعالى أن جعل هذه الصفات مختلفة فلا تكاد تسمع شخصين يتكلمان فيشبه صوت أحدهما صوت الآخر أو شكله، وكذلك الصور وتخطيطها والألوان وتنويعها، ولاختلاف ذلك وقع التعارف فإنك لو رأيت توأمين متشابهين لا يتميز عندك أحدهما عن الآخر إلا بجهد فعند ذلك تعرف نعمة الله تعالى في الاختلاف.
السخاوي ـ تفسير القرآن العظيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Sep 2009, 01:07 ص]ـ
لطائف قرآنية: 12:
قال تعالى:
(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم).
فكأنه قال: ولقد آتيناك عظيماً خطيراً فلا تنظر إلى غير ذلك من أمور الدنيا.
ابن عطية ـ المحرر الوجيز.
فالقرآن هو النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها حقيرة ضئيلة فعليك أن تستغني به.
الزمخشري ـ الكشاف.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ادعو ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين).
في الآية دليل على أن من لم يدعه تضرعاً وخفية فهو من المعتدين الذين لا يحبهم.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً)
فجعل الشمس ضياءً لانتفاع الناس بضيائها في مشاهدة ما تهمهم مشاهدته بما به قوام أعمال حياتهم في أوقات أشغالهم.
وجعل القمر نوراً للانتفاع بنوره انتفاعاً مناسباً للحاجة التي قد تعرض إلى طلب رؤية الأشياء في وقت الظلمة وهو الليل.
ولذلك جعل نوره أضعف لينتفع به بقدر ضرورة المنتفع فمن لم يضطر إلى الانتفاع به لا يشعر بنوره، ولا يصرفه ذلك عن سكونه الذي جعل ظلام الليل لحصوله.
محمد الطاهر بن عاشور ـ التحرير والتنوير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون).
الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف عند الموعظة ولا بالإقبال على الله تعالى فإن فيه شبهاً من الكفار الذين لا يتعظون بالمواعظ ولا يؤمنون عند الدعوة إلى الله.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Sep 2009, 10:17 م]ـ
لطائف قرآنية: 13:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كان القرآن في إهاب ما أكلته النار).
أي ينبغي ويحق أن القرآن لو كان في مثل هذا الشيء الحقير الذي لا يؤبه به ويلقى في النار مامسته، فكيف بالمؤمن الذي هو أكرم خلق الله وقد وعاه في صدره، وتفكر في معانيه وعمل بما فيه، كيف تمسه فضلاً عن أن تحرقه.
الطيبي ـ فيض القدير للمناوي.
الإهاب: الجلد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون).
تأمل قوله تعالى: (فاصبر على ما يقولون) فإن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم نسبوه إلى ما لا يليق به، وقالوا فيه ما هو منزه عنه، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصبر على قولهم، ويكون له أسوة بربه سبحانه وتعالى حيث قال أعداؤه فيه ما لايليق.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).
هذا شأن أعداء الله دائماً، ينقمون على أوليائه ما ينبغي أن يحبوا ويكرموا لأجله.
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عباده المؤمنين:
(وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً).
كان التعليق بإذا لأن مخاطبة الجاهلين لهم بالسوء أمر محقق ومتى سلم أهل العلم والدين من الجاهلين؟!.
عبدالحميد بن باديس ـ تفسير ابن باديس.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن اليهود:
(بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغياً أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب).
فلما تبين لهم الحق ردوه بغياً وحسداً، وزعموا أنهم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يتبعوه.
فمن رد الحق من هذه الأمة لأن فلاناً الذي يرى أنه أقل منه هو الذي جاء به فقد شابه اليهود.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة (بتصرف يسير).
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Sep 2009, 11:08 م]ـ
لطائف قرآنية: 14:
العادة تمنع أن يقرأ قوم كتاباً في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحونه، فكيف بكلام الله الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم.
ابن تيمية ـ مقدمة في التفسير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تأمل قوله سبحانه:
(جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)، كيف تجد تحته معنىً بديعاً وهو أنهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها كما قال تعالى: (إنهم عليهم مؤصدة).
ففي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت، وأيضاً أشار إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.
ابن القيم ـ حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات).
الأمر بالاستباق إلى الخيرات قدر زائد على الأمر بفعل الخيرات فإن الاستباق إليها يتضمن فعلها وتكميلها وإيقاعها على أكمل الأحوال والمبادرة إليها، ومن سبق في الدنيا فهو السابق في الآخرة إلى الجنان، فالسابقون أعلى الخلق درجة. ويستدل بهذه الآية الشريفة على الإتيان بكل فضيلة يتصف بها العمل كالصلاة في أول وقتها والإتيان بسنن العبادات وآدابها، فلله ما أجمعها وأنفعها من آية.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعاً ويوم لا يسبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون).
فاعتدوا فكان الجزاء: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين).
عوقب هؤلاء المتحيلين أنهم مسخوا قردة خاسئين والذنب الذي فعلوه أنهم فعلوا شيئاً صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباح، فصورة القرد شبيهة بالآدمي، ولكنه ليس بآدمي، وهذا لأن الجزاء من جنس العمل.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة البقرة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الذي فعله اليهود هو إلقاء الشباك يوم الجمعة فتدخل فيها الحيتان ويخرجونها يوم الأحد حتى يظفروا بصيد السبت الذي نهوا عن الصيد فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Sep 2009, 11:15 م]ـ
يا أبا عمرو وفقك الله وبارك فيك وفي الأخت سمر وتعليقكما مبارك طيب، ولعلكما قرأتما في بداية الكلام أنه (من الحكم في الابتداء بالتسبيح)، فهذا كله يدخل في باب الاجتهاد والاستنباط والتدبر الذي قد يقرب من المعنى وقد يبعد ولا يستطاع الجزم بصحة واحد منها وإن كان بعضها أقرب من بعض، وفقكم الله وزادكم من فضله وجعلنا الله وإياكم من المتدبرين ومن ورثة النعيم.
ـ[مالك حسين]ــــــــ[05 Sep 2009, 09:20 ص]ـ
من قال أني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب عليه السلام لما طلب منه أبناءه أخاهم بنيامين قال: (هل ءآمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل)
فقالوا: (ونزداد كيل بعير) فقال: خذوه.
أبو الوفاء بن عقيل ـ صيد الخاطر.
هذه العبارة ليست صواباً على إطلاقها، والأدلة كثيرة تظهر لمن قرأ تفسير الآيات، ومن ذلكم قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ}.
والذي أراه أن مقام النبوة أرفع من أن يذكر هذا عن نبي من أنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، فإطلاق مثل هذه العبارات عليهم مما لا ينبغي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[05 Sep 2009, 12:35 م]ـ
تأييداً لما ذهب إليه الأخ مالك أقول:
قوله تعالى:"قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا" يجعلنا نذهب إلى القول إن في ذلك اشارة جعلت يعقوب عليه السلام يلين في موقفه.
أما الاعتبارات الإضافية:" ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعير"، فليس في النص الكريم ما يشير إلى أنها كانت الدافع الذي دفع يعقوب عليه السلام إلى القبول. بل يشير النص الكريم بوضوح إلى أنها اعتبارات إضافية قدمها أخوة يوسف وهم يرونها وجيهة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[05 Sep 2009, 09:54 م]ـ
أبو عمرو ومالك بارك الله فيكما ونفع بكما وكلامكما طيب ووجيه ولعلكما تلحظان وفقكما الله أن عنوان الموضوع لطائف وليس تفسير فليتأمل.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[05 Sep 2009, 09:55 م]ـ
لطائف قرآنية: 15:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: (أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم). فقلنا: يارسول الله نحب ذلك. قال: (أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عزوجل خير له من ناقتين، وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن عدادهن من الإبل). رواه مسلم وبنحوه في سنن أبي داود.
والحاصل أنه صلى الله عليه وسلم أراد ترغيبهم في الباقيات وتزهيدهم من الفانيات، فذكره هذا على سبيل التمثيل والتقريب إلى فهم العليل، وإلا فجميع نعيم الدنيا أحقر من أن يقابل بمعرفة آية من كتاب الله تعالى، أو بثوابها من الدرجات العلى.
محمد شمس الحق العظيم آبادي ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الحجيم).
علمت الملائكة أن الله عز وجل يحب عباده المؤمنين فتقربوا إليه بالشفاعة فيهم، وأحسن القرب أن يُسأل المُحب إكرام حبيبه، فإنك لو سألت شخصاً أن يزيد في إكرام ولده لارتفعت عنده، حيث تحثه على إكرام محبوبه.
يحيى بن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تسمع قوله تعالى:
(وجوه يومئذ ناضرة) فتهش لها كأنها فيك نزلت، وتسمع بعدها (ووجوه يومئذ باسرة) فتطمئن أنها لغيرك، ومن أين ثبت هذا الأمر؟ ومن أين جاء الطمع؟ الله الله، وما هذه إلا خدعة تحول بينك وبين التقوى.
ابن عقيل ـ الفنون.
وربما سمع بعضهم قول من قال من المفسرين: هذه نزلت في عبّاد الأصنام، وهذه نزلت في النصارى، وهذه في الصابئة، فيظن الغمر أن ذلك مختص بهم وأن الحكم لا يتعداهم، وهذا أكبر الأسباب التي تحول بين العبد وبين فهم القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
عبداللطيف آل شيخ ـ الدرر السنية.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن كتابه العظيم: (لايمسه إلا المطهرون)
فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Sep 2009, 10:05 م]ـ
لطائف قرآنية: 16:
مع هذه الكثرة الكاثرة من النصوص الآمرة بتدبر القرآن العظيم، والتفكر في معانيه، وإمعان النظر فيه والناهية عن الإعراض عنه وكذلك النقول الواردة عن علماء التفسير في وجوب تدبر القرآن، نجد أن غالب المسلمين اليوم قد اكتفوا:
بألفاظ يرددونها، وأنغام يلحنونها في المآتم والمقابر والدور، وبمصاحف يحملونها أو يودعونها تركة في البيوت ونسوا أو تناسوا أن بركة القرآن العظمى إنما هي في تدبر آياته وتفهمها والتأدب بها والوقوف عند أوامرها والبعد عن نواهيها ومساخطها.
الزرقاني ـ مناهل العرفان في علوم القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن قصة موسى والخضر عليهما السلام:
(فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئاً إمرا).
قال الناصر في الانتصاف: بادر موسى بالإنكار التهاباً وحمية للحق فقال:
(أخرقتها لتغرق أهلها) ولم يقل (لتغرقنا) فنسي نفسه واشتغل بغيره في الحالة التي كل أحد فيها يقول: (نفسي نفسي) لا يلوي على مال ولا ولد، وتلك حالة الغرق. فسبحان من جبل أنبياءه وأصفيائه على نصح الخلق والشفقة عليهم والرأفة بهم.
محاسن التأويل للقاسمي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء).
دلت هذه الآية على أنه لا ينبغي للإنسان أن يسأل مطلق الذرية لأن الذرية قد يكونون نكداً وفتنة، وإنما يسأل الذرية الطيبة.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة آل عمران.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وما تفعلوا من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً)
ليعلم أن مثقال ذرة في هذه الدار من الخير، يقابله أضعاف أضعاف الدنيا، وما عليها في دار النعيم المقيم من اللذات والشهوات، وإن الخير والبر في هذه الدنيا، مادة الخير والبر في دار القرار، وبذره وأصله وأساسه.
فوا أسفاه على أوقات مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمان تقضت في غير الأعمال الصالحات وواغوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Sep 2009, 11:13 م]ـ
طائف قرآنية: 17:
قال تعالى:
(وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً).
وفي هذه الشكوى من التخويف والتحذير ما لايخفى فإن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا شكوا إلى الله قومهم عجل لهم العذاب ولم ينظروا.
الألوسي ـ روح المعاني.
وهذه الآيات وإن كانت في المشركين إلا أن العبرة بعموم لفظها، فنظمها الكريم مما يرهب عموم المعرضين عن العمل بالقرآن، والأخذ بآدابه.
القاسمي ـ محاسن التأويل.
لذا ينبغي لكل مسلم يخاف العرض على ربه أن يتأمل هذه الآية الكريمة ويمعن النظر فيها مراراً وتكراراً ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى والطامة الكبرى التي عمت جل بلاد المسلمين من هذه المعمورة وهي هجر القرآن الكريم.
الشنقيطي ـ أضواء البيان.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في وصف عذاب الكافرين في جهنم:
(كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها).
لما كان الكفار في سجن الكفر والشرك وضيقه، وكانوا كلما هموا بالخروج منه إلى فضاء الإيمان وسعته وروحه، رجعوا على حوافرهم، كانت عقوبتهم في الآخرة كذلك.
فالكفر والمعاصي والفسوق كله غموم، وكلما عزم العبد أن يخرج منه أبت عليه نفسه وشيطانه ومألفه، فلا يزال في غم ذلك حتى يموت، فإن لم يخرج من غم ذلك في الدنيا بقي في غمه في البرزخ وفي القيامة، وإن خرج من غمه وضيقه ها هنا خرج منه هناك.
فما حَبَسَ العبد عن الله في هذه الدار حبسه عنه بعد الموت، وكان معذباً به هناك كما كان قلبه معذباً به في الدنيا.
ابن القيم ـ روضة المحبين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يا قوم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قلوبكم على أصل الطهارة، وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلاً من ماء العيون وقد طهرت. ذكروها مدحة (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا) لعلها تحن إلى الاستقامة، عرفوها اطلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد، لعلها تستحي من قربه ونظره (ألم يعلم بأن الله يرى) (إن ربك لبالمرصاد).
ابن رجب ـ تحقيق كلمة الإخلاص.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتوصوا بالحق)
دلت الآية على أن الحق ثقيل، وأن المحن تلازمه فلذلك قرن به التواصي.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Sep 2009, 10:13 م]ـ
لطائف قرآنية: 18:
عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال لله ولكتابه) الحديث.
النصيحة لكتاب الله شدة حبه وتعظيم قدره، إذ هو كلام الخالق، وشدة الرغبة في فهمه، وشدة العناية في تدبره، والوقوف عند تلاوته لطلب معاني ما أحب مولاه أن يفهمه عنه ويقوم به له بعدما يفهمه.
والناصح لكتاب ربه يُعنى بفهمه ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ثم ينشر ما فهمه في العباد ويديم دراسته بالمحبة له والتخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه.
محمد بن نصر المروزي ـ تعظيم قدر الصلاة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ـ قال تعالى في سورة الأحزاب: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم).
أي في الحرمة والاحترام، وإنما جعلهن كالأمهات، ولم يجعل نبيه كالأب حتى قال سبحانه: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) لأنه تعالى أراد أن أمته يدعون أزواجه بأشرف ما تنادى به النساء وهو الأم، وأشرف ما ينادى به النبي صلى الله عليه وسلم لفظ الرسول لا الأب، ولأنه تعالى جعله أولى بنا من أنفسنا، وذلك أعظم من الأب في القرب والحرمة، إذ لا أقرب إلى الإنسان من نفسه.
زكريا الأنصاري ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي).
يؤخذ من هذا إباحة السعي في منافع الذرية والقرابة وسؤال من بيده ذلك.
ابن الفرس ـ أحكام القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).
فيه استحباب الاسترجاع عند المصيبة وإن قلت، كما أشار إليه تنكير مصيبة
السيوطي ـ الإكليل في استنباط التنزيل.
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[10 Sep 2009, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه اللطائف القرانية
وجعل ثوابك الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Sep 2009, 04:54 ص]ـ
لطائف قرآنية: 19:??
قال تعالى:
(وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) ??
فلله الحمد والشكر والثناء، على أن جعل كتابه هدى وشفاء ورحمة ونورا وتبصرة وتذكرة وعبرة وبركة وهدى وبشرى للمسلمين.??فإذا علم هذا، علم افتقار كل مكلف لمعرفة معانيه والاهتداء بها، وكان حقيقا بالعبد أن يبذل جهده ويستفرغ ?وسعه في تعلمه وتفهمه بأقرب الطرق الموصلة إلى ذلك.??
السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
??
- - - - -
??
سئل القاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي عن السر في تطرق التغيير للكتب السالفة وسلامة القرآن من طرق التغيير له؟ ?
فأجاب:? ?بأن الله أوكل للأحبار حفظ كتبهم فقال: (بما استحفظوا من كتاب الله) ?وتولى حفظ القرآن بذاته تعالى فقال ?? (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ?
?التحرير والتنوير - محمد الطاهر ابن عاشور.??
- - - - -??
قال تعالى:?
(تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من? تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك? الفوز العظيم * ومن يعص الله?ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها)
??تأمل:
عند جزاء الطائعين قال (خالدين) وعند جزاء العاصين قال (خالدا) فلماذا التغاير؟ ??جمع الفائزين بدخول الجنة تبشيرا بكثرة الواقف عند هذه الحدود ولأن منادمة الإخوان من أعلى نعيم الجنة.? ?وأفرد العاصي في النيران لأن الانفراد المقتضي للوحشة من العذاب والهوان.
(يُتْبَعُ)
(/)
??البقاعي - نظم الدرر في تناسب الآيات والسور.
ـ[طويلبة مغربية]ــــــــ[11 Sep 2009, 05:33 ص]ـ
جزاكم الله الفردوس الاعلى وبارك الله فيكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Sep 2009, 07:26 م]ـ
لطائف قرآنية: 20:
??قال تعالى:? (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
??وما تدبر آياته إلا اتباعه والعمل به أما والله ما هو بحفظ حروفه، وإضاعة حدوده حتى إن أحدهم ليقول:??قد قرأت القرآن كله فما أسقطت منه?حرفا، وقد والله أسقطه كله، مايرى?له القرآن في خلق ولا عمل حتى إن?أحدهم ليقول: ??إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ماهؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء، ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا؟ لا أكثر الله في الناس مثل هؤلاء.
??الحسن البصري ـ أخلاق حملة القرآن للآجري.
??- - - - - -??
قال تعالى:
?? (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون).??
فهذا خبر أصدق الصادقين ومخبره عند أهله عين اليقين بل حق اليقين، فلا بد لكل من عمل صالحاً وهو مؤمن أن يحييه الله حياة طيبة بحسب إيمانه وعمله، ولكن يغلط الجفاة الأجلاف في مسمى الحياة الطيبة حيث يظنونها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس والمناكح أو لذة الرياسة والمال وقهر الأعداء والتفنن في أنواع الشهوات، ولا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان. ??ولكن أين هذه اللذة من اللذة بأمر، إذا خالط بشاشته القلوب سلا عن الأبناء والنساء والأوطان والأموال والإخوان والمساكن ورضي بتركها كلها والخروج منها رأسها وعرض نفسه لأنواع المكاره والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصدر به. ??والمقصود أن الهدى مستلزم لسعادة الدنيا وطيب الحياة والنعيم العاجل.??
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.??
- - - - -??
قال تعالى:
?? (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها).
??من أحس بقسوة في قلبه فليهرع إلى ذكر الله تعالى وتلاوة كتابه يرجع إليه حاله، كما أشار إليه قوله عز وجل: (اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها) فهو تمثيل ذكر استطراداً لإحياء القلوب القاسية بالذكر والتلاوة بإحياء الأرض الميتة بالغيث للترغيب في الخشوع والتحذير عن القساوة).??
الألوسي ـ روح المعاني.?
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Sep 2009, 07:29 م]ـ
بقيت عشر لطائف سأوردها لكم بإذن الله بعد عيد الفطر إن مد الله في العمر، لطف الله بنا وبكم في الملمات والأزمات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[شرووووق]ــــــــ[12 Sep 2009, 02:24 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعل ذلك في ميزان حسناتك
وياليت بارك الله فيك عندما تنتهي من اللطائف تضعها في ملف ورد لكي يتم الاحتفاظ بها وطباعتها
لانها بحق تستحق الوقف والتامل فيها
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Sep 2009, 02:51 ص]ـ
لطائف قرآنية: 21:
اعلم أنه لا يحصل للناظر، فهم معاني الوحي حقيقة، ولا يظهر له أسراره وفي قلبه بدعة، أو كبر أو هوى أو حب الدنيا أو هو مصر على ذنب أو غير متحقق بالإيمان، وهذه كلها حجب وموانع، بعضها آكد من بعض.
الزركشي ـ البرهان في علوم القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء سليمان عليه السلام:
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي).
هذا من تمام بر الوالدين، كأن هذا الولد خاف أن يكون والداه قصرا في شكر الرب عز وجل، فسأل الله أن يلهمه الشكر على ما أنعم به عليه وعليهما ليقوم بما وجب عليهما من الشكر إن كانا قصرا.
ابن هبيرة ـ ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولقد آتينا داود منا فضلا ياجبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد * أن اعمل سابغات وقدر في السرد).
في هذه الآية دليل على مشروعية تعلم أهل الفضل الصنائع وأن التحرف بها لا ينقص من مناصبهم بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم عن غيرهم، وكسب الحلال الخلي عن الامتنان.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[24 Sep 2009, 04:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
وجعلك إماماً للمتقين
ارجو الإستمرار على هذه اللطائف
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Sep 2009, 11:59 م]ـ
لطائف قرآنية: 22:
قال تعالى:
(ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
أي ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم ألفاظه للحفظ والأداء ومعانيه للفهم والعلم، لأنه أحسن الكلام لفظاً وأصدقه معنى وأبينه تفسيراً. فكل من أقبل عليه يسر الله عليه مطلوبه غاية التيسير وسهله عليه. ولهذا كان علم القرآن حفظاً وتفسيراً أسهل العلوم وأجلها على الإطلاق، وهو العلم النافع الذي إذا طلبه العبد أعين عليه.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا * ومن يقنت منكن لله ورسوله ويعمل صالحاً نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقاً كريما).
تأمل:
عبر هنا عند إيتاء الأجر بقوله: (نؤتها) للتصريح بالمؤتي وهو الله، وفي الآية التي قبلها عبر عند العذاب بقوله (يُضاعف) فلم يصرح بالمعذب، إشارة إلى كمال الرحمة والكرم، ولأن الكريم عند النفع يظهر نفسه وفعله، وعند الضر لا يذكر نفسه.
الرازي ـ التفسير الكبير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور)
شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور وهذا من أحسن التشبيه، فإن أبدانهم قبور قلوبهم فقد ماتت قلوبهم وقبرت في أبدانهم. ولقد أحسن القائل:
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله = وأجسامهم قبل القبور قبور
وأرواحهم في وحشة من جسومهم =وليس لهم حتى النشور نشور
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[01 Oct 2009, 04:07 ص]ـ
لطائف قرآنية: 23:
قال تعالى:
(أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها).فأكمل الناس حياة أكملهم استجابة لهذا القرآن، ففيه الحياة الكاملة ومن فاته جزء من الاستجابة للقرآن فقد فاته جزء من الحياة الحقيقة الكاملة.
ابن القيم ـ الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم:
(وما هو على الغيب بضنين)، الضنين البخيل، قال الفراء: (يقول تعالى يأتيه غيب السماء وهو منفوس فيه فلا يضن به عليكم).
وهذا معنى حسن جداً فإن عادة النفوس الشح بالشيء النفيس ولا سيما عمن لا يعرف قدره ويذمه ويذم من هو عنده، ومع هذا الرسول لا يبخل عليكم بالوحي الذي هو أنفس شيء وأجله.
ابن القيم ـ التبيان في أقسام القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين:
(مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون).
قال سبحانه بنورهم ولم يقل بنارهم، لأن النار فيها الإحراق والإشراق فذهب بما فيه الإضاءة والإشراق وأبقى عليهم ما فيه الأذى والإحراق. وكذلك حال المنافقين ذهب نور إيمانهم بالنفاق وبقي في قلوبهم حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم.
ابن القيم ـ الوابل الصيب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الحيوان البهيم يتأمل العواقب، وأنت لا ترى إلا الحاضر. ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحر، والذر يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء. وهذا الطائر إذا علم أن الأنثى قد حملت أخذ ينقل العيدان لبناء العش قبل الوضع، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر، فهلا بعثت فراش:
(ومن عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون).
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[01 Oct 2009, 08:11 ص]ـ
بارك الله فيك
من المتابعين واصل بارك الله فيك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 05:05 ص]ـ
لطائف قرآنية: 24:
فكما أن من تعامى في حياته صلى الله عليه وسلم عن نبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من معجزاته ملوم مدحور، ومأزور غير مأجور، فكذلك من تعامى عن آيات الكتاب وكأن لم يقرع أذنه قارع، من هذا الباب، ولهذا نبه تعالى بقوله: (أفلا يتدبرون القرآن).
أحمد بن إبراهيم بن الزبير الثقفي ـ البرهان في تناسب سور القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).
هذه الآية من الكنايات اللطيفة والتعريضات المستحسنة وهذه وأشباهها في كلام الله آداب حسنة على المؤمنين أن يعلموها ويتأدبوا بها ويتكلفوا مثلها في محاوراتهم ومكاتباتهم.
الزمخشري ـ الكشاف.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن موسى عليه السلام:
(ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل).
فيه تنبيه لطيف على أن الناظر في العلم عند الحاجة إلى العمل أو التكلم به إذا لم يترجح عنده أحد القولين فإنه يستهدي ربه ويسأله أن يهديه إلى الصواب من القولين بعد أن يقصد الحق بقلبه ويبحث عنه، فإن الله لا يخيب من هذه حاله. كما جرى لموسى لما قصد تلقاء مدين، ولا يدري الطريق المعين إليها قال: (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)، وقد هداه الله وأعطاه ما رجاه وتمناه.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وجاء من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك).
فيه دليل على جواز النميمة لمصلحة دينية.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Oct 2009, 06:07 ص]ـ
الأخ ناصر عزيز، نايف السحيم، والأخوات طويلبة مغربية، وشروق، أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المتدبرين لكتابه العظيم ومن ورثة جنة النعيم، ورقنا الله وإياكم الإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبإذن الله ما طلبتيه يا أخت شروق سيكون بعد الفراغ منها كاملة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Oct 2009, 08:32 م]ـ
لطائف قرآنية: 25:
(يُتْبَعُ)
(/)
فلما أردت أن أختار لنفسي وأنظر في علم أعد أنواره لظلم رمسي سبرتها بالتنويع والتقسيم، وعلمت أن شرف العلم على قدر شرف المعلوم، فوجدت أمتنها حبالاً وأرسخها جبالاً وأجملها آثاراً وأسطعها أنوراً علم كتاب الله جلت قدرته، وتقدست أسماؤه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأيقنت أنه أعظم العلوم تقريباً إلى الله تعالى، ورجوت الله تعالى أن يحرم على النار فكراً عمرته أكثر عمره في معانيه، ولساناً مرن على آياته ومثانيه ونفساً ميزت براعة رصفه ومبانيه وجالت في مباديه ومعانيه.
ابن عطية الأندلسي ـ المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فا علم أنه لا إله إلا الله).
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها، فيعظموا الله حق عظمته. ولو أراد رجل أن يعامل رجلاً، طلب أن يعرف اسمه وكنيته، واسم أبيه وجده، وسأل عن صغير أمره وكبيره، فالله الذي خلقنا ورزقنا، ونحن نرجو رحمته ونخاف من سخطه أولى أن نعرف أسماءه وتفسيرها.
قوام السنة الأصفهاني ـ الحجة في بيان المحجة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى مخبراً عن دعاء نوح عليه السلام:
(رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً)
في هذه الآية شريعة وتنبيه لكل مؤمن على الاستغفار لوالديه إلا أن يموتا على الكفر فلا وجه لاستغفاره لهما.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يارب أنى لي هذه فيقول: باستغفار ولدك لك).
الرسعني ـ رموز الكنور في تفسير الكتاب العزيز.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض الملك القدوس)
وقال تعالى:
(هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس)
ولم يرد اسمه سبحانه القدوس إلا مرتين في كتابه مقروناً باسم الملك. وقال صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الوتر:
(سبحان الملك القدوس ثلاثاً). ولعل السر في اقتران الملك بالقدوس: أن من صفات هذا الملك أنه قدوس، إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكاً مدبراً متصرفاً في كل شيء، فهو قدوس منزه عما يعتري الملوك من النقائص التي أشهرها الاستبداد والظلم والاسترسال مع الهوى والمحاباة.
ابن عاشور ـ التحرير والتنوير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم).
أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إن من أكبر الذنب أن يقول الرجل لأخيه: اتق الله فيقول: عليك نفسك.
ـ[فيوض]ــــــــ[04 Oct 2009, 11:55 م]ـ
جزاك الله خيرآ وبارك فيك ..
تمنيت أن يتحفنا باقي الاعضاء بفوائد مرت بهم ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 Oct 2009, 05:16 م]ـ
لطائف قرآنية: 26:
قال تعالى:
(إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور).
فهذا ثناء من الله تعالى على قراء القرآن العظيم أنهم يستمرون على تلاوته ويداومون عليها، فهم يتلون ألفاظه بدراسته، ومعانيه بتتبعها واستخراجها.
الشوكاني ـ فتح القدير.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن يوسف عليه السلام:
(ولما بلغ أشده آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين).
في هذه الآية دليل على أن الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى العباد سبب ينال به العلم، وتنال به خيرات الدنيا والآخرة.
السعدي ـ فوائد مستنبطة من قصة يوسف.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن آل فرعون:
(النار يعرضون عليها غدواً وعشيا)
قال ابن سيرين:
كان أبو هريرة يأتينا بعد صلاة العصر فيقول: عرجت ملائكة، وهبطت ملائكة، وعرض آل فرعون على النار، فلا يسمعه أحد إلا يتعوذ بالله من النار.
أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور لابن رجب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره).
فمجالسة الفساق تبعث على مساوقة طباعهم وأخلاقهم الرديئة، وهو داء دفين قلّ ما يتنبه له العقلاء فضلاً عن الغافلين، وذلك أنه قلّ أن يجالس الإنسان فاسقاً مدة مع كونه منكراً عليه في باطنه إلا ولو قاس نفسه إلى ما قبل مجالسته لوجد فرقاً في النفور عن الفساد لأن الفساد يصير بكثرة المباشرة هيناً على الطبع ويسقط وقعه واستعظامه.
مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة.
فإذا رزقت يقظة فصنها في بيت عزلة فإن أيدي المعاشرة نهابة، احذر معاشرة البطالين فإن الطبع لص، لا تصادقن فاسقاً ولا تثق إليه، فإن من خان أول منعم عليه لا يفي لك.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(خذوه فغلوه * ثم الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على طعام المسكين).
كان أبو الدرداء رضي الله عنه يحض امرأته على تكثير المرق لأجل المساكين، وكان يقول: خلعنا نصف السلسلة بالإيمان أفلا نخلع نصفها الآخر.
رموز الكنوز للرسعني.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم (اخرج عليهن) استغرقت إحساس الناظرات (وقطعن أيديهن) وما شعرن، فكيف بالحال يوم المزيد؟!
لو أحببت المعبود لحضر قلبك في عبادته.
ابن القيم ـ الفوائد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ناصر_عزيز]ــــــــ[07 Oct 2009, 07:01 ص]ـ
جعلك الله مباركا أينما كنت
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Oct 2009, 04:48 م]ـ
لطائف قرآنية: 27:
إن المؤمن اتخذ كتاب ربه مرآة فمرة ينظر إلى ما نعت الله به المؤمنين ومرة ينظر إلى ما نعت الله به المفترين، ومرة ينظر إلى الجنة وما وعد الله فيها، ومرة ينظر إلى النار وما وعد الله فيها. تلقاه دائماً ناصباً كالسهم المرمى به شوقاً إلى ما شوقه الله إليه، وهرباً مما خوفه الله منه.
سميط بن عجلان ـ هداية الإنسان في الاستغناء بالقرآن للمبرد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيرا).
(إن الله كان علياً كبيراً) فاحذروه ولا تظلموا النسوة من غير سبب فإنهن وإن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الإنصاف منكم فالله سبحانه عليّ قاهر كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن. فلا تغتروا بكونكم أعلى يداً منهن وأكبر درجة منهن، فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن، فختم الآية بهذين الأسمين فيه تمام المناسبة.
القاسمي ـ محاسن التأويل.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإن الله بكم لرءوف رحيم).
أقرب الخلق إلى الله تعالى أعظمهم رأفة ورحمة، كما أن أبعدهم منه من اتصف بضد صفاته.
ابن القيم ـ الروح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن المنافقين:
(كأنهم خشب مسندة).
أي: مقطوعة ممالة إلى الحائط لا تقوم بنفسها، ولا هي ثابتة، وإنما كانوا يستندون إلى من ينصرهم وإلى من يتظاهرون به.
أبو الوفاء بن عقيل ـ الآداب الشرعية لابن مفلح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن مانعي زكاة الذهب والفضة:
(يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون).
ظهر لي في هذه الآية معنى:
وهو أن كي هذه المواضع الثلاثة هي أشد على الإنسان من غيرها، وهي متضمنة لجهاته الأربع، الأمام والخلف واليمين والشمال، وهذه الوجوه التي يُخرج منها الإنسان. فلما منعوا الواجب عليهم منعاً تاماً من جميع جهاتهم جوزوا بنقيض مقصودهم.
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Oct 2009, 10:24 ص]ـ
لطائف قرآنية: 28:
اعلموا عباد الله أن أحق ما صرفت إلى علمه العناية وبلغت في معرفته الغاية، ما كان لله في العلم به رضا، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هدى. وإن أجمع ذلك لباغيه كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لامرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسنا الأجر تاليه.
الطبري ـ جامع البيان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ورتل القرآن ترتيلاً)
أي تمهل وفرق بين الحروف لتبين، والمقصد أن يجد الفكر فسحة للنظر وفهم المعاني، وبذلك يرق القلب ويفيض عليه النور.
ابن عطية ـ المحرر الوجيز.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى).
إن قيل: كيف قابل (اتقى) بـ (استغنى)؟ وهل يمكن العبد أن يستغني عن ربه طرفة عين؟
قيل: هذا من أحسن المقابلة فإن المتقي لما استشعر فقره وفاقته وشدة حاجته إلى ربه اتقاه، ولم يتعرض لسخطه وغضبه ومقته بارتكاب ما نهاه عنه. فإن من كان فقيراً شديد الحاجة والضرورة إلى شخص فإنه يتقي غضبه وسخطه عليه غاية الاتقاء ويجانب ما يكرهه غاية المجانبة ويعتمد فعل ما يحبه ويؤثره. فقابل التقوى بالاستغناء تشنيعاً لحال تارك التقوى، ومبالغة في ذمه بأن فعَلَ فِعلَ المستغني عن ربه لا فعل الفقير المضطر إليه الذي لا ملجأ له منه إلا إليه، ولاغنى له عن فضله وجوده وبره طرفة عين. فلله ما أحلى هذه المقابلة وما أجمع هاتين الآيتين للخيرات كلها وأسبابها وللشرور كلها وأسبابها.
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال الضحاك ابن قيس:
اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، إن يونس عليه السلام كان يذكر الله فلما وقع في بطن الحوت قال الله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
(فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون). وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلما أدركه الغرق قال: آمنت، فقال الله تعالى: (آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين).
نور الاقتباس في مشكاة وصية النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس لابن رجب الحنبلي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
إني لأمر بالمثل من كتاب الله عز وجل ولا أعرفه فأغتم به لقول الله عز وجل: (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون).
عمرو بن مرة ـ فضائل القرآن لأبي عبيد القاسم بن سلام.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:03 م]ـ
لطائف قرآنية: 29:
قال تعالى:
(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا).
فقاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ولم يحمله إلا على ظهر قلب، فقراءته بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع ولا تحكيم له وعمل بموجبه، كحمار على ظهره زاملة أسفار لايدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا، فحظه من كتاب الله عز وجل كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره. فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه حق رعايته.
ابن القيم ـ إعلام الموقعين.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن الكافرين:
(ولهم عذاب مقيم)
إشارة إلى ما هو لازم لهم في الدنيا والآخرة، من الآلام النفسية: غماً وحزناً وقسوة وظلمة قلب وجهلا، فإن للكفر والمعاصي من الآلام العاجلة الدائمة ما الله به عليم. ولهذا نجد غالب هؤلاء لا يطيبون عيشهم إلا بما يزيل العقل، ويلهي القلب، من تناول مسكر، أو رؤية مله، أو سماع مطرب، ونحو ذلك.
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم.
ـ ـ ـ ـ ـ
أربع آيات في كتاب الله إذا ذكرتهن لا أبالي على ما أصبحت أو أمسيت:
(ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده)، (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو)، (سيجعل الله بعد عسر يسرا)، (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
عامر بن عبد قيس ـ المدهش لابن الجوزي.
ـ ـ ـ ـ ـ
ذكر الله الرياح في القرآن جمعاً ومفردة فحيث كانت في سياق الرحمة أتت مجموعة وحيث وقعت في سياق العذاب أتت مفردة. وسر ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والمهاب والمنافع وإذا هاجت منها ريح أُنشأ لها ما يقابلها ما يكسر سورتها ويصدم حدتها فينشأ من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات. وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد لا يقوم لها شيء ولا يعارضها غيرها حتى تنتهي إلى حيث أُمرت. ثم تأمل كيف اطرد هذا إلا في قوله تعالى:
(هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف).
فذكر ريح الرحمة الطيبة بلفظ الإفراد لأن تمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لاباختلافها. فإن السفينة لا تسير إلا بريح واحدة من وجه واحد تسيرها فإذا اختلفت عليها الرياح وتصادمت وتقابلت فهو سبب الهلاك فالمطلوب هناك ريح واحدة لا رياح. وأكد هذا المعنى بوصفها بالطيب دفعاً لتوهم أن يكون ريحاً عاصفة بل هي مما يفرح بها لطيبها.
فلينزه الفطن بصيرته في هذه الرياض المونقة المعجبة التي ترقص القلوب لها فرحاً ويغتذي بها عن الطعام والشراب فالحمد لله الفتاح العليم. فتبارك من أحيا قلوب من شاء من عباده بفهم كلامه، وهذه المعاني ونحوها إذا تجلت للقلوب رافلة في حللها فإنها تسبي القلوب وتأخذ بمجامعها.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Oct 2009, 05:27 م]ـ
في مسألة الريح هناك استقراء ناقص:
1. "إني لأجد ريح يوسف".
2. "ولسليمان الريح .. ".
3. " ولسليمان الريح ... "
4. " فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب".
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:15 م]ـ
لطائف قرآنية: الأخيرة:
الأفضل في وقت قراءة القرآن جمعية القلب والهمة على تدبره وتفهمه حتى كأن الله تعالى يخاطبك به فتجمع قلبك على فهمه وتدبره والعزم على تنفيذ أوامره أعظم من جمعية قلب من جاءه كتاب من السلطان على ذلك.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها)
ولو ذهبنا نستعرض لطفه سبحانه في نعمه الظاهرة لفنيت الأعمار ولم ندرك لها عداً ويكفي أن نذكر لطفه سبحانه في تيسير لقمة واحدة يتناولها العبد من غير كلفة يتجشمها وقد تعاون على إصلاحها خلق كثير. من مصلح الأرض وزارعها وساقيها وحاصدها ومنقيها وطاحنها وعاجنها وخابزها، وتيسير مضغها مما وضع الله في الفم من أسنان طاحنة وقاطعة ولسان يدير اللقمة ويسهلها للبلع ولعاب يسهل مرورها في المريء إلى آخر هذه الألطاف الربانية.
عبدالعزيز الجليل ـ ولله الأسماء الحسنى.
ـ ـ ـ ـ ـ
: المعوذتين:
حاجة العبد إلى الاستعاذة بهاتين السورتين أعظم من حاجته إلى النفس والطعام والشراب واللباس.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن تحطيم إبراهيم عليه السلام للأصنام:
(فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم) تأمل هذا الاحتراز العجيب! فإن كل ممقوت عند الله لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: إلى عظيم الفرس، إلى عظيم الروم ونحو ذلك ولم يقل: إلى العظيم. وهنا قال تعالى: (إلا كبيراً لهم) ولم يقل كبيراً من أصنامهم، فهذا ينبغي التنبه له والاحتراز من تعظيم ما حقره الله إلا إذا أضيف إلى من عظمه.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
ـ ـ ـ ـ ـ
فنحمد الله العزيز، الذي أنزل كتاباً عزيزاً: (وإنه لكتاب عزيز) على نبي عزيز: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز) لأمة عزيزة: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين).
الرازي ـ التفسير الكبير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Oct 2009, 07:17 م]ـ
وفي الختام:
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه. ولم يكن لي في هذه اللطائف من الافتخار سوى الاختيار وأرجو أن أكون قد وفقت فيه. وقد كنت أؤمل أن أسوقها لكم مرتبة على ترتيب الأجزاء ولكن داهمني الوقت فجاءت كما قيل:
كعقد انفرطت لأليه فاختلط رخيصه بغاليه. وأختم بما قاله الزرقاني: تلك محاولاتي وأهدافي فإذا كنت أصبتها فذلك الفضل من الله (وما بكم من نعمة فمن الله) وإن كانت الثانية فإنما هي نفسي وأستغفر الله.
وكما قال ابن الوردي:
فإذا ظفرت بمسألة فاخمة فادع لي بحسن الخاتمة، وإذا ظفرت بعثرة فادع لي بالتجاوز والمغفرة. وأصلي وأسلم على الحبيب المصطفى ما لجأ ظمآن لري وآوى ضاح إلى في.
: ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب:
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[16 Oct 2009, 03:52 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك ورزقك حسن الختام
حقيقة هي كلمات تحتاج إلى طول نظر وتأمل
حتى تنقش في سويداء القلب
فينعم ويستلذ بما استلذوا به أصحاب هذه الكلمات ...............
جزاك الله خيرا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Oct 2009, 03:04 م]ـ
بارك الله فيكم يا أخت أفنان وزادكم من فضله وهذه الدعوات المباركات منكم ومن أمثالكم لها في النفس تأثير عظيم، رزقنا الله وإياكم الإخلاص والصدق في القول والعمل وجعلكم مباركين أينما كنتم.
ـ[مها]ــــــــ[20 Oct 2009, 03:45 م]ـ
اللطائف مجموعة في ملف، وقد بلغت 167 لطيفة، منها: 32 في فضل القرآن وبركته والحث على تعلمه وتعليمه، والباقي: 135 حول الآيات مرتبة حسب ورودها في القرآن. نفع الله بمنتقيها وقارئيها، كما نفع بقائليها. آمين
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Oct 2009, 08:49 م]ـ
أسأل الله بمنه وكرمه أن يعظم لكم الأجر و المثوبة أخت مها وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه، وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم، ولا أستطيع مكافئتكم غفر الله لكم إلا بالدعاء سراً وعلناً. جعلنا الله وإياكم من المتعاونين على الخير الدالين عليه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Dec 2009, 06:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لعلكم لحظتم أن لطائف العام 1429هـ توقفت عن اللطيفة الحادية عشر ولم تتم، ثم تم الشروع في لطائف عام 1430هـ، ولذا يسرني أن أورد لكم بقية لطائف عام 1429هـ، جعلنا الله وإياكم من المتدبرين لكتابه العظيم ومن ورثة جنة النعيم.
لطائف قرآنية: 12:
حسب القرآن جلالاً ومجداً أن الأربعة عشر قرناً التي مرت عليه لم تستطع أن تجفف ولو بعض الشيء من أسلوبه الذي لا يزال غضاً كأن عهده بالوجود أمس.
المستشرق الفرنسي ليون.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (آلم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).
هنا دقيقة قل من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشأن. وهي أن كل تائب لابد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه من همّ أو غم أو ضيق أو حزن ولو لم يكن إلا تألم بفراق محبوبه فينضغط لذلك وينعصر قلبه ويضيق صدره. فأكثر الخلق رجعوا من التوبة ونكسوا على رؤوسهم لأجل هذه المحنة. والعارف الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الخاصة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة فكلما كانت أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم. والمقصود أن هذا الأمر الحاصل بالتوبة لما كان من أجلّ الأمور وأعظمها نصبت عليه المعارضات والمحن ليتميز الصادق من الكاذب وتقع الفتنة ويحصل الابتلاء ويتميز من يصلح ممن لا يصلح. فإذا صبر على هذه العصرة قليلاً أفضت به إلى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر انقلب على وجهه والله الموفق لا إله غيره ولا رب سواه.
ابن القيم ـ طريق الهجرتين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها).
فلو اعتمد طبيب أن لا يغير الأدوية والأغذية بحسب اختلاف الزمان والأماكن والأحوال لأهلك الحرث والنسل وعدّ من الجهال. فيكف يحجر على طبيب القلوب والأديان أن تتبدل أحكامه بحسب اختلاف المصالح؟ وهل ذلك إلا قدح في حكمته ورحمته وقدرته وملكه التام وتدبيره لخلقه؟!.
ابن القيم ـ هداية الحيارى.
ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب).
أشار إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا.
ابن القيم ـ حادي الأرواح.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[04 Dec 2009, 06:54 م]ـ
وإنه ليسرنا متابعتها
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Jan 2010, 06:17 م]ـ
لطائف قرآنية: 13:
رحم الله عبداً عرض نفسه وعمله على كتاب الله فإن وافق كتاب الله حمد الله وسأله الزيادة وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه ورجع من قريب.
الحسن بن محمد الصباح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (إن الإنسان لربه لكنود)
ذم الله سبحانه الكنود الذي لا يشكر نعمه، قال الحسن البصري:يعدد المصائب وينسى النعم. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن النساء أكثر أهل النار بهذا السبب قال: (لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط). فإذا كان هذا بترك نعمة الزوج وهي في الحقيقة من الله، فكيف بمن ترك شكر نعمة الله!!.
ابن القيم ـ عدة الصابرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى: (وما لأحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى).
في الآيات إرشاد إلى أن صاحب التقوى لا ينبغي له أن يتحمل منن الخلق ونعمهم وإن حمل منها شيء بادر إلى جزائهم عليه؛ لئلا يكون لأحد من الخلق عليه نعمة تجزى فيكون بعد ذلك عمله كله لله وحده ليس جزاء للمخلوق على نعمه.
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[09 Jan 2010, 11:28 م]ـ
اللطائف مجموعة في ملف، وقد بلغت 167 لطيفة، منها: 32 في فضل القرآن وبركته والحث على تعلمه وتعليمه، والباقي: 135 حول الآيات مرتبة حسب ورودها في القرآن. نفع الله بمنتقيها وقارئيها، كما نفع بقائليها. آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أختنا الكريمه وشكر الله لك ,,
والشكر موصول لأخونا الحبيب فهد على هذا الجهد الكبير
جزاك الله خير أخي الحبيب فهد وبارك الله بك ونفع الله بك الإسلام والمسلمين
أسمح لي أن أضع هذه الإضافه لهذا العمل المبارك جزاك الله خير
قدمت لنا دُرر وروائع التي نحن في أمس الحاجه لمثل هذه الأعمال
ومن هذا المنطلق في هذا الصرح الشامخ بقيادة شيخنا الدكتور عبدالرحمن الشهري
جزاه الله خير الجزاء ومن قام في نجاح هذا الموقع المبارك ,,
أحب أن أوجه شكري لهم جميعا وأضع بين أيديكم هذا العمل الرائع على هيئة كتاب إلكتروني لمن أراد تحميله ولانسألكم إلا الدعاء لنا ولوالدينا وأهلينا بظهر الغيب
اسأل الله بمنه وفضله وكرمه أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته ,, وفقكم الله ورعاكم
صوره للكتاب
http://img526.imageshack.us/img526/4831/24011431104749.png
يمكنكم تحميله من المرفقات
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Jan 2010, 01:48 م]ـ
أسأل الله أن يسعد صباحك ومساءك وأن يحفظك في مغيبك ومشهدك، وأن يسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة، وليست بهذه أول بركات الملتقى وأهله حفظكم الله ووقاكم من كل سوء، وفي الحقيقة أنت والأخت مها وفقها الله لكم السابقة والفضل فأسأله سبحانه أن يقدرني على رد جزء من هذا المعروف الجليل.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Jan 2010, 04:25 م]ـ
لطائف قرآنية: 14:
قال ابن تيمية في سجنه بعد قراءته للقرءان أكثر من ثمانين مرة:
قد فتح الله علي في هذه المرة من معاني القرءان ومن أصول العلم بأشياء كان كثير من العلماء يتمنونها وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرءان!
ابن تيمية رحمه الله.
- - - - - - - - -
إذا كان بجانبك مصحفا فافتحه غير مأمور على سورة الشعراء الآية 105 وتأمل الآتي:
ذكر الله سبحانه قصة نوح مع قومه فقال: (إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون)
ثم ذكر سبحانه قصة هود مع قومه عاد فقال: (إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون)
ثم ذكر سبحانه قصة صالح مع قومه ثمود فقال: (إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون)
ثم ذكر سبحانه قصة لوط مع قومه فقال: (إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون)
ثم ذكر سبحانه قصة شعيب مع قومه فقال: (إذ قال لهم شعيب ألا تتقون)
ولم يقل أخوهم كما ذكر سبحانه ذلك في بقية الأنبياء فما الحكمةفي ذلك؟
لم يقل هنا أخوهم شعيب لأنهم نسبوا إلى عبادة الأيكة وهي شجرة فنزه الله نبيه عن ذلك و قطع نسب الأخوة بينهم للمعنى الذي نسبوا إليه وإن كان أخاهم نسبا.
ابن كثير - تفسير القرءان العظيم.
قلت:
والدليل على ماذكر رحمه الله أن الله سبحانه وتعالى قال في سورة الأعراف: (وإلى مدين أخاهم شعيبا) فوصفه هنا بأنه أخاهم لأن النسبة للقرية فلما كانت النسبة للشجرة وهي تعبد من دون الله نفى وصف الإخوة عنه تنزيها له عن الشرك. نعود لكلام ابن كثير:
ومن الناس من لم يتفطن لهذه النكتة فظن أن أصحاب الأيكةغير أهل مدين والصحيح أنهم أمة واحدة.
- - - - - - - -
قال الله عزوجل في المنافقين:
(ولا يذكرون الله إلا قليلا)
قال كعب رضي الله عنه:من أكثر ذكر الله عزوجل برئ من النفاق.لهذا والله أعلم ختم الله تعالى سورة المنافقين بقوله: (يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) فإن في ذلك تحذيرا من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عزوجل فوقعوا في النفاق.
ابن القيم - الوابل الصيب.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)
العبد أضعف من أن يتجلد على ربه والرب تعالى لم يرد من عبده أن يتجلد عليه بل أراد منه أن يستكين له ويتضرع إليه وهو تعالى يمقت من يشكوه إلى خلقه ويحب من يشكو مابه إليه.قيل لبعضهم:كيف تشتكي إليه ماليس يخفى عليه؟ فقال:ربي يحب ذل العبد إليه.
ابن القيم - عدة الصابرين.
ـ[د. إسلام المازني]ــــــــ[11 Jan 2010, 04:50 م]ـ
بارك الله عليك
عودة جميلة .. ندية ظليلة
كنت لتوي أسطر:
"والقرءان يخاطب في الإنسان كل الإنسان
يخاطب عقله ووعيه وروحه وحسه وضميره"
"كتاب يظهر بيانه حقه ويظهر حقه بيانه على كل ما سواه ...
حين يدخل الداخل متجردا"
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[11 Jan 2010, 05:52 م]ـ
لعلك إن تأذن لي أخي فهد؛
فإن لفظ القرآن مقصود في بلاغته مطابفته لأصل معناه اللغوي. والأخوة الشرعية نوعان؛ إما أخوة قرابة، وإما أخوة دين.
وأصحاب الأيكة ليسوا قرابة شعيب عليه السلام، لذلك لم يصفه الله لهم بأخوة. بينما الأنبياء الذين ذكروا قبله عليهم السلام كانوا يدعون مع قرابتهم. هذا هو الفرق. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jan 2010, 04:23 م]ـ
د إسلام، لا يفي السطر بما في الصدر، وأمتع الله بك على هذه الكلمات العوالي.
طالبة علم التفسير شكر الله لك، ولعلك تتأملين أكثر فيما كتبت، وتنظري إلى آية الأعراف وزادك الله علماً وفقها.
لطائف قرآنية: 15:
إذا أردت أن تعلم ماعندك وعند غيرك من محبة الله فانظر إلى محبة القرءان من قلبك والتذاذك بسماعه أعظم من التذاذ أصحاب الملاهي والغناء المطرب بسماعهم فإنه من المعلوم أن من أحب محبوباً كان كلامه وحديثه أحب شي ء إليه.وكيف يشبع المحب من كلام محبوبه وهو غاية مطلوبه.
ابن القيم - الداء والدواء.- - - - - - - -
من فوائد غض البصر أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.ولهذا والله أعلم ذكر الله سبحانه آية النور في قوله تعالى:
(الله نور السموات والأرض) عقيب قوله: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)
ابن القيم - روضة المحبين.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(ما لكم لا ترجون لله وقارا)
من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقير من الناس وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره. قال بعض السلف:
ليعظم وقار الله في قلب أحدكم أن يذكره عند مايستحى من ذكره فيقرن اسمه به كما تقول: قبح الله الكلب والخنزير ونحو ذلك.
ابن القيم - الفوائد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jan 2010, 04:59 م]ـ
لطائف قرآنية: 16:
يا ابن آدم كيف يرق قلبك وإنما همتك في آخر السورة؟!.
الحسن البصري - مختصر قيام الليل للمروزي.
- - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الفاتحة:
(اهدنا الصراط المستقيم) لماذا أتى بضمير الجمع مع أن الداعي واحد؟
هذا مطابق لقوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين) والأتيان بضميرالجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهداية فأتى فيه بصيغة ضمير الجمع أي:نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه:نحن عبيدك ومما ليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعا عند الملك من أن يقول أنا عبدك ومملوكك. ولهذا لوقال:أنا وحدي مملوكك استدعى مقته.فإذا قال:أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثير جدا وأنا واحد منهم فكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك.
ابن القيم - بدائع الفوائد.
- - - - - - - -
قال تعالى في ذكر مخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر في الغار:
(لا تحزن إن الله معنا)
فإن من صحب الرسول صلى الله عليه وسلم وما جاء به بقلبه وعمله وإن لم يصحبه ببدنه فإن الله معه.
ابن القيم - الكلام على مسألة السماع.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة البقرة واصفا المتقين:
(ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون) كثيرا ما يجمع الله تعالى بين الصلاة والزكاة في القرآن.لأن الصلاة متضمنة للإخلاص للمعبود.
والزكاة والنفقة متضمنة للإحسان على عبيده.فعنوان سعادة العبد إخلاصه للمعبود وسعيه في نفع الخلق.كما أن عنوان شقاء العبد عدم هذين الأمرين منه فلا إخلاص
ولا إحسان.
السعدي - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Jan 2010, 02:30 م]ـ
لطائف قرآنية: 17:
ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه أو من حاجته فاتكأ على فراشه أن يقرأ ثلاث آيات من القرءان.
ابن عباس رضي الله عنهما.
- - - - - - -
قال تعالى:
(لا أقسم بيوم القيامة # ولا أقسم بالنفس اللوامة)
لما كان يوم معادها هو محل ظهور هذا اللوم وترتب أثره عليه قرن بينهما في الذكر.
ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان.
- - - - - - - - -
قال تعالى:
(فانكحوا ما طاب لكم من النساء)
فيه دليل على النظر قبل النكاح فإن الطيب إنما يعرف بالنظر قبل النكاح.
السيوطي - الإكليل في استنباط التنزيل.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 18:
إني لأستحي ألا أنظر كل يوم في عهد ربي مرة.
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)
فهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها ويأخذوا بحظهم من عبوديتها. وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته فهو عليم يحب كل عليم جواد يحب كل جواد وتر يحب الوتر جميل يحب الجمال عفو يحب العفو وأهله حيي يحب الحياء وأهله بر يحب الأبرار شكور يحب الشاكرين صبور يحب الصابرين. . . .
ابن القيم - مدارج السالكين.
- - - - - - - - -
قال تعالى في شأن مريم:
(وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)
قد أخذ بعض العلماء من هذه الآية أن خير ما تطعمه النفساء الرطب فلو كان شيء أحسن للنفساء من الرطب لأطعمه الله مريم وقت نفاسها بعيسى.
الشنقيطي - أضواء البيان.
- - - - - - - - -
قال تعالى:
(مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل)
تأمل كيف جمع السنبلة في هذه الآية على سنابل وهي من جموع الكثرة إذ المقام مقام تكثير وتضعيف. وجمعها على سنبلات في قوله تعالى:
(وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات)
ولم يقل سبع سنابل خضر.فجاء بها على جمع القلة لأن السبعة قليلة ولا مقتضى للتكثير.
ابن القيم - طريق الهجرتين.
- - - - - - - - -
قال تعالى في سورة هود:
(إن ربي رحيم ودود) وقال سبحانه في سورة البروج: (وهو الغفور الودود)
ما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور. فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه ولايحبه وكذلك قد يرحم من لا يحبه والرب تعالى يغفرلعبده إذا تاب إليه و يرحمه و يحبه مع ذلك فإنه يحب التوابين.
ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو موسى سليم]ــــــــ[16 Jan 2010, 05:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
عمل مبارك
هلا جمع في ملف واحد حتى تسهل المتابعة؟
بارك الله فيكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Jan 2010, 09:18 م]ـ
حياكم الله يا أبا موسى وبارك فيكم، سيكون ذلك حين تكتمل بإذن الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Jan 2010, 09:18 م]ـ
لطائف قرآنية: 19:
(من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين.
الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ـ صحيح ابن حبان وابن خزيمة وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وبعملية حسابية يسيرة يتبين الآتي:أن عدد الآيات من سورة تبارك إلى سورة الناس يبلغ 995 آية و مع الفاتحة يكون المجموع 1002 آية.
خالد اللاحم - مفاتح تدبر القرءان.
فماذا يضير المؤمن لو طبق هذا الحديث مرة واحدة في حياته!
- - - - - - - - -
لا تحسب أن قوله تعالى:
(إن الأبرار لفي نعيم # وإن الفجار لفي جحيم)
مقصور على نعيم الآخرة وجحيمها فقط. بل في دورهم الثلاثة هم كذلك أعني:
دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار فالأبرار في نعيم والفجار في جحيم.وهل النعيم إلا نعيم القلب؟ وهل العذاب إلا عذاب القلب؟
ابن القيم - الداء والدواء.
- - - - - - - - -
تطلق الروح على القرءان الذي أوحاه الله تعالى إلى رسوله قال تعالى:
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
سمى القرءان روحا لما يحصل به من الحياة النافعة فإن الحياة بدونه لاتنفع صاحبها بل حياة الحيوان البهيم خير منها وأسلم عاقبة.
ابن القيم - الروح.
- - - - - - - -
قال تعالى في شأن ابراهيم:
(فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب)
في هذه الآية دليل على أن اعتزال الكفار والأوثان والبراءة منهم من فوائده:
تفضل الله تعالى بالذرية الطيبة الصالحة على فاعله.
الشنقيطي - أضواء البيان.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة إبراهيم في وصف ما ينتظر أصحاب النار من العذاب:
(من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد # يتجرعه ولا يكاد يسيغه)
الصديد: مايسيل من جلود أهل النار من القيح والدم.
فهل لكم بهذا طاقة! أم لكم عليه صبر! طاعة الله أهون عليكم ياقوم فأطيعوا الله ورسوله.
قتادة بن دعامة السدوسي.
ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 20:
ليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده وأقرب إلى نجاته من تدبر القرءان وإطالة التأمل فيه.
ابن القيم - مدارج السالكين.
فتدبر القرءان إن رمت الهدى= فالعلم تحت تدبر القرءان
ابن القيم - النونية.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(ومن الناس من يشتري لهو الحديث)
أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء قال أهل المعاني:ويد خل في هذا كل من اختار اللهو والغناء والمزامير والمعازف على القرءان.
الواحدي - التفسير الوسيط.
لأن لفظ البيع والشراء يدلان على المعاوضة و ليس أحد يشتري إلاأخذ شيئا وأعطى مقابله آخر ولذالا يجتمع القرءان والغناء في قلب رجل واحد.
قال ابن تيمية:
ولهذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرءان حتى ربما كرهه.
اقتضاء الصراط المستقيم.
- - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الكهف:
(ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)
والمقصود أن الله سبحانه نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات. فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه و قدوته فإن وجده كذلك فليبعد عنه.وإن وجده ممن غلب عليه ذكر
الله تعالى واتباع السنة و أمره غير مفروط عليه بل هو حازم في أمره فليتمسك بغرزه.
ابن القيم - الوابل الصيب.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[19 Jan 2010, 02:46 ص]ـ
شكر الله ما كتبت يا أخي ونفع بك
نقلت ما نصه:"تطلق الروح على القرءان الذي أوحاه الله تعالى إلى رسوله قال تعالى:
(وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)
سمى القرءان روحا لما يحصل به من الحياة النافعة فإن الحياة بدونه لاتنفع صاحبها بل حياة الحيوان البهيم خير منها وأسلم عاقبة.
ابن القيم - الروح ".
لعل قوله: (من أمرنا)، تقديره: كما أوحينا بإذننا ما نشاء، فمن أمرنا أوحينا إليك كذلك ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء ..
باعتبار السابق واللاحق. فـ (من) هنا تبعيضية من معهود يعرف بالسياق.
كما في قوله تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال). سورة الرعد
فالسياق يدل أن تقدير المعنى: من أمر الله أن له معقبات يحفظونه صلى الله عليه وسلم مما يستعجل به الكافرون من السيئة قبل حصول الحسنة مما أسروا به أو جهروا به من نوايا استخفوا بها بالليل أو سربوا بها في النهار.
والسياق يدل على طويتهم بالسيئة يستعجلون بها قبل أن تحصل له الحسنة صلى الله عليه وسلم، فهم يجعلون الليل مكان الاستتار، ويخفونها بالنهار فيسربون في النهار باتخاز السرب _ الطرق المختفية عن الأسواق العامة_. والله أعلم
ويقويه السياق اللاحق، بذكر بعض أوامر الله بالتغيير ومراد الله، ونفي قدرة رد مراده سبحانه وتعالى أو تولي من أراد الله به سوءا. والله أعلم
وملاحظة أخرى:
نقلت ما نصه:"قال ابن تيمية:
ولهذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرءان حتى ربما كرهه.
اقتضاء الصراط المستقيم".
وليس يوافق على كلامه، فإن من أكثر سماع الشعر أفاد من معهودات العرب، لأن عائشة رضي الله عنها تحفظ للبيد رضي الله عنه فقط ألف بيت وقالت:"وهو أقل ما أحفظ للشعراء". ومع ذلك ما كان ذا يرغبها عن سماع القرآن وتلاوته.
لكن الافتتان باللهو بطريقة خاطئة، هي التي تشرب الضلالة عن الحق في القلب إذا صرفت القلب عن الحق وأداء الواجبات الشرعية. بمعنى: إذا أشرب القلب العبث ضل صاحبه عن المصلحة، فيخشى عليه من ضلاله بالمعاصي. والله أعلم
جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jan 2010, 12:28 ص]ـ
لطائف قرآنية: 21:
فمن صاحب القرءان كان القراءن له شفاء فاستغنى بلا مال وعز بلا عشيرة وأنس مما يستوحش منه غيره وكان همه عند التلاوة للسورة إذا افتتحها:متى أتعظ بما أتلوه؟
ولم يكن مراده: متى أختم السورة؟ إنما مراده: متى أعقل عن الله الخطاب، متى أزدجر، متى أعتبر لأن تلاوة القرءان عبادة والعبادة لا تكون بغفلة.
الآجري - أخلاق حملة القرءان.
- - - - - - - -
من المعلوم أن الاستشفاء بسورة الفاتحة من أعظم الأدوية:
وقد جربت أنا من ذلك في نفسي وفي غيري أمورا عجيبة ولاسيما مدة المقام بمكة. فإنه كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني وذلك أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط! جربت ذلك مرارا عديدة.
ابن القيم - مدارج السالكين.
- - - - - - - -
قال تعالى عن المنافقين:
(في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)
المريض يجد الطعوم على خلاف ماهي عليه فيرى الحامض حلوا والحلو مرا.
وكذلك هؤلاء يرون الحق باطلا والباطل حقا.
ابن هبيرة - ذيل طبقات الحنابلة.
- - - - - - -
قال تعالى عن الكافرين في ختام سورة الكهف:
(فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا)
التعبير بكلمة حبط تعبير بليغ. فأصل الحبوط أن تكثر الدابة من العشب حتى ينتفخ بطنها فيقضى عليها. ولقد أكثر هؤلاء الكفرة من الأعمال الدنيوية مالا ورجالا وحطاما حتى انتفخت نفوسهم بها عجبا وزهوا وكبرا فكان حتفهم في ذلك فحبطت تلك الأعمال فذهبت هباء منثورا.
مصطفى مسلم - مباحث في التفسير الموضوعي.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون)
المقصود بهذه الآية المشركين ومعلوم أن كل مشرك فاسق فما وجه قوله تعالى (وأكثرهم)؟
المراد بالفسق في الآية نوع خاص منه وهو فسق نقض العهود ولايلزم أن جميع المشركين متصفون به.
البغوي - معالم التنزيل.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 22:
لم أرى أعظم من مواعظ القرءان. و قد ذكر أن رجلا طلب من أخ
له موعظة فسأله هل أنت تقرأ القرءان؟ قال: نعم فقال له: إن لم يعظك القرءان
ما وعظك غيره.
عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب الدرر السنية في الأجوبة النجدية.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ءالاء الله)
فيه دليل على أن بناء القصور ليس بمنكر وأن البناء الطائل غير مؤثر في عبادة العبادين. إذ أنه من المحال أن يذكرهم آلاء الله في شيء بنيانه معصية.
وقد قال: (فاذكروا ءالاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) ولو كان بناء القصور منكرا لكان داخلا في الفساد لا في الآلاء.
القصاب - نكت القرءان.
لطيفة:
سمي بالقصاب لكثرة ما قتل من الكفار في مغازيه وهذا باتفاق من ترجم له.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة يوسف:
(وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين)
يستفاد من هذه الآية أنه لا ينبغي للعاقل أن يستحقر أحدا فقد يكون زاهدا فيه وهو لا يعلم.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية
ـ[محب البشير]ــــــــ[21 Jan 2010, 08:14 م]ـ
أخي فهد الجريوي
بارك الله فيك فوائد ممتعة
عندي تعقيب بسيط حول أهل مدين و أهل الأيكه أنقله لك من كلام العالم المفسر الشيخ الطاهر بن عاشور - رحمه الله -
قال - رفع الله درجته في عليين -:
"وقد أختلف في أن أصحاب ليكة هم مدين أو هم قوم آخرون ساكنون في ليكة جوار مدين أرسل شعيب إليهم وإلى أهل مدين. وإلى هذا مال كثير من المفسرين.
روى عبد الله بن وهب عن جبير بن حازم عن قتادة قال: أرسل شعيب إلى أمتين إلى قومه من أهل مدين وإلى أصحاب الأيكة.
وقال جابر بن زيد: أرسل شعيب إلى قومه أهل مدين وإلى أهل البادية وهم أصحاب الأيكة.
وفي "تفسير ابن كثير " روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة شعيب عليه السلام من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة بسنده إلى عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا النبي"،وقال ابن كثير: هذا غريب، وفي رفعه نظر، والأشبه أنه موقوف
. وروى ابن جريح عن ابن عباس أن أصحاب الأيكة هم أهل مدين.
والأظهر أن أهل الأيكة قبيلة غير مدين فإن مدين هم أهل نسب شعيب وهم ذرية مدين بن إبراهيم من زوجه قطورة سكن مدين في شرق بلد الخليل كما في التوراة فاقتضى ذلك أنه وجده بلدا مأهولا بقوم فهم إذن أصحاب الأيكة فبنى مدين وبنوه المدينة وتركوا البادية لأهلها وهم سكان الغيضة.
والذي يشهد لذلك ويرجحه أن القرآن لما ذكر هذه القصة لأهل مدين وصف شعيبا بأنه أخوهم، ولما ذكرها لأصحاب ليكة لم يصف شعيبا بأنه أخوهم إذ لم يكن شعيب نسيبا ولا صهرا لأصحاب ليكة، وهذا إيماء دقيق إلى هذه النكتة.
ومما يرجح ذلك قوله تعالى في [سورة الحجر: 78 - 79] {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ}، فجعل ضميرهم مثنى باعتبار أنهم مجموع قبيلتين: مدين وأصحاب ليكة. وقد بينا ذلك في سورة الحجر.
وإنما ترسل الرسل من أهل المدائن قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا يوحى إليهم من أهل القرى} وتكون الرسالة شاملة لمن حول القريةًًًًًَََ ". اه
و الله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Jan 2010, 03:24 م]ـ
بارك الله فيك أخي محب، ونفع بك، وأعيد ما سبق أن رقمته وهو أن هذه الفوائد لطائف وليست تفسير فلعله لا يغيب هذا الأمر على القارئ.
لطائف قرآنية: 23:
فلما كان كتاب الله هو الكفيل بجميع علوم الشرع الذي استقل بالسنة و الفرض ونزل به أمين السماء إلى أمين الأرض رأيت أن أشتغل به مدى عمري وأستفرغ فيه منيتي.
القرطبي - مقدمة تفسيره الجامع لأحكام القرءان.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(إنه لقرءان كريم)
وصف القرءان بأنه كريم فيه ميزة وهي: أن الكلام إذا قرئ وتردد كثيرا يهون في الأعين والآذان ولهذا ترى من قال شيئا في مجلس الملوك لايذكره ثانيا ولايكرره
فقوله تعالى (كريم) أي لايهون بكثرة التلاوة بل يبقى أبد الدهر كالكلام الغض والحديث الطري.
الفخر الرازي - التفسير الكبير.
ولا تزيده تلاوته إلا حلاوة ولا ترديده إلا محبة وغيره من الكلام ولو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه يمل مع الترديد، ويعادى إذا أعيد، لأن إعادة الحديث على القلب أثقل من الحديد.
السيوطي - معترك الأقران في إعجاز القرءان.
- - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الكهف:
(إنهم فتية ءامنوا بربهم وزدناهم هدى)
الفتية هم الشبان وهم أقبل للحق من الشيوخ عكس مايظنه أكثر الناس.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
- - - - - - - - -
قال تعالى مبيناً لدعاء المؤمنين:
(والذين يقولون هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين)
هل قرة الأعين في الدنيا أم في الآخرة؟ لا بل في الدنيا وأي شيء أقر لعين المؤمن من أن يرى زوجته وولده يطيعون الله. والله ما طلب القوم إلا أن يطاع الله فتقر أعينهم.
الحسن البصري - زاد المسير لابن الجوزي.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا)
لما كان في الصبر الذي هو حبس النفس عن الهوى خشونة وتضييق. جازاهم على ذلك نعومة الحرير وسعة الجنة.
ابن القيم - روضة المحبين
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[22 Jan 2010, 07:47 م]ـ
بارك الله فيك
متابع لك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Jan 2010, 04:27 م]ـ
وفيك بارك أخي نايف وحفظك.
لطائف قرآنية: 24:
يا حملة القرءان: ماذا زرع القرءان في قلوبكم؟
فإن القرءان ربيع القلوب وغيثها.
مالك بن دينار - حلية الأولياء.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
فعموم العالمين حصل لهم النفع برسالته صلى الله عليه وسلم. أما أتباعه فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة، وأما أعداؤه المحاربون له فالذين عجل قتلهم، موتهم خيرا لهم من حياتهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وأما المعاهدون له فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده و ذمته و هم أقل شرا بذلك العهد من المحاربين له، أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهلهم وجريان أحكام المسلمين عليهم في التوارث وغيره، أما الأمم النائية عنه فإن الله سبحانه وتعالى رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العالمين النفع برسالته صلى الله عليه وسلم.
ابن القيم - جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام.
- - - - - - - -
قال الله تعالى في ذكر دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين)
هذه الآية تخويف للمؤمنين شديد أن يعملوا ولا يتكلوا، فإذا كان خليله صلى الله عليه وسلم طامعا في غفران خطيئته فمن بعده من المؤمنين أحرى أن يكون أشد خوفا من خطاياهم.
القصاب - نكت القرءان.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة البقرة:
(وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا)
وقال تعالى في سورة الأعراف:
(وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم)
ذكر سبحانه الرغد في سورة البقرة ولم يذكره في سورة الأعراف مع أن المخاطب واحد فما الحكمة في ذلك؟
الإتيان بقوله: رغدا في سورة البقرة وحذفها في سورة الأعراف له مقصد بليغ.
فإنه والله أعلم لما أسند القول إليه تعالى فقال: (وإذ قلنا) كان من المناسب أن يذكر معه ما يدل على إفاضة النعم ومايدل على كرم الكريم فقال (رغدا).أما في سورة الأعراف فإنه لما بني الفعل للمجهول فقال (وإذ قيل) لم يذكر معه ماذكر من الإكرام الوافر لأنه لم يسند إلى الله تعالى.
صالح العايد - نظرات لغوية في القرءان الكريم.
لعله من باب التأدب مع الله أن لايقال بني الفعل للمجهول ولكن يقال مبني لما لم يسم فاعله.
- - - - - - - - -
قال سبحانه موصيا موسى وهارون عليهما السلام لما أرسلهما لفرعون:
(فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)
سبحانك ما أعظمك وأحلمك!
يا من يتحبب إلى من يعاديه
فكيف بمن يتولاه و يناديه
يزيد الرقاشي - تفسير القرءان العظيم لابن كثير.
هذه رحمتك بمن قال:
أنا ربكم الأعلى!
فكيف رحمتك بمن قال:
سبحان ربي الأعلى!
قتادة بن دعامة السدوسي.
هذا رفقك بمن يدعي الربوبية!
فكيف رفقك بمن يقر بالعبودية!
يحيى بن معاذ الرازي.
- - - - - - - -
قد يتسائل سائل عن سبب تكرار قوله جل وعلا في سورة الرحمن:
(فبأي آلآء ربكما تكذبان) وتكررت هذه الآية 31 مرة.
شبه ذلك بقول القائل لمن أحسن إليه وتابع عليه العطايا وهو ينكرها ويكفرها.
ألم تك فقيرا فأغنيتك أفتنكر هذا؟ ألم تك عريانا فكسوتك أفتنكر هذا؟ ألم تك خاملا فعرفتك أفتنكر هذا؟، ونحو ذلك.
ابن تيمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jan 2010, 02:24 م]ـ
لطائف قرآنية: 25:
فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرءان بالتدبر والتفكر. ولو علم الناس ما في قراءة
القرءان بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها.
ابن القيم - مفتاح دار السعادة.
- - - - - - - - -
قال تعالى في وصف حال أهل الجنة جعلنا الله وإياكم منهم:
(إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون # هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون)
إن قلت: كيف قال سبحانه في صفة أهل الجنه ذلك والظل إنما يكون لما تقع عليه الشمس ولا شمس في الجنة لقوله تعالى:
(لا يرون فيها شمسا)
قلت: الظل يكون من أشجار الجنة لأنها تظللهم من نور العرش لئلا يبهر أبصارهم فإنه أعظم من نور الشمس.
زكريا الأنصاري - فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرءان.
- - - - - - -
قال تعالى:
(وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل)
هذه الآية تقريع لمن يهمل الدعاء في الرخاء ويفزع إليه في الشدة وليس ذلك من أخلاق المؤمنين إذ من أخلاقهم إكثار الدعاء في الرخاء عدة للشدة ولذا فلا ينبغي للمؤمن أن يستن بالكافر فلايفزع إلى الدعاء إلا عند الشدائد.
القصاب - نكت القرءان.
- - - - - - - -
قال تعالى في ذكر خصومة الرجلين عند داود عليه الصلاة والسلام:
(إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة)
تأمل لباقة هذين الخصمين حيث لم تثر هذه الخصومة ضغينتهما لقوله: (هذا أخي) مع أنه قال في الأول: (بغى بعضنا على بعض) لكن هذا البغي لم تذهب معه الأخوة.
ابن عثيمين - تفسير سورة صاد.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم)
وقبيح بالعبد المريد أن يتعرض لسؤال العبيد وهو يجد عند مولاه كل مايريد.
ابن تيمية - مدارج السالكين لابن القيم.
- - - - - - -
قال تعالى:
(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت)
لما سمع عمر بن ذر هذه الآية قال:
ونحن نقسم بالله جهد أيماننا لتبعثن من يموت.
أفتراك تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة؟!
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[24 Jan 2010, 07:20 م]ـ
بارك الله فيك
وارجوا اخي ان تعذرني لاني انقل هذه اللطائف في الفيس بوك
جزاك الله خير
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Jan 2010, 11:57 م]ـ
أسأل الله أن يجعلك مبارك أينما كنت، وكل ما أكتب في هذا المنتدى حقوقه لهذا الملتقى وأهله فانشروا ما شئتم ودعوا ما شئتم سددكم الله وحرم أناملكم على النار.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Jan 2010, 05:31 م]ـ
لطائف قرآنية: 26:
وإنك لتجد في بيت الله الحرام خمسين ألفا بأيديهم المصاحف يقرؤون القرءان ولكنك لاتجد خمسين منهم يفهمون معاني مايقرؤون! و إني لا أنكر أن لقارئ القرءان
أجرا على كل حال لكن الله يقول: (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها)
فمتى نكسر هذه الأقفال حتى نفهم ما يقال؟!
علي الطنطاوي - ذكريات علي الطنطاوي.
- - - - - - -
قال تعالى:
(وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم و ما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)
ما ألهم الله عبدا الاستغفار و هو يريد أن يعذبه.
إبراهيم بن أدهم - مواعظ إبراهيم بن أدهم جمع صالح الشامي.
استأجر بكر المزني حمالا فكان هذا الحمال طوال سيره مع بكر يقول استغفر الله الحمدلله يكررها ولايقول غيرها. فقال له بكر: يا هذا أو ما تحسن أن تقرأ شيئا من كتاب الله؟ قال: بلى والله إني أحسن كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته. و لكني أجد نفسي بين حالين اثنين بين ذنب مني إلى الله صاعد فأستغفر الله منه ومابين نعمة من الله نازلة علي فأحمد الله عليها. فقال بكر محدثا نفسه: حمال أفقه منك يابكر.
عدة الصابرين لابن القيم.
- - - - - - -
قال تعالى:
(وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود # وقوم إبراهيم وقوم لوط)
المغتم بالشيء قد يتسلى بأن يكون له في مصيبته شريك.ألا ترى أن الله جل جلاله كيف عزى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشاركة من مضى قبله من الأنبياء في تكذيب قومهم إياهم واحتمال مضضه وأذاهم.
القصاب - نكت القرءان.
- - - - - - -
قال تعالى في سورة الكهف في قصة موسى والخضر:
(فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما)
لا بأس بالسؤال في بعض الأحوال لقوله تعالى: (استطعما أهلها) وأن من لم يعط يتعزى بهذه القصة. وكم ممن هان على الناس وهو جليل عند الله.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[25 Jan 2010, 06:16 م]ـ
لو تلاحظ أن فيما نقلته يحتاج للتصحيح، فإنك نقلت:"لا بأس بالسؤال في بعض الأحوال لقوله تعالى: (استطعما أهلها) وأن من لم يعط يتعزى بهذه القصة. وكم ممن هان على الناس وهو جليل عند الله.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية ".
إن موسى والخضر عليهما السلام استطعما حق الضيف، ولم يسالا، ولا هانا، ولا ينبغي لهما إلا الكرامة.
فإنه أيضا قال له: (لو شئت لاتخذت عليه أجرا)، فلم يكن يعجزهما الكسب واستطاعا ألا يحتاجا الضيافة، فاستغنيا عن كل ذلك، بما آتاهما الله من العلم ومن أوتي العلم أخذ بحظ وافر. لأنه يعلم شئون حياته فيصلحها وينميها على الحق ويعلو عن الحاجة إلا لمن مثله من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. والله أعلم
وجزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:24 م]ـ
لطائف قرآنية: 27:
مثل الذين يقرؤون القرءان ولا يعرفون التفسير كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون مافي الكتاب. ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرؤوا ما في الكتاب.
إياس بن معاوية - الجامع لأحكام القرءان للقرطبي.
- - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الحديد:
(ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون O اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها)
ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها تنبيه على أنه تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، والله المؤمل المسؤول أن يفعل بنا هذا إنه جواد كريم.
ابن كثير - تفسير القرءان العظيم.
- - - - - - - - - -
قال تعالى في شأن أصحاب الكهف:
(ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال)
يعني في نومهم مرة يكونوا على اليمين و مرة على الشمال ولم يذكر الله الظهر و لا البطن لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل.
ابن عثيمين - تفسير سورة الكهف.
- - - - - - - -
قال تعالى في شأن أصحاب الكهف:
(وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد)
في هذه الآية دليل على جواز اتخاذ الكلب لحراسة الآدميين لأنه إذا جاز اتخاذ الكلب لحراسة الماشية و الحرث أو للصيد الذي هو كمال فاتخاذه لحراسة البيت من باب أولى.
ابن عثيمين - تفسير سورة الكهف.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة الطور:
(وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون)
وقال تعالى في سورة الواقعة:
(وفاكهة مما يتخيرون O ولحم طير مما يشتهون)
لماذا قدمت الفاكهة في الموضعين على الطعام مع أن الذي يعمل أن يقدم الطعام على الفاكهة؟ قدم الله الفاكهة قبل الطعام لأن أكل الفاكهة قبل الطعام أنفع للبدن وهذا ثابت في باب الطب.
ابن الجوزي - الآداب الشرعية لابن مفلح.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Jan 2010, 12:36 م]ـ
لطائف قرآنية: 27:
(وفاكهة مما يتخيرون O ولحم طير مما يشتهون)
لماذا قدمت الفاكهة في الموضعين على الطعام مع أن الذي يعمل أن يقدم الطعام على الفاكهة؟ قدم الله الفاكهة قبل الطعام لأن أكل الفاكهة قبل الطعام أنفع للبدن وهذا ثابت في باب الطب.
ابن الجوزي - الآداب الشرعية لابن مفلح.
وأي حاجة للطب في الجنة أيها المفيد؟ الظاهر أن السبب هو أن هذا أكثر لذة وتفكهاً ونعيماً، ولا علاقة للطب ولا للصحة بذلك .. ومن هنا أُتي بعض المتحدثين في هذا الباب، حين قاسوا أمور الآخرة على الدنيا، والله أعلم.
ـ[طالبة علم التفسير]ــــــــ[26 Jan 2010, 01:39 م]ـ
لعل هذه الآية مما يعنى به الأطباء في حق المكلف بشهيته الفطرية فلا يجوز التدخل في إضعاف الشهية أو زيادتها. ومحل تحريره مسألة: متى يشرع اتخاذ الحمية؟ اشكر لكما فتح باب هذا الموضوع كان مما أفكر فيه في حلقات طبية. بعنوان (الشهية) لكنه موضوع كبير جدا فجعلته من المشاريع المؤجلة لكتابته والله الموفق
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Jan 2010, 05:13 م]ـ
صدقت وبررت يا شيخ عمر غفر الله لك، ولا يخفى على شريف علمك أن هذا من ملح العلم ودقائق الاستنباط التي قد تقرب من الصواب وقد تبعد ولعل مراده رحمه الله أنه لما كان هذا هو الحال الأكمل في الدنيا رزقوه في الآخرة، وعلى كل لا نستغني عن تعليقاتكم وتعقيباتكم المباركة شكر الله لكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Jan 2010, 12:26 م]ـ
لطائف قرآنية: 28:
المطلوب من القرءان هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظه لم يكن من
أهل العلم والدين.
ابن تيمية - مجموع الفتاوى.
- - - - - - - -
قال تعالى في سورة الفاتحة:
(غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
المغضوب عليهم هم العلماء الذين لم يعملوا بعلمهم. والضالون العاملون بلا علم.
فالأول صفة اليهود والثاني صفة النصارى. وكثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم وأن النصارى ضالون ظن أن ذلك مخصوص بهم. فيا سبحان الله! كيف يعلمه الله ويفرض عليه أن يدعو به دائما مع أنه لا حذر عليه منه ولا يتصور أن يفعله؟! هذا من ظن السوء بالله.
(يُتْبَعُ)
(/)
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
- - - - - - - -
قال تعالى مخبرا عن فرعون وملئه:
(فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون)
تأمل كيف أن الله جل جلاله يجري نقض ضلالة الضالين على ألسنتهم فلا يشعرون بها و لا أتباعهم ليحق كلمته على من قضى عليه الشقوة. ألا ترى أن فرعون مع ادعائه الربوبية قال مع ملئه (أنؤمن لبشرين مثلنا) ولم يحترز من تسمية نفسه بشرا وقد سماها من قبل ربا فقال: (أنا ربكم الأعلى).
القصاب - نكت القرءان.
- - - - - - - -
قال تعالى:
(الله نور السموات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري)
لم شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب ولم يشبهها بالشمس والقمر مع أنهما أشد من الكوكب إضاءة؟ لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف والكواكب لا يلحقها الخسوف.
البغوي - معالم التنزيل
- - - - - - -
قال تعالى عن لوط عليه السلام ومن معه:
(فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين O فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين)
ففرق سبحانه بين الإسلام والإيمان هنا لسر اقتضاه الكلام. فإن الإخراج هنا عبارة عن النجاة فهو إخراج نجاة من العذاب ولاريب أن هذا مختص بالمؤمنين المتبعين للرسل ظاهرا وباطنا. وقوله تعالى: (فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) لما كان الموجودون من المخرجين أوقع اسم الإسلام عليهم لأن امرأة لوط كانت من أهل هذا البيت وهي مسلمة في الظاهر فكانت في البيت الموجودين لا في القوم الناجين.
ابن القيم - الرسالة التبوكية (زاد المهاجر إلى ربه).
- - - - - - - - -
قال تعالى:
(من شر النفاثات في العقد)
إن قيل السحر يكون من الذكور والإناث فلم خص الإستعاذة من الإناث دون الذكور؟
الجواب المحقق: أن النفاثات هنا هن الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة وسلطانه إنما يظهر منها فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير والله أعلم.
ابن القيم - بدائع الفوائد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:47 م]ـ
لطائف قرآنية: 29:
ما جالس القرءان أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان قال تعالى:
(وننزل من القرءان ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا)
قتادة السدوسي - سنن الصالحين لأبي الوليد الباجي.
- - - - - - - -
قال تعالى عن يوسف ودعوته لصاحبي السجن:
(يا صاحبي السجن ءأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)
يستفاد من هذه الآية أنك لا تحقر عن التعليم من تظنه أبعد الناس عنه ولا تستبعد فضل الله فإن الرجلين من خدام الملوك الكفرة ومع ذلك وجه يوسف عليه السلام لهما النصح طمعا في هدايتهما. بخلاف من يقول لبعض المدعوين: ليس هذا بأهل للعلم، تعليمه إضاعة للعلم.
محمد بن عبدالوهاب - الدرر السنية.
- - - - - - - - -
قال الله جل وعلا في سورة آل عمران ذاكرا تعجب زكريا عليه السلام من رزقه بولد على كبره:
(قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء) بعدها ذكر الله استغراب مريم لما بشرت بولد فقال تعالى: (قالت ربي أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق مايشاء) تأمل:
رد الله على زكريا بأنه سبحانه يفعل مايشاء ورد على مريم بأنه يخلق مايشاء فلماذا فرق سبحانه في اللفظين مع أن البشارة بشيء واحد وهو الولد؟
لأن استبعاد زكريا الولد لم يكن لأمر خارق بل نادر بعيد فحسن التعبير
(بيفعل). واستبعاد مريم للولد كان لأمر خارق إذ لايكون ولدا إلا بين زوجين فكان ذكر الخلق أنسب.
زكريا الأنصاري - فتح الرحمان بكشف ما يلتبس في القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: الأخيرة:
فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرءان.
ابن القيم - مفتاح دار السعادة.
- - -
وإن كتاب الله أوثق شافع
وأغنى غناء واهبا متفضلا
وخير جليس لا يمل جليسه
و ترداده يزداد فيه تجملا
الشاطبي - حرز الأماني ووجه التهاني
- - -
كان أبو العباس بن عطاء يختم القرءان كثيرا، إلا أنه جعل له ختمة يستنبط منها معاني القرءان فبقي بضع عشرة سنة فمات قبل أن يختمها.
حلية الأولياء - لأبي نعيم.
- - - - - - - - -
قال جل وعلا:
(فإن مع العسر يسرا O إن مع العسر يسرا)
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعليقا على الآية: (لن يغلب عسر يسرين)
فكيف قال ذلك مع أن العسر ذكر في الآية مرتين مثل اليسر؟ قال أهل اللغة: لأن العسر معرف واليسر منكر والنكرة إذا أعيدت كان المعنى الثاني غير الأول بخلاف المعرفة فإنها إذا أعيدت تكون بنفس المعنى الأول.
ابن القيم - بدائع الفوائد.
- - - - - - - - - -
قال تعالى في سورة الأنعام:
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك)
هذا الكتاب مبارك كثير البركات والخيرات فمن تعلمه وعمل به غمرته الخيرات في الدنيا والآخرة. وكان بعض علماء التفسير يقول: اشتغلنا بالقرءان فغمرتنا البركات والخيرات في الدنيا تصديقا لهذه الآية.
الشنقيطي - العذب النمير في مجالس التفسير.
- - - - - - -
قال تعالى:
(والضحى O والليل إذا سجى O ماودعك ربك وماقلى)
فتأمل مطابقة هذا القسم وهو نور الضحى الذي يوافي بعد ظلام الليل للمقسم عليه وهو نور الوحي الذي وافاه بعد احتباسه عنه حتى قال أعداؤه ودع محمدا ربه. فأقسم الله بضوء النهار بعد ظلمة الليل على ضوء الوحي ونوره بعد ظلمة احتباسه واحتجابه.
وأيضا فإن الذي اقتضت رحمته أن لايترك عباده في ظلمة الليل سرمدا بل هداهم بضوء النهار إلى مصالحهم ومعايشهم لايليق به أن يتركهم في ظلمة الجهل والغي بل يهديهم بنور الوحي والنبوة إلى مصالحهم في دنياهم وآخرتهم.فتأمل حسن ارتباط المقسم به بالمقسم عليه وتأمل هذه الجزالة والرونق الذي على هذه الألفاظ والجلالة التي على معانيها.
ابن القيم - التبيان في أيمان القرءان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jan 2010, 02:55 م]ـ
وفي ختام هذه اللطائف أسأله سبحانه أن أكون أحسنت فيما استحسنت، ولايكون ورماً ما استسمنت وكانت هذه اللطائف نتيجة قراءة أكثر من مائة كتاب بتمامها وهي إن لم تكن في الجودة على مستوى واحد لأني كنت أرسلها لطبقات مختلفة فكنت أراعي هذا الأمر، وأرجو أنه كان فيها شيء من النفع، جعلنا الله وإياكم من المتدبرين ومن ورثة جنة النعيم وصلى الله على نبينا محمد وآله، ما سجعت حمائم الأفكار على أفنان البلاغة، واستفرغ المصقع في مدح الرسول بلاغه.
سلام عليه كلما هبت الصبا = وغنت بأغصان الأراك حمائمه
سلام عليه كلما افتر بارق = فراقت عيون المجدبين مباسمه
سلام عليه ما تفاوحت الصبا = بزهر كأن المسك تحوى كمائمه
: ليدبروا آياته وليذكر أولو الألباب:
ـ[فيوض]ــــــــ[29 Jan 2010, 02:09 م]ـ
نفع الله بما قدمتم ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Feb 2010, 01:32 م]ـ
وبكم نفع أختي الفاضلة سندس، وأشكر جميع المشايخ والإخوة الفضلاء الذين داخلوا لإثراء هذا الموضوع وتسديده لا حرمهم الله الأجر والمثوبة، وكل التعليقات التي رددت عليها أو التي لم أرد كانت عندي محل الاحتفاء والاهتمام سواء وافقتها أو خالفت، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى وحفظكم الله من كل سوء ومكروه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[01 May 2010, 01:15 م]ـ
حفظكم الله وبارك فيكم أحببت استشارتكم في جدوى استمرار هذه اللطائف لعام ثالث، حيث أني أقدم رجلاً وأأخر اثنتين، وذلك لأن الإعداد لمثل هذا الأمر أمكث فيه ما لا يقل عن أربعة أشهر، فما رأيكم غفر الله لكم وزادكم من فضله.
