دلالة القرآن على بطلان بدعة حوار الأديان
ـ[حسين الخالدي]ــــــــ[10 Jun 2008, 06:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دلالة القرآن
على بطلان بدعة حوار الأديان
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه , أما بعد:
فإن حوار الأديان مفهوم مبتدع يمس أهم مقاصد التشريع الإسلامي ألا وهو حفظ الدين من الذوبان فيما سواه من الأديان الباطلة , ويناقض أعظم عقائد الإسلام وأوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله , إنه مفهوم ولد في بيئة غير إسلامية وتربى في الأديرة والكنائس ثم جاءنا في سياق الحرب على الإسلام ليسلب قلوبنا بغض أعداء الله , ويجعلها خاوية من مدافعة الهجمة الصليبية الحاقدة , مستسلمة للاستعمار الأجنبي الشامل , ليتم لهم السيطرة على الإنسان بعد أن تمكنوا من نهب الأوطان.
ولم أر ظلماً مثل ظلمٍ ينالنا ... يساء إلينا ثم نؤمر بالشكر
إن حوار الأديان ليس إلا لافتة دعائية جذابة جوهرها ولباب مقصودها الحديث عن (القواسم المشتركة بين الأديان) والتعاون على إرسائها , والتعايش تحت ظلالها , ونشر الوئام والسلام بين أهل الأديان من خلال التحاب والتعاذر والانشغال بالمتفق عليه عن المختلف فيه , ثم ينتهي بهم الأمر إلى الحديث عن الأخوة الإيمانية العامة التي يشترك فيها –بزعمهم- أهل الأديان السماوية.
وفيما يلي تذكير بما في الكتاب والسنة من الأصول المضادة لهذه المقالة من كل وجه , أكتبها على جناح الاستعجال لكل من يهمه الأمر مكتفيا بالإشارة عن طويل العبارة:
الأصل الأول: إعلان كفر اليهود والنصارى:
قال تعالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) "
الأصل الثاني: مواجهتهم بالتكفير:
قال تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) "
وقال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ (98) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (99) "
الأصل الثالث: التصريح بتعرض شرائعهم للتحريف والافتراء , وكتمانهم لها وتوليهم عنها ونقضهم مواثيقهم مع الله تعالى:
قال تعالى " وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) "
وقال تعالى " وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) "
وقال تعالى " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) "
وقال تعالى " وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) "
الأصل الرابع: التصريح بعدم قبول الله لدياناتهم المنسوخة:
قال تعالى " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) "
الأصل الخامس: التصريح باستحقاقهم اللعنة والغضب واتصافهم بالضلال والشقاق وأنهم شرار الخلق عند الله تعالى:
قال تعالى " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89) بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ (90) "
وقال تعالى " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) "
وقال تعالى " قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136) فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) "
وفي الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ فَذَكَرَتَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " إِنَّ أُولَئِكَ إِذَا كَانَ فِيهِمْ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ فَأُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"
الأصل السادس:فضح قبائح أقوالهم وأفعالهم والتشنيع عليهم:
قال تعالى " وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) "
وقال تعالى " لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (182) "
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) "
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (77) "
الأصل السابع: فضح شدة بغضهم للمسلمين وسعيهم في الإضرار بهم:
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (120) "
الأصل الثامن: فضح تمنيهم رد المسلمين عن دينهم ورغبتهم في إضلالهم:
قال تعالى " وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109) "
وقال تعالى " وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) "
الأصل التاسع: فضح اشتغالهم بدعوة المسلمين إلى دياناتهم الباطلة:
قال تعالى " وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) "
الأصل العاشر: بيان استخدامهم القوة في صد المسلمين عن دينهم:
قال تعالى " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (217) "
الأصل الحادي عشر: إخبار الله تعالى باستحالة تحقيق رضاهم إلا إذا اتبع المسلمون دياناتهم الباطلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) "
الأصل الثاني عشر: إخبار الله عنهم أنهم يستخدمون الحيلة والنفاق والمداهنة مع المسلمين لتحقيق أغراضهم الخبيثة:
قال تعالى " وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72) "
الأصل الثالث عشر: فضح الله إعتقادهم أن النجاة الأخروية مقصورة عليهم دون المسلمين:
قال تعالى "وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112) "
الأصل الرابع عشر: أمر الله المؤمنين بإعلان المفاصلة لعموم الكفار:
قال تعالى "قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6) "
الأصل الخامس عشر: أمر الله المؤمنين ببغض الكفار وإعلان عداوتهم حتى يوحدوا الله تعالى:
قال تعالى " قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ "
الأصل السادس عشر: نهي المسلمين عن توليهم , وذكر طرف من الأسباب المهيجة على معاداتهم والبراءة منهم:
قال تعالى " لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) "
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) "
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ (58) "
وقال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) "
الأصل السابع عشر: نهي المسلمين عن اتخاذهم بطانة:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) "
الأصل الثامن عشر: نهي المسلمين عن طاعتهم والتحذير من فتنتهم:
قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) "
وقال تعالى " وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) "
الأصل التاسع عشر: نهي المسلمين عن التشبه بهم وأنه من علامات الساعة:
قال تعالى " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) "
و عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ
الأصل العشرون: أمر المسلمين بمخالفتهم في العبادات والهدي الظاهر تحقيقا للتمايز والمفاصلة:
ففي الصحيحين عن أَبيَ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال َ"إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ"
وفي سنن أبي داود عن شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ"
الأصل الحادي والعشرون: نهي المسلمين عن تكريمهم والاحتفاء بهم:
ففي مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَبْدَءُوا الْيَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ
الأصل الثاني والعشرون: نهي المسلمين عن الجبن والضعف أمامهم والاستكانة لهم:
قال تعالى " وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (140) وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ (141) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (142) "
الأصل الثالث والعشرون: أمر المسلمين بإعداد العدة لهم لإرهابهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تعالى " وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) "
الأصل الرابع والعشرون: أمر المسلمين بقتالهم عند الاستطاعة ليكون الدين كله لله:
قال تعالى " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) "
وقال تعالى " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) "
الأصل الخامس والعشرون: أمر المسلمين بدعوتهم بوضوح تام إلى التوحيد ونبذ الشرك:
قال تعالى " قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) "
الأصل السادس والعشرون: إرشاد المسلمين إلى الاستعاذة بالله من الوقوع فيما وقعوا فيه من الضلال وموجبات الغضب:
قال تعالى " اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) "
وفي الترمذي من حديث عدي بن حاتم مرفوعا " فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ "
الأصل السابع والعشرون: إرشاد المسلمين إلى لعنهم بالجملة:
قال تعالى " كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) "
وفي الصحيحين أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَا لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ " لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ", يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.
الأصل الثامن والعشرون: نفي الله سبحانه وتعالى المساواة بين أهل الحق وأهل الباطل من كل الأصناف:
قال تعالى " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (100) "
وقال تعالى " وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (58) "
وقال تعالى " لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (20) "
الأصل التاسع والعشرون: إعلان إفلاس اليهود والنصارى وأنهم ليسوا على شيء حتى يدينوا بدين الحق:
قال تعالى "قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) "
الأصل الثلاثون: نفي الصلة بين اليهود والنصارى -بعد انحرافهم عن منهج الأنبياء- وبين الملة الحنيفية , وبيان انقطاع نسبهم الديني بالأنبياء عليهم السلام:
قال تعالى " مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) "
هذا وفي الختام أنبه إلى أمرين في غاية الأهمية وهما ما يلي:
الأمر الأول: أن هذه الدعوة تضاد النصيحة لأهل الديانات المخالفة لدين الله وتنافي الشفقة عليهم مما هم فيه من ظلمة وضلال.
الأمر الثاني: أن هذه الدعوة تستلزم إقرار الكفار على ما هم عليه من المكفرات , والثناء على مذاهبهم الباطلة وتغرير المسلمين بهم , وهذا باب من أبواب الردة والعياذ بالله.
فحاصلها الغش للمسلمين والكفار ولبس الحق بالباطل والإفتراء على الله تعالى.
نسأل الله العلي القدير أن يخمد نار هذه الدعوة المضلة , وأن يقي المسلمين شرها وفتنتها إنه قريب مجيب , والحمد لله رب العالمين وكتبه
الفقير إلى عفو ربه الكريم
حسين الخالدي
شمله الله برحمته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[10 Jun 2008, 04:00 م]ـ
أخي الكريم حسين جزاك الله خيرا وبارك فيك
لست أدري من قال من أهل العلم إن الدعوة الي الحوار بين أهل االأديان بدعة؟ وهاهم خمسمائة من علماء الاسلام يجتمعون في مكة المكرمة ولمدة ثلاثة أيام يناقشون الحوار وضوابطه، وأطراف الحوار من أتباع الديانات السماوية، وأتباع الفلسفات كالهندوسية والبوذية، وكذلك مستقبل الحوار مع المسيحية، في ظل الإساءات المتكررة للإسلام.الخ
وهم يدركون ويفهمون الآيات التي أوردتها جيدا ويدركون أيضا أن من معالم المنهج القرآني في الدعوة {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}
"ومن الملاحظ على التعبير القرآني المعجز في الآية أنه اكتفى في الموعظة بأن تكون (حسنة)، ولكنه لم يكتف في الجدال إلا أن يكون بالتي هي (أحسن)؛ لأن الموعظة تكون مع الموافقين، أما الجدال فيكون مع المخالفين، لهذا وجب أن يكون بالتي هي أحسن، على معنى أنه لو كانت هناك للجدال والحوار طريقتان: طريقة حسنة وجيدة، وطريقة أحسن منها وأجود، كان المسلم الداعية مأمورًا أن يحاور مخالفيه بالطريقة التي هي أحسن وأجود.
ومن ذلك أن يختار أرق العبارات وأخف الأساليب في جداله مع المخالفين، حتى يؤنسهم ويقربهم منه، ولا يوغر صدورهم أو يثير عصبيتهم. وقد ضرب لنا القرآن أمثلة رائعة وبارزة في هذا المجال في حسن مجادلة المخالفين.
ومن ذلك قوله تعالى في جدال المشركين: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ. قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (سبأ: 24).
ففي هذا الأسلوب الرقيق الرفيق من إرخاء العنان، وتسكين الخصم وإرضاء غروره .. ما يهيئ نفسه للاقتناع أو الاقتراب منه إلى حد كبير. فهو يقول: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولم يقل لهم: أنتم في ضلال مبين. ثم قال: {قُلْ لا تُسْأَلونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وكان مقتضى المقابلة أن يقول: {ولا نسأل عما تجرمون} ولكن لم يشأ أن يجيبهم بنسبة الإجرام إليهم، إيناسا وتقريبا وتأليفا لقلوبهم.
ومن الجدال بالتي هي أحسن: التركيز على الجوامع المشتركة بين المتحاورين، لا على نقاط الاختلاف والتمايز بينهما، فإن وجود أرض مشتركة بين الطرفين يساعد على جدية الحوار وجدواه، وإمكان الانتفاع به فيما هو متفق عليه بين الأطراف المتجادلة.
وهذا ما يشير إليه القرآن في الجدال مع أهل الكتاب، حيث يقول تعالى: {وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (العنكبوت: 46) فهو هنا يركز على العقائد التي تقرب المسلمين منهم، وهي أن المسلمين يؤمنون بكل ما أنزل الله من كتاب، كما يؤمنون بكل من بعث الله من رسول، وكذلك يؤمن الجميع بإله واحد. ومن هذه النقطة ينطلق اللقاء لمواجهة الملاحدة والجاحدين الذين لا يؤمنون إلا بالمادة وحدها ولا يعتقدون أن للكون إلها ولا أن في الإنسان روحا ولا أن وراء الدنيا آخرة.
ومن الجدال بالتي هي أحسن ما ذكره صاحب (الظلال) رحمه الله، وهو أن يكون حوارا رقيقا رفيقا بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له وتقبيح، حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق. فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق، حتى لا تشعر بالهزيمة. وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلاً عن هيبتها واحترامها وكيانها. والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة ويشعر المجادل أن ذاته مصونة وقيمته كريمة، وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها. في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر!
ولكي يطامن الداعية من حماسته واندفاعاته يشير النص القرآني إلى أن الله هو الأعلم بمن ضل عن سبيله وهو الأعلم بالمهتدين. فلا ضرورة للجاجة في الجدل إنما هو البيان والأمر بعد ذلك لله"
أما إن كنت تقصد ازالة الفوارق بين ألأديان أو ما يسمي بالعالمية وتوحيد الاديان الخ فأوافقك عليه ورحم الله الشيخ العلامة بكر بن عبد الله ابو زيد فقد كفي وشفي.في إبطالها وبيان تاريخها وآثارها
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Jun 2008, 06:59 م]ـ
هذا النوع من الاستدلال مثال آخر على آفة (الوثوقية) في تبديع الآخرين بدل محاولة فهم الآخرين، واستسهال الحكم على العمل ببطلانه.
ولعل ما يساعد في التحاكم في مثل هذه المواقف الخلافية: أن نبحث عن سبب الوصول إلى نتائج متناقضة، رغم التحاكم إلى نفس النصوص:
- فهل تكمن المشكلة في فهم النص القرآني؟
- أم في دلالته؟
- أم في استنباط الحكم منه؟
- أم في ربط النصوص بعضها ببعض؟
- أم في تنزيل النص على واقعة من الوقائع؟
وهذا الأمر لا يمنع أيضا إمكانية أن يكون السبب عائدا إلى وضع الرجل نتيجة من النتائج (حسب ميله الشخصي) ثم يتخير من المقدمات ما يوصله إلى النتيجة التي حددها سلفا، فيظن سلامة منهجه في الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Jun 2008, 10:26 م]ـ
جزى الله الأحبة {أ. حسين الخالدي، د. يسري، أ. محمد} خيرا على الإيضاح لقضية شائكة كقضية حوار الأديان التي بموجبها اجتمعوا ممثلين لليهودية والنصرانية، مع الإسلام في أرضه بمصر، وعندما وصلوا مرحلة التوقيع على البيان الختامي المشترك فروا وما عقبوا، غير معترفين لا بإسلام ولا بقرآن وكذلك يفعلون.
ومن وجهة نظري الشخصية يجب تحديد وتحجيم المصطلح فـ " حوار الأديان " كلمة مطاطة تحكي ما يوقع البعض في الخلط كما حصل في حديث الباب، والذي أوجب الإيضاح مرتين، وكل ما أورده الأخ حسين من عين صدق القرآن وآياته التي لن تتأثر سلباً بحوارات ناجعة أو فاشلة؛ لأنها تنزيل من حكيم حميد، لتبقى الأيات هي الآيات، ونبقى نحن الذين نقوم بوضعها في مكانها اللائق بها دلالة ومناسبة أو لا.
وفي الختام لي سؤال مؤداه: هل توجد كلمة دين في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة بصيغة الجمع " أديان"؟، وما دلالة ذلك إن لم نجد؟؟؟؟!!! وإني لعلى شوق ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Jun 2008, 10:37 م]ـ
جزى الله الأحبة {أ. حسين الخالدي، د. يسري، أ. محمد} خيرا على الإيضاح لقضية شائكة كقضية حوار الأديان التي بموجبها اجتمعوا ممثلين لليهودية والنصرانية، مع الإسلام في أرضه بمصر، وعندما وصلوا مرحلة التوقيع على البيان الختامي المشترك فروا وما عقبوا، غير معترفين لا بإسلام ولا بقرآن وكذلك يفعلون.
ومن وجهة نظري الشخصية يجب تحديد وتحجيم المصطلح فـ " حوار الأديان " كلمة مطاطة تحكي ما يوقع البعض في الخلط كما حصل في حديث الباب، والذي أوجب الإيضاح مرتين، وكل ما أورده الأخ حسين من عين صدق القرآن وآياته التي لن تتأثر سلباً بحوارات ناجعة أو فاشلة؛ لأنها تنزيل من حكيم حميد، لتبقى الأيات هي الآيات، ونبقى نحن الذين نقوم بوضعها في مكانها اللائق بها دلالة ومناسبة أو لا.
وفي الختام لي سؤال مؤداه: هل توجد كلمة دين في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة بصيغة الجمع " أديان"؟، وما دلالة ذلك إن لم نجد؟؟؟؟!!! وإني لعلى شوق ...
في تقديري:
1 - من الخطأ استعمال عبارة (حوار الأديان)، والأولى استعمال عبارة (حوار أهل الأديان).
2 - استعمال لفظ (الدين) في القرآن والسنة، وعدم استعمال الجمع (أديان) دلالته الوحيدة أن المقصود في السياق الشرعي هو (الدين الحق). ولا يمنع ذلك من الحديث عن أديان. ولعل عبارة (أهل الكتاب) تشير إلى هذا المعنى، لأنها تعطي وصفا مشتركا للنصارى واليهود.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Jun 2008, 12:50 ص]ـ
كلام جيد جزى الله صاحبه خيراً، ومن العدل أن نرطب مداخلاتنا بالدعاء للغير كما تم ذلك من غيرنا لأجلنا، والعلم يحسن بعد التمهيد المدخلي المشار إليه، لضرورة الحوار بين أهل الملتقى قبل أن يكون بيننا وبين غيرنا فتدبر، فإن هذا صادرعن مودة وصدق نصح.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Jun 2008, 01:07 ص]ـ
كلام جيد جزى الله صاحبه خيراً، ومن العدل أن نرطب مداخلاتنا بالدعاء للغير كما تم ذلك من غيرنا لأجلنا، والعلم يحسن بعد التمهيد المدخلي المشار إليه، لضرورة الحوار بين أهل الملتقى قبل أن يكون بيننا وبين غيرنا فتدبر، فإن هذا صادرعن مودة وصدق نصح.
أحسن الله إليك يا د. خضر.
إن كنت تقصدني، فلك أن تعتب علي.
وإن فاتني أن أدعو لكل من أعقب عليه أو يعقب عليّ، فليس ذلك لمنقصة فيه أو لعدم رغبة في الدعاء، وإنما لسهو أو لعجلة في الرد، حيث يحصل لي أن أكتب ردي في ثوان معدودات أغتنمها في أثناء عملي على أشياء أخرى:)، تجاوبا مع ما أقرأ، وخشية من نسيان الرد.
يغفر الله ولكم وهو الغفور الرحيم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jun 2008, 01:41 ص]ـ
فتنة الدعوة إلى التقريب والحوار بين الأديان ( http://www.almoslim.com/node/94033)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[25 Jun 2008, 06:08 ص]ـ
ومن البحوث الجيدة حول هذا الموضوع:
الحوار بين الأديان: د. عبدالرحيم بن صمايل السلمي ( http://www.alukah.net/articles/1/2943.aspx)
وهذه نتائج البحث:
- أن عبارة (الحوار بين الأديان) عامة تتضمن صوراً وأشكالاً متعددة تختلف في مدلولها من معنى لآخر، ولهذا فإن أحكامها تختلف تبعا لذلك.
- أن (الحوار بين الأديان) بمعنى التداول للحديث والمناقشة والمجادلة فإنه يشمل ما دار بين الأنبياء و أهل الأديان من حوارات تدور حول الدعوة والمجادلة والمباهلة والبراءة.
- أن المعنى الاصطلاحي للحوار الآن مخالف لمناهج الأنبياء في حواراتهم لأقوامهم.
- أن الحوار بين الأديان الموجود متنوع منه حوار الدعوة والتعايش والتقارب والوحدة والتوحيد ولكل واحد خصائصه وأحكامه.
- أن حوار التعايش منه الحق والصواب وهو الموافق لمعنى البر والإحسان بضوابطه الشرعية ومنه الباطل الذي يتضمن موالاتهم وإنكار بعض الأحكام الشرعية مثل الجهاد وحد الردة وبغض الكافرين ونحوه.
- أن حوار التقارب يتضمن أمورا مخالفة ومناقضة لمنهج الأنبياء في الدعوة والحوار مثل اعتقاد إيمان الطرف الأخر و غيرها مما تقدم.
- أن حوار التوحيد والوحدة يتضمن أمور منافية لأصل الدين وهادمة له.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[25 Jun 2008, 06:35 ص]ـ
حوار الأديان مصطلح:
فمعناه إما أن تلك الأديان كلها صحيحة، وهذا كفر صريح واضح.
فكل الأديان السابقة قد نسخت (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
فاليهودية دين باطل محرف وكذلك النصرانية.
وإما أن يكون معناها: أنكم يا أهل الإسلام لكم دينكم، ولنا ديننا، لا تحذروا منا ولا تقولوا ما لا يرضينا، ونحن على حق كما أنتم كذلك.
وهذه دعوة لا يتبناها إلا أهل الكفر والزندقة والإلحاد، أو أذناب المسلمين من المنافقين الذين ارتضوا بالمهانة والذلة والاتباع طريقاً.
قال الله تعالى عن هؤلاء الكفرة الظلمة:
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169))
فهل طريقنا وطريقهم سواء؟
هل منهجنا ومنهجهم سواء؟
شتان بين اليزيدين في الورى.
قاتل الله أعداء هذا الدين من المنافقين ... وهذا هو وصفهم ذلك الحين عياناً بياناً وهذا هو وصفهم الأن عياناً بياناً واقعا مشاهداً.
قال تعالى:
[إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)]
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[26 Jun 2008, 12:28 ص]ـ
[ QUOTE= أبو مجاهد الشهري;57367] حوار الأديان مصطلح:
فمعناه إما أن تلك الأديان كلها صحيحة، وهذا كفر صريح واضح.
وإما أن يكون معناها: أنكم يا أهل الإسلام لكم دينكم، ولنا ديننا، لا تحذروا منا ولا تقولوا ما لا يرضينا، ونحن على حق كما أنتم كذلك.
هناك معنى ثالث أكرمكم الله حتى تكون قسمتكم سديدة وهو:
وإما أن كل ما عدا الإسلام من الأديان باطل ولكننا نتنزل معهم تدرجاً لدعوتهم إلى الإسلام وبيان فساد معتقداتهم وأديانهم ....
لقد بين أستاذنا العلامة الدكتور البوطي في مواضع مختلفة من كتبه أن مصطلح أديان سماوية هو مصطلح خاطئ لأنه لا توجد أديان سماوية وإنما هو دين واحد: إن الدين عند الله الإسلام ...
وبظني غالب من يدخل للحوار مع أهل الأديان من العلماء المسلمين هم يقصدون دعوة الآخرين وبيان محاسن دين الإسلام، وما في غيره من الفساد والأوهام وإثبات نبوة سيدنا محمد عليه الاصلاة والسلام ... باستثناء بعض المنتفعين والمتكسبين من وراء هذه الدعوات والمشاركات ...
وقد أطلق القرآن الكريم كلمة دين حتى على الأديان الباطلة والفاسدة ...
لكم دينكم ولي دين ...
ليظهره على الدين كله
والله أعلم .... إلا أن المشكلة في الآليات الحوارية والإعداد الجيد والأهلية في المحاورين المسلمين .... وفهم مواطن القوة والضعف لدى الخصوم .. ومواطن التأثير والإثارة لدينا نحن ...
والله أعلم
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[27 Jun 2008, 02:03 ص]ـ
كلام الشيخ العلامة / عبدالرحمن بن ناصر البراك
وهو جواب لسؤال عرض عليه يطلب منه كلمة حول فساد كلمة (حوار الأديان).
فلنستمع لهذا المقطع ...
http://www.saqer.ws/images/Al_BraaK1.rm
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[27 Jun 2008, 08:01 م]ـ
النظرة الشرعية للحوار بين الأديان
المجيب د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي
عضو البحث العلمي بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الدعوة الإسلامية/فقه الدعوة
التاريخ 25/ 12/1425هـ
السؤال
ما حكم الإسلام في الحوار بين الأديان الذي أقيم في أحد البلدان العربية؟ وكما هو معلوم أن المِلل تحارب الإسلام؟.
الجواب
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه القضية لم تزل تتكرر منذ قرابة نصف قرن، حين أطلق المجمع الفاتيكاني الثاني المنعقد في الفاتيكان في الفترة 1962 - 1965 الدعوة للتقارب بين الأديان، وتلته مئات المؤتمرات والملتقيات والندوات تحت اسم (التقارب الإسلامي المسيحي) في حقبة السبعينيات والثمانينيات الميلادية، ثم (الحوار الإسلامي المسيحي)، وبعد اتفاقية (أوسلو) والسعي للتطبيع مع اليهود سميت (حوار الأديان الإبراهيمية)، ثم في ظل العولمة وسع المدلول فقيل (حوار الأديان) أو (حوار الحضارات) ليتم إدراج الديانات الوثنية من هندوسية وبوذية وكونفوشية، وغيرها.
وأياً كان الأمر فالعبرة بالمضمون،
فإن كان المقصود من الحوار امتثال أمر الله تعالى في قوله: "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله"، فنحن أسعد الناس بالحوار، بل يجب أن نكون أصحاب المبادرة بالدعوة إليه، كما يدل قوله: "تعالوا" وقد حاور النبي صلى الله عليه وسلم اليهود في المدينة، وحاور نصارى نجران، وكتب إلى ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام، وكذلك فعل أصحابه من بعده رضي الله عنهم، وسار على هذا النهج القرآني النبوي علماء الأمة في مناظراتهم ومحاجتهم لمخالفيهم بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. فهذا اللون من الحوار هو حوار الدعوة) الذي جاء به المرسلون وهو وظيفة الأمة،
وأما الحوار الذي يتحاشى الدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك واتخاذ الناس بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله فهو حوار باطل، يتضمن التلبيس على الناس في أمر دينهم فيظن السذج والجهال أن الأديان سواء، وأنه يسوغ لأي أحد أن يتدين بما شاء، وأن جميع الأديان موصلة إلى الله، كما يقول بذلك زنادقة الصوفية، أو أن يشتغل المتحاورون بضروب من المجاملات والمداهنات تحت ستار البحث عن أوجه الاتفاق وإقصاء أوجه الافتراق!! فهذا ما لم يسلكه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، ولا أهل الإسلام على مر القرون، ولا ينتج دعوة إلى اعتناق الإسلام،
بل إن بعض هؤلاء المتحاورين يعتبر الدعوة الصريحة إلى اعتناق الإسلام في هذه المؤتمرات خيانة لأدب الحوار!! خلاف مضمون الكلمة السواء التي بينتها الآية السابقة.
وأما الحوار المتعلق بالمصالح السياسية، والاقتصادية، ونحوها فهذا يلتحق بباب السياسة الشرعية للأمة كتوقيع العقود والاتفاقيات،فهذا تفرضه طبيعة التعايش بين البشر، وتقاطع المصالح، ولا يلتبس بأمر الاعتقاد والدين، والولاء والبراء.ومن المؤسف أن معظم المؤتمرات المعقودة بين ممثلي الأديان لا يسلك المتحدثون باسم المسلمين فيها المسلك النبوي الصريح في الدعوة، بل يشتغلون في أمور جانبية هامشية، وسط تغطيات إعلامية تبرز الهدف المبيت لغير المسلمين من الظهور بمظهر (الزمالة) و (التآخي) مما يفقد دين الله الحق تميزه، وجاذبيته بحشره جنباً إلى جنب مع اليهود والنصارى والذين لا يعلمون.وقد رصدت في كتابي (دعوة التقريب بين الأديان) (1) أكثر من ثلاثمائة مؤتمر على مدى أكثر من أربعة عقود لا تنحى المنحى الشرعي في الحوار والله المستعان.
-------------------
(1) مطبوع في أربع مجلدات وهو رسالة دكتوراه.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[29 Sep 2008, 12:47 ص]ـ
تكمن المشكلة فيما يتعلق بما يجري الآن سواء اصطلح عليه حوار الأديان أو حوار أهل الأديان في عدة أمور:-
1 - العلماء الذين يقومون على هذا الحوار، ولا نشكك في نوايا أحد على الإطلاق، دائما يأخذون منهج المدافع، وهم بهذا يصرون على إبقاء الإسلام في قفص الاتهام الغربي، لكن قد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحوار بمبادرة اليهود والنصارى بما عندهم، ومثل ذلك ماورد سببا لنزول آية سورة الأنعام" وما قدروا الله حق قدره ... الآية" فقد ابتدر المصطفى صلى الله عليه وسلم الحبر اليهودي وألجمه بالحجة أن الله يبغض الحبر السمين وهذا الحبر هو الحبر السمين. أما علماؤنا الأفاضل ليست لديهم أجندة مبادرة وإنما دائما أجندة رد الفعل والدفاع، ومعلوم أن هذا أسلوب ضعيف جدا في نشر الدين إن لم يكن عقيما.
2 - السياق الذي يتم فيه هذا الحوار يختاره الغربيون لتحقيق مصالحهم الخاصة وليس للعلماء المسلمين في اختياره حظ من قريب أو بعيد، بمعنى أنه سياق يفرض عليهم ولا يختاروه.
3 - أكثر هؤلاء العلماء وإن كان ماهرا بعلمه الذي اختص به حاذقا لحرفته بالعربية، إلا أنه لايجيد اللغة الأجنبية المستخدمة في الحوار وهي في الغالب للغة الإنلجليزية.
4 - يتم إدراج مصطلحات في الحوار تخالف العقيدة والشريعة الإسلامية ولا تقابل بتوضح من أي نوع من علماء الإسلام المشتركين في الحوار.
هذا إلى جوانب أخرى يضيق المقام عن ذكرها
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
عن إعراب كلمة
ـ[عائشة]ــــــــ[10 Jun 2008, 06:53 م]ـ
يقول الحق تبارك وتعالى
((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابون ...... ))
أليس المعطوف على المنصوب منصوب مثله؟
ما سبب وقوع كلمة والصابون بالرفع
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[10 Jun 2008, 08:37 م]ـ
(إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئون وَالنَّصَارَى مَنْ ءامَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [سورة المائدة، الآية: 69]
اختلف أهل العربية في تفسير ذلك على أقوال، وقد أوصلها السمين الحلبي في " الدر المصون " إلى تسعة أوجه ...
فإن شئتِ فقولي بأنَّ (الصابئون) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم، وخبره محذوف ... ، وهذا قول الخليل وسيبويه وجميع البصريين.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Jun 2008, 10:58 م]ـ
القول الذي قاله الأخ هو قول الجمهور، والتقدير: والصابئون كذلك. أما لماذا يقال والصابئون كذلك، فلأنهم مستبعدون في ظن السامع، فالناس يعلمون أن أهل الكتاب قد تلقوا وحيا ولكنهم لا يعلمون ذلك في حق الصابئة.
والأقرب للصواب أن نقول إن خبر إن محذوف وتقديره معلوم من النص أي:" فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون" ثم عطفت جملة "والذين هادوا" على جملة "إن الذين آمنوا" والتي هي مبتدأ. وما يعطف على جملة "إن الذين هادوا" يكون مرفوعا. فكأن الآية تقول:" إن الذين آمنوا فلا خوف عليهم .. والذين هادوا والصابئون والنصارى فلا خوف عليهم .. " ولكن هذا تكرار ينافي البلاغة فحذف خبر إن لأنه معلوم من السياق.
ولا بد من التنبيه هنا إلى أن الإعراب يتبع المعنى وليس العكس. وحق أن يكون من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أمة متميزة، وباقي الأمم حق أن تجمل مع بعضها البعض لأنها مضت.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Jun 2008, 08:28 ص]ـ
الصابئون: مبتدأ، وخبره محذوف، والنية فيه التأخير عن الذي في "إن"؛ وذلك من اسمها وخبرها؛ وكأنه قيل:
إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئون وَالنَّصَارَى؛ حكمهم كذا، والصابئون كذلك.
وهذا مارجحه العلامة سيبويه في مخالفة الإعراب، وأنشد شاهدا عليه:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم = بغاةً ما بقينا في شقاق
على أن سيبويه استشهد به على العطف على محل اسم إن المكسورة، بتقدير حذف
الخبر من الأول، والتقدير: إنا بغاة، وأنتم بغاة.
ويكون العطف من باب عطف الجمل؛ فالصابئون وخبره المحذوف، جملة معطوفة على جملة قوله:
إن الذين آمنوا، ولا محل لها، كما لامحل للجملة التي عطفت عليها.
وإنما قدم "الصابئون" تنبيها على أن هؤلاء أشد إيغالا في الضلالة، واسترسالا في الغواية؛ لأنهم جردوا من كل عقيدة.
والنصارى: عطف على الذين.
ومن: اسم موصول، بدل من الذين.
وبعضهم يعرب: النصارى: مبتدأ، وخبره: {فلا خوف عليهم}.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Jun 2008, 08:37 ص]ـ
وهذا رأي ابن هشام اللغوي؛ في:
مغني اللبيب عن كتب الأعاريب:
(وحجتهما قولُه تعالى:
(إن الذين آمنوا والذين هادوا والصّابئون) الآية، وقولهم إنك وزيد ذاهبان وأجيب عن الآية بأمرين: أحدهما: أن خبر إن محذوف، أي مأجورون أو آمنون أو فرحون، والصابئون مبتدأ، وما بعده الخبر، ويشهد له قوله:
خليليّ هل طِبٌّ، فإنّي وأنتُما = وإن لم تبوحا بالهوى دنفان! ?
ويضعفه أنه حذْف من الأول لدلالة الثاني، وإنما الكثير العكس، والثاني: أن الخبر المذكور لإن وخبر (الصابئون) محذوف، أي كذلك، ويشهد له قوله:
فمن يكُ أمسى بالمدينة رحلُهُ = فإني وقيارٌ بها لغريبُ
إذ لا تدخل اللام في خبر المبتدأ حتى يقدم نحو لقائم زيد ويضعفه تقديم الجملة المعطوفة على بعض الجملة المعطوف عليها ... ).
ـ[عائشة]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:23 م]ـ
لو سلمنا بهذا القول فماذا نقول عن الكلمة نفسها فى موضع آخر جاءت بالنصب
اى كلمة الصابين فى قوله تعالى ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين .......... ))
اردت الاشارة الى ان القراءة التى نقرأ بها هى قراءة قالون عن نافع ولذلك فقد كتبت لفظ الصابون فى الموضعين بحذف الهمزة على قراءة الامام قالون
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[19 Jun 2008, 10:59 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنعم الرأي رأي أبي عمرو البيراوي في تفسير وإعراب الآية
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Jun 2008, 10:29 م]ـ
لو سلمنا بهذا القول فماذا نقول عن الكلمة نفسها فى موضع آخر جاءت بالنصب
اى كلمة الصابين فى قوله تعالى ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين .......... ))
نقول بأنَّ " الصابئين " معطوفة على " الذين " منصوبة ...
والله أعلم.
ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[04 May 2010, 12:10 ص]ـ
لو سلمنا بهذا القول فماذا نقول عن الكلمة نفسها فى موضع آخر جاءت بالنصب
اى كلمة الصابين فى قوله تعالى ((إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابين .......... ))
اردت الاشارة الى ان القراءة التى نقرأ بها هى قراءة قالون عن نافع ولذلك فقد كتبت لفظ الصابون فى الموضعين بحذف الهمزة على قراءة الامام قالون
قال الإمام مكي بن أبي طالب رحمه الله: فأما من لم يهمز فهو على أحد وجهين إما أن يكون خفف الهمزة على البدل فأبدل منها ياء مضمومة أو واوا مضمومة في الرفع فلما انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء استثقالا للضم على حرف علة فاجتمع حرفان ساكنان فحذف الأول لالتقاء الساكنين فهذا الحذف والاعتلال كالحذف والاعتلال في العاصين والعاصون فقسه عليه وكذلك أبدل منها ياء في النصب مكسورة ثم حذف الكسرة لاجتماع يائين الأولى مكسورة فاجتمع له ياءان ساكنتان فحذف إحداهما لالتقاء الساكنين فقال (الصابين) والبدل في مثل هذا للهمزة في التخفيف مذهب الأخفش وأبي زيد فأما سيبويه فلا يجيز البدل في المتحركة ألبتة إلا إذا كانت مفتوحة وقبلها ضمة أو كسرة وقد ذكرنا ذلك وبيناه فإن وقع في شعر أجازه سيبويه.
والوجه الثاني أن يكون من صبا يصبو إذا فعل ما لا يجب له فعله كما يفعل الصبي فيكون في الاعتلال قد حذف لامه في الجمع وهي واو مضمومة في الرفع وواو مكسورة في الخفض والنصب فجرى الاعتلال على إلقاء حركة الواو على الياء وحذف الواو الأولى لسكونها وسكون واو الجمع أو يائه بعدها فهي في الاعتلال مثل اعتلال قولك: رأيت الغزين وهؤلاء الغازون , فقسه عليه. (الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 62, 63).(/)
هل هناك دراسة موضوعية قرآنية عن السحر؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 Jun 2008, 05:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
من من الاخوة الاكارم يعلم احدا درس السحر دراسة قرانية موضوعية
فليتكرم ويدلني
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Jun 2008, 01:03 ص]ـ
مما أذكره جيدا ًأن مجلة الأزهر نشرت سلسلة مقالات عن "السحر دراسة قرآنية "منذ خمسة عشر عاما تقريبا
ـ[الجعفري]ــــــــ[12 Jun 2008, 05:51 ص]ـ
انظر هنا:
www.0551149555.com
وصاحبه رجل فاضل ومتخصص في هذه الأمور ويفيدك إن شاء الله.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Jun 2008, 06:15 م]ـ
الرابط الذي ارسله الجعفري للاسف لا يعمل وجزاه الله خيرا على مبادرته وليته يتكرم بارساله مرة اخرى
والثناء العاطر مني للدكتور يسري على هذه الفائدة لكن هل هذه المقالات موجودة على الانترنت وان لم يكن فكيف الحصول عليها
سلمتم.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[13 Jun 2008, 07:12 م]ـ
لفضيلتكم رسالة خاصة
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[10 Sep 2008, 12:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام هل من جديد حول هذا الموضوع؟
أفيدونا أفادكم الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[10 Sep 2008, 11:59 م]ـ
اعددت من حوالي 10 شهور خطة اطروحة جامعية بعنوان
السحر والسحرة في الكتاب والسنة
وقد اوصلتها الى جامعة محمد الخامس في المغرب مع احد الإخوة لطرحها على بعض المدرسين هناك وأظنها وصلت للدكتور الفاضل عبد السلام فيغو إن لم تخني الذاكرة ولكني في حينها منعت من السفر وانتظر حاليا فرصة اخرى لعل الله ييسرها لي
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:02 ص]ـ
ولمن يريد الإستزادة من بعض الكتب التي تحدثت عن السحر والسحرة والعين والمس والصرع فليتابع هنا
هنا كل ما يلزم من كتب علاج السحر والحسد والعين والمس والصرع ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=120333)
ـ[جند الله]ــــــــ[11 Sep 2008, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل
اعلم أن السحر علم واسع متشعب الفروع .. ومن العسير أن تجد فيه مصنف أو بحث شامل يجمع لك كل الموضوع .. ولكن هناك دراسات متفرقة حول هذا العلم .. فيجب أن تحدد لي مسألتك حتى أدلك على المصنفات التي يمكنك قرائتها
ويجب عليك أن تدرج في العلم حتى تستوعب كيد السحرة .. وتكون قادرا على مواجهتهم والتصدي لهم بقوة وحزم .. لأن السحرة يعملون وفق نظم علمية مستمدة من سحرة الجن ..
وعليك كذلك أن تأخذ الحذر عند تناول هذا العلم بالبحث النقدي .. وأن تأخذ المحاذير ممن سبقك علما في هذا المجال .. فكثيرا من الرقاة اليوم سقطوا في الفتنة لمجرد أنهم طالعوا عدة كتب في الرقية فعدوا أنفسهم رقاة بل ومعالجين .. فظهرت البدع والضلالات
أما علاج المس والسحر .. فهو علم مستقل والرقية أساس فيه .. وهو علم تطبيقي متشعب ومتفرع .. ولكنه لا يستقل عن الطب البشري والعضوي .. لأن السحر يقع على جسد المسحور .. والشيطان يجري مجرى الدم .. ويتسبب في أمراض عضوية منها الطاعون .. ومنها الاستحاضة
إن كان لديك تساؤلات خاصة فأسأل الله أن يوفقني في الرد عليها بحوله وقوته
ـ[ابو عاصم]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:59 م]ـ
هناك بحث نفيس للباحثه بأخضر
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[13 Sep 2008, 07:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخوة الكرام شكرا لكم على الردود القيمة .. زادكم الله من علمه ...
لي سؤال مرتبط بالسحر:
ورد في القرآن الكريم أن "الشياطين يعلمون الناس السحر" هل ممكن أن يشرح لي أحد كيف يمكن للشيطان الذي لا يرى أن يعلم إنسانا؟
وهل الشياطين هنا تعني شياطين الانس أم شياطين الجن؟
ولكم مني ألف شكر وزيادة
ـ[ابو دعاء]ــــــــ[13 Mar 2009, 06:48 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟(/)
الدورة الصيفية المكثفة الخامسة تستضيف الطيار والخضيري
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[11 Jun 2008, 09:01 م]ـ
حمل جدول الدورة وتبث على
www.liveislam.net
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Jun 2008, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
جلب انتباهي عنوان محاضرات د. محمد عبد العزيز الخضيري (دراسة لمنهج التيسير المعاصر).
هل قدم الشيخ هذا الموضوع في السابق، ويمكن الاطلاع عليه على الإنترنت؟ أم أن الموضوع جديد؟
وهل هو عرض لكتاب؟ أم بحث جديد؟
وقد تعرفت على الشيخ لأول مرة من خلال مشاهدة حلقات البرنامج الممتاز (بينات) رفقة الشيخين عبد الرحمن الشهري ومساعد الطيار، وأعجبني جودة تعليقاته وسلاسة أسلوبه، وأرغب في الاستماع إليه أكثر.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jun 2008, 03:49 ص]ـ
بارك الله في جهدوكم أخي الشيخ فيصل العمري ...
وذكرني عنوان دورة الدكتور محمد الخضيري بكتاب جميل للدكتور محمد سعد اليوبي عنوانه (فقه تيسير الفتوى).
ـ[الجعفري]ــــــــ[12 Jun 2008, 05:06 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ولو أرفق مخطط للوصول إلى الجامع ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2008, 06:31 ص]ـ
نفع الله بهذه الجهود وبارك فيها وفي القائمين عليها والمشاركين فيها.
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[13 Jun 2008, 04:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى القائمين عليها خير الجزاء ممن تظهر آثارهم ولا تكتب أسماؤهم والله المستعان
وعلى رأسهم فضيلة الشيخ الدكتور محمد العواجي حفظه الله تعالى
بالصورة المرفقة
كروكي المسجد بالمدينة المنورة
ـ[بلال]ــــــــ[13 Jun 2008, 06:36 م]ـ
دورة مميزة بإذن الله ,,,
استقطبت العديد من المتخصصين في جميع الفنون!
اللهم اجزي خيرا ً من بذل وشارك في إقامة مثل هذه الدورات
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[15 Jun 2008, 04:03 ص]ـ
الإخوة الفضلاء
اعتذر فضيلة الشيخ د محمد الخضيري عن وقت الدورة لظروف سفره
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Jun 2008, 04:50 ص]ـ
الإخوة الفضلاء
اعتذر فضيلة الشيخ د محمد الخضيري عن وقت الدورة لظروف سفره
لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأرجو الإجابة عن سؤالي السابق: هل قدم محاضرته المبرمجة في السابق أم أن الموضوع جديد؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jun 2008, 05:07 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأرجو الإجابة عن سؤالي السابق: هل قدم محاضرته المبرمجة في السابق أم أن الموضوع جديد؟
سألته عن ذلك فأخبرني أنه سبق أن قدم هذه الدورة خارج السعودية وهي عبارة عن رسالة ماجستير بهذا العنوان لأحد الباحثين ولعله يفيدكم إن شئتم بما تريدون حولها لاحقاً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Jun 2008, 05:10 ص]ـ
سألته عن ذلك فأخبرني أنه سبق أن قدم هذه الدورة خارج السعودية وهي عبارة عن رسالة ماجستير بهذا العنوان لأحد الباحثين ولعله يفيدكم إن شئتم بما تريدون حولها لاحقاً.
أحسن الله إليك أخي العزيز، وفعلا أرغب في الحصول على هذا البحث، إن تيسر الأمر. وأرجو إبلاغ التحية للدكتور الخضيري.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[17 Jun 2008, 07:23 م]ـ
رسالة الماجستير
هي (منهج التيسير المعاصر - دراسة تحليلية) للأخ الصديق العزيز عبدالله بن إبراهيم الطويل
وقد طبعتها دار الفضيلة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2008, 10:46 م]ـ
أحسن الله إليك أخي العزيز، وفعلا أرغب في الحصول على هذا البحث، إن تيسر الأمر.
عثرت اليوم على الكتاب وابتعت نسخة لكم يا أبا أحمد وأرجو أن تصلكم على خير.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/648af177a8d9dd.jpg
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Aug 2008, 10:52 م]ـ
عثرت اليوم على الكتاب وابتعت نسخة لكم يا أبا أحمد وأرجو أن تصلكم على خير.
يرحمك الله أخي الحبيب. وقد غمرنا كرمك فلم نعد ندري كيف يكافأ:)(/)
أخلاق حملة القرآن ... أين ... رحمهم الله تعالى ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jun 2008, 05:35 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن من أعظم بركة هذا القرآن الكريم؛ أنه يؤثر في نفس صاحبه، فيحمله على جميل الصفات وكريم الأخلاق، أخلاق أهل القرآن، فتجد العالم بالقرآن، ورعاً، متواضعاً، حليماً ... إلى غير ذلك من الأخلاق ..
وقد كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن، كما وصفته عائشة رضي الله عنها.
وقد ألف الإمام الآجري كتابه المعروف أخلاق حملة القرآن للتنبيه على وجوب تأدب حامل القرآن بآداب القرآن، وهو بلا شك مطلب نفيس ينبغي مراجعته مرات ومرات، لنعرف مقدار ما ابتعد به الخلف عن السلف ..
ومن المحزن والمؤلم، أنه جمعني لقاء بأحد حملة القرآن، فرأيت والله عجباً، ورأى صاحبي عجباً، ولا أدري ما تأويل هذا القارئ، وأعوذ بالله أن نظلم أو نُظلم، ولكن الأخلاق الكريمة تبدو على محيا صاحبها، ولم تكن بادية على محياه، بل بدى عكسها، فرجعت مهموماً من اللقاء أقلب كعادتي كلما رأيت مثله كتب الأخلاق فإن كان قاضياً قرأت فصل أخلاق القاضي في كتاب تبصرة الحكام لابن فرحون المالكي، وإن كان قارئاً قرأت أخلاق أهل القرآن للآجري، وإن كان طالب علم قرأت تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة، فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا، وأخلاقهم وأخلاقنا، ولا أدري من أين أتت هذه الآفة عند بعض طلاب العلم ..
وليت المتخصصين في الدورات والبرامج العلمية يؤكدون على هذا الجانب المهم في تكوين الطالب، فلسنا بحاجة إلى حفاظ بلا خلق ولا طلاب علم بلا أدب ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله ..
6/ 6 / 1429هـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Jun 2008, 11:03 ص]ـ
لفتة مهمة ..
ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى بروز هذه النوعية ـ نعوذ بالله من حالها ـ الطريقة التي يتلقى بها أبناؤنا القرآن في الحلق؛ فالحفظ هو الهمُّ الأكبر، حتى ولو لم يصلّ الغلام!!
الحفظ .. حتى ولو تلفظ ببذيء الكلام!!
الحفظ .. حتى ولو كان سيء الأخلاق!!
وآمل أن تخف هذه الظاهرة ببعض الجهود التي تبذل الآن؛ لربط الطلاب بالقرآن (قولاً وعملاً)،ولعل تفعيل عبادة (التدبر) ـ بالتجربة ـ من أقصر الطرق ..
وفي الجعبة ـ من الحلول العملية ـ شيء طيب مبارك،ولعل منها عقد ملتقىً لمناقشة الأساليب العملية لتفعيل أثر القرآن على طلابه (على غرار ملتقى تدبر الأول الذي عقد في 1/ 6/1429هـ) والله الهادي.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2008, 12:46 م]ـ
"
فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا، وأخلاقهم وأخلاقنا، ولا أدري من أين أتت هذه الآفة عند بعض طلاب العلم
قلت: لأنهم يا شيخنا الحبيب هم السلف ونحن الخلف، هم السلف الذين طبقوا قول الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} {الأنعام162}
هم السلف عقيدة وشريعة، هم السلف في العبادات والعادات والتقاليد وعدم التفريق بين أبناء الأمة بناء على العنصر أو القومية أو العرقية أو الفخذية ............................
والتلاميذ على دين شيوخهم، ومن لي بالربانيين الذين يعلِّمون العلم لوجه الله رب العالمين ويمسِّكون بالكتاب، ويأخذونه بقوة، فيلقنون التلاميذ في الحلقات ـ مرورا الابتدائي والمتوسط والثانوي وانتهاءً بأستاذ الجامعة ـ ولا يعيرون عين الرقيب البشري اهتماماً لوجود الرقيب داخلهم، بل لوجوده في عين ضمائرهم.
أما نحن ـ والذي يمثله في كلام الفاضل الشيخ فهد كلمة " وعلمنا "في قوله:" فأرى البون الشاسع بين علم السلف وعلمنا " ـ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قد اختلط لدينا الحابل بالنابل، والفضائيات بالإباحيات، والمزج الكلي بين ثقافة الآخر وثقافتا، حتى أضحى أهل القرآن كغيرهم من عباد الله كالأيتام على مآدبة اللئام، والمعصوم من عصمه الله، ولا منجى إلا بالله وفضله ثم بالنجح في النصح وتعاهد كلنا لكلنا.
أما ما أشار إليه د. المقبل ـ حفظه الله ـ فهو جدير بالقبول، إذ قد يحفظ التلميذ القرآن دون حث على الصالحات، ولا حض على مكارم الأخلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن التلميذ الحافظ على كل حال فيه الخير كل الخير، فحفظ القرآن العظيم الذي لا يستطيعة بعض ممن ينتسبون إليه إنجاز هائل لا شك في ذلك، ويكفي إن الحلاوة في باطن الحافظ كالسكر في الكوب، فلا يحتاج إلا إلى التحريك فحسب.
هدانا الله تعالى جميعاً وأولادنا إلى أقوم سبيل.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[12 Jun 2008, 01:40 م]ـ
ماطرحه الشيخان الكريمان أمر جدير بالاهتمام وحريٌ بأن يعتنى به في جانبي التعليم بشقيه الجامعي أو حلق تحفيظ القرآن، وهنا آمل أن تأذنوا لي أن أسجل عدداً من الملحوظات:
- مسميات حلق "تحفيظ القرآن "، لا تعليم القرآن، وهو خلاف النصوص الكثيرة التي تدعو إلى تعلم القرآن وتعليمه، لا تحفيظ القرآن فحسب.
- كنت قد درست في كلية القرآن الكريم على يد فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور حكت بشير ياسين وفقه الله، فكان يمر بالطلاب في أروقة الكلية فيسلم سلاماً متميزاً بصوت مرتفع، وكان مختلفاً عن غيره من بعض المشايخ في ذلك،حتى أن بعضهم لاتسمع منه السلام، وربما ردّ عليك في قلبه أو بصوت منخفض، ناهيك عن الابتسامة، فهي أمرٌ بعيد المنال عند البعض!، فسألته ذات مرة عن سبب هذا السلام بهذا الأسلوب والرد بالابتسام، فقال: يابني لقد تعلمنا إشاعة السلام من شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله -، فلقد كان يدعونا إلى إشاعة السلام في كل مكان بين طلبته ومع من هم خارج طلبة العلم، وكان يحثنا عليه، فأصبح شيئاً ملازماً لي، فتأمل!
- قدّر لي - الفترة الماضيه - القيام بجرد سريع للأحاديث الواردة في البخاري عن تعامل النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الآخرين، سواءً أكانوا من أهل بيته أو من الصحابة - رضي الله عنهم - أو من الرجال أو النساء، أو الأطفال، أو غير المسلمين، والحقيقة أنني وجدت أمراً عجباً، وكنت في كل مرة أقول في نفسي كم نحن بعيدون عن الهدي النبوي في التعامل، وكنت أتذكّر حديث عائشة - رضي الله عنها -: " كان خلقه القرآن ".، وقد تلقف الصحابة - رضي الله عنهم - هذا الشيء في التعامل، وتجد النصوص طافحة بمثل ذلك.
- إن الإشارة إلى الخلق في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في تزويج الشخص الذي نرضى دينه، دليلٌ على أنه أمرٌ زائد على الدين - في ظني -، وبالتالي فلربما تجد من ترضى دينه ولاترضى خلقه، مع التأكيد على أن الدين والخلق أمران لايجب أن يفترقا، ولربما هوّن ذلك العتب على أخينا الشيخ فهد وفقه الله.
- إن تعامل بعض طلبة العلم والمشايخ في هذا الموضوع أمرٌ بحاجة إلى إعادة نظرٍ كبيرٍ، وبخاصة أنهم قدوات ينظر إليهم الناس، وهو أمرٌ حريٌ بالتنبّه له، لكونهم لايمثلون أنفسهم فحسب.
- كنت في رحلة علمية مع أحد المشايخ في لبنان، فقابلنا قسيساً أرثوذكسياً مهتماً بموضوع التقريب بين الإسلام والمسيحية، وقابلنا آخر أوكل إليه مجلس الكنائس العالمي، مهمة الحوار بين الإسلام والمسيحية، فشدنا حسن تعاملهما وأدبهما الجمّ وتواضعهما، الأمر الذي حدا بصاحبي إلى القول: أدعو الله لهما بأن يسلما ليحرم وجههما على النار، لأن مثل هذا التعامل والخلق الجم يجب أن يكون من المسلمين من باب الأولى.
ثم ذكر لي لوعته من بعض المشايخ في التعامل وفي المواعيد وغير ذلك.
وهنا لا أودّ أن يفهم مني أحدٌأنني أمجّد هذا القس أو ذاك، لكنه حقٌ جاء المجال للحديث عنه في جانب حسن الخلق.
أيها العلماء، أيها المشايخ، ياطلبة العلم؛ أذكر نفسي وأذكركم بأننا حملة رسالة وبعضنا حملة كتاب الله، فحريٌ بنا أن يكون خلقنا القرآن.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[12 Jun 2008, 03:21 م]ـ
الخلل في الأدب والفهم والعمل عند قراء اليوم أمر ظاهر ومقلق كما أشار إليه المشايخ الفضلاء، ولا نبرئ أنفسنا منه.
وكان من أهم أسبابه ما يلي:
1) حفظ كثير الطلاب للقرآن الكريم خلال فترة وجيزة، سواء كان ذلك بطريقة فردية، أو عن طريق القراءة على بعض الشيوخ الذين لا يحددون قدراً معيناً للمحفوظ في كل جلسة، ولا يوقفون الطالب للمراجعة والضبط والتدبر.
2) غفلة الطالب عن المقصد الأعلى من حفظ وتعلم القرآن الكريم، وما يترتب على ذلك من الحقوق والواجبات.
3) عدم كفاءة المعلم علمياً وتربوياً لممارسة هذه المهنة الشريفة، حيث ركز اهتمامه على الكم في المخرجات وليس على الكيف.
4) التنافس غير المنضبط بين الطلاب الأقران، حيث يسعى بعض الطلاب إلى مجاراة زملائه ممن سبقوه بالحفظ، دون التفات إلى جانب الضبط والفهم والعمل.
وقد حاولت المساهمة في علاج هذه الظاهرة من خلال تصميم دورة تدريبية بعنوان (جمال القراء) قدمتها بضع مرات خلال السنتين الماضيتين، ولكن للأسف لم تجد الحفاوة اللائقة من جمعيات ومراكز التحفيظ ولذلك انصرفت عنها.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Jun 2008, 03:31 م]ـ
كلمة ما أصدقها "لسنا بحاجة إلى حفاظ بلا خلق ولا طلاب علم بلا أدب .. "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[13 Jun 2008, 04:53 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فقد آلمني جداً الحديثُ عن هذا الموضوع وهو موضوع أخلاق أهل القرآن الذين يفترضُ فيهم أن يكونوا موطئي الأكناف للصغير والكبير والجليل والحقير.
وأظنّ أهم أسباب اختلال سلوكنا اليومَ هو غيابُ القدوات , وادّخار المتميزين - من طلبة العلم والحفّاظ المتقنين الأتقياء فيما يحسبون - للإعادة والاشتغال بالدراسات العليا مع حاجة السّاحة وخلوها من أمثالهم , ويترك الأمر حينئذ لكل حافظٍ , ولو كان بعيداً عن التطبيق والتخلق بأخلاق القرآن.
ولا أشك أن لكثير من الأحبة في هذا الملتقى ذكريات طفولة ومواقف مع أحد الأماجد ممن أقرأهم القرآن كان تأثيرها بالغاً ولا زال إلى اليوم يتردد في مسمعه أو على عينه كلما قرأ الآية ذاتها أو سمعها.
وقد أكرمني الله في دراستي الابتدائية بالقراءة على فضيلة الشيخ (التلميدي بن محمود الشنقيطي) رحمه الله وغفر له وهو من أقدم وأبرز معلمي مدرسة أبي بن كعب لتحفيظ القرآن الكريم بالمدينة المنورة, وشيخٌ لكثير من مشايخ هذا الملتقى العامر.
فلا تسلْ عمّا خلفه رحمه الله تعالى في نفسي ونفس غيري من مواقف وعظاتٍ وعبر مع آيات من كتاب الله أجزمُ أنه ربما لم يكن يظن خلودها في النفس بعد وفاته , حيث لقي الله وأنا في الصف الثاني الموسط حينئذ وقد بلغ السبعين أو تجاوزها , ومع ذلك يعلم طلبة المرحلة الابتدائية صباحاً , ويأخذنا بسيارته إلى الحلقة مساءاً بلا سآمة ولا ملل.
ولا أنسى في هذا المضمار الإشادة بجهدٍ لأحد الدكاترة المتميزين في التخصص اليومَ حيث يقومُ بانفسه بالإشراف والمتابعة لحلقات التحفيظ بنفسه ولا يرضى الإنابة في هذا العمل ونفع الله بحلقاته تلك نفعاً عظيماً , وفي المقابل بتثاقلُ بعضنا عن التدريس والإشراف على الحلقات ظنا منه أنّه لا يليق به إلا البحثُ واستخراج غوامض الكتب وحل مشكلاتها , فمن للناشئة الذين هم قادة وعلماء وقراءُ الغد إن تواكلنا في القيام بهذه المهمة الشاقة جداً والبعيدة عن الأضواء وألقينا بها على عواتق البسطاء.؟
كما أود التنبيه إلى جزء آخر من الموضوع ليس ببعيد عنه , وهو من يحسبُه عامةُ الناس من أهل القرآن وهو ليس منهم إلا على سبيل المجاز, لكونه لا يحفظ القرآن ولا يجيد قراءته وإن كان يشرف على حلقات تحفيظه أو الجمعيات الخيرية أو مدارس التحفيظ والمجمّعات التعليمية أو الأقسام العلمية المعتنية بالدراسات والبحوث القرآنية.
فتشويه أولاء لصورة حامل القرآن أبلغ تنفيراً في نفوس العامة من سوء سلوكيات حملة القرآن من طلاب ومعلمين ومشرفين وموجهين وغيرهم, لأنهم -في نظر العوام- هم القدوات المنتهون في الإحاطة بالقرآن علماً وعملاً وتطبيقاً.
وهذا في حقيقة الأمر يدعوا إلى أن لا يؤمَّ القومَ إلا أقرؤهم لكتاب الله بمفهوم أشمل وأوسع من إمامة الصلاة يتعداها إلى إمامة الإدارة والإشراف والتوجيه والعمل الذي ينتج المخرجات البشرية الحاملة لرسالة القرآن , وأن يُبحث في رئاسة الجمعيات والحلقات وإدارة المدارس والأقسام عن الحفظة المتقنين بالدرجة الأولى, ولا داعي للمجاملة في هذا الأمر , لأنّ الحفّاظ الذين تردد القرآن على مسامعهم ووعته قلوبهم واعتادت تلاوتَه ألسنتُهم مهما بلغوا من سوء واختلال سلوكٍ فهم أحق وأولى بالنزاهة والعفة والإحسان في الفعل والقول من غيرهم وإن كان للقاعدة شواذ , ولكن هذا الغالب.
وكم يتمزق قلب الغيور حين يرى أحد الذينَ زُجّوا - لإدارة حلقة أو مدرسة أو مجمع تعليمي خاص بالقرآن - بدافع المجاملة والتبجيل على حساب العمل والإنتاج يكذب ويتحرى الكذب ويقع في النّاس ويتفّه الجهود القائمة ولا يعجبه عمل مجتهد ولا صنيع صانع إلا نفسه , وينسبُ جهود العاملين تحته لنفسه فلا يكاد يذكر أحدهم بخير ولو استنفد حياته في سبيل الرقي بالمُنشأة التي يترأسها هذا المسؤول , ولا ينطق إلا بضمير الفاعلين (فعلنا وقررنا وقتحنا وارتأينا وأمرنا ومنعنا .... الخ).
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2008, 08:03 م]ـ
وقد حاولت المساهمة في علاج هذه الظاهرة من خلال تصميم دورة تدريبية بعنوان (جمال القراء) قدمتها بضع مرات خلال السنتين الماضيتين، ولكن للأسف لم تجد الحفاوة اللائقة من جمعيات ومراكز التحفيظ ولذلك انصرفت عنها.
أخي الكريم د. إبراهيم الحميضي ..
كم يؤلمني ما تفضلت به .. ومع هذا فإنني اتمنى أن لا يقعدنا عدم التفاعل من المضي في بث هذا العلم وما يخدمه،ولو بتجديد الأسلوب،وتنويع الطرح،ولعلي أطرح بعض الاقتراحات، لعلها تسهم في الرقي بمثل هذه الدورة،أو تعين على التفاعل معها بشكل أكبر:
1 ـ عدم الاستجابة ممن ذكرتهم ألم تجعل فضيلتكم يتساءل: ما السبب؟ ألا يحتمل أن هناك بعض الجوانب التي تحتاج تكميلاً فيما طُرِح؟
2 ـ حبذا لو استكملت جوانب هذه الدورة بالاستفادة من بعض التربويين،والنفسيين في تلمس جوانب النقص،وتكميلها، فإن تكامل التخصصات يسدد التي قد لا نفطن لها نحن (الشرعيين)،ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه.
3 ـ تسجيل هذه الدورة،وعرضها على بعض من تثق بهم، ليبدوا لك أوجه القصور التي لا يسلم منها عمل البشر،وليبينوا أوجه التميز ليتم تطويرها.
وفقك الله .. وزادك من فضله،وجعلك مباركاً اينما كنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[13 Jun 2008, 11:10 م]ـ
أشكر أخي الدكتور عمر على ما تفضل به، وأفيدكم بأن عدم الحفاوة بتلك الدورة ليس راجعاً إلى مضمونها أو عدد ساعاتها أو أسلوب تقديمها، بل ذلك راجع إلى أمور منها: عدم اهتمام كثير من المؤسسات القرآنية بالتدريب، والتعقيدات الإدارية التي تعيق أو تأخر إجراءات تنفيذها، وعدم تواصل تلك المؤسسات مع المتخصصين في الدراسات القرآنية.
وهناك مؤسسات متميزة في هذا الجانب ولكنها قليلة ومنها: جمعية تحفيظ القرآن الكريم في جدة.
علماً أنني عرضت هذه الدورة على عدد من المتخصصين قبل تقديمها، كما نالت استحسان الجهات التي قدمتها لهم، ظََهَر ذلك من خلال إفادة المشرفين عليها، والاستبانات التي توزع على المتدربين في ختام الدورة، على أنها جهد مقل لا تخلو من القصور.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Jun 2008, 11:19 م]ـ
علماً أنني عرضت هذه الدورة على عدد من المتخصصين قبل تقديمها، كما نالت استحسان الجهات التي قدمتها لهم، ظََهَر ذلك من خلال إفادة المشرفين عليها، والاستبانات التي توزع على المتدربين في ختام الدورة، على أنها جهد مقل لا تخلو من القصور.
هذا الظن بك أبا سلمان .. زادك الله توفيقاً، وزاد الله المعنيين بمثل هذه الدورات بصيرةً وهداية.(/)
لفتة جميلة
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[12 Jun 2008, 07:15 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولالله وبعد،،
تأملت سورة الأنبياء فوجدت أن الله ذكر جميع المبتلين بأسماءهم أو أوصافهم فقال نوح وإبراهيم وأيوب وداود وسليمان وذا النون وزكريا إلا مريم فلم يسمها بل قال عنها {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء91فشد انتباهي هذا وذهبت أبحث في كتب علماء التفسير فلم أجد أفضل من قول سيد قطب رحمه الله حيث قال (بتصرف):وإنما لم يسمها لأن المراد ذكر الأنبياء فذكرها بالموصل للوصول إلى المراد وهو انها فقال:فجعلناها وابنها آية للعالمين ولم يقل آيتين والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2008, 09:41 ص]ـ
جزى الله الأستاذ وائل خيراً على ما قدم، واللفتة الجميلة في لفتته أنه بحث وحبس نفسه على الاطلاع في كتب التفسير بغض النظر عن النتيجة، فمذاكرة العلم تسبيح.
أما عن نكتة التعبير بالسيدة مريم بالموصول دون غيرها فليست في كتاب الظلال ولم ينفرد بها، بل هو مسبوق، وقد جلاها العلامة أبو السعود بقوله:" والتعبيرُ عنها بالموصول لتفخيم شأنِها وتنزيهها عما زعموه " والمعنى:" اذكر خبرَ التي أحصنتْ فرجها على الإطلاق من الحلال والحرام ......
وأما الآية التي جعلها الله إياها هي وابنها نبي الله عيسى ـ عليه السلام ـ فهي في الحقيقة آيات كما قال صاحب البحر:" وأفرد {آية} لأن حالهما لمجموعهما آية واحدة وهي ولادتها إياه من غير فحل، وإن كان في مريم آيات وفي عيسى آيات، لكنه هنا لحظ أمر الولادة من غير ذكر ـ لها ـ، وذلك هو آية واحدة، ودل ذكر مريم مع الأنبياء في هذه السورة على أنها كانت نبية إذ قرنت معهم في الذكر، ومن منع تنبؤ النساء قال: ذكرت لأجل عيسى. فتدبر ....(/)
مزية الشيخ الشنقيطي
ـ[أبو حمد المطيري]ــــــــ[12 Jun 2008, 01:54 م]ـ
مزية الشيخ الشنقيطي:
لما وقت أمام هذه الشخصية العظيمة ,سألت نفسي قائلا: ما هي مزية هذا الشيخ التي استعمله الله بها؟ فكان الجواب سريعا:خدمة القرآن الكريم ---
لقد أقبل الشيخ الشنقيطي رحمه الله على القرآن الكريم دراسة وتدريسا وتأليفا وبيانا ودعوة ودفاعا, فأقبل عليه منزل القرآن الكريم هداية وتوفيقا.
وتتجلى خدمة الشيخ رحمه الله للقرآن الكريم من أمور منها:
1 - الشيخ رحمه الله يرى أن علم القرآن الكريم هو الغاية وأن ما سواه إنما هو وسيلة إليه خادمة له, قال تلميذه البار الشيخ عطية سالم: [وكان اهتمامه بالعلم ,والعلم وحده , وكل العلوم عنده آلة ووسيلة, وعلم الكتاب وحده هو غايته]
وما كتابه أضواء البيان عنا ببعيد, فقد سخر الشيخ رحمه الله كل العلوم من الفقه وصوله والحديث وعلومه والعقيدة وقواعدها والسيرة وحوادثها واللغة ومباحثها -----وغير ذلك في خدمة القرآن وإيضاح معناه.
بل قال الشيخ رحمه الله عن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام [واعلم أن السنة كلها تندرج في آية واحدة من بحره الزاخر وهي قوله تعالى {وماءاتكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا-}]
2 - الشيخ رحمه الله عكف على القرآن الكريم يدرس كل آية على حدة ويستقرأ كل ما قيل فيها, ويقارن بين الأقوال , ثم يرجح ما ظهر له
قال تلميذه الشيخ عطية سالم. قال الشيخ: (لا توجد في القرآن آية قال فيها الأقدمون شيئا إلا حفظته)
وقال الدكتور محمد الخضر الناجي عن الشيخ [إنه قال أمامي في إحدى الجلسات إنه درس المصحف من أوله إلى أخره ,ولم يترك منه آية إلا وعرف ما قاله العلماء فيها .... ولما قال له بعض الإخوان إن سليمان الجمل لم يقل هذا , قال:احلف لك بالله إني أعلم بكتاب الله من سليمان الجمل بكذا؛ لأني أخذت المصحف من أوله إلى أخره , ولم تبق آية إلا تتبعت أقوال العلماء فيها , وعرفت ما قالوا .. ]
3 - الشيخ رحمه الله تعالى يقدس القرآن ولا يعارضه بعقول البشر , مع تضلعه من علم الكلام وأصوله وعلم المنطق وأقيسته , الشيخ ينقض بظاهر القران ما تأصل من علم الكلام والمنطق في عموم بلاده.
قال رحمه الله: [ونحن نقول لكم هذا ونقرر لكم مذهب السلف على ضوء القران العظيم مع أن ما درسنا دراسة شديدا مثل علم الكلام والمنطق , وما تنفي به كل طائفة بعض من صفات الله , ونحن مطلعون على جميع الأدلة وعلى تركيبها التي نفي بها بعض الصفات , عارفون كيف جاء البطلان , ومن الوجه الذي جاء البطلان , واسم الدليل الذي ترد به , ولكن ذلك لا يليق في هذا المجلس الحافل؛ لأنه لا يعرفه إلا خواص الناس , فبعد النظر العام الطويل في علم الكلام وما يستدل به طوائف المتكلمين , وما ترد به كل طائفة على الأخرى , و الأقيسة المنطقية التي رتبوها ونفوا بها بعض الصفات , ومعرفتنا من الوحي ومن نفس الكلام والبحوث والمناظرات كيف يبطل ذلك الدليل , ومن أين جاء الخطأ , وتحققنا من هذا كله , بعد ذلك كله تحققنا إن السلامة كل السلامة , والخير كل الخير في إتباع نور هذا القرآن العظيم , والاهتداء بهدي هذا النبي الكريم ..... ]
4 - إن من أسباب بقاء الشيخ رحمه الله تعالى في المدينة المنورة هو رغبة في خدمة القران الكريم تفسيرا فبعد لقاء الشيخ رحمه الله بالشيخين؛ الشيخ عبد الله بن زاحم رحمه الله والشيخ عبد العزيز بن صالح رحمه الله في المدينة ورغباه في المكوث في المدينة وبعد أمر الملك عبد العزيز بأن يقيم الشيخ في المدينة لينفع الناس
كان يقول رحمه الله تعالى: [ليس من عمل أعظم من تفسير كتاب الله في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم]
5 - الشيخ رحمه الله أكثر دروسه في تفسير القرآن الكريم:
-فسر القرآن الكريم في المسجد النبوي ثلاث مرات
- درس التفسير في دار العلوم في المدينة النبوية منذ عام (1369) إلى أن انتقل إلى الرياض عام (1371)
-درس التفسير والأصول منذ عام (1371) حينما افتتحت الإدارة العامة للمعاهد والكليات بالرياض معهدا علميّا
- درس التفسير والأصول في الجامعة الإسلامية منذ عام (1381) حينما افتتحت في المدينة النبوية حتى وافاه الأجل, كما درس آداب البحث و المناظرة
6 - أغلب مؤلفات الشيخ رحمه الله في تفسير القرآن الكريم وعلومه
(يُتْبَعُ)
(/)
-أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن, وهو مدرسة عظيمة يقع في سبع مجلدات كبيرة , وهذا المؤلَّف لوحده يربو على كل ما كتبه الشيخ.
-منع جواز المجاز عن المنزل للتعبد والإعجاز
- دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب.
-بيان الناسخ والمنسوخ في آي الذكر الحكيم.
- فتوى (هل يشمل لفظ (المشركين) في القرآن أهل الكتاب؟.
- محاضرة (الإسلام دين كامل) وهي شرح لقوله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم} ,وقد ألقاها في المسجد النبوي عام (1378) بحضور ملك المغرب محمد الخامس.
7 - إن السبب الذي حدا بالشيخ رحمه الله إلى تأليف كتابه الأضواء هو خدمة القرآن الكريم ودعوة الناس إلى الرجوع إليه تحاكما وتحكيما وتعلما واعتصاما, قال رحمه الله: [----- إن أكثر المنتسبين للإسلام اليوم في أقطار الدنيا معرضون عن التدبر في آياته غير مكترثين بقول من خلقهم {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} لا يتأدبون بآدابه, ولا يتخلقون بما فيه من مكارم الأخلاق يطلبون الأحكام في التشريعات الضالة المخالفة له , غير مكترثين بقول ربهم {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وقوله {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} , بل المتأدب بآداب القرآن المتخلق بما فيه من مكارم الأخلاق محتقر مغموز فيه عند جلهم إلا من عصمه الله فهم يحتقرونه واحتقاره لهم أشد---]
ثم قال [أما بعد فإنا لما عرفنا إعراض أكثر المتسمين باسم المسلمين اليوم عن كتاب ربهم ونبذهم له وراء ظهورهم.وعدم رغبتهم في وعده ,وعدم خوفهم من وعيده؛ علمنا أن ذلك مما يعين على من أعطاه علما بكتابه أن يجعل همته في خدمته من بيان معانيه؛ وإظهار محاسنه , وإزالة الإشكال عما أشكل منه وبيان أحكامه , والدعوة إلى العمل به؛ وترك كل ما يخالفه---]
فرحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[12 Jun 2008, 03:21 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
كِتابُ سِبيويهَ لايُعلِّمُ طالبَ العلمِ النحوَ [نَظَرِيَّة رَصِينَةٌ غَرَّاء]
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 Jun 2008, 02:23 ص]ـ
لك أن تجعل هذه النظرية الغرّاء (أو سمِّها ماشئت) نبراسًا مجيدًا لكل طالب علم يريد الاهتداء إلى أقوم سبيل ينال فيه العلم على أصوله المحرَّرَة إذا علمت أنها خرجت من رجلٍ فذٍّ -يندب حاضرنا حظه من فقدان أمثاله- في إثر ردمهِ أولَ صدعٍ حدث في تراث الأمة العربية الإسلامية (1) ...
أبو فهر .. وما أدراك ماأبو فهر ..
لله أبو العربية إذ أتت بمثله ..
ماأعظم شأوه .. وماأجل قدره .. وماأرسخ قدمه ..
نظرة خاطفة في كلمات سطرتها أنامله تنبيك عنه .. وتجعلك تَرِد إليه قسرًا بلا إجبار ومُرغمًا بلا إعسار ..
فأنت إذ ذاك .. منه إليه .. وعن غيره به ..
لما أخذ أبو فهر (محمود محمد شاكر) يعالج قضية الاستهانة بعلوم الأوائل في مطلع تحقيقه لكتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني انتثرت من مكنونِ فرائدهِ بعضُ قواعدَ كانت قبل انكشافها دفينةً لم يرعَها كثير من أدعياء العلم ..
أذكر منها:-
(الاستهانة داء وبيل يطمس الطرق المؤدية إلى العلم والفهم)
(ذهبت نظرية الدكتور طه في الشعر الجاهلي بددًا لأنها لم تقم على أساس صحيح من العلم والنظر)
وليس المقام مقام استقصاء فماذكرته إنما هو في مقدمة يسيرة لسِفر من الأسفار .. فما الظن بغيرها مما هو على نسجها، بل فوق ذلك؟!
أقول:
أعجبتني عبارة أملاها الشبخ أبو فهر تمثل منهجًا عظيمًا ينبغي لكل طالب علم أن يترسمّه ..
قال رحمه الله تعالى:
(كتاب سبيويه لايعلم طالبَ العلمِ النحوَ، إلا إذا مهَّد له الطريق ابنُ عقيل وابنُ هشام والأشموني، وإلا فقد قذف نفسه في المهالك) [مقدمة تحقيق كتاب أسرار البلاغة/27]
أيها الأحبة ..
طرحت هذا الموضوع لأنهل من مكنون تجاربكم ماستبدونه بإذن الله ...
فهاهو أبو فهر قد بين المنهج في دراسة علم من علوم الشريعة .. أعني به علمَ النحو ..
والأمر يحتاج منكم أيها المباركون إلى إسهام في طرح منهجية قويمة لفهم كتب الأسلاف من العلماء ..
ماالسبيل إلى فقه منهاج شيخ الإسلام، وماالسبيل إلى فقه موافقات الشاطبي، وهلم جرّا ..
إن هذا الموضوع لمن الأهمية بمكان .. فإن كثيرا من طلبة العلم يتخبطون في معمعة من التصانيف .. لاتستقيم لهم في معاملتها قناة .. ولاتَبينُ لهم في سبل فهمها جادة ..
قال العلامة الطاهر ابن عاشور رحمه الله تعالى بعد أن رأى معالم ماذكرتُ في فن من فنون العلم:
( ... فإني رأيت طلبة العلم يزاولون علم البلاغة بطريقة بعيدة عن الإيفاء بالمقصود إذ يبتدؤون بمزاولة رسالة الاستعارات لأبي القاسم الليثي السمرقندي وهي زبدة مستخلصة من تحقيقات المطول والمفتاح يحتسونها قبل إبانها ثم يتناولون مختصر التفتازاني قبل أن يأخذوا شيئا من علم المعاني وفي ابتدائهم شوط وفي انتقالهم طفرة) [موجز البلاغة/2]
من هنا أحببت أن أطرح هذا الموضوع بين أيديكم ..
وآمل منكم الإسهامَ في إثراء هذا الموضوع بما منَّ به اللهُ عليكم، وخصوصا مايتعلق من ذلك بكتب علوم القرآن بفروعه من تفسير ونحو ذلك ..
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبيه ..
-----------------------------------------------------------
(1) انظر تفاصيل ذلك في مقدمة أبي فهر لكتاب (أسرار البلاغة) للجرجاني
ـ[أسامة السلمي]ــــــــ[13 Jun 2008, 10:51 م]ـ
حياك الله أبا عبد العزيز .. وأشكرك على ما قلت من فرائد.
وأحب أن أقول: إن هناك كتبًا في تراثنا أسست المعرفة، كالرسالة للشافعي، ودلائل الإعجاز لعبد القاهر، وكتاب سيبويه، ومجاز القرآن لأبي عبيدة، وتفسير ابن جرير الطبري .. وغيرهم مما نعده أمًّا في بابه، ومن جاء بعدهم فهو عالة عليهم.
وهذه الكتب هي حياض العلم وروضه ونبعه ولبّه، وغيرها من الكتب لايعدو أن يكون اختصارًا أو شرحًا أو تهذيبًا ونحو ذلك .. ولهذا تجدها مليئة بالتكرار والإعادة .. بل إن من مظاهر ضعفها التأنق في العبارات والاهتمام بالشكليات على حساب المعرفة!.
فالوصية هي أن تقصد البحر وتترك القنوات.
ولكن هنا تنبيهًا مهمًا وهو: أن هؤلاء الأفذاذ إنما كتبوا لمن هم في طبقتهم. فيحتاج قارئها إلى أرضية علمية مؤهلة لاستيعاب مافيها من علم، وهذه المقدمات يجب أن تكون ملائمة لمستوى المتعلم من ناحية، وشاملة لأصول مسائل العلم من ناحية أخرى، بمعنى أن نجعل المتعلم ينظر إلى العلم الذي يدرسه نظرة الطائر، من علوٍّ ونظرة كلية إلى العلم.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[13 Jun 2008, 11:33 م]ـ
فيحتاج قارئها إلى أرضية علمية مؤهلة لاستيعاب مافيها من علم
تحديد ذلك هو المقصود من الموضوع ..
ولاأعني أن نحدد أصول كل فن وفقط ..
بل نتحدث كذلك عن الكتب الممهدة لفقه تلك الكتب التي هي في حقيقتها أصول لذاك الفن ..
فيطرح كل منا كتابا معينا هو عُمدة في بابه .. ويتحدث عنه باختصار .. ثم يتكلم عن سبيل فقهه .. وهكذا ...
وكلٌ بحسب ماعنده ..
وإني لإخالكم كالإخاذ الذي يروي المئين من الناس ..
فلا تبخلوا علينا بمشاركتكم ..
بوركت أيها المبارك على إسهامك ..(/)
سورة المرسلات! تقسيمات بديعة!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نواصل اليوم الحديث عن سور الأقسام المتعددات وهي خمس سور في القرآن وهي سورة العاديات والنازعات والمرسلات والذاريات والصافات, ونتناول اليوم بإذن الله تعالى سورة المرسلات! وهذه السورة مثل إخواتها من السور سببت للسادة المفسرين الكثير من المشقة والعنت في تحديد معانيها والربط بين أجزائها , وهذه السورة وإن كانت أقل صعوبة في المجمل من العاديات والنازعات لذلك نجحوا بنسبة كبيرة في تحديد معاني مفرداتها إلا أنهم كالعادة لم ينجحوا في إظهار الوحدة الموضوعية للسورة والرابط الذي يربط آيات السورة من أولها إلى آخرها , لذا نبدأ متوكلين على الله اللطيف الخبير لنوضح للقارئ الكريم كيف أن هذه السورة بالذات تختلف في الأسلوب وفي المبنى عن باقي أخواتها من السور وكيف أنها أتت بأسلوب بلاغي متقدم لم يسبق محمد إليه , فمحمد هو أول من أتى في البشرية بنص أدبي مثل هذا الموجود في سورة المرسلات , وإن كان بعض الكتاب الغربيين قد بدأوا ينتهجوا أسلوبا قريبا من هذا الأسلوب في كتاباتهم , إلا أنه أسلوب حديث الظهور وأول من أتى به هو الرسول , لذا هلم معي عزيزي القارئ نتدبر قليلا في هذه السورة العظيمة.
سورة المرسلات سورة مكية المبنى والمحتوى , فكما يرى القارئ فهي من السور ذوات الآيات القصار المتواليات التي تحتوي كما من المعاني والإشارات تجعل السامع والقارئ يلهث من تتابعها ويقشعر بدنه من شدتها , وهذه السورة في رأي هي من أشد سور القرآن , فلقد احتوت أسلوبا أقل ما يوصف به بأنه رهيب مخيف يقدم إنذارا شديد اللهجة للمكذبين باليوم الآخر يزلزل به أسسهم ويقضي على آمالهم كما أنه يسخر منهم ويرشدهم إلى مآلهم في الآخرة.
المنظور العام للسورة:
الناظر في السورة يجد أنها كلها تدور في فلك آية واحدة وهي قوله تعالى " إنما توعدون لواقع " فقبلها مقسمات بها على هذه الآية وبعدها عرض لبعض مظاهر هذه الآية وبعده استدلالات منطقية على إثبات وقوع هذه الآية وبعده إرشاد لحال الناس عند وقوعها وبعده عرض لسبب وقوع ما وقع بمن وقع به! والناظر في مدلولات السورة يجد أنها كلها كذلك تدور في فلك الآية الأولى , فهي تبدأ بالمرسلات عرفا وسيرى القارئ الكريم كيف أن السورة كلها تدور في فلك المرسلات وفي فلك العرف!
تقسيم السورة:
تعد هذه السورة من أكثر سور القرآن تداخلا ولكن من الممكن أن نقدم للقارئ الكريم تقسيما مباشرا لها ولكن قبل ذلك نعرض له بعض ما لاحظناه في الجانب الرقمي لآيات هذه السورة:
السورة مكونة من خمسين آية , آيات القسم فيها خمس آيات
آية " ويل يومئذ للمكذبين " مكررة عشر مرات (5× 10= 50)
أول آية ذكر فيها " ويل يومئذ للمكذبين " هي الآية الخامسة عشر (5+ 10= 15)
الآية الخامسة هي قوله تعالى " فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً " والآية الخمسون هي قوله تعالى " فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ "
الآية الخامسة والسادسة هي قوله تعالى "فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً عُذْراً أَوْ نُذْراً " والآية الخامسة والثلاثون والسادسة والثلاثون هما قوله تعالى " هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ "
وبخلاف غيرها من السور لن نقوم بعرض عرض تقسيم هذه السورة قبل البدء فيها لأنه قد يؤدي إلى إساءة الفهم أو القول أننا نعدل على ترتيب السورة ولكن سيرى القارئ من خلال عرضنا للسورة كيف أن النص القرآني كان يطرح ويجيب ويعلق ويدلل في تداخل بديع لا يعطل المعنى أو يقطعه , فقد يأتي الطرح في آية والتعليق أو الرد في مكان آخر في داخل السورة , وهذا مما تفرد به النص القرآني ولم يظهر في أي كتابة أدبية في تلك الأزمنة الغابرة. ونكتفي هنا بعرض تقسيمة بسيطة واضحة جلية في السورة وهي أن الله تعالى أقسم بخمس أشياء " وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً (1) فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً (2) وَالنَّاشِرَاتِنَشْراً (3) فَالْفَارِقَاتِ فَرْقاً (4) فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً (5 (" على مقسم واحد عليه , ثم ذكر أربعة مظاهر من مظاهر هذا المقسم عليه "فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَاالْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ وُقِّتَتْ
(يُتْبَعُ)
(/)
(11 (" ثم دلل على هذا المقسم عليه بثلاثة أدلة يرد بها على المكذبين " ألم نهلك الأولين , ألم نخلقكم من ماء مهين , ألم نجعل الأرض كفاتا " ثم أجاب على هذه المظاهر بإثنين من الأوامر للمكذبين " انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (29) انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ (30 (" ثم أتبعها بأمر واحد للمتقين " كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "ثم أمر مماثل كذلك للمكذبين " كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ " , فسبحان من أتى بمثل هذا التقسيم.
ونبدأ مع السورة متوكلين على الله , بسم الله الرحمن الرحيم:
تبدأ السورة بخمس من الأقسام , بدأ اثنان منها بالواو وثلاث بالفاء , ولقد اختلف المفسرون في المراد من هذه الأقسام فقال بعضهم أنها كلها في الملائكة وقال آخرون أنها كلها في الرياح وقال آخرون أنها كلها في القرآن وقال آخرون أن بعضها في الرسل , وقال آخرون أن المراد من الثلاثة الأوائل هي الرياح والإثنان الأخريان هما الملائكة! وهذه الأقوال كلها مرجوحة – كما سنبرهن للقارئ بإذن الله تعالى – فعندما نظرت في الآيات ظهر لي فيها فهم آخر والحق يقال أني وجدته لبعض المعاصرين فلست أول من أتى به ولكن يشهد الله أنه من نظري في القرآن , فحاولت أن أتأكد إذا كان أحد من السابقين قد قال بهذا القول , فوجدت الإمام الفخر الرازي يذكره في تفسيره احتمالا! فيقول:
" القولالثاني: أن الاثنين الأولين هما الرياح، فقوله: {والمرسلات عُرْفاً * فالعاصفات عَصْفاً} هما الرياح، والثلاثة الباقية الملائكة، لأنها تنشر الوحي والدين، ثم لذلك الوحي أثران أحدهما: حصول الفرق بين المحق والمبطل والثاني: ظهور ذكر الله في القلوب والألسنة، وهذا القول ما رأيته لأحد، ولكنه ظاهر الاحتمال أيضاً، والذي يؤكده أنه قال: {والمرسلات عُرْفاً، فالعاصفات عَصْفاً} عطف الثاني على الأول بحرف الفاء، ثم ذكر الواو فقال: {والناشرات نَشْراً} وعطف الاثنين الباقيين عليه بحرف الفاء، وهذا يقتضي أن يكون الأولان ممتازين عن الثلاثة الأخيرة " اهـ
ونبدأ الآن في تناول الآيات لنثبت للقارئ أن الرأي الذي ما رأه الإمام الرازي لأحد هو الراجح بإذن الله تعالى:
تبدأ السورة بقوله تعالى " والمرسلات عرفا " , الملاحظ أن هذه السورة هي الوحيدة من بين سور الأقسام الأربعة " الذاريات , المرسلات , النازعات , العاديات " والتي بدأت باسم مفعول , أما باقي السور فبدأت باسم فاعل! فالمرسلات اسم مفعول من أرسل وهي جمع مرسلة. إذا فالله تعالى يقسم بمرسلات عرفا , فما هو العرف؟
العرف معروف بالنسبة للقارئ , فإذا أطلقت الكلمة هكذا يقفز إلى ذهنه معنيان وهما بالفعل أصل هذه اللفظة , فإذا نحن نظرنا في المقاييس وجدناه يقول:
" العين والراء والفاء أصلان صحيحان، يدلُّ أحدُهما على تتابُع الشيء متَّصلاً بعضُه ببعض، والآخر على السكون والطُّمَأنينة. فالأوّل العُرْف: عُرْف الفَرَس.
وسمِّي بذلك لتتابُع الشَّعر عليه. ويقال: جاءَت القَطا عُرْفاً عُرْفاً، أي بعضُها خَلْفَ بعض. ........ والأصل الآخر المعَرِفة والعِرفان. تقول: عَرَف فلانٌ فلاناً عِرفاناً ومَعرِفة. وهذا أمر معروف.
وهذا يدلُّ على ما قلناه من سُكونه إليه، لأنَّ مَن أنكر شيئاً توحَّشَ منه ونَبَا عنْه. ومن الباب العَرْف، وهي الرَّائحة الطيِّبة. وهي القياس، لأنَّ النَّفس تسكُن إليها. يقال: ماأطيَبَ عَرْفَه. قال الله سبحانه وتعالى: وَيُدْخِلُهُمُ الجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ [محمد 6]، أي طيَّبَها. قال:
إِلا رُبَّ يومٍ قد لَهَوْتُ ولَيْلَةٍ بواضحةِ الخدّين طيِّبة العَرْفِوالعُرْف: المعروف، وسمِّي بذلك لأنَّ النفوس تسكُن إليه. " اهـ
يتبع ...............
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:02 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا فالله تعالى يقسم بمرسلات عرفا , فما هو الشيء الذي يصدق عليه هذا الوصف؟ إذا نحن نظرنا في الواقع وجدنا أن أكثر ما يصدق عليه هذا الوصف هو الرياح , وكذلك نخرج بنفس النتيجة إذا نحن نظرنا في القرآن , فعلى الرغم من أن الله تعالى أرسل أشياءا كثيرة في القرآن مثل الصواعق أو السماء " المطر " أو الحفظة أو شواظ , إلا أن أكثر ما أرسل وينطبق عليه الوصف هو الرياح , فنجد قوله تعالى " َوهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ [الأنعام: 61] , وقوله " َوهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [الأعراف: 57] , وقوله " أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [النمل: 63]
َوقوله " ومِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الروم: 46] " وقوله " اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [الروم: 48] "
إذا حتى الآن يصدق هذا الوصف على الرياح , فإذا نحن نظرنا في الآية التالية وجدناها تزيد المعنى تأكيدا ففيها يقول الله تعالى " فالعاصفات عصفا " ونلاحظ أن الله تعالى عطف الآية على سابقتها بالفاء وليس بالواو مما يفيد أنها نفس الأولى مع حدوث تغير في الحال فقط , أما لو عطف بالواو لأفاد التغير , إذا فالمرسلات عرفا تعصف بعد ذلك عصفا , فيرجح ذلك أن يكون المراد منها الرياح وليس الملائكة , فمعنى العصف معروف بالنسبة للقارئ , ولكن نظرا لأنه قد يعرف مدلولا جزئيا للكلمة نقدم له المدلول الشامل حتى يستطيع أن يكون تصورا شاملا للفظة وكيف تكون في الواقع:
العصف كما جاء في المقاييس:
" العين والصاد والفاء أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على خِفّةٍ وسرعة. فالأوَّل من ذلك العَصْف: ما على الحبِّ من قُشور التّبن. والعَصْف ما على ساق الزَّرع من الوَرَق الذي يَبس فتفتَّت، كل ذلك من العَصْف. قال الله سبحانه: فَجَعَلَهُم كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل 5]، قال بعضُ المفسِّرين: العصف: كلُّ زرعٍ أُكِل حَبُّه وبقي تبنُه.
وكان ابنُ الأعرابي يقول: العَصْف: ورقُ كلِّ نابت. ويقال: عَصَفْتُ الزَّرْعَ، إذا جَزَزْتَ أطرافَه وأكلتَه، كالبقل.
ويقال: مكانٌ مُعْصِف، أي كثير العَصْف. " اهـ
ومن ضمن معانيها في اللسان:
" ... وفي التنزيل: والحبُّ ذو العَصْف والرَّيْحانُ؛ يعني بالعصف ورق الزرع وما لا يؤكل منه، وأَمّا الريحان فالرزق وما أُكل منه، وقيل: العَصف والعَصِيفةُ والعُصافة التّبْن، وقيل: هو ما على حبّ الحِنطة ونحوها من قُشور التبن. " اهـ
فإذا نحن نظرنا في كتاب الله تعالى وجدناه يقول:
" وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ [الرحمن: 12] , َفجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ [الفيل: 5] , هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [يونس: 22]
مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ [إبراهيم: 18]
(يُتْبَعُ)
(/)
وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ [الأنبياء: 81]
فنخرج من هذا أن المقسم بع هو الرياح في الآية الأولى لأنها ترسل متتابعة ثم تصبح بعد ذلك ريحا في الآية التالية لأنها أصبحت عاصفة ويبعد قول من قال أن المراد من ذلك أنها عاصفة في حمل الخير , والراجح أنه المراد منها العاصفة كما يفهمها أي إنسان , تلك الريح التي تعصف بما يقابلها!
إذا فالله تعالى يقسم بقوى خفية من قوى الطبيعة قد تحمل في طياتها الخير والرخاء ولكنها في نفس الوقت قد تتحول إلى عذاب ووبال يحمل في طياته الموت والهلاك , وهذه القوة الطبيعية ليست متحركة بذاتها أو بطريقة عشوائية وإنما هي مرسلة.
ثم ينتقل الحديث بعد ذلك عن صنف آخر بدليل استعماله سبحانه وتعالى الواو , فيقول الله تعالى " والناشرات نشرا " فما هي الناشرات؟
بداهة لفظة النشر هي من الألفاظ المعروفة المألوفة للقارئ ونزيده معرفة فنقول , نشر كما جاء في المقاييس:
" النون والشين والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على فَتْحِ شيء وتشعُّبِه. ونَشَرت الخشبةَ بالمنشار نَشْراً. والنَّشْر الرِّيح الطيِّبة. واكتَسَى البازِي ريشاً نَشَراً. أي منتشِراً واسعاً طويلاً. ومنه نَشَرتُ الكِتاب. خِلاف طويتُهُ. ونَشَر الله الموتَى فَنَشَروا. وأنْشَرَ الله الموتَى أيضاً. قال تعالى: ثُمَّ إذا شَاءَ أَنْشَرَه [عبس 22]، ثم قال الأعشَى: حَتَّى يقولُ الناسُ لمَّا رأوا يا عَجَباً للميِّت الناشرِونَشَرتالأرضُ: أصابها الرَّبيعُ فأنبتت، وهي ناشرة، وذلك النَّباتُالنَّشْر، ويقال إنَّه للرَّاعيةِ رديّ ويقال: بلالنَّشْر: الكلأَ يَيْبَس ثم يصيبُه المطرُ فيخرجُ منه شيءٌ كهيئة الحَلَم، وهو داءٌ ....... " اهـ
وعلى الرغم من سهولة ووضوح المعنى اللغوي فإن الوصف قد ينطبق على أشياء كثيرة , فما هو المرجح لتحديد مدلول من بينها؟ ننظر في كتاب الله تعالى لنر فيه من الذي ينشر؟ فإذا نحن نظرنا في كتاب الله خرجنا باليقين التام أن المراد من الناشرات نشرا هي الملائكة , فنجد قوله تعالى:
" َوإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقاً [الكهف: 16] , وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ [الشورى: 28] , أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ [الأنبياء: 21] , وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الزخرف: 11] , ِإنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ [الدخان: 35] , َبلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفاً مُّنَشَّرَةً [المدّثر: 52] , ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ [عبس: 22] , وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ [التكوير: 10] "
فالنشر كله سواء كان بمعنى احياء الموتي أو نشر الأرض الميتة أو نشر الرحمة كله متعلق بالله عزوجل , والله يجري هذا في الدنيا بواسطة الملائكة. إذا فالناشرات نشرا هن الملائكة والمراد من النشر هنا بداهة هو نشر الأرض الموات ونشر رحمة الله ونشر السحب. وفي استعمال هذا القسم فائدة في الرد على منكري البعث , فكما ينشر الله في الدنيا فكذلك سينشر في الآخرة. وقيل أن المراد من ذلك هو أن الملائكة تنشر أجنحتها عند صعودها أو نزولها! ولم نجد لهذا أصلا في كتاب الله عزوجل وليس له علاقة بالسابق!
وهنا نتوقف لنسأل: أقسم الله بالرياح ثم عاد فأقسم بالملائكة كما تقول , فما العلاقة بينهما وما الغرض من ذلك؟ نقول: نلاحظ كما قلنا أن الله تعالى أقسم بالمرسلات وهي صيغة اسم مفعول تفيد البناء للمجهول , فهذا محفز للتفكر فيمن أرسلها؟ أن من أرسلها هو الله عزوجل بواسطة الملائكة فهي التي ترسل الريح سواء إرسالا لطيفا متتابعا أو سريعا عاصفا! والقاسم المشترك بين الإثنين أن كلاهما قوى خفية لا يراها الإنسان , فلا أحد يرى الريح ولكننا كلنا نشعر بها و بأثرها ونراه , فكذلك الملائكة قد لا نراها ولا نشعر بها ولكنا
(يُتْبَعُ)
(/)
نرى أثرها , فليس كل ما لا يراه الإنسان ليس موجودا! والناظر يجد أن الآيات الخمس ترسم صورة طبيعية متكاملة لدورة الحياة , فالرياح ترسل ثم تشتد فتعصف ثم تأتي الملائكة فتنشر الأرض التي عصفت بها الملائكة ثم تفرق بين ما أنشرته ثم تلقي ذكرا للناس! ومن الممكن القول أن هذه الآيات المتعلقات بالملائكة تكمل المشهد من خلال إشارات إلى الآخرة , فالريح العاصفة إشارة إلى الهلاك ثم يكون النشر بعد ذلك فيحي الناس ثم يفرقون " َويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ [الروم: 14] " ثم تلقي الملائكة ذكرا لكل فريق منهم فتعرفهم مصيرهم وإلى أين منطلقهم فتعذر هذا وتنذر هذا , فهؤلاء في الجنة وهؤلاء في النار!
فالفارقات فرقا: إذا أقررنا أن الناشرات هي الملائكة فحتما الفارقات هي كذلك ويؤيد هذا أيضا النظر في كتاب الله تعالى , فنجده يقول:
" ِفيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 4] , وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة: 50] , َتبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً [الفرقان: 1] , وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء: 106] , َويَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ [الروم: 14] " فالملائكة هي حتما ولزاما التي تقوم بعملية الفرق هذه , ولقد قال السادة المفسرون أن المراد من الفرق أنها تفرق بين الحق والباطل , ولقد اقتربوا في قولهم هذا من المعنى المراد , ونحن نرى والله أعلم أن المراد من ذلك هو ما جاء في سورة الدخان حيث أن الملائكة هي التي تقوم بتسيير الكون بأمر الله تعالى , فيأمرها بفعل كذا وتنظيم كذا وتسيير كذا إلى آخر الأوامر التي تتلقاها الملائكة من الرحمن , فيها تفرق كل شيء.
يتبع ..............
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:03 ص]ـ
ويواصل الله وصف الملائكة فيقول " فالملقيات ذكرا " وبداهة أن الملائكة هي التي تلقي الذكر بدليل قوله تعالى " كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً [طه: 99] , وكذلك قوله تعالى " َفالتَّالِيَاتِ ذِكْراً [الصافات: 3] " فتكرار هذا المعنى في سورة الصافات يؤكد ويحتم أن المراد منها هنا هو الملائكة , كما أشرنا إلى آن الآية الخمسين من السورة تحتم أن يكون المراد من الذكر هنا هو القرآن والذكر وإن كان عاما يصدق على كل ما أوحاه الله ولكن هنا يرجح حصره في القرآن. " عذرا أو نذرا " الناظر في أقوال المفسرين في هذه الآية يجدهم قد حصروها في الاية السابقة لها وهي قوله تعالى " فالملقيات ذكرا " مع أنه من ألأولى أن تعمم فتجعل في الخمس آيات الماضيات , فيكون المعنى أن الله يرسل المرسلات عرفا والعاصفات عصفا والناشرات نشرا والفارقات فرقا والتاليات ذكرا كلها عذرا أو نذرا فكل أفعال الله في الكون إما هي عذر للناس (للمؤمنين منهم , لأن عقابه سبحانه لا يكون إلا على وجه الحكمة , فإذا نزل ببعض المؤمنين في الدنيا كان من الإعذار) وكذلك هوعذر لوقوع العذاب في الآخرة فلقد قدمنا لكم من الدلائل والآيات ولكنكم لم تؤمنوا فتستحقون العذاب: " وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأعراف: 164] , فَيَوْمَئِذٍ لَّا يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ [الروم: 57] "
فهي عذرا أو نذرا لهم , فالمؤمن والكافر ينبغي عليهم أن ينذروا بما يحدث للآخرين ويتذكروا ويتفكروا ويعلموا أن الله هو المسيطر على الكون كله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا فالله تعالى يقدم للإنسان صورة بديعة متمثلة في حركة الرياح المرسلة من عند الله ودورها في الإعمار وكذلك في الهدم والهلاك ثم يستكمل الصورة بدور الملائكة في النشر وإحياء ما مات وتفريق كل أوامر الكون وتنظيمها من أجل الإنسان ومصلحته ثم يصل الأمر إلى ذروته بإلقاء الذكر للإنسان من أجل هدايته ثم يدقم له علة هذه الصورة كذلك حتى لا يظل عقله مضطربا حائرا في تفسيرها أو تبريرها. فمن أجل ماذا يقدم الله تعالى هذا كله؟
يقدم الله تعالى هذا كله ليقول للبشر: " إنما توعدون لواقع " فهذه الجملة هي جواب المقسمات الخمس , فما وعد الله به البشر في الذكر " فالملقيات ذكرا " واقع واقع , ولكن ما هو الموعود؟
الناظر في الآية يجد أن المذكور عام " ما توعدون " فيصدق على كل وعد أتى في الذكر , ولكن الناظر في السورة يجد أنها من أولها إلى آخرها تحتم أن يكون المراد من الوعد هو البعث والفصل بين المنشرين إلى النار أو إلى الجنة! فالسورة كلها رد على من ينكر البعث أو أن يكون هناك جنة أو نار! لذلك توعد الله هؤلاء المنكرين لهذه المسألة بقوله " ويل يومئذ للمكذبين "!
وبعد هذه الآية يبدأ التداخل البديع لهذه السورة والذي أرهق كثيرا من المفسرين في استخراج وحدتها , فبدلا من أن يبدأ القرآن في ذكر بعض الأدلة على وقوع هذه اليوم بدأ في ذكر بعض النصائح و الإرشادات والتعريفات للكافرين , و بدأ هنا بتعريفهم بوقائع من التي تقع في اليوم الآخر وباقي النصائح المتعلقة بالدنيا ستأتي في آخر السورة , فيبدأ هنا بذكر أحداث في يوم الفصل من باب التعريف بها ضمنا ومن أجل إرشاد المكذبين إلى مصيرهم في يوم الفصل , فهذه الأربعة ليست علامات ليوم القيامة وإنما هي أحداث تكون فيها , تُذكر من أجل أمر معين سنوضحه , فقال لهم عندما يحدث هذا افعلوا ما سنأمركم به: " فإذا النجوم طمست " والطمس معلوم وهو كما جاء في المقاييس:
" الطاء والميم والسين أصلٌ يدلُّ على محوِ الشيء ومسحِهِ. يقال طَمَسْتُ الخَطَّ، وطَمست الأثرَ. " اهـ وكما جاء في دعاء سيدنا موسى " ربنا اطمس على أموالهم " فتطمس النجوم ويذهب نورها فلا ترى , " وكذلك " وإذا السماء فرجت " والفرجة معروفة وهيأصل يدل على تفتح في الشيء , ومن ذلك قول الله تعالى " إذا السماء انشقت " , " وفتحت السماء فكانت أبوابا " وكذلك " وإذا الجبال نسفت "والنسف معروف للقارئ المعاصر , وقيل أن المراد من النسف هو القلع من الأصول , يقال: نسف البناء إذا قلعه من أصوله , ولكن الصحيح هو ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند سماعه للنسف ويؤيد هذا ما جاء في الكتاب العزيز في وصف أحوال الجبال يوم القيامة فيقول الله تعالى فيها: {وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً} [الواقعة: 5] {وَكَانَتِ الجبال كَثِيباً مَّهِيلاً} [المزمل: 14] {فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّى نَسْفاً} [طه: 105] كما قال في حق عجل قوم موسى: " لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا " وكذلك " وإذا الرسل أقتت " الرسل هم هنا لا محالة رسل البشر لأن كلمة الرسل لم تأت في القرآن إلا مع الرسل من البشر مثل رسولنا الكريم , فالآية تقول " وإذا الرسل أقتت " أي حدد لهم الوقت الذي يأتون فيه للشهادة على أقوامهم ويصدق هذا قوله تعالى " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [يونس: 47] " فلقد أقت للرسل ميعاد لكي يأتوا فيه ليشهدوا على أقوامهم وهذا الميعاد هو يوم الفصل بين الناس , " ليوم الفصل " ومن هذا نخرج بأن يوم الفصل ليس المراد منه اليوم الآخر بأكمله أو هو اسم من أسمائه وإنما هو اسم لموقف معين فيها , كما أن باقي الأسماء توصيف معين لموقف فيها , فيوم الحشر غير يوم القيامة! فيوم الحشر هو يوم الحشر ويوم القيامة هو يوم القيامة! وهكذا. ثم عظم الله تعالى هذا اليوم فقال " وما أدراك ما يوم الفصل " ولم يذكر الله تعالى هذه الآية فقط ليشير إلى التفخيم وإنما سيوضحها لنا الله تعالى في آيات لاحقات. والعجيب أن السادة المفسرون لعدم ربطهم الآيات ببعضها رأينا لهم أفهاما عجيبة في هذه الآية , فنجد الإمام الفخر الرازي يقول في تفسير آية " وإذا الرسل أقتت ":
(يُتْبَعُ)
(/)
" في التأقيت قولان: الأول: وهو قول مجاهد والزجاج أنه تبيين الوقت الذي فيه يحضرون للشهادة على أممهم، وهذا ضعيف (!! وهو الصحيح بإذن الله)، وذلك لأن هذه الأشياء جعلت علامات لقيام القيامة، (النص لا يقول بهذا بل هي في يوم القيامة ومذكور لغاية) كأنه قيل: إذا كان كذا وكذا كانت القيامة، ولا يليق بهذا الموضع أن يقال: وإذا بين لهم الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم قامت القيامة لأن ذلك البيان كان حاصلاً في الدنيا ولأن الثلاثة المتقدمة هي الطمس والفرج والنسف مختصة بوقت قيام القيامة، فكذا هذا التوقيت يجب أن يكون مختصاً بوقت قيام القيامة القول الثاني: أن المراد بهذا التأقيت تحصيل الوقت وتكوينه، وهذا أقرب أيضاً إلى مطابقة اللفظ، لأن بناء التفعيلات على تحصيل تلك الماهيات، فالتسويد تحصيل السواد والتحريك تحصيل الحركة، فكذا التأقيت تحصيل الوقت ثم إنه ليس في اللفظ بيان أنه تحصيل لوقت أي شيء، وإنما لم يبين ذلك ولم يعين لأجل أن يذهب الوهم إلى كل جانب فيكون التهويل فيه أشد فيحتمل أن يكون المراد تكوين الوقت الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم وأن يكون هو الوقت الذي يجتمعون فيه للفوز بالثواب، وأن يكون هو وقت سؤال الرسل عما أجيبوا به وسؤال الأمم عما أجابوهم، كما قال: {فَلَنَسْئَلَنَّ الذين أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المرسلين} [الأعراف: 6] وأن يكون هو الوقت الذي يشاهدون الجنة والنار والعرض والحساب والوزن وسائر أحوال القيامة، وإليه الإشارة بقوله: {وَيَوْمَ القيامة تَرَى الذين كَذَبُواْ عَلَى الله وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ}. اهـ
فانظر كيف أن عدم وجود تصور كامل للسورة يؤدي إلى تخبط ما بعده تخبط , وتتبع باقي تفسيره للآيات التاليات فسترى قولا عجيبا , ونظرا لوقوع الخطأ منه في أول الأمر كان لا بد لهذا الخطأ أن يتواصل فنجده يقول بعد ذلك:
" أين جواب قوله: {فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ}؟ الجواب: من وجهين أحدهما: التقدير: إنما توعدون لواقع، إذا النجوم طمست، وهذا ضعيف، لأنه يقع في قوله: {فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ}، الثاني: أن الجواب محذوف، والتقدير {فَإِذَا النجوم طُمِسَتْ} وإذا وإذا، فحينئذ تقع المجازاة بالأعمال وتقوم القيامة. " اهـ
وكلا القولين ضعيف وتقول على الله يغير علم , فجواب الشرط موجود في السورة كما أن الرد على قوله تعالى " وما أدراك ما يوم الفصل " موجود كذلك , ولكنهم لا ينظرون إلا في الآية تلو الأخرى! فإذا نحن نظرنا في السورة وجدنا أن جواب الشرط لقوله تعالى " فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَاالْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ وُقِّتَتْ (11) لأَيِّ يَوْمٍأُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ " هو قوله تعالى " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب " فهذا هو جواب الشرط , فالآيات تقول للمكذبين المنكرين للبعث بعد أن أخبرتهم أن ما يوعدون به واقع: إذا حدث كذا وكذا فانطلقوا إلى النار التي كنتم بها تكذبون , وكما قلنا فلقد بدأ القرآن بتوجيه المكذبين إلى النار قبل عرض الأدلة على الوقوع – والتي سنعرض لها حالا – كأنه يشير بذلك إلى حتمية وقوع هذا الأمر وأنه لا يحتاج إلى تدليل ويقول لهم: إذا وقع فاعملوا كذا وكذا. أما الجواب على قوله تعالى " وما أدراك ما يوم الفصل " فهو قوله تعالى " هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ (35) وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ (36) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (37) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِجَمَعْنَاكُمْ وَالأَوَّلِينَ (38) فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ " فالله نعم يفخم هذا اليوم ولكنه يعود فيوضح للرسول كنه هذا اليوم بهذه الآيات.
وبعد أن يتوعد الله تعالى المكذبين فيقول لهم " ويل يومئذ للمكذبين " والملاحظ كما قلنا أن هذه الآية تكررت في السورة عشر مرات وفي هذا إشارة إلى أن التوعد حق للرحمن , فلقد أرسل إلى عباده النذر المتتاليات الجلي منها والخفي ولكنهم كذبوا وعاندوا فلذلك يستحقون الويل في هذا اليوم.
يتبع ............
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:05 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
" ألم نهلك الأولين " يبدأ الله تعالى هنا في التدليل على وقوع البعث والفصل بين المبعوثين إلى جنة ونار فيذكر تصديقا لقوله السابق " إنما توعدون لواقع " ثلاثة استدلالات يرد بها على المكذبين لهذا , ويبدأ هذه الاستدلالات بوقوع هذا الأمر فعليا وجزئيا في الدنيا , فليس الأمر من الغيبيات التي تشككون فيها , فيقول لهم " ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين " فعملية الإهلاك والاتباع مما يراها الإنسان في حياته , فلقد رأينا نحن بأعيننا مثلا عملية إهلاك أمم ثم اتباعها بآخرين وإحيائها (ألمانيا على سبيل المثال) , وبداهة ستأتي الإجابة ببلى , فلقد أهلك الله الأولين لما كذبوا وعاندوا الرسل فاستحقوا الهلاك , - ومن يشكك في هذا يأمره الله تعالى بالسير في الأرض في آيات كثيرات نذكر منها: " قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ [آل عمران: 137] " -, ثم إن عملية الإهلاك ذاتها مستمرة حتى قيام الساعة , لذلك قال الله تعالى " ثم نتبعهم " فاستعمل صيغة المضارعة ليدل على استمرارها وهذه لا يشكك فيها إلا الملاحدة الذين ينسبون الفعل إلى الطبيعة أو إلى العبثية أو إلى الصدفة! إذا فكما أهلكنا الأولين والآخرين " كذلك نفعل بالمجرمين " فليس الأمر عسير أو جديد بل هو فعل مكرور وفي هذا اليوم , يوم الإهلاك " ويل يومئذ للمكذبين ". إذا الاستدلال الأول هو وقوع الأمر جزئيا في الدنيا , ثم يأتي الاستدلال الثاني وهو قوله تعالى " ألم نخلقكم من ماء مهين؟ فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم " السادة المفسرون على أن المراد من الآية هنا هو خلق الإنسان في بطن أمه ويرون أن المراد من القرار المكين هو رحم الأم , حيث يتمكن الحيوان المنوي منه ويصبح مستقرا له , أما القدر المعلوم فهو ساعة الولادة , وهذا القول محتمل وإن كنا نرى أن المراد من ذلك هو خلق الإنسان الأول حيث خلق كذلك من ماء مهين وضع في أرحام أرضية ومنها خرج الإنسان كاملا أما القدر فهو إما تحويله من ماء مهين إلى حالة أخرى أو خروجه من الأرض [1]. " فقدرنا فنعم القادرون " أي فقدرنا على خلقه وتكوينه وإنشاءه وقيل أنه من التقدير أي تقدير الأجل أو الموت وهو بعيد , فالآية تمدح القادر فكيف يكون ذلك فيمن يميت أو يحدد , أما في القدرة فمقبول. " ويل يومئذ للمكذبين " ما هو عود "يومئذ " هنا؟ نقول هي والله أعلم عائدة إلى يوم البعث وهو ليس يوم الفصل , ففي يوم الفص يفصل بين الناس , أما في يوم البعث فيبعث الناس , أما الدليل على ترجيح كونها راجعة إلى البعث فهو أن الآيات السابقات تتكلم على قدرة الله تعالى على الخلق في المرة الأولى فمن قدر عليه مرة يقدر عليه أبدا! إذا فالاستدلال الثاني هو أن من يقدر على الشيء مرة يقدر عليه دوما , أما الاستدلال الثالث فهو قوله تعالى " أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (25) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (26) وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا (27) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (28) "
وقبل أن نبدأ في التعرض لاستدلال الله عزوجل بهذه الآيات لا بد من التوقف مع قوله تعالى " كفاتا " فما المراد من الكفت؟ إذا نحن نظرنا في المقاييس وجدناه يقول: " الكاف والفاء والتاء أصلٌ صحيح، يدلُّ على جَمْعٍ وضمّ. من ذلك قولهم: كفَتُّ الشَّيءَ، إذا ضممتَه إليك. ..... وأمَّا قولهم إنّ الكَفْتَ: صرفُكَ الشّيءَ عن وجهه فيَكْفِتُ أي يرجع، فهذا صحيح، "اهـ
وهي كما جاء في اللسان: " الكَفْتُ: صَرْفُكَ الشيءَ عن وَجْهه. كَفَته يَكْفِتُه كَفْتاً فانْكَفَتَ أَي رَجَعَ راجعاً. وكَفَتَه عن وَجْهه أَي صَرَفه. "
والعجيب أن الناظر في أقوال المفسرين يجدهم أنهم قد أضاعوا الاستدلال العظيم الذي ذكره الله عزوجل , فأتوا بقول آخر ماسخ المعنى والدلالة مخالف للفظ الآية التالية لها فجعلوا أنه كان من الأولى أن تكون بشكل آخر! , فنجدهم يقولون في تفسيرهم! لهذه الآية كما جاء عند الفخر الرازي في تفسيره – وهم كلهم تقريبا مجمعون على هذا الأمر -:
(يُتْبَعُ)
(/)
" ... ثم في المعنى وجوه أحدها: أنها تكفت أحياء على ظهرها وأمواتاً في بطنها والمعنى أن الأحياء يسكنون في منازلهم والأموات يدفنون في قبورهم، ولهذا كانوا يسمون الأرض إما لأنها في ضمها للناس كالأم التي تضم ولدها وتكفله، ولما كانوا يضمون إليها جعلت كأنها تضمهم وثانيها: أنها كفات الأحياء بمعنى أنها تكفت ما ينفصل الأحياء من الأمور المستقذرة، فأما أنها تكفت (الأحياء) حال كونهم على ظهرها فلا وثالثها: أنها كفات الأحياء بمعنى أنها جامعة لما يحتاج الإنسان إليه في حاجاته من مأكل ومشرب، لأن كل ذلك يخرج من الأرض والأبنية الجامعة للمصالح الدافعة للمضار مبنية منها ورابعها: أن قوله: {أَحْيَاء وأمواتا} معناه راجع إلى الأرض، والحي ما أنبت والميت مالم ينبت، بقي في الآية سؤالان:
الأول: لم قيل: {أَحْيَاء وأمواتا} على التنكير وهي كفات الأحياء والأموات جميعاً؟ الجواب: هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل: تكفت أحياء لا يعدون، وأمواتاً لا يحصرون. " اهـ
وهنا لم يذكر لنا السادة المفسرون بعلاقة هذه الآية بالاستدلال على البعث , ولكن إذا نحن فهمنا الآية كما ينبغي , وكما ذكر الإمام الفخر احتمالا – ولم يأخذ به - في الوجه الرابع وهو أن المراد من أحياءا وأمواتا هو الأرض فنكون قد أخرجنا وجه الاستدلال بها , ونوضح للقارئ فنقول:
الكفت كما جاء في اللسان صرفك الشيء عن وجهه ورده , والكفات جمع كافتة , فالله تعالى يسأل الإنسان: ألم نجعل الأرض كفاتا؟ قطعا متقلبات نغيرها من حال إلى حال , أحياءا وأمواتا؟ فمنها ما هو حي (ولكونها كفاتا فسيموت هو الآخر ثم يحي وهكذا) ومنها ما هو ميت وسنحييه هو الآخر لأنه كفات! والحي من الأرض هو الذي ينبت والميت ما لا ينبت وليس ما قالوه ومن أجله أرادوا أن يجعلوا الآية هكذا: "كفات الأحياء والأموات! "
فالله تعالى يذكر الإنسان بما تراه عيناه من تقلب الأرض بين الإماتة والإحياء ويذكره كذلك بأنه جعل فيها رواسي شامخات أي جبال مرتفعات عاليات وأسقيناكم ماءا فراتا. ولكن ما العلاقة بين الجبال الشامخات والأرض الكفات؟ الناظر يجد أن ما يصدق على الأرض يصدق على الجبال بشكل أو بآخر , ويذكره الله عزوجل أن هذه الجبال الشامخات المتكبرات التي يحسبها الإنسان باقية لا تفنى أو لا تتغير سيكون لها موقفا آخر " وإذا الجبال نسفت " فهي أرضا خاضعة لمسألة الهلاك! وأسقيناكم ماءا فراتا والماء الفرات هو أشد الماء عذوبة فالله تعالى يذكرنا بأنه أسقانا ماءا فراتا , والحق يقال أني كنت قد توقفت في هذه الآية فما علاقتها بسابقتها أو بالسورة عامة؟ ثم فتح الله علي فيها , فأولا يمكننا القول كما يقول أنصار التفسير العلمي أن للجبال دور في سقوط الأمطار , فعندما ترتطم الرياح المرسلات بالجبال الشامخات تسقط الأمطار فيشرب ماءا فراتا , لذلك حسن مجيء السقيا بعد الجبال , ولكن الناظر يجد أن النسق العام للسورة هو ذكر التقليبات والتغيرات في الأحوال , فالجبال الشامخات هذه لم تكن في مبتدأ الأمر هكذا ولكنها ظهرت وخرجت عندما أرساها الله عزوجل وكذلك هذا الماء الفرات كان ماءا ثم تحول إلى بخار ثم عاد مرة أخرى ماءا , فمن يرى مثلا بحيرة قد جف ماءها ييأس أن تمتلئ مرة أخرى ولكن دورة الطبيعة التي أوجدها الله دائرة فتسير الرياح المرسلات بالسحاب المنشورات بيد الملائكة الفارقات فينزل الماء فيشرب الإنسان وتتكون البحيرة مرة أخرى , وهكذا الإنسان فهو كذلك خاضع لدورة الكفت , فهو سيموت ثم يحي كما أحييت الأرض بعد موتها " يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ [الروم: 19] " وله في الجبال الشامخات وفي دورة الماء في الطبيعة خير عبرة وعظة لعوده مرة أخرى يوم البعث , فكما عاد هؤلاء وتقلبوا سيعود ويقف بين يدي الله عزوجل. " ويل يومئذ للمكذبين " ففي هذا اليوم الذي سيدخل فيه المؤمنون الجنة , حيث نجد الإشارة في قوله تعالى " وأسقيناكم ماءا فراتا " فهذا من نعيم الله على خلقه!
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا فالله تعالى استدل لخلقه على البعث بثلاث من الأدلة: الحدوث الجزئي الواقعي للإهلاك , ثم دليل منطقي وهو وأن القادر مرة قادر أبدا و أخيرا الحدوث الجزئي الواقعي للبعث والإحياء , فها هي أدلة واقعات أمام عينك أيها الإنسان , فماذا أنت قائل؟
[1] لمزيد من التوضيح في هذه المسألة يرجى مراجعة نظريتنا في خلق الإنسان المنشورة على موقعنا www.amrallah.com
يتبع ......................
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:06 ص]ـ
وبعد أن عرض الله تعالى الأدلة الواقعات على وقوع الموعود به , يبدأ في استكمال توجيهه للمكذبين في يوم الفصل , فبعدما أن قال لهم:
" فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ وُقِّتَتْ (11 (يقول لهم هنا " انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون "
فيأمرهم بالانطلاق إلى النار, وعلى الرغم من أن النار ليس لها ذكر صريح في السورة إلا أن الإشارات والدلائل على أن المراد منها هو النار أكثر من واضحة , ففي غير السورة قال الله تعالى "هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [الطور: 14] " ويقول " .... وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ [سبأ: 42] " , ثم إن هذا الذي كانوا به يكذبون " ترمي بشرر كالقصر " , فيفهم بداهة أن المراد من ذلك ليس عاما وإنما هو النار , فيقول الله تعالى لهم: انطلقوا إلى النار التي كنتم بها تكذبون! انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب , ما المراد من الظل ذي ثلاث شعب؟
اختلف المفسرون في المراد من هذا الظل , فقالوا كما جاء في مفاتيح الغيب:
" وقوله: {إلى ظِلّ} يعني دخان جهنم كقوله: {وَظِلّ مّن يَحْمُومٍ} [الواقعة: 43] ثم إنه تعالى وصف هذا الظل بصفات:
الصفة الأولى: قوله: {ذِى ثلاث شُعَبٍ} وفيه وجوه أحدها: قال الحسن: ما أدري ما هذا الظل، ولا سمعت فيه شيئاً وثانيها: قال قوم المراد بقوله: إلى ظل ذي ثلاث شعب كون النار من فوقهم ومن تحت أرجلهم ومحيطة بهم، وتسمية النار بالظل مجاز من حيث إنها محيطة بهم من كل جانب كقوله: {لَهُمْ مّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مّنَ النار وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} (ولكن هذا في الظلل وهي جمع ظلة وليست ظل) [الزمر: 16] وقال تعالى: {يَوْمَ يغشاهم العذاب مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [العنكبوت: 55] وثالثها: قال قتادة: بل المراد الدخان وهو من قوله: {أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا} [الكهف: 29] وسرادق النار هو الدخان، ثم إن شعبة من ذلك الدخان على يمينه وشعبة أخرى على يساره، وشعبة ثالثة من فوقه. وأقول هذا غير مستبعد لأن الغضب عن يمينه والشهوة عن شماله، والقوة الشيطانية في دماغه، ومنبع جميع الآفاق الصادرة عن الإنسان في عقائده، وفي أعماله، ليس إلا هذه الثلاثة، فتولدت من هذه الينابيع الثلاثة أنواع من الظلمات، ويمكن أيضاً أن يقال: ههنا درجات ثلاثة، وهي الحس والخيال، والوهم، وهي مانعة للروح عن الاستنارة بأنوار عالم القدس والطهارة، ولكل واحد من تلك المراتب الثلاثة نوع خاص من الظلمة ورابعها: قال قوم: هذا كناية عن كون ذلك الدخان عظيماً، " اهـ
نقول: الملاحظ أن الآية قالت ظل وهم قالوا بشيء غير ذلك , وذلك لتحيرهم ولعدم رؤيتهم أو معرفتهم بوجود ظل متشعب , ولكن كيف يكون هذا الظل المتشعب؟ نقول الله أعلم ,فلا يستطيع أحد أن يجزم أن المراد من الظل ذي ثلاث شعب هذا هو شيء محدد , فالآية وإن كانت واضحة المعنى لألفاظها ولها تصورها الواضح في الذهن ولكن لا يستطيع المرء أن يجزم بأن هذا سيكون هو الحال في الآخرة , ولكنا نعرضه للقارئ من باب أن هذا التصور تنطبق عليه الآية:
بادئ ذي بدأ نعرف القارئ بمعنى الشعب , وهي وإن كانت معروفة المعنى ولكن نزيدها تحديدا , فنقول: الشعب جمع شعبة وأصلها شعب , وهي كما جاء في المقاييس:
" الشين والعين والباء أصلان مختلفان، أحدهما يدلُّ على الافتراق، والآخر على الاجتماع. ثمَّ اختلف أهلُ اللغة في ذلك، فقال قومٌ: هو من باب الأضداد. (أي أنها تأتي بالمعنى وضده) وقد نصَّ الخليلُ على ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال آخرون: ليس ذلك من الأضداد، إنّما هي لغات. قال الخليل: من عجائب الكلام ووُسْع العربيَّة، أنَّ الشَّعْب يكون تفرُّقاً، ويكون اجتماعاً.
وقال ابن دريد: الشَّعب: الافتراق، والشَّعْب: الاجتماع.
وليس ذلك من الأضداد، وإنّما هي لغةٌ لقوم. فالذي ذكرناه من الافتراق.
وقولهم للصَّدْعِ في الشيء شَعْب. ومنه الشَّعْب: ما تشعّبَ من قبائل العرب والعجم، والجمع شعوب. قال جل ثناؤه: وَجَعلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ [الحجرات 13]. ويقال الشَّعب: الحَيُّ العظيم. قالوا: ومَشعب الحقّ: طريقُه. قال الكميت:
فما لِيَ إلاَّ * آلَ أحمدَ شيعةٌ وما لي إلاّ مَشعَب الحقِّ مَشْعَبُ
ويقال: انشعبت بهم الطُّرق، إذا تفرَّقَتْ، وانشعبت أغصانُ الشجرة. فأمَّا شُعَب الفَرَس، فيقال إنَّه أقطارُهُ التي تعلُو منه، كالعنق والمَنْسِج، وما أشرف منه. قال: ويقال ظبيٌ أشعبُ، إذا تفرَّق قرناه فتبايَنَا ببينونةً شديدة. قال أبو دُؤاد:
وقُصْرَى شَنجِ الأنسا ءِ نَبّاحٍ من الشُّعْبِ
والشِّعب: ما انفرَجَ بين الجبلَين. وشَعوبُ: المنِيّة؛ لأنَّها تَشعَب، أي تفرِّق.
ويقال شَعبتْهم المنيّة فانشعبوا، أي فرّقتْهم فافترقوا. والشَّعِيب: السِّقاء البالي، وإنَّما سمِّي شَعِيباً لأنَّهُ يَشْعَب الماء الذي فيه، أي لا يحفظُهُ بل يُسيله. قال: قال ابن دريد: "وسمِّي شعبانُ لتشعُّبِهم فيه، وهو تفرُّقُهم في طلب المياه".
وفي الحديث: "ما هذه الفُتْيا التي شعَّبت الناس؟ ". أي فرّقتهم.
وأما الباب الآخر فقولهم شَعَبَ الصَّدْعَ، إذا لاءمَه. وشَعَبَ العُسَّ وما أشبهه.
ويقال للمِثْقَب المِشْعَب. وقد يجوز أن يكون الشَّعْب الذي في باب القبائل سمِّي للاجتماع والائتلاف. اهـ
والذي أراه أن التشعب هو بمعنى التشعب أو التفرع بلغتنا المعاصرة , فلكي يحدث تشعب لا بد من وجود أصل واحد يتشعب منه المتشعبون , لذلك لا بد من حدوث التجمع والافتراق وليس في الأمر عجب , فهذا ما نراه مثلا في الشجرة ففيها أصل واحد ومنها يتشعب الفروع وكذلك في البحر يتشعب منه الخلجان , فإذا نحن نظرنا إلى الآية الموجودة بين أيدينا وجدنا أنها تشير إلى وجود أكثر من مصدر للضوء في هذا اليوم والله أعلم بكيفية وجود مصادر الضوء هذه , وعند وجود هذه المصادر المتعددة المختلفة يتكون هناك ظل ثلاثي الشعب , ونزيد الصورة توضيحا وتقريبا للقارئ فنقول:
لقد أصبحنا نرى هذا المشهد من الظل في أيامنا هذه , فلاعب كرة القدم في الملعب له أربعة ظلال لوجود كشافات في الاتجاهات الأربعة , ومن المعلوم أن الظل يتكون من وقوع الضوء على جسم فتحدث عملية حجب للضوء عن المساحة خلف هذا الجسم لأن الجسم حجب الضوء عنها ويظهر الظل متشكلا بشكل الجسم الحاجب للضوء , أما في حالة وجود مصادر الضوء في الاتجاهات المختلفة فإنا نرى ظلا فعلا ولكن هذا الظل يكون رفيعا نحيلا لا يجدي ولا ينفع. لذا فإن تصوري للمشهد يوم القيامة أنه مماثل لما نراه في أيامنا هذه من وجود مصادر مختلفة للضوء وليس مصدرا واحدا , ونذكر القارئ أن الله تعالى قال: " َيوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ [إبراهيم: 48] " فالكون يوم القيامة كون غير كوننا هذا , فالله أعلم بمصادر الضوء فيه. ولكن لم سيكون الظل ذا ثلاث شعب لم ليس أربع؟ نقول والله أعلم لأن الاتجاه الرابع هو جهنم ومن هذا الاتجاه لا يأتي أي ضوء وإنما تأتي الأضواء من الاتجاهات الأخرى , لذلك كان الضوء ذا ثلاث شعب وليس أربع والله أعلم.
ولوجود الضوء من اتجاهات مختلفة فُقدت فائدة الضوء لذلك قال الله تعالى " لا ظليل ولا يغني من اللهب ". ثم يصف الله تعالى النار التي كذبوا بها فيقول: " إنها ترمي بشرر كالقصر " والشرر معروف وهو ما يتطاير من النار , ولكن هل المراد من القصر هو البناء العظيم المعروف؟ الناظر يجد أن بعض المفسرين قالوا أن المراد من القصر هو البناء الكبير المعروف! ولست أدري ما العلاقة بين القصر وشرر جهنم؟! فالقصر في الفكر البشري كله رمز للنعيم والثراء , فكيف يشبه به نار جهنم؟! أما إذا أراد التشبيه في الحجم فهناك الكثير من المشبهات والتي تناسب هذا الموقف! ثم إن السادة القائلين بهذا القول غفلوا عن أن القصر مشبه به بالنسبة للشرر وهو جمع وكذلك هو مشبه بالجمالات الصفر وهي جمع فكيف يأتي مفرد بين جمعين ويكون مشتركا بينهما؟! الراجح أن المراد إذا من القصر هنا هو صيغة جمع وليس اسما مفردا , فإذا نحن نظرنا اللغة وجدنا أن القصر جمع قصرة , كما أن التمر جمع تمرة! فما هي القصرة؟
القصرة هي الواحد من الحطب الجزل الغليظ وقيل أن المراد منها أصول النخل أو الشجر،ولقد روي عن ابن عباس " قال عبد الرحمن بن عابس: سألت ابن عباس عن القصر فقال: هو خشب كنا ندخره للشتاء نقطعه وكنا نسميه القصر " وبغض النظر عن كونه حطب غليظ أو أصول الشجر فالمعنى واضح وهو أن شرارة النار والتي هي شيء حقير في الدنيا مثل أصل الشجرة , ومن المعلوم بداهة وجود علاقة بين الشجر والنار. إذا فالمراد من القصر هو جمع وليس مفرد وهو نبات والنبات يستعمل في الإيقاد , فهناك علاقة بين القصر والشرر , وكذلك فإنه من الممكن أن يشبه هذا القصر بالجمالات الصفر والمراد من الجمالات الصفر جمع جمل أو جمالة وهي الحيوان المعروف وقيل أن المراد منها حبال السفن الغليظة والأرجح والله أعلم أن المراد من ذلك الحيوان لا الحبال , لأن الحيوان فيه حركة واندفاع كما يكون من الشرر بخلاف الحبال الخاملة , والناظر في أقوال المفسرين في الصفر يجد أنهم يميلون إلى جعلها مسودة وليست صفراء!
يتبع ......................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[13 Jun 2008, 09:07 ص]ـ
ولقد رد عليهم الإمام الفخر الرازي فقال:
" أما قوله: صفر فالأكثرون على أن المراد منه سود تضرب إلى الصفرة، قال الفراء: لا ترى أسود من الإبل إلا وهو مشوب صفرة، والشرر إذا تطاير فسقط وفيه بقية من لون النار كان أشبه بالجمل الأسود الذي يشوبه شيء من الصفرة. وزعم بعض العلماء أن المراد هو الصفرة لا السواد، لأن الشرر إنما يسمى شرراً ما دام يكون ناراً، ومتى كان ناراً كان أصفر، وإنما يصير أسود إذا انطفأ، وهناك لا يسمى شرراً، وهذا القول عندي هو الصواب." اهـ
إذا فالله تعالى يوضح للمكذبين عظم مقدار النار وكيف أن شررها كالقصر وكيف أنه متتابع ذو لون أصفر مثل الجمال وفي هذا اليوم الذي يذهبون فيه إلى النار " ويل يومئذ للمكذبين ".
ثم يعود الله تعالى إلى تحديد يوم الفصل للرسول , فبعد أن قال له: " وما أدراك ما يوم الفصل " يقول له هنا " هذا يوم لا ينطقون " ففي هذا اليوم لا ينطق المكذبين , ونذكر بأن اليوم الذي لا ينطق فيه المكذبين ليس طيلة اليوم الآخر ولكنه يوم الفصل , والمشكلة أن السادة المفسرين لما جعلوا يوم الحساب ويوم الفصل ويوم القيامة ويوم البعث ويوم الحشر أسماءا مترادفات لليوم الآخر تخبطوا وأوجدوا تعارضات في النص القرآني حاولوا هم أن يردوها , فقالوا أن المراد مثلا هنا أنهم لا ينطقون بحجة أو بشيء نافع ليوفقوا بين قوله تعالى " ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [الأنعام: 23] " وقوله " يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً [النساء: 42] " ولكن الآية واضحة فهي تقول: " هذا يوم لا ينطقون " والمعروف أن النطق أقل في الكم والكيف من الكلام والقول , فالآية نفت أن يخرج منهم أي صوت , فكيف نجعل مراد الآية أنهم لم يقولوا قولا نافعا؟!
أما على فهمنا نحن فلا تعارض, فيوم الفصل يكون بعد يوم البعث والذي يكون بعده يوم الحشر ثم يكون يوم الحساب ثم يكون يوم الفصل , وفي يوم الفصل حيث يقاد المكذبين إلى النار ويكون المؤمنون في الجنة!
إذا فيوم الفصل يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون فلا محاجة ولا جدال ولا إذن أساسا حتى بالإقرار من أجل الاعتذار , لأن الله تعالى قد ألغى حجة الإنسان بما أرسل إليه من النذر والرسل البشرية والطبيعية , وتذكر أول السورة إلى الآية السادسة , ففي هذا اليوم " ويل يومئذ للمكذبين " , " هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين " أي أنكم مجمعون أيها المكذبون أنتم والأولين , فكما أهلكنا الأولين ثم أتبعناهم الآخرين فكذلك نجمعهم كلهم يوم القيامة فلا يغيب عنا أحد. " فإن كان لكم كيد فكيدون " فالله تعالى يقول للمكذبين: ها أنتم مجمعون مع أقرانكم منذ قيام الساعة , فماذا أنتم فاعلون بتجمعكم هذا وهل هو مفيدكم في شيء؟ هل لا يزال لديكم نفس التفكير الأحمف " أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ [القمر: 44] "؟ فكلكم موجودون مجموعون ولكن لا ينفعكم ذلك في شيء , ففي هذا اليوم يوم لا ينفعكم مكركم ولا كيدكم ولا جمعكم " ويل يومئذ للمكذبين "
وكعادة القرآن دوما في استكمال الصورة , فإذا ذكر أهل النار يذكر أهل الجنة فيقول: " إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (41) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (42) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (43) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (44) " فهناء الجنة هناء أبدي غير منقطع , ونلاحظ المقابلة البديعة التي أجراها القرآن بين أهل النار وأهل الجنة , فعندما قال لهم " انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب " قال هنا في حق المؤمنين " إن المتقين في ظلال وعيون " فهم في ظلال وليس ظل كما أنهم في عيون حيث يتوفر الشراب والرخاء بخلاف من في النار , فكل أيها المؤمن واشرب كما يحلو لك بما كنت تعمل , فهكذا نجزي المحسنين! فبسبب إحسناك كان الجزاء وبسبب تكذيب الآخر كان العقاب. وفي هذا اليوم أي يوم أن يكون المؤمنون في الجنة " وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (45) " فهم في النار يصلون سعيرها!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن عرض الله موقف المكذبين والمؤمنين في يوم الفصل عاد فذكر لهم الإرشادات والنصائح المخوفة في الدنيا استكمالا لما ذكره في قوله " إنما توعدون لواقع , فإذا النجوم طمست .... " فهناك ذكر أحداث الآخرة وهنا يعود فيقول لهم: " كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون " وهذا مصداق قوله تعالى "و َإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [البقرة: 126] " فمهما طالت أعماركم فهي قصيرة وأنتم ميتون وبعد الموت سيقع ويكون ما نحن به مخبرون , وعند موتكم " ويل يومئذ للمكذبين " " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " قيل أن المراد من الركوع هنا هو الركوع المعروف في الصلاة ولكن هذا بعيد والأرجح أن المراد من الركوع هو الخضوع والخشوع لله , فإذا حدث وتحقق خوطب الإنسان بباقي الأوامر , أما أن أخاطبه بالركوع الجسدي وهو لم يركع قلبا وعقلا فهذا ما لا يقبل , ثم إن الآية القادمة دليل على هذا الفهم؟ " ويل يومئذ للمكذبين " أي ويل لهم يوم لا يؤمنون ولا يخضعون فهذا سبب كل ما ينزل وسينزل بهم. " فبأي حديث بعده يؤمنون " أي فبأي حديث بعد ما ذكرنا في القرآن عامة والذي هو الذكر الملقى في أول السورة وما جاء في هذه السورة خاصة يؤمنون؟ فلقد ذكرنا لكم الدلائل الجلية والخفية وذكرناكم بما كان منكم وما كان من غيركم وعرفناكم ما سيكون ويقع بكم , وعلى الرغم من ذلك لم تؤمنوا , فماذا تريدون إذا لتؤمنوا؟
فانظر أخي في الله إلى هذا الأسلوب الأدبي العالي الذي لم يسبق , وكيف عرض الصورة بطريقة متداخلة بديعة تقطع على المفكر كل فكرة وتنقله من واد إلى آخر , فلا يملك من يسمع هذا الحديث الواثق إلا أن يعرف أن من يقوله قادر على أن يفعله.
هدانا الله لما فيه خير الصواب وعصمنا من الزلل والخلل(/)
طريقه إبداعيه لحفظ القرآن الكريم
ـ[خالد البكري]ــــــــ[13 Jun 2008, 05:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتيب تحفيظ القرآن: طريقة إبداعية
هذا الكتيب يمثل منهجاً لحفظ القرآن الكريم، ويحوي الدروس الخاصة بالطريقة الإبداعية في حفظ القرآن، نقدمه للقراء على ملف وورد سهل التحميل ...
أحبتي في الله: فيما يلي ومن أجل حصول الفائدة القصوى لمن أحب أن يحفظ كتاب الله تعالى، نقدم هذا الكتيّب المبسط عن الطريقة الإبداعية في حفظ القرآن الكريم. ويتضمن هذا الكتيب 80 صفحة، كما يمكن المساهمة في نشر هذا الكتيب عبر الإنترنت لأصدقائكم ومعارفكم أو عبر المنتديات أو طباعته وتوزيعه، وليس لنا من حق على أحد إلا طلب الدعاء. وكم أتمنى لو أن كل محب للقرآن يقدم أفضل ما عنده خدمة لهذا القرآن الذي سيكون رفيقه في الدنيا والآخرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Jun 2008, 05:52 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[16 Jun 2008, 01:35 ص]ـ
جهد مبارك إن شاء الله ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Jun 2008, 05:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[08 Sep 2008, 01:50 ص]ـ
ربي يجزاك كل خير اخي الحبيب خالد
تم الإطلاع على الملف الله يجزاه خير اللي عمله ويجعله بميزان أعماله
حقيقه الملف مفيد وممتع جدا وفيه من الفائده الشيء الكثير
نسأل الله أن يرزقنا العلم النافع وان يجعلنا من أهل القرآن
وفقني الله وإياكم لكل خير
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[08 Sep 2008, 02:12 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[08 Sep 2008, 04:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محب القران]ــــــــ[08 Sep 2008, 06:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[08 Sep 2008, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيك , ولقد قرأت الكتاب ووجدت فيه الفوائد الكثيرة والطرق الإبداعية لحفظ القرآن , وينصح المؤلف دائماً إلى الإستماع كثيراً للقرآن فهو المرتبة الاولى في الحفظ ..
ـ[فهد العطري]ــــــــ[09 Sep 2008, 06:02 ص]ـ
بارك الله فيك أخي ونفع بعلمك(/)
لما كذبوا الرسل
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[14 Jun 2008, 12:50 ص]ـ
لما كذبوا الرسل
بقلم: بسام جرار
جاء في الآية 37 من سورة الفرقان:" وقوم نوحٍ لما كذبوا الرسل أغرقناهم ... "، وجاء في الآية 105 من سورة الشعراء:" كذبت قوم نوح المرسلين ... ".
اللافت في الآيتين الكريمتين أنهما تصرحان بأنّ قوم نوح قد كذبوا أكثر من رسول، وليس نوحاً فقط. وهذا يعني أنّ الله تعالى قد أرسل مع نوح عدداً من الرسل إلى قوم نوح، كما هو الأمر عند إرسال موسى ثم هارون، عليهما السلام. وكما هو الأمر في القرية التي نصت عليها الآية 14 من سورة يس:" إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون". وبما أنّ نوحاً، عليه السلام، كان أول رسول أُرسل إلى البشر- كما نصت عليه الأحاديث الصحيحة-، وبما أنه بقي حيا إلى أن أغرق قومه، وبما أنّ النص القرآني الكريم ينص على أنّ قوم نوح قد كذبوا الرسل، فإنّ ذلك كله يعني أنّ الله تعالى قد أرسل مع نوح عدداً من الرسل كان نوح عليه السلام أبرزهم. وهذا وجه واضح ومنطقي ولا يعارض نصاً من قرآن أو سُنّة، بل هو منسجم تماماً مع باقي النصوص القرآنية.
على الرغم من هذا فإننا نجد أنّ عامّة أهل التفسير يقولون بوجوه أخرى إلا هذا الوجه. وهذا أمر يدعو إلى العجب، ويدعونا إلى محاولة فهم لماذا يتواطأ أهل التفسير أحياناً على قول أو أكثر، على الرغم من احتمال النص لوجوه أخرى هي أقرب إلى ظاهر النص القرآني الكريم.
يقول ابن كثير، رحمه الله:" ولم يُبعَث إليهم إلا نوح فقط". فلماذا يجزم رحمه الله بهذا القول على الرغم من أنّ النص الكريم يقول:" لما كذبوا الرسل ... "؟! ويقول الألوسي رحمه الله:" أي نوحاً ومن قبله من الرسل ... "، وهذا عجيب، لأنّ حديث الشفاعة المتفق على صحته ينص على أنّ نوحاً، عليه السلام، هو أول رسول أرسل إلى البشر. بل إنّ المتدبر للقرآن الكريم يدرك ذلك من خلال ملاحظة أنّ القرآن الكريم يبدأ الحديث عن الأمم المكذبة بنوح وقومه؛ انظر قوله تعالى في الآية 17 من سورة الإسراء:" وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح ... "، والآية 12 من سورة ق:" كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرسل وثمود"، والآية 163 من سورة النساء:" إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ... "، وآيات أخرى كثيرة تؤيد ما صحّت به الأحاديث التي نصت على أنّ نوحاً هو أول رسول يُرسَل إلى البشر.
وما قاله الألوسي قاله كثير من أهل التفسير، ومنهم أبو حيان الأندلسي في البحر المحيط، والزمخشري في الكشاف، والشوكاني في فتح القدير ... ولم يقتصر الألوسي على هذا القول بل أضاف:" أي نوحاً ومن قبله من الرسل عليهم السلام أونوحاً وحده فإنّ تكذيبه، عليه السلام، تكذيب للكل لاتفاقهم على التوحيد ... ". وهذا القول يقول به عامة أهل التفسير، وهو ضعيف، لما ثبت من أنّ نوحاً هو أول رسول يُرسَل إلى البشر، والآية تنص:" لما كذبوا الرسل ... "، فلو كان قبله رسل لفُهِم الأمر أنهم كذبوه وكذبوا الرسل من قبله. ولا يُتوقّع أن يكون تكذيبهم لنوح، عليه السلام، ولمن سيأتي بعده من الرسل.
ويُضيف الألوسي فيقول:" أو أنكروا جواز بعثة الرسل مطلقاً". وهو قول عدد من أهل التفسير أيضاً. والوجوه الثلاث التي عرضها الألوسي عليها مدار أقوال المفسرين. ويدهشك، كما قلنا، أنهم لم يقولوا بالوجه الرابع المتبادر من ظاهر النص، والذي ينسجم مع النصوص القرآنية، والمنطق السليم.
وطالما أنه لا ينبني على ذلك نتائج وأمور ذات بال على مستوى الاعتقاد والسلوك، فلماذا نتعرض للموضوع بهذا التفصيل؟!
نقول:
أولاً: في ذلك لفت انتباه المتدبرين للألفاظ القرآنية وضرورة الانتباه إلى دقة التعبير القرآني.
ثانياً: في إرسال أكثر من رسول كمال الإنذار والإعذار. وفيه دليل على عتو القوم وقسوة
قلوبهم وعميق غفلتهم. وكذلك فإنّ تعدد الرسل متزامنين يتناسب مع واقع البشر في ذلك الزمان، حيث صعوبة الاتصال بين التجمعات البشرية المتناثرة.
ثالثاً: في ذلك لفت للانتباه إلى ضرورة الالتزام بالمنهجية السليمة في التدليل والاستنباط عند تدبر النصوص القرآنية، وأهمية تفسير القرآن بالقرآن.
رابعاً: في استشكال المفسرين للفظة من الألفاظ القرآنية دليل على أنهم قد فهموا ظاهر النص ثم استشكلوه وذلك لوجود أفكار مسبقة قد لا تكون صحيحة. فعندما يتدبر المسلم القرآن الكريم محكوماً بأفكار مسبقة، لا تقوم على أساس سليم، يؤدي به ذلك أحياناً إلى تناقض لا يوجد في النص الحكيم أصلاً.
خامساً: ما يتوهمه مُفسر واحد قد ينعكس على من يأخذ عنه. ومن هنا نجد أنّ الكثير من أهل التفسير يكررون أقوال بعضهم البعض ولو على سبيل الاستقصاء.
سادساً: هناك أسباب تجعل المفسر يذهل أحياناً عن المعنى الأقرب لظاهرالنص. وهي أسباب قد تتعدد وتختلف من مفسر لآخر.
سابعاً: لا يكفي أن نقول إنّ هذا مما يحتمله النص، بل لا بد من الترجيح قدر الطاقة. ومعلوم
أنّ الاحتمالات منها ما هو راجح ومنها ما هو مرجوح ومنها ما هو ضعيف ... الخ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[15 Jun 2008, 12:52 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد:
الأستاذ الفاضل بسام جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الرائع ولكن عندي تعليق أرجو أن يتسع له صدرك وهو في نقاط:
1 - لا يلام المفسر حينما ينتهي إلى ما علم ولا يجتهد مع عدم النص.
2 - أنه كما أن إيماننا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إيمان بمن قبله من المرسلين ولا يعني أنه أرسل لنا أكثر من رسول فالعكس صحيح.
3 - أنني أظن - والله أعلم - عن استقراء أغلبي أن التكرار في الرسل كان في بني إسرائيل لعنادهم واستكبارهم ونوح ليس من رسلهم.
نفع الله بك وعلمني وإياك مل ينفعنا وصلى الله على محمد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Jun 2008, 02:02 ص]ـ
شكر الله للأستاذ أبي البراء، وأثني بشكري لما أصاب فيه الأستاذ وائل، ومن باب المدارسة أضع هذه النقاط علّها تشفي وتروي:
1ـ من الثوابت القرآنية:" من كذَّب برسول فقد كذب بجميع الرسل وإيضاح ذلك في أن نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ إنما بعث بلا إله إلا الله، وبالإيمان بما ينزل الله، فلما كذبوه كان في ذلك تكذيب لكل من بعث بعده بهذه الكلمة.
2ـ قصد نبي الله نوح ـ عليه السلام ـ بالجمع، كقوله تعالى {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} {النحل120}
3ـ قصد بالجمع لطول لبثه فيهم فكأنَّه (رسل).
4ـ قوانين العربية تجيز ذكر الجنس وتريد به الواحد كما قال ابن منظور في اللسان:" يجوز أَن يكون يعني به الواحد ويذكر لفظ الجنس كقولك أَنت ممن يُنْفِق الدراهم أَي ممن نَفَقَتُه من هذا الجنس.
5ـ لا منع من وجود رسل في نفس زمان نوح ـ عليه السلام ـ بدلالة قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت للناس إلى الناس عامة". ولكن الوجوه المتقدمة أدخل في الإعجاز.
7ـ أما عن تكاتف علماء التفسير واتفاقهم على أن المراد بالجمع " رسل" هو نوح عليه السلام وحده دون ترجيح لأكثر من رسول، فلأن ما قدمته من ثوابت علماء التفسير فتدبر.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 Jun 2008, 04:11 ص]ـ
ولابن عاشور رحمه الله كلام جميل يستحق الوقوف عنده والنَّظر والتَّأمل 19/ 26 - 27:
" وجعل قوم نوح مكذِّبين الرسل مع أنهم كذّبوا رسولاً واحداً لأنهم استندوا في تكذيبهم رسولهم إلى إحالة أن يرسل الله بشراً لأنهم قالوا:
{ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين} [المؤمنون: 24] فكان تكذيبهم مستلزماً تكذيب عموم الرسل، ولأنهم أول من كذَّب رسولهم، فكانوا قدوة للمكذبين من بعدهم. " اهـ
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Jun 2008, 07:11 م]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله تعالى
لي هنا ملاحظات أرجو أن تلقى القبول:
أ. الأصل أن نأخذ بظاهر اللفظة القرآنية ما لم تأت قرينة تصرفنا عن هذا الظاهر. وظاهر النص القرآني يقول إن هناك رسلا وليس رسول واحد.
ب. السؤال الذي لم يجب عنه: ما الذي جعل بعض أهل التفسير يجزم بأنه رسول واحد؟!! ثم لماذا لم يخطر ببالهم - كعادتهم - أن يجعلوا هذا الظاهر من ضمن الاحتمالات التي يحتملها النص الكريم؟!!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Jun 2008, 02:16 ص]ـ
يا أبا عمرو حفظك الله ورعاك عندما نقول وكان الله غفورا رحيما لماذا لم نأخذ بظاهر الماضي في كان.
عندما نقول " إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" هل يجب ألا نصرف الصبح عن وقت تنفس الصبح من عسعسة الليل؟؟؟؟! أم غنه يشمل كل الأوقات؟؟؟
هل عندما نقول " فما ربحت تجارتهم" نحمل التجارة على معناها الحسي الظاهر؟
هل عندما نقول " يا أيها النبي اتق اله .. " معناه أن النبي ـ وحاشاه ـ ليس تقياً.
هل عندما نقول {أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ} يعني أو جاء أحد منكم من المكان المنخفض لأن هذا هو المعنى الظاهر للغائط، ولا يحمل إلا عليه؟
هل عندما يقول الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} {هود6} نقصر ظاهر لفظ دابة على ذوات الأربع فلا يدخل فيها الإنسان؟
لماذا لا نحمل الخيط في قوله تعالى: { .. وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} {البقرة187} على المنسوج الذي نخيط به هو والإبرة الثياب ..
هل تستطيع أن تقول إن العَجَل هو السرعة أو الكفرات في قوله تعالى:: {خُلِقَ الإنسَانُ مِنْ عَجَلٍ؟؟؟!!!!
هل وهل وهل ...... هذه واحدة لعلك في يوم ما من الأيام تعترف بأن الظاهر له تأويل وتفسير وبيان قد لا تتوفر لدى كل منَّا أدوات بيانه فيظن أن معه الحق وكل من سواه عاجز عن هذا الحق الذي يوهم أنه معه وحده.
أما الثانية:
فعن السؤال الذي لم يُجب عنه ـ بالبناء للمجهول ـ وقلتَ ـ بالفتح ـ لماذا يكاد الجزم يقع عند كل المفسرين بأنه رسول ولم يُكذب رسل؟
قلت: الجواب هو هو هو الذي لم يدخل حيز القبول عندك وهو ما ذكرتُ منه أطرافا ارْجِع إليها فهي زبدة ما عند سادتنا المفسرين ـ في مداخلتي السابقة ـ كذا المداخلة التالية والتي تليها، وكلهم قالوا علما نافعا أصاب المحزّ، وكونه لم يرق لأبي عمرو فأرجوه أن يطالع كتب علوم القرآن كذا كتب الصاحبي والثعالبي، والخصائص والمزهر وبعد ذلك سيجد أن الكلام في غاية المقبولية.
آخر نقطة:
قلت ـ بفتح التاء ـ:ثم لماذا لم يخطر ببالهم - كعادتهم - أن يجعلوا هذا الظاهر من ضمن الاحتمالات التي يحتملها النص الكريم؟!!!
قلت: بضم التاء ـ الجواب: كائن بالنص والفص رقم {5} من مداخلتي وهو كلام لابي حيان فتدبر وحرر تفز وتسعد، والله يتولى إفهامنا كما فهَّم نبيه سليمان ـ عليه السلام مع تحياتي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[20 Jun 2008, 02:58 ص]ـ
بيان ماتع واستدراك يتضمن فوائد جمة جزاك الله خيرا يا أبا عمر وجزي كل من سبق خير الجزاء
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[20 Jun 2008, 11:09 ص]ـ
الأستاذ الكريم د. خضر حفظه الله
أرجو أن لا يكون ردي هذا في باب المماحكة، لا والله، بل أرجوه للمنفعة، مع حبي وتقديري لكل من يتدبر كتاب الله تعالى. ولا شك أن من أهداف هذا المنتدى المبارك، إن شاء الله، فتح آفاق لفهم كتاب الله تعالى:
ا. قلتُ نأخذ بالظاهر ما لم تأت قرينة.
ب. الدابة كل ما دب على الأرض وليس ما يدب على أربع كما هو في اصطلاح بعض العرب.
ج. الصبح معروف وليس أي وقت من النهار. ومن هنا طُلب من لوط عليه السلام أن يسري بأهله ليلا حتى لا يدركهم الصبح.
د. لا أريد أن أناقش كل الأمثلة التي طرحتها بارك الله فيكم، ولكن أقول إنّ أغلب أهل التفسير يقدمون الحقيقة الشرعية على العرفية ويقدمون الحقيقة العرفية على اللغوية. وفي المسألة المطروحة لا مكان لهذا.
وأخيرا لا يسعني إلا أن أشكر كل من أدلى بدلوٍ والكل يفيد.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Jun 2008, 03:19 م]ـ
أخانا البيرواني المحترم تقديم أولويات الحقائق أمر لا خلاف عليه ولكن للأسف قطعت في كلامك بأنك لا تريد مماحكات، وأخشى أن تكون فعلت ما نفيته.
فالحق أحق أن يتبع وقد بينتُ لك أن من المفسرين كأبي حيان قال إن قوم لوط كذبوا رسلا وليس رسولا مع قطعك أن أحداً من المفسرين لم يقل بهذا فهل سلمتَ أولا؟!!
أم انتصرت لنفسك فخرج الكلام عن إحقاق الحق إلى المماحكة والجدال المفرَّغ من محتواه؟!!!
أين تفنيدك لبقية العناصر التي سقتها أنا لك؟
وإجاباتك عليها؟؟
للأسف ليست عن دليل ورغم هذا نحترمها لغاية هي الوصول إلى الإقناع المنشود.
عندما ينزل القرآن على عادات العرب التي تخاطب المفرد بالجمع والجمع بالمفرد، وتجعل الفعل مما لا يصدر عنه الفعل، و ........ هذا فن يسمى عادات العرب التي نزل القرآن الكريم بها فهل اطلعت عليه؟
أرجو منك جوابا صريحاً لا ضبابية فيه
علما أن الفقيرالذي يجيبك قد صنَّف في عين ما يناقشك فيه ولك أن تطالع العدد الثالث من مجلة الشاطبي وقد قدمها د. عبد الرحمن لقراء المنتدي وهو بحث ـ من غير حول مني ولا قوة ـ فاز بالنشر في مسابقة عالمية أجراها معهد الإمام الشاطبي فارجع إليه حسما لمادة النزاع، وفوق كل ذي علم عليم، وسبحان من علم بالقلم علم الإنسان ما يعلم.
مع تحياتي
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[20 Jun 2008, 05:26 م]ـ
الأخ الدكتور خضر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ا. لا نهدف أن ننتصر لأنفسنا، ومن هنا لا داعي لتحويل النقاش العلمي الهادف عن مساره الجاد وغرضه السامي.
ب. نحن لم نتعرض-ولا كاتب المقال- لذكر لوط عليه السلام، ولكن الكلام كما تلاحظ يتعلق بنوح عليه السلام باعتباره أول رسول. وعندما يكذب قوم لوط لوطا يمكن أيضا أن يكذبوا من قبله. أما قوم نوح فبعيد أن يكذبوا نوحا ومن بعده الذين سيأتون بعد قرون.
ج. لنفترض أن بعض المفسرين قال إن قوم نوح كذبوا أكثر من رسول أرسل إليهم فإن ذلك جيد، ولكن سؤالنا عن سكوت من قرأنا لهم -على كثرتهم- أو تأكيد بعضهم أن قوم نوح كذبوا رسولا واحدا، فمن أين لهم هذا الجزم؟!
د. نهدف إلى إيصال رسالة تقول إن المفسرين بشر وعلينا أن نربي الأجيال على النظرة الناقدة تماما كما فعل المفسرون رحمهم الله.
وأخيرا أرجو أن تعذرني إن قصر فهمي عن إدراك الأدلة التي طرحتها. بارك الله فيك.
