محاضرة بعنوان (مراحل تطور علم التفسير)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:36 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
تنظم الجمعية العلمية السعودية للتفسير وعلوم القرآن محاضرة بعنوان (مراحل تطور علم التفسير)
يوم الأربعاء القادم الموافق 20/ 2/1429هـ بعد صلاة العشاء
يلقيها فضيلة الأستاذ الدكتور: حكمت بن بشير بن ياسين حفظه الله
وذلك بقاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
أسأل الله أن يبارك في علم شيخنا وأن يجزي القائمين على الجمعية خير الجزاء ... والله ولي التوفيق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:55 م]ـ
وفقكم الله لكل خير، ونفع بكم وهذا خبر طيب، وليتك تتكرم يا أبا عبدالرحمن بالتنسيق مع الإخوان في القاعة لتسجيل المحاضرة ورفعها على الموقع هنا وأنا بدوري سأنقلها لموقع الجمعية العلمية للقرآن حتى نوثق صوتياً كل أنشطة الجمعية جزاكم الله خيراً شاكراً لكم متابعتكم المستمرة أنتم وبقية الزملاء في المدينة النبوية حفظكم الله.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Feb 2008, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن على التنبيه على هذه المحاضرة لشيخنا الكريم الأستاذ الدكتور / حكمت بن بشير ياسين , أسأل الله أن يبارك فيه وينفع به.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[26 Feb 2008, 11:11 م]ـ
أحسنت أبا عبد الرحمن
وبورك فيك وزادك الله من أفضاله
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[27 Feb 2008, 08:16 ص]ـ
نتمنى رفع المحاضرة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Feb 2008, 10:51 ص]ـ
بارك الله في الجهود ..
وبانتظار المحاضرة القيمة إن شاء الله لأستاذنا القدير الدكتور حكمت بشير ياسين حفظه الله ..
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[28 Feb 2008, 09:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
بحمد الله وتوفيقه فقد تسنى لي حضور هذه المحاضرة وهي محاضرة قيمة فرحت بها كثيرا رغم أني قد سمعتها من شيخنا الفاضل الأستاذمرتين وسجلتها مرة في أشرطة خاصة ولكن للأسف ضاعت مني هذه الأشرطة وهي أكثر من ثلاث ساعات، ولم يكمل الشيخ المحاضرة ووعدوا بإكمالها في وقت لاحق كما كانت هناك تغطية للمحاضرة من قبل إذاعة القرآن الكريم ولا أدري هل كان البث مباشر أو أنها ستبث في وقت لاحق وأنصح الجميع بالحرص على سماع هذه المحاضرة ففيها خلاصة لأفكار رجل مجرب وباحث متمرس في هذا العلم ولعلي ها هنا أضع بين أيديكم بعض الفوائد التي دونتها من كلام الشيخ في المحاضرة تشويقا لسماعها:
1 - تكلم الشيخ في هذه المحاضرة من بداية نزول الوحي إلى القرن الرابع الهجري ... وللحديث بقية.
2 - بدأ علم التفسير مع بداية النزول القرآني فعلم التفسير كان مواكبا للنزول القرآني (وذلك واضح من فواتح سورة العلق وما فيها من تفسير للقرآن بالقرآن)
3 - بدأت الكتابة في مبكرة في عهد الصحابة رضي الله عنهم.
4 - وبدأ النقد كذلك في هذا العهد (وللشيخ وقفة مع بعض النماذج تحدث فيها عن أدب النقد)
5 - في عهد التابعين بدأ التأليف في التفسير كما فعل سعيد بن جبير فألف تفسيرا كاملا بأمر من الخليفة عبد الملك بن مروان وجمعه فضيلة الدكتور محمد أيوب حفظه الله.
كما بدأ التأليف في بعض الفنون المتعلقة بالتفسيركنزول القرآن ....
6 - الإمام مالك صاحب تفسير عظيم وبعض تفسيره محفوظ في كتاب القبس شرح موطأ مالك بن أنس لابن العربي.
7 - في زمن أتباع التابعين ظهر مقاتلان وكلاهما بلخيان وكلاهما توفي سنة 150هـ ووصل إلينا من تراث مقاتل بن سليمان في التفسير كما في كتابه الشهير في آيات الأحكام تفسير خمسمئة آية، وأما مقاتل بن حيان ففقد تفسيره ولكنه محفوظ في تفسير ابن أبي حاتم
8 - تبرئة مقاتل بن سليمان مما رمي به من القول بالتجسيم.
9 - كما ظهر في زمن أتباع التابعين الاختصار ومن ذلك اختصار الأسانيد كما في إسناد علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
10 - إسناد علي بن أبي طلحة عن ابن عباس مقبول في التفسير (الصحيفة) ولا يقبل في المرفوع جمعا بين أقوال أهل العلمز
11 - صحيفة علي بن أبي طلحة كاد أن يستوعبها الإمام السيوطي في الإتقان.
12 - الإمام الفراء أول من انتقد القراءات الشاذة.
13 - سؤالات نافع بن الأزرق: أصل القصة صحيح وهي قصة واقعية والثابت منها بضعة روايات ولكن الوضاعين زادوا فيها وأوصلوها إلى قرابة ماءتي رواية ذكرها الإمام الطبراني وغيره ...
14 - إثبات أن للإمام أحمد تفسير بما ذكره الزجاج من روايته له عن طريق ابنه عبد الله، وبما في بدائع الفوائد لابن القيم.
15 - في القرن الرابعكاد التفسير بالمأثور أن يكتمل على يد أربعة من العلماء (عبد بن حميد، ابن المنذر، الطبري، ابن أبي حاتم) بل جزم بذلك الحافظ ابن حجر.
16 - ابن أبي حاتم رحمه الله ألف كتاب الجرح والتعديل ليتوصل بذلك إلى معاني كتاب الله كما صرح بذلك في مقدمة الكتاب.
17 - للشيخ تحقيق على كتاب ابن كثير حكم فيه على المرويات كلها (الأحاديث، آثار الصحابة والتابعين ومن بعدهم) في ثمانية مجلدات.
18 - ينصح الشيخ المبتدئين بكتاب التفسير الميسر الطبعة الثانية. هذه بعض المقتطفات من هذه المحاضرة القيمة أسأل الله أن يجزي شيخنا خير الجزاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وإن شاء الله نجدها مسموعة في هذا الملتقى المبارك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[28 Feb 2008, 10:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذه الفوائد المنتقاه, من محاضرة شيخنا الفاضل / حكمت بن بشير
ولو رأيتم إخوتي الفضلاء شيخنا وهو يمتطي صهوة الجواد ويأتينا بالفوائد والفرائد من كل حي وناد, ثم يغوص في أعماق البحر فيستخرج لنا الجواهر والعقيان والدر, لعلمتم وعاينتم تمكن شيخنا وتبحره , فأسأل الله أن ينفع به حيث كان.
وقد قام الأخ الفاضل/ وائل حجلاوي (زميلنا في الملتقى) بتسجيل هذه المحاضرة, ولعلكم ترونها هنا في القريب العاجل بإذن الله
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Feb 2008, 02:22 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ أحمد على هذه التغطية .. ولا شك أن أستاذنا الكبير الحكيم الدكتور حكمت بشير عَلَمٌ في علمه وخلقه ... نفعنا الله بعلومه وسدد خطاه وكتب له الأجر والمثوبة ..
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:48 ص]ـ
حاولت مراراً رفع المحاضرة ووضعها في الملفات المرفقة ولكن في كل مرة تأتيني هذه الرسالة
Fatal error: Allowed memory size of 67108864 bytes exhausted (tried to allocate 23485796 bytes) in /home/tafsir/public_html/vb/includes/class_core.php on line 1806
ـ[محب القراءات]ــــــــ[13 May 2008, 10:04 ص]ـ
دعوة من الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه (فرع المدينة المنورة)
لحضور الجزء الثاني من محاضرة فضيلة الشيخ الدكتور / حكمت بن بشير بن ياسين (حفظه الله) عن
مراحل تطور علم التفسير
وذلك في يوم السبت الموافق 12/ 5 / 1429 بعد صلاة العشاء , في قاعة الاحتفالات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
أسأل الله أن يبارك في علم شيخنا وأن يجزي القائمين على الجمعية خير الجزاء
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[13 May 2008, 11:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، ونفع بالشيخ - آمين -
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 May 2008, 05:06 ص]ـ
تذكير بموعد المحاضرة
هذا اليوم السبت 12/ 5 / 1429 بعد صلاة العشاء إن شاء الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[17 May 2008, 05:45 م]ـ
المرجو من الإخوة الكرام التنسيق مع الجهة المنظمة لنقل المحاضرة هنا بجزئيها الأول والثاني ...
ولهم أجر من استمع إليها ..
فالمتطلعون لسماع مثل هذه المحاضرات أكثر من الحاضرين.
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[31 Oct 2009, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أين التسجيل الصوتي للمحاضرة؟!(/)
صدور العدد الأول من (مجلة كليات المعلمين) العلوم الإنسانية صفر 1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه صدر العدد الأول (صفر 1428هـ) من:
مجلة كليات المعلمين
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c07d7687772.jpg
وهي مجلة علمية محكمة نصف سنوية تصدر عن وكالة وزارة التعليم العالي لكليات المعلمين، ويرأسُ تحريرها أستاذنا العزيز الأستاذ الدكتور فهد بن عبدالرحمن الرومي حفظه الله، ويشارك في هيئة التحرير زميلنا في الملتقى الدكتور دخيل بن غنيم العواد وفقه الله.
وقد اشتمل العدد الأول على خمسة بحوث، منها بحثان في الدراسات القرآنية واللغوية المتعلقة بالقرآن الكريم وهي:
1 - تفسير كتاب الله بما يخالف لغة العرب، دراسة نقدية، للدكتورة هند سالم باخشوين.
2 - الفهم الجمالي للتركيب اللغوي، دراسة في الكشاف، للدكتور السيد علي خضر.
عنوان المراسلة:
كلية المعلمين بالرياض
ص. ب. 4341 - الرياض 11491
E-Mail : dr.d.awad@gmail.com
أسأل الله للقائمين على هذه المجلة التوفيق والسداد، وقد أخبرني الدكتور فهد الرومي أن العدد الثاني جاهز للطباعة أيضاً، وهذا من توفيق الله للقائمين على كليات المعلمين لنشر إنتاج منسوبيها العلمي وإتاحة منافذ جديدة للنشر العلمي للبحوث الشرعية والعربية في زمن يشهد نشاطاً ملحوظاً من الباحثين ولله الحمد.
في 16/ 2/1429هـ
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:53 م]ـ
صفر 1428 ألسنا في 1429
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[24 Feb 2008, 12:45 ص]ـ
أحسن الله إليك أباعبدالله فقد ذكرتنا بماض خلا وذهب _غير مأسوف عليه_ بلا رجعة. فهذه المجلة من بقايا تركة وكالة الكليات التي ألغيت بحمدالله وتفرق دمها بين الجامعات, وبالتالي لن يكون هناك ما يسمى بمجلة كليات المعلمين. وللدكتور أحمد الحق في تعجبه من هذا التاريخ , أمانحن منسوبي الكليات سابقا فلا والله المستعان. والحمدلله على نعمه التي لاتعد ولاتحصى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Feb 2008, 03:45 ص]ـ
وفق الله القائمين عليها لكل خير ..
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:01 م]ـ
شكر الله لفضيلة الدكتور عبد الرحمن تنويهه بالمجلة ـ وإن كان متأخرًا ـ عن وقت صدور العدد فقد صدر منذ أشهر وذلك بعد انضمام الكلية لجامعة الملك سعود، وكان العدد قد اكتمل ودفع به إلى المطبعة، وكذلك العدد الثاني ننتظر موافقة الجامعة على صدوره، تقديرا لوقت الباحثين الذين تلقت المجلة بحوثهم وحكمت وأعدت للنشر .. بل نطمع في استمرار صدور المجلة بعد تغيير اسمها وإعادة تشكيل هيئة التحرير ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:07 م]ـ
المجلة لم توزع بعدُ - حسب علمي - وذلك بسبب انضمام كليات المعلمين لوزارة التعليم العالي وما صاحب ذلك من تغييرات وإجراءات، ولم أعلم بها إلا يوم الخميس الماضي 14/ 2/1429هـ من الدكتور فهد الرومي وفقه الله، وأرجو أن تستمر المجلة في الصدور ممثلة لكليات المعلمين فالحاجة مساة للمزيد من منافذ النشر العلمي المحكم لتغطية إنتاج الباحثين في الجامعات السعودية وغيرها.
أسأل الله أن يسدد خطاكم وأن يعينكم شاكراً للدكتور دخيل العواد تعقيبه وتوضيحه.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:12 م]ـ
الحمد لله ......
بارك الله في الجميع ... جعلها الله تعالى نافذة العلم والمعرفة وميدانا رائدا لاهل الفضل من العلماء النجباء
.. امين اللهم امين.(/)
تاريخ جديد ورحمة مرسلة
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مقال كان لكتابته داع سابق لم أنشره في حينه، ظنا أن التعامل مع الحدث كان يستوجب أمرا آخر فوق الكتابة، ولما مضى على كتابته زمن ليس باليسر، رأيت نشر متخير منه يسير، إذ لم تعدم القضية سفيها هنا وهناك، وكان الداعي الأساس لنشره في هذا الملتقى من استوجب علي بره، واستحق شكره، واستنزل بحر لفظه قليل ما لدي، إذ كان كثير ما عنده لم يثنه عن قليل ما عندي، فوجبت له الطاعة ولزمت المبادرة، وحرم التسويف وكرهت المماطلة، ولو كنت واجدا لحلت عقوبتي، لكن فاقتي أبين في مماطلتي، فلعل في كريم خلقه ما يغفر لي زلتي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:52 م]ـ
مرحباً بالأخ الحبيب، والأديب الأريب، وما دفعنا للإلحاح إلا الحبُّ يا أبا عبدالرحمن، وقديماً شكى المحبون الهجر والصدود فلستُ فيهم بأوحد، وسأؤجل التعليق على هذه المقالة الأدبية البديعة حتى وقت لاحق يصفو فيه الخاطر، وتهدأ فيه العيون، وإنما أحببت أن لا يسبقني إلى الترحيب بك وشكرك أحد. والسلام.
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[24 Feb 2008, 04:51 م]ـ
سلمك الله أبا عبدالله، وجزاك عن أخيك خيرا، فلأنت دائما سباق، جواب آفاق، فلك الشكر من أخيك أضعافا مضاعفة، وما أجمل العتاب بين الإخوة والمحبين على قلة اللقاء، فهو أمارة صدق، وبشارة ود، فمتى رأيت صاحبك في نفسه شئ عليك لطول غياب، فاعلم بأنك قد حللت من قلبه بمكان لا تصل إليه الذئاب، فاحتمل في سبيل هذا كل ما قد يصك به أذنيك من عبارات العتاب، وتحمل في سبيل هذا كل قسوة أو سباب، وإن كان حاشاك يا صاحبي من أي عبارة قاسية، أو لفظة نابية، فلم نسمع إلا أطيب حديث وأزكاه، فأمرك في هذا عجيب، تذكرني معه بالشئ الغريب، تعطي وتعتذر، وتداوي فما تذر.
فالحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
هذا المقال في الذب عن الرحمة المرسلة، محمد صلى الله عليه وسلم، إن المسلم اليوم ليعيش أزمة عالمية وسؤ هضم فكري، وضعفا وخورا وجهلا مطبقا، أوذي في كل شئ، وحورب في كل الميادين، قتل في قراره، وانتهكت بيضة داره، وسفه في جواره، يعطى السم فيشربه باليمين، ويسب ويشتم فيهتف بآمين، إنها لأزمة حقيقية وغمة كفرية.
حضارية مادية غربية، تكاد تخرج الإنسان من إنسانيته، وتقلب الموازين حتى في معنى حريته، حتى زعمت أن من الحرية سب الأنبياء، والسخرية بالمرسلين والأتقياء.
ولعل الله أراد بها مكرا لمكرها، فهل يعقل أن يكون صنيعها هذا من مراتب الحرية، أو معان الإنسانية، وإن في هذا لما يكشف زيف حضارة الآلة والمصنع، وسفه ما تعيشه من بعد إنساني وحضاري، فنحن على يقين أن الله حافظ نبيه، وأنه سبحانه سيستأصل شافة المستهزئين، ويجعل الدائرة على المكذبين، حتى تعرف مكانة الأنبياء وقدر المرسلين.
فكانت هذه مشاركة القلم، ولابد من مشاركات أخر، فياليتها كانت قومة واحدة، أو صيحة خامدة، وإن النصرة تبدى من أنفسنا أولا، حتى تنتهي عند تلك الشرذمة البغيضة، فهل صنا وحي الرسالة حقا، وهل نحن أهل أن نصون مقام المرسلين، وأن ننشر رسالة الرحمة، حتى يدرك الكون كله رحمة الرسالة، ويعيش في كنفها ويستظل بظلها.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[28 Feb 2008, 09:58 ص]ـ
أخي الأديب الأستاذ الكريم / ابن الشجري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فهل تدري ما صنعتَ بي يرحمك الله؟!
إني والله ما صحوتُ من غفوتي إلا حين شممتُ عِطْرَ بيانك يفوح في الرياض، فانتشلتُ روحي الهائمة المدنفة مِنْ غياهب وحدتها، وأطلقتُها ترفرف في بساتينك المخضرة تشرب صِرْفًا حلالا وعَسَلاً مصفّى ... تُراقِصُ أغصانها الخَضِرَةِ، وتُقبِّل أزهارها النَّضِرَة ...
فمرحبا بطلّتك البهيّة، يا ناثر الدرر السنيّة ... لا حرمنا الله بركاتك، وجعل ما كتبتَ في ميزان حسناتك.
اعلم أخي الأديب أني لو كنتُ أحمل قلما كقلمك لما وضعتُه ساعة، فأحسن كما أحسن الله إليك ... ولا تطل الغياب! فإن فعلتَ فلا مفر حينئذ من العتاب!
والسلام عليكم.
ـ[مها]ــــــــ[29 Feb 2008, 03:57 ص]ـ
أخي الكريم: ابن الشجري - بوركت قلما وفهما وعلما -
ما أعمها من رحمة! ثم ما أعذبها من كتابة!
و نحن في شوق لباقي أخواتها.
إن للطفولة رائحة تجدونها في أعناق أبنائكم وبناتكم، ولها صورة لا يمكن أن ترسمها ريشة أو تعبر عنها كلمة، ولها دفء يغمر القلب فيحرك كل رحمة ومحبة ورقة وإنسانية، ولها ماء لو سقي به يابس العشب لاخضر عوده، أو تنفسته وردة منسية في فلاة لتشربت ماء الحياة.
فكيف بحال هذه الأم التي تنتحب، وهي تشم رائحة ابنتها في كل زاوية من زوايا البيت، كيف بقلبها وهي لم تعد تشاهد من ابنتها إلا آثارها التي تنظر إليها من دمية وثياب،
إن البهائم والطير لتدرك من معان الرحمة مالم يدركه أعدا الله ورسله،ءمن استهواهم الشيطان، وختم على سمعهم وأبصارهم، إن البقرة الحلوب لتدرك من عبادة الله ما أعرض عنه أربابها في كثير من أقطار الدنيا.
فليسأل بني الأصفر بقرته الحلوب، ألم ينه صلى الله عليه وسلم عن ركوب ظهرها وضربها، سل نعجتك وشاتك الراتعة ألم يأمرنا بأن نصلح لها الطريق ونمهده حتى تسير في يسر وسهوله، سل هرتك الطوافة ألم يكن نبي الرحمة يرخي لها السقاء حتى تشرب وترتوي، سل كلبك الوفي ألم يخبرنا نبي الرحمة بأنه كان يوما سببا لمن أحسن إليه في دخول الجنة، سل النملة في قريتها ألم ينهنا عن حرقها وتعذيبها والإساءة إليها، سل الطير في وكناته ألم يستجر حين أخذت صغاره بالرحمة المهداة، سل البهائم كلها ألم ينه عن التفريق بين والدة وولدها، سلها ألم يأمرنا بالرحمة بها والإحسان إليها حتى عند ذبحها.
ستجيبك لو كان لها بيان، بأنك أيه الإنسان، لا تساوي في ميزان الحقيقة الإنسانية ونيم الذباب عند تنكرك لهذه الرحمة، ستجيبك بأن هذه الرحمة لم ترسل للون أو جنس أو عرق، بل للبشرية كافة، بل لكل مخلوق يلامسه الأثير، فكيف بالإنسان الذي يسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Mar 2008, 04:33 ص]ـ
.
يا من له من اسمه نصيب، الأخ الأديب عمار الخطيب: شكر الله لك ظنك الحسن، وإطرائك الجميل، ونفعنا جميعا بالعلم، ورزقنا معه الإخلاص، ومع الإخلاص القبول.
إن الإنسان ليسعد عندما يلمس استحسان الآخرين لما كتب، ويسر مع ذلك بالذكر الجميل، لأن ماقدم ماهو إلا ثمرات فكره وبنات قلمه، لكن يكدر هذا الأمر أن الله تعالى لا يقبل إلا ماكان خالصا لوجهه الكريم، فياحسرة على عمل يقرب إلى الله وعامله يصرفه لغير الله، وقد خاب من آثر الفاني على الباقي.
إن أحدنا ليكتب ماقد يستوجب بمثله الجنة، وينال به رضى الله، وإن المرء ليقف حيرة مع هذا الأمر، فالإخلاص عزيز، ومن يدعيه مجانب للصدق، فتجدنا نحب أشياء فنأتيها دون استحضار للنية، وهذا من دقيق مسائل العلم التي أشبع القول فيها شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة مفردة، وهل يثاب عليها المرء أم لا ... ؟
فعدم استحضار النية لا يستوجب ترك مثل هذه الأمور الجميلة المحمودة، ولو لزم تتبع المرء لنيته في باب العلم خاصة، لما وجدنا عالما إلا فيما قل، ولما وجدنا كتابا ينتفع به إلا فيما ندر، ورحم الله الغزالي القائل: (لولا الرياء لذهب تسعة أعشار العلم) وكم تعجبني جرأته ودقيق فهمه في مثل هذه العبارة الصارخة، وهو وإن كان خانه التعبير في هذا الباب، وأوضحه أيما إيضاح شيخ الإسلام رحمه الله في الرسالة الآنفة الذكر، إلا أن لقوله وجه صحيح وإن كان يعوزه التفسير.
ولو قال قائل إن من أكبر معوقات الدعوة والعلم، إلزام الناشئ في ذلك بالإخلاص لكان قولا سديدا، فتجد المبتدئ في طلب العلم متى وجد من يشدد عليه بملاحظة الإخلاص، وينبهه بأنه لا فائدة من طلبه للعلم إن لم يكن مخلصا، خارت قواه إن لم ينصرف كليا عن طلب العلم، وحار في هدايته بعد أن كور عمامتها، وكم كان يتعبنا مثل تلكم الكلمات المثبطات، ولربما قعدت بأحدنا عن تعلم الفاتحة، فلابد من قرن هذا التنبيه بتنبيه له آخر، وهو أن عدم استحضاره للنية لا يجب أن يقعد به عن طلب العلم، وأن مجرد طلبه للعلم نية ... ، ولعل مدارسته لكلام الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والنظر في سير القوم يهديه سواء السبيل في هذا الباب.
هذا إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد رحمه الله، لما سأله أبو داود فقال له: هل كان طلبك للعلم لوجه الله، فأجابه جواب صادق موفق وقال: أما لله فعزيز ولكن حبب إلي شئ فطلبته.
ولعمري إنها لإجابة تمثل منهجا، فإنه لعسير شاق، يحتاج إلى جهاد ومجاهدة للنفس، فحظوظها حاضرة في أكثر الأعمال، وصرف النظر عنها كليا يكاد يصل إلى حد النزال، وأظنه سفيان القائل: ما جاهدت نفسي على شئ مجاهدتها على الإخلاص.
ومن كرم الله تعالى أن من جاهد فيه هداه إليه، كما قال سبحانه في كتابه، وفرق بين أن يكون المرء مجاهدا لنفسه آطرا لها على الإخلاص، وبين من يبتغي بعمله من أصله غير الله.
فسنكتب ما استطعنا ـ إن شاء الله ـ ولن ندعي الإخلاص، بل سندعو الله أن يوفقنا له وأن يصرف قلوبنا عن ملاحظة الناس، فكم من كتاب كتب للناس فكان عاقبته الإفلاس، وكم من كتاب كان لله فأبقاه للناس.
ومثل هذه المسائل ليس بالجديد طرقها و كشف لثامها، بل تكاد تكون ديباجة أغلب الكتب، وإن كان من الجيد لو أن باحثا حاول معالجتها على واقع الدعوة اليوم ونفسيات طلاب العلم والله المستعان.
فلقد ذهبت حلاوة العلم في كثير من القلوب، وكاد ينعدم أثره من أفواه الكثير من أهله وحملته، وليس المشجب في ذلك عدم الإخلاص فحسب، بل لصرفه لأ غراض الدنيا وقلوب الناس عياذا بالله من ذلك، حتى كادت لا تعرف الدنيا إلا عند أهل العلم ومن كان يوسم بالصلاح ولاحول ولا قوة إلا بالله.
يذمون لنا الدنيا وهم يرضعونها=أفاويق حتى ما يدر لها ثعل
يقول: متحسرا على ثلة تذم الدنيا دائما، وهم من يرضعها ويهارش ويخارش عليها، حتى اللبن الذي لا يكون بين حلبتين، فإنهم أول من يسابق إليه ويحاول رضاعه دون الآخرين.
ومعاذ الله أن نذم الدنيا عند من هي عنده لأنها عنده، إنما الذم كل الذم موجه لمن يذمها ثم هو يضرب لها الأخماس بالأسداس، ويسعى لحارها قبل قارها منازعا فيها الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
نعوذ بالله ثم نعوذ بالله ثم نعوذ بالله من أن نكون ممن يأتي عليهم قوله سبحانه: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ألذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا).
أشكرك مرة أخرى على ماعقبت به، كما أشكر ذرة ضوء وهذه الذائقة في الاختيار، ومن حقكما علي الدعاء بظهر الغيب، فحياكما الله في غربة الحرف.
.
ليلة الخميس 5/ 3/1429
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Mar 2008, 06:54 م]ـ
أخي الأديب / ابن الشجري
السلام عليكم ورحمة الله وبعد،
فإنك قد أحسنتَ إلينا كثيرا بهذه الفوائد المباركة في زَمَنٍ كثر فيه المتكلمون بغير علم!
وأكرمتنا أكرمك الله بطاعته بنصائحك الغالية في زَمَنٍ قَلََّ فيه الناصِحُونَ المخْلِصُونَ!
وإنّا لنَأنَسُ بضوء كتاباتك في وقتٍ لا ينفذ فيه النور ... أدَامَ اللهُ إِشْرَاقَكَ البَهِيّ، وزادك الكريمُ كرما وفضلا وعِلْما.
ومِنْ حقّك علينا أن نشكرك فما عهدناك إلا نديّ الكفّ، ويرحم الله القائل:
تَعَوَّد بسط الكفّ حتى لو أنه ** ثناها لقبضٍ لم تُجبه أنامله
وأسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا، ولا يضرنا بعد ذلك حمد الناس وثناؤهم ... فتلك عاجل بشرى المؤمن كما في الحديث الصحيح.
اعلم أخي الأديب أنني أجد مُتَنَفَّسًا لي في كتاباتك مهما تكفأت عليّ النوائب وربضت على صدري الأرزاء، وكنتُ قد عوَّدتُ نفسي منذ الصغر على النهل مِنْ معين الأدباء والشعراء، فكنتُ أعيش مع أدبنا العربي الصافي أجمل الأوقات وأسعد اللحظات، وما زادني الإقبال عليه إلا حبا فيه ...
ثم مضت السنون ودرات الأيام، فضعفت مع الأيام ذاكرتي، وأصابت العجمة لساني!
وحطّمت مطارق الغربة أقلامي!
وإني والله قد هلعتُ من الغربة، واشتدَّ الشوق إلى الأهل والخلان، واللهَ أسأل أن يجمع شمل المبعَدِين، وأن ينصر المظلومين.
لقد أثرتَ اليوم في نفسي الذكريات إلى الماضي وأهله! فأين مرابع الصبا؟ سقى الله
أيامها، أين وبيني وبينها آلافٌ من البيد!
أخي الأديب ... كيف لا أفرح بمثلك وإني لأجدُ عَبَقَ الرافعي وأريج الطنطاوي في
كتاباتك، وإني من المحبين لهما المديمي النظر في أدبهما، أسأل الله تعالى أن يغفر لهما ويرحمهما، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يُطيل عمرك، ويمتعنا بأدبك.
فحياك الله في غربة الحرف وفي حرف الغربة.
والسلام عليكم.(/)
تذكرت وأنا أقرأ القرآن الكريم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[24 Feb 2008, 09:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
تذكرت وأنا أقرأ القرآن الكريم
*/ ا /*
في يوم من الأيام سألني والدي عن الذين يحتجون بالقدر، ويقولون أنهم أشركوا أو أجرموا بسبب القدر، فاحترت كيف لي أن آتي بجواب جامع مانع، ونسيت الأمر حتى قرأت قوله تعالى:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ} {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (الأنعام149 - 148)
ففتحت أول كتاب تفسير أتى على بالي، وهو تفسير ابن السعدي فوجدته يقول كلاما رائعا في تفسيره لهاتين الآيتين الكريمتين، وهو كما يلي:
" هذا إخبار من الله أن المشركين سيحتجون على شركهم وتحريمهم ما أحل الله، بالقضاء والقدر، ويجعلون مشيئة الله الشاملة لكل شيء من الخير والشر حجة لهم في دفع اللوم عنهم.
وقد قالوا ما أخبر الله أنهم سيقولونه، كما قال في الآية الأخرى:
{وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ ... } الآية.
فأخبر تعالى أن هذه الحجة، لم تزل الأمم المكذبة تدفع بها عنهم دعوة الرسل، ويحتجون بها، فلم تجد فيهم شيئا ولم تنفعهم، فلم يزل هذا دأبهم حتى أهكلهم الله، وأذاقهم بأسه.
فلو كانت حجة صحيحة، لدفعت عنهم العقاب، ولما أحل الله بهم العذاب، لأنه لا يحل بأسه إلا بمن استحقه، فعلم أنها حجة فاسدة، وشبهة كاسدة، من عدة أوجه:
منها: ما ذكر الله من أنها لو كانت صحيحة، لم تحل بهم العقوبة.
ومنها: أن الحجة، لا بد أن تكون حجة مستندة إلى العلم والبرهان، فأما إذا كانت مستندة إلى مجرد الظن والخرص، الذي لا يغني من الحق شيئا، فإنها باطلة، ولهذا قال: {قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} فلو كان لهم علم -وهم خصوم ألداء- لأخرجوه، فلما لم يخرجوه علم أنه لا علم عندهم. {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ} ومَنْ بنى حججه على الخرص والظن، فهو مبطل خاسر، فكيف إذا بناها على البغي والعناد والشر والفساد؟
ومنها: أن الحجة لله البالغة، التي لم تبق لأحد عذرا، التي اتفقت عليها الأنبياء والمرسلون، والكتب الإلهية، والآثار النبوية، والعقول الصحيحة، والفطر المستقيمة، والأخلاق القويمة، فعلم بذلك أن كل ما خالف هذه الأدلة القاطعة باطل، لأن نقيض الحق، لا يكون إلا باطلا.
ومنها: أن الله تعالى أعطى كل مخلوق قدرة، وإرادة، يتمكن بها من فعل ما كلف به، فلا أوجب الله على أحد ما لا يقدر على فعله، ولا حرم على أحد ما لا يتمكن من تركه، فالاحتجاج بعد هذا بالقضاء والقدر، ظلم محض وعناد صرف.
ومنها: أن الله تعالى لم يجبر العباد على أفعالهم، بل جعل أفعالهم تبعا لاختيارهم، فإن شاءوا فعلوا، وإن شاءوا كفوا. وهذا أمر مشاهد لا ينكره إلا من كابر، وأنكر المحسوسات، فإن كل أحد يفرق بين الحركة الاختيارية والحركة القسرية، وإن كان الجميع داخلا في مشيئة الله، ومندرجا تحت إرادته.
ومنها: أن المحتجين على المعاصي بالقضاء والقدر يتناقضون في ذلك. فإنهم لا يمكنهم أن يطردوا ذلك، بل لو أساء إليهم مسيء بضرب أو أخذ مال أو نحو ذلك، واحتج بالقضاء والقدر لما قبلوا منه هذا الاحتجاج، ولغضبوا من ذلك أشد الغضب.
فيا عجبا كيف يحتجون به على معاصي الله ومساخطه. ولا يرضون من أحد أن يحتج به في مقابلة مساخطهم؟ "
ومنها: أن احتجاجهم بالقضاء والقدر ليس مقصودا، ويعلمون أنه ليس بحجة، وإنما المقصود منه دفع الحق، ويرون أن الحق بمنزلة الصائل، فهم يدفعونه بكل ما يخطر ببالهم من الكلام وإن كانوا يعتقدونه خطأ.
وبعد أن قرأت هذا التفسير تذكرت قصة عمر ابن الخطاب والتي ستعرفونها فيما يلي:
فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ:
(يُتْبَعُ)
(/)
" أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ خَرَجَ إِلَى الشَّامِ حَتَّى إِذَا كَانَ بِسَرْغَ لَقِيَهُ أَهْلُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَأَصْحَابُهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَقَالَ عُمَرُ ادْعُ لِي الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ فَدَعَوْتُهُمْ فَاسْتَشَارَهُمْ وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّ الْوَبَاءَ قَدْ وَقَعَ بِالشَّامِ فَاخْتَلَفُوا فَقَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ خَرَجْتَ لِأَمْرٍ وَلَا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ عَنْهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ مَعَكَ بَقِيَّةُ النَّاسِ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا نَرَى أَنْ تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي الْأَنْصَارِ فَدَعَوْتُهُمْ لَهُ فَاسْتَشَارَهُمْ فَسَلَكُوا سَبِيلَ الْمُهَاجِرِينَ وَاخْتَلَفُوا كَاخْتِلَافِهِمْ فَقَالَ ارْتَفِعُوا عَنِّي ثُمَّ قَالَ ادْعُ لِي مَنْ كَانَ هَاهُنَا مِنْ مَشْيَخَةِ قُرَيْشٍ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْفَتْحِ فَدَعَوْتُهُمْ فَلَمْ يَخْتَلِفْ عَلَيْهِ رَجُلَانِ فَقَالُوا نَرَى أَنْ تَرْجِعَ بِالنَّاسِ وَلَا تُقْدِمَهُمْ عَلَى هَذَا الْوَبَاءِ فَنَادَى عُمَرُ فِي النَّاسِ إِنِّي مُصْبِحٌ عَلَى ظَهْرٍ فَأَصْبِحُوا عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ أَفِرَارًا مِنْ قَدَرِ اللَّهِ فَقَالَ عُمَرُ لَوْ غَيْرُكَ قَالَهَا يَا أَبَا عُبَيْدَةَ وَكَانَ عُمَرُ يَكْرَهُ خِلَافَهُ نَعَمْ نَفِرُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ إِلَى قَدَرِ اللَّهِ أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَتْ لَكَ إِبِلٌ فَهَبَطَتْ وَادِيًا لَهُ عُدْوَتَانِ إِحْدَاهُمَا خَصْبَةٌ وَالْأُخْرَى جَدْبَةٌ أَلَيْسَ إِنْ رَعَيْتَ الْخَصْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ وَإِنْ رَعَيْتَ الْجَدْبَةَ رَعَيْتَهَا بِقَدَرِ اللَّهِ قَالَ فَجَاءَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَكَانَ مُتَغَيِّبًا فِي بَعْضِ حَاجَتِهِ فَقَالَ إِنَّ عِنْدِي مِنْ هَذَا عِلْمًا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ قَالَ فَحَمِدَ اللَّهَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ثُمَّ انْصَرَفَ "
* / 2 / *
قال تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} (الأنعام:165)
" أي: فاوت بينكم في الأرزاق والأخلاق، والمحاسن والمساوي، والمناظر والأشكال والألوان" كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى.
تذكرت وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة الظلم الذي يمكن أن يحصل بين الناس بسبب الحسد أو الكبر،وذلك عند تفضيله تعالى لبعض خلقه ببعض المميزات والخيرات بمنه وكرمه.
وعندما تأملت قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ} تذكرت دعوة المظلوم ودعوة المضطر التي قد تصدر بسبب الظلم، وعندما قرأت بعدها قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} تذكرت أنه تعالى لا يغفر للعبد ظلمه لأخيه، وكأنه تعالى يذكرنا بأننا سنسلم إن اتقينا الظلم، فالله تعالى غفور رحيم.
*/3 /*
قرأت قوله تعالى:
{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (التوبة:51)
فتذكرت عزة المؤمن، فالمؤمن عزيز يعلم أن العزة في اتباعه لدينه وتوكله على ربه سبحانه، فلايذل نفسه للمخلوقات، ولا يخاف إلا من الله تعالى.
قال تعالى:
{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ} (فاطر:10)
وقال تعالى:
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (المنافقون:8)
وقال سبحانه:
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} (الرحمن:46)
*/4/*
قال تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة:71)
وعند قوله تعالى: {أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ} تذكرت ما أخرجه البخاري بإسناده عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ قَالُوا وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ لَا وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَلَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ"
قال ابن حجر:
" قَوْله (سَدِّدُوا)
فِي رِوَايَة بِشْر بْن سَعِيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عِنْد مُسْلِم " وَلَكِنْ سَدِّدُوا " وَمَعْنَاهُ اِقْصِدُوا السَّدَاد أَيْ الصَّوَاب، وَمَعْنَى هَذَا الِاسْتِدْرَاك أَنَّهُ قَدْ يُفْهَم مِنْ النَّفْي الْمَذْكُور نَفْيُ فَائِدَة الْعَمَل، فَكَأَنَّهُ قِيلَ بَلْ لَهُ فَائِدَة وَهُوَ أَنَّ الْعَمَل عَلَامَة عَلَى وُجُود الرَّحْمَة الَّتِي تُدْخِل الْعَامِل الْجَنَّة فَاعْمَلُوا وَاقْصِدُوا بِعَمَلِكُمْ الصَّوَاب أَيْ اِتِّبَاع السُّنَّة مِنْ الْإِخْلَاص وَغَيْره لِيَقْبَل عَمَلكُمْ فَيُنْزِل عَلَيْكُمْ الرَّحْمَة.
قَوْله (وَقَارِبُوا)
أَيْ لَا تُفْرِطُوا فَتُجْهِدُوا أَنْفُسكُمْ فِي الْعِبَادَة لِئَلَّا يُفْضِي بِكَمْ ذَلِكَ إِلَى الْمَلَال فَتَتْرُكُوا الْعَمَل فَتُفَرِّطُوا"
للتذكير
قال تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات:55)(/)
أسباب المغفرة في القرآن الكريم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Feb 2008, 10:41 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمامنا وقرة أعيننا محمّدٍ عبدِ الله ورسوله الأمين , وعلى السادة من آل بيته الطاهرين والهداة من صحابته الراضين المرضيين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإنَّ كتاب الله تعالى قد حوى أسباباً وطرائقَ يستحق العاملون بها وسالكوها –إن شاء الله- مغفرةَ الله وتجاوزه لهم عما كان من معصية وإسراف , وقد كنتُ في أثناء الدراسة في الكلية قبل سنوات قليلة , ممّن حظي بالتتلمذ على فضيلة الشيخ الدكتور/ حسن بن أحمد بلغيث العُمَري عضو هيئة التدريس بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية, وهو الذي أرشدنا إذ ذاك إلى أهمية تتبُّع الأسباب عموماً في القرآن (أسباب الهداية – المغفرة – النصر – السعادة – العلم – صلاح الأبناء – التأثير في المدعُوِّين ... ) الخ, وأنبأنا أنَّّ جمعها واستقراءها في القرآن يعود بالنفع العظيم على الناس, وقد كنتُ منذ فترة أن أدوِّنَ ما أظنه سبباً من أسباب المغفرة ,مع أنا فيه من فتور وقصور همة وما أنا مقيمٌ عليه من ذنوب تحول بيني وبين فتح الله عليَّ بالوصول لما أريد , ولذلك لم أورد هذه الأسبابَ مرتبةً حسب ترتيب ورودها في آي القرآن , بل كتبتُ ما عنَّ لي منها فحسب وهو بلا شكٍ أقل بكثيرٍ ممَّا فات عليَّ ممَّا سيستدرك به الأحبة, وأردت بعرضها هنا في هذا الملتقى العامر استنصاحَ المشايخ الأجلاء وتصويبَهم لهذه الكلمات ,التي أسأل الله أن يكتب لي بها النفع والانتفاع.
وإن كنتُ أحبُّ التنبيه إلى أنَّ بعض من غلبوا رجائهم على خوفهم من الله وهم سامدونَ فإذا ذكَّرت أحدهم بالله وخوَّفته واجهك بأنَّ الله يقول (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ) ونسي أو تناسى تمام الآية (وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ) وعليه فإن على الداعية أن يوازن بين المواقف وأحوال مَدعُوِّيه ويذكر إلى جانب سعة رحمة الله أنه شديد العقاب يمهل ولا يهمل وأنَّ أخذه - لمن لم يستح منه - أليم شديد.
1 - أعظمُ ما تُنال به مغفرة الله تعالى التقربُ إليه بالإيمان به والاستسلام التام له والعمل الصالح على وفق ما شرعَ ومن قام لله بالإيمان وتقرّب إليه بصالح العمل فهو موعود من الله بالمغفرة والرضوان بقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) ومن أصدق من الله قيلاً.!
قال تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) والجنَّة دارٌ لا يدخلها ولا يُبَشَّر بها إلا من رضي الله عنه وغفر له , ونظائر هذه الآية الدالة على حميد مآل المؤمنين الذين صلحت أعمالهم وخلُص إيمانهم كثيرة جداً في القرآن.
وهذا السببُ متضمِّنٌ كلَّ ما يلي من أسبابِ المغفرة في القرآن.
2 - ومن أهمِّ موجبات المغفرة وأجمعِها هو طلبُ المغفرة من الله بالاستغفار وفي ذلك يقول تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ويقول تعالى (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) والقرآن دلَّ على أنّ من استغفر الله تائباً وعازماً على ترك الإصرار على المعصية فسيتجيب الله دعائه ويغفر له قال الله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) وهذا وعدٌ من الله لا يتخلف ولا يتبدل ومن أوفى بعهده من الله.؟
وليس من حرجٍ في كون الإنسانِ يذنبُ ويستغفر لكنَّ الحرجَ كلَّ الحرج في تركه لهذه العبادة الجليلة الموجبة لرضوان الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك وصف ربنا سبحانه المتقين الذين أُعِدَّتْ لهم الجنةُ في أكثر من موضع في القرآن بكثرة استغفارهم وأثنى عليهم بأنهم يستغفرون الله إذا غفلوا وعصوا فيتطهرون باستغفارهم مما لحقهم من أدران المعاصي ومن ذلك قوله تعالى (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) وقوله (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) وبيَّن الله أنه يغفر لهم جزاء استغفارهم وتوبتهم إليه قال الله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ).
3 - ومن أسباب المغفرة:
أ – وجل القلب من ذكر الله تعالى. ب- ازدياد الإيمان بسماع القرآن.
جـ- التوكل على الله. د- إقام الصلاة هـ- الإنفاق في سبيل الله.
فهذه الصفات الخمس من اتصف بها مجتمعةً كان مؤمناً حقاً كما نصَّ الله على ذلك في كتابه بقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
مع أنَّ القرآن نصَّ على مغفرة الله لمن اتصف ببعضها كالإنفاق في سبيل الله فقد قال اللهُ فيه (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
4 - ومن أسباب المغفرة في القرآن تقوى الله بفعل مأموراته واجتناب محارمه ومحظوراته , قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وقال سبحانه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرً).
5 - ومن أسباب المغفرة في القرآن الإسلامُ بعد الكفرِ قال الله تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) فكلُّ من دانَ بدين الإسلامِ فإنَّ الله يغفر له ما كان منه قبل إسلامه وفي مسند الإمام أحمدَ أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إنَّ الإسلامَ يجُبُّ ما كان قبله من الذنوبِ) وفي الحديثِ أنَّهُ أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال:
أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة.؟
قال: صلى الله عليه وسلم: فهل أسلمت
قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قال صلى الله عليه وسلم: تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن.
قال وغدراتي وفجراتي.!
قال صلى الله عليه وسلم: نعم
قال: الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى.رواه الطبراني والبزار وصححه الألباني رحم الله الجميع
6 - ومن أسباب المغفرة في القرآن كذلك الاستقامة بعد الضلالة والتوبة بعد العصيان, فالتوبة كذلك تجُب ما كان قبلها قال تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) فمن تاب لله تاب الله عليه مهما أسرف وشطَّ , والتائبُ على الله مغفورٌ له بدلالة الآية السابقة وغيرها من آيات القرآن كقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) و (عسى) حيثما جاءت في القرآن فهي متحققة الوقوع بخلاف (لعلَّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
بل لا أدلَّ على كرم الله وحلمه بعباده من أنَّ تائبَهم إذا قبِل اللهُ توبتَه جعلَ معاصيه وفجراته السابقةَ حسناتٍ ترتفع بها درجاتُه وتكثر بها حسناتُه ذلك أنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر الله حسرةً منه على ماضيه وغفلته، فينقلب الذنب السابقُ طاعةً لله تعالى بهذا الاعتبار , قال الله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)
7 - ومن أسباب المغفرة في القرآن حرصُ المسلمِ على أن لا يقترف كبيرةً من كبائر الذنوب التي جاء الوعيد من الله أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو منهما في مرتكبها على القول بانقسام الذنوب إلى صغائرَ وكبائرَ , قال الله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) وصغائر الذنوب لا يسلمُ منها أحدٌ مهما بلغ من الإيمان والطاعة لله لأنَّ من اجتمع له ترك الصغائر والكبائر بالكلية فهو معصومٌ, ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي السنَّة النبوية جاء ما يدل على أن من اجتهد في مجانبة الوقيعة في كبائر الذنوب أن الله يتجاوز له عن صغائرها كما في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» وقال صلى الله عليه وسلم في الصحيح كذلك «ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله»
8 - ومن أسباب المغفرة في القرآن العفوُ عند المقدرة والتمكنِ من مصالح عباد الله كما جاء في قصة الإفك لما حلف الصديق رضي الله عنه ألا ينفع مِسْطَح بن أثاثة رضي الله عنه بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال مما أشاعه المنافقون فأنزل الله تعالى قوله (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فمن عفا عن عباد الله عفا الله عنه ومن يسَّر عليهم يسَّر الله عليه , ولذلك أدرك الصديقُ هذا السبب فأرجع نفقته على مسطح وهو يقول مجيباً لله تعالى: بلى، والله إنا نحب يا ربنا أن تغفر لنا.
9 - ومن أسباب المغفرة في القرآن السبقُ إلى الطاعات عموماً , فإن الله يحب التنافس في السبق على مرضاته كما قال (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) ولا يكون التنافس فيه إلا بالتسابق في الطاعة ,ودليل هذا السبب أنَّ مؤمني بني إسرائيلَ لمَّا هددهم فرعونُ بالتقتيل والتمثيل بهم حكى الله عنهم أنهم قالوا له (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) فبنوا طمعهم في مغفرة الله تعالى لهم على سبقهم إلى الإيمان وكونهم أولَ المؤمنين.
10 - ومن أسباب المغفرة في القرآن الاعترافُ بالذنب والتذلل لله وصدق الضراعة له فإنّ موسى عليه السلامُ حينَ قتل الرجلَ ندمَ على قتله وتضرَّع إلى الله معترفاً بذنبه فقال الله عنه (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
11 - ومن أسباب المغفرة في القرآن السدادُ في القول مع تقوى الله وذلك بأن لا يقول المسلمُ إلا حقاً وعدلاً ولا يشهد بما لا علم له به ولا يفتي بما يجهله ولا يرمي أحداً بزور ولا يأتي شيئا من منكر الأقوال عموماً فمن اتقى الله وعمل بذلك فقد وعده الله بالمغفرة بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
(يُتْبَعُ)
(/)
12 - ومن أسباب المغفرة في القرآن صدقُ المراقبة لله وتعظيمُه بحيث لا يؤثر في العبد اجتماعه بالناس ومراقبتهم له وتطلعهم إليه أوخلوُّه بمحارم الله وأمنُه من نظر الناس إليه ,فالأمرانِ سيَّان عنده إذ هو يخشى ربَّ الناس ولا يبالي بالناس , ومن كان هذا حالَه فإن الله بشَّره بالمغفرة والجر الكريم يومَ قال (إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَر يمٍِ) وأعاد له الوعدَ بالمغفرة بقوله سبحانه (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) وعلى النقيض من ذلك من كان همُّهم رضى الناس وما يقول الناس , فما يخلو احدهم لله بحرمة إلا انتهكها على أقبح وجه , ويجعل الله جزاءهم من جنس عملهم كما صحَّت بذلك السنة فتأتي حسناتهم يومَ القيامة أمثال الجبال كما كانت مظاهرهم في الدنيا أمام الناس ثمَّ يأمر الله بها فتكون هباءً منثوراً كما فعلوا هم بالتدين والخشية التي نزعو قناعها في خلواتهم , ولا يظلم ربك أحداً.
13 - ومن أسباب المغفرة في القرآن الاستجابةُ لداعي الله في أزمنة إعراض الناس واجتماع كلمتهم على الكفر والفسوق , وهذه هي غربة الدين , كما في قصة القرية التي بعث الله لها ثلاثة الرسل فما زادتهم زيادة عدد الرسل إليهم إلا إمعانا في الغواية واجتماعا على الكفر , فجاء رجلٌ من أقصى المدينة يسعى يصدع بإيمانه بهم ويدعو قومه إلى ذلك فجعلوا يرجمونه بالحجارة حتى لقي الله شهيداً فقال الله عنه (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ *بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)
14 - ومن أسباب المغفرة في القرآن اتباعُ السنة النبوية والعضُّ عليها سيَّما في أزمنتا هذه التي انتهج كثيرٌ من المسلمين منهجَ نبذها من حياتهم وممارساتهم اليومية مكاناً قصياً , قال الله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فاتباع السنةالنبوية والالتزام بها مجلبةٌ لمحبة الله تعالى للمستنِّ بها ومحصِّلٌ للمغفرة.
15 - ومن أسباب المغفرة في القرآن إصلاحُ العَبد باطنَه وسلامة مقاصده ونواياهُ بحيث لا يبطنُ إلا خيراً ولا يريد وينوي بفعل أو قولٍ أو إشارةٍ على أحد أو رأيٍ إلا الخيرَ , ومن اطَّلعَ الله من باطنه على هذا فلم يرَ فيه إلا كمالَ المقصد وخلوص الطوية فقد أفلح وأنجحَ قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
16 - ومن أسباب المغفرة في القرآن أنّّ المسلمَ إذا مرَّت به محنة أو وقع في فتنة فعاد إلى الله واستعان بالاستغفار على محنته تلك وأناب إليه فإن الله يغفر له قال الله تعالى عن داود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآَبٍ) فكان حاله عليه السلام بعد التوبة أحسن منه قبلها بسبب إنابته وضراعته إلى الله ,والتعبير بالفاء في قول الله (فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ) له دلالته التي لا تخفى في أن التوبة عليه كانت عقبَ استغفاره وإنابته مباشرة.
17 - ومن أسباب المغفرة في القرآن أن يرجع الوليُّ وقيِّمُ الأسرة وربُّها عن عقوبة الزوج والولد إن هو همَّ بذلك وعزم عليه قال الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فإنَّ من تأخَّر عن الهجرة من الصحابة لمَّا جاءوا إلى المدينة ورأوا غيرهم قد فقه في دين الله همُّوا بمعاقبة أهليهم الذين كانوا سبببا في قعودهم وتأخرهم عن اللحاق بالمهاجرين فنزلت هذه الاية لتخبرهم بأن الله سيعاملكم في حال صفحكم عنهم ومغفرتكم لزلتهم بمثل ما عملتم ويتفضل عليكم بمغفرته لكم ويجعل جزائكم من جنس عملكم مع أهليكم
(يُتْبَعُ)
(/)
وأولادكم.
18 - ومن أسباب المغفرة في القرآن الفيئةُ عن الإيلاء قبل الأجل المحدود وهو أربعة أشهر قال الله تعالى (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فنصُّ الاية يدلُّ على أنَّّ الله يغفرُ للمُولي بفيئته.
19 - ومن أسباب المغفرة في القرآن الأدبُ مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلمَ بغضِّ الصوتِ عنده حياً , وعند قبره بعد موته صلوات الله وسلامه عليه , فتلكم أمارةٌ صادقة على تقوى المتخلِّق بهذا الأدب الرفيع ,وهي موجبة لمغفرة الله والأجر العظيم , قال الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) فدلالة الآية على غضِّ الصوت عنده في حياته تامة الظهور , وأمَّا بعد موته صلى الله عليه وسلمَ فقد نصَّ العلماء رحمهم الله على أنَّه محترمٌ حياً وميتاً , وأنّ حرمة رفع الصوت بجوار قبره كحرمة رفعه بحضرته في حياته , ولا أدلّ على ذلك من فعل عمر رضي الله عنه , ذلك أنه كما روى البخاري رحمه الله سمع صَوت رجلين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما، فجاء، فقال: أتدريان أين أنتما؟ ثم قال: مِن أين أنتما؟ قالا من أهل الطائف. فقال: لو كنتما من أهل المدينة لأوجعتكما ضربا.
20 - ومن أسباب المغفرة في القرآن إعادةُ الحقوق والمظالم إلى أهلها واستسماحهم , فإنَّ إخوة يوسف لما اعترفوا بخطيئتهم وقالوا (تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ) جعل الله جزاء اعترافهم هذا أن قابلهم يوسف عليه السلام بحلمٍ لا يُدرَك , فعفا عنهم وصفح بلا ملامة ولا عتاب ولم يزد على أن قال (لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) فقد أخبرهم بأن الله غفر لهم ذلك اليوم على تقدير الوقف على (عَلَيْكُمُ).
هذا والله تعالى أعلمُ ونسبة العلم إليه أحكمُ وأسلمُ وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Feb 2008, 01:48 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الجمع الطيب المبارك
وآمل أن يكون بداية لسلسلة مباركة من الأسباب النافعة
غفر الله لي ولك وللقارئين ولمن دل على هذا الخير العظيم
واسمح لي بهذه الإضافة اليسيرة
ومن أسباب المغفرة المذكورة في القرآن أيضاً
استغفار المسلم لأخيه كما وسعته دلالة قوله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
وكذلك: الاتصاف بالعفة والطيب كما يدل عليه قوله تعالى (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Feb 2008, 11:05 م]ـ
ومن أسباب المغفرة المذكورة في القرآن أيضاً
استغفار المسلم لأخيه كما وسعته دلالة قوله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
ووجه اتساع دلالة هذه الآية لتتحصل بها المغفرة للداعي لأخيه كما ذكرت أخي الفاضل هو أنَّ دعوة المسلم للمسلم بظهر الغيب لا تحجب عن الله وهي مجابةٌ, قال النووي رحمه الله تعالى في شرح قوله صلى الله عليه وسلم (مامن عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل)
وفى هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضا وكان بعض السلف اذا أراد أن يدعو لنفسه يدعولأخيه المسلم بتلك الدعوة لأنها تستجاب ويحصل له مثلها. انتهى
وعن عون بن عبد الله رحمه الله قال: أربع دعوات لا يحجبن عن الله دعوة والد راض , وإمام مقصد , ودعوة المظلوم ودعوة رجل دعا لأخيه بظهر الغيب.
بل إنَّ بعض الصالحين لفرط حرصهم على نفع أنفسهم والمسلمين إذا أراد الدعاء لنفسه بشيء من أمورد الدين أو الدنيا قدَّم في دعوته بعض إخوانه ثم دعا لنفسه فتستجاب الدعوة وتتحصل المغفرة , والمحروم من حرمه الله
والله تعالى أعلم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[27 Feb 2008, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بما قدمت(/)
الشيخ المكي الناصري
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[24 Feb 2008, 07:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ المكي الناصري
ودوره في الإصلاح من خلال تفسيره
مدخل
لقد أحسنت شعبة التاريخ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية بتنظيمها لندوة علمية في موضوع النخبة وهو موضوع في غاية الأهمية وأيضا في غاية الراهنية. وفضلا عن ذلك فإني اعتبر الأعمال العلمية أفضل مجال للتعميق تواصلنا الثقافي.
وافترض أن الشخصية التي تتناولها هذه المداخلة شخصية متميزة من جهات متعددة.
ولقد كانت هذه الندوة فرصة لي لأكتشف من جديد معالم شخصية مغربية وجدت نفسها أمام إكراهات كثيرة ولكن أيضا أمام تراث ضخم يجعل المنتسب إليه يتساءل كما تساءل أكثر من واحد وبصيغ متعددة لكن المضمون واحد وهو: ما الذي وقع حتى آل الأمر إلى كل هذا الإنحدار؟
معالم الانخراط في النخبة في حياة الشيخ المكي الناصري
ولد الشيخ محمد المكي الناصري بن محمد اليمني بن سعيد الناصري بمدينة الرباط في ضحى يوم الأربعاء بتاريخ 24 شوال 1324 هـ الموافق 11 دجنبر 1906 م وينحدر من منطقة تاكونيت القريبة من الزاوية الناصرية وقد تدرج في مسالك التكوين المختلفة، وشارك بشكل وازن في قضايا بلده وعصره، إلى أن توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 29 ذي القعدة 1414 هجرية الموافق 10 ماي 1994م بالرباط عن عمر يناهز 88 سنة. وقد خلف تراثا ضخما و متنوعا لا يزال يشهد لمكانة الرجل وإسهامه ضمن النخبة المغربية. ويمكن إجمال معالم الانتساب إلى النخبة في حياة الشيخ المكي الناصري في ما يلي:
1 - تنوع التكوين
الحديث عن النخبة يقتضي تنوعا في التكوين وهذا في تقديري أحد المعالم الكبرى التي تغيب في مسالك التكوين المتبعة في جامعاتنا بشكل عام. إن مبرر التخصص لا يعفي من الإلمام بالعلوم والمعارف الأخرى ذلك لأن الجزر المعرفية المنغلقة لا تحدث نخبا رائدة، ولما كانت المطالبة بالتخصص في كل شيء دعوى باطلة من أساسها لم يبق إلا التخصص في حقل معرفي معين مع الإنفتاح على باقي الحقول المعرفية وهذه في نظرنا احد المحددات الأساسية للحديث عن النخبة. وإذا رجعنا إلى شخصية المكي الناصري وجدناه قد سلك مسارا تكوينيا متميزا نجمل مراحله الكبرى في ما يلي:
وجه الشيخ المكي الناصري في بداية حياته كما كانت عادة أبناء جيله إلى حفظ القرآن الكريم ثم إلى تلقي العلوم الشرعية و اللغوية في المعاهد الدينية، وتمتد هذه الفترة إلى سنة 1926.حيث أنهى دراسته الابتدائية و تعليمه الثانوي.
ثم سافر إلى مصر. وكان سفره إلى القاهرة في شهر صفر من عام 1346هـ. ولقد سعى للإلتحاق بمدرسة دار العلوم أو مدرسة القضاء الشرعي لكن القوانين لم تكن تسمح بقبوله فانصرف عنها الأزهر.
ثم التحق بقسم الفلسفة وعلم الاجتماع بالجامعة. ولما أحس الشيخ الناصري بسعي فرنسا لطرده من مصر رحل إلى سويسرا وفيها درس الحقوق لتنتهي رحلته الدراسية بالرجوع إلى تطوان أواخر عام 1933م ليصل إلى الرباط أوائل 1934.
وهكذا فإلى جانب دراسته الواسعة للثقافة الإسلامية وتخصصه فيها، درس الفلسفة وعلم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة، وعلوم التربية بكلية الآداب جامعة باريس، ومادة القانون الدستوري والقانون الدولي العام بكلية الحقوق جامعة جنيف.
ومن أبرز الأساتذة الذين درس عليهم وتأثر بهم: من المغرب: أبو شعيب الدكالي، المدني بن الحسني، محمد السائح، امحمد بنونة، المؤرخ محمد داود ... أما بالقاهرةفتعرف على محب الدين الخطيب، الشيخ الخضر حسين، كما تردد في جامعة الملك فؤاد- جامعة القاهرة – على: طه حسين، أحمد أمين، زكي مبارك، عبد الحميد العبادي، حسن إبراهيم حسن، مصطفى عبد الرازق، منصور فهمي ... وفي سويسرا تعرف على الأمير شكيب أرسلان.
و لقد كان مساره التكوني فرصة للقاء مجموعة من المستشرقين الإيطاليين ومنهم كارلوس ألفونسو نلينو Carlos Alfonso Nallino 1872 ـ 1938 وإغناطيوس جويدي و تتلفظ "إينياتسيو" Ignzio Guidi 1844 ـ 1935.ومن المستشرقين الألمان ومنهم إيّنو ليتمان Enno Litmann (1875 ـ 1958م)، وجوتهلف برجستراسر أو ‘برك شتريزر‘ Gotthelf Bergstrasser 1886 ـ 1933م.
2 - الانخراط في هموم المجتمع وقضاياه
(يُتْبَعُ)
(/)
الحديث عن النخبة يقتضي أيضا انخراطا في هموم المجتمع وقضاياه. إذ كيف نجعل من نخبة مجتمع ما من لا يهتم يقضايا المجتمع الذي ينتمي إليه؟ ليست النخبة حصيلة علمية فقط، بل لا بد أن يكون معها حصيلة عملية. وفي هذا المستوى أيضا نجد الشيخ المكي الناصري يحقق الانخراط الفعلي في شؤون المجتمع مما يجعله بحق أحد رموز النخبة المغربية المعاصرة. فقد عاش رحمه الله الفترة الاستعمارية بكل تحدياتها، كما عايش فترة الاستقلال وما بعده ووجدنا له في المرحلتين معا حضورا متميزا:
قبل الآستقلال
يتجلى انخراط الشيخ المكي الناصري في قضايا المجتمع في أشكال متعددة ولكن أبرزها المؤسسات و الهيآت التي أسسها أو انتسب إليها ونذكر منها:
1. عضو مؤسس وعامل في الرابطة المغربية أول هيئة سرية للعمل الوطني 1921
2. عضو مؤسس وعامل في جمعية انصار الحقيقة 1925
3. عضو مؤسس وعامل في جمعية الفلسفة والاجتماع وجمعية الشبان المسلمين بالقاهرة 1927 – 1928
4. عضو مؤسس وعامل في كتلة العمل الوطني أول هيئة وطنية سياسية 1934 – 1937
5. أسس حزب " الوحدة المغربية" بعد توقف كتلة العمل الوطني سنة 1937م.
6. عضو مؤسس وعامل بمجلس الأحباس المتحدث بشمال المغرب 1939 - 1946
7. عضو مؤسس و عامل في لجنة تحرير المغرب العربي التي أنشأها الغازي محمد عبد الكريم الخطابي بالقاهرة (1948 - 1955).
8. عضو مؤسس و عامل في (الجبهة الوطنية) للأحزاب المغربية الأربعة (1951 - 1956).
9. عضو مؤسس وعامل في الوفد المغربي الذي قام بتمثيل المغرب ورفع شكواه والدفاع عن قضيته لدى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم 1951 - 1955
10. زاول التدريس بالمعهد الحر ومعهد مولاي الحسن ومعهد مولاي المهدي بتطوان
فإذا تأملنا المجالات السابقة أمكننا الخروج بمجموعة من الملاحظات نجملها على الشكل التالي:
• إن واقع البلد الذي يرزح تحت الاستعمار لم يترك مجالا للاختيار، فكان هذا المعطى هو الإطار الموجه لكافة أنشطة الشيخ المكي الناصري في هذه المرحلة أي الإسهام في الاستقلال باعتباره اولى الأولويات.
• إن إسهام الشيخ المكي الناصري في تحرير المغرب واستقلاله كان من موقع النخبة وذلك يتجلى في تأسيس الهياكل الموجهة والمؤطرة. وهكذا وجدناه يحضر باعتباره عضوا مؤسسا في هيآت سياسية متعددة.
• يبرز بين هذه المهام الوعي بضرورة تجميع الجهود من خلال تأسيس كتلة العمل الوطني،ولكن أيضا البحث عن الحلول البديلة من خلال حزب " الوحدة المغربية".