ـ[محب البشير]ــــــــ[01 May 2010, 02:44 م]ـ
أرى أن تواصل فيها شيخنا الجريوي فقد نفع الله بها و لعلها تستثير نفوس الفضلاء لكتابة أمثالها و من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة
وفقك الله لكل خير
محب البشير
ـ[طالبة المغفرة]ــــــــ[01 May 2010, 10:23 م]ـ
بارك الله فيكم على هذه اللطائف القرآنية، وأسأله تبارك وتعالى أن ينفع بكم، فلا تحرمونا من هذه اللطائف، أدام الله عملكم أعواما عديدة، ونحن بإنتظار المزيد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 May 2010, 09:48 م]ـ
الأخ الكريم محب البشير والأخت الفاضلة طالبة المغفرة، أسأل الله أن يغفر لكما ويحفظكما وبارك الله فيكما ورأيكم عندي محل حفاوة وعناية وفقكم الله.
ـ[فيوض]ــــــــ[02 May 2010, 10:31 م]ـ
أعتقد أن قبولها بشارة خير وذلك لتفردها بالإيجاز والتنوع سددكم الله وبارك فيكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[06 May 2010, 01:43 م]ـ
وسددكم الله يا فيوض وبارك فيكم، وتقبل الله منا ومنكم وأحسن إليكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Jun 2010, 02:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: محب البشير، طالبة المغفرة، فيوض، أسأل الله أن يوفقكم ويبارك فيكم، وفي الشهرين الماضيين قمت بقراءة جملة من الكتب والتفاسير، ورأيت أنه بالإمكان إضافة شيء جيد، فعزمت بإذن الله بعد الاستنئاس باستشارتكم ورأيكم، بإكمال السلسلة لعام ثالث، ومن الغد بإذن الله تبدأ مرحلة شد المئزر وسهر الليل لإنجازها قبل رمضان القادم إن مد الله في العمر، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى وجعلكم مباركين أينما كنتم.
ـ[فيوض]ــــــــ[12 Jun 2010, 01:14 ص]ـ
هناك كتاب للرازي غير تفسيره انصحكم به لا اذكر اسمه لكن لم يذكره احد المفسرين مع انه مليء بالدرر اذكر لكم منه هذه اللطيفة بالمعنى لاني اضعته بالمكتبة:
لا احد يذكر قصة الا ويكررها بنفس الاسلوب والطريقة لا تتغير الا القران يذكر القصة ويكررها بعدة وجوه واساليب بلاغية رصينة كلها!
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 Jun 2010, 07:58 ص]ـ
أعتقد أن قبولها بشارة خير وذلك لتفردها بالإيجاز والتنوع سددكم الله وبارك فيكم
صدقت الأخت فيوض ... و بقي على الأستاذ الجربوي إيجازها أكثر , أي تقليل العدد في كل مرة و يكثر بذلك عدد مرات المشاركة فيرفع الموضوع في فترات أقصر و يستمر الخير ... يعني من بدال خمس فوائد في مشاركة واحدة و كل اسبوع مشاركة .. بيصير عندنا مثلا تلت فوائد في كل مشاركة و كل يومين و التالت إطلالة من شيخنا المبارك فهد!؟ و لّا لا يا سيدي؟
و مع أيقونات الشكر الجديدة بيتنشط الشيخ أكتر و أكتر .. لا تئلّي يا شيخ أنك ما بتتأثّر و تتنشّط أكتر بالشكر http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif !؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 11:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخت فيوض وزادك من فضله، لكن أي رازي تقصدين وفقك الله.
خلوصي يسلمو وعلى راسي، ولولا أننا في مكان عام لكتبت لك بالشامية، كما تحب، وشكر الله لك يا حامل لواء الشكر.
ـ[نعيمان]ــــــــ[12 Jun 2010, 04:27 م]ـ
صدقت الأخت فيوض ... و بقي على الأستاذ الجربوي إيجازها أكثر , أي تقليل العدد في كل مرة و يكثر بذلك عدد مرات المشاركة فيرفع الموضوع في فترات أقصر و يستمر الخير ... يعني من بدال خمس فوائد في مشاركة واحدة و كل اسبوع مشاركة .. بيصير عندنا مثلا تلت فوائد في كل مشاركة و كل يومين و التالت إطلالة من شيخنا المبارك فهد!؟ و لّا لا يا سيدي؟
و مع أيقونات الشكر الجديدة بيتنشط الشيخ أكتر و أكتر .. لا تئلّي يا شيخ أنك ما بتتأثّر و تتنشّط أكتر بالشكر http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif !؟
جزاكم الله خيراً يا أستاذنا النّور النّوّارة خلوصي.
وأشدّ على يديكم لأقبس من نورهما وتتحاتّ ذنوبنا الكثيرة كما تتحاتّ أوراق الشّجر بكرم رب البشر وفيوضاته.
وشكر الله للأستاذين الفاضلين المباركين: فهد وفيوض.
فاءان ولطائف بتلطّف.
وصدق الله إذ جعل أوسط كلمات القرآن الكريم: ((وليتلطّف))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي فهد الجربوع
فكرت في تغيير اسمك بما أحبه أنا وخشيت أن ينقلب الأمر عليّ
وفقك الله وسددك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[12 Jun 2010, 06:59 م]ـ
أستاذنا الفاضل فهد أسأل الله تعالى أن يكتب لك أجر الجهد المبذول لجمع هذه اللطائف واقتناصها من الكتب كما يقتنص الصياد اللؤلؤ من البحر فأرجو أن لا تحرمنا من هذا الفضل هذا العام أيضاً. وأسأل الله تعالى أن يرزقك خير هذه الأشهر الأربعة وأن يكتب لك المولى في كل ثانية أو جزء من الثانية في هذه الأيام التي تقضيها في جهدك الدؤوب لإستخراج هذه اللطائف ألف ألف حسنة والله يضاعف لمن يشاء.
زادك الله من فضله ونفع بك وكتب لك أجر كل من أفاد من هذه اللطائف أو قرأها أو نشرها أو علّمها غيره.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Jun 2010, 09:14 م]ـ
الأخ نعيمان والأخت سمر، أسأل الله أن لايخلي عينكم من قرة، ونفسكم من مسرة، وأن يجعل العافية أطول برديكما وأشدهما سبوغا ًعليكما.
شيخنا الدكتور فاضل سمني بما شئت حفظك الله وغفر لك، وأبشر بطول سلامة سلمك الله من كل شر. (وللتصحيح العائلة الجريوي لا الجربوع، وفي كل خير).
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Jun 2010, 01:26 م]ـ
نشهد الله على حبك فيه أخي فهد
أما خوفي من التغيير فقد ظهرت بوادره حيث اخطأت من أول الطريق في الاسم فكيف لو رضيت بوعدك،
نفسي تتوق للسلامة وما أدري كيف وقع مني هذا التصحيف رغم بعد الياء عن الباء والمثل العامي يقول: الكبر شين. من تقدم السن
حفظ الله خلقك وخلقك،ويسر لك الخير أينما كنت
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Jun 2010, 10:02 م]ـ
أحبك الله الذي أحببتنا له، وأبادلكم حفظكم الله حباً بحب، وأسأل الله أن يسبغ عليكم نعمه باطنة وظاهرة يا فضيلة الشيخ.
ـ[فيوض]ــــــــ[21 Jul 2010, 02:18 م]ـ
أيضا كتاب المحاور الخمسة في القرآن ونحوتفسير موضوعي لسور القرآن كلاهما لمحمد الغزالي
وله أيضاً كيف نتعامل مع القرآن وله كتب فيها نكة جميلة لعلكم تطلعون عليها ..
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:05 م]ـ
بارك الله فيك أخي فهد الجريوي
حقا إنها لطائف تستحق القراءة والنظر والتدبر
وأحب أن أعقب على بعض منها:
في اللطيفة الثالثة: قول البقاعي"قال تعالى: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه)
لماذا قالوا امرأة العزيز ولم يصرحوا باسمها؟
أضفنها إلى زوجها إرادة لإشاعة الخبر فإن النفس إلى سماع أخبار أولي الأخطار والمكانة أميل "
الذي يبدو لي أن عدم التصريح باسمها ليس من النسوة وإنما هي عادة القرآن الكريم عدم التصريح باسم الزوج
كما قال تعالى
(ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط)
(وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأة فرعون)
(وامرأته حمالة الحطب)
والله أعلم
في اللطيفة السادسة: قول البقاعي"قال تعالى في شأن يوسف وامرأة العزيز: (واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب)
تأمل:
المتبادر للذهن أن يكون الخطاب وألفيا سيدهما لأن يوسف مملوك لدى العزيز فلماذا نسبت السيادة للمرأة فقط؟
لأن يوسف مسلم والعزيز كافر ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم."
وتوجد علة أخرى: ألا يمكن أن يكون لفظ السيد عند أهل مصر في ذلك الزمن مقصور على الزوج فقط (مجرد احتمال)
والله أعلم
ـ[محمد قاسم اليعربي]ــــــــ[21 Jul 2010, 03:56 م]ـ
في قول الله عز وجل (فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) لم خص الله هذه المواضع؟
فهذا سؤال وجهه لي يوما أحد زوار المسجد النبوي بالمدينة المنورة فتفكرت ساعة ولم أجد الجواب،
فقال لي خص الله هذه المواضع لأنها تعبير عن حالة الكانز لماله حين يأتيه المحتاج
فتجد الكانز في بداية الأمر يواجه المحتاج بعبوس الوجه
ثم يعطيه جنبه رغبة في أن ينصرف المحتاج عنه
فإذا لم ينصرف تركه الكانز وولاه ظهره
فعاقبه الله على فعله
والجزاء من جنس العمل
وشكر الله لكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:27 م]ـ
بارك الله فيكم يا أخت فيوض وزادكم من فضله،، وأثني بالشكر لأخي محمد قاسم وفقه الله وحفظه، وهذا التفسير الذي ذكرت وفقك الله ذكره العلامة السعدي في المواهب، وعقب عليه أنه بعيد إذْ ليس كل من سُئِل يكون هذا حاله، والله يحفظكم ويرعاكم، ونحب مثل هذه المدراسة والتعقيب اتفقنا معه أو تعددت فيه أفهامنا.
ـ[مها]ــــــــ[27 Jul 2010, 03:27 م]ـ
اللطائف بعد تحديثها، وضم آخرها لأولها. نفع الله بها وبصاحبها وبكم أجمعين. آمين
ـ[عبدالله المحمدي]ــــــــ[27 Jul 2010, 11:59 م]ـ
أخي الشيخ فهد الجريوي:
جزاك الله خيرآ على هذه الدُرر التي أتحفتنا بها وزادنا وأياك علمآ وعملا. . .
الشيخ فهد نقلت في هذه الفوائد هذه الفائدة:
طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال: (لا تثريب عليكم اليوم)
ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي)
عطاء الخراساني ـ تفسير ابن أبي حاتم.
فهل نستطيع ان نقول أن عاطفة الأبن ليست كعاطفة الأب ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال: (لا تثريب عليكم اليوم) عاطفة الأبن عفو سريع في مقابل ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي) عاطفة قوية لم تقبل العفو سريعآ. . . فعاطفة الأب تجاه الأبن أقوى من عاطفة الأبن تجاه الأب والله أعلم. . .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Jul 2010, 09:53 ص]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة مها على جمع اللطائف القرآنية في ملف واحد ليسهل الرجوع إليها وتدارسها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2010, 11:12 ص]ـ
اللطائف بعد تحديثها، وضم آخرها لأولها. نفع الله بها وبصاحبها وبكم أجمعين. آمين
بيض الله وجهك وجزاك خيراً، أنتِ وأخي فهد الجريوي.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 Jul 2010, 12:10 م]ـ
بارك الله في أخينا فهد، والشكر للأخت مها على مبادرتها الطيبة، وهي كما عهدتهُا دائما محبةٌ للخير سبّاقةٌ له.
تسعدني المشاركة في هذا الموضوع، وأسأل الله الإعانة:
1. ذكر الألوسي عن بعضهم: أن إسماعيل عليه السلام قال: (ستجدني إن شاء الله من الصابرين) وصبر، وموسى كليم الله عليه السلام قال: (ستجدني إن شاء الله صابرا) ولم يصبر، مع قولهما إن شاء الله؛ لفضيلة إدخال الإنسان نفسه مع الجماعة في الدعاء. والله أعلم.
وقد ورد مثل هذا الجمع في الفاتحة (نعبد-نستعين-اهدنا)
2. (مالك يوم الدين)
إثبات ملك الله المطلق للزمان وهو اليوم يشمل كل مايكون فيه؛ لأن ملك الزمان أصعب شيء؛ فمن ملك الزمان فملكه لما فيه من باب أولى.
حاشية شيخ زاده على البيضاوي
3. (إياك نعبد وإياك نستعين) الطرق في تعبيدها درجات؛ فكلما ازداد الطريق تعبيدا ازداد الناس فيه رغبة، وهكذا العبد عند خالقه سبحانه وتعالى كلما ازداد لله تذللا وتعبدا بالمشروع؛ زادت محبة الله له، وزاده تشريفا بقدر ذلك.
من كتاب سورة الصلاة للقاسم ص 34
4. (إياك نعبد وإياك نستعين)
هذه الآية وردت على صيغة المخاطب بعد أن كان أول السورة بصيغة الغائب، ويسمى هذا الأسلوب: الالتفات ... ؛ فكأن العبد لما حمد ربه وأثنى عليه ومجده قرّبه الله إليه وأدناه، فصار الأسلوب من الغَيبة إلى الحضور. والله أعلم.
المصدر السابق ص 33
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Jul 2010, 07:29 م]ـ
أسأل الله أن يعظم الأجر والمثوبة لجميع الإخوة والأخوات وجزاهم الله خير الجزاء، أما الأخت الفاضلة مها حرم الله أناملها عن النار، فلا أستطيع مكافأتها إلا بالدعاء.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 10:23 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على هذه اللطائف القرآنية وأرجو إعادة تثبيت الموضوع خلال شهر رمضان ليسهل العودة له كل يوم مع إضافات الإخوة والأخوات من تأملاتهم اليومية ومدارستهم لكتاب الله تعالى.
واسمحوا لي أن اضيف هذه اللطيفة وقد قرأتها من موقع المصحف الجامع وأنقلها للفائدة:
10 – (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ) سورة النور
تشبه الآيات:
النور – 14 (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ).
النور – 20 (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ).
النور – 21 (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
ملاحظة:
قوله في الآية 10 (وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) محذوف الجواب وتقديره لفضحكم ولعاقبكم وهو متصل ببيان حكم الزانيين وحكم القاذف وحكم اللعان وجواب لولا محذوفا أحسن منه ملفوظا به وهو المكان الذي يكون الإنسان فيه أفصح ما يكون إذا سكت. أو أن حذف الجواب لقصد تهويل مضمونه ولتذهب النفس كل مذهب في تقديره.
وحذف الجواب أيضا في الآية 20 لأن تقديره: لعجل لكم العذاب وقد تقدم في الآية 14 فلم يكرره.
وختم الآية 10 بوصفه تعالى أنه (تَوَّابٌ حَكِيمٌ) بعد ذكر أحكام الزنا والقذف واللعان ليؤذن بأنه تواب على من تاب من عباده ولتظهر كمال حكمته تعالى إذ وضع الشدة موضعها والرفق موضعه وكف بعض الناس عن بعض. مع الإشارة إلى أن في هذه التوبة حكمة وهي استصلاح الناس.
وختم الآية 20 بوصفه تعالى أنه (رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ليبين أن المحبة التي انطوت عليها ضمائر المنافقين لإشاعة الفاحشة ونشرها كان إنقاذ الله للمؤمنين من التخلق بها رأفة بهم من العذاب ورحمة لهم بثواب المتاب وانتشالا للأمة من اضطراب عظيم في أخلاقها وآدابها.
*****************
وتكرار قوله تعالى (لولا فضل الله عليكم ورحمته) ليؤكد لنا أن الأحكام التي يشرعها الله تعالى لحماية المجتمع الإسلامي وأفراده إنما هي رحمة بهم وتفضلاً من الله تعالى عليهم أن لا يقعوا فيما لا يرضاه لعباده المؤمنين فعلمنا آداب الاستئذان وعلمنا حماية حرمات البيوت وكف الألسنة عن الإفك ومعاقبة الزناة الذي يريدون أن تشيع الفاحشة في المجتمع الإسلامي. فما أعظم رحمته سبحانه وتعالى بنا وما أعظم فضله علينا!
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:46 م]ـ
شكر الله لك أختي الفاضلة سمر على إثراء هذا الموضوع والعناية به لا حرمكم الله الأجر والمثوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Aug 2010, 07:50 م]ـ
الشكر لله تعالى أخي الفاضل فهد على نعمة الإسلام ثم الشكر لك على فتح هذه المشاركة وجمع هذه اللطائف القرآنية القيمة التي لا يقف عندها إلا متدبر متأمل لآيات الكتاب الحكيم.
نفع الله بكم وزادكم علماً.
ـ[عطيه محمد عطيه]ــــــــ[05 Aug 2010, 11:59 م]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم فهد على هذا الجمع الكريم وهذه اللطائف الجميلة
قال تعالى مخاطبا آدم وزوجه ومحذرا إياهما من كيد الشيطان (
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا
مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117)) فانظر يا رعاك الله كيف جاء الفعل المضارع (فتشقى) بصيغة المفرد برغم أن الخطاب جاء للمثنى في قوله تعالى (فلا يخرجنكما) وكأن المولى عز وجل يقول لآدم وحده إنك ستشقى في الأرض كدا وتعبا في تحصيل الرزق لو خرجتما من الجنة , وهذا دليل على أن المسئول الأول عن متطلبات الحياة والخروج للعمل هو الذكر دون الأنثى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[07 Aug 2010, 07:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخي عطية وحفظك، وكأن ابن القيم أشار إلى مثل هذا في بدائع الفوائد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Aug 2010, 06:49 ص]ـ
بفضل من الله ومنّة أعددت لطائف هذا العام 1431هـ وسأرسلها يومياً (عصراً) بالجوال لجملة من أهل الفضل برسالة وسائط فمن أحب أن ينتظم في سلكهم (وعنده خدمة الوسائط سواء الجوال أو موبايلي أو زين) فليرسل رقمه لي على الخاص ويبشر، واللطائف بإذن الله سأوردها يومياً بإذن الله في هذه الزاوية، وفائدة إرسالها على الجوال الحفاظ عليها، وقراءتها في أي وقت سواء في المسجد أو أوقات الانتظار، وكذلك لعل النفس تنشط لإرسالها للغير، وكم ترددت في بث لطائف هذا العام كثيراً، ولكن عقدت العزم بعد الاستخارة والاستشارة، ومن باب استدامة الخير، وإلا كان في النفس أن أتوقف هذا العام، ثم أوردها بشكل مرضي في العام المقبل، لكن حرص الإخوة على وجودها هذا العام خاصة أصحاب الجوالات دفعني مكرهاً لوضعها، فهذا اعتذار قبل الابتداء بارك الله فيكم ووفقكم.كذلك الجديد في هذا العام في اللطائف أنها ستختم بلطيفة علمية تتضمن فائدة، أو عبارة، أو موقف، وهذا الاستحداث من باب التجديد ورفع ما يقع من قصور في الإعداد، رزقنا الله وإياكم إدراك هذا الشهر الفضيل، والتوفيق فيه واستغلاله على الوجه الذي يرضاه سبحانه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[09 Aug 2010, 08:30 ص]ـ
تقبل الله منك أخي الفاضل فهد وجعل هذه اللطائف في ميزان حسناتك. نحن بانتظارها يومياً بإذن الله وربما بعد رمضان يتم تنقيحها وجمعها في ملف واحد على غرار ما تم مع لطائف العام الماضي ثم لعلها تكون نواة كتاب بنفس العنوان وتأمل الأجر الذي سيكون لك عبر الأيام القادمة إن شاء الله تعالى فليهنك الأجر والثواب.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:15 م]ـ
أسأل الله أن يعظم لك الأجر والمثوبة الأخت الفاضلة سمر، وتقبل الله مناّ ومنكم صالح الأعمال.
أود أن أنبه على أمرين: بالنسبة للإخوة الذين تم الإرسال لهم العام الماضي، فبإذن الله سيتم لهم الإرسال هذا العام، مالم يأت إشعار منهم بعدم الرغبة. كذلك أود أن يوضح المرسل اسم الشركة، لأن الاتصالات لا تسمح بإرسال رسالة الوسائط إلى غيرها من الشركات، ولذا سأرسل برقمين مختلفين، وفقنا الله وإياكم لكل ما يحب ويرضى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:34 م]ـ
أخي الشيخ فهد الجريوي:
جزاك الله خيرآ على هذه الدُرر التي أتحفتنا بها وزادنا وأياك علمآ وعملا. . .
الشيخ فهد نقلت في هذه الفوائد هذه الفائدة:
طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال: (لا تثريب عليكم اليوم)
ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي)
عطاء الخراساني ـ تفسير ابن أبي حاتم.
فهل نستطيع ان نقول أن عاطفة الأبن ليست كعاطفة الأب ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال: (لا تثريب عليكم اليوم) عاطفة الأبن عفو سريع في مقابل ولما طلبوا من يعقوب قال: (سوف أستغفر لكم ربي) عاطفة قوية لم تقبل العفو سريعآ. . . فعاطفة الأب تجاه الأبن أقوى من عاطفة الأبن تجاه الأب والله أعلم. . .
وما الضير في أن نقول أن الأبناء طلبوا من أبيهم الاستغفار طلباً ففعل ما طلبوا منه (قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ (97) قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (98). ولكنهم مع يوسف تعرضوا له تعريضاً: (قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ (91) فبادرهم يوسف عليه السلام وهو الكريم ابن الكريم بقوله: (لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Aug 2010, 12:47 م]ـ
بارك الله في الإخوة والأخوات، وحفظهم وبارك فيهم، وبالنسبة لما ذكره ابن عطاء الخرساني، فهذه اللطيفة أكثر لطيفة توقف معها الإخوة في تعقيباتهم، وعلى العموم كل قرأها من وجه يقرب ويبعد، والأمر فيها يسير جداً، فلا تذهبوا بنا بعيداً وفقكم الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:26 م]ـ
: لطائف قرآنية:
قلت والناس يرقبون هلالا
يشبه الصب من نحافة جسمه
من يكن مفطراً فذا رمضان
خط بالنور للورى أول اسمه
لقاكم الله فيه ما ترجون، ورقاكم إلى ما تحبون فيما تتلون، وقابل الله بالقبول صيامكم، وبعظيم المثوبة تهجدكم وقيامكم.
: لطائف قرآنية:
لعلها أن تكون غيثاً على جدب، وفراتاً على ظمأ، يزداد بها المهتدي هدى، ويبدل الجافي إلفا.
وأسأل العظيم ذا السلطان
الأمن من مكايد الشيطان
وأن تكون خلصاً بلا ريا
لوجه من له السنا والكبريا
وأن يثيبنا بها لطفاً إذا
حللنا الأجداث ويكفينا الأذى
: ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب:
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[10 Aug 2010, 06:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل وجعلنا وإياكم من المتدبرين لكتاب الله تعالى وآياته وبانتظار ما يفتح الله تعالى عليكم به من لطائف قرآنية وفقكم الله لكل خير وتقبل منكم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Aug 2010, 02:40 ص]ـ
أحسنت إلينا أحسن الله إليك وحفظك وزادك من فضله، بهذا الاهتمام والمتابعة المستمرة المباركة دكتوره سمر.
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[11 Aug 2010, 05:29 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك
لطائف اسم على مسمى
أعجبني اختيارك لها، ما رأيك لو تنشر عندنا ببعض الصحف أو الدوريات عندنا بالبلاد باسمك؟
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Aug 2010, 12:52 م]ـ
حفظك الله يا أبا إسحاق وغفر لك وزادك من فضله ونعيمه، انشر ما شئت ودع ما شئت، ولا يلزم وضع الإسم، إنما المدار على إفادة الناس وفقك الله وبارك فيك.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:07 م]ـ
أسأل الله تعالى أن يجعل ما تقوم به في ميزان حسناتك
لطائف بديعة وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2010, 01:25 م]ـ
أخي فهد الجريوي حفظه الله ووفقه: أُتابعُ اختياراتِكَ بعناية هنا وعلى جوالي، وأستفيدُ منها بشكلٍ خاصٍ في الدروس والمُحاضرات والكلمات القصيرة بعد الصلوات، وأدعو الله لك بالتوفيق في علمِكَ ووقتكَ ومالك، وأُقدِّرُ لك جَودةَ اختيارك ودقتَّها، وقديماً قيل: (اختيارُ المرءِ قِطعةٌ مِن عَقلِهِ)، فليهنك العلم والأجرُ والدعاءُ منا لك بظهر الغيب.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Aug 2010, 05:50 م]ـ
حياكم أخي الفاضل محمد كالو وبارك الله فيكم وحفظكم.
الله أكبر، سررتني سرك الله يا شيخ عبدالرحمن، أسأل الله أن يجمعنا بك في جناته.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Aug 2010, 06:17 م]ـ
لطائف قرآنية: 1:
إن العالم في عذاب، وعندكم كنز الرحمة، وإن العالم في احتراب، وعندكم منبع السلم، وإن العالم في غمة الشك، وعندكم مشرق اليقين. فهل يجمل بكم أن تعطلوه فلا تنتفعوا به ولا تنفعوا؟
أحيوا قرآنكم تحيوا به، حققوه يتحقق وجودكم به، أفيضوا من أسراره على سرائركم، ومن آدابه على نفوسكم، ومن حكمه على عقولكم، تكونوا أطباء، ويكن بكم دواء.
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
،،،
جعل الله الصيام معادلاً لتحرير الرقبة في ثلاثة أحكام من كتابه. إذ جعل على من قتل مؤمناً خطأ تحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين)، وجعل الذين يظاهرون من نسائهم، ثم يعودون لما قالوا تحرير رقبة من قبل أن يتماسا: (فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا) وجعل كفارة اليمين تحرير رقبة: (فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام).
فانظر لما كتب الله على من ارتكب شيئاً من هذه الخطايا الثلاث: أن يحرر رقبة مؤمنة من رق الاستعباد، فإن لم يجدها فعليه أن يعمل على تحرير نفسه من رق مطالب الحياة، ورق ضرورات البدن، ورق شهوات النفس، فالصيام كما ترى هو عبادة الأحرار. فتأمل معنى الصيام من حيث نظرت إليه، هو عتق النفس الإنسانية من كل رق.
محمود شاكر ـ عبادة الأحرار.
،،،
قال تعالى عن عباده: (يحبهم ويحبونه)
سبحان من سبقت محبته لأحبائه، فمدحهم على ما هب لهم، واشترى منهم ما أعطاهم وقدم المتأخر من أوصافهم لموضع إيثارهم، فباهى بهم في صومهم، وأحب خلوف أفواههم.
فيالها من حالة مصونة لا يقدر عليها كل طالب! ولا يبلغ كنه وصفها كل خاطب.
ابن الجوزي ـ صيد الخاطر.
،،،
قال تعالى: (وكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً).
لم يقل تعالى: كلوا ما رزقكم، ولكن قال: (كلوا مما رزقكم الله) وكلمة (من) للتبعيض، فكأنه قال: اقتصروا في الأكل على البعض واصرفوا البقية إلى الصدقات و الخيرات.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
،،،
قال تعالى ذاكراً وعيد الشيطان:
(ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).
أتاك الشيطان يا ابن آدم من كل وجه، غير أنه لم يأتك من فوقك، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله.
قتادة السدوسي ـ إغاثة اللهفان لابن القيم.
لطيفة: 1:
الصوم:
حرمان مشروع، وتأديب بالجوع، وخشوع لله وخضوع. لكل فريضة حكمة، وهذا الحكم ظاهره العذاب وباطنه الرحمة، يستثير الشفقة، ويحض على الصدقة، يكسر الكبر، ويعلم الصبر، ويسن خلال البر. حتى إذا جاع من ألف الشبع، وحرم المترف أسباب المتع، عرف الحرمان كيف يقع، والجوع كيف ألمه إذا لذع.
أحمد شوقي ـ أسواق الذهب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Aug 2010, 05:21 م]ـ
لطائف قرآنية: 2:
تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها، والتي لم أقرأها أكثر من مرة واحدة ـ وما أكثر الكتب التي للزينة فقط ـ، ولكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائماً هو كتاب المسلمين القرآن. فكلما أحسست بالإجهاد وأردت أن تنفتح لي أبواب المعاني والكمالات، طالعت القرآن حيث أني لا أحس بالتعب أو الملل بمطالعته بكثرة.
الفيلسوف الفرنسي الملحد جوزيف آرنست ـ المراحل الثمان لطالب فهم القرآن للعويد.
،،،
قال تعالى عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم)
فأشارت هذه الآية إلى أن محبة الرسول، وحقيقة ما جاء به، إذا كان في القلب؛ فإن الله لا يعذبه في الدنيا ولا في الآخرة. وإذا كان وجود الرسول في القلب مانعاً من تعذيبه، فكيف بوجود الرب تعالى في القلب!!
ابن القيم ـ الكلام في مسألة السماع.
،،،
قال تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار).
وإذا كان الوعيد في الركون إلى الظلمة فكيف حال الظلمة أنفسهم؟! نسأل الله العافية من الظلم.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن.
،،،
قال تعالى في قصة يوسف عليه السلام: (وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولداً).
ولا يزال لطف الله بعبده، فبعد أن حجب الشيطان في قلوب إخوته معاني الأخوة، قذف الله في قلب عزيز مصر معاني الأبوة.
ناصر العمر ـ آيات للسائلين.
،،،
لطيفة علمية: 2:
يا منقطعين عن القوم، سيروا في بادية الدجى، وانتحبوا بواد الذل، فإذا فتح باب للواصلين، فدونكم، فاهجموا هجوم الوانين، وابسطوا أكف: (وتصدق علينا) لعل هاتف الرحمة يقول: (لا تثريب عليكم).
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Aug 2010, 06:14 م]ـ
لطائف قرآنية: 3:
تأثير القرآن في نفوس المؤمنين بمعانيه لا بأنغامه، وبمن يتلوه من العاملين به لا بمن يجوده من المحترفين به، ولقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم، وبهذا يعيد التاريخ سيرته الأولى.
مصطفى السباعي ـ هكذا علمتني الحياة.
،،،
قال تعالى ذاكراً خبر موسى مع فتاه يوشع عليهما السلام: (فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا).
موسى عليه السلام لم ينصب، ولم يقل: لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا، إلا منذ جاوز الموضع الذي حده الله تعالى له. فلعل الحكمة في إنساء يوشع أن يستيقظ موسى عليه السلام، لمنة الله تعالى على المسافر في طاعة وطلب علم، بالتيسير عليه وحمل الأعباء عنه. وتلك سنة الله الجارية في حق من صحت له نية في عبادة من العبادات، أن ييسرها ويحمل عنه مؤنتها، ويتكفل به ما دام على تلك الحالة. فما أورد الله تعالى قصص أنبيائه ليسمر بها الناس، ولكن ليشمر الخلق لتدبرها، واقتباس أنوارها ومنافعها عاجلاً وآجلاً.
الناصر ـ محاسن التأويل للقاسمي.
،،،
قال تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي).
وفي إدماج تلقين الدعاء بإصلاح ذريته مع أن سياق الكلام في الإحسان إلى الوالدين، إيماء إلى أن المرء يلقى من إحسان أبنائه إليه مثل ما لقي أبواه من إحسانه إليهما.
الطاهر ابن عاشور ـ التحرير والتنوير.
،،،
لو رأيت أهل القبور في وثاق الأسر، فلا يستطيعون الحركة إلى نجاة: (وحيل بينهم وبين ما يشتهون)! يا منفقاً بضاعة العمر في مخالفة حبيبه، والبعد عنه، ليس في أعدائك أشد عليك منك.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
،،،
لطيفة علمية: 3:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً عنه). اعلم أنه لا رتبة فوق رتبة من تشتغل الملائكة وغيرهم بالاستغفار والدعاء له و تضع له أجنحتها، وإنه لينافس في دعاء الرجل الصالح أو من يُظن صلاحه، فكيف بدعاء الملائكة؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ابن جماعة الكناني ـ تذكرة السامع والمتكلم ـ في أدب العالم والمتعلم.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Aug 2010, 05:23 م]ـ
لطائف قرآنية: 4:
قال تعالى: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا)، وقال تعالى: (فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً).
فلو كان المؤمنون لا يفقهونه أيضاً لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمهم الله تعالى به.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
،،،
قال تعالى: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا)
فمن كان في قلبه غل وحقد وحسد وضغينة على إخوته المسلمين فنصيبه من هذا الثناء من الله في الآية الكريمة يقل ويضعف بقدر ما عنده من هذا المرض العضال.
سليمان اللاحم ـ تنوير العقول والأذهان في تفسير مفصل القرآن.
،،،
قال تعالى: (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه)
أشارت الآية إلى أن غير المجرم لا يود ذلك؛ لأنه قد افتدى في الدنيا من عذاب يؤمئذ بالتقوى والإيمان، وإنما هو في هذا اليوم لا يحزنه الفزع الأكبر ويأمل اجتماعه بمن صلح من آبائه وأبنائه وأحبابه في جنات النعيم.
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
،،،
عن حفص بن حميد قال: قال لي زياد بن جرير: اقرأ علي، فقرأت عليه: (ألم نشرح لك صدرك * ووضعنا عنك وزرك * الذي أنقض ظهرك). فقال: يا ابن أم زياد: أنقض ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فجعل يبكي كما يبكي الصبي.
حلية الأولياء لأبي نعيم.
،،،
ـ قال أبو أمامة بن سهل بن حنيف: دخلت أنا وعروة بن الزبير على عائشة رضي الله عنها فقالت: لو رأيتما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض له، وكانت عندي ستة دنانير ـ أو سبعة ـ فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها. قالت: فشغلني وجع النبي صلى الله عليه وسلم، حتى عافاه الله. ثم سألني عنها فقال: (ما فعلت؟ أكنت فرّقت الستة الدنانير؟) فقلت: لا، والله لقد كان شغلني وجعك. قالت: فدعا بها، فوضعها في كفه، فقال: (ما ظن نبي الله لو لقي الله، وهذه عنده؟)
فيا لله! ما ظن أصحاب الكبائر والظلمة بالله إذا لقوه، ومظالم العباد عندهم؟
ابن القيم ـ الجواب الكافي.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[15 Aug 2010, 05:21 م]ـ
لطائف قرآنية: 5:
قال تعالى: (بل هو قرءان مجيد)
ووصف القرآن بأنه مجيد لا يعني أن المجد وصف للقرآن نفسه فقط، بل هو وصف للقرآن، ولمن تحمل هذا القرآن فحمله وقام بواجبه من تلاوته حق التلاوة، فإنه سيكون له المجد والعزة والرفعة.
ابن عثيمين ـ تفسير جزء عم.
،،،
من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه، وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة، طال عليه الوقوف ذلك اليوم واشتدت مشقته عليه.
وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)
فمن سبح الله ليلاً طويلاً، لم يكن ذلك اليوم ثقيلاً عليه، بل كان أخف شيء عليه.
ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية.
،،،
قال تعالى: (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون).
أدب العبد عنوان عقله، وأن الله مريدٌ به خيرا.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
عن مالك بن مغول قال: شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف، فقال: استعن عليه بهذه الآية: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحاً ترضاه وأصلح لي في ذريتي).
حلية الأولياء لأبي نعيم.
،،،
لطيفة علمية: 5:
قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غُرست له نخلة في الجنة).
فالعجب لهذا يضيع زمانه في غير الغرس، ولو أنه ذاق طعم النخيل لا ستكثر من غرس النخل.
ابن الجوزي ـ حفظ العمر
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[16 Aug 2010, 05:43 م]ـ
لطائف قرآنية: 6:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقرأ المسلمون القرآن فيحركون ألسنتهم بلفظ كلماته وتجويد تلاوته، ولكن لا يفكرون في وجوب تحريك عقولهم لفهم معانيه، ويرون أن هذا هو الأصل في القراءة، كأن القرآن ليس إلا كلاماً معداً للتلحين ولا يُطلب منهم إلا التسابق إلى حسن تلحينه وإدارته على البيات والرصد والعجم وهاتيك الأنغام!
وصار البر بالقرآن كل البر، والعناية به كل العناية، أن نتقن مخارج حروفه ونفخم مفخمه ونرقق مرققه ونحافظ على حدود مدوده، ونعرف مواضع إخفاء النون وإظهارها ودغمها وقلبها والغنة بها. القرآن الذي أنزله الله أمراً ونهياً ومنهجاً كاملاً للمسلم في حياته الخاصة وحياته الاجتماعية، يُكتفي منه بالتغني بألفاظه وتجويد تلاوته!
فهل ينفع القاضي أن يقرأ القانون مجوداً ثم لا يفهمه ولا يحكم به؟ وإذا تلقى الضابط برقية القيادة هل ينجيه من المحكمة العسكرية أن يضعها على رأسه ويقبلها ويترنم بها، ولا يحاول أن يدرك مضمونها.بل لو رأيتم رجلاً قعد يقرأ جريدة حتى أتمها كلها من عنوانها إلى آخر إعلان فيها، فسألتموه: ما هي أخبارها؟ فقال: والله ما أدري، لم أحاول أن أتفهم معناها فماذا تقولون فيه؟ أما تنكرونه وتنكرون عليه؟ فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يختم الختمة، وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها، ما فهم من معانيها شيئاً؟ فمن أين جاءت هذه المصيبة؟ وأي عدو من أعداء الله استطاع أن يلعب هذه اللعبة فيحرم المسلمين من قرآنهم وهو بين أيديهم، وفي كل بيت نُسخ منه، وهو يُتلى دائماً في كل مكان؟ يحرمهم منه وهو في أيديهم وهو ملء أنظارهم وأسماعهم؟
مسألة عجيبة جداً والله!
علي الطنطاوي ـ فصول إسلامية
،،،
قال تعالى: (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها).
إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فلا أعظم إيماناً ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم).
قد يتوهم الجاهل من ظاهر هذه الآية الكريمة عدم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن نفس الآية فيها إشارة إلى أن ذلك فيما إذا بلغ جهده فلم يقبل منه المأمور، وذلك في قوله تعالى: (إذا اهتديتم) لأن من ترك الأمر بالمعروف لم يهتد.
الشنقيطي ـ أضواء البيان.
،،،
قال صلى الله عليه وسلم: (ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) رواه مسلم.
سلوك الطريق يشمل الطريق الحسي الذي تقرعه الأقدام، مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مكان العلم سواء كان مكان العلم مسجداً أو مدرسة أو كلية أو غير ذلك، ومن ذلك أيضاَ الرحلة في طلب العلم أن يرتحل الإنسان من بلده إلى بلد آخر يلتمس العلم فهذا سلك طريقاَ يلتمس فيه علماً.
والطريق الثاني الطريق المعنوي، وهو أن يلتمس العلم من أفواه العلماء ومن بطون الكتب فالذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالساً على كرسيه فإنه قد سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ولو كان جالساً.
ابن عثيمين ـ شرح رياض الصالحين
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Aug 2010, 08:03 م]ـ
ما كنت أود أن أقطع هذه اللطائف بمداخلة ولكن لا بد لي من أن أدعو الله تعالى لك أخي الفاضل فهد أن يمن عليك بلطفه وكرمه ورحمته وأن يجعلك مباركاً حيث كنت ويفتح لك فتوح العارفين به ويزدك علماً وفهماً وتدبراً لآيات كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فعذراً على المقاطعة وإلى لقاء مع هذه اللطائف القرآنية عصر الغد بإذن الله.
ـ[نايف السحيم]ــــــــ[17 Aug 2010, 03:09 ص]ـ
الله يبارك فيك
متابعين لهذه اللطائف المباركة
شكر الله لك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 12:46 م]ـ
حفظك الله يا دكتوره سمر وغفر لك ولوالديك وثبتنا الله وإياكم على طاعته، شاكر ومقدر هذه المتابعة والعناية سلمكم الله. والشكر موصول لأخي العزيز نايف السحيم وفقه الله وبارك فيه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[17 Aug 2010, 05:34 م]ـ
لطائف قرآنية: 7:
من استوحش من الوحدة وهو حافظ لكتاب ربه فإن تلك الوحشة لا تزول أبداً.
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو الحسن الخوارزمي ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي.
،،،
تأمل:
في سورة الفلق المستعاذ به مذكور بصفة واحدة وهي أنه رب الفلق، والمستعاذ منه ثلاثة أنواع من الآفات، وهي الغاسق والنفاثات والحاسد. أما سورة الناس فالمستعاذ به مذكور بصفات ثلاث: وهي الرب والملك والإله، والمستعاذ منه آفة واحدة، وهي الوسوسة. فما الفرق بين الموضعين؟
أن الثناء يجب أن يتقدر بقدر المطلوب، فالمطلوب في سورة الفلق سلامة النفس والبدن، والمطلوب في سورة الناس سلامة الدين. وهذا تنبيه على أن مضرة الدين وإن قلت، أعظم من مضار الدنيا وإن عظمت.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
،،،
قول تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون).
فيه إشارة إلى أن القرءان الكريم لا ينتفع به إلا من طهر قلبه من الشرك، والحقد، والبغضاء، ليكون طاهراً قابلاً لمعرفة المعاني.
ابن عثيمين ـ شرح صحيح مسلم
،،،
قال تعالى: (وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).
عن زهير الباني قال: مات ابن لمطرف بن عبدالله بن الشخير، فخرج على الحي ـ قد رجّل جمته، ولبس حلته ـ فقيل له: ما نرضى منك بهذا، وقد مات ابنك؛ فقال: أتأمروني أن أستكين للمصيبة؟ فوالله، لو أن الدنيا وما فيها لي، فأخذها الله مني، ووعدني عليها شربة ماء غداً، ما رأيتها لتلك الشربة أهلاً؛ فكيف: بالصلوات، والهدى، والرحمة.
حلية الأولياء لأبي نعيم.
،،،
لطيفة علمية: 7:
قال صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة). رواه مسلم.
والمشي إلى المسجد أفضل من الركوب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج إلى الصلاة إلا ماشياً حتى العيد يخرج إلى المصلى ماشياً. فإن الآتى للمسجد زائر الله، والزيارة على الأقدام أقرب إلى الخضوع والتذلل، كما قيل:
لو جئتكم زائراً أسعى على بصري
لم أد حقاً وأي الحق أديت
ابن رجب الحنبلي ـ اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[18 Aug 2010, 05:42 م]ـ
لطائف قرآنية: 8:
ما جلست إلى القرآن الكريم أتلوه وأتملى تفسيره وبلاغته وإعجازه، إلا أحسست أني في جو مزيج من مهابة تبعث الإيمان، وسعادة تمنح السكينة، ونور يضيء جوانب النفس بالعلم الصحيح والإقناع البليغ والإمتاع المعجز، فأهتف من أعماق نفسي: (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما). ثم إني على تكراره أحس أن له بشاشة متجددة، وأنه في كل قراءة يمنحني جديداً من المعرفة يتوج قديمها، وطارفاً من البلاغة يزكي تليدها، فأشعر بأني إزاء كنز لا تفنى عجائبه، وبحر لا تحجب جواهره، وزاد يغذي الروح رَوحاً وريحاناً، وعطاء إلهي يتحف النفس إسلاماً وإيماناً.
فأردد في سعادة غامرة قوله عز وجل: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير.
،،،
قال تعالى: (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين * الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون).
فإنما كبرت على غير الخاشعين لخلو قلوبهم من محبة الله تعالى وتكبيره وتعظيمه والخشوع له، وقلة رغبتهم فيه؛ فإن حضور العبد في الصلاة وخشوعه فيها، وتكميله لها واستفراغه وسعه في إقامتها وإتمامها على قدر رغبته في الله.
قال تعالى: (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون) فعلق سبحان الفلاح بخشوع المصلي في صلاته، فمن فاته خشوع الصلاة لم يكن من أهل الفلاح.
ابن القيم ـ كتاب الصلاة.
،،،
قال تعالى ذاكراً وصية يعقوب عليه السلام لأبنائه: (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله)
رغم كثرة المصائب وشدة النكبات و المتغيرات التي تعاقبت على نبي الله يعقوب عليه السلام، إلا أن الذي لم يتغير أبداً هو حسن ظنه بربه تعالى.
صالح المغامسي ـ دمعة وتأملات في آيات قرآنية (مطبوع).
،،،
لطيفة علمية: 8:
قد يكون الواعظ صادقاً، قاصداً للنصيحة، إلا أن منهم من شرب الرئاسة في قلبه مع الزمان، فيحب أن يُعظّم، وعلامته إذا ظهر واعظ ينوب عنه، أو يعينه على الخلق كره ذلك، ولو صح قصده، لم يكره أن يعينه على خلائق الخلق. وما هذه صفة المخلص في التعليم، لأن مثل المخلص مثل الأطباء الذين يداوون المرضى لله سبحانه وتعالى، فإذا شفي بعض المرضى على طبيب منهم فرح الآخر.
ابن الجوزي ـ تلبيس إبليس.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:07 م]ـ
لطائف قرآنية: 9:
وقد جرت سنة الله تعالى بأن الباحث عنه والمتمسك به ـ أي القرآن ـ يحصل له عز الدنيا وسعادة الآخرة.
الفخر الرازي ـ التفسير الكبير.
،،،
قال تعالى: (ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيى).
الجزاء من جنس العمل، فإنه في الدنيا لما لم يحيى الحياة النافعة الحقيقية التي خلق لها، بل كانت حياته من جنس حياة البهائم، ولم يكن ميتاً عديم الإحساس، كانت حياته في الآخرة كذلك.
ابن القيم ـ شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.
،،،
قال تعالى: (ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى).
ذكر جل وعلا أنه لو عاجل الخلق بالعقوبة لأهلك جميع من في الأرض، ولكنه حليم لا يعجل بالعقوبة، لأن العجلة شأن من يخاف فوات الفرصة، ورب السماوات والأرض لا يفوته شيء أراده.
الشنقيطي ـ أضواء البيان.
،،،
لطيفة علمية: 9:
وإذا كان العبد، وهو في الصلاة ليس له إلا ما عقل منها، فليس له من عمره إلا ما كان فيه بالله ولله.
ابن القيم ـ الجواب الكافي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[19 Aug 2010, 06:41 م]ـ
زادني الله وإياك علما وفهما وتأملا وتدبرا واصل بنا يا شيخ فهد هذا التحليق الإيمان والسمو الروحي ولا تتوقف فوالله ما أحوجنا في شهرنا هذا وفي غيره لهذه اللطائف التي تهز القلوب وتدمع العيون وتشرح الصدر وتسر الخاطر وتزيد القلب إيمانا ... وفقك الله وسدد خطاك
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 02:57 ص]ـ
أسأله سبحانه أن يحفظك يا شيخ عبدالرحمن وأن يسر خاطرك بعفوه ورضاه، وسلمك الله من كل سوء.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[20 Aug 2010, 05:27 م]ـ
لطائف قرآنية: 10:
قال الله جل وعلا عن كتابه: (ذلك الكتاب لا ريب فيه)
أشار إليه سبحانه بأداة البعيد (ذلك) لعلو منزلته لأنه أشرف كتاب، وأعظم كتاب، وإذا كان القرآن عالي المكانة والمنزلة، فلا بد أن يعود ذلك على المتمسك به بالعلو والرفعة، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (ليظهره على الدين كله) وكذلك ما وُصف به القرآن من الكرم، والمدح، والعظمة فهو وصف أيضاً لمن تمسك به
ابن عثيمين تفسير سورة البقرة.
،،،
قال تعالى في سورة الكهف: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح).
قالت الحكماء: شبه الله سبحانه وتعالى الدنيا بالماء؛ لأن الماء لا يستقر في موضع، كذلك الدنيا لا تبقى على واحد، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة؛ كذلك الدنيا، ولأن الماء لا يبقى ويذهب كذلك الدنيا تفنى.
ولأن الماء لا يقدر أحد أن يدخله ولا يبتل كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً، وكذلك الدنيا الكفاف منها ينفع وفضولها يضر.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
،،،
إن الخلاف جبن، وفشل، وذهاب ريح، والشاهد وحي الله، لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف، (فاختلف الأحزاب)، ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح (ألا إن حزب الله هم المفلحون).
لقد مللنا جمع التكسير لكثرة ما تردد، وسئمنا منه لكثرة ما تعدد، ونتطلع للجمع السالم الصحيح يحدو و يغرد.
على عبدالخالق القرني ـ إيماض البرق في شجاعة سيد الخلق (مطبوع).
،،،
لطيفة علمية: 10:
العجب ممن تعرض له حاجة، فيصرف رغبته وهمته فيها إلى الله ليقضيها له، ولا يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والإعراض، وشفائه من داء الشهوات والشبهات! ولكن إذا مات القلب لم يشعر بمعصيته!
ابن القيم الفوائد
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Aug 2010, 05:33 م]ـ
لطائف قرآنية: 11:
إذا سمع المتعلم من العالم حديثاً، فإنه يرغب في فهمه، فكيف بمن يسمعون كلام الله من المبلغ عنه؟ بل ومن المعلوم أن رغبة الرسول صلى الله عليه وسلم في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته في تعريفهم حروفه، فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا تحصل المقصود، إذ اللفظ إنما يراد للمعنى.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
،،،
قال تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة).
أضيف الجناح إلى الذل ـ وهو الهون واللين ـ إضافة موصوف إلى صفة ـ أي اخفض جناحك الذليل، و هذا ليفيد هوانه وانكساره عند حياطتهما حتى يشعر بأنهما مخدومان للاستحقاق، لا متفضل عليهما بالإحسان.
وفي ذكر هذه الصورة التي تشاهد من الطير تذكير بليغ مرقق للقلب موجب للرحمة وتنبيه للولد على حالته التي كان عليها معهما في صغره، ليكون ذلك أبعث له على العمل وعدم رؤية عمله أمام ما قدما إليه.
عبدالحميد ابن باديس ـ مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير (تفسير ابن باديس).
،،،
قال تعالى: (وتوكل على الحي الذي لايموت)
فإذا حقق العبد التوكل على الحي الذي لا يموت أحيا الله له أموره كلها وكملها وأتمها، وهذا من المناسبات الحسنة التي ينتفع العبد باستحضارها وثبوتها في قلبه. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا توكلاً يحيي به قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا وديننا ودنيانا، ولا يكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى غيره طرفة عين، ولا أقل من ذلك إنه جواد كريم.
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
،،،
لطيفة علمية: 11:
(اختلف زيد ابن ثابت وابن عباس رضي الله عنهما، هل الحائض تخرج بدون طواف وداع أم لا؟ فقال ابن عباس: تنفر، وقال زيد: لا تنفر. فدخل زيد على عائشة رضي الله عنها فسألها فقالت: تنفر. فخرج زيد وهو يبتسم ويقول لابن عباس ما الكلام إلا ما قلت أنت).
هكذا يكون الإنصاف، وزيد معلم ابن عباس، فما لنا لا نقتدي بهم، والله المستعان.
ابن عبدالبر ـ التمهيد.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Aug 2010, 06:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الفاضل فهد على هذه اللطائف وإئذن لي بتعليق بسيط:
لطائف قرآنية: 10:
لا يكاد يذكر الأحزاب بلفظ الجمع إلا في مقام الهزيمة والخلاف، (فاختلف الأحزاب)، ولا يكاد يذكر الحزب بلفظ مفرد إلا في مقام الخير والفلاح (ألا إن حزب الله هم المفلحون) ..
لفظ (حزب) جاءت في القرآن الكريم في غير مقام الخير كثيراً وهي
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) المجادلة)
(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) المؤمنون)
(مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) الروم)
(إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) فاطر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[21 Aug 2010, 07:09 م]ـ
صدقت وبررت، وقبل أن أورد هذه اللطيفة راجعت جميع مواطن لفظ الأحزاب والحزب فرأيت أن الكلام يستقيم مع لفظ الأحزاب ولا يستقيم مع لفظ الحزب لأن لفظ الحزب متساوي مع لفظ حزب الخير، فأوردت هذه اللطيفة من باب موافقتها للجزء الأول منها ولدلالتها العامة لا أكثر. وفقك الله وزادك من فضله، وهذه المدراسة نستفيد منها وننتفع بها وفقك الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Aug 2010, 06:17 م]ـ
لطائف قرآنية: 12:
قال تعالى: (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم).
فالقرآن هو النعمة العظمى التي كل نعمة وإن عظمت فهي إليها، حقيرة ضئيلة، فعليك أن تستغني به، ولا تمدن عينيك إلى متاع الدنيا.
الزمخشري ـ الكشاف.
،،،
قال تعالى ذاكراً مخاطبة إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه: (إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون).
وليس العكوف على التماثيل على الصور الممثلة فقط، بل تعلق القلب بغير الله وانشغاله به والركون إليه، عكوف منه على التماثيل التي قامت بقلبه. وهو نظير العكوف على تماثيل الأصنام، ولهذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبداً لها ودعا عليه بالتعس والنكس فقال: (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس وانتكس وإذ شيك فلا انتقش).
ابن القيم ـ الفوائد.
،،،
قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).
فلا يستعجل المتوكل ويقول: قد توكلت ودعوت فلم أر شيئاً ولم تحصل لي الكفاية، فالله بالغ أمره في وقته الذي قدر.
ابن القيم ـ إعلام الموقعين.
،،،
قال تعالى: (ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن إنا كنا ظالمين)
تأمل سياق هذه الآية العظيمة الواردة للتهديد والوعيد والتهويل تجده جاء بأسلوب بديع:
(المس) هو الإصابة الخفيفة، و (النفحة) القليل من الشيء، و (من) دالة على التبعيض، و (العذاب) أخف من النكال، و (ربك) هذا يدل على الشفقة.
إن من سيكون هذا واقعه عند أول نفحة تصيبه من بعض عذاب رب رحيم، كيف سيصبر على أنكال لدى الجبار؟! إنه لحري به أن يبادر إلى ما ينجيه منه.
صالح العايد ـ نظرات لغوية في القرآن الكريم.
،،،
لطيفة علمية: 12:
قال صلى الله عليه وسلم: (خلق الله مئة رحمة، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة).
حسن ظن:
إن رحمة واحدة قسمها سبحانه في دار الدنيا وأصابني منها الإسلام، إني لأرجو من تسع وتسعين رحمة ما هو أكثر من ذلك.
أيوب السختياني ـ شعب الإيمان للبيهقي.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:16 م]ـ
لطائف قرآنية: 13:
وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن وأراد به متاجرة مولاه الكريم فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح، ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة.
الآجري ـ أخلاق حملة القرآن.
،،،
قال تعالى واصفاً عذاب أهل النار أعاذنا الله وإياكم منهم: (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين).
فيه مبالغة بديعة، لأن النزل ما يعد للقادم عاجلاً إذا نزل، ثم يؤتى بعده بما هو المقصود من أنواع الكرامة، فلما جعل هذا، مع أنه أمر مهول، كالنزل، دل على أن بعده ما لا يطيق البيان شرحه.
القاسمي ـ محاسن التأويل.
،،،
قال تعالى في شأن الصدقات: (وإن تخفوها وتأتوها الفقراء فهو خير لكم).
تأمل تقييده تعالى الإخفاء بإيتاء الفقراء خاصة، ولم يقل: وإن تخفوها فهو خير لكم، فإن من الصدقة ما لايمكن إخفاؤها كتجهيز جيش وبناء قنطرة وإجراء نهر أو غير ذلك. وأما إيتاؤها الفقراء، ففي إخفائها من الفوائد: الستر عليه، وعدم تخجيله بين الناس وإقامته مقام الفضيحة، وأنه فقير لا شيء له فيزهدون في معاملته ومعاوضته. وهذا قدر زائد من الإحسان إليه بمجرد الصدقة. فكان إخفاؤها للفقراء خير من إظهارها بين الناس.
ابن القيم ـ طريق الهجرتين وباب السعادتين.
،،،
قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا)
أضاف عبودية أنبيائه وأوليائه إلى اسمه (الرحمن) إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
لطيفة علمية: 13:
قال صلى الله عليه وسلم: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة).
فإذا منع الكلب والصورة دخول الملك البيت، فكيف تدخل معرفة الرب ومحبته في قلب ممتلئ بكلاب الشهوات وصورها.
ابن القيم ـ الكلام في مسألة السماع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 06:34 م]ـ
[ QUOTE= فهد الجريوي;116482] لطائف قرآنية: 13:
قال تعالى واصفاً عذاب أهل النار أعاذنا الله وإياكم منهم: (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون * لآكلون من شجر من زقوم * فمالئون منها البطون * فشاربون شرب الهيم * هذا نزلهم يوم الدين).
QUOTE]
بارك الله فيك أخي الكريم فهد وأرجو فقط تصحيح الآية فقط سقطت سهواً آية هي قوله تعالى (فشاربون عليه من الحميم)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:08 م]ـ
سبحان الله ولو كان من عند غير الله!
سبحان الله لحظة كتابتها في الجوال وفي الملتقى أحس أن هناك خطأ من عندي، وتصوري أني رجعت للمصحف مرتين وقرأتها مرتين هكذا، فشكر الله لك وحفظك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[24 Aug 2010, 05:29 م]ـ
لطائف قرآنية: 14:
إن القرآن الكريم نور، ولكن لا يشاهد ذلك إلا من جمع بين أمرين: التدبر والتذكر. ودليل هذا قوله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك مبارك) لأي غرض؟ (ليدبروا آياته) هذه واحدة، (وليتذكر أولو الألباب).
فمن تدبر الآيات، وسلم من الهوى، وسلم من تحريف الأدلة، واتعظ بما فيها، فإنه سيجد نوراً عظيماً في قلبه، ويكشف له من العلوم ما لا يكشف لغيره.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة النساء.
،،،
قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم).
في قوله تعالى: (تمشون به) نكتة بديعة وهي: أنهم يمشون على الصراط بأنوارهم كما مشوا بها بين الناس في الدنيا، ومن لا نور له فإنه لا يستطيع أن ينقل قدماً عن قدم على الصراط، فلا يستطيع المشي أحوج ما يكون إليه.
ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية على حرب المعطلة والجهمية.
،،،
قال تعالى ذاكراً مخاطبة إخوة يوسف لأبيهم يعقوب عليه السلام: (قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنا كنا خاطئين * قال سوف أستغفر لكم ربي)
قال المهايمي: صرحوا بالذنوب دون الله، لمزيد اهتمامهم بها، وكأنهم غلب عليهم النظر إلى قهره. وصرح يعقوب بذكر الرب دون الذنوب، إذ لا مقدار لها بالنظر إلى رحمته التى ربى بها الكل. اهـ. وهذا من لطائف التنزيل ومحاسنها.
القاسمي ـ محاسن التأويل.
،،،
قال تعالى: (إن الله مع الصابرين)
فلو لم يكن للصابرين من فضله إلا أنهم فازوا بهذه المعية من الله، لكفى بها فضلاً وشرفا.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
لطيفة علمية: 14:
أسرع الدعاء إجابة، دعاء غائب لغائب.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[24 Aug 2010, 07:52 م]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل على هذه اللطائف الرقيقة الرائعة التي تمتعنا بها.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Aug 2010, 03:38 ص]ـ
سلمك الله أخي الفاضل تيسير وبارك الله فيك وحفظك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[25 Aug 2010, 05:38 م]ـ
لطائف قرآنية: 15:
وليعلم التالي أن ما يقرؤه ليس من كلام البشر، وكما أن ظاهر الجلد و الورق محروسين عن بشرة اللامس إلا إذا كان متطهراً، فباطن معناه أيضاً محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهراً عن كل رجس، مستنيراً بنور التعظيم والتوقير. وكما لا يصلح لمسه لكل يد، لا يصلح لنيل معانيه كل قلب.
الغزالي ـ إحياء علوم الدين.
،،،
قال تعالى: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين).
هذا إيذان بوجوب الحمد عند هلاك الظلمة، وأنه من أجل النعم وأجزل القسم.
الزمخشري ـ الكشاف.
،،،
قال تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا)
في هذا درس، أن الاستزادة من الحرام، يتسبب عنها نقص من الحلال.
سيد قطب ـ في ظلال القرآن.
،،،
قال تعالى: (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)
أتى بعلى في الهدى لأن صاحب الهدى مستعل بالهدى مرتفع به، وبفي في الضلال، لأن صاحب الضلال منغمس فيه محتقر.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
لطيفة علمية: 15:
مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فليتخير العبد أعجبهما إليه، وأولاهما به، فهو مع أهله في الدنيا والآخرة.
ابن القيم ـ الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[26 Aug 2010, 06:27 م]ـ
لطائف قرآنية: 16:
سبحان الله! ماذا حرم المعرضون عن نصوص الوحي واقتباس الهدي من مشكاتها من الكنوز والذخائر، وماذا فاتهم من حياة القلوب واستنارة البصائر!
ابن القيم ـ اجتماع الجيوش الإسلامية.
،،،
قال تعالى: (ومما رزقناهم ينفقون)
وإن كان المراد بها الإنفاق بالمال، فإنه يدخل فيها نفقة العلم، قال الحسن البصري في هذه الآية (إن من أعظم النفقة نفقة العلم)، وقال أبو الدرداء (ما تصدق عبد بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها إخواناً له). فتعلميك العلم لغيرك من أفضل أنواع الصدقة، لأن الانتفاع به فوق الانتفاع بالمال، لأن المال ينفد والعلم باق.
المناوي ـ فيض القدير.
،،،
قال تعالى: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم)
في تقديم الأكل من الطيبات على العمل الصالح تنبيه على أنه هو الذي يثمرها، لأن الغذاء الطيب يصلح عليه القلب والبدن فتصلح الأعمال، كما أن الغذاء الخبيث يفسد به القلب والبدن فتفسد الأعمال.
عبدالحميد بن باديس ـ تفسير ابن باديس.
،،،
قال تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).
فإن ضرر كتمانهم يتعدى إلى البهائم وغيرها، فلعنهم اللاعنون حتى البهائم.
ابن تيمية ـ مجموع الفتاوى.
،،،
لطيفة علمية: 16:
قال رجل عند الإمام عبدالله بن المبارك: ما أجرأ فلاناً على الله! فقال له الإمام: لا تقل ما أجرأ فلاناً على الله، فإن الله عزوجل أكرم من أن يجترأ عليه، ولكن قل: ما أغرّ فلاناً بالله.
الشريعة للآجري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد المغيري]ــــــــ[27 Aug 2010, 06:00 ص]ـ
شكر الله لكم ياشيخ فهد
فكل فائدة لها معنى خاص ,لواكتفى الواحد منا بأحد هذه المعاني المنتقاة لصار لها أثر بالغ في حياته وسلوكه
وفي معنى آخر تدعونا هذه التدبرات إلى زيادة الهمة لنعمل كما عمل أولئك المستنبطون, بآلية واضحة ومعلومة لاسيما وأن الفتوحات من الله غير قاصرة على أشخاص دون غيرهم ولاعلى زمان دون آخر
فأجزل الله لكم المثوبة وأحسن الله للجميع النوايا لنجد منه سبحانه .. الموعود الجميل (((واتقوا الله ويعلمكم الله)))
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Aug 2010, 02:49 م]ـ
صدقت وبررت يا شيخ أحمد، وأسأل الله أن يجزل لكم الأجر والمثوبة وأن يجعلنا وإياكم من التالين المتدبرين لكتابه العظيم، كما أسأله سبحانه أن لا يجعل عملنا علينا وبالاً، وأن يرزقنا وإياكم الصدق والإخلاص سبحانه وتعالى.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Aug 2010, 04:35 م]ـ
لطائف قرآنية: 17:
الحياة في ظلال القرآن نعمة، نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها، نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه، والحمد لله لقد منّ الله عليّ بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذقه قط في حياتي.
سيد قطب ـ في ظلال القرآن.
،،،
قال تعالى ذاكراً خبر موسى والخضر عليهما السلام:
(وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً)
خدمة الصالحين، أو من يتعلق بهم، أفضل من غيرهما، لأنه علل استخراج كنزهما، وإقامة جدارهما، بأن أباهما صالح.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
قال تعالى ناهياً عباده عن الصيد حال الإحرام: (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم).
قال المهايمي: لأن قتله تجبر والمحرم في غاية التذلل.
محاسن التأويل للقاسمي.
،،،
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، وملاطها المسك، وقال لها تكلمي فقالت: (قد أفلح المؤمنون) فقالت الملائكة: طوبى لك منزل الملوك. رواه الطبراني والبزار.
صحيح الترغيب والترهيب للألباني.
،،،
قال تعالى: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا)
الجزاء من جنس العمل فكما تقلبت عقولهم (وقالوا إنما البيع مثل الربا) جازاهم الله من جنس أحوالهم، فصارت أحوالهم أحوال المجانين.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
،،،
لطيفة علمية: 17:
قال صلى الله عليه وسلم: (لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة) رواه مسلم.
لأن اللعن إساءة، بل أبلغ من الإساءة والشفاعة إحسان. فالمسيء في هذه الدار باللعن سلبه الله الإحسان في الأخرى بالشفاعة، فإن الإنسان يحصد ما زرع.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[28 Aug 2010, 12:25 م]ـ
لطيفة لصاحب اللطائف:
يقول سيد قطب رحمه الله عن الخلوة:
((لا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى. . لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة.
لا بد من فترة للتأمل والتدبر والتعامل مع الكون الكبير وحقائقه الطليقة. فالاستغراق في واقع الحياة يجعل النفس تألفه وتستنيم له فلا تحاول تغييره. أما الانخلاع منه فترة والانعزال عنه والحياة في طلاقة كاملة من أسر الواقع الصغير ومن الشواغل التافهة فهو الذي يؤهل الروح الكبير لرؤية ما هو أكبر ويدربه على الشعور بتكامل ذاته بدون حاجة إلى عرف الناس والاستمداد من مصدر آخر غير هذا العرف الشائع!))
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Aug 2010, 06:20 م]ـ
لطائف قرآنية: 18:
والله الذي لا إله إلا هو، ما رأيت ـ وأنا ذو النفس الملأى بالذنوب والعيوب ـ أعظم إلانة للقلب، واستدراراً للدمع، وإحضاراً للخشية، وأبعث على التوبة من تلاوة القرآن وسماع القرآن.
عبدالحميد ابن باديس ـ تفسير ابن باديس.
،،،
قال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
ولم يقل الله عز وجل: وننزل من القرآن ما هو دواء، فإن الدواء قد يصيب المحل ويحصل أثره، وقد يتخلف لفقد شرط أو وجود مانع. أما القرآن فقد ذكر النتيجة مباشرة: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)
خالد السبت.
،،،
قال تعالى: (وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا * إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا).
من خصائص أهل الأهواء أنهم يلجؤون إلى السخرية بالفضلاء، والتهكم على المؤمنين العقلاء، وذلك لأنهم عدموا المنطق المقنع، فلجأوا إلى اللغو المفزع.
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير.
،،،
أكثر فساد القلب من تخليط العين، ما دام باب العين موثقاً بالغض فالقلب سليم من آفة، فإذا فُتَح الباب طار طائره وربما لم يعد. يا متصرفين في إطلاق الأبصار، جاء توقيع العزل (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم)، إطلاق البصر ينقُشُ في القلب صورة المنظور، والقلب كعبة، وما يرضى المعبود بمزاحمة الأصنام.
ابن الجوزي ـ المدهش.
،،،
لطيفة علمية: 18:
قالت أم الدرداء: كان لأبي الدرداء ستون وثلاث مئة خليل في الله يدعو لهم في الصلاة، فقلت له في ذلك، فقال: إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب. إلا وكل الله به ملكين يقولان: ولك بمثل. أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة.
سير أعلام النبلاء للذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد المغيري]ــــــــ[29 Aug 2010, 05:52 ص]ـ
ماذكره الإمام ابن الجوزي رح1هو (عين الحق) ,فعندما يكثر الخلط على القلب بسبب إطلاق البصر يصبح عليه الران الذي يحجب التدبر والتذكر للقرآن الكريم لاسيما ونحن في زمن أصبح الناظر في جهاد عظيم من أجل أن يهيمن على زوغان بصره
ولكن النتايج واضحة, والطرق مشرعة ,والبيان قد تم ,وللمكلف الخيار , ثم العواقب بينة ومجربة فالآيات تقول (((ذلك أزكى لهم))) وتشتت القلب وحرقته ملازمة غير منفكة لأصحاب الإطلاق.
ولكأن الجزاء من جنس العمل فمن أطلق بصره عوقب بضيق صدره وحرج نفسه
ومن قيد بصره ,كوفيءبشرح صدره وفرح يجده في نفسه يوم انتصر عليها.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Aug 2010, 06:02 م]ـ
لطائف قرآنية: 19:
أيها الإخوان:
قارنوا بين هذه الأمة الإسلامية المطوية في بطن الأرض وفي بطون الكتب، وبين هذه الأمة الإسلامية التي تدب على وجه الأرض تجدوا الفرق بعيداً جداً، ووجوه الشبه مفقودة البتة مع وجود الاشتراك في الاسم والنسبة. ثم التمسوا السبب تجدوه قريباً منكم، وما هو إلا هذا القرآن أقامه الأولون وجمعوا عليه قلوبهم وراضوا به نفوسهم على أخلاقه، فعلمها الإيمان والأمان والإحسان، واتخذه الآخرون مهجوراً فحقت عليهم كلمة الله في أمثالهم.
فمن لي بمن يرسلها في مسلمي الدعوى والعصيبة صيحة داوية: يا أهل القرآن لستم على شيء حتى تقيموا القرآن.
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي.
،،،
قال تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات).
قيل: قدم الظالم لئلا ييئس من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله.
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي.
،،،
ذكر الله تعالى مرقع للخلل، متمم لما فيه نقص، ودليله قوله تعالى بعد ما ذكر صلاة الخوف وما فيها من عدم الطمأنينة ونحوها: (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم).
فعلى هذا المعنى ينبغي لمن فعل عبادة على وجه فيه قصور أن يتدارك ذلك بذكر الله تعالى ليزول قصوره ويرتفع خلله.
السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
،،،
لطيفة علمية: 19:
ما الشهرة؟
أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟
لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟
رأيت سراباً. . . سراب خادع، قبض الريح!
وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلا ما أشعر به
علي الطنطاوي ـ من حديث النفس
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Aug 2010, 07:28 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا سلطان ويا شيخ أحمد، وأسأل الله أن يحفظكما ويبارك فيكما على المتابعة والإفادة.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Aug 2010, 06:05 م]ـ
لطائف قرآنية: الأخيرة:
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون).
فأكبر سبب لنيل رحمة الله اتباع هذا الكتاب علماً وعملاً.
السعدي ـ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان.
بنفسي من استهدى إلى الله وحده
وكان اله القرآن شِرباً ومغسلا
وطابت عليه أرضه فتفتقت
بكل عبير حين أصبح مخضلا
الشاطبي ـ حرز الأماني ووجه التهاني.
،،،
قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).
ولو لم يكن في فوائد الذكر وإدامته إلا هذه الفائدة وحدها لكفى بها فمن نسي الله تعالى أنساه نفسه في الدنيا ونسيه في العذاب يوم القيامة.
ابن القيم ـ الوابل الصيب.
،،،
قال تعالى: (ولا تطع كل حلاف مهين).
دليل على أن من أكثر الأيمان هان على الرحمن، واتضعت مرتبته عند الناس.
القصاب ـ نكت القرآن.
،،،
قال تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)
في هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكر الله، وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنزع البركة من أعماله وأوقاته حتى يكون أمره فرطاً عليه.
ابن عثيمين ـ تفسير سورة الكهف.
،،،
قال تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).
دون أن يقول: فأخرجنا لوطاً وأهل بيته، قصداً للتنويه بشأن الإيمان والإسلام، أي أن الله نجاهم من العذاب لأجل إيمانهم بما جاء به رسولهم، لا لأجل أنهم أهل لوط.
الطاهر ابن عاشور ـ التحرير والتنوير.
،،،
قال تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين)
وما دام الشيطان هو الذي يهمز الإنسان كما يهمز الراكب الدابة لتسرع، فليحذر المسلم من الأمور التي يرى نفسه مندفعاً إليها بقوة شديدة خشية أن تكون من همز الشيطان.
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير.
،،،
لطائف عليمة: الأخيرة:
والله لو كانت الدنيا صافية المشارب من كل شائب، ميسرة المطالب لكل طالب، باقية علينا لا يسلبها منّا سالب، لكان الزهد فيها هو الفرض الواجب؛ لأنها تشغل عن الله، والنعم إذا أشغلت عن المنعم كانت من المصائب.
ابن الجوزي ـ التذكرة في الوعظ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Aug 2010, 06:13 م]ـ
وقد نجزت والحمد لله وحده
ميسرة تبغي أخاً متفضلا
يسامحها فيما يرى من عيوبها
فما أحد عن ذاك يا صاح قد خلا
فخذها عروساً قد سمت شمس ضحوة
وبدر رياح قد بدا متهللا
فإن تمتنع كالبكر عند امتناعها
على بعلها عند الزفاف تدللا
فصف لها ذهناً غزيراً مجوداً
وغص في بحار الفكر ثم تأملا
ترى لمعانيها بزوغاً ككوكب
ويأتيك منها العلم والفضل مقبلا
اللهم لا تجعلها ملامة ولا ندامة، واكتب لنا السلامة، وانفع بها القاصي والداني، والمحب الغالي، والقالي، وكن كفيلي فأنت الكافل الكالي.
وما ذاك مني بل من الله وحده
بفتح وإمداد وفضل ونعمة
فإن أك فيها مخطئاً أو مغالطاً
فمن ذات نفسي كل خطئي وغلطتي
وأسأله جل اسمه بصفاته
وأسمائه الحسنى قبول لطائفي
: ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب:
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 06:20 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل فهد وجزاك عنا خيرًا وتقبل منك ما قدمته لنا من لطائف قرآنية في شهر القرآن وجعلها تعالى في ميزان حسناتك يوم القيامة وجعلك من المتدبرين لآياته.
وتعاونًا على الخير فقد جمعت هذه اللطائف في ملف واحد أرفقه لك وللجميع حتى نرجع إليه دائمًا
تقبل الله منا ومنكم وبلّغنا وإياكم ليلة القدر وجعلنا من عتقائه من النار وأعاد علينا هذه الأيام المباركات أعومًأ عديدة وسنين مديدة إنه جواد كريم.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[30 Aug 2010, 08:49 م]ـ
وهذه مفكرة بصيغة مناسبة للجوال لمن أراد بمثابة شكرقليل بحق أخي فهد الجريوي
ما عليكم سوى تحميلها وإرسالها للجوال بالبلوتوث
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:20 م]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة سمر أسأل الله أن يعظم لك الأجر والمثوبة وأن يغفر لك ولوالديك ويصلح لك النية والذرية، شكري الجزيل على المتابعة المتسمرة والعناية بهذه اللطائف وترتيبها، ولا نستطيع مكافئتك والله إلا بالدعاء بظهر الغيب فأسأل الله أن يغفر لك ويبارك فيك.
أخي الحبيب أبا سلطان: سلمت وسلمت يداك، أعزك الله بطاعته وفضله، وشكر الله لك هذه الهدية القيمة، أسأل الله أن يعظم لك الأجر وأن يجمعنا بك في جناته ومن تحب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Aug 2010, 10:45 م]ـ
لفتات علمية وقرآنية موفقة وفقك الله أخي فهد وتقبل الله منكم وجعلها ذخراً لكم عنده فقد انتفعنا بها ولا زلنا.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[31 Aug 2010, 01:18 م]ـ
حياكم الله يا شيخ عبدالرحمن وحفظكم وتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وشكر الله لكم هذه المتابعة تابع الله عليكم فضله وإحسانه.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Aug 2010, 01:44 م]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل فهد على دعائك وهذا مطلبي فقط دعاء الصالحين بظهر الغيب بعد مرضاة الله تعالى وتوفيقه والباقي كله للدنيا يبقى فيها ويزول بزوالها.
أسأل الله تعالى أن يوفقنا دائمًا لأعمال نقطف ثمار ثوابها في الآخرة ونجد بركتها في الدنيا.
سأفتقد من اليوم هذه اللطائف وأظنك توقفت عنها للاعتكاف واغتنام فرصة العشر الأواخر من هذا الشهر المبارك. تقبل الله منا ومنكم وزادكم عزّا ورفعة بهذا القرآن العظيم وجزاكم بما هو أهله إنه جواد كريم.
ـ[يزيد العمار]ــــــــ[31 Aug 2010, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكم وأكرمكم وتقبل منا ومنكم صالح العمل
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[31 Aug 2010, 03:08 م]ـ
بارك الله فيك
أما معنى (المقوين) فليس واضحا، ولا محددا، ولا مفهوما
تدري لماذا؟
لأنه لفظ غير عربي
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[05 Sep 2010, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي فهد وأجزل لكم المثوبة ونفع بك
ـ[ريم]ــــــــ[05 Sep 2010, 12:37 م]ـ
معلومات رائعة ... جزاك الله خيراً لكن لدي سؤالان:
السؤال الأول
بالنسبة للطيفة التي تتعلق ببيان الفرق بين شفاء القرآن و شفاء العسل فقد ذكرتَ:"وتأمل إخباره سبحانه وتعالى عن القرءان بأنه نفسه شفاء وقال عن العسل فيه شفاء للناس وما كان نفسه شفاء أبلغ مما جعل فيه شفاء".إذاً ماذا عن الآية التي في سورة الإسراء و التي يقول الله تعالى فيها ( ... و ننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ... ) كيف يُجمع بينها و بين ما أورده ان القيم رحمه الله؟
السؤال الثاني
في قصة كعب بن مالك رضي الله عنه لم أفهم المراد جيداً ما الذي تعنيه بالفرق بين خلفوا و تخلفوا ...
لأن الذي استقر عندي قبل قراءة مشاركتك هو الفهم الخاطئ الذي ذكرتَه فهلا بينت لي الصواب و تحديداً "وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا "؟
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[05 Sep 2010, 05:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً الشيخ فهد والدكتورة سمر والأخت مها على جمعهما المبارك، وكذلك كل من قرأ، وأسأل الله تعالى أن ينفعنا وينفع المسلمين أجمعين بهذا العمل المبارك.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[09 Sep 2010, 09:28 م]ـ
أسأل الله أن يحفظ جميع الإخوة والإخوات، وأن يجمعنا بكم في جناته، وأسأله سبحانه أن ينفعنا ويرفعنا وإياكم بالقرآن ويرزقنا وإياكم تلاوته والتفكر فيه على الوجه الذي يرضيه سبحانه، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وبالنسبة للأخت ريم فلي عودة مع سؤالها وفقها الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[11 Sep 2010, 06:42 م]ـ
لطائف قرآنية: عيدكم مبارك:
قد جاءك العيد السعيد مهنئاً
بداوم سعدك لا يروم براحا
فاهنأ به ما غنت الورقا وما
نشر الصباح على الظلام صباحا
،،،
وطوى الشهور مراحلاً معدودة
كيما يرى بفناء جودك ينزل
وأتى وقد شف النحول هلاله
ولشوقه للقاء وجهك ينحل
عقدت بمرقبه العيون مسرة
فمكبر لطلوعه ومهلل
،،،
عاودتكم السعود، ما عاد عيد واخضر عود، عاد السرور إليكم في هذا العيد، وجعله الله مبشراً بالخير العتيد، والعمر المديد.
ملاحظة:
اللطائف العشر المتبقية من رمضان تأتيكم قريباً بإذن الله كل أثنين وجمعة.
: ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب:
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Sep 2010, 06:04 ص]ـ
بالنسبة لسؤال الأخت الفاضلة ريم فـ (من) في سورة الإسراء لبيان الجنس، فجميع القرآن شفاء، وليست للتبعيض على الصحيح. وبالنسبة لقوله تعالى: (وعلى الثلاثة الذين خلفوا) أي تركوا وأخروا عن قبول التوبة في الحال، لما أتوا واعترفوا أمام النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينزل في شأنهم شيء إلا بعد خمسين ليلة. وعلّق ابن كثير رحمه الله على قول كعب بن مالك رضي الله عنه فقال: (فقد تضمن هذا الحديث تفسير هذه الآية الكريمة بأحسن الوجوه وأبسطها). والله أعلم بمراده من كتابه.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[02 Oct 2010, 07:29 ص]ـ
أحمد الله العلي على ما يسوء ويسر، وأديم الصلاة على رسوله وآله المحجلين الغر. وبعد فإن لهذا الملتقى المبارك وأعضائه في القلب المحل الأسنى، والمكانة التي لاتخفى:
لهم منتهى حبي وصفو مودتي
ومحض الهوى مني وللناس سائره
وأخص منهم من جملوا هذه المشاركة بمشاركاتهم وتعليقاتهم، ومن رتبها ونسقها (وأخص منهم الأخت الفاضلة سمر الأرناؤوط، والأخت الفاضلة مها، والأخ الفاضل أبو سلطان الغساني) أقال الله عنهم صفقة الندم، وأقلهم من زلة القدم، وعاذهم من خطأ المقال واجتراحه، وحصائد اللسان وجراحه.
وتشوقت أن أسطر بعضاً
من شعوري فما استطاع بناني
والشكر الأفخم لصاحب الفضيلة الشيخ عبدالرحمن الشهري المشرف العام، مد الله في عمره امتداد أملنا فيه، وأدام علوه دوام بره لمعتفيه.
نمت على فضله شمائله
ونفحة الورد سرها علن
وبإذن الله سأبدأ باللطيفة 21 بعد غد الأثنين كما وعدتكم من قبل، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[يراع الإبداع]ــــــــ[03 Oct 2010, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيراً على ما أتحفتمونا به من درر وقعت موقعها من القلب
كيف يمكنني الاشتراك في خدمة الرسائل؟
بارك الله جهدكم
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[04 Oct 2010, 05:28 ص]ـ
حيّا الله هذا المداد، أبعثوا لي رقمكم على الخاص وأبشروا بإذن الله بالرسائل الماضية واللاحقة، والله يحفظكم ويرعاكم.
ـ[نعيمان]ــــــــ[04 Oct 2010, 07:58 م]ـ
حيّا الله هذا المداد، أبعثوا لي رقمكم على الخاص وأبشروا بإذن الله بالرسائل الماضية واللاحقة، والله يحفظكم ويرعاكم.
وحيّاك وجعل الفردوس الأعلى مأوانا ومأواك
أله خاصّة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif أيّها الفهد الّلطيف http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif- مع حفظ الألقاب- أم لأهل الملتقى عامّة http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon10.gif؟!!!
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[05 Oct 2010, 09:30 ص]ـ
هكذا بدون ألقاب أجمل، وأسأل الله أن يلطف بنا وبكم في الملمات أخي الفاضل نعيمان، والرسائل تشرف بك خاصة، وبأهل الملتقى عامة، وكنت بحمد الله قد أرسلتها لثمانين اسماً موجودة في جوالي، ثم أخبرني جملة من أهل الفضل من الملتقى وغيرهم بأنهم أرسلوها لغيرهم، وبلغ عدد من تصل إليهم يومياً هذه الرسائل سبعمئة ولله الحمد والمنّة، أسأل الله أن لا يجعل عملنا علينا وبالاً وأن يرزقنا النية سبحانه وتعالى.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[08 Oct 2010, 02:46 م]ـ
لما لا تكون على صفحات أهل التفسير ..
ما عهدناك شحيح:)
أظن بل أجزم أن أنزالها هنا يتطلب وقت لكن خلقنا من عجل:)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[08 Oct 2010, 04:23 م]ـ
حياك الله أخي الحبيب أبا سلطان، وحفظك، إنما تنشر على الملتقى وترسل لأهل الفضل في وقت واحد، وكنت قد عزمت نشرها الأثنين الماضي، لكن ألمّ بي عارض صحي الأحد الماضي أقعدني لمدة يومين والله لم أفتح فيها كتاباً وأبشرك كل الأمور على مايرام بحمد الله وفضله.
ودعني أخبرك بشيء من خبر اللطائف لعل الإخوة يلتمسون لنا العذر: فلا أكتمك أنّي قرأت في لطائف هذا العام أكثر من مئة كتاب بتمامها ومكثت في ذلك من بداية شهر ستة تقريباً، وأدركني شهر رمضان ولم أقم بترتيبها من قبل لأني لم أفرغ من مرحلة الجمع إلا في ليلة رمضان، فكنت في كل يوم من أيام شهر رمضان تستغرق مني كتابة الرسالة الواحدة وإعدادها ساعتين، بين تقليب كتاب وآخر، ثم أبدأ في التحير، لأني ما أعجبني في شهر ستة وقيدته، لم يعد يعجبني لما أردت كتابته في شهر رمضان، وبعضها أكتبها وأنا غير مقتنع بها، لكن أقول لعلها تقع موقعاً حسناً من أحد، وهكذا في كل يوم ساعتين، مع وجود درس عندي كل عصر في المسجد كل يوم يستغرق الإعداد له قرابة الساعة، ودرس ليلي خاص كل أسبوع مرتين يأخذ كذلك وقتاً في إعداده، وهذه معاناتي من العام الماضي والذي قبله، ثم لما أتى هذا العام، لم أشأ أن يذهب الوقت في العشر، فآثرت استغلالها، وأرجئت عمل اللطائف بعد العيد، هذا ما في الأمر، وليعذرني الإخوة هذا العام فأعترف بالتقصير في إعدادها، وبإذن الله إن مد الله في العمر، يرون شيئاً حسناً في العام المقبل، ولعلي بإذن الله أكمل مطلع الأسبوع القادم إن لم يحبسنا حابس. وأسأل الله أن يوفق الجميع لكل ما يحب ويرضي وأن يغفر لهم ويجمعنا بكم في جناته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[22 Oct 2010, 08:11 م]ـ
لطائف قرآنية: 21:
قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا).
وصف الله جل جلاله للقرآن بأنه روح، وهذا يعني أن القرآن الكريم هو روح الأمة الإسلامية وحياتها وسر بقائها، وكأنها إذا تخلت عن القرآن الكريم فكأنما تتخلى عن روحها، نعم الأمة دون قرآنها هي جسم لا روح فيه.
أحمد فرح عقيلان ـ من لطائف التفسير.
،،،
قال تعالى: (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها)
تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، والتي يؤثرونها ويدعون في سبيلها نصيبهم في الآخرة، والتي يرتكبون من أجلها ما يرتكبون من الجريمة والمعصية والطغيان، والتي يجرفهم الهوى فيعيشون له فيها. . . فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ومن أجل شهوة زائلة يدعون الجنة مثابة ومأوى! ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى!.
سيد قطب ـ في ظلال القرآن.
،،،
قال تعالى: (ويل للمطففين)
وإذا كان هذا الوعيد الشديد والتهديد الأكيد لمن يطففون الكيل والوزن الحسي، فيأخذون حقهم وافياً، ويبخسون الناس حقهم في ذلك، فإن بخس الناس حقوقهم في الأمور المعنوية قد يكون أشد من ذلك وأعظم كاحتقار الناس وتنقصهم والتكبر عليهم وعدم الإنصاف من النفس، وعدم قول الحق عليها بل ولا قبوله.
سليمان اللاحم ـ تنوير العقول والأذهان في تفسير مفصل القرآن.
،،،
قال تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم)
لما اتهم موسى عليه السلام، برأه الله بحجر يشهد له، ولما اتهمت مريم برأها الله بلسان نبي وهو ابنها عيسى حيث قال: (إني عبد الله)، ولما اتهم يوسف برأه الله بشاهد يشهد من أهلها، ولما اتهمت عائشة برأها الله بقرآن يتلى إلى يوم القيامة.
صالح المغامسي ـ تفسير سورة الأحزاب (مسموع).
،،،
: لطيفة علمية:
فلا شيء أحلى للمحب الصادق من خلوته وتفرده، فإنه إن ظفر بمحبوبه أحب خلوته به، وكره من يدخل بينهما غاية الكراهة. ولهذا السر ـ والله أعلم ـ أمر النبي صلى الله عليه وسلم برد المار بين يدي المصلي حتى أمر بقتاله، وأخبر أنه لو يدري ما عليه من الإثم؛ لكان وقوفه أربعين خيراً له من مروره بين يديه. ولا يجد ألم المرور وشدته إلا قلب حاضر بين يدي محبوبه، مقبل عليه، قد ارتفعت الأغيار بينه وبينه، فمرور المار بينه وبين ربه بمنزلة دخول البغيض بين المحب ومحبوبه.
ابن القيم ـ روضة المحبين ونزهة المشتاقين.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[23 Oct 2010, 12:03 ص]ـ
بالنسبة لأهل الفضل ممن تصلهم الرسائل عبر الجوال فلعلها على الأكثر تصلكم بعد الغد بإذن الله، ثم ينتظم الإرسال كل جمعة بإذن الله هنا وفي رسائل الجوال وفي وقت واحد بإذن الله.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[23 Oct 2010, 12:09 ص]ـ
إليكم هذه اللطيفة العلمية البديعة من الأديب مصطفى صادق الرافعي:
قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قُبض ولم يفسر من القرآن إلا قليلا جدا، وهذا وحده يجعل كل منصف يقول: أشهد أن محمدا رسول الله، إذ لو كان صلى الله عليه وسلم فسر للعرب بما يحتمله زمنهم وتطيقه أفهامهم؛ لجمد القرآن جموداً تهدمه عليه الأزمنة والعصور بآلاتها ووسائلها؛ فإن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم نص قاطع، ولكنه ترك تاريخ الإنسانية يفسر كتاب الإنسانية؛ فتأمل حكمة ذلك السكوت؛ فهي إعجاز لا يكابر فيه إلا من قُلع مخُُُه من رأسه.
اقتبستها من حاشية كتاب الموافقات 4/ 278
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[29 Oct 2010, 11:57 م]ـ
لطائف قرآنية: 22:
تدبر القرآن واتباعه هما فرق ما بين أول الأمّة وآخرها، وإنه لفرق هائل، فعدم التدبر أفقدنا العلم، وعدم الاتباع أفقدنا العمل. وإننا لا ننتعش من هذه الكبوة إلا بالرجوع إلى فهم القرآن واتباعه. ولا نفلح حتى نؤمن ونعمل الصالحات. (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون).
محمد البشير الإبراهيمي ـ آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي.
،،،
قال تعالى عن الوالدين: (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)
خص التربية بالذكر، ليتذكر العبد شفقة الأبوين وتعبهما في التربية، فيزيده إشفاقاً لهما وحناناً عليهما.
القرطبي ـ الجامع لأحكام القرآن.
،،،
وقد اقتضت حكمته أن خِلَعَ النصر وجوائزه، إنما تفيض على أهل الانكسار: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض).
ابن القيم ـ زاد المعاد.
،،،
ينبغي لمن طمحت نفسه لما لا قدرة له عليه، أو غير ممكن في حقه، وحزنت لعدم حصوله أن يسليها بما أنعم الله به عليه مما حصل له من الخير الإلهي الذي لم يحصل لغيره؛ ولهذا لما طمحت نفس موسى عليه السلام إلى رؤية الله تعالى وطلب ذلك من الله، فأعلمه الله أن ذلك غير حاصل له في الدنيا وغير ممكن، سلاّه بما آتاه فقال: (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين).
عبدالرحمن السعدي ـ المواهب الربانية من الآيات القرآنية.
لطيفة علمية: 22:
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن طهارة الثوب والبدن إذا كانت شرطاً في صحة الصلاة والاعتداد بها فإذا أخل بها كانت فاسدة فكيف إذا كان القلب نجساً ولم يطهره صاحبه فكيف يعتد له بصلاته وإن أسقطت القضاء، وهل طهارة الظاهر إلا تكميل لطهارة الباطن، ومن هذا أن استقبال القبلة في الصلاة شرط لصحتها وهي بيت الرب فتوجه المصلي إليها ببدنه وقالبه شرط، فكيف تصح صلاة من لم يتوجه بقلبه إلى رب القبلة والبدن بل وجه بدنه إلى البيت ووجه قلبه إلى غير رب البيت.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[30 Oct 2010, 12:05 ص]ـ
شكر الله لك يا قطرة مسك على هذه الإضافة المميزة وفقك الله.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[27 Nov 2010, 04:19 م]ـ
لطائف قرآنية: 23:
ورأس مال الأمر وعموده دوام التفكر وتدبر آيات القرآن، بحيث يستولي على الفكر، ويشغل القلب، فإذا صارت معاني القرآن الكريم مكان الخواطر من قلبه وهي الغالبة عليه، بحيث يصير إليها مفزعه وملجؤه، تمكن حينئذ الإيمان من قلبه، وجلس على كرسيه، وصار له التصرف، وصار هو الآمر المطاع أمره؛ فحينئذ يستقيم له سيره، ويتضح له الطريق، وتراه ساكناً وهو يباري الريح: (وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب).
ابن القيم ـ الرسالة التبوكية.
،،،
(الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهدنا الصراط المستقيم).
فيه إشعار يوجب تقدم معرفة الله تعالى على معرفة أحكام التكاليف الفرعية؛ لتقدم ذكر أوصاف الرب تعالى على الدعاء بالاستعانة والهداية والعصمة.