ـ[عبدالفتاح عبدالغني]ــــــــ[21 Jun 2008, 01:57 ص]ـ
يجب على غير المتخصصين دراسة العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين وأبواب أصول الفقه أولا فذلك عاصم لهم في فهم القرآن الكريم والله الموفق.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jun 2008, 02:29 ص]ـ
" لا داعي لتحويل النقاش العلمي الهادف عن مساره الجاد وغرضه السامي"
صحيح عداك العيب وجزاك الله خيراً، منكم نستفيد.
" أما عن لوط ـ عليه السلام ـ فسبق قلم ـ والحديث لم ينصرف عن نوح عليه السلام.
أثبتَّ ـ جزاك الله خيراً ـ أن العيب في المفسرين فهم الذين انصرفوا جميعا أو أشتاتا عن وجهة نظرك السديدة وتواصوا بغيرها ـ غفر الله لهم ـ ومن وجهة أخرى توصي بتربية الأجيال على نظرتهم الناقدة تماما كما فعلوا، هل تري معي تناقضاً في عبارتك؟؟!
أخي أجزم ـ وأنا لا أعرفك ويشرفني معرفتك ـ أنك لست متخصصاً في التفسير، ولو كنت متخصصاً ما تشبثت برأيك ولا جرَّحت غيرك في حديثك، وإن كان هدفك ـ كما قلتَ بالنص ـ ـ نهدف إلى إيصال رسالة تقول إن المفسرين بشر وعلينا أن نربي الأجيال على النظرة الناقدة تماما كما فعل المفسرون رحمهم الله. "
أقول: أي نقد تريده لأعلام نتقاصر فهما عن إدراك ما أدركوه، أي نقد في زمن الشحوب العلمي الذي يأبى تذوق عبارات المفسرين؟
إننا لا نزكيهم على الله فهم بشر تجري عليهم كل قوانين البشرية ولكن أين نحن منهم؟؟؟!!!
إنني أتعجب من أناس ـ في غير موضوعنا هذا ـ يتطاولون على الأعلام فيقولون في نهاية كلامهم " هم رجال ونحن رجال "
قلت: بل هم رجال ونحن عيال عالة عليهم نغترف من معينهم وننهض بعلمهم، فما نحن إلا نقَلَة علم، وهم مجتهدون موسوعيون ليس لكل واحد نقدهم إلا إذا كان حشو إهابهم.
أرجو أن يتحمل الأخ الكريم هذه الحلقة الأخيرة التي لن تتكرر مع اعتذاري عن نقاشي من أوله لأنه أخطأ الطريق، ولعل الله يتفضل عليَّ بالمغفرة لذهابي إلى ما ذهبت إليه.(/)
مسألة حول الطوفان
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[14 Jun 2008, 12:52 ص]ـ
مسألة حول الطوفان
بقلم: بسام جرار
1. القول بأنّ الطوفان قد عم الكرة الأرضية لا دليل عليه من قرآن أو سنة في حدود ما نعلم. أما التوراة التي كُتبت بعد موسى، عليه السلام، بقرون فتنص على ذلك. وقد تأثر عدد من أهل التفسير بما جاء في هذه التوراة.
2. إذا علم ذلك يمكن أن يرجح العقل بين الاحتمالات فنقول:
أ. معلوم أنّ نوحاً هو أول رسول أرسل إلى البشر، كما ورد في الصحيح. وهذا يعني أنّ البشرية لم تكن قد سكنت كامل الأرض، فلماذا يعم الطوفان الأرض كل الأرض؟!
ب. جاء في الآية 40 من سورة هود: " ... قلنا احمل فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك ... ومن آمن وما آمن معه إلا قليل".، وجاء في الآية 27 من سورة المؤمنون: " ... فاسلك فيها من كلٍّ زوجين اثنين وأهلك ... "، فالله سبحانه يطلب من نوح، عليه السلام، أن يحمل في السفينة من كل زوجين اثنين، وهذا يُشعر بأنّ الطوفان سيعم الأرض ويهلك الكائنات. ويجاب عن هذا بأنّ قراءة حفص للآيتين تنوّن لفظة (كلٍّ). والتنوين هنا عوض عن مضاف إليه محذوف؛ أي احمل فيها من كلّ ما أمرتك أن تحمله زوجين اثنين. وهذا يشير إلى أنّ هناك أمراً سابقاً يحدد الأنواع التي ستحمل في السفينة من أجل أن يكون، عليه السلام، على استعداد في انتظار الاشارة لحمل هذه الأنواع. ومن المتوقع أن يكون مثل هذا الأمر للمحافظة على الأنواع التي تختص بها المنطقة التي ستغرق بماء الطوفان. أما الأنواع التي توجد في بقاع أخرى من الأرض فلا ضرورة لحملها لعدم احتمال انقراضها بالطوفان. ومثل هذا الاحتمال، الذي يفهم من قراءة التنوين- التي تُحمل عليها القراءة الأخرى- هو الأقرب إلى منطق الأشياء، لأنّ الأنواع الموجودة على اليابسة هي بالملايين، ولا يتصور امكانية جمعها جميعاً.
ت. تشير ظواهر النصوص القرآنية إلى أنّ البشرية قد تناسلت من المؤمنين الذين حُمِلوا مع نوح، عليه السلام، انظر مثلاً الآية الثالثة من سورة الإسراء:" ذرية من حملنا مع نوح ... "، وانظر الآية 58 من سورة مريم:" أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ... ". وتشير الآية 77 من سورة الصافات إلى أنّ من بقي بعد الطوفان هم ذرية نوح، عليه السلام:" وجعلنا ذريته هم الباقين". وهذا يعني أنّ القليل الذي آمن مع نوح، عليه السلام – بحسب الآية 40 من سورة هود- قد تزاوجوا مع أولاد نوح، بحيث يكون من بقي من البشر هم من ذريته، عليه السلام، من جهة الذكور أو من جهة الإناث.
ولكن كل ذلك لا يدل بشكل جازم على أنّ نوحاً هو الأب الثاني للبشرية، وإن كان هو القول هو المرجّح وفق ظواهر النصوص. أما القول بغير هذا الظاهر فلا دليل عليه، ولكنه احتمال أضعف من أن يكون قولاً.
3. جاء في الآية 37 من سورة الفرقان:" وقوم نوح لما كذبوا الرسل أغرقناهم ... ": هذه الآية نص في أنّ هناك أكثر من رسول كانوا مع نوح، عليه السلام. ولكنّ نوحاً كان أول من أرسل وبقي يدعوا قومه حتى أهلكوا بالطوفان. وهذا مألوف في النص القرآني، كما هو الأمر في إرسال هارون مع موسى، عليهما السلام، وكما ورد في سورة يس: " إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث .. " يس: 14
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[17 Jun 2008, 09:16 ص]ـ
جزاك الله كل خير ومعك حق فيما تقول فليس هناك نص على هذه الدعوى إلا ما ورد في التوراة والتي انتشرت كأنها ما قال به الدين الحنيف, ومن يرد الاستزادة في هذا الموضوع من خلال تتبع الآيات التي وردت في هذا الشأن فيمكنه مشاهدة هذا الرابط:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?t=115
غفر الله لنا ولكم الزلل والخلل
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Jun 2008, 01:55 ص]ـ
معلوم أنّ نوحاً هو أول رسول أرسل إلى البشر، كما ورد في الصحيح. وهذا يعني أنّ البشرية لم تكن قد سكنت كامل الأرض، فلماذا يعم الطوفان الأرض كل الأرض؟
طالما أن البشر لم يسكنوا الأرض كلها فما المانع أن قوم نوح كانوا هم كل البشر؟
ولكن كل ذلك لا يدل بشكل جازم على أنّ نوحاً هو الأب الثاني للبشرية، وإن كان هو القول هو المرجّح وفق ظواهر النصوص. أما القول بغير هذا الظاهر فلا دليل عليه، ولكنه احتمال أضعف من أن يكون قولاً.
لم أفهم ما تقصد بل ربما فهمت من كلامك أن ظاهر النصوص يدل علي أن الذين نجوا مع نوح هم كانوا كل البشر وبالتالي فالطوفان أغرق كل البشر عدا الذين أنجاهم الله مع نوح، فكيف تقول --لايدل -- ثم تقول وان كان هو القول المرجح!!! فلما لا تأخذ به طالما ليس هناك مايعارضه أدني معارضة
بأنّ قراءة حفص للآيتين تنوّن لفظة (كلٍّ). والتنوين هنا عوض عن مضاف إليه محذوف؛ أي احمل فيها من كلّ ما أمرتك
هذا تقديرك للمحذوف وربما أقدره أنا كل كائن يقتله ماء الطوفان،أي يستثني الأحياء المائية وربما النباتات(/)
السياق القرآني في سورة البقرة [2] (بناء أحكام السورة على التيسير والتخفيف)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[14 Jun 2008, 07:47 ص]ـ
الأحكام في السورة بنيت على الرحمة والتيسير والتخفيف، وقد جاء التصريح بذلك في السورة في ثلاثة مواضع، وهي:
1 - قوله تعالى: في آيات القصاص: {ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ} [البقرة 178]
2 - قوله تعالى: في آيات الصيام {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة 185].
3 - قوله تعالى: في آخر السورة بعد بيان جميع الأحكام والتشريعات، وهو قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا} ففيه تخفيف عام على الأمة على حسب الطاقة والوسع وهو شامل لجميع أحكام الشريعة، فهو قاعدة من قواعد التشريع.
قال ابن عطية في تقرير ذلك:" وهذا المعنى الذي ذكرناه في هذه الآية يجري مع معنى قوله تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} وقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ" [الحج 78] وقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن 16] " ([1]).
وقد تجلى هذا المحور في أحكام السورة من عدة جوانب:
الأول: جانب رعاية التخفيف العام على الأمة، ومن شواهد ذلك:
1 - قوله تعالى: في آيات القصاص {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ".
2 - قوله تعالى {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ .. } إلى قوله تعالى: {فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ}
3 - قوله تعالى: {وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} وقد كانت العرب تأتي البيوت من ظهورها حال إحرامها.
4 - قوله تعالى: في آيات الحج {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ} وقد كانت العرب تمنع التمتع، وجعل الهدي شكراناً أ, جبراناً، ثم جعل الصيام بدلاً عن الهدي زيادة في الرخصة والرحمة ..
5 - قوله تعالى: في آيات الحج {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ}. وفيه إباحة التجارة في الحج.
6 - قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} أي اليسير، وهذا رحمة وتيسير.
7 - قوله تعالى: {لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ} وهذا فيه تخفيف ورحمة.
8 - قوله تعالى: {نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} وقد كانت اليهود تحرم إتيان المرأة في قبلها من دبرها.
9 - قوله تعالى: {إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا} في التخفيف في حكم المكاتبة في البيع
10 - وقوله تعالى: {وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ}
الثاني: جانب رعاية المحتاج. ومن أمثلة ذلك:
1 - قوله تعالى: في آية أصول المحرمات {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}
2 - قوله تعالى: في آيات الصيام {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} وقد تكررت مرتين.
3 - قوله تعالى: في آيات الحج {فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ}
4 - قوله تعالى: في آيات الحج {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}
الثالث: جانب رعاية الضعيف.
1 - قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} فمن رحمته بالضعفاء أمر بإصلاحهم ومخالطتهم، وهذا خلاف ما عليه أهل الكتاب والمشركون
2 - قوله تعالى: {لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ} وقد كان الرجل في الجاهلية يولي من إمرأته ما يشاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - قوله تعالى: {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ} وقد كان الرجل في الجاهلية يطلق ما يشاء من غير عدد فحده الله رحمة بالمرأة الضعيفة ومنعاً من ظلمها ..
4 - قوله تعالى: {فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا} وهو رحمة بالزوجين حال إرادتهما الرجعة بعد البيتوتة.
5 - قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} رحمة ورعاية بالرضيع الضعيف وحفظاً له
6 - قوله تعالى: {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} فجعل التشاور حفظاً ورحمة بالضعيف.
7 - قوله تعالى: {وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ} رحمة بالمرأة المطلقة الضعيفة، وتطييباً لخاطرها.
8 - قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} وهذا رعاية للمرأة المتوفى عنها زوجها في حق السكنى عاماً كاملاً.
9 - وقوله تعالى: {وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ} وهذا رعاية للمرأة المطلقة المتوفى عنها زوجها وهي في عدة الطلاق، حق المتعة، أو المطلقة عموماً.
10 - قوله تعالى: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ} رعاية للمعسر الضعيف.
11 - آيات الصدقة، وهي محض الرحمة بالفقراء.
الرابع: جانب التدرج في التشريع. ومثال ذلك:
1 - قوله تعالى: في آيات الصيام {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} الآية، وقد كان الصوم أول الإسلام بالتخيير بينه وبين الإطعام حتى نزل قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".
2 - قوله تعالى: في آيات الخمر {يسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا}. فهذه الآية هي أول آيات تحريم الخمر وهي في بيان منافعه وإثمه دون تحريمه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
([1]) ((المحرر الوجيز)) (1/ 393).(/)
من شبهات المبشّرين .. أخطاء لغوية مزعومة
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[15 Jun 2008, 12:04 ص]ـ
من شبهات المبشّرين
أخطاء لغوية مزعومة
بقلم: بسام جرار
تُكثر المواقع التبشيرية من عرض الشبهات. والمطلع على هذه المواقع يجد أنّ شغلهم الشاغل هو التشكيك في الإسلام، في محاولة لصرف الناس عن الدين الحق. وهم لا يفعلون ذلك مع الأديان الأخرى كاليهودية والبوذية والهندوسية .... الخ وكأنهم يشعرون بأنّ الخطر الفكري الحقيقي يأتي من مبادئ الإسلام، دون غيره من الديانات التي تعد بالآلاف. ونستطيع أن نفهم دوافعهم التي تدفعهم لاستهداف الإسلام. ولكن الغريب أنهم يقبلون لأنفسهم الكذب والافتراء والتضليل على الرغم من كونهم كثيراً ما يتشدقون بالمبادئ والقيم، ويزعمون أنهم يهدون الناس إلى طريق الله الحق. ومن الشبهات التي يكثرون من ترديدها قولهم: إنّ القرآن الكريم يحتوي على عدد من الأخطاء اللغوية. وسبق لمركز نون أن تلقى العديد من الأسئلة حول هذه المسألة. وكان الأستاذ بسام جرار يقوم بالرد عليها. ونقدم هنا مثالاً على بعض هذه الردود، مع حذف جزء من الرد والاقتصار على ما يصلح إجابة مختصرة تفي بالغرض. يقول الشيخ بسام:
1. واضح أنّ هذا هو أسلوب من يريد أن يشكك وليس أسلوب من يريد الحوار. وهم يعرفون الحقيقة في مثل هذه المسائل ولكنهم يعلمون أنّ هذا الأسلوب قد يُجدي في تشكيك البعض. والتجارب تقول إنهم لا يتورّعون عن الكذب من أجل نصرة وثنيّتهم، وهذا المسلك يجب أن يتنزًه عنه المسلم.
2. قواعد اللغة العربية هي قواعد تم وضعها بعد استقراء اللغة العربيّة. ومعلوم أنّ هذه القواعد قاصرة عن الإحاطة باللغة كلها. ومن هنا يصدق قولهم: " لكل قاعدة شواذ"، أي أنّ القاعدة قاصرة عن صفة الشمول. فالأصل إذن ما يلفظه العربي وليس ما تقوله القواعد المستنبطة التي قُصد بوضعها تقريب العربية وتسهيل تعلمها.
3. أي كلام نطق به عربي كان يعيش في الجزيرة العربيّة قبل العام 150 هجري هو حُجة عند علماء اللغة. وبما أنّ الرسول، عليه السلام، هو عربي عاش في الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ، فكل ما نطق به يُعتبر حجّة في اللغة العربية. وعليه لا معنى للقول بأنّ هناك ألفاظاً تخالف اللغةالعربيّة، لأنّ العربية هي ما ينطق به العربي.
4. على الرغم من ذلك فإليك هذه المناقشة السريعة لبعض الأمثلة التي تُطرح للتدليل على صدق زعمهم، لتعلم مدى جهلهم باللغة العربية أو لعلهم يتجاهلون، لأنهم - كما يظهر- لا يطلبون الحقيقة:
· الآية 69 من سورة المائدة: " إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى ... "، فقد زعموا أنّ رفع كلمة (الصابئون) في الآية الكريمة هو خطأ لغوي. والصحيح أنها مرفوعة على الابتداء والتقدير: والصابئون كذلك. وذلك لأنّ الناس تستبعد أن تكون الصابئة داخلة في الحكم. ولا ننسى أنّ الآية 62 من سورة البقرة هي:" إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصرى والصابئين ... " فقد جاءت كلمة (الصابئين) منصوبة. فليس هذا إذن كلام من يخطئ لغوياً، ولكنه الكلام البليغ الذي يجعل الإعراب تابعاً للمعنى. وهناك وجوه إعرابية أخرى آثرنا عدم الخوض فيها اختصاراً على القارئ.
· الآية 124 من سورة البقرة: "وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ بكلماتٍ فأتمهنّ، قال إنّي جاعلك للناس إماماً، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين"، فقد زعموا أنّ الصواب لغة أن يقول:" لا ينال عهدي الظالمون". وكلامهم مقبول لو كان يريد أن يقول لنا: إنّ الظالم لا ينالُ العهد. ولكنه يريد أن يقول لنا: إنّ الظالم لا يناله عهدي، أي: لا يصيبُ عهدي الظالمين. على اعتبار أنّ العهد هنا هو وعد الله لإبراهيم، عليه السلام، وهذا الوعد هو من كمال الرحمة:" نُصيبُ برحمتنا من نشاء". فالوعد رحمة وفضل يتنزل على من يستحقه ولا يتنزل على الظالمين. فالإعراب كما تلاحظ تابع للمعنى.
(يُتْبَعُ)
(/)
· الآية 56 من سورة الأعراف: " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها، وادعوه خوفاً وطمعاً، إنّ رحمة الله قريب من المحسنين"، فقد زعموا أنّه كان يجب أن يقول: قريبة وليس قريب!! نقول: قوله تعالى: "إنّ رحمة الله قريب .. "، إذا كان المقصود القرب الزماني فيكون المعنى: زمان نزولها قريب، وهذا بعيد هنا. وإذا كان المقصود القرب المكاني فيكون المعنى: مكانها قريب من المحسنين. وهذا – كما قالوا- من لطائف البلاغة القرآنية، لأنّ التأنيث يجعل المعنى يلتبس بالقرب المتعلق بالنسب. فالمشكلة إذن في حقدهم الذي يُعمي، ويبدو أنّ الرحمة مكانها بعيد منهم.
· الآية 160 من سورة الأعراف:"وقطّعناهم اثنتيْ عشْرة أسباطاً أمماً": فقدوا زعموا أنّ الصواب أن يقال:" اثني عشر سبطاً". والصحيح أنّ المعنى: أي قطعناهم اثنتي عشرة قطعة، وكل قطعة هي فرقة، وهي أيضاً قبيلة، وكل قبيلة تتكون من أسباط وليس من سبط واحد. ومن هنا لا يصح أن نقول سبطاً. ويبدو أنهم قد تصوروا أنّ كل فرقة هي سبط، وهذا ما عليه كتبهم. فالقضيّة إذن تاريخيّة وليست لغويّة، والعبرة بالمعنى المراد.
· الآية 19 من سورة الحج: قوله تعالى: "هذان خصمان اختصموا في ربهم ... ": فقد زعموا أنّ الصواب أن يقال:" هذان خصمان اختصما"، وما أدركوا أنّ هذا يشير إلى أنّ الخصمين هم أكثر من اثنين. وسياق الآيات يدل على أنّ الخصم الأول هم الكفار والخصم الثاني هم أهل الإيمان. وهذا مثل قوله تعالى في سورة الحجرات: " وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا"، لأنّ كل طائفة هي جماعة، وهذا أبلغ في اللغة. وعندما تكون مآخذهم بمثل هذه التفاهة يدلك ذلك على أنهم قد أفلسوا فلم يجدوا ما يعترضون عليه اعتراضاً جاداً.
· الآية 69 من سورة التوبة: قوله تعالى:" .. وخضتم كالذي خاضوا .. "، فقد زعموا أنّ الصواب أن يقال:" وخضتم كالذين خاضوا". والصحيح أنّ المعنى: وخضتم كالخوض الذي خاضوه. ولو قال كالذين خاضوا، لكان المقصود تشبيههم بغيرهم، لكن المقصود تشبيه خوضهم بخوض أولئك.
هذا بعض من كل، يجعلك توقن بأنّهم لا يريدون الحق ولا يبحثون عن الحقيقة. وإنما هو الحسد الذي يملأ قلوبهم؛ فقد ورثوا عن آبائهم كتباً محرفة مليئة بالأخطاء والتناقضات، وخَرقُها يتسع على الراتق. وكأنّهم يظنون أنّ إلصاق مثل هذه الأخطاء والتناقضات بالقرآن الكريم يريح ضمائرهم، ويحفظ لهم رعيتهم التي يتسلطون عليها ويتعيشون من كدها. ثم هم بعد ذلك لعلهم يزحزحون المسلمين عن دينهم فتسهل سيطرتهم وتسود وثنياتهم ... فذرهم وما يفترون!!
ـ[يسري خضر]ــــــــ[15 Jun 2008, 12:50 ص]ـ
جزي الله الشيخ بسام وأبا البراء خير الجزاء
ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[21 Jun 2008, 05:45 ص]ـ
بسم الله ماشاء الله
زاد الله فى علمكما.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Jun 2008, 06:51 ص]ـ
أبا البراء مهدي
أحسنت
وكل الشكر للباحث بسام جرار
جزاكما الله خيرا
وأحسن إليكما
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:51 م]ـ
منذ كنت في المراحل الأولى من التعليم ونحن ندرس الفقه، وجئنا إلى شروط الشاهد، كان من أول الشروط الواجب تحققها في الشاهد أن يكون مسلما، فسألت أستاذي رحمه الله لماذا؟ فقال الكافر لا يخاف الله تعالى فقد يشرك به أو يدعي أن له ولدا أو ندا أو يعبد صنما وما شابه ذلك، فكيف يتورع ويقول الحق.
فالكافر ساقط العدالة، ولم يقل بهذا الحكم أي مما يسمونه أديان كاليهودية والنصرانية والهندوكية والبوذية وغيرها، ومن هنا يتضح سبب عداء هؤلاء على الإسلام فهو يفضح حقيقتهم ويجعلهم يقفون أمام مرآة صافية تعكس قبح وجوههم مهما علاها من مساحيق تجميل زائفة فهذا لا ينطلي على الإسلام، ولم لا والإسلام كله قولا وحكما ومعنى وعملا موحى به ممن يعلم السر وأخفى.
وهذا يفسر عزوف هؤلاء الماكرين عن نقد كتب الديانات الأخرى المدَّعاة، ولا يمنع عزوفهم هذا عن تهافت هذه الكتب وما تحتويه من أساطير لا تزيد عن زبد البحر الجفاء، ويمكث القرآن أبدا لأنه ينفع البلاد والعباد.
ويحضرني هنا قول أحد الشعراء القدامى:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالا بدينار
وأنا دائما في حواري مع السلمين الأجانب أذكر هذا البيت بعد توضيح الشبهة التي يوردها أحد هؤلاء الكفار الأدعياء، فدائما أترجمها قائلا:
If you stone each barking dog
stones will be expensive one day
جعلنا الله ممن اختارهم لنصرة دينه!
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
في ندوة الإذاعة ... كلمة واقتراح.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[15 Jun 2008, 01:30 ص]ـ
الحمد لله وبعد،،
سعدت كما سعد الكثيرون بالحلقة الرائعة التي كان ضيفها الشيخ مساعد الطيار وقد أبدع وأفاد كعادته حفظه الله وهي كلمة حق.
والاقتراح مبني على حلقة الشيخين الطيار والشهري:
حيث كثيرا ما كان يقول الشيخ مساعد في رده على الموضوعات ((والوقت لا يكفي .. )) والاقتراح أن هذه الحلقات المميزة والاكثر من رائعة لماذا لا يكون لها صلة بحلقة أو أخرى لتتم الفائدة بدلا من تلك الحلقات الـ .....
ولست من يعلق على مشايخ الجمعية أو يعدل برامجهم ولكنه مجرد اقتراح.
وصلى الله على محمد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Jun 2008, 01:10 م]ـ
شكراً لكم أخي العزيز على حسن ظنك، وإن كنت أحبذ أن يكون مثل هذا الكلام برسائل خاصة. والفكرة في البرنامج مشاركة أكبر عدد ممكن من الزملاء أعضاء الجمعية وليتهم يستجيبون.
وليتكم يا أستاذ وائل تراسلونني بملحوظاتكم الدقيقة على البرنامج حتى يمكن تصحيح المسار والدكتور يوسف العقيل يبلغك السلام ويطلب منك ذلك أيضاً فلا تبخل علينا رعاك الله.(/)
ماهو العمل أو الصنعة التي كان يحترفها داوود عليه السلام؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 06:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ماهو العمل أو الصنعة التي كان يحترفها داوود عليه السلام؟
1 - هل كان حدادا.
2 - أم خياطا.
3 - أم مجاهدا.
؟
قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}
{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سبأ:10 - 11]
وقال تعالى:
{وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} [الأنبياء:80]
عَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
"عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ " [أخرجه البخاري](/)
الإمام البخاري وسبب نزول آية الحجاب.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 06:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
الإمام البخاري وسبب نزول آية الحجاب
قال الإمام البخاري:
" (بَاب خُرُوجِ النِّسَاءِ إِلَى الْبَرَازِ)
143 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ:
"أَنَّ أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّ يَخْرُجْنَ بِاللَّيْلِ إِذَا تَبَرَّزْنَ إِلَى الْمَنَاصِعِ وَهُوَ صَعِيدٌ أَفْيَحُ فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْجُبْ نِسَاءَكَ فَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِي عِشَاءً وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلَا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ "
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّاءُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَدْ أُذِنَ أَنْ تَخْرُجْنَ فِي حَاجَتِكُنَّ قَالَ هِشَامٌ يَعْنِي الْبَرَازَ. " أهـ
هذا ما ورد في هذا الباب.
لكن ما هو فقه الإمام البخاري، وإلى ماذا يشير الإمام باستدلاله بهذا الحديث مع أن ما يفيده هو نزول آية الحجاب؟
لكنا إذا أردنا أن نعرف مراده أكثر فلابد أن ننتبه إلى الرواية التي أشار إليها، حتى نصل إلى مراده، وهي:
- حَدَّثَنِي زَكَرِيَّاءُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ:
"خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ قَالَتْ فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا وَضَعَهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ."
إذن البخاري يريد أن يقول أن خروج النساء لقضاء حاجتهن جائز.
لكن ياترى لماذا لم يذكر هذه الرواية في أول الأمر، وهي الأكثر دلالة على مراده.؟
فالحديثين بينهما اختلاف لا يشعر به إلا المدقق.
فالرواية الأولى يظهر فيها أن ما حصل كان سببا في نزول آية الحجاب:
" فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مِنْ اللَّيَالِي عِشَاءً وَكَانَتْ امْرَأَةً طَوِيلَةً فَنَادَاهَا عُمَرُ أَلَا قَدْ عَرَفْنَاكِ يَا سَوْدَةُ حِرْصًا عَلَى أَنْ يَنْزِلَ الْحِجَابُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الْحِجَابِ "
أما الرواية الثانية ففيها أن الموقف حصل بعد نزول آية الحجاب:
" خَرَجَتْ سَوْدَةُ بَعْدَمَا ضُرِبَ الْحِجَابُ لِحَاجَتِهَا وَكَانَتْ امْرَأَةً جَسِيمَةً لَا تَخْفَى عَلَى مَنْ يَعْرِفُهَا فَرَآهَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ يَا سَوْدَةُ أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ قَالَتْ فَانْكَفَأَتْ رَاجِعَةً وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَإِنَّهُ لَيَتَعَشَّى وَفِي يَدِهِ عَرْقٌ فَدَخَلَتْ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي خَرَجْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي فَقَالَ لِي عُمَرُ كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ ثُمَّ رُفِعَ عَنْهُ وَإِنَّ الْعَرْقَ فِي يَدِهِ مَا
(يُتْبَعُ)
(/)
وَضَعَهُ فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ"
وما يتضح لي من ذلك هو أن الإمام البخاري أراد بفعله السابق أن يشير إلى أن الموقف تكرر،مرة قبل نزول الحجاب، ومرة بعده، فقدم الرواية الأولى لأنها سبقت، وأخر الرواية الثانية مع أنها أدل على ما أراد؛ لأنها حدثت بعد الأولى، فتغير الترتيب يعني تغير الحكم؛ والدليل على أنه أراد ذلك؛ أنه ذكر الرواية الثانية تحت (باب خُرُوجِ النِّسَاءِ لِحَوَائِجِهِنَّ)،وقد وردت الرواية كالتالي:
حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا فَقَالَ إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ"
فواضح بذلك أن البخاري يرى جواز خروج النساء لقضاء حوائجهن.
ولعمري فالرواية الثانية فيها ما يدل على أنها حدثت بعد الأولى؛ لأمور منها:
1 - قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" فَقَالَ إِنَّهُ قَدْ أُذِنَ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَاجَتِكُنَّ".
2 - قول عمر ابن الخطاب لسودة:" أَمَا وَاللَّهِ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا فَانْظُرِي كَيْفَ تَخْرُجِينَ "، مما يشعر أنها خرجت مستترة فعرفها رضي الله عنها لأنها تتميز بميزة تُعرف غيرها بشخصها وإن كانت مستترة.
والأمر واضح، لكني لا أدري لما ذا استشكل الأمر ابن حجر رحمه الله تعالى؛ فقد قال:
"قَوْله: (اُحْجُبْ)
" أَيْ اِمْنَعْهُنَّ مِنْ الْخُرُوج مِنْ بُيُوتهنَّ؛ بِدَلِيلِ أَنَّ عُمَر بَعْد نُزُول آيَة الْحِجَاب قَالَ لِسَوْدَةَ مَا قَالَ كَمَا سَيَأْتِي قَرِيبًا. وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَرَادَ أَوَّلًا الْأَمْر بِسَتْرِ وُجُوههنَّ، فَلَمَّا وَقَعَ الْأَمْر بِوَفْقِ مَا أَرَادَ أَحَبَّ أَيْضًا أَنْ يَحْجُب أَشْخَاصهنَّ مُبَالَغَة فِي التَّسَتُّر فَلَمْ يُجَبْ لِأَجْلِ الضَّرُورَة، وَهَذَا أَظْهَر الِاحْتِمَالَيْنِ .. " أهـ
قال ابن بطال:
"وفائدة هذا الباب أنه يجوز التصرف للنساء فيما بهن الحاجة إليه، لأن الله أذن لهن فى الخروج إلى البراز بعد نزول الحجاب، فلما جاز لهن ذلك جاز لهن الخروج إلى غيره من مصالحهن، أو صلة أرحامهن التى أوجبها الله عليهن، وقد أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - النساء بالخروج إلى العيدين." أهـ
والله أعلم وأحكم
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jun 2008, 01:57 م]ـ
لم العدول إلى تكرار القصة , فالذي يظهر لي والله أعلم أن القصة واحدة وهي سبب نزول آية الحجاب ,خاصة وأن مخرج الحديث واحد وسياقه وما حف به يوحي بذلك , وأما الأذن بالخروج فهو لنفي الحرج عنهن حتى لا يفهم أن المراد بالحجاب هو الجلوس بالبيت وعدم رؤية الرجال لأشخاصهن , بل المراد أن المرأة يجوز لها الخروج في حجابها عند الحاجة وهو الذي يظهر من تقديم البخاري للرواية الأولى والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 04:38 م]ـ
لم العدول إلى تكرار القصة , فالذي يظهر لي والله أعلم أن القصة واحدة وهي سبب نزول آية الحجاب ,خاصة وأن مخرج الحديث واحد وسياقه وما حف به يوحي بذلك , وأما الأذن بالخروج فهو لنفي الحرج عنهن حتى لا يفهم أن المراد بالحجاب هو الجلوس بالبيت وعدم رؤية الرجال لأشخاصهن , بل المراد أن المرأة يجوز لها الخروج في حجابها عند الحاجة وهو الذي يظهر من تقديم البخاري للرواية الأولى والله أعلم.
الشيخ الفاضل واضح أن القصة تكررت؛ ولا يسغرب ذلك، والدليل موجود في الروايتين، وواضح من الرواية الثانية أن هناك مستثنى من مستثنى منه، أليس كذلك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jun 2008, 09:55 م]ـ
بارك الله فيك: أما أنا فلم يظهر لي ما ظهر لك ولعل الأخوة يدلون بدلوهم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Jun 2008, 10:15 م]ـ
قال السيوطي في الإتقان {1/ 36} " قال ابن حجر:" لا مانع من تعدد الأسباب." كما جاء في سبب نزول آيات اللعان في سورة النور، ولكن لا أرى ما يراه المدقق " أبو الأشبال عبد الجبار " الله أعلم أرجو ألا يكون لرمد أصابني، فالإشكال لا إشكال!!!
الرواية الأولى واضحة تحكي الخروج إلى قضاء الحاجة ثم نزول آية الحجاب، والثانية تحكي مثالا لمن خرجن، كما تحكي أن ذلك حدث بعد نزول آية الحجاب، فالقصة واحدة صورها متعددة وفحواها واحد، بعيدة عن التكرار كسبب لنزول الآية، أما كون البخاري أوردها في مكانين وبابين فمعلوم أن فقه البخاري في تراجمه، وهنا نبتعد عن تكرار السبب لنازل واحد، وندقق ونحقق، ونستخلص ما شاء الله لنا أن نستخلصه من خلال التفكُّر في فقه البخاري.
وبذا أضم صوتي لصوت الدكتور البريدي، محبا لأبي الأشبال، ولأهل العلم جميعاً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:00 ص]ـ
قال السيوطي في الإتقان {1/ 36} " قال ابن حجر:" لا مانع من تعدد الأسباب." كما جاء في سبب نزول آيات اللعان في سورة النور، ولكن لا أرى ما يراه المدقق " أبو الأشبال عبد الجبار " الله أعلم أرجو ألا يكون لرمد أصابني، فالإشكال لا إشكال!!!
الرواية الأولى واضحة تحكي الخروج إلى قضاء الحاجة ثم نزول آية الحجاب، والثانية تحكي مثالا لمن خرجن، كما تحكي أن ذلك حدث بعد نزول آية الحجاب، فالقصة واحدة صورها متعددة وفحواها واحد، بعيدة عن التكرار كسبب لنزول الآية، أما كون البخاري أوردها في مكانين وبابين فمعلوم أن فقه البخاري في تراجمه، وهنا نبتعد عن تكرار السبب لنازل واحد، وندقق ونحقق، ونستخلص ما شاء الله لنا أن نستخلصه من خلال التفكُّر في فقه البخاري.
وبذا أضم صوتي لصوت الدكتور البريدي، محبا لأبي الأشبال، ولأهل العلم جميعاً.
الشيخ الفاضل:
لقد كتبت هذا الموضوع ردا على شخص رأى أن بين الرواية الأولى والثانية تناقض، ولا تناقض كما أكد ابن حجر وابن بطال وقبلهم الإمام البخاري، فالأولى قبل نزول آية الحجاب والثانية بعد نزول آية الحجاب.
ونقلت هذا الموضوع هنا لأنه؛
مما يفيد أهل التفسير في بيان سبب نزول الآية وبيان فقهها.
والله أعلم وأحكم.(/)
ما وجه الدلالة الذي أراد ابن العربي أن يشير إليه ... ؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 06:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ما وجه الدلالة الذي أراد ابن العربي أن يشير إليه ... ؟
قال ابن العربي في أحكام القرآن:
سُورَةُ التَّكَاثُرِ [فِيهَا آيَتَانِ] الْآيَةُ الْأُولَى قَوْله تَعَالَى: {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ}: فِيهَا مَسْأَلَتَانِ: الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى: قَالَ الْمُفَسِّرُونَ: إنَّهَا مَكِّيَّةٌ، وَرَوَى الْبُخَارِيُّ أَنَّهَا مَدَنِيَّةٌ.
قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إلَّا التُّرَابُ.
وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ}.
فَقَالَ ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ: كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ}.
وَهَذَا نَصٌّ صَحِيحٌ مَلِيحٌ غَابَ عَنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ، فَجَهِلُوا وَجَهَّلُوا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْمَعْرِفَةِ.
وقال القرطبي في تفسيره:
" ... وروى سعيد عن قتادة قال: كانوا يقولون نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.
وعن عمرو بن دينار: حلف أن هذه السورة نزلت في التجار.
وعن شيبان عن قتادة قال: نزلت في أهل الكتاب.
قلت: الآية تعم جميع ما ذكر وغيره.
وفي صحيح مسلم عن مطرف عن أبيه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ " ألهاكم التكاثر " قال: (يقول ابن آدم: مالي مالي! وهل لك يا بن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت [وما سوى
ذلك فذاهب وتاركه للناس].
وروى البخاري عن ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن لابن أدم واديا من ذهب، لاحب أن يكون له واديان، ولن يملا فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
قال ثابت عن أنس عن أبي: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت " ألهاكم التكاثر ".
قال أبن العربي: وهذا نص صحيح مليح،.
غاب عن أهل التفسير فجهلوا وجهلوا، والحمد لله على المعرفة ... "
وورد في أضواء البيان:
" ... وقيل: في اليهود وغيرهم، مما يشعر بأن التكاثر كان في مفاخر الآباء.
وقال القرطبي: الآية تعم جميع ما ذكره وغيره.
وسياق حديث الصحيح: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهب، لأحب أن يكون له واديان، ولن يملأه فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب».
قال ثابت: عن أنس عن أُبَيّ: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت {أَلْهَاكُمُ التكاثر} [التكاثر: 1].
وكأن القرطبي يشير بذلك، إلى أن التكاثر بالمال أيضاً ... "
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jun 2008, 01:46 م]ـ
يظهر لي أنه أراد ترجيح وإثبات مكان نزول سورة التكاثر وأنها مدنية لا مكية كما هو رأي البخاري بالنص الصحيح الذي الذي أورده في صحيح البخاري والله أعلم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 04:52 م]ـ
يظهر لي أنه أراد ترجيح وإثبات مكان نزول سورة التكاثر وأنها مدنية لا مكية كما هو رأي البخاري بالنص الصحيح الذي الذي أورده في صحيح البخاري والله أعلم.
الشيخ الفاضل جزاك الله خيرا
لكن
ألا يعني ذلك أيضا أن العبارة التالية لم تكن يوما من القرآن الكريم،وانها ليست مما نسخ كما يظن البعض، ألم يقصد ذلك ابن العربي، هل أبعدت النجعة إذا صح التعبير!:
والعبارة هي:
"لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ، وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إلَّا التُّرَابُ.
وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ "
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Jun 2008, 09:52 م]ـ
ألا يعني ذلك أيضا أن العبارة التالية لم تكن يوما من القرآن الكريم،وانها ليست مما نسخ كما يظن البعض، ألم يقصد ذلك ابن العربي، هل أبعدت النجعة إذا صح التعبير!:
يظهر لي أنك أبعدت بدليل أن اعتبار هذه الاية من قبيل المنسوخ ثابت بالنص وليس ظناً كما تعلم فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال: " بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرؤا القرآن. فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم. فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنّا كنّا نقرأ سورةً كنّا نشبِّهها في الطّول والشّدة ببراءة، فأنْسيتُها، غير أنّي قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:18 ص]ـ
يظهر لي أنك أبعدت بدليل أن اعتبار هذه الاية من قبيل المنسوخ ثابت بالنص وليس ظناً كما تعلم فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال: " بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرؤا القرآن. فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم. فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنّا كنّا نقرأ سورةً كنّا نشبِّهها في الطّول والشّدة ببراءة، فأنْسيتُها، غير أنّي قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)
الشيخ الفاضل جزاك الله خيرا.
هل هناك من بحث ليحل هذا الإشكال فالنصين في الصحيح.
أم أن هذه من قبيل:
قال تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:106).
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Jun 2008, 02:53 م]ـ
أي نصين تقصد سلمك الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Jun 2008, 04:57 م]ـ
الشيخ الفاضل:
النص الأول:
ورد في صحيح البخاري:
5959 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ
وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ.
النص الثاني:
ورد في صحيح مسلم:1740 - حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُدَ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ فَقَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاتْلُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
ألم ترد الإشارة إلى ذلك من خلال ردك السابق؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[17 Jun 2008, 08:10 م]ـ
الأخ الكريم ليتك تبين الإشكال الوارد عندك فربما يستشكل الانسان ما ليس بمشكل أو ربما يشكل عند أناس ويتضح عند آخرين.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 08:36 ص]ـ
الشيخ الفاضل:
قلت في بداية الأمر:
يظهر لي أنك أبعدت بدليل أن اعتبار هذه الاية من قبيل المنسوخ ثابت بالنص وليس ظناً كما تعلم فقد جاء في صحيح مسلم عن أبي الأسود ظالم بن عمرو قال: " بَعثَ أبو موسى الأشعري إلى قرّاء أهل البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجلٍ قد قرؤا القرآن. فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقرّاؤهم. فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وإنّا كنّا نقرأ سورةً كنّا نشبِّهها في الطّول والشّدة ببراءة، فأنْسيتُها، غير أنّي قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان من مالٍ لابتغى وادياً ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلاّ التراب)
فقد قررت بذلك أن الآية من قبيل المنسوخ أليس كذلك
والإشكال الذي يظهر لي هو بسبب قول أبي في الحديث الذي أخرجه البخاري:
" ... عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ "
فهذا النص يدل على أنها لم تكن يوما من القرآن الكريم.
وبالتالي ليست من المنسوخ.
لذلك استنتجت فيما سبق ما يلي حيث قلت:
الشيخ الفاضل جزاك الله خيرا.
هل هناك من بحث ليحل هذا الإشكال فالنصين في الصحيح.
أم أن هذه من قبيل:
قال تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:106).
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[30 Jun 2008, 04:51 ص]ـ
وللفائدة:
حقق الطحاوي في هذا الأمر فأزال الإشكال والحيرة (بالنسبة لي).
* فقد ورد في مشكل الآثار، للطحاوي:
بَابُ بَيَانُ مُشْكِلِ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} الْآيَةَ بِمَا رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى ذَلِكَ).
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَالَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالتَّأْوِيلِ إنَّ النَّسْخَ وَجْهَانِ.
أَحَدُهُمَا: نَسْخُ الْعَمَلِ بِمَا فِي الْآيِ الْمَنْسُوخَةِ وَإِنْ كَانَتْ الْآيُ الْمَنْسُوخَةُ قُرْآنًا كَمَا هِيَ.
وَالْآخَرُ: إخْرَاجُهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَهِيَ مَحْفُوظَةٌ فِي الْقُلُوبِ أَوْ خَارِجَةٌ مِنْ الْقُلُوبِ غَيْرَ مَحْفُوظَةٍ، وَهَذَانِ الْوَجْهَانِ مَوْجُودَانِ فِي الْآثَارِ الْمَرْوِيَّةِ فِي هَذَا الْبَابِ.
فَأَمَّا الْمَنْسُوخُ مِنْ الْقُرْآنِ مِمَّا نُسِخَ الْعَمَلُ بِهِ وَبَقِيَ قُرْآنًا ...
وَأَمَّا الْمَنْسُوخُ الَّذِي يَخْرُجُ مِنْ الْقُرْآنِ فَيَنْقَسِمُ قِسْمَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: يَخْرُجُ مِنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى لَا يَبْقَى فِيهَا مِنْهُ شَيْءٌ، وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلٍ وَنَحْنُ فِي مَجْلِسِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ لَا يُنْكِرُ ذَلِكَ أَنَّ {رَجُلًا كَانَتْ مَعَهُ سُورَةٌ فَقَامَ فِي اللَّيْلِ فَقَرَأَ بِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا، وَقَامَ الْآخَرُ فَقَرَأَ بِهَا فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا وَقَامَ الْآخَرُ كَذَلِكَ فَأَصْبَحُوا فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاجْتَمَعُوا عِنْدَهُ فَقَالَ بَعْضُهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُمْتُ الْبَارِحَةَ لِأَقْرَأَ سُورَةَ كَذَا وَكَذَا فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهَا وَقَالَ الْآخَرُ مَا جِئْت إلَّا لِذَلِكَ، وَقَالَ الْآخَرُ وَأَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّهَا نُسِخَتْ الْبَارِحَةَ} هَكَذَا حَدَّثَنَا يُونُسُ بِهَذَا الْحَدِيثِ فَلَمْ يَتَجَاوَزْ بِهِ أَبَا أُمَامَةَ وَأَصْحَابُ الْحَدِيثِ يُدْخِلُونَ هَذَا فِي الْمُسْنَدِ لِأَنَّ أَبَا أُمَامَةَ مِمَّنْ وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَقُولُ أَهْلُهُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ سَمَّاهُ أَسْعَدَ بِاسْمِ أَبِي أُمَامَةَ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ.
وَقَدْ رَوَى فِي هَذَا الْحَدِيثِ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ فَأَدْخَلَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَيْنَ أَبِي أُمَامَةَ رَهْطًا مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ وَاللَّيْثُ بْنُ عَبْدَةَ قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ {رَهْطًا مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرُوهُ أَنَّهُ قَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ يُرِيدُ أَنْ يَفْتَتِحَ سُورَةً قَدْ كَانَ وَعَاهَا فَلَمْ يَقْدِرْ مِنْهَا عَلَى شَيْءٍ إلَّا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَأَتَى بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ أَصْبَحَ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، وَآخَرُ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَسَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مَا جَمَعَهُمْ؟ فَأَخْبَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِشَأْنِ تِلْكَ السُّورَةِ ثُمَّ أَذِنَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرُوهُ خَبَرَهُمْ وَسَأَلُوهُ عَنْ السُّورَةِ فَسَكَتَ سَاعَةً لَا يَرْجِعُ إلَيْهِمْ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ نُسِخَتْ الْبَارِحَةَ} فَنُسِخَتْ مِنْ صُدُورِهِمْ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ كَانَتْ فِيهِ.
وَالْقِسْمُ الْآخَرُ: أَنْ يَخْرُجَ مِنْ الْقُرْآنِ وَيَبْقَى فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى أَنَّهُ غَيْرُ قُرْآنٍ، ....
وَمِنْ ذَلِكَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ ثنا دَاوُد يَعْنِي ابْنَ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ نَزَلَتْ سُورَةٌ فَرُفِعَتْ وَحُفِظَ مِنْهَا لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إلَيْهِمَا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرَابُ،وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ.
حَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ قَالَ ثنا عَفَّانَ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ نَزَلَتْ كَأَنَّهُ يَعْنِي سُورَةً مِثْلَ بَرَاءَةٍ ثُمَّ رُفِعَتْ فَحُفِظَ مِنْهَا إنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِأَقْوَامٍ لَا خَلَاقَ لَهُمْ وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إلَيْهِمَا ثَالِثًا ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ ثنا عَفَّانَ ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ ثنا آدَم بْنُ أَبِي إيَاسٍ قَالَ أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ.
حَدَّثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ ثنا فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ قَالَ ثنا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ دَاوُد بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ أَبُو مُوسَى إلَى قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ مِنْهُمْ ثَلَاثُ مِائَةٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ قَالَ أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ فَاقْرَءُوهُ وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُو قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِينَاهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْت مِنْهَا لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى إلَيْهِمَا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرَابُ وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِينَاهَا غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْت مِنْهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ فَتُكْتَبَ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ ثنا عَمْرُو بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ الْبَصْرِيُّ قَالَ ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقَسْمَلِيُّ عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ {سَمِعْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الصَّلَاةِ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ}.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُد قَالَ ثنا آدَم بْنُ أَبِي إيَاسٍ قَالَ ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ كُنَّا نَرَى أَنَّ هَذَا الْحَرْفَ مِنْ الْقُرْآنِ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ مَالٍ لَتَمَنَّى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلَّا التُّرَابُ ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ثُمَّ نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ {أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ} إلَى آخِرِهَا.
وَمَا قَدْ حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ ثنا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ {دَعَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلَاثِينَ غَدَاةً يَدْعُو عَلَى رَعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةُ عَصَتْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} قَالَ أَنَسٌ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا نُسِخَ بَعْدُ: بَلِّغُوا قَوْمَنَا عَنَّا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: فَهَذَا هُوَ الْمَنْسُوخُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يَنْقَسِمُ عَلَى الْأَقْسَامِ الَّتِي قَدْ ذَكَرْنَا انْقِسَامَهُ عَلَيْهَا فِي هَذَا الْبَابِ ... وَاَللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ." أهـ
والله أعلم وأحكم.(/)
هل كان الهدهد متأولا تأويلا قريباً؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[16 Jun 2008, 10:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هل كان الهدهد متأولا تأويلا قريباً؟
قال تعالى:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} (النمل:20)
{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (النمل:21)
{فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} (النمل:22)
قرر الشيخ عبد الحميد بن باديس، أن الهدهد وقع في مخالفة؛ لكنها لقصد حسن وهو الاستطلاع كما قال، ثم قال:
فإن قيل ما الذي أوقع في نفس الهدهد رغبته في طلب ما طلب؟
فالجواب:
أنه يجوز أن يكون شاهد عمران اليمن من مكان بعيد ببصره الحاد فرغب في المعرفة، أو أن يكون قد مر باليمن من قبل، ولم يتحقق من حالها فأراد أن يتحقق.
وهذه الآية مأخذ من مآخذ الأصل القائل:
أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.
ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً).
ــــــــــــ
[ينظر: مجالس الذكر من كلام الحكيم الخبير، للشيخ عبدالحميد بن باديس: ص 350]
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Jun 2008, 06:24 م]ـ
قوله: {أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.
وقوله:
ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً}
كلام يحتاج إلى شرح وإيضاح للتمكن من جذب مشارك ـ.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:45 ص]ـ
قوله: {أن المخالف للأمر عن غير انتهاك للحرمة لا يؤاخذ بتلك المخالفة.
وقوله:
ومن فروع هذا الأصل (سقوط الكفارة عمن أفطر في رمضان متعمدا متأولا تأويلا قريباً}
كلام يحتاج إلى شرح وإيضاح للتمكن من جذب مشارك ـ.
الشيخ الفاضل:
قد يفيد هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=137451
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 11:57 ص]ـ
والله إنها لمسألة قريبة جداً من جدل الفقهاء أوالفقه الافتراضي، أو الترف الفقهي الذي قد لا يتنزل إلا على النادر الشاذ، وقد تفيد هذه المسألة أهل التخصص الأدق في الفقه والأصول فحسب، أما المعني بالتفسير فلا أرى أن يضيِّع وقته في بحثها.
والشكر موصول لأبي الأشبال وفقه الله.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 02:31 م]ـ
والله إنها لمسألة قريبة جداً من جدل الفقهاء أوالفقه الافتراضي، أو الترف الفقهي الذي قد لا يتنزل إلا على النادر الشاذ، وقد تفيد هذه المسألة أهل التخصص الأدق في الفقه والأصول فحسب، أما المعني بالتفسير فلا أرى أن يضيِّع وقته في بحثها.
والشكر موصول لأبي الأشبال وفقه الله.
الشيخ الفاضل أقدر رأيك:
لكن لي رأي آخر:
وهذه هي الفائدة التي أردت أن أضيفها وأنوه عليها:
ورد في تفسير الطبري:
" حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) قال: تفقد الهدهد من أجل أنه كان يدله على الماء إذا ركب، وإن سليمان ركب ذات يوم فقال: أين الهدهُد ليدلنا على الماء؟ فلم يجده؛ فمن أجل ذلك تفقده، فقال ابن عباس: إن الهدهد كان ينفعه الحذر ما لم يبلغه الأجل؛ فلما بلغ الأجل لم ينفعه الحذر، وحال القدر دون البصر، فقد اختلف عبد الله بن سلام والقائلون بقوله ووهب بن منبه، فقال عبد الله: كان سبب تفقده الهدهد وسؤاله عنه ليستخبره عن بُعد الماء في الوادي الذي نزل به في مسيره، وقال وهب بن منبه: كان تفقده إياه وسؤاله عنه لإخلاله بالنوبة التي كان ينوبها، والله أعلم بأي ذلك كان إذ لم يأتنا بأيّ ذلك كان تنزيل، ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح.
فالصواب من القول في ذلك أن يقال" إن الله أخبر عن سليمان أنه تفقد الطير، إما للنوبة التي كانت عليها وأخلت بها، وإما لحاجة كانت إليها عن بُعد الماء ... " أهـ
وبغض النظر عن السبب الذي تفقد سليمان عليه السلام لأجله الهدهد، يعرف الجميع أن مملكة سليمان مملكة ربانية يحكمها نبي من أنبياء الله تعالى، فهي مملكة ربانية إذا صح التعبير، والمهمة الأساسية لهذه المملكة هي الدعوة إلى الله تعالى وعبادته وتوحيده وحده لا شريك له، أليس كذلك؛ فكيف يقال أن الهدهد خالف الأوامر، وقد قال سليمان عليه السلام كما ورد في القرآن الكريم:
{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ} (النمل:21)
فلو كان سليمان عليه السلام متأكدا من أن الهدهد خالف الأوامر لذبحه أوعذبه من دون أن ينتظر السلطان المبين.
فكيف لنا أن نقول أن الهدهد كان متأولا تأويلا قريباً!
وقد كان في صلب العمل الذي من أجله طلب سليمان عليه السلام الملك،ومن أجله قامت مملكته
{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} ص:35
والله أعلم وأحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 04:43 م]ـ
بإيجاز في غير إلغاز أقول:
الهدهد يا أبا الأشبال ـ رعاك الله ـ ذهب إلى ما ألهمه الله إليه، وعند ذلك لم يجده سليمان ـ عليه السلام ـ لسبب أو لآخر، فتوعده توعداً إن لم يبرهن ببرهان مقبول يعذر به عن غيابه، وسليمان ـ عليه السلام ـ ليس عنده علم الإحاطة والشمول أو الغيب {أحطت بما لم تحط به}، فالغيب لله وحده، فلما حضر الهدهد وبيَّن أنه كان في مهمة علمية لها ما بعدها قدّر ذلك نبي الله ـ عليه السلام ـ واختبر صدقه ببعثه بكتاب إلى ملِكة سبأ وكان ما قصَّه القرآن الكريم. ـ لا تأوُّل ولا هم يحزنون ـ
القرآن سهل وتفسيره يجب أن يؤدي إلى الهداية لا إلى التعقيد بمصطلحات تخال حتى على أهل التخصص الدقيق ـ وكلُّنا تلاميذ علم وطلاب معرفة ـ ومن ظن أنه علم فقد جهل، وإن كانت هذه المسألة أوردها العلامة عبدالحميد بن باديس فعلى العين والرأس والأمة بها ملايين من الفضلاء أمثال ابن باديس، ولكن يجب أن نشغل أنفسنا بما ينفع في بابه، ونترك الفقه والصوم لآيات الأحكام المتمحضة في بيان أحكام البشر، لا أن نستل مسألة غامضة من بين مخالب الطيور ثم نصر على رؤية مخصوصة بصاحبها ولم تنتشر بين العلماء، وبكل أمانة هذا ما أراه في جل مداخلات أبي الأسود والصناديد الشيخ المحترم عبد الجبار، ومثال ذلك تراه في الإشكال الذي خلا من الإشكال بينه وبين د. البريدي، فأنت تصر وغيرك يبيِّن، وفي النهاية نجد أن الذي في مخيِّلتك هو الذي تريده لا تنفتل عنه، وهذا إن كان ولابد فمن يصنع هذا الصنيع لا يخلو من واحد من اثنين:
1ـ يطرح المسألة مع خلو ذهنه ويريد الإفادة، فهذا لا غبار عليه ومداخلاته تثبت منهجه هذا.
2ـ آخر يصنع مداخلة ولديه الأجوبة والأدلة ولكن يصنع صنيع المختبِر، وهذا لا بركة فيه، مقصده صغير، تصرعه أدلة القرآن والسنة، بل دعيّ على أهل العلم، وليس منهم من قبيل أو دبير.
ونحن نظن بكم كل الخير ـ يا أبا الأشبال ـ وهذا ما يجب أن يكون بين المسلمين جميعا ما لم يرد ما يؤكد العكس.
ومن وجهة نظري القاصرة كان عليكم إظهار هدايات القرآن ببيان فضيلة العلم ولو كان من طائر كالهدهد، وكيف اهتم بعلم الهدهد نبي من أنبياء الله، نبي ملك، ولم يحقره أو يهمِّشه، كما قال صاحب البحر وصاحب الكشاف، ومنهما نتعلم:ودونك ما قالاه: "
{أحطت بما لم تحط به} وفي هذا جسارة من لديه علم لم يكن عند غيره، وتبيينه ذلك، وإبهامه لأمورِ حتى تتشوف النفس إلى معرفة ذلك المبهم ما هو،قال الزمخشري: ألهم الله الهدهد، فكافح سليمان بهذا الكلام، على ما أوتي من فضل النبوة والحكمة والعلوم الجمة والإحاطة بالمعلومات الكثيرة، ابتلاء له في علمه، وتنبيهاً على أن في أدنى خلقه وأضعفه من أحاط علماً بما لم يحط به سليمان، لتتحاقر إليه نفسه ويصغر إليه علمه، ويكون لطفاً له في ترك الإعجاب الذي هو فتنة العلماء، وأعظم بها فتنة.
قالوا: وفيه دليل على بطلان قول الرافضة: إن الإمام لا يخفى عليه شيء، ولا يكون في زمانه أعلم منه. انتهى. {بحر وكشاف} هذا هو الكلام الجدير بالنقاش مع تحياتي
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 05:13 م]ـ
أخي الفاضل:
لم آتي لأختبر أحد. فما أنا إلا طالب علم.
كل مشاركاتي التي وضعتها هنا لم أجد الإجابة الشافية أو لم أجد إجابة لها أصلا.
واستخدم الجوجل لتتأكد.
فأتيت لأهل الاختصاص.
أما عن هذه المشاركة، فقد وجدت ما سبق وكتبته وأنا أقرأ، ووقر في نفسي أن الهدهد
كان على رأس عمله ولم يفعل ما يستوجب العقاب ولم يتأول، والدليل أن سليمان لم يعاقبه، و هذا الأمر مهم بالنسبة لي؛ لأنه يخص تخصصي، وأنتم الحكم.
والله العالم بالنيات.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 05:44 م]ـ
السؤال: هل أنت مقتنع بما تم من مشاركات في موضوع الهدهد؟
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 05:56 م]ـ
السؤال: هل أنت مقتنع بما تم من مشاركات في موضوع الهدهد؟
نعم مقتنع فن شارك شارك في حدود تخصصه، أما أنتم فالأمر مختلف.
أنتم من ناحية أخرى هناك كما رأيت حررت المسألة من ناحية أصولية فقهية على حسب ما تيسر إن صح التعبير، وفهم معنى القاعدة.
لكن إذا تكلمنا عن المسألة من ناحية تخصصكم.
قال تعالى:
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ} النمل20
سليمان عليه السلام قال: {مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ}
فقوله: {أم كان}
مما يدل - على حد فهمي - على أن الهدهد لم يخالف الأوامر.
هذه مذاكرة.
والتأمل في كتاب الله أمره عظيم
فهل من مجيب؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 08:40 م]ـ
أقطع لك أن واحدا من الناس لم يقل إن الهدد خالف أمرا لسليمان عليه السلام والمعني: بل كان من الغائبين، على أن أم منقطعة، وغيابه عن سبب لا يدخل تحت المخالفة البتة، يقول العوام: " الغايب حجته معاه" وأعدك أن هذه آخر مشارك لي في هذا الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Jun 2008, 08:39 م]ـ
أقطع لك أن واحدا من الناس لم يقل إن الهدد خالف أمرا لسليمان عليه السلام والمعني: بل كان من الغائبين، على أن أم منقطعة، وغيابه عن سبب لا يدخل تحت المخالفة البتة، يقول العوام: " الغايب حجته معاه" وأعدك أن هذه آخر مشارك لي في هذا الموضوع.
الشيخ الفاضل جزاك الله خيرا، وبذلك حصلت على شهادة أهل التخصص التي كنت أطلبها، شكرا لكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Jun 2008, 12:00 ص]ـ
نفعنا الله وإياكم ـ يا أخانا المحترم أبا الأشبال ـ بالعلم والعمل جميعاً.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[28 Jun 2008, 05:32 ص]ـ
نفعنا الله وإياكم ـ يا أخانا المحترم أبا الأشبال ـ بالعلم والعمل جميعاً.
اللهم آمين
وبارك الله فيكم شيخنا الفاضل.(/)
فرضية تتعلق بكيفية خلق المسيح، عليه السلام.
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[16 Jun 2008, 11:42 م]ـ
فرضية تتعلق بكيفية خلق المسيح، عليه السلام.
بقلم: بسام جرار
جاء في الآية 45 من سورة آل عمران:" إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يُبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم ... ".
اختلف أهل التفسير في معنى كلمة (المسيح)، وقد تأثر بعضهم بما ورد في العهد القديم والجديد فزعموا أنّ كلمة المسيح غير عربية. ومعلوم وفق الدراسات المعاصرة أنّ اللغة العربية – في رأي الكثيرين- هي أقرب اللغات إلى اللغة السامية الأم. وعليه فإنّ حرف السين في كلمة المسيح هو الأصل، ثم أبدل في العبرية شيناً، وليس العكس كما يرد في كتابات البعض من القدماء ومن المعاصرين. وما نختاره هنا دون تردد أنّ كلمة المسيح هي عربية، ومادتها (مسح).
المسيح: على وزن فعيل بمعنى مفعول، أي ممسوح. ومن المعاني التي ذكرها أهل التفسير وتستحق الذكر هنا قول من قال: إنه، عليه السلام قد مُسح من الأقذار وطُهّر من الذنوب. وكذلك قول من قال: إنه قد مسح بالبركة، فهو المبارك، انظر الآية 31 من سورة مريم:" وجعلني مباركاً أين ما كنت ... ".
واللافت أنّ تسمية المسيح كانت من قِبل الوحي قبل ميلاده عليه السلام، مما يعني أنّ للاسم أسراراً قد تتعلق بخَلْقِهِ أو بدعوته أو بوظيفته ... ومن هنا يجدر بنا أن نسلط الأضواء على كل الأسماء التي جاء بها الوحي، ومنها اسم المسيح، الذي جاء ثلاثياً، أي: المسيح، عيسى ابن مريم، وكأنه رد على عقيدة التثليث.
والمتدبر للآيات الكريمة يدرك أنّ (عيسى) هو الاسم العلم, بدليل أنّ القرآن الكريم في صيغة النداء يقول:" يا عيسى"، وبدليل أنه في حال سرد أسماء الأنبياء لا يقول إلا (عيسى). أما لفظ (المسيح) فظاهر أنه اللقب الذي اشتهر به عليه السلام، حتى أصبح يمييزه أكثر من اسمه العلم. وإضافة (ال) إلى (مسيح) تشير إلى أنه إذا كان هناك من مسيح حق فإنّه هو عليه السلام.
وما نريد أن نطرحه في هذا المقام هو فرضية تم وضعها بعد مداولات بين عدد من أعضاء ندوة نون وبعضهم أصحاب اختصاص علمي. يقول الأخ عماد القاضي ـ أستاذ الكيمياء الحيوية ـ مُعرّفاً بالكروموسومات كمقدمة لطرح الفرضية:
" يحتوي جسم الانسان على 46 كروموسوماً، أو على 23 زوجاً من الكروموسومات. وتعني هذه الزوجية أنّ لكل كروموسوم شبيهاً له من الناحية الشكلية ومن ناحية احتوائه على الصفات المختلفة. وهذا يعني أنّ الكروموسوم 7، مثلا، يحتوي على عدة صفات، ولنفرض أنها صفة لون العيون، وبالتالي فإنّ الكروموسوم الشبيه له - أو الزوج الثاني له - يشبهه في الشكل والطول وفي احتوائه على صفة لون العيون أيضاً. أي أنّ لكل كروموسوم لدى الإنسان نسخة شبيهة له من حيث الشكل واحتواؤها على الخريطة الوراثية نفسها.
وقد لفت نظر العلماء أنّ الزوج الأخير من الكروموسومات، وهو زوج الكروسوم الجنسي، يُظهر اختلافا جلياً في الشكل؛ فالكروموسوم الجنسي X أطول بشكل واضح من الكروموسوم الجنسي Y، والذي يشكل فقط ثلث طول الكروموسوم الأنثوي X ، مما دعا العلماء للتساؤل حول مدى التشابه بينهما بسبب اختلافهما في الطول والشكل.
ولقد تبين في المصادر العلمية المختلفة - ومنها المجلة العلمية العالمية Nature - أنّ الكروموسومين الجنسيين متشابهان، وبأنّ لهما الأصول نفسها من حيث احتواؤهما الصفات، وذلك في المنطقة المتقابلة بين Xو Y ويصل التشابه بينهما إلى أكثر من 99%. (المرجع: مجلة Nature العدد 311 الصادر في 13 سبتمبر 1984 ص 119 - 123). وما يعنينا أن نلفت الانتباه إليه هنا هو أنّ بعض المقالات العلمية تذكر أنّ الكروموسوم الذكري Y هو نسخة متآكلة من الكروموسوم الجنسي X ".
على ضوء هذه المعلومة العلمية الجديدة في حقل العلم نضع الفرضية الآتية:
" بما أنّ الكروموسوم Y هو في حقيقته X متآكل، فهناك احتمال أن يكون المَلك المكلف قد قام بعملية مسح جزئي في الكروموسوم 23 الجنسي – في بويضة مريم عليها السلام - فنتج عن ذلك XY . فالكروموسوم الطويل غير الممسوح هو X والقصير هو Y الذي كان X فمسح جزئياً فأصبح Y بعد أن كان زوج الكروموسومات في البويضة هو XX ".
وليكتمل تصور الفرضية نقول:
أولاً: يمكن أن تكون تسمية المسيح جاءت من كيفية خَلقهِ المفترضة، وهي مسح الكروموسوم X ليتحول إلى Y فنتج مولود ذكر هو المسيح (الممسوح) عليه السلام.
ثانياً: في حالة الاستنساخ ينتج من الخلية المذكرة ذكر ومن المؤنثة أنثى، أما هنا فنتج من البويضة – التي هي خلية مؤنثة – ذكر. هو في الحقيقة ابن مريم، ومريم فقط.
ثالثاً: يبدو أن المسح كان في بداية التبييض، أي قبل انقسام البويضة. ومعلوم أن البويضة في بداية التبييض تكون 46 كروموسوماً.
رابعاً: بإمكانك الآن أن تعيد النظر فتسأل: لماذا ابتعدت مريم عن أهلها – بالذات أهلها وليس غيرهم من الناس -، ولماذا اتخذت من دونهم حجاباً وهم أهلها، ولماذا خافت خوفاً شديداً عندما رأت الملك في صورة رجل؟!
هل لأنها كانت في بداية التبييض، وتريد أن تستحم بعد الطهر، وفوجئت وهي في هذا الحال بالملك في صورة رجل؟!
خامساً: يبدو أن عملية النفخ التي قام بها الملك – والتي كانت مريم عليها السلام مهيأةً لها – لم تضف شيئاً وإنما هي طاقة موجهة لمسح الجزء المطلوب مسحة ليكون ابن مريم فقط.
سادساً: وبإمكانك أن تعيد النظر لتسأل: هل كان الطعام الخاص الذي يتنزل على مريم، عليها السلام، نوعاً من التهيئة الجسدية قبل عملية المسح؟!
سابعاً: وهناك أسئلة أخرى تبحث عن جواب منها: لماذا:" انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً"، نعم، لماذا شرقياً؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[17 Jun 2008, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي في الله ولكني أرى أن المراد بالمسيح ما ذكرتموه بعيد جدا! فالآية قالت أن اسمه المسيح! ويفترض في الاسم أو حتى الوصف الذي يشتهر به الإنسان أن يكون ذا سبب ظاهر واضح, أما ما ذكرتموه فهو خفي لا يعرف به أحد, ثم حتى على فرض صحة ما قلتم به فقد أسمي أنا هذه العملية المفترضة اسما غير المسح!
وفي النهاية لي تعليق على قولكم:
"المسيح: على وزن فعيل بمعنى مفعول، أي ممسوح. ومن المعاني التي ذكرها أهل التفسير وتستحق الذكر هنا قول من قال: إنه، عليه السلام قد مُسح من الأقذار وطُهّر من الذنوب. وكذلك قول من قال: إنه قد مسح بالبركة، فهو المبارك، انظر الآية 31 من سورة مريم:" وجعلني مباركاً أين ما كنت ... ".
لم تكون صيغة فعيل بمعنى مفعول, لم لا تكون أيضا بمعنى فاعل, كما في: عليم وبصير ورحيم؟ ومن المعلوم أن أشهر ما تميز به السيد المسيح هو الإشفاء وكان يحدث هذا بعد أن يمسح على المريض! فالأرجح أن يكون المسيح بمعنى الماسح! وهذا ما اشتهر به وما عرف به بين الناس, ولا مانع من فهمه كذلك على صيغة مفعول فيكون هذا من باب ما اشتهر به أنبياء بني إسرائيل من كونهم "مسحوا أنبياء" من الله عزوجل.
وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[18 Jun 2008, 11:22 ص]ـ
الإخ الكريم الشاعر,
أنا فهمت من كلام الشيخ بسام أن هذه فرضية تضاف إلى ما يقال حول تسمية المسيح وهي تلقي الأضواء على آيات أخرى كما أشار الشيخ إلى مسألة الانتباذ مثلاً. ثم إن طرح مثل هذه الفرضيات يمكن أن ينبهنا إلى أمور أخرى في النص القرآني الكريم.
أين نجد أن المسيح عليه السلام كان يمسح؟!. كل ما نعرفه من النصوص أنه كان يبرئ أما أنه كان يمسح فقول مضاف من غير دليل هذا في حدود علمي. ومجرد ذكر الكتب للمسألة لا يعني صحتها.
الأرجح في المسيح أنه فعيل بمعنى مفعول كقتيل وجريح، ومنه صح أن يسمى الدجال وفق الأحاديث الشريفة مسيحا، لأنه ممسوح العين وليس لأنه ماسح. أما لماذا هو ممسوح العين؟! فهذا سؤال يثار بعد الاطلاع على فرضية الشيخ، فهناك احتمال أن يكون ممسوح العين لأن هناك مسحا في جيناته جعلته ممسوح العين خلقة.
فطرح الشيخ جاد ويستحق النظر ولا يتعارض مع نصوص بل ينسجم. وهو طرح قد يفيد علميا في حال متابعته من قبل المختصين. ومعلوم أن الحقائق تبدأ فرضيات.(/)
سلسلة محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن
ـ[جمال القرش]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونسترضيه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (1) ?.
قال تعالى: ? كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ (2) ?. أما بعد:
فهذه رسالة في معرفة بعض اللطائف التفسيرية واللغوية والبلاغية، عنيت فيها بجمع بعض المسائل والإشكالات التي يكثر التساؤل عنها، وكيفية التعامل معها كبداية تفتح له الطريق، خصوصًا في هذا الزمان الذي بعد فيه الناس عن لغة القرءان فأصبح الكثير يفهم فهمًا على غيرمراده، ويخلط بين المعاني، ولما كان أهل القرءان هم أولى الناس بتدبر آيات الله تعالى فكان ذلك الباعث على إعداد هذه الرسالة لتكون إحدى رسائل زاد المقرئين، سائلاً الله الكبير المتعالى أن يهدينا سواء السبيل، وكتبه أبو عبد الرحمن جمال القرش
موضوعات البحث
القسم الأول: اللطائف الإعرابية واللغوية.
القسم الثاني: كشف الإبهام عن بعض مواضع الإيهام.
القسم الثالث: لطائف بلاغية وفروقات لغوية.
من صفات حامل القرءان
قال الإمام مكي بن أبي طالب في باب: صفة من يجب أن يقرأ عليه وينقل عنه، قال أبو محمد: يجب على طالب القرءان أن يتخير لقراءته وضبطه ونقله أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرءان والنفاذ في علم العربية (والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان)، وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم.
فإذا اجتمع للمرء ذلك كملت حاله، ووجبت إمامته.
فالقراء يتفاضلون في العلم بالتجويد …
فمنهم من يعلمه رواية وقياسًا وتمييزًا فذلك الحاذق الفطن.
ومنهم من يعرفه سماعًا وتقليدًا، فذلك الوهن الضعيف، لا يلبث أن يشك ويدخله التحريف والتصحيف، إذ لم يُبن على أصل ولا نقل عن فهم.
قال: فنقل القرءان فطنة ودراية أحسن منه سماعًا ورواية، قال: فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها.
قال: فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحت عليه القراءة إن كان له مع ذلك ديانة. اهـ (1).
قال الإمام النووي: ثبت في صحيح مسلم- رحمه الله- عن تميم الداري ? قال: قال ?: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" مسلم.
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق التلاوة، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة وأن يذبَّ، عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، وأن يصدِّق بما فيه، ويقف مع أحكامه ويتفهم علومه، وأمثاله، ويعتبر بمواعظه، ويتفكر في عجائبه ويعمل بمحكمه، ويسلم لمتشابهه، ويبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، وينشر علومه. اهـ (1).
قال الراغب الأصفهاني: إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرءان العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرءان في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللَّبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه. اهـ (2).
* * *
القسم الأول
اللطائف الإعرابية واللغوية
1 - لطائف إعرابية بين كلمتين.
2 - نماذج لما ورد مبنيًا للمجهول ومبنيًا للمعلوم.
3 - نماذج لما ورد لازمًا ومتعديًا لواحد أو اثنين.
4 - نماذج لما ورد مفردًا وجمعًا.
5 - نماذج لما ورد فيه لغتان.
6– نماذج لتقدم المفعول على الفاعل.
7 - نماذج للام الأمر ولام التعليل.
8 - نماذج للممنوع من الصرف.
9 - نماذج لأفعال يجوز تذكيرها وتأنيثها.
10 - القاعدة في إسناد الفعل المعتل عند إسناده
لواو الجماعة.
11 - مواضع معربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - لطائف صرفية.
من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن لـ جمال القرش
ـ[جمال القرش]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:41 ص]ـ
تابع سلسلة محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن الكريم
1 - لطائف إعرابية ولغوية بين كلمتين
? فَتَوَلَّ * فَتَوَلَّى (1)
قال تعالى: ? فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ? الصافات: 174.
قال تعالى: ? فَتَوَلَّىعَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي? الأعراف: 79.
? أَلْقُوا * ألقَوا (2)
قال تعالى: ? قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ? الأعراف: 171.
ثَمَّ * ثُمَّ (3)
قال تعالى: ? وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا? الإنسان: 20.
قال تعالى: ? انظر كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصدِفُونَ? الأنعام: 46.
ذَوِي * ذَوَي (4)
قال تعالى: ? وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى? البقرة:147.
قال تعالى: ? وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ? الطلاق: 2.
وَأَدْبَارَ * وَإِدْبَارَ (1)
قال تعالى: ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ (2) السُّجُودِ? ق: 40.
قال تعالى: ? وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ (3) النُّجُومِ? الطور: 49.
? تُمْسِكُوهُنَّ * يُمَسِّكُونَ (4)
قال تعالى: ? وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا? البقرة:: 231 ..
قال تعالى: ? وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ? الأعراف: 170.
? لَيَقُولُنَّ * لَيَقُولَنَّ (5)
قال تعالى: ? وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ? التوبة: 65.
قال تعالى: ?وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ? الروم: 58.
(1) ?فتَوَلَّ? فعل أمر مبني على حذف حرف العلة،?تَوَلَّى? فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة.
(2) ?أَلْقَوْا? بفتح القاف فعل ماضي، ?أَلْقُوا? بضم القاف فعل أمر مبني على حذف النون.
(3) ?ثَمَّ? بفتح الثاء بمعنى هناك، ?ثُمَّ? بضم الثاء حرف عطف يفيد التراخي.
(4) ?ذَوِي? بكسر الواو جمع بمعنى أصحاب،?ذَوَيْ? بفتح الواو مثنى، بمعنى صاحبي.
(1) ?أَدْبَارَ? بفتح الهمزة جمع دبر أي أعقاب، و?إِدْبَارَ? بكسر الهمزة مصدر أدبر.
(2) دبر الشيء آخره والمعنى: صلي النوافل المسنونة عقب الفرائض.
(3) أي: عقب غروبها سبح أو صلِّ في الأول العشائين، وفي الثاني الفجر، وقيل: الصبح.
(4) ? يُمَسِّكُونَ? بتشديد السين من مَسَّك يُمسِّك وتمسَّك به أي استمسك به، وبالتخفيف من أمسك يُمسك، و التشديد فيه معنى التكرير والتكثير للتمسك بكتاب الله وبدينه.
(5) ?لَيَقُولَنَّ? بفتح اللام فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.
وبضم اللام: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون وحذفت النون لتوالي الأمثال، والواو التي حذفت لالتقاء الساكنين فاعل، ونون التوكيد لا محل لها من الإعراب.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:45 ص]ـ
تابع سلسلة محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن
? ولا يَصُدُّنَّكَ * فَلا يَصُدَّنَّكَ
قال تعالى: ? ولا يَصُدُّنَّكَ (1) عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ? القصص: 87.
قال تعالى: ? فَلا يَصُدَّنَّكَ (2) عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا? طه: 16.
? يَهْدِي * يَهِدِّي (3)
قال تعالى: ?أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى? يونس35.
? مِصْرًا * مِصْرَ (4)
قال تعالى: ? اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَاسألتم? البقرة: 61.
قال تعالى: ? وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ? يوسف: 99.
بِمُعَذَّبِينَ * مُعَذِّبِينَ (5)
قال تعالى: ? وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ? الصافات: 59.
قال تعالى: ? وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا? الإسراء: 15.
? الْغُرُورِ * الْغَرُورُ (6)
قال تعالى: ? وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ? آل عمران: 85.
قال تعالى: ? فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ? لقمان: 33.
?حُمُرٌ * وَحُمْرٌ (2)
قال تعالى: ? كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ? المدثر: 50.
قال تعالى: ? وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ? فاطر: 27.
1) ?ولا يَصُدُّنَّكَ? فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف النون و" النون " للتوكيد، أصله: يصدوننك حذفت نون الرفع للجازم وواو للفاعل لالتقاء الساكنين.
(2) ?يَصُدَّنَّكَ? فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد.
(3) ?يَهِدِّي? الأصل يهتدي، فحولت التاء لدال ثم سكنت الدال ثم أدغمت في الدال الثانية.
) كلمة ?مِصْرًا? المصروفة في القرءان، لا تعني الإقليم المعروف بل تعني أيَّ قطر أو إقليم أو بلد
وتنوينُها تنوين " تنكير " يدل على عمومها، وغير مصروفة تعني مصر المعروفة.
(5) ?بِمُعَذَّبِينَ? بفتح الذال مع التشديد: اسم مفعول، وبكسر الذال مع التشديد: اسم فاعل.
(6) ?الْغُرُور? بالضم، مصدر من غرَّ يغرُّ غُرورًا وهو الخداع والباطل، والْغَرُورُ: بالفتح الباطل والخداع، والشيطان يغر الناس بالتمنية.
(2) ?حُمُرٌ? بضم الميم: الحمر الوحشية، وهو جمع، مفرد "حمار"،وَحُمْرٌ، بسكون الميم: لون مفرده:
" أحمر".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:48 ص]ـ
تابع سلسلة محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن
عَلَيْهُ * عَلَيْهِ (3)
قال تعالى: ? وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا? الفتح: 10.
قال تعالى: ? إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ? المطففين: 13.
? مُشْتَبِهًا * مُتَشَابِهٍ (4)
قال تعالى: ? وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ? الأنعام:99.
? (3) الأصل في هاء الضمير التي يكنى بها عن الواحد الغائب المذكر الضم مثل: " له" إلا إذا وقع قبلها كسرة أو ياء فإنها حينئذ تكسر للمناسبة وقد جوّز ضمها اتباعًا للأصل في الفتح في رواية: حفص. المغنى: ج/1 ص/110.
(4) ?مُشْتَبِهًا? اسم فاعل من الفعل اشتبه، متشابها اسم فاعل من الفعل تشابه، والمعنى أن: الزيتون والرمان مشتبهًا في الأوراق، وغير متشابه في الذوق.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[17 Jun 2008, 05:49 ص]ـ
يَكُ * يَكُنْ (1)
قال تعالى: ? إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? النحل: 120
قال تعالى: ?وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ في الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا? الإسراء: 111.
? قَبْلُ * قَبْلِ (2)
قال تعالى: ? …… كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ (3) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ? النساء: 94.
قال تعالى: ? وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ (4) أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ? المنافقون:10.
قال تعالى: ? لِلَّهِ الأمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (5) ? الروم: 4.
خَلْقَهُ * خَلَقَهُ
قال تعالى: ? قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ (6) ثُمَّ هَدَى? طه: 50.
قال تعالى: ? الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (7) ? السجدة: 7.
?.
(1) ?لم يَكُ? فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة للتخفيف.
?لم يَكُنْ? فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون وحذفت الواو للالتقاء الساكنين.
(2) لفظ ?قَبْلُ? و?بَعْدُ? يبنى على الضم إذا لم يضف، ويجر بالكسرة إذا كان مضافًا.
3) في هذا الموضع بنيت كلمة?قَبْلُ? على الضم لأنها لم تضف.
(4) هنا جُرَّت ?قَبْلِ? بالكسر لأنها مضافة إلى المصدر المؤول والتقدير " من قبل إتيان أحدكم ".
(5) في هذا الموضع بنيت ?قَبْلُ? و?بَعْدُ? على الضم لأنهما لم يضافا.
(6) ?خَلْقَهُ? مفعول أول لـ ?أَعْطَى? أي: أعطى كل شئ خليقته، والهاء مضاف إليه.
(7) ?خَلَقَهُ? فعل ماض والهاء مفعول به.
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[19 Jun 2008, 07:09 ص]ـ
فضيلة الشيخ:
خادم القرآن أبو عبد الرحمن
هذه اللطائف الرائعة
هل هي مذكورة في كتابكم الجميل
((فيض المنان في لطائف المنان)) الدار العالمية للنشر
أم تختلف؟
ـ[جمال القرش]ــــــــ[19 Jun 2008, 09:24 ص]ـ
أخي فضيلة الشيخ / محمد المهوس (نعم)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[19 Jun 2008, 09:51 ص]ـ
تابع محاضرات من كتاب فيض المنان
3 - نماذج لما ورد لازمًا ومتعديًا لواحد أو اثنين
? تَنْكِحُوا * تُنْكِحُوا (1)
قال تعالى: ? وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا? البقرة: 221.
? يَضِلُّونَ * يُضِلُّونَ (2)
قال تعالى: ? إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ? ص: 26
قال تعالى: ? وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ? آل عمران: 69
? تَنْبُتُ * تُنْبِتُ (3)
قال تعالى: ? وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلأكِلِينَ? المؤمنون: 20.
قال تعالى: ? سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ 8? يس: 36
?تَنْكِحُوا? بفتح التاء من الفعل نكح المتعدي لواحد، والمعنى: لا تتزوجوا النساء المشركات حتى يؤمن وبضم التاء: من الفعل أنكح المتعدي لمفعولين، أي لا تزوجوا المشركين نساءكم
(2) ?يَضِلُّونَ? بفتح الياء فعل لازم من "ضل يَضل "و بضم الياء فعل متعدي من " أضل يُضل".
(3) ?تَنْبُتُ? بفتح التاء وضم الباء من الفعل نبت اللازم، أي: لا ينصب مفعولا، و بضم التاء وكسر الباء من الفعل أنبت المتعد لمفعول
ـ[جمال القرش]ــــــــ[19 Jun 2008, 09:52 ص]ـ
تابع محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن
4 - نماذج لما ورد مفردًا وجمعًا
? سَقْفًا * سُقُفًا (1)
قال تعالى: ? وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا? الأنبياء: 32.
قال تعالى: ? وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ? الزخرف: 33.
? كِسَفًا * كِسْفًا (2)
قال تعالى: ? فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ? الشعراء: 187
قال تعالى: ?وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ?.الطور: 44
? قِطَعٌ * بِقِطْعٍ
قال تعالى: ? وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ (3) مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ? الرعد: 4
قال تعالى: ?فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ (4) مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلا امْرَأَتَكَ? هود:81?سَقْفًا? بفتح السين وسكون القاف مفرد، سُقُفَا: بضم السين والقاف: جمع" سقْف".
(2) ?كِسْفًا? بالسكون واحد قطعة عظيمة،?كسَفًا? بفتح السين جمع أي قطعًا.
(3) ?قِطَعٌ? بقاع مختلفة الطباع والصفات، وهو جمع مفرده " قطْعة".
(4) ?بِقِطْعٍ? بجزء من الليل أو طائفة من الليل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[19 Jun 2008, 09:53 ص]ـ
تابع محاضرات من كتاب فيض المنان في لطائف القرآن
5 - نماذج لما ورد فيه لغتان
? مَيْتًا * مَيِّتًا (1)
قال تعالى: ? أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ? الأنعام: 122.
قال تعالى: ? حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ? الأعراف: 175.
? لِلسَّلْمِ * السِّلْمِ (2)
قال تعالى: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً? البقرة: 208.
قال تعالى: ? وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ? الأنفال: 61
? السَّوْءِ * السُّوءَ (3)
قال تعالى: ? الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ? التوبة: 98.
قال تعالى: ? إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ? النحل: 27.
الميت: بسكون الياء مخفف عن الميِّت، وهما لغتان فيمن فارق الحياة، وقد استعملت بهذا المعنى في رواية حفص "الميِّت": بكسر الياء وتشديدها هو الحيُّ الذي ينتظر الموت، والميْت: هو الذي مات فعلا، وخرجت روحه من جسده - اللطائف: ص /64، وبهذا قال الفراء والكسائي ونقلا عن الخليل أبياتًا لأبي عمرو تؤكد هذا المعنى:
وتسألني تفْسيرَ ميْتٍ وميِّت فَدُونَكَ قَدْ فَسَّرْت إنْ كُنتَ تغفُل
فَمَنْ كَانَ ذَا رُوحٍ فَذَلِكَ ميِّتٌ وما الميتُ إلا مَن إلى القبر يحملُ.
(2) في القرطبي " السِّلم والسَّلم " بمعنى واحد، وهما جميعا يقعان في الإسلام والمسالمة، وفرق ابن العلاء بينهما، فقال: بالكسر بمعنى الإسلام، وبالفتح من المسالمة، وأنكر المبرد هذه التفرقة.
(3) ?السَّوْءِ? بالفتح والضم لغتان مثل الضُّر والضَّر - المغنى في توجيه القراءات: ج/2ص/213.(/)
جنايات على العلم والمنهج (6) .. هجر جناحي الاجتهاد أو التقصير في رعايتهما ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 Jun 2008, 02:01 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فسبيل تقرير ما تضمنه عنوان هذا الموضوع يرجع إلى بابين:
الأول: بيان مرادنا بالعربية والحديث ..
والثاني: تعليل كونهما في المنزلة التي وصفنا ..
أما العربية فتُدرس كما يقول المحدثون عبر أربعة مستويات وإن شئت فقل: محاور ...
المستوى النحوي.
المستوى الصرفي.
المستوى الصوتي.
المستوى الدلالي.
وهجر العربية والتقصير في رعايتها في زماننا هذا وفي الأزمنة قبله بصورة أقل =يُمثله حصر العربية –اهتماماً واشتغالاً-في المستويين النحوي والصرفي .. والاهتمام بالمستوى الصوتي من قبل علماء التجويد فحسب ..
أما المستوى الدلالي فهُجر أيما هجران وقصر الناس في رعايته أيما تقصير ..
والمراد بالمستوى الدلالي هو النظر في ألفاظ العربية وما تدل عليها من المعاني عند المتكلمين بها ..
وهذا المحور من محاور دراسة العربية هو أجل ما يعتني به المجتهد والباحث عن تفسير كلام الله وكلام رسوله، والبون من جهة الأهمية بينه وبين باقي محاور دراسة العربية= شاسع جداً وأقرب المحاور إليه من جهة الأهمية هو الصرف لا النحو كما يظن الناس ..
والفقه في العربية عبر مستواها الدلالي هو جناح المجتهد الذي لا ينبغي أبداً أن يهيض أو يضعف؛ إذ هو الاشتغال بلسان العرب قوم النبي (ص) وما كانت تدل عليه الألفاظ عندهم من المعاني والاستعانة بذلك على تفسير كلام الله وكلام رسوله ..
وللتمكن من هذه الآلة طريقان لابد من سلوكهما معاً:
الأول: إدامة النظر في كتب المعاجم مع التنبه إلى التالي:
في المعاجم رواية ورأي فاحذر أن تضع أحدهما موضع الآخر
ليس أئمة العربية المنقول عنهم على درجة واحدة من الثقة والضبط.
المعاجم تخلط المعاني المولدة للفظ بغيرها من المعاني ولا تُمحض معاني الألفاظ عند العرب قوم النبي (ص) وحدها، بل تخلطها بمعاني تلك الألفاظ عند غيرهم ممن بعدهم.
الثاني: إدامة الاطلاع والاستكثار من النظر في شعر عرب الجاهلية ومن بعدهم إلى رأس المائة الهجرية، وأن يكون هذا الاطلاع بعين يقظة وبصر نافذ. يعرف الألفاظ والمعاني التي كانت العرب قوم النبي (ص) تستعمل هذه الألفاظ للدلالة عليها ...
واعلم أن هذا هو السبيل إلى تمحيص كثير من ركام التقريرات الأصولية واللغوية المتصلة بمنهج الاستنباط والتشريع وغير ذلك من الأبواب المتصلة بتفسير كلام الله وكلام رسوله.
واعلم أنه بمقدار استكثار الواحد منا من العربية بهذا المعنى بمقدار ما يحسن ويصيب في تفسير كلام الله وكلام رسوله ..
أما الحديث ..
فمرادنا به هنا أصول نقد الروايات وتمحيصها،والبصر بالحكم على الأسانيد والمتون جميعاً ... حتى يكاد يدخل في ذلك قراءات القرآن نفسها وأصول نقدها ..
ولعلك قد أنكرت نفسُك أنا عددنا هذا مما قصر فيه طلبة العلم، وأنت إنما جرك إلى هذا الإنكار ما تراه من الكثرة الكاثرة المتزرين بإزار علم الحديث ..
وأقول لك: لا تُنكر علي يا صاحبي ..
ففي هذه الكثرة الكاثرة من الخلل المنهجي في دراسة هذا العلم ما لم ينج منه إلا أقلهم،ومن صور هذا الخلل:
قلة الاحتفال بالتفريق بين مناهج أهل العلم في نقد المروايات، وأحسنهم حالاً من يُفرق بين طبقة سماها هم (المتقدمين) وطبقة سماهم (المتأخرين) وهل سلم هذا المفرق (؟؟) لا والله ما سلم على الرغم من كونه لم يبلغ غاية الإصابة في ذلك ...
قلة الاحتفال بنقد الإسناد ورعايته في المنقولات غير المرفوعة وقد أفردنا هذا بموضوع.
قلة الاحتفال بنقد المتون والرجوع في نقدها غالباً إلى علل تُلتمس في الاسناد .. فأصبح نقد المتن عندهم شئ نظري ليس له في واقعهم العملي إلا أمثلة قليلة وعندي أنه لولا وقوفهم على من علل هذا المتن قبلهم لما عللوه ..
قلة الاحتفال بتحرير اللفظ المعين الذي قاله النبي (ص) من بين الألفاظ التي رواها الثقات مادام ليس في هذه الألفاظ لفظ شاذ وليس بينها تضاد في المعنى .. وعندي أن الاشتغال بتتحرير ذلك باب عظيم من أبواب العلم والأمانة في نقل الدين.
الجرأة على الحكم على الروايات قبل استيفاء جمع طرقها وقبل النظر في فقهها، وعندي أن معرفة أقوال الفقهاء في فهم الحديث مما يعين على الحكم على إسناده ومتنه ..
الظن أن كل رواية قالها النبي (ص) قد وصلتنا في زماننا هذا، وأن كل قول عالم قد وصلنا في زماننا هذا،وهذا يجر إلى خلل كبير في العلم وفي الفهم عن أهل العلم ..
قلة الاحتفال بالموقوفات والمقطوعات، والاستعانة بمضامينها في معرفة عرف التشريع وما هو الأليق بنسبته للنبي (ص) ..
وبين ظاهر أنه ما كل الناس يجمع كل هذا الخلل في نفسه،وإنما هي سمات توجد في البعض وتخفي في البعض وتوجد واحدة وتغيب أخرى ..
أما لماذا كان هذان الجناحان هما الجناحان لا غيرهما (؟؟)
فاعلم –هديت للرشد-أن الخطأ العلمي والمنهجي إنما يدخل على المجتهد من بابين اثنين:
الأول: أن يدخل عليه الخلل بسبب تصديق الكذب، والكذب هنا هو كل مالم يكن ...
الثاني: أن يدخل عليه الخلل بسبب الخطأ في تفسير الصدق.
ولا عصمة –إن طلبت العصمة-من تصديق الكذب إلا بالحديث واتقان أصول نقد الأخبار ..
ولا عصمة من الخطأ في تفسير الصدق إلا بمعرفة العربية على الوجه الذي ذكرناه قبل ..
فإذا استوفى الناظر هذان فقد استوفى جناحي الاجتهاد ولايبقى عليه بعد ذلك إلا حسن التأتي في الاستدلال وموافقة الدليل للدعوى،وهو الذي يطلب له البعض علم المنطق .. وعندنا أنه لا المنطق ولا غيره ينفع في هذا فهذا خلل لا ينجو منه أحد حتى أئمة الفقه ويحتاج إلى قدر كبير من الذكاء الشخصي المحلى بالصبر والأناة والروية مجلل كل ذلك بتوفيق الله عز وجل ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jun 2008, 02:43 م]ـ
.......
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 Dec 2008, 06:27 م]ـ
للفائدة ...
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[21 Dec 2008, 08:20 م]ـ
ال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
وبما أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في الصلوات في التشهد، ومشروعة في الخطب والأدعية والاستغفار، وبعد الأذان وعند دخول المسجد والخروج منه وعند ذكره وفي مواضع أخرى: فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك.
والمشروع أن تكتب كاملةً تحقيقاً لما أمرنا الله تعالى به، وليتذكرها القارئ عند مروره عليها، ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله على كلمة (ص) أو (صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتبة والمؤلفين، لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله: (صلُّوا عليهِ وسلِّموا تسْليماً) الأحزاب/56، مع أنه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة (صلى الله عليه وسلم) كاملة.
وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها، علما بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه.
وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول: كنت أكتب الحديث، وكنت أكتب عند ذكر النبي (صلى الله عليه) ولا أكتب (وسلم) فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: ما لك لا تتم الصلاة عليَّ؟ قال: فما كتبت بعد ذلك (صلى الله عليه) إلا كتبت (وسلم) ... إلى أن قال ابن الصلاح: قلت: ويكره أيضا الاقتصار على قوله: (عليه السلام) والله أعلم. انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخصاً.
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه " فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي " ما نصه: (واجتنب أيها الكاتب (الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة - صورة - كما يفعل الجهلة من أبناء العجم غالبا وعوام الطلبة، فيكتبون بدلا من صلى الله عليه وسلم (ص) أو (صم) أو (صلعم) فذلك لما فيه من نقص الأجر لنقص الكتابة خلاف الأولى).
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه " تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ": (ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى: (صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) إلى أن قال: ويكره الرمز إليهما في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب (صلعم) بل يكتبهما بكمالها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى ملخ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 Dec 2008, 10:01 م]ـ
رجعنا إلى بنيات الطريق ...
العيب من اختلاف رموز المواقع ف (ص) تُكتب لأنها تُحول على المواقع الأخرى إلى الفورمة المعروفة ...
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[21 Dec 2008, 10:41 م]ـ
سبحان من يزين من شاء بالخلق الحسن
لا خير في علم بلا خلق والله المستعان
ما سلم منك أحد، السلف والمعاصرون، والآن تقول بنيات الطريق
أين السلفية منك وهذه كلماتك، وفي كل بحوثك كذلك الهمز واللمز يفوق الفوائد
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: ما أحسن الحسنات في آثار السيئات، وأقبح السيئات في آثار الحسنات، وأقبح من ذا وأحسن من ذاك السيئات في آثار السيئات، والحسنات في آثار الحسنات
ما زالت أقول: ما هكذا أخلاق أهل القرآن والسنة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Dec 2008, 12:09 ص]ـ
الحق كل الحق مع أخي الدكتور فاضل، وعليك يا أخ سلفي أن تعترف بمجانبتك للصواب بذكر {ص} بديلا عن ـ صلى الله عليه وسلم ـ علما بأن الرمز الكمبيوتري الذي أشرت إليه بريء من تحويل ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى {ص} ولا تنس أنك بين أهل علم يحللون الكلام ولو كان من التقنيات الحديثة فلا تستخف بأحد حتى نصدق سلفيتك، إذ ليس من أخلاق السلف عدم الاعتراف بالحق لأهله ..... والله الموفق
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Dec 2008, 09:19 ص]ـ
حيا الله الفضلاء المشاركين في هذا الموضوع:
أولا: القضية المثار حولها الخلاف وإن كانت قضية جليلة القدر عظيمة الشأن لتعلقها بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليست قضية يقطع فيها بقول واحد، والخلاف فيها إنما هو من باب الأولى والأفضل، وإلا فلو كتب الكاتب لفظ الرسول أو النبي ولم يذكر الصلاة عليه حال كتابته فلا حرج في ذلك لاحتمال أنه صلى على النبي صلى الله عليه وسلم بلفظه ونطقه ولم يكتبه كما نقل هذا عن الإمام أحمد وغيره.
ثانيا: الموضوع نفيس، وينبغي في كل موضوع أن تكون كل المشاركات المتعلقة به تصب في صلبه، وتصنف الملاحظات الأخرى الخارجة عن صلبه إلى قسمين:
ملاحظات يمكن إفرادها بموضوع مستقل كملاحظة أستاذنا الدكتور فاضل - حفظه الله وجعله من أهل الفضل والسبق -
وملاحظات يمكن أن تجمع في مقال عام تحت عنوان: ملاحظات عامة أو أشياء يحسن من الأعضاء مراعاتها حال الكتابة أو ...
وأرجو أن يقف سيل تبادل الاتهامات في هذا الموضوع، وأن يهتم بصلبه، وأن يكون الود هو أساس التعامل بين الفضلاء أمثالكم
وفق الله مشايخنا: أبو فهر، والدكتور فاضل، والدكتور خضر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Dec 2008, 01:34 م]ـ
رحماك إلهي ..
الفاضل الدكتور خضر ..
أصل هذا الموضوعى من منتدى آخر .. وهذا المنتدى تكتب له (ص) فيُحولها للفورمة المعروفة ...
فلما نقلته هنا وفي منتدى آخر لم يُحولاها ... وما بي ازورار عن ذكر لفظ الصلاة ..
ومن لم يقبل هذا كعذر فلا حيلة لي فيه ... وليُمعن في بنيات الطريق كيف شاء ..
ومرحباً بتصيد الإخوة الدكاترة وغيرهم فلستُ ممن يمل بل نفسي طويل .. ولكن الحزن يغلبني حين أرى حالكم تلك ..
وهذا هو رابط الموضوع الأصلي؛ ليرى فيه من كانت به بقية إنصاف فورمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ظاهرة واضحة ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140538
فليس الرمز برئ يا دكتور إنما أنت من حلت في عينك تبرئته والحرص على تهمة أخيك ..
دمت منصفاً عادلاً ... سليم الصدر من غبش الهوى ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[22 Dec 2008, 02:01 م]ـ
غفر الله للجميع زللهم
لست والله ممن يفخر بالالقاب وأعلم أن غيري أفضل مني،
نظرت في المنتدى المشار إليه وفي أصل الموضوع، وما لفت انتباهي هو توقيع فضيلتكم -وفقكم الله لكل خير - وما دمت تحزن على حالنا، وما وصلنا إليه في نظرك فهذه قدرتنا وليس على العاقل غير ما وهبه الله له من قدره
آمل النظر بانصاف لتوقيعكم وأنت حكم عدل
قال ابن عقيل الحنبلي: ((اعلم أنه إذا انتهى الجدال إلى المسابة، دل على أن الذي حمله على ذلك ضيق عطنه وانقطاعه عن حجته)).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[22 Dec 2008, 03:06 م]ـ
أرجو أن يكون لفت نظرك عبارة الصلاة هناك بهية، وعلمتَ أنك سببتني بسوء الخلق لمجرد عيبي عليك خروجك عن صلب الموضوع،بدلاً من أن تعتذر عن لومك من لا حيلة له فيما لمته عليه ...
والحمد لله لم أسب أحداً قط ... ولكن لا أدري ماذا دهاكم .. كلما دخل أحدكم موضوعاً لي أعجله الشيطان عن النظر فيه بإنصاف وذهب يبحث عن جرح يقف عليه صارخاً: هاهنا جرح فلا تلتفتوا لباقي الكلام وإن برأ ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Dec 2008, 05:29 م]ـ
ولكن لا أدري ماذا دهاكم .. كلما دخل أحدكم موضوعاً لي أعجله الشيطان عن النظر فيه بإنصاف وذهب يبحث عن جرح يقف عليه صارخاً: هاهنا جرح فلا تلتفتوا لباقي الكلام وإن برأ ..
قلتُ: الذي دهانا هو ما بنتَ به أمامنا فأثار حيرة العوام وسخرية العلماء.
إنه منطقك الساخر الصارخ الجارح الجارف، إنه تخشُّبك اللفظي والمعنوي الذي يثير وسيثير وسيظل يثير حفيظة كل حليم من أهل علم الدين ـ مهما تمسحت بمسوح السلفية أو غيرها ـ
إن من تعلم فأحسن العلم ونحلَّم فأحسن الحلم وتمكن من ناصية الأدب سيراك لست أهلا لنصح لأنك تثير أعصاب الحليم بجفوتك، ولا لتعليم لأننا أمرنا أن نتعلم للعلم التواضع ومن التواضع إنزال الناس منازلهم.ومن الكبر بطر الحق وغمط الناس واحتقارهم.
وقد طلبتَ في بعض كلامك ألا تُرد بسبب عدم وصولك إلى درجة علمية تتجاوب مع أهل هذا الملتقى الشريف ونصك:" وأنا على استعداد لمواصلة الطرح = بشرط ألا يحجب عني حق النظر في كلامي بإنصاف = كوني لستُ صاحب شهادة علمية "
وقد أعطيت هذا وزيادة.
ولكن أن تَجرح وتُسيل الدماء وتتفوه بكلام يثعب دما نقدا للسادة العلماء فالعسكر كلامه منقود منقوض والمطعني كله أخطاء ونصك:" أما كتاب الدكتور المطعني -رحمه الله- فكتاب عادي جداً ملئ بالأخطاء العلمية .. "
وعلان:" فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً .. "
وكلام صفته كذا:" من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة ... "
وآخر تحذِّره:" دع عنك هذا الكلام وانفع وانتفع لا غير .. فقد أفسدت وما أصلحت"
وبناء على هذا السيل الذي لا يمت لأدب القرآن ولا لحكمة السنة بصلة وقف الخلق يناشدونك:" مراعاة أبسط أدبيات الحوار لينتفع بالحوار دوماً " من المشرف العام مرورا بالأخ ابن جماعة والأخ عبد الله الشهري ود. فاضل والعبد الفقير كاتبه، وخلق لا يحصيه إلا علام الغيوب ممن طالع كلامك ..... "
{واخد الملتقى بالطول والعرض}
وليتك أفدتنا بأدبك قبل علمك.
فالعلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق.
ألم تقرأ وصية أم إمام مشهور معروف أرسلت ولدها لربيعة الرأي فقالت له:" وخذ من أدبه قبل علمه"
إنني أتذكر منذ سنوات ـ أثناء مناقشة الماجستير ـ لأحد تلاميذنا ـ صاحب الرسالة ـ وهو الآن زميل فاضل كان الأول على الجمهورية في الإعدادية والثانوية والطالب المثالي على الجامعة عام تخرجه ـ أذكر ـ أنه أثناء مناقشته وقعت عين أحد المناقشين على عبارة انتقد فيها الطالب أحد العلماء بأسلوب لا يليق، فما كان من الأستاذ إلا أن أمره أن يستغفر الله وأن يتوب إليه ثم نادى على أبيه وقال له في ولده قولا بليغا .... هكذا تعلمنا العلم وعلمناه، وأخذناه غضا نديا طريا على أيدي الثقات الذين يحييهم الزمان والمكان.
انتبه وضع نفسك في عرزك، وأعدُك أنني لم ولن ـ زمخشرية ـ أقرأ لك ما حييت فضلا عن أن أكلف نفسي عناء التعليق الذي يطيل نفسك ......
وما كنتُ عدوانيا أبدا ولكن القنفذ يتحول إلى دائرة من الشوك ليرد المعتدي، فإذا ما انتهى العدوان رجع إلى سيرته الأولى من المسالمة.
أما الفاضل الزميل الدكتور " أبو صفوت " فكلامك في القلب ولكن لكل مقام مقال، وعبثا أن نسكت على الخارج عن أقوال العلماء ـ عندما يتحقق فيهم عين الوصف ـ فضلا عن غيرهم، ولو تعثرت القافلة أو هلكت.
فالأدب ثم الأدب ثم الأدب أولا وقبل كل شيء
أما العلم فقد تجده في جزء من حديد يسمي الكمبيوتر، لكن الأدب هو ميزة الكائن الحي بصفة عامة، وأهم مميزات أهل العلم الشرعي بصفة خاصة.
والموفق من وفقه الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 01:45 م]ـ
مرة أخرى لم أرى من الدكتور الفاضل سوى سيل من الدعوى يُحسنه كل أحد حتى أنا يُمكنني قلب رده السابق وزعم أنه سوء أدب منه (وحاشاه) ويُمكنني وصف عجلته ونسبته لي ما نسب في مسألة الصلاة على النبي وأني أتهرب بالكلام عن التقنيات وأن هذا لن يخيل على أهل المنتدى = ثم بان خطأه وأني صادق في أن المسألة تقنية (ويُمكن للدكتور تخيل ما يُمكن وصف كلامه به بعدما ثبت عذري) ..
المهم ..
أن أحداً ممن اتهموني بما جمعه الدكتور فوعاه لم يستطع حتى الآن أن يأتي بدليل يُطابق دعواه ..
بل ربما وقعوا فيما يسميه المتأدب = نقيض الصدق؛ وما ذلك لعمدهم بل لعجلتهم وتشهيهم رد كلام من لم يسطيعوا جبهه بحجة وصرف الناس عن كلامه من غير جهة الحجة التي لم يستطيعوها ..
الآن لنطبق ذلك على مشاركة الدكتور الفاضل خضر ..
1 - قال الدكتور: ((فالعسكر كلامه منقود منقوض)).
قلت: ليس كل كلامه. ومع ذلك فهل قول ذلك من سوء الأدب (!!!)
لا يكون ذلك كذلك إلا إن خلا من الحجة والبرهان، فكيف وقد قام به من الحجج ما ألجأ من عجز عن رده إلى بنيات الطريق. وكاذبات الدعاوى.
2 - قال الدكتور: (فكتاب عادي جداً ملئ بالأخطاء العلمية .. ))
قلت: كسابقتها فلا داعي للتكرار.
3 - قال الدكتور: ((علان:" فلا يساوي عندي قرشاً ماسحاً .. "))
قلت: لم أصف أحداً بهذا .. ولكنها عجلة الدكتور تنسيه الدقة العلمية، ولو شئتُ اتباع منهجه لكتبتُ مشاركة عن الكذب في نسبة الأقوال للناس.
4 - قال الدكتور: ((وكلام صفته كذا:" من تخنث العزم وميوعة الحمية وضعف الغيرة ... ))
قلت: وهل يوصف مثل هذا بسوء الأدب (؟؟!!)
إنما العيب إن لم يكن ذلك الكلام كذلك ... ولم يككن هذا وصفاً لكلام رجل معين أصلاً ..
5 - قال الدكتور: ((المشرف العام))
قلت: المفترض أن الدكتور يقصد أني أسأت الأدب معه .. ولا أدري لعل الدكتور يقصد مشرفاً عاماً في منتدى آخر (وحتى هذا لم يكن) .. وإلا فلم يكن بيني وبين الدكتور المشرف سوى الخير ..
ولا أدري لماذا يصدر مثل هذا التحريش من فاضل كالدكتور خضر (؟؟!!)
ختاماً ..
راسلني أحدهم: ((أكبر دلائل براءتك من سوء الأدب = صبرك على ترصدهم لك وتصيدهم لك وافتراءهم عليك)).
مرة أخرى ..
في انتظار علم معزز بحجة ونصيحة سالمة من الدعوى ونقيض الصدق ...
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[23 Dec 2008, 04:49 م]ـ
أبو فهر وفقك الله وهداك
تأخرت في الرد ففرحت والله لك وأعلم أنك تستطيع أن ترد، وتفهم وتفهم، ولكن لما رأيت ردك اليوم حزنت لك كما حزنت أنت لنا، ما يتعلق بالصلاة فما كنت أود أن تتطرق لها، لأنها من بنيات الطريق وأنت منشغل بعظائم الامور، أما كتابة الصلاة على النبي فالخلل منك وليس من التقنية - مسألة فرعية -والخلل ليس هنا وإنما حصل منك في المنتدى الأول ونقلته هنا بما فيه، ومن معنا يعلمون الحقيقة أكثر مني ومنك،أما ما يتعلق ببحوثك فما عبت عليك أنا أو غيري المسائل العلمية وما أنت ببدع فيها، فلك في كل ما قلته سلف، ونحن في ملتقى يجب أن نكون إخوة نسدد بعضنا، وننصح بعضنا كذلك،وليس بيننا عداوة حتى يقول أحدهم لك: ((أكبر دلائل براءتك من سوء الأدب = صبرك على ترصدهم لك وتصيدهم لك وافتراءهم عليك)).
وما علق أحد منا على مواضيعك إلا من باب الحوار والاستفادة إذ لا نعرفك بشخصك ولا تعرفنا، واذا لم نجتمع على مائدة القرآن والسنة فأين؟
إلى ألان وما زلت على موقفك وما زلنا كذلك وقد أحسن الدكتور خضر حين قال:
وأعدُك أنني لم ولن ـ زمخشرية ـ أقرأ لك ما حييت فضلا عن أن أكلف نفسي عناء التعليق الذي يطيل نفسك ......
ليس بيننا خصومة حتى نطالب الأعضاء بالحكم بيننا، وما كان الرفق في شيء إلا زانه، ولك عليَ ألا أعلق على شيء كتبته
هدانا الله وإياك لمرضاته، وجنبنا مداخل الشيطان ونزغاته
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Dec 2008, 07:30 م]ـ
آمين ...
بالنسبة لمسألة الصلاة على النبي فلم يعد لي فيها حديث ورابط الموقع وطريقته في تحويل الرموز = قائم بيننا يكشف تعنت المتعنتين ...
بالنسبة لما أثرتموه فالأمر ظاهر بين ..
إما أن تتهموني بسوء الأدب كما فعل الدكتور خضر = فأطالبكم ببينته مع دليلها.
وإما أن تتهموني بمجانبة الرفق فحسب، فهذه مبالغة منكم أولاً فطريقتي متوسطة ولينها أكثر من شدتها وتحديد محل الرفق من عدمه محل اجتهاد ...
أهاننا الله وإياكم على كبح جماح الهوى ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 Apr 2009, 12:58 م]ـ
للفائدة ...(/)
مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[18 Jun 2008, 12:40 ص]ـ
مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً
بقلم: بسام جرار
جاء في الآية 17 من سورة البقرة:" مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون".
تكرر السؤال حول تفسير هذه الآية الكريمة، وكنا نلحظ أنّ السائلين يستشكلون المثال المضروب. ويرجع جزء من هذا الاستشكال إلى التوجه العام للمفسرين؛ حيث يرون أنّ المنافقين- في المثال المضروب- هم الذين يستوقدون النار. فَمثلُ المنافقين إذن: كمثل شخصٍ أوقد ناراً ليستضيء بها، فلما أضاءت النار ما حوله، ذهب الله بنوره فلم يعد بقادر على الإبصار. وهذا القول هو مدار أقوال عامة المفسرين. وهنا لنا على هذا التفسير الملاحظات الآتية:
أولاً: المنافق لا يطلب الحقيقة ولا يسعى لها ولا يبذل جهداً من أجلها. وكلمة (استوقد) توحي بهذا الطلب وهذا الجهد.
ثانياً: الذي استوقد هو فرد واحد بدليل (الذي، حوله)، والذين ذهب الله بنورهم هم جماعة، كما هو النص الكريم. ويقول البيضاوي:" والذي: بمعنى الذين، كما في قوله تعالى: وخضتم كالذي خاضوا". وهذا غريب، لأنّ المقصود: وخضتم كالخوض الذي خاضوه، أي خضتم كخوضهم.
والذي نراه أقرب لظاهر اللفظة القرآنية الآتي:
مثلهم: أي مثلهم في موقفهم من دعوة الرسول، عليه السلام. وبعبارة أخرى: مثلهم معك يامحمد. والمثل هنا يتعلق بطرفين: الطرف الأول هو الرسول، عليه السلام، والطرف الثاني هو أهل النفاق. وعليه يصبح المعنى: مثلهم في موقفهم منك ومن دعوتك يا محمد، كمثل رجل اجتهد في إيقاد نار، فلما أفلح في ذلك وأضاءت النار ما حوله ... ، فالرسول عليه السلام هو ذلك الرجل الذي اجتهد في إنارة ما حوله بنور الهدى، فلما أفلح في ذلك وأُنيرت مِن حَوله البلاد بنور الهدى، واستجاب له الناس من حوله، كانت المفاجأة أنْ ذهب الله بنور هؤلاء لنفاقهم وفساد طويتهم. نعم، ذهب الله بالنور الذي خلقه فيهم ليهديهم؛ من عقل وفطرة وفرقان يجده من لم يدنس بالمعاصي ... الخ. فليس الإشكال إذن في نور الوحي، فقد أضاء وأنار، وإنما الإشكال في العمى الداخلي الذي نتج عن معاصيهم ونفاقهم.
وعليه نقول:
1. النور: كل ما يهديك ويوصلك إلى حقائق الأشياء؛ فالوحي نور، والعلم نور، والفطرة السوية نور، والضوء نور ... الخ
2. كما لا يكفي وجود الضوء في الغرفة حتى نبصر، كذلك لا يكفي نور الوحي حتى يهتدي الإنسان، لأنه لا بد من القدرة الداخلية على الإبصار والاهتداء. فهناك إرسال وهناك استقبال. وصلاحية القدرة على الاستقبال لا بد منها.
3. المعاصي تُذهب الأنوار الداخلية التي تجعل الإنسان مبصراً لحقائق الدين، والتي تختلف عن حقائق الدنيا؛ فالله ـ تعالى ـ غاية شريفة لا يصلها الإنسان حتى يسلك سلوكاً شريفاً سوياً.
4. لا تعجب من الذين يملكون عقولاً ثم هم لا يدركون أبسط الحقائق الإيمانية. ولكن انظر إلى سلوكهم في الحياة، لتعلم أنّ الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي. وهذه حقيقة دينية يمكن استقراؤها في حياة الناس. ألا ترى في واقع الناس أنّ أكثرهم التزاماً بمطالب الدين يكون أشدهم إيماناً وتصديقاً. وإذا كانت حقائق الفيزياء والكيمياء، وغيرها من العلوم الطبيعية، تحتاج إلى عقول فقط، فإنّ الحقائق الإيمانية تحتاج إلى عقول وقلوب. والقلوب تحتاج إلى سلوك سوي، والسلوك السوي يُفصّله الدين الحق.
5. قد ننخدع أحياناً بالسلوك السوي الذي لا يُنتج إيماناً سوياً، لأننا لا نطّلع على سلوك القلوب، ولكنّ الله يطّلع. والكِبرُ من أخطر أمراض القلوب التي تصرف المتكبّر عن حقائق الإيمان. انظر الآية 146 من سورة الأعراف:" سأصرفُ عن آياتيَ الذين يتكبرونَ في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ... ".
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[23 Jun 2008, 02:16 م]ـ
هذا كلام جميل ومنطق رصين، ولكن قد يشكل المثل الذي يأتي بعد هذا المثل أقصد:"أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم ... ".
فماذا يمكن أن يكون رد الشيخ بسام على ذلك؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[24 Jun 2008, 12:41 م]ـ
وهذا الفهم فيه تشبيه الوحي بالنار، وهو مشكل جدا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Jun 2008, 06:12 م]ـ
أخي د. أنمار
النار هنا أضاءت. والنار فيها خير كثير وهي وبال على أهل الضلال. في المقابل نجد أن القرآن الكريم: (هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى) فلا أظن أنّ هناك إشكال من هذه الناحية، بارك الله فيكم.(/)
الدورات العلمية الصيفية في الدراسات القرآنية - صيف 1429هـ
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[18 Jun 2008, 02:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقام العديد من الدورات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في هذا الصيف 1429هـ، أرجو من الإخوة الفضلاء التعاون في جمع هذه الدورات وأماكنها هنا حتى تعم الفائدة ....
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2008, 02:29 م]ـ
اقتراح طيب , وجمعها في مكان واحد أنفع , وسأقوم بتثبيت الموضوع ليضيف الأخوة ما عندهم من معلومات.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2008, 02:34 م]ـ
أول الدورات أعلنها أحد الأخوة تجدها على هذا الرابط: هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12129)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Jun 2008, 07:48 م]ـ
ضمن الدورة العلمية المنهجية التابعة لمركز الدعوة والإرشاد بالدمام
يقدم فضيلة الشيخ: خالد بن عثمان السبت
درسا علميا بعنوان:
شرح رسالة في أصول التفسير للسيوطي (كامل المتن)
ابتداء من يوم السبت 2/ 7/1429هـ ولمدة خمسة أيام
وذلك بجامع الدعوة بحي الريان
بعد صلاة الفجر، على فترتين بينهما وجبة إفطار
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[هاني العتيبي]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:26 ص]ـ
دورة علمية في مسجد الشيخ ابن عثيمين غفر الله له وأعلى منزلته في عنيزة
من 1/ 7 إلى 26/ 7 < لست متأكداً من تاريخ النهاية
درس في تفسير طوال المفصل لفضيلة الشيخ د. عبدالرحمن الدهش
يبدأ الدرس الساعة 6:10 صباحاً لوجود درس قبله.
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[21 Jun 2008, 08:20 م]ـ
ضمن الدورة العلمية المكثفة 14 والتي تنظمها مندوبية الدعوة بالمعابدة
بمنطقة مكة المكرمة
من 9/ 7 إلى 14/ 7
بعد صلاة العشاء
أصول التفسير للسيوطي
لفضيلة الشيخ: د. عبد الرحمن بن معاضة الشهري
المكان: جامع الملك عبد العزيز - المعابدة - بجوار شرطة العاصمة
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[21 Jun 2008, 08:54 م]ـ
ضمن الدورة العلمية المنهجية بتبوك
في الأسبوع الرابع من انعقاد الدورة من 16/ 7 إلى 20/ 7
يقدم فضيلة الشيخ: د. مساعد بن سليمان الطيار
دورة بعنوان:
كيف تقرأ في كتب التفسير
المكان: جامع الأمير سلطان بن عبد العزيز (جامع الدعوة)
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[21 Jun 2008, 09:14 م]ـ
ضمن دورة التأصيل الأولى بجامع عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بالرياض
يقدم فضيلة الشيخ: د. ناصر بن محمد الماجد
دورة بعنوان:
فصول في أصول التفسير
بعد صلاة الظهر
من السبت 16/ 7 إلى الاربعاء 20/ 7
الدورة شاملة للاختبار في المتون حفظاً وفهماً.
ستنقل الدورة على موقع البث المباشر إن شاء الله.
حي الغدير – شارع السيل الكبير – شرق طريق العليا
للاستفسار 0503289847 [/ align]
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[22 Jun 2008, 03:05 م]ـ
http://C:\Documents and Settings\ahmed\My Documents\My Picture
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jun 2008, 06:53 م]ـ
يسر مندوبية الكعكية بمكة المكرمة
أن تدعوكم
للدورة العلمية الخامسة في التفسير
للشيخ عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي ابن صاحب أضواء البيان
في تفسير سورة الأحزاب
جامع المهاجرين مكة الخالدية 2
في الفترة من يوم السبت 24/ 6 الى الخميس 29/ 6/ 1429هـ
بعد صلاة الفجر
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Jun 2008, 11:23 ص]ـ
دورة: بداية المفسر - المرحلة الأولى 1429 هـ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12227)
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[24 Jun 2008, 03:56 م]ـ
الدورة العلمية لفضيلة الشيخ العلامة د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير -حفظه الله تعالى-
بجامع عثمان الغامدي بحي العرين بأبها
وذلك في تفسير سورتي الواقعة والحديد
وذلك من يوم السبت 9/ 7/1429هـ إلى 13/ 7/1429هـ
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[24 Jun 2008, 11:06 م]ـ
جزى الله الإخوة الكرام الذين نشروا أخبار هذه الدورات المباركة خيراً، والدال على الخير كفاعله.
وما رأيكم لو فتحنا نافذة أخرى بعنوان:
طلبات الدورات والمحاضرات القرآنية
حتى يسهل على الراغبين في إقامة الدورات والدروس القرآنية التواصل مع المتخصصين من رواد هذا الموقع، ويمكن أن تكرر بعض هذه الدورات المعلن عنها هنا، وما سوف يعلن عنه لاحقاً في أكثر من مكان.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه الكريم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Jun 2008, 09:35 ص]ـ
فكرة جميلة , وهذا وقتها.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[26 Jun 2008, 08:10 م]ـ
يقوم المكتب التعاوني في محافظة الأحساء-مكتب المبرز- التابع لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بإقامة دورات علمية مكثفة ومن ضمنها الدورة العلمية التي يُلقيها الدكتور: عبد الرحمن بن معاضة الشهري بعنوان:
"شواهد التفسير في الشعر الجاهلي"
وذلك من يوم السبت إلى الاثنين (24 - 26) من شهر جمادى الآخر, في جامع منيره السعدون في المبرَّز بالأحساء.
للاستماع للدروس وقت البث من هنا.
شواهد التفسير في الشعر الجاهلي (المفضليات للضبي) ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9047&action=listen&sid=)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهاجرة]ــــــــ[27 Jun 2008, 10:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم إخواني الأفاضل ..
لكن هلا وضحتم لنا أيٌّ من هذه الدروس سيبث على الشبكة (الانترنت) ورابط بثها ..
ودمتم موفقين مباركين ..
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[27 Jun 2008, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقام العديد من الدورات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية في هذا الصيف 1429هـ، أرجو من الإخوة الفضلاء التعاون في جمع هذه الدورات وأماكنها هنا حتى تعم الفائدة ....
وفق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
توثيق يستحق الإهتمام.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[28 Jun 2008, 05:07 ص]ـ
كل الشكر والتقدير للمشايخ الفضلاء على تفاعلهم، واقتراح الدكتور إبراهيم طيب، ونحتاجه كثيراً لا سيما في هذه الإجازة ....
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[28 Jun 2008, 07:23 م]ـ
http://www.rofof.com/img/62gx3kd.jpg
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[29 Jun 2008, 03:10 م]ـ
شكر الله لجميع الإخوة على تفاعلهم مع العلم أن هناك دورات لم يتم الإعلان عنها كدورة المشايخ الفضلاء - د: مساعد ود: عبد الرحمن، والشيخ فهد الوهبي- في المندق- إذا ما خاب ظني - .....
كما اقترح أن يتم تعميم الإعلان عن الدورات القرآنية عن طريق جوال تدبر .. ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jun 2008, 05:36 م]ـ
أخي الكريم نواف
دورة المشايخ التي ذكرت هي المذكورة في المشاركة (11): دورة: بداية المفسر - المرحلة الأولى 1429 هـ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12227)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Jun 2008, 04:09 ص]ـ
جمع موفق بارك الله فيكم والدال على الخير كفاعله ..
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[01 Jul 2008, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد واتمنى من أخينا (أبو مجاهد الشهري) توضيح وقت الدرس لشيخنا الخضير في أبها والحمد لله الذي يسر زيارة الشيخ لأبها وقد زادها نورا وأرجو أن ينور الله بعلمه قلوبنا وكلنا شوق لتلك الطلة الغالية
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[01 Jul 2008, 08:45 م]ـ
شكرالله لك أخي أبو بيان على تنبيهك.
العجيب أن شيخنا الشيخ مساعد الطيار له دروس في تاريخ القرآن ضمن الدورة الصيفية بمكة المكرمة وقد بدأت منذ السبت 24/ 6 - 29/ 6 بعد صلاة العصر يوميا. العجيب من أخينا العزيز (صيد الخاطر) الذي أعلن عن دورة الدكتور عبد الرحمن بمكة أنه لم ينتبه لدورة شيخنا الدكتور مساعد ... فربما هو سهومنه عفا الله عنا وعنه.
وربما العتب يلحقني أني لم أعلن عن الدورة ونحن من سكان مكة لكن عذري أني كنت مسافرا ولم أصل مكة إلا أمس الاثنين ووجدت الإعلان في أحد المساجد ...
لكن أبشركم أن الدورة سجلت كما أخبرني بذلك شيخنا الدكتور مساعد ....
نسأل الله أن يبارك في الجميع.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[04 Jul 2008, 02:07 ص]ـ
مدرسة التحفيظ بالجامع تقيم دورة في حفظ القرآن الكريم، وأخرى في حفظ متون علمية، ويبدأ حفل افتتاح الدورة يوم غد الجمعة 1/ 7 بعد صلاة المغرب على شرف فضيلة الشيخ / عادل بن سالم الكلباني.
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Jul 2008, 08:29 م]ـ
يعلن جامع دار العلوم عن إقامة درس أسبوعي د. رقية المحارب بعنوان / تفسير سورة مريم بعد صلاة المغرب.
علماً بأن الدرس سينقل مباشراً _بإذن الله_ عبر واحة البث المباشر لموقع الواحات.
الرابط:
http://www.alwa7at.net/alwa7at/index.php
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Jul 2008, 10:23 م]ـ
ستقام بإذن الله تعالى في شعر شعبان في دار صفية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض دورة علمية بعنوان: (القاعدة النورانية)، وسيتولى شرح هذه القاعدة الشيخ المهندس: محمد فاروق الراعي، والمقاعد محدودة، وقد بدأ التسجيل ....
للإستفسار والتسجيل في الدورة الإتصال بمديرة الدار المنسقة للدورة:
0555733080
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jul 2008, 05:06 ص]ـ
تحدد موعد إقامة دورة شرح القاعدة النورانية التي سبق الإعلان عنها، حيث ستسغرق مدة إقامتها أسبوع وثلاث أيام، وستبدأ - بمشيئة الله تعالى - يوم السبت (8/ 8) وتنتهي يوم الإثنين (17/ 8)، على فترتين: صباحية من الساعة (8 - 12)، ومسائية من الساعة: (4 - 8)، ورسوم الدورة: 300 ريال، وستحصل المتدربة بعد إنتهاء الدورة على:
- شهادة حضور من الدار.
- شهادة إجازة من الشيخ المهندس: محمد الراعي.
وتوجد وسائل نقل للأحياء القريبة من الدار، وبما أن الإقبال شديد على الدورة فإن التسجيل سينتهي يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع .......
ـ[أبوعبدالملك التميمي]ــــــــ[02 Aug 2008, 08:33 ص]ـ
لقاء علمي مع الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري يوم الأربعاء المقبل بمدينة الرياض في؟؟؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12515)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[02 Aug 2008, 10:23 ص]ـ
يعلن
مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالطائف
عن إقامة (ملتقى الصيف لأغلى ضيف) يتضمنها محاضرات منها:
تأملات من سورة الحجرات
ضمن ملتقى الطائف الصيفي 1429هـ بمخطط الوسام
الطائف.:: الخط الدائري - مخطط الوسام::.
يوم السبت بعد صلاة المغرب الموافق
1/ 8 / 1429 هـ ـ 2/ 8 / 2008 م الساعة 7:30 مساءً
(الطائف)
ودونكم الرابط أدناه لسماعها المباشر:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9255&action=listen&sid=
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[02 Aug 2008, 10:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم إخواني الأفاضل ..
لكن هلا وضحتم لنا أيٌّ من هذه الدروس سيبث على الشبكة (الانترنت) ورابط بثها ..
ودمتم موفقين مباركين ..
هناك جمع طيّب لبعض هذه الدورات المنقولة عبر الشبكة:
من هنا ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=4222)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[03 Aug 2008, 08:21 م]ـ
إشراقات قرآنية
للشيخ الدكتور
مساعد بن سليمان الطيار
وهي محاضرة شرعية
ضمن ملتقى الطائف الصيفي 1429هـ بمخطط الوسام
وكانت قد أقيمت بتاريخ 29 - 7 - 1429 هـ
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53190
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 Aug 2008, 08:59 ص]ـ
يعلن
مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالطائف
عن إقامة (ملتقى الصيف لأغلى ضيف) يتضمنها محاضرات منها:
تأملات من سورة الحجرات
ضمن ملتقى الطائف الصيفي 1429هـ بمخطط الوسام
الطائف.:: الخط الدائري - مخطط الوسام::.
يوم السبت بعد صلاة المغرب الموافق
1/ 8 / 1429 هـ ـ 2/ 8 / 2008 م الساعة 7:30 مساءً
(الطائف)
ودونكم الرابط أدناه لسماعها المباشر:
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=9255&action=listen&sid=
وهي للشيخ أحمد بن موسى السهلي
للاستماع إليها أو حفظها بعد أرشفتها:
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=53214
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[04 Aug 2008, 10:13 ص]ـ
يعلن
مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة
عن إقامة دورة {أفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} منها محاضرة بعنوان
{إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
للأستاذ / عبد الواحد المغربي
يوم الاثنين الموافق
3/ 8 / 1429 هـ ـ 4/ 8 / 2008 م
بعد صلاة المغرب
المكان / جامع الراجحي القديم مخرج 15
للاستفسار الاتصال على 0506666654
(الرياض)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[05 Aug 2008, 09:07 ص]ـ
يعلن
مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة
عن إقامة دورة {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} منها محاضرة بعنوان
(الكافية الشافية)
للأستاذ / عبد الواحد المغربي
يوم الثلاثاء الموافق
4/ 8 / 1429 هـ ـ 5/ 8 / 2008 م
بعد صلاة المغرب
المكان / جامع الراجحي القديم مخرج 15
للاستفسار الاتصال على 0506666654
(الرياض)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[06 Aug 2008, 12:20 ص]ـ
يعلن
مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالربوة
عن إقامة دورة {َفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} منها محاضرة بعنوان
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ}
للأستاذ / عبد الواحد المغربي
يوم الأربعاء
5/ 8 / 1429 هـ ـ 6/ 8 / 2008 م
بعد صلاة المغرب
المكان / جامع الراجحي القديم مخرج 15
للاستفسار الاتصال على 0506666654
(الرياض)
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[06 Aug 2008, 03:18 ص]ـ
هل بالإمكان الحصول على أرقام الشيخين عبد الواحد المغربي ومحمد الراعي ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[06 Aug 2008, 10:57 ص]ـ
هل بالإمكان الحصول على أرقام الشيخين عبد الواحد المغربي ومحمد الراعي ..
فأما الأول فعندي، وأما الآخر فلست متأكدًا من رقمه، وربما يكون هو الرقم الذي عندي أو لقريب له، ولعل التنسيق يكون على الخاص إن شاء الله ...
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[06 Aug 2008, 12:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ غالب ..
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[06 Aug 2008, 09:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ غالب ..
وجزاكم ...
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[06 Aug 2008, 09:51 م]ـ
ما أشبه الليلة بالبارحة ...
وهذه دعوة أخرى
للحفل الختامي لدورة المهرة الخامسة بجامع القاضي
على شرف الشيخ:
شيخ بن أبي بكر الشاطري
الجمعة 6/ 8/1429 هـ بعد صلاة العشاء إن شاء الله ...
والتفاصيل الموسعة لاحقًا إن شاء الله ...
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[08 Aug 2008, 06:24 م]ـ
تذكير بالحفل هذه الليلة ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Aug 2008, 08:15 م]ـ
ضمن الدورة العلمية التاسعة في جامع عبد اللطيف آل الشيخ بالمدينة النبوية
في الفترة من 8/ 8 / 1429 إلى 19/ 8 / 1429
تقام بعض الدروس في التفسير , وهي كما يلي:
الأسبوع الأول من 8/ 8 إلى 14/ 8
الدرس الثاني بعد صلاة العصر في تفسير سورة النور.
يلقيه الشيخ د / عبد الرحمن الدهش.
وفي يوم الجمعة 14/ 8 محاضرة بعد المغرب بعنوان:
(البينة في تفسير سورة البينة)
للشيخ د / أحمد القاضي.
وفي الأسبوع الثاني من 15/ 8 إلى 19/ 8
درس بعد صلاة العشاء في تفسير الجزء السادس والعشرون
للشيخ صالح المغامسي.
للإستفسار / 0505319917 (من الساعة الخامسة إلى العاشرة مساء)
البث المباشر على الانترنت _ إذاعة رياض المسك
انظر جدول جميع الدروس في الدورة هنا ( http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1429/38.htm)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[11 Aug 2008, 11:30 م]ـ
ضمن اللقاءات التلفزيونية في قناة الكويت الأولى KTV
موعدكم الثلاثاء 10 - 8 - 1429هـ
الساعة 7:05 مساءً
مع لقاء بعنوان
((أسرار التنزيل 9))
وصف المادة:
وقفة مع آية من سورة الحشر " وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [(9) / الحشر].
للشيخ//
صالح بن عواد المغامسي
http://www.liveislam.net/browsesubject.php?sid=&id=8867&action=listen
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[12 Aug 2008, 03:39 ص]ـ
http://alejaaby.com/up/uploads/bfe145f815.jpg
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[15 Aug 2008, 12:00 ص]ـ
الدورة العلمية بجامع عمير بن الحمام بمحافظة بدر
http://www.saaid.net/Anshatah/dorah/1429/40.jpg
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 Aug 2008, 05:59 ص]ـ
دورة
أ. أناهيد السميري
بعنوان
مختارات من أسماء الله الحسنى
في الأسبوع الثالث والرابع من شعبان
بجامع إمام الدعوة بالعوالي بمكة المكرمة
للإستفسار
0552626314
ـ[تواااقة]ــــــــ[19 Aug 2008, 09:28 ص]ـ
يااااااااااأهل مكة وزوارها من الأخوات الكريمات ... لاتفوتكم محاضرات أ. أناهيد السميري فقد بلغنا أنها ناااااااافعة جدا ومؤثرة.
أسأل الله أن يجزل لها وللقائمات على هذه الدروس المثوبة.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[19 Aug 2008, 03:36 م]ـ
مع أنه لا يمكننا حضور الدورات المذكورة بسبب البعد المكاني
إلا أنني تابعت الإعلانات متابعة مصحوبة بغبطة، حيث يتاح لكم كما أتيح لأهل الدثور
وانا أقترح تثبيت زاوية مماثلة يوضع فيها الإعلان عن الندوات والمؤتمرات والملتقيات على مستوى عالمي، بحيث يحس المتصفح لهذه الصفحة أنه قادر على متابعة أخبارها أولا بأول
وأنا على استعداد لوضع أول إعلان، لكن بعد أن تخصص له زاوية مثبتة
وبارك الله فيكم
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[19 Aug 2008, 09:48 م]ـ
اقتراح جيد من أخينا الدكتور عبدالله بن محمد الجيوسي
ولعله أن يضاف إليه الدورات والدروس كذلك، ولي موضوع خاص بالدورات والدروس قد ألمحت عنه في المشاركة رقم (31) في أعلى الصفحة ...
ولا مانع لدي من جعل موضوع خاص بما سبق في حالة جدوى ذلك، وقبوله ...
وأنتظر التأكيد من أخي المشرف العام على هذا الملتقى المبارك ...(/)
إسرائيل تطلق مشروعا لتفسير القرآن للعالم عبر "قرآنت"
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[18 Jun 2008, 05:46 ص]ـ
جاء في العربية نت:
القاهرة- منى مدكور، القدس - منى جبران
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إصدار مشروع إلكتروني لتفسير القرآن الكريم قام بإعداده أكاديميون من عرب إسرائيل معتبرة ذلك همزة وصل بين العالم الإسلامي والغرب، وهو ما حذر منه قيادات إسلامية داخل إسرائيل وخارجها واعتبروه محاولة لإيجاد جيل من المسلمين يفهم القرآن على النمط الذي تديره إسرائيل والولايات المتحدة.
وأعد المشروع الذي حمل اسم "قرآنت" 15 أكاديميا من المسلمين البدو في إسرائيل في إطار دراستهم لنيل درجة الماجستير في مجال الاستشارات التربوية تحت إشراف الأستاذ الجامعي اليهودي عوفر غروزيرد وراجعه 3 من المشايخ المسلمين، وتم إصدار النسخة الأولى منه في هيئة كتاب طبعته جامعة بئر سبع، كما شارك المشروع في مؤتمر (آفاق الغد) الذي أقيم تحت رعاية الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس في مركز المؤتمرات الدولي في أورشليم القدس في الفترة ما بين 13 و15 من مايو/ايار الماضي بعد أن تم اختياره كواحد من أفضل 60 اختراعًا وتجديدًا إسرائيليًا قد يؤدي إلى تغيير المستقبل.
تفاصيل الكتاب
واعتبر موقع الخارجية الإسرائيلية أن "قرآنت" مشروع فريد من نوعه يجعل الذكر الحكيم وسيلة تربوية يستخدمها كل مربٍّ ورب عائلة. ويبحث المستخدم في "الفهرست" لقرآنت عن المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته. بعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل. وفي الختام يحصل المستخدم على توضيح أو تعليل سيكولوجي – تربوي موجز يبين سيرورة ما جرى.
ويهدف المشروع إلى تقديم خدماته للمسلمين باللغات العبرية والتركية والفارسية والإنجليزية والفرنسية بالإضافة إلى العربية.
وفي نموذج تجريبي لتفسير آية عبر "قرآنت" عرض موقع الخارجية الإسرائيلية الآية 34 من سورة «فصلت» " (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
وصاحبها التفسير الإسرائيلي قائلا: "إنه من الممكن أن يتحول العدو إلي أفضل الأصدقاء في يوم ما".
كيف بدأت الفكرة؟
قصة إطلاق المشروع رواها موقع الخارجية الإسرائيلية على لسان الطالبة البدوية بشرى مزاريب التي كانت صاحبت فكرته، قالت: "درسنا في السنة الماضية – نحن خمسة عشر طالبًا بدويًا – موضوع الاستشارة التربوية، بهدف الحصول على شهادة الماجستير.
وكان ضمن هذه الدراسة مساق "علم النفس التطوري" الذي يحاضر فيه د. عوفر غروزبرد. وبينما كانت المحاضرات تمضي كالمعتاد، توجهتُ للمحاضر، وقلت له: "أتريد أن أقول لك الحقيقة؟! إن كل ما تعلمناه لا يجدي ولا يساعدنا". سألني متعجبًا: "ولماذا؟ " فأوضحت له أنه ربما سيأتيني أحدهم غدًا -وأنا المستشارة التربوية-، وهو يقول لي مؤكدًا: "مسني الجن"، أو يقول شيئًا من هذا القبيل مما يتردد في مجتمعنا (المسلم) ومعتقداته. فكيف -بالله عليك- تفيدني موادك هذه التي تعلمنا إياها?".
تقول: سألني عوفر: "إذن، ما الذي يساعد؟ " فأجبته: "إنه القرآن الكريم"، فسألني أن أوضح له جلية الأمر. فقلت له إن "اقتباس آية من القرآن في سياقها، يترك تأثيرًا عظيمًا على جماعة المسلمين لا يضاهيه تأثير آخر".
وفي المحاضرة التالية -حسبما قالت الطالبة- حضر عوفر إلى قاعة الدراسة وهو يحمل أجزاء القرآن الثلاثين. ووزعها فيما بيننا ودعانا لأن نستخرج الآيات التي تتطرق إلى الناحية التربوية العلاجية في كل جزء من القرآن، وسرعان ما اتضح لنا أنها كثيرة في القرآن، وذلك على غرار الآيات التي تدعو الإنسان إلى أن يتحمل المسؤولية، أن يقول الحق ويصدُق، أن يحترم الآخرين ... إلخ.
وتضيف: "ثم دعانا عوفر إلى أن نؤلف قصة قصيرة تلائم كل آية من الآيات التي اخترناها، وتكون القصة من وحي حياتنا اليومية، بحيث تمثل صورة يعرضها الأب أو المعلم (المربي)، ومن خلالها يتم نقل رسالة الآية أو فحواها.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد جمعنا معًا أكثر من ثلاثمائة قصة، وكان أن أضاف عوفر بعد كل قصة تعليلاً سيكلوجيًا- تربويًا، يسيرًا وقصيرًا، ومن هنا كان الاسم .. قرآنِت.
أهداف المشروع
وبحسب موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية، فإن الكتاب يقدم لمستخدمه المسألة التربوية التي تعنيه، وعندها يحصل على الآية الكريمة التي تتعلق بمسألته، بعد ذلك تُعرض أمامه قصة قصيرة من وحي الحياة اليومية، حيث يكون في نهايتها دليل حسي أمام المعلم أو رب العائلة ليستخدم الآية القرآنية الواردة، ويعي رسالتها في خطابه للطفل، وفي الختام يحصل المستخدم على توضيح أو تعليل سيكولوجي – تربوي موجز يبين أسباب ما جرى.
وعددت الخارجية الإسرائيلية بين مميزات المشروع أنه يحول ما وصفته بـ"الذكر الحكيم" إلى وسيلة تربوية يستخدمها كل مربٍ وكل رب عائلة "وبذا يظهر عظمة القرآن المجدية لتكون في خدمة كل البشر – الأمر الذي لم يتحقق من ذي قبل".
وأضافت أنه يدمج القرآن مع التوجهات التربوية الحديثة ويبني جسرًا ذا اتجاهين بين العالم الإسلامي وأبناء الحضارة الغربية، كما "يعكس جمال الذكر الحكيم، حيث يعرض كرامة الإنسان، ويجعلها في مركز اهتمامه، وبذلك يكون ردًا قاطعًا على من يدعي أنه يمكن أن يُستخدم القرآن لأهداف من شأنها أن تحفز على الإرهاب".
اعتراضات مسلمي فلسطين
من جانبه حذر الناطق باسم الحركة الاسلامية في الأراضي المحتلة عام 1948م الشيخ زاهي نجيدات في تصريحات لـ"العربية. نت" من خطر المشروع الإسرائيلي لتفسير القرآن الكريم الذي أعلنته وزارة الخارجية الاسرائيلية واكد ان الهدف من ورائه هو ايجاد جيل على النمط الذي تريده اسرائيل وامريكا.
كما أكد أن محاولة وضع القرآن الكريم في القالب الذي يروق لاسرائيل وامريكا يكون بالتعامل الانتقائي مع آيات القرآن الكريم بل التعامل التحريفي لانشاء جيل بعيد كل البعد عن هذه العقيدة السمحة.
وقال الشيخ نجيدات ان الموضوع بحاجة الى بحث كبير وتدقيق مؤكدا ان عمل المؤسسة الاسرائيلية لا يدل على انها فعلا تعاملت مع شيوخ معتمدين كمرجعية للقرآن الكريم واصفا ذلك بالخديعة الإسرائيلية.
ومن جانبها استبعدت وزارة الأوقاف الفلسطينية أن تكون التفاسير التي يقدمها مثل هذا المشروع صحيحة، مؤكدة انه لا يوجد سبب مقنع لإطلاق مثل هذا المشروع في هذا الوقت والزمان، خاصة وان هناك من المسلمين من قام بتفسير القرآن بالطريقة الصحيحة، وان اصدار كتاب من هذا القبيل يثير الشكوك حول تلك التفسيرات.
وتعليقا على نموذج التفسير الذي قدمته الخارجية الإسرائيلية لآية سورة فصلت اعتبرها الشيخ حسين ابو أرميله للعربية. نت دليلا على التزوير والتحريف الذي تهدف إليه المؤسسة الإسرائيلية المعادية للإسلام والمسلمين مؤكدا أن التفسير الصحيح للآية هو ان على الناس جميعا ان يدفعوا الصدقات حتى لا يبقى أي شخص فقيرا، وبالتالي تسود المحبة بين الناس.
تحذير من الأوقاف المصرية
وبدورهم حذر مسؤولون في وزارة الأوقاف المصرية من المشروع الإسرائيلي، حيث قال الشيخ د. شوقي عبد اللطيف نائب وزير الأوقاف ورئيس قطاع شؤون الدعوة الدينية لـ"العربية. نت" إن ما يهدف له هذا المشروع هو استقطاب المسلمين وإيقاعهم في فخ الخديعة الإسرائيلية، حيث اخذ من القرآن الكريم ما يتناسب مع أفكارهم ومشاريعهم.
وأكد د. عبد اللطيف أن وزارة الأوقاف ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة ردا واضحا تجاه هذا المشروع وما يحتويه من أكاذيب و أفكار مسمومة، كما أن الوزارة ستقوم باتخاذ خطوات ضده لمنع التعامل معه في العالم الإسلامي، و إصدار بيان للتحذير مما يحتويه من تفسير ملفق على القرآن الكريم ومعانيه سيتم نشره على موقع الوزارة على شبكة الانترنت لكي يطلع عليه الجميع.
الشك طريق الوصول إلى الحقيقة
وعلق د. إبراهيم البحراوي أستاذ الإسرائيليات في جامعة عين شمس لـ"العربية.نت" قائلا: "لا نستطيع أن نثق في وجود نوايا حسنة تجاه هذا التفسير، ولا يمكن الأخذ في الاعتبار أي نوايا حسنة يحاولون الترويج لها، ولنا الحق تماما في استخدام قاعدة (الشك طريق الوصول إلى الحقيقة).
وأضاف البحراوي: هناك عدة نقاط لابد من استيفائها، من أهمها الإطلاع على نسخة الكتاب المتداولة، ومراجعة النص القرآني وتفسيره المقدم من جانب علماء التفسير في الجامعات الاسلامية المتخصصة، ونوعية الآيات القرآنية المختارة دون سواها من القرآن، ووقتها نستطيع ادارك الحقيقة الكامنة وراء هذا الكتاب".
ويفسر البحراوي كلام الباحثة الإسرائيلية حول أهمية تفسير القرآن لعلاج المس والجان بأنه اهتمام جاء في سياق عرف اجتماعي عربي عند المسلمين والمسيحيين بالتداوي بالرموز الدينية بغض النظر عن طبيعة الديانة، بمعنى أن المسلمين يذهبون في مصر مثلا إلى كنيستي العذراء وما جرجس، والمسيحيون يذهبون إلى مسجد السيدة زينب للتداوي برموز الطرف الآخر، إلا انه ليس مبررا على الإطلاق لكي يكون علاج المس والجان سببا لتفسير القرآن على الهوى الإسرائيلي، لأن القرآن كتاب عبادة يحتوى على كافة مناحي الحياة، ولا يمكن الاعتماد علي تفسيره لأجل هذه الزاوية فقط.
جدير بالذكر أن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة كان قد قام بإعداد ترجمة صحيحة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية في يونيو من عام 2001.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Jun 2008, 08:00 ص]ـ
سبحان الله العظيم.
نحن بطبيعة الحال نشك في أي عمل يصدر عن اليهود يتعلق بديننا ولنا مبررات كثيرة معقولة لهذا الشك والتوجس، لكن الفكرة التي أشارت إليها الطالبة فكرة جيدة ويمكن من خلال تطبيقها استخراج الآيات التي تتعلق بالجانب التربوي في القرآن الكريم وهو ما كتب عنه بعض الباحثين تحت عنوان (التفسير التربوي للقرآن الكريم) كالأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري وغيره، وهو موضوع لا يزال في حاجة إلى عناية وخدمة، ومن أمثل من رأيته يتناول الموضوعات التربوية من خلال القرآن على وجازة كتاباته تلك هو الأستاذ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني وفقه الله (1).
وكما قال الدكتور البحراوي: (هناك عدة نقاط لابد من استيفائها، من أهمها الإطلاع على نسخة الكتاب المتداولة، ومراجعة النص القرآني وتفسيره المقدم من جانب علماء التفسير في الجامعات الاسلامية المتخصصة، ونوعية الآيات القرآنية المختارة دون سواها من القرآن، ووقتها نستطيع ادارك الحقيقة الكامنة وراء هذا الكتاب) وهذا إنصاف منه قبل إصدار الحكم على العمل العلمي نفسه، وليتنا نرى نموذجاً من هذا التفسير لنستطيع الحديث في الجانب العلمي والمنهجي فيه.
والله المستعان على هذا الزمان العجيب الذي تدعم فيه إسرائيل نشر كتاب في تفسير القرآن الكريم، في حين تضع المؤسسات الإسلامية العراقيل الكثيرة دون إنجاز بعض المشروعات العلمية في خدمة القرآن وهي تظن بذلك أنه تحسن صنعاً. ولكن ثقافة البحث العلمي في الغرب أكثر حيوية منها عندنا في هذا الزمان.
وقد حدثني أحد جيراني وهو من المعنيين بالاستثمار وتوطينه في السعودية ومحاولة التبشير بالاستثمار في السعودية لدى الخارج أنه ذهب ليعرض على أحد العلماء المسلمين المتميزين العمل في مشروع كبير واعد يتم الإعداد له في السعودية لاستقطاب الكفاءات من العلماء والباحثين فبعد أخذ ورد رفض العالم المسلم العرض المقدم، وقال له: عندما أقدم هنا في أمريكا لتبني بحثي أو اختراعي الذي يكلف ثلاثة ملايين دولار فإنني أعطى ستة ملايين دولار دون تردد. في حين لو تقدمت به لكم لاتهمتموني مباشرة بأنني لص وحرامي، وسوف نبقى في مماكسة ومفاوضة حتى لا يبقى ما يفي بالغرض على وجهه كأنني أبيع بامية! وشتان بين الثقافتين.
وذكرني هذا بموقف طريف عندما كنت أناقش ميزانية بند البحث العلمي في جامعة من الجامعات السعودية مع الممثل المالي في وزارة المالية فعرضتُ عليه الميزانية المتوقعة بعد دراسة علمية للاحتياج الفعلي، فأخذ يماكسني في المبلغ ويخفضه حتى اختصره إلى الربع وظن أنه بهذا يوفر على الدولة أموالها، فقلتُ له بكل بساطة: إذن فلا داعي للميزانية أصلاً حيث لن تفي بالغرض ولن تساعد على البدء في أي مشروع علمي بحثي، وإذا كنت ترى نفسك - وأنت لا تملك إلا القدرة على المماكسة مثل أي تاجر يبيع ويشتري - حكماً ومتحكما في ميزانيات البحث العلمي في الجامعات فعلى البحث العلمي السلام! فلم يعرني اهتماماً وذهب إلى مكتبه جذلان بما حفظ من أموال الدولة كما يقول.
وذهبت بعدها لرئيسه المباشر وقلت له: لن يمسني شخصياً أي أذى بتعنتكم في اعتماد الميزانية الفعلية للبحث العلمي للجامعة فهذا شأن يهم المجتمع بأسره والجامعة بأسرها، وأنا راتبي لن ينقص منه ريال واحد بفعلكم هذا، وظنكم أنكم قد وفرتم على الدولة مالها بطريقتكم هذه ليس في محله وهذا جناية على البحث العلمي في الجامعات التي هي المحاضن الفعلية للبحث العلمي وتطويره، لكنني الآن عرفت سر تخلفنا في البحث العلمي وعجز ميزانياته دوماً. والحديث في هذا ذو شجون، واقرأوا إن شئتم كتاب (هجرة العلماء من العالم الإسلامي) لمحمد عبدالعليم مرسي وكتاب (نزيف العقول) ففيه تفاصيل حول هذه المعضلة التي نعانيها في العالم الإسلامي من معوقات ومحبطات البحث العلمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) بهذه المناسبة أنا أنصح من يستنصحني دوماً بقراءة كتب الدكتور ماجد عرسان الكيلاني فهي قيمة جدا وهي في ميدان التربية وما يدور في فلكها. ومن آخر كتبه كتاب صدر حديثاً بعنوان (الهجوم على الإسلام والمسلمين: الفكرة والدراسة) من إصدار مركز الناقد بدمشق. وهو دراسة قيمة جداً لم أملك حين الشروع في قراءته قبل أيام إلا الاستمرار حتى الانتهاء منه في مجلس واحد وعدد صفحاته 330 صفحة تقريباً، فأنصحكم بقراءته والتأمل في فوائده التي لم أر من تناولها بهذه الطريقة مثله.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[18 Jun 2008, 08:56 ص]ـ
المشروع قد يكون في أصله مشروع كما ظهر، لكن الذي يبعث التساؤل هو سر هذا الدعم اليهودي على مستوى الدولة، واليهود كما نعلمهم محرفون للكلم كما وصفهم الله بقوله {أَفَتَطْمَعُوَن أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ}،
أفنظن أن اليهود يدعمون مشروعاً يخدم كتاب الله تعالى لتنتفع به الأمة، أم لينتفعوا به فيما يخدم أهدافهم من بناء العلاقات الإنسانية مما يسلب روح العقيدة والتوحيد والولاء والبراء من نفوس المسلمين.
وهل نحن بحاجة إلى أن يعرفنا اليهود بهدي كتاب ربنا في التربية والسلوك المجرد عن روح العقيدة والانتماء للدين. إذا ماقيمة القرآن بغير هذه الروح التي هي سر قوتنا ومكمن عزنا وهي روح أخلاقنا وتربيتنا وسلوكنا.
لايمكن القبول بأخذ القرآن وأخلاقه مجردة عن هذه الروح وإلا أصبحنا وغيرنا سواء فالكافريمكن أن يتمثل الأخلاق الإسلامية، ويمكن أن ينتفع بالقواعد القرآنية في التربية لكن بسلبها عن روح العقيدة والإيمان بالله تعلى، وربما رأينا في غير المسلمين من الأخلاق الإسلامية ماليس في المسلمين لكن هذا من العلاقة بين البشر، أم العلاقة بين الخلق والخالق فشتان بينهما. وهذا الذي يريده أعداؤنا أن نصلح العلاقة معهم دون النظر للعلاقة مع الخلق عز وجل.
وأظن أن الهدف الخفي من دعم اليهود لهذا المشروع هو ايجاد جيل مسلم مسلوب العقيدة والولاء والبراء، وبغض اليهود والنصارى، وهو مايدندنون به في هذا العصر حين رأوا استيقاض العملاق الإسلامي ورجوع أبناء المسلمين لدينهم.
وقبولنا لهذا التفسيربهذا المنهج القاصرسيسلبنا روح العزة والانتماء لديننا وسيسلب روح العقيدة والوء والبراء من نفوس أبناء الأمة الذين سيستهويهم مثل هذا المشروع الذي يبرز عظمة القرآن في أخلاقه ويهدف إلى كسر حواجز العقيدة بينهم وبين أعدائهم.
نعم الإسلام يسعى للسلام والأمن واحترام البشر وحقوقهم لكنه يبقى سامياً بمبادئه وشرائعه وعزته وهيمنته.
والذي يجب أن نتواصى به:
أن يستنفر العلماء والمتخصصون إلى المبادرة بالتحذير من أهداف هذا التفسير وأثره على المسلمين، ومقابلته بإخراج تفسير تربوي عملي ينبثق من روح التوحيد والعقيدة الصحيحة يبني روح العزة الانتماء الصادق للدين وروح الأخوة مع المسلمين والعدل مع الكافرين.
والذي يمكن إنجازه في هذا الموضوع: أن يطرح مشروع علمي حول التفسير التربوي- تتبناه إحدى الجامعات الإسلامية، وهو من المشاريع العظيم التي تحتاجه الأمة بحق في ضل التضليل الإعلامي والثقافي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوال تدبر يصلك بكتاب ربك
أرسل 1إلى 81800
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[19 Jun 2008, 12:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ,,
وقد أعجني فكرة العمل وكذلك التعامل مع مثل هذه الأبحاث على أنها مشاريع يشارك فيها عدد من الباحثين بخلاف العمل عندنا فجله يرتكز على جهود فردية ولا يخفى الفرق في الطريقتين من ناحية الانجاز والاتقان والابداع
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Jun 2008, 11:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وتعقيب د. الشهري يثير شجونا عميقة حول قيمة البحث العلمي في بلادنا العربية.
ولا شك أن سبب هذا القصور متعدد الجوانب. ولكن ما دور أهل الاختصاص في هذا الواقع؟
في الغرب، نجح الأساتذة الجامعيون في تكوين جماعات ضغط تقوم بالتواصل مع أصحاب النفوذ السياسي والمالي، وتنظم الملتقيات وتلقي المحاضرات وتنشر المقالات في الصحف والمجلات للترويج لأهمية الاستثمار في البحث العلمي. ونجحوا في ذلك.
وفي تقديري، لا يكفي لعلماء الدين أن يكونوا جيدين في اختصاصهم، ولكن من الضروري أن يعملوا بعقلية "رجل الأعمال" الذي يعرف كيف يبيع بضاعته. ولا بد من التعاون مع خبراء في علوم الإدارة والتسويق حتى ينجحوا في ذلك.
أعود فأقول مرة أخرى: لا تطور لحقل علوم الدين إلا بالتعاون الكبير مع بقية الحقول العلمية (علوم الكمبيوتر، علوم الإدارة، علوم الاجتماع ... ).
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jun 2008, 05:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
وتعقيب د. الشهري يثير شجونا عميقة حول قيمة البحث العلمي في بلادنا العربية.
ولا شك أن سبب هذا القصور متعدد الجوانب. ولكن ما دور أهل الاختصاص في هذا الواقع؟
في الغرب، نجح الأساتذة الجامعيون في تكوين جماعات ضغط تقوم بالتواصل مع أصحاب النفوذ السياسي والمالي، وتنظم الملتقيات وتلقي المحاضرات وتنشر المقالات في الصحف والمجلات للترويج لأهمية الاستثمار في البحث العلمي. ونجحوا في ذلك.
وفي تقديري، لا يكفي لعلماء الدين أن يكونوا جيدين في اختصاصهم، ولكن من الضروري أن يعملوا بعقلية "رجل الأعمال" الذي يعرف كيف يبيع بضاعته. ولا بد من التعاون مع خبراء في علوم الإدارة والتسويق حتى ينجحوا في ذلك.
أعود فأقول مرة أخرى: لا تطور لحقل علوم الدين إلا بالتعاون الكبير مع بقية الحقول العلمية (علوم الكمبيوتر، علوم الإدارة، علوم الاجتماع ... ).