بعد الاستقلال
استمر حضور الشيخ المكي الناصري المتميز في المشهد المغربي بعد الاستقلال وكان ذلك نتيجة طبيعية للجهد الذي بدله قبل الاستقلال، وفي يلي جرد لأهم المهام والوظائف التي تولاها في هذه الفترة:
1. عضو في المجلس الوطني الاستشاري 20 أكتوبر 1956
2. عضو في مجلس الدستور 7 نونبر 1960
3. سفير في ليبيا، 13 يناير 1961
4. عامل على إقليم أكادير 9 فبراير 1963
5. عضو في الغرفة الدستورية 18 دجنبر 1963 ـ 1970
6. أستاذ بدار الحديث الحسنية 21 نونبر 1964
7. عضو المجلس الأعلى للإنعاش الوطني والتخطيط 1968
8. وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية و الثقافة. 19 نونبر 1972
9. عضو في اللجنة الملكية للتدوين 1979
10. عضو بأكاديمية المملكة المغربية 1مارس 1981
11. عضو بمجلس الوصاية 1981
12. رئيس للمجلس العلمي للعدوتين الرباط وسلا.12 يوليوز 1981
13. عضو في اتحاد المؤرخين العرب 1988
14. أمين عام رابطة علماء المغرب بعد وفاة العلامة عبد الله كنون في المؤتمر الاستثنائي للرابطة المنعقد بطنجة يوم 28 أكتوبر 1989 إلى ان توفي رحمه الله يوم الثلاثاء 1414هـ بالرباط عن عمر يناهز 88 سنة.
ومما ميزالشيخ المكي الناصري انخراطه المرموق في الواجهة الإعلامية و إسهامه بالعمل الصحفي مؤسسا و مشاركا ومناضلا. كما تشهد بذلك صحف و مجلات تلك الحقبة و نذكر منها:
1. مجلة المغرب الجديد 1935 - شهرية- تطوان.
2. صحيفة الوحدة المغربية- 1937 - ثلاث مرات في الأسبوع - تطوان.
3. صحيفة unidad marroqui - 1937 بالاسبانية أسبوعية - تطوان.
4. صحيفة la voix du maroc بالفرنسية - 1946 - أسبوعية- طنجة.
5. صحيفة منبر الشعب- 1949 - يومية- طنجة.
6. صحيفة الشعب 1952 - خلفت منبر الشعب – يومية.
3 - الإنتاج العلمي
(يُتْبَعُ)
(/)
تميز الشيخ المكي الناصري من بين علماء العصر بوفرة الانتاج العلمي وغزارته والذي يعد ترجمة عملية لتنوع تكوينه واهتمامه وانشغاله بقضايا المجتمع فكانت كتاباته اصدق تعبير عن هذا المعطى. ويميز المؤرخون لحياة الشيخ المكي الناصري في انتاجه العلمي بين فترة الحماية والاستعمار وبين فترة الاستقلال وله في فترة مؤلفات ورسائل عديدة نذكر منها ما يلي:
1ـ نشر في فترة الحماية
1. إظهار الحقيقة وعلاج الخليقة، وهي رسالة ضد الخرافات والبدع طبعت بتونس 1925م
2. حياة سقراط زعيم الفلاسفة وأبو الفلسفة القديمة، القاهرة، المطبعة السلفية، 1930.
3. حرب صليبية في مراكش، طبعت بالقدس 1931م
4. فرنسا وسياستها البربرية في المغرب الأقصى طبع بالقاهرة 1932م
5. وصايا دينية من ملوك الدولة العلوية طبع بالرباط 1934م
6. الأحباس الإسلامية في المملكة المغربية طبع بتطوان 1935م
7. موقف الأمة المغربية من الحماية الفرنسية، تطوان، مطبعة الوحدة المغربية، 1946.
8. - مطالب الشعب المغربي.
كما قام بتعريب عدة أبحاث ومستندات سياسية من اللغة الفرنسية ونشر منها ما يأتي:
1. "سياسة الحماية الفرنسية في المغرب" تقرير سري للمارشال ليوطي سنة 1920 طبع بالقاهرة 1938.
2. " كيف تمت مؤامرة الظهير البربري" محاضرة جلسات اللجنة السرية المكلفة بوضع مشروع هذا الظهير سنة 1930. طبع في تطوان 1941.
2ـ نشر بعد الاستقلال
1. مبادئ القانون الإداري في الإسلام
2. مبادئ القانون الدولي في الإسلام
3. نظام الحقوق في الاسلام
4. مكانة الاجتهاد في الاسلام
5. فلسفة التشريع الإسلامي، طبع أكاديمية المملكة.
6. منهاج الحكم في الاسلام
7. كيف نجدد رسالة الإسلام
8. الشريعة أخت الطبيعة
9. النظرية العامة للشريعة
10. تاريخ التشريع الإسلامي
11. الدعوة الإسلامية فلسفتها السديدة وسياستها الرشيدة.
12. الحضارة الإسلامية
13. الحضارة المغربية
14. رسالة القرآن في عصر العلم طبع مجلة الكاديمية.
15. إعجاز القرآن على ضوء العلم الحديث
16. حكمة الإسلام
17. سماحة الإسلام
18. كيف انتشر الإسلام في العالم
19. نظام الفتوة في العالم الإسلامي
20. المذهب المالكي مذهب المغاربة المفضل
21. نظام الفتوى في الشريعة والفقه. طبع ندوة الشريعة والفقه والقانون
22. علم الكلام فلسفة إسلامية مبكرة.
23. وحدة المغرب العربي بنت الطبيعة والتاريخ و المصير المشترك
24. نظرة إلى التخطيط العائلي على ضوء التشريع الإسلامي
25. دراسات تاريخية عن سبتة والجديدة والصويرة.
26. الأقليات الديينة وحق تقرير المصير
27. مكانة الرياضة في الإسلام
بالإضافة لما نشر له ضمن ندوة الإمام مالك، وندوة الشريعة والفقه، والدراسات التي
خص بها مجلة "دعوة الحق"
ومن آخر ما كتب قبل رحيله رحمه الله دراسة عن موضوع:" كيف تسربت ثقافة الإسلام إلى الغرب المسيحي في العصر الوسيط" التي قدمها في الندوة الداخلية لأكاديمية المملكة في دجنبر 1991م.
ونشر له ضمن منشورات الرابطة مع الشباب الطبعة الولى 1412هـ ودستور العودة الإسلامية و"تحت راية العرش".
ويهمنا في هذه الدراسة أشهر مؤلفاته التيسير في أحاديث التفسير" الذي جمعه من خلال أحاديثه التفسيرية الإذاعية وقد نشر هذا الكتاب في ست مجلدات صدرت ببيروت عام 1985م عن دار الغرب الإسلامي.
المكي الناصري وصلته بالتفسير
تمتد صلة المكي الناصري بالتفسير إلى العشرينات الثلاثينات وعن ذلك يقول:"وكان من ذلك ما تطوعت به في العشرينات والثلاثينات من إلقاء دروس ومحاضرات في تفسير بعض السور وبعض الآيات بمساجد الرباط ومساجد تطوان" التيسير 1/ 5
وواصل جهده هذا في الأربعينات أيضا لما يقول من:" الإقبال على تفسير القرآن الكريم كل يوم بين العشاءين خلال سنتين متواليتين بالمسجد الأعظم بطنجة وخلال سنة ثالثة بالمسجد المحمدي والمسجد العتيق بالدار البيضاء" التيسير 1/ 5
وفي أواسط الخمسينات واصل كما يقو:"واصلت:" العمل على نشر رسالة القرآن فلقيت عدة أحاديث ومحاضرات في موضوعات مختلفة من الدراسات القرآنية المتنوعة ... كما قمت خلال نفس الفترة بتفسير عدة سور مفردة، في مناسبات متعددة، لكن دون التزام بعقد مجالس عامة للتفسير بصورة منتظمة."
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم كان اليوم السعيد كما قال:"وذات يوم من أسعد أيام الستينات تلقيت دعوة ملحة من الإذاعة الوطنية بالمغرب للقيام بإلقاء أحاديث يومية في التفسير القرآن لفائدة المواطنين والمواطنات وكافة المومنين و المومنات" التيسير 1/ 6
ثم إن هذا التفسير الإذاعي يقول عنه الشيخ المكي الناصري بأنه:" أول تفسير إذاعي للمصحف الكريم عرفته الإذاعات العربية والإسلامية" التيسير 1/ 10
الإسهام في الإصلاح من خلال التفسير
تعد كتب التفسير ترجمة حقيقية لرؤية مؤلفيها للإصلاح وفي هذا الإطار يمكن التمثيل بكتاب تفسير المنار لرشيد رضا والذي هو خلاصة رؤية مدرسة المنار في الإصلاح، وأيضا كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب. وفي هذا الإطار وقع الإختيار على الشيخ المكي الناصري لمحاولة تلمس بعض جوانب انخراطه في قضايا الإصلاح من خلال تفسيره،وإن كان إسهام المكي الناصري يحسن أن يستخرج من مؤلفاته كلها، لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله.
في إصلاح الحكم والقضاء
تقدمت الإشارة إلى انخراط الشيخ المكي الناصري في القضايا السياسية، وقد كان ذلك من مداخل متعددة، ويمكن بيسر تلمس كثير من آثار اهتمامه في كتابه التيسيرومن ذلك ما قاله في تفسر قوله تعالى:" وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ" " (المائدة: 49) حيث ينطلق مما تدل عليه الآية وهي موجهة للنبي صلى الله عليه و سلم ليقرر بأن من دونه من الولاة وحكام المسلمين بهذا التوجيه أولى. يقول:" وإذا كان الخطاب الإلهي يتوجه إلى الرسول بمثل هذه الأوامر والنواهي وهو المتميز عن غيره بالعصمة و الرسالة حرصا على إحقاق الحق وإبطال الباطل وإقامة العدل المطلق بين الناس فمن باب أولى وأحرى أن يوجه هذا الخطاب الإلهي إلى غير المعصومين من ولاة المسلمين الحاكمين بين الناس من بعده، ومن باب أولى وأحرى أن تساق إليهم هذه الأوامر و النواهي، بل إنهم المقصودون بالذات من هذا الخطاب الموجه في الظاهر إلى الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام، إذ هم وحدهم دون الرسول المعرضون للتأثر بأهواء المحكومين والمخالفين على حساب الحق، وهم وحدهم المعرضون للفتنة عن العدل. والفتنة أنواع وأشكال من بينها فتنة الرشوة، وفتنة البطانة والحاشية، وفتنة الشفاعات والوساطات، وفتنة الانحراف والتحريف، وفتنة الآراء الفاسدة والنظريات الباطلة" التيسير 2/ 65 – 66
فالشيخ الناصري في هذا النص يلمح إلى بعض مظاهر الفساد السياسي المتمثل في التنكب عن طريق حكم الشريعة.
في إصلاح المنطلقات الفكرية
ويدعو الشيخ الناصري العلماء الذين تقاعسوا عن أمر الدعوة إلى الحق في واقعنا المعاصر إلى ضرورة المشاركة في إصلاح المجتمع وذلك عند تصحيحه للفهم الخاطئ لقوله تعالى من سورة المائدة:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" (المائدة: 105)، يقول:" في هذا الربع آية كريمة يجب الوقوف عندها وقفة خاصة فقد فهمها بعض الناس على غير وجهها منذ عهد مبكر ... فهاهنا دعوة موجهة إلى المشركين من الرسول والمؤمنين ليتركوا ما هم عليه من ضلال وخبال لكنهم يصرون على تقليدهم الأعمى ويأبون الاستجابة إلى الدعوة الإسلامية. وما دام الأمر هكذا وما دام الرسول و المومنون قد بذلوا كل ما في وسعهم للقيام بتوجيه الدعوة وتبليغ الرسالة ... فقد برئت ذمتهم ... وليس معنى الآية الإذن للمسلم بالتخلي عن واجباته نحو المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية و لا الترخيص له بالوقوف منها موقف المتفرج الذي لا يهمه من أمرهما شيء فذلك فهم مقلوب للإسلام وتأويل مضاد للمعنى المقصود من هذه الآية" التيسير2/ 95 - 96
(يُتْبَعُ)
(/)
كما يكشف الشيخ المكي الناصري عن خلفيات خصوم الإسلام بعيدا عن كل الدعاوى والشبهات المثارة منطلقا في ذلك من قوله تعالى:" أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ" (المائدة: 50) يقول:"يرفع كتاب الله النقاب وإمعانا عن خصوم الشريعة وأعدائها ويبين السر الخفي والدافع الحقيقي لخصومتهم لها في السر والعلن، ذلك بأنهم يفضلون شريعة الغاب على شريعة الكتاب لأنهم يجدون في كنف الأولى كل ما يحقق أغراضهم المنحرفة من الوسائل والأسباب، وحكم الغاب بالنسبة للإسلام هو حكم الجاهاية الأولى، وحكم الجاهلية هو حكم الهوى لا حكم الحق، وحكم العصبية لا حكم العدل، وحكم الطبقية لا حكم المساواة، وحكم الاستغلال لا حكم الإنصاف، وحكم الإباحية لا حكم ضبط النفس، وحكم الفوضى لا حكم النظام،وحكم الفواحش والخبائث لا حكم المكارم والطيبات، وبالجملة فحكم الجاهلية هو الحكم الذي يوحي به الشيطان والنقيض الطبيعي التام من كل الوجوه ومن جمع زوايا النظر لحكم الحكيم الرحمن" التيسير 2/ 66 – 67
ومن المواضيع التي عالجها الشيخ الناصري في تفسيره موضوع الجهاد وإعداد القوة لمحاربة العدو، يقول رحمه الله:" وقد نبه مصلحو الإسلام في القرن الأخير وفي طليعتهم حكيم المشرق جمال الدين الأفغاني الحسيني ومؤرخ المغرب أحمد بن خالد الناصري الجعفري إلى أن أهم سبب كان ولا يزال لطمع الأجانب في العالم الإسلامي هو إهمال المسلمين لما أمرهم الله به وحضهم عليه من العناية التامة بالقوة العسكرية والفنون الحربية ومن تركهم الاستعداد للجهاد واعتمادهم في العدة والعتاد على نفس الأجانب الطامعين في السيطرة على العباد." التيسير 2/ 324
ومن وسائل الاستعداد للجهاد ضرورة إعداد القوة اللازمة وهذا ما يشير إليه عند تفسير قوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل" الأنفال 61، "جاءت الآيات الكريمة في أول هذا الربع بقاعدة قرآنية عامة وخطاب إلهي موجه إلى كافة المؤمنين وبصفة مؤبدة ومستمرة إلى يوم الدين وذلك قوله تعالى:" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" ففي هذا الخطاب الإلهي الحكيم يامر الله عباده المؤمنين أمرا قاطعا بإعداد كل مافي إمكانهم واستطاعتهم من وسائل القوة الكافية لمجابهة أعداء الإسلام، وعدم الغفلة عن هذا الاستعداد على مدى السنين والأعوام" التيسير 2/ 344.
ويقدم الشيخ الناصري مفهوما واسعا وشاملا لمفهوم القوة في القرآن، يقول:"وكتاب الله في هذه الآية لا يحدد نوعا خاصا من أنواع القوة وإنما يأمر بإعداد القوة بكل ما في الوسع والطاقة وعلى الإطلاق والشمول دون تعيين لنوعها ولا تحديد لشكلها لأن أنواع القوة وأدواتها تختلف من عصر إلى عصر، ومن جيل إلى جيل، فلكل عصر نوع من القوة يقهر الأعداء ونوع من السلاح يفيد في مقاومتهم ويردهم على أعقابهم والله بمقتضى هذه الآية يلزم المسلمين بان يكونوا أقوياء غير ضعفاء وبان يكونوا في مستوى كاف من القوة يجعلهم في مأمن من طمع الطامعين ... إذ هو سبحانه اعلم بما سيواجه الإسلام منذ ظهوره في العالم من أحلاف عدائية ودسائس سياسية وعسكرية، ومؤامرات صليبية وصهيونية وإلحادية، دون انقطاع إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ... " التيسير 2/ 345
في إصلاح بعض القضايا الاجتماعية
في قضايا لأسرة:
وفي تفسير قوله تعالى:"عن تراض منهما وتشاور" يرشد إلى اهمية التشاور في قضايا الأسرة بشكل عام. يقول:"وإذا كانت رضاعة الطفل وفطامه مما تجب فيه المشاورة و التراضي بين الوالدين ... فما بالك ببقية شؤون الأسرة الأخرى فالمشاورة فيها تعتبر من باب أولى وأحرى وذلك توجيه من الله تعالى لعباده المومنين أن يجعلوا من أسرهم أسرا قائمة على التعاون ومن بيوتهم بيوتا مؤسسة على التضامن يتكامل فيها رأي الزوج برأي الزوجة وتدبير الأب بتدبير الأم" التيسير 1/ 153
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تفسير قوله تعالى:" ولا تنكحوا المشركات حتى يومن" البقرة 219 يحذر من خطورة الزواج المختلط الذي انتشر في هذا العصر نتيجة اختلاط المسلمين بالأجانب وخاصة النصارى. يقول:" واليوم قد تبدلت أوضاع الحياة وانتشر هذا النوع من الزواج المختلط انتشارا فاحشا وبرزت آثاره الحتمية الفاسدة في تربية أبناء المسلمين وبناتهم في أحضان الأمهات غيرالمسلمات. التيسير 1/ 142
في محاربة الخمر و القمار
وفي تفسير قوله تعالى:"إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" يستثمر الخلاصات العلمية والاقتصادية في مفاسد الخمر لتأكيد ما أرشدت إليه الشريعة الإسلامية في الموضوع فيقول:"وقد أثبتت الأيام صدق نظر الإسلام فأجمع علماء الطب وعلماء الإقتصاد وعلماء الاجتماع الجديرون بحمل هذه الصفة على أن الخمر و الميسر لهما من الآثار الفاسدة على حياة الأفراد والجماعات ما يعتبران معه من أكبر أعداء الإنسانية ومن أعظم عوامل التخريب والتدمير للحضارة والمدنية وقد تكونت لمحاربتهما في مختلف البلدان ومن مختلف الملل والنحل عدة هيآت دولية ونادت بمكافحتها منظمة الصحة العالمية نفسها وكان الإسلام هو الرائد الأول للجميع في هذا الميدان الاجتماعي الإصلاحي الخطير كشأنه في بقية الميادين" التيسير 1/ 139 - 140
في سعيه لإبراز خصائص التشريع الإسلامي
في سعيه لتصحيح التصورات الخاطئة عن الإسلام قال عقب تفسيره لقوله تعالى:"واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا" اجتهد في بيان موقف الشريعة من الملذات بشكل عام وهو مما التبس فيه الحق بالباطل،يقول:"وإزالة لكل لبس فيما يخص موقف الإسلام من الاستمتاع بالطيبات وتناول ما هو مشروع منها من الملذات عقب كتاب الله على هذا المثل مباشرة فقال تعالى:" المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا" على غرار قوله تعالى في سورة آل عمران:"زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب" آل عمران 14 وبذلك أكد الإسلام قيمة المال و الولد بالنسبة لحياة الأفراد وما ينال حياتهم من كمال بوجودها ومن نقص بفقدهما منبها في نفس الوقت إلى ان اهتمام الأفراد يجب ان يتجه إلى الجانب الأنفع والأدوم والأبقى من الإثنين." التيسير 3/ 445
خاتمة
إن الوقفات اليسيرة مع الشيخ المكي الناصري سواء من خلال استعراض مساره التكويني أو من خلال كتابه التيسير قد كشفت على أن الرجل يمثل بحق رمزا من رموز النخبة المغربية المنشغلة بقضايا المجتمع المغربي والتي ترجمت ذلك في ما خلفت للأجيال من تراث فكري.ومع التسليم بكون كتاب التيسير لا يكفي وحده لتشكيل تصور متكامل عن الرجل إلا أن ذلك لا يمنع من القول بأن الكتاب غني بالمواقف والقضايا التي جعلت منه تفسيرا معاصرا بحق يتحاشى الدخول في كثير من التفاصيل التي شغلت بها كتب التفسير لكنه أيضا يساهم برأيه في القضايا والإشكالات التي شغلت المجتمع سواء ذات البعد الفكري أو الإجتماعي أو السياسي ...
وعسى ان تكون هذه المداخلة مساهمة متواضعة في التنبيه إلى أهمية النظر إلى النخبة المغربية بكل التنوع الذي طبعها، وهي في ذات الوقت إلى مواصلة الحوار العلمي الهادف بين كل أطياف النخبة المغربية المعاصرة.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Feb 2008, 11:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بار ك الله في الأخ الكريم الدكتور مولاي عمر على هذه الإضاءات المفيدة في التعريف برجل من العيار الثقيل لكن بقي لو تفضلتم أن تحيلونا على بعض مصادر هذا البحث القيم عسى أن تساعد الباحثين المهتمين بشخصية أستاذنا الشيخ محمد المكي الناصري وتراثه ولكم الشكر سلفا
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم رئيس المجلس العلمي بمراكش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأعتذر لأن الهوامش لم تظهر مع الورقة مما اضطرني إلى تعديلها وبخصوص ما اوردته عن سيرة الشيخ المكي الناصري رحمه الله فهو خلاصة ما قدم من أعمال الندوة التكريمية للشيخ المكي الناصري التي نظمتها جمعية العلماء خرجي دار الحديث الحسنية والتي صدرت ضمن منشورات الجمعية سنة 1991 م عن مطبعة المعارف الرباط.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخوان الفاضلان: مولاي عمر، و عز الدين المعيار ـ حفظهما الله ـ.0
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
لقد سررت كثيرا بهذه الندوة المباركة عن علم من أعلام المغرب الأقصى في العصر الحديث. وقد عملت على التعريف به ضمن سلسلة تنشر تباعا في هذا الموقع و غيره بعنوان: الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى، تروم التعريف بجهود المغاربة في هذا المجال. وتجدون ذلك في هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6404
و لعل مثل هذه المساهمات تثري الموضوع. و للإشارة فقد تم إعداد مجموعة من الرسائل تحت إشرافي عن منهج الشيخ المكي الناصري في التفسير، و منهج الحجوي الثعالبي في التفسير، و دراسات عن الوقوف المنتقدة عند الشيخ الهبطي، و دراسة نقدية لكتاب علوم القرآن للجابري، و منهج الشيخ عبد الله كنون في التفسير. و سنعمل إن شاء الله تعالى على نشر هذه الأعمال العلمية.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[25 Feb 2008, 01:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الدكتور أحمد بزوي الضاوي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن مما يثلج الصدر ويبعث على الاعتزاز أن يقيض الله مثلكم ومثل الأخ الدكتور مولاي عمر للعناية بتراث علماء المغرب الكبار المشاهير منهم والمغمورين على حد سواء
لقد كان لي شرف التلمذة للشيخ محمد المكي الناصري رحمه الله وكنت أعجب من قدرته الفائقة على ارتجال الخطب والكلمات بأسوب رفيع ونفس عال مع الدقة في ترتيب الأفكار وتسلسلها بشكل أخاذ ولعل تفسيره المسجل بصوته خير ما يؤكد هذه الحقيقة
وأهم شيء اليوم هو أن يعرف إخواننا في المشرق علماء المغرب وما لهم من عطاء علمي متميز كثيرا ما يسقطونه من الحساب للأسف الشديد وبذلك تكون كثير من الأحكام غير مستوعبة ...
باختصار أحيي فيكم هذا الحضور المشرف للثقافة المغربية في هذا الملتقى العلمي الموقر سائلا الله أن يجعل أعمالنا جميعا خالصة لوجهه الكريم(/)
من بيان القرآن "كلية الآيات" ج 1
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[25 Feb 2008, 04:31 م]ـ
من بيان القرآن
كلية
الآيات الخارقة للتخويف والقضاء
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فلقد نشرت من قبل من مقدمة التفسير "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ونشرت بعده نماذج من "بيان القرآن" منها "تفسير سورة القدر" ومنها هذه الكلية "كلية الآيات الخارقة"، وأرجو من السادة أهل العلم أن ينفروا خفافا وثقالا لمناقشتها قصد إظهار مواطن الخطإ والتقصير والتناقض فيها أي مواطن مخالفتها صريح القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة لا مواطن مخالفتها ما ألفوه من التراث الذي أزعم مخالفته القرآن والحديث النبوي الصحيح، وإني إذا لمن الشاكرين للسادة القراء والمفسرين والمحدثين ولأول المذعنين المنقادين إلى الحق علنا وعلى سواء كما نشرت بحوثي على الملإ خشية إثم كتمان العلم والبيّنات في القرآن.
فإن أعرض السادة خواص الأمة عن إبطال الباطل في بحوثي السابقة فليعلموا أن كل بحث مما سأنشر هو أكبر من أخيه السابق وأثقل وأخطر حتى يعلموا أن من الوعد في القرآن والنبوة التي جاء بها رسول الله وخاتم النبيين الأمي ? موعودات ستصبح شهادة في الحياة الدنيا قبيل الساعة تشيب لهولها الولدان وتخشع لها الجبال الرواسي وتجعل الطير يسبّح بحمد ربه وليتذكّر أولوا الألباب الذين يهتدون بالقرآن إلى الرشد وإلى التي أقوم والذين يعلمون أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن وأن ما أنزل إليه من ربه الحق أولئك هم أولوا الأباب الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ويصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب، أما غير أولي الألباب فليحذروا أن يصبحوا يوما من أيام الدنيا من الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض فيجزون اللعنة وسوء الدار، وكما سأبين في هذه الكلية وفي الكلية اللاحق نشرها بعدها كلية الكتاب المنزل ليفقه الناس من تفصيله ما هجروه وانشغلوا عنه وتفرّغت لتتبعه من القرآن الكريم.
ولا أدّعي معاذ الله أنني قد أصبت في شيء مما نشرت أو فهمت أو استنبطت ولكن استأنست بالقرآن والمثاني فيه وبالحديث النبوي الثابت الصحيح فخفّ في نظري وموازيني ما خالفه من التراث.
دلالة لفظ الآية في الكتاب
إن من تفصيل الكتاب أن لفظ الآية يقع على المتلوة والنعمة والدليل على التكرار والقرينة للتصديق وعلى الخارقة المعجزة.
ومما يقع على المتلوة قوله ? ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ? عمران 58
ومما يقع على النعمة قوله ? يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ? الأعراف 26.
ومما يقع على الدليل على التكرار قوله ? إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ?
الروم 23 بعد ذكر المنام بالليل والنهار وطلب رزق الله.
ومما يقع على القرينة على التصديق قوله ? ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ? يوسف 35 ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته، وقوله ? إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ? البقرة 164 ويعني بالآيات القرائن الدالة على أن الله رب العالمين ومدبر الأمر.
وإن الآية الخارقة المعجزة تقع على التي للكرامة والطمأنينة وعلى التي للتخويف والقضاء.
فأما التي للكرامة والطمأنينة فكما في قوله ? قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ? مريم 10 وقوله ? ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ? آل عمران 49
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما التي للتخويف والقضاء فكما في قوله ? هذه ناقة الله لكم آية ? الأعراف 73، وقوله ? قد جئناك بآية من ربك ? طه 47، وقوله ? وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ? طه 133، وهذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين وهم المكذبون بها.
وتقع آيات الكتاب والقرآن على الفواتح في أوائل السور المعلومة ن وقد خصصت لدراستها كلية الكتاب
وإن الآية التي تقع على المتلوة، وعلى آيات الكتاب، وعلى النعمة، وبعض التي تقع على القرينة للتصديق هي آيات الله كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
وإن الآية التي تقع على الخارقة المعجزة هي آيات رب العالمين كما هو تفصيل الكتاب المنزل.
الآيات الخارقة للكرامة والطمأنينة
إن قوله:
? ? سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب ? البقرة 211
? ? ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ? عمران 49
? ? وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون ? عمران 50
? ? قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ? عمران 41
? ? قال رب اجعل لي آية قال آيتك أن لا تكلم الناس ثلاث ليال سويا ? مريم 10
ليعني أن الآيات التي كانت مع رسل بني إسرائيل كانت نعما أنعم الله بها عليهم إذ كان جميع رسلهم أنبياء، أكرم بها الذين رأوا موسى يضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا، والذين عاصروا قتيل بني إسرائيل وإحياءه لما ضرب ببعض أجزاء البقرة التي ذبحت بأمر الله، وكذلك كانت الآيات التي مع عيسى، والتي أوتيها زكريا دليلا على حمل امرأته بيحيى، وكذلك الآيات التي كانت مع النبيين جميعا كما بينت في النبوة.
الآيات الخارقة للتخويف والقضاء
إن قوله:
? ? قالوا إنما أنت من المسحّرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم فعقروها فأصبحوا نادمين فأخذهم العذاب ? الشعراء 153 ـ 158
? ? قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ? الأعراف 73
? ? وتلك عاد جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله ? هود 59
? ? كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين ? الأنفال 54
ليعني أن ثمود سألوا صالحا آية من ربه فكانت الناقة هي الآية الخارقة للتخويف والقضاء وأهلكوا لما عقروها، وكذلك أهلكت عاد لما جحدوا بآيات ربهم التي أرسل بها هودا وأهلك آل فرعون ومن قبلهم من الأمم لما كذبوا بآيات ربهم التي جاءهم الرسل بها، وإنما هي الآيات الخارقة للتخويف والقضاء إذ لم تكن الآيات المتلوة قد نزلت من عند الله حين أهلك آل فرعون ومن قبله وإنما أنزلت آيات الله المتلوة أول ما نزلت في التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده.
نعم لقد كذّب آل فرعون ومن قبلهم بآيات الله التي تقع على النعم لكن الله لم يهلكهم بالعذاب في الدنيا إلا بعد أن كذبوا بآيات ربهم الخارقة مع الرسل بها.
وكانت نجاة المؤمنين بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء مع الرسل بها وإهلاك المكذبين بها من الذين عاصروها هي القضاء بين الفريقين.
وإن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء من رب العالمين هي التي أرسل بها الأولون كما في قوله:
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه ? هود 96
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب ? غافر 24 ـ 25
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون ? الزخرف 46 ـ47
? ? ثم بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 103
? ? ثم بعثنا من بعدهم موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآياتنا فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ? يونس 75
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين ? الفلاح 45 ـ46
? ? قال كلا فاذهبا بآياتنا إنا معكم مستمعون فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين ? الشعراء 15 ـ 16
? ? اذهب أنت وأخوك بآياتي ? طه 42
? ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بآيات الله ? إبراهيم 5
? ? قد جئناك بآية من ربك ? طه 47
? ? ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ? الإسراء 101
? ? قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصادقين فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين ? 103 ـ 104
? ? وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ? الأعراف 126
? ? إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر ? القمر 27
? ? وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها ? الإسراء 59
? ? بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ? الأنبياء 5
ليعنى أن رب العالمين قد أرسل موسى وهارون إلى فرعون وملئه بآيات خارقة للتخويف والقضاء وأهلك المجرمين وهم المكذبون بها، وأرسله بسلطان مبين أي حجة بينة خاطب بها فرعون، ويعني حرف القمر أن رب العالمين قد أرسل الناقة آية خارقة للتخويف والقضاء مع الرسول بها صالح، ويعني حرف الإسراء أن الناقة كانت آية مبصرة مع الرسول بها صالح، ويعني حرف الأنبياء أن الأولين أي الرسل بالآيات من قبل قد أرسلوا بآية خارقة للتخويف والقضاء، وحرص مشركوا قريش لجهلهم أن يأتيهم بها النبي الأمي ?.
الآيات الخارقة للتخويف والقضاء هي هدى من رب العالمين
إن قوله:
? ? وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى ? فصلت 17
? ? قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ? طه 47
? ? وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ? القصص 37
? ? ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب ? غافر 53
ليعني أن الناقة والعصا واليد البيضاء وسائر الآيات التي أرسل الرسل بها كانت هدى يهتدي بها من رآها وحضرها إلى أن أحدا من العالمين لا يقدر على مثلها فإن آمن واتبع من جاء بها فقد اهتدى وأبصر الهدى وإن أعرض عنها فهو في ضلال مبين لا يختلف فيه كما استحبت ثمود العمى فلم يبصروا الناقة الآية المبصرة وهي مبصرة لأنها تجعل من آمن بها على بصيرة من ربه كما في قوله ? قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر ? الإسراء 102 يعني الآيات التسع التي أرسل بها موسى إلى فرعون وملئه للتخويف والقضاء.
إن تأخر نزول التوراة إلى ما بعد هلاك فرعون ليعني أن الهدى قبلها مع موسى وهارون كما في قوله ? قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى ? من قول موسى وهارون هو الآيات الخارقة معهما للتخويف والقضاء إذ جعلا الهدى بدلا من الآية الخارقة المعجزة من ربه، وقولهما ? والسلام على من اتبع الهدى ? هو من لين القول الذي أمرا به ليفهم فرعون أنه باتباعهما إنما يتبع الهدى من ربه، حرصا منهما على أن لا يمنعه من اتباع الهدى الكبر والاستعلاء على من يعتبرهما من رعيته.
المكذبون قبل نزول القرآن سألوا رسلهم بالآيات آيات خارقة
ولقد تضمن القرآن أن المكذبين من قبل قد سألوا رسلهم آيات خارقة كما في قوله:
? ? قالوا إنما أنت من المسحرين ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصادقين قال هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم ? الشعراء 153 ـ 156
? ? فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم ومن خلفهم أن لا تعبدوا إلا الله قالوا لو شاء ربنا لأنزل ملائكة فإنا بما أرسلتم به كافرون ? فصلت 13 ـ14
? ? ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ? الزخرف 51 ـ 53
? ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون فقال الملأ الذين كفروا من قومه ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضل عليكم ولو شاء الله لأنزل ملائكة ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ? الفلاح 23 ـ 24
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف الشعراء أن ثمود وصفوا رسولهم صالحا بأنه من المسحرين وسألوه آية خارقة فأرسل الله معه الناقة آية لهم.
ويعني حرف فصلت أن عادا وثمود لم يؤمنوا بما أرسل به هود وصالح من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء كما هي دلالة قولهم ? فإنا بما أرسلتم به كافرون ? وطلبوا تنزل الملائكة معه لفرط تكذيبهم بما وعدوا به من العذاب.
ويعني حرف الزخرف أن فرعون لم يؤمن بالآيات الخارقة التي أرسل بها موسى وسأله آيات من نوع آخر كما في قوله ? فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين ? وإنما سأل فرعون تنزل الملائكة مع موسى لفرط تكذيبه بما يعدهم به موسى من العذاب إن لم يؤمنوا وكذلك دلالة سؤال قوم نوح تنزل الملائكة في حرف الفلاح.
والمكذبون الذين عاصروا نزول القرآن سألوا النبي الأمي ? آيات خارقة
وكذلك تضمن القرآن سؤال المعاندين أن يأتيهم رسول الله وخاتم النبيين محمد ? بآية خارقة معجزة ليصدقوه كما في المثاني:
? ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ? الرعد 7 الرعد 27
? ? وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ? البقرة 118
? ? وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها ? الأنعام 109
? ? فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى? القصص 48
? ? بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون ? الأنبياء 5
? ? وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها ? الأعراف 203
? ? وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ? طه 133
? ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه ? الأنعام 37
? ? وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه ? العنكبوت 50
? ? وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ? الحجر 6 ـ 7
? ? وقالوا لولا أنزل عليه ملك ? الأنعام 8
? ? فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك ? هود 12
? ? وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها ? الفرقان 7 ـ 8
? ? وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ? الأنعام 35
? ? ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجّر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيّك حتى تنزّل علينا كتابا نقرؤه ? الإسراء 89 ـ 93
? ? وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا ? الفرقان 21
? ? يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء ? النساء 153
وقد أجاب القرآن هذا الطلب حيث وقع بأربعة أجوبة:
أحدها: أمرهم بقراءة القرآن والاستماع له وبالاكتفاء بآيته الخارقة كما في قوله ? وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ? الأعراف 204 في جواب قوله ? وإذا لم تأتهم بآية قالوا لولا اجتبيتها ? الأعراف 203.
وكما في قوله ? الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ? البقرة 121 ـ والمعنى فليقتدوا بهم أي ليتلوه حق تلاوته ليفقهوا منه أن الآيات الخارقة التي سألوها هي من الغيب والوعد في القرآن المنزل من عند الله ـ في جواب قوله ? وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية ? البقرة 118.
وكما في قوله ? أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ? العنكبوت 51 في جواب قوله ? وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه ? العنكبوت 50.
ثانيها: أن الآيات الخارقة من ربنا هي من الغيب المنتظر أي لن يدركه الذين عاصروا خاتم النبيين ? كما في قوله ? فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 20 في جواب قوله ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه ? يونس 20.
وكما في قوله ? قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ? الأنعام 50 وقوله ? وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ? الأنعام 59 في جواب قوله ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه ? الأنعام 37.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في قوله ? إنما أنت منذر ولكل قوم هاد الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ? الرعد 7 ـ 9 في جواب قوله ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه ? الرعد 7 ويعني أن الآية الخارقة التي سألوها هي من الغيب يوم نزل القرآن.
ثالثها: أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء إذا جاءت فسيقع في الذين جاءتهم القضاء بين الفريقين وهو نجاة الذين يؤمنون بها وإهلاك المكذبين بها كما في المثاني:
? ? وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ? الإسراء 59
? ? وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ? الأنعام 8
? ? وقالوا يا أيها الذي نزّل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزّل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين ? الحجر 6 ـ 7
? ? وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون ? غافر 78
ويعني أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء يوم ينزلها الله فلن يقع تأخير القضاء بين الفريقين إلى يوم القيامة وإنما سيقضى بينهم في الدنيا بإهلاك المجرمين وهو خسارة المبطلين وبنجاة المؤمنين وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر.
ورابعها: أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء وعد من الله في آخر الأمة
لقد وعد الله في القرآن هذه الأمة بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء كما في قوله:
? ? وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ? الأنعام 4 يس 46
? ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109
? ? يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158
? ? إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم ? يونس 96 ـ 97
? ? ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ? خاتمة الروم
وتعني هذه المثاني أن الآيات الخارقة المعجزة للتخويف والقضاء ستأتي يوما وعدا من الله.
والقرينة في أول الأنعام أن آيات ربنا إذا أتت الناس وأعرضوا عنها فقد كذبوا يومها بالحق لما جاءهم وإنما الخطاب لهذه الأمة ووعد لما يأت بعد لقوله ? فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون ? الأنعام 5، أما القرون الأولى فقد جاءهم ما كانوا به يستهزئون أي أهلكوا قبل نزول القرآن بل قبل نزول التوراة.
والقرينة في حرف يس أن الآيات الخارقة من آيات ربنا التي سيعرض عنها المجرمون هي من الموعود كما في قوله ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? يس 48 وهي التي ستأتي بعدها على المعرضين عنها صيحة واحدة ? تأخذهم وهم يخصّمون فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون ? يس 49 وإنما التوصية والأهل والاختصام والاختلاف في الآيات الخارقة للتخويف والقضاء من أعراض الدنيا لا الآخرة، أي أن الوعدين منتظران في الدنيا لما يأتيا بعد.
وتأتي القرينة في ثاني الأنعام في حرف القول.
وثالث الأنعام من القول ويعني أن يوم يأتي بعض آيات ربنا هو مما ينتظره النبي ? ومن هم على سنته وأن المكذبين كذلك سيأتيهم ـ يوم يأتي بعض آيات ربنا فيكذبون ـ العذاب فينزل عليهم فيؤمنون فلا ينفعهم الإيمان بل يهلكون كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر، ومن توهّم أن أمر الله رسوله النبي الأميّ ? بقوله ? قل انتظروا إنا منتظرون ? لا يعني شيئا ولا يعني أن آيات ربنا الخارقة ستأتي الأمة بعد نزول القرآن، هذا المتوهّم لم يفقه دلالة أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن.
والقرينة في حرف يونس أن الذين حقّت عليهم كلمة ربنا وهي وعده أن يملأ منهم جهنم ـ كما بينت في مقدمة التفسير ـ لن يؤمنوا بربهم ولو جاءتهم كل آية خارقة معجزة للتخويف والقضاء، ويعني أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء ستأتي المكذبين فلا يؤمنون بها حتى يروا العذاب الأليم في الدنيا وحينئذ فلن ينفعهم الإيمان كما بينت في تفسير سورة القدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرينة في حرف يونس أن سيكون من الناس بعد نزول القرآن من ستحقّ عليهم كلمة ربنا وهي وعده بالعذاب كما بينت مفصلا في مقدمة التفسير في فصل الكلمات وأنهم لن يؤمنوا برسالة النبي الأمي ? أي بالقرآن ولو جاءتهم كل آية خارقة للتخويف والقضاء بل سيكفرون بها كذلك حتى يروا بأعينهم العذاب في الدنيا فساعتها سيؤمنون ولكن أنى لهم التناوش من مكان بعيد أي لن ينفعهم الإيمان يومئذ بل سعذّبون بالعذاب ويهلكون به.
والقرينة في حرف الروم أن الله عالم الغيب والشهادة الذي يعلم ما لم يكن بعد كيف سيكون يوم يكون علم أن الآية الخارقة التي سألها الكفار محمدا ? لو جاءهم بها محمد ? لقالوا في وصفه هو والذين معه ? إن أنتم إلا مبطلون ? أي لن يؤمنوا بها بل سيستهزئون بها وبالذين آمنوا بها وكذلك سيقول الذين لا يعلمون ممن سيدركون يوم تأتي الآية الخارقة في خطاب المؤمنين بها يومئذ، فمجيء الآية الخارقة هذه الأمة وعد كما في قوله ? فاصبر إن وعد الله حق ? ومنه أن سيطبع الله على قلوب قوم لا يعلمون بل يكفرون بالآيات الخارقة الموعودة.
وكذلك وعد الله هذه الأمة أن ترى الآيات الخارقة كما في المثاني:
? ? اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر ? القمر 1
? ? وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها ? الأنعام 25 الأعراف 146
? ? هو الذي يريكم آياته وينزّل لكم من السماء رزقا وما يتذكّر إلا من ينيب ? غافر 13
? ? ويريكم آياته فأيّ آيات الله تنكرون ? غافر 81
? ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل
? ? سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ? فصلت 53
? ? خلق الإنسان من عجل سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ? الأنبياء 37
? ? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ? الجاثية 9
? ? فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ? البقرة 73
وتعني هذه الآيات المتلوّة أن الأمة بعد نزول القرآن سترى الآيات الخارقة المعجزة كل يراها بعينيه يقظة وجهرة، وكذلك حيث وقعت في القرآن تعدية الرؤية إلى الآيات فإنما المرئي هو الآيات الخارقة لسنن الكون ونظام الحياة فيه.
وإنما هي الرؤية بالعين المجردة كما في المثاني:
? ? وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى ? البقرة 260
? ? لنريك من آياتنا الكبرى ? طه 23
? ? وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها ? الزخرف 48
? ? ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى ? طه 56
? ? لنريه من آياتنا ? الإسراء 1
? ? لقد رأى من آيات ربه الكبرى ? النجم 18
وقد رأى فرعون وقومه تسع آيات بينات بأعينهم ورآها موسى بعينيه ورأى أكبر منها ورأى محمد ? في الإسراء والعروج به إلى الملإ الأعلى وإلى سدرة المنتهى من آيات ربه الكبرى، فحرفا الإسراء والنجم حجة على أن الإسراء والعروج به إلى ما فوق السماء السابعة كان بجسمه كله وليس بروحه فقط لأنه رأى من آيات ربه الكبرى عند سدرة المنتهى بالعين المجردة كما تحقق.
والذين سيدركون الآيات الخارقة في هذه الأمة إذا رأوها فقد علموها كما حققت في مقدمة التفسير في دلالة لفظ العلم كما هي دلالة قوله ? وإذا علم من آياتنا شيئا ? والقرينة فيه أن الموصوف بالأفاك الأثيم سيعلم من آيات ربنا أي سيراها بعينيه وإذا جاءت فهي الموصوفة بقوله ? هذا هدى ? أي سيهتدي به من هدى الله أما غيرهم فهم الموصوفون في قوله ? والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم ?.
ومن المثاني مع حرف الجاثية ? وإذا علم من آياتنا شيئا ? قوله ? قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا ? الإسراء 102 من قول موسى في وصف فرعون بعد أن رأى الآيات الخارقة فعلمها ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم ولا كرامة في هذا العلم إذ هو بالعين المجردة ولم ينتفع به صاحبه كما في قوله ? وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكّرون ? الجاثية 23 فهذا الذي أضله الله على علم هو ضلاله عن الآيات الخارقة لم يهتد بها ولم ينتفع ببصره ولا بسمعه ولا بقلبه إذ لم يفقه أن الآيات نذير وسيهلك أي يعذّب مكذبوها في الدنيا كما في الآخرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرينة في حرف القمر أن الساعة إذا اقتربت أكثر وانشق القمر وهو مما ينتظر كذلك ـ كما سيأتي بيانه ـ سينزّل ربنا آيات خارقة معجزة يراها جميع الناس في آخر أجل الأمة وأجل الكون كله ولن يؤمن المجرمون بل سيقولون ? سحر مستمر ? اعترافا منهم أن الآيات المنتظرة هي كالموصوف في القرآن من قبل وذلك قولهم ? سحر مستمر ? من الدهشة تعجبا أي حسبوا الآيات الخارقة المعجزة قد انقطعت من قبل فإذا بسحرها كما يزعمون مستمر وكما في المثاني في قوله ? في يوم نحس مستمر ? القمر 19 أي لم ينقطع عنهم العذاب بالريح الصرصر العقيم بانقطاع اليوم الأول وإنما تتابع واستمر سبع ليال وثمانية أيام.
إن قوله ? وكذبوا واتبعوا أهواءهم ? القمر 3 ليعني وصف الذين سيدركون تلك الآيات ثم يكذبون بها أنها من عند رب العالمين ولا يتبعون القرآن الذي وعد بها وإنما يتبعون أهواءهم وقوله ? وكل أمر مستقر ? القمر 3 هو وعد من الله في القرآن يعني كل أمر من العذاب أهلك به الأولون سيستقرّ على الآخرين من هذه الأمة كما بيّنت في كلية النصر في ليلة القدر، بيان سورة القدر.
والقرينة في حرف الأنعام ? وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ? أن من المنافقين من يستمعون إلى النبي ? يتلو القرآن ولا يفقهون منه أن الله وعد بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول القرآن وأن المنافقين إن يروا تلك الآيات كلها لن يؤمنوا بها.
والقرينة في حرف الأعراف ? وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ? أنه من نبوة موسى التي لم تقع بعد وجاء بيانها في القرآن للتذكير بها ليتأمّلها ولينتظرها كل مؤمن بنبوة موسى، فهي مما نبّأ الله به موسى لمّا آتاه التوراة مكتوبة في الألواح وفيها موعظة وتفصيل لكل شيء سيكون بعده نبّأه به ومنه هذا البلاغ والإعلان كما في قوله ? فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأوريكم دار الفاسقين سأصرف عن آياتي الذين يتكبّرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كلّ آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرّشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذوه سبيلا ? الأعراف 145 ـ 146 ومن مقتضى هذا البلاغ والإعلان الخطير الكبير أن ربنا لم ينزل الآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول التوراة إلى البشرية إلى يومنا هذا بل كانت جميع الآيات الخارقة مع موسى بعد هلاك فرعون ومع جميع النبيين والرسل بعده من بني إسرائيل ومع النبي الأمي ? هي آيات خارقة للكرامة والطمأنينة، ويوم يرى الناس الآيات الخارقة للتخويف والقضاء بعد نزول التوراة فذلكم هو سبيل الرشد الذي سيتبيّنه الناس بنزول عيسى ابن مريم وبسائر الآيات الخارقة كما يأتي قريبا تحقيقه وسيصرف ربنا عن الإيمان بها الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق والذين سيتخذون من سبيل الغي وهو سبيل السامريّ الدجال المنتظر سبيلا وكما سيأتي مزيد من بيانه في آخر هذه الكلية.
ويعني أول غافر أن الله وعد في القرآن أن يري الناس آياته الخارقة المعجزة كما هي دلالة تعدية الرؤية إلى الآيات ووعد الله كذلك أن ينزل على الناس من السماء رزقا وبينته في فصل المنظرين في آخر هذه الكلية، والوعدان سيقعان في الدنيا ليتذكرهما بالقرآن من ينيب ويعرض عنهما غيرهم.
وثاني غافر ? ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون ? من المثاني مع حرف النمل ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ? أي لا تنكرونها بل تعلمون وتوقنون أنها من عند الله وليست مفتراة وإنما يكذب بها أكثر الناس وهم يعلمون أنهم يشاقون الله ومن يهدي من أضل الله ومن ينقذ من حقّ عليه كلمة العذاب ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم.
والقرينة كذلك في ثاني غافر أن قوله ? وخسر هنالك المبطلون ? بالإشارة ب ? هنالك ? إلى البعيد من الغيب يوم نزل القرآن.
ويأتي حرف النمل في حرف القول.
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرينة في حرف فصلت ? سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق ? أنه من المثاني مع قوله ? قل انظروا ما ذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون ? يونس 101 ويعني أن الله سيري هذه الأمة آيات خارقة معجزة للتخويف والقضاء في آخر أجل الأمة ولن تستطيع الإنس والجن أن يأتوا بمثل التي في الآفاق من السماوات ولا بمثل التي في أنفسهم من الأرض ليتبيّن لهم أنه الحق ويعني قوله ? أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ? أن ذلك الموعود سيقع ليشاهده العالمون جميعا إذ ما شهد الله به لن يبقى سرا وإنما سيشهده ويحضره العالمون والله أكبر شهادة.
والقرينة في حرف الأنبياء ? سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ? أنه مما ينتظر لقوله ? خلق الإنسان من عجل ? ولقوله ? فلا تستعجلون ? وإنما يستعجل المنتظر الذي لم يقع بعد ولقوله ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? الأنبياء 38 وإنما الوعد هو قوله ? سأوريكم آياتي ? والله لا يخلف الميعاد.
ومضى آنفا بيان حرف الجاثية وسيأتي قريبا بيان حرف البقرة في هذه الكلية ضمن بيان قوله ? أو كلّم به الموتى ?.
من القول
إن قوله:
? ? وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون ? خاتمة النمل
? ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين ? يونس 20
? ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب ? الرعد 27
? ? ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين ? العنكبوت 50
? ? وقالوا لولا نزّل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزّل آية ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ? الأنعام 37
? ? وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمننّ بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109
? ? هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون ? الأنعام 158
? ? قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ? عمران 73
وحرف النمل من القول الذي لم يقع بعد وسيتم بحمد الله وعزته وقهره بعد قراءة النبي ? وتلاوته القرآن كما في قوله ? وأمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن ? النمل 91 ـ 92 وسيتمّ بعدها أن يري الله آياته الخارقة للتخويف والقضاء للناس فيعرفونها، ومن المثاني مع حرف النمل ? وقل الحمد الله سيريكم آياته فتعرفونها ? قوله ? يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده ? الإسراء 52 أي فسيتم بعثكم من القبور وحشركم وتستجيبون للداعي إلى الحشر بحمد الله وعزته وقهره فلا يتخلف منكم أحد فهذا التمام هو مقتضى الحمد وكذلك بعد تمام قراءة النبي ? وتلاوته القرآن، وسيتم وعده بإنزال الآيات الخارقة للتخويف والقضاء يراها الناس فيعرفونها ولا ينكرونها.
ويعني حرف يونس أن من القول في القرآن الذي لن يقع إلا متأخرا بعد النبي ? أن سينزل رب العالمين آية خارقة للتخويف والقضاء، وهو من الغيب يوم نزل القرآن ويعني تكليف النبي ? بانتظاره أنه سيصبح في الدنيا شهادة يوم يشاء الله وأن انتظار تلك الآيات الخارقة للتخويف والقضاء من سنة النبي ? كما بيّنت في من أصول الفقه ولينتظره معه كل مسلم لم يرغب عن سنة نبيه، ويعني أمر المكذبين بالانتظار أنهم سيهلكون في الدنيا بعد الآيات الخارقة للتخويف والقضاء إن لم يهتدوا بها.
ومن القرينة كذلك قوله ? وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ? يونس 21 ويعني أن الآيات من رب العالمين ستصبح شهادة وينزلها الله ويكذب بها المكذبون وتصيبهم ضراء ويتعهّدون بالإيمان إن كشفت عنهم الضراء فتكشف عنهم فتصيب الناس رحمة من بعد ضراء مسّتهم كما كشف الضر بالطوفان والجرد والقمل والضفادع والدم عن فرعون وملئه بدعوة فنكثوا، وسيمكر الناس في آيات ربهم الموعودة وبالمؤمنين بها، والله أسرع مكرا، ودلالة قوله ? إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ? أنهم سيعذبون في الدنيا إذ كان من تفصيل الكتاب اقتران كتابة الأعمال
(يُتْبَعُ)
(/)
بالعذاب كما بينت في من أصول التفسير في بيان الغفور الرحيم من الأسماء الحسنى.
ويعني حرف الرعد أن رب العالمين سينزل آية خارقة للتخويف والقضاء بعد النبي الأمي ? كما هي دلالة القول وأن الله سيضل عنها من يشاء ويهدي بها من أناب.
ويعني حرف العنكبوت أن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء هي عند الله قد قدرت من قبل وسينزلها الله ـ بعد النبي ? كما هي دلالة القول ـ إذا شاء الله وليس كما يشاء النبي ? أو كما يشاء المكذبون.
ويعني أول الأنعام أن من القول أن الله سينزل آية خارقة للتخويف والقضاء وهي وعد من الله كما هي دلالة ذكر قدرة الله على تنزيل الآية الخارقة كما بينت في اسم الله القادر القدير المقتدر من الأسماء الحسنى في مقدمة التفسير.
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله ? وقالوا ? وشبهه بصيغة الماضي هو للحكاية عن الذي قد مضى من ذلك يوم نزل القرآن، وأن قوله ? ويقولون ? وقوله ? ويقول الذين كفروا ? وشبهه بصيغة المستقبل لبيان الحال ويعني أن ذلك قد قيل يوم نزل القرآن وأنه سيقال مثله بعد نزول القرآن يوم يأتي يقع الذكر بموعودات القرآن.
وحرف ثاني الأنعام من القول الذي لم يقع بعد ولو وقع لأخرج ربنا للناس دابة من الأرض تكلمهم، فقوله ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? من القول في القرآن الذي لن يقع في حياة النبي ? بل بعده في أمته ولذلك قيل له ? قل ? للدلالة عليه ولا يخفى أن المخاطبين في قوله ? وما يشعركم ? هم الذين عاصروا خاتم النبيين ? وتنزّل القرآن عليه والذين سألوه الآيات الخارقة، ولا تخفى قوة قراءة الغيب في قوله ? لا يؤمنون ? للعشرة باستثناء ابن عامر الشامي وحمزة على نسق الغيب المتفق عليه في قوله ? ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ? الأنعام 111 لأن الذين ستجيئهم الآيات الخارقة في آخر أجل الأمة كالموصوف في قوله ? ولو أننا نزّلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكنّ أكثرهم يجهلون وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ? الأنعام 111 ـ 112 ويعني أن هذا الموعود سيقع في آخر أمة النبي ? على أعدائه المترفين الذين سيعرفون الوحي في ما بينهم كما عرفته البشرية اليوم في عالم الاتصالات وثورته العملاقة وإنما لم يقع اتصال الإنس بالجن والجن بالإنس وهو من المنتظر كما في قوله ? وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ? الأنعام 112 ومن المثاني معه ? وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ? الأنعام 121 وهو من المنتظر.
إن الذين ستجيئهم الآيات الخارقة في آخر هذه الأمة كانوا غيبا مغيبين عن عالم الشهادة والخطاب يوم نزل القرآن فليسوا هم المخاطبين بقوله ? وما يشعركم ?.
ويعني ثالث الأنعام أن يوم يأتي بعض آيات ربنا هو من قول القرآن الذي لن يقع في حياة النبي ? وهو وعد من الله أمر نبيه ? بانتظاره فكان من سنته، ويعني قوله ? إنا منتظرون ? أن المؤمنين تبع لنبيهم ينتظرون بانتظاره وكذلك قوله ? قل آمنا بالله ? أي آمن بإيمان النبي ? كل مؤمن.
ويعني حرف عمران أن الهدى الذي سيهدي الله به سيقع بعد حياة النبي ? كما هي دلالة القول وأنه آية خارقة لا يقدر عليها أحد من العالمين لنفسه ولا لغيره وهي أن يؤتي رب العالمين أحدا من الناس مثل ما آتى بني إسرائيل من قبل من الآيات الخارقة للكرامة والطمأنينة ومن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء وأن يؤتيه كذلك مثل ما آتى جميع الناس من العلم والقوة والأسباب حتى يتعلّم منه علماء الفلك والفيزيا والطب وسائر المتخصصين في العلوم التجريبة كما سيأتي تحقيقه وبيانه في بين قوله ? قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ?.
من الذكر
وكذلك وعد الله هذه الأمة أن يتم تذكيرها بالآيات الخارقة المعجزة التي جاء ذكرها في القرآن ليعرفوها إذا رأوها بالقرآن كما في المثاني:
? ? إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكّروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم ? السجدة 15
? ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه فأعرض عنها ? الكهف 57
? ? ومن أظلم ممن ذكّر بآيات ربه ثم أعرض عنها ? السجدة 22
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون ? الصافات 13 ـ 14
? ? والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخرّوا عليها صما وعميانا ? الفرقان 73
? ? هو الذي يريكم آياته وينزّل لكم من السماء رزقا وما يتذكّر إلا من ينيب ? غافر 13
? ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكم قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ? الأنعام 42 ـ 45
ويعني أول السجدة أن آيات ربنا الخارقة للتخويف والقضاء إذا جاءت إنما يؤمن بها الذين إذا ذكّروا بها ـ أي رأوها من جديد ـ خرّوا سجّدا كما ألقي السحرة سجّدا يوم جاءتهم وغلبت سحرهم وكذلك ستكون الآيات الخارقة مذكّرة بالتي جاء بها موسى من قبل ولن تستطيع معارضتها البشرية جميعا بما أوتيت من تقدم علمي وتقني، ويعني قوله ? وسبّحوا بحمد ربهم ? أنهم علموا لما رأوها وتذكّروها أن الوعد بها يوم نزل القرآن قد تمّ نفاذه وأنه كان وعدا خارقا لا يقدر عليه غير رب العالمين ولم يعجزه وإنما تمّ بحمده وعزتّه وقهره ولو كان السياق وسبّحوا بحمد الله لتغيّر المعنى ولكان مدلوله أن الذي رأوه من الآيات هو معصية ومنكر وزور سارعوا إلى البراءة منه بتسبيح الله وتقديسه كما سيأتي بيانه في بيان مدلول التسبيح من أصول التفسير.
وإذا وقع التذكير الذي هو ضد النسيان بالآيات الخارقة من ربنا فدلالة حرف الكهف ? فأعرض عنها ? لوصف الذي سيعرض عنها ارتجالا دونما تأمل، وثاني السجدة ? ثم أعرض عنها ? لوصف الذي سيعرض عنها بعد تأمل وتفكير وتقدير غير موفق، وتأنيث الضمير في الحرفين ? عنها ? لبيان أنها الخارقة المعجزة وهي الموصوفة بقوله ? آيات ربه ? ولو كان التذكير في قوله ? ومن أظلم ممن ذكّر ? هو بالسجود أو بقراءة القرآن لكان السياق أعرض عنه بالتذكير الذي هو ضد التأنيث إذ كل من السجود والتذكير بالتلاوة الذي هو ضد النسيان يقتضي التذكير الذي هو ضد التأنيث في قوله ? أعرض عنها ?.
ويعني حرف الصافات أن التذكير بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء من قبل إذا وقع لن يتذكره الساخرون ولن يؤمنوا بالآيات الخارقة في آخر أجل الأمة.
ويعني حرف الفرقان امتداح الذين يذعنون للآيات الخارقة بعد تأمل ودراية أنها كانت من وعد الله في القرآن فذلكم هو الإيمان الذي ينفع صاحبه لا التقليد الموصوف صاحبه بالصمم والعمى.
ويعني أول غافر أن آيات ربنا الخارقة إذا رآها الناس وتنزّل عليهم من السماء الرزق كما كان يتنزّل على بني إسرائيل المنّ والسلوى فإنما سيتذكّر من ينيب الذي يؤمن بوعد الله في القرآن وسيأتي من البيان في آخر هذه الكلية في بيان قوله ? قال الله إني منزلها عليكم ? المائدة 115 بعد بيان المنظرين.
ويعني حرف الأنعام أن الأمم التي أهلكت من قبل إنما أهلكت لما تمّ تذكيرهم بالآيات وأنهم نسوا ما ذكّروا به من الآيات الخارقة وفتح ربنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا من النعم والتمكين وأعرضوا عما أنذروا به أخذهم ربنا بغتة فإذا هم مبلسون ويعني قوله ? فقطع دابر القوم الذين ظلموا ? الأمم المهلكة قبل نزول القرآن، ويعني قوله ? والحمد لله رب العالمين ? أن إهلاكهم تمّ ونفذ فيهم ما وعدهم به النبيون من قبل.
وإنما جاء هذا البيان بعد قول المشركين ? لولا نزّل عليه آية من ربه ? الأنعام 37 وقد وعد الله أن يقع مثل ما حلّ بالأمم المكذبة من قبل في هذه الأمة كما بيّنت في كلية النصر في ليلة القدر.
إن المثاني:
? ? قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ? الأنعام 109
? ? وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله ? الأنعام 124
? ? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ? الجاثية 9
? ? وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون ? الصافات 13 ـ 14
? ? إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خرّوا سجّدا وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ? السجدة 15
? ? والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمّا وعميانا ? الفرقان 73
(يُتْبَعُ)
(/)
لتعني أن جميع ذلك غيب منتظر ووعد لم يأت مع تنزّل القرآن على قلب خاتم النبيين محمد ? وإنما سيتم بعده لدلالة " إذا " الشرطية المتبوعة بالماضي على المستقبل الموعود المنتظر.
بيان قوله ? إني جاعل في الأرض خليفة ?
يتواصل
الحسن محمد ماديك
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 Feb 2008, 03:31 م]ـ
وأرجو من السادة أهل العلم أن ينفروا خفافا وثقالا لمناقشتها قصد إظهار مواطن الخطإ والتقصير والتناقض فيها أي مواطن مخالفتها صريح القرآن والأحاديث النبوية الصحيحة لا مواطن مخالفتها ما ألفوه من التراث الذي أزعم مخالفته القرآن والحديث النبوي الصحيح
إن صغر الخط وطول البحث وتضمنه عدة مسائل وطول الفصل بين المقدمات الكثيرة والنتيجة التي تريد الوصول إليها ثم اللجوء في صياغة النتيجة إلى الرمزية، والاحتياج إلى استفسارات كثيرة لاستجلاء مقصد الباحث
كل ذلك يحول دون تلبية ما طالبت به واستنفرت إليه.
ولو اقتصر الموضوع على مسألة واحدة أو فكرة واحدة بعرض ميسر غير مطول لكان ذلك أدعى لمناقشتها
لذلك سأقتصر على إبداء بعض الملاحظات تاركاً المجال لغيري من الباحثين وطلاب العلم لإبداء ما لديهم
قولك:
لا مواطن مخالفتها ما ألفوه من التراث الذي أزعم مخالفته القرآن والحديث النبوي الصحيح
هذا القول يثير سؤالاً مهما وهو ما مفهوم التراث عندك؟
وكذلك ما موقفك من تفاسير الصحابة والتابعين وأئمة اللغة؟
وإني إذا لمن الشاكرين للسادة القراء والمفسرين والمحدثين ولأول المذعنين المنقادين إلى الحق علنا وعلى سواء كما نشرت بحوثي على الملإ خشية إثم كتمان العلم والبيّنات في القرآن.
الظن بطالب الحق أن يذعن إليه وهذا هو الواجب في حقه، وليس في الإذعان إلى الحق منقصة بل هو والله الشرف العظيم إذ الحق أحق أن يتبع، ومن استكبر عن الحق فلن يضر الله شيئاً، وإنما يضر نفسه ويسعى في ذلها وهوانها.
ومن اتبع الحق أعزه الله ورفع شأنه.
وسبق لك أن أطلقت هذه الدعوى في موضوع سابق وأوردت عليك إيراداً اخترته على علم فلم تجب
ولا أدري علام يدل هذا؟
إن من تفصيل الكتاب أن لفظ الآية يقع على المتلوة والنعمة والدليل على التكرار والقرينة للتصديق وعلى الخارقة المعجزة.