بدر الدين ابن جماعة ـ الفوائد اللائحة من معاني الفاتحة.
،،،
تأمل قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) كيف يفهم منه أنه إذا كان وجود بدنه وذاته فيهم، دفع عنهم العذاب، وهم أعداؤه! فكيف وجود سره، والإيمان به، ومحبته، ووجود ماجاء به إذا كان في قوم أو كان في شخص؟ أفليس دفعه للعذاب عنهم بطريق الأولى والأحرى؟!
ابن القيم ـ إعلام الموقعين.
،،،
قال تعالى: (وما تفعلوا من خير يعلمه الله)
إعلامه لنا بستر الشر وذكر الخير، كأنه يقول: يا عبادي إذا علمت منكم الخير ذكرته وشهرته، وإذا علمت منكم الشر أخفيته وسترته رحمة بكم في الدنيا والآخرة، إذا طهرتم قلوبكم من محبة غيري الموجبة للإشراك.
عبدالرحمن الدوسري ـ صفوة الفاهيم والآثار من تفسير القرآن العظيم.
،،،
لطائف علمية: 23:
قال عبدالله بن محمد الوراق: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال: من أين أقبلتم؟ قلنا: من مجلس أبي كريب، فقال اكتبوا عنه، فإنه شيخ صالح، فقلنا: إنه يطعن عليك. قال: أي شيء حيلتي، شيخ صالح قد بُلي بي.
سير أعلام النبلاء للذهبي.
ـ[هِمّةٌ لِلجِنَانْ]ــــــــ[27 Nov 2010, 06:35 م]ـ
شَكر اللهُ لكمْ، و باركَ فيكم، أنار دروبكم ..
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[28 Nov 2010, 12:50 م]ـ
وشكر لكم وحفظكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم.
ـ[افق الدعوة]ــــــــ[02 Dec 2010, 11:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولا حرمك الاجر والمثوبة
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[03 Dec 2010, 12:26 ص]ـ
أفق الدعوة: بارك الله فيكم وحفظكم وزادكم الله من فضله.
ـ[ابو سلطان الغساني]ــــــــ[03 Dec 2010, 12:47 ص]ـ
زادكم الله من واسع فضله وعظيم منه
منذ زمن وأنا بشوق لهذه الروضة وفرحي يزيد كلما أضيف رد أو شكر أو ثناء لأكحل عيني برؤتها مرتفعه والله أعلم بالسر
ليدبروا اياته وليتذكر أولوا ا(/)
لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان، سؤال.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[10 Sep 2008, 10:41 م]ـ
في الآية الكريمة (لم يطمثهن إنس قبلهم ولاجان)
أي أنهن أبكار فلم تفتض بكارتهن لا من إنس ولا من جان وهذا من كمال النعيم. والإنسيات يكن أبكار للإنسيين والجنيات للجن. لكني لمحت عطف الإنس على الجن فهل ُيعلم أن الإنسية يجامعها جني أو العكس؟ وهل هذا بالإمكان؟
ـ[أبو البراء الأندلسي]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:26 م]ـ
عن مجاهد، قال: إذا جامع الرجل ولم يسمّ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ).
قال القرطبي بعد هذا الأثر في تفسيره
يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونزهن، والطمث الجماع
قال الألوسي في تفسيره عن مجاهد و الحسن
قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى فنفي هنا جميع المجامعين
ثم قال
وقيل: لا حاجة إلى ذلك إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجنى إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن دواد الزبيدي قال: كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن وقالوا: إن ههنا رجلاً من الجن يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأساً في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل: من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد في الإسلام.
و عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا
قال الحافظ في الفتح تعليقا على هذا الحديث
... وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية. وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على احليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى
وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ
قال الشيخ ابن جبرين في إمكانية جماع الجان للإنس
(هذا ممكن في الرجال والنساء، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة، والبعد عن المحرمات، والله أعلم)
نقلت بعض هذه النقول لإثبات أن وقاع الجان للإنس ممكن. أما الحكم الشرعي في ذلك فله باب آخر.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:00 ص]ـ
أري أن تبدأ بدراسة ما المقصود بجنتان في قوله تعالي "ولمن خاف مقام ربه جنتان "
فهي -كما أري -جنة للانس وأخري للجن وبالتالي كل ما فيها
والعطف مع تكرار حرف النفي يفيد ماذهبت إليه من كون هذه حالة غير هذه،أي لم يطمث انسي الانسية من الحور ولا جني الجنية من الحور،والله أعلم
ـ[جند الله]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اختص الله تعالى الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. وبالتالي لا يصح أن نقيس قدراهم على قدراتنا .. ومن يتأمل السرد القرآني يجد أن الله تعالى قد من على الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. ومن ذلك قدرة الجني على حمل عرش ملكة سبأ من مكان إلى مكان وفي زمن يسير .. وهذا مما يشق على البشر منا
من العسير علينا كبشر وصف الكيفية التي يقوم بها الجن لتنفيذ بعض ما نعجز عنه كبشر .. وبالتالي لا يحق لنا في حالة عجزنا عن التصور والتخيل أن ننفي إمكان قيام الجن ببعض الأعمال
فإن كنا نعجز عن تفسير كيف يتم اعتداء الجن جنسيا على الإنسية فهذا لا يمنع إمكان حدوثه بشكل أو آخر وبكيفة لا نعلمها
على كل حال .. فالاعتداء الجنسي واقع يشكو منه كثير من المصابين بالمس والسحر .. سواء كانوا رجالا أو نساءا .. معاشرة طبيعية كما بين الزجين .. أو معاشرة جنسية شاذة سحاقا أو لواطا
وفي الحقيقة لا نستطيع ان نغفل أو نتجاهل أو نهمل شكوى المرضى على كثرتها وغزارتها .. فهم يشكون من تكرار تلك الاعتداءات يقظة ومناما .. وهو ما نراه من أحلام جنسية .. والحلم من الشيطان
حقيقة قد لا نجد نصا شرعيا يثبت صراحة إمكان حدوث تلك الاعتداءات .. لكن الواقع الذي يحياه المرضى يفرض علينا أن نسلم بأنه واقع ملموس .. ويحتاج إلى علاج .. فمستحيل أن يتواطئ كل هؤلاء على الكذب .. خاصة في وجود نصوص شرعية تحتمل هذا التأويل
فلا يوجد نص شرعي يثبت نطق الجن على لسان الإنس .. ورغم عدم وجود النص فجيمع العلماء مجمعون على ذلك .. وهذا بناءا على التجربة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:51 ص]ـ
الاثر المروي عن مجاهد من منكرات الاثار وقد خرجته في بحث خاص وعجبت كيف يتوارد المفسرون وعلماء الحديث على نقله وهو واه الاسناد
وللشنقيطي في تفسيره بحث حول المسالة يحسن مطالعته ففيه غناء
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 05:49 ص]ـ
عن مجاهد، قال: إذا جامع الرجل ولم يسمّ، انطوى الجانّ على إحليله فجامع معه، فذلك قوله: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ).
قال القرطبي بعد هذا الأثر في تفسيره
يعلمك أن نساء الآدميات قد يطمثهن الجان، وأن الحور العين قد برئن من هذا العيب ونزهن، والطمث الجماع
قال الألوسي في تفسيره عن مجاهد و الحسن
قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى فنفي هنا جميع المجامعين
ثم قال
وقيل: لا حاجة إلى ذلك إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم، ولا شك في إمكان جماع الجنى إنسية بدون أن يكون مع زوجها الغير الذاكر اسم الله تعالى، ويدل على ذلك ما رواه أبو عثمان سعيد بن دواد الزبيدي قال: كتب قوم من أهل اليمن إلى مالك يسألونه عن نكاح الجن وقالوا: إن ههنا رجلاً من الجن يزعم أنه يريد الحلال فقال ما أرى بذلك بأساً في الدين ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل: من زوجك؟ قالت: من الجن فيكثر الفساد في الإسلام.
و عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا
قال الحافظ في الفتح تعليقا على هذا الحديث
... وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية. وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على احليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى
وَصَرْعُهُمْ لِلْإِنْسِ قَدْ يَكُونُ عَنْ شَهْوَةٍ وَهَوًى وَعِشْقٍ كَمَا يَتَّفِقُ لِلْإِنْسِ مَعَ الْإِنْسِ وَقَدْ يَتَنَاكَحُ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ وَيُولَدُ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ وَهَذَا كَثِيرٌ مَعْرُوفٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ وَتَكَلَّمُوا عَلَيْهِ وَكَرِهَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ مُنَاكَحَةَ الْجِنِّ
قال الشيخ ابن جبرين في إمكانية جماع الجان للإنس
(هذا ممكن في الرجال والنساء، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة، والبعد عن المحرمات، والله أعلم)
نقلت بعض هذه النقول لإثبات أن وقاع الجان للإنس ممكن. أما الحكم الشرعي في ذلك فله باب آخر.
سأعلق على مالون من النص، نعم سيكون هذا مدخلا لبعض أهل الأهواء وقرأت قصة لا أعلم مصداقيتها لكنها تروي حالة فتاة تدعي أن الجن يغتصبونها.
عندما يقول شيخ الاسلام كره اكثر العلماء مناكحة الجن. أليس زواج الانس من الجن ينفي التكافؤ. بارك الله لكم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 05:52 ص]ـ
أري أن تبدأ بدراسة ما المقصود بجنتان في قوله تعالي "ولمن خاف مقام ربه جنتان "
فهي -كما أري -جنة للانس وأخري للجن وبالتالي كل ما فيها
والعطف مع تكرار حرف النفي يفيد ماذهبت إليه من كون هذه حالة غير هذه،أي لم يطمث انسي الانسية من الحور ولا جني الجنية من الحور،والله أعلم
إشارة مباركة ولفتة رائعة بارك الله لكم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 05:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد اختص الله تعالى الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. وبالتالي لا يصح أن نقيس قدراهم على قدراتنا .. ومن يتأمل السرد القرآني يجد أن الله تعالى قد من على الجن بقدرات تفوق قدرات البشر .. ومن ذلك قدرة الجني على حمل عرش ملكة سبأ من مكان إلى مكان وفي زمن يسير .. وهذا مما يشق على البشر منا
من العسير علينا كبشر وصف الكيفية التي يقوم بها الجن لتنفيذ بعض ما نعجز عنه كبشر .. وبالتالي لا يحق لنا في حالة عجزنا عن التصور والتخيل أن ننفي إمكان قيام الجن ببعض الأعمال
فإن كنا نعجز عن تفسير كيف يتم اعتداء الجن جنسيا على الإنسية فهذا لا يمنع إمكان حدوثه بشكل أو آخر وبكيفة لا نعلمها
على كل حال .. فالاعتداء الجنسي واقع يشكو منه كثير من المصابين بالمس والسحر .. سواء كانوا رجالا أو نساءا .. معاشرة طبيعية كما بين الزجين .. أو معاشرة جنسية شاذة سحاقا أو لواطا
وفي الحقيقة لا نستطيع ان نغفل أو نتجاهل أو نهمل شكوى المرضى على كثرتها وغزارتها .. فهم يشكون من تكرار تلك الاعتداءات يقظة ومناما .. وهو ما نراه من أحلام جنسية .. والحلم من الشيطان
حقيقة قد لا نجد نصا شرعيا يثبت صراحة إمكان حدوث تلك الاعتداءات .. لكن الواقع الذي يحياه المرضى يفرض علينا أن نسلم بأنه واقع ملموس .. ويحتاج إلى علاج .. فمستحيل أن يتواطئ كل هؤلاء على الكذب .. خاصة في وجود نصوص شرعية تحتمل هذا التأويل
فلا يوجد نص شرعي يثبت نطق الجن على لسان الإنس .. ورغم عدم وجود النص فجيمع العلماء مجمعون على ذلك .. وهذا بناءا على التجربة
هل التجربة مسوغ للتشريع؟، أتفق معك أن هناك من يشتكي من الجن لكن كيف نفرق بين تلك الشكاوى هل هي حقيقة أم مجرد تلفيق؟. بارك الله لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 06:00 ص]ـ
الاثر المروي عن مجاهد من منكرات الاثار وقد خرجته في بحث خاص وعجبت كيف يتوارد المفسرون وعلماء الحديث على نقله وهو واه الاسناد
وللشنقيطي في تفسيره بحث حول المسالة يحسن مطالعته ففيه غناء
أرجو أن تكرم هذا الملتقى الرائد ببحثك إن تيسر ذلك. بارك الله لكم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Jan 2009, 04:01 م]ـ
الأخوة الكرام
إثراءً للمسألة قمت بإنزال مقال تحت عنوان (سنفرغ لكم أيها الثقلان) للشيخ بسام جرار
مدير مركز نون للدراسات القرآنية في رام الله، فيمكن الاطلاع عليه لعله يؤسس لفهم أعمق.(/)
رحمك الله يابن عثيمين - تفسيره لآية (لايكلف الله نفسا الا وسعها .. ) ..
ـ[طالب طب]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه أول مشاركة لي أتشرف بها .. في ساحتكم العطرة ..
تنبيه: بالنسبة الهامش فنقلته كما هو .. ستجدون السابق .. أو ماسبق .. بنفس الكتاب فيه المرجع أو الصفحة والله الهادي والموفق ..
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:286)
التفسير:
هذه الآية، والتي قبلها وردت فيها نصوص تدل على الفضل العظيم؛ منها:
1 - أنها من كنز تحت العرش (1).
2 - أنها فتحت لها أبواب السماء عند نزولها (2).
3 - أنها لم يعطها أحد من الأنبياء قبل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (3).
4 - أن من قرأهما في ليلة كفتاه (4).
{286} قوله تعالى: {لا يكلف الله}؛ «التكليف» الإلزام بما فيه مشقة؛ يعني لا يلزم الله؛ {نفساً إلا وسعها} أي إلا طاقتها؛ فلا يلزمها أكثر من الطاقة.
قوله تعالى: {لها ما كسبت} أي ما عملت من خير لا ينقص منه شيء؛ {وعليها ما اكتسبت} أي ما اقترفت من إثم لا يحمله عنها أحد؛ و «الكسب»، و «الاكتساب» بمعنًى واحد؛ وقيل بينهما فرق؛ وهو أن «الكسب» في الخير، وطرقه أكثر؛ و «الاكتساب» في الشر، وطرقه أضيق - والله أعلم.
قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا}: هذه الجملة مقول لقول محذوف - أي «قولوا ربنا»؛ أو: «قالوا ربنا» عوداً على {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} - أي: و {قالوا سمعنا وأطعنا}، وقالوا: {ربنا لا تؤاخذنا .. }؛ و {ربنا} منادى حذفت منه «يا» النداء اختصاراً، وتيمناً بالبداءة باسم الله عز وجل؛ و {لا تؤاخذنا} أي لا تعاقبنا بما أخطأنا فيه.
قوله تعالى: {إن نسينا أو أخطأنا}: «النسيان» هو ذهول القلب عن معلوم؛ يكون الإنسان يعلم الشيء، ثم يغيب عنه؛ ويسمى هذا نسياناً، كما لو سألتك: ماذا صنعت بالأمس؟ تقول: «نسيت»؛ فأنت فاعل؛ ولكن غاب عنك فعله؛ و «الخطأ»: المخالفة بلا قصد للمخالفة؛ فيشمل ذلك الجهل؛ فإن الجاهل إذا ارتكب ما نهي عنه فإنه قد ارتكب المخالفة بغير قصد للمخالفة.
قوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصراً}: أتى بالواو ليفيد أن هذه الجملة معطوفة على التي قبلها؛ وكرر النداء تبركاً بهذا الاسم الكريم، وتعطفاً على الله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا من أسباب إجابة الدعاء؛ و «الإصر» هو الشيء الثقيل الذي يثقل على الإنسان من التكاليف، أو العقوبات.
قوله تعالى: {كما حملته على الذين من قبلنا} أي اليهود، والنصارى، وغيرهم.
قوله تعالى: {ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به} أي لا قدرة لنا على تحمله من الأمور الشرعية، والكونية.
قوله تعالى: {واعف عنا} أي تجاوز عما قصرنا فيه من الواجبات؛ {واغفر لنا} أي تجاوز عما اقترفناه من السيئات؛ {وارحمنا} أي تفضل علينا بالرحمة حتى لا نقع في فعل محظور، أو في تهاون في مأمور.
قوله تعالى: {أنت مولانا}: الجملة هنا خبرية مكونة من مبتدأ، وخبر كلاهما معرفة؛ وقد قال علماء البلاغة: إن الجملة المكونة من مبتدأ، وخبر كلاهما معرفة تفيد الحصر؛ والمراد: متولي أمورنا.
قوله تعالى: {فانصرنا على القوم الكافرين} الفاء هنا للتفريع؛ يعني فبولايتك الخاصة انصرنا على القوم الكافرين - أي اجعل لنا النصر عليهم؛ وهو عام في كل كافر.
الفوائد:
1 - من فوائد الآية: بيان رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده، حيث لا يكلفهم إلا ما استطاعوه؛ ولو شاء أن يكلفهم ما لم يستطيعوا لفعل.
فإذا قال قائل: كيف يفعل وهم لا يستطيعون؟ وما الفائدة بأن يأمرهم بشيء لا يستطيعونه؟
فالجواب: أن الفائدة أنه لو كلفهم بما لا يستطيعون، وعجزوا عاقبهم على ذلك؛ وهذه قاعدة عظيمة من أصول الشريعة؛ ولها نظائر في القرآن، وكذلك في السنة.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ومن فوائد الآية: إثبات القاعدة المشهورة عند أهل العلم؛ وهي: لا واجب مع العجز؛ ولا محرم مع الضرورة؛ لكن إن كان الواجب المعجوز عنه له بدل وجب الانتقال إلى بدله؛ فإن لم يكن له بدل سقط؛ وإن عجز عن بدله سقط؛ مثال ذلك: إذا عجز عن الطهارة بالماء سقط عنه وجوب التطهر بالماء؛ لكن ينتقل إلى التيمم؛ فإن عجز سقط التيمم أيضاً - مثال ذلك: شخص محبوس مكبل لا يستطيع أن يتوضأ، ولا أن يتيمم: فإنه يصلي بلا وضوء، ولا تيمم؛ مثال آخر: رجل قتل نفساً معصومة خطأً: فعليه أن يعتق رقبة؛ فإن لم يجد فعليه أن يصوم شهرين متتابعين؛ فإن لم يستطع سقطت الكفارة؛ مثال ثالث: رجل جامع زوجته في نهار رمضان: فعليه أن يعتق رقبة؛ فإن لم يجد فعليه صيام شهرين؛ فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً؛ فإن لم يجد فلا شيء عليه.
ومثال سقوط التحريم مع الضرورة: رجل اضطر إلى أكل الميتة بحيث لا يجد ما يسد رمقه سوى هذه الميتة: فإنه يحل له أكلها؛ وهل له أن يشبع؛ أو يقتصر على ما تبْقى به حياته؟
والجواب: إن كان يرجو أن يجد حلالاً عن قرب فيجب أن يقتصر على ما يسد رمقه؛ وإن كان لا يرجو ذلك فله أن يشبع، وأن يتزود منها - وأن يحمل معه منها - خشية أن لا يجد حلالاً عن قرب.
ومعنى الضرورة أنه لا يمكن الاستغناء عن هذا المحرم؛ وأن ضرورته تندفع به - فإن لم تندفع فلا فائدة؛ مثال ذلك: رجل ظن أنه في ضرورة إلى التداوي بمحرم؛ فأراد أن يتناوله: فإنه لا يحل له ذلك لوجوه:
الأول: أن الله حرمه؛ ولا يمكن أن يكون ما حرمه شافياً لعباده، ولا نافعاً لهم.
الثاني: أنه ليس به ضرورة إلى هذا الدواء المحرم؛ لأنه قد يكون الشفاء في غيره، أو يشفى بلا دواء.
الثالث: أننا لا نعلم أن يحصل الشفاء في تناوله؛ فكم من دواء حلال تداوى به المريض ولم ينتفع به؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحبة السوداء: «إنها شفاء من كل داء إلا السام - يعني الموت» (1)؛ فهذه مع كونها شفاءً لا تمنع الموت؛ ولذلك لو اضطر إلى شرب خمر لدفع لقمة غص بها جاز له ذلك، لأن الضرورة محققة، واندفاعها بهذا الشرب محقق.
الخلاصة الآن: أخذنا من هذه الآية الكريمة: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} قاعدتين متفقاً عليهما؛ وهما:
أ - لا واجب مع العجز.
ب - ولا محرم مع الضرورة.
3 - ومن فوائد الآية: أن الإنسان لا يحمل وزر غيره؛ لقوله تعالى: {وعليها ما اكتسبت}.
إذا قال قائل: ما تقولون في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء» (1)؟
فالجواب: أن هذا لا يرد؛ لأن الذي فعلها أولاً اقتدى الناس به؛ فكان اقتداؤهم به من آثار فعله؛ ولما كان هو المتسبِّب، وهو الدال على هذا الفعل كان مكتسباً له.
4 - ومنها: يسر الدين الإسلامي؛ لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفسها إلا وسعها}.
ويتفرع على هذا أن يختلف الناس فيما يلزمون به؛ فالقادر على القيام في الفريضة يلزمه القيام؛ والعاجز عن القيام يصلي قاعداً؛ والعاجز عن القعود يصلي على جنب؛ وكذلك القادر على الجهاد ببدنه يلزمه الجهاد ببدنه إذا كان الجهاد فرضاً؛ والعاجز لا يلزمه؛ وكذلك القادر على الحج ببدنه وماله يلزمه أداء الحج ببدنه، والعاجز عنه ببدنه عجزاً لا يرجى زواله القادر بماله يلزمه أن ينيب من يحج عنه؛ والعاجز بماله وبدنه لا يلزمه الحج.
5 - ومن فوائد الآية: أن للإنسان طاقة محدودة؛ لقوله تعالى: {إلا وسعها}؛ فالإنسان له طاقة محدودة في كل شيء: في العلم، والفهم، والحفظ، فيكلف بحسب طاقته.
6 - ومنها: أن للإنسان ما كسب دون أن ينقص منه شيء، كما قال تعالى: {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً} [طه: 112].
7 - ومنها: أن الأعمال الصالحة كسب؛ وأن الأعمال السيئة غُرْم؛ وذلك مأخوذ من قوله تعالى: {لها}، ومن قوله تعالى: {عليها}؛ فإن «على» ظاهرة في أنها غُرم؛ واللام ظاهرة في أنها كسب.
8 - ومنها: رحمة الله سبحانه وتعالى بالخلق، حيث علمهم دعاءً يدعونه به، واستجاب لهم إياه في قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 - ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يتوسل في الدعاء بالوصف المناسب، مثل الربوبية - التي بها الخلق، والتدبير؛ ولهذا كان أكثر الأدعية في القرآن مصدرة بوصف الربوبية، مثل: «ربنا»، ومثل: «ربِّ».
10 - ومنها: رفع المؤاخذة بالنسيان، والجهل؛ لقوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، فقال الله تعالى: «قد فعلت» (2)؛ ولا يلزم من رفع المؤاخذة سقوط الطلب؛ فمن ترك الواجب نسياناً، أو جهلاً، وجب عليه قضاؤه، ولم يسقط الطلب به؛ ولهذا قال النبي - صلوات الله وسلامه عليه: «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها» (3)؛ ولما صلى الرجل الذي لا يطمئن في صلاته قال له: «ارجع فصلِّ؛ فإنك لم تصلِّ» (4)؛ ولم يعذره بالجهل مع أنه لا يحسن غير هذا؛ إذاً فعدم المؤاخذة بالنسيان، والجهل لا يسقط الطلب؛ وهذا في المأمورات ظاهر؛ أما المنهيات فإن من فعلها جاهلاً، أو ناسياً فلا إثم عليه، ولا كفارة؛ مثال ذلك: لو أكل وهو صائم ناسياً فلا إثم عليه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نسي وهو صائم فأكل، أو شرب، فليتم صومه» (5)؛ وكذلك لو أكل وهو صائم جاهلاً فإن صومه صحيح سواء كان جاهلاً بالحكم، أو بالوقت؛ لأن أسماء بنت أبي بكر قالت: «أفطرنا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومَ غيم، ثم طلعت الشمس» (6)؛ ولم يؤمروا بالقضاء؛ ولكن لو فعل المحرم عالماً بتحريمه جاهلاً بما يترتب عليه لم يسقط عنه الإثم، ولا ما يترتب على فعله؛ مثل أن يجامع الصائم في نهار رمضان وهو يجب عليه الصوم عالماً بالتحريم - لكن لا يعلم أن عليه الكفارة: فإنه آثم، وتجب عليه الكفارة؛ لما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله، هلكت قال: ما أهلكك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم» (7)؛ فألزمه النبي صلى الله عليه وسلم بالكفارة (2)؛ لأنه كان عالماً بالحكم بدليل قوله: «هلكت».
فإن قال قائل: «قد ذكرتم أن المأمور لا يسقط بالجهل والنسيان»، فما الفائدة من عذره الجهل؟
فالجواب: أن الفائدة عدم المؤاخذة؛ لأنه لو فعل المأمور على وجه محرم يعلم به لكان آثماً؛ لأنه كالمستهزئ بالله عز وجل وآياته، حيث يعلم أن هذا محرم، فيتقرب به إلى الله.
11 - ومن فوائد الآية: أن فعل الإنسان واقع باختياره؛ لقوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}؛ فيكون فيها رد على الجبرية الذين يقولون: «إنه لا اختيار للعبد فيما فعل»؛ وبيان مذهبهم، والرد عليهم بالتفصيل مذكور في كتب العقائد.
12 - ومنها: أن النسيان وارد على البشر؛ والخطأ وارد على البشر؛ وجهه: قوله تعالى: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، فقال الله تعالى: «قد فعلت» (1)؛ وهذا إقرار من الله سبحانه وتعالى على وقوع النسيان، والخطأ من البشر.
فإذا قال قائل: ما الحكمة من أن الله سبحانه وتعالى يجعل البشر ينسى، ويخطئ؟
فالجواب: ليتبين للإنسان ضعفه، وقصوره: ضعفه في الإدراك، وضعفه في الإبقاء، وفي كل حال؛ وليتبين بذلك فضل الله عليه بالعلم، والذاكرة، وما أشبه ذلك؛ وليعرف الإنسان افتقاره إلى الله عز وجل في دعائه في رفع النسيان، والجهل عنه؛ فيلجأ إلى الله عز وجل، فيقول: «رب علمني ما جهلت، وذكرني ما نسيت»، وما أشبه ذلك.
13 - ومن فوائد الآية: امتنان الله على هذه الأمة برفع الآصار التي حملها مَنْ قبلنا؛ لقوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}، فقال الله تعالى: «قد فعلت» (2).
14 - ومنها: أن من كان قبلنا مكلفون بأعظم مما كلفنا به؛ لقوله تعالى: {ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا}؛ مثال ذلك: قيل لبني إسرائيل الذين عبدوا العجل: لن تقبل توبتكم حتى تقتلوا أنفسكم - أي يقتل بعضكم بعضاً؛ قيل: أنهم أمروا أن يكونوا في ظلمة، وأن يأخذ كل واحد منهم سكيناً، أو خنجراً، وأن يطعن من أمامه سواء كان ابنه، أو أباه، أو عمه، أو أخاه، أو غيرهم؛ وهذا لا شك تكليف عظيم، وعبء ثقيل؛ أما نحن فقيل لنا - حتى في الشرك: {والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيها مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان: 68 -
(يُتْبَعُ)
(/)
70].
15 - ومن فوائد الآية: أن ينبغي للإنسان أن يسأل الله سبحانه وتعالى العافية، فلا يُحَمِّلُه ما لا طاقة له به؛ ففيه رد على الصوفية الذين قالوا: نحن لا نسأل الله تعالى أن يقينا ما يشق علينا؛ لأننا عبيده؛ وإذا حصل لنا ما يشق فإننا نصبر عليه لنكسب أجراً.
16 - ومنها: أنه ينبغي للإنسان سؤال الله العفو؛ لأن الإنسان لا يخلو من تقصير في المأمورات؛ فيسأل الله العفو عن تقصيره؛ لقوله تعالى: {واعف عنا}؛ وسؤالُ الله المغفرة من ذنوبه التي فعلها؛ لقوله تعالى: {واغفر لنا}؛ لأن الإنسان إن لم يُغفر له تراكمت عليه الذنوب، ورانت على قلبه، وربما توبقه، وتهلكه.
17 - ومن فوائد الآية: أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله أن يرحمه في مستقبل أمره؛ فيعفو عما مضى، ويغفر؛ ويرحم في المستقبل؛ لقوله تعالى: {وارحمنا}؛ وبه نعرف اختلاف هذه الكلمات الثلاث: طلب العفو عن التفريط في الطاعات؛ والاستغفار عن فعل المحرمات؛ والرحمة فيما يستقبله الإنسان من زمنه - أن الله يرحمه، ويوفقه لما فيه مصلحته.
18 - ومنها: أن المؤمن لا وليّ له إلا ربه؛ لقوله تعالى: {أنت مولانا}؛ وولاية الله نوعان: خاصة، وعامة؛ فالولاية الخاصة ولاية الله للمؤمنين، كقوله تعالى: {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} [البقرة: 257]، وقوله تعالى: {والله ولي المؤمنين}، وقوله تعالى: {إن وليّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين} [الأعراف: 196]؛ والعامة: ولايته لكل أحد؛ فالله سبحانه وتعالى ولي لكل أحد بمعنى أنه يتولى جميع أمور الخلق؛ مثاله قوله تعالى: {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون} [يونس: 30].
19 - ومن فوائد الآية: التوسل إلى الله تعالى في الدعاء بما يقتضي الإجابة؛ لقوله تعالى: {أنت مولانا} بعد أن ذكر الدعاء في قوله تعالى: {واعف عنا واغفر لنا وارحمنا}.
20 - ومنها: أنه يجب على الإنسان اللجوء إلى الله عز وجل في النصرة على القوم الكافرين؛ لقوله تعالى: {فانصرنا على القوم الكافرين}؛ والنصر على الكافرين يكون بأمرين: بالحجة، والبيان؛ وكذلك بالسيف، والسلاح؛ وأما السيف، والسلاح فظاهر؛ وأما الحجة، والبيان فقد يجتمع كافر، ومسلم، ويتناظران في أمر من أمور العقيدة فإن لم ينصر الله المسلم خُذل، وكان في ذلك خُذلان له، وللدين الذي هو عليه؛ وهذا النوع من النصر يتعين في المنافقين؛ لأن المنافق لا يجاهَد بالسيف، والسلاح؛ لأنه يُظهر أنه معك؛ ولهذا لما استؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم في قتل المنافقين قال: «لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه» (1).
-----------------------
الهامش لكل الارقام .. مبتدأ من الأعلى
(1) راجع أحمد ص1571، حديث رقم 21672، وص1590، حديث رقم 21897، من حديث أبي ذر؛ قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح (مجمع الزوائد 6/ 315)؛ وقال الساعاتي: "وهو الذي أثبته هنا" (الفتح الرباني 18/ 99 – 101)؛ وقال الألباني: "إسناده صحيح على شرط مسلم" (السلسلة الصحيحة 3/ 471، حديث رقم 1482)؛ ومن حديث حذيفة راجع أحمد ص1726، حديث رقم 23640؛ والمعجم الكبير للطبراني 3/ 169، حديث رقم 3025؛ مسند أبي داود الطيالسي ص56، حديث رقم 418؛ قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد 6/ 327، 315)؛ وقال الألباني: "إسناده صحيح على شرط مسلم" (السلسلة الصحيحة 3/ 471، حديث رقم 1482).
(2) راجع مسلماً ص804، كتاب صلاة المسافرين، باب 43: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ... ، حديث رقم 1877 [254] 806؛ لكن فيه: "هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم ... ".
(3) راجع حاشية رقم 1.
(4) راجع البخاري ص327، كتاب المغازي، باب 12: حديث رقم 4008؛ ومسلماً ص804، كتاب صلاة المسافرين، باب 43: فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ... ، حديث رقم 1878 [255] 807.
--
(3) أخرجه البخاري ص48، كتاب مواقيت الصلاة، باب 37: من نسي صلاة فليصلها ... ، حديث رقم 597، وأخرجه مسلم ص785، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب 55: قضاء الصلاة الفائتة ... ، حديث رقم 1566 [314] 684.
(4) أخرجه البخاري ص60، كتاب الأذان، باب 95: وجوب القراءة للإمام والمأموم ... ، حديث رقم 757؛ وأخرجه مسلم ص740، كتاب الصلاة، باب 11؛ وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة ... ، حديث رقم 885 [45] 397.
(5) أخرجه مسلم ص863، كتاب الصيام، باب 33: أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر، حديث رقم 3716 [171] 1155.
(6) أخرجه البخاري ص153، كتاب الصوم، باب 46: إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس، حديث رقم 1959.
(7) أخرجه البخاري ص151، كتاب الصوم، باب 30: إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء ... ، حديث رقم 1936.
(1) سبق تخريجه 3/ 119.
(2) المرجع السابق.
--
(1) أخرجه البخاري ص487، كتاب الطب، باب 7: الحبة السوداء، حديث رقم 5687؛ وأخرجه مسلم ص1070، كتاب السلام، باب 29: التداوي بالحبة السوداء، حديث رقم 5766 [88] 2215.
(1) سبق تخريجه 2/ 42.
(2) سبق تخريجه 3/ 119.
---
(1) سبق تخريجه 3/ 325.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 02:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم أخي الكريم.
ونرحب بك في الملتقى وندعو لك بالتوفيق والاستفادة منه إن شاء الله.(/)
كيف يجب أن نفسر القرءان للشيخ محمد ناصر الدين الألبانى
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يجب أن نفسر القرآن
للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أما بعذ، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فإنه بمناسبة بعض المؤلفات التي ظهرت لا تقيم وزنا للسنة، على أنها مبينة للقرآن، أردت أن أقدم إليكم ما عندي من علم قليل حول هذه المسألة الهامة، من باب: {وتعاونوا على البر والتقوىٍ}.
كلنا يعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة: أن الإسلام دستوره القرآن الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، وأن هذا القرآن كثير من الناس قد إستقلوا في فهمه بناء على معرفتهم بشيء من اللغة العربية، بعد تحكيمهم عقولهم، إن لم نقل:
بعد تحكيمهم أهواءهم في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى في كثير من آياته الكريمة؟ لذلك كان لزاما على كل من كان عنده شئ من العلم يبطل هذا النهج الذي ظهر، أو أظهر قرنه في هذا العصر الحاضر، بعد أن سمعنا منذ نحو نصف قرن من الزمان عن جماعة ينتسبون إلى القرآن، ويسمون أنفسهم بالقرآنيين حيث أنهم أكتفوا بادعاء أن الإسلام إنما هو القرآن فقط.
والآن فقد ظهرت دعوة جديدة تتشابه مع تلك الدعوة السابقة، وإن كانت لا تتظاهر بالاقتصار على القرآن وحده كما كانت تلك الفئة تصارح الناس بذلك، وتدعى أن الإسلام لاشيء منه سوى القرآن الكريم، ولسنا بحاجة إلى أن نثبت بطلان دعوى هؤلاء الذين يصرحون بأن الإسلام إنما هو فقط القرآن الكريم، ولكننا نريد أن نبين أن بعض الناس ممن يتظاهرون بأنهم يدعون إلى الإسلام- كتابا وسنة- قد انحرفت بهم أهواؤهم أو عقولهم عن السنة، ووقعوا في نحو ما وقع فيه أولئك الناس من الاعتماد على القرآن فقط.
لذلك أريد أن أبين لكم خطر هذا المنهج الذي سلكه أصحاب هذه الدعوة فنحن نعلم جميعا قول ربنا تبارك وتعالى مخاطبا نبينا صلوات الله وسلامه عليه بقوله {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} والآيات الكثيرة التي يلهج دائما بها خطباء السنة في الأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة، هي أشهر من أن تذكر فلا أطيل الآن بذكرها، وإنما أدندن حول هذه الآية الكريمة التي فيها كما سمعتم قوله تبارك وتعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.
ففي هذه الآية الكريمة نصر صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه القرآن وكلف بوظيفة البيان لهذا القرآن، هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة: هو السنة المطهرة.
فمعنى هذا أن الله عز وجل لم يكل أمر فهم القرآن إلى الناس، حتى ولو كانوا عربا أقحاحا، فكيف بهم إذا صاروا عربا أعاجم؟ فكيف بهم إذا كانوا أعاجم تعربوا؟
فهم لاشك بحاجة- لا يستغنون عنها- إلى بيان النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا البيان هو الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت أن يكون هناك وحي متلو متعبد بتلاوته ألا وهو: ا لقرآن الكريم. ووحي ليس متلوا كالقرآن، ولكنه يجب حفظه، لأنه لا سبيل إلى فهم المبين ألا وهو القرآن إلا بالمبين، أو البيان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يستغرب البعض حين نقول: إنه لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرآن، ولو كان أعرب العرب، وأفهمهم، وألسنهم، وأكثرهم بيانا، ومن يكون أعرب وأفهم للغة العربية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، الذين انزل القرآن بلغتهم؟
ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على أصحابه قوله تبارك وتعالى {والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وأولئك هم المهتدون} شقت هذه الآية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! وآينا لم يظلم؟
وآينا لم يظلم: يعنون بذلك، أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء كان ظلم العبد لنفسه، أوكأن ظلم العبد
لصاحبه، أو لأهله أو نحو ذلك، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم، وأن الظلم هنا: إنما هو الظلم الأكبر، وهو الإشراك بالله عز وجل. وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان (إذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم).
فهؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم العرب الأقحاح أشكل عليهم هذا اللفظ من هذه الآية الكريمة، ولم يزل الإشكال عنهم إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو الذي أشار إليه الله عز وجل في الآية السابقة (وأنزلنا إليك الذكر لتبتن للناس ما نزل إليهم) ولذلك فيجب أن يستقر في أذهاننا، وأن نعتقد في عقائدنا أنه لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرآن دون الإستعانة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (تركت فيكم أمرين أو شيئين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي " وفي رواية " وعترتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض) [سلسلة الاحاديت الصحيحة (4/ 330)] تركت فيكم أمرين ليس أمرا واحدا، وحيين ليس وحيا واحدا، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي.
ومفهوم هذا الحديث: أن كل طائفة تمسكوا بأحد الأمرين، فإنما هم ضالون، خارجون عن الكتاب والسنة معا، فالذي يتمسك بالقرآن فقط دون السنة شأنه شأن من يتمسك بالسنة فقط دون القرآن، كلاهما على ضلال مبين، والهدى والنور أن يتمسك بالنورين، بكتاب الله تبارك وتعالى، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد بشرنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح، أننا لن نضل أبدأ ما تمسكنا بكتاب ربنا، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.
هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرآن تفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلى غير ذلك من البيانات التي لا مجال للمسلم أن يستغني عن شئ منها إطلاقأ، ولذلك فلا يجوز تفسير القرآن بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة معاً. فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: (ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض).
لذلك يجب على كل مفسر يريد أن يفسر آية من القرآن، وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة، أو بالأحكام، أو بالأخلاق والسلوك، فلا بد له من أن يجمع بين القرآن والسنة.
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرآن بحاجة إلى بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكير بحديث معروف عند طلاب العلم، وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه، حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الإجتهاد- يذكر هناك- حديث مروي في بعض " السنن " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن (بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.
كلنا يعلم قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (حرمت عليكم الميتة والدم) الآية لو أن سائلاً سأل فقيهاً يمشي على التصنيف المذكور في حديث معاذ عن ميتة البحر، نظر في القرآن فوجد الجواب في هذه الآية الصريحة (حرمت عليكم الميتة والدم) فسيكون جوابه إذا ما اعتمد على هذه الآية: أنه يحرم أكل ميتة السمك، كذلك إذا سئل عن الكبد والطحال؟ سيقول أيضاً: حرام " لأنه معطوف على الميتة (حرمت عليكم الميتة والدم) فالكبد والطحال دم، فإذاً سيكون حكمه بناء على اعتماده على هذه الآية الكريمة وحدها غير إسلامي؟ ذلك لأن الإسلام كما ذكرت آنفاً ليس هو القرآن فقط بل القرآن والبيان، القرآن والسنة. فماذا كان بيان الرسول عليه السلام فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة؟
لقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه كلام، ولكنه صح عن ابن عمر موقوفاً، وكما يقول علماء الحديث: هو في حكم المرفوع؟ لأن لفظه (اُحلت لنا ميتتان ودمان: الحوت والجراد، والكبد والطحال) [سلسلة الأحاديث الصحيحة (1118)] كذلك بالإضافة إلى هذا الحديث، وفيه التصريح بإباحة بعض الميتة وبعض الدم، يوجد هناك حديث آخر صحيح رواه الإمام مسلم في " صحيحه " "أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية، وأمر عليها أبا عبيدة بن الجراح، وساروا مع ساحل البحر، وكان قوتهم التمر حتى كاد أن ينفد، ولما قل التمر، كان يوزع على كل فرد تمرة تمرة، ثم بدا له من بعيد شئ عظيم على ساحل البحر، فذهبوا إليه، فإذا هو حوت ضخم عظيم جداً، فأخذوا يأكلون منه، ويتزودون منه، وكان من ضخامته أنهم نصبوا قوساً من أقواس ظهره على الأرض فمر الراكبُ من تحته وهو على جمله؟ من عظمة هذا الحوت، ألقاه البحر بقدرة الله عز وجل، وبتسييره للبحر لإطعام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولما عادوا إلى النبي، سألهم هل معكم شئ منه تطعموني إياه؟
فهذا الحديث يدل على بعض ما دل عليه حديث ابن عمر الأول: أن ميتة البحر حلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما موقف القرآني الذي لا يعتمد علي السنة، أو من تأثر بشبهات القرآنيين إذا ما سئل عن ميتة البحر، عن هذا الحوت وأمثاله؟ إذا اعتمد على القرآن، فسيقول: قال الله عز وجل: (حرمت عليكم الميتة) وهذه ميتة، لكنه إذا ما رجع إلى ما في القرآن الكريم من الآيات التي تثبت أن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام كطاعة الله تبارك وتعالى، حينئذ يجد لزاماً عليه أن يعود أيضاً إلى السنة وأن يضمها إلى القرآن الكريم، وأن لا يفرق المسألة المتعلقة بهذه الآية الكريمة (حرمت عليكم الميتة) إلا ميتة البحر والدم، إلا الكبد والطحال، من أين أخذنا هذا الإستثناء؟ من بيان الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا أمر مهم جداً، فالشريعة كلها قامت على ضم السنة إلى القرآن، ولذلك جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال:
" السنة كلها هو مما أفهمه الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ". يعني الإمام الشافعي أن السنة الصحيحة ينطوي القرآن عليها، وأن الله عز وجل ألهم نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان ما كان المسلمون بحاجة إلى بيانه، من الآيات الكريمة. وهذا مثال واحد وفيه كفاية إن شاء الله. فالقاعدة في تفسير القرآن إنما هي بالرجوع إلى القرآن والسنة، ولا ينبغي أن نقول: بالرجوع إلى القرآن ثم السنة؟ لأن هذا فيه تصريح بأنها في المرتبة الثانية.
نعم. السنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جاءنا متواتراً، ولكن من حيث العمل السنة كالقرآن، لا يجوز أن نفرق
بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، والتفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفريق يتعلق بعلم الرواية، أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب، فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا يجرنا إلى بحث آخر طالما تطرق له بعض المشككين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لجهلهم بها، وبأصولها، وتراجم رواتها، ألا وهو ما يسمى بحديث الآحاد وحديث التواتر، حديث الآحاد لا يستفيد منه إلا الأفراد والآحاد من علماء الأمة ألا وهم المتخصصون في علم الحديث والسنة، أما عامة المسلمين فلا يتسفيدون من هذا التفصيل شيئاً يذكر، بل يكون ذلك مدعاة وسبباً لتشكيكهم فيما جاءهم عن نبتهم صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي قد لا تتسع عقول بعض الشكاكين والربيين للإيمان بها.
الحديث: هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأي طريق يعرفه علماء الحديث، أما التفصيل فليس عامة المسلمين بحاجة إليه.
تقسيم الحديث إلى: حسن. وصحيح. حسن لذاته. حسن لغيره. صحيح لذاته. صحيح لغيره. صحيح غريب. صحيح مستفيض. صحيح مشهور. صحيح متواتر، هذا كله لأهل العلم، أما لعامة المسلمين، فحسبهم أن يعلموا من أهل العلم أن الحديث صحيح، فوجب الإيمان والتصديق به.
أما الذين يتشبثون بهذه التفاصيل التي هي تليق بأهل العلم، وليس بعامة المسلمين، فهم يتشبثون بها لحمل جماهير المسلمين على عدم الإيمان بكثير من الأحاديث الصحيحة، لماذا؟ لأنها أحاديث آحاد، ومعنى أحاديث آحاد باختصار: أنها لم تبلغ درجة التواتر.
ويعنون بالتواتر على ذلك، أن الحديث الآحاد غير متواتر لا يجوز الأخذ به فيما يتعلق بالغيبيات، وهم يعبرون عنها بالعقائد، فكل حديث يتعلق بغير الأحكام، وإنما يتعلق بالغيب إذا لم يكن متواتراً فلا يؤخذ به، هكذا زعم الذين تشبثوا بالتفصيل المذكور آنفاً، وهو تفصيل يصادف الواقع، لكن من الذي يكتشفه؟
لا يكتشفه إلا أفراد قليلون جداً في كل عصر من علماء الحديث المتخصصين.
لنضرب مثلاً من المتفق عليه عند علماء الحديث جميعاً.
إن أوضح مثال للحديث المتواتر قوله عليه الصلاة والسلام "من كذب علي متعمداً، فليبتوا مقعده من النار" هذا حديث متواتر فعلاً، لماذا؟ لأنه وجد له من الرواة من الصحابة أكثر من مائة وهكذا دواليك [كلمة تستعمل تعيراً عن المواصلة والاستمرار] وأنت نازل، لكن من منكم الآن حصل هذه الطرق حتى يصبح الحديث عنده متواتراً؟ إذا أنا قلت لكم هذا الحديث متواتر، فقد انقطع التواتر عنكم من عندي، فيجب عليكم أن تتبعوا الأحاديث كما فعلت، وفعل غيري من قبلي، حتى يصبح الحديث عندكم متواتراً، ماذا يهمكم مثل هذا التفصيل الذي هو أشبه بالفلسفة التي لا تنفع عامة المسلمين إطلاقاً؟ فاشتراط
(يُتْبَعُ)
(/)
التواتر في الحديث، هو تعطيل للحديث النبوى، ولذلك وجدنا كثيراً من الناس اليوم بعضهم متحزبون، وبعضهم قد يكونوا غير متحزبين، يردون أحاديث صحيحة بحجة أن هذا ليس في الأحكام، وإنما هو في أمور الغيب أو في العقائد، فهي أحاديث آحاد، فينبذونه نبذ النواة.
لنرجع الآن إلى العهد الأول عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لنرى كيف كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينقلون أحاديث الرسول إلى من بعدهم، سواء كانوا من المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يتشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم كاليمانيين الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن ولم يتيسر لهم أن يفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم معاذاً، وأرسل إليهم علياً، وأرسل إليهم أبا موسى الأشعري بفترات متفاوتة.
ماذا قال لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه حينما أرسله داعية إلى الإسلام قال كما جاء في "الصحيحين " قال له عليه الصلاة والسلام: (ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فإذا هم أجابوك فمرهم بالصلاة، .... إلى آخر الحديث.
الشاهد الصلاة حكم من الأحكام، ومع ذلك فقد جاء قبل ذلك أمره عليه السلام لمعاذ بأن يدعوهم إلى التوحيد، التوحيد هو أس الإسلام وهو أصل كل عقيدة في الإسلام، ترى معاذ بن جبل إذا بلغهم هذا الأمر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر خبر متواتر أم خبر آحاد؟
لا يشك كل ذي لب وعقل أنه خبرآحاد، خبر فرد، ترى أقامت حجة الله، ثم حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمانيين الذين أرسل إليهم معاذ بدعوة التوحيد أم لم تقم؟
الذين أدخلوا فلسفة حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة معنى كلامهم: لا تقوم حجة الله ورسوله بإرسال الرسول لصاحبه معاذ بن جبل وحده، بل كان عليه أن يرسل عدد التواتر، ولذلك فأنا قلت لبعضهم مرة- ممن يدعي أن خبر الآحاد لا تؤخذ به عقيدة- قد يذهب أحدكم- أخاطب من لا يحتج بحديث الآحاد- قد يذهب أحدكم إلى بلاد من بلاد الكفر يدعوهم إلى الإسلام، ومما لاشك فيه أنه سيدعوهم أول ما يدعوهم إلى العقيدة، وأول عقيدة في الإسلام: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. لكن هذا الحزب الذي أشير إليه قد وضع له رئيسه فصلاً في كتاب له يسمى هذا الفصل " بطريق الإيمان " وهذا الطريق هو الذي يسلكونه في الدعوة، دعوة المسلمين في بلاد الإسلام، ودعوة الكفار في بلاد الكفر والطغيان.
قلت: فإذا ذهب أحدكم يقرر عليهم طريق الإيمان، وفي هذا الطريق يأتي في آخره: حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، وكان الناس مجتمعين يسمعون المحاضرة تلو المحاضرة، إلى أن انتهى من بيان طريق الإيمان،
ومنه: أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، فقام أحد الذين تتبعوا محاضرات الرجل.
فقال له: يا أستاذ. يا فضيلة الشيخ. أنت الآن تعلمنا عقيدة الإسلام، وتذكر فيما ذكرت أن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد، فأنت واحد من هؤلاء المسلمين الذين جئت من عندهم، لتعرفنا بعقيدة الإسلام، هذا على منهجك الذي علمتنا إياه، لا تقوم حجة الله علينا لأنك فرد واحد، فعليك أن تعود إلى بلادك، وأن تجلب عدد التواتر ليشهدوا معك علي أن هذا هو الإسلام، فهل هذا هو الإسلام؟
وأين أنتم من حديث الرسول عليه السلام الذي ذكرناه آنفاً حينما أرسل معاذاً، وأرسل علياً، وأرسل أبا موسى، أفراداً يعلمون الناس الإسلام، فمن هنا تعلمون أن هذه العقيدة دخيلة في الإسلام، لا يعرفها السلف الصالح؟ تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد.
حسبكم أن يصلكم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً بشهادة أهل التصحيح، وليس بشهادة العقول المأفونة، العقول التي لم تتطهر بفقه الكتاب والسنة معاً.
إذاً يجب تفسير القرآن بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو كانت ليست متواترة، وإنما هي آحاد هذا هو الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه دائماً في تفسيرنا لكتاب الله تبارك وتعالى، إيماناً بقوله عز وجل (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) هذا هو المنهج الذي يجب أن نسلكه في تفسير القرآن.
ولكن من الملاحظ أن هناك بعض الآيات لا نجد فيها حديثاً يفسر لنا القرآن الكريم، فما هو الطريق المكمل للمنهج الأول؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: كما هو معروف عند أهل العلم، أنه يجب إذا لم نجد في السنة ما يفسر القرآن، نعود بعد ذلك إلى تفسير سلفنا الصالح، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتهم: عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه، لقدم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القرآن، وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم: عبدا لله بن عباس رضي الله عنه، فقد قال ابن مسعود فيه " إنه ترجمان القرآن " وهذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس، بأنه: ترجمان القرآن.
على هذا إذا لم نجد بياناً في السنة للكتاب، نزلنا درجة إلى الأصحاب، وأولهم ابن مسعود، وثانيهم ابن عباس، ثم من بعدهم أي صحابي ثبت عنه تفسيرآية، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة، نتلقى حين ذلك التفسير بالرضى والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عنوا بتلقي التفسير من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، كسعيد بن جبير، وطاووس، ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرسول عليه السلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا.
هناك بعض الآيات تفسر بالرأي، ولم يأت في ذلك بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيستقل بعض المتأخرين في تفسيرها تطبيقاً للآية على المذهب، وهذه مسألة خطيرة جداً، حيث تفسر الآيات تأييداً للمذهب وعلماء التفسير فسروها على غير ما فسرها أهل ذلك، المذهب يمكن أن نستحضر على ذلك مثالاً:
قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها: أي الواجب من القرآن في كل الصلوات، إنما هو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة، قالوا هذا مع ورود الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وفي الحديث الآخر "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " ردت دلالة هذين الحديثين بالتفسير للآية، السابقة بدعوى أنها أطلقت القراءة، فقالت الآية (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) فقال بعض المتأخرين من المذهبيين لا يجوز تفسير القرآن إلا بالسنة المتواترة، أي لا يجوز تفسير المتواتر إلا بالمتواتر، فردوا الحديثين السابقين اعتمادا منهم على فهمهم للآية على ما يبدو للقارئ لها أول وهلة (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) لكن العلماء بينوا- كل علماء التفسير لا فرق بين من تقدم منهم ومن تأخر- أن المقصود بالآية الكريمة (فاقرءوا أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل؟ لأن الله عز وجل ذكر هذه الآية بمناسبة قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك و الله يقدر الليل والنهار) إلى أن قال (فاقرءوا ما تيسر من القرآن) أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل، فليست الآية متعلقة بما يجب أن يقرأ الإنسان في صلاة الليل بخاصة، وإنما يسر الله عز وجل للمسلمين أن يصلوا ما تيسر لهم من صلاة الليل، فلا يجب عليهم أن يصلوا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كما تعلمون إحدى عشرة ركعة.
هذا هو معنى الآية، وهذا في الأسلوب العربي من إطلاق الجزء وإرادة الكل، فاقرءوا: أي فصلوا، الصلاة: هي الكل، والقراءة: هو الجزء.
ويقول أهل العلم باللغة العربية: إن هذا الأسلوب العربي إذا أطلق الجزء وأراد الكل، فهذا من باب بيان أهمية هذا الجزء في ذلك الكل، وذلك كقوله تبارك وتعالى في الآية الأخرى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر) وقرآن الفجر أقم أيضاً، قرآن الفجر: أي صلاة الفجر، فأطلق أيضاً هنا الجزء وأراد الكل، هذا أسلوب في اللغة العربية معروف، ولذلك فهذه الآية بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلاف بين سلفهم وخلفهم، لم يجز رد الحديث الأول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد، لا يجوز تفسير القرآن بحديث الآحاد
؟ لأن الآية المذكورة فسرت بأقوال العلماء العارفين بلغة القرآن أولاً. ولأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف القرآن، بل يفسره ويوضحه كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة، فكيف والآية ليس لها علاقة بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة؟
أما الحديثان المذكوران آنفاً فموضوعهما صريح بأن صلاة المصلي لا تصح إلا بقراءة الفاتحة "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " أي هي ناقصة، ومن انصرف من صلاته وهي ناقصة فما صلى، وتكون صلاته حينئذ باطلة كما هو ظاهر الحديث الأول " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
إذا تبينت لنا هذه الحقيقة حينئذ نطمئن إلى الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم مروية في كتب السنة أولاً، ثم بالأسانيد الصحيحة ثانياً، ولا نشك ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمعها في هذا العصر الحاضر، وهي التي تقول: لا نعبأ بأحاديث الآحاد مادامت لم ترد في الأحكام، وإنما هي في العقائد، والعقائد لا تقوم على أحاديث الآحاد. هكذا زعموا، فقد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذاً يدعوهم إلى عقيدة أولى ألا وهي التوحيد، وهو شخص واحد.
وبهذا القدر كفاية في هذه الكلمة التي أردت بيانها، وهي تتعلق بكيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم؟.
المصدر: http://www.sahab.net/home/index.php?site=book&book_id=277
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[01 Aug 2010, 01:13 ص]ـ
رحم الله الشيخ!
وغفر الله لنا ولك يا أبا عبادة
لا أدري أين أنت الآن؟!
إلاّ أن مشاركتك اليتيمة .. بألف رقيمة
جعلها الله تعالى شافعةً لك يوم لا ينفع مال ولا بنون(/)
ما هي فوائد التوبة للانسان؟
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[11 Sep 2008, 03:15 ص]ـ
ما هي فوائد التوبة للانسان؟
من أهم الدعائم الخلقية والمنجيات الأبدية هي التوبة وقد أولاها القرآن الكريم عناية فائقة ورددها في كثير من الآيات البينات منها قوله تعالى: (فمن تاب بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم) المائدة/ 39.
وقوله سبحانه: (كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه مَن عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم) الأنعام/ 54.
وقوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليماً حكيماً) النساء/ 17.
كل هذه الآيات المباركات تدعو إلى وجوب مبادرة العبد إلى التوبة مما احتطبه من ذنوب وموبقات لينال مغفرة الله ورضاه.
والتوبة من متممات الاستغفار وتابعة له ولذا نرى بعض الآيات تتضمن التوبة والاستغفار ولقد قرن الله تعالى التوبة بالاستغفار كقوله: (وإن استفروا ربكم ثم توبوا إليه) هود/ 3، لأن الداعي إلى التوبة والمحرض عليها هو الاستغفار وهذا يدل على أنه لا سبيل إلى طلب المغفرة من الله إلا بإظهار التوبة.
والتوبة التي يدعو إليها القرآن يجب أن تكون عقاب ارتكاب الذنب والإصابة بالمرض فلا يترك المذنب المرض يتفاقم ويستعصي العلاج.
والتوبة في حقيقة اللغة هي الرجوع وإذا أُضيفت التوبة إلى الانسان أُريد بها رجوعه عن الزلات والندم على فعلها فكل تأخير فيها هو إخلال في الشخصية الإنسانية وكل إسراع وصدق فيها هو إصلاح للنفس وسببب قوي للقضاء على الشر.
يقول الكاتب الهولندي فرانز ستال مقارناً بين مبادئ الخلقية وبينما تدعو إليه حركة التسلح الخلقي: إن التوبة في الاسلام هي وسيلة تغيير الأفراد أنفسهم وهي سلاح خلقي عظيم فيها الندم والتغير والتحول.
وللتوبة عدة فوائد تعود بالنفع والربح على الانسان ومن تلكم الفوائد ما يلي:
أولاً: إن التوبة تبين لنا سعة رحمة الله تعالى لعباده المذنبين، قال تعالى: (ومَن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) الحجر/ 56، وقال تعالى في موضع آخر: (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) الأعراف/ 156.
ثانياً: تقضي على تشاؤم الانسان وتعطيه الأمل في الحياة وتجعله متفائلاً سعيداً بعيداً عن غضب الله تعالى قريباً من رحمته.
ثالثاً: إن في التوبة رجوعاً إلى الله تعالى وطاعته وتجديد العزم والمواصلة على السير في الخط الإلهي وعدم الابتعاد عن شريعة السماء.
رابعاً: إن في التوبة تحقيقاً لشكر الله تعالى على هدايته وتوفيقه لعبده للسير على خطى الاسلام الحنيف.
خامساً: إن في التوبة اعترافاً بالذنب من قبل العبد أمام مولاه لتفضل عليه بالمغفرة والعفو والرحمة وهو الذي كتب على نفسه الرحمة والمغفرة.
سادساً: قال رسول الله (ص): المؤمن إذا تاب وندم فتح الله عليه في الدنيا والآخرة ألف باب من الرحمة ويصبح ويمسي على رضاء الله وكتب له بكل ركعة يصليها من التطوع عبادة سنة وأعطاه الله بكل آية يقرؤها نوراً على الصراط وكتب له بكل يوم وليلة ثواب نبي وله بكل حرف من استغفاره وتسبيحه ثواب حجة وعمرة وبكل آية في القرآن مدينة ونور الله قبره وبيّض وجهه وله بكل شعرة على بدنه نور كأنما تصدق بوزنه ذهباً وكأنما أعتق بكل نجم رقبة ولا يصيبه شدة القيامة ويؤنس في قبره ووجد في قبره روضة من رياض الجنة وزار قبره كل يوم ألف ملك يؤنسه في قبره وحُشر من قبره وعليه سبعون حلة وعلى رأسه تاج من الرحمة ويكون تحت ظل العرش من النبيين والشهداء ويأكل ويشرب حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ثم يوجهه إلى الجنة.
بغض النظر عن سند الرواية فإن دلالتها تشير إلى التوبة النصوح التي ليس بعدها فعل للمعصية وارتكاب الخطيئة فإن العبد إذا قبلت توبته من قبل الله تعالى فإن كرم الله سبحانه لا حد له ولا حدود.
سابعاً: عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه، قال: إن الله عزوجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها، قوله عزوجل: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة/ 222، فمن أحبه الله لم يعذبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثامناً: لقد خص الله تعالى أهل الإيمان بالتوبة دون الكافرين، فقد ورد عن أبي جعفر (ع) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها غفرت له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة أما والله إنها ليست إلا لأهل الإيمان قلت فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعادت التوبة؟ فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته قلت فإنه فعل ذلك مراراً يذنب ثم يتوب ويستغفر الله فقال كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات فإياك وأن تقنط المؤمنين من رحمة الله.
تاسعاً: إن التوبة توسع الرزق.
عاشراً: إن التوبة تطيل في العمر.
الحادي عشر: إن التوبة تحسن حال التائب وتجعله في يسر من العيش.
الثاني عشر: ذكر بعض المفسرين (إن من لطف الله بالعباد إن أمر قابض الأرواح بالابتداء في نزعها من أصابع الرجلين ثم يصعد شيئاً فشيئاً إلى أن يصل إلى الصدر ثم ينتهي إلى الحلق ليتمكن في هذه المهلة من الإقبال بالقلب على الله والوصية والتوبة ما لم يعاين والاستحلال وذكر الله سبحانه فتخرج روحه وذكر الله على لسانه فيرجى بذلك حسن خاتمته) وفقنا الله وإياكم للتوبة النصوح.
الثالث عشر: إن التوبة تؤدي إلى إسقاط العقاب والفوز بأعلى الكرامات مع الملائكة المقربين والمرسلين والعباد الصالحين.
وهذه الدرجة لن تنال إلا بالتوبة وإتعاب البدن بالطاعة لله تعالى.
الرابع عشر: ما روي عن الإمام الصادق (ع) قال: قال رسول الله (ص): (مَن تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال: إن السنة لكثير مَن تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال: إن الشهر لكثير مَن تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال: إن الجمعة لكثيرة مَن تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال: إن اليوم لكثير مَن تاب قبل أن يعاين ملك الموت قبل الله توبته).
الخامس عشر: إن التوبة تضيء القلب وتجليه من الرين المتراكم عليه نتيجة فعل الخطايا والذنوب.
السادس عشر: عن تفسير العياشي عن أبي عبدالله (ع) قال: رحم الله عبداً تاب إلى الله قبل الموت فإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ومنقذة من شفا الهلكة فرضى الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال:
(كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه مَن عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم).
(ومَن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً).(/)
توجيهات لقارئ تفسير القرطبي
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Sep 2008, 04:56 ص]ـ
ماتوجيهاتكم لقارئ تفسير القرطبي. ماذا يترك. وهل الأمر مقتصر على معنى الصفات عند الأشاعرة. ولماذا يحذر منه البعض.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:14 ص]ـ
من التوجيهات التي يجب على قاريء القرطبي أن يلتزمها:
أن يتضلع من مقدمات الجامع لأحكام القرآن لكونها تجمع مفاتيح الكتاب وترسي أسسه، وأما ماذا يترك؟
فليترك الإسرائليات التى ذكرها رحمه الله ولم يتعقبها ـ أحيانا ـ كقصة الجبارين في سورة المائدة، وأوصاف حملة العرش في سورة غافر ... وعلى كل حال فإنه يجب الجزم بأن القرطبي من المقلين منها، ويمتاز بعدم تعصبه لمذهبه الفقهي، وبعزوه الأقوال إلى قائليها، وبتمكنه من ناصية اللغة وفروعها، والقراءات وتوجيهها، وحكاية مذاهب السلف كما قال ابن العماد في شذرات الذهب:" إن تفسير القرطبي يحكي مذاهب السلف كلها .. " وللمزيد انظر فيما يخص القرطبي عموما منهج ابن عطية في تفسير القرآن للدكتور عبد الوهاب فايد، والقرطبي ومنهجه في التفسير للدكتور القصبي زلط.
والكتاب من أجمع التفاسير وأيسرها وأعظمها بركة الله الموفق والمستعان.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:06 ص]ـ
يقول الشيخ محمد ابو شهبة رحمه الله فى كتابه القيم الاسرائيليات فى كتب التفسير
تفسير القرطبى من اجل التفاسير واعظمها نفعا اسقط منه القصص والتواريخ وذكر عوضا عنها احكام القرآن بتوسع حتى حاف بها على التفسير
واستنباط الادلة وذكر القراءات والناسخ والمنسوخ
ومن محاسن هذا التفسير انه يخرج الاحاديث ويعزوها الى من رووها غالبا كما انه صان كتابه عن الاكثار من ذكر الاسرائيليات والاحاديث الموضوعة وان ذكر بعضها مما يخل بعصمة الانبياء او الملائكة او يخل بالاعتقاد فانه يكر عليها بالابطال كما فعل فى قصة هاروت وماروت وقصة الغرانيق وقصة داوود وسليمان وزواج النبى بزينب بنت جحش وربما ينبه على بعض الموضوعات فى اسباب النزول وذلك مثل مارواه القصاص فى سبب نزول (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)
غير انه قد وجد فيه بعض الاسرائيليات والموضوعات على قلة مثل ماذكره عند تفسير (قالوا ياذا القرنين) وتفسير قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها) وقوله تعالى (إرم ذات العماد) انتهى كلام العلامة ابو شهبه رحمه الله
قال الفقير لمولاه (ابو معاذ المصرى)
تعجبت من قول اختنا الفاضلة ام احمد وقد حذر البعض منه يعلم الله كم الضيق الذى شعرت به من هذه العبارة
ولولا انى وجدت استاذنا عبد الفتاح خضر قد تجاهل العبارة رغم انه كمتخصص اغير منى على مفسرى كتاب الله وافهم لمناهج المفسرين لولا ذالك لربما طاشت منى العبارات ولكن نتعلم الادب والحلم من مشائخنا
وربما قال قائل هذا التحذير لما عرف عن القرطبى انه اشعرى فى الصفات
اقول لو هجرنا اى تفسير لهذا السبب لكان علينا هجر اكثر كتب امهات التفسير
رحم الله الامام القرطبى وسائر ائمتنا الاعلام
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Sep 2008, 02:26 ص]ـ
زادك الله يا أستاذ "أبو معاذ " رفعة بتواضعكم فنحن نتعلم من الأفاضل أمثالكم
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 06:07 ص]ـ
من التوجيهات التي يجب على قاريء القرطبي أن يلتزمها:
أن يتضلع من مقدمات الجامع لأحكام القرآن لكونها تجمع مفاتيح الكتاب وترسي أسسه، وأما ماذا يترك؟
فليترك الإسرائليات التى ذكرها رحمه الله ولم يتعقبها ـ أحيانا ـ كقصة الجبارين في سورة المائدة، وأوصاف حملة العرش في سورة غافر ... وعلى كل حال فإنه يجب الجزم بأن القرطبي من المقلين منها، ويمتاز بعدم تعصبه لمذهبه الفقهي، وبعزوه الأقوال إلى قائليها، وبتمكنه من ناصية اللغة وفروعها، والقراءات وتوجيهها، وحكاية مذاهب السلف كما قال ابن العماد في شذرات الذهب:" إن تفسير القرطبي يحكي مذاهب السلف كلها .. " وللمزيد انظر فيما يخص القرطبي عموما منهج ابن عطية في تفسير القرآن للدكتور عبد الوهاب فايد، والقرطبي ومنهجه في التفسير للدكتور القصبي زلط.
والكتاب من أجمع التفاسير وأيسرها وأعظمها بركة الله الموفق والمستعان.
بارك الله لكم توجيهكم محل اهتمام.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[11 Jan 2009, 06:14 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ محمد ابو شهبة رحمه الله فى كتابه القيم الاسرائيليات فى كتب التفسير
تفسير القرطبى من اجل التفاسير واعظمها نفعا اسقط منه القصص والتواريخ وذكر عوضا عنها احكام القرآن بتوسع حتى حاف بها على التفسير
واستنباط الادلة وذكر القراءات والناسخ والمنسوخ
ومن محاسن هذا التفسير انه يخرج الاحاديث ويعزوها الى من رووها غالبا كما انه صان كتابه عن الاكثار من ذكر الاسرائيليات والاحاديث الموضوعة وان ذكر بعضها مما يخل بعصمة الانبياء او الملائكة او يخل بالاعتقاد فانه يكر عليها بالابطال كما فعل فى قصة هاروت وماروت وقصة الغرانيق وقصة داوود وسليمان وزواج النبى بزينب بنت جحش وربما ينبه على بعض الموضوعات فى اسباب النزول وذلك مثل مارواه القصاص فى سبب نزول (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)
غير انه قد وجد فيه بعض الاسرائيليات والموضوعات على قلة مثل ماذكره عند تفسير (قالوا ياذا القرنين) وتفسير قوله تعالى (ولقد همت به وهم بها) وقوله تعالى (إرم ذات العماد) انتهى كلام العلامة ابو شهبه رحمه الله
قال الفقير لمولاه (ابو معاذ المصرى)
تعجبت من قول اختنا الفاضلة ام احمد وقد حذر البعض منه يعلم الله كم الضيق الذى شعرت به من هذه العبارة
ولولا انى وجدت استاذنا عبد الفتاح خضر قد تجاهل العبارة رغم انه كمتخصص اغير منى على مفسرى كتاب الله وافهم لمناهج المفسرين لولا ذالك لربما طاشت منى العبارات ولكن نتعلم الادب والحلم من مشائخنا
وربما قال قائل هذا التحذير لما عرف عن القرطبى انه اشعرى فى الصفات
اقول لو هجرنا اى تفسير لهذا السبب لكان علينا هجر اكثر كتب امهات التفسير
رحم الله الامام القرطبى وسائر ائمتنا الاعلام
بارك الله لكم وأحسن إليكم إضافتكم ثرية،والقائل أظنه ناصحا للطلبة المبتدئين من باب الحرص على سلامة العقيدة وليس التحذير بشكل عام ربما أن من أخطأ التعبير عذرا.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[13 Jan 2009, 12:08 ص]ـ
لا يشك في إمامة القرطبي رحمه الله إلا جاهل، ولا يزهد في قراءة تفسيره إلا قليل الخبرة، والتعريف بالمعرف يجعله نكرة، وهو رحمه خالف منهج أهل السنة فأول في بعض الصفات وهذا أمر واضح في تفسيره، فعلى القاريء في تفسيره التنبه لهذا الأمر رحم الله علماء الإسلام وجمعنا وإياهم في جناته.
خ وهذا(/)
هل حقق الشيخ أبو إسحاق الحويني تفسير بن كثير؟
ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا عضو جديد في هذا المنتدى المبارك، أرجو أن أستفيد منكم، فأنا شغوف بعلم التفسير، وكتب التفاسير، أسأل الله تعالى أن يبارك سعيكم، وأن يجمعنا في الدنيا والآخرة على الحب فيه.
و والله الذي لا إله غيره، إن لكم محبة خاصة في القلب، ولعلمكم الجليل، أسأل الله تعالى أن ينفعنا بكم.
و عندي سؤال عن تفسير بن كثير رحمه الله تعالى، هل قام فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحويني بتخريج مروياته؟
وما هو أفضل تحقيق لتفسير بن كثير؟
وكذلك تفسير الإمام الطبري رحمه الله؟
وأحب أن أعرف نبذة عن الإمام البغوي وتفسيره.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:41 م]ـ
مرحباً بكم أخي العزيز بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ونسأل الله أن ينفع بكم.
وأجوبة أسئلتكم كلها في الملتقى، فلو بحثت عنها قبل طرح السؤال لوجدتها وكذلك جميع الزملاء الجدد، ليتهم يبحثون عن المطلوب قبل طرح الأسئلة حتى لا تتكرر الموضوعات.
أما أبو إسحاق الحويني وفقه الله فقد قام بخدمة جزئين فقط من تفسير ابن كثير وطبعا وهما في المكتبات.
ولعلك تستفيد من هذه الموضوعات المطروحة سابقاً:
- ما هي أحسن طبعات تفسير ابن كثير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=103) .
وأما تفسير الطبري فله طبعات متعددة قديماً وحديثاً. وآخر طبعاته وهي التي أنصحك باقتنائها هي الطبعة التي أخرجتها دار هجر بتحقيق الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وفقه الله بالتعاون مع مركز البحوث بدار هجر، وهي تباع في المكتبات بسعر 600 ريال فيما أظن أو أكثر قليلاً. وقد كتب عنها كتابة عاجلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله على هذا الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=159) .
وهناك طبعة أخرى ولكنها غير مكتملة، وإنما وقف المحقق عند سورة إبراهيم. وهي طبعة دار المعارف التي حققها الشيخ محمود محمد شاكر وشقيقه العلامة أحمد محمد شاكر رحمهما الله. وقد كتبت عنها في مقال سابق على هذا
الرابط ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=70) وأشرت فيه إلى الطبعات السابقة للكتاب، أرجو أن يكون في هذا إجابة لسؤالك إن شاء الله.
وأما تفسير البغوي فأجود طبعاته التي اطلعت عليها بتحقيق الشيخ عثمان جمعة ضميريه وزملاءه ونشرتها مكتبة طيبة بالرياض في عدة مجلدات. ويمكنك الاستماع لنبذة عن تفسير البغوي من خلال هذه الرابط في برنامج (أهل التفسير):
http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php
وفقكم الله لكل خير.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Sep 2008, 03:37 م]ـ
إن كنت تحتفظ بملفات باوربوينت ووورد لبرنامج (أهل التفسير)، فأرجو وضعها يا أبا عبد الله حتى نستفيد منها، لأن روابطها لا تعمل على الصفحة المذكورة:
http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php
جزاكم الله خيرا.
ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 10:08 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل، وجزاكم الله خيرا.(/)
سؤال
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:58 ص]ـ
لقد ذكر الشيخ عبد الرحمن الشهرى منذ يومين على برنامج العيش مع القرآن على قناة المجد ان برنامج بينات موجود على الموقع مشاهدة واستماعا ومفرغا.
ولكنى وجدته فقط مشاهدة فهل ارشدتمونى الى مكانه مفرغا وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:24 م]ـ
نعم قام بعض الأخوات بتفريغ معظم حلقات البرنامج في العام الماضي، ولعلهم يضعونها لكم على الملتقى إن شاء الله.(/)
فائدة
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:47 م]ـ
قال تعالى: (إن الله لايستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها .... ) سورة البقرة:26
هل المراد بمافوق ـ أي:فمافوقها في الحقارة ,فيكون المعنى أدنى من البعوضة ,أو فمافوقها في الارتفاع, فيكون المراد ماهو أعلى من البعوضة.
يقول ابن عثيمين رحمه الله: يمكن أن يكون معنى الآية (فمافوقها) أي: فما دونها؛لأن الفوقية تكون للأدنى ,وللأعلى ,كما أن الوراء تكون للأمام, وللخلف كما في قوله تعالى (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) الكهف:79
أي: كان أمامهم.(/)
عام وخاص
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[11 Sep 2008, 05:29 م]ـ
قال تعالى (ويستغفرون للذين آمنوا .. ) غافر آية:7وقال تعالى: (ويستغفرون لمن في الأرض .. ) الشورى: آية:5
فآية غافر تدل على أن استغفار الملائكة لأهل الأرض خاص بالمؤمنين منهم.وآية الشورى تدل على أن الاستغفار عام لجميع أهل الأرض.والجمع بينهما:أن آية غافر مخصصة لآية الشورى ,والمعنى: ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين؛لوجوب تخصيص العام بالخاص.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[11 Sep 2008, 09:50 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وتتميما للفائدة أنقل نص كلام الإمام الشنقيطي - رحمه الله - في " دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب " ص202:
" قوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا}.
هذه الآية الكريمة تدل على أن استغفار الملائكة لأهل الأرض خاص بالمؤمنين منهم. وقد جاءت آية أخرى يدل ظاهرها على خلاف ذلك، وهي قوله تعالى: {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ} الآية.
والجواب أن آية غافر مخصصة لآية الشورى، والمعنى: ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين؛ لوجوب تخصيص العام بالخاص. " اهـ(/)
مريم وابنها عليهما السلام
ـ[خالدالوهبي]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:06 م]ـ
قال تعالى
({{وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} المؤمنون50} --
أي هما معا آية في الشيء المشترك بينهما وهو أنّه ولد من غير أب وولدته من غير أب وقصّتهما المشتركة عبرة للعالمين--
قال الرّازي
والأقرب أنه جعلهما آية بنفس الولادة لأنه ولد من غير ذكر وولدته من دون ذكر فاشتركا جميعاً في هذا الأمر العجيب الخارق للعادة والذي يدل على أن هذا التفسير أولى وجهان: أحدهما: أنه تعالى قال: {وَجَعَلْنَا ?بْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ ءَايَةً} لأن نفس الإعجاز طهر فيهما لا أنه ظهر على يدهما وهذا أولى من أن يحمل على الآيات التي ظهرت على يده نحو إحياء الموتى وذلك لأن الولادة فيه وفيها آية فيهما وكذلك أن نطقا في المهد وما عدا ذلك من الآيات ظهر على يده لا أنه آية فيه الثاني: أنه تعالى قال آية ولم يقل آيتين، وحمل هذا اللفظ على الأمر الذي لا يتم إلا بمجموعهما أولى وذلك هو أمر الولادة لا المعجزات التي كان عيسى عليه السلام مستقلاً بها.)
وأنا مع تفسير الرّازي --وأقول قوله تعالى "وَآوَيْنَاهُمَا"--يدلّ على أنّ الكلام كلام عن مجموع هذين الشّخصين وعن قصّتهما معا
قال أبو حيّان ({وجعلنا ابن مريم وأمه} أي قصتهما وهي {آية} عظمى بمجموعها وهي آيات مع التفصيل،
ثمّ ذكر أبو حيّان الرأي الآخر وجعله محتملا وهو
(ويحتمل أن يكون حذف من الأول آية لدلالة الثاني أي وجعلنا ابن مريم آية وأمه آية)(/)
لطائف قرآنية 3 ـ 5 من بينها موقف مؤثر.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Sep 2008, 12:52 ص]ـ
لطائف قرآنية: 3:
إني لأعجب ممن قرأ القرءان ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته!!
ابن جرير الطبري ـ معجم الأدباء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(إنما المشركون نجس)
نجاسة المشرك عينية ولهذا جعل سبحانه المشرك نَجَساً بفتح الجيم ولم يقل إنما المشركون نجِِس بالكسر فإن النَجَس عين النجاسة والنجِس (بالكسر) هو المتنجس فأنجس النجاسة الشرك كما أنه أظلم الظلم.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه)
لماذا قالوا امرأة العزيز ولم يصرحوا باسمها؟
أضفنها إلى زوجها إرادة لإشاعة الخبر فإن النفس إلى سماع أخبار أولي الأخطار والمكانة أميل.
البقاعي ـ نظم الدرر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 4:
القرءان الكريم:
به فنون المعاني قد جمعن فما
يفتن من عجب إلا إلى عجب
أمر ونهي وأمثال وموعظة
وحكمة أودعت في أفصح الكتب
لطائف يجتليها كل ذي بصر
وروضة يجتنيها كل ذي أدب
أبو حيان الأندلسي ـ البحر المحيط.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في قصة ابني آدم:
(فبعث الله غراباً يبحث في الأرض)
تأمل الحكمة في إرسال الله تعالى لابن آدم الغراب المؤذن اسمه بغربة القاتل من أخيه وغربته هو من رحمة الله وغربته من أبيه وأهله واستيحاشه منهم واستيحاشهم منه.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
قال بعض أهل الفضل من المفسرين:
الغراب أحد الفواسق الخمسة وفعل ابن آدم وهو القتل من أعظم الفسق فناسب مابعث إليه هذا الفعل والله أعلم بمراد كتابه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة يوسف:
(قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا)
يعقوب عليه السلام عرف تأويل الرؤيا ولم يبال بذلك فإن الرجل يود أن يكون ولده خيراً منه والأخ لايود ذلك لأخيه.
ابن العربي ـ أحكام القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 5:
في رحلة إلى أنديجان (وهي منطقة تتبع جمهورية أوزبكستان) قام بها رئيس تحرير صحيفة العالم الإسلامي مراد عرقسوس يتحدث عن موقف لا ينسى فيقول:
عندما أدركتنا صلاة العصر وكنا بالقرب من أحد المساجد ولجنا إلى بيت الله لأداء الصلاة وبعد انتهائها رأيت المصلين يتسابقون للجلوس في طابور طويل يبدأ عند أحد أعمدة المسجد وينتهي عند المدخل.
ثم قام إمام المسجد بعد ذلك بفتح صندوق حديدي مثبت في المسجد وأخرج مصحفاً قديماً وبدأ كل شخص من المصطفين يقرأ صفحة واحدة فقط من المصحف تحت إشراف الإمام ويغادر المسجد ثم الذي يليه وهكذا.
وتبين أن هذا الطابور من المصلين ينتهي عند أذان المغرب نظراً لأن هذا المسجد لا يوجد فيه سوى هذا المصحف فقط وأن جميع المصلين لا يملكون مصاحف خاصة بهم في منازلهم!!!
مجلة العالم الإسلامي عدد 1776 ـ 1423هـ
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ذكر الله جل وعلا في سورة التحريم عن امرأة فرعون قولها:
(رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة)
فطلبت كون البيت عنده قبل طلبها أن يكون في الجنة فإن الجار قبل الدار.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا)
ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب!
وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي فكانت معاداته لأجلكم ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة!!.
ابن القيم ـ الداء والدواء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
انظر إلى هذه اللطيفة القرآنية في هذه الآية إذ ورد فيها لفظ السؤال ولم يأت بعده لفظ (قل) كما هو في آيات السؤال الأخرى في القرءان الكريم مثل قوله تعالى:
(يسئلونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج)
وقوله تعالى:
(يسئلونك ماذا ينفقون قل العفو)
وفي هذا والله أعلم إشارة إلى رفع الواسطة بين العبد وربه في مقام التعبد والدعاء.
بكر أبوزيد ـ تصحيح الدعاء.
اللطائف من 6 ـ 12 تأتيكم في الغد بإذن الله.(/)
أفلا يتدبرون القرآن
ـ[الكوكب المنير]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82] فالله -عز وجل- ينعى على هؤلاء المعرضين عن كتاب الله -عز وجل- الذين وقع لهم لونٌ من ألوان هجره، وهو هجر التدبر، ومعلوم أن من ترك تدبر القرآن فقد هجره، والله -عز وجل- لا يرضى بحال من الأحوال أن ينزل كتاباً عظيماً كهذا الكتاب الذي هو أعظم الكتب ثم بعد ذلك نهجره، وهذا لا يليق -والله- بحال من الأحوال أن يصدر ممن آمن بهذا القرآن، وآمن بمنزل هذا القرآن، وعرف هذه المعاني التي احتوى عليها هذا القرآن، والله -عز وجل- أخبرنا أن هذا الكتاب أنه كتاب عزيز، ومن عزته أن معانيه الطيبة وما فيه من الكنوز والمعارف لا تنفتح ولا تدخل في القلوب المعرضة عنه، فهذا من عزة القرآن، ولهذا يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمه الله- معلقاً على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة)) [1] يقول: "فكذلك إذا كانت القلوب تحمل أخلاق الكلاب فإن الملائكة لا تدخلها بالمعاني الطيبة"، فإذا كانت القلوب مشغولة باللهو واللغو والعبث فأنى لها أن تفقه معاني القرآن.
فأين نحن من هؤلاء؟
أين نحن من ذلك الأعرابي الذي يعيش في الصحراء حينما سمع قارئاً يقرأ قول الله -تبارك وتعالى-: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر:94] فسجد، فقيل له: على أي شيء سجدت؟ قال: سجدت لفصاحته، والله -عز وجل- أخبر عن المؤمنين بهذا القرآن أنهم: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم:58]. وهذا لا يمكن أن يحصل لأقوام إلا بعد أن يعرفوا معاني هذا الكتاب العظيم، ولهذا يقول ابن جرير الطبري -رحمه الله- كبير المفسرين: "عجبت لمن يقرأ القرآن وهو لا يعرف معانيه كيف يلتذ بقراءته؟ " ثم انظر إلى تلك الجارية التي سمعها إمام كبير من أئمة أهل اللغة وهو الأصمعي -رحمه الله- سمعها تردد بيتاً أو بيتين فقال: قاتلكِ الله ما أفصحك! فقالت: أفصح مني من جمع في آية واحدة بشارتين، وأمرين، ونهيين -تعني قوله تعالى-: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص:7] فهذان أمران {وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي} فهذان نهيان {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} هذا خبر وبشارة {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} وهذا أيضاً خبر وبشارة، فانظر إلى هذه الجارية الصغيرة التي ردت على من أعجب بشعرها وبفصاحتها بهذا الرد الذي يدل على لطافة في الفهم، ودقة في الاستنباط.
فأين نحن من هؤلاء؟ أين نحن من تدبر هذه الآيات التي نسمعها في هذه الصلاة وفي غيرها؟
لو تدبرنا القرآن:
الآية التي بعد هذه مباشرة الله -عز وجل- يقول فيها: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:83] فانظر إلى هذا التوجيه وهذه التربية القرآنية للمؤمنين، فلو تدبرنا هذا القرآن لصلحت أحوالنا في السلم والحرب، لو تدبرنا القرآن لما صدقنا الشائعات والأخبار الكاذبة التي يروجها إعلام العدو ليكسر بها نفوس المؤمنين، وليصيبهم بالخذلان والذل والهزيمة النفسية، ليكون ذلك توطئة للهزيمة العسكرية، ومع هذا نحن نتلقف هذه الأخبار ونرددها في المجالس وكأنها أخبار قد تنزلت من فوق سبع سماوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر إلى التوجيه الذي بعده في قوله -تبارك وتعالى-: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ} [النساء:102] انظر هذا القرآن كيف يربي المؤمنين على أمرين كبيرين هما سببا الانتصار في أرض المعركة:
1 - الصلة بالله -عز وجل-.
2 - وصلاة الجماعة حتى في حال المسايفة في حال مواجهة العدو، وإعداد القوة الممكنة لقهر هذا العدو ودحره {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ} [النساء:102] فلا يقول قائل: نحن جند الله، نحن أوليائه، لا نحتاج -ونحن في هذا المقام الذي نناجيه فيه- لحمل السلاح، لا، تصلُّون بهذه الهيئة ومعكم أعظم شخصية وجدت في التاريخ وهي شخصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعكم أحب الخلق إلى الله -تبارك وتعالى- ومع ذلك أنتم بحاجة إلى هذه الصلاة، وبهذه الكيفية من أجل أن لا يغير عليكم هذا العدو، أين نحن من هذا التوجيه؟ كيف ينتصر المسلم الذي يدعي الإسلام وهو يقابل عدوه وفي يده قارورة من الخمر؟ وفيه يده الأخرى قطعة سلاح؟ أين هؤلاء من الانتصار؟ لا يمكن أن ينتصر إلا من أخذ بهذه التوجيهات الربانية.
ثم انظر ماذا قال الله بعدها: {وَلا تَهِنُوا} [النساء:104] لا تضعفوا {فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ} [(104) سورة النساء] في طلبهم وتتبعهم، وقتلهم وإزهاق أرواحهم {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} [النساء:104] إن كنتم تقاسون الحر فهم يقاسون الحر، وإن كنتم تقاسون البرد فهم يقاسون البرد، وإن كنتم تقاسون الجوع فهم يقاسون الجوع، وإن كنتم تقاسون طول الشقة فهم يقاسون طول الشقة، وإن كنتم تقاسون آلام الجراح والأسر فهم يقاسون آلام الجراح والأسر، ومع ذلك يميزكم عنهم شيء واحد {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} [النساء:104] لسنا سواء قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، فإذا كان الأمر بهذه المثابة فلماذا يتردد المؤمن؟ ولماذا يتوقف؟ ولماذا يحزن إذا وقع في أسر العدو؟ أو وقع عليه قهرٌ من هذا العدو الكافر؟ فلماذا يحزن؟ ولماذا ينكسر؟ والله -عز وجل- يقول في تعزية لطيفة شفافة رقيقة يحتاج الإنسان أن يقف عندها طويلاً يقول الله -عز وجل- في سورة آل عمران: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران:139، 140] ليعلم الذين آمنوا ثبتوا على مواقفهم وعلى إيمانهم الصحيح {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} هؤلاء القتلى {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:141]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214].
أين نحن من هذه التوجيهات؟ والله لو أخذنا بها لما استطاعت أكبر قوة على وجه الأرض أن تقف في وجوه المسلمين، لو أخذ بها ثلة قليلة من هذه الأمة، وتمسكوا بها حقاً لدوخوا العالم من شرقه إلى غربه، ولما استطاع أحدٌ أن يقف في وجوههم، ولكنها للأسف أمة مبعثرة لعب بها شياطين الإنس وشياطين الجن، وأضلوها عن كتابها فمزقت وصارت مثلاً يضرب به في الضعف والاستخذاء والمذلة، صارت هذه الأمة هي التي تقع عليها المذابح في كل مكان، وصارت هذه الأمة هي أحط الأمم، وإذا تأملت من المحيط إلى المحيط رأيت أن ما وراء ذلك غرباً وما وراءه شرقاً هي الدول الصناعية، هي الدول التي يسمونها الدول الكبرى الغنية، وهي الدول التي تتحكم في مصير الشعوب، ومصائر العالم، وإذا نظرت إلى ما بين ذلك لا تجد مثالاً واحداً تستطيع أن تقول: إنه قد فارق هذه المجموعة فصار يضاهي تلك الدول في التقدم والصناعة والابتكار، والأخذ بأسباب القوة، ومناطحة القوى العظمى، فيُحسب له ألف حساب حينما يريدون أن يبرموا أمراً، أو يقرروا قراراً، من المحيط إلى المحيط، البلاد الإسلامية هي البلاد التي يقال لها: بلاد العالم الثالث، وما وراء ذلك غرباً وشرقاً كله خارجٌ عن هذا الحكم، فلماذا وقد كان المسلمون يقودون العالم بأجمعه؟ لأننا أعرضنا عن هذا القرآن، وفي النفس أشياء وأشياء مما قرأه الإمام، ولكني أترك ذلك مخافة الإطالة عليكم، وأسأل الله -عز وجل- أن يرعانا وإياكم، وأن ينفعنا بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اصل هذه المادة كلمة القاها الشيخ خالد السبت حفظه الله
________________________
1 - أخرجه ابن ماجه في كتاب اللباس باب: الصور في البيت (2/ 1203 برقم 3650) وهو في صحيح الجامع برقم (1963).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:33 م]ـ
احسنت اخى وبارك الله فى الشيخ خالد السبت وفيكم(/)
ما الفرق بين (أشد) و (أكبر)؟
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:51 ص]ـ
بارك الله في جهودكم، ونفع بعلمكم، سؤالي أحسن الله إليكم:
قال تعالى في سورة البقرة: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل)،
وقال تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل)،
س: الموضع في بيان عظم الفتنة - والتي فسرت بالشرك والكفر - فعبر في الأول بـ: أشد والثاني:أكبر، فهل اختلفت دلالة كل موضع أم أنهما بمعنى واحد؟
س: هل سياق كل من الآيتين واحد أم بينهما اختلاف؟
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:30 م]ـ
ذكر المفسرون فى الموضعين معان متقاربة ومفهوم كلامهم ان المعنى واحد وقد ذكر ذلك ابن عاشور فى التحرير والتنوير فقال عقب تفسيره للآية رقم 217
ولايخفى ان مجموع ذلك اكبر من قتل المسلمين واحدا من رجال المشركين وهو عمرو الحضرمى واسر رجلين منهم (واكبر اى اشد كبرا اى قوة فى الحرمة اى اكبر من القتل الذى هو فى الشهر الحرام كبير)
ونرحب بمن عنده زيادة والله تعالى اعلم
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[15 Sep 2008, 01:41 م]ـ
شكر الله سعيكم وبارك فيكم
ولعل من عنده مزيد علم يفيدنا فننتفع.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Sep 2008, 01:55 م]ـ
(ذكر المفسرون فى الموضعين معان متقاربة)
أحب أن أقرأها صحيحة هكذا:
(ذكر المفسرون فى الموضعين معانِيَ متقاربةً)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:06 م]ـ
أليست (المعاني) اسما منقوصا تحذف ياؤه عند التنكير؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:19 م]ـ
(أليست (المعاني) اسما منقوصا تحذف ياؤه عند التنكير؟)
بلى، ولكن:
ذلك في حالتي الرفع والجر.