أتفق معك تماماً، وأرجو أن نوفق للعمل بذلك.(/)
هام جدا جدا
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[18 Jun 2008, 10:37 ص]ـ
الاخوة الزملاء في الملتقى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لي زميل يعمل معي في الجامعة كان قد اشترى مجموعة من الاسهم في احد البنوك الربوية، ولطالما نصحته ببيعها والتخلص من اثمها والابقاء على راس ماله منها
وقد استجاب مؤخرا لهذا الامر وقام ببيع الاسهم جميعها
والسؤال الآن:
بلغت قيمة المبلغ الذي باع به تلك الاسهم 23 ألف دينار أردني، وكان قد اشتراها بمبلغ 5800 دينار اردني قبل 8 سنوات
وتعلمون ان سعر العملة قد طرأ عليه انخفاض كبير بما يقارب الثلث لا سيما عندنا في فلسطين حيث نقوم بصرف الدينار الاردني بالشيكل الاسرائيلي
فما هي قيمة رأس المال ههنا؟؟؟
هل هي مبلغ 5800 دينار كما اشتراها؟؟
أم اننا نضيف اليها قيمة انخفاض العملة منذ 8 سنوات حتى الان؟؟
مع التاكيد على وجوب صرف المبلغ الربوي الزائد في المصالح العامة بعيدا عن المساجد والكليات الشرعية
واقبلوا فائق الاحترام
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 11:45 ص]ـ
أرى أن يأخذ ما يوازي المبلغ القديم المودع بسعراليوم، فكأنه لا ربح ولا خسر، وما زاد فليضعه في أي عمل خيري وليعلم أنه تخلص من حرام ليس له فيه ثواب والله أعلم
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[18 Jun 2008, 12:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بورك فيك أخي دكتور خضر
هل تقصد أنه يضيف الى رأس المال القديم نسبة تضاهي انخفاض القيمة في الدينار الاردني بين عامي 2000 و2008م؟؟؟؟
يعني رأس المال+ ..... %= المبلغ الذي يأخذه
والباقي يتصرف فيه؟؟؟
وشكرا لك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Jun 2008, 02:07 م]ـ
أخي الكريم: أقرأ هذا النقل الجيد:
الأمر بترك الربا في القرآن جاء فيه آيتان، كلتاهما في سورة البقرة:
الأولى قوله جل شأنه: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله" [البقرة:275].
الثانية قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين. فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون" [البقرة:278].
وللجمع بين الآيتين وجهان:
الأول: أن قوله تعالى: "فله ما سلف" أي مما قبضه من الربا فيما مضى، وأما قوله تعالى: "فلكم رؤوس أموالكم" أي فيما بقي لكم في ذمم الناس من الديون. ولا إشكال أن المنهي عنه بالنص هو ما بقي من الربا، لصريح قوله تعالى: "وذروا ما بقي من الربا"، فالنهي منصب على ما بقي لا ما سبق. فإذا كان قوله تعالى "فلكم رؤوس أموالكم" يحتمل ما بقي ويحتمل ما بقي وما ما مضى، فالآيات السابقة صريحة في النهي عما بقي، فيحمل المجمل على المبين، والمحتمل على الصريح. فيكون قوله تعالى "فلكم رؤوس أموالكم" أي مما بقي دون ما مضى.
الثاني: أن التوبة درجات وليست درجة واحدة. فأدنى الدرجات هو مجرد الانتهاء عن الذنب وعدم العودة إليه. فهذا يغفر الله به الذنب السابق، كما قال تعالى: "قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف" [الأنفال:38]. فمجرد الانتهاء عن الكفر والدخول في الإسلام يجبّ ما سبق من الذنوب، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الإسلام يجبّ ما قبله" أخرجه مسلم (121). وإذا كان هذا في الكفر الذي هو أعظم الذنوب، فما دونه من الكبائر من باب أولى.
لكن مجرد الانتهاء لا يضمن لصاحبه عدم المؤاخذة على الذنب السابق إذا عاد إليه مرة أخرى. ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَنْ أَحْسَنَ فِي الْإِسْلَامِ لَمْ يُؤَاخَذْ بِمَا عَمِلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ أَسَاءَ فِي الْإِسْلَامِ أُخِذَ بِالْأَوَّلِ وَالْآخِر". صحيح البخاري (6921) وصحيح مسلم (120).
وأعلى الدرجات هو التوبة النصوح، التي تتضمن الانتهاء عن الذنب والندم عليه والعزم على ألا يعود إليه مرة أخرى، مع التحلل من المظالم. فمن تاب هذه التوبة ثم وقع في الذنب مرة أخرى فلا يؤاخذ على ما سبق، لتوبته منه.
وبناء على ذلك فالتوبة عن الربا لها مرتبتان: أدناهما مجرد الانتهاء عن الربا، وهي التي وردت في قوله تعالى: "فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى"، ولم يقل: تاب. فهذا الانتهاء يغفر به الله ما مضى، كما سبقت الإشارة إليه، لكن هذه المغفرة مشروطة بعدم الوقوع في الربا مرة أخرى. ولهذا قال تعالى في الآية: "وأمره إلى الله" أي والله أعلم: أمره مرهون بعدم رجوعه للربا مرة أخرى. فإن ثبت على الانتهاء ثبتت المغفرة، وإن عاد أخذ بالأول والآخر كما جاء بذلك الحديث.
والمرتبة العليا هي التوبة النصوح، وهذه تتضمن فوق الانتهاء الاقتصار على رأس المال وعدم الاحتفاظ بالزيادة. لكن هذه المرتبة ليست واجبة ولذلك لم يرد الأمر بها، بل اقتصر على التنويه بها في قوله تعالى: "وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم"، لكن لم يأمر بذلك، بل اقتصر على الأمر بترك ما بقي. وعلى ذلك فالاقتصار على رأس المال فضيلة لكنه ليس واجباً إذا تحقق الانتهاء، والحد الأدنى من التوبة الذي أمرت به النصوص صراحة هو ترك ما بقي.
وعلى كلا القولين في الجمع بين الآيتين فإن ما بقي من الربا محرم ولا يجوز أخذه، وأما ما مضى فلا يحرم الاحتفاظ به بعد الانتهاء. وإنما الكلام هل يستحب له التخلص مما زاد عن ذلك.
د. سامي السويلم
المصدر ( http://islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=71406)
ولمزيد من الاطمئنان أنصحك بقراءة كتاب شيخ الاسلام تفسير آيات أشكلت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[18 Jun 2008, 04:58 م]ـ
أفهم مما تم نقله أن الأخ السائل أمام واحد من أمرين:
1ـ إما أن ينتهي تماما من التعامل بالربا فحسب مع احتفاظه بماله كله حتى تاريخه، لأنه مما سلف،" فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله"
2ـ أن يأخذ رأس المال فقط وهو الأحوط والأحسن.
وله بعد هذا الإيضاح محض الاختيار، والموفق من وفقه الله تعالى.(/)
من روائع الكتاب العزيز
ـ[أبو باسم]ــــــــ[18 Jun 2008, 01:29 م]ـ
بلغ العرب حين نزول القرآن مبلغا من الفصاحة لم يعرف في تاريخهم من قبل. إلا أن القرآن قد ملك سر هذه الفصاحة, وجاءهم منها بما لا قبل لهم برده ولا حيلة لهم معه, فاستبد بإرادتهم، وغلب على طباعهم, وحال بينهم وبين ما نزعوا إليه من خلافه حتى انعقدت قلوبهم عليه وهم يجهدون في نقضها, واستقاموا لدعوته وهم يبالغون في رفضها.
فلو أن هذا القرآن غير فصيح، أو كانت فصاحته غير معجزة في أساليبها التي ألقيت إليهم لما نال منهم على الدهر منالا, ولنقضوه آية آية وكلمة كلمة. ولكنه أعجزهم بحقائقه وأثره, وبألفاظه وبيانه ......
وهذا شيء من الإعجاز اللفظي للقرآن الكريم ليدرك المرء كلما تأمل كتاب ربه اكتشف درراً وكنوزاً لا تفنى, وعجائب لاتبلى. فيزداد بذلك إيمانه, ويرسخ يقينه, وتنجلي عن نفسه أتعابه وهمومه.
تأمل هذه الآيات لترى بعضا من ذلك:
قال تعالى: ((قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)) هود/62
وقال تعالى: ((أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ)) إبراهيم/9
قال في التحرير والتنوير:
وجملة (وإننا لفي شك) معطوفة على جملة (يا صالح قد كنت فينا مرجوا) فبعد أن ذكروا يأسهم من صلاح حاله ذكروا أنهم يشكون في صدق أنه مرسل إليهم وزادوا ذلك تأكيدا بحرف التأكيد. ومن محاسن النكت هنا إثبات نون (إن) مع نون ضمير الجمع لأن ذلك زيادة إظهار لحرف التوكيد والإظهار ضرب من التحقيق بخلاف ما في سورة إبراهيم من قول الأمم لرسلهم (وإنا لفي شك مما تدعوننا) لأن الحكاية فيها عن أمم مختلفة في درجات التكذيب ولأن ما في هاته الآية خطاب واحد فكان (تدعونا) بنون واحدة هي نون المتكلم ومعه غيره فلم يقع في الجملة أكثر من ثلاث نونات بخلاف ما في سورة إبراهيم لأن الحكاية هنالك عن جمع من الرسل في (تدعوننا) فلو جاء (إننا) لاجتمع أربع نونات
وحذفت إحدى النونين من قوله (إنا) تخفيفا تجنبا للثقل الناشئ من وقوع نونين آخرين بعد في قوله (تدعوننا) اللازم ذكرهما بخلاف آية سورة هود (وإننا لفي شك مما تدعونا) إذ لم يكن موجب للتخفيف لأن المخاطب فيها بقوله (تدعونا) واحد.
... ***
قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا)) البقرة/126
وقال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا)) إبراهيم/35
قال ابن كثير: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا} أي: اجعل هذه البقعة بلدًا آمنًا، وناسب هذا؛ لأنه قبل بناء الكعبة حين ذهب بإسماعيل وأمه وهو رضيع إلى مكان مكة،. وقال تعالى في سورة إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا البَلَد آمِنًا}: فعرفه، كأنه وقع دعاء ثانًيا بعد بناء البيت واستقرار أهله به، وبعد مولد إسحاق الذي هو أصغر سنًّا من إسماعيل بثلاث عشرة سنة؛ ولهذا قال في آخر الدعاء: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ}.
... ***
قال الله تعالى: ((وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)) البقرة/49
وقال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)) إبراهيم/6
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن كثير: وإنما قال هاهنا: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} ليكون ذلك تفسيرا للنعمة عليهم في قوله: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ثم فسره بهذا لقوله هاهنا {اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ} وأما في سورة إبراهيم فلما قال: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ}، أي: بأياديه ونعمه عليهم فناسب أن يقول هناك: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ويُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} فعطف عليه الذبح ليدل على تعدد النعم والأيادي.
... ***
قال الله تعالى: ((وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)) الأنبياء/70
وقال الله تعالى: ((فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ)) الصافات/98
قال الدكتور صالح العايد في كتابه نظرات لغوية:
في سورة (الأنبياء) قال: (فجعلناهم الأخسرين) وفي الصافات قال: (فجعلناهم الأسفلين) والعلة في ذلك - والله اعلم - أن الله تعالى أخبر في سورة (الأنبياء) عن إبراهيم عليه السلام أنه تحدى قومه بالكيد لأصنامهم وأن قومه قابلوا التحدي بمثله فأرادوا كيده بإحراقه فألقوه في النار فنجاه الله تعالى منها فربح إبراهيم عليه السلام تكسير أصنامهم ونجاته من النار وخسر قومه أصنامهم وعدم بلوغهم مرادهم من رميه بالنار فناسب التعبير (الأخسرين) لأن الخاسر عندنا من فقد ما بيديه من مال أو سبب كان يتعمده لدنياه ومعاشه أو محاولة فسدت عليه فساءت حاله لذلك ومهما استحكمت حاله في ذلك كان أخسر ...
أما في سورة الصافات فأخبر الله تعالى عن قيامهم بتشييد بناء عال ورفعهم إبراهيم عليه السلام فوقه ليرموا به من هناك إلى النار التي أججوها فلما علوا ذلك البناء ورموه منه إلى أسفل عادوا هم الأسفلين لهلاكهم في الدنيا وسفول أمرهم في الآخرة حيث أعلى الله تعالى إبراهيم عليه السلام عليهم فناسب التعبير عنهم بـ (الأسفلين).
ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[21 Jun 2008, 05:42 ص]ـ
بسم الله ماشاء الله
معلومات قيمة أستاذى الفاضل
جزاكم الله خيراً.(/)
مالفرق بين الوثن والصنم؟
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[19 Jun 2008, 06:02 ص]ـ
مالفرق بين الوثن والصنم؟
فإن كان الوثن مالا صورة له لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((اللهم لاتجعل قبري وثنا يعبد))
فقد الله تعالى ((إنما تعبدون من دون الله أوثانا)) العنكبوت "17"
وقال ((أتعبدون ماتنحتون)) الصافات "95"
فأطلق الوثن على ماله صورة وهذا في قصة إبراهيم.
وأما الصنم فإن كان ماله صورة
لقول إبراهيم عليه السلام ((لأكيدن أصنامكم))
فتبين أنه أطلق الصنم على ماله صورة،،
ولكن قد سمت العرب ماليس له صورة صنماً كصنم ذي الخلصة لخثعم،،
فما الفرق الدقيق بين اللفظتين؟؟
وإذا كان كل واحد منهما يطلق على الآخر، فما الأصل في كل كلمة؟
هل الأصل في الوثن مالاصورة له وقد يطلق على المعنى الآخر، أم العكس؟
أرجو الإفادة ...
وجزاكم الله خير
ـ[محمد المهوس]ــــــــ[21 Jun 2008, 11:28 م]ـ
لازلت انتظر ردودكم العلمية القيمة
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Jun 2008, 07:12 ص]ـ
أخي الكريم:
لقد جرى الخلاف بين أهل اللغة؛ فيما إذا كان هنالك فرق بين الصنم والوثن،
من حيث المعنى أم لا.
قال ابن منظور في لسان العرب: الصنم معروف واحد الأصنام، يقال إنه معرب شمن وهو الوثن.
قال ابن سيده وهو ينحت من خشب ويصاغ من فضة ونحاس والجمع أصنام وقد تكرر في الحديث ذكر الصنم والأصنام وهو ما اتخذ إلها من دون الله، وقيل هو ما كان له جسم أو صورة فإن لم يكن له جسم أو صورة فهو وثن، وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي الصنمة والنصمة الصورة التي تعبد، وفي التنزيل العزيز:
{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ}.
قال ابن عرفة:
ما تخذوه من آلهة فكان غير صورة فهو وثن فإذا كان له صورة فهو صنم خشب أو حجر أو فضة ينحت ويعبد والصنم الصورة بلا جثة ومن العرب من جعل الوثن المنصوب صنما ..
وأما من الناحية الشرعية فلا فرق بينهما؛ فكل ما عبد من دون الله تعالى،
فهو صنم ووثن.(/)
مسائل السياق القرآني في سورة البقرة [3] (وجه ترتيب الأحكام في السورة وبنائها)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[21 Jun 2008, 05:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالتأمل في أحكام السورة وترتيبها نجد أنها قد جاءت في ترتيب بديع مترابط متناسق، وقد بنيت على قاعدة مهمة وهي قاعدة حفظ الضرورات الخمس للإنسان والمجتمع، وقد جاء ترتيبها مبني على أهميتها وضرورتها في بناء الفرد والأسرة والمجتمع:
1 - ابتدأ أولاً بحفظ الدين، وهو ما تضمنه القسم الأول، وجمعته آية البر، وفصلته بعض الآيات المتعلقة بأركان الدين مما لم يشرع من قبل، وهو الصوم والحج.
2 - حفظ ضرورة النفس والحياة، إزالة لما كان عليه العرب من النزاع والشحناء المؤدي إلى الظلم والتعدي، ضماناً لاستقرار المجتمع وأمنه، ولهذا ابتدأ بأحكام القصاص التي فيها حفظ النفس، ثم بأحكام الوصية التي فيها حفظ الحقوق المالية الواجبة والتي أخل بها العرب.
3 - حفظ العقل والمال، إزالة لما يؤدي إلى الشحناء والتقاطع، وجاء ذلك ببيان المصالح والمفاسد في الخمر والميسر تمهيداً لتحريمه.
4 - حفظ الحقوق الشخصية ونظام الأسرة اتصالاً وانفصالاً، ضماناً للاستقرار، وإزالة للظلم والتعدي الذي كان عليه العرب.
5 - حفظ الحقوق المالية، منعاً للظلم والتعدي بالربا، وقطعاً لأبواب المنازاعات، وضماناً لاستقرار المجتمع مالياً.
وقد ظهر لي من خلال التأمل تداخل الضرورات الخمس وأحكامها في السورة، مما يوحي بتلازمها وترابطها في شريعة الإسلام، وهذا من دلائل كمال الشريعة.
فما أعظم مابنيت عليه الأحكام في السورة وما أعظم ماجاء عليه ترتيبها.
وبتأمل في السورة نجد أن أركان الإيمان تكررت في أول السورة ووسطها وآخرها، ولعل ذلك من باب توثيقها في النفوس إذ إن هذه السورة تجمع أصول الإيمان والتشريع، فكانت هذه الأركان أصل الدين كله، وإليها ترجع الأعمال كلها، وهو علامة الصدق والتقوى. فلما كانت بهذه المنزلة احتاجت إلى تكرار للتأكيد عليها وتوثيقها في نفوس المؤمنين.
ويمكن التوجيه بأن هذا التكرار له غرض مقصود وهو ذكر أحوال المؤمنين في الإيمان، وقد أشار إليه شيخ الإسلام بقوله: (وقد ذكر تعالى هذه الأصول الخمسة في أول السورة ووسطها وآخرها، فقال في أولها {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة 4] ... وقال في وسطها {لَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" [البقرة 177] ... } ثم أطال في تقرير الموضع الثالث وختمه بقوله: (فتضمنت هذه الكلمات كمال إيمانهم، وكمال قبولهم، وكمال انقيادهم).
وإذا تأملنا في الوجهين اللذين بنيت عليهما أحكام السورة نجد أنهما لا يتعارضان بل يتفقان في أن الأحكام تضمنت أصول الدين ومبادئه التي تقوم عليها الحياة والدولة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2009, 08:36 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عبدالله، وشكر لكم هذه الإشارات الموفقة.
هذه فوائد قيمة مهمة لقارئ سورة البقرة، يحتاجها وهو يقرؤها ويرددها ليربط موضوعاتها ببعضها، ويتدبر وجه ترتيب هذه الموضوعات في هذه السورة العظيمة الطولى.
وما أحرى كل سورة من سور القرآن بمثل هذا البحث والتأمل في موضوعاتها ومقاصدها الدقيقة ليزداد القارئ إيماناً وتذوقاً لحلاوة كتاب الله.
نسأل الله من فضله.(/)
41 فائدة ذكرها السعدي في قصة موسى والخضر
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[22 Jun 2008, 02:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ...
فشرف لي أن أكون عضوا في ملتقى أهل التفسير وأفيد وأستفيد إن شاء الله وهذا موضوعي الاول في الملتقى المبارك.
وقفت على فوائد عظيمة وكثيرة ذكرها الشيخ / عبدالرحمن السعدي في تفسيره رحمه الله وهي فوائد مستفادة من قصة موسى والخضر وسأذكر لكم بعضها على وجه الاختصار ولا أعلم هل سبق وأن طرحت في الملتقى أم لا وأسأل الله النفع للجميع
فذكر رحمه الله فوائد كثيرة منها:
1/ فضيلة العلم والرحلة في طلبه.فموسى رحل مسافة كثيرة ولقي النصب عليه السلام.
2/ جواز أخذ الخادم في الحضر والسفر لطلب الراحة وكفاية المؤنة كما فعل موسى.
3/ إضافة الشر وأسبابه إلى الشيطان على وجه التسويل والتزيين وإن كان الجميع بقضاء الله لقول موسى (وما أنسانيه إلا الشيطان)
4/ التأدب مع المعلم وخطاب المتعلم إياه ألطف خطاب لقول موسى (هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا)
5/ تواضع الفاضل للتعلم ممن دونه فإن موسى بلا شك أفضل من الخضر.
6/ الامر بالتأني والتثبت وعدم المبادرة الى الحكم على الشيئ حتى يعرف ما يراد منه وماهو المقصود
7/ إضافة العلم وغيره من الفضائل لله تعالى والاقرار بذلك وشكر الله عليها.
8/ أن العلم النافع هو العلم المرشد الى الخير فكل علم يكون فيه رشد وهداية لطرق الخير وتحذير من طريق الشر أو وسيلة لذلك فإنه من العلم النافع.
9/ أن الناسي غير مؤاخذ بنسيانه لا في حق الله ولا في حقوق العباد.
10 / أن المعونة تنزل على العبد على حسب قيامه بالمأمور به وأن الموافق لأمر الله يعان مالا يعان عليه غيره.
وغيرها الكثير من الفوائد فقد ذكر رحمه الله 41 فائدة كلها فوائد عظيمة تجدونها في تفسير هذه الايات من سورة الكهف
أسأل الله أن يرحم الشيخ السعدي ويسكنه فسيح جناته وأن يرزقنا تدبر كتابه والعيش مع آياته إنه على ذلك قدير ........
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jun 2008, 02:36 م]ـ
بداية موفقة نافعة، وجزاك الله على تبيان هذه الدرر خيراً.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[26 Jun 2008, 05:41 ص]ـ
زادك الله من فضله علما وفتوحا وتحريرا
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[27 Jun 2008, 12:21 ص]ـ
بداية موفقة نافعة، وجزاك الله على تبيان هذه الدرر خيراً.
شكرا لكم ياشيخ خضر على مرورك على الموضوع وتشجيعك.
جزاك الله خيرا
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[27 Jun 2008, 12:22 ص]ـ
زادك الله من فضله علما وفتوحا وتحريرا
وإياك و أسأل الله أن يجزيك خيرا(/)
جعل القرآن بدلا من الكلام
ـ[عائشة علي]ــــــــ[22 Jun 2008, 03:09 م]ـ
بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله.
سُئِلَ العلاَّمة ابنُ بازٍ -رحمه الله-:
هل يجوزُ التَّكلُّم بالقرآن؟ فمثلاً: إذا سلَّم بعضُ النَّاس بقوله: ?سَلامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ?؛ كما فَعَلَتِ المرأةُ في القصَّة الَّتي حكاها عبد الله بنُ المبارَك.
فأجاب بقوله:
المعروف عند أهل العلم أنَّه لا ينبغي اتِّخاذ القرآن بدلاً مِنَ الكلام، بل الكلام له شأن، والقرآن له شأن، وأقلُّ أحوالِه الكراهةُ. وعليه أن يُسلِّم السَّلامَ العاديَّ، هكذا كان النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يفعل وأصحابه -رضي الله عنهم-؛ يقول: " وعليكم السَّلام ورحمة الله وبركاته "، " سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته "، وهكذا، يستعمل العبارات المُعتادة في تحيَّة إخوانه. [" فتاوى إسلاميَّة " (4/ 38) - جمع وترتيب/ المسند].
وقال العلاَّمة ابنُ عثيمين -رحمه الله- في " الشَّرح الممتع " (6/ 531):
(وقد سمعنا أنَّ واحدًا من النَّاس قال: أنا لن أتكلم بكلام الآدميِّين أبدًا، لا أتكلَّم إلاَّ بكلام الله، فإذا دَخَلَ إلى بيته، وأراد مِنْ أهله أن يشتروا طعامًا؛ قال: ?فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ? [الكهف: 19].
وقد قال أهل العلم: يحرم جعل القرآن بدلاً مِنَ الكلام، وأنا رأيت زَمَن الطَّلبِ قصَّةً في جواهر الأدب، عنِ امرأةٍ لا تتكلَّم إلاَّ بالقرآن، وتعجَّب النَّاس الَّذين يُخاطِبونها، فقال لهم مَن حولها: لها أربعون سنة لم تتكلَّم إلاَّ بالقرآن، مخافةَ أن تزلَّ فيغضب عليها الرَّحمن.
نقول: هي زلَّتِ الآن، فالقرآن لا يُجعلُ بدلاً مِنَ الكلام، لكن لا بأس أن يستشهدَ الإنسان بالآية على قضيَّةٍ وَقَعَتْ؛ كما يُذكر عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه كان يخطب، فخرجَ الحسن والحُسَين يمشيان ويعثران بثيابٍ لهما، فنَزَل فأخذهما، وقال صدق الله: ?إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ? [التغابن: 15]، فالاستشهاد بالآيات على الواقعة إذا كانت مطابقةً تمامًا لا بأس به) انتهى.
وقد وَقَفْتُ في " تلبيس إبليس " علَى ما يُشبِهُ قصَّة المرأة المذكورة:
قال ابنُ عقيلٍ: كان أبو إسحاقَ الخزَّاز صالحًا، وهو أوَّلُ مَن لقَّنني كتابَ اللهِ، وكانَ مِنْ عادتِهِ الإمساكُ عَنِ الكلام في شَهْر رَمَضان، فكان يُخاطِبُ بآيِ القُرآن فيما يَعْرِضُ إليه مِنَ الحوائجِ، فيقول في إذْنِهِ: ?ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ?، ويقول لابنه في عشيَّة الصَّوم: ?مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا?، آمِرًا لَهُ أن يشتريَ البَقْلَ! فقلتُ لَهُ: هذا الَّذي تعتقدُهُ عبادةً هُو معصيةٌ. فصَعُبَ عَلَيهِ، فقلتُ: إنَّ هذا القرآنَ العزيزَ أُنزِلَ في بيانِ أحكامٍ شَرْعِيَّةٍ، فَلا يُسْتَعملُ في أغراضٍ دُنيويَّةٍ، وما هذا إلاَّ بمثابةِ صَرِّكَ السِّدْرَ والأُشْنانَ في وَرَقِ المُصْحَفِ، أو توسُّدِك لَهُ! فهَجَرَنِي، ولَمْ يُصْغِ إلى الحُجَّةِ. انتهى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jun 2008, 06:22 م]ـ
الذي فهمته أن كلام العلماء في حكم التحدث بالقرآن فحسب يدور بين الكراهة والتحريم، كما سبق في المشاركة الأم، ولمزيد من التأمل أضع بين يدي القاريء الكريم هذا النوع من أنواع علوم القرآن الكريم وهو عن الأمثال الكامنة، وكون المتحدث بالقرآن على سبيل ضرب المثل لا غبار عليه، والمتحدث جاداً لاشيء عليه، بل له أجر ـ إن شاء الله ـ فلكل حرف عشر حسنات، كمن يري من يريد أن يشق على نفسه، وبدلا من نهيه بقولنا مثلا:" لا تشق على نفسك " فيقول له:" يريد الله بكم اليسر .... فلا أرى في ذلك أية غضاضة البتة، ومن هذا القبيل كانت الأمثال المرسلة في القرآن الكريم، والمحرَّم هو التحدث بالقرآن هزلا أو استخفافاً أو لإضحاك الناس، فهذا يخرج صاحبه من الملَّة، وما سوى ذلك فالمستحسن الاطلاع على هذا النوع من علوم القرآن عند الزركشي و السيوطي:
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الماوردي: سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن مضارب بن إبراهيم يقول: سمعت أبي يقول: سألت الحسن بن الفضل فقلت: إنك تخرج أمثال العرب والعجم من القرآن، فهل تجد في كتاب الله: خير الأمور أوساطها؟ قال: نعم في أربعة مواضع، قوله تعالى:" { ... لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ .. } البقرة68 وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً} الفرقان67 وقوله تعالى:" {وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً} وقوله تعالى:" { ... وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} الإسراء110
قلت: فهل تجد في كتاب الله من جهل شيئاً عاداه؟
قال: نعم في موضعين: قوله تعالى {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ... } يونس39" وقوله تعالى ـ أيضاً ـ:" { ... وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} الأحقاف11
قلت: فهل تجدفي كتاب الله: احذر شر من أحسنت إليه؟ قال: نعم قال تعالى:" { ... وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ... } التوبة7
قلت: فهل تجد في كتاب الله: ليس الخبر كالعيان؟ قال في قوله تعالى:" { ... أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ... } البقرة260
قلت: فهل تجد في الحركات البركات؟ قال: في قوله تعالى:" {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ... } النساء100
قلت: فهل تجد: كما تدين تدان؟ قال فيقوله تعالى: { ... مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ... } النساء123
قلت: فهل تجد فيه قولهم: حين تقلي تدري؟ قال: قوله تعالى: { ... وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً} الفرقان42"
قلت: فهل تجد فيه: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين؟
قال قوله تعالى:" {قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ ... } يوسف64
قلت: فهل تجد فيه: من أعان ظالماً سلط عليه؟ قال قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} الحج4" قلت: فهل تجد فيه قولهم: لا تلد الحية إلا حيية؟ قال: قال تعالى:" { ... وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً} نوح27
قلت: فهل تجد فيه: للحيطان آذان؟ قال قوله تعالى: { .. وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ .. } التوبة47
قلت: فهل تجد فيه: الجاهل مروزق والعالم محروم؟
قال قوله تعالى:" {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً ... } مريم75 وعلى هذا أقول يجوز التكلم بالقرآن في كل مقام وكل مقال يليق بالقرآن وحرمته حتى ولو كثر وغلب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jun 2008, 06:56 م]ـ
وصلا بما سبق:
ومن الألفاظ القرآنية الجارية مجرى المثل:" وهذا هو النوع البديعي المسمى بإرسال المثل، جاء منه في علوم القرآن عند الزركشي والسيوطي والشيخ مناع القطان في مباحثه ما يلي:
قوله تعالى: {لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} النجم58
قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ... } آل عمران92
قوله تعالى { ... الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ... } يوسف51
قوله تعالى: {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} يس78
قوله تعالى: {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} الحج10
قوله تعالى: { ... قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} يوسف41
قوله تعالى: { ... أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ} هود81
قوله تعالى: {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ ... } سبأ54
قوله تعالى: {لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} الأنعام67
قوله تعالى: { .. وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ .... } فاطر43
قوله تعالى: {قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ... } الإسراء84
(يُتْبَعُ)
(/)
قوله تعالى: { ... وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .. } البقرة216
قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} المدثر38
قوله تعالى: {مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ .. } المائدة99
قوله تعالى: { ... مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ .. } التوبة91
قوله تعالى: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} الرحمن60
قوله تعالى: { ... كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ .. } البقرة249
قوله تعالى: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} يونس91
قوله تعالى: { ... تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ... } الحشر14
قوله تعالى: { ... وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} فاطر14
قوله تعالى: { ... كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} المؤمنون53
قوله تعالى: {وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ .. } الأنفال23
قوله تعالى: { ... وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} سبأ13
قوله تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ... } البقرة286
قوله تعالى: {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ .. } المائدة100
قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ .. } الروم41
قوله تعالى: { ... ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} الحج73
قوله تعالى: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ} الصافات61
قوله تعالى: { .. وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ .. } ص24
قوله تعالى: { ... فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} الحشر2
هذه الآيات وغيرها سيقت على ألسنة الناس قرآنا بدلا من الكلام البشري ولا شيء في ذلك ـ طالما قيلت في مكانها ومقامهاـ.
وأنوه إلى أن قصة المتكلمة بالقرآن لازالت في مقررات الأزهر الشريف مادة المطالعة بمرحلة المتوسط " الإعدادي" وهي تحفِّز همم الطلاب أن يقبلوا على القرآن وحفظه وأنه من اليسر بمكان، فإذا كانت امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن فحسب، فحري بطلاب العلم أن يقدموا على مقرراتهم فيحفظونها.
ومن ناحية أخرى فإننا إن أجزنا أو كرَّهنا أو حرَّمنا فلن نجد إلا النوادر الذين يحفظون حفظ المرأة الموسومة بما وسمت به .... والله الموفق.
ـ[عائشة علي]ــــــــ[06 Jul 2008, 08:57 ص]ـ
أوضحَ فقيه الزَّمان العلاَّمة ابنُ عُثَيْمَيْن -رحمه الله- المسألةَ بقوله -في الكلام الَّذي نقلتُ عنه-:
(فالقرآن لا يُجعلُ بدلاً مِنَ الكلام، لكن لا بأس أن يستشهدَ الإنسان بالآية على قضيَّةٍ وَقَعَتْ. . . فالاستشهاد بالآيات على الواقعة إذا كانت مطابقةً تمامًا لا بأس به) انتهَى.
ومِنْ هذا القبيل: الاستشهاد بالأمثال القرآنيَّة.
أمَّا ما وَرَدَ في قِصَّة المرأة المذكورة؛ فليسَ من هذا القبيل، ومن يقرأ القصَّة: يجد أنَّ المرأةَ لَمْ تَكن تذكر الآيات على سبيل الاستشهاد أو التَّمثيل، وإنَّما أرادَتْ ألاَّ تتكلَّم إلاَّ بكلامِ الله -عزَّ وجلَّ- في سائرِ شؤونِ حياتِها، فنجدها تَرُدُّ السَّلام بقولِها: {سلامٌ قولًا مِّن رَّبٍّ رَّحيمٍ}، وذلك ما لَمْ يفعَلْهُ النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- ولا صحابتُه الكِرام، ولو كان خيرًا لسَبقوها إليه. وعندما ذَكَرَتْ أسماء أبنائها؛ قالَتْ: {واتَّخَذَ اللهُ إبراهيمَ خليلاً}، {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْليمًا}، {يَا يَحْيَى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ}، فأينَ هذا مِنَ الاستشهاد بالآياتِ القرآنيَّة على الوقائع؟!
وإتمامًا للفائدة: أسوقُ ما جاء في كتاب " كتب .. أخبار .. رجال .. أحاديث تحت المجهر " للشَّيخ عبد العزيز السدحان:
(خبر المرأة المتكلِّمة بالقرآن
وخلاصتُه: أنَّ عبد الله بن المُبارَك -رحمه الله تعالَى- قابل امرأةً فسألها عن حاجتها وعن بلدها. . . إلخ، فكانَتْ لا تُجيب إلاَّ بآية من القرآن، وبعد أن قابلَ أولادَها سألهم عن تلك الأم؛ فأخبروه أنَّها لَمْ تتكلَّم منذ أربعين سنة إلاَّ بالقرآن.
ولا شكَّ أنَّ تلك القصَّة باطلةٌ مِن وُجوه كثيرة، منها: أنَّ كثيرًا مِمَّن تَرْجَمَ لابنِ المُبارك لم يَذْكُرْ تلك القصَّة.
ومنها: أنَّ القصَّة ليس لها زِمام ولا خِطام، فلم يُذكر سَنَدُها.
ومنها: عدمُ إنكار ابنِ المُبارَك -رحمه الله تعالى- فعلَها ذاك، خاصَّة أنَّ كثيرًا من العلماء نهَى عن التَّخاطُب بالقرآن، وابنُ المبارَك مشهورٌ باتِّباعه للسنَّة؛ فكيف يترك الإنكار عليها؟!
ومنها: وضوح التكلُّف في تركيب السُّؤال والجواب؛ وهذا يدلُّ على بطلانها) انتهى.
وبالله التَّوفيق.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Jul 2008, 11:38 م]ـ
ولكل وجهة هو موليها، وكم يجود الزمان بالأفزاز والعباقرة والعلماء العاملين كالشيخ المحبوب العلامة ابن عثيمين رحمه الله، فأمة الإسلام أمة ولادة ما انقطع لها نسل، ولا شحب لها فكر، وكم يختلف العلماء في ذات النص الشريف وكبده، فكيف بنا لا نختلف حوله وفي محيطه أو حول قصة من القصص حتى ولو كانت قصة قرآنية، المهم أن نعي المعني السديد، ونفهم الفهم الرشيد، والاختلاف الموضوعي علامة صحة لا مرض فليتأمل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[07 Jul 2008, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيك استاذنا عبد الفتاح وكم يعجبني كلامك ولا يلزم من الاعجاب الوفاق وما ذكرته حفظك الله أراه حسنا ولكنه لايدخل فيما ذكرت الأخت عائشة وفقها الله ووفقك وقولك: (بالأفزاز) صوابه: (بالأفذاذ) فتأمل
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Jul 2008, 12:49 ص]ـ
وفقها الله ووفقك آمين وإياكم يا شيخنا الفاضل، يا من نتعلم منه مزيداً من حسن الخلق المزدان بالأدب الجم
وقولك: (بالأفزاز) صوابه: (بالأفذاذ) فتأمل [/ QUOTE]
على حب من أمركم " فتأمل " شرعت متأملا حيث صوبتم ـ حفظكم الله ـ نظري تجاه البحث والاطلاع وعندما اطلعت على ما يجب التأمل فيه سعدت وأضع بين أيديكم الكريمة ثمرة هذا التأمل من خلال المتاح من كتب اللغة:
" رَجُل فَز أي: المُتَوَقِّدُ {المحيط في اللغة}
يقول ابن منظور: رجل فَزٌّ أَي: خفيف. {اللسان}
ويقول الزبيدي:" افتَزَّ افْتِزازاً: غَلَبَ، .. وفَزَ عَنّي جانباً: أي عَدَلَ عَنّي وانْفَرَدَ، يَفِزُّ. {تاج العروس}
أما الفذ:
فذََّ الرَّجُلُ: شَذَّ {تاج العروس}
فقد قال الخليل:" الفَذُّ أول سَهْم القداح.
والفَذُّ: الفَرْدُ، ويقال: كلمةٌ شاذَّةٌ فَذَّة.
ويُجْمَع الفذُّ على الفُذُوذِ والفِذاذ. {العين}
كَلِمَةٌ فَذَّةٌ وفاذَّةٌ: أي شاذَّةٌ. واسْتَفَذَّ عَلَيَّ بالأمْرِ: اسْتَبَدَّ به دُوْني.
الفَذُّ الفَرْدُ، ج أفْذاذٌ وفُذوذٌ {القاموس}
أما مسألة المتكلمة بالقرآن فقد عرفناها منذ نعومة أظفارنا في الأزهر لحيثية واحدة فحسب هي: أنه يجب أن نتعلم القرآن ونهتم بحفظه، فهناك من حبس لسانه إلا عن ذكر الله، وأعلاه القرآن الكريم، فهي قصة لشحذ الهمم نحو اجتهاد التلاميذ في الحفظ وعدم التكاسل، وقد أثمرت ولله الحمد.
أما عن كونها صحيحة أو ملفقة، فكل من معه حجة يُحترم، والأمر هين طالما ابتعدنا عن السنة الغراء، أو كونها مفتراه على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
أما عن تطبيق ذات المثال وعين النسيج على أهل هذا الزمان، بمعنى أنه يوجد بيننا من لا يتكلم البتة إلا بالقرآن فهذا عين المستحيل، ولعلكم ـ شيخنا ـ معي في أن بعض المهتمين بأمر القرآن لا يحفظونه، فمن باب أولى لا يصلح تنزيل نموذج المتكلمة بالقرآن على نماذج زماننا، اللهم إلا على سبيل الافتراض الجدلي فحسب. وأنتم ممن يعلم أنني في هذه الأيام عرضة للخطأ والسهو لماذا؟!!! ولله الأمر من قبل ومن بعد
ـ[محمد عامر]ــــــــ[08 Jul 2008, 05:48 م]ـ
ما أجمل هذه الفوائد العلمية المحاطة بسياج الأدب الرفيع اتفاقاً واختلافا فالأمر بحمد الله لايتعلق به حكم شرعي ومن ظن أن الناس في مثل هذا سيكونون على رأي فقد أبعد النجعة وأوغل في الطلب
ًنسأل الله أن يحفظ علماءنا وأن يجمع شيخنا عبدالفتاح بأهله فأظنه في غربة، وقد غرس هنا وأثمر في مصر الحبيبة باتمام ولديه حفظ كتاب الله , نسأل الله أن يجتمع بهم قريباً
وعذرا لخروجي عن الموضوع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Jul 2008, 07:17 م]ـ
اللهم آمين فقد تفجرتَ يا شيخ محمد ـ زادك الله علماً ونبلا ـ ذكاءً وحصافة وقت أن شممتَ ـ بفتح التاء ـ رائحة قولي عن قرب، فاللهم استجب وتقبل فكم ينتفض جليس الدار ـ منذ قرابة شهر ـ لأمه ومسقط رأسه، ومن علامات الرشد أن تكون النفس إلى أهلها مشتاقة، وإلى مسقط رأسها تواقة ....
قالوا تحب مصر؟ قلت جوانحي مقصوصة فيها وقلت فؤادي
شكر الله لكم ووفقكم.
وآخر مرة نخرج فيها عن الموضوع {بسمة}(/)
هل في القرآن العظيم ما لا يعلم معناه؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 Jun 2008, 06:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تيمية رحمه الله تعالى: " مَنْ قَالَ: إنَّ مِنْ الْقُرْآنِ مَا لَا يَفْهَمُ أَحَدٌ مَعْنَاهُ، وَلَا يَعْرِفُ مَعْنَاهُ إلَّا اللَّهُ؛ فَإِنَّهُ مُخَالِفٌ لِإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ مَعَ مُخَالَفَتِهِ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ".
لكن نُسِبَ هذا القَولُ لمالكٍ في روايةِ أشهب من «جامع العتبيَّة»، ونسبه الخفاجيُّ إلى الحنفيَّةِ، وإليه مال الإمام الشَّاطِبِيُّ في «المُوافَقَات» (3/ 91). قاله ابن عاشور - وهو يحتاج إلى تحرير -.
وقد ذكروا أدلَّةً كثيرة على أنَّه ليس في القرآن ما لا يفهم معناه، وهي مبسوطة في كتاب «الإكليل في المتشابه والتأويل» لشيخ الإسلام وقد لخصّتها هنا:
منها: أَنَّ اللَّهَ إنَّمَا أَنْزَلَ الْقُرْآنَ لِيُعْلَمَ وَيُفْهَمَ وَيُفْقَهَ وَيُتَدَبَّرَ وَيُتَفَكَّرَ فِيهِ؛ مُحْكَمِهِ وَمُتَشَابِهِهِ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ تَأْوِيلُهُ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَمَرَ بِتَدَبُّرِ الْقُرْآنِ مُطْلَقاً، وَلَمْ يَسْتَثْنِ مِنْهُ شَيْئًا لَا يُتَدَبَّرُ، وَلَا قَالَ: لَا تَدَبَّرُوا الْمُتَشَابِهَ، وَالتَّدَبُّرُ بِدُونِ الْفَهْمِ مُمْتَنِعٌ، وَلَوْ كَانَ مِنْ الْقُرْآنِ مَا لَا يُتَدَبَّرُ لَمْ يُعْرَفْ، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يُمَيِّزْ الْمُتَشَابِهَ بِحَدٍّ ظَاهِرٍ حَتَّى يُجْتَنَبَ تَدَبُّرُهُ وَمَا اسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ لَا مُتَشَابِهًا وَلَا غَيْرَهُ.
ومنها: أَنَّ اللَّهَ أَخْبَرَ أَنَّ الْقُرْآنَ بَيَانٌ وَهُدًى وَشِفَاءٌ وَنُورٌ وَلَمْ يَسْتَثْنِ مِنْهُ شَيْئاً عَنْ هَذَا الْوَصْفِ، وَهَذَا مُمْتَنِعٌ بِدُونِ فَهْمِ الْمَعْنَى.
ومنها: أنَّ مِنْ الْعَظِيمِ أَنْ يُقَالَ: إنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ كَلَاماً لَمْ يَكُنْ يَفْهَمُ مَعْنَاهُ لَا هُوَ، وَلَا جِبْرِيلُ، بَلْ وَعَلَى قَوْلِ هَؤُلَاءِ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ بِأَحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَالْقَدَرِ وَالْمَعَادِ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ نَظِيرُ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ عِنْدَهُمْ، وَلَمْ يَكُنْ يَعْرِفُ مَعْنَى مَا يَقُولُهُ، وَهَذَا لَا يُظَنُّ بِأَقَلِّ النَّاسِ.
ومنها: أنَّ الْكَلَامُ إنَّمَا الْمَقْصُودُ بِهِ الْإِفْهَامُ فَإِذَا لَمْ يُقْصَدْ بِهِ ذَلِكَ كَانَ عَبَثاً وَبَاطِلاً، وَاَللَّهُ تَعَالَى قَدْ نَزَّهَ نَفْسَهُ عَنْ فِعْلِ الْبَاطِلِ وَالْعَبَثِ فَكَيْفَ يَقُولُ الْبَاطِلَ وَالْعَبَثَ وَيَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ يُنَزِّلُهُ عَلَى خَلْقِهِ لَا يُرِيدُ بِهِ إفْهَامَهُمْ؟! وَقَدْ قَالَ الْحَسَنُ: " مَا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةً إلَّا وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يُعْلَمَ فِي مَاذَا أُنْزِلَتْ وَمَاذَا عُنِيَ بِهَا ". أخرَجَه أبُو عُبيد.
ومنها: قوله تعالى: ? بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ? أَيْ كَذَّبُوا بِالْقُرْآنِ الَّذِي لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ، فَفَرَّقَ بَيْنَ الْإِحَاطَةِ بِعِلْمِهِ وَبَيْنَ إتْيَانِ تَأْوِيلِهِ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ يُمْكِنُ أَنْ يُحِيطَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ، وَأَنَّ الْإِحَاطَةَ بِعِلْمِ الْقُرْآنِ لَيْسَتْ إتْيَانَ تَأْوِيلِهِ، فَإِنَّ الْإِحَاطَةَ بِعِلْمِهِ مَعْرِفَةُ مَعَانِي الْكَلَامِ عَلَى التَّمَامِ، وَإِتْيَانُ التَّأْوِيلِ نَفْسُ وُقُوعِ الْمُخْبَرِ بِهِ.
ومنها: قوله تعالى: ? وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا، وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ? فَقَدْ أَخْبَرَ - ذَمًّا لِلْمُشْرِكِينَ - أَنَّهُ إذَا قُرِئَ عَلَيْهِمْ الْقُرْآنُ حُجِبَ بَيْنَ أَبْصَارِهِمْ وَبَيْنَ الرَّسُولِ بِحِجَابِ مَسْتُورٍ وَجَعَلَ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا، فَلَوْ كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةٌ أَنْ يَفْقَهُوا بَعْضَهُ لَشَارَكُوهُمْ فِي ذَلِكَ.
ومنها: أَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ لَمْ يَمْتَنِعْ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، وَلَا قَالَ هَذِهِ مِنْ الْمُتَشَابِهِ الَّذِي لا يُعْلَمُ مَعْنَاهُ، وَلَا قَالَ قَطُّ أَحَدٌ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَلَا مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَتْبُوعِينَ: إنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَاتٍ لَا يَعْلَمُ مَعْنَاهَا وَلا يَفْهَمُهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَا أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ جَمِيعُهُمْ، وَإِنَّمَا قَدْ يَنْفُونَ عِلْمَ بَعْضِ ذَلِكَ عَنْ بَعْضِ النَّاسِ وَهَذَا لَا رَيْبَ فِيهِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[22 Jun 2008, 10:25 م]ـ
قلت: الذي أفهمه أن القرآن الكريم يسره الله وبيَّنه، فقد جاء بلسان عربي مبين، ولكن أفهام الناس تختلف فمنهم من تسلَّح بعلوم فهم القرآن الكريم وهي كثيرة جداً، عمدها الرئيسة: علوم القرآن وعلوم السنة وعلم الأصول وعلم اللغة ....... ، ومنهم من عدّ علم الموهبة والفتح الذي يعنى به العلم المعروف بإضافة علوم السلوك والترقي في مقامات الأتقياء ضمن علوم معرفة تفسير القرآن الكريم.ومن حاز هذه العلوم فإن القرآن الكريم أمامه جلياً لا غموض يجده البتة ـ إن شاء الله ـ.
ومن ليس لديه سلاح المعرفة الذي ذكرنا منه طرفاً، فإنه إن علم آية من القرآن فقد غابت عنه آيات ....
فالقرآن واضح جلي للمتفكرين إذ لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء، ولا يخلق عن كثرة الرد ـ أي لا يبلى ـ. ولكن فهم بعض مواضعه من عدمه يتوقف علينا نحن ـ كما أسلفت ـ والموضوع رحب للمشاركين ... والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.(/)
نعم من القرآن ما لا يعلم أحد اليوم معناه
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Jun 2008, 02:21 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد ك
فلقد اطلعت على تساؤل الأخ أبي الحسن الدمشقي "هل في القرآن العظيم ما لا يعلم أحد معناه؟
وأقول نعم إن الفواتح من القرآن ولا يعلم أحد اليوم معناها وكما بينته في "من بيان القرآن كلية الكتاب" ومنه هذه الفقرات:
إن القرآن ليعظم أمام الباحثين، وليجدن كل باحث نفسه قليل العلم كلما تبين من القرآن أكثر وكلما تدبر وتذكر أن الله وصّل القول للناس لعلهم يتذكرون وليؤمنوا بالكتاب كله فيصلون الإنجيل بالتوراة ويصلون القرآن بالإنجيل.
وإن فواتح السور المعلومة في الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? لمن القرآن.
ومن أنكر فاتحة من إحدى السور المعلومة أو حرفا منها فقد كفر كفرا صريحا ولن ينفعه إقراره بسائر الكتاب المنزل.
وإنها لمن الغيب الذي يسمى الإقرار به إيمانا معدى بالباء.
وقد كلف الله البشر بتدبر القرآن كما في قوله ? أفلايتدبرون القرآن ? النساء 82 والقتال 24 وهي منه، وكلفهم بتدبر آيات الكتاب كما في قوله ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ? سورة ص 29.
ولنا أن نتساءل عن الفرق بين التكليف بتدبر القرآن والتكليف بتدبر آيات الكتاب.
إن قوله:
• ? الم تلك آيات الكتاب الحكيم ? فاتحة لقمان
• ? المر تلك آيات الكتاب ? فاتحة الرعد
• ? الر تلك آيات الكتاب الحكيم ? فاتحة يونس
• ? الر تلك آيات الكتاب المبين ? فاتحة يوسف
• ? الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ? فاتحة الحجر
• ? طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين ? فاتحة النمل
• ? طسم تلك آيات الكتاب المبين ? فاتحة الشعراء والنمل
ليعني أن الله وصف الحروف المقطعة أي فواتح سور لقمان والرعد ويونس ويوسف والشعراء والقصص بأنها آيات الكتاب.
ووصف فاتحة سورة الحجر بأنها آيات الكتاب وقرآن مبين.
ووصف فاتحة النمل بأنها آيات القرآن وكتاب مبين.
إن قوله:
• ? هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتعاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ? عمران 7
• ? كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب ? سورة ص 2
• ? ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد ? فصلت 44
• ? حم تنزيل من الرحمان الرحيم متاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ? فاتحة فصلت
ويعني حرف عمران أن الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
أولها قرآن عربي مبين
وثانيها آيات محكمات وهي بعض الفواتح وهي أم الكتاب كما في قوله ? منه آيات محكمات هن أم الكتاب ?
وثالثها آيات متشابهات أي آيات أخر من الكتاب.
إن الفواتح التي أضيفت إلى الكتاب والقرآن كالفواتح في سور لقمان والرعد ويونس ويوسف والحجر والنمل والشعراء والقصص هي آيات الكتاب أي دلائله كا بينت مفصلا في من بيان القرآن كلية الكتاب.
ولعل الفواتح التي تجردت من الإضافة إلى الكتاب والقرآن هي آيات الكتاب المتشابهات كما في فاتحة مريم وطه والشورى والله أعلم.
ولم تستغرق الآيات المحكمات والآيات المتشابهات الكتاب المنزل على النبي الأمي ? مما يعني أن ما سواهما هو القرآن العربي المبين وهو القسم الأول.
إن أم الكتاب كما في حرف عمران وكما في قوله ? وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ? الزخرف 4 وكما في قوله ? يمحو الله ما يشاء ويثبت وهنده أم الكتاب ? الرعد 39 لهو كتاب غير القرآن الموجود بين دفتي المصحف ولهو الموصوف بقوله ? في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة ? عبس 13ـ16 ولهو الموصوف بقوله ? إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين ? الواقعة 77ـ80 أما المصحف الذي بأيدينا فقد والله فعل به القرامطة الملعونون فعلتهم بعد فعلتهم بحج 317هـ إذ أمرهم عدو الله ذكيرة الأصفهاني خليفة أبي طاهر القرمطي
(يُتْبَعُ)
(/)
بطرح نسخ القرآن في الحشيش فكان الناس يستنجون بها طيلة شهرين، ولقد علم الناس في عصرنا الحاضر كيف مسّ المصاحف أعداء الله ووطئوه بأرجلهم وألقوا به في القاذورات والكنف وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإن قوله ? فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ? ليعني والله أعلم أن الذين في قلوبهم زيغ وضلال عن الاهتداء بالقرآن هم الذين يتبعون ما تشابه من القسم الأول أي من القرآن العربي المبين من الكتاب المنزل على النبي الأمي ? ابتغاء الفتنة أي صد الناس عن تدبر آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات وابتغاء تأويل ما تشابه منه مع زيغهم كما سيأتي بيانه.
ويعني حرف ص أن الله قد كلف العباد بتدبر آيات الكتاب وهي الفواتح ليهتدي من تدبرها إلى أنها آيات أي دلائل وقرائن تدل على غيب عريض تشيب له رؤوس الولدان والناس اليوم في غفلة عنه معرضون رغم وصفه في القرآن أنه من الغيب الذي كلفوا بالإيمان به.
ويعني ثاني فصلت أن القرآن لو كان أعجميا كله أي من نوع الفواتح لتمنى المشركون من قريش أن تفصل وتبين آياته كلها لتصبح قرأنا عربيا مبينا غير ذي عوج كما في قوله ? لولا فصلت آياته ? من قول مشركي قريش، ويعني قوله ? أأعجمي وعربي ? من قول مشركي قريش كذلك أنهم عجبوا من قرآن بعضه عربي مبين وبعضه أعجمي وهو الفواتح منه ويكلفون بالإيمان به كله ويستنكرون تكليفهم بالإيمان بغيب لا يدرون ما هو أهو لهم أم عليهم، والاستنكار بالاستفهام في قولهم ? أأعجمي وعربي ? مفسر لطلبهم ? لولا فصلت آياته ? أي بينت فواتحه وفصلت لتكون قرآنا عربيا مبينا.
وإن قولهم ? أأعجمي وعربي ? متفق عليهما بالرفع والاستئناف والقطع عما قبلهما وهو قولهم ? لولا فصلت آياته ? وإلا لكان المعنى يا ليت آياته أي فواتحه فصلت قرآنا أعجميا وعربيا بترك الاستفهام مع النصب فيهما، ولم يتمنّ كفار قريش ذلك إذ يعني أن يظل القرآن كما هو بعضه قرآن عربي مبين وبعضه أعجمي وهو الفواتح منه.
وإن تفصيل الأعجمي منه أي الفواتح لوعد من الله كما في أول السورة في قوله كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون وهم الذين سيعلمون رأي العين ـ في ظل خلافة على منهاج النبوة موعودة في القرآن ـ غيب القرآن وموعوداته شهادة بعد أن كانت غيبا.
إن قوله:
• ? بل كذبوا لما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ? يونس 40
• ? وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ? عمران 7
ليعني أن للكتاب المنزل على النبي الأمي ? تأويلا سيقع في الدنيا وأنكر حرف يونس على المشركين الذين عاصروا تنزله أن يكذبوا به ولما يأتهم تأويله وهو تفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أي أن تأويل القرآن سيتم في الدنيا ويومئذ فمن الناس من سيؤمن به ومنهم من لن يؤمن به وهم الظالمون الذين سيعذبون في الدنيا بمثل ما عذب به الذين كذبوا من قبل.
ويعني حرف عمران أن تأويل الفواتح وهي الآيات المحكمات من الكتاب والآيات المتشابهات منه سيتم في الدنيا وسيؤمن به الراسخون في العلم وهم أولوا الأباب الموصوفون في قوله ? إنما يتذكر أولوا الألباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ? الرعد 19ـ21.
وإن قوله ? والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ? عمران 7 لمن المثاني مع قوله ? ومنهم من يؤمن به ? في حرف يونس ويعني أن التأويل الموعود إنما هو في الدنيا محل الإيمان والتكليف وأما في الآخرة فجميع الكفار والمنافقين والمشركين مؤمنون مذعنون، وليس تأويل القرآن في حرف عمران ويونس هو تأويل الكتاب كما في قوله ? ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل ? الأعراف 52 ـ 53 إذ يعني تأويل الكتاب نفاذ موعوداته ومنها البعث والحساب والجزاء في الآخرة، وسيتمنى الذين نسوا البعث والحساب من قبل في الدنيا حين يبعثون أن يردوا إلى الدنيا ليعملوا صالحا، فذلكم الفرق بين تأويل الكتاب ذي التشريع والموعودات في الآخرة وبين تأويل القرآن ذي الذكر والموعودات في الدنيا التي سيتذكر بها مثلها في قصص القرآن، وإنه لمما اهتديت به إلى الفرق بين مدلول لفظ الكتاب ولفظ القرآن.
وتعجل كفار قريش تأويل القرآن في الدنيا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ? الفرقان 32 ويعني أنهم تطلعوا إلى تفصيل الفواتح ليعلموا ما وراءها من العلم والغيب ليؤمنوا به أو لا يؤمنون، ولو كان النظم لولا نزل عليه الكتاب جملة واحدة لتغير المعنى ولأصبح طلبهم أن ينزل عليه مرة واحدة بدلا من تنزيله مفرقا ولو ظلت فواتحه كما هي قرآنا أعجميا ولم يتمنه المشركون من قريش.
ولعلي قريبا إن شاء الله أنشر البحث
طالب العلم
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[23 Jun 2008, 05:17 ص]ـ
.
يا الله صباح خير.
عدت من صلاتي ففوجئت بهذا العنوان الذي يستفز المرء ليتلو مبناه ومعناه، فلم أظفر بطائل يبين في الأول أو يشفي في الثاني.
ولو لم يكن في رد مثل هذا الرأي إلا مايلزم على إيراد مثله من لزوميات باطلة، لكان كافيا في نسفه من أصله، وهي كثيرة لا يسعف الوقت أو يمهل الوسنان وسنه لتقصيها وإيرادها، وفي الحقيقة أن مثل هذا الموضوع فائدته تكمن في التنبيه على تحقيق ضده فبضدها تتبين الأشياء.
فإنه وإن كان أفراد الأمة لا تعلم مثل ما أورده الأخ الكريم إلا أنه يلزم من عدم علم جميعها أن الله خاطبها بما لا تعقل أو تعلم أو تفهم، وإن مثل هذا للهو وعبث تعالى الله وتعالى كلامه، فهذا وحده ومايلزم معه من إيرادات في حق الله كاف في عدم التكلف في الرد عليه وحشد الأدلة بصواب ضده.
وإن كان الأخ الكريم قد احتاط ـ بهذا اليوم ـ فلا يشفع له هذا بشئ لعدم إحاطته بالعلم او الخلق أو الحق، فالكلام كلام الله وهو وحيه وشرعه لكل فرد وجيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وقد كان الأجدر السير قليلا مع أخي في بعض ما أورده وإن كنت لم أفهم مقصده في أكثره، ففي العبارة بعض الغموض ألذي لا يشجع على الأخذ والرد، إلا أني اكتب والسهر يغالب عيني، فليت من يتصدى للتأييد أو الرد يحاول الإبانة، هدانا الله جميعا للحق وجعله لنا مقصدا.
وإني لأعجب من هذه الجرأة والجزم بهذا القول الذي حتى لو كان حقا في نفسه لصعب على المسلم أن يحرك به شفتاه، فغيره أقرب للسلامة منه، فلو قال قائل: أنا لا أعرف دندنتكم وما تقولون إلا أني أقول: بأن كلام الله كله وإن كان يغيب عن كثير من ألأفراده ما يعلمه الجميع، حتى تنتظم الأمة والجيل كأنه صدر واحد حوى العلم بكتاب الله الذي وجهه إليه وخاطبه به، فإن سألتني عن هذا يارب يوم الوقوف لقلت: يارب هذا كلامك ووحيك وشرعك المنزل إلينا، فليس إلينا أبلغ منه حجة علينا، وليس فيه من حرف غائب علمه عنا أو عمن حولينا.
أسأل الله لي ولأخي التوفيق والصواب فيما نأتي ونذر
فجر السبت 18/ 6/1429
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Jun 2008, 10:52 ص]ـ
القول بان هناك شيء من القران لا يعلمه الا الله كلام باطل والاستشهاد بالاحرف المقطعة من باطل القول فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله ولماذا انزلها الله اذن
ان هذا لمن العجب
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Jun 2008, 11:32 ص]ـ
أيها الإخوة الكرام
أليست الفواتح من القرآن؟ والجواب بلى والله هي من القرآن.
أليس الله قد قال في القرآن ? فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن عليتا بيانه ? القيامة 18ـ19.
والسؤال المطروح أين دليل إخراج الفواتح من الوعد بالبيان.
هكذا قلت إن من القرآن ما لا يعلم بيانه وتأويله ومعناه إلا الله كما هو دلالة قوله ? وما يعلم تأويله إلا الله ? آل عمران 7 ومن المثاني معه قوله ? بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله ? يونس 39 وليقعن تأويله في ظل خلافة على منهاج النبوة وعيسى ابن مريم بين أظهر الناس ويومئذ سيقول الراسخون في العلم ? آمنا به كل من عند ربنا ? آل عمران 7.
إن آفة البحث العلمي أن المسلمين اليوم حسبوا المألوف مما بلغوا من العلم هو النهاية وليس الأمر كذلك ولعلي قريبا إن شاء الله أنشر من التفسير ما يجعل الخواص والعوام يتدارسون القرآن من جديد ليعلموا أن البشرية اليوم لا تزال تجهل الكثير من معاني القرآن وهكذا تراءى لي أنني من أقل الناس علما فوصفت نفسي صادقا بطالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jun 2008, 01:48 م]ـ
يا أخانا المحترم نحن نحبك وقد أنهيت إلينا قيامكم بإنشاء معهد للقرآن وعلومه ـ على ما أذكر ـ وسقنا تهانينا واحداً تلو الآخر لكم، ولكن إذا كنت ستدرِّس مثل هذا الكلام الذي تفضلتم به فحري بك أن تعيد النظر بمراجعة معلوماتك التى تتصل بالقرآن وفهمه وتفسيره، فالرجوع للحق فضيله، صحيح أننا درسنا أن من القرآن ما استأثر الله بعلمه كوقت قيام الساعة، والحروف المقطعة، وخروج الدجال، واختلاف العلماء في الواو التي في قوله تعالى " والراسخون في العلم .. " حتى قال بعض العلماء أن الواو أضحت من كثرة الاختلاف فيها هل هي للاستئناف أم للعطف من
(يُتْبَعُ)
(/)
المتشابه، ولكن في نهاية المطاف أيقنا أن القرآن جملة وتفصيلا له معانيه وإن خفيت علينا، لأن الله تعالى لن يتعبدنا بالألغاز ولا المعميات، وعندما نجتمع على هذا الرأي أجد أنه من الإضرار بالنفس والإضرار بهيبة قلم الكاتب الوقوف طويلا في وجه الصواب تمسكاً بالخطأ فالحق أحق أن يتبع.
ثم إنني أرجوك مراجعة بعض العبارات التي لم أفهمها، ولا يكاد واحد يتفهمها ولا يدري ما المقصود منها؛ لأنها من العبارات التي هي كما ترى كقولك:
إن أم الكتاب كما في حرف عمران؟؟؟!!!!!!!
ويعني حرف ص!!!!!!!!!! ماذا عن كلمة حرف
أما المصحف الذي بأيدينا فقد والله فعل به القرامطة الملعونون فعلتهم بعد فعلتهم بحج 317هـ إذ أمرهم عدو الله ذكيرة الأصفهاني خليفة أبي طاهر القرمطي بطرح نسخ القرآن في الحشيش فكان الناس يستنجون بها طيلة شهرين، ولقد علم الناس في عصرنا الحاضر كيف مسّ المصاحف أعداء الله ووطئوه بأرجلهم وألقوا به في القاذورات والكنف وإنا لله وإنا إليه راجعون.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!! قصد غير مفهوم ولا مكان لهذا القول هنا.
وإن تفصيل الأعجمي منه أي الفواتح لوعد من الله كما في أول السورة في قوله كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون وهم الذين سيعلمون رأي العين ـ في ظل خلافة على منهاج النبوة موعودة في القرآن ـ غيب القرآن وموعوداته شهادة بعد أن كانت غيبا.!!!!!!!!! هل في القرآن أعجمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تأويل الكتاب ذي التشريع والموعودات في الآخرة وبين تأويل القرآن ذي الذكر والموعودات في الدنيا التي سيتذكر بها مثلها في قصص القرآن، وإنه لمما اهتديت به إلى الفرق بين مدلول لفظ الكتاب ولفظ القرآن.!!!!!!!!!!! الفرق أسهل وأوضح بكثير مما اهتديت إليه يا أخي المكرم، فقد عسَّرت يسيراً.
وتعجل كفار قريش تأويل القرآن في الدنيا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة ? الفرقان 32 ويعني أنهم تطلعوا إلى تفصيل الفواتح ليعلموا ما وراءها من العلم والغيب ليؤمنوا به أو لا يؤمنون، ولو كان النظم لولا نزل عليه الكتاب جملة واحدة لتغير المعنى ولأصبح طلبهم أن ينزل عليه مرة واحدة بدلا من تنزيله مفرقا ولو ظلت فواتحه كما هي قرآنا أعجميا ولم يتمنه المشركون من قريش.!!!!!!!!!!!!
عبارات تحتاج إلى تحرير وبيان أو المحو " وريَّح دماغك" {بسمه}
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Jun 2008, 03:52 م]ـ
سيدي الدكتور خضر سلمك الله
أفتني
أرأيت طال علم مثلي إن كان يملك من الأدلة ما لم ينثر بعد معشار معشاره
أيسكت إرضاء للمألوف؟
أم يصدع بما علم لعل المتخصصين أمثالكم يظهرون مواطن الخطإ والتقصير؟
ولأسارع علنا إلى الرجوع إلى الحق
وأسألك بالله أيهما أسلم في الآخرة، كتمان العلم أم إظهاره.
أما الموازين في الدنيا فلا تعني كما لا تغني.
طالب العلم
الحسن ولد ماديك
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[23 Jun 2008, 04:42 م]ـ
الأخ الشيخ الحسن محمد ماديك
أما قولك: """"" أرأيت طال علم مثلي إن كان يملك من الأدلة ما لم ينثر بعد معشار معشاره
أيسكت إرضاء للمألوف؟ أم يصدع بما علم لعل المتخصصين أمثالكم يظهرون مواطن الخطإ والتقصير؟
ولأسارع علنا إلى الرجوع إلى الحق
وأسألك بالله أيهما أسلم في الآخرة، كتمان العلم أم إظهاره.
أما الموازين في الدنيا فلا تعني كما لا تغني """"""""""
أقول أنه يتوجب عليك القيام بالرد على مداخلات الأعضاء، فقد قاموا بالرد على ما طرحتَ، وبينوا مواضع الخلل في المنهج المتبع، وما أراك ناقشت أو تراجعت، وأعتقد أن أي رد يقوم على غير البرهان والدليل هو ردٌ عاطفي لا يسمن ولا يغني من جوع.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jun 2008, 06:27 م]ـ
شكر الله للأحبة جميعاً أدبهم وعلمهم، والمهم في قضية كالتي أمامنا أن نتعامل بالتي هي أحسن مع المصيب ومع المخطيء، وقد أحسنتم وأحسن الرجل المهذب الحسن بن ماديك، أحسن إذ أظهر بضاعته ولم يخفها، وأحسنتم حيث الحوار الأخوى المحترم.
ونصيحتي لك يا أستاذ الحسن ماديك عرض كتابك برمته على متخصص يقوم بمراجعته وبيان الحق الذي هو غايتك وغاية كل منصف، ثم الاقتناع بذلك، وبذا تكون قد طبقت أخلاق العلماء، ومن شاور الناس شاطرهم عقولهم.
علماً بأن سؤالك أأسكت إرضاء للمألوف أم أصدع بالعلم علَّه يصوَّب؟
أجيبك: اسكت إرضاء للمألوف من الحق فالحق أحق أن يتبع،أما الباطل فلا تهادنه.
ومن ناحيتي ـ رغم ضيق وقتي ـ فمستعد لمراجعة عملك ولكن بعد إجازة تنتهي في 6/ 10/2008م إن شاء الله تعالى وهذا من باب التعاون البحت، وصدق الأخوة في الله تعالى. ونصحي عدم عرض المزيد حبا لكم، وانت وما تختاروسلامنا لأهل موريتانيا جميعاً من أجلكم
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Apr 2009, 06:32 م]ـ
القول بان هناك شيء من القران لا يعلمه الا الله كلام باطل والاستشهاد بالاحرف المقطعة من باطل القول فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله ولماذا انزلها الله اذن
ان هذا لمن العجب
والأعجب من هذا من يقول هذا الكلام ثم ينتصر لمذهب التفويض للصفات، فما دام ليس في القرآن ما لا يعلم معناه فكيف تكون نصوص الصفات لا يعلم معناها إلا الله؟!.
قال جمال أبو حسان في تقديمه لكتاب سيف العصري في التفويض: " ومثل ذلك التحقيق الفريد الذي جمع فيه أقوال العلماء عبر العصور الإسلامية في تسلسل زماني، وكل تلك الأقوال المنقولة عن أصحابها تقرر أن الذي مضت عليه القرون العلمية للمسلمين وأحسب أن ما جاء به الباحث الكريم يقطع الشك في هذه المسألة ".
فتأمل هذا التناقض!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Apr 2009, 08:54 ص]ـ
هذا ليس من التناقض في فتيل ولا قطمير والتفويض ليس معناه ماذهبت اليه من ان هذه الاشياء لايعلمها الا الله وانما معناه انها في العربية بينة في خطاب المتكلمين لكن على اي جهة تكون في حق الله فلا ندري هذا هو معنى التفويض المشار اليه
وشكرا على التنبيه
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[14 Apr 2009, 01:02 م]ـ
الأخوة الكرام حفظهم الله،
1. عتبي على أخي الحسن أنه يكتب ما يشتبه معناه ولا يتضح مقصده.
2. المسلم مكلف أن يتدبر القرآن الكريم، القرآن كل القرآن.
3. الآيات التي تتكلم عن غيبوب ــ كالآخرة مثلاً ـــ نفهم منها بقدرنا. وعندما تقوم القيامة ونشاهد أحداثها يكون الفهم الحقيقي لدلالات الألفاظ. فالتأويل الحقيقي يكون بالوقوع والمشاهدة. فالتأويل هنا هو المآل الذي تؤول إليه الأمور فتتجلى المعاني بأثواب الحصول.
4. نحن نفرق تماماً بين سميع وبصير وقدير، ولكن عقولنا لا تصل إلى الإدراك الكامل لحقيقة سمعه وبصره وقدرته سبحانه.
5. القول بأنّ الفواتح هي مما استأثر الله بعلمه لم أعلم له من دليل. ومن هنا لا يزال فينا طمع أن ندرك المراد بقدرنا.
6. ابن السادسة يأخذ من النص بقدره، وابن الجامعة يأخذ من النص أكثر، والعالم يأخذ أكثر وأكثر .... وهكذا في مسيرة صاعدة، ما صعد الوعي البشري.
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Apr 2009, 04:11 م]ـ
هذا ليس من التناقض في فتيل ولا قطمير والتفويض ليس معناه ماذهبت اليه من ان هذه الاشياء لايعلمها الا الله وانما معناه انها في العربية بينة في خطاب المتكلمين لكن على اي جهة تكون في حق الله فلا ندري هذا هو معنى التفويض المشار اليه
وشكرا على التنبيه
بل هو تناقض واضح.
أليس التناقض هو القول بالشيء ونقيضه؟ هذا ما وقعت فيه.
فأنت تقول: " القول بان هناك شيء من القران لا يعلمه الا الله كلام باطل والاستشهاد بالاحرف المقطعة من باطل القول ".
ثم تقول بالتفويض.
فأسالك:
هل الاستواء في قوله تعالى: " الرحمن على العرش استوى " واليدان في قوله: " لما خلقت بيدي " والأعين في قوله: تجري بأعيننا " عندك يعلم أحد معناها إلا الله؟
فإن قلت: نعم، فلست بمفوض، فتكون جاهلاً بالمذهب الذي تنصره.
وإن قلت: لا، نقضت قولك بأنه ليس في القرآن شيء لا يعلم أحد معناه إلا الله.
وهذا هو التناقض الذي وصفتك به.
أما تنصلك من هذا التناقض بأن هذه الألفاظ بينة في العربية، فهو لا يفيد، لأنها إن كان لها معنى في اللغة حال الإطلاق، ثم عند الإضافة لم نعد نفهم معناها، (كما قلت: على اي جهة تكون في حق الله فلا ندري)؛ لم نستفد من معرفة معناها الأول في اللسان العربي حال الإطلاق شيئاً، فيلزم على هذا أن الله تعالى يخاطب بما لا ينفع وهو نقص يتنزه الله عنه.
وليتضح هذا بتقريب: فرضنا لفظ الاستواء في إنشاء لا في خبر، كأن يأمر الله تعالى بالاستواء فيقول: " استو على كرسيك " مثلاً، فلو كنا نعلم معنى الاستواء في اللغة ولم نعلم المراد بالاستواء حال الإضافة لم نستطع امتثال الأمر بالاستواء، فلم ينفعنا معرفتنا معنى الاستواء في اللغة شيئاً. فتأمل هذا جيداً!.
والقصد: أن قولك: " انها في العربية بينة في خطاب المتكلمين " لا يفيد شيئاً.
وهناك تناقض آخر أنبهك عليه، وهو أن قولك:" فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله "، تعليل لأفعال الله تعالى، وهو ممنوع عند الأشاعرة، فإما أنك لست بأشعري في مسألة التعليل أو أنك متناقض، فاختر إحداهما.
والله يهدينا ويهديك.
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Apr 2009, 06:12 م]ـ
وهناك تناقض آخر أنبهك عليه، وهو أن قولك:" فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله "، تعليل لأفعال الله تعالى، وهو ممنوع عند الأشاعرة، فإما أنك لست بأشعري في مسألة التعليل أو أنك متناقض، فاختر إحداهما.
والله يهدينا ويهديك.
قصدت قولك: "فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله ولماذا انزلها الله اذن "
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[14 Apr 2009, 11:23 م]ـ
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الحسنات الدمشقي
قصدت قولك: "فمن قال ان لهذه الاحرف معنى لا يعلمه الا الله ولماذا انزلها الله اذن "
لله درك
ـ[أخوكم]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:50 م]ـ
أخي الكريم الحسن
أحسن الله لك في دنياك وأخراك
لعل جواب مسألتك (نحن نعلم معنى الحروف ولا نعلم معناها)
قد تستغرب الجواب .. حسنا .. بالمثال يتضح المقال:
قال الله عز وجل: (ويخلق ما لا تعلمون)
نحن نعلم معنى الآية ولكننا لا نعلم معناها!
وفعلا فنحن نعلم مفهوم جملة "ويخلق ما لا تعلمون"
فالله يخلق أشياء لا نعلمها
ولكننا لا ندري ما هي هذه الأشياء
كذلك الحال في الحروف المقطعة
فنحن نحن معناها فحرف ص يعني صاد وحرف م يعني ميم
نعم هكذا بكل سهولة!
(فهي من هذا الجانب حروف معلومة وليست مجهولة)
ولكن نجهل معناها!
وكذلك الحال في آيات الصفات فنحن نعلم سميع وبصير واستواء على العرش
ولكننا لا ندري عن معناها فكيف استوى وكيف يسمع وكيف يبصر .. الخ
فإن كان الأمر كذلك وكان دليلك _الأقوى_ مجملا له عدة احتمالات
فهذا يعني أنه من المتشابه
فلا يجوز أن تأخذ بالمتشابه
الذي يعارض المحكم
والمحكم أن الله وصف كتابه بالمبين
تلك آيات الكتاب المبين
الواضح المفهوم الذي يعرفه الجميع
وتقبل من أخيك كل تحية ومودة واحترام(/)
هل هناك شرح لألفية غريب القرءان للحافظ العراقى
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[23 Jun 2008, 03:19 م]ـ
و جزاكم الله خيرا ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Jun 2008, 06:04 ص]ـ
أخي الكريم ..
انظر هنا؛ لعله يفيدك:
منظومة تفسير غريب القرآن الكريم للحافظ العراقي
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=3080
وهلا وغلا ومرحبا
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Jun 2008, 04:07 م]ـ
لعل الرجوع إلى أصل المنظومة وهو كتاب تحفة الأريب لأبي حيان رحمه الله يعين في فهمها.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[10 Jul 2008, 02:09 ص]ـ
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12335(/)
تدبر في التدبر
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jun 2008, 04:51 م]ـ
كنت استفدت واستمتعت بحضور اللقاء العلمي الأول الذي أقامه مركز تدبر حول: مفهوم التدبر, والذي سبق عرضه في هذا الموضوع ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12082), غير أن الدعوة المتأخرة للحضور, وضيق مجال العرض والمناقشة في اللقاء أخرا هذه الوقفة, والتي أرجو بعرضها تتميم ما حرره الإخوة حول هذا المفهوم, وتأليف عدد من الآراء حوله والتي لا تخالف بينها على الحقيقة.
- مفهوم التدبر:
هو: التأمل في معاني الآيات التفسيرية والاستنباطية بقصد معرفة الحق فيها, والانتفاع به علماً وعملاً.
وفهم هذا المعنى يتوقف على بيان جوانب منه: فالتفسير هو المعنى المباشر للفظ, والاستنباط هو المعاني التالية والتابعة للمعنى المباشر والمتعلقة به بنوع علاقة, وهذه الاستنباطات بطبيعتها متفاوتة في القرب والبعد والوضوح والخفاء.
فنظر المتدبر في المعنى المباشر للآية أو المعاني التابعة, بقصد التأثر بها وإصابة الحق في فهم المراد منها, ومن ثم العمل بهذا الحق واعتقاده = هو معنى تدبر القرآن المأمور به في القرآن, واستعراض الآيات القرآنية الآمرة بالتدبر يوصل إلى هذا المعنى, وهي على الترتيب:
- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء 82] , ويلاحظ هنا غاية التدبر, وهي الوصول إلى ما تضمنه القرآن من الحق الذي لا اختلاف فيه. كما أن في الآية إشارةً ظاهرةً إلى سبيل إزالة الاختلاف الموهوم في القرآن, وهو: تدبر القرآن. فإذا حصل التدبر لم يجد الناظر في القرآن اختلافٌ ألبتَّة.
- {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون 68] , والمراد بالقول: القرآن الكريم؛ ففي السياق قبلها: {قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون, مستكبرين به سامرا تهجرون} [66 - 67] , فبينت الآية سبب إعراضهم عن الانتفاع بالقرآن والإيمان والاهتداء به؛ وهو أنه ليس على ما يهوون مما يوافق ما عليه آبائهم الأولين, فأعرضوا عنه. أو يكون المعنى: أن ما جاءهم هو ما جاء آباءهم قبلهم من الأمم السابقين, ففيم تعرضون وقد جاءكم ما جاءهم؟ وما كان محمد صلى الله عليه وسلم بدعاً من الرسل.
- {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص 29] , يلاحظ في الآية أمران:
الأول: أن الغاية العظمى من إنزال القرآن: تدبر آياته من جميع البشر, ثم الاهتداء بها والتذكر بما فيها من الحق من أصحاب العقول الراجحة الذين ينتفعون بما يعقلون. فالتدبر مأمورٌ به كلّ عاقل, ثم يبلغ غاية التدبر منهم من نفعه عقله واهتدى بعلمه.
وهذه الآية أجلى دليل على أن الغاية من التدبر العلم والعمل؛ وذلك أن هذان الأمران هما غاية دعوة الأنبياء كما دلت عليه كثير من الآيات القرآنية (*) , ويقابل ذلك تحديد غاية إنزال القرآن هنا بالتدبر والتذكر, فبأخذ النتيجتين من تلكما المقدمتين يتقرر: أن المراد من التدبر الذي أنزل لأجله القرآن = العلم والإيمان, والتأثر والعمل.
الثاني: وصف القرآن بـ (المبارك) في سياق الأمر بالتدبر فيه, وبهذه الصيغة الدالة على الثبات واللزوم = فيه دلالة - غاية في الظهور - على أن وجوه تدبره والانتفاع به لا نهاية لها, إذ لا حد لبركة القرآن في الانتفاع به وكثرة معانيه ومجالات التأثر به؛ فإنها بعدد كل عاقل يقرأه أو يسمعه.
- {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد 24] , ماذا بقي ليقال عن هذه الآية؟! وقد أبرزت أعظم سبب يمنع من غاية التدبر ومنتهى المراد منه (التأثر والعمل) , وهو: انغلاق القلوب عن سماع الحق ورؤيته, والتأثر به وأخذه.
ومن خلال هذا المفهوم السابق بيانه, يتحدد موضوع التدبر, وهو: المعاني التفسيرية والاستنباطية للآيات القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما تتحدد فائدته وغايته, وهي: التأثر والعمل, وهما متلازمان في الواقع, وفي آيات التدبر السابقة إشارة ظاهرة متكررة إلى هذه الغاية, كما أنه يطابق المعنى الذي ينتهي إليه البحث اللغوي, وهو: النظر في عواقب الأمور وما تنتهي إليه. وهذا موضع التأثر والعمل في باب التدبر, ولئن صح معنى التدبر في غير القرآن بلا قيد التأثر والعمل, فلا يصح في القرآن إلا بهما.
وتتحرر بذلك أيضاً جملة من المسائل المتعلقة بهذا المفهوم, ومن أبرزها: هل يشترط العلم بمعنى الآية لصحة تدبرها؟ والجواب يتوقف على تحديد المعنى المراد تدبره, فإن كان المعنى موضع التدبر هو تفسيرها ومعناها المباشر؛ صح اشتراط العلم بتفسير الآية ليصح التدبر المبني عليها, وإن كان المعنى موضع التدبر أحد المعاني المستنبطة - والتي لها نوع علاقة بالمعنى المباشر- فيكفى من هذا الشرط العلم بهذا المعنى المستنبط, والاطمئنان إلى صحة علاقته بالآية, وارتباطه بها.
وفيما نرى من تأثر كثير من العرب والعجم بسماع القرآن وتلاوته مع عدم إدراكهم لتفاصيل معناه, ومرتبة هذا المعنى تفسيرا أو استنباطا = دليل على صحة التوسع في هذا الباب, وعدم تضييقه, وأن كل تأمل أورث علما صحيحا (ولو مجملا) , وعملا صالحا هو تدبر مأمور به, ومأجور عليه.
ويكفي علمَ التفسير شرفاً أنه خيرُ معين للوصول إلى هذه الغاية الشريفة من إنزال القرآن: {ليدَّبَّرُوا آياته}.
ومن المسائل المتعلقة أيضاً: هل تشترط سلامة القلب لصحة التدبر؟ والجواب يتبين من تحديد غاية هذا الباب وهي: التأثر والعمل, فهما تابعان للتدبر ونتيجتان له, فلا يصح تقدمهما عليه ولا يكون, وفي قوله تعالى {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد 24] , دلالة على هذا؛ فالخطاب في الآية يشمل غير المؤمنين قطعاً, وأظهر منه قوله تعالى {أفلم يدبَّروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين} [المؤمنون 68] , {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء 82] , ومن ثَمَّ فلا يصح اشتراط ذلك لصحة التدبر؛ ولكن لكمال الانتفاع به, وفي القرآن دلائل عديدة على أن لسلامة القلب أثر في تمام الانتفاع بالقرآن وفهم المراد: {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين, لينذر من كان حياً} [يس 69 - 70].
وأخيراً: هل في التدبر تدبر صحيح, وتدبر فاسد؟ والجواب أن التدبر لا يُوصِل لغير الحق, ولا يتوصل به إلى باطل؛ ومن ثم حُدِّدَ معنى التدبر سابقاً بذكر: قصد معرفة الحق والعمل به. فهو حالة خاصة يتجرد فيها قارئ القرآن وسامعه من حظوظ النفس والهوى والأحكام المسبقة, فكأنه نازلٌ عليه ومخاطب به على الخصوص, فلا تملك النفس في حالة كهذه غيرَ الانقياد والاستسلام حين يهيمن القرآن عليها, ويستولي على عقل ولب سامعه, وبالتأمل في ما أصاب الوليد بن المغيرة عند سماعه لتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة فصلت, وكذا حال جبير بن مطعم حين سمع تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم لسورة الطور, يتبين ذلك الحال بجلاء, ثم إن حصل انقياد بعد ذلك تَمَّ به أثر التدبر وغايته, وهو بهذا أقرب ما يكون إلى معنى الإنصات المأمور به في قوله تعالى {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} [الأعراف 204].
-------------
(*) ومنها قوله تعالى {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله} [النساء 64] , وقوله {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء 25]. وقد قرر الإمام الشاطبي أن: (كل مسألة لا ينبني عليها عمل فالخوض فيها خوض فيما لا يدل على استحسانه دليل شرعي. وأعني بالعمل: عمل القلب, وعمل الجوارح). ينظر: الموافقات 1/ 43 - 66.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jun 2008, 04:57 م]ـ
هذه المسائل أضعها أيضاً لتدبر إخواني فيها , ولازال في الموضوع مُتَّسع من الجوانب التي يحسن بيانها , أسأل الله أن ينفع بها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jun 2008, 06:34 م]ـ
عرض طيب نافع، وجزاك الله عما قدمت خيرا يا شيخ نايف.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[24 Jun 2008, 12:14 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا بيان علي هذا البيان
ـ[أبو عائش]ــــــــ[27 Jun 2008, 05:56 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يستنتج من سياق الآيات التي ورد فيها لفظ التدبر في ا لقرآن ومناسبتها لما قبلها، وكلام العلماء في معنى التدبر، ومعنى القرآن فيها ما يأتي:
1ـ أن الله تعالى ذكر تدبر القرآن بعد ذكره لحال المعرضين عنه، وجعله علاجاً لهم يعيدهم إليه، ويملأ قلوبهم إيماناً ويقيناً، والتدبر الذي هذا أثره أوسع من معرفة المعنى فقط؛ فهو يتعدى معرفة المعنى إلى معرفة الحق والصدق في ذلك المعنى بموازنته بما يخبر عنه وصدقه فيه، وفي تناسقه فيما بينه وفي ألفاظه، وفي كل ما يؤخذ منه ويدل على مصدرية هذا القرآن وكمال المتحدث به وما يستحقه من الكمال.
2ـ في تفسير العلماء وكلامهم في لفظ التدبر في الآية، وتفسيرهم للقرآن في الآية بالمواعظ والحجج ما يدل على أنه يدخل في معنى التدبر بكماله الاتعاظ ومعرفة الدلائل وفهمهما.
وتحتوي هذه الأقوال على ثلاثة أنواع من النظر يشملها معنى التدبر:
أحدها: التفكر وهو النظر في الأمر مطلقاً.
والثاني: النظر في العواقب.
والثالث: النظر فيما يخفى من الأمور.
وهي من المعاني التي سبق ذكرها عند تفسير الآية السابقة.
المبحث الثاني: مفهوم تدبر القرآن ومنهجه في ضوء الدراسة التحليلية لآياته.
المطلب الأول: مفهوم تدبر القرآن في ضوء الدراسة التحليلية لآياته.
أولاً: أنواع الأعمال التي يتضمنها مفهوم التدبر
من خلال الآيات السابقة وتفسير العلماء لها يلاحظ أن التدبر، وإن كان أصله النظر في دبر الأمر إلا أنه عملية مركبة تحوي الكثير من الأعمال إما من خلال معناه الأصلي وإما من خلال ما يتضمنه ذلك المعنى أو يستلزمه أو يقتضيه من أعمال أخرى: ومن تلك الأعمال:
1ـ النظر والتفكر والتأمل بمختلف درجاته وأنواعه.
2ـ التركيز. فإن النظر الذي يبحث عن النتائج والمآلات ويلاحظ العواقب. لابد أن يتضمن التركيز.
3ـ تكرار النظر وإمعانه والاستمرار فيه. يفهم ذلك من أن التدبر يتضمن نظراً في عواقب الأمور التي قد تكون خفايا لم تظهر بعد وتحتاج إلى تنبؤ بناء على دراسة سوابقها ومباديها وأجزائها. والأمور التي تلك طبيعتها تكون أحياناً سوانح وأفكاراً تومض وتذهب فتحتاج إلى العود إليها وتكرار النظر فيها واختبارها وتمحيصها لمعرفة صحتها وخطئها. وكل ذلك يستلزم التكرار وطول المدة.
4ـ الموازنة ولها مجالات:
أ. الموازنة بين المعاني في الكلمة أو الجملة الواحدة.
وذلك لأن من مفهوم تدبر القرآن النظر في معنى اللفظ وما يؤول إليه من معان وذلك يستلزم الموازنة بين المعاني المتعددة في النص، سواء كانت لغوية، أو مأخوذة بقرائن السياق والحال. ومن ثم حمل اللفظ على جميع المعاني اللائقة به، مع الترتيب بينها حسب نوعية دلالة النص. فما يدل عليه اللفظ بالمطابقة ـ إن كان مراداً، يتقدم في الأولوية على ما يؤخذ من قرائن السياق، وقرائن الحال، وما يؤخذ من قرائن السياق والحال، مقدم على ما يشير إليه اللفظ من باب الإشارة. وهكذا. ..
ب.الموازنة بين المعاني في القرآن.
وذلك لأن من مفهوم التدبر نفي الاختلاف بين معاني القرآن وإثبات التناسب والتناسق فيما بينها، وهو التشابه الكلي. قال تعالى: ?الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله .. ? الزمر [23]
وذلك لا يتأتى إلا بالموزانة بين المعنى المستفاد ومعاني القرآن عموماً ومعاني الموضوع التي تتحدث فيه الآية خصوصاً لاكتشاف التناسق والتناسب، في الموضوع أو في الأسلوب.
ج. الموازنة بين المعاني ومآلاتها في الواقع.
وذلك لأن من مفهوم التدبر اكتشاف مطابقة الخبر القرآني لواقعه، وذلك يستدعي الموازنة بين المعاني القرآنية وما تتحدث عنه في الواقع لاكتشاف تلك المطابقة وعدم الاختلاف.
5ـ الاستنتاج:
فبما أن من مفهوم التدبر في القرآن إدراك التناسق وعدم الاختلاف، فإن استنتاج النتائج المترتبة على الموازنة بين المعاني وما تخبر عنه وكشفها يعد من الأعمال التي تدخل في التدبر.
ثانياً: أنواع النظر التي يتضمنها مفهوم التدبر عموماً:
1ـ النظر في أدبار الأمور وعواقبها.
2ـ النظر في بداية الأمر وأجزائه وسوابقه.
3ـ النظر المستغرق للحدث أو الأمر في رحلته من أوله إلى منتهاه.
4ـ النظر في خفيات الأمور.
(يُتْبَعُ)
(/)
5ـ مطلق النظر والتفكر.
6ـ إمعان النظر والاستمرار فيه وتكراره.
ثالثاً: أنواع النظر في القرآن التي يتضمنها مفهوم التدبر في ضوء الدراسة التحليلية لآياته
القرآن الكريم: معان في قوالب، أو شكل ومضمون، أو معان مصاغة في ألفاظ وتراكيب بأساليب معينة:
والتدبر فيه يدخل فيه أنواع النظر الآتية:
الأول: النظر في دلالة النص على معناه، أو النظر لمعرفة معنى النص مفرداً أو مركبا.
والهدف من ذلك النظر معرفة المعاني الآتية:
1ـ المعنى اللغوي للفظ.
2ـ المعنى السياقي للنص، وقد يختلف عن المعنى اللغوي، وقد لا يختلف.
3ـ المعنى الأسلوبي للنص الذي يؤديه نوع ا لأسلوب من تقديم أو تأخير، أو حذف أو ذكر، أو تعريف وتنكير، ونحوه.
وهذا النظر يدخل تحت التدبر من جهة أن التدبر يطلق على مطلق النظر في الأمر.
الثاني: النظر في علاقة هذه المعاني بباقي معاني القرآن. والمقصود به: النظر في المعنى بالموازنة مع غيره من معاني القرآن لمعرفة التماثل والتناسب والتناسق بينها.
الثالث: النظر في المعنى بالموازنة مع ما يخبر عنه من سنن الله تعالى لمعرفة التطابق بينه وبينها. ويمكن تسميته: النظر في المعنى بالموازنة مع الواقع ومدى مطابقته له.
وهذان النوعان يدخلان في معنى التدبر من جهة أن التدبر نظر في الأدبار والعواقب.
وتوضيح ذلك أن عاقبة معنى الآية وما يؤول إليه ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: بالنسبة إلى المعاني الأخرى في المواضع الأخرى من حيث التناسب ونحوه.
القسم الثاني: بالنسبة إلى ما يخبر عنه إن كان خبراً من حيث المطابقة وعدمها.
الرابع: النظر في قوالب المعاني «الألفاظ والتراكيب والأساليب» من جهة فصاحتها وبلاغتها في أنفسها.
الخامس: النظر لها بالنسبة لأمثالها من ألفاظ القرآن وتراكيبه وأساليبه من حيث التناسب وعدمه.
المطلب الثاني: منهج التدبر في ضوء الدراسة التحليلية لآياته:
أولاً: معالم من منهج التدبر في ضوء مفهومه في القرآن.
1 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الدراسة العميقة لظروف نزول الآية البيئية واستنباط المقاصد والأهداف التي نزلت لتحقيقيها.
2 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة مناسبة الآية لما قبلها وما بعدها واستنتاج الوظيفة التي تقوم بها في سياقها.
3 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الدراسة العميقة للمفردة القرآنية في الآية ومعرفة الأصل اللغوي لها والمعاني التي وردت لها في لغة العرب وملاحظة تطورها، ومن ثم الموازنة بين تلك المعاني وألفاظ السلف في تفسيرها، ومعرفة علاقة كل ذلك بالمقصد والهدف الذي جاءت من أجله في سياقها.
4 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة تركيب الجملة أو الآية وموازنته مع معناها المقصود المتبادر، وتوجيه ما يحتاج إلى توجيه، من تراكيب قد تفهم على غير معناها المقصود.
5 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: العناية بأساليب القرآن التي سيقت تلك المعاني من خلالها، ودراستها بعناية، ومعرفة ما تدل عليه من المعاني، وفرز تلك المعاني والأغراض التي جاءت لها هذه الأساليب، ومن ثم موازنتها بما يتم التوصل إليه من معاني اللفظ أو التركيب، ورصد المعاني الجديدة في تلك الأساليب، وعدم إغفالها في فوائد الآيات.
6 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: العناية بأساليب القرآن وبيان ما تدل عليه من إعجاز بياني، وما يدل عليه ذلك من أن القرآن من عند الله.
7 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: دراسة القرائن السياقية التي صحبت المفردة أو الجملة محل التفسير، ومعرفة المعاني التي تدل عليه تلك القرائن، والموازنة بين تلك المعاني والمعاني التي تدل عليها اللفظة أو الجملة أو الآية المقصودة بالتفسير، والتنبيه على تعدد المعاني عند وجودة، والإشارة إلى الموقف من تلك المعاني جميعاً.
8 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: فهم المعنى العام المقصود بالجملة أو الآية بدقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
9 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: البحث والتنقيب في القرآن عن كل ما يناظر الجملة أو الآية المقصودة بالتفسير ومعرفة معناها بالتدبر الصحيح له، ومن ثم الموازنة بينه وبين معنى الآية الأخرى، وبيان العلاقات التي تحكمها بالتطابق أو التكامل أو التعدد.
10 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: الموازنة بين معاني القرآن وحقائقها الواقعية التي تتحدث عنها، وبيان صدق القرآن فيما يخبر به من خبر، ودلالة ذلك على أنه مصدريته ووجوب الإيمان به.
11 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: بيان الآثار الإيجابية لمعاني القرآن العقدية والتشريعية والأخلاقية، في حياة الإنسان، ومعالجتها لما يعترضه من مشاكل، وبيان دلالة ذلك على مصدرية القرآن ووجوب الخضوع لأحكامه.
12 ـ من منهج التدبر الذي يشير إليه مفهومه في القرآن: جمع آيات الموضوع الواحد ودراستها دراسة دقيقة بمنهج التدبر واستنباط المعاني والعبر واللطائف التي قد لا تعرف إلا من جمع آيات الموضوع الواحد والموازنة بينها، وبيان الأحكام التي يدل عليها جمع تلك النظائر في موضوعات الآيات التي قد لا تكون مذكور بالنص، وبيان التناسق بين معانيه، وبيان دلالة على ذلك مصدرية القرآن.
ثانياً: حكم التدبر من خلال مفهومه في القرآن الكريم
التدبر مادام يقصد به مجرد النظر سواء كان في عموم الأمر أو دبره يعتبر وسيلة لغاية أعظم، وإن كان هو غاية لنزول القرآن.
فقد سبق في الآية الأولى من آيات التدبر أنهم أمروا بالتدبر لإزالة شكهم في مصدر القرآن واعتقادهم أنه ? متخرص ـ حاشاه عن ذلك.
وجاء في الآية الثانية أنه ? ذكر التدبر بعد ذكر صفاتهم وكفرهم بالله تعالى ليبين أن عدم تدبر القرآن هو سبب كفرهم بالله ?. ليرشدهم من جهة أخرى إلى أنهم مدعوون للتدبر للتخلص من تلك الصفات المشينة وذلك الكفر.
وكذا الآية الرابعة فقد جاء استنكار عدم تدبر المنافقين للقرآن بعد ذكر صفاتهم المشينة داعياً لهم إلى ما ينقلهم من نفاقهم إلى الإيمان وعدم الشك وهو تدبر القرآن.
ولما كانت الآية الثالثة فيها ما قد يفهم أن التدبر الذي يعني التفكر والنظر في الأمر وعواقبه في قوله ? ليدبروا آياته? غاية قصوى أتبعها بقوله: ? وليذكر أولوا لألباب ?. ليعلم أن التدبر وإن كان غاية لنزول الكتاب إلا أنه وسيلة لغاية أعظم وهي الإيمان.
كل ذلك يدل على أن التدبر وسيلة وأن الهدف منه ما جاء ظاهراً في أكثر آيات التدبر السابقة وهو الإيمان والاتباع وتصديق الرسول ? واليقين بأن القرآن من عند الله ?.
ومن هنا فإن الواجب من التدبر ما يحصل به هدفه من الإيمان بالله ? والتصديق بكتابه واتباع رسوله ?.
فإذا تحقق ذلك الهدف بالنظر في مدلول ألفاظ القرآن على معانيه فقط تعيّن ذلك، لتحقيق اليقين، وما سواه يصبح زائداً على القدر الواجب.
وإذا لم يتحقق ذلك الهدف إلا بالأنواع الأخرى من النظر التي تدخل تحت معنى التدبر، تعيّن منها ما يحصل به اليقين.
ثالثاً: منهج التفسير على ضوء مفهوم التدبر في القرآن
المقصود بمنهج التفسير: الطريقة التي يجب أن تُسلك في تناول تفسير القرآن من حيث الأسلوب، ومن حيث القضايا التي يتناولها كل أسلوب.
من المعلوم أن التفسير ينقسم من حيث الأسلوب إجمالاً إلى التفسير التحليلي والتفسير الموضوعي.
ولكن لا زال الحديث والجدل بين الباحثين في المنهج الذي يجب أن يتناوله كل نوع من النوعين:
فلا زال الجدل دائراً في طريقة التفسير الموضوعي الشائعة هل هي موافقة للمنهج الحق في التعامل مع كتاب الله.
ففي الوقت الذي يرى فيه بعض الباحثين أن هذه الطريقة هي مفتاح الاستفادة من القرآن في العصر الحاضر، وأنها تساعد على استخراج كنوز القرآن، وتأصيل العلوم من خلاله.
يرى آخرون أنها تتضمن كثيراً من الاستطراد وتحشر في تفسير القرآن ما ليس منه الحديث عن موضوعات عقدية أو فقهية أو أخلاقية.
وقريب من الجدل الدائر في منهج التفسير الموضوعي يدور الجدل في منهج التفسير التحليلي من حيث القضايا التي يجب أن يتناولها وما الضابط في ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
فحين يرى بعض الباحثين أنه ينبغي أن يتناول التفسير التحليل كل ما له علاقة بالآية من قريب أو بعيد، ومن ذلك الفوائد البلاغية، والموضوعية عقيدة وعبادة وأخلاقاً، وما تشير إليه الآية من العلوم المعاصرة، وهذا هو منهج المؤلفين في التفسير غالباً.
يرى آخرون أن التفسير يجب أن يتناول اللفظ القرآني وكل ماله علاقة به، ويركز بحثه على تلك اللفظ في معناها اللغوي، والأثري، وينبغي أن يجتنب تناول العلوم الأخرى التي هي من علوم القرآن أو ا لنحو أو البلاغة أو العقيدة أو العبادة، أو العلوم التجريبية، وإن أشارت إليها الآيات؛ لأن ذلك يخرج عن مفهوم التفسير الذي يراد به الكشف والبيان فقط.
ودراسة مسألة التدبر في ضوء ا لقرآن تبيّن أن العباد كلفوا بتدبر القرآن، فالآيات التي تحدثت عن علاقتهم بالقرآن لم تأت بلفظ التفسير، وإنما جاءت بلفظ التدبر، وعليه فإن التدبر وما يدخل تحته هو المعيار.
ومن هنا جاءت دراسة مفهوم تدبر القرآن من خلال آياته.
والذي يحدد منهج التفسير من حيث الأسلوب، ومن حيث السعة والضيق من خلال دراسة مفهوم التدبر في القرآن أمران:
أحدهما: الهدف من التدبر الذي أشارت إليه آياته وسبق قريباً.
الثاني: مفهوم التدبر في موارده، والذي يجمع بين معناه اللغوي، ومعانيه التي تؤخذ من السياق.
وعليه يمكن القول: إنه إذا كان المقصود بالتفسير مخاطبة المؤمنين بالله تعالى الموقنين به، تعين منه ما يفهمون به المعنى العام للقرآن الكريم؛ ليطبقوه ويعملوا به. وما زاد على ذلك ليس بواجب.
وإذا كان المقصود بالتفسير مخاطبة غير المؤمنين الذي ينكرون مصدرية القرآن، ويطعنون في نبوة محمد ? تعيّنَ من التفسير ما يتضمن النظر في الأنواع الأخرى التي تدل على تناسق القرآن وإعجازه وأنه من عند الله تعالى حتماً، ليكون ذلك ركيزة للتصديق به والإيمان بالرسالة. والله أعلم.
وبين ذلك مراتب كثيرة يحددها واقع الحال.
وبهذا هذا المعيار ـ أيضاً ـ يحكم على التفاسير الموجودة. ويحكم على ما تحتويه من معلومات.
فإذا توفرت في المعلومات التي يتضمنها التفسير شرطان:
إحداهما: دخولها تحت نوع من أنواع النظر التي يشملها التدبر.
ثانيهما: كونها تصب في هدف التدبر. وهو تحقيق الإيمان.
فإنها حينئذ تكون مما طلب من المؤمنين في تعاملهم مع كتاب ربهم وجوباً أو استحباباً حسب درجة الطلب.
وإذا اختل شرط من هذين الشرطين فلم يتوفر في المعلومة، لم تدخل تحت مفهوم التدبر.
فينظر فإما أن تكون وسيلة للوصول إليه كالبحث في التراكيب وتوجيهها والكلمات وأسرار التعبير بها ونحو ذلك.
أو تكون من الزيادات في كتب التفسير. والله أعلم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Aug 2008, 05:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا عائش على الإفادة
ولكن هل ما ذكرته بحثاً أو جزءاً من رسالة؟
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[12 Aug 2008, 06:46 م]ـ
نفع الله بالكاتب كما نفع بكم إخواني،وإلى المزيد من الجهود (العملية) في خدمة القرآن وعلومه.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jan 2009, 08:01 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أيها الكرام
وبعد زمن وتأمل , وبينما كنت أقلب جوانب الموضوع مرَّةً أخرى , تبادر لي سؤال ذو أثرٍ ظاهرٍ في الموضوع , وهو:
هل يمكن حصول أثر التدبر وغايته من غير تفسير أو استنباط؟
والجواب على هذا السؤال سيغير أركاناً مهمة في البحث السابق , فسيتحرر على أثره تعريف التدبر , وموضوعه , وشروطه , ولست أحفل بمقدار ما سيتغير من الموضوع , إن كانت عاقبته الظفر بالحق , ونجاح الاجتهاد.
وخلاصة الجواب فيما أرى:
أن الله تعالى أمر جميع خلقه بتدير القرآن كما أسلفنا في عرض آيات التدبر السابقة , والأمر بالتدبر وقع على جميع آيات القرآن الكريم كما هو ظاهر كذلك , ولم يوجب الله تعالى معرفة معاني جميع القرآن الكريم (تفسيراً أو استنباطاً) على أحدٍ من الخلق فضلاً عن جميعهم.
ومن ثَمَّ يقال:
لا يشترط لتدبر الآية العلم بمعانيها التفسيرية أو الاستنباطية.
كما نرجع على مفهوم التدبر السابق بيانه بالتحرير , فيكون معناه:
التأمل في الآيات القرآنية بقصد معرفة الحق فيها , والانتفاع به علماً وعملاً.
وهذا التعميم والتوسع في التعريف يطابق التعميم الوارد في الآيات من جهتي: من يَتَدبر؟ وماذا يُتَدبر؟ (المخَاطَبُ بالتدبر , وموضوعه) , ويطابق الواقع المشاهد من أحول المتدبرين.
ثم يتحرر كذلك موضوع التدبر , فيكون: الآيات القرآنية. هكذا بلا تقييد.
وبمثل هذا البيان تنعم الأمة بل العالم بأسره بأبواب من التيسير في دعوتها إلى تدبر كتاب ربها , والتأثر والعمل به.
وليس هذا بنهاية الحديث في هذا الباب الجليل , وإنما أرفعه أخرى لمقام إخواني النبهاء؛ لينال حظه منهم تفسيراً أو استنباطاً أو تدبراً.
والله الموفق للصواب , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[29 Jan 2009, 08:52 ص]ـ
أضيف إلى ما ذكره الإخوة الأفاضل ما تفضل به الدكتور حسام النعيمي في برنامج لمسات بيانية حول الآيات التي ذكر فيها التدبر في القرآن عسى الله تعالى أن ينفع بها
آداب تناول الآيات في القرآن الكريم
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)
يعيش الانسان مع القرآن ليتلذذ بما فيه من الآيات. وفي هذه الحلقة سوف نقف إن شاء الله عند قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن ام على قلوب أقفالها) وتدبر القرآن وقراءته لها مراتب للتدبر فيمكن أن يقرأ الانسان القرآن في يومين أو شهر أو يكون له ختمتين في شهر وكان من السلف الصالح من له ختمتان واحدة يقرأها بتأمل يسير وختمة تستغرق أعواماً يتأمل كل حرف وكل كلمة في كتاب الله وبين هاتين المرتبتين درجات أدناها أن يحضر الانسان ذهنه وهو يقرأ آيات الله تعالى. إذن أولى مراتب التدبر هو حضور الذهن عند قراءة القرآن وليس هناك أدنى منها مرتبة وهؤلاء الذين قال فيهم r يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم لأنه مجرد قراءة باللسان. بعد هذه المرتبة تأتي مرتبة التفكير بالمعنى وهي أعلى من السابقة ثم تليها مرتبة التأمل في المعاني بحيث يتوقف عند آيات النعيم فيدعو الله تعالى أن يجعله من المنعمين ويتوقف عند آيات العذاب فيدعو الله أن يجنبه العذاب وهكذا كان r يقرأ القرآن في الصلاة. وهناك مرتبة أعلى من هذه وهي مبنية على سابقتها وهي أن ينظر القارئ في الاستعمالات القرآنية ويعيش في الجو الذي عاش فيه العربي الأول عندما كان يسمع القرآن فيهتزّ وفي رواية أن الأصمعي كان عنجه دنانير من ذهب وكان يريد الخروج للحج فأراد أن يخبئ الدنانير عند أحد من اصحابه حتى يعود فتأخر في ذلك وقبل خروجه للحج ذهب لصاحبه فوجد أنه خارج للحج ايضاً فاحتار أين يخبء دنانيره ثم قرر أن يأخذه معه في سفره وفي الطرق خرج على القافلة لصوص وجاء الأصمعي شيخ اللصوص فأكره بإخراج ما معه من مال فأخرج الأصمعي دنانيره وقال سبحان الله هذا رزقه وتلا قوله تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون) فقال اللص رزقنا في السماء ونحن نطلبه في خِسّة على الأرض أعيدوا ماله فأعادوا المال الى الأصمعي. وفي الطواف التفت الأصمعي فوجد شيخ اللصوص بجانبه فطلب منه اللص أن يعيد عليه الآية فقرأ الأصمعي (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) الذاريات) فانتفض السارق وقال ما الذي أغضب الجليل فجعله يُقسم؟ من هذه القصة يتبين لنا أن العرب كانوا يفهمون ويتلذذون بالعبارة وكانوا إذا أراد أحدهم أن لا يؤمن يضع أصابعه في أذنيه حتى لا يسمع لأنه يعلم أن هذا الكلام ليس كلام بشر ونحن علينا أن نتلمس مواطن الجمال والبيان وإذا أشكل علينا شيء نسأل ولا نتردد فالقرآن حاكم على اللغة وليست اللغة هي الحاكمة على القرآن.
استعمال كلمة تدبر في القرآن الكريم:
وردت هذه الكلمة في أربع مواضع في القرآن الكريم في أربع آيات هي:
((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد))
(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء)
(أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون)
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص)
ويسأل القارئ عن هذا الاختلاف فلماذا استعمل فعل يتدبرون مرتين واستعمل يدّبروا مرتين؟ (يدّبروا) اصلها يتدبروا لكن التاء سُكّنت فالتقت مع الدال فأُدغمت فيها فصارت يدّبروا. عادة ينظر في السياق ولا يجب أن تؤخذ الكلمة بدون سياقها لأن كلام الله تعالى مترابط فهو نزل الى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل منجماً.
نبدأ باستعراض كل آية في سياقها ونبدأ بالآية في سورة محمد ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24) محمد)):
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا تلونا ما قبلها من قوله تعالى (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)) الكلام في الآية عن المنافقين الذين ينظرون نظر المغشي عليه من الموت لمجرد أن قيل لهم أن هناك جهاد ومن شفافية القرآن ولمسه لقلوب الناس أنه يصف المنافقين بأوصاف غير حميدة لا يحبونها فلا يواجههم وإنما يتكلم بصورة الغائب (هم) ثم ينتقل مباشرة لهم فيقوله تعالى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)) هذه لمسة حنان لعدم قطع الأرحام والعربي حريص عليها ثم قال تعالى (اولئك) لم يقل أنتم المنافقون لأن الكلام ليس فيه إهانة لهم (أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (23)) ثم قال تعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)) الكلام عنهم ولكنه تعالى استعمل ضمير الغائب حتى لا يُثيرهم وهذا نوع من أنواع التربية فلا يجوز للمسلم أن يقول هذا كافر وهذا كافر لأن المسلم كالطبيب يجب عليه أن يعالج. جعلها تعالى غائباً لكنهم منافقون فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون) لأنهم أي المنافقون بحاجة ليعيدوا النظر مرة بعد مرة في القرآن وهم نافقوا بعد أن سمعوا القرآن مرة بعد مرة ولهذا هم بحاجة للتكرار وللنظر في الآية دُبًر الآية ومعنى يتدبرون أن ينظرون في كل آية وما بعدها ثم ذكر تعالى في الآية كلمة القرآن ولمّا ذكر القرآن كاملاً لم يقل آية أو آيات ولما كان الكلام عن القرآن كاملاً جاء بالفعل كاملاً (يتدبرون). واستعمل التنكير (أم على قلوب أقفالها) كما كان r يقول (ما بال أقوام) حتى لا يسمي شخصاً بعينه. قال تعالى قلوب وهي نكرة وأقفالها نكرة. ثم قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)) هؤلاء منافقون سمعوا القرآن ولهذا يريدهم القرآن أن يعيدوا النظر في القرآن آية دبر آية.
الآية الثانية في سورة النساء (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) النساء):
إذا تتبعنا الآيات في السورة (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)) تكلمت الآيات عن المنافقين يقولون نطيعك طاعة ثم خاطب تعالى رسوله أن هؤلاء منافقون فأعرض عنهم وتوكل على الله ثم جاءت الآية (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)) وكأن فيه عتاب لهم (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) فالله تعالى في هذه الآيات يكلّم رسوله r عن المنافقين فهي دعوة غير مباشرة لهم أولئك الذين سمعوا كلام الله ثم أعرضوا عنه وجاءوا الرسول r فقالوا له نطيعك ثم بيّتوا أمراً آخر فهؤلاء مدعوون ليتدبروا القرآن فجاء الفعل كاملاً (يتدبرون).
الآية الثالثة في سورة المؤمنون (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون):
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استعرضنا الآيات من قوله تعالى (حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ (64) لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ (65) قَدْ كَانَتْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ (66) مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ (67)) الآيات تتكلم عن الكفار الذين لم يعلنوا اسلامهم وكانوا ينكصون وكانت تتلى عليهم آيات (لم يقل القرآن) ثم يخاطبهم تعالى في قوله (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68)) لم يذكر كلمة القرآن في الآية وإنما قال (القول) وقد يكون القول كلمة أو آية أو بعض آية أو سورة أو القرآن كله ولمّا استعمل كلمة آيات والقول اجتزأ الفعل أيضاً (يدّبروا) وهذا الفعل حذفت منه النون لوجود الجازم (لم) ثم ألغى الحركة في الفعل الأصلي (يتدبر) سُكنت التاء والتقت بالدال فاُدغمت فيه وهذا فيه نوع من الشدّى لأن الدال مشددة والباء مشددة (يدّبّروا) فهناك تشديد في المطالبة ولو تأملوا أقل تأمل فجاء اللفظ مناسباً للطلب (المطلوب هو أن يتأملوا أقل تأمل).
الآية الرابعة في سورة ص (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص):
إذا نظرنا في الآيات في السورة من قوله تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ (27) أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)) الكلام عن الكافرين وليس المنافقين وقد ذكرت الآيات الفريقان: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار. ثم قال تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)) ذكر الآيات وذكر كتاب ولم يذكر لفظ القرآن. والواو في (ليدبروا) تعود على الكافرين والمؤمنين لأنه ذكرهم جميعاً في الآيات: الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمفسدين والمتقين والفُجّار فالكل مطلوب منه أقلّ تدبّر. وقال تعالى (وليتذكر أولو الألباب) لم يقل ليذّكر لأن أولي الألباب هم الذين يتذكرون فجعلها خاصة بأولي الأباب ففصل (ليتذكر).
وفي الآيات دعوة لكل من ينظر في كتاب الله للتدبر. التأمل قد يكون في آية واحدة والتعقّل في آية واحدة أما التدبر فمعناه مواصلة التدبر في الآيات واحدة دُبُر الأخرى بدون توقف. وكل كلمة في القرآن الكري l مُرادة في مكانها. والتفكر في شيء هو النظر في ملكوت الله تعالى والتدبر هو تفكّر وتأمل في شيء متصل آية دُبُر آية.(/)
ايها الاحبة: اين اجد مصحف التفسير الميسر طبعة المجمع؟
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[23 Jun 2008, 11:30 م]ـ
ايها الاحبة: اين اجد مصحف التفسير الميسر طبعة المجمع؟
اعلم انها نفدت من السوق ولكن من لديه نسخة - زائدة - يستغني عنها ولو بمقابل
فاني احتاجها،،ارجو التكرم علي بمساعدتي
ولاحرمكم الله الاجر والدعاء الصالح
والله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[24 Jun 2008, 12:29 ص]ـ
إخي الكريم،
موجودة النسخة كاملة على الإنترنت وسبق لي على ما أذكر أن قرأت فيها سريعاً. بإمكانك إذن أن تنزلها.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[24 Jun 2008, 12:51 ص]ـ
بإمكانك أن تبحث عن موضوعك مباشرة على الانترنت وستجد ضالتك.
أتوقع على هذا الرابط:
http://www.bramjnet.com/vb3/showthread.php?t=587746
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Jun 2008, 02:45 ص]ـ
أخي الكريم أبا الحارث التفسير الميسر موجود كاملاً في موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وتجده على هذا الرباط:
اضغط هنا ( http://www.qurancomplex.org/Quran/tafseer/Tafseer.asp?t=MOYASAR&TabID=3&SubItemID=5&l=arb&SecOrder=3&SubSecOrder=5)
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Jun 2008, 07:26 ص]ـ
اخواني:
ابوعمرو
احمد تيسير
فهد الوهبي
اثابكم الله جميعا،،،،،،ولكن: اقصد بارك الله فيكم ونفع بكم اني اريد المصحف نفسه، فالنسخة الالكترونية كما لايخفى عليكم لاتستطيع حملها في اي مكان؟؟؟
اكرر: من لديه نسخة زائدة - ولو بمقابل - ارجو ان يتكرم علي بها
وله منا الدعاء،،
ولاحرمكم الله الاجر والدعاء الصالج ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jun 2008, 02:02 م]ـ
رشح إليَّ أن المجمع يعيد طبعه فلعل هذا يؤكده أو ينفيه أصحاب العلاقة
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Jun 2008, 02:29 م]ـ
رشح إليَّ أن المجمع يعيد طبعه فلعل هذا يؤكده أو ينفيه أصحاب العلاقة
احسن الله اليك ياد. خضر، مامعنى: لرشح الي؟؟ بوركت ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jun 2008, 05:54 م]ـ
أبشر يا أبا الحارث معنى رَشَح إليَّ أي: وصل إلىَّ من مصادر تحتاج إلى توثيق، حيث إن الرشح لا يكون إلا من مسام ضيقة في الجلد فكذلك ضيق المصدر وعدم تأكده مما أخبر به، ومن هنا فإن رشح تختلف عن علم وأخبر وبيَّن وأكد .... وكل الصيغ التي تحتوى الأخبار موثَّقة، ودونك ما قاله الحديث وما حكاه أهل اللسان ونحن تبع لهم:
في الحديث الصحيح في حاجة أهل الجنة وليس في الجنة أذى: وفيه: "حاجة أحدهم رشح يفيض من جلودهم.
وفي الصحاح والقاموس وتاج العروس: الرَّشْحُ: تَنْدِيَةُ الجَسَدِ من العَرَقِ.
وفيه أيضاً: وتقول: لم يَرْشَحْ له بِشَيءٍ، إذا لم يُعْطِه شيئاً
ومن ذلك قولهم: رَشَحَ مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ كذا أي: وصل دون تأكد من القائل.} فتدبر
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Jun 2008, 10:20 م]ـ
رويدك .. ياد. خضر،،
اثابك الباري على هذا التوضيح الرائع،، والفائدة الجمة،،
لاحرمك الله الاجر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Jun 2008, 01:36 ص]ـ
اللهم آمين ولك يا أخانا الفاضل بمثله
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[25 Jun 2008, 07:43 ص]ـ
رأيته يباع قبل أيام في بعض المكتبات في دمشق.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[25 Jun 2008, 09:47 م]ـ
اخي الغالي ل [فهدالناصر] هل بالامكان يارعاك الله أن تتأكد انه - التفسير الميسر-[طبعة مجمع الملك فهد بالمدينة]
لان هناك -تفسير ميسر- لـ د. عائض القرني
ولاحرمك الله الاجر والدعاء الصالح(/)
برنامج جديد للدكتور حسام النعيمي
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[24 Jun 2008, 10:17 ص]ـ
بدأ بث برنامج جديد يوم 20/ 06/2008
للدكتور حسام النعيمي على قناة بغداد الفضائية بعنوان
سحر البيان
يعرض يوم الجمعة على الساعة ال6 مساءا بتوقيت مكة المكرمة و يعاد في منتصف الليل من نفس اليوم
و الاعادة الثانية يوم السبت على الساعة ال 9 صباحا بتوقيت مكة المكرمة.
مشاهدة طيبة و مفيدة للجميع.(/)
دورة: بداية المفسر - المرحلة الأولى 1429 هـ
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Jun 2008, 11:20 ص]ـ
تميزت هذه الدورة بمشاركة شبكة التفسير والدراسات القرآنية بالرعاية الإعلامية, وهذه الدورة من ضمن أنشطة مكتب مندوبية الدعوة ببالخزمر من منطقة الباحة, ومواد هذه الدورة والمشاركين فيها في مرحلتها الأولى ضمن هذا الجدول:
http://www.tafsir.net/images/beganing.jpg
وستنزل مواد الدورة الصوتية كاملة على هذا الملتقى بإذن الله, كما ستبث إن شاء الله على موقع البث الإسلامي, جزى الله المشايخ الكرام المشاركين بهذه الدورة خير الجزاء, وشكر لهم جهدهم ونفعهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jun 2008, 03:04 م]ـ
بداية موفقة جزاكم الله خيراً.
وفقكم الله وسدد خطاكم.
طلب لو تكرمت يا أبا بيان: ليتك تكتب نبذة تعريفية للقراء الكرام عن غريب مواضع الإعلان وقبائلها وهي:
- مدينة (المَنْدَق).
- قبيلة (بَلْخَزْمَر).
- قرية (مولغ).
- وأما محطة (الصعاق) فنؤجلها حتى نراك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Jun 2008, 05:23 م]ـ
أضحك الله سنَّك يا أبا عبد الله، ودورة موفقة ـ إن شاء الله تعالى ـ
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Jun 2008, 07:16 م]ـ
ابشر أبا عبد الله, أما (المندق) فاسم المحافظة, وهي إحدى المحافظات الكبيرة بمنطقة الباحة, وتقع إلى الشمال منها وتبعد قرابة (30 كلم) , وتضم هذه المحافظة أكثر قبائل زهران, ومنها فخذ: (الخزمر) , والنسبة إليه: خزمري, والمستعمل في التعريف بالقبيلة: بالخزمر, وأصلها: بنو الخزمر, لكنهم سهلوا وحذفوا ونحتوا كعادتهم في اختصار ما يكثر استعماله. وأما قرية (مَوْلَغ -بفتح الميم واللام-) فهي إحدى قرى بالخزمر الأربع عشرة؛ ومن أكبرها, وأما محطة (الصعاق) فهي عَلَمٌ لمدخل القرية والجامع؛ وتقع على الخط السياحي الذي يربط الباحة بالمندق ثم الطائف.
هذه أبا عبد الله معاني ما ذكرت أما حقائقها فستراها عياناً بإذن الله, وليس الخبر كالمعاينة, وأما غرابة بعض هذه الألفاظ فستعلم أنها من الفصيح إذا سمعت غيرها من أسماء القرى والمواضع مما لا يخطر على بال, ولله شؤون يبديها ولا يبتديها.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Jun 2008, 09:56 م]ـ
وفقكم الله يا شيخ نايف ونفع بجهودكم، بداية موفقة إن شاء الله .. وأمتعتنا بشرح الأسماء لتلك الديار وبقيت المعاينة إن شاء الله تعالى ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2008, 01:17 م]ـ
أحسنت يا أبا بيان على هذا البيان، وأسماء القرى هذه مألوفة لي فلدينا في النماص وما حولها أسماء مشابهة، لكنني أحببت استثارة بيانك، واقتداح زندك ليستفيد الزملاء الذين يقرأون هذه المواضع ولا يعرفونها.
وأذكر قول ياقوت في مقدمة معجم البلدان مشيراً إلى أهمية العناية بمعرفة المواضع: (وأما أهل الأدب فناهيك بحاجتهم إليها، لأنها من ضوابط اللغوي ولوازمه، وشواهد النحوي ودعائمه، ومعتمد الشاعر في تحلية جيد شعره بذكرها، وتزيين عقود لآلي نظمه بشذرها، فإن الشعر لا يروق، ونفس السامع لا تشوق، حتى يذكر حاجر وزرود، والدهناء وهبود، ويتحنن إلى رمال رضوى، فيلزمه تصحيح لفظ الاسم وأين صُقْعْهُ، وما اشتقاقه ونُزْهتُه، وقَفره وحَزنُه وسهولته ... الخ).
وصدق رحمه الله.
ولو قلتُ لك الآن على سبيل المسامرة:
سلامٌ رُبى زهران من قلبِ مُشتاقِ = حليفِ جوىً لم يبق من صبرهِ باقِِ
يرى في رباكم أرضَه وكأنها = بقايا دموعٍ في محاجرِ عُشاقِ
مغاني الهوى والأنس كم شهدت بها= عيون الليالي من شجونٍ وأشواقِِ
تسامرهُ الذكرى فيهفو لعهدِها=ويُرهقه رجعُ الصدى أيَّ إرهاقِِ
على مَولَغٍ والصفحِ ألفُ تحيةٍ = فهل في رباها من هموم الهوى راقِ؟
فماذا أنت قائل؟
ـ[عصام]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:37 م]ـ
شيخنا عبد الرحمان الشهري ستكون المسامرة أجمل لو تكرمتم بشرح مبسط لهذه الأبيات
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 Jul 2008, 07:05 م]ـ
أخي الحبيب عصام ..
حلاوة الشعر في فهمه كما ورد ..
والشروح -وإن كانت توضح المعاني- لا تفي بما تستثيره القصيدة من الأحاسيس، فالأبيات شفرة للمشاعر .. تقرؤها العين .. ثم يعالجها القلب فهما وتذوقا ...
بشرط أن يملك هذا القلب أدوات الفهم السليم، من لغة سليمة وإحساس مرهف!
لا فض فوك شيخ عبد الرحمن ..
وننتظر بيان أبي بيان!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Jul 2008, 06:18 ص]ـ
لا أدري ما أقول أبا عبد الله , وأنا في غمرة الشغل والانتظار , فإليك الطارف؛ (خذ منه صافيه , ودع عنك الكدر):
عليك سلام الله من قلب خفَّاقِ=وأغصان وِدٍّ أورقت كلَّ إيراقِ
لكم من ربى زهران ألف تحية=حللتم بها ما بين جفنٍ وأحداقِ
* * * * *
لا تخفِ شوقاً برى قلباً ألَمَّ به=فما لداء الهوى غير النوى راقِ
في كل أرض الورى راقٍ لذي عللٍ=وما لأشواقنا في أرضنا راقِ
كم كلَّفتني ليالِ الوصل من ألمٍ=حتى أتى البَيْنُ فاستولى على الباقي
وليت صافي قريحة يلحق بإخوانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Jul 2008, 11:45 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله , لقد أفدتما وأجدتما وأطربتما وإنَّ فيما زبرتماه لشعراً.
ـ[أحمد الحذيفي]ــــــــ[06 Jul 2008, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجدتما وأفدتما وإن كانت أبيات أبي بيان جاءت في بحرين، فالبيتان الأولان على بحر الطويل -وهو بحر أبيات أبي عبدالله- والثلاثة الأخيرة من بحر البسيط!
عليك سلام الله من قلب خفَّاقِ=وأغصان وِدٍّ أورقت كلَّ إيراقِ
لكم من ربى زهران ألف تحية=حللتم بها ما بين جفنٍ وأحداقِ
لا تخفِ شوقاً برى قلباً ألَمَّ به=فما لداء الهوى غير النوى راقِ
في كل أرض الورى راقٍ لذي عللٍ=وما لأشواقنا في أرضنا راقِ
كم كلَّفتني ليالِ الوصل من ألمٍ=حتى أتى البَيْنُ فاستولى على الباقي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Jul 2008, 08:42 ص]ـ
سبحان من مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان!
أبدعت وأمتعت أبا بيان ..
ويكفي أنك أثرت الشاعرين الأديبين: أبي زيد الشنقيطي وأبي محمد الحذيفي، لعل شيئا مما تجود به قريحتهما يفيض هنا ..
كما أثرت قبلهما نفوسنا جميعا بحسن الجواب ووروعة المعاني ..
حفظ الله الجميع.
ملحوظة: هكذا الشعر دوما ..
ما دخل مجلسا إلا استأثر بالحديث!
وإن من البيان لسحرا ..
وموضوعنا هنا في بداية المفسر ..
فهل من بداياته أن يكون شاعرا .. ؟!
يناسب هنا أن أنقل كلاما لأبي بيان يناسبه المقام:
وقد كنت أبحث عن عبارة أقرب بها مكانة الشعر من التفسير, فلما سمعت هذه الأمالي -يقصد دروس الشيخ عبد الرحمن الشهري (شواهد التفسير في المعلقات) -قلت لنفسي ولكل من أحب من إخواني:
من أراد التفسير فليبدأ بالشعر
وكل الشواهد دالة على صدق هذه الحقيقة وتحققها في سير أعلام المفسرين المتقدمين (كأمثال: ابن جرير والواحدي) والمتأخرين (كأمثال: الشنقيطي وابن عاشور).
ويؤكد هذه الحقيقة أن تقول:
كل مفسر شاعر أو متذوق له ماهر في فهمه , وليس كل شاعر مفسرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Jul 2008, 03:01 م]ـ
كتبت أبياتي بعد الثانية ليلاً , ونصفي على الفراش , وكنت عزمت على البحرين والفصل بين الشقين , وانغمست بعدها في إدارة الدورة ومباشرتها , ولم أرجع إليها إلا الآن , فعذراً معاشر النقاد , وحسبي أنها راقت لمن قبلي من الفضلاء.
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[20 Jul 2008, 05:51 م]ـ
بوركتم .. ب و ر ك ت م
هل لي برابط لدروس الشيخ مساعد عن المنهجية في قراءة تفسير ابن كثير
جزاكم الله خيرا لأني لم أجدها هنا ولا في البث المباشر
عاجلاً
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[21 Jul 2008, 06:33 ص]ـ
أخي الكريم صالح
جميع دروس الدورة في طور التصفية والإنتاج وحالما تكتمل نضعها بين أيديكم في الملتقى بإذن الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 Aug 2008, 08:15 م]ـ
نرغب في مواد الدورة، لأنها لم تُسَجَّل على موقع البث الإسلامي ... وجزاكم الله خيرا.
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[20 Oct 2008, 09:21 ص]ـ
الأخوة المشرفين السلام عليكم
للمتابعة ,,
جزيتم خيراً
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[20 Oct 2008, 07:01 م]ـ
أخي الكريم صالح
جميع دروس الدورة في طور التصفية والإنتاج وحالما تكتمل نضعها بين أيديكم في الملتقى بإذن الله.
نود الحصول على مواد الدورة.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 Oct 2008, 10:58 ص]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2008, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
الدروس عند مهندس للصوتيات لمعالجتها، ورفعها قريباً بإذن الله.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[26 Oct 2008, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2008, 11:03 م]ـ
الدرس الأول: معنى التفسير وفضله وحكمه والفرق بينه وبين علوم القرآن.
لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله.
للاستماع:
http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/1Manaaltafsirmusaed.rm
للتحميل: حفظ ( http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/Manaaltafsirmusaed.rar) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2008, 11:05 م]ـ
الدرس الثاني: معنى الاستنباط وأهميته وضوابطه.
لفضيلة الشيخ فهد بن مبارك الوهبي وفقه الله.
للاستماع:
http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/2estenbatfahad.rm
للتحميل: حفظ ( http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/estenbatfahad.rar) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2008, 11:08 م]ـ
الدرس الثالث: تفسير القرآن بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة.
لـ عبدالرحمن بن معاضة الشهري.
للاستماع:
http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/3quranwithquranshehri.rm
للتحميل: حفظ ( http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/quranwithquranshehri.rar) .
ـ[شمس الدين]ــــــــ[13 Nov 2008, 12:06 ص]ـ
بارك الله فيك أيها الشيخ الحبيب، لكن صوت الشيخ مساعد منخفض جدا في الدرس الأول، فهل هو من التسجيل الأصل؟
جزاكم الله خيرا على خدمتكم لكتاب الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شمس الدين]ــــــــ[13 Nov 2008, 12:08 ص]ـ
الصوت ممتاز والإنخفاض من السماعة عندي: p
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[15 Nov 2008, 09:56 ص]ـ
بوركتم
لا خاب سعيكم,,,
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[15 Nov 2008, 12:48 م]ـ
العنوان: جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ: سنن أبي داود.كتاب الزكاة. باب عطية من سأل بالله
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[15 Nov 2008, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2008, 08:42 ص]ـ
الدرس الرابع: تفسير القرآن بأقوال التابعين، واللغة والاجتهاد.
لفضيلة الشيخ فهد بن مبارك الوهبي وفقه الله.
للاستماع:
http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/tafsiraltabeen.rm
للتحميل: حفظ ( http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/tafsiraltabeen.rar) .
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2008, 08:44 ص]ـ
الدرس الخامس: خصائص تفسير السلف.
لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار وفقه الله.
للاستماع:
http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/tafsiralsalaf.rm
للتحميل: حفظ ( http://tafsir.org/audio/sound/bedayah/tafsiralsalaf.rar) .
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[01 Dec 2008, 10:29 ص]ـ
بارك الله فيكم وجعل ذلك في موازين أعمالكم ومن العلم الذي ينتفع به
حملت المحاضرات على جهازي وقد كنت أود لو سجلت على أشرطة كاسيت
ـ[التواقة]ــــــــ[01 Dec 2008, 07:30 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وأجزل لكم المثوبة ..
فقد قرب الله بكم البعيد .. وسهل بكم العسير ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[02 Dec 2008, 10:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[التواقة]ــــــــ[22 Dec 2008, 03:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
فقد أمتعتمونا وأشركتمونا الأجر والمتعة والفائدة ..
ولا زلنا في لهفة وترقب وانتظار لباقي الدروس ..
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[11 Feb 2009, 11:46 ص]ـ
شيخ عبدالرحمن:
ليتني لم أكن أول من طلب هذه الدروس مسجلة
وليتني لم أخص درس الشيخ مساعد حول كيفية القراءة المنهجية لتفسير ابن كثير
فجل الدروس أنزلتها إلا الذي طلبت
غفر الله لك (: (:
مع التحية
ـ[محمد زكريا مقبول أحمد]ــــــــ[13 Feb 2009, 10:51 م]ـ
شكرا جزيلا يا شيخنا الفاضل على هذا الجهد المبذول وجزاكم الله خيرا
ننتظر بقية الدروس بفارغ الصبر
ـ[مصطفى جاد الحق]ــــــــ[15 Feb 2009, 04:09 م]ـ
بارك الله فيكم وفيما تقدمونه وفيما أتحفتمونا به
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زرعة حازم]ــــــــ[23 Jun 2009, 11:51 م]ـ
السلام عليكم وبارك الله فيكم
تكاد الدورة الثانية تبدأ ولما ترفع بقية الدروس يا كرام
ما السبب؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[19 Jul 2009, 03:33 م]ـ
نحتاج دروس الدورة - حفظكم الله -.
ـ[أبو عبدالرحمن البرازيلي]ــــــــ[23 Jul 2010, 04:27 م]ـ
بسم الله ما شاء الله
تم التزيل بفضل الله.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[23 Jul 2010, 09:55 م]ـ
بداية المفسر .. كاملة ( http://www.tafsir.net/vb/t20917.html)(/)
أشكل علي هذا النص في تفسير البغوي
ـ[أبولمار]ــــــــ[24 Jun 2008, 02:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته؛ كما في العنوان عندي بعض الاشكالات في النص التالي "واتفقوا على أن الفاتحة سبع آيات فالآية الأولى عند من يعدها من الفاتحة (بسم الله الرحمن الرحيم) وابتداء الآية الأخيرة (صراط الذين) ومن لم يعدها من الفاتحة قال ابتداؤها "الحمد لله رب العالمين" وابتداء الآية الأخيرة "غير المغضوب عليهم" واحتج من جعلها من الفاتحة ومن السور بأنها كتبت في المصحف بخط القرآن، وبما أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا عبد المجيد عن ابن جريج قال: أخبرني أبي عن سعيد بن جبير (قال) وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87 - الحجر) هي أم القرآن قال أبي وقرأها علي سعيد بن جبير حتى ختمها ثم قال: "بسم الله الرحمن الرحيم" الآية السابعة قال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة، قال ابن عباس: فذخرها لكم فما أخرجها لأحد قبلكم "
وهي:
هل قرأ سعيد بن جبير على (أًٌبي بن كعب)؟ أم على ابي (ابن جريج) وهل هي القراءة المعتبرة بالتواتر أماهي قرآة آية واحدة؟
كيف يقرأ ابن جبير على ابن عباس ثم يقرأ على من دونه في الطبقة؟؟
قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال؛ من هو القائل ابن عباس أم ابن جبير؟
أرجو تحليل النص وتبين المشكل؛ و لقد احترت كثير عند التنقل بين النسخ لوجود اختلاف في تشكيل الكلمات ..
و جزيتم خيرا
ـ[أبولمار]ــــــــ[25 Jun 2008, 07:48 ص]ـ
لا أزال انتظر جوابا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2008, 08:11 ص]ـ
وبما أخبرنا عبدالوهاب بن محمد الكسائي أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الخلال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا عبد المجيد عن ابن جريج قال:
أخبرني أبي (أي والد عبدالملك بن جريج وهو عبدالعزيز بن جريج) عن سعيد بن جبير، قال: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [87 - الحجر] هي أم القرآن.
قال أبي (أي والد ابن جريج): وقرأها عليَّ سعيدُ بن جبيرٍ حتى ختمها ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم) الآية السابعة.
قال سعيد: قرأتُها على ابن عباسٍ كما قرأتُها عليكَ. ثم قال: (بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة).
قال ابن عباس: (فذخرها لكم فما أخرجها لأحد قبلكم).
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أحد الأعلام المشهورين، ذكر بن المديني أنه لم يلق أحداً من الصحابة.
وقال أيضا: لم يسمع ابن جريج من المطلب بن عبدالله بن حنطب، كان يأخذ أحاديثه من بن أبي يحيى عنه. وذكر بن المديني أيضا أصحاب ابن عباس، ثم قال: ولم يلق - يعني ابن جريج - منهم جابر بن زيد ولا عكرمة ولا سعيد بن جبير.
وليس في الكلام إشارةٌ إلى أبي بن كعب، والحديث بين عبدالعزيز بن جريج وسعيد بن جبير. والذي قرأ على ابن عباس هو سعيد بن جبير. وليس في الكلام غشارة إلى أنه يعني بقراءتها ختم القرآن كاملاً وإنما الحديث عن الفاتحة فحسب، مع إن سعيد بن جبير ممن قرأ على ابن عباس كثيراً رحمه الله،
ولعل اللبس وقع بسبب ضبط النص الخاطئ في بعض طبعات البغوي كطبعة ابن حزم مثلاً في مجل واحد فقط ضبطت (أَبِي) هكذا (أُبيّ) والله أعلم.
ـ[أبولمار]ــــــــ[25 Jun 2008, 04:15 م]ـ
جزيت خيرا ياشيخنا الكريم ...
نفس الخطأ في التشكيل موجود في نسخة دار طيبة الأخيرة (الأربعة أجزاء)
عموما قد زال اللبس و لله الحمد .. و لكن عندي سؤال
مالرابط بين تعظيم كتاب الله و تطويل حرف الباء في كلمة البسملة (بسم) و هل المقصود بتدوير الميم (هي كتابتها على شكل دائرة، أي لا يكون رسمها كنقطة) على الرغم بأن مصحف المجمع الحالي عندنا لا يطول الباء و يكتب الميم مسدودة
(هذا الكلام في تفسير البغوي أول سورة الفاتحة)
و لك جزيل الشكر
ـ[أبولمار]ــــــــ[27 Jun 2008, 05:29 م]ـ
لا أزال أنتظر جوابا ..
أو على الاقل دولوني على الكتب التي تبحث مثل هذه المسألة
جزيتم خيرا(/)
أقسام الاستفهام في القرآن الكريم
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 Jun 2008, 11:38 م]ـ
أقسام الاستفهام في القرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد فهذه رسالة مختصرة في أقسام الاستفهام في القرآن قال السيوطي رحمه الله: قال بعض الأئمة: وما جاء في القرآن على لفظ الاستفهام فإنما يقع في خطاب الله على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك الإثبات أو النفي حاصل، وقد تستعمل صيغة الاستفهام في غيره مجازاً وألف في ذلك العلامة شمس الدين ابن الصائغ كتابا سماه روض الأفهام في أقسام الاستفهام قال فيه قد توسعت العرب فأخرجت الاستفهام عن حقيقته لمعان أو أشربته تلك المعاني ولا يختص التجوز في ذلك بالهمزة خلافاً للصفار:
الأول الإنكار والمعنى فيه على النفي وما بعده منفي ولذلك تصحبه إلا كقوله فهل يهلك إلا القوم الفاسقون وهل نجازي إلا الكفور وعطف عليه المنفي في قوله فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين أي لا يهدي ومنه أنؤمن لك واتبعك الأرذلون أنؤمن لبشرين مثلنا أي لا نؤمن أم له البنات ولكم البنون ألكم الذكر وله الأنثى أي لا يكون هذا أشهدوا خلقهم أي ما شهدوا ذلك وكثيراً ما يصحبه التكذيب وهو في الماضي بمعنى لم يكن وفي المستقبل بمعنى لا يكون نحو أفأصفاكم ربكم بالبنين الآية أي لم يفعل ذلك أنلزمكموها وأنتم لها كارهون أي لا يكون هذا الإلزام
الثاني التوبيخ وجعله بعضهم من قبيل الإنكار إلا أن الأول إنكار
إبطال وهذا إنكار توبيخ والمعنى على أن ما بعده واقع جدير بأن ينفي فالنفي هنا غير قصدي والإثبات قصدي عكس ما تقدم
ويعبر عن ذلك بالتقريع أيضا نحو أفعصيت أمري أتعبدون ما تنحتون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين، وأكثر ما يقع التوبيخ في أمر ثابت ووبخ على فعله كما ذكر ويقع على ترك فعل كان ينبغي أن يقع كقوله أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها
الثالث وهو حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عنده قال ابن جني ولا يستعمل ذلك بهل كما يستعمل بغيرها من أدوات الاستفهام وقال الكندي ذهب كثير من العلماء في قوله هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم إلى أن هل تشارك الهمزة في معنى التقرير والتوبيخ إلا أني رأيت أبا علي أبى ذلك وهو معذور لأن ذلك من قبيل الإنكار ونقل أبو حيان عن سيبويه أن استفهام التقرير لا يكون بهل إنما يستعمل فيه الهمزة ثم نقل عن بعضهم أن هل تأتي تقريرا كما في قوله تعالى هل في ذلك قسم لذي حجر
والكلام مع التقرير موجب ولذلك يعطف عليه صريح الموجب ويعطف على صريح الموجب فالأول كقوله تعالى ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل والثاني نحو أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما على ما قرره الجرجاني من جعلها مثل وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً وحقيقة استفهام التقرير أنه استفهام إنكار والإنكار نفي وقد دخل على النفي ونفي النفي إثبات ومن أمثلته أليس الله بكاف عبده ألست بربكم وجعل منه الزمخشري ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير
الرابع التعجب أو التعجيب نحو كيف تكفرون بالله ما لي لا أرى الهدهد
وقد اجتمع هذا القسم وسابقاه في قوله أتأمرون الناس بالبر قال الزمخشري الهمزة للتقرير مع التوبيخ والتعجب من حالهم ويحتمل التعجب والاستفهام الحقيقي ما ولاهم عن قبلتهم
الخامس العتاب كقوله ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله قال ابن مسعود ما كان بين إسلامهم وبين أن عوتبوا بهذه الآية إلا أربع سنين أخرجه الحاكم ومن ألطفه ما عاتب الله به خير خلقه بقوله عفا الله عنك لم أذنت لهم ولم يتأدب الزمخشري بأدب الله في هذه الآية على عادته في سوء الأدب
السادس التذكير وفيه نوع اختصار كقوله ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه
السابع الافتخار نحو أليس لي ملك مصر
الثامن التفخيم نحو ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة
التاسع التهويل والتخويف نحو الحاقة ما الحاقة القارعة ما القارعة
العاشر عكسه وهو التسهيل والتخفيف نحو وماذا عليهم لو آمنوا
(يُتْبَعُ)
(/)
الحادي عشر التهديد والوعيد نحو ألم نهلك الأولين
الثاني عشر التكثير نحو وكم من قرية أهلكناها
الثالث عشر التسوية وهو الاستفهام الداخل على جملة يصح حلول المصدر محلها نحو سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم
الرابع عشر الأمر نحو أأسلمتم أي أسلموا فهل أنتم منتهون أي انتهوا أتصبرون أي اصبروا
الخامس عشر التنبيه وهو من أقسام الأمر نحو ألم تر إلى ربك كيف مد الظل أي انظر ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة ذكره صاحب الكشاف عن سيبوبه ولذلك رفع الفعل في جوابه وجعل منه قوله فأين تذهبون للتنبيه على الضلال وكذا ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه
السادس عشر الترغيب نحو من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا هل أدلكم على تجارة تنجيكم.
السابع عشر النهي نحو أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه بدليل فلا تخشوا الناس واخشون ما غرك بربك الكريم أي لا تغتر.
الثامن عشر الدعاء وهو كالنهي إلا أنه من الأدنى إلى الأعلى نحو أتهلكنا بما فعل السفهاء أي لا تهلكنا.
التاسع عشر الاسترشاد نحو أتجعل فيها من يفسد فيها
العشرون التمني نحو فهل لنا من شفعاء
الحادي والعشرون الاستبطاء نحو متى نصر الله
الثاني والعشرون العرض نحو ألا تحبون أن يغفر الله لكم
الثالث والعشرون التحضيض نحو ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم
الرابع والعشرون التجاهل نحو أأنزل عليه الذكر من بيننا
الخامس والعشرون التعظيم نحو من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
السادس والعشرون التحقير نحو أهذا الذي يذكر آلهتكم أهذا الذي بعث الله رسولا ويحتمله وما قبله قراءة من فرعون
السابع والعشرون الاكتفاء نحو أليس في جهنم مثوى للمتكبرين
الثامن والعشرون الاستبعاد نحو وأنى له الذكرى
التاسع والعشرون الإيناس نحو وما تلك بيمينك يا موسى
الثلاثون التهكم والاستهزاء نحو أصلاتك تأمرك ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون
الحادي والثلاثون التأكيد لما سبق من معنى أداة الاستفهام قبله كقوله أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار قال الموفق عبد اللطيف البغدادي أي من حق عليه كلمة العذاب فإنك لا تنقذه فمن للشرط والفاء جواب الشرط والهمزة في أفأنت دخلت معادة مؤكدة لطول الكلام وهذا نوع من أنواعها وقال الزمخشري الهمزة الثانية هي الأولى كررت لتوكيد معنى الإنكار والاستبعاد
الثاني والثلاثون الإخبار نحو أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا هل أتى على الإنسان
تنبيهات
الأول
هل يقال إن معنى الاستفهام في هذه الأشياء موجود وانضم إليه معنى آخر أو تجرد عن الاستفهام بالكلية قال في عروس الأفراح محل نظر قال والذي يظهر الأول قال ويساعده قول التنوخي في الأقصى القريب إن لعل تكون للاستفهام مع بقاء الترجي قال ومما يرجحه أن الاستبطاء في قولك كم أدعوك معناه أن الدعاء وصل إلى حد لا أعلم عدده فأنا أطلب أن أعلم عدده والعادة تقضي بأن الشخص إنما يستفهم عن عدد ما صدر منه إذا كثر فلم يعلمه وفي طلب فهم عدده ما يشعر بالاستبطاء، وأما التعجب فالاستفهام معه مستمر فمن تعجب من شيء فهو بلسان الحال سائل عن سببه فكأنه يقول أي شيء عرض لي في حال عدم رؤية الهدهد وقد صرح في الكشاف ببقاء الاستفهام في هذه الآية، وأما التنبيه على الضلال فالاستفهام فيه حقيقي لأن معنى أين تذهب أخبرني إلى أي مكان تذهب فإني لا أعرف ذلك وغاية الضلال لا يشعر بها إلى أين تنتهي، وأما التقرير فإن قلنا المراد به الحكم بثبوته فهو خبر بأن المذكور عقيب الأداة واقع أو طلب إقرار المخاطب به من كون السائل يعلم فهو استفهام يقرر المخاطب أي يطلب منه أن يكون مقرا به وفي كلام أهل الفن ما يقتضي الاحتمالين والثاني أظهر وفي الإيضاح تصريح به ولا بدع في صدور الاستفهام ممن يعلم المستفهم عنه لأنه طلب الفهم أما طلب فهم المستفهم أو وقوع فهم لمن لم يفهم كائنا من كان وبهذا تنحل إشكالات كثيرة في مواضع الاستفهام ويظهر بالتأمل بقاء معنى الاستفهام مع كل أمر من الأمور المذكورة انتهى ملخصاً.
الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 212 – 215.(/)
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Jun 2008, 01:06 ص]ـ
تفسير الآيات الكريمة:
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227) (سورة الشعراء) من تفسير الإمام البغوي
وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225)
قوله عز وجل: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} قال أهل التفسير: أراد شعراء الكفار الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر مقاتل أسماءهم، فقال: منهم عبد الله بن الزبعري السهمي، وهبيرة بن أبي وهب المخزومي، ومشافع بن عبد مناف. وأبو عزة بن عبد الله الجمحي، وأمية بن أبي الصلت الثقفي، تكلموا بالكذب وبالباطل، وقالوا: نحن نقول مثل ما يقول محمد. وقالوا الشعر، واجتمع إليهم غواة من قومهم يستمعون أشعارهم حين يهجون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويروون عنهم وذلك (1). قوله: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} هم الرواة الذين يروون هجاء [النبي صلى الله عليه وسلم و (2) المسلمين. وقال قتادة ومجاهد: الغاوون هم الشياطين. وقال الضحاك: تهاجى رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الأنصار والآخر من قوم آخرين، ومع كل واحد منهما غواة من قومه، وهم السفهاء فنزلت هذه الآية. وهي رواية عطية عن ابن عباس (3). {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ} [من أودية الكلام] (4) {يَهِيمُونَ} جائرون وعن طريق الحق حائدون، والهائم: الذاهب على وجهه لا مقصد له.
__________
(1) انظر: زاد المسير: 6/ 150.
(2) ما بين القوسين ساقط من "أ".
(3) الطبري: 19/ 127، وعزاه السيوطي أيضا لابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس.
(4) ما بين القوسين ساقط من "أ".
يتبع: =
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Jun 2008, 01:07 ص]ـ
= بقية:
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، أخبرنا أبو عيسى الترمذي، حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا جعفر بن سليمان، حدثنا ثابت، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء وابن رواحة يمشي بين يديه ويقول: خَلُّوا بَنِي الكفَّارِ عن سَبيلهِ ... اليومَ نضربُكم على تنزيلهِ
ضربًا يُزيل الهَامَ عن مَقِيْلهِ ... ويُذْهِلُ الخليلَ عن خلِيلِه
فقال له عمر: يا ابنَ رواحةَ بين يديْ رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي حَرَم الله تقول الشعر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خلِّ عنه يا عمر، فلهي أسرع فيهم من نَضْحِ النَّبْلِ" (1) أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا حجاج بن منهال، حدثنا شعبة، أخبرني عدي أنه سمع البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: "اهجهم أو هاجهم وجبريل معك" (2).
أخبرنا عبد الله بن عبد الصمد الجوزجاني، أخبرنا أبو القاسم الخزاعي، أخبرنا الهيثم بن كليب، حدثنا أبو عيسى، حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري وعلي بن حجر -المعنى واحد-قالا حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم 53/ب يضع لحسان بن ثابت منبرًا في المسجد يقوم عليه قائمًا يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يُؤيّد حَسانَ بروح القدس، ما ينافح أو يفاخر عن رسول الله" (3). أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر، أخبرنا عبد الغفار بن محمد، حدثنا محمد بن عيسى الجلودي، حدثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، حدثنا مسلم بن الحجاج، حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث،
__________
(1) أخرجه الترمذي في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر: 8/ 138 - 140، وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضا عن معمر عن الزهري في غير هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء، وكعب بن مالك بين يديه. وهذا أصح عند بعض أهل الحديث؛ لأن عبد الله بن رواحة قتل يوم مؤتة، وإنما كانت عمرة القضاء بعد ذلك"، وأخرجه أيضا في كتابه المفرد الشمائل المحمدية ص (145)، وأخرجه النسائي في المناسك، باب إنشاد الشعر في الحرم .. 2/ 25 - 26، وأبو نعيم في الحلية: 6/ 292، والمصنف في شرح السنة: 12/ 374، وانظر: فتح الباري: 7/ 502، سلسة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم (593).
(2) أخرجه البخاري في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة: 6/ 304، وفي المغازي: 7/ 416، وفي الأدب: 10/ 546، ومسلم في فضائل الصحابة، باب فضائل حسان برقم (2486): 4/ 1933، والمصنف في شرح السنة: 12/ 377.
(3) أخرجه الترمذي في الأدب، باب ما جاء في إنشاد الشعر: 8/ 137، وقال: "هذا حديث حسن غريب صحيح"، وأخرجه في الشمائل ص (147)، وصححه الحاكم: 3/ 487، والمصنف في شرح السنة: 12/ 377. وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني: 3/ 177.
يتبع: =
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Jun 2008, 01:08 ص]ـ
بقية: =
وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ (227)
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان ينشد الشعر في المسجد ويستنشده؛ فروي أنه دعا عمر بن أبي ربيعة المخزومي فاستنشده القصيدة التي قالها فقال: أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر
فأنشده ابن أبي ربيعة القصيدة إلى آخرها، وهي قريبة من سبعين بيتًا، ثم إن ابن عباس أعاد القصيدة جميعها، وكان حفظها بمرة واحدة. {وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا} أي: لم يشغلهم الشعر عن ذكر الله، {وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} قال مقاتل: انتصروا من المشركين، لأنهم بدءوا بالهجاء. ثم أوعد شعراء المشركين فقال: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} أشركوا وهجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) {أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} أي مرجع يرجعون بعد الموت. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إلى جهنم والسعير. والله أعلم (2).
__________
(1) وقيل المراد بهم أهل مكة، وقيل: الذين ظلموا من المشركين، والصحيح أن هذه الآية عامة في كل ظالم. انظر: تفسير ابن كثير: 3/ 356.
(2) قطعة من حديث تقدم تخريجه، أخرجه البخاري في النكاح: 9/ 104، ومسلم في النكاح أيضا: 2/ 1020.
انتهى
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 Jul 2008, 04:05 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الخير.
ولعل مانفهمه من حديثك النافع، أن ماتوجه في القرآن من الذم للشعر والشعراء، جاء في أسباب خاصة، وفئة محددة، وعليه فإن العبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، فإن صح فكيف نوجهها - في هذا الباب- خروجا مما عليه الجمهور، من كون العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب؟
أرجو البيان مشكورا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
لكل طالب تحقيق، من أراد أن يتدرب على التحقيق فعليه بقراءة هذا التحقيق لهذا التفسير!
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[25 Jun 2008, 07:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا رب تسليماً كثيراً ...
مشائخي الكرام، سمعت كلاماً للعلامة د. عبدالكريم بن عبدالله الخضير - حفظه الله من كل سوء ومكروه- يتحدث عن تحقيق الشيخ العلامة أحمد شاكر -غفر الله ذنبه-، لتفسير الطبري، حيث ذكر هذا التحقيق بكلامٍ ماتعٍ في شرحه لسنن الترمذي كتاب الطهارة، حيث قال -حفظه الله-:
(ضرب الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- أروع الأمثله في التحقيق الراقي الذي يليق بطالب العلم أن يحذوا حذوه، وذلك لما بذل من جهد جهيد واضح للعيان في تحقيقه لهذا الكتاب العظيم، ثم قال: ومن أراد أن يعلم كيفية التحقيق ويتدرب على ذلك وكان مريداً للتحقيق وطالباً لذلك فليتدبر ذلك التحقيق ليعلم حقيقة التحقيق ... ) أ. هـ بتصرف
فقد شدني كثيراً هذا الكلام من هذا العالم المبارك -نحسبه والله حسيبه- عن هذا التفسير وتحقيق العلامة/ أحمد شاكر -غفر الله ذنبه- لهذا الكتاب، وذلك لما تميز به الشيخ العلامة عبدالكريم الخضير باطلاعه على الكتب ومعرفته بأميز الطبعات من ضدها -وقل نظيره في هذا المسلك-
وعلى الرغم من عدم إطلاعي على ذلك التحقيق لتفسير الطبري، إلا أنني رأيت استفادة الشيخ عبدالكريم من ذلك في تحقيقه لفتح المغيث شرح ألفية الحديث للإمام العراقي (رسالة الدكتوارة) الجزء الأول منه، ورأيت غزارة علم قد حواه ذلك التحقيق ...
فقلت: هذه ولابد رسالة ينقلها لنا الشيخ -حفظه الله- لما استفاده من تحقيق الشيخ أحمد شاكر وتتلمذه على ذلك ...
فمن يفيدنا عن ذلك التحقيق للشيخ أحمد شاكر؟ وما الدار التي طبعة هذه النسخة من التحقيق؟ وكم سعره؟
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2008, 07:30 ص]ـ
انظر:
1 - محمود محمد شاكر وتحقيق تفسير الإمام الطبري رحمه الله ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=70).
2- تفسير الطبري بتحقيق محمود شاكر على الانترنت ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=35).
3- * الذي حقق وخرج أحاديث تفسير ابن جرير هو: محمود شاكر, وليس أحمد شاكر** ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2684)
وغيرها من الموضوعات في الملتقى التي تناولت هذا التحقيق.(/)
ما الحكمة في كون البحر مالحاً؟؟
ـ[مغرم عثمان]ــــــــ[27 Jun 2008, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فمن المعلوم والمتقرر أن الله لا يخلق شيئ ولا يقدر شيئ إلا بحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها.
منها خلق البحر مالح .. لماذا لم يخلق البحر عذبا حتى تتحقق مصالح الناس .. وهذا التساؤل له إجابة وهي: ماذكره الشيخ السعدي رحمه الله (ص 686 من تفسيره عند قوله تعالى (وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ... )
يقول الشيخ في معرض كلامه: وأن يكون البحر ملحاً أجاجاً لئلا يفسد الهواء بروائح مايموت في البحر من الحيوانات.
ولأنه ساكن لا يجري فملوحته تمنعه من التغير .... إلخ ماقال رحمه الله
فسبحان الله وبحمده ما أعظمه ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه اللطيفة النافعة
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[07 Jul 2008, 09:14 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، ورحم الشيخ السعدي
وهذه الفائدة قد سَبق إليها ابن كثير -رحمه الله- عند تفسيره لقوله تعالى: "أَمْ مَنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) " [النمل:61]، حيث يقول:
" {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا} أي: جعل بين المياه العذبة والمالحة حاجزًا، أي: مانعًا يمنعها من الاختلاط، لئلا يفسد هذا بهذا وهذا بهذا، فإن الحكمة الإلهية تقتضي بقاء كل منهما على صفته المقصودة منه، فإن البحر الحلو هو هذه الأنهار السارحة الجارية بين الناس. والمقصود منها: أن تكون عذبةً زلالاً تسقى الحيوان والنبات والثمار منها. والبحار المالحة هي المحيطة بالأرجاء والأقطار من كل جانب، والمقصود منها: أن يكون ماؤها ملحًا أجاجًا، لئلا يفسد الهواء بريحها، كما قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا} [الفرقان: 53] " أ. هـ.