لاحظت أنك انتهجت الفهم المباشر وبنيت عليه تقسيمات كثيرة لا يتضح منها رجوعك لتفاسير السلف وأئمة اللغة
وهذا ما يعزز أهمية السؤال السابق، وأنت قد بنيت على فهمك أموراً عظيمة.
وأنا ألخص لك ما ذكره علماء اللغة في معنى الآية
فالآية في اللغة تطلق على العلامة وعلى الرسالة وعلى الجماعة
والإطلاق الأول: هو أم الباب، وأكثر استعمالات هذا اللفظ، حتى إن بعض العلماء يرجع جميع استعمالات هذا اللفظ إلى هذا المعنى.
قال الله تعالى: (قال رب اجعل لي آية) أي علامة في قول الجميع لا أعلم في ذلك خلافاً.
وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار)
وقال الشاعر:
كل أنثى وإن بدا لك منها آية الحب حبها خيتعور
وقول الحارث بن ضمام المري:
بآية أني قد فجعت بفارس إذا عرد الأقوام أقدم معلما
ومن الإطلاق الثاني:
قول كعب بن زهير:
ألا أبلغا هذا المعرض آية أيقظان قال القول إذ قال أو حلم
وهذا استعمال مشهور في لغة العرب.
ومن الإطلاق الثالث: قولهم: خرج القوم بآيتهم أي: بجماعتهم
قال برج بن مسهر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا بآيتنا نزجي المطي المطافلا
ومن علماء اللغة من يرجعه إلى المعنى الأول.
كما قال ابن القيم في بدائع الفوائد: (الآية العلامة، ومنه خرج القوم بآيهم أي بجماعتهم التي يتميزون بها عن غيرهم).
ومنهم من يجعله أصلاً ويرجع إليه أن الآية في كتاب الله سميت آية لتضمنها عدة حروف، والأول أرجح.
والتحقيق أن العلامة تعبير عبروا به عن معنى الشاهد والدليل والبينة على ما هي له.
والعلامة وإن كان فيها معنى الظهور والبيان والدلالة على الشيء حيث جعلت عليه ومنه سمي الجبل علماً، لدلالته على الموضع دلالة بينة إلا إن لفظ الآية أبلغ في البيان والدلالة من لفظ (العلامة) ولذلك استعمل في القرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففيها زيادة على معنى الدلالة معنى الوضوح والجلاء والبيان، (وإياة الشمس) ضوؤها، وقولك في التفسير والتبيين: (أي) هو من هذا الأصل الذي هو التبيين والوضوح والجلاء.
وهذا مما يدل على براعة التعبير القرآني، وأسرار اختيار بعض الألفاظ على بعض.
لذلك انتقدت قولك:
ومما يقع على القرينة على التصديق قوله: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين) ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته
لأن القرينة أضعف حالاً من الدليل، فهي لا تفيد اليقين بالبراءة وإنما تفيد غلبة الظن مع احتمال عدم البراءة، وهذا خلاف المعنى المراد من الآية، فهم قد رأوا الآيات أي العلامات والدلائل البينة على براءته التي لا يشوبها شك ولا ارتياب في براءة يوسف عليه السلام، لكنه بدا لهم أن يسجنوه لتحقيق مصلحة لهم في ذلك.
فجملة (من بعد ما رأوا الآيات) اعتراضية لبيان براءة يوسف عليه السلام مما قذف به، وبيان أن ذلك قد تبين لهم، وأن الحكم عليه بالسجن لا لشبهة أو ريبة في أمره، وإنما هو جور وظلم ليوسف عليه السلام، أرادوا به تخفيف التهمة عن امرأة العزيز لدى الناس.
وعوداً على معنى الآية
قال الخليل بن أحمد: (الآية: العَلامةُ، والآية: من آيات الله، والجميع: الآي)
قوله: (والآية: من آيات الله) يشمل الآيات الكونية والشرعية
فالآيات الكونية الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض وما أنعم به من سائر النعم كلها آيات على أنها من عند الله جل وعلا
وهي علامات بينات لا ينكرها إلا مكابر معاند.
والآيات الشرعية هي آيات القرآن المتلوة، سميت بذلك لأنها دالة على أنها من عند الله عز وجل.
وأما الخارقة المعجزة فتعبير محدث عن آيات الأنبياء، واسمها في القرآن آيات لأنها علامات ودلائل بينة على صدق رسالاتهم.
ومما يقع على الدليل على التكرار قوله: {إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون}
هذا القسم بهذا التعبير غريب، والآية التي استدللت بها لا تفيد المعنى الذي أردته
فقوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)
التكرار مستفاد من تكرار ورود الليل والنهار وتكرار المنام والابتغاء من فضل الله، إذ هي نعم متكررة لا أن لفظ (الآيات) يدل على التكرار.
وأنت قد ذكرت عددا من المسائل هي محل نظر، والبحث طويل والتعقيب عليه سيطول أكثر، ولكنني سأختصر وأنطلق مباشرة إلى آخر فقرة من البحث لاتصالها بالنتيجة التي أردتَ الوصول إليها، وهي قولك:
[ QUOTE= الحسن محمد ماديك;51678]
إن المثاني:
{قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}
{وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله}
? وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا ?
وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون
إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خرّوا سجّدا وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون
? والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمّا وعميانا
لتعني أن جميع ذلك غيب منتظر ووعد لم يأت مع تنزّل القرآن على قلب خاتم النبيين محمد وإنما سيتم بعده لدلالة " إذا " الشرطية المتبوعة بالماضي على المستقبل الموعود المنتظر
يبدو أن هذا زبدة ما أردت الوصول إليه
مع أنه يوحي برمزية لأمر لا أدري ما تعني به
وهذه النتيجة عجيبة في تركيبها وألفاظها وموغلة في الرمزية وهذا خلاف البيان والتفصيل الذي جاء به القرآن الكريم.
فإن أردت أن المستقبل الموعود المنتظر لم يأت بعد في الآيات التي سقتها وجمعتها وعزلتها عن سياقاتها فهو باطل قطعاً وهو قول سوء
فقوله تعالى: {إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خرّوا سجّدا وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون}
قد تحقق يقينا، وأول من تحقق فيهم هذا الشرط النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ثم التابعون لهم بإحسان
وصيغة (إذا) تفيد فيما تفيد التكرار، والاسم الموصول يفيد العموم
فالشرط تحقق، ولا يزال يتحقق حتى يأتي أمر الله.
على أن قولك: (لم يأت مع تنزّل القرآن على قلب خاتم النبيين محمد)
فيه شيء من الاحتراز الحذر الذي قد لا يفهمه المتلقي العادي
وهذا الاحتراز لا ينسجم مع قولك قبله: (لتعني أن جميع ذلك غيب منتظر)
وقولك بعده: (وإنما سيتم بعده) لأن السين تدل على الاستقبال
ولذا سأوجه لك سؤالاً صريحاً: هل تم هذا أم لم يتم بعد؟
ولو تأملت الآيات التي سقتها لتبين أن غالبها في بيان صفات إما للمؤمنين أو للكافرين
فمن صفات الكافرين المستهزءين: أنهم إذا علموا من آيات الله شيئا اتخذوها هزوا
وأنهم إذا ذكّروا لا يذكرون، وإذا رأوا آية يستسخرون
وهذا لا يعني أن ذلك لم يقع بعد وأنه غيب منتظر
ومن صفات المؤمنين:
{إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خرّوا سجّدا وسبّحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون}
{والذين إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صمّا وعميانا}
وأولى من تكون هذه صفتهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان
فهم سلف الأمة، وهم خير قرونها، ومن كان على مثل ما هم عليه نجا، ومن اتبع غير سبيلهم ضل ضلالاً بعيداً.
وأما قوله تعالى: {قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون}
فلا أدري لم عزلته عن أول الآية وجعلته دليلاً على أمر منتظر موعود وهي في صيغتها جواب وردٌّ على الكفار المعاندين المجادلين بالباطل
والآية بتمامها هي قوله تعالى:
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ (109)}
وهؤلاء الذين أقسموا هم المخاصمون من قريش كما في تفاسير السلف، وكما يدل عليه قوله: (وأقسموا) وهو فعل ماضٍ، ولو كان ذلك لم يقع لقال: سيقسمون.
ثم قوله: (وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ)
المعني بقوله: (لا يؤمنون) هم أنفسهم الذين أقسموا
وكل ذلك قد وقع، رأوا الآيات فلم يؤمنوا بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[02 Mar 2008, 01:58 م]ـ
الأخ عبد العزيز الداخل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد قرأت ما كتبت ردا عليّ ومن قبل ولكن لم أشأ الردّ عليه لأنه لم يتضمن في ميزاني إلا إعلان براءتك ومخالفتك ما كتبت، وهذا بدهي عندي إذ لا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى.
أخي الفاضل
إنني أحترم المخالفين رأيي أكثر مما يحترمون أنفسهم إذ لم أطالبهم يوما بالتخلي عن مدرستهم ومنهجهم ليروا رأيي وينهجوا نهجي في البحث العلمي المجرد وإنما طلبت منهم نقض بحوثي ومنهجي بأدلة أقوى وأوضح مما احتججت به من القرآن والحديث النبوي الصحيح لا غير.
ولم تنصفني أنت ولا غيرك من الباحثين المقلدين الذين نشرت لهم بحوثي وطلبت منهم تصويبها ولم لا تثبتوا بالدليل من القرآن والسنة أن تفرقتي بين مدلول لفظ القرآن ولفظ الكتاب هي باطلة وتثبتون لي وللناس كذلك أن الجديد الذي فسّرت به الأسماء الحسنى هو باطل مردود شرعا وتثبتون لي القصور في بيان مدلول النبوة وهكذا في كل جزئية من مئات الجزئيات التي نشرت على الملإ وإذا لأصدعنّ بالرجوع إلى الحق وأنك مثلا من قد هداني إلى ما ضللت علنه من العلم والبيّنات والحق.
أخي الداخل
إنني أجل أصحاب التراث الإسلامي أعني أولئك الأئمة الثقات العدول من القراء والمفسرين والمحدثين والفقهاء رضي الله عنهم وغفر لهم أجمعين ولكن لم أخلط بين ما نقلوه لنا عذبا وسلسلا من القرآن والحديث النبوي وبين فهمهم هم الذي خالفوا فيه ما نقلوه لنا من الوحي وهذا سرّ الخلاف وكما في الحديث الصحيح "بلّغوا عني ولو آية فرب مبلغ أوعى من سامع " وأن "رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه". ولا يعني الحديث النبوي تكليف المبلغ بصيغة اسم المفعول أن لا يفهم ولا يعي من العلم إلا ما فهمه المبلغ بصيغة اسم الفاعل.فاعلم مواقع الخلاف بيننا وأنصفني كما نصفتك ونصفت مدرستك إذ لم أطلب يوما من الناس تقليدي واتباع منهجي في البحث العلمي المجرد إذ لم أعلم أني على صواب فكيف أدعو إلى موافقتي وأن يرى الناس رأيي ومذهبي في تدبر القرآن ودراسته، أعوذ باله أن أكون من الجاهاين
بل غاية ما طلبت منك ومن الناس اتباع مواطن القصور والتقصير في بحوثي وإهدائها إليّ لأرجع عنها ولكن لا يخطئونني بما خالفته من التراث عن وعي ودراية وقصد بل بأدلة أقوى من الوحي.
الحسن محمد ماديك
ـ[محمد جابري]ــــــــ[24 Jul 2008, 01:42 م]ـ
أخي الحسن محمد ماديك؛
سلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد؛
راسلتكم مباشرة عسى نصح الخفاء يفيد أكثر من نصح العلانية، ولربما لم تتوصلوا بالرسالة مما دعاني لأنشرها للعموم عسى أن تعمم الفائدة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل النصح له ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأشكره شكر من ذاق حلاوة البيان الشافي القريب عهد بربه, وأستلهمه الصواب والرشاد وكفى بالله عليا كبيرا يري آياته للناس وفق وعده {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وينزل من السماء رزقا وحصر التذكر في المنيبين. وأصلي وأسلم على نبي الهدى محمد بن عبد الله وعلى آله صلاة وسلاما نبلغ بها أقصى الغايات ونخرق بها الأسوار المتسورة على الفهم السديد والرأي الرشيد. والله عليم حكيم يدخل من يشاء في رحمته.
أما بعد؛
تصفحت مقدمة كتابكم " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولا أخفي فقد لمسه لقلب قبل أن يلمسه العقل والحمد لله الذي هداكم لهذا البيان ويسر لكم ركوب سبيل على غير ما اعتاده المفسرون، وألهمكم الحكمة في تبليغ ما جئتم به من غير استهانة بمن سلف، ولا نكير على من خالف النهج أو عنه تخلف. فليس في الفكر الإسلامي إقصاء؛ إذ الإقصاء شهادة ميراث للمُقصَى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5]
(يُتْبَعُ)
(/)
ولئن بدت ملاحظات مهمة؛ فما هي إلا إشارات جاءت تمشي على استحياء من الله العليم الخير الذي يكرم عباده ويدخلهم دائرة المكرَمين فضلا منه وتكرما، فضلا عن تأليف بين قلوب جمعها النصح لله وكفى به عزيزا حكيما؛ وذلك ليتيسر لكم الشروع في تطوير ما أنتم بصدده من تحرير أفكار باتت مغلقة، وتنوير سبيل صد التقليد ولوجه، وسد منافذه تعظيم الأواخر للأوائل، وهو وإن كان مسلكا وسبيلا محكما حمل في طياته ما لا يحتمل، وترك أقوال السلف في منأى من النقد وأدخلها سرادق التعظيم بدعوى كونها أقوال خير القرون، وبلغ المبالغون في تقديسها مبلغا رفعوها به إلى ذروة التشريع وأضحت لهم حجة ودليلا من أدلة الأصول، وما نظرنا إلى قول الحبيب المصطفى " كل بني آدم خطاء " هكذا بصيغة المبالغة.
وحري بي أن أقسم مداخلتي قسمين:
1ـ قسم يتعلق بالشكل دون التعبير؛
2ـ قسم يتعلق بالمضمون والتفسير.
القسم الأول:
بادئ ذي بدء أشير إلى المنهجية المتبعة في بحثكم وقد اعتمدتم المنهجية العلمية لاستكناه المجهول وكشف المعلوم، والمنهجية في حد ذاتها وسيلة لترتيب وتبويب الأفكار؛ لكن أنى تغني عن عطاء ربك؟ من هنا جاء الانحراف الجوهري عن النهج القويم؛ إذ حينما نواجه النور المبين ونور بصيرتنا مسدل ستاره، فأنى للأنوار بفهمها الثر المتدفق أن تنجلي ويخرج شطئها ليغيض الكفار، ويزيد الذين اهتدوا هدى، وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم وجلودهم إلى ذكر الله.
علمنا القرآن الكريم من خلال أول آية نزلت المنهجية التي لا ينبغي أن نحيد عنها وهي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]؛ فمن زاوية اقرأ باسم ربك نقرأ آيات القرآن ومنها أيضا نطالع آيات الكون {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50].
ومعلوم من الحديث القدسي " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهديكم" بأنه لا هادي لمن أضله الله، والأصل أننا في الضلال غارقون إلا من أخذ الله بيده وقاده إلى بابه ليكرمه بما جادت به يداه الكريمتان التي تنفق بالليل والنهار كيف يشاء، وأنها أكرمت الأوائل ولا زالت سحاء تمد من يستمد، ففضل الله لا يحجر وليس عليه بواب، يمنع العطاء. والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء وهو ذو الفضل العظيم.
ومعلوم أيضا بأن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بيد الناس، والعلاقة بين الناس والله علاقة عبيد في ذلة وصغار وانكسار قلب بباب رب عظيم وكبير متعاال.
نرى العبيد تسجد لحكام العرب قهرا، ويمد الحكام اليد ذليلة لحكام الغرب في ذلة وصغار، فما بالنا لا نمد يد الضراعة لله في ذل وانكسار ليسد ثلمة جوعتنا ويمدنا بما يغنينا به عن عبيد مثلنا، ومن تواضع لله رفعه؟
والقرآن الكريم نور، وروح وريحان، فمن لم يلمس نوره، ولا أخذته قشعريرة جلده من أثر لمس روحه ولا ذاق طعم ريحه، ما تأهل للكلام والبيان عن رب العالمين؛ إذ هو مقطوع الصلة القلبية بالله، ولا ذاق مناجاة القرآن له ولا إرشاده إياه، فهل يا ترى وقفنا عند قوله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] إنها إشارة تقول بلسان حالها السير على الطريق بغير إشارات مرجعية ضلال واسم العلي الحكيم الذي أسبغ على كلام الله إشارة إلى تكليمه لخلقه وفق وعده سبحانه وتعالى الذي لا يخلف الميعاد {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] , وقد يقرأ قارئ هذه الكلمات وتخدش في سويداء قلبه من جراء ما ضرب المتكلمون من سياج حول تكليم الله لخلقه، نعم لا يطعن طاعن في كونه سبحانه وتعالى متكلما، لكن أن يكلم الله بشرا كائنا من كان، دون الأنبياء تلك هي الغرابة عند معظم الخلف والسلف. فهل بان الأمر واتضح، وأستسمح عن هذه الإشارات والتي راعت شأن المخاطب، ومن رغب في التفصيل والتطويل فمرحى وكفى بالله عليما حكيما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كان لمن يقرأ قوله سبحانه وتعالى: {فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 64] وقوله تعالى: {وََلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 83] وقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21] بأن ينأى بنفسه عن باب مولاه في ذلة وصغار وانكسار قلب عسى الله السميع العليم أن يجعلنا ممن تزكت نفوسهم، وعكفت على باب ربها تستمد الخير وتمد به العباد. والحمد لله الذي فتح لنا باب رحمته لولوجه وقد يسر لنا أسماءه الحسنى للاستعانة بها: الله تواب حكيم و الله رؤوف رحيم: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور: 10] وقوله تعالى: {ووَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: 20].
عودنا فقهاؤنا بالاعتداد بالآراء النيرة واستخلاص دلالاتها باعتماد ضوابط أصول الفقه وقواعدها الفقهية واللغوية، وهو جهد مشكور شكر الله لهم سعيهم، لكن ألا ترى مما سبق أن لا غنى لنا عن ضابط ربانية القلب وإرهاف الحس للفهم عن الله إن رمنا فعلا اقتحام سواء السبيل؟
عزفت كل طائفة في هذا الزمان على وترها الحساس وظنت أنها هي الطائفة الناجية، فمن يتسمون بالسلف يحاربون البدع، والصوفية عزفوا عن الدنيا طلبا لوجه الله، والحركات الإسلامية تزينت بزي السياسة وطلبت تحكيم شرع الله، وخرج رجال التبليغ على الناس دعاة إلى الله، همهم الوحيد تبليغ كلمة الله كيفما استطاع المرء.
وما استطاع مستطيع منهم خرق أسواره الحزبية ليتطلع على فكر الآخر والتفتح عليه وبهذا انفصمت العرى وانحلت العقد وخارت الهمم، وتشبث كل منهم بمفاهيم سطحية للنصوص الشرعية، وكل منهم على جانب من الحق. ولا بد لنا من تكامل يجمع الجميع في سبيل الله الذي لا تنفصم عراه؛ بحيث ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. وقد اتخذت الأنظمة الحاكمة بأمرها وأمر مستعبديها يدا عند هذه الطائفة أو تلك تستعين بها على طائفة أخرى وفق مبدأ أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
ضاق نظام الطالبان ذرعا بإخوانه من الرباني وشاه مسعود ومن حالفهم، او خالفهم، وخاض معهم حربا لا هوادة فيها، طيلة سنين ظنا منهم أنهم يحاربون من تعاقدوا مع الاستعمار لإجهاض ثمرة نصر الله للأفغانيين في حربهم التحريرية ضد استعمار النظام السوفييتي، وما ذروا أن حربهم كانت مخالفة شرعية أتت بالاستعمار. الأمريكي عقابا من الله للذين يخالفون سننه الكونية منها والقرآنية: فسنن الله لا تحابي أحدا، ولن تجد لها تبديلا ولا تغييرا، ولا تحويلا.
فما جعل الله للكافرين على المؤمنين من سبيل، إلا إذا كان بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا وفق وعده في الحديث القدسي: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه أن لا يُهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطاه ذلك، وسأله لا يجعل بأسهم بينهم فلم يُعطَ ذلك وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا. ".
فهل تأتى للإخوة وضع اليد على أصل الجرح ليفقهوا سنن الله في كونه وقرآنه لكون سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وليجددوا العزم مع الله في توبة صادقة ويئوبوا إلى رشدهم لعل الله يجعل بعد ذلك أمرا.
وهذا ما يؤهلنا للحديث عن سنن الله القرآنية منها والكونية، أو بعبارة أخرى كيف ننظر من زاوية إقرأ باسم ربك؟ وهي النقطة الثانية التي أسعى لبيانها في الجانب الشكلي، وقبل ذلك لا بد من إثارة أثر النقطة الأولى في كشف ما التبس فيه الفهم في المضمون والتفسير وهذه خلاصة لما تقدم بيانه:
1. ما أردت بيانه مما سبق هو التأكيد على قوله تعالى {َقلَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ} [الأحقاف: 23] و [الملك: 26]؛
2. بأن لا سبيل لبلوغ وإدراك ما عند الله إلا بالاستمداد من فضل خزائن رب عزيز وهاب؛
(يُتْبَعُ)
(/)
3. اعتمدتم المنهجية العلمية وسبيل التفسير الموضوعي فقد تنكشف به أمور استطاعت أن تبقى في الظل لقرون متطاولة، كما قد تلتبس عليكم بعض مفاهيم المتشابه من القرآن؛ أو تتبنون ما حنط من المفاهيم القرآنية، كما سيأتي في النقطة اللاحقة؛
4. رغم قراءتكم النقدية بعين فاحصة، استمتم في القول بوجود النسخ في آيات التشريع القرآنية!!! وهو ما يبين أنكم لا تسلطون الأضواء لكل ما يمر تحت شاشة البصر ... ؛
5. لا جدوى من مناقشة مفسرين اختلفت بيننا وبينهم مسافات الزمان والمكان وتغيرت الظروف والملابسات، وصدق ابن معط في قوله: " والحي يغلب ألف ميت " وإنما المرء يبرز ما أفاض الله عليه من فيضه وفضله، دون أن ينسب ذلك إلى جهده وعلمه كما فعل قارون.
القسم الثاني: التفسير والمضمون
! ـ قضية نسخ القرآن:
تتطلب دراسة الآيات القرآنية دراسة تمحيصية ليستيقن المؤمن جزما يقينا بأن في القرآن آية كونية واحدة نسخت لا غير وهي ما تشير إليه دلالة قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 183] فبعدما قتلوا الأنبياء صار الأمر عبثا وتعالى الله عن اللعب والعبثية في كونه وقانونه؛ إذ لا وجود لها إلا في دواوين البشر وقوانينهم التائهة عن سبيل الله.
والنسخ سواء كان بمعنى المحو والإزالة، أو بمعنى النسخ والنقل. كما ينبغي التفريق بين ما جاء به القرآن نقلا عن الكتب السابقة من توراة وإنجيل وصحف إبراهيم وزبور داوود (عليهم جميعا السلام) هو ما جاء ضمن آيات النسخ من " مثلها " لقد أنسيت صحف إبراهيم، وزبور داود، هذا إن جاء معنى قوله تعالى " ننسها " بمعنى النسيان وقد يكون بمعنى النسيء وهو التأخير والقرآن بجملته جاء مؤخرا عن الكتب السابقة وما جاء به من مستجدات الأحكام كانت طبعا خيرا من سابقتها.
وإذا تيسر الأمر وهان الخطب، فلم التقول على كتاب الله؛ إذ ليس هناك دليل قاطع بكون آية الفلانية نسخت نسخا يرفع به حكمها وتبقى مع ذلك مسطورة في المصحف؟ ولا العكس فليست هناك آية قيل أنها كانت من القرآن ثم حذفت بالنسخ، بل بمجرد اعتقاد هذا الأمر أو ذاك يطعن المرء في حفظ الله لكتابه من التحريف وهو بالتالي أضحي طعنا في صدق القرآن. وهكذا تكشف القراءة باسم ربك الزيغ والانحراف، والخروج عن سواء السبيل. ولا يعتبر مع هذا قول قائل وإن علت رتبته مكانة بين الأصحاب رضي الله عنهم، فقد ثبت عنهم كما في مصحف ابن مسعود اعتبار سورتي المعوذتين مجرد أدعية سنية ...
وما اختلاف المتقدمين والمتأخرين في القول بالنسخ إلا اختلاف اصطلاحي فهناك من يرى تخصيص آية بكونه نسخا جزئيا لها وهناك من ينظر إلى تعميم ما خصص بكونه نسخا أيضا وما أجمع المتأخرون إلا على بعض الآيات بكونها منسوخة وهي لا تعد إلا أقل من أصابع اليد الواحدة ومع ذلك فاتهم بأن ما أطلقوا عليه القول بالنسخ ما هو إلا مجرد تدرج في الأحكام، وإذا ما علمنا بأن التدرج في الأحكام سنة إلهية لا تنفك عن باقي السنن، أدركنا كيف تتشابه دلالات الآيات عند الناس وما يعقلها ويحكم ضبط دلالاتها إلا الراسخون في العلم المتصلون ببحبوحة الغيب يقتنصون جواهر بحرها ليخرجوها للناس لآلئ نيرة لا يمتلك من رآها إلا الإذعان للحق بعد ما تبين له؛ وليعرب لسانه بكونها فهما جديدا قريب عهد بربه من جراء السكينة التي استحوذت على نفسه وجوارحه وغمرت قلبه طمأنينة.
2. قضية الأسماء الله الحسنى
من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين ويعلمه التأويل، وقضية الأسماء الله الحسنى هي قضية صارخة في كتاب الله ومن وقف مع تعظيم الحرمات الربانية وبخاصة صفة الحكمة لديه سبحانه وتعالى وضع يده على حكمة الحكيم في كل شيء، فضلا عن استمطار فضله وفيضه سبحانه وتعالى وهو الكريم الذي لا يخيب من رجاه.
وهذا ما يجعل كتاباتنا في الظرف الراهن محل أخذ ورد، لكونها خرجت على الناس بمفاهيم مغايرة لما عهده الناس طوال قرون متطاولة.
3. عدم الفهم عن الله قوانين أفعاله:
(يُتْبَعُ)
(/)
كما جاء في قولكم تعليقا على قوله ? كذلك كدنا ليوسف ? يوسف 76 ومن المثاني معه قوله ? لا يستطيعون حيلة ? النساء 98 ويعني صحة الحديث النبوي أن الله يلوم على العجز ومنه ترك الحيلة الموصلة إلى الغاية الشرعية.
ومعلوم من أفعال الله بأنها تأتي جزاء وفاقا ومن جنس عمل العبد إلا فيما لا يليق به سبحانه وتعالى من خيانة وغيرها. والمكر يقابله مكرا من الله، بل الله أشد مكرا. والمكر الأول ظلم والثاني من الله عدل، والاستهزاء يقابله استهزاء من الله فكيف نرغب المؤمنين ولوج دروب المكر والكيد دون مراعاة ما يترتب عنها من جزاء رباني.
وتقييدكم للحيلة بالغاية الشرعية، فيه نظر، فجل ما جاءتنا من مصائب عرجت بنا بعيدا عن النصوص القرآنية بفهم متفتح مستنير بنور الله ما دخل علينا إلا من جانب المصالح المرسلة والتي تسربت لنا عبر ما يسمونه الدراسة المقاصدية. والمتتبع لأسس بنائها لتستوقفه ضوابطها وبخاصة ما اشترطه الإمام الشاطبي رحمه الله في كون الأمر الابتدائي التصريحي - دون ما لا يتم الواجب إلا به – هو وحده الدال على الضروريات. وطبعا هذا ما لا تسلمه له الدلالة اللغوية. ثم حينما نمسك بالعصا السحرية للدراسة المقاصدية لم نستطيع الإحاطة بكل ما يجري في الكون لإدخاله حوزة الشرع ...
والدراسة المقاصدية بما أوتيت من سعة واطلاع ما جاءت إلا بعد أن تساءل الفقهاء كيف تحكم النصوص المعدودة والمحدودة أفعال المخلوقين والتي لا عد لها ولا حصر؟ وجاءتنا المصلحة المرسلة بطوام لا زالت تحكم مجتمعاتنا وتقيد أيادي وفكر منتقدي الأنظمة الحاكمة ...
فمن لم يدرك سنن الله في أفعاله ولم يطالع ما جاءت من عهود ربانية في قرآنه بقراءة واعية في كونه بعين ناقدة ورؤية ثاقبة، أوشك أن يتقول على الله في جل ما يكتب، فضلا عن تيهه بحثا عن ضوابط لأفعال العباد، وما درى المسكين بأن عهود الله لم تترك الأمر سدى وأنها هي الضوابط لكل العلوم والمعارف مهما تنوعت، كما هي أسس العلوم السياسية والتي عجز البشر عن إدراك ضوابطها فأرجعوها ضمن جملة الفنون فقالوا: " السياسة فن الممكن ".
4ـ قضية الدراسة المصطلحية
إن الدراسات المصطلحية لتأتينا بالعجائب، ذلك لكون القرآن الكريم لا زالت أرضيته بكرا لم تحرث، فعجائبه لا تنتهي. والمتمعن في كلام الله كلما أطال النظر فيه إلا وأمده بمدد الغيب، وفضل الله لا يحجر، ويداه مبسوطتان تنفق كيف يشاء.
فمثلا مصطلح " أمة " يدل على جماعة من الناس {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
كما يدل على الواحد بدليل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
كما قد يدل على الفترة من الزمن بدليل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [يونس: 47]
5ـ اصطفاء السبع المثاني:
كيف تم الوصول إلى السبع المثاني؟ وما السبيل على ذلك؛ لم يتطرق البحث لهذه التساؤلات؟
وجدية الأمر تتطلب البيان والاستدلال.
6ـ نوعية الخطاب:
فالمتتبع لبعض العبارات الشاردة توحي على انه ينبغي الاستجابة لدعوة الشافعي رحمه الله لبعض تلامذته بقوله: " يا فلان أكس ألفاظك "
وبهذا وجب التنبيه، وفقكم الله وهداكم إلى صالح الأعمال، وفتح عليكم أبواب فضل الفهم عنه سبحانه وتعالى/ وهو على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع الجزء الثاني من النصيحة ـ إن شاء الله ـ
XXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXX
وهذه إشارات إلى أخينا عبد العزيز الداخل حفظه الله،
أخي الكريم،
ما أظن أنك استجبت لقوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان: 73]،وهو ما يعني وجوب التثبت والتحقق من الأمورقبل التسليم بها، فإذا جاءت الأية في سياق المدح مما يعني الوجوب، وإذا كان هذا في حق كلام الله فكيف بكلام غيره، وكثيرا من الأمورالعلمية من أقوال الصحب الكرام أدخلت سرادق التقديس وهي في أمس الحاجة للتحرير العلمي، ولا أحد فوق نقد الناقدين، وكثيرا ما رجع الصحب الكرام في حياتهم عن رأيهم حين يرشدهم مرشد للحق والصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وما جعل الله عز وجل قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لما مضى على درب العقل المسدد بالوحي وليس هذا لغيره من الصحب والتابعين.
وإذا كان كل بني آدم خطاء ـ هكذا بصيغة المبالغة ـ فالقرآن يصرح بأكبر من ذلك {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ} [النحل: 61] {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر: 45] ومعلوم أن كل بني آدم دابة تدب على هذه البسيطة، بما فيهم من الأنبياء، ومن هنا يفتضح زور نسبة الأنبياء للعصمة وهي فرية شيعية سحت على الأنبياء ثم أسقطت على أئمة آل البيت.
فنبينا الكريم يصرح له ربه {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} [الفتح: 2] ويعاند المفسرون هذه الحجج الدامغة لينزهوا الرسل عن المعاصي وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
نعم لله عبادا محفوظون من أمر الله وفق وعده سبحانه وتعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد: 11]
ألا ما أحوجنا لقراءة التراث قراءة نلقدة تحق الحق وتبطل الباطل.
وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما تجلت بحفظه من الناس وفق وعده سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]،
ثم في حفظ تبليغه مصداقا لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] وجزم بذلك في قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ [44] لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [45] ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [46] الحاقة,
وبين هذا وذاك نحترم اجتهاد السلف الصالح فقد اجتهدوا بما أوتوا من وسائل لزمانهم ومكانهم، ولا غرو فالفتوى تتغير زمانا ومكانا وشخصا ونية وحالا. وسيكون من العبث اجترار اجتهادهم وسحبه على غر زمانهم ليضحي تقولا عليهم بعلم.
والقرآن الكريم كم من آيات بينات لم تتضح مدلولاتها في زمانهم، ثم لو أنك أخي الكريم قرأت أي تفسير كان لاستوقفتك عدة تعابير وتفاسير تناقض كلام الله تناقضا بينا والأمثلة كثيرة جدا ومن باب الإشارة إقرا ما جاء في قوله تعالى {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]
هل استطعت إزاحة اللثام عن الموضوع؟ فإن بقيت باقية فالمرجوا تعقيبا علميا يكشف البس ويذهب بالغباش والله الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد جابري]ــــــــ[24 Jul 2008, 01:42 م]ـ
أخي الحسن محمد ماديك؛
سلام عليك ورحمة الله وبركاته، أما بعد؛
راسلتكم مباشرة عسى نصح الخفاء يفيد أكثر من نصح العلانية، ولربما لم تتوصلوا بالرسالة مما دعاني لأنشرها للعموم عسى أن تعمم الفائدة، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَعُ)
(/)
الحمد لله الذي جعل النصح له ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأشكره شكر من ذاق حلاوة البيان الشافي القريب عهد بربه, وأستلهمه الصواب والرشاد وكفى بالله عليا كبيرا يري آياته للناس وفق وعده {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: 19] وينزل من السماء رزقا وحصر التذكر في المنيبين. وأصلي وأسلم على نبي الهدى محمد بن عبد الله وعلى آله صلاة وسلاما نبلغ بها أقصى الغايات ونخرق بها الأسوار المتسورة على الفهم السديد والرأي الرشيد. والله عليم حكيم يدخل من يشاء في رحمته.
أما بعد؛
تصفحت مقدمة كتابكم " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولا أخفي فقد لمسه لقلب قبل أن يلمسه العقل والحمد لله الذي هداكم لهذا البيان ويسر لكم ركوب سبيل على غير ما اعتاده المفسرون، وألهمكم الحكمة في تبليغ ما جئتم به من غير استهانة بمن سلف، ولا نكير على من خالف النهج أو عنه تخلف. فليس في الفكر الإسلامي إقصاء؛ إذ الإقصاء شهادة ميراث للمُقصَى {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص: 5]
ولئن بدت ملاحظات مهمة؛ فما هي إلا إشارات جاءت تمشي على استحياء من الله العليم الخير الذي يكرم عباده ويدخلهم دائرة المكرَمين فضلا منه وتكرما، فضلا عن تأليف بين قلوب جمعها النصح لله وكفى به عزيزا حكيما؛ وذلك ليتيسر لكم الشروع في تطوير ما أنتم بصدده من تحرير أفكار باتت مغلقة، وتنوير سبيل صد التقليد ولوجه، وسد منافذه تعظيم الأواخر للأوائل، وهو وإن كان مسلكا وسبيلا محكما حمل في طياته ما لا يحتمل، وترك أقوال السلف في منأى من النقد وأدخلها سرادق التعظيم بدعوى كونها أقوال خير القرون، وبلغ المبالغون في تقديسها مبلغا رفعوها به إلى ذروة التشريع وأضحت لهم حجة ودليلا من أدلة الأصول، وما نظرنا إلى قول الحبيب المصطفى " كل بني آدم خطاء " هكذا بصيغة المبالغة.
وحري بي أن أقسم مداخلتي قسمين:
1ـ قسم يتعلق بالشكل دون التعبير؛
2ـ قسم يتعلق بالمضمون والتفسير.
القسم الأول:
بادئ ذي بدء أشير إلى المنهجية المتبعة في بحثكم وقد اعتمدتم المنهجية العلمية لاستكناه المجهول وكشف المعلوم، والمنهجية في حد ذاتها وسيلة لترتيب وتبويب الأفكار؛ لكن أنى تغني عن عطاء ربك؟ من هنا جاء الانحراف الجوهري عن النهج القويم؛ إذ حينما نواجه النور المبين ونور بصيرتنا مسدل ستاره، فأنى للأنوار بفهمها الثر المتدفق أن تنجلي ويخرج شطئها ليغيض الكفار، ويزيد الذين اهتدوا هدى، وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين قلوبهم وجلودهم إلى ذكر الله.
علمنا القرآن الكريم من خلال أول آية نزلت المنهجية التي لا ينبغي أن نحيد عنها وهي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]؛ فمن زاوية اقرأ باسم ربك نقرأ آيات القرآن ومنها أيضا نطالع آيات الكون {فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الروم: 50].
ومعلوم من الحديث القدسي " يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهديكم" بأنه لا هادي لمن أضله الله، والأصل أننا في الضلال غارقون إلا من أخذ الله بيده وقاده إلى بابه ليكرمه بما جادت به يداه الكريمتان التي تنفق بالليل والنهار كيف يشاء، وأنها أكرمت الأوائل ولا زالت سحاء تمد من يستمد، ففضل الله لا يحجر وليس عليه بواب، يمنع العطاء. والله واسع عليم يختص برحمته من يشاء وهو ذو الفضل العظيم.
ومعلوم أيضا بأن هذا القرآن طرفه بيد الله وطرفه بيد الناس، والعلاقة بين الناس والله علاقة عبيد في ذلة وصغار وانكسار قلب بباب رب عظيم وكبير متعاال.
نرى العبيد تسجد لحكام العرب قهرا، ويمد الحكام اليد ذليلة لحكام الغرب في ذلة وصغار، فما بالنا لا نمد يد الضراعة لله في ذل وانكسار ليسد ثلمة جوعتنا ويمدنا بما يغنينا به عن عبيد مثلنا، ومن تواضع لله رفعه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والقرآن الكريم نور، وروح وريحان، فمن لم يلمس نوره، ولا أخذته قشعريرة جلده من أثر لمس روحه ولا ذاق طعم ريحه، ما تأهل للكلام والبيان عن رب العالمين؛ إذ هو مقطوع الصلة القلبية بالله، ولا ذاق مناجاة القرآن له ولا إرشاده إياه، فهل يا ترى وقفنا عند قوله سبحانه وتعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] إنها إشارة تقول بلسان حالها السير على الطريق بغير إشارات مرجعية ضلال واسم العلي الحكيم الذي أسبغ على كلام الله إشارة إلى تكليمه لخلقه وفق وعده سبحانه وتعالى الذي لا يخلف الميعاد {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الشورى: 51] , وقد يقرأ قارئ هذه الكلمات وتخدش في سويداء قلبه من جراء ما ضرب المتكلمون من سياج حول تكليم الله لخلقه، نعم لا يطعن طاعن في كونه سبحانه وتعالى متكلما، لكن أن يكلم الله بشرا كائنا من كان، دون الأنبياء تلك هي الغرابة عند معظم الخلف والسلف. فهل بان الأمر واتضح، وأستسمح عن هذه الإشارات والتي راعت شأن المخاطب، ومن رغب في التفصيل والتطويل فمرحى وكفى بالله عليما حكيما.
ما كان لمن يقرأ قوله سبحانه وتعالى: {فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة: 64] وقوله تعالى: {وََلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 83] وقوله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21] بأن ينأى بنفسه عن باب مولاه في ذلة وصغار وانكسار قلب عسى الله السميع العليم أن يجعلنا ممن تزكت نفوسهم، وعكفت على باب ربها تستمد الخير وتمد به العباد. والحمد لله الذي فتح لنا باب رحمته لولوجه وقد يسر لنا أسماءه الحسنى للاستعانة بها: الله تواب حكيم و الله رؤوف رحيم: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ} [النور: 10] وقوله تعالى: {ووَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [النور: 20].
عودنا فقهاؤنا بالاعتداد بالآراء النيرة واستخلاص دلالاتها باعتماد ضوابط أصول الفقه وقواعدها الفقهية واللغوية، وهو جهد مشكور شكر الله لهم سعيهم، لكن ألا ترى مما سبق أن لا غنى لنا عن ضابط ربانية القلب وإرهاف الحس للفهم عن الله إن رمنا فعلا اقتحام سواء السبيل؟
عزفت كل طائفة في هذا الزمان على وترها الحساس وظنت أنها هي الطائفة الناجية، فمن يتسمون بالسلف يحاربون البدع، والصوفية عزفوا عن الدنيا طلبا لوجه الله، والحركات الإسلامية تزينت بزي السياسة وطلبت تحكيم شرع الله، وخرج رجال التبليغ على الناس دعاة إلى الله، همهم الوحيد تبليغ كلمة الله كيفما استطاع المرء.
وما استطاع مستطيع منهم خرق أسواره الحزبية ليتطلع على فكر الآخر والتفتح عليه وبهذا انفصمت العرى وانحلت العقد وخارت الهمم، وتشبث كل منهم بمفاهيم سطحية للنصوص الشرعية، وكل منهم على جانب من الحق. ولا بد لنا من تكامل يجمع الجميع في سبيل الله الذي لا تنفصم عراه؛ بحيث ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. وقد اتخذت الأنظمة الحاكمة بأمرها وأمر مستعبديها يدا عند هذه الطائفة أو تلك تستعين بها على طائفة أخرى وفق مبدأ أكلت يوم أكل الثور الأبيض.
ضاق نظام الطالبان ذرعا بإخوانه من الرباني وشاه مسعود ومن حالفهم، او خالفهم، وخاض معهم حربا لا هوادة فيها، طيلة سنين ظنا منهم أنهم يحاربون من تعاقدوا مع الاستعمار لإجهاض ثمرة نصر الله للأفغانيين في حربهم التحريرية ضد استعمار النظام السوفييتي، وما ذروا أن حربهم كانت مخالفة شرعية أتت بالاستعمار. الأمريكي عقابا من الله للذين يخالفون سننه الكونية منها والقرآنية: فسنن الله لا تحابي أحدا، ولن تجد لها تبديلا ولا تغييرا، ولا تحويلا.
(يُتْبَعُ)
(/)
فما جعل الله للكافرين على المؤمنين من سبيل، إلا إذا كان بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا وفق وعده في الحديث القدسي: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل ربه أن لا يُهلك أمته بسنة عامة فأعطاه ذلك، وسأله أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فأعطاه ذلك، وسأله لا يجعل بأسهم بينهم فلم يُعطَ ذلك وأخبر أن الله لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم يغلبهم كلهم حتى يكون بعضهم يقتل بعضا وبعضهم يسبي بعضا. ".
فهل تأتى للإخوة وضع اليد على أصل الجرح ليفقهوا سنن الله في كونه وقرآنه لكون سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر، وليجددوا العزم مع الله في توبة صادقة ويئوبوا إلى رشدهم لعل الله يجعل بعد ذلك أمرا.
وهذا ما يؤهلنا للحديث عن سنن الله القرآنية منها والكونية، أو بعبارة أخرى كيف ننظر من زاوية إقرأ باسم ربك؟ وهي النقطة الثانية التي أسعى لبيانها في الجانب الشكلي، وقبل ذلك لا بد من إثارة أثر النقطة الأولى في كشف ما التبس فيه الفهم في المضمون والتفسير وهذه خلاصة لما تقدم بيانه:
1. ما أردت بيانه مما سبق هو التأكيد على قوله تعالى {َقلَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ} [الأحقاف: 23] و [الملك: 26]؛
2. بأن لا سبيل لبلوغ وإدراك ما عند الله إلا بالاستمداد من فضل خزائن رب عزيز وهاب؛
3. اعتمدتم المنهجية العلمية وسبيل التفسير الموضوعي فقد تنكشف به أمور استطاعت أن تبقى في الظل لقرون متطاولة، كما قد تلتبس عليكم بعض مفاهيم المتشابه من القرآن؛ أو تتبنون ما حنط من المفاهيم القرآنية، كما سيأتي في النقطة اللاحقة؛
4. رغم قراءتكم النقدية بعين فاحصة، استمتم في القول بوجود النسخ في آيات التشريع القرآنية!!! وهو ما يبين أنكم لا تسلطون الأضواء لكل ما يمر تحت شاشة البصر ... ؛
5. لا جدوى من مناقشة مفسرين اختلفت بيننا وبينهم مسافات الزمان والمكان وتغيرت الظروف والملابسات، وصدق ابن معط في قوله: " والحي يغلب ألف ميت " وإنما المرء يبرز ما أفاض الله عليه من فيضه وفضله، دون أن ينسب ذلك إلى جهده وعلمه كما فعل قارون.
القسم الثاني: التفسير والمضمون
! ـ قضية نسخ القرآن:
تتطلب دراسة الآيات القرآنية دراسة تمحيصية ليستيقن المؤمن جزما يقينا بأن في القرآن آية كونية واحدة نسخت لا غير وهي ما تشير إليه دلالة قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران: 183] فبعدما قتلوا الأنبياء صار الأمر عبثا وتعالى الله عن اللعب والعبثية في كونه وقانونه؛ إذ لا وجود لها إلا في دواوين البشر وقوانينهم التائهة عن سبيل الله.
والنسخ سواء كان بمعنى المحو والإزالة، أو بمعنى النسخ والنقل. كما ينبغي التفريق بين ما جاء به القرآن نقلا عن الكتب السابقة من توراة وإنجيل وصحف إبراهيم وزبور داوود (عليهم جميعا السلام) هو ما جاء ضمن آيات النسخ من " مثلها " لقد أنسيت صحف إبراهيم، وزبور داود، هذا إن جاء معنى قوله تعالى " ننسها " بمعنى النسيان وقد يكون بمعنى النسيء وهو التأخير والقرآن بجملته جاء مؤخرا عن الكتب السابقة وما جاء به من مستجدات الأحكام كانت طبعا خيرا من سابقتها.
وإذا تيسر الأمر وهان الخطب، فلم التقول على كتاب الله؛ إذ ليس هناك دليل قاطع بكون آية الفلانية نسخت نسخا يرفع به حكمها وتبقى مع ذلك مسطورة في المصحف؟ ولا العكس فليست هناك آية قيل أنها كانت من القرآن ثم حذفت بالنسخ، بل بمجرد اعتقاد هذا الأمر أو ذاك يطعن المرء في حفظ الله لكتابه من التحريف وهو بالتالي أضحي طعنا في صدق القرآن. وهكذا تكشف القراءة باسم ربك الزيغ والانحراف، والخروج عن سواء السبيل. ولا يعتبر مع هذا قول قائل وإن علت رتبته مكانة بين الأصحاب رضي الله عنهم، فقد ثبت عنهم كما في مصحف ابن مسعود اعتبار سورتي المعوذتين مجرد أدعية سنية ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وما اختلاف المتقدمين والمتأخرين في القول بالنسخ إلا اختلاف اصطلاحي فهناك من يرى تخصيص آية بكونه نسخا جزئيا لها وهناك من ينظر إلى تعميم ما خصص بكونه نسخا أيضا وما أجمع المتأخرون إلا على بعض الآيات بكونها منسوخة وهي لا تعد إلا أقل من أصابع اليد الواحدة ومع ذلك فاتهم بأن ما أطلقوا عليه القول بالنسخ ما هو إلا مجرد تدرج في الأحكام، وإذا ما علمنا بأن التدرج في الأحكام سنة إلهية لا تنفك عن باقي السنن، أدركنا كيف تتشابه دلالات الآيات عند الناس وما يعقلها ويحكم ضبط دلالاتها إلا الراسخون في العلم المتصلون ببحبوحة الغيب يقتنصون جواهر بحرها ليخرجوها للناس لآلئ نيرة لا يمتلك من رآها إلا الإذعان للحق بعد ما تبين له؛ وليعرب لسانه بكونها فهما جديدا قريب عهد بربه من جراء السكينة التي استحوذت على نفسه وجوارحه وغمرت قلبه طمأنينة.
2. قضية الأسماء الله الحسنى
من يريد الله به خيرا يفقهه في الدين ويعلمه التأويل، وقضية الأسماء الله الحسنى هي قضية صارخة في كتاب الله ومن وقف مع تعظيم الحرمات الربانية وبخاصة صفة الحكمة لديه سبحانه وتعالى وضع يده على حكمة الحكيم في كل شيء، فضلا عن استمطار فضله وفيضه سبحانه وتعالى وهو الكريم الذي لا يخيب من رجاه.
وهذا ما يجعل كتاباتنا في الظرف الراهن محل أخذ ورد، لكونها خرجت على الناس بمفاهيم مغايرة لما عهده الناس طوال قرون متطاولة.
3. عدم الفهم عن الله قوانين أفعاله:
كما جاء في قولكم تعليقا على قوله ? كذلك كدنا ليوسف ? يوسف 76 ومن المثاني معه قوله ? لا يستطيعون حيلة ? النساء 98 ويعني صحة الحديث النبوي أن الله يلوم على العجز ومنه ترك الحيلة الموصلة إلى الغاية الشرعية.
ومعلوم من أفعال الله بأنها تأتي جزاء وفاقا ومن جنس عمل العبد إلا فيما لا يليق به سبحانه وتعالى من خيانة وغيرها. والمكر يقابله مكرا من الله، بل الله أشد مكرا. والمكر الأول ظلم والثاني من الله عدل، والاستهزاء يقابله استهزاء من الله فكيف نرغب المؤمنين ولوج دروب المكر والكيد دون مراعاة ما يترتب عنها من جزاء رباني.
وتقييدكم للحيلة بالغاية الشرعية، فيه نظر، فجل ما جاءتنا من مصائب عرجت بنا بعيدا عن النصوص القرآنية بفهم متفتح مستنير بنور الله ما دخل علينا إلا من جانب المصالح المرسلة والتي تسربت لنا عبر ما يسمونه الدراسة المقاصدية. والمتتبع لأسس بنائها لتستوقفه ضوابطها وبخاصة ما اشترطه الإمام الشاطبي رحمه الله في كون الأمر الابتدائي التصريحي - دون ما لا يتم الواجب إلا به – هو وحده الدال على الضروريات. وطبعا هذا ما لا تسلمه له الدلالة اللغوية. ثم حينما نمسك بالعصا السحرية للدراسة المقاصدية لم نستطيع الإحاطة بكل ما يجري في الكون لإدخاله حوزة الشرع ...
والدراسة المقاصدية بما أوتيت من سعة واطلاع ما جاءت إلا بعد أن تساءل الفقهاء كيف تحكم النصوص المعدودة والمحدودة أفعال المخلوقين والتي لا عد لها ولا حصر؟ وجاءتنا المصلحة المرسلة بطوام لا زالت تحكم مجتمعاتنا وتقيد أيادي وفكر منتقدي الأنظمة الحاكمة ...
فمن لم يدرك سنن الله في أفعاله ولم يطالع ما جاءت من عهود ربانية في قرآنه بقراءة واعية في كونه بعين ناقدة ورؤية ثاقبة، أوشك أن يتقول على الله في جل ما يكتب، فضلا عن تيهه بحثا عن ضوابط لأفعال العباد، وما درى المسكين بأن عهود الله لم تترك الأمر سدى وأنها هي الضوابط لكل العلوم والمعارف مهما تنوعت، كما هي أسس العلوم السياسية والتي عجز البشر عن إدراك ضوابطها فأرجعوها ضمن جملة الفنون فقالوا: " السياسة فن الممكن ".
4ـ قضية الدراسة المصطلحية
إن الدراسات المصطلحية لتأتينا بالعجائب، ذلك لكون القرآن الكريم لا زالت أرضيته بكرا لم تحرث، فعجائبه لا تنتهي. والمتمعن في كلام الله كلما أطال النظر فيه إلا وأمده بمدد الغيب، وفضل الله لا يحجر، ويداه مبسوطتان تنفق كيف يشاء.
فمثلا مصطلح " أمة " يدل على جماعة من الناس {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
كما يدل على الواحد بدليل: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120]
(يُتْبَعُ)
(/)
كما قد يدل على الفترة من الزمن بدليل: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} [يونس: 47]
5ـ اصطفاء السبع المثاني:
كيف تم الوصول إلى السبع المثاني؟ وما السبيل على ذلك؛ لم يتطرق البحث لهذه التساؤلات؟
وجدية الأمر تتطلب البيان والاستدلال.
6ـ نوعية الخطاب:
فالمتتبع لبعض العبارات الشاردة توحي على انه ينبغي الاستجابة لدعوة الشافعي رحمه الله لبعض تلامذته بقوله: " يا فلان أكس ألفاظك "
وبهذا وجب التنبيه، وفقكم الله وهداكم إلى صالح الأعمال، وفتح عليكم أبواب فضل الفهم عنه سبحانه وتعالى/ وهو على كل شيء قدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ويتبع الجزء الثاني من النصيحة ـ إن شاء الله ـ
XXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXXX
وهذه إشارات إلى أخينا عبد العزيز الداخل حفظه الله،
أخي الكريم،
ما أظن أنك استجبت لقوله تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً} [الفرقان: 73]،وهو ما يعني وجوب التثبت والتحقق من الأمورقبل التسليم بها، فإذا جاءت الأية في سياق المدح مما يعني الوجوب، وإذا كان هذا في حق كلام الله فكيف بكلام غيره، وكثيرا من الأمورالعلمية من أقوال الصحب الكرام أدخلت سرادق التقديس وهي في أمس الحاجة للتحرير العلمي، ولا أحد فوق نقد الناقدين، وكثيرا ما رجع الصحب الكرام في حياتهم عن رأيهم حين يرشدهم مرشد للحق والصواب.
وما جعل الله عز وجل قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لما مضى على درب العقل المسدد بالوحي وليس هذا لغيره من الصحب والتابعين.
وإذا كان كل بني آدم خطاء ـ هكذا بصيغة المبالغة ـ فالقرآن يصرح بأكبر من ذلك {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ} [النحل: 61] {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ} [فاطر: 45] ومعلوم أن كل بني آدم دابة تدب على هذه البسيطة، بما فيهم من الأنبياء، ومن هنا يفتضح زور نسبة الأنبياء للعصمة وهي فرية شيعية سحت على الأنبياء ثم أسقطت على أئمة آل البيت.
فنبينا الكريم يصرح له ربه {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً} [الفتح: 2] ويعاند المفسرون هذه الحجج الدامغة لينزهوا الرسل عن المعاصي وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]
نعم لله عبادا محفوظون من أمر الله وفق وعده سبحانه وتعالى {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد: 11]
ألا ما أحوجنا لقراءة التراث قراءة نلقدة تحق الحق وتبطل الباطل.
وعصمة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما تجلت بحفظه من الناس وفق وعده سبحانه وتعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67]،
ثم في حفظ تبليغه مصداقا لقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [الحج: 52] وجزم بذلك في قوله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ [44] لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [45] ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ [46] الحاقة,
وبين هذا وذاك نحترم اجتهاد السلف الصالح فقد اجتهدوا بما أوتوا من وسائل لزمانهم ومكانهم، ولا غرو فالفتوى تتغير زمانا ومكانا وشخصا ونية وحالا. وسيكون من العبث اجترار اجتهادهم وسحبه على غر زمانهم ليضحي تقولا عليهم بعلم.
والقرآن الكريم كم من آيات بينات لم تتضح مدلولاتها في زمانهم، ثم لو أنك أخي الكريم قرأت أي تفسير كان لاستوقفتك عدة تعابير وتفاسير تناقض كلام الله تناقضا بينا والأمثلة كثيرة جدا ومن باب الإشارة إقرا ما جاء في قوله تعالى {مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} [الحج: 15]
هل استطعت إزاحة اللثام عن الموضوع؟ فإن بقيت باقية فالمرجوا تعقيبا علميا يكشف البس ويذهب بالغباش والله الهادي إلى سواء السبيل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[24 Jul 2008, 07:45 م]ـ
الأخ محمد جابري
السلام عليكم ورحمة الله
أعتذر أن لم أتلق رسائلكم ـ علم الله ـ لأن بريدي الإلكتروني على الجميل قد أغلق أو اخترق ولم أستطع فتحه منذ حوالي شهرين وأصبح لدي بريد آخر هو مسجل لدى ملتقى أهل التفسير وهو:
hacenmadick@maktoob.com
وعنواني على skype هو:
elhacenmadick
وإني لمستشرف لبقية ملاحظاتك أو للجزء اللاحق منها ولعلي أستفيد منها ولعلي أقرأها تفصيلا وإني لعلى استعداد لقبول الحق أنى ظهر لي
طالب العلم والباحث عنه
الحسن محمد ماديك(/)
سيصدر قريبا (الإعجاز البياني في العدول النحوي السياقي في القرآن الكريم)
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[25 Feb 2008, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيصدر لي قريبا بمشيئة الله عز وجل الكتاب الذي عنيت به طويلا وهذا غلافه
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c311060d7df.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c31106ae994.jpg
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:21 ص]ـ
عجل الله خروجه ... ونفع به صاحبه وقارئه ...
ـ[سلطان الفقيه]ــــــــ[11 May 2008, 10:29 م]ـ
الدكتور الفاضل / عبد الله الهتاري ـ حفظه الله ـ
أعلمنا متى سيخرج الكتاب حتى يتسنى لنا أخذه ومطالعته.
وهل رأى النور هذا الكتاب ووزع في المكتبات، أو لا زال في طريقه للخروج.
بارك الله فيكم.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[15 May 2008, 08:50 م]ـ
أخي الكريم سلطان الفقيه بارك الله فيكم ونفع بكم
الكتاب مايزال في بيروت للإخراج النهائي ولعله يخرج إلى دور النشر في الأسابيع القادمة بمشيئة الله عز وجل
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[15 May 2008, 08:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع الله بكم.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[28 Jul 2008, 10:34 ص]ـ
الحمد لله لقد صدر الكتاب هذا الشهر ويباع في دور النشر والمكتبات في الأردن وهو صادر عن دار الكتاب الثقافي باربد بالأردن
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[28 Jul 2008, 10:18 م]ـ
والله والف مبارك يا شيخ عبد الله وعقبال بقية الاولاد
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[24 Jan 2010, 04:19 م]ـ
أين يمكن أن أجد الكتاب في السعودية؟
ـ[سلسبيل]ــــــــ[25 Jan 2010, 08:27 ص]ـ
هل يمكن الحصول عليه في مكتبات الكويت؟ وإن كان، ففي أي مكتبة أبحث عنه؟(/)
فرعون وقارون .. استبداد الملك وبغي المال ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[26 Feb 2008, 10:28 ص]ـ
فرعون وقارون .. استبداد السلطان وبغي المال ..
اسمين لمجمع النقائض وملتقى الأضداد ..
الرفعة والعلو في موازن الأرض , والانحطاط والإسفاف في موازين السماء
القوة والسلطان في موازين الأرض , والضعف والصغار في موازين السماء
الملك والغنى في موازين الأرض , والافتقار والعوز في موازين السماء
العزة والوجاهة في موازين الأرض , والذلة والهوان في موازين السماء
* * *
هما طبيعتان من طبائع النفس السقيمة الممرورة , طبيعتان أطول عمرا من صاحبيهما , وأكبر جرما من شخوصهما , إذ أغرق الله الأول وخسف الأرض بالثاني , فانتهت الشخوص , وسطرت المسميات في صفحات التاريخ السحيق , وبقيت طبائعهم السقيمة الممرورة حية مكرورة في كل جيل .. وفي كل زمن .. وفي كل أمة ..
نعم .. لم تخل أمة من الأمم على مر التاريخ من فرعون مستبد ومن قرون باغ , تتغير المسميات والشخوص , وتتقلب الأعصار وتتبدل الأمصار , وتبقى الطبائع هي هي حاضرة شاخصة سافرة , حتى كأن فرعون ما ابتلعته لجة اليم الغامرة , وكأن قارون ما خسف به تحت طباق الأرض .. ومن ذلك كان أبو جهل فرعون هذه الأمة!!.
ولذلك خلد الله ذكر فرعون وقارون في كتابه العزيز , وما تخليد أسمائهم إلا معنى من معاني تخليد طبائعهم السقيمة الممرورة , وما تخليد طبائعم في القرآن الكريم إلا إخبارا من القرآن لهذه لأمة في كل جيل من أجيالها أنها قد تبتلى بحاكم مستبد فيه بقية من فرعون , ومترف باغ على قومه فيه بقية من قارون , إذ ما دامت الحياة ماضية على الأرض , وما دامت أمم ومجتمعات وشعوب , ففي الأرض إذن فرعون مستبد .. وفيها قارون باغ!! فكان حقا أن يكون فرعون آية لمن خلفه
{فاليوم ننجيك بدنك لتكون لمن خلفك آية}
ولكن الله غالب على أمره , وسنة الله باقية في خلقه لا تتبدل , وما كان الله ليذر المفسدين في الأرض يفسدوا ويهلكوا الحرث والنسل , نعم .. ما دامت أمم ومجتمعات فثمة فرعون مستبد وقارون باغ , ولكن ثمة موسى يبعثه الله لفرعون وقارون على حين فترة من الجور والبغي , يبعثه الله لتستقيم به كفة الحياة وقد اختلت , وتستوي به الموازين وقد اضطربت , يبعثه الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , يبعثه الله وقد بلغ الفساد في الأرض مبلغه الذي لا مبلغ بعده .. وكل بقدره المقدور ..
{ثم جئت على قدر يا موسى}
وتلك سنة الله الباقية في خلقه .. ولن تجد لسنة الله تبدلا .. ولن تجد لسنة الله تحويلا ..
* * *
وتعال نلم بشيء من خبر قارون الباغي على قومه .. ونضرب الذكر عن فرعون المستبد فليس المقام مقامه ..
كان قارون من قوم موسى عليه السلام , ويقال انه كان ابن عم موسى فهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام , أما موسى فهو وموسى ابن عمران بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ..
وكان قارون هذا حسن الصورة جميل الطلعة وكان أقرا بني إسرائيل للتوراة , حتى أنهم كانوا يلقبونه بالمنوّر ..
ويبدو انه كان سيء الطوية تجاه ابن عمه موسى , فقد قيل أنه حسد موسى وهارون , وذلك حين جاوز موسى ببني إسرائيل البحر, وصارت الرسالة لموسى وصارت الحبورة لهارون يقرب القربان ويكون رأسا فيهم –وكان القربان من قبل لموسى فجعله إلى أخيه هارون- فقال لهم قارون: الأمر لكما ولست على شيء!! إلى متى أصبر؟؟!.
فقال موسى: هذا صنع الله.
فقال قارون: والله لا أصدقك حتى تأتي بآية!!
فأمر موسى رؤساء بني إسرائيل أن يجيء كل واحد منهم بعصاه فيحزمها ثم يلقيها في القبة التي كان الوحي ينزل عليه فيها , وكانوا يحرسون عصيهم بالليل , فأصبحوا وإذا بعصا هارون تهتز ولها ورق أخضر!!! وكانت من شجر اللوز.
فقال قارون حينئذ , والله ما هو بأعجب مما تصنع من السحر!! ويبدو أن ذلك الموقف كان بداية بغي قارون على قومه عموما وعلى موسى خصوصا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وللإمام أبي محمد الفراء المعروف بالبغوي قول آخر في بداية بغيه على قومه فقد كان أول بغيه أن الله أوحى إلى موسى أن يأمر قومه أن يعلقوا في أرديتهم خيوطا أربع في كل طرف خيط أزرق كلون السماء يذكروني به إذا نضروا إليها ويعلمون أني منزل منها كلامي , فقال موسى: يا رب أفلا تأمرهم إن يجعلوا أرديتهم كلها خضرا فإن بني إسرائيل تحقر هذه الخيوط. فقال له ربه: يا موسى إن الصغير من أمري ليس بصغير , فإذا هم لم يطيعوني في الأمر الصغير لم يطيعوني في لأمر الكبير , فدعاهم موسى عليه السلام وقال: إن الله يأمركم أن تعلقوا في أرديتكم خيوطا خضرا كلون السماء لكي تذكروا ربكم إذا رأيتموها. ففعلت بنوا إسرائيل ما أمرهم به موسى واستكبر قارون فلم يطعه وقال: إنما يفعل هذا الأرباب بعبيدهم لكي يتميزوا عن غيرهم , فكان هذا بدء عصيانه وبغيه .. وكان هذا الحدث قبل عبور موسى البحر ببني إسرائيل.
وسواء كان بغي قارون قبل عبور بني إسرائيل البحر أم بعده , فالثابت انه بغى على قومه وأنه كان كثيرا ما يؤذي ابن عمه موسى عليه السلام ..