أما في حالة النصب فتبقى الياء وتنصب بالفتح بلا تنوين لمنعها من الصرف؛
فهي هنا بزنة مفاعل: صيغة من صيغ منتهى الجموع.
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:06 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لنتفق أولا على أن لا وجود في اللغة لكلمتين - أو أكثر - بنفس المعنى
هناك تفاوت في الدرجة - و لو كان طفيفا -
"الفتنة أشد من القتل"
"الفتنة أكبر من القتل "
كلاهما - كما أشرت أخي الفاضل - في بيان تعظيم الفتنة.
لكن سياق الاية الثانية، جعل من كلمة "أكبر" إستمرارا طبيعيا للتعظيم.
فبعد قوله سبحانه و تعالى:
"قتال فيه كبير"
"إخراج أهله منه أكبر"
جاء تعظيم الفتنة بوصفه بالاكبر، ليكون عظمته، و الله أعلم، أكبر من إخراج الاهل و القتال، تطابقا مع عظمة الشهر الحرام.
اما في الاية الاولى:
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل)
ف"أشد" هنا تكفي لوحدها تعظيم الفتنة، من خلال حرف الشين و التشديد على الدال.
و الله أعلم.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:09 ص]ـ
(أليست (المعاني) اسما منقوصا تحذف ياؤه عند التنكير؟)
بلى، ولكن:
ذلك في حالتي الرفع والجر.
أما في حالة النصب فتبقى الياء وتنصب بالفتح بلا تنوين لمنعها من الصرف؛
فهي هنا بزنة مفاعل: صيغة من صيغ منتهى الجموع.
بارك الله فيكم
السلام عليكم و رحمة الله
لنتفق أولا على أن لا وجود في اللغة لكلمتين - أو أكثر - بنفس المعنى
هناك تفاوت في الدرجة - و لو كان طفيفا -
"الفتنة أشد من القتل"
"الفتنة أكبر من القتل "
كلاهما - كما أشرت أخي الفاضل - في بيان تعظيم الفتنة.
لكن سياق الاية الثانية، جعل من كلمة "أكبر" إستمرارا طبيعيا للتعظيم.
فبعد قوله سبحانه و تعالى:
"قتال فيه كبير"
"إخراج أهله منه أكبر"
جاء تعظيم الفتنة بوصفه بالاكبر، ليكون عظمته، و الله أعلم، أكبر من إخراج الاهل و القتال، تطابقا مع عظمة الشهر الحرام.
اما في الاية الاولى:
(واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل)
ف"أشد" هنا تكفي لوحدها تعظيم الفتنة، من خلال حرف الشين و التشديد على الدال.
و الله أعلم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم، لا يوجد في اللغة كلمتين بالمعنى نفسه لذلك سألت
جزاكم الله خيرا
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:07 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
استاذى منصور مهران جزاكم الله خيرا على التصحيح اللغوى زادك الله علما وفضلا
الاستاذ محمد خليل ابركانى اضافتكم جيدة زادكم الله علما وفضلا
والشكر لاختنا صاحبة الموضوع بارك الله فيكم وزادنا تفقها فى كتابه العزيز
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:13 ص]ـ
جزى الله الإخوة خيراً على مباحثاتهم النافعة
ولطول الفصل أعيد السؤال، ثم أعقب بتوضيح يسير لعله يتم به الجواب عن هذه المسألة
بارك الله في جهودكم، ونفع بعلمكم، سؤالي أحسن الله إليكم:
قال تعالى في سورة البقرة: (واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل)،
وقال تعالى: (يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل)،
س: الموضع في بيان عظم الفتنة - والتي فسرت بالشرك والكفر - فعبر في الأول بـ: أشد والثاني:أكبر، فهل اختلفت دلالة كل موضع أم أنهما بمعنى واحد؟
س: هل سياق كل من الآيتين واحد أم بينهما اختلاف؟
السياق في الآية الأولى في حث المؤمنين على القتال وترغيبهم فيه وتحذيرهم من تركه، فبين أن الفتنة في الدين أشد على المؤمنين وأعظم ضرراً من القتل
قال ابن جرير: (فتأويل الكلام: وابتلاء المؤمن في دينه حتى يرجع عنه فيصير مشركاً بالله من بعد إسلامه أشد عليه وأضر من أن يقتل مقيماً على دينه متمسكاً بملته محقاً فيه)
فالمراد بالفتنة في هذه الآية الافتتان في الدين، والخطاب فيها للمؤمنين فلما كانت الموازنة بين ألم القتل وعاقبة الفتنة ناسب أن يكون التفضيل بأشد، حتى يقدم المؤمن على القتال موقناً بأن ما يصيبه من أذى هو أخف من عاقبة ترك القتال والافتتان في الدين
كما قال تعالى: (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم .. ) الآية
ويوضحه أيضاً معنى قوله تعالى: (وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون) .. وكذلك نظائرها في القرآن الكريم
وأما الآية الأخرى فسياقها في تعداد هذه الآثام الكبائر: الصد عن سبيل الله والكفر به وإخراج المؤمنين من مكة فناسب أن يكون التفضيل بـ (أكبر) أي أكبر إثماً،
قال ابن عاشور: (والتفضيل في قوله: (أكبر) تفضيل في الإثم)
هذا من جهة ..
ومن جهة أخرى فالخطاب في هذه الآية للمشركين فلم يناسب أن يقال لهم إن الفتنة أشد على المسلمين من هذه الآثام فيكون في ذلك نوع إشمات
بل المراد أن الفتنة التي أنتم مقيمون عليها وهي الشرك، أكبر إثماً من قتلكم من قتلتم من المؤمنين.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[20 Sep 2008, 07:18 ص]ـ
فضيلة الشيخ: عبد العزيز الداخل
جزاكم الله خيرا
اتضح الفرق كثيرا نفع الله بعلمكم.(/)
وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة،سؤال.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:09 ص]ـ
في الآية الكريمة (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) كأن سبب الخلق الاستخلاف في الأرض، ومعلوم أننا خلقنا لعبادته. هل يكون سبب خلقنا العبادة وعمارة الأرض.ولمحت خليفة مطلقة لم تقيد بالعبادة والطاعة فهل الكفار يعتبرون خلائف وممن يعمر الأرض بالجد والعمل وهل يعد ذلك العمران إحسانا منهم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:32 ص]ـ
تعديل للآية - إذ -
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:39 ص]ـ
ننتظر الجواب
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
استوقفني نفس الخاطر فكتبت موضوعاً بعنوان:
هل قول بعض الكتاب "الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض" صحيح بإطلاق؟
موجودعلى الرابط: http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2599&highlight=%DA%E3%C7%D1%C9+%C7%E1%C3%D1%D6
والآية لا دلالة فيها على أن الله لم يخلق العباد إلا لعمارة الأرض، وإنما لعبادته، وأما عمارة الأرض بما يعود بالنفع فيدخل في العبادة لأن هذا من العمل الصالح، ومفهوم العبادة في الإسلام واسع، يشمل كل ما يدع الإنسان ويذر، وقد قال تعالى في آية أخرى (لننظر كيف تعملون).
ـ[جند الله]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك فارق كبير بين سبب خلق الجن والإنس وبين أن الله جعل الإنسان خليفة
فلا يصح أن نفهم مسألة الاستخلاف أنها قاصرة على مفهوم عمارة الأرض التناسل .. وإلا فإن الجن كانوا من قبل يعمرون الأرض حتى سفك بعضهم دماء بعض
سبب خلق الجن والإنس هو العبادة
قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]
أما أن يجعل الله في الأرض خليفة .. فهو استخلاف على وحيه ودينه
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 30]
فكانت النبوات والرسالات في الجن من قبل .. فلما أفسدوا في الأرض نزع منهم الوحي والنبوة والرسالة ووضعها الله في الإنس
قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ) [الأنعام: 130]
لذلك اصطفى الله تعالى آدم بالنبوة على الجن .. وذلك بعد أن سحبت منهم .. فاستخلف الله آدم على الدين .. واصطفاه بالوحي والرسالة وصار الجن تبعا لما يوحى إلى آدم وولده من الأنبياء والمرسلين
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 33]
لذلك صار الشيطان عدوا للأنبياء .. وضم إليه حزبه من شياطين الإنس .. حتى صار يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ليصدوا عن سبيل الله يبغونها عوجا
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) [الأنعام: 112]
هذا والله أعلم(/)
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ..
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اود معرفة تفسير آخر آية من سورة الفرقان ..
قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا
لاني قرأت عدة تفاسير ولكن لم استطلع فهم المعنى ..
وبارك الله فيكم ..
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[14 Sep 2008, 07:15 ص]ـ
لا يوجد رد
؟؟
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:04 م]ـ
وما يعبأ بكم ربي أي: لا يرى لكم قدرا ولا وزنا، والمعنى: فأخبر تعالى, أنه لا يبالي
بالناس ولا يعبأ بهم وأنه لولا دعاؤهم إياه, دعاء العبادة, ودعاء المسألة, ما عبأ بهم
فَقَدْ كَذَّبْتُمْ أيها الكافرين فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا أي: عذابا يلزمكم, لزوم الغريم لغريمه ..
تفسير: السعدي، والميسر.
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:46 ص]ـ
وعند ابن كثير المراد بالدعاء هنا:الأيمان
اي لايبالي بكم لولا ايمانكم والله اعلم
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[17 Sep 2008, 12:19 ص]ـ
قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]
[قيل: لولا دعاؤكم إياه، وقيل: لولا دعاؤه إياكم. فإن المصدر يضاف إلى الفاعل تارة، وإلى المفعول تارة، ولكن إضافته إلى الفاعل أقوى؛ لأنه لابد له من فاعل؛ فلهذا كان هذا أقوى القولين أي: ما يعبأ بكم لولا أنكم تدعونه فتعبدونه، وتسألونه .. ]
[ولفظ الصلاة في اللغة: أصله الدعاء، وسميت الصلاة دعاء لتضمنها معنى الدعاء، والمصلي من حين تكبيره إلى سلامه بين دعاء العبادة ودعاء المسألة.]
[وروى الترمذى عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم -يقول على المنبر: " إن الدعاء هو العبادة " ثم قرأ قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]]
[فالدعاء يتضمن النوعين، وهو في دعاء العبادة أظهر؛ ولهذا أعقبه: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي} الآية [غافر: 60] ويفسر الدعاء في الآية بهذا وهذا .. ]
[و أخرج البخاري في صحيحه: كتاب الإيمان، باب: (دعاؤكم إيمانكم) لقوله عز وجل: (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) ... ففسر الدعاء باللإيمان .. ]
------
الفتاوى لابن تيمية
جلاء الأفهام لابن قيم الجوزية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[17 Sep 2008, 12:43 ص]ـ
قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان: 77]
ما هو جواب لولا
هل هو " مايعبأ بكم ربي .. " فيكون التقدير لولا دعاؤكم مايعبأ بكم ربي
أم هو كما جاء في تفسير الألوسي --وأياً ما كان فجواب لولا محذوف لدلالة ما قبله عليه أي لولا دعاؤكم لما اعتد بكم، وهذا بيان لحال المؤمنين من المخاطبين.
وقوله سبحانه: {فَقَدْ كَذَّبْتُمْ} بيان لحال الكفرة منهم ....(/)
ما تفسير هذه الآية (قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم) وفقكم ربي
ـ[أبو حامد الشمالي]ــــــــ[12 Sep 2008, 12:56 م]ـ
السلام عليكم
من يذكر لي شرح هذه الآية
قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم
لاني قرأت تفسير ابن كثير والسعدي ولم تتضح لي اكثر
وفقكم ربي ورعاكم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:00 م]ـ
معنى قوله تعالى: (ما يعبؤا بكم) أي شيء يصنع بكم ().
واختلف المفسرون في المصدر في قوله تعالى: (لولا دعاؤكم) هل هو مضاف إلى فاعله، أو إلى مفعوله:
فذهب بعضهم إلى أنه مضاف إلى فاعله، والمعنى: لولا أنكم تدعونه وتعبدونه ()، وروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ()، واختاره شيخ الإسلام، وأبو حيان ()، وابن القيم ()، والألوسي ()، ومن أدلة هذا القول قوله تعالى (فإذا ركبوا في الفلك .... ) ().
القول الثاني: أن المصدر مضاف إلى مفعوله، والمعنى: لولا دعاؤه إياكم إلى توحيده، وعبادته على ألسنة رسله ()، وروي عن مجاهد ()، واختاره الفراء ()، وابن عاشور ().
ومن أدلة هذا القول قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ().
والراجح - والله تعالى أعلم - القول الأول؛ لأن معناه أظهر.
هذا ويرى بعض الباحثين أنه لا مانع من حمل الآية على المعنيين؛ لأنه لا مانع من إرادتهما جميعاً ().(/)
سؤال للشيخ عبد الرحمان الشهري ...
ـ[مشرقه]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو الاجابه على سؤالي الله يجزاكم خير
ما رايكم بكتاب (لباب النقول في اسباب النزول)
تأليف الشيخ: جلال الدين السيوطي
وكتاب (التفسير الوجيز)
للشيخ: علي مصطفى خلوف
الله يجزاكم خير ويبارك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:03 م]ـ
أما كتاب (لباب النقول) للسيوطي فهو كتاب قيم جمع فيه السيوطي ما في كتاب الواحدي واستدرك عليه بعض الأسباب وهو مفيد في بابه، وليس هو بأفضل المؤلفات في هذا العلم.
وأما كتاب (التفسير الوجيز) للشيخ علي مصطفى خلوف فلم أطلع عليه.(/)
مَن مِن العلماء قال بالسجع في القرآن؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:45 م]ـ
مَن مِن العلماء قال بالسجع في القرآن؟؟؟
قال الباقلاني في كتابه إعجاز القران
ذهب أصحابنا كلهم إلى نفي السجع من القرآن، وذكره أبو الحسن في غير موضع من كتبه.
أثبت غيرهم وجود السجع في القرآن: وذهب كثير من يخالفهم إلى اثبات السجع في القرآن، وزعموا أن ذلك مما يبين به فضل الكلام، وأنه من الأجناس التي يقع بها التفاضل في البيان والفصاحة، كالتجنيس والالتفات وما أشبه ذلك، من الوجود التي تعرف بها الفصاحة.
يستدلون على وجود السجع
فمن من العلماء المعتبرين قال بالسجع في القرآن؟؟؟(/)
إعلان هام عن افتتاح معهد القراءات القرآنية لأول من نوع في فلسطين
ـ[محمد الهيتمي]ــــــــ[12 Sep 2008, 04:40 م]ـ
إعلان هام عن افتتاح معهد القراءات القرآنية لأول من نوع في فلسطين
إعلان هام
عن افتتاح معهد القراءات القرآنية
الأول من نوعه في فلسطين
تُعلن وزارة الأوقاف والشئون الدينية عن افتتاح معهد القراءات القرآنية بغزة، ويمنح المعهد درجة الدبلوم للطلاب والطالبات معتمدة من وزارة التربية والتعليم العالي، ومدة الدراسة سنتان.
شروط القبول:
أن يكون المتقدم حاصلاً على:
1 - شهادة الثانوية العامة بمعدل لا يقل عن 65%.
2 - أن يكون حافظاً للقرآن الكريم كاملاً.
3 - إجازة في أحكام التلاوة والتجويد.
4 - أن يجتاز الاختبار التحريري والمقابلة الشخصية.
ملاحظات:
1 - يبدأ التسجيل يوم الأحد الموافق 14 رمضان 1429هـ، في دوائر الأوقاف بجميع المحافظات، وينتهي نهاية دوام يوم الاثنين الموافق 22 رمضان.
2 - الدراسة مجانية.
3 - الدراسة مسائية.
4 - المتفوقون من خريجي المعهد يتم توظيفهم في وزارة الأوقاف.
والله ولي التوفيق(/)
القيادة في النبي سليمان
ـ[ورد محمدي]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الأفاضل ..
أنا على أمل في إيجاد ضالتي ههنا في اول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك ..
أريد معلومات عن أوجه القيادة في النبي سليمان .. وكيف انه كان قائدا ناجحا؟
هل اجد هذا في تفسير معين أو كتب معينة؟؟
أرجو الافادة أحسن الله إليكم ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[19 Sep 2008, 08:33 م]ـ
قرأت هذا الدرس القرآني في القياده للدكتور: طارق السويدان
وأسأل الله أن ينفع به.
القيادة في قصة نبي الله سليمان والهدهد:
نحن الآن واقفون على مقربة من جيش عظيم، جيش يتكون من إنس وجن ووحوش وطيور، إنه جيش سليمان عليه السلام، أعظم ملوك الأرض، حيث استجاب له رب العزة جل جلاله حين سأله: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) فسخر الله له أمورا لم يسخرها لأحد من قبله ولا من بعده. فصار سليمان بن داود عليهما السلام نبيا لبني إسرائيل وملكا عليهم، ليكون عهده العصر الذهبي لبني إسرائيل.
نرى سليمان عليه السلام يتفقد الجيش بعيون القائد العارف بكل صغيرة وكبيرة في جيشه. وفجأة، يغضب سليمان عليه السلام. غَضِبَ غَضَباً شديدا، لقد أحس باختفاء "الهدهد"، أحس باختفاء هذا الطير الصغير من بين هذه الآلاف من الأصناف المختلفة من المخلوقات.
أحس باختفائه، لأنه القائد الحكيم الذي يعرف كيف ينظم جيشه، ويعرف كيف يوجههم ويراقبهم. أما غضبه، فكان لخروج هذا الجندي من غير إذن، ولا تهزم الجيوش إلا عند مخالفتهم أوامر قائدهم، أو عندما يتصرفون انطلاقا من أهوائهم. وعزم سليمان عليه السلام على معاقبة هذا الجندي العاصي عقابا شديدا قد يصل إلى الإعدام ليكون عبرة لغيره، فيلتزم الجنود بأوامر قائدهم، ويظل الجيش متماسكا. أو أن يأتي هذا الجندي بعذر قوي ينجيه من هذه العقوبة.
ولم يطل انتظار سليمان عليه السلام. فجاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عنه وقال: علمت بأمر لا تعلمه أنت، وجئت بأخبار أكيدة من مملكة سبأ -انظر كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض، بلا إحساس بالذل أو المهانة، وهذه هي الروح التي يجب أن يتحلى بها القائد في تعامله من أتباعه، يجب أن يزرع فيهم احترامه وحبه، لكن من غير خوف وذل ومهانة- واستمر الهدهد في حديث قائلا: إني وجدت امرأة تحكمهم وأعطاها الله قوة وملكا عظيمين وسخّر لها أشياء كثيرة ولها كرسي ضخم جدا تجلس عليه للحكم مرصّع بالجواهر وهم يعبدون الشمس فقد أضلهم الشيطان وزين لهم السجود للشمس وترك الله سبحانه وتعالى.
لنتوقف هنا قليلا .. ما الذي دفع الهدهد للسفر من بلاد الشام لليمن؟! ما الأمر المميز في مملكة سبأ والذي جعل الهدهد يخرج من غير إذن سليمان مع أن عقوبة فعلته هذه هي الموت؟! ما الذي جعل الهدهد يتكلم بكل ثقة مع سليمان عن مملكة سبأ؟!
أما ما دفع الهدهد لقطع هذه المسافة الطويلة جدا من فلسطين لليمن فهو: روح المبادرة وإيجاد الدور المناسب له. لم يكتف الهدهد بأن يكون جنديا عاديا في جيش سليمان، خصوصا وأن الجيش يضم الجن والشياطين والإنس والوحوش، فما هو الهدهد بجانب هذه المخلوقات!! إن قوته لا تساوي جزء من مئة جزء من قوة أحدهم. لذا، دفعته روح "المبادرة" للبحث عن "دور" مهم يناسبه ويكون قادرا على تنفيذه على أتم وجه.
نأتي للأمر المميز في مملكة سبأ .. إن جنود سليمان عليه السلام على علم تام بهدف سليمان في الأرض، إن هدفه نشر دين الله، وإعلاء كلمته، وتحطيم كل ما يُعْبَد سواه. هذا "الوضوح في الهدف" سَهَّل على الجنود تحديد الأدوار التي تناسبهم. فالجن على سبيل المثال يصنعون الأسلحة والمعدات اللازمة لقتال أعداء الله، والإنس يتولون مهمة إخضاع الأعداء بالقوة، أما الهدهد فرأى أن الدور الذي يناسبه هو: البحث عن أعداء الله وإعلام سليمان بهم.
وهذا الوضوح في الهدف هو أيضا ما جعل الهدهد يتكلم بثقة مع سليمان غير مكترث لعقاب أو قتل، فهو يعلم أن ما قام به سيساعد سليمان على تحقيق هدفه وبالتالي فلن يعاقبه.
لنعد لنبينا الكريم سليمان عليه السلام، ولننظر ماذا فعل. لقد تصرف سليمان عليه السلام بحكمته المعروفه، وهي حكمة القائد الذي استحق أن يهبه الله ملكا ليس لأحد من قبله أو بعده.
لم يتسرع سليمان بتجهيز الجيش، وهو القادر على سحق مملكة سبأ برمشة عين. وإنما أراد أولا التأكد صدق الأنباء التي نقلها إليه هذا الجندي. فأمره بنقل كتابه لملكتهم، وأن يرجع ليخبره بما حدث.
وتستمر أحداث القصة، التي انتهت بإسلام ملكة سبأ من غير قتال، وتبعها قومها في ذلك.
أحب الإشارة هنا إلى عدة أمور، منها ما يتعلق بسليمان عليه السلام، ومنها ما يتعلق بالهدهد.
أما ما يتعلق بسليمان عليه السلام فهو:
علم سليمان عليه السلام بكل صغيرة وكبيرة في جيشه، ودقة ترتيبه وتقسيمه له. ويتضح ذلك من اكتشافه غياب الهدهد مع أنه طير صغير.
تفقد الجيش بشكل دقيق للتأكد من جاهزيته. ويتضح ذلك من مروره على الجيش بعد جمعهم لمعرفة الحاضر من الغائب.
حرص سليمان عليه السلام بتقيد جيشه بأوامره، وأهمية استئذان القائد قبل القيام بأي أمر. ويتضح ذلك من غضب سليمان عليه السلام لغياب الهدهد دون استئذان أو أمر.
سماع المذنب قبل تنفيذ الحكم به. ويتضح ذلك من سماع سليمان عليه السلام حجة غياب الهدهد.
التأكد من صحة الأخبار قبل اتخاذ أي قرار مصيري. ويتضح ذلك من إرسال رسالة مع الهدهد لملكة سبأ وأمره بأن يعود ويخبره بما حدث.
وضوح هدف سليمان عليه السلام لدى أتباعه. ويتضح ذلك مما قام به الهدهد من بحث عن أناس لا يعبدون الله ليخبر سليمان عنهم.
أما ما يتعلق بالهدهد فهو:
روح المبادرة. ويتضح ذلك من قيام الهدهد من نفسه بالبحث عن أناس لا يؤمنون بالله، دون أن يطلب منه أحد ذلك.
البحث عن دور. ويتضح ذلك من اختيار الهدهد لنفسه دور الدليل والمستكشف لأنه أنسب له من أن يكون مقاتلا في جيش سليمان عليه السلام.(/)
سؤال؟
ـ[هبة المنان]ــــــــ[12 Sep 2008, 09:50 م]ـ
سؤالي هو جزاكم الله خيراً هل إذا أشكل علي فهم بعض مواضيع البرنامج النافع بإذن
الله ""بينات "" هل من الممكن وضع إشكالي في هذا المنتدى، والإجابة عليه من قبلكم
أم ماذا؟
أحسن الله إليكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:05 م]ـ
نعم.(/)
ما قاله المفسرون في معنى ((لعلكم تتقون)) في آية الصيام
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[12 Sep 2008, 10:29 م]ـ
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
في التفسير الميسر: أي لعلكم تتقون ربكم, فتجعلون بينكم وبين المعاصي وقاية بطاعته وعبادته وحده.
وفي تفسير الجلالين: (لعلكم تتقون) المعاصي فإنه يكسر الشهوة التي هي مبدؤها.
وفي تفسير ابن كثير: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) لأَنَّ الصَّوْم فِيهِ تَزْكِيَةٌ لِلْبَدَنِ وَتَضْيِيق لِمَسَالِك الشَّيْطَان.
وفي تفسير الطبري: وَأَمَّا تَأْوِيل قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ: لِتَتَّقُوا أَكْل الطَّعَام وَشُرْب الشَّرَاب وَجِمَاع النِّسَاء فِيهِ , يَقُول: فَرَضْت عَلَيْكُمْ الصَّوْم وَالْكَفّ عَمَّا تَكُونُونَ بِتَرْكِ الْكَفّ عَنْهُ مُفْطِرِينَ لِتَتَّقُوا مَا يُفْطِركُمْ فِي وَقْت صَوْمكُمْ. وَبِمِثْلِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ جَمَاعَة مِنْ أَهْل التَّأْوِيل: ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 2240 - حَدَّثَنِي مُوسَى , قَالَ: ثنا عَمْرو , قَالَ: ثنا أَسْبَاط , عَنْ السُّدِّيّ: أَمَّا قَوْله: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يَقُول: فَتَتَّقُونَ مِنْ الطَّعَام وَالشُّرْب وَالنِّسَاء مِثْل مَا اتَّقَوْا , يَعْنِي مِثْل الَّذِي اتَّقَى النَّصَارَى قَبْلكُمْ.
وفي تفسير القرطبي:
" تَتَّقُونَ " قِيلَ: مَعْنَاهُ هُنَا تَضْعُفُونَ , فَإِنَّهُ كُلَّمَا قَلَّ الْأَكْل ضَعُفَتْ الشَّهْوَة , وَكُلَّمَا ضَعُفَتْ الشَّهْوَة قَلَّتْ الْمَعَاصِي وَهَذَا وَجْه مَجَازِيّ حَسَن.
وَقِيلَ: لِتَتَّقُوا الْمَعَاصِي , وَقِيلَ: هُوَ عَلَى الْعُمُوم , لِأَنَّ الصِّيَام كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: (الصِّيَام جُنَّة وَوِجَاء) وَسَبَب تَقْوَى ; لِأَنَّهُ يُمِيت الشَّهَوَات.
------
قلتُ:
و لعل من معانيها - والله أعلم - أي لعلكم تتقون في سائر أموركم كما اتقيتم في صيامكم فإنكم استشعرتم اطلاع الله عليكم وعلمه بحالكم فامتنعتم عن الأكل والشرب؛ فلو أنكم استصحبتم حال التقوى تلك التي منعتكم من الأكل والشرب في سائر أموركم وأيامكم لامتنعتم أيضا عن مقارفة الذنوب فإن الذي اتقيتم أن يراكم تأكلون وتشربون يراكم أيضا حين تقارفون الذنوب.
فالصوم إذاً مدرسة لتعليم التقوى، فما أسعد من يتعلم من صيامه، فيتقي اللهَ في سائر أيامه.(/)
لطائف قرآنية 6 ـ 8.
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:01 م]ـ
لطائف قرآنية: 6:
ينبغي لتالي القرءان العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصال معاني كلامه
إلى أفهامهم وأن يعلم أن مايقرؤه ليس من كلام البشر وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه ويتدبر كلامه.
ابن الجوزي.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور)
بدأ سبحانه بذكر الإناث فقدم ماكانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدوهن فقال الله هذا النوع المؤخر عندكم مقدم عندي عند الذكر.
وتأمل كيف نكر سبحانه الإناث وعرف الذكور فجبر نقص الأنوثة بالتقديم وجبر نقص التأخير للذكور بالتعريف فإن التعريف تنويه والله أعلم بالمراد من ذلك.
ابن القيم ـ تحفة المودود بأحكام المولود.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في شأن يوسف وامرأة العزيز:
(واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب)
تأمل:
المتبادر للذهن أن يكون الخطاب وألفيا سيدهما لأن يوسف مملوك لدى العزيز فلماذا نسبت السيادة للمرأة فقط؟
لأن يوسف مسلم والعزيز كافر ولا تكون أبداً السيادة للكافر على المسلم.
البقاعي ـ نظم الدرر.
وجه آخر:
وإنما لم يقل سيدهما لأن ملكه ليوسف لم يكن صحيحاً فلم يكن سيداً له لأن استرقاق يوسف غير شرعي وهذا كلام ربه العليم بأمره لا كلام من استرقه.
الهرري ـ حدائق الروح والريحان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 7:
إدا أردتم العلم فاقرؤا هذا القرءان فإن فيه علم الأولين والآخرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ولما سكت عن موسى الغضب)
عدل سبحانه عن قوله سكن إلى قوله (سكت) تنزيلاً للغضب منزلة السلطان الآمر الناهي الذي يقول لصاحبه:
افعل لا تفعل فهو مستجيب لداعي الغضب الناطق فيه المتكلم على لسانه.
ابن القيم ـ إغاثة اللهفان في حكم طلاق الغضبان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام:
(إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب)
فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابراً وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
ابن القيم ـ عدة الصابرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في سورة لقمان:
(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم مافي الأرحام وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت)
تأمل:
قال سبحانه وماتدري نفس ماذا تكسب غدا ولم يقل وماتدري نفس ماذا تعمل غدا فلماذا؟
لأن النفوس تعلم ماذا ستعمل في غدها لكن هل تكسبه أم لا هذا في علم الله عزوجل.
ابن عثيمين ـ مجموع الفتاوى.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 8:
البيت الذي يتلى فيه كتاب الله كثُر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لا يتلى فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وحضرته الشياطين وخرجت منه الملائكة.
أبو هريرة رضي الله عنه ـ الزهد لابن المبارك.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(يا أيها الدين ءامنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم)
ليس المراد من هذه العداوة ما يفهمه كثير من الناس أنها عداوة البغضاء والمحادة بل إنما هي عداوة المحبة الصادة للآباء عن الهجرة والجهاد والتعلم والصدقة وغير ذلك من أمور البر وأعمال الخير.
ابن القيم ـ عدة الصابرين.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أما ما يذكره العوام أن (يس) و (طه) من أسماء النبي فغير صحيح ليس في ذلك حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل ولا أثر عن صاحب إنما هذه الحروف مثل (ألم) و (حم) ونحوها.
ابن القيم ـ تحفة المودود.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في قصة كعب بن مالك وصاحبيه في غزوة تبوك:
(وعلى الثلاثة الذين خلفوا)
يتبادر للذهن أن المقصود بالذين خلفوا أي تخلفوا عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهل هذا صحيح؟
ليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا.
كعب بن مالك رضي الله عنه ـ صحيح البخاري.
قد فسرها كعب بالصواب فليس ذلك تخلفهم عن الغزو لأن الله لو أراد ذلك لقال وعلى الثلاثة الذين تخلفوا.
ابن القيم ـ مدارج السالكين.
اللطائف من 9ـ 12 تأتي غداً بإذن الله.
ـ[نادرةالوجود]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:18 م]ـ
ربي لا يحرمك اجر الفائدة بنتظار القادم
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:27 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علماً وفهماً(/)
أريد أن أعرف نبذه بسيطة عن (أصول وقواعد في التفسير للمبتدئين)
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:03 م]ـ
إذا تكرمتم أريد أن أعرف أصول وقواعد في التفسير للمبتدئين يعني في المستوى الأول، بحثت في المنتدى لم أجد موضوعاً يتحدث عن أصول التفسير؟ شكر الله لكم
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:24 ص]ـ
مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
للتحميل:
http://rapidshare.com/files/143677525/__1605___1602___1583___1605___1577_.pdf.html
قواعد التفسير جمعاً ودراسه: خالد السبت
http://lunajan.com/news-action-show-id-6447.htm
ـ[طالبة المعالي]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:44 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة حفيدة بني عامر،، ولكن الروابط لا تعمل معي كررته كم مرة ولكن لم تعمل000جزاك الله خيرا
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:17 م]ـ
وجزاك الله خيرا اختي الكريمه طالبة المعالي.
والروابط عندي تعمل ولابأس فيها.
وسأحاول بإذن الله رفع روابط اخرى.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:28 م]ـ
الله اكبر جزاكم الله خيرا(/)
تفسير تصرّف زوج ابراهيم عليه السلام مع الضيوف من الملائكة؟
ـ[المرتضى]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
قرأت في تفاسير قليلة مماّ توفّر عندي أن إبراهيم عليه السلام لما جائه الضيوف من الملائكة فخافهم الخليل ثم بعد ذلك قالوا له أنهم أرسلوا إلى قوم لوط أن زوجته ضحكت لمّا علمت أن قوم لوط سيهلكون كما في سورة هود ولعل هذا هو المشهور عند طلبة العلم لكنّي لا أجد ما يقنعني بصحّة هذا التفسير وكما نعلم أن الحليم ابراهيم عليه السلام جادلهم في إهلاك قوم لوط ومدحه الله لذلك فكيف تسرّ زوجته لهلاكهم .. فمنذ صغري كما ربّيت على القرآن كنت أقرأ هذه الآيات وأفهمها على أن زوجة ابراهيم ضحكت وسرت لما سرّي عن إبراهيم بشأن الضيوف وكان موقفها تبعا لإبراهيم عليه السلام والآيات تقول وامرأته قائمت أي قائمت على خدمت ضيوفها فلمّا علمت أن الضيوف من الملائكة وأنّ تمنّعهم من الأكل ليس لعارض ما ضحكت وسرّي عنها كما قال الملائكة لزوجها عليه السلام لا تخف إنّا أرسلنا إلى قوم لوط ويدل عليه ما جاء في الحجر أنه عليه السلام قال إنّا منكم وجلون ولربّما قصد بإنّا جمعا بيته هو وزوجته وكما في الذاريات أن الخبر بإهلاك قوم لوط جاء بعد أن علم إبراهيم أنهم ملائكة وبعد البشرى
فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ? قَالُوا لَا تَخَفْ ? وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)
فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)
قَالُوا كَذَ?لِكِ قَالَ رَبُّكِ ? إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30ّ}
قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)
قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى? قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)
وهذا يدل على أن الإبلاغ بهلاك قوم لوط كان بعد أن سرّي عن إبراهيم وبعد البشارة بالغلام الحليم ..
ولعلّي أجد عند مشايخي تفسيرا لضحكت زوجة الخليل رحمة الله وبركاته عليهم في سورة هود أو أجد ذلك مكتوبا في تفسير ما لعلمائنا ..
أفيدونا جزاكم الله عنّا خير الجزاء ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[16 Sep 2008, 08:07 ص]ـ
(تفسير ابن كثير)
قال السدّي: لما بعث الله الملائكة لقوم لوط أقبلت تمشي في صُور رجال شبان حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه، فلما رآهم [إبراهيم] أجَلَّهم، فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فذبحه ثم شواه في الرضف. [فهو الحنيذ حين شواه] وأتاهم به فقعد معهم، وقامت سارة تخدمهم فذلك حين يقول: "وامرأته قائمة وهو جالس" في قراءة ابن مسعود: "فلما قَربه إليهم قال ألا تأكلون قالوا: يا إبراهيم إنا لا نأكل طعاما إلا بثمن. قال فإن لهذا ثمنا. قالوا وما ثمنه؟ قال: تذكرون اسم الله على أوله، وتحمدونه على آخره فنظر جبريل إلى ميكائيل فقال: حُق لهذا أن يتخذه ربه خليلا"، (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ) يقول: فلما رآهم لا يأكلون فزع منهم، وأوجس منهم خيفة، فلما نظرت إليه سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم، ضحكت وقالت: عجبا لأضيافنا هؤلاء، [إنا] نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم، وهم لا يأكلون طعامنا.
وقوله تعالى إخبارا عن الملائكة: (قَالُوا لا تَخَفْ [إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ]) أي قالوا: لا تخف منا، إنا ملائكة أرسلنا إلى قوم لوط لنهلكهم. فضحكت سارة استبشارًا [منها] بهلاكهم، لكثرة فسادهم، وغِلَظ كفرهم وعنادهم، فلهذا جوزيت بالبشارة < 4 - 334 > بالولد بعد الإياس.
وقال قتادة: ضحكت [امرأته] وعجبت [من] أن قوما يأتيهم العذاب وهم في غفلة [فضحكت من ذلك وعجبت فبشرناها بإسحاق].
وقوله: (وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ) قال العوفي، عن ابن عباس: (فَضَحِكَتْ) أي: حاضت.
وقول محمد بن قيس: إنها إنما ضحكت من أنها ظنت أنهم يريدون أن يعملوا كما يعمل قوم لوط، وقول الكلبي إنها إنما ضحكت لما رأت من الروع بإبراهيم -ضعيفان جدا، وإن كان ابن جرير قد رواهما بسنده إليهما، فلا يلتفت إلى ذلك، والله أعلم.
........................................
(تفسيرالقرطبي)
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: {وامرأته قائمة} ابتداء وخبر أي قائمة بحيث ترى الملائكة قيل: كانت من وراء الستر وقيل: كانت تخدم الملائكة وهو جالس وقال محمد بن إسحق: قائمة تصلي وفي قراءة عبد الله بن مسعود (وامرأته قائمة وهو قاعد)
قوله تعالى: {فضحكت} قال مجاهد وعكرمة: حاضت وكانت آيسة تحقيقا للبشارة وأنشد على ذلك اللغويون:
(وإني لآتي العرس عند طهورها ... وأهجرها يوما إذا تك ضاحكا)
وقال آخر:
(وضحك الأرانب فوق الصفا ... كمثل دم الجوف يوم اللقا)
والعرب تقول: ضحكت الأرنب إذا حاضت وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وعكرمة أخذا من قولهم: ضحكت الكافورة - وهي قشرة الطلعة - إذا انشقت وقد أنكر بعض اللغويين أن يكون في كلام العرب ضحكت بمعنى حاضت وقال الجمهور: هو الضحك المعروف واختلفوا فيه فقيل: هو ضحك التعجب قال أبو ذؤيب (فجاء بمزح لم ير الناس مثله ... هو الضحك إلا أنه عمل النحل)
وقال مقاتل: ضحكت من خوف إبراهيم ورعدته من ثلاثة نفر وإبراهيم في حشمه وخدمه وكان إبراهيم يقوم وحده بمائة رجل قال: وليس الضحاك الحيض في اللغة بمستقيم وأنكر أبو عبيد والفراء ذلك قال الفراء: لم أسمعه من ثقة وإنما هو كناية وروي أن الملائكة مسحت العجل فقام من موضعه فلحق بأمه فضحكت سارة عند ذلك فبشروها بإسحق ويقال: كان إبراهيم عليه السلام إذا أراد أن يكون أضيافه أقام سارة تخدمهم فذلك قوله: {وامرأته قائمة} أي قائمة في خدمتهم ويقال: (قائمة) لروع إبراهيم (فضحكت) لقولهم: (لا تخف) سرورا بالأمن.
وقال الفراء: فيه تقديم وتأخير المعنى: فبشرناها بإسحاق فيه أقوال: أحسنها - أنهم لما لم يأكلوا أنكرهم وخافهم فلما قالوا لا تخف وأخبروه أنهم رسل الله فرح بذلك فضحكت امرأته سرورا بفرحه وقيل: إنها كانت قالت له: أحسب أن هؤلاء القوم سينزل بهم عذاب فضم لوطا إليك فلما جاءت الرسل بما قالته سرت به فضحكت قاله النحاس: وهذا إن صح إسناده فهو حسن والضحك انكشاف الأسنان ويجوز أن يكون الضحك إشراق الوجه تقول: رأيت فلانا ضاحكا أي مشرقا وأتيت على روضة تضحك أي مشرقة.
ـ[المرتضى]ــــــــ[19 Oct 2008, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الكريمة ...
الحمد لله أن وجد علماء قالوا بمثل ما قلت ..
بارك الله لك ..(/)
من هو الذبيح: إسماعيل أم إسحاق عليهما السلام؟؟؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:30 ص]ـ
ذكر بعض الفضلاء في مسألة من هو الذبيح الذي أمر إبراهيم عليه السلام بذبحه فقال حفظه الله::
((اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في هذه المسألة على قولين لا ثالث لهما: ـ فيه قول ثالث نقوله في الأخير:
قول أنه إسماعيل وقول أنه إسحاق.
جمهور العلماء على أنه إسحاق. ولأجل ذلك أنا أردت التنبيه على القضية هذه لأنه لا يعقل أن إنسان يقرأ العلم ويجهل هذا.
اختار ابن جرير الطبري رحمه الله شيخ المفسرين أنه إسحاق وهو المروي الثابت عن عبد الله ابن مسعود والرواية الصحيحة عن عبد الله ابن عباس وهو قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعن جملة من الصحابة وعن أكثر من عشرة من سادات التابعين على أن الذبيح هو إسحاق
وذهب بعض العلماء الرواية الثانية عن ابن عباس والإمام أحمد وبعض العلماء على أن الذبيح هو إسماعيل. وكل منهم له أدله، وقال الزجاج رحمه الله وهذا القول الثالث الله أعلم أيهما هو الذبيح لكثرة الاختلاف في المسألة وأنا أقول الحق والله إلى ساعتي هذه لا أدري أيهما الذبيح فكلما ترجح قول صدم بآخر.
قد يقول قائل (النبي صلى الله عليه وسلم يقول أنا ابن الذبيحين) هذا الحديث رواه الحاكم في المستدرك وقال عنه الذهبي أن سنده واه جداً فلا يقبل في مسألة كهذه.
أما أقوال العلماء لماذا قالوا إسحاق؟ ولماذا ا قالوا إسماعيل فنحاول إجمالها حتى تتبين.
الله يقول ذكر أن قوم إبراهيم أرادوا أن يحرقوه ثم قال عنه في الصافات {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} ثم دعا ربه {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ} قال الله {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} بلغ معه من الذي بلغ؟
الغلام الذي بشر به [واضح] عند خروجه من أرض العراق دعا ربه أن يهب له من الصالحين وأن الله بشره هو نفسه الذي قال الله عنه {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ} الذين قالوا إنه إسحاق قالوا ليس في القرآن دليل واحد على أن الله بشر إبراهيم بإسماعيل. المبشر في القرآن هو من؟ هو إسحاق {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً} فكل القرآن يدل على أن الذي بشر به بشارة هو إسحاق والقرآن يدل قالوا إن الذبيح هو من؟ هو المبشر به لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ} "بلغ"هذه فاعلها ضمير مستتر تقديره هو يعود على المبشر به على الغلام هذا الذي دفع العلماء للقول أنه هو إسحاق.
ثم قالوا من أدلتهم قالوا إن الله يقول {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ} أي أنه عايش في كنف من؟ ـ أجيبوا ـ في كنف أبيه وإسماعيل لم يعش في كنف أبيه كان مع أمه أين؟ كان مع أمه في مكة إنما ولد سارة إسحاق هو الذي كان مع أبوه يغدو ويروح أما إسماعيل كان لوحده مع أمه و إبراهيم جاء مكة ثلاث مرات مرتان لم يجد إسماعيل والمرة الثالثة وجده في المرتين كان يقول غير عتبة الباب ... ثبت عتبة الباب ... والمرة الثالثة وجده. هذا حجج من قال إنه إسحاق.
الذين قالوا إنه إسماعيل من أكثر من انتصر لهذا الرأي العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى صاحب أضواء البيان قال إنه لا يسوغ القول بأنه إسحاق وأن ظاهر القرآن يدل على أنه إسماعيل واحتج بآيتين الآية الأولى أنه قال إن الله قال في الصافات {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ} وذكر الله الذبح كله ثم قال الله بعد أن ذكر الذبح قال {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} قال {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ}
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشنقيطي رحمه الله إن قواعد القرآن تقتضي أنه لا يمكن أن يعيد الله البشارة مره ثانيه فالمبشر به بالأول غير المبشر به بماذا؟ بالثاني لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} ولم يسمي ثم قال بعد الحدث قال {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً} قال لا يمكن أن يكون إعادة للقضية فجعل الواو واو عطف والعطف يقتضي المغايرة.
طبعا يجاب عنه بأنه لا يلزم أن تكون الواو واو عطف ممكن أن تكون الواو واو استئناف فتكون الآية نزلت منفكة عن الأولى.
وقال رحمه الله تعالى والدليل الثاني أن الذبيح هو إسماعيل أن الله قال {فَبَشَّرْنَاهَا} يخاطب سارة {بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ} من؟ {يَعْقُوبَ} أين وجه الدلالة.
قالوا وجه الدلالة هذا قول الشنقيطي وقاله قبله رحمه الله تعالى أقوام قال إن الله لا يعقل أن يبتلي إبراهيم بذبح إسحاق وهو قد أخبره أن ذرية إسحاق يكون من؟ يكون يعقوب.
فما فيه معنى للابتلاء لأن إبراهيم قبل أن يذبح سيعرف إنه لن يموت لأن الله قال {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} فلن يأتي يعقوب حتى يكون إسحاق ماذا؟ حي فكيف يموت ولم يأتي يعقوب إذاً هذا ما هو ابتلاء إذاً ليس المقصود من؟ إسحاق ولكنه من؟ [واضح] طيب كيف يجاب عن هذا.
نحوياً يستحيل المعنى. العرب إذا عطفت تكرر حرف الجر تقول مثلاً: تقول مررت بصالح ثم مررت بعده خالد هذا لا يستقيم لابد أن تقول إذا أردت العطف تقول: مررت بصالح ثم مررت من بعده بماذا؟ بخالد إذا قلت الباء أعدت الخافض السبب في الخفض، فهذا يستقيم لغة. [واضح]
الله هنا قال: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ} لو كان المقصود العطف يعني كلها بشارة واحده كان يصبح الآية ماذا؟ {وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ بيَعْقُوبَ} فلما حذفت الباء دلت على أن الآية منفكة بمعنى أن البشارة فقط بإسحاق أما {وَمِن وَرَاء إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} هذه غير داخله في ماذا؟ غير داخله في البشارة لأنني قلت العرب إذا أرادت أن تعطف بخافض تكرر الخافض فإذ لم تكرر الخافض دل على أن الواو ليست عطفا وإنما هي واو للاستئناف كلام جديد [واضح] طبعاً قد يأتي قائل يقول هذا لا يلزم منه القاعدة ويخرمها هذا الذي جعل الإنسان يتردد في أيهما الذبيحين لكن معلوم أنه لا يتعلق بمعرفة أيهما الذبيحين عمل في حياتك اليومية لكن الذي أردته عمدا من إيثار القضية أن تعرف أولا أن في المسألة خلاف وأن كثيرين من العلماء قالوا بأنه إسحاق وكثيرين آخرين قالوا بماذا؟ بأنه إسماعيل لكن المهم جدا أن تعرف أن لكل قوم دليلا وأشهر من قال من المفسرين أنه إسحاق ابن جرير إمام المفسرين وأشهر من قال من المفسرين أنه إسماعيل الحافظ ابن كثير رحمه الله والعلامة الشنقيطي رحمه الله ورحم الله جميع علماء المسلمين))
فما رأي أهل المنتدى حفظهم الله جميعا؟؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:09 ص]ـ
هذا الكلام غير متكامل من الجهة العلمية لأسباب؛ منها:
أولاً: أن دعوى أن قول الجمهور أن الذبيح هو إسحاق فيه نظر؛ لأن أعداد القائلين بأنه إسماعيل قريب من عدد من يقول بأنه إسحاق؛ إن لكم يكن أكثر؛ لذا لا يصح أن يُنسب القول إلى الجمهور في هذه الحالة.
ثانيًا: أنه قد ورد في (سفر التكوين 22) النص الآتي: (1 وَحَدَثَ بَعْدَ ه?ذِهِ الْأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: يَاإِبْرَاهِيمُ!. فَقَالَ: هأَنَذَا. 2 فَقَالَ: خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ).
وهذا نص ظاهر في التحريف؛ لأن إسحاق ليس وحيده، وإنما وحيده إسماعيل، وهذا يُشعر بأن قصة الذبيح إسماعيل كانت قبل ولادة إسحاق.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل
ولكن أتمنى لو بسطت في الحجج التي ذكرها الرجل الفاضل وعقبت عليها بالتفصيل جزاكم الله خيرا؟
ـ[أبو علي]ــــــــ[13 Sep 2008, 08:45 ص]ـ
السلام عليكم
كل عام وأنتم بخير.
إبراهيم عليه السلام دعا ربه أن يهبه من الصالحين،فاستجاب له، ولأن الله يبتلي الإنسان في ما يؤتيه،ومن يصبر على البلاء يعتبر من الشاكرين،فالصبار هو الشكور (صبار شكور)، ومن يشكر على النعمة يزيده الله منها لقوله (لإن شكرتم لأزيدنكم) فقد شكر إبراهيم ربه على هبته له إسماعيل بصبره على البلاء العظيم وسعيه لتنفيذه لأمر ربه، ففدى الله إبن إبراهيم بذبح عظيم وزاده من نعمة الخلف بأن وهب له إسحاق ومن وراءه يعقوب تطبيقا لقوله تعالى (لإن شكرتم لأزيدنكم).
هذا يفسر قوله تعالى: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ.
النافلة هي الزيادة، أي أن إسحاق ليس هو إجابة إبراهيم على طلبه بل إسماعيل هو إجابة دعوة إبراهيم، أما إسحاق فقد كان هبة من الله زيادة على الطلب.
وبناء على ما سبق فإن المقصود بقوله تعالى: فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) هو إسماعيل لأنه إجابة على الطلب الذي جاء قبلها مباشرة (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}.
فلما شكر إبراهيم ربه بصبره على البلاء في ابنه الوحيد زاده الله من جنس النعمة التي شكره عليها ابنا آخر هو إسحاق: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً}.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:52 م]ـ
الأدلة على كونه إسماعيل عليه السلام كثيرة جداً. والموضوع ليس متعلقاً بتفضيل إسماعيل على إسحاق أو العكس، وإنما هي حقائق تاريخية تم تحريفها من قبل اليهود، ولها أبعاد دينية وتشريعية كثيرة.
وليس أشهر من استدل لكونه إسماعيل سوى العلامة الفراهي وليس ابن كثير. ومن المتقدمين ذكر ابن القيم أن لكون الذبيح إسماعيل أكثر من عشرين دليلاً ولم يفصلها في زاد المعاد.
وأجود من رأيته استوفى أدلة القول بأنه إسماعيل عليه السلام هو العلامة عبدالحميد الفراهي رحمه الله في كتابه الرائع (القول الصحيح فيمن هو الذبيح) وقد استدل له بأدلة من القرآن والتوراة فهي على الرغم من تحريفها لم يستطع المحرفون طمس الحقيقة، ونقل أقوال العلماء. وأدلة الشنقيطي هي بعض الأدلة التي استدل بها الفراهي.
وما ذكره الدكتور مساعد دليل من الأدلة التي استدل بها رحمه الله. وكلام الأخ أبو علي كذلك بعض ما في تلك الحجج جزاهم الله خيراً.
وبسط تلك الأدلة ليس هذا وقته ولعله يتيسر مناسبة أوسع لذلك.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:13 م]ـ
سمعت على هذا الرابط كلاماً للشيخ صالح المغامسي حول الآية وهو يؤيد ما في المشاركة الأولى
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=54090
ـ[قول فصل]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:37 ص]ـ
موضوع جليل نشكر عليه كاتب المقال
يجب علي هنا الدفاع عن رأي الجمهور لكونهم ليسوا حمقى بل أكثرية العلماء على الأقل ولنقرأ معي سورة ص
قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَسْفَلِينَ (98) وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (112) وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ (113)
وكنت نظرت في الموضوع من قبل فوجدت رجل مرسل هو أبو الأنبياء على ذمته سارة فقط وهو ما زال عند طاغية العراق يقول:
إني ذاهب لربي سيهدين
1.فجاءته بشارة ليست بأمة ينجب منها ستأتى بل بولد وليس يعرف غير سارة فهل ربه يبهم عنه أن الولد من غيرها أم يقصد الولد منها
2.دعا جمعا لتجاب له البشارة هب لي من الصالحين
وأولى الصالحين من أمة قد خلت بنص الكتاب هو سلالة أنبياء لا نبي منفرد على الأقل فقط أي نسل إسحاق النسل اليعقوبي
3.بلغ معه السعي فهل ننكر أن إسماعيل تربى بعيدا منذ وهو رضيع.
وهنا الواقعة في تصورى بعد أن أذن إبراهيم في الناس بالحج (وإسحاق لم يدخل مكة ملبيا وهو نبي نداء أبيه هو قول إجرامي في حق النبييين)
4.إسماعيل شديد الصرعة صياد وإسحاق حليم البنية.
5.بارك الله على من ذكرا وأغفل ذكر الولد المطيع عند من يقول ليس هو إسحاق ولا يقول بهذا عاقل أصلا.
6.مكأفاة النبوة حرموها ممن جعلوه ذبيح وجعلوها ميلاد وليس له بل أخا له من أبيه غير شقيق هو إسحاق مع أن بناء الكعبة كان وإسماعيل رجلا فتيا.
7.بشارة نبوة من وافق أباه في الذبح هو تصرف الحكماء متى ابتلوا المحسنين وربي هو الحكيم الجليل.
وأخيرا يهودي يغير قول سيدي عمر بن عبد العزيز وبالتالي ابن كثير هو من باب الحقد على قوم تركهم ولم يأتى لدينا كونه على علم بتفاصيل خلافات أقوالهم
ونختم ابن الذبيحين من هو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
فنقول قال تعالى على لسان يوسف وأخوته:
ام كنتم شهداء اذ حضر يعقوب الموت اذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد الهك واله ابائك ابراهيم واسماعيل واسحاق الها واحدا ونحن له مسلمون
فهل نكذب الله في أن العم إسماعيل هو أبو يعقوب حتى نقول إسحاق ليس أبا لمحمد
وقصة الذبيحين ككلمة في سرك لا أفهمها رغم ما رفع في ذلك إلا في أبويه نفسيهما ولعل كانت هنالك مؤدودة تركت مما لم ترد به نصوص غير ذلك.
هل ما زال الجمهور على باطل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.أرجو التنوير؟؟؟؟؟؟؟؟.
لكن دعك من تفسيري بكلمة في سرك لنص حديث بنوته للذبيحين فهو مجرد تنويه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قول فصل]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:39 ص]ـ
عفوا بمراجعة النص السورة الصافات وليست ص
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:21 ص]ـ
ماشاء الله الموضوع ذو شجاون وأعجبني رد الشيخ (مساعد الطيار) في نفي قول الجمهور وكذلك في قوله ابن إبراهيم الوحيد هو إسماعيل!
وأحب أن أزيد علي كلام المشايخ قد يكون كلامي يحتمل الصواب أو الخطأ والحمد الله أنني أكتب في موقع ملئ بالعلماء أن كان في كلامي خطأ يصلحون لي الخطأ:
أليس العليم هو إسحاق عليه السلام والحليم هو إسماعيل عليه االسلام
ابن جرير الطبري الذي يقول أن الذبيح هو إسحاق يقول العليم هو إسحاق إذاً ابن جرير رحمه الله كان كلامه بعيد عن الصواب لأنه لم يدقق في الحليم والعليم لأن الحليم فيها دلالة علي إسماعيل ويدل علي أنه هو الذبيح.
قال الشيخ ابن العثيمين في تفسير سورة الذاريات:
ولقد أبعد عن الصواب، من قال: إن الغلام الحليم هو الغلام العليم، بل ونص صريح في سورة الصافات أنهما غلامان مختلفان، فإن الله تعالى لما ذكر قصة الذبيح في سورة الصافات قال بعدها: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) فكيف يبشر بمن أمر بذبحه، وكان عنده وبلغ معه السعي، كل هذا مما يدل على أن الغلام الحليم غير الغلام العليم.
وفي الآخير أحب التنبيه:
كلمة لم يدقق لا أقصد بها أنني أعلم من ابن جريرأو أتنقص كبير المفسرين ولكن من باب أن ابن جرير بشر قد ينسي وقد يخطأ وهذه سنة الله في خلقه.
أخوكم:
أبو هريرة منير البركي
ـ[شمس الدين]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:20 ص]ـ
قال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله في شرح الطحاوية:
امتحان إبراهيم عليه السلام في صدق الخلة
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: أدلة إثبات صفة الخلة وصفة المحبة
يقول المصنف*: [ففيها كمال التوحيد، وكمال الحب، ولذلك لما اتخذ الله إبراهيم خليلاً، وكان إبراهيم قد سأل ربه أن يهب له ولداً صالحاً، فوهب له إسماعيل، فأخذ هذا الولد شعبة من قلبه، فغار الخليل على قلب خليله أن يكون فيه مكان لغيره، فامتحنه بذبحه] وهذا الكلام مأخوذ بتصرف من كلام ابن القيم رحمه الله في المدارج، فإبراهيم اتخذه الله تبارك وتعالى خليلاً، وبلغ به الكبر عتياً ولم يولد له ولد، فسأل الله سبحانه وتعالى أن يهب له ولداً صالحاً، وكانت لديه هاجر جارية، فرزق منها إسماعيل، فلما جاء إسماعيل أحبه أبوه حباً شديداً، وهناك ما يستوجب ويستدعي هذا الحب، وهو: كبر السن، ومجيئه إليه بعد شوق، وهذه المحبة محبة طبيعية ليست محرمة، ولا بأس بها لذاتها.
وقد كان وصف الله إبراهيم عليه السلام بسلامة قلبه فقال: إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الصافات:84] أي: سليم من الشرك، ومن الموالاة والمعاداة والمحبة لغير الله تعالى، فلم يقدم حُبَّ أحد على حبّ الله سبحانه وتعالى، فكان ذلك الامتحان لإبراهيم الخليل عليه السلام أن يذبح ابنه إسماعيل.
وهنا ننبه إلى أن هذا هو القول الصحيح في المسألة، وهو أن الذبيح إسماعيل عليه والسلام، لا كما يزعم اليهود -وأخطأ من تبعهم أيضاً من المفسرين- أن الذبيح إسحاق عليه السلام.
فإسماعيل هو الذي بقي مع هاجر في الصحراء حيث لا أحد إلا الله سبحانه وتعالى، تركهم إبراهيم عليه السلام لله سبحانه وتعالى، فلم يضيعهم الله، بل فجَّر بئر زمزم تحت قدمي إسماعيل عليه الصلاة والسلام، فهو ابنه البكر.
وقوله: [فغار الخليل على قلب خليله] هل يوصف الله تبارك وتعالى بالغيرة؟ الجواب: نعم، قال صلى الله عليه وسلم: {أتعجبون من غيرة سعد؟ لله أغير .. } وفي الحديث الصحيح عن أبي مسعود قال: {لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه الثناء من الله ولذلك أثنى على نفسه، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، ولهذا أرسل مبشرين ومنذرين} .. (وغيرة الله سبحانه وتعالى أن تؤتى محارمه}.
فالمقصود أن الله تعالى يُحَبُّ لذاته، أي ليس لسبب آخر، وهو مستحق لذلك سبحانه وتعالى، أما غيره فلابد من سبب معين لكي نحبه؛ لأنه لم يستكمل أن يكون محبوباً لذاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: [فامتحنه بذبحه ليظهر سِرّ الخلة في تقديمه محبة خليله على محبة ولده، فلما استسلم لأمر ربه وعزم على فعله، ظهر سلطان الخلة في الإقدام على ذبح الولد إيثاراً لمحبة خليله على محبته؛ نسخ الله ذلك عنه] وفي هذا يتبين لنا أن ما يقدمه الإنسان من قربان وذبح للأضاحي وإراقة للدماء ليس مطلوباً لذاته، بل المقصود منه العبودية والإذعان والانقياد، والتقوى من القلب لهذا الخالق العظيم سبحانه وتعالى، فإبراهيم عليه الصلاة والسلام استكمل هذا الشرط عندما تلَّ ابنه للجبين -يعني: أضجعه- وأخذ السكين وحدها، ووضعها على رقبته وأخذ يحز، وبلغ به الأمر مبلغه من فعل الأسباب المادية التي جعلها الله سبحانه وتعالى في الدنيا، ولهذا قال له ربه تعالى: قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا [الصافات:105] لكن لم يرد الله أن يحدث المسبب وتقطع السكين؛ لأن المقصود -كما قلنا- وقوع التعبد وتمحض القلب لله سبحانه وتعالى، حتى يصبح الخليل خليلاً حقاً لا يشركه فيه أحد، فصدق الخليل رؤيا ربه سبحانه وتعالى، ولذلك بلغ تلك المنزلة، وثبتت له الخلة، أما الابن فقال الله عنه: وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ [الصافات:107].
يقول: [فلما استسلم لأمر ربه] كما قال تعالى: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ [الصافات:103] [وعزم على فعله، وظهر سلطان الخلة في الإقدام على ذبح الولد إيثاراً لمحبة خليله]: وهو الله سبحانه وتعالى، [على محبته] أي: على محبة الابن، [نسخ الله ذلك عنه وفداه بالذبح العظيم؛ لأن المصلحة في الذبح كانت ناشئة من العزم، وتوطين النفس على ما أمر، فلما حصلت هذه المصلحة، عاد الذبح نفسه مفسدة فنسخ في حقه، وصارت الذبائح والقرابين من الهدايا والضحايا سنةً في أتباعه إلى يوم القيامة] وأخص الأمم باتباعه هم أتباعه ثم نبينا صلى الله عليه وسلم وأمته، كما قال الله تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران:68] يعني أولى الناس بإبراهيم: هم الذين وقفوا مع إبراهيم عليه السلام في الموقف العظيم، وقالوا لقومهم: إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4]، فالذين وقفوا مع الخليل هذا الموقف هم أولى الناس بإبراهيم عليه السلام، وممن بعدهم (وهذا النبي) وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، (والذين آمنوا): وهم المسلمون.
*المصنف: مؤلف الطحاوية.
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&contentID=6082
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:57 ص]ـ
الزيغ عن الحق بين يدي الله كبيرة يوم الدين وهذا قرآن كريم وليس الأمر موافقة أحد
قلت سبعا اراها قاطعة في الآيات الخاصة بسورة الصافات وأقول كون اسحاق هو الذبيح في عدة أحاديث محمدية ضعيفة وهو ترجح عند الخلاف وكون عمر والسنة الفصل بقوله عند الخلاف هو وغيره كالعباس وهو عم النبي أي من آبائه ويقول إسحاق الذبيح فنحن نرتضى مثل ما قال دون أن نفرق بين رسله
وما ورد من تحديد اسم هاجر في الرمي في المرفوع فقد رجع عنه ابن عباس الراوي نفسه إلى كون الرامي إسحاق مما ينفى الرواية من أصلها رغم صحة مضمونها
فنحن نرمي على جمرة إبراهيم فنحن على ملة الخليل ثم نرمي على جمرة الثلاثة يوميا من بعد عند الزوال.
وأنا وجدي ابن عباس رجع كما نص على ذلك ابن كثير نفسه في بعض النقولات عنه لقول ممن يرجع لنفس القول فهو في التحرى إمام كبير.
فهل الحليم والعليم فارقة لا أرى في الحلم والعلم إلا التلازم وإبراهيم كان أواه حليم بنص القرآن الكريم وكان عليما أوتى من عند الله العلم صبيا
ولا صلة بين الذبح قط وبين كون إبراهيم قد رمى اسماعيل في خضن أمه في الصحراء القفراء من الخلق من قبل ونبع الماء من بين يديه فتلك من كرامات محمد واسماعيل وإبراهيم الداعي بلا شك.
ومن قال البناء للكعبة كان قبل بناء إسماعيل وتغير عتبة داره فعليه الدليل فالنص هنا تكليف لهما بتطهير البيت مما يثبت البلوغ ويثبت ولادة إسحاق قطعا من قبل والجمهور ليس بعدد من تلى التابعين أصلا بل هو وقفا على التابعين أصلا ...........
وابتلاء إبراهيم في من كبر معه وبلغ معه السعى من بعد بلاء في بكره إسماعيل راضيعا لهو شدة قد وفى معها الخليل بنص القرآن الكريم
وديني هو نص كلمات الصافات كما وردت بلا تأويل ولا تعنت ..........
ولست في هذا انتصر بل أمجد قول الجمهور فقط فهم دائما على حق ما لم يغتروا بقول أحد كما حدث الغرار بقول ابن كثير وغيره ..........
ففي الصافات سبع ملاحظات سبق ذكرها من قبل وتركت معلقة في عنق كل من لا يريد قضاء الله كما جاء لكبرياء وتيه على أهل كتاب .................... فكل الأنبياء على دين محمدنا صلى الله عليه وسلم ..............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 07:13 ص]ـ
جزاکم الله الخير قول الاخ الکريم شمس الدين اقرب بالصواب
ـ[أبو علي]ــــــــ[15 Sep 2008, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام، من المعروف أن من يدعو الله يأخذ بالأسباب، فلا يدعو ربه ليغير سننا كونيه من أجل أن يتحقق طلبه، فإبراهيم عليه السلام حين دعا ربه أن يهب له من الصالحين لم يدعه ليغير سنته لتلد العجوز العقيم بل لا بد أنه أخذ بالأسباب حيث توفرت في من هي صالحة للإنجاب، لذلك لم يذكر الله أن البشرى بالولد سيكون من أمة لأن الأمر واضح لا يحتاج لتوضيح أن إبراهيم أخذ بالأسباب،
فدعا ربه أن يهبه من الصالحين، فاستجاب الله له وبشره بغلام حليم، هذا هو طلب إبراهيم المجاب.
أما إسحاق عليه السلام فهو هبة زائدة عن الطلب (نافلة)، لو كان هو الطلب لما قال الله عنه وعن يعقوب: وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Sep 2008, 01:25 ص]ـ
ذهب إلى القول بأن الذبيح إسماعيل عليه السلام: عبد الله بن عمر وأبو هريرة، وأبو الطفيل عامر ابن واثلة، وهو قول سعيد بن المسيب، والشعبي، والحسن البصري، ومجاهد، والربيع بن أنس، ومحمد بن كعب القرظي، والكلبي، وهي رواية عطاء بن أبي رباح، ويوسف بن ماهك عن ابن عباس.
وقال ابن عادل: " وقال الإمام أحمد: الصحيح أن الذبيح هو إسماعيل وعليه جمهور العلماء من السَّلف والخلف".
وذهب إليه من المفسرين:
ابن عطية وابن كثير والبيضاوي وأبو حيان والنسفي وأبو السعود وابن عاشور والسعدي والشنقيطي.
وأما الاستدلال بقوله: (معه) فقال الزمخشري: " فإن قلت: {مَعَهُ} بم يتعلق؟ قلت: لا يخلو إما أن يتعلق ببلغ، أو بالسعي، أو بمحذوف، فلا يصح تعلقه ببلغ لاقتضائه بلوغهما معاً حدّ السعي، ولا بالسعي لأنّ صلة المصدر لا تتقدم عليه، فبقي أن يكون بياناً، كأنه لما قال: فلما بلغ السعي أي الحدّ الذي يقدر فيه على السعي قيل: مع من؟ فقال مع أبيه. والمعنى في اختصاص الأب أنه أرفق الناس به، وأعطفهم عليه، وغيره ربما عنف به في الاستسعاء فلا يحتمله، لأنه لم تستحكم قوته ولم يصلب عوده، وكان إذ ذاك ابن ثلاث عشرة سنة ". [الكشاف]
وأما سر عدم ذكر اسمه في القرآن فقد قال ابن عاشور: "وقد أشارت هذه الآيات إلى قصة الذبيح ولم يسمه القرآن لعله لئلا يثير خلافاً بين المسلمين وأهل الكتاب في تعيين الذبيح مِن ولدَيْ إبراهيم، وكان المقصد تألف أهل الكتاب لإِقامة الحجة عليهم في الاعتراف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وتصديققِ القرآن، ولم يكن ثَمة مقصد مهمّ يتعلق بتعيين الذبيح ولا في تخطئة أهل الكتاب في تعيينه، وأمارة ذلك أن القرآن سمّى إسماعيل في مواضع غيرِ قصة الذبح وسمَّى إسحاق في مواضع، ومنها بشارة أمه على لسان الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لُوط، وذكر اسمَيْ إسماعيل وإسحاق أنهما وُهبا له على الكِبر ولم يسمّ أحداً في قصة الذبح قصداً للإِبهام مع عدم فوات المقصود من الفضل لأن المقصود من القصة التنويه بشأن إبراهيم فأي ولديه كان الذبيح كان في ابتلائه بذبحه وعزمه عليه وما ظهر في ذلك من المعجزة تنويهٌ عظيم بشأن إبراهيم ".
ـ[مسافر وحدي]ــــــــ[20 Sep 2008, 12:06 م]ـ
وأما سر عدم ذكر اسمه في القرآن فقد قال ابن عاشور: "وقد أشارت هذه الآيات إلى قصة الذبيح ولم يسمه القرآن لعله لئلا يثير خلافاً بين المسلمين وأهل الكتاب
هل هذا الكلام جائز؟
بل نزل القران ليفرق بين الحق و الباطل و لو كره الكارهون ...
و ان اظهر الله حقيقة اليهود و النصارى , ايتحاشى الخلاف معهم في مسألة فرعية كتلك؟(/)
الطبيب الفرنسي "موريس بوكاي": الإعجاز العلمي في القرآن .. طريق الإيمان
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:44 ص]ـ
الطبيب الفرنسي "موريس بوكاي": الإعجاز العلمي في القرآن .. طريق الإيمان
روائع المهتدين
"مومياء فرعون مصر"
جلست ليلة محدقاً بجثمان فرعون .. وأخذت أقول في نفسي: هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطارد موسى؟! وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من 1400 عام .. وأنا للتو أعرفه؟!
لم أجد التوافق بين الدين والعلم إلا يوم شرعت في دراسة القرآن الكريم .. فالعلم والدين في الإسلام شقيقان توأمان.
"موريس بوكاي" طبيب فرنسي، رئيس قسم الجراحة في جامعة باريس، اعتنق الإسلام عام 1982م يُعتبر كتابه "التوراة والقرآن والعلم" من أهم الكتب التي درست الكتب المقدسة على ضوء المعارف الحديثة. وله كتاب "القرآن الكريم والعلم العصري" حاز عليه جائزة "التاريخ" من الأكاديمية الفرنسية عام 1988م .. ويعرف "بوكاي" بأنه "شامة فرنسا ورمزها الوضاء".
قصة إسلامه
يقول: اشتُهرت فرنسا بأنها من أكثر الدول اهتماماً بالآثار والتراث، ففي عام 1981م طلبت فرنسا من مصر استضافة مومياء "فرعون مصر" لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية عليه، ونقل بالفعل جثمان المومياء إلى فرنسا.
وبدأ بعد ذلك أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح .. دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكنت أنا المسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء.
فرعون مصر: وكان الباحثون مهتمين بترميم المومياء، بينما كان اهتمامي مختلفاً عنهم للغاية .. كنت أحاول أن أكشف كيف مات هذا الملك الفرعوني؟
وفي ساعة متأخرة من الليل .. ظهرت نتائج التحاليل النهائية .. لقد كانت بقايا الملح العالق في جسده أكبر دليل على أنه مات غريقاً، وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فوراً، ثم أسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه!
لكن هناك أمراً غريباً مازال يحيرني، وهو: كيف بقيت هذه الجثة المحنطة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر .. ! فهمس أحدهم في أذني قائلاً: لا تتعجل .. فالمسلمون جميعاً يعرفون هذا السر .. ولكنني استنكرت بشدة هذا الخبر، فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث.
فتساءلت: كيف يكون هذا؟ وهذه المومياء لم تكتشف أصلاً إلا عام 1898م أي قبل 200 عام تقريباً، بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من 1400 عام؟!
مومياء فرعون مصر
في السعودية: حزمت أمتعتي وقررت أن أسافر إلى السعودية لحضور مؤتمر طبي فيه جمع من علماء التشريح المسلمين ..
وهناك كان أول حديث معهم عما اكتشفته من نجاة جثة فرعون بعد الغرق .. فقام أحدهم وفتح لي المصحف وأخذ يقرأ لي قوله تعالى: فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون (92) (يونس). ولقد كان وقع الآية علي شديداً ..
فوقفت أمام الحضور وصرخت بأعلى صوتي: "لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن" ونطقت الشهادتين.
الإعجاز العلمي في القرآن
رجعت بعد ذلك إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهبت به .. وهناك مكثت عشر سنوات ليس لدي شيء يشغلني سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن، لأخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد 42 (فصلت).
كان من ثمرة هذه السنوات التي قضيتها أن أخرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبة بعنوان "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم .. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة".(/)
البعوض ولله فيه شأن سبحانه
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:49 ص]ـ
البعوض
(إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحيِي أَنْ يَضَربَ مَثلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فَأَمّاَ الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وَأَمّاَ الَّذيَنَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَاَدَ اللهُ بِهذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِي بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلاَّ الفَاسِقيَن).
(سورة البقرة: 26)
كثيرا ما ذُكر في القرآنِ الكريم موضوع الطبيعة والتأمل فيها، وهنا نلاحظ آيات الخالق لأنَّ الكائنات الحية وغير الحيّة تمثل دليلا على عظمة المُبدع وقوته وعِلمه وكمال صَنعته، وهذا الصانع هو سبب وُجودها. والإنسان يستخدم عقله لمعرفة هذه الأدلّة والإشارات ومعرفة الله تعالى. ولكن هناك بعض المخلوقات التي ضرب الله بها مثلاً يريد من ذلك أن يلفت إليها انتباهنا، والبعوض من بين هذه المخلوقات.
(إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحيِي أَنْ يَضَربَ مَثلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوقَهَا فَأَمّاَ الَّذيَنَ امَنُوا فَيَعْلمُونَ اَنَّهُ اْلَحُق مِنْ رَبّهِم وَأَمّاَ الَّذيَنَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَاَدَ اللهُ بِهذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثيراً وَيَهدِي بِه كَثيراً وَمَا يُضِلُّ ِبِه إلاَّ الفَاسِقيَن).
(سورة البقرة: 26)
تذكر الآية الكريمة أن البعوض حشرة عادية غير ذات أهمّية بالنظر إلى الكائنات الحية التي نشاهدها، ولكن في الأصل هي إحدى آيات الله التي يجب أن نمعن فيها النظر ونفكر فيها، فالله تعالى لا يستحيي أن يضرب مثلاً أكبر من هذا وأفضل.
مغامرة البعوض غير العادية
المعروف أن البعوض حشرة مصاصة للدماء، وأنّها تعيش على الدم. ولكن هذه المعلومة ليست صحيحة، لأن أنثى البعوض فقط تمتصّ الدماء.
فالأنثى لا تمتص الدّم لكي تتغذى عليه، فغذاؤها بصورة عامة هو رحقيق الزّهور، والسبب الوحيد لهذا الفرق بين الذكر والأنثى التي تمتص الدم هو أنّ أنثى البعوض تحمل البيوض، وهذه البيوض تحتاج إلى بروتين لتكبر. وبمعنى آخر، نستطيع أن نقول إنّها تحافظ على تواصل نسلها بهذه الطريقة.
التزاوج بين الذكر والأنثى
عندما يصلُ ذكرُ البعوض إلى مرحلة البلوغ يقوم بالبحث عن الأنثى مُستعملاً في ذلك حاسة السّمع، وحاسّة السّمع عند الذكر أقوى ممّا هي عليه لدى الأنثى.
فالصّوت الصادر من الأنثى ينتبه إليه الذكر ويلتقطه بواسطة الشعيرات الدقيقة التى توجد في نهاية عضو الإحساس. وأثناء عملية التّزاوج مع الأنثى يقوم بمسك أنثاه بواسطة أعضاء مثل الكلاليب. وعندما تطير الذّكور تكون في شكل جماعيّ شبيهة بالغيوم. وعندما تدخل أيّ أنثى في هذا السّرب، يعمد الذّكر أثناء طيرانه إلى القيام بعملية التزاوج، فيمسك الأنثى بواسطة كلاليبه، ويتمّ العملية في مدّة قصيرة ويرجع إلى المجموعة التي كان فيها.
تحمل الأنثى البيوض، وتقوم بمصّ دم الإنسان لتغذيتها. وهنا يتجلى الفرق بينها وبين الذكر. وعندما نزل القرآن الكريم ذكر هذا الأمر الذي لم يكن معروفا رغم أهميته. فدورة حياتها، أو فترة نموّها شيء في منتهى الغرابة.
نبذة صغيرة عن دورة حياة البعوضة
تعمد الأنثى التي تكون حاملة للبيض إلى مصّ الدم من أجل تغذية البيض. وفي شهور الصيف أو الخريف تضع الأنثى هذا البيض على الأوراق الرّطبة أو بجانب البحيرات اليابسة. فالبعوضة الأم بواسطة اللاقطات الحساسة الموجودة تحت بطنها تقوم بالبحث عن مكان مناسب لوضع بيْضها. وعندما تجد المكان المناسب تقوم بوضع بيضها. وطول كل بيضة لا يتجاوز المليمتر الواحد، فتضعها واحدة تلو الأخرى أو في شكل مجموعة وتكون في صفّ واحد. وهناك نوع ثان من البعوض يقوم بربط بيضه بعضه ببعض ثم يضعه بعد ذلك. ويصل عدد حبات البيض التي تضعها أنثى البعوض في المجموعة الواحدة إلى 300 بيضة. وتضع البعوضة بيْضها، ويكون لونه أبيض. وبعد مدة ساعة إلى ساعتين من وضع البيض يتغير لونه ويصبح أسود. والحكمة في تغير لونه هي أن لا يكون عرضة للأكل من قبل الحشرات والطيور. وهكذا يُحفظ هذا البيض، وبعض الأنواع يتغيّر لونه حسب البيئة التي يوجد فيها.
الجهاز التنفسي
(يُتْبَعُ)
(/)
جهاز التنفس الذي تستعمله الدودة التي تتحول بعد ذلك إلى البعوض عبارة عن قضيب تخرجه خارج الماء لتتنفس بواسطته. والدودة الموجودة في الماء تكون معلقه رأسًا على عقب (أي بالمقلوب). وهي تفرز مادة صمغية من جسمها من أجل منع نفاذ الماء إلى داخل القضيب.
إنّ البعوض لا علم له بالتغييرات الحاصلة في لون البعوض الأم، ولا في البيوض والشرانق. فهذا النظام ليس من صنع البعوض نفسه، وهو لم يوجد بالمصادفة ذلك لأن هذا النظام وجد مع وجود البعوض ذاته.
الخروج من البيض: عند انتهاء فترة حضانة البيض يخرج الدّود الواحدة بعد الأخرى من البيوض، ويتغذى هذا الدّود بشكل متواصل، ويكبر إلى أن يوقف الجلدُ هذا النمو. وهذا أذان بالتغّير الأول في الجلد. فجلد الدود يكون صلبا، ومن السهل كسره. وتقوم الدودة بتغيير جلدها مرتين إلى أن يكتمل نموّها.
إنّ طريقة غذاء الدودة مصممة بشكل غريب، فالدودة بواسطة الشعيرات الموجودة في طرفيها تكون على هيئة مروحة، وبهذه الطريقة تكوّن مدخلا صغيرا تضمن به دخول البكتريا وأجسام ميكروسكوبية إلى الفم.
وفي داخل الماء تكون هذه الدودة في وضع مقلوب، وتقوم بعملية التنفس عن طريق القضيب، أي مثل الغواصين، وعن طريق أنزيمات خاصة تفرزها الماء من من الدخول إلى القضيب الذي تتنفس منه.
ومن الواضح أن هذا المخلوق يقوم بأغلب أعماله بمنتهى الدقة والحساسية في آن واحد، وهذا ما يضمن له استمرار حياته. فلولا وجود الخرطوم الذي يستعمله البعوض للتنفس، ولولا السائل اللّزج الذي يفرزه ليمنع به دخول الماء إلى القضيب لنفذ الماء إلى القضيب. فلولا هذا النظامان لما كانت هناك إمكانية لحياة البعوض. وهذا يعني أنّ جميع أنظمة البعوض لا يعتريها أيّ قصور، وهي مكتملة منذ ظهرت إلى الوجود، وهذا دليل على أنها مخلوقة.
والدودة تغير جلدها، وعندما تغيره في المرة الأخيرة تصبح في شكل جديد. فلكي تتغير الدودة إلى بعوضة توجد مرحلة أخيرة يتعين أن تصل إليها وهي "الشرنقة". فالغلاف الذي يحمل هذه الدودة يبدأ في التّلف، وهذا يعني أنها يجب ان تتخلص من هذا الغلاف. وبعد أن تتخلص من هذا الغلاف تصبح على هيئة مختلفة تماما عما كانت عليه.
فهذان الكائنان المختلفان هما نفس الكائن، ومن الصّعب التصديق بأنهما نتاج للطّبيعة. وكما نرى فلا الدودة ولا البعوضة بإمكانهما تصميم مثل هذا العمل الدقيق غريب الأطوار.
عندما تُغلق الثقوب الموجوة في الأنبوب الذي بواسطته تستطيع الدودة أن تتنفس تصبح وجها لوجه مع الخطر بسبب انعدام الهواء. لكن بعد التغير الاخير لا تحتاج الحشرة الجديدة إلى هذا القضيب، فهناك قضيبان أخريان في طرفي الرأس بواسطتهما تستطيع أن تتنفس. ولهذا فإن هذه االكائنات الجديدة قبل أن تشرع في عملية تغييرغلافها تصعد إلى سطح الماء.
فالبعوضة الموجودة في الشرنقة تكون قد تغيرت تماما؛ يصبح لها هوائيات للحس والشم وصدر أجنحة وبطن ورأس، فالبعوضة تصبح جاهزة للطيران. والبعوضة عندما تخرج يجب أن لا يلمس رأسُها الماءَ لأن لحظة واحدة بلا هواء بالنسبة إليها يتسبب لها في الموت. ولهذا السبب فوجود الريح أو التياراات المائية يمثل خطرا على حياتها.
تنشق الشرنقة من الطرف العلويّ، وفي هذه المرحلة يوجد خطر كبير يتمثل في إمكانية دخول الماء إلى الغلاف، ولكن المنطقة التي تنشق من الغلاف هي التي يخرج منها الرأس. ولكي لا يمس الرأس الماء يكون مغلفًا بنوع خاص من الصمغ يمنع وصول الماء إليها وهذا أمر معجز لأنّ أيّ هواء يجعلها تسقط في الماء وتموت، ولهذا فإنّ البعوضة تقوم بوضع رجلها على الماء حالما تخرج.
ولكن هناك أسئلة تتبادر إلى الذّهن وهي: كيف تستطيع البعوضة أن تتحول؟ من أين امتلكت هذه القابلية؛ أي تغيير جلدها ثلاث مرات؟ وبعدها تصبح بعوضة كاملة. من الواضح أن الله تعالى قد أوجد هذه الحشرة لتكون آية على قدرته العظيمة على الخلق.
كيف يعرف البعوض الكائنات الحية في الطبيعة:
إنّ البعوضة لها قابلية الإحساس بالكائنات الحيّة بواسطة حرارتها، فهي تستطيع أن تلتقط حرارة الأجسام في شكل ألوان. ولكن هذا الإحساس بالحرارة لا يعتمد على أشعة الشّمس، أي على الضوء، فمقدار الإحساس لدى البعوض هو 1/ 1000 درجة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يمتلك البعوض حوالي 100 عين، وهذه العيون موجودة في الرأس على شكل يشبه قرص العسل، وتقوم عين البعوض باستلام هذه الإشارات وتنقلها إلى الدماغ. وعندما تقوم البعوضة بمصّ الدّم تستعمل تقنية مثيرة للحيرة. فالنظام المعقد المستعمل هو كالتالي: تحط أولاً على الهدف وتقوم بتحديد مكان معين بواسطة الشفاه الموجودة فى الخرطوم، ولها أبرة مغلفة بغلاف خاصّ تخرجها عندما تقوم بمصّ الدّم.
والجلد لا يُثفب بواسطة هذه الابرة كما يتصوّر، وإنما الذي يقوم بهذه العملية هو الفك العلويّ الذي يشبه السّكين والفك السّفلى الذي يحتوي على أسنان مائلة نحو الدّاخل. فالفكّ السّفلي يعمل مثل المنشار، أي يتحرك مثل المنشار ويشق الجلد بمساعدة الفكّ العلويّ. ومن هذا المكان الذي يتم شقّه تدخل الإبرة إلى أن تصل إلى العرق وتمتصّ الدم.
مثلما هو معروف، فعندما يخرج دم من جسم الانسان تتم عملية التخثر بسرعة كبيرة بواسطة الأنزيمات الموجودة في الدّم. إذن هذه الأنزيمات تسبب مشكلة كبيرة بالنسبة إلى البعوض لأن الجرح الذي أحدثته سوف يلتئم في مدة قصيرة، وهذا يعنى أنها لا تستطيع أن تمتص الدم. ولكن الحقيقة أنها لا تواجه مثل هذه المشكلة لأنها تقوم بصنع مادة فى جسمها وتفرزها وتدفع بها إلى العرق في تلك المنطقة تمنع تخثر الدّم. وبذلك تكمل عملية الامتصاص كما تريد. والبعوضة عندما تلدغ الإنسان من مكان معين فهذا المكان ينتفخ ويكون فيه احتكاك، وسبب ذلك هو المادة التي أفرزتها داخل الجسم لتمنع تخثر الدّم.
لا شك ان جميع هذه المعلومات تضعنا أمام أسئلة كثيرة منها:
1 – كيف عرف البعوض أنّ هذا الأنزيم يقوم بتخثير الدّم فى جسم الإنسان؟
2 – كيف تمكن البعوض من صنع مادة تبطل مفعول الانزيم الموجود فى جسم الإنسان؟ كيف يستطيع البعوض صنع هذه المادة؟ وكيف له أن يعرف تركيب هذه المادة الكيميائية؟ وكيف يحدث كل هذا؟
3 - كيف حصل البعوض على هذه المعلومات؟ وكيف تستطيع هذه الحشرة أن تصنع مثل هذه المادة داخل جسمها ثم تنقلها بواسطة تقنيتها الخاصة إلى جسم الإنسان؟
في الحقيقة إنّ الجواب على هذه الأسئلة بسيط، فالبعوض لا يستطيع أن يفعل أي شيء من هذا، فهو لا يملك عقلاً للتفكير في هذه المعلومات الكيمياوية، ولا يملك مختبرا لإجراء هذه العمليات. فالحشرة التى نتكلم عنها لا يزيد طولها عن بضع مليمترات، وهي خلوٌ من أيّ عقل أو إدراك. إنّ الذى خلق الإنسان هو الذي خلق هذه البعوضة، هذه الحشرة غير العادية الخارقة، وهو الذي ركبها وفق هذا النظام الخارق الذي يثير الحيرة. إنّه الله تعالى الذي خلق السموات والأرض وما بينهما.
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّموَاِت وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزيُزُ الحَكيُم لُهُ مُلْكُ السَّموَاتِ وَاْلأَرْضِ يُحيْي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ ((سورة الحديد: 1 - 2).(/)
((لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا))
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:54 ص]ـ
((لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا))
قال ابن الجوزى - رحمه الله -:
كأنك بالعمر قد انقرض، وهَجم عليك المرض، وفات كلُّ مراد وغرض، وإذا بالتلف قد عَرض أخَّاذا:
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
شخَص البصرُ وسكن الصَّوْت، ولم يمكن التداركُ للفوْت، ونزل بك مَلك الموت فسامَت الروَّح وحاذى:
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذا
عالجت أشدَّ الشدائد، فيا عجباً مما تُكابد، كأنك قد سُقيت سُمَّ الأساود فقطَّع أفْلاذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
بلغت الروحُ إلى التراقى، ولم تعرف من الساقى، ولم تدر عند الرحيل ما تلاقى، عِياذا بالله عياذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
ثم درجوك إلى الكفن وحملوك إلى بيت العفَن، على العيب القبيح والأفَن، وإذا الحبيب من التراب قد حَفَن، وصرت فى القبر جُذاذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
وتسربت عنك الأقارب تسرى، تقدُّ فى مالك وتُقْرِى، وغايةُ أمرهم أن تجرى دموعهم رذاذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
قفلوا الأقفال وبضَّعوا البضاعة، ونَسوا ذكرك يا حبيبهم بعد ساعة وبقيت هناك إلى أن تقوم الساعة، لا تجد وزراً ولا معاذا
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
ثم قمت من قبرك فقيراً، لا تملك من المال نَقِيراً، أصبحت بالذنوب عَقِيراً، فلو قدَّمت من الخير صار ملجأ وملاذاً
لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
كم يومٍ غابت شمسه وقلبك غائب، وكم ظلام أُسبل ستْرهَ وأنت فى عجائب، وكم أُسبغت عليك نعمة وأنت للمعاصى تُواثِبْ، وكم من صحيفة قد ملأها بالذنوب الكاتب، وكم يُنذرك سَلب رفيقك وأنت لاعبْ، يا من يأمن من الإقامةَ قد زُمَّت الركائب، أفق من سَكرتك قبل حسرتك على المعايب، وتذكَّر نزولَ حُفرتك وهجران الأقارب، واَنهض عن بساط الرقاد
وقل: أنا تائب، وبادر تحصيل الفضائل قبل فوت المطالب، فالسائق حثيث والحادى مُجدٌّ والموت طالب.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
هجوتَ محمداً وأجبتُ عنه وعند الله في ذاك الجزاءُ
أتهجوه ولستَ له بكفء فشركما لخيركما الفداءُ
هجوت مباركاً براً حنيفاً أمين الله شيمته الوفاءُ
أمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواءُ؟
فإن أبى ووالده وعرضي لعرض محمد منكم وقاءُ(/)
((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا))، ورودها: دخولها؟ أم المشي على الصراط فوقها؟
ـ[شمس الدين]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:23 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة مريم:
((وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72))).
ذكر ابن كثير رحمه الله في:
قال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن حرب, حدثنا غالب بن سليمان عن كثير بن زياد البرساني عن أبي سمية قال: اختلفنا في الورود فقال بعضنا: لا يدخلها مؤمن, وقال بعضهم: يدخلونها جميعاً, ثم ينجي الله الذين اتقوا, فلقيت جابر بن عبد الله فقلت له: إنا اختلفنا في الورود, فقال: يردونها جميعاً, وقال سليمان بن مرة: يدخلونها جميعاً, وأهوى بأصبعيه إلى أذنيه, وقال: صمتاً إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «لا يبقى برولا فاجر إلا دخلها, فتكون على المؤمن برداً وسلاماً كما كانت النار على إبراهيم حتى إن للنار ضجيجاً من بردهم, ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثياً» غريب ولم يخرجوه.
وقال الحسن بن عرفة: حدثنا مروان بن معاوية عن بكار بن أبي مروان عن خالد بن معدان قال: قال أهل الجنة بعد ما دخلوا الجنة: ألم يعدنا ربنا الورود على النار؟ قال: قد مررتم عليها وهي خامدة, وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان عبد الله بن رواحة واضعاً رأسه في حجر امرأته, فبكى فبكت امرأته, فقال: ما يبكيك؟ قالت رأيتك تبكي فبكيت, قال: إني ذكرت قول الله عز وجل {وإن منكم إلا واردها} فلا أدري أأنجو منها أم لا ـ وفي رواية, وكان مريضاً.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب, حدثنا ابن يمان عن مالك بن مغول عن أبي إسحاق كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه قال: ياليت أمي لم تلدني, ثم يبكي, فقيل له: ما يبكيك ياأبا ميسرة؟ قال: أُخبرنا أّنا واردوها ولم نُخبَر أنّا صادرون عنها, وقال عبد الله بن المبارك عن الحسن البصري قال: قال رجل لأخيه: هل أتاك أنك وارد النار؟ قال: نعم, قال: فهل أتاك أنك صادر عنها؟ قال: لا, قال: ففيم الضحك؟ قال: فما رُئي ضاحكاً حتى لحق بالله. وقال عبد الرزاق أيضاً: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو, أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس: الورود الدخول, فقال نافع: لا, فقرأ ابن عباس {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون} وردوا أم لا, وقال: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} أوردها أم لا, أما أنا وأنت فسندخلها. فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك, فضحك نافع.