ولا أعلم هل سُبق ابن كثير -رحمه الله- بهذا من قِبل بعض المفسرين أم لا؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[07 Jul 2008, 11:52 م]ـ
من الطبيعي أن يفيد المتأخر من المتقدم لذا سكتنا عن ذلك عمداً فتدبر.
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[15 Jul 2008, 01:13 ص]ـ
أنا لم أستدرك على الأخ مغرم عثمان جزاه الله خيراً، وإنما من باب إتمام الفائدة وذكر علو الإسناد ذكرت أسبقية ابن كثير -رحمه الله- فتدبر.
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[16 Jul 2008, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Jul 2008, 06:45 م]ـ
نفع الله جمْع هذا الملتقى الكريم بالعلم والعمل، وأقول إن الاستدراك باب من أبواب التأليف والتثمير العلمي، وخاصة في الملتقيات، ولكن لو تفضلت يا أخ عبد الرحمن بمقدمة بين يدي مشاركتك الأولى تشابه ما تفضلت به في المشاركة الأخيرة لكان الخير العظيم، ولعلك معي في أن ما أورتَّه تجذير للمعلومة ولا علاقة له بالاسناد حديثياً فتأمل.
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[29 Jul 2008, 01:12 ص]ـ
الدكتور الفاضل/ عبد الفتاح وفقك الله.
أظن أننا خرجنا بموضوع الأخ الفاضل مغرم عثمان وفقه الله عن مضمونه.
ولكن نقطة أخيرة أقولها:
إن قولي علو الإسناد لايلزم منه السند الحديثي المتمثل بسلسلة رجال الإسناد كما تبادر إلى ذهنك، وإنما أردت علو إسناد الفائدة -أي لمتقدم في الزمن وعالي في الرتبة-، فكلما تقادم عهدها -أي الفائدة- قويت قيمتها العلمية، وهذا واضح من سياق كلامي لمن تأمله.
وأظنك لا تختلف معي بأنه لا مشاحة في الاصطلاح، فسمِّها بما شئت أخي الكريم.
وتقبل وافر الاحترام والتقدير
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[29 Jul 2008, 02:03 ص]ـ
جاءتني رسالة على بريدي الإلكتروني أذكرها إتماماً للفائدة وهي:
الفاضل الأستاذ عبد الرحمن المطيري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
سبق ابن هبيرة ت: 560 هـ بذكر هذه الفائدة حيث قال رحمه الله: البحر محيط بالأرض وخلجانه تتخلل الأرض، والريح تهب على الماء، وتمر على الأرض، فيعتدل النسيم بالرطوبة، ولو كان ماء البحر عذبا لأنتن؛ لكونه واقفاً، فكانت الريح إذا هبت عليه أوقعت الوباء في الخلق، ولكنه جُعل مالحاً؛ ليحصل منه نفع الرطوبة ولا يقع به فساد. الذيل على طبقات الحنابلة (2/ 158) ط/ العبيكان.
محبك / عبد العزيز الخزيم
أ. هـ.
شكر الله للأخ الفاضل/ عبد العزيز الخزيم -وفقه الله- هذه الفائدة، وجعلها في ميزان حسناته، وأشكر له حسن طرحه. زادني الله وإياه وجميع المسلمين من فضله العظيم.(/)
زاد المسير لابن الجوزى ما أفضل طبعاته و اين أجدها فى مصر؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[27 Jun 2008, 03:35 ص]ـ
و جزاكم الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:15 م]ـ
أفضل طبعاته - كما سبق ذلك مراراً في الملتقى - هي طبعة زهير الشاويش في المكتب الإسلامي، وقد صدرت أول مرة في تسعة مجلدات. ثم طبعت مؤخراً في مجلد واحد بخط دقيق بنفس التحقيق. ولا أدري أين تجدها في مصر فأنتم أدرى بمصر لكن أحسبك تجدها في مكتبات كثيرة في القاهرة حول الجامع الأزهر وربما تجدها أيضاً في مكتبة مدبولي بشارع طلعت حرب.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[05 Jul 2008, 12:02 ص]ـ
ومكتبة دار الحديث أمام جامعة الأزهر القديمة بالدراسة.
ومكتبة السنة في نفس المكان من القاهرة حارة الدخاخني، والمجلد العربي شارع الأزهر.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[09 Jul 2008, 01:01 ص]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Jul 2008, 11:28 ص]ـ
هناك طبعة أخرى صدرت عن دار الفكر، وهي في ثمان مجلدات، وتتميز عن طبعة المكتب الإسلامي برجوعها إلى نسخة محفوظة في الأزهرية، وفيها زيادات على نسخة المكتب الإسلامي.(/)
موسى والخضر: فقه "الانطلاق" الى الواقع
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[27 Jun 2008, 12:26 م]ـ
موسى والخضر .. فقه «الانطلاق» إلى الواقع
http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=48251&issueNo=185&secId=23
2008-06-26
أحمد خيري العمري*
السرد القرآني لقصة موسى والخضر يمتلك عدة مستويات للقراءة، كل مستوى منها لا يلغي الآخر، بل يتكامل معه، ويتدرج معه إلى المستوى العام الشامل، وكل هذه المستويات بريئة تماماً مما رسب في الخيال الشعبي من القصة، التي حولت الخضر إلى شخصية أسطورية لم تذُق طعم الموت، ونسجت في ذلك القصص والحكايات، وجعلت له مقاما يستحق النذور في كل بلد، وهذا كله هو النقيض تماماً، ليس من السرد القرآني لهذه القصة فحسب، بل من كل ما أراده لنا القرآن ومن كل مقاصده وأهدافه.
محور قصة موسى والخضر، في جوهرها، هو النزول بالفكر والعقيدة إلى الواقع، إلى التفاعل الاجتماعي الحقيقي الذي يدخل هذا الفكر كطرف في معادلة البناء الاجتماعي، إنه النزول بالنظرية من إطار التنظير إلى إطار التطبيق، حيث المحك الحقيقي لمصداقيتها، فقوة أية نظرية، في النهاية، ليست في تماسكها ضمن إطارها الفكري وجدالها مع النظريات الأخرى، ولكن قوتها هي في صمودها عندما تتفاعل مع الواقع وتمكنها من الإثمار فيه والوصول إلى أهدافها عبره .. امتحان أية نظرية هو في تمكنها من إثبات أن ما تنادي به ليس مجرد شعارات برّاقة، بل هو حقيقة يمكن الوصول إليها .. والانتقال من الإطار النظري إلى الإطار التطبيقي والنجاح هناك أصعب بكثير من البقاء في أسر النظرية .. قصة موسى والخضر تفتح أعيننا على ذلك، فإذا بها تقدم لنا رؤية جديدة للعلاقة بين الشريعة والحياة، وتقدم لنا زاوية أكثر انفراجاً ننظر فيها ومن خلالها لكلٍّ من أحكام الشريعة وأحكام الحياة، فإذا بالاثنين يلتحمان معاً، بدلاً من انفصالهما المزعوم، وبدلاً من الهوة التي يشتكي منها الجميع، نجد ذلك التماهي بين الاثنين الذي يرفع مستوى الحياة، ويخرج الشريعة من رفوف الكتب وأطر التنظير.
على درب الالتحام بين الشريعة والحياة، تأخذنا قصة موسى والخضر، من الرؤية الجزئية للنصوص، إلى الرؤية الشمولية لها، ومن الفهم «التبعيضي» إلى الفهم «الشمولي»، ومن الألواح الحجرية الجامدة التي نحتت عليها هذه النصوص، إلى واقع تشكله النصوص.
أول ما يلفت النظر في السياق القرآني هو أن موسى، كليم الله، صاحب المنزلة الرسولية المهمة، والأعلى قطعاً في زمانه، لم يتردد -رغم مكانته- في السفر لغرض التعلم وطلب العلم، ولكن فلننتبه هنا أن هذا ليس مجرد تواضع طالب العلم، بل معرفته المسبقة أن النزول من المكتبة أو البرج العالي يتطلب علماً إضافياً، علم ما بين السطور، علم روحية النص ومقصده، وذلك لا يحدث إلا بالجمع بين النص والواقع، عبر رؤية شمولية لكل من النص والواقع، وهنا تأتي تلك الإشارة المذهلة إلى عزم موسى على الوصول إلى مجمع البحرين {وَإِذْ قالَ مُوسَى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً} [الكهف: 60]، فمجمع البحرين هنا، كناية عن ذلك التلاحم والالتقاء الفعال بين أمرين مهمين، بين النص -الذي سيظل مهماً حتى في حرفيته- وفقهه وفهمه بشكل يجعل حروفه تثمر وتنتج واقعاً جديداً .. شيء آخر يلفت النظر هنا، وهو أن موسى يحدد الرشد، كمطلب أساس، وليس العلم فحسب {قالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكُ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمّا عُلِّمْتَ رُشْداً} [الكهف: 66]، فليس العلم هو ما ينقص موسى، ولكنه يريد الرشد، أي: كيف يكون هذا العلم الذي عنده ضمن منظومة موصلة إلى الحق؟ أي أنه ليس العلم المجرد .. ليس العلم فحسب. بل العلم الموصل إلى بناء المجتمع من جديد. يلفت النظر أيضاً هنا في ردّ الخضر أمران اثنان، الأول: أن الخضر طالبه بالصبر ابتداءً {قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً} [الكهف: 67]، وهذا يشير إلى صعوبة المهمة ووعورة الطريق الفاصلة بين النقطتين، الثاني: هو أن الصعوبة يحددها الخضر في «عدم الإحاطة» {وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً} [الكهف: 68]، أي: أن المشكلة هي في فهم تجزيئي، فهم تبعيضي، لا يرى من الأمور غير بعض الجزئيات التي تجعل من الإثمار ومن إنتاج الواقع الجديد
(يُتْبَعُ)
(/)
أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً، أما «الإحاطة» التي أشار إليها الخضر، فهي ذلك الفهم الشمولي الذي فيه الكل غير منفصل عن الجزء، والتفاصيل منتظمة داخل منظومة أوسع، بشكل يجعلها فاعلة ومتفاعلة .. كل ما علمه الخضر لموسى كان يرتكز على إزالة الفهم الجزئي -للنص أو للواقع- وعلى إحلال رؤية شمولية تجمع النص بالواقع.
الرحلة فيها ثلاثة مواقف، يجعلنا السياق القرآني نمر فيها أولاً ونحن نرى بعدسة سيدنا موسى، فنكاد نهب معه معترضين على ما نرى، ثم يجعلنا السياق القرآني نمر على المواقف نفسها ولكن هذه المرة ونحن نرى بعين الخضر، فنرى كل شيء مختلفاً، ونوافق على ما فعل الخضر كما لو أننا لم نعترض قبل قليل، والفرق بين موقفنا في الحالتين هو الفرق بين الحكم المبني على الرؤية التجزيئية، والآخر المبني على الرؤية الشمولية .. في الموقف الأول، وعبر الرؤية التجزيئية نرى (السفينة)، ونرى الخرق الذي أحدثه الخضر، فلا نرى غير النتيجة المباشرة لهذا، ولذلك نقف مع اعتراض سيدنا موسى، لكن عبر الرؤية الشمولية، تتسع زاوية الرؤية فنرى السفينة ضمن محيطها الاجتماعي الأوسع، فلا تبقى السفينة مجرد ألواح وخشب، مجرد وجود فيزيائي، بل تصير مرتبطة بالنسيج الاجتماعي الذي يرتبط بهذه السفينة، فإذا عليها مساكين يعملون في البحر، ووراءهم ملك يغتصب ما يحلو في عينه من الممتلكات وبضمنها السفن، وهكذا سيبدو أمر المحافظة على السفينة، ولو بعيب، ولو بتعرضها لخطر يستطيع عمالها إصلاحها لاحقاً، أهم من المحافظة على سلامة ألواحها وخشبها، مقابل اغتصاب الملك لها.
في الموقف الثاني نرى أولاً «الغلام»، مجرد غلام لم يرتكب ما يستحق أن يُقتل من أجله، لذلك سنرى موسى محقاً في اعتراضه، لكننا لاحقاً نرى أن الغلام ليس معزولاً عن وسطه الاجتماعي، وأن له تأثيراً سلبياً على أقرب المقربين له: أبويه. إنه ذلك «الابن» الذي تتبين ملامح عقوقه وجحوده مبكراً، وتكون إزالته المبكرة، على ما في ذلك من ألم، أقل إيلاماً من الإبقاء عليه وعلى مشاكله وعلى ما سينتج عنه من سلبيات يكبر حجمها مع الوقت، لذلك فإن (قتله) هنا وفي هذه المرحلة، وبينما أبواه لا يزالان قادرين على الإنجاب، سيسبب لهما الألم حتماً، لكنه سيدفعهما إلى تكرار الإنجاب.
في الموقف الثالث نرى موسى والخضر وهما بحاجة إلى طعام وضيافة، وهنا سيكون من حق موسى المطالبة بأجر يقيم أودهما لقاء ما أقامه الخضر من جدار كان آيلاً للسقوط، لكن الرؤية الأوسع ستجعلنا نرى مجتمعاً آيلاً للسقوط، وليس فقط جداراً متهاوياً، مجتمعاً بلغَ أفراده حداً من الفردية والانغلاق لدرجة أن المجتمع مقبل على التشظي، الرؤية الأولى تجعلنا نرى جداراً يشرف على السقوط ومعدتين خاويتين، أما الرؤية الثانية فهي تجعلنا نرى بناءً اجتماعياً يشرف على السقوط وفقدانا آتياً لكل قيم العدالة والتكافل الاجتماعيين، «إقامة الجدار» هنا كانت عملاً ترميمياً يمد في عمر البناء، من دون أن يعني ذلك أن هذا هو الحل، فهذا المجتمع كان يحتاج إلى جيل جديد قادم (ممثلاً في الغلامين اليتيمين، النبتة الصالحة التي ذاقت معنى الظلم الاجتماعي)، وهو جيل سيستطيع أن يستثمر الكنز الدفين عبر هدم واعٍ لأسس هذا البناء الاجتماعي، هدم بتخطيط مسبق، وليس مجرد انهيار عشوائي .. أي: أن إقامة الجدار هنا كانت إطالة لعمره إلى حين الوقت الذي يجب أن يهدم فيه تماماً.
لكن لماذا لم يأخذ الخضر الأجر؟ ليس فقط لأن الاستثمار الأهم بعيد المدى كان في الكنز، ولكن لأن المطالبة بالأجر، بعد إقامة الجدار، قد تجعل صنفاً كهذا من الناس، يندفع إلى هدّ الجدار من أجل التهرب من دفع الأجر، وكان هذا سيكشف الكنز، لذا كان يجب تناسي الأمر من أجل ذلك الاستثمار ربحاً، الذي سيأتي على يد جيل آخر، قادم لا محالة.
الخرق الذي أحدثه الخضر لم يكن في السفينة فقط، بل كان خرقاً في ذلك الفكر التجزيئي الذي يجعلنا نعجز عن رؤية ما هو أبعد من أطراف أنوفنا. إنه خرق يجعلنا نرى العالم من زاوية أوسع، زاوية أكثر شمولية وانفراجاً، فإذا بالنصوص تتمكن من المساهمة في إعادة بناء العالم، بدلاً من أن نجدها متخبطة وقد سلبت منها فاعليتها.
ما يلفت النظر هنا، أن كل موقف من هذه المواقف الثلاثة، ابتدأ بـ (وانطلقا)، كما لو أن نقطة الانطلاق الحقيقي إلى الواقع يجب أن تمتلك عدة الفهم الشمولي، لكي تتمكن من إعادة تشكيل الواقع .. لا الذوبان فيه مع الرؤية التجزيئية .. كما لو أن الانطلاق إلى النهضة الحقيقية لا يمكن إلا من هذه المنصة: منصة الفهم الشمولي.
وسيكون من المؤسف جداً هنا، أن نرى كيف تحول هذا السرد الباعث للحياة إلى مادة أسطورية مليئة بالخرافات عن رجل لم يعرف الموت .. وله في كل بلد مقام تقدَّم له نذور هي بالتأكيد المثال العملي لكل ما هو ليس من الإسلام.
مقام الخضر الحقيقي ليسَ هناك. بل مقامه هنا. في هذا السرد القرآني لعملية النزول إلى الواقع .. وعندما نبث الحياة في الفهم الشمولي المنبعث من هذا السرد، فإن الواقع سيخضر ويثمر .. وستنهار تلك الهياكل الخرافية، التي كانت آيلة للسقوط طول هذه الفترة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Jun 2008, 07:01 م]ـ
جزى الله خيرا الكاتب الأستاذ أحمد خيري والناقل الأستاذ عزام عز الدين على ما تم تسطيره في رحاب هذه القصة الموحية، فالاستنتاج ما شاء الله.أسأل الله أن ينفع به
وأحب أن أحي كل من يستلهم روح القرآن الكريم ويسقطه على الواقع الموافق لروح النص.
ولكن ثمت عبارات كنت أتمنى صياألا تكون كقوله:" المنزلة الرسولية"؟؟
"فمجمع البحرين هنا، كناية عن ........................... "؟؟
" عدسة سيدنا موسى"؟؟
" وبينما أبواه لا يزالان قادرين على الإنجاب"؟؟؟
هذه عبارات تحتاج إلى تحرير فتأمل
مع تحياتي
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Jun 2008, 01:23 ص]ـ
هل من تحليل لابطال الفهم الخيالي للقصة!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Jun 2008, 05:10 ص]ـ
برجاء إيضاح ما تريده يا أخ مصطفى رعاك الله.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Jun 2008, 12:41 ص]ـ
قصدت ماذكر العمري
وكل هذه المستويات بريئة تماماً مما رسب في الخيال الشعبي من القصة، التي حولت الخضر إلى شخصية أسطورية لم تذُق طعم الموت، ونسجت في ذلك القصص والحكايات، وجعلت له مقاما يستحق النذور في كل بلد،
وغيرها مما تتناقله الكتب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Jun 2008, 11:02 م]ـ
إبطال الفهم الخيالي للقصة القرآنية يكمن في يقين المسلم الذي لا يداخله شك بأن القصة القرآنية قصة حقيقية بعيدة عن سيناريوهات الناس وحبكاتهم الفنية، لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} {يوسف111} فالواقعية تبطِل الفهم الخيالي، وصدور القصص من رب العالمين يبطِل الفهم الخيالي، وثبوتها في المصحف يبطل الفهم الخيالي، فالخيال عالم بلا حقيقة، بل الخيال ضد الواقعية، وبيان ذلك يقع على العلماء.(/)
وصايا نفيسه لمعلم القرآن للإمام النووي
ـ[جمال القرش]ــــــــ[27 Jun 2008, 01:17 م]ـ
وَصَايَا نفيسه لِمُعَلمِ القُرءان، وطالبِ العِلمِ للإمام النووي - رحمه الله - من كتاب التبيان
1 - التخلق بالمحاسن التي ورد الشرع بها
قَالَ الإِمَامُ النَّووي رَحِمَهُ اللهُ: " ينبغي للمعلِّم أن يتخلَّق بالمحاسن التي وردَ الشرع بها، والخِلال الحميدة، والشِّيمِ المَرْضيَّة التي أرشدَ الله إليها من الزَّهادة في الدنيا والتقلل منها، وعدَم المُبَالاة بها وبأهلها (2)، والسَّخَاء والجُّود (3) ومَكَارم الأخلاق (4)، وطلاقَةِ الوجه مِن غير خُرُوج إلى حدِّ الخلاعةِ، والحِلْم والصبرِ، والتنزه عَن دنيء المكاسب، وملازمةِ الورعِ والخشوعِ والسَّكينة والوَقَار (5)، والتواضُع والخُضُوع (6)، واجتناب الضحك والإكثار من المزاح، وملازمة الوظائف الشرعية، كالتنظُّف بإزالة الأوساخ، والشعور التي ورد الشرع بإزالتها، كقصِّ الشارب، وتقليم الأظفار، وتسريح اللحية، وإزالة الروائح الكريهة والملابس المكروهة. وليَحْذَر كُلّ الحذَرِ من الحَسَدِ والرِّياءِ، والعُجْبِ، واحتِقار غيره، وإن كان دُونَه.وينبغي أن يستعملَ الأحاديثَ الواردة في التسبيح والتهليلِ ونحوهِمَا من الأذكار والدعوات، وأن يراقب الله تعالى في سرِّه وعلانيته، ويحافظ على ذلك، وأن يكون تعويلُهُ في جميع أموره على الله تعالى.
2 - أن يرفُقَ بمَن يقرأ عليه وقال رَحِمَهُ اللهُ: "وينبغي له أن يرفُق بمن يقرأ عليه، و يرحب به ويُحسِن إليه، فقد رَوَيْنَا عن أبي هارون العبْدِي قال: كنا نأتي أبا سعيد الخدري رضي الله عنهما، فيقولُ: مَرْحَبًا بوصية رسول الله ? إن النبي ? قال: " إِنَّ النَّاسَ لَكُمْ تَبَعٌ وَإِنَّ رِجَالاً يَأْتُونَكُمْ مِنْ أَقْطَارِ الأَرْضِ يَتَفَقَّهُونَ فِي الدِّينِ فَإِذَا أَتَوكُمْ فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا "رواه الترمذي/2650.
3 - أن يبذل لهم النصيحة
قال رَحِمَهُ اللهُ: "وينبغي أن يبذل لهم النصيحة فإنَّ رسولَ الله ? قَالَ: " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"رواه مسلم/55.
ومن النَّصيحةِ لله تعالى ولكتابه إكرام قارئه وطالبه، وإرشادُهُ إلى مصلحته، والُّرفق به (
1)، ومساعدته على طلبه بما أمكنه، وتألُّف قلب الطالب، وأن يكونَ سمْحًا بتعليمِه (2) في رِفْقٍ، مُتلطفًا بِه (3)، ومُحرِّضًا له على التعلُّم، وينبغي أن يُذَكِّرَهُ فضيلة ذلك ليكون سببًا في نشاطه، وزيادة في رغبته، ويزهده في الدنيا، ويصرفه عن الرّكون إليها، والاغترارِ بها، ويُذكِّره أن الاشتغال بالقرءان، وسائر العلوم الشرعية، هو طريقة الحازمين العارفين، وعباد الله الصالحين، وأن ذلك رتبة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم (4).
4 - أن يحنو على الطالب، ويعتني بمصالحه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي على المُعَلِّم أن يَعتنيَ بمصالح الطالب كاعتنائه بمصالح نفسه ومصالحِ ولده، ويُجرِيَ المُتَعَلِّم مَجرَى ولَدِه في الشفقة عليه، والاهتمام بمصالحه، والصبرِ على جَفائه، وسوءِ أدبه (1) ويُعذِرَهُ في قِلَّة أدَبِه في بعض الأحيان؛ فإنَّ الإنسانَ مُعرَّض للنقائصِ، لا سيَّما إنْ كان صغيرَ السنِّ (2).
5 - أن يُحبَّ له ما يحبُّ لنفسه من الخير
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يُحِبَّ له ما يحبُّ لنفسه من الخير، وأن يَكره له ما يكره لنفسه من النقائص مُطلقًا، فقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله ?أنه قال:
" لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ" متفق عليه، البخاري/13، مسلم/ 45.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أكرم الناس عليَّ جليسي الَّذِي يتخطى الناس حتى يجلس إليَّ، لو استطعت أن لا يقعَ الذُّباب على وجهه لفعلتُ، وفي رواية: "إنَّ الذُّبابَ ليقعُ عليه فيؤذيني".
6 - أن يؤدب المُعَلِّم المُتَعَلِّم على التدريج بالآداب السُّنيَّة
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يؤدب المُعَلِّم المتعلِّمَ على التدريج بالآداب السُّنية، والشيم المَرضيَّة، ورياضةِ نفسِه بالدقائق الخَفِيَّة، ويعوِّدَهُ الصيانةَ في جميعِ أموره الباطنةِ والجلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه أن يُحرِّضَه بأقواله وأفعاله المتكرِّراتِ على الإخلاص والصِّدقِ، وحسنِ
النيات، ومراقبةِ الله تعالى في جميع اللحظات، ويعرِّفه أنَّ بذلك تنفتحُ عليه أبوابُ المعارف، وينشرحُ صدرُه، وتتَفجَّرُ من قلبه ينابيعُ الحِكم واللطائف، ويباركُ الله له في علمه وحالِه، ويوفَّقُه في أفعاله وأقواله ".
7 - أن يكونَ حريصًا على تعليمهم
قال رَحِمَهُ اللهُ: " ويستحب للمعلِّم أن يكونَ حريصًا على تعليمهم، مؤثرًا لذلك على مصالح نفسه الدنيوية التي ليست بضرورية، وأنْ يُفرِّغَ قلبَّه - في حال جلوسه لإقرائهم - من الأسباب الشاغلة كلها، وهي كثيرةٌ معروفة، وأن يكونَ حريصًا على تفهيمهم، وأن يعطيَ كلَّ إنسان منهم ما يليقُ به، فلا يُكثرُ على من لا يحتمل الإكثار، ولا يُقصر لمن يحتمل الزيادة، ويأمُرهم بإعادة محفوظاتهم، ويثني على من ظهرت نجابته ما لم يخش عليه فتنةً بإعجاب أو غيره، ومن قصَّرعنَّفه تعنيفًا لطيفًا ما لم يخشَ تنفيرَه.
ولا يَحسُد أحدًا منهم لبراعةٍ تظهَرُ منه، ولا يستكثر فيه ما أنعم الله تعالى به عليه، فإنَّ الحسدَ للأجانبِ حرامٌ شديد التحريم، فكيف للمتعلِّم الَّذِي هو بمنزلة الولد، ويَعُود من فضيلتِه إلى معلِّمه في الآخرة الثوابُ الجزيل، وفي الدنيا الثناءُ الجميل"
8 - أن لا يمتنعَ مِن تعلِيمِ أحدٍ لكونه غيرَ صحيحِ النية
قال رَحِمَهُ اللهُ: " ولا يمتنع من تعليم أحد لكونه غيرَ صحيح النية، فقد قال سفيانُ وغيرُه: طلَبْنَا العلمَ لغير الله تعالى فأبَى أنْ يكون إلا لله، أي صار لله تعالى.
9 - أن يوافقَ علمُه عمَلَه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: عن علي بنِ أبي طالب ? قال: يا حملة العلم اعملوا به، فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علْمُه عمَلَه، وسيكونُ أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقِيَهُم (1)، يخالف عَمَلُهم عِلمَهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يَجلسون حِلقًا يُباهي بعضهم بعضًا، حتى إن الرجل ليغضبُ على جَلِيسه أن يجلسَ إلى غَيرِه ويدعه، أولئك لا تصعَد أعمالُهم في مجالسِهم تلك إلى الله تعالى.
10 - أن يحْذرَ منَ التكبُّرِ بكثرة المشتغلين عليه
قال رَحِمَهُ اللهُ: " ولْيَحْذَرْ كُلَّ الحذر مَن قَصْدُه التكبُّرُ بكثرة المشتغلين عليه (2)، والمختلفين إليه، ولْيَحْذَرْ مِنْ كراهَتِهُ قراءة أصحابِه على غيره مِمَن يُنتفعُ به، وهذه مصيبة يُبْتَلى بها بعض المُعَلِّمين الجاهلين، وهي دلالة بَيِّنَة مِن صَاحبها على سُوء نيتِه وفسادِ طويَّته (3) ".
ملخصة / من كتاب زاد المقرئين
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Jun 2008, 06:00 م]ـ
أنعم بها من نصائح، زدنا زادك الله من فضله.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[27 Jun 2008, 09:18 م]ـ
فضيلة الدكتور / عبد الفتاح خضر - حفظه الله -، ونفع به الإسلام والمسلمين، بورك فيك، ودمتم نافعا مباركا في كل وقت وحين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Jun 2008, 11:57 م]ـ
اللهم آمين وتقبل الله منا ومنكم صالح العمل يا أستاذ جمال.(/)
سورة الفجر: بناء عجيب وأقسام أروع!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:
فإن الإدعاء أن محمدا هو من كتب القرآن وألفه من عند نفسه! دعوى ظهرت وانتشرت لفترات طويلة ولا تزال تجد لها من يدافع عنها حتى الآن, وذلك لأن ذلك المتبجح الذي يدعي هذه الدعوى ما قرأ القرآن ولا فهمه, واستند إلى بعض الأفهام البالية الواردة في "تفسير" آي القرآن, ونسى ذلك المتهوك أن العرب في عهد الرسول الكريم عندما سمعوا القرآن الكريم أقروا وجزموا أن هذا القرآن لا يمكن بحال أن يكون من عند محمد وقالوا إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق .... إلخ ما وصفوا به القرآن, ولكن على الرغم من ذلك لم يدخلوا في الإسلام! لذا استحقوا ذلك الوصف المهين "الكفار" لأنهم عرفوا الحق وأنكروه, فالعربي بسليقته كان يعلم أن الكلام الذي جاء به محمد لا يمكن أن يكون من عنده أو من عند إنسان عربي بأي حال, لم؟ لأنه ما رأى أو سمع نصوصا مشابهة –ولا نقول مماثلة- لهذا النص الذي أتى به محمد, ومن المعلوم بداهة أن أي إنسان كاتب فإن كتابته تتأثر لا محالة ببيئته وبعصره ولكن ما أتى به محمد مخالف تماما لما اعتاده العرب في كتابتهم وألفوه بشكل جذري, -ونطلب إلى القارئ أن يرجع إلى الشعر العربي القديم فيقرأ منه ما يشاء وكذلك إلى ما ورد من النثر ويقارنه بما جاء في سورة العاديات أو النازعات أو المرسلات أو الذاريات, ولن يرى أي وجه تشابه, وإنما سيرى بونا شاسعا في المعاني والألفاظ والأهداف! راجع هذه السور على موقعنا وسترى فيها عجبا- وليس لهذا أي تبرير سوى القول أن هذا القرآن من عند الله وليس من عند محمد, فلما عاندوا واستمروا على كفرهم استحقوا أن يكون مرجعهم إلى النار!
ومرت الأيام والسنون ومات العرب الخلص من الصحابة ومن عايشهم ودخل الناس في دين الله أفواجا من كل صوب وحدب وقدم لهم المسلمون كتاب الله ولكن لم يجد المسلمون الجدد في الكتاب ما وجده الأوائل وإنما وجدوا فيه بعض المصاعب وبعض المواطن الغير مفهومة, فجد بعض العلماء ليقدموا تفسيرا! للكتاب فتناولوه تناولا عجيبا, -ومن أراد الاستزادة في هذا الموضوع فليرجع إلى كتابنا: لماذا فسروا القرآن- طمس الكثير من آيات القرآن البينات, ونقدم لك عزيزي القارئ نموذجا آخر يبرهن بأن القرآن لا محالة هو من عند الله عزوجل وليس من عند محمد وهو سورة الفجر! وقد تكون سورة الفجر من السور التي لا يغمض شيء من معانيها على القارئ ولكن الإبهار في هذه السورة يكمن في بنائها, ففي هذه السورة سيقابل القارئ بناءا عجيبا سنقدمه له بإذن الله وعونه هنيئا مريئا, ونبدأ متوكلين على الله العليم:
سورة الفجر هي من السور المكية وهي من أوائل ما نزل من القرآن حتى أنه قيل أنها السورة العاشرة في ترتيب النزول, وهي سورة تعالج قضية رئيسة من قضايا العقيدة وهي مسألة أن الله مطلع على عباده ويجازيهم على أعمالهم في الدنيا والآخرة, وجاء هذا المعنى في قوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد". فإذا نحن نظرنا في أقوال السادة المفسرين ما وجدنا هناك أي معنى جامع لهذه السورة ولا حتى بعض المواضيع المتصلة بل قدموا السورة بعض الآيات المنفصلات التي لا يربطها رابط ولا يضمها موضوع, ولأنهم يقبلون أن تكون سور القرآن بعض الآيات المنفصلات احتاروا أيما حيرة في معاني الآيات الواردة في أول السورة, أما نحن فلأننا نؤمن أن آي القرآن هي كلام أحكم الحاكمين علمنا أنه حتما ثمة علاقة بين المقسم به والمقسم عليه, والذي قال أكثر المفسرين أنه محذوف! وكذلك هناك علاقة بين الآيات في السورة كلها فلما نظرنا في السورة على هذا الأساس فتح الله عزوجل لنا فيها فتوحا جليلة, ولكن قبل أن نبدأ في تناول السورة نقدم لك عزيزي القارئ أقوال المفسرين فيها:
(يُتْبَعُ)
(/)
اختلف المفسرون في مداليل المفردات المذكورات في أول السورة, فقالوا أن الفجر هو الفجر –أو صلاة الفجر! - ولكن اختلفوا هل هو فجر عام أم هو فجر يوم معين كيوم النحر أو يوم المحرم, ثم اختلفوا كذلك في المراد من الليال العشر, فقالوا أنها عشر ذي الحجة أو عشر المحرم أو أنها العشر الأواخر من رمضان! واختلفوا في المراد من الشفع والوتر اختلافا شنيعا حتى أنا وجدنا الإمام الفخر الرازي يقول: "اضطرب المفسرون في تفسير الشفع والوتر وأكثروا فيه ...... " وذكروا في تفسيرهم! للشفع والوتر تفسيرات عديدة, منها كما جاء في تفسير الفخر الرازي:
" أن الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، ......... , والشفع هو يومان بعد يوم النحر، الوتر هو اليوم الثالث، ....... , وثالثها: الوتر آدم شفع بزوجته، وفي رواية أخرى الشفع آدم وحواء والوتر هو الله تعالى ورابعها: الوتر ما كان وتراً من الصلوات كالمغرب والشفع ما كان شفعاً منها, ............ , وخامسها: الشفع هو الخلق كله لقوله تعالى: {وَمِن كُلّ شَىْء خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [الذاريات: 49] وقوله: {وخلقناكم أزواجا} [النبأ: 8] والوتر هو الله تعالى, ........ , وسابعها: الشفع درجات الجنة وهي ثمانية، والوتر دركات النار وهي سبعة وثامنها: الشفع صفات الخلق كالعلم والجهل والقدرة والعجز والإرادة والكراهية والحياة والموت، أما الوتر فهو صفة الحق وجود بلا عدم، حياة بلا موت، علم بلا جهل، قدرة بلا عجز، عز بلا ذل وتاسعها: المراد بالشفع والوتر، نفس العدد فكأنه أقسم بالحساب الذي لا بد للخلق منه وهو بمنزلة الكتاب والبيان الذي من الله به على العباد, ............ , وعاشرها: قال مقاتل الشفع هو الأيام والليالي والوتر هو اليوم الذي لا ليل بعده وهو يوم القيامة الحادي عشر: الشفع كل نبي له اسمان مثل محمد وأحمد والمسيح وعيسى ويونس وذي النون والوتر كل نبي له اسم واحد مثل آدم ونوح وإبراهيم الثاني عشر: الشفع آدم وحواء والوتر مريم الثالث عشر: الشفع العيون الإثنتا عشرة، التي فجرها الله تعالى لموسى عليه السلام والوتر الآيات التسع التي أوتى موسى في قوله: {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا موسى تِسْعَ ءايات بَيّنَاتٍ} [الإسراء: 101]، الرابع عشر: الشفع أيام عاد والوتر لياليهم لقوله تعالى: {سَبْعَ لَيَالٍ وثمانية أَيَّامٍ حُسُوماً} [الحاقة: 7] الخامس عشر: الشفع البروج الإثنا عشر لقوله تعالى: {جَعَلَ فِي السماء بُرُوجاً} [الفرقان: 61] والوتر الكواكب السبعة السادس عشر: الشفع الشهر الذي يتم ثلاثين يوماً، والوتر الشهر الذي يتم تسعة وعشرين يوماً السابع عشر: الشفع الأعضاء والوتر القلب، قال تعالى: {مَّا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4]، الثامن عشر: الشفع الشفتان والوتر اللسان قال تعالى: {وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ} [البلد: 9] التاسع عشر: الشفع السجدتان والوتر الركوع العشرون: الشفع أبواب الجنة لأنها ثمانية والوتر أبواب النار لأنها سبعة، واعلم أن الذي يدل عليه الظاهر، أن الشفع والوتر أمران شريفان، أقسم الله تعالى بهما، وكل هذه الوجوه التي ذكرناها محتمل، والظاهر لا إشعار له بشيء من هذه الأشياء على التعيين، فإن ثبت في شيء منها خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو إجماع من أهل التأويل حكم بأنه هو المراد، وإن لم يثبت، فيجب أن يكون الكلام على طريقة الجواز لا على وجه القطع، ولقائل أن يقول أيضاً: إني أحمل الكلام على الكل لأن الألف واللام في الشفع والوتر تفيد العموم " اهـ
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
يتبع ............
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:20 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ونبدأ بإذن الله في تقديم تصورنا نحن لهذه السورة الذي يربطها كلها من أولها إلى آخرها بإذن الله تعالى, ولكن قبل أن نقدم تصورنا لها نوضح أن النظرة المنقوصة للسورة ليست فعلا خاصا بالأقدمين فقط, فلقد رأينا في المعاصرين من وقع في نفس المأزق وهو الدكتور محمد شحرور, فلقد حاول أن يقدم تأويلا عصريا للآيات الواردة في أول سورة الفجر فقال:
" ((فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال: "والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر" حيث إنّ الفجر هو الانفجار الكوني الأول "وليال عشر" معناه أنّ المادة مرّت بعشر مراحل للتطوّر حتى أصبحت شفّافة للضوء، لذا أتبعها بقوله "والشفع والوتر" حيث أنّ أول عنصر تكوّن في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار، وقد أكّد هذا في قوله: "وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستّة أيام وكان عرشه على الماء " (هود،7) والهيدروجين هو مولّد الماء، أي بعد هذه المراحل العشر أصبح الوجود قابلاً للإبصار لذا قال: "الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون" (الأنعام،1))) -الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة. ص235 - . " اهـ ولقد انبرى بعض الأخوة للرد على ما قاله فحاولوا أن يفندوا ما قاله, ولكن فعله هو نفس فعلهم تجزأة للسورة وخروج بمضمون لا علاقة له بها, أما نحن فنجزم بخطأ الدكتور شحرور من خلال البناء العام للسورة, ونبدأ بإذن الله تعالى في عرض البناء العام لهذه السورة الجليلة:
الناظر في هذه السورة يجد أنها بدأت بأربعة أقسام وهي قوله تعالى "وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (4) " ثم ثنى الله عزوجل بعد ذلك بالسؤال: " هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5) " فإذا نظرنا في الآيات التاليات لهذه الخمسة لا نجد جواب القسم , وإنما نجد آيات تدعو النبي الكريم إلى تذكر فعل الله عزوجل بعاد وثمود وفرعون وكيف أنزل الله بهم العذاب, وبعد ذلك تخبرنا السورة "إن ربك لبالمرصاد" ثم تتحدث عن حال الإنسان عند ابتلاء الله عزوجل له بالنعيم وبالتقدير ثم تذكر موقف مجيئ الله عزوجل في اليوم الآخر للحساب وعن المجيء بجهنم وعن تذكر الإنسان وعن رجوع النفس إلى ربها ودخولها الجنة. فما هو الرابط الذي يربط هذه المعاني؟ إن اكتشاف الرابط يؤدي لا محالة إلى تحديد معان الآيات الكريمات الواردة في أول السورة, لذا نقدم لك عزيزي القارئ ذلك الرابط أو المنظور العام للسورة ثم نبدأ في تناول السورة:
المنظور العام للسورة:
تدور السورة في فلك إثبات أن الله عزوجل مطلع على العباد وعلى أعمالهم في الدنيا والآخرة وليس غافلا عنهم وأنه يعاقبهم في الدنيا على ذلك وهذا الحساب والعذاب يخضع لقوانين معينة فإذا حدث شروطه نزل العذاب وأن الإنسان هو الذي يتسبب في إنزال هذا العذاب, وتوضح السورة أن العذاب في الدنيا هو مهما كان عذاب صغير لا يقارن بالعذاب الوارد في الآخرة فهناك سيكون مرجعين إثنين إما إلى النار والعذاب الشديد أو إلى الله عزوجل وإلى جنة النعيم. ونبدأ بعون الله في تناول السورة الكريمة:
تبدأ السورة الكريمة بقوله تعالى "والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر" فما هو المراد هذه المقسمات والتي يقول الله عزوجل بعدها " هل في ذلك قسم لذي حجر"؟
إن أفضل تحديد للمراد من هذه الأقسام هو النظر في المقسم عليه أو جواب القسم, فما هو جواب القسم لهذه الآيات؟
يأتي جواب القسم في السورة واضحا وضوحا جليا وعلى الرغم من ذلك وجدنا فيه اختلافا, فيقول الإمام الفخر الرازي في تفسيره:
"واعلم أن في جواب القسم وجهين الأول: أن جواب القسم هو قوله: {إِنَّ رَبَّكَ لبالمرصاد} وما بين الموضعين معترض بينهما, الثاني: قال صاحب «الكشاف»: المقسم عليه محذوف وهو لنعذبن الكافرين، يدل عليه قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ} إلى قوله {فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ} وهذا أولى من الوجه الأول لأنه لما لم يتعين المقسم عليه ذهب الوهم إلى كل مذهب، فكان أدخل في التخويف، فلما جاء بعده بيان عذاب الكافرين دل على أن المقسم عليه أولاً هو ذلك." اهـ فكما نرى فإن الإمام الفخر يرجح أن يكون المقسم عليه محذوفا ويقدره كما قدره
(يُتْبَعُ)
(/)
الإمام الزمخشري, وكما قلنا سابقا ووضحنا أن القول بمحذوف في كتاب الله عزوجل قول لا دليل عليه ولا برهان وهو تخرص في إضافة كلمات ومعان إلى كتاب الله العزيز. إذا فجواب القسم هو قوله تعالى " إن ربك لبالمرصاد".
إذا فالله تعالى يقسم بأشياء على أنه لبالمرصاد ويأتي بين القسم والجواب بعدة آيات تتحدث عن الإهلاك وصب العذاب فيفهم بداهة أن هذه الآيات هي تصديق للمقسم عليه, وهذا هو العجيب في هذه السورة, فمن المألوف والمعروف أن الإنسان عندما يقسم على شيء فإنه يقسم بكذا على كذا ثم يبدأ بعد ذلك في تقديم الأدلة على ما يقول حتى يزيل الشك الذي يراود الإنسان بشأن المقسم عليه, أما هنا فنجد أن الله تعالى أقسم بمقسمات عدة ثم يقول بعد ذلك للإنسان دافعا إياه للتفكر فيها "هل في ذلك قسم لذي حجر" وقبل أن يأتي بجواب القسم يذكره بفعل الله عزوجل مع قوم كذا وكذا, فإذا أتى الإنسان إلى جواب القسم سلم حتما به وهو أن الله تعالى لبالمرصاد, فلقد قدم له مقدما الأدلة على الدعوى فيُرفع الاعتراض أو الشك قبل وقوعه!
وبما أن الله تعالى يقسم أنه لبالمرصاد ويقدم الأدلة التاريخية الهائلة على ذلك, فهناك حتما علاقة بين هذه المقسمات وبين المقسم عليه, فما هي هذه العلاقة في هذه المقسمات التي تحتاج إلى إعمال ذهن في استخراج العلاقة والصورة البديعة الموجودة فيها؟
في هذه المقسمات ثمة فجر وليال عشر وشفع ووتر وليل يسر , ويفترض أن تكون هذه الأشياء دليل على أن الله لبالمرصاد وأنه غير غافل عن العباد, فكيف هذا؟ وما هو هذا العامل المشترك وما هي هذه الصورة الموجودة في الآيات؟ نبدأ أولا بتحديد مدلول كل كلمة ثم نقدم بعد ذلك هذه الصورة:
الفجر معروف وهو الفجر! أي وقت ذهاب الليل والظلام ودخول الضوء والنهار, والفجر كما يبدو من بنائه يدل على الانفجار! وهو كما جاء في المقاييس:
"الفاء والجيم والراء أصلٌ واحدٌ، وهو التفتح في الشَّيء. من ذلك الفَجْر: انفِجار الظُّلمة عن الصُّبح. ومنه: انفجَرَ الماء انفجاراً: تفتَّحَ. والفُجْرَة موضع تفتُّح الماء. ثمَّ كثُر هذا حتَّى صار الانبعاثُ والتفتُّح في المعاصي فُجوراً. ......... " اهـ
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:21 ص]ـ
فإذا نحن نظرنا في القرآن الكريم وجدنا أنه يأتي بهذا المعنى فهو إما انفجار ماء "ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [البقرة: 74] " (ونطلب إلى القارئ أن ينتبه إلى كلمة الحجارة الواردة في هذه الآية!) أو الفجر المعروف.
واستعملت العربية الفجر مع هذا المدلول لأن في هذا الوقت تنفجر الظلمة عن الصبح كما قال ابن فارس.
إذا فالفجر هو الفجر وهو معروف, ولا دليل في الآية على أنه فجر مخصوص أو صلاة الفجر فيحمل على الفجر, فما هي الليال العشر؟
الناظر في أقوال السادة المفسرين في هذا الشأن يجد عجبا, فما علاقة ليالي رمضان الأخيرة الذي لم يكن قد فرض صيامه بعد –تذكر أن هذه السورة هي العاشرة في النزول كما يروى- أو بعشر ذي الحجة, فهل كان الرسول أو المسلمون قد عرفوا أن الله سيبقى نظام الحج كما هو ولن يغيره؟ وكذلك نفس الوضع مع ليالي المحرم أو أي ليال ذكروها؟! وبغض النظر عن مكية السورة ومدنيتها وترتيب نزولها, ما علاقة هذه الآيات بالمقسم عليه وهو "إن ربك لبالمرصاد" وما علاقتها بهلاك عاد وثمود وفرعون؟! بداهة ليس هناك أي علاقة, إذا فيجب علينا أن نبحث عن ليال لها تعلق بهؤلاء الأقوام أو ببعضهم, والحق يقال أنه قد جال في خاطري أن تكون هذه الليال هي ليال موسى العشر " وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ [الأعراف: 142] " وقلت أن موسى له ذكر ضمني في السورة من خلال ذكر فرعون, ولكن ظهر بعد ذلك أن الآيات تتحدث عن فرعون وآله وجيشه ولم تذكر موسى فلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ندخله نحن, كما أنه لا علاقة لها أيضا بالمقسم عليه. إذا فما هذه الليال العشر المرتبطات بالآيات التاليات؟
إذا نحن نظرنا في نزول العذاب بعاد وجدنا أن الله تعالى يقول:
" وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ [الحاقة: 6,7]
إذا فالعذاب نزل بعاد في سبع ليال, فإذا نظرنا في حال ثمود وجدنا أن الله تعالى يقول: " فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ [هود:65, 66]
فإذا نحن جمعنا ليال هذه الأيام الثلاثة الذي انتظروا فيها العذاب, وكانت هذه ليال عذاب معنوي وكما يقال في المثل "وقوع البلاء ولا انتظاره" فهم ظلوا في ترقب ثلاثة أيام وثلاثة ليال ثم نزل بهم العذاب فأهلكوا بالصيحة الطاغية مباشرة! وكما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما:
"قال ابن عباس رضي الله عنهما أنه تعالى لما أمهلهم تلك الأيام الثلاثة فقد رغبهم في الإيمان، وذلك لأنهم لما عقروا الناقة أنذرهم صالح عليه السلام بنزول العذاب، فقالوا وما علامة ذلك؟ فقال: تصير وجوهكم في اليوم الأول مصفرة، وفي الثاني محمرة، وفي الثالث مسودة، ثم يأتيكم العذاب في اليوم الرابع، فلما رأوا وجوههم قد اسودت أيقنوا بالعذاب فاحتاطوا واستعدوا للعذاب فصبحهم اليوم الرابع وهي الصيحة والصاعقة والعذاب" اهـ
فإذا نحن قلنا أن الليال العشر هي ليال العذاب عند عاد وليال انتظار العذاب وترقبه عند ثمود –والتي هي عذاب أيضا- فنكون قد أتينا بليال لها علاقة بالمقسم عليه, وكما قلنا فإن هذه الآيات تحتاج إلى إعمال ذهن كما قال الله "هل في ذلك قسم لذي حجر".
وبعدما حددنا مدلول القجر ورجحنا مدلول الليال العشر ننتقل إلى الشفع والوتر, وكما رأينا فقد اختلف المفسرون فيها اختلافا شنيعا وأتوا فيها بأقوال ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها أي علاقة بالسورة, فإذا نحن نظرنا في السورة وفي اللغة استطعنا أن نرجح المدلول المراد من الشفع والوتر في الآية, ونبدأ أولا بالبحث في معنى الشفع في المعاجم, فنجد أن ابن منظور يقول في اللسان:
"الشفع: خلاف الوَتْر، وهو الزوج. تقول: كانَ وَتْراً فَشَفَعْتُه شَفْعاً.
وشَفَعَ الوَتْرَ من العَدَدِ شَفْعاً: صيَّره زَوْجاً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي لسويد بن كراع وإِنما هو لجرير: وما باتَ قَوْمٌ ضامِنينَ لَنا دَماً فَيَشْفِينَا، إِلاَّ دِماءٌ شَوافِعُ أَي لم نَكُ نُطالِبُ بِدَمِ قتيل منّا قوماً فَنَشْتَفيَ إِلا بقتل جماعة، وذلك لعزتنا وقوتنا على إِدراك الثَّأْر.
والشَّفِيعُ من الأَعْداد: ما كان زوجاً، تقول: كان وَتْراً فشَفَعْتُه بآخر .......... وناقة شافِعٌ: في بطنها ولد يَتْبَعُها أو يَتْبَعُها ولد بَشْفَعَها، وقيل: في بطنها ولو يَسْبعُها آخَرُ ونحو ذلك تقول منه: شَفَعَتِ الناقةُ شَفْعاً" اهـ
فإذا نحن نظرنا في المقاييس وجدنا ابن فارس يقول:
"الشين والفاء والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على مقارنة الشيئين. من ذلك الشَّفْع خلاف الوَتْر. تقول: كان فرداَ فشفَعْتُه. " اهـ
إذا فكما رأينا من خلال اللسان والمقاييس فإن الشفع هو خلاف الوتر! والوتر كما سنرى فهو النقص, وهو خلاف الشفع! إذا فالشفع كما ذكر ابن فارس مقارنة الشيئين, وهو لا يقصد المقارنة بمفهومها المعاصر وإنما يقصد ضم الشيء إلى الشيء وبهذا أكون قد قرنته به! فالإنسان يكون فردا بنفسه فإذا ضم إليه غيره فقد شفع به! (وهناك فرق بين الشفع والزوج, فالزوج هو واحد الإثنين من الأجناس المختلفة! فالرجل زوج عندما يكون هناك امرأة!)
فإذا نحن نظرنا في اللسان في معنى الوتر وجدنا أن ابن منظور يقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الوِتْرُ والوَتْرُ: الفَرْدُ أَو ما لم يَتَشَفَّعْ من العَدَدِ. .................. ووَتَرْتُ الرجلَ: أَفزعتُه؛ عن الفراء. ووَترَهُ حَقَّه وماله: نَقَصَه إِياه. وفي التنزيل العزيز: ولن يَتِرَكُمْ أَعمالكم. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: من فاتته صلاة العصر فكأَنما وتر أَهله وماله؛ أَي نقص أَهله وماله وبقي فرداً؛ يقال: وتَرْتُه إِذا نَقَصْتَه فكأَنك جعلته وتراً بعد أَن كان كثيراً، وقيل: هو من الوَتْرِ الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أَو نهب أَو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة العصر بمن قُتِلَ حَمِيمُهُ أَو سُلِبَ أَهله وماله؛ ........... ولن يَتِرَكُمْ أَعمالَكم، يقول: لن يَنْقُصَكُمْ من ثوابكم شيئاً. وقال الجوهري: أَي لن يَنْتَقِصَكم في أَعمالكم، كما تقول: دخلت البيت، وأَنت تريد في البيت، وتقول: قد وَتَرْتُه حَقَّه إِذا نَقَصْتَه، وأَحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: اعمل من وراء البحر فإِن الله لن يَتِرَكَ من عملك شيئاً أَي لن يَنْقُصَك. والتَّواتُرُ: التتابُعُ، وقيل: هو تتابع الأَشياء وبينها فَجَواتٌ وفَتَراتٌ. وقال اللحياني: تواتَرَت الإِبل والقَطا وكلُّ شيء إِذا جاء بعضه في إِثر بعض ولم تجئ مُصْطَفَّةً؛ وقال حميد بن ثور: قَرِينَةُ سَبْعٍ، وإِن تواتَرْنَ مَرَّةً، ضُرِبْنَ وصَفَّتْ أَرْؤُسٌ وجُنُوبُ وليست المُتَواتِرَةُ كالمُتَدارِكَةِ والمُتَتابِعة. ....... وجاءت الخيل تَتْرى إِذا جاءت متقطعة؛ وكذلك الأَنبياء: بين كل نبيين دهر طويل. الجوهري: تَتْرى فيها لغتن: تنوّن ولا تنوّن مثل عَلْقى، فمن ترك صرفها في المعرفة جعل أَلفها أَلف تأْنيث، وهو أَجود، وأَصلها وَتْرى من الوِتْرِ وهو الفرد، وتَتْرى أَي واحداً بعد واحد، ومن نونها جعلها ملحقة. وقال أَبو هريرة: لا بأْس بقضاء رمضان تَتْرى أَي متقطعاً. " اهـ
إذا فكما رأينا فإن الوتر هو عملية الإفراد أو الإنقاص, وهناك فارق بين الوتر والفرد, فإذا كان الإنسان سليما غانما معافا لا يقال له وتر, أما إذا كان معه أقارب أو أصحاب فخلوه فيصير وترا لأنه كان مشفوعا ومحميا فوُتر.
إذا فكما رأينا فإن المراد من الشفع هو الضم والإلحاق والوتر هو الإفراد والإنقاص, فما المراد منهما في هذا السياق؟ لقد ذكر السادة المفسرون معان عدة للشفع والوتر ولكنهم عقدوا المسألة وصعبوها على أنفسهم وعلينا, فالمراد من الشفع والوتر هو مسألة أو عملية الشفع والوتر, فالنص لم يخصص أي مدلول من المداليل التي ذكرها المفسرون احتمالا, أما نحن فنأخذ مدلول الكلمة نفسها وهو الإلحاق والضم والإفراد والنقص!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:22 ص]ـ
فإذا نحن أخذنا بمعنى الكلمتين! وجدنا أن السياق قد انتظم, فالله عزوجل يقسم بعملية العطاء والمنع الذي يبتلي بها كل الناس وكل الأقوام في كل الأزمنة وغالبا ما يرسب الإنسان في الامتحان –وتذكر السورة نموذجا مباشرا لذلك في سياقها ونماذج غير مباشرة-, فعندما يعطي الله عزوجل الإنسان يأمره بالحمد, ولكن غالبا ما ينسى الإنسان ويطغى – ونطلب إلى القارئ الانتباه إلى النسيان هذا فسنعود إليه لاحقا! - وعندما يمنع الله عزوجل فيمنع لكي يتضرع الإنسان إليه ويسأله, فكله ابتلاء بالنقص أو الزيادة, فالله يعطي من يشاء كما يشاء بحكمة وقدر" لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الشورى: 12] "
وقد تبتلى الأمم بالشفع أو الوتر فينسون وعندما ينسون يفتح عليهم حتى يهلكوا أنفسهم بأنفسهم: "فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام: 44]
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا فالله تعالى يقسم بالشفع الذي أعطاه لعاد وثمود وآل فرعون فطغوا وتجبروا واعتدوا بأنفسهم وبه وظنوا أنه حام لهم ومانع فلم يمنعهم ذلك من أمر الله, فإنه إذا جاء لا راد له. ويذكر القرآن أن هذا الابتلاء حدث مع فرعون وآله صراحة فيقول: "وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [الأعراف: 131,130]
فحدث معهم عملية الإيتار فلم يتذكروا, -ونركز على التذكر- وعندما كانوا يشفعون "جاءتهم الحسنة- كانوا يردونها إلى أنفسهم وينسبونها لهم.
إذا فالمراد من الشفع والوتر هو عملية الشفع والوتر, ولا يبقى أمامنا من المقسمات بها إلا "والليل إذا يسر" وهي آية واضحة المعنى والمبنى, ولكنا للأسف وجدنا أن بعض المفسرين طمس هذا المعنى فقال أن المراد ليس يسر ولكنى يُسرى فيه!!! فإذا نحن نظرنا في تفسير مفاتيح الغيب وجدنا أن الإمام الفخر الرازي ذكر هذا القول احتمالا, فقال:
"المسألة الأولى: {إِذَا يَسْرِ} إذا يمضي كما قال: {واليل إِذَا أَدْبَرَ} [المدثر: 33] وقوله: {واليل إِذَا عَسْعَسَ} [التكوير: 17] وسراها ومضيها وانقضاؤها أو يقال: سراها هو السير فيها، وقال قتادة: {إِذَا يَسْرِ} أي إذا جاء وأقبل.
المسألة الثانية: أكثر المفسرين على أنه ليس المراد منه ليلة مخصوصة بل العموم بدليل قوله: {واليل إِذَا أَدْبَرَ} {واليل إِذَا عَسْعَسَ} ولأن نعمة الله بتعاقب الليل والنهار واختلاف مقاديرهما على الخلق عظيمة، فصح أن يقسم به لأن فيه تنبيهاً على أن تعاقبهما بتدبيره مدبر حكيم عالم بجميع المعلومات، وقال مقاتل: هي ليلة المزدلفة فقوله: {إِذَا يَسْرِ} أي إذا يسار فيه كما يقال: ليل نائم لوقوع النوم فيه، وليل ساهر لوقوع السهر فيه، وهي ليلة يقع السري في أولها عند الدفع من عرفات إلى المزدلفة، وفي آخرها كما روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يقدم ضعفة أهله في هذه الليل، وإنما يجوز ذلك عند الشافعي رحمه الله بعد نصف الليل." اهـ
ولست أدري لم يذكر هذا الاحتمال البعيد وكثير من أمثاله في كتب التفسير فتمتلأ بأقوال لا علاقة لها باللفظ ويتوه القارئ في تحديد المعنى المراد ثم نجد بعد ذلك من يتعصب لقول لا علاقة له باللفظة, وإذا كان الإمام قد ذكر القول احتمالا فهناك غيره من يذكرون هذه الأقوال ويتعصبون لها لأنها صادرة عن فلان, على الرغم من كونها مخالفة لمعنى اللفظة! فإذا نحن نظرنا على سبيل المثال في المقاييس وجدنا ابن فارس يقول:
" ..... والسُّرَى سير اللَّيل، يقال سَرَيْت وأسريت. قال: والسَّراء: شجرٌ.
وسَرَاة الشيء: ظَهْره. وَسَراة النَّهار: ارتفاعُهُ." اهـ
وسبب هذه الإشكالية عندهم أن السرى هو السير بالليل, ولست أدري ما الذي يمنع أن ينسب نفس الفعل إلى الليل؟ أما هم فقالوا: الليل يسرى فيه ولا يسر! ولست أدري كيف يقول الله شيئا فيعدلونه! إن هذه الآية آية جلية في وصف فعل طبيعي, فالآية تتحدث عن مسير الليل وذهابه.
إذا بعد هذه الرحلة الطويلة إلى حد ما في تحديد مداليل هذه الآيات نسأل:
ما هو الرابط الذي يربط هذه الآيات بالمقسم عليه "إن ربك لبالمرصاد"؟
نقول: الرابط هو أن الله تعالى يقدم صورة بديعة على رصده لخلقه وتنظيمه لهم وحسابهم وعقابهم فيقسم بالفجر الذي يأتي فيزيح الليل, فكما أزاح الفجر الليل يزيح الله عزوجل قوى الشرك والظلم من أمام النبي الكريم ومن وجه الدعوة الجديدة, ويقسم بليال عشر كان لها دور في إفناء أقوى قوتين وجدا على وجه الأرض, فإذا كان الله قد أهلك عادا وثمودا فهو كذلك قادر على إهلاك المعاندين للرسول, ويقسم كذلك بعملية الزيادة والإنقاص والتي بها وفيها يهلك الناس , ثم يختم بالقسم بسير الليل وفيه إشارة إلى حتمية وجود الليل فالليل حتما لا بد أن يأتي ولكن الليل لا يأتي فيبقى, فهذا ما لا يكون, بل الليل يأتي ويزول, لم؟ لأنه يسر, فهو في دورة وحتما بعد أن يسر الليل لا بد أن يأتي الفجر وبعد الفجر يكون حتما النهار وعلو الدين الجديد!
فالله يبشر نبيه أن دينه في علو وظهور فلقد أتى الفجر وإذا أتى الفج فحتما لا بد أن ينقضي الله ويذهب وبعد الفجر يكون النهار وهو ما كان فعلا, فذهب الليل وأتى فجر الإسلام وضحاه وظهره!
ونلاحظ في المقسمات بها أدلة دامغة على كون الله عزوجل بالمرصاد في الدنيا, فالمقسمات بها هي أزمنة "فجر, ليال, سير ليل" وكذلك هي فعل يحدث في هذه الأزمنة وهو عملية الشفع والوتر, فالله يشفع الناس ويوترهم في زمان, فهذا الفعل لا يحدث خارج نطاق الزمان بل هو يحدث داخله ويحتاج إلى زمان قد يطول, لذا فعلى الإنسان ألا يتعجل ويعلم أن كل شيء بمقدار وأجل والله عزوجل هو الأعلم بالزمان والمكان والقدر المناسبين لإنفاذ فعله العظيم, فإذا جاء هذا الأجل لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون!
إذا فكما رأينا من خلال هذه المعان العظيمة المرتبطة ببعضها والمرتبطة بالمقسم عليه وبالأدلة على المقسم عليه, وكذلك بكل السورة –كما سنرى بإذن الله وعونه- فمن المنطقي أن تأتي الآية التالية فتقول "هل في ذلك قسم لذي حجر"
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:23 ص]ـ
والحجر معروف وهو كما جاء في المقاييس:
" الحاء والجيم والراء أصل واحد مطَّرد، وهو المنْع والإحاطة على الشيء. فالحَجْر حَجْر الإنسان، وقد تكسر حاؤه.
ويقال حَجَر الحاكمُ على السَّفيه حَجْراً؛ وذلك منْعُه إيَّاه من التصرُّف في ماله.
والعَقْل يسمَّى حِجْراً لأنّه يمنع من إتيانِ ما لا ينبغي، كما سُمِّي عَقْلاً تشبيهاً بالعِقال. قال الله تعالى:
هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ [الفجر 5. والحَجَر معروف، وأحسَِب أنَّ البابَ كلَّه محمولٌ عليه ومأخوذ منه، لشدَّته وصلابته. ............ والحاجرُ: ما يُمْسك الماءَ من مكانٍ منْهَبِط، وجمعه حُجْرانٌ. وحَجْرة القوم: ناحية دارهم وهي حِماهُم. والحُجْرة من الأبنية معروفة.
وحجَّر القَمَرُ، إذا صارت حولَه دارةٌ. ومما يشتقُّ من هذا قولهم: حَجَّرْتُ عينَ البعير، إذا وسمْتَ حولَها بميسمٍ مستدير. ومَحْجِر العَين: ما يدور بها، وهو الذي يظهر من النِّقاب. والحِجْر مَكَّة، هو المُدَار بالبيت. والحِجْر القرابة.
والقياس فيها قياس الباب؛ لأنها ذِمامٌ وذِمارٌ يُحمَى ويُحفَظ." اهـ
إذا فالحجر هو العقل, ولكن نتوقف مع كلمة الحجر, فلم قال الله عزوجل هنا "لذي حجر", ففي هذا الموضع الوحيد من القرآن أتت هذه الكلمة بهذا المعنى, وبخلاف ذلك نجد الله عزوجل يقول: " لأولي الألباب, لأولي النهى" , فما المناسبة لاستعمال هذه الكلمة هنا؟
الناظر والمدقق في السورة يجد أن هذه الكلمة هي أنسب كلمة تستعمل في هذا السياق, فإذا نحن نظرنا بعد آيات قليلات سنجد أن الله تعالى يقول " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد", وثمود هؤلاء سماهم القرآن في سورة أخرى "أصحاب الحجر", فقال تعالى " وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ [الحجر: 80] "
والحجر واد بين الحجاز والشام كانوا يسكنونه، قال الراغب: يسمى ما أحيط به الحجارة ِحجراً وبه سمى حِجر الكعبة وديار ثمود. إذا فالحجر أساسا يدل على الإحاطة والمنع كما جاء في قوله تعالى:
"وَقَالُواْ هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأنعام: 138] " وكما قال:
"وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً [الفرقان: 53] "
ولكنه يطلق تخصيصا على ما أحيط بالحجارة, فإذا نحن نظرنا في الآيات التاليات وجدنا أن الحجارة كانت هي العامل المشترك لهذه الأقوام المذكورة والتي اغتروا بها. فعاد التي كانت في اليمن بنت من الأبنية العظيمة ما لا يقارن به, حتى أن الله قال في حقهم " أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ [الشعراء: 128] " وبداهة هذه الأبنية كانت من الحجارة وأما ثمود فوصفهم الله بذلك هنا وفي الأعراق "جابوا الصخر بالواد" "وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ [الأعراف: 74] "
والحضارة المصرية القديمة اشتهرت أيما اشتهار باستعمال الأحجار, وفرعون كان عظيما من ملوك مصر القدامى –الموصومين زورا وبهتانا بالفراعنة, وما كان فيهم إلا فرعون واحد هو فرعون موسى! -.
إذا فالعامل المشترك بين الأقوام الثلاثة هو القوة الشديدة واستعمال الحجارة, فالله تعالى يقول: "هل في ذلك قسم لذي حجر" لإنسان لديه عقل قوي يمنعه من الهلاك والضياع حتى لا يكون مثل هؤلاء الأقوام الذين لم يتمنعهم حجارتهم من الهلاك! ومن الممكن القول أن في الآية كذلك إشارة إلى المتكبرين والطاغين, فيمكن أن تفهم بأن هل في ذلك السابق قسم لمن يحتمي بقوته وبمن يمنعه فيحسب أن هذا حجر له ومانع, كما فعل عاد من قبله فقالوا " فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ [فصلت: 15] ", فينبهه الله عزوجل أن تبدل الأزمنة ومرورها والنقصان والزيادة أكثر من كافية لإهلاك أي طاغ متجبر محتم بغيره, فدورة الزمان دائرة وهي لا تبقي أحدا!
إذا فكما رأيت عزيزي القارئ فإن في هذه الأقسام إشارات جليلة عجيبة تزلزل وتؤثر في كل إنسان ذي حجر! فإذا نحن انتقلنا إلى باقي الآيات فسيكون التناول يسيرا سريعا لأن الرابط العام للسورة قد ظهر للقارئ.
وبعد أن أنهى الله عزوجل الأقسام يقول مخاطبا النبي الكريم " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد" فالله يسأل نبيه ليذكره بقدرته ورصده, ألم تر –وبإذن الله سنفرد موضوعا مستقلا لمسألة "ألم تر" هذه- كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد والتي وصفها الله في كتابه الكريم أوصافا عدة توضح عظمتها , ذكرنا نحن بعضها في أثناء عرضنا, ويزيدها هنا فيقول "التي لم يخلق مثلها في البلاد" وسواء كان المراد من "مثلها" المدينة نفسها أو القبيلة نفسها كما قال الله تعالى:
أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأعراف: 69]
فالشاهد أن الله قد أهلك هؤلاء القوم الذين قزادهم بسطة حتى قالوا من أشد منا قوة! فأنزل عليهم العذاب بالريح فبادوا!
وكذلك "وثمود الذين جابوا الصخر بالواد" أي ألم تر كيف فعل الله بثمود الذين جابوا الصخر أي خرقوا ونحتوا وليس بالمعنى العامي "أحضر" فجوب كما جاء في المقاييس:
" الجيم والواو والباء أصلٌ واحد، وهو خَرْقُ الشيء. يقال جُبْتُ الأرضَ جَوْبا، فأنا جائبٌ وجَوّابٌ. قال الجعدي:
أتاك أبو ليلى يَجوبُ به الدُّجَى دُجَى الليل جَوّابُ الفلاةِ عَثَمْثَمُويقال:"هل عِندك جَائِبةُ خبرٍ" أي خبرٌ يجوب البلاد.
والجَوْبَةُ كالغائط؛ وهو من الباب؛ لأنه كالخَرْق في الأرض.
والجوْب: دِرعٌ تلبسُه المرأة، وهو مَجُوبٌ سمِّي بالمَصدر.
والمجِْوَبُ: حديدةٌ يُجابُ بها، أي يُخْصَف. وأصلٌ آخر، وهو مراجَعة الكلام، يقال كلمه فأجابَه جَواباً، وقد تجاوَبا مُجاوَبة." اهـ
فهؤلاء كانوا من الأقوام الشديدة وكانوا يعيشون في جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم ولكن على الرغم من ذلك أهلكهم الله بالصاعقة!
وكذلك فعل الله بفرعون ذي الأوتاد! ونلاحظ هنا أن الله عزوجل عندما تكلم عن هلاك فرعون تكلم عن هلاكه هو –وآله تباعا- وليس عن هلاك وتدمير الحضارة المصرية! لأن العذاب الذي خصص لفرعون كان عذابا مسلطا على أفراد وليس على المباني كما كان مع عاد وثمود! -
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:24 ص]ـ
إذا فالله تعالى يسأل النبي الكريم: ألم تر كيف فعل ربك بعاد وثمود وفرعون, وهم من كانوا في القوة والمنعة ولكن كل ذلك لم يمنعهم من الله, ثم يوضح الله عزوجل للنبي الكريم السبب الذي أدى إلى نزول العذاب بهم, فالعذاب لا ينزل هكذا اعتباطا وإنما لأسباب حازمة فقال: " الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد" فلقد طغت هؤلاء الأقوام طغيانا عظيما وأكثروا الفساد في الأرض فأرسل الله عزوجل لهم الرسل فاستمروا في طغيانهم ولم يرتدعوا أو يتذكروا "فصب عليهم ربك سوط عذاب" والصب هو النزول المتوال ولقد صب عليهم الله عزوجل سوط عذاب ولم يصب عليهم العذاب! فالعذاب الحقيقي والصب الحقيقي سيكون في الآخرة! أما في الدنيا فمجرد سوط, والسوط كما جاء في المقاييس:
"السين والواو والطاء أصلٌ يدلُّ على مخالطة الشَّيءِ الشيءَ. يقال سُطت الشّيءَ: خلطتُ بعضَهُ ببعض. وسَوَّط فلانٌ أمرَهُ تسويطاً، إذا خَلَطَه. قال الشَّاعر:
فلستَ على تسويطها بمُعان
ومن الباب السَّوط، لأنّه يُخالِط الجِلدة؛ يقال سُطْتُهُ بالسَّوط: ضربتُهُ.
وأمَّا قولهم في تسمية النَّصيب سَوطاً فهو من هذا. قال الله جلَّ ثناؤه: فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ [الفجر 13]، أي نَصيباً من العذاب." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أي أن العذاب الذي نزل بهم لم ينزل صافيا بل كان مخلوطا, فما بالنا بالعذاب الذي سينزل يوم القيامة! –وقنا الله وإياكم شره وحره-, ولقد نزل هذا العذاب بعدما طغوا وتجبروا وتكبروا لأن " إن ربك لبالمرصاد". فلا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون. فالله عزوجل بالمرصاد وهو مفعال من الرصد وهو بمعنى المراقبة والتهيئ والإعداد وكما جاء في المقاييس:
"الراء والصاد والدال أصلٌ واحد، وهو التهيُّؤُ لِرِقْبةِ شيءٍ على مَسْلكِه، ثم يُحمَل عليه ما يشاكلُه. يقال أرصدتُ له كذا، أي هيّأْتُه* له، كأنّك جعلتَه على مَرصَده. وفي الحديث: "إلاّ أنْ أُرْصِدَه لدَيْنٍ عَلَيّ" وقال الكسائيّ: رصدتُه أرصُدُه، أي ترقَّبتُه؛ وأرصَدْت له، أي أعدَدْت .... " اهـ
إذا فالله راقب لأفعال العباد معد لهم –في الدنيا والآخرة- ما يناسبها من الثواب والعقاب, وقد يتأخر هذا الجزاء ثوابا أو عقابا ولكنه نازل نازل لأن الله تعالى بالمرصاد.
ثم ينتقل الله عزوجل ليوضح للإنسان أنه غافل عما ذكره الله عزوجل في أول السورة وكيف أنه ينسى أن الله عزوجل بالمرصاد وليست العبرة بالقريب وإنما العبرة بما يؤول إليه الإنسان –أو الأمة كلها- فهذا هو الجزاء الحقيقي الباقي! فيقول: "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) " فيوضح الله عزوجل أن عملية الشفع والوتر التي ذكرها في أول السورة هي من الابتلاء الذي ينزل بالناس أمما وأفرادا لعلهم يحمدون أو يتضرعون ولكنهم ينسون! فيقول: " فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ .... " فالإعطاء والإكرام والتنعيم هو ابتلاء من الله عزوجل لينظر أيشكر أم يكفر " ........ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ [النمل: 40] " فيظن الإنسان أن الله عزوجل بعطائه إياه فإنه راض عنه وأن الله عزوجل أكرمه " وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ [سبأ: 35] " فيظن الإنسان أن عطاء الله دليل على الرضا والإكرام وإذا حدث وكان هناك بعث فسيكون هناك كذلك من الفائزين " وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً [الكهف: 36] " فينسى الإنسان شكر الله ويكفره! وإذا حدث الابتلاء بالشكل المغاير وكان الابتلاء بتقدير الرزق –ولا يشترط في تقدير الرزق تضييقه , بل قد يكون لدى الإنسان ما يكفيه ولكنه ينظر إلى من فتح الله لهم في الرزق! - فيظن أن في هذا إهانة من الله عزوجل له! فيرد الله عزوجل على هذين الظنين الباطلين ويوضح أن الإكرام والمهانة أو توسيع الرزق وتضييقه راجع كذلك إلى بعض العوامل في مجتمع الإنسان – والمراد من الإنسان في الآية جنس الإنسان وعامته بدليل الانتقال من المفرد إلى الجمع "تكرمون, تحاضون .... " – فإذا أتى الناس بهذه الأفعال قٌدّر عليهم في أرزاقهم وظهر فيهم الفساد الذي يؤدي إلى إهلاكهم, -وبداهة إذا أتوا بمعكوسها فينصلح حالهم ويفوزوا في الدنيا , وإذا كانوا من المؤمنين فازوا في الدارين- ويكونوا هم بهذا هم الذين أهانوا أنفسهم! وهذه الأفعال هي: " كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20) " فإذا كان في المجتمع إهمال لمن مات أبوه وتضييع له, وعدم اهتمام بالضعفة المساكين وكذلك هناك أكل تام شامل للتركات وتضييع لأصحابها وكذلك تكالب على جمع المال وحب شديد له يلهي عن غيره فهنا ينزل حتما العذاب بذلك الإنسان اللاهي الغافل , وهنا تكون الإهانة الحقيقية , فليست الإهانة في تقدير الرزق وإنما الإهانة عند تحقق هذه العناصر في المجتمع, فإذا تحققت ظهر الفساد وعمت الأثرة في المجتمع وغلب الحقد والتشاحن بين الأفراد فيقودهم هذا إلى المهانة وإلى الهلاك!
ثم يقول الله عزوجل مرة أخرى " كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) " فيوضح للإنسان بقوله "كلا" أن ما في الدنيا ليس هو الإكرام والإهانة وإنما يكون الإكرام والإهانة الحقيقيين في الآخرة, فكل ما في الدنيا هو خلط أوجزاء بسيطة فإذا جاءت الآخرة كان الأصل والدوام. ف " إذا دكت الأرض دكا دكا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) "
ونلاحظ أن هذه هي السورة الوحيدة التي ذكر فيها "جاء" لله عزوجل, فلم يذكر مجيء أو ذهاب لله عزوجل في القرآن كله! ونلاحظ أن الله جاء والملائكة صفا صفا وكذلك "جيء يومئذ بجهنم" فجهنم كذلك موجودة في المشهد! فلماذا جاء الله عزوجل؟ لأن الله تعالى بالمرصاد في الدنيا وهناك الكثير ممن يرون فعله ينكرون أن يكون موجودا فيجيء الله عزوجل في اليوم الآخر بشكل هو وحده أعلم به! (ونلاحظ أنه "جاء" وليس "أتى" فتنبه!) فيحاسب العباد الحساب التام الكلي على أفعالهم فيجازيهم عليها بالعدل فلا يظلم أحد شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:25 ص]ـ
إذا فلدينا مشهد يجتمع الله عزوجل فيه هو والملائكة وجهنم , وهنا علينا أن نتذكر أن جهنم هي مرصاد! " إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً [النبأ: 21] " فجهنم مرصاد والله عزوجل بالمرصاد, ولكن جهنم "للطاغين مآبا" فهي مرجع الطاغين أما المؤمنين فمرجعهم إلى الله عزوجل ورحمته وجنته! فإذا جيء بجهنم يتذكر الإنسان –ونرجو أن يكون القارئ متذكرا لما طلبنا إليه الانتباه إليه عند حديثنا عن النسيان! - ولكن أنى له الذكرى, فلا فائدة من هذه الذكرى في هذا اليوم فلقد ذكّر الأنبياء في الدنيا ولكن لا سميع ولا مجيب! ولكن كان هناك ضغيان وفساد وإنشغال بالأرض! فهناك يندم الكافر فيقول "يا ليتني قدمت لحياتي" أي يا ليتني قدمت في الدنيا لحياتي الحقيقية لأن الحياة الدنيوية مهما طالت فهي منقطعة وزائلة أما حياة الآخرة فهي الباقية لذلك فهي الحيوان " وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ [العنكبوت: 64] " فهي الحياة الباقية, فيتمنى أن يكون قدم لها ما ينجو به! ورأيت في تفسير الفخر الرازي احتمالا آخر جميلا نذكره:
" وثانيها: أنه تعالى قال في حق الكافر: {وَيَأْتِيهِ الموت مِن كُلّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيّتٍ} [إبراهيم: 17] وقال: {فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى} [طه: 74] وقال: {وَيَتَجَنَّبُهَا الأشقى * الذى يَصْلَى النار الكبرى * ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى} [الأعلى: 11 - 13] فهذه الآية دلت على أن أهل النار في الآخرة كأنه لا حياة لهم، والمعنى فياليتني قدمت عملاً يوجب نجاتي من النار حتى أكون من الأحياء." اهـ
فالمعنى وإن كان بعيدا –لكونه من الصعب أن يكون الكافر أو العاصي قد علم ما ذكره الله في كتابه بخصوص هذا الأمر, فكثير من المسلمين يغفلون عن هذه الآيات! - ولكنه جيد فنثبته!
ففي هذا اليوم يكون العذاب شديدا جدا ويكون عذابا مباشرا لا ينتظر زمانا أو يحتاج إلى عوامل أو تدخل من أحد " فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26) ", فكما وضحنا فالإنسان يكون من الأسباب التي تؤدي إلى نزول العذاب به وبقومه في الدنيا فيكون هو بفعله من عذب نفسه –راجع العناصر التي عاب الله عزوجل على البشر فعلهم لها في السورة! - أما في الآخرة فليست هناك تداخلات أو أسباب أو ما شابه فالأمر كله لله فهو الذي يعذب وهو الذي يوثق! ولكن ليس هذا التعذيب لكل إنسان, وإنما هو لمن أهان نفسه أما من اتبع رضوان الله عزوجل, فله جزاء ومرجع آخران وهو " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) " والمراد من الرب هنا حتما هو الله عزوجل وليس بدن الإنسان كما قال بعض المفسرين, لأن الناظر في كتاب الله عزوجل يجد أن الله تعالى يقول: " ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ [الأنعام: 164] , قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ [السجدة: 11] , ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [الزمر: 7] , إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ [القيامة: 12] , إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة: 30] " وكثير من الآيات المشابهة, وهي كله تدور في فلك إثبات معنى رجوع الإنسان إلى ربه, فكذلك هنا هذه الآية!
فالنفس المطمئنة بذكر الله عزوجل وبدينه وكتابه ترجع إلى الله راضية بفعل الله وقضائه في الدنيا وبثوابه في الآخرة, "فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) " فتنضم النفس المطمئنة إلى باقي عباد الله عزوجل وتدخل جنة الله عزوجل. فهناك كانت جهنم مرصاد للطاغين مآبا, وهنا الجنة مرجع المتقين ففيها نعيم الله عزوجل.
فانظر أخي في الله إلى تلك السورة العظيمة التي قدمت تصورا بديعا لمراقبة الله عزوجل لعباده ولمحاسبته لهم وإعداده لهم في الدنيا والآخرة ما يستحقون وإنزاله في الوقت المناسب, وكيف أن السورة من أولها إلى آخرها تثبت أن الله عزوجل يحاسب الناس على ما قدمته أيديهم فلا يظلمهم وكيف أنهم هم الذين يظلمون أنفسهم فينزلون العذاب والهلاك بأنفسهم في الدنيا ثم يكون مآلهم في الآخرة إلى النار, أما الطائع المتقي فيُكرم في الدنيا ويكون مرجعه إلى جنة الله ورحمته في الآخرة, جعلنا الله وإياكم من أصحابها!
والسلام عليكم ورحمة الله!
.........................
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:45 ص]ـ
نفع الله بكم يا أستاذ عمرو، ولكن لو تفضلتم بتقسيط الرصيد وترك فسحة من الوقت خلف كل مشاركة لتشجيع القاريء على الاطلاع والكتابة لكان أجدى.
فالهمم عندما ترى ست مشاركات يخلف بعضها بعضا تكسل وتذهب ......
وفي المثل المصري العامي " عاوز تبني وتفرح ابني كل سنة مطرح" فتدبر {عاوز تبني وتتهنى خلِّي بنَّا يناول بنَّا} أي بناء
مع تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[29 Jun 2008, 05:56 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فآمل أن يتسع صدر الأخ عمرو الشاعر لملحوظاتي على بحثه، وقولي أراه صوابا يحتمل الخطأ والتناصح بيننا مما يجب لبعضنا على بعض؛ ولان البحث نشر هنا أحببت أن أرد عليه كذلك، والمعصوم من عصمه الله ولهذا أقول:
أتمنى من أخينا ومن غيره قراءة ما كتب عن أدب طالب العلم،والذي نشر هنا بعض ما قاله النووي رحمه الله وقد قرأته بعناية واستفدت منه0
لمست في هذا البحث أن الباحث لم يذكر من المفسرين غير الرازي ومع ذلك كان حكمه على كل المفسرين وما أدري هل تتبع كل ما قال المفسرون؟
لك ولغيرك من طلاب العلم أن تجتهد وتدلي برأيك - إن بلغت الدرجة التي تؤهلك لذلك - وليس لك أن ترد كل قول يخالف ما تراه، كيف والذين رددت أقوالهم لا تناسب بيننا وبينهم في علمهم وفضلهم
من يطالع بحثك يعتقد أن المفسرين إنما كان همهم جمع الأقوال دون دراية باللغة وما تدل عليه من معان دقيقة تخفى على غيرهم، بل اكثرت أثناء بحثك من الحديث عن نفسك باسلوب العظمة مما لا يليق بطالب العلم، خاصة وأنك بين متخصصين فيما تبحث فيه، وما رأينا أحدا منهم تكلم بهذا الاسلوب، ومع ما تفضلت به في بحثك فهو اجتهاد يحتمل الإصابة والخطأ، ومع قلة بضاعتي أراك قد جيئت بتفسير غريب عجيب تعجبت منهم أعظم بمراحل من تعجبك من كلام المفسرين،وهو أولى بذلك منك بأولئك، ورددت من الأقوالما هو أقرب وأولى من قولك.
وهذه بعض عباراتك التى أراها لا تليق ومنها:
فإذا نحن نظرنا
تصورنا نحن لهذه السورة
أما نحن فنجزم بخطأ الدكتور شحرور
وأما نصوصك التي أعتقد أنك تجرأت فيها على المفسرين ولو كان المتكلم بهذ بعض من يكتب في هذا الملتقى ما رضي بذلك،وربما أحجمت أنا وانت عن قول مثل هذا عنه فكيف بأولئك الأعلام ومن تلك النصوص:
فإذا نحن نظرنا في أقوال السادة المفسرين ما وجدنا هناك أي معنى جامع لهذه السورة ولا حتى بعض المواضيع المتصلة بل قدموا السورة بعض الآيات المنفصلات التي لا يربطها رابط ولا يضمها موضوع, ولأنهم يقبلون أن تكون سور القرآن بعض الآيات المنفصلات احتاروا أيما حيرة في معاني الآيات الواردة في أول السورة, أما نحن فلأننا نؤمن أن آي القرآن هي كلام أحكم الحاكمين علمنا أنه حتما ثمة علاقة بين المقسم به والمقسم عليه, والذي قال أكثر المفسرين أنه محذوف! وكذلك هناك علاقة بين الآيات في السورة كلها فلما نظرنا في السورة على هذا الأساس فتح الله عزوجل لنا فيها فتوحا جليلة0
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فانظر أخي في الله إلى مقدار حيرة المفسرين في تحديد مدلول الشفع والوتر حتى أن الإمام الفخر الرازي في نهاية المطاف لا يستطيع أن يحدد فيها معنى ويقبل قول من يحملها على الكل! وكل هذا راجع إلى النظرة الاجتزائية للسورة ولو قرأوها كلها وحدة واحدة لما احتاروا هذه الحيرة. ولما تناولوا الآية التالية "والليل إذا يسر" ترك عامتهم قول الرب العليم وأخذوا بأقوال فلان وعلان من الناس! ومضوا على هذا النهج إلى آخر السورة فقطوعها آيات منفصلات وتناولوها كما هي.
فلقد رأينا في المعاصرين من وقع في نفس المأزق وهو الدكتور محمد شحرور,
وكما قلنا سابقا ووضحنا أن القول بمحذوف في كتاب الله عزوجل قول لا دليل عليه ولا برهان وهو تخرص في إضافة كلمات ومعان إلى كتاب الله العزيز.
الناظر في أقوال السادة المفسرين في هذا الشأن يجد عجبا
وبعدما حددنا مدلول القجر ورجحنا مدلول الليال العشر ننتقل إلى الشفع والوتر, وكما رأينا فقد اختلف المفسرون فيها اختلافا شنيعا وأتوا فيها بأقوال ما أنزل الله بها من سلطان وليس لها أي علاقة بالسورة0
هذه بعض ملحوظاتي وقد تجنبت الاستقصاء،ولعل غيري يشارك، وما هذا الملتقى إلا للتناصح والنقد الهادف والبعيد عن الحقد والضغينة، آمل قبول هذا وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[30 Jun 2008, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدكتور فاضل, ولقد كنت ذكرت في موضوع سابق, وأكرره الآن, أني أقر أن السادة المفسرين أكثر مني علما, وليس هذا من باب التواضع بل هو من باب الحقيقة, ونحن في كل نقدنا هذا لا ننقد أشخاص, وإنما كل التركيز على المنهج! فالنقطة التي أهملها تقريبا كل المفسرين هي مسألة ربط الآيات ببعضها, -يستثني من ذلك قلة قليلة جدا من أمثال الإمام الرازي والألوسي- وعلى الرغم من ذلك فهم لم يحاولوا بعد محاولتهم ربط الآية بالآية التالية أن يقدموا تصورا شاملا للسورة, أما نحن فنفعل, وأعتقد أن في هذا نفع لمن يريد أن يرى ترابطا لكلام الله, ورد في عين الوقت على من يدعى أن القرآن نص فوضوي تُرص فيه الآيات رصا ولا رابط فيها, -وكثيرون هم من يقولون بذلك- وأنا أركز على هذه النقطة بالذات لأني أرى الكثير والكثير ممن يقرأون في كتب التفسير ويشعرون بحيرة شديدة عن العلاقة بين الآيات أو عن إيجاد وحدة موضوعية للسورة! وفي النهاية نذكر بأنا لم نجزم إلا بخطأ الدكتور شحرور لأنه أبعد النجعة في تفسيره الخارج عن السياق! أما مسألة المدح فهي ليست للذات وإنما للمنهج الذي يركز على نقطة غفل عنها عامة المفسرين -وأعتقد أنك تتفق معي في هذا- ويحتاجها كثير من الأخوة. واطمئن فالصدر متسع, وجزاك الله خيرا على التذكير والنصح! فهكذا هو المسلم.(/)
وَصَايَا نفيسه لِطَالبِ العِلْمِ للإمام النووي - رحمه الله -
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Jun 2008, 06:49 م]ـ
وَصَايَا نفيسه لِطَالبِ العِلْمِ للإمام النووي - رحمه الله - من كتاب التبيان
1 - أن يطهر قلبه من الأدناس
قَالَ الإِمَامُ النَّووي رَحِمَهُ اللهُ: وأن يطهر قلبه من الأدناس ليصلح لقبول القُرْءان وحفظه واستثماره.
عن النعمان بن بشير ? قال: قال ?: …أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ " متفق عليه، البخاري/52، مسلم/1599.
2 - أن ينظر إلى معلمه بعين الاحترام
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وعليه أن ينظُرَ إلى مُعَلِّمِه بعين الاحترام، ويعتقدَ كمالَ أهليتِه ورُجحانه على طبقته، فإنه أقرب إلى انتفاعه به.
كان بعض المتقدمين إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: اللهم استر عيبَ مُعلِّمي عني، ولا تُذْهِبْ بركةَ عِلْمِه مني.
وقال الربيع صاحب الشافعي رحمهما الله: ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له (2).
وعن علي بنِ أبي طالبٍ ? قال: من حق العالمِ عليك أن تُسلِّمَ على الناسِ عَامة، وتَخُصُّه دُونَهم بالتَّحية، وأن تَجلِسَ أَمَامه، ولا تشِيرَنَّ عنده بيدك، ولا تَغْمِزَنَّ
بعينك، ولا تَقُولَنَّ فلانًا قال خلافًا لقوله، ولا تَغْتَابنَّ عنده أحدًا.
ولا تشاوِرْ جَليسَك في مجلسه، ولا تأخذْ بثوبه إذا قام، ولا تلحَّ عليه إذا كَسل، ولا تُعْرِض، أي تَشْبع مِن طُولِ صُحبَتِه.
3 - أن يتواضَعَ لمعلِّمِه، ويتأدبَ مَعهُ وإنْ كانَ أصغرَ مِنه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يتواضع للعلمِ فبتواضُعِه يدركْه وقد قالوا:
العِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتَى اِلْمُتَعَالِي كَالسَّيلِ حَرْبٌ لِلْمَكَانِ الْعَالِي.
وينبغي أن ينقادَ لمعلِّمِه، ويشاورَه في أمُوره ويَقْبلَ قَولَه، كالمريض العاقلِ يَقبلُ قولَ الطبيبِ الناصحِ الحاذق، وهذا أولى.
4 - أن يُهيئ نفسَه لطلبِ العلمِ
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وليَدْخُل على شيخهِ كاملَ الخِصال، متطهرًا، مستعملاً للسواك (1)، فارغَ القلب من الأمور الشاغلة، وألا يَدخُلَ بغير استئذان إذا كانَ الشيخُ في مكانٍ يحتاج فيه إلى استئذان، وأن يُسلِّمَ على الحاضرين ويَخُصَّه دونهم بالتحية، ولا يتخطى رِقابَ الناسِ بل يجلس حيث ينتهي به المجلس إلا أن يأذنَ له الشيخ في التقدم
أو يعلم من حالهم إيثار ذ لك (2)، ولا يُقيم أحدًا من مَوضعه، ولا يجلس في وسط الحَلْقَة إلا لضرورة، ولا يَجلس بين صاحبين إلا بإذنهما فإنْ فسحا له قعد وضمَّ نفسه.
5 - أن يَجلسَ بين يدي شيخِه بوقار
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يقعد بينَ يدَي الشيخِ قِعدةَ المُتَعَلِّمين (1) لا قِعدةَ المُعَلِّمينَ وأن لا يرفع صوتَه رفعًا بليغًا، ولا يضحك، ولا يُكثرِ الكلامَ مِن غيرِ حاجة، وألا يَعْبثَ بيده ولا بغيرها، ولا يلتفت يمينا ولا شِمالاً مِن غير حاجة، بل يكون متوجهًا للشيخ، مصغيًا إلى كلامه.
6 - أن يأخذ نفسه بالاجتهاد في التحصيل
وقال رَحِمَهُ اللهُ: وينبغي أن يأخذ نفسه بالاجتهاد (2) في التحصيلِ في وقت الفراغِ والنشاط، وقوةِ البدنِ، ونباهةِ الخاطرِ، وقلةِ الشاغلات قبلَ عوارضَ البطالة، وارتفاع المنزلة (3)، فقد قال أميرُ المؤمنين عمرُ بنُ الخطاب ?: " تفقَّهوا قبلَ أنْ تسُودوا " معناه اجتهدوا في كمالِ أهليتكم وأنتم أتباع قبل أن تصيروا سادة، فإنكم إذا صرتم سادة متبوعين امتنعتم من التعلُّمِ لارتفاع منزلتِكم وكثرةِ شُغلكم، وهذا معنى قولِ الشافعي رَحِمَهُ اللهُ: تفقَّهْ قبلَ أن ترأس، فإذا رأست فلا سبيل إلى التفقه.
7 - أن يكون حريصًا على التعلم
وقال رَحِمَهُ اللهُ: ومن آدابه المتأكَّدَة أن يكونَ حريصًا على التعلُّم مُواظبًا عليه في جميع الأوقاتِ التي يتمكن منه فيها، ولا يقنع بالقليل مع تمكنه من الكثير.
ولا يُحَمِّلْ نفسَه ما لا تطيق (1) مخافة من المَلَل، وضَيَاع ما حصَّل، وإذا حَضَر إلى مَجْلس الشيخ فلم يجده انتظره ولازمَ بابَه، وإذا وَجَد الشيخَ نائمًا أو مشتغلاً بمهمٍّ لم يستأذن عليه بل يصبر إلى استيقاظه وفراغه أو ينصرف، والصبر أولى.
8 - أن يتحينَ الوقتَ المناسبَ لقراءته على شَيخه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: ومما يتأكد الاعتناءُ به ألا يقرأَ على الشيخ في حالِ شُغل قَلب الشيخ، ومَلَلِه، واستنفاره، ورَوْعِه، وَغَمِّه وَفَرَحه، وَجُوعِه وَعَطَشِه، وَنُعَاسِه، وقلقه، ونحو ذلك مما يشُقُّ عليه ويمنعه من كمالِ حضورِ القلب والنشاط، وأن يغتنم أوقات نشاطه.
9 - أن يصبرَ على شيخهِ ويتحمَّلَ جَفاءه
وقال رَحِمَهُ اللهُ: ومن آدابه أن يتحملَ جَفْوَةَ الشيخ، ولا يصده ذلك عن ملازمته، واعتقاد كماله، ويتأول لأقواله وأفعاله التي ظاهرُها الفساد تأويلات صحيحة، فما يعجز عن ذلك إلا قليل التوفيق أو عَديمه، وإذا جَفاه الشيخُ ابتدأ هو بالاعتذار إلى الشيخ، وأظهرَ أن الذنب له، والعتْب عليه، فذلك أنفع له في الدنيا والآخرة، وأنقى لقلب الشيخ، وقد قالوا: من لم يصبرْ على ذُلِّ التعلُّم بقي عُمُرَه في عَمَاية الجهالة، ومَن صَبر عليه آل أمرُه إلى عزِّ الآخرةِ والدنيا، وقد أحسن من قال:
مَنْ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ المَذَلَّة سَاعَةً قَطَعَ الزَّمانَ بِأَسْرِه مَذْلُولاً
أصل الاختصار من كتاب زاد المقرئين(/)
تلخيص وعرض لكتاب إعجاز القرآن للخطابي
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Jun 2008, 10:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فإن للإمام الخطابي (أبي سليمان) المتوفي 388هـ رسالة لطيفة في إعجاز القرآن
وها أنذا أضع بين أيديكم عرضا لطيفا كذلك لأهم ما ورد فيها من مسائل وفوائد
وقد وضعتها في ملف ( PowerPoint ) تسهيلا للقارئ والشارح
والملف في المرفقات
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jun 2008, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيراً .. حملته وأفدت منه .. وليتك يا أبا عبد الرحمن تعرض الاختصار هنا .. لتعم الفائدة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Jun 2008, 11:37 م]ـ
إعجاز القرآن
1. سبب إكثار الناس في الكلام عن الإعجاز دون صدورهم عن ري: لتعذر معرفة وجه الإعجاز في القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته
**من دلائل الإعجاز
? وجود الداعي إلى محاكاة القرآن وخصوصا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد تحداهم ومع ذلك لم يستطيعوا مع فصاحتهم ووفرة عقولهم فلو كانوا يستطيعون لأتو بمثله بدل أن يناصبوه العداء
? الصرفة: وهو أن الهمم والعزائم صرفت عن معارضته مع قدرتهم على ذلك
? الرد عيها: 1 - أن هذا يشهد بخلافه قوله تعالى: (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله) وهذا يتطلب قدرا من التكلف والاجتهاد , والصرفة ليس فيها شيء من ذلك.
? ثانيا: وجد من الناس فعلا من حاول معارضة القرآن فخاب وخسر وهذا يدل على وجود الداعي والهمة لا أنهم صرفوا عن معارضته.
? إخباره عن المغيبات وما يستقبل من الزمان كقوله: (الم غلبت الروم ... ) وغيرها
? التعقيب عليه: أن هذا وإن كان نوعا من أنواع الإعجاز فهو ليس في كل سورة من سور القرآن وقد جعل الله في صفة كل سورة أن تكون معجزة في نفسها وتحداهم أن يأتو بمثل أي سورة دون تحديدد فدل أن المعنى غير ما ذهبوا إليه.
? أن إعجازه من جهة البلاغة (وهم الأكثرون من علماء أهل النظر
? الإشكال في هذا الوجه: معرفة كيفية الإعجاز , فأغلبهم قلد من قبله فإذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة قالوا قد يخفى سبه ويظهر أثره في النفوس من عذوبة الاستماع إليه وهشاشته في النفس وغير ذلك مع أن الكلامان فصيحان فدل أن القرآن معجر (وهذا غير مقنع) في مثل هذا العلم
وعند التمحيص يتبين أن كيفية إعجازه من جهة البلاغة:
أولا-أن أجناس الكلام مختلفة ومراتبها في نسبة التبيان متفاوتة ودرجاتها في البلاغة متباينة غير متساوية فمنها البليغ الرصين الجزل, ومنها الفصيح القريب السهل, ومنها الجائز الطلق الرسل وهذه أقسام الكلام الفاضل المحمود دون النوع المذموم الذي لايوجد في القرآن منه شيء فحاز القرآن على كل نوع بحصة فجمع صفتي الفخامة والسهولة الصفتان اللتان لا تجتمعان في غير القرآن لأن السهولة نتاج العذوبة والفخامة تعالج نوعا من الوعورة فاجتماعهما في القرآن دليل الفضيلة والاختصاص
ثانيا: احتواؤه أجمل الألفاظ وأقواها وأسهلها
ثالثا: اشتماله على أجمع المعاني وأفضلها وأصحها
?ويمكن أن نختصر هذه الثلاثة فنقول: أن القرآن صار معجزا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمنا أصح المعاني من التوحيد والأحكام والأخلاق والمغيبات والقصص والحجج والدليل والمدلول وعمود البلاغة التي تجمع هذه الصفات أنه وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليه فصول الكلام في موضعه الأخص به الذي إذا بدل مكانه جاء منه: غما تبدل المعنى الذي يسبب فساد الكلام أو ذهاب الرونق الذي يسبب سقوط البلاغة
تتفرع عن هذه المسالة: تقارب المعاني (كالعلم والمعرفة والبخل والشح واقعد واجلس) وغيرها التي قد يظنها الكثير دالة على نفس المعنى وهي عند أهل اللغة بخلاف ذلك وهذا هو السبب الذي تهيب العلماء من الخوض في تفسير كلام الله أن بعض الألفاظ والحروف تدل على معان دقيقة غير متبادرة إلى الذهن إلا بعد التأمل والتفطن ومعرفة اللسان فلو فسر حرف بحرف أو معنى بمعنى قد يؤدي إلى فساد المعنى وهذا يدل على إعجاز القرآن أنه جاء باللفظ والنظم المناسب في موضعه الأخص به والأنسب
(يُتْبَعُ)
(/)
? صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس وقد ذهب عنه الناس فلا يعرفه إلا الآحاد منهم فيسلم الكافر , ويسكت المعارض لمعرفة صدقه وإن لم يسلم ومن ذلك ما حصل من تأثر الجن
** سبب تعذر البشر عن الإتيان بمثل القرآن:
أولا: أنهم لا يحيطون علما بجميع أسماء اللغة العربية وألفاظها
ثانيا ولا تدرك أفهامهم ميع المعاني المحمولة على تلك الألفاظ
ثالثا ولا تكمل معرفتهم لاستيفاء جميع وجوه النظم فتعذر أن يأتوا بمثله
وبعبارة أخرى نقول ما نصه: فإذا عرفت هذه الأصول تبينت أن القوم إنما كاعوا وجبنوا عن معارضة القرآن لما قد يئودهم ويتصعدهم منه وقد كانوا بطباعهم يتبينون مواضع تلك الأمور ويعرفون ما يلزمهم من شروطها ومن العهدة فيها ويعلمون أنهم لايبلغون شأوها فتركوا المعارضة لعجزهم وأقبلوا على المحاربة لجهلهم فكان حظهم مما فروا إليه حظهم مما فزعوا منه (فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) والحمد لله رب العالمين
**أقوال المعاندين للقرآن ووجه تلبيسهم
? أولا: إنه شعر وذلك لما رأوه منظوما
? ثانيا: أنه سحر لأنهم عجزوا عن محاكاته وأنه يؤثر في النفوس تأثيرا عجيبا
? ثالثا: أنه أساطير الأولين اكتتبها وهذا من جهلهم وتكذيبهم فهم يعرفون أنه لا يقرأ ولا يكتب
? رابعا: أنه قول البشر وهذا حين لم يقدر أن يفتري له قولا ونفى ما قيل عنه قال هذا القول كما وصف القرآن حال الوليد
**شبه المنكرين لإعجاز القرآن
? أولا: أن القوم لم يعارضوه لعجزهم فهم عرب فصحاء والقرآن جاء بما يتخاطبون به ولو أرادوا لسهل عليهم وإنما كرهوا التطويل وأرادوا معجلته بالهلاك
? والرد عليه: أنه قد تبين مما سبق أن ما اجتمع من القرآن لا يمكن أن يحيط به بشر وإذا كانت الأسماء اللغوية لا يجوز أن يحيط بها إلا نبي , وقد كان ابن الخطاي لايعرف (الأب) فكيف بالمعاني التي تحملها الألفاظ فهي أشد, وكيف بالنظم فالحاجة لحذقه أصعب وأدق
? ثانيا: أن الغريب المشكل فيه بالنسبة للكثير منه قليل
? الرد عليه: أنه ليس من شرط البلاغة وجود الغريب ووحشي الغريب لا يكثر إلا في الأجلاف الأوحاش
? ثالثا: عد التسليم ببلاغة القرآن فهناك بعض الوجوه وقعت في القرآن لو جيء بوجوه غيرها لكانت أفصح مثل (أكله الذئب) والأفصح افترسه وقوله (إن امشوا واصبروا) والأفضل امضوا وانطلقوا ... إلى غير ذلك من الأمثلة
? رابعا: أن ترتيب السور لو كان أخبار الأمم وقصصهم في سورة والأمثال في سورة والمواعظ في سورة لكان أفضل وأحسن في الترتيب
? الرد عليه: أن في التريب القرآني بهذه الطريقة تحصل الفائدة الأكبر والنفع الأعم وتقوم الحجة بسماع السورة الواحد المتنوعة المعاني, ويحصل التحدي فكان اجتماع المعاني الكثيرة في السورة الواحدة أوفر حظا وجدى نفعا وأبلغ نظما من التمييز ولتفريد وقد أحب الله أن يمتحن عباده ويبلو طاعتهم واجتهادهم في جمع المتفرق منه وفي تنزيله وترتيبه وليرفع الله الذين آمنوا منهم والذين أوتوا العلم درجات
? خامسا: الحذف والاختصار في مثل قوله: (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) فحذف الجواب وهذا الاختصار يعاب
? والرد عليه: أن من البلاغة الإيجاز في موضعه وحذف ما يستغنى عنه من الكلام , وحُذِف الجواب لأن المذكور يدل عليه فاستغني به والتقدير (لكان هذا القرآن) وسبب آخر ذكر: وهو أن الحذف في مثل هذا أبلغ حتى تذهب النفس في تقديره كل مذهب
? سادسا: التكرار الموجود في القرآن من القصص أو الجمل التي لا داعي لتكرارها مثل: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) و (ويل يومئذ للمكذبين) ونحوهما
? والرد عليه أن التكرار لما تدعو الحاجة للترغيب إليه أو الحث عليه أو الترهيب منه من البلاغة وهذا معلوم عند العرب في أساليبهم وأشعارهم وأما القصص فقد بين الله سبب تكرارها بقوله: (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون) وقوله (وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا) أما سورة الرحمن والمرسلات فقد ذكر الله فيهما أنواعا متجددة وصفات متنوعة إما في النعم أو أهوال يوم القيامة وتجديد القول عن ذكر كل حال أبلغ في القرآن وأوكد لإقامة الحجة والإعذار أما الإشكال في ذكر آلاء الله في قوله (يرسل عليكما شواظ ... ) الآية وأنها نقمة وليست نعمة فالجواب: أن الله حذرنا من العقوبة لنرتدع عنها وهذه نعمة أن بين
(يُتْبَعُ)
(/)
الله لنا سبب الهلاك والوعد والوعيد وإن تقابلا في ذواتهما فإنهما متوازيان في موضع النعم
? سابعا: أنه يمكن أن يكون عارضه العرب لكن أخفاه المسلمون وكتموا خبره لما حصل من اتساع رقعة الإسلام فانمحى أثره وخفي على الناس معارضته
? الرد عليه أن هذا محال ولا يتوهم هذا ولا يجوز مع اتساع العالم وبلوغ التحدي لجميع الخلائق ليس زمانا دون ومان أو قوما دون قوم, ثم إن الهمم متوافرة لنقض فلو حصل هذا لاستحال كتمه
? ثامنا: أن المعارضة قد حصلت من مثل مسيلمة وأمثاله
? والرد المجمل أن هذا الكلام ساقط لا يحمل أي معنى ولا فائدة بل لفظه ممجوج وأسلوبه متكلف غث فلم يجمع واحدا من أركان البلاغة وأصولها, كما أنه لم يحو طرق المعارضة ولم يلتزم شرطا من شروطها
والتفصيل في كل مقطع كما سيأتي
أولا: قول مسيلمة في الضفدع:: هو قول ساقط عن المعارضة مفتقد لشروط البلاغة وأركانها فلا لفظ صحيح ولا معنى قوى ولا نظم جزل رصين ويكفيه أن كل من سمعه عرف أنه كاذب.
ثانيا: قول من قال: (الفيل وما أدراك ما الفيل) - أنه هوّل وروع وصعد ثم أخلف ما وعد واقتصر على ما ظهر من الذنب والمشفر ويبصرها كل أحد. فوضع الكلام في غير موضعه ومثل هذه الفاتحة العظيمة تجعل لأمر عظيم. - اقتصر على الوصف الظاهر وترك ما أودعه الله فيه من ذكائه وفطنته التي يفهم بها سائسه, كما ترك من خلق الفيل أعجبه كالآذان والأنياب وغيرهما. - أن الوصف الذي خص به الفيل شابه به البعوضة ولم يذكر ما يميز الفيل.
ثالثا: من وصف الحبلى (ألم تر كيف فعل ربك بالحبلى) - جاء بكلمة الانتقام في محل الإنعام فهذه اللفظة تستخدم في التهديد والعقوبة , بخلاف أن يقول: ألم تر على ربك كيف فعل بالحبلى. - قوله: (أخرج منها نسمة تسعى من بين شراسيف وحشى) هذا معنى استرقه من القرآن استراقا كما أنه أخطأ في الوصف فجعل الولد بعد الحبل خارجا من بين الشراسيف والحشى حيث أن بين الرحم والشراسيف مسافة.
**بيان طرق المعارضة
أن يتبارى رجلان في شعر أو خطبة أو محاورة فيأتي كل واحد منهما بأمر محدث من وصف ما تنازعاه وبيان ما تباريا فيه فيتوازيا أو يفضل أحدهما عن صاحبه كامرئ القيس وعلقمة بن عبدة في وصف الفرس
أن يتنازع شاعران في معنى واحد فيرتقي أحدهما إلى ذروته ويقصر شأو الآخر عن مساواته في درجته كالأعشى والأخطل في وصف الخمر
المقابلات والمناقضات ببناء الشيء وهدمه وتشييده ثم وضعه ونقضه كمن يمدح الخمر حتى يرى فضلها ثم يذمها حتى يتبين سوءها
قريب من المعرضة وهو أن يجري أحد الشاعرين في أسلوب من أساليب الكرم فيكون أحدهما أبلغ في وصف أحدهما في هذا الأسلوب ويكون الآخر أبلغ في الأسلوب الثاني من صاحبه كالنابغة في وصف الخيل وكالأعشى في وصف الخمر
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[29 Jun 2008, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وتقبل منك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2008, 06:11 ص]ـ
فكرة متميزة وإخراج جميل ..
جزاك الله خيرا.
والكتاب -كغيره من الكتب- محتاج إلى تلخيص وتقريب وإعادة صياغة، فقد نجد أن جزئيات الكتاب ومفرداته مفهومة من حيث هي، لكن الطريقة التي كتب بها هي التي تحول دون فهمه واستيعابه، فكان من المهم إعادة صوغ الكتاب وربط جزئياته بطريقة منطقية جديدة تسهل فهمه وتصل بالقارئ إلى إدراك الفكرة التي أرادها المصنف، وهنا تظهر بجلاء القيمة العلمية لمثل هذه المشاريع (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد اشتهر الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- بهذ النوع من التأليف فمما كتب: (تقريب التدمرية) و (فتح رب البرية بتلخيص الحموية) و (مختصر مغني اللبيب) وغيره.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[28 Sep 2008, 11:48 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، فقد يسر هذا البسط اليسير الرد على بعض المستشرقين في العصر الحديث. مثلا يكتب المستشرق نولدكه: “ the sound linguistic sense of the Arabs (q.v.) almost entirely preserved them from imitating the oddnesses and weaknesses of the qur'anic language"
ومعنى ادعائه هذا أن "الحس اللغوي السليم الذي تمتع به العرب حدا بهم إلى البعد تماما عن محاكاة لغة القرآن بما فيها من ضعف وركاكة"
وقد أثبتت كتب السيرة بعض محاولات العرب لمحاكاة القرآن بل واجتماعهم على ذلك وعجزهم. ولكن ماذكره الخطابي هنا لهو أبلغ رد على مثل ادعاءات نولدكه وغيره من المستشرقين المأفونين.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد.
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Sep 2008, 10:31 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا!
وأذكر أن هناك دراسة للدكتور فضل حسن عباس، نشرت في مجلة دراسات -على ما أعتقد- كانت بعنوان: بيان إعجاز القرآن للخطابي -رحمه الله- (تحليل، ومقارنة، ونقد). وهي في ثلاثة فصول: الدراسة التحليلية، والدراسة النقدية، والدراسة المقارنة؛
حيث حلل الرسالة وجعلها مرتبة في نقاط وعناوين، ثم أورد أقوال عدد من العلماء حول رسالة الخطابي؛ ليوازن بينها، ومن ثم قارن دراسة الخطابي بالدراسات التي جاءت بعده ممن كتبوا في الإعجاز؛ أمثال: الرماني، والجرجاني -رحمهما الله-
والله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jul 2010, 05:16 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك.
العرض العلمي ممتاز.
أما العرض الفني جيد مرتفع http://www.tafsir.net/vb/images/icons/icon7.gif
ويبدو أنه أصبح من الضروري لي أنا وإياك يا أبا عبدالرحمن أن نأخذ دورات تدريبية متقدمة في تصميم عروض الباوربوينت، وقد حضرت دورة في ذلك، وذهبت مزهواً بمعرفتي المتواضعة في الباوربوينت، وكنتُ أحضرت عروضاً سبق لي تصميمها بطريقتي البلدية في فلاش، فلما سمعتُ ورأيتُ أمسكتُ فلاشي في جيبي، وآثرتُ الصمتَ على الكلام، وأزمعتُ أن أتدرَّب جيداً على مهارات هذا البرنامج الرائع حتى تكون العروض مثمرة ومؤثرة وليست مُجرَّد رغبة في تغيير طريقة العرض.
دُلُّوني على مُدربٍ مُحترفٍ في هذا في الرياض تكفون!
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[04 Jul 2010, 10:56 م]ـ
جزاك الله خير د. عبد الرحمن
وأنا على استعداد لحضور مثل هذه الدورات
وإتماما للفائدة فيما يتعلق برسالة الخطابي في الإعجاز , فإن د. محمد محمد أبو موسى يرى أن الخطابي من أوائل من حاولوا الوقوف على حقيقة البلاغة المختصة بالقرآن, فالجميع يعرف أن البلاغة وجه من وجوه إعجازه أما حقيقة هذه البلاغة في القرآن فهذا ما حاول الخطابي الوقوف عليه.
يقول د. أبو موسى في كتابه الإعجاز البلاغي (ص 61):
((ولأجل هذا كان الخطابي أول من أدار درس الإعجاز البلاغي -فيما نعلم - على غير الوجه الذي أداره عليه غيره, فلم يتكلم في التشبيه ولا الاستعارة, ولا في التقديم ولا في البديع , وغير ذلك مما ألف الناس الخوض فيه حين يتكلمون عن الإعجاز البلاغي, لأن هذه الفنون من (سائر البلاغات) وإنما حاول الخطابي أن يقع على البلاغة القرآنية التي هي كخلق الإنسان ورفع الأرض , ورفع السماء من غير عمد ترونها ... )) الخ(/)
مسألة في الاستواء
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[29 Jun 2008, 11:37 ص]ـ
الأخوة الكرام
اخترت لكم هذه المقالة أرجو أن تنال إعجابكم
مسألة في الاستواء - بقلم بسام جرار
طال الخوض في مسألة الاستواء. ولا نقصد هنا أن نخوض مع الخائضين، لأننا نعلم أنّ الله تعالى ليس كمثله شيء، لا في ذاته ولا في صفاته. كما ونعلم حقيقة قصور العقل البشري عن إدراك جوهر المطلق سبحانه. وإنّ من علامات الخلل في الفهم والإدراك، الخوض في عالم اللانهائيات. وقد مضت سنوات طويلة ونحن ُنعلّم وندرّس فلم نجد حاجة إلى أن نخوض في مثل هذه المسائل، لأنّ الناس بفطرتها السوية تفهم الأمور من غير لبس، ولم نجدهم يوماً يطرقون في أسئلتهم مثل هذه القضايا، حتى جاء من يبعث فيهم الجدل القديم ويكدر صفو إيمانهم.
فالذي نقصد إليه في هذا المقال أن نبين معنى الاستواء، لإدراكنا أنّ وضع النقاط على الحروف يساعد على الفهم الصحيح ويحفظ من الزلل.
جاء في الآية 14 من سورة القصص:" ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلما ... ": يقول الطبري، رحمه الله:" استوى: تناهى شبابه وتم خلقه ... "، ويقول الألوسي، رحمه الله:" استوى:" كمل وتمّ .. ". فاستوى هنا فيها معنى اكتمال خلقه واكتمال نضجه عليه السلام. وجاء في الآية 29 من سورة الفتح:" ... كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ... ": هنا أيضاً نجد أنّ استوى تحمل معنى اكتمال النضج أو اكتمال الاستقامة. وجاء في الآية 44 من سورة هود:" ... وقُضي الأمر واستوت على الجودي .. ": والمقصود هنا سفينة نوح، عليه السلام، حيث استقرت على جبل الجودي، كما يقول أهل التفسير. وكلمة استوت هنا لا تعني استقرت، وإنما تعني استقرت تماماً، أو اكتمل استقرارها. وجاء في الآيتين 12،13 من سورة الزخرف:" والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون، لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ... ": هنا الاستواء لا يعني الاستقرار، ولكن يعني كمال الاستقرار. والاستواء هنا لا يعني العلو، وإنما فُهم العلو من لفظة عليه، وليس من لفظة استويتم. وجاء في الآية 29 من سورة البقرة:" ... ثم استوى إلى السماء فسواهنّ سبع سماوات ... ": هنا عدّيت استوى بـ إلى فلا تفيد معنى كمال العلو وإنّما تفيد كمال القصد، فقد كانت السماء واحدة في كينونتها فتوجه الخالق بإرادته التي هي كاملة وقدرته الكاملة إلى جعلها سبع سماوات. وجاء في الآية 18 من سورة السجدة:" أفمن كان مؤمناً كمن كان فاسقاً لا يستوون": المقصود هنا المساواة. والتساوي هو في الحقيقة كمال التماثل. والخط المستوي في اللغة هو الخط المكتمل في استقامته.
وعليه يمكن أن نقول: إنّ الاستواء هو كمال الحال أو تمامه. وسياق الكلام هو الذي يفيد الحال التي اكتملت أو تمت أو الكاملة التامّة. ومن هنا لا يصح أن نعطي معنى كلمة استوى حتى نعلم الحال التي يقصدها الكلام. وعليه فإن كلمة استوى لا تفيد معنى العلو حتى تُعدّى بعلى، فتعني عندها كمال العلو الذي أفادته لفظة على. ولا تفيد معنى قَصَد حتى تُعدّى بـ إلى، ولا تعني الاستقامة حتى يفيد السياق ذلك .... الخ.
جاء في الآية 3 من سورة يونس:" إنّ ربكم اللهُ الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبّرُ الأمر ... ": هنا استوى تفيد العلو كونها عُدّيت بعلى. فعلى هنا هي التي تفيد العلو، أما استوى فتفيد كمال العلو الذي أفادته على. فعلو الله على العرش هو العلو الكامل الذي لا نقص فيه، فهو استواء. أما لماذا استخدمت هنا لفظة (ثم)؟! فالجواب: لأنّ الخلق لا يكون كاملاً وتاماً من بدايته، فذلك يتعلق بالإرادة الإلهيّة؛ فإذا أراد الله الوجود على الوجه الفوري فإنما يقول له كن فيكون. وإذا أراده متدرجاً، لحكمة يعلمها، يكون متدرجاً في وجوده حالاً بعد حال. وهذا من إيحاءات صفة الصبور.
وبما أنّ الخلق بدأ صغيراً وتكامل كبيراً، كان كمال العلو الرباني- والذي هو كمال دائم- على الكبير الذي يتضمن ويشتمل على الخلق الأصغر، ومن هنا جاءت ثمّ. فثمّ المتراخية تكون من جهة تدرج ظهور المخلوق للوجود.
ً
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Jun 2008, 09:43 م]ـ
نجد أهل السنة و الجماعة يقررون مبدأ: ليس في القرآن الكريم شيء لا يستطيع صاحب اللسان معرفته، كما فرقوا بين فهم الآية و إدراكها، فالفهم هو القدرة على التمييز، فإذا تعلق الأمر مثلا بصفات الله تعالى فإن صاحب اللسان العربي يميز بين صفة العلم و صفةالاستواء و هي ليست واحدة بالنسبة إليه، ومن ثم فهو يفهمها، لكنه لايستطيع إدراكها، أي لا يستطيع معرفتها على ما هي عليه في الواقع، فذلك هو ما استأثر الله تعالى بعلمه، وبذلك ردوا كيد الكائدين بالعلم و المعرفة، مصداقا لقوله تعالى:
(قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
(سورة البقرة، جزء من الآية111)
مقتبس من مقال ماتع نافع ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=27598#post27598) في التعامل مع النصوص.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Jun 2008, 07:20 م]ـ
تلقى فضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي-رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- استفساراً من أحد القراء يقول فيه: سماحة الشيخ الفاضل كثيرا ما يخوض بعض الدعاة وشباب الصحوة فيما عرف بـ (آيات الصفات) حتى أصبحت هذه المسائل مطروحة بين عوام الناس، والجماهير الغافلة منهم، وكثيرا ما تثير هذه المسائل لهم نوعا من البلبلة الفكرية، والتشويش الذهني، فما هو المنهج العلمي الذي يمكن من خلاله عرض مثل هذه المسائل على العوام من الناس.
وقد أجاب فضيلته على السائل بقوله: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد:
هنا نقطة لها أهمية كبيرة في باب الصفات الخبرية التي دارت حولها المعركة الجدلية الحامية: بين السلف والخلف، أو بين الأثريين والمتكلمين، أو بين المفوضين والمؤولين، أو بين المثبتين والمؤولين، وهي قضية العوام والجماهير الغافلة من الناس، الذين لا شأن لهم بالحرب الدائرة بين المتجادلين والمتخاصمين في الأسماء والصفات.
فأيهما أفضل وأولى في حقهم وفي حفظ عقيدتهم وتثبيتها؟
أهو التأويل – كما يقول الأشاعرة والماتريدية - حتى لا يشبِّهوا الله تعالى بخلقه؟
أم الأولى هو إثبات صفات الله تعالى له سبحانه، كما وردت في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ليستقر تعظيم الله تعالى في قلب كل مسلم؟
الحرص على أمور أربعة:
والذي أوثره وأرجحه هنا أن نعتصم بأمور أربعة:
1 - أن نثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله، فنصفه بما وصف به نفسه، وما تمدح لنا به، وأراد أن يعرفنا به من أوصافه أو أفعاله، ولا نخاف من إطلاقها مادام القرآن قد أطلقها، والرسول قد ذكرها، فلسنا أغير على ربنا منه عز وجل، ولا أغير عليه من رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا أحرص على التقديس والتنزيه لله جل شأنه منهما.
2 - ألا نزيد من عند أنفسنا على ما وصف به نفسه، أو نغير عبارة القرآن أو السنة بعبارة من عندنا، فهذا قد يدخلنا في مأزِق، أو يوقعنا في مزلق، تزل به أقدامنا. وإنما نلتزم العبارات الشرعية كما وردت، فإذا قال تعالى: {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف:54] لا نقول: هو فوق العرش، فهذه غير عبارة القرآن. وإذا قال: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} [الحديد:4]. لا نقول: هو معكم بذاته، لأن هذا تزيّد على النص، ومثل ذلك حديث: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا" [1] لا نقول: ينزل بذاته وكذلك قربه منا، ونحو ذلك.
3 - ألا نجمع هذه الصفات أو الأفعال الموهمة لمشابهة الخلق في نسق واحد، أو في سياق واحد، بل نوردها كما أوردها القرآن، وكما أوردتها السنة في مناسباتها، وفي سياقاتها المختلفة.
فلا نقول مثلا: إن لله تعالى وجها وصورة، وعيناً أعينا، ويدا أو يدين، وأصابع، وكفا وأنامل، وساعدا وذراعا، وقدما أو رجلا، وساقا وجنبا، ونفسا وروحا وحِقوا…إلخ. فإن هذا التجميع بهذا النسق يوحي أنه جسم مركب من أعضاء، ويساعد المخيلة في رسم صورة له، تختلف من شخص إلى آخر. وهو تخيل ليس بصحيح.
ولكن الواجب هنا: أن نورد هذه الأوصاف مفرقة، عندما نذكر الآيات الكريمة أو الأحاديث الصحيحة التي تشتمل عليها. فلا يكون لها ذلك الإيحاء السلبي الموهِم في الأنفس والعقول.
ومن المؤكد: أن الصحابة لم يؤمنوا بهذه الصفات على هذا النحو، ولم يلقنوها بعضهم لبعض على هذا النهج، بل ربما عاش بعضهم ومات، ولم يسمع ببعض هذه الأحاديث التي رواها آحاد منهم، ولم تجمع إلا بعدهم.
4 - أن نؤكد أبدا ما دلت عليه النصوص القاطعة، وأجمعت عليه الأمة بكل طوائفها ومدارسها: سلفيين وخلفيين، من تنزيهه – جل ثناؤه - عن مشابهة شيء من خلقه بحال من الأحوال، فهو سبحانه (أحد) في ذاته، أحد في صفاته، أحد في أفعاله {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:3 - 4] {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] وهذه نكرة في سياق النفي تعم جميع الأشياء في السماوات أو في الأرض، فهو لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء.
ابن الجوزي يحث على أهمية الإثبات للعوام:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد رأيت الحافظ الفقيه المؤرخ الداعية الناقد المصلح: أبا الفرج ابن الجوزي (ت597هـ) يحث في كتابه البديع (صيد الخاطر) على أهمية (الإثبات) بالنسبة للعوام، ويبين فوائد ذلك الإيمانية والسلوكية، ويطيل النفس في ذلك.
على حين رأيناه يجنح إلى التأويل في كتابه (دفع شبه التشبيه) ويحمل على الذين يُجْرون هذه النصوص على ظواهرها، ويبين خطأهم من وجوه عدة، مخالفا لكثير من الحنابلة قبله، وموافقا لعلم كبير من أعلامهم الموسوعيين (شأن ابن الجوزي أيضا) وهو الإمام العلامة ابن عقيل صاحب كتاب (الفنون) (ت513هـ) الذي قال عنه ابن تيمية: كان من أذكياء العالم.
ويرى بعض المعلقين على ابن الجوزي: أنه كان مضطربا في قضية الصفات، فتارة يؤول، وتارة يثبت.
لا تناقض في أقوال ابن الجوزي
والذي ألحظه: أن كلامه في ترجيح الإثبات للعوام لا ينافي كلامه في وجوب التأويل للعلماء، فالجهة منفكة، والمقامان مختلفان، ولكل مقام مقال.
فهو يرى أن صرف هذه النصوص من الآيات والأحاديث عن ظواهرها: يخدش من تعظيم الله – جل شأنه - المستكن في قلوب العامة بما توحي به ظواهر هذه الألفاظ، من إظهار العظمة والكبرياء، والسلطان المطلق لله عز وجل، وما يخشى من طروء (التشبيه) على عقولهم، تطرده عقيدة التنزيه الراسخة في نفس كل مسلم (ليس كمثله شيء).
ولنقرأ معا هذا النص لهذا الإمام البصير الحريص على قلوب العوام حرصه على التقديس والتنزيه. يقول رحمه الله فيما نقله عنه علامة الحنابلة المتأخرين الشيخ مرعي في كتابه (أقاويل الثقات):
نصيحة ابن الجوزي
قال ابن الجوزي في (صيد الخاطر):
من أضر الأشياء على العوام كلام المتأولين والنفاة للصفات والإضافات، فإن الأنبياء عليهم السلام بالغوا في الإثبات ليقرروا في أنفس العوام وجود الخالق، فإن النفوس تأنس بالإثبات، فإذا سمع العامي ما يوجب النفي طرد عن قلبه الإثبات، فكان من أعظم الضرر عليه، وكان هذا المنزه من العلماء على زعمه مقاوما لإثبات الأنبياء بالمحو، وشارعا في إبطال ما بعثوا به.
قال: وبيان هذا أن الله أخبر باستوائه على العرش، فأنست النفوس بإثبات الإله ووجوده، وقال: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ} [الرحمن:27]، وقال: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64]، وقال: {غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [الفتح:6]، {رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ} [المائدة:119]، وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم: أنه ينزل إلى السماء الدنيا [2]، وقال: "قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن" [3]، وقال: "كتب التوراة بيده" [4] و: "كتب كتابا فهو عنده فوق العرش" [5]، إلى غير ذلك مما يطول ذكره.
فإذا امتلأ العامي والصبي من الإثبات، وكان يأنس من الأوصاف بما يفهمه الحس، قيل له: (ليس كمثله شيء) فمحا من قلبه ما نقشه، وتبقى ألفاظ الإثبات متمكنة.
وأكثر الخلق لا يعرفون من الإثبات إلا بما يعلمون من الشاهد، فيقنع منهم بذلك إلى أن يفهموا التنزيه، ولهذا صحح الشارع إسلام من اعتصم من القتل بالسجود.
قال: فأما إذا ابتدأ العامي الفارغ القلب من فهم الإثبات، فقيل له: ليس في السماء، ولا على العرش، ولا يوصف بيد، وكلامه إنما هو الصفة القائمة بذاته، وليس عندنا منه شيء، ولا يتصور نزوله، انمحى من قلبه تعظيم المصحف الذي الاستخفاف به كفر، ولم ينقش في سره إثبات إله، وهذه جناية عظيمة على الأنبياء توجب نقض ما تعبوا في إثباته.
قال: فلا يجوز للعالم أن يأتي إلى عقيدة عامي قد أنس بالإثبات فيكدره، فإنه يفسده، ويصعب علاجه، فأما العالم فإنا قد أمناه، فإنه لا يخفى عليه استحالة تجدد صفة لله، وأنه لا يجوز أن يكون استوى كما يعلم، ولا يجوز أن يكون سبحانه محمولا، ولا أن يوصف بملاصقة ومماسة، ولا أن ينتقل، ولا يخفى عليه أن المراد بتقليب القلوب بين إصبعين: إنما هو الإعلام بالتحكم في القلوب، فإن ما يديره الإنسان بين إصبعيه هو متحكم فيه إلى الغاية، ولا يحتاج إلى تأويل من قال: الإصبع: الأثر الحسن، ولا إلى تأويل من قال: يداه نعمتاه، لأنه إذا فهم أن المقصود الإثبات، وقد حُدثنا بما نعقل، وضُربت لنا الأمثال بما نعلم، وقد ثبت عندنا بالأصل المقطوع به: أنه لا يجوز عليه تعالى ما يعرفه الحس، فهمنا المقصود بذكر ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: فأصلح ما نقول للعوام: أمروا هذه الأشياء كما جاءت، ولا تتعرضوا لتأويلها، كل ذلك لقصد حفظ الإثبات الذي جاء به الأنبياء، وهذا هو الذي قصده السلف.
وكان الإمام أحمد يمنع أن يقال: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق؛ كل ذلك ليحمل الناس على الاتباع لا الابتداع، وتبقى ألفاظ الإثبات على حالها.
وأجهل الناس من جاء إلى ما قصد النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه، فأضعف في النفوس قُوَى التعظيم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو" [6] ويشير إلى المصحف.
ومنع الإمام الشافعي أن يحمله المحْدِث بعلاقته تعظيما له، فإذا جاء متحذلق فقال: الكلام صفة قائمة بذات المتكلم، فمعنى قوله هذا: أنه ما ههنا شيء يحترم، فهذا قد ضاد ما أتى به مقصود الشرع.
قال: وينبغي أن تفهم أوضاع الشرع ومقصود الأنبياء، وقد منعوا من كشف ما قد قنع الشرع بستره، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلام في القدر [7]، ونهى عن الاختلاف [8]، فإن الباحث عن القدر إذا بلغ فهمه إلى أن يقول: قضى و عاقب! تزلزل إيمانه بالعدل، وإن قال: لم يقدر ولم يقض، تزلزل إيمانه بالقدر، فكان الأولى ترك الخوض في هذه الأشياء.
قال: ولعل قائلا يقول: هذا منع لنا عن الاطلاع على الحقائق، بالوقوف مع التقليد.
فأقول: لا، إنما أعلمك أن المراد منك: الإيمان بالمجمل، فإن قُوَى فهمك تعجِز عن إدراك الحقائق، فإن الخليل عليه السلام قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [البقرة:260]، فأراه ميتا حيي، ولم يره كيف أحياه، لأن قواه تعجز عن إدراك ذلك، يعني: ومثله كقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي} [الإسراء:85]، {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة:189]، لعجز النفس عن إدراك الحقائق على ما هي عليه.
قال: وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم- الذي بعث ليبين للناس ما نزل إليهم- يقنع من المسلم بنفس الإقرار واعتقاد المجمل، وكذلك الصحابة، يعني: وما نقل عنهم أنهم قالوا: يجب أن تعلم أن لمولانا من الأوصاف كذا وكذا، ويستحيل عليه كذا وكذا، على سبيل التفصيل.
قال: وما نقل عنهم أنهم تكلموا في تلاوة ومتلو، وقراءة ومقروء، ولا أنهم قالوا: استوى بمعنى: استولى، وينزل بمعنى: يرحم، بل قنعوا بإثبات المجمل التي تثبت التعظيم عند النفوس، وكفوا توهم الخيال بقوله تعالى: (ليس كمثله شيء).
قال: ثم هذا منكر ونكير إنما يسألان عن الأصول المجملة، فيقولان: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ [9].
ومن فهم هذا الفصل سلم من تشبيه المجسمة، وتعطيل المعطلة، ووقف على جادة السلف.
موقف إمام الحرمين من العوام
وموقف ابن الجوزي مع العوام، شبيه بموقف إمام الحرمين، أو قريب منه، فقد ذكر في (الغياثي) ما يجب على الأئمة فعله مع عقائد العامة، مؤكدا: أن الذي يحرص الإمام عليه: جمع عامة الخلق على مذهب السلف السابقين، قبل أن نبغت الأهواء، وزاغت الآراء. وكانوا رضي الله عنهم ينهون عن التعرض للغوامض، والتعمق في المشكلات، والإمعان في ملابسة المعضلات، والاعتناء بجمع الشبهات، وتكلف الأجوبة عما لم يقع من السؤالات، ويرون صرف العناية إلى الاستحثاث على البر والتقوى، وكف الأذى، والقيام بالطاعة حسب الاستطاعة، وما كانوا ينكفون – رضي الله عنهم – عما تعرض له المتأخرون عن عي وحصر، وتبلد في القرائح. هيهات!
فقد كانوا أذكى الخلائق أذهانا، وأرجحهم بيانا، ولكنهم استيقنوا أن اقتحام الشبهات، داعية الغوايات، وسبب الضلالات، فكانوا يحاذرون في حق عامة المسلمين ما هم الآن به مبتلَوْن، واليه مدفوعون، فإن أمكن حمل العوام على ذلك فهو الأسلم [10]. انتهى.
واعتقد أن وصية إمام الحرمين هذه كانت قبل أن يعلن رجوعه إلى مذهب السلف في العقيدة النظامية.
ونعم ما أوصى به هذا الإمام.
فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
موقف الإمام الغزالي
ويشبه هذا موقف تلميذه الإمام أبي حامد الغزالي الذي سجله في كتابه (إلجام العوام عن علم الكلام) وقال فيه:
(يُتْبَعُ)
(/)
(اعلم أن الحق الصريح الذي لا مراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف، أعني مذهب الصحابة والتابعين وها أنا أورد بيانه وبيان برهانه (فأقول): حقيقة مذهب السلف – وهو الحق عندنا – أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام الخلق يجب عليه فيه أمور: التقديس، ثم التصديق، ثم الاعتراف بالعجز، ثم السكوت، ثم الإمساك، ثم الكف، ثم التسليم لأهل المعرفة.
(أما التقديس) فأعني به تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وتابعها.
(وأما التصديق) فهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه وسلم، وأن ما ذكره حق وهو فيما قاله صادق، وأنه حق على الوجه الذي قاله وأراده.
(وأما الاعتراف بالعجز) فهو أن يقر بأن معرفة مراده ليست إلا على قدر طاقته، وأن ذلك ليس من شأنه وحرفته.
(وأما السكوت) فأن لا يسأل عن معناه، ولا يخوض فيه، ويعلم أن سؤاله عنه بدعة، وأنه في خوضه فيه مخاطر بدينه، وأنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر.
(وأما الإمساك) فأن لا يتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى، والزيادة فيه والنقصان منه والجمع والتفريق، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك الوجه من الإيراد والإعراب والتصريف والصيغة.
(وأما الكف) فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكير فيه.
(وأما التسليم لأهله) فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو على الأنبياء، أو على الصديقين، والأولياء.
فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام، لا ينبغي أن يظن بالسلف الخلاف في شيء منها، فلنشرحها وظيفة وظيفة إن شاء الله تعالى) [11]. انتهى.
وقد أفاض في شرح هذه الأمور السبعة، بما لا يتسع المقام له هنا.
[1]- متفق عليه: رواه البخاري في أبواب التهجد (1145)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها (758)، وأحمد في المسند (7592)، وأبو داود في الصلاة (1315)، والترمذي في الدعوات (3498)، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها (1366) عن أبي هريرة.
[2]- سبق تخريجه.
[3]- رواه مسلم في القدر (2654)، وأحمد في المسند (6569) عن عبد الله بن عمرو.
[4]- رواه ابن أبي شيبة في المصنف كتاب الجنة (7/ 28)، مقطوعا، عن حكيم بن جابر: إن الله تبارك وتعالى لم يمس بيده من خلقه غير ثلاثة أشياء: خلق الجنة بيده ثم جعل ترابها الورس والزعفران، وجبالها المسك، وخلق آدم بيده، وكتب التوراة لموسى. ورواه ابن جرير في التفسير عن كعب الأحبار (9/ 196)، وعن ميسرة (9/ 196) وقال عوامة: وفيه ضعف.
[5]- رواه البخاري في التوحيد (7553)، وأحمد في المسند (7528) عن أبي هريرة.
[6]- متفق عليه: والبخاري في الجهاد والسير (2990)، ومسلم في الإمارة (1869)، وأحمد في المسند (4507)، وأبو داود (2610)، في الجهاد وابن ماجه في الجهاد (2879) عن ابن عمر.
[7]- مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " … وإذا ذكر القدر فأمسكوا" رواه الطبراني في الكبير (2/ 96)، عن ثوبان. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني وفيه يزيد بن ربيعة وهو ضعيف (7/ 411). وقد روي من عدة وجوه ضعيفة، فرواه من حديث ابن مسعود أبو نعيم في الحلية (4/ 108)، ورواه من حديث ابن عمر السهمي في تاريخ جرجان (315)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (545).
[8]- مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "…ولا تختلفوا، فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" رواه البخاري في الخصومات (2410)، وأحمد في المسند (3724) عن ابن مسعود.
[9]- جزء من حديث: رواه أحمد في المسند (18534)، وقال محققوه: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح. وأبو داود في السنة (4753)، والترمذي في تفسير القرآن (3120)، عن البراء بن عازب، وقال حديث حسن صحيح،
[10]- انظر: الغياثي: فقرة (280) بتحقيق د. عبد العظيم الديب.
[11]- انظر في تفصيل ذلك كتاب الغزالي (إلجام العوام عن علم الكلام).
ـ[العرابلي]ــــــــ[02 Jul 2008, 12:32 ص]ـ
أرجو من الأخ أبو عمرو البيراوي
أن يدلنا على مكان (مسألة في الاستواء - بقلم بسام جرار) في مركز نون للدراسات
إن كان الأخذ من نفس الموقع
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:55 ص]ـ
أخي الكريم
بلغني أن السلطات الإسرائيلية قامت بإغلاق مركز نون للدراسات القرآنية بأمر عسكري ولمدة سنتين. ويبدو أن الشيخ بسام جرار نتيجة لذلك قد تفرغ للتفسير. ولذلك يلاحظ أنه وفي كل يوم تقريبا يخرج مقالا جديدا في التفسير في صفحة نون الالكترونية والتي هي:
islamnoon.com وتجد المقال وغيره في الصفحة الرئيسية. وقد قام الأخ أبو البراء مهدي بإنزال أكثر من مقال من هذه المقالات الجديدة في صفحة الملتقى هذه. وقمت أنا بإنزال مقالين حسب ما أذكر.
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Jul 2008, 02:06 م]ـ
أخي الكريم
بلغني أن السلطات الإسرائيلية قامت بإغلاق مركز نون للدراسات القرآنية بأمر عسكري ولمدة سنتين. ويبدو أن الشيخ بسام جرار نتيجة لذلك قد تفرغ للتفسير. ولذلك يلاحظ أنه وفي كل يوم تقريبا يخرج مقالا جديدا في التفسير في صفحة نون الالكترونية والتي هي:
islamnoon.com وتجد المقال وغيره في الصفحة الرئيسية. وقد قام الأخ أبو البراء مهدي بإنزال أكثر من مقال من هذه المقالات الجديدة في صفحة الملتقى هذه. وقمت أنا بإنزال مقالين حسب ما أذكر.
أخي الكريم / أبو عمرو البياري حفظه الله تعالى
رجعت إلى الموقع ورأيت الدراسة فيه وكانت حديثة
أي بعد أن نشرت "حقيقة استواء الرحمن على العرش"
لأن إحساسي أن أن الأخ بسام جرار اطلع على ما نشرته، فأردت معرفة تاريخ ما نشره،
وكأن ما نشره كان صدى لما نشرته، دون ان يعلق على ما نشرته بشيء أو بتطرق إلى ذكر صاحبه،
وهي منشورة في مدونتي معجزات وأسرار
والرابط الإلكتروني للمدونة في هذا الموقع لا يعمل؟!
شكرًا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:04 م]ـ
الأخ الكريم العرابلي حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجعت إلى مقالك ومقال الأستاذ بسام جرار فوجدت اتفاقاً واختلافا، وكان الاتفاق في معنى كلمة استوى في اللغة العربية. وفي مثل هذه المسألة يمكن أن يحصل الإتفاق في حال كان المعنى صحيحا من خلال اللغة والنص القرآني. وهنا أحب أن أبين الأمور التالية:
أولاً: تلاحظ حرصي على متابعة أبحاث الشيخ بسام جرار، ومن هنا أستطيع أن أزودك بأمور تضعك في الصورة.
ثانيا: يقوم الأستاذ بإعطاء دروس في المساجد ويعطي المحاضرات العامة، ثم يقوم بعد فترة من الزمن بالكتابة وعلى وجه الخصوص بعد أن يطلب منه ذلك. وأحيانا يقوم بنشر مقالات في الصحف وبعد مضي سنوات يجعلها في كتاب أو في الموقع. وأحيانا تكون محاضرة منشورة صوتيا ثم يقوم الأستاذ بكتابتها بعد سنين. أو يقوم بمقابلة في فضائية فيكتب بعد سنوات.
ثالثا: في مسألة الإستواء تكلم فيها الشيخ من سنين وطلابه الكثيرين يعرفون ذلك ويحفظونه. وفي الفترة الأخيرة وبعد أن أغلقت السلطات الإسرائيلئة مركز نون تفرغ للكتابة، وهو يحاول أن يدون الأمور التي تكلم فيها من سنوات، ولذلك يسأل طلابه أن يذكّروه بعناوين الموضوعات التي أعجبتهم عند الاستماع لمحاضراته ليكتب فيها. ومن هنا تجد أن الصفحة تنزل فيها الموضوعات تباعا.
ربعا: عندما كتبتم حضرتكم في مدونات مكتوب في شهر آذار سنة 2007 تحت عنوان (هل هلك قوم لوط بأول تفجير نووي) دهشت لأن الفكرة الرئيسة في مقالكم والتي بنيتم المقال عليها تبدو مأخوذة من كتاب: (نظرات في كتاب الله الحكيم) المنشور عام 2004 تحت عنوان: فهل من مدكر. والمقال نشر قبل ذلك بسنة أو أكثر في جريدة القدس وجريدة أخبار الخليل. ونشر قبل ذلك في موقع مركز نون. وقبل ذلك بأكثر من سنة كان محاضرة عامة في مسجد البيرة الكبير وصورت وانتشرت في فلسطسن وخارجها. ونشرت في صوتيات موقع طريق الإسلام بتاريخ آب 2003 تحت عنوان: نظرات في آيات قوم لوط. فارجع إليها لتدهش أن تجد فكرتك الأساسية تبدو وكأنها مأخوذة مع تحوير من محاضرة الشيخ. وقد راسلت الشيخ فقال يبدو أن المسألة توارد أفكار.
خامساً: مقالك المنشور بتاريخ 18 أيار 2007 تحت عنوان حقيقة إلقاء الشيطان في أمنية الأنبياء والمرسلين تجد فكرته الأساسية في محاضرة صوتية للشيخ منشورة في موقع طريق الإسلام تحت عنوان: ثم يحكم الله آياته. أما مقالك الذي نشر في مدونات مكتوب تحت عنوان معية الله مع خلقه بتاريخ 14 تموز الماضي فتجد مقال يختلف في زاوية النظر للمسألة تحت عنوان: القرب خصوصية. نقله بعض التلامذة في مدونات مكتوب بتاريخ 9 تموز الماضي.
سادسا: يمكن إذن أن تلتقي الأفكار عند النظر في القرآن الكريم وعلى وجه الخصوص عندما يكون هناك تقارب في منهجية التفكير. لذلك أنصح أن تتواصل مع الشيخ لعل في ذلك خير.
ـ[العرابلي]ــــــــ[16 Jul 2008, 01:26 ص]ـ
أخي الكريم/ أبو عمرو البيراوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أخي الكريم اهتمامك الكبير
وأحب أن أبين لكم أن الإنترنت لم أستعمله قبل بداية عام 2006م
أما قصة هلاك قوم لوط فقد ألقيتها في خطبة جمعة عام 2001 أو بداية عام 2002 في مسجد جعفر الطيار بصافوط
وكان ممن يستمع لخطبي رجل من السلطة يسكن الحي ويسافر بشكل دوري إلى رام الله، وكان يحضني على الاتصال بمركز نون وهو له علاقة بهم ويزرهم
ولا أستبعد أن يكون طرح الموضوع بصورة ما .. ولن يطرح الموضوع وهو غير مكتوب ولا مسجل على كاسيت بنفس طرح صاحب الموضوع
فإن سمع القول عالم نظر فيه ونقده فأبعد ما لا يقره وزاد عليه مسائل غفل عنها صاحب الفكرة
ولا عيب في ذلك ولا حرج وكلنا يتعلم من بعض
بل إن طرح أي عالم مسألة يثيرني للتفكير فيها وأن يكون لي رأي فيها
فكم تعلمت من الدكتور فاضل صالح السامرائي ودفعني ما يطرح في برنامج لمسات بيانية ما كنت أجهله قبل ذلك أو كنت غافلا عنه
ومن خطبي التي استمرت ثلاث سنوات ألقيت فيها الكثير بل كانت كل خطبة بحث بحد ذاته، وقد تكلمت عن سبب تسمية الأنبياء بأسمائهم، وذكرت سبب تسمية إبليس بإبليس والشيطان
ومعظم ما أنشره إما كان في خطبي
أو في كتاب أحبك أيها المسيح ط1 2005م ط2 2006م
أو في كتابي حقيقة السموات كما صورها القرآن ط1 2006م
لكن أضعها بأسلوب أكثر تيسيرًا لتكون في متناول الجميع
ولي كتابات قديمة وأبحاث لولا أنها بخط يدي لأنكرتها من طول مدة تركها وعدم مراجعتها ولو ضاعت كما ضاع غيرها لما تذكرتها أو لما استطعت أن استرجع معظمها
وقد لا يقر الأستاذ جرار كل ما كتبته
كما أني لا أسلم له بكل ما يكتب وخاصة في مواضيع معينة مما اطلعت عليه في موقعه .. وأشياء أخرى له فيها ملاحظات جميلة وعجيبة.
فتوارد الخواطر جائز والسماع بموضوع دون الوقوف على تفاصيله جائز
والأستاذ جرار رجل علم معروف وله كل التقدير والاحترام
وإنما كان قولي بسبب بداية مقالته "طال الخوض في مسألة الاستواء. ولا نقصد هنا أن نخوض مع الخائضين" ووجدت من يلومني بإثارة الموضوع.
والله تعالى أعلم
وهناك عشرات المواضيع من مواضيعي التي نقلت في عشرات المنتديات ولم يذكر صاحبها وبعضهم ذكر الاسم أو وجد من نبهه إلى من هذا المكتوب.
وسعدت لذلك؛ لأني أريد أن أنشر ما أكتبه، عرف الناس من قائله أم لم يعرفوا، فلن يضيع أجري عند الله تعالى، بما أنه في خدمة كتاب الله وهذا الدين
بارك الله فيك
وأحسن الله إليك(/)
مظاهر التفسير العلمي ... في القرون المفضلة
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Jun 2008, 05:30 م]ـ
http://www.nooran.org/O/29/29-3.htm
د. مرهف السقا
[aيقصد بالتفسير العلمي: بيان معاني القرآن الكريم باستنباط مختلف العلوم الكونية والنفسية والعقلية، أو بتوظيف العلوم التطبيقية والبحثية والمعارف التجريبية الصحيحة بقدر الطاقة البشرية وفق القواعد الشرعية المقررة (1).
والمراد من هذا البحث وما سيأتي من بعده ـ إن شاء الله ـ، بيان الأصل الشرعي والتاريخي لما نسميه اليوم (التفسير العلمي للقرآن الكريم) بهذا المعنى الاصطلاحي السابق، ونفياً لتهمة بعض المتفيهقين لمن يشتغل بهذا الاتجاه بالتفسير بالضلال والتبديع، وتوجيهاً لمن يشتغل بالتفسير العلمي إلى ضبط عملهم التفسيري في إطار هذا التعريف، وفي ضوء منهج الأئمة المعتبرين.
لا يخفى حال العرب عند بدء نزول القرآن، وما يحملونه من معتقدات الجاهلية وتصوراتها ومفاهيمها الخرافية المخالفة للفطرة والعقل والحقيقة .. والتي تسرب معظمها عن طريق الاحتكاك بالروم والفرس وتلاقح العقول ببعضها، وتلقف العرب لعلوم الروم وفارس خاصة عن خلق الإنسان ونشأة الكون وغير ذلك، ومع ذلك فلم يبرع العرب إبان نزول القرآن وقبله إلا في ثلاثة أنواع من العلم: علم الأنساب وعلم الرؤيا وعلم الأنواء أو النجوم، وكانت براعتهم بالأنواء قاصرة على العرافة والاسترشاد في الجهات، وأما الطب فلم يبرعوا فيه، بل كان غالبهم يعتمد على التمائم والرقى والتنجيم (2).
والواقع أن طبيعة الحياة في المجتمع العربي قبل الإسلام كانت هي التي توجه العرب إلى العلوم التي تحتاجها هذه الحياة، فبراعتهم بالأنساب لأنها من ضروريات العصبية القبلية، ومعرفتهم بالنجوم وأنواع الكواكب ومطالع النجوم والقمر .. وما أدركوه بفرط العناية وطول التجربة؛ لاحتياجهم إلى معرفة ذلك في أسباب المعيشة لا على سبيل طريق تعلم الحقائق، ولا على سبيل التدريب في العلوم (3).
فنزل القرآن والحالة هذه لينقل الناس من هذه التصورات الخرافية التي لا تتوافق مع الحقائق التي خلقها الله، ليهديهم إلى الجادة المستقيمة ويصحح لهم التصورات المنحرفة عن الإنسان والكون والحياة، ويعيد الفطرة التي انحرفت هذه التصورات إلى أصلها وصفائها، وينقلهم من مرحلة التبعية لغيرهم في العلوم والنظم، ولآبائهم في العادات والعبادات، إلى سدة الاستقلال بالعلوم والعقيدة والأخلاق، ليكونوا أصحاب حضارة مميزة.
فكانت الآيات المكية تنزل متضمنة ذكر الإنسان وما يتعلق بخلقه وأطواره وكرامته، والكون ونشأته، والخليقة من بدئها وفنائها ومآلها، والحياة في معناها وحقيقتها والغاية منها، والأرض وما فيها من نبات وتربة وقطع متجاورات .. وغير ذلك من الدواب والمخلوقات؛ بأسلوب يأمر العقل بالحركة والتحرر من التبعية والجاهلية وتقليد الآباء وموروثاتهم، وكانت هذه الحقائق التي يذكرها الله تعالى في كتابه تتمكن من قلوب وعقول المسلمين عقيدة وفهماً لتوسع مداركهم وتعزز إيمانهم في تعظيم الله وتوحيده.
إن علم التفسير نشأ الرسالة الإسلامية، وبدأ ببدء نزول القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم فكانت الآيات المنزلة من عند الله تفتق مدارك العقل عند سامعيها العاقلين وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يفسر للصحابة ما أشكل عليهم في فهم القرآن الكريم وما أجمل من هذه الآيات، ويعلمهم منهج استنباط المعارف القرآنية واستخراج الدر المكنون من علوم القرآن، وكان المصدر في ذلك الوحي من عند الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله أن يخلق النسمة فجامع الرجل المرأة، طار ماؤه في كل عرق وعصب منها فإذا كان يوم السابع، أحضر الله كل عرق بينه وبين آدم، ثم قرأ: (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ| (الانفطار: 8) (4).
بل كانت سنة النبي صلى الله عليه وسلم للآيات المتحدثة عن مظاهر الكون والإنسان، وكانت المصدر الأول للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ في فهم القرآن الكريم، والمطلع على كتب التفسير بالمأثور يجد الأمثلة في ذلك كثيرة (5).
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كان السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ من الصحابة والتابعين وتابعيهم يحثون على استنباط العلوم من القرآن الكريم، وتدبر آياته ومعرفة أوجه معاني ودلالات القرآن المرشدة لعلومه استناداً إلى أن هذا الكتاب المنزل من خالق كل شيء ما فرط في ذكر شيء مما خلقه تصريحاً أو تلويحاً أو استدلالاً بمنهج وأسلوب يسير بالإنسان في دروب الهداية والرشد، قال تعالى:} وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ| (الأنعام: 38)، ويقول ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: (من أراد علم الأولين والآخرين فليتدبر القرآن) (6).
ويقول مسروق ـ رحمه الله: (من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة) (7).
وذكر السيوطي في الإتقان أن ابن سراقة نقل في إعجاز القرآن عن أبي بكر بن مجاهد أنه قال يوماً: ما من شيء في العالم إلا وهو في كتاب الله، فقيل له: فأين ذكر الخانات؟! فقال: في قوله تعالى:} لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ| (النور: 29) (8).
إن المطلع على تفسير السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ يجد فيه العجائب من استنباطهم لأنواع من العلوم صار لها تخصصات وفروع في زمننا بل منها علوم تقوم لها الدنيا وتقعد وهي تتحدث عنها ونحن كنا نمر عليها مرور الكرام عند قراءتها، وهذا التوفيق الذي وفقه السلف لم يكن من فراغ، وإنما لإخلاصهم في البحث عن مراد الله تعالى وحرصهم على سلامة المنهج في دراسة القرآن الكريم وتدبر آياته، إذ المصدر الذي عولوا عليه في ذلك هو تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة، هذا مع معرفتهم باللغة العربية وأساليب العرب في الكلام وتقليب أوجه الدلالات اللغوية، إضافة لسعة المدارك الإيمانية ومعرفتهم لسنن الله تعالى في الكون والقرآن.
لقد وفق السلف الصالح من المفسرين كثيراً في شرحهم لمعنى الآيات مع أن حقائقها الكونية كانت محتجبة، ومعلوم أن المفسر الذي يصف حقائق وكيفيات الآيات الكونية في الآفاق والأنفس وهي محجوبة عن الرؤية في عصره قياساً على ما يرى من المخلوقات وفي ضوء ما سمع من الوحي، يختلف عن المفسر الذي كشفت أمامه الآية الكونية، فجمع ما سمع من الوحي وبين ما شاهد في الواقع (9).
ففي تفسير قوله تعالى:} وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ| (المؤمنون: 12 ـ 14)، فقد نقل إلينا من أقوال السلف ـ رضي الله عنهم ـ الآتي: عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: (السلالة: صفو الماء الرقيق الذي يكون منه الولد) (10)، ويقول ـ رحمه الله ـ في تفسير النشأة الأخرى للخلق: (خرج من بطن أمه بعدما خلق فكان من بدء خلقه الآخر أن استهل، ثم كان من خلقه أن دله على ثدي أمه، ثم كان من خلقه أن علم كيف يبسط رجليه إلى أن قعد إلى أن حبا إلى أن قام على رجليه إلى أن مشى إلى أن فطم، تعلم كيف يشرب ويأكل من الطعام إلى أن بلغ الحلم إلى أن يتقلب في البلاد) (11).
وعن مجاهد في تفسير السلالة قال: (هو الطين إذا قبضت عليه خرج ماؤه من بين أصابعك) (12).
وعن عكرمة قال: (استل استلالاً) (13).
ولم يمنعهم ما ورد عن النبي من السنة في تفسير هذه الآيات من ذكر معان أخرى يحتملها نظم القرآن ولا يخرج عن مقتضى السنة وأصول اللغة ولا يضادها، فقد مر من قبل ما ورد عن النبي في تفسير قوله تعالى:} فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ| (الانفطار: 8)، وقد أثر عن السلف الصالح معان أخرى من ذلك ما ورد عن مجاهد أنه قال: (إما قبيحاً وإما حسناً، وشبه أب أو أم أو خال أو عم) (14).
وعن عكرمة قال: (إن شاء في صورة قرد وإن شاء في صورة خنزير) (15).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن الأمثلة أيضاً ما ورد في تفسير قوله تعالى:} وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ| (الحجر: 21) يقول ابن عباس: (ما نقص المطر منذ أنزله الله، ولكن تمطر أرض أكثر مما تمطر أخرى) ثم قرأ هذه الآية (16)، ومثل ذلك ورد عن ابن مسعود (17) والحسن (18).
ويقول الحكم بن عتبة ـ رضي الله عنه ـ: (ما من عام بأكثر مطراً من عام ولكنه يمطر قوم ويحرم آخرون، وربما كان في البحر) (19).
وهكذا فالأمثلة على ذلك كثيرة وكتب التفسير بالمأثور ـ كما ذكرت سابقاً ـ غنية بالأمثلة، وإنك لتجد في بعض ما أوردته من المأثور من التفسير أصبح أقرب للثوابت العلمية في وقتنا كإحصاء هطول الأمطار مع تعقد آلية إحصائها (20)، هذا مع عدم وجود فكرة إحصاء هطول الأمطار في بال أحد من الأمم في عصرهم ولا يملكون الدراية التجريبية لها.
الهوامش:
(1) منهج التفسير العلمي وتطبيقاته في سورة النحل، مرهف سقا ص39 رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة أم درمان، بإشراف الأستاذ الدكتور نور الدين عتر.
(2) انظر تفصيل حال ا لعلوم عند العرب قبل الإسلام وصدره: الملل والنحل للشهرستاني 3/ 83 إلى 89 ط مصر، وما كتبه محمد فؤاد الناكري في مقدمة دراسته لكتاب: (في بيان الحاجة إلى الطب والأطباء ووصاياهم) للعلامة قطب الدين محمود بن مسعود الشيرازي ت 710هـ من ص12 إلى ص38، فقد أعطى نظرة تاريخية للطب وعلومه في الجاهلية والإسلام، ط الإمارات الأولى.
(3) انظر: الاتجاهات الفكرية في التفسير د. الشحات السيد زغلول ص107 إلى ص109، ط الهيئة المصرية العامة، ثانية 1397، 1977.