ويذكر الإمام الزمخشري صاحب الكشاف: أنه كان اعلم بني إسرائيل بالتوراة , وقيل أنه كان قد استوفى علم الكيمياء , بعد أن خدع يوشع بن نون وقالب بن يوفنا , فأخذ منهما ما كان موسى قد علمهما إياه من دقائق هذا العلم فكان يأخذ الرصاص والنحاس فيجعلهما ذهبا ..
فكان أن أسبغ الله عليه من نعمته وفتح عليه من خزائن رحمته , وآتاه الله من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة كما أخبر القرآن بذلك , حتى كانت تحمل مفاتح خزائنه ستون بغلا لكل خزانة مفتاح ولا يزيد المفتاح على الإصبع.
وقيل في وصف غناه أنه كان يخرج على بغلة شهباء عليها الأرجوان وعليها سرج من ذهب ومعه أربعة آلاف على زيه. وقيل: عليهم وعلى خيولهم الديباج الأحمر وعن يمينه ثلاثمائة غلام وعن يساره ثلاثمائة جارية بيض عليهن الحلي والديباج. وقيل: في تسعين ألفا عليهم المعصفرات وكان ذلك أول ما رؤي فيه المعصفر ..
ولكن يبدو أن بسطة النعيم الوارفة تلك لم تكن لتصرف قارون عن حسده ابن عمه موسى والكيد له , فقد كان يؤذي موسى كل ما وجد لذلك سبيلا , وكان موسى يداريه للرحم التي بينهم ..
حتى إذا شرع الله الزكاة على بني إسرائيل , صالحه موسى على دينار عن كل ألف دينار ودرهم عن كل ألف درهم فاستكثرها قارون وشحت بها نفسه.
ثم ما لبث قارون أن جمع بني إسرائيل وقال: إن موسى أرادكم على كل شيء وهو يريد أن يأخذ أموالكم!! فقالوا: أنت كبيرنا وسيدنا فمر بما شئت. ففكر .. ثم نظر .. ثم قدر .. فقتل كيف قدر .. فكان الرأي أن يبرطل فلانة البغي حتى ترميه بنفسها فيرفضه بنوا إسرائيل!! فجعل لها ألف دينار. وقيل طستا من ذهب .. وقيل: طستا مملوءا ذهبا.
فلما كان يوم عيد قام موسى فقال: يا بني إسرائيل من سرق قطعناه , ومن افترى جلدناه , ومن زنى وهو غير محصن جلدناه , وإن أحصن رجمناه , فقال قارون: وإن كنت أنت؟! قال: وإن كنت أنا. قال: فإن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة!! فأحضرت فناشدها موسى بالذي فلق البحر وأنزل التوراة أن تصدق , فتداركها الله فقالت: كذبوا بل جعل لي قارون جعلا على أن أقذفك لنفسي , فخر موسى ساجدا يبكي وقال: يا رب إن كنت رسولك فاغضب لي , فأوحى إليه: أن اأمر الأرض بما شئت فإنها مطيعة لك!!
فقال موسى: يا بني إسرائيل إن الله بعثني إلى قارون كما بعثني إلى فرعون فمن كان معه فليلزم مكانه ومن كان معي فليعتزل , فاعتزلوا جميعا غير رجلين , ثم قال: يا أرض خذيهم فأخذتهم إلى الأعناق وقارون وأصحابه يتضرعون إلى موسى عليه السلام ويناشده بالله والرحم وموسى لا يلتفت إليهم لشدة غضبه ثم قال: خذيهم فانطبقت عليهم ..
وقيل إن الله أوحى لموسى: يا موسى استغاثوا بك مرارا فلم ترحمهم , أما وعزتي لو إياي دعوا مرة واحدة لوجدوني قريبا مجيبا.
فأصبحت بنوا إسرائيل يتناجون بينهم: إنما دعا موسى على قارون ليستبد بداره وكنوزه!! فدعا الله حتى خسف بداره وأمواله.
وعن قتادة: خسف به فهو يتجلجل في الأرض كل يوم قامة رجل لا يبلغ قعرها إلى يوم القيامة .. وتلك كانت خاتمة قارون.
* * *
(يُتْبَعُ)
(/)
كانت هذه وقفة يسيرة مع قصة قارون بسردها القصصي المجرد , بعيدا عن روح القصة , وبعيدا عن مضمونها الأصيل , ولنا أوبة جديدة إلى القصة , نكشط عنها رغوة الشخوص والمسميات والأحداث لنخلص إلى اللبن السائغ النافع للمجتمع المسلم.
وقبل الحديث عن قصة قارون يستحسن أن نتناول سورة القصص بعجالة سريعة , نخلص منها لمضمون السورة العام وخطوطها الأساسية , إذ كان فهم السورة مجملة بخطوطها الأساسية باب لفهم القصة لتي وردت في السورة , لأن القصة التي ترد في السورة إن هي إلا حلقة من حلقاتها , تدور حيث تدور قطاعات السورة , وتتناول ما تناولته السورة.
فسورة القصص سورة مكية , نزلت والمسلمون في مكة قلة مستضعفة , والقوة والسلطان والمال في المشركين , نزلت والناس تتنازعهم قيم الحياة الزائفة منها والأصيلة , قيمة الإيمان الثابتة الأصيلة , تقابلها قيمة الملك والسلطان ممثلة في فرعون وجنده , وقيمة المال والغنى ممثلة في قارون وهي قيم زائفة من قيم الحياة.
فمن الناس من استعز بالمال والملك , حتى نزت به البطنة , فطغى به غناه كالوليد ابن المغيرة المخزومي الذي كان يقول: أنا الوحيد ابن الوحيد ليس لي في العرب نظير ولا لأبي المغيرة نظير وهو الذي أنزل الله فيه
{ذرني ومن خلقت وحيدا* وجعلت له مالا ممدودا* وبنين شهودا* ومهدت له تمهيدا* ثم يطمع أن أزيد}
ومنهم من استقوى بالسلطان والنفوذ كأبي جهل وأبي لهب وغيرهم من سادة المشركين وكبرائهم.
ومنهم من استعلى بالإيمان واستقوى بالله , وتلك هي الثلة المؤمنة التي التفت حول النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة من الدعوة في مكة , فنزلت سورة القصص تتناول هذه القيم بأسلوب قصصي مؤثر , نزلت لتقرر أن هناك قوة واحدة في هذا الوجود هي قوة الله , وأن هناك قيمة واحدة في هذا الكون هي قيمة الإيمان , فمن كانت قوة الله معه فلا خوف عليه , ولو كان مجردا من كل مظاهر القوة , ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة ولو ساندته جميع القوى , ومن كانت له قيمة الإيمان فله الخير كله , ومن استحب العمى على الهدى فليس بنافعه شيء في الأرض ..
ولذلك تناولت السورة قصتي فرعون وقارون , لتقرر في الأولى أن قيمة الإيمان أثبت وأقوى من قيمة الملك والسلطان , وتقرر في الثانية أن قيمة الإيمان أغنى لصاحبها من قيمة المال حتى ولو بلغ ما بلغه مال قارون.
وبين القصتين يوجه القرآن أبصار المشركين وبصائرهم للحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم , يبصرهم وهو يريهم آيات الله المبثوثة في مشاهد الكون تارة , ويبصرهم وهو ينبئهم عاقبة الغابرين تارة , ويبصرهم وهو يسوق بعض مشاهد القيامة تارة , وكلها تدور حول مضمون السورة الأصيل , وكلها تتوالى على القلب لتقرر فيه تلك القيمة الثابتة الأصيلة .. قيمة الإيمان.
ونجد السورة تقرر هذه القيمة –قيمة الإيمان-مرة أخرى حين تعقب على قول المشركين
{وقالوا عن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا}
فتجيء قصة فرعون تقول لهم إن القوة إنما هي قوة الله , فمن كان مع الله فإنما هو في الجناب الآمن ولو كان في شعاب الهلاك , وأن الطغيان والاستبداد وإن انتفش في الحياة وكبر , فإنما هو شجرة خبيثة ما لها من قرار , تذهب بها قصفة من قصفات الرحمن.
{فأخذناه هو وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين}
ثم يذكرهم الله تعالى ردا على تخوفهم الموهوم , يذكرهم انه سبحانه هو الذي جعل لهم هذا الحرم أمنا
{أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شي رزقا من لدنا؟ ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وهكذا نجد أن السورة تدور حول تقرير قيم الحياة العارضة من قيم الحياة الأصيلة بأسلوب قصصي حي متحرك , وهذه هي خطوطها الأساسية ..
* * *
والآن .. نرجع لقارون بعد هذه العجالة ..
فقصة قارون حلقة من حلقات السورة المجملة , تتناول ما كانت السورة بصدده , وإذا كانت السورة قد تناولت مع فرعون قيمة الملك والسلطان إزاء قيمة الإيمان , فهي مع قارون تتناول قيمة المال والغنى إزاء قيمة الإيمان , ويدور حول هاتين القيمتين ثلاث أصناف من الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
فصنف أعمى البصيرة , ضعيف النفس , قد حجبه المال عن الله تعالى , فختم الله على قلبه , ومده في طغيانه , ومكر به من حيث لا يحتسب , فلم يفق من سكرته إلا والأرض تلتقمه شيئا فشيئا وذاك هو قارون الذي بغى
{فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين}
ولا يخلو مجتمع من المجتمعات من هذا الصنف من الناس ممن ينعم الله عليه ويمدده بأموال وبنين ويجعل له جنات ويجعل له انهارا فتستحوذ عليه هذه القيمة الزائفة العارضة –قيمة المال-ويحسب أن لن يقدر عليه أحد , فإذا بفؤاده قد فرغ من الله , وإذا بالمال يكون حجابا لقلبه عن الله , وإذا به عبد لأمواله وإن تزيى بزي الأسياد.
* * *
وإن الله تعالى ليبتلي الغني بالغنى ابتلاءه الفقير بالفقر , لا بل لعل فتنة الغنى أشد على النفس من فتنة الفقر , لأن المرء مع الغنى يمسك عن النفس هواها وهو مستطيع له قادر عليه , بينما يكف النفس حين فقره وهي عاجزة عن إتيان مرادها لا تستطيع بلوغه , ومن ذلك كان عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يقول: ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.
وقد يخسف الله بهذا الصنف من الناس من حيث لا يشعرون , وليس بالضرورة أن يكون الخسف خسفا حسيا تراه العين كخسف قارون , إذ كم من مترف خسف الله به فهو في ظلمات ليست ظلمات الأرض بأشد منها .. وهو لاه لا يدري.
فقد يبتلي الله الغني الباغي بانحطاط في خلقه ودناءة في طبعه , وفي انحطاط الأخلاق ودناءة الطبع معنى من معاني الخسف.
وقد يبتلي الله الغني الباغي إذ يسلط عليه حب الدنيا والتهالك عليها فيملأ من خزانته بقدر ما يُفرغ من فؤاده , وتشبع نفسه بقدر ما تجوع روحه , وفي فراغ الفؤاد من الله وفي مخمصة الروح معنى من معاني الخسف.
وقد ينعم الله على الفقير بالعافية والقوة ويحرمها الغني الباغي , فيجمع الله عليه عذابين , عذاب في جسمه أمراضا وأسقاما وآلاما , وعذاب في ماله التياعا وحسرة أن حرم التنعم به , وفي ذلك معنى من معاني الخسف.
وقد يكون المال في بعض أحواله أداة للتباغض والخصام , ومادة القطيعة والفصال , وباعثا للأنانية المفرطة التي توهم الغني أن دنياه غير دنيا الناس وأن الناموس الذي يجري عليه غير الناموس الذي يجري على الناس , وأنه .. وأنه .. وهذا معنى من معاني الخسف.
وقارون كان قد خُسف به خسفا معنويا باطنا قبل أن يخسف به خسفا حسيا ظاهرا وهو لا يدري ..
وحسبك معنى من معاني الخسف أنه حُجب عن الله , وعميت بصيرته , حتى جحد نعمة الله عليه وأنكر فضله تعالى
{قال إنما أوتيته على علم عندي}
وهي كلمة نسمعها من المحجوبين عن الله من أهل الترف والغنى , ممن لا يرون في أموالهم للمساكين والفقراء حق , بل لعلهم يتمادون في غيهم في بعض الأحيان فيرون أن لا حق لله في أموالهم ولسان حالهم يقول ..
أموالنا نحن الذين جمعناها .. فلسا فلسا!!
ونحن الذين سهرنا عليها!!
ونحن الذين رعينا مصالحنا وسعينا ليل نهار واحتفرنا الصخر وقطعنا القفر!!
ومهما اختلف القول , وتعددت أساليبه فهو آخر الأمر مندرج تحت معنى
{إنما أوتيته على علم عندي}
* * *
وقبل أن ننتقل إلى الصنف الثاني من الناس في القصة نقف وقفة يسيرة عند قوله تعالى
{وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله غليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين}
فنحن هنا أمام وسطية المنهج الإسلامي الذي يضع الأمور مواضعها اللائقة بها.
إن المال في التصور الإسلامي وسيلة لا غاية , وسيلة لغاية إنسانية أرفع منه وأسمى , وهو قبل ذلك أمانة يستخلف الله عليها الغني ليرى ماذا يكون منه
{ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون}
فالمال –مال المسلم-موقوف بالدرجة الأولى للدار الآخرة , ثم يأتي بعد ذلك نصيب الإنسان من الحياة الدنيا , والإسلام لا يحرم على المسلم أن يتمتع بماله الذي جعل الله له قياما , والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده , وقد أمر سبحانه أن يأخذ المسلم زينته عند كل مسجد , على أن تكون هنالك أولويات يراعيها المسلم في ماله , وأولويات الآخرة في المنهج الإسلامي مقدمة على أولويات الدنيا ..
والخروج عن هذا النهج الإلهي في الأموال إنما هو ضرب من ضروب الفساد في الأرض وقد قال قوم قارون لقارون
(يُتْبَعُ)
(/)
{وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض}
وأي اضطراب في هذا الميزان الإلهي يجر وراءه أذى على المسلم في جانب من جوانبه وأذى على المجتمع المسلم في الجانب المقابل.
فحيث لا يراعي المسلم في ماله إلا الدار الآخرة فإنه منفق كل ماله في سبيلها , وهذا يضر بمصلحة المسلم نفسه أو يضر بأهله وعياله وفي الأثر الشريف ((عن عامر بن سعد عن أبيه قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع من وجع أشفيت منه على الموت فقلت يا رسول الله إنه بلغ بي ما ترى من الوجع وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة أفأتصدق بثلثي مالي؟؟ قال: لا. قلت: أفأتصدق بشطره؟؟ قال: لا الثلث والثلث كثير فإنك إن تذر ورثتك أغنياء خير لك من أن تذرهم عالة يتكففون الناس ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى اللقمة تجعلها في فيّ امرأتك .. ))
وحين يستولي المال على قلب صاحبه , وتستولي عليه أثرة النفس , فلا يراعي إلا خاصة أمره , فإن هذا يجر إلى ضر كبير على المجتمع المسلم إذ سيهضم حق المسكين الفقير في مال الغني الذي أقره الله
{وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}
فالمنهج الإسلامي إذن قد توسط في توظيف المال بين الآخرة والدنيا , فلا هو للآخرة بكله , ولا هو للدنيا بكله , وإنما هي الوسطية التي أخذت من الآخرة بطرف ومن الدنيا بطرف , مع مراعاة الأولويات طبعا , فكان من هذا المنهج الاعتدال واليسر والاستقامة ..
* * *
ونرجع إلى الصنف الثاني من الناس في القصة ..
وهذا الصنف أيضا نراه رأي العين قائم في كل جيل وفي كل مجتمع , وهو صنف ضعيف الإيمان , يؤخذ بالمظهر البراق , ولضعفه نراه تخدعه مظاهر العز والوجاهة والترف في الأغنياء الموسرين , فتتحرك في نفسه الأهواء , ويتطلع لهذا النعيم الظاهر , ويتمنى أن لو أن الأقدار حبته بما حبتهم.
{وخرج على قومه في زنته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم}
وهذا الصنف من الناس لا تجده في الغالب إلا متأرجحا بين هاتين القيمتين –قيمة العلم والإيمان وقيمة الغنى والمال- يتمنى -وقد تلبدت على قلبه الغفلة- غنى الغني ونعيمه , ثم ما يلبث -وقد تداركته رحمة ربه- أن يستفيق من غفلته فيرى بنور الإيمان , ليعرف أن أمانيه بالأمس إن هي إلا شعبة من شعاب الخسران والضياع والحجاب عن الله ..
{فأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكانه لا يفلح الكافرون}
ولكن هل نريد أن المسلم لا يجوز له أن يتمنى الغنى؟؟!!
وهل على المسلم أن يعيش فقيرا بائسا معدما؟؟!!
والجواب عن ذلك أن للمسلم أن يتمنى الغنى ويطلبه بل ويحرص عليه متى ما وجد المسلم في نفسه حصانة إيمانية تقيه الانزلاق في مهوى هذه القيمة العارضة –قيمة المال- لأن المال بطبيعته زينة من زينة الحياة , وإن القلب لينصرف لهذه الزينة حين لا يكون ثمة إيمانا فيه يقي ويحفظ , وللمسلم أيضا أن يحرص على الغنى متى ما وجد في نفسه همة صادقة خالصة لإنفاق هذا المال في وجوه الخير والصلاح .. حينئذ يكون المال غاية تطلب ومقصدا يراد وقد قال سليمان
{رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب}
ثم إن الغنى ضرب من ضروب القوة , والقوة مرادة للمسلم , إذ المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف ولهذا الاعتبار أيضا يستقيم للمسلم أن يحرص على الغنى.
ويبدو أن الثلة المؤمنة من قوم موسى قد أحسوا في نفوس إخوانهم انصرافا كاملا لهذه القيمة فجاء كلامهم على هذا النحو, فيه معنى الشدة والزجر.
* * *
وبعد .. بقي الصنف الثالث من الناس ..
وهو الآخر صنف قائم في كل جيل وفي كل أمة , إلا أنه لا يكون إلا قليلا في الناس , ولكن من شأن هذه القلة من المؤمنين –إذا تجردت لله- أن تقوّم موازين المجتمع وأن تزيل الغبش عن أفهام الناس وأن تصحح في الحياة طبيعة القيم التي يدور المجتمع في فلكها.
{وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون}
إن الغنى هو غنى الإيمان , هو غنى القلب , هو غنى النفس الراضية المطمئنة بالله تعالى المستغنية به سبحانه عن كل شيء , هو غنى النفس التي وقر فيها أن الإيمان رصيد لا ينفد وملك لا يبيد لأنه صلة بالله تعالى الغني القوي القادر , ولهذا المعنى الجميل كان بعض السلف يدعو "اللهم اغننا بافتقارنا إليك ولا تفقرنا باستغنائنا عنك".
وأن الفقر إنما هو فقر الفؤاد من الإيمان , هو الإفلاس في عالم الضمير , هو فقر النفس التي لم يملأها الإيمان , فراحت تطلب من الحياة ما يشبع نهمها , والنفس متى فرغت من الإيمان فرغت من كل شيء , ولو كان للنفس المحجوبة عن الله واد من ذهب لما رضيت ولو كان لها واديان ما رضيت ولن يملأها إلا الإيمان وهي حية .. ولن يملأها إلا التراب وقد توفها الله ..
* * *
جملة القول ..
الله تعالى هو الغنى مالك الملك , والله تعالى هو القوي القادر , ومن استغنى بالله عن إيمان راسخ ويقين ثابت أغناه الله عن غيره وكفاه , ومن استقوى بالله عن إيمان ويقين أمده الله بجنود من عنده , وتلك هي قيمة الحياة الثابتة الأصيلة.
والإنسان خلق ضعيف , ولضعفه تحجبه القيم الزائفة العارضة .. النافشة في الحياة بغير جذور , قيمة العلم والمال حين يوظفان توظيفا خاطئا وقيمة السلطان والرياسة حين توظف هي الأخرى توظيفا خاطئا , فيتعلق المرء بها , ويركن إليها , ويريه الشيطان أنه كبير .. قوي .. قدير , وهو -لو تنبه- خلق ضعيف جد ضعيف أمام مقادير الله , فما هي إلا أن ينزل به أمر الله فكأن لم يغن بالأمس , وما هي إلا أن يحق عليه القول فكأن لم يك شيئا , وما هي إلا أن يقضي الله القوي فيه قضاءه فإذا السلطان المتجبر العاتي لقمة سائغة تلوكها لجج اليم الغامر , وإذا الغني المتغطرس وقد كان يتعالى على الناس فوق الأرض إذا به خاسئ مهين تحت طباق الأرض ودون مواطئ الأقدام ..
وذلك جزاء المتعالين المفسدين في الأرض
{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
* * *(/)
صدور (التفسير العلمي التجريبي للقرآن الكريم جذوره وتطبيقاته والموقف منه) لعادل الشدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن مركز بحوث كلية التربية بجامعة الملك سعود الطبعة الأولى 1428هـ من كتاب:
التفسير العلمي التجريبي للقرآن الكريم جذوره وتطبيقاته والموقف منه
للدكتور عادل بن علي الشدي
الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c3df8fcbdca.jpg
وقد تناول الباحث في الكتاب جذور التفسير العلمي والموقف منه بالنظر إلى انتشار هذا اللون من التفسير وكثرة المؤلفات التي يمارس أصحابها تفسير آيات القرآن الكريم بمقتضى مكتشفات العلم الحديث مع ملاحظة إحجام كثير من المتخصصين عن الدراسات النظرية التأصيلية في التفسير العلمي.
وقد جاءت هذه الدراسة في مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة تعرض الباحث في الفصل الأول إلى مفهوم التفسير العلمي وتاريخه وأبرز المؤلفات فيه والعلاقة بينه وبين الإعجاز العلمي، ورصد الفصل الثاني مواقف المتخصصين من التفسير العلمي قبولاً أو رداً من خلال أدلة كل فريق مع الترجيح بينها وتحديد جملة من الضوابط التي لا بد من توافرها لقبول التفسير العلمي.
أما الفصل الثالث فقد اشتمل على ستة عشر مثالاً تطبيقياً على التفسير العلمي المردود والمقبول لربط التأصيل بالتطبيق في بحث واحد.
وختم الباحث الدراسة بثلاثة عشر نتيجة وخمس توصيات.
والكتاب قيم جدير بالقراءة، وفق الله الباحث لكل خير. ويمكن الحصول على الكتاب من مركز البحوث بكلية التربية بجامعة الملك سعود.
في 19/ 2/1429هـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Feb 2008, 02:37 م]ـ
شكر الله لكم مشرفنا الفاضل هذه البشرى القيمة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Feb 2008, 05:52 م]ـ
ما ذا اضافت هذه الرسالة على ما أورده صاحب كتاب التفسير العلمي في الميزان
دعوة للمطلعين على الكتابين ان يتحفونا بالجواب
ـ[الونشريسي]ــــــــ[27 Feb 2008, 12:26 ص]ـ
فعلا شيخنا أهدانيه الدكتور اليوم، فأليته مفيدا جدا. شكرا لكم، وللدكتور عادل. جلول
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Feb 2008, 10:54 ص]ـ
مبارك للدكتور صدور الكتاب، جعله الله في موازين حسناته ..
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:48 م]ـ
جزاك الله خيراً دكتور عبدالرحمن على إفادتنا بكل ماهو جديد ومفيد حول الدراسات التي تتعلق بالقرآن الكريم، وحبذا أن تتحفونا بالوسيلة للحصول على هذا الكتاب؟(/)
مرويات الإمام جعفر الصادق في التفسير؟
ـ[الغزالي]ــــــــ[26 Feb 2008, 02:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن للإمام جعفر الصادق مرويات كثيرة في كتب السنة جمعها بعضهم في رسالة دكتوراه، لكنني بحثت في
مروياته في التفسير المنثورة في كتب التفاسير فلم أقف - حتى الآن - على من جمعها؛ وإن كان ينقل عنه
شيء من الكذب كما ذكر ذلك أبو العباس ابن تيمية الحفيد في المنهاج فيما يرويه أبو عبدالرحمن السلمي عنه.
وينقل عن الإمام جعفر الصادق كلام حسن في تتبع الأدعية القرآنية والنظر فيها كثيراً ما سمعت الشيخ الشعراوي
- رحمه الله - ينقل عنه في خواطره في التفسير المسجلة تلفزيونيا (والتي تبث يوميا عبر قناة ..... )
سؤالي - أحسن الله إليكم -
هل جمع أحد تلك المرويات في التفسير، وقام بدراستها - لا سيما من جهة الصناعة الحديثية - وإن كان صنيع بعض
الأئمة يتسامحون في مرويات التفسير التي لا ينبني عليها حكم أو اعتقاد لا سيما إن كانت موقوفة أو مقطوعة؟
وجزاكم الله خيراً
مثال مما يروي عنه - إن صح سنده وإلا فهو صحيح معنى -:
عجبت لمن اغتم ولم يفزع إلى قوله تعالى [لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ] {الأنبياء:87} دعوة ذي النون عليه السلام فإني سمعت الله يعقبها بقوله [فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ] {الأنبياء:88} وعجبت لمن أصابه الحزن ولم يفزع إلى قوله تعالى [حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ] {آل عمران:173} فإني سمعت الله يعقبها بقوله: [فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ] {آل عمران:174} وعجبت لمن دبرت له المكائد ولم يفزع إلى قوله تعالى [وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ] {غافر:44} فإني سمعت الله يعقبها بقوله: [فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ]
ـ[الونشريسي]ــــــــ[27 Feb 2008, 12:44 ص]ـ
موضوع رائع
لولا أني قدمت مرويات عبد بن حميد في التفسير قريبا لأخذته.(/)
** معلمة تحتاجها الأمة **
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:32 م]ـ
أختي معلمة القرآن الكريم:
هل فقدت متعة التدريس في الحلقات القرآنية .. !
هل تعانين من تكرر الأخطاء في قراءة الطالبات وتبحثين عن الطريقة الصحيحة في التصويب .. !
كيف نحول الحلقات القرآنية إلى محاضن تربوية تنهض بأمتنا الإسلامية .. !
المهارة والإبداع ........... والتعليم بالإقناع ..
كل ذلك جمعناه لك في دورة:
(معلمة تحتاجها الأمة) في دار الإيمان لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض .....
وإليك المحاور التي تتضمنها هذه الدورة:
الأربعاء 20/ 2/1429هـ ... (كيف نحيا بالقرآن) للشيخ / أمجد غانم
الأربعاء 27/ 2/1429هـ ... (إتحاف المعلمة بطرق التصحيح المهمة [1]) أ. رابعة شمو
الأربعاء 4/ 3/1429هـ ... (فقة الدعوة) للشيخ عبد المحسن بن باز
الأربعاء 11/ 3/1429هـ ... (إتحاف المعلمة بطرق التصحيح المهمة [2]) أ. رابعة شمو
الأربعاء 18/ 3/1429هـ ... (فقه التدريس) أ. نجاة بن مخاشن
الأربعاء 25/ 3 / 1429هـ .. (بأسلوبك ازدادي تألقا) أ. فاطمة العبد الله
الأربعاء 3/ 4 /1429هـ ... (المعلمة بين الإعتزاز والهزيمة النفسية) أ. منى الكحلوت
الخميس 4/ 4 /1429هـ .. حفل التكريم الملتحقات بالدورة
ملاحظات:
** جميع المحاضرات تبدأ من الساعة 4:30 عصرا ولمدة ثلاث ساعات ماعدا محاضرة
(فقه الدعوة) ستستمر لأربع ساعات ..
** على المعلمة الملتحقة بالدورة حضور كافة الأيام حتى تمنح شهادة حضور دورة ..
حضورك يشرفنا .............. ومشاركتك تسعدنا ............. ورأيك محل اهتمامنا ..
(رسوم الإشتراك: 100 ريال فقط)
للإ ستفسار والتسجيل: ت/ 014010862 ج / 0501277217
لموقع: الرياض - حي الوشام - شارع الحسي - جنوب مبنى التلفزيون
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:35 م]ـ
ما شاء الله جزاكن الله خيراً وبارك في جهودكن ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:54 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق والنجاح، وليت مثل هذه الدورات العلمية التدريبية تتكرر وتعمم وتوثق.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Feb 2008, 10:38 م]ـ
تطور جيد في التعليم النسائي نفع الله بكم.
ـ[إيمان]ــــــــ[29 Feb 2008, 09:01 م]ـ
شرف الموضوع بتشريفكم .....
وتعليقكم الطيب المبارك ........
لاحرمنا الله مداد أقلامكم الطيبة ... وفيض كلماتكم العبقة ....
ـ[إيمان]ــــــــ[29 Feb 2008, 09:04 م]ـ
شرف الموضوع بتشريفكم .....
وتعليقكم الطيب المبارك ........
لاحرمنا الله مداد أقلامكم الطيبة ... وفيض كلماتكم العبقة ....
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 12:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أختي الفاضلة
ولو حضرت مثل هذه الدورات ودونتِ شيئا من فوائدها
فأتحفينا به مشكورة
وفقك الله وسددك(/)
جهود علماء الغرب الإسلامي ...
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:" جهودعلماء الغرب الإسلامي في موضوع الإعجاز "
توجد لدى كثير من إخواننا العلماء في الشرق العربي انطباعات خاطئة عن علماء المغرب وجهودهم في خدمة العلم والأدب وفي هذا السياق أقدم هذا الانطباع لعبد الكريم الخطيب في كتابه الإعجاز في دراسات السابقين يقول في الصفحة 319 منه: " لم يؤلف ابن عطية في إعجاز القرآن كتابا مستقلا وإنما حين ألف تفسيره ... جعل بين يدي هذا التفسير مقدمة ... ويغلب على الظن أن ابن عطية كان ناقلا لتلك الآراء ... وخاصة أن علماء الأندلس وابن عطية منهم كانوا بصفة عامة - يرقبون علماء المسلمين في الشرق ويرصدون أقوالهم وآراءهم ... ما مدى صحة هذا الكلام؟ وهل فعلا كان علماء المغرب والأندلس مجرد نقلة عن إخوانهم في المشرق؟ .... ؟
أتمنى أن يغني الإخوة الكرام في هذا الملتقى العزيز علينا هذا الموضوع البكر بما يخرجه من حيز الخفاء والضمور إلى رحاب التجلي والظهور
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Feb 2008, 04:26 م]ـ
وخاصة أن علماء الأندلس وابن عطية منهم كانوا بصفة عامة - يرقبون علماء المسلمين في الشرق ويرصدون أقوالهم وآراءهم ... ما مدى صحة هذا الكلام؟
وهل فعلا كان علماء المغرب والأندلس مجرد نقلة عن إخوانهم في المشرق؟
الغرب الإسلامي خرج منه أئمة أعلام لازال العلماء في جميع الأنحاء يثنون على علومهم ومؤلفاتهم، ويعتنون بها، ويرجعون إليها كثيراً.
وهؤلاء الأئمة الأعلام لم يكونوا مجرد نقلة، بل هم نقاد بارعون، وعلماء محققون، في مختلف الفنون
ويكفي أن نعد منهم:
ابن عطية، وتفسيره مشهور معتمد، وفيه تحقيقات جيدة ونفائس تستفاد منها دروس في أصول التفسير وقواعده.
وكذلك: سحنون التنوخي، وبقي بن مخلد، وأبو علي القالي، وابن عبد البر،، وابن حزم، والشاطبي، وعبد الحق الإشبيلي، وابن سيده، وابن أبي زيد القيرواني. وغيرهم كثير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عز الدين المعيار ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإنني أرى ـ و الله أعلم ـ أن جزءا كبيرا من هذه الصورة النمطية التي يأخذها عنا إخواننا بالمشرق الإسلامي نساهم في تشكيلها بقدر كبير، ذلك أن أغلب دراساتنا تنصب على علماء المشرق، و قلما تجد أعمالا علمية متميزة تعرف بجهود علماء الغرب الإسلامي في إثراء الثقافة الإسلامية، و ما هو موجود من هذه الدراسات لا نعرف به بشكل كاف. و من هنا فإنني أضم صوتي إلى صوتكم للتعريف بالإضافات العلمية المتميزة لرجالات الغرب الإسلامي في مختلف الحقول المعرفية الشرعية.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري. مع تحية خاصة للأخ الفاضل عبد العزيز الداخل.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Aug 2008, 01:52 ص]ـ
في البداية أحيي الأخوين الفاضلين الكريمين: الدكتور أحمد بزوي الضاوي، والدكتور عبد العزيز الداخل متمنيا أن تتضافر جهودنا جميعا من أجل التعريف بتراث أمتنا في هذا الجناح من العلم الإسلامي
وبعد فهذه بعض المصنفات في إعجاز القرآن لعلماء من الغرب الإسلامي آمل أن تعرف من الإخوان الكرام إضافات تغني الموضوع وتثريه:
1 - البيبان عن إعجاز القرآن لأبي محمد بن أبي زيد القيرواني {ت386هـ}
2 - بيان إعجاز القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي {ت437هـ}
3 - انتخاب نظم القرآن للجرجاني لمكي بن أبي طالب القيسي كذلك
4 - مقالة في إعجاز القرآن لابن الحصار {توفي في نحو 611هـ}
5 - التبيان في علم البيان على إعجاز القرآن للسماكي المطلع
6 - التنبيهات على ما في التبيان من التمويهات لأحمد بن عبد الله بن عميرة عميرة {ت658هـ}
7 - إعجاز القرآن لأبي بكر محمد الأنصاري الشاطبي المالكي {ت662هـ}
وهناك مباحث قيمة في ثنايا مؤلفات معروفة لرجال من العيار الثقيل سنقف عليها في مناسبات قادمة بحول الله تعالى
يتبع
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[04 Aug 2008, 02:12 ص]ـ
من عجيب الموافقات ما ذكره أبو جعفر بن الزبير الغرناطي في صلة الصلة من أن أبا زكرياء يحي بن أبي الحجاج من أهل لبلة استخرج من تفسير أبي الحكم بن برجان من كلامه على سورة {الم غلبت الروم} تاريخ فتح بيت المقدس وحقق وعين ما كان أغمض فيه ابن برجان وأبهم، ووقف عليه المنصور الموحدي فبقي مرتقبا ومعتنيا في نفسه له،،حتى كان ذلك وفق ما قاله، فأمر أن يحضر مجلسه ويرتسم له في جملة طلبته وكان فتح بيت المقدس في شعبان سنة 583هـ وأبو زكرياء هذا نشأ بمدينة مراكش انتقل إليها صغيرا وكانت وفاته في نحو 590هـ أوبعدها بقليل
و لا شك أن إعجاز القرآن الكريم باق يتحدى الأجيال على مر الدهور و الأعصار
فهل آن الأوان لتستخرج أمتنا من القرآن ما يجمع شملها و يوحد كلمتها و يرتقي بها إلى مدارج الرقي والتقدم؟
نتمنى ذلك ونرتقبه ... وما ذلك على الله بعزيز(/)
((إعلان عن دروس التفسير والحديث للدكتورة: رقية المحارب))
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Feb 2008, 08:38 م]ـ
بشرى سارة
سيبدأ درس في تفسير القرآن والحديث
كل ثلاثاء من الاسبوع
في مسجد دار العلوم
في حي الفلاح مخرج 7
لدكتورة الفاضلة / رقية المحارب
للاستفسار
05512024241
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[28 Feb 2008, 09:01 م]ـ
أختي الفاضلة: رزقك الله البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
أرجو منك مزيد إيضاح عن دروس التفسير، وهل هي تتمة لدروس سابقة؟
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Feb 2008, 09:30 م]ـ
آمين وإياك .......
وبالنسبة لدرس التفسير: ستبدأ من سورة الكهف من كتاب تفسير القرآن العظيم ابن كثير، وكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي
أما الحديث: شرح كتاب النكاح من صحيح الخاري رحمه الله ...........
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Feb 2008, 12:05 ص]ـ
وفقكن الله لكل خير ..
ـ[إستبرق]ــــــــ[29 Feb 2008, 02:17 ص]ـ
شكراً جزيلاً عزيزتي مدهامتان ... وجعل الله ذلك في ميزانك ... لكن السؤال هل الدرسين متصلين؟ وإذا كانا كذلك فأيهما أول؟ وفي أي ساعة سيبدأ؟ وكم مدة الدرس؟ أثابك الله .. وأتمنى أن لاأكون أثقلت عليك بالأسئلة.(/)
القرآن الكريم روح الكون ومعراج التعرف إلى الله للدكتور فريد الأنصاري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Feb 2008, 07:57 ص]ـ
إن هذا الكتاب المرسوم بالقرآن كتابٌ غير عادي تماماً. إنه كلام من طبيعة أخرى، وخطابٌ من عالم آخر. ولكن العادة تضعف الحس البشري؛ فليس لنا معشر البشر إلا الوقوف على ضفافه الفسيحة، وتَلَقِّي أمواجه بصدورنا، نتذوق من خلالها مواجيد الإيمان، ونشاهد سُبُحات الجلال والجمال.
إن هذا القرآن الكريم ينبئ عن نفسه ويعرف بطبيعته وماهيته. إنه يتكلم إلى الإنسان من خلال بعده الكوني، ومصدره الرباني. ومن هنا فإنه أعمق من أن يحيط به الإدراك المادي المجرد: ?وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ? (الشورى:51) ولذلك فإن أسرار آياته ترتبط جميعا بحقائق الكون. فهو فهرست الوجود، والكشاف الجامع لكل موجود، إذ هو ينتمي إلى عالم "الأمر" ?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا? (الشورى:52). إنه يمثل في حقيقته وفي وجدان المتبصر لبصائره روحَ الحقائق كلها، فلا حياة لها إلا به.
إن عظمة القرآن تتمثل أساسا في أنه "كلام الله رب العالمين". إن ما يبهر الإنسان من ذلك ويفيض مشاعره أن القضية هي من العظمة والرهبة بحيث يستحيل على القلب البشري تحمل مواجيدها، بدءاً بالتفكر في هذا الكون الشاسع الممتد من فضاءات لا يحدها بصر ولا تصور ولا خيال، وما يسبح فيه من نجوم وكواكب ومجرات وسدم غائرة بعيدة بملايين السنوات الضوئية، وما يحيطها من سماوات بعضها فوق بعض، وما يعمرها من خلائق نورانية مما لا يُدرك له شكل ولا صورة، إلى ما بين هذا وذاك من طبقات الزمان المختلفة عدّاً وتقديراً، من الأيام والسنوات، قد يختزل اليومُ الواحد منها ?أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ? (السجدة:5)، إلى ?خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ? (المعارج:4). وربُّ هذه العوالم جميعاً، الخالق لها، والمحيط بأزمنتها وأمكنتها كلها، المدبر شؤون حياتها ومماتها وأرزاقها، بقيوميته الممتدة من الأزل إلى الأبد، المالك زمام أحوالها بأنوار أسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه وتعالى، هذا الرب الرحمن الرحيم والملك العظيم المتنزه في مطلق علوه وسموه وجلاله وكبريائه؛ يقدر برحمانيته ورحمته أن يكرم الإنسان هذا المخلوق الضعيف القابع في الأرض، هذا الكوكب الضئيل السابح في بحر عظيم زاخر بأمواج السدم والمجرات، فيكون من أعظم مقامات هذا التكريم أن يخاطبه بهذا الكلام الإلهي العظيم: القرآن الكريم!
فكيف للنسبي الفاني إذن أن تتحمل مواجيدُه كلام المطلق الباقي؟! كيف للقلب المحكوم بالزمان والمكان أن تستوعب خفقاتُه المعدودة وأنفاسُه المحدودة وقْعَ الكلام الخارق للزمان والمكان؟!
وإن الله إذا تكلم سبحانه تكلم من علُ، أي من فوق؛ لأنه العلي العظيم سبحانه وتعالى، فهو فوق كل شيء، محيط بكل شيء علما وقدرة، إنه رب الكون: ?أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ? (فصلت:54). ومن هنا جاء القرآن محيطاً بالكون كله، متحدثاً عن كثير من عجائبه، قال تعالى في سياق الكلام عن عظمة القرآن: ?فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الواقعة:75 - 80).
وهذا المقال يرمي إلى إبراز قضيتين:
الأولى: كون القرآن خطاباً كونياً بما هو روح من أمر الله.
والثانية: بيان أنه بذلك معراج للتعرف إلى الله جل علاه.
الأولى: كونية القرآن الكريم
(يُتْبَعُ)
(/)
إن معنى "كونية القرآن" لازم من لوازم كونه "كلام الله رب العالمين". فالربوبية قاضية بكل معاني الشمول والامتلاك والسلطنة؛ ذلك أن "القرآن" من حيث هو كلام رب العالمين، متضمن لمعنى الربوبية الجامعة لكل عناصر الكون امتلاكا وقهراً. كما أن الكائنات من خلاله تدور جميعها حول هذا المعنى، سالكة إلى الله خالقها، منجذبة إلى نوره تعالى. ولذلك كان القرآن -وهو خطاب الله إلى الإنسان- خطاباً كونياً أيضاً. ويمكن بيان "كونية القرآن" من خلال الخصائص الثلاث الآتية:
أ-القرآن قراءة لكتاب الكون، وكشف لأسراره: ومعنى ذلك أنه كتاب كاشف للغز الحياة بصورة بسيطة. فهو يقدم الصعب المعقد تقديماً سهلاً ميسراً، فسهل على العامة والخاصة قراءة مقاصده من خلال أبعاده الكونية؛ إذ يلفت انتباه الإنسان إلى مظاهر الكون وحقائقه ليتفكر في خلق السموات والأرض، كل على حسب طاقته وسعة إدراكه. فيكون القرآن الكريم بكونيته هذه خطاباً لجميع الناس بجميع مستوياتهم الثقافية واختلافاتهم اللغوية والعرقية. وهو ضرب من ضروب الإعجاز. ومن هنا كان القرآن بحقٍ مفسرَ كتاب العالم.
بـ-القرآن روح الكون: ومعنى ذلك أنه ما دام المتكلم به هو اللهَ رب العالمين -بالاعتبار الذي ذكرنا- أي "خالق كل شيء" سبحانه، فإنه لا شيء إلا وهو راجع في حقيقة وجوده إلى حقائق القرآن الكونية. وما علمنا ذلك كله إلا من خلال القرآن الكريم الذي هو كلام رب العالمين الخالق لكل شيء. فالقرآن يمثل -من حيث حقائقه- حقائق الكون كله، بدءا بقصة الخلق إلى غاية الإعادة من يوم القيامة ?كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ? (الأنبياء:104)، ثم البعث والنشور، فالمصير. فلو تُصُوِّر عدم حقائق القرآن -وهو فرض محال- لاستحال تصور وجود العالم الكوني كله.
ثم إن حقائق القرآن التي هي التفسير السليم لنظام الكون، هي وحدها القادرة على الحفاظ على ذلك النظام الكوني في العقل. ولو افترضنا تفسيراً غيرها، لعمت الفوضى تصورات العقول، ولاختل التوازن في الفكر، بتصورات لا يمكن إلا أن تؤدي في النهاية إلى افتراضات تقضي في المنطق العقلي إلى اختلال الكون كله في التصور. وبهذا المعنى كان القرآن هو روح الكون.
جـ-القرآن محيط بمفهوم الزمان الكوني: إذا كان القرآن كلام الله رب العالمين، فإنه صفة له سبحانه؛ لأن الكلام صفة للمتكلم. وقد عُلم أن الله سبحانه وتعالى محيط بالزمان والمكان. فهو فوق كل شيء ومحيط بكل شيء، لأنه تعالى خالق كل شيء. من هنا إذن كان القرآن محيطاً بالزمان الكوني: الماضي والحاضر والمستقبل جميعاً، ثم بالزمان الأرضي، وهو الزمان بالتقدير البشري الدنيوي مما نعد به التاريخ والأعمار، وكذلك بالزمان المعراجي بنوعيه: الأمري والملائكي. فالزمان الأمري هو المشار إليه في قوله تعالى: ?يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ? (السجدة:5)، والزمان الملائكي هو المشار إليه في قوله سبحانه: ?تَعْرُجُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ? (المعارج:4). وكذلك الزمان العندي وهو المشار إليه في قوله تعالى: ?وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ? (الحج:47).
ثم الزمان الأخروي وهو الزمان الخالد السرمدي الذي لا ينتهي أبداً مما يكون بعد إعادة الخلق، حيث قيام يوم الدين، من بعث وحشر وحساب وجنة ونار. فحديث القرآن عن ذلك كله حديث جامع مانع. ومن هنا كان محيطاً بكل الزمان، مما ينتسب إلى عالم الغيب أو إلى عالم الشهادة.
ذلك هو القرآن ... كلام من أحاط بمواقع النجوم خلقا وأمرا وعلما وقدرة وإبداعاً. فجاء كتابه بثقل ذلك كله، أنزله على سيدنا محمد، من بعدما هيأه لذلك وصنعه على عينه سبحانه جل وعلا، فقال له: ?إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً? (المزمل:5).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا لما كذب المنكرون بالقرآن للقرآن، نعى الله عليهم ضآلة تفكيرهم وضحالته وقصور إدراكهم وضعف بصرهم عن أن يستوعبوا بعده الكوني الضارب في بحار الغيب، فقال تعالى: ?وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * قُُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا? (الفرقان:5 - 6) وإنه لرد عميق جداً. ومن هنا جاء متحدثاً عن كثير من السر في السماوات والأرض؛ قال عز وجل: ?وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً? (الكهف:54)، وقال جل وعلا: ?سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ? (فصلت:53 - 54).
الثانية: القرآن معراج التعرف إلى الله
إن أول مقاصد القرآن الكريم إنما هو تعريف الناس بالله، المتكلم بالقرآن. ولذلك جاء تعريف الله لذاته سبحانه بأسمائه الحسنى مباشرة بعد التنبيه على عظمة هذا القرآن -كما جاء في سورة الحشر- كأنه قال: اعرف القرآن أولاً تعرف الله. أَوَليس هو تعالى المتكلمَ بالقرآن؟ قال جل وعلا: ?لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ? (الحشر:21)، فقال بعدها مباشرة: ?هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ? (الحشر:22 - 23).
إن الذي ينصت إلى خطاب الفطرة في نفسه يسمع نداء عميقا يترجم الرغبة في معرفة من أسدى إليه نعمة الوجود، ذلك الإنسان مفطور على شكر من وصله بمعروف. ومن هنا نخلص إلى نتيجة وهي "حق الخالقية" هو مفتاح التعرف إلى الله.
وهذه حقيقة قرآنية كبرى تترتب عليها أمور كبيرة في حياة الإنسان. ذلك أنه كلما نادى الله الناس في القرآن بالاستجابة لأمره التعبدي ناداهم من حيث هو خالقهم، هكذا، بهذه الصفة دائماً، وهو أمر مهم فيما نحن فيه من طريق المعرفة بالله، أي إنه تعالى يسألهم أداء "حق الخالقية"، هذه الصفة العظيمة لذاته تعالى، التي بها كنا نحن الناس هنا في الأرض نتنفس الحياة. قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا لِلهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ? (البقرة:21 - 22)، وقال سبحانه: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً? (النساء:1).
هاتان آيتان كليتان من القرآن العظيم، تعلق الأمر فيهما بالعبادة والتقوى، وما في معناهما من الانتظام في سلك العابدين، وفلك السائرين إلى الله رب العالمين، إثباتاً لحق الله من حيث هو خالق للبشر. ولا يفتأ القرآن يذكّر بهذه الحقيقة باعتبارها مبدءاً كليا من مبادئ الدين والتدين، وأنها العلة الأولى منه، وذلك نحو قوله تعالى: ?وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ? (الذاريات:51) إنها آية كونية عظمى .. إنها مفتاح من مفاتيح فهم القرآن العظيم، وباب من أبواب معرفة الربوبية العليا .. قال تعالى في سياق الحِجاج: ?مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا? (نوح:13 - 14). إنه تعالى ربط حقه سبحانه على عباده بمبدإ خلقهم أطوارا .. فكلما ازداد المنكرون تعنتا ازداد القرآن إفحاما في بيان تفاصيل الخلق. فتلك حجة الله
(يُتْبَعُ)
(/)
البالغة إجمالا وتفصيلاً.
وكما كانت تلك هي حجة القرآن في الدعوة إلى العبادة، وإثبات "حق الخالقية" لله الواحد القهار؛ كانت هي عينُها حجته في الدعوة إلى التوحيد ونفي الحق الوهمي للشركاء، وذلك كما في قوله تعالى: ?اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ? (الروم:40). وبهذا المنطق أيضا رد الله على المشركين، كما في قوله تعالى: ?أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ? (الأعراف:191). وقوله سبحانه: ?أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لاَ يَخْلُقُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ? (النحل:17). فما كان هذا البيان والتفصيل لقضية الخلق ليكون؛ لولا أنها قضية كونية كبرى، ينبني عليها ما ينبني من مصير وجودي في حياة الإنسان، هذا المخاطب بها ابتداء.
إن "قضية الخلق" تمثل مفتاح فهم الربوبية، إنها المبدأ الكلي الذي على أساسه خاطب الله الإنسان بكل أمر ونهي، بل إنها تمثل البنية الأساس لخطابه، الذي عليه يتفرع كل شيء، مما قرره في العقيدة والشريعة على السواء. نعم، "حق الخالقية" إذن هو مفتاح التعرف إلى الله جل وعلا.
إن إحساس الإنسان بوجوب هذا الحق عليه يخرجه من التيه الوجودي، أو بعبارة قرآنية يخرجه ?مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ? (البقرة:257). وأيّ ظلام أشد من التصور العبثي للحياة! فبأي نفسية يعيش الإنسان هذه الحياة وهو يرى أنما غايتها إلى العدم المطلق والفناء الرهيب، الذي ما بعده حياة؟!
إن السالك حينما يذوق من معرفة الله لمعات وأنوارا يتعلق قلبه بحب الله تعالى، لأنه هو الذي أوجده وخلقه، وإنما يجد الجمال الحق في تلك المعرفة .. وإنما نرى جمال الله سبحانه وتعالى في شعورنا القوي بجمال خالقيته تعالى وكمال قيوميته وحسن إجابته وكرم رعايته، وقرب رحمته وأنسه.
فلم يكن عبثاً إذن أن يتوارد ذكر الأسماء الحسنى والصفات الإلهية العلا عبر كل فصول القرآن. فهي كالنجوم الدرية تتلألأ بالنور الرباني العظيم في تلك المسافات جميعاً، ما بين السوابق واللواحق والقرائن، بما يجلي للعبد الذاكر جمال الله وجمال المعرفة به، فيعبّد له طريقها سالكة جلية. ولكن كل ذلك إنما يكون على قدر شهود القلب وصفاء البصيرة وصدق الإقبال على الله عند الدخول في مشاهد الذكر والتلاوة للكتاب.
إن العبد الذي أيقن بمعرفة الله يفيض قلبه بالمحبة، محبة كل شيء، إذ يجد أخوة إيمانية في وجدانه مع كل شيء من الكائنات، عدا من تولّى. فالكل مستغرق في عبادة الله سائر إليه عبر مسالك المحبة ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا? (الإسراء:44). ولقد جعل الله لنبيه داود معجزةَ كشفٍ لبعض ذلك، فكانت الجبال والطير تسبح بتسبيحه وتدعو بدعائه، في مجالس تفيض بالنور والجمال، تلتقي على موعد بالغدو والآصال، كما في قوله تعالى: ?إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ? (ص:18 - 19). إن الكون كله في وجدان المسلم مثل طيور داود عليه السلام، مجالس أنس وذكر تشعره بالأخوة الكبرى في السير إلى الله عبر أفلاك العبودية: ?كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ? (الأنبياء:21)، فالمعرفة طريق لا تنفد تجلياتها، ولا تنتهي إشراقاتها إلا بلقاء الله، حيث ينكشف سر السير إلى الله: ?وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ? (الحجر:99)، ويرى العبد هناك بعين اليقين حقيقة الوجود الدنيوي من خلال وجوده الأخروي: ?لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ? (ق:22).
إن المعرفة بالله تملأ القلب أنسا بالله، ثم أنسا بالحياة، وأنسا بالكون والكائنات، وأنسا حتى بالموت الذي لن يرى فيه العبد المحب -إذ يقف عليه- إلا موعدا جميلا، للقاء جميل، مع رب جميل. فذلك ذوق الإحسان في قمة المشاهدات الإيمانية. وإنما "الإحسان أن تعبد اللهَ كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" (متفق عليه).
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فإن هذا الإنسان بما هو مخاطب بهذا القرآن أساسا بأبعاده "الأمرية" المذكورة هو إنسان "كوني" بامتياز. فهو لا يسكن الأرض إلا بقدر ما يسكن الكون كلَّه حقيقة. وبما أن البشر شتى خلقا وتقديرا وسعيا وتدبيرا، فقد كان هذا القرآن على نفس تلك السعة والشمول من الإمكانات المتصورة للنشاط الإنساني في الأرض على الإطلاق. ولذلك جاء جامعا لكل معارج الكتب السماوية السابقة بدون استثناء؛ ففيه معارج إبراهيم ومعارج موسى ومعارج داود ومعارج عيسى ثم فيه معارج أخرى فُضْل تفرد بها القرآن الكريم لم تفتح قبله قط في التاريخ. وكل ذلك جميعه كان معارج لنبي هذه الأمة الرسول الجامع المانع سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
إن هذا القرآن بعمقه الكوني هذا، المطلق عن الزمان والمكان يحقق أخوة إنسانية كبرى، لا يمكن أن تتحقق على هذا الوزان بسواه؛ لأنه شبكة اتصال وجودية ذات أنسجة أفقية وعمودية، فيها مداخلُ لا حصر لها للإمكانات البشرية. ولذلك فهو يتيح لكل إنسان مهما كانت ميوله وإمكاناته الطبيعية والفطرية والاجتماعية والثقافية أن يتصل بحقائق الوجود الحق: ?وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم * صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ? (الشورى:52 - 53). وبما أن شبكته موئلها -في نهاية المطاف- واحد، فهي تصل في الختم إلى الحق الواحد ?أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ? (الشورى:53)، وهنالك يجد المؤمن لذة التعرف إلى الله جل وعلا.
بناء على ما تقرر من أن غاية الخلق الإلهي للإنسان إنما هي التعرف إلى الله جل علاه، فقد جعل له صلى الله عليه وسلم وسيلة من أعظم الوسائل التعبدية، ألا وهي التعارف. فالإنسان بما هو مفطور خلقة على سنة الاجتماع البشري -إذ خلق من ذكر وأنثى وجعل شعوبا وقبائل- فقد خلقت أرواح الناس لتلك الغاية على ائتلاف واختلاف بقصد إنتاج التكامل المعرفي في طريق السير إلى الله تعالى. وهذا من أعجب السنن الإلهية في الخلق البشري وألطفها، وهو مفهوم من آية قرآنية وحديث نبوي شريف. فأما الآية فقوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ? (الحجرات:13). وأما الحديث فهو قوله عليه الصلاة والسلام: "الأرواح جنود مُجنَّدة، فما تعارف منها ائْتلف، وما تناكر منها اختلف" (متفق عليه).
إن التعارف العمراني ضروري للإنسان، ليس فقط لأنه لا يمكن أن يعيش بصورة انفرادية اعتزالية، فهذا أمر بديهي، ولكن ليكون ذلك مقدمة لإنتاج حوار في المجال الروحي، والتداول المعرفي بحقيقة المعرفة بالله في طريق السير إلى الله.
إن العلاقات الأفقية على المستوى البشري العمراني في شبكة الاتصال المعرفية إذا أتيحت لها ظروف الحوار الهادئ الصادق، والتعارف البناء الواثق، تفضي في النهاية إلى علاقات عمودية متوازنة ترتفع بالإنسان إلى السماء في طريق معرفة الله، بل في طريق التكامل في تلك المعرفة.
إن هذا القرآن محفوظ بحفظ الله محروس بقدرته جل علاه، كما نص عليه القرآن بآيه المحكم وكما رسخته حقائق التاريخ الطويل. ومن هنا فإن كل من تعلق بمحفوظ فهو محفوظ بالضرورة.
المصدر: مجلة حراء ( http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=210&ISSUE=1) .
مقالات أخرى للكاتب هنا ( http://www.hiramagazine.com/author_show.php?Y_ID=8) .
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:39 م]ـ
بارك الله فيك(/)
بشرى: إعادة بث برنامج (بينات) على المجد العلمية
ـ[الغزالي]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ السبت الدورة البرامجية الجديدة لقناة المجد العلمية؛ وسيكون من ضمنها إعادة بث برنامج (بينات) الذي سبق بثه
رمضان الماضي؛ والبرنامج عبارة عن استنباط فوائد من أجزاء القرآن الكريم بمعدل حلقة لكل جزء من الكتاب العزيز.
أوقات البث:
البث الأصلي: الخميس 10 م
الإعادة: فجر الجمعة 3 ص، السبت 6 ص
وغالب هذه الحلقات مسجلة على موقع طريق الإسلام ( www.islamway.com)
ولي مقال آخر - إن شاء الله - بعنوان: (جهود العلماء في خدمة الكتاب العزيز تلفزيونيا خلال هذه الفترة) وهو جمع
لكل ما يتعلق بالبرامج التلفزيونية المتعلقة بكتاب الله في القنوات العربية؛ والله الموفق.
ملحوظة:
للحصول على جدول برامج القناة؛ اضغط على:
http://www.islamacademy.net/images/jadwal2008.jpg
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:45 م]ـ
رزقك الله البشرى في الحياة الدنيا والآخرة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Feb 2008, 09:33 م]ـ
رزقك الله البشرى في الحياة الدنيا والآخرة.
آمين ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[01 Mar 2008, 01:23 ص]ـ
بارك الله فيك ...(/)
كتاب (تفسير غريب القرآن العظيم) لمحمد بن أبي بكر الرازي (ت666هـ) بين تحقيقين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Feb 2008, 08:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صنف أبو عبدالله محمد بن أبي بكر الرازي اصحب كتاب (مختار الصحاح) المتوفى سنة 666هـ وقيل 668هـ كتاباً في غريب القرآن الكريم سماه:
تفسير غريب القرآن العظيم
ومنهج المؤلف في هذا الكتاب منهج فريد لم يسبقه فيه أحد ممن صنَّف في غريب القرآن ولم يقلده فيه أحد بعده. وهو منهج الفارابي اللغوي في كتابه ديوان الأدب، والجوهري صاحب الصحاح، وهو ترتيب الباب والفصل. والرازي له خبرة بكتاب الصحاح للجوهري فقد قام باختصاره في كتاب (مختار الصحاح)، وقد نظر الرازي إلى أصل ألفاظ الغريب مجردة من الزيادة، وبدأ بالكلمات التي آخرها همزة أصلية وسار معها في القرآن الكريم كله، ثم الكلمات التي آخرها الباء، ثم الكلمات التي آخرها التاء الأصلية، ثم الثاء فالجيم فالحاء فالخاء ... إلى الياء، وأطلق على كل حرف مصطلح (باب) فهذا الألف بعده باب الباء، وبعده باب التاء فالثاء وهكذا.
وقد رتب كل باب ترتيباً هجائياً داخلياً يحتوي على ألفاظ الغريب المبدوءة بحرف الألف فالباء ... وأطلق على كل حرف من هذه الحروف مصطلح (فصل) مع إسقاط الفصول - بل والأبواب - التي لم يجد فيها ألفاظا غريبة فبدأ بباب الهمزة فصل الباء، ثم باب الهمزة فصل الجيم ... وهكذا.
وقد حرص على التبويب لكل فصل من فصول الكتاب، والتزم الترتيب الدقيق لمادة الكتاب، فالباب للحرف الأخير، والفصل للحرف الأول، ثم ترتيب المواد فيها وفقاً لحروف وسطها فالجيم قبل الواو، ويذكر في الفصل المواد الثلاثية والرباعية وغير ذلك، وكلها ترد في الأبواب متجاورة ولم يخرج عن هذا الترتيب إلا في الباب الأخير إذ جمع فيه الألفظ المنتهية بالواو والياء معاً ولم يفرق بينهما.
مثال:
باب الهمزة، فصل الباء
بدأ: بدأ الخلق، وأبدأهم: خلقهم، فهو المبدئ. قرئ مشهوراً (بادئ الرأي) يعني ابتدائه وأوله.
ثم أتبعه بمادة برأ، ثم بطأ، ثم بوأ.
ثم جاء بعده فصل الجيم، وهكذا.
نص مقدمة الرازي لكتابه:
الحمد لله بجميع محامده على جميع نعمه، وصلواته على نبيه المبعوث بجوامع أحكامه ولوامع حكمه، وعلى آله وصحبه المهتدين بأخلاقه وشيمه.
قال العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد بن أبي بكر الرازي رحمه الله: سألني بعض إخواني من طلبة العلم وحملة القرآن العظيم أن أجمع لهم تفسير غريب القرآن جمعاً يشتمل على حسن الترتيب وسهولته، وعلى استيعاب كل الألفاظ الغريبة التي في الكتاب العزيز، ويعرى عن تكرار تفسير الألفاظ وإعادتها، فأجبتهم إلى ذلك، وجمعت هذا المختصر متميزاً عن كل ما صنف في هذا الفن بهذه الفوائد الثلاث.
وجميع ما أودعته فيه إنما نقلته عن الأئمة المجمع على درايتهم وصحة روايتهم كالزجاج والفراء والأزهري والجوهري والزمخشري والعزيزي والهروي ومن شابههم، وضممت في بعض المواضع إلى تفسير اللغة شيئاً من فوائد الإعراب والمعاني؛ لئلا يكون حافظه جامداً على مجرد الألفاظ.
وحيث قلت: وقرئ مشهوراً، أو القراءة المشهورة، فالقارئ من السبعة. وحيث أطلقت قولي: قرئ، فهو خارج عن السبعة. وإذا اجتمع في الكلمة قراءتان مشهورتان، أو أكثر وذكرتهما مفترقتين فإني أقدم في الذكر ما عليه الأكثر من السبعة، ثم الذي تليه في الكثرة، إلا إذا تساوى العدد فأبدأ بأيهما اتفق.
ولم آل جهداً في إبداعه - مع صغر حجمه - ما وسعه طوقي من الإيضاح، والتبيان والتحقيق والإتقان. نفعني الله وإياكم به، وجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه هو البر الرحيم.
فهو حرص أن يتصف كتابه بثلاث خصائص:
1 - حسن الترتيب وسهولته.
2 - لستيعاب غريب القرآن الوارد في جميع آيات القرآن الكريم.
3 - عدم تكرار تفسير الألفاظ في أكثر من موضع.
وقد قام بتحقيق هذا الكتاب باحثان كريمان لا أدري أيهما أسبق فلم يشر أحد منهما لصاحبه:
أولهما:الدكتور حسين ألمالي الأستاذ المساعد في اللغة العربية وآدابها في كلية الإلهيات بجامعة طقوز أيلول بمدينة إزمير بتركيا، وهو باحث تركي قام بتحقيقه لنيل درجة الدكتوراه.
وقد طبع هذا التحقيق الطبعة الأولى بمطابع مديرية النشر والطباعة والتجارة التابعة لوقف الديانة التركي بأنقرة عام 1417هـ الموافق 1997م.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c8404f0f456.jpg
وقد أجاد في تحقيقه للكتاب، غير أنه مليئ بالأخطاء الطباعية التي عكرت جماله، مع إنه اعتمد على نسخة بخط المؤلف برقم 124 بمكتبة داماد إبراهيم باشا وأربع نسخ مساعدة بخطوط أخرى إحداها منقولة من النسخة التي بخط المؤلف وهي نسخة مكتبة أحمد الثالث رقم 104.
ثانيهما: الدكتور عبدالله محمد عبدالرحمن أحمد، وقد تقدم بتحقيقه للكتاب لنيل درجة الدكتوراه بإشراف الأستاذ الدكتور محمود علي مكي بمصر. وقد طبع هذا التحقيق للمرة الأولى عام 1421هـ، وقد نشرته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت في مجلدين، وقد قدم الباحث لتحقيقه بمقدمة دراسية عن علم غريب القرآن ونشأته وتطوره والمؤلفات فيه، ودراسة قيمة عن الكتاب ومنهج مؤلفه فيه استغرقت كلها 224 صفحة من المجلد الأول. وهذه النسخة أجود طباعياً وتحقيقاً من النسخة الأولى مع إنه اعتمد في تحقيقه على نسخة فريدة وهي نسخة مكتبة أحمد الثالث رقم 104 كتبت عام 736هـ وهي ثاني نسخة من حيث الجودة كما ذكر الدكتور حسين ألمالي بعد نسخة المؤلف التي جعلها أصلاً لتحقيقه.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c83f6089e0c.jpg
وقد أهداني هذه الطبعة الأخ الكريم محمد الفرحان وفقه الله وشكر سعيه، حيث لم أرها من قبل تباع في المكتبات، فلا أدري عن طريقة توزيع وزارة الأوقاف الكويتية لهذا الكتاب.