وروى ابن جريج عن عطاء قال: قال أبو راشد الحروري وهو نافع بن الأزرق {لا يسمعون حسيسها} فقال ابن عباس: ويلك, أمجنون أنت؟ أين قوله: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} {ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً} {وإن منكم إلا واردها} والله إن كان دعاء من مضى: اللهم أخرجني من النار سالماً, وأدخلني الجنة غانماً. وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي, حدثنا أسباط عن عبد الملك عن عبيد الله عن مجاهد قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل يقال له أبو راشد وهو نافع بن الأزرق, فقال له: ياابن عباس أرأيت قول الله: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتماً مقضياً}؟ قال: أما أنا وأنت ياأبا راشد فسنردها, فانظر هل نصدر عنها أم لا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: أخبرني عبد الله بن السائب عمن سمع ابن عباس يقرؤها {وإن منهم إلا واردها} يعني الكفار, وهكذا روى عمر بن الوليد الشنّي أنه سمع عكرمة يقرؤها كذلك {وإن منهم إلا واردها} قال وهم الظلمة كذلك كنا نقرؤها, رواه ابن أبي حاتم وابن جرير, وقال العوفي عن ابن عباس: قوله: {وإن منكم إلا واردها} يعني البر والفاجر, ألا تسمع إلى قول الله لفرعون: {يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار} الاَية, {ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً} فسمى الورود على النار دخولاً وليس بصادر.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل عن السدي, عن مرة عن عبد الله هو ابن مسعود {وإن منكم إلا واردها} قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يرد الناس كلهم ثم يصدرون عنها بأعمالهم» ورواه الترمذي عن عبد بن حميد عن عبيد الله عن إسرائيل عن السدي به. ورواه من طريق شعبة عن السدي عن مرة عن ابن مسعود موقوفاً, هكذا وقع هذا الحديث ههنا مرفوعاً. وقد رواه أسباط عن السدي عن مرة عن عبد الله بن مسعود قال: يرد الناس جميعاً الصراط, وورودهم قيامهم حول النار, ثم يصدرون عن الصراط بأعمالهم, فمنهم من يمر مثل البرق, ومنهم من يمر مثل الريح, ومنهم من يمر مثل الطير, ومنهم من يمر كأجود الخيل, ومنهم من يمر كأجود الإبل, ومنهم من يمر كعدو الرجل حتى إن آخرهم مرّاً رجل نوره على موضع إبهامي قدميه, يمر فيتكفأ به الصراط, والصراط دحض مزلة عليه حسك كحسك القتاد, حافتاه ملائكة معهم كلاليب من نار يختطفون بها الناس. وذكر تمام الحديث رواه ابن أبي حاتم.
وقال ابن جرير: حدثنا خلاد بن أسلم, حدثنا النضر, حدثنا إسرائيل, أخبرنا ابو إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قوله: {وإن منكم إلا واردها} قال: الصراط على جهنم مثل حد السيف, فتمر الطبقة الأولى كالبرق, والثانية كالريح, والثالثة كأجود الخيل, والرابعة كأجود البهائم. ثم يمرون والملائكة يقولون: اللهم سلم سلم, ولهذا شواهد في الصحيحين وغيرهما من رواية أنس وأبي سعيد وأبي هريرة وجابر وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم. وقال ابن جرير: حدثني يعقوب, حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن غنيم بن قيس قال: ذكروا ورود النار, فقال كعب: تمسك النار الناس كأنها متن إهالة حتى يستوي عليها أقدام الخلائق: برهم وفاجرهم, ثم يناديها مناد: أن أمسكي أصحابك ودعي أصحابي, قال فتخسف بكل ولي لها, وهي أعلم بهم من الرجل بولده, ويخرج المؤمنون ندية ثيابهم. قال كعب: ما بين منكبي الخازن من خزنتها مسيرة سنة, مع كل واحد منهم عمود ذو شعبتين, يدفع به الدفع فيصرع به في النار سبعمائة ألف.
وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو معاوية, حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر, عن أم مبشر عن حفصة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأرجو أن لا يدخل النار إن شاء الله أحد شهد بدراً والحديبية» قالت: فقلت أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها} قالت: فسمعته يقول {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً}. وقال أحمد أيضاً: حدثنا ابن إدريس, حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر, عن أم مبشر امرأة زيد بن حارثة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فقال: «لا يدخل النار أحد شهد بدراً والحديبية» قالت حفصة: أليس الله يقول {وإن منكم إلا واردها}؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ثم ننجي الذين اتقوا} الاَية, وفي الصحيحين من حديث الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد تمسه النار إلا تحلة القسم».
وقال عبد الرزاق قال معمر أخبرني الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من مات له ثلاثة لم تمسه النار إلا تحلّة القسم» يعني الورود, وقال أبو داود الطيالسي حدثنا زمعة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم» قال الزهري كأنه يريد هذه الاَية {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا}. وقال ابن جرير حدثني عمران بن بكار الكلاعي حدثنا أبو المغيرة حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم حدثنا إسماعيل بن عبيد الله عن أبي صالح
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود رجلاً من أصحابه وعك وأنا معه ثم قال «إن الله تعالى يقول: هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن لتكون حظه من النار في الاَخرة» غريب ولم يخرجوه من هذا الوجه.
وحدثنا أبو كريب, حدثنا ابن يمان عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: الحمى حظ كل مؤمن من النار ثم قرأ {وإن منكم إلا واردها}. وقال الإمام أحمد: حدثنا حسن, حدثنا ابن لهيعة, حدثنا زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات, بنى الله له قصراً في الجنة» فقال عمر: إذاً نستكثر يارسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الله أكثر وأطيب» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ ألف آية في سبيل الله كتب يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين, وحسن أولئك رفيقاً إن شاء الله, ومن حرس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعاً لا بأجر سلطان لم ير النار بعينيه إلا تحلة القسم». قال تعالى: {وإن منكم إلا واردها} وإن الذكر في سبيل الله يضاعف فوق النفقة بسبعمائة ضعف. وفي رواية بسبعمائة ألف ضعف.
وروى أبو داود عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن يحيى بن أيوب, كلاهما عن زبان عن سهل عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الصلاة والصيام والذكر يضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف» وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قوله: {وإن منكم إلا واردها} قال: هو الممر عليها. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم في قوله: {وإن منكم إلا واردها} قال: ورود المسلمين المرور على الجسر بين ظهرانيها وورود المشركين أن يدخلوها, وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الزالون والزالات يومئذ كثير وقد أحاط بالجسر يومئذ سماطان من الملائكة دعاؤهم يا ألله سلم سلم» وقال السدي عن مرة عن ابن مسعود في قوله {كان على ربك حتماً مقضياً} قال: قسماً واجباً. وقال مجاهد: حتماً, قال قضاء, وكذا قال ابن جريج.
وقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا} أي إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم, نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم, فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا, ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين, فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقاً كثيراً قد أكلتهم النار إلا دارات وجوههم وهي مواضع السجود, وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان, فيخرجون أولاً من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان, ثم الذي يليه, ثم الذي يليه, ثم الذي يليه, حتى يخرجون من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان, ثم يخرج الله من النار من قال يوماً من الدهر: لا إله إلا الله وإن لم يعمل خيراً قط, ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولهذا قال تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثياً}. ا هـ.
وقال سماحة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
هذه الآية الكريمة فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي قوله عز وجل: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا -يعني النار-كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا*ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا) (71 - 72) سورة مريم. فسرها النبي بأن الورود المرور والعرض، هذا هو الورود، يعني مرور المسلمين عليها إلى الجنة، ولا يضرهم ذلك، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجواد الخيل والركاب. تجري بهم أعمالهم، ولا يدخلون النار، المؤمن لا يدخل النار، بل يمر مرور لا يضره ذلك، فالصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الناس، وقد يسقط بعض الناس؛ لشدة معاصيه وكثرة معاصيه، فيعاقب بقدر معاصيه، ثم يخرجه الله من النار إذا كان موحداً مؤمنا، وأما الكفار فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، ويحشرون إليها نعوذ بالله من ذلك، لكن بعض العصاة الذين لم يعفو الله عنهم قد يسقط بمعاصيه التي مات عليها، لم يتب كالزنا، وشرب المسكر، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، وأشباه ذلك من المعاصي الكبيرة، صاحبها تحت مشيئة
(يُتْبَعُ)
(/)
الله كما قال الله سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) (48) سورة النساء. وهو سبحانه لا يغفر الشرك لمن مات عليه، ولكنه يغفر ما دون ذلك من المعاصي لمن يشاء -سبحانه وتعالى-. وبعض أهل المعاصي لا يغفر لهم يدخل النار، كما تواترت في ذلك الأحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الكثيرة أن بعض العصاة يدخلون النار ويقيم فيها ما شاء الله، فقد تطول إقامته؛ لكثرة معاصيه التي لم يتب منها، وقد تقل ويشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للعصاة عدة شفاعات يحد الله له حداً، فيخرجهم من النار فضلاً منه -سبحانه وتعالى- عليهم؛ لأنهم ماتوا على التوحيد والإسلام، لكن لهم معاصي لم يتوبوا منها، وهكذا تشفع الملائكة، يشفع المؤمنون، يشفع الأفراط، ويبقى أناس في النار من العصاة لا يخرجون بالشفاعة، فيخرجهم الله -جل وعلا- فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، يخرجهم من النار بفضله؛ لأنهم ماتوا على التوحيد، ماتوا على الإسلام، لكن لهم معاصي ماتوا عليها لم يتوبوا فعذبوا من أجلها، ثم بعد مضي المدة التي كتبها الله عليهم وبعد تطهيرهم بالنار يخرجهم الله من النار إلى الجنة فضلاً منه -سبحانه وتعالى-، وبما ذكرنا يتضح معنى الورود وأن قوله -سبحانه وتعالى- وإن منكم إلا واردها. يعني المرور فقط لأهل الإيمان، وأن بعض العصاة قد يسقط في النار، ولهذا في الحديث: (فناج مسلم ومكدس في النار). فالمؤمن السليم ينجو وبعض العصاة كذلك، وبعض العصاة قد يخر، ويسقط. ا هـ.
ذكر الطبري فيما يرويه عن ابن عباس رضي الله عنهما، قوله: {وإن منكم إلا واردها}، قال: يدخلها. ومثل ذلك روي عن ابن مسعود، قوله: {وإن منكم إلا واردها}، قال: داخلها.
ويشهد لهذا التفسير للآية، ما حدَّث به جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وقد اختلف في مجلسه حول معنى (الورود)، فمن قائل: لا يدخل النار مؤمن؛ ومن قائل: يدخلها المؤمن وغير المؤمن، فوضع جابر رضي الله عنه أصبعيه على أذنيه، وقال: ( ... صُمَّتا! إن لم أكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الورود): الدخول؛ لا يبقي بر ولا فاجر إلا دخلها؛ فتكون على المؤمن بردًا وسلامًا، كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجًا من بردهم، ثم ينجي الله الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا. رواه أحمد وغيره، قال ابن كثير: حديث غريب؛ وقال الشنقيطي: إسناده لا يقل عن درجة الحسن.
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها}: قال: (يدخلونها، أو يلجونها، ثم يصدرون منها بأعمالهم)، رواه أحمد.
وقد أجاب القائلون: إن (الورود) هو (الدخول) على قوله تعالى: {أولئك عنها مبعدون}، بأنهم مبعدون عن عذابها وألمها، فلا ينافي ذلك ورودهم إياها، من غير شعورهم بألم ولا حر منها، كما حدث مع إبراهيم الخليل عليه السلام؛ واستدلوا لهذا بحديث جابر رضي الله عنه المتقدم.
وذكر الشيخ الشنقيطي في تفسيره، أنه قد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه، و الحسن البصري، و قتادة، أنهم فسروا (الورود) في الآية بـ (المرور).
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن الخطاب في الآية خاص بالكافرين ولا يشمل المؤمنين؛ ودليل من قال بهذا، أن السياق الذي وردت فيه الآية وارد في أهل النار، والحديث عنهم دون غيرهم، وإذا كان الأمر كذلك، كان الأنسب - بحسب رأي هذا الفريق - حمل الآية على الكافرين دون المؤمنين؛ لأن حمل الآية على أنها خطاب للمؤمنين والكافرين في آن معًا - كما يقول ابن عاشور - " معنى ثقيل ينبو عنه السياق، إذ لا مناسبة بينه وبين سياق الآيات السابقة؛ ولأن فضل الله على المؤمنين بالجنة وتشريفهم بالمنازل الرفيعة، ينافي أن يسوقهم مع المشركين مساقًا واحدًا "؛ لكن، يجاب على من استدل بالسياق، بالسياق نفسه، حيث جاء فيه ما يفيد نجاة المؤمنين من هذا (الورود)، وذلك في قوله تعالى: {ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا}.
وقد تقدم أن الذي عليه أكثر أهل التفسير، أن الآية عامة في المؤمنين وغير المؤمنين، لكن الخلاف وقع بينهم في تفسير هذا (الورود) هل هو دخول إلى النار، أم هو مرور على جسر منصوب عليها، أم هو اقتراب منها؛ وكل هذه المعاني يحتملها معنى (الورود)، وعلى ضوئها يمكن فهم الآيتين الكريمتين والجمع بينهما، ويزول ما يبدو بينهما من تعارض.
فما القول الراجح في المسألة؟
وما رأي مشايخنا؟
وهل تصح الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما بأن الورود هو الدخول؟
وما أصاب ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية بالآيات الأخرى التي ذكرها عنه ابن كثير رحمه الله؟
ـ[شمس الدين]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:39 ص]ـ
وقد سُئل فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق حفظه الله عن الجمع بين هذه الآية وحديث السبعين ألفاً، وهذه إجابته:
السؤال:
كيف نوفق بين قول الله تبارك وتعالى: {وإن منكم إلا واردها}، وبين السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟
المفتي:
عبدالرحمن بن عبدالخالق اليوسف.
الجواب:
لا يوجد خلاف، لأن حتى السبعين ألف سيمرون على النار ويعبرون الجسر، الكل لا بد أن يعبر الجسر، والمؤمن ينجيه الله سبحانه وتعالى، ومنهم من ينجيه الله بدون أن يقع في النار وآخر يُكدس على رأسه.
وتفسير ابن مسعود رضي الله تعالى عنه لمعنى الورود هو: " {واردها} هو المرور على الصراط"، وتفسير ابن عباس رضي الله عنه هو: "يدخلوها ثم ينجي الله سبحانه وتعالى المؤمن".
ونقول: أن المرور على الصراط هو دخول للنار، لأنه يعبر فوقها.(/)
سؤال في التفسير ... للشيخين الفاضلين الشهري والطيار ..
ـ[ولد أهله]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:35 ص]ـ
السلام عليكم ..
ــ هل لتفسير الطبري مختصر .. ماهو أفضلها .. ؟
ــ ماهو أفضل كتاب في التفسير سهل الاسلوب مبينا الأقوال فيه بالترتيب باسلوب عصري .. ؟ لاني قرأت قليلا في بعض التفاسير كابن كثير ورأيت أنه غير مرتب للأقوال وأحاديث كثيرة بالأسانيد ..
بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:10 ص]ـ
أفضل مختصر لتفسير الطبري؛ مختصر الدكتور بشار عواد معروف.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم ..
ــ ماهو أفضل كتاب في التفسير سهل الاسلوب مبينا الأقوال فيه بالترتيب باسلوب عصري .. ؟ لاني قرأت قليلا في بعض التفاسير كابن كثير ورأيت أنه غير مرتب للأقوال وأحاديث كثيرة بالأسانيد ..
بارك الله فيكم
تفسير (زاد المسير في التفسير) لابن الجوزي يناسبك فيما سألت عنه من حيث العناية بترتيب أقوال المفسرين. بأسلوب سهل ميسور، ولا أدري بالضبط ماذا تقصد بقولك (بأسلوب عصري). وأسلوب ابن الجوزي ليس صعباً على مثلك إن شاء الله.
وأنصحك بالاطلاع على هذا التفسير والإفادة منه إن أمكنك ذلك وهو على هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=58392
ـ[ولد أهله]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:38 م]ـ
جزاكما الله خيرا ..
أقصد ياشيخ عبدالرحمن بقولي (اسلوب عصري) أي مرتب بحيث لايشتت المسألة في أكثر من موضع .. فتجد معاني الكلمات ثم الفوائد ثم الأحكام ..(/)
أفيدوني جزاكم الله خير (اول الاية التجارة سبقت اللهو وآخرالاية اللهو سبق التجارة)
ـ[سلطان بن هادي]ــــــــ[13 Sep 2008, 04:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
ذكر الله في أول الاية (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً) وفي نهاية الاية (قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ)
السؤال
في اول الاية التجارة سبقت اللهو وفي نهاية الاية اللهو سبق التجارة
أفيدوني جزاكم الله خير
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[13 Sep 2008, 04:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
ذكر الله في أول الاية (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً) وفي نهاية الاية (قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ)
السؤال
في اول الاية التجارة سبقة الهوا وفي نهاية الاية اللهو سبق التجارة
أفيدوني جزاكم الله خير
أما تقديم التجارة على اللهو؛ فلأن خروجهم كان لمعاينة ما قدمت به القوافل من أنواع التجارات_ والتجارة هي المقصد الأهم
_ واللهو كان تبعا وهو على ماذكر ما استقبلوا به القوافل من ضرب الدفوف فرحا بمقدمها ..........
أما تقديم اللهو في أخر الأية فلأن اللهو في غالبه لاخير فيه بخلاف التجارة ففيها منفعة وخير ............... واللله أعلم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:57 ص]ـ
سئل الدكتور / فاضل السامرائي وإليكم السؤال مع إجابته (وهذه أول مشاركة لي):
ما اللمسة البيانية في قوله تعالى في سورة الجمعة (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ {11})؟
هذه الآية نزلت بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب بعد صلاة الجمعة فجاءت العير بتجارة وكانت سنة شديدة فانفضّ الناس بسبب التجارة وليس بسبب اللهو لأنه كان هناك غلاء في الأسعار فعندما نودي أن القافلة وصلت انفضّ الناس عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قدّم التجارة في أول الآية (وإذا رأوا تجارة). ثم في نهاية الآية قدّم تعالى اللهو على التجارة لأنه ليس كل الناس ينشغلون بالتجارة عن الصلاة فكثير ينشغلون باللهو وما عند الله تعالى خيرٌ من اللهو ومن التجارة لذا قدّم اللهو على التجارة.
وقوله تعالى (والله خير الرازقين) لأن التجارة مظنّة الرزق فوضع التجارة بجانب قوله تعالى (والله خير الرازقين) فليس لائقاً ولا مناسباً أن يقول تعالى (الله خير الرازقين) بجانب اللهو وفي اللغة عادة تترقّى من الأدنى إلى الأعلى فذكر الأدنى (اللهو) ثم الأعلى (التجارة).
وهناك أمر آخر وهو تكرار (من) في قوله تعالى (من اللهو ومن التجارة) لأنه لو قال (من اللهو والتجارة) لأفاد أن الخيرية لا تكون إلا باجتماعهما أي اللهو والتجارة أما قوله تعالى (من اللهو ومن التجارة) فهي تفيد أن الخيرية من اللهو على جهة الإستقلال ومن التجارة على جهة الإستقلال أيضاً فإن اجتمعا زاد الأمر سوءاً.
ـ[سلطان بن هادي]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:29 ص]ـ
أسال الله أن يوفقكم ويزيدكم علما وفقها في الدين(/)
صدر حديثاً (نقد الصحابة والتابعين للتفسير) لعبدالسلام الجار الله (رسالة دكتوراه)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن سلسلة الرسائل الجامعية التي شاركت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في نشرها صدرت رسالة بعنوان:
نقد الصحابة والتابعين للتفسير: دراسة نظرية تطبيقية
للباحث د. عبدالسلام بن صالح الجار الله
الأستاذ المساعد بكلية المعلمين بالرياض.
http://www.tafsir.net/images/nagd.jpg
وقد صدرت الطبعة الأولى 1429هـ عن دار التدمرية بالرياض.(/)
والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك، سؤال.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:33 ص]ـ
في الآية الكريمة (والذين يؤمنون بما أنزل إليك وماأنزل من قبلك)، الإيمان بالكتب السابقة هل يدخل فيه مالم ُينسخ عندنا لكنه موجود عندهم-قبل التحريف-ولم ُيذكر في القرآن. وهل من حكمة في إيماننا بتلك الكتب مادام القرآن ناسخا.وهل صحف إبراهيم موجودةالآن. وهل هناك كتب منزلة على الرسل صلى الله عليهم وسلم غير التوراة والإنجيل والزبوروصحف إبراهيم والقرآن.
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:02 ص]ـ
نحن يا أختي الكريمة مكلفون بالإيمان بكتب الله السابقة ولسنا مكلفين بالنظر فيها أو قراءتها أو البحث عنها أو أخذ الأحكام والتشريعات منها، خاصةً وأنه اعتراها التحريف، ولم يبق محفوظاً إلا القرآن الكريم؛ قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: أما ما كان من الأديان السماوية السابقة سليم من التغيير والتبديل فقد نسخه الله ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنزاله القرآن الكريم، فإن الله سبحانه أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة ونسخ بشريعته سائر الشرائع، وجعل كتابه الكريم مهيمناً على سائر الكتب السماوية.
وقال سماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْه) (المائدة: الآية48) أي (حاكماً عليه) وعلى هذا فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صح منها وأقره القرآن.
والإيمان بكتب الله التي أنزلها على أنبيائه يثمر ثمرات جليلة منها:
الأولى: العلم بعناية الله تعالى بعباده حيث أنزل لكل قوم كتاباً يهديهم به.
الثانية: العلم بحكمة الله تعالى في شرعه حيث شرع لكل قوم ما يناسب أحوالهم. كما قال الله تعالى:) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً) (المائدة: الآية48)
ويتضمن الإيمان بكتب الله ما يلي:
1 - الإيمان بأنها أنزلت من عند الله حقَّاً.
2 - الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه كالقرآن الذي نُزِّل على محمد صلى الله عليه وسلم والتوراة التي أُنزلت على موسى عليه السلام والإنجيل الذي نزل على عيسى -عليه السلام - والزبور الذي أوتيه داود عليه السلام.
وأما ما لم نعلمه من الكتب المنزلة فنؤمن به إجمالاً.
3 - تصديق ما صح من أخبارها، كأخبار القرآن، وأخبار ما لم يبدل، أو يحرف من الكتب السابقة.
4 - العمل بما لم ينسخ منها إذا صح وأقره القرآن الكريم، والرضا، والتسليم به، سواء فهمنا حكمته أم لم نفهمها.
أهمية الإيمان بالكتب:
الإيمان بالكتب أصل من أصول العقيدة، وركن من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بالكتب التي أنزلها الله على رسله -عليهم السلام-.
كما أخبر-سبحانه- أن الرسول"والمؤمنون آمنوا بما أنزل من عند الله من كتب، قال_تعالى [آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ] (البقرة: 285).
ومما يدل على أهميته أن الله أمر المؤمنين بأن يؤمنوا بما أنزله كما في قوله تعالى: [قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ] (البقرة: 136).
كذلك من أنكر شيئاً مما أنزل الله فهو كافر كما قال تعالى: [وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً] (النساء:136).
وقال عليه الصلاة والسلام كما في حديث جبريل المشهور عندما سأله عن الإيمان قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله).
الغاية من إنزال الكتب السماوية:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنزلت الكتب السماوية كلُّها لغايةٍ واحدةٍ، وهدف واحد وهو أن يُعْبَدَ الله وحده لا شريك له، ولتكون منهج حياة للبشر الذين يعيشون في هذه الأرض، تقودهم بما فيها من هداية إلى كل خير، ولتكون روحاً ونوراً تحيي نفوسهم، وتكشف ظلماتها، وتنير لهم دروب الحياة كلها.
منزلة القرآن الكريم من الكتب السماوية السابقة:
القرآن آخر الكتب السماوية وهو خاتمها، وهو أطولها، وأشملها، وهو الحاكم عليها.
قال الله تعالى: [وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ] (المائدة: 48).
وقال تعالى: [وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (يونس: 37).
وقال: [مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ] (يوسف: 111).
قال أهل التفسير في قوله تعالى [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ]: مهيمناً وشاهداً على ما قبله من الكتب، ومصدقاً لها؛ يعني يصدق ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف، وتبديل، وتغيير، ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير.
ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة ممن لم ينقلب على عقبيه كما قال تبارك وتعالى: [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ] (القصص:52، 53).
فالقرآن هو رسالة الله لجميع الخلق، وقد تكفل سبحانه [إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] (الحجر: 9).
ولا يقبل الله من أحد ديناً إلا ما جاء في هذا القرآن العظيم.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في قوله تعالى: [وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ]: أي مشتملاً على ما اشتملت عليه الكتب السابقة وزيادة في المطالب الإلهية، والأخلاق النفسية؛ فهو الكتاب الذي يتبع كل حق جاءت به الكتب، فأمر به، وحث عليه، وأكثر من الطرق الموصلة إليه.
وهو الكتاب الذي فيه نبأ السابقين واللاحقين، وهو الكتاب الذي فيه الحكم والحكمة، والأحكام الذي عرضت عليه الكتب السابقة، فما شهد له بالصدق فهو المقبول، وما شهد له بالرد فهو مردود قد دخله التحريف والتبديل، وإلا لو كان من عند الله لم يخالفه. (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لابن سعدي 1/ 490.)
{وغضب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى مع عمر صحيفة فيها شيء من التوراة وقال: أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ ألم آت بها بيضاء نقية؟ لو كان أخي موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي}.
أرفقت لك ملف عبارة عن كتاب للشيخ محمد الحمد بعنوان (الإيمان بالكتب)، ومعظم هذا الجواب مستقى منه.
وهنا رابط لكلام نفيس لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله في الموضوع. ( http://www.binbaz.org.sa/mat/8336) وفقك الله وبارك فيك.(/)
ما معتمد السيوطى فى الترجيح بين الآراء فى كتابه الإتقان.؟
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[13 Sep 2008, 01:16 م]ـ
سؤالى هو:ما معتمد السيوطى فى الترجيح بين الآراء فى كتابه الإتقان.؟ ............... وماهى مظاهر أو صور النقدعند السيوطى فى كتابه هذا؟ بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا عن الأسلام والمسلمين
ـ[بوعلام]ــــــــ[13 Sep 2008, 05:09 م]ـ
هل كتاب الاتقان افضل للمبتدئين شكرا
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:59 ص]ـ
لاأرى أن كتاب الإتقان يصلح بالمبتدئين لكن هناك كتب معاصرة تفيدهم وتعينهم للدخول فى هذا العلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:40 ص]ـ
يا أخانا مصطفى نفعك الله بالعلم أنت وأهل الملقى جميعا، ولعلك لا يخفى عليك جوابي على سؤالك من حيث أن الإتقان ليس كتابا من كتب التفسير ليكون السؤال بالصيغة المطروحة، وعلى هذا يمكنك أن تدرس ما يلزمك تماما مما هو خلف هذا السؤال المطروح ثم تصيغة بعد ذلك والله يوفقنا وإياك ومرحبا بك ياابن الجماهيرية في الملتقى، وقد سُددت في أن الإتقان ليس للكل بل للمتخصصين فحسب من أهل العلم والله ولي التوفيق.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:20 ص]ـ
أخي مصطفى ..
كتاب الإتقان يعتمد كثيراً على كتاب البرهان للزركشي، وينقل عنه بالنص في مواضع، وقد ذكر السيوطي في بداية كتابه المصادر التي اعتمدها في كتابه.
وقد قارن الدكتور حازم حيدر في كتابه علوم القرآن بين الإتقان والبرهان، بين الكتابين مقارنة نافعة يمكنك مراجعته ..
وللسيوطي نفس في كتبه فهو يرجح أحياناً وينظم ويرتب ويضيف.
وأما كونه يصلح للمبتدئ فلا أرى ذلك، بل ابدأ بكتاب مختصر في أصول التفسير وعلوم القرآن، والكتب في ذلك كثيرة ..
وفقك الله(/)
طلب (أين أجد كتاب الوقف والإبتداء لابن سعدان النحوي الكوفي؟)
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[13 Sep 2008, 02:43 م]ـ
أين أجد كتاب الوقف والإبتداء لابن سعدان النحوي الكوفي؟
ولكم مني عبق الثناء وشذاه.
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 Sep 2008, 11:51 م]ـ
هذا عمل ليس لي فيه إلا النقل من الكاتب أبي محمد المطيري من ملتقى أهل الحديث:
بسم الله الرَّحمَن الرَّحِيم
طبع كتاب من أقدم كتب الوقف و الابتداء للإمام أبي جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير المقرئ، (ت: 231هـ). قرأ على سليم واليزيدي و إسحاق المسيبي وحدث عن أبي معاوية و ابن إدريس الأودي و طائفة. ومن حَّدث عنه عبد الله بن الإمام أحمد. وثقه الخطيب البغدادي وغيره. ونقله لذهبي رحمه الله.
وفي كتابه فوائد في الحديث و النحو فإنه من أقران أحمد و ابن المديني في السن. وغالب معرفته فبالنحو و علوم القرآن. ترجمته: في طبقات النحويين واللغويين: 139 و الفهرست:359 و تاريخ بغداد: 5/ 324 و معجم الأدباء: 18/ 201 - 202 و طبقات القراء للذهبي: 1/ 431 و غاية النهاية 2/ 143.
وهذه صورة إفادة طبعه نقلا عن موقع ثمرات المطابع.
الوقف والابتداء في كتاب الله عزوجل
تأليف: محمد بن سعدان الكوفي الضرير (161 - 231هـ)
تحقيق: محمد خليل الزروق
مراجعة: عزالدين بن زغيبة
النسخ المعتمدة في التحقيق: اسم الناسخ: يوسف بن إسماعيل بن محمد الشافعي الصرخدي تاريخ النسخ: لم يذكر. نوع الخط وصفته: نسخ واضح كبير، خال من الضبط ومن الهمز، وأكثره منقوط، وأسماء السور في الكتاب الأول، والعناوين والفصول ونحوها بالحمرة. مقاس الورقة: 13×17.5 مقاس النص: 8.5×13.5 عدد الأوراق: 115ورقة معدل عدد الأسطر في الصفحة:17 سطراً معدل عدد الكلمات في السطر: 9 كلمات ملاحظات: النسخة فيها سقط وتحريفات كثيرة مصدره: مكتبة جامعة قاريونس ببنغازي في ليبيا رقمه: 1507 ضمن مجموع يتضمن ستة كتب جاء كتابنا هذا ثانيها
الناشر: مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث - دبي - الإمارات العربية المتحدة
رقم الطبعة: الأولى
تاريخ الطبعة: 31/ 12/2002
تنبيه:
الوقف والابتداء: لمحمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان، (ت:231 هـ) المقرئ الكوفي النحوي. هو نفسه محمد بن سعدان و أخطأ صاحب معجم المؤلفين: 3/ 39 فكرره ظنا أنهما مختلفين، تقليدا لصاحب هدية العارفين 2/ 12 وإيضاح المكنون 2/ 321 ثم قلده كل من كتب فيما أعلم من المعاصرين في المصنفات في الوقف و الابتداء حتى أنهم في الفهرس الشامل لتراث العربي والإسلامي إصدار المجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية -مخطوطات التجويد - ص 201 (23) و في كشاف المؤلفين فيه ص222 قلدوه أيضا في التفريق بينهما؟؟. و إنما قلت أنه هو الذي قبله لاتفاقهما في الوفاة والاسم، وكونهما كوفيين ولأن الذين ترجموه ذكروا أن لابن سعدان الضرير الكوفي كتابا في القراءات ومختصرا في النحو وكذلك ذكر صاحب إيضاح المكنون وهدية العارفين اسماعيل باشا لهذا كتابا في القراءات ومختصرا في النحو، وعليه فلا وجه لتكرير صاحب معجم المؤلفين للترجمة المذكور في محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدان؟ فذلك من أوهامه، و كان الصحيح أن يقتصر على ترجمته في محمد بن سعدان كما صنع الأئمة في ترجمتهم له، ثم ينبه على ما في هدية العارفين من الوهم.
و معلوم أن صاحب هدية العارفين لتأخره لا يمكن أن يستقل بترجمة مثل هذا العالم المتقدم بحيث لا توجد في مظانها عند غيره، فلا شك أنه وهم في زيادة اسم والده، فقلده صاحب معجم المؤلفين في ذلك.
ثم قلدهم من قلدهم و الله المستعان.
ورجائي من الإخوة الذين لديهم حصلوا على الكتاب أن يبينوا لنا ماذا قال محقق الكتاب في هذه النقطة و إذا كان هناك ما يستحق التنبيه فليذكروه مشكورين فالكتاب لم أره بعد.
(وفي الفهرس الشامل لتراث العربي والإسلامي لإصدار المجمع الملكي الأردني لبحوث الحضارة الإسلامية -مخطوطات التجويد - ص 201 (23) أنه النسخة الموجودة في ليبيا تعود لسنة 790هـ، وهي التي طبع عليها الكتاب).
إذا تكرمتم
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتك أخي الكريم عبد الله.
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:19 م]ـ
قال محقق الكتاب:
أصله وترجمة أبيه:
وأبوه، فيما يظهر، سعدان بن المبارك، وليس هذا في ترجمته ولا ترجمة سعدان فيما رأيت، ولكن ابنه يُنسب: إبراهيم بن محمد بن سعدان بن المبارك، ترجمه النديم بقوله: جمّاعة للكتب، صحيح الخط، صادق الرواية، وله من الكتب: كتاب الخيل، رأيته لطيف، كتاب حروف القرآن، " ثم تصحف الكلام إذ فيه: ولابنه محمد بن سعدان كتاب القراءات " والصواب: " لأبيه " وهو في معجم الأدباء على الصواب؛ نقل ترجمة الفهرست بكلام مختلف، وقال: " وأبوه: محمد بن سعدان المكفوف، أحد أعيان العلم من القراء " وزاد القفطي في ترجمة إبراهيم:" جمع بين المذهبين في النحو " وسعدان بن المبارك الضرير أيضاً، يكنى ابا عثمان، وصفه صاحب الفهرست بأنه من علماء الكوفيين ورواتهم، وروى عن أبي عبيدة من البصريين ومما روى عنه كتاب النقائض.
وذكر ياقوت عن المرزباني أن لسعدان ابناً يسمى إبراهيم روى عن أبيه النقائض، ورواها عنه أبو سعيد السكري، ولا أدري ألسعدان ابن يسمى إبراهيم حقاً - وإذا كان فهو أخ لصاحبنا محمد بن سعدان - أم اشتبه أمر إبراهيم بن محمد بن سعدان، فظُن ابناً لسعدان؟؟ وكتاب النقائض المطبوع رواية السكري عن محمد بن حبيب عن أبي عبيدة.
ولهذا الذي في الفهرست ومعجم الأدباء ما ترى من التخليط في ذيل كشف الظنون.اهـ
الجكني:
هذا ماذكره محقق الكتاب بالحرف.:9 - 10(/)
أرجو توضيح المسألة لو سمحتم،،،
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[13 Sep 2008, 08:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
استمعت لبرنامج (بينات) ولفت نظري أمر هام كنت أبحث عن الإجابة عنه ألا وهو:
العدول من الرفع إلى النصب او العكس في بعض المواطن في القرآن الكريم والآية التي تطرقتم لها (والصابرين في البأساء والضراء)،،،
أرجو الإدلاء بما لديكم جميعاً بشأن هذا المبحث الهام فوالله نحن في شغف لتعلم هذا العلم والتفصيل في ذلك،،،
أيضاً أريد أن استفسر عن علاقة النحو بالآيات وتفسيرها،،،
شكر الله لكم،،،(/)
ضرب الله مثلاً أخوف مايكون لطالب العلم وهو ......
ـ[هبة المنان]ــــــــ[13 Sep 2008, 09:47 م]ـ
قال تعالى في سورة الأعراف آية (175_176):_
"" واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين *
ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل
عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم
يتفكرون ""
يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:" واتل عليه نبأ الذي ءآتيناه آياتنا " أي:
علمناه علم كتاب الله، فصار العالم الكبير، والحبر النحرير، "فانسلخ منها فأتبعه
الشيطان " أي: انسلخ من الاتصاف الحقيقي بالعلم بآيات الله، فإن العلم بذلك يصير
صاحبه متصفاً بمكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويرقى إلى أعلى الدرجات، وأرفع
المقامات، فترك هذا كتاب الله وراء ظهره، ونبذ الأخلاق التي يأمر بها الكتاب،
وخلعها كما يخلع اللباس.
فلما انسلخ منها أتبعه الشيطان،أي: تسلط عليه، حين خرج من الحصن الحصين،
وصار إلى أسفل سافلين، فأزه إلى المعاصي أزاً "فكان من الغاوين " بعد أن كان من
الراشدين المرشدين، وهذا لأن الله خذله ووكله إلى نفسه، فلهذا قال تعالى:" ولو
شئنا لرفعناه بها " بأن نوفقه للعمل بها، فيرتفع في الدنيا والآخرة، فيحصن من
أعدائه ... "ولكنه " فعل مايقتضي الخذلان، فأخلد إلى الأرض، أي: إلى الشهوات
السفلية، والمقاصد الدنيوية، "واتبع هواه " وترك طاعة مولاه، "فمثله" في شدة
حرصه على الدنيا، وانقطاع قلبه إليها " كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أوتتركه
يلهث " أي: لايزال لاهثاً في كل حال، وهذا لايزال حريصاً حرصاً قاطعاً قلبه، لايسد
فاقته شيء من الدنيا ...
"ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا " بعد أن ساقها الله إليهم، فلم ينقادوا لها، بل
كذبوا بها، وردوها لهوانهم على الله، واتباعهم لأهوائهم بغير هدى من الله ..
"فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " في ضرب الأمثال، وفي العبر والآيات، فإذا
تفكروا عملوا، وإذا علموا عملوا ..
قال الشيخ _ رحمه الله _:
وفي هذه الآيات الترغيب في العمل بالعلم، وأن ذلك رفعة لصاحبه من الله، وعصمة
من الشيطان، والترهيب من عدم العمل به، وأنه نزول إلى أسفل سافلين، وتسليط
للشيطان عليه، وفيه اتباع الهوى وإخلاد العبد إلى الشهوات، يكون سبباً للخذلان ...
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي _رحمه الله -
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:50 ص]ـ
جعلنى الله واياك من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه
جزاك الله خيرا
ـ[ديني يقيني]ــــــــ[27 Sep 2008, 08:09 ص]ـ
اللهم اصلح قلوبنا وطهرها
وارزقنا العلم النافع والعمل به
وثبتنا يارب العالمين
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[27 Sep 2008, 09:18 ص]ـ
اللهم اصلح قلوبنا وطهرها
وارزقنا العلم النافع والعمل به
وثبتنا يارب العالمين
آمين آمين(/)
ما علاقة رائحة عرق الرسول صلى الله عليه وسلم بالعصمة؟ إشكال في برنامج بينات
ـ[هبة المنان]ــــــــ[13 Sep 2008, 10:05 م]ـ
أشكل علي أحسن الله إليكم في برنامج "بينات " في إحدى الحلقات ذكرتم قواعد في
عصمة الأنبياء، ذكرتم أنهم_ صلوات الله عليهم_ معصومون من الجانب النبوي، أما
الجانب البشري فلانثبت لهم إلا ماأثبته الله لهم، وضربتم مثال_ بارك الله فيكم _ أن
رائحة عرق النبي عليه السلام مثل رائحة المسك ...
لم أفهم مالرابط بين هذا المثل وبين العصمة المذكورة، وأرجو التوضيح أكثر بارك الله
فيكم.
مع العلم أن المتحدث بهذا كان هو الشيخ ـ مساعد الطيار _حفظه الله _
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:49 ص]ـ
رائحة عرقه عليه الصلاة والسلام لا علاقة له بالعصمة، وإنما كان المراد التنبيه على أنه لا يُثبَتُ للنبي صلى الله عليه وسلم من الكمال البشري ما لم يثبت له بالنصِّ.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[14 Sep 2008, 09:26 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:31 ص]ـ
للحق أقول والله يعصك من الناس أي يحميك ومن وقتها ألغى النبي الحراسة مما يؤكد صحة فقه الآي
ومحمد في كتاب الله لم يوبخه القرآن الكريم في شئ وكان الله قد أدبه فأحسن تأديبه إلا في لمم
كالحكم في أسرى بدر وكان الواجب القتل لكن نزل الله على حكم النبي وأقر الفداء والعفو كزوج ابنته
وكان زجر القرآن الكريم شديد له ولأبو بكر موافقة لعمر
ومنها هيبته البناء بزوج زيد بن ثابت كخامسة أزواج له ومطلقة ربيبه بعد موت أم المساكين قبلا
وكان زجر القرآن محل تعليق عائشة
فكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين
ولكن محمد كان لا يريد أراقة الدماء خارج ميدان الوغى ولا يريد كثرة الزوجات منة من الله عليه لكن ربه كان له بالمرصاد فامتثل لذلك كله وذكره
فهل تظن ربك كان يغفل خطأ ما آخر منه
فسنة النبي واجبة الطاعة وتلك هي العصمة الشرعية أن ربه أدبه بالقرآن والرعاية فأحسن تأديبه لكن ليس معنى العصمة أن يكون مثل ربه لا يخطى كلا وحاشا ولكن خطأه ليس خطأ في عرفنا البتة بل هو منن من ربنا جرت على يديه ..............
بارك الله في كاتب المقال لحسن الإختيار والدقة وانزله ورواد المنتدى وأياي جنات الفردوس نزولا فضلا ومنة وجوادا وكرما من رب جليل قدوس مع محمد والنبيين وأبوبكر والصديقين وعمر وعثمان وعلي والشهداء والصالحين مع ملائكة الرحمن الرحيم لدن غفور كريم منان وهاب جواد منعم ذو الفضل والجلال والإكرام والأيدي.(/)
لطائف قرآنية: 9 ـ 11
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[13 Sep 2008, 10:34 م]ـ
لطائف قرآنية: 9:
لم نجد شيئاً أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلاباً للحق من قراءة القرءان لمن تدبره.
وهيب بن الورد ـ حلية الأولياء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعا ومما رزقناهم ينفقون * فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعلمون).
تأمل:
كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لاتعلمه نفس.
وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة.
ابن القيم ـ حادي الأرواح.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية)
أما العيشة الراضية فالوصف بها أحسن من الوصف بالمرضية فإنها اللائقة بهم فشبه ذلك برضاها بهم كما رضوا بها وهذا أبلغ من مجرد كونها مرضية فقط فتأمله.
ابن القيم ـ التبيان في أيمان القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
من قال أني لا أحب الدنيا فهو كذاب فإن يعقوب عليه السلام لما طلب منه أبناءه أخاهم بنيامين قال:
(هل ءآمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل)
فقالوا:
(ونزداد كيل بعير)
فقال خذوه.
أبو الوفاء بن عقيل ـ صيد الخاطر.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 10:
القرءان لا يثبت في الصدر ولا يسهل حفظه وييسر فهمه إلا القيام به في جوف الليل.
الشنقيطي ـ أضواء البيان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
تقديم الأموال على الأنفس في الجهاد وقع في جميع القرءان إلا في موضع واحد قدمت فيه الأنفس وهو قوله تعالى:
(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة)
فما الحكمة من ذلك؟
تقديم الأنفس هنا هو الأولى لأنها هي المشتراة بالحقيقة وهي مورد العقد وهي السلعة التي استامها ربها وطلب شراءها لنفسه وجعل ثمن هذا العقد رضاه وجنته.
والأموال تبع لها فإذا ملك المشتري النفس ملك مالها فإن العبد وما يملكه لسيده.
فحسن تقديم النفس على المال في هذه الآية حسناً لا مزيد عليه.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى في بيان رؤيا يوسف:
(يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين)
ذكر جماعة من المفسرين أن القمر تأويله الأب والشمس تأويلها الأم فاستقرأ بعض الناس من تقديمها وجوب بر الأم وزيادته على بر الأب.
ابن الفرس ـ أحكام القرءان.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
طلب العفو من الشباب أسهل منه عند الشيوخ ألم تر إلى يوسف لما طلب منه إخوته أن يعفو عنهم قال:
(لا تثريب عليكم اليوم)
ولما طلبوا من يعقوب قال:
(سوف أستغفر لكم ربي)
عطاء الخراساني ـ تفسير ابن أبي حاتم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لطائف قرآنية: 11:
من أصغى إلى كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بعقله وتدبره بقلبه وجد فيه من الفهم والحلاوة والهدى وشفاء القلوب والبركة والمنفعة ما لا يجده في شيء من الكلام لا منظومه و لا منثوره.
ابن تيمية ـ اقتضاء الصراط المستقيم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى:
(ومن شر حاسد إذا حسد)
تأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله (إذا حسد) لأن الرجل قد يكون عنده حسد ولكن يخفيه ولا يرتب عليه أذى بوجه ما لا بقلبه لا بلسانه ولا بيده.
بل يجد في قلبه شيئاً من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحب فهذا لا يكاد يخلو منه أحد.
ابن القيم ـ بدائع الفوائد.
قال ابن تيمية:
ما خلا جسد من حسد فالكريم يخفيه واللئيم يبديه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال تعالى عن القرءان:
(قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور)
وقال تعالى عن العسل:
(فيه شفاء للناس)
لم يصف الله في كتابه بالشفاء إلا القرءان والعسل فهما الشفاءان.
القرءان شفاء القلوب من أمراض غيها وضلالها وأدواء شبهاتها وشهواتها.
والعسل شفاء الأبدان من كثير من أسقامها وأخلاطها وآفاتها.
ولقد أصابني أيام مقامي بمكة أسقام مختلفة ولا طبيب هناك ولا أدوية فكنت استشفي بالعسل وماء زمزم ورأيت فيهما من الشفاء أمراً عجباً.
وتأمل إخباره سبحانه وتعالى عن القرءان بأنه نفسه شفاء وقال عن العسل فيه شفاء للناس وما كان نفسه شفاء أبلغ مما جعل فيه شفاء.
ابن القيم ـ مفتاح دار السعادة.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
قال يوسف عليه السلام بعد أن اجتمع إليه أهله:
(وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو)
إن قلت:
لم ذكر يوسف نعمة الله عليه في إخراجه من السجن دون إخراجه من الجب مع أنه أعظم نعمه لأن وقوعه في الجب كان أعظم خطراً؟
هذا من عظيم خلق يوسف لأن في ذكر الجب توبيخاً وتقريعاً لإخوته بعد قوله:
(لا تثريب عليكم اليوم) فعدل عن ذلك وذكر السجن.
زكريا الأنصاري ـ فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرءان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سالم غزالي التغلبي]ــــــــ[14 Sep 2008, 07:04 م]ـ
اللهم ألحقنا برسلك الكرام(/)
صيد الدر المصون من تعليقات ابن عثيمين على جزء عم يتساءلون
ـ[الدر المصون]ــــــــ[14 Sep 2008, 01:13 ص]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهذه مجموعة فوائد أنقلها تباعا بإذن الله كلما سنحت الفرصة لذلك لنفيدكم ونستفيد منكم بإذن الله وهي كما هو معلوم لتفسير الجزء الثلاثون الذي فسره فضيلة الشيخ الوالد محمد بن صالح العثيمين عليه شأبيب الرحمة والغفران. [/ color]
وبعد الإنتهاء منها بإذن الله نشرع في جزء تبارك ثم سورة البقرة إلى ما أنتهى إليه شيخنا بحول من الله وقوة واسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسنات من ربتني صغيرا وتعبت علي كبيرا وأن نوفي بحق الشيخ علينا والله أسأل أن يتقبل منا وأن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن والله المستعان وعليه التكلان
الفائدة الأولى:
واعلم أن القراءة التي ليست في المصحف الذي بين أيدي الناس لا تنبغي القراءة بها عند العامة لوجوه ثلاثة:
الوجه الأول: أن العامة إذا رأوا هذا القرآن العظيم الذي قد ملأ قلوبهم تعظيمه , واحترامه إذا رأوه مرة كذا , ومرة كذا تنزل منزلته عندهم لأنهم عوام لا يفترون.
الوجه الثاني: أن القارئ يتهم بأنه لا يعرف , لأنه قرأ عند العامة بما لا يعرفونه , فيبقى هذا القارئ حديث العوام في مجالسهم.
الوجه الثالث: أنه إذا أحسن العامي الظن بهذا القارئ , وأن عنده علما بما قرأ , فذهب يقلده فربما يخطئ , ثم يقرأ القرآن لا على قراءة المصحف , ولا على قراءة التالي الذي قرأها وهذه مفسدة
ولهذا قال علي: ((حدثوا الناس بما يعرفون , أتحبون أن يكذب الله ورسوله)) أخرجه البخاري.
وقال ابن مسعود رضي الله عنه ((إنك لا تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة)) أخرجه مسلم
من فضلك أضغط هنا [ align=center]
ـ[الدر المصون]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:31 م]ـ
استدراك:
الفائدة السابقة قالها الشيخ رحمه الله عندما تحدث عن قوله تعالى (غير المغضوب عليهم) قال وفيها قراءتان سبعيتان: إحداهما ضم الهاء , والثانية كسرها. ثم ذكر ما سبق.
ـ[الدر المصون]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:39 م]ـ
(ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب) غافر 49
تأمل هذه الكلمة من عدة وجوه:
أولا: أنهم لم يسألوا الله سبحانه وتعالى , وإنما طلبوا من خزنة جهنم أن يدعوا لهم. لأن الله قال لهم: (اخسئوا فيها ولا تكلمون) المؤمنون 108. فرأوا أنفسهم أنهم ليسوا أهلا لأن يسألوا الله ويدعوه بأنفسهم بل لا يدعونه إلا بواسطة.
ثانيا: أنهم قالوا (ادعوا ربكم) ولم يقولوا: ادعوا ربنا لأن وجوههم وقلوبهم لا تستطيع أن تتحدث أو أن تتكلم بإضافة ربوبية الله لهم , أي بأن يقولوا ربنا , فعندهم من العار والخزي مايرون أنهم ليسوا أهلا لأن تضاف ربوبية الله إليهم بل قالوا (ربكم).
ثالثا: لم يقولوا يرفع عنا العذاب بل قالوا (يخفف) لأنهم نعوذ بالله آيسون من أن يرفع عنهم.
رابعا: أنهم لم يقولوا يخفف عنا العذاب دائما بل قالوا (يوما من العذاب) يوما واحدا.
بهذا يتبين ما هم عليه من العذاب والهوان والذل (وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي) الشورى 45. أعاذنا الله منها.
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:33 م]ـ
أخي الكريم: ذكرت أنك ستبدأ بجزء تبارك بعد ذلك وحسب علمي أن الشيخ لم يفسره , فهل عندك علم آخر , ولعلك قبل بدايتك بسورة البقرة تراجع هذا الرابط:
فهرس الفوائد العلمية في كتب التفسير لابن عثيمين ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=740)
ـ[الدر المصون]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:16 ص]ـ
أحسنت أخي الكريم على تنبيهك وماهو إلا سبق قلم كنت أعني الجزء السابع والعشرون (الذاريات).
أما بخصوص الرابط فجزاك الله خيرا على هذه الفهرسة ولعلي بإذن الله أنقلها هنا كتابة فكل ما مررت بسورة رجعت إلى هذه الفهرسة ونقلت الفائدة زيادة على مالدي. ولاحرمكم الله الدلالة على الخير في موازين حسناتكم بإذن الله تعالى.
على أني أنبه أن ما أنقله هنا ليس خاص فقط في الفوائد العلمية فهناك فوائد إيمانية جمة وتوجيهات من الشيخ رحمه الله تتجلى في مدى حرص الشيخ على توجيه طلابه خلال المسيرة العلمية مما ينبغي أن لا يغفل عنها طالب العلم اليوم وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[الدر المصون]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:31 ص]ـ
في قوله تعالى (إن في ذلك عبرة لمن يخشى) النازعات 26 علق الشيخ رحمه الله تعالى قائلا:
((ولو أن أحدا انتدب لجمع القصة من الآيات في كل سورة ثم يستنتج ما حصل في هذه القصة من العبر لكان جيدا , وذلك بأن يأتي بالقصة كلها في كل الآيات , لأن السور في بعضها شئ ليس في البعض الآخر , فإذا جمعها وقال مثلا يؤخذ من هذه القصة العظيمة العبر التالية ثم يسردها , كيف أرسله الله عز وجل إلى فرعون؟ كيف قال لهما (فقولا له قولا لينا) مع أنه مستكبر خبيث؟ وكيف كانت النتيجة؟ وكيف كان موسى عليه الصلاة والسلام خرج من مصر خائفا على نفسه يترقب كما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة يترقب؟ وصارت العاقبة للرسول عليه الصلاة والسلام ولموسى عليه الصلاة والسلام لكن العاقبة للرسول صلى الله عليه وسلم بفعله وأصحابه , عذب الله أعداءهم بأيديهم , وعاقبة موسى بفعل الله عزوجل , فهي عبر يعتبر بها الإنسان يصلح بها نفسه وقلبه حتى يتبين الأمر))
انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدر المصون]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:50 ص]ـ
في قوله تعالى ((لمن شاء منكم أن يستقيم) التكوير 28 علق الشيخ رحمه الله تعالى قائلا:
((وكثيرا ما يعزم الإنسان على شئ ويتجه بعد العزيمة إلى هذا الشئ وفي لحظة يجد نفسه منصرفا عنه , أو يجد نفسه مصروفا عنه لأن الله لم يشأه , وكثيرا ما نريد أن نذهب مثلا إلى المسجد لنستمع إلى محاضرة , وإذا بنا ننصرف بسبب أو بغير سبب , أحيانا بسبب بحيث نتذكر أن لنا شغلا فنرجع , وأحيانا نرجع بدون سبب لا ندري إلا وقد صرف الله تعالى همتنا عن ذلك فرجعنا. ولهذا قيل لأعرابي بم عرفت ربك؟ قال: بنقض العزائم وصرف الهمم.
(بنقض العزائم) يعني الإنسان يعزم على الشئ عزما مؤكدا وإذا به ينتقض!! من نقض عزيمته؟ لايشعر أن هناك مرجحا أوجب أن يعدل عن العزيمة الأولى بل بمحض إرادة الله.
(صرف الهمم) يهم الإنسان بالشئ ويتجه إليه تماما وإذا به يجد نفسه منصرفا عنه سواء كان الصارف حسيا أو كان الصارف مجرد اختيار .. اختيار الإنسان أن ينصرف , كل هذا من الله عزوجل (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر فتاوى القضاء والقدر من كتاب مجموع فتاوى ورسائل فضيلة شيخنا رحمه الله تعالى ج 2\ 77 _ 120(/)
فكرة: تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً مع مراعاة السور.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان الصحابة رضي الله عنهم يراعون في تقسيمهم وتحزيبهم للقرآن السُّوَر ولا يقسمون السورة الواحدة إلى أقسام، كما يظهر من الاثار المروية عنهم. وقد ذكر ابن تيمية في رسالة له عن تحزيب القرآن شيئاً من هذا. ومن ذلك قوله: (والمقصود بهذا الفصل أنه إذا كان التحزيب المستحب ما بين أسبوع إلى شهر ـ وإن كان قد روى ما بين ثلاث إلى أربعين ـ فالصحابة إنما كانوا يحزبونه سورًا تامة، لا يحزبون السورة الواحدة).
وقال أيضاً تعليقاً على حديث التحزيب بالسور ...
(وهذا الحديث يوافق معنى حديث عبد الله بن عمرو، في أن المسنون كان عندهم قراءته في سبع؛ ولهذا جعلوه سبعة أحزاب، ولم يجعلوه ثلاثة ولا خمسة، وفيه أنهم حزبوه بالسور، وهذا معلوم بالتواتر؛ فإنه قد علم أن أول ما جزئ القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين، وثلاثين، وستين. هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب في أثناء السورة، وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك. ومن العراق فشا ذلك ولم يكن أهل المدينة يعرفون ذلك.
وإذا كانت التجزئة بالحروف محدثة من عهد الحجاج بالعراق، فمعلوم أن الصحابة قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبعده كان لهم تحزيب آخر؛ فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات فيقولون: خمسون آية، ستون آية. وتارة بالسور، لكن تسبيعه بالآيات لم يروه أحد، ولا ذكره أحد، فتعين التحزيب بالسور)
وقد لمستُ في عدة مناسبات الحرج الذي يقع فيه من يتناول تفسير القرآن للناس ويسير على ترتيب الأجزاء الحالية للقرآن، فإن حديثه ينفصل مع اتصال السورة في محل الفصل، وربما جاء الفصل في وسط القصة كما بين الجزء الثاني عشر والثالث عشر وهكذا. وقد جربت هذا في برنامج (التفسير المباشر) الذي أقدمه على قناة (دليل) وجرى بيني وبين أخي الدكتور عمر المقبل حوار حول ذلك في الحلقة الرابعة من البرنامج، ثم جرى حوار بعد ذلك مع أخي الدكتور عصام العويد كذلك. وطرح فكرة تقسيم القرآن إلى ثلاثين جزءاً مع مراعاة السور في ذلك. فأحببت تنفيذ هذه الفكرة وطرحتها في بداية الحلقة الثالثة عشرة في 13 رمضان 1429هـ رغبة في تنفيذها ونتعاون على ذلك.
وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله مزايا التحزيب مع مراعاة السور فقال:
(وهذا الذي كان عليه الصحابة هو الأحسن؛ لوجوه:
أحدها: أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائمًا الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئًا بمعطوف، كقوله تعالي: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] وقوله: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [الأحزاب: 31] وأمثال ذلك. ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض ـ حتى كلام المتخاطبين ـ حتى يحصل الابتداء في اليوم الثاني بكلام المجيب، كقوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} [الكهف: 75].
ومثل هذه الوقوف لا يسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي؛ ولهذا لو ألحق بالكلام عطف أو استثناء أو شرط ونحو ذلك بعد طول الفصل بأجنبي لم يسغ باتفاق العلماء ....
الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت عادته الغالبة وعادة أصحابه أن يقرأ في الصلاة بسورة كـ (ق) ونحوها، وكما كان عمر ـ رضي اللّه عنه ـ يقرأ بـ (يونس) و (يوسف) و (النحل)، ولما قرأ صلى الله عليه وسلم بسورة (المؤمنين) في الفجر أدركته سُعْلَة فركع في أثنائها. وقال: (إني لأدخل في الصلاة وأنا أريد أن أطيلها، فأسمع بكاء الصبي فأخفف لما أعلم من وَجْدِ أمه به) [وقوله: وَجْد أمه ـ أي حزنها].
وأما القراءة بأواخر السور وأوساطها، فلم يكن غالبًا عليهم؛ ولهذا يتورع في كراهة ذلك، وفيه النزاع المشهور في مذهب أحمد وغيره، ومن أعدل الأقوال قول من قال: يكره اعتياد ذلك دون فعله أحيانًا؛ لئلا يخرج عما مضت به السنة، وعادة السلف من الصحابة والتابعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة أعظم مما في قراءة آخر السورة ووسطها في الصلاة. وبكل حال فلا ريب أن التجزئة والتحزيب الموافق لما كان هو الغالب على تلاوتهم أحسن.
والمقصود أن التحزيب بالسورة التامة أولى من التحزيب بالتجزئة.
الثالث: أن التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه، وبيان ذلك بأمور:
أحدها: أن ألفات الوصل ثابتة في الخط، وهي في اللفظ تثبت في القطع وتحذف في الوصل، فالعَادُّ إن حسبها انتقض عليه حال القارئ إذا وصل وهو الغالب فيها، وإن أسقطها انتقض عليه بحال القارئ القاطع، وبالخط.
الثاني: أن الحرف المشدد حرفان في اللفظ، أولهما ساكن وهذا معروف بالحس واتفاق الناس، وهما متماثلان في اللفظ، وأما في الخط فقد يكونان حرفًا واحدًا مثل {إِيَّاكَ} و {إِيَّاكَ} [الفاتحة: 5]، وقد يكونان حرفين مختلفين مثل: {الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ} [الفاتحة: 6، 7] و {حِينَئِذٍ} و {قَدْ سَمِعَ} [المجادلة: 1] فالعاد إن حسب اللفظ فالإدغام إنما يكون في حال الوصل دون حال القطع، ويلزمه أن يجعل الأول من جنس الثاني، وهذا مخالف لهذا الحرف المعاد بها. وإن حسب الخط كان الأمر أعظم اضطرابًا؛ فإنه يلزمه أن يجعل ذلك تارة حرفًا وتارة حرفين مختلفين، وهذا وإن كان هو الذي يتهجى فالنطق بخلافه.
الثالث: أن تقطيع حروف النطق من جنس تقطيع العروضيين، وأما حروف الخط فيخالف هذا من وجوه كثيرة، والناس في العادة إنما يتهجون الحروف مكتوبة لا منطوقة، وبينهما فرق عظيم.
الرابع: أن النطق بالحروف ينقسم إلى ترتيل وغير ترتيل، ومقادير المدات والأصوات من القراء غير منضبطة، وقد يكون في أحد الحزبين من حروف المد أكثر مما في الآخر، فلا يمكن مراعاة التسوية في النطق، ومراعاة مجرد الخط لا فائدة فيه؛ فإن ذلك لا يوجب تسوية زمان القراءة.
وإذا كان تحزيبه بالحروف إنما هو تقريب لا تحديد، كان ذلك من جنس تجزئته بالسور هو أيضًا تقريب؛ فإن بعض الأسباع قد يكون أكثر من بعض في الحروف، وفي ذلك من المصلحة العظيمة بقراءة الكلام المتصل بعضه ببعض، والافتتاح بما فتح اللّه به السورة، والاختتام بما ختم به، وتكميل المقصود من كل سورة ما ليس في ذلك التحزيب. وفيه أيضًا من زوال المفاسد الذي في ذلك التحزيب ما تقدم التنبيه على بعضها، فصار راجحًا بهذا الاعتبار.
ومن المعلوم أن طول العبادة وقصرها يتنوع بتنوع المصالح، فتستحب إطالة القيام تارة وتخفيفه أخرى في الفرض والنفل بحسب الوجوه الشرعية، من غير أن يكون المشروع هو التسوية بين مقادير ذلك في جميع الأيام، فعلم أن التسوية في مقادير العبادات البدنية في الظاهر لا اعتبار به إذا قارنه مصلحة معتبرة، ولا يلزم من التساوي في القدر التساوي في الفضل؛ بل قد ثبت في الصحاح من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أن: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلث القرآن. وثبت في الصحيح أن فاتحة الكتاب لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في القرآن مثلها. وثبت في الصحيح أن آية الكرسي أعظم آية في القرآن. وأمثال ذلك.
فإذا قرأ القارئ في اليوم الأول البقرة، وآل عمران، والنساء بكمالها، وفي اليوم الثاني إلى آخر براءة، وفي اليوم الثالث إلى آخر النمل ـ كان ذلك أفضل من أن يقرأ في اليوم الأول إلى قوله: {بَلِيغًا} وفي اليوم الثاني إلى قوله: {إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} [الأعراف: 170]، فعلى هذا إذا قرأه كل شهر، كما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم عبد اللّه بن عمرو أولا، عملاً على قياس تحزيب الصحابة، فالسورة التي تكون نحو جزء أو أكثر بنحو نصف أو أقل بيسير يجعلها حزبًا، كآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنعام، والأعراف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما البقرة فقد يقال: يجعلها حزبًا وإن كانت بقدر حزبين وثلث، لكن الأشبه أنه يقسمها حزبين للحاجة؛ لأن التحزيب لابد أن يكون متقاربًا، بحيث يكون الحزب مثل الأجزاء ومثله مرة ودون النصف، وأما إذا كان مرتين وشيئًا فهذا تضعيف وزيادة.
وعلى هذا فإن الأعراف سبعة أجزاء، والأنفال جزء، وبراءة جزء، فإن هذا أولى من جعلها جزءًا؛ لأن ذلك يفضي إلى أن يكون نحو الثلث في ثمانية، والذي رجحناه يقتضى أن يكون نحو الثلث في تسعة، وهذا أقرب إلى العدل، وتحزيب الصحابة أوجب أن يكون الحزب الأول أكثر، ويكون إلى آخر العنكبوت العشر الثاني سورتين سورتين.
وأما يونس وهود فجزءان أيضًا أو جزء واحد؛ لأنهما أول ذوات {الر}، ويكون على هذا الثلث الأول سورة سورة، والثاني سورتين سورتين، لكن الأول أقرب إلى أن يكون قريب الثلث الأول في العشر الأول، فإن الزيادة على الثلث بسورة أقرب من الزيادة بسورتين، وأيضًا فيكون عشرة أحزاب سورة سورة، وهذا أشبه بفعل الصحابة، ويوسف والرعد جزء، وكذلك إبراهيم والحجر، وكذلك النحل وسبحان، وكذلك الكهف ومريم، وكذلك طه والأنبياء، وكذلك الحج والمؤمنون، وكذلك النور والفرقان، وكذلك ذات {طس} الشعراء والنمل والقصص، وذات {الم} العنكبوت والروم ولقمان والسجدة جزء، والأحزاب وسبأ وفاطر جزء، و {يس} و {الصافات} و {ص} جزء، والزمر وغافر و {حم} السجدة جزء، والخمس البواقي من آل {حم} جزء.
والثلث الأول أشبه بتشابه أوائل السور، والثاني أشبه بمقدار جزء من تجزئة الحروف وهو المرجح. ثم (القتال) و (الفتح) و (الحجرات) و (ق) و (الذاريات) جزء، ثم الأربعة الأجزاء المعروفة، وهذا تحزيب مناسب مشابه لتحزيب الصحابة ـ رضي اللّه عنهم ـ وهو مقارب لتحزيب الحروف، وإحدى عشرة سورة حزب حزب؛ إذ البقرة كسورتين، فيكون إحدى عشرة سورة، وهي نصيب إحدى عشرة ليلة، واللّه أعلم)
والمطلوب الآن هو تحزيب القرآن 30 حزباً متقاربة مع عدم فصل السورة الواحدة بين حزبين أو جزئين إلا سورة البقرة لطولها، ويتم ترتيب تحزيب ابن تيمية هذا في جدول من ثلاثين صفاً،لنرى هل استوعب ابن تيمية 30 جزءاً أم لا فإني لم أدقق فيه؟
وهل قام أحد بمثل هذا التقسيم من قبل ابن تيمية أو بعده لننتفع بتقسيمه في مثل هذه المناسبات والله يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
ليلة 14 رمضان 1429هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:39 ص]ـ
فكرة جميلة جدًّا، وياليت من سيطبع مصحفًا جديدًا في العالم الإسلامي يضع مثل هذا التجديد، وهذا يحتاج إلى دراسة، ولعل أعضاء الملتقى المتخصصين يشاركون في إبداء الرأي في ذلك.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:18 ص]ـ
وجهة نظري أن ترك التقسيم بالأجزاء الثلاثين والذي يرمز إلى عدد أيام الشهر وما تعارف الناس عليه أولى من إعادة تحزيبه بالسور , وأما اتصال المعنى أحياناً فيمكن تلافيه بوصل الآية , وإن كان هناك تقسيم فليكن بغير الرقم الثلاثين بحيث يشاع بين الناس تحزيب الصحابة حيث كانوا يحزبون بالرقم سبعة والذي يرمز إلى عدد أيام الأسبوع
فعن أوس قال: ((سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث وخمس وسبع وتسع وإحدى عشرة وثلاث عشرة وحزب المفصل وحده)) رواه أبو داود. والمعدود يراد بها سور القرآن
وفي الجدول التالي تفصيل ذلك:
اليوم مقدار الحزب اليومي
الأول من أول سورة البقرة إلى نهاية النساء. (ثلاث سور)
الثاني من أول سورة المائدة إلى نهاية سورة التوبة. (خمس سور)
الثالث من أول سورة يونس إلى نهاية سورة النحل. (سبع سور)
الرابع من أول سورة الإسراء إلى نهاية سورة الفرقان. (تسع سور)
الخامس من أول سورة الشعراء إلى نهاية سورة يس. (إحدى عشرة سورة)
السادس من أول سورة الصافات إلى نهاية سورة الحجرات. (ثلاث عشرة سورة)
السابع من أول سورة ق إلى نهاية سورة الناس. (حزب المفصل)
هكذا تحزيب الصحابة لم أراد ختم القرآن في أسبوع.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:24 م]ـ
الحمد لله أنها لازالت فكرة، وفي نظري أن العمل على إعادة تحزيب القرآن يعوقه أمور:
1 - أن العمل مضى من قرون على هذا التحزيب ومر بأزمان وأئمة للدين ولم يغيروه أو يدعوا إلى مثل هذا العمل، فما الذي يبيحه لنا في هذا الزمان؟
2 - ليس هناك حرج كبير في كون بعض رؤوس الأثمان أو الأحزاب تفصل بين متصل أو تقع وسط قصة متوالية، فالأمر يسير بمعرفة هذه المواقع والوقوف في المكان المناسب ........................ وينتهي الإشكال.
3 - التقسيم إلى 30 جزأ مع مراعاة السور يفوته أمرين:
= أنه لن يوافق تحزيب السلف المعروف.
= وكذا يتعرض للتحزيب الذى درجت عليه المصاحف بالتغيير دون إصابة ما كان عليه السلف أو بقاء ماكان على ماكان ....................
أرجو التوفيق والإصابة، وأن يتسع صدر الشيخ عبدالرحمن وصدور محبيه لهذه الفكرة (الفكرة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:53 م]ـ
تعقيبا على ما ذكره أخي الدكتور أحمد البريدي
هذا التقسيم كان معروفا من قبل، ومن طريف ما حدثني عنه فضيلة الدكتور أحمد شكري (شيخي في السند)،نقلا عن مشايخ القراءة أن هذا التقسيم يسمونه تقسيم:
فمي بشوق
توضيحه:
1 - الفاتحة (الفاء)
2 - المائدة (الميم)
3 - يونس (الياء)
4 - بنو إسرائيل (الباء)
5 - الشعراء (الشين)
6 - والصافات (الواو)
7 - ق (القاف)
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2008, 11:14 م]ـ
الحمد لله أنها لازالت فكرة، وفي نظري أن العمل على إعادة تحزيب القرآن يعوقه أمور:
1 - أن العمل مضى من قرون على هذا التحزيب ومر بأزمان وأئمة للدين ولم يغيروه أو يدعوا إلى مثل هذا العمل، فما الذي يبيحه لنا في هذا الزمان؟
2 - ليس هناك حرج كبير في كون بعض رؤوس الأثمان أو الأحزاب تفصل بين متصل أو تقع وسط قصة متوالية، فالأمر يسير بمعرفة هذه المواقع والوقوف في المكان المناسب ........................ وينتهي الإشكال.
3 - التقسيم إلى 30 جزأ مع مراعاة السور يفوته أمرين:
= أنه لن يوافق تحزيب السلف المعروف.
= وكذا يتعرض للتحزيب الذى درجت عليه المصاحف بالتغيير دون إصابة ما كان عليه السلف أو بقاء ماكان على ماكان ....................
أرجو التوفيق والإصابة، وأن يتسع صدر الشيخ عبدالرحمن وصدور محبيه لهذه الفكرة (الفكرة)
أخي الكريم وفقك الله
مسألة التحزيب اجتهادية، وقابلة للأخذ والرد، والأمر فيها واسع، وأئمة الدين الذين ذكرتهم لم يغيروا ولم يمنعوا من استحداث تحزيب جديد، وإذا لم تجد حرجا في ذلك فغيرك وجده.
والتحزيب المقترح أقرب إلى السلف من التحزيب الموجود.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[15 Sep 2008, 12:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:00 ص]ـ
أخي الكريم وفقك الله
مسألة التحزيب اجتهادية، وقابلة للأخذ والرد، والأمر فيها واسع، وأئمة الدين الذين ذكرتهم لم يغيروا ولم يمنعوا من استحداث تحزيب جديد، وإذا لم تجد حرجا في ذلك فغيرك وجده.
والتحزيب المقترح أقرب إلى السلف من التحزيب الموجود.
بارك الله فيك أخي وسلك بك طريق العلماء العاملين .................
لاأخفي إعجابي بسرعة اقتناعك بهذه (الفكرة) كما سماها الدكتور أبو عبدالله، وخذها مني أخي مثل هذه المسائل تحتاج أناة ودراسة عميقة، ولا تكون بهذه السرعة لأنها تمس كتاب الله وتخالف ما مضى عليه العمل، وأنت قد أصدرت الأحكام وجزمت بقولك (الأمر واسع) و (قابل للأخذ والرد) و (وأئمة الدين الذين ذكرتهم لم يغيروا ولم يمنعوا من استحداث تحزيب جديد، وإذا لم تجد حرجا في ذلك فغيرك وجده)
وإذا لم تقنع بكلامي، فانظر إلى كلام الشيخ مساعد حينما قال
(وهذا يحتاج إلى دراسة)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الكريم د/عبد الرحمن الشهري " أبو عبد الله" حفظه الله على حسن ظنه، وأدعو الله أن أكون عند حسن ظن الجميع بي.
أما ما يتعلق بهذه الفكرة فسأدلي بما أراه متعلقاً بالعلم الذي أكرمني الله بمعرفة شيء قليل منه، وهو علم القراءات، لأني أرى أن البت في هذه المسألة لا تملكه جهة دون جهة أو تخصص دون تخصص نظراً لاختلاف كل جهة عن الجهة الأخرى في كيفية صدرها من هذا المورد المعين.
وهنا نقطة مهمة ينبغى التفطن لها وهي:
ما هو الغرض من هذا التقسيم؟
أهو للتفسير؟
أم للحفظ؟
أم للعرض؟
أم هناك أغراض أخرى؟
لو نظرنا للصحابة رضي الله عنهم فسنجد أنهم لغرض الحفظ والفهم والتدبر والتفسير لم يزيدوا – غالباً –على عشر آيات، فلم يتعدوها حتى ينهوا ما فيها من كل شيء.
وعلى هذا: يمكن أن يكون التقسيم الذي ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله عنهم – والكلام أصلاً لأبي عبيد في كتابه فضائل القرآن – هو لمن انتهى من الحفظ والفهم وأراد المراجعة اليومية لتثبيت حفظه، وهذا هو الذي تبادر إلى فهمه القاصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان هذا الفهم مني صواباً فأرى أنه لا مشاحة في الاصطلاح.لكن تبقى مسألة أشار إليها الإمام مالك رحمه الله وأذكرها بالمعنى لأني الآن لا أستحضر موضوعها الذي قالها فيه؛ حيث أشار إلى عدم التعرض للمصحف في كل شيء حتى لا يفتح باب لمن يأتي بعدنا ويصبح المصحف محلاً للاجتهادات؟؟
أقول والعلم عند الله تعالى:
الذي أعرفه وهو الموجود عند علماء القراءات أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يراعون في تقسيمهم الآيات وليس السور فقط، ولم يراعوا الأجزاء بالمصطلح المتعارف عليه الآن، بل الروايات التي فيها ذكر " الجزء " كقول أحدهم " جزئي " فإن مقصوده والله أعلم هو المقدار الذي حدده لنفسه سواء بالآيات أو السور.
وما ذكرتم حفظكم الله ورعاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاص بالصلاة كما هو صريح نقلكم.
وأما الفكرة المقترحة فمع احترامي وتقديري لأصحابها غير متجهة – عندي - لأن فيها اجتهاداً في مسألة سلم بها العلماء من أكثر من 12قرناً من الزمن وتقبلت الأمة هذا الاجتهاد بل أصبح من الأمور المتعلقة عندهم في حفظ القرآن وقراءاته، وأن الخوض سيؤدي إلى بلبلة عند الحفاظ قبل غيرهم، فإذا كان اختلاف طبعات المصحف الشريف لها تأثير فما بالك إذا كان هذا الاختلاف في تغيير أماكن الأجزاء؟؟
وأيضاً:
ما ذا سنفعل بأرباع الأجزاء وأنصافها وأثمانها وأسباعها؟؟؟
قد يقول قائل: هذا ليس إشكالاً ويذكر لنا أي سبب يراه؟؟؟
فأقول: أما عند أهل القراءات فهو إشكال بل وخلل أيضاً، ولنضرب مثالين مختصرين:
طريقة الجمع في الإقراء:
هناك عدة مذاهب، يهمني منها هنا مذهبان، أحدهما للإمام الشاطبي رحمه الله والآخر للإمام ابن الجزري رحمه الله:
1 - الشاطبي رحمه الله:
كان مذهبه الذي يسلكه مع الطالب الذي يريد أن يقرأ عليه بالجمع هو أن الطالب يقرأ عليه في اليوم الواحد (ربعاً) وأقصد هنا: ربع الحزب وليس ربع الجزء، يعني لو قسمنا القرآن إلى (60) جزءاً فإن الطالب يقرأ على الشاطبي في أربعة أيام جزءاً من مجموع الستين جزءاً.
وهذه الطريقة لا أعرف هل هي متداولة الآن أم لا؟ وياليتها تحي مرة أخرى تيمناً ومتابعة لصاحبها رحمه الله الذي لايقرأ القرآن الكريم في قراءاته السبعة إلا من خلال طريقه.
2 - ابن الجزري رحمه الله:
ذكر طريقتين إما أن الطالب يقرأ في المجلس الواحد ربع حزب أو ربع جزء، وهذه الأخيرة هي المعتمدة غالباً.
فلو قسمنا القرآن تقسيم السور فما ذا سيفعل أهل القراءات، هل سيجمعون بالسورة أم بالصفحة أم بالورقة؟؟
أخيراً:
والحقيقة رأيت بعضاً مما كتبته قد أشار إليه الإخوة في مداخلاتهم -خاصة مداخلة أخي الكريم " عذب الشجن"- فكلامه وجيه جداً ويكتب بالذهب فلا يرمى -فاقتصرت على هذا، وواضح منه رأيي القاصر في هذا الاقتراح.
ولكم كامل التحية والتقدير.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:23 م]ـ
حفظكم الله شيخنا الجكني وزادكم علما وفضلا وتوفيقا
وفي الحقيقة لولا أن من مقاصد الملتقى المذاكرة والاستفادة لما تقدمت بين يديكم لإبداء الرأي.
ألا ترون ـ حفظكم الله ـ أنه بالإمكان طباعة مصحف بالطريقة المقترحة ويبقى مخصصا لطائفة معينة من طلاب العلم، مثل المصاحف التي تطبع بالروايات، والتي نعلم جميعا أنه لا يستفيد منها إلا قلة قليلة.
الطريقة المقترحة ـ حفظك الله ـ لا تدعو لنبذ طريقة الأجزاء الموجودة وإقصاءها، بل طريقة الأجزاء ستبقى وهي التي ستطبع بها عامة المصاحف.
أرجو أن تكون الفكرة قد اتضحت.
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:51 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ضيف الله ورفع قدرك ومقدارك.
أخي الكريم:
أرى أن هذا الباب يغلق نهائياً، حتى لايأتينا غداً الأطباء ويقولون نريد أن نطبع المصحف على طريقة ما وكذا المهندسون ووووو
ثمّ:
هل نحن في " أزمة مصاحف" حتى نطبع لكل فئة من أهل العلم مصحفاً خاصاً يروق لهم؟؟
والله من وراء القصد.
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:32 ص]ـ
فضيلة شيخنا عبد الرحمن الشهري
(يُتْبَعُ)
(/)
أضيف إلى شريف علمكم المبارك أن هناك بحثا في (مجلة الدراسات القرآنية) الصادرة عن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في عددها الثاني للدكتور العباس بن حسين الحازمي بعنوان (ختم القرآن وتحزيبه بين السلف والخلف) وعقد فيه فصلان يهمان ما طرحت، هما:
مدة الختم عند السلف.
وتحزيب القرآن في تلك المدة.
وقد رجح التحزيب بالسور وذكر أدلته.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[16 Sep 2008, 09:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أيها الأحبة،، لعلكم أن تأذنوا لي بهذه المداخلة سلمكم الله.
مسألة تحزيب القرآن هل هي باعتبار السور أو الأحرف؟ مسألة مهمة ولها أثرها، ويكفي أن كثيرا من أئمة أهل الحديث وكذا من صنف في علوم القرآن بوبوا على هذه مسألة التحزيب.
ومن تأمل في كلام أهل العلم لعله يلحظ أن الخلاف فيها أقرب إلى خلاف التنوع منه إلى خلاف التضاد، فالعمل بالقولين ممكن دون تعارض، وهذا هو ظاهر صنيع أهل العلم خصوصا من تعرض منهم للخلاف فيها، فهم يذكرون تحزيب الصحابة باعتبار السور، ولم يزعم أحد منهم أنه منسوخ بتحزيب الحجاج، وكذلك يذكرون تحزيب الحجاج ولم أجد من زعم أنه بدعة وضلالة وفيه محادة لتحزيب الصحابة.
والعجب من أحبتي الذين كرهوا إحياء تحزيب الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أجمعين في هذا الزمن صيانة للقرآن من الإحداث، فلو كان ذلك كذلك لكان أولى الناس بالإنكار عليه هو الحجاج ومن وافقه من القراء، فقد أحدثوا تحزيباً خلاف تحزيب الصحابة، وقد سبق أنه لم يًنكر عليه منكِر، ولو أنكر أحد هذا التحزيب لكان قوله هو المنكَر، كيف وتحزيبه هو المثبت في المصاحف التي بين أيدي المسلمين لأكثر من اثني عشر قرنا إلى يومنا هذا، فإذ لا إنكار على من خالف تحزيب الصحابة، فمن باب أولى أنه لا إنكار على من دعا لإحيائه!.
ثم لو كان هذا الإيراد بهذه القوة والظهور لأورده من تقدم من أهل العلم ممن تعرض لهذه المسألة من أي الفريقين، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ألف رسالة كاملة في "تحزيب القرآن" لم يورد هذا الإشكال ولا حتى مجرد ذكر عارض.
وسر ذلك – والعلم عند الله – أن مسألة التحزيب أشبه ما تكون بمسائل الوقف والوصل وعدد الآي ونحو ذلك، ولا علاقة لها بمسألة حفظ القرآن وصيانته، كما يظنه بعض الفضلاء.
وهذا إمام عصره وفريد دهره وأعلم الناس بالخلاف شيخ الإسلام ابن تيمية بسط الكلام في المسألة فاختار بعد خمسة قرون مضت على تحزيب الحجاج أن التحزيب بالسور أولى وأنفع، ولم يحفل بسكوت تلك القرون التي ساد فيها تحزيب الأحرف لأنه بكل وضوح لم يخطئها، وإنما دعا لإحياء سنة غُفل عنها.
وإذا أصر مراغم على إحقاق قول وإبطال الآخر؛ فلا شك أن التحزيب بحسب السور أنفع للتالي المتدبر وأعون للمفسر المتبصر، وفيه ضم السور المتشابهة لبعضها كالطواسين الثلاث، وذوات (الم) الأربع من العنكبوت إلى السجدة وغيرها، ومع هذا ليس هو بالبعيد عن التحزيب بالأحرف، الذي لا فائدة منه إلا التقارب في عدد الأحرف، فالفرق بين الاعتبارين كالفرق بين الروح والجسد.
على أني أؤكد أن من يطرح إحياء تحزيب الأصحاب لا ينادي بإلغاء تحزيب الحجاج، بل يبقى كما هو، وإنما المرجو - بعد تحرير هذا التحزيب - أمران:
1) إضافة هذا التحزيب على هامش المصحف بعلامة مناسبة تدل عليها، وهذا ليس بالأمر العسير لو قامت عليه لجنة مختصة حاله كحال بقية العلامات التي يجتهد فيه جملة من أهل الاختصاص، ويدرك فائدة ذلك من جرب، خصوصا من كان له عناية بعلم المقاصد.
2) إن لم يكن ذاك؛ فلا أقل من إشاعة ذلك بين طلاب العلم المعتنين بالقرآن والتالين لآياته الطامعين في تدبر معانيه.
وهذا هو تحزيب شيخ الإسلام ابن تيمية اقتصر على النصف الأخير منه بحسب طلب ولي أمرنا (: في هذا الملتقى المبارك د. عبدالرحمن الشهري، لسرعة الحاجة إليه، ثم أعود لنصفه الأول في أقرب فرصة بإذن الله.
1) الكهف ومريم.
2) طه والأنبياء.
3) الحج والمؤمنون.
4) النور والفرقان.
5) ذات طس الشعراء والنمل والقصص.
6) ذات الم العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.
7) الأحزاب وسبأ وفاطر.
8) يس و الصافات و ص.
9) الزمر وغافر.
10) الخمس البواقي من آل حم.
11) القتال و الفتح و الحجرات و ق و الذاريات.
12) الطور – الحديد.
13) جزء قد سمع.
14) جزء تبارك.
15) جزء عمّ.
قال: وهذا تحزيب مناسب مشابه لتحزيب الصحابة رضى الله عنهم وهو مقارب لتحزيب الحروف. ا هـ مجموع الفتاوى (ج 13 / ص 416)، علما أن النص فيه بعض الأخطاء المطبعية أصلحتها بحسب ما ظهر لي، والعلم عند الله.
ولي مناقشة يسيرة لتحزيب هذا الإمام، لكني ادع النقش إلى أن يُثبت الإخوة العرش، واعتذر جدا عن الإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
أيها الأحبة،، لعلكم أن تأذنوا لي بهذه المداخلة سلمكم الله.
مسألة تحزيب القرآن هل هي باعتبار السور أو الأحرف؟ مسألة مهمة ولها أثرها، ويكفي أن كثيرا من أئمة أهل الحديث وكذا من صنف في علوم القرآن بوبوا على هذه مسألة التحزيب.
ومن تأمل في كلام أهل العلم لعله يلحظ أن الخلاف فيها أقرب إلى خلاف التنوع منه إلى خلاف التضاد، فالعمل بالقولين ممكن دون تعارض، وهذا هو ظاهر صنيع أهل العلم خصوصا من تعرض منهم للخلاف فيها، فهم يذكرون تحزيب الصحابة باعتبار السور، ولم يزعم أحد منهم أنه منسوخ بتحزيب الحجاج، وكذلك يذكرون تحزيب الحجاج ولم أجد من زعم أنه بدعة وضلالة وفيه محادة لتحزيب الصحابة.
والعجب من أحبتي الذين كرهوا إحياء تحزيب الصحابة والسلف رضوان الله عليهم أجمعين في هذا الزمن صيانة للقرآن من الإحداث، فلو كان ذلك كذلك لكان أولى الناس بالإنكار عليه هو الحجاج ومن وافقه من القراء، فقد أحدثوا تحزيباً خلاف تحزيب الصحابة، وقد سبق أنه لم يًنكر عليه منكِر، ولو أنكر أحد هذا التحزيب لكان قوله هو المنكَر، كيف وتحزيبه هو المثبت في المصاحف التي بين أيدي المسلمين لأكثر من اثني عشر قرنا إلى يومنا هذا، فإذ لا إنكار على من خالف تحزيب الصحابة، فمن باب أولى أنه لا إنكار على من دعا لإحيائه!.
ثم لو كان هذا الإيراد بهذه القوة والظهور لأورده من تقدم من أهل العلم ممن تعرض لهذه المسألة من أي الفريقين، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ألف رسالة كاملة في "تحزيب القرآن" لم يورد هذا الإشكال ولا حتى مجرد ذكر عارض.
وسر ذلك – والعلم عند الله – أن مسألة التحزيب أشبه ما تكون بمسائل الوقف والوصل وعدد الآي ونحو ذلك، ولا علاقة لها بمسألة حفظ القرآن وصيانته، كما يظنه بعض الفضلاء.
وهذا إمام عصره وفريد دهره وأعلم الناس بالخلاف شيخ الإسلام ابن تيمية بسط الكلام في المسألة فاختار بعد خمسة قرون مضت على تحزيب الحجاج أن التحزيب بالسور أولى وأنفع، ولم يحفل بسكوت تلك القرون التي ساد فيها تحزيب الأحرف لأنه بكل وضوح لم يخطئها، وإنما دعا لإحياء سنة غُفل عنها.
وإذا أصر مراغم على إحقاق قول وإبطال الآخر؛ فلا شك أن التحزيب بحسب السور أنفع للتالي المتدبر وأعون للمفسر المتبصر، وفيه ضم السور المتشابهة لبعضها كالطواسين الثلاث، وذوات (الم) الأربع من العنكبوت إلى السجدة وغيرها، ومع هذا ليس هو بالبعيد عن التحزيب بالأحرف، الذي لا فائدة منه إلا التقارب في عدد الأحرف، فالفرق بين الاعتبارين كالفرق بين الروح والجسد.
على أني أؤكد أن من يطرح إحياء تحزيب الأصحاب لا ينادي بإلغاء تحزيب الحجاج، بل يبقى كما هو، وإنما المرجو - بعد تحرير هذا التحزيب - أمران:
1) إضافة هذا التحزيب على هامش المصحف بعلامة مناسبة تدل عليها، وهذا ليس بالأمر العسير لو قامت عليه لجنة مختصة حاله كحال بقية العلامات التي يجتهد فيه جملة من أهل الاختصاص، ويدرك فائدة ذلك من جرب، خصوصا من كان له عناية بعلم المقاصد.
2) إن لم يكن ذاك؛ فلا أقل من إشاعة ذلك بين طلاب العلم المعتنين بالقرآن والتالين لآياته الطامعين في تدبر معانيه.
وهذا هو تحزيب شيخ الإسلام ابن تيمية اقتصر على النصف الأخير منه بحسب طلب ولي أمرنا (: في هذا الملتقى المبارك د. عبدالرحمن الشهري، لسرعة الحاجة إليه، ثم أعود لنصفه الأول في أقرب فرصة بإذن الله.
1) الكهف ومريم.
2) طه والأنبياء.
3) الحج والمؤمنون.
4) النور والفرقان.
5) ذات طس الشعراء والنمل والقصص.
6) ذات الم العنكبوت والروم ولقمان والسجدة.
7) الأحزاب وسبأ وفاطر.
8) يس و الصافات و ص.
9) الزمر وغافر.
10) الخمس البواقي من آل حم.
11) القتال و الفتح و الحجرات و ق و الذاريات.
12) الطور – الحديد.
13) جزء قد سمع.
14) جزء تبارك.
15) جزء عمّ.
قال: وهذا تحزيب مناسب مشابه لتحزيب الصحابة رضى الله عنهم وهو مقارب لتحزيب الحروف. ا هـ مجموع الفتاوى (ج 13 / ص 416)، علما أن النص فيه بعض الأخطاء المطبعية أصلحتها بحسب ما ظهر لي، والعلم عند الله.
ولي مناقشة يسيرة لتحزيب هذا الإمام، لكني ادع النقش إلى أن يُثبت الإخوة العرش، واعتذر جدا عن الإطالة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
=========================================
هذه بعض التساؤلات تحتاج إجابة وافية، حتى لاتتولد التفريعات ولما يتحرر أصل المسألة بعد:
1 - هل تحزيب القرآن إلى 30 جزأ باعتبار السور يوافق ويطابق تحزيب الصحابة؟
2 - ماهو الأثر والأهمية_ كما صدرتم به في مقالكم _ لعمل مثل هذا التحزيب المحدث و قطعا سيفوتنا الاقتداء والاحتذاء لما كان عليه الصحابة الكرم؟
3 - من قال إن تحزيب الصحابة قد مات وهجر، وهو معلوم مشهور عند المسلمين؟
4 - من لم ير إحداث مثل هذا التحزيب سيما وقد تطاولت عليه القرون ولم يغير، أيحق لنا أن نصفه بكراهية إحياء تحزيب الصحابة؟ (سبحانك ربي ................... )
5_ أليس إحياء تحزيب السلف_ على دعوى أنه ليس بحي ولا مستفيض _ له أكثر من طريقة، وليس فقط أن نعمد إلى المصاحف ونطالها بالتغيير المباشر حتى ندعي إحياء تحزيب السلف الذي لم يمت؟
وبعد: فلعل الفرق واضح بين بحث المسألة هذه من جهة الأنفع والأجدى، وأن كمال التأسي بما عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأفضل، وبين العمل والإقدام على التغيير والتشويش على الحفاظ ومن اعتاد هذا التحزيب في حفظه وورده.
هذا باختصار ولي عودة بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:33 م]ـ
من شاهد بداية حلقة اليوم من برنامج " التفسير المباشر" وخاصة بداية مقدمة حديث الضيف الكريم فسيشم " رائحة" التمهيد لهذا التقسيم المقترح؟؟؟؟؟
وكلمة أقولها لإخواننا أصحاب التفسير:
دعوا عنكم تقسيم أجزاء القرآن كما هي، فهي ليست من جزئيات علمكم ولا من اختصاصه، أنتم مسؤوولون عن بيان تفسير القرآن وليس عن مثل هذه المباحث التي لاتملكون معضداً لها إلا اجتهاد من عالم واحد من علماء المسلمين، فلا تقيموا الدنيا وتقعدوها من أجل ذلك.
ثم هذا التقسيم الذي قلتم أنه للحجاج ك ألم يتقبله أهل العلم في عصره وقطعاً فيهم بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟
وأخيراً:
هل إبقاء التقسيم الموجود الآن من عدة قرون يمنعكم من تدبر معاني آيات القرآن الكريم؟؟؟
والله من وراء القصد.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأشارك فى نقطة واحدة ذكرها الشيخ عبد الرحمن الشهرى بارك الله فيه وفيكم اجمعين وهى قوله ..
((أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائمًا الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئًا بمعطوف، كقوله تعالي: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء: 24] وقوله: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} [الأحزاب: 31] وأمثال ذلك. ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض ـ حتى كلام المتخاطبين ـ حتى يحصل الابتداء في اليوم الثاني بكلام المجيب، كقوله تعالى: {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا} [الكهف: 75].