(4) أخرجه الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات بإسناد جيد كما قال السيوطي في الدر المنثور 6/ 630، مطبعة الأنوار مصر، ومما يدخل في معنى حديث مالك بن الحويرث أيضاً ما أخرجه ابن جرير 30/ 56 ط الميمنية، والبخاري في التاريخ وابن المنذر وابن شاهين وابن قانع والطبراني وابن مردويه كما في الدر المنثور للسيوطي 6/ 359 عن علي بن رباح عن أبيه أن النبي قال له: ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله! ما عسى أن يولد لي إما غلام وإما جارية؟! قال: فمن يشبه؟ قال: يا رسول الله من عسى أن يشبه إما أباه وإما أمه!! فقال النبي عندها: مه!، لا تقولن هذا، إن النطفة إذا استقرت في الرحم أحضرها الله كل نسب بينها وبين آدم، فركب خلقه في صورة من تلك الصور، أما قرأت هذه الآية في كتاب الله (فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ) (الانفطار: 8)، قال: سلكك) وفي رواية: (من نسلك ما بينك وبين آدم). والحديث من طريق مطهر بن الهيثم عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده، ومطهر هذا شيخ يروي عن موسى بن علي، قال ابن حبان في المجروحين 3/ 26: (روى عنه أبو همام الوليد بن شجاع، منكر الحديث يأتي عن موسى بن علي ما لا يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات). قال ابن كثير: (وهكذا رواه ابن أبي حاتم والطبراني من حديث مطهر بن الهيثم به، وهذا الحديث لو صح لكان فيصلاً في هذه الآية، لكن إسناده ليس بالثابت .. ) تفسير ابن كثير ص1404، ثم قال ابن كثير: (ولكن في الصحيحين عن أبي هريرة أن رجلاً قال يا رسول الله، إن امرأتي ولدت غلاماً أسود، قال: (هل لك من إبل؟) قال: نعم، قال: (فما لونها؟) قال: حمر!، قال: فهل فيها من أورق؟، قال: نعم! قال: فأنى أتاها ذلك؟، قال: عسى أن يكون نزعة عرق! قال: (وهذا عسى أن يكون نزعة عرق). وهذا الحديث يمكننا اعتباره من شواهد معنى الحديث السابق وحديث مالك بن الحويرث. والله أعلم.
(5) انظر مثلاً تفسير الآية 11 من سورة الحج في الدر المنثور للسيوطي 4/ 378، وكذلك انظر كتاب هدي القرآن الكريم إلى معرفة العوالم والتفكر في الأكوان للمحدث المفسر الشيخ عبدالله سراج الدين ـ رحمه الله ـ، فإني أعتبره من أنفس كتب التفسير التي ينطبق عليها مصطلح (التفسير العلمي) واتبع فيه المؤلف ـ رحمه الله ـ منهجاً منضبطاً يمكن اعتباره نادرة بين كتب التفسير في موضوعه والله أعلى ويصلح أن يكون هذا الكتاب مثالاً للتفسير العلمي عند السلف الصالح أيضاً الذي سنتحدث عنه.
(6) أخرجه سعيد بن منصور كما في الإتقان 2/ 226 ط دار الفكر بيروت.
(7) أخرجه ابن أبي شيبة في المنصف 7/ 148 تحقيق كمال يوسف الحوت ط مكتبة الرشد الريال أولى 1409، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 4/ 68 ط الرسالة 1413هـ.
(8) الإتقان 2/ 126.
(9) انظر: قواعد وأسس أبحاث الإعجاز العلمي على موقع هيئة الإعجاز العلمي.
(10) أخرجه ابن جرير 20/ 73 تحقيق أحمد شاكر ط الرسالة أولى، وابن المنذر وابن أبي حاتم انظر الدر المثور 5/ 7.
(11) أخرجه ابن جرير 19/ 18 ط الرسالة.
(12) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور 5/ 7.
(13) أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور 5/ 7.
(14) ابن جرير 30/ 55، وعبد ابن حميد وابن المنذر كما في الدر المنثور 6/ 360.
(15) ابن جرير 30/ 56، وعبد بن حميد كما في الدر المنثور 6/ 360.
(16) أخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم أنظر الدر المنثور 4/ 107.
(17) أخرجه ابن جرير 14/ 13 و 14، والخرائطي في مكارم الأخلاق ص103 رقم (486).
(18) أخرجه أبو الشيخ كما في الدر المنثور 1/ 40.
(19) أخرجه ابن جرير 14/ 14، وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة كما في الدر المنثور 4/ 107.
(20) انظر كتاب: الركام المزني والظواهر الجوية في القرآن الكريم من ص205، إلى ص212، تأليف صلاح الدين عارف جنيد تقديم جودت سعيد وبسام مهمندار، الخبير في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ط مطبعة الزرعي في دمشق أولى 1999
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:14 ص]ـ
مقال ماتع ..
جزاك الله خيرا.
وحبذا أن تستكمل الحديث عن الموضوع على شكل حلقات، يكون هذا المقال أولها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 07:03 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مرهف.
لم أجد في الأمثلة التي أوردتم مشكورين دلالة على التفسير العلمي المصطلح عليه اليوم. فهل لديك المزيد من الأمثلة عن السلف التي يمكن أن تكون مصححة لهذا الاتجاه في تفسير القرآن الكريم.
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Nov 2009, 01:42 ص]ـ
بارك الله لك جهودكم أخي الدكتور عبد الرحمن:
إن الأمثلة التي سقتها فيما تقدم هي أمثلة لمفهوم التفسير العلمي الذي ذكرت تعريفه في مقدمة الكلام، لأني أردت بما تقدم أن أبين ما ينبغي أن يكون عليه التفسير العلمي بحسب ما ظهر لي في أثناء بحثي.
أما مفهوم التفسير العلمي المصطلح عليه اليوم فإنه إما أن يكون من معارض لهذا المنهج من التفسير فيعطي للتفسير العلمي مفهوما بحسب التعسف الذي يقوم به غير المختصين، أو أن يكون من قبل مشتغل ومتخصص في التفسير وعلوم القرآن ولكن يعرفه تنظيراً فيكون فيه النقص.
وهذا التعريف للتفسير العلمي الذي قدمته سابقاً فإنه قام على أساسين رئيسين هما:
- الاعتماد على تعريف تفسير القرآن بأنه بيان القرآن.
- الاستناد لعمل المفسرين من لدن السلف الصالح فمن بعدهم في طريقة تناولهم لعلوم القرآن الكريم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يبين لهم معالم استخراج الدلالات الكونية من القرآن كما في حديث مالك في تفسير قوله تعالى ((في أي صورة ما شاء ركبك)).
أما الصحابة والتابعون وتابعوهم كانوا يبينون معاني القرآن الكونية استناداً لمعرفتهم بالتنزيل واللغة، وقد يستخدمون ما توفر لهم من معارف عصرهم في بيان القرآن كما فسروا كيفية خروج اللؤلؤ والمرجان في قوله تعالى ((يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)) وكذلك كان حال المفسرين فيما بعد في التعامل مع بيان القرآن من خلال استخدام معارف عصرهم في ذلك ولهذا جاء تعريف التفسير العلمي على أنه قسمين:
الأول: بيان معاني القرآن استنباطاً.
الثاني: بيان معاني القرآن من خلال توظيف المعارف المعتبرة.
وقد فصلت شرح هذا التعريف في رسالتي الدكتوراه (منهج التفسير العلمي وتطبيقاته في سورة النحل) والذي هو الآن قيد الطبع بعنوان (التفسير والإعجاز العلمي في القرآن الكريم ضوابط وتطبيقات) يسر الله خروجه قريباً.
ولذلك كانت الأمثلة تناسب التعريف المقدم عليها والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 03:23 م]ـ
هذا المقال من فضيلة الدكتور ماتع ومفيد ..
ولكن:
1 - من باب السؤال بقصد وضوح الحق في هذه المسألة، هل ما دل عليه الحديث الذي ذكرت عن مالك بن الحويرث يقول به دعاة الإعجاز العلمي؟
وما فهمته من الحديث هو أن ماء الرجل يطير في كل عرق وعصب من المرأة ثم ...
والعرق والعصب معروفان في لغة العرب.
2 - ما ذكرت من اختلاف بين المفسر القديم والمفسر المعاصر الذي يفسر القرآن بما يشاهد واضح ولكن: ماذا لو جاء عصر قادم ووصل إلى حقائق علمية تفند الموجود عندنا حول الكون برمته؛ هل يصبح تفسير المفسر المعاصر مبنيا على ظنون لا على حقائق؟
وبالمناسبة: فإن علماء الفلك النصارى وخاصة الفلكيين منهم ينصون في كثير من مقالاتهم وكتبهم على حقيقة أن ما يعرفه الإنسان عن الكون حتى الآن هو غيض من فيض؛ بل ما يعرفه عن مكونات جسمه أقل من ذلك بيولوجيا ..
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[15 Nov 2009, 04:17 م]ـ
وبالمناسبة: فإن علماء الفلك النصارى وخاصة الفلكيين منهم ينصون في كثير من مقالاتهم وكتبهم على حقيقة أن ما يعرفه الإنسان عن الكون حتى الآن هو غيض من فيض؛ بل ما يعرفه عن مكونات جسمه أقل من ذلك بيولوجيا ..
أخانا الكريم إبراهيم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
يبدو أن استعجالك في الرد يحول بينك وبين التدقيق في العبارة التي تكتبها.
تأمل الحرف الأحمر.
ثم هل العلم القائم على التجريب والملاحظة قاصر على النصارى؟
هل تعلم أن الحضارة الغربية في جميع مجالتها قامت على جهود العلماء المسلمين في عصر النهضة الإسلامية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
هل تعلم أن العلماء المسلمين في الغرب اليوم في جميع المجالات العلمية لو اجتمعوا في بلد إسلامي وأعطيت لهم فرصة البحث وترجمت بحوثهم إلى واقع عملي لسبق هذا البلد الغرب بمسافات؟
أخي الكريم إبراهيم أرجو أن تقرأ التأريخ والواقع حتى تكتب على بصيرة.
وفقك الله ورفع قدرك.
ـ[مرهف]ــــــــ[15 Nov 2009, 05:09 م]ـ
أخي الكريم إبراهيم:
أعيد فأقول: ما يهمني في القضية هنا هو صحة المثال وواقعيته بصرف النظر عن كون المشتغلين بالإعجاز العلمي يقولون به أم لا.
أما عن اختلاف المعلومات المتوفرة حول قضية كونية فهذه مما يستدل بها من يعترض على هذا المنهج من التفسير، والحقيقة فإن هذا الاعتراض يصح من جهة الفرضيات الأولية وكذلك النظريات التي لا يتوافر لها دلائل تثبتها، أما النظريات الراجحة والمشاهدات الكونية فهذه لا تتغير بمعنى أنها يظهر كذبها أو عدم صحتها وإنما التغيير الذي يطرأ عليها تغييراً نسبياً إما بزيادة المعلومات على ما سبقها أو بتعديل بعض التفصيليات على النظرية الكونية، وأعطيك مثالاً على ذلك بنظرية النسبية فإن ما جاء بعدها من نظريات لم يكذب نظرية النسبية وإنما زاد عليها وعدل بعض تفصيلاتها، ولذلك يجب على من يشتغل في التفسير العلمي والإعجاز العلمي واعياً للتفريق بين المصطلحات العلمية وترتيبها على نحو ما قلته في مشاركة بعنوان (أبحاث الإعجاز العلمي ذات طابع جماعي).
وعلى فرض التسليم بتغيير المعلومات كلياً وانقلابها من حق إلى باطل في المستقبل، فما هو نسبة هذا الاحتمال في الواقع على النظريات والمشاهدات الكونية!!، وهل يعني ذلك ترك استخدام العلوم المتوافرة في بيان القرآن ما دامت داخلة ضمن الدلالة القرآنية - وهي محتملة لها -؟!
كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم .. ، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.
إن العلوم التي نقرأها اليوم في مجالات الطب والفلك والفيزياء واللسانيات و .. يا إخواني لم تبدأ من عصر النهضة الأوربية كما دأب الاستشراق والعلمانيون على تعزيز هذه الفكرة بل إن كثيراً من المعارف التي نقرأها لم تتغير منذ قرون ولكن بدل من أن تنشر باسم أبي بكر الرازي والفارابي وابن حيان صارت تنشر باسم جورج وأنطوان وفيليب والله أعلم.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[15 Nov 2009, 11:44 م]ـ
كما أن السلف الصالح رضي الله عنهم وبعض المفسرين استخدموا ما توفر لديهم من معارف في تفسير القرآن وقد تغير بعضها فهل تقول بإثمهم .. ، طبعاً لا لأن المفسر مجتهد فله أجر إن أخطأ وأجران إن أصاب.
.
جزاك الله خيرا على هذا الإيضاح.
ولكن ماذا تغير من المعارف التي استخدمها السلف في تفسيرهم للقرآن الكريم؟
هذا هو نقطة الخلاف بين دعاة الإعجاز والمعارضين له.
ففي حين يرى أصحاب الإعجاز أن هناك حقائق كونية ظهرت وصارت بمثابة المسلمات والمشاهدات، وأن اللفظ القرآني يدل عليها بإحدى الدلالات المعتبرة شرعا، يرى مخالفوهم - وأنا منهم - أن الموجود الآن من كتابات حول الإعجاز العلمي - حسب اطلاعي - فيه ملاحظتان:
1 - أن تلك "الحقائق" الكونية معرضة للنسف من جديد؛ بدليلين:
أ - قياسها على غيرها مما كان يقال فيه إنه "حقائق كونية" قبل فترة وجيزة ثم صار الآن من الماضي، والأمثلة كثيرة.
ب - أن الكتاب المعنيين بهذا الشأن في كل يوم يطلعون على المجلات والقنوات وينسفون بعض تلك التصورات عن الكون وحقيقته، وغير ذلك.
2 - أن اللفظ القرآني لا يدل على تلك الحقائق إلا بطريق التعسف والتكلف ولي أعناق النصوص.
وأظن أن مسألة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم يحسمها مثال واحد تتوفر فيه الشروط التالية:
1 - أن يكون يدل على حقيقة كونية واضحة لا لبس فيها تم التحقق منها عن طريق علماء مسلمين ثقات؛ غير منجرين وراء كل جديد، ويفهمون عداوة الكفار للمسلمين ومكرهم للإسلام؛ فينظرون إلى ما يقولون لهم نظرة شك وارتياب حتى يقوم دليل واضح لا لبس فيه على صحته، وهذا التثبت مأمور به حتى مع فساق المسلمين فكيف بالكفار وفيما يتعلق بدين الله.
2 - أن يكون اللفظ القرآني يدل على تلك الحقيقة العلمية دلالة معتبرة شرعا.
3 - أن لا يتعارض ذلك الفهم مع ما فهم السلف الصالح من تلك الآية.
وإلى أن يوجد هذا المثال سيظل في نفوس معارضي الإعجاز شيء منه.
وفقك الله وجزاك خيرا على طرح هذا الموضوع وسابقه.
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Nov 2009, 12:15 ص]ـ
أخي الكريم:
حبذا لو تذكر لي مثالاً أو اثنين مما قيل بأنه حقيقة علمية وتذكر من قال بذلك وتذكر من كان يستخدمها من المشتغلين في الإعجاز العلمي ثم نسفت هذه الحقيقة إلى ما يضادها ويلغيها وإلا كان كلامك دعوى بدون بينة.
لا أحد ينكر أن هناك تعسفاً من بعض المشتغلين في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لعدم ملكتهم الشرعية في طرق الاستنباط وحبذا لو اطلعت على مشاركتي في الملتقى بعنوان (كلمة للمشتغلين بأبحاث الإعجاز العلمي في القرآن)، ولكن أريد منك أخي إبراهيم أن تكون في ما ترسم له من اشتراطات عملياً وليس نظرياً، فما تراه أخي الكريم من شروط لقبول الإعجاز العلمي إنما هي شروط تريدها أنت لتقبل أنت الإعجاز العلمي في القرآن ولكن هذه الشروط تحتاج منكم لإعادة نظر، فهي لا تؤخذ على عمومها هكذا فالعلم التطبيقي والتجريبي ليس من شرطه الإسلام، وتفسير السلف أنواع والأمر يحتاج لتفصيل طويل، بارك الله بكم ونفعني وإياكم والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[16 Nov 2009, 01:22 ص]ـ
أخي الكريم وشيخي الفاضل:
أولا: أنا لم أقل إن العلم التطبيقي التجريبي من شرطه الإسلام؛ بل قلت إن الذي يريد أن يفسر آية من كتاب الله تعالى ب"حقيقة" علمية تلقاها من طرف مختبرات ليس أصحابها مسلمون أن يتثبت من تلك الحقيقة حتى يتأكد من أنها ليست كذبا وليست تلفيقا، وليست مكرا يراد به غيره ..
والقرآن الكريم كما هو معروف صريح في الأمر بالتثبت من الأخبار مطلقا؛ وقد وردت في لفظ الآية منكرة لتعم كل نبأ ..
ثانيا: هذه الشروط لا أريدها أنا فقط؛ بل كل المناوئين للإعجاز العلمي يفهم من كلامهم أنهم يريدون شيئا يقنعهم؛ وترتاح أنفسهم له في تفسير كتاب الله تعالى.
وما دمت قلت إنها ليست عملية؛ فما رأيك لوعدلنا الشرط "غير العملي" فيها فهل سنجد مثالا من التفسير العلمي للقرآن الكريم مبنيا على ما يأتي:
1 - أن تكون الحقيقة العلمية المطروحة متفقا عليها على الأقل بين المختبرات العلمية في الغرب، ولا بأس فسوف أصدقهم معك في أنها حقيقة علمية.
2 - أن يكون اللفظ القرآني دالا عليها.
3 - أن لا تعارض ما فهمه السلف من تلك الآية.
ـ[مرهف]ــــــــ[16 Nov 2009, 08:39 م]ـ
أخي الكريم:
ما ذكر في القرآن من خلق الإنسان، من الأمثلة الظاهرة الدلالة في ذلك وأحيلك إلى كتاب القرار المكين للدكتور مأمون الشقفة ففيه تفصيل مفيد وضم إليه كتاب خلق الإنسان للدكتور البار وكتاب خلق الإنسان الذي أصدرته هيئة الإعجاز العلمي .. وقارن ذلك مع ما ورد ستجد ما تريده.
ولكن ما زلت أنتظر المثال الذي طلبته منك سابقاً بشروطه.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[17 Nov 2009, 12:45 ص]ـ
سوف أرجع للكتب التي ذكرت إن تيسر لي ذلك وفسح الله في العمر ..
وبالنسبة للمثال فهو ينتظر جواب السؤال الذي طرحت قبله ولم تجب عليه حتى الآن وهو: ماذا تغير من المعارف التي استخدمها السلف في تفسيرهم للقرآن الكريم؟
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Nov 2009, 09:01 م]ـ
مع أنني أعتبر أن هذا النوع من النقاش [تعليق جواب على مسألة بجواب على مسألة أخرى لا علاقة بينهما] نوعاً من أنواع التهرب من الجواب لكني سأجيبك يا أخي الكريم عما طلبت:
في تفسير قوله تعالى ((يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)) نقل ابن كثيرأن ابن أبي حاتم أخرج بسنده عن ابن عباس: (إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها - يعني من قطر - فهو اللؤلؤ) قال ابن كثير: إسناده صحيح، وروي مثله عن عكرمة، [انظر: تفسير ابن كثير 4/ 346 ط مؤسسة الريان].
فقد فسر ابن عباس كيفية خروج اللؤلؤ من البحرين بحسب ما كان شائعاً من معارف زمنهم رضي الله عنهم، وهذا مما تغير في زمننا فمن المعروف حسب التحليلات والمشاهدات أن اللؤلؤة هي في الأصل حبة رمل التصقت بجسم رخوي داخل محارة في مياه مالحة، فتتكلس الحبة بسبب ما يفرزه الجسم الرخوي لحماية نفسه، فيقدر الله تعالة لحبة الرمل أن تكون لؤلؤة. [انظر: العظمة في كل مكان لهارون يحيى صـ 74 ط مؤسسة الرسالة]، فلا علاقة للمطر في تشكل اللؤلؤ.
وبعد هذا يا أخي أود أن أقول: ليكن المراد بالنقاش التوصل لنتيجة مقنعة عن دراية لا عن افتراضات أو تصورات أو أحكام مسبقة فالعلم أمانة، وما زلت أنتظر تلبية طلبي: (حبذا لو تذكر لي مثالاً أو اثنين مما قيل بأنه حقيقة علمية وتذكر من قال بذلك وتذكر من كان يستخدمها من المشتغلين في الإعجاز العلمي ثم نسفت هذه الحقيقة إلى ما يضادها ويلغيها وإلا كان كلامك دعوى بدون بينة) وفقني الله وإياك.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[18 Nov 2009, 03:45 م]ـ
أخي الكريم وشيخي الفاضل:
أرى أنه من الصعب علينا أن نتفق في نهاية النقاش لأسباب منها:
1 - أنك تنسخ قول ابن عباس في تشكل اللؤلؤ وهو ظاهر في اللفظ القرآني بشكل شبه صريح بأبحاث لواحد من المشتغلين بالإعجاز قرأها في مقالة أو كتاب لواحد من الباحثين الغربيين.
وأنا لو جاءني مللأ الأرض من أؤلئك لكان قول ابن عباس الموافق لصريح اللفظ القرآني لغة أرجح عندي من أبحاثهم وأقوالهم ..
2 - طلبك مني أثبت لك أن هناك حقيقة علمية ثبتت وأقر بها المشتغلون ثم نسفت أظنه غير واقعي وأنا لم أدعيه من قبل بل قلت إ كثيرا من "الحقائق" العلمية التي كانت تدرس إلى وقت قريب نسفت وصارت من الماضي ..
وأنا قد صرحت مرارا أن أهل الإعجاز إنما يتبعون الأبحاث الغربية لا يسبقونها - حسب علمي - فإذا أقر الغرب "حقيقة علمية" انبرى أهل الإعجاز يبحثون عن آية تدل عليها ولو من بعيد ليقولوا هذا الذي اكتشفتهم دل عليه القرآن منذ أربعة عشر قرنا ..
وعلى هذا بنيت قولي: وأظنك لا تحتاج إلى مثال من هذا النوع أعني: "حقيقة علمية" اكتشفها الغرب ودرسها في المدارس ثم جاءت "حقائق علمية" أخرى نسفت تلك الحقيقة وجعلتها من الماضي.
والنقاش كما قلت يجب أن يكون عن دراية ..
وأضيف لفضيلتكم أنه يجب أن يتخلى المتحاوران عن القناعات السابقة حين عرضهم للأدلة؛ فلا يستدلون إلا بما هو مجمع عليه بينهما ..
فكيف تستدل لي بأبحاث وكتب لأهل الإعجاز وتجعلها دليلا علي وأنا أنفي الإعجاز كله عن بكرة أبيه؟
إذا أردت الاستدلال علي أو أردت أن أستدل عليك في إطار هذا النقاش فيجب أن يكون بما هو مجمع عليه بيننا وهو:
أ - كتاب الله تعالى.
ب - سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ج - فهم سلف الأمة لهما.
وهذا هو الموضوع الذي كتبت عنه وبسبب ذلك شاركت فيه لأن مظاهر التفسير العلمي عند السلف لو ثبتت لكانت حجة علينا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Nov 2009, 06:38 م]ـ
الأخ الكريم د. مرهف
انصحك أن تبتلع قرصا من أسبرو الأطفال 100 - mg قبل الدخول في أي حوار، ولا بأس أن تحتفظ بجيبك بحبة isordil لاستخدامها تحت اللسان إذا دعت الحاجة. مع امنياتي لك بدوام الصحة والعافية.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:03 م]ـ
ما بين الضدين حاجز حينما يزاح ضئيل ..
والشيخ الفاضل د. مرهف منهجه في الإعجاز العلمي معتدل وعلمي ومبني على قواعد وأسس متوازنة ينفعه في ذلك علمه واعتداله ..
وأنا إن دخلت معه في حوار واختلفت معه في بعض حيثيات الموضوع العلمي الذي طرح؛ فإني أحفظ له حقه في الاحترام، وأقر بمحاسنه في مجال الطرح العلمي للإعجاز العلمي.
بخلاف بعض دعاة الإعجاز الذين لا يحسنون طرحا علميا ولا فقها شرعيا وإنما ينهجون السب والشتم بأسلوب لغوي ركيك طامحين من خلال ذلك أن يتلقفهم من ...
وبعضهم حذرته في الماضي من المشاركة في أي حوار أشارك فيه واتفقنا أنه سوف يتجنب كل منا أي موضوع شارك الآخر فيه ..
ولكن خلف الوعدعلى مثلي لا ينتقد على من يخلف الوعد مع الله ورسوله فيجعل كتابه لعبة في صفحة حاسبة ألكترونية ..
وفف الله الجميع لما يحبه ويرضاه ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 07:58 م]ـ
ما بين الضدين حاجز حينما يزاح ضئيل ..
.
إلا الحاجز الذي يفصلك عن الأخوة الأفاضل
العشرات حاولوا أن يقربوك منهم, وأن يخرجوك من الكهف الذي سجنت عقلك فيه , وفشلوا في ذلك فشلا ذريعا. وأنىّ لهم ذلك وهم يتعاملون مع حجر لا يلين , بل ما هو أشد جمودا من الحجارة.
بالله عليك أن تخبرنا هل أنت من طينة البشر؟ أم من نوع آخر من الكائنات؟ هل كنت تعيش في كوكب آخر قبل أن تهبط على الأرض؟ وإلا لماذا كل هذا الانفصام؟ لماذا لم يستطع أحد ممن حاورك أن يقنعك ولو بكلمة واحدة؟ إن كنت تشكو من شيء فهذا المكان ليس المناسب لمن في مثل حالتك.
ألم يقل لك أحدهم: أأنت العاقل الوحيد بيننا؟
لقد ضيعت أوقاتهم , وشغلت هذا الملتقى المبارك وزائريه بحواراتك السخيفة البلهاء.
فما عليك بعد كل ما ظهر منك أن تفتري على الآخرين , أليس القلم مرفوعا في ديننا عن أمثالك. إذن؛ قل ما شئت فلن يلومك أحد.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 08:05 م]ـ
الأخ الكريم د. مرهف
انصحك أن تبتلع قرصا من أسبرو الأطفال 100 - mg قبل الدخول في أي حوار، ولا بأس أن تحتفظ بجيبك بحبة isordil لاستخدامها تحت اللسان إذا دعت الحاجة. مع امنياتي لك بدوام الصحة والعافية.
هل في نصيحتي هذه للأخ مرهف ما يمس أحدا بعينه من أعضاء الملتقى؟ هل سميت أحدا أو ذكرت صفة يعرف بها؟
الأخ مرهف اختار موضوعا لرسالته مازال البعض يعلنون براءتهم منه رغم أنه حظي بالمؤتمرات المتكررة، وصار له هيئات ومراكز أبحاث ..
وبالتالي فمن المتوقع أن يواجه بعض التحديات من هذه الفئة التي أخذت على عاتقها محاربة كل جديد وإبداع.
ولعل صاحبنا المفتون بجموده وانغلاقه، ظن أنه الممثل لهذه الفئة، والناطق الرسمي باسمها، مما يعطيه الحق بالرد على من يعنيه ومن لا يعنيه، ولله في خلقه شوؤن.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2009, 09:38 م]ـ
بخلاف بعض دعاة الإعجاز الذين لا يحسنون طرحا علميا ولا فقها شرعيا وإنما ينهجون السب والشتم بأسلوب لغوي ركيك طامحين من خلال ذلك أن يتلقفهم من ...
.
انظروا إلى أسلوب الناقد الحسني ومفرداته اللغوية (مع الاعتذار لنقلها):
- أن الأشداق الممتلئة غيظا على تمسك المسلمين بأصولهم لا تفتأ تجد لها هنا أو هناك من يلتقط ما تقيء .. http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17929
- إن الذي يشرب كل ما يقيء أعداء الإسلام من قذاراتهم.
(قرّفتنا .. )
ورد عليه الأخ الفاضل حجازي الهوى:
لماذا هذا التجني؟ ولماذا هذا الإسفاف في القول؟
أليس في الأمة عقلاء؟ أم أنت العاقل الوحيد؟ أليس في الأمة علماء؟ أم أنت العالم الوحيد؟
قبل أن يظهر هذا المفتون، سبقه اكثر من واحد، يدخل أحدهم إلى الملتقى فلا يترك موضوعا يمر دون ان يعلق عليه، ويتفانى في محاربة الاعجاز العلمي والعددي وغيرهما .. ثم يختفي ..
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[20 Nov 2009, 12:41 ص]ـ
أنا لم أحددك ولكني وضعت بعض الصفات ويبدوا أنك وجدتها تنطبق عليك فطفقت في هذا الكلام، ولا شك أنك تغلبني فيه لأنه تخصصك، وأنت بارع فيه ..
ولذلك فإني أجيبك كما أجبتك سابقا بجوابين:
الأول: سلاما.
الثاني: سلاما.(/)
صدر حديثاً (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط) وكتب أخرى >>>
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[29 Jun 2008, 06:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة كتبت اشتريتها من أحد باعة الكتب الموريتانيين عندنا بالدولة وأحببت أن أشارك بقية الاخوة في وضع الكتب الجديدة والمختصة بالدراسات القرآنية , وسأكتفي بذكر البيانات التفصيلية للكتاب الأول وبقية الكتب سأضع صوراً لها
الكتاب الأول (التفسير والمفسرون ببلاد شنقيط)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a97650fd401f.jpg
والكتاب عبارة عن رسالة علمية لنيل شهادة الدكتوراه و نوقشت في جامعة محمد الخامس بالرباط وحصلت على درجة الامتياز.
وقد ذكر الباحث في ص 8 سبب اختياره لهذا الموضوع:
1 - خدمة علم التفسير , الذي هو مفتاح الكنوز والذخائر التي احتواها القرآن الكريم , وتتمثل الخدمة في إبراز الجهود التي بذلك فيه في هذه الربوع , والعمل على تنقيتها وتقويمها.
2 - الإسهام في دراسة جزء من التراث الإسلامي الشنقيطي , المعرض للضياع , والمهدد بالاندثار , فالتفسير في بلاد شنقيط لم يحظ بأي عناية من الدراسين والباحثين وهو من أهم التراث العلمي الذي يستحق العناية والصيانة.
3 - ومنها أن التفسير في هذه الربوع يحتاج إلى دراسات تبين مناهجه واتجاهاته , لهذا أردت أن أبين بعضاً من مناهج تفسير الشنقيطيين واتجاهاتهم , وإسهاماتهم , وجهودهم التي قدموا في هذا العلم , وهي جهود تذكر فتشكر , وهذا ربما يدفع الكثيرين من طلاب العلم في هذه البلاد إلى العودة لمصادرهم الأصلية , ومنابعهم الفياضة.
والكتاب يقع في 527 صفحة مع الفهارس وهي تفصيلية وهي كالآتي:
تقريظ
المقدمة
التمهيد
* الباب الأول: الحياة الثقافية في بلاد شنقيط
الفصل الأول: نشأة المحضرة ,
الفصل الثاني: الاتجاهات الفكرية الشنقيطية وأثرها في النهضة العلمية.
الفصل الثالث: مقارنة المحضرة الشنقيطية بغيرها من المدارس.
* الباب الثاني: دراسة عن التفسير في بلاد شنقيط.
الفصل الأول: نشأة التفسير ببلاد شنقيط.
التفسير في المحاضر الشنقيطية.
الفصل الثاني: الخصائص الأسلوبية والمنهجية الفكرية للمفسرين الشنقيطيين.
أولاً: التفسير المنظوم والمنثور.
- أسلوب النظم.
- أسلوب النثر.
ثانياً: الخصائص المنهجية للمفسرين الشنقيطيين.
ثالثاً: الخصائص الفكرية.
الفصل الثالث: أغراض التأليف في التفسير في بلاد شنقيط.
الفصل الرابع: القيمة العلمية لتفسير الشنقيطيين.
الفصل الخامس: مراجع الشنقيطيين في التفسير.
* الباب الثالث: اتجاهات التفسير في بلاد شنقيط.
الفصل الأول: الاتجاه الأثري.
الفصل الثاني: الاتجاه اللغوي.
أولاً: علم النحو.
ثانياً: علم الصرف.
ثالثاً: علم البلاغة.
رابعاً: علم غريب القرآن.
- الاتجاه اللغوي في تفسير أضواء البيان.
الفصل الثالث: الاتجاه الفقهي:
- منهج ابن سليمة في تفسير آيات الأحكام.
- منهج الشنقيطي في التفسير الفقهي.
الفصل الرابع: الاتجاه الصوفي:
- أصل التصوف.
- أنواع التصوف.
- اليدالي والتصوف.
- الشيخ محمد المامي والتصوف.
- التفسير الإشاري.
- التفسير الرمزي.
* الباب الرابع: المفسرون وتفاسيرهم من القرن الثاني عشر إلى نهاية القرن الرابع عشر:
الفصل الأول: المفسرون في القرن الثاني عشر.
- حياة الشيخ محمد اليدالي.
- وقفة مع الذهب الإبريز.
الفصل الثاني: المفسرون وتفاسيرهم خلال القرن 13 هـ.
- الكلام على تفسير المجلسي.
- بلا الشقروي.
- الشيخ سيد المختار الكنتي.
- محمذن قال بن متالي.
- الأمين محمد بن سيدي (آلويمنات).
- الشيخ محمد امبارك اللمتوني.
- الشيخ محمد بن حنبل الحسني.
- معروف بن الكوري البركني.
- محمد بن محمد سالم.
- وقفة مع الريان.
- محمد بن آبني التمكلاوي.
الفصل الثالث: المفسرون وتفاسيرهم خلال القرن الرابع عشر:
- أحمذو بن زياد الديماني.
- محمد مولود بن أحمد فال اليعقوبي.
- محمد محمود بن الشيخ محمد الجكني.
- الشيخ عبدالله بن أبيبه الديماني.
- الشيخ محمد يحيى الولاتي.
- المختار بننّ الحسني.
- محمد الأمين بن أحمد زيدان الجكني.
- الشيخ سعد بون بن الشيخ محمد فاضل.
- محمد الأمين بن أبي المعالي اليعقوبي.
(يُتْبَعُ)
(/)
- امحمد بن أحمد يورا الديماني ..
- الشريف سيدي أحمد بن الصبار المجلسي.
- محمذن فال بن أحمد بن العاقل.
- محمد بن محمد المختار العلوي.
- محمد أحمد بن الرباني التندغي.
- البشير بن امباريكي اليدمسي.
- محمد يحيى بن سليمة اليونسي.
- مذهب ابن سليمة.
- البخاري بن الفيلالي الباركي.
- أبوبكر بن سيدي أحمد الديماني.
- بيدر بن الإمام الجكني.
- المختار بن أحمد محمود.
- عبدالكريم بن امياه الحسني.
- حبيب الله بن محمد محمود الباركي.
- محمد النابغة بن الشيخ محمد.
- عبدالقادر (فاري) بن محمد سالم.
- أحمد بن أحمذي الحسني.
- المختار بن المحبوبي.
- الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الجكني.
- محمد بن سيدي محمد الجكني.
- عبدالودود بن حميه الأبييري.
- القاضي محمد يحيى بن الدنبجة.
- محمد عبدالله بن الإمام الجكني.
* الباب الخامس: حركة التفسير في الوقت الحاضر:
- التفسير الموضوعي وظهوره في الوقت الحاضر وأنواعه.
الفصل الأول: المفسرون المعاصرون.
- الطالب أخيار بن الشيخ بونن.
- عثمان بن الشيخ أحمد أبي المعالي واختصاره للطبري.
- محمد عمر حويه.
- محمد بن سيدي بن الحبيب.
- سيدي محمد سداتي.
- سيدي أحمد بن خطري.
الفصل الثاني: المجالس العلمية ومحضرات العلماء.
- النموذج الأول: محاضرة الشيخ محفوظ بن محمد الأمين.
- النموذج الثاني: محاضرة الشيخ محمد عبدالرحمن بن الشيخ محمد.
الفصل الثالث: التفسير في المعاهد والمدارس الدينية.
الفصل الرابع: التفسير بن الماضي والحاضر.
خاتمة بأهم نتائج البحث.
الملاحق.
وسعره 40 درهماً.
...
الكتاب الثاني:
http://file8.9q9q.net/img/25257782/-----1.JPG (http://file8.9q9q.net/preview/25257782/-----1.JPG.html)
156 صفحة مع الفهارس , 25 درهماً.
...
الكتاب الثالث:
http://file9.9q9q.net/img/72925273/-----4.JPG (http://file9.9q9q.net/preview/72925273/-----4.JPG.html)
114 صفحة مع الفهارس , 20 درهماً
...
الكتاب الرابع:
http://file9.9q9q.net/img/97318175/-----2.JPG (http://file9.9q9q.net/preview/97318175/-----2.JPG.html)
146 صفحة مع الفهارس , 25 درهما.
مع العلم أن جميع هذه الكتب وكتب أخرى في اللغة والقراءات و الفقه المالكي موجود عند البائع ومن يريد نسخاً من هذه الكتب فليكتب لي المطلوب , كون البائع لا يرد على الاتصالات وربما يعد 40 مكالمة يرد عليك ولكي أوفر عليكم عناء الاتصالات.
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:13 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا عمر وجزاك خيراً على هذه الفوائد والمتابعات. وليته يتسنى لنا الحصول على هذه الكتب ولا سيما الأول (التفسير والمفسرون في بلاد شنقيط) وقد كنت تتبعت بعضهم في كتاب (التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا) للطرهوني وفقه الله فلم أجدهم ومثلهم مفسرو نيجيريا. فلعل هذا الكتاب قد أوفاهم حقهم من الدراسة والترجمة.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[14 Jul 2008, 04:52 م]ـ
إن شاء الله الكتاب سيصلك مع أقرب أخ يحضر إلى الرياض(/)
أريد تلخيصاً لمنهج ابن الجوزى فى تفسيره (زاد المسير)
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[29 Jun 2008, 06:19 م]ـ
و جزاكم الله خيرا،،
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[01 Jul 2008, 03:19 م]ـ
وجدت هذا:
http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php?archive_id=28
و هنا أيضا العديد من مناهج المفسرين للشيخ عبدالرحمن الشهرى
http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php(/)
موضوع مهم يرجى الاطلاع
ـ[مرهف]ــــــــ[30 Jun 2008, 11:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://www.attaweel.com/vb/showthread.php?p=17786#post17786
هذا موضوع يتحدث عن ظاهرة منتشرة في المجموعات البريدية وبعض المنتديات العامة والعامية أيضاً وهي حول صور مصنوعة بدقة، وحول ما يسمى بأبحاث الإعجاز العلمي مجهولة المصدر يصوغها أناس هدفهم التلاعب بعقول السذج والبسطاء والمتسرعين في تقبل كل ما يقرأ، والشكر لمن كتبه.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Jun 2008, 11:25 م]ـ
بعد الاطلاع تبين أنها أشياء لا تقدم ولا تؤخر، ويستطيع أي إنسان أن يصور شيئاً ما من زاوية معينة فيصدق فيما قال سجودا وركوعا وعلى جنوبهم، وعالم الفوتوشوب والصور عالم أوسع مما وجدنا، ففيه الحيل التي هي أشبه بالأسحار، والموفق هو الله وأكبر معجزة هي القرآن الكريم فليتدبر. والشكر موصول للأستاذ مرهف.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Jul 2008, 10:10 م]ـ
شكر الله لك فضيلة الدكتور خضر على ما تفضلت به، ولكن كان القصد هو تنبيه الأخوة إلى طريقة الالتفاف التي يستخدمها العلمانيون والليبراليون وأشباههم للتشكيك بحقيقة الإعجاز القرآني التي تزعجهم تحت مسمى العقل والعلم، وعملهم هذا يدل على عدم إنصافهم العلمي الذي يزعمونه لأن هذا الأسلوب شيطاني يذكرنا بالمقتسمين الذين اتخذوا القرآن عضين، وفي نفس الوقت تنبيه الكاتبين العاطفيين والمستعجلين والمتصيدين بدون تحقيق لكل ما يبهرهم وإسقاطه على القرآن دون مراجعة أهل العلم والتخصص، إما بحسن قصد أو لهدف الشهرة أو لأسباب أخرى الله أعلم بها، تنبيههم لضرورة التحقيق العلمي والاعتماد على المصادر الموثوق بها عملاً بقوله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} الإسراء36والمتصفح في المنتديات لمثل هذه المواضيع غير العلمية يجد أمثلة لذلك، هذا مع التسليم لما تفضلتم به
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Jul 2008, 12:44 ص]ـ
أفادكم الله ووفقكم على علمكم وأدبكم الجم، وكم فاق تناولكم تناولي.(/)
اقتراح: تجميع قائمة بالبرمجيات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Jun 2008, 08:43 م]ـ
أقترح هنا تجميع قائمة بالبرمجيات (وليس مواقع الإنترنت) المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه، وقائمة بالبحوث العلمية والرسائل الجامعية والمؤتمرات التي تعرضت لهذه البرمجيات بالدراسة والتحليل لخصائصها.
وأقترح أن يتم توفير المعلومات التالية حول البرمجيات:
1 - اسم البرنامج
2 - الشركة التي أنتجته، وموقعها على الإنرتنت أو طرق الاتصال بها
3 - هل البرنامج جهد أكاديمي، أم عمل تجاري قامت به إحدى الشركات أو فريق عمل غير محترف؟
4 - متى ظهر البرنامج؟
5 - هل يعمل على نظام ويندوز؟
6 - ما هو آخر إصدار للبرنامج؟ ومتى تم إصداره؟
7 - ...
وقد جمعت عددا لا بأس به من المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع وسأنشرها قريبا بإذن الله.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Jun 2008, 10:36 م]ـ
حياكم الله، وهل سيكون هذا التجميع نواة لعمل ما، وما عائده على المفسر؟ مع إلقاء الضوء على عبارة:" وسأنشرها" قريباً ....
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Jul 2008, 03:26 ص]ـ
حياكم الله، وهل سيكون هذا التجميع نواة لعمل ما، وما عائده على المفسر؟ مع إلقاء الضوء على عبارة:" وسأنشرها" قريباً ....
حياك الله شيخنا.
الفكرة مفيدة لمن يرغب في التعرف على هذه البرمجيات (وأنا منهم)، لعل ذلك يحفز بعض فرق العمل على تطوير هذا المجال.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[01 Jul 2008, 03:57 ص]ـ
فكرة رااائعة ومفيدة إن شاء الله
أعانك الله ووفقك وسددك يابن جماعة
قد يكون من الفوائد توفر أكبر عدد ممكن من كتب التفسير وعلو القرآن وسهولة التنقل بينها وسرعة البحث فيها والله الموفق
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Jul 2008, 05:34 م]ـ
للتحميل: ندوة استخدام الحاسوب في العلوم الشرعية
عقدت بين المجمع والبنك الإسلامي للتنمية بجدة، بتاريخ 24 - 26 ربيع الآخر 1410هـ الموافق 11 - 13 نوفمبر 1990م.
عدد الأبحاث المقدمة: 11 بحثا.
ولدي سؤال: هل هذه هي أول ندوة متخصصة تعقد للغرض، بحيث يمكن التأريخ على أساسها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jul 2008, 08:24 م]ـ
فكرة جميلة.
وقد اقترحت على صديقنا الدكتور عبدالله الجيوسي وفقه الله تقديم بحث (حصر ببلوجرافي للدراسات التقنية والبرمجيات التي خدمت القرآن الكريم) لندوة مجمع الملك فهد فقام بذلك وأرجو أن يوفق لتقديم بحث شامل مستوعب بقدر الطاقة إن شاء الله.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[03 Jul 2008, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فتحية طيبة للأستاذ محمد بن جماعة سلمه الله على طرحه لهذه الفكرة الرائعة،
التي تصب في خدمة العلوم القرآنية وتقويم برامجها،
وقد استوقفني استخدامات مهندسي التقنية لبعض المسائل الشرعية وبعض الطرق التعليمية للقرآن الكريم، وبعد مراجعة تفاصيل بعض تعليمات هذه البرامج لم أجد تأصيلا علميا يوضح السبب الرئيس لإعادة إنتاج الطرق التعليمية القديمة مرة أخرى عبر التقنية وعلى سبيل المثال خذ في تعليم القرآن الكريم تعتمد جميع البرمجيات التقنية في مسألة التعليم على التكرار وأنه الحل الوحيد للحفظ عبرها، هكذا دون ذكر أدلة شرعية ودون تأصيل من أهل التخصص. لذا أطرح على مشرفي الملتقى أمرا مهما وهو حصر أسماء جميع الملتقيات العلمية، وكذا البرمجيات وفق ببلوغرافيا جديدة، والنظر في التأصيل لها مستقبلا. والله الموفق.(/)
وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Jul 2008, 02:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل: واجهت إشكالا عند رجوعي لأقوال العلماء في بيان معنى " مقيتا"، وخلاصته على النحو الآتي:
قال شيخ المفسرين:" قيل: إن منه قول النبيّ: " كَفَى بالمَرْءِ إثْماً أنْ يُضَيِّعَ مَنْ يُقِيتُ " في رواية من رواها: «يُقيت»: يعني من هو تحت يديه في سلطانه من أهله وعياله، فيقدر له قوته. يقال منه: أقات فلان الشيء يقتيه إقاتة، وقاته يقوته قياتة وقُوتاً، والقوت الاسم. وأما المُقِيتُ في بيت اليهودي الذي يقول فيه:
لَيْتَ شِعْرِي, وَأَشْعُرَنَّ إِذَا مَا =قَرَّبُوهَا مَنْشُورَةً وَدُعِيتُ
أَلِيَ الْفَضْلُ أَمْ عَلَيَّ إذا حُوسِبْتُ? = إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ
فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى".
وهو ما ذكره الثعلبي 427هـ في كشفه بقوله:" أي موقوف عليه وقال الفرّاء: المقيت المقتدر أن يعطي كل رجل قوته". وكذا ابن عادل880هـ في لبابه بقوله:" فقال الطَّبَرِي: إنه من غَيْر هَذا [المعنى المتقدِّم، فإنه بمَعْنَى الموقوف،] فأصْل مُقِيت: مُقْوِت كمُقِيم.
لكني وجدت بعض كبار المفسرين كابن عطية546هـ في محرره الوجيز، يقول " فقال فيه الطبري: إنه من غير هذا المعنى المتقدم، وإنه بمعنى موقوت، قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا يضعفه أن يكون بناء فاعل بمعنى بناء مفعول. ".
وقال أبو حيان754هـ:" وقال الطبري في قوله: إني على الحساب مقيت، إنه من غير هذه المعاني المتقدّمة، وإنه بمعنى موقوت. وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول".
فكيف يرد النص عن شيخ المفسرين بلفظة" موقوف" ويرد عن ابن عطية، وأبي حيان بلفظة "موقوت" منسوبا إليه.
ثم من هو القاضي (أبو محمد) الذي عناه ابن عطية؟
وما مدى صحة رده بقوله:" وهذا يضعفه أن يكون بناء اسم الفاعل بمعنى بناء اسم المفعول"؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jul 2008, 01:20 ص]ـ
ألا يحتمل وجود تصحيف؟.
وأيمكن أن يكون (أبو محمد) هو ابن رشد595 هـ - رحمه الله-؟ فقد كان يُلقب: قاضي القضاة، في زمانه.
ـ[عائشة علي]ــــــــ[12 Jul 2008, 03:44 م]ـ
يُمكن مُراجَعة الرّدّ الَّذي كتبتُه في "ملتقى أهل اللغة"، وقد قلتُ فيه:
(أمَّا ما جاءَ في نصِّ ابن عطيَّة: (قال القاضي أبو محمَّد رحمه الله)؛ فالمعنيُّ به: ابنُ عطيَّة نفسُه، ويكثرُ مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين، ولعلَّه من فِعْلِ النُّسَّاخ) انتهى.
والله تعالَى أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Jul 2008, 05:28 م]ـ
قول ابن جرير: "فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى". يقصد به تفسير الشاهد في البيت الأخير الذي أورده وهو قول الشاعر:
"إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ"
أما تفسيره للمقيت في الآية فقد ذكره قبل ذلك، حيث قال: (قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قولُ من قال: معنى"المقيت"، القدير.)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 01:07 ص]ـ
يُمكن مُراجَعة الرّدّ الَّذي كتبتُه في "ملتقى أهل اللغة"، وقد قلتُ فيه:
(أمَّا ما جاءَ في نصِّ ابن عطيَّة: (قال القاضي أبو محمَّد رحمه الله)؛ فالمعنيُّ به: ابنُ عطيَّة نفسُه، ويكثرُ مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين، ولعلَّه من فِعْلِ النُّسَّاخ) انتهى.
والله تعالَى أعلم.
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة.
ثم أن يقول:" قال أبو محمد .. " فلا إشكال، وكما تفضلتي فقد اعتدناه في مصنفات المتقدمين؛ إنما أن يقول:" قال القاضي فلان " ويعني نفسه، أظن أن الأمر يحتاج إلى تحقق أكبر.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 01:11 ص]ـ
قول ابن جرير: "فإن معناه: فإني على الحساب موقوف، وهو من غير هذا المعنى". يقصد به تفسير الشاهد في البيت الأخير الذي أورده وهو قول الشاعر:
"إِنِّي عَلَى الْحِسَابِ مُقِيتُ"
أما تفسيره للمقيت في الآية فقد ذكره قبل ذلك، حيث قال: (قال أبو جعفر: والصواب من هذه الأقوال، قولُ من قال: معنى"المقيت"، القدير.)
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل.
ـ[عائشة علي]ــــــــ[14 Jul 2008, 09:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة.
ثم أن يقول:" قال أبو محمد .. " فلا إشكال، وكما تفضلتي فقد اعتدناه في مصنفات المتقدمين؛ إنما أن يقول:" قال القاضي فلان " ويعني نفسه، أظن أن الأمر يحتاج إلى تحقق أكبر.
لا أشكُّ في أنَّ المعنيَّ هو ابنُ عطيَّة نفسه -رحمه الله-، وقد قلتُ في ردِّي السَّابق: (لعلَّه من فعلِ النُّسَّاخ)، ومَن تتبَّعَ مُصنَّفَ ابنِ عطيَّة؛ يجد هذه العبارةَ مُتكرِّرة، ويُراجع -على سبيل المثال- الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=49818
بل كما قلتُ سابقًا: (يكثُر مثلُ ذلك في مُصنَّفاتِ المتقدِّمين)؛ فنجدُ -مثلاً- في كتاب " العواصم من القواصم " للقاضي أبي بكر بن العربي -رحمه الله-: (قال القاضي أبو بكر -رضي الله عنه-)، وتتكرَّر هذه العبارة في كتابه، والمعنيُّ بها هو المؤلِّفُ نفسه.
ويُمكِن تتبُّع مُصنَّفاتٍ أخرَى للوقوفِ على مثل ذلك.
والله الموفِّق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 02:04 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة؛ على الإحسان والإفادة.
ولكن يبقى الجزء المتعلق بالتصحيف، فأحتاج فيه إلى مزيد بيان.(/)
ووجدك ضالا فهدى .. شهادة تبرئة من الله
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Jul 2008, 12:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ووجدك ضالا فهدى .. شهادة تبرئة من الله
مادة "ضلل" استعملت في القرآن واللغة في المفارقة وشدة البعد للأماكن والأشياء والأعمال؛
فالضلال يؤدي إلى البعد، والمفارقة، والغيبة، والنسيان، والضياع، وعدم العودة.
يقال؛ أضللت الشيء إذا غيبته، وأضل الميت إذا دفنه وغيبه، وضل ذهب عنك، ومات، وهلك.
(وَقَالُوا أَءِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَءِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ كَافِرُونَ (10) السجدة، أي بعد تحولهم إلى تراب ينتشر ويغيب بين التراب،
وقال تعالى في غياب من أشركوا به عن المشركين يوم القيامة: (وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (24) الأنعام.
ومن ذلك ضلال الأعمال: أي ضياعها، وعدم رجوع منفعتها على صاحبها؛ فلا تحسب في ميزان حسناته؛ قال تعالى: (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) الكهف،
وقوله تعالى: (وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (25) غافر، (وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) غافر أي في ضياع.
فالمفارقة إما أن تكون للمكان والطريق، فيضل المكان أو الطريق إلى حيث لا يعلم،
وإما أن تكون المفارقة للناس، والأفعال؛ فيترك الضال ويهجر ما اجتمع عليه قومه، وجماعته، وأهل بلدته، دون العودة إلى ما هم عليه.
ومن ذلك قول قوم نوح عليه السلام له: (قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (60) .. . لتصريحه بالخروج عما ألفوه من الكفر والشرك، والدعوة إلى خلافه؛ فقال لهم: (قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (61) الأعراف. أي أنه يعلم ويعرف وجهته التي يسير عليها من توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به.
ومن ذلك نفي الله تعالى وصف الكافرين لنبيه بالضلالة أي الابتعاد عما هم عليه بغير هدى من الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم.
ومن ذلك تقريب يعقوب ليوسف عليهما السلام أكثر من إخوته فأبعدوا بهذا التقريب عن أبيهم، فوصفوا أباهم بأنه في ضلال: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (8) يوسف
ثم أكدوا ذلك: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ (94) قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ (95) يوسف.
ولما خرجت امرأت العزيز عن طبع الحرة في مراودتها لفتاها اتهمت بالضلال؛ (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30) يوسف،
وفي سورة الشعراء؛ لما اتهم فرعون موسى عليه السلام بأنه من الكافرين للنعمة التي أنعم عليه فرعون بتربيته بين الفراعنة: (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) ... كان رد موسى عليه السلام: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) .. أي أنا من بني إسرائيل؛ المبعدين عن فرعون المستعبدين له ... وأكد ذلك بقوله: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ (22) الشعراء، أي قربتني وأنعمت علي من بينهم وظلوا هم مبعدين مستعبدين.
ومن ذلك قوله تعالى في نسيان الشاهد ما شهد عليه بعد طول وبعد من الزمن؛ قال تعالى: ((أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى (282) البقرة،
ونفي الله تعالى بعده وغيبته عن الأشياء أو غيبتها عنه؛ قال تعالى: (قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) طه،
(يُتْبَعُ)
(/)
وكل من يترك ويبتعد عن أمر أنزله الله تعالى أو رسالة أرسلها فهو ضال بهذا البعد، وعدم العمل به؛ قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) التوبة، فبإنزال الأمر يضل الله تعالى بهذا الإنزال من يبتعد عنه ويكفر به، ويهدي من يتبعه ويعمل به، وقال تعالى: (فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ (12) المائدة
وأما وصف الله تعالى للكفار؛ (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف، أي أبعد منها في الاستجابة لما أنزله الله تعالى؛ بعدم انتفاعهم بما جعله الله لهم.
ولم ألحظ أن الله تعالى وصف كفار مكة بالضلال قبل نزول الوحي؛ لأنهم لم يكن هناك أمر من الله أمروا باتباعه قبل ذلك، إلا في آية واحدة يمن الله تعالى فيها على المؤمنين بعد تغير حالهم؛ قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) آل عمران،
أما قوله تعالى -وهو موضوع حديثنا-: (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) الضحى، فإنه لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.
ويقال في اللغة للشجرة المنفردة في خلاء بعيدة عن الأشجار: ضالة.
وقد هالني جواب الدكتور عبد الصبور شاهين في إحدى حلقات قناة المستقلة، عندما سئل عن تفسير الآية، فقال: كان القوم كلهم ضالين.
وقد استشهد أحد القسيسين -في مجلس جمعنا بأحدهم - بهذه الآية على أن الأنبياء يخطئون، وأن النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذه الآية قد كان منه ضلال - بالمعنى المفهوم بعد نزول الأمر وليس قبله - فلما بينت له الأمر أبدى أنه أول مرة يسمع بمثل هذه الإجابة .. مما يدل على أنه أثار الموضوع مع غيري من جملة شبهات أثارها في ذلك المجلس.
وفُسرت الآية في التفاسير الأربعة بأن الله تعالى وجده على غير ما هو عليه اليوم، وأن الله وجده في قوم ضلال فهداه .. وفي القرطبي زيادات كثيرة بإمكانك الرجوع إليها.
أرجو أن يكون الأمر بهذا الاختصار واضح وبين، فيستطيع كل من يقرأه أن يدفع شبهة الفهم الخاطئ في دلالة الآية عن حال الرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل النبوة ... والله تعالى أعلم.
أبو مُسلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Jul 2008, 02:11 ص]ـ
فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه ...
لو زدتنا ايضاحا
ما للنص والقوم والآية صريحة --ووجدك -أنت
والضلال هنا يعني أنك لا تعلم الصراط المستقيم
ـ[العرابلي]ــــــــ[02 Jul 2008, 07:07 ص]ـ
لو زدتنا ايضاحا
ما للنص والقوم والآية صريحة --ووجدك -أنت
والضلال هنا يعني أنك لا تعلم الصراط المستقيم
أخي الكريم
الضلال إما عن الطريق إذا كان الضال في سفر
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مقيمًا في قومه غير مسافر
وإما عن شرع أنزله الله تعالى
ولم يكن هنالك شرع من الله عندهم ولا كتاب.
وإما مفارقة القوم عما هم عليه إلى حيث ينكرونه عليه كوصف قوم نوح لنوح عليه السلام.
وقد كان نفس الحال مع النبي صلى الله عليه السلام
إلا أن اتهام قوم نوح لنوح عليه السلام من حكم عليه باطل
ووصف الله للرسول صلى الله عليه وسلم كان حقًا.
فهي شهادة تبرئة للرسول صلى الله عليه وسلم من الله تعالى
ويفهم من وصفه بالضلال أنه ضلال عن قومه؛ لأنه غير متعلق بسفر ولا شرع ولا كتاب من الله تعالى
والضلال هو إلى حيث لا يعرف الوجه التي توصله
فلم يكن عليه السلام صاحب فكر ولا فلسفة خاصة به يخالف بها قومه
وقد وصف موسى عليه السلام نفسه من الضالين بعد النبوة، لحدث قبل النبوة؛ لأنه من قوم مبعدين كما بينته، ولم يعرفوا لهم وجهة للخلاص من استعباد فرعون لهم، والهوان الذي هم فيه، مع أنهم يشاركون قوم فرعون في نفس المكان.
ومثل ذلك قول العرب للشجرة المنفردة عن باقي الشجر بالضالة.
وقد كان عليه الصلاة والسلام منفردًا عن قومه؛ ليس في السكن، ولكن في عبادتهم للأصنام وإشراكهم بالله .. ولم يكن ينهاهم، أو يعيب عليهم عبادتهم قبل النبوة.
فلما بعث نبيًا ثبته الله تعالى على البعد السابق بدين وكتاب يأمر بالتوحيد ونبذ الشرك وعبادة الأصنام بقوله تعالى "فهدى" ومادة هدى هي في التثبيت ولها موضوعها الخاص بها إن شاء الله تعالى.
وقولنا ما يدل عليه حال النبي عليه الصلاة والسلام وتدل عليه لغة العرب .. وفيه ما يرضي الله تعالى وتطهير نبيه عن كل نقصان ومعصية.
والله سبحانه وتعالى أعلم بما يقول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Jul 2008, 01:18 ص]ـ
ووصف الله للرسول صلى الله عليه وسلم كان حقًا.
فهي شهادة تبرئة للرسول صلى الله عليه وسلم من الله تعالى
ويفهم من وصفه بالضلال أنه ضلال عن قومه؛
وصف قوم نوح نوحاً بأنه في ضلالة،هذا من وجهة نظرهم
أما أن يصف الله انسانا بأنه كان ضالا فلابد وأنه كان كذلك،
وإن قلت أنه ضلال عن قومه إذن" فهدى" تكون هدي إلى قومه
وهل هناك مايضر في أنه كان ضالا فهداه الله؟
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 Jul 2008, 09:23 ص]ـ
وصف قوم نوح نوحاً بأنه في ضلالة،هذا من وجهة نظرهم
أما أن يصف الله انسانا بأنه كان ضالا فلابد وأنه كان كذلك،
وإن قلت أنه ضلال عن قومه إذن" فهدى" تكون هدي إلى قومه
وهل هناك مايضر في أنه كان ضالا فهداه الله؟
أخي الكريم
لا الاستعمال اللغوي ولا الاستعمال القرآني حصر مادة "ضلل" في الخروج عن الحق
فماذا تصر أنت على حصرها في ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقولك "هل هناك ما يضر" .... نعم فيه ضرر كبير!!!!!!!!!!!!!
فهذا اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم بأفعال كفرية وشركية قبل النبوة مما لم يذكر ذلك عنه ولا اتهمه قومه بفعل ذلك ........
وفي مساوات الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه في شركهم وكفرهم .. صغر أم كبر
وفيه اتهام بأن الله تعالى لم يرعاه منذ الصغر ويعده للنبوة ... وهو الذي طهر قلبه منذ كان مسترضعًا في بني سعد
وفيه قدح لعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك
إن الله تعالى لم يرض أن تكشف عورة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو صغير السن عندما أراد حمل حجر من حجارة الكعبة عند إعادة بنائها فضرب على يده وسقط الحجر ورجع ثوبه على حاله ساترًا له .... فهل يرض لرسوله أن يقدم على اعظم من ذلك ... وهو الموصوف في قومه بأفضل الصفات ..
إن لم يكن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم حق وواجب
فعليك الاحتكام إلى اللغة لتقبل ذلك
غفر الله لنا ولكم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Jul 2008, 11:58 م]ـ
لم أقل أن الضلال في " ووجدك ضالا ... "تعنى الشرك أو الكفر ولم أقل بأنه فعل أفعال الشرك أو الكفر قبل النبوة
ولكن تعنى أنه لم يعلم ماهو الحق فيما وجد قومه والعالم عليه،لم يكن يعلم الشريعة الحق ولا المنهاج الحق ولا الكتاب والايمان ولا الدين الحق
ومن ناحية اللغة فالأصل فيما ذكر من معان أنه عدم علم الحق
حتي في السفر فيقال ضل الوجهة الحق أو الطريق الصحيح وقد يتوقف لأنه لا يعلم أين يسير لأنه هناك غاية واحدة صحيحة لها طريق واحد صحيح
ـ[العرابلي]ــــــــ[15 Jul 2008, 02:45 م]ـ
لم أقل أن الضلال في " ووجدك ضالا ... "تعنى الشرك أو الكفر ولم أقل بأنه فعل أفعال الشرك أو الكفر قبل النبوة
ولكن تعنى أنه لم يعلم ماهو الحق فيما وجد قومه والعالم عليه،لم يكن يعلم الشريعة الحق ولا المنهاج الحق ولا الكتاب والايمان ولا الدين الحق
ومن ناحية اللغة فالأصل فيما ذكر من معان أنه عدم علم الحق
حتي في السفر فيقال ضل الوجهة الحق أو الطريق الصحيح وقد يتوقف لأنه لا يعلم أين يسير لأنه هناك غاية واحدة صحيحة لها طريق واحد صحيح
أخي الكريم مصطفى سعيد
أنا لا اتهمك، ولست متصبًا لقولي، ولكن إصرارك على فهم الضلال بغير اعتماد على الاستعمال القرآني واللغوي لمادة "ضلل" يقود إلى هذا القول؛ وإن كنت لا تقصده.
فالضلال لا بد أن يكون فيه مفارقة لمعلوم، والبعد عنه، في توجه لغير معلوم وما لا ثبات له.
فالمسافر لا بد له أن يعرف الطريق الذي يسير فيه، ثم يعود فيه، قبل أن يسافر، وإلا أوقع نفسه في المهالك، وبعد ذلك إن خرج عن الطريق لسبب من الأسباب إلى حيث لا يعلم مخرجه منه؛ فقد ضل .. فعدم معرفته إلى أين يتجه هي مرحلة ثالثة وأخيره حتى يوصف بالضلال، وليس الوصف بسببها فقط.
ولكم مني كل محبة وتقدير
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Jul 2008, 04:49 ص]ـ
فالضلال لا بد أن يكون فيه مفارقة لمعلوم، والبعد عنه، في توجه لغير معلوم وما لا ثبات له.
(يُتْبَعُ)
(/)
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية. فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه.
وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.
ـ[العرابلي]ــــــــ[27 Jul 2008, 11:24 م]ـ
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل , وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم , وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق , ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية. فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه.
وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.
أشكر للأخ نايف الزهراني على اهتمامه بالموضوع
تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها
وهي مراتب لا يرضى الله عنها ولا يسلم صاحبها.
قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) القلم.
أما خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق لأن كان فيه بعد عن أهل الكفر والشرك
قال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) الشورى
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Jul 2008, 05:57 ص]ـ
تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها
أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات: الاعتقاد السابق على الاستدلال.
فأخي العرابلي وفقه الله جعل أصله في استحالة نسبة شيء من الضلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً , ثم حاكم الآيات بعد إلى هذا الأصل , وهذا خلاف منهج العلم والعدل , بل الواجب أن نأخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار , ثم نعتمد في فهمها ما نعتمده في غيرها من كلام الله تعالى , ولا نتمحل لها تأويلات تزيل إشكالات نتوهمها في أكثر الأحيان.
تفسيرك أخي للضلال في الآية بأنه: (لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.) , يؤكد ما قلته لك , ويناقض ما قَرَّرتَه أنت من وجوه:
أولاً: ما الذي أخرج رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ممَّا كان عليه قومه: أهو الوحي؟ أم العقل الصحيح والفطرة السليمة؟ والجواب بداهة: ليس هو الوحي , فماذا يكون إذاً؟!
ثانياً: قلت لك بأن الضلال مراتب , ومنها: الكفر والشرك. ولم ينسبه أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثالثاَ: أثبت أنت في كلامك هنا نوعاَ من الضلال للنبي صلى الله عليه وسلم -أيّاَ ما كان معناه عندك- , وهذا يناقض كلامك في ردِّك الأخير: (تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاَ: كيف تستطيع الجزم بأن: (خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق)؟
خامساَ: آية الشورى التي استشهدت بها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} تطابق تماماَ المعنى الذي ذكرته لك: (أن الله هداه إلى مالم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية).
وفقني الله وإياك لكل خير.
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jul 2008, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمأرجو أن يكون في مناقشة الأخ الزهراني فوائد كبيرة.
ما أكتبه أراعي فيه دائمًا دقة الاستعمال اللغوي ما استطعت.
وأدرس الألفاظ اللغوية على ضوء فقه استعمال الجذور الذي يربط كل مشتقات ومبنيات الجذر الواحد برباط واحد، يتجلى فيه سر صناعة اللغة وهندستها، وليس بمعزل عن بقية الشجرة التي ينتمي إليها.
لقد ذكر الأخ الزهراني في تعليقيه نقاط عديدة لا بد من الوقوف عليها؛
كل من انحرف عن أصل الفطرة السليم ودلالة العقل الصحيح فقد ضل ,
قال تعالى: (قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) الأعراف.
فمن كان على الفطرة السليمة؟؟!!
ومن يحدد الفطرة السليمة؟
نحن نحددها بمفاهيم الإسلام
وغيرنا يحددها بمفاهيمه هو، ولو كان يرى من الفطرة أن يتزوج الذكر الذكر كما في أوروبا، لإشباع غريزة الجنس.
تحديد مفهوم "ضل" واستعماله؛ يأتي من دراسة اللغة التي استعمل فيها وكتاب الله الذي نزل بها ... فبذلك يتحدد فيما يستعمل.
وقد كان عند القوم آثارة من علم الأنبياء قبلهم ,
لا أعرف هذه الأثارة من العلم الصحيح الذي بقي عندهم وتمسكوا به؛ هل طوافهم عراة؟! أم صلاتهم عند البيت كما بينه الله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) الأنفال.
وكل من تذكر اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في بحثه عن الحق,
لا أعلم أن للنبي صلى الله عليه وسلم اجتهادًا في البحث عن الحق؛ والبحث عن الحق يحتاج إلى ما يتوجه فيه أو إليه ليجد عنده الحق؛ فلم يسأل أحدًا، ولم يقرأ كتابًا، ولم يرحل إلى بلاد لعله يجد غير الذي عليه قومه. ولم يناقش قومه في معتقداتهم؛ فأي اجتهاد هذا؟! وأي بحث هذا؟! يحتاج هذا القول إلى نقل يثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم. كل ما في الأمر أنه حبب إليه الخلوة فقط.
ومجافاته لعادات قومه , وانعزاله عنهم بتحنثه في غار حراء الليالي ذوات العدد = علم أن الله هداه إلى ما لم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية.
أرجو تحديد "الحق" في قولك الذي كان يعرفه، وإقامة الدليل عليه، لنربطه بالتفاصيل التي قامت عليه بعد ذلك، حتى نطمئن إلى هذا القول.
ولو ذهبنا إلى أن الضلال على مراتب لزال اللازم والإشكال الذي ذكره أخي العرابلي؛ من نحو: الشرك والكفر وأفعال الجاهلية.
وهذا ما يثبته أعداء الله تعالى للنبي من أفعال جاهلية يؤاخذ عليها – استنادًا إلى الفهم الخاطئ للآية - أما الأعمال الفطرية السليمة فيفعلها المؤمن والكافر؛ لكن الوصف للفعل بفعل جاهلي؛ يعني أنه مخالف لحكم الله وما نزل به الإسلام. وهناك من مكارم الأخلاق عند العرب تممها الرسول صلى الله عليه وسلم بخلقة القائم على أحكام الله، ولا توصف بأنها أخلاق جاهلية.
فمن الضلال أشده وهو الكفر والشرك , ومنه ما دونه من أنواع الموبقات والصغائر وما لا ينفك عنه بشر , فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه. وهذا التفاوت في مراتب الضلال كحال ألفاظ شرعية كثيرة في تنوعها كالكفر والشرك والفسوق ونحوها.
هذا التقسيم لا أدر عنه؟ وكلامك غير واضح لي فقولك " فمخالفة شيء من ذلك ضلال بحسبه" بحسبي أنا؟ أم بحسب الاستعمال اللغوي؟
وبقولك مخالفته تثبت أنه ضلال أي مخالفة ذلك الباطل .. فإن أردت ذلك فهذا إثبات منك توافقني فيه على أنها شهادة تبرئة من الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام من الكبار والصغائر من أفعال الجاهلية.
أكثر ما يؤثر في تناول مثل هذه الموضوعات: الاعتقاد السابق على الاستدلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأخي العرابلي وفقه الله جعل أصله في استحالة نسبة شيء من الضلال إلى النبي صلى الله عليه وسلم أولاً , ثم حاكم الآيات بعد إلى هذا الأصل , وهذا خلاف منهج العلم والعدل , بل الواجب أن نأخذ النصوص الشرعية مأخذ الافتقار , ثم نعتمد في فهمها ما نعتمده في غيرها من كلام الله تعالى , ولا نتمحل لها تأويلات تزيل إشكالات نتوهمها في أكثر الأحيان.
ليس الأمر كذلك يا أخي الكريم
فقولي في بداية الموضوع مادة "ضلل" استعملت في القرآن واللغة في المفارقة وشدة البعد للأماكن والأشياء والأعمال؛ فالضلال يؤدي إلى البعد، والمفارقة، والغيبة، والنسيان، والضياع، وعدم العودة.
بني بعد دراسة جادة للاستعمال القرآني واللغوي لمادة ضلل؛ وكانت هذه نتيجة الدراسة التي شملت كل استعمال، دون استثناء، ولم تخرج آية الضحى عن هذا الاستعمال. واستحالة نسبة شيء من الضلال للنبي عليه الصلاة والسلام ما يشهد به الله تعالى لنبيه التي قامت عليها شهادتي، واعتقاد كل مسلم .. فكيف يكون لي هذا الاعتقاد لوحدي ولا يكون لبقية المسلمين؟؟!!!
تفسيرك أخي للضلال في الآية: (بأنه لما كان المشركون من أهل مكة مجتمعين على الكفر والشرك، فالخروج عنهم، ونبذ ما هم عليه، ومفارقة ما اجتمعوا عليه؛ يعد لغة ضلالاً ... فهذا الإثبات من الله بالحالة التي كان عليها نبيه باللغة التي نزل بها القرآن شهادة من الله تعالى بأنه كان مبرأً من الكفر والشرك الذي كان عليه قومه ... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب الخلوة بعيدًا عن قومه، ومن ذلك خلوته في غار حراء.) , يؤكد ما قلته لك , ويناقض ما قَرَّرتَه أنت من وجوه:
أولاً: ما الذي أخرج رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ممَّا كان عليه قومه: أهو الوحي؟ أم العقل الصحيح والفطرة السليمة؟ والجواب بداهة: ليس هو الوحي , فماذا يكون إذاً؟!
يكون بالعقل السليم والفطرة السليمة التي فطره الله عليها ليكون نبيه بعد ذلك ورسول إلى الناس جميعًا ... وأن يتعود الخلوة والعيش وحيدًا فهذا سيعطيه قوة على التحمل والصبر على عداء قومه وعزله عنهم.
ثانياً: قلت لك بأن الضلال مراتب , ومنها: الكفر والشرك. ولم ينسبه أحد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لقد نسبه أعداء الله للنبي عليه الصلاة والسلام، وأثبتوه له بالفهم الخاطئ لهذه الآية
وعامة الناس تتساءل كيف يوصف النبي بالضلال وهو على هدى مستقيم .. منهم من يصرح بذلك، ومنهم من يحس بهذا الفهم لأن الفهم الدارج عند الناس أن الضلال متربط بالشرك والكفر وأفعال الجاهلية الكخالفة للتوحيد وشرع الله ... ولا يعرفوا غير ذلك، فوجدوا في قولي ما أراح نفوسهم من هذه المفاهيم الخاطئة التي كانت تتولد في خواطرهم.
ولقد قاله عالم من العلماء على الفضاء مباشرة؛ بأن القوم كلهم كانوا ضالين فساوى الرسول صلى الله عليه وسلم بأهل مكة في ضلالهم .... فكيف بعامة الناس.
ثالثاَ: أثبت أنت في كلامك هنا نوعاَ من الضلال للنبي صلى الله عليه وسلم -أيّاَ ما كان معناه عندك- , وهذا يناقض كلامك في ردِّك الأخير: (تقسيم الضلال إلى مراتب بهذا الوضع سيلحق الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء منها).
تقسيمي للضلال بناء على الفهم اللغوي بأنه البعد والمفارقة بما بينته؛
عن الشرع بعد نزوله والعلم به ضلال
وعن القافلة في السير ضلال.
وعن القوم في إقامتهم مفارقة لعقائدهم وما اجتمعوا عليه.
وأنت جعلت الضلال الذي فيه كفر وشرك ومعصية مراتب
فالتقسيمات بيني وبينك مختلفة
فمفارقة القوم لا يحاسب عليها المرء إلا إذا كانت فيها معصية .. فكيف إذا كانت من أجل البعد عما هم عليه من المعصية والشرك والكفر؟!
فالقول كان على تقسمك أنت للضلال وليس على تقسيمي.
رابعاَ: كيف تستطيع الجزم بأن: (خلوة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن إلا خلوة بالنفس ليس فيها عبادة ولا بحث عن الحق)؟
أقول: أثبت لي خلاف ذلك، وبين لي نوع العبادة أو أفعال العبادة التي كان يتعبد بها. ولا أدر كيف تكون خلوة مع لا شيء ويكون في نفس الوقت بحث.
خامساَ: آية الشورى التي استشهدت بها {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ} تطابق تماماَ المعنى الذي ذكرته لك: (أن الله هداه إلى ما لم يكن يعلمه من تفاصيل الحق وتمام الهداية)
ذكرت لك من قبل: يجب تحديد الحق، وإقامة الدليل عليه، لنقيم التفاصيل على ذلك .. بل الآية صريحة بأن لم يكن على شيء سابق مما تريد إثباته.
وقد بينت أن الله تعالى لم يصف العرب بالضلال قبل النبوة؛ لأنهم لم يكن لهم شرع أنزل عليهم، وهم على كفر وشرك، فكيف يكون في آية الضحى اتهام للنبي بذلك بالمعنى القائم على المعصية بالمراتب التي ذكرتها.
ليس بيني وبين الأخ الزهراني خلافًا ذا شأن كبير
إنما هو يرى أن ليس هناك مشكلة واتهام للنبي عليه الصلاة والسلام بذلك.
أما انا فقد عايشت ذلك، وسمعت ما أفصح بها الناس عن أنفسهم، فكان لا بد من الإجابة الشافية لهم ... تدل عليها اللغة الصحيحة، وتوافق مكانة النبي صلى الله عليه وسلم بما يوافق شرع الله تعالى.
وفقني الله وإياكم لكل خير، ونفعنا الله تعالى بما نقرأ ونكتب.
أخوكم أبو مسلم العرابلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Aug 2008, 11:56 ص]ـ
يا أبا مسلم العرابلي ..
لقد كنت رائعا في كل ما كتبت.
وفقك الله، وبارك الله فيك.
ـ[العرابلي]ــــــــ[02 Aug 2008, 02:56 م]ـ
يا أبا مسلم العرابلي ..
لقد كنت رائعا في كل ما كتبت.
وفقك الله، وبارك الله فيك.
بارك الله فيك يا أخي الكريم
وبارك الله في مرورك
وأحسن الله إليك(/)
التنويريون السعوديون وخيانة العقل
ـ[ابوبنان]ــــــــ[02 Jul 2008, 01:04 م]ـ
أثناء قراءتي لكتاب قضية التنوير للمفكر الإسلامي الكبير محمد قطب ـ وهو كتاب لا يسع المثقف جهله ـ استوقفتني بعض العبارات التي ذكرها أثناء سرده لسلبيات وإيجابيات حركة التنوير في القرن الماضي، ومنها قوله حفظه الله:
حركة التنوير نجحت فى أمرين مهمين الأول: هو إزالة التعلق بالخرافة، الذى كانت الصوفية قد نشرته فى الأرض الإسلامية، فى صورة كرامات وخوارق تنسب إلى مشايخ الطرق - الأحياء منهم والأموات - وموالد و (حضرات) تنفق فيها الجهود والأموال والأوقات، وقعود عن السعى واتخاذ الأسباب تعلقا بقضاء الحاجات عن طريق التقرب (للأولياء) بالذبح والنذر والدعاء والصلوات .. قضية التنوير ص72.
وسبب توقفي عند هذه العبارة هو مخالفتها الواضحة لواقع مدعي التنور من الليبراليين المعاصرين ومن اقتفى أثرهم من مدعي العقلانية، والذين لم يكن لهم دور ظاهر فيما ذكره محمد قطب من ايجابيات التنويريين السابقين، بل صار لهم دور مخجل في دعم الخرافة والدفاع عنها والسكوت عن ممارساتها المسيئة للأمة، وذلك بالتحالف الواضح مع الرافضة الخرافية والصوفية القبورية، وإحجام ظاهر عن نقدهم، ونقد ممارساتهم الخرافية، في حين نجدهم يوجهون سهام نقدهم للإسلام السني السلفي، والذي يعتبر أبعد المذاهب الإسلامية وأنقاها عن لوثة الخرافة بشتى صورها وأنواعها، مع محاولات يائسة لتصيد أخطاء المنتسبين له وتضخيمها، وتحميلهم أخطاء غيرهم، كل ذلك ليجدوا مبرراً لنقدهم، والتشهير بهم، ووصفهم بأبشع الصفات.
ومن تأمل واقع متنوري هذا العصر سيجدهم يكثرون من نقد المؤسسات الخيرية والدعوية، حتى صار دعم العمل الخيري جريمة وتهمة يتهم بها كل منتسب للجمعيات والمؤسسات الخيرية الإسلامية، وفي المقابل نجد سكوت منقطع النظير من كتابنا (الشرفاء) عن أخماس الشيعة ونذور الصوفية والتي تصب في جيوب الآيات والملالي والأسياد، وهي أضعاف ما يدفع للعمل المؤسسي التطوعي الخيري، فقد ضاقوا ذرعاً بـ (2.5%) تدفع لمصارف الزكاة، بينما نجدهم يغضون الطرف عن نذور الصوفية وأضرحتهم الاستثمارية، وعن أخماس الشيعة والتي تبلغ (20%) تذهب لجيوب الآيات في دولة تعلن العداء للبلد الذي يسبحون بوطنيته صباح مساء!!.
ونجد أن متنوري هذا العصر العجيب يكثرون من نقد تعدد الزوجات وأنه ظلم للمرأة، ويسخرون من بعض صيغ الزواج الحديثة كالمسيار والزواج بنية الطلاق وغيرها مما أسيئ استخدامه من قبل بعض الشهوانيين المتحايلين، مع سكوتهم المخجل عن جريمة زواج المتعة، والذي أضر بالمرأة الشيعية أيما إضرار، فقد جعلها زوجة لساعات معدودة، وربما دقائق قليلة!!، وعندما حاول أحد المسلسلات التعرض لزواج المتعة بمشهد واحد ثارت ثائرة الشيعة وطلبوا إلغاء المسلسل كاملاً فما كان من القناة المنتجة إلا تلبية نداء الحلفاء بإلغاء عرض المسلسل!!
كما نجد أن مصلحي هذا الزمان يكثرون التشكيك حول قدسية النص الشرعي ـ مع أنه كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه وسلم ـ ومن يملك الحق في تفسيره، ويلمزون كل من ينتسب إلى العلم الشرعي من السلفيين حينما يتكلمون عن منهج أهل السنة في التلقي والاستدلال، ويعرضون إعراضاً تاماً عن مناقشة قضية عصمة الأئمة عند الشيعة، وعبودية المريد لشيخه عند الصوفية، والذي يجعله كالميت بين يدي مغسله كما تقول كتبهم.
ونجدهم ينتقدون الدعاة حينما يطالبون بحقوق أهل العلم واحترامهم وتقديرهم لعلمهم ولسنهم، بينما نجد سكوتاً مطبقاً حول موضوع التبرك بالأسياد والأولياء، والتمسح بهم وبفضلاتهم، والطواف حول قبورهم، والسجود لها ودعاءها من دون الله، وربما تجاوزوا إلى المطالبة بهذه الممارسات من باب حرية الأديان والمذاهب والمعتقدات.!
وحينما يأتي وقت الصيف يكثر نقد المراكز الصيفية والملتقيات الدعوية مع التشكيك في نوايا القائمين عليها مع أنها تحت إشراف مباشر من الوزارات التابعة لها، ولكن هذه الأقلام تجف وهذه الأفواه تخرس حينما يأتي وقت اللطم والتطبير، وحينما يأتي موعد الموالد والحضرات، فلا تجد من ينتصر للعقل، ويساهم في إخراج هؤلاء من الظلمات إلى النور!!
بعد هذا الاستعراض السريع لموقف التنوريين من الخرافيين، وموقف العقلانيين من القبوريين، وموقف مدعي الحرية من عباد البشر، يحق لنا أن نطرح هذا السؤال:
هل يستحق الليبراليون أن يرفعوا شعارات الحرية والعقل والتنور والحضارة؟
وهل فعلهم هذا يعتبر خيانة للعقل وخيانة لشعاراتهم ومبادئهم التي يتشدقون بها في كل محفل؟؟؟
محبكم
كاتب
http://kaaatib.maktoobblog.com/1113410/%D8
أبو بنان مجرد ناقل من مدونة " كاتب "(/)
من هو الطباطبائى الذى ينقل عنه القاسمى فى مقدمة تفسيره
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Jul 2008, 01:09 ص]ـ
تكرر ذكره فى مقدمة تفسيره (محاسن التأويل) و انظر مثالا على ذلك مبحث (تواتر القراءات و عدمها) ج1/ 315 ط/دار الفكر
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:04 ص]ـ
هو محمد المجاهد الحسني الطباطبائي: ولد عام 1180 هجري في مدينة كربلاء. وكان مرجعاً للشيعة في عصره. وإليه ينسب من جاء من علماء الشيعة ممن تسموا باسم (طباطبائي). وله (مفاتيح الأصول) الكتاب الذي أخذ عنه القاسمي. وله أيضاً الوسائل في الأصول. قاتل الروس في عصره ويبدو أنه سمي محمد المجاهد من أجل ذلك. توفي عام 1242 هجري ودفن في كربلاء. وممن أخذ عنهم محمد مجاهد العلم والده علي.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:44 ص]ـ
بارك الله فيك
هل يجوز النقل عن الشيعة فى مباحث حساسة مثل التفسير الذى له تعلق مباشر بالكتاب العزيز؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 03:26 ص]ـ
الأخ الكريم طه
توفي القاسمي، رحمه الله، عام 1914م. وهوكما تعلم سوري. وفي ذلك الوقت وفي مثل هذا البلد كان العلماء يرون أن الشيعة مسلمون أصحاب بدعة مفسقة وليست مكفرة. ومن هنا كانوا يأخذون عنهم فيما كان بعيدا عن بدعتهم. والمطلع على كتب التفسير لديهم يرى أن الأخذ عنهم لا ضرر فيه طالما أن المأخوذ عنهم لا علاقة له ببدعتهم.
والذي أراه أنا شخصياً أن الأخذ عنهم له محاذير منها:
أولاً: بعضهم يجعلك تظن أن كل ما نزل من قرآن يكاد يكون في أهل البيت، مثل كتاب الصافي للكاشاني. وهو متعصب إلى درجة كبيرة، على خلاف الطبرسي الذي فيه شيء من اعتدال نسبي.
ثانيأ: حتى عندما يكون التفسير بعيدا عن بدعتهم قد يذهي في اتجاه تأييد البدعة وأنت لا تدري.
ثالثاً: هم فيهم اعتزال ينعكس على التفسير.
رابعاً: هم يرفضون كثير من الأسانيد التي صحت عند أهل التفسير وبالتالي يذهبون بعيدا عن التفسير بالسنة.
خامساً: هم يأخذون في التفسير عن أئمتهم، فإذا ورد وجه عن إمام يكون هو الوجه الصحيح لأنهم يعتقدون عصمة الإمام. ومعلوم أنهم لا يحفلون بصحة السند كما هو شأن أهل السنة، وعلى وجه الخصوص في القرون الأولى، أي قرون الأئمة.
وحتى لا أطيل أقول: عامة الناس لا يجوز لهم أن يرجعوا إلى كتبهم ويجب أن يحذروا منها. أما العلماء فلا بأس لمن يعرف عقائد الشيعة إن يرجع ويراجع ولا خوف عليه. أما العلماء الذين لا يعرفون حقيقة الشيعة فلا يؤمن زللهم.
ـ[عبدالمحسن]ــــــــ[03 Jul 2008, 01:56 م]ـ
بارك الله فيكما
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[07 Jul 2008, 02:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا.(/)
نداء عاجل للمشاركة في مؤتمر علمي بكلية الشريعة بالجامعة الاردنية
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Jul 2008, 02:37 م]ـ
برعاية الأستاذ الدكتور خالد الكركي
رئيس الجامعة الأردنية
يسر عميد كلية الشريعة
دعوتكم لحضور المؤتمر العلمي الدولي بعنوان
"التعامل مع النصوص الشرعية (القرآن والحديث) عند المعاصرين"
وذلك خلال الفترة من 6 - 8 ذو القعدة 1429هـ
الموافق 4 – 6/ 11/2008م
أهداف المؤتمر
- إبراز الأهمية الخاصة للنص الشرعي، وما يتمتع به من خصائص.
- تجلية الرؤية السليمة إزاء جدلية العلاقة بين النص والعقل.
- التأكد على علاقة النص بالواقع، وأثره في إثراء العلوم والمعارف المعاصرة.
- التنبيه إلى الاتجاهات المغالية في فهم النص، وأثره على الحركة الفكرية المعاصرة.
- التوافق على ضوابط علمية للتعامل مع النصوص الشرعية.
- معالجة الاختلالات المعاصرة في التعامل مع النصوص الشرعية.
محاور المؤتمر
- مفهوم النص، وأهميته، وضوابطه، وخصائصه.
- إشكالية النص والعقل وتداعياتها الفكرية المعاصرة.
- القضايا المرتبطة بفهم النص مثل: اللغة والسياق، النصوص الأخرى، العرف والعادة، الواقع، المصالح والمقاصد/ النسخ.
- التعامل مع النصوص الشرعية في ضوء العلوم الحديثة.
- التعامل مع النصوص الشرعية في ضوء متغيرات الزمان والمكان.
- الإتجاهات المعاصرة في فهم النص.
شروط البحث المقدم للمشاركة
- أن يرتبط البحث بأحد محاور المؤتمر ارتباطاً وثيقاً، ويخدم أهدافه.
- أن لا يكون قد سبق نشره، أو تقديمه إلى مؤتمر آخر.
- أن لا يتجاوز البحث عشرين صفحة A4.
- أن يكون البحث أصيلاً، وفيه إضافة علمية.
- أن يراعي الباحث قواعد البحث العلمي المتعارف عليها.
- أن يرسل البحث ومختصره مطبوعاً على الحاسوب بخط Simplified Arabic بحجم 14.
- أن توضع هوامش كل صفحة في أسفلها.
- أن يرسل الباحث بمختصر لبحثه لا يزيد عن صفحتين.
ملاحظة: تخضع جميع الأبحاث للتحكيم.
مواعيد هامة:
1. آخر موعد لإستلام المختصر هو يوم 15/ 7/2008م.
2. آخر موعد لاستلام البحث هو يوم 31/ 8/2008م.
3. يبلغ الباحث بقبول بحثه للمشاركة أو بالاعتذار عن عدم قبوله في موعد أقصاه 30/ 9/2008م.
تؤمن الجامعة الأردنية الإقامة والتنقلات الداخلية للوافدين خلال فترة انعقاد المؤتمر.
اللجنة التحضيرية:
1. الأستاذ الدكتور محمد المجالي – عميد كلية الشريعة - رئيسا
2.الأستاذ الدكتور شرف القضاه مقرراً
3. الأستاذ الدكتور محمد نعيم ياسين عضوا
4. الأستاذ الدكتور محمد عقلة الإبراهيم عضوا
5. الدكتور سلطان العكايلة عضوا
6. الدكتور عباس الباز عضوا
7. الدكتور عبدالكريم وريكات عضوا
8. الدكتور محمد ريان عضوا
9. السيد مالك الهباهبة (دائرة الإعلام والعلاقات العامة) عضوا
المراسلات:
تكون جميع المراسلات بإسم مقرر اللجنة التحضيرية على العنوان الإلكتروني التالي:
mkmajali@hotmail.com
Shareah@maktoob.Com
هاتف الكلية: 009626 ... فرعي: 24000
هاتف المقرر: 0096277 ...
بطاقة المشارك:
الاسم كما في جواز السفر: .................................................. .................................
الجنسية: .................................................. .................................................. ....
العمل الحالي: .................................................. ...............................................
العنوان: .................................................. .................................................. .......
.................................................. .................................................. ...................
الهاتف: .................................................. .................................................. ......
الفاكس: .................................................. .................................................. ......
البريد الإلكتروني: .................................................. ..........................................
عنوان البحث: .................................................. ..............................................
يرفق المشارك:
1. مختصراً للسيرة الذاتية العلمية لا يتجاوز صفحتين.
2. صورة عن جواز السفر.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Jul 2008, 11:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا سعادة الدكتور، والله نسأل أن يوفق المشاركين جميعاً.(/)
سؤال عن دعاء إبراهيم لأبيه
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[03 Jul 2008, 09:28 م]ـ
حكى الله عزوجل في القرآن الكريم دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبية بالمغفرة ولم
يدع له بالهداية رغم أنة غير مؤمن والمغفرة لاتكون إلا للمؤمنين فما الحكمة في ذلك
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:34 م]ـ
تحياتي للفاضل أبي المنذر وأرى ـ والله أعلم ـ أن الدعاء بالمغفرة دعاء بالهداية وزيادة، ودونك ما قاله علماء التفسير الأجلاء ففي قولهم البسلم الشافي والمورد الصافي:
قال الفخر ـ رحمة الله عليه ـ دل القرآن على أن إبراهيم عليه السلام استغفر لأبيه. قال تعالى حكاية عنه {واغفر لأَبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} [الشعراء: 86] وأيضاً قال عنه: {رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ} [إبراهيم: 41] وقال تعالى حكاية عنه في سورة مريم قال: {سلام عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي} [مريم: 47] وقال أيضاً: {لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} [الممتحنة: 4] وثبت أن الاستغفار للكافر لا يجوز.
وقد أجاب القرآن على هذا الإشكال بقوله: {وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ} [التوبة: 114] فقد وعده أن يؤمن.
وقال العلماء: المراد من استغفار إبراهيم لأبيه دعاؤه له إلى الإيمان والإسلام، وكان يقول له آمن حتى تتخلص من العقاب وتفوز بالغفران، وكان يتضرع إلى الله في أن يرزقه الإيمان الذي يوجب المغفرة، فهذا هو الاستغفار، فلما أخبره الله تعالى بأنه يموت مصراً على الكفر ترك تلك الدعوة.
وعند ابن أبي حاتم في التفسير:" عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ" " وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهَ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ " قَالَ: امْنُنْ عَلَيْهِ بِتَوْبَةٍ يَسْتَحِقُّ بِهَا مَغْفِرَتَكَ يَعْنِى: بِتَوْبَةِ الإِسْلامِ". وحاصله ـ كما قال الآلوسي ـ وفقه للإيمان واهده إليه كما يلوح به تعليله بقوله: {إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين} والله أعلم.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:36 م]ـ
قرأت حول هذه المسألة تفسيراً بقلم الشيخ بسام جرار خلاصته:
أولاً: الأب يمكن أن يكون الوالد المباشر ويمكن أن يكون الجد أو العم، ومن أدلة ذلك قول يوسف عليه السلام:" واتبعت ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب .. "،فيعقوب هو الوالد، وإسحاق هو الجد، وإبراهيم هووالد الجد. سلام الله عليهم جميعاً. وقوله تعالى على لسان أبناء يعقوب عليه السلام:"قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق". ومعلوم أن إسماعيل عليه السلام هو عم الأب المباشر.
ثانياً: يبدو أن استغفار إبراهيم عليه السلام كان لجده ثم تبرأ منه وغادر إلى فلسطين ثم ذهب إلى مكة وفي آخر عمره دعا لوالده الذي كان مؤمناً كما هو واضح في الداعاء الذي استشكلته. انظر الآيات 39 - 41 من سورة إبراهيم:" الحمد لله الذي وهب لي على الكبر ... ربنا اغفر لي ولوالدي .. ".
ثالثاً: قوله تعالى:" لأبيه آزر ... " فيه تحديد الأب ولو كان الوالد لما لزم هذا التحديد.
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[03 Jul 2008, 11:38 م]ـ
أخطأت في العنوان فاقتضى التصحيح.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Jul 2008, 01:40 ص]ـ
هل يمكن القول أنه استغفر الله له ليزول ما ران علي قلبه من مؤثرات الشرك فيتقبل الهدي
ولكن كان مختوماً علي قلبه فلم يتقبل،ولما تبين الخليل ذلك تبرأ منه
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Jul 2008, 03:48 م]ـ
وحتى تكتمل الصورة وتتضح نقول: بينت الآية 114 من سورة التوبة أن استغفار إبراهيم لأبيه - الذي ليس بوالد مباشر - كان لأجل الوفاء بوعده الذي وعده إياه:" وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم". وهذا يعني أن الله تعالى قد أذن لإبراهيم بالدعاء وفاءً بوعده. وليس بالضرورة أن يعرف إبراهيم أو غيره من الأنبياء، عليهم السلام، الحكم قبل أن يعرفهم الوحي.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Jul 2008, 07:15 م]ـ
**هل الأّّوّلي عند الدعاء للعصاة أن ندعو لهم بالمغفرة أم بالهداية؟
ابراهيم قدم دعوة الهدي لأبيه، فقد دعاه لعبادة الله وترك عبادة الأصنام،فلم يقبل أبوه،فاستغفر له عن عدم قبوله ودعاه ثانية
إذن إن دعوت أحدهم إلي الايمان ذات مرة فلم يقبله استغفر له الله وكرر الدعاء مرات وبطرق أخري؟
وهذا يعني أن الله تعالى قد أذن لإبراهيم بالدعاء وفاءً بوعده.
معني أنه إذن خاص بابراهيم أنه لايجوز لأحد غيره أن يفعله،والسؤال:هل مجرد عدم اجابة شخص دعوة الايمان الأولي يمكننا من الحكم عليه بأنه عدو لله؟
**مسألة أنه ليس والده قالها الشيخ الشعراوي في خواطره وهو رأي عليه أكثر مما له
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[04 Jul 2008, 07:56 م]ـ
الآية 113 من سورة التوبة تنهى عن الاستغفار للمشركين من بعد أن يتبين أنهم أصحاب الجحيم. ومن هنا ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز الاستغفار للمشرك وهو حي فإذا مات على الكفر تبين أنه من أصحاب النار فلا يجوز عندها أن نستغفر له حتى ولو كان من أقرب الأقرباء. وكذلك الأمر بالنسبة لإبراهيم عليه السلام أنه لما تبين بالوحي أو بموت أبيه الأبعد أنه عدو لله تبرأ منه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Jul 2008, 12:59 ص]ـ
والدعاء بالهداية هل يجوز؟
أم أدعوه إلى الهدى وأقدمه له
"يا أبت إنى قد جاءنى من العلم مالم يأتك فاتبعنى أهدك صراطا سويا "
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Jul 2008, 11:30 م]ـ
ألا يرى الأحبة أن النقاش ابتعد عن مساره، وما من أجله كان؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Jul 2008, 12:18 ص]ـ
مارأي الأخ صاحب الموضوع،ليته يعلق علي ما قيل وهل وجد جوابا في المشاركات؟
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Jul 2008, 12:53 ص]ـ
ثالثاً: قوله تعالى:" لأبيه آزر ... " فيه تحديد الأب ولو كان الوالد لما لزم هذا التحديد.
السلام عليكم
قال السيوطي في الإتقان في باب "الإيجاز والإطناب": وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر قال: ولا بيان فيه لأن الأب لا يلتبس بغيره، ورد بأنه يطلق على الجد فأبدل لبيان إرادة الأب حقيقة.)) ا. هـ 1/ 310
والسلام عليكم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Jul 2008, 01:32 ص]ـ
أولاً: من قال إن الجد ليس بأب على الحقيقة، بل هو كذلك. وإن الجدة هي أم على الحقيقة:" حرمت عليكم أمهاتكم ..... " وكذلك الأمر في البنات.
ثانياً: أما البدل فليس من أجل أن يبين أنه الأب على الحقيقة، بل لأن كلمة أب لها احتمالات فتم توضيح أنه آزر.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[08 Jul 2008, 02:33 ص]ـ
السلام عليكم
المفتي
عطية صقر.
مايو 1997
المبادئ
القرآن والسنة
السؤال
هل آزر هو أبو إبراهيم عليه السلام أو عمه، وكيف يكون كافرا ونسب النبى صلى الله عليه وسلم كله طاهر لقوله تعالى {وتقلبك فى ا لساجدين}
الجواب
نص القرآن الكريم على أن أبا سيدنا إبراهيم عليه السلام اسمه آزر، قال تعالى {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما اَلهة إنى أراك وقومك فى ضلال مبين} الأنعام: 74، ونص على أنه مات كافرا على الرغم من وعد إبراهيم أن يستغفر له ربه قال تعالى {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو للَّه تبرأ منه} التوبة: 114،. وقيل: إن آزر عم إبراهيم وليس والدا له، والعم يطلق عليه اسم الأب، كما فى قوله تعالى عن يعقوب {إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدى قالوا نعبد إلفك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق} البقرة: 133، مع أن إسماعيل ليس والدًا ليعقوب ولكنه عمه، والذى حمل هؤلاء على القول بأن آزر عم إبراهيم وليس والده هو شريف مقام النبوة أن يكون أحد اَباء الأنبياء كافرا، مستندين فى ذلك إلى قول اللَّه للنبى صلى الله عليه وسلم {وتقلبك فى الساجدين} الشعراء: 219، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم " لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات " رواه أبو نعيم عن ابن عباس، وقال ابن عباس فى المراد بالساجدين " من نبى الى نبى " كما رواه أبو نعيم فى الدلائل بسند صحيح والطبرانى برجال ثقات. فقال هؤلاء: إن الكفر نجس لقوله تعالى {إنما المشركون نجس} التوبة: 28، فكيف ينقل الرسول من أصلاب الطاهرين واَزر أبو إبراهيم نجس؟ وكيف يكون تقلبه فى الساجدين وآزر ليس منهم؟ وردَّ على ذلك: بأن إرادة العم من الأب عدول عن الظاهر بلا مقتض، والنصوص المذكورة فى الطهارة والسجود لا تقتضى هذا العدول، لأن آية {وتقلبك فى الساجدين} ليست نصا فيما فسرها به ابن عباس، فقد فسرت بغير ذلك، فقد جاء عنه أيضا أن المعنى: يراك قائما وراكعا وساجدا، لأن قبل ذلك " الذي يراك حين تقوم " وبأن حديث النقل من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الطاهرة أوَّلاً لم يصل إلى الدرجة التى يعتمد عليها فى العقائد، وثانيا فسرت الطهارة فيه بعدم السفاح كما رواه أبو نعيم عن ابن عباس مرفوعا " لم يلتق أبواى قط على سفاح، لم يزل ينقلنى من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مُصَفّى مهذبا" وكما رواه الطبرانى عن على مرفوعا " خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدنى أبى وأمى لم يصبنى من نكاح الجاهلية شىء".
هذا، ولا يضير أن يكون فى أنساب الأنبياء كافرون، فكل امرىء بما كسب رهين، وقصة آزر ونسب النبى ليست عقيدة نحاسب عليها، وهى متصلة بقوم مضوا إلى ربهم وهو أعلم بهم، فَلْنَهْتم بحاضرنا لنصلحه، وبمستقبلنا لنستعد له))
ج: إن الحق هو ما ذكره العالم الثاني، من أن آزر هو أبو إبراهيم، لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً} (1) وهذا نص قطعي صريح لا يحتاج إلى اجتهاد، ورجح ذلك الإمام ابن جرير وابن كثير. أما الحديث فذكر السيوطي في [الجامع الصغير] عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي ولم يصبني من سفاح الجاهلية شيء» رواه الطبراني في [الأوسط] وابن عدي، وقال الهيثمي: فيه محمد بن جعفر بن محمد صحح له الحاكم، وقد تكلم فيه، وبقية رجاله ثقات.
فالحديث يفيد طهارة سلسلة نسبه صلى الله عليه وسلم فقط، ولم يتعرض للكفر والإسلام في آبائه، ولا يلزم من كفر آزر أن يكون نكاحه سفاحًا، وعلى فرض صحة الحديث المذكور لا يلزم من كون آزر كافرًا أن يكون نكاحه سفاحًا.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
والسلام عليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[08 Jul 2008, 10:12 ص]ـ
الجزم بأن آزر هو العم ترجيح بغير مرجح.
صح في الحديث أن إبراهيم عليه السلام يوم القيامة يصف أباه بأنه الأبعد وقد اختلفوا في تفسير الأبعد. وليس هناك ما يمنع أنه يقصد الأب الأبعد في النسب لأن هناك الأقرب وهو الوالد.
من زعم أنه العم أراد أن يخلص إلى نتائج عقائدية تتعلق بإيمان والد الرسول وأمه وهذا يخالف ما صح في السنة من منع الرسول عليه السلام أن يستغفر لأمه.
الخوض في هذه المسائل لا يترتب عليه كبير فائدة إلا أن أهل التفسير يحتاجون ذلك كتدريب على التعامل مع النص القرآني الكريم.
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[21 Oct 2008, 03:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني ومشائخي الكرام
وما الفرق ـ بارك الله فيكم ـ بين دعاء نوح عليه السلام بالمغفره لمن دخل بيته مؤمنا بينما لم يرد هذا على لسان ابراهيم عليه الصلاة والسلام حينما دعا بالمغفرة لنفسه ولوالديه وللمؤمنين والمؤمنات(/)
قصيدة للشيخ سيدي باب رحمه الله في آيات الصفات
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jul 2008, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه أبيات للشيخ سيدي باب الشنقيطي رحمه الله تعالى، نقلها عنه تلميذه الشيخ محمد ابن أبي مدين في كتابه: شَنُّ الغَارَات على أهلِ وحدَةِ الوجُودِ وأهلِ المعيَّةِ بالذََّات الذي لا يزال مخطوطاً.
ما أوهمَ التَّشبيهَ في آياتِ = وفي أحاديثَ عن الثِّقاتِ
فهو صفات وُصِفَ الرحمنُ = بها وواجب بها الإيمانُ
ثم على ظاهِرِهَا نُبقِيهَا = ونحذرُ التَّأويلَ والتَّشبِيهَا
قال بذَا الثَّلاثَةُ القُرون = والخير في اتِّباعهم مقرُون
وهو الذي ينصرُهُ القُرآنُ = والسُّنَنُ الصِّحَاحُ والحسَانُ
وَكَم رآهُ مِن إمامٍ مُرتَضَى = من الخلائق بناظرِ الرِّضى
وَمَن أجازَ منهمُ التأويلا = لم يُنكِرُوا ذا المذهبَ الأصِيلا
والحقُّ أن من أصابَ واحدْ = لا سِيَّمَا إن كانَ في العقائدْ
ووافَقَ النَّصَّ وإجماعَ السَّلفْ = فكيفَ لا يتْبَعُ هذَا من عَرَفْ
ومن تأوَّلَ فقد تَّكلَّفَا = وغيرَ ما له بهُ علمٌ قفا
وفي الذي هرب منهُ قد وَقَع = وبعضُهُم عن قولِهِ بِهِ رَجَعْ
حَتَّى حكى في منعِهِ الإجماعَا = وجعلَ اجتنابَهُ اتِّباعا
وقدْ نَمَاهُ بعضُ أهل العلم = من الأكابِرِ لحزبِ جَهْمِ
فاشدُدْ يديك أيُّها المحقُّ = على الذي سَمعتَ فهو الحقُّ
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jul 2008, 02:03 م]ـ
وقال الشيخ محمد سالم ولد عدود حفظه الله:
الظاهرُ الذي عليه نُطقِي = موهمَ تشبيهٍ لربِّ الخلقِ
هو الذي أهلُ اللِّسانِ فَهمُوا = إذ نَزَلَ الوحيُ بِهِ عليِهِمُ
فلا أبُو بكرٍ لخيرِ الرُّسُلِ = يقولُ: أشكلَ عَليَّ اشرحهُ لِي
ولا أبو جهل يقول: اختلفا = أثبتَ ما من التَّماثُلِ نَفَى
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jul 2008, 02:07 م]ـ
وفي تفسير الخازن:
وأنشد بعضهم:
عقيدتُنَا أن لَّيس مثلَ صفاتِه = ولا ذاتِهِ شيءٌ عقيدةُ صائبِ
نُسلِّمُ آياتِ الصِّفَاتِ بأسرِهَا = وأخبارَها للظَّاهِر المُتقَارِبِ
ونُؤيس عنهَا كُنهَ فهمِ عُقولِنِا = وتأويلَنَا فعلَ اللَّبيبِ المغالبِ
ونركَبُ للتَّسليمِ سُفْناً فإنِّها = لتسليمِ دينِ المرءِ خيرُ المراكِبِ
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jul 2008, 02:10 م]ـ
وقال الشيخ الشاعر حفظه الله في وابل السجيل:
الحمد لله الذي عافانا = مما به ابْتُلِيَّ منْ جفانا
جَعَلَنا في مبحث الصفات = بين غلاة الفهم والجفاة
نثبتُ ما أثبته وننفي = كيفا بلا تكلف أو عنفِ
فيا له من مذهبٍ عَوانِ = قد أثمرتْ قطوفُه الدواني
إنا تبوأنا الجنانَ في الوسطْ =تحفّنا مكارهٌ ممنْ قَسطْ
ما بين من جسّمه مثلَ الصنمْ = وبين من ينحو به نحو العَدمْ
وبين ذي الحلول، من دلّاهُ = شيطانُه مكرًا تعالى الله ..
مثبتةٌ في وحينا الصفاتُ = مهما زقى في نَفْيِها النفاةُ
من أولوا العينَ فجاءتهم عيونْ = فأفلس التأويلُ عن غرم الديونْ
و أولوا القدرة باليد وبانْ = عجْزُهُمُ لمّا أتتهمُ يدانْ
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Jul 2008, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الحسنات على هذه الحسنات، وحبذا لو اتحفتنا بوضع البيانات العلمية لما ذكرت، في حال ما أراد البعض الإحالة إليها، وننتظر المزيد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jul 2008, 03:32 م]ـ
وإياكم ..
الأبيات الأولى من مخطوطة كتاب: شن الغارات على أهل وحدة الوجود وأهل المعية بالذات وهي بخط المؤلف الشيخ محمد بن أبي مدين الشنقيطي ص 59 - 60.
والثانية من مخطوطة فيها تعليقات على نظم مختصر خليل للشيخ محمد سالم ولد عدود، عند قول الناظم:
يُمَرُّ مَا فِي وَصْفِهِ جَاءَ مِنَ الْـ= ـوَحْيِ كَمَا يَفْهَمُ مَن فِيهِمْ نَزَلْ
مِن غَيرِ مَا تَكْيِيفٍ اْو تَمثِيلِ=لَهُ وَلا تَحْرِيفٍ اوْ تأوِيلِ
وهذه المخطوطة موجودة في ملتقى أهل الحديث.
وسمعت هذه الأبيات أيضاً من الشيخ الددو في شرحه لمقدمة هذا النظم (شريط في موقع الشبكة الإسلامية).
والثالثة في تفسير الخازن عند قوله تعالى: " هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة "
والرابعة من منظومة وابل السجيل على فلول التدجيل وهي موجودة في موقع شذرات شنقيطية.
وبالنسبة لموضوع التأويل فعليك بما كتبه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم مثل كتاب: الإكليل في المتشابه والتأويل وغيره.
ولعل في هذا الرابط فائدة أيضاً: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=852804#post852804
وهذه أبيات أخرى للشيخ سيدي باب رحمه الله تعالى من مخطوطة شن الغارات ص184:
كُنْ للإلهِ ناصِرًا =وأنكرِ المناكِرَا
وكُنْ مع الحق الذي =يرضاه منك دائرا
ولا تعد نافعًا سواءه= أو ضائرا
واسلك سبيل المصطفى = ومت عليه سائرا
فما كفى أولنا = أليس يكفي الآخرا
وكن لقوم أحدثوا = في أمره مهاجرا
قد موهوا بشبه = واعتذروا معاذرا
وزعموا مزاعمًا =وسودوا دفاترا
واحتنكوا أهل الفلا = واحتنكوا الحواضرا
وأورثت أكابر = بدعتها أصاغرا
واحكم بما قد أظهروا = فما تلي السرائرا
وإن دعا مجادل =في أمرهم إلى مرا
(فلا تمارِ فيهم = إلا مراءً ظاهرا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Jul 2008, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الحبيب، وبارك في جهودك.(/)
طلبات الدورات والدروس والمحاضرات القرآنية
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[05 Jul 2008, 03:04 م]ـ
يشكو عدد من الإخوة المنظمين للدورات والدروس والمحاضرات خلال الإجازة الصيفية وغيرها ولا سيما في القرى والهجر من عدم توفر طلبة العلم المؤهلين لتقديم هذه الدورات وما يصاحبها من برامج علمية، وهذا راجع إلى أن بعض هؤلاء الإخوة المنظمين لتلك الدورات لا يعرفون إلا عددا قليلاً من أهل العلم الذين قد يعتذرون عن تلبية رغباتهم في المشاركة في هذه الدورات نظراً لانشغالهم أو ارتباطهم بدورات أخرى.
ونظراً لتوفر نخبة طيبة من طلبة العلم في هذا الملتقى المبارك فإنه يمكن للإخوة الراغبين في إقامة الدورات والدروس القرآنية التواصل مع المتخصصين من رواد هذا الموقع، كما يمكن أن تكرر بعض هذه الدورات المعلن عنها هنا بعينها أو مع ما يقتضيه الأمر من تغيير في مواضع أخرى.
وإذا كان صاحب الطلب لا يملك معرفاً في هذا الملتقى يمكن أن يقدم طلبه بواسطة أحد الأعضاء أو من خلال بريد الموقع.
وفق الله الجميع لخدمة كتابه الكريم.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[08 Jul 2008, 06:19 م]ـ
اقتراح طيب.
ـ[الغزالي]ــــــــ[08 Jul 2008, 06:33 م]ـ
أنا لدي منتدى يهتم بالتفسير فإن وافق أحد أعضاء التفسير على استتضافته لدينا
والإجابة على أسئلة الأعضاء فهذا حسن؛ وإن أراد أن يقدم دورة إلكترونية
في فن من فنون التفسير وعلوم القرآن فهذه بركة ... ومن أحب فليراسلني برسالة
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[16 Jul 2008, 06:59 ص]ـ
الشيخ الدكتور محمد المديفر له دروس في الساحل الغربي
فلو من له معرفة بالشيخ أن يتحفنا بها.(/)
مسائل السياق في سورة البقرة [3] (الغرض العام للسورة.)
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[07 Jul 2008, 11:44 ص]ـ
الغرض العام للسورة.
سورة البقرة لعظمها فقد جاءت لتحقيق غرض عظيم، وبالتأمل الثاقب في السورة نجد أن غرضها الأساسي وسياقها العام هو:
((إعداد الأمة للخلافة وتكليفها بالشريعة وتبليغها، بعد تخلي بني إسرائيل عنها)).
فالسورة تهدف إلى إعداد الأمة للخلافة في الأرض وتهيئتها لتلقي أحكام الشريعة وتطبيقها ونشرها في الأرض.
قال صاحب الظلال في تحرير هذا السياق: "هذه السورة تدور حول موقف الجماعة المسلمة في أول نشأتها، وإعدادها لحمل أمانة الدعوة والخلافة في الأرض، بعد أن تعلن السورة نكول بني إسرائيل عن حملها، ونقضهم لعهد الله بخصوصها، وتجريدهم من شرف الانتساب الحقيقي لإبراهيم عليه السلام، صاحب الحنيفية الأولى، وتبصير الجماعة المسلمة وتحذيرها من العثرات التي سببت تجريد بني إسرائيل من هذا الشرف العظيم" ([1]).
وبتأمل ثاقب في نزول السورة، واستعراض لمضمونها نجد أن هذا الغرض ظاهر فيها بجلاء. و يتأكد ذلك من عدة وجوه:
أولاً: نزول السورة، فالسورة هي أول ما نزل في المدينة، واستمر نزولها حتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ أن آخر الآيات نوزلاً منها، فهي إذاً قد استغرقت المرحلة المدنية كلها، وهذا له دلالة ظاهرة في غرض السورة، وهي أنها تهدف إلى الإعداد لقيام الدولة المسلمة وتهيئة المؤمنين لذلك، خاصة وأن اليهود كانوا في المدينة.
ثانياً: افتتاح السورة بتعظيم شأن الكتاب وبيان مقصده الأعظم، وفي هذا الاستفتاح ترسيخ لمقام القرآن في نفوس المؤمنين وتعظيم له، لتتلقاه الأمة بالقبول والتعظيم. ولا يمكن للأمة أن تتلقى ما في القرآن على الوجه الأكمل إلا إذا عظمت هذا القرآن وعرفت مقامه وقدره.
ثالثاً: أنه عرض في أول السورة لقصة آدم في استخلافه في الأرض، وهو أصل البشرية وأول مستخلف، والمقصود في ذلك ذكر أصل الخلافة في الأرض وامتدادها إلى أمة محمد r ، ويؤكد ذلك التصريح بلفظ الخلافة بقوله تعالى {إني جاعل في الأرض خليفة}.
رابعاً: أنه عرض في السورة لموقف بني إسرائيل وهم المستخلفون قبل أمة محمد r ، وجرى السياق في ذكر حالهم مع أنبيهم، وسوء تلقيهم لأوامر الله تعالى وتكليفه لهم بأمانة الدين، كل ذلك دلالة على أسباب سلب الخلافة منهم و تحذيراً للأمة المحمدية من سلوك سبيلهم، وإطلاعها على مواضع الزلل والخلل التي وقع فيها أهل الكتاب من قبلهم ليتجاوزوها، وذلك جار في سياق إعداد المؤمنين وتهيئتهم، وهم من تمام رعاية الله تعالى لهذه الأمة وكمال رحمته تعالى بها.
خامساً: بيان الأصل الثاني للبشرية وهو إبراهيم، إشارة إلى وراثة الأمة لملته وقبلته، وكل ذلك دليل على تفضيل الأمة واستقلالها، وتهيئتها لتتلقى هذا التشريف بالاستجابة والقبول وتحمل هذه الأمانة بصدق.
سادساً: جاء موضوع القبلة في السورة ليكون علامة على انتقال الخلافة من بني إسرائيل إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك ورد في وسط آيات القبلة قوله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس} وهذه الجملة دالة صريحاً على منح هذه الأمة المحمدية الخيرية والخلافة في الأرض.
سابعا: كون السورة تميزت بإظهار أعظم خصائص كمال الشريعة وهي اشتمالها على الرحمة والتيسير والتخفيف، مع مراعاة المصالح وحفظ الحقوق كما تقرر، وهذا مؤكد على أنها تهدف إلى تربية الأمة وتهيئتها لتلقي هذه الشريعة والاستجابة لأوامر الله تعالى فيها.
ثامناً: كون السورة اشتملت على الحض والتأكيد على أمر الجهاد والإنفاق، وهذان الأصلان من أعظم ما تقوم به الدولة ويتحقق بهما التمكن والاستقلال. وقد جاء الحض عليهما متفرقاً في السورة وبأساليب متعددة. عرض من خلاله لقصة بني إسرائيل في طلبهم للقتال ثم تخليهم عنه، تحذير للأمة من مشابهتهم. وترغيب لها على الصبر والتزام أمر نبيها.
تاسعاً: ختم السورة بالشهادة والإشادة بالمؤمنين على إيمانهم بما أنزل إليهم من الكتاب، واستجابتهم التامة وقبولهم لما تضمنه الكتاب من التشريع والتكليف. بقوله تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} ثم ختمت هذه الخاتمة بدعاء المؤمنين بما يدل على طلب العفو والتخفيف والرحمة، وكان آخر دعاء المؤمنين فيها قولهم {أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} إشارة إلى كمال استجابتهم واستعدادهم لحمل الأمانة وتبليغها. وهذا محقق للسياق السورة العام وكونها في بناء التشريع الأساسي للدولة المسلمة، وتهيئة الأمة لتلقي هذا التشريع وتبليغه.
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) ((في ظلال القرآن)) (1/ 28) باختصار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسعد صباحك]ــــــــ[05 Sep 2008, 02:27 ص]ـ
جزاك الله خير أخي الحبيب وبارك الله فيك
نسأل الله العلي العظيم أن يوفقنا لكل خير
وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته
وأن يجعلنا من الذين يقيمون حروف القرآن كما يُقيمون حدوده
وأن يجعلنا ممن يقرأ القرآن فيرقى ولايجعلنا ممن يقرأه فيشقى
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[المعتزبالله]ــــــــ[05 Sep 2008, 05:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل على ماقدمت واسأل الله أن يجعل ماأشرت إليه حجة لنا لا
علينا-واسأله سبحانه أن لا يجعلنا ممن قال فيهم:
"ومنهم أميون لايعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم إلا يظنون"البقرة
ـ[فيصل الغامدي]ــــــــ[05 Sep 2008, 11:16 م]ـ
بارك الله بك , شكراً أخي الكريم(/)
سر كتابة السين صادًا في القرآن الكريم
ـ[العرابلي]ــــــــ[07 Jul 2008, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت السين صادًا في أربع مواضع في القرآن الكريم
اثنان منها يجوز فيهما القراءة بالسين والصاد في رواية حفص الذي ضبطت عليها المصاحف، ولكن القراءة بالسين فيهما مقدمة على القراءة بالصاد؛ لذلك كتبت سين صغيرة فوق الصاد (تعذر علينا بيانها) لبيان هذا الترجيح في القراءة؛
وكان الموضع الأول في قوله تعالى: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245) البقرة.
وكان الموضع الثاني في قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69) الأعراف.
وموضع ثالث يجوز فيه القراءة بالسين والصاد، والمقدم في الوجهين القراءة بالصاد، لذلك كتبت سين صغيرة تحت الصاد؛
وكان هذا الموضع في قوله تعالى: (أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) الطور
وموضع رابع يقرأ بالصاد على وجه واحد برواية حفص في قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22) الغاشية.
والسر في كتابة حرف السين صادًا يعود على معنى حرف السين والصاد في الاستعمال العربي؛
فالسين في الاستعمال العربي هي للتفلت، والتفلت خروج من أمر كان مستمرًا فيه.
والصاد في الاستعمال العربي هي للامتناع، والامتناع يفيد رفض دخول شيء آخر إلى الشيء أو الخروج منه، ولذلك جاء في رسم الصاد صورة باطن فيها مقفل عليه، من ضمن سبعة حروف من حروف اللغة العربية، وهي؛ حروف الإطباق الأربع؛ الصاد، والضاد، والطاء، والظاء، بالإضافة إلى الفاء، والقاف، والواو، وترجع العلة في رسمها بهذه الصورة إلى معانيها في الاستعمال العربي.
وقد جاء القبض والبسط في آية البقرة؛ (وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ)، بصيغة العموم وليس بالتخصيص ليشمل ما يعلم وما لا يعلم.
فبعض البسط قد عرفه الإنسان، وما يجهله أكثر، أي ممتنع عن المعرفة لخفاء سره، فإنزال المطر، وإنبات النبات مثلا؛ تتداخل فيهما عوامل كثيرة، عرف الإنسان بعضها، ويجهل كثيرًا منها، وبعضها مما لا يخطر على باله، ولن يدركه حتى يقف عليه إذا فتح له سبيل من الله تعالى لمعرفته.
فكانت صورة السين صادًا في هذا الموضع لبيان أن الوقوف على حدود البسط والقبض؛ فوق قدرة البشر على الإحاطة بها.
ومثل ذلك موضع الأعراف؛ (وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) فإن هذه البسطة كانت في خلق غير محدد، هل كانت البسطة في خلق الأرض ومدها؟ أم كان في بسط السماء وتوسيعها، أم في بسط الدواب بزيادة حجمها وعددها، أم البسط كان في كمية الأمطار فأجرت الأنهار من كثرتها؟ أم ... أم ... فالخلق في هذه الآية عام وغير محدد بنوع أو جنس.
فرسم السين صادًا ليدل أن معرفة الإنسان وإحساسه لم يحط ببسط كل الخلق بعد الطوفان؛ فعرف منها أشياء، وجهل باقيها.
أما كتابة السين سينًا في قوله تعالى: (قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) البقرة، فقد كان البسط في أمر مخصص ومحدد؛ وهو البسط في العلم والجسم؛ فلم تكتب السين صادًا.
وكذلك البسط في قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) العنكبوت. فإن محدد بالرزق دون غيره.
أما كتابة السين صادًا في (أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ)، و (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) فإن السيطرة تكون في الإحاطة بالمغلوب، ومنعه من الخروج، فكانت صورة صاد الامتناع بدلا من سين التفلت هو الأمثل في تصوير الواقع.
أما قراءة هذه الكلمات الأربع بالسين والصاد
فقراءتها بالسين وهو الأصل لأن الجذر "سطر" والسطر يقيد كتابة الكلمات عليه، ويقيد رسم الحروف عليه، لكنه يجعل لها هامشًا تتفلت فيه؛ فيكون بعضها تارة فوقه، وتارة تحته، أو عليه.
والحال مع المسيطر بالسين أنه يترك له هامش من الحرية.
أما كتابتها بصاد الامتناع فتكون السيطرة كلية، مقيدة للمسيطر عليه، ليس لها هامش من الحرية. فكانت الصاد أكثر تمثيلا لهذا الواقع ... وأكثر ترجيحًا لقراءتها بالصاد بدل السين.
وبالقراءتين يكون الوصف لحالين تنعدم في أحدها الحرية بالمنع والسيطرة، وفي الثانية فيها بعض الحرية مع غلبة المنع عليها.
فاختلاف الرسم القرآني عن الرسم الإملائي ينبهنا إلى معان نغفل عنها لولا هذا الرسم، وأن صورة الكلمة بحروفها يجب أن تكون مطابقة للمعنى المراد؛ الذي من أجله تم استحضارها، فنتعلم من الرسم ما نتعلم من صريح اللفظ، فهو للمؤمن نور ينتفع به، وللمشكك في صحته فتنة يهلك فيها.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم عبد المجيد العرابلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[09 Jul 2008, 04:55 م]ـ
بسم الله ماشاء الله
معلومات قيمة
تُبين جانب من إعجاز القرآن البيانى واللغوى
بارك الله فيكم أستاذنا.
ـ[العرابلي]ــــــــ[11 Jul 2008, 09:20 ص]ـ
بسم الله ماشاء الله
معلومات قيمة
تُبين جانب من إعجاز القرآن البيانى واللغوى
بارك الله فيكم أستاذنا.
وبارك الله فيك ولك
زجزاك الله خيرًا
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[11 Jul 2008, 03:37 م]ـ
بارك الله فيك وشكر لك،،
أفدت وأجدت،،
ننتظر المزيد
ـ[العرابلي]ــــــــ[11 Jul 2008, 05:49 م]ـ
بارك الله فيك وشكر لك،،
أفدت وأجدت،،
ننتظر المزيد
وبارك الله فيك ولك
وأحسن الله إليك
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Jul 2008, 08:00 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بارك الله فيكم سيدي و بارك في علمكم ...
زدنا من هذه الدرر زادكم الله من فضله ...
تذكرت بعد قراءتي لمشاركتم القيمة هذه، بعض ما جاء في كتاب {عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل} لمؤلفه ابن البناء المراكشي رحمه الله، و منه هذه المقتطفات في موضوع السين و الصاد:
باب حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف حال المعنى.
مثل (وَزادَه بَسطَةً في العِلمِ وَالجِسم).
(وَزادَكُم في الخَلقِ بَصطَة).
(اللَهُ يَبسُطُ الرِزقَ لِمَن يَشاءُ).
(واللَهُ يَقبِضُ وَيَبصُطُ).
فبالسين السعة الجزئية. يدلك عليه التقييد.
وبالصاد السعة الكلية. ويدل عليه معنى الإطلاق وعلوا الصاد مع الجهارة والإطباق.
وكذلك: (فأتوا بِسُورَة).
و (في أي صورة).
(فَضُرِبَ بَينَهُم بِسور).
(وَنُفِخَ في الصور).
بالسين ما "يحصن" الشيء خارج عنه.
وبالصاد ما يضمه منه.
وكذلك: (يَعلَمُ ما يُسِرونَ وَما يُعلٍنونَ).
(وكَانوا يُصرونَ).
بالسين من السر.
وبالصاد من التمادي.
وكذلك: (يُسحَبونَ في النار).
و (مِنّا يَصحبون).
بالسين من الجر.
وبالصاد من الصحبة.
وكذلك: (نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعيشَتَهُم).
(وَكَم قَصَمنا).
بالسين تفريق الأرزاق والإنعام.
وبالصاد "تفريق" بالإهلاك والإعدام.؟ وكذلك: (وُجوهٌ يَومَئذٍ ناضِرَة إِلى رَبِها ناظرِة).
بالضاد منعمة بما تشتهيه الأنفسز وبالظاء منعمة بما تلذ الأعين.
وهذا الباب كثير يكفي منه اليسير.
وقد كمل هذا العنوان من علم البيان لمرسوم خط القرآن. فإن يك ذلك حدهم فقد وافقت قصدهم، وإن لم يكن ذلك فهو مضمن فيه ولازم عنه. ولم أقص إلا خبرهم ولا قفوت إلا أثرهم. والعبارة باللازم عن الملزوم حكم جائز معلوم. والحمد لله رب العالمين./ اهـ ...
ــــــ
تم ما أردت نقله ... وبه تتمة الكتاب ...
و لله الأمر من قبل و من بعد.
ـ[العرابلي]ــــــــ[11 Jul 2008, 09:03 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
بارك الله فيكم سيدي و بارك في علمكم ...
زدنا من هذه الدرر زادكم الله من فضله ...
تذكرت بعد قراءتي لمشاركتم القيمة هذه، بعض ما جاء في كتاب {عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل} لمؤلفه ابن البناء المراكشي رحمه الله، و منه هذه المقتطفات في موضوع السين و الصاد:
باب حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف حال المعنى.
مثل (وَزادَه بَسطَةً في العِلمِ وَالجِسم).
(وَزادَكُم في الخَلقِ بَصطَة).
(اللَهُ يَبسُطُ الرِزقَ لِمَن يَشاءُ).
(واللَهُ يَقبِضُ وَيَبصُطُ).
فبالسين السعة الجزئية. يدلك عليه التقييد.
وبالصاد السعة الكلية. ويدل عليه معنى الإطلاق وعلوا الصاد مع الجهارة والإطباق.
وكذلك: (فأتوا بِسُورَة).
و (في أي صورة).
(فَضُرِبَ بَينَهُم بِسور).
(وَنُفِخَ في الصور).
بالسين ما "يحصن" الشيء خارج عنه.
وبالصاد ما يضمه منه.
وكذلك: (يَعلَمُ ما يُسِرونَ وَما يُعلٍنونَ).
(وكَانوا يُصرونَ).
بالسين من السر.
وبالصاد من التمادي.
وكذلك: (يُسحَبونَ في النار).
و (مِنّا يَصحبون).
بالسين من الجر.
وبالصاد من الصحبة.
وكذلك: (نَحنُ قَسَمنا بَينَهُم مَعيشَتَهُم).
(وَكَم قَصَمنا).
بالسين تفريق الأرزاق والإنعام.
وبالصاد "تفريق" بالإهلاك والإعدام.؟ وكذلك: (وُجوهٌ يَومَئذٍ ناضِرَة إِلى رَبِها ناظرِة).
بالضاد منعمة بما تشتهيه الأنفسز وبالظاء منعمة بما تلذ الأعين.
وهذا الباب كثير يكفي منه اليسير.
وقد كمل هذا العنوان من علم البيان لمرسوم خط القرآن. فإن يك ذلك حدهم فقد وافقت قصدهم، وإن لم يكن ذلك فهو مضمن فيه ولازم عنه. ولم أقص إلا خبرهم ولا قفوت إلا أثرهم. والعبارة باللازم عن الملزوم حكم جائز معلوم. والحمد لله رب العالمين./ اهـ ...
ــــــ
تم ما أردت نقله ... وبه تتمة الكتاب ...
و لله الأمر من قبل و من بعد.
بارك الله فيك يا أخي الكريم على هذا النقل والإضافة
وجزاك الله خير ًا
لقد قرأت في عام 1989 م كتاب "البرهان في علوم القرآن" للزركشي
وكان في الجزء الأول منه في نهاية المائة الرابعة نقل جهود أبي العباس المراكشي في فهم سر الرسم القرآني أو المشهور بالعثماني
وكانت هذه القراءة هي التي جذبتي لدراسة الرسم القرآني بكل تفاصيله وامثلته التي تعد بالآلاف وفيها جميعًا مخزونًا عظيمًا من العلم والإعجاز التي لم تتمتع الأمة بما فيه
لأن هذا العلم لم ينل من الأمة الاهتمام والدراسة التي يستحقها وجعله علمًا شرعيًا بجانب العلوم الأخرى وعدم الاكتفاء بمعرفة الكلمات التي اختلف رسمها عن الرسم الإملائي، ومواضعها، وعدد المرات التي تكررت بها.
سائلين الله تعالى أن يجمع هذا العلم في كتاب يكون في متناول أيدي جميع المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Jul 2008, 11:03 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
بارك الله فيك سيدي و أبقاك منارا يستضاء به ...
كم من علم أصيل كان له شأن و أهل و مكان و سوق و طلاب عند السلف الصالح، فصار اليوم في عداد المجهول أو الغير المرغوب فيه، لفتور الهمم و الجري وراء الشهادات الطنانة من كثرة فراغها ...
أضف إلى ذلك حب الظهور بل التظاهر بالعلم عند الكثيرين الذي يعادون الكثير الكثير من العلوم الأصيلة بدعوى أنهم حداثيون معاصرون غير متحجرين و لا رجعيين و لا متخلفين ... فعارضوا و ضعفوا و حاصروا اجتهاد المراكشي و أمثاله في فهمهم لجانب من كتاب الله و مراده، و العلم الكامل التام لله وحده ...
و حبذا سيدي لم تفضلتم فلخصتم و بسطتم لقرائكم بعض ما جاء في كتاب {عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل}:أبو العباس أحمد بن البناء المراكشي (654 ـ 721 هـ / 1256 ـ 1326 م)
لأنه كتاب صعب الفهم على القراء العاديين أمثالي، و أجركم على الله.
و تجدون رفقته نسخة رقمية للكتاب منشورة بالشبكة.
ملاحظة:
النسخة غير محققة و فيها أخطاء كثيرة حتى في نصوص الآيات المذكورة فيها ... و لعل في نشرها هنا سببا في تحقيقها، مع العلم أن في السوق نسخة محققه من طرف هند شلبي، أستاذة مساعدة بالمعهد الأعلى للشريعة بالجامعة الزيتونية بتونس (طبعة أولى 1990 ـ بيروت)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[14 Jul 2008, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرٌ آخَرُ لظاهرة رسم السين صاداً في المصحف
ما عرضه الأخ الأستاذ العرابلي في بيان سر كتابة السين صاداً في القرآن الكريم، وأيده فيه الأخ الأستاذ لحسن بنلفقيه، محتجاً بمذهب ابن البناء المراكشي في تفسير ظواهر الرسم، يمثل وجهة نظر غير مؤكدة، تقوم على أساس أن للحرف الواحد دلالة معنوية، فالسين للتفلت، والصاد للامتناع، كما ذكر الأخ العرابلي، و السين تدل على السعة الجزئية، والصاد تدل على السعة الكلية، كما قال ابن البناء، ونقله الأخ بنلفقيه، وهي دلالات قد تختلف فيها وجهات النظر.
وللظاهرة تفسير آخر يستند إلى أسس صوتية، ولغوية، وهو ما ذهب إليه جمهور علماء الرسم والعربية، أذكره هنا ليطلع عليه زوار الملتقى، فقد يكون هذا التفسير أرجح من التفسير السابق للظاهرة، وهو يتلخص في أن ما رُسِمَ من الكلمات المذكورة بالسين استند إلى الأصل اللغوي للكلمة، وما رُسِمَ منها بالصاد استند إلى النطق، لأن مجاورة السين لأحد أصوات الاستعلاء تجعله في النطق صاداً، وقد راعى كُتَّابُ المصاحف الأصل حيناً، كما راعوا النطق حيناً آخر.
وسبق لي التعرض لتفسير هذه الظاهرة في كتاب (رسم المصحف ص218)، أكتفي مما ذكرته فيه بنقل قول المبرد في المقتضب (1/ 225): إن السين إذا كانت مع أحد الحروف المستعلية في كلمة جاز قلبها صاداً. وقول ابن السِّيد البطليوسي في كتاب الاقتضاب (ص203):"وقد أجاز النحويون في كل سين وقعت بعدها غين أو خاء معجمتان أو قاف أو طاء أن تبدل صاداً".
هذا، والله تعالى أعلم.
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Jul 2008, 06:41 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
بارك الله فيك سيدي و أبقاك منارا يستضاء به ...
كم من علم أصيل كان له شأن و أهل و مكان و سوق و طلاب عند السلف الصالح، فصار اليوم في عداد المجهول أو الغير المرغوب فيه، لفتور الهمم و الجري وراء الشهادات الطنانة من كثرة فراغها ...
أضف إلى ذلك حب الظهور بل التظاهر بالعلم عند الكثيرين الذي يعادون الكثير الكثير من العلوم الأصيلة بدعوى أنهم حداثيون معاصرون غير متحجرين و لا رجعيين و لا متخلفين ... فعارضوا و ضعفوا و حاصروا اجتهاد المراكشي و أمثاله في فهمهم لجانب من كتاب الله و مراده، و العلم الكامل التام لله وحده ...
و حبذا سيدي لم تفضلتم فلخصتم و بسطتم لقرائكم بعض ما جاء في كتاب {عنوان الدليل من مرسوم خط التنزيل}:أبو العباس أحمد بن البناء المراكشي (654 ـ 721 هـ / 1256 ـ 1326 م)
لأنه كتاب صعب الفهم على القراء العاديين أمثالي، و أجركم على الله.
و تجدون رفقته نسخة رقمية للكتاب منشورة بالشبكة.
ملاحظة:
النسخة غير محققة و فيها أخطاء كثيرة حتى في نصوص الآيات المذكورة فيها ... و لعل في نشرها هنا سببا في تحقيقها، مع العلم أن في السوق نسخة محققه من طرف هند شلبي، أستاذة مساعدة بالمعهد الأعلى للشريعة بالجامعة الزيتونية بتونس (طبعة أولى 1990 ـ بيروت)
وبارك الله فيك أخي الكريم وأجزل لك العطاء
لابن البناء رحمه الله تعالى منهجه في بحثه في الرسم القرآني
ولي منهجي في البحث ... نلتقي في أمور ونتشارك بها ... وفي أمور أخرى نفترق
ويبقى لأبي العباس المراكشي رحمه الله فضل السبق في بحث دلالة الرسم القرآني والتوسع فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[14 Jul 2008, 07:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسيرٌ آخَرُ لظاهرة رسم السين صاداً في المصحف
ما عرضه الأخ الأستاذ العرابلي في بيان سر كتابة السين صاداً في القرآن الكريم، وأيده فيه الأخ الأستاذ لحسن بنلفقيه، محتجاً بمذهب ابن البناء المراكشي في تفسير ظواهر الرسم، يمثل وجهة نظر غير مؤكدة، تقوم على أساس أن للحرف الواحد دلالة معنوية، فالسين للتفلت، والصاد للامتناع، كما ذكر الأخ العرابلي، و السين تدل على السعة الجزئية، والصاد تدل على السعة الكلية، كما قال ابن البناء، ونقله الأخ بنلفقيه، وهي دلالات قد تختلف فيها وجهات النظر.
وللظاهرة تفسير آخر يستند إلى أسس صوتية، ولغوية، وهو ما ذهب إليه جمهور علماء الرسم والعربية، أذكره هنا ليطلع عليه زوار الملتقى، فقد يكون هذا التفسير أرجح من التفسير السابق للظاهرة، وهو يتلخص في أن ما رُسِمَ من الكلمات المذكورة بالسين استند إلى الأصل اللغوي للكلمة، وما رُسِمَ منها بالصاد استند إلى النطق، لأن مجاورة السين لأحد أصوات الاستعلاء تجعله في النطق صاداً، وقد راعى كُتَّابُ المصاحف الأصل حيناً، كما راعوا النطق حيناً آخر.
وسبق لي التعرض لتفسير هذه الظاهرة في كتاب (رسم المصحف ص218)، أكتفي مما ذكرته فيه بنقل قول المبرد في المقتضب (1/ 225): إن السين إذا كانت مع أحد الحروف المستعلية في كلمة جاز قلبها صاداً. وقول ابن السِّيد البطليوسي في كتاب الاقتضاب (ص203):"وقد أجاز النحويون في كل سين وقعت بعدها غين أو خاء معجمتان أو قاف أو طاء أن تبدل صاداً".
هذا، والله تعالى أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر للدكتور غانم قدوري الحمد مشاركتنا في هذا الموضوع
وقد كنت أتمنى أن ألتقي بالدكتور قبل هذا ....
لقد أحضر لي أحد طلاب الجامعة الأردنية كتاب " رسم المصحف دراسة لغوية وتاريخية " وصورته قبل أن أجد له نسخة في السوق بعد عشر سنين أو تزيد.
وقد شرعت في البحث في الرسم القرآني قبل ذلك بسنوات عديدة؛ وتكشفت لي خطوط منهج جديد في بحث المقطوع والموصول والزيادة والحذف والإبدال في حروف الألف والواو والياء، وبسط التاء وقبضها، وباقي مسائل قواعد الرسم القرآني ... على غير تعليل أبي العباس المراكشي.
وعندما قرأت كتاب الدكتور غانم، ورأيت الجهد الكبير الذي بذله في رسالته حتى خرج بها بهذه الصورة .... فبعد انتهائي من قراءة الكتاب حمدت الله تعالى أني لم أطلع على الكتاب مسبقًا .. وإلا لسملت للدكتور أن الاختلاف في رسم القرآن عن الرسم الإملائي راجع إلى طريقة قديمة في الكتابة لم تختف، وطريقة جديدة تشق طريقها في زمن نزول القرآن الكريم، فجمعت الطريقتين في الكتابة في رسم المصحف ..
ولو قرأت الكتاب لقعدت عن البحث في الرسم القرآني بوجهة نظر أخرى.
وكذلك لم أسلم لأبي العباس بالتفسير في الحذف واُلإثبات؛ بأن هذا ملكي أرضي معلومة تفاصيله، وهذا ملكوتي مجهولة تفاصيله.
كنت قد عملت لمدة ثلاث سنوات بجانب الرسم القرآني، في فقه استعمال الجذور، وعرفته بأنه العلم الذي يعرف به سبب تسمية المسميات بأسمائها، ويحدد الأفعال بما يميزها عن المترادفات لها، ويتوصل إليه بدراسة استعمل كل مفردات الجذر في القرآن الكريم أولا، وفي اللغة ثانية، وإيجاد الرابط الذي يربط بينها بدون استثناءات.
وغياب هذا العلم أدى إلى الاكتفاء بمعرفة الذوات التي تشير إليها الأسماء، دون النظر في الأحوال التي كانت سببًا في التسميات.
وبغياب هذا العلم عُرِّفت الأفعال بالمترادفات، وجعلت هذه المترادفات تقوم مقامها دون مراعاة أن لها حروفًا مختلفة، وتنتمي إلى جذور مختلفة.
وبعد هذا أصبح اليقين بأن لكل حرف معنى محددًا، أينما وضع في اللغة
فبدأت رحلة طويلة في بحث استعمال الحروف الهجائية في اللغة (1992 - 2002م) وكانت رحلة شاقة ومتعبة، لكن الإصرار والحب في إكمال نهاية الطريق هو الذي صبرني على ذلك ... حتى اكتمل لدي جميع معاني الحروف بعد دراسة رسمها ومخارجها وصفاتها ... وطبقت هذه المعاني على آلاف الجذور، وبمعانيها يعرف السبب في اختلاف الرسم القرآني في مسائل كثيرة من مسائل الرسم القرآني التي تزيد على خمسة آلاف مسألة.
ولو سلمنا مع الرأي بأن المراعاة كانت للأصل في رسمها سينًا وفي الأخرى مراعاة للصوت فرسمت صادًا ... فلماذا قرأت السين سينًا في معظم المواضع؟، وقرأت صادًا في مواضع محددة فقط؟ مع أن الكلمة هي عينها في المواضع الأخرى ...
إن سياق الآيات هو الذي دل على هذا الاختلاف، فكان الاختلاف في الرسم تبعًا لاختلاف المعاني، فوافق اختلاف صور الرسم اختلاف المعاني فيها.
والله تعالى أعلم.
وللدكتور غانم قدوري الحمد كل التقدير والاحترام
وعسى الله تعالى أن يجمع بيننا في مجلس قريب.
وقد نشرت في مدونتي سبب بسط جميع التاءات ومسائل أخرى(/)
محاضرات في (الأساليب المعينة على الحفظ)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[07 Jul 2008, 10:51 م]ـ
الأساليب المعينة على الحفظ
1 - إخلاص النية لله عز وجل
وهو أن يكون مقصدك في حفظ القرآن وتعلمه وتعليمه طلب الأجر والمثوبة من الله، وجعل العناية به من أجل الله تعالى، والفوز بجنته والحصول على مرضاته، فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ رياء أو سمعة.
قال الله تعالى: + مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16) " [هود 15 - 16]
وقَالَ تعالى: + وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " [الفرقان: 23].
وقال رسول الله ×: قال الله تعالى: ((أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه)) رواه مسلم.
فأي عمل لا يبتغى به وجه الله فهو مبتور أقطع، لا فائدة فيه، ولا ثمرة، ولا جدوى منه، بل يكون عليه يوم القيامة حسرة وندامة، لأنه طلب بذلك العمل غير الله، فليأخذه ممن صرف له، فإن صرفه لبشر ليقال حافظ فسيقال له يوم القيامة حفظت ليقال حافظ، وقد قيل، فيجر فيسحب على وجهه في النار.
2 - الصدق في الدعاء
قد ينال الحافظ الثواب الكامل ويبعث حافظًا لكتاب الله عز وجل بإخلاصه، وإن لم يتم الحفظ، وذلك إن كان صادقًا في رغبته، مبتغيًا وجه الله عز وجل، عنْ سَهْلِ بنِ حنيفِ ? أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ: ((مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)) مسلم/ 1909.
والحديث يبين أن يوم القيامة من سيبعث شهيدًَا مع أنه لم يشارك في ساحة الجهاد، وسبب ذلك هو صدق النية، والإخلاص مع الله عز وجل، نال بذلك أعلى الدرجات، فإن كان ذلك مع أعلى درجات الجنان للشهداء، أفلا يكون ذلك مع أهل القرآن.
3 - الاستعانة بالله تعالى الإكثار من الدعاء سبب في إعانة الله على الحفظ وعدم نسيانه وأن يجعل حفظكِ متقنًا، وسهلاً وميسرًا، فهو سبحانه وحده القادر على أن يجعل الصعب سهلاً، والعسير يسيرًا، + إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" [يس:82].
وقَالَ تَعَالَى: +إذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُون" [آل عمران: 47].
وقَالَ تَعَالَى: + فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ " [يس:83].
لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، لأنه الذي بيده ملكوت كل شيء، وإليه يرجع الأمر كله، قَالَ تَعَالَى: + هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [غافر:65].
فعلى العبد أن يستعين باللهِ ويلتجئ إليه وحدَهُ، ويُظهر الافتقارِ إليه والتبرؤ مِن الحوْلِ والقُوَّة.
- فالملكُ له، قَالَ تَعَالَى: + فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى " [النجم:25].
- والأمرُ له، قَالَ تَعَالَى: + لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ " [الروم:4]
- والهدى له، قَالَ تَعَالَى: + يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ " [النور: 35].
- له خزائن كل شيء، قَالَ تَعَالَى: + وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ" [المنافقون: 7].
- لا يكشف الضر إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ " [يونس: 107].
- ولا يكشف الكرب إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ " [الأنعام: 64].
- ولا يكشف السوء إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ " [النمل: 62].
- ولا يشفي إلا الله، قَالَ تَعَالَى: +وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" [الشعراء:80].
- ولا يرزق إلا الله، قَالَ تَعَالَى: + قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللَّهُ " [سبأ:24] (1).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى الطالب أن لا يستعجل الإجابة، فذلك منهي عنه ومن أدام قرع الباب يوشك أن يفتح له.
ومن الأمور الجالبة لاستجابة الدعاء:
1 - أكل الحلال
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ?: ((أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا……، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ، أَشْعثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ؛ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!)) مسلم / 1015.
2 - الثقة بالله وحسن الظن به
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة ? قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ?: قال الله عز وجل: ((أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي .. )) ق. البخاري. رقم/ 7405. ومسلم /2675.
3 - أفضل الدعاء:
أفضل الدعاء ما جاء به القرآن الكريم والسنة والمطهرة.
قَالَ تَعَالَى: + إنَّ هَذَا الْقُرْءانَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ " [الإسراء: 9].
وَقَالَ تَعَالَى: + ونُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" [الإسراء: 83].
وقَالَ تَعَالَى: + قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّون اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " [آل عمران:31].
4 - فمن الأدعية القرآنية:
- + رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [طه: 114].
- + رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير" [الممتحنة:10].
- + رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي" [طه: 25 –28].
- + رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا" [الكهف:10].
5 - ومن الأدعية النبوية:
- اللَّهُمَّ اهْدِنِي وَسَدِّدْنِي. م / 2725
- اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ. م / 2654.
- رَبِّ أَعِنِّي وَلا تُعنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الْهُدَى لِي، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مِطْوَاعًا، لَكَ مُخْبِتًا، إِلَيْكَ أَوَّاهًا مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي. د. ت. . صحيح الترمذي /3551.
- اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا. م/ 2722
* * *
4 - الهِمَّة العالية والعزيمة الصادقة
الإسلام دين يحث على الهمة العالية، وطلب أعلى الجنان، فليست الجنة فقط هي المطلب، فالجنة درجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ? عَنْ النَّبِيِّ ?قَالَ:
((… فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَأَعْلَى الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ.)) البخاري/ 7423.
فهذا الحديث دليل واضح على أن يكون المسلم ذا همة عالية، فعليه أن يرغب في الفردوس الأعلى أعلى الجنان، ولا يكتفى بما هو دون ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدافع القوي والرغبة الذاتية في حفظ القرآن الكريم، وارتفاع الروح المعنوية والهمة أساس لحفظ القرآن الكريم، إذ لا بد من الشعور بالسعادة أثناء التلاوة، ولا يتجاوز الأمر كونه مجرد أمنية وحلم يقظة، فالقرآن الكريم له حلاوة خاصة، ولذة مصاحبة يدركها من يبحث عنها ويتحراها، ولا بد أن يصاحب الدافع الذاتي هِمَّة عالية وعزيمة صادقة حتى لا تفتر بعد مدة قصيرة، ولا يكل من النظر في كتاب الله سبحانه، ولا يشبع من تلاوته.
ويمكن أن يجد الإنسان هذه العزيمة الصادقة بمعرفته لعظمة القرآن ومكانة أهله، والفضل الجزيل لقارئه ومستمعه، وخصوصية حملته، فقد وصفهم الله تعالى بالخيرية، ووعدهم برفع درجاتهم، وكثرة حسناتهم، وزيادة إيمانهم، وجعله لهم هدى وشفاء ورحمة (1).
ومن صور المحفزات النبوية لحفظ القرآن الكريم ومدارسته:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال ?: ((يُقَالُ لِصَاحِبِ القُرْءان اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا)) رواه أبو داود/1464، و انظر صحيح الترمذي /2914.
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كان النبي ?: ((يَجْمَعُ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ مِنْ قَتْلَى أُحُدٍ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ يَقُولُ أَيُّهُمْ أَكْثَرُ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ فَإِذَا أُشِيرَ لَهُ إِلَى أَحَدِهِمَا قَدَّمَهُ فِي اللَّحْدِ وَقَالَ أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَمَرَ بِدَفْنِهِمْ فِي دِمَائِهِمْ وَلَمْ يُغَسَّلوا وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِمْ)) رواه البخاري/ 1343.
وعن عمر بن الخطاب ? قال: قال ?: ((إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ)) رواه مسلم/817.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال ?: ((الْمَاهِرُ بِالْقُرْءانِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْءانَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)) رواه البخاري /4937، مسلم/798،أي: أجر القراءة وأجر المشقة، أما الماهر بالقرآن فهو أرفع درجات وأعظم أجرًا لأنه يكون مع الملائكة السفرة الكرام.
وعن عبد الله بن مسعود ? قال: قال ?: ((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ ?الم? حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ)) رواه الترمذي/ 2910.
5 - الفهم طريق الحفظ
تدبر الآيات وفهمها من أعظم ما يعين على الحفظ، ومعرفة وجه ارتباط بعضها ببعض، لذلك فإنه ينبغي على الحافظ أن يقرأ تفسير بعض الآيات والسور التي يحفظها، وعليه أن يكون حاضر الذهن عند القراءة، ليستطيع أن يربط بين الآيات، ويلاحظ ارتباط المعنى.
ويجب عدم الاعتماد في الحفظ على الفهم وحده للآيات بل يجب أن يكون الترديد للآيات هو الأساس، وذلك حتى ينطلق اللسان بالقراءة وإن شت الذهن أحياناً عن المعنى وأما من اعتمد على الفهم وحده فإنه ينسى كثيراً، وينقطع في القراءة بمجرد شتات ذهنه، خاصة عند القراءة الطويلة.
قال الإمام النووي: ثبت في صحيح مسلم- رحمه الله- عن تميم الداري ? قال: قال ?: ((الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ)) مسلم.
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق التلاوة، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة وأن يذبَّ، عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، وأن يصدِّق بما فيه، ويقف مع أحكامه ويتفهم علومه، وأمثاله، ويعتبر بمواعظه، ويتفكر في عجائبه ويعمل بمحكمه، ويسلم لمتشابهه، ويبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، وينشر علومه. اهـ (1).
من كتاب طرائق تدريس القرآن الكريم / لأخيكم جمال القرش
ـ[جمال القرش]ــــــــ[08 Jul 2008, 04:27 م]ـ
تابع أساليب معينة على الحفظ
6 - تقسيم النص القرآني إلى وحدات
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يعني تقطيع الآيات بحسب المعنى، وهو أن يتضمن كل مقطع، معنى معين أو فكرة معينة، يستطيع من خلالها أن يتتبع المعنى، كأن يفصل بين آيات الرحمة والعذاب، والجنة والنار، وقصة، وأخرى، وتقسيم السورة ذات الموضوع الواحد كقصة يوسف عليه السلام، فهي وإن كانت تدور حول موضوع كلي واحد وهو (يوسف عليه السلام) إلا أن هذه السورة يمكن أن تقسم بحسب الأحداث، والمواقف التي تعرض لها نبي الله يوسف عليه السلام، كرؤية يوسف عليه السلام التي قصها على أبيه، وإلقاءه في الجب، …………… وهكذا، فيكون لدى الحافظ بصيرة بالوحدات الجزئية، وفكرة كل مقطع، فالبنيان لا يبنى كتلة واحدة، وإنما من خلال قطع يوضع بعضها فوق بعض.
7 - الحفظ المتقن للمقطع اليومي
لا تجاوز مقررك اليومي حتى تجيد حفظه تماماً، وذلك ليثبت في الذهن ومما يعين على ذلك أن تجعله شغلك طيلة الليل والنهار، وذلك بقراءته في الصلاة، وخاصة قيام الليل، وكذلك أثناء ركوب السيارة، أو عند الذهاب إلى جهة معنية، بتكراره بصفة مستمرة حتى تصل إلى أعلى درجة في الحفظ لهذا المقطع، لأن بمثابة بنيان تبني عليه، فالذي يبني بنيان تعداده ثلاثة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل ثلاثة طوابق، والذي يعد بنيان تعداد طوابقه عشرة طوابق يجب عليه أن يعد أساسًا يتحمل عشرة طوابق.
8 - عدم تجاوز سورة حتى يربط أولها بآخرها
بعد تمام حفظ سورة من سور القرآن لا ينبغي للحافظ أن ينتقل إلى سورة أخرى إلا بعد إتمام حفظها تماماً , وربط أولها بآخرها , وأن يجري لسانه بها بسهولة و يسر، ودون عناء فكر وكد في تذكر الآيات، ومتابعة القراءة , ويجب أن يكون الحفظ كالماء , حتى لو شتت ذهنه عن متابعة المعاني أحياناً، فإنه يسترسل من حفظه، ويضع لنفسه ضوابط بأن يعيد الربع إذا زاد عدد الأخطاء عن خطأين، ثم يتحدى بأن يعيد الجزء إذا أخطأ فيه أكثر من خطأين، ثم يتحدى أكثر بأن يعيد الجزء بكامله لو أخطأ فيه خطأ واحد، ليصل بذلك إلى أعلى درجة ممكنة من الحفظ، ولا شك أن وصول الحافظ إلى مثل ذلك الإتقان، فإنه يزيد من ثقته بنفسه، ويصقل موهبة الحفظ لديه، ويشعر بإجادة تامة لحفظه، مما يدفعه إلى مواصلة حفظ باقي القرآن الكريم.
9 - التكرار مع التغني
ينبغي أن يكون التكرار مع التغني، وذلك لدفع السآمة أولاً، وليثبت الحفظ ثانياً. وذلك أن التغني بإيقاع محبب إلى السمع يساعد على الحفظ، ويعود اللسان على نغمة معينة فتتعرف بذلك على الخطأ رأساً عندما يختل وزن القراءة والنغمة المعتادة للآية، فيشعر القارئ أن لسانه لا يطاوعه عند الخطأ، وأن النغمة اختلت فيعاود التذكر، هذا إلى جانب أن التغني بالقرآن لا يجوز مخالفته لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يتغن بالقرآن فليس منا)) رواه البخاري.
من كتاب طرائق تدريس القرآن الكريم / لأخيكم جمال القرش
ـ[محمد ال باشا المغربي]ــــــــ[16 Jul 2008, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك على هذه الفوائد و نفع بها
ـ[عبدالمحسن]ــــــــ[20 Jul 2008, 09:59 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم وبما قدمتم
بالنسبة للنقطة الاولى ((إخلاص النية لله عز وجل)) فإنه يعن على خاطر من يحفظ مثل هذا الامر فيوسوس له ابليس بأنه انما يحفظ ليقال حافظ وأنه ربما يجر الى النار بسبب ذلك مما يسبب فتور الهمة وربما الانقطاع عن اكمال الحفظ ومثله من حفظ القران ونسيه او نسي بعض فأنا اعرف شخصا امتنع عن حفظ القران مخافة ان يحفظ ثم ينسى فيدخل في المحضور
فما التوجيه هنا بارك الله فيكم
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jul 2008, 01:30 م]ـ
أخي حفظك الباري:
المعلوم أنه لا يمكن أن يقبل عمل بدون نية صالحة صادقة، فصدق النية فوز ونجاة قال تعالى: (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم)، والإنسان طالما على قيد الحياة فهو يجاهد نفسه، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وبالدعاء والاستغفار والاستعاذة واللجوء إلى الله في كل وقت وحين، يصل الإنسان بإذن الحي إلى ما يأمل، والشيطان له له سلطان على المخلصين كما قال ربنا (إلا عبادك منهم المخلصين).(/)
السنن الاجتماعية في القرآن الكريم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jul 2008, 01:05 ص]ـ
بقلم الدكتور محمد السيسي
رئيس وحدة الدرس القرآني والعمران البشري/كلية الآداب مكناس. (نقلا عن مجلة رسالة القرآن). (1)
تعرض هذه الدراسة (السنن الاجتماعية) كما وردت في القرآن الكريم، بعد استقراءٍ تام لكتاب الله تعالى، ثم استخلاص المفهوم القرآني لها، في سياق دراسةٍ عامةٍ لمصطلح (السنة). ليعرض الباحث بعد ذلك أصناف تلك السنن في صياغة تقعيدية، قابلةٍ للإعمال في مجال الإصلاح الاجتماعي. وعليه فقد تم عرض البحث عبر محورين رئيسين. وذلك كما يلي:
المحور الأول: مفهوم السنن الاجتماعية:
أولا- مفهوم السنة في اللغة والاصطلاح العام: معنى السنة: لفظ "السنة" التي جمعها سنن، تعددت وجوه استعماله في اللغة، ومن ذلك أنها الطريقة والسيرة والمنهج و الشريعة والبيان القويم والوضع والاتباع والعادة والاقتداء ... ، وحسن رعاية الشيء والقيام عليه (2).
وبتعدد هذه المعاني وتقاربها في اللغة تعدد مدلول لفظ السنة في الاستعمال الاصطلاحي، واتخذ المفاهيم التي تناسبه في التخصص العلمي المستعمل فيه.
1 - فالسنة في اصطلاح المحدثين ما أثر عن النبي (ص) من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية (3)
2 - والسنة في اصطلاح الأصوليين ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فعله أو قرره (4).
3 - والسنة في عرف الفقهاء ما كان في مشروعيته دون الواجب وفوق المندوب، فهي "اسم للطريقة المرضية المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب (5).
4 - والسنة في عرف الشرع بصفة عامة: الطريقة المشروعة في الدين وهي هنا ضد البدعة (6). والمفهوم هنا ألصق بمجال العقيدة، ومن هنا قال اللغويون: "وسنة الله وأحكامه وأمره ونهيه، وسن الله سنة أي بين طريقا قويما. إذ سنة الله تعالى قد تقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته" (7).
والملاحظ أن هذه التسميات الاصطلاحية قد اكتسبت مدلولها من أمرين اثنين:
الأول: باعتبار المعنى اللغوي كما حددته المعاجم اللغوية.