وأنصح باقتناء التحقيق الثاني إن أمكن فهو - عندي بحسب موازنة سريعة - أجود تحقيقاً وطباعة ودراسة وأما النص المختار فيحتاج موازنة دقيقة، والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Mar 2008, 08:00 م]ـ
وعندي طبعة أخرى؛ ولعلها مسروقة (أو مزورة)
عن الطبعة التركية التي أشرت إليها يا شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن
(تفسير غريب القرآن العظيم؛
لأبي بكر محمد بن زكريا الرازي
وهي بتحقيق:
الدكتور حسين ألمالي
وهي بجزء واحد / 692 صفحة،
نشر: دار الكتب العلمية).
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:25 م]ـ
جزيت خيرا على هذا العرض وجعله الله في موازين أعمالك
ـ[المنصور]ــــــــ[05 Mar 2008, 11:05 ص]ـ
عندي الطبعتان
وقد كنت زورت في نفسي أن الطبعة التركية أجود بناء على مقارنة بعض النصوص بين الطبعتين
فلعل شيخنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري يعيد النظر في الحكم، فالحكم على الطبعات يحتاج لمزيد من التأمل إذا كانت الطبعات متقاربة كما هو الحال في كتابنا هذا، والله أعلم.
وبالمناسبة أشيد بهذه الفكرة
ولعلها تكون أحد مشاريع الملتقى
كتاب .... بين طبعتين
وتكون الكتب المعروضة مما له تعلق بالقرآن وعلومه
ولامانع أن يكون العنوان: كتاب ...... بين ثلاث طبعات، أو حتى أربع.
وفقك الله ياشيخنا عبد الرحمن
ـ[المنصور]ــــــــ[05 Mar 2008, 05:39 م]ـ
هذه صفحات من النسختين للمقارنة
وهي أول صفحة فتحتها ولم أتعمد البحث
دقق النظر وستجد الفرق
علما أن النسخة التركية هي التي بأسفلها أرقام صفحات
وفق الله الجميع
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:02 م]ـ
هذه صفحات من النسختين للمقارنة
وهي أول صفحة فتحتها ولم أتعمد البحث
دقق النظر وستجد الفرق
علما أن النسخة التركية هي التي بأسفلها أرقام صفحات
وفق الله الجميع
أولا = جزاك الله خيرا أخانا الكريم المنصور
على ما تفضلت به مشكورا
بتصوير هذه الصفحات من النسختين للمقارنة
ثانيا = ولأن طبعتي الكتاب ليستا أمامي الآن
ولكنني أستطيع الحكم على الطبعتين حكما سريعا؛
ولعلي أعود إليهما، بمشيئة الله، مبينا ما فيهما من هنات!!!
ولكني بالنظرة السريعة إلى الصفحات المصورة
أجد أن الكتاب لم يأخذ حقه من التحقيق والتخريج،
وبما أنه كتاب في اللغة وغريبها؛
كان يجب أن تضرب جميع مواده على كتب اللغة والغريب
وهذا ما لم أجده في الصفحات المصورة هاهنا
وأمر آخر تبدى لي سريعا في التحقيق والتخريج
حيث ذكر المؤلف هذين البيتين، ومرّ عليها محقق إحدى النسختين
مرورا كريما، دون أن يكلف نفسه عناء البحث عنهما، ونسبة القائل لهما
ومن ثمة تخريجهما من ديوانه، وهما:
فَما أُمُّ الرُدَينِ وَإِن أَدَلَّت = بِعالِمَةٍ بِأَخلاقِ الكِرامِ
إِذا الشَيطانُ قَصَّعَ في قَفاها = تَنَفَّقناهُ بِالحَبلِ التُؤامِ
وهما من البحر الوافر، وقائلهما الشاعر:
أوس بن حَجَر بن مالك التميمي أبو شريح.
95 - 2 ق. هـ / 530 - 620 م
وهو شاعر تميم في الجاهلية، أو من كبار شعرائها، أبوه حجر هو زوج أم
الشاعر زهير بن أبي سلمى، كان كثير الأسفار، وأكثر إقامته عند
عمرو بن هند في الحيرة. عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام.
في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب.
وكان غزلاً مغرماً بالنساء.
وهما في ديوانه / 375
وشكرا لك
ـ[المنصور]ــــــــ[05 Mar 2008, 10:32 م]ـ
جزك الله خيرا يادكتور مروان(/)
وضع الظاهر موضع الضمير أسلوب من أساليب العموم في القرآن
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Feb 2008, 10:41 م]ـ
إن من مقتضى الاختصار في الكلام أن يعود الضمير على ظاهر قبله، لكن إذا وُضِع الظاهر موضع الضمير، فإن هذا ـ عندي ـ نوع من الإطناب؛ جيء به لفائدة مهمة، فكل سياق يحمل من الفوائد ما لا يحمله السياق الآخر، وإن كانت هناك بعض الفوائد التي تُعدُّ أصلاً لا يكاد يختلف في هذا الأسلوب البلاغي، ومن ألطف الفوائد التي قد تمرُّ في أمثلة وضع الظاهر موضع المضمر = (تعميم الوصف).
انظر ـ مثلاً ـ قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (آل عمران: 146 ـ 148).
وُضع الظاهر موضع المضمر هنا في موضعين:
الأول: قوله: (الصابرين)، ولو عاد الضمير إليهم لكان نظم الجملة: (والله يحبهم)، فعُدِل عن الضمير إلى الظاهر (الصابرين)، ليفيد تعميم محبة الله للصابرين، سواء أكان صبرهم على هذه الطاعة أم كان على طاعات غيرها.
الثاني: قوله (المحسنين)، ولو عاد إليهم ضميرًا لقال: (والله يحبهم)، وفي إظهار الضمير باسم (المحسنين) فائدة، وهي تعميم محبة الله للمحسنين سواءٌ أكان المحسن أحسن في جنس عمل المذكورين أم كان أحسن في عمل آخر من أعمال البرِّ والطاعة، وهذا لا يصلح أخذه من الضمير إلا من طريق القياس ـ إن صح ـ أما في الحال هذه فإنه يؤخذ من عموم اللفظ، وهو أقوى في الدلالة من القياس.
وقد يقول قائل: إن في ذكر الضمير تفويتًا لمحاسن الفاصلة، وهي من مقاصد الكلام البليغ.
والجواب عن هذا أن يقال: إن هذا صحيح بلا ريب، لكن اختيار لفظ (الصبر والإحسان) دون غيره مقصود من المتكلم سبحانه؛ لأنه يمكن أن يغني عنه في هذا المقام (المجاهدين، المقاتلين)؛ لأن السياق يتكلم عنهم، فلما عُدِل إلى (الصابرين، المحسنين) دلَّ على أن ذلك اللفظ بما يحتويه من معنى مقصود من المتكلم به سبحانه.
وبهذا اللفظ المختار لإتمام الفاصلة يكون قد تحقق الأمران: المعنى، وهو الأصل، ثم تتبعه الفاصلة، وهي فرع عن تمام المعنى. وهذه هي قاعدة علاقة المعنى بالفاصلة في القرآن الكريم، فلا تأتي الفاصلة نشازًا عن المعنى، أو تأتي فيما لا حاجة له بها، وهذا من بلاغة القرآن التي امتاز بها عن سائر الكلام.
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[29 Feb 2008, 11:44 م]ـ
فائدة رائعة شيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[29 Feb 2008, 11:53 م]ـ
جزى الله أخانا د مساعد خير الجزاء على لفت الانتباه إلى هذا الموضوع، وقد تناولت هذا الموضوع بتفصيل مع تتبع الدلالات المختلفة له في مواضعه المختلفة في السياقات القرآنية،وأفردت لذلك مبحثا خاصا في كتابي "الإعجاز البياني في العدول النحوي السياقي في القرآن الكريم".
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Mar 2008, 07:55 ص]ـ
أشكر الإخوة على هذه التعقيبات، وإن شاء الله نستفيد من كتابتكم في هذا المجال يادكتور عبد الله، فالموضوع كما تعلمون طريف ولطيف، وفيه نفائس، لكن عندي سؤال: هل يمكن أن يكون بحثًا لمرحلة الماجستير؟
هذا إن لم يكن استقرئ الموضوع وبحث بحثًا وافيًا.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 02:19 م]ـ
موضوع قيم
جزاكم الله خيرا
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[01 Mar 2008, 06:21 م]ـ
الموضوع هذا كما تفضلتم قيم جدا ويصلح أن يكون أطروحة ماجستير وسيجد فيه الباحث متعة البحث وسيصل من خلاله إلى دلالات رائعة وسيجد الباحث فيه مراجع كثيرة.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:57 م]ـ
الأخ الحبيب شيخنا الفاضل الدكتور مساعد ... حقا سررت بيانك و كذلك بتعقيبات الأفاضل ولكن ألا ترى معي سيدي أن في ذلك بيانا وإجلاءً لحقيقة الصبر، وتبصرة بجوانبه المتعددة، وأنه لفظ يعم جميع مقتضياته التي ذكرت في هذا السياق في الآية وغيرها من الآيات الأخر اللواتي تكشف كل واحدة منهن اللثام عن جانب من جوانبه، أو عن درجة من درجاته وفق مقتضى السياق أواللحاق وفي الحقيقة هنا في الآية شعرت كأني بحاجة إلى تفهم دلالة كل من المتعاطفات .. (فما وهنوا لما أصابهم ... ) .. (.وما ضعفوا .. ) (وما استكانوا .. ) حتى أدرك جوانب هامة ودقيقة من مكونات أو مشتملات الصبر التي ينبغي البحث عنها_ حيث أن العطف يقتضي المغايرة لا المماثلة_ وعن مسالك التحلي بها ومواجهة المواقف المتنوعة التي ينبغي للمسلم أن يتحقق بها لبلوغ مقام الصبر
وكذلك في الكشف عن العلاقة بين الدعاء والتضرع إلى الله تعالى والتحقق بمقام الصبر و بلوغ مقام الإحسان حيث توج بصورته الجامعة هنا وهو (الثبات)، بل الإحسان في جميع مسالك العبودية وبلوغ الغاية فيها .... وذلك هو الإحسان وهو غاية وكمالِ مقامات العبودية وتاجها الأسمى وفي الانتقال بين موجبي محبة الله تعالى والترتيب بينهما معان أخر وفوائد جمة تذكرني بأواخر سورة النحل
وأسأل الله أن يتقبل خالص دعائي لكم
تلميذكم طارق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Mar 2008, 07:53 ص]ـ
أخي طارق
أشكركم على تعقيبكم الجميل، وكما قيل: (النكت لا تتزاحم)، وكم هو جميل ما ذكرتموه من تحليل، أسأل الله لي ولكم التوفيق.
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:45 ص]ـ
السلام عليكم
شكرا للدكتور الفاضل على طرح مثل هذا الموضوع، أما عن سؤالك عن إمكانية أن يكون موضوعا لرسالة ماجستير
فأقول نعم، والإظهار في موضع الإضمار، ومثله الإضمار في موضع الإظهار من الموضوعات البلاغية المبحوثة والمبثوثة
في الكتب البلاغية، تحت مسمى (خروج الكلام على خلاف مقتضى الظاهر) ويدخل فيه عدة موضوعات، كالالتفات
وأسلوب الحكيم، والمغايرة بين صيغ الأفعال، وهو موضوع ثر وله شواهده المتعددة، وفي طياته كثير من الأسرار
البلاغية.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Mar 2008, 03:01 م]ـ
الحمد لله
شيحنا الفاضل
شكر الله لكم فتح هذا الباب القيم
ذكر الشيخ خالد السبت عند كلامه على الاظهار و الاضمار نكتا بديعة
لوضع الظاهر موضع المضمر وضرب لكل واحدة مثالا لها
وهي
أولا التعظيم
واتقوا الله و يعلمكم الله و الله بكل شيء عليم
ثانيا الاهانة و التحقير
أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون
ثالثا الاستلذاذ بذكر المظهر
من كان يريد العزة فلله العزة جميعا
رابعا الزيادة في التقرير
يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب
خامسالإزالة اللبس
وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا
حيث أنه لو قال إنه كان مشهودا لأوهم عود الضمير الى الفجر
سادسا تربية المهابة و ادخال الروعة في قلب السامع
وقال الذين في النار لخزنة جهنم
سابعا تقوية داعي المأمور بالتوكل بامتثال الامر
فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين
ثامنا تعظيم الامر .. وقد سبق ما هو قريب منه
تاسعا للتوصل بإعادة ذكر الظاهر الى ذكر الصفات
فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي .... الى قوله فآمنوا بالله ورسوله
ولم يقل فآمنوا بالله و بي للتوصل الى ذكر صفات اخرى للنبي
عاشرا للتعميم
وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء
ولم يقل انها لأن الاول يدل على التعميم
حادي عشر تنبيها على علة الحكم
فأنزلنا على الذين ظلموا
وقد تكررلفظ الذين ظلموا في البقرة في نفس الموضع
ثاني عشر للدلالة على الخصوص
ان وهبت نفسها للنبي إن اراد النبي
ولم يقل لك اذ لو اتى بالضمير لأخذ جوازه لغيره كما في قوله تعالى
وبنات عمك
*****
ومن ذلك ايضا وضع المضمر مكان الظاهر للتعظيم
مثل
من كان عدوا لجبريل فإنه
إنا أنزلنه
ونظمها احدهم فقال
لنكتة أتى ظهور مُضْمَرِ
لمثلها أتى ضمور مُظهَرِ
أولها تعظيم أو إهانهْ
زيادة التقرير او إزالهْ
للَّبْس أو تَلذُّذٌ بذكره
تقوية الداعي لفعل أمره
وللتوصل الى الصفات
كذا و للتفصيل في العِلاّت
ولابتغا التخصيص و التعميم
أو هَيْبةٍ و الثان للتفخيم
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:18 م]ـ
ومن المعاني التي لم يقف عندها الكثير من العلماء هي إنزال الأمر المعنوي منزلة المحسوس في ظهوره وبروزه:
وتبرز هذه الدلالة حين يوضع اسم الإشارة موضع الضمير، لأن اسم الإشارة "بأصل وضعه اللغوي يشير إلى شيء محسوس خارجي، والضمير يعود إلى مرجع معنوي أو محسوس، وقد تعمد الصياغة إلى إبراز دلالة التجسيم والتشخيص في الأشياء المعنوية لا عن طريق المجاز والتخييل، ولكن بواسطة التشكيل اللغوي، عن طريق التبادل بين الضمير واسم الإشارة، واستغلال ثنائية الحضور والغياب في دلالة كل منهما" ().
وهذا وارد في البيان العربي، من ذلك قول عبد الله بن دمينة ():
قِفِي قَبْلَ وَشْكِ البَيْنِ يا ابنَةَ مَالِكِ
وَلا تَحْرِميني نَظْرَةً مِنْ جَمَالِك
تَعَاَللْتِ كَي أشْجَى وَمَا بِكِ عِلَّةٌ
تُرِيْدِيْنَ قَتِلْي قَدْ ظَفِرِتِ بِذَلِك
"فكان مقتضى الظاهر أن يقول: قد ظفرت به؛ لأنه ليس بمحسوس، فعدل إلى (ذلك) إشارة إلى أن قتله قد ظهر ظهور المحسوس" ().
ومن ذلك في التنزيل قوله تعالى: ?مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ? [الرعد: 35].
وقوله تعالى: ?وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ? [فصلت: 22 - 23].
فقد كان الأصل الإتيان بالضمير، فيكون في الآية الأولى (هي عقبى …) وفي الآية الثانية (هو ظنكم الذي ظننتم …) لكنه "عبر باسم الإشارة: (تلك) و (ذلكم) في موضع الضمير للدلالة على كمال النعيم وتمام ظهوره، فقد بلغ الغاية في الظهور والبيان حتى صار مدركاً بالحواس، وكذا القول في الآية الثانية، فقد بلغ ظنهم الغاية في الظهور والبيان حتى صار كأنه مدرك بالحواس" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:26 م]ـ
ولأن النكت لا تتزاحم فيمكن تحليل آية الأحزاب تحليلا آخر ومعرفة سر مجيىء اسم النبي دون الضمير وذلك ليس لدلالة الاختصاص فقط وإنما لرفع الحرج النفسي عن المخاطب بتغييبه بدلاً من مخاطبته:
ففي قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً? [الأحزاب: 50].
بدأ السياق القرآني بالخطاب للنبي ? بقوله: (أحللنا لك) ثم عدل عن ذلك إلى الاسم الظاهر النبي، بقوله: (إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي) ثم عدل مرة أخرى عن الاسم الظاهر إلى الخطاب فقال: (خالصة لك).
ولم يجر السياق على نمط واحد من الضمائر فيكون (إنا أحللنا لك أزواجك… وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها لك إن أردت أن تستنكحها خالصة لك…)؟
ويرى الباحث أن العدول إلى الاسم الظاهر في هذا السياق فيه دلالة نفسية، وهي رفع الحرج عن النبي ?؛ لأن هذه الخصوصية فيها حرج لنفس الرسول أن يكون هذا خاصاً له دون المسلمين، بل هي أشد من خصوصيته بما زاد عن الأربع زوجات، لأنه زواج بمقابل وهو المهر خلافاً لزواج الهبة الذي هو دون مقابل، فالتحرج منه أشد، لذا ترفق المولى -عزوجل- إذ لم يخاطبه بهذا الحكم مباشرة، فغيبه في الخطاب إذ الاسم الظاهر من قبيل الغيبة فقال (وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها) فجعل اختصاصه بهذا الأمر بمقتضى مقام النبوة فهو مقام له خصوصيته فلا يكون في صدره أدنى حرج من ذلك (). وأكد بذلك بقوله: (لكي لا يكون عليك حرج).
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:46 م]ـ
د. مساعد: بارك الله فيك، ونفع بك
د. عبدالله: زدنا زادك الله علما وبصيرة(/)
خبر: تركيا: نعيد تبويب الأحاديث فقط ولا ننقحهاا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Mar 2008, 12:42 ص]ـ
تركيا: نعيد تبويب الأحاديث فقط ولا ننقحها
أحمد ماهر
المصدر: إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203757560183&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)
نفى المشرف على مشروع أكاديمي تركي بشأن الأحاديث النبوية ما أوردته وسائل إعلام غربية (انظر هذا الرابط ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1203757495319&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout)) بأن الهدف من المشروع هو تنقيح تلك الأحاديث وإعادة تفسيرها وفقًا لمقتضيات القرن الحادي والعشرين، مؤكدًا أن ما يقوم به العلماء الأتراك هو إعادة تبويب الأحاديث وترجمتها للغة التركية دون المس بثوابت الدين.
وقال محمد جورميز نائب مدير هيئة الشئون الدينية التركية والمشرف على المشروع في تصريحات لـ"إسلام أون لاين. نت" عبر الهاتف: "بلا شك نحن لا نعدل أو نراجع الحديث .. فكل ما نقوم به حقًّا هو إعادة تبويب وتصنيف الحديث وترجمته إلى اللغة التركية، لا أكثر ولا أقل".
وأضاف جورميز أن المشروع الذي استغرق 3 سنوات ويشارك فيه 80 عالمًا دينيًّا يتعلق "بفهم جديد للسنة والحديث بحيث يجعلهما أكثر قابلية لفهم الأتراك اليوم".
ولفت إلى أن العلماء الأتراك العاملين على المشروع الذي سينتهي بنهاية هذا العام "يتخذون من علماء الإسلام الأوائل الذين راجعوا الحديث، كمرجع أساسي لهم".
وأشار أيضًا إلى أنه تم مراعاة عدم المس بالأحاديث المتفق على عدم صحتها أو ضعفها وإدراجها كما هي، موضحًا: "لقد وضعنا أيضًا في اعتبارنا الأحاديث غير الموثوقة والتي ألصقت زيفًا برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لكي تفهم الأحاديث الصحيحة فإنك بحاجة إلى فهم الأحاديث الموضوعة".
وفيما يتعلق بتبويب الأحاديث، قال جورميز: "إنه ربما يتألف من 5 أو 6 إصدارات .. فنحن لم نقرر بعد".
* ضجة خارج السياق
ورفض العالم التركي ما أوردته وسائل إعلام غربية بأن تركيا تعكف على إعادة كتابة "الحديث وتصنع إسلامًا جديدًا"، معتبرًا "أن الضجة التي أثارها الإعلام الغربي حول المشروع تم انتزاعها من سياقها".
وقال مؤكدًا: "نحن لا نعيد تشكيل الإسلام أو نبدل الثوابت الراسخة للإسلام"، مشيرًا إلى أن الإعلام الغربي قرأ "ما نقوم به من وجهة نظر مسيحية، وفهمها بما يتماشى مع ثقافته المسيحية الغربية".
واستطرد جورميز مضيفًا "الإعلام الغربي اعتاد التركيز على وضع المرأة والجهاد عندما يتعلق الأمر بالإسلام".
وتعرضت وسائل الإعلام البريطانية للمشروع التركي خلال اليومين الماضيين، ووصفته بأنه "سيغير قواعد الشريعة الإسلامية".
وعلقت صحيفة الجارديان على المشروع قائلة: "تركيا تناضل من أجل شكل في الإسلام يتلاءم مع القرن الحادي والعشرين".
ووصفته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بأنه "مراجعة تركية جذرية للنصوص الإسلامية"، وتحدثت عن "جانب ثوري فيه سيغير بشكل جذري الطريقة التي يتم بها تفسير تعاليم الإسلام"، باعتبار أنه يتعلق بالسعي لإعادة تفسير الأحاديث الصحيحة، وهي أهم مصدر لتفسير القرآن والقواعد الشرعية، بما يتوافق مع متطلبات العصر.
* لا تدخل في إرث الرسول
وفنّد جورميز الادعاءات بأن العلماء الأتراك راجعوا أو عدلوا بعض الأحاديث خاصة التي تتعلق بالنساء قائلاً: "إنه لا يحق لأي مسلم عاقل أن يجرؤ على حذف أي حديث أو يتدخل في إرث الرسول صلى الله عليه وسلم".
وكانت "بي بي سي" قد نقلت عن جورميز قوله الأربعاء 27 - 2 - 2008 توضيحًا ساقه خلال شرحه لطبيعة المشروع فقال: "هناك أحاديث تمنع النساء من السفر أكثر من 3 أيام دون إذن أزواجهن .. إنها أحاديث صحيحة .. لكنه ليس منعًا دينيًّا، بل إنها أحكام جاءت بناء على حالة السفر في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والذي كان محفوفًا بالمخاطر على عكس اليوم .. إلا أن الناس توارثوا أحكامًا لم يكن مقصود منها إلا حماية النساء في حقبة محددة".
ومن جانبه، قال د. محمد عبد اللطيف البنا مدير تحرير النطاق الشرعي بشبكة إسلام أون لاين معقبًا على المشروع التركي: "إن أي تجديد في شرع الله تعالى إن كان يعني إبرازه للناس، وبيان مقاصده، وتفعيله ليأخذ دوره في الحياة فإننا نرحب به".
غير أنه استدرك مضيفًا: "أما إن كان يعني التبديد، والخروج عن القواعد الأساسية في التشريع الإسلامي، أو الخروج عن القواعد الدقيقة للحكم على الحديث فلن يسلم أحد بما جاءوا به".
وأوضح البنا قائلاً: "نريد بحق تفعيلاً للتراث الإسلامي، وتنقية له، وبيانًا للصحيح من الباطل، من خلال متخصصين غيورين على شرع الله تعالى، وفي نفس الوقت يدركون الواقع جيدًا بما فيه .. أما التجديد بمعنى الحكم على الصحيح بالعلّة والفساد فلا يصح؛ لأنه سيكون مناقضًا للمنطق العلمي".
وعن القول بتكييف الأحاديث لتتوافق مع الواقع قال: "أما إعادة تفسير الأحاديث الصحيحة واختيار ما يصلح للفتوى فلا بأس بذلك ما دام متفقًا مع المنطق العلمي والضابط الشرعي".
ويأتي الكشف عن هذا المشروع في الوقت الذي يستعر فيه الجدل في تركيا مؤخرًا بعد إقرار رفع الحظر عن الحجاب في جامعاتها بعد فترة حظر دامت حوالي 28 عامًا، وهو ما أحدث غضبًا في الأوساط التركية العلمانية.
ويمثل المسلمون نسبة أكثر من 99% من جملة سكان تركيا البالغ عددهم حوالي 71 مليون نسمة.(/)
موسوعة الدراسات القرآنية من موقع دهشة
ـ[عصام]ــــــــ[01 Mar 2008, 04:27 ص]ـ
http://www.dahsha.com/index.php?catid=95
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Mar 2008, 07:20 ص]ـ
بارك الله فيك ولعل أيضاً هذا الرابط في نفس الموقع زيادة
http://www.dahsha.com/index.php?catid=626
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[02 Mar 2008, 11:39 ص]ـ
بارك الله فيك موقع رائع،،(/)
من يعرف شيئا عن هذه الجمعية
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[01 Mar 2008, 11:48 ص]ـ
في مملكة البحرين جمعية تسمى جمعية التجديد الثقافية الاجتماعية
وضعت في موقعها بعض الافكار والمؤلفات وقد رأيت الريبة لائحة بين ثنايا تلك المؤلفات والمكتوبات
فمن يعرف عن هذه الجمعية شيئا يتكرم علينا بالافادة
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[01 Mar 2008, 09:55 م]ـ
سمعت أنها جماعة شيعية تابعة لفرقة السفارة (الذين يدعون وجود سفيرٍ للمهدي هو زعيمهم إلى اليوم) , وتختلف معهم أغلب الشيعة بل يكفرهم البعض!!(/)
بمناسبة معرض الكتاب " انصحونا بكتاب "
ـ[ابوبنان]ــــــــ[01 Mar 2008, 01:52 م]ـ
بعد أيام قليلة سيبدأ معرض الكتاب الدولي في الرياض وبهذا المناسبة أطلب من أخواننا الكرام أن ينصحون بكتاب مع التسويق له والأفضل أن يكون كتاب جديد أو كتاب مهم غير مشهور، لأن الكتب العروفة لا تحتاج لتعريف
ننتظر مشاركاتكم
أبوبنان
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[08 Mar 2008, 01:43 م]ـ
اقتراح جيد
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:12 م]ـ
يوجد موضوع مثبت للكتب الجديدة والنادرة في المعرض
مثبت: مقترح لأعضاء الملتقى بشأن معرض الكتاب (ضع ما تراه جديرًا بالشراء) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11093)(/)
ما علاقة علم المناسبات بالتفسير الموضوعي؟
ـ[فداء]ــــــــ[01 Mar 2008, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لديّ سؤال وأرجو ممن لديه علم أن يفيدني ....
س: ما علاقة علم المناسبات بالتفسير الموضوعي للقرآن؟
ومَن أبرز مَن تحدث عن هذه القضية؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[البتول]ــــــــ[01 Mar 2008, 02:50 م]ـ
لعلم المناسبة علاقة وثيقة بالتفسير الموضوعي، و تكمن في كون علم المناسبة وسيلة من وسائل التفسير الموضوعي بحيث يعتمد المفسر في التفسير الموضوعي على تلك اللطائف أو تلك المعاني أو تلك العلل التي يسبب بها للربط بين وحدات القرآن سواء على مستوى الألفاظ أو على مستوى الآيات أو على مستوى السور.
ولما كان علم المناسبة مسلكا من مسالك الكشف عن المقاصد الشرعية كان كذلك باعتبار أولى مسلكا من مسالك الكشف عن الموضوع الإجمالي للسورة الواحدة وربما للعدد من السور أو بين آيات متفرقة المواضعلمشتركة في المعنى.كما أن هذا العلم يكشف عن وحدة القرآن الكريم الموضوعية.
ولمن أراد أن يدلل على ذلك فليعد إلى تفسير البقاعي نظم الدرر وإلى الأساس في التفسير وغيرها من الكتب التي اعتنت بهذا الجانب.
ومما سبق يمكن القول أن البقاعي من أهم من وظف علم المناسبة في بيان وحدة القرآن ووحدة السورة وأقول وحدة أساسها الإشتراك في المقصد.
من الناحية النظرية هناك كتاب للدكتورة صونية وافق أستاذ التفسير الموضوعي بجامعة الأمير عبد القادر وقد تحدتث عن العلاقة بين العلمين في كتابها التفسير الموضوعي.
.
ـ[فداء]ــــــــ[04 Mar 2008, 08:28 م]ـ
جزاكِ الله كلّ خير على الإفادة ...(/)
تأثير الاستماع لصوت القرآن على القلب
ـ[عصام]ــــــــ[01 Mar 2008, 03:21 م]ـ
القرآن يحدثنا عن تأثير الاستماع إلى آياته على القلب، والعلماء اليوم يؤكدون أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها الإنسان لعلاج قلبه من النوبات القلبية، بل ولعلاج معظم الأمراض ...
الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذ بها، والقرآن فيه شفاء للمؤمن وخسارة للكافر، يقول تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82]. وربما يعترض بعض الملحدين إذا قلنا له إن صوت القرآن يؤثر على القلب ويجعله مستقراً وهذا ما عبر عنه القرآن بقوله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28].
ولكن الاكتشاف الجديد أن أطباء من فنلندا عرضوا 60 مريضاً يعانون من نوبة قلبية إلى صوت الموسيقى ووجد أن للموسيقى أثر في شفاء القلب وزيادة مقاومته للمرض. ويقول الباحث Teppo Sarkamo من جامعة هلسنكي: الموسيقى يمكن أن تكون مهمة جداً لمرضى القلب والذين يعانون من نوبات قلبية وهي مادة رخيصة لا تكلف شيئاً.
لقد وجدوا أن النوبات القلبية التي يتعرض لها المريض تؤثر سلبياً على إدراكه وذاكرته، ولكن بعد أن تم وضع كل مريض في الجو الموسيقي الذي يرغب به أو الذي يرتاح غليه حدث تحسن ملموس في مستوى الذاكرة، واستقرار في أداء القلب.
ويؤكد الباحثون إن هذا البحث وللمرة الأولى يظهر تأثير الاستماع إلى الأصوات المرغوبة من قبل المريض وأثر هذه الترددات الصوتية على قلبه وبخاصة بعد تعرضه للنوبة القلبية مباشرة. حتى إن بعض هؤلاء الباحثين بدأ ينظر إلى أهمية الصوت في علاج المشاكل النفسية العصبية مثل مشاكل النطق التي عجز الطب عن علاجها.
قالوا إن بعض الترددات الصوتية تؤثر على مناطق معينة من الدماغ فتنشط الخلايا وتجعلها أكثر قدرة على العمل بكفاءة وترفع من قدرة نظام المناعة لدى المريض. ويتساءل هؤلاء الباحثين عن سر تأثير الترددات الصوتية على خلايا القلب والدماغ.
قلب الإنسان هو ذلك الجزء الصغير والذي حيَّر العلماء ولازال يحيرهم. ففي كل يوم تكتشف لنا الأبحاث الطبية شيئاً جديداً عن القلب وأمراضه وعلاجه وتأثيره الحاسم على حياة الإنسان. وكما نعلم إذا كان قلب الإنسان بخير فلا بد أن بقية أعضاء جسده ستكون بخير. أما إذا اختل توازن هذه العضلة فإن ذلك سيؤثر على الجسم كله.
يعتبر القلب مضغة دم من الدرجة الأولى يضخ كل يوم ثمانية آلاف ليتر من الدم!! و يقوم بأكثر من ألفي مليون ضربة!!! هذا الجزء المهم من جسد الإنسان يُعدُّ بمثابة المحرك للدورة الدموية، ونحن نعلم بأن الدم يقوم بحمل الغذاء والأوكسجين لجميع أنحاء الجسم ويعود بالفضلات والسموم ليطرحها.
وهذا يعني أن تعطل القلب وحركته أو حدث أي خلل فيه سيؤدي ذلك إلى خلل في الدورة الدموية وبالتالي خلل في نظام غذاء أجهزة الجسم وبالنتيجة سوف يمتد الخلل لكافة أعضاء الجسد. إذن صلاح هذه المضغة وهي القلب يعني صلاح الجسد كله، وفسادها يعني فساد الجسد كله. هذه الحقيقة العلمية اليقينية تحدث عنها البيان النبوي قبل أربعة عشر قرناً!
يقول الرسول الكريم عليه وعلى آله الصلاة والتسليم: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) [البخاري ومسلم]. هذا الحديث موافق للحقائق الطبية الحديثة والتي تقرر الأهمية الفائقة للقلب وصحته وسلامته وتأثير ذلك على جسد الإنسان وصحته بشكل كامل.
إن مرض تضيق الشرايين والذبحة الصدرية يعتبر سبباً أساسياً في وفاة كثير من البشر. حتى إننا نجد علوم التغذية والطب الحديث والطب الواقي جميعها يركز اهتمامه على أهمية العناية بالقلب من خلال عدم تناول الشحوم والدسم والتأكيد على الأغذية الخفيفة مثل الفواكه والخضار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن عجائب هذه المضغة القلبية أنها تربط شبكة من الأوعية، إذا وصلت مع بعضها لبلغ طولها (150) كيلو متراً!!! وتأمل قبضة الإعجاز الإلهي: عضلة لا يتجاوز حجمها قبضة اليد ووزنها الثلث كيلو غرام تقوم بضخّ الدم والوقود والغذاء إلى جميع أجهزة الجسم عبر شبكة من الأوعية الدموية يتجاوز طولها 150 كيلو متراً، وطيلة حياة الإنسان، فتبارك القائل: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) [النمل: 88].
إذا تأملنا أقوال العلماء نجدهم يؤكدون على أهمية تأثير الصوت المرغوب فيه من قبل المريض، وأود أن أقول لكم قصة حدثت معي من باب اسأل مجرباً. فقد كنت في وقت سابق أعزف على عدة آلات موسيقية وأتفاعل مع الموسيقى لدرجة أنني لم أكن أتخيل الحياة من دون موسيقى!
وبعد سنوات من اللهو والاستماع إلى الموسيقى، صحيح كنتُ أتأثر بسماع الموسيقى ولكن كانت تسبب لي عدم ارتياح لأنني مؤمن بالله وأعلم أن العزف واللهو من أعمال الشيطان. وقدر الله لي أن استمع إلى حديث نبوي عظيم يقول: (من ترك شيئاً لله عوَّضه الله خيراً منه)، وقد أثر في هذا الحديث لدرجة قلت معها: هل يوجد ما هو خير من الموسيقى؟ وتركت الموسيقى بالفعل وجلست أنتظر الخير من الله تعالى لأنني مؤمن بكلام الحبيب الأعظم عليه الصلاة والسلام.
وخلال أيام بدأتُ أحب الاستماع إلى القرآن! وسبحان الله كنتُ أتفاعل مع صوت القرآن لدرجة كبيرة لم يعد معها تأثير للموسيقى. وهذا ما جعلني أحفظ القرآن بطريقة الاستماع فقط. لاحظتُ بعدها أن صوت القرآن له تأثير قوي جداً، فأنت تشعر وكأنك تخرج من هذا العالم وتحلق في عالم الآخرة عندما تسمع القرآن.
وخلال سنة تقريباً لم يعد شيء يطربني ويفرحني إلا أن أستمع إلى صوت القرآن، فإذا ضاقت بي الأمور وتعرضت لأي مشكلة نفسية أو اجتماعية أو ضائقة مادية لجأت إلى القرآن فكنتُ أجد فيه العلاج والشفاء والراحة والسكون. وأود أن أخبركم أن تأثير القرآن على الإنسان أكبر بكثير من تأثير الموسيقى، فإذا كان علماء الغرب اليوم يتحدثون عن تأثير للموسيقى على الأمراض، فإنهم لو جرَّبوا القرآن لكانت النتائج مبهرة!
والآن يا أحبتي وبعد عشرين عاماً تقريباً وصلتُ إلى نتيجة وهي أن الله تعالى قد فطر كل خلية من خلايا دماغنا على صوت القرآن فإذا ما استمعنا إلى القرآن شعرنا بالحنين وكأن أحدنا طفلاً يحن إلى صوت أمه! حتى إنني وصلتُ إلى نتيجة ثانية وهي أن دماغ الإنسان يحوي خلايا خاصة لتخزين المعلومات القرآنية!!
وربما يعجب أحدكم من هذا الكلام ويقول أين المستند العلمي لذلك؟ وأقول: للأسف لقد قصَّرنا كثيراً بحق القرآن ونحن ندعي أننا نحب القرآن! أليس غريباً أن الغرب ينتج كل يوم أكثر من ألف بحث علمي، ونحن طيلة سنوات لم ننتج بحثاً قرآنياً واحداً نتباهى به أمام الغرب؟!
على كل حال سوف أحدثكم عن أحد المؤمنين الذي تعلق بالقرآن وكان يحافظ على تلاوته وحفظه والتلذذ بسماعه. أُصيب هذا المؤمن بعدة جلطات دماغية متتالية ففقد الذاكرة ولم يعد يذكر اسم ابنه! ولم يعد يتذكر أي شيء، ولكن الغريب أن ابنه كان يقرأ القرآن أمامه وأخطأ فصحح له الوالد قراءته!
إنه نسي كل شيء إلا القرآن! لماذا؟ إنه وهو على فراش الموت وقد عجزت المسكنات والدواء عن تخفيف الألم، ولكنه كان يطلب أن يستمع إلى القرآن فتجده يهدأ ويفرح بكلام الله وكان يشير إلى أهله أن يقرأوا له أكبر عدد من الآيات وكأنه يريد أن يتزود بها للقاء الله تعالى. ألا تثبت هذه الظاهرة أن هناك خلايا مسؤولة عن تخزين آيات القرآن في الدماغ؟
خلية عصبية من خلايا القلب، يؤكد بعض الباحثين من معهد رياضيات القلب أن لهذه الخلايا التي يبلغ عددها أبعين ألفاً تأثيراً قوياً على خلايا الدماغ، وأن للقلب دوراً مهماً في الإدراك والذاكرة وتخزين المعلومات والقلب يتأثر بالترددات الصوتية.
ويمكنني أن أقول إن هناك خلايا خاصة في القلب مسؤولة أيضاً عن تخزين آيات القرآن! فهناك أحد الحفاظ للقرآن مات وتوقف دماغه عن العمل وكل أعضائه ماتت ولكن القلب بقي ينبض! وقد حيرت الأطباء هذه الظاهرة فسألوا أهله فقالوا إنه كان يستمع ويقرأ القرآن في كل لحظة! وسبحان مات الدماغ وبقي القلب ينبض، ألا يدل ذلك على الأثر القوي جداً للقرآن على القلب، حتى بعد موته بقي قلبه يعمل!!!
(يُتْبَعُ)
(/)
لذلك نصيحتي لكل أخ وأخت: استمعوا إلى هذا القرآن قدر المستطاع، فكلما سمعت أكثر تأثر قلبك ودماغك أكثر حتى تصل إلى درجة لا تعاني معها من أي مرض، بل إن المرض يكون بمثابة تطهير لك من الذنوب ويساعدك على الاستماع أكثر إلى القرآن.
نشر موقع البي بي سي شهادات لأناس تعرضوا لجلطات قلبية وحوادث سير وبعضهم تعرض لالتهاب السحايا وجلطات دماغية وغير ذلك من الأمراض وأجمعوا على أنهم استفادوا كثيراً من الموسيقى التي كانوا يحافظون على سماعها كل يوم. وبعبارة أخرى يؤكدون على أهمية الاستماع إلى الأصوات التي يحبها المريض، ولكننا كمؤمنين ندعي حبنا للقرآن هل هناك أحب إلينا من صوت القرآن؟
إن القرآن له أثر عظيم في الشفاء لأنه ليس مجرد نغمات موسيقية بل هو كلام له معاني ودلالات ولحروفه قوة تأثير على الدماغ والقلب، ولذلك إذا كانت الموسيقى تؤثر على المرض فإن تأثير القرآن هو أضعاف كثيرة، ببساطة لأن خالق المرض هو منزل القرآن وهو أعلم بأنفسنا منا.
وسؤالي: أليس الأجدر بنا ونحن أصحاب أعظم كتاب على وجه الأرض أن نستفيد من هذا الكتاب العظيم فنستمع إليه كل يوم ولو لمدة ساعة؟ لنتأمل هذه الآية العظيمة والتي تتحدث عن تأثير القرآن على أولئك الذين يخافون الله ويمكنك أن تطبق هذه الآية على نفسك لتختبر درجة خشيتك لله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) [الزمر: 23].
نرجو الاطلاع على أبحاث رائعة بعنوان:
شفاء ورحمة
قلوب يعقلون بها
آفاق العلاج بالقرآن
العلاج بسماع القرآن
ذاكرة الجسد
قوة العلاج بالقرآن
الجلد يتكلم
الشفاء الكامل
ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com
1- Music 'can aid stroke recovery', BBC.co.uk, 20 February 2008.
2- Simon Heather, The Healing Power of Sound.
3- Joel Schwarz, How little gray cells process sound: they're really a series of computers, University of Washington, Nov. 21, 1997.
4- Power of Sound, www.bbc.co.uk, 20 November 2003.
5- Science of the heart, Institute of HeartMath, www.heartmath.com(/)
مشروع قناة التفسير
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Mar 2008, 06:21 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
كل يوم تخرج لنا قناة تلفزيونية، وإذاعات عبر الأثير كثيرة.
ومن أروع القنوات التلفزيونية؛ قناة الحديث ضمن قنوات المجد؛ فقلت في نفسي: ولِمَ لا يهتم أهل التفسير لإخراج قناة خاصة في التفسير، ولا سيَّما أن دروس التفسير حول العالم كثيرة جداً، وهي أحق القنوات في النشر من غيرها.
فحرَّك هذا الأمل، وهذا الشوق إلى السعي إلى إيجاد إذاعة خاصة فقط في التفسير وعلوم القرآن، يُستقطب لها علماء التفسير وعلوم القرآن، والهدف من هذا أن يسمع الناس كافة تفسيراً كاملاً لكلام الله تعالى، بأسلوب سهل ميسر مختصر نافع.
ومن أفكار برامج التفسير المطروحة؛ أن تسجل قراءة تفسير معين، كمختصر ابن كثير، أو الميسر، ليعرض كل يوم منه بمقدار نص ساعة.
فأود الانتفاع من استشارة الإخوة الفضلاء، والمشايخ النبلاء؛ فأيٌّ من التفاسير مناسب، لئن يُسجَّل، ويُعرض على العامة، بأسلوب سهل ميسر، ويتحف ببعض الفوائد الخارج عن أصل الكتاب، بعد مراجعة أهل العلم للمادة المسجلة.
و الله أسألُ أن يوفق القائمين على هذا العمل الرائد، وأن يجعل الصواب حليفهم. إنه سبحانه خير مسؤول.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Mar 2008, 07:10 م]ـ
مثل هذا المشروع يا أبا العالية يحتاج إلى تخطيط شامل ودقيق، وإعداد لمادة علمية متميزة منافسة، وقدرة مادية تعين على التميز والإبداع والاستمرار، وقد طرحت هذه الفكرة مراراً علينا في مجالس كثيرة.
وقناة المجد للحديث التي مثلت بها في رأي قاصرة عن تقديم الجديد حتى الآن، وإنما بدأت البث ثم قدمت إلى الآن برامج متواضعة جداً مع إمكانية تقديم برامج متميزة لو كان هناك إمكانيات مالية وإدارية ذات رؤى تخطيطية وأهداف واضحة , ولذلك فإنني لا أؤيد البدء في مثل هذه المشروعات استجابة لرغبة عاطفية فحسب ما لم يكن هناك إمكانيات كافية، وإنني أتأمل في واقع القنوات ذات الأهداف السامية قصرت بها الإمكانيات المالية والإدارية عن التميز مع كونها ليست متخصصة في علم بعينه، فكيف لو كانت متخصصة؟
عالم الإعلام لا يكفي للمنافسة فيه الرغبة الصادقة، وإنما لا بد من الخبرات والنفقات الكافية حتى تنجح القنوات الفضائية، وأنا الآن أعلم أن هناك قنوات بصدد الإنشاء هذه الأيام وستخرج للناس بإمكانيات متواضعة وكأني أرى مصارعها أقرب من هذه الشجرة (هناك شجرة زينة بجنب مكتبي)!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[01 Mar 2008, 08:20 م]ـ
عالم الإعلام لا يكفي للمنافسة فيه الرغبة الصادقة، وإنما لا بد من الخبرات والنفقات الكافية حتى تنجح القنوات الفضائية، وأنا الآن أعلم أن هناك قنوات بصدد الإنشاء هذه الأيام وستخرج للناس بإمكانيات متواضعة وكأني أرى مصارعها أقرب من هذه الشجرة (هناك شجرة زينة بجنب مكتبي)!
أحسنت فضيلة الدكتور:
فإنَّ المتأمل في القنوات الإسلامية المنتشرة الآن , يؤسفه جداً ارتجالُ هذه القنوات في الطرح والإعداد واختيار الضيوف, وتسمية البرامج , وغير ذلك ممَّا يكون الارتجال فيه مضرّة محضةً, سيَّما وأهل الخير والدعاة إليه تمتد إليهم ألسنة الكفرة والمنافقين بالسوء سرا وعلانية.
وعليه: فقد يكون الاستعجال والعاطفة - التي لم يصاحبها التخطيط والدراسة والإمكانيات الضخمة المؤهلة لخوض غمار السباق الإعلامي الذي لا يرحم - عائدا علينا بنقيض ما أراده القائمون عليها والمتحمسون ليكون سببا في الشماتة بالإسلام وأهله وإظهارهم بمظهر العاجز الجاهل المفلس الذي لا يستطيع مواكبة العصر ومجاراة الأعداء في تقديم ما لديه وهذا عين ما يريده أعداء الله, وكم تمنينا أن تتحد جهود هذه القنوات المبعثرة في سماء الفضائيات لتكوَّن بمجموعها قناة واحدة علها أن تسابِق وتنافِس, بدلاً من أن تكون عشرات القنوات وبعضها في شقق متجاورة , وضيوفها لا يتغيرون وإن تغيروا فلا يتم اختياراهم باعتبارات دقيقة.
والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Mar 2008, 01:54 ص]ـ
على قدر أهل العزم (والتخطيط) تأتي النتائجُ!! ..
ـ[عصام]ــــــــ[02 Mar 2008, 02:12 ص]ـ
حقيقة أخي أبو العالية
شيء جميل أن نرى قناة خاصة بالتفسير و علوم القرآن و لكن الحماس وحده لا يكفي
و على العموم الفكرة رائعة جدا و أسأل الله تعالى أن ييسر ظهور قناة كهذه
ـ[مرهف]ــــــــ[02 Mar 2008, 09:36 م]ـ
إنشاء قناة متخصصة في التفسير وعلوم القرآن يكاد يكون من حاجيات العصر على أقل التقادير، فالناس بحاجة إلى فهم كلام الله تعالى، والأكاديميون بحاجة إلى إثارة عجائب القرآن في عقولهم والمشككون بحاجة إلى من يفند شبههم ولكن كما تفضل الأخوة قبل فالعاطفة لا تكفي، والأمر يحتاج لإعداد دقيق وورشات عمل متعددة وغير ذلك وحبذا لو يقوم تجار المسلمين بتبني هذا الموضوع مادياً، وأن تشرف عليه مجموعة من العلماء المختصين في التفسير وعلوم القرآن وفي الإعلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Mar 2008, 02:40 م]ـ
فكرة رائعة جدا ..
والنظر بإيجابية لمثل هذه الأمور مطلوب كبداية على الطريق فما يذكره أهل الإدارة أن الأفكار يجب ألا تحاكم في مرحلة الاقتراح لها وإلا ستؤد ..
فالاقتراح جميل جدا نسأل الله تعالى أن يقيض له من يقوم به بحقه وينفع الله به
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Mar 2008, 04:33 م]ـ
ربما كان تطوير القنوات التي أخذت شعبيتها الآن أولى من استحداث قنوات جديدة وما يتبع ذلك من صرف كثير للأموال والجهد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Dec 2009, 03:55 م]ـ
الآن قرأتُ أن خادم الحرمين وفقه الله أمر بإنشاء قناة فضائية خاصة للقرآن الكريم تبدأ مع بداية عام 1431هـ، وأخرى للحديث النبوي.
ولستُ أدري عن خطة إنشاء هذه القناة، وأخشى أن تكون مجرد قناة لعرض تلاوات القرآن الكريم فحسب كما هو الحال في قناة المجد للقرآن الكريم مع ما فيها من الخير والفضل.
وقناعتي زادت بعدم جدوى إنشاء قنوات بدون قدرات مالية وعلمية، فبعض القنوات المشهورة الآن تكاد تتوقف لعدم وجود المال الكافي، ويبدو أن هذا قَدَرُ المشروعات الإسلامية والله المستعان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[18 Dec 2009, 04:01 م]ـ
الفكرة رائعة , وما لا يدرك جله لا يترك كله.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[18 Dec 2009, 06:06 م]ـ
فكرة رائعة ونحن بأمس الحاجة لمثل هذه القناة لذا أقترح أن يقوم الفضلاء من أهل العلم في الملتقى بمناقشة هذه المسألة في اجتماع لهم ثم يعرض اقتراحهم على خادم الحرمين الشريفين وفقه الله تعالى ولا أظنه يمانع في إنشاء مثل هذه القناة وتمويلها. وستكون رعايته لمثل هذه القناة ليست كرعاية كبار التجار الذي يريدون العائد المادي والربح من وراء هذه القنوات وإن بدا أنهم يشجعون اتمويل وانتشار لقنوات الإسلامية.
قناة قرآنية متخصصة في علوم القرآن والتفسير يجب أن تكون بإشراف الدولة إن شاء الله.
أرجو أن تتوحد الجهود للخروج باقتراح شامل ووافي لهذا المشروع ثم رفعه لأولياء الأمر وأدعو الجميع للنظر إلى المسألة بكل إيجابية والابتعاد عن المحبطات فما أكثرها وإلا لن نصل بأية فكرة إلى مرحلة التنفيذ.
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Dec 2009, 06:28 م]ـ
كلّ عام هجريّ والأحبّة هنا والأمّة المسلمة في كلّ مكان بخير وسعادة وبركة.
وبعد:
فإنّ المشروع دائماً يبدأ بفكرة .. بحلم.
وما من مشروع إلا ويواجهه عقبات وصعوبات تكبر أو تصغر، مادّيّة أو معنويّة!
ولو بقيت المشروعات حبيسة الصّدور لوجود العقبات؛ ما خرج مشروع على وجه الأرض أبداً.
ولو كانت النّتائج بمقدار بدايات الأفكار ما حقّق أحد أيّ انتصار!
ولو فكّر أكبر حالم على وجه الأرض - وليدخل في موسوعة جينيس- بهجرة الحبيب النّبيّ - صلوات ربّي وسلامه عليه وآله- لحظة خروجه بصحبة الصّديق -رضي الله عنه- بلا حرس ولا موكب من مكّة المكرّمة إلى المدينة المنوّرة - صلّى الله على ساكنها وسلّم- بما ينتظره من كيد ومؤامرات ومطاردات مدفوعة الثّمن، وأنّه خلال ثلاثين عاماً سيبني دولة تقوّض أركان دولتي الفرس والرّوم؛ لاتّهم الحبيب -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بما لا يليق به.
ولكن نأخذ من قبس الهجرة النّبويّة -ما دامت هذه الفكرة رائدة رائعة؛ كما اتّفق عليها المعقّبون- أن نقول لصاحب الفكرة -حفظه الله-: بدأت بالفكرة، وليعنك غيرك بمزيد من الأفكار والأموال، ((والله معكم ولن يتركم أعمالكم))
وهذا من دروس الهجرة المشرّفة: التّخطيط.
فلنستثمرها هنا فرصة؛ لنخرج بأفكار مفيدة لمشروع قناة فضائيّة للتّفسير وعلوم القرآن الكريم. لعلّ الله ييسّر لهذه الفكرة من يلتقطها ويعمل على إحيائها.
وهنيئاً لمن ساعد ولو بكلمة، أو دعوة صالحة. ((يا أبا بكر! ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟!))
وانا أعي أنّ جميع ما ذكره الإخوة الفضلاء ليس وضعاً للعصيّ في الدّواليب؛ ولكن محذّرات من خبرات وتجارب سابقة؛ وهذا لا يعني أن يُحكم على أيّة تجربة أو مشروع بالفشل أو الضّعف لفشل سابقاتها؛ وإنّما هي محااذير توضع في الحسبان لا يصيبنا ما أصابهم.
رضي الله عنكم أجمعين.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[18 Dec 2009, 07:33 م]ـ
وقناعتي زادت بعدم جدوى إنشاء قنوات بدون قدرات مالية وعلمية، فبعض القنوات المشهورة الآن تكاد تتوقف لعدم وجود المال الكافي، ويبدو أن هذا قَدَرُ المشروعات الإسلامية والله المستعان.
وزادت قناعتي أيضاً ـ من جهة أخرى ـ وهي أنه في العام الماضي فقط انطلقت عدة قنوات إسلامية .. وبعضها الآن معروض للبيع (حدثني من اثق به أنه عرضت عليه قناتان) مع علمي بالتواضع والبساطة الشديدة التي تدار بها تلك القنوات ..
التنظير بنجاح الهجرة وما تبعه من آثار لا يصح على إطلاقه، لأن الرسالة سماوية، وراعيها وحاميها رب الكون، إلا إن كان القصد التخطيط فنعم، لكن بشرط الضمان المالي، وقبله البشري، فلقد أيقنت ـ وما زلت أزداد بهذا يقيناً كل يوم ـ أن الرجال عملةٌ صعبة (لا تكاد تجد فيها راحلة).
يا قوم .. قناة الجزيزة رصدت لإحدى قنواتها التي أطلقتها قبل سنتين تقريباً (وأظنها الإنجليزية) ـ كما حدثني الشيخ عصام بن صالح العويد لما زارهم ـ رصدت: 100.000.000 (هل عددتَ الأصفار؟) مائة مليون ريال أو دولار الشك مني! وأتمنى أن أكون واهماً بحيث يكون رأس مالها (10 مليون فقط!!)
فإن كنا نريد نجاحاً يليق بعظمة كتاب الله، فليكن التخطيط الإداري والمالي، والكوادر البشرية على المستوى المطلوب وإلا ـ فكما قال أحد المشايخ ـ: الساحة مليئة بالمشاريع الفاشلة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نعيمان]ــــــــ[18 Dec 2009, 08:12 م]ـ
التنظير بنجاح الهجرة وما تبعه من آثار لا يصح على إطلاقه، لأن الرسالة سماوية، وراعيها وحاميها رب الكون، إلا إن كان القصد التخطيط فنعم، لكن بشرط الضمان المالي، وقبله البشري، فلقد أيقنت ـ وما زلت أزداد بهذا يقيناً كل يوم ـ أن الرجال عملةٌ صعبة (لا تكاد تجد فيها راحلة).
فإن كنا نريد نجاحاً يليق بعظمة كتاب الله، فليكن التخطيط الإداري والمالي، والكوادر البشرية على المستوى المطلوب وإلا ـ فكما قال أحد المشايخ ـ: الساحة مليئة بالمشاريع الفاشلة!
نعم هو التّخطيط، وهو ركن العمل النّاجح الثّاني: الصّواب، وركنه الأوّل: الإخلاص.
ولو سألنا فضيلة أخينا العزيز المشرف العامّ- حفظه الله وبارك فيه- في ذكرى مرور سبعة أعوام مباركة على عمر هذا الملتقى المبارك:
هل كنت تتوّقع هذا النّجاح لهذا الملتقى، وهذه الشّهرة التي حظي بها، وهذا الكمّ النّوعيّ الكبير من العلماء والباحثين -من كلّ العالم- ممّن يشارك فيه؟ وكم كانت العقبات في البدايات يا أبا عبد الله؟
نعم هناك قنوات كثيرة تحتاج إلى أن نقول لها: وداعاً لا لقاء بعده.
وهناك قنوات تحتاج أن نقول لها: إلى اللقاء.
وهناك قنوات تحتاج أن نعينها.
وهناك أفكار لقنوات تنتظر من يبدأ بها.
ولن يبقى فوق سطح القنوات إلا ما كتب الله لها النّجاح؛ وكانت سائغة لذّة للشّاربين.
ورحم الله الإمام مالكاً - ورضي عنه - حينما عقّب على من قال له: كثرت الموطآت. فقال قولته المشهورة رحمه الله: ستعلمون ما أريد به وجه الله.
وصدق مولانا سبحانه: ((أمّا الزّبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع النّاس فيمكث في الأرض)).
ـ[خلوصي]ــــــــ[18 Dec 2009, 09:59 م]ـ
حسنا هو جاء بالفكرة ... بارك الله فيه ..
فنسع نحن بإنجاحها ..
يقولون:
درج درج و على الله الفرج ..
و لو بعد حين!
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[21 Dec 2009, 12:40 ص]ـ
سبق أن تكلمت من أنَّ الإعلام يعني العمل الجماعي, فليس هناك فائدة كبرى من أن نطرح آراءً فردية, فلابد من وجود طاولة مستديرة (ندوة-ملتقى-مؤتمر .. ) يجتمع من خلالها المتخصصون في القرآن وعلومه, والمتخصصون في الإعلام المرئي من أكاديمين ومنتجين ومخرجين وغيرهم.
وبهذا فإني أجزم بأن الصورة ستتضح أكثر, وسنعرف من أين انتهى الآخرون, وما معوقاتهم, وإخفاقاتهم, وماهو المستوى المطلوب الذي سيتم تقديمه.
ومن ثم يتم إصدار دراسة متكاملة حول هذا المشروع, سواءً وجدنا من يتبنى هذا المشروع, أو لم نجد, فإننا نكون قد أوجدنا نتيجة لهذه الفكرة كنوع من الإضافة التاريخية للدراسات القرآنية.
ـ[بدر عرابي]ــــــــ[26 Dec 2009, 03:49 ص]ـ
قال أحمد شوقي رحمه الله:
بالعلم والمال يبني الناس ملكهم === لم يبن ملك على جهل وإقلال
وأظن أن الكفاءات والمهارات ليست مشكلة، فأهل القرآن المتخصصون متواجدون بفضل الله على امتداد بلاد المسلمين، وإنما الأمر مرده إلى الدعم المالي الذي يفتح الأبواب المغلقة، ويحول ما بحوزة أهل العلم من أفكار ومشاريع إلى واقع ملموس، ينتفع به الناس.
اللهم وفق لهذا المشروع - قناة القرآن الكريم - العلم والمال.
ـ[عمرو عبده]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:24 م]ـ
الامرليس سهلااعلم ذلك ولكن لوفكرنا فلابد ان لانقدر الفشل ولكن لابد ان نذكر النجاح لكي نحظا به ولكن هذا الامرفعلا لو انتظرا الاعلام الاعلام لم يعجبه شي مشل جحا وابنه وحماره اعزكم الله ركب هو وابنه الناس قالوانه جاحد علي الحمار ركب ابنه قالو انه لن يحترم اباه ونزل وركب اباه قالو انه رجل جاحد علي ابنه ونزلو الاثنان فقالو لما اشتري حجا الحمار ولم يركب عليه هو ولاابنه انه مجنونالقصد في القصه لا احد يحلو من سهام النقض ولا الصحافه
ـ[عمرو عبده]ــــــــ[26 Dec 2009, 12:34 م]ـ
وفقكم الله لما يحب ويرضا
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[09 Apr 2010, 06:00 ص]ـ
,وريثما يتم قيام قناة فضائية متخصصة للتفسير فانه من الاجدى في الوقت الحاضر التعاون مع احدى القنوات الحالية في بث برنامج كما هو معمول فيه فيما سبق مع المجد في بينات وفي دليل في التفسير المباشر وفي هذه المناسبة دعوني اسال اخي الفاضل د عبدالرحمن عن ماذا صار على البرنامج فقد طال انتظار عودته او انه اقتصر على بثه في رمضان فقط
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Apr 2010, 07:11 ص]ـ
,وريثما يتم قيام قناة فضائية متخصصة للتفسير فانه من الاجدى في الوقت الحاضر التعاون مع احدى القنوات الحالية في بث برنامج كما هو معمول فيه فيما سبق مع المجد في بينات وفي دليل في التفسير المباشر وفي هذه المناسبة دعوني اسال اخي الفاضل د عبدالرحمن عن ماذا صار على البرنامج فقد طال انتظار عودته او انه اقتصر على بثه في رمضان فقط
أما التفسير المباشر فسيكون خاصاً بشهر رمضان إن مد الله في العمر.
وأما برنامج (اضواء البيان) فقد طال انتظاري لإنجاز الترتيبات الفنية في القناة للبدء في تسجيله، ثم لما هيأوا الأمر انشغلتُ أنا منذ شهرين فلم أتمكن من بدء التسجيل، وأنا أعِدُهُم أن يكون البدءُ قريباً ... وأنا أرجو أن يكون البدء قريباً حقاً لو تهيأت ظروف الزملاء المشاركين معي في البرنامج بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فلاح المطيري]ــــــــ[09 Apr 2010, 10:00 ص]ـ
شكرا لك د عبدالرحمن على اجابتك السريعة وان كنت امل ان ييسر الله لكم الامر ويعينكم عليه ليكون برنامج اضواء البيان مباشرا وليس مسجلا حيث لا يخفى عليكم دور البرامج المباشرة في جذب انتباه المشاهد وتفاعله معها
ـ[أخوكم]ــــــــ[09 Apr 2010, 11:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ولدي مشاركة يسيرة
وكتوطئة فإني أظن أن كل الأطراف معهم حق
فمن قال بأن حاجة الناس إلى القرآن والتفسير ماسة صدق
ومن قال بأن الحاجة إلى التأسيس والتخطيط صدق
بناء على ذلك ماذا لو جمعنا بين تلك الأطراف كلها وقلنا:
يتم البدء في القناة لمدة ساعة يوميا بحيث خلال هذه الساعة تجتمع كل الجهود التي نملكها حاليا
وتستمر هذه الساعة إلى أجل مسمى حتى لو طال عاما أو عامين
ثم إن زادت الروافد المالية والإدارية والتخطيطية زدنا الساعة إلى ساعتين
ثم إن زادت زدنا
وهكذا حسب المتيسر من طاقاتنا ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها
خاصة وأن المتأمل لكل جوانب الدعوة في حياة الرسول يجدها على هذا الحال "حسب المتيسر" والإعداد ما استطعنا من قوة ... الخ
ـ[أبو العالية]ــــــــ[09 Apr 2010, 10:32 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أشكر الجميع على المرور وإبداء الرأي، ولكن مع هذا كله لا زالت الحاجة ماسة لذلك ..
وأما ما يخص القنوات التي تغلق فليس الأمر متعلق بالنفقات المالية فحسب لا فهناك أيضاً تبعات كانت سبباً في إيقاف القناة ومن ثم عرضها هنا وهناك.
وأقول:
_ لماذا لا يتميز أهل العلم في عرض قناة متميزة تجتمع فيها الجهود بدل تشتيتها هنا وهناك.
_ لماذا لا تكون ثمة إبداعات مميزة وجديدة يستفاد منها في الجانب الإعلامي والإعلاني بل وحتى جدية العرض والديكور والتميز الفريد في ذلك دون التنازل عن المبادئ والمسائل الشرعية.
_ ألا يوجد بين أهل العلم من بإمكانه أو بإمكانهم جميعاً تزويد قناة مميزة لمدة خمس سنوات على الأقل بالكادر العلمي والثقافي بل وحتى المرح.
لا سيما أنه عند بعض أهل العلم بعض الأموال تبلغ عندهم فيما هو مسخر للدعوة والاستثمار للدعوة ما يبلغ عشرات الملايين وهذا موجود.ثم نتساءل عن التكلفة المالية وما التكلفة المالية.
من خلال معلوماتي المتواضعة فإن قيمة استئجار تردد على الأقمار تقدر تكلفة القناة لمدة سنة واحدة ما يعادل تقريباً 150.000 دولار
وهذا أصعب ما في الأمر وبقية الأمور أسهل بكثير.
وبدليل ثمة قنوات هنا وهناك القائم عليها أفراد معدودون بالأصابع، كانت البداية متواضعة ومن ثم صعدت بقوة.
وخذ مثالاًُ عجيباً:
إذا كان فديو كليب لأنشودة واحدة قدرت ميزانيتها 3 ملايين دولار وهي أنشودة
أيعجز أهل العلم عن دفع أو تجميع الأموال في قناة تخدم كتاب ربهم.