ومثل هذه الوقوف لا يسوغ في المجلس الواحد إذا طال الفصل بينهما بأجنبي؛ ولهذا لو ألحق بالكلام عطف أو استثناء أو شرط ونحو ذلك بعد طول الفصل بأجنبي لم يسغ باتفاق العلماء .... ))
ارى والله أعلم ان هذا يكون خلل عند القارىء نفسه او انه لم يدرس الوقف والابتداء
ففى دار القرآن عندنا المعلمات حريصات على الوقف والابتداء الصحيح وهن بذلك ايضا يعلمن الطالبات ومثال ذلك الاية 112 من سورة آل عمران لا يقفن عندها فى الحفظ ولكن يقفن على ((ليسو سواء)) اية 113 وايضا فى سورة يوسف لا يقفن على آخر الربع آية 52 ولكن يقفن على 53 ((وما ابرىء نفسى)) حتى يتم المعنى. وهذا لا يحتاج الى مصحف مخصوص ولكن يحتاج الى معلم يتقن الوقف والابتداء الصحيح الذى لا يخل بالمعنى.
واما فى سورة النساء كما ذكرتم فالقارىء حتى لا يقع فى هذا المحظورفهو يبدأ بالآية التى قبلها حتى يتم المعنى ,, والله اعلم
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:12 م]ـ
من شاهد بداية حلقة اليوم من برنامج " التفسير المباشر" وخاصة بداية مقدمة حديث الضيف الكريم فسيشم " رائحة" التمهيد لهذا التقسيم المقترح؟؟؟؟؟
وكلمة أقولها لإخواننا أصحاب التفسير:
دعوا عنكم تقسيم أجزاء القرآن كما هي، فهي ليست من جزئيات علمكم ولا من اختصاصه، أنتم مسؤوولون عن بيان تفسير القرآن وليس عن مثل هذه المباحث التي لاتملكون معضداً لها إلا اجتهاد من عالم واحد من علماء المسلمين، فلا تقيموا الدنيا وتقعدوها من أجل ذلك.
ثم هذا التقسيم الذي قلتم أنه للحجاج ك ألم يتقبله أهل العلم في عصره وقطعاً فيهم بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟
وأخيراً:
هل إبقاء التقسيم الموجود الآن من عدة قرون يمنعكم من تدبر معاني آيات القرآن الكريم؟؟؟
والله من وراء القصد.
======================================
هذه مسائل آخر الزمان، تركنا تعليم الناس كتاب الله والعودة بهم إلى ما فيه صلاحهم وهداية قلوبهم، تركنا ذلك إلى تشقيق المسائل والنظر في ما سلمت به الأمة وتطاولت عليه القرون ولم يتغير .................. من أجل ماذا؟؟
ليت هناك حاجة ماسة لهذا أو غرضا صحيحا لا يتحقق دونه أو منافع خفيت على السابقين تسوغ لنا إعادة التحزيب، ولكن للحق كلها مبررات موهومة ........ وفراغ علمي ..............
وعذرا إن غضب البعض أو صادمت هذه الكلمات رأيه وظنه، فهذه الحقيقة والله المستعان ..
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:58 م]ـ
فكرة جميلة جدًّا، وياليت من سيطبع مصحفًا جديدًا في العالم الإسلامي يضع مثل هذا التجديد، وهذا يحتاج إلى دراسة، ولعل أعضاء الملتقى المتخصصين يشاركون في إبداء الرأي في ذلك.
كونها فكرة هذا لا بأس فيه, أما تطبع وتنشر للعام والخاص , فهذا في رأيي قد يكون مسوغ لكل من عَنَّ في ذهنه فكرة في كتاب الله أن يطبعها؛ فتكثر اختلاف الطبعات وتنتشر فيدخل على الناس في نفوسهم ما لا يحمد عقباه, لا سيما وأن أعداء الأمة ينظرون في كتاب الله ليل نهار لعلهم يخرجون منه بزلة أو خطأ , ولم يفعلوا ولن يفعلوا , ولله الحمد.
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل كل شيئ بارك الله لكم في رمضان وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
أولا: في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ((حبك الشيئ يعمي ويصم))
وحب بعض الاخوة لرأي شيخ الاسلام رحمه الله دفعه الى نبذ مالم ينتقده أحد قبله والمطالبة برأي شيخ الاسلام
مع أنه يعلم أن الاجتهاد لاينقض باجتهاد مثله
فاجتهاد شيخ الاسلام في التحزيب لا ينقض تحزيب من في عصر الحجاج
ومن نسب التحزيب لنفس الحجاج فعليه الدليل
لأن من تولى التقسيم لجنة علمية كلفها الحجاج
وغافلا او متفاغلا أن تقسيم شيخ الاسلام ليس هو تقسيم الصحابة رضي الله عنهم
فتقسيمه القرآن الكريم لشهر ليس من عمل الصحابة إنما هو تقدير من شيخ الاسلام ومحاكاة منه لما ورد عنهم باعتبار ان تقسيم السور اولى
وغافلا او متغافلا ان القرون المفضلة ومن فيها لم ينقل عنهم الاعتراض او حتى الامتعاض عن تقسيم الحروف
وتمسك بان شيخ الاسلام اعترض
وحرمة راي شيخ الاسلام عنده اولى من حرمة مثل الائمة احمد بن حنبل والشافعي ومالك وابي حنيفة وغيرهم
فكل هؤلاء لم ينقل عنهم طلب التغيير لما فعله الحجاج بزعم الاخوة
ولم يخترعوا تحزيبا يضاف لاختراع الحجاج بزعمهم
بل تمسكوا به لانهم يعلمون ان قد مضت القاعدة ان العادة او العرف او العمل ان جرى الامر بين المسلمين على تعلقه بامر او فعل ولم يعترض عليه احد بزمنه ومن بعده حتى استقر ولم يكن مناقضا لنص او اصل ثابت فهو ياخذ حكم ماتعلق به
وللاخ الذي ادعى ان شيخ الاسلام رحمه الله اعلم الناس بالخلاف فعلى رسلك
هو من اعلم الناس بالخلاف رحمه الله
ومن جميل ماتعلمناه من شيخنا الشيخ محمد صالح البراك ان حب العالم لايعني تفضيله على غيره وادعاء شمولية علمه
قال ذلك حفظه الله عندما اقترح احد الاخوة جمع تفسير شيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب
ومن جميل ما تعلمناه من شيخنا الشيخ عبدالعزيز القاري حفظه الله ان العالم قبل ان يطلق قولا في امر قد استقر العمل به عند المسلمين قرونا ولم يخالف عملهم نصا ثابتا ان يرى المصلحة الراجحة في اي الطرفين فان كان فيما هو العمل به لديهم فعليه ان يترك قوله لعملهم لان راي الواحد بعد عمل المسلمين قرونا متعاقبة
قال ذلك تعليقا على مسالة الخلاف في صلاة التراويح
ومن جميل ما تعلمناه من شيخنا الشيخ عبدالفتاح المرصفي رحمه الله ان العالم ان وجد مسألة لم يتقدمه احد في القول بها او مسالة لم يتقدمه احد في الاعتراض عليها مع اهتمام المسلمين بها وتداولها في حياتهم ان يتحرى ويدقق الف مرة قبل اطلاقها
قال ذلك تعليقا على من منع الجمع بالقراءات
ـ[محب القران]ــــــــ[17 Sep 2008, 06:28 ص]ـ
مشائخنا الفضلاء اسمحوا لي ان اشارككم برأيي
أولا: قد يكون للإنسان تقسيم خاص به لتلاوة القران او حفظه وهذا من شأنه وله ما يرتاح إليه من تقسيم ولايلومه احد فربما اقرأه سورا سورا وربما احزابا وربما اجزاءا وغير ذلك
ثانيا: إن بحثنا عن تقسيم جديد لم يسبقنا إليه الاوائل ربما فيه مفسده قد تكون أعظم من المصلحة المرجوه ولعلنا نستحضر ترك الرسول لإعادة بناء الكعبة على قواعد ابراهيم في مقولته المشهوره لعائشة رضي الله عنها مع ان بنائها انتقص وكان السبب في انتقاصه قصر النفقه والذي فعل ذلك كفارا ومع ذلك راعى الرسول مفسدة التغيير على مصلحة الشكل
ثم جاء عبدالله بن الزبير واعاد بناء الكعبه على قواعد ابراهيم ثم هدمها عبدالملك بن مروان واعاد بنائها ظنا منه ان ابن الزبير قد اخطأ فلما بلغه حديث عائشه وان ابن الزبير إنما فعل الصحيح اراد ان يهدمها ويعيدها على قواعد ابراهيم فاستشار الامام ماللك فنهاه الامام مالك عن ذلك وقال قولته المشهورة ((حتى لاتصبح الكعبه لعبه بأيدي الملوك))
وأنا اقول حتى لايصبح كتاب الله لعبه ولا يصبح له حرمه ولاهيبه يجب ان نتقوف عن هذه الفكرة الجديده
ثالثا: اذا كان لابد من المضي في هذه الفكرة فيجب ان تأخذ حيزا من الدراسة أعمق وأوسع ويستشار في ذلك اهل العلم الكبار واصحاب المجامع فالموضوع جد حساس ويمس اصلا من أصول هذا الدين لا سيما وان التقسيم الحالي مما تلقته الامة بالقبول وسارت عليه مدة من الزمن طويله
والله من وراء القصد
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[17 Sep 2008, 08:25 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
قال الأستاذ الفاضل محب القرآن:
... {وقال ـ الإمام مالك ـ قولته المشهورة ((حتى لاتصبح الكعبة لعبة بأيدي الملوك))
وأنا اقول حتى لايصبح كتاب الله لعبه ولا يصبح له حرمه ولاهيبه يجب ان نتقوف عن هذه الفكرة الجديده ... } ... /هـ ...
و ليسمح لي " محب القرآن " بأن أعتمد مقولة إمامنا مالك، رضي الله عنه و أرضاه، و أحذر مما حذر منه، بشأن هذه الفكرة المعروضة:
... { ... حتى لايصبح القرآن لعبة بأيدي المفكرين ... } ...
و هذا ما اطمأن إليه قلبي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[18 Sep 2008, 08:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يُعدُّ موضوع تقسيم وتجزئة وتحزيب القرآن الكريم أحد موضوعات علوم القرآن الكريم الفرعية، وقد تناوله بالبحث عدد من العلماء وذكروا أشهر التقسيمات القديمة بدءا من التنصيف والتثليث حتى الأقسام الأربع مئة وثمانين. والتفاوت بين المقسمين والنقلة في تحديد أوائل الأجزاء والأحزاب والأرباع موجود، كان الصفاقسي يشير إليه في كتابه (غيث النفع)، ونراه في مصاحف أهل المشرق وأهل المغرب إلى الآن.
فالاجتهاد في عدد الأقسام وأماكنها أمر حاصل موجود، وكنت سمعت من بعض أساتذتي أن عدداً من علماء الأزهر المتخصصين في الدراسات القرآنية طرحوا موضوع إعادة التقسيم بما يتفق مع المعاني أكثر، وأن هذه الدعوة قوبلت باعتراض عدد آخر، مما أدى إلى إقفال الباب حينها وعدم بحث الموضوع بجد.
وكان الإمام النووي ذكر في كتابه (التبيان) نقده لأوائل عدد من هذه الأجزاء وأبعاضها لحصولها في ما اتصل معناه، وأن الأولى اختيار أماكن بدء وقطع مقاربة لها لا تؤثر في المعنى، وهو أمر ممكن ميسور في جميع هذه المواضع، وبما أن ما ورد النص فيه من تقسيم القرآن إلى أقسام قليل كالحديث المتضمن أنها أربعة أقسام هي الطوال والمئين والمثاني والمفصل، وتقسيم الصحابة له إلى سبعة أحزاب، فلا يوجد ما يمنع من الاجتهاد في التقسيم. وهذا ما فعله الأئمة الكبار حين قسموا قديما، وذاع من بين هذه التقسيمات تقسيم الثلاثين جزءا وانتشر وطبعت به المصاحف وأصبح بذلك في حكم المستقر الثابث مع أنه أحد الاجتهادات، ولكن لشهرته وذيوعه فإن مخالفته تحتاج إلى تأنٍّ وتأمل، وتسويغ وبيان للحامل على تغييره.
وهذه مسألة - كما ذكر عدد من الإخوة الفضلاء- تبحث بين المتخصصين في الدراسات القرآنية، مع الحذر الشديد من حصول إشكال بين العامة بسبب مثل هذا الفعل، وها نحن نرى في هذه الأيام انتشار طبعات عديدة للمصحف فيها إضافات وتجديدات قد يكون بعضها محل نظر كاستخدام الألوان لتمييز موضوعات السورة وتسهيل حفظها وعمل فهرسة للسور وللأجزاء متداخل مع صفحات المصحف لتيسير الوصول إلى المراد بسهولة، واستخدام الألوان في بعض الألفاظ كلفظ الجلالة أو للدلالة على أحكام التجويد، وتلوين أحرف الخلاف بين القراء، وإثبات أوجه الخلاف في الحاشية، ومن المعلوم أن رسم عدد من الألفاظ مختلف فيه بين علماء الرسم وقد لا ينتبه كثير من الناس إلى ما يحصل في المصحف الواحد من تغيير في رسم بعض الألفاظ كما حصل في المصحف المكتوب بخط عثمان طه حفظه الله حيث أدخل عليه تعديلات عديدة في مراحل نشره المتعددة.
وما كتب هنا من أفكار متفقة أو متعارضة كلام جميل يحتاج إلى توسع أكثر وتريث قبل الإقدام عليه، والله الموفق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:41 ص]ـ
الحمد لله الذي يسَّر لهذا الملتقى أعضاء متميزون في الطرح والنقاش المفيد، وكم يفرحني أن أجد مثل هذا النقاش القوي والجادِّ على صفحات الملتقى.
وأقول: إننا ـ أحيانًا ـ نتخوَّف من فكرة ما، لكن إذا رأيناه على الواقع قد تتبدل تخوفاتنا بعد لك.
وهاأنذا أرى المصحف الجديد الذي طبعه مجمع الملك فهد ـ رحمه الله ـ قد غزى الأسواق وساد حتى ألغى الطبعة الأولى، فهل للإخوة اعتراض على التجديد الموجود فيه؛ كتركهم للوقف الممنوع بالكلية؟
وأقول: حينما يصدر أمر التحزيب من لجنة علمية متخصصة فإنه لا يمس النص القرآني من قريب ولا من بعيد، فهل هناك من بأس؟
ألم يقم علماء القرآن في المصحف الأول من طبعة مجمع الملك فهد ـ رحمه الله ـ الذي كان برئاسة العلامة الشيخ عبد العزيز قارئ بالاستدراك على المصحف المصري، وحذف أشياء كانت موجودة فيه، كالبيانات التي تكون مع أسماء السور، فهل أوقع ـ ذلك الحذف ـ المسلمين في إرباك أو اختلاف؟
وهل سيصحُّ لنا أن نقول للجنة المصحف: (وقال ـ الإمام مالك ـ قولته المشهورة ((حتى لاتصبح الكعبة لعبة بأيدي الملوك)).).
إن التجديد الذي تقوم به لجان المصاحف اليوم لا ينتظر مشورتنا، بل يقوم به أعضاء لجان المصاحف، ويتمُّ الأمر، ويوزع المصحف بين الناس، ولا نرى بعد ذلك أيَّ اعتراض.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أقدِّر غيرة إخواني وحرصهم على شأن المصاحف وطباعتها، لكن أقول: إذا كنت لا ترى وجهة النظر التي يقول بها غيرك، فأبدِ رأيك من دون أن تقلل من شأن الآخرين.
كما أن بعض التنبيهات العلمية الرصينة التي نقلها أخي عاصم الجنيد الله عن مشايخه تنبيهات منهجية مهمة جدًا يجب علينا أن نتأدب بها وبمثلها، والله الموفق.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:26 ص]ـ
الحمد لله الذي يسَّر لهذا الملتقى أعضاء متميزون في الطرح والنقاش المفيد، وكم يفرحني أن أجد مثل هذا النقاش القوي والجادِّ على صفحات الملتقى.
وأقول: إننا ـ أحيانًا ـ نتخوَّف من فكرة ما، لكن إذا رأيناه على الواقع قد تتبدل تخوفاتنا بعد لك.
وهاأنذا أرى المصحف الجديد الذي طبعه مجمع الملك فهد ـ رحمه الله ـ قد غزى الأسواق وساد حتى ألغى الطبعة الأولى، فهل للإخوة اعتراض على التجديد الموجود فيه؛ كتركهم للوقف الممنوع بالكلية؟
وأقول: حينما يصدر أمر التحزيب من لجنة علمية متخصصة فإنه لا يمس النص القرآني من قريب ولا من بعيد، فهل هناك من بأس؟
ألم يقم علماء القرآن في المصحف الأول من طبعة مجمع الملك فهد ـ رحمه الله ـ الذي كان برئاسة العلامة الشيخ عبد العزيز قارئ بالاستدراك على المصحف المصري، وحذف أشياء كانت موجودة فيه، كالبيانات التي تكون مع أسماء السور، فهل أوقع ـ ذلك الحذف ـ المسلمين في إرباك أو اختلاف؟
وهل سيصحُّ لنا أن نقول للجنة المصحف: (وقال ـ الإمام مالك ـ قولته المشهورة ((حتى لاتصبح الكعبة لعبة بأيدي الملوك)).).
إن التجديد الذي تقوم به لجان المصاحف اليوم لا ينتظر مشورتنا، بل يقوم به أعضاء لجان المصاحف، ويتمُّ الأمر، ويوزع المصحف بين الناس، ولا نرى بعد ذلك أيَّ اعتراض.
وأنا أقدِّر غيرة إخواني وحرصهم على شأن المصاحف وطباعتها، لكن أقول: إذا كنت لا ترى وجهة النظر التي يقول بها غيرك، فأبدِ رأيك من دون أن تقلل من شأن الآخرين.
كما أن بعض التنبيهات العلمية الرصينة التي نقلها أخي عاصم الجنيد الله عن مشايخه تنبيهات منهجية مهمة جدًا يجب علينا أن نتأدب بها وبمثلها، والله الموفق.
أسعد الله مساءك يادكتور ومساء الجميع بكل خير .....................
ثم أقول، ونحن كذلك بقدر ما أسعدنا وصفك للحوار هنا بالجاد وفرحك بهذا النقاش، بقدر ما آلمنا ما ظهر من ثنايا سطرك الأخير من إيمائك للبعض بعدم التأدب مع أصحاب الموضوع (الفكرة كما سمي)
، ولاأقول إلا غفر الله لنا ولك ...................
وحتى يكتمل التقسيم فأحيانا نتخوف من الشيئ وحين يصبح واقعا لا تتبدل الصورة ولا يتغير الموقف، ولكن لا سبيل إلى غير ذلك ...................
أما قولك (وهاأنذا أرى المصحف الجديد الذي طبعه مجمع الملك فهد ـ رحمه الله ـ قد غزى الأسواق وساد حتى ألغى الطبعة الأولى، فهل للإخوة اعتراض على التجديد الموجود فيه؛ كتركهم للوقف الممنوع بالكلية؟)
فسأحتاط لهذا السؤال بعدم الإجابة، فلو قلت نعم لدي اعتراض لجاء الرد: وهذا الاعتراض لايؤبه به بدليل إن خلافه أصبح واقعا، ولوقلت لا لتأكد رأي من يقول: هذه الاعتراضات تتبدد وتتلاشى حين يصبح ما عارضته أمرا واقعا .................
وصدقا تغييراتهم في الوقوف أدت إلى التشويش علي وهناك معي غيري ولابد.
لكن فاتك يا دكتور أن هذا قياس مع الفارق، فهم في الطبعة الجديدة قد ألغوا اجتهاداتهم القديمة بالجديدة كما هو موضوع الوقوف اللازمة ..............
لكنها كلها تفترق عن التحزيب الذى مضت عليه القرون المتتابعة ولم يغير أو يسعى عمليا إلى تغييره. فهنا الفارق ............ ومثالك هنا بالوقوف اللازمة لا يؤيد إعادة التحزيب .......... فلا يصلح دليلا لهذا المدعى.
ملاحظة: يبدو أن هذه الفكرة قد ترقت إلى وجهة نظر ........... ولاأدرى إلى ما تؤول ..........
وفقنا الله لكل خير وبصرنا بالحق والهدى وسلك بنا طريق الرشاد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:57 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم عذب الشجن، والخلاف لا يفسد للود قضية؛ لذا أعتذر عن كلمتي إن كانت في مقام غير صحيح، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم.
وأحب أن يتم النقاش في هذا الموضوع في مثل هذا المنتدى العامر بالمتخصصين والمعتنين بالقرآن وعلومه، فهذه المطارحات العلمية التي يشارك فيها هؤلاء من شرق الأرض وغربها فرصة ثمينة، وهي جديرة بأن يستفاد منها.
ـ ملاحظة:
1 ـ أخي الكريم: لجنة المصحف الجديد غير لجنة المصحف القديم، لذا لم يقع إلغاء من اللجنة الأولى لاجتهادها، بل اللجنة الثانية ألغت اجتهاد اللجنة الأولى.
2 ـ وقع منكم سبق الذهن إلى الوقوف اللازمة، والذي تكلمت عنه إلغاء الوقف الممنوع.
3 ـ لو قام المتخصصون بدراسة الزيادات التي أُحدثت على النص القرآني، ووُضعت في المصاحف، فإن ذلك جدير بالعناية.
4 ـ ما رأيكم يا أخي بما في المصحف الباكستاني، هل ترون تغييره أو ستقولون فيه مثل قولكم في شأن التحزيب، ففيه أشياء لا يدل عليها النص، وهي تنسب للنبي صلى الله وسلم، وقد طبعه مجمع الملك فهد بحذافيره من غير نقص، ولا لجنة علمية.
ألآ ترون أن مثل هذه الأمور جديرة بالمدارسة والنظر؟.
المستمتع بمطارحاتكم / مساعد الطيار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:48 ص]ـ
أشكرك أخي الكريم عذب الشجن، والخلاف لا يفسد للود قضية؛ لذا أعتذر عن كلمتي إن كانت في مقام غير صحيح، وأسأل الله أن يغفر لي ولكم.
وأحب أن يتم النقاش في هذا الموضوع في مثل هذا المنتدى العامر بالمتخصصين والمعتنين بالقرآن وعلومه، فهذه المطارحات العلمية التي يشارك فيها هؤلاء من شرق الأرض وغربها فرصة ثمينة، وهي جديرة بأن يستفاد منها.
ـ ملاحظة:
1 ـ أخي الكريم: لجنة المصحف الجديد غير لجنة المصحف القديم، لذا لم يقع إلغاء من اللجنة الأولى لاجتهادها، بل اللجنة الثانية ألغت اجتهاد اللجنة الأولى.
2 ـ وقع منكم سبق الذهن إلى الوقوف اللازمة، والذي تكلمت عنه إلغاء الوقف الممنوع.
3 ـ لو قام المتخصصون بدراسة الزيادات التي أُحدثت على النص القرآني، ووُضعت في المصاحف، فإن ذلك جدير بالعناية.
4 ـ ما رأيكم يا أخي بما في المصحف الباكستاني، هل ترون تغييره أو ستقولون فيه مثل قولكم في شأن التحزيب، ففيه أشياء لا يدل عليها النص، وهي تنسب للنبي صلى الله وسلم، وقد طبعه مجمع الملك فهد بحذافيره من غير نقص، ولا لجنة علمية.
ألآ ترون أن مثل هذه الأمور جديرة بالمدارسة والنظر؟.
المستمتع بمطارحاتكم / مساعد الطيار.
1 - مسألة التحزيب ليست كغيرها من المسائل فقد اكتسبت الإقرار وسلمت بها القرون المتتابعة مع قوة الدافع للتغيير من كونها مخالفة لتحزيب السلف.
2 - لايحتج بتغير بعض ما كتب في المصاحف الجديدة عن القديمة تبعا لتغير الاجتهاد فيها على إمكانية إعادة التحزيب للفارق الذي ذكرته قبل.
3 - كل مسألة تدرس على حدة فليست كل المسائل متطابقة فما يمكن تغييره في الوقوف مثلا قد لا يصح ولا يستجاز في غيره.
ومضة:
الاختلاف لايفسد للود قضية، أما الخلاف فكله شر .......................
ـ[محب القران]ــــــــ[19 Sep 2008, 06:41 ص]ـ
حقيقة لم اكن اتوقع ان يفهم كلامي فهما حرفيا فأنا عندما سقت مقولة الامام مالك قصدت النظر الى المصالح والمفاسد ووضعها في الاعتبار
ولم اقصد ان القران يترك من التغيير كما تركت الكعبة فهذا موضوع آخر تماما وهل لنا ان نقيس هذا بذاك ام لا؟؟؟؟ هذا موضوع آخر تماما
إن المجهود الذي بذل في جمع القران في عهد الصحابة رضوان الله عليهم ثم تقسيمه وتحزيبه من بعدهم استوفى شكله النهائي الذي تلقته الامه بالقبول وقد حدث هذا في القرون المفضلة كما قال عليه الصلاة والسلام ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))
فإذا كان هناك تحزيب للقرآن جديد فمعنى ذلك اننا نأتي بطبعة جديده وتحزيب جديد وسيقرأ فيه كل المسلمين
اذا القضية قضية أمه وليست قضية فرديه ولذلك يجب ان تصدر عن لجان تشكل كما هو المعمول به في مجمع خادم الحرمين الشريفين في المدينه المنوره
واستشهاد شيخنا الفاضل الدكتور مساعد بمسألة الغاء الوقف خير دليل على كلامي فهذا القرار لم يصدر إلا عن لجان مختصة
ولعل هذا ما قصده الشيخ عبدالرحمن الشهري من فكرته ان ترفع على شكل مقترح
محب القران هونفسه محبكم
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[19 Sep 2008, 08:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
أتذكر أنني لما تعرفت على " مصحف التجويد "، الصادر عن " دار المعرفة " ـ دمشق ـ سورية ـ ... مع ما استحدث فيه من استعمال للألوان الخاصة بأحكام التجويد، كان أول ردة فعل لي هي النظر في أول و آخر صفحات المصحف لمعرفة الجهة التي قامت بهذا " التجديد "، و بعد اللإطلاع عل موافقة مجمع البحوث بالأزهر الشريف، زال الإشكال ... و لم يعد مكان للتساؤل ... ما دام الأمر قد تم من طرف أهل الحل العقد في الموضوع ...
ولو أني دخلت مكتبة مغربية و وجدت مصحفا طبع بأمر أمير المؤمنين و قدم له وزير الأوقاف و الشؤون الإسلامية، و و قع عليه جماعة من علماء المغرب المعروفين بعلمهم، و اعتمد في المصحف تقسيم القرآن إلى ثلاثين حزبا مع مراعاة السور ـ كما جاء في الفكرة ـ لكان الأمر عاديا مقبولا لا إشكال فيه ... و مثل هذا القبول ينطبق على مصحف ينشره مجمع الملك فهد أو أي مؤسسة إسلامية مسؤولة و مكلفة بكتابة و مراجعة و السهر على طباعة المصحف الشريف ...
نقطة الخلاف هنا تكمن في شكل عرض القضية قبل النظر في مضمونها ... أن تعرض مسألة من هذا العيار و بهذه الحساسية و الأهمية و القدسية ... أن تعرض كفرة ـ ككل الفِكر القابلة للأخذ و الرد ـ و تعرض للنقاش المفتوح و على جميع الأصعدة و المستويات في قناة فضائية، و على الشبكة العنكبوتية .... عدد العاميين و شبه المتعلمين من متتبعيها من المسلميين ـ دون أعدائهم ـ أضعاف أضعاف من يفهم من بينهم ما المقصود بالتحزيب و التقسيم!!!! ... و ما أدراك بما يفهمه العامي من المقصود بتقسيم القرآن إلى أجزاء؟؟؟؟ ... في وقت بدأ المغرضون يتحدثون فيه عن مراجعة القرآن و " تعديله " ـ ساء ما يحكمون ـ ... و ما يدريك من أن يظن بعض الجهال ـ أو يروج بعض المتطرفين ـ أن مثل هذا التقسيم موضوع الفكرة هو تمهيد لمثل ذلك التعديل؟؟؟!!! ....
لذا لا إشكال في أن يبقى شأن المصحف في دائرة المكلفين بشؤونه المؤثمنين عليه،المتخصصين بعلومه ... و أن تدرس مثل هذه المسائل و ينظر في حيثياتها من طرف علماء علوم القرآن في جمعياتهم و نواديهم و مجالسهم، و منها يرفعون مقترحاتهم إلى من يهمهم الأمر ...
و كل الإشكال هو في عرض مثل هذه الأفكار على العموم ... في القنوات و الشبكات ...
و الله المستعان ... و له الأمرمن قبل و من بعد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[19 Sep 2008, 01:17 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
تذكير و تنبيه و تصحيح و اعتذار:
ورد في مشاركتي الآخيرة ما نصه:
.... {و اعتمد في المصحف تقسيم القرآن إلى ثلاثين حزبا مع مراعاة السور ـ كما جاء في الفكرة ـ} ....
و المقصود قوله كما لا يخفى على لبيب هو: { ... إلى ثلاثين جزء ... } ...
فمعذرة ... و أستغفر الله و أتوب إليه ... و له الأمر من قبل و من بعد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2008, 05:50 م]ـ
يبدو أن الفكرة أخذت مسارات متعددة، وأحب أن نجعل القضية علمية بحتة تناقش في هذا الرواق العلمي العامر الذي يتميز بنخبة من المتخصصين، ولا أدري لماذا نتخوف من أن نناقش القضيا العلمية نقاشًا يحفُّه الأدب، وتظلله المحبة، ألسنا أمة العلم؟!.
تتميمًا للفائدة أنقل لكم ما ذكره الإمام أبو داود سليمان بن نجاح (ت: 496) في كتابه العظيم النفيس (مختصر التبيين لهجاء التنزيل 2: 228 ـ 229)، قال: (ثم قال: (إن الصفا والمروة) إلى قوله: (عليم) رأس الجزء الأول من أجزاء سبعة وعشرين؛ المرتَّبة لقيام رمضان على عدد الحروف، وعدد كل جزء منها على ذلك اثنا عشر ألف حرف وخمسة وخمسون حرفًا وسبعمائة حرف بزيادة حرفين في الأخير على سائر الأجزاء.
وأنا أذكر كل جزء منها في موضعه كلما مررت به.
وفيها مواضع يُكره القطع عليها لتعلق الكلام بعضه ببعض، وارتباطه به، وأستحِب الوقوف على ما قبل ذلك بيسير، أو بعده بقليل في كل موضع لم يكن الوقف عليه ليتم، وسأنبه على ذلك كله في مواضعه إن شاء الله).
وهذه تجزئة مغربية غير التجزئة التي نعرفها.
وللمحقق الشيخ الدكتور أحمد شرشال تعليق فيه نقد للتجزئة التي ذكرها الإمام أبو داود والنجزئة المعروفة في المصحف، وأشار إلى التجزئة بالسور، ولولا طوله لذكرته.
والذي أريد قوله هنا: إن التجزئة ليست من الأصول التي يُخاف من إثارتها، وأتمنى أن يأخذ الإخوة الأمر بالنظر البحثي العلمي، والله يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[20 Sep 2008, 12:44 ص]ـ
يبدو أن الفكرة أخذت مسارات متعددة، وأحب أن نجعل القضية علمية بحتة تناقش في هذا الرواق العلمي العامر الذي يتميز بنخبة من المتخصصين، ولا أدري لماذا نتخوف من أن نناقش القضيا العلمية نقاشًا يحفُّه الأدب، وتظلله المحبة، ألسنا أمة العلم؟!.
تتميمًا للفائدة أنقل لكم ما ذكره الإمام أبو داود سليمان بن نجاح (ت: 496) في كتابه العظيم النفيس (مختصر التبيين لهجاء التنزيل 2: 228 ـ 229)، قال: (ثم قال: (إن الصفا والمروة) إلى قوله: (عليم) رأس الجزء الأول من أجزاء سبعة وعشرين؛ المرتَّبة لقيام رمضان على عدد الحروف، وعدد كل جزء منها على ذلك اثنا عشر ألف حرف وخمسة وخمسون حرفًا وسبعمائة حرف بزيادة حرفين في الأخير على سائر الأجزاء.
وأنا أذكر كل جزء منها في موضعه كلما مررت به.
وفيها مواضع يُكره القطع عليها لتعلق الكلام بعضه ببعض، وارتباطه به، وأستحِب الوقوف على ما قبل ذلك بيسير، أو بعده بقليل في كل موضع لم يكن الوقف عليه ليتم، وسأنبه على ذلك كله في مواضعه إن شاء الله).
وهذه تجزئة مغربية غير التجزئة التي نعرفها.
وللمحقق الشيخ الدكتور أحمد شرشال تعليق فيه نقد للتجزئة التي ذكرها الإمام أبو داود والنجزئة المعروفة في المصحف، وأشار إلى التجزئة بالسور، ولولا طوله لذكرته.
والذي أريد قوله هنا: إن التجزئة ليست من الأصول التي يُخاف من إثارتها، وأتمنى أن يأخذ الإخوة الأمر بالنظر البحثي العلمي، والله يوفقنا جميعًا لما يحب ويرضى.
هناك نقاط ثلاث كتبتها في ردي الأخير لم أر جوابا لها، لأن النقاش العلمي لايفسده ويخرجه عن مساره كمثل إثارة المسائل ثم تركها دون تحرير الكلام عليها .............. فتتوالى مسائل لا إجابة عنها ثم تثار أخرى وهكذا في حلقة مفرغة .............................................
ـ[عصام العويد]ــــــــ[20 Sep 2008, 01:59 ص]ـ
حمدا لك اللهم، ثم شكرا للإخوة جميعا وأخص بمزيد الشكر الشيخين الفاضلين د. احمد شكري ود. مساعد الطيار، فقد ردا الأمر إلى نصابه،
فالموضوع أخذ منحى الضرب على وتر صيانة القرآن من الإحداث وعدم تلاعب الملوك به، ومخالفة الإجماع، وعبارات مثل "مبررات موهومة، وفراغ علمي " ونحو ذلك، وليس هو من هذا في قليل ولا كثير، ولو لم يكن في المسألة إلا كلام الإمام النووي وشيخ الإسلام لكفى، وهذا المصحف الباكستاني قد حُزب بعلامة (ع) إشارة للركوع، وهو مطبوع متداول دون نكير.
ولعلي أحرر محل النزاع حتى تتضح المسألة:
1 – التحزيب بحسب الأحرف لم يُنادِ بإلغائه أحد من أصحاب (الفكرة)، وقد ذُكر ذلك مرارا، وهو محل اتفاق بيننا فلا داعي لترداد الكلام فيه، وإنما النقاش في إضافة التحزيب باعتبار السور مع بقاء تحزيب الأحرف.
2 - هناك من يشترط أن يكون ذلك عن طريق لجان شرعية متخصصة، وهذا - فيما أحسب – أيضا محل اتفاق، وطرح الموضوع في هذا الملتقى العلمي المبارك، هي البداية الصحيحة لتدارسه.
3 - من يمنع من إضافة التحزيب بالسور مطلقا لثلاثة أدلة: صيانة للقرآن، ولأن مسألة التحزيب بالأحرف قد اكتسبت الإقرار وسلمت بها القرون المتتابعة مع قوة الدافع للتغيير لكونها مخالفة لتحزيب السلف، ومن هذا الوجه غايرت مسألة التحزيب مسألة علامات التوقيف، ولأنه تعب بلا طائل إذ لا فائدة منه.
وقبل مناقشة من اختار من الفضلاء القول الثالث، هل لديهم تحرير أو مزيد أدلة على ما سبق؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:13 ص]ـ
حمدا لك اللهم، ثم شكرا للإخوة جميعا وأخص بمزيد الشكر الشيخين الفاضلين د. احمد شكري ود. مساعد الطيار، فقد ردا الأمر إلى نصابه،
فالموضوع أخذ منحى الضرب على وتر صيانة القرآن من الإحداث وعدم تلاعب الملوك به، ومخالفة الإجماع، وعبارات مثل "مبررات موهومة، وفراغ علمي " ونحو ذلك، وليس هو من هذا في قليل ولا كثير، ولو لم يكن في المسألة إلا كلام الإمام النووي وشيخ الإسلام لكفى، وهذا المصحف الباكستاني قد حُزب بعلامة (ع) إشارة للركوع، وهو مطبوع متداول دون نكير.
ولعلي أحرر محل النزاع حتى تتضح المسألة:
1 – التحزيب بحسب الأحرف لم يُنادِ بإلغائه أحد من أصحاب (الفكرة)، وقد ذُكر ذلك مرارا، وهو محل اتفاق بيننا فلا داعي لترداد الكلام فيه، وإنما النقاش في إضافة التحزيب باعتبار السور مع بقاء تحزيب الأحرف.
2 - هناك من يشترط أن يكون ذلك عن طريق لجان شرعية متخصصة، وهذا - فيما أحسب – أيضا محل اتفاق، وطرح الموضوع في هذا الملتقى العلمي المبارك، هي البداية الصحيحة لتدارسه.
3 - من يمنع من إضافة التحزيب بالسور مطلقا لثلاثة أدلة: صيانة للقرآن، ولأن مسألة التحزيب بالأحرف قد اكتسبت الإقرار وسلمت بها القرون المتتابعة مع قوة الدافع للتغيير لكونها مخالفة لتحزيب السلف، ومن هذا الوجه غايرت مسألة التحزيب مسألة علامات التوقيف، ولأنه تعب بلا طائل إذ لا فائدة منه.
وقبل مناقشة من اختار من الفضلاء القول الثالث، هل لديهم تحرير أو مزيد أدلة على ما سبق؟
==================================
السلام عليكم ............
أما أنا فلاأجيد الضرب على الأوتار، إنما أتركه لمن يجيده ............
إن كنت تحتج بكلام العالمين الكبيرين النووي، وابن تيمية _ نور الله ضريحهما _ فهذا خلل يحتاج علاجا، فضلا عن تهويلك الذي لا يثبت بذكر أن الشيخين الفاضلين
د0شكري، د. مساعد ............. قد ردا الأمر إلى نصابه.
هناك حجج ومسائل ذكرتها في تعقيبي الأول على مداخلتك وغيرها أثناء المناقشة مع الدكتور مساعد .......... أجب عنها _ بارك الله فيك _ ولا تظهر الموضوع بمظهر المحسوم علميا فدون هذا خرط القتاد .............
بارك الله لي ولك ولجميع المسلمين في العشر المباركات، وبلغنا جميعا مايرضيه عنا.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:16 ص]ـ
والمطلوب الآن هو تحزيب القرآن 30 حزباً متقاربة مع عدم فصل السورة الواحدة بين حزبين أو جزئين إلا سورة البقرة لطولها، ويتم ترتيب تحزيب ابن تيمية هذا في جدول من ثلاثين صفاً،لنرى هل استوعب ابن تيمية 30 جزءاً أم لا فإني لم أدقق فيه؟
مع أن العلة الأساسية التي يعتمد عليها أصحاب هذه الاقتراح والموافقين عليه هو: عمل الصحابة وتقسيمهم.
وأقول:
فهلا جعل (13) جزءاً؟؟؟؟ لأنه هو المقدار الذي وقفت عنده الروايات التي نقلت عنهم.
فهل يصح، ويقبل، أن نزيد على الصحابة تقسيماً هو ضعف تقسيمهم وربعاً تقريباً، ثم ننادي بأن عملنا واقتراحنا هو الرجوع إلى ماعليه الصحابة؟؟؟؟
وفوق هذا كله وقبله وبعده:
هل هذا التحزيب الموجود الآن منع أهل العلم من الفهم والتدبر والتفسير؟؟؟؟
وأعيد التذكير بكلام أخي " عذب الشجن":
هناك نقاط ثلاث كتبتها في ردي الأخير لم أر جوابا لها، لأن النقاش العلمي لايفسده ويخرجه عن مساره كمثل إثارة المسائل ثم تركها دون تحرير الكلام عليها .............. فتتوالى مسائل لا إجابة عنها ثم تثار أخرى وهكذا في حلقة مفرغة .............................................
ـ[محب القران]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:49 ص]ـ
كلام الشيخ عصام حفظه الله في النقطه الثانية والثالثه هو ما نقصده ونؤيده
وما قاله عذب الشجن حفظه الله من اهمال الرد على مداخلاتنا وفتح مواضيع جديده هو ما يجعل الموضوع يتشعب اكثر صحيح
مشائخنا الفضلاء يريدون مناقشة مسألة التحزيب نقاشا علميا مجردا والبعض وانا منهم أخذنا الموضوع ونقلناه إلى حيز التنفيذ فنرى ان من المصلحة ان يبقى ما تلقته الامة بالقبول وإن اردنا التغيير فلابد ان يكون صادرا عن لجان مختصه وهذا ما فعله الصحابة سواءا في جمع القران الاول والثاني وما فعله التابعون من بعدهم ولازالت الامه إلى اليوم تفعل ذلك
انا ارى اننا متفقون لكن نحتاج إلى تحرير محل النزاع وهو:
هل يلزم في تحزيب القران من جديد ان يكون صادرا عن لجان مختصه ومجامع معتبره أم كل من اراد ان يحزب القران فعل ذلك وأخرجه للناس في طبعة جديده؟؟؟؟؟؟؟؟
ارجو الرد على هذه النقطة بالضبط ثم ننتقل إلى المناقشة العلمية في تحزيب القران وكيف وما هو المقدار وغير ذلك من الامور العلمية التي سأكون فيها مستمتعا بما سأقرأه من مشائخنا الفضلاء ((الشيخ مساعد و الشيخ عبدالرحمن والشيخ عصام وغيرهم من المشائخ الفضلاء))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[20 Sep 2008, 04:48 م]ـ
أحسنت أيها الحبيب، جعل الله لك من اسمك أوفر نصيب "محب القرآن"،،
الجواب: نعم يلزم.
وأُذكر نفسي أولا ثم أحبتي من أهل القرآن بما جاء في القرآن:
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)
وبالنسبة لي أقف هنا، وموعدنا بإذن الله في شوال، تقبل الله منا جميعا صالح القول والعمل.
ـ[محب القران]ــــــــ[20 Sep 2008, 11:54 م]ـ
حفظك الله شيخنا
وانا ايضا اتوقف لبعد رمضان وموعدنا في شوال ان شاء الله
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[21 Sep 2008, 12:07 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أتوقف عن المشاركة في هذا الملف. و موعدنا في شوال إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Oct 2008, 10:20 م]ـ
جزى الله جميع الزملاء المعقبين خيراً على ما تفضلوا به من إفادات واعتراضات علمية، والغاية من طرح الفكرة مرة أخرى هي الاستفادة من آراء طلبة العلم في هذا الملتقى وهم كثير، وأستغفر الله إن كنت قد أخطأتُ بعرضي لها بين غير أهلها.
وفيما ذكره الدكتور مساعد والدكتور أحمد شكري والشيخ عصام العويد مقنع. وما تفضل به الزملاء الدكتور السالم الجكني والزميل عذب الشجن فأشكرهما عليه وأقدر وجهة نظرهما كثيراً وفقهما الله، ونحن لسنا بصدد طباعة مصحف بهذا الخصوص والأمر دون ذلك، وإنما هي مسألة علميَّة فحسب.
وإضافةً إلى ما تفضل به أخي الكريم الشيخ عقيل الشمري من الإشارة إلى بحث صديقي الدكتور العباس الحازمي المنشور في مجلة الجمعية العلمية للقرآن وعلومه في عددها الثاني. وقد قرأته من قبل غير أني نسيت هل تعرض لهذه النقطة باستيفاء أم لا.
أقول إضافة إلى ذلك فهناك بحث قيم للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد رعاه الله بعنوان (تحزيب القرآن في المصاحف والمصادر) نشره في العدد 15 من مجلة الأحمدية الإماراتية في رمضان عام 1424هـ. وقد نشر بحثه هذا في كتابه (أبحاث في القراءات والتجويد) وقد بعث به إليَّ مشكوراً لرفعه لمكتبة الملتقى ولعلي أفعل ذلك لاحقاً.
وأما تعليق الدكتور أحمد شرشال على كلام أبي داود الذي أشار إليه الدكتور مساعد الطيار مشكوراً في حاشية رقم 7 صفحة 229 من المجلد رقم 2 من كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل لأبي داود سليمان بن نجاح رحمه الله فهذا هو بنصه وفيه فوائد حول موضوعنا:
(فإنه قد عُلم أنَّ أول ما جزئ القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين وثلاثين وستين - هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب، في أثناء السورة وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق فشا ذلك. وحكاه أبو عمرو الداني عن شيوخه، ونقله عنهم علم الدين السخاوي، ثم ذكر الداني أنه روي تجزئة رمضان عن محمد الأصبهاني.
ودأبُ أهل المغرب والأندلس، سلفهم وخلفهم - وإلى وقتنا هذا - على أن يختموا كل القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ومن ثم روعي في تقسيم القرآن على سبعة وعشرين ليلة، ويُصلون في كل ليلة بجزء منه ليوافق الختم ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان اعتقاداً منهم أنها لا تكون إلا في هذه الليلة.
وإذا كانت هذه التجزئة بالحروف وغيرها محدثةً من عهد الحجاج بن يوسف بالعراق فإن الصحابة رضي الله عنهم قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده كان لهم تحزيب آخر، فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات، وتارة بالسور.
فعن أوس بن حذيفة قال: فسألت أصحاب رسول الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل) أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد.
قال ابن تيمية: (والتحزيب بالسور التامة أولى من التحزيب بالتجزئة). وقال أيضاً: (وهذا الذي كان عليه الصحابة أحسنُ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن هذه التجزئات المحدثة تتضمن دائماً الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيبتدئ القارئ في اليوم الثاني بمعطوف كقوله: (والمحصنات) في النساء. وأمثال ذلك كثير، ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض، وعلى بعض المعنى دون بعض، كقوله (قال الملأ .. ) في الأعراف، بل يتضمن الوقف على كلام السائل ويبتدئ في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله (قال ألم أقل لك .. ) في الكهف.
وأكثر من ذلك أني رأيت الآية الواحدة وضع في نصفها رأس الثمن كما هو في مصحف الجزائر والمغرب وتونس وليبيا في قوله تعالى: (بالإثم والعدوان) في الآية 84 البقرة.
ويحضرني في هذا قول الإمام مالك: (قد جمعه الله وهؤلاء يفرقونه).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة).
وهذه التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط، في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه دون وجه، فإن ألفات الوصل ثابتة في الخط، وهي في اللفظ تثبت في القطع، وتحذف في الوصل فالعادُّ ينتقض عليه بالوصل والقطع، وأن الحرف المشدد حرفان في اللفظ.
ثم إن حصر وقوع ليلة القدر في السابع والعشرين غير صحيح، ومخالف للسنة، فقد ثبت في الصحيح عن عبادة بن الصامت وعائشة وغيرهما كما أخرجه البخاري قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) بل جاءت الرواية صريحة عن عبادة بن الصامت قال: (فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
وحينئذٍ فالأولى أن تستمر صلاة التراويح والتهجد إلى آخر ليلة منه.
وإن كثيراً من العلماء أنكر هذه التجزئات ....
ولقد صليتُ أكثر من عشر سنين في المسجد النبوي وما رأيت وما سمعتُ أن أئمة الحرم يُلقونَ لها بالاً، ولم يلتزموا بهذه التجزئة المحدثة، ولقد كانت وقوفاتهم في مواضع يحسن القطع عليها والابتداء بما بعدها.
ثم إني قرأتُ القرآنَ على هذه الأجزاء والأحزاب وحصل لي بسببها مشقة عظيمة، وتكلف وجهد لحفظ القرآن، فرعاية نهاية المعاني وتمام القصة يسهل الحفظ ويثبته ويستقر في الذهن والله المستعان). أ. هـ.
ـ[محب القران]ــــــــ[04 Oct 2008, 07:10 ص]ـ
كنت سأكتب شيئأ ولكن احسست ان فيه شئ من الانتصار للنفس رغم انني اعتقد انه حق وصواب لكن سأتركه حبا لله ولكتابه ولرسوله ولكم
وعودة للمسأله التي أثيرت فقد اعجبني ما نقله الدكتور عبدالرحمن من تعليق للدكتور احمد شرشال وهو ما دفعه هو ايضا لكتابة هذا الاقتراح وهو نفسه ما كان يدور في خلدي منذ زمن بعيد وخاصة إذا وصلت في قراءة القران لنهاية احد الاحزاب ورأيت ان التوقف لا يحسن ابدا لتعلق السياق بما سبق إما من حيث الحكم او من حيث القصه أو من حيث المعنى العام والفكره
وهذا ما جعلني لا اتقيد في صلاة التراويح بالناس بهذه الاحزاب عند الوقف
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[04 Oct 2008, 08:14 ص]ـ
جزى الله جميع الزملاء المعقبين خيراً على ما تفضلوا به من إفادات واعتراضات علمية، والغاية من طرح الفكرة مرة أخرى هي الاستفادة من آراء طلبة العلم في هذا الملتقى وهم كثير، وأستغفر الله إن كنت قد أخطأتُ بعرضي لها بين غير أهلها.
وفيما ذكره الدكتور مساعد والدكتور أحمد شكري والشيخ عصام العويد مقنع. وما تفضل به الزملاء الدكتور السالم الجكني والزميل عذب الشجن فأشكرهما عليه وأقدر وجهة نظرهما كثيراً وفقهما الله، ونحن لسنا بصدد طباعة مصحف بهذا الخصوص والأمر دون ذلك، وإنما هي مسألة علميَّة فحسب.
وإضافةً إلى ما تفضل به أخي الكريم الشيخ عقيل الشمري من الإشارة إلى بحث صديقي الدكتور العباس الحازمي المنشور في مجلة الجمعية العلمية للقرآن وعلومه في عددها الثاني. وقد قرأته من قبل غير أني نسيت هل تعرض لهذه النقطة باستيفاء أم لا.
(يُتْبَعُ)
(/)
أقول إضافة إلى ذلك فهناك بحث قيم للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد رعاه الله بعنوان (تحزيب القرآن في المصاحف والمصادر) نشره في العدد 15 من مجلة الأحمدية الإماراتية في رمضان عام 1424هـ. وقد نشر بحثه هذا في كتابه (أبحاث في القراءات والتجويد) وقد بعث به إليَّ مشكوراً لرفعه لمكتبة الملتقى ولعلي أفعل ذلك لاحقاً.
وأما تعليق الدكتور أحمد شرشال على كلام أبي داود الذي أشار إليه الدكتور مساعد الطيار مشكوراً في حاشية رقم 7 صفحة 229 من المجلد رقم 2 من كتاب مختصر التبيين لهجاء التنزيل لأبي داود سليمان بن نجاح رحمه الله فهذا هو بنصه وفيه فوائد حول موضوعنا:
(فإنه قد عُلم أنَّ أول ما جزئ القرآن بالحروف تجزئة ثمانية وعشرين وثلاثين وستين - هذه التي تكون رؤوس الأجزاء والأحزاب، في أثناء السورة وأثناء القصة ونحو ذلك، كان في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي وما بعده، وروي أن الحجاج أمر بذلك، ومن العراق فشا ذلك. وحكاه أبو عمرو الداني عن شيوخه، ونقله عنهم علم الدين السخاوي، ثم ذكر الداني أنه روي تجزئة رمضان عن محمد الأصبهاني.
ودأبُ أهل المغرب والأندلس، سلفهم وخلفهم - وإلى وقتنا هذا - على أن يختموا كل القرآن في صلاة التراويح في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، ومن ثم روعي في تقسيم القرآن على سبعة وعشرين ليلة، ويُصلون في كل ليلة بجزء منه ليوافق الختم ليلة القدر في السابع والعشرين من رمضان اعتقاداً منهم أنها لا تكون إلا في هذه الليلة.
وإذا كانت هذه التجزئة بالحروف وغيرها محدثةً من عهد الحجاج بن يوسف بالعراق فإن الصحابة رضي الله عنهم قبل ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده كان لهم تحزيب آخر، فإنهم كانوا يقدرون تارة بالآيات، وتارة بالسور.
فعن أوس بن حذيفة قال: فسألت أصحاب رسول الله عليه وسلم كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل) أخرجه أبو داود وابن ماجه وأحمد.
قال ابن تيمية: (والتحزيب بالسور التامة أولى من التحزيب بالتجزئة). وقال أيضاً: (وهذا الذي كان عليه الصحابة أحسنُ).
ثم إن هذه التجزئات المحدثة تتضمن دائماً الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده، حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه، فيبتدئ القارئ في اليوم الثاني بمعطوف كقوله: (والمحصنات) في النساء. وأمثال ذلك كثير، ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض، وعلى بعض المعنى دون بعض، كقوله (قال الملأ .. ) في الأعراف، بل يتضمن الوقف على كلام السائل ويبتدئ في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله (قال ألم أقل لك .. ) في الكهف.
وأكثر من ذلك أني رأيت الآية الواحدة وضع في نصفها رأس الثمن كما هو في مصحف الجزائر والمغرب وتونس وليبيا في قوله تعالى: (بالإثم والعدوان) في الآية 84 البقرة.
ويحضرني في هذا قول الإمام مالك: (قد جمعه الله وهؤلاء يفرقونه).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وإذا كان كذلك فمعلوم أن هذا التحزيب والتجزئة فيه مخالفة السنة).
وهذه التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء؛ وذلك لأن الحروف في النطق تخالف الحروف في الخط، في الزيادة والنقصان، يزيد كل منهما على الآخر من وجه دون وجه، وتختلف الحروف من وجه دون وجه، فإن ألفات الوصل ثابتة في الخط، وهي في اللفظ تثبت في القطع، وتحذف في الوصل فالعادُّ ينتقض عليه بالوصل والقطع، وأن الحرف المشدد حرفان في اللفظ.
ثم إن حصر وقوع ليلة القدر في السابع والعشرين غير صحيح، ومخالف للسنة، فقد ثبت في الصحيح عن عبادة بن الصامت وعائشة وغيرهما كما أخرجه البخاري قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) بل جاءت الرواية صريحة عن عبادة بن الصامت قال: (فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
وحينئذٍ فالأولى أن تستمر صلاة التراويح والتهجد إلى آخر ليلة منه.
وإن كثيراً من العلماء أنكر هذه التجزئات ....
ولقد صليتُ أكثر من عشر سنين في المسجد النبوي وما رأيت وما سمعتُ أن أئمة الحرم يُلقونَ لها بالاً، ولم يلتزموا بهذه التجزئة المحدثة، ولقد كانت وقوفاتهم في مواضع يحسن القطع عليها والابتداء بما بعدها.
ثم إني قرأتُ القرآنَ على هذه الأجزاء والأحزاب وحصل لي بسببها مشقة عظيمة، وتكلف وجهد لحفظ القرآن، فرعاية نهاية المعاني وتمام القصة يسهل الحفظ ويثبته ويستقر في الذهن والله المستعان). أ. هـ.
=================================
السلام عليكم ............
كنا من بداية طرح هذه الفكرة نعلم أنها نقاش ومدارسة علمية مع الفضلاء في هذا الملتقى العامر، ولم يغب عن بالنا جميعا أنه لا يوجد مصحف يطبع الآن بناء على هذاالتحزيب المقترح .......
لكن التغيير الفعلي على أرض الواقع لا يكون إلا إذا تغيرت القناعات بجدوى أمر ما وولادة أمر بديل، وذلك ما يمكن أن يكون نتاجا لهذه المطارحات العلمية ...........................
ويا دكتور عبدالرحمن - حفظك الله - ليتك لخصت أدلة كل فريق وجمعت ما قاله أنصار كل قول، حتى يتضح مالدى الجميع ونلم ما تفرق في أثناء النقاش مما أخرج المسألة في كثير من الأحيان إلى تفريعات جانبية .........
أما نقللك لذلك التعليق المطول فمما لايكاد يختلف عليه أحد لا من صوب فكرة إعادة التحزيب ولا من رفضها، ومع ذلك فهي لاتقوم أجوبة لما سبق طرحه من مسائل وأدلة لاترى إعادة التحزيب ....................
ويا شيخنا ويا أيها الأفاضل هناك فرق بين القول بأن تحزيب السلف أولى وأحسن، وأن هناك بعض التحزيب يقطع بين المتصل، أوعلى مالا يحسن الوقوف عليه مماهو معلوم متفق عليه .......... وبين العمل فعلا على إعادة التحزيب والتغيير واقعا في المصاحف، وهو ما يمنعه البعض ولايراه لمسوغات قيلت وكررت ولم يجب عنها حتى الآن ..............
وأختم وأقول: في ما أبداه من لم ير إعادة التحزيب مقنع، مع احترامنا وتقديرنا لفكرة الشيخ عبدالرحمن والشيخ مساعد ومن معهم من الأفاضل ................
هدانا الله للصواب وبصرنا بالرشاد وغفر لنا جميعا ........... آمين. [/ size][/color]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[04 Oct 2008, 05:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد عقدت العزم الا اكتب في هذا الموضوع شيئا
الا ان تنبيها بسيطا يتعلق بكلام الشيخ احمد دفعني لذك
فقوله ((ولقد صليتُ أكثر من عشر سنين في المسجد النبوي وما رأيت وما سمعتُ أن أئمة الحرم يُلقونَ لها بالاً، ولم يلتزموا بهذه التجزئة المحدثة، ولقد كانت وقوفاتهم في مواضع يحسن القطع عليها والابتداء بما بعدها.))
هذا في السنوات المتاخرة
والا فقد صلينا خلف الشيخ عبدالعزيز بن صالح والشيخ عبدالمجيد جبرتي والشيخ عبدالله الزاحم رحمهم الله وكانوا يلتزمون بها حرفيا
بل ان الشيخين عبدالعزيز وعبدالمجيد كانا يلتزمان بالارباع فضلا عن الاحزاء
وفق الله الجميع للخير
ـ[السامي]ــــــــ[06 Oct 2008, 02:15 م]ـ
مشايخنا الفضلاء:
مما أتمنى أن تعتمده اللجان العلمية في طبعات القرآن الجديدة:
- وضع علامات الركوع التي كانت موجودة في طبعات قديمة (ع) لتعين القارئ في الصلاة على الوقوف الصحيح المناسب للركعات.
- أو جعل نهاية الأوجه نهاية آية الوقف عليها وقف تام.
ولا يخفى أن الاهتمام بعلامات الوقف مما يعين القارئ على الفهم والتدبر.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:02 م]ـ
الأخ العذب الرقراق عذب الشجن سلمه الله
يعلم الله أني قد استفدت كثيرا من مطارحتك نفع الله بك.
وعندي أجوبة لما ذكرت لكن الموضوع أخذ منحى لا أرغبه فآثرت الوقوف عند هذا الحد.
ولكني أختم ـ بارك الله في الجميع ـ بخاتمة سريعة لعلها تُجلِّي المسألة بشكل أوضح فأقول:
لو لم يكن في المسالة إلا صنيع القائمين على المصحف الباكستاني بإضافة علامة (ع) إشارة لموضع الركوع على هامش المصحف المطبوع من دون نكير بين أهل العلم، ولم يعترض عليهم أحد ـ فيما أعلم ـ بما اعترض به الإخوة مع أنه تحزيب مخترع بالاتفاق؛ لو لم يكن إلا ذلك لكان كافياً في بيان خطأ من ذهب بالمسألة نحو الخوف من العبث بالقرآن وصيانته من التلاعب به، فالمسألة كما ذكرت سابقا لا علاقة لها بهذا المورد البتّة.
ومن أبى ذلك فبين يديه عدد ليس بالقليل من علامات الوقف في المصاحف المطبوعة المشهورة المتداولة بين أيدي المسلمين هي اجتهاد محض من القائمين عليها لم يسبقوا إليه، وهي لجان معتبرة من أهل اجتهاد في هذه المسائل، وأضافوا هذه العلامات فوق متن الآيات، وليس في هامش المصحف، ولم ينكر عليهم أحد هذا الصنيع، وفعلهم أبلغ وأعظم أثرا مما نتحدث عنه.
فهذا عمل المسلمين في مصاحفهم التي بين أيديهم وقد أضافوا إليها عن طريق أهل الاجتهاد المعتبرين ما لم يكن فيها قبل ثلاثة عشر قرناً من دون نكير.
فكل اعتراض سابق هو وارد على هذين الفعلين الذين حالهما كما سبق.
ولعله يتم طرح المسألة لاحقا في موطن آخر فإني أراها جديرة بالبحث وما زال في الزوايا خبايا.
نفع الله بكم جميعا،،
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[07 Oct 2008, 09:29 م]ـ
الأخ العذب الرقراق عذب الشجن سلمه الله
يعلم الله أني قد استفدت كثيرا من مطارحتك نفع الله بك.
وعندي أجوبة لما ذكرت لكن الموضوع أخذ منحى لا أرغبه فآثرت الوقوف عند هذا الحد.
ولكني أختم ـ بارك الله في الجميع ـ بخاتمة سريعة لعلها تُجلِّي المسألة بشكل أوضح فأقول:
لو لم يكن في المسالة إلا صنيع القائمين على المصحف الباكستاني بإضافة علامة (ع) إشارة لموضع الركوع على هامش المصحف المطبوع من دون نكير بين أهل العلم، ولم يعترض عليهم أحد ـ فيما أعلم ـ بما اعترض به الإخوة مع أنه تحزيب مخترع بالاتفاق؛ لو لم يكن إلا ذلك لكان كافياً في بيان خطأ من ذهب بالمسألة نحو الخوف من العبث بالقرآن وصيانته من التلاعب به، فالمسألة كما ذكرت سابقا لا علاقة لها بهذا المورد البتّة.
ومن أبى ذلك فبين يديه عدد ليس بالقليل من علامات الوقف في المصاحف المطبوعة المشهورة المتداولة بين أيدي المسلمين هي اجتهاد محض من القائمين عليها لم يسبقوا إليه، وهي لجان معتبرة من أهل اجتهاد في هذه المسائل، وأضافوا هذه العلامات فوق متن الآيات، وليس في هامش المصحف، ولم ينكر عليهم أحد هذا الصنيع، وفعلهم أبلغ وأعظم أثرا مما نتحدث عنه.
فهذا عمل المسلمين في مصاحفهم التي بين أيديهم وقد أضافوا إليها عن طريق أهل الاجتهاد المعتبرين ما لم يكن فيها قبل ثلاثة عشر قرناً من دون نكير.
فكل اعتراض سابق هو وارد على هذين الفعلين الذين حالهما كما سبق.
ولعله يتم طرح المسألة لاحقا في موطن آخر فإني أراها جديرة بالبحث وما زال في الزوايا خبايا.
نفع الله بكم جميعا،،
=================
الأخ الفاضل ........... السلام عليكم ........
أشكر لك هذا التواصل المحمود والنقاش المفيد ............
شيخنا: مرة تقول لو لم يكن في المسألة إلا كلام النووي وابن تيمية - رحمهما الله _ لكفى، ومرة تحتج بالمصحف الباكستاني،،،،،،،،،،،،، وهذا غريب
ثم قد قلت: هناك عدة مسائل في قضية المصحف وبعضها من الحوادث في هذا
الزمان، فلا يمكن قياس مسألة على أخرى، لأن منطلق كل مسألة غير الأخرى، وبالتالي تختلف الأدلة بل وفائدة وثمرة كل مسألة، تبعا لهذه المرتكزات .............
فمثلا زيادات المصحف الباكستاني إحداث شيء لم يكن .... بينما التحزيب ظل هكذا قرونا متطاولة دون تغيير مع العلم بتحزيب السلف وكونه أحسن وأولى فافترقت المسألتان، فلا يحتج بما أحدث على تغيير ما أثبت ولم تطاله يد التغيير برغم قوة الدوافع، ومغايرته للمأثور عن السلف ................
أخيرا: القول بمنع إعادة التحزيب ليس دليله الوحيد الخوف من التلاعب بالمصحف والعبث به، بل هي عدة أدلة، ولو أجيب عن هذا _ وليس أقوى الأدلة _ فبم يجاب عن الأخرى؟ .....................
وفق الله الجميع .................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Jun 2010, 05:58 ص]ـ
صدر كتاب للدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي بعنوان (تحزيب القرآن) تجدون إشارة إلى صدروه وبعض فوائده في موضوع أخي فهد الجريوي بعنوان تحزيب القرءان لفضيلة الدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=19664) .
وقد تحدث في ص 139 وما بعدها عن ختم القرآن في شهر، فذكر أن أن القرآن قد حُزِّبَ بالأجزاء على ثلاثين، عدد أيام الشهر في الغالب، وفي المعدل الوسط؛ لأن الشهر قد ينقص يوماً في الشهور الهجرية، ويزيد يوماً في الشهر الميلادي، وربما نقص يومين، ولا يكون ذلك في غير شهر فبراير فإن أيامه ثمانية وعشرون يوماً.
ثم أشار إلى (أن تحزيب الأجزاء الحالي روعي فيها الحروف، ولم يراع في بدايتها ونهايتها المعنى، فيفصل من يراعيها بين الأحكام المترابطة، والقصة الواحدة، والمعاني المؤتلفة، وإنما كان التحزيب بالأجزاء فعل الحجاج بن يوسف ومن معه، راعو في ذلك الحروف، ولم يراعوا المعاني، وتحزيب الصحابة كان بالسور، والابتداء بما بدأ الله، والختم بما ختم خير من هذه التجزئة).
ثم أورد الدكتور عبدالعزيز الحربي جدولاً للتحزيب على تسع وعشرين يوم كالتالي:
اليوم الأول: من أول سورة البقرة إلى آخر قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم (163).
اليوم الثاني: إلى آخر سورة البقرة.
اليوم الثالث: سورة آل عمران.
اليوم الرابع: سورة النساء.
اليوم الخامس: سورة المائدة.
اليوم السادس: سورة الأنعام.
اليوم السابع: سورة الأعراف.
اليوم الثامن: سورة الأنفال.
اليوم التاسع: سورة التوبة.
اليوم العاشر: سورة يونس.
اليوم الحادي عشر: سورة هود.
اليوم الثاني عشر: سورة يوسف والرعد.
اليوم الثالث عشر: سورة إبراهيم والحجر.
اليوم الرابع عشر: سورة النحل والإسراء.
اليوم الخامس عشر: سورة الكهف ومريم.
اليوم السادس عشر: سورة طه والأنبياء.
اليوم السابع عشر: سورة الحج والمؤمنون.
اليوم الثامن عشر: سورة النور والفرقان.
اليوم التاسع عشر: سورة الشعراء، والنمل، والقصص (الطواسين).
اليوم العشرون: سورة العنكبوت، والروم، ولقمان، والسجدة، (ذوات (الم)).
اليوم الحادي والعشرون: سورة الأحزاب، وسبأ، وفاطر.
اليوم الثاني والعشرون: سورة يس، والصافات، و ص.
اليوم الثالث والعشرون: سورة الزمر، وغافر، وفصلت.
اليوم الرابع والعشرون: من الشورى إلى آخر الأحقاف (بقية الحواميم).
اليوم الخامس والعشرون: من أول سورة محمد صلى الله عليه وسلم إلى آخر الذاريات.
اليوم السادس والعشرون: من أول سورة الطور إلى آخر سورة الحديد.
اليوم السابع والعشرون: جزء قد سمع.
اليوم الثامن والعشرون: جزء تبارك.
اليوم التاسع والعشرون: جزء عم.
فتم تحزيبه في تسعة وعشرين، فإن فصل في التحزيب بين سورتي يونس وهود كان الختم في ثلاثين. ولا يضر أن يكون قدر الحزب في بعض الأيام أكثر أو أقل بقليل، كما في حزب الأعراف والأنفال، بل هذا من التنوع الذي ينفع القارئ ويعينه على الدوام، ويرفع عنه السآمة.
ثم نقل كلام ابن تيمية في التحزيب بتمامه لنفاسته، وضربه في نواح مختلفة من التحزيب والتقسيم، وجمعه الحسن لأحاديث الباب ورواياته، وحسنه في الاختيار.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[08 Jun 2010, 07:50 ص]ـ
لا أدري إن كان ردي حول موضوع التحزيب يؤبه له ويؤخذ به أم لا. ولكن لا بد لي من قول شيء ربما أحداً لم يتطرق له. وهو أن التحزيب الذي عمل به الحجاج وأمر به كان أولاً باستئناسٍ من رأي الخليفة عبد الملك بن مروان. فالحجاج لم ينفرد بالقرار وحده وهذا يعطي دلالة على أنه ليس من فعله بل من فعل من له الأمر والطاعة. والأهم من ذلك كله أيضاً أن ذلك الحدث كان في حياة بعض كبار الصحابة:انس بن مالك وعقيل بن ابي طالب وغيرهما بالإضافة الى ثلة من التابعين العلماء الأجلاء الذين كانوا على خلاف كبير مع الحجاج. ولم نسمع أن أحداً منهم اعترض على ذلك التحزيب أو أمر بخلافه وهم أدرى وأعلم بسنّة النبي عليه الصلاة والسلام وأعلم أيضاً وهم قريبوا عهد بمحمد وصحابته إن كان لديهم تحزيب خاص معتمد. فيكون ذلك إقراراً منهم على فعله. وكما هو معلوم فأن فعل الصحابة حجة. وإقرارهم على شيء صار في حياتهم يدل على صحته
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجاهته. والله أعلم
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:32 ص]ـ
لا أدري إن كان ردي حول موضوع التحزيب سوف يؤبه له ويؤخذ به بين زحام أهل الرأي من العلماء الأجلاء ولكني لن آلو من قول يحيك به صدري ما دام في الموضوع سعة من رأي وأخذ ورد وليس في شبهة توقيفية أو نص قطعي الدلالة والثبوت.
* وأول نقطة سوف أوأكد عليها أن التحزيب الذي عمل به الحجاج وأمر به كان أولاً باستئناسٍ من رأي الخليفة عبد الملك بن مروان. فالحجاج لم ينفرد بالقرار وحده وهذا يعطي دلالة على أنه ليس من فعله بل من فعل من له الأمر والطاعة. والأهم من ذلك كله أيضاً أن ذلك الحدث كان في حياة بعض كبار الصحابة:انس بن مالك وعبد الله بن الزبير وعقيل بن ابي طالب وغيرهم. بالإضافة الى ثلة من التابعين العلماء الأجلاء الذين كانوا على خلاف كبير مع نظام الحكم الأموي ومع الحجاج بشكل خاص. ومع ذلك فلم نسمع أن أحداً منهم اعترض على ذلك التحزيب أو أمر بخلافه وهم أدرى وأعلم بسنّة النبي عليه الصلاة والسلام وأعلم أيضاً وهم قريبوا عهد بمحمد وصحابته إن كان لديهم تحزيب خاص معتمد. فيكون ذلك إقراراً منهم على فعله. وكما هو معلوم فأن فعل الصحابة حجة. وإقرارهم على شيء صار في حياتهم يدل على صحته ووجاهته. والله أعلم.
*ونقطة اخرى أظنها مهمة والتي أبدأها بتسائل:
ما هي الحكمة التي جعلت العلماء يقومون بتحزيب القرآن؟ وهل الواجب أن يكون على نوع واحد وهيئة واحدة لا يجوز أن يتعداها؟
*سؤال وجيه يفُترض أن يُبحث له عن جواب قبل الشروع في أي اقتراح؟
أظن أن هدف التحزيب هو تقسيم القرآن لهدف أو غاية ما تختلف باختلاف الغاية التي يبحث عنها طالب العلم.
وهذا الهدف أو الغاية هي التي تحدد ما نوع التحزيب المناسب الذي يجب ان يُعتمد لهذه الغاية أو تلك.
فطالب العلم الذي غايته التفسير مثلاً فإن التحزيب الذي يقطع السور والمعاني والبدايات ورؤوس المواضيع لا يخدمه بالتأكيد وينبغي له أن يبحث عن نوع آخر يلبي له حاجته.
*وإن قاريء القرآن الذي يرغب بأن يختمه كل شهر مرة بحيث يقرأ كل يوم جزء معين لا يتعاداه فإن استخدامه للتحزيب الذي يقسم الآيات بالتساوي هو الذي يفي بغرضه ويخدم مصلحته.
النقطة المهمة التي أريد أن أمررها للأخوة الأجلاء الذين طرقوا هذا الموضوع بنوع من الإهتمام والحماس هي أنه لا يمكن اعتماد تحزيب معين يصلح لجميع الغايات والاحتياجات التي يريدها طالب العلم. ولذلك فإنه بدعوتنا لتحزيب عصري للقرآن الكريم فإننا نحاول أن نجبر الباحثين ونحصرهم على نوع واحد من التحزيب لا يلبي جميع طموحاتهم ولا كل رغباتهم.فنقع بلا قصد بمطب آخر غير الذي نعاني منه الآن. هذا إن كان هناك أصلاً مشكلة أو معوّق.
*ونقطة أخيرة ولكنها مهمة أيضاً: القرآن موجود بين أيدينا كامل غير منقوص فمن أراد من طلاب العلم أن يفسر القرآن تفسيراً موضوعياً فإن أياً من أنواع التحزيبات لن تنفعه لأنه ينظر الى السورة ويعاملها كوحدة واحدة بل إن الترتيب التوقيفي للقرآن فيه من المعاني مالا يستغني عنها طالب علم أو مفسر.وبالتالي فإن أي فصل يحدث في تحزيب جديد سوف يلاقي ما سيلاقيه أي تحزيب آخر حتى ولو كان ذلك التحزيب فصلاً لبعض السور. لأن بعض السور مرتبط بالمعنى مع الي يليها بالترتيب كما هو الحال في سروتي الأنفال والتوبة فإن بعض العلماء اعتبروها سورة واحدة وعاملوها في تفسيراتهم معاملة السورة الواحدة.
هذه نقاط خمسة مهمة أرجو أن يكون الرد على أساسها ولا يُغفل عن أيٍ منها.حتى نصل الى مبتغانا الأول وهو دوماً الوصول الى الحق الأبلج الذي لا سواد فيه ولا عكارة. وبارك الله بكم جميعاً
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:22 م]ـ
السلام عليكم
مناقشة ماتعة نشكر فيها مشايخنا وإخواننا الكرام إلا أنني أري شيئا عجيبا من إخواننا علماء التفسير " خاصة".
منذ أيام كان موضوع وضع علامات الترقيم في القرآن، وفي أحد الأجوبة قال الشيخ عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ: وقد نتفق في أكثر مواضع علامات الترقيم كعلامات الاستفهام ومقول القول والتعجب ونحوها، ولكن سيكون هناك خلاف في مواضع يصعب رفعها)) وهذا الذي يصعب رفعها كفيلة بإنهاء المسألة لأن الأمر واضح: إما وضع العلامات في الجميع، وإما حذفها بالكلية أليس كذلك؟
ومن قبل حدثني أحد إخواني بأن رؤوس الآي اجتهادي وليس توقيفي وأخذ يسرد لي بعض الأدلة.
قلت له: يا أخي دعك من هذه، وأريد أن أسألك سؤالا:
وماذا نفعل في رؤوس الآي التي يترتب عليها حكم الإمالة والتقليل عند من روي ذلك الحكم من القراء؟
وكيف يبنون حكما ـ ويدّعون أنهم تلقوه هكذا ـ علي شئ اجتهادي؟؟
ولو كنتَ ممن يأخذون بقول من يقول: إنه اجتهاد، فالسكوت أولي لأنك ستجد غدا من يقول: ما نقل عن أئمة القراءة من الوقف علي رؤوس الآي في بعض السور بالإمالة غير صحيح لأن رؤوس الآي محل اجتهاد.
والآن وجدت مسألة أخري وهي مسألة تحزيب القرآن والكلام المنقول للدكتور عبدالعزيز بن علي الحربي لا يتعدي كونه اجتهادا منه وفقط، وعمل الناس بخلاف ذلك.
وما قاله د / الجكني وعذب الشجن كاف واف في بابه لأن المسائل تبتدئ كفكرة، وكبحث علمي مجرد، ثم ما يلبث وأن يطالب قائلوه بتطبيقه عمليا .. وهلم جره
نسأل الله الهداية والعافية.
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 02:44 م]ـ
الأخوان الفاضلان تيسير الغول وعبدالحكيم عبدالرازق وفقهما الله.
كلامكما وجيه ومقبول وفقكم الله، وإنما نتباحث في المسألة بيننا للإفادة فحسبُ، والأمرُ كما ذكرتُما جزاكما الله خيراً.(/)
إشكال قوله تعالى ((فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما))؟؟
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:20 ص]ـ
باب قول الله تعالى: ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء ? الآية.
* وعن ابن عباس في الآية قال: لما تغشاها آدم حملت، فأتاهما إبليس فقال: إني صاحبكما الذي أخرجتكما من الجنة لتطيعاني، أو لأجعلن له قرني إيل فيخرج من بطنك فيشقه، ولأفعلن، ولأفعلن، يخوفهما، سمياه (عبد الحارث)، فأبيا أن يطيعاه فخرج ميتًا، ثم حملت فأتاهما، فقال مثل قوله، وأبيا أن يطيعاه، ثم حملت، فأتاهما فذكر لهما فأدركهما حب الولد فسمياه (عبد الحارث)، فذلك قوله تعال ? جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا ?.
هل صح هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه؟؟ وكيف يقع الشرك من آدم عليه السلام وقد تقرر في قواعد الترجيح عند المفسرين أن القول الذي يعظم مقام النبوة ولا ينسب إليها ما يليق بها أولى بتفسير الآية ومنه قاعدة كل قول طعن في عصمة النبوة ومقام الرسالة فهو مردود؟؟؟
أما الشيخ ناصر الفهد في كتابه تنبيهات على كتب تخريج كتاب التوحيد فيرى صحة هذا الأثر يقول:
((- قال في (النهج السديد) ص 236: (ضعيف رواه أحمد والترمذي وحسنه، وابن جرير والطبراني في الكبير والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن بشران في الأمالي من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعًا، وسنده ضعيف، عمر ضعفوه في روايته عن قتادة، والحسن
مدلس وقد عنعنه، وفي سماعه من سمرة خلاف، وقال الذهبي في الميزان: (حديث منكر). أ.هـ. ().
- وقال في (الدّر النضيد) ص 150: ضعيف، أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن المبارك عن شريك عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به، وإسناده ضعيف).
قلت: - أي الشيخ ناصر الفهد - والكلام على هذا من وجوه:
الوجه الأول:
أن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ذكر في الباب رواية ابن عباس الموقوفة عليه، فذهب صاحب (النهج السديد) إلى تخريج رواية سمرة بن جندب المرفوعة وضعفها، ولم يتعرض لرواية ابن عباس مطلقًا، وتبعه على ذلك صاحب (ضعيف كتاب التوحيد) -وذكر في [ضعيف كتاب التوحيد (ص 49)] أن الحديث له علل أربع: (الأولى: ضعف عمر ابن إبراهيم في قتادة، والثانية: عنعنة الحسن، والثالثة: الخلاف في سماع الحسن من سمرة، والرابعة:= أن الحسن فسر الآية بخلاف روايته). وهذه العلل كما ترى كلها في حديث سمرة المرفوع، ولم يتعرض للرواية التي ذكرها شيخ الإسلام مطلقًا ولم يخرجها!!، مع أن هذه العلل مدفوعة أيضًا بالروايات الأخرى عن ابن عباس وأبي بن كعب، وبما صح عن سمرة موقوفًا وبما صح عن مفسري السلف كمجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وغيرهم. -، وأما
صاحب (الدر النضيد) فإنه اقتصر على طريق واحد عن ابن عباس وضعفه، ولم يتقص الطرق عنه كما هي عادته
الوجه الثاني:
أن هذا الحديث ثابت صحيح بلا ريب، فقد روي عن ابن عباس من وجوه ذكرها ابن جرير وغيره كما يلي:
1 - فمنه ما ذكره صاحب (الدر) وهو ما رواه ابن أبي حاتم () وسعيد بن منصور من حديث خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباسٍ به.
2 - ومنها ما رواه ابن جرير (6/ 144) من طريق ابن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس بنحوه.
3 - ومنها ما رواه أيضًا (6/ 145) من طريق محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس بنحوه.
4 - ومنه ما رواه أيضًا (6/ 145) من طريق حجاج عن ابن جريج عن ابن عباس بنحوه.
5 - وذكر ابن كثير في تفسيره () أنه روي من طريق العوفي عن ابن عباس بنحوه.
6 - ورواه ابن جرير أيضًا عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وهؤلاء هم أشهر من أخذ التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما، والحديث يصح بأقل من هذه الطرق.
الوجه الثالث:
أن هذا الحديث مروي عن غير ابن عباس أيضًا، فقد جاء من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعًا وموقوفًا:
فرواه الإمام أحمد (5/ 11)، والترمذي (5/ 267) رقم 3077، وابن جرير (6/ 146)، وابن أبي حاتم (5/ 1631)، والطبراني في الكبير (7/ 215)، والحاكم (2/ 594) من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة به مرفوعًا وحسنه الترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسناد هذا ضعيف ففيه علتان: ضعف رواية عمر عن قتادة خاصة، والانقطاع بين الحسن وسمرة.
وذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في التفسير (3/ 526) - السلامة - أن ابن مردويه رواه من حديث المعتمر - وهو ابن سليمان التيمي - عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعًا أيضًا، وهذه متابعة جيدة، رجالها ثقات، إلا أنه يبقى سماع الحسن من سمرة، فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أنه لم يسمع منه.
إلا أنه روي من وجهٍ آخر أيضًا عن سمرة موقوفًا رواه ابن جرير (6/ 144) قال:
(حدثني محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر - وهو ابن سليمان التيمي - عن أبيه قال حدثنا أبو العلاء - وهو يزيد بن عبد الله بن الشخِّير - عن سمرة بن جندب أنه حدث أن آدم عليه السلام سمى ابنه عبد الحارث) أ. هـ
وهذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات أثبات، أخرج لهم الجماعة إلا محمد بن عبد الأعلى وهو ثقة أخرج له مسلم.
أضف إلى ذلك أنه قد رواه ابن أبي حاتم (5/ 1633) وغيره عن أُبَيِّ بن كعب موقوفًا، فكل هذه الطرق والروايات تجعل المنصف لا يستريب في ثبوت هذا الحديث: لذلك قال ابن جرير رحمه الله تعالى (6/ 147):
(وأولى القولين بالصواب قول من قال: عني بقوله ? فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء ? في الاسم لا في العبادة، وأن المعني بذلك آدم وحواء لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك. أ. هـ.
ولهذا أيضًا صححه الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله تعالى.
الوجه الرابع:
أن جميع الذين خرَّجوا هذا الحديث من كتاب التوحيد - فيما وقفت عليه - قد أحالوا في رد ذلك على تفسير ابن كثير- انظر [الدر النضيد (150)]، و [ضعيف كتاب التوحيد (48، 49)]، و [فتح الله الحميد المجيد (418)، ح 1]، و [فتح المجيد (2/ 732) ح 1]، و [القول المفيد (3/ 66)]، و [النهج السديد (ص 236)]، وقال فيه (وأما الآثار المروية في هذا المعنى فهي مأخوذة من الإسرائيليات كما قال الحافظ ابن كثير) أ. هـ. وابن كثير رحمه الله تعالى لم يجزم بذلك كما جزم صاحب النهج السديد، وأحال عليه بل قال: (وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب) أ. هـ. -، وقد رد الحافظ ابن كثير هذه الآثار وعللها بعلل ترجع إلى أربع علل هي ():
1. القدح في (عمر بن إبراهيم) راوي الحديث المرفوع عن سمرة.
2. أنه مروي من قول سمرة نفسه.
3. أن الحسن وهو الراوي عن سمرة فسر الآية بغير هذا
ولو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعًا لما عدل عنه.
4. أن الظاهر في هذه الآثار أنها مأخوذة من أهل الكتاب، قال: (وكأنه- والله أعلم - أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أُبَيِّ بن كعب) أ. هـ.
والجواب عن هذه العلل كما يلي:
أما العلة الأولى فردها: أنه قد ورد هذا الحديث عن سمرة رضي الله عنه مرفوعًا من غير طريق عمر بن إبراهيم هذا كما قاله ابن كثير نفسه حيث قال: (ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعًا) أ. هـ. وهذا إسناد صحيح إلى الحسن فسقطت هذه العلة.
وأما العلة الثانية: فردها من وجهين:
الأول:
أن الموقف من حديث سمرة مختصر بخلاف المرفوع وإسناد المرفوع غير إسناد الموقوف، وكلا الإسنادين صحيحان إلى الحسن، فالمتنان ليس نصهما واحدًا، والإسنادان غير متفقين حتى يقال أخطأ بعضهم فرفع الموقوف.
الثاني:
أن الموقوف لا يعلل به المرفوع دائمًا بل بحسب القرائن، وهنا لا يعتبر الموقوف علة يعلل بها المرفوع لأن الموقوف على سمرة رضي الله عنه في حكم المرفوع أصلاً، فإن مثل هذا من أخبار الغيب فلا يتلقى إلا بالوحي.
وأما الجواب عن العلة الثالثة فمن وجوه:
الوجه الأول:
عدم التسليم بثبوت ذلك عن الحسن رحمه الله تعالى وأما قول ابن كثير رحمه الله - بعد ما ذكر الأسانيد عن الحسن في ذلك -: (وهذه أسانيد صحيحة عن الحسن رحمه الله أنه فسر الآية بذلك) أ. هـ. ففيه نظر، بيانه كما يلي:
أما الإسناد الأول فهو من طريق ابن وكيع ثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن، وهذا إسناد تالف فيه (عمرو ابن عبيد) المبتدع وهو متهم في روايته، وكذبه غير واحدٍ فيما يرويه عن الحسن كما في كتب الرجال ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الإسناد الثاني فمن طريق معمر عن الحسن، وهذا إسناد منقطع فإن معمرًا لم يسمع من الحسن شيئًا كما ثبت بإسناد صحيح في (التاريخ الصغير) () للبخاري عنه أنه قال: " خرجت مع الصبيان إلى جنازة الحسن، فطلبت العلم سنة مات الحسن ". أ. هـ، وقال الإمام أحمد: " لم يسمع من الحسن ولم يره، بينهما رجل ويقال إنه عمرو بن عبيد " (). أ. هـ.، والإسناد الأول - كما سبق - من طريق عمرو بن عبيد فمن الوارد جدًا أن يكون هو الواسطة بين معمر والحسن كما ذكر الإمام أحمد والله أعلم.
وأما الإسناد الثالث فهو من طريق قتادة قال: كان الحسن يقول، وقد ثبت عن شعبة رحمه الله تعالى أنه
قال: (كنت أعرف إذا جاء ما سمع قتادة مما لم يسمع، إذا جاء ما سمع يقول: " حدثنا أنس بن مالك وحدثنا الحسن وحدثنا سعيد وحدثنا مطرف "، وإذا جاء ما لم يسمع يقول: " قال سعيد بن جبير، قال أبو قلابة ") أ. هـ ().
وهنا قال: كان الحسن يقول، ولم يصّرح بالسماع وهذه علة قادحة فإن الإسنادين الأولين ضعيفان مدارهما على هالك هو عمرو بن عبيد - إن كان هو الواسطة بين معمر والحسن - وهنا لا ندري من الواسطة بين قتادة والحسن وقد يكون متلقى عن عمرو بن عبيد. والله أعلم.
الوجه الثاني:
أن تعليل ما رواه مرفوعًا بما روي عن من قوله ليس أولى من تعليل ما روي عنه بما رواه مرفوعًا والإسناد عنه في روايته عن سمرة أصح مما روي عنه من قوله.
الوجه الثالث:
أن الصحيح من أقوال أهل العلم أنه إذا تعارضت رواية المحدث مع رأيه يكون الحكم لروايته، إن صحت ولو عللت الروايات المرفوعة بآراء الرواة لها لرددنا أحاديث كثيرة.
الوجه الرابع:
أن قول الحسن هذا. لو ثبت. فإنه معارض بما ثبت عن سمرة وابن عباس وغيرهم، وبما ثبت عن مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وهم أعلم منه بالتفسير، بل قد ذكر ابن جرير رحمه الله - كما سبق - أن هذا القول إجماع لأهل الحجة في التأويل.
وأما العلة الرابعة فالجواب عنها من وجهين:
الوجه الأول:
أن يقال: كيف يتفق المفسرون من الصحابة والتابعين والذين يرجع إليهم في تأويل القرآن على هذا التفسير ويروون فيه الأحاديث المرفوعة والموقوفة، ويتناقلونه بينهم، ولا يستنكرونه، وينقضي عصرهم على هذا، ثم يأتي من
بعدهم بقرون من يكتشف أنهم ضالون في هذا التفسير، وأنه في الأصل مأخوذ من الإسرائيليات، وهل هذا إلا قدح في علماء الصحابة والتابعين؟!
الوجه الثاني:
أنه لا يوجد أي دليل يدل على ما ذهب إليه ابن كثير في أنه مأخوذ من الإسرائيليات - لذلك لم يجزم به -، وأما قوله: (وكأنه والله أعلم أصله مأخوذ من أهل الكتاب، فإن ابن عباس رواه عن أُبّيِّ بن كعب) أ. هـ.
فأي دليل في هذا؟ فإن أُبّيِّ بن كعب رضي الله عنه من علماء الصحابة ولم يذكر من رواة الإسرائيليات، ولعل ابن كثير رحمه الله تعالى سهى في ذلك وظنه كعب الأحبار فإنه قد قال في تاريخه: () (وهكذا روي موقوفًا على ابن عباس، والظاهر أن هذا متلقى عن كعب الأحبار ودونه والله أعلم) أ. هـ،
وفي الجملة فكل هذه ظنون ولا حجة تحتها إلا استنكارهم للمعنى وسوف يأتي الكلام عن ذلك مفصلاً إن شاء الله تعالى.
وأما قول ابن كثير رحمه الله تعالى: () (ليس المراد من هذا السياق آدم وحواء، وإنما المراد من ذلك المشركون من ذريته ولهذا قال الله ? فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ? أ. هـ فلا حجة فيه أيضًا فإن هذا انتقال من أسلوب إلى أسلوب وهو المسمى بالالتفات وهو كثير في القرآن.
الوجه الخامس:
أن قول الذهبي فيه (منكر)، واستنكار غيره له، إنما يعود لاستشكالهم معناه، وهو وقوع آدم عليه السلام في الشرك وهو من الأنبياء، والحقيقة أنه لا إشكال فيه مطلقًا لأمرين:
الأول:
أن هؤلاء الذين استنكروا معناه، وأرادوا تنزيه آدم عليه السلام عن هذا، ليسوا أكثر توقيرًا للأنبياء ولا معرفة لحقوقهم من الصحابة والسلف رضوان الله عليهم، وقد ثبت
هذا عنهم بما لا مجال للشك فيه - لو سلمنا أنه لم يثبت مرفوعًا -، بل ذكر ابن جرير رحمه الله تعالى أن هذا إجماع لأهل التأويل.
الثاني:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن هذا الأمر لم يكن شركًا في العبادة، بل في الأسماء كما ذكر قتادة وغيره من السلف، وكما تدل عليه الآثار، وكما رجحه ابن جرير، وكما قاله شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في مسائل الباب: (الثالثة أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها) أ. هـ، وهذا الأمر غايته أن يكون معصية، والمعصية جائزة على الأنبياء - على الصحيح - إلا أنهم يتوبون منها كما ثبت ذلك في الكتاب والسنة، وقد أثبت الله سبحانه المعصية لآدم عليه السلام في قوله تعالى: ? وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ? وغيرها من الآيات.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ():
(جمهور المسلمين على أن النبي لا بد أن يكون من أهل البر والتقوى، متصفًا بصفات الكمال، ووجوب () بعض الذنوب أحيانًا مع التوبة الماحية الرافعة لدرجته إلى أفضل مما كان عليه لا ينافي ذلك.
وأيضًا فوجوب كون النبي لا يتوب إلى الله فينال محبة الله وفرحه بتوبته وترتفع درجته بذلك ويكون بعد التوبة التي يحبها الله منه خيرًا مما كان قبلها، فهذا مع ما فيه من التكذيب للكتاب والسنة غض من مناصب الأنبياء، وسلبهم هذه الدرجة، ومنع إحسان الله إليهم وتفضله عليهم بالرحمة والمغفرة.
ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يذنب أفضل من كل من آمن بعد كفره وتاب بعد ذنبه، فهو مخالف لما علم
بالاضطرار من دين الإسلام، فإنه من المعلوم أن الصحابة الذين آمنوا برسول الله ? بعد كفرهم وهداهم الله به بعد ضلالهم، وتابوا إلى الله بعد ذنوبهم أفضل من أولادهم الذين ولدوا على الإسلام.