الثاني: علاقة المعنى المأخوذ (المدلول الخاص) بموضوع العلم ومجاله التخصصي.
على أن هذا الاكتساب لم يتم إلا بعد نشأة العلم واستوائه على سوقه يعجب أهله وطالبه.
وحيث إن مفهوم السنة الاجتماعية في التصور الإسلامي مرتبط أساسا بالقرآن الكريم، هو في الوقت نفسه أساس بناء التصورات والمفاهيم العقدية والفكرية عند المسلمين، فإن اتضاح معنى السنة وتحديد مدلولها يتوقف على تتبع مفهوم السنن في القرآن الكريم.
ثانيا- مفهوم السنن في الاستعمال القرآني: لقد ذكر لفظ "سنة" في القرآن بصيغة المفرد والجمع في عشر سور من سور القرآن الكريم (8).
ست عشرة مرة بالجمع (سنن) بالإضافة إلى الذين من قبلنا مرة واحدة، باعتبارنا أمة وأخرى مقطوعة عن الإضافة، والباقي كله مفردا مضافا إما إلى اسم الجلالة الظاهر وهو الكثير وإما إلى المضمر وهو القليل، و إلى السابقين الأولين من الأنبياء والمرسلين والأمم السالفة وهو أقل (9)، لمناسبات متعددة ومتنوعة تبعا للغرض القرآني في السياق العام الذي ورد عقبه اللفظ في السورة.
ومع تعدد المناسبات وتنوعها فإن الغرض القرآني منها ومن معنى السنة في كل الآيات التي ورد فيها يقصد به معنى واحد هو: الاعتبار والاستبصار لما حكم الله به وجعله ناموسا في خلقه، يتكرر أسبابه وتوافر شروط إنفاذه.
ولتجلية الأمر وتوضيحه نمثل لكل تركيب بمثال:
- المثال الأول: لفظ "سنة" مجردا عن الإضافة في قوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن، فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين) (10) قال الطبري في تفسير معنى "سنة" وما تدل عليه: "مضت وسلفت مني فيمن كان من سالف الأمم قبلكم سنن، يعني مَثُلات، سير بها فيهم، وفيمن كذبوا بأنبيائهم الذين أرسلوا إليهم، بإمهالي أهل التكذيب واستدراجي إياهم حتى يبلغ الكتاب فيهم أجله الذي أجلته، لإدالة أنبيائهم وأهل الإيمان بهم عليهم، فتركتهم لمن بعدهم أمثالا وعبرا" (11). وقال الزمخشري: "يريد ما سنة الله في الأمم المكذبين من وقائعه" (12). وفي تفسير ابن كثير: "أي قد جرى نحو هذا على الأمم الذين من قبلكم من أتباع الأنبياء ثم كانت العاقبة لهم والدائرة على الكافرين" (13).
(يُتْبَعُ)
(/)
- المثال الثاني: لفظ "سنة" مضافا إلى اسم الجلالة كقوله تعالى: (سنة الله التي قد خلت من قبل، ولن تجد لسنة الله تبديلا) (14). فمما جاء في بيان معنى السنة في هذا السياق "سن الله سنة علبة أنبيائه سنة، وهي قوله تعالى: ( ... لأغلبن أنا ورسولي) (15).
وهي طريقته وعادته التي قد مضت في الأمم من نصر أوليائه على أعدائه (ولن تجد لسنة الله تبديلا) أي لن تجد لها تغييرا، بل هي مستمرة ثابتة" (16). جعلها الله عادة له حيث ينصر المؤمنين على الكافرين إذا كانت نية المؤمنين نصر دين الله (17).
- المثال الثالث: لفظ "سنة" مضافا إلى السابقين من الأمم والمرسلين، ومنه قوله تعالى تعقيبا على أحداث موقعة بدر بالتنصيص على مجموعة من الحقائق الواقعية النواميس الربانية (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف، وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين) (18). فمما جاء في تفسير عبارة (فقد مضت سنة الأولين) أنها "عبارة تجمع الوعيد والتهديد والتمثيل بمن هلك من الأمم في سالف الدهر بعذاب اله (19). ذلك أن السنة هي "العادة المألوفة والسيرة ... وهذا الخبر تعريض بالوعيد بأنهم سيلقون ما لقيه الأولون" (20).
ومما تجدر الإشارة إليه أن تفاسير العصر الحديث قد زادت مفهوم السنة في القرآن الكريم تحديدا وبيانا بما استفادته من العلوم الإنسانية في عصرها وبخاصة علم الاجتماع" حيث نجد التحرير والتنوير يعبر عن تفسير قوله تعالى: (قد خلت من قبلكم سنن) (22) بقوله "ابتدأت هذه المقدمة" (21) بحقيقة تاريخية، وهي الاعتبار بأحوال الأمم الماضية ... والمعنى قد مضت من قبلكم الأحوال من الأمم، جارية على طريقة واحدة هي عادة الله في الخلق، وفي القرآن إطلاق السنة على هذا المعنى كثيرا" (23).
وأما تفسير المنار فقد كان أكثر التفاسير الحديثة تحديدا للفظ السنة في اتجاه مدلوله الاجتماعي، إذ يقول في معناها في سياق آية آل عمران 137 "أي أن أمر البشر في اجتماعهم وما يعرض فيه من مصارعة الحق للباطل، وما يتبع ذلك من الحرب والنزال والملك والسيادة ... قد جرى على طريقة قويمة، وقواعد ثابتة اقتضاها النظام العام" (24).
والجدير بالذكر هنا هو انه لأول مرة في تاريخ التفسير –حسب علمي- توصف السنن بأنها قواعد ثابتة وكونها مما يقتضيه النظام العام للمجتمعات. و الذي يؤخذ من أقوال المفسرين في بيانهم لمفهوم لفظة "السنة" في القرآن الكريم أن السننية القرآنية تربي المخاطب وتلفت نظره إلى أمر الله وتقديره في خلقه، أخذا من معناها اللغوي، واتكاء على موقعها في السياق الذي سيقت له وفي الذكر الحكيم، وذلك من حيث:
1 - أنه حكمه الذي لا يتخلف ولا يتبدل.
2 - أنه جرى ويجري على جميع خلقه دون استثناء ولا محاباة.
3 - أنه مرتبط بوجود الأسباب وحضور الشروط وانتفاء الموانع.
4 - أنه منصوص عليه قصد الاعتبار والاستبصار اجتنابا للمثلات. (25).
وهذه الحيثيات جاءت من جهة أخرى عند المفسرين في إطار وصفي وبياني لمعنى السنة ولأثرها، وللكيفية التي تتحقق بها. بيان يطبعه التداخل والترادف والتشابه، وينتج لنا أيضا تركيب تعريف للسنة في القرآن الكريم مؤداه: "أن السنة هي النواميس والقوانين المطردة التي تحكم نظام الكون بما فيه الإنسان، وفق إرادة الله في خلقه" وهي بتعبير آخر: مشيئة الله ونفاذها في هذا العالم وفق قواعد حكيمة وطرائق قويمة، متجددة بتجدد أسبابها، ملازمة للأفعال التي توجب وقوعها، ثابتة لا تتغير، بتقدير قدره الله وشرطه على خلقه، إنها وعد الله وعادته في الخلق، ذكرها الله سبحانه في كتابه الخاتم في إطار القياس التمثيلي بشواهد التاريخ، وأحوال الأمم، وصيرورة المجتمعات (26).
ثالثا- مفهوم السنن الاجتماعية:
(يُتْبَعُ)
(/)
إن مصطلح السنن في المجال الذي نحن بصدده قد أخذ مفهومه واكتسب معناه الاصطلاحي بنفس المنهج الذي تخلق عليه في مجال العلوم الإسلامية المتخصصة، بحيث إن ظهوره هو أيضا ارتبط بظهور علم الاجتماع في العالم الإسلامي، وبالتحديد مع مدرسة المنار في التفسير، ومع جذوره الفكرية في مجلة العروة الوثقى مطلع القرن الرابع عشر الهجري وأواخر القرن التاسع عشر الميلادي (27). واعتمادا على المعنى اللغوي والمعنى الشرعي الذي تتبوأه لفظة السنن في السياق القرآني، يمكننا الخلوص إلى القول –في يسر- بأن السنن هي القوانين التي تحكم نظام العالم وفق إرادة الله الخالق باطراد وثبات، تأسيسا على أن كلمة "سنة" تعني مما تعني القوانين المطردة التي لا تتخلف إلا في قضايا السنن الخارقة (المعجزات) وإن كان هذا الاطراد في الحياة البشرية لا يرى واضحا كما هو عليه الأمر في قوانين المادة (28).
وإذا كان القرآن قد أثبت أن للكون المادي الطبيعي قوانين وسننا تحكمه، يمكن تسميتها بالسنن التسخيرية (29) أو السنن الكونية. فإن ثمة حقيقة أخرى تبرز واضحة فيه أيضا، ذلك "أن مساحة كبيرة في سوره وآياته قد خصصت لمعالجة حالات الأمم السابقة بأبعاد واتجاهات مختلفة ... لتجارب عدد من الجماعات البشرية. تتميز بالتركيز والكثافة للسنن التاريخية التي تحكم حركة الجماعات البشرية عبر الزمان والمكان، مرورا بمواقف الإنسان المتغيرة ... وتبلغ هذه المسألة حدا من الاتساع في القرآن، بحيث إن حل سوره لا تكاد تخلو من عرض لواقعة تاريخية أو إشارة لحدث ما أو تأكيد على قانون أو سنة تتشكل بموجبها حركة التاريخ" (30). بل إن ذكر السنن والتنصيص عليها في القرآن الكريم لم يأت إلا عقب سرد تجارب الأمم السالفة والتعقيب عليها بما يناسب تلك التجارب.
ولأهمية هذه السنن في حياة الإنسان –باعتباره سيد الكون والخليفة فيه- نجد القرآن يشد أنظار المخاطبين وعقولهم إلى النظر والاعتبار والتبصر في ملكوت السماوات و الأرض (31)، والاعتبار بأحوال المجتمعات الغابرة والكشف عن أسرار هذا الكون العجيب وقوانينه التي يسير وفقها، وطرق هذه القوانين في الأنفس والآفاق.
وتصل عناية القرآن بهذه القضية إلى حد النكير على أولئك الذين لن يستعملوا وسائلهم المعرفية الخلقية في معرفة هذه السنن والاستفادة منها في الحياة العملية إصلاحا لأي خلل وضمانا لصواب المستقبل (32).
إن النظر في ملكوت السماوات و الأرض يهدينا إلى معرفة السنن الكونية (سنن التسخير) والنظر في تاريخ الأمم وأحوال المجتمعات –رقيا وانحطاطا- يهدينا إلى معرفة السنن الاجتماعية، وكلاهما –تبعا للمنهج القرآني- ذو أهمية في الحياة العملية للإنسان. غير أن التمييز بينهما يغدو أمرا ضروريا تقتضيه منهجية البحث للتفريق بين الظواهر الطبيعية وكيف تحدث، والظواهر الاجتماعية وكيف تعمل ... وكل في فلك إفادة الإنسان فاعل (33).
فالظواهر الطبيعية أمور تحدث تلقائيا وفق سنن التسخير الربانية ودون أن يكون للإنسان شأن فيها. أما الظواهر الاجتماعية فهي تلك التي تنجم عن تجمع الناس وتفاعلهم مع بعضهم، ودخولهم في شبكة من العلاقات المتبادلة (34) وتصرفاتهم متداخلة.
فالفعل البشري بالنسبة للظواهر الاجتماعية هو الذي تتشكل بموجبه حركة التاريخ زمانا ومكانا، مقدمات ونتائج، وأمر البشر هذا وما يترتب عليه من تبعات يجري وفق قواعد ثابتة وسنن مطردة، مؤطرة بمشيئة الله وإرادته في خلقه وعادته فيهم (35). عرفتها مؤلفات الفكر الإسلامي المعاصر بأنها القوانين والنواميس الإلهية التي تحكم سير المجتمعات البشرية على وجه العادة والاطراد (36).
هذا وإن التصور الإسلامي لسنن الاجتماعية الذي يمكن أخذه من القرآن الكريم ومن توظيف معنى السنة لغويا هو: كونها نواميس تحكم نظام الاجتماع الإنساني والعمران البشري على وجه الاطراد والثبات والشمول. وبهذا المفهوم عرف المعاصرون السنن الاجتماعية في القرآن الكريم بأنها: "القوانين المطردة والثابتة التي تشكل إلى حد كبير ميكانيكية الحركة الاجتماعية وتعين على فهمها" (37). ورغم ما وصفت به السنن الاجتماعية من الثبات والاستمرارية، فإنها تتصف أيضا بالنسبية والتغير، لأن الواقع البشري ليس منضبطا كانضباط الكون المادي. ولعل السبب الرئيس في هذا كون الإنسان
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسه غير منضبط السلوك فهو دائم التقلبات وكونه مكلفا مسؤولا في هذه الحياة بموجب نصوص القرآن الكريم، مفطورا على مجموعة من الغرائز والمثيرات تجعله يتقلب تبعا لمجموعة من المثيرات وتبعا لقوته وضعفه في الاستجابة للمسؤولية. (38).
ورفعا للحاجة وإتماما للنعمة عرف الخالق إليه نفسه ومهمته في هذه الحياة وسرد عليه تجارب الأمم و المجتمعات مرتبطة "بسنن الله وحكمه، هدى وموعظة. وكأن هذه السنن الاجتماعية بري وإعداد للمجتمعات وتأهيل لها للسير المستقبلي لما قدمته معارف الوحي من نماذج كثيرة لسنن والقوانين الاجتماعية في مسيرة الحياة و الاجتماع الإنساني للاهتداء بها (39).
يتبع بعون الله.
.......................
1 - مجلة تعنى بمفاهيم القرآن العظيم ومقاصده: العدد الأول، السنة الأولى: محرم – صفر – ربيع الأول: 1425هـ/ مارس- أبريل - ماي: 2004م.
2 - وكذا إذن: الأمة والقوة والشدة وفعل الشيء للاقتداء به، انظر معجم مقاييس اللغة، وتاج العروس، ولسان العرب مادة/ سنن
3 - انظر الموافقات في أصول الشريعة 2/ 3 لأبي إسحاق الشاطبي شرح وتخريج: محمد عبد الله دراز / دار الكتب العلمية، بيروت د. ت. ويطلق أيضا لفظ السنة على ما عمل عليه الصحابة.
4 - قال صاحب فواتح الرحموت السنة ما صدر عن رسول الله غير القرآن من قول وفعل وتقرير" فواتح الرحموت، هامش المستصفى 2/ 92 دار الفكر، د. ت.
5 - انظر التعريفات لأبي الحسين الجرجاني، مادة: السنة / الدار التونسية للنشر – تونس 1971م /وانظر الكليات للكفوي ومعجم الفقهاء وضع رواس قلعة حي، وحامد صادق قنيني. ط. الثانية 1408هـ / دار النفائش، بيروت، مادة: السنة.
6 - انظر الاعتصام 1/ 18 لأبي إسحاق الشاطبي، تعريف محمد رشيد رضا / المكتبة التجارية بمصر د. ت، وانظر الموافقات 2/ 3 ومعجم الفقهاء مادة: السنة.
7 - انظر اللسان وتاج العروس مادة: سنن، والقاموس المحيط، فصل السين باب النون.
8 - هي آل عمران 137 – النساء 26 – الأنفال 38 – الحجر 13 - الإسراء 77 - الكهف 54 - الأحزاب 38، 62 – فاطر 43، 44 – غافر 84 – الفتح 23.
9 - يقول الطاهر بن عاشور: "إضافة سنة إلى من قد أرسلنا لأدنى ملابسة، والإضافة إلى ضمير الجلالة هو الإضافة الحقيقة والتقدير: سننا ذلك لمن قبلك من رسلنا أي لأجلهم وإضافتها إلى الأولين باعتبار تعلقها بهم وإنما هي سنة الله فيهم، لأنها المقصودة، انظر التحرير والتنوير 41/ 25/و 15/ 180 في تفسير آية الإسراء 77 وآية الحجر 13. وانظر أيضا تفسير الكشاف 2/ 286.
10 - آل عمران 37.
11 - جامع البيان 4/ 99، ويورد مع هذا التفسير من قال من السلف بذلك ومنهم: الحسن، ومجاهد وقتادة، وابن إسحاق.
12 - تفسير الكشاف 1/ 417، تأليف محمود بن عمر الزمخشري، تصحيح مصطفى حسن احمد / دار الكتاب العربي 1406 هـ/ بيروت.
13 - تفسير القرآن العظيم 1/ 409 لأبي الفداء إسماعيل بن كثير. ط. الأولى 1400 هـ/ دار الفكر بيروت.
14 - الفتح 23.
15 - المجادلة، 20.
16 - فتح القدير 5/ 53: محمد بن علي الشوكاني، ط الثانية 1383 هـ/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر.
17 - انظر تفسير الظلال 7/ 507.
18 - الأنفال 38.
19 - الجامع لأحكام القرآن 7/ 404، لأبي عبد الله القرطبي. ط. الثانية 1386 هـ / دار القلم، بيروت، ونفس العبارة نقلها فتح القدير 2/ 380 في تفسير الآية.
20 - التحرير والتنوير 9/ 346.
21 - آل عمران 137.
22 - يقصد بالمقدمة البشارة في قوله تعالى: (وأنتم الأعلون إن كنتم مومنين) والتسلية في قوله تعالى: (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله) آل عمران 139 - 140.
23 - التحرير والتنوير 4/ 95 وقد أصل للمعنى اللغوي بقوله "والسنة جمع سنة وهي السيرة من العمل والخلق الذي يلازم المرء صدور العمل على مثالها" 4/ 96.
24 - تفسير المنار 4/ 140، وانظر تفسير الظلال 2/ 82 و 3/ 854.
25 - المثلات جمع مثلة، وهي العقوبة الشديدة التي تكون مثالا تمثل به العقوبات، انظر التحرير والتنوير 13/ 92.
26 - انظر تفسير الكشاف 4/ 184، وفتح القدير 2/ 308، و4/ 785. وتفسير المنار 4/ 141. والتحرير والتنوير 4/ 95، 24/ 222.
(يُتْبَعُ)
(/)
27 - إن قارئ تفسير المنار يلاحظ أن السنن الاجتماعية تحتل مكانا ملحوظا وعناية خاصة في تفسير الآيات الكونية والاجتماعية والتاريخية والنفسية إلى حد يمكننا القول معه إنها جانب في التفسير يستحق الاستقلال بالدرس والبحث نظرا لما يعطيه التيار الاجتماعي فيه من كشف لقواعد الاجتماع وسنن الله في الخلق ووصف للواقع والبحث عن مكوناته، منطلقا في كل ذلك من الهداية القرآنية وثقافة العصر السائدة. لمزيد تفصيل انظر اتجاهات التجديد في التفسير في مصر 110 - 111.
28 - انظر كيف نتعامل مع القرآن 49.
29 - كقوله تعالى: (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون) يسن 36 - 37 - 38 - 39.
30 - النظرية القرآنية في تفسير التاريخ 53.
31 - من ذلك قوله تعالى: (أو لم ينظروا في ملكوت السموات و الأرض وما خلق الله من شيء ... ) الأعراف 185. وذلك عقب التنصيص على سنة الاستدراج في قوله تعالى: (والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ... ) الأعراف 182.
32 - تأمل على سبيل المثال قوله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها، أو آذان يسمعون بها، فإنها لاتعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) الحج 44.
33 - السنن الجارية في الكون منها ما يجري على الإنسان ولا يملك من أمرها شيئا كالموت والحياة وعالم الغيب، ومنها ما يستطيع الإفادة منه بتسخيره بما يريد، فينتفع بقدر علمه بها والكشف عن قوانينها كقوانين الجاذبية (سنن كونية) وعلم سير الأمم علوا وانحطاطا وسنن تغيير المجتمعات والأفراد (سنن اجتماعية) ومنها ما لا يستفيد منه لغفلته وتعطيله لأجهزة العلم لديه حينا من الدهر ...
34 - للتفصيل انظر المنهج الإسلامي في دراسة المجتمع 89.
35 - يقول رشيد رضا في تفسير قوله تعالى (قل إن الأمر كله لله) آل عمران 54 تحرير الكلام في مسألة المشيئة والعمل والقدر أنه تعالى يبين لنا في كتابه ثلاث حقائق:
الأولى: أنه خالق كل شيء وبمشيئته يجري كل شيء.
الثانية: أن خلقه وتدبيره إنما يجري بحسب مشيئته وحكمته على سنن مطردة ومقادير معلومة.
الثالثة: إن في جملة سننه في خلقه وقدره في تدبير عباده أن الإنسان خلق ذا علم ومشيئة وقدرة وإرادة فيعمل بقدرته وإرادته ما يرى أنه خير له بحسب ما وصل إليه علمه وشعوره ... وهو في ذلك ليس معارضا لمشيئة الله بل مشيئته تابعة لمشيئة الله ومظهر من مظاهره تفسير المنار 4/ 189.
36 - انظر تفسير المنار 1/ 11. و الظاهر أن تفسير المنار قد أخذها من أفكار مجلة العروة الوثقى التي عنونت بعض مقالاتها بسنن الله في الأمم وتطبيقاتها على المسلمين، انظر المقالة الثالثة والعاشرة من مقالات العروة الوثقى.
37 - كيف نتعامل مع القرآن 49.
38 - ومن وصف القرآن لهذه الحالة في الإنسان قوله تعالى: (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا) المعارج 19 - 21، و قوله تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ... ) الأحزاب 72.
39 - انظر الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع 11 وللتفصيل انظر:
أ-على "هامش التفسير" 72، وهو يبين قواعد العمران وأصول الاجتماع من خلال أوائل سورة الإسراء.
ب- "في التاريخ الإسلامي" 7، تأليف عماد الدين خليل، وذلك للاستفادة من المنهج الذي حلل به تداول السلطة في العصر الراشدي، ومن الاقتراحات التي قدمها للتثقيف في المؤسسات الأكاديمية تحت عنوان: "اقتراحات في التدريس والمنهج التاريخي".
ج- " التفسير الإسلامي للتاريخ" لنفس المؤلف وخاصة الفصل الثاني والثالث والرابع، حول موضوع "الواقعة التاريخية والمسألة الحضارية وسقوط الدول والحضارات".
د- "المنهج الإسلامي في دراسة المجتمع" فصل: القواعد المنهجية وأسس الدراسة 307.
هـ- الأسس النفسية للتكامل الاجتماعي: 349، فصل شروط التكامل الاجتماعي والشروط الخاصة للشخصية.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jul 2008, 01:55 م]ـ
السنن الاجتماعية في القرآن الكريم موضوع مهم، ننتظر بقيته على شوق، شكر الله لمعده ولمن عرض له ـ حفظه الله وأعانه ـ
وأقول: إننا بمعرفتنا للسنن الاجتماعية لدي السابقين، نستطيع أن نضبط مجتمعنا الإسلامي كلاحقين.
بل من خلال دراسة هذه السنن نستطيع معرفة أخرانا ونحن لازلنا في دنيانا.
بل إننا لن نعدم مادة قرآنية خصبة بين جنبات هذا الموضوع نستلهم منها العظة والعبرة، إذ السعيد من اتعظ بغيره ...... وهلم جرا من الفوائد
ولي ملحوظة علمية يسيرة لا تقلل من شأن الطرح تكمن في أن زماننا أصبح زمن السرعة، والوجبات السريعة، ومن الحكمة إصابة الهدف من أقصر طريق، وكلما كان الكلام موجزا مع الوفاء بالغرض كان أنفع.
ومن هنا أرى أن الموضوع قد حدد هدفه من خلال العنوان " السنن الاجتماعية في القرآن الكريم " السؤال: ما دخل تعريف السنة عند المحدثين والأصوليين والفقهاء .... ؟!
قلت: لا دخل لهذا كله البتة، وكما يقولون العوام في المثل:" اللقمه الزايده مفهاش فايده"
ومن هنا أرى أن يحذف ما اتصل بما ذكرته سابقاً، ويكتفى بالتعريف اللغوي مع ربطه بتعريف السنة قرآنيا من خلال استقراء مواضع السنة في القرآن الكريم، ثم ربط كل ذلك بتعريف السنة في علم الاجتماع وعلى رأس علماء الاجتماع العلامة ابن خلدون.
هذه مدارسة علمية غير ملزمة قلتها على حب للباحث والبحث ولمن تفضل بعرضه والله الموفق والمستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 09:33 م]ـ
هذه مدارسة علمية غير ملزمة قلتها على حب للباحث والبحث ولمن تفضل بعرضه والله الموفق والمستعان
أحبك الله الذي أحببتنا لأجله، وبعون الله- وفي أقرب فرصة- سأنقل مدارستكم العلمية، لأستاذي الحبيب الدكتور السيسي، فهو المعني بذلك، وله الموافقة أو الرد بما يراه، وللعلم الموضوع المذكور مبحث مستل بتلخيص من أطروحته للدكتوراة الموسومة بعنوان (الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث)، وهي رسالة مهمة قيمة، والأسف أنها ما تزال مركونة بترقيمها في مكتبة الكلية، ولعل الأستاذ الفاضل لم يجد المطبعة المناسبة في المغرب، التي تقدر قيمة ما لديه، وفهمت ذات مرة أنه مطالب بتسويقها هو بعد طبعاتها، وشيء من هذا القبيل.
وجزاكم الله خيرا أستاذي الحبيب على اهتمامكم ومداخلتكم القيمة، ولا عدمنا أمثالكم، وسأكمل ما بدأته، وماطلب فضيلتكم إتمامه، في المشاركة اللاحقة أدناه، وتقبل مزيد شكري، وفائق احترامي.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 10:09 م]ـ
المحور الثاني: السنن الاجتماعية: الصياغة والتوظيف:
إن تدبر كتاب الله تعالى وفقه قضاياه وما يدعو إليه يجعلنا ندرك أن موضوعه هو الإنسان وما عليه مدار نجاحه وخسراته ودعوته إلى المنهج السليم والأخذ بيده إلى هذا المنهج ليستقيم عليه كما أمر، فقد وصف القرآن الكريم نفسه بأنه يهدي للتي هي أقوم وأنه هدى ورحمة ومن آيات هدايته: (*)
1 - إعلام الإنسان بأن الله قد بوأه مكان الخلافة في الأرض وسخرها له، وأقدره على استعمارها ومعرفة قوانينها لتسخيرها، قياما بأمر الخلافة.
2 - وضع بين يديه المبادئ والقواعد القوية والأسس الفكرية والخلقية للنظام المثالي الممكن التطبيق في الواقع البشري، وما السنن الاجتماعية في القرآن الكريم إلا مظهر من مظاهر تلك القواعد الكلية والمبادئ الأساسية التي تهدي الإنسان إلى التي هي أقوم بقدر العلم بها والكشف عن منهج عملها والعمل على توظيفها في واقعه ومن ثم تسخيرها بحسب ما يتطلبه هذا الواقع، وتلك منهجية قرآنية صرفة تؤخذ اقتباسا من الترتيل الحكيم – قضايا وأساليب- في حديثه عن واقع المجتمعات والأمم –قبل وأثناء ظهور الإسلام- يرصد الأحداث ويحدد الوقائع ويصف الممارسات، ثم يبين شروط النهوض والتمكين ويوضح أسباب الانهيار والانحطاط (1).
وإن اهتمام مفسري الاتجاه بأمر المجتمع والسنن التي تحكم صيرورته ليست بدعا في مجال علم التفسير، ولا هي من مستجدات هذا العلم في العصر الحديث، لأن القرآن الكريم قد علم الرعيل الأول من المسلمين طبائع الملل وقوانين الاجتماع وحوادث التاريخ (2)، حيث كان التعامل مع هذه السنن والقوانين بشكل تلقائي (3). ومن هذا المعنى قول الإمام علي معلقا على إحدى معاركه "إن هؤلاء قد انتصروا باجتماعهم على باطلهم، وخذلتم بتفرقكم عن حقكم (4) ولقد بقي الأمر على هذا الحال إلى أن غابت عن المجتمع الإسلامي سنن التبصر بالعواقب غفلة عن سنن الله في الأنفس والآفاق فدالت دولة الإسلام وذاقت مجتمعاته وبال أمرها فسادا عمرانيا وسقوطا حضاريا لما تركت سنن التحصين والصيانة، التي تحرس موروث سنن البناء والتمكين (5). حتى قيض الله لهذه الأمة في العصر الحديث من تنبه إلى الثروة السننية التي يزخر بها القرآن الكريم، و إلى غفلة المسلمين عنها، وشدة حاجتهم إلى تصحيح اعتقادهم في أفعال الله تعالى ومشيئته في خلقه، وأنها تنفذ وفق سنن حكيمة وطرائق قويمة، فمن سار عليها ظفر بمشيئة الله، ومن تنكبها خسر بما كسبت يداه (6).
وإن تأمل السياق التفسيري لموضوع السنن في تفاسير المحدثين يقضي بعرضها اعتبارا لموضوعها ومجال تحكمها في ثلاث مجالات: من جهة كونها تأسيسا وبناء لواقع جديد، ومن جهة كونها تحصينا لهذا الواقع إذا هو تأسس، ومن جهة كونها تحذيرا للطرف الفاعل في هذا الواقع من مغبة السقوط والانهيار (7) تبعا للمقصد الذي تدل عليه السنن بالنص أو الإشارة أو الإرشاد، استنهاضا وتكليفا، أو تصحيحا وتقويما، أو تنبيها وتحذيرا، وذلك بهدف الوصول "بفكر المسلم إلى إدراك هذه السنن من القرآن الكريم والتحقق بأبعادها لتصبح فقها تغييريا، ومناخا فكريا تربويا، يمكن أن تنشأ عليه الأجيال من خلال النظر في القرآن (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
أولا - سنن التأسيس والبناء:
إن أول ما يؤسس ويبني في هذا المضمار هو الجانب التصوري لدى الإنسان المسلم ومن ذلك:
أ- سنة الابتلاء والامتحان، إظهارا لصدق إيمانه وإخلاص عمله.
جاء في تفسير قوله تعالى (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) (9).
إن من الناس من يقول آمنا وللإيمان آثار، ثم يحسبون أن الله يتركهم وما يقولون ويعاملهم سبحانه – وهو الحكم العدل- بما يظنون في أنفسهم قبل ان يبتليهم أيهم أحسن عملا، حتى تظهر أنفسهم لأنفسهم، ويعلموا هل هم مؤمنون حقا، أم هذه دعوى سولتها النفس وغرت بها الأماني ... إن للعقائد الراسخة آثارا تظهر في العزائم والأعمال، تأثيرا في الأفكار والإرادات ... وإن للإيمان تكاليف شاقة وفرائض صعبة الأداء، إلا على الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ... وإن امتحان الله للمؤمنين سنة من سننه يميز بها الصادقين من المنافقين قرنا بعد قرن إلى أن تنقضي الدنيا" (10).
وجاء في السياق نفسه في تفسير الآتين: "إن الإيمان ليس كلمة تقال إنما هو حقيقة ذات تكاليف، وأمانة ذات أعباء وجهاد يحتاج إلى صبر ... فلا يكفي أن يقول الناس آمنا، فهم لا يتركون لهذه الدعوى حتى يتعرضوا للفتنة ويثبتوا عليها ... هذه الفتنة على الإيمان أصل ثابت وسنة جارية في ميزان الله سبحانه" (11). ومن ثم فإن الطاقة الإيمانية ضرورية لمواجهة هذه التكاليف، ولإظهار طبيعة السنن الإلهية في ارتباط الأسباب بالمسببات قال الله تعالى: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تالمون فإنهم يالمون كما تالمون وترجون من الله ما لايرجون) (12). جاء في تفسيرها "إن الذي يلتزم الدفاع في الحرب تضعف نفسه وتهن عزيمته، والذي يوطن نفسه على المواجهة تعلو همته وتشتد عزيمته ... وهذا التوحيد في الإيمان، والوعد من الرحمان هما مدعاة الأمل والرجاء ومنفاة اليأس والقنوط، والرجاء يبعث القوة ويضاعف العزيمة فيدأب صاحبه على عمله بالصبر والثبات، واليأس يميت الهمة ويضعف العزيمة فيغلب على صاحبه الجزع والفتور" (13).
وهذا من السنن النفسية ذات الأثر النافذ في السلوك الفردي و الاجتماعي المبنية على صدق الإيمان وإخلاص العمل.
ب- سنن التدافع الحضاري:
ويمكن تسميتها سنن تنازع البقاء (14): وهي سنة اجتماعية تحكم سائر المجتمعات البشرية وتصطبغ بها كل مظاهر الحياة، الفردية والجماعية الإنسانية والحيوانية وغياب هذا المعنى وأثره الفاعل في النفس البشرية يحدث فيها الاعتقاد بالجبر والإرجاء وتعطيل الطاقات وهذه المعاني أبرزتها تفاسير الفترة انطلاقا من آيات قرآنية كريمة نصت على هذه السنن نصا صريحا، وفي سياق أمثلة عملية من أحداث التاريخ البشري تأكيدا لأهميتها في مثل قوله تعالى: (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) (15). جاء في تفسير المنار "لولا أن الله تعالى يدفع أهل الباطل بأهل الحق، وأهل الفساد في الأرض بأهل الصلاح فيها، لغلب أهل الباطل والإفساد في الأرض ... حتى يكون لهم السلطان وحدهم فتفسد الأرض بفسادهم فكان من فضل الله على العالمين أن أذن لأهل دينه الحق المصلحين في الأرض بقتال المفسدين فيها من الكافرين والبغاة المعتدين ... وقد سمي هذا دفعا –على قراءة الجمهور- باعتبار أنه منه سبحانه إذ كان سنة من سننه في الاجتماع البشري وسماه دفاعا في قراءة نافع (16) باعتبار أن كلا من أهل الحق المصلحين، وأهل الباطل المفسدين، يقاوم الأخر ويقاتله" (17).
وقد تأخذ هذه السنة شكلا آخر في التدافع، حيث يسلط الله الظالمين بعضهم على بعض، فتتاح الفرصة بنمو الخير وازدياد قوة المستضعفين (18). فالآية المفسرة قابلت الدفع بالناس عامة ولم تقابله بالمسلمين والكافرين فقط، إظهارا لعموم هذه السنة. وإن من وراء كشف القرآن الكريم عن هذه السنة، وإظهارطبيعة التعارض في المصالح والاتجاهات، فسح المجال: "للطاقات كلها تتزاحم وتتغالب وتتدافع فتنفض عنها الكسل والخمول وتستجيش ما فيها من مكنونات مدخورة (19). لمقاومة الشر ومدافعة الباطل مهما كانت قوته وسطوة أهله قال الله تعالى: (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد) (20). فحاصل معنى النهي عن الغرور في الآية يعني "أن تقلب
(يُتْبَعُ)
(/)
الذين كفروا في البلاد آمنين معتزين لا ينبغي أن يكون سببا لغرور المؤمن بحالهم، وتوهمه أن هذا شيء يدوم لهم، فإن هذا من بقاء إبقاء الأشياء على ظواهرها من غير بحث عن أسبابها وعللها ... ومن اكتنه حالهم الاجتماعي علم أن تقلبهم في البلاد وتمتعهم بالأمن والنعمة فيها ليس قائما على أساس متين وإنما هو من قبيل حركة الاستمرار لمحرك من الباطل سابق. لم يكن له معارض من الحق، فإذا عارضه ما عليه المؤمنون من الحق لا يلبث أن يزول" (21).
ومن هذا القبيل إظهار حكمة عداوة الأشرار للأخيار المعبر عنها" في عرف علماء الاجتماع البشري بسنة تنازع البقاء بين المتقابلات، التي تفضي للجهاد والتمحيص، و إلى ما يسمونه سنة الانتخاب الطبيعي، أي انتصار الحق وبقاء الأمثل، التي ورد بها المثل في قوله تعالى من سورة الرعد (22) (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل، فأما الزبد فيذهب جفاء وأماما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) (23).
ومن صور سنة تنازع البقاء، التنازع بين رجال المال والأعمال ورجال الإصلاح في حرية الكسب المطلقة مقرونة بحرية الاعتقاد وتقييد الكسب بالحلال، ما جاء في قصة شعيب مع قومه: (قالوا يا شعيب أصلواتك تامرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء) (24). وهي مسألة من أهم مسائل الاجتماع البشري ومازال التنازع المالي أعقد مشاكل الاجتماع (25).
ولكي يمكث ما ينفع الناس في الأرض ويذهب الزبد جفاء، كان لابد أن تكون سنة أخرى من سنن الاجتماع حاضرة في ذهن المتلقي واضحة في معناها وما ترمي إليه تلك هي سنة التداول وهي سنة عظيمة من سنن الاجتماع أخذا من قوله تعالى (وتلك الأيام نداولها بين الناس) (26) التي جاءت عقب التنصيص على سنن الله في الأمم أثناء ما وقع للمسلمين قفي أحد.
جاء في تفسير هذه الآية "أي أن هذه السنة من تلك السنن، وهي ظاهرة بين الناس ... والمداولة في الواقع تكون مبنية على أعمال الناس ... فهي لمن عرف أسبابها ورعاها حق رعايتها. أي إذا علمتم أن ذلك سنة فعليكم أن لا تهنوا ولا تضعفوا بما أصابكم لأنكم تعلمون أن الدولة تدول.
والعبارة تومئ إلى شيء مطوي كان معلوما لهم، وهو أن لكل دولة سبب، فكأنه قال: إذا كانت الدولة منوطة بالأعمال التي تفضي إليها، كالاجتماع والثبات وصحة النظر وقوة العزيمة وأخذ الأهبة وإعداد ما يستطاع من قوة فعليكم ان تقوموا بهذه الأعمال وتحكموها أتم الإحكام (27). فإذا كانت مداولة الأيام سنة من سنن الله في الاجتماع البشري فلا غرو أن تكون الدولة والعاقبة لصاحب الحق، ليعلم الناظر في السنن العامة و الباحث في الحكمة الإلهية أنه لا محاباة في هذه المداومة، وليعلم الذين آمنوا أن الجهاد الاجتماعي الذي يدال به قوم على آخرين به يظهر ويتميز الإيمان الصحيح والقصد السليم (28).
يتبع إن شاء الله.
............................
* - (إن العالم كون منظم لا توجد فيه نتيجة بدون سبب) أصول البحث ومناهجه 42.
1 - يقول رشيد رضا في مقدمة تفسير المنار 1/ 19 "إن الأحكام العملية التي جرى الاصطلاح على تسميتها فقها هي أقل ما جاء في القرآن وإن فيه من التهديد ودعوة الأرواح إلى ما فيه سعادتها ورفعها من حضيض الجهالة إلى أوج المعرفة وإرشادها إلى طريق الحياة الاجتماعية ما لا يستغني عنه مؤمن وهو أجدر بالدخول في الفقه الحقيقي.
2 - لمزيد من التفصيل انظر تفسير المنار 4/ 84.
3 - انظر مقدمة عمر عبيد حسنة لكتاب الأمة 26: أزمتنا الحضارية في ضوء سنن الله في الخلق 14، تأليف: أحمد محمد كنعان، ط. الأولى 1411 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - انظر تفسير المنار 4/ 142، ويقول في موضع آخر إن علماء الصحابة والتابعين وأئمة الأمصار الذين ورثوا الكتاب بالسليقة كانوا يفهمون هذه السنن الإلهية في الخلق ويهتدون بها وإن لم يضعوا لها قواعد علمية وفنية لتفقيه من بعدهم فيها ثم زالت السليقة فصاروا يفسرون القرآن والدين بالقواعد والفنون والمعارف الموروثة من الشعوب التي أسلمت ولم يكن علم الاجتماع قد دونه أحد. لذا لا نرى في تفاسيرهم شيئا من هذه السنن الخاصة بسياسة الأمم بل تنكبوا هداية القرآن فيها فكانت عاقبة أمرهم ما شكوا منه ونحاول تلافيه، تفسير المنار 12/ 248.
5 - انظر على مشارف القرن الخامس عشر دراسة السنن الإلهية والمسلم المعاصر 13، تأليف: إبراهيم الوزير، ط. الأولى 1399هـ / دار الشروق – القاهرة.
6 - تفسير المنار 4/ 141.
7 - هذا ويمكن تصنيفها بحسب نسبتها إلى مكان عملها إلى: نفسية واجتماعية وتاريخية، كما يمكن تصنيفها إلى: قوانين محركة نحو البناء كالأمر والنهي ونظرية الاستخلاف، وقوانين تحكم المسألة الحضرية (النظم الاجتماعية) وقوانين لو تحكمت وتهيأت الظروف الاجتماعية أدت إلى التخلف الحضاري، كما يمكن تصنيفها إلى تصنيفات أخرى، انظر النظرية القرآنية 20.
8 - كيف نتعامل مع القرآن 49.
9 - العنكبوت، 1 - 2.
10 - العروة الوثقى 53 - 54.
11 - تفسير الظلال 6/ 387.
12 - النساء 103.
13 - تفسير المنار 5/ 388.
14 - والمصطلح القرآني هو التدافع أخذا من الآية التي سيقت نموذجا لها.
15 - البقرة 249.
16 - الإمام البذر أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني إمام في القراءة وفي السنة، توفي بالمدينة 179 هـ، انظر طبقات القراء 1/ 330.
17 - تفسير المنار 2/ 491، وقد جاءت الآية تذييلا لقصة طالوت مع جالوت، وقد استخرج منها التفسير أربع عشرة سنة من سنن الاجتماع البشري.
18 - انظر كيف نتعامل مع القرآن 128.
19 - انظر تفسير الظلال 1/ 296.
20 - آل عمران 196.
21 - تفسير المنار 4/ 313 وانظر التحرير والتنوير 4/ 205.
22 - انظر تفسير المنار 8/ 6 في تفسير قوله تعالى (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا) الأنعام 111 ومعنى هذا جعل أن سنة الله تعالى في الخلق مضت أن يكون الشرير العاتي عدوا للدعاة من الأنبياء ووارثي هدايته.
23 - الرعد، 19، 20.
24 - هود 87.
25 - انظر الوحي المحمدي 137 و تفسير المنار 12/ 242.
26 - آل عمران 140.
27 - تفسير المنار 4/ 148
28 - انظر نفس المصدر والصفحة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Jul 2008, 10:17 م]ـ
ج- سنن التغيير والتحويل:
أخذا من قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (1).
وهذه السنة هي أول خطوة توجه بها التفسير في العصر الحديث نحو المجتمع وكانت هي المحور الذي تدور حوله السنن الاجتماعية الأخرى فيه بالتنصيص على مبدأين كبيرين:
الأول: العمل على التغير والتحول في عالم الأشياء والأفكار بتعبير "مالك بن نبي".
الثاني: أن هذا التحول والتغير يبدأ مما بالنفس.
يقول عزة دروزة في تفسير الآية: "هذه الجملة جديرة بالتنويه لما تحتويه من تقرير لناموس إلهي اجتماعي يتقلب البشر وفاقه بين النعم والنقم والصلاح والفساد وبالتالي لما تحتويه من تلقين جليل مستمر المدى، حيث قصدت تقرير كون النعم والنقم والخيرات والويلات، لا تأتي على الناس عنوة وإنما هي منوطة بسلوكهم وسيرتهم فإذا كانوا متمعنين بالقوة والعزة والنجاح والصلاح فإنما يكون ذلك بسبب ما يقوم عليه سلوكهم من أسس الاستقامة والحق فلا تتبدل حالتهم من الحسن إلى السيئ إلا إذا انحرفوا عن الطريق المستقيم ... وإذا كانوا ضعافا يقاسون الويل والذل والفقر والفوضى، فإنما يكون هذا بسبب ما يقوم عليه سلوكهم من انحراف وإهمال وفساد. فلا تتبدل حالهم من السيئ إلى الحسن إلا إذا عدلوا عما هم فيه وساروا في طريق الصلاح والاستقامة. وفي هذا ما هو ظاهر من الاتساق مع حقائق الأشياء. والإطلاق في الجملة يجعل مداها المشروح شاملا لجميع الناس والبيئات والطبقات والملل والنحل والحالات الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية ... وفي الآية –كما هو واضح- أن الناس يتحملون مسؤولية كسبهم بقابليتهم لتغيير ما بأنفسهم بإرادتهم" (2).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قيمة هذا الدرس القرآني في البناء النفسي والإعداد القبلي، يشعر المتلقي للخطاب القرآني بأن الإنسان هو سيد نفسه كما هو سيد هذه الأرض، وعمرانها مرتبط أساسا بمدى استعداده وأهليته، وإن صلاحها وفسادها منوط بصلاحه وفساده، من حيث ما بنيت عليه روحه من عقائد وأخلاق توجه سلوكه العملي. ومما يؤكد ذلك ما فسرت به شبيهة الآية السابقة وهي قوله تعالى: (ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم) (3) التي تقرر عدل الله في معاملة العباد، بحيث لا يسلبهم نعمة وهبهم إياها إلا بعد أن يغيروا نواياهم ويبدلوا سلوكهم، كما تقرر تكريم الله للإنسان، حيث جعل قدره ينفذ ويجري عن طريق حركة هذا الإنسان وعمله ويجعل التغيير القدري في حياة الناس مبنيا على التغيير الواقعي في قلوبهم ونواياهم وسلوكهم وأعمالهم وأوضاعهم التي يختارونها لأنفسهم ... وهذه الحقيقة الكبيرة تمثل جانبا من جوانب التصور الإسلامي لحقيقة الإنسان وعلاقة قدرة الله به في هذه الوجود) (4).
وهي من جهة أخرى بيان لسنة عظيمة من أعظم سنن الله تعالى في نظام الاجتماع البشري، إذ يبين الله تعالى لكل قوم خطأهم بهذه الآية وبما في معناها، ويثبت لهم أن نعمه تعالى على الأقوام والأمم منوطة ابتداء ودواما بأخلاق وصفات وعقائد وعوائد وأعمال تقتضيها، فإذا هم غيروا ما بأنفسهم من تلك العوائد و الأخلاق وما يترتب عليها من محاسن الأعمال، غير الله عندئذ ما بأنفسهم وسلبهم نعمته وهذا هو الأصل المطرد في الأقوام والأمم وهو كذلك في الأفراد (5).
فإن الله لا يغير عزا أو ذلة، ولا يغير مكانة او مهابة، إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم، فيعير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم (6).
فمعنى التغيير في الآيتين، أن الأمة التي تريد أن يحول الله عنها حالا لا ترضاه لمجتمعها، يجب أن تغير من نفسيتها أولا، فإن فعلت حول الله عنها ما تكره، ووجه إليها من نعمه ما تحب (7). وذلك وفق السنن والنواميس التي تحكم الحياة البشرية في إطار سنن حكيمة ترتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى أولا، وبالفعل البشري سلبا وإيجابا فردا وجماعة في كل زمان ومكان، وبموجب ذلك تتشكل حركة التاريخ الذي هو في نهاية المطاف سجل مستوعب للمواقف والتصرفات الاجتماعية بكل أشكالها وأنواعها (8).
فإذا قرر القرآن أن السلوك الإنساني أثر ونتيجة لما بنفسه وأن للإنسان قدرة على تغيير ما بالنفس (9). فإن معنى هذا أن الإنسان في هذه الحياة رهين سلوكه وموقفه من القوانين والسنن التي أودعها الله في خلقه، فقد ربط الله بين الأسباب والمسببات خلقا وقدرا بمشيئته وحكمته لنهتدي بالأسباب إلى مسبباتها ونجتنبها باجتناب أسبابها، فإن بطلان السبب يقتضي بطلان المسبب. وقد ذكر لنا القرآن الكريم تطبيق هذا في قوم يونس بقوله تعالى: (إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة والدنيا ... ) (10) فالآية جعلت المبادرة إلى الإيمان والإقلاع عن الكفر، سببا لكشف العذاب، لأنهم أبطلوا سببه، وأر شدنا الحق سبحانه وتعالى إلى سنته تلك في الأمم والأقوام بقوله: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض) (11). التي تنص على كون الإيمان والتقوى العلاج الوحيد، الذي بسببه يحول الله السيئ إلى الحسن، لأن التزامهما إقلاع عن أسباب العذاب (12).
يتبع مستقبلا بمشيئة الله.
..........................................
1 - الرعد 12
2 - التفسير الحديث 7/ 50 تأليف: محمد عزة دروزة. ط. الأولى 1381 هـ/ دار الكتب العربية القاهرة.
3 - الأنفال 54.
4 - تفسير الظلال 4/ 37 بتصرف.
5 - تفسير المنار 10/ 37 - 38 - وانظر 2/ 280 من التفسير نفسه.
6 - تفسير الظلال 5/ 78 ويضيف وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون، ولكن ما يقع عليهم يترتب على ما يكون منهم فقد قضت بذلك مشيئته وجرت بها سنته.
7 - انظر مناهل العرف (ان 2/ 284، تأليف محمد عبد العظيم الزرقاني، دار إحياء الكتب العربية ط الثالثة. د. ت
8 - من الإشكالات المفهومية (مفهوم لفظ التغيير في الآيتين هل هو لمطلق التبديل والتحويل أم لتبديل خاص فقط وهو التحويل من الحسن إلى السوء، والظاهر من السياق في الآيتين أنه لتبديل خاص وهو من الحسن إلى السيئ.
غير أن المعنى اللغوي للفظة التغيير الذي منه التحويل والتبديل بالمغاير عامة (انظر اللسان مادة: غير) والظاهر من كلام بعض المفسرين أنها في المعنيين معا: "انظر تفسير ابن كثير 2/ 505. والتحرير والتنوير 13/ 102.
وقد علق سيد قطب على آية الرعد بقوله: "يبرز السياق حالة تغيير الله ما بالقوم إلى السوء لأنهم حسب المفهوم من الآية غيروا ما بأنفسهم إلى أسوأ فأراد الله لهم السوء ... ويبرز السياق هذا الجانب دون الجانب الآخر لأنه في معرض الذين يستعجلون السيئة قبل الحسنة قدم لهم هناك المغفرة على العذاب ليبرز غفلتهم، وهو هنا يبرز العاقبة السوأى وحدها لإنذارهم. انظر تفسير الظلال 5/ 78. والفكرة ذاتها بني عليها كتيب الأستاذ جودت سعيد "حتى يغيروا ما بأنفسهم" الذي اتخذ من آية الرعد محورا لمباحثه وفصوله.
9 - إن الإنسان يفعل سببا معينا ينتج عنه خلق من الله، كخلق الإنسان وثمرة الزرع ... انظر حتى يغيروا ما بأنفسهم 90.
10 - يونس 98.
11 - الأعراف 95.
12 - انظر مجالس للتذكير 195و 196.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[14 Jul 2008, 12:54 ص]ـ
وهاكم الملف متكاملا، في المرفقات أدناه.(/)
فواتح سورة الليل!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Jul 2008, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد:
فنتناول اليوم بإذن الله وعونه سورة جديدة من سور جزء عم, وهي سورة الليل. وسورة الليل من السور التي لا يوجد بها مفردات قد تغيب عن بعض القراء, فكلها والحمدلله تعالى سهلة ميسرة لكل قارئ. ولكن النقطة الرئيسة في هذه السورة هي مسألة الأقسام المذكورة في أول السورة, وهي قوله تعالى: "َاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [الليل:1 - 3] , فما هي العلاقة بين هذه الآيات الثلاثة وبين المقسم عليه وهو قوله تعالى "ِإنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى [الليل: 4]؟ فكما قلنا مسبقا أنه لا بد من وجود علاقة قوية بين المقسم به والمقسم عليه, وكذلك بقية السورة, وإلا يصير الكلام فاقد الترابط. فما هي العلاقة بين هذه المقسم به وعليه والسورة, نبدأ متوكلين على الله فنقول:
تبدأ السورة بقوله تعالى: "والليل إذا يغشى" والغشيان معروف وهو تغطية شيء بشيء, ومنه اللفظة المشهورة "الغشاء", ونلاحظ هنا أن الله تعالى استعمل الفعل المذكور مع الليل في صيغة المضارع وهو "يغشى" وهذا يدل على الاستمرار والمداومة. ولم يذكر الله تعالى هنا أي مفعول لغشيان الليل, فلا نخصص الآية مثل آية الشمس "والليل إذا يغشاها" فنقول المراد الشمس, وإنما نتركها هكذا عامة فيكون المراد من ذلك غشيان الليل لكل ما يغشاه من كائنات وأراض وكواكب .... إلخ. والملاحظ أن الليل هو الأصل في الكون, فكل الكون غارق في ظلام دامس, ففي الفضاء على الرغم من وجود النجوم والكواكب إلا أنها لا تنير الفضاء, وإنما يراها الإنسان إذا خرج من الغلاف الجوي كمصابيح مضيئة على خلفية سوداء. ثم يقول الله تعالى في الآية التالية "والنهار إذا تجلى" ونلاحظ أن الفعل المذكور مع النهار مستعمل في صيغة الماضي "تجلى" ولم يستعمل في المضارع, وهكذا استُعمل في سورة الشمس "والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها", فلماذا استعمل الله مع الليل المضارع ومع النهار الماضي؟ بما أن الله خالف بين الإثنين فلا بد من وجود فارق, فنقول والله أعلم: إن الله تعالى يقسم هنا –وفي سورة الشمس كذلك- بالفعل الظاهر المستمر لليل وهو التغطية المستمرة والستر, -والذي هو الأصل في الكون كما قلنا "الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ [الأنعام: 1] "- ويقسم كذلك بفعل ماض حدث وهو تجلي النهار, فبعدما خلق الله تعالى الليل (الظلمات) كان كل الكون هكذا مظلما, فجلّى الله تعالى النهار, وحدث هذا مرة واحدة فقط وهي مستمرة لا تجدد فيها, أما الليل فهو دائم الغشيان مستمره! -أما إذا فهمنا الآيات من باب التفسير الإشاري فيمكننا القول أن المراد من الليل هو ظلمات الكفر والضلال, والنهار هو نور الوحي والهداية. وكما هو معروف فإن أسباب الضلال كثيرة متعاضدة مستمرة, لذلك استعمل الله تعالى معها صيغة المضارعة, أما الهداية فمصدرها واحد وهو الله تعالى, ولقد أتت هذه الهداية حقا مع الرسول الكريم والقرآن, لذلك استعمل الله تعالى معها صيغة الماضي! - ثم يأتي القسم الثالث وهو قوله تعالى "وما خلق الذكر والأنثى", واختلف المفسرون في المراد من هذه الآية فقالوا –كما جاء في تفسير مفاتيح الغيب-: "المسألة الأولى: في تفسيره وجوه أحدها: أي والقادر العظيم القدرة الذي قدر على خلق الذكر والأنثى من ماء واحد، وقيل: هما آدم وحواء وثانيها: أي وخلقه الذكر والأنثى وثالثها: ما بمعنى من أي ومن خلق الذكر والأنثى، أي والذي خلق الذكر والأنثى." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
والرأي المشتهر والمتعارف عليه هو أن المراد من "ما" هنا "من" وهي عائدة على الله سبحانه وتعالى, أي أن الله تعالى أقسم بخلقين من مخلوقاته ثم أقسم بعدهما بنفسه بصيغة غير العاقل! وهذا الفهم مأخوذ من فهمهم لسورة الشمس, عندما فهموا قوله تعالى "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها", فقالوا: المراد من "ما سواها" هو حتما الله سبحانه وتعالى! والعجيب أن "ما" لا تستعمل أساسا في اللغة إلا مع غير العاقل, وهم يقرون بذلك, ويرون أن هذا هو الإساس ولكنهم يستثنون ويقولون بجواز استعمالها مع العاقل! فعلاما استندوا في قولهم هذا؟ العجيب أنهم استندوا إلى الآيات التي نحن بصددها, فهم يستدلون بموطن خلاف ليثبتوا قاعدة استثنائية, أما نحن فنرى أن "ما" لا تستعمل إلا مع غير العاقل, ومن الممكن أن تستعمل مع العاقل إذا كان مبهما أو من باب المشاكلة, وبداهة لا يمكن أن يكون الله عزوجل مبهما فهو أعرف المعارف. أما نحن فنسير تبعا لقواعد اللغة العامة ونقول: المراد من "ما" هنا حتما شيء غير عاقل, فما هو هذا الشيء؟ الإجابة المنطقية على هذا السؤال أن الذي خلق الذكر والأنثى –بأمر الله وتقديره وإرادته- هو النطفة, فالله تعالى يقول في سورة القيامة "أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى [القيامة: 39 - 37] " ففي سورة القيامة نسب الله تعالى الفعل إلى نفسه, وهنا نسب الفعل إلى النطفة نفسها. ولا حرج في هذا الأمر, فالله تعالى ينسب الفعل أحيانا إلى نفسه لأنه هو الفاعل الحقيقي المؤثر المقدر, وأحيانا ينسبه إلى المباشر, كما ينسب التوفي إلى نفسه وإلى الملائكة! لذا فإني أرى أنه لا حرج أن يكون المراد من "وما خلق الذكر والأنثى" هو النطفة. وهنا يتجدد السؤال مرة أخرى: إذا قبلنا بهذا الرأي, فما العلاقة بين الليل والنهار والنطفة؟
نقول: أولا: على قولنا هذا فالترتيب تنازلي من الأكبر إلى الأصغر, فالليل أعم وأشمل من النهار والنهار أكبر بكثير من النطفة.
ثانيا: الله عزوجل يقدم بهذه الآيات تشبيها عجيبا لاختلاف أفعال الناس, فهناك الليل المظلم وهو إشارة إلى أفعال الشر والضلال, وعلى العكس من الليل فهناك النهار المضيء, والنهاروالليل والنهار كلاهما يشكلان وحدة واحدة في منظومة بناء الكون يتعاقبان فيعم هذا ثم ينسحب ويأتي ذاك, فهما في تسابق وتداخل إلى يوم القيامة. وعلى الرغم من اختلاف الليل والنهار في الطبيعة والحجم فإنهما مكملان لبعضهما منشئان شيئا واحدا وهو اليوم. ثم ينتقل الله تعالى نقلة نوعية كبيرة إلى النطفة الصغيرة الحقيرة والتي منها ينشأ الإنسان, فيقول للإنسان أنه قد يأتي من هذا الواحد الصغير تنوع واختلاف, على العكس من الإثنين الكبيرين, الذين منهما نشأ شيء واحد! إذا فالعلاقة بين هذه المقسمات بها هو الاختلاف في الطبيعة, فهناك النقيض الذي يكون مع نقيضه واحدا, وهناك الصغير الذي يتكون منه النقيضان.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[08 Jul 2008, 10:24 ص]ـ
وفي هذه الآيات إشارة عظيمة في الليل وما خلق الذكر والأنثى, فالليل إشارة إلى عظم وكبر الضلال وخسرانه, فقد يقدم بعض الناس من الأفعال الكثير والعظيم والهائل ولكنها لغير الله عزوجل فهي سوداء مظلمة لا نفع فيها "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف: 104 - 103] " فانظر إلى حجم الليل وعلى الرغم من ذلك لأنه ظلام فهو لم ينفع صاحبه, وانظر إلى صغر النطفة وعلى الرغم من ذلك فلقد نشأ منها ما لا يقارن بها, فلا وجه للمقارنة بين حجم النطفة التي لا ترى وبين حجم الإنسان البالغ, وفي هذا إشارة إلى مضاعفة ثواب وحجم الأجر على العمل الصالح الذي يعطيه الله عزوجل للمتقي المنفق, وهذا مشابه لقوله تعالى "مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 261] ".
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا فالله تعالى يبرز في هذه الآيات الثلاثة ثلاثة أنواع اختلاف, فهناك اختلاف الهيئة والظهور كما بين الليل والنهار, فالليل وإن كان الأكبر فإن النهار هو الأنفع والأظهر! وهناك اختلاف حجم كما بين الليل والنطفة, فالليل على كبره لا خير فيه وهو ممحوق, أما النطفة فهي إلى نماء وتكاثر وتضاعف, وهناك اختلاف طبيعة فالليل والنهار يتكاملان ليشكلا واحدا, والنطفة تنقسم ليخرج منها إثنان. وبهذا كله يقسم الله على " إن سعيكم لشتى" أي أن سعي الناس في الحياة مختلف متنوع متفرق, كما اختلفت وتنوعت هذه المقسمات بها. ونجد أن الحديث في هذه السورة يركز كل التركيز على التقوى الحقيقية من إخلاص العمل لله عزوجل وما يتبعه من تصديق له وهو الإنفاق, لذلك يقول الله تعالى بعد ذلك "فأما من أعطى واتقى .... وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى"
وعلى النقيض من ذلك يأتي قوله تعالى "وأما من بخل واستغنى ..... فأنذرتكم نارا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى".
فانظر أخي في الله إلى هذا التنوع البديع العجيب والفارق الرهيب بين المقسمات بها والذي قدمه الله عزوجل ليدلل به على اختلاف سعي الناس, فهي صورة طبيعية عرضت طرفي النقيض في الصغر والكبر, ولا أعتقد أنها تخطر ببال بشر.
قد يقول قائل: قد يكون الرأي مقبولا هنا, ولكن ماذا تقول في آية الشمس "ونفس وما سواها"؟
نقول: الناظر في السورة من أولها إلى الآية السابقة لهذه يجد أن الله تعالى يقسم بالمخلوق وبفعل له, فيقول: "والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها" ثم بعد ذلك يغير شكل الآيات فيقول: "والسماء وما بناها ونفس وما سواها"
فإذا كان بعض المفسرين قد رأى أن المراد من "ما" هنا المصدرية, أي: والسماء وبناءها والنفس وتسويتها", -فليس الأمر اتفاقا أن المراد ب "ما" الله تعالى- فلنا أن نرى أن المراد من ذلك هو المادة التي بنى الله عزوجل بها السماء, وكذلك البنية التي أنشأ الله تعالى النفس فيها. وكما قلنا في سورة الليل نقول هنا, فالله تعالى نسب فعل إلهام الفجور والتقوى إلى مادة الإنسان نفسه, أي أن الله تعالى خلق الإنسان وسواه على هيئة وفي طبيعة تجعله يفعل الفجور والتقوى, وهذا شيء في طبيعة الإنسان نفسه, لا أنه يكتسب الفجور من المجتمع, وإنما الإنسان بطبعه يحمل صفات الانحراف, كما يحمل صفات التقوى.
وأعتقد أن هذا الفهم لا حرج فيه, فهو لا يخالف اللغة المشتهرة, كما أنه لا يخالف العقيدة, فهو ينسب الفعل ظاهرا إلى السبب الأرضي, ولكنه يقر أنه في نهاية المطاف هو بتقدير الله عزوجل وتسويته, فليس بناء النفس هو الفاعل وإنما هو مفعول لأمر الله وتقديره.
وبهذا نكون قد أظهرنا العلاقة بين المقسم به والمقسم عليه في سورة الليل ووضحنا الصورة البديعة في الآيات, وعلى القارئ أن يقوم بربط باقي آيات السورة ببعضها وسيرى كما هي بناء متناسق بديع لا مثيل له.
غفر الله لنا ولكم الزلل والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Jul 2008, 10:46 ص]ـ
وكما قلنا في سورة الليل نقول هنا, فالله تعالى نسب فعل إلهام الفجور والتقوى إلى مادة الإنسان نفسه, أي أن الله تعالى خلق الإنسان وسواه على هيئة وفي طبيعة تجعله يفعل الفجور والتقوى, وهذا شيء في طبيعة الإنسان نفسه, لا أنه يكتسب الفجور من المجتمع, وإنما الإنسان بطبعه يحمل صفات الانحراف, كما يحمل صفات التقوى.
قياسا علي قولك فإن- ما -في " وما سواها " لا تكون مادة الانسان لأن المادة وهي جزء من الذات أو النفس وقع عليها التسوية ولكن الفاعل الذي هو -ما -غيرها،وأيضا -على قولك-فإن -ما - هذه لا تعود على الله
ولذلك أقول إن المادة المحايدة لا تلهم الفجور ولا التقوي نسب فعل إلهام الفجور والتقوى إلى مادة الإنسان نفسه, إذ أن المادة غير حاضرة في السياق وأري أن الفاعل غير العاقل الذي تدل عليه - ما - لايزال غير معروف وإن كنت أرجح أن نوع من القوي أو الطاقة والله أعلم
ومن يحمل صفات الانحراف, و صفات التقوى كليهما.لابد وأنه يكتسب من المجتمع إما هذه أو تلك أو كليهما،أم نقول أن المنحرف جُبل على الانحراف!! فهنا نسأل وأين صفات التقوي التي يحملها
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jul 2008, 04:20 م]ـ
أي أن الله تعالى خلق الإنسان وسواه على هيئة وفي طبيعة تجعله يفعل الفجور والتقوى, وهذا شيء في طبيعة الإنسان نفسه, لا أنه يكتسب الفجور من المجتمع,.
.
رعاك الله.
و أليس كل مولود يولد على الفطرة ... ؟
حتى أن بعض كبار علماء النفس من الغرب، يقول: آتوني بعشرة أطفال، وأنا أجعل منهم الطبيب، والمهندس، واللص .. ألخ.
ثم أن الجمهور من المفسرين وكبار العلماء، على أن الإلهام هنا هو التعريف بالخير والشر، وبيانهما للعمل بالطاعة أو المعصية.
وأحسب من الأسلم مراعاة مكية هذه الأيات، وأحوال المخاطبين بها آنذاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Jul 2008, 04:29 م]ـ
أكثر مقالات الشيخ الفاضل التي رأيتها في الملتقى فيها هجوم صريح على أقوال جماهير المفسرين بل والسلف والإتيان بأقوال لم يسبق إليها
ولعل بعض الفضلاء يتفرغ لبيان ما فيها
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[09 Jul 2008, 06:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي في الله مصطفى, بداهة انا لم أقصد ان الإنسان جبل على الانحراف انا كنت أقصد أنه حتى ولو لم يوجد في المجتمع ما يدفع الإنسان للفساد فقد يفسد بطبعه, وهذا لا يعني أن الانسان غير مولود على الفطرة, فهو مولود ولكن هذه الفطرة لا تمنعه من الفساد إذا ظهر له من الظروف ما قد يدفعه إلى ذلك. وبداهة للمجتمع الدور في زيادة الصلاح والطلاح عند الإنسان ولكن كنت أقصدالقول أن ليس المجتمع هو الذي ينشأ هذا أو ذاك ابتداءا. ويبدو والله أعلم أن المرادمن " وما سواها" هو عوامل التسوية التي جعلها الله عزوجل مما غرس في نفس الإنسان وكذلك الطبيعة -ومنها العناصرالتي ذكرها في أول السورة- وبارك الله فيك أخي محمدعمر يبدو أننا أسأنا التعبير أولم نحسن اختيار الألفاظ. وعلى الأقل فلا تعليق على ما ورد في فواتح سورة الليل نفسها. وفي النهاية نقول: نحن لاندعي العصمة لأقوالنا وإنما نجتهد في تقديم العلاقات والروابط والأوجه البلاغية والبيانية بين آيات الله حتى لا يُرمى الكتاب بالفوضى, وغفرالله لنا الزلل والخلل.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 08:10 م]ـ
وبارك الله فيك أخي محمدعمر يبدو أننا أسأنا التعبير أولم نحسن اختيار الألفاظ. وعلى الأقل فلا تعليق على ما ورد في فواتح سورة الليل نفسها. وفي النهاية نقول: نحن لاندعي العصمة لأقوالنا وإنما نجتهد في تقديم العلاقات والروابط والأوجه البلاغية والبيانية بين آيات الله حتى لا يُرمى الكتاب بالفوضى, وغفرالله لنا الزلل والخلل.
وفيك بارك أخي الحبيب، ولا إشكال طالما تلك نيتك ومادام هذا خلقك الفاضل الكريم، وفرصة من خلالك أن ندعو كل مهتم بمجال علم كتاب الله أن يراعي ألفاظه ومدلولاتها لأنه يتكلم عن مراد الله، وكل الخير في أمثالك - أخي الحبيب- في العودة لما تجلى له الحق فيه -رغم بساطته-، وقد ضربت مثالا فريدا فيما ينبغي أن يكون عليه الباحث في بيان كلام الله، وفرضت احترامك وعلمك في قلوبنا، فتحية محبة لشخصكم الكريم، وقد استفدنا مما كتبت فجزاك الله خيرا، ووفقني وإياك وسائر المسلمين لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(/)
جنايات على العلم والمنهج (8) .. ظاهر اللفظ
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Jul 2008, 02:21 م]ـ
جنايات على العلم والمنهج (8) .. ظاهر اللفظ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
وبعد ..
فمن أكثر ما يغيظ النفس المؤمنة ويملأ جنباتها بالكمد =أن يُسيطر تركيب مولد كهذا على المتفقهة ويصير حجر رحى تدور عليه عملية الاستنباط والاجتهاد ..
هذا لو كان مولداً فحسب .. فكيف لو كان هو وجل ما يتعلق به من المسائل =من أودية الباطل لا غير.
وللدلالة على ما أريد أقول:
ظاهر اللفظ يُطلق ويراد به ما فهمه المتلقي من كلام المتكلم.
وتارة يراد به نفس ما أراده المتكلم بكلامه.
كذا قال الشيخ ..
والبين من حال المشتغلين بالعلم بعد القرون المفضلة وعصر الأئمة،ولغلبة طاغوت المجاز والفكرة الباطلة المسماة بأصل الوضع =هو جعل ما يفهمه المتلقي –وفقاً للوضع اللغوي- هو عين مراد المتكلم .. وسمي ذلك بهذا الاسم: ظاهر اللفظ.
وصار الأمر قضاء مبرماً = أن تقرأ النص من كلام الله أو كلام رسوله فيكون ما يتبادر إلى ذهنك من معنى النص –مع تقويم هذا المتبادر بالوضع اللغوي –هو عين ما أراد الله ورسوله بهذه الألفاظ.
ثم صار هذا الظاهر أصلاً لا يجوز الخروج عنه إلا بدليل؛فإن وجد هذا الدليل المُخرج عن هذا الظاهر جاز الخروج عن الظاهر وساغ وصارت هذه العملية تُسمى تأويلاً، وبالطبع فهذا التأويل المرتكز على دليل يُسمى تأويلاً صحيحاً وغير المرتكز على دليل يسمى تأويلاً فاسداً أو تحريفاً.
ثم رزق الله الأمة بالظاهرية فكان من كلامهم: ((ولا يحل لأحد أن يحيل آية عن ظاهرها،ولا خبراً عن ظاهره .. ومن أحال نصاً عن ظاهره في اللغة بغير برهان من [نص] آخر أو إجماع فقد ادعى أن النص لا بيان فيه ... )).
ولا حظ بعض الأذكياء أننا لو استثنينا قضية القياس والتعليل؛فليس بين الظاهرية والجمهور خلاف منهجي مؤثر بل منهج الظاهرية هو عينه منهج الجمهور من جهة قضية ظاهر اللفظ،وإنما الخلاف في تطبيق هذه النظرية،ويوسع دائرة الخلاف في التطبيق هجر الظاهرية لدلالة القياس ..
ولذا عبر بعضهم بقوله: والظاهرية (كمنهج) هي طريقة الصحابة وهي التي ينبغي أن تكون طريقتنا جميعاً بناء على نظرية ظاهر اللفظ،,إنما المعيب هو الظاهرية (كمذهب) لما فيه من الزيادات على نظرية ظاهر اللفظ.
ومن أعظم ما لبس به من الحق لتقرير باطل نظرية ظاهر اللفظ=عربية القرآن وكونه بلسان عربي مبين وكون النبي (ص) عربياً يُخاطب عرباً بلسانهم.
والآن وقد أظهرنا صورة القضية فقد آن أوان الفحص عن بطلانها وزيفها ...
يتبع
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Jul 2008, 02:41 م]ـ
أولاً: كان يكون هذا المنهج الذي يجعل ما يتبادر إلى ذهن السامع –وفقاً للوضع اللغوي-هو عين مراد المتكلم =صحيحاً صواباً لو:
1 - لو كانت قضية الوضع اللغوي الأول قضية صحيحة ثابتة .. ولكنها للأسف حديث خرافة.
2 - لو كان اللفظ يستعمل في لسان العرب قوم النبي بإزاء معنى واحد فحسب.
3 - لو كان هذا المعنى الواحد-لو كان-معروفاً مضبوطاً.
4 - لو كانت معاجم العربية –وهي عمدة القوم في معرفة معنى اللفظ في اللغة-تفصل فصلاً ظاهراً وتبين بياناً واضحاً معاني الألفاظ في لسان العرب قوم النبي ولا تخلطها بمعاني الألفاظ عند من بعدهم إلى ثلاثمائة عام أحياناً.
5 - لو كانت معاجم العربية مصادر موثوقة بإطلاق لا يحتاج النظر فيها إلى اجتهاد خاص.
6 - لو كانت معاجم العربية تعتمد كلها على النقل الذي لا رأي فيه.
7 - لو كان لسان النبي صلى الله عليه وسلم لا يُفارق لسان قومه قط.
8 - لو كان فهم مراد الله والرسول لا يتوقف سوى على معرفة الأوضاع اللغوية.
9 - لو كانت ألسنة الناس لا تختلف ويختلف تبعاً لها ما يسبق إلى ذهن المتلقي من معاني الألفاظ.
10 - لو كان النص الواحد-بالنسبة لنا- يصلح لمعرفة مراد الله ورسوله به.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Jul 2008, 02:56 م]ـ
جزاك الله خيرا، وننتظر مزيدك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Jul 2008, 02:58 م]ـ
فإن قلتَ: إذا استثنينا ما أثرتَه عن الوضع اللغوي والمعاجم كمصدر للوقوف عليه =فقد احترز القوم لغالب ما ذكرتَ بعدُ بفسحهم الباب للنظر في بقية الأدلة التي قد تصرف هذا اللفظ عن ظاهر فلا يزال باب الوصول إلى مراد المتكلم مفتوحاً لم يُغلق بمجرد إثبات هذا الظاهر.
قلنا: إنما مثل هذا كمثل مسافر يسلك طريقاً يعلم أنه لا يهديه إلى مقصده ثم يتعلق بأنه ربما وجد طرقاً أخرى تعيده إلى الطريق الذي سيوصله إلى مقصده.
فعلامُ إذا يا صاحبي النصب، والطريق لاحبة بينة متضحة لا لبس فيها ولا غبش ..
ولا تأمن في طريقك الذي سلكت من عقبات وتطويل ..
فمن متمسك بهذا الظاهر الأول لا يأبى الانتقال عنه ولو جئته بكل آية .. وهو معذور في ذلك لأننا وافقناه في أن هذا الظاهر الأول حق يصلح للتمسك به ..
نعم. هذا أحد أكبر أودية الباطل في نظرية ظاهر اللفظ تلك، وهي أن أصحاب هذه النظرية يُقرون بأن هذا الظاهر الأول المبني على الوضع اللغوي فحسب =حق يصلح للتمسك به وعدم الزوال عنه إلا بدليل ..
ولا يكون هذا الظاهر إلا أحد مفردات الباب التي تجمع إلى بعضها لمعرفة تفسير كلام المتكلم على ما سنبيبن بعدُ، أما أن يُجعل بالمكانة التي وصفت .. فلا.
أما التطويل في تلك الطريقة فهي النزاعات المستمرة بين متمسك بالظاهر –الذي ليس بحق أصلاً-وبين مورد أدلة وبين معترض عليها وبين وبين ...
والحال: أن كل هؤلاء لم يسلكوا الطريق الحقة في تفسير كلام المتكلم أصلاً وليس معهم من العلم إلا غبرات في أوعية ضيقة لا تسمن ولا تغني .. فضلاً عن أن تُجعل حججاً تَدفع ويُدفع بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Jul 2008, 03:22 م]ـ
يتبع ليلاً بإذن الله
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 08:14 م]ـ
يتبع ليلاً بإذن الله
انقضى ليل ودخل آخر، وتأملنا التنكير، فتوجسنا خيفة، خشية ألا يكون (ليلا) أرضيا:). (ابتسامة).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[09 Jul 2008, 09:22 م]ـ
فإن قلتَ: فما هو المنهج اللاحب المستنير في تفسير كلام العلي الكبير وكلام رسوله البشير النذير (؟)
قلتُ: الطريق الصحيحة التي لا بديل عنها في ذلك،والتي لا يهتدي من يروم تفسير كلام الله وكلام رسوله بل وكل كلام =إلا بها (فيما يتعلق بضد نظرية ظاهر اللفظ هذه) ..
هي: جمعُ الباب.
ومن نفيس كلام أهل الحديث: الباب إذا لم تجمع طرقه لم تتبين علله.
قلت: وليس هذا في الحديث فحسب بل في كل مسألة يُراد الوصول إلى حكم الله ورسوله فيها ..
والبلية كل البلية ما تراه من عوام المشتغلين بالعلم يسمع أو يقرأ كلاماً في مسألة قد حوى حكماً قد بني على حجة أو حجتين،ثم هو يقذف به في وجهك متبوعاً بتهم معلبة من جنس مخالفة السنة ومخالفة الدليل والإعراض عن الحجة ..
وكل من رام تفسير كلام الله ورسوله فقد وجب عليه أن يجمع:
كل ما يتصل بالنص المراد تفسيره سواء كان هذا المتصل بالنص في:
1 - القرآن.
2 - السنة
3 - كلام الصحابة والتابعين وأكابر أتباعهم.
4 - تفسير الفقهاء إلى زمان الباحث،ولكل قدره.
5 - تفسير اللغويين إلى زمان الباحث،ولكل قدره.
6 - عمل المسلمين.
ثم يبدأ في تمحيص هذا الجمع بأول آلة وهي أن يرد من هذا الجمع كل مالم تثبت نسبته لقائله،وآلة ذلك هي النقد الإسنادي والنقد المتني، بحيث لا يتعامل مع جزء من أجزاء المادة المجموعة إلا وهو ثابت النسبة صحيح النسب.
ثم يبدأ في تمحيص المادة الصحيحة التي بقيت له بأدوات النظر والاجتهاد وعمادها الخبرة بلسان العرب ولسان النبي وأساليب القرآن، مستنيراً مستضيئاً بتفسير الفقهاء وتفسير اللغوين وعمل المسلمين.
وفي تضاعيف ذلك أصول لابد من مراعاتها ..
كتقديم تفسير الصحابة وفهمهم على غيرهم في الجملة.
وكتقديم تفسير الفقهاء على تفسير اللغويين في الجملة.
وأشياء أخر ليس هذا محلها ..
ثم يصل الباحث بعد ذلك كله إلى غرض النبي (ص) ومراده بالنص ...
من غير ضرب قوانين عن الظاهر كذا فلا يُخرج عنه إلا بدليل ..
والأصل أنه أراد الوجوب فلا يُخرج عنه إلا بدليل ...
إلى آخر هذا التألي الذي لا أساس له، ولا داعي له ..
وبغير ما رأيتَ من جمع المادة والباب لا يهتدي أحد –إلا ما شاء الله-إلى الحق بطريق صحيح ..
ثم لابد أن يوقن الباحث أن ما وصل إليه ما هو إلا نتيجة اجتهادية فلا يعدو بها رتبتها ...
والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[مرهف]ــــــــ[10 Jul 2008, 08:58 ص]ـ
الكلام مبتسر عن سياق مسألة ظاهر النص عند أصحابها، لأن علم الاستنباط علم ذو مسائل وأحد مسائلها الاستنباط من ظاهر النص، وهذا النوع من الاستنباط له أدواته منها السياق، ومنها ما ذكره الكاتب من تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بالمأثور وتفسير القرآن باللغة، وهي المعروفة بطرق التفسير، فلم يأت بجديد سوى تسفيهه لعلماء أجلة أكدوا على مسألة تحكيم ظاهر النص خاصة لمن يستنبط بواطن دلالته باعتبار أدوات الاستنباط من دلالة النص الظاهرة كالزركشي والسيوطي وغيرهما.
ثم في الكلام اضطراب يحتاج لتحرير، مثلاً: يشكك بالمعاجم اللغوية - ولا أدري مدى اطلاعه عليها وبحثه فيها - ويقول: (4 - لو كانت معاجم العربية –وهي عمدة القوم في معرفة معنى اللفظ في اللغة-تفصل فصلاً ظاهراً وتبين بياناً واضحاً معاني الألفاظ في لسان العرب قوم النبي ولا تخلطها بمعاني الألفاظ عند من بعدهم إلى ثلاثمائة عام أحياناً.
5 - لو كانت معاجم العربية مصادر موثوقة بإطلاق لا يحتاج النظر فيها إلى اجتهاد خاص.
6 - لو كانت معاجم العربية تعتمد كلها على النقل الذي لا رأي فيه.)
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يعتبر اللغة من أصول معرفة دلالة النص في الوقت الذي شكك بها، بل ويجعلها بعد كلام الفقهاء، والعجيب أن الفقهاء عمدتهم في بيان القرآن اللغة فيكون في كلامه دور يبطل أصل الكلام!! ثم ماالذي يجعل كلام الفقهاء مقدماً على كلام اللغويين، وأين الدليل في ذلك هل هو مجرد رأيه في المسألة، أو انتصاره للفقهاء أو رأيِ ما؟!
وحبذا لو يسعفنا الكاتب بتصحيح الفهم، لأن في كلامه مطبات كثيرة يصعب السير بوجودها.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[10 Jul 2008, 08:01 م]ـ
بارك الله فيك ...
1 - لأن علم الاستنباط علم ذو مسائل وأحد مسائلها الاستنباط من ظاهر النص، وهذا النوع من الاستنباط له أدواته منها السياق، ومنها ما ذكره الكاتب من تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة وتفسير القرآن بالمأثور وتفسير القرآن باللغة، وهي المعروفة بطرق التفسير، فلم يأت بجديد سوى تسفيهه لعلماء أجلة أكدوا على مسألة تحكيم ظاهر النص خاصة لمن يستنبط بواطن دلالته باعتبار أدوات الاستنباط من دلالة النص الظاهرة كالزركشي والسيوطي وغيرهما.
ظاهر اللفظ إن أريد به نفس مراد المتكلم وتُوصل إليه بما ذكرتُ وذكرتَ فلا عيب ولا عتب ..
وواقع الحال غير هذا ...
والذي يتبع ما ذكرتَه وذكرتُه لن ترى قط في كلامه هذه العبارة: وظاهر الآية العموم إلا أنها خُصت بكذا وكذا ...
فهذه العبارة وأجناسها لا معنى لها أصلاً، ولا معنى ولا داعي لدراسة النص الواحد والحكم على ظاهره: ماهو (؟) ثم جعل هذا الظاهر حكماً وفيصلاً وحقاً يُتمسك به ..
وإنما سبيل دراسة النصوص وتفسيرها ما ذكرتَ وذكرتُ ..
2 -
يشكك بالمعاجم اللغوية ...... ثم يعتبر اللغة من أصول معرفة دلالة النص في الوقت الذي شكك بها، بل ويجعلها بعد كلام الفقهاء، والعجيب أن الفقهاء عمدتهم في بيان القرآن اللغة فيكون في كلامه دور يبطل أصل الكلام!!
هذا أوقعك فيه عدم التثبت والروية في تأمل الكلام؛فلسان العرب أصل يُرجع إليه في تفسير النصوص، والمعاجم هي إحدى سبل معرفة لسان العرب .. وما أوردناه إنما هو إلماحة إلى طريقة التعامل مع المعاجم وما يعتورها من نقص يجعلها غير موصلة دائماً إلى معرفة ما هو لسان العرب، وليس هذا تشكيكاً ولا دوراً ..
مثال: الأحاديث النبوية إحدى سبل معرفة تفسير القرآن .. فحين يُنبه الباحث على أن هناك أحاديث ضعيفة، وعلى أن هناك من الأحاديث ما هو نص في تفسير الآية، ومنها ما إسقاطه على الآية محل نظر واجتهاد=فإنه حينها لا يكون مشككاً في الأحاديث ولا متناقضاً حين جعل الأحاديث مصدراً من مصادر التفسير ..
3 -
ثم ماالذي يجعل كلام الفقهاء مقدماً على كلام اللغويين، وأين الدليل في ذلك هل هو مجرد رأيه في المسألة، أو انتصاره للفقهاء أو رأيِ ما؟!
أما هذه فقد قال بها بعض أهل العلم وأنا موقن بصحة كلامهم فيها ولا علي ولا عليك إن اختلفنا فيها ..
1 - قال ابن تيمية: ((فالتأويل الثاني هو تفسير الكلام، وهو الكلام الذي يفسَّر به اللفظ حتى يفهم معناه أو تعرف علته أو دليله، وهذا التأويل الثالث هو عين ما هو موجود في الخارج، ومنه قول عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) يتأول القرآن (). تعني قوله تعالى: (فسبح بحمد ربك واستغفره)
" وقول سفيان بن عيينة: "السنة هي تأول الأمر والنهي.
فإن نفس الفعل المأمور به هو تأويل الأمر به، ونفس الموجود المخبر عنه هو تأويل الخبر، والكلام خبر وأمر.
ولهذا يقول أبو عبيد وغيره: الفقهاء أعلم بالتأويل من أهل اللغة. كما ذكروا ذلك في تفسير اشتمال الصماء،)).
2 - قال ابن تيمية بعدها: ((لأن الفقهاء يعلمون نفس ما أمر به ونفس ما نهي عنه، لعلمهم بمقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم كما يعلم أتباع أبقراط وسيبويه ونحوهما من مقاصدهم ما لا يعلم بمجرد اللغة)).
3 - قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (2/ 398 - 399)
قال أبو عبيد: قال الأصمعي: اشتمال الصماء عند العرب: أن يشمل الرجل بثوبه، فيجلل به جسده كله، ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده، وربما اضطبع فيه على تلك الحال.
قال: وأما تفسير الفقهاء؛ فإنهم يقولون: هو أن يشتمل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من احد جانبيه، فيضعه على منكبيه فيبدو منه فرجه.
قال أبو عبيد: والفقهاء أعلم بالتأويل في هذا، وذلك اصح معنى في الكلام. انتهى.
وجعل الخطابي: اشتمال الصماء: أن يشتمل بثوب يجلل به بدنه، ثم يرفع طرفيه على عاتقه الأيسر.
فإن لم يرفعه على عاتقه فهو اشتمال اليهود الذي جاء النهي عنه في حديث ابن عمر، وإنما كان النبي يشتمل بالثوب ويخالف بين طرفيه، فهو مخالف لهما جميعا.
وهذا الذي قاله أبو عبيد في تقديم تفسير الفقهاء على تفسير أهل اللغة حسن جدا.؛ فإن النَّبِيّ قَدْ يتكلم بكلام من كلام العرب يستعمله فِي معنى هُوَ أخص من استعمال العرب، أو أعم مِنْهُ، ويتلقى ذَلِكَ عَنْهُ حملة شريعته من الصَّحَابَة، ثُمَّ يتلقاه عنهم التابعون، ويتلقاه عنهم أئمة العلماء، فلا يجوز تفسير ما ورد في الحديث المرفوع إلا بما قاله هؤلاء أئمة العلماء الذين تلقوا العلم عمن قبلهم، ولا يجوز الإعراض عن ذلك والاعتماد على تفسير من يفسر ذلك اللفظ بمجرد ما يفهمه من لغة العرب؛ وهذا أمر مهم جدا، ومن أهمله وقع في تحريف كثير من نصوص السنة، وحملها على غير محاملها. والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[26 Jul 2008, 11:26 ص]ـ
بارك الله بك على التوضيح، ولكن ينبغي تعيين مناط الخلاف بيننا في هذه القضية ودعني أبدأ من الأخير:
بالنسبة لتقديم كلام الفقهاء على كلام اللغويين والأمثلة التي ذكرتها صحيحة ولكن هذه ليست على إطلاقها وإنما يقدم كلام الفقهاء على اللغويين في تأويل الآيات عند التعارض والاختلاف، بمعنى آخر إن الأصوليين نصوا أنه إذا تعارض المعنى اللغوي مع المعنى الشرعي فإنه يقدم المعنى الشرعي على اللغوي، كلأمثلة التي ذكرتها وغيرها فهذه محلها، وليست على إطلاقها، ولكن الأصل هو تحكيم اللغة ولسان العرب.
وأما بالنسبة للمعاجم واللغة فإن الأصل فيها النقل والتدوين وهذا متوفر بالمعاجم واضطراب بعض الناس في التعامل معها لا يلغي العمل بمضمونها ولا ينقصه، ثم إن الله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي وتكفل بحفظه ومن الأسباب التي هيأها الله تعالى لحفظ كتابه أن حفظ لسان العرب والسنة لأنهما أصل بيان القرآن الكريم، والقول أن المعاجم اللغوية لا توصل للسان العرب دعوى تحتاج لدليل وتثبت، وأما إن كان المراد بكلامك لنقص الطرق في التعامل مع المعاجم فهذا أيضاً غير مسلم به بل هي تهمة للمشتغلين الأفذاذ في مجال الاستنباط فالعبرة بهم، وأنت تعلم أن من طرق التفسير مثلاً: التفسير التحليلي، ومن طرق شرح السنة: الشرح التحليلي وفي هذه الطرق البيان اللغوي المفصل مع الإعراب والروايات والطرق والقراءات وما يتعلق بالاستنباط من مباحث الدلالة وطرق البيان.
وأما بالنسبة لظاهر النص: فتقول: (ظاهر اللفظ إن أريد به نفس مراد المتكلم وتُوصل إليه بما ذكرتُ وذكرتَ فلا عيب ولا عتب .. وواقع الحال غير هذا ... ).
ولكن يا أخي الكريم: هل تستطيع أنت أن تقول بعد اتباع ما ذكرته "منهج الاستنباط" بأن ما خرجت به من الدلالة هو نفس مراد الله تعالى؟!، فإن كان كذلك فلم الاختلاف في التفسير، إن ظاهر النص حجة على من يستنبط ما يخالف ذلك كما نص على ذلك الزركشي والسيوطي وغيرهما، فمن استدل مثلاً بقوله تعالى: (فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت) [المرسلات: 8، 9] على الثقوب السوداء نقول له هذا مخالف لظاهر النص لأن السياق عندما تقوم الساعة، ولأن معنى فرجت لغة: (انشقت) والثقب الأسود فجوة وليس فرجة، ولأن السماء هنا معهودة معروفة وتخصيصها بالنجم يحتاج لدليل ولا دليل، وبذلك حكمنا ظاهر النص على من يخطئ في الاستنباط.
ولذلك يا أخي إن الاستنباط ليس عملية سهلة بل هو مخاطرة عظيمة وقد قال مسروق رحمه الله (اتقوا التفسير فإنه الرواية عن الله تعالى)، والاستنباط اجتهاد بشري سواء من ظاهر النص أو من إحدى أنواع الدلالات المعتبرة، المذكورة في أصول الفقه والتخصيص لا يقبل بدون دليل، هذا هو الأصل والله أعلم.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2008, 12:51 م]ـ
بارك الله بك على التوضيح، ولكن ينبغي تعيين مناط الخلاف بيننا في هذه القضية ودعني أبدأ من الأخير:
بالنسبة لتقديم كلام الفقهاء على كلام اللغويين والأمثلة التي ذكرتها صحيحة ولكن هذه ليست على إطلاقها
الذي قلتُه أنا بحروفه:
وكتقديم تفسير الفقهاء على تفسير اللغويين في الجملة.
وليس في كلامي تقديم كلام الفقهاء على الإطلاق .. ومعنى في الجملة: أن الفقهاء أعلم بكلام النبي صلى الله عليه وسلم من اللغويين فتفسيرهم مظنة الصواب أما تقديم كلامهم مطلقاً فيقتضي أن تفسيرهم مئنة الصواب وهذا مالم أزعمه ..
وإنما يقدم كلام الفقهاء على اللغويين في تأويل الآيات عند التعارض والاختلاف، بمعنى آخر إن الأصوليين نصوا أنه إذا تعارض المعنى اللغوي مع المعنى الشرعي فإنه يقدم المعنى الشرعي على اللغوي، كلأمثلة التي ذكرتها وغيرها فهذه محلها، وليست على إطلاقها، ولكن الأصل هو تحكيم اللغة ولسان العرب.
هذه العبارة بالذات يا شيخ مرهف هي خير مثال على اختلاف المنهج الذي أعرضه عن المنهج الي عندك والذي عند الأصوليين ...
فهذه العبارة لا مكان لها في منهجي ..
ولا مكان في منهجي لكلمة الأصل هذه قط ...
وإثبات هذه الأصول إنما حدث بغير دليل ولا حجة ..
وعلى هذه الأصول الاعتراضات التي ذكرتُها وغيرها ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأكبر هذه الاعتراضات: أنه مادمنا اتفقنا جميعاً على أن لسان النبي صلى الله عليه وسلم يفارق لسان قومه أحياناً .. سقط التعلق بها الأصل ووجب البحث والتحري في كل مسألة وكل نص على حدة=هل هذا النص مما وافق فيه النبي لسان قومه أم مما خالفهم فيه،وأدوات هذا البحث هي التي ذكرتُها أنا في آخر مشاركة ..
ونظرية الأصول التي يُتمسك بها هذه هي التي أسعى أنا إلى إبطالها ..
وأما بالنسبة للمعاجم واللغة فإن الأصل فيها النقل والتدوين
تعبير الأصل هذا لا أحسنه التعامل معه ودعنا نستعمل تعبير الغالب ... وحينها أقول: إن الذي أعتقده وأعتقد ظهوره ظهوراً بيناً =هو أن الغالب على المعاجم هو الرأي لا النقل ... وإذا أردتَ أن أُفرد هذه ببيان فعلتُ ..
وهذا متوفر بالمعاجم واضطراب بعض الناس في التعامل معها لا يلغي العمل بمضمونها ولا ينقصه
لم يتكلم أحد عن الإلغاء .. أما النقص فهو موجود ... وليست المعاجم بوسيلة تستطيع القيام وحدها بتفسير النصوص ومن هنا دخلها النقص ..
، ثم إن الله تعالى أنزل القرآن بلسان عربي وتكفل بحفظه ومن الأسباب التي هيأها الله تعالى لحفظ كتابه أن حفظ لسان العرب والسنة لأنهما أصل بيان القرآن الكريم، والقول أن المعاجم اللغوية لا توصل للسان العرب دعوى تحتاج لدليل وتثبت،
الدليل قائم .. وبإمكان فضيلتك البحث بأواخر دوواوين الشعر عن الفهرس الذي يصنعه المحققون المجيدون للمفردات الموجودة بالديوان وخلت منها المعاجم .. فما ظنك وغالب الدوواين لم يُصنع لها هذا الفهرس ..
زد على ذلك أنه ليس لسان العرب وحده بالذي يقوم بتفسير النصوص ...
وأما بالنسبة لظاهر النص: فتقول: (ظاهر اللفظ إن أريد به نفس مراد المتكلم وتُوصل إليه بما ذكرتُ وذكرتَ فلا عيب ولا عتب .. وواقع الحال غير هذا ... ).
ولكن يا أخي الكريم: هل تستطيع أنت أن تقول بعد اتباع ما ذكرته "منهج الاستنباط" بأن ما خرجت به من الدلالة هو نفس مراد الله تعالى؟!
على سبيل القطع=يقل هذا ...
ولكني أستطيع القول بأني اتبعتُ السبيل الصحيحة للوصول لهذا ... أما السبيل التي أبطلتُ =فسبيل محفوفة بالخطأ ...
وأكبر أجر المجتهد المخطئ إنما يكون؛لسلوكه طريقاً صحيحة .. وإن لم يأذن الله له بالهداية ..
..
إن ظاهر النص حجة على من يستنبط ما يخالف ذلك كما نص على ذلك الزركشي والسيوطي وغيرهما، فمن استدل مثلاً بقوله تعالى: (فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت) [المرسلات: 8، 9] على الثقوب السوداء نقول له هذا مخالف لظاهر النص لأن السياق عندما تقوم الساعة، ولأن معنى فرجت لغة: (انشقت) والثقب الأسود فجوة وليس فرجة، ولأن السماء هنا معهودة معروفة وتخصيصها بالنجم يحتاج لدليل ولا دليل، وبذلك حكمنا ظاهر النص على من يخطئ في الاستنباط.
الذي سميتَه أنت هنا: ظاهر النص هو مجموع مركب من قرائن شتى احتفت بالنص وليس هذا هو مراد الأصوليين دائماً بظاهر النص ..
.
1 - ظاهر النص هو ما يتبادر إلى فهم السامع من كلام المتكلم (باطل).
2 - ظاهر اللفظ هو ما يقتضيه اللفظ وفقاً لأصل الوضع اللغوي (باطل).
وهم يوجبون عليك التمسك بهذا الظاهر مالم يأتَك دليل صارف فإن أتى جاز أن يكون مراد المتكلم خلاف الظاهر ...
3 - ظاهر اللفظ هو نفس مراد المتكلم بكلامه (صواب).
وسبيل الوصول إلى هذا الصواب هو الطريق الذي وصفتُ، ولا مكان في هذا الطريق للتمسك بأشياء نعلم أنها قد لا تكون هي مراد المتكلم ..
ـ[الكشاف]ــــــــ[27 Jul 2008, 03:04 م]ـ
مع تقديري لما سطره الكاتب لي ملحوظات يسيرة ليته يتم التنبه لها:
1 - تقطيع أوصال الموضوع، فبدل الكتابة التامة للفكرة وضوابطها حتى تناقش بعد معرفة رأي الكاتب كله. ولو حرر مقالته تامة ثم أوردها لكان أولى برأي.
2 - نبرة التعالي الظاهرة في المقالة وغيرها من مشاركات حبيبنا أبي فهر. وقد سبق لي أن نبهتُ على هذا وسأكرر التنبيه كلما أمكنني ذلك. وأعلمُ أن هذا تأثر بأسلوب محمود محمد شاكر رحمه الله وغفر له فقد قلده كثيرون في أشياء كثيرة.
3 - المبالغة في استعمال عبارات رنانة موحية ليست دقيقة لو تأملتها. مثل قوله (والحال: أن كل هؤلاء لم يسلكوا الطريق الحقة في تفسير كلام المتكلم أصلاً وليس معهم من العلم إلا غبرات في أوعية ضيقة لا تسمن ولا تغني .. فضلاً عن أن تُجعل حججاً تَدفع ويُدفع بها.)
(يُتْبَعُ)
(/)
فما أسهل أن أصف كلامك بمثل هذا. ولكن لو تلطفت في العبارة التي تعبر بها وتركت عنك احتذاء أساليب الآخرين حتى تحسن التعبير عن مرادك لكان أنفع لك ولنا. ولاستطعنا أن نتناقش معاً حول القضية العلمية بهدوء وروية. فإن انتزاع العبارات والاصطلاحات الشائعة في كتب العلماء وإسقاطها لا يكون بمثل هذه النقدات المبعثرة ودمتم سالمين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Jul 2008, 05:05 م]ـ
الفاضل الكشاف ..
تعلم -هديت للخير-أن أسلوب المرء قطعة من نفسه،يتغير بتغيره، وينمو بنموه ... وكثير مما تُنكر علي من الأساليب هو لساني الذي لا أعرف غيره .. ويعلم الله أني لا أتخير بين الأساليب أو حتى أقرأ المشاركة قبل رفعها ... وهذا عيب في ولاشك .. ولكني رجل مشغول جداً .. لستُ متفرغاً للطلب ... وأعمل بالتجارة .. والتجارة أكلة الوقت وأرضة الأيام .. وأنا لا أُعلي شأن ما أكتب على المنتديات فضلاً عن أتعالى فيه أو به ..
الحق أقول لك: أنا أتخذ هذه المنتديات متنفساً ألقي فيه بما في رأسي أطلب شيئين:
الأول: إخراجه من رأسي كي لا يتوه في زحمة العمل ومشاغل الحياة ..
الثاني: أطلب وجوه النقد لما أكتب .. ورب نقد يكتبه صاحبه وأدفعه في وجهه حتى يظن كل الظن أني لم أقبله .. ثم هو يدور معي فأقبل منه بعد حين ..
وأصل ذلك أن من الناس من لايرضى أن يعرض على الشبكة إلا ما يطمئن إليه بصورة نهائية كأنه في كتاب يُنشر على الناس ..
ومنهم من يصنع كصنعي فيكتب بصورة صحافية كالتي أكتب بها وبكلمات مختزلة يعرض فيها الفكرة مكثفة من غير نقل ولا تدليل ضناً بالوقت؛لينتفع بما يُكتب قبولاً ورفضاً=حتى إذا أخرج ما يكتب على الناس في كتاب يكون قد استفرغ معرفة وجهات النظر المخالفة فلا يأتيه من الاعتراضات ماليس به خبير ...
فجل ما أكتب على الشبكة إنما هو من باب تهيئة الرأي الفطير .. وقد كتبتُ عن هذا من قبل.
أما نبرة القناعة التامة بالرأي-لا التعالي والله يشهد-فأرى أنه لابد منها ومن الانتهاض بها استخراجاً لكل الاعتراضات التي في نفوس القراء لعل فيها ما يهدي ولو بعد حين ... بل لعل التعالي هي النبرة التي خوطبتُ أنا بها هنا حتى اشتكيت للشيخ مساعد الطيار هاتفياً منها ...
والأمر أولاً وأخيراً =اختلاف أساليب ولا يتحد ذلك إلا إذا اتحدت النفوس .. وإذا علم حسن القصد بطل سوء الظن ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 Jul 2008, 12:53 م]ـ
رد في موقع آخر ..
بارك الله فيكم جميعاً ...
وأشكر لكم جميعاً مداراستكم النافعة ..
وأجيبكم جميعاً في سياق واحد بإعادة تصوير المسألة فأقول:
الفاضل الدمشقي ...
جواب الأولى والثانية واحد .. فهذا التعريف الذي تراه هو معنى كلام (الشيخ) وهو ابن تيمية ....
وأصل كلامه في ((منهاج السنة)) .. وتكلم هناك على أن ظاهر اللفظ يطلق ويُراد به معنى اللفظ الذي أراده منه المتكلم،وحينها فإن هذا المعنى -في كلام الله-لم ولن يتعارض مع السنة لأن الكل من عند الله ..
ويُطلق ويُراد به ما فهمه السامع من الكلام .. وهذا قد يتعارض مع السنة لسوء فهم السامع لا للعيب الذي في كلام المتكلم ...
وقد يكون ما فهمه السامع هو عين مراد المتكلم وحينها يلتقي المفهومان ...
ونظرية ظاهر اللفظ هذه نظرية كبيرة جداً ... ومصطلح (ظاهر اللفظ) هو أو سع وأشمل من مصطلح (الظاهر) الذي يُذكر في مراتب الدلالات .. وبينهما مواضع التقاء .. وضد الظاهر الذي في مراتب الدلالات:المؤول .. وضد الظاهر الذي معنا: الباطن
وظاهر اللفظ -بمعنى ما يفهمه السامع- هو: ((هُوَ مَا يَسْبِقُ إلَى الْعَقْلِ السَّلِيمِ مِنْهُ لِمَنْ يَفْهَمُ بِتِلْكَ اللُّغَةِ ثُمَّ قَدْ يَكُونُ ظُهُورُهُ بِمُجَرَّدِ الْوَضْعِ وَقَدْ يَكُونُ بِسِيَاقِ الْكَلَامِ)).
وهذا من تعريفات الشيخ أيضاً ...
وأنت ترى أن هذا التعريف يستوي فيه النص والظاهر (اللذان في مراتب الدلالات) ..
فكلاهما يسبق إلى سامعهما فيه فهم ..
والفرق بينهما ..
أنه في النص لن يحتمل النص سوى هذا المعنى الذي سبق للفهم: ((تلك عشرة كاملة)) ..
أما في الظاهر .. فقد يحتمل معنى آخر يُذهب إليه بدليل فيكون اسمه حينها (المؤول)) .. ولا يعود النص حينها ظاهراً ... وقد يبقى على هذا المعنى فلا يُذهب عنه ويبقى له اسم: ((الظاهر)) ...
الآن: أين موضع الجناية (؟؟؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
موضعها تلقاه أينما يممت وجهك في كتب العقائد والتفسير وشروح الحديث بل وكتب اللغة وأصول الفقه (بعد عصر الآئمة وظهور نظرية المجاز واختلاط بدع الأشاعرة ببدع المعتزلة وتصنيف الفريقين في العلوم يدسون ضلالهم في تضاعيف هذا التصنيف) ...
صارت النصوص تُفسر وفقاً للآلية التالية ..
1 - يُقبل العالم بوجهه على النص فيتبادر إلى فهمه منه مراد معين ..
2 - يتحكم في هذا المتبادر عوامل شتى أهمها: الوضع اللغوي الأول للألفاظ-كما يرون-،والسياق، وخلفية العالم العلميةومدى استحضاره للجزئيات العلمية المتعلقة بهذا النص من أدلة أخرى أو تفسيرات مسبقة قرأها وتلقاها لهذا النص ..
3 - وبما إن التنبه لدلالة السياق واستحضار تلك الخلفية العلمية أو حتى وجودها من الأساس شئ يتفاوت فيه الناس=فقد كان المهيمن الأول على هذا المتبادر والذي يُسعى إليه للتقويم هو الوضع اللغوي الأول ..
4 - وصار القانون الأصولي على هذا النهج: المتبادر للفهم وفقاً للوضع اللغوي (متضمناً الحقائق الأربع عند من يرى أنها حقائق لا مجازات) هو ظاهر اللفظ ..
5 - فإن لم يحتمل النص معنى غيره كان: ((النص)) (عند من يفرق بين النص والظاهرعلى طريقة المتكلمين .. وللأحناف طريقة أخرى في التفريق بين النص والظاهر) ..
6 - فإن احتمل معاني أُخر (سمي الظاهر) ووجب التمسك بهذا الظاهر فلا يُزال عنه إلا بقرينة ..
7 - وحينها يُعد من القرائن: السياق، والأدلة الخارجية من القرآن والسنة .. و ... و ...
8 - فإن قام الدليل على صرف هذا النص عن ظاهره سمي النص (مؤول) وسميت هذه العملية (التأويل) ..
الآن وقد اتضحت هذه الآلية .. فأنا أسلم أنه صارت عليها القرون من بعد عصر الآئمة إلى زماننا هذا .. وكان عليها أغلب العلماء ...
ثم أجد في نفسي القوة لأزعم أنها طريقة باطلة في تفسير النصوص ..
ثم أجد في نفسي القوة لأزعم أن أحداً من السلف الصالح، القرون المفضلة، الصحابة والتابعون وأتباعهم، بل وعصر الأئمة=لم يسر عليها أو يستعملها ..
ولأن الباطل لا يكاد يأتي صريحاً قط بل لابد له من التسربل ببعض سرابيل الحق فقد اشتبهت هذه الطريقة على الناس وظنوها صحيحة قويمة ..
وأعظم ما لبس به لتصحيحها هو عربية القرآن كما ذكرتُ ..
وليست عربية القرآن بما ينفع التمسك به هنا .. فلا شك أن القرآن عربي وأن سنن العرب في كلامها مما يُنتفع به في فهم مراد الله ومراد الرسول .. ولكنهم إنما أخذوا من كلام العرب شيئاً واحداً سموه: الوضع اللغوي الأول .. وجعلوه هو ظاهر اللفظ الذي لا يُخرج عنه إلا بدليل ... فمن أين لهم إثبات الوضع اللغوي (؟) ومن أين لهم أن هذا المعنى بعينه هو الوضع الأول (؟؟) ومن أين لهم أن الله تبارك وتعالى أراد هذا المعنى بعينه (؟؟) ومن أين لهم أن النبي () لم يخرج عن لسان العرب في هذا اللفظ بالذات إلى لسانه هو الذي يُفارق لسانهم أحياناً ... واسأل ما شئت بعد ذلك فلا جواب عندهم ..
وكان الواجب والطريق الصحيحة فيما نزعم أنه مادام ثبت أن اللفظ العربي يستعمل في عدة معاني وأن لسان النبي () قد يُفارق لسان قومه إلى لسان جديد أوجده الشرع=وجب عندها أن يُقف فلا يُقال أراد معنى من المعاني إلا بدليل ..
أما أن يُستند إلى مجرد الوضع اللغوي فبيقال: أراد كذا فلا يُصرف عنه إلا بدليل فهذا هو التألي بعينه فيما نرى ..
ثم هذه الطريقة أصلاً لا فائدة منها .. فكثير من نصوص الشرع لا يُستطاع التعامل مع نص فيها بمفرده و لا تفسر على وجهها إلا إذا جمعت مع غيرها ... فما فائدة التمسك بهذا الظاهر أصلاً (؟؟!!)
وإذاً فنحن نثبت من كلام هؤلاء حقاً نوافقهم فيه وننفي منه باطلاً نخالفهم فيه ..
أما الحق الذي نُثبته فهو:
((خاطب الله بكتابه العربَ بلسانها على ما تَعْرِف مِن معانيها وكان مما تعرف من معانيها: اتساعُ لسانها وأنَّ فِطْرَتَه أنْ يخاطِبَ بالشيء منه عامًّا ظاهِرًا يُراد به العام الظاهر ويُسْتغنى بأوَّل هذا منه عن آخِرِه. وعاماً ظاهراً يراد به العام ويَدْخُلُه الخاصُّ فيُسْتَدلُّ على هذا ببَعْض ما خوطِبَ به فيه وعاماً ظاهراً يُراد به الخاص. وظاهراً يُعْرَف في سِياقه أنَّه يُراد به غيرُ ظاهره. فكلُّ هذا موجود عِلْمُه في أول الكلام أوْ وَسَطِهِ أو آخِرَه
(يُتْبَعُ)
(/)
وتَبْتَدِئ الشيءَ من كلامها يُبَيِّنُ أوَّلُ لفظها فيه عن آخره. وتبتدئ الشيء يبين آخر لفظِها منه عن أوَّلِهِ
وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها
وتسمِّي الشيءَ الواحد بالأسماء الكثيرة وتُسمي بالاسم الواحد المعانيَ الكثيرة .. ))
وأما الذي ننفيه:
1 - أن يُجعل بعض هذا هو الوضع اللغوي الأول وبعضه مجاز خرج إليه بقرينة.
2 - وأن يُجعل هذا المتبادر أصلاً يصلح للتمسك به فلا يُخرج عنه إلا بدليل ..
3 - وإطلاق القول بإنه ظاهر اللفظ ..
فهذا المتبادر يتفاوت تفاوتاً كبيراً بتفاوت الناظر وعقله وعلمه .. ولفظ الظاهر على هذا لفظ مجمل جداً .. فالشافعي وغيره من أهل العلم استعملوه وأرادوا أنه الذي يسبق إلى فهم السامع ولم يجاوزوا به هذا القدر .. أما المتأخرون فأكسبوه أحكاماً من صلاحيته للتمسك به وألا يخرج عنه إلا بدليل .. كل ذلك قاد إلى اشتباهه بلفظ الظاهر الذي هو ما يصل إليه الناظر في تفسير النصوص بعد جمع أدلة الباب جميعاً .. والذي هو عند مفسر النصوص: مراد الله ورسوله بالنص ..
خلاصة:
السلف استعملوا لفظ الظاهر وأرادوا به معنيين:
الأول: ما يتبادر إلى فهم الناظر للنص (ويتحكم في هذا المتبادر عوامل شتى) .. ولم يعطوا لهذا الظاهر أي نوع من الأحكام .. فلم يجعلوه هو الراجح .. ولم يجيزوا التمسك به إلا من بابة واحدة هي: قد أحسن من انتهى إلى ماقد سمع وأوجبوا عليه البحث والنظر وطلب العلم بجمع أدلة الباب وسؤال أهل الذكر لتقويم هذا المتبادر .. ولا يستجيز السلف أن يُطلق القول بأن هذا المتبادر هو ظاهر كلام الله .. بحيث يجعل هذا الباطل والضلال (الذي قد يكون هو المعنى المتبادر أحياناً) هو ظاهر كلام الله ..
الثاني: ما يصل إليه الناظر في تفسير النصوص بعد جمع الباب كما أوضحنا .. وهذا قد أجاز السلف التمسك به وعدم الخروج عنه إلا ببينة .. وإذا ظهرت هذه البينة فإنما تفيد تقصير هذا الباحث في الجمع لا غير .. وإنما أجازوا التمسك بهذا الظاهر ولم يجيزوا التمسك بالأول .. لأن الظاهر الأول هو بادي الرأي لا غير .. في كثير من الموارد لا يكون هو مراد الله .. أما الظاهر الثاني فقد اجتهد صاحبه واستفرغ وسعه في معرفة مراد الله بما يكون مظنة الإصابة ويكون صاحبه قد استمسك على علم عنده قد استفرغ الوسع فيه ..
ولا يوجد في كلام السلف جميعاً التأويل بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره .. لأن المعتبر عندهم هو جمع أدلة الباب فغاية من تأتيه بينة تصرفه عن الظاهر الذي تمسك به=أنه قد أخطأ في تفسير (تأويل) النص لتقصيره في الجمع .. وعملية الجمع هذه المؤدية للوصول لمراد الله هي التأويل والتفسير ..
أما الخلف ..
فأطلقوا ظاهر اللفظ وأرادوا به ما يتبادر إلى فهم السامع (وجعلوا القانون الحاكم لهذا المتبادر الوضع اللغوي الأول) فكانت المخالفة الأولى للسلف ..
وأجازوا التمسك بهذا الظاهروجعلوه هو الراجح بمجرد كونه المتبادر، وبعضهم أجاز هذا التمسك بغير بحث مطلقاً .. فكانت المخالفة الثانية للسلف ..
ثم إن أتى صارف يصرف عن هذا الظاهر الراجح المتمسك به سموه تأويلاً فأجازوا الذهاب للمعنى الذي جعلوه مرجوحاً .. وجعلوا هذا الذي انصرف مع الصارف قد انصرف من علم إلى علم .. وهذه المخالفة الثالثة للسلف ..
وأجاز بعضهم أن يسمى هذا الذي تُرك وذُهب عنه ظاهر اللفظ مطلقاً .. وهذه مخالفة للسلف ..
واجاز بعضهم أن يكون ظاهر اللفظ وظاهر كلام الله كفر وضلال .. وأن يكون الله قد خاطب عباده بكلام ظاهره العذاب .. وأن الهداية نكون في الخروج عن ظاهر كلام الله .. وهذه مخالفة للسلف ..
وكل ذلك أوقعهم فيه:
1 - الإجمال في إطلاق ظاهر اللفظ ..
2 - وجعل المتبادر إلى ذهن وفق مقتضى الوضع اللغوي حق يصلح للتمسك به.
3 - وغفلتهم عن أن التفسير الحق للنصوص لا تكون طريقة ظاهر اللفظ هذه سبيله وإنما غايتها أن تكون خطوة تصيب المتلقي أول سماع النص ثم واجبه بعدها البحث عن تفسيره على الطريقة التي وصفنا ..
ولا تناقض في الطريقة التي وصفنا .. فلسان العرب فيها هو أحد روافد التفسير .. وعندهم هو حق يصلح للتمسك به بمفرده حتى يأتى غيره ...
وأختم بهذا النص من كلام الشيخ:
وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يُقَدِّرَ قَدْرَ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ بَلْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَحْمِلَ كَلَامَ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ إلَّا عَلَى مَا عُرِفَ أَنَّهُ أَرَادَهُ لَا عَلَى مَا يَحْتَمِلُهُ ذَلِكَ اللَّفْظُ فِي كَلَامِ كُلِّ أَحَدٍ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَتَأَوَّلُ النُّصُوصَ الْمُخَالِفَةَ لِقَوْلِهِ؛ يَسْلُكُ مَسْلَكَ مَنْ يَجْعَلُ " التَّأْوِيلَ " كَأَنَّهُ ذَكَرَ مَا يَحْتَمِلُهُ اللَّفْظُ وَقَصْدُهُ بِهِ دَفْعُ ذَلِكَ الْمُحْتَجِّ عَلَيْهِ بِذَلِكَ النَّصِّ وَهَذَا خَطَأٌ؛ بَلْ جَمِيعُ مَا قَالَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ. فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُؤْمِنَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَنَكْفُرَ بِبَعْضِ، وَلَيْسَ الِاعْتِنَاءُ بِمُرَادِهِ فِي أَحَدِ النَّصَّيْنِ دُونَ الْآخَرِ بِأَوْلَى مِنْ الْعَكْسِ، فَإِذَا كَانَ النَّصُّ الَّذِي وَافَقَهُ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ اتَّبَعَ فِيهِ مُرَادَ الرَّسُولِ؛ فَكَذَلِكَ النَّصُّ الْآخَرُ الَّذِي تَأَوَّلَهُ فَيَكُونُ أَصْلُ مَقْصُودِهِ مَعْرِفَةَ مَا أَرَادَهُ الرَّسُولُ بِكَلَامِهِ؛ وَهَذَا هُوَ الْمَقْصُودُ بِكُلِّ مَا يَجُوزُ مِنْ تَفْسِيرٍ وَتَأْوِيلٍ)).(/)
هل هناك دراسات حديثة تكلمت عن البلاغة في سورة الشمس؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[09 Jul 2008, 11:40 ص]ـ
هل هناك دراسات حديثة تكلمت عن البلاغة في سورة الشمس؟
خصوصًا فواصلها والجانب الصوتي فيها
جزاكم الله خيرًا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 08:30 م]ـ
أخي الكريم: أحد أساتذتي في اليمن، تناول السورة في أطروحته للماجستير بجامعة بغداد من جانب نفسي، حيث سماها" النفس في سورة الشمس" ولم أطلع على كل تفاصيلها، ولعله تناول شيئا من الجانب البلاغي نظرا لإلمامه واهتمامه بمجال اللغة العربية، فإن شئت أعطيك هاتفه على الخاص لتتأكد منه أو يفيدك فيما تود الاطلاع عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ملاحظة: الباحث المذكورهو/ الدكتور: علي بهلول علي.
حصل على الدكتوراة من جامعة أسيوط بمصر الشقيقة.
ويعمل محاضرا بجامعة الحديدة باليمن.
ويشغل الآن منصب مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الحديدة.
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[09 Jul 2008, 09:05 م]ـ
فإن شئت أعطيك هاتفه على الخاص لتتأكد منه
أخي الكريم أنتظر منك رسالة خاصة فيها رقم هاتفه وجزاك الله خيرًا(/)
الإنسان ذلك الكائن
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Jul 2008, 12:19 م]ـ
الإنسان ذلك الكائن!!
بقلم بسام جرار
جاء في الآية 14 من سورة لقمان:" ... أن اشكر لي ولوالديكَ إلي المصير"، فوجود الإنسان نعمة عظيمة يُشكر خالقها ويُشكر من كان واسطة في تحققها. والملاحظ أنّ أغلبية الناس لا تدرك أهمية وجود الإنسان ومركزيته في هذا الوجود. ويؤدي الجهل بالقيمة العظيمة للإنسان إلى الاستهتار به والتفريط بحقوقه. وفي الوقت الذي يدرك فيه الإنسان أهمية وجوده ومركزيته في الخلق ستختلف نظرته إلى نفسه وإلى الآخرين، وسينعكس ذلك بعمق على أدائه وسلوكه في الحياة. ونحن هنا بصدد تسليط الأضواء على مكانة الإنسان ومركزيته في الوجود كما جاء في القرآن الكريم.
قبل خلق الإنسان هُيّئت الأرض لاستقبال هذا المخلوق المكرم، بل لقد سُخّرت السموات والأرض من أجله، انظر الآية 20 من سورة لقمان:" ألم تروا أنّ الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض ... "، وانظر الآية 13 من سورة الجاثية:" وسخّر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"، فكل هذا الخلق العظيم، الذي يفوق في عظمته قدرتنا على التصور، قد خلق من أجل هذا القادم الذي يجهل قدره ومكانته!! وعندما أصبح هذا الوجود العظيم جاهزاً لاستقبال الإنسان أخبرت الملائكة الكرام بأنّ الخليفة قادم، انظر الآية 30 من سورة البقرة:" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة ... "، وعندما ظهر أنّ الملائكة لم تستشعر عظمة وجلال هذا المخلوق تمّت المبارزة التاريخية والتي أظهرت تفوق الإنسان من خلال قدرته العقلية وقابليته وقدرته على التعلم.
وطالما أنّ هذا المخلوق المفضّل عظيم القدر قد وجد، فقد آن الأوان أن تعترف المخلوقات، وعلى رأسها الملائكة والجن، بمكانته ومركزيته وجلال قدره وفوقيّته، فكان الأمر من الخالق سبحانه:" ... اسجدوا لآدم .. "، فسجدت الملائكة وأبى إبليس، الذي كان من الجن. ويبدو أنه أدرك أنّ الجنّ قد فقدت المكانة العظيمة التي كانت تطمح إليها قبل خلق هذا الكائن، وجادل في أحقية الإنسان، جاء في الآية 12 من سورة الأعراف:" ... قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين". وهذه حجة غير مقبولة، لأنه يرفض الأمر الألهي، فالله هو الذي خلق وهو الذي يختار ويجتبي بعلمه وحكمته وإرادته المطلقة. ولكنّ هذا الرفض من إبليس يشير إلى أنه يعلم حقيقة وعظمة وجلال ما فُضّل به آدم، مما جعله يشط ويقع فيما وقع فيه من معصية.
وكانت الخلافة في الأرض، ولأجلٍ مسمى، ولحكمةٍ يريدها الخالق عز وجل. وستنتهي هذه الخلافة، فتأتي المرحلة الثانية والأخيرة (الآخرة) ليقوم الإنسان من أجل ممارسة وظيفته الحقيقية، والتي هي أعظم من أن يدركها العقل البشري المرهون الآن لقوانين الحياة الدنيا، ويبدو أنّ إبليس قد أدركها – ولو بقدر - فكان منه ما كان. وإذا كان نظام السماوات والأرض قد سخر للإنسان للقيام بوظيفته الدنيوية المؤقتة، فقد آن الأوان أن يُغيّر هذا النظام ويُستبدل ليلائم الوظيفة الجديدة الدائمة غير المؤقتة. انظر الآية 48 من سورة إبراهيم:" يوم تُبدّلُ الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماواتُ ... "، والآيات القرآنية التي تتحدث عن اختلال النظام الكوني عند قيامة الإنسان كثيرة.
أما يوم الحساب والفصل فعظيم، كيف لا، وهو يتعلق بكائن عظيم وهب العقل والاختيار ونفخ فيه من السر الرباني ما نفخ. وبعد الفصل يكون الرضا الكامل على من نجح وأفلح وتحققت فيه حكمة الوجود. ويكون في المقابل الغضب على من تدلّت به شهوته ولم يرتفع به عقله، ولم يكن يدرك عظمة نعمة العقل والاختيار، وفرّط في الفرصة العظيمة التي مُنحت له، ليكون في عالم السعادة اللانهائي وهو يقوم بتلك الوظيفة الجليلة التي خلق من أجلها. جاء في الآيتين 22،23 من سورة المطففين:" إنّ الأبرار لفي نعيم، على الأرائك ينظرون"، وفي الآية 35:" على الأرائك ينظرون". والسؤال هنا: ينظرون إلى أم ينظرون في؟ فإذا كانوا ينظرون في، فإن ذلك يعنى أنهم أصحاب قرار، فمثلهم كمثل ملوك الدنيا يجلسون في عروشهم ينظرون في الأمور ثم يبتّون في المسائل. جاء في صحيح الجامع للألباني:" سأل موسى ربه فقال: يا رب ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعدما يدخل أهل الجنة الجنة
(يُتْبَعُ)
(/)
فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيتُ رب، فيقول: لك مثله ومثله ومثله، فقال في الخامسة: رضيتُ رب، فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله ... "، فإذا كان هذا هو ملك أدنى الناس منزلة فكيف بملك جميع أهل الجنة؟!! ألا يشير هذا إلى احتمال أن يكون للبشر سلطة كونية على أرجاء الكون الهائل وما فيه من كائنات ذات وظائف أدنى وتكون مسخرة للإنسان ورهن إشارته. جاء في الآية 55 من سورة يس:" إنّ أصحاب الجنة اليوم في شُغل فاكهون"، فإذا كان هناك شغل فهو شغل المُنعمين، وإذا كان هناك وظيفة ففيها المتعة، لا كد ولا تعب ولا هم ولا نصب ... ففي الأمر إذن غموض سببه قصور العقل البشري عن إدراك حقائق الآخرة، كيف لا، وهو لا يزال وبعد آلاف السنين، يجهل حقائق الدنيا، بل ولا يحيط إلا ببعض ظواهرها.
جاء في الآية 21 من سورة الإسراء:" انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرةُ أكبرُ درجات وأكبرُ تفضيلاً". والفضل هو الزيادة، فإذا كانت الزيادة في الدنيا على مستوى القدرات والطاقات والعطاء هي زيادة تكاملية من أجل وجود حضاري دنيوي كمقدمة لعالم الآخرة، فما عسى أن تكون انعكاسات التفاضل في عالم الآخرة؟! وإذا كان رب العالمين وخالق الأكوان الهائلة يتخذ من البشر أخلاء:" ... واتخذ الله إبراهيمَ خليلاً " (النساء:125)، فما عسى أن يكون شأن المقربين من البشر يوم القيامة.
هذا هو الإنسان وهذه مكانته في القرآن وفي الإسلام؛ فهو كائن مكرم مفضّل على الكائنات المخلوقة، شأنه عظيم وخطبه جليل، مسؤول ومحاسب يثاب أو يعاقب، وجد في هذه الدنيا لحكمة ويوجد في الآخرة لحكمة. أما المدارس المادية فترى أنّ الإنسان كائنٌ حي وجد صدفة، لا يتميز على باقي الكائنات إلا بالعقل الذي هو انعكاس المادة في الدماغ. فهو إذن ابن الصدفة ووليد المادة. أما قيمهُ ومبادئهُ فمن اختراعه، كما يخترع اللباس يلبسه متى شاء ويخلعه متى شاء. وهذا كما ترى في غاية الخطورة لأنه بمثل هذا الفلسفة يفقد كل شيء معناه وتصبح العبثية هي الأكثر منطقية، وتصبح الحياة لعبة قذرة، كما قال أرنست همنجواي قبل انتحاره. وتصبح الوجودية أكثر الفلسفات صِدقيّة ومنطقية، حيث ترى أن لا شيء له معنى، وأنّ الانتحار هو غاية إمكانات الإنسان.
عندما يرضى المادي لنفسه أن يهبط إلى هذا المستوى الحيواني، فعليه أن يعلم أنّ لذلك انعكاسات خطيرة، منها على سبيل المثال: لو قام أحد بقتله والاعتداء على كرامته وماله وعرضه من غير ما سبب، فليقل لنا هل في ذلك ما يتعارض مع القيم والمبادئ؟! فإذا قال نعم، فليقل لنا أية قيم وأية مبادئ، ومن الذي اخترعها ومن الذي يلزم الأقوياء بها؟! ما الذي يمنعنا أن ننساق مع شهواتنا إلى أقصى مدى متخطين كل الحواجز والحدود، هل في ذلك من بأس؟! ولماذا لا؟! تموت أكثر البشرية وتشقى ويعيش بوش ورامسفيلد وتشني، هل هناك من بأس؟! ولماذا لا؟! ستالين يقتل عشرة ملايين من سكان الاتحاد السوفييتي، ويقتل لمجرد الشك! لماذا لا، ولماذا لا يريح نفسه من الشكوك بالقتل والاستعباد؟! الأمريكان البيض يقتلون 125 مليوناً من الهنود الحمر، كما نقتل الصراصير والبراغيث والذباب، ما المانع؟! الرجل يستغل ضعف المرأة وجمالها إلى أقصى حدود، ما المانع، أليس ذلك ألذ؟! ولماذا لا يكون القول الفصل لموازين القوى والجمال والصحة والذكاء والحنكة والدهاء؟! ثم قل لماذا الحياة ولماذا الكد والتعب، أليس الموت عودة منطقية عن هذه المصادفة الورطة المسماة الحياة .... ؟!! بل إنني أرى أنّ الملحد الذكي لا يمشي على الأرض، لأنه انتحر منذ زمن بعيد، فهو أذكى من أن ينساق لمصادفة فيها التعب والمعاناة والألم، ثم هي بعد ذلك تنتهي بالموت.
أكثر ما يضحكك عجباً أولئك الملاحدة والماديون الذين يتشدقون بقيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان، ويؤسسون ذلك كله على أساس من إيمان مادي قائم على فرضيّة الصدفة. وعندما يعجزون عن اقناعك بمسوغات الالتزام الإنساني يقومون باستعارة القيم الدينية مستغلين عدم انتباهك إلى هذه المفارقات العجيبة ... إذا أدركت ما نرمي إليه تبيّنت أنّ المسألة الإيمانية هي المسألة الأولى والأساس في حياة البشر، وأنّ ما سواها يتفرع عنها، من هنا كان علم التوحيد هو أشرف العلوم على الاطلاق.(/)
طلب مساعدة عاجلة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Jul 2008, 02:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
عندي احد الاخوة يرغب بكتابة رسالة دكتوراه في التفسير بعنوان كتب الوجوه والنظائر دراسة تحليلية مقارنة
فهل تم طرق هذا الموضوع من قبل؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Jul 2008, 06:22 م]ـ
الوجوه والنظائر القرآنية بحثت من أوجه كثيرة منها ما يرغب الباحث عمله وإن لم يستوف جميع الكتب ومنها رسالة د. سليمان القرعاوي ورسالة الدكتور فهد الضالع.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 07:10 م]ـ
الحبيب الفاضل د. جمال.
من حيث التقييد (تحليلية مقارنة) لم أقف على ذلك حتى الآن، ولا أشك أن الأساتذة في ملتقانا المبارك، سيوافونك بما وافت به جهينة، حال اطلاعهم على شيئ في ذلك.
ولا أخفيك أني قد فكرت إبان حيرتي في اختيار موضوع الدكتوراه بما يشبه العنوان المطروح، إلا أن مشرفي الفاضل حفظه الله، اعترض لأن هذا الموضوع قد طُرق بكثرة قديما وحديثا، وغاص العلماء بعمق في مكوناته، ولا أقصد التقليل من أهميته، بل تناول المواضيع التي لم يتطرق إليها، أو ندرة ما كتب حولها.
وعموما فمن الرسائل العلمية الشبيهة- وقد ذكرها آنفا أستاذي القدير د. أحمد البريدي- رسالة د. سليمان القرعاوي. وتفصيلها على النحو الآتي:
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم دراسة وموازنة (رسالة دكتوراه)
أ. د. سليمان بن صالح القرعاوي
تاريخ المناقشة: 1407هـ.
لجنة المناقشة: المشرف الدكتور/ محمد الراوي، والدكتور/ زاهر الألمعي.
خطة البحث: يتكون هذا البحث من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة:
المقدمة: وتعرض فيها لبيان أهمية الموضوع وأسباب اختياره.
الباب الأول: الوجوه والنظائر في القرآن الكريم وفيه فصلان:
الفصل الأول: في المراد بالوجوه والنظائر.
الفصل الثاني: في أهمية هذا الفن ونشأته.
الباب الثاني: المؤلفون ومؤلفاتهم في الوجوه والنظائر، وفيه:
الفصل الأول: المؤلفون في الوجوه والنظائر.
الفصل الثاني: المؤلفات في الوجوه والنظائر.
الباب الثالث: الدراسة الموازنة وقد ذكر فيه دراسة عن (165) مائة وخمسة وستين كلمة في القرآن الكريم.
الخاتمة: وقد ذكر فيها أهم النتائج التي توصل إليها ومن أبرزها:
(1) إن ما في كتب أصحاب الوجوه والنظائر تختلف –زيادة ونقصاً- عن بعضها البعض، ولكنها تكاد تجتمع كلمتها على معان متفقة للفظ واحد، ثم تفترق في بعض الوجوه، ويعزي هذا الاختلاف.
إما لأن أحدهم يذكر اشتقاقات كثيرة للفظ واحد، كما هي عادة الدامغاني، وقد عاب ابن الجوزي هذه الطريقة، فقال:"ولقد قصد أكثرهم كثرة الوجوه والأبواب، فأتوا بالتهافت العجاب، مثل أن يترجم بعضهم، فقال: باب الذرية، وذكر فيه (ذرني)، و (تذروه الرياح) و (مثقال ذرة)، وترجم بعضهم فقال: باب الربا، وذكر فيه: (أخذة رابية) و (ربيون) و (ربائبكم) و (جنة بربوة)، وتهافتهم إلى مثل هذا كثير يعجب منه ذو اللب إذا رآه".
وإما لأن أحدهم تساهل في ذكر معان أخرى زائدة كما صنع ابن الجوزي في كتابه "نزهة الأعين النواظر"، حيث قال:"وقد تساهلت في ذكر كلمات نقلتها عن المفسرين، لو ناقش قائلها محقق لجمع بين كثير من الوجوه في وجه واحد، ولو فعلنا ذلك لتعطل أكثر الوجوه، ولكنا تساهلنا في ذكر ما لا بأس بذكره من أقوال المتقدمين، فليعذرنا المدقق في البحث".
لذا قمت بالموازنة والبحث والاستقصاء، وتثبيت الثابت، فيما تبين لي، وظهرت حقيقته.
(2) إن أصحاب الوجوه والنظائر كثيراً ما يذكرون معنى اللفظ بما يخالف ما ذكره بعض المفسرين، وهم بهذا لا يجعلونه هو المعنى الصائب، بل إن من وجوه هذا اللفظ كذا .. بصرف النظر عن قوته أو ضعفه، ولم أغض الطرف عنه، بل قارنت وكشفت الحذر عن وجه الحقيقة.
(3) من خلال استقرائي للآيات المستشهد بها عند بعض أصحاب الوجوه والنظائر، رأيت أن غيرهم يستشهد بها على معنى آخر، وهذا يعني أن للآية الواحدة وجهين، نظر إليها بعضهم باعتبار دلالتها على وجه، ونظر إليها الآخرون باعتبار دلالتها على وجه آخر.
ولقد لقيت مني هذه الظاهرة عناية بالبحث والتدقيق والترجيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
(4) إن كتب المتأخرين قد وجدت فيها زيادة عن كتب الأقدمين، وذلك لأن المتأخرين قد زادوا وجوها رأوا في اللفظ احتمالاً لها، وقد أشار ابن الجوزي إلى ذلك، حيث قال:"وزدت فيها من التفاسير المنقولة ما لا بأس به، وقد تساهلت في ذكر كلمات نقلتها عن المفسرين ... ".
وعلى هذا فإن غالب النظر، والبحث، والدراسة، إنما تجري في هذه الزيادات.
أما ما اتفق عليه، فقل أن تجد فيه بحثاً، اللهم عند الاختلاف في الاستشهاد في بعض الآيات التي احتملت وجهاً آخر عند باحث آخر.
ومن أصحاب الوجوه والنظائر من زاد الألفاظ معان أخرى لا يحتملها اللفظ، حيث أسهب في بعض وجوه هذه الألفاظ عن حد يخرجه عن المألوف، من ذلك ما ورد في (كشف السرائر) لابن العماد، في تفسير لفظ (الشرك) و (المشي) و (الخزي).
(5) من خلال بحثي في المؤلفات ومؤلفيها، وجدت مشكلات ومعضلات:
منها: ما وجدت مؤلفه، ولكن لم نجد مؤِلفه، كما هو الحال في أحمد بن فارس الرازي، فقد صحت نسبة كتاب "الأفراد" إليه كما أشرنا في موضعه.
ومنها: ما وجدته منسوباً إلى مؤَلفه، ولكن لم أعرف من هو على وجه التعيين.
ومنها: ما وجدته مخطوطاً، ووجدت نسبة خاطئه إلى مُؤلف، كما هو الحال في كتاب "الأشباه والنظائر" للثعالبي، وحققت هذا الأمر جهد الطاقة، وأثبت الحقيقة في موضعها.
ولقد استرعت هذه الظاهرة انتباهي كثيراً في بداية البحث، ألا وهي كثرة متابعة الثعالبي لابن الجوزي، حيث كنت أقول في الوجوه الزائدة (قال ابن الجوزي وتابعه الثعالبي)، ثم وجدت أن هذه المتابعة لم تكن محض صدفة، ولا تشابه في طريقة التفكير بينهما، وإنما الأقرب للحق، أن تكون تلك الموافقة في النقل، وأن الكتابين هما لابن الجوزي، ولكن المخطوطتين للكتابين لناسخين مختلفين، ولا يعقل بحال من الأحوال أن يكون الاتفاق في النقل حتى في الزيادة والخطأ، فإن اتفاق الحق والصواب أمر ممكن، أما الاتفاق في نقل الوجوه الغريبة ليس له من التفسير إلا اتفاق المنبع للوجه الغريب، ولعل أحدهما نقل من الآخر، ولم يشر إلى المرجع.
بعد هذا كله .. يكون قد ظهر لنا ضرورة هذا البحث وأهميته العلمية، كيف لا وهو في علم التفسير، وكفى به رفعة شأن، بل هو أعم من ذلك، فإن الأصولي والفقيه المخرج للأحكام من نصوص القرآن يحتاج إليه، إذ لا يخفى على أحد أن معرفة لفظ من ألفاظ الآية يتوقف عليه معرفة المراد منها.
وقد تبين من البحث أن اللفظ الواحد قد يحتمل أكثر من معنى، لاختلاف وضعه بالنسبة لما اقترن به من ألفاظ، أو لازمه من سبب أو المناسبة، أضف إلى ذلك ما يستفيده الأديب من هذا الأسلوب الأدبي الرفيع في فصاحته وبلاغته التي كانت من أهم دلائل إعجاز القرآن، والدالة على صدق صاحب الرسالة.
وما زال هذا البحث يحتاج إلى استكمال الألفاظ بصورة أشمل، وفي بحث مطول، وأرى أن يكون البحث فيه باسم (الموسوعة القرآنية في الوجوه والنظائر القرآنية).
وأن يوضع كل لفظ من الألفاظ القرآنية المحتمل لأكثر من معنى، وأن يرتب ترتيباً هجائياً ليسهل على القارئ الرجوع إليه، ثم تذكر أقوال أئمة المفسرين في معنى هذا اللفظ، مع ترجيح الأقوال المحتملة، ورد ما لا يحتمل منها.
وأسأل الله أن يعينني على ذلك فيما أستقبله من أيام، فإن الكتاب بداية الطريق وليس نهايته.
هذا ما وفقني الله إليه، أسأل الله أن ينفع به، وأن يغفر لي ما أخطأت فيه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على معلمنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وهاكم رابط مصدر المعلومات أعلاه:
http://islamtoday.net/questions/show_ResearchScholar_content.cfm?Res_ID=136&Sch_ID=205
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[المؤمن]ــــــــ[16 Jul 2008, 09:24 م]ـ
سلام عليكم
من الكتب المفيدة في هذا الموضوع، (الوجوه والنظائر في القرآن الكريم) للأخت سلوى محمد العوّا بنت الأستاذ الكريم سليم العوّا؛ وأصل الكتاب رسالة ماجستير بتقدير ممتاز، وهوبحقّ بحث ذو قيمة علمية شهدت به الأستاذة المرحومة بنت الشاطئ.
وأنا بدوري أؤكد على هذا، فبإمكان الباحثين في هذا الجال أن يفيدوا منه.
أخوكم النذير الجزائري،أستاذ التفسير.
والّسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[22 Oct 2008, 02:50 م]ـ
كتاب الاستاذه سلوى العوا هل هو مطبوع واين لو تكرمتم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Oct 2008, 03:50 م]ـ
كتاب الاستاذه سلوى العوا هل هو مطبوع واين لو تكرمتم
نعم. طبعته دار الشروق بالقاهرة.(/)
ما سر انتهاء الفواصل في سورة الشمس بألف ممدودة بعدها هاء؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[09 Jul 2008, 06:55 م]ـ
هل لذلك علاقة بموضوع السورة؟
وهل لهذا الختم إيحاء صوتي معين يتعلق بالترهيب والتخويف حيث إن في هذه السورةتذكير لمشركي العرب بعقاب قوم ثمود حينما عصوا رسولهم، وكون هذه المقسمات عليها أشياء عظيمة دالة على قدرة الله الباهرة فيها؟
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Jul 2008, 09:12 م]ـ
مانعلمه أخي الحبيب، وهو الظاهر الجلي، أن انتهاء الفواصل في سورة الشمس بألف ممدودة بعدها هاء هو أسلوب بلاغي يطلق عليه " السجع المرصع"، وجاء مراعاة للفواصل ورءوس الآيات.
أما السر، وما يتعلق بالباطن، فنتشوق لمعرفته بما يتلاءم وشروط التفسير المعتبرة، وجزاكم الله خيرا.(/)
دروس شيخنا أبي مجاهد العبيدي في معهد الكتاب والسنة
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[09 Jul 2008, 10:42 م]ـ
الحمد لله وبعد ...
فيقوم فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني بشرح رسالة العلامة ابن عثيمين رحمه الله في أصول التفسير ضمن برنامج الفصل الدراسي الأول لمعهد الكتاب والسنة.
ومعهد الكتاب والسنة هو معهد علمي تأسس هذا العام لتدريس العلوم الشرعية عبر الإنترنت .. وعنوان الموقع هو: www.sonnah.org
وفي الرابط التالي يمكنكم الإستماع إلى دروس شيخنا القحطاني في المعهد:
http://www.islamsound.org/sound.php?catid=23
والله ولي التوفيق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Jul 2008, 12:47 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد ونفع بكم. ودعواتنا بالتوفيق للمعهد وللقائمين عليه.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[10 Jul 2008, 03:10 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة جميعاً ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Jul 2008, 10:26 م]ـ
نفع الله بكم شيخنا الحبيب، وبارك في علمكم، وجزاكم والقائمين على هذا المعهد كل خير.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Jul 2008, 04:24 ص]ـ
نفع الله بجهود الشيخ محمد العبيدي ووفقه لكل خير ..(/)
الدورة العلمية لفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله بمدينة أبها ..
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[10 Jul 2008, 02:41 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأكارم:
يسرنا أن نعلمكم بـ (الدورة العلمية المكثفة لفضيلة الشيخ عبد الكريم الخضير (حفظه الله) بمدينة أبها .. )
المدة: اسبوع بدءاً من يوم السبت 9/ 7/1429هـ الموافق 12/ 7/2008مـ
الوقت: المغرب.
المسجد: مسجد الإمام البخاري في حي الموظفين.
الدروس: تفسير سورتي الواقعة والحديد.
للإستفسار:0500051001.
النقل المباشر:
1. ستنقل الدروس في قسم البث المباشر في موقع الشيخ حفظه الله.
http://www.khudheir.com/
2 . موقع البث الإسلامي
www.liveislam.net
3 . غرفة رياض المسك الرئيسية في برنامج البالتوك
0 o0 Riyadh ALmisk ChanneL 0o0
والله ولي الهداية والتوفيق
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[11 Jul 2008, 01:23 ص]ـ
هل الدروس في مسجد البخاري بحي الموظفين أم في مسجد الغامدي بحي العرين وجزيتم خيرا
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[13 Jul 2008, 06:27 ص]ـ
غفر لإخينا أحمد بن حنبل ما صرح به سابقا وقد سألته ولم يجب ولعله لم يدخل الملتقى
الدرس لشيخنا عبدالكريم في مسجد عثمان الغامدي بحي العرين وليس كما ذكر في حي الموظفين وربما بسبب هذا الاعلان فات الدرس ليلة البارحة على بعض طلاب العلم ممن لا يعرف أبها
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 Jul 2008, 11:54 ص]ـ
بورك فيك.
وصلتني رسالة من موقع الشيخ تفيد أن الدرس في مسجد الغامدي، كما ذكر أخونا الفاضل فاضل.(/)
لغز طريف وجوابه / لكي ترسخ المعلومة في أذهاننا
ـ[المنصور]ــــــــ[10 Jul 2008, 03:37 م]ـ
سؤال: أين نظم ابن الجزري منظومته (الدرة المضية) في الثلاث المتممة للعشر؟
الجواب: في عنيزة.
نعم، إنها البلدة النجدية في وسط السعودية.
وفي ذلك قصة طريفة تعرض لها الشيخ مع الحنشل من الأعراب، حيث خرج ومعه معين الدين بن عبد الله من عنيزة وفي الطريق بعد مرحلتين أخذهم الأعراب، فعاد الشيخ إلى عنيزة ونظم بها (الدرة المضية).
رحم الله ابن الجزري. والحمد لله على كل حال.
انظر: (غاية النهاية) لابن الجزري 2/ 250.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[10 Jul 2008, 06:58 م]ـ
غفر الله لكم يا أهل نجد، أبهذا يجازى شيخ القراء؟؟!!
لقد كان لهذه المصيبة العظيمة أثرها على شيخنا الإمام ابن الجزري ـ رحمه الله ـ فنظم الدرة المضية وهو في حال من الهم والغم والكرب لا يعلمه إلا الله، فجاء نظمه آية في التعقيد، وأعجوبة في الصعوبة، عسيرا على حذاق الحفاظ، لم يؤلف على نمطه مثله، حتى إني أعرف بعض القراء حفظ الشاطبية والطيبة وتحريراتها وعسر عليه حفظ الدرة، وهي لمن حفظها تحتاج إلى تعاهد بشكل خاص، واستذكار دائم، وإلا فستنسل من صدرك انسلال الشعرة من العجين.
شكر لك للشيخ المنصور هذه الفائدة، ورحم الله ابن الجزري ونفعنا بعلومه.
ـ[المحبرة]ــــــــ[11 Jul 2008, 07:46 ص]ـ
فنظم الدرة المضية وهو في حال من الهم والغم والكرب لا يعلمه إلا الله، فجاء نظمه آية في التعقيد، وأعجوبة في الصعوبة، عسيرا على حذاق الحفاظ، لم يؤلف على نمطه مثله، حتى إني أعرف بعض القراء حفظ الشاطبية والطيبة وتحريراتها وعسر عليه حفظ الدرة، وهي لمن حفظها تحتاج إلى تعاهد بشكل خاص، واستذكار دائم
الدرة جاءت موجزة مختصرة وعلى وزن الشاطبية كما أراد ناظمها, ولعلّ هذا سبب صعوبتها مقارنة بلامية الشاطبي, وقد قال ابن الجزري في التحبير: "رأيت أن أتحف حفاظ الشاطبية بتعريف قراءات العشرة وأجعلها في متن الحرز منظومة مختصرة, فجاءت في أسلوب من اللطف عجيب ونوع من الإعجاز والإيجاز غريب, ولا شك أن ذلك ببركة قصيد الشاطبي ..... " (ص93)
وأرى أن من حفظ "الطيبة" وتحريراتها فسيجد الدرة سهلة سلسة والله أعلم ..(/)
ملتقى أهل التفسير في الميزان
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[11 Jul 2008, 02:58 م]ـ
ملتقى أهل التفسير في الميزان
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
ورغم تعرفي على عشرات المواقع التي تستحق دخول الباحثين إليها فلن أكتم شهادة عندي لملتقى أهل التفسير أنه من أفضل المواقع وأحسنها شكر الله للقائمين عليه وأجزل لهم الأجر.
كما لن أكتم شهادة عندي أن لي عليه مآخذ بقدر مكانته عندي، مآخذ كانت ولا تزال عقبات تعيقه عن تبوء موقع القمر منتصف الشهر بين النجوم.
ولقد كتبت من قبل على استحياء مقالا بعنوان "حتى لا تكون قسمتكم ضيزى" لعل المشرفين على الموقع يراجعون ضوابط المشاركات والردود عليها.
ولكأن اجتهادا منهم ألقي اقتراحي في سلة المهملات، وباعد بعض الباحثين عن النشر في ملتقى أهل التفسير.
إن اعتراض غير المتخصص أو اعتراض المتخصص بغير الأدلة لا يعني اعتماده وتشجيعه بزيادة عدد المشاركات إلا تشجيع اللغو في البحث العلمي المجرد وتثبيطه وصد الناس عنه بل لا يعني غير تصوير الموقع على أنه أحد المواقع المنشأة أصلا لقتل الفراغ ولأسباب أخرى لا يجهلها كثير من الناس.
ومن المآخذ على الموقع أنه فروعي من الفروعيين.
وأن قد امتلأ باستنساخ المتون والتراث ليكثر كل عضو من عدد المشاركات، ولست أدري كيف اعتمد القائمون على هذا الملتقى سياسة استنساخ التراث وتصوير المستنسخين على أنهم أبطال استنباط واجتهاد.
ومن العجائب أن بعض المواقع الأدبية قد تجاوزت هذه العقدة وأصبحت تبحث عن الجديد وعن الإبداع في الاجتهاد وتدعو الباحثين إلى دراسته ونقده وتمحيصه ومناقشته، أما المواقع الإسلامية فقد وقعت في هوة الشعور بقدسية التراث وأنه كالوحي المنزل القرآن والحديث النبوي، ذلك الشعور الذي يقيد المسلم عن الارتباط بالقرآن والحديث ويثاقل به عن البحث العلمي ومنه تدبر القرآن الذي خوطبت به البشرية جميعا منذ نزل القرآن إلى آخر الحياة الدنيا.
وأذكر أني قد نشرت بحثا بعنوان " حوار مع التنظيمات السرية والجهادية في مرحلة الاستضعاف " في ملتقى أهل التفسير وتم نشره حوالي نصف الساعة ثم سحب.
ولن يبرر عملية سحبه سوى الهروب من البحث العلمي والنقاش العلمي وإلا فهي فرصة للمسؤولين عن سحب ذلك البحث لإبطاله بالدليل الشرعي أي بالقرآن والحديث ذلكما الدليلان اللذان اقتصر عليهما بحث حوار مع التنظيمات السرية والجهادية.
وأذكر قريبا أني نشرت مقالا قصيرا من كتاب عريض قلت فيه "نعم إن من القرآن ما لا يعلم أحد اليوم معناه " وأعلنت أن الفواتح هي من القرآن وأن أحدا اليوم ومنذ عهد الصحابة لا يعلمون معناها وأن معناها سيصبح يوما بعد نزول عيسى ابن مريم معلوما للناس لإيقاع ونفاذ وعد الله ? ثم إن علينا بيانه ? القيامة 19 وهي أي الفواتح منه ولم تبين بعد، وثارت ثائرة واعتبروني ملحدا أو مبتدعا وسكت عجبا وعزما أن أنشر تفاصيل ذلك ولكن ليطمئن أصحاب ملتقى أهل التفسير أن نشر تلك البحوث سيكون خارج موقعهم إنصافا مني من يضيق ذرعا بالبحث العلمي المجرد في القرآن.
إن ذلك السلوك لا يتأتى إلا لمن يعتبر نفسه قد بلغ الكمال والنهاية فلا يقبل من العلم إلا ما تهواه نفسه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Jul 2008, 12:31 م]ـ
حياكم الله أخي حسن، وأسأل الله أن يوفقني وإياكم وأعضاء الملتقى لما يحب ويرضى.
أخي الكريم:
لا يوجد منتدى علمي لا تكون له ضوابط وشروط، وإلا لكان شذر مذر، لا يفيد القارئين لكثرة المواد الضعيفة وغلبتها على القوية.
ونحن في هذا الملتقى قد حرصنا على أن نكون للنخبة من المتخصصين والمعتنين بالدراسات القرآنية، ونطمح إلى أن نأتي بالجديد المفيد.
وكم أتمنى لو يكون العذر مقدمًا بين الإخوة الكرام، فنحن ـ كغيرنا ـ نواجه انتقادات كثيرة في بعض المطروح، وفي بعض من يطرح، لكننا نعرض عن هذا صفحًا؛ لأننا نراها لم تخرج كثيرًا عن السياسة العامة للملتقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أنه لا يلزم ضرورة أن نكون متوافقين في الأفكار المطروحة مع كل من يطرح، ولو عملنا هذا لضاقت علينا الدائرة، ولصرنا في صندوق صغير في هذا الفضاء الكبير، ونحن نحب أن نكون للعالمين، وليس لفئة دون فئة، فإن استطعنا أن نوصل رسالتنا إلى الناس، فهذه أمنية نتمنها، ونسعى إليها.
ومع هذا فإننا حينما نرى أن الموضوع سيدخلنا في إشكالات نحن في غنى عنها؛ نجتهد في حذفه، وياليت صدوركم تتسع لذلك، وتعلموا أننا إن أصبنا؛ فمن الله، وإن أخطأنا؛ فمن عند أنفسنا، وليسعنا فضاء الإسلام الرحيب في التعاذر والتغافر.
وأحب أن يكون عندكم ـ حفظكم الله ـ وعند جميع الأعضاء هذا المبدأ، وأتمنى أن لا تبخلوا علينا بمثل هذه الملاحظات، فما وقفنا على هذا الملتقى ليكون لنا نحن فقط، إنما نحن نديره لكم، ونتمى أن نحسن الإدارة والتوجيه.
أما ما ذكرتم من قولكم: (أما المواقع الإسلامية فقد وقعت في هوة الشعور بقدسية التراث وأنه كالوحي المنزل القرآن والحديث النبوي، ذلك الشعور الذي يقيد المسلم عن الارتباط بالقرآن والحديث ويثاقل به عن البحث العلمي ومنه تدبر القرآن الذي خوطبت به البشرية جميعا منذ نزل القرآن إلى آخر الحياة الدنيا).
فأحب ـ يا أخي الكريم ـ أن نكون وسطًا في هذا، فليس كل اجتهاد منَّا يكون إبداعًا، وأنتم قد نلتم شرف العلم، وترون كم مَّرت هذه القرون على المسلمين، وهم ينهلون من علمائها المحققين، ويشربون علمهم صفوًا عذبًا زلالاً، فتركُ ما وصولوا إليه أو الإعراض عنه أو نقده بغير علم = ليس هو السبيل الصحيح، ولا أظن أن هذا يخفاكم، وأني أرى أن الأمر كما قال القائل:
نبني كما كانت أوئلنا تبني ... ونفعل (فوق) ما فعلوا.
فما بناه الأوائل أصل نعتمده، ونجتهد في البناء عليه والتصحيح فيه.
وأما ما يتعلق بمقالكم ("نعم إن من القرآن ما لا يعلم أحد اليوم معناه ")، فالموضوع يحتاج إلى تحليل ومناقشة، ولست أرى ما توصلتم إليه ـ بارك الله فيكم ـ، ولعلي أتمكن من العودة إلى نقاش هذا الموضوع معكم مرة أخرى، إن شاء الله تعالى.
وإني لأسأل الله الكريم أن يجمعنا على الحق، وأن يرفع عنا الشحنا والبغضاء، وأن يرينا في أنفسنا وأهلينا وإخواننا ما يحبه من عباده الصالحين.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[12 Jul 2008, 07:05 م]ـ
أخي مساعد الطيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهنئك على هذا التعاطي الكبير والجميل مع ملاحظاتي
وإني لفخور بأسلوبك الهادئ المتواضع الذي جعلني أتراجع وأسحب ما وجدت من موجدة
وألتمس لكم العذر فيما حذفتم من قبل من مشاركاتي.
وأسأل الله أن يجعلنا جميعا ممن يتواصون بالحق وبالصبر وممن يهتدون بالقرآن إلى التي هي أقوم وإلى الرشد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Jul 2008, 12:49 ص]ـ
[مساعد الطيار] وليسعنا فضاء الإسلام الرحيب في التعاذر والتغافر. عبارة كبيرة في معناها، عظيمة في مرماها، سخية في مبناها، أشكر د. مساعد عليها، وعلى ما تفضل به عموماً.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[13 Jul 2008, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أمّا أنا فأشهد بالله غير محاب ولا متردد أني ما رأيت مثل موقع أهل التفسير في الانضباط والتجديد وسعة الأفق مع الأدب في المناقشة والعرض وسعة الصدر في المسائل العلمية
وأكثر من ذلك أنه موقع خدمي للباحثين وطلاب العلم متجرد من كل التبعيات والإعاقات التي نشتكي منها في الجامعات والمعاهد والمؤسسات عادة
وهو مع ذلك يخدم شريحة لم أكن أتصور مداها إلا بعد المشاركة فيه من حيث المستوى العلمي والرقعة الجغرافية والتباين في السن ونمطية التفكير مما جعله ثريا نديا
فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء
ونعترف بتقصيرنا تجاه إعانتهم على هذه المهمة العظيمة
ونسأل الله أن يخلف ويبارك لهم في المال والجاه والوقت والعلم والذرية
وأن ينفعهم به يوم لا ينفع مال ولا بنون
وأوصي إخواني بكثرة الدعاء لهم سرا وعلانية فهم والله قدواتنا في النجاح والمثابرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Nov 2009, 06:31 م]ـ
أسأل الله للجميع التوفيق والسداد.
شكر الله لكم جميعاً هذا النقد العلمي البناء، وهذا التشجيع على المزيد من العطاء.
نحن بأمس الحاجة إلى أن نكون فريقاً علمياً واحدا متكاتفاً للارتقاء بالملتقى من حيث:
- جودة الموضوعات المثارة للنقاش.
- أسلوب النقاش والحوار العلمي، حيث ينبغي أن يكون أهل الملتقى هم النموذج المحتذى في لغة الحوار الراقية، وسعة الأفق في النظر، والرغبة في الوصول للحق.
- التعاون في إنجاز المشروعات العلمية النافعة بشكل علمي وإيجابي.
وأنا على ثقة أن المتخصص في الدراسات القرآنية الذي يقرأ أو يشارك في هذا الملتقى لديه الكثير من الأفكار والموضوعات التي يمكنه أن يفيد إخوانه من خلالها، وهي فرصة ثمينة لتبادل الرأي العلمي حول الكثير من القضايا.
نسأل الله أن يجعلنا جميعاً مفاتيح للخير، متعاونين عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[12 Nov 2009, 11:11 م]ـ
لا شك أن هذا الملتقى المبارك من أجود المواقع التي تعنى بالحوار الإسلامي في كثير من القضايا والإشكالات التي تعرض للباحثين وطلاب العلم ..
فجزى الله القائمين عليه خير الجزاء ..
وبما أن هذا الملتقى المبارك جمعنا من شتى بقاع الأرض؛ وأعاد ولادتنا فيه من جديد لنكون إخوة بمعنى الأخوة الإسلامية الصحيح فإني أقترح على القائمين عليه ما يلي:
1 - أن تكون هناك لجنة علمية مختصة بالمواضيع التي تطرح في هذا الملتقى المبارك ويكون من ضمن أدوارها ما يأتي:
أ - حجز كل موضوع لا فائدة فيه، أو نوقش من قبل بما فيه الكفاية، وتقترح حلا عند حجزه كالإحالة إلى رابطه السابق إن كان نوقش، أو بيان أنه لا فائدة مرجوة من بحثه.
ب - تتبع الأعضاء الذين لا يلتزمون بأسلوب الحوار العلمي الرزين المبني على الأدلة والبراهين، لأن أمثال أولئك يلقون بظلالهم على هذا الملتقى فلا تخرج للقراء صورته الحقيقية.
ومن ثم تنصح اللجنة أي عضو أخل بشروط الحوار العلمي وتبين له مواقع الخلل في حواراته، ويكون ذلك عن طريق البريد الألكتروني له التزاما بآداب النصيحة.
2 - أن تكون هناك لجنة أخرى لإعداد المواضيع المفيدة التي تحتاجها الساحة العلمية والثقافية في العالم الإسلامي، وخاصة تلك المتعلقة بالتفسير وغيره من المعارف الإسلامية.
ولا شك أن حرص القائمين على هذا الملتقى المبارك على إفساح المجال لطلاب العلم في عرض مواضيعهم والاستفادة من نقاشها بين المتخصصين هو الذي جعلهم يغضون على وخز السفى في بعض الحوارات فجزاهم الله خير الجزاء وأعانهم على هذا الجهد المتميز الفريد، وجعله في موازين حسناتهم.