ليكن العمل في البداية تطوعي ومن ثم تكون الأمور على قدر الخير
قد جربنا في المراكز الصيفية كثيراً، كيف كانت تنفجر الطاقات والإبداعات بتلك الروح الجماعية والشبابية بدون مقابل، فلم لا تستغل هذه الطاقات بداية مؤقتة ومن ثم انتقاء الأكفاء المميزين وإشغالهم بأجر
لماذا بعض القنوات يتفرع منها قنوات وبأكثر من لغة وهي على غير الطريق المستقيم؟
فما بالنا نقصر عن ذلك؟
والله يا إخوان بالجهود وبالجميع وبالتوكل على الله وحسن الظن به مع حسن التخطيط والاستعانة بأهل الدربة نصل بحول الله إلى القمة
فعسى الله أن يهيء لهذا الأمر من يقوم به خير قيام، فما ذلك على الله بعزيز
ـ[باحثة علم]ــــــــ[10 Apr 2010, 03:12 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله
جزاكم الله خيرا أؤيد هذه الفكرة وحبذا لو قام بمرامج هذه القناة العلامة أستاذنا عبد الرحمن الشهري والأستاذ مساعد الطيار والكثير من الأساتذة النوابغ ذلك على سبيل المثال(/)
تحولات الأفعال في السياق القرآني وأثرها البلاغي
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:14 ص]ـ
ملخص البحث:-
لقد جاء هذا البحث ليقف على صور التحولات التي تقع في صيغ الأفعال في السياق القرآني، وذلك بالتحول من الفعل الماضي إلى المضارع أو العكس، وكذلك التحول من الماضي إلى الأمر ومن الأمر إلى الماضي، وهكذا في السياق نفسه.
وهذه التحولات للأفعال في السياق القرآني الواحد لها أبعاد بلاغية، ومقاصد بيانية يعمد إليها النظم القرآني، وتكشف عن وجه من وجوه الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
و قد تتبع الباحث أشكال هذه التحولات في الأفعال كاشفا عن دلالات هذه التحولات ومحللا لهذه المواضع في الآيات القرآنية.
ولا يقف الباحث عند حدود التعليل النحوي فقط بل يتجاوزه إلى التعليل البلاغي والتحليل البياني، محاولا من خلال ذلك ربط التركيب بالمعنى والوقوف على دلالات أزمنة الأفعال من خلال السياق القرآني، وعدم الاقتصار على الدلالة الصرفية للأفعال خارج السياق.
وقد تكون البحث من مقدمة ومبحثين عرضت في المقدمة لأهمية الموضوع ودواعي دراسته، وفي المبحث الأول عرضت لصيغ الأفعال عند النحاة وفي المبحث الثاني تناولت صور التحولات في الأفعال كاشفا عن أثرها البلاغي في البيان القرآني.
مقدمة البحث:-
الحمد لله الذي علم الإنسان، وانزل كتابه للهداية والبيان، وأصلي وأسلم على خير رسله وأنبيائه، محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأخيار، ومن سار على درب خطاهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
وبعد:-
فالقرآن الكريم كتاب الله الذي لاتنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء وكلما أمعن المتأملون النظر فيه والفكر وجدوا أنفسهم أمام بحر من المعاني لا ساحل له،
فمعانيه متجددة حية، تتجدد بتجدد الزمان والمكان، ومع كونه معجزة بيانية خالدة هو- مع ذلك- معجزة تشريعية ربانية، لذلك انصرفت إليه جهود علماء اللغة والبيان لمعرفة أساليبه وبلاغة بيانه، فهو كتاب العربية الأول والبيان الخالد.
والمقصود بتحولات الأفعال في السياق القرآني هو التحول الحاصل من إعادة ذكر الفعل على نسق مخالف لما سبق ذكره في السياق نفسه، وهذه الظاهرة من أبرز الظواهر الأسلوبية في التعبير القرآني.
إذ نجد التعبير القرآني كثيرا ما يغاير في استعمال الأفعال كأن يرد السياق ابتداء بالفعل الماضي ثم يتحول عنه إلى المضارع أو الأمر في السياق نفسه، وكذلك العكس بأن يرد الفعل في السياق مضارعا ثم يتحول عنه إلى الماضي وهكذا.
من ذلك مثلا قوله تعالى"?وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ? [الأعراف، 170]؛ إذ نجد التعبير القرآني قد عدل عن الفعل المضارع (يمسكون) إلى الماضي (أقاموا)، وقد كان المتوقع لدى المتلقي اطراد السياق على سبيل المطابقة في الأفعال فيكون (يمسكون … ويقيمون)
أهمية الموضوع ودواعي دراسته:
هذه التحولات في السياق القرآني، تفاجئ المتلقي وتثير دهشته؛ لخروجها عن المتوقع لديه من اطراد السياق على نمط واحد من المطابقة والمشاكلة، مما يدعو ذلك المتلقي البحث عن مثيراتها السياقية، وأبعادها الدلالية.
لذلك حاول هذا البحث الوقوف على صور هذه التحولات وأثرها البلاغي في التعبير القرآني، فهذه ظاهرة نحوية بلاغية، تبرز وجهاً من وجوه الإعجاز البياني في القرآن، وتدلل على ما وهب المولى عزوجل هذه اللغة، لغة التنزيل من إمكانات عديدة، وقدرات فائقة في التصرف في التعبير، والتعدد في الدلالات.
وهذا الموضوع لم يحظ بدراسة قديما و حديثا تتناول أشكاله ودلالاته في القرآن الكريم حسب علمي المتواضع، غير ما نجده من إشارات عابرة عند البلاغيين والمفسرين مبثوثة هنا وهناك، ويمكن أن ندخله ضمن ما أسماه علماء البلاغة قديما بالالتفات، غير أن الالتفات مصطلح قصد منه البلاغيون التحولات الحاصلة في الضمائر من غيبة إلى مخاطب والعكس، وقد وسع ابن الأثير مصطلح الالتفات ليشمل أيضا الالتفات في الأفعال كما أشار إلى ذلك في كتابه الشهير "المثل السائر"
(يُتْبَعُ)
(/)
غير أني آثرت مصطلح " التحولات"لما فيه من الجدة والطرافة لا سيما أن مصطلح الالتفات عند ابن الأثير لم يكن محل اتفاق عند علماء البلاغة، كما هو معلوم من مصنفاتهم، فكان مصطلح التحولات أوسع وأشمل لكل أنواع التحولات الحادثة في السياق القرآني
والتحولات في السياق القرآني ظاهرة بارزة تشمل كل مظاهر التحولات في الأفعال والحروف والتراكيب والصور والمشاهد.
وما يعنينا في هذا البحث هو التحولات في الأفعال على وجه الخصوص.
فهو موضوع طريف لم يستوعب بالدراسة والبحث وتصنيف الصور والتحليل لكل هذه الصور واستنباط الأبعاد البلاغية المقصودة لهذه التحولات في أزمنة الفعل.
وقد جاءت خطة البحث على النحو الآتي:
مقدمة: عرضت فيها لأهمية البحث ودواعي دراسته.
المبحث الأول: صيغ الأفعال عند النحاة.
المبحث الثاني: صور التحولات في الأفعال.
ثم ختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم ماتوصلت إليه من نتائج وتوصيات.
والله أسأل عز وجل أن يكتب لي أجر هذا العمل، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون.
المبحث الأول: صيغ الأفعال عند النحاة:-
قسم النحاة الفعل ثلاثة أقسام هي: "ماضٍ وهو ما دل على الزمن الماضي، ومضارع وهو ما دل على زمن الحاضر أو المستقبل، وجعلوا القسم الثالث وهو الأمر يدخل ضمن الدلالة على زمن المستقبل" ().
وفي تقسيمهم هذا انطلقوا من أن الأزمان ثلاثة: ماضٍ وحاضر ومستقبل، يقول سيبويه (ت 180هـ): "وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع" ().
"فالنحاة قسموا الفعل على أساس تقسيم الزمن الفلسفي، وهو الماضي والحاضر والمستقبل، وخصوا كل زمن بصيغة معينة، هو معناها في حالة الإفراد والتساوق على السواء" ().
وقد انتقد بعض الباحثين المعاصرين النحاة لتركيزهم على الزمن في صيغة الفعل، وإهمال السياق الذي وردت فيه، فيرى فاضل الساقي (): "أنه كان على النحاة أن يدركوا أن الأفعال مجرد صيغ وألفاظ تدل على زمن ما، هو جزء من معنى الصيغة لا على زمن معين، وأن السياق أو الظروف القولية بقرائنها اللفظية والحالية هي وحدها التي تعين الدلالة الزمنية وترشحها لزمن بعينه".
وعليه فقد قسم هؤلاء الباحثون () الزمن على نوعين هما:
أولاً: الزمن الصرفي وهو الزمن الذي تدل عليه الصيغة المفردة خارج السياق.
ثانياً: الزمن النحوي، أو يسمى "الزمن السياقي التركيبي" "وهو الذي تُحَدِّده القرينة اللفظية أو الحالية، أي: هو معنى الفعل في السياق" ().
وللمقارنة بين الزمن النحوي والزمن الصرفي يمكن القول: إن "مجال النظر في الزمن النحوي هو السياق، وليس الصيغة المفردة، وبناء الجملة العربية أخصب مجال لهذا النظر بينما لا يكون مجال النظر في الزمن الصرفي إلا الصيغة منفردة خارج السياق" ().
ويرى مالك المطلبي: "أن الصيغ في اللغة العربية تخلو من الدلالة على زمن في المستوى الصرفي" (). وأن "وقوع الصيغ المتغايرة في مستوى تركيبي واحد يعني تفريغ صيغة ما، دون غيرها من الزمن حيث تشير إلى وجه من وجوه دلالتها الحدثية، ومن هنا يكون من الخطأ إسناد الزمن إلى مثل هذه الصيغ بوصفها "شكلاً زمنياً"؛ لأن الزمن يكتسب من قرائن السياق اللفظية والمعنوية" ().
ويرى الباحث أن دلالة السياق على الزمن النحوي لا تنفصل عن دلالة المفردة للصيغة الصرفية، فهما متعالقتان، وأن الصيغة الصرفية لا تخلو من دلالة زمنية، غير أن السياق يضفي دلالة إضافية للدلالة الصرفية المفردة يحددها السياق نفسه، فيُجمع بين الدلالتين، ولا تلغي إحدى الدلالتين الأخرى، أو تفرغها من محتواها.
فمن ذلك مثلاً: الفعل "أتى" في قوله تعالى: ?أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ? [النحل، 1]. يدل بصيغته الصرفية على المضي المطلق، في زمن مضى وانقضى، إلا أن وروده في السياق "يفرض عليه دلالة سياقية يقتضيها السياق ويدل عليها، وهي دلالة الاستقبال؛ لأن القرينة اللفظية "فلا تستعجلوه" في السياق النحوي التركيبي تشير إشارة واضحة جلية إلى أنه لما يقع بعد. ومع كونه فعلاً ماضياً في الصيغة الصرفية، فإننا لا نفرغ هذه الصيغة الصرفية من دلالتها الزمنية ولا نخضعها للدلالة السياقية فقط، كما ذهب إلى ذلك بعض الباحثين، إذ لو كان ذلك هو
(يُتْبَعُ)
(/)
المراد لجاءت الصيغة صريحة بقوله: "سيأتي أمر الله". ومع ذلك لا نقف عند حدود الدلالة الصرفية اللفظية لنقول: بأنه فعل ماضٍ قد وقع وحصل؛ فالقرينة السياقية تمنع ذلك وهي قوله: "فلا تستعجلوه"، وإنما نجمع بين الدلالتين الصرفية والنحوية، الإفرادية والتركيبية، لنقول: إن المراد "هو توظيف الصيغة في معنى الاستقبال متضمنة معنى المضي وموظفة له في الوقت نفسه، فكأن مقصود الآية أن تقول: سيأتي أمر الله لا محالة مجيئاً مقطوعاً به، بل هو في حكم ما وقع وأتى بالفعل" ().
ونلحظ أن مجيء الأفعال في السياق القرآني كثيراً ما يخرج عن النمط المألوف للغة من حيث التصرف في أزمنة الفعل، وذلك كالتعبير عن الحدث الماضي بالمضارع والتعبير عن الحدث المستقبل بالزمن الماضي، وكثيراً ما نجد السياق القرآني لا يجري على نمط واحد في المطابقة الزمنية بين الأفعال، إذ يحصل تصرف في التحول الداخلي للسياق نفسه بالمخالفة في أزمنة الأفعال، كأن يرد في السياق ذكر الفعل المضارع ثم ينكسر النسق السياقي بمجيء الفعل الماضي في السياق نفسه أو العكس، مما يثير التساؤل عن معرفة سبب ذلك التحول ودلالته التعبيرية في السياق القرآني.
وهذا التحول "يكشف عن تصادم الأزمنة على مستوى البنية السطحية مما يدفع المتلقي إلى الانتباه والتفاعل مع النص، ومحاولة إعادة التوافق بين صيغ الأفعال وأزمنتها في البنية العميقة" ().
فالبنية العميقة تستوجب المطابقة في أزمنة الفعل في السياق اللغوي، والتحول عنها إلى البنية السطحية التي برزت على سطح النص تستدعي تحولاً في المعنى يرافق هذا التحول في المبنى.
وقد توقف علماؤنا عند هذا النوع من التحول وعدّوه ضرباً من البلاغة، يقول ابن الأثير (ت 636هـ): "واعلم أيها المتوشح لمعرفة علم البيان أن التحول عن صيغة من الألفاظ إلى صيغة أخرى لا يكون إلا لنوع خصوصية، اقتضت ذلك، وهو لا يتوخّاه في كلامه إلا العارف برموز الفصاحة والبلاغة الذي اطّلع على أسرارها، وفتّش عن دفائنها، ولا تجد ذلك في كل كلام، فإنه من أشكل ضروب علم البيان، وأدقها فهماً وأغمضها طريقاً" ().
ونحن في تناولنا لهذا التحول في صيغ الأفعال، لا نتناولها من الناحية الصرفية، وإنما نتناولها من حيث دلالة الزمن النحوي الذي وردت فيه في السياق.
إذ تناول هذه الصيغ مفردة خارج السياق اللغوي يعد تناولاً صرفياً، وتناولها في السياق الواردة فيه من حيث الدلالة الزمنية يعد تناولاً نحوياً سياقياً، كما سبقت الإشارة إليه.
المبحث الثاني: صور التحولات في الأفعال:-
تتمثل التحولات في الأفعال في ست صور هي على النحو الآتي:
الصورة الأولى: التحول عن الفعل الماضي إلى المضارع:
مجيء المضارع بعد الماضي في هذا الضرب من التحول يكون على نوعين (): نوع يستعمل فيه المضارع للدلالة على حدث قد مضى وانقضى، ونوع آخر يستعمل فيه المضارع للدلالة على حدث يقع في الحال والاستقبال.
أما النوع الأول: فمجيء المضارع فيه للدلالة على حدث قد مضى، وقد قرر علماء البلاغة أن المضارع في الحالة هذه يقصد به استحضار الصورة للحدث الماضي، وكأنه أمر مشاهد بارز للعيان، يقول ابن الأثير (): "واعلم أن الفعل المستقبل إذا أتي به في حالة الإخبار عن وجود الفعل، كان ذلك أبلغ من الإخبار بالفعل الماضي، وذلك لأن الفعل المستقبل يوضح الحال التي يقع فيها، ويستحضر تلك الصورة حتى كأن السامع يشاهدها، وليس كذلك الفعل الماضي". وهذا ما أطلق عليه الزمخشري (ت 538هـ) مصطلح "حكاية الحال". يقول الزمخشري عند قوله تعالى: ?وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ ميِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ? [فاطر، 9]. فإن قلت لم جاء "فَتُثِيرُ" على المضارعة دون ما قبله وما بعده؟ قلت: ليحكي الحال التي تقع فيها إثارة الرياح السحاب، وتستحضر تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الربانية" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فالسياق هو الذي أضفى على الفعل المضارع في هذه الحالة دلالة زمنية معينة، وذلك من عطف الفعل المضارع على الفعل الماضي، إذ يقتضي السياق بموجب المطابقة الزمنية أن تجري الأفعال الواردة فيه على نسق واحد، يقول السيوطي (ت 911هـ) (): "وما عطف على حال أو مستقبل أو ماضٍ أو عطف عليه ذلك فهو مثله؛ لاشتراط اتحاد الزمان في الفعلين المتعاطفين".
فمجيء الفعل المضارع في الحالة هذه خارجاً عن النسق العام للسياق يؤدي إلى توليد بارزتين في السياق، دلالة نحوية متمثلة في الفعل المضارع الدال على الزمن الحاضر أو الاستقبال، ودلالة سياقية متمثلة في الإشارة إلى الزمن الماضي، وذلك بالعطف على الماضي أو مجيئه بعده، فالدلالة السياقية تقتضي مضيه والدلالة النحوية للصيغة تقتضي استحضاره، فيجمع بين الدلالتين ليقال: إنه الماضي الحاضر، أو بعبارة (فندريس) هو "المضارع التاريخي"، وذلك "استعمال شائع في الحكاية حيث يسمى بالحاضر التاريخي، وفيه يجد المثقفون سحراًَ خاصاً، يقولون بأن الحاضر أكثر تعبيراً أو أبلغ حتى ليجعل المنظر يحيا من جديد أمام عيني القاريء، ويرجع بفكرنا إلى اللحظة التي دار فيها الحديث" ().
ومن أمثلة هذا المضارع التاريخي ما جاء في حديث عبد الله بن عتيك حين دخل على أبي رافع اليهودي حصنه، قال: فانتهيت إليه، فإذا هو في بيت مظلم لا أدري أنى هو من البيت، فقلت: أبا رافع، فقال: من هذا؟ فأهويت نحو الصوت فأضربه بالسيف وأنا دهش" ().
ففي هذا النص نجد أن الفعل المضارع (أضرب) يدل في معناه على حدث مضى وانقضى، بدلالة السياق على ذلك، إذ كل أحداثه ماضية (فانتهيت .. فقلت .. فأهويت .. )، وكان حق الفعل (أضرب) أن يرد ماضياً فيكون (فأهويت نحو الصوت فضربته وأنا دهش) لكنه تحول عن الماضي إلى المضارع؛ لاستحضار الحدث وكأنه مشاهد للعيان؛ لأن الموقف موقف تعجب ودهشة.
ومنه أيضاً قول تأبط شراً ():
ألا مَنْ مُبْلغٌ فِتَيانَ فَهْمِ
بِأَنِّي قَدْ لَقِيتُ الغُولَ تَهْويَ
فأضربُها بِلاَ دَهَشٍ فَخَرَّتْ
بِمَا لاَقَيْتُ عِنْدَ رَحى بِطَانِ
بِسَهْبٍ كالصَّحِيفَةِ صَحْصَحَانَ
صَرِيْعَاً لليديْن وَلِلْجِرَانِ
فالمستوى السطحي (): لقيتُ ? ? أضربها
ماضٍ? ? مضارع
والمستوى العميق: لقيتُ فضربتها
ماضٍ ماضٍ
فالسياق الزمني للأبيات يسير على جهة الإخبار بالماضي (لاقيت، لقيت)، والشاعر في هذا الموقف يريد أن يخبر على سبيل السرد والحكاية عن واقعة مدهشة حصلت له، فأتى بـ (ألا) الاستفتاحية ليشد انتباه السامعين لسماع السرد والحكاية، ثم يذكر المكان "رحى بطان" ويثير الرعب والخوف بذكر اسم "الغول"، وأنه لقاه بمكان خلاء لا ملجأ فيه ولا احتماء، ثم بعد السرد الحكائي بصيغة المضي تحول إلى الفعل المضارع. لحظة المواجهة الحاسمة مع الغول، فقال: "فأضربها" وذلك أنه "قصد أن يصور لقومه الحال التي تشجع فيها على ضرب الغول، كأنه يبصرهم إياها مشاهدة، للتعجب من جراءته على ذلك الهول، ولو قال: "فضربتها" عطفاً على الأول؛ لزالت هذه الفائدة المذكورة" ().
ويقول ابن الأثير (): "فإن قيل: إن الفعل الماضي أيضاً يتخيل منه السامع ما يتخيله من المستقبل، قلت في الجواب: إن التخيل يقع في الفعلين معاً، لكنه في أحدهما وهو المستقبل أوكد وأشد تخيّلاً؛ لأنه يستحضر صورة الفعل، حتى كأن السامع ينظر إلى فاعلها في حال وجود الفعل منه، ألا ترى لما قال تأبط شراً "فأضربها" تخيّل للسامع أنه مباشر للفعل، وأنه قائم بإزاء الغول، وقد رفع سيفه لضربها، وهذا لا يوجد في الفعل الماضي؛ لأنه لا يتخيل السامع منه إلا فعلاً قد مضى من غير إحضار للصورة في حالة سماع الكلام الدال عليه، وهذا لا خلاف فيه".
وعد السكاكي (626هـ) هذا النوع من التحول أصلاً بلاغياً ثابتاً إذا اقتضى السياق اللجوء إليه، فقال (): "وإنه -أي الانتقال من التعبير بالماضي إلى المضارع- طريق للبلغاء لا يتحولون عنه، إذا اقتضى المقام سلوكه".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرد هذا النوع من التحول بكثرة في الكتاب العزيز، ويعد من روائع البيان فيه، إذ عمد القرآن الكريم إلى صورة مغرقة في القدم فاستدعاها من الماضي السحيق إلى الزمن الحاضر؛ لتصبح كأنها مشاهدة ماثلة للعيان، من ذلك قوله تعالى مخاطباً اليهود: ?أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ? [البقرة، 87].
ففي هذا السياق حصل تحول عن الفعل الماضي "كذبتم" إلى الفعل المضارع "تقتلون" وكان مقتضى السياق بموجب المطابقة الزمنية بين الأفعال أن يكون على النحو "ففريقاً كذبتم وفريقاً قتلتم".
لا سيما أنه يتحدث عن أمر حدث في الزمن الماضي، من تكذيب اليهود للأنبياء وقتلهم إياهم، لكن السياق تحول عن الماضي إلى المضارع؛ لأن قتل الأنبياء أمر فظيع، فأراد استحضاره في النفوس وتصويره في القلوب ().
وسياق هذه الآية يشابهه سياق آخر وهو قوله تعالى: ?وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ? [البقرة، 91].
إذ جاء الفعل المضارع "تقتلون" الدال على الحال مقترناً بظرف الزمان "قبلُ" الدال على الماضي، مما يجعل دلالة الفعل المضارع دالة على الزمن الماضي، فالفعل لا يدل على زمن الحدوث، وإنما يدل على زمن الإخبار، فللفعل الماضي زمانان؛ زمن حدوث ووقوع، وزمن إخبار عنه، وهو ما أشار إليه الزجاجي (ت 337هـ) بقوله (): "والفعل الماضي ما تقضى وأتى عليه زمانان، لا أقل من ذلك، زمان وجد فيه، وزمان خبر فيه عنه".
ونجد أن السياق القرآني قد نسب جريمة القتل إلى الأحفاد عندما خاطبهم فقال: "فلم تقتلون أنبياء الله من قبلُ"، في حين أن القتل قد حصل في الزمن الماضي من الأجداد، وذلك من بلاغة السياق القرآني، إذ أفاد الفعل "تقتلون" الاستمرارية للحدث، كما أفاد الحضور للمشهد في الأذهان، إشارة إلى أن نزعة القتل والإجرام تسري في دماء الأحفاد كما سرت في دماء الأجداد.
وفي ذلك تنبيه في الوقت نفسه على أنهم ذرية بعضها من بعض، وأنهم سواسية في الجرم، فعلى أيهم وضعت يدك فقد وضعتها على الجاني الأثيم؛ لأنهم لا ينفكون عن الاستنان بسنة أسلافهم، أو الرضى عن أفاعيلهم، أو الانطواء على مثل مقاصدهم" ().
وأضفى ظرف الزمن الماضي "قبلُ" على السياق دلالتين، دلالة تفيد إرجاع السياق اللغوي للفعل إلى الزمن الحقيقي للحدوث وهو الماضي، ودلالة أخرى توحي بأن قتل الأنبياء قد كان في الزمن الماضي في حق من سلف منهم، أما هذا النبي فلا يمكنون منه، فالله يعصمه من الناس، يقول دراز (): "ولقد كان التعبير بهذه الصيغة مع ذكر الأنبياء بلفظ عام مما يفتح باباً من الإيحاش لقلب النبي العربي الكريم وباباً من الأطماع لأعدائه في نجح تدابيرهم ومحاولاتهم لقتله، فانظر كيف أسعفنا بالاحتراس عن ذلك كله بقوله "من قبلُ" فقطع بهذه الكلمة أطماعهم وثبت بها قلب حبيبه، إذ كانت بمثابة وعده إياه بعصمته من الناس".
"فإذا أخذنا بدلالة الماضي للظرف "قبلُ" كانت دلالة الفعل "تقتلون"تفيد استحضار الصورة لحدث مضى في الزمان، وإذا أخذنا بما توحيه دلالة "قبلُ" من استحالة حصول الفعل وتحققه بالنسبة لهذا النبي، كانت دلالة الفعل "تقتلون" تفيد تجدد محاولة الفعل منهم والاستمرار، والجمع بينهما نوع من الانفتاح الدلالي للنص القرآني.
ولكننا نجد سياقاً آخر في القرآن الكريم يرد فيه الإخبار بصيغة ضمير الغائب في الحديث عن بني إسرائيل، كما هو الحال في قوله تعالى: ?لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ? [المائدة، 70].
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا السياق تنسجم فيه الدلالة الزمنية للسياق الداخلي من خلال الإخبار عمن سبق من بني إسرائيل بصيغة ضمير الغائب "إليهم، جاءهم، أنفسهم" مع السياق الخارجي للزمن الماضي، وبناءً على ذلك فتنصرف دلالة الفعل المضارع "يقتلون"، في الحالة هذه إلى استحضار الصورة لا غير، وليس فيه دلالة استمرار الحدث وتجدده، يقول الزمخشري (ت 538هـ) (): "جيء "يقتلون" على حكاية الحال الماضية استفظاعاً للقتل واستحضاراً لتلك الحالة الشنيعة للتعجيب منها".
ومما سبق ذكره يمكننا الجمع بين دلالات هذه السياقات المختلفة، لنقول: إن دلالة الفعل "يقتلون" تفيد استحضار صورة قتل الأجداد للأنبياء تبشيعاً لقبح فعلتهم، وذلك من سياق الإخبار عنهم بضمير الغائب، وفيه دلالة على استمرار الحدث وتجدد حصوله من الأبناء والأحفاد وذلك من سياق الخطاب، وفيه تيئيس من تحقق ذلك وحصوله في حق هذا النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا يعد من بلاغة تصريف القول في القرآن الكريم، فقد تم توظيف القيمة الزمنية في صياغة الفعل للحصول على مساحة تتعدد فيها الدلالات للنص وتتسع.
وكما أن وظيفة استحضار الصورة في سياق الآيات السابقة كان لغرض تصوير فظاعة الحدث وقبحه، فكذلك نجد استحضار الصورة في سياق آخر يرد للفت الأنظار إلى موضع القدرة والاعتبار، من ذلك قوله تعالى: ?وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ? [فاطر، 9]. فإنه إنما قال: "فتثير، مستقبلاً، وما قبله وما بعده ماضٍ؛ لذلك المعنى الذي أشرنا إليه وهو حكاية الحال التي يقع فيها إثارة الريح السحاب، واستحضار تلك الصورة البديعة الدالة على القدرة الباهرة" ().
ويتحول الماضي المنفي إلى المضارع المنفي فيفيد الفعل المضارع في هذه الحالة تأكيد النفي، وليس استحضار الصورة كما هو الحال مع المضارع المثبت، وهو ما ذهب إليه ابن جني (ت 392هـ) إذ قال (): "ومنه قولهم: لم يقم زيد، جاءوا فيه بلفظ المضارع وإن كان معناه المضي؛ وذلك أن المضارع أسبق رتبة في النفس من الماضي، ألا ترى أن أول أحوال الحوادث أن تكون معدومة، ثم توجد فيما بعد، فالمضارع معدوم باعتبار أنه لم يقع بعد، أما الماضي فقد وقع وانتهى، فإذا نفي المضارع الذي هو الأصل فما ظنك بالماضي الذي هو الفرع". "وفي هذا النفي نوع من التوكيد، فالتعبير بالمضارع المنفي بدلاً من الماضي لا يفيد عند ابن جني استحضار الصورة، كما يفيد التعبير بالمضارع بصفة عامة، ولكنه يأتي لإرادة التوكيد" ().
وبناء على ما تقدم يكمننا فهم سر التحول في سياق قوله تعالى: ?وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ? [المؤمنون، 76]. فالمتوقع من سياق هذه الآية أن تكون على النحو التالي: "فما استكانوا لربهم وما تضرعوا" لكن السياق القرآني تحول عن الماضي المنفي إلى المضارع المنفي، والسبب في ذلك -والله أعلم- أن حالة التضرع هي مرتبة أعلى في الخضوع من الاستكانة نفسها، إذ التضرع ضرب من الإمعان في الابتهال واللجوء إلى الله تعالى، فنفي ما هو أدنى يستلزم من باب أولى التأكيد في نفي ما هو أعلى رتبة، فإذا انتفت الاستكانة منهم، فمن باب أولى ينتفي حصول أدنى تضرع منهم، لذا تحول السياق في النفي عن الماضي إلى المضارع؛ فنفي المضارع أشد تأكيداً من نفي الماضي، -كما سبق ذكره عند ابن جني- فوافق المقال مقتضى الحال.
ولعل ذلك ما قصده ابن عاشور بقوله (): "والتعبير بالمضارع في "يتضرعون" لدلالته على تجدد انتفاء تضرعهم". إذ يفهم من قوله: "تجدد الانتفاء" تكرار النفي واستمراره وذلك ضرب من التأكيد، وكأني بالسياق يقول: "ما تضرعوا، وما تضرعوا، وما تضرعوا، …"، فقال: "وما يتضرعون"، وهو ما يفهم أيضاً من قول الألوسي (): "وعبر في التضرع بالمضارع ليفيد الدوام، إلا أن المراد دوام النفي، لا نفي الدوام".
ولو جرى السياق على النمط المتوقع فجاء "فما استكانوا لربهم وما تضرعوا" لكان المقصود -والله أعلم- وما تضرعوا التضرع المطلوب لرفع البلاء وكشف العذاب، وإنما جاء "وما يتضرعون" لنفي حصول أدنى شيء من التضرع أصلاً".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا منافاة فيما قررناه هنا وبين قوله تعالى: ?حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ * لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُم مِّنَّا لا تُنصَرُونَ? [المؤمنون، 64 - 65]. فهناك فرق بين الجؤار والتضرع.
يقول الشهاب الخفاجي (ت 1069هـ) (): "فالتضرع يستعمل فيما إذا كان عن صميم القلب لا باللسان فقط، ولذا عبر عن استغاثتهم أولاً بالجؤار الذي هو من صوت الحيوان، فلا منافاة بينهما كما توهم".
وللتحول إلى المضارع دلالات تخرج عن دلالة استحضار الصورة إلى معانٍ أخرى يشي بها السياق القرآني الكريم، من ذلك دلالة التلطف في الخطاب، وكثرة وقوع الفعل وتكراره، أو تجدده واستمراره، فمن دلالة التلطف في الخطاب قوله تعالى: ?قُل لا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ? [سبأ، 25].
لقد كان من المتوقع لدى المتلقي أن يجري السياق على نمط واحد فيكون" قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما أجرمتم"، ولكن السياق القرآني تحول عن الظاهر والمتوقع تحولين، تحولاً معجمياً عن لفظة "أجرم" إلى لفظة "عمل"، وتحولاً نحوياً عن الماضي "أجرمنا" إلى المضارع "تعملون".
وعلل ذلك الألوسي فقال (): "وهذا أبلغ في الإنصاف، حيث عبر عن الهفوات التي لا يخلو منها مؤمن بما يعبر به عن العظائم وأسند إلى النفس، وعن العظائم من الكفر ونحوه بما يعبر عن الهفوات، وأسند للمخاطبين، وزيادة على ذلك أنه ذكر الإجرام المنسوب إلى النفس بصيغة الماضي الدالة على التحقق، وعن العمل المنسوب إلى الخصم بصيغة المضارع التي لا تدل على ذلك".
"وهذا أسلوب غاية في الكسب للخصم إلى جانب المتحدث، وطريق بارع في التغاضي عن هفوات الخصم، ووسيلة لتحريك دوافع التفكير في المقول، مما يشير إلى وعي الداعية إلى الله في الأسلوب الذي يدعو به الناس" ().
ومن السياقات القرآنية التي يرد فيها هذا التحول للدلالة على كثرة وقوع الفعل وتكراره قوله تعالى: ?وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِي الأوَّلِينَ * وَمَا يَأْتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون? [الزخرف، 6 - 7].
ففي هذه الآية نجد التحول عن الفعل الماضي "أرسلنا" إلى الفعل المضارع "يأتيهم"، وكان المتوقع بموجب المطابقة بين الأفعال أن يرد السياق على النحو التالي: "وكم أرسلنا … وما أتاهم … إلا استهزؤا به"؛ لأنه يخبر عن حدث مضى، وذلك بقرينة لفظية، وهي قوله "في الأوّلين"، ولكن التحول إلى الفعل المضارع "يأتيهم" في هذا السياق دل على الكثرة والتكرار، فكثرة مجيء الرسل قوبل بكثرة الاستهزاء، والفعل الدال على ذلك "يستهزؤن" مسبوقاً بـ (كان) "وسبق الفعل المضارع بـ (كان) قد يفيد الدلالة على اعتياد الأمر في الماضي، ووقوعه بصورة متكررة" (). قال الرازي (): "والمعنى أن عادة الأمم مع الأنبياء الذين يدعونهم إلى الدين الحق هو التكذيب والاستهزاء".
والفرق بين هذا النوع من التحول الدال على الكثرة والتكرار والنوع الآخر الذي يليه الدال على الاستمرار، أن التكرار يتخلله فترات انقطاع، وإن كانت متقاربة في الزمان، في حين أن الاستمرار يقتضي الاتصال.
ومن أمثلة مجيء هذا التحول للدلالة على الاستمرار، قوله تعالى: ?وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ? [البروج، 8].
لقد تحول السياق القرآني عن الفعل الماضي "نقموا" إلى المضارع "يؤمنوا" وكان يتوقع أن يرد السياق على النحو التالي: "وما نقموا منهم إلا أن آمنوا بالله العزيز الحميد؛ لأنه يخبر عن حدث مضى وانقضى، وهو ما حصل للفئة المؤمنة على أيدي أعدائهم، واللافت للنظر، هو مجيء الفعل المضارع "إلا أن يؤمنوا" وليس "إلا أن آمنوا"، كما هو الحال في قوله تعالى: ?قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ? [المائدة، 59].
فما السر في مجيء الفعل "نقموا" ماضياً في سياق سورة البروج، والتحول عنه إلى المضارع "يؤمنوا" في السياق نفسه، في حين ورد العكس في سورة المائدة إذ جاء الفعل "تنقمون" مضارعاً وتحول عنه إلى الماضي "آمنا"؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يظهر -والله أعلم- أن السياق هو الذي يفرض التعبير المقصود للمعنى المسوق له، فيكون كل سياق قد اختص بتركيب قصد إليه لمعنى، وهو من البلاغة بمكان؛ لأنه يقتضي موافقة الكلام لمقتضى الحال.
إن مجيء الفعل "نقموا" ماضياً في سياق الآية السابقة من سورة البروج يشير إلى أن هذه النقمة مضت وانتهت بهلاك الذين فُتِنُوا من المؤمنين، فليس فيها تجدد واستمرار، ودل التحول إلى صيغة المضارع "إلا أن يؤمنوا" على أن أعداءهم نقموا منهم استمرارهم على الإيمان وثباتهم عليه (). في حين دل سياق الآية من سورة المائدة على أن نقمة أهل الكتاب متجددة مستمرة ضد المسلمين لا تنقطع عنهم بحال، بدلالة الفعل المضارع "تنقمون"، ودل التحول إلى الفعل الماضي "آمنا" أن إيمان المسلمين حاصل متحقق، فهو في حكم الماضي في تحققه وحصوله، فلا مطمع لأعدائهم في ارتدادهم عنه. ويبرز الانفتاح الدلالي للنص القرآني في هذا السياق، ليضيف دلالة أخرى للفعل الماضي مفادها أن إيمان المسلمين ليس حادثاً، وإنما هو امتداد لقافلة الإيمان التي مضت في تاريخ البشرية.
وما سبق ذكره من الآيات القرآنية هي نماذج للنوع الأول الذي يستعمل فيه المضارع للدلالة على حدث مضى وانقضى.
وأما النوع الثاني: فيرد فيه المضارع للدلالة على حدث يقع في الحال والاستقبال.
ويقرر البلاغيون أن مجيء المضارع للدلالة على الحال والاستقبال يفيد التجدد والحدوث، وأن هذا الحدث مستمر الوجود ولم يمض، يقول ابن الأثير (): "وعطف المستقبل على الماضي ينقسم إلى ضربين: أحدهما بلاغي، وهو إخبار عن ماضٍ بمستقبل، والآخر غير بلاغي: وليس إخباراً بمستقبل عن ماضٍ، وإنما هو مستقبل دلّ على معنى مستقبل غير ماضٍ، ويراد به أن ذلك الفعل مستمر الوجود لم يمضِ".
ويُفهم من كلام ابن الأثير أن هذا النوع من التحول ليس ضرباً من ضروب البلاغة، وما ذهب إليه ليس صحيحاً، إذ البلاغة هي موافقة المقال لمقتضى الحال، وقد جاء هذا التحول ليوافق مقتضى الحال الذي سيق من أجله كما سنوضحه لاحقاً في هذا البحث، وقد استعمل في النصوص الأدبية الراقية لا سيما القرآن الكريم، ولا يكون ذلك إلا لمنحى بلاغي، إذ لا يقع ما ليس بليغاً في كلام الله عزوجل، وقد اعترض محمد أبو موسى على ابن الأثير لإخراجه هذا النوع من التحول من البلاغة فقال (): "ولست أدري لماذا كان هذا القسم غير بلاغي؟ أليست البلاغة نظراً فيما تنطوي عليه خصائص الألفاظ وأحوالها لإبراز معانيها وبيان لطائفها ومطابقتها لبيان الكلام؟ وأليس هذا داخلاً في أحوال اللفظ التي بها يطابق مقتضى الحال؟ "
بل إن ابن الأثير نفسه عند تحليله لنماذج قرآنية من هذا النمط، أشار إلى وجه البلاغة والبيان فيها، مما يوحي بالتضارب لديه ().
ويشير هذا النوع من التحول في السياق القرآني إلى دلالات عديدة منها:
- الدلالة على التجدد والاستمرار للحدث.
- الدلالة على إطالة مشهد الحدث.
- التركيز على نتيجة الحدث.
فمن السياقات التي يدل هذا التحول فيها على التجدد والاستمرار قوله تعالى:
?الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ? [الرعد، 28].
تحول إلى المضارع (تطمئن) لدلالته على تجدد الاطمئنان واستمراره؛ وأنه لا يتخلله شك ولا تردد" ()، ولو جرى السياق على نمط واحد فكان "واطمأنت قلوبهم" لما أفاد معنى التجدد والاستمرار الذي نجده في زمن المضارع الذي أضفى دلالة الزمن المفتوح في الماضي والحاضر والاستقبال، فقلوبهم قد اطمأنت بذكر الله منذ الزمن الماضي وما تزال تطمئن في الحال والاستقبال، في حين ورد ذكر الإيمان بصيغة المضي "آمنوا" لإفادة معنى الحصول والتحقق، فهو ثابت متحقق كتحقق الماضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: ?وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ? [الرعد، 22]. فقد تحول عن الماضي الصلة "صبروا" وما عطف عليه إلى المضارع "يدرؤون"، وذلك "لاقتضاء المقام إفادة التجدد إيماء إلى أن تجدد هذا الدرء مما يحرص عليه، لأن الناس عرضة للسيئات على تفاوت، فوصف لهم دواء ذلك بأن يدفعوا السيئات بالحسنات" ().
ومن السياقات التي يرد فيها هذا التحول للدلالة على إطالة مشهد الحدث لما في ذلك من التخويف والتهديد قوله تعالى: ?وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ? [الحج، 31].
إذ حصل في هذا السياق تحول عن الفعل الماضي خرّ إلى المضارع "فتخطفه" أو "تهوي"، ولم يأتِ السياق على نمط واحد فيكون "خرّ من السماء فخطفته الطير أو هوت به الريح"، وذلك أن الفعل الماضي يشير في هذا السياق إلى تحقق حصول الخرور من المشرك لا محالة حاله حال الماضي في تحققه، فقال: "خرّ من السماء"، وفيه دلالة على سرعة حصول الخرور والسقوط دون تماسك أو انتظام، كما يوحي به جرس اللفظة "خرّ" وقصرها وخفتها، وتكرار صوت الراء فيها إشارة إلى تكرار السقوط والهوي والتقلب في الهواء، وما أضفاه التفخيم في الخاء والراء من تفخيم لمشهد الهوي نفسه "فالملحوظ هو سرعة الحركة مع عنفها وتعاقب خطواتها في اللفظ بـ "الفاء" وفي المنظر بسرعة الاختفاء" ().
"ثم تحول إلى المضارع "فتخطفه" و"تهوي" لاستحضار صورة خطف الطير إياه وهوي الريح به" ().
فكان التحول إلى المضارع لاستحضار المشهد وإطالته، وأمعن في إطالة مشهد الهوي أيضاً مجيء الحرف "في" الذي أفاد هنا الإمعان في تصوير التسفل والسقوط، وكأن المكان السحيق قد أصبح ظرفاً ووعاءً له لا ينتهي فيه إلى قرار. ولو قال: "إلى مكان سحيق" لأفاد انتهاء الهوي به إلى منطقة معينة، وذلك يوحي بالتهديد الشديد والإيعاد لمن كان هذا حاله.
ولو جرى السياق على النمط نفسه من المضي لمضى السياق كله على عجالة دون أن يتمكن المتلقي من إمعان النظر والفكر في مشهد الخطف والهوي.
ومثله قوله تعالى: ?اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً? [الحديد، 20].
لقد تحول السياق عن الماضي "أعجب" إلى المضارع "يهيج" و"يكون"، ولو جرى السياق على نمط واحد لجاء: "كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم هاج ثم كان حطاماً"، لكن التحول عن الماضي إلى المضارع في هذا الموضع جاء لمنحى دلالي مقصود، فالسياق القرآني تجاوز لحظة الإعجاب بهذا الزرع، بالإخبار عنها بالزمن الماضي، وكأنها لحظة مضت دون تريث أو إمهال، تلاها على الفور مشهد الفناء والزوال، مخبراً عنه بالزمن الحاضر، حتى يظل مشهد الاندثار كأنه حاضر ماثل للعيان، ولا ينافي ذلك مجيء حرف العطف "ثم"، فهو هنا يفيد التراخي الرتبي لا الزمني ().
إذ يوحي المشهد بالتدرج من لحظة السرور والفرح بهذا النبات، إلى مرحلة شديدة على النفس متمثلة في هيجان الزرع وذبوله، تليها مرحلة أشد من سابقتها وهي مرحلة الاصفرار والاحتضار ().
ويرد هذا التحول للتركيز على نتيجة الحدث نفسها، من ذلك قوله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ?
(يُتْبَعُ)
(/)
[الحج،63]. وقوله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ? [الحج، 65]، ففي الآيتين السابقتين نجد أنه قد تحول عن الماضي "أنزل" و"سخّر" إلى المضارع "يمسك" "فتصبح" واختيرت صيغة الماضي في "سخّر لكم ما في الأرض" و"أنزل من السماء"، وذلك لأن "الرؤية الباعثة على التأمل والاعتبار لا تتعلق بتلك الأحداث بذاتها بل بنتائجها أو آثارها المترتبة عليها" ().
فمحل التأمل في الآية الأولى ليس فعل التسخير نفسه وإنما مظاهر هذا الفعل وآثاره، ومن أهمها إمساك السماء بغير عمد.
بينما جاء التحول إلى المضارع (فتصبح) في الآية الثانية "لِتُثَبِّتَ المشهد عند نقطة مهمة، ينبغي للمتلقي أن يقف عندها ويستحضرها دائماً أمام عينيه" (). وفيه دلالة على "بقاء أثر المطر زماناً بعد زمان، فإنزال الماء مضى وجوده، واخضرار الأرض باق لم يمض" ().
ومنظر الخضرة في الأرض يشيع البهجة في النفس ويطمئن النفوس على أرزاقها، لذا جاء التعقيب بقوله تعالى: ?إن الله لطيف خبير?، فهو لطيف بعباده، خبير بما يصلح أحوالهم.
الصورة الثانية: التحول عن الفعل المضارع إلى الماضي:
ويرد هذا النوع من التحول في مواضع عديدة من القرآن الكريم، وفي حين نجد بعض النحاة يجيز عطف الماضي على المضارع أو العكس، نجد آخرين منهم يذهبون إلى تأويل الفعل الماضي في هذه الحالة بالمضارع لينسجم السياق لديهم، فممَّن أجاز العطف مطلقاً الرضي في شرح الكافية بقوله (): "ويعطف الماضي على المضارع وبالعكس، خلافاً لبعضهم، قال تعالى: ?وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ? [الأعراف، 170]، ونحو: ?إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ? [الحج، 25] ".
وممن ذهب إلى التأويل السيوطي (ت 911هـ) ()، إذ يشترط لصحة عطف الماضي على المضارع أو العكس، اتحادهما في التأويل، بأن يكون الماضي مستقبل المعنى ليصح عطفه على المضارع، أو المضارع ماضي المعنى ليصح عطفه على الماضي، فيذهب إلى تأويل الماضي بالمضارع والعكس، وينقل عن السهيلي عدم جواز التعاطف "بين فعل واسم لا يشبهه، ولا فعلين اختلفا في الزمان" ().
وذهب إلى التأويل أيضاً أبو حيان (ت 754هـ) والشهاب الخفاجي (ت1069هـ) والفراء (ت 207هـ) وأبو البقاء العكبري (ت 616هـ)، فمن ذلك مثلاً قوله تعالى r? وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً? [الكهف، 47 - 48]، أي؛ ونحشرهم ويعرضون" ().
ونحو قوله تعالى: ?إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ? [الشعراء، 4]، أي: فتظل" ().
ويذهب بعض الباحثين المعاصرين -كما سبقت الإشارة إليه- إلى "أن وقوع الصيغ المتغايرة في مستوى تركيبي واحد، يعني تفريغ صيغة ما، دون غيرها من الزمن، …، ففي قوله تعالى: ?يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ? [هود، 98]، فالفعل "يقدم" مفرغ من دلالته على الزمن وكذا الفعل "أورد"، وإنما قصد بالأول استحضار صورة الحدث لا غير، وبالآخر تحقق حصول الحدث" ().
ويرى الباحث أنه لا داعي لتأويل الماضي بالمضارع أو العكس، فلو أراد المولى عزوجل أن يرد التعبير بالمضارع أو الماضي لجاء السياق السابق على نحو: "إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فتظل أعناقهم لها خاضعين"، ولجاء قوله مصوراً حال فرعون يوم القيامة على نحو" سيقدم قومه يوم القيامة فسيوردهم النار وبئس الورد المورود"، وإنما ورد التعبير القرآني على هذا النحو لدلالة مقصودة فلا داعي للتأويل، فالعطف بين الأفعال المختلفة في الأزمنة وإن لم يظهر بين هذه المتعاطفات تناسب لفظي بموجب الصنعة النحوية فإن بينها تناسب معنوي يقتضيه السياق، وهو مبدأ نهجه البلاغيون في بحثهم للوصل والفصل ().
وقد عني البلاغيون والمفسرون بالإبانة عن دلالات هذا التحول، فيذكر العلوي صاحب الطراز (): "أن إيثار الماضي والتحول إليه يدل على مبالغة في الثوابت والاستقرار".
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يسلم له بهذا العموم، وإنما السياق هو الذي يحدد الدلالة المناسبة، فقد يدل التحول إلى الماضي على الاستقرار كما قال، وقد يدل على غير ذلك من تحقق الفعل أو التقليل والانقطاع، وغير ذلك مما يدل عليه السياق ويقتضيه، فمن هذه الدلالات التي يقتضيها السياق:
- الدلالة على سرعة تحقق حصول الفعل وحدوثه.
- الدلالة على أن الفعل سابق للمضارع في التحقق والحصول.
- الدلالة على الاختصاص بوصف ثابت.
- إظهار الرغبة في حصول الفعل.
- إظهار الرغبة في انقطاع الفعل وتغييبه.
من السياقات القرآنية التي يدل التحول فيها إلى الماضي على سرعة تحقق الفعل وحدوثه قوله تعالى: ?وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْض إِلا مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ِ? [النمل، 87]. فقد تحول السياق القرآني عن الفعل المضارع "ينفخ" إلى الماضي "ففزع" وكان مقتضى الظاهر للسياق أن يجري على نسق واحد فيكون "فيفزع" لأن الحدث لم يقع بعد، وإنما هو حديث عن المستقبل البعيد وهو يوم القيامة، فدل التحول إلى الماضي على سرعة تحقق الفعل وحصوله مثل تحقق الماضي في حدوثه، وكأنه يتحدث عن أمر قد حدث وحصل في الزمن الماضي () وفيه مزيد من تأكيد لأمر البعث والنشور ودلالة على السرعة والدهشة والذهول، بدلالة مجيء حرف العطف (الفاء).
والتعبير بالفعل الماضي عن المستقبل هو أسلوب من البلاغة بمكان، يقول ابن الأثير (): "والإخبار بالفعل الماضي عن المستقبل فائدته أن الفعل الماضي إذا أخبر به عن الفعل المستقبل الذي لم يوجد بعد كان ذلك أبلغ وأوكد في تحقيق الفعل وإيجاده؛ لأن الفعل الماضي يعطي من المعنى أنه قد كان ووجد، وإنما يفعل ذلك إذا كان الفعل المستقبل من الأشياء العظيمة التي يستعظم وجودها".
وأفاد الفعل المضارع "ينفخ" استحضار صورة الحدث من المستقبل البعيد وهو يوم القيامة حتى لكأنها ماثلة أمام الأنظار، فكما أفاد المضارع في سياقات سابقة استحضار صورة الحدث من الماضي السحيق، كذلك أفاد هنا استحضار الصورة من المستقبل البعيد، ويجمع الاستحضارين عنصر الزمن، وهناك فرق بينهما، فاستحضار الماضي استرجاع لزمن قد حدث بالفعل لإفادة تصويره في النفس، واستحضار المستقبل استباق للزمن كون الحدث لم يحصل لإفادة تحقق وقوعه.
ونجد -أيضاً- في هذا السياق أن الفعلين المضارع "ينفخ" والماضي "ففزع" قد استعملا للإخبار عن المستقبل، ولكن تختلف دلالتاهما، فدلالة المضارع في الإخبار عن المستقبل تفيد استحضار صورة الحدث، ودلالة الماضي تفيد تحقق حدوثه وحصوله.
ومنه قوله تعالى: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُواْ أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ * يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ? [هود، 96 - 98].
لقد تحول السياق عن المضارع "يقدم" إلى الماضي "فأوردهم"، ولو جرى على مقتضى الظاهر لكان على النحو: "سيقدم قومه يوم القيامة وسيوردهم النار"؛ لأن الحديث عن زمن مستقبل وهو يوم القيامة، ومجيء التحول إلى الماضي (فأوردهم) فيه دلالة على القطع والتأكيد بوقوع الحدث وحصوله، وصُدِّرَ الفعل بحرف (الفاء) ليدل على سرعة الورود؛ لما في ذلك من التهديد والتخويف.
وهذا النوع من التحول يخبر عن نتائج محققة لأحداث سابقة لها، تحمل طابع الدهشة والمفاجأة، فَفَزَعُ من في السموات والأرض حدث مفاجيء مترتب على النفخ في الصور، وكذلك ورود فرعون وقومه النار يعقب مشهد قدومه لهم إلى ساحة الحشر بذلة وصغار (). ويرد غالباً في مشاهد البعث والقيامة والحشر؛ لذا أضفى عليها الأسلوب القرآني زمن الماضي في حدوثها لتأكيد تحققها وحصولها ().
ويرد التحول إلى الماضي للدلالة على أنه سابق للمضارع في التحقق والحصول، من ذلك قوله تعالى: ?وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً? [الكهف، 47].
فقد جيء بـ (حشرناهم) ماضياً بعد (نسير) "للدلالة على أن حشرهم قبل التسيير وقبل البروز ليعاينوا تلك الأهوال العظائم، كأنه قيل: وحشرناهم قبل ذلك" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه قوله تعالى: ?وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى
لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل، 89]. جاءت هذه الآية في سياق ذكر بعث الأنبياء والرسل شهداء على قومهم، وخصص خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم بمزيد عناية وتكريم بأن جعله الله عزوجل شهيداً على هذه الأمم كلها، وهو ما ذهب إليه بعض المفسرين ()، ويدل على هذه العناية أيضاً التحول إلى الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم بعد الإخبار عن البعث بالغيبة "وجئنا بك"، والتحول المعجمي عن كلمة البعث إلى المجيء، وفي "إيثار لفظ المجيء على البعث لكمال العناية بشأنه-صلى الله عليه وسلم" (). وفيه التحول الذي نحن بصدده عن الفعل المضارع "نبعث" إلى الماضي "جئنا"، وفي كل ذلك "إشعار بأفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر المرسلين، وأفضلية شهادته في هذا اليوم على شهاداتهم، وأنه لهذا وذاك يجاء به شاهداً قبل بعث هؤلاء الرسل في أمهم شهداء" ().
لقد أفاد التحول إلى الماضي في هذا السياق أن الفعل الماضي سابق للمضارع في تحققه وحصوله، فقوله: "وجئنا بك على هؤلاء شهيداً" أي: وجئنا بك شهيداً قبل أن نبعث في كل أمة شهيداً عليهم.
ومنه قوله تعالى: ?إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ? [الممتحنة، 2]، فنجد التحول عن الفعل المضارع الواقع جواباً للشرط "يكونوا ويبسطوا" إلى الماضي "وودّوا".
ويعلل الزمخشري هذا التحول فيقول (): "والماضي وإن كان يجري في جواب الشرط مجرى المضارع في علم الإعراب، فإن فيه نكتة، كأنه قيل: وودّوا قبل كل شيء كفركم وارتدادكم، يعني: أنهم يريدون أن يلحقوا بكم مضار الدنيا والدين جميعاً من قتل الأنفس، وتمزيق الأعراض وردِّكم كفاراً، وردُّكم كفاراً أسبق المضار عندهم؛ لعلمهم أن الدين أعز عليكم من أرواحكم؛ لأنكم بذالون لها دونه، والعدو أهم شيء عنده أن يقصد أعزّ شيء عند صاحبه".
وقد بين الزمخشري في هذا السياق نكتة التحول من زاوية النظر إلى عنصر الزمن، وذلك من كون الماضي أسبق في الحصول من المضارع، ونجد بالمقابل السكاكي (ت 626هـ) وأبا السعود (ت 951هـ) وغيرهما يفسرون هذا التحول من زاوية النظر إلى الحدث، فالماضي يدل على تحقق الحدث وحصوله لا محالة، يقول السكاكي (): "وترك يود إلى لفظ الماضي؛ إذ لم تكن تحتمل ودادتهم لكفرهم من الشبهة ما كان يحتملها كونهم -أي يثقفوهم- أعداء لهم، وباسطي الأيدي والألسنة إليهم للقتل والشتم".
ويفيد حرف الشرط (إنْ) الداخل على الفعل المضارع "يثقفوكم" الشك في وقوع الحدث، فظفر الكفار بالمسلمين ليس مؤكداً فهو متوقف على مدى تمسكهم بدينهم قوة وضعفا، وهذا يختلف من حال إلى حال، في حين أن ودادة أعدائهم كفرهم أمر محقق وحاصل في كل حال، سواء قبل الظفر بهم أم بعده، فليس متعلقاً بالشرط ومترتباً عليه، فدل التحول إلى الماضي على تحققه في الحدوث وحصوله سابقاً للشرط والجواب، ولو جاء مضارعاً لأوهم تعلقه بالشرط، فيكون وُدُّ أعدائهم كفرهم أمراً حاصلاً بعد الظفر بهم لا غير، يقول أبو السعود (): "وودّوا لو تكفرون" أي: تمنوا ارتدادكم، وصيغة الماضي للإيذان بتحقق ودادتهم قبل أن يثقفوهم أيضاً".
ونجد أن الآية السابقة لهذه الآية وهي قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ? [الممتحنة، 1]. جاء التعبير فيها عما قد يصدر من المسلمين من ودٍ للكفار بصيغة الفعل المضارع "تلقون إليهم بالمودة"، و"تسرون إليهم بالمودة" وذلك في سياق نهي المؤمنين عن فعل ذلك، في حين ورد التعبير عما يوده الكفار
(يُتْبَعُ)
(/)
للمؤمنين من ارتداد عن دينهم بالفعل الماضي "وودّوا لو تكفرون" وفي ذلك "إبراز للمفارقة أو البون الشاسع بين ما قد يصدر من المسلمين من مولاة هؤلاء، وما يضمره الكفار لهم من ضغينة وحسد" (). وذلك أن دلالة المضارع تفيد التجدد، في حين أن الماضي "وودّوا لو تكفرون" أفاد التحقق والرسوخ -كما أوضحنا سابقاً- فكأن السياق القرآني يخاطب المسلمين قائلاً لهم: إنه مهما تجددت هذه المودة من قبلكم واستمرت لهؤلاء الكفار سراً أو علانية، فإنها لن تغير ما استقر في قلوبهم ونفوسهم من كراهيتكم ورغبتهم في ارتدادكم عن دينكم الذي تنعمون به دونهم.
ويرد التحول إلى الماضي للدلالة على الاختصاص بوصف ثابت من ذلك قوله تعالى: ?وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ? [الأعراف، 170].
فالتحول في هذا السياق عن الفعل المضارع "يمسكون" إلى الماضي "أقاموا" فيه دلالة على "أن التمسك بالكتاب أمر مستمر في جميع الأزمنة بخلاف إقامة الصلاة فإنها مختصة بأوقاتها" ().
ومعنى هذا أن التعبير بالمضارع قد دلّ على "استمرار استمساكهم بكتاب الله وتجدده، كلما عنّ لهم في حياتهم أمر يهرعون إليه طلباً لهدايته وتطبيقاً لمنهجه، أما الصلاة فإنها لما "كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" عبر عن إقامتها بالفعل الماضي للدلالة على ثباتها، حتى صارت إقامتها على وجهها في وقتها صفة لهم" ().
ومن السياقات القرآنية التي يرد فيها التحول إلى الماضي للدلالة على إظهار الرغبة في حصول الفعل قوله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ? [البقرة، 215].
لقد حصل التحول عن المضارع "ينفقون" إلى الماضي "أنفقتم". ولو جرى السياق على مقتضى الظاهر لكان "يسألونك ماذا ينفقون، قل ما تنفقون …" لأن الجواب جاء بأسلوب الشرط، والشرط يقتضي الاستقبال، والنحاة يؤولون فعل الشرط الماضي بالاستقبال (). "ولكن القصد من مجيء الشرط ماضياً وإن كان معناه الاستقبال، هو إنزال غير المتيقن منزلة المتيقن، وغير الواقع منزلة الواقع" ().
يقول ابن جني (): "وكذلك قولهم: (إن قمتَ قمتُ) فيجيء بلفظ الماضي والمعنى معنى المضارع، وذلك أنه أراد الاحتياط للمعنى، فجاء بمعنى المضارع المشكوك في وقوعه بلفظ الماضي المقطوع بكونه، حتى كأن هذا قد وقع واستقر، لا أنه متوقع مترقب".
ومما سبق ذكره يتضح لنا سر التحول إلى الفعل الماضي في الشرط، في قوله تعالى: ?وما أنفقتم? وإن كان مستقبلاً في معناه، وذلك لإظهار الرغبة في حصوله وحثهم على فعله، فكأنه حاصل منهم متقرر، متجاوزاً مسافة الزمن في ذلك ليشد الانتباه إلى حقيقة الحدث نفسه وهو الإنفاق، مشيراً إلى وجوه مصارفه الحقة، ليصرف عن النفس أدنى تردد أو شُحٍّ في الإنفاق والعطاء.
ومنه قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ? [البقرة، 159 - 160].
نزلت هذه الآية في أحبار اليهود () الذين كتموا ما في التوراة من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم، ودينه الخاتم، ودلائل صدق نبوته.
وقد حصل التحول في الآية الكريمة عن الفعل المضارع الواقع في جملة الصلة (الذين يكتمون) إلى الماضي الصلة (الذين تابوا)، وما عطف عليه (وأصلحوا)، و (بيّنوا)، ولو جاء السياق على أصله في مقتضى الظاهر لكان (إلا الذين يتوبون ويصلحون، …) فيأتي فعلاً مضارعاً دالاً على الاستقبال ()، لا سيما أن قوله تعالى: ?إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا? يراد به الاستقبال؛ "لأن (يكتمون) فعل مضارع وهذا بعده، فالتوبة بعد الكتمان" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يظهر لي -والله أعلم- أن مجيء التحول إلى الفعل الماضي في هذا السياق أفاد الحث على التوبة والحض على الإصلاح والتبيين، فالماضي يدل على تحقق وقوع الفعل وحصوله، وكأنه يخبر عن توبة قد حصلت منهم وإصلاح قد كان، أو هكذا ينبغي أن يكون.
وأما التعبير بالفعل المضارع "يكتمون" فيرى ابن عاشور (): "أنه للدلالة على
أنهم -أي: علماء اليهود- في الحال كاتمون للبيّنات والهدى، ولو وقع بلفظ
الماضي لتوهم السامع أن المعنِيَّ به قوم مضوا، مع أن المقصود إقامة الحجة على الحاضرين".
ويرى الباحث أن دلالة الفعل "يكتمون" تتجاوز دلالة الحال إلى دلالة الاستمرار، فالكتمان للبينات والهدى حاصل منهم حال نزول القرآن، ويتجدد ذلك منهم ويستمر إلى قيام الساعة، فكتمان الحق صفة فيهم على الدوام.
وإذا كان التحول عن المضارع إلى الماضي في السياقات السابقة قد دل على الرغبة في حصول الحدث وتحققه، فإنه قد يرد في سياقات أخرى ليدل على النقيض وهو الرغبة في الانصراف عن الفعل وتركه، وهذا يدل على أن السياق هو الذي يحدد الدلالة المناسبة للتحول، من ذلك قوله تعالى: ?وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ? [لقمان، 12].
سبقت الإشارة في هذا البحث أن فعل الشرط إذا جاء ماضياً، وحقه أن يأتي مضارعاً كما هو الأصل اللغوي، فإنه يدل على تحقق الحدث وحصوله، وقد يرد ماضياً لأسباب أخرى كالتفاؤل أو لإظهار الرغبة في وقوعه -كما سلف ذكره- "أو للدلالة على حصول الحدث مرة واحدة، في حين أن المضارع قد يفيد تكرار الحدث وتجدده" ().
وكل الدلالات السابقة قد يقبلها الفعل ولكن السياق -كما أسلفنا- هو الذي يحدد الدلالة المناسبة للتحول إلى الماضي، فقد ذكرنا في سياق سابق أن التحول إلى الماضي "أنفقتم" في قوله تعالى: ?قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْن? [البقرة، 215] قد أفاد الرغبة في هذا الإنفاق فأتى به ماضياً وإن كان مستقبلاً في المعنى، في حين دل المضارع السابق له في السياق نفسه "يسألونك ماذا ينفقون" على التجدد والاستمرار في النفقة، فأراد المولى -عزوجل- الرغبة عند المكلفين في تحقق الحدث وحصوله على صورة التجدد والاستمرار، فنكون بذلك قد جمعنا بين أكثر من دلالة في سياق واحد إذا احتملها السياق، وكذلك الحال نفسه في هذه الآية التي نحن بصددها، فيرى فاضل السامرائي أن سر مجيء الفعل (يشكر) بصيغة المضارع، و (كفر) بصيغة الماضي؛
"لأن الشكر يتجدد ويكثر، وليس كذلك الكفر، فإن الكفر يحصل ابتداء ويبقى
صاحبه عليه إلا إذا شاء الله، فالشكر عمل يومي متجدد بخلاف الكفر الذي هو الاعتقاد" ().
ولكن ما ذهب إليه السامرائي في هذا السياق ينقضه ما ورد في سياقات قرآنية أخرى، من ذلك قوله تعالى: ?الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ? [البقرة، 121].