وهل يشبّه بني الأنصار بالأنصار، أو بني المهاجرين بالمهاجرين إلا من لا علم له، وأين المنتقل بنفسه من السيئات إلى الحسنات بنظره واستدلاله وصبره واجتهاده ومفارقته عاداته ومعاداته لأوليائه وموالاته لأعدائه إلى آخر ما يحصل له مثل هذه الحال؟) إلى أن قال ():
(فأين من يبدل الله سيئاته حسنات إلى من لم تحصل له تلك الحسنات؟ ولا ريب أن السيئات لا يؤمر بها، وليس للعبد أن يفعلها ليقصد بذلك التوبة منها، فإن هذا مثل من يريد أن يحرك العدو عليه ليغلبهم بالجهاد، أو يثير الأسد عليه ليقتله، ولعل العدو يغلبه والأسد يفترسه، بل مثل من يريد أن يأكل السم ثم يشرب الترياق، وهذا جهل، بل إذا قدر من ابتلي بالعدو فغلبه كان أفضل ممن لم يكن كذلك، وكذلك من صادفه الأسد، وكذلك من اتفق أن شرب السم فسقي ترياقًا يمنع نفوذ سائر السموم فيه كان بدنه أصح من بدن من لم يشرب ذلك الترياق.
والذنوب إنما تضر أصحابها إذا لم يتوبوا منها، والجمهور الذين يقولون بجواز الصغائر عليهم - أي على الأنبياء - يقولون إنهم معصومون من الإقرار عليها، وحينئذٍ فما وصفوهم إلا بما فيه كمالهم، فإن الأعمال بالخواتيم، مع أن القرآن والحديث وإجماع السلف معهم في تقرير هذا الأصل.
فالمنكرون لذلك يقولون في تحريف القرآن ما هو من جنس قول أهل البهتان، ويحرفون الكلم عن مواضعه كقولهم في قوله تعالى ? ِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ? أي: ذنب آدم وما تأخر من ذنب أمته، فإن هذا ونحوه من تحريف الكلم عن مواضعه) إلى أن قال ():
(بل إذا اعترف الرجل الجليل القدر بما هو عليه من الحاجة إلى توبته واستغفاره ومغفرة الله له ورحمته دلّ ذلك على صدقه وتواضعه وعبوديته لله وبعده عن الكبر والكذب، بخلاف من يقول ما بي حاجة إلى شيء من هذا، ولا يصدر مني ما يحوجني إلى مغفرة الله لي، وتوبته عليَّ، ويصر على ما يقوله ويفعله بناء على أنه لا يصدر منه ما يرجع عنه، فإن مثل هذا إذا عرف من رجل نسبه الناس إلى الكذب والكفر والجهل.
وقد ثبت في الصحيح أن النبي ? قال: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل». فكان هذا من أعظم ممادحه.
وكذلك قوله ?: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله». وكل من سمع هذا عظمه بمثل هذا الكلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي الصحيحين عنه أنه كان يقول: «اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر هزلي، وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على شيء قدير».
والغنى عن الحاجة من خصائص الربوبية، فأما العبد فكماله في حاجته إلى ربه وعبوديته وفقره وفاقته، فكلما كانت عبوديته أكمل كان أفضل، وصدور ما يحوجه إلى التوبة والاستغفار مما يزيده عبودية وفقرًا وتواضعًا.
ومن المعلوم أن ذنوبهم ليست كذنوب غيرهم، بل كما يقال (حسنات الأبرار سيئات المقربين)، لكن كل يخاطب على قدر مرتبته، وقد قال ?: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون». أ. هـ.
وكلامه رحمه الله تعالى في هذا الباب كثير ونفيس ولولا الإطالة لنقلته برمته فراجعه هناك، والله تعالى أعلم.)) انتهى كلام الشيخ ناصر الفهد
وأما الشيخ الألباني رحمه الله فيرى عدم صحة هذا الأثر:
((342" لما حملت حواء طاف بها إبليس , و كان لا يعيش لها ولد , فقال: سميه عبد الحارث , فسمته: عبد الحارث , فعاش , و كان ذلك من وحي الشيطان و أمره ".
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 516):
$ ضعيف.
أخرجه الترمذي (2/ 181 - بولاق) و الحاكم (2/ 545) و ابن بشران في
" الأمالي " (158/ 2) و أحمد (5/ 11) و غيرهم من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن # سمرة بن جندب # مرفوعا , و قال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة , و قال الحاكم: صحيح الإسناد و وافقه الذهبي.
قلت: و ليس كما قالوا , فإن الحسن في سماعه من سمرة خلاف مشهور , ثم هو مدلس و لم يصرح بسماعه من سمرة و قال الذهبي في ترجمته من " الميزان ": كان الحسن كثير التدليس , فإذا قال في حديث: عن فلان , ضعف احتجاجه.
قلت: و أعله ابن عدي في " الكامل " (3/ 1701) بتفرد عمر بن إبراهيم و قال:
و حديثه عن قتادة مضطرب , و هو مع ضعفه يكتب حديثه.
و مما يبين ضعف هذا الحديث الذي فسر به قوله تعالى * (فلما آتاهما صالحا جعلا
له شركاء فيما آتاهما ... ) * الآية , أن الحسن نفسه فسر الآية بغير ما في حديثه
هذا , فلو كان عنده صحيحا مرفوعا لما عدل عنه , فقال في تفسيرها: كان هذا في
بعض أهل الملل و لم يكن بآدم , ذكر ذلك ابن كثير (2/ 274 - 275) من طرق عنه
ثم قال: و هذه أسانيد صحيحة عن الحسن أنه فسر الآية بذلك , و هو من أحسن
التفاسير و أولى ما حملت عليه الآية , و انظر تمام كلامه فإنه نفيس , و نحوه في
" التبيان في أقسام القرآن " (ص 264) لابن القيم.
وقد أجاب الشيخ عبد الله الأحمري أحد المتخصصين في الحديث على حجج الشخ ناصر الفهد فقال:
((الحديث لا يصح مرفوعاً ولا موقوفاً
قيل:"هذا الحديث ثابت صحيح بلا ريب فقد روي عن ابن عباس من وجوه ذكرها ابن جرير وغيره كما يلي ... " ثم أورد تلك الوجوه!!؟
قلت: وجميع تلك الطرق لا تثبت عند التحقيق وإليك البيان:
الوجه الأول: مداره على خصيف بن عبدالرحمن، وهو سيء الحفظ،وكان يخلط كما قال أبو حاتم،وقال أحمد: شديد الاضطراب في المسند، وقال أبوداود: مضطرب الحديث. وقال الدارقطني: يعتبر به يهم. وقال ابن حبان بعد كلام: كان يخطيء كثيراً فيما يروي،وينفرد عن المشاهير بمالايتابع عليه،وهو صدوق في روايته،إلا أن الإنصاف في أمره،قبول ماوافق الثقات من الروايات،وترك مالايتابع عليه ... ".
فهذا الوجه منكر لايصح،بل شديد النكارة، لايرتاب من له عناية بالحديث في ذلك، فأين أصحاب سعيد ابن جبير الثقات الملازمين له – كأيوب السختياني وجعفر اليشكري وعمرو بن دينار وحبيب بن أبي ثابت - عن هذه الرواية حتي يدخل عليهم خصيف بن عبدالرحمن.
الوجه الثاني: طريق داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقال في هذه كما قيل في سابقتها، وداود موثق وروى له مالك ولكن عن غير عكرمة،ثم تفرده بهذه الرواية عن عكرمة دون أصحاب عكرمة المكثرين عنه كعمر بن دينار وقتادة وخالد الحذاء وغيرهم.يجعلنا نحكم بنكارتها،بل هذا ابن معين والنسائي وغيرهما من أئمة الحديث قد استنكروا تفرد عمرو بن أبي عمرو الثقة المشهور بحديث عن عكرمة للعلة نفسها، ومن المعروف عند أهل الحديث أن داود يحدث بالمناكير عن عكرمة.قال ابن المديني:ما روى عن عكرمة فمنكر الحديث وقال أبوداود: أحاديثه عن عكرمة مناكير.
الوجه الثالث من طريق محمد بن سعد حدثني أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس.
الوجه الخامس: وذكر ابن كثير في تفسيره أنه روي من طريق العوفي عن ابن عباس بحوه.
قلت: الوجهان الثالث والخامس هما في الحقيقة طريق واحد،مسلسل بالضعفاء من العوفيين.
فمحمد بن سعيد:هو ابن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي،نقل الخطيب عن الدارقطني قوله: لابأس به، ولكن الخطيب قال عنه:وكان ليناً في الحديث. تاريخ بغداد 3/ 268
الأب سعد: قال الإمام أحمد: لم يكن ممن يستأهل أن يكتب عنه،ولا كان موضعاً لذلك،ورماه بأنه جهمي. تاريخ بغداد 10/ 183
عمي هو:الحسين بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي،ضعيف وقد ضعفه ابن معين وغيره. تاريخ بغداد 8/ 552،ميزان الاعتدال 1/ 532،سير أعلام النبلاء 9/ 395
أبي – الحسن بن عطية بن سعد العوفي -: قال ابن حبان في المجروحين 1/ 279:"من أهل الكوفة يروي عن أبيه،روى عنه ابنه محمد بن الحسن منكر الحديث،فلا أدري البلية في أحاديثه منه أو من أبيه أو منهما معاً، لأن أباه ليس بشيء في الحديث، وأكثر روايته عن أبيه،فمن هنا اشتبه أمره ووجب تركه." وانظر تهذيب الكمال6/ 211.
أبيه هو عطية بن سعد العوفي الكوفي،ضعفه هشيم بن بشير والثوري وأحمد ويحيى وأبوحاتم.وقال الدرقطني في العلل11/ 291:"وعطية مضطرب الحديث " وقال الحافظ:" صدوق يخطىء كثيراً وكان شيعياً مدلساً.
قلت: في ثبوت تدليسه نظر،وعلى كل فهو ضعيف مضطرب الحديث،ولم نجد هذه الرواية عند أكابر أصحاب ابن عباس كعطاء وكريب وعبيدالله بن عبدالله بن عتبة وطاووس،وحتى ابن جبير وعكرمة – لأنها لم تثبت عنهما- فدل على نكارتها عن عطية هذا.
الوجه الرابع: من طريق حجاج عن ابن جريج عن ابن عباس بنحوه.
ابن جريج:عبدالملك بن عبدالعزيز المكي لم يلق أحداً من الصحابة كما قال ابن المديني وغيره، بل لم يلق بعض أصحاب ابن عباس كابن جبير وعكرمة، ومع إمامته إلا أنه كثير الإرسال وحش التدليس فلا يدلس غالباً إلا فيما سمعه من مجروح، فالظاهر أنه سمعه من شيخه خصيف بن عبدالرحمن ودلسه.
وعلى كل فهذه الرواية منكرة لا يفرح بها.قال الإمام أحمد:"بعض هذه الأحاديث التي كان يرسلها ابن جريج أحاديث موضوعة " وقال أيضاً:"إذا قال ابن جريج: قال فلان،وقال فلان، وأُخبرت،جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني وسمعت فحسبك به.".
وفي نهاية المطاف أقول:قد تبين لنا أن هذا الأثر لايثبت عن ابن عباس من وجه يصح،فإنها منكرات وأخطاء، لا أصول لها،وقد يُقال – كما قد قيل – بأن هذه الطرق والوجوه يقوي بعضها بعضاً،
فأقول:الذي عليه أئمة الحديث،ومشايخنا المتقنين الحفاظ – مع تباين أوطانهم وتنوع شيوخهم -:أنه ليس كل ضعيف ينجبر ضعفه بمجيئه من طريق آخر. وهذه الجمله يرددها الكثير نظرياً، ولكن عند التطبيق يقع فيما يعيب، لعدم معرفته لما يقبل في الشواهد والمتابعات،وهذا بدهي، فإن الممارسة مع التلقي عن المتقنين شيء، والأخذ من بطون الكتب والارتجال في العلم شيء آخر.
قال الإمام أحمد كما في مسائل ابن هاني 2/ 167 لمن سأله عن كتابة الحديث المنكر:" المنكر أبداً منكر، قيل له فالضعفاء؟ قال:قد يحتاج إليهم في وقت " كأنه لم ير بالكتاب عنهم بأساً " أهـ
وقد ذكرت بعض النقولات في هذا الموضوع عند تخريجي للمسلسل بالآخرية، في الطبعة الثانية من ثبت شيخنا العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي "اللألىء الدرية "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما قيل: أن هذا الحديث مروي عن غير ابن عباس،فقد جاء من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه مرفوعاً وموقوفاً ..... أن ابن مردويه رواه من حديث المعتمر- وهو ابن سليمان التيمي – عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعاً أيضاً،وهذه متابعة جيدة رجالها ثقات ... إلا أنه روي من وجه آخر أيضاً عن سمرة موقوفاً رواه ابن جرير 6/ 144 قال: حدثني محمد بن عبدالأعلى قال حدثنا معتمر –وهو ابن سليمان التيمي – عن أبيه قال حدثنا أبوالعلاء – وهو يزيد بن عبدالله بن الشخير- عن سمرة بن جندب أنه حدث أن آدم عليه السلام سمى ابنه عبدالحارث "أهـ
أقول: هذه الرواية الموقوفة عن سمرة رضي الله عنه، لاتصح بل هي غلط، وكذلك المرفوعة من طريق ابن مردوية،لا تصح أيضا بل هي غلط منكرة.ومدار المرفوع والموقوف هو التيمي.
والظاهر أن سليمان بن طرخان التيمي لم يسمعه من الحسن البصري بل سمعه من قتادة ودلسه عنه، ومن المعروف أن التيمي مدلس كما قال ابن معين والنسائي والدارقطني والذهبي والعلائي وغيرهم،وإن جعلناه في الطبقة الثانية ممن تقبل عنعنته،لكن ليس هذا على إطلاقه لأن الأئمة وبخاصة الشيخين قد انتقيا من معنعناتهم ما غلب على ظنهما أنها سماع،وليس المراد أن عنعنة هذا القسم مقبولة مطلقا كما نبه على هذا شيخنا الحافظ المعمر محمد مسلم الرحماني،وشيخ شيوخنا العلامة عبدالرحمن المعلمي. ومما يؤيد كلامهما - عليهما رحمة الله - أن التيمي قد دلس حديثاً آخر عن الحسن كما ذكر هذا ابن معين انظر الجرح والتعديل1/ 238.
ثم أن سليمان التيمي: لم يكن بذاك الحافظ حتي يقبل منه التلون في هذا الحديث بين الرفع عن شيخ والوقف عن آخر.وقد أخطأ في المتن كما أخطأ في السند.وبهذا عاد السند إليه فلا يصح أن نقول:أنهما اسنادين صحيحين غير متفقين.
قال حرب بن إسماعيل الكرماني كما في مسائله ص 462:" الشكوك التي في حديث المعتمر عن أبيه ممن هي؟ قال: من التيمي"أهـ
ومع هذا يحدث التيمي بهذا الحديث عن الحسن وليس عند أصحاب الحسن الملازمين له المكثرين عنه، كيونس بن عبيد وعون الأعرابي وهشام بن حسان وغيرهم، فهذه الأمور بل بعضها لاتجعل عند المحدث شك في غلط هذه الرواية ونكارتها عن سمرة.
قال الحافظ ابن حجر كما في التلخيص الحبير:"التلون في الحديث الواحد بالإسناد الواحد،مع اتحاد المخرج يوهن راويه،وينبىء بقلة ضبطه،إلا أن يكون من الحفاظ المكثرين المعروفين بجمع طرق الحديث."
وقال ابن رجب في شرح العلل:" وإنما يحتمل مثل ذلك ممن كثر حديثه وقوي حفظه كالزهري وشعبة ونحوهما."
فعلى هذا لايصح أن نقول أن هذه متابعة جيدة لرواية قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.وبخاصة أن هذا الحديث لايعرف في المرفوع إلا من طريق عمر بن إبراهيم عن قتادة به
قال الإمام الترمذي في جامعه 5/ 160 رقم"3077" بعد أن أورده من طريق عبدالصمد بن عبدالوارث قال حدثنا عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً .... قال رحمه الله: هذا حديث حسن غريب لانعرفه إلا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة،ورواه بعضهم عن عبدالصمد ولم يرفعه. أهـ
وأورد الحديث ابن عدي في الكامل3/ 298 من طريق شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة مرفوعاً ثم قال:" وهذا من حديث شعبة عن قتادة منكر لانعرفه إلا من حديث الشاذكوني عن غندر عنه،وإنما يروي هذا عن قتادة عمر بن إبراهيم." أهـ
وأورده في 5/ 43 من طريق شاذ بن فياض ثنا عمر بن إبراهيم به ثم قال:"وهذا لا أعلم يرويه عن قتادة غير عمر بن إبراهيم." أهـ
قلت: وعمر هذا هو أبوحفص العبدي البصري، قال عنه الإمام أحمد:له مناكير،وقال ابن عدي: يروي عن قتادة أشياء لايوافق عليها، وحديثه عن قتادة خاصة مضطرب،وهو مع ضعفه يكتب حديثه.
فهذا الترمذي وابن عدي قد قالا:أن الحديث لايعرف إلا من هذا الطريق، فهل يعقل أن طريق التيمي غاب عليهما،وهما الإمامان الحافظان.
وهذه الطريق هي المحفوظة المعروفة عند أهل الحديث،وهي منكرة لاتصح،وقد أورد الذهبي في ميزان الاعتدال 3/ 179 هذا الحديث في آخر ترجمة عمر بن إبراهيم هذا، ثم قال:" صححه الحاكم وهو حديث منكر كما ترى."أهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: الذهبي استنكر متن الحديث كما أنه استنكر سنده لتفرد عمر به عن قتادة، دون سائر الحفاظ المكثرين من أصحاب قتادة كسعيد بن أبي عروبة وشعبة والدستوائي وهمام العوذي.
قال الذهبي كما في الموقضة:" وقد يُسَمِّي جماعة من الحفاظ الحديث الذي ينفرد به،مثل هشيم،وحفص بن غياث منكر " إلى أن قال" وأطلقوا النكارة على ما انفرد به ..... وقالوا هذا منكر."
بل لما ذكر أبوداود للإمام أحمد حديث يزيد الدالاني عن قتادة! فقال الإمام:" ماليزيد يدخل على أصحاب قتادة،ولم يعبأ بالحديث."
ثم ليعلم أن استنكار الذهبي وابن كثير وابن حزم - وكذلك ضعفه ابن العربي المالكي والقرطبي – لمتن هذا الحديث هو منهج مستقيم عليه أئمة الشأن،فهذا الإمام البخاري رحمه الله قد أعل حديث "أمتي أمة مرحومة جعل عذابها بأيديها في الدنيا " فقال البخاري في إعلاله ":والخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفاعة وأن أقواماً يعذبون ثم يخرجون أكثر وأبين " انظر التاريخ الكبير 1/ 38 - 39،وكذلك فعل الأئمة أحمد ومسلم في آخرين، وليس هذا مكان ذكر الأمثلة.
ومن هذا القبيل إعلال العلامة الأثري محمد بن صالح العثيمين لمتن هذا الحديث بما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في الشفاعة أن الناس يأتون إلى آدم اعتذر بأنه عصى الله فأكل من الشجرة،ولوكان آدم وقع في هذا الشرك - شرك تسمية أو غيره - كما يزعمون لكان اعتذاره وذكره للناس أولى وأحرى لعظم هذ الذنب وشدة جرمه من أكل الشجرة. انظر كلام الشيخ في القول المفيد على كتاب التوحيد 3/ 67.
وأما ما رُوِيَ عن أبي بن كعب موقوفاً عليه، فلا يفرح به ففي سنده سعيد بن بشر الأزدي وقيل النصري الشامي مختلف فيه والأكثر على تضعيفه، ولكن أحاديثه عن قتادة،- ولو كانت في التفسير - قد تكلم فيها العلماء وهذا منها.
قال ابن معين: عنده أحاديث غرائب عن قتادة، وقال الساجي: حدث عن قتادة بمناكير يتكلمون في حفظه، وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ،يروي عن قتادة ما لايتابع عليه.
وأما ماجاء عن مجاهد رحمه الله فهو مأخوذ من أهل الكتاب فقد ثبت في طبقات ابن سعد 5/ 467 وانظر سير أعلام النبلاء 4/ 451،أن أبا بكر بن عياش سأل الأعمش،مالهم يتقون تفسير مجاهد فقال:" كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب."أهـ
وهنا فائدة حديثية: أن المعروف عند حفاظ الأمة أن مخالفة الراوي بقوله وفعله لما ينقل عنه من رواية،قرينة قوية على أن الرواية المنقولة عنه فيها نظر، ولهذا فقد أعل الأئمة كأحمد والبخاري ومسلم وأبي حاتم والدارقطني وغيرهم عدة روايات لمخالفة الراوي لما رواه،وإنما يأخذون بما روى لابما رأى إذا صحت الرواية قطعاً.فليتنبه لهذا فقد خلط فيه البعض.
ولهذا فقد أعل العلماء هذه الروايات بما ثبت من قول الحسن البصري رحمه الله كما رواه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا بشر حدثنا يزيد قال حدثنا سعيد عن قتادة قال:كان الحسن يقول: هم اليهود والنصارى رزقهم الله أولاداً،فهوَّدوا ونصَّروا."أهـ
وهذا سند صحيح وقتادة قد سمع من الحسن وأكثر عنه،ومع ذلك فليس من المشهورين بالتدليس على التحقيق،وإنما المراد في الغالب بإطلاقات الأئمة لتدليس قتادة الإرسال،ولهذا كله لايشترط تصريحه بالسماع وبخاصة عمن أكثر عنه – بل قبله الحاكم كما في علوم الحديث مطلقاً – وأما مقولة شعبة المشهورة في ذلك،فإن تمثيله بسعيد وأبي قلابة دليل لما قلت،وأما ماورد عند ابن ماجه من تصريح قتادة بالتحديث عن أبي قلابة فوهم من النقلة.
وقد جاء عند عبدالرزاق في التفسير 2/ 245 عن معمر عن قتادة:أنهما وقعا في شرك التسمية ولم يشركا في العبادة،
ولكن هذه الرواية معلولة قال الدارقطني هو سيء الحفظ لحديث قتادة، وقال يحيى بن معين عن معمر، قال:"جلست إلى قتادة وأنا صغير فلم أحفظ عنه الأسانيد." نقل هذا ابن رجب في شرح العلل
قلت:وأما ما جاء عند البخاري في التاريخ الكبير من قول معمر: أن أحدديث قتاده كأنها نقشت في صدري،فلا يصح لأن في السند محمد بن كثير الصنعاني ضعيف جداً وبخاصة في روايته عن معمر.
وقد جاء بسند صحيح عند ابن جرير في تفسيره إلى معمر أنه قال: قال الحسن:"عني بها ذرية آدم، ومن أشرك منهم بعده."أهـ وكذا في تفسير عبدالرزاق 2/ 245.
وهذه الرواية مردها إلى الأولى، مع أن معمراً لم يسمع من الحسن،إلا أنه قد أخذ ممن أخذ عن الحسن،وهو عالم بأمره لكثرة أخذه عن أصحاب الحسن البصري،ولهذا فقد قبل بعض الأئمة بعض المنقطعات،كالشافعي ويعقوب بن شيبة في آخرين،وقد قال ابن المديني في حديث يرويه أبو عبيدة عن أبيه ولا يعرف إلا عنه:"هو منقطع، وهو حديث ثابت."
ولكن قد يقول قال:لماذا لايكون عمرو بن عبيد المبتدع هو الواسطة بين معمر والحسن وبخاصة أنه قد نقل عن الإمام أحمد!!؟
فأقول: هذا لايقدح في هذه الرواية بعينها لأمرين:
الأول: أنها ثابتة عن الحسن من غير هذا الطريق.
الثاني:لايعرف أنه تلقها عن عمرو بن عبيد إلا في هذه المقولة المنقولة بصيغة التمريض، ومن المعروف عند العلماء النقاد أنه لابد من صحة السند إلى نقل الكلام في الرواة قبولاً ورداً، انظر تهذيب الكمال 1/ 153،ثم أنني لم أجد هذه المقولة عن الإمام أحمد في المسائل المنقولة عنه!!؟ ولكنها في جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي ص 283.
فلعل فيها سقطاً فقد جاءت في أحكام المراسيل لابن أبي حاتم ص171،وعند أبي زرعة العراقي في تحفة التحصيل تحقيق عبدالله نوارة ص 311 وفي تحقيق رفعت فوزي ص 510 كلهم بلفظ ابن أبي حاتم:"سمعت أبي يقول:لم يسمع معمر من الحسن شيئاً،ولم يره،بينهما رجل، ويقال أنه عمرو بن عبيد،ذكره عبدالله بن أبي عمر - بشر- البكري الطالقاني."
قلت:وأبو حاتم لم يلق الطالقاني،ولهذا أوردها بصيغة التمريض.))
هذا وقد عرضت الموضوع في ملتقى أهل الحديث على هذا الرابط ونقلته مع شيء من التريب للفائدة ولكم التعليق حفظكم الله؟؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111544
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Sep 2008, 05:49 م]ـ
بارك الله فيك , وبقي دلالة الآية على ذلك لو ثبت والذي يظهر أن المراد بذلك ذرية آدم لا آدم بدليل خاتمة الآية فخاتمة الآية تترجم عن معناها إذ لو كان المراد بذلك آدم وحواء لكانت خاتمة الآية فتعالى الله عما يشركان بالتثنية فلما كانت بالجمع علم أن المراد بذلك غيرهما والله أعلم.
ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:18 ص]ـ
ذكر الصفدي في الغيث المسجم أنه تحاور مع شيخ الإسلام ابن تيمية في هذه الآية وكان رأي شيخ الإسلام رحمه الله أنها نزلت في آدم وحواء .....
فحاوره الصفدي حتى انقطع شيخ الإسلام!!!
هذا ما أذكره وليراجع الغيث المسجم
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:23 ص]ـ
هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190)
خلق الله نفسا واحدة هي آدم وخلق منها زوجها هي حواء فظاهر النص جلي ولم يشرع لهما قبلا حتى وقع منهما تحسين الأسماء حتى شدد الإمام العلامة الحق محمد بن عبد الوهاب على تسمية الاسم الحسن دون الشركي وجوبا ودون السئ استحسانا
بل لقد رفضت الدولة السعودية التيميية القيمية الأسماء الشركية البتة حتى تصحح ............
والحمد لله أن شرف الإسلام بتلك الدولة المباركة ................
وتلك هي العظة والعبرة كان آدم أو أي بنوه
وفي المسألة طب فهنالك حمل خفيف أي يسقطه الرحم ما لم يمر قضائه من الله كما حدث هنا وفي هذا تعليم للمرأة حديثة الزواج ....................
والعلاج الراحة للتعبير القرآني بلفظ: فمرت به .......................(/)
سؤال عن كتابين: (مشكلات القرآن لأبي شامة، والبستان في إعراب مشكلات القرآن للجيلي)
ـ[محمد الصاعدي]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:09 م]ـ
الأخوة الفضلاء:أريد الاستفسار عن كتابين:
الكتاب الأول: (مشكلات القرآن) للحافظ أبي شامة المقدسي (ت665).
الكتاب الثاني: (البستان في إعراب مشكلات القرآن) لابن الأخنف أحمد بن أبي بكر الجيلي (ت717).
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[15 Sep 2008, 06:26 ص]ـ
انظر كتاب مشكل القرآن الكريم للدكتور: عبد الله المنصور ص 32، 33
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:31 م]ـ
كتاب الجيلي له نسخة خطية في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى تحت رقم 862.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[21 Sep 2008, 10:41 م]ـ
الأخوة الفضلاء:أريد الاستفسار عن كتابين:
الكتاب الأول: (مشكلات القرآن) للحافظ أبي شامة المقدسي (ت665).
الكتاب الثاني: (البستان في إعراب مشكلات القرآن) لابن الأخنف أحمد بن أبي بكر الجيلي (ت717).
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي محمد الصاعدي
وفقك الله لما فيه الخير
اعلم أن كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن إنما هو للأحنف أو ابن الأحنف [بالحاء المهملة] الجبلي [بالباء الموحدة]
وقد قمت بتحقيقه وحصلت به على درجة العالمية "الدكتوراه" عام 2006م من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بمصر، وأقوم حاليا بإعداده لطبعه ونشره
فإذا كان لديك أي استفسار فأنا مستعد للرد عليه
وفقنا الله جميعا لما يحب ويرضى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عمر الجندي [/ color]
ـ[المنصور]ــــــــ[22 Sep 2008, 02:59 م]ـ
على كم نسخة أخي أبا عمر الجندي حققت الكتاب
وهل سيصدر قريبا إن شاء الله تعالى
ـ[الشاطبي النحوي]ــــــــ[22 Sep 2008, 05:24 م]ـ
أخي أبا عمر:
أرجو أن تفيدنا بمنهج المؤلف، وعدد صفخات الكتاب، ومخطوطاته، وأن تكتب لنا نبذة عن حياة مؤلفه، وأن تعرفنا به؛ وأن تذكر لنا إن كان الكتاب سيصدرقريبا أم لا، وعن أي دار نشر سيصدر؛ لنتابعه.
كما أرجو ـ وفقك الله ـ أن تبين لنا مما يمتاز به هذا الكتاب عن غيره من كتب إعراب القرآن التي ألفت في القرنين السابع والثامن.
والله هو المسؤول أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[24 Sep 2008, 01:08 م]ـ
[ align=justify][align=justify] بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المنصور
كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن له نسخة واحدة فقط بالجامع الكبير بصنعاء، وهذه النسخة ليست تامة بل تبدأ بسورة الأنبياء وتنتهي بسورة الناس، ومنها مصورة بدار الكتب المصرية، وأخرى بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى، أعني عن النسخة نفسها الموجودة بالجامع الكبير بصنعاء، وقد اجتهدت-يعلم الله-في البحث عن نسخة أخرى أو عن أول الكتاب في كثير من المكتبات في مصر واليمن والسعودية، ولكن محاولاتي باءت بالفشل، كما أنني طلبت من بعض الإخوة الأفاضل ممن زاروا اليمن أن يساعدوني في ذلك، ولكنهم لم يجدوا إلا أصل هذه النسخة التي اعتمدت على مصورتها، ولكن الكتاب مع ذلك ليس صغير الحجم، بل تقع المخطوطة في (346 ورقة من الحجم الكبير)، مقاسها 21 سم×15سم، ويتراوح عدد سطور الصفحة في الغالب بين 24 سطرا و26 سطرا، وقد يقل عدد السطور في الصفحة إلى 16 سطرا [كما في الورقة 236/ب، 237/أ]، وإلى 21 سطرا [كما في الصفحة 237/ب]، وقد يزيد عدد السطور في الصفحة إلى 28 سطرا [كما في الصفحة 5/ب، 8/ب وغيرهما]، وقد يصل إلى 31 سطرا [كما فِي الصفحتين 305/أ، 307/أ].
والنسخة مكتوبة بخط نسخي جيد، ولكنها لا تخلو من بعض الأخطاء التي وقعت سهوا من الناسخ، والتي أمكنني إصلاح معظمها، ويغلب على ظني أن ثلاثة ناسخين تناوبوا على كتابة هذه النسخة؛ لأنني استطعت أن أميز بَيْنَ ثلاثة خطوط متفاوتة فِي أثنائها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الرغم أن الكتاب له نسخة واحدة فقط إلا أن لها ميزة كبيرة، وهي أنها منقولة من نسخة المؤلف التي كتبها بيده سنة ستمائة وتسعين ونيف كما جاء على الورقة الأولى من المصورة، كما جاء في آخر الكتاب ما نصه:"كُتِبَ "البُسْتَانُ فِي إِعْرَابِ مُشْكِلاَتِ القُرْآنِ" مِنْ نُسْخَةِ المُؤَلِّفِ بِخَطِّهِ، وَهُوَ الإِمَامُ العَالِمُ أَحْمَدُ بنُ أَبِي بَكْرِ بنِ عُمَرَ بنِ أَبِي الخَيْرِ بنِ أَبِي الهَيْثَمِ الجِبْلِيُّ المَعْرُوفُ بِالأَحْنَفِ-نَفَعَ اللهُ بِعِلْمِهِ- ... تَمَّ الكِتَابُ الكَرِيمُ بِعَوْنِ اللهِ المَلِكِ العَظِيمِ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَكَانَ فَرَاغُ ذَلِكَ بِعَوْنِ اللهِ-تَعَالَى- .... الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ المُعَظَّمِ أَحَدِ شُهُورِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَتِسْعِمِائَةٍ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ ..... وُجِدَ بِخَطِّ المُؤَلِّفِ مَا لَفْظُهُ: فُرِغَ مِنْ نِسَاخَتِهِ سَنَةَ ... وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ، عَلَى صَاحِبِهَا أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ".
-وهذه النسخة لم يعرف اسم ناسخها، ولكن كتب عليها تاريخ النسخ، وهو كما سبق:"الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَجَبٍ المُعَظَّمِ أَحَدِ شُهُورِ سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَتِسْعِمِائَةٍ مِنَ الهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ".
-أما صفحة العنوان فقد كتب عليها:"كتاب البستان في إعراب مشكلات القرآن-مؤلَّف الشيخ الإمام العالِمِ: أحمد بن أَبِي بكر بن عمر بن أَبِي الخيْر بن أَبِي الهيثم الجبلي المعروف بالأحنف-نفع الله-تعالى-بعلومه".
-وعلى حواشي الصفحة عدة تمليكات، ومما استطعتُ قراءته منها ما جاء بأعلى الصفحة:" .... الفقير إلى الله-سبحانه- ..... عبد الله بن محمد .... بن محمد-غفر الله له-فِي 5 شهر ربيع الأول سنة 1170هـ"، ومنها ما جاء بأعلى الصفحة من جهة اليسار:"كتبه الموفق [كذا] ..... عَلِيُّ ..... -رضي الله عنه وجزاه الجنة"، فربما كان هذا اسم الناسخ، ولكنني لَمْ أستطع قراءته؛ لأن بقية الكلام قد طمس.
-وتحت هذا الكلام كُتب:"من كتب الفقير إلى الله رب العالمين: محمد بن الحسن بن أمير المؤمنين [كذا] المنتصر بالله رب العالمين ..... شهر محرم الحرام سنة ست وستين وألف". بالإضافة إلى أشعار وحِكَمٍ جاءت على صفحة العنوان
-كما أن هذه النسخة مقابلة ومصححة على نسخة المؤلف، ففي مواضع عديدة من الكتاب نرى تصحيحات لبعض الألفاظ بخط مماثل إما فوق الكلمة المصححة، وإما بإزائها في حاشية الصفحة، ثم يكتب رمز "صح" بعد انتهاء هذا التصحيح، وقد أشرتُ إلى ذلك فِي عدة مواضع، كما توجد في حواشي بعض الأوراق من حين لآخر عبارة "بلغ مقابلة"، ومن ذلك ما ورد في حاشية الورقة (110/ب) والورقة (129/ب) والورقة (135/ب) والورقة (139/ب) والورقة (144/ب).
-وقد وقع تبديل لورقتين فِي أول المخطوط، فقد جاءت الورقة التاسعة مكان الورقة الثانية، وجاءت الورقة الثانية مكان الورقة التاسعة، ولكنني استطعت-بحمد الله-أن أعيد ترتيبهما؛ لأن المخطوط به نظام التعقيبة فِي جميع صفحاته، مما أعانني على ترتيب هاتين الورقتين.
-وفي الورقة (347/أ) جاءت نهاية نص كتاب البستان، ثم بدأ نص كتاب آخر، هو في الحقيقة رسالة صغيرة فِي أصول الفقه بعنوان "أوصاف العلل"، تصنيف الشيخ الصالح الولِيِّ يحيى بن أَبِي الخير اليمني.
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى عن منهج الجبلي في كتابه، وما يمتاز به هذا الكتاب؛ لأنني ذاهب لصلاة الظهر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المنصور]ــــــــ[25 Sep 2008, 01:41 م]ـ
إذن أبشر.
فلدي نسخة المؤلف نفسه: من أثناء سورة الفتح إلى نهاية الكتاب.
وهذا من بركة نشر العلم ومن بركات هذا الملتقى.
فلو أنك لم تتكلم عن الكتاب وتفيدنا بهذه المعلومات لما استطعنا التعرف على حاجتك. وهذا درس للجميع أن لايبخلوا بما لديهم من علم على إخوانهم.
ومرفق الورقة الأولى والأخيرة من النسخة التي بخط المؤلف.
ولعلي أجد وسيلة بعد رمضان لتوصيل النسخة لك إن شاء الله تعالى.
وفقك الله.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المنصور جزاك الله خيرا على هذه المعلومة الرائعة
وأرجو أن تفيدني وتفيد الإخة الآخرين بهذه النسخة التي بحوزتك بخط المؤلف فهذا سيجعلني أتريث قبل أن أدفع بالكتاب للنشر، وإذا لم تكن النسخة بحوزتك فأرجو منك وضع بياناتها في الملتقى.
وللعلم فإن أحد الإخوة أخبرني أمس فقط أن البستان له نسخة خطية بمركز جمعة الماجد بدبي ولكنه لا يعلم أهي النسخة نفسها التي حققتها أم غيرها
فأرجو من أحد الإخوة الأفاضل من أهل دبي أن يفيدنا في هذا الأمر لأنني راسلت المركز كثيرا وأرسلت إليهم مخطوطة ومؤلفا لي لكي يبادلوني بإحدى المخطوطات ولكنهم لم يفيدوني
وللعلم أيضا فإن هذا المركز قد قام بتصوير وشراء عدد كبير من مخطوطات الجامع الكبير بصنعاء مؤخرا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[25 Sep 2008, 03:25 م]ـ
إن شاء الله تعالى أفيدك بكل ماتريد.
ولكن بعد رمضان إن شاء الله تعالى.
تقبل الله منا ومنكم جميعا.
ـ[أبو عمر الجندي]ــــــــ[25 Sep 2008, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استكمالا للحديث عن الجبلي وكتابه "البستان في إعراب مشكلات القرآن":
بالنسبة لمذهب الجبلي النحوي فإنه يمكن القول بأن الجبلي شأنه شأن كثير من العلماء المتأخرين، كانوا ينتخبون لأنفسهم من آراء البصريين والكوفيين ما يرونه راجحا دون التقيد بمذهب واحد دائما، وربما مزجوا بين المذهبين.
والجبلي وإن كان يمزج بين آراء البصريين والكوفيين، إلا أنه كان أكثر ميلا إلى مذهب الكوفيين فِي اختياراته النحوية، كما كان أكثر ميلا إلى استخدام مصطلحاتهم النحوية، وهذا مُبَيَّنٌ فِي موضعه من الدراسة، وربما اختار من آراء المتأخرين، وخاصة طاهر بن أحمد بن بابشاذ، نظرًا لتأثر اليمنيين بكتب ابن بابشاذ بصفة خاصة.
فمما اختار فيه مذهب البصريين:
-اختار مذهب البصريين فِي أنه لا يُعْطَفُ على الضمير المخفوض إلا بإعادة الخافض، ففي قوله-تعالى-:"وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ"
قال الجبلي:"ولَمْ يقل: ونوح؛ لأن المظهر إذا عطف على المضمر المخفوض أُعِيدَ الحرفُ، تقول: مررت به وبزيد".
2 - اختار مذهب البصريين فِي أن الواو العاطفة لا تكون زائدة، ففي قوله-تعالى-: "وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا" قال الجبلي:"واختلف النحاة فِي جوابه، فقال بعضهم: جوابه:"فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا" والواو مُقْحَمَةٌ زائدة عند الكوفيين، تقديرها: حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها كقوله-تعالى-:"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً" يعني: ضِيَاءً، وهذا خطأ عند البصريين؛ لأنها تفيد معنى، وهي للعطف هاهنا".
ومما اختار فيه مذهب الكوفيين:
-اختار قول الكوفيين فِي أن "إِنْ" قد تأتِي بمعنى "إِذْ"، ففي قوله-تعالى-:?وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا? () قال الجبلي ():"يعني: إِذْ أَرَدْنَ، وليس معناه الشرط؛ لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا إن لم يردن تحصنًا، نظيرها قوله-تعالى-:"وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" () يعني: إِذْ كُنْتُمْ، وقوله-تعالى-:"وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ" () أي: إِذْ كُنْتُمْ، وقوله-تعالى-:"لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ" () أي: إِذْ شَاءَ اللهُ".
وفي قوله-تعالى-:?فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يوما? () قال الجبلي ():"ونصب "يَوْمًا" بـ"تَتَّقُونَ"، وليس بظرف لـ"كَفَرْتُمْ" لأنهم لا يكفرون ذلك اليومَ، والمعنى: إِذْ كَفَرْتُمْ فِي الدنيا".
-اختار قول الكوفيين فِي أن الاسم بعد "لولا" مرفوع بفعل مضمر، ذكر ذلك فِي قوله-تعالى-:?وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُسَمًّى? () فقال ():"رفع بإضمار فعل تقديره: ولولا ثَبَتَ أَجَلٌ مسمى لِعَذَابِهِمْ "، وفِي قوله-تعالى-:?وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ? () قال ():"و"كَلِمَةٌ" رفع بفعل مضمر تقديره: ولولا ثَبَتَتْ كَلِمَةٌ سبقت من ربك".
موضوع الكتاب
موضع الكتاب كما هو واضح من عنوانه هو إعراب مشكلات القرآن، وهذا هو الغالب على الكتاب، فقد اهتم فيه الجِبْلِيُّ بالمشكلات الإعرابية للآيات القرآنية، كما اهتم بغير هذه المشكلات الإعرابية، وهذا واضح فِي الكتاب بصفة عامة، ولكن المؤلف لَمْ يقتصر على إعراب القرآن، ولكنه توسع كثيرا في إيراد آراء المفسرين، وتبع ذلك إيراده كثيرا من الأحاديث والأخبار والقصص، وربما استطرد فيها استطرادا، وهذه الأحاديث والأخبار والقصص فِي أغلبها لا علاقة لها بإعراب القرآن.
منهج الجبلي فِي البستان
أ-تناول الجبلي سُوَرَ القرآن سورةً سورةً، بترتيب المصحف ابتداء من سورة الأنبياء إلى سورة الناس.
ب-كان الجبلي يبدأ كل سورة فيذكر اسمها وما إذا كانت مكية أو مدنية، ثم يذكر عدد حروفها وعدد كلماتها وعدد آياتها، ثم يذكر بابا فيما جاء فِي فضل قراءتها، فيذكر حديثين في الغالب ()، وقد يذكر حديثا واحدا ()، وقد يذكر أكثر من ذلك ().
جـ-أغلب الأحاديث التي أوردها الجبلي في فضائل السور موضوعة، وقد نبهتُ على ذلك في أول سورة الأنبياء.
د-بعد أن يذكر الجبلي ما ورد في فضل قراءة السورة يذكر "باب ما جاء فيها من الإعراب"، فيتناول آيات هذه السورة بالإعراب والشرح، ولكنه-في الغالب-لا يتناول جميع آيات السورة، بل ينتقي بعضًا منها، وهو في هذا يتبع طريقة أكثر المعربين السابقين كالفراء والزجاج والنحاس وغيرهم، ولكنه في أحيان أخرى يعرب جميع آيات السورة، كما هو الحال فِي أغلب سور الجزء الثلاثين.
هـ-قد يذكر في ثنايا السورة فصلا أو أكثر، يورد فيه حديثا أو أكثر في تفسير آية أو ذكر سبب نزول، وقد يذكر بعض القصص في هذا الفصل.
و-أما الأحاديث فقد أورد منها الجبلي نحو ثمانمائة حديث، منها ما أورده في فضائل السور كما سبق، ومنها ما أورده في تفسير آية، أو في سبب نزول أو نحو ذلك، ومنها أحاديث استشهد بها الجبلي على حكم نحوي أو رأي لغوي، وهي قليلة بالنسبة للأحاديث الأخرى، وأما الأخبار والقصص فأغلبها إسرائيليات موضوعة.
وللحديث بقية إن شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو إسحاق التطواني]ــــــــ[01 Dec 2009, 06:03 م]ـ
هذه النسخة من محفوظات مكتبة يوسف أغا بمدينة قونية برقم (5113)، والنسخة في 167 لوحة، بخط المؤلف، خطها سنة 711هـ.(/)
العدد (7) ما هو السر فيه؟ {ابن القيم يجيب}
ـ[ابوخالد وليد]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:29 م]ـ
الحمد لله
لا شك أن القرآن معجز، وأن أوجه إعجازه كثيرة ,
فمنها: الإعجاز البياني , والإعجاز التشريعي , والإعجاز الغيبي , وغير ذلك ,
وأن تحديه للإنس والجن أن يأتوا بمثله ما زال موجودا،
قال الله تعالى:
(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا) الإسراء/88.
وقد تعرض ابن القيم رحمه الله في كتابه
"زاد المعاد في هدى خير العباد" (4/ 90)
للعدد سبعة عند كلامه على حديث الصحيحين:
(من تصبح بسبع تمرات من تمر العالية لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)
فقال:
وأما خاصية السبع فإنها وقعت قَدَراً وشرعاً،
فخلق الله عز وجل السموات سبعا، والأرضين سبعا، والأيام سبعا، والإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار،
وشرع الله لعباده الطواف سبعا، والسعي بين الصفا والمروة سبعا،
ورمي الجمار سبعا سبعا،
وتكبيرات العيدين سبعا في الأولى،
وقال صلى الله عليه وسلم: (مروهم بالصلاة لسبع)
وإذا صار للغلام سبعُ سنين خُيِّر بين أبويه في رواية،
وفى رواية أخرى: أبوه أحق به من أمه
وفى ثالثة: أمه أحق به،
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه
أن يصب عليه من سبع قرب،
وسخَّر الله الريح على قوم عاد سبع ليال،
ودعا النبي صلى الله عليه وسلم أن يعينه الله على قومه بسبع كسبع يوسف،
-أي سبع سنوات من الجدب -
ومَثَّل الله سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة،
والسنابل التي رآها صاحب يوسف سبعا،
والسنين التي زرعوها سبعا،
وتضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،
ويدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعون ألفا.
ثم عَلَّق ابن القيم قائلا:
فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره،
والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه،
فإن العدد شفع ووتر، والشفع أول وثان، والوتر كذلك،
فهذه أربعة مراتب، شفع أول وثان، ووتر أول وثان،
ولا تجتمع هذه المراتب فى أقل من سبعة، وهى عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة،
ثم قال:
والله تعالى أعلم بحكمته وشرعه وقَدَره في تخصيص هذا العدد
هل هو لهذا المعنى أو لغيره
" انتهى.
وعلى هذا؛ فالصواب
التوقف عن الخوض في علة تخصيص هذا العدد
بالذكر إلا بدليل صحيح صريح. [/ color]
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:07 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة القيمة.
لكنك ـ بارك الله فيك ـ عقبت بأن الصواب التوقف عن الخوض في علة تخصيص هذا العدد، وأنت تلاحظ أن ابن القيم ـ رحمه الله ـ علل ثم ذكر عدم جزمه بصحة هذا التعليل، فلعل الصواب أن يقال: (والصواب التوقف عن الجزم بعلة تخصيص هذا العدد). ما رأيك؟
ـ[ابن رجب]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:05 ص]ـ
الصواب في ذلك أن هذه الفتوى منقولة من موقع الاسلام سؤال وجواب والكلام الأخير من ترجيح الشيخ محمد المنجد.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:37 ص]ـ
الصواب في ذلك أن هذه الفتوى منقولة من موقع الاسلام سؤال وجواب والكلام الأخير من ترجيح الشيخ محمد المنجد.
رحمك الله يا ابن رجب، وجزاك خيرا على التوضيح المهم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:42 ص]ـ
كنت ومازلت أتساءل عن حديث من تصبح بسبع هل التخصيص بسبع تمرات. فلو زدت على ذلك لاينفع ولو أنقصت عن العدد لكن الكمية نفسها ينفع أم لا فهل العبرة بالعدد أم كمية التمر لأن التمر متفاوت في الحجم.
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة القيمة.
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 08:41 ص]ـ
الأعداد الأولية قبل 7 اسقطت 4 و6 فقط فالأولية خمس هي 1و 2 و3 و5 و7
بصرف النظر عن الخلاف في 1.
فاسقط من الزوجي عددان فقط كما جاء في كم الأولي 2 لا أزيد.
وتلك خاصية خاصة بالعدد 7
وكون العدد سبعة رابع الفردي 1و3و5و7 أي رابع الوتر قبل 8 رابع الزوجي 2و4و6و8 أي رابع الشفع لكون هنالك وتر أول وثان وشفع أول وثان فتحتاج لشرح لم أفهمه أم هو ما فهمت آنفا أنها خامسة الربعة الأولية أو رابعة الأولى بلا 1.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:21 ص]ـ
يظهر والله أعلم أن العدد في مثل التمر وغيره مقصود شرعاً فعلى المرء المسلم الاستجابة والتطبيق لأوامر الله كما نبه إلى هذا الحافظ ابن حجر في فتح الباري على شرحه أحاديث الذكر أدبار الصلوات والتسبيح.
وإن كان لمشائخنا الكرام إضافة فنحن على أحرَ من الجمر
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[26 Sep 2008, 04:44 ص]ـ
ثم عَلَّق ابن القيم قائلا:
فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره،
والسبعة جمعت معاني العدد كله وخواصه،
فإن العدد شفع ووتر، والشفع أول وثان، والوتر كذلك،
فهذه أربعة مراتب، شفع أول وثان، ووتر أول وثان،
ولا تجتمع هذه المراتب فى أقل من سبعة، وهى عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة،
. [/ color]
معذرة ولكنى لم افهم هذة العبارة كيف يكون الشفع والوتر اول وثان؟(/)
إلى أهل الخبرة: (استشارة في جمع مدونة خاصة بي من كتب غريب القرآن)
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[15 Sep 2008, 12:23 ص]ـ
اخواني الأعزاء في منتديات: أهل التفسير ..... وفقهم اللهـ.
السلام عليكم ورحمة اللهـ وبركاتهـ، فإن لديّ مشروع خاص بي وهو جمع مذكّرة بيان معاني المفردات الغريبة في القران، طبعاً لن آتي بجديد إنما هو فقط جمع وترتيب لما في كتب غريب القران أمثال: (نزهة القلوب للسجستاني - وغريب القران للصنعاني ..... إلخ من كتب غريب القران).
فأود من الإخوة الفضلاء ممن لديهم الخبرة في كتابة البحوث والرسائل أن يعطيني أفكار لهذا المشروع، أو توجيهات، أو أشياء أتجنب فعلها أثناء الكتابة، وهكذا من التوضيحات المهمة عند كتابة مثل هذهـ البحوث.
ولكم جزيل الشكر، غفر اللهـ لي ولوالديّ ولمشايخي ولكم ولوالديكم .... آمين.
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:17 م]ـ
بارك اللهـ فيكم، من يساعدني!! فالوقت يمضي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:46 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والسداد والعلم النافع.
ابدأ بمثل كتاب مخلوف في بيان معاني كلمات القرآن. ثم ترق منه إلى الكتب التي ذكرتها. ولستُ أدري هل تريد أن تجعلها في ملف نصي على برنامج الوورد مثلاً أم في قاعدة بيانات ترتب فيها كلمات القرآن بحسب الترتيب الهجائي.
ولكن لعله يوفر لك الجهد الاستفادة من الكتب الالكترونية في غريب القرآن فمعظمها متوفرة على هيئة الكترونية.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:16 ص]ـ
هناك كتاب بعنوان (المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم) للشيخ عبدالعزيز السيروان جمع فيه غريب القرآن لابن عباس وابن قتيبة ومكي وأبي حيان ورتبه حسب حروف المعجم. طبع دار العلم للملايين.
ـ[عيسى العنزي]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:31 م]ـ
الشيخ الفاضل: عبدالرحمن الشهري، والشيخ الفاضل: عبدالعزيز الجهني.
أسال اللهـ بمنّه وكرمه في هذا الشهر الفضيل أن يغفر لكما ولوالديكما وأن يجعلكما من أهل السنة الذين ينصرونها وينتصرون بها.(/)
نظرات في آي الصوم
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 09:05 ص]ـ
قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
النظرة الأولى:
البخاري كان يفطر من جرح أصابعه يحب أن تؤتى رخص الله
................ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ *********
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)
................. وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ************
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)
أيهما الأفضل الفطر أم ليس من البر الصوم في المرض والسفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وأهمية السؤال هو تصدي العلامة الكبير شيخ فتوى الأخوان المسلمين لمسألة صوم مرض السكر رغم الحقن فقاد حملة لترضى الأمة بصوم من يأخذ غذاء في دمه هو من نوع أكلة يأجوج ومأجوج يومنا هذا حيث هم غذائهم المعادن والأملاح ..................
فهل أنت بخاري مثلي أعنى حرفي اللفظ تحب ما أحب الله وتكره الفتوى بما قد خالط الدم من حقن ومراهم
(لا ما خالط الريق حيث لا حرج في الأخير نصا حتى ولو كان علكة كالسواك والمضمضمة)
فلا تفتى بصوم مفطر لا يطيق الصوم دون خوف على نفسه بلا نسخ للقرآن الكريم إلى محل فتوى غير الله ..............
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 09:14 ص]ـ
النظرة التالية:
قالوا في السفر اليوم لاحرج
وهو حق لكنني مع رخص الله مرة أخرى
فقد تركب طائرة وترى مضيفة تجعلك مفطرا فورا بالنظر وهنا أقصد جوهر الصيام عند الله لا كفارات الدنيا فيه وقد يتكرر الأمر في الفندق وفي الطريق وفي المواصلات
السفر قطعة من العذاب يخدل الجسم رغم ظاهر الرفاهية فيه فقد ترجع بيتك لتنام سبوعا فيه بعد السفر فلا تقل لا حرج
افطر فلا تعرف ما يعرض لك في غربتك.(/)
التفسير الشامل
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Sep 2008, 05:30 م]ـ
السلام عليكم
هل يعرف احد شيئا عن التفسير الشامل للدكتور امير عبد العزيز؟
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 Sep 2008, 11:32 م]ـ
شيئا
نكرة في سياق الاستفهام تفيد العموم
أي أي شيء
تعريف موجز بالكتاب على الرابط
http://www.dar-alsalam.com/arproduction_details.asp?cd=60413&idx=10(/)
مع الحكمة من مجيء الحرف (على) في قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ال
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:26 م]ـ
مع الحكمة من مجيء الحرف (على) في قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ... إبراهيم (39)}
ولم يعبر بـ في أو بـ مع مثلاً
وبارك الله فيكم
__________________
ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:52 م]ـ
قال ابن عاشور رحمه الله:
و {على} في قوله: {على الكبر} للاستعلاء المجازي بمعنى {مع}، أي وهب ذلك تعلياً على الحالة التي شأنها أن لا تسمح بذلك. ولذلك يفسرون {على} هذه بمعنى {مع}، أي مع الكِبَر الذي لا تحصل معه الولادة. وكان عُمُر إبراهيم حين ولد له إسماعيل عليهما السلام ستا وثمانين سنة (86). وعمره حين ولد له إسحاق عليهما السلام مائة سنة (100). وكان لا يولد له من قبل.
قلت: ومثلها قوله تعالى: وآتى المال على حبه
وقوله سبحانه: وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم
فعلى هنا كأن تستعلى على المانع من ذلك
كقولك: سافرت على فقري إلى الحج
كأنك استعليت وارتفعت على فقرك وحججت، والله تعالى أعلم(/)
نظرات في علوم البقرة
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:10 ص]ـ
البقرة من الآي 106 وحتى الآي 157 أي 52 على مدى ثلاثة أحزاب تدور حول شريعة واحدة هي تغيير القبلة مع عموميات لهذا التطبيق ..............
أولا لماذا هجر الله القبلة الجديدة قبلة موسى وعيسى منذ بناها يعقوب من بعد البيت بأربعين عام وعاد لقبلة قد نسخ حكمها قبلا
قال تعالى في الحزب الإبراهيمي الأوسط منها:
وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين
البقرة135
وهنا أشرك اليهود والنصارى ففارقنا قبلتهم للقبلة الأولى على ملة الخليل غير المشرك (وكان أمة وحده) هو ومن اتبعوه من بنوه إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط
قال تعالى:
قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)
ثم قال:
أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141)
فنحن هجرنا ملة شرك بنوة في عيسى وعزيز لملة حنيفية مسلمة وهو هجر ضروري متى كنا على التوحيد
ومن لا يعرف قيمة التوحيد فليراجع كتب الإمام محمد بن عبد الوهاب ومن تلاه حتى ابن باز وابنعثيمين وغيرهما وهو ليس موضوع النص الحالي لكن أقرأ الآيات من سورة البقرة التى تمثل الحزب الإبراهيمي التالي:
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (134)
وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) قُولُواْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (138) قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139) أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141)
فهل هنالك أسباب اخرى بخلاف كوننا دعوة إبراهيم فصرنا أحق الناس به على ملة سمحة مسلمة حنيفية خالية من الشرك .......................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 02:24 ص]ـ
السبب الثاني أن نبي من بعدهما هو محمد جدد قبلة إبراهيم قبل أن يبعث فكان المصير إلى واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ..................
ونزلت موافقة لعمر الفاروق في الطواف أي متأخرة عن بدء نزول البقرة كأول سورة مدنية وربما تأخر الربع كله نزولا فحكى بمناسبة الطواف بالبيت ..................
ولاداعي لتكرار الآيات هنا ...............
فإلى دراسة الربع الثالث في تغيير القبلة ليستقر الأمر نهائيا وفقا الكعبة قبلة .........
لنتعرف على أسباب أخرى لتغيير القبلة ..............
ثم نطل من بعد في الربع الأول من تلك الثلاثية الربعية كقواعد عامة في النسخ والنسئ حيث هنا مثال على نسئ ما لم يذكر قبلة صريحة قبلا لفظيا فنسخ لقبلة محددة في الربعين الثانى والثالث بل والأول بلا غموض .........................
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:36 م]ـ
السبب الثالث في الربع الإبراهيمي كوجه آخر لألفاظ العملة في هجر قبلة حديثة لقبلة قديمة:
آباء محمد هم أبراهيم واسماعيل وإسحاق وهم أباء يعقوب كما ذكرت ذلك سورة البقرة في حزبنا هذا ...............
وترك قبلة بناها نبي هو أبو اليهود والنصارى من قوم بنو إسرائيل فهو إسرائيل يعقوب نفسه واجب لتكون القبلة قبلة بناها آبانا إبراهيم كما سماه القرآن الكريم بعون مدد من إسماعيل وجددها من الأنبياء حفيده محمد مع قومه أوسط بنو إسماعيل قريش حيث ولد وترعرع وهو مما لا يصح أن يقال في حق يعقوب ..................
قال تعالى حيث كان إبراهيم هو من وصى يعقوب حفيده مع بنوه:
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132)
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:10 م]ـ
في الربع المحمدي الثالث في تغيير القبلة قال الله الحق تبارك وتعالى وتقدس:
سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147) وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن
(يُتْبَعُ)
(/)
رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
وهنا لا ننظر للمسألة إلا في عصر محمد حيث تغيرت القبلة من منسوء هو قبلة المسجد الأقصى الذي باركنا حوله فلم يذكر قبلة في الكتاب وكان نسخه هو نسء ذكره
وإلى ناسخ هو قبلة إبراهيم الخليل للأسباب التالية:
1. قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ .........
وهنا نقول أن القبلة هي إختيار من الله في أي من زوايا المشرق والمغرب كرامة من الله على عباده دون أن يكون لها قداسة عبادة بل هي طريق قصد الرب لا أكثر كما حدده هو لا نحن ولا نملك .......... رغم كون ربنا عفا بلا أي حرج عن من تقاصر عن القبلة في الدعاء بضروبه كصوب أولى لله وعن الخطأ في الإستقبال في التركع بضروبه كصوب واجب لله ...........
2. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا
وتلك كرامة لمحمد على العالمين كلهم (فهو من أمته ونبي خاتم للثقلين) ولأمته على الأمم السوالف .....................
3. وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ
فقبلة إبراهيم هي الأصل لكن جعلت الأولى على ملة أهل الكتاب مخالفة لمشركي مكة الأشد كفرا وعنادا فلما صار محمد في وسط أهل الكتاب صارت مخالفتهم من نصف شعبان العام التالي للهجرة واجبة
ومن انقلب على عقبيه فهو كشف عن اهتدائه وهو هداية من رحيم لا يضيع الإيمان.
4. قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
وتلك القبلة خيار الله كرامة لمحمد وإكراما وإرضاءا
5. وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ
وما من نبي أرسل إلا وغير القبلة حتى يعلم الناس الفرق بين توحيد الله وجهة قصد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
6. وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (147)
فمفارقة أهل الكتاب واجبة لكونهم لن يرضوا بقبلة غيرهم مهما اختلفت نحلهم
والناسخ واجب عليهم إتباعه إذ أمروا أن يؤمنوا بكل نبي جد عليهم فلا يصح هواهم وقد نسخ أصل وجوب قبلتهم لقبلة محمد فلا يصح له قبول قبتهم أصلا.
7. وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
فالقبلة وجهة جعلت للتسابق في الخيرات فهيا فلا تجلس للنقاش بل قم للعمل وشمر عن المئزر ..................
فكلمة الحق والمفارقة النهائية هي:
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152)
وشرح بر الخيرات صلاة على وقتها فجهادا في سبيله ومنه: القتال والحج والعمرة والنفقة في أيهم فقال الجليل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:18 م]ـ
وبقى الربع الأول لثلاثة أرباع تغيير القبلة وهو ربع الله الحكم القاضى العدل الحكيم الفعال لما يريد وهو:
مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (107)
فلماذا تغيرت القبلة في حكم رب قدير ...................
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:27 م]ـ
قال تعالى في البيان الجلي لذلك:
1.لأمة محمد:
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) وَأَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110) وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (112) وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (113) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (114) وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (115)
2. وفي مخالفة المشركين من أهل الكتاب قال تعالى:
وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (117)
وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِيَنَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)
وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (122) وَاتَّقُواْ يَوْمًا لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ (123)
فخلاصة تلك الأحزاب الثلاث هي خاتمتها خلاصة العمل:
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150) كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الْمُهْتَدُونَ (157)
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:35 م]ـ
قال تعالى ليبين أن القبلة للطواف حولها ولو قبلة في الصلاة أو في عمرة وهي ذكر الله حيث قبلة الله طوافا بها ثم سعي لها من جهة الحجر الأسعد حيث أول إمتداد له خارج صحن البيت الحرام الخارجي المكشوف هو الصفا فنسعى من الصفا للمروة بحاذي باب الكعبة الرئيسي ذاكرين الله تبارك وتقدس وتمجد ثم نعود ذاكرين الحق الجليل بحاذي باب الكعبة إلى حيث الإمتداد الأول لياقوتة الجنة الحجر الأبيض:
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)
ثم قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ (159) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (162)
فلا يقبل من محرف قول وعلم لله صرفا ولا هدى ولو كان شيخ الأئمة فلا كهنوت ولا أسرار في دين الإسلام حتى ولو كان التحريف في مجرد قصة أو حكم من قول الله فمن أنا متى قال الله ومن أنا متى علم الله بل
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنك أنت العليم الحكيم
اللهم لا تجعل ورواد المنتدى الصالحين مخرج قولا لك عن حقيقته ..................
ثم يعلن الحزب الرابع في تغيير القبلة صراحة عن مبادئ في علم التوحيد الحق وخير مراجعها كتب إمامنا محمد بن عبد الوهاب ....................
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:35 م]ـ
أهل مكة أدرى بشعابها فكيف أكتب عن التوحيد بين فحوله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
بارك الله لنا في أئمة الهدى وعلماء الجزيرة كلهم وطالبي العلم عندهم وهدى بهم ووفقكم وسدد خطاهم
ولكن تتمة الموضوع تحتم ولوج علم التوحيد ..........
قال تعالى:
وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164)
وعلم التوحيد يبزر علاقاتنا بربنا في كل المجالات حتى في ضروب الدعاء ولذا يتلخص في صدر استعاذة سورة الناس
قال تعالى محددا ثلاثة أًصول علم التوحيد القرآني وثلاثة بلاءات الدنيا:
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)
فعلم أن علم التوحيد يتمثل في ثلاثة الربوبية والملك والألوهية
وأن بلاءات الدنيا الخطر على التوحيد هي: الوسواس الخناس والجنة والناس.
وهو ما علمنا إمام الهدى وتلميذه المجد ابن تيمية وابن القيم فأصابوا ولكن بلفظ الأسماء والصفات عوض لفظ الملك وهو اللفظ الذي استحبه لشرح الأسماء والصفات بخلاف الربوبية والألوهية لبيان ملك كريم علي كبير عظيم جليل ...............
ثم ذكر المثال على شأن التوحيد عن المثيل في صدور الموحدين فقال تعالى:
وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167)
فذم من كان في صدورهم مثيل لرب العالمين وبين حسراتهم وخضوعهم ...........
فالعذر أن اتكلم بين يدي علماء التوحيد وفقط لتتمة الموضوع ........................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:43 م]ـ
في مثال آخر يتبع وجود ندا في الصدور قال تعالى:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّبًا وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (169) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ (170) وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (171)
فلا إتباع خطوات الشيطان لا في طواف ولا في سعي الصفا والمروة حيث كانت أصنام مكة والأوس والخزرج ولا خارج الحرم بل في أكل وغيره نفعل الطيب من القول والعمل
وكان لا بد لمنان معلم حق أن يسخر من قوم الباطل ...........
ثم لخص تباعات التوحيد فقال:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (172) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (173) إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176)
ولا تعليق على الحق فهو جلي في النزاهة عن الحرام مطلقا .............
ـ[قول فصل]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:46 م]ـ
بر أداء العمل الصالح وتوقي العمل الطالح
وبقى من السورة تعليم البر في أداء العمل الصالح وتوقي العمل الطالح فقال الله أولا:
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)
فإلى تعاليم السورة في تلك المجالات ...................
ـ[قول فصل]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:13 م]ـ
العمل الصالح والقصاص:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)
ولولا القصاص لصارت فوضى الهرج وهي من علامات الساعة .....................
العمل الصالح والوصية:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (182)
وهي آية منسوخة في كل من فرض الله له إرثا فلا وصية لوارث بل أوصى الله له ولست خير من ربك وأعلم ولا تدرى من الأقرب نفعا .............
العمل الصالح والصيام:
قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188)
فالصوم هو عن أربعة الأكل والشرب والرفث في الآي قبل الأخيرة واللغو في الآي الاخيرة وهو كما حدث نبينا دون تحديدا فما للأكل والشرب بل كل ما امتصت الخلايا دما أو جلدا هو طعام ولو كان حقنة أو مرهم ............ ولست كبيرا على رخص الله فالمسافر لايدرى ما يعرض له من مضيفات ومن عابرات سبيل والمريض لا يتكبر على بلاء العلاج ............... ولكن من العلاجات الصوم فلا يفطر لو وصفها طبيب وأنا أفطر على دين البخاري من جرح أصبع لا أكثر فأأانا أدور مع يسر الله ............. ومن يطيق الصوم كمريض السكر والكبير والحامل والمرضع وغيرهم أوجب لهم الفطر منعا لتعذيب الصغير وهو مما لا تملكه المرأة نفسها ولا وليها ومنعا لتعذيب النفس بسكر أو تهافت والنفس ملك خالقها أصلا ............. وأوجب الشهر برؤية العين من شاهد واحد غير مطعون في صدقه دون تلفزة ولا تلفنة ولا فاكسنة وغير ذلك ....................
العمل الصالح والأهلة وقتال الحرم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189) وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (195)
فهلال الصوم والحج وقتال الحرم من الشرعيات التى يجب الحرص عليها متى عرفت.
العمل الصالح والحج:
قال تعالى: وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ (197) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (199) فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202) وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (208) فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (209) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ (210)
فالحج قصد البيت ينتهى برمي جمرة النحر أو الحلق أو التحلل أو النحر أو التطيب كما حدث النبي أن الحج إفاضتي عرفة والمزدلفة وبهما فقد تم حجه وقضى تفثه ............ لكن لم يشرع ربي لمن قصد بيته ونكث على عقبيه ........ فعلى قاصد البيت الإقامة فيه براءا من الشيطان يوميا ولاضيافة مقام أقل من ثلاث غير يوم النحر أو به رخصة والتطوف به والإعتمار كأي إحرام لغير الحج ...........
والخلاصة البر هو في تلك التفاصيل الشارحة لآي ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب. ويقبل ربك على عرفات وفي كل ليلة يستقبل التائبين ........ هذا من حيث بر نسك التعبد صلاة وصدقة وصوما وحجا وعمرة عامة ............... لكن تقدمت الصلاة في آي عاكفين وركع سجود لإرتباطها بالقبلة فعلى من عكف على القبلة قائما أن يركع ويسجد كلاهما من قيام ويركع مرة كجمع تكسير لاسم فاعل ويسجد مرارا كجمع تكثير لصيغة مبالغة فوجب هنا أقل الجمه وهو في الحديث والقرآن الكريم اثنان ويفصل السجدة عن القيام غيره وهو جلوس عقب كل سجدة .............. أطلت فالعفو لكن بر العمل هذا شأنه نفاصيل كتب الفقة الموسعة ..............
ـ[قول فصل]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:25 م]ـ
قال تعالى في بر الإيمان وذم الكفر:
سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (211) زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (212)
هنا علة قلى ربنا لليهود عقب شركهم وفضله على المؤمنين ما استقاموا ما استقاموا ما استقاموا
لنصل للحكمة النهائية في القضاء والقدر:
قال تعالى:
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (213)
أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)
وفي بر النفقة وفعل الخيرات والجهاد قال تعالى:
يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215)
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (216) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (218)
ثم أرباع نصف الدين .......................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[قول فصل]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:53 م]ـ
في بر ملك النفس والتربية حسن والمعاشرة قال تعالى: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (220)
ونقول المعيشة اليومية تشمل ضر الخمر والميسر وتربية اليتامى ....
ثم قال تعالى في اظفر بذات الدين تربت يداك: وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)
وهو عموم يحرم المشركات والمشركين ولكنه يفضل المؤمنات على الجميلات المشركات فلا حرج من جميلة مؤمنة والأولى الإيمان ولو مفاضلة وهنا تفصيل نسخ خصوص لا عموم بجواز زواج الكتابيات وفقا لآخر سور القرآن نزولا المائدة ..........
ثم حث الرب نفسه على الجماع متعة الزواج بلا اي حرج متى شئت فعليها الطاعة في ذلك ما لم تكن حائض قال تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (223)
ثم أنكر الطلاق واليمين فقال: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227)
فجعل دراسة الطلاق أربعة أشهرونهى عن الحلف بغير الله ..... وذلك مبحث يتفرع عليه عدة مسائل هامة:
1.لاطلاق ولا زواج ولا عتاق بغير شهود أما ما بينك وبين نفسك وبين زوجك فهو بخلاف قول الإمام علي فقة
2.كفارة يمين الطلاق على شهود بلا لغو مجلس معها هي كفارة الظهار وهو استحسان شيخ الإسلام ابن تيمية ومثله لا يترك قوله
3.للإمام أن يعاقب على هجر الأناة في أيمان الطلاق وألفاظه فعل عمر الفاروق باعتباره ولى أمرهما فيما أفسدا.
ولا أطيل بل أترك تفقة المقال قبل مواصلة بحوث قرآن الطلاق.
ـ[قول فصل]ــــــــ[18 Sep 2008, 06:15 م]ـ
الدراسة الأولى: في تبيان قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) قال تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (232)
وهنا نقول:
1.اختلفت عائشتنا في القرء والخلفاء الراشديين فقد صح عن ابن عمر وعائشة وهي بأمر زوجها النبي معلمة نصف الدين أن الإقراء والقروء الأطهار ولكن ورد عن الراشديين وسنتهم واجبة بأمر النبي فقد الخلاف جلل!!!!!!.
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ .............. والقرء من قرئ الضيف ولن تقرى إمرأة بعلها إلا برحم خالي من كلا الحمل والرجس ................ فلا قرء إلا في طهر لم تمس فيه حتى يقع عليها طلاق .............. وإلا لا يملك إيقاع لفظ الطلاق أصلا والرجل نهي عن بضع حائض للرجاسة فلا قرئ بل أذى .......... أو وهو حامل فلا قرئ والعين مشغوله عن قذف سيكون ليس في حضن يكفله بل يلفظه ................. فما قصة خلافهم تنتهى العدة على أول الحيضة الثالثة على قول الخلفاء الراشديين أم تنتهي في آخرها على قول عائشة ذلك محل الخلاف!!!!!!!!!!!!!!. وعلى دلالة قول عائشة فبنهاية الطهارة الثالثة يقع الطلاق محتسبا طهر الوقوع وهو ما أمر الله به لقبل عدتهن في سورة الطلاق ......... فلا خلاف أصلا إلا في عقل من أول ..... وهنالك من يقرئ بكل طعام صالح أو طالح فقيل القرء كلا الطهر والحيض ............
وهنا عدة الحمل وهي مجرد الوضع وعدة الكبيرة والصغيرة بل وأي منقطعة الحيض عامة وهي ثلاثة أشهر والعلة الحيض المعتبر هو من بعد طهر فاحتسب كلاهما .........
2.الطلاق ثنتين رجعتين ...... الطَّلاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ....... والثالثة لا رجعة فيها ......... فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ........... وهي طلقة قد تستأنف متى قد حلت له بنكاح مجدد بعد نكاح غيره سواء كان الطلاق الأول رجعي أو غير رجعي .......... وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ...........
3.فكيف يقع الطلاق حيث هنالك مبدأ عام هو ........... وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) ............. وهنا خلاف والإمام علي قد أورد بيان شرط الإشهاد وهو دلالة العزم .............. وهو في إطار قوله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (224) لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) فاللغو في الأيمان بخلاف ما كسبت القلوب والتربص لمن يؤلي دلالة التروي والتفكر ......... وليس معنى هذا هزو بل الهزو متى وقع الطلاق علنيا بالإشهاد ....... لكن في اللغويات مع الزوج كفارة ظهار على ما استحسن ابن تيمية ....... وليس هذا هو محل دراسته .......
4.والمطلقة أحق بنفسها متى طلقت ......... وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (232) ...........
ـ[قول فصل]ــــــــ[18 Sep 2008, 06:31 م]ـ
فخلاف القرء عن القرئ هو في قول العلماء: و القرء في الحقيقة اسم للدخول في الحيض عن طهر
ثم قال تعالى:
1.وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (233) وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234)
ومن تبعات الطلاق بل وفي الذمة وضع الرضاع والأم البديلة المرضع
ومن تبعات الطلاق في مرض الموت بل وفي الذمة عدة المتوفى عنها بعلها وترثه ولو تزوجت بعد لإنتهاء عدة الوفاة.
2.وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235)
ومن وجوه البر كذلك البناء بمطلقة في غير عدتها ولكن قد يكنى عن البناء في العدة
3.لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)
ولا عدة على المطلقة قبل الدخول بها ولا رجعة لكونه لا يملك أمرها بلا عدة يتحكم فيها
4.حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ (238) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ (239)
والصلاة في البناء ولطلاق وفي الحل والسفر في قنوت هي أبر البر
5.وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (240) وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (241) كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (242)
والآي منسوخة حولا إلى ما ورد في سورة الطلاق الصغرى ولكن هل تنسخ آداب الإيمان في كل تصرفاته ولو كانت إمرأة ........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر عبد الفتاح خضر]ــــــــ[18 Sep 2008, 07:01 م]ـ
الأخ المحترم كاتب الكلام السابق ............ حياه الله
لا أدري ماذا أقول وقد عقد لساني عن هول ما سطرة الأخ الفاضل الذي هو من بركات شهر الرمضان والتسجيل المفتوح على كل التوقعات ومن ذلك:
نظرات في علوم البقرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
في الحزب الإبراهيمي الأوسط منها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الآيات من سورة البقرة التى تمثل الحزب الإبراهيمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
ثم نطل من بعد في الربع الأول من تلك الثلاثية الربعية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
السبب الثالث في الربع الإبراهيمي كوجه آخر لألفاظ العملة؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
في الربع المحمدي الثالث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تغيرت القبلة من منسوء هو قبلة المسجد الأقصى؟؟!!!
رغم كون ربنا عفا بلا أي حرج عن من تقاصر عن القبلة في الدعاء بضروبه؟؟؟!!
أولى لله وعن الخطأ في الإستقبال في التركع بضروبه كصوب واجب لله؟؟؟؟!!!!!
ربع الله الحكم القاضى العدل الحكيم الفعال لما يريد وهو؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
التوحيد بلعن كتم قول وعلم الله ختام حزب تغيير القبلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
فلا يقبل من محرف قول وعلم لله صرفا ولا هدى ولو كان شيخ الأئمة فلا كهنوت ولا أسرار في دين الإسلام حتى ولو كان التحريف في مجرد قصة أو حكم من قول الله فمن أنا متى قال الله ومن أنا متى علم الله بل؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال تعالى محددا ثلاثة أًصول علم التوحيد القرآني وثلاثة بلاءات الدنيا:
قال تعالى في بر الإيمان وذم الكفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وفي بر النفقة وفعل الخيرات والجهاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ثم حث الرب نفسه على الجماع متعة الزواج بلا اي حرج متى شئت فعليها الطاعة في ذلك ما لم تكن حائض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.لاطلاق ولا زواج ولا عتاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
2.كفارة يمين الطلاق على شهود بلا لغو مجلس معها هي كفارة الظهار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
3.للإمام أن يعاقب على هجر الأناة في أيمان الطلاق وألفاظه فعل عمر الفاروق باعتباره ولى أمرهما فيما أفسدا.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
.اختلفت عائشتنا في القرء والخلفاء الراشديين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
والقرء من قرئ الضيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
الطلاق ثنتين رجعتين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بالله عليكم هل هذا الإسفاف وتلك الأمية الفكرية تصلح للنشر في موقعنا هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! اللهم هل بلغت اللهم فاشهد. أين د. عبد الرحمن؟
أين المشرفون للتفضل بالمحو فالأمر أصغر من المناقشة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Sep 2008, 08:18 م]ـ
قلت: بل يرفع للتفضل بالنظر والتمحيص وإبداء الرأي.
ـ[قول فصل]ــــــــ[19 Sep 2008, 12:13 م]ـ
أخي الكريم شهادة الإستاذ الجليل شهادة علم وفضل وقدرة على الفقه والنظر والتحليل لقوم هم أهل علم الشرع أصلا ....... وهذا هو عهدي دائما فطنة وعلم بمن أيقظني من أهل الحجاز حيث عملت في تبوك سبع سنوات ......
واعتذر إليكم أخي عن الإختصارات الشديدة في منتدى العلماء فأنا لم اتصور البتة الشرح لمن هم أدرى بما اكتب أصلا كيف لا والسعودية دولة تطبق عمليا الشريعة بطريقة تفوق نظم الغرب المتقدمة مما هو شهادة كبيرة عملية لصحة مذهبهم وقابلته للتطبيق .........
بارك الله في معلمنا الإستاذ الدكتور وفي الأخ الدارس الكريم ورواد المنتدى الذين اجهدتم أختصار بين أيدى من يعلم أبعاد ما قلت قبل ذكره أصلا فهم أهل علم وخبرة ودراية وانزلهما ورواد المنتدى جنات الفردوس نزلا مع ملائكة الرحمن وأهل الخير من ساكنيها .......
أخي الكريم قلتم النقاط التالية غامضة المعنى واخجل منكم فقد اختصرت لدرجة الغموض فعلا لعلمي بوقت أمثالكم وعلمكم:
1.نظرات في علوم البقرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
أخي هو عنوان المقال ولست مفسر فلم يجلس النبي للتفسير حتى تكون سنة ولا يجلس له إلا أمثال ابن عباس وكلمة علوم تعنى أنني سأطل فقط على معاني السورة إجماليا دون تفسير فهو أمر خارج قدراتي أصلا ولن أقول في كتاب الله شئ وإلا كنت أحمق ..............
2.في الحزب الإبراهيمي الأوسط منها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي هو ربع الحزب من:وإذ ابتلى إبراهيم ربه .......... الآي 124 وحتى الآي: وتلك أمة قد خلت من قبل 141 ........... ونزل في إبراهيم وبنيه خاصة كلمة كلمة .......
والعفو في التعبير بلفظة الحزب لكون الحزب من 124 وحتى ما قبل ليس البر أن تولوا وجوهكم 177 هو حزب تغيير القبلة وبنياها هو إبراهيم ومجددها هو محمد وهي قبلة الله .......
3.الآيات من سورة البقرة التى تمثل الحزب الإبراهيمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!
أخي هي آيات الربع السالف ذكره 124 وحتى 141 ......
4.ثم نطل من بعد في الربع الأول من تلك الثلاثية الربعية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!
أخي هو الربع السابق على الربع المذكور ...........
وتلك كلها ملاحظات اخ كريم حريص على احترام الخوض في كتاب الله فبارك الله لكم وأجلكم ......
5.السبب الثالث في الربع الإبراهيمي كوجه آخر لألفاظ العملة؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!
أخي: لو قرأتم الأسباب الثلاثة تلك لكأنها من مضمون ومنبع واحد مع اختلاف اللفظ المكمل لتمام الصورة
6.في الربع المحمدي الثالث؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي: هو الربع التالي للربع المذكور أعلاه وهو ربع موجه لفظا كلمة كلمة لمحمد وصحبه ونحن من بعدهم فلأكرر شكري وتقديري لحرصكم على الخوض والعبث مع الكتاب ........
7.تغيرت القبلة من منسوء هو قبلة المسجد الأقصى؟؟!!!
أخي لم يذكر في كتاب الله المتعبد اليوم بتلاوته آية نصية على القبلة الأولى لمحمد نبينا وهي المسجد الأقصى إلا بتأويل المباركة حوله على كونها القبلة ولست أهلا لهذا التأويل بل مثل أمثال الدكتور الجليل هو من يقرر ولكن وردت القبلة في التوراة وربما الإنجيل قبل التحريف تلك القبلة هذا هو المقصود والنسئ عامة هو آيات لا تتلى في قرآننا ولها ناسخ
وبارك الله للأخ الكريم فلست دجال أقصد علمي بآية نسئت فعليا كآية الرجم.
8.رغم كون ربنا عفا بلا أي حرج عن من تقاصر عن القبلة في الدعاء بضروبه؟؟؟!!
أخي لا أقصد إلا أن الدعاء في القبلة أولى لكن من لم يستقبلها فربي رب المشرق والمغرب ومن الأدعية الإستخارة والإستسقاء وووووووووووو.
9.أولى لله وعن الخطأ في الإستقبال في التركع بضروبه كصوب واجب لله؟؟؟؟!!!!!
أخي وهنا نقول استقبال القبلة هو الأولى إلا عند من أخطأ فقط وتحرى القبلة فلم يوفق فهو موليها في التركع بأي صلاة
10.ربع الله الحكم القاضى العدل الحكيم الفعال لما يريد وهو؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي: استحيت منكم في التعليق فلن أزيد وأواصل في المقالة التالية للنقاط التالية فوق تلك العشرة ولكن ربع الحزب السابق: ما ننسخ من آية أو ننسها هو ربع حزب إلهي بحت تحدد كلماته انه الجليل الملك الكبير المتكبر لا يسئل فيما يفعل ويحكم ونحن عبيد تجب علينا الطاعة والخضوع بكل ما أمر به هنا في هذا الربع وحكم وغيره قطعا
زادكم الله حرصا وبارك الله في علمائنا .................
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[19 Sep 2008, 12:23 م]ـ
أولا لماذا هجر الله القبلة الجديدة قبلة موسى وعيسى منذ بناها يعقوب من بعد البيت بأربعين عام وعاد لقبلة قد نسخ حكمها قبلا
بارك الله فيك من سلفك في هذا الكلام
ـ[قول فصل]ــــــــ[19 Sep 2008, 12:49 م]ـ
أخي لست نعامة أخفى رأسي عن أن محمد استقبل بيت المقدي الأرض التى بارك ربي الله حولها أولا
فسلفي هو الله ومحمد وجبريل
جمعنا الله وأياكم محبة في الله في جنة الفردوس الأعلى مع محمد وجبريل لدن كريم منعم ورواد واساتذة المنتدى المبجلين
ونعود للأخ الكريم:
11. التوحيد بلعن كتم قول وعلم الله ختام حزب تغيير القبلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!
أخي قال تعالى في من كتم علما أن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولقد علم الله ذلك في الآي 174 من ختام حزب القبلة على ما أوضحته قبلا ..........
(يُتْبَعُ)
(/)
12.فلا يقبل من محرف قول وعلم لله صرفا ولا هدى ولو كان شيخ الأئمة فلا كهنوت ولا أسرار في دين الإسلام حتى ولو كان التحريف في مجرد قصة أو حكم من قول الله فمن أنا متى قال الله ومن أنا متى علم الله بل؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي لقد تعلمت من الكرام العلماء أمثال معلمنا الدكتور أن أحد منهم لم يدعي وصاية على قول الكتاب ولا علم الله ومن فعل من الدراويش فهو قد لعن من رب وملائكة الحق بل والناس وهذا حق منكم التنبيه على لفظة بل من المقطع ولكنها من المقطع التالي فما أنا إلا عبد فقير لله شئت أم أبيت زادكم الله حرصا وتوجيها ..............
13.قال تعالى محددا ثلاثة أًصول علم التوحيد القرآني وثلاثة بلاءات الدنيا:
أخي توحيد سورة الناس ألفاظه رب ملك إله وهي ثلاثة علوم التوحيد ومن أنا حتى أشرح ذلك في بلاد آل سعود وآل محمد بن عبد الوهاب ولتعلم أنني لم أجن حتى أفعل وثلاثة البلاءات الواسواس الخناس والجنة والناس ولا أفسر السورة فالعلم عندي كن كالببغاء مع القرآن عن يقين وتسليم وتفويض وتدبر تكن ممن آمن وفوض العلم لله كل من عند ربنا بمحكمه ومتشابه. ولكنكم ظنتم أن هنالك توحيد جديد فلينقطع لساني إن فعلت أخي الحريص وبوركتم.
14.قال تعالى في بر الإيمان وذم الكفر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أخي حديث جبريل عن الإسلام والإيمان والبر هو خلفية هذا النص فلا بد من ذم الكفر وهجره ومن البر في إيماننا وربي لم يرتضى كفرا بل ذمه في آيات القصص والزجر وهي كثر كثر وأمرنا بالبر وجعل الإيمان أصلا في كل بر وتكفى آية ليس البر أن تولوا وجوهكم في ذلك
15.وفي بر النفقة وفعل الخيرات والجهاد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
أخي الكريم هي الأوامر التى وردت في الآيات ولن تقبل من مرائي بل هو البر في فعالها ........
16.ثم حث الرب نفسه على الجماع متعة الزواج بلا اي حرج متى شئت فعليها الطاعة في ذلك ما لم تكن حائض؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
أخي أنا لا أخشى من لفظ أمر أن أقول فيه حث الله أبدا إن آمنت بلفظ الآي: وآتوا حرثكم آنى شئتم ............ وتلك مكرمة الإحالة على مشئيتنا ولن نشاء إلا إن شاء الله .......... والأصل فيها شرعة الله والأمر للوجوب ما لم ينسخ منه عمومه لخصوص مشئيتنا: فأتوهن من حيث أمركم الله ........... ولا أخجل مما شرع الله فهو ربي المتفضل على عبد فقيرة لنعمه ...
وعفوا أقوم للصلاة .............. بارك الله في حرصكم ............
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:14 م]ـ
هل هذه الكلمات تليق أن ننسبها لله تعالى؟
لماذا هجر الله القبلة الجديدة
وهو ربع الله الحكم القاضى
فسلفي هو الله
ثم كيف يكون التعلم من شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى ثم يكون تقسيم التوحيد على النحو التالي:
فعلم أن علم التوحيد يتمثل في ثلاثة الربوبية والملك والألوهية
ثم يستدرك على العلماء الذين تعلم من علمهم (كما يقول) قائلاً:
وهو ما علمنا إمام الهدى وتلميذه المجد ابن تيمية وابن القيم فأصابوا ولكن بلفظ الأسماء والصفات عوض لفظ الملك وهو اللفظ الذي استحبه لشرح الأسماء والصفات بخلاف الربوبية والألوهية لبيان ملك كريم علي كبير عظيم جليل ...............
فلم نعرف: هل أصابوا أم لا؟
ثم الخوض في الفقهيات كما يأتي:
وهو كما حدث نبينا دون تحديدا فما للأكل والشرب بل كل ما امتصت الخلايا دما أو جلدا هو طعام ولو كان حقنة أو مرهم ............
بدون تعليق!!!
ـ[قول فصل]ــــــــ[19 Sep 2008, 08:13 م]ـ
أخي صالح غفر اله لكم أنا فتان المنتدى أذن ومضلكم فعهد وجب علي لن أشاركم في شئ لم أطلب أجر فيه إلا من الله وأنا على بعد ألفي ميل كيف وأنا مجهول وسأظل مجهول لكن والله لم أكن قط ببغاء أحد في النقول ولو كنت ببغاء القول لطلبت أجري ممن أنا هو ببغاء وحاشا للغني عن الشركاء قبول أبواق تذم الحق وتسخر وتتهم ولكن والله لم أكتب حرفا مخالف لابن تيمية أصلا. أخي لا تشغل نفسك قط بمن هو احتل موضع ربه تعريضا فتلك والله كبيرة هي عند الله تنظر أصلا ولا أقدر عليها فلن أضايقكم بعد الآن ............... وإلى تتمة الرد الأسبق لأزالة لبس هو ضروري .............. 17. 1.لاطلاق ولا زواج ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
عتاق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!. أخي قلت بغير شهود فلا يعرف عتق ما لم يعلم وإلا يقي رقيق وكذلك الزواج والطلاق ....... أما لفظة: أما ما بينك وبين نفسك وبين زوجك فهو بخلاف قول الإمام علي فقة .......... فتعنى أن الإمام علي علم الرجل أن ما لم يعزم الطلاق وآية ذلك الإشهاد فهو بالخيار .............. لكنه يكفر عن كلماته تلك بكفارة مغلظة .......... وبالمناسبة هذا هو رأي جمهور فقهاء الأزهر اليوم والمحافل العلمية لكنهم جعلوا الكفارة كفارة يمين والنقاط الثلاثة تلك هي حصيلة فتاواهم من غير المتشددين منهم اللهم اجعلنا من الميسرين لا من الإمامية ........ ووافقه رجل المعضلات من الصحابة فعنده دائما حل جميع مسائلي وهو عمران بن الحصين لكنه لا يرى كفارة بل يمضى المقال ........... بل رفع أن الصحابة تجمع على ما قال الإمام علي .......... ومن حيث أصول الفقة قوله واجب وسنة بإعتباره رابع الخلفاء الراشدين ما لم يخالفه أحد منهم ووافقه القرآن (والفقية عمران لكن ربما عندي فقط هو كلمة فصل) وراجع ككلمات خفيفة ودقيقة موضوع الطلاق في فقه السنة للسيد سابق عامة ............ 2.كفارة يمين الطلاق على شهود بلا لغو مجلس معها هي كفارة الظهار؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!. أخي هذا تشدد مني بخلاف قول جمهور علماء الفتيا اليوم في كونها كفارة يمين ولكن لا يقاس في القرآن الكريم إلا على المثيل هكذا أرى وهو استحباب العلامة ابن تيميه ومثله لا يترك ما يستحبه أصلا ........... 3.للإمام أن يعاقب على هجر الأناة في أيمان الطلاق وألفاظه فعل عمر الفاروق باعتباره ولى أمرهما فيما أفسدا.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أخي: رفع لعمر تسارع الناس في إيمان الطلاق فألزمهم بها فأوقع الثلاثة ثلاثة وهكذا علمنا عمر الحل بالشدة عوض الأناة في مسائل ........... اختلفت عائشتنا في القرء والخلفاء الراشديين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!. أخي: أمنا عائشة وكلنا نشعر بتلك الأمومة لجميع أمهاتنا زوجات النبي أقول هي فقط وابن عمر من اشتهرا بخلاف الخلفاء في تعريف القرء ويراجع في ذلك كتب الفقه فهم جعلوها الحيض وهي جعلتها الأطهار ........................ والقرء من قرئ الضيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أخي تلك لغة وردت في بعض كتب الفقه لكن أخي الكريم لن يكرم رحم إلا من يحل له فقط فبوركت وبارك الله فيكم ......... وليراجع في ذلك أهل اللغة فلربما كان تأويل خاطئ لا يقدم ولايؤخر .............. الطلاق ثنتين رجعتين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! أخي الكريم لا تجعلني مظنة السوء دائما فتلك لفظة القرآن الكريم فما أنا أكتب إلا لفقهاء لغة أصلا ولنقول الثالثة بائنة وما كل هذا إلا لكونكم أهل حرص على الكتاب والشرع .......... سعدت باهتمامكم ورعاية الإستاذ الدكتور الجليل والمشرفين على المنتدى ورواد المنتدى اللهم تقبل منا الصيام والقيام وقوانا وادخلنا فسيح الجنات في الفردوس الأعلى نزلا وما ذلك على الله بعزيز .............