ـ[حسن عبد الجليل]ــــــــ[13 Nov 2009, 02:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
الإخوة الأحبة سلام الله تعالى عليكم ورحمته وبركاته
أؤيد ما تفضل به الإخوة الكرام الأستاذ الدكتور مساعد الطيار، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري، وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا المنتدى سبيلا لتقريب قلوب جميع المسلمين،
ولا بد لجميع الإخوة في طرحهم للموضوعات أن يحرصوا على ما يؤلّف بين القلوب ويوحد كلمة المسلمين، ولا شك أن أمور الاختلاف قد تكثر لكن إخلاص النيّة لله لا بد أن يؤتي أكله في جمع الكلمة.
ومعلوم أيضا أن كل ما يكتب في أي منتدى سيطّلع عليه كثير من الناس وسؤخذ تاريخا على كاتبه، وأنا أؤيد إدارة أي منتدى ومشرفيه في أن يحذفوا أي أمر يرون فيه شرارة قد تؤجج خلافا لا فائدة ترجى منه، أو أي أمر قد يسيء إلى صاحبه مستقبلا إن غفل عنه صاحبه.
والله سبحانه وتعالى نسأل أن يوفق القائمين على هذا المنتدى ويأخذ بأيديهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.(/)
العين الحمئة والقوم عندها
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 Jul 2008, 11:05 م]ـ
جاء في تفسير الجلالين في تفسير الآية 86 من سورة الكهف "حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا")
{حتى إذا بلغ مغرب الشمس} موضع غروبها {وجدها تغرب في عين حمئة} ذات حمأة وهي الطين الأسود وغروبها في العين في رأي العين وإلا فهي أعظم من الدنيا {ووجد عندها} أي العين {قوما} كافرين {قلنا يا ذا القرنين} بإلهام {إما أن تعذب} القوم بالقتل {وإما أن تتخذ فيهم حسنا}
ما علاقة كون العين حمئة والقوم عندها يستحقون العذاب أو المعاملة الحسنة؟
وهل في النص دليل على أنهم كانوا كافرين؟
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Jul 2008, 12:16 ص]ـ
الأخ الكريم مصطفى:
لمناسبة سؤالك قمت بإنزال مقال للأستاذ بسام جرار يتعلق بالمسألة وجدته مناسبا لدفع بعض الإشكالات وعنوان المقال: فأتبع سببا
ولي هنا بعض الملاحظات:
أولاً: قول الجلالين: (بالإلهام) غير مقبول وإنما هناك احتمالات منها أي يكون تابعا لنبي أو أن يكون نبياً. ولم لا؟!
ثانياً: يبدو أن المستوى الحضاري لهؤلاء الناس كان أفضل من الأمم الأخرى مما يقتضي أن يشرع لهم نظاما للعقوبات.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Jul 2008, 06:18 ص]ـ
يبدو أن المستوى الحضاري لهؤلاء الناس كان أفضل من الأمم الأخرى مما يقتضي أن يشرع لهم نظاما للعقوبات.
هل هذا المستوي هو السبب في كون العين حمئة؟
فهي فاسدة -ملوثة - فيستحق من أفسدها أن يعذب،(/)
فأتبع سبباً
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[12 Jul 2008, 12:01 ص]ـ
لمناسبة سؤال الأخ مصطفى سعيد، وما نقله عن تفسير الجلالين رأيت أن من المناسب نقل هذا المقال:
فأتبع سبباً
بقلم: بسام جرار – مركز نون
جاء في الآية 86 من سورة الكهف:" حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ... "، وجاء في الآية 90 من السورة:" حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم ... "
وقد استشكل أهل التفسير الآيتين، وذلك لما علم من أنّ الشمس لا تغرب في عين معينة ولا تشرق أيضاً على مكان محدد. جاء في أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري:" ... وغروبها إنما هو نظر العين، وإلا فالشمس في السماء والبحر في الأرض". وهذا القول يمثل مذهب عامة أهل التفسير، وعلى وجه الخصوص بعد النهضة العلمية في العصور العباسية.
والذي نراه أن لا إشكال. ولإيضاح ذلك نقول:
أولاً: جاء في الآية 9 من سورة المزمل:" رب المشرق والمغرب ... "، وجاء في الآية 17 من سورة الرحمن:" رب المشرقين ورب المغربين"، وجاء في الآية 40 من سورة المعارج:"فلا أقسم برب المشارق والمغارب ... ". فالآيات الكريمة تصرح بأنّ هناك مشرقاً ومغرباً، ومشارق ومغارب. بل هناك أيضاً مشرقان ومغربان، ويبدو أنهما يتعلقان بالشمس والقمر. ومعلوم أنّ في كل لحظة شروقاً وغروباً، ومعلوم أيضاً أنّ للشمس في كل يوم مكاناً للشروق يختلف عن اليوم السابق أو اللاحق، وكذلك الأمر في الغروب.
ثانياً: عندما تشرق الشمس على مكان تكون قد غربت في اللحظة نفسها عن مكان آخر. فالمكان الواحد هو مشرق بالنسبة لمكان ثانٍ ومغرب بالنسبة لمكان ثالث. ومن هنا لا نستطيع أن نصف مكاناً بأنه مشرق أو مغرب حتى نحدد الجهة التي ننسب القول إليها. فالأمر إذن هو نسبي.
ثالثاً: عندما تغيب الشمس في مياه البحر، تكون قد غابت فيها حقيقة، وليس الأمر كما تُوهمه عبارات الكثيرين عندما يقولون: "إنما هو نظر العين". وحتى يتضح المقصود نقول:"عندما تغيب الشمس ما الذي يُغيِّبها؟! الجواب: إذا كانت تغيب في البحر فالذي يُغيّبها ماء البحر، بدليل أننا لو أزلنا ماء البحر بعد غيابها بدقائق ستظهر الشمس مرة أخرى وتشرق. وإذا كانت تغيب وراء الجبال الشاهقة وقمنا بعد غيابها بدقائق بنسف الجبال فستشرق مرة أخرى.
رابعاً: لم يكن ذو القرنين يسير في الأرض على غير هدى، بل كان له مهمة محددة وكان يعلم ما يريد وأين يذهب. وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بوضوح عندما قال، بل وكرر القول لتأكيد الأهمية وإبراز مركزية هذا الأمر في القصة:" فأتبع سبباً" الكهف85، " ثم أتبع سبباً" الكهف89، "ثم أتبع سبباً" الكهف 92. والملاحظ أنّ كل عبارة هي آية كاملة.
جاء في تفسير الرازي:" السبب في أصل اللغة عبارة عن الحبل ثم استعير لكل ما يتوصل بها إلى تحصيل ذلك الشيء". وعليه، فالسبب: ما يُتوصّل به لتحقيق المراد، أي الهدف. فذو القرنين إذن كانت له أهداف، وكان قبل أن يتوجه إلى مكانٍ مستهدفٍ ومعلومٍ له يقوم باتخاذ كل الوسائل المتوقع أن توصله إلى هدفه. وكان يسلك ذلك السلوك في كل مرة يتحرك فيها نحو هدفه المعلوم. فذو القرنين إذن يخطط ويحسب ويُقدّر ثم ينطلق ولديه كل ما يلزم للوصول وتحقيق الأهداف.
خامساً: إذا عرفنا كل ذلك تبين لنا أنّ ذا القرنين كان يستهدف أماكن محددة؛ فقد كان مأموراً أن يتوجه إلى جهة الشرق حتى يصل إلى المكان المحدد له، وأن يتجه جهة الغرب حتى يصل إلى المكان الذي حدد له، وأن يتجه اتجاهاً ثالثاً علمه فاتخذ للوصل إليه كل الأسباب اللازمة. فهناك إذن مكان جهة الشرق بالنسبة له، وآخر جهة الغرب، وثالث يحدده المكان الذي انطلق منه ذو القرنين.
وحتى نفهم المسألة دعنا نفترض أنه كُلّف بالاطلاع على واقع بعض الأمم في شرق إفريقيا وغربها وجنوبها، فعندما وصل غرب إفريقيا وجد الشمس تغرب في المحيط الأطلسي، وهذا حقيقة وليس ما تراه العين فقط. ولما وصل شرق إفريقيا وجد أنّ الشمس تشرق من البحر الأحمر، وهذه حقيقة، ولكنها لا تكون حقيقة حتى نحدد المكان قبل أن نحدد الاتجاه. ومن هنا يصح أن نقول: شرق إفريقيا البحر الأحمر، وغرب أمريكا المحيط الهادي. وبعبارة أخرى نقول: تُشرق الشمس على أمريكا من المحيط الأطلسي، وتغرب عنها في المحيط الهادي. وبغير هذا لا يمكننا أن نحدث بعضنا البعض.
سادساً: هناك احتمال أن يكون ذو القرنين نبياً، وإن لم يكن نبياً فتابع لنبي معاصر، ويظهر ذلك في قوله تعالى:" ... قلنا يا ذا القرنين إما أن تُعذبَ وإما أنْ تتخذَ فيهم حُسناً" الكهف 86(/)
خصائص منهج السلف في التفسير!
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[12 Jul 2008, 12:06 ص]ـ
الحمد لله وبعد ..
قبل أيام سمعت فضيلة الشيخ مساعد الطيار وهو يتحدث عن خصائص تفسير السلف من حيث العبارة.
وكان موضوعاً مهماً؛ هو فارسه.
ولفت الانتباه إلى الفارق بينه وبين منهج السلف في التفسير.
هنا وقفت
وتمنيت - ولا أزال - أن يتم الحديث عن خصائص منهج السلف في التفسير، لاسيما ونحن نرى إقبالاً عاماً على تعلم التفسير وتعليمه، الأمر الذي يخشى فيه من الزلل والخطأ في معرفة مراد الله.
فهل من فارس؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Jul 2008, 03:49 ص]ـ
نعم أخي الكريم كان للدكتور مساعد الطيار حفظه الله درس بهذا العنوان في دورة بداية المفسر المنعقدة في المندق .. وهو فارس الموضوع فلعله يتحفنا بارك الله فيه ..
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[14 Jul 2008, 04:57 م]ـ
للرفع
لعل الدكتور مساعد الطيار حفظه الله يطلع ويفيدنا.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Aug 2008, 06:10 ص]ـ
لأخي الدكتور عيسى الدريبي بحث بعنوان: من معالم التيسير في تفسير السلف. منشور في مجلة البحوث والدراسات القرآنية , العدد الثالث 1428 هـ , من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف.
وكذا للدكتور الفاضل محمد الربيعة بحث بعنوان: منهج السلف في تلقي القرآن. شارك به في مؤتمر: فهم القرآن .. مناهج وآفاق. وهنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12529) تفاصيله.(/)
كتاب لايأتون بمثله! للأستاذ محمد قطب ....
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:28 ص]ـ
للأستاذ محمد قطب متعه اللهُ بالصحة والعافية
كتاب نافع ماتع بعنوان لايأتون بمثله! والناشر دار الشروق
والكتاب قائم على مائتين صفحة ويحتوي على:
مقدمة
من الإعجاز البياني
من الإعجاز الدعوي
من الإعجاز التربوي
من الإعجاز التشريعي
من الإعجازالعلمي
المستشرقون والقرآن
----------- والكتاب بحق يستحق الاقتناء والاعتناء.
ـ[أمنية أحمد السيد]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Aug 2008, 06:16 ص]ـ
هاهنا قديماً عرضٌ للكتاب وتحميل (كتاب جديد يتحدث عن إعجاز القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=284)) .(/)
تعليقات الشيخ مساعد الطيار على (المجمل والمبين) من الإتقان
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[15 Jul 2008, 07:26 ص]ـ
النوع السادس والأربعون: في مجمله ومبينه
• هذا المبحث وما بعده مباحث أخذت من كتب أصول الفقه، وإن كانت ـ أيضًا ـ من علوم القرآن.
• مصطلحات النص والمجمل عند علماء الأصول:
1. النص: ما احتمل وجهاً واحداً مثل: ?تلك عشرة كاملة?.
2. الظاهر: ما احتمل معنيين فأكثر، وأحدهما أظهر، وذلك لو قلت: (رأيت أسدًا) يحتمل الدابة، ويحتمل الرجل الشجاع، وأوَّل ما ينصرف الذهن إليه هو الدابة.
3. المجمل: أن يحتمل أكثر من معنى على السواء؛ كما في "قرء وعين ".
4. المبيَّن: لم يعرفه المؤلف ولكن البيان مقابل الإجمال وهو رفع الخفاء الذي في الإجمال مثال ذلك نحو قوله: ?مِنَ الْفَجْرِ? بعد قوله: ?الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ? (البقرة:187) فقد تعين أن يكون بياض النهار وسواد الليل.
• قول السيوطي: (وللإجمال أسباب) هذه الأسباب للإجمال قد تكون ـ أيضًا ـ من أسباب الاختلاف بين المفسرين.
• وقوله: (منها الاشتراك) هو الاشتراك اللغوي، وهو أن يكون اللفظ لأكثر من مسمى , ثم قال: (نحو ?وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ? (التكوير:17) فإنه موضوع لأقبل وأدبر) أقول: وقد يكون الإقسام في هذا الموضع بإقبال الليل وإقبال الصبح, وقد يكون إقسامًا بآخر مرحلة من الليل وأول مرحلة من النهار.
• وقوله: ?أو يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ? (البقرة:237) أقول: أي: إما أن يكون الأب وأما أن يكون الزوج، وليس المقام هنا مقام ترجيح، وإنما المراد أنه وقع الإجمال هنا.
• قول السيوطي: (ومنها: الحذف نحو ?وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ? (النساء:127) قال الشيخ مساعد: يختلف بحسب جنس اليتيمة فإن كانت ذات جمال أو غِنىً؛ فتكون (في)؛ أي: ترغبون في نكاحهن.
وإن كانت غير جميلة أو غنيَّة؛ فتكون (عن)؛ أي: ترغبون عن نكاحهن.
• قال السيوطي: (تنبيه: قال ابن الحصار: من الناس من جعل المجمل والمحتمل بإزاء شيء واحد والصواب أن المجمل: اللفظ المبهم الذي لا يفهم المراد منه, والمحتمل: اللفظ الواقع بالوضع الأول على معنيين مفهومين فصاعداً)
قال الشيخ مساعد:لم أجد أحداً فرَّق هذا التفريق غير ابن الحصار، والجمهور على التفريق السابق, وابن الحصار له آراء دقيقة في علوم القرآن وينقل عنه السيوطي كثيراً.
تعليقات عامة على هذا النوع:
• هذا النوع من المباحث العقلية؛ لأن الربط بين الآيتين هو من الاجتهاد العقلي المحض وإن كان المطَّبق عليه نقلياً.
• هذا النوع من علوم التفسير؛ لأنه يتأثر به المعنى؛ ثُمَّ هو من علوم القرآن بعد ذلك.
• هل يدخل (المجمل والمبين) في الأخبار والأحكام؟
نعم، وعلماء الأصول يُعنَون بما يخصُّ الأحكام من الآيات , وأمثلة الأخبار كثيرة، لكن قلَّما يُعرِّجون عليها؛ لذا يمكن إتمام عملهم باستقراء الآيات الخبرية التي تدخل في هذا النوع، وبهذا يكون البحث في هذا النوع من علوم القرآن المشتمل للأحكام والأخبار.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن الأخرى:
- له علاقة بأحكام القرآن.
- له علاقة بالمتشابه النسبي؛ لأن المجمل لا يعلمه كل أحد، بل يعلمه العلماء.
- له ارتباط بمشكل القرآن فالإجمال من أسباب الإشكال.
• من أفضل التفاسير التي تعنى بتطبيق المجمل والمبين: تفسير أضواء البيان للشنقيطي.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[15 Jul 2008, 10:13 ص]ـ
نفع الله بكم وبالشيخ مساعد(/)
دلالة الاسمين: الله رب العالمين في الكتاب المنزل
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 11:09 ص]ـ
دلالة الاسمين الله رب العالمين في الكتاب المنزل
إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن اسم} الله {حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما:
• لبيان عبادة وتكليف من الله المعبود يسع جميع المخاطبين به الطاعة والعصيان.
• أو لبيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين.
• أو لبيان أثر الإيمان والطاعة على المكلفين.
• أو لبيان أثر الكفر والمعصية على المكلفين في الدنيا.
• أو لبيان الحساب والجزاء في الآخرة.
وإن اسم} رب العالمين {حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما:
• ليقوم به أمر أو فعل خارق يعجز العالمون عن مثله وإيقاعه كما يعجزون عن دفعه.
• أو لبيان نعمه التي لا كسب للمخلوق فيها وما يجب له من العبادة والشكر.
• أو لاستعانته ليهب لنا في الدنيا ما لا نبلغه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر.
ولهذه القاعدة في الكتاب تقييد له دلالات عميقة كرزق الله الذي يقع على ما لا كسب للمخلوق فيه ورزق ربنا الذي يقع على ما اكتسبه المخلوق بجهده من تمام نعمة ربه عليه.
وإنما أسند الرزق إلى الله في الكتاب المنزل على ما لم يكتسبه المرزوق به بجهده كما في قوله:
• ? ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا {الطلاق 11
• ? زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب {البقرة 212
• ? يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب {النور 38
• ? ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله {الأعراف 50
ولا تخفى دلالته على نعيم أهل الجنة الذين أدخلوها بفضل الله.
وكما في قوله:
• ? وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا وشربوا من رزق الله {البقرة 60
• ? وكفّلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب {عمران 37
• ? وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها {الجاثية 5
• ? وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم {العنكبوت 60
وكان الماء الذي انفجر من الحجر لما ضربه موسى بعصاه هو والمنّ والسلوى الذي نزّل على بني إسرائيل مع موسى هما رزق الله بغير جهد منهم ولا كسب، أمروا أن يأكلوا ويشربوا منه.
وكان ما يلقى إلى مريم من رزق وهي في المحراب هو رزق الله إياها من غير كسب منها ولا جهد.
وكان الماء الذي نزّله الله من السماء هو رزق الله الدواب والناس من غير جهد منهم ولا كسب.
وإنما وقع في الكتاب رزق ربنا على ما اكتسبه المكلف من تمام نعم ربه عليه كما في قوله:
• ? لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور {سبأ 15
• ? قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا {هود 88
ويعني أن أهل سبإ كانوا يحرثون ويأكلون من الجنتين ويعني أن شعيبا كان قويا كاسبا يأكل من كسبه ولم يكن متسولا يسألهم رزقا.
فأما بيان ما كلف الله به من العبادة فكما في قوله} اعبدوا الله {وقوله} اتقوا الله {وقوله} وقوموا لله قانتين {البقرة 232.
وأما بيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين وأعانهم بها ليعبدوه فكما في قوله} فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له {العنكبوت 17 من قول إبراهيم يعني اسألوا الله أن يرزقكم لتقوى أجسامكم على الطاعة والعبادة، وقوله} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين {الذاريات 56 ـ 58 يعني أن الله يرزق الإنس والجن ليتمكنوا بالرزق والقوت من العبادة، وكما في قوله} خلق الله السماوات والأرض بالحق {العنكبوت 44 أي لأجل أن يعبد ويذكر فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أثر الطاعة على المكلفين في الدنيا فكما في قوله} ويزيد الله الذين اهتدوا هدى {مريم 76 وقوله} فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين {الفلاح 28 وقوله} هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين {يونس 22 فكانت نجاتهم بسبب أثر طاعتهم في دعوتهم الله مخلصين له الدين.
وأما بيان أثر المعصية على المكلفين في الدنيا فكما في قوله} إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم {البقرة 7 أي بسبب كفرهم وإعراضهم عن النذير عوقبوا بذلك، وقوله} إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون {البقرة 159 فلعنة الله إنما كانت بسبب أن كانوا يكتمون ما جاء به النبيون من البينات والهدى في الكتاب، وقوله} كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب {الأنفال 52 والمعنى أنهم بسبب كفرهم بنعم الله التي أنعم عليهم بها ليعبدوه ويطيعوه عذبهم في الدنيا.
وأما بيان الحساب بعد البعث فكما في قوله} ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب {النور 39 وقوله} يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين {النور 25.
وأما بيان الجزاء فكما في قوله} فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين {المائدة 85 وقوله} ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون {فصلت 28.
وأما بيان أن كل فعل أو أمر أسند إلى ربنا فإنما هو أمر خارق يعجز العالمون عن مثله فكما في قوله} قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر {الإسراء 102 من قول موسى في وصف الآيات المعجزة التي أرسله ربه بها وكما في قوله} قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم {فصلت 9 ـ 12، ولا يخفى أن عاقلا من العالمين لا يستطيع ادعاء مثل هذا.
وأما بيان أمر ربنا الذي يعجز العالمون عن دفعه فكما في قوله} يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود {هود 76 من قول رسل ربنا من الملائكة الذين أرسلوا بعذاب قوم لوط وكما في قوله} وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر {القمر 50.
وأما بيان نعم ربنا التي لا كسب للمخلوق فيها فكما في قوله} ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله {الإسراء 66 وقوله} ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزّل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره {الزخرف 9 ـ 13.
وأما بيان ما يجب لربنا من العبادة والشكر على نعمه فكما في قوله} ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون {الزخرف 13 ـ 14، وقوله} لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور {سبأ 15 وقوله} يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم {البقرة21 ـ 21.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بيان ما يجب علينا من استعانته ليهب لنا في الدنيا والآخرة من نعمه ويصرف عنا من الضر والكرب ما لا نستطيعه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر القليل فكما في دعاء النبيين وضراعتهم ربهم حيث وقعت في القرآن كما في قوله} وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم {الأنبياء 83 ـ 84.
إن قوله} باسم الله {حيث وقع في الكتاب فإنما هو للدلالة على عبادة وتكليف من الله يجب أن يقوم به المكلف العابد مستعينا ومبتدئا باسم الله الذي شرع له ذلك الفعل ومخلصا له فيه من غير إشراك معه وكما بدأ طاعته بإعلان أنها باسم الله المعبود الذي شرعها له. وهكذا ركب نوح ومن معه في السفينة كما في قوله} وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها {هود 41 فأطاع أمر الله حين أوحي إليه قوله} قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن {هود 40 فجرت بهم الفلك على الماء الطوفان وجرت بعدها كل سفينة على الماء والعادة أن تستقر عليه وتغرق فكان جريانها في البحر بما ينفع الناس إنما هو باسم الله الذي أوجب على من في السفينة وعلى الناس أن يستعينوا بالسفن وبمنافعها في طاعة الله وعبادته، ولو قال نوح باسم ربي مجراها ومرساها لم تجر سفينة على البحر بعدها إلا لمثله، إذ ما كان باسم ربنا هو الآية الخارقة المعجزة مع رسله من الملائكة والبشر.
وهكذا لم يحل من الذبائح والصيد البري إلا ما ذكر اسم الله عليه كما في المائدة وثلاثة كل من الأنعام والحج.
إن حرف الأنعام} ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق {الأنعام 121 ليعني أن إزهاق الحياة في الطير والدواب إنما يجب أن يكون باسم الله الذي شرع لنا أكلها لنحيى ونقوى على العبادة، أما ما لم يذكر اسم الله عليه منها فتجرد من هذا القصد والنية فهو فسق خرج به الإنسان عن الوحي الذي جاء به النبيون وعن مقتضى العبودية إلى المعصية والعبث فحرم على المسلمين أكله، ولئن كان النهي عن الأكل من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكي منها بإنهار دمه وذكر اسم الله عليه فما ظنك بقتل الصحيح من الطير والأنعام عبثا وما ظنك بقتل الإنسان إذا لم يكن من المكلف به طاعة لله ورسوله.
إن الذي يقول " باسم الله " قبل طعامه وشرابه المباح قد أطاع الله في قوله} وكلوا واشربوا ولا تسرفوا {الأعراف 31.
وإن الذي يقول " باسم الله " ويأكل الخنزير والميتة والدم غير مضطر فقد افترى على الله كذبا وادعى أن الله قد شرع ذلك.
وإن الذي يقول " باسم الله " ويطأ زوجته قد أطاع الله في قوله} وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين {النساء 24 فهي كلمة الله التي استحللنا بها فروج النساء.
وإن الذي يقول " باسم الله " ويزني قد افترى على الله وادعى أن الله شرع له الزنا وكلّفه به وما أشبهه بسلفه من القرامطة الذين كانوا يقرأون القرآن لابتداء الليالي الحمراء فإذا سكت القارئ أطفئت المصابيح ووقع كل رجل على من تقع يده عليها ولو كانت أخته أو أمه كما سنّه علي ابن الفضل الجدني القرمطي في آخر القرن الثالث الهجري في اليمن.
إن قوله} باسم الله الرحمن الرحيم {ليعني أن قائلها ككاتبها يشهد على نفسه ويقر بأنه يبتدئ فعلا هو من تكليف الله تماما كما تعني رسالة سليمان إلى ملكة سبإ والملإ معها من قومها} إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا عليّ وأتوني مسلمين {النمل 30 ـ 31 أن سليمان رسول الله إلى الناس وأن كتابه هذا هو من رسالته إليهم وهم أعم من بني إسرائيل فزيادة التكليف بقدر زيادة التمكين كما بينت في فقه المرحلية، ويأتي لاحقا سبب ابتداء فاتحة الكتاب كالسور بـ} باسم الله الرحمن الرحيم {وسبب إيراد اسم الرحمة فيها وفي كتاب سليمان وإنما يتم المعنى في ما تقدم باسم الله إذ هو من تكليف الله عباده فهو مما يقدرون عليه ويستطيعونه ويسع كلا الطاعة والعصيان.
ولقد تضمن الكتاب الأمر بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه} في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه {النور 36 ومن المثاني معه قوله} ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها {البقرة 114، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من الأمر بدعاء الله بأسمائه الحسنى.
وأما فاتحة العلق} اقرأ باسم ربك الذي خلق {فلإظهار أن قراءة النبي الأمي r القرآن من أوله إلى آخره كما نزّله جبريل على قلبه هي خارقة معجزة لا يقدر عليها أحد من العالمين وإنما تمت باسم ربه الذي خلق كما أن خلق الإنسان من علق لا يقدر عليه غير ربه فكذلك قراءة النبي الأمي r القرآن لا يقدر على إيقاعها غير ربه.
وقد يحسب الجاهل ذلك مبالغة بل لو أبدل النبي الأمي r اسما من أسماء الله الحسنى بآخر منها أو حرفا بآخر ولو كان من فواتح السور التسع والعشرين لانخرمت المثاني في الكتاب ولفسد نظم الكلام ومعناه ولوقع فيه اختلاف كثير كما سأثبته إن شاء الله ولبطل وصف البدل بأنه من كلام الله.
إن القرآن هو من عند الله وإنما محمد r رسول الله به وخاتم النبيين بلغ وحي الله ولم يزده حرفا أو ينقصه منه رغم أنه كان أميا لا علم له بالكتاب والإيمان قبل نزول الوحي عليه كما في قوله} بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين {يوسف 3 ومن المثاني معه قوله} وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان {الشورى 52، وهكذا كانت قراءة النبي الأمي r قد تمت باسم ربه لأنها خارقة معجزة، وكانت قراءة القرآن بعدها غير خارقة فابتدئت الفاتحة كما السور بقوله} باسم الله الرحمن الرحيم {وتعني أنها كسائر العبادات يسع كلا طاعتها وعصيانها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:32 م]ـ
هذه جزئيات من مقمة التفسير قد نشرتها سابقا ولم أشأ بعد نشر التالي من التفسير
لإدراكي أنه ثورة ستنسف كثيرا من التراث الإسلامي بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي، ولأجل الإنصاف فقد نشرت هذه الجزيئات لتسهيل إبطالها ودحضها بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي لا غيرهما من المألوف لدى الناس ولأرجع وأعلن الرجوع.
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد(/)
من معاني الأسماء الحسنى في الكتاب المنزل
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 11:14 ص]ـ
الأسماء الحسنى
إن الوعد غير المكذوب كما في قوله} فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب {هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله} أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه {القصص 61 وكما في قوله} قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا {طه 86.
وإن قوله} ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون {القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله} وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون {الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في سورة القصص.
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله} وكان {وكما سيأتي بيانه مفصلا.
الرحمان الرحيم
ومن الأسماء الحسنى اسمه "الرحمان الرحيم" ويعني حيث وقع في القرآن أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه في الدنيا المرحوم من الرحمان الرحيم فلا يعذب أو سيكشف عنه الضر، ويعني حيث وقع في الكتاب أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه المرحوم من الرحمان الرحيم فينجيه من العذاب الموعود في اليوم الآخر برحمته كما في قوله:
• ? قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين {الأنعام 15 ـ 16
• ? وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم {غافر 9
ويعني حرف الأنعام أن المرحوم في اليوم الآخر هو من صرف عنه العذاب.
ويعني حرف غافر أن المرحوم في يوم القيامة هو من وقاه الله السيئات فلم تعرض عليه ولم يحاسب بها.
وكما في قوله:
• ? قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين {هود 43
• ? ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم {الإسراء 54
• ? يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون {العنكبوت 21
• ? قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي {الأعراف 156 ـ 157
• ? قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا {الملك 28
ويعني حرف هود أن الطوفان الذي عذّب به قوم نوح إنما نجا منه من رحمه الله، أي أن المغرقين به لم يرحمهم الرحمان بل عذّبهم ولن يقدر أحد من العالمين أن يصيب برحمة من لم يرحمه الرحمان كما في قوله} أمّن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور {الملك 20.
ويعني حرف الإسراء والعنكبوت والأعراف أن الرحمان إنما يصيب بعذابه من لم يدخله في رحمته بل حرمه منها وأن المرحوم برحمة الرحمان هو الذي يسلم من عذابه.
ويعني حرف الملك أن الإهلاك وهو بالتعدية العذاب المحيط بصاحبه فلا ينجو منه إنما يقع على من حرم من الرحمة وكذلك دلالة قوله:
• ? يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا {مريم 45
• ? وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون {يس 22 ـ 24
ويعني حرف مريم أن المحروم هو من لم يرحمه الرحمان وعذبه.
ويعني حرف يس أن من أراده الرحمان بضر لن يغني عنه أحد كائنا من كان ولن ينقذه مما أراده به الرحمان من الضر والعذاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولن يحرم من رحمة الرحمان إلا من لا خير فيه ممن هم أضل من الأنعام لهم قلوب لا يفقهون بها ما جاء به النبيون من العلم والهدى والبينات، ولهم أعين لا يبصرون بها الهدى، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات الله وهي تتلى عليهم كما في قوله:
• ? بسم الله الرحمان الرحيم {
• ? وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين {الشعراء 5
• ? ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين {الزخرف 36
• ? وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمان هم كافرون {الأنبياء 36
وتعني البسملة في أوائل السور أن من لم ينتفع بقراء القرآن فهو محروم من رحمة الرحمان كما هي دلالة قوله} وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون {الأعراف 204 ويعني أن قراءة القرآن والاستماع له والإنصات هي أسباب تعقل الذكر، ومن عقل الذكر فهو حري أن يخشى الرحمان بالغيب لينجو برحمته من العذاب الموعود في الدنيا وفي الآخرة.
وتعني البسملة في ابتداء الطاعات أن من لم ينتفع بطاعته فهو محروم من رحمة الرحمان الرحيم.
ويعني حرف الشعراء تخويف الناس من الإعراض عن ذكر الرحمان الذي يؤدي إلى تكذيب موعودات الكتاب المنزل يوم تقع ويومئذ لن يرحم الرحمان المعرضين المكذبين بل سيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أي سيعذبون في الدنيا والآخرة ولا يرحمون.
ويعني حرف الزخرف أن من لم يبصر الحق والهدى في ذكر الرحمان وهو الكتاب المنزل فهو محروم من رحمة الرحمان، ووليه الشيطان.
ويعني حرف الأنبياء أن الكافرين بذكر الرحمان لن يرحمهم من دونه أحد.
القادر القدير المقتدر
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه "القادر القدير المقتدر" حيث وقع في الكتاب فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه بعد نزول القرآن وكذلك دلالة قوله:
• ? أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا {الإسراء 99
• ? أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم {يس 81
• ? ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير {العنكبوت 20
• ? وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير {النحل 77
ويعني أن الله سيفني السماوات والأرض وما فيهما ويعدمهما حتى كأن لم يخلقا من قبل وينشئهما النشأة الآخرة بعد الأولى وهي خلق مثلهم يوم تقوم الساعة كما في المثاني معه في قوله} يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات {إبراهيم 48.
وإن قوله:
• ? ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير {الحج 6
• ? ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير {فصلت 39
• ? فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير {الروم 50
• ? أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير {الشورى 9
• ? أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير {الأحقاف 33
• ? أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوّى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى {خاتمة القيامة
• ? أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على أعلم أن الله على كل شيء قدير {البقرة 259
وشبهه ليعني أن إحياء الموتى وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه يوم البعث.
وإن قوله:
• ? أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إنه على كل شيء قدير {البقرة 148
• ? ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بثّ فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير {الشورى 29
• ? إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير {هود 4
• ? إنه على رجعه لقادر {الطارق 8
(يُتْبَعُ)
(/)
وشبهه ليعني أن جمع من في السماوات والأرض في يوم الجمع هو وعد حسن من الله في الكتاب.
وإن قوله:
• ? ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء والله على كل شيء قدير {المائدة 40
• ? لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير {البقرة 284
• ? إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر {خاتمة القمر
وشبهه ليعني أن الحساب والمغفرة والعذاب وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه في يوم يقوم الحساب وفي اليوم الآخر.
وإن قوله:
• ? والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير {النور 45
• ? وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا {الفرقان 54
• ? ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير {المائدة 17
• ? الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما {خاتمة الطلاق
وشبهه ليعني أن قد وقع من ذلك ما شاء الله ولا يزال خلق كل دابة من ماء وخلق ما يشاء الله وتنزل الأمر بين سبع سماوات ومن الأرض مثلهن مستمرا لم ينقطع حتى يعلمه الناس رأي العين بعد نزول القرآن ليقع في الدنيا نفاذ وعد حسن من الله في الكتاب.
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه "القادر القدير المقتدر" حيث وقع في القرآن فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه قبل انقضاء الحياة الدنيا وكذلك دلالة قوله:
• ? فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير {البقرة 109
• ? إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا {النساء 133
• ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير {البقرة 106
• ? إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير {التوبة 39
• ? الحمد لله فاطر السماوات جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير {فاطر
وسيأتي بيانه في "بيان القرآن".
الغفور الغفار
ومن الأسماء الحسنى اسمه "الغفور الغفار" فهو غافر الذنب أي يستره يوم القيامة فلا يعرض على صاحبه بل يغفره الغفور، وما ستره الله يومئذ من السيئات فلن يكتبه الملائكة الكرام الكاتبون يوم يقوم الحساب ولن يعذب به العبد، كما هي دلالة قوله:
• ? قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم {القصص 16
• ? يوم لا يخزي الله النبيّ والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا {التحريم 8
• ? إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم {القتال 34
• ? والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين {الشعراء 82
• ? ربنا اغفر لي ولوالديّ وللمؤمنين يوم يقوم الحساب {إبراهيم 41
• ? مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم {القتال 15
وتعني أن يوم الحساب هو يوم مغفرة الذنوب، وحرف القصص صريح في أن الله غفر ذنب موسى ولا يخفى انتشار خبر قتله القبطي في الدنيا وخروجه هربا من القصاص، وإنما سأل موسى ربه أن يستر ذنبه في الآخرة وأجيبت دعوته فلن يعرض عليه يوم الحساب قتله القبطي ولن يكتبه الكاتبون ولن يؤاخذ به.
وحرف التحريم صريح في وصف يوم القيامة، وكذلك حرف القتال لأنه بعد الموت، وذكر بصيغة المستقبل، وإبراهيم يطمع أن يستر الله خطيئته يوم الدين فلا تعرض عليه، ودعاؤه صريح في أن محل المغفرة إنما هو يوم يقوم الحساب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف القتال أن للمتقين في الجنة مغفرة من ربهم أي أن أعمالهم السيئة في الدنيا لن تعرض عليهم بل قد غفرها الله لهم وسترها عنهم فلا يضيقون بها ذرعا ولا تنغّص عليهم ما هم فيه من الكرامة ودار الخلود خلافا لأهل النار الذين تعرض عليهم سيئاتهم وهم في النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الرحمة كما في قوله} كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار {البقرة 167.
وإن قوله:
• ? ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم {هود 52
• ? هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب {هود 61
• ? واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود {هود 90
ليعني أن كلا من هود وصالح وشعيب أمر قومه أن يسألوا ربهم أن يغفر لهم في يوم الحساب ما سلف من كفرهم إذ الإيمان بالله واليوم الآخر هو الخطوة الأولى من الإيمان ثم يتبعون ذلك بالتوبة إلى ربهم أي الرجوع إليه بالعمل الصالح في الدنيا، ومن المثاني معهما قوله} وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله {هود 3 في خطاب المخاطبين بالقرآن وسيأتي بيانه في كلية خلافة على منهاج النبوة، وكلية الكتاب.
بيان قوله} إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم {
إن من العجب أن من الكتاب ما لم تفهمه البشرية بعد ومنه قوله:
• ? إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {يس 12
• ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا {مريم 77 ـ 79
• ? لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق {عمران 181
• ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون {الزخرف 19
• ? ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون {الأنبياء 94
• ? وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون {الانفطار 10 ـ 12
وتعني هذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب كما هو صريح حرف يس أن كتابة أعمال المكلفين هي مما يستقبل بعد نفاذ الوعد بإحياء الموتى.
ويعني حرف مريم أن الذي كفر بآيات ربه وزعم أن لو بعث فسيؤتى مالا وولدا ـ وهو مما مضى يوم نزل الكتاب على خاتم النبيين r ـ لم تقع بعد كتابة ما قال وإنما سيكتب ما يقول بصيغة المستقبل إذ سيعرض عليه يوم الحساب فيراه بأم عينيه فيكتبه الحفظة الكرام الكاتبون وهم الشهود عليه في الدنيا ويعذب ويمدّ له العذاب مدّا.
ويعني حرف عمران أن الذين قالوا إن الله فقير ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء وقتلوا النبيين بغير حق ـ ولا يخفى أنهم كانوا قبل خاتم النبيين r بعدة قرون ـ لم يكتب قولهم ولا قتلهم الأنبياء بعد، وإنما سيكتب يوم الحساب وهم يرون أعمالهم تعرض عليهم ويقول ذوقوا عذاب الحريق أي يعذبهم في نار جهنم ولا يظلم ربنا أحدا.
ويعني حرف الزخرف أن الله وعد أن تكتب يوم القيامة شهادة الذين جعلوا الملائكة إناثا ويسألون عنها حينئذ، وكانوا من المشركين قبل النبي الأمي r ومن معاصريه.
ويعني حرف الانفطار أن الملائكة الذين يحفظون العبد في الدنيا هم الشهود عليه يوم الحساب لأنهم يعلمون ما يفعل في الدنيا أي يرونه لا يغيب عنهم منه شيء، ولا يعني علمهم ما يفعله العباد كتابته في الدنيا.
إن الله أحكم الحاكين لم يأمر الملائكة الكرام الكاتبين بكتابة أعمال المكلفين إلا قبيل الجزاء بها، وهكذا أخّر عن أكثر الناس كتابة أعمالهم إلى يوم الحساب لتعرض عليهم والملائكة الشهود حاضرون فإن أقرّ كتبت وإن أنكر ختم على فمه وينطق الله الذي أنطق كل شيء جلودهم وتشهد أيديهم وأرجلهم، ثم يوبق بما عرض عليه من أعماله السيئة أي بما لم يغفره الله منها.
ولهذا الإطلاق استثناء كما في قوله:
• ? ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون {النساء 81
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون {الزخرف 79 ـ 80
• ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون {يونس 20 ـ 21
ويعني حرف النساء أن المنافقين الذين يخادعون نبيه r لن يغفر لهم وأن الله الذي سيحاسبهم يوم القيامة سيكتب ما يبيتون من المكر والنفاق، ولن يمحى ما كتب الله ولن يغفر ويلهم ما أصبرهم على النار.
وسيأتي بيان حرف الزخرف ويونس في كلية النصر في ليلة القدر أي أن ما كتبه الملائكة من أعمال العباد في الدنيا فلن يؤخر عنهم العذاب به إلى يوم الحساب بل سيعذبون به في الدنيا.
الغفور الرحيم
إن من تفصيل الكتاب أن الاسمين} الغفور الرحيم {حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى الله فإنما للدلالة على ذنب سيغفره} الغفور {فلا يعرضه على صاحبه ولا يعذب به بل سيرحمه الله} الرحيم {كما في قوله:
• ? ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم {النور 30
• ? إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله فمن اضطرّ غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم {البقرة 173
• ? قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر 53
• ? فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم {البقرة 182
ويعني حرف النور أن المكرهة على الزنا سيغفر الله في يوم الحساب لها زناها في الدنيا فلا يعرضه عليها بل يستره وسيرحمها فلا يعذبها به، ويعني أن زنا المكرهة لا ينقلب إلى مباح ولكنّ الله لا يؤاخذ المكره بصيغة اسم المفعول.
ويعني حرف البقرة أن الجائع الذي لم يجد غير الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهلّ به لغير الله فاضطر إلى الأكل منها سيغفر الله له ذنب الأكل منها فلا يعرضه عليه في يوم الحساب وسيرحمه فلا يعذبه به إن كان غير متلبس بنية البغي والعدوان كالذي يأكل منها ليحيا ويقوى فيبغي على الناس ويعدو عليهم كقطاع الطرق واللصوص المقيمين في الفيافي والصحاري فلا يرخص لهم أكل المحرمات المفصلات في سورة النحل والبقرة والمائدة لأنهم يبغون ويعتدون.
وإن من تفصيل الكتاب أن الاسمين} الغفور الرحيم {حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى رب العالمين فإنما للدلالة على أن ما قبلهما هو أمر خارق معجز لا يقدر العالمون على مثله وأن رب العالمين قد أذن لعباده بدعائه أن يبلّغهم ما عجزوا عن مثله لأنفسهم فيغفر لهم عجزهم ويرحمهم مما هم فيه من القصور والضعف كما في قوله:
• ? قل لا أجد في ما أوحي إليّ محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهلّ لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم {الأنعام 145
• ? وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم {يوسف 53
• ? وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي غفور رحيم {هود 41
• ? وإذ تأذن ربك ليبعثنّ عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم {الأعراف 167
• ? وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجّل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا {الكهف 58
ويعني حرف الأنعام أمر المضطر إلى أكل المحرمات غير باغ ولا عاد بدعاء ربه الغفور الرحيم ليرزقه رزقا حسنا غير الميتة والدم ولحم الخنزير والفسق الذي أهلّ به لغير الله.
ويعني حرف يوسف أن يوسف لم يزكّ نفسه ولم يبرئها وإنما كان ما كان منه من إيثار السجن على الشهوة الحرام بما بلّغه ربه الغفور الرحيم ما لم يكن قادرا على مثله لنفسه فربه الغفور غفر له عجزه وستره ورحم ضعفه فبلّغه من الزكاة ما شاء الله.
ويعني حرف هود أن جريان السفينة على الطوفان لم يكن بجهد نوح والذين آمنوا معه وإنما كان بمغفرة ربهم ورحمته التي بلغوا بها ما لم يقدروا على مثله لأنفسهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف الأعراف أن الذي سيبعثه رب العالمين ليسوم بني إسرائيل سوء العذاب هو رجل من عامة الناس سيبلغه ربه الغفور الرحيم من الأسباب والتمكين ما يبلغ به من الملك أكثر وأكبر مما أوتيه بنو إسرائيل من قبل وما لم يكن يقدر على مثله لنفسه، كما بينت في كلية الآيات وكلية النصر في القتال في سبيل الله.
ويعني حرف الكهف أن تأخير العذاب عن المكذبين الذين عاصروا نزول القرآن وعن أهل الأرض بما كسبوا من الظلم إنما بمغفرة ربنا ورحمته ولا يقدر على مثله أهل الأرض لأنفسهم.
العزيز الحكيم
وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع الكتاب المنزل في سياق ما كلّف الله به العباد فإنما للدلالة على قضاء قضى الله به وحكم حكم به كرهه كثير من الناس، رغم ما فيه من الحكمة البالغة كما هي دلالة اسمه "الحكيم" بعد اسمه "العزيز" وإنما هو تكليف قضى به الله فمن شاء أطاع ومن شاء عصى كما في قوله:
• ? ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله عزيز حكيم {البقرة 220
• ? ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم {البقرة 228
• ? والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج فإن خرجن فلا جناح عليكم في ما فعلن في أنفسهن من معروف والله عزيز حكيم {البقرة 240
• ? والسارقة والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم {المائدة 38
ولقد كره كثير من الناس صيانة الشرع أموال اليتامى.
وكرهوا درجة الرجال على النساء.
وكرهوا أن تتزوج امرأة سيدهم بعد موته ولو كانت دون سن العشرين.
وكرهوا قطع يد السارق وعدوه تجاوزا في حقه.
وإن اسم الله "العزيز" حيث وقع بعد في الكتاب والقرآن فإنما لبيان قضاء قضى به بين الفريقين وعد بإنفاذه، ودلالة اسمه "الحكيم" بعده تعني أن لإنفاذ القضاء الموعود ميعادا متأخرا لحكمة بالغة، ومنه قوله:
• ? إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم {لقمان 8 ـ 9
• ? ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم {غافر 8
• ? إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم {المائدة 118
• ? ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة 129
• ? وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم {التوبة 40
• ? يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم {النمل 9
ويعني دعاء حملة العرش ومن حوله وعيسى وكلهم من المقربين أنهم تعلقوا بقضاء الله يوم القيامة ووعده أن يغفر للمؤمنين، وإنما سألوا الله ما علموا منه أنه من قضائه ووعده وكذلك كان دعاء إبراهيم وإسماعيل إذ علما بالوحي إليهما أن الله سيبعث في مكة رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم فتعلقا بقضاء الله ووعده الذي كرهه المشركون من قريش وقالوا كما في قوله} وقالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم {الزخرف 31.
وكره أهل الكتاب كذلك أن يكون خاتم النبيين r من غيرهم.
ولما سأل نوح ما لم يعلم من قبل أنه من قضاء الله ووعده أوحي إليه كما في قوله} فلا تسألنّ ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {هود 46 وكما بينته مفصلا في الدعاء من تفصيل الكتاب.
ويعني حرف التوبة أن الله قضى ووعد أن تكون كلمته هي العليا، وهو وعد سيتم بقوّة الله لا بجهود المؤمنين كما في قوله} كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز {المجادلة 21.
ويعني حرف النمل أن الله وعد نبيا قبل موسى ـ ولعله والله أعلم يوسف الذي أدخل بني إسرائيل مصر ـ أن سيرسل رسولا من بني إسرائيل في مصر ليخرجهم منها إلى الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، وقد تم ذلك الوعد بعزة الله رغم تأخره حتى ذاق بنو إسرائيل سوء العذاب من فرعون، وإنما تأخر لحكمة بالغة، وهكذا كان إخراج بني إسرائيل من مصر هو أول ما أمر به موسى فرعون لما جاءه وهو رسول من رب العالمين كما في قوله} فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم {طه 47 وقوله} فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين أن أرسل معنا بني إسرائيل {الشعراء 16 ـ 17 وقوله} وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني إسرائيل {الأعراف 104 ـ 105.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[15 Jul 2008, 06:37 م]ـ
هذه جزئيات من مقمة التفسير قد نشرتها سابقا ولم أشأ بعد نشر التالي من التفسير
لإدراكي أنه ثورة ستنسف كثيرا من التراث الإسلامي بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي، ولأجل الإنصاف فقد نشرت هذه الجزيئات لتسهيل إبطالها ودحضها بالدليل الشرعي القرآن والحديث النبوي لا غيرهما من المألوف لدى الناس ولأرجع وأعلن الرجوع.
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[15 Jul 2008, 11:12 م]ـ
وإلا يبطل السادة المتخصصون هذه الجزئيات بالقرآن والحديث فسأنشر بحوثا في التفسير ستحدث زلزالا في التفسير والعقائد وليعلم الناس أن القرآن أعمق مما تصوروا وأن الأمة لم تتدارسه بعد
شيخنا الكريم الحسن:
أرجو أن يتسع صدركَ لأسئلة لا أريد من طرحها إلا الجواب والله ,وقبلها أرجو أن لا تكون علومكم التي ستنشرونها وعيداً ونذارةً تستفزُّ السامع وترهبُه وترتبط بالزلازل التي تفسد الأرض وما عليها.
أما أسئلتي:
أأنتم على يقينٍ من أنَّ الأمَّة (كلَّ الأمَّة) كما في خطابكُم لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ.؟
(وأرجو التفصيل طويلاً في هذا السؤال)
وإن قيل بذلكم فمن أينَ لكم ما ستحدثونَ به زلازل التفسير والعقيدة.؟
وهل ستكونون بدعاً في القيام لله بعبادة تدارس القرآن التي لم تقم بها الأمة لله.؟
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Jul 2008, 01:57 ص]ـ
الأخ محمود الشنقيطي
لا يخفى عليكم أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا.
ولما لم يقع من ذلك إلا قليلا لم يزن نقيرا ولا فتيلا ولم يشف غليلا عزمت على تجزئة تلك البحوث ليسهل على الباحثين وأنت منهم نقدها وتمحيصها وليهدوا إليّ مشكورين مواطن الخطإ والتقصير.
ولن أعذر من اعتبرها أقل شأنا لا تستحق النقد والتمحيص بل قمت بالاستفزاز إذ قد علمت أن بحوثي تتناول مسائل من صميم العقيدة وإذن فليردوا بحوثي دفاعا عن ما ألفوه وألفوا عليه من سبقهم فقلدوه.
إن بحوثي بل تفسيري لم يتضمن المسائل الفقهية كأحكام الصلاة والحج والزكاة ولا المعاملات كالبيوع والقضاء وسائر التكاليف الفردية والجماعية في الكتاب المنزل،
ذالكم التشريع الذي أقلد فيه الصحابة الكرام وتابعيهم من الأئمة الأعلام.
وإنما تضمن تفسيري من بيان القرآن مسائل أعرض عنها المفسرون والقراء والمحدثون و ... واستنبطتها من القرآن فإذا بها من صميم العقيدة ومن الغيب الذي كلفنا بالإيمان به فانتبه يا أخي لذلك.
ولم أبال بقصور التراث الإسلامي عن تلك المسائل لأن الأمة ستكتشفها من القرآن ولو بعد موتي.
وهكذا أدعو الباحثين إلى اختصار الطريق وبتناول جزئية واحدة من تفسيري ونقضها ولأخرس بعدها فلا أنشر حرفا بل أعلن التراجع والرجوع إلى الحق.
وحري بك يا محمود الشنقيطي أن تنتصر لأسماء الله الحسنى وتدفع عنها ما أعلنته في هذا البحث من المعاني والدلالات التي لم تكن معروفة ولا مألوفة من قبل فإن لم تفعل فلعلك تفعل في الجزئية اللاحقة وهي بيان مدلول لفظ الكتاب والقرآن في الكتاب المنزل ...
وإني لأعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتي الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثي ويضيقون بها ذرعا قبل التأني والتفكير كأنما لم أملك من الشجاعة وأسباب الاستمرار في نشرها وحيدا، مستأنسا بالقرآن وحده وبالحديث النبوي وحده
غير آبه ولا مبال بمخالفة التراث العريض كله بل داع إلى مراجعته وتمحيصه ليتلقى الناس دينهم من القرآن والحديث النبوي.
ولعل الإخوة الشناقطة يستوعبون دلالة أن نشرت بحوثي باسمي الثلاثي ولم أنتسب لقطر ولا قبيلة.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Jul 2008, 08:32 ص]ـ
الأخ محمود الشنقيطي
لا يخفى عليكم أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا.
ولما لم يقع من ذلك إلا قليلا لم يزن نقيرا ولا فتيلا ولم يشف غليلا عزمت على تجزئة تلك البحوث ليسهل على الباحثين وأنت منهم نقدها وتمحيصها وليهدوا إليّ مشكورين مواطن الخطإ والتقصير.
ولن أعذر من اعتبرها أقل شأنا لا تستحق النقد والتمحيص بل قمت بالاستفزاز إذ قد علمت أن بحوثي تتناول مسائل من صميم العقيدة وإذن فليردوا بحوثي دفاعا عن ما ألفوه وألفوا عليه من سبقهم فقلدوه.
إن بحوثي بل تفسيري لم يتضمن المسائل الفقهية كأحكام الصلاة والحج والزكاة ولا المعاملات كالبيوع والقضاء وسائر التكاليف الفردية والجماعية في الكتاب المنزل،
(يُتْبَعُ)
(/)
ذالكم التشريع الذي أقلد فيه الصحابة الكرام وتابعيهم من الأئمة الأعلام.
وإنما تضمن تفسيري من بيان القرآن مسائل أعرض عنها المفسرون والقراء والمحدثون و ... واستنبطتها من القرآن فإذا بها من صميم العقيدة ومن الغيب الذي كلفنا بالإيمان به فانتبه يا أخي لذلك.
ولم أبال بقصور التراث الإسلامي عن تلك المسائل لأن الأمة ستكتشفها من القرآن ولو بعد موتي.
وهكذا أدعو الباحثين إلى اختصار الطريق وبتناول جزئية واحدة من تفسيري ونقضها ولأخرس بعدها فلا أنشر حرفا بل أعلن التراجع والرجوع إلى الحق.
وحري بك يا محمود الشنقيطي أن تنتصر لأسماء الله الحسنى وتدفع عنها ما أعلنته في هذا البحث من المعاني والدلالات التي لم تكن معروفة ولا مألوفة من قبل فإن لم تفعل فلعلك تفعل في الجزئية اللاحقة وهي بيان مدلول لفظ الكتاب والقرآن في الكتاب المنزل ...
وإني لأعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتي الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثي ويضيقون بها ذرعا قبل التأني والتفكير كأنما لم أملك من الشجاعة وأسباب الاستمرار في نشرها وحيدا، مستأنسا بالقرآن وحده وبالحديث النبوي وحده
غير آبه ولا مبال بمخالفة التراث العريض كله بل داع إلى مراجعته وتمحيصه ليتلقى الناس دينهم من القرآن والحديث النبوي.
ولعل الإخوة الشناقطة يستوعبون دلالة أن نشرت بحوثي باسمي الثلاثي ولم أنتسب لقطر ولا قبيلة.
شيخنا الكريم:
أنا أعتب عليكم عدم إجابتكم لطلبي الأول الذي رجوته منك عند طرح الأسئلة وهو اتساع الصدر لها وجعل سلامة المقصد أصلاً للمتلقين عنكم شناقطةً أو غيرهم , ولا يعرف أحدٌ من رواد الملتقى قيمتكم وقيمة والدكم رحمه الله وعمكم العابد السالمِ المُسلِّم عندي كما تعرفها أنت عند أول ساعة كتبتَ فيها مشاركاتك في الملتقى.
وإنما طلبتكم ذلك كي لا يستحيل النقاشُ إلى ما كتبتموه مما لا صلة له بجوابها كالعجب من حاسة الشناقطة بني جلدتك الزائدة وأنهم أول وأكثر من يعترض تلقائيا على بحوثك ويضيقون بها ذرعا.
فهل نفهم من ذلك أنَّ بحوثكم لا مجال فيها للاستفصال والسؤال , وأنَّ الإيمان والتسليم بها جملةً وتفصيلاً هو عين مبتغاكم , وأنَّ شيئا من ذلك إن عرَض للناظر فيها فهو ضربٌ من الاعتراض التلقائي والضيق ذرعاً.؟
أيها الفاضل الكريم:
لقد رجوت فضيلتكم ولا أزال أن لا تكون علومكم التي ستنشرونها محمَّلةً مثقَلةً بأساليب الوعيد والنذارةً التي تستفزُّ السامع وترهبُه وترتبط بالزلازل التي تفسد الأرض وما عليها وتجعلُ عاليها سافلها (فهذا تشيبهٌ عجيبٌ منكم لتفسيركم لكلام الله) , فأنا أقول إنَّ القرآن لنا معاشر المسلمين والمؤمنين بشارةٌ من عند الله وازديادنا من معانيه وهداياته التي أتى به الأوائل على أتمِّ وجهٍ وأكملها الأواخر سائرين على آثارهم ومقتبسين ناهلين من علومهم ليست في مجموعها إلا بشارةً وهدى ورحمةً للمؤمنين.
ولا أدري يا شيخنا الكريم كيف تقولون في مقدم ردكم: (أني نشرت بحوثا متكاملة غير مجزأة ليكرمني الباحثون المتخصصون بالنقد فأزداد بصيرة، وإنما النقد في ميزاني أن يقول الباحث لقد أخظأت في هذه الجزئية بدليل الآية كذا أو الحديث النبوي كذا)
ثمَّ تضيقون ذرعاً باستفسارات المتسائلين المستشكلين , فأنا شخصياً قبل النقد أحب أن تجيبني عن يقينك التامَّ الكامل بأنَّ أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ وأنَّ الله حباكمْ بأن تكونوا بدعاً في القيام له بحق هذه العبادة.
فالإجابةُ على هذا السؤال عندي مهمَّةٌ جداً لاستمراري في الاستشكال والاستفصال من فضيلتكم عمّا يعنُّ لي - مما يتردد ذهني البسيط في التسليم به جملةً - قبل النقد الذي أتركه لأهله من مشايخي روادَ هذا الملتقى (ولا تظنَّنها مجاملةً لهم فقد شرفت بالتتلمذ على يد ثلة منهم بعيداً عن التزيد والمبالغة).
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى هو ولي ذلك ومولاه والقادر عليه.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Jul 2008, 09:27 ص]ـ
إن من العجب أن من الكتاب ما لم تفهمه البشرية بعد ومنه قوله:
• ? إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {يس 12
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا {مريم 77 ـ 79
• ? لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق {عمران 181
• ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون {الزخرف 19
• ? ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون {الأنبياء 94
• ? وإنّ عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون {الانفطار 10 ـ 12
وتعني هذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب.
أعودُ وقد أذنتم لي من قبلُ بالسؤال عما أشكل علي لأبدأ من حيثُ انتهيتُ بالسؤال عنه وهو أنَّ من العجيب عندي التصريحُ بأنَّ من القرآن ما لم يشإ الله لأحد من خلقه فهمهُ قبلكم.
ثمَّ أستشكلُ أيضاً وأقول:
ما بالكم يا شيخنا الكريمُ سردتمُ الآيات التي جيء فيها بأفعال المضارعة في سياق الكتابة للأعمال وإحصائها , وتركتمونا حيارى أمام غيرها من آيات القرآن التي جاءت فيها آيات كتابة الأعمال وتسطيرها وإحصائها بصيغة المضارع في الحياة الدنيا أو الماضي , إذ تعوَّدنا من أئمة الإسلامِ سلفاً وخلفاً عند التأليف أن يدرأ أحدهم في الغالب ما يظنُّ وروده على ذهن القارئ من استشكالات تعيق فهمه للتأليف واستفادته منه , فكيف بالاستشكالات المتيَقَّنة.
قال الله تعالى (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد) فالتعبير جاء بالماضي (أحصاه)
وقال تعالى (وإذا الصُّحف نُشرت) وجاء نشرُ الصُّحف هنا في سياق أهوال الساعة من تكوير الشمس وانكدار النجوم وغيرها , ولم يذكَر فيها كتابةٌ في الصحف بل ذكر النَّشر الدالُّ على طيها من قبلُ على ما دونته الكتبةُ فيها من أعمال بني آدم.
وقال تعالى (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) أي عندهم وهذا لا يكون إلا في الحياة الدنيا.
وقال تعالى (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) ومعلومٌ ما للتعبير بـ (كُنَّا) من دلالةٍ على المُضي.
وقال تعالى (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
وقال تعالى (وكل شيء أحصيناه كتابا)
وقال تعالى عن المشركين (ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).
فائدة:
قال الزمخشري -عفا الله عنه وغفر له - دافعاً الاستشكال في الآيات التي جاء التعبير في كتابة الأعمال فيها بالمضارعة كقول الله تعالى (سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مداً) ما نصه:
فإن قلت: كيف قيل: " سنكتب " بسين التسويف وهو كما قاله كُتِبَ من غير تأخير قال الله تعالى: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "؟
قلت: فيه وجهان:
أحدهما: سنظهر له ونعلمه أنا كتبنا قوله على طريقة قوله:
(إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمةٌ) أي تبيَّن وعُلِم بالانتساب أني لست بابن لئيمة.
والثاني: أن المتوعد يقول للجاني: سوف أنتقم منك يعني أنه لا يخل بالانتصار وإن تطاول به الزمان واستأخر فجرد ههنا لمعنى الوعيد.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Jul 2008, 12:14 م]ـ
نعم، هكذا يكون النقاش في جزئيات المسائل العلمية بعيدا عن تصوير وتصور النوايا والمقاصد وافتراض التزكية بأن لازم بحوثي أني اطلعت على ما غاب عن الأمة كلها، وهل يسلم من الحساب من كتم علما خشية أن يتهم بتلك التهم التي لا تعني في ميزاني شيئا.
أما ما اعترضت به من الأدلة فلا أسلم باحتجاجك به بل إن احتجاجك بصيغ الماضي الذي يراد به المستقبل أقوى وأفصح من احتجاج الزمخشري عندي.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن صرف صيغ الماضي عن ظاهره إلى إرادة المستقبل ليحتاج إلى قرينة من السياق وما أكثرها في سياق الموعود في اليوم الآخر وسياق نهاية الحياة الدنيا كقوله تعالى "إذا الشمس كورت" وكقوله تعالي " ووضع الكتاب" في سورة الكهف وجميعه من الماضي الذي يراد به المستقبل لأن الشمس لم تكور بعد لأن السياق سياق الموعود في نهاية الحياة الدنيا ولأن الكتاب للحساب لم يوضع بعد إذ لا تزال الحياة الدنيا مستمرة لم تنته بعد، وهكذا لا يلتبس الأمر وجاءت صيغة الماضي لتأكيد نفاذ الموعود.
وهكذا صيغة المستقبل لن يسلم صرفها بتأويلها بإرادة الماضي موافقة للمألوف والتراث إلا بقرينة قاطعة ولم توجد ـ والله أعلم ـ فيما استشهدت به من تأخير كتابة أعمال المكلف إلى يوم يقوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض عليه ويشهد عليها الملائكة الذين كانوا يحفظونه في الدنيا وهم الكرام الكاتبون الذين سيكتبونها في يوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض على صاحبها، وكل واحد من الملائكة الحفظة كريم كاتب ورقيب عتيد وليس في هذه الأوصاف ما يدل على كتابة الأعمال في الدنيا.
نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله.
إن العدالة يوم يقوم الحساب لحقيقة لا مجاز إذ لن يظلم الله نفسا شيئا وهكذا خاف الرسل الكرام كموسى وإبراهيم أن لا يغفر الله لهم فطلب موسى أن لا تعرض عليه عملية قتله القبطي كما هي دلالة طلبه من ربه المغفرة أي في الآخرة ولقد غفر الله له ولكن انتشر الخبر في الدنيا وخرج هربا من بطش فرعون، وكما هي دلالة طلب إبراهيم في قوله تعالى " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " الشعراء 82 وقوله " ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب" إبراهيم 41 أي لا تعرض علينا أعمالنا السيئة بل استرها ولا تعذبنا بها.
إن قوله تعالى:
• ? إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {يس 12
• ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتينّ مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمدّ له من العذاب مدّا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا {مريم 77 ـ 79
• ? لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق {عمران 181
• ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون {الزخرف 19
• ? ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون {الأنبياء 94
لظاهر الدلالة على أن أعمال المكلفين الذين لن يعذبوا بها في الدنيا لن تكتب إلا في يوم الحساب ولن يكتب منها إلا ما لم يغفره الله تلك عدالة الرحمان يقرر العبد المذنب فيما بينه وبين نفسه فإن أقر ستره الرحمان وإن أنكر عرضت الأعمال السيئة وشهد الملائكة الكرام الكاتبون وشهدت الجوارح وأوبق بها العبد.
والموتى بعد أن يبعثهم الله ستكتب الملائكة ما قدموا وآثارهم يوم يقوم الحساب وهو أمر مختلف مغاير لما في الإمام المبين الذي تضمن إحصاء كل شيء من قبل.
وأين القرينة من الكتاب المنزل على أن قول الذن قالوا إن الله فقير ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء وقتلوا النبيين قد كتب من قبل أي قبل نزول القرآن الذي تضمن الوعد بكتابتها في الصحف التي سيؤتونها وراء ظهورهم يوم يقوم الحساب قبيل أن يقال لهم ذوقوا عذاب الحريق.
وهكذا نفس التساؤل في شأن الذي كفر بآيات ربه وزعم أن سيؤتى ملا وولدا فأين القرينة من الكتاب المنزل أن قد كتب ذلك من قبل في صحفه التي سيؤتاها من وراء ظهره يوم يقوم الحساب
أما قوله تعالى " وكل شيء أحصيناه كتابا " النبأ 29 فهو في وصف القدر وكل شيء بقدر ومسطور من قبل ولا علاقة له بكتابة أعمال المكلفين التي يحاسبون عليها وإنما في سياق بيان علم الله ما كان وما سيكون، وأما قوله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها" وشبهه فهي في سياق الأعمال الجماعية التي لا تغفر أبدا بل تكتب في الدنيا ويحاسبون عليها وهكذا نتبين خطورة المجاهرة بالمعصية ونتبين خطورة المشاركة في الإثم والعدوان.
إن من إكرام الله أهل الجنة امتنانه عليهم بقوله "ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم "القتال 15 أي أن الله لا ينغص عليهم نعيمهم بعرض أعمالهم السيئة من قبل بل يغفرها ويسترها أما أهل النار فتعرض عليهم وهم في النار ليزدادوا قنوطا من الفرج والمغفرة كما هي دلالة قوله " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما بخارجين من النار" البقرة 167
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Jul 2008, 03:02 م]ـ
نعم، هكذا يكون النقاش في جزئيات المسائل العلمية بعيدا عن تصوير وتصور النوايا والمقاصد وافتراض التزكية بأن لازم بحوثي أني اطلعت على ما غاب عن الأمة كلها، وهل يسلم من الحساب من كتم علما خشية أن يتهم بتلك التهم التي لا تعني في ميزاني شيئا.
أيها الأستاذ:
إنَّ تصوُّرَ النوايا وتصويرها وافتراضَ التَّزكية ليس بلازمٍ من لوازم بحوثك وجديدك ,بل هي أصرحُ في الدلالة على التزكية والاستئثار بفتوحات العارفين الخارقة من ذلك بكثير إذ هي المنطوقُ المتكررُ في كل جزئيةٍ منها , فها أنت تكررها في هذه السطور مرتين مع أني لم آتِ على آخر ما كتبتَ, وأرجو أن يكون هذا الإحجامُ عن الإجابة مرتينِ تراجعاً منك عن الجزم بأنَّ الأمة لم تتدارسِ القرآنَ بعدُ وتسليماً بأن لا عجبَ من أنَّ البشريةَ لم تفهم القرآنَ بعدُ, وتحاكمنا جميعاً ليس إلى ميزانك بورك لك فيه , وبالتالي فوزنُه للأمور والنقد أو (التهمة) كما تسميها لا يعني لغيرك شيئاً أيَّ شيء.
أما ما اعترضت به من الأدلة فلا أسلم باحتجاجك به بل إن احتجاجك بصيغ الماضي الذي يراد به المستقبل أقوى وأفصح من احتجاج الزمخشري عندي.
إن صرف صيغ الماضي عن ظاهره إلى إرادة المستقبل ليحتاج إلى قرينة من السياق وما أكثرها في سياق الموعود في اليوم الآخر وسياق نهاية الحياة الدنيا كقوله تعالى "إذا الشمس كورت" وكقوله تعالي " ووضع الكتاب" في سورة الكهف وجميعه من الماضي الذي يراد به المستقبل لأن الشمس لم تكور بعد لأن السياق سياق الموعود في نهاية الحياة الدنيا ولأن الكتاب للحساب لم يوضع بعد إذ لا تزال الحياة الدنيا مستمرة لم تنته بعد، وهكذا لا يلتبس الأمر وجاءت صيغة الماضي لتأكيد نفاذ الموعود.
ولكنَّك لم تجبني - شيخنا الكريم -عن هذا النشر في قوله تعالى (وإذا الصُّحفُ نُشرت) أيكون مقترناً بالطيِّ في آنٍ واحدٍ بمعنى أن تكتب الأعمالُ ويثبتُ منها ما يثبتُ ثمَّ يمحى ما يمحى ثمَّ تُنشَرُ للقارئين من المكلفين.؟
وإثباتُك ذلك لا يُسلَّمُ لك به بلا دليلٍ فأنا لم أخالفكَ في أن النشر هنا من الماضي الذي يراد به المستقبلُ ولو فعلت ذلك لكنتُ مستدلاً لك , ولكنَّ استدلالي جاء بهذه الآية إثباتاً لأنَّ طيَّ الصُحف المستلزمَ لكتابة الأعمال كان سابقاً لساعة النشر هذه ولا يكون ذلك إلا في الدنيا التي تفسُد وتزول بتكوير الشمس وانكدار النجوم ونشر الصحف.
أمَّا قولُه تعالى (ووُضع الكتابُ فترى المجرمين .. ) فقد خرجت فيه كسابقه عن شاهدي إلى ما لا أريد الاستشهاد به من الآية , فالخلاف ليس في الكتابِ أوُضعَ أم لم يوضَع بعدُ , ولكنّ الإشكال في لفظ (إلا أحصاها) الدالِّ على سبق الإحصاء للوضع يوم القيامة.
وهكذا صيغة المستقبل لن يسلم صرفها بتأويلها بإرادة الماضي موافقة للمألوف والتراث إلا بقرينة قاطعة ولم توجد ـ والله أعلم ـ فيما استشهدت به من تأخير كتابة أعمال المكلف إلى يوم يقوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض عليه ويشهد عليها الملائكة الذين كانوا يحفظونه في الدنيا وهم الكرام الكاتبون الذين سيكتبونها في يوم الحساب حين لا يغفرها الله بل تعرض على صاحبها، وكل واحد من الملائكة الحفظة كريم كاتب ورقيب عتيد وليس في هذه الأوصاف ما يدل على كتابة الأعمال في الدنيا.
لماذا يا شيخنا الكريم لا يكون استدلالُ غيركَ منطلقاً إلا من موافقة المألوف والتراث , ولا يكون ما تظنه أنتَ - حفظك الله - دليلاً إلا كثيراً في سياق الموعود في اليوم الآخر, مع أنَّ الواقعَ فيما أعتقد ليس كذلك.؟
نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله.
لستُ أدري يا شيخُ ما معنى هذه السطور التي تفرقونَ فيها بين ما أُسْندتْ كتابتُه إلى
(يُتْبَعُ)
(/)
الله وبين ما تكتبه الكتبة المكلفة بإحصاء عمل بني آدمَ , ولا أظنُّ اختلاف الإسناد فيها من الله إلى الملائكة إلا كاختلاف إسناد توفي الأنفس في القرآن إلى الله تارةً وإلى الملائكة أخرى , والمؤدى واحدٌ والتفريق بينهما في الكتابة في الدنيا والآخرة يحتاجُ دليلاً عسى أن توردوه أو تبينوا وجه الفرق.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Jul 2008, 04:32 م]ـ
أما قوله تعالى " وكل شيء أحصيناه كتابا " النبأ 29 فهو في وصف القدر وكل شيء بقدر ومسطور من قبل ولا علاقة له بكتابة أعمال المكلفين التي يحاسبون عليها وإنما في سياق بيان علم الله ما كان وما سيكون.
ها أنت يا شيخنا تعود بحمد الله ومَنِّه إلى التراث والمألوف لتتبع رجالاً وقروناً خلت ممن تدارسوا القرآن وفسَّروا تلك الآية بما ذكرتضه أنت من أن المراد بها وصف القدر , ولم تزد عليهم إلا نفي علاقة الآية بشيء غير ذلك.
وهناك غيرهم ممن فسرها على أن مراد الله منها أنا علمنا أعمال العباد كلهم وكتبناها عليهم وسنجزيهم على ذلك إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
وهناك غير هاتين الطائفتين ممن رأى اتساع لفظ الآية لهذا وذاك.
وأما قوله " ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها" وشبهه فهي في سياق الأعمال الجماعية التي لا تغفر أبدا بل تكتب في الدنيا ويحاسبون عليها وهكذا نتبين خطورة المجاهرة بالمعصية ونتبين خطورة المشاركة في الإثم والعدوان.
أيها الأستاذ الفاضل:
لا أفهم وجه الدلالة التي عنَّت لكم في الآية على أنَّ المراد بالكتاب هنا ما كتبه الملائكة من الأعمال الجماعية التي لا تغفر وكيف توصلتم إليه , مع أنَّ الأولى من ذلكم والأصرحُ أن يكون لفظ (الكتاب) هنا تعبيراً عن جنس الكتاب ويشمل بذلك كتب الصالحين ووغيرهم من أهل الذنوب والمعاصي الفردية والجماعية , لأن الله قال في غير هذا الموضع عقب الحديث عن النفخة التي تصعق برَّ الخلق وفاجرَهُم (وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون) وهو هنا كذلك اسمُ جنسٍ يشمل كلَّ كتاب.
وأنا أثمَّن لكم يا شيخُ هذا التنزل واتساعَ الصدر ورحابته , وهذا عنوان خيرٍ إن شاء الله و وإن لم تتسع لنا صدوركم فإلى من تكلونا , فمنكم نتعلم ونستفيد وفقكم الله وسدد خطاكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Jul 2008, 10:51 م]ـ
قلتم حفظكم الله تعالى:
وتعني هذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب كما هو صريح حرف يس أن كتابة أعمال المكلفين هي مما يستقبل بعد نفاذ الوعد بإحياء الموتى.
و أعودُ من حيثُ انتهيت لأصارحكم أيها المباركُ بالقول: إنَّ موضوع كتابة الأعمالِ في الدنيا شغل ذهني حتى صرتُ كلما مررت بنص من نصوص الوحيين الدالة صراحةً على خلاف ما قررتموه - من تأجيل الكتابة إلى الآخرة - تعزّز عندي اليقينُ بأن أعمال المكلفين خيرَها وشرّها تكتب في الدنيا وتعرضُ عليهم في الآخرة ويحاسبون عليها يومئذ.
وقد أشار العلماء إلى أجوبتهم عما استدللتم به من أفعال المضارعة الدالة على استقبال الكتابة والتدوين في الآخرة (وأنتم أعلم بذلك مني) وتمنيتُ أن لو جعلتم من منهجكم في التفسير الردَّ على ما سبق تدوينه واستقراره في أذهان الناس من أجوبة السابقين مما يمكن أن يعترضَ به عليكم المُجِلُّون للتراث والمألوف , ولكني احتراماً لشرطك بجعل الدليل المستَدَل به على خلاف قولكم آيةً أو حديثاً فلن أذكر من ذلكم شيئاً , ولو كنتُ أعتقد أنّ أفهام العلماء وتراثهمُ المألوفَ دليلٌ شرعيٌ حمد الله المصيرَ إليه عند الاشتباه ونسبَ المخرجَ فيه - لا إلى الظاهر المتبادر - بل إلى الاستنباط المعتمد على إعمال الفكر في الألة والخروج منها بما يغيب عن أبصار وبصائر كثيرٍ من الناس.
قال الله تعالى عن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم في أول سورة القتال (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد فهمتُ من هذه الآية في هذه السورة المدنية أنَّ ما عبر القرآن عن تكفيره من سيئات أولئك المؤمنين لا بدّ وأن يكون كُتبَ في الدنيا ضرورةً , وإلا لما ساغ التعبير بالماضي المعطوف عليه إصلاحُ البال والمقابلُ لما كان للكفرة من عقوبةٍ دنيويةٍ تتجسدُ إضلال الأعمال المتمثل في هزيمة بدرٍ وجعل حسنِ أعمالهم هباءا منثوراً لا يثابون عليه.
وفي حديث القرآن عن الصحابة حين كانَ حكم الله أول الإسلام ملزماً في المكلفَ إذا صام فأمسى فنام بأن يحرُم عليه الطعامُ والشرابُ والنساءُ حتى يفطر من غده ووقع بعضهم رضي الله عنهم على نسائه بعد النوم من الليل فلما عظُم عليهم ذلك وبلغ بهم الندمُ على العصيان مبلغه رحمهم الله بنزول قوله (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)
فالذي فهمتُه من الآية أنْ لا معنى لجعل الفعل المتعلق بالتوبة والمغفرة ماضياً وإتباعهما في إباحة النساء بالفاء - الدالة على التعقيب - إلا لكون تلك الخيانة للأنفس قد كتبها الله تعالى وعفا عنها بعد ذلك , وإلا فما الذي أفاده العطفُ بالفاء غير ذلك؟.
قال الله تعالى (وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون)
فهؤلاء الذين ابتدعوا الرّهبانية وقاموا لله برعايتها ابتغاء رضوان الله كتب الله ثوابهم على ذلك في الدنيا بدليل التعبير بالفعل الماضي (آتينا)
وأنت -رعاك الله وحفظك - لم تدخل هؤلاء الأجلاء رضي الله عنهم ,الذين عبّر القرآن بالماضي عن سبق كتابة الآثام عليهم بدليل إتباعها التوبة والمغفرة ,في عِداد من أقررت بكتابة أعمالهم في الدنيا ساعة قلت:
(نعم كتبت في الدنيا أعمال الذين عذبوا في الدنيا كالمكذبين من قوم نوح ومن بعدهم من الأحزاب وكذلك كتب الله أعمال المجرمين الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أي لن يغفرها الله يوم يقوم الحساب وسيعذبهم بها كما هي دلالة قوله تعالى " ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون " النساء 81 أي هو وعد من الله أن لا يغفر لهم سيء أعمالهم وأن يعذبهم بها ولا يلتبس هذا الحرف بغيره لإسناد كتابة تلك الأعمال إلى الله)
قال الله تعالى (ووضعنا عنك وزرك) ولا يخفى ما في امتنان الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بسبق وضع الوزر عنه لساعة المخاطبة بهذه الآية فضلاًً عن ساعة قيام الأشهاد.
ويدل لذلك أيضاً ما صحَّ من أنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم حتى ترم قدماه فقيل له: (يا رسول الله تفعل هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟) قال (أفلا أكون عبدا شكورا؟)
فجاء الفعلُ من السائلة رضي الله عنها ماضياً دالاً على يبق هذه المغفرة , وأقرّ المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا التعبير وزاد الإقرار عليه باستفهامه الدال على أنّ ما أشفقت عليه منه وهو تورمُ القدمين إنما هو شكرٌ لله على ما تفضل به عليه من مغفرةٍ لذنوبه.
ولاحتمال قصور فهمي لما سقته من آياتٍ أستدل بها فهذه يا شيخنا بعضُ الآثار النبوية القطعية الصحيحة التي عزَّزت عندي صعوبة الجزم و التسليم بأنَّ أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقوم الحساب.
قال صلى الله عليه وسلم عن الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة " إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها"
أفلا يدل ذلك بوضوح على أنّ الكتابة لهذا العمل متحققة في الدنيا.؟
قال صلى الله عليه وسلم " من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل"
عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكُتبت له مائة حسنة ومُحيت عنه مائة شيءة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت)
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة)
وفي حديث الإسراء الطويل قال صلى الله عليه وسلم: (فلم أزل أرجع بين ربي تبارك وتعالى وبين موسى عليه السلام حتى قال يا محمد إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة)
قال صلى الله عليه وسلم: (من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مائة حسنة وفي الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك)
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة ومحيت عنه خطيئة)
و قال صلى الله عليه وسلم من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء
عن خريم بن فاتك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أنفق نفقة في سبيل الله كتبت له بسبعمائة ضعف)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يأتي مسجدا من المساجد فيخطو خطوة الا رفع بها درجة أو حط عنه بها خطيئة أو كتبت له بها حسنة حتى إن كنا لنقارب بين الخطا وإن فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة)
جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة فقال الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال أيكم القائل كذا وكذا قال فارم القوم قال فأعادها ثلاث مرات فقال رجل أنا قلتها وما أردت بها الا الخير قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم عز وجل قال اكتبوها كما قال عبدي)
ودعا عثمان رضي الله عنه بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين ثلاثا ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل ثلاثا ثم قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي هذا وقال (من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر الله له ما تقدم من ذنبه)
وقال رضي الله عنه في حديث آخر: والله لأحدثنكم حديثا لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يتوضأ رجل مسلم فيحسن الوضوء فيصلي صلاة إلا غفر الله له ما بينه وبين الصلاة التي تليها)
وقال صلى الله عليه وسلم (إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا)(/)
معرض عمان الدولي الثاني عشر للكتاب
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[16 Jul 2008, 05:01 م]ـ
دعوة عامة
يتشرف اتحاد الناشرين الأردنيين ووزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى بدعوتكم لحضور حفل افتتاح معرض عمان الدولي الثاني عشر للكتاب
يشارك في المعرض مئات دور النشر الأردنية والعربية والأجنبية
المكان: الساحة الخلفية لكلية المجتمع العربي (مقابل مستشفى الجامعة الأردنية)
مدة المعرض: في الفترة ما بين 15 - 25/ 7 / 2008م.
أوقات دوام المعرض:
يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى الساعة الواحدة ظهراً،
ومن الخامسة إلى الحادية عشرة ليلاً.
والحمد لله رب العالمين
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Jul 2008, 05:54 م]ـ
لو تفضلتم مشكورين بإفادتنا أكثر عن الدور المشاركة في المعرض وعن أسعار الكتب
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Jul 2008, 01:19 ص]ـ
هل تم تمديد فترة المعرض؟
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[28 Jul 2008, 12:40 ص]ـ
نصيحه لوجه الله لا تذهبوا للاردن الاسعار مرتفعه بصوره لا يتخيلها احد. الفنادق والوقود والغذاء. نسأل الله العافيه.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[28 Jul 2008, 07:35 ص]ـ
للأسف الشديد لم يتم تمديد فتر ة المعرض.(/)
دلالة لفظ الكتاب ولفظ القرآن في الكتاب المنزل
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Jul 2008, 06:52 م]ـ
مدلول لفظ الكتاب ولفظ القرآن
إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف، وهو الكتاب أي المكتوب، وهو القرآن أي المقروء، ولإثبات قصور هذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هذا المقام تسعا:
أولاها: بمعنى المكتوب كما في قوله:
• ? ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله ? البقرة 235
• ? والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم ? النور 33
• ? وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ? عمران 78
• ? اذهب بكتابي هذا ? النمل 28
ولا يقع شيء منها على الكتاب المنزل من عند الله على الرسل والنبيين.
ويعني حرف البقرة أن على المتربصة بنفسها أربعة أشهر وعشرا إن لم تكن من أولات الأحمال أن تكتب يوم ابتدأت العدة ليبلغ الكتاب أجله المعلوم وهو انقضاء العدة، ولكأن العدة دين عليها ووجبت كتابة الدين كما في قوله ? ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ? البقرة 282.
ويعني حرف النور أن على المكاتب أن يجعل لنفسه أجلا معلوما يفتدي به من الرق وليكتب ذلك الأجل يوم ابتدئ العقد.
ويعني حرف آل عمران أن الذين يلوون ألسنتهم بما كتبوه من عند أنفسهم إنما هو من عند أنفسهم لا من عند الله كما في قوله ? لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ? عمران 78 أي ليس هو من الكتاب المنزل من عند الله.
ويعني حرف النمل أن الكتاب الذي حمله الهدهد إلى ملكة سبإ هو رسالة سليمان المعلومة.
وثانيها: بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ? النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة، وقوله ? والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ? النساء 24 يعني أن تحريم المذكورات فريضة من الله عليكم، وكذلك دلالة قوله ? كتب عليكم الصيام ? البقرة 183 وقوله ? كتب عليكم القصاص ? البقرة 178 وشبهه أي فرض عليكم.
وثالثها: اللوح المحفوظ كما في قوله:
• ? ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ? الحديد 22
• ? قال فما بال القرون الأولى قال علما عند ربي في كتاب ? طه 51 ـ 52
• ? فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ? الأعراف 37
ورابعها: الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله:
• ? فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ? الانشقاق 7ـ8
• ? وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ? الحاقة 25
• ? وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ? الانشقاق 10
ويعني الأعمال الفردية التي لم يشترك معه غيره فيها.
وخامسها: بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح والصور الرقمية المستنسخة من الأعمال بعد الموت، أما أرواح الأبرار بعد موتهم فيصعد بها إلى عليين بعد أن تفتح لهم أبواب السماء فيجدون أمامهم أعمالهم الصالحة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي لا يفرقون بينها وبين ما عملوه في الدنيا أي هي صور مستنسخة من الأصل رقمية كما في قوله ? كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون ? التطفيف 18 ـ21، وكذلك يشهد أي يحضر المقربون في عليين أرواح الأبرار بعد موتهم حين صعودها إلى عليين فيسأل الأولون منهم اللاحقين عمن تركوا خلفهم من الأهل والأصحاب كما في الأحاديث النبوية التي بيّن بها النبي الأمي ? حرف التطفيف.
وأما أرواح الفجار بعد موتهم فيهبط بها إلى أسفل في سجين في أعماق الأرض فيجدون أمامهم أعمالهم السيئة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي هي صور رقمية مستنسخة من الأعمال في الدنيا كما في قوله ? كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ? التطفيف 7 ـ9
وسادسها: كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ? الجاثية 28 ـ 29
• ? ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ? الزمر 69
• ? ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49
ويعني الأعمال الجماعية التي اشترك فيها اثنان فأكثر كتسعة رهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون يوم تحالفوا وتقاسموا أن يغتالوا صالحا رسول الله.
وتعني دلالة لفظ الكتاب الخامسة والسادسة وقوعها على ما ينظر إليه ويعرف ولو كان صورا معروضة وكما وصفته آنفا أنه الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح وصور الأعمال بعد الموت، وإنما احترزت بهذا الوصف من دلالة لفظ الكتاب على الحروف المكتوبة المقروءة وظرفها المكاني الذي يجمعها ويشملها وهي الصحف.
وسابعها: الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله:
• ? كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? البقرة 213
• ? وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ? عمران 82
• ? لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ? الحديد 25
• ? ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ? البقرة 129
• ? ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ? الفرقان 35
ولا يخفى أن كثيرا من النبيين والرسل كانوا قبل التوراة التي أوتيها موسى ومنهم إبراهيم وإسماعيل، ولا يخفى أن حرف الفرقان يعني أن كتابا قد أوتيه موسى قبل رسالته إلى فرعون فهو كالذي أوتيه كل نبي ورسول قبل النبي الأمي ?، ولا يعني حرف الفرقان التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده، ولا يخفى أن عيسى قد علمه ربه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل مما يعني المغايرة وأن لكل من الأربعة مدلول خاص به وإلا لزم القول بأن للتوراة والإنجيل مدلول واحد وهو ظاهر الفساد والسقوط.
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله:
• ? وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ? الإسراء 4
• ? فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ? يونس 94
• ? أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ? الأنعام 156
• ? وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? المائدة 110
• ? ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? عمران 48
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث ورد لفظ أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب.
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه.
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? كما في قوله:
• ? نزّل عليك الكتاب بالحق ? عمران 2
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ? النساء 105
• ? وهذا كتاب أنزلناه مبارك ? الأنعام 92 ـ 155
• ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ? الأنبياء 15
• ? إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ? الزمر 41
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين ? ونبوة النبيين قبله كما في قوله ? وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ? المائدة 48.
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما، وتدبير أمر الخلق كله، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي، ومن التكليف لسائر العالمين، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار.
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين ? قبل النفخ في الصور.
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ? النساء 105
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ? الزمر 2
• ? ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ? النساء 127
• ? وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ? البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي.
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها.
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا ? النمل 6 ـ 7
• ? نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ? يوسف 3
• ? وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ? الأنعام 19
• ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 17،22، 32، 40
• ? فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ? خاتمة سورة ق
• ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ? الروم 58 الزمر 27
• ? هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ? خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى.
ولقد أدرك كفار قريش هذا التفصيل وقالوا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ? سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده، وذي الموعودات بالآخرة.
النسخ
إن كلا من الكتاب والقرآن كلام الله وليس من قول البشر كما هي دلالة قوله ? ولو نزّلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ? الشعراء 198 ـ 199 ويعني أن لو كان الرسول بالقرآن أعجميا لا يتكلم اللسان العربي لقرأ القرآن على الناس كما نزّل على قلبه أي كما أقرئ تماما كما أضحى معلوما لكل الناس سماع الكلام من الأشرطة والأسطوانات التي لا تملك له تحريفا ولا تغييرا، وهكذا أقرئ النبي الأمي ? القرآن كما في قوله ? سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ? الأعلى 6 ـ 7 وليس الاستثناء من الله حشوا ولا زيادة لا تعني شيئا سبحان الله وتعالى وإنما هو وعد سيتم نفاذه أي سينسى منه النبي الأمي ? ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان.
ولم يقع في القرآن نسخ سبحان الله وتعالى أن يخلف الميعاد وإنما القرآن ذكر وقصص وموعودات نبّئ بها النبي الأمي ? ستقع قبل النفخ في الصور.
ولم يقع نسخ في موعودات الكتاب التي ستقع في الآخرة ولا في أسماء الله ومشيئته وتدبيره الأمر في السماوات والأرض.
إن قوله:
• ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وإذا بدلنا آية مكان آية ? النحل 101
ليعني وقوع النسخ في التشريع خاصة من الكتاب المنزل، وقد وعد الله أن يأتي بآية خير من الآية المنسوخة أي ينزلها، وكان في كل آية مبدلة إصر أو تحريم وفي الآية البدل تخفيف وتيسير أو تحليل، ألم تر أن قوله ? وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ? الأنعام 146 يعني أن نبيا بعد موسى نزل عليه ذلك التحريم، وأن قوله ? ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ? عمران 50 يعني أن عيسى قد نزل عليه تحليل بعض ما حرم على بني إسرائيل كالذي تضمنه حرف الأنعام، فالأول المنسوخ فيه إصر وتحريم والثاني البدل فيه تخفيف وتحليل، وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في نسخ شرب الخمر بقوله ? يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ? المائدة 90 ـ 91 وذلك بعد الكراهة كما في قوله ? ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ? النحل 67 ويعني أن من يعقل سيدرك أن الموصوف بالسكر ليس رزقا حسنا وإنما هو رزق قبيح وكذلك بعد قوله ? يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ? النساء 43 ويعني أن السكر يذهب العلم والوعي والإدراك.
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في تكليف الواحد من المؤمنين وهو في ساحة المعركة أن يصبر ولا يولي الدبر ولو قاتله العشرة من الكفار بقوله ? يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ? الأنفال 65 ولا يخفى ما فيه من المشقة على البعض وقد نسخ بقوله ? الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ? الأنفال 66.
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في نسخ التكليف بفرض الإقامة الجبرية على الزانية مدى الحياة في منزلها كما في قوله ? واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ? النساء 15 وقد نسخ بقوله ? الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ? النور 2 ولا يخفى أن في الأول المنسوخ إصر ومشقة وفي الثاني البدل تخفيف وتيسير هو على الأمة خير من التكليف الأول الثقيل.
بيان قوله ? كتابا متشابها مثاني ?
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله ? الله نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ? الزمر 23 ليعني أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر كما في قوله ? وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ? الزمر 45 ومن المثاني معه قوله ? إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ? النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره.
وكما في قوله ? قال لن تراني ? الأعراف 143 ومن المثاني معه قوله ? لا تدركه الأبصار ? الأنعام 103 ويعني أن موسى لم ير ربه وكذلك لم يره أحد ولن يراه في الدنيا إذ لا تدركه الأبصار أما في الآخرة فيراه المكرمون من الناس كما في قوله ? وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ? القيامة 22 ـ 23 ومن المثاني معه قوله ? كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ? المطففين 15 ويعني المعتدي الأثيم أما غيرهم فغير محجوبين عن ربهم بل يرونه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في قوله ? ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ? المجادلة 7 ومن المثاني معه قوله ? ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ? النساء 107 ـ 108 وقوله ? ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ? التوبة 78 ويعني أن الله على كل شيء ومنه النجوى شهيد لم يغب عنه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه علام الغيوب.
وكما في قوله ? فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ? الأعراف 37 ومن المثاني معه قوله ? فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ? هود 109 وقوله ? فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ? الأعراف 135 ويعني أن المكذبين لن يعجل لهم العذاب قبل أن يستوفوا نصيبهم من المتاع والرزق والحياة كما كتب لهم في اللوح المحفوظ فلا ينقصون منه شيئا.
وكما في قوله ? واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ? الأنفال 24 ومن المثاني معه قوله ? ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ? سورة ق 16 ويعني أن القلب هو محل الإرادة ويرسلها عبر حبل الوريد، والله أقرب إلى الإنسان منهما أي يحول بينه وبين التوبة إذا جاء الموت فهلا بادروا بها قبل الأجل.
وكما في قوله ? لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ? الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله ? لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ? الزمر 16 وقوله ? يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? العنكبوت 55.
وكما في قوله ? وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ? الشورى 30 ومن المثاني معه قوله ? أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ? ويعني أن المؤمنين قد أصابوا من المعاصي مثلي ما أصابهم من القتل والقرح في غزوة أحد.
وكما في قوله ? الرجال قوامون على النساء ? النساء 34 ومن المثاني معه قوله ? وألفيا سيدها لدى الباب ? يوسف 25 ويعني أن الزوج هو القائم على شؤون امرأته المسؤول عنها أي هو سيدها.
وكما في قوله ? قال فرعون وما رب العالمين ? الشعراء 23 ومن المثاني معه قوله ? وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان ? الفرقان 60 ويعني أن العبد إذا نسي ربه سيقع منه حتما نسيان نفسه وهكذا يطغى ويتجاوز حده وينكر خالقه.
وكما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ? خاتمة النبإ ومن المثاني معه قوله ? يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا ? النساء 42 ويعني أن الكافر في يوم القيامة حين تعرض عليه أعماله يتمنى أن يكون ترابا أي تسوى به الأرض ولا يحاسب عليها.
وكما في قوله ? هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ? ومن المثاني معه قوله ? وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ? طه 111 ويعني أن وجوها ستنصب وهو عنتها لله الحي القيوم يوم يقوم الناس لرب العالمين في يوم القيامة فتعاني وجوه من التعب والمشقة والخشوع ما لا ينفعها بل ستخيب بما حملت من الظلم وستصلى بعده نارا حامية.
وكما في قوله ? هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ? ومن المثاني معه قوله ? أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ? مريم 67 وقوله ? وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ? مريم 9.
وكما في قوله ? ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الأعراف 11 ومن المثاني معه قوله ? كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحييناكم ثم يميتكم ثم يحييكم ? البقرة 28 ويعني أن جميع بني آدم قد خلقوا وصوروا قبل أمر الملائكة بالسجود لآدم وماتوا جميعا فكان كل منهم ميتا إلى أن يحيى في بطن أمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في قوله ? يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ? الأنفال 65 ومن المثاني معه قوله ? لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ? الحشر 13 ويعني أن جمع وكثرة الكفار والمنافقين والمشركين أضعفها رهبتهم من الذين آمنوا فكان الرجل من المؤمنين بمثليه أو أكثر في القتال في سبيل الله، ويعني وصفهم بأنهم قوم لا يفقهون في الحرفين أنهم لا يفقهون أن الله أحق أن يرهب منه وأن يخاف من عذابه وعقابه.
وكما في قوله ? كذلك كدنا ليوسف ? يوسف 76 ومن المثاني معه قوله ? لا يستطيعون حيلة ? النساء 98 ويعني صحة الحديث النبوي أن الله يلوم على العجز ومنه ترك الحيلة الموصلة إلى الغاية الشرعية.
وكما في قوله ? أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ? خاتمة العاديات ومن المثاني معه قوله ? وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ? غافر 18 ـ 19 وقوله ? ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدّقنّ ولنكوننّ من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ? التوبة 75 ـ 78 ويعني أن الظالمين في يوم القيامة سيعلمون رأي العين أن الله كان يعلم ما تخفي صدورهم في الدنيا إذ حصّل ما فيها من الكبر والغل والحسد وسوء القصد وحوسبوا عليه، ويعني حرف التوبة أن المنافقين كانوا قد أسرّوا في قلوبهم أن لا يصدقوا وأن لا يكونوا من الصالحين خلاف ما قالوه بألسنتهم وهو النفاق في قلوبهم الذي سيبعثون عليه ويحصّل من قلوبهم فيحاسبون عليه.
وكما في قوله ? لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ? القيامة 16 ـ 17 ومن المثاني معه قوله ? ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ? طه 114.
وكما في قوله ? وقل رب زدني علما ? طه 114 ومن المثاني معه قوله ? واذكر ربك إذا نسيت ? الكهف 24 يعني ادع ربك أن يزيدك علما كما هو مفصل في حرف طه.
وكما في قوله ? قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ? الإسراء 100 ومن المثاني معه قوله ? أم لهم نصيب من الملك فإذن لا يؤتون الناس نقيرا ? النساء 53 ويعني أن الإنسان القتور لو كان يملك خزائن رحمة رحمة ربنا لأمسكها عن الناس ولم يؤتهم منها نقيرا وإذن لما أوتي النبيون والرسل منها ما آتاهم ربهم من خزائن رحمته.
وكما في قوله ? رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ? هود 73 ومن المثاني معه قوله ? فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ? النساء 54 ـ 55 ويعني أن ما آتى الله آل إبراهيم من الكتاب والحكمة والملك العظيم لم يختص به آل إسرائيل وحدهم بل شاركهم فيه آل إسماعيل فرحمة الله وبركاته على أهل البيت كلهم والكتاب والحكمة والملك العظيم أوتيه آل إبرهيم كلهم فلماذا حسد اليهود الذين عاصروا نزول القرآن بني إسماعيل أن بعث منهم النبي الأمي ? وسيأتي من بيانه في "من بيان القرآن ".
بيان قوله ? قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ?
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل قد تقع على أكثر من دلالة ومنها:
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله ? وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب ? الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله:
• ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ? التحريم 8
• ? والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ? الحديد 19
• ? يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ? الحديد 12
• ? يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ? الحديد 13
(يُتْبَعُ)
(/)
3. نور كالموصوف في سورة النور قد تضمنه القرآن كما في قوله ? أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ? الأنعام 122 وبينته في "من بيان القرآن".
4. نور يقع على تبيّن ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله:
• ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ? إبراهيم 5
• ? الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ? البقرة 257
• ? فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ? الطلاق 10 ـ 11
5. وأما قوله:
• ? قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ? الأنعام 91
• ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ? المائدة 44
• ? وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ? المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبّأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا، وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى للمستبصر رغم ظلمات الغيب.
ومما نبّأ الله به موسى قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20، ووقعت نبوة موسى هذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء.
ومما نبأ الله به عيسى قوله ? ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ? الصف 6
6. وإن المثاني في قوله:
• ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
• ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
• ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
• ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
• ? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي ? وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين ? وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.(/)
قائمة بالكتب والمؤلفات التي صنفت في (تدبر القرآن): أضف ما عندك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jul 2008, 02:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع إقبال طلبة العلم وحفاظ القرآن على العناية بتدبر القرآن، تكثر الحاجة إلى الاطلاع والإفادة من المؤلفات والبحوث والتجارب الناجحة في موضوع (تدبر القرآن الكريم) تأصيلاً لمفاهيمه وتطبيقاً له بوسائل مختلفة.
وأقترح أن نجمع في هذا الموضوع الكتب التي صنفت لتدبر القرآن على وجه الخصوص لينتفع بها من يرغب في التعمق العلمي في هذا الجانب المهم.
وسابدأ بذكر ما يحضرني الآن وسأضيف ما أجده لاحقاً في مكتبتي وغيرها. وأرجو المشاركة من الجميع.
1 - قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم. للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني. مجلد من مطبوعات دار القلم في دمشق.
2 - تدبر القرآن لعمر السنيدي. وله ملخص له في كتب صغير وكلاهما صدرا عن مجلة البيان.
3 - معارج التفكر ومعالم التدبر لحبنكة الميداني كذلك وهو تفسير تدبري للقرآن لم يتم.
4 - المعين على تدبر الكتاب المبين لمجد مكي وهو تفسير تدبري مختصر في مجلد.
5 - أوراق عمل (ملتقى تدبر القرآن الأول بالرياض) وسيصدر في كتاب قريباً وهو موجود كأبحاث على ملتقى أهل التفسير.
6 - تعليم تدبر القرآن الكريم. للدكتور هاشم الأهدل وسيصدر قريباً عن مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي بجدة.
7 - الحياة من جديد (دعوة لتدبر القرآن) للأستاذة أسماء الرويشد.
أرجو الإضافة ...
ـ[خادم الكتاب والسنة]ــــــــ[17 Jul 2008, 03:28 ص]ـ
حياك الله شيخنا أبا عبدالله ونفع بكم
وأضيف على ما ذكرتم ..
8 - فتح من الرحيم الرحمن في بيان كيفية تدبر كلام المنان، في مجلدين، تأليف: أحمد بن منصور آل سبالك.
ملاحظة: وقد ذكر بعض الفضلاء في مناسبة سابقة أن الوسائل التي ذكرها المؤلف هي تمامها التي ذكرت في كتاب الميداني ولم يتم بيان ذلك بالعزو وأنا بعيد حاليا عن الكتب لظرف خاص فعسى أن يتم التحقق من الأمر.
ـ[المحجبة]ــــــــ[17 Jul 2008, 04:41 ص]ـ
(مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة) - د. خالد اللاحم
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[17 Jul 2008, 12:22 م]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمن
هناك إقبال على حفظ القرآن الكريم واستظهاره، وهناك اشارات تدل على وجود عودة للتدبر الواعي، ولكننا لا نزال في البداية. والمطلوب أن نحرض المسلمين على التدبر من خلال تقديم نماذج في التدبر تستطيع أن تشد المسلمين نحو تدبر كتاب الله العزيز. وأنا هنا أنصح ببعض الكتب الصادرة عن مركز نون مثل كتاب (نظرات في كتاب الله الحكيم) وكتاب (من أسرار الأسماء في القرآن الكريم) للأستاذ بسام جرار. وهذان الكتابان موجودان في صفحة مركز نون الالكترونية. هذا بالإضافة إلى مقالاته الجديدة. الموجودة على الصفحة. وتتميز هذه الكتب والمقالات بأنها قصيرة ومركزة تقدم الجديد.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[17 Jul 2008, 01:46 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ويضاف أيضاً: ((الصَّوارف عن فهم وتدبُّر القرآن الكريم)) لراقمه
ونسأل الله القبول
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[17 Jul 2008, 09:39 م]ـ
(كيف نتدبر القرآن) - الشيخ فواز زمرلي
ـ[مها]ــــــــ[18 Jul 2008, 12:58 ص]ـ
14 - كيف ننتفع بالقرآن الكريم -خطوة نحو تدبر أمثل- د. أحمد البراء الأميري.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Jul 2008, 02:13 م]ـ
من الكتب المؤلفة في تدبر القرآن:
كتاب: منهج تدبر القرآن الكريم.
لفضيلة شيخنا أ. د / حكمت بن بشير ياسين (حفظه الله)
وقد طبعته دار الحضارة للنشر والتوزيع بالرياض , ط: 1 , 1425هـ
والكتاب يقع في 104 صفحة
وهذا عرض سريع لموضوعات الكتاب نقلته كاملا من الفهرس:
التدبر بالقراءة المفسرة.
الترجيع في القراءة.
التدبر لمقاصد الآيات وإيراد ما يناسبها من أذكار.
تدبر الجن.
كيفية التدبر في خلق السماوات والأرض.
تدبر النبي صلى الله عليه وسلم بالتسبيح.
التدبر بالشكر.
كيف يتم القبول عند الله تعالى.
التدرج بالتلاوة لتحقيق التدبر.
الفهم والتدبر هو الغاية من التلاوة.
التدبر بفهم معاني القرآن.
التدبر ببيان القرآن بالقرآن.
التدبر بأذكار القرآن.
كيف يتم التدبر والتأثر بالقرآن؟.
البكاء من التأثر بسماع القرآن.
لماذا عدم التأثر؟
(يُتْبَعُ)
(/)
التدبر عند الآيات التي فيها استفهام.
التدبر بالإجابة على السؤال.
النظر في المصحف يساعد على التأمل والتفكر.
الامتثال للأوامر القولية.
التدبر بالاستجابة للأوامر القولية والفعلية.
فوائد التدبر.
التدبر بالقصص.
ماذا نقول في سجود التلاوة.
التدبر بالأمثال.
التدبر بالعرض للقرآن كل عام.
بداية القراءة بالتدبر. تدبر أحكام القرآن.
الاستفادة من التأمين في آيات الدعاء.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[20 Jul 2008, 02:21 ص]ـ
هذا ملخص لما سبق مع بعض الإضافات:
1. أوراق عمل (ملتقى تدبر القرآن الأول بالرياض). (سيصدر قريباً).
2. آيات الخشوع في القرآن وأثرها في التربية, عبد الله المغربي, بيت الأفكار الدولية - الرياض- عمَّان. (لم أطلع على محتواه)
3. تدبر القرآن, سلمان بن عمر السنيدي, المنتدى الإسلامي ومجلة البيان.
4. تعليم تدبر القرآن الكريم, هاشم الأهدل, معهد الشاطبي - جدة. (سيصدر قريباً)
5. الحياة من جديد (دعوة لتدبر القرآن) , أسماء الرويشد.
6. الصَّوارف عن فهم وتدبُّر القرآن الكريم, أبو العالية.
7. فتح من الرحيم الرحمن في بيان كيفية تدبر كلام المنان، أحمد بن منصور آل سبالك. (ينقل من قواعد التدبر لحبنكه بلا عزو)
8. قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم , عبدالرحمن حبنكة الميداني , دار القلم - دمشق.
9. كيف نتدبر القرآن, فواز زمرلي, دار البشائر الإسلامية – بيروت.
10. كيف نتعامل مع القرآن الكريم, يوسف القرضاوي, مؤسسة الرسالة - بيروت. (لم أطلع على محتواه)
11. كيف نتعامل مع القرآن, محمد الغزالي, دار الوفاء – مصر, دار الخير- دمشق. (لم أطلع على محتواه)
12. كيف ننتفع بالقرآن الكريم: خطوة نحو تدبر أمثل, أحمد البراء الأميري, مؤسسة الريان – بيروت.
13. معارج التفكر ومعالم التدبر, حسن حبنكه الميداني , دار القلم – دمشق.
14. المعين على تدبر الكتاب المبين, مجد مكي, (تفسير تدبري على حاشية المصحف).
15. مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة - خالد اللاحم.
16. من أسرار الأسماء في القرآن الكريم, بسام جرار, مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
17. منهج تدبر القرآن الكريم , أ. د / حكمت بن بشير ياسين, دار الحضارة للنشر والتوزيع – الرياض.
18. نظرات في كتاب الله الحكيم, بسام جرار, مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Jul 2008, 07:16 ص]ـ
ويضاف أيضا ... مفاتيح للتعامل مع القرآن الكريم للدكتور صلاح الخالدي
وجزى الله الدكتور عبد الرحمن خيرا على فتح هذه النافذه
وكان يدور في ذهني اقتراح للهيئة العالمية لتدبر القرآن ألا وهو دراسة ما كتب في تدبر القرآن وما اشترك فيه الكتاب وما انفرد به بعضهم بحيث تكون الدراسات أو الملتقيات العلمية القادمة مبنية على تلك الدراسات السابقة ومكملة لها
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[20 Jul 2008, 10:37 ص]ـ
كتاب: تدبر القرآن الكريم كيف ولماذا لمختار شاكر كمال، صدر في عمّان قبل نحو 15 سنة.
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[21 Jul 2008, 02:19 ص]ـ
دليل فهم القران المجيد - للشيخ احمد بن مسفر العتيبي - طبعة مكتبة الرشد. وهذا رابط للكتاب:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=58096#post58096
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jul 2008, 01:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً، وننتظر بقية المؤلفات فأحسب أنها كثيرة في المكتبة. والفكرة التي طرحها أخي العزيز أبو عبدالرحمن المدني فكرة قيمة وسنأخذ بها بإذن الله.
ـ[إيمان]ــــــــ[25 Jul 2008, 10:44 م]ـ
تدبر القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق ... د. رقية طه العلواني
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[26 Jul 2008, 02:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا. هل هناك مخطوطات لم تطبع في هذا الموضوع؟؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Jul 2008, 09:22 ص]ـ
من الكتب أيضاً:
- التدبر في القرآن لمحمد رضا الشيرازي دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر-بيروت.
- دعوة الى تدبر القرآن الكريم كيف ولماذا؟ لمختار شاكر كمال، مؤسسة الرسالة/الشركة المتحدة-بيروت.
- تدبر سورة الفرقان، عبد الرحمن الميداني، دار القلم-دمشق.
- تدبر القرآن، صالح بن فوزان الفوزان، دار القاسم للنشر-الرياض.
- قبسات من الكتاب والسنة تدبر وظلال، عدنان علي رضا النحوي، دار النحوي-الرياض.
- المدخل الى الدراسات القرانية: مبادىء تدبر القران والانتفاع به، لأبي الحسن الندوي، دار الصحوة-القاهرة.
- افلا يتدبرون القرآن، حسن عز الدين، دار الفكر العربي-القاهرة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Aug 2008, 04:43 م]ـ
سيصدر هذه الأيام حصاد التدبر لمدة عام وهو مجموع رسائل جوال تدبر لمدة عام من 1/ 9/1428هـ حتى 30/ 8/1429هـ بعنوان (ليدبروا آياته). جزى الله من سعى في ترتيبه وإصدراه خيراً وهو الأخ العزيز د. عمر المقبل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[راني الثبيتي]ــــــــ[29 Aug 2008, 01:19 ص]ـ
شكرا لكم ياشيخنا ووفقكم الله لطاعته
أيضا صدر كتاب للشيخ الفاضل: ناصر العمر بعنوان: (ليدبروا آياته)
وهذا رابط اعلان الكتاب:
http://www.almoslim.net/node/96959
وأيضا هناك كتاب للشيخ: فاضل السامرائي بعنوان: (التعبير القراني)
أعتقد أنه ينفع في هذا الجانب
وفقكم الله لطاعته
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[29 Aug 2008, 12:15 م]ـ
من الأوراق التي قدمت في مؤتمر فهم القرآن مناهج وآفاق الذي عقد في جمعية المحافظة على القرآن الكريم - الاردن قبل أقل من شهر
كانت بعض الأوراق تحمل عنوان تدبر القرآن، وكان أحد محاور المؤتمر
وتجدون في الملتقى تعريف بالمؤتمر وبعض التفصيلات.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
6 - تعليم تدبر القرآن الكريم. للدكتور هاشم الأهدل وسيصدر قريباً عن مركز الدراسات والمعلومات القرآنية بمعهد الشاطبي بجدة.
صدر الكتاب مؤخراً ولله الحمد.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/649311af67c24e.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2009, 02:16 ص]ـ
يمكن تحميل كتاب د. هاشم الأهدل (تعليم تدبر القرآن) من هنا جزى الله الإخوة الذين قاموا بتصويره خيراً.
تعليم تدبر القرآن الكريم أساليب علمية ومراحل منهجية ( http://www.waqfeya.com/book.php?bid=2824)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Jul 2010, 05:38 ص]ـ
ومن الكتب التي صدرت مؤخراً في تدبر القرآن:
- مفهوم التدبر: تحرير وتأصيل (أوراق عمل الملتقى العلمي الأول لتدبر القرآن الكريم) الذي نظمه مركز تدبر في الرياض.
- التدبر حقيقته وعلاقته بمصطلحات التأويل والاستنباط والفهم والتفسير: دراسة بلاغية تحليلية على آيات من الذكر الحكيم ( http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=111882&posted=1#post111882)، للدكتور عبدالله عبدالغني سرحان، إصدار مركز تدبر 1431هـ، وقد قدم للكتاب الدكتور عمر بن عبدالله المقبل وفقه الله.
- جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف ( http://tafsir.net/vb/t20845.html) للدكتور عويض العطوي، إصدار مركز تدبر.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[19 Jul 2010, 08:56 ص]ـ
- مفهوم تدبر القرآن للشيخ الدكور عصام العويد من إصدارات مركز تدبر كذلك صدر العام الماضي
- ليدبروا آياته (حصاد عام) العا الثاني من مركز تدبر كذلك
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[20 Jul 2010, 07:31 ص]ـ
ومن كتب التدبر المتخصصة:
بدائع المعاني: آيات الصيام تدبرٌ وتحليل للدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر-وفقه الله-.
صادرٌ عن مركز تدبر العلمي1430ه.
ـ[مروان المحمدي]ــــــــ[20 Jul 2010, 11:50 م]ـ
وهناك ايضا كتاب اسمه (العوده إلى القران .. لماذا وكيف؟ لـ: د. مجدي الهلالي
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2010, 06:29 ص]ـ
سجل لدينا - في الجامعة الإسلامية - قبل أيام أطروحة لنيل الدكتوراه بعنوان: (تدبر القرآن الكريم - دراسة تأصيلية)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 07:56 ص]ـ
جزى الله خيراً كل من أضاف عنوان كتاب وأقترح أن نعيد تلخيص الكتب التي تمت الإشارة إليها ثم نضع روابط ما هو موجود منها للتحميل لتعم الفائدة، فهل هناك من يتطوع لمساعدتي في هذا الأمر؟
هذا رابط كتاب تدبر القرآن للشيخ عمر السنيدي
للتحميل من هذا الرابط ( http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/tadbrquran/iindex.htm)
(( مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة)) للدكتور:خالد بن عبد الكريم اللاحم.
http://www.saaid.net/book/open.php?book=1262&cat=98
التعبير القرآني للدكتور فاضل صالح السامرائي
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=2&book=2446
فن التدبر للدكتور عصام العويد
http://www.halqat.com/Book-362.html
مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر للدكتور مساعد الطيار
http://www.halqat.com/Book-141.html
ـ[عمر جاكيتي]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:52 ص]ـ
أما الأول (ملخص ما ذكر في المشاركات) فهاكها:
آيات الخشوع في القرآن وأثرها في التربية, عبد الله المغربي, بيت الأفكار الدولية - الرياض- عمَّان.
تدبر القرآن, سلمان بن عمر السنيدي, المنتدى الإسلامي ومجلة البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
تعليم تدبر القرآن الكريم, هاشم الأهدل, معهد الشاطبي - جدة.
الحياة من جديد (دعوة لتدبر القرآن) , أسماء الرويشد.
الصَّوارف عن فهم وتدبُّر القرآن الكريم, أبو العالية.
فتح من الرحيم الرحمن في بيان كيفية تدبر كلام المنان، أحمد بن منصور آل سبالك.
قواعد التدبر الأمثل للقرآن الكريم , عبدالرحمن حبنكة الميداني , دار القلم - دمشق.
كيف نتدبر القرآن, فواز زمرلي, دار البشائر الإسلامية – بيروت.
كيف نتعامل مع القرآن الكريم, يوسف القرضاوي, مؤسسة الرسالة – بيروت
كيف نتعامل مع القرآن, محمد الغزالي, دار الوفاء – مصر, دار الخير- دمشق
كيف ننتفع بالقرآن الكريم: خطوة نحو تدبر أمثل, أحمد البراء الأميري, مؤسسة الريان – بيروت.
معارج التفكر ومعالم التدبر, حسن حبنكه الميداني , دار القلم – دمشق.
المعين على تدبر الكتاب المبين, مجد مكي, (تفسير تدبري على حاشية المصحف).
مفاتيح تدبر القرآن والنجاح في الحياة - خالد اللاحم.
من أسرار الأسماء في القرآن الكريم, بسام جرار, مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
منهج تدبر القرآن الكريم , أ. د / حكمت بن بشير ياسين, دار الحضارة للنشر والتوزيع – الرياض.
نظرات في كتاب الله الحكيم, بسام جرار, مركز نون للأبحاث والدراسات القرآنية.
مفاتيح للتعامل مع القرآن الكريم للدكتور صلاح الخالدي
تدبر القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق ... د. رقية طه العلواني
دليل فهم القران المجيد - للشيخ احمد بن مسفر العتيبي - طبعة مكتبة الرشد
التدبر في القرآن لمحمد رضا الشيرازي دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر-بيروت.
دعوة إلى تدبر القرآن الكريم كيف ولماذا؟ لمختار شاكر كمال، مؤسسة الرسالة/الشركة المتحدة-بيروت.
تدبر سورة الفرقان، عبد الرحمن الميداني، دار القلم-دمشق.
تدبر القرآن، صالح بن فوزان الفوزان، دار القاسم للنشر-الرياض.
قبسات من الكتاب والسنة تدبر وظلال، عدنان علي رضا النحوي، دار النحوي-الرياض.
المدخل إلى الدراسات القرآنية: مبادئ تدبر القران والانتفاع به، لأبي الحسن الندوي، دار الصحوة-القاهرة.
أفلا يتدبرون القرآن، حسن عز الدين، دار الفكر العربي-القاهرة.
مفهوم التدبر: تحرير وتأصيل (أوراق عمل الملتقى العلمي الأول لتدبر القرآن الكريم) الذي نظمه مركز تدبر في الرياض.
التدبر حقيقته وعلاقته بمصطلحات التأويل والاستنباط والفهم والتفسير: دراسة بلاغية تحليلية على آيات من الذكر الحكيم، للدكتور عبدالله عبدالغني سرحان، إصدار مركز تدبر 1431هـ، وقد قدم للكتاب د. عمر بن عبدالله المقبل.
جماليات النظم القرآني في قصة المراودة في سورة يوسف للدكتور عويض العطوي، إصدار مركز تدبر.
مفهوم تدبر القرآن للشيخ الدكتور عصام العويد من إصدارات مركز تدبر كذلك صدر العام الماضي
حصاد التدبر لمدة عام وهو مجموع رسائل جوال تدبر لمدة عام من 1/ 9/1428هـ حتى 30/ 8/1429هـ بعنوان (ليدبروا آياته). د. عمر المقبل.
ليدبروا آياته (حصاد عام) العام الثاني من مركز تدبر كذلك
بدائع المعاني: آيات الصيام تدبرٌ وتحليل للدكتور عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر-وفقه الله-. صادرٌ عن مركز تدبر العلمي1430هـ.
العودة إلى القران .. لماذا وكيف؟ لـ: د. مجدي الهلالي.
(ليدبروا آياته: للشيخ الفاضل: ناصر العمر
(التعبير القراني) كتاب للشيخ: فاضل السامرائي
أما الثاني فخبرتي في وضع روابط التحميل محدودة ... ولكني سأبذل ما أستطيع ...
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 08:56 ص]ـ
http://www.islamiyyat.com.php5-10.websitetestlink.com/images/stories/mafateeh.jpg (javascript:NewWindow('photo.php?id=15318','photo' ,'350','495','custom','front');)
إسم الكتاب: مفاتيح للتعامل مع القرآن
إسم المؤلف: د. صلاح عبد الفتاح الخالدي
تصنيف الكتاب: كتب التواريخ والسير ( http://www.tafsir.net/vb/category.php?id=23)
الناشر: دار القلم للنشر والتوزيع بدمشق ( http://www.tafsir.net/vb/nasher.php?id=75)
سنة النشر: 0000
بلد: سوريا
سعر شراء نسخه مطبوعة: 14جنيه مصرى
سعر تحميل نسخه مصورة: 7 جنيه مصري
نبذه عن الكتاب
مفاتيح للتعامل مع القرآن
د. صلاح عبد الفتاح الخالدي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:04 ص]ـ
شكر الله لك أخي الفاضل عمر على جمع الروابط وأنا أبحث عما أجده للتحميل على النت وسأضيفه وأدعو الجميع للمساهمة معنا في إيجاد الروابط فما وجدناه وضعناه والباقي يمكن الإخوة الحصول عليه من المكتبات بإذن الله تعالى.
ولعله من المفيد تثبيت هذه المشاركة لبضعة ايام حتى يطلع عليها الجميع فيستفيدوا منها.
بارك الله بك.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[21 Jul 2010, 09:27 ص]ـ
التدبر في القرآن
السيد محمد رضا الشيرازي
الفهرست
كلمة للسيد محمد رضا الشيرازي ( http://www.tafsir.net/vb/aword.html)
المدخل
المطلوب فهم القرآن بشكل جيد ( http://www.tafsir.net/vb/1.html)
أفلا يتدبرون القرآن
القرآن حروف بلا معان ( http://www.tafsir.net/vb/2.html)
التدبر أم التحجر؟ ( http://www.tafsir.net/vb/3.html)
وماذا نصنع بهذه الشبهات (1) ( http://www.tafsir.net/vb/4-1.html) (2)؟ (http://www.tafsir.net/vb/4-2.html)
معطيات التدبر في القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/5.html)
منهج التدبر في القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/5.html#manhaj)
أولا: معنى الكلمة ( http://www.tafsir.net/vb/6.html)
ثانيا: تخير الكلمة ( http://www.tafsir.net/vb/7.html)
ثالثا: موقع الكلمة ( http://www.tafsir.net/vb/8.html)
رابعا: الشكل الخارجي ( http://www.tafsir.net/vb/9.html)
خامسا: الإرتباط والتسلسل ( http://www.tafsir.net/vb/10.html)
سادسا: التصنيف ( http://www.tafsir.net/vb/11.html)
شروط التدبر في القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/11.html#shoroot)
الفهم الشمولي للقرآن
الفهم التجزيئي للقرآن ( http://www.tafsir.net/vb/12.html)
فصل الجملة القرآنية عن السياق ( http://www.tafsir.net/vb/12.html#fasl)
التجزئة الموضوعية (1) ( http://www.tafsir.net/vb/13-1.html) (2) (http://www.tafsir.net/vb/13-2.html)
الفهم الحيوي للقرآن
الذين يفهمون القرآن .. كتاب موت (1) ( http://www.tafsir.net/vb/14-1.html) (2) (http://www.tafsir.net/vb/14-2.html) (3) (http://www.tafsir.net/vb/14-3.html) (4) (http://www.tafsir.net/vb/14-4.html)
التدبر في القرآن
سورة الحمد
فضل السورة ( http://www.tafsir.net/vb/15-1.html)
الآية (بسم الله الرحمن الرحيم) ( http://www.tafsir.net/vb/15-2.html)
لماذا البدء بالبسملة؟ ( http://www.tafsir.net/vb/15-2.html#1)
معنى الرحمة الإلهية ( http://www.tafsir.net/vb/15-3.html)
مقومات الرحمة الخاصة ( http://www.tafsir.net/vb/15-4.html)
لماذا هاتان الصفتان؟ ( http://www.tafsir.net/vb/15-5.html)
هل البسملة آية قرآنية؟ ( http://www.tafsir.net/vb/15-6.html)
روايات في البسملة ( http://www.tafsir.net/vb/15-7.html)
آية (الحمد لله رب العالمين) ( http://www.tafsir.net/vb/15-8.html)
العناية المستمرة
لا للربوبيات البديلة
الآية (الرحمن الرحيم)
عينات خارجية
فلسفة الشرور في النصوص الشرعية
الآية (مالك يوم الدين)
محاكم ست
القانون وحده لا يكفي
أنواع من الملكية
الآية (إياك نعبد وإياك نستعين)
التوحيد والحرية
لماذا حصرت الاستعانة بالله؟
حصر الاستعانة بالله لا ينافي التوسل بالأسباب الطبيعية
الآيتان (إهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
الصراط المستقيم بين المنهج والنموذج
من هو الذين أنعم الله عليهم؟
الفرق بين "المغضوب عليهم" و "الضالين"
عدم تغير الآثار الوضعية للضلال بالعلم والجهل
سورة البقرة
فضل السورة
البدء بالبسملة .. لماذا؟
الإعجاز القرآني
القرآن يتحدى
ملاحظات حول الحروف المقطعة
ثلاث مواقف
التقسيم القرآني: تقسيم عقائدي
صفات المتقين
كيف نؤمن بالغيب؟
محاورات
تأثير الإيمان بالغيب في سلوك الإنسان
ـ[المساهم]ــــــــ[21 Jul 2010, 11:40 ص]ـ
http://img17.imageshack.us/img17/2919/000jnj.jpg
تجدون كتاب التعبير القرآني للدكتور فاضل السامرائي [هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=17069) ]
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[31 Jul 2010, 03:35 م]ـ
تدبّر القرآن
قالوا في تدبّر القرآن
v " من لم يكن له علم وفهم وتقوى وتدبّر، لم يُدرك من لذّة القرآن شيئاً" (الزركشي، البرهان، 2/ 171)
(يُتْبَعُ)
(/)
v " إني لأعجب ممن يقرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذّ بقراءته! " (ابن جرير الطبري، معجم الأدباء، 18/ 63)
v " المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به، فإن لم تكن هذه همّة حافظه لم يكن من أهل العلم والدين" (شيخ الاسلام ابن تيمية، الفتاوى، 23/ 54)
v " يا ابن آدم، كيف يرقّ قلبك وإنما همّتك في آخر السورة؟! " (الحسن البصري، مختصر قيام الليل للمروزي، ص 150)
v " إذا مرّ – متدبر القرآن – بآية وهو محتاج إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكّر وتفهّم خير من قراءة ختمة بغير تدبّر وتفهم، وأنفع للقلب، وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن" (ابن القيّم، مفتاح دار السعادة، ص 221)
معنى التدبر في اللغة:
هو النظر في عاقبة الأمر والتفكّر فيه. وتدبر الكلام: النظر في أوله وآخره ثم إعادة النظر مرة بعد مرة ولهذا جاء على وزن التفعّل كالتجرّع والتفهّم والتبيّن، ولذلك قيل إنه مشتق من النظر في أدبار الأمور وهي أواخرها وعواقبها. ومنه تدبر القول كما في قوله تعالى (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ (68) المؤمنون).
معنى تدبّر القرآن:
هو تفهّم معاني ألفاظه والتفكر فيما تدل عليه آياته مطابقة، وما دخل في ضمنها وما لا تتم تلك المعاني إلا به، مما لم يعرج اللفظ على ذكره من الإشارات والتنبيهات وانتفاع القلب بذلك بخشوعه عند مواعظه وخضوعه لأوامره وأخذ العبرة منه.
قال الطبري رحمه الله في قوله تعالى (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) ص) ليتدبروا حجج الله التي فيه وما شرع الله فيم من الشرائع فيتعظوا ويعملوا به.
وقال أبو بكر ابن طاهر: تدبر في لطائف خطابه وطالب نفسك بالقيام بأحكامه وقلبك بفهم معانيه وسرك بالاقبال عليه.
ويقول الهروي رحمه الله: أبنية الذكر ثلاثة: الانتفاع بالعِظة والاستبصار بالعبرة والظفر بثمرة الفكرة.
ويُستفاد من كلام العلماء في معنى التدبر أن التدبر في القرآن يشمل الأمور التالية:
معرفة معاني الألفاظ وما يُراد بها.
تأمل ما تدل عليه الآية أو الآيات مما يفهم من السياق أو تركيب الجمل.
اعتبار العقل بحججه وتحرك القلب ببشائره وزواجره.
الخضوع لأوامره واليقين بأخباره.
معاني المفردات المتعلقة بالتدبر:
وهي معان متقاربة تجتمع في شيء وتفترق في آخر منها المفردات التالية:
الفهم: هو العلم بمعنى الكلام.
الفقه: هو العلم بمقتضى الكلام على تأمله ولهذا تقول: تفقّه ما أقول أي تأمله لتعرفه.
البصيرة: تكامل العلم.
الفكر: هو إحضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما معرفة ثالثة.
التفكّر: استعمال الفكرة في ذلك وإحضارها عنده.
التذّكر: من الذكر وهو ضد النسيان وهو حضور صورة المذكور العلمية في القلب واختير له بناء (التفعّل) لحصوله بعد مهلة وتدرج كالتبصّر والتفهّم والتعلّم وهو إحضار العلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله وغيبته عنه، ومنه قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) الأعراف).
فالتذكر يفيد تكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه ويثبت ولا ينمحي فيذهب أثره من القلب، والتفكّر يفيد تكثير العلم واستجلاب ما ليس حاصلاً عند القلب فالتفكّر يحصله والتذكر يحفظه وكل من التذكر والتفكر له فائدة غير فائدة الآخر.
التأمل: مراجعة للنظر كرة بعد كرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبه وتحديق ناظر القلب إلى معانيه وجمع الفكر على تدبره وتعقله.
الاعتبار: وهو من العبور لأنه يعبر منه إلى غيره فيعبر من ذلك الذي فكر فيه إلى معرفة ثالثة ولهذا يسمّى (عِبرة): وهي على بناء الحالات كالجِلسة والقِتلة إيذاناً بأن هذا العمل قد صار حالاً لصاحبه يعبر منه إلى المقصود به. قال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) النازعات) وقال تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) آل عمران).
الاستبصار: وهو استفعال من التبصّر وهو تبيّن الأمر وانكشافه وتجلّيه للبصيرة.
فهرس الموضوعات
v أهمية تدبر القرآن:
1. بركة القرآن
2. حاجة القلب إلى تدبر القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
3. الثناء على من تدبر القرآن وتأثر به
4. ذم من ترك القرآن ولم يتأثر به
5. التدبر من النصح لكتاب الله
v أمور شرعت من أجل تدبر القرآن والتأثر به:
1. إنزال القرآن والتعبد بقراءته
2. الترتيل والتغني بالقراءة وتحسينها
3. صلاة الليل والقراءة فيه
4. سلامة التلاوة وإتقان التجويد
5. الاستعاذة
6. الانصات عند سماع القرآن
7. الجهر بالتلاوة
8. حسن الابتداء والوقف
v أمور متوقفة على تدبر القرآن وفهم معانيه:
1. عظم أجر التلاوة
2. حصول بركة القرآن وانتفاع القلب به
3. التفضيل بين القراءة من المصحف والقراءة عن ظهر قلب
4. التفضيل بين القراءة في الصلاة والقراءة خارجها
5. التفضيل بين الجهر بالقراءة والإسرار بها
6. ترتيب أولويات طلب العلوم
7. قصر المدة التي يختم فيها القرآن
v صوارف تحول دون التدبّر:
1. أمراض القلوب والإصرار على الذنوب
2. انشغال القلب وشرود الذهن
3. قصر الخشوع على أحوال أو آيات ميعنة
4. ترك التدبر تورعاً عن القول في كلام الله بغير علم
5. قصر الهمة على كثرة القراءة فقط
6. قصر الهمة على تحقيق القراءة وحسن التلاوة مع هجر تدبره وضعف الهمة عن العمل به
7. تقديم ما دون التدبر من العلم والعمل والاشتغال به عن التدبر
8. قصر معاني الآيات على قوم مضوا أو أحوال خاصة قد انتهت
9. الانشغال بالمبهمات
10. النظر في القرآن من خلال مفهومات قاصرة
11. قصر قراءة القرآن على أحوال خاصة.
v من درجات التدبر:
1. التفكر والنظر والاعتبار
2. التأثر وخشوع القلب
3. الاستجابة والخضوع
4. استخراج الحكم واستنباط الأحكام
v علاقة القارئ بالقرآن
1. بُعد المعايشة
2. بُعد اللغة
3. لماذا نحتاح إلى التفسير؟
v من سُبُل تدبر القرآن:
1. معايشة معاني الآيات
2. تصور حال معاني الدعوة عند نزول الآيات
3. فهم المعاني ودلائل الألفاظ
4. الوقوف عند الآيات:
v الوقوف اللفظي وترتيل القراءة:
1. صفة الترتيل والحثّ عليه
2. التغني بالقرآن
3. الترسل بالقراءة والنهي عن العجلة
4. مدة ختم القرآن
v الوقوف عند المعاني
1. صفة الوقوف عند المعاني والحثّ عليه
2. نماذج من وقوف السلف على المعاني
3. تكرار الآية
4. الطريق إلى الوقوف على المعاني
5. معرفة أساليب القرآن
6. تدارس القرآن
v صور من تدبر القرآن
(من كتاب تدبر القرآن تأليف: سلمان بن عمر السنيدي (سلسلة تصدر عن المنتدى الإسلامي) مطابع أضواء المنتدى: هاتف: 0096612464925)
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[01 Aug 2010, 12:43 ص]ـ
صدر عن معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي بجامعة أم القرى بحث محكّم بعنوان:
(مفهوم التدبر في ضوء الدراسة التحليلية لآياته في القرآن) لفضيلة الشيخ د. محمد بن زيلعي هندي, أستاذ التفسير المشارك بجامعة الطائف.(/)
(الواو) في قوله تعالى: ((وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً .... )) الآية
ـ[أبو باسم]ــــــــ[19 Jul 2008, 01:12 ص]ـ
قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين)
حيث حذف جواب الشرط (إذا) الذي يمكن أن يقدر ب (حتى إذا جاءوها وجدوا ما يقصر عنه البيان)، لأن وصف ما يجدونه، ويلقونه عند ذلك في الجنة لا يتناهى، فلا يحيط به لفظ، فجعل الحذف دليلاً على ضيق الكلام عن وصف ما يشاهدونه، وتركت النفوس تقدر ما شأنه، ولا تبلغ مع ذلك كنه ما هنالك، لقول الله عز وجل في الحديث القدسي فيما رواه الشيخان – رحمهما الله – عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر).
وههنا سؤال جدير بالإجابة هو: لماذا أدخل الواو مع الجنة في قوله: (وفتحت أبوابها)، ولم يدخلها مع النار في قوله: (وسيق الذين كفروا إلى جنهم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين) وقبل الإجابة على هذا السؤال يذكر أنه قد اجتمع في مجلس سيف الدولة الحمداني أبو علي الفارسي وأبو عبد الله الحسين بن خالويه، فسئل ابن خالويه ذاك السؤال، فقال: هذه الواو تسمى الثمانية، لأن العرب لا تعطف الثمانية إلا بالواو.
فنظر سيف الدولة إلى أبي علي، وقال له: أحق هذا؟ فقال أبو علي: لا أقول كما قال، إنما تركت الواو في النار لأنها مغلقة، وكان مجيئهم شرطاً في فتحها، فقوله: (فتحت) فيه معنى الشرط، وأما قوله: (وفتحت) في الجنة فهذه واو الحال، كأنه قال: جاءوها وهي مفتحة الأبواب، أو: هذه حالها.
وهذا هو القول الصحيح، لأن النار تكون مغلقة حتى يردوها، وفي ذلك اشتداد لحرارتها، ولأن من العادة أن يهان المعذبون بالسجون، فتغلق حتى يأتوها، ومن العادة أيضا أن يكرم المنعمون بفتح الأبواب قبل وصولهم إليها، ويؤيده قوله تعالى في سورة أخرى: (هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب) (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب)
وأما واو الثمانية التي أشار إليها ابن خالويه فهي التي تلحق الثامن من الأعداد وغيرها، فالعرب تقول: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، وجعل الحريري منها قوله تعالى: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين.
وابن خالويه يرى أن أبواب الجنة ثمانية، لذلك دخلت الواو، وتابعه في ذلك أبو القاسم الحريري، وقيل: أن هذه الواو زائدة، والصحيح أنها حالية كما سبق.
قال ابن كثير:
وقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} لم يذكر الجواب هاهنا، وتقديره: حتى إذا جاءوها، وكانت هذه الأمور من فتح الأبواب لهم إكراما وتعظيما، وتلقتهم الملائكة الخزنة بالبشارة والسلام والثناء، لا كما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب، فتقديره: إذا كان هذا سَعِدوا وطابوا، وسُرّوا وفرحوا، بقدر كل ما يكون لهم فيه نعيم. وإذا حذف الجواب هاهنا ذهب الذهن كل مذهب في الرجاء والأمل.
ومن زعم أن "الواو" في قوله: {وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} واو الثمانية، واستدل به على أن أبواب الجنة ثمانية، فقد أبعد النّجْعَة وأغرق في النزع. وإنما يستفاد كون أبواب الجنة ثمانية من الأحاديث الصحيحة.
قال القرطبي:
حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " قيل: الواو هنا للعطف عطف على جملة والجواب محذوف.
قال المبرد: أي سعدوا وفتحت، وحذف الجواب بليغ في كلام العرب.
وأنشد:
فلو أنها نفس تموت جميعةً ... ولكنها نفس تساقط أنفسا
فحذف جواب لو والتقدير لكان أروح.
وقال الزجاج: " حتى إذا جاءوها " دخلوها وهو قريب من الأول.
وقيل: الواو زائدة.
قال الكوفيون وهو خطأ عند البصريين.
وقد قيل: إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله تعالى، والتقدير حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة، بدليل قوله: " جنات عدن مفتحة لهم الأبواب " وحذف الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالا وترويعا لهم.
ذكره المهدوي وحكى معناه النحاس قبله.
قال النحاس: فأما الحكمة في إثبات الواو في الثاني وحذفها من الأول، فقد تكلم فيه بعض أهل العلم بقول لا أعلم أنه سبقه إليه أحد، وهو أنه لما قال الله عز وجل في أهل النار: " حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها " دل بهذا على أنها كانت مغلقة ولما قال في أهل الجنة: " حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها " دل بهذا على أنها كانت مفتحة قبل أن يجيئوها، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[19 Jul 2008, 06:51 م]ـ
الأخ الكريم أبو باسم جزاه الله خيراً
لقد سبق لي أن سألت الشيخ بسام جرار عن هذه الآية وإليك خلاصة قوله، وأرجو أن
أكون دقيقاً في النقل:
أولاً: عند الحديث عن أهل النار كان جواب حتى هو فتحت. أي أنهم عندما يقتربون من النار تفتح أبوابها. وهذا يشير إلى أن الأبواب لم تكن مفتوحة ففتحت من أجلهم.
ويشير أيضاً إلى سرعة دخولهم، إلى النار لأن التأخير في الدخول فيه رحمة.
ثانياً: عند الحديث عن أهل الجنة جواب حتى مقدّر ويفيده السياق. وممكن أن تقدر (فدخلوها). أو كما جاء في مقالكم: لتعظيم شأن الجنة ونعيمها أخفي الجواب.
ثالثاً: وجود الواو أفاد أكثر من أمر منها، أن فتحت لم تعد جواباً لحتى. ومنها أن المعنى أصبح: حتى إذا جاءوها وحتى إذا فتحت أبوابها وحتى إذا قال لهم خزنتها .....
دخلوها. فقبل الدخول يكون اقتراب تفيده جاء، ويكون تفتيح للأبواب ويكون سلام من الخزنة.
ومعلوم أن دخول أهل الجنة يكون حسب منازلهم وبالتالي لا يكون الدخول بمجرد المجيء، على خلاف أهل النار فيُسرّع دخولهم لأنهم لا يدخلون حسب المنازل وإنما التفاوت في شدة العذاب.(/)
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[19 Jul 2008, 11:32 ص]ـ
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ? الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ، ولم يفقهوا أن النبي ? قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن، فقوله ? فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.
ولقد نحا الأولون قريبا مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.
إن الحديث النبوي الذي تضمن التمثيل بالأسماء الحسنى " عليما حكيما غفورا رحيما" ليعني أن الأسماء الحسنى حرف من الأحرف السبعة بيّنه النبي الأمي ? أحسن البيان فمثل بواحد منها كما سيأتي قريبا إثباته.
وكذلك اعترف ابن الجزري في نشره (1/ 25) باحتمال أن لا يكون اختلاف القراءات هو المراد بالأحرف السبعة فقال " فإن قيل فما تقول في الحديث الذي رواه الطبراني من حديث عمر بن أبي سلمة المخزومي أن النبي ? قال لابن مسعود "إن الكتب كانت تنزل من السماء من باب واحد وإن القرآن أنزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف:حلال وحرام ومحكم ومتشابه وضرب أمثال وآمر وزاجر فأحل حلاله وحرم حرامه واعمل بمحكمه وقف عند متشابهه واعتبر أمثاله فإن كلا من عند الله ? وما يذكر إلا أولوا الألباب ? فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها أن هذه السبعة غير الأحرف السبعة التي ذكرها النبي ? في تلك الأحاديث وذلك من حيث فسرها في هذا الحديث فقال حلال وحرام إلى آخره وأمر بإحلال حلاله وتحريم حرامه إلى آخره ثم أكد ذلك الأمر بقول ? آمنا به كل من عند ربنا ? فدل على أن هذه غير تلك القراءات " اهـ بلفظه
قلت: ولقد وقع الإدراج في الحديث فضم إليه من تفسير بعض الرواة إذ لم تكن بعض ألفاظ ما أدرج متداولة في جيل الصحابة ولا نطقوا بها ولا سمعوها من النبي ? وكما ناقشت، وناقشت اختلاف القراء وأهل الأداء في أحرف الخلاف في بحث مستقل بعنوان "دراسة نقدية حول الأحرف السبعة" لعلي أنشرها قريبا إن شاء الله.
بيان قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?
إن قوله:
• ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82
• ? وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ? الروم 4
• ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? يونس 48، يس 48، الأنبياء 38، النمل 71، سبأ 29، الملك 25
• ? ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ? السجدة 28
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ? الحجر 6ـ7
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ? الرعد 31
• ? ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ? الحج 74
• ? ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ? آل عمران 194
ويعني حرف النساء أن القرآن تضمن موعودات في الدنيا ستقع كلها بعد نزول القرآن لا يختلف شيء منها عما أخبر الله به في القرآن من قبل وأن لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا اختلافا كثيرا بين موعوداته والحوادث المنتظرة بعده كما يجد الناس اختلافا كثيرا بين ما يقوله الكهنة والمشعوذون وبين ما يقع من الحوادث بعد.
ولقد فرغت بحمد الله من الجزء الأول من "من بيان القرآن " وضمنته من موعودات القرآن ما شاء الله مما لم يقع بعد وسيقع في الدنيا وجميعه من ثوابت العقيدة الإسلامية التي آمن بها الصحابة فمن بعدهم إجمالا كما هو مقتضى إيمانهم بالغيب، وإيمان كل مؤمن بالغيب، وأثبتّ كل موعود منها بهذه السبع من المثاني وضمنت كل واحدة منها ما شاء الله من المثاني حسب ما أبصرت ـ بفضل الله ـ من بصائر القرآن المنزل على النبي الأمي ?.
وكذلك دلالة استعجال المشركين نفاذ موعودات القرآن ليتأتى للرسول به وللمؤمنين معه ادعاء أنهم من الصادقين، وهكذا فقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن ينجز وعده ليصدقه المتأخرون الذين سيشهدون نفاذ الوعد من الله على لسان إبراهيم بعدما كذبه المعاصرون الذين لم يحضروا نفاذها بل كانت لهم غيبا بعيدا كما هي دلالة قوله ? واجعل لي لسان صدق في الآخرين ? الشعراء 84 ودلالة قوله ? ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ? مريم 49 ـ50 ويعني أن الله قد أنجز في المتأخرين ما وعدهم به على لسان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأن المتأخرين قد علموا صدق كل منهم.
وكذلك دلالة حرف آل عمران الذي يعني تكليف المؤمنين بالغيب الإيمان بأن ما وعدهم الله به مأتي ينتظرونه ويدعون الله ليصبح شهادة يشهدونه ويؤمنون له بعد أن كانوا مؤمنين به.
أما ما وعد الله به محمدا ? في القرآن فلن يجد الناس فيه ـ يوم يصبح شهادة في الدنيا ـ اختلافا بينه وبين وعد الله في القرآن كما هي دلالة قوله:
• ? قل صدق الله ? آل عمران 95
• ? اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ? الكهف 27
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ? الأنعام 115
• ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ? يونس 62 ـ 64
• ? والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ?
ويعني حرف آل عمران أن من القول في القرآن وهو الذي سيتم نفاذه بعد حياة النبي ? أن سيعلم الناس صدق الله فيما أخبر به في القرآن أي سيشهدون ويحضرون مطابقة الغيب مع ما أخبر الله منه في القرآن، ومنه أن سيسمعون التوراة تتلى عليهم ومنها قوله ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ? ومن ينكر ذلك بعد نزول عيسى ابن مريم وتلاوته التوراة على الناس؟ وقد تضمن القرآن أن الله قد علمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل، أفلا يستطيع الذي علّمه الله التوراة أن يتلوها على الناس؟ وليقع تصديق القرآن.
ويعني حرف الكهف أن من سنة النبي الأمي ? التي كلف بها أن يتلو الكتاب المنزل عليه، ولما كانت تلاوة النبي ? كتاب ربه المنزل عليه مما كلف به أي من سنته كما بينت في "حوار مع الأصوليين " فإن جميع المؤمنين به تبع له مكلفون كذلك بتلاوة القرآن وتدبره وانتظار نفاذ كلمات ربنا التامات أي التي سيتم نفاذها، ولن يتخلف عن تلاوة القرآن وتدبره إلا من رغب منهم عن سنة نبيه ?، وأما قوله ? لا مبدل لكلماته ? فهو مما وعد الله به في الكتاب المنزل أن يتم نفاذ موعوداته وأن لا مبدل لها.
ويعني أول الأنعام أن من كلمات الله أي موعوداته أن نصر الله قد تنزل من قبل على الرسل بالآيات بعد صبرهم على التكذيب والإيذاء وأن ذلك الوعد لا مبدل له بعد نزول القرآن بل لا يزال منتظرا كما بينت في "من بيان القرآن".
ويعني ثاني الأنعام أن جميع الغيب في القرآن سيصبح شهادة في ظل الذين سيؤتيهم ربهم الكتاب ويومئذ يعلمون رأي العين أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن إذ قد تمت أي نفذت موعوداته صدقا وعدلا، والقطع كذلك بأنها لا مبدل لها هو من الوعد في القرآن.
ويعني حرف يونس أن من كلمات الله أي موعوداته قوله عز وجل ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ? فهو من وعد الذي وعد به ولا تبديل له كما بينته في كلية النصر في ليلة القدر.
وسيأتي ضمن بيان الأحرف السبعة أن كلمات الله وكلمات ربنا في سياق الوعد في الدنيا هي من حرف الوعد في الدنيا، وأما في سياق اليوم الآخر فهي من الوعد في الكتاب.
ويعني حرف الذاريات القسم من الله على أن الوعد في الكتاب المنزل وعد صادق أي لا اختلاف بينه يوم نفاذه وبين ما وصفه الله به في القرآن قبل عشرات القرون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jul 2008, 11:54 ص]ـ
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ? الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ، ولم يفقهوا أن النبي ? قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن، فقوله ? فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
....
شيئ غريب
ما أجرأ البعض على القول على الله بلا علم!
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[24 Jul 2008, 12:42 م]ـ
وما أسرع عودة طالب علم مثلي إلى الحق إن بينه مثلك من المتخصصين
وما أجدرك بنقض جزئية واحدة على الأقل من بحوثي ولتكن تعريفي لمدلول النبوة أو القول أو الذكر أو ضرب الأمثال ....
ولتنقذ المسلمين من زيغي وضلالي ولأساعدك يومئذ بالرجوع عنها فتكسب الأجر مرتين إن شاء الله
أما قول المعترض هذا باطل وجرأة فهو مرادف لقوله هذا ما لم نطلع عليه بعد ولم نعرفه ولم نجد عليه آباءنا وليس مما تقلدناه من التراث
ولا يعني ذلك شيئا ولو نقيرا ولا فتيلا في ميزان الحق الذي يبحث عنه طالب العلم
الحسن محمد ماديك
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Jul 2008, 03:30 م]ـ
الشيخ الحسن محمد بارك الله فيك
قرأت ما سطرت في مواضيع متفرقة و أضيف بعض ملاحظات للعبد الفقير بعد إذنك
أولا: تكرار استعمال التراث ونقد التراث في الغالب لا يبشر بخير لأن كثيرا ممن يكتب بهذا الأسلوب حسب ما نقرأ ونشاهد همهم الوحيد هو الاستهانة بالتراث والتنقص من قيمته وإضعاف أثره في النفوس وبعد ذلك قطع العلاقة معه وطرحه جانبا، وهذا أمر خطير فعلماؤنا الأجلاء هم الذين نقلوا لنا الدين وحفظوه، نقع في مثل هذه الأخطاء دون قصد أحيانا لأجل أن نبين للناس أننا نتبع الحق والدليل، وهل كان السلف الصالحون إلا متبعين وباحثين عن الحق والدليل، وعلى العلماء خاصة وعلى عموم المسلمين أن يكفوا عن توجيه تهم إلى المسلمين السابقين واللاحقين ليست صحيحة وليس لها اصل بل هي مجرد تلاعب بالالفاظ واسلوب تعالمي لتسويق أفكارنا الخاصة وآراءنا التي ستصبح تراثا في يوم من الأيام، حتى لا نناقض أنفسنا ونقع في ما لم نكن نقصد. والأصل في المسائل العلمية أن يكون البحث عن الحق والصواب أنّى كان دون النظر الى زمان القول جديد أو قديم، والبحث عن الحق شعار نستغني به عن شعارات مثل التمسك بالتراث أو تقديس القديم أو نقد التراث وما شابه، ونحفظ لمن كان أهلا للبحث حقه في التدقيق والتمحيص والنقد والاختيار والبحث عن الصواب. فالتسليم والتقديس للحق. وأظن أن نصيب العلماء المتقدمين أكثر من نصيبنا في الفهم والعلم والدين، ويكفيهم طهارة مجتمعاتهم وتمكنهم في اللغة العربية.
ثانيا: لا بد أنك قرأت حكم تفسير القرآن بالرأي وشروط التفسير وحال السلف في تفسيرهم للقرآن، فأنى لواحد أن يقول مراد الله في الآية كذا وكذا دون دليل ثم يبنى على هذا التفسير أمور كثيرة وتفريعات عديدة، وأود أن أقول هنا أن كثيرا مما تكتب ليس تفسيرا جديدا وثورة علمية وفتحا جديدا، بل هو استنباطات وربط آيات ومواضيع مع بعضها البعض، في غالبها قابلة للاخذ والرد والنقاش والاستحسان والرفض.
ثالثا: في مسألة الأحرف السبعة وبناء على رأيك في الأحرف السبعة: ما هو الحرف الذي نزل عليه القرآن أولا ثم لم تطق القراءة به كافة العرب فسال النبي صلى الله عليه وسلم ربه التخفيف فأنزل الله الأحرف كما هو صريح في الأحاديث؟
والسلام عليكم(/)
استفسار بخصوص النطق بالبسملة في سورة الفاتحة
ـ[تركي بن أحمد المحيسن]ــــــــ[20 Jul 2008, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعاً وبارك في علمكم و جهودكم
لدى استفسار بخصوص النطق بالبسملة في بداية سورة الفاتحة في الصلاة
الواضح من المصاحف (طبعة الملك فهد وغيرها) أنه تشير أن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) برقم (1) أي أنها الآية الأولى:)
سؤالي لماذا لا ينطق بها أئمة المساجد في صلاتهم جهراً أم أن لها حكماً خاصاً في المذهب الحنبلي أرجو إفادتي بارك الله فيكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Jul 2008, 02:12 م]ـ
أخي الكريم: تركي
حيّاك الله وبياك بين إخوتك في ملتقى أهل التفسير , وبالنسبة لما سألتَ عنه فإنَّ كتابة البسملة في أول مصحف مجمع الملك فهد راجعٌ إلى الرواية التي كتب به هذا المصحف وهي رواية حفص عن عاصم رحمهما الله.
والبسملة ثابتة لدى القراء متفقٌ عليها في أول الفاتحة, وخلافهم في أوائل السور غير الفاتحة, هل تثبت بها البسملة أم لا؟
علما أن الاتفاق عليها عند الفاتحة لا يلزم منه عدُّها آية منها, فإن من يعدها آية من الفاتحة هم جمهور القراء من الكوفيين والمكي, وغيرهم من البصريين والشاميين والمدنيين, لا يرونها آية
فمثبتوها أول الفاتحة مشوا على ما تراه في مصحف المجمع من عد الآيات , والذين لم يعدوها آيةً جعلوا (الحمد لله رب العالمين) هي الآية الأولى , وجعلوا قول الله (صراط الذين أنعمت عليهم) رأس آية فصارت بذلك الفاتحة عندهم سبع آيات.
بقيت قضية النطق بالبسملة جهراً وهي معتمدة على إثباتها آيةً من الفاتحة وهذا محلّ خلافٍ بين أهل العلم رحمهم الله وخلافهم فيه على قولين:
1 - وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأولاء مختلفون هل يجهر بالبسملةِ في الفاتحة وحدها أو فيها وفي بقية السور. وهذا مذهب الشافعية رحمهم الله
2 - عدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لا في الفاتحة ولا في غيرها
وهذا هو مذهب جمهور العلماء-رحمهم الله- ومنهم الإمام أحمد بنُ حنبل رحمه الله.
ولمزيد الفائدة ستجد هذا المبحث مفصلاً في أول تفسيري القرطبي وابن كثير رحمهما الله عند بداية الفاتحة وفي الفتاوى لابن تيمية رحمه الله جـ22.
ـ[تركي بن أحمد المحيسن]ــــــــ[20 Jul 2008, 03:36 م]ـ
أثابك الله تعالى
وأعلى منزلتك في عليين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Jul 2008, 04:28 م]ـ
أخي الكريم: تركي
حيّاك الله وبياك بين إخوتك في ملتقى أهل التفسير , وبالنسبة لما سألتَ عنه فإنَّ كتابة البسملة في أول مصحف مجمع الملك فهد راجعٌ إلى الرواية التي كتب به هذا المصحف وهي رواية حفص عن عاصم رحمهما الله.
والبسملة ثابتة لدى القراء متفقٌ عليها في أول الفاتحة, وخلافهم في أوائل السور غير الفاتحة, هل تثبت بها البسملة أم لا؟
علما أن الاتفاق عليها عند الفاتحة لا يلزم منه عدُّها آية منها, فإن من يعدها آية من الفاتحة هم جمهور القراء من الكوفيين والمكي, وغيرهم من البصريين والشاميين والمدنيين, لا يرونها آية
فمثبتوها أول الفاتحة مشوا على ما تراه في مصحف المجمع من عد الآيات , والذين لم يعدوها آيةً جعلوا (الحمد لله رب العالمين) هي الآية الأولى , وجعلوا قول الله (صراط الذين أنعمت عليهم) رأس آية فصارت بذلك الفاتحة عندهم سبع آيات.
بقيت قضية النطق بالبسملة جهراً وهي معتمدة على إثباتها آيةً من الفاتحة وهذا محلّ خلافٍ بين أهل العلم رحمهم الله وخلافهم فيه على قولين:
1 - وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأولاء مختلفون هل يجهر بالبسملةِ في الفاتحة وحدها أو فيها وفي بقية السور. وهذا مذهب الشافعية رحمهم الله
2 - عدم وجوب الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم لا في الفاتحة ولا في غيرها
وهذا هو مذهب جمهور العلماء-رحمهم الله- ومنهم الإمام أحمد بنُ حنبل رحمه الله.
ولمزيد الفائدة ستجد هذا المبحث مفصلاً في أول تفسيري القرطبي وابن كثير رحمهما الله عند بداية الفاتحة وفي الفتاوى لابن تيمية رحمه الله جـ22.
الاختلاف في البسملة هو أهون الاختلافات في أعداد الآيات في سور القرآن، والتي طالت سبعين سورة ..
ومن الواضح أن أدنى اختلاف في رقم آية واحدة يترتب عليه اختلاف أكبر في مواقع آيات السورة.
السؤال هنا: هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة؟ ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا؟ هل كانوا منقسمين فريقين؟ هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف؟ إذا كان ذلك فهو حجة لتبرير تضارب الآراء في عدد آيات القرآن وفي أعداد الآيات في أكثر سوره .. وربما يفهم منه جواز ترتيب آيات القرآن بطرق مختلفة ..
وإذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا، فمتى جاء؟ ولماذا؟ وهل هو جائز؟ أليس خروجا على الحالة الأولى التي كانت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
قد يقول قائل: لا يترتب على الاختلاف في أرقام الآيات زيادة أو نقصان في كتاب الله، وكتاب الله محفوظ .. ونحن نؤمن بهذا أيضا، ولكن من حقنا أن نصل إلى إجابة يقينية في هذه المسألة .. إذا لم يكن رقم آية البسملة واحد، باعتبار أن الرقم واحد هو رقم الآية (الحمد لله رب العالمين) فماذا يكون رقم البسملة؟ أيكون صفرا؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن؟
أتمنى أن نتوقف عن ترديد كل ما قاله القدماء، القرآن بين أيدينا، ولا بد أن نجد فيه الإجابة الصحيحة الشافية لكل تساؤلاتنا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Jul 2008, 01:20 م]ـ
الاختلاف في البسملة هو أهون الاختلافات في أعداد الآيات في سور القرآن، والتي طالت سبعين سورة ..
ومن الواضح أن أدنى اختلاف في رقم آية واحدة يترتب عليه اختلاف أكبر في مواقع آيات السورة.
السؤال هنا: هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة؟ ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا؟ هل كانوا منقسمين فريقين؟ هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف؟ إذا كان ذلك فهو حجة لتبرير تضارب الآراء في عدد آيات القرآن وفي أعداد الآيات في أكثر سوره .. وربما يفهم منه جواز ترتيب آيات القرآن بطرق مختلفة ..
وإذا لم يكن هذا الاختلاف موجودا، فمتى جاء؟ ولماذا؟ وهل هو جائز؟ أليس خروجا على الحالة الأولى التي كانت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
قد يقول قائل: لا يترتب على الاختلاف في أرقام الآيات زيادة أو نقصان في كتاب الله، وكتاب الله محفوظ .. ونحن نؤمن بهذا أيضا، ولكن من حقنا أن نصل إلى إجابة يقينية في هذه المسألة .. إذا لم يكن رقم آية البسملة واحد، باعتبار أن الرقم واحد هو رقم الآية (الحمد لله رب العالمين) فماذا يكون رقم البسملة؟ أيكون صفرا؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن؟
أتمنى أن نتوقف عن ترديد كل ما قاله القدماء، القرآن بين أيدينا، ولا بد أن نجد فيه الإجابة الصحيحة الشافية لكل تساؤلاتنا ..
لا يمنعني من تحقيق أمنيتكم بالتوقف عن ترديد ما قاله الأوائلُ إلا ما أعلمه من أنَّ الله قد قضى أن لا يأتي على الأنام زمنٌ إلا والذي بعده شرٌ منه حتى تقوم الساعةُ , قال صلى الله عليه وسلم في الصحيح عنه (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم) , ولا أشكّ في أنّ هذا الشر ليس متعلقاً بالوقت وطلوع الشمس وغروبها وتقارب الوقت ونزع البركة بقدر ما يتعلق بعُمَّار الزمنِ من الأحياء, وهذا أصلٌ عظيمٌ جداً للباحثين الذيت تأخرت عصورهم وبعدت أمصارهم , ينبغي لمن خُيِّلَ إليه خرقُ العادة له في الغنى عن ما قاله الأوائلُ أن يستصحبه معه دائماً لينصفَ نفسه من الأوائل رضي الله عنهم.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[30 Jul 2008, 01:32 م]ـ
الآن فهمت سر تعلق الأستاذ عبد الله جلغوم وشغفه بما يسمى بـ (الإعجاز العددي).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Jul 2008, 02:29 م]ـ
لا يمنعني من تحقيق أمنيتكم بالتوقف عن ترديد ما قاله الأوائلُ ينبغي لمن خُيِّلَ إليه خرقُ العادة له في الغنى عن ما قاله الأوائلُ أن يستصحبه معه دائماً لينصفَ نفسه من الأوائل رضي الله عنهم.