وقوله تعالى: ?وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ? [آل عمران، 19]، وقوله تعالى: ?وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً? [النساء، 136]، ومنه قوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ? [آل عمران، 21]، وقوله تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بين اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً? [النساء،150].
ففي السياقات السابقة وغيرها ورد التعبير عن الكفر بصيغة المضارع الذي يدل على التجدد والحدوث، خلافاً لزعمه أن الكفر يرد مرة واحدة ولا يتجدد؛ لذا ورد التعبير عنه في سياق الآية بالماضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والحقيقة أن دلالة التحول إلى الماضي ينبغي فهمها من السياق نفسه، وبالمقارنة بالفعل المتحول عنه، مع افتراض بقاء التركيب على أصله ثم النظر إلى البدائل الأسلوبية الحاصلة في السياق وما أضفته من بعد دلالي جديد، فسياق الآية يذكر الشكر بصيغة المضارع (من يشكر) ثم تحول عنه إلى الماضي، بقوله: (ومن كفر)، فالسياق سياق ترغيب وحث على الطاعة والشكر وتنفير من الشرك والكفر، بدليل سياق ?وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ? [لقمان، 12].
وجاء بعدها على التو: ?وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? [لقمان، 13]، فجاء قوله تعالى: ?وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ? [لقمان، 12]، بين أمر ونهي، فهو مسبوق بأمر بالشكر "أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ"، وملحوق بنهي "لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ"، فالسياق كله أمر بالإيمان والشكر ونهي عن الكفر والشرك. فدل المضارع في الحالة هذه على التجدد والاستمرار للحث على تجدد الشكر واستمراره، ومحاولة الوصول فيه إلى مرتبة من الكمال والتمام، ثم تحول عن ذلك في التعبير عن الكفر بالماضي "ومن كفر"، تغييباً لحدث الكفر، وعدم التوقف عنده رغبة للانصراف عنه والترك.
قال الرازي (ت 606هـ) (): "وفي هذه الآية قال في الشكر (ومن يشكر) بصيغة المستقبل، وفي الكفران "ومن كفر فإن الله غني حميد"، وإن كان الشرط يجعل الماضي والمستقبل في معنى واحد، كقول القائل: من دخل داري فهو حر، ومن يدخل داري فهو حر ()، فنقول: فيه إشارة إلى معنى، وإرشاد إلى أمر، وهو أن الشكر ينبغي أن يتكرر في كل وقت لتكرر النعمة، فمن شكر ينبغي أن يكرر، والكفر ينبغي أن ينقطع، فمن كفر ينبغي أن يترك الكفران".
الصورة الثالثة: التحول عن الماضي إلى الأمر:
ويمثل الفعل الماضي في هذه الحالة (جملة خبرية) في حين يمثل فعل الأمر جملة (إنشائية طلبية)، "والتحول عن الأسلوب الخبري إلى الأسلوب الإنشائي يهدف إلى تحقيق أغراض بلاغية تتوزع على الوظيفة الانفعالية (المتكلم) والوظيفة الافهامية (المتلقي) كدلالة الرضا بالواقع الصياغي حتى كأنه مطلوب تحقيقه في الواقع بالفعل" ().
من ذلك قوله تعالى: ?قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ? [الأعراف: 29].
حصل التحول في هذا السياق عن الماضي إلى الأمر (وأقيموا) "ولو جاء السياق على أسلوب واحد، لقال: (أمر ربي بالقسط وأمركم أن تقيموا وجوهكم) " ().
فالمستوى السطحي ():
أمر ? ? أقيموا
ماضٍ ? ? أمر
والمستوى العميق:
أمر (أمر) بإقامة
ماضٍ ماضٍ
وندرك سر هذا التحول من ارتباط هذه الآية بما قبلها، إذ هي رد على مقولة الكفار التي ذكرها المولى عزوجل بقوله: ?وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ? [الأعراف: 28].
وجاء الحديث عن الأمر بالقسط بأسلوب خبري، وإن كان متضمناً معنى الإنشاء (أمر ربي بالقسط) إذ معنى ذلك (أقسطوا) ولكنه جاء بأسلوب خبري ولم يأتِ أمراً مباشراً.
فلم يقل: "قل أقسطوا وأقيموا" وذلك للدلالة على أمرين:
الأول: أن فعل الماضي في (أمر ربي بالقسط) يدل على تحقق ذلك الأمر وحصوله، فهو "مبدأ موغل في القدم، به قام ميزان السموات والأرض، ولذلك أسند الفعل الماضي إلى الذات العلية (ربي)، ليعمق الإحساس بالقدم والتمام، لأن الأمر صدر عن الذات الأزلية" ().
(يُتْبَعُ)
(/)
والثاني: أن القسط هو ما أمر الله به وشرَعَه، سواء التزموا به أم لم يلتزموا، فلا يغير ذك من أمره شيئاً، فهو أمر أزلي استقام عليه أمر الكون والحياة، ولو قال: "أقسطوا" لكان الأمر موجهاً إليهم على وجه الخصوص، ولم يفد تحققه في الزمن الماضي واستمراره في الحاضر والمستقبل، فالفعل (أمر) فعل سلب منه الزمن، فهو دال على الأمر بالقسط مطلقاً، ثم تحول إلى الأمر (وأقيموا) للدلالة على أنه ما دام أمر الله بالقسط أمراً أزلياً كوناً وشرعاً، فحقكم أن تنفعلوا لأمره الكوني، ومراده الشرعي، فتحققوا معنى القسط في حياتكم بإقامة وجوهكم للصلاة له عند كل مسجد.
وفي هذا السياق تتوافق البنية العميقة مع البنية السطحية "فالمحافظة على تنفيذ الأمر بالصلاة في الحاضر والمستقبل (كما هي دلالة الأمر) تؤدي إلى التمسك بإقرار مبدأ التحول، سواء في التعامل مع المنعم الأعلى عزوجل؛ لأن الصلاة صلة بين العبد وربه، أو في التعامل مع الناس، لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر" ().
لذا كان التحول إلى الأمر ليدل على طلب الفعل على سبيل الوجوب ويحمل في طياته الزمن الحاضر والمستقبل، وأفاد المتلقين "العناية بتوكيده في نفوسهم، فإن الصلاة من أوكد فرائض الله على عباده" ().
ومن دلالات هذا التحول الدلالة على سرعة تحقق الحدث وحصوله. من ذلك قوله تعالى مخاطباً بني إسرائيل: ?وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ* فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ? [البقرة: 65 - 66].
نجد السياق كله يدل على أن الأحداث الواردة فيه قد حصلت في الزمن الماضي، بقرائن لفظية: (ولقد علمتم، اعتدوا، فجعلناهم، فقلنا، فجعلنا)، فالزمن المسيطر على السياق هو زمن الماضي، ولكن السياق تحول عن الفعل الماضي إلى الأمر بقوله: "كونوا قردة"؛ لأن في الأمر "كونوا" شداً للانتباه بالتحول الحاصل في السياق؛ مما جعل الأمر مركزاً على بؤرة الحدث الهامة وهي تحول ذواتهم إلى قردة خاسئين، وفيه دلالة على سرعة تحقق الحدث وحصوله مستمداً ذلك من قدرة الآمر عزوجل- القائل للأشياء: ?إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ? [يس: 82]، وكأن المولى -عزوجل- قد أمر الحدث نفسه أن يكون فكان، فإذا بذواتهم قد انفعلت لهذا الأمر الإلهي على وجه السرعة فانمحت معالم البشرية والإنسانية منهم ليصبحوا مسخاً حقيقياً حاصلاً فيهم، ففي الأمر دلالة على قوة إيقاع الحدث وتحققه لا تكون في الماضي في ما لو كان السياق على نحو "فجعلناهم قردة خاسئين"؛ لأن الأمر يدل على شدة غضب الجبار عليهم، وصدور الأمر منه على وجه السرعة والقوة والجبروت.
وهذا السياق سياق تحول وتغيير، فكما حصل تحول في أشكالهم وذواتهم رافق ذلك تحول في التعبير عن ذلك الحدث، فوافق تحولَ المبنى تحولٌ في المعنى.
قال أبو حيان (ت 745هـ) (): "فقلنا لهم "كونوا" أمر من الكون، وليس بأمر حقيقة؛ لأن صيرورتهم إلى ما ذكر ليس فيه تكسب لهم؛ لأنهم ليسوا قادرين على قلب أعيانهم قردة بل المراد منه سرعة الكون على هذا الوصف، كقوله تعالى: ?إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ? [يس: 82]. ومجازه أنه لما أراد منهم ذلك صاروا كذلك".
وقد يرد التحول إلى الأمر للدلالة على كيفية وقوع الحدث، كما في قوله تعالى: ?أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ? [البقرة: 243].
(يُتْبَعُ)
(/)
يخبر السياق عن حدث مضى، وكان يقتضي أن يكون "فأماتهم الله ثم أحياهم"، ولكنه تحول عن الماضي إلى الأمر "موتوا"، للدلالة على أن الحدث قد وقع بسرعة وقوة شملت جميع المخاطبين فلم يتخلف عنه أحد، وأن الموت قد تلبسهم جميعاً في لحظة واحدة، ولو قال: "فأماتهم" لما كان في الماضي دلالة على ذلك، ولكان المعنى أنهم قد ماتوا فحسب، يقول الزمخشري (ت 538هـ) (): "فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم"، فإن قلت: ما معنى قوله: فقال لهم موتوا قلت: معناه فأماتهم، وإنما جيء به على هذه العبارة للدلالة على أنهم ماتوا ميتة رجل واحد بأمر الله ومشيئته، وتلك ميتة خارجة عن العادة كأنهم أمروا بشيء فامتثلوه امتثالاً من غير إباء ولا توقف كقوله تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون".
ثم مثَّل الفعل الماضي "فأحياهم" تحولاً عن الأمر إلى الماضي، لدلالة توحي بأن القدرة الإلهية هي التي أحيت كما أماتت، إذ ليس بمقدور الأموات أن يكونوا أهلاً للخطاب وتوجيه الأمر إليهم فيما لو قال ثم (احيوا) وفيه إشارة إلى مطل الزمن مع التراخي الذي يشي به الحرف (ثم) مع فعل الإحياء، حتى يشاهد بعضهم بعضاً لحظة الإحياء فيكون ذلك أشد وقعاً على النفس وأثراً.
ويرد التحول عن الماضي الذي يمثل جملة خبرية إلى فعل الأمر الذي يمثل جملة إنشائية بقصد التفريق بين مضمونهما، منه قوله تعالى: ?وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ? [الحج: 30].
حقق التحول عن الماضي (أُحِلَّتْ) الذي هو جملة خبرية إلى الأمر (فاجتنبوا الرجس …) الذي يمثل جملة إنشائية طلبية دالة التفريق بين الخبر والإنشاء، فالخبر بصيغة الماضي في قوله تعالى: "وأحلت لكم بهيمة الأنعام" يشير إلى تحقق حصول الحل وتلبسهم به منذ زمن، وفي ذلك مزيد فضل عليهم وامتنان، ثم استثنى مما أحله من الأنعام ما يتلى عليهم فأتى بصيغة المضارع، وحقه أن يأتي بالماضي لمطابقة السياق فيكون "إلا ما تلي عليكم". فأفاد المضارع هنا الاحتراز؛ أي: ما يتلى عليكم من المحرمات في هذه الآيات وما سيعقبها من محرمات لاحقة لا ما قد ذكر في آيات سابقة فحسب، ثم تحول عن الإخبار إلى الإنشاء والطلب فقال: "فاجتنوا الرجس من الأوثان"، وفي التحول عن الإخبار إلى الإنشاء، وهما أسلوبان مختلفان من أساليب العربية إشارة إلى اختلاف مضمونها مبنىً ومعنىً، فالحلال يختلف تماماً عن الحرام وبينهما بون شاسع، لذلك حسن مجي الأمر بالاجتناب ليكون هذا التحول في الأسلوب لافتاً للنظر إلى الاختلاف بينهما، وأن الرجس من الأوثان وقول الزور لا يدخلان في الحلال.
ولو جاء السياق على نسق واحد من الإخبار، فقال: "وأحلت لكم بهيمة الأنعام وحرم عليكم الرجس من الأوثان وقول الزور"، لما كان فيه من الدلالة المذكورة في المفارقة ما في هذا التعبير.
وازداد الانفتاح الدلالي بإيجاد العلاقة السببية بين الأسلوبين، فكأن السياق القرآني يشير أيضاً إلى أن امتثال أوامر الله -عزوجل- هي سبب في حفظ ما أحله الله، وسبب في بقاء نعمته على العبد، فبينهما علاقة السببية من وجه والمفارقة من وجه آخر.
الصورة الرابعة: التحول عن المضارع إلى الأمر
ويتحول عن المضارع إلى الأمر للدلالة على اختلاف الفعلين، نحو قوله تعالى حكاية عن هود عليه السلام وقومه: ?قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ * إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ? [هود: 53 - 54]. فأتى بالفعل المضارع ابتداء فقال: "أُشْهِدُ الله" ثم تحول عنه إلى فعل الأمر عند مخاطبة قومه فقال: (واشهدوا)، ولم يقل: "وأُشْهِدُكم" فخالف في المطابقة بين الأفعال، على نحو من التباين بين البنية السطحية والعميقة، على النحو التالي:
المستوى السطحي:
أُشْهِدُ ? اشهدوا
مضارع ? أمر
المستوى العميق:
أُشْهِدُ ? أُشْهِدُكُم
مضارع ? مضارع
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد تضمن هذا السياق تحولاً عن صيغة المضارع (أشهد الله) إلى صيغة الأمر (واشهدوا)، وذلك لإبراز البون الشاسع بين الإشهادين، فإشهاده الله إشهاد صحيح وثابت عن اعتقاد ويقين، وإشهاده إياهم ليس إشهاداً حقيقياً وإنما هو على سبيل السخرية والتهكم والتحدي لإرادتهم ()، لذا أتى به بصيغة الأمر (واشهدوا) ليشير إلى الهوة الكبيرة بين الطرفين: طرف آمر وحقه أن يطاع وهو (هود) عليه السلام، وطرف آخر مأمور حقير الشأن وهم قوم هود.
ففي الأمر (اشهدوا) دلالة واضحة على البراءة التامة بين الطرفين وعلى التحدي القوي من قبل نبي الله هود لقومه، فأبرز هذا التحول "مواقف الطرفين المتباعدين عن طريق ذكر صيغة المضارع التي توضح تشريف الطرف الأول وقوته وعظمته ثم التحول عنها إلى صيغة الأمر الدالة على حقارة شأن الطرف الثاني وبطلان موقفهم الذليل" ().
ويرى ابن المنيَّر أنه (ت 689هـ) (): "يحتمل أن يكون إشهاده لهم حقيقة والغرض إقامة الحجة عليهم، وإنما تحول إلى صيغة الأمر عن صيغة الخبر للتمييز بين خطابه لله تعالى وخطابه لهم، بأن يعبر عن خطاب الله تعالى بصيغة الخبر التي هي أجل وأوقر للمخاطب من صيغة الأمر".
وقد يتحول عن المضارع إلى الأمر للدلالة على أن الفعل المضارع يراد به الأمر، من ذلك قوله تعالى: ?وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ? [البقرة: 155].
أتى بالفعل المضارع المؤكد (ولنبلونكم) ثم تحول إلى فعل الأمر (وبشر الصابرين)، ولم يقل: (ولنبشرنَّ الصابرين) حتى يكون السياق مطرداً على نسق المضارع المؤكد على نحو: (ولنبلونكم … ولنبشرنَّ).
ويرى الألوسي (ت 1270هـ) أن قوله: (وبشر الصابرين) معطوف على (ولنبلونكم) من قبيل عطف المضمون على المضمون، "أي: الابتلاء حاصل لكم وكذا البشارة، لكن لمن صبر منكم" ().
وهذا العطف بين الإنشاء والخبر هو ما عرف عند الزمخشري بعطف القصة على القصة، فالزمخشري لا يمنع عطف الإنشاء على الخبر ما دام المعتمد بالعطف هو مضمون الجمل لا الألفاظ، وحينئذ لا تطلب المشاكلة بين الألفاظ، وإنما تطلب المناسبة بين المعاني" ().
"فهو عطف معنى الكلام ومفهومه ومضمونه الكلي المنبثق من جزئيات متعددة مختلفة الصور خبراً وإنشاء على مضمون كلي مثله" ().
والذي يظهر أن قوله تعالى: "ولنبلونكم" فيه معنى إنشائي، هو طلب الصبر منهم على البلاء؛ لأن الإخبار بذلك مآله طلب الصبر على ذلك البلاء، فيكون (بشر) معطوفاً على (لنبلونكم) لما فيه معنى الطلب، "ولكنه تحول عن أن يقال: فاصبروا وأبشروا إلى ما عليه النظم ليكون الخبر المؤكد في (لنبلونكم) مفجراً الرغبة والعزم على الصبر ومقابلة البلاء به" ().
ومنه قوله تعالى: ?قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً? [مريم: 46].
ففي هذه الآية تحول عن الفعل المضارع (أرجمنك) إلى الأمر (واهجرني) ولم يقل: (ولأهجرنك).
وقد علل الزمخشري وغيره أن فعل الأمر (اهجرني) "معطوف على محذوف يدل عليه لأرجمنك؛ أي: فاحذرني واهجرني؛ لأن لأرجمنك تهديد وتقريع" ().
فالفعل (لأرجمنك) فيه تهديد ووعيد بإبراهيم -عليه السلام- مضمونه إنشاء، يراد به تحذيره من سب آلهتهم المزعومة، وكأنه يقول: إذا لم تنته فاحذرني.
الصورة الخامسة: التحول عن الأمر إلى الماضي
منه قوله تعالى: ?وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ للطائفيين وَالْعَاكِفِينَ والركع السجود?
[البقرة: 125].
في هذا السياق القرآني تحولان: تحول عن الماضي (جعلنا) إلى الأمر (اتخذوا)، ثم إلى الماضي (عهدنا)، وذلك على النحو الآتي:
(جعلنا) ? (اتخذوا) ? (عهدنا)
ماض ? أمر ? ماض
ففعل الأمر (اتخذوا) مثل تحولاً عن الأصل السياقي وهو الفعل الماضي (جعلنا)، ثم أصبح يمثل أصلاً سياقياً جديداً للفعل الماضي (عهدنا) فمثل الفعل (عهدنا) تحولاً عن الأمر إلى الماضي.
(يُتْبَعُ)
(/)
والتحول عن الماضي (جعلنا) إلى فعل الأمر (اتخذوا) فيه شد لانتباه المتلقي للنص القرآني، وذلك "لتقوية" روابط الاتصال بينه وبين النص؛ لأن السياق القصصي المروي ليس غريباً عنه، وإنما يحتوي على أمور تهمه وتتصل به، يجب الحرص عليها وإحياؤها، لتكون مسيرته موصولة بتراث سابقيه" ().
ويرى الزمخشري () أن هناك فعلاً ماضياً محذوفاً تقديره: "قلنا" قبل فعل الأمر (اتخذوا)، أي: وقلنا اتخذوا، وذلك لاطراد الأفعال الماضية في السياق، ولتختفي المخالفة في الأفعال، والحقيقة أن الحذف نفسه على -رأي الزمخشري- قد أظهر فعل الأمر بارزاً في السياق لدلالة مراده ينبغي التوقف عندها وفهمها، وهي -كما ذكرنا- مقصود منها شد انتباه المتلقي للعمل بهذا التوجيه الإلهي من اتخاذ مقام إبراهيم مصلى، ثم استمر السياق في السرد الحكائي للأحداث الماضية بعد ذلك.
ويحسن التنويه في هذا السياق إلى قراءة نافع وابن عامر بصيغة الماضي (واتَّخَذُوا) بفتح الخاء، وعلى هذه القراءة ينتفي التحول، إذ يصبح السياق كله سياق سرد ماضٍ، وتمثل كل قراءة وجهاً من وجوه الإعجاز القرآني، فورود القراءة بصيغة الماضي (واتَّخَذُوا) تفيد الإخبار عن الأمم السابقة من المؤمنين أنهم اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى.
ويرى ابن خالويه (ت 370هـ) (): "أن الله أمر بذلك المسلمين من هذه الأمة مبتدئاً ففعلوا ما أمروا به فأثنى بذلك عليهم وأخبر به، وأنزله في العرضة الثانية".
فتكون القراءة بالإخبار عن وقوع الفعل قد تنزلت بعد قراءة الأمر به، وترتبت عليها، فجمع نسق الآية هذين المعنيين بقراءتيه، أي: قال لهم المولى عزوجل: اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى فاتخذوه مصلى.
الصورة السادسة: التحول عن فعل الأمر إلى المضارع
قد يأتي فعل الأمر ابتداء ثم يتحول عنه إلى الفعل المضارع فيكون في المضارع مزيد حث على تنفيذ هذا الأمر، وذلك من خلال استحضاره مشهد الحدث، نحو قوله تعالى: ?وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَأَنْ أَقِيمُواْ الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ? [البقرة:71 - 72].
فنجد حركة الأفعال في السياق على النحو الآتي ():
المستوى السطحي:
أقيموا، واتقوه ? تحشرون
أمر ? مضارع
المستوى العميق:
لنسلم، وأن نقيم ونتقيه ? نحشر (لأنه هو الذي إليه نحشر)
مضارع ? مضارع
أي: أن البنية العميقة للسياق وفق مطابقة الأزمنة في الأفعال تقتضي أن تكون على نحو:
(وأمرنا لنسلم لرب العالمين وأن نقيم الصلاة ونتقيه؛ لأنه هو الذي إليه نحشر).
وبذلك تطرد الأفعال على نسق واحد وهو زمن المضارع، إلا أن السياق في بنيته السطحية قد أبرز فعل الأمر (أقيموا، واتقوه) ليجسم معنى الفرض، والوجوب عند ذكر الصلاة والتقوى، ثم تحول إلى المضارع (تحشرون) ليفيد الاستحضار الدائم لمشهد الحشر المستقبلي بأهواله الجسام، وجعله متجدداً دائماً أمام عين المتلقي، لكي يقبل بهمة على تنفيذ الأوامر السابقة وهي الإسلام، وإقامة الصلاة، والتقوى ().
وقد يتحول عن أمر المضارع للدلالة على أن الأمر في معنى الخبر لا الطلب.
من ذلك قوله تعالى: ? قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً * وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى? [مريم: 75 - 76].
جاء السياق القرآني بفعل الأمر (فليمدد) ثم تحول عنه إلى المضارع (ويزيد) وذلك على النحو الآتي:
المستوى السطحي:
فليمدد ? ويزيد
أمر ? مضارع
المستوى العميق:
فليمدد ? وليزد
أمر ? أمر
ولو جاء السياق على نسق واحد لكان (فليمدد له الرحمن مدا … وليزد الله الذين اهتدوا هدى).
ويكون في الفعلين حينئذ معنى الدعاء (فليمدد وليزد)، ولكن السياق خالف بينهما للدلالة على أن فعل الطلب (فليمدد) يراد به الخبر لا الإنشاء.
يقول الزمخشري (): " (ويزيد) معطوف على موضع فليمدد؛ لأنه واقع موقع الخبر، تقديره: من كان في الضلالة مدّ أو يمد له الرحمن ويزيد".
وعندئذ يصبح السياق مطرداً تقديره من كان في الضلالة يمد له الرحمن مدا .. ويزيد الله الذين اهتدوا هدى.
(يُتْبَعُ)
(/)
فيكون الطلب قد وضع موضع الخبر، أي: جيء بالطلب والمراد به الخبر، وإنما تحول به عن أسلوب الخبر إلى الإنشاء الطلبي مبالغة في تأكيد ذلك وحصوله وكأنه أمر واجب تحققه ووقوعه ().
الخاتمة:-
توصل الباحث في ختام بحثه هذا إلى نتائج وتوصيات هي:-
1 - تحولات الأفعال في السياق القرآني هي من أبرز الظواهر الأسلوبية في التعبير القرآني، وأكثرها وروداً، وتمثل مظهراً من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم.
2 - توصل الباحث من خلال تحليل سياقات هذه التحولات إلى أن كل تحول في المبنى يصاحبه ت في المعنى قطعاً.
3 - تكتسب الأفعال في السياق القرآني دلالتها الزمنية من السياق الواردة فيه، لا من بنيتها الصرفية فحسب
4 - ينبغي الربط بين البنية العميقة للتركيب والبنية السطحية؛ ليظهر من خلال ذلك جماليات التركيب، ووظيفته البلاغية.
5 - ظاهرة التحولات في الأفعال والخروج عن مقتضى الظاهر هي وجه من وجوه شجاعة العربية وروعتها.
6 - كشفت هذه التحولات في الأفعال في النص القرآني عن دلالات نفسية, وتربوية, و فكرية, كما هو الحال في السياقات القرآنية التي تصف حال المؤمنين و المنافقين و الكفار, وكذلك الآيات التي خاطب المولى عز وجل بها هذه الأصناف الثلاثة, فجاء العدول فيها يمثل أثراً نفسياً و يقوم التصور و الفكر, و كذلك الآيات التي وصفت مشاهد الخلق في الكون و الحياة.
7 - أبرزت هذه التحولات أيضاً الجوانب الغيبية في صورة المشاهد المحسوسة المرئية, قطعاً بحدوثها و حصولها, كما هو الحال في السياقات القرآنية التي تحدثت عن عوالم الجنة و النار. ومشاهد البعث و الحساب وغيرها من العوالم الغيبية.
8 - وُظّف هذا التحول للأفعال في التعبير القرآني ليوافق ببنيته المتحولة الوقائع المحسوسة في مشاهد الحياة, فبرز من خلال ذلك موافقة المقال لمقتضى الحال, و تلك هي البلاغة.
9 - يوصي الباحث بالاهتمام بالدراسات اللغوية التي توظف اللغة توظيفاً دلالياً و اجتماعيا, و ذلك من خلال التعامل مع النصوص عن قرب بالتحليل و التعليل, لا سيما النص القرآني المعجز في نظمه و معناه, والذي كل مفردةٍ فيه بل كل حرفٍ أو حركةٍ إعرابية تحمل رسالةً تتجاوز حدود الكلمة و الجملة إلى عالم النفس و الحياة.
10 - يشير الباحث إلى أن هناك مواضيع لغوية بلاغية بحاجة إلى دراسات مستقلة، تسهم في إبراز جوانب مضيئة من إعجاز النص القرآني، وعبقرية لغته، لغة التنزيل، من تلك الموضوعات، موضوع التحولات الصوتية، والتحولات المعجمية وتحولات التركيب النحوي في السياقات القرآنية، وكذلك التحولات البلاغية الفنية في الصور و التشبيهات و غيرها من موضوعات البلاغة المختلفة.
والحمد لله في الأولى والآخرة، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قائمة المصادر والمراجع:-
• أثر النحاة في البحث البلاغي، عبدالقادر حسين، دار غريب، القاهرة، 1998م.
• أسلوب الالتفات في البلاغة القرآنية، د. حسن طبل، (د. ن)، 1990.
• الإعجاز الصرفي في القرآن الكريم، دراسة نظرية تطبيقية للتوظيف البلاغي لصيغة الكلمة، عبدالحميد أحمد يوسف هنداوي، المكتبة العصرية، بيروت، ط1،
1422هـ -2001م.
• الأغاني، أبو الفرج الأصفهاني، ت: إبراهيم العزباوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتاب العربي، ومؤسسة جمال، بيروت، (د. ت).
أقسام الكلام العربي، من حيث الشكل والوظيفة، د. فاضل مصطفى الساقي، مكتبة الخانجي، القاهرة، 1977م
• الإيضاح في علل النحو، أبو القاسم الزجاجي (ت 337هـ)، ت: مازن المبارك، دار النفائس، بيروت، ط3، 1979م.
• البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، (ت 754هـ)، ط2، دار الفكر، بيروت، 1983م ..
• البلاغة القرآنية في تفسير الزمخشري، محمد أبو موسى، مكتبة وهبة، عابدين، القاهرة، ط2، 1408هـ- 1988م
• التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء عبدالله بن الحسين العكبري، (ت 616هـ)،
• التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر، تونس،
1984م.
• تحولات البنية في البلاغة العربية، د. أسامة البحيري، دار الحضارة، مصر، ط1، التعبير القرآني، د. فاضل صالح السامرائي، دار عمار، الأردن، ط2، 2002م 0م.
•
• تفسير أبي السعود، المسمى بإرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم،
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو السعود محمد بن محمد العمادي، (ت 951هـ)، دار المصحف،
القاهرة، د. ت.
• تفسير الفخر الرازي، المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، فخر الدين محمد بن عمر الرازي (ت 604هـ)، دار الفكر، بيروت، ط1، 1981م.
• حاشية الشهاب الخفاجي على تفسير البيضاوي، المسماة عناية القاضي وكفاية الراضي على تفسير البيضاوي، القاضي شهاب الدين الخفاجي (ت 1069هـ)، ت: عبدالرزاق المهدي، دار المكتبة العلمية، بيروت، 1997م.
• الحجة في القراءات السبع، أبو عبدالله الحسين بن أحمد بن خالويه، (ت370هـ)، ت: عبدالعال سالم مكرم، دار الشروق، ط3، بيروت، 1979م.
• الخصائص، أبو الفتح، عثمان بن جنّي (ت 392هـ)، ت. محمد علي النّجار، دار الكتاب العربي، بيروت، 1952م.
• دلائل الإعجاز، عبد القاهر الجرجاني ت (474هـ)، ت: محمود محمد شاكر، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1992م.
• روح المعاني، شهاب الدين السيد محمود الألوسي (ت 1270هـ)، إحياء التراث العربي، بيروت، (د. ت)
• الزمن واللغة، مالك المطلبي، الهيئة المصرية للكتاب، مصر، 1986م
• شرح الكافية في النحو، رضي الدين محمد بن الحسن الاستراباذي (ت 686هـ)، ت: د. عبدالعال سالم مكرم، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 2000م.
• الطراز، المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز، يحيى بن حمزة العلوي، (ت 745هـ)، مطبعة المقتطف، مصر، 1914م.
• غرائب القرآن ورغائب الفرقان، نظام الدين الحسن بن محمد بن حسين القمّي، (ت 728هـ)، ضبطه وخرج أحاديثه زكريا عميرات، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1416هـ - 1996م.
• في ظلال القرآن، سيد قطب، دار الشروق، بيروت، ط22، 1414هـ - 1994م.
• الكتاب، لسيبويه، أبي بشر بن عمرو بن عثمان بن قنبر، (ت 180هـ)،
ت: عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط3، 1988م.
• الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، أبو القاسم جار الله محمود بن عمر الزمخشري، (ت 538هـ)، دار الفكر، 1977م.
اللغة،: ج. فندريس، ترجمة عبدالحميد الدواخلي ومحمد القصاص، مكتبة الأنجلو
المصرية، 1950م
اللغة العربية معناها ومبناها، د. تمام حسان، دار الثقافة، الدار البيضاء، 1994م.
• المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر ضياء الدين بن الأثير (ت 636هـ)،
ت: أحمد الحوفي وبدوي طبانة، دار الرفاعي، الرياض، ط2، 1983م.
مسالك العطف بين الإنشاء والخبر، د. محمود توفيق سعد، مطبعة الأمانة، مصر،
1993
• معاني النحو، د. فاضل صالح السامرائي، دار الفكر، الأردن، ط1، 1420هـ-2000م.
• مفتاح العلوم، أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر محمد بن علي السكاكي،
(ت 626هـ)، ت: نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1983م.
• من أساليب التعبير القرآني، دراسة لغوية وأسلوبية في ضوء النص القرآني،
د. طالب محمد إسماعيل الزوبعي، دار النهضة العربية، بيروت، 1996م.
• النبأ العظيم، نظرات جديدة في القرآن، د. محمد عبدالله درَّاز، ت: محمد عبدالحميد الدخاخني، دار طيبة، الرياض، 1997م.
• همع الهوامع، الإمام جلال الدين السيوطي، (ت 911هـ)، ت: د. عبدالعال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، ط2، 1987م.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 08:15 ص]ـ
((فالقرآن الكريم كتاب الله الذي لاتنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء وكلما أمعن المتأملون النظر فيه والفكر وجدوا أنفسهم أمام بحر من المعاني لا ساحل له،
فمعانيه متجددة حية، تتجدد بتجدد الزمان والمكان، ومع كونه معجزة بيانية خالدة هو- مع ذلك- معجزة تشريعية ربانية، لذلك انصرفت إليه جهود علماء اللغة والبيان لمعرفة أساليبه وبلاغة بيانه، فهو كتاب العربية الأول والبيان الخالد.
والمقصود بتحولات الأفعال في السياق القرآني هو التحول الحاصل من إعادة ذكر الفعل على نسق مخالف لما سبق ذكره في السياق نفسه، وهذه الظاهرة من أبرز الظواهر الأسلوبية في التعبير القرآني ... )).
بحث رائع وماتع وشائق
ويحمل بين ثناياه كثيرا من
الجواهر والدرر والفوائد
جزاك الله خيرا أخانا الكريم
الفاضل المفضال الدكتورعبدالله علي الهتاري
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك(/)
مقترح لأعضاء الملتقى بشأن معرض الكتاب (ضع ما تراه جديرًا بالشراء)
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[02 Mar 2008, 08:26 ص]ـ
إلى مشايخي في هذا الملتقى المحبب إلى قلوبنا , وكذا إلى بقية الأعضاء:
أود أن أطرح عليكم هذا المقترح:
بمناسبة قرب معرض الكتاب في الرياض أرى أنه لو خصصنا هذه المشاركة لبيان ما يجده العضو (المتخصص بعلم التفسير) في المعرض من كتب قيمة أو نادرة , أو جديدة , أو محققة تحقيقاً جيداً قلما تجدها في المكتبات أو كان سعرها مخفضا أو نحو ذلك ,
وتكون على صيغة واحدة أقرب للاستفادة , وبعداً عن التشتت -على نحو مما يلي:
اسم الكتاب- المؤلف المحقق- المكتبة الموجود بها- رقمها ـ تميز الكتاب.
وفي هذا المقترح إعانة للجميع لاغتنام الوقت في الاستفادة من المعرض , لا سيما من لا يتمكن من زيارته إلا فترة موجزة.
أرجو من مشايخي , وبقية الأعضاء إبداء رأيهم , والتفاعل معه إن أيدوه
ـ[مها]ــــــــ[02 Mar 2008, 04:27 م]ـ
- بارك الله فيك - مقترح جميل ومهم، فالكتاب يحتاج إلى حسن انتقاء.
وفي انتظار المشرفين والأعضاء الفضلاء (ولكم أجر الدلالة)
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[02 Mar 2008, 07:31 م]ـ
اقتراح رائع وجميل أرجو من المشائخ الفضلاء التعليق وكتابة أسماء الكتب التي نستفيد منها ولكم منى كل الشكر والعرفان
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:38 ص]ـ
اقتراح موفق وجميل .. بارك الله فيك ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:45 ص]ـ
اقتراح أكثر من رائع، وقد راودتني نفسي بكتابة نفس الموضوع البارحة،
لكن سبقتني إليه، ولست مع قولك " المتخصص بعلم التفسير "، وأتمنى
أن يعمّمّ الأمر، فلربما وجد أحد الإخوة كتاباً نافعاً بمثل المواصفات التي
ذكرتها، ويكون في الحديث أو الفقه أو العقيدة .......
ـ[إيمان]ــــــــ[03 Mar 2008, 04:18 م]ـ
أضم صوتي إلى صوت الإخوة في أهمية حسن إنتقاء الكتب المتخصصة في كل فن وليس قاصراً ذلك على الدراسات القرآنية فحسب، وأشكر الأخ الكريم: غانم على هذا طرح هذا الموضوع المناسب والمواكب لمعرض الكتاب الدولي الذي سيبدأ غداً إن شاء الله.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[03 Mar 2008, 07:28 م]ـ
اقتراح موفق، جزاك الله خيرا وتعميمه على كل التخصصات أكثر نفعا،
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:18 م]ـ
ونعم الاقتراح
واليوم الافتتاح
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:49 م]ـ
السلام عليكم
بورك فيك أخي الكريم اقتراح موفق ,,,,
ـ[مها]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:35 م]ـ
الإخوة الفضلاء،
لمن أراد البحث عن كتاب في المعرض هذا هو الرابط:
البحث عن كتاب ( http://www.riyadhbookfair.org.sa/search.aspx)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Mar 2008, 11:18 ص]ـ
1 ـ كتاب غريب القرآن لابن عُزيز، تحقيق أحمد صلاحية (دار طلاس) في الجناح السوري.
2 ـ جولة في كتاب نولدكة تاريخ القرآن، للمحامي الدكتور أحمد عمران الزاوي (دار طلاس).
3 ـ المعرب والدخيل في المعاجم العربية دراسة تأثيلية، جهينة نصر علي (دار طلاس).
4 ـ مقدمة ابن خلدون وجزء من كتابه العبر في دار صادر، وهي من تحقيق الأستاذ إبراهيم شبوح وآخرون، وقد التقيت بالأمس بالدكتور محمد السليماني فدلني عليها، وكان يثني على هذه النسخة، ويقدمها على غيرها، فمن استطاع الحصول عليها سيظهر له ما في تحقيقها من الجودة.
5ـ المعيار المعرب للونسريشي، وهو مجموع لفتاوى علماء المغرب، وقد طبع قديمًا، والكتاب فيه نفائس متعددة للمتخصصين في جميع العلوم الشرعية، وهو موجود في دار الغرب، وفي دار العلوم والحكم.
6 ـ في دار عمار ـ وهي معتنية بالدراسات القرآنية ـ مجموعة كتب جديدة من تحقيق الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، وهناك كتب غيرها.
ـ[مها]ــــــــ[05 Mar 2008, 01:58 م]ـ
1 - شيخنا الكريم: د. مساعد - شكر الله لك -
2 - إخوتي الفضلاء، الرابط المذكور أعلاه ليس دقيقا في البحث، فالنتائج تختلف عما في المعرض غالبا.
3 - من الكتب القيمة -وليست جديدة-
أ- الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية، جمع د. عبدالله الجيوسي- دار المأمون- الجناح السوري.
ب- الحجة للقراء السبعة، لأبي علي الفارسي، تحقيق بدر الدين قهوجي و بشير جويجاتي- دار المأمون- الجناح السوري.
ج- معجم المصطلحات في علمي التجويد والقراءات، أ. د. إبراهيم الدوسري، وزارة التعليم العالي- مطبوعات جامعة الإمام.
4 - لا أدري كيف السبيل إلى التفاسير التالية: (جامع البيان، الدر المنثور، تحقيق د. عبد الله التركي - المحرر الوجيز، طبعة وزارة الشؤون في قطر)؟
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[05 Mar 2008, 03:01 م]ـ
من الكتب:
-شرح القصائد التسع المشهورات- لأبي جعفر النحاس- تحقيق أحمد حطاب- طباعة وزارة الإعلام بالعراق, وفي كل عام تنفد النسخ في أول يوم.
-كتاب الأمكنة والمياه والجبال والآثار المذكورة في الأخبار والأشعار لأبي الفتح نصر الإسكندراني, من دارة الملك عبد العزيز بسعر زهيد 30 ريالاً للمجلدين.
-معجم تاج العروس يباع بسعر 650 عند وزراة الثقافة الكويتية وهذا السعر أرخص بكثير من سعره خارج المعرض.
-حتى الآن لم يصل شرح الشيخ ابن عثيمين على صحيح البخاري والذي يقولون إنه سيباع في المعرض.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Mar 2008, 06:43 م]ـ
لمن لهم عناية بكتب رحلات الغربيين إلى الجزيرة العربية:
1 ـ كتاب رحلات إلى جزيرة العرب لجون لويس بيركهارت.
2 ـ رحلة إلى شبه الجزيرة العربية وإلى بلاد مجاورة لها، لكارستن نيبور.
هذه الكتب مهمة في التعرف على طرق تعرف الغربية وبدايات الاستعمار والتنصير في منطقة الجزيرة حيث كان كثير من هؤلاء يعملون لدى الدوائر السياسية ويُدعمون منها ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Mar 2008, 06:55 م]ـ
2 ـ جولة في كتاب نولدكة تاريخ القرآن، للمحامي الدكتور أحمد عمران الزاوي (دار طلاس).
جزاك الله خيرا يا د. مساعد.
هل الكتاب ملخص وعرض لكتاب نولدكه، أم هو دراسة نقدية؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 07:47 م]ـ
ومن الكتب التي عثرتُ عليها أيضاً:
1 - معايير القبول والرد لتفسير النص القرآني للدكتور عبدالقادر محمد الحسين. مطبوعات دار الغوثاني للدراسات القرآنية - سوريا.
وهناك كتب كثيرة جديدة في دار الغوثاني للدراسات القرآنية مثل كتاب (جذور التحليل النحوي في المدرسة القرآنية القدمى) للدكتور فخر الدين قباوة.
2 - في دار غريب للطباعة - مصر، كتب نحوية قيمة للدكتور علي أبو المكارم تطبع بعد مدة طويلة من فنادها من الأسواق مثل:
- أصول التفكير النحوي.
- مدخل إلى تاريخ النحو العربي.
- الحذف والتقدير في النحو العربي.
- التعليم والعربية (رؤية من قريب).
وغيرها من كتبه.
والبقية تأتي إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:19 م]ـ
ومن الكتب المهمة التي عثرتُ عليها والنادرة أيضاً:
1 - جمال الدين القاسمي لابنه ظافر القاسمي، مكتبة أطلس السورية. وهذا الكتاب أجود كتاب تحدث عن شخصية المفسر جمال الدين القاسمي بقلم ابنه ظافر، وقد طبع مرة واحدة عام 1385هـ ثم لم يطبع بعدُ. وهو مرجع مهم عن القاسمي رحمه الله وحياته.
2 - ومن الكتب النادرة جداً التي لم أرها قط في أي مكتبة أو معرض كتاب زرته من قبلُ كتاب (القرآن: نزوله، تدوينه، ترجمته وتأثيره) للمستشرق الفرنسي بلاشير. ترجمة رضا سعادة. وقد طبع مرة واحدة عام 1974م ولم يطبع بعدها. وقد وجدته في إحدى المكتبات في الضلع الجنوبي للمعرض ونسيت اسمها، وقد أخذت نسخة منه ودعوت الدكتور مساعد الطيار لأخذ نسخة منه وبقيت عدة نسخ. وهو من طباعة دار الكتاب اللبناني.
3 - ومن الكتب النفيسة التي وجدتها وكنت أبحث عنها منذ زمن في المكتبات والمعارض الدولية كتب الدكتور الكويتي عبدالله بن فهد النفيسي. وهي متوافرة كلها في مكتبة ذات السلاسل الكويتية، وهذه الكتب هي:
- دور الشيعة في تطور العراق السياسي الحديث. وهو بحثه لنيل الدكتوراه في السياسة، الطبعة الأولى 1990م.
- - الحركة الإسلامية ثغرات في الطريق.
- على صهوة الكلمة.
4 - ومن الكتب أيضاً كتاب (أبو عبدالرحمن السلمي: شيخ قراء الكوفة) لعبدالحميد طهماز. دار الغوثاني للدراسات القرآنية.
5 - كتاب (أهمية اعتبار السياق في المجالات التشريعية وصلته بسلامة العمل بالأحكام)، وهو بحوث ندوة علمية في الموضوع لعدد من الباحثين. وتجدونه في دار الأمان المغربية. وفيها كتب قيمة مغربية كثيرة يطول ذكرها.
6 - مقدمة ابن خلدون بتحقيق عبدالسلام الشدادي وهي طبعة متميزة، وقد قرأتها وتعد من أجود تحقيقات المقدمة، وقد أخبرني الدكتور مساعد عن طبعة شبوح في دار صادر غير أني قرأت المقدمة بتحقيق عبدالواحد وافي والشدادي فلم أشأ أن أثقل كاهلي بتحقيق جديد، وقد سألتُ عنها دار صادر فلم أجدها أيضاً.
7 - ومن الكتب المهمة أيضاً (منهج ابن الجوزي في تفسير القرآن الكريم من خلال مؤلفه زاد المسير) لأحمد العبادي. وتجدونه في دار الأمان المغربية أيضاً.
8 - ومن الكتب (مفهوم الترتيل في القرآن الكريم: النظرية والمنهج) لأحمد عبادي أيضاً في دار الأمان المغربية.
9 - ومن الكتب (الإيضاح لمعضلات تفسير البيضاوي) لحاج ملا عبدالله أحمديان. وهو من دار إيرانية وحدية في المعرض نسيت اسمها.
وأما الكتب الأدبية والدواوين الشعرية والمذكرات فكثيرة يطول الحديث عنها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:28 م]ـ
ومن الكتب القيمة أيضاً التي تجدونها كاملة هذه المرة كتاب (معارج التفكر ومعالم التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني في 15 مجلداً في دار القلم السورية. وكان من قبلُ يباع متفرقاً وهو كتاب قيم قرأت معظمه واستفدت منه كثيراً في تحضير دروس التفسير.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:09 ص]ـ
الأستاذان الفاضلان: مساعد الطيار، وعبد الرحمن الشهري
وفقكما الله، وزادكما علما وفقها وفهما، وجعل ماكتبتما في بيض صحائفكما.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:11 ص]ـ
الأخ الفاضل: بدر الجبر
وفقك الله، وفتح لك من أبواب علمه وفضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[06 Mar 2008, 08:52 ص]ـ
أحسنتم فعلا ..
أنوي بإذن الله زيارة المعرض يوم الأربعاء القادم بعد أن أنتهي من المحاضرات في الجامعة ..
سأعتكف في المعرض من الصباح للمساء:)
شكرا لصاحب الموضوع
شكرا للدكتور مساعد والدكتور عبد الرحمن
تحياتي
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2008, 10:24 ص]ـ
من الكتب التي يمكن الاستفادة منها في الدراسات القرآنية (مقاصد القرآن) الكتب التي كتبت في مقاصد الشريعة،ففيها إلماحات لبعض مقاصد القرآن، ومن الكتب التي في المعرض كتاب (مقاصد الشريعة بأبعاد جديدة) للدكتور عبدالمجيد النجار، طبع دار الغرب الإسلامي.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2008, 11:16 ص]ـ
الأخ محمد بن جماعة
قولكم: (هل الكتاب ملخص وعرض لكتاب نولدكه، أم هو دراسة نقدية؟) يجيب عنه المؤلف بقوله: ((فإن مهمة كتابنا هي التتبع الحيادي الحثيث لأقوال المؤلف في الأجزاء الثلاثة من كتابه (تاريخ القرآن) والدلالة على مواضع التجاوز والانحياز الذي يبدو واضحًا في كل أثر استشراقي)) ص 16.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 11:48 ص]ـ
1 - ومن الكتب الثمينة جداً في المعرض كتاب (المرشد إلى فهم أشعار العرب) للعلامة اللغوي الأديب الدكتور عبدالله الطيب من السودان، تجدونه في مكتبة قاسم السودانية في الجزء الغربي من المعرض.
2 - مهارات تدريس القرآن الكريم، للدكتور ماجد زكي الجلاد. دار المسيرة.
3 - الأساليب التربوية والوسائل التعليمية في القرآن الكريم، للدكتور شاهر ذيب أبو شريح. دار جرير الأردنية.
4 - متشابه القرآن للكسائي بتحقيق الدكتور محمد حسين آل ياسين، دار عمار الأردنية.
5 - ومن الكتب النحوية المهمة التي توفرت في المعرض بسعر مناسب كتاب (المقاصد الشافية بشرح الخلاصة الكافية) لأبي إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطبي رحمه الله في 10 مجلدات. حيث يباع في جناح جامعة أم القرى بـ 300 ريال، وسعره الذي يباع به في المكتبات من قبل 345 ريال تقريباً. وهو كتاب ثمين لمن له عناية باللغة والنحو.
6 - وفي دار الضياء الأردنية كتب أدبية وذكريات للدكتور يوسف العظم رحمه الله، وكذلك للدكتور يوسف أبو هلالة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 Mar 2008, 11:54 ص]ـ
1 - ومن الكتب الثمينة جداً في المعرض كتاب (المرشد إلى فهم أشعار العرب) للعلامة اللغوي الأديب الدكتور عبدالله الطيب من السودان، تجدونه في مكتبة قاسم السودانية في الجزء الغربي من المعرض.
.
ويوجد في دار المحدث أيضا (في المعرض)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 12:15 م]ـ
ومن الكتب القيمة التي أنصح الزملاء بشراءها كتاب الأخ الزميل الدكتور علي بن محمد الشبيلي الزباني الشبيلي وفقه الله. فقد لقيته اليوم الخميس قبيل خروجي من المعرض فأهداني نسخة من كتابه هذا (التقويم التربوي) وقد شاركه في أفكار هذا الكتاب القيم عدد من الزملاء منهم زميلنا الدكتور عمر المقبل ولعله يتكرم بالحديث عن فكرة الكتاب بالتفصيل.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647cfb4bef0ed5.jpg
والكتاب فكرته تقوم على وضع تقويم تربوي للأسرة والأطفال طيلة العام وفيه تفصيلات تستحق الوقوف وللدكتور علي الشبيلي جهود إعلامية مشكورة في هذا الجانب وفقه الله وسدد خطاه فنحن في أمس الحاجة إلى مثل هذه البرامج العملية في تربية الأسر والأطفال وتقويم سلوكياتهم والاستفادة من إبداعاتهم.
وهذا بريد المؤلف الالكتروني للتواصل معه amaz777@hotmail.com
الخميس 28/ 2/1429هـ - 6/ 3/2008م
ـ[الونشريسي]ــــــــ[06 Mar 2008, 02:34 م]ـ
أنا ذاهب إلى المعرض العصر إن شاء الله، فأين أجد كتاب الشبيلي؟
جلول
ـ[عبدالرحمن الرويشد]ــــــــ[06 Mar 2008, 03:16 م]ـ
لمن لهم عناية برحلات العرب لأوروبا أو غيرها من أنحاء العالم .. (عكس الكتب التي وضعها الشيخ مساعد)
هذه دار عنيت بطباعة كتب الرحلات، وطبعت خلال 4 سنوات حوالي 100 رحلة ضمن سلسلة ارتياد الآفاق ..
من كتبها:
- رحلة الصفار إلى فرنسا (1845 - 1846م) لمحمد بن عبدالله الصفار الأندلسي التطواني <قصيرة .. وهي من أروع الرحلات التي استفدت منها .. وهذا راجع إلى نباهة المؤلف وفطنته رحمه الله>
- الواسطة في معرفة أحوال مالطة و كشف المخبا عن فنون أوروبة (1834 - 1857م) لأحمد فارس الشدياق
- الرحلة التتويجية إلى عاصمة البلاد الانجليزية (1902م) للحسن بن محمد الغسال
- النفحة المسكية في السفارة التركية (1589م) لعلي بن محمد التمكروتي
- رحلة الحبشة .. من الآستانة إلى أديس أبابا (1896) لصادق باشا المؤيد الأعظم
- تذكرة بالإخبار عن اتفاقات الأسفار (1182 - 1185م) (548 - 551هـ) لمحمد بن جبير الأندلسي
وعندهم كتاب قيم، عنوانه:
عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين للدكتور عبدالله ابراهيم (اقتبس فيه من عدد من الرحلات وصفها لأنحاء العالم في زمن القرون الوسطى<<حسب اصطلاحه هو للقرون الوسطى))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[06 Mar 2008, 05:00 م]ـ
ومن الكتب القيمة التي أنصح الزملاء بشراءها كتاب الأخ الزميل الدكتور علي بن محمد الشبيلي الزباني وفقه الله. فقد لقيته اليوم الخميس قبيل خروجي من المعرض فأهداني نسخة من كتابه هذا (التقويم التربوي)
شيخنا الكريم: د. عبدالرحمن - أثابك الله -
في أي دار أجد هذا الكتاب؟
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[06 Mar 2008, 05:05 م]ـ
من الجديد:
-كتاب (لمح الملح) للحظيري الوراق المعروف بدلال الكتب (ت568هـ) في جزأين, وهي عبارة عن مختارات ونوادر نثرية وشعرية, لا يوجد بعضها في المصادر الموجودة.
- كتاب (اجتهادات لغوية) لتمام حسان, وهو عبارة عن بحوث ومقالات علمية, ومنها: شواهد قرآنية على دلالة قرينة السياق, ومكنونات الضمائر في النص القرآني, والعلاقات الملفوظة والعلاقات الملحوظة في القرآن, ...
- كتاب (فعالية القراءة وإشكالية تحديد المعنى في النص القرآني) رسالة علمية لمحمد أحمد جهلان, تحدث عن طبيعة القراءة التي على أساسها يفهم النص القرآني, وقارن بين جهود المفسرين وما توصل إليه العلم الحديث من نظريات في علم القراءة, وذكر دور أسباب النزول وعلم المناسبات والقراءات في فهم القرآن, وأجع اختلاف المفسرين واجتهاداتهم إلى طبيعة القراءة التي اعتمدوها, ولذا كان هناك تفسير بالنقل وتفسير بالعقل وتفسير ظاهري وتفسير إشاري
وإجمالا فالكتاب تحدث عن محاولة فهم القرآن في ضوء نظريات القراءة الحديثة.
- (كتاب الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات) للدكتور عبد البديع النيرباني.
-كتاب (القرآن بين اللغة والواقع) لسامر إسلامبولي, صغير الحجم , عبارة عن أبحاث في اللغة والقرآن.
وهناك الكثير جدا من كتب اللغة والنحو يصعب حصرها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 05:30 م]ـ
شيخنا الكريم: د. عبدالرحمن - أثابك الله -
في أي دار أجد هذا الكتاب؟
سألتُ المؤلف فأخبرني أنه يباع خارج المعرض في المكتبة التدمرية وفي تسجيلات التقوى.
وفي المعرض في دار ابن الأثير ودار طيبة.
وللتوزيع والكميات يتصل بمؤسسة الجريسي على 4022564 في الرياض. وسيكون خلال الأسبوع القادم في أنحاء المملكة كما قال في مكالمة هاتفية.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 05:31 م]ـ
من الجديد:
-كتاب (لمح الملح) للحظيري الوراق المعروف بدلال الكتب (ت568هـ) في جزأين, وهي عبارة عن مختارات ونوادر نثرية وشعرية, لا يوجد بعضها في المصادر الموجودة.
- كتاب (اجتهادات لغوية) لتمام حسان, وهو عبارة عن بحوث ومقالات علمية, ومنها: شواهد قرآنية على دلالة قرينة السياق, ومكنونات الضمائر في النص القرآني, والعلاقات الملفوظة والعلاقات الملحوظة في القرآن, ...
- كتاب (فعالية القراءة وإشكالية تحديد المعنى في النص القرآني) رسالة علمية لمحمد أحمد جهلان, تحدث عن طبيعة القراءة التي على أساسها يفهم النص القرآني, وقارن بين جهود المفسرين وما توصل إليه العلم الحديث من نظريات في علم القراءة, وذكر دور أسباب النزول وعلم المناسبات والقراءات في فهم القرآن, وأجع اختلاف المفسرين واجتهاداتهم إلى طبيعة القراءة التي اعتمدوها, ولذا كان هناك تفسير بالنقل وتفسير بالعقل وتفسير ظاهري وتفسير إشاري
وإجمالا فالكتاب تحدث عن محاولة فهم القرآن في ضوء نظريات القراءة الحديثة.
- (كتاب الجوانب الصوتية في كتب الاحتجاج للقراءات) للدكتور عبد البديع النيرباني.
-كتاب (القرآن بين اللغة والواقع) لسامر إسلامبولي, صغير الحجم , عبارة عن أبحاث في اللغة والقرآن.
وهناك الكثير جدا من كتب اللغة والنحو يصعب حصرها.
جزاكم الله خيراً.
وليتكم حددتم أماكن بيعها ليشتريها من يرغب في ذلك.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[06 Mar 2008, 06:11 م]ـ
ويوجد في دار المحدث أيضا (في المعرض)
أخي الكريم: دار المحدث ليست من الدور المشاركة هذا العام، فلم أجدها في كروكي المعرض، وبحثت عنها كثيرا بالأمس في المعرض!!!
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[06 Mar 2008, 06:21 م]ـ
كذلك .. لو أفاض علينا المشايخ
بما اقتنوا وبما ينصحون من كتب الأدب والفكر .. والتاريخ كذلك
فلهم الشكر ..
ـ[شعلة2]ــــــــ[06 Mar 2008, 09:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا، لكن ماذا عن كتب القراءات و الرسم هل من جديد؟
ـ[أبو إبراهيم السحيباني]ــــــــ[07 Mar 2008, 12:32 ص]ـ
سلام الله عليكم
كتب ملح الملح أظنه في دار الآفاق العربية في الممر الجنوبي من المعرض.
واجتهادات لغوية لدى غريب أو جارتها عالم الكتب المصرية
ومن الكتب الجديدة:
الفصيح في اللغة حتى أواخر القرن الرابع الهجري، د. عبد الفتاح محمد، دار جرير الأردنية.
حروف المعاني بين النحويين والمناطقة، لفاطمة الحمياني، دار الأمان المغربية، ودار العلوم والحكم.
شرح المقدمة المحسبة لابن هطيل اليمني، دار عمار، ويوجد لدى التدمرية أيضا.
تعدد التوجيه النحوي، د. محمد حسن صبرة، دار غريب.
دور المعنى في توجيه القاعدة النحوية من خلال كتب معاني القرآن، دراسة تحليلية وصفية، د. إيمان الكيلاني، دار وائل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[07 Mar 2008, 12:55 ص]ـ
جزى الله الأخوة المشايخ خير الجزاء: ومما وقفت عليه أيضا:
1ـ جميع تحقيقات الشيخ محمد ناصر العجمي .... موجودة في دار النفائس.
2ـ كتب جديدة للأديب العلامة جميل العظم ... ومنها ذيله على كشف الظنون ... عند دار النفائس.
3ـ تحقيقات الدكتور غانم قدوري ... أغلبها عند دار عمار ... وبما في ذلك كتابه العظيم في رسم المصحف
4ـ كتب الدكتور صلاح الخالدي ... أغلبها عند دار القلم .... ومنها ... آيات معاتبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم.
5ـ ثلاثة مجلدات عن مقاصد الشريعة مقرونة بأصول الفقه ... للحبيب الخوجه ... عند دار القلم ...
6ـ كتب القصيمي (التي كتبها قبل الإلحاد) ومنها: مشكلات الحديث وهو من أهمها .. والبروق النجدية ...
والثورة الوهابية .. وغيرها كثير ... كلها عند دار شمال دار الساقي .. نسيت الآن اسمها ....
7ـ في المركز السوداني ... كتب الأديب الطيب صالح ... وسألتهم عن كتابه العظيم (إعراب القرآن) .. فقالوا ستأتي
مجموعة أخرى من الكتب .. وهي الآن في المطار ... فمن وجده .. فليدع لي ...
8ـ للمهتمين بالفكر ... أثر الفكر الناصري القومي على منطقة الخليج ... في مركز الوحدة العربية ...
9ـ شرح عمدة الأحكام للسفاريني ... لأول مرة ... عند در النفائس ... وللمعلومية توزع في أوقاف قطر
10ـ من جديد مكتبة الرشد .. التعليقات على الطحاوية ... بحوث محكمة ... للشيخ عبد العزيز العبد اللطيف ...
11ـ للمهتمين بالإستشراق .. كتاب (إدوارد سعيد) مترجم .. من أفضل ما كتب .. ونسيت اسم الدار ... وسعره (60)
12ـ كتب محمد سرور زين العابدين ... ومن أهمها: أحوال أهل السنة في إيران ... عند الدار رقم (707).
13ـ كتب أحمد محمد الراشد ... كلها .. عند دار الأندلس الخضراء .. مع ألبومين .. نزل واحد .. وغدا الثاني ...
14ـ تاريخ ابن دعيج ... تحقيق الخراشي .. منظومة لحال نجد أثناء هجمة محمد علي عليها .. تركته لارتفاع سعره
وللخراشي كتاب آخر .. عن القصيمي وجها لوجه ... سعره (60) ..
15ـ الأعمال الكاملة .. عبارة عن مقالات عبد الله دارز رحمه الله ... لكن سعرها مرتفه جدا ... ولا أعلم الدار ...
16ـ للمهتمين بالذكريات ... عشر سنوات في بيت صدام ... نسيت اسم الدار .. اعتذر .. لكن يمكن الاستعانة بالحاسب
وقد سألت دار الشروق عن طبيب صدام ... فقالوا ... نفذ في معرض القاهرة ....
أخيرا:
كتبا العبر لابن خلدون ... لا يباع هذه السنة .. فلم يحضروا إلا نسخة للعرض .. إلا أن صاحب المكتبة .. استثنى
الدكتور مساعد .. وقال بعته عليه لمعزته عندنا ... أما الباقي فللعرض فقط .... والكتاب بتحقيق بشار ...
إلا أن الملاحظ:
1ـ ازدحام النساء على الروايات ... فهل هذه الظاهرة ... تعني فقر في الساحة لإسلامية!!!!! ....
وعذرا على الإطالة ....
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:06 ص]ـ
أخي الكريم: دار المحدث ليست من الدور المشاركة هذا العام، فلم أجدها في كروكي المعرض، وبحثت عنها كثيرا بالأمس في المعرض!!!
دار المحدث كتبها موجودة ضمن جناح دار التوحيد
وقد اشتريت الكتاب اليوم بـ 200 ريال
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:12 ص]ـ
7ـ في المركز السوداني ... كتب الأديب الطيب صالح ... وسألتهم عن كتابه العظيم (إعراب القرآن) .. فقالوا ستأتي
مجموعة أخرى من الكتب .. وهي الآن في المطار ... فمن وجده .. فليدع لي ...
وما قصة كتابه العظيم في (إعراب القرآن) هذا يا أخي العزيز. فلا أعرفه إلا روائياً؟
15ـ الأعمال الكاملة .. عبارة عن مقالات عبد الله دارز رحمه الله ... لكن سعرها مرتفه جدا ... ولا أعلم الدار ...
في أي دار وجدت هذا الكتاب حفظك الله؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:21 ص]ـ
الأخ الفاضل: عبد الله العلي
وفقك الله، وجزاك خير الجزاء على الإفادة.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[07 Mar 2008, 03:11 ص]ـ
1 -
4 - لا أدري كيف السبيل إلى التفاسير التالية: (جامع البيان، الدر المنثور، تحقيق د. عبد الله التركي - المحرر الوجيز، طبعة وزارة الشؤون في قطر)؟
و كيف السبيل إلى تفسير مقاتل، بتحقيق الدكتور عبد الله شحاته؟!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أعرفه أن هذه التفاسير منقطعة عن السوق منذ فترة، كما أن وزارة الشؤون بقطر غير مشاركة في المعرض هذا العام، ولا أعلم كيف يمكننا الحصول على هذه التفاسير القيمة التي لاغنى لطالب العلم المتخصص عنها.
جزى الله خيرا من أفادنا، ولاحرمه أجر الدلالة والإفادة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:46 ص]ـ
1 ـ شمائل النبي صلى الله عليه وسلم للترمذي، وقد أخرجه أحمد البزرة، من منشورات دار المأمون، وقد جعل حقوق نشرها لكل مسلم، فجزاه الله خيرًا، والنسخة جميلة الإخراج، وهي مكتوبة على نمط كتابات المتقدمين في المتن والحواشي، وإخراجها بديع جدًّا حسب النسخة التي بين يدي، ويظهر انها نسخة خاصة للإهداء.
2 ـ في آخر الجناح اللبناني من جهة الغرب توجد مكتبة المدار الإسلامي وفيها كتب قيمة، لكنها غالية الثمن جدًّا، ومنها:
! ـ أصول البحث التاريخي للدكتور عبدالواحد طه، وهذا الكتاب ـ ومثيله في النقد التاريخي ـ مهم لمن يتعاطى التفسير؛ لأنه يمر بأخبار وأقاصيص يحتاج فيها إلى شيء من أصول النقد التاريخي ليفندها أو ليقويها.
ب ـ تاريخ الكثلكة، وهي رسالة صغيرة في تاريخ الكاثوليك تأليف إيف برولي، ترجمة جوج زيناتي، وقراءة هذا الكتاب مهمة للمسلم من باب (اعرف عدوك).
3 ـ في دار المأمون كتاب الجذور التاريخية للعرب في بلاد الشام لمحمدمحمد حسن شراب، وفكرة الكتاب تقوم على أن العرب قد حكموا الشام منذ القدم، وأن الأسماء التي يذكرها التوراتيون كالأدوميين والأموريين وغيرهم عرب، وكتبه على العموم مهمة جدًّا.