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Sep 2008, 02:08 ص]ـ
إننا في هيئة الإشراف نقع في حرج من مثل هذه المشاركات، وقد طلبت من الأخ الكريم الذي يكتب باسم (قول فصل) أن يعرفني بنفسه في رسالة خاصة حتى أراعي ذلك في حواري معه فلم يجبني بعدُ فلعله لم يطلع على الرسالة.
والملاحظ في كتابته الضعف اللغوي في العربية، وعدم القدرة على الإبانة عن فكرته، ونحن نحسن الظن به وفقه الله وأنه لا يريد إلا خيراً. غير أنه يدخل في نقاشات لمسائل دقيقة تحتاج إلى علم وفقه بكتاب الله ولغته العربية، وهذا ما لم أره في كتابته جزاه الله خيراً.
والزملاء المعقبون ما أرادوا بتعقيباتهم إلا خيراً فلا يكن في صدرك حرج أخي الكريم (قول فصل) وأفصح لنا عن مؤهلك العلمي وشخصيتك حتى نراعي ذلك في حوارنا معك، فإننا في حيرة من أمرك. ولا نريد أن نصادر حريتك في الكتابة العلمية فتتهمنا بضيق الأفق. فكن لنا عوناً على المحافظة على هذا الملتقى جزاك الله خيراً.
بل حتى الخط الذي تكتب به لا يساعد على القراءة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[20 Sep 2008, 08:30 م]ـ
أحسنت أخانا الفاضل / عبد الرحمن
بارك الله فيك
لسنا ممن يستحب الذمَّ في إخوانه و لكننا نرى الشيء فتنكره قلوبنا و أسماعنا، فكيف نتمكن من السكوت عليه؟(/)
فوائد وتنبيهات مختصرة على تفسير قوله تعالى {إنا عرضنا الأمانة ... } من تفسير الجرجاني
ـ[أبوسليمان المحمد]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:03 ص]ـ
قال تعالى: {إنا عرضنا الأمانة على السموت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ... } الأحزاب 72
قال عبد القاهر الجرجاني:
(إن كان المراد: أهلوها وسكانها العقلاء من الملائكة والجن , فالعرض على سبيل التخيير , والإباء والإشفاق على سبيل الاجتهاد.
وإن كان المراد: سائر الحيوان , فالغرض ابتلاء طبائعها , والإباء والإشفاق على سبيل الكراهة الطبيعية.
وإن كان المراد: بأعيانها التي هي جماد , فالعرض على سبيل الإصرار والاضطرار , والإباء والإشفاق كذلك
فائدة العرض الأول: اجتهاد.
وفائدة العرض الثاني: بيان التفاوت بيت طبائع لا يحملها الحرص على المخاطرة , وطبائع يحملها الحرص عليها.
وفائدة العرض الثالث: تفخيم الأمر). انتهى من [درج الدرر في تفسير الآي والسور] 3/ 426
1/لم أجد من قسم وفصل كما صنع الجرجاني هنا.
2/لم أجد من حكى الاحتمال الثاني.
3/لا يعرف للاحتمالين الأولين اللذين ذكرهما الجرجاني هنا أصل عن أحد من المتقدمين , وإنما حكاه بعض العلماء قولا ولم يسندوه لمتقدم [كما في (تفسير النحاس5/ 3383) و (تفسير السمعاني4/ 313) و (تفسير البغوي6/ 380) و (تفسير الرازي25/ 236) , وحكاه أيضا أبوحيان في البحر المحيط 7/ 337 ولكنه خص القول المحكي بالملائكة].
وجعله آخرون احتمالا [كما في (تفسير ابن عطية13/ 104) و (تفسير القرطبي17/ 247) , وكذلك ابن مخلوف الثعالبي في تفسيره 3/ 238 ولكنه خصه بالملائكة].
-وإنما الذي يدل عليه ظاهر تفاسير عامة المفسرين من السلف وغيرهم: هو حمل الآية على ظهرها [أي: ثالث الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني]
وقال النحاس: (هو الذي عليه أهل التفسير).
وقال الشربيني: (هو قول أكثر العلماء) السراج المنير 5/ 396 - وهو أدق من تعبير البغوي بأنه قول (أكثر السلف) كما ستأتي الإشارة إليه إن شاء الله-
وقال الآلوسي عن الاحتمال الثاني بأنه (ليس بشئ)! [روح المعاني] 22/ 97
-وإنما تجد الجازمين بالاحتمال الأول هم من المعتزلة أو الصوفية وأضرابهما؛ كالجبائي والقشيري والسمرقندي وغيرهم.
ولعله لأجل ذلك تجد كثيرا من المفسرين قد أعرضوا عن ذكر هذا القول , ومن يحكيه منهم قولا لا يصرح باسم قائله.
تنبيهات على هذه الفائدة:
أ - نقل الماوردي في [النكت والعيون] 4/ 430 وابن الجوزي في [زاد المسير] 6/ 429 عن الحسن البصري –دون سند أو عزو- أن العرض على أهلها من الملائكة.
وهذا النقل لايعرف له عن الحسن أصل ’ بل روي عنه ما خالف هذا النقل ويوافق ما عليه عامة المفسرين [رواه عبدالرزاق في تفسيره 2/ 125 عن معمر عنه , ومعمر ثقة ثبت لكنه لم يسمع من الحسن (انظر: التاريخ الكبير7/ 178 والمراسيل لابن أبي حاتم ص219) , ورواه ابن أبي حاتم في تفسير من طريق آخر-وفي بعض رواته مقال-[نقل إسناده ابن كثير في تفسير6/ 489 , ولم يذكر في طبعة الباز لتفسير ابن ابي حاتم ولا في الدر المنثور]
ب - في جزء [حديث خيثمة بن سليمان] ص167 –ورواها ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريقه- رواية عن ابن عباس في حكاية صفة العرض على آدم يفهم من ظاهرها أن العرض على السماوات والأرض والجبال هو عرض على الملائكة التي فيها.
وهذا سندها ومتنها: (حدثنا الكديمي حدثنا بشر بن عمر حدثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى {إنا عرضنا الأمانة على السموت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} فلم تقبلها الملائكة , فلما خلق الله آدم عرضها عليه , قال: يارب ... ).
-وهذه الرواية منكرة؛ فقد تفرد بها الكديمي , وهو محمد بن يونس ضعفه جمهور الحفاظ , بل كذبه أبوداود وموسى بن هارون وابن حبان, واتهمه ابن عدي والدارقطني. [انظر تهذيب الكمال وحاشيته 6/ 574]
ثم إن مثله ومن هو قريب منه لايحتمل مثل هذا الإسناد.
وكذلك فإنه خولف في متن هذا الرواية [فهذه ثلاث علل, وهناك غيرها]؛ فإن أصل هذه الحكاية ثبت عن ابن عباس دون هذه اللفظة المنكرة [انظر طرقها في تفسير الطبري19/ 197 - 198] , وكذلك ثبت أصلها عن تلميذه مجاهد [رواه الإمام محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة 503,505 والواحدي في الوسيط3/ 485 وغيرهما].
-وقد جزم بأن الاحتمال الثالث هو قول ابن عباس غير واحد من المفسرين كالبغوي والماوردي.
ج- قد يستدل مستدل بمفهوم حكاية البغوي للاحتمال الثالث عن أكثر السلف على أن هناك من خالف من السلف في ذلك , وهذا غير لازم , فإن بعض العلماء قد يطلقون مثل هذه الحكاية احتياطا [ولذلك تجد أحيانا نفس العالم الذي حكى ذلك القول عن الأكثر يقول: لانعلم فيه خلافا , أو يشير إلى أن القول الآخر لايعتد به ونحو ذلك] , أو تجوزا [لأن الأكثر داخل في الكل].
4/تصويب واعتماده الاحتمال الثالث من الاحتمالات التي ذكرها الجرجاني لايعني بحال التزام ما فرعه عليه (فالعرض على سبيل ... ]) , لأنه بناه على أن العرض حقيقة [لا تقديرا أو بمعى المعارضة –كما قال بعض المتأخرين-] , وعلى أن الإباء والإشفاق مجاز [لا حقيقة].
وفي كلتا المسألتين خلاف.
-وهناك بعض التوضيحات سأذكرها -إن تيسر- لاحقا إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 12:51 ص]ـ
فوائد قيمة جداً رعاك الله يا أبا سليمان، ونعتذر كثيراً عن تقصيرنا في التفاعل مع بحوثك وفوائدك القيمة فعلاً جزيت خيراً ونفع الله بعلمك.
وليتك تكمل هذه التوضيحات حول هذه المسألة.
وتفسير درج الدرر المنسوب لعبدالقاهر الجرجاني ما يزال في حاجة إلى قراءة نقدية فاحصة طويلة، من عدد من الباحثين حتى يفحص هل هو حقاً لعبدالقاهر بن عبدالرحمن الجرجاني، ومقدار مثل هذه التفردات التي يوردها في كتابه، وحجمها ومدى موافقته أو مخالفته للمفسرين في الأوقال التي يرجحها أو ينقلها.
فإن عقلاً كعقل عبدالقاهر الجرجاني جديرٌ بأن يحتفل بما يكتبه ويحرره لجودته ورجاحته رحمه الله.
ـ[علي أبو عائشة]ــــــــ[24 Sep 2009, 09:11 م]ـ
شكرا على هذه الفوائد القيمة
لكن هل يجوز عرض الأمانة على الجماد؟
وإذا كان العرض على أهل السموات والأرض والجبال فهل الآية دليل على ورود المجاز في القرآن؟(/)
اعجاز كلمة الميزان في القرآن
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:21 ص]ـ
ن الله سبحانه وتعالى قد وضع لهذا الكون بما فيه من مخلوقات خلقها قانون واحد لاغير ونظام متوازن يحكم كل شيء، وهذا عكس ما يدعيه بعض العلماء بفوضوية الكون، وهذا القانون متوازن وعادل ولا خلل فيه ولكن بالنسبة للبشر فأن هذا القانون غامض غير معروف بسبب ادراكهم المحدود. بتأمل الاية الكريمة (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) [الرحمن: 7] وعظمة كل كلمة فيها نجد إن الميزان الذي رفع الله به السماء هي نعمة من نعم المولى عز وجل ينبغي التفكر فيها، وهي معجزة إلهية لم يتمكن العلماء من كشف أسرارها إلا في أواخر القرن العشرين، وهذا يشهد على إعجاز هذه الآية الكريمة.
قصة النبي شعيب عليه السلام والميزان:
أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين وكانوا يعبدون الأيكة (وهي شجرة) وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم فدعاهم الى عبادة الله وان يخافوا الله في تعاملاتهم مع الناس، فقال تعالى (وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) [هود: 84]. ينتقل النبي إلى قضية المعاملات اليومية، قضية الأمانة والعدالة وكان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان، ولا يعطون الناس حقهم. فجاء نبيهم وأفهمهم ان هذه سرقة وأنه يخاف عليهم من عذاب يوم القيامة (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود: 85] ولايزال شعيب عليه السلام يدعوهم ويوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالعدل والحق ويحذرهم من أن لا يقللوا من قيمة أشيائهم وان الاشياء لاتقتصر على البيع والشراء وانما تشمل الاعمال اي اياكم من ظلم الناس في معاملاتكم واعطاء الاجير اجره كاملا من غير نقص. واذا لم تنتهوا مما انتم عليه من كفر وعصيان فأن كل هذا سوف يؤدي الى انهيار المجتمع ودماره وهذا ما كان عليه نهاية قوم شعيب بعد رفضهم ان يستجيبوا لدعوة نبيهم فكان عقابهم غضب الله عليهم بأن أوحى الله إلى شعيب أن يخرج من القرية ويأخذ معه المؤمنين وجاء أمره تعالى وهي صيحة واحدة (صوت جاءهم من غمامة أظلتهم) ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنه ما تحمله من المطر ثم فوجئوا أنهم أمام عذاب يوم عظيم وكانت نهايتهم جاثمين بدون اي حركة في ديارهم من هول الصيحة [1].
ما جاء عن لسان المفسرين في كلمة الميزان
في هذا الجانب سوف اذكر مختصرا ما جاء عن لسان بعض المفسرين واخترت منهم القرطبي وابن الكثير رحمهم الله واثابهم، لابين ان كل ما جاءوا به اجمالا وتفصيلا عن الميزان هو العدل في المعاملات، فما جاء في تفسير القرطبي من قوله تعالى: " وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ " أي بالاعتدال في الأخذ والعطاء عند البيع والشراء. والقسط: العدل.
وقوله: "والسّماءَ رَفَعَها" يقول تعالى ذكره: والسماء رفعها فوق الأرض. وقوله: "وَوَضَعَ المِيزَانَ" يقول: ووضع العدل بين خلقه في الأرض. وقوله: "ألاّ تَطْغَوْا فِي المِيزَانِ" يقول تعالى: ألا تظلموا وتبخَسُوا في الوزن. وقوله: "وأقِيمُوا الوَزْنَ بالقِسْطِ" يقول: وأقيموا لسان الميزان بالعدل. وقوله: "وَلا تُخْسِرُوا المِيزَانَ" اي ولا نتقصوا الوزن إذا وزنتم للناس وتظلموهم. والاية الكريمة (وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) [هود: 85] يقول تعالى أوفُوا الناس الكيل والميزان بالقسط, بالعدل. ونوجز عن ابن الكثير في تفسيره للاية الكريمة (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ) [الرحمن: 7] يقول فيها بما معناه ان الله خلق السموات والارض بالعدل لتكون الاشياء كلها بالحق [2]. هذا ما ورد عن المفسرين ولكن لكل زمان تفسير لان القرآن جاء متكامل ويتفق مع كل عصر وبما انه الان نحن في عصر التكنلوجيا الحديثة وعصر غزو الفضاء فلا بد من تفسير يتفق مع هذا التقدم وهذا ما
(يُتْبَعُ)
(/)
اقدمت عليه في هذه الدراسة هو تفسير لكلمة الميزان وما تتفق مع العلم الحديث وصدق من قال " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " [الاسراء].
ما هي العلاقة بين رفع السماء والميزان؟
ان القرآن الكريم تحدث بدقة عن رفع السماء وبناءها، فكلمة سماء تطلق على كل ما علا وارتفع فوقنا والذي هو بمثابة سقف لاهل الارض حيث يرتفع الاف الكيلومترات فوق سطح الارض وهوالغلاف الجوي المحيط بالارض، والذي يقسم الى عدة مناطق وحسب الخصائص الحرارية والكيميائية للغازات المتعادلة والمتأينة التي تحتويها. فلو اخذنا على سبيل المثال احدى هذه الطبقات وهي طبقة الايونوسفير لاهميتها في الاتصالات ونقل الموجات الراديوية وبما عهد الله لهذه الطبقة من امكانية عكس هذه الموجات وفي قوله تعالى (والسماء ذات الرجع)، واذا استعرضنا هذه الطبقة وما تحويه من كثافة الكترونية نجدها مقسمة الى المناطق التالية:
مدى امكانية طبقة الايونوسفير من عكس الموجات الراديوية بأستخدام هوائيات خاصة
طبقة D: تمتد من ارتفاع 50 - 90 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تحدث بعد الظهر ما بين (109 - 108) الكترون لكل متر مكعب اما في الليل فأن التأين في هذه الطبقة معدوم.
طبقة E: تمتد من ارتفاع 90 - 130 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تحدث تقريبا في منتصف النهار اي ظهرا بالتوقيت المحلي وبقيمة (1011) الكترون لكل متر مكعب وفي الليل تقريبا التأين واطيء جدا يكاد يختفي.
طبقة F1: وتقع بين ارتفاع 130 - 210 كم تقريبا بأعظم كثافة الكترونية تكون في الظهر (2 x1011) الكترون لكل متر مكعب وهي مثل طبقة E تختفي ليلا.
طبقة F2: وهي اعلى طبقة وتمتد من ارتفاع 210 - 500 كم تقريبا، وتظهر اعلى كثافة الكترونية من بين كل الطبقات بحيث يصل في النهار الى (1012) الكترون لكل متر مكعب، اما في الليل فتصل الكثافة الالكترونية الى (5 x1010) الكترون لكل متر مكعب.
الشكل يبين طبقات الايونوسفير في الليل والنهار والتي توضح العلاقة بين درجة التأين بوحدات (عدد الالكترونات لكل سنتمتر مكعب) كدالة للارتفاع بالكيلومتر.
ويجدر الاشارة الى انه في كل طبقة من هذه الطبقات هنالك توازن مستمر بين عمليات التفكك للذرات والجزيئات الموجودة فيها والمتولدة بفعل الاشعة السينية والفوق البنفسجية ذات الطاقات العالية القادمة من الشمس والمتمثلة بالاشعة الكهرومغناطيسة وبين اعادة الاتحاد لهذه الايونات المتولدة وان هذا التوازن يشمل كل طبقة من طبقات الجو ويمكن ان نمثل هذا التوازن بمعادلة الاستمرارية. كما وجد ان هنالك علاقة ربط بين ما تحويه كل طبقة من كثافة الكترونية وبين درجة حرارة تلك الطبقة وبما ان درجة الحرارة ترتبط بالطاقة بعلاقة رياضية وهذا ما توصل اليه العالم ستيفان بأن كمية الطاقة تتناسب طرديا مع الاس الرابع لدرجة الحرارة وهذا يعني انه هنالك توازن بالطاقة لكل طبقة من الطبقات. ومن خلال الدراسة والبحث في مواقع الانترنيت لوكالات الفضاء وجدت بحث منشور للباحث مارك دافيس وهو احدعلماء وكالة الفضاء الامريكية ناسا يقول فيه ان هنالك توازن بالطاقة التي تحكم هذا الكون بنص العبارة [ balance ] ب. (3)
القوى التي تحكم الكون وتجعله متزنا
لو تأملنا هذا الكون الواسع لوجدنا انه يتكون من وحدة بناء صغيرة جدا الا وهي الذرة وان من تجمع هذه الذرات تتكون الجزيئات ويجدر الانتباه الى ان ترتيب هذه الذرات والجزيئات لايكون عشوائي وانما وفق نظام متوازن ومنتظم تحكمه قوى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز) ٌ [الحديد: 25]. وفيما يلي نذكر القوى التي تؤثر في الاجسام عامة من اضعفها الى اقواها
1 - القوة الجاذبية: وهي اضعف القوى الموجودة في الطبيعة وعلى الرغم من ضعفها الا انها القوة الوحيدة من بين هذه القوى التي يظهر تأثيرها على مسافات بعيدة وسحيقة من هذا الكون، فهي التي تربط الكواكب بالشمس وفيما بينها وتمنع الاجسام من التطاير.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - القوى الضعيفة: ويطلق عليها ايضا بالقوى النووية الضعيفة وهي القوة الناتجة من انحلال النيوترون داخل النواة الى بروتون والكترون ونيوترينو وهذا الانحلال ناتج من بعض الفعاليات الاشعاعية، وان تأثير هذا النوع من القوى لا يتعدى تأثيره حدود نواة الذرة.
3 - القوة الكهرومغناطيسية: وهي قوة شدتها اضعاف شدة القوة الجاذبية ببلاين المرات، ومهمة هذا النوع من القوى تقوم بربط الذرات والجزيئات وجعلها متماسكة مع بعضها البعض اي ان تأثيرها يظهر بين الجسيمات الحاملة للشحنات الكهربائية وبواسطة هذه القوى تنتظم مدارات الالكترونات حول النواة. ان تأثير القوة الكهرومغناطيسية يصل الى مسافات بعيدة فهي التي تحافظ على دوران الالكترونات حول النواة. فيالروعة هذا التوازن ودقة الصنع فأبسط تغير في هذا النظام سوف يؤدي الى انقلاب الكون.
4 - القوى النووية: وهي اقوى القوى الموجودة في الطبيعة تقدر بألف ضعف مرة اقوى من القوة الكهرومغناطيسية، والتي تساعد على جمع البروتونات في حيز واحد داخل النواة فلولاها لما اجتمع بروتونان في مكان واحد وان مجال تأثيرها لايتعدى نواة الذرة [4].
ان هذا الحساب الدقيق على مستوى الذرة هو الذي يحفظ التوازن في الكون الذي يبلغ من السعة تفوق التصور والحساب فأن غياب اي قوة من هذه القوى سوف يؤدي بالكون الى الانهيار ولا يسعني الا ان اقول احمد الله واشكره على هذه النعمة (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 191]. ولو بحثنا في كتاب الله لوجدنا ايات تتحدث عن هذه القوى التي تجعل الكون متماسك وقوي بقوله تعالى (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا) [النازعات: 27] والعلماء اليوم يؤكدون على ان القوى الموجودة في الكون تفوق التصور وفي هذه الاية اشارة واضحة الى هذه القوى التي تطرقنا اليها من خلال كلمة (اشد) والتي تعني القوة والترابط. [5]
ما الذي يجعل حرارة الارض متوازنة؟
للاجابة على هذا السؤال يجب ان نتحدث اولا عن مصدر هذه الحرارة. تعتبر الشمس مصدر لكل الطاقة التي تمدها لمحيطات الارض وجو الارض وان هذه الطاقة تستخدم لتسخين الارض بحيث تقوم برفع درجة حرارتها. ان التوازن في طاقة الارض هو مفهوم استخدم لفهم كم من الطاقة تأخذها الارض من الشمس، وما هي مقدار الطاقة التي تشعها الارض ثانية الى الفضاء الخارجي كضوء غير مرئي. فاذا احتفظت الارض وجوها بالطاقة الشمسية اكثر مما تشع في هذه الحالة الارض سوف تسخن وترتفع درجة حرارتها، اما اذا شعت الارض وجوها اشعاع اكثر مما استلمت في هذه الحالة الارض سوف تبرد. فلذلك اخذ العلماء يفكرون في التوازن الحراري للارض وعبروا عنها بشكل ميزان ( balance). ففي حالة احتفاظ الارض بكمية اكبر من طاقة الشمس في هذه الحالة سوف تنبعث طاقة على شكل اشعة تحت الحمراء اكثر التي تجعلها متوازنة حراريا. أما اذا بعثت الارض طاقة اكثر مما استلمت ففي هذه الحالة الارض تبرد وعندها سوف تبعث طاقة اقل، ان هذا التعبير ايضا يقود الى التوازن الحراري.
الإشعاعات غير المرئية التحت الحمراءالمنبعثة من الأرض والإشعاعات المنعكسة من الجو بواسطة الغيوم وغاز ثنائي اوكسيد الكاربون تجعل الارض متوازنة حراريا
ان امتصاص الاشعة من قبل الارض يرفع من درجة حرارتها وأن انبعاث الاشعاع او الحرارة من الارض يقلل من درجة حرارتها. عندما تمتص الارض اشعة الشمس وتبعثها على شكل طاقة فأن حرارة الارض لا تتغير- في هذه الحالة يحصل التوازن الحراري-[ The Radiation Budget is in Balance
التوازن الحراري للأرض
تعقيب
ان الله سبحانه وتعالى وضع هذا الكون بشكله المتوازن وان اي خلل في اي نسب من مكونات هذا الكون سوف يؤدي به الى الانهيار والانقلاب رأسا على عقب وتقوم القيامة، قال تعالى (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) [الشورى: 17]، وهذا ما تطرق اليه احد الباحثين حيث تحدث عن احدى الظواهر التي سببها الانسان في الاخلال في هذا الميزان الذي وضعه الله وسخره لخدمة البشر، الا وهي ظاهرة الاحتباس الحراري [7].(/)
سؤال في قصة ابراهيم عليه السلام مع ابيه؟
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:40 ص]ـ
ورد دعاء ابراهيم عليه السلام مع ابيه في ثلاث حالات:
الحالة الأولى: الدعاءله بالمغفره (ربي اغفرلي ولوالدي)
الحاله الثانيه:الدعاء المقرون بالأعتذار عن حاله (واغفر لأبي انه كان من الضالين)
الحاله الثالثه: نهيه عن الدعاء له (وماكان استغفار ابراهيم لأبيه الاعن موعدةوعدهااياه)
هل يفهم من هذا ان هناك نسخ في الآيات ام انها عدة مراحل اثناء رسالة ابراهيم عليه السلام؟؟
آمل الآفاده من مشائخنا الكرام
ـ[ابن رجب]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:48 ص]ـ
اقول والعلم عند الله أن ابراهيم عليه السلام كان قد وعد أباه أن يستغفر له قبل أن يعلم أن ذلك منهي عنه فلما علم انتهى.فعلى ذلك الآيات فيها نسخ
ـ[عذب الشجن]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:57 ص]ـ
ورد دعاء ابراهيم عليه السلام مع ابيه في ثلاث حالات:
الحالة الأولى: الدعاءله بالمغفره (ربي اغفرلي ولوالدي)
الحاله الثانيه:الدعاء المقرون بالأعتذار عن حاله (واغفر لأبي انه كان من الضالين)
الحاله الثالثه: نهيه عن الدعاء له (وماكان استغفار ابراهيم لأبيه الاعن موعدةوعدهااياه)
هل يفهم من هذا ان هناك نسخ في الآيات ام انها عدة مراحل اثناء رسالة ابراهيم عليه السلام؟؟
آمل الآفاده من مشائخنا الكرام
سأتطفل على الإجابة وإن لم أكن مشمولا بالكلمة قبل الأخيرة ................
من المتقرر أن النسخ لايدخل الأخبار إنما مجاله الأحكام، وعليه فهذه الآيات ليست من النسخ في شي لأنها أخبار.
وتبقى أن تربط بنوع من الجمع والتوفيق،
فتحمل الآيات التي فيه دعاء إبراهيم _ عليه السلام _ لأبيه كالآية الأولى والثانية بأنها كانت قبل نهي إبراهيم عن الاستغفار لأبيه ولما كان على طمع ورجاء من أن يهتدى أول الأمر.
، وجاء في الثالثة التصريح بأنه كان هناك استغفار، وبعدها (فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه) ولم يعد يستغفر له بعد أن بانت عداوته ويئس نبي الله من إسلامه ....................... والله أعلم ...(/)
موضوع تفسير القرآن بالقرآن
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:55 ص]ـ
من سورة طه الايه133
(أولم تأتهم بينة مافي الصحف الأولى)
هل نستطيع القول بأن هذه الآيه تفسرها اية سورة الآعلى (ان هذا لفي الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى)
آمل الافاده خصوصا ممن سبق له البحث في تفسير القران بالقران كالشيخ احمد البريدي وغيره من المشايخ الكرام(/)
القرآن كلام الله، إشكال.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:05 ص]ـ
عندما يأتي نص في القرآن على لسان أحد ما. مثلا في الآية الكريمة (فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم)،وقوله تعالى (فقال أنا ربكم الأعلى).هل فعلا فرعون قال أنا ربكم الأعلى بهذه الصيغة أي نفس الكلمات أما أنه قال مثلا (أنا الرب العالي) ثم عند مجيئ الخبر في القرآن أخبر الله بكلام فرعون على لسانه سبحانه. وهكذا في (عجوز عقيم) هل قالت نفس الكلام أم بما معناه كأن تقول مثلا (طاعنة في السن لا ُأنجب) ...
وكل آية تتحدث عن شخصية معينة هل الكلام الذي في القرآن هو نفس الكلام الذي قالته تلك الشخصية أم أنه بمعناه والله عزوجل يقوله على لسانهم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:43 ص]ـ
في الأمثلة التي مثلت بها لا يرد هذا الإشكال لأن امرأة أبينا إبراهيم عليه السلام لم تكن عربية، وكذلك فرعون لم يكن عربيا، وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى إنما يراد بها بيان المعنى الذي أراده المتكلم بكلامه، وهذا يمكن أن يعبر عنه بعدة ألفاظ.
فلو تكلم أعجمي بكلام وترجم لنا كلامه أكثر من مترجم بألفاظ تعبر عن المعنى الذي أراده فإنهم مصيبون وإن تنوعت عباراتهم.
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:05 ص]ـ
لقد كانوا أعاجم، سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجته، وكذاك فرعون اللعين، لم يكن منهم واحد عربي قط، فكلامهم كان بلغات أعجمية، (إما عبرية أو آرامية والله أعلم)، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، لكن الكلام العربي يروي لنا معنى ما قيل في اللغات الأعجمية، لا كما قيلت العبارات في اللغات الأعجمية بنفس الأحرف ونفس التراكيب، وإلا لما صار القرآن عربيا.
أما قولكِ: "أخبر بكلام فرعون على لسانه سبحانه". فإن الله سبحانه وتعالى لا يُنسب له اللسان، لأنه جل جلاله صفاته توقيفية، أي ما وردت في القرآن والسنة الصحيحة فقط، إلا أن يكون الضمير في "لسانه" عائد إلى فرعون اللعين، فالعبارة عندئذ صحيحة، وهكذا أظن بكِ، ولكن وجب التنويه لأن النص يوهم خلاف الصحيح.
وأما ((أنا ربكم الأعلى))، هل تقابل ((أنا الرب العالي))؟ فالجواب: أن هناك فرقا بين العبارتين، فالأعلى تعني أنه أعلى أصحاب العلو، أما الرب العالي فيجوز أن يكون من هو في علوه أو من هو أعلى منه، ففرعون قد قال لبني إسرائيل: ((أنا ربكم الأعلى))، ولكن بلغتهم.
وسأمثل لك العبارتين باللغة الإنجليزية:
أنا ربكم الأعلى = I am your Lord, the Most High
أنا الرب العالي = I am your Lord, the High
ففرق بين العبارتين، فالأولى تدل على أنه أعلى من جميع ما سواه، وأما الثانية فتحتمل أنه أعلى من جميع ما سواه، وتحتمل أن هناك من هو في مثل علوه.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:17 ص]ـ
في الأمثلة التي مثلت بها لا يرد هذا الإشكال لأن امرأة أبينا إبراهيم عليه السلام لم تكن عربية، وكذلك فرعون لم يكن عربيا، وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى إنما يراد بها بيان المعنى الذي أراده المتكلم بكلامه، وهذا يمكن أن يعبر عنه بعدة ألفاظ.
فلو تكلم أعجمي بكلام وترجم لنا كلامه أكثر من مترجم بألفاظ تعبر عن المعنى الذي أراده فإنهم مصيبون وإن تنوعت عباراتهم.
نفع الله بكم هذا بالنسبة للأمثلة المذكورة. لكن الإشكال مازال ففي الآية الكريمة (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) هل الرسول-صلى الله عليه وسلم - قال (لاتحزن إن الله معنا) نفس الجملة أم أنها بمعناها. وقوله (أنؤمن كما ءامن السفهاء) هل المنافقون قالوا كلمة (السفهاء) أم غيرها لكن توافقها في المعنى.والأمثلة أكثر من أن تحصى.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:42 ص]ـ
لقد كانوا أعاجم، سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجته، وكذاك فرعون اللعين، لم يكن منهم واحد عربي قط، فكلامهم كان بلغات أعجمية، (إما عبرية أو آرامية والله أعلم)، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، لكن الكلام العربي يروي لنا معنى ما قيل في اللغات الأعجمية، لا كما قيلت العبارات في اللغات الأعجمية بنفس الأحرف ونفس التراكيب، وإلا لما صار القرآن عربيا.
أما قولكِ: "أخبر بكلام فرعون على لسانه سبحانه". فإن الله سبحانه وتعالى لا يُنسب له اللسان، لأنه جل جلاله صفاته توقيفية، أي ما وردت في القرآن والسنة الصحيحة فقط، إلا أن يكون الضمير في "لسانه" عائد إلى فرعون اللعين، فالعبارة عندئذ صحيحة، وهكذا أظن بكِ، ولكن وجب التنويه لأن النص يوهم خلاف الصحيح.
وأما ((أنا ربكم الأعلى))، هل تقابل ((أنا الرب العالي))؟ فالجواب: أن هناك فرقا بين العبارتين، فالأعلى تعني أنه أعلى أصحاب العلو، أما الرب العالي فيجوز أن يكون من هو في علوه أو من هو أعلى منه، ففرعون قد قال لبني إسرائيل: ((أنا ربكم الأعلى))، ولكن بلغتهم.
وسأمثل لك العبارتين باللغة الإنجليزية:
أنا ربكم الأعلى = I am your Lord, the Most High
أنا الرب العالي = I am your Lord, the High
ففرق بين العبارتين، فالأولى تدل على أنه أعلى من جميع ما سواه، وأما الثانية فتحتمل أنه أعلى من جميع ما سواه، وتحتمل أن هناك من هو في مثل علوه.
والله تعالى أعلى وأعلم.
رفع الله قدركم. تنبيهك سديد لكنها واضحة عندي فعندما أقول (أخبرالله بكلام فرعون على لسانه سبحانه) أي أخبر الله بكلام فرعون على لسانه أي فرعون سبحانه أي الله. هكذا أظنها تستقيم فالضمير في لسانه يعود لفرعون وفي سبحان لله ولاأدري هل يستقيم ذلك في اللغة.وقولك أن فرعون قال بلغته (أنا ربكم الأعلى) يورد إشكالا عندي كيف نقول أن القرآن كلام الله ثم يكون فيه كلاما من كلام البشر.
ولاأشك أن صدوركم أوسع من بيوتكم لقبول تساؤلي.بارك الله فيكم جميعا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[~ سمو مسلمه ~]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:56 ص]ـ
[ QUOTE= أم أحمد;61262] كيف نقول أن القرآن كلام الله ثم يكون فيه كلاما من كلام البشر.
[ QUOTE]
عزيزتي أم أحمد أخشى أن تفتحي على نفسك باب لا حاجة لكِ فيه ..
بارك الله في حرصك ..
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:40 ص]ـ
أختي الفاضلة، القرآن كله كلام الله تعالى، فالله تعالى حين تكلم عن قصة فرعون مع موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في سورة النازعات: ((هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26))).
فلا إشكال في أن يقص الله تعالى ما وقع من قول موسى عليه السلام لفرعون، وما قاله فرعون لموسى، وقد قال جل جلاله: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)).
الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن كله، ومن ضمن القرآن الذي هو كلام الله، قصّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الحوار (الكلام) الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون.
وكذلك الحوار بين الرجل صاحب الجنة وصاحبه في سورة الكهف، ونظائر هذه المحاورات في القرآن كثير، ليس هذا موضع بسطها، لكن يجب عدم التنطع في هذه المسائل، فالقرآن كلام الله كله، ومن ضمن ما تكلم الله به ونزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان من حوارات بين أهل الأمم السابقة وأهل الجنة والنار يوم القيامة وغير ذلك.
ولا أدري أين الإشكال في هذا؟ أي أن يتكلم الله تعالى بما دار بين موسى عليه السلام وفرعون؟
والله أعلى وأعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:23 م]ـ
الأخوة الكرام
الأخوات الكريمات
أولاً: هناك معنى قائم في النفس يريد أن يوصله المتكلم، إما عن طريق المكتوب أو الملفوظ أو الإشارة ... وكل ذلك قول.
ثانيا: قد يخفق الإنسان في تبليغ المعنى لقصور في بلاغته ومن هنا لا تكون الألفاظ أو الإشارات معبرة عن المعنى المراد قوله.
ثالثاً: العبرة للمعنى المراد تبليغه وليس للفظ القاصر عن تبليغ المعنى. فالذي قال:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك" قُبِل منه لأنه أخطأ من شدة الفرح، كما ورد في الحديث الشريف. فالقول الحقيقي لهذا الرجل:" اللهم أنت ربي وأنا عبدك".
رابعاً: كلما كان الشخص أبلغ كلما كانت ألفاظه أقرب إلى مراده.
خامساً: وعليه فإن كلام الله يأتي مطابقا لمراد المتكلم، ولكنه ليس بلفظ للمتكلم.
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[16 Sep 2008, 04:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما أشرت إليه اختي الفاضلة حول من يتكلم في القرآن الكريم، و هل صياغة الكلام تكون مباشرة من المتكلم ام انها تخضع لتعديلات، تحيلنا إلى آدوات نقل الخطاب في اللغة، باعتبار أن القرآن جاء لسانا عربيا.
من بين القصص الاكثر سردا في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام و بني إسرائيل. في كل مرة، تختلف طريقة السرد و نقل الكلام، و هنا إعجاز لغوي لا يمكن أن يأتي بمثله بشرأو غيره. و الله سبحانه تعالى يعلم الغيب و ما تخفي النفوس، و هو أدرى سبحانه و تعالى بما تخرج من أفواه الناس من كلمات، لانه عز وجل يعلم أصل هذه الكلمات: الفكرة التي في العقل، و الاحساس الذي في الصدر. و ليس الله بظلام للعبيد. فما ينقله سبحانه عن فرعون، أو المنافقين، أو غيرهم، إنما هو نقل ما في عقولهم و صدورهم، و الله أعلم.
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:35 م]ـ
الأخوة الكرام تكلموا بأسلوب علمى بديع بارك الله فيهم
وأحب ان اشارك بشىء من التفصيل وهو لايرقى الى مستوى طرح اخوانى لكن ربما يكون نافعا لمن هم مثلى من صغار طلبة العلم
مثال ولله المثل الأعلى
لو ان اديبا من ارباب الفصاحة والبلاغة شاهد او سمع مشادة وشجارا بين اثنين من السوقة تبادلا فى الشجار اقبح عبارات السباب واللعان واراد ان يسطر هذا الاديب ماسمعه فى مقالة له طبعا لن يستعمل هذه الالفاظ السوقية الفاحشة بل سينقل المشاجرة وماقيل فيها بأسلوبه الرصين وبالتالى اعجاب القراء لن يكون بالسوقة والرعاع انما بهذا الاديب الذى حول السب واللعان وطعن الاعراض واتهام الامهات ونحوه مما قاله السوقة حوله الى مقالة بديعة تنفر من الخلق السىء والقول البذىء
مثال آخر
لو ان اجنبيا اشار لعربى انه شديد الظمأ او الجوع وسمعه رجل من العوام سيقول بالعاميه
الراجل ده عطشان وشكله جعان (جوعان بلهجتنا المصريه)
اما لو نقل لغوى اديب فصيح اشارة الرجل ورطانته الى العربية فسوف يسحر السامع بروعة وجمال العبارة
وايضا لن ينسب احد من العقلاء روعة العبارة للاجنبى انما هى للفصيح البليغ
وكذلك فالقرآن الكريم ملىء بعبارات وحوارات جرت من شخصيات كثيرة بلغتهم وحين قصها علينا مولانا سبحانه قصها بهذا الاعجاز البديع بل ان القرآن نقل اقوالا لغير البشر كالنملة والهدهد والجن والشيطان
كل تكلم بالطريقة التى اودعها الله فيه ليتعامل مع بنى جنسه وقصها مولانا علينا فى كتاب عربى مبين
هذا جهد المقل وان اخطأت فقومونى والله تعالى اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:37 م]ـ
عزيزتي أم أحمد أخشى أن تفتحي على نفسك باب لا حاجة لكِ فيه ..
بارك الله في حرصك ..
نفع الله بكم. إذا رأيتُ أني فتحتُ لنفسي بابا لاحاجة لي فيه أغلقته وإذا احتجت لمزيد من الفهم فتحته فلا مجال للخوف.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:51 م]ـ
أختي الفاضلة، القرآن كله كلام الله تعالى، فالله تعالى حين تكلم عن قصة فرعون مع موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في سورة النازعات: ((هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26))).
فلا إشكال في أن يقص الله تعالى ما وقع من قول موسى عليه السلام لفرعون، وما قاله فرعون لموسى، وقد قال جل جلاله: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)).
الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن كله، ومن ضمن القرآن الذي هو كلام الله، قصّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الحوار (الكلام) الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون.
وكذلك الحوار بين الرجل صاحب الجنة وصاحبه في سورة الكهف، ونظائر هذه المحاورات في القرآن كثير، ليس هذا موضع بسطها، لكن يجب عدم التنطع في هذه المسائل، فالقرآن كلام الله كله، ومن ضمن ما تكلم الله به ونزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان من حوارات بين أهل الأمم السابقة وأهل الجنة والنار يوم القيامة وغير ذلك.
ولا أدري أين الإشكال في هذا؟ أي أن يتكلم الله تعالى بما دار بين موسى عليه السلام وفرعون؟
والله أعلى وأعلم.
بارك الله فيكم. إذا تكلم الله بمادار بين موسى وفرعون مثلاً-أو غيرهما- وكان الكلام الذي تكلم به موسى عليه السلام هو ماقاله الله أي نفس الكلمات و الذي تكلم به فرعون كذلك. فكأن الله نقل لنا الكلام كما هو أي كلام بشر فكيف يكون القرآن كله كلام الله وفيه كلاما من كلام البشر.هذا إذا كان مايقص في القرآن يتكلمه الله كماهو.أما إن كان مايقص في القرآن يأتي أبلغ وأفصح مما حدث فهنا يزول المشكل.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:07 م]ـ
الأخوة الكرام
الأخوات الكريمات
أولاً: هناك معنى قائم في النفس يريد أن يوصله المتكلم، إما عن طريق المكتوب أو الملفوظ أو الإشارة ... وكل ذلك قول.
ثانيا: قد يخفق الإنسان في تبليغ المعنى لقصور في بلاغته ومن هنا لا تكون الألفاظ أو الإشارات معبرة عن المعنى المراد قوله.
ثالثاً: العبرة للمعنى المراد تبليغه وليس للفظ القاصر عن تبليغ المعنى. فالذي قال:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك" قُبِل منه لأنه أخطأ من شدة الفرح، كما ورد في الحديث الشريف. فالقول الحقيقي لهذا الرجل:" اللهم أنت ربي وأنا عبدك".
رابعاً: كلما كان الشخص أبلغ كلما كانت ألفاظه أقرب إلى مراده.
خامساً: وعليه فإن كلام الله يأتي مطابقا لمراد المتكلم، ولكنه ليس بلفظ للمتكلم.
رفع الله قدركم. اتضح الأمر لي كثيرا وزال اللبس. نفع الله بكم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:13 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ما أشرت إليه اختي الفاضلة حول من يتكلم في القرآن الكريم، و هل صياغة الكلام تكون مباشرة من المتكلم ام انها تخضع لتعديلات، تحيلنا إلى آدوات نقل الخطاب في اللغة، باعتبار أن القرآن جاء لسانا عربيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
من بين القصص الاكثر سردا في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام و بني إسرائيل. في كل مرة، تختلف طريقة السرد و نقل الكلام، و هنا إعجاز لغوي لا يمكن أن يأتي بمثله بشرأو غيره. و الله سبحانه تعالى يعلم الغيب و ما تخفي النفوس، و هو أدرى سبحانه و تعالى بما تخرج من أفواه الناس من كلمات، لانه عز وجل يعلم أصل هذه الكلمات: الفكرة التي في العقل، و الاحساس الذي في الصدر. و ليس الله بظلام للعبيد. فما ينقله سبحانه عن فرعون، أو المنافقين، أو غيرهم، إنما هو نقل ما في عقولهم و صدورهم، و الله أعلم.
بارك الله فيكم على الإيضاح. فإن إختلاف طريقة السرد ونقل الكلام لفتة رائعة تؤكد على ماقاله الأخ أبوعمرو البيراوي أن الله يتكلم بمراد المتكلم لا بلفظ المتكلم.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:19 م]ـ
الأخوة الكرام تكلموا بأسلوب علمى بديع بارك الله فيهم
وأحب ان اشارك بشىء من التفصيل وهو لايرقى الى مستوى طرح اخوانى لكن ربما يكون نافعا لمن هم مثلى من صغار طلبة العلم
مثال ولله المثل الأعلى
لو ان اديبا من ارباب الفصاحة والبلاغة شاهد او سمع مشادة وشجارا بين اثنين من السوقة تبادلا فى الشجار اقبح عبارات السباب واللعان واراد ان يسطر هذا الاديب ماسمعه فى مقالة له طبعا لن يستعمل هذه الالفاظ السوقية الفاحشة بل سينقل المشاجرة وماقيل فيها بأسلوبه الرصين وبالتالى اعجاب القراء لن يكون بالسوقة والرعاع انما بهذا الاديب الذى حول السب واللعان وطعن الاعراض واتهام الامهات ونحوه مما قاله السوقة حوله الى مقالة بديعة تنفر من الخلق السىء والقول البذىء
مثال آخر
لو ان اجنبيا اشار لعربى انه شديد الظمأ او الجوع وسمعه رجل من العوام سيقول بالعاميه
الراجل ده عطشان وشكله جعان (جوعان بلهجتنا المصريه)
اما لو نقل لغوى اديب فصيح اشارة الرجل ورطانته الى العربية فسوف يسحر السامع بروعة وجمال العبارة
وايضا لن ينسب احد من العقلاء روعة العبارة للاجنبى انما هى للفصيح البليغ
وكذلك فالقرآن الكريم ملىء بعبارات وحوارات جرت من شخصيات كثيرة بلغتهم وحين قصها علينا مولانا سبحانه قصها بهذا الاعجاز البديع بل ان القرآن نقل اقوالا لغير البشر كالنملة والهدهد والجن والشيطان
كل تكلم بالطريقة التى اودعها الله فيه ليتعامل مع بنى جنسه وقصها مولانا علينا فى كتاب عربى مبين
هذا جهد المقل وان اخطأت فقومونى والله تعالى اعلم
جهد مبارك. نفع الله بك.(/)
عدُّ آياتِ القرآنِ إجتهاديٌّ أم توقيفيٌّ؟
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 05:07 ص]ـ
السلام عليكم:
هل يعتبر عد آيات القرآن الكريم من باب الإجتهاد أم التوقيف على الوحي؟
وما الراجح عند اختلاف البصريين والكوفيين في عد آيات سورة من القرآن؟
وهل يدل حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي بيده الملك)). صحيح رواه جمع من الأئمة، واللفظ لأبي داود رحمه الله. هل يدل الحديث على توقيفية تعداد آيات السور؟
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:52 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
عد آيات القرآن: توقيفي
نجد في كتب العدد أحاديث كثيرةً و أخبارَ و آثارَ تدل على أن معرفة آي القرآن توقيفية، تلقاها الرسول صلى الله عليه و سلم عن المَلَك المكلف بالوحي، جبرائيل عليه السلام، و بلغها الرسول أصحابَه رضوان الله عليهم، و أولهم كتبة الوحي و من حضر نزول الوحي. أختار منها على سبيل المثال لا الحصر:
قال الإمام الهذلي في كتاب {العدد}:
... { ... ان الله تعالى أنزل هذا القرآن على نبيه نجوما متفرقة على قدر الأحكام، فمن نجم فيه آية، و آخر اثنتان و ثلاث و أكثر من ذلك، حتى أن جبريل كان يقول لرسول الله صلى الله عليه و سلم: اجعل هذه الآية في السورة الفلانية أو في الموضع الفلاني، و أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحابة بذلك. حتى ان كان بين آخر سورة و أولها سنة ... فنزلت {ياأيها المزمل قم الليل ... } [المزمل 1، 2] ... ثم بعد سنة نزلت {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى ... } [20] فنسخ بعض ما في الأولى بالثانية ... } ... / اهـ ... [ص 77]
أما عن سورة الملك و عدد آياتها، فنجد الإمام الهذلي يقول:
... { ... و العدد كان في زمن أصحابه، و به نزل القرآن حتى قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (سورة هي ثلاثون آية تجادل عن صاحبها يوم القيامة، و قيل في القبر) ...
قال محققا الكتاب الأساتذة الدكاترة: عدنان العيثاوي، و عمار أمين الددو:
" و هي سورة {الملك}، إذ كان الرسول صلى الله عليه و سلم يقرؤها كل ليلة عند أخذ مضجعه، و رواه جماعة مرفوعا إلى جابر بن عبد الله، و روي عنه أنه قال:" إنها لتنجي من عذاب القبر، و تحادل عن حافظها حتى لا يعذب " ...
(المحرر الوجيز 15/ 1، و الجامع الصحيح 5/ 151، و فيه أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال:" إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له، و هي تبارك الذي بيده الملك ... / [ص 80].
و بما أن الأعداد توقيفية، فليس فيها راجح و مرجوح، و لكل مصر عدده المعتمد ... مثله مثل القراءات المعتمدة في الأمصار ...
و الله أعلم.
ـــــــــــــــ
:المرجع: كتاب العدد: تأليف أبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي (403 ـ 465 هـ).
دراسة و تحقيق: د. مصطفى عدنان العيثاوي، و د. عمار أمين الددو ...
و قد تفضل و تكرم الأستاذ الدكتور عمار أمين الددو، فأهدى كتابه هذا لأعضاء الملتقى و زواره، و يمكن الإطلاع عليه في الرابط الآتي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12405(/)
هل فعلت أمة محمد كل ما فعلته بني إسرائيل؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
استفسار موجه لأهل الفضل:
سمعت في برنامج ديني أحد الدعاة يقول أن أمة محمد فعلت كل مافعلته بني إسرائيل هل هذا صحيح.؟
لكن على حد فهمي:
1 - الأمة لم تفعل فعلهم التالي:
{قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة:24]
2 - قال تعالى:
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (البقرة:285)
فالمسلمين لم يفعلوا ما فعله بني إسرائيل عندما قال لهم موسى:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (البقرة:67)
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ} (البقرة:68)
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (البقرة:69)
{قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} (البقرة:70)
{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ} (البقرة:71)
والله أعلم وأحكم.
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 10:32 ص]ـ
بل كلامه غير صحيح أبدا، إذ كانت أمة محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، خير أمة أخرجت للناس، قال تعالى: ((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله))، وبنو إسرائيل لعنهم الله، وجعل منهم القردة والخنازير، إلا عدد يسير جدا من المؤمنين، قال تعالى: ((لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)).
فانظر -يا رعاك الله- إلى الفرق بين الأمتين، فأمة النبي صلى الله عليه وسلم هي خير أمة، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله جل جلاله.
وفي الجهة المقابلة بنو إسرائيل، لعنهم الله، لأنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولأنهم كفروا بالله سبحانه وتعالى.
والفروقات كثيرة بين الأمتين، ليس هذا موضع بسطها، ولكن لك في قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر خير شاهد، روى الإمام البخاري عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((شهدت من المقداد الأسود مشهدا، لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك. فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره. يعني: قوله.)).
فتأمل الفرق بين الأمتين، وأختم لك -أخي الحبيب- بهذا المقطع من حديث الحديبية:
((فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت أمر قومك، هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى، فإني والله لأرى وجوها، وإني لأرى أشوابا من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر: امصص ببظر اللات، أنحن نفر عنه وندعه؟ فقال: من ذا؟ قالوا: أبو بكر، قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك، قال: وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم، فكلما تكلم أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه السيف وعليه المغفر، فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال له: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع عروة رأسه، فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، ألست أسعى في غدرتك، وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم، وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء). ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه، قال: فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فأقبلوها.)). رواه البخاري.
والموضوع يطول جدا، ويحتاج إلى بسط أكثر.
والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:11 ص]ـ
ليس شرطا أن التبعية تمت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. ولكننا أحدثنا من بعده الكثير .. فتفرقت الأمم من قبلنا فرقا نزيد عليها فرقة واحدة .. حتى أن منا من سيعبد الأصنام
6406 - لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري -
187109 - لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3456
خلاصة الدرجة: [صحيح]
--------------------------------------------------------------------------------
199417 - خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين , فمررنا بسدرة , فقلت: يا نبي الله , اجعل لنا ذات أنواط , كما للكفار ذات أنواط! وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة , ويعكفون حولها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر , هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} إنكم تركبون سنن من قبلكم الراوي: أبو واقد الليثي المحدث: أحمد شاكر - المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 2/ 54
خلاصة الدرجة: [أشار في المقدمة إلى صحته]
ـ[شمس الدين]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:56 ص]ـ
يجب النظر إلى شروح هذه الأحاديث، وهي لا تدل على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم -أمة الإجابة- قد ارتكبت جميع ما ارتكبه بنو إسرائيل.
بل الأصل في أمة الإجابة المحمدية:
1 - السمع والطاعة.
2 - والإيمان بالله.
3 - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - وحفظ الكتاب الذي نُزّل على نبيهم وعدم تحريفه.
وهي على النقيض من بني إسرائيل:
1 - الذين ما فتؤوا يعصون أنبياءهم ويقتّلونهم ويعجّزونهم.
2 - ويكفرون بالله.
3 - وينتهون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - ويحرفون الكتب التي نزّلها الله على أنبيائهم.
فتأمل الفارق أخي الحبيب ..
ولعل المراد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، التشبه بهم، لا فعل كل كفر فعلوه، والله أعلم ..
ـ[جند الله]ــــــــ[16 Sep 2008, 12:34 م]ـ
يجب النظر إلى شروح هذه الأحاديث، وهي لا تدل على أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم -أمة الإجابة- قد ارتكبت جميع ما ارتكبه بنو إسرائيل.
بل الأصل في أمة الإجابة المحمدية:
1 - السمع والطاعة.
2 - والإيمان بالله.
3 - والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - وحفظ الكتاب الذي نُزّل على نبيهم وعدم تحريفه.
وهي على النقيض من بني إسرائيل:
1 - الذين ما فتؤوا يعصون أنبياءهم ويقتّلونهم ويعجّزونهم.
2 - ويكفرون بالله.
3 - وينتهون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4 - ويحرفون الكتب التي نزّلها الله على أنبيائهم.
فتأمل الفارق أخي الحبيب ..
ولعل المراد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم، التشبه بهم، لا فعل كل كفر فعلوه، والله أعلم ..
سبحان الله! .. وهل الأمة اليوم لم تفعل شيئا من هذا كله؟!!!!!!!
وما الفارق بين الفعل والمشابهة .. أليس التشبه فعل؟!!
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[16 Sep 2008, 11:51 م]ـ
أن من يتلو القرآن يعجب من كثرة وروود ذكر بني اسرائيل و ذم أفعالهم و وعيد الله لهم ..
والعجيب أن الكثير منا يقرأها ويحقر أمر بني إسرائيل , ثم يمضي فرحا بكونه من هذه الأمة المختارة ...
غير عالم إنها إنما ذكرت وخلدت في القرآن تحذيرا لنا , وأننا مخاطبون بها أكثر من خطابهم بها, فهم أمة مضت وانقضت , والموجودون منهم أبعد مايكون عن القرآن إلا قلة ..
ثم بعد هذا وحتى الان هناك من يظن أن الغرض من ذكر بني اسرائيل في القرآن هو الذم .. وأننا مازلنا أمة الاستجابة , لم يقع منا ما وقع منهم ولم نفعل ما فعلو!!!! .. فعجب قولهم ..
ـ[جند الله]ــــــــ[17 Sep 2008, 12:24 ص]ـ
أن من يتلو القرآن يعجب من كثرة وروود ذكر بني اسرائيل و ذم أفعالهم و وعيد الله لهم ..
والعجيب أن الكثير منا يقرأها ويحقر أمر بني إسرائيل , ثم يمضي فرحا بكونه من هذه الأمة المختارة ...
غير عالم إنها إنما ذكرت وخلدت في القرآن تحذيرا لنا , وأننا مخاطبون بها أكثر من خطابهم بها, فهم أمة مضت وانقضت , والموجودون منهم أبعد مايكون عن القرآن إلا قلة ..
ثم بعد هذا وحتى الان هناك من يظن أن الغرض من ذكر بني اسرائيل في القرآن هو الذم .. وأننا مازلنا أمة الاستجابة , لم يقع منا ما وقع منهم ولم نفعل ما فعلو!!!! .. فعجب قولهم ..
بارك الله فيك وزادك بصيرة .. فهذا جزء هام من فوائد سيرة بني إسرائيل
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Sep 2008, 08:26 ص]ـ
أشكر الأخوة الأفاضل على ما تفضلوا به.
شمس الدين
جند الله
عبدالله السعدي
ــــــــــ
قال تعالى:
{كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (آل عمران:110).
فهل نستطيع أن نساوي الأمتين بعد ذلك، وإن قلتم هذا خاص بالصحابة، قلت وإن كان فمؤكد لم نفعل بنبينا ما فعله بني إسرائيل بأنبيائهم.
وقال صلى الله عليه وسلم:
[لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة]
فما الذي يهمنا في من زل وأخل، حتى نخالف مادل عليه الكتاب والسنة،
ولقائل يقول ما الذي يهمنا من هذا الحديث.
1 - أن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا بنبينا صلى الله عليه وسلم مافعله بني إسرائيل بأنبيائهم، وحملوا الأمانة بإخلاص فقد زكاهم رب النا س.
2 - أن الأمة حملت الأمانة بعدهم إلى الآن، فالدين محفوظ بحفظ رب العالمين.
3 - لن نقول هلك الناس ففيهم بقية والحمد لله تعالى، فلا لليأس وجلد الذات، بالمبالغات.
والله أعلم وأحكم.(/)
ثلاثون تطبيقا عمليا على "علم مقاصد السور" فهل مِن جوادٍ يتفضل بالمزيد؟
ـ[عصام العويد]ــــــــ[16 Sep 2008, 01:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد:
أحبتي،، سبق وأن طُرح موضوع "علم مقاصد السور" طرحاً نظرياً، والآن أود أن أطرحه تطبيقاً عملياً، وقد وجدت من التطبيقات العملية في هذا العلم من كلام السلف وكذا عن المحققين من أهل العلم شيئا ليس بالقليل، وعن غيرهم أيضاً.
فأذكر ما وقفت عليه، ثم أرجو من الإخوة الفضلاء التذييل عليه أو الاستدراك بالتعقب والتصويب ونحو ذلك، سواء بما وقفوا عليه من كلام أهل العلم،أو بما أداه إليه اجتهادهم، فإنما هي مباحثة بين أهل الفن.
علماً بأن اختلاف الأنظار في هذا العلم باب واسع، والجزم بشيء منه ليس بالأمر الهين، لكنها غلبة ظن قد تبلغ اليقين بالقرائن.
ولو لم يكن من هذا العلم إلا اضطرار صاحبه لكثرة التدبر في السورة وآياتها لكفاه فضلا، كيف وقد ارتقى درجاته أئمة من السلف والخلف، زادني الله وإياكم علما وعملا بكتابه العظيم.
ولعلي أنبه على محذور في طريقة اثنين من أهل العلم:
أما الأول: فالبقاعي رحمه الله فقد تتبعت مقاصده وقرنتها بما جاء عن السلف فما وجدته يوافقهم إلا في النادر جدا.
وأما الثاني: فالمحقق النحرير ابن عاشور فليست طريقته طريقة أهل المقاصد، وإنما في الغالب يسرد موضوعات السورة سردا، وليس هذا هو المراد كما هو ظاهر فيما ستقرأ من كلام السلف ومن سار على طريقتهم، وفقنا الله جميعا لهداه.
وأبدأها بذكر مقصد ثلاثين سورة، وقد تجمع لدي مجموعة أخرى لعلي أذكرها لاحقا بإذن الله:
1) سورة الفاتحة: هي أم القرآن، جمعت علوم القرآن كاملة على جهة الإجمال، بل هي أم الكتب السماوية قاطبة.
مقصودها جمع علوم القرآن بحيث تكون كالمقدمة لكتاب الله ?، والفاتحة لجميع مقاصده وأغراضه، ولذا أخرج البخاري () عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?: أم القرآن: هي السبع المثاني والقرآن العظيم.
ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وقد جاء مأثورا عن الحسن البصري رواه ابن ماجه وغيره: أن الله أنزل مائة كتاب و أربعة كتب جمع علمها في الأربعة، وجمع علم الأربعة فى القرآن، وجمع علم القرآن فى المفصل، وجمع علم المفصل فى أم القرآن ... ().
2) سورة البقرة: سمعت معالي الشيخ صالح آل الشيخ يقول: هي في الضرورات الخمس، ولشيخ الإسلام كلام طويل في ما اشتملت عليه السورة، وأن آخر آيتين منها تضمنتا مقصود السورة كاملة.
3) سورة النساء: هي في الضعفاء ووجوب العدل في شأنهم. وقد خبرت ذلك مرارا، ودارست فيه عددا من أهل العلم وكلهم رأوا ذلك فليحرر.
4) سورة المائدة: هي في العهود والمواثيق وقد نص العلامة الشيخ عبدالرزاق عفيفي على ذلك في شريط مطول له في بيان مقصودها.
5) سورة الأنعام: هي في توحيد الألوهية، ذكر ذلك ابن عاشور والسعدي وجماعة وهو ظاهر لمن تأمل السورة.
6) سورة براءة: وهي في المنافقين.
عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس سورة التوبة قال التوبة قال بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظنوا أن لا يبقى منا أحد إلا ذكر فيها ().
قال سفيان بن عيينة: هذه السورة نزلت في المنافقين (). وقال القرطبي: هذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف ().
7) سورة الأنفال: وهي سورة بدر.
عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: سورة الأنفال؟ قال: تلك سورة بدر ().
قال ابن العربي: قوله تعالى: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (17) سورة الأنفال، هي من توابع ما تقدم وروابطه فإن السورة هي سورة بدر كلها ().
وقال الثعالبي: ولا خلاف أن هذه السورة نزلت في شأن بدر وأمر غنائمه ().
8) سورة يوسف: في تفريج الكربات ذكر ذلك شيخ الإسلام.
9) سورة النحل: و تسمى سورة النعم.
عن قتادة في قوله {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً} إلى قوله {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} (81) سورة النحل، قال: ولذلك هذه السورة تسمى سورة النعم ().
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام ابن تيمية: سورة النحل و تسمى سورة النعم كما قاله قتادة و غيره (). وقال العلامة السعدي: هذه السورة تسمى سورة النعم فإن الله ذكر في أولها أصول النعم وقواعدها وفي آخرها متمماتها ومكملاتها ().
وقاله الزمخشري وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي وغيرهم.
10) سورة الكهف: في الفتن وكيف النجاة منها؟ وقد مكث دهرا في تتبع مقصودها.
11) سورة طه: وهي سورة الكتب المنزلة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (فصل) سورة طه مضمونها تخفيف أمر القرآن وما أنزل الله تعالى من كتبه فهي سورة كتبه كما أن مريم سورة عباده ورسله.
ثم علل لذلك فقال: افتتحها بقوله (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) إلى قوله (تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا) ثم ذكر قصة موسى ونداء الله له ومناجاته إياه وتكليمه له ... ثم ذكر قصة آدم لأنها أول النبوات .... (). إلى آخر كلامه رحمه الله.
12) سورة مريم: وهي سورة رحمة الله لأوليائه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: سورة طه مضمونها تخفيف أمر القرآن وما أنزل الله تعالى من كتبه فهي سورة كتبه كما أن مريم سورة عباده ورسله ().
وقد تكرر فيها اسم (الرحمن) في اثنتي عشرة آية، وهذا ما لم يقع في أي سورة أخرى من القرآن، وكذا تكرر ذكر الرحمة في السورة كثيراً، ويكفي في ذلك مطلعها {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا} (2) سورة مريم، فهي سورة رحمة الله لأوليائه ().
13) سورة الأنبياء: وهي سورة الذكر الذي تنزل على الأنبياء جميعاً، أي ما اتفقت عليه الأديان السماوية.
قال شيخ الإسلام: سورة الأنبياء سورة الذكر، وسورة الأنبياء الذين عليهم نزل الذكر. ثم علل لذلك فقال: افتتحها بقوله (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) الآية وقوله (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقوله (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) وقوله (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) وقوله (وذكرى للمتقين) وقوله (وهذا ذكر مبارك) وقوله (ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر) .. . ()
14) سورة الحج: قال شيخ الإسلام: تضمنت منازل المسير إلى الله بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها. الفتاوى (ج 15 / ص 266).
قلت: وهذا ظاهر من اسمها، فالحج لغة: هو القصد إلى معظم، ومن أعظم من الله؟
15) سورة العنكبوت: وهي في الفتنة والابتلاء.
وقد بسط مقصودها وأوضحه أتمَّ إيضاح شيخنا الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: في محاضرة بعنوان " "مقاصد السور وأثره في فهم التفسير".
16) سورة الأحزاب: في الموقف عند الشدائد، ذكر ذلك لي د محمد الربيعة، فخبرت السورة فظهر لي كما قال، والعلم عند الله.
17) سورة ص: وهي سورة الخصومات.
يقول ابن القيم: ... وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ص من الخصومات المتعددة فأولها خصومة الكفار مع النبي أجعل الآلهة لها واحد إلى أخر كلامهم ثم اختصام الخصمين عند داود ثم تخاصم أهل النار ثم اختصم الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ثم خصامة ثانيا في شأن بنيه حلفه ليغوينهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير (ص) ().
18) سورة ق: سورة القوة والعلو.
يقول ابن القيم عن سورة ق: .. والسورة مبنية على الكلمات القافية، من ذكر القرآن وذكر الخلق وتكرير القول ومراجعته مرارا والقرب من ابن آدم وتلقي الملكين قول العبد وذكر الرقيب وذكر السائق والقرين والإلقاء في جهنم والتقدم بالوعيد وذكر المتقين وذكر القلب والقرون والتنقيب في البلاد وذكر القيل مرتين وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها وبسوق النخل والرزق وذكر القوم وحقوق الوعيد ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة، وسر آخر: وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح ().
19) سورة القمر: وهي سورة إظهار الهيبة.
20) سورة الرحمن: وهي سورة إظهار الرحمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الرازي: ذكر الله تعالى في السورة المتقدمة ــ أي سورة القمر ــ (فكيف كان عذابى ونذر) غير مرة، وذكر في السورة ــ أي سورة الرحمن ــ (فبأى ءالاء ربكما تكذبان) مرة بعد مرة، لما بينا أن تلك السورة سورة إظهار الهيبة وهذه السورة سورة إظهار الرحمة ().
21) سورة الواقعة: عن مسروق قال: من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة ().
22) سورة القلم: في الأخلاق.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: فصل: سورة ن؛ هي سورة الخلق الذي هو جماع الدين الذي بعث الله به محمدا ?، قال الله تعالى فيها (و إنك لعلى خلق عظيم) ().
23) سورة الصف: نزلت في الجهاد، وهذا ظاهر.
24) سورة التكوير: في صفة يوم القيامة.
25) سورة الانفطار: في صفة يوم القيامة.
26) سورة الانشقاق: في صفة يوم القيامة.
هذه السور الثلاث في وصف يوم القيامة، لكن لكل واحدة منها وصف مغاير لما في أختها، ولذا قال ? كما عند أحمد والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله ?: من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ (إذا الشمس كورت)، و (إذا السماء انفطرت)، و (إذا السماء انشقت) ().
فأمر بقراءتها جميعاً، فتأمل الفرق بينها.
27) سورة الليل: قال ابن عباس: إني لأقول إن هذه السورة نزلت في السماحة والبخل (). وتبعه شيخ الإسلام على ذلك.
وهذا ظاهر لمن تأمل آياتها.
28) سورة الكافرون: وهي سورة الإخلاص الثانية، أو سورة التوحيد العملي الإرادي.
يقول ابن القيم عن سورتي الكافرون والإخلاص: وقد جمع سبحانه وتعالى هذين النوعين من التوحيد في سورتي الإخلاص وهما: سورة (قل يا أيها الكافرون) المتضمن للتوحيد العملي الإرادي، وسورة (قل هو الله أحد) المتضمنة للتوحيد العلمي الخبري، فسورة (قل هو الله أحد) فيها بيان ما يجب لله تعالى من صفات الكمال وبيان ما يجب تنزيهه من النقائص والأمثال، وسورة (قل يا أيها الكافرون) فيها إيجاب عبادته وحده لا شريك له والتبريء من عبادة كل ما سواه ولا يتم أحد التوحيدين إلا بالآخر ().
29) سورة الإخلاص: هي صفة الرحمن، وهي في التوحيد العلمي الخبري.
فعن عائشة أن النبي ? بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي ?، فقال: سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي ?: أخبروه أن الله يحبه ().
يقول الرازي: اعلم أن كثرة الألقاب تدل على مزيد الفضيلة، والعرف يشهد لما ذكرناه، فأحدها: سورة التفريد، وثانيها: سورة التجريد، وثالثها: سورة التوحيد، ورابعها: سورة الإخلاص ().
وتلحظ أم الأسماء كلها تدور على توحيد الله ?، وسبق كلام ابن القيم قريباً عن سورتي الكافرون والإخلاص.
30) سورة الفلق: نزلت في إزالة الشرور الظاهرة أو الخارجية , وكيفية التعوذ منها كما أن الله جعل النهار بضيائه يفلق ظلمة الليل؛ فهو قادر أن يفلق هذه الشرور الظاهرة ويخرج منها الخير.
31) سورة الناس: نزلت في إزالة الشرور الباطنة أو الداخلية، وكيفية التعوذ منها، وهذه الشرور باطنة فناسبها الاستعاذة بهذه الصفات (رب الناس، ملك الناس، إله الناس).
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض كلامه عن سورة الناس: فكانت هذه السورة للشر الصادر من العبد، و أما الشر الصادر من غيره فسورة الفلق فإن فيها الاستعاذة من شر المخلوقات عموما وخصوصا، و الله أعلم ().
وأوضح ذلك ابن القيم بما لا مزيد عليه فقال:
" وهذه السورة ــ أي سورة الناس ــ مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سببه الذنوب والمعاصي كلها، وهو الشر الداخل في الإنسان، الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة، (فسورة الفلق) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو ظلم الغير له بالسحر والحسد، وهو شر من خارج، (وسورة الناس) تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه، وهو شر من داخل، فالشر الأول: لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه لأنه ليس من كسبه، والشر الثاني: في سورة الناس يدخل تحت التكليف ويتعلق به النهي، فهذا شر المعائب والأول شر المصائب، والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما، فـ (سورة الفلق) تتضمن الاستعاذة من شر المصيبات، و (سورة الناس) تتضمن الاستعاذة من شر العيوب التي أصلها كلها الوسوسة ().
وهذا قليل من كثير وإلا فمن تدبر في كتاب الله ثم نظر في كلام أهل العلم وجد مزيداً على ذلك أضعافا مضاعفة، والعلم عند الله.
وانتظر ما تجدون به على أخيكم في شهر الجود سددكم الله،،،
ـ[المربي المغمور]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:24 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء
وأثابك وسدد خطاك
ـ[ابومعاذالمصرى]ــــــــ[16 Sep 2008, 06:46 م]ـ
32 سورة النور
قال القرطبى مقصود هذه السورة ذكر احكام العفاف والستر
لنا عودة ان شاء الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:14 م]ـ
سورة النصر،
قال ابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، والضحاك، وغير واحد: إنها أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نُعِي إليه. (تفسير ابن كثير)
أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني وأشياخ بدر، فقال له عبد الرحمن بن عوف: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله فقال: إنه ممن قد علمتم، فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني، فقال: ما تقولون في قوله: {إذا جاء نصر الله والفتح} حتى ختم السورة فقال بعضهم: أمرنا الله أن نحمده ونستغفره إذا جاء نصر الله وفتح علينا وقال بعضهم: لا ندري وبعضهم لم يقل شيئاً فقال لي يا ابن عباس: أكذاك تقول؟ قلت: لا. قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله أعلمه الله {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون} والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:18 م]ـ
سورة الفرقان:
في تفسير القرطبي - (ج 13 / ص 1) قال:
ومقصود هذه السورة ذكر موضع عظم القرآن، وذكر مطاعن الكفار في النبوة والرد على مقالاتهم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Oct 2008, 06:07 م]ـ
سورة المؤمنون كما يقول فضيلة شيخنا الدكتور/ عبد الله الحكمة:
جاءت لتقرير أنّ الفلاحَ مختصٌّّ بالمؤمنين وهو قرين الإيمان , ولا يجتمع مع الكفر بحال , حيث بدأها الله بقوله (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) وختمها بقوله (إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Oct 2008, 06:14 م]ـ
10) سورة الكهف: في الفتن وكيف النجاة منها؟ وقد مكث دهرا في تتبع مقصودها.
يقول الشيخ الدكتور/ عبد الله الحكمة - حفظه الله -:
من مناسبات أسماء السور لمضامينها في القرآن , التناسبُ البيِّنُ بين اسم سورة الكهف ومضمونها , إذ الكهفُ من شأنه سترُ وحماية من بداخله من الريح والمطر والشمس وغيره , وهذه السورة بيّن الله فيها أسباب الوقاية من فتَن: الصحبة
و العلم والسلطان والمال وغيرها.
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[22 Oct 2008, 06:42 م]ـ
سورة نوح
في هذه السورة منظومة متكاملة في منهج الدعوة إلى الله تعالى ويضيء لهذا الفهم افتتاحية السورة الكريمة بكلمة أرسلنا وتحديد أركان الرسالة:
المرسل بكلمة (إنا)
والرسول بكلمة (نوحاً)
والمرسل إليه (قومه)
والرسالة بقوله (أن أنذر قومك)
وإذا لاحظنا أن البيان القرآني ذكر على لسان سيدنا نوح عليه السلام لفظة (دعا) بمشتقاتها لأكثر من مرة في قوله تعالى: (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي إلا فرارا وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ثم إني دعوتهم جهارا)
أدركنا أن مراد السورة الكريمة هو الدعوة.
ثم إن السورة الكريمة تعرض لنا كيفية تعامل نوح مع قومه، وآليات دعوته وتعرض لنا ردود أفعالهم ومدى استجابتهم للدعوة مما يجعلها نموذجاً متكاملاً في الدعوة
والله أعلم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Oct 2008, 07:00 م]ـ
على هذا النحو
مما تأملته:
سورة النمل: في التثبيت
سورة القصص: في التمكين
سورة الروم: في النصر
وسمعت الشيخ مساعد الطيار يقول: سورة لقمان في الحكمة
سورة الصافات: في الفرج بعد الشدة
والله تعالى أعلم بمراده، وأعوذ بالله من التكلف، ولكني أقول ذلك من باب المدارسة
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[25 Oct 2008, 07:10 ص]ـ
5) سورة الأنعام: هي في توحيد الألوهية، ذكر ذلك ابن عاشور والسعدي وجماعة وهو ظاهر لمن تأمل السورة.
ولأجل ذا اختُصَّتْ مِن بين السبع الطوال بنزولها جملة واحدة والله أعلم
...
سورة الحشر: سورة بني النضير قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: سورة الحشر؟ قال: قل سورة النضير
...
سورة المجادلة: سورة النجوى، فأولها مناجاة المجادِلة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مناجاة اليهود، ثم مناجاة المؤمنين بعضهم بعضا، ثم مناجاتهم أو مناجاة اليهود أو المنافقين النبي صلى الله عليه وسلم (مُدارَسَة لا تقريرا)
والله تعالى أعلم بمراده، وأعوذ بالله من التكلف، ولكني أقول ذلك من باب المدارسة
ـ[عصام العويد]ــــــــ[05 Feb 2009, 03:48 ص]ـ
سورة الفتح:
تأملتها مرارا في الفترة القريبة الماضية لمناسبة أحداث غزة - نصرها الله -
وفيها ما يزيد على العشرين سببا من أعظم أسباب نصر المؤمنين على أعدائهم،
فهي - والعلم عند الله - في الأسباب الجالبة (المهيئة) للنصر.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Feb 2009, 07:21 ص]ـ
سورة الفتح:
تأملتها مرارا في الفترة القريبة الماضية لمناسبة أحداث غزة - نصرها الله -
وفيها ما يزيد على العشرين سببا من أعظم أسباب نصر المؤمنين على أعدائهم،
فهي - والعلم عند الله - في الأسباب الجالبة (المهيئة) للنصر.
أعظمْ بها من مبهرةٍ هاديةٍ عجيبة.
في هذه السورةِ أيضاً أرشد اللهُ المؤمنين إلى الحفاظ على الصورة العامة للمسلمين وللإسلام , وأن لا يدفعهم استفزازُ العدو أو قدرتهم عليه للقيام بأي تصرفٍ يجلبُ المعرة للمسلمين وللإسلام.
قال الله تعالى (وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) والمعنى كما قال المفسرون:
وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ مختلطون بالمشركين في مساكنهم لا تعرفون أعيانهم وفي قتلهم معرةٌ وشماتةٌ بالمسلمين لما كف أيديكم عنهم.
وهذا منهجٌ رباني للمسلم لا ينبغي أن يحيد عنه , بحيثُ يبقى كالجبل الأشم , لا تستخفهُ التوافه أو تستفزهُ الملمات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[هبة المنان]ــــــــ[06 Feb 2009, 04:43 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا، ورزقنا من فضله000
وأحسنوا إلينا مما رزقكم الله في هذا العلم النافع
ـ[معلمة]ــــــــ[01 May 2009, 03:03 م]ـ
غفر الله لكم ولوالديكم ونفع بكم الاسلام والمسلمين
ـ[عصام العويد]ــــــــ[21 May 2009, 08:17 م]ـ
أستطعمكم أحبتي فهل من مُطعِم،
خصوصا بالنقل عن الأئمة الأكابر أيها الأفاضل،
فإن لَمْ؛ فاجتهاد ممن أدمن النظر وقلب الفكر أياما وليالي،،
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 May 2009, 12:42 ص]ـ
الجزم بأن لكل سورة من سور القرآن مقصد تختص به ويميزها عن غيرها كلام يفتقر إلى دليل وفيه شيء من التكلف.
ولكن أقول إن كل سورة تخدم الأغراض الأربعة الرئيسة للقرآن وهي:
*تعريف الخلق بخالقهم.
*تعريف الخلق بالغاية من وجودهم.
*تعريف الخلق بمصيرهم الذي هم سائرون إليه.
*تعريف الخلق بالمنهج الذي يجعلهم يحققون من خلاله الغاية التي خلقوا من أجلها.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[22 May 2009, 07:26 ص]ـ
بالنسبة لهذا الموضوع قال الشيخ مساعد الطيار " حفظه الله " في كتابه المحرر في علوم القرآن:
" تختلف السور من حيث الطول والقصر، وغالباً ما تكون السور القصيرة ذات موضوع واحدٍ، وغالباً ما يكون اسم السورة دالاً على موضوعها، وذلك شأن سور قصار المفصل من جزء عم.
وإذا طالت السورة فإنها قد تكون ذات موضوع واحدٍ يتعدد طرحه من خلال سياقات متنوعة، وقد تكون ذات موضوعات متعددة، ويمكن التمثيل لكل نوع بما يأتي:
1ـ سورة الصمد، موضوعها الإخلاص.
2ـ سورة النبأ، موضوعها البعث، وقد تعدد طرح موضوع البعث من خلال سياقات السورة.
3ـ سورة عبس، فيها موضوعات متعددة:
ـ حال المقبل على الإسلام والمعرض عنه (1ـ10).
ـ بيان منزلة القرآن (11ـ 16).
ـ بيان شدة كفر الكافر (17 ـ 23).
ـ الاستلال على البعث (24 ـ 33).
ـ أحوال الناس يوم القيامة (34 ـ 42).
وقد يظهر لبعض المتدبرين لمثل هذه السور التي تتعدد موضوعاتها خيط رفيع يجمعها في موضوع واحدٍ، وهو ما اصطلح بعض المعاصرين على تسميته بمصطلح (الوحدة الموضوعية) أو (مقصد السورة) ويمكن استنباطه من خلال النظر في:
ـ اسم السورة.
ـ موضوعات السورة.
ـ ملابسات السورة.
ـ تفسير السورة الإجمالي.
ولا شك أن البحث في موضوع الوحدة الموضوعية شائقٌ، إلا أنه مظنّة للتكلف، والقول على الله بغير علم ..... " إلى آخر كلامه حفظه الله.
" بتصرف يسير".
ومن أراد المزيد فليراجع كتاب الشيخ ففيه كلام نفيس.
ـ[عصام العويد]ــــــــ[22 May 2009, 05:30 م]ـ
الجزم بأن لكل سورة من سور القرآن مقصد تختص به ويميزها عن غيرها كلام يفتقر إلى دليل وفيه شيء من التكلف.
أحسنت أيها المبارك، وأخوك يوافقك على هذا خصوصا من جهة التطبيق على كل سورة، لا التنظير المطلق فقد نختلف في تقريره.
لكني أنبه هنا أيضا أن حرمان النفس من هذا العلم القرآني السلفي المُحْكَم إذا لاحت دلائله، وأسفرت براهينه، والذي تناوله المحققون من المفسرين سلفا وخلفا، هو حرمان لها مما يزيدها بصيرة بالقرآن.
وقد تباحثنا كثيرا في هذا الملتقى بخصوص هذا العلم وأدلته.
وأؤكد على كلمة د. مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ في قوله " ولا شك أن البحث في موضوع الوحدة الموضوعية شائقٌ، إلا أنه مظنّة للتكلف، والقول على الله بغير علم ..... "
أما فائدته: فنور مُجلِي، وأما خطره فتقولٌ على الله مُردي،
وأسعد الناس به من استند فيه إلى جبل محقق،
أو أطال المدارسة مع أهل الفن فتوافقت رؤاهم على مقصد واحد،
وليس شيء أضر عليه من الاستعجال أو التكلف،
والله الهادي للحق، والحافظ من كل ما يصم.
،،،
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 May 2009, 02:59 ص]ـ
سورة النحل هي سور النعم، وبتأملها من فاتحتها إلى خاتمتها، وما ذكر الله فيها من النعم التي لم تذكر مجتمعة في سورة واحدة؛ يظهر أن أعظم نعم الله العظيمة = نعمة القرآن الكريم، وحبل الله المتين، فيقول الله [آية:44]: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}، ويقول [آية:64]: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}، ويقول [آية:89]: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}، ويقول [آية:102]: {قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين}.
فهل نتدبر ونحن نشكر الله على نعمائه هذه النعمة العظيمة، والمنة الكريمة؟!
وهلا كان ذلك دافعا لزيادة التعلق بكلام ربنا، والاعتصام به؛ تلاوة وعملا وتأملا ودعوة؟!
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم} [آية:18]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[02 Sep 2009, 03:44 ص]ـ
للتذكير ونحن في هذا الشهر الفضيل، شهر القرآن.
ـ[أم باسل]ــــــــ[18 Sep 2009, 10:50 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ..
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[25 Sep 2009, 10:33 ص]ـ
سورة الإسراء نقل لي بعض الأخوة عن الشيخ الشعراروي رحمه الله أن سورة الإسراء تتحدث عن القرآن
فنظرت فإدا بها
1 - وءاتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى
2 - إن هدا القرآن يهدي
3 - ولقد صرفنا في هدا القرآن
4 - وإدا قرأت القرآن
5 - وإن كادوا ليفتنونك عن الدي أوحينا إليك
6 - وننزل من القرآن ماهو شفاء
7 - ولئن شئنا لندهبن بالدي اوحي إليك
8 - قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتو بمثل هدا القرآن
9 - ولقد صرفنا للناس في هدا القرآن
10 - وقرءانا فرقناه
11 - ولاتجهر بصلاتك (قرائتك)
واعتدر عن الدال واختها لعطل في الجهاز
ـ[جمانة]ــــــــ[26 Sep 2009, 01:15 ص]ـ
أيها المشايخ الفضلاء
مارأيكم في كتاب خواطر قرآنية أ- عمرو خالد
فقد كتب في موضوعات السور وأعجبني
من موضوعات السور التي ذكرها
سورة الحجر حفظ الله لدينه
مريم توريث الدين للأبناء
سورة يونس الإيمان بالقضاء والقدر
وهل يوجد ملاحظات على هذا الكتاب أفيدوني بارك الله فيكم
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[26 Sep 2009, 07:40 م]ـ
الجزم بأن لكل سورة من سور القرآن مقصد تختص به ويميزها عن غيرها كلام يفتقر إلى دليل ...
- لو قلنا غالبا أو في أكثرها لقلّ الاعتراض ...
وفيه شيء من التكلف ...
- أحيانا ...
- يقولون لولا الاعتبارات لبطلت الحكمة، فهذا ينظر من زاويته وآخر من ناحية أخرى وهكذا ..
- ولابد من ملاحظة أن كل كاتب معيِّن للمقصد يكتب حسب تفكيره وفكره ...
- هناك مجموعة تفسير سور القرآن للشيخ عبد الحميد طهماز: أفرد فيها كل سورة وعين موضوعها وفسّرها من خلاله على ما يبدو
- لم أتصفح التفسير ولكن علق بذهني موضوع سورة المائدة (الإعلام في سورة المائدة .. )
- لعل من اطلع يفيد.
ـ[المفاز]ــــــــ[09 Jun 2010, 10:50 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم؛ ربما هذا أحد طرق الوصول إلى التدبر الذي هو الغاية من إنزال القرآن؛ قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} قال ابن القيم-رحمه الله-في مدارج السالكين: (تدبر القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله وهو المقصود بإنزاله لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر).
وهذه مشاركتي أسأل الله أن ينفع الجميع بها؛ مقصد سورة الكافرون؛ يقول ابن القيم في كتابه القيم " بدائع الفوائد " متحدثا عن سورة "الكافرون": مقصود السورة براءته من دينهم ومعبودهم؛ هذا هو لبها ومغزاها وجاء ذكر براءتهم من دينه ومعبوده بالقصد الثاني مكملا لبراءته ومحققا لها؛ فلما كان المقصود براءته من دينهم بدأ به في أول السورة ثم جاء قوله: {لكم دينكم} مطابقا لهذا المعنى أي لا أشارككم في دينكم ولا أوافقكم عليه بل هو دين تختصون أنتم به لا أشرككم فيه أبدا فطابق آخر السورة أولها فتأمله".
ـ[عصام العويد]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:22 ص]ـ
سورة الإنسان:
هي سورة الإنسان والزمن (الدهر)
فإذا أردت أن تخطط لحياتك لتحقق أعلى المكتسبات في أقل الأزمنة، فاعرف عن نفسك أربعة:
1 - امكاناتها، قدراتها، نقاط القوة والضعف فيها.
2 - ثم حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية.
3 - وسائلك الواجبة والمكملة، وضرورة تنوعها.
4 - التحديات والعوائق، وكيف تتغلب عليها؟
هكذا رتبتها السورة التي ترسم لنا منهجاً منظِماً لحياتنا،
وتذكرنا به (صبيحة كل جمعة)
فمن شاء المدارسة فيها، فحيهلا،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2010, 05:31 ص]ـ
سورة الإنسان:
هي سورة الإنسان والزمن (الدهر)
فإذا أردت أن تخطط لحياتك لتحقق أعلى المكتسبات في أقل الأزمنة، فاعرف عن نفسك أربعة:
1 - امكاناتها، قدراتها، نقاط القوة والضعف فيها.
2 - ثم حدد نقطة النهاية (الغاية) قبل تحديد البداية.
3 - وسائلك الواجبة والمكملة، وضرورة تنوعها.
4 - التحديات والعوائق، وكيف تتغلب عليها؟
هكذا رتبتها السورة التي ترسم لنا منهجاً منظِماً لحياتنا،
وتذكرنا به (صبيحة كل جمعة)
فمن شاء المدارسة فيها، فحيهلا،،
ليتك يأ أبا عبدالرحمن تفردُها بِمَوضوعٍ مفصلٍ مستقلٍّ حتى يأخذَ الحديثُ حولَها مداه بارك الله فيك وفي علمك. وقد كنتُ اقترحت على أحد الأصدقاء المعنيين بمثل هذا الأمر إفراد السور الخاصة بيوم الجمعة (السجدة - الإنسان - الكهف - الأعلى - الغاشية) بمؤلف مختصر يكون تذكيراً بمعاني ومقاصد تلك السور وسبب تخصيص يوم الجمعة بها، ولا شك أنها باب من العلم لم أجد من خَصَّهُ بِمؤلَّفٍ مفردٍ.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Jul 2010, 08:16 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً على هذا الموضوع القيم وأرجو تثبيته حتى لا يضيع بين المشاركات فهو موضوع نافع عند تدارس القرآن الكريم وبالأخص نحن مقبلون على شهر القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عصام العويد]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:21 م]ـ
أبشر حبيب القلب أبا عبدالله، بقي لدي فيها بعض التأملات والمراجعات.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[26 Jul 2010, 04:38 م]ـ
... إفراد السور الخاصة بيوم الجمعة (السجدة - الإنسان - الكهف - الأعلى - الغاشية) بمؤلف مختصر يكون ...
أضف إلى ذلك سورتي: "الجمعة" و "المنافقون"
جاء في صحيح مسلم [كتاب الجمعة - باب مايقرأ في صلاة الجمعة]:
عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْجُمُعَةَ فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِى الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ (إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ) - قَالَ - فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ إِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
وجاء في مسند الإمام أحمد (1993):
حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، حَدَّثَنِي مُخَوَّلٌ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاةِ الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ الم تَنْزِيلُ، وَهَلْ أَتَى، وَفِي الْجُمُعَةِ بِسُورَةِ الْجُمُعَةِ، وَ " إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ ".
[قال محققو طبعة الرسالة: (إسناده صحيح على شرط الشيخين) ثم ذكروا جملةً ممن خرج الحديث كالترمذي وأبي داود والحاكم](/)
المرويات الشاذه عن ابن عباس رضي الله عنه
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[16 Sep 2008, 07:28 م]ـ
هل هناك جمع لمرويات ابن عباس الشاذه او المخالفه للجمهور
ومثاله عند قوله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال المراد بالشعراء هنا:الكفار يتبعهم ضلال الانس والجن.
من رواية ابي طلحه وكذا مجاهد وغيرهما. تفسير ابن كثير ج6\ 7
آمل التعليق(/)
السيوطى
ـ[مصطفى فرج بن حميد]ــــــــ[16 Sep 2008, 09:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم أود من رواد الملتقى أن يفيدوننى فى هذا الموضوع وهو المنهج النقدى عند السيوطى فى كتابه الإتقان .. بارك الله فيكم وجزاكم الله فيكم(/)
فوائد. . بجدول من تفسير السعدي
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:33 ص]ـ
عثرت على هذه الفوائد المجدولة من تفسير السعدي - رحمه الله - فأحببت أن ينتفع إخواني بها. بهذا الملف المرفق.
ـ[عبد الله السعدي]ــــــــ[17 Sep 2008, 03:46 ص]ـ
ملف مفيد ونافع والحقيقة تفسير السعدي مليء بالدرر رحمه الله تعالى
ـ[محمد خليل البركاني]ــــــــ[17 Sep 2008, 04:05 ص]ـ
بارك الله فيك وفي جهدك أخي عبد الله
99 فائدة مختارة من تفسير ابن سعدي رحمه الله
لكل فائدة موضع في القرآن الكريم
في جدول سهل التعامل، حسن الاخراج
نفعنا الله و إياك أخي عبد الله بالقرآن الكريم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. ولكن من الذي أعده؟.
ـ[التواقة]ــــــــ[17 Sep 2008, 08:17 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. ولكن من الذي أعده؟.
نعم ومن الذي أعده؟
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:55 م]ـ
نعم ومن الذي أعده؟
عبدالله السعدي. . شكرا لمرورك
محمد خليل البركاني. . آمين ولك بمثل
فهد الوهبي. . التواقة. . شكرا لمروركم.
ولايحضرني من أعده والدعاء له بظهر الغيب سيصله. . فدعاء لكل من دل على خير
ودمتم مباركين أينما كنتم.
ـ[ابن رجب]ــــــــ[17 Sep 2008, 05:17 م]ـ
أخي عبدالله بن صالح جزاك الله خيراً على هذا االنقل المبارك
لكن هلاّ أتحفتنا بالنسخة المنقول منها هذا الجدول حتى يتسنى لطلبة العلم الاستفادة عن قرب.
ـ[هبة المنان]ــــــــ[17 Sep 2008, 11:03 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم ...
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:08 ص]ـ
أحسن الله لكم وبارك فيكم
جزاك الله خيراً على هذه المشاركة الطيبة وتسهيل فوائد هذا الكتاب المبارك لجميع
القراء بهذا الملف
فوالله إنه لكتاب جديرٌ أن يعتنى به
ومن خلال القراءة في هذا التفسير مررت على فوائد قيمة سأحاول أن أكتب بعضها
في هذه الصفحة ليسهل الرجوع إليها
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالله بن صالح]ــــــــ[18 Sep 2008, 01:40 ص]ـ
هبة المنان. . الرضا جنة الدنيا. . آمين ولكم بمثل.
ابن رجب. . الجدول كما رأيت يتوافق مع أي طبعة من طبعات التفسيرلأنه يعتمد الرجوع إلى السورة ورقم الآية. وبالتالي يتسنى الاستفادة منه عن كثب. ودمتم مباركين أينما كنتم.(/)
كتاب "المعين على تدبر الكتاب المبين" أين أجده في مكتبات الرياض
ـ[أبوحسان حسن]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:36 ص]ـ
طلب: كتاب "المعين على تدبر الكتاب المبين" لمجد مكي
أين أجده في مكتبات الرياض إذ بحثت عنه في المكتبة التدمرية ومكتبة الرشد وإبن الجوزي ولم أجده.
جزيتم خيرا
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[17 Sep 2008, 07:57 ص]ـ
لاأظنه موجودا في الرياض ..
وقد وصلني من أحد الإخوة ..
فقد طلبه من جدة ..
-----------------
وهاك اسمَ الدار ورقمها ..
دار نور المكتبات للنشر والتوزيع بجدة 0096626838051
عن الكتاب:
انظر غير مأمور دعوة للاطلاع على كتاب (المعين على تدبر الكتاب المبين) للأستاذ مجد مكي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11925)(/)