يا أخي الكريم
أنت تعلم أنني مثلك تماما أحترم القدماء وأجلهم وأقر أننا مدينون لهم بالكثير الكثير، وحينما أقول أتمنى التوقف عن ترديد ما قاله القدماء فهذا يعني أن لا نتوقف عند النقطة التي انتهوا اليها ..
أين نحن؟ أين دورنا؟
أنت في إجابتك على سؤال الأخ تركي ذكرت له اختلاف القدماء في البسملة .. فهل زدت على ذلك؟ أين رأيك أنت .. هل تعتقد أنك أجبت على سؤاله؟
وأنا سألتك [فماذا يكون رقم البسملة؟ أيكون صفرا؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن؟] ... المطلوب الإجابة على السؤال ..
هكذا يكون زماننا فعلا كما أسلفت، نحن عاجزون عن الوصول إلى إجابة منطقية معقولة .. ولهذا فنحن نكتفي بتكرار ما قيل دون أن يكون لنا رأي واضح.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Jul 2008, 02:35 م]ـ
الآن فهمت سر تعلق الأستاذ عبد الله جلغوم وشغفه بما يسمى بـ (الإعجاز العددي).
حبذا أخي الكريم أن تذكر ما الذي فهمته بوضوح حتى نطلع عليه، فإن كنت مصيبا شكرناك وإن كنت مخطئا صوبناك، وذكرنا لك الحقيقة. ولا أرى ضرورة لنخمن ما في نفسك. ننتظر توضيحا مع الشكر، ولا أظن أنك تعرف سر شغفي بالاعجاز العددي أكثر مني ...
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Jul 2008, 05:07 م]ـ
يا أخي الكريم
أنت تعلم أنني مثلك تماما أحترم القدماء وأجلهم وأقر أننا مدينون لهم بالكثير الكثير، وحينما أقول أتمنى التوقف عن ترديد ما قاله القدماء فهذا يعني أن لا نتوقف عند النقطة التي انتهوا اليها ..
أين نحن؟ أين دورنا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أنت في إجابتك على سؤال الأخ تركي ذكرت له اختلاف القدماء في البسملة .. فهل زدت على ذلك؟ أين رأيك أنت .. هل تعتقد أنك أجبت على سؤاله؟
وأنا سألتك [فماذا يكون رقم البسملة؟ أيكون صفرا؟ أم أنها تكون آية منفصلة عن القرآن؟] ... المطلوب الإجابة على السؤال ..
هكذا يكون زماننا فعلا كما أسلفت، نحن عاجزون عن الوصول إلى إجابة منطقية معقولة .. ولهذا فنحن نكتفي بتكرار ما قيل دون أن يكون لنا رأي واضح.
وما الذي أدراك أني أعلمُ أنّك تحترمُ القدماء وتُجلهم قبل هذا التصريح منك الآن.؟
وكيف يكون ذلك وأنت تتمنى تجاوز ما أقروه ليصبح لنا رأي واضحٌ بمعزلٍ عن ما قرروه.
ثمّ إنّ الأخَ تركي الذي تشفق عليه من إجابتي وتسألني أزدتُّ على ذكر خلاف المتقدمين له؟
لم يطلبْ ما يتوصّل إليه عقلي وعقلكَ - أستاذي الكريم - ولعلك أن تعيد قراءة سؤاله لتعرفَ عمَّ سأل تحديداً.
سأل عن سر عدم نطق الأئمة بها مع أنها الآية رقم (1) , ونصّ على السؤال عن مذهب الحنابلة في الموضوع الذين يصلي خلف أئمتهم ولا يراهم ينطقون بها.
وأحيلَ لمن أطال النفس في المسألة من المتقدمين.
ولا يخفاك يا أستاذنا الكريم أنّ هذه المسألة لا يتعلقُ الخلافُ فيها بفن واحدٍ من فنون العلم فهي تتعلق بالرسم والقراءات والفقه والحديث والأصول ولا يمكنا تجاوز قواعد هذه العلوم وخلاف الصحابة ومن بعدهم الذي انبنى عليه الخلاف في هذه المسألة لنقول فيها بمحض عقولنا ونغرّ أنفسنا حينئذٍ بأننا وصلنا إلى إجابة منطقيةٍ معقولةٍ.!!
والخلاف في البسملة عائدٌ إلى أمرين ينبغي للمتكلم فيها عدمُ الخلط بينهما:
الأولُ: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.
الثاني: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.
وكلاهما منذ عهد الصحابة حتى السّاعة لا يزال قائماً , فهل لنا أن ننصب أنفسنا حُكّاماً بين أبي هريرة ومعاوية وابن عباس ومالك وأبي حنيفة رضي الله عن الجميع وأرضاهم
لكنّك فيما أحسب شكّل لك الخلاف في عدِّها وعدمُه معضلةً لما سينبني عليه من خلخلة بنيانٍ العدد المعجز في الحروف والآيات , كما هو الحال بالنسبة للقراءات التي ينقص ببعضها عدد حروف القرآن ويزيد في آخر كإثبات (هو) في قوله (فإن الله هو الغني الحميد) ونفيه في القراءة الأخرى , وإثبات (من) في قوله (تجري من تحتها الأنهار) ونفيه في القراءة الأخرى, مع تواتر الجميع وصحته, وأرجو أن تفيدنا يا أستاذُ بما توصلتَ أنت إليه في كونها آيةً أو غير آية, وأن تجيبنا بما يترتب على عدها من عدمه من الإعجاز العددي.
أمّا أسئلتك التي قلت فيها:
هل كان هذا الاختلاف موجودا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة؟
ألم يكونوا على بينة من اعتبار البسملة هكذا أو هكذا؟
هل كانوا منقسمين فريقين؟
هل أباح لهم الرسول مثلا هذا الاختلاف؟
فلم ير السابقون من الأقدمين المتكلمين في البسملة بأسأً من القول بما تستنكره من أنّ الصحابة اختلفوا فيها وانقسموا إلى فريقين كل منهما على بينة من أمره بناءاً على وقائعَ نبوية شاهدوها وكانت مختلفةً أيضاً في الإثبات وعدمه ,ورجعوا بعد ذلك إلى قواعد العلم الشرعي الأصيل التي يتبيّنُ بها المخرجُ عند حدوث أمرٍ كهذا الخلاف الذي تسميه تضارباً.!
وانقسم أتباعهم فيها فريقين بل زادوا ثالثاً , فذهب فريق إلى أنها آية , ونفى ذلك فريقٌ , وتوسط بينهما فريقٌ بالقول: إن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.
ولا أدري ما المشكل عندك في ذلك؟
والله يوفق الجميع لمراضيه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Jul 2008, 09:08 ص]ـ
الكلام بين القوسين للأخ الفاضل الشنقيطي:
[وما الذي أدراك أني أعلمُ أنّك تحترمُ القدماء وتُجلهم قبل هذا التصريح منك الآن.؟]
لقد سبق أن أعلنت ذلك في مشاركات سابقة وظننت أنك قد اطلعت عليه.
[وكيف يكون ذلك وأنت تتمنى تجاوز ما أقروه ليصبح لنا رأي واضحٌ بمعزلٍ عن ما قرروه].
(يُتْبَعُ)
(/)
وماذا قرروا؟ ثلاثة آراء في البسملة، وتريدني أن آخذ بها كلها وبنفس الدرجة؟ كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بأن الآراء الثلاثة صحيحة؟ كيف يمكن أن تكون البسملة آية، وفي نفس الوقت ليست آية؟ الشيء ونقيضه. أليس هذا تضاربا في الرأي؟ وتقول لي أن الصحابة كانوا على ذلك؟ أمعقول هذا ..
أليس للقدماء ثلاثة آراء في ترتيب سور القرآن؟ بالتأكيد أنت تعرفها. هل كانت تلك الآراء موجودة زمن الصحابة أيضا؟
هل من المعقول أن الصحابة لم يكونوا يعرفون إن كان ترتيب سور القرآن توقيفيا أم لا؟
هذه الأسئلة وأمثالها: من المؤكد أن الصحابة كانوا يعرفون إجابتها الصحيحة، فلا يعقل مثلا أن يطرح الصحابة على أنفسهم التساؤل: هل تم ترتيب سور القرآن بالوحي أم باجتهاد الصحابة؟ هل البسملة آية أو ليست آية؟
هذه الأسئلة طرحت فيما بعد ...
[ثمّ إنّ الأخَ تركي الذي تشفق عليه من إجابتي وتسألني أزدتُّ على ذكر خلاف المتقدمين له؟
لم يطلبْ ما يتوصّل إليه عقلي وعقلكَ - أستاذي الكريم - ولعلك أن تعيد قراءة سؤاله لتعرفَ عمَّ سأل تحديداً.
سأل عن سر عدم نطق الأئمة بها مع أنها الآية رقم (1) ,]
من الواضح استغرابه مما يحدث!!
السبب هو الاختلاف الذي نتحدث عنه، فمن يعتبر البسملة آية يقرأها وما لا يعتبرها لا يقرأها ..
[والخلاف في البسملة عائدٌ إلى أمرين ينبغي للمتكلم فيها عدمُ الخلط بينهما:
الأولُ: كون البسملة آية من القرآن أو ليست بآية.
الثاني: حكم الجهر بالبسملة في الصلاة.
وكلاهما منذ عهد الصحابة حتى السّاعة لا يزال قائماً]
أنا لا أفهم كيف يكون هذا الاختلاف موجودا زمن الصحابة!! كما لا أفهم كيف يمكن أن تكون البسملة آية وأن لا تكون آية في نفس الوقت .. طيب، إذا لم تكن البسملة آية، فماذا تكون؟ ولماذا اعتبرت في مصحف المدينة الآية رقم 1؟ إذا لم نكن متأكدين من أنها آية؟ فلماذا نثبتها في طبعات المصحف؟
[فهل لنا أن ننصب أنفسنا حُكّاماً بين أبي هريرة ومعاوية وابن عباس ومالك وأبي حنيفة رضي الله عن الجميع وأرضاهم]
نحتكم إلى القرآن. هل تقبل؟ أليس القرآن أصدق من أبي هريرة؟
وهل يعقل أن ابن عباس لم يكن يعرف إن كانت البسملة آية أو ليست آية؟ وهل يعقل أن يحفظ أبو هريرة الأحاديث الكثيرة ويعجز عن تذكر إن كانت البسملة آية أم لا؟
[, وأرجو أن تفيدنا يا أستاذُ بما توصلتَ أنت إليه في كونها آيةً أو غير آية, وأن تجيبنا بما يترتب على عدها من عدمه من الإعجاز العددي].
إن شاء الله ..... " أنا على موعد مع عملية قلب مفتوح في 18/ 9 فإن سلمني الله فأبشر خيرا "
[وانقسم أتباعهم فيها فريقين بل زادوا ثالثاً , فذهب فريق إلى أنها آية , ونفى ذلك فريقٌ , وتوسط بينهما فريقٌ بالقول: إن البسملة في بعض القراءات كقراءة ابن كثير آية من القرآن وفي بعض القرآن ليست آية، ولا غرابة في هذا.
ولا أدري ما المشكل عندك في ذلك؟]
كل هذا، ولا غرابة!!!
ألا ترى إذا كانت البسملة آية، فمن لا يعتبرها يكون قد أنقص آية من القرآن. وإذا لم تكن آية فمن يعتبرها يكون قد زاد آية في القرآن ..
جملة القول:
أريد رأيا أطمئن إليه وأقتنع به، حتى أستطيع أن أنقله إلى غيري وأدافع عنه.
أم تريدني أن أقول: مازال المسلمون مختلفين في البسملة، هل هي آية أم لا، وبما أن هذا الاختلاف وصلنا عن القدماء، فلا يجوز تجاوزهم، إن من الأمانة المحافظة على كل ما قالوه في هذه المسألة، ومن الحكمة أن نورث تلك الأقوال للأجيال القادمة، ونحذرهم من محاولة المساس بها. ثم يا أخي الكريم: إن ما ننتهي إليه يوافق أحد تلك الآراء، ويريحنا من قال وقيل، فما الذي يغضبك؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Jul 2008, 11:33 ص]ـ
الكلامُ المُلَوّن لأستاذنا الكريم:عبد الله جلغوم شفاه الله ووفقه لكل خير.
أستاذنا الفاضل الكريم:
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يكتب لكم الشفاء العاجل وأن يزيدكم قوةً إلى قوةٍ ولا تخرجوا بعد العملية إلا وأنتم على أحسن حالٍ وأتمّ عافيةٍ إنه قريب مجيب الدعاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا لستُ غضباناً أستاذنا الفاضل , وما دمت -سلمك الله- قلت في آخر المطاف سنصل إلى أحد الآراء فنحن متفقان إذاً على أنْ لا جديد ولا نتيجةَ منطقيةً - أورثنا إياها محضُ العقل - فيما توصلنا إليه وهذا هو الحاصلُ اليوم والحمد لله.
إذاً كان الأولى أن نقول أعلاه أنّ الراجح هو كذا وكذا بدليل كذا , دون الدعوة إلى ترك ترديد ما قاله الأوائلُ , لأنّ ترجيح أحد الأقوالِ ليس إلا ترديداً وتشبثاً ببعض ما قالوه ويسعنا ما وسع الأولين والحمد لله رب العالمين.
وبالنسبة للأسئلة التي قلت فيها:
ثلاثة آراء في البسملة، وتريدني أن آخذ بها كلها وبنفس الدرجة؟
كيف يمكنك أن تقنع الآخرين بأن الآراء الثلاثة صحيحة؟
كيف يمكن أن تكون البسملة آية، وفي نفس الوقت ليست آية؟ الشيء ونقيضه. أليس هذا تضاربا في الرأي؟ وتقول لي أن الصحابة كانوا على ذلك؟ أمعقول هذا؟
فأقول:
لا أريدك أن تأخذ بها كلها وبنفس الدرجة , لكني أريدك في مسألة كونها آية تبطل صلاةُ تاركها في الفاتحة أن تنظر إلى أدلة جاعليها آيةً من الفاتحة وأدلة غيرهم ممن لا يراها آيةً ولا شيء على من ترك القراءة بها عمداً أو سهواً وتأخذ بما ترجح لديك عندئذ.
وبالنسبة لجانب القراءة ينبغي أن تتبع الرواية التي تقرأ بها وتعلم يقيناً أنّ إثبات ذلك الراوي الذي تقرأ له أو نفيه للبسملة في روايته جاء متواتراً متصلَ السند إلى منتهاه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولا إشكالَ أن تقرأ لابن كثير وأنت تعتقدها آيةً ثمّ تقرأ لابن عامرٍ وتعتقدها ليست بآية , كما ساغ لك أن تعتقد جواز حذف حرفين في قراءة (تجري تحتَها الأنهار) وزيادتهما في قراءة (تجري من تحتها الأنهار) فكيف ارتضيتَ التسليم بالقرائتين واعتقاد صحتهما بنفس الدرجة , واقتنعتَ وأقنعْت غيرك بأنّ كل ذلك صحيحٌ ثابتٌ من عند الله تعالى.
مع العلم أنّ المعترضَ على القراءات إذا اعتمد إعمال العقل المجرد دون العلم المؤصَّل فلن يجد حرجاً في تسمية هذا الخلاف - المُجمَع على صحته واعتقاد تواتره - تضارباً وتحريفاً وشيئا غير معقولٍ أبداً , إذ كيف نسلم مرةً أنّ حرف (من) من القرآن , ونسلم أخرى أنه ليس من القرآن , ونفعل ذلك في قوله (فإن الله الغني الحميد) ونضيف له الضمير (هو) ونحن معتقدين صحة الجميع وتواتره.
ولا يلزم أستاذنا الكريم من خلاف الصحابة في المسألة أن نتوصل إلى نتيجة تفيد بأن حبر الأمة وترجمان القرآن كان يجهل هل البسملة آية أو غير آية , أو أنّ ديوان السنة وحافظها أبا هريرة رضي الله عنه مع استيعابه للدين ونقله حكَمَه وأحكامَه عجز عن اليقين بأنها آية أو ليست بآية.
ونظائر هذه المسألة (إثباتاً ونفياً) في الفقه والتفسير وغيرهما لا تحصر بعدد.
فلم يكن أحدهم في شك من ذلك كما قلتُ سابقاً , فمن عدَّها آيةً فهو على بينة من أمره يبنيها على ما حفظ ووعى وشاهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم, ومن لم يثبتها فهو كذلك على بينة من أمره يبنيها على ما حفظ ووعى وشاهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا عجب من إثبات مصحف المدينة لها ,فالمثبت لها فيه لم يكن ينظر لها نظرتنا نحن الموحية لنا بأنّ هذا تناقضٌ وتضاربٌ , بل أثبتها معتقداً أنها آيةٌ من كتاب الله تعالى تواتر الخبرُ عنده بذلك , ولا يرِدُ عليه قولكم (إذا لم تكن البسملة آية، فماذا تكون؟ ولماذا اعتبرت في مصحف المدينة الآية رقم 1؟ إذا لم نكن متأكدين من أنها آية؟ فلماذا نثبتها في طبعات المصحف؟)
فما أثبتت إلا بيقينٍ تامٍ أنها آية.
كما لا يلزمُ من الخلاف أيها الأستاذ الفاضلُ:
أن نرى - إذا كانت البسملة آية - من لا يعتبرها آيةً قد أنقص آية من القرآن , ونرى - إذا لم تكن آية - من يعتبرها آيةً زاد آية في القرآن.
لأنّ الكل زاد في القرآن ونقص بدليلٍ قطعي الثبوت والدلالة , كحال الزيادة والنقص في كلمات الخلافات الفرشية بين القراء في القرآن الكريم.
وختاماً:
أسأل الله تعالى بمنّه وكرمه أن يكتب لكم الشفاء العاجل وأن يزيدكم قوةً إلى قوةٍ ولا تخرجوا بعد العملية إلا وأنتم على أحسن حالٍ وأتمّ عافيةٍ إنه قريب مجيب الدعاء.
اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أذْهِبِ البأسَ اشْفِ أنْتَ الشَّافِي لا شِفاءَ إِلاَّ شِفاؤُكَ شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً.
امْسَحِ الباسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفاءُ لا كاشِفَ لَهُ إِلاَّ أَنْتَ.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[31 Jul 2008, 02:55 م]ـ
أسأل الله بمنه وكرمه ورحمته أن ييسر لكم العملية يا أستاذ عبد الله وأن يكتب لكم الشفاء العاجل.
وشكرا لكم يا شيخ محمود على تعليقاتكم النافعة.
وأما وجهة نظري في مسألة عناية الأستاذ عبد الله بالإعجاز العددي فلأن فيه خروجا عن نصوص (القدماء) التي تقيدنا وتحد من ابداعنا وتجديدنا ـ كما يراه الأستاذ الفاضل ـ
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Jul 2008, 08:39 م]ـ
الأخ الفاضل محمود
الأخ الفاضل ضيف الله
أرجو أن تتقبلا مني كل الود والاحترام والتقدير
بارك الله فيكما.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[31 Jul 2008, 10:06 م]ـ
شكرا لكم يا أستاذ عبد الله
وفقكم الله وسدد خطاكم.
ـ[تركي بن أحمد المحيسن]ــــــــ[04 Aug 2008, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيراً و يعلم الله أني استفدت من نقاشكم هذا
وأسأل الله أن يزيدنا علماً يا رب العالمين(/)
من كتابه "البغداديات": تفسيرأبي علي الفارسي لكلمة "درّي" من قوله تعالى (كوكبٌ درّي).
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 Jul 2008, 02:23 م]ـ
قال - رحمه الله - في ثنايا نقده لمسائل أدلى بها سيبويه:
((قال سيبويه في باب الياء من الأبنية: فيكون على (فعّيل) وهو قليل في الكلام قالوا: المرّيق، حدثنا أبو الخطاب عن العرب وقالوا: كوكبٌ درِّيءٌ [1] وهو صفة.
أقول: إن من قال كوكب درِّيءٌ، فلم يُهمِز ولم يُقدّر التخفيف من (درِّيء) كان عند سيبويه من الدَرِّ، ويدل على ذلك تمثيله لجمعه، وهو:الدراري في باب الألف بـ (فعالي)، فقال: جاء على فَعَاليّ، درَاري، حوالَي، فـ (درّيّ) هنا غير مهموز، وهو غير ما حكاه في باب الياء، لأنه إذا لم يُهمِز كان عنده (فُعليّاً)، والذي حكاه هاهنا (فُعّيلٌ).
فإن قلت فيما تكون هذه الصفة؟
فإنه من الدرء الذي هو الدفع، قال الله عز وجل (قل فادرءوا عن أنفسكم الموت) أي: ادفعوه، (فادارأتم فيها) أي: تدافعتم، و (ادرأوا الحدود بالشبهات) أي: ادفعوها.
فدرّي من هذا، كأنه دفع الخفاء والغموض عن نفسه، لشدة وضوحه للحس وظهوره لفرط ضيائه ونوره، فهو خلاف السها وما أشبهه من الكواكب الغامضة غير النيرة، ويجوز فيمن قرأ بغير الهمز (كأنه كوكب درّي) أن يكون مخففاً من الهمزة، وأن يكون منسوباً إلى الدُرِّ)). [2]
ـــــ قارن مع ما جاء عند ابن كثير رحمه الله ــــــ
قال في تفسير قوله تعالى: (الزُّجَاجَة كَأَنَّهَا كَوْكَب دُرِّيّ):
((قَرَأَ بَعْضهمْ بِضَمِّ الدَّال مِنْ غَيْر هَمْزَة مِنْ الدُّرّ أَيْ كَأَنَّهَا كَوْكَب مِنْ دُرّ. وَقَرَأَ آخَرُونَ دُرِّيء وَدِرِّيء بِكَسْرِ الدَّال وَضَمِّهَا مَعَ الْهَمْزَة مِنْ الدَّرْء وَهُوَ الدَّفْع وَذَلِكَ أَنَّ النَّجْم إِذَا رُمِيَ بِهِ يَكُون أَشَدّ اِسْتِنَارَة مِنْ سَائِر الْأَحْوَال وَالْعَرَب تُسَمِّي مَا لَا يُعْرَف مِنْ الْكَوَاكِب دَرَارِيّ وَقَالَ أُبَيّ بْن كَعْب: كَوْكَب مُضِيء وَقَالَ قَتَادَة: مُضِيء مُبِين ضَخْم)) أ. هـ.
- - - - - - - - - - - - -
قلت: نلاحظ أن اتجاه الدفع عند الفارسي من جهة الكوكب إلى خارجه، وفيما نقله ابن كثير من خارج الكوكب إلى الكوكب فيصير الكوكب مدفوعٌ به، ومن ناحية أسلوبية أرى أن المعنى الذي ذهب إليه الفارسي أليق وأجمل، لأن الكوكب الباعث للضياء والنور الدافع للخفاء عن نفسه أحسن من الكوكب المدفوع بقوة خارجة عنه، فالكوكب في المعنى الأول مؤثر وفي المعنى الثاني متأثر، والسياق سياق ضرب مثل لنور الله، ولهذا كان تأويل الفارسي أليق بهذا المقام.
= = = = = = = = = = = = = = =
[1] بالهمز في آخره.
[2] البغداديات، ص497 - 498.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 06:44 م]ـ
وقال أبو السعود:
على أنَّه فِعيلٌ من الدَّرءِ وهو الدَّفعُ أي مبالغٌ في دفعِ الظَّلامِ بضوئهِ أو في دفعِ بعضِ أجزاءِ ضيائهِ لبعضٍ عندَ البريقِ واللَّمعانِ.
ونتيجة كلام أبي علي الفارسي هي ما ذكره أبو السعود، من أن الكوكب مضيء في نفسه ويتعدى ضوءه إلى غيره من المحيط به، وفي حالة اندفاعه في السماء يكون مضيئاً أيضاً.
لاحظت أن ابن كثير يقول في كلامه السابق: إن العرب تسمي ما لا يعرف من الكواكب دراري.
في حين إن أهل اللغة يقولون إن العرب تسمي الكواكب المعروفة كالمشتري والزهرة دراري.
فأي القولين أصوب؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Aug 2009, 05:56 م]ـ
للفائدة والاستزادة:
إلى مشايخنا الفضلاء .. ما الفرق بين النجوم والكواكب؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=37288)(/)
الحرف الثاني من الأحرف السبعة: النبوة
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 Jul 2008, 04:21 م]ـ
الحرف الثاني من الأحرف السبعة: النبوة
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا.
فمن الأول قوله ? قل أتنبّئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ? يونس 18 وقوله ? أم تنبّئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول ? الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقوله ? سأنبّئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78.
ومن الثاني قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ? التوبة 70 وقوله ? ونبئهم عن ضيف إبراهيم? الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية.
ومنه قوله ? وإذ أسرّ النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبّأت به وأظهره الله عليه عرّف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبّأني العليم الخبير ? التحريم 3.
ومنه قوله ? فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ? النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة.
ومن الثالث قوله ? وأمم سنمتّعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49 وقوله ? قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ? سورة ص 67 ـ 68.
وإنه في يوم الدين ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ? الانفطار 19 ينبّأ الإنسان بما قدّم وأخّر، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون.
ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله ? علمت نفس ما أحضرت ? التكوير 14، وقوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار5، ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ? النبأ 40، وقوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ? البقرة 167، وقوله ? يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ? عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله ? ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49.
وإن قوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله ? ونكتب ما قدموا وآثارهم ? يس 12، وقوله ? ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ? النحل 25، وقوله ? وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ? العنكبوت 13 إذ الذي قدّموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخّروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم.
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبيّ في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبيّ ? ? هو أذن ? التوبة 61 ّ بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبيّ ? كذلك، لا يفقهون أن النبيّ تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده.
إن الله نبّأ النبي ? بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله.
ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبيّ في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة والمقتبسة من الشبكة الإسلامية ومنها:
حديث رقم: 3401
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
(يُتْبَعُ)
(/)
عن عقبة بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن وإني قد أعطيت خزائن مفاتيح الأرض وإني والله ما أخاف بعدي أن تشركوا ولكن أخاف أن تنافسوا فيها.
وهو من مكررات البخاري وأخرجه مسلم في صحيحه وابن حبان في صحيحه وأحمد في مسنده.
حديث رقم: 3402
صحيح البخاري > كتاب المناقب > باب علامات النبوة في الإسلام
عن أسامة رضي الله عنه قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من الآطام فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر.
وهو من مكررات كل من البخاري ومسند أحمد وهو في صحيح مسلم ومستدرك الحاكم.
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر بن عبد الله قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض علي كل شيء تولجونه فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت أبا ثمامة عمرو بن مالك يجر قصبه في النار وإنهم كانوا يقولون إن الشمس والقمر لا يخسفان إلا لموت عظيم وإنهما آيتان من آيات الله يريكموهما فإذا خسفا فصلوا حتى تنجلي.
حديث رقم: 904
صحيح مسلم > كتاب الكسوف > باب ما عرض على النبي في صلاة الكسوف من أمر ـ ـ
عن جابر ومنه " ... ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه.
حديث رقم: 6414
سنن البيهقي الكبرى > كتاب صلاة الخسوف > باب من أجاز أن يصلي في الخسوف ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات
ثم زاد في آخر الحديث: ما من شيء توعدونه إلا وقد رأيته في صلاتي هذه حتى جيء بالنار، وذلك حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها، وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار، كان يسرق متاع الحجاج بمحجنه فإن فطن له قال: إنه تعلق بمحجتي وإن غفل عنه ذهب، وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى مات جوعاً، ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل، فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه.
حديث رقم: 515
صحيح البخاري > كتاب مواقيت الصلاة > باب وقت الظهر عند الزوال وقال جابر كان النبي ـ ـ
... قال أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم ما دمت في مقامي هذا فأكثر الناس في البكاء وأكثر أن يقول سلوني فقام عبد الله بن حذافة السهمي فقال من أبي قال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فسكت ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر.
وأخرجه البخاري كذلك في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما يكره من كثرة السؤال ومن تكلف ما لا يعنيه، وهو في الأدب المفرد للبخاري ومسند أحمد ومصنف عبد الرزاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت والحديث رقم 6541 في صحيح البخاري في كتاب الرقاق باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب بسنده عن ابن عباس قال: قال النبي ? عرضت عليّ الأمم فأجد النبيّ يمرّ معه الأمة، والنبيّ يمرّ معه النفر، والنبيّ يمرّ معه العشرة، والنبيّ يمرّ معه الخمسة، والنبيّ يمرّ وحده فنظرت فإذا سواد كثير، قلت يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال لا ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد كثير قال هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عقاب قلت ولم؟ قال كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام إليه عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم قام إليه رجل آخر قال ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها عكّاشة.
حديث رقم: 220
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة ـ ـ
... ومنه حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي ليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى صلى الله عليه وسلم وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة.
حديث رقم: 6430
صحيح ابن حبان > كتاب التاريخ > باب من صفته صلى الله عليه وسلم وأخباره
حدثنا ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه رهط، والنبي ومعه رجل، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فقلت: هذه أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، ثم قيل لي: انظر إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل لي: أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل، فخاض القوم في ذلك، وقالوا: من هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب؟ فقال بعضهم: لعلهم الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام ولم يشركوا بالله قط، وذكروا أشياء، فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا الذي كنتم تخوضون فيه؟ فأخبروه بمقالتهم فقال: هم الذي لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيًرون، وعلى ربهم أنت منهم، ثم قام رجل آخر، فقال: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: سبقك بها عكاشة.
حديث رقم: 2444
مسند أحمد > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه > مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب عن النبي صلى الله عليه
ومنه ...
عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلين، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم، فقلت: هذه أمتي، فقيل: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم، ثم قيل، انظر إلى هذا الجانب الآخر، فإذا سواد عظيم، فقيل: هذه أمتك، ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.
حديث رقم: 167
صحيح مسلم > كتاب الإيمان > باب الإسراء برسول الله إلى السموات وفرض ـ ـ
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عرض على الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى بن مريم عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة بن مسعود ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم يعني نفسه ورأيت جبريل عليه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية ..
وهو من مكررات البخاري ومسلم والترمذي وهو في صحيح ابن حبان ومسند أبي يعلى الموصلي وغيرهم
حديث رقم: 3683
(يُتْبَعُ)
(/)
سنن ابن ماجة > كتاب الأدب > باب إماطة الأذى عن الطريق
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمالها الأذى ينحى عن الطريق ورأيت في سيء أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن.
وهو كذلك في صحيح ابن حبان.
حديث رقم: 6606
صحيح البخاري > كتاب التعبير > باب القميص في المنام
بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ومر علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا ما أولت يا رسول الله قال الدين (عن أبي سعيد الخدري مرفوعا)
وهو في سنن الترمذي وصحيح ابن حبان.
حديث رقم: 1912
صحيح مسلم > كتاب الإمارة > باب فضل الغزو في البحر
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم قالت فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر.
حديث رقم: 4608
صحيح ابن حبان > كتاب السير > باب فضل الجهاد
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت:: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني، ثم استيقظ يتبسم، فقلت: يا رسول الله ما أضحكك؟ قال: ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر، كالملوك على الأسرة قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها، ثم نام الثانية، ففعل مثلها، فقالت مثل قولها، فأجابها مثل قولها الأول. قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت من الأولين، فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أو ما ركب المسلمون البحر مع معاوية، فلما انصرفوا من غزاتهم قرب إليها دابتها لتركبها فصرعت فماتت.
قلت: إن الحديث رقم 6990 في صحيح البخاري في كتاب التعبير باب المشرات عن أبي هريرة عن النبي ? " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة ".
والحديث رقم 6989 في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي ? " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " ليعني أن العرض في المنام أقل من درجة العرض يقظة الذي اختص به النبيون وهو مدلول نبوتهم وهو الذي انقطع وختم بخاتم النبيين محمد ?.
قلت: إن العرض للنبي ? يقظة كما في الحديث النبوي " والله لأنظر إلى حوضي الآن"
والحديث النبوي حين أشرف على أطم من الآطام فقال "هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر"
والحديث النبوي "إنه عرض علي كل شيء تولجونه"
والحديث النبوي "ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه"
والحديث النبوي "عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر"
والعرض مناما كما في حديث أم حرام.
قد وقع في المدينة بعدما نزل به القرآن قبل الهجرة كما في المثاني:
? ? قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? الفلاح 93 ـ 95
? ? فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 41 ـ 42
? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? يونس 46 الرعد 40
? ? فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? غافر 77
? ? وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ? الإسراء 60
وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر، وقد تحقق في الدنيا وكما تقدم في الأحاديث الصحيحة التي فيها إنه عرض عليه كل شيء تولجونه وفيها " فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه " لإيقاع قوله ? وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? والآيات المتلوة المذكورة آنفا.
إن النبيّ في الدنيا هو الذي يعرض عليه مما سيكون من الغيب في الدنيا والآخرة فيعلمه برؤيته عرضا عليه وذلك قوله ? أعنده علم الغيب فهو يرى ? النجم 35 أي ينظر إلى ما يعرض عليه في يقظته وهو ما اختص به النبيون جميعا إذ شاركهم بعض أتباعهم في العرض في المنام.
وإن النبوة المقيدة بالعلم كما في قوله ? نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ? الأنعام 143 فإنما هي بأحد أمرين:
1. الإخبار والعرض يقظة وهو ما اختص به النبيون.
2. الإخبار بالكتاب الذي جاء به النبيون وهو العلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن الله دعا المشركين الذين حرّموا من ثمانية أزواج الأنعام ما لم يأذن به الله أن ينبئوا النبي الأمي ? أي يخبروه بعلم أي يعرضوا عليه ساعة نزل عليهم لأول مرة من الله تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهو الدليل القوي لو استطاعوه وهو الذي تتأتى به معارضة ما جاء به النبيون من العلم أو يأتوا بكتاب من عند الله نزل فيه تحريم ما زعموا.
فالنبوة بعلم بمعنى العرض يقظة هي ما اختص به النبيون وهي أخص من قوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78 وقوله ? ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ? القمر 28 أي أخبرهم ولم يسبق إليهم علم به.
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ بعض ما عرض على النبيّ الأميّ ? يقظة كما في المثاني:
? ? ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ? البقرة 243
? ? ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبيّ لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ? البقرة 246
? ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ? النساء 77
? ? ألم تر إلى الذي حاجّ إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقر 258
? ? ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ? إبراهيم 28
? ? ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ?
? ? ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ? الفجر 6 ـ13
وشبهه ويعني الحوادث الماضية قبله التي عرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها، وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ? عمران 23
? ? ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ? المجادلة 8
وشبهه ليعني الحوادث المعاصرة التي غابت عنه وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا ? غافر 69
? ? ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? لقمان 31
وشبهه ليعني الحوادث التي لم تقع بعد وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها ولتقعن كما نبأ الله بها خاتم النبيين ? فعرضها عليه عرضا ونبأه وأمته بها في القرآن وكما سيأتي تفصيله.
وكذلك قوله:
? ? فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ? المائدة 52
? ? فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ? الحاقة 7
فهو مما عرض عليه كذلك وسيقع مثله بعده في أمته سيأتي بيانه وكما هو مدلول أنه مما عرض عليه ونبئ به في القرآن.
أما ما خوطب به الناس في القرآن من ذلك كما في قوله:
? ? ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ? لقمان 20
? ? ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ? نوح 15 ـ 16
? ? أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ? العنكبوت 19
? ? أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا فهم عن آياتها معرضون ? الأنبياء 30 ـ 32
? ? أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ? الرعد 41
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ? الأنبياء 44
ليعني أن المكذبين من قبل قد تعجلوا تكذيب الرسل قبل أن يبلغ السمع والبصر وأدوات الكسب لدى الإنسان نهاية البحث العلمي المجرد وكذلك أمر الرسل المكذبين بالنظر والتأمل والبحث العلمي الذي سيهديهم إلى أن الله خالقهم هو الذي سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة فلماذا يكذبون؟ وسيهديهم البحث العلمي المجرد إلى كيفية بدء الخلق وأنه سيفنى كذلك وأن الذي بدأه من العدم قادر على إعادة نشأته كما أخبر الرسل عنه فلماذا يكذب المكذبون؟ وسيعلمون رأي العين بالبحث العلمي المجرد كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر والشمس فلماذا الكفر والتكذيب؟
وسيعلمون رأي العين وهم يغزون الفضاء من آيات السماء ما لا يقدر عليه غير الله فلماذا الكفر والإنكار؟
وسيرون رأي العين أن أطراف الأرض ستغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف من السماء فلا يبقى من الأرض إلا أم القرى وما حولها كما سيأتي بيانه في كلية النصر في ليلة القدر.
وأما قوله ? ولا أعلم الغيب ? من قول نوح ومحمد ?، وقوله ? ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ? مما كلف به النبي الأمي ? فيعني ما لم يعرض عليهما من الغيب لأن النبيين كسائر الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله منه.
إن العرض يقظة في الدنيا للنبيّ هو الذي يقع مثله لكل منا إذا بلغ منه الموت قبل أن تسيل نفسه إذ يعرض عليه مقعده في الجنة والنار.
وهو الذي يقع مثله لابن آدم إذا مات ودخل البرزخ إذ يعرض عليه قبل البعث مقعده غداة وعشيا كما في كما في الحديث رقم 1379 من صحيح البخاري في كتاب الجنائز باب الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشيّ بسنده إلى ابن عمر أن رسول الله ? قال "إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة.
وهو كذلك في صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة وفي مسند أحمد في الحديث وفي النسائي وموطإ مالك وابن حبان وغيرهم.
وكما في قوله ? النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ? غافر 46 وقوله ? مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ? نوح 25 للدلالة على عذاب القبر.
والعرضان هما في الكتاب كما في قوله ? كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ? التكاثر 3 ـ 7 فقوله ? كلا سوف تعلمون ? يعني به ? لترون الجحيم ? عند الموت عرضا وقوله ? ثم كلا سوف تعلمون ? يعني به ? ثم لترونها عين اليقين ? أي في يوم الدين فالعرضان عند الموت وفي يوم الدين هما اللذان وقع بهما العلم ولا يخفى أن العلم في الأخير منهما أكبر لقوله ? ثم لترونها عين اليقين ?.
وجميع أهل الجنة ينبئهم الله فيعرض عليهم وهم على سررهم ما يشاءون كما في المثاني في قوله:
? ? إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون ? التطفيف 22 ـ 23
? ? فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون ? التطفيف 34 ـ 35
? ? قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم ? الصافات 54 ـ 55
وأهل النار كذلك ينبّأون كما في قوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ? البقرة 167 إذ تعرض عليهم أعمالهم السيئة التي قدموها في الدنيا ودخلوا بها النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الفرج والرحمة.
إن عدم حفظ التوراة من التحريف قدرا ـ بفتح الدال ـ إذ جعل الله أمر حفظها إلى الربانيين والأحبار من بني إسرائيل كما في قوله ? بما استحفظوا من كتاب الله ? المائدة 44 هو سبب تعدد الأنبياء في بني إسرائيل لأن الأحبار كانوا كما في قوله ? يحرفون الكلم عن مواضعه ? النساء 46 المائدة 13، فتعدد الأنبياء فيهم ليقوموا مقام حفظ التوراة يحكمون بها وهي غير محرفة ويعلنون لهم ما تقع عليه نبوة موسى في التوراة من الحوادث التي كانت غيبا يوم نزلت التوراة، ومنه بعث طالوت وداوود وسليمان ملوكا كما في قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20 وإنما وقع ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
كله بعد موسى ولا يخفى أن التوراة تقع نصوصها على ما سيكون من الحوادث بعدها لقوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ? الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله ? ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ? الأنعام 154، وكان كل نبيّ بعد موسى يحكم بالتوراة دونما تحريف لأن الله آتى كل نبيّ الكتاب أي علمه إياه فحفظه وعلم بيانه عن ظهر قلب وكل نبيّ يعلن إيقاع التوراة على الحوادث.
أما القرآن المحفوظ من التحريف فقد أغنى عن تعدد الأنبياء في هذه الأمة وكان نبيها هو خاتم النبيين ? كما في الأحزاب وبدليلين اثنين أولهما أن القرآن قد تضمن جميع نبوة محمد ?، فلم يأت من الحوادث منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا إلا ما حواه القرآن ولن يأتي منها وإلى الأبد في الدنيا والآخرة إلا ما حواه كذلك.
أما في الآخرة فجميع الحوادث مفصلة في الكتاب وإنما ينغلق في الدنيا غير أن النبوّة حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكل منها شاف كاف كما في الأحاديث الصحيحة فجميع ما في القرآن من أنباء سيتكرر مثله في هذه الأمة قبل الآخرة ولذلك خلا الكتاب من النبوة عن الجنة والنار وإنما نبّأ القرآن ببعض ما كان من القصص والحوادث الماضية ودليله قوله:
? ? ولتعلمن نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص
? ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 67
ويعني أن جميع ما نبّأ الله به خاتم النبيين ? في القرآن سيكون يوما معلوما لكل الناس بعد حين، ولقد مضى من الحين حوالي ألف وأربعمائة وأربعين عاما، وإنما يستقر النبأ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وليعلمه الناس رأي العين كما بينت.
وثانيهما أن محمدا ? هو رسول الله بآية خارقة معجزة محفوظة هي القرآن، وشهادة المسلم ـ وشرط الدخول في الإسلام ـ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني أن المسلم في كل وقت يشهد على نفسه أنه حضر رسالة الله التي أرسل بها محمدا وهي القرآن وما غاب عنها بل بلغته وآمن بما فيها من الغيب والنبوة، فالشهادة بأن محمدا رسول الله هي إقرار وإيمان بالآية المعجزة التي أرسل بها وهي القرآن.
ويعني قوله ? والله يشهد إنك لرسوله ? سورة المنافقين1 أن الله سيظهر للعالم كله في الدنيا أنه رسول الله بهذه الآية المعجزة إذ ما شهد الله به لن يبقى سرا مجهولا أو مغمورا بل سيشاهده العالمون جميعا وذلك مدلول قوله ? قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ? الأنعام 19 ويعني أن كل غيب في القرآن سيصبح شهادة معلوما لكل الناس ليعلم الناس أن محمدا ? قد أرسل بالقرآن من قبل.
من نبوة جميع النبيين قبل نزول القرآن
لقد تضمن القرآن المنزل على النبي الأمي r نبوة النبيين قبله، وهي قسمان:
أولهما: النبوة الأولى وقد تضمنها القرآن وأولها نبوة آدم كما في قوله:
• ? قلنا اهبطا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون {البقرة 38
• ? قال اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى {طه 123
• ? قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون {الأعراف 24 ـ 25
ولا يخفى أن المنبأ به هو آدم وسيأتي بيانه تفصيلا في من بيان القرآن، ومما نبأ الله به النبيين من ذرية آدم قبل نوح قوله:
• ? يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذّكّرون يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها {الأعراف 26 ـ 28
• ? ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم {يس 60 ـ 61
• ? يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين {الأعراف 31
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون {الأعراف 35 ـ 36
ولأن النبوة الأولى لم تنقض ولا يزال الشيطان عدوا يوسوس ويضل فقد نبّأ الله بمثلها خاتم النبيين r كما في حرف يس وسيأتي من بيان النبوة الأولى في من بيان القرآن.
ونبّأ الله نوحا بعد إغراق قومه بقوله} قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم {هود 48 وسيأتي بيانه مفصلا في كلية النصر في ليلة القدر.
ومما نبّأ الله به جميع النبيين قبل نوح وبعده قوله} وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون {عمران 81 ـ 82 وسيأتي بيانه مفصلا في من بيان القرآن.
ومما نبّأ الله به إبراهيم قوله} وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء {العنكبوت 22 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
وقوله} رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد {هود 73 وبينته في من بيان القرآن.
وقوله} الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون {الأنعام 82 وبينته في كلية الخلافة على منهاج النبوة.
ومما نبّأ الله به إبراهيم وإسماعيل قوله} ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم {البقرة 129.
وثانيهما: النبوة الثانية وهي نبوة موسى وهارون فمن بعدهما من النبيين إلى عيسى وقد تضمنها القرآن كذلك:
ومما نبّأ الله به موسى قوله:
• ? سأوريكم دار الفاسقين سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا {الأعراف 145 ـ 146 وقد بينته في كلية الآيات.
• ? وذكرهم بأيام الله {إبراهيم 5 وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
• ? قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبيّ الأميّ الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون {الأعراف 156 ـ 157 وبينته مفصلا في أكثر من موقع.
• ? قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه {طه 97 وبينته في المنظرين في كلية الآيات.
• ? إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين {الأعراف 128
ومما نبّأ الله به النبيّ من بني إسراءيل من بعد موسى قوله} والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم {البقرة 247 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
ومما نبّأ الله به جميع النبيين من بني إسراءيل بعد موسى ومنهم عيسى قوله} ولقد أخذ الله ميثاق بني إسراءيل وبعثنا منهم إثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل {المائدة 12 وبينته في من بيان القرآن.
ومما نبّأ الله به عيسى قوله} ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد {الصف 6 وقوله} قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين {المائدة 115 وبينته في المنظرين في كلية الآيات.
ومما نبأ الله به موسى في التوراة وعيسى في الإنجيل قوله} الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون {الأعراف 157
ومما نبّأ الله به موسى في التوراة ونبّأ به عيسى في الإنجيل ومحمدا ? في القرآن قوله} إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة الإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم {التوبة 111 وبينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله.(/)
المسارات الجديدة للدراسات القرآنية
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Jul 2008, 12:45 م]ـ
المسارات الجديدة للدراسات القرآنية
عبد الرحمن الحاج الغد الأردنية 28/ 6/2008
يقف دراسو القرآن على نتاج كبير لم يسبق أن ظهر مثله في مدة زمنية مماثلة من قبل، كما نجد أنفسنا لأول مرة أمام تعدد منهجي يخرج عن المناهج التقليدية المألوفة في التفسير ودراسات علوم القرآن، وأمام استخدام لمناهج أجنبية وافدة جديدة ومتنوعة لم تنبت في أرض المعرفة الإسلامية وثقافتها الخصبة، ثم إن هذا النتاج الجديد من الأبحاث والدراسات أسهم فيه غير المسلمين (المستشرقون) بشكل واضح، وذلك بغض النظر عن تقييم ما قدَّموه، حتى ليتبادر إلى ذهن المرء التساؤل فيما إذا كنا حقاً مقبلين على ثورة علمية في الدراسات القرآنية.
والواقع أن هذا الاهتمام المتزايد بدراسات القرآن الكريم يعود لدى المسلمين أساساً إلى قضية "النهضة"، التي أصبحت الشاغل الأكبر للفكر الإسلامي خلال القرن ونصف القرن الماضيين، حيث بات مسلّماً بأن مشروع النهضة الإسلامي يمر من قناة الإصلاح الديني، وكون القرآن الكريم المصدر الأول لكل فكر إسلامي فإن العودة إليه هي حاجة معرفية وتاريخية لتجاوز ثقل الثقافة التاريخية ومفهُومها التي تفصل بيننا وبين النص الكريم وتعوق "الفهم الصحيح" للدين، ومن ثمَّ تعوق نهضته. ثم إن دراسة القرآن وتفسيره هي "تقليد" سارت عليه كل حركات الإصلاح الديني والسياسي في تاريخ الحضارة الإسلامية، فكل تفكير بالنهضة لا بد له أن يتخذ موقفاً تجاه النص الكريم وفهماً يسوِّغ رؤيته للحاضر والمستقبل.
يضاف إلى ما سبق أن الحاجة تزايدت للمعرفة الدينية وطريقة عرضها ومقاربتها وفق التطورات المتسارعة لإيقاع العصر الحديث وأطروحاته الفكرية، كل ذلك اضطر المشتغلين في الإصلاح الديني للبحث عن مناهج جديدة قادرة على تقديم رؤية كلية للقرآن وموضوعاته وتاريخه، وقادرة أيضاً على مساعدة المسلمين في مواجهة إشكالاته المعرفية من خلال تقديم تصورات متماسكة منطقياً في فهم القرآن، وعلى مدِّهم بالاطمئنان الكافي لخوض هذا العالم الجديد بقوة ومن دون خوف، بل الدعوة إلى الإسلام والتبشير بهديه بين العالمين في زمن حضارة الحداثة الغربية الجديدة.
أما الدراسات الاستشراقية فقد كانت موظفة لأغراض إمبريالية؛ إذ نشأت أساساً (بصفتها فرعاً علمياً مستقلاً) لخدمة الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي؛ وعندما انتهت الحقبة الكولنيالية (الأولى) لم تعد عموماً كذلك، وبعد أن أصبحت فرعاً علمياً مستقلاً أفرزت كثيراً من الدراسات الجادة (وخصوصاً في مجال الدراسات القرآنية) ذات الأهمية الخاصة لنا، ولكن الأهم في موضوع الدراسات القرآنية الاستشراقية أنها جلبت إلى العالم الإسلامي مناهج جديدة في دراسة القرآن الكريم، وقدمت خدمات جليلة للباحثين المختصين في مجال الفهرسة والتوثيق، ولكنها في المقابل أيضاً جلبت معها كثيراً من الإشكالات والتفسيرات الغريبة، بل و"المطاعن" الجديدة في القرآن، وقد كان لذلك كله أثر مهم في تحفيز الدراسات القرآنية الحديثة.
ولكن الدراسات الغربية المعنية بالإسلام الآن تتحول شيئاً فشيئاً نحو الدراسة الأنثربولوجية، فيما يبدو توجه لتصنيف الحضارة الإسلامية ضمن مفهوم "الثقافة" الخاصة بالمجتمعات غير الغربية، ودراسات القرآن الجديدة الآن إذا لم تكن تدرس في إطار الفيلولوجيا التاريخية (مثل دراسة كريستوف لوكسمبورغ Christophe Luxenberg عام 2000) فإنها تصب في توجه الدراسات الأنثربولوجية.
وفي سياق الصراع الأيديولوجي مع الماركسية والاتجاهات العلمانية الحداثية في العالم الإسلامي، لجأ بعض المفكرين الماركسيين والحداثيين بدءاً من السبعينيات ـ وتحت ضغط الإحساس بفشل هذه الأيديولوجيات في النفوذ والانتشار في العالم العربي والإسلامي ـ إلى محاولة خلخلة ثقة جمهور المسلمين بالقرآن الكريم، وإعادة تفسير القرآن بما يفضي إلى نتائج تلائم الأيدولوجيا التي يؤمنون بها، وفي كلا الأمرين تمت الاستعانة بمناهج جديدة، ضمَّت إلى جانب المناهج الاستشراقية مناهج من العلوم الاجتماعية الغربية الحديثة، ولكن هذه الدراسات والبحوث ـ التي لم تكن نزيهة على الإطلاق ـ لم تستطع أن تحقق هدفها بعد، إلا أنها استنفرت الباحثين المسلمين لمواجهتها
(يُتْبَعُ)
(/)
والدفاع عن القرآن، مما حدا بهم إلى دراسة المناهج الغربية والاتصال بالعلوم الاجتماعية الغربية الحديثة، فسعى هؤلاء الباحثون للكشف عن المشكلات العلمية والمنهجية الكامنة في هذه الدراسات، وتبيَّن لكثير منهم ـ فيما بعد ـ أن التلويح بالمناهج الحديثة الذي تضمنته كان في معظمه نوع من الإرهاب الفكري لا أكثر.
والملاحظ أن الأبحاث والدراسات القرآنية المختلفة بتأثير هذه الظروف تركزت في محورين رئيسين، الأول: توثيق القرآن ونقله (تاريخية القرآن)، والثاني: الدلالة الكلية للقرآن في إطار إعادة التفسير لأغراض معرفية وأيضاً أيديولوجية.
في توثيق القرآن فإن واحدة من أوائل الدراسات الفيلولوجية النصية المقارنة للقرآن كانت عام1856م للمؤلف ثيودور نولدكه ( T. Noldeke)، بعنوان "أصل وتركيب سور القرآن" والذي نشره بعدما أعاد النظر فيه وطوره عام1880م بعنوان "تاريخ القرآن" (ترجم إلى العربية2004م)، وفي العالم العربي تصب جهود مثل جهود محمد أركون عموماً في قصد ما يسميه "أرخنة القرآن" وإعادته "بشكل علمي إلى قاعدته البيئوية والعرقية ـ اللغوية والاجتماعية والسياسية الخاصة بحياة القبائل في مكة والمدينة في بداية القرن السابع الميلادي"، بدءاً من بحثه "نسبة القرآن إلى الله" 1969م، مروراً بكتابه "قراءات في القرآن" 1982م، وأخيراً كتابه "القرآن: من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني"2001م، ويندرج في هذا السياق دراسة نصر حامد أبو زيد في كتابه "مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن" 1990م، ودراسة عبدالمجيد الشرفي في كتابه "الإسلام بين الرسالة والتاريخ" 2001م، وطالعنا هذا العام الكاتب والطبيب الليبي كامل النجار بكتاب يتجه إلى المنحى نفسه، ولكن بعدة غاية في البساطة، بعنوان "قراءة منهجية للإسلام" 2005م. وباستثناء محمد أركون ونصر حامد أبو زيد (رغم أنهما أيدلوجيان حتى النخاع) فإن الدراسات الحداثية العربية للقرآن هي كتابات أيديولوجية بائسة، أو كتابات لا تتسلح بعدة معرفية حقيقية تستحق الاهتمام. لكن الملفت للانتباه أنه ليس هناك اهتمام جاد بقضية أرخنة القرآن من قبل المؤسسات الأكاديمية وبحوثها، ربما بسبب خطورة البحث في هذا الموضوع، إلا أن المسألة لا تحتمل التأخير وعلينا بذل الجهد لذلك. أذكر أن صديقاً لي أراد أن يسجل أطروحة دكتوراه في إحدى الجامعات المصرية بعنوان "النسبي والتاريخي في القرآن الكريم" فاتّهم بأنه من "أذيال الاستشراق وأعداء الإسلام من أمثال أبو زيد وإخوانه المرتدين"! على الرغم من أن الرجل كان يريد أن يبحث في المسألة في سياق الدفاع عن القرآن الكريم.
وفي صلب الدلالة الكلية جاء الاهتمام بدلالة المفردات القرآنية باعتبارها مدخلاً في غاية الأهمية لهذا التحليل الكلي، فقد اعتمدت معظم الدراسات على المفردة كأداة لتحليل الخطاب القرآني، تارةً تحت تأثير المنهجيات الحديثة في اللسانيات، مثل دراسة توشيهيكو إيزوتسو Toshihiko Izutsu " الله والإنسان: دلاليات تصور العالم القرآني" (باللغة الإنجليزية 1963م)، وعائشة بنت الشاطئ في "التفسير البياني للقرآن الكريم" مطلع الستينيات، وشكري عياد في دراسته "يوم الدين والحساب: دراسات قرآنية" 1984م، ومحمد أركون أيضاً في كتابه "القرآن" 2001م، ودراسة تلميذته جاكلين الشابِّي J. Chabbi ( بالفرنسية) بعنوان "رب القبائل: إسلام محمد" 1997م.
وثمة دراسات أخرى عمدت بسبب أهميتها المفهومية، مثل دراسة أبو الأعلى المودودي "المصطلحات الأربعة في القرآن: الإله، الرب، العبادة، الدين" 1941م، ومحمد أبو القاسم حاج حمد في كتابه/مشروعه "العالمية الإسلامية الثانية: جدل الغيب والإنسان والطبيعة" 1979م، ومحمد شحرور في كتابه "الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة" 1990م وفي مؤلفاته الأخرى التي كان آخرها "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي: فقه المرأة" 2001م، إذ إن مفاهيم القرآن الجديدة حملتها مصطلحات خاصة هي في المحصلة مفردات قرآنية، وقد أبانت معظم تلك البحوث والدراسات عن خطورة الدور الذي تحتله المفردة في دراسة القرآن وتحليل خطابه.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد بدأت المفردة القرآنية تصبح محط اهتمام متزايد وتستحوذ على عناية مختلف المناهج الحديثة في دراسة القرآن الكريم، منذ بدأ الالتفات إليها في الأربعينيات من القرن المنصرم، لقدرتها على تحليل كليَّاني للخطاب القرآني؛ وقد حدا هذا الأمر بمعظم الباحثين لاستثمارها واتخاذها أساساً لدراسة الخطاب القرآني تحت تأثير بواعثهم المختلفة، وقد أثبتت المناهج الحديثة ـ في معظمها ـ نجاعتها في الكشف عن وجوه للخطاب ربما ليس بمقدور غيرها الكشف عنها، وأبان بعضها عن قدرة فائقة في تحليل الخطاب القرآني عبر مفرداته، خصوصاً تلك المناهج التي استفادت من المعرفة الغربية الحديثة وجمعت معها المعرفة التراثية مع وعيها لخصائص نص منتسب إلى الإله المتعالي المفارق للوضع الإنساني.
وبالرغم من ذلك فإن الدراسات النظرية والتقعيدية لدلالة المفردة القرآنية، ماتزال قليلة إلى حدٍ لا يناسب تكاثر الاهتمام بها، فمعظم الدراسات لم تناقش بشكل جيد المشكلات الثاوية في المعجم العربي وصلتها بتأويل القرآن الكريم وتفسيره، إن لم نقل إنها كانت تبسيطية إلى أقصى الحدود، كما أنها تفتقر عموماً لرؤى نظرية واضحة فيما يتصل بالتحولات الدلالية الطارئة على المفردة القرآنية في السياق النصي.
وفيما يتصل بتحليل الخطاب القرآني فإن العلاقة الواهية بالتراث تارةً والثملة منه تسليماً ونهلاً تارة أخرى، قللت من إمكانية الاستفادة منه لتطوير مناهج جديدة خاصة بالقرآن الكريم، ولو خلال رؤية نقدية للتراث نفسه، كذلك الأمر بالنسبة للمعرفة الغربية الحديثة، فالمؤمنون بجدواها إما رافضون كلياً للتراث الإسلامي، أو يقيمون معه علاقة باهتة للغاية كأنها نوع من "فض العتب"، وغير المؤمنين بجدواها إما رافضون لها كلياً، أو متعلقون بأهدابها التي لا تُسمن من جوع.
أضف إلى ذلك أن ثمة مسافة تفصل بين الادعاءات النظرية التي ذكرها أصحاب الدراسات (على قلتها) والتطبيق المقام عليها عموماً، وهي مسألة ترجع بنظرنا إلى عدم الاهتمام الجاد بالمسألة النظرية لدراسة المفردة القرآنية، بقدر الاهتمام بالنتائج التطبيقية التي ستتوصل إليها الدراسة، وهذا بحد ذاته لا يفسره إلا الباعث الأيديولوجي الذي يختفي وراء أكثر الدراسات الحديثة على اختلاف أصحابها وتنوعهم أيديولوجياً.
الدراسات القرآنية الحديثة ستبقى مشغولة، إلى أمد غير قريب، بمسألة تاريخية القرآن والتحليل الكلي له، وكلا الموضوعين في الواقع هما تعبير عن مركز تحديات الإسلام في معركته مع الحداثة، فالعلمانية (بمنظورها الفلسفي) تقتضي أنسنة كل شيء ووضعنته، والتعامل مع العصر يحتاج إلى مفاهيم وتأويلات جديدة سيكون التفسير الكلي بابها، والمفردة القرآنية أداتها. وجديد الجديد فيما يخص الدراسات الكلية الغربية والعربية الحداثية للقرآن أنها بدأت تقرأ القرآن قراءة متربصة بحثاً عن الإرهاب (مثل دراسة كريستوف لوكسمبورغ)، أو محاربة للتصورات الدينية المقاومة تحت مسمى الإرهاب (مثل الدراسة الإسرائيلية التربوية "قرآن نت: مشروع اجتماعي")، وهذا مؤشر خطير على اتجاه لتفسير القرآن بالشيء ونقيضه لأغراض سياسية بحتة، وهو اتجاه يقتات على الدراسات العلمية للقرآن ويزرع بذور الانحياز فيها.
* كاتب سوري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Aug 2008, 04:58 م]ـ
مقال جيد للأستاذ عبدالرحمن الحاج أشكر أخي أبا بيان على تفضله بنقله هنا، وفيه كثير من الإشارات التي يقرؤها المتابع للإنتاج المطبوع من الدراسات والأبحاث العربية والمترجمة حول القرآن الكريم. وهي تشير بوضوح إلى إدراك المسلمين وغير المسلمين لأهمية القرآن ومحوريته في حياة المسلمين.
ولذلك تجد المخلصين الصادقين من المسلمين يسعون للنهوض بالأمة من خلال القرآن بإعادة الناس إليه ودعوتهم للعمل به وتدبره وتطوير دراساته وتميز حملته وكثرتهم، وجعل القرآن واقعاً يتمثله المسلمون في حياتهم.
كما تجد المخلصين من الأعداء ينطلقون من القرآن للطعن فيه وإثارة الشبهات حوله وتوليد المزاعم والشبهات والشكوك حوله بكل وسيلة متاحة.
وهذا ميدانٌ واسعٌُ للعمل والجهاد ينبغي على طلبة العلم المخلصين التصدي للتميز فيه وبذل الجهود المتواصلة لخدمة القرآن في كل جوانبه والتخصص في دقائق تخصصاته للإبداع والتميز فيها وكفاية الأمة شأنها حتى نكون على مستوى الأمل والطموح الذي تطمح الأمة إليه. ويا حبذا هذا الجهاد في هذا الميدان، وبحسبك: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). ولا بد من استغلال الفرص المتاحة في العالم الإسلامي اليوم للنهوض بالدراسات القرآنية في الجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الإعلامية، وصياغة خطط النهوض على أسس علمية مدروسة متكاملة حتى تتحقق الأهداف الرامية لأن تحيا الأمة بالقرآن حياة طيبة كما يحب ربنا ويرضى، نسأل الله أن ييسر تحقيق هذه الطموحات بفضله وتوفيقه.(/)
فرصة عظيمة جامعة المدينة العالمية تفتح ابوابها لطلاب العلم الشرعي عن بعد
ـ[أبو الأشبال]ــــــــ[22 Jul 2008, 05:00 م]ـ
فرصة عظيمة جامعة المدينة العالمية تفتح ابوابها لطلاب العلم الشرعي عن بعد
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
احبتي الكرام الدال على الخير كفاعله ولا يخفى عليكم ما ورد في فضل طلب العلم ومن نعم الله عزوجل أن يسر لنا في هذه الإيام جامعة قوية معنى ومبنى توفر على راغب وطالب العلم الشرعي في شتى مجالته المبني على الكتاب والسنة ألا وهي جامعة المدينة العالمية
واستميح الاخوة الكرام الإذن هنا في وضع عناوين للتواصل والتعرف عل هذه الجامعة كما وصلني عبر البريد الالكتروني:
بدأ التسجيل في جامعة المدينة العالمية للعام الدراسي 2008/ 2009 م
للحصول على المزيد من المعلومات عن تفاصيلالبرامج الدراسية أو متطلبات الالتحاق بالجامعة، يمكنكم الاتصال بمركز الاستعلاماتلدى وكيل الجامعة بالمملكة العربية السعودية على الهاتف المجاني:8002445600
أو زيارة موقع الجامعة: http://www.mediu.edu.my
أو وكيل الجامعة في المملكة العربية السعودية مركز نظم www.nuzumcenter.com
Al Madinah International University
موقع جامعة المدينة العالمية: www.mediu.edu.my
الاعتراف الرسمي بالجامعة http://www.mediu.edu.my/arb/approval
تحميل الملف التعريفي عن الجامعة http://www.mediu.edu.my/arb/pdf/arabic_Brochure.pdf
قالوا عن الجامعة http://www.nuzumcenter.com/download/Testimonials.pdf
دليل الطالب المستجد http://www.nuzumcenter.com/download/NewStudentGuide.pdf
معلومات مهمة للطلاب المستجدين http://www.mediu.edu.my/arb/prospectives
معلومات القبول والتسجيل. http://www.mediu.edu.my/arb/admission
للتسجيل المباشر في الجامعة http://cms######.mediu.edu.my/jamiah/apply/?lang=ar
طريقة دفع رسوم التسجيل http://www.mediu.edu.my/arb/fees
الرسوم الدراسية للبرامج الدراسية http://www.mediu.edu.my/arb/fees
متطلبات الالتحاق بمرحلة البكالوريوس http://www.mediu.edu.my/arb/requirement
برامج درجة البكالوريوس http://www.mediu.edu.my/arb/tobeoffered
تفاصيل الجدول الأكاديمي http://www.mediu.edu.my/arb/course_schedule
نموذج من المحتوى الدراسي http://www.mediu.edu.my/master######...n1/default.htm
نظام الإدارة التعليمية التفاعلية "عليم" http://www.mediu.edu.my/samplelesson/topic02/sco.html
شروط المنح الدراسية http://www.mediu.edu.my/arb/scholarship
التقدم بطلب الحصول على منحة دراسية http://www.mediu.edu.my/arb/images/s...app_arabic.pdf
إجابات عن أكثر الأسئلة شيوعاً. http://www.mediu.edu.my/arb/ faqs
مزيد من المعلومات عن الجامعة http://www.mediu.edu.my/arb/pdf/arabic_Brochure.pdf
مركز نظم – وكيل جامعة المدينة العالمية بالمملكة العربية السعودية www.nuzumcenter.com
معلومة هامة عن كيفية تلقي العلم في هذه الجامعة الموقرة وهي:
افتح الصفحة الرئيسة ثم في أخر الصفحة يوجد صورة كمبيوتر محمول وعبارة خبراتكم التعليمية افتحها وفي آخر الصفحة تجد 3 معلومات تبدأ باضغط هنا اضغط على رقم ثلاثة ترى وتسمع كيف تتلقى العلم صوتا وكتابة
وحتى اوفر عليك المشوار هذا هو الرابط والله من وراراء القصد:
http://www.mediu.edu.my/arb/learning
انشر تؤجر
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[26 Jul 2008, 11:25 م]ـ
التعليم عن بعد من الفتوحات العظيمة للراغبين في تعلم العلم الشرعي , فليتنا نحسن استغلاله.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[27 Jul 2008, 06:17 ص]ـ
اثابكم الله هل عندهم دراسات عليا،لاني بحثت فلم اجد في موقعهم ..
بوركتم ..
ـ[أبو الأشبال]ــــــــ[27 Jul 2008, 01:55 م]ـ
الاخ ابو الحارث بامكانك التواصل معهم عبر الهاتف المجاني ان كنت في السعودية او عبر البريد الالكتروني
اثاب الله الجميع(/)
يا أخت هارون
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[22 Jul 2008, 06:15 م]ـ
يا أخت هارون
بقلم بسام جرار
جاء في الآية 28 من سورة مريم:" يا أختَ هارون ما كان أبوكِ امرأَ سَوْءٍ وما كانت أمّكِ بغياً". هذا قول قوم مريم عندما جاءَتهم، عليها السلام، تحمل مولودها ولم يعهدوا لها زوجاً من قبل. وقد أشكل على البعض قوله تعالى على لسان القوم:" يا أخت هارون ... ". أما المبشرين- المنصّرين- الذين اعتادوا اختراع الإشكالات حول النص القرآني الكريم، فزعموا أنّ هذا القول من الأخطاء التاريخية التي وقع فيها القرآن الكريم!!
جاء في صحيح مسلم وغيره عن المغيرة بن شعبة قال:" لما قدمتُ نجران سألوني: فقالوا:" إنكم تقرؤن: يا أخت هارون، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟! فلما قدمتُ على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، سألته عن ذلك فقال:" إنهم كانوا يُسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم". فنصارى نجران في زمن الرسول، عليه السلام، يحتجّون بالبعد الزمني بين مريم وهارون، عليهما السلام، على الرغم من كون الآية الكريمة لم تُصّرح بأنّ اسم هارون الوارد هنا على لسان القوم هو هارون النبي. والقرآن الكريم لم يقل اطلاقاً إنّ مريم هي أخت هارون النبي.
الصحابي الكريم المغيرة بن شعبة يسأل الرسول، عليه السلام، عن ذلك فتأتي الإجابة لتزيل اللبس، إن وجد عند البعض. وعلى الرغم من وضوح إجابة الرسول، عليه السلام، إلا أنّ أهل الضلال من المبشرين لا يتورعون عن الكذب على أتباعهم، من أجل أن يقولوا إنّ في القرآن الكريم أخطاءً. وكأنهم بذلك يسوِّغون لهم الأخطاء الواردة في الكتاب المقدّس عندهم.
ومن أجل مزيد من الضوء على المسألة نقول:
أولاً: في الحديث الشريف تصريح بأنّ لفظة هارون في الآية الكريمة لا يُقصد بها هارون النبي. فلم يعد الإشكال إذن موجوداً من جهة البعد الزمني بين مريم وهارون النبي. فالاسم هارون الوارد في الآية لا يخص هارون النبي، وإنما كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم وصالحيهم.
ثانياً: على الرغم من وضوح ذلك فقد بقي لدينا أكثر من احتمال لفهم كلام القوم وإدراك مقصودهم بمثل هذا التعبير. ومن هذه الاحتمالات أن يكون لمريم أخ شقيق، أو أخ لأب، أو أخ لأم، اسمه هارون. وما الذي يمنع ذلك، ألم يكونوا يسمّون بأسماء أنبيائهم ولا يزالون؟! بل إنّ أسماء الأنبياء تكون هي السائدة في المجتمع. ومن هنا نجد أنّ اسم محمد، مثلاً، يتكرر بشكل لافت بحيث لا يكاد يخلو منه بيت مسلم.
ويأخذ البعض على هذا الاحتمال أنه لم يرد في تاريخ النصارى أنّ لمريم أخاً اسمه هارون. والجواب على هذا بسيط؛ فعدم ورود الإثبات لا يعني النفي، وهذا بدهي في العقل. يضاف إلى ذلك أنّ الأناجيل الأربعة التي اعتمدت في القرن الرابع الميلادي قد اختلفت في سرد الوقائع المهمة وليس فقط الأسماء. ولو رجعتَ إلى شجرة نسب المسيح في إنجيل متى وشجرة نسبهِ في إنجيل لوقا لوجدت العجب. فالاختلاف في سلسلة أسماء الآباء والأجداد كبير. وإذا كان ذكر حادثة كلام المسيح، عليه السلام، في المهد قد أهمل تماماً، فمن باب أولى أن يهمل اسم أخٍ لأب أو لأم ... الخ.
ثالثاً: تذكر التوراة المعتمدة لدى اليهود والنصارى أنّ لهارون النبي أختاً اسمها مريم وأشير إليها في أكثر من سفر. ومعلوم أنّ مريم، عليها السلام، هي ابنة عمران، كما ينص القرآن الكريم. واللافت أنّ التوراة المعتمدة لدى اليهود والنصارى تقول إنّ والد هارون وموسى، عليهما السلام، هو عمرام. وتحويل النون إلى ميم للتخفيف معهود في الناس؛ فاسم برهان، مثلاً، ينطقه العامّة أحياناً برهام. وقد نص الحديث الصحيح على أنّ هارون هو ابن عمران.
رابعاً: فمريم الأولى – أخت هارون النبي- هي ابنة عمران. ومريم أم عيسى، عليهم السلام، هي ابنة عمران أيضاً. ومتوقع ومعهود في عائلة مؤمنة أن تقتدي بالأنبياء والصالحين، فتتسمى بأسمائهم، كما ينص الحديث الشريف. ومن كان اسمه عمران يتوقع منه أن يسمي موسى وهارون ومريم.
خامساً: إذا كان اسمك إبراهيم فأنت أبو خليل، وإذا كان اسمك خليل فأنت أبو إبراهيم. وإذا كان اسمك علي فأنت أبو الحسن، وإذا كان اسمك الحسن فأنت أبو علي ... الخ. هذا هو المتعارف عليه في الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، لأنّ علي رضي الله عنه، مثلاً، كان يُكنَى بأبي الحسن، وهكذا ... الخ. وقياساً على هذا يرجح لدينا أن تكون الآية الكريمة قد كشفت عن مثل هذا العرف في لسان قوم مريم، فكل من تسمَت بمريم هي عندهم أخت هارون، لأنّ مريم الأولى هي أخت هارون النبي، عليه السلام. أما لماذا لم تكن أخت موسى؟! فلأن نص التوراة المعتمدة عندهم تربط بين مريم وهارون أكثر مما تربط بين مريم وموسى، عليهم السلام.
وهذا الوجه ينسجم تماماً مع قول الرسول، صلى الله عليه وسلم:" إنهم كانوا يُسمّون بأنبيائهم والصالحين قبلهم". وبذلك يكون القرآن الكريم، وهو يروي كلام القوم، قد كشف عن عُرفٍ تعارفه الناس في ذلك الزمن، مما يشير إلى تجذُّر الدين وتأثيره في نفوسهم، ولكن لا يشير بالضرورة إلى حقيقة تديّنهم واستقامتهم.(/)
يا أهل القرآن والحديث النبوي
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[24 Jul 2008, 11:49 ص]ـ
يا أهل القرآن والحديث النبوي:
ألا تعجبون من موقع أهل القرآن على الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/main.php
تصفحت الشبكة بحثا عن مواقع متخصصة يوم أمس ففرحت جذلا بهذا الموقع ولما قرأت من مواضيعه وجدته ينكر الحديث النبوي والحديث القدسي جملة وتفصيلا
ومن مواضيعه السابقة "طعن مسلم في الرسول محمد وأزواجه ...
"متفرقات من لهو الحديث البخاري
تناقض البخاري مع القصص والتشريعات في القرآن
ومن شروط النشر في موقع أهل القرآن:
6ـ عدم التقول على الله تعالى أو على رسوله بما يعرف بالحديث القدسى أو الحديث النبوى
-عدم التعرض للقرآن الكريم بأي تحريف او أي إعادة تشكيل او اضافة او حذف أي من كلماته او حروفه التي حفظها الخالق
الصلاة التى نعرفها وتعرفها (الأغلبية) فى العالم الإسلامي , هي خمس صلوات فى اليوم, بالإضافة الى صلاة الجمعه
ثانيا: منهج اهل القران
موقع (أهل القرآن) يفتح أبوابه لكل فكر حر بشرط ألاّ يسند الكاتب حديثا لخاتم النبيين محمد عليه السلام عبر ما يعرف بالسنة، أو أن ينسب قولا لله تعالى خارج القرآن عبر الأكذوبة المسماة بالحديث القدسى.
حين تنسب قولا للنبى محمد أو لله تعالى فستكون فى مشكلة يوم القيامة. وحين ننشر لك هذا القول فقد وقعنا فى مشكلة أكبر، ونحن لا نريد أن نكون فى صف العداء لله تعالى ورسوله، و لا نريد أن ننشر الكذب على الله تعالى ورسوله.
هناك آلاف المواقع المتخصصة فى الكذب على الله تعالى ورسوله الكريم، وهى أوسع انتشارا وأقوى تأثيرا وأكثر سيطرة، وهذا الموقع البسيط قد يكون الوحيد الذى ينصر الله تعالى ورسوله وينفى الأكاذيب المسماة بالحديث النبوى والحديث القدسى، ولا نريد أن نفقد هذه الميزة.
وليس كثيرا أن يوجد فى غابة الانترنت هذه موقع صغير ناشىء يقوم بهذه المهمة النبيلة ابتغاء مرضاة الله تعالى ودفاعا عن رسوله الكريم والقرآن الحكيم.
انتهى النقل من الموقع المذكور
قلت ولعل المسلمين يحذرون ولعلها معذرة إلى ربي والله المستعان
ـ[أبو عمرو]ــــــــ[24 Jul 2008, 02:32 م]ـ
جزاك الله خيرا على التنبيه
وزادنا وإياك حرصا على قول الحق واتباعه والدفاع عنه(/)
سؤال: أسماء الله في المكي و المدني
ـ[أم العباس]ــــــــ[24 Jul 2008, 11:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي استفسار أتمنى أن أجد جوابه ...
هُناك أسماء لله سبحانه .. ذُكرت في السور المكية دون المدنية ... مثل الأعلى و الأكرم مثلا ..
و أسماء أخرى ذكرت في السور المدنية .. كالجبار، و المؤمن، و المهيمن، الأول
و أسماء تجتمع في المكي و المدني ..
و السؤال .. ما سبب ذلك؟؟ و هل لهذا الاختصاص سبب؟
و هل يوجد مرجع أرجع إليه في هذا الموضوع؟
جزيتم خيرا ووفقتم ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jul 2008, 02:30 م]ـ
تنبُّه لطيف لفكرة لطيفة، وهي بحث أسماء الله الحسنى في القرآن النازل بمكة، والقرآن النازل بالمدينة، والأسماء التي نزلت في القرآن النازل بمكة والمدينة معًا.
وهل هناك سر لطيف في هذا الموضوع أو لا؟
ثم هناك نظر آخر، وهو كون بعض الأسماء تتكر، وبعضها يذكر مرة واحدة، وبعضها مرتين، وبعضها ثلاث مرات ... إلخ.
ثم نظر آخر في اختصاص بعض السور بأسماء دون غيرها.
ولو تأمل الباحث لظهرت أفكار أخرى.(/)
أحببتها .. فأحببت أن تقرأوها
ـ[أبو عابد المكي]ــــــــ[25 Jul 2008, 06:08 ص]ـ
يقول الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني - كثيرا ما سمعته يرددها -:
يقول أحد العلماء: في قوله صلى الله عليه و سلم: (بلغوا عني و لو آية)
تكليف و تشريف و تخفيف(/)
بقية الأحرف السبعة
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[26 Jul 2008, 11:25 ص]ـ
دلالة القول والذكر والأمثال والغيب في القرآن والوعد في الدنيا ...
الحرف الثالث: القول
إن القول هو ما في القرآن من قوله} قل {للدلالة على أن ما بعدها هو من الغيب يوم نزل القرآن، فلن يقع في حياة النبي r وإنما بعده متأخرا في أمته قبل انقضاء الدنيا ومنه قوله:
• ? قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين {خاتمة الملك
• ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون {خاتمة النمل
وليس من القول ما في الكتاب من قوله} قل {كما في فاتحة الإخلاص والفلق والناس وكما في قوله} ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا {طه 105 ـ 107 وقوله} ويسألونك عن المحيض قل هو أذى {البقرة 222 وقوله} ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن {النساء 127 وقوله} قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم {الواقعة 49 إذ هو من القول في الكتاب وله دلالة أخرى.
وإن المثاني:
• ? إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا {المزمل 5
• ? أفلم يدّبّروا القول {الفلاح 68
• ? وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون {النمل 82
لتقع على القول في القرآن خاصة لأنه قد تضمن موعودات ثقيلة لن يسلم فيها إلا من تدبر القرآن، ولم تقع بعد منذ نزل القرآن إلى يومنا هذا ولو وقعت لأخرج ربنا دابة من الأرض تكلم الناس بما قصروا عنه من اليقين بآيات ربهم، ويومئذ يوقن الناس بقرب الساعة، وإن خروج الدابة لمن الآيات الخارقة الموعودة كما في قوله} سيريكم آياته فتعرفونها {ومن المثاني معه قوله} سأوريكم آياتي فلا تستعجلون {الأنبياء 37 وكما بينته في كلية الآيات.
الحرف الرابع: ضرب الأمثال وتصريفها
لقد حوى القرآن ضرب الأمثال التي سيراها الناس في الدنيا، وليست الأمثال في القرآن هزلا ولا تسلية وكان حريا بالناس أن يعقلوها لولا قوله} وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون {العنكبوت 44
وإن المثاني:
• ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل {الروم 58 الزمر 27
• ? ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل {الإسراء 89
• ? ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل {الكهف 54
لتعني أن من قرأ القرآن سيجد فيه مثل الذي آمن واتقى والذي كفر وعصى ومثل الذي أسلم لرب العالمين ومشى على الأرض هونا والذي استكبر في الأرض بغير الحق، ومثل الجماعة المسلمة الممكنة في الأرض مع طالوت وداوود وسليمان وذي القرنين ومحمد r بعد غزوة الأحزاب ونموذج القلة المؤمنة الخائفة كأصحاب الكهف، ومثل الذي ادكر ونجا والذي أعرض وهلك ومثل الذين نجوا برحمة الله من بأس الله في أيام الله والذين حقّ عليهم القول فدمرهم ربهم تدميرا ...
الحرف الخامس: الذكر
إن الذكر هو ما سيتذكر من القصص والحوادث الماضية التي نبّأ بها الله في القرآن رسوله وخاتم النبيين r ، ليتذكرها من عقلها في القرآن إذا وقع مثلها في الدنيا.
إن قوله:
• ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون {الأنبياء 10
• ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر {المكررة في القمر
• ? ص والقرآن ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق {ص 1 ـ 2
ليعني أن القرآن إنما حوى من القصص والحوادث الماضية ما سيقع مثله في هذه الأمة ليتذكرها من يعقل، وإن الذين يحسبون القرآن للتسلية كأنما هو قول هزل وما هو بالفصل ولا بالقول الثقيل لم يفقهوا منه نقيرا ولا فتيلا، أفلا يتدبرون القرآن، وقد أمر الله فيه بالذكر والتذكر والذكرى مع كل حادثة أو قصة سيقع مثلها في هذه الأمة، إذ الذكر حرف من الأحرف السبعة وجميع ما في القرآن منه سيتذكر مثله في هذه الأمة كما في قوله} يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم {المائدة 11 ومن المثاني معه قوله} يأيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا إذ جاءوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي
(يُتْبَعُ)
(/)
المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا {الأحزاب 9 ـ 12
الحرف السادس: الغيب في القرآن
إن قوله:
• ? ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين {النمل 20
• ? وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين {الانفطار 14 ـ 16
• ? وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين {يوسف 81
ليعني أن الغيب هو ما غاب عنك من الحوادث فلم تشهده.
وكان الهدهد من الغائبين غير حاضر حين تفقد سليمان الطير.
وإن الفجار يوم الدين ليشهدون الجحيم ويكبكبون فيها وما هم عنها بغائبين بل هم حاضرون.
ولم يك إخوة يوسف قادرين على منع ما غيّب الله من الغيب ومنه ألا يرجع معهم أخوهم الذي أرسله معهم أبوهم ليكتالوا ويزدادوا كيل بعير.
وإن الموعود في الكتاب المنزل على خاتم النبيين r يوم نزل هو الغيب، ومنه موعودات في اليوم الآخر كجنات عدن التي وعد الرحمان عباده بالغيب، وكان الذين يتبعون الذكر ويخشون ربهم الرحمان في الدنيا قبل أن يحضروا يوم القيامة هم الذين يخشون ربهم بالغيب والمبشرون بمغفرة وأجر كبير.
وإن الموعود في القرآن يوم نزل هو الغيب وسيأتي من بيانه في بيان القرآن.
الحرف السابع: الوعد في الدنيا
إن من تفصيل الكتاب أن ما تضمن الكتاب عن يوم البعث فما بعده هو وعد من الله أن يقع كما أخبر كما في قوله} ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين {الأعراف 44 ولم يقع شيء منه بعد وإنما هو وعد من الله سيقع نفاذه في اليوم الآخر.
وقد تضمن القرآن وعدا في الدنيا بصيغ مختلفة كما هو مدلول بعض أسماء الله الحسنى وكما في قوله} فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون {التوبة 55 وكما في قوله} ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم ويخصمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون {يس 49 ـ 50 وإنما هو في الدنيا كما هو صريح حرف التوبة وكما هو مدلول الموت بصيحة واحدة وموطن الاختصام والوصية والأهل وقد بينته في كلية النصر في ليلة القدر، وكما في قوله} سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين {الأنبياء 36 ـ 37 وإنما يستعجل المنتظر الموعود وقد علم المشركون يوم نزل القرآن أنه وعد في الدنيا فسألوا النبيّ r متى هو وبينته في كلية الآيات.
ومن الوعد في الدنيا والآخرة:
ـ الكلمات
إن الموعودات من الله رب العالمين في الكتاب المنزل على النبي الأمي ? ليقع عليها حقا الوصف بأنها كلمات الله وكلمات ربنا الذي قال لها من قبل ? كن ? وستكون إذا وافقت الأجل الذي جعل الله لها وهكذا وعد الله في الكتاب المنزل أن لا تبديل ولا مبدل لها أي ستتم صدقا وعدلا كما أخبر الله من قبل في القرآن كما في قوله:
• ? اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ? الكهف 27
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ? الأنعام 115
• ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ? يونس 62 ـ 64
وإن من تفصيل الكتاب أن كلمة ربنا إنما تعني وعدا منه قد تضمنه الكتاب المنزل من عنده تفصيلا.
وإن من كلمات ربنا ما تضمنه الكتاب وسيتم نفاذه في اليوم الآخر.
وإن من كلمات ربنا ما تضمنه القرآن وسيتم نفاذه في الدنيا.
ومما تضمنه الكتاب من كلمات ربنا قوله:
• ? وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون {يونس 19
• ? ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم وإنهم لفي شك منه مريب {فصلت 45 هود 111
• ? وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب {الشورى 14
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? ولقد بوأنا بني إسراءيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون {يونس 93
• ? ولقد آتينا بني إسراءيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون {الجاثية 15 ـ 16
ومن تأمل حرف هود وفصلت والشورى وأول يونس فقه أن كلمة قد سبقت من ربنا أن يؤخر القضاء بين المختلفين بعد إيتاء موسى التوراة إلى أجل مسمى، ولم تتضمن هذه الأحرف تفصيل الكلمة التي سبقت من ربنا.
ومن تأمل حرف الجاثية وثاني يونس فقه أن الكلمة التي سبقت من ربنا بعد اختلاف بني إسراءيل في التوراة هي وعده في الكتاب أن يؤخر القضاء بين المختلفين في الكتاب إلى يوم القيامة وفقه أن قوله} إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون {في الجاثية وثاني يونس هو الكلمة التي سبقت من ربنا كما في فصلت والشورى وهود وأول يونس أي وعده الذي سبق منه ولا يخلف الله وعده.
وكان من تفصيل الكتاب أن تفصيل الوعد الذي تضمنه حرف الجاثية وثاني يونس لم يصاحبه ذكر الكلمة التي سبقت، وحيث أجمل الوعد وقعت الإشارة إلية بالكلمة التي سبقت كما في حرف هود وفصلت والشورى وأول يونس.
وكذلك تضمن الكتاب كلمات من ربنا هي وعد منه حسن سيتم نفاذه في الآخرة كما في قوله:
• ? وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {هود 119
• ? ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {السجدة 13
• ? قال فالحق والحق أقول لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين {ص 84 ـ 85
• ? قال اخرج منها مذءوما مدحورا لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين {الأعراف 18
• ? قال هذا صرط علي مستقيم إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين {الحجر 41 ـ 42
• ? وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار {غافر 6
• ? أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار {الزمر 19
• ? وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين {الزمر 71 ت 72
• ? قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا {القصص 62
ويعني قوله} لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين {وقوله} لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين {وقوله} لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين {وقوله} إلا من اتبعك من الغاوين وإن جهنم لموعدهم أجمعين {هو القول والكلمة أي الوعد الذي أخبر الله به يوم أبى إبليس واستكبر أن يسجد لآدم مع الساجدين، وهو القول والكلمة والوعد الذي سيحق أي يقع على الكافرين فيكونون من أصحاب النار في جهنم خالدين.
وتضمن القرآن كلمات من رب العالمين هي وعد حسن منه في الدنيا كما في قوله:
• ? وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون وجاوزنا ببني إسرائيل البحر {الأعراف 137 ـ 138
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم {الأنعام 115
• ? كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون {يونس 33
• ? إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم {يونس 96
وقد تقدم من بيان حرف الأعراف في الأسماء الحسنى، وسيأتي بيانه كله في من بيان القرآن.
إن الحديث النبوي الصحيح " أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق " ليعني أن النبي الأمي r قد علّم المؤمنين أن يدعوا الله ليحفظهم ويعصمهم من شر ما خلق ومنه فتنة الدجال وإغواء الشيطان متوسلين إليه بإيمانهم بكلماته التامات أي وعوده التي ستتم أي تنفذ وتقع إذا وافقت الأجل الذي جعل الله لها في الدنيا كالآخرة، ومن العجب أن الذين يرددون دعاء النبيّ الأميّ r منذ عشرات القرون لم يفقهوه ...
ـ الدعاء
(يُتْبَعُ)
(/)
إن الدعاء حيث ورد في المصحف فهو إذن من الله للمؤمنين أن يدعوه به فليس هو من الاعتداء في الدعاء وإنما هو دعاء الله بما علمنا من الكتاب المنزل من عنده أنه من وعده.
فإن كان الدعاء في الكتاب فهو وعد سيتم نفاذه في الدنيا أو الآخرة أو فيهما كما في قوله} ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار {البقرة 201 ومن الدعاء في الكتاب الذي سيقع نفاذه في الدنيا قوله} ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به {البقرة 286.
ومنه من قبل قوله} وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين {الأنبياء 89.
ومن الدعاء في الكتاب الذي سيقع نفاذه في الآخرة قوله} ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار {عمران 191 ـ 192.
وإن كان الدعاء من القرآن فهو وعد من الله سيتم نفاذه في الدنيا كما في قوله} اهدنا الصراط المستقيم {وقوله} واجعلنا للمتقين إماما {الفرقان 74 وقوله} ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا {عمران 193 وقوله} ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك {عمران 194 وسيأتي بيانه في من بيان القرآن.
وكان من علم النبيين أنهم لا يدعون الله إلا بما علموا من الكتاب المنزل عليهم أو علموا من الوحي إليهم أو علموا مما عرض عليهم أنه من وعد الله.
ولما دعا نوح ربه بما ليس له به علم بالوحي إليه به أوحي إليه كما في قوله} قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين {هود 46 ويعني قوله} إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح {صحة الحديث النبوي أن لا يرث الكافر المسلم.
ـ الأمر بالصبر
إن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن التكليف بالصبر أو الوصف به حيث وقع في الكتاب المنزل فإنما يعني الإيمان بموعود والصبر على انتظاره من غير تعجل وكذلك دلالة قوله:
• ? فاصبر إن وعد الله حق {الروم 60 وغافر 55، 77
• ? فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون {خاتمة الأحقاف
ويعني تأكيد نفاذ وعد الله وأنه حق ولو تراءى بعيدا للمكلف بالإيمان به أو للمكلف بالصبر، وسيأتي بيان الأحرف الثلاثة أي حرف الروم وحرفي غافر في من بيان القرآن، وسيأتي بيان حرف الأحقاف في كلية النصر في ليلة القدر.
وإن من المثاني قوله:
• ? وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين {الأعراف 87
• ? واتبع ما يوحى إليك واصبر حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين {خاتمة يونس
• ? فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت {القلم 48
• ? واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا {الطور 48
ويعني حرف الأعراف أن رسول الله شعيبا قد أمر قومه مدين أن يصبروا ولا يتعجلوا حكم الله بين الطائفتين وهو صريح في أن الله قد وعدهم أن يحكم بين الفريقين في الدنيا فينجي المؤمنين ويهلك بالعذاب المجرمين.
ويعني حرف يونس أن الله وعد في القرآن أن يحكم بين الفريقين في الدنيا كما يأتي تفصيله وتحقيقه وبيانه في كلية النصر في ليلة القدر.
ويعني حرف القلم أن وعد الله المفصل في قوله} فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين {القلم 44 ـ 45 هو حكمه الذي كلّف النبيّ الأميّ r بالصبر على انتظاره.
ويعني حرف الطور أن الله قد كلّف النبيّ الأميّ r بالصبر على انتظار حكمه بين الفريقين في الدنيا كما هو مفصل في قوله} فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون واصبر لحكم ربك {الطور 45 ـ 48
وكان أمر النبي الأمي r بالصبر حيث وقع في الكتاب المنزل عليه من سنّته التي كلف بها ولزم من اتبعه أن يصبر وينتظر حكم الله ووعده كما بينت في حوار مع الأصوليين.
وإن قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين {هود 48 ـ 49
• ? قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين {الأعراف 128
• ? وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون {الأعراف 137
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين {الأنعام 34
• ? ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين {عمران 124 ـ 125
ويعني حرف هود أن قوله} وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم {لمن أنباء الغيب المنتظرة بعد نزول القرآن ولقد نبّأ الله به نوحا من قبل وسيتم نفاذ وعد الله به لتكون العاقبة للمتقين وكلّف النبيّ الأميّ ? بالصبر قبل نفاذ وعد الله فكان من سنته ولزم من آمن به اتباع سنته.
ويعني أول الأعراف أن قوله} إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده {لمما وعد به موسى قومه قبل هلاك فرعون وتعني التذكرة به في القرآن أن الوعد لم ينقض بعد يوم نزل به القرآن ولا يزال منه ما شاء الله إلى أن يكون آخره نفاذ وعد الله} والعاقبة للمتقين {على لسان موسى وكلّف قومه بالصبر قبل نفاذه.
ويعني ثاني الأعراف أن تدمير ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون وأن ونجاة بني إسرائيل إذ جاوزوا البحر هو كلمة ربنا التي تمت أي وعده الذي نفذ وتمّ لما صبروا أي آمنوا بوعد الله وانتظروه.
ويعني حرف الأنعام أن الله قد وعد رسله بالآيات قبل نزول القرآن أن ينصرهم في الدنيا وأنهم قد آمنوا بوعد الله وصبروا على انتظاره وأوذوا حتى أتاهم نصر ربهم فأهلك عدوهم واستخلفهم في الأرض من بعدهم.
ويعني حرف عمران أن قوله} ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين {لمن وعد الله في القرآن وكلّف المؤمنون بالصبر قبل نفاذه المؤكد بالحرف} بلى {وبينته في كلية النصر في ليلة القدر.
يتواصل(/)
عرض (بلاغة القرآن الكريم: دراسة في أسرار العدول في استعمال صيغ الفعل) رسالة دكتوراه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jul 2008, 08:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن مكتبة وهبة بالقاهرة (1429هـ) كتاب:
بلاغة القرآن الكريم
دراسة في أسرار العدول في استعمال صيغ الفعل
للدكتور ظافر بن غرمان العمري عضو هيئة التدريس بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64889b31fd7282.jpg
وأصل الكتاب رسالة دكتوراه تقدم بها الباحث لجامعة أم القرى. وقد قسم الباحث الرسالة إلى بابين:
الباب الأول: تناول فيه الباحث مخالفة مقتضى الظاهر في استعمال الأفعال في الدراسات البلاغية، ويشتمل على مناقشات ومدارسات بين أهل العلم في أربعة فصول ذات مباحث متعددة. وهي:
الفصل الأول: مهاد الدراسة عند النحاة.
الفصل الثاني: التعبير بالمستقبل ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: التعبير بالمضارع عن الماضي.
المبحث الثاني: التعبير بالمضارع عن الأمر ويلحق به التعبير عن الأمر بالمضارع.
الفصل الثالث: التعبير بالماضي ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: التعبير بالماضي عن المضارع ويلحق به التعبير باسمي الفاعل والمفعول عن المستقبل.
المبحث الثاني: التعبير بالماضي عن الأمر.
الفصل الرابع: المخالفة في استعمال الفعل المتعدي ويشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: تنزيل الفعل المتعدي منزلة اللازم.
المبحث الثاني: حذف مفعول الفعل المتعدي منزلة اللازم.
الباب الثاني: يشتمل على مواطن هذا الموضوع في القرآن الكريم وما جرى حول المخالفة في القرآن من مناقشات ومدارسات ومن أقوال تحوي فوائد ونكات تبين مزايا المخالفة، وتظهر بعضاً مما نحسبه من وجوه الإعجاز البلاغي في الآيات وذلك بالنظر إلى ما حررته أقلام المفسرين وعلماء البيان حول الآيات الكريمة.
وقد اشتمل الباب الثاني على ثلاثة فصول على النحو التالي:
الفصل الأول: التعبير بالمضارع ويشتمل على أربعة مباحث.
الفصل الثاني: التعبير بالمضاي، وتحته خمسة مباحث.
الفصل الثالث: المخالفة في استعمال الفعل المتعدي. وتحته مبحثان.
وقد قرأتُ نصف الكتاب وقد وفق الباحث جزاه الله خيراً في تناول مباحث الكتاب، وأحسب البحث تم تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد محمد أبو موسى وفقه الله وإن لم أجد إشارة إلى ذلك في الجزء الذي قرأته من الكتاب، وقد أخبرني صاحب مكتبة وهبة أن الرسالة بإشراف د. محمد أبو موسى.
القاهرة في 21/ 7/1429هـ
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[10 Sep 2008, 01:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكر الله لأخي القدير الدكتور عبدالرحمن الشهري على التعريف بالكتاب، وعلى هذا الثناء اللطيف على جهدي المتواضع، في الكتاب.
أما المشرف فهو _كما أشرت وفقك الله _ شيخي القدير الأستاذ الدكتور محمد أبوموسى حفظه الله أينما كان ونفع به.
وكانت لجنة المناقشة بالإضافة إلى شيخي؛ مكونة من:
سعادة الأستاذ الدكتور محمد بن علي الصامل أستاذ البلاغة والنقد ورئيس قسم الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مناقشا خارجيا.
وسعادة الأستاذ الدكتور صالح بن سعيد الزهراني أستاذ البلاغة والنقد ووكيل كلية اللغة العربية للتطوير بجامعة أم القرى، مناقشا داخليا.
وكان من فضل الله أن حصلت الرسالة على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعة الرسالة دون تعديل على نفقة الجامعة.
وكان ذلك بإجماع أعضاء اللجنة الثلاثة بحمد الله.
أسأل الله أن يجعله عملا خالصا لوجهه. وأن ينفع به.
والسلام عليكم .... د/ظافر العمري
جامعة أم القرى ــ مكة المكرمة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Sep 2008, 05:18 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
حياكم الله يا دكتور ظافر في ملتقى أهل التفسير، والحمد لله الذي جاء بك من غير سيفٍ أو دمٍ مهراقِ، وأشكرك كثيراً على كتابك وجهدك الذي لمسته من خلال الاطلاع على الكتاب رعاكم الله وسددكم. وقد قرأتُ معظمَه في القاهرة فقد ابتعته بمفرده ولم يكن معي في الفندق سواه فتفرغت له يومااً وانتفعت به فجزاك الله خيراً. وقد تساءلتُ كيف أصلُ إليك لدعوتك للمشاركة معنا في الملتقى والاستفادة من خبرتك العلمية حول بلاغة القرآن، فالحمد لله على هذه التقنية التي قربت البعيد وأَدنت القصيَّ.
أكرر الترحيب بك وأنتظر منك الكثير فحياك الله. وليتك تفصل لنا نتائج هذا البحث الذي تم التعريف به وهل ثَمَّة بقية من الموضوعات المتعلقة بموضوع العدول في صيغ الخطاب في القرآن الكريم جديرة بالدرس والنظر برأيكم؟
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا يا دكتور عبدالرحمن وبارك فيكم
ويسعدني أن أكون أحد أعضاء هذا الملتقى المبارك بإذن الله
وما لدينا إنما هو بضاعة مزجاة.
أما سؤالك عن العدول في الخطاب القرآني فهو واسع يشمل الفعل والاسم والحرف
وقد تناول البحث معظم ما يتصل بصيغة الفعل وما يتعلق به مما يساق مساق الفعل من الأسماء كالصفات (المشتقات: اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة) وجانب لا بأس به من الحرف المتعلق بالفعل. وما يلحق بالصيغة من عدول في مقتضى بنية الفعل من جهة التعدي واللزوم. والاستغناء عن متعلق الفعل من مفعول صيغ الفعل على صيغة تصل إليه.
ولا ريب أن هناك جوانب عدة من العدول في الخطاب القرآني لم يتطرق إليها البحث لاعتنائه بالفعل وما هو في حكمه وما يتصل به. وإن كان العدول في الصيغ يشمل قضايا كثيرة من مسائل العدول في غير الصيغ.
ومن أساليب العدول في الأسماء الالتفات وهو باب معروف في العربية، ومنه استعمال الضمير موضع الاسم الظاهر، ومنه أسلوب الحكيم.
غير أن العدول في صيغ الأفعال وما يلحق به هو أوسع وأشمل أبواب العدول وأكثرها خصوبة، وأجزلها أغراضا، خاصة في الكتاب الكريم.
أخي المفضال: إليك ما سألت عنه من نتائج البحث:
أولا: أن المخالفة في الأفعال من صيغة إلى أخرى في القرآن الكريم يغلب وقوعها في الآيات التي تتحدث عن أمور الآخرة والمعاد وأمور الحساب والجزاء، وموقف الخلق بين يدي خالقهم يوم الدين، وتحقيق الوحدانية والهيمنة الإلهية، بما تستوجبه من عظيم الصفات، ورفيع الدرجات، وهذا دليل على فخامة هذا الأسلوب، لكثرة الماضي في أحداث اليوم الآخر، وكثرة مجيء المضارع في استحضار الأمور العظيمة وحكاية الحال الماضية، وهما إنما يكونان فيما يستعظم من الأمور. وقد استأثرت هاتان الصيغتان بهذا الأسلوب في القرآن الكريم ــ أعني أسلوب المخالفة ــ حتى لا نجد للعدول إلى الأمر عن إحدى الصيغتين الأخريين إلا في آية واحدة جاء فيها العدول بطريقة الرجوع عن المضارع إلى الأمر، ولعل ذلك يرجع إلى سعة الأفق الدلالي لهاتين الصيغتين لتتقلبا في التراكيب على وجوه شتى فتكسب الأسلوب جزالة، وتكسوه جمالا.
ثانيا: كانت تلك الآيات التي تتضمن المخالفة تدعو لتهذيب النفس، وتتغلغل في أعماقها، فتبعث فيها الكوامن التي أودعتها الفطرة من الرهبة والخوف والطمع والخشوع والتذلل والتسليم، وليس بعد تلك العبر والمشاهد والآيات الباهرة مجال لزيغ النفس إلا من كتب الله عليه الشقاء.
ثالثا: أن هذا الأسلوب الجزل، والكلام المتميز الرفيع، من مخالفة مقتضى الظاهر والعدول عن صيغة إلى أخرى من الأفعال، وعلى وجه الأخص الإخبار عما هو للوقوع بأنه واقع؛ لا يقع إلا ممن يملك أن يجعل الغائب حاضرا، والبعيد قريبا، ويملك أن يفعل ما يقول، ويملك أن يقول للشيء كن فيكون.
رابعا: أن من الأحكام الفقهية والعقدية في الكتاب الكريم ما لا ينكشف إلا بتأمل تركيب الآيات، وأسلوبها وسبب مجيئها على ذلك الوجه دون غيره، فالسر البلاغي والنكتة البلاغية التي يحملها ذلك التركيب تحمل في ثناياها حكما ومقصدا شرعيا لولا ذلك الوجه البلاغي لما ظهر الحكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
خامسا: أن اختلاف الأسلوب بين مخاطبة المؤمنين والحديث في شأنهم، وبين مخاطبة الكافرين يبين مدى تعظيم القرآن للمؤمن فهو يلاطفه ويلين له الخطاب، ويقدم الكلام بما يشعر المؤمن بحب الله ورحمته ولطفه، حتى إنه ليطلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يلطف في خطابه للمؤمنين، وأن يلين لهم، وهو من هو عليه الصلاة والسلام عند ربه. كذلك نجد الغلظة في خطاب الكافرين، والإخبار عنهم ونجد إنزال القرآن لهم منزلة حقيرة ودرجة وضيعة، حتى يترك خطابهم إلى خطاب غيرهم ويسقط منزلتهم في العبارة فيصرف الكلام عنهم، ويوجهه إلى من هو أولى به، وأسمع له.
سادسا: أن هناك مقامات يكثر فيها التعبير بالمضارع عن الماضي، مثل الإخبار عن الأمم السابقة وقصصها وقصص أنبيائها، وفي مقامات الحديث عن الآيات الكونية، وما يحيط بالإنسان مما هو دليل على عظمة الله وقدرته. كما أن هناك مقامات كثر فيها مجيء الماضي معدولا إليه عن المضارع، وتلك هي مقامات الحديث عن المعاد والبعث والنشور وما يتبعه من أهوال في يوم القيامة. فالمضارع وإن كان يتحدث عما ذكر، إلا أن مآله هو بيان تلك الحقيقة العظمى التي ذهلت عنها العقول وشغلت عنها النفوس، ألا وهي حقيقة نهاية الدنيا والرجوع إلى البارئ عزوجل، وانتهاء النفوس إلى المصير المحتوم الذي لا مفر منه، وهنا يلتقي المقصد الكلي من التعبير بالماضي والتعبير بالمضارع في المخالفة.
سابعا: مجيء المضارع خبرا لكان عند اجتماع الصيغتين، وانعدام نصيب الماضي في ذلك، وهذا يرجع إلى ما في كل من الصيغتين من خصوصية في الذهاب بالزمن إلى وجهة تضاد وجهة الصيغة الأخرى، فينتج عن ذلك صورة امتداد الزمن واستمرار أحداثه، وهي صورة لا تتحقق إلا في ذات التركيب.
ثامنا: أن كثيرا من المواطن التي يظن فيها إشكال في آيات القرآن الكريم، إنما هي مواطن الأسرار البلاغية، التي لا تظهر إلا بتأمل وتدبر، وقد حث الكتاب الكريم على التدبر في آياته، والنظر في مكنونه لأنه أودع أسرارا لا تبرز إلا لمن آتاه الله علما واستنباطا.
تاسعا: أن حذف المفعول في القرآن الكريم لغرض تنزيل المتعدي منزلة اللازم كثر في الفواصل القرآنية وخاصة في التشنيع على الكافرين أو حث المؤمنين على الاستزادة في جانب التقوى، ولم يرد تنزيل المتعدي منزلة اللازم على معنى قصر الفعل على فاعل معين إلا إذا كان ذلك الفاعل هو البارئ عزوجل.
عاشرا: توفر البحث على عدد ليس بالقليل من شواهد المخالفة في الآيات القرآنية، حيث كانت محصورة في بعض الجمل، مع شيء من الآيات، بما يؤكد حقيقة ثراء الآيات القرآنية بالشواهد، ويزيل شبهة محدودية الأمثلة البلاغية.
حادي عشر: اعتماد البيانيين في مناقشاتهم لموضوع المخالفة على التحليل والتمحيص والموازنة بين تركيب وآخر، والمقابلة بين الأساليب المتناظرة التي يخفى على غير البصير تمييز مواطن الخصوصية فيها، وتحديد عناصر التفرد والتميز. حيث أوجد ذلك خصوبة في القضايا التي ناقشوها وتفرعت عن محاوراتهم للنصوص، ولم تخل في كثير منها من الاحتكام إلى الذوق البلاغي الذي قلما نراه في مدارسة الأساليب الأدبية. فكانت تلك المحاورات لاشتمالها على فوائد واستنباطات أشبه بالمقاييس التي أفاد منها البحث في الجانب التطبيقي.
ثاني عشر: أن ما عرضه البحث من سعة دلالية لاستعمال صيغ الأفعال في سياقات وتراكيب مختلفة فيه رد واضح على زعم أن في العربية قصورا في تعاملها مع الزمن، وبساطة ثنائية الماضي والمضارع مقارنة بغيرها من اللغات، إذ اتضح شمول التراكيب في العربية لأزمنة متعددة تتجاوز زمني المضي والاستقبال، على الرغم من استعمال المخالفة لصيغتيهما الفعلية في تنويع تلك الدلالات الزمنية وتكثيرها، حتى لترى أثر تلك الدلالة الزمنية بارزة في صدر السياق تفيض بالمعاني والإيحاءات، وتصور أبعاد الحدث المختلفة، وتفيد من خصوصيات الأزمنة التي تحتوي الأحداث في توسيع الدلالات المختلفة لتلك الأحداث، إذ إن للعامل الزمني قدرة على تنويع الدلالات وتكييفها، فلم تعد الأزمنة ظروفا مجردة تبين زمن وقوع الحدث. حيث إن المخالفة قد أفادت من قدرة ذلك العامل على التحكم في سياق الحدث، وتسيير دلالته في مسارات متباينة، فتكشفت مادة الحدث ذات البساطة في الظاهرة عن دلالات أعمق، بين واقع، وإمكان، واستحالة، ووجوب وجواز، وقرب، وبعد، وسرعة، وقوة وضعف وعلو في الرتبة وانحطاط، ومعلوم ومجهول، ونحو ذلك مما لم يكن للفعل مجردا من سياقه، أو حتى بدلالته الزمنية الأولية المنبثقة عن الصيغة قدرة على إبرازه لولا وظيفة العامل الزمني الذي يستوحي وجهة السياق فيكشف عن خواص ومزايا في الأحداث التي يحتويها. وقد عالجت دراسة المخالفة اتجاهاته وأبعاده الوظيفية في السياق حتى تكشف عن تلك الصور البديعة المتعددة.
ثالث عشر: أظهرت دراسة المخالفة تلك الفوارق الواسعة بين مستويين من الكلام هما المحال المخالف للمنظومة المعيارية، والكلام البليغ الذي يخالف في ظاهره تلك المنظومة وهو في حقيقة الأمر مطلب بلاغي، حيث جعل البلاغيون معيار الاعتبار مرجعا لقبول أحدهما بل لتصنيفه في أرقى الكلام، ورد الآخر واعتباره من أرذل الكلام. وهذا المعيار البالغ الدقة يتبناه السياق ويرفد متطلباته.
رابع عشر: ظهر من خلال الدراسة أن تلك الإيحاءات التي أحيتها الدراسات البيانية لآي القرآن العظيم، يمكن أن تستثمر في دراسة الشعر وتحليل أساليبه وتراكيبه على ضوء ما قدمه البيانيون والمفسرون بتناولهم للمخالفة وغيرها من أساليب القرآن، وتمييزهم للتراكيب المتقاربة والمتشابهة، واستخراج فرائد وطرائف يكنها كل تركيب بما يميزه. حيث يمكن القول بأن عمق تلك الدراسات وجدتها يعد منهجا صالحا لدراسة الشعر العربي، ومعرفة إمكانات أساليبه، وطرائق الشعراء وخصوصيات أسلوب الشاعر.
هذا والحمد لله أولاً وآخرا، وصلى الله على نبينا محمد.
* * * * *
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[11 Sep 2008, 08:09 ص]ـ
بارك الله فيك، وفي شيخنا الدكتور عبدالرحمن على هذا العرض.
أحسبُ أني أستطيع أن أجد فيه بغيتي، فقد تساءلت كثيرًا عن سر اختلاف آيتين في القرءان الكريم باختلاف أولهما، وهما:
قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.
وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.
فذكر - كما ترون - أولاً اسم الفاعل، ثم ذكر في الحجرات الفعل المضارع، فهل نجد سببًا لذلك، وهل تطرقتم له؟
لأني بحثت في كثير من التفاسير ولم أجد أحدًا أشار لذلك.
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2008, 01:31 م]ـ
أشكركم يا دكتور ظافر على هذه الفوائد والنتائج القيمة، وقد أعجبتني لفتتك الكريمة في التوصية الأخيرة (رابع عشر: ظهر من خلال الدراسة أن تلك الإيحاءات التي أحيتها الدراسات البيانية لآي القرآن العظيم، يمكن أن تستثمر في دراسة الشعر وتحليل أساليبه وتراكيبه على ضوء ما قدمه البيانيون والمفسرون بتناولهم للمخالفة وغيرها من أساليب القرآن، وتمييزهم للتراكيب المتقاربة والمتشابهة، واستخراج فرائد وطرائف يكنها كل تركيب بما يميزه. حيث يمكن القول بأن عمق تلك الدراسات وجدتها يعد منهجا صالحا لدراسة الشعر العربي، ومعرفة إمكانات أساليبه، وطرائق الشعراء وخصوصيات أسلوب الشاعر).
وليت الزملاء طلاب الدراسات العليا في أقسام الأدب والبلاغة يلتفتون لهذه الدراسات التي تعود على البلاغة بالنفع الكبير. وأنصح الزملاء في الملتقى بقراءة كتاب (الشعر الجاهلي - دراسة في منازع الشعراء) للأستاذ الجليل الدكتور محمد محمد أبو موسى جزاه الله خيراً فقد أفاض في تطبيق مثل هذا الأسلوب في دراسة قصائد بعض الشعراء الجاهليين لتكون مثالاً يحتذى.
وأما جواب سؤال الزميل أبي الوليد التويجري فلعل الدكتور ظافر يجيبه فالكتاب ليس بين يدي الآن ولا ينبغي أن نلجأ للكتاب والمؤلف معنا وفقه الله ونفع بعلمه.
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[14 Sep 2008, 05:10 ص]ـ
بارك الله فيك، وفي شيخنا الدكتور عبدالرحمن على هذا العرض.
أحسبُ أني أستطيع أن أجد فيه بغيتي، فقد تساءلت كثيرًا عن سر اختلاف آيتين في القرءان الكريم باختلاف أولهما، وهما:
قال تعالى في سورة فاطر: إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور.
وقال في سورة الحجرات: إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون.
فذكر - كما ترون - أولاً اسم الفاعل، ثم ذكر في الحجرات الفعل المضارع، فهل نجد سببًا لذلك، وهل تطرقتم له؟
لأني بحثت في كثير من التفاسير ولم أجد أحدًا أشار لذلك.
بارك الله فيكم.
السلام عليكم:
حياك الله أخي الكريم أبا الوليد التويجري، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى فهم كتاب الله وتدبره والعمل به. أما سؤالك فأقول ـ والله أعلم ـ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيتان تتحدثان عن علم الله تعالى، ولا ريب أن علمه سبحانه له صفة الكمال، فإذا ورد بصيغة المضارع المشعرة بأن الفعل يقع مستقبلا فُهم منها اللازم أي لازم العلم. فأما آية الحجرات فهي في سياق الخطاب الدنيوي، وأما آية فاطر فهي في سياق الخطاب يوم القيامة. فقوله تعالى في سورة الحجرات: (إن الله يعلم غيب السموات والأرض والله بصير بما تعملون) جاءت تعليلا للآية التي قبلها (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) إذ تفيد (إنََ) تعليل ما قبلها بما بعدها بمعنى أن الإخبار عنهم بمنتهم على الرسول عليه السلام ومنة الله عليهم كل ذلك داخل في علم الله تعالى وأن من لوازم علمه ما يقع من الإحاطة بما في صدورهم مما قد يقع منهم مستقبلا في مسألة الإيمان وثبات القلوب عليه من عدمه. فناسب أن يأتي بصيغة المضارع المشعرة بتجدد مايقع منهم مما يحيد به علمه تعالى والتجدد هنا من دلالة المضارع على الاستمرار التجددي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلمه تعالى ليس متغيرا بتغير الزمان لأنه لو حُكِم بأنه زاد علمه في الزمن المستقبل لدل ذلك على نقصه في الزمن الماضي، ويلزم من ذلك أنه تعالى لا يعلم ما يكون في المستقبل حتى يقع، وهذا مما ينزه عنه علمه تعالى، فهو محيط الآن وقبله بما يقع منهم مستقبلا، وإنما جيء بصيغة المضارع للإشارة إلى لازم العلم. أي أن كل ما تقولونه وتفعلونه مما يؤكد صدقكم إنما هو واقع في علم الله تعالى ويعلم الآن كيف يكون مستقبلا. والتجدد للازم وليس للعلم لأن علمه تعالى متصف بالكمال فلا يصح أن يكون علمه على صفة تشعر بتغيره بين زمنين. وإنما يستفاد من المضارع لازمه من أن العلم محيط بكل ما يتجدد من أفعال العباد الظاهرة والباطنة، وهي أمور دنيوية متجددة متغيرة، فكان الإخبار عن العلم بها بما يناسب تجددها وحدوثها وذلك بصيغة المضارع (يعلم).
أما آية فاطر: (إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور) وردت عقيب الحديث عن حال الذين كفروا يوم القيامة بعد دخولهم النار، فالآية في سياق الحديث عن يوم القيامة، والتعبير جاء باسم الفاعل الذي لا يلحظ فيه زمن فهو إخبار عن مطلق علم الله الذي أحاط بما عملوا في الدنيا فلا يناسب أن يجيء بصيغة المضارع المشعرة بتجدد لازمه من أفعال العباد المحاطة بالعلم، لأنهم في موقف انتهى فيه العمل ولا يقع منهم في المستقبل عمل يحاسبون عليه، وإنما هو موقف جزاء، وهم موقنون غاية اليقين في ذلك الحين أنه قد أحاط من قبل بما عملوا. وسواء كانت الآية تعليلا لقوله تعالى: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاء كم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)، أم كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنها تدل على مطلق العلم _ وليس كما في المضارع حين يشير إلى تجدد لازم العلم _ فلم يستعمل اسم الفاعل هنا للإشارة إلى لازم العلم مما يتجدد. لأنها إن كانت تعليلية فإنها من صلة الآية التي قبلها فتكون في نفس سياق ما خوطبوا به يوم القيامة، وإن كانت استئنافية لا تعلل لما قبلها فإنه ليس في الآية ما يحتاج إلى الإشارة إلى تجدد الإخبار عن العلم بتجدد لازمه.
وقد بينا في كتابنا المشار إليه أعلاه، أن الإخبار عن العلم بصيغة المضارع إذا أريد به التجدد فإنه ليس تجددا لعلمه تعالى بل التجدد للازم العلم، وصيغة المضارع تفيد الإخبار عن دخول ذلك التجدد في علمه تعالى، وهذا هو الفارق المهم بين الآيتين لأن آية الحجرات عللت لتجدد ما يقع في العلم فجاء الإخبار عن العلم بصيغة المضارع، وآية فاطر ليس فيها ما يشير إلى تجدد ما يقع منهم من عمل لانقضاء دار العمل.
وللاستزاده في مسألة الأخبار بصيغة المضارع عن علم الله ينظر مبحث (وقوع المضارع موقع الماضي بعد حرف التحقيق للاستمرار) ص 208.
وبالمناسبة فإن صفة علم الله أغلب مجيئها -إن لم يكن كله -على صيغة اسم الفاعل إنما يكون في سياق الحديث عن اليوم الآخر.
فائدة:
إن الناصبة تفيد التعليل كما في قوله: (إن الله يعلم غيب السماوت والأرض) وكما في قوله تعالى: (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) فهي تفيد التعليل فالمعنى في سورة الحجرات _ والله أعلم _: (يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان، فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، أي إن كنتم صادقين في إيمانكم دائمون عليه فإن الله يعلم غيب السماوات والأرض، وعلمه بغيب السموات والأرض يدخل فيه ما في صدورهم.
والمعنى في قوله تعالى: (فاسلكوه إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) أي اسلكوه لأنه كان لايؤمن بالله العظيم أي عقابا لعدم إيمانه.
والله أعلم
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:53 م]ـ
تصويب خطأ كتابي:
منهم مما يحيد به علمه تعالى والتجدد هنا من دلالة المضارع على الاستمرار التجددي.
الصواب
(يحيط)
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[14 Sep 2008, 11:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً وغفر لوالديكم وأثابكم وجعل الجنة مثواكم،،،
هلاّ دليتموني على مكان هذا الكتاب وفي أي مكتبة أجده في القصيم فأنا بحاجة ماسة لمعرفة هذا المبحث والمتعلق بالعدول وقد طرحت استفساراً ليلة البارحة بشأن هذا الموضوع ولم أجد جواباً فحبذا لو ساعدتموني ودليتموني على مكانه ولكم جزيل الشكر،،،
وفقكم الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:23 ص]ـ
أشكركم يا دكتور ظافر على هذه الفوائد والنتائج القيمة، وقد أعجبتني لفتتك الكريمة في التوصية الأخيرة (رابع عشر: ظهر من خلال الدراسة أن تلك الإيحاءات التي أحيتها الدراسات البيانية لآي القرآن العظيم، يمكن أن تستثمر في دراسة الشعر وتحليل أساليبه وتراكيبه على ضوء ما قدمه البيانيون والمفسرون بتناولهم للمخالفة وغيرها من أساليب القرآن، وتمييزهم للتراكيب المتقاربة والمتشابهة، واستخراج فرائد وطرائف يكنها كل تركيب بما يميزه. حيث يمكن القول بأن عمق تلك الدراسات وجدتها يعد منهجا صالحا لدراسة الشعر العربي، ومعرفة إمكانات أساليبه، وطرائق الشعراء وخصوصيات أسلوب الشاعر).
وليت الزملاء طلاب الدراسات العليا في أقسام الأدب والبلاغة يلتفتون لهذه الدراسات التي تعود على البلاغة بالنفع الكبير. وأنصح الزملاء في الملتقى بقراءة كتاب (الشعر الجاهلي - دراسة في منازع الشعراء) للأستاذ الجليل الدكتور محمد محمد أبو موسى جزاه الله خيراً فقد أفاض في تطبيق مثل هذا الأسلوب في دراسة قصائد بعض الشعراء الجاهليين لتكون مثالاً يحتذى.
وأما جواب سؤال الزميل أبي الوليد التويجري فلعل الدكتور ظافر يجيبه فالكتاب ليس بين يدي الآن ولا ينبغي أن نلجأ للكتاب والمؤلف معنا وفقه الله ونفع بعلمه.
جزاك الله خيرا يا دكتور عبدالرحمن ونفع بعلمك
ولا ريب أن كتاب شيخنا الدكتور محمد أبو موسى من الكتب التي يجدر بطلاب الأدب والبلاغة أن يطلعوا عليها، لأنه نهج نهجا جديدا في قراة النص الجاهلي وسلك طريقا جديدة في التعامل مع النص الشعري، وكان من منهجه حفظه الله أن يقرأ النص ويستبطن كوامنه دون وسيط من شارح أو محلل أو ناقد، وإنما يتعامل مع النص لا يحول بينه وبين معرفة أسراره رأي أو مقولة. وهو منهج السلف في التعامل مع النصوص وقراءتها وتحري خصائصها. ولا يعني هذا أنه استبد بالقول وقال ما ليس من كلام العرب فالشيخ منهجه هو منهج البيانيين القدماء الذين يتأملون النص ويتعرفون أسلوبه ويدققون في أسراره، ولا يتأثرون برأي وإنما يجتهدون طاقتهم في التبين والاستهداء للأمثل.
وهي طريقة يجب أن تتبع في التعامل مع الشعر العربي الأصيل، ولا ريب أن هذه الطريقة من المعالجة لا تتأتى لكل مريد، إنما هي لمن يملك الأدوات والوسائل التي يقرأ بها ويستبطن ويستنبط، فإن الشعر علم من علوم الثقافة العربية وله صلة وثيقة بثقافة الإسلام، واحترام الأدب العربي الأصيل جزء من احترام ثقافتنا وموروثنا الذي يتصل من جهات كثيرة بثقافتنا الإسلامية.
أكرر شكري لفضيلتكم، ونسأل الله أن يحفظ الشيخ محمد أبوموسى الذي عرفنا عنه الجد والإخلاص في الطلب، والذود عن العربية وعن علوم الإسلام حتى يكاد يفني نفسه في ذلك ولا مبالغة حين نقول ذلك، ويقولها من عرفه ولبث معه عمرا. هكذا نحسبه والله حسيبه.
والشيخ حفظه الله انتهى عمله بجامعة أم القرى وعاد لأرض الكنانة هذا العام نفع الله به وبعلمه.
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 07:03 ص]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[16 Sep 2008, 03:37 م]ـ
ماشاء الله تبارك الله، لا إله إلا الله.
توجيه رائع جدا، بارك الله فيكم شيخنا الدكتور ظافر.
كان للسياق - فيما أفهم - أكبر أثر في التغير بين الموضعين.
قال ابن القيم رحمه الله في سياق تفسيره لسورة الإخلاص: "وأما المسألة الرابعة وهي: أنه لم يأتِ النفي في حقهم إلا باسم الفاعل [يعني قوله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد)]، وفي جهته جاء بالفعل المستقبل تارة وباسم الفاعل تارة أخرى، [يقصد آيتي 2،4]، فلذلك والله أعلم لحكمة بديعة، وهي أن المقصود الأعظيم براءته من معبوديهم بكل وجه وفي كل وقت، فأتى أولاً بصيغة الفعل الدالة على الحدوث والتجدد، ثم أتى في هذا النفي بعينه بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف والثبوت ... " بدائع الفوائد (1/ 240 - 241) ط. دار عالم الفوائد.
ما بين المعكوفين من كلامي.
بعد عرض كلام ابن القيم، هل نستطيع القول أن الله عز وجل أراد بالتفريق بين ختام الآيتين أن يثبت علمه على كل حالة وفي كل وقت؟ أم أن هذا معلومٌ أصلا وتحصيل حاصل؟
جزاكم الله خيرًا.
ـ[د/ظافر العمري]ــــــــ[17 Sep 2008, 01:46 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ماشاء الله تبارك الله، لا إله إلا الله.
توجيه رائع جدا، بارك الله فيكم شيخنا الدكتور ظافر.
كان للسياق - فيما أفهم - أكبر أثر في التغير بين الموضعين.
قال ابن القيم رحمه الله في سياق تفسيره لسورة الإخلاص: "وأما المسألة الرابعة وهي: أنه لم يأتِ النفي في حقهم إلا باسم الفاعل [يعني قوله تعالى: (ولا أنتم عابدون ما أعبد)]، وفي جهته جاء بالفعل المستقبل تارة وباسم الفاعل تارة أخرى، [يقصد آيتي 2،4]، فلذلك والله أعلم لحكمة بديعة، وهي أن المقصود الأعظيم براءته من معبوديهم بكل وجه وفي كل وقت، فأتى أولاً بصيغة الفعل الدالة على الحدوث والتجدد، ثم أتى في هذا النفي بعينه بصيغة اسم الفاعل الدالة على الوصف والثبوت ... " بدائع الفوائد (1/ 240 - 241) ط. دار عالم الفوائد.
ما بين المعكوفين من كلامي.
بعد عرض كلام ابن القيم، هل نستطيع القول أن الله عز وجل أراد بالتفريق بين ختام الآيتين أن يثبت علمه على كل حالة وفي كل وقت؟ أم أن هذا معلومٌ أصلا وتحصيل حاصل؟
جزاكم الله خيرًا.
وبارك فيك ونفع بك أخي أبا الوليد
أما مراد الله فهو سبحانه أعلم به، ونحن إنما نقول ما نفهمه من القرآن، فإن حكمنا بمعنى أو غرض في الآية فهو من باب القول بما نعلمه، فنحن نرجو أن يكون هو مراد الله إلا ما كان واضحا بينا كما كان بعض السلف يقسم على الآية أن المراد بها كذا كما أقسم ابن مسعود رضي الله عنه على أن المراد بلهو الحديث هو الغناء، وأما التوقيع عن رب العالمين فهو أمر جد عظيم نسأل الله أن يعفو عنا وأن يسددنا في القول والعمل.
نقول وبالله التوفيق: إن في الآيتين إثباتا لصفة علمه تعالى، بلا ريب وكل آية منهما تثبت صفة العلم كما تثبته الأخرى بيد أن الاختلاف بينهما في المتعلق، فالآية التي ورد فيها العلم بصيغة المضارع (يعلم) أفاد ذلك أن أمرا "ما" سيتعلق بالعلم تعلقا مستمرا استمرارا تجدديا، فآية الحجرات يتعلق بالعلم فيها ما في الآية قبلها من ذكر إيمان الذين امتنوا على النبي عليه السلام بإسلامهم وما يتصل به من صدقهم أو عدمه، فيأتي المضارع المفيد استمرارا تجدديا ليبين أن ما في صدورهم في الآزمنة الثلاثة الماضي والحال والاستقبال أنه كله متعلق بعلم الله لا يخرج شيءعن علمه تعالى مما في صدورهم أبدوه أو أخفوه.
أما حينما يكون العلم بصيغة اسم الفاعل فإنه لا يلزم من الصيغة حينئذ دلالة على متعلق محدد بل هي دلالة على علمه المطلق سبحانه وتعالى.
وبهذا يفهم من الآيتين أنهما أفادتا صفة علمه تعالى، إلا أن آية الحجرات أفادت مع صفة العلم لازما ومتعلقا، أما آية فاطر فإنها تفيد مطلق العلم بلا لازم معين.
وشكر الله لك هذا الموضوع وبارك فيك
والله أعلم
ـ[سلطان العمري]ــــــــ[19 Sep 2008, 03:15 ص]ـ
بارك الله في علمكم(/)
هل من مجيب (أي أوجه المد الجائز العارض للسكون أفضل؟)
ـ[عائشة]ــــــــ[27 Jul 2008, 11:02 م]ـ
مسألة المد الجائز العارض للسكون والذى تجوز فيه الاوجه الثلاثة.أى هذه الاوجه الثلاثةالافضل لدى العلماء؟
ـ[عائشة]ــــــــ[07 Aug 2008, 10:04 م]ـ
أريد جواباً
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[07 Aug 2008, 11:58 م]ـ
لم أتنبه للسؤال إلا الآن لسببين:
الأول: أنه لم يوضع في موضعه الصحيح
الثاني: أن ظاهر الموضوع لا ينبئ عن باطنه
فأرجو من الأخوات والإخوة العناية بذان التنبيهين المفهومين من السببين.
الأفضل في مد العارض عند حذاق القراء أن يكون بحسب القراءة، فإن كانت حدرا قصر، وإن كانت تدويرا وسط، وإن كانت تحقيقا أشبع
وينبغي مراعاة أمر آخر وهو أن من يقصر المنفصل فالأفضل له الحدر، ومن يوسطه فالأفضل له التدوير، ومن يمده فالأفضل له التحقيق.
ومسائل الأداء لا تخرج في شئء منها عن الذوق السليم، والذوق السليم الذي أعني ملكة يستفيدها القارئ من كثرة ممارسته للتجويد العلمي والعملي، فتجده تطرأ عليه إشكالات لا يعرف نصا فيها فيجتهد بناء على هذه الملكة، وتجده يجد التكلف في عدم القراءة بالتجويد، وغير ذلك
والله أعلم.(/)
تعليقات الشيخ مساعد الطيار على الناسخ والمنسوخ
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[29 Jul 2008, 06:19 ص]ـ
هذه تعليقات الشيخ مساعد على النوع السابع والأربعين من الإتقان ولا يخفى أهمية هذا النوع والحاجة إلى توضيحه وكشف غموضه فجزى الله الشيخ مساعد الطيار خيرا ورفع قدره ونفعنا الله بعلمه أجمعين.
النوع السابع والأربعون: في ناسخه ومنسوخه
• ذكر السيوطي المصنفات في هذا العلم؛ منها أربعة مطبوعة، وهي:
1. كتاب أبي عبيد بن سلام: له طبعة واحدة –فيما أعلم- بتحقيق: الشيخ الدكتور محمد المديفر، وهو تحقيق متميز.
2. كتاب ابن النحاس، وأفضل تحقيق له: تحقيق الشيخ الدكتور سليمان اللاحم.
3. كتاب مكي بن أبي طالب، وقد حققه الدكتور أحمد حسن فرحات.
4. كتاب ابن العربي: حققه: عبد الكبير المدغري من المغرب.
أما كتاب أبي داود السجستاني -صاحب السنن- وكتاب ابن الأنباري –اللغوي المشهور- فهي غير موجودة.
• لم يعرج الإمام على تعريف الناسخ والمنسوخ؛ وكأني به –رحمه الله- تركه لشهرته, ويمكن أن نأخذ مما طرحه أنه أراد به التعريف الاصطلاحي عند الأصوليين على خلاف بينهم في تعريفه, لكن المهم في ذلك هي أركانه وهي: أن تكون هناك آية وتنسخ بآية أخرى بشرط التراخي, أي: نسخ حكم شرعي بحكم شرعي آخر متراخٍ عنه فلا بد من اعتبار الزمن.
• قول السيوطي: (وفي هذا النوع مسائل: الأولى: يرد النسخ بمعنى الإزالة, ومنه قوله تعالى: ?فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِه? [الحج:52].
النسخ المراد في الآية على وجهين:
1. ما يحصل من إلقاء الشيطان إما على لسان رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في حديث الغرانيق المشهور (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى) فقد قيل فيه: إن الشطان تكلم بصوت الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فظن المشركون أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي قال هذا، فنسخ الله ما ألقى الشيطان، ثمَّ أحكم آياته، وهذا الحديث فيه كلام من جهة ثبوته وليس هذا محل تحرير ذلك.
2. أو أن يراد بالنسخ في الآية: تلك الأفهام الباطلة التي يلقيها الشيطان في قلوب المؤمنين فينسخها الله بمحكم الآيات بحيث يزول ما في قلب المؤمن ما دخله من الشبه الشيطانية.
• ذكر السيوطي أن من أنواع النسخ الاصطلاحي: التبديل ومنه ?وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ ? (النحل:101) أي ينسخ آية ويأتي ببدل لها.
أقول: وقد يكون النسخ ـ أيضًا ـ بلا بدل.
• فائدة: ما يستنسخ من اللوح المحفوظ لا يحاسب عنه الإنسان إلا إذا عمله.
• قول السيوطي: (وقد أجمع المسلمون على جوازه) قال الشيخ: إلا ما يذكر عن أبي مسلم الأصفهاني المعتزلي أنه لا يرى النسخ.
• بعض اليهود ينكر النسخ، وليس هذا من مباحث علوم القرآن، ولا حاجة لنا ـ هنا ـ بذكر كلام اليهود ونقضه.
• أيضاً بعض النصارى ينكر النسخ، وبعضهم اليوم يجادل في هذا، ويتكلم على النسخ عند المسلمين بكلام يصل فيه إلى حد البذاءة مع الرب سبحانه وتعالى؛ لأنه يرى أن رب المسلمين غير رب النصارى, واليهود يرون أن ربهم غير رب المسلمين والنصارى, أما المسلمون فيرون أن الرب واحد.
• لا بد من تحديد مفهوم النسخ عند هذه الطوائف عند الحديث معهم فإذا حددنا مفهوم النسخ الذي ينكرونه فيمكن أن نثبت عليهم من كتبهم وجود النسخ الذي ينكرونه؛ ولهذا أقول: إن إنكار النسخ من هذه الطوائف إنما هو مكابرة, فالنصارى ـ وهم الأكثر جدالا مع المسلمين, أما اليهود فجدالهم مع المسلمين يكاد يكون منعدماً؛ لأنهم يرون أن لليهود ربهم الخاص بهم، وهم لا يدعون غيرهم إلى دينهم، ويرون أن اليهودية لا تكون إلا في أشرف الأعراق؛ ولذا يقل الجدال بين اليهود والطوائف الأخرى ـ إذا ناقشونا في هذه القضية نطلب منه تحديد مفهوم النسخ، ثم نناقشهم، ونقول لهم ـ بعد تحديد مفهوم النسخ ـ: إننا نحتجُّ عليكم بجميع الأسفار التي عندكم في العهد القديم والعهد الجديد.
(يُتْبَعُ)
(/)
والأدلة على وجود النسخ عندهم كثيرة منها: قضية الختان ففي أحد أناجيلهم أن عيسى صعد إلى الجبل واختتن بعد نبوته فهي ثابتة عندهم، وأصل الاختتان سنة إبراهيم، ففي سفر التكوين (17: 10 ـ 14): (. 10 هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، 11 فَتُخْتَنُونَ فيِ لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12 اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فيِ أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ، وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13 يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فيِ لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 14 وَأَمَّا الذَّكَرُ الْأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فيِ لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي»).
وعيسى اختتن بناء على سنة إبراهيم, فقد جاء في أنجيل لوقا: (2: 21): (2 21 وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ)، وفي إنجيل يوحنا (7: 19 ـ 24): (19 أَلَيْسَ مُوسَى قَدْ أَعْطَاكُمُ النَّامُوسَ؟ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَعْمَلُ النَّامُوسَ! لِمَاذَا تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي؟» 20 أَجَابَ الْجَمْعُ وَقَالُوا: «بِكَ شَيْطَانٌ. مَنْ يَطْلُبُ أَنْ يَقْتُلَكَ؟». 21 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «عَمَلاً وَاحِدًا عَمِلْتُ فَتَتَعَجَّبُونَ جَمِيعًا. 22 لِهذَا أَعْطَاكُمْ مُوسَى الْخِتَانَ، لَيْسَ أَنَّهُ مِنْ مُوسَى، بَلْ مِنَ الآبَاءِ. فَفِي السَّبْتِ تَخْتِنُونَ الْإِنْسَانَ. 23 فَإِنْ كَانَ الْإِنْسَانُ يَقْبَلُ الْخِتَانَ فيِ السَّبْتِ، لِئَلاَّ يُنْقَضَ نَامُوسُ مُوسَى، أَفَتَسْخَطُونَ عَلَيَّ لِأَنِّي شَفَيْتُ إِنْسَانًا كُلَّهُ فيِ السَّبْتِ؟ 24 لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً».
والآن النصارى لا يختتنون ولو سألت أحبارهم فالقليل منهم من يقول بجوازه, أما الذي أبطله من النصارى فهو (بولس)، قال إلى أهل غلاطية (5: 2 ـ 6) (. 2 هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئًا! 3 ل?كِنْ أَشْهَدُ أَيْضًا لِكُلِّ إِنْسَانٍ مُخْتَتِنٍ أَنَّهُ مُلْتَزِمٌ أَنْ يَعْمَلَ بِكُلِّ النَّامُوسِ. 4 قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5 فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الْإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6 لِأَنَّهُ فيِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ)
فترك النصارى للختان هو صورة من صور النسخ، بل هذا المثال من أشنعه لأن الذي نسخ الختان إنما حرَّف سنة الله التي فطر الناس عليها، وتفصيل هذا في غير هذا المقام.
• قول السيوطي: (لا يقع النسخ إلا في الأمر والنهي)
يشير السيوطي بقوله هذا إلى النسخ الأصولي أي ردّ حكم شرعي بحكم شرعي؛ ولذا قال: الأخبار لا يدخلها النسخ, وهذه القاعدة أن الأخبار لا تنسخ قاعدة صحيحة لكن نقول النسخ على نوعين: نسخ كلي ونسخ جزئي, فالنسخ الكلي هو الذي تنطبق عليه هذه القاعدة وهو الذي يقع في الأحكام, أما النسخ الجزئي فهو رفع جزء من حكم الآية أو خبرها, فالنسخ الجزئي يدخل في الأخبار، ومثاله: قول ابن عباس عند قوله: ?وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ? (الشعراء:224) قال: نسخها قوله: ?إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ?، ولو طبقنا قاعدة السيوطي (بأن الأخبار لا تنسخ)، فإنا سنقول: إن ابن عباس أخطأ في القول بالنسخ في هذه الآية, وهذا أمر مشكل، إذ ليس ابن عباس وحده ممن يقول بنسخ الأخبار، بل هو قول عامة مفسري السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن إذا عرفنا أن ابن عباس أراد هنا النسخ الجزئي, فالنسخ الجزئي ـ الذي عليه كثير من كلام السلف ـ يدخل فيه: بيان المجمل, وتخصيص العام, وتقييد المطلق, والاستثناء, فمصطلح النسخ عند السلف أوسع؛ لأنه يشمل النسخ الكلي والجزئي, أما مصطلح النسخ عند المتأخرين فإنه لا يشمل إلا النسخ الكلي فقط.
• أنواع النسخ قال السيوطي: (النسخ في القرآن على ثلاثة أضرب:
أحدها: ما نسخ تلاوته وحكمه معاً) هذا قليل إن لم يكن نادراً لكن تبقى التلاوة فقط, مثاله: قول عائشة: كان فيما أنزل: عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله ? وهنَّ ما يقرأ من القرآن. قولها: (عشر رضعات) هذا نسخ تلاوة وحكماً لكن بقيت الإشارة إلى تلاوته كما في كلام عائشة, وهي غير موجودة في القرآن الذي بين أيدينا الآن, أما قولها: (فنسخن بخمس معلومات) أي نسخت تلاوة وبقيت حكماً.
• قال السيوطي: (الضرب الثاني: ما نسخ حكمه دون تلاوته) هذا هو النسخ الكلي وأمثلته كثيرة وإن كان بعض المعاصرين يرى أن الذي ينطبق عليه هذا النوع هو آية الصدقة فقط، وهي قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (13).
• قال السيوطي: (الضرب الثالث: ما نسخ تلاوة دون حكمه) , ومن أشهر الأمثلة على النسخ في هذا النوع آية الرجم وهي (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجمهما ألبتة نكالاً من الله .... ) ويعترض البعض أن هذه ليست على نسق القرآن ونظمه المعروف, ونقول: هاهنا قاعدة، وهي: (إن أيَّ آيةٍ نُسِخت فإنه يزول عنها ما للقرآن من خصائصه في نظمه وإعجازه)، ولذا قد تروى بالمعنى، وهنا يزول الإشكال.
• هناك ضرب رابع في النسخ لم يذكر السيوطي، وهو: نسخ التلاوة والحكم معاً دون الإشارة إلى تلاوته فهناك آثار تدل على أن هناك آيات نُسِخت تماماً؛ كما في كلام عائشة في سورة الأحزاب، قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمن النبي ? مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن) وفيه نكارة لكن روي بطرق متعددة.
• تعقيب:
يجب أن ننطلق في هذه التقسيمات وغيرها من الأمثلة، فنستقرئها، لا أن نُقَّعِد القواعد ثم ننطلق منها، ثم نذكر لها أمثلة، فالانطلاق من الأمثلة لتقرير القواعد هو الأمثل. وقد أشار شيخ الإسلام في مقدمته إلى مشكلة من مشكلات أهل العقائد الفاسدة: أنهم قرروا قواعدهم ثم بحثوا عن أمثلة لها.
أولاً: قال السيوطي: (قال الحسين بن المنادي في كتابه (الناسخ والمنسوخ): ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر وتسمى سورتي الخلع والحفد).
أقول: هذه من الآثار التي يدور حولها جدل كثير، وقد أرد المستشرقون استغلالها في زعمهم بالنقص الذي اعترى جمع القرآن.
والردُّ عليهم هاهنا بقاعدة مهمة، وهي: إن أي شيء يثبت في المصاحف الخاصة بالصحابة فإنه لا يكون حجة على المصحف المجمع عليه.
ولا يعني هذا عدم الاستفادة منه، لكن المقام هنا لا يحتمل التفصيل.
ثانيًا: الأصل في هذا الباب أنه نقلي؛ لأنه لا يحكم بالنسخ إلا الله سبحانه، لكن طريق معرفة النسخ هي الآثار وقد يكون فيه اجتهاد كما ذكر ابن الحصار: إذا وُجِد التعارض التام، أو وجد الإجماع على أن هذه الآية تنسخ هذه الآية، فإن الإجماع يكون له مستند من الشرع.
ثالثًا: إذا كان النسخ كلياً فإن المعنى لا يتأثر فلذا النسخ الكلي ليس من علوم التفسير فمعنى الآية الناسخة والمنسوخة واضح ولا إشكال, وبما أن النسخ لا يقع في معاني الآيات، وإنما هو رفع حكم معلوم المعنى بحكم آخر معلوم المعنى؛ لذا فإنه من علوم القرآن فقط؛ لأن المسألة مرتبطة بالأمر ونوعه لا بمعنى الآية، ولو افتُرض وقوع خطأ من مفسر في حمل الآية على معنييها، فإنه خطأ من جهة تطبيق الآية لا من جهة بيان معانيها.
أما النسخ الجزئي فهو من علوم التفسير قطعاً؛ لأن تخصيص العام يؤثر على المعنى، فبالقول بالعموم يكون للآية معنى يخالف المعنى عند القول بالتخصيص في هذا العموم، ولما كان المعنى يتأثر في هذا المقام؛ دلَّ على أن النسخ الجزئي من علوم التفسير.
• علاقة هذا النوع بعلوم القرآن الأخرى:
- النسخ الجزئي له علاقة بمبحث المتشابه النسبي؛ لأنه ليس كل واحد يعرف تخصيص العموم ولا تقييد المطلق إلخ، فلما كان يقع فيه اشتباه على بعضٍ دلَّ على أنه من المتشابه النسبي الذي يعلمه قوم دون قوم.
- النسخ الجزئي له علاقة بالمجمل والمبين، والمطلق والمقيد، والخاص والعام.
- النسخ له علاقة بأحكام القرآن خاصة النسخ الكلي, أما الجزئي فإن كان يتعلق بالأحكام فهو داخل وإلا فلا.
- النسخ له علاقة وثيقة بالفقه وأصول الفقه.
• فائدة: القراءات الشاذة والأحرف الشاذة يحكم عليها بأنها مما نسخ، والذي يدلُّ على نسخها عدمُ وجودها في مصحف عثمان ?.
• فائدة: يمكن بحث زاوية في كتب النسخ، وهي أن تُتَتَبَّع تنظير العلماء في مفهوم النسخ في كتب الناسخ والمنسوخ ثم تُتَتَبَّع التطبيقات فيها لمعرفة تدرج مفهوم النسخ وما فيها من أنواع النسخ وكيف عالجت هذه الكتب هذه القضية، وهذا مهم جداً.
وكذا يمكن أن يُدرج في ذلك بحث الآثار على وجه الاستقراء؛ لمعرفة ما ثبت ثبوتاً صحيحاً من الآثار وما فيه ضعف لا يمكن الاحتجاج به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[10 Apr 2009, 11:02 ص]ـ
هذه تعليقات الشيخ مساعد على النوع السابع والأربعين من الإتقان
ثالثًا: إذا كان النسخ كلياً فإن المعنى لا يتأثر فلذا النسخ الكلي ليس من علوم التفسير فمعنى الآية الناسخة والمنسوخة واضح ولا إشكال, وبما أن النسخ لا يقع في معاني الآيات، وإنما هو رفع حكم معلوم المعنى بحكم آخر معلوم المعنى؛ لذا فإنه من علوم القرآن فقط؛ لأن المسألة مرتبطة بالأمر ونوعه لا بمعنى الآية، ولو افتُرض وقوع خطأ من مفسر في حمل الآية على معنييها، فإنه خطأ من جهة تطبيق الآية لا من جهة بيان معانيها.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذه الفائدة.
وألفت النظر إلى أن النسخ يكون لعموم الحكم سواء أكان مترتبا على اللفظ أو التلاوة.
والأول ظاهر، وأما الثاني فيوضحه أن:
التلاوة حكم، أو في معناه، قال الطوفي في "شرح مختصر الروضة" (2/ 274): (التلاوة حكم، والمراد بها متعلق الحكم ; فلأنه يجب تلاوتها في الصلاة، وتصح وتنعقد بها، وتستحب كتابتها، والوجوب، والصحة،والاستحباب أحكام متعلقة بالتلاوة ; فهي حكم أو في معنى الحكم) فهذا الحكم هو محل النسخ دون المعنى.
ومن هنا ظهر لي وجه عبارة الشيخ العثيمين - رحمه الله - حيث قال في الأصول من علم الأصول: (ثبوت الناسخ واشترط الجمهور أن يكون أقوى من المنسوخ فلا يُنسخ المتواتر عندهم بالآحاد وإن كان ثابتاً، والأرجح أنه لا يشترط أن يكون الناسخ أقوى؛ لأن محل النسخ الحكم ولا يشترط في ثبوته التواتر)
ولكن قوله (ولا يشترط في ثبوته التواتر) لم أهتد لفهمه، فالمقصود من هذا التعليل بيان أن الحكم - عند الشيخ - لا يشترط فيه أن يكون قطعيا، بمعنى أنه يمكن أن يكون قطعيا أو ظنيا، وعليه فمحل الإشكال لا يزال قائما، وهو إن كان الحكم قطعيا هل ينسخ بالظني؟
أرجو أن تكون عبارتي واضحه المعنى ...
ـ[الفجر الباسم]ــــــــ[12 Apr 2009, 09:29 م]ـ
جزى الله الشيخ مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ خير الجزاء على هذه التعليقات الماتعة والنافعة،وجزى الله الطالب الذي نقل لنا هذه التعقليات خيراً وبارك فيه، ونحن في انتظار نقل المزيد من دروس الشيخ، وهذا حقٌ على طلابه وشرفٌ لهم.(/)
ما رأيكم في تفسير ((العدل والاعتدال))
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[29 Jul 2008, 11:59 م]ـ
.
.
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلتني رسالة تحوي رابط هذا التفسير أرسلها لي مؤلف التفسير المسمى ((العدل والاعتدال))
وأردت اطلاعكم على هذا التفسير وأخذ آرائكم.
رابط التفسير
http://www.khayma.com/tafsir/TafsirAdl.zip
.
.(/)
هل كتاب " نظم القرآن " للطوسي مطبوع؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[30 Jul 2008, 09:50 م]ـ
هل كتاب " نظم القرآن " للطوسي مطبوع؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Aug 2008, 06:18 م]ـ
لا أظنه مطبوعاً يا أبا عدي. ولكن لو زدتنا إيضاحاً عن المؤلف وعصره لربما اتضحت الصورة قليلاً.
ـ[المنصور]ــــــــ[02 Aug 2008, 03:23 ص]ـ
هذه فائدة من ملتقى البيان لتفسير القرآن:
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=263
( هناك كتب عديدة أُلفت في نظم القرآن، ولكنها لم تصل إلينا، منها:
-إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه، لمحمد بن يزيد الواسطي. ينظر: ابن النديم، الفهرست، ص (58).
-نظم القرآن (في مجلدين)، لأبي علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني. ينظر: السهمي، تاريخ جرجان، ص (187).
-نظم القرآن، لأبي زيد أحمد بن سهل البلخي. ينظر: أبو حيان التوحيدي، البصائر والذخائر، (379:2).
-نظم القرآن، لأحمد بن علي بن الأخشيد. ينظر: ابن النديم، الفهرست، ص (58)).
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[03 Aug 2008, 04:13 م]ـ
أشكر الشيخين الفاضلين د. عبد الرحمن و د. عبد الله على التجاوب والإفادة.
وأنقل هنا نصاً - بحواشيه - لـ د. محمد أشرف المليباري من رسالته "الثعلبي ودراسة كتابه الكشف والبيان" (1/ 160 - 162) لتتم الفائدة بخصوص نظم القرآن للجرجاني واختصاره لمكي بن أبي طالب:
"المصدر الثالث والخمسون: كتاب نظم القرآن للجرجاني:
لم يصرح معظم من ذكر هذا الكتاب ونسبه إلى الجرجاني باسمه، وليس هو عبد القاهر الجرجاني كما وهم الإمام فخر الدين الرازي، إنما هو شخص آخر من علماء جرجان نبه إلى ذلك ابن قاضي شهبه في طبقاته، وقال: " إنما هذا اللفظ تأليف شخص ذكره حمزة السهمي في تاريخ جرجان (1) " إلا أن ابن قاضي أيضاً كسابقيه لم يفصح عن اسمه، ولكني وجدت الإمام الواحدي تلميذ الثعلبي يذكر مرة عند نقل رأيه في التفسير تعقيباً لما قاله الفرآء في معنى (ألم) قائلاً: " وهذا القول اختيار الحسن بن محمد بن نصر الجرجاني (2) " وأما الداودي في طبقاته فأورد اسم كتاب الجرجاني وقال إنه لأبي علي الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي ت 308هـ (3). ورأيت الحافظ الذهبي أيضاً يترجم لشخص أسماه الحافظ أبو علي الحسن بن علي بن نصر الخرساني المتوفى 312هـ (4).
وإذا قارنا الاسم الذي ذكره الثعلبي مع ما ذكره هؤلاء يمكننا الترجيح بأنهم يقصدون شخصاً واحداً وذلك: أن مدينة طوس ينسب إليه الإمام الغزالي كما نسب إلى قرية (غزالة) وهي قريبة من جرجان، وهما من إقليم خراسان ويؤكد ذلك أيضاً كلام الثعلبي وإسناده حين قال: قرأ شيخي الحسن بن محمد هذا الكتاب على أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف بطوس، قال: قرأ على أبي علي نصر الجرجاني، ويتفق الجميع في كنيته وإن لم يصرح الثعلبي باسمه إلا أن اسم الجد عنده مطابق لما ذكروه من بعده وهو " نصر ". فهو إذن أبو علي الحسن بن علي بن نصر الطوسي الجرجاني، والله أعلم.
كتابه:
كان كتابه الذي استفاد منه كل من الثعلبي وتلميذه الواحدي من أشهر مراجع العلماء في القرنين الرابع والخامس، حيث نجد عالماً من علماء هذا لاعصر وهو الإمام مكي بن أبي طالب يختصر هذا الكتاب ويهذبه لعظم ما فيه من الفائدة، فيذكر الإشبيلي ضمن قائمة مؤلفات مكي التي حصل على إجازة روايتها كتاباً بعنوان (انتخاب نظم القرآن للجرجاني) (5)، وأورده الزركشي بعنوان " اختصار نظم القرآن للجرجاني" ثم ساق الزركشي نموذجاً من كلام كل من الجرجاني والمكي في الموضوع (6)، وقد أشار القفطي إلى هذا المختصر في قائمة مؤلفات مكي (7)، وكذا الداودي في طبقاته يذكر أصل الكتاب ضمن ثبت المؤلفات التي تحمل اسم نظم القرآن (8).
ويبدو أن كتاب الجرجاني ومختصره لم يصلا إلينا بعد إلا أن كلام الزركشي يوحي بعثوره على مختصر الكتاب والله أعلم ". أهـ
-----------------
1 - ابن قاضي شهبه: طبقات النحاة 2/ 135 - 136 مخطوط بالمكتبة التيمورية بدار الكتب.
2 - الواحدي: تفسير البسيط - مخطوط 1/ 46
3 - الداودي في طبقات المفسرين 1/ 138
4 - الذهبي: تذكرة الحفاظ 3/ 787
5 - الإشبيلي: فهرست ما رواه عن شيوخه 41
6 - الزركشي: البرهان 2/ 12
7 - القفطي: إنباه الرواه 3/ 313 وما بعدها، انظر أيضاً مكي بن أبي طالب وتفسير القرآن للدكتور حسين فرحات ص 133
8 - الداودي: طبقات المفسرين 1/ 138
===============================
أقول ومن الكتب المفقودة في نظم القرآن:
- نظم القرآن: لابن أبي داود عبد الله بن سليمان السجستاني (ت316هـ)
- نظم القرآن: الشَّلْمَغاني محمد بن علي، أبو جعفر الحلولي ابن أبي العزاقر (ت322هـ)
ينظر فهرست مصنفات تفسير القرآن (3/ 1299)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:16 م]ـ
عندما قلتَ في سؤالك: الطوسي. غاب عني أنه الجرجاني. وقد سبق أن سألتَ أنت عن هذا الكتاب قبل مدة طويلة في الملتقى هنا
هل كتاب نظم القرآن لأبي علي الجرجاني مطبوع؟ ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7821)
فما قصتك مع الجرجاني يا أبا المعتز؟
علماً أنني قرأت معظم كتاب البسيط للواحدي ووجدته أكثر كتاب ينقل عن كتاب نظم القرآن للجرجاني. وقد فكرتُ في جمع كلام الجرجاني من البسيط، وأسأل الله التيسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[03 Aug 2008, 05:35 م]ـ
تكررت الحاجة فتكرر السؤال ولقد نسيت أني سألت سابقا في الملتقى عنه، ولقد كان سؤالي الأول بتاريخ 11 - 04 - 2007 ونحن الآن في 3 - 8 - 2008 فلعل السنة فيه العذر عن النسيان يا أبا عبد الله!(/)
سؤال ...
ـ[النجدية]ــــــــ[31 Jul 2008, 11:59 ص]ـ
بسم الله ...
هذا سؤال يشغلني كثيرا، ورأيت أن أعرضه على ساحة هذا الملتقى المبارك؛ لعلي أجد من حضراتكم الإجابة الشافية، التي ستكون لي منهجا علميا أسير عليه في طلبي للعلم!!
قد يواجه طالب العلم في أبحاثه مصطلحات تحتاج منه إلى تعريف وتوضيح، مثلا -لتقريب الصورة- مصطلح: النظم القرآني، السياق القرآني، التأويل ...
سؤالي: هل هناك خطوات علمية محددة على طالب العلم اتباعها في طريقه نحو إنشاء تعريف لمثل هذه المصطلحات؟ ما هي؟
فنحن قد نواجه تعريفات قد تنطوي على شيء من الضعف، أو النقص، نحتاج لمنهجية معينة لنصل من خلالها إلى تعريفات أقوى وأوفى.
وأرجو الله تعالى أن يجزيكم خيرا على مساعدتي ..
و الله الموفق
ـ[المنصور]ــــــــ[31 Jul 2008, 03:22 م]ـ
دائما الباحث يبحث عن الكتب المحررة في كل فن، وذلك لكي يتعرف من خلالها على المصطلحات العلمية في ذلك الفن.
فمثلا: النسخ: أحد مصطلحات علوم القرآن. فيلزمك البحث عن الكتب المحررة في علوم القرآن لكي تستخرجي المعنى والتعريف الصحيح لهذا المصطلح.
مثال آخر: القطب عند الصوفية: يلزمك البحث عن الكتب المحررة في مصطلحات الصوفية لكي تعرفي مرادهم بهذه العبارة.
ثم بعد ذلك تقارني بين المعنى الوارد في الكتاب وبين المعنى المشهور المتداول.
ولاتنسي أمرا مهما: بعض العلماء له مصطلح خاص به في كتابه، أو حتى بعض المصطلحات لها مفهوم في عصر وقد يختلف هذا المفهوم في عصر آخر قبله أو بعده.
وإذا ترجح لكي معنى لأحد المصطلحات فليس من الصواب محاكمة الآخرين على هذا المعنى، فقد يكون استخدامهم لهذا المصطلح مخالف لاستخدام الباحث المعاصر. وهذا كما يفعل بعض الباحثين في الدراسات القرآنية مع ابن عباس أو غيره من المفسرين الأوائل، فهم يقولون - مثلا - الآية منسوخة، ثم يجتهد الباحث في رد هذا القول وهو لايعرف مقصودهم أصلا من كلمة النسخ، ويظن هذا الباحث أن النسخ المعروف لديه هو المقصود، وليس الأمر كذلك، بل لهم مقصود لهذا المصطلح (النسخ) يختلف في دلالالته عن المعنى المعاصر.
آمل أن أكون أوضحت الأمر بعض الشيء. والله الموفق.
ـ[النجدية]ــــــــ[14 Aug 2008, 01:08 م]ـ
بسم الله ...
نفع الرحمن بكم، وجزيتم خيرا!!
وقد سألت حول هذا الموضوع كثيرا ...
وأضيف -إذا سمحتم لي -أمرا:
أن على الباحث الرجوع إلى الأصول اللغوية للكلمة، المراد إيجاد تعريف اصطلاحي لها؛ ليتحقق الانسجام بين المعنى الاصطلاحي، واللغوي للكلمة ...
في الوقت الذي يتابع فيه الاطلاع على تعريفات العلماء؛ ليحصّل أكبر قدر ممكن من المعلومات حول هذا المصطلح؛ لينتهي إلى خلاصة مركزة، ينسق فيها تعريفا اصطلاحيا موجزا.
والله الموفق(/)