4 ـ في الشركة التونسية للتوزيع كتب قيمة، منها:
أ ـ الاستشراق الأنجلسكوني الجديد لآمنة الجبلاوي.
ب ـ بلاغة الانتصار في النقد العربي القديم للدكتور حمادي صمود.
ج ـ مدونة الشواهد في التراث البلاغي من الجاحظ إلى الجرجاني / أسسها ـ مقاييسها ـ مناهجها ـ وظائفها، لمراد بن عياد.
دـ الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين؛ لأبي الحسن علي القابسي، وهو كتاب قديم في الطباعة لكنه ـ حسب علمي ـ غيرمتوفر.
5 ـ في المؤسسة العربية للدراسات والنشر مجموعة مؤلفات جيدة، وقد نفذ بعضها؛ كرسائل ابن حزم في جزئين، ومنها:
أ ـ تعقبات على الاستشراق لأدوارد سعيد.
ب ـ أديان العرب وخرافاتهم للأب أنستاس الكرملي، ومن لطائف هذا الكتاب مبحث عقده بعنوان (معبودات اليونان عربية اللفظ في الأصل)، وقد تتبع بعض الأسماء اليونانية وردها إلى العربية، لكن المحقق لم يكتب الفظ اليوناني، بل جعل مكانه فارغًا.
ومن باب المناسبة، فإن القراءة في تاريخ اليونان وأساطيرهم الخرافية يفيد المسلم من جهة معرفة كثير من الرموز والرسوم التي تعبر عن معتقدات وثنية كلفظ (أدونيس)، والرجل المصور في الأطالس يحمل الأرض، وغير ذلك، فهذه كلها من خرافاتهم وتتنتقل إلينا إما بالصور وإما بأسمائهم التي لا نعرف عنها شيئًًا، وهي تدخل في باب (اعرف عدوك). ولا يلزم أن يقرأ في مثل هذا كثير من المسلمين، لكن لو نفر منهم طائفة لتتبين مثل هذه الأمور، وأفادوا غيرهم لكان هذا حسنًا جدًّا.
6 ـ في دار الشرق العربي، وهي في آخر الجناح الغربي في الدور اللبنانية؛ فيها مجموعة أطالس، منها: أطلس التاريخ القديم، وهو مفيد لمن يقرأ في نقد أسفار بني إسرائيل، ليعرف مناطق الأقوام التي تأتي أسماؤها عندهم، وهو كذلك مفيد لمن يقرأ في التاريخ القديم ليعرف مناطق هؤلاء الأقوام الذين يقرأ عنهم، ولا يتصور أماكنهم.
وبالمناسبة فإن الأخ الفاضل سامي المغلوث له سلسلة مفيدة جدًّا من الأطالس، وهي تباع عند العبيكان.
أرجو أن أكون وُفقت لعرض بعض ما اقتنيته من المعرض، وأسأل الله أن يبارك لي ولكم في الوقت للاستفادة من هذه الكتب وأن لا نكون ممن قال الله فيهم: (ألهاكم التكاثر)، فإني أرى أن التكاثر والتفاخر في الكتب يدخل في معنى هذه الآية.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، واحفظ لنا أموالنا واوقاتنا، وبارك لنا فيها فلا تكون إلا فيما تحب وترضى.
ـ[الباجي]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
2 ـ في آخر الجناح اللبناني من جهة الغرب توجد مكتبة المدار الإسلامي وفيها كتب قيمة، لكنها غالية الثمن جدًّا.
لو يتفضل المشايخ الكرام بسؤال أصحاب هذه الدار عن موعد اصدار الطبعة الجديدة من < تاريخ القرآن > لنولدكه ... فهم من سيخرجها - إن شاء الله - بترجمة جديدة.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:49 م]ـ
أخي الشيخ عبد الرحمن الشهري سؤالك عن الدور أجاب عن بعضها أبو إبراهيم السحيباني, أما الجوانب الصوتية فهو عند دار البشائر , أما البقية فلا يحضرني فأنا أعرف مكان الدار أما اسمها فلا أعرفه.
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[07 Mar 2008, 02:57 م]ـ
(ألهاكم التكاثر)، فإني أرى أن التكاثر والتفاخر في الكتب يدخل في معنى هذه الآية
رأي مسدد موفق ..
جزاك الله خيرا شيخنا على ما أفضت .. أتمنى أني عندما أصل من جدة يوم الأربعاء ألا أجد الكتب قد نفدت
خاصة بعض الكتب التي سأضرب لها كبد الطائرة .. نسأل الله التيسير
تحياتي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Mar 2008, 04:54 م]ـ
4 ـ في الشركة التونسية للتوزيع كتب قيمة، منها:
أ ـ الاستشراق الأنجلسكوني الجديد لآمنة الجبلاوي.
ب ـ بلاغة الانتصار في النقد العربي القديم للدكتور حمادي صمود.
ج ـ مدونة الشواهد في التراث البلاغي من الجاحظ إلى الجرجاني / أسسها ـ مقاييسها ـ مناهجها ـ وظائفها، لمراد بن عياد.
دـ الرسالة المفصلة لأحوال المتعلمين وأحكام المعلمين والمتعلمين؛ لأبي الحسن علي القابسي، وهو كتاب قديم في الطباعة لكنه ـ حسب علمي ـ غيرمتوفر ..
عجيب. كنت أظن أن الشركة التونسية للتوزيع (وهي مؤسسة حكومية) اندثرت، وأغلقت منذ الثمانينات. ولم أعلم أنه تم إعادة إحيائها. وقد كنت دائما أبحث عن بعض مطبوعاتها القديمة فلا أجد من قام بإعادة نشرها.
أرجو أن تمدوني بعنوانها ورقم تلفونها في تونس، لو وجدت. ولكم دعاء خالص في ظهر الغيب.
وبالمناسبة: أغبطكم على هذا المعرض، الذي لم يسنح لي أن أرى أمثاله منذ أكثر من عشر سنوات. وفي القلب حسرة على بعد المسافة.
ـ[مها]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:27 م]ـ
وأسأل الله أن يبارك لي ولكم في الوقت للاستفادة من هذه الكتب وأن لا نكون ممن قال الله فيهم: (ألهاكم التكاثر)، فإني أرى أن التكاثر والتفاخر في الكتب يدخل في معنى هذه الآية
شيخنا الكريم: د. مساعد الطيار - دمت مسددا -
قد وافقت في قولك هذا ابن القيم -رحمه الله- وزادك علما وفضلا، فقد قال في (الفوائد) عند حديثه عن قوله تعالى: (ألهاكم التكاثر) أعرض عن ذكر المتكاثر به؛ إرادة لإطلاقه وعمومه وأن كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر فالتكاثر في كل شيء من مال أو جاه أو رياسة أو نسوة أو حديث أوعلم ولا سيما إذا لم يحتج اليه والتكاثر فى الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها والتكاثر أن يطلب الرجل أن يكون أكثر من غيره وهذا مذموم إلا فيما يقرب إلى الله ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:29 م]ـ
يبدو أن الامر كما قلت يا أخي محمد، وأن الكتاب من بقايا الشركة التونسية، وقد وجدت على الكتب الأخرى أسمًا آخر وهو دار المعرفة، وفي تونس، ولعلي أتأكد من الاسم الموجود في المعرض إن شاء الله تعالى.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:36 م]ـ
شكر الله سعيك (ذرة ضوء) على هذه الإفادة القيمية.
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:19 ص]ـ
صدق مشرفنا الدكتور الشهري، ليس للطيب صالح الكاتب الروائي السوداني صلة من قريب أو بعيد بإعراب القرآن، ولعل الأمر اختلط على أخينا الفاضل، ولا أدري ما عذر أصحاب المكتبة، وكثير من الناس يخلط بين هذا الكاتب الروائي المعروف وبين أستاذنا العلامة الجهبذ عبد الله الطيب، رحمه الله.
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[08 Mar 2008, 01:16 ص]ـ
صدر لي عن دار المكتبي كتاب الإمام السيوطي وجهوده في علوم القرآن، وهو في الأصل رسالة الدكتوراه، وطبع عام 2000
وصدر لي مؤخرا كتاب مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع للإمام السيوطي ~، وهو في الأصل بحث محكم نشر في مجلة الأحمدية بدبي عام 1999م
والكتاب المذكور طبعته دار المكتبي بدمشق 2007م
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال
ـ[محمد الشربجي]ــــــــ[08 Mar 2008, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم
أرجو إخواني الكرام أن تهتموا بالنوعية وليس بالكمية
وجزاكم الله خيرا
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[08 Mar 2008, 08:14 ص]ـ
شيخنا الفاضل ... عبد الرحمن الشهري: ...
1ـ كتاب إعراب القرآن (العظيم) على حد (وصفي) ... هو للأستاذ الدكتور: محمد الطيب إبراهيم ...
2ـ مذكرات دراز ... توجد عند دار الغرب ....
هذا من باب التصحيح ... والتوضيح ... فشكر الله لكم ... ونفعنا بما نقول ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2008, 11:07 ص]ـ
في دار القلم (جناح 322) كتاب نفيس في علوم القرآن، وهو بعنوان (المدخل إلى تفسير كتاب الله) للسمرقندي، وهو في مسائل من علوم العربية المتعلقة بالقرآن، ومن أبوابه:
ـ باب العدول من الغيبة إلى الخطاب.
ـ باب الحروف المقطعات.
ـ باب رد الكناية تارة إلى اللفظ وتارة إلى المعنى.
ـ باب ماجاء على صيغة المستقبل ومعناه الماضي.
إلى غير ذلك من المباحث النفيسة.
والكتاب كتبه لولده، فقال: ( .. صنفت كتابي هذا تحفة مني لولدي محمد ... ).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2008, 11:14 ص]ـ
الأخ محمد بن جماعة المكتبة التي اشتريت منها الكتاب هي دار صامد، وعندها هذا الكتاب الذي ذكرته من بقايا الشركة التونسية.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:16 م]ـ
2ـ مذكرات دراز ... توجد عند دار الغرب ....
هذا من باب التصحيح ... والتوضيح ... فشكر الله لكم ... ونفعنا بما نقول ...
الأخ الحبيب عقيل الشمري وفقه الله
لقد أسلت لعابي عندما قلتَ (15ـ الأعمال الكاملة .. عبارة عن مقالات عبد الله دارز رحمه الله ... لكن سعرها مرتفه جدا ... ولا أعلم الدار ... ) وقلتُ في نفسي لا بد منها مهما غلا الثمن فما يكتبه الدكتور محمد عبدالله دراز يستحق ذلك وليس كغيره!
فلما قلتَ: (مذكرات دراز ... وفي دار الغرب) تعجبتُ لأنني فَلَيتُ دارَ الغرب فَلْياً وأعرف منشوراتها جيداً، وتيقنتُ أنك تقصد مذكرات محمد عزة دروزة المؤلف الفلسطيني صاحب (التفسير الحديث) وهو من مطبوعات دار الغرب الإسلامي أيضاً فجزاك الله خيراً وهي عندي من قديم وفيها فوائد وطرائف. لكن شتان بين دراز ودروزة.
وأما سؤال أخي الباجي حفظه الله عن نشر دار المدار لترجمة القرآن لنولدكه فقد سألتهم فأخبروني أنه يقوم على الترجمة عدة مترجمين، وأنه لن يخرج قبل سنة من الآن.
وأشكر أخي الكريم بدر الجبر على فوائده، فقد انتظرتُ جوابه في الدلالة على بعض الكتب التي ذكرها في المشاركة فإذا بي ألقاه في ممرات المعرض ويدلني بنفسه وفقه الله ورعاه ونفع به وبجميع الزملاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن كثير]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:12 م]ـ
شكر الله لكم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:52 م]ـ
الأخ محمد بن جماعة المكتبة التي اشتريت منها الكتاب هي دار صامد، وعندها هذا الكتاب الذي ذكرته من بقايا الشركة التونسية.
أحسن الله إليك.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:05 م]ـ
مما رأيته في المعرض وأوصي باقتناءه (وهي ما بين جديد وقديم وأقدم منه):
- في الدراسات القرآنية:
1: تفسير ابن كثير , طبعة د/ محمد إبراهيم البنا , دار ابن حزم.
2: الوجيز في تفسير الكتاب العزيز , للواحدي , تحقيق الداوودي , دار القلم.
وهاتان الطبعتان مميزتان وندر وجودهما.
3: تأويل القرآن الكريم ومذاهب الفرق فيه , للدكتور/ محمد بديع موسى , دار الأعلام.
4: كعب الأحبار وأثره في التفسير , للدكتور/ خليل إسماعيل إلياس , دار الكتب العلمية.
5: أصول الفقه عند ابن الفرس ومنهج إعماله في التفسير من خلال كتابه (أحكام القرآن) , محمد عبد الوهاب أبياط , دار ابن حزم.
6: الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ , للدكتور/ عبد الله الجيوسي , دار الغوثاني.
- في اللغة والأدب والتحقيق والرحلات والروايات:
1: بحوث وتنبيهات , للعلامة المعصومي (خليفة الميمني) , تحقيق محمد أجمل الإصلاحي , دار الغرب الإسلامي.
2: بحوث ومقالات في اللغة والأدب وتقويم النصوص , للدكتور/ محمد أجمل أيوب الإصلاحي , دار الغرب الإسلامي.
3: مجالس العلماء والأدباء والخلفاء مرآة للحضارة العربية الإسلامية , للدكتور/ يحيى وهيب الجبوري , دار الغرب الإسلامي.
4: وصف إفريقيا , للحسن بن محمد الوزان الفاسي -ليون الإفريقي- , دار الغرب الإسلامي. (رحلات)
5: صقور القوقاز , لسلجوق قللي , ترجمة الدكتور محمد حرب , دار المنارة. (روايات)
6: المجاهد الصغير , لحسن نائل , ترجمة الدكتور محمد حرب , دار المنارة. (روايات)
7: جميع روايات داود سليمان العبيدي (حديث الشيخ - جبل التوبة - القافلة - القرار - شهرزاد - فتاة الجزيرة: وهي أجملها) , دار الأرقم.
8: ديوان العرب , للعماد مصطفى طلاس , مجلدين كبيرين في دار طلاس. (مختارات شعرية مميزة)
- في التربية:
1: الصحوة والتربية المنشودة , للدكتور/ محمد بن عبد الله الدويش , مجلة البيان. (جديد مميز)
2: محنة الإمامين أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية أسباب المواجهة لعقيدة أهل السنة , للدكتور/ محمد العَبدَة , دار الصفوة.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 Mar 2008, 09:42 م]ـ
قراءة في منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية.
للشيخ أحمد الصويان
كتاب نفيس ومهم، نفدت نسخه بسرعه، ولعل الإخوة في دار البيان يوفرون كمية أخرى، فالكتاب نفيس (وهو مطبوع خارج السعودية)
وقد يسر الله لي شراء نسخة قبل أن ينفد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2008, 10:28 م]ـ
شيخنا الفاضل ... عبد الرحمن الشهري: ...
1ـ كتاب إعراب القرآن (العظيم) على حد (وصفي) ... هو للأستاذ الدكتور: محمد الطيب إبراهيم ... .
هذا كتاب جيد وهو قديم، والدار التي طبعته دار النفائس اللبنانية وهو متوفر في المعرض.
في دار القلم (جناح 322) كتاب نفيس في علوم القرآن، وهو بعنوان (المدخل إلى تفسير كتاب الله) للسمرقندي، وهو في مسائل من علوم العربية المتعلقة بالقرآن، ومن أبوابه:
ـ باب العدول من الغيبة إلى الخطاب.
ـ باب الحروف المقطعات.
ـ باب رد الكناية تارة إلى اللفظ وتارة إلى المعنى.
ـ باب ماجاء على صيغة المستقبل ومعناه الماضي.
إلى غير ذلك من المباحث النفيسة.
والكتاب كتبه لولده، فقال: ( .. صنفت كتابي هذا تحفة مني لولدي محمد ... ). .
سبقت الإشارة إلى هذا الكتاب وتحقيقه في هذا الموضوع
كتاب (الموضِّح في التفسير) المطبوع المنسوب للحدادي ليس له! ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=4712)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[08 Mar 2008, 11:39 م]ـ
في ظلال القرآن لسيد قطب
أحدث طبعات دار الشروق
طبعة1429هـ
تحصل عليها بقليل من الحكمة من جناح رقم (119) ..
في ستة مجلدات فاخرة ..
السعر: مايقارب الـ220ريال ..
أما بخصوص المقاصد الشافية للشاطبي والذي يقع في 10مجلدات ..
فأعلم بائعه بأنك ستقتنيه للاستعمال الشخصي وسيعطيكه بـ250ريالا ..
ـ[محمد]ــــــــ[09 Mar 2008, 12:27 ص]ـ
مقترح جميل بارك الله فيك
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 02:33 ص]ـ
من جديد المعرض عند دار السلام المصرية:
1 - بشير اليسر شرح ناظمة الزهر تأليف الشيخ عبدالفتاح القاضي
http://farm3.static.flickr.com/2244/2322645156_cfc7df76ae_o.jpg
2- معجم مصطلحات علم القراءات القرآنية وما يتعلق به للأستاذ الدكتور عبدالعلي المسئول
http://farm3.static.flickr.com/2251/2322645164_f992fc84bc_o.jpg
3- البدور الزاهرة لعبدالفتاح القاضي طبعة ثانية في مجلدين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 02:46 ص]ـ
جزى الله الأخوة المشايخ خير الجزاء: ومما وقفت عليه أيضا:
9ـ شرح عمدة الأحكام للسفاريني ... لأول مرة ... عند در النفائس ... وللمعلومية توزع في أوقاف قطر
....
شرح عمدة الأحكام الموسوم بكشف اللثام طبع في وزارة الأوقاف الكويتية في سبع مجلدات طباعة فاخرة بتحقيق نور الدين طالب
http://farm3.static.flickr.com/2040/2321872905_de417a88bf_o.jpg
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 03:04 ص]ـ
من الكتب التي أنصح باقتنائها إعجاز القرآن الكريم عبر التاريخ جمع الدكتور عيسى بلاطة أستاذ الأدب العربي سابقا في معهد الدراسات الإسلامية بجامعة ماكجيل في منتريال بكندا فقد حوى مجموعة رسائل منها:
رسائل الجاحظ وهي رسائل منتقاة من كتب الجاحظ لم تنشر قبل الآن جمعها ونشرها حسن السندوبي وجعلها من لواحق كتابه أدب الجاحظ
بيان إعجاز القرآن للخطابي
النكت في إعجاز القرآن للرماني
خلاصة فكرة عبدالقادر الجرجاني في إعجاز القرآن بنظمه من دلائل الإعجاز
إعجاز القرآن للباقلاني
المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبدالجبار الأسد آبادي
الإيجاز شرح كتاب دلائل الإعجاز للجرجاني
إعجاز القرآن والبلاغة النبوية لمصطفى الرافعي
وغيرها
والكتاب موجود في المؤسسة العربية للدراسات والنشر
http://farm4.static.flickr.com/3124/2322832718_bc39d3a371_o.jpg
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 03:04 ص]ـ
لمن يريد شراء نسخة من كتاب جامع البيان في القراءات السبع لأبي عمرو الداني طبعة جامعة الشارقة سيجدها في المكتب الإسلامي وكذا كتاب المستنير لأبي طاهر البغدادي
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 03:22 ص]ـ
في دار عمار كتب جديدة بتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد منها:
1 - الألفات ومعرفة أصولها لأبي الطاهر العقيلي
2 - المختصر في مرسوم المصحف الكريم له أيضا
3 - تحفة الطالبين في تجويد كتاب رب العالمين للسمانودي
4 - الفرق بين الضاد والظاء لأبي عمرو الداني وقد نفدت نسخه
5 - أخلاق حملة القرآن للآجري
ـ[ابن كثير]ــــــــ[10 Mar 2008, 02:19 م]ـ
شرح عمدة الأحكام الموسوم بكشف اللثام طبع في وزارة الأوقاف الكويتية في سبع مجلدات طباعة فاخرة بتحقيق نور الدين طالب
http://farm3.static.flickr.com/2040/2321872905_de417a88bf_o.jpg
هل أجده في المعرض؟؟
شكر الله لك
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:07 م]ـ
هل أجده في المعرض؟؟
شكر الله لك
لا أعلم ولكن اذهب إلى الكمبيوترات الموجودة في المعرض والمخصصة للبحث عن الكتب وإن شاء الله ستجده
ـ[ابن كثير]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:16 م]ـ
للأسف لم أجده في الحاسب هناك
وكذلك الكثير من الكتب لا تجدها في الحاسب مع وجودها في المكتبات
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:39 م]ـ
ليت أحد الإخوة يتكرم بجمع الكتب المرشحة ووضعها في جدول يذكر فيه اسم الكتاب والمؤلف والناشر؛ لكي يسهل طباعته واصطحابه عند زيارة المعرض، والدال على الخير كفاعله.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[10 Mar 2008, 05:41 م]ـ
من أسرار اللغة في الكتاب والسنة (معجم لغوي ثقافي) جزءان
للدكتور محمود الطناحي، موجود في دار الريان
سعره 65 ريال
ـ[الراية]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:31 م]ـ
6 الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية حتى 1425هـ , للدكتور/ عبد الله الجيوسي , دار الغوثاني
مجلد واحد
سعره 50 ريال
ـ[ابوبنان]ــــــــ[10 Mar 2008, 09:27 م]ـ
هل أجده في المعرض؟؟
شكر الله لك
نعم موجود عند دار البشائر
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[10 Mar 2008, 09:27 م]ـ
[ QUOTE= أبو يعقوب;52455] في دار عمار كتب جديدة بتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد منها:
1 - الألفات ومعرفة أصولها لأبي الطاهر العقيلي
2 - المختصر في مرسوم المصحف الكريم له أيضا
المختصر في مرسوم المصحف الكريم هو لأبي الطاهر العقيلي كما ذكرت حفظك الله أما
كتاب الألفات هو لأبي عمرو الداني رحمه الله ت 444هـ، والخطأ حاصل في غلاف الكتاب فقط.
وقد سبق طباعة هذه الرسالة في مجلة معهد الإمام الشاطبي العدد الأول.
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[10 Mar 2008, 09:30 م]ـ
ذكرتم مراراً دار الغوثاني؛ هل هي مشاركة؟
وكم رقم الجناح بارك الله فيكم لأني لم أجدها في خريطة الموقع؟
ـ[ابن كثير]ــــــــ[10 Mar 2008, 11:06 م]ـ
نعم موجود عند دار البشائر
للأسف نفدت الكمية
ولم أجده عند غيرهم
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 11:23 م]ـ
[ QUOTE= أبو يعقوب;52455] في دار عمار كتب جديدة بتحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد منها:
1 - الألفات ومعرفة أصولها لأبي الطاهر العقيلي
2 - المختصر في مرسوم المصحف الكريم له أيضا
المختصر في مرسوم المصحف الكريم هو لأبي الطاهر العقيلي كما ذكرت حفظك الله أما
كتاب الألفات هو لأبي عمرو الداني رحمه الله ت 444هـ، والخطأ حاصل في غلاف الكتاب فقط.
وقد سبق طباعة هذه الرسالة في مجلة معهد الإمام الشاطبي العدد الأول.
شكرا على التنبيه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[10 Mar 2008, 11:33 م]ـ
ذكرتم مراراً دار الغوثاني؛ هل هي مشاركة؟
وكم رقم الجناح بارك الله فيكم لأني لم أجدها في خريطة الموقع؟
نعم مشاركة ولكن لم يفرد لها جناح خاص وتجدين كتبها في دار المأمون للتراث جناح 221
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:29 ص]ـ
كتاب الإمالة والتفخيم في القراءات القرآنية حتى القرن الرابع الهجري، دراسة مع تحقيق كتاب الإستكمال لابن غلبون.
تأليف وتحقيق الدكتور عبدالعزيز علي سفر. في مجلس النشر العلمي جامعة الكويت.
وهو كتاب قيم في مجلدين: حيث تناول فيه الباحث دراسة كاملة عن الإمالة والتفخيم في القراءات القرآنية وفي اللغة وفي النظام الصرفي والنظام الصوتي.
والمجلد الثاني كان في تحقيق كتاب الإستكمال لابن غلبون.
وأظنه نفد من أول يوم.
كتاب الوجوه والنظائر في القرآن الكريم دراسة وموازنة للدكتور / سليمان القرعاوي. موجود في ركن وزارة التعليم العالي والجامعات.
ـ[عبدالله الفرحان]ــــــــ[10 Mar 2009, 09:15 م]ـ
كتب دار الشروق جميلة وأخص كتاب محمد نجاتي (القرأن وعلم النفس) فمثل هده الكتب تعين على تدبر القرآن وتطبيقه
وكدا وجدت بعض كتب محمد قطب (واقعنا المعاصر-هدا هو الاسلام-مغالطات) وقد لاتظهر معروضة ولكن عند سؤالك للبائع تجدها بادن الله ولكن كما قال ابو عبدالعزيز الشثري (بقليل من الحكمة) .. !
وكتب محمد سرور زين العابدين (وجاء دور المجوس-اايقلظ قومي ام نيام)
اختيارات شيخ الاسلام في التفسير (الفاتحة والبقرة والعمران والنساء)
كتب نصر حامد ابو زيد وهدا للاسف من هفوات المعرض وكتبه موجودة في المركز العربي الثقافي
الاقناع للحجاوي بثلاثين لريال من دار الملك عبدالعزيز
للتدكير: يخبرني بعض اصحاب بيع الكتب ان اسعار الكتب في الايام الاخيرة من المعرض تقل بنسبة (70%)
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[11 Mar 2009, 12:27 ص]ـ
وفق الله الجميع .. وشكر الله لكم هذا الجهد ..
ولكن كنت اتمنى من الإخوة الفضلاء أن يكون الحديث هنا عن جميع الفنون كي تكون الفائدة أعم ..
ولدي اقتراح آخر أنه حبذا لوجمعت هذه الكتب او وضع لها نافذة خاصة حتى يستفيد الجميع من المعرض والمعارض القادمة حتى التي تكون في غير هذه البلاد ..
وملاحظة أخيرة أنه كان من الواجب أن ينبه الإخوة على خطورة نشر بعض كتب المبتدعة فهذا أمر مهم جداً(/)
ماذا عن تفسير ابن مزين؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[02 Mar 2008, 11:28 ص]ـ
آمل منكم إفادتي عن هذا التفسير، وهل هو مخطوط أو مطبوع؟
فقد قال لي أحد طلبة العلم أن ابن فرحون ينقل عنه في التبصرة .....
مع وافر الشكر ....
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Mar 2008, 10:32 م]ـ
هل تقصد الفقيه المالكي: يحيى بن إبراهيم بن مزين الأندلسي؟
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:48 ص]ـ
نعم أخي عبد العزيز ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:17 ص]ـ
لعل الذي أوهم أن له كتاباً في تفسير القرآن الكريم ورود بعض العبارات الموهمة في بعض الكتب من مثل قول القاضي عياض في ترتيب المدارك: (وكان ابن النجاء يقول: يا أهل طليطلة، كتابان جازا قنطرتكم، وتلقاهما الناس: تفسير يحيى بن مزين، ومختصر ابن عبيد).
وقد ذكر هذه المقولة ابن فرحون في الديباج.
وكذلك ما قاله الحطاب في مواهب الجليل: (والذي في تفسير ابن مزين: الحكومة أن ينظر الإمام على قدر اجتهاده من يحضره).
قال في مواهب الجليل في شرح حديث من أحاديث البيوع التي رواها مالك في الموطأ: وإن لم تكن السلعة موقوفة للبيع فذهاب المشتري بها ليستشير فيها بإذن البائع يخرجها من الخلاف , وقد بين هذا في تفسير ابن مزين).
ونحو هذه النقول ربما توهم أن له تفسيراً للقرآن الكريم.
وهم إنما عنوا كتابه (تفسير الموطأ)، وكانت له به عناية كبيرة، وقد قرأت له عدة تراجم ولم أجد أحداً ذكر أن له كتابا في تفسير القرآن الكريم
والحطاب قد أكثر من تنويع العبارات عن هذا الكتاب في عدة مواضع:
فقال: (تفسير بن مزين).
وقال: (قال يحيى بن مزين في شرح الموطأ).
وقال: (وفي كتاب ابن مزين)
وقال: (في شرح ابن مزين)
وأصرحها قوله: (وَقَالَ ابْنُ رُشْدٍ فِي رَسْمِ الْبَزِّ مِنْ سَمَاعِ ابْنِ الْقَاسِمِ مِنْ كِتَابِ الْوَصَايَا فِي شَرْحِ مَسْأَلَةٍ وَهِيَ وَسُئِلَ عَنْ الْوَصِيِّ يُقَارِضُ بِمَالِ الْيَتِيمِ الَّذِي أُوصِيَ إلَيْهِ بِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ لَا بَأْسَ وَلَا ضَمَانَ عَلَيْهِ فِيهِ، وَإِنْ هَلَكَ إنْ كَانَ دَفَعَهُ إلَى أَمِينٍ.
ابْنُ رُشْدٍ هَذَا كَمَا قَالَ: إنَّ لِلْوَصِيِّ أَنْ يَدْفَعَ مَالَ يَتِيمِهِ مُضَارَبَةً؛ لِأَنَّهُ يَنْظُرُ لَهُ بِمَا يَنْظُرُ لِنَفِيسِهِ، وَمِثْلُ هَذَا فِي الرُّهُونِ مِنْ الْمُدَوَّنَةِ أَنَّ لِلْوَصِيِّ أَنْ يَتَّجِرَ بِمَالِ الْيَتِيمِ أَوْ يُقَارِضَ بِهِ، وَيُكْرَهُ أَنْ يَعْمَلَ هُوَ بِهِ مُضَارَبَةً، قَالَ فِي الزَّكَاةِ مِنْ كِتَابِ ابْنِ مُزَيْنٍ، فَإِنْ عَمِلَ بِهِ بِقِرَاضِ مِثْلِهِ جَازَ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ضَمَانٌ إنْ تَلِفَ، وَإِنْ عَمِلَ فِيهِ بِأَكْثَرَ مِنْ قِرَاضِ مِثْلِهِ، فَغَبَنَ الْيَتِيمَ فِي ذَلِكَ رَدَّ إلَى قِرَاضِ مِثْلِهِ، وَضَمِنَ الْمَالَ إنْ تَلِفَ قَالَ يَحْيَى بْنُ إبْرَاهِيمَ قَوْلُهُ: فِي الضَّمَانِ ضَعِيفٌ انْتَهَى.
فَتَحَصَّلَ مِنْ هَذَا أَنَّ الْمَسْأَلَةَ فِي الْمُدَوَّنَةِ، وَأَنَّ النَّهْيَ فِيهَا عَلَى الْكَرَاهَةِ كَمَا صَرَّحَ
بِهِ ابْنُ رُشْدٍ وَكَمَا هُوَ ظَاهِرُ لَفْظِ الْمُدَوَّنَةِ، وَأَنَّ مَا فِي ابْنِ مُزَيْنٍ مِنْ تَتِمَّةِ الْمَسْأَلَةِ وَتَفْسِيرٍ لَهَا كَمَا نَقَلَهُ أَبُو الْحَسَنِ وَكَمَا يَظْهَرُ مِنْ كَلَامِ ابْنِ رُشْدٍ الْمُتَقَدِّمِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ).
وهذا كما ترى يقطع بأن المراد هو تفسير الموطأ وشرحه، لا أنهم عنوا أن له تفسيراً للقرآن الكريم.
ومما يفيد الجزم بذلك أيضاً قول ابن حزم في رسائله: في تعداد بعض الكتب: (ومن الكتب المالكية التي ألفت بالأندلس: كتاب القطني مالك بن علي، وهو رجل قرشي من بني فهر، لقي أصحاب مالك، وأصحاب أصحابه، وهو كتاب حسن فيه غرائب ومستحسنات من الرسائل والمولدات. ومنها كتاب أبي إسحاق [يحيى بن] إبراهيم بن مزين في (تفسير الموطإ)، والكتب المستقصية لمعاني الموطإ وتوصيل مقطوعاته من تآليف ابن مزين أيضاً. وكتابه في رجال الموطإ وما لمالك عن كل واحد منهم من الآثار في موطإه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي تفسير القرآن: كتاب أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد؛ فهو الكتاب الذي أقطع قطعاً لا أستثني فيه انه لم يؤلف في الإسلام تفسير مثله، ولا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره. ومنها في الحديث مصنفه الكبير الذي رتبه على أسماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة صاحب ونيف. ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب الأحكام، فهو مصنف ومسند، وما أعلم هذه الرتبة لأحدٍ قبله، مع ثقته وضبطه وإتقانه واحتفاله في الحديث وجودة شيوخه، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلاً ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام).
فذكر أنه تفسير الموطأ، ولو كان له تفسير للقرآن الكريم لذكره لا سيما مع جلالة ابن مزين وإمامته في الفقه، ومعرفته باللغة، ثم إنه ذكر عقيبه تفسير بقي بن مخلد، فلما لم يذكر أن له تفسيراً للقرآن مع توافر جميع الدواعي لذكره لو وجد دل هذا على أنه لا يعرف له تفسير للقرآن.
وأضف إلى ذلك أن ابن كثير قد نقل عنه في موضع واحد في تفسير سورة فاطر وسمى كتابه الذي نقل عنه وهو (سير الفقهاء) ولو أن له تفسيراً لكان أدعى أن ينقل منه.
أضف إلى ذلك أني قرأت له عدة تراجم ولم أجد أحداً ذكر أنه ألف في تفسير القرآن الكريم.
وسأنقل لك بعضها:
قال الذهبي: (يحيى بن إبراهيم بن مزين القرطبي.
الفقيه. أحد الأعلام بالأندلس.
روى عن: الغاز بن القيس، وعيسى بن دينار، والقعنبي، ومطرف بن عبد الله، وأصبغ بن الفرج، وطائفة لقيهم في الرحلة.
وكان حافظاً " للموطأ " قائماً عليه، فقيهاً مفتياً مصنفاً، له تواليف منها: " تفسير غريب الموطأ "، و " تفسير علل الموطأ "، و " أسماء رجال الموطأ "، وكتاب " فضائل القرآن "، وغير ذلك.
ولم يكن في الحديث بذاك الحافظ.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين).
قال ابن فرحون في الديباج المذهب: (قال ابن لبابة: بن مزين أفقه من رأيت في علم مالك وأصحابه ولي قضاء طليطلة، وله تآليف حسان، منها: تفسير الموطأ، وكتاب تسمية رجال الموطأ، وكتاب علل حديث الموطأ، وهو كتاب المستقصية، وكتاب فضائل القرآن، ولم يكن له على ذلك علم بالحديث.
توفي في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين وقيل سنة ستين).
قال الزركلي: (بن مزين ( .. - 259 ه = .. - 873 م) يحيى بن إبراهيم بن مزين، أبو زكريا: عالم بلغة الحديث ورجاله.
من أهل قرطبة.
رحل إلى المشرق، ودخل العراق.
أصله من طليطلة.
وكان جده مولى لرملة بنت عثمان بن عفان.
من كتبه " تفسير الموطأ - خ " أجزاء منه على الرق، في مكتبة جامع القيروان و " تسمية الرجال المذكورين بالموطأ " و " المستقصية " في علل الموطأ، و " فضائل القرآن " و " رغائب العلم وفضله ").
قال الحميدي صاحب جذوة المقتبس: (يحيى بن إبراهيم بن مزين مولى رملة بنت عثمان بن عفان، أندلسي فقيه مشهور، سمع جماعة من أصحاب مالك وأصحاب أصحابه، وتفقه عليهم، ومنهم: مطرف بن عبد الله بن مطرف بن مسلم بن يسار، وعبد الله بن مسلمة القعنبي وأصبغ بن الفرج، روى عنه سعيد بن خمير، وأبان بن محمد بن دينار، وسعيد ابن عثمان الأعناقي، ويحيى بن زكرياء بن الشامة، وغيرهم، مات سنة ستين ومائتين وكتابه في شرح الموطأ معروف، أخبرنا به أبو عمر بن عبد البر، قال: قرأت تفسير الموطأ لابن مزين علي أبي زيد عبد الرحمن بن يحيى العطار، عن أحمد بن مطرف عن ابن الشامة، وسعيد بن عثمان الأعناقي، وسعيد بن خمير، كلهم عن ابن مزين).
قال ابن الفرضي: (يَحيى بن إبراهيم بن مُزَين مولى رملة بنت عُثمان بن عفان رضي الله عنه: من أهْلِ قُرْطُبَة، وأصله من طُلَيْطُلة؛ يُكَنَّى: أبَا زكرياء.
روَى عن عيسى بن دينار، ومحمد بن موسى الأعشي، ويحيى بن يحيى، وغَازي ابن قَيس ونُظرائهم. ورحل إلى المَشْرِق في أيام الأمير عبد الرحمن بن الحكم رحمه الله فلقي بالمدينة مُطرِّف بن عبد الله صاحب مَالك بن أنس رَوَى عنهُ: الموطأ ورَوَاه أيضاً عن حَبيب كاتب مَالِك.
ودَخَل العراق فَسَمِع: من القَعْنَبي عبد الله بن مسلمة، ومن أحمد بن عبد الله ابن يونس. وسَمِعَ بمصر: من أصْبَغ بن الفرج وغيره. وكان: حافِظاً للمُوطأ، فقِيهاً فيه. وكان: مُشَاوَراً مع العُتبي، وابن خالد ونظرائهم. وكان لهُ حظ من علم العرَبية. وألّف كتباً حساناً منها: كتاب: تفسير الموطأ، وكتاب: تسمية الرِّجال المذكورين فيه، وكتاب استَقصى فيه علل الموطأ سماه كتاب، المستقصية، وكتاب في َفضَائل العِلم، وكتاب: في فَضائل القرآن. ولم يكن عنده علم بالحديث.
وتُوفِّيَ (رحمه الله): يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة خَلَت من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين).
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:29 ص]ـ
فائدة:
ضبط اسمه: ابن مُزَيْن بالتصغير والتخفيف
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Mar 2008, 11:56 ص]ـ
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر، لكن ماذا يقصد بتفسير الموطأ، ألا يمكن أن يكون هو التفسير المراد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:39 ص]ـ
أسأل الله أن لا يحرمك الأجر، لكن ماذا يقصد بتفسير الموطأ، ألا يمكن أن يكون هو التفسير المراد؟
((من أثمن التفاسير للموطأ ما ألفه يحيى بن ابراهيم بن مزين الذي لا يفسر (الغرائب) للموطأ فقط بل يشرح أحاديث الموطأ شرحا حسنا ومفصلا. كان هذا الكتاب في أصله كتابا كبيرا اذ يبتدي ء الجزء الثاني عشر (!) منه بتفسير الجامع من الموطأ ومن هنا فانه الجزء الأخير للكتاب. فاذا نضع في عين الاعتبار أن جزءا واحدا (مكتوب على الرق) كان يشمل عادة 28 الى 30 ورقة تقريبا فان جميع الكتاب كان يحتوي على 360 ورقة أي علي 720 صفحة حسب التقدير.
لدينا من الكتاب عدة أجزاء كاملة ومبتورة بالقيروان كانت بين يدي القابسي في حلقاته بالقيروان وفيها بعض تعليقات للقابسي بخط تلاميذه.
أما تفسير غريب الموطأ لعبد الله بن وهب فهو أيضا بين يدينا كاملا ما عدا ورقة أو ورقتان في بداية الكتاب (على الرق) وفي آخره سماع في عام 293 بمدينة القيروان , رواه يحيى بن عن عن أبيه عون بن عبد الله الخزاعي عن ابن وهب)).
(موراني؛
مستشرق ألماني/ملتقى أهل الحديث)
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيكم يادكتور مروان على هذه الإضافة ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:53 ص]ـ
- كتب الفقيه الطليطلي يحيى ابن إبراهيم بن مزين،
وأهمها ثلاثة:
"المستقصية" و"رجال الموطأ" و" تفسير الموطأ "؛ وهي كتب أثنى عليها ابن حزم ثناءً مستفيضًا (نفح الطيب 3/ 168).
وكان ممن نشروا هذه الكتب محمد بن فطيس الإلبيري في عدد آخر من تلاميذ ابن مزين نص ابن خير على رواياتهم (فهرسة ابن خير ص 86 – 87، 92 – 93).(/)
تعليق الشيخ الجديع على كتاب" التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[02 Mar 2008, 12:23 م]ـ
[ color=#00008B][B][font=Simplified Arabic][size=5] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد ..
فقد اطلعت على كتاب " التنوير في أصول التفسير" لفضيلة الأخ المقرئ الدكتور عبدالسلام المجيدي وفقه الله، فألفيته كتابا قيما، قد وفق فيه مؤلفه إلى حسن التتبع والجمع والترتيب والتحقيق لأمهات مسائله وضرب الأمثال وغلبة حسن الاستدلال، وأحسبه محققاً للغاية لما من أجله أعد، فبارك الله في جهد المؤلف ونفع به، ورفع قدره في الدارين، وجعل كتابه هذا قائد خير لمن وقع له لفهم الكتاب العزيز.
وقد بدت لي بعض الملاحظات الطفيفة التي أرجو أن يوفق المؤلف لاعتباررها لطبعة تالية للكتاب، وهي كمايلي:
1 - ص 12، 236جاء ذكر كتاب " الفوائد المشوقة لعلوم القرآن" منسوباً لابن القيم، وهذا الكتاب في التحقيق لا تصح نسبته لابن القيم، وقد كنت لاحظت منذ سنين طويلة تزيد عن ربع قرن أن أسلوب هذا الكتاب يجافي منطق ابن القيم ومفرداته وطبيعة إنشائه، فوقع في نفسي منه. ولم أجد من عزاه لابن القيم، ووجدت وقتها من العلامات على كونه ليس له ماضمنه من القول بالمجاز، ومعلوم بوضوح تام إنكار ابن القيم للمجاز، بل بالغ حتى نعته بالطاغوت، في كتاب " الصواعق المرسلة" ثم وجدت من بعد من وافق ما كنت صرت إليه من عدم صحة نسبة هذا الكتاب لابن القيم، كالعلامة المحقق بكر أبو زيد، وعنايته بابن القيم متميزة منذ عهد بعيد. وكذا رأيت مثل ذلك لغيره أيضا.
2 - ص 13جاء ذكر" قانون التأويل" للغزالي نقلا عن ابن العربي في جملة ما ألف في (قواعد التفسير) والواقع أن هذا الكتاب رسالة صغيرة الحجم للغزالي مطبوعة يتحدث فيها عن التأويل بمصطلحه الكلامي الأصولي، وليست لها علاقة ظاهرة بقواعد التفسير.
3 - ص 91 ذُكرت (الصورة التاسعة) في جملة التفسير النبوي، وسيق لها حديث أبي هريرة في صفة الجنة، وفي آخر الحديث: اقرؤوا إن شئتم ... إلخ، وعد هذا الطرف من جملة بيان النبي صلى الله عليه وسلم، وليس كذلك، بل هذه الجملة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة، جاء ذلك صريحا في رواية البخاري نصها:
قال البخاري (رقم: 4501): حدثنا علي ابن عبدالله، حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" قال الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين مالاعين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" قال أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم " فلاتعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين).
4 - ص 233ضمن كتب الناسخ والمنسوخ ملاحظتان:
الأولى: ذكر كتاب "الناسخ والمنسوخ" منسوبا لابن حزم الظاهري الإمام المعروف، وليس هذا صوابا، وإنماهو لشخص آخر يدعى (محمد بن حزم) هكذا طبع الكتاب منسوبا إليه، وليس لابن حزم الظاهري كتاب على هذه الصفة.
والثانية: ذكر أيضا في الكتب" الاعتبار" للحازمي، وليس هذا في الناسخ والمنسوخ في القرآن، إنماهو في ناسخ الحديث ومنسوخه.
وأحسب لو أضيف إلى المجموعة" نواسخ القرآن" لابن الجوزي لكان حسنا، فهو من أجل الكتب في الباب وأنفعها.
5 - ص 314، 315 في مدرسة التفسير في العراق ذكر ابن مسعود، ثم تحت عنوان " أشهر رجالها تلاميذه" وسيقت أسماء ستة من التابعين، لا إشكال في الأربعة الأولين منهم أنهم تلامذة ابن مسعود، لكن الخامس وهو عامر الشعبي، ليس من تلامذة ابن مسعود، فهو لم يدرك السماع منه. والسادس وهو الحسن البصري، ماهو من تلامذة ابن مسعود بلاتردد، وإنما كان أصحاب ابن مسعود بالكوفة، والحسن البصري. كان صبيا حين مات ابن مسعود، كما أنه كان يومئذ بالمدينة قبل أن يصير إلى البصرة، وابن مسعود يومئذ بالكوفة.
هذه مجموعة من الملاحظات السريعة التي بدت لي، وفي الطبعة بعض الأخطاء الطباعية، وليست كثيرة، كما وجدت بندرة بعض الملاحظات الإعرابية، كمافي سطر 1ص 241.
وفق الله الأخ المقرئ المجيدي ونفع به طلابه والمسلمين، ونفع بمؤلًّفه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
وكتب أبو محمد عبدالله بن يوسف الجديع
29/ 12/ 1428هـ
8/ 1/ 2008م
مدينة ليدز - بريطانيا [/ [/ size
ـ[أبو أنس العبسي]ــــــــ[07 Mar 2008, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ
ـ[المنصور]ــــــــ[07 Mar 2008, 08:13 م]ـ
أين أجد كتاب " التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:28 ص]ـ
أين أجد كتاب " التنوير في أصول التفسير" للشيخ المقرئ المجيدي
أخي الفاضل، سيعاد طباعة الكتاب قريباً كما أخبرني الشيخ الدكتور عبدالسلام المجيدي، وسيضيف فيه بعض الاضافات، وسيثبت فيه بعض ملاحظات أهل العلم بعد أن عرضه على طائفةٍ منهم.(/)
وقفات مع تفسير ابن عطية الأندلسي (4)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[02 Mar 2008, 04:27 م]ـ
لا تزال الوقفات مع الإمام ابن عطية في لطائفه ودقائقه في (التفسير بالمثال)، ومن هذه التخريجات التي كان يعمل بها فيما يرد عن السلف من ألفاظ توهم التخصيص للفظ العام ما يأتي:
(1) يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (الأنفال: 1)
قال الإما ابن عطية: ((وحكى النقاش عن الشعبي أنه قال: (الأنفال) الأسارى.
قال القاضي أبو محمد: وهذا إنما هو على جهة المثال فيعني كل ما يغنم)).
تأمل هذا القول الغريب الذي لو عُرض على واحد منا لاستنكره واستبعده من أول الأمر، لكن الإمام ـ رحمه الله ـ يذهب بسعة نظره إلى أن هذا يدخل في باب المثال.
وإذا تأمَّلت الحال، وجدت أن الأنفال: هي الزيادة التي يغنمها المسلمون فوق النصر، والأسارى مما يدخل في كونه فوق ما أتاهم من النصر؛ ولأن الأسارى قد يُفدون بالمال، فيؤول الأمر إلى غنيمة معتبرة معروفة.
فائدة: لا يلزم من ورود هذا القول عن الشعبي أنه صحيح في النقل عنه، بل في الأمر شكُّ في صحة ذلك لتفرد النقاش (ت 351) في النقل، والنقاش ينقل كثيرًا من الغرائب والموضوعات، لذا لا يُعتدُّ بانفراده في مثل هذه الحال.
ومما ورد في ترجمته في كتاب (الوافي بالوفيات): ((النقاش المفسر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هرون بن جعفر بن سند المقرئ أبو بكر المعروف بالنقاش الموصلي الأصل البغدادي عالم بالقرآن والتفسير، صنف تفسيرا سماه شفاء الصدور ... ذُكر عند طلحة بن محمد بن جعفر قال كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص، وقال البرقاني: كل حديث النقاش مناكير ليس في تفسير حديث صحيح، وقال هبة الله اللالكائي الحافظ: تفسير مناكير النقاش اشفاء الصدور ليس شفاء الصدور، قال الخطيب: في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة ... وقد اعتمد صاحب التيسير على رواياته، قال الشيخ شمس الدين: الذي وضح أن هذا الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة، وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الداني: النقاش مقبول الشهادة، توفي سنة إحدى وخمسين وثلث مائة وولد سنة ست وقيل سنة خمس وستين ومائتين)).
(2) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 71)
قال القاضي أبو محمد: ((وأما تفسير هذه الآية بقصة عبد الله بن أبي سرح فينبغي أن يحرر، فإن جلبت قصة عبد الله بن أبي سرح على أنها مثال كما يمكن أن تجلب أمثلة في عصرنا من ذلك فحسن، وإن جلبت على أن الآية نزلت في ذلك فخطأ، لأن ابن أبي سرح إنما تبين أمره في يوم فتح مكة، وهذه الآية نزلت عقيب بدر)).
لله در هذا الإمام، تأمل هذا التحليل المحرَّر، والتدقيق المُنيف، إن مثل هذا التخريج المحرر لمثل هذا القول لهو تدريب عملي لطالب علم التفسير، يعرف به كيف يخرج من مضايق مشكلات بعض الآثار، فلا يعجل عليها بالنقض والرد، بل يذهب بها إلى توجيه محتمل مقبول، فإن لم يمكن فساعتئذ يكون النقض.
أما التفسير الذي ذكره فقد ورد عن قتادة عند الطبري بالسند الآتي: ((حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله: (وإن يريدوا خيانتك) الآية، قال: ذكر لنا أن رجلا كتب لنبي الله صلى الله عليه وسلم، ثم عمد فنافق، فلحق بالمشركين بمكة، ثم قال: "ما كان محمد يكتب إلا ما شئت! " فلما سمع ذلك رجل من الأنصار، نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف. فلما كان يوم الفتح، أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ومِقْيَس بن صُبابة، وابن خطل، وامرأة كانت تدعو على النبيّ صلى الله عليه وسلم كل صباح. فجاء عثمان بابن أبي سرح، وكان رضيعه = أو: أخاه من الرضاعة = فقال: يا رسول الله، هذا فلان أقبل تائبًا نادمًا! فأعرض نبي الله صلى الله عليه وسلم. فلما سمع به الأنصاريّ أقبل متقلدًا سيفه، فأطاف به، وجعل ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يومئ إليه. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدّم يده فبايعه، فقال: أما والله لقد
(يُتْبَعُ)
(/)
تلوَّمتك فيه لتوفي نذرك! فقال: يا نبيّ الله إنيّ هِبْتك، فلولا أوْمضت إليّ! فقال: إنه لا ينبغي لنبيٍّ أن يومض)).
وما قاله الإمام ابن عطية عين التحقيق ويقينه، فالآية ـ بلا ريب ـ نزلت بشأن بدر، وقصة ابن أبي سرح كانت بعدها، وإذا تأملت حاله وجدته يدخل في عموم من خان فأمكن الله منه، فيكون ذكر حاله مثالاً لهذا لمعنى الآية.
أما لو كان القائل زعم أنها نزلت بسببه، فإنه يلزمه أن يثبت تأخُّر نزول هذه الآية عن وقعة بدر التي نزلت هذه السورة بشأنه، فإن لم يكن ثمَّ إثبات، فإن هذا الزعم ـ لو كان ـ خطأ بلا ريب.
ثم تأمل هذا التوسيع في التَّنْزيل على الواقع الذي نهجه الإمام في هذا المثال، فقد قال: ((كما يمكن أن تجلب أمثلة في عصرنا من ذلك))، وهذا يفيدنا في أن القرآن الكريم يخاطبنا ويشرح لنا أحوالنا، وأننا يمكن أن نحمل كثيرًا مما يقع بنا على آيات القرآن فتكون كأنها إنما نزلت ناطقة بما يحصل من أمرنا اليوم، ولعمر الله إن هذا لمن أعجاز القرآن الكريم الذي يبقى بتجدده لا يخلق على مدى الأزمان، فما حفت بمسلم نازلة ولا مصيبة فطلبها في القرآن إلا وجد فيه ما يغنيه فيها، لكننا مبتلون بقلة الفقه في كتاب الله، أسال الله لي ولكم الفقه في كتابه.
تأمل قوله تعالى: ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، ثم تأمل حالك الشخصي، ثم حال أمتك من حولك؛ ألا تجد أن في حياتك التي تعيشها أمثلة كثيرة تدخل في عموم هذه الآية؟!
(3) وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ (التوبة: 12)
قال الإمام ابن عطية: ((وقال قتادة: المراد بهذا أبو جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وغيرهما.
قال القاضي أبو محمد: وهذا إن لم يتأول أنه ذكرهم على جهة المثال ضعيف لأن الآية نزلت بعد بدر بكثير)).
أقول: أما المروي عن قتادة، فقد أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في تفسيره عن شيخه معمر عن قتادة، قال: ((أبو سفيان بن حرب، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وسهيل بن عمرو، وهم الذين نكثوا عهد الله، وهموا بإخراج الرسول، وليس والله كما يتأول أهل الشبهات والبدع، والفري على الله تعالى وعلى كتابه)).
وفي المروي عن قتادة أمر لابد من التنبه له، وهو أن ما حمله عليه الإمام من التمثيل صحيح بلا ريب؛ لأن بعض من ذكرهم قتادة قد أسلموا وحسُن إسلامهم، ولم يكنوا من الناكثين لعهد الله كغيرهم من الكفار الذين ماتوا على الكفر، فأبو سفيان وسهيل بن عمرو ممن أسلم في عام الفتح وحسن إسلامه، فالخطاب متعلق بهم حال كفرهم فقط، فلما انتقلوا إلى الإيمان خرجوا من هذا الخطاب.
وأما ملحظ الإمام الثاني ـ وهو معتمد على تاريخ الواقعة وتاريخ النُّزول ـ فيشير إلى أن قتادة يذهب إلى التنبيه على أن الآية تشمل هؤلاء حال كفرهم يوم بدر، ولا يلزم منه أن من آمن منهم ومات على الإيمان باقٍ في شمول الآية له، ولو كان يذهب إلى أنهم داخلون في معنى الآية حال نزولها فهذا خطأ بين ظاهر، ولا يُتصوَّر بحافظ الأمة قتادة أن يذهب هذا المذهب؛ لذا يحسن بنا أن نحمل تفسيره على التمثيل لبعض أئمة الكفر في وقت من أوقات كفرهم، مع أن منهم من آمن بالله.
(4) انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (41)
قال الإمام ابن عطية: ((وذكر الناس من معاني الخفة والثقل أشياء لا وجه لتخصيص بعضها دون بعض، بل هي وجوه متفقة، فقيل: الخفيف: الغني، والثقيل: الفقير، قاله مجاهد.
وقيل: الخفيف: الشاب، والثقيل: الشيخ، قاله الحسن وجماعة.
وقيل: الخفيف: النشيط، والثقيل: الكاسل، قاله ابن عباس وقتادة.
وقيل: المشغول ومن لا شغل له، قاله الحكم بن عيينة وزيد بن علي.
وقيل: الذي له ضيعة هو الثقيل، ومن لا ضيعة له هو الخفيف، قاله ابن زيد.
وقيل: الشجاع هو الخفيف، والجبان هو الثقيل، حكاه النقاش.
وقيل: الراجل هو الثقيل، والفارس هو الخفيف، قاله الأوزاعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال القاضي أبو محمد: وهذان الوجهان الآخران ينعكسان، وقد قيل ذلك، ولكنه بحسب وطأتهم على العدو، فالشجاع هو الثقيل، وكذلك الفارس.
والجبان هو الخفيف، وكذلك الراجل.
وكذلك ينعكس الفقير والغني، فيكون الغني هو الثقيل بمعنى صاحب الشغل، ومعنى هذا أن الناس أمروا جملة.
وهذه الأقوال إنما هي على معنى المثال في الثقل والخفة ... )).
أقول: هانحن أما أقوال متعددة تصل إلى سبعة، ومع هذا فإن الإمام ببصره بعبارات السلف، وتحريره في مراداتهم يختصر علينا المقام، ويهب إلى أن هذه الأقوال إنما هي على معنى المثال في الثقل والخفة، وبهذا التخريج لا تجد أي حرج من كثرة هذه الأقوال، ولا تحتاج إلى أن تبحث عن المراد منها دون غيره، بل كلها داخلة في المراد.
وكون العموم هو المراد في الآية هو ما ذهب إليه الطبري ونبَّه عليه، ثم تبعه ابن عطية ـ رحم الله الجميع ـ، قال الطبري: ((وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب أن يقال: إن الله تعالى ذكره أمر المؤمنين بالنَّفر لجهاد أعدائه في سبيله، خفافًا وثقالا. وقد يدخل في "الخفاف" كل من كان سهلا عليه النفر لقوة بدنه على ذلك، وصحة جسمه وشبابه، ومن كان ذا يُسْرٍ بمالٍ وفراغ من الاشتغال، (1) وقادرًا على الظهر والركاب.
ويدخل في "الثقال"، كل من كان بخلاف ذلك، من ضعيف الجسم وعليله وسقيمه، ومن مُعسِرٍ من المال، ومشتغل بضيعة ومعاش، ومن كان لا ظهرَ له ولا ركاب، والشيخ وذو السِّن والعِيَال.
فإذ كان قد يدخل في "الخفاف" و"الثقال" من وصفنا من أهل الصفات التي ذكرنا، ولم يكن الله جل ثناؤه خصَّ من ذلك صنفًا دون صنف في الكتاب، ولا على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نَصَب على خصوصه دليلا وجب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أمر المؤمنين من أصحاب رسوله بالنفر للجهاد في سبيله خفافًا وثقالا مع رسوله صلى الله عليه وسلم، على كل حال من أحوال الخفّة والثقل)).
وهذا التعدد في الأقوال في التمثيل للفظ العام لا يضيرك حتى لو بلغ أكثر من عشرة ما دام يصدق عليه مدلول اللفظ العام، والله أعلم.
5 ـ قوله تعالى: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (هود: 114).
قال الإمام ابن عطية: ((وقوله (إن الحسنات يذهبن السيئات)، ذهب جمهور المتأولين من صحابة وتابعين إلى أن (الحسنات) يراد بها الصلوات الخمس - وإلى هذه الآية ذهب عثمان - رضي الله عنه - عند وضوئه على المقاعد (1) وهو تأويل مالك.
وقال مجاهد: (الحسنات): قول الرجل: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
قال القاضي أبو محمد: وهذا كله إنما هو على جهة المثال في الحسنات، ومن أجل أن الصلوات الخمس هي أعظم الأعمال، والذي يظهر أن لفظ الآية لفظ عام في الحسنات خاص في السيئات بقوله عليه السلام: (ما اجتنبت الكبائر) ... )).في هذا الكلام عدد من التنبيهات:
التنبيه الأول: ورد تفسير الحسنات بالصلوات الخمس عن جمع من السلف كما أشار إلى ذلك الإمام ابن عطية، ويبدو أن السرَّ في اختيارهم هذا المثال أن السِّباق قد مضى بقوله: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل)، فكان تنبيههم على أن الحسنات الصلوات تنبيه له مقصده، وقد ذكر الإمام ابن عطية علَّة أخرى في ذكر هذا القول، واستشهد له بما يعضده،فقال: ((ومن أجل أن الصلوات الخمس هي أعظم الأعمال، والذي يظهر أن لفظ الآية لفظ عام في الحسنات خاص في السيئات بقوله عليه السلام: (ما اجتنبت الكبائر) ... )).
التنبيه الثاني: ذكر في سبب نزول هذه الآية الخبر المشهور، وقد سلك في روايته له مسلك ذكر ما يتضمنه من معنى دون ذكر النص بالتحديد، والخبر له روايات متعددة كما أشار الإمام، قال: ((وروي أن هذه الآية نزلت في رجل من الأنصار، قيل: هو أبو اليسر بن عمرو، وقيل: اسمه عباد، خلا بامرأة فقبلها وتلذّذ بها فيما دون الجماع، ثم جاء إلى عمر فشكا إليه، فقال: قد ستر الله عليك فاستر على نفسك، فقلق الرجل فجاء أبا بكر فشكا إليه، فقال له مثل مقالة عمر، فقلق الرجل فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى معه، ثم أخبره وقال: اقض فيَّ ما شئت، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلها زوجة غاز في سبيل الله، قال
(يُتْبَعُ)
(/)
: نعم، فوبخه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ما أدري، فنزلت هذه الآية، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاها عليه: فقال معاذ بن جبل: يا رسول الله خاصة؟ قال: بل للناس عامة. وروي أن الآية كانت نزلت قبل ذلك واستعملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الرجل وروي أن عمر قال ما حكي عن معاذ)). والسؤال الذي يرد: هل يؤثر هذا الخبر على الحكم بالتفسير بالمثال؟
الجواب: إن من القواعد التي استنبطتها من تعليق العلماء على علاقة أسباب النُّزول بالألفاظ العامة (أن أسباب النزول ـ إن تعددت ـ إنما هي أمثلة للمعنى العام)، ومن ثَمَّ، فإننا نظر إلى صحة اندراج المعنى المذكور في أسباب النُّزول المتعددة في معنى اللفظ العامِّ، فإذا كانت تندرج تحت هذا المعنى العام، فلا يضير تعدُّدها، ونجعلها أمثلة للفظ العام، وما ذُكر في هذا الخبر يندرج تحت قوله تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات).
وفي سياق هذا الخبر لطائف علمية:
أولها: إذا كان سبب نزول هذه الآية هو الرجل التَّمار، كما ورد في صحيح مسلم الذي روى بسنده عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَجُلاً أَصَابَ مِنِ امْرَأَةٍ قُبْلَةً فَأَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ - قَالَ - فَنَزَلَتْ (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).
قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِىَ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِى)).
فيحتمل أن تكون هذه الآية مدنية نُزِّلت في سورة مكية.
ثانيها: أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم استدلَّ بهذه الآية على دخول حال الرجل التَّمار في عموم لفظ قواه تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات)، وقد ورد في الرواية الأخرى التي رواها الإمام مسلم عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود، قَالَ: ((جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى عَالَجْتُ امْرَأَةً فِى أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَإِنِّى أَصَبْتُ مِنْهَا مَا دُونَ أَنْ أَمَسَّهَا فَأَنَا هَذَا فَاقْضِ فِىَّ مَا شِئْتَ. فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ سَتَرَكَ اللَّهُ لَوْ سَتَرْتَ نَفْسَكَ - قَالَ - فَلَمْ يَرُدَّ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا فَقَامَ الرَّجُلُ فَانْطَلَقَ، فَأَتْبَعَهُ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً دَعَاهُ وَتَلاَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: يَا نَبِىَّ اللَّهِ هَذَا لَهُ خَاصَّةً؟!
قَالَ: بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً)).
وهذا يعني أن الآية مكيَّة ـ وهذا هو الأصل ـ وأن حال الرجل يدخل في عموم الآية، كما ورد في آخر الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لِمَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ أُمَّتِى))، وفي الرواية الأخرى: ((بَلْ لِلنَّاسِ كَافَّةً)).
ويمكن أن يكون الإخبار بالنُّزول فيه توسع في التعبير، وأن المراد بقوله في الرواية الأولى (فنزلت) ليس ابتداء النُّزول، وإنما المراد بها التلاوة وتنْزيل الآية على حال الرجل بدلالة الرواية الأخرى: ((وَتَلاَ عَلَيْهِ هَذِهِ الآيَةَ)).
وإلى وقفة أخرى إن شاء الله تعالى.
ـــــــــــ
(1) يشير إلى أثر ذكره الطبري في تفسير هذه الآية عن عثمان بن عفان، وفيه: ((جلس عثمان بن عفان يومًا على المقاعد = فذكر نحوه ـ أي حديث من توضأ وضوئي هذا ... ـ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه قال: "وهن الحسنات إن الحسنات يذهبن السيئات)).
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Mar 2008, 05:31 م]ـ
الحمد لله
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
فوائد نفيسة
ـ[إيمان]ــــــــ[17 Mar 2008, 10:33 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Mar 2008, 02:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
ما مدلول قوله تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية"
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Mar 2008, 08:36 ص]ـ
تذكر بعض المجلات العلمية أن المحنط في أحد المتاحف المصرية هو ذاته فرعون بني إسرائيل فهل ذكر أحد من المفسرين أن مدلول قوله تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" يقتضي استمرار بقاء جثة فرعون بادية للعيان؟؟
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Mar 2008, 11:35 ص]ـ
انظر يا أخي الكريم ما ورد في تفسير (الجواهر) للشيخ طنطاوي جوهري ج 6 ص 73 - 74
طبعة مصطفى البابي الحلبي - القاهرة 1346 هج
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:24 م]ـ
انظر يا أخي الكريم ما ورد في تفسير (الجواهر) للشيخ طنطاوي جوهري ج 6 ص 73 - 74
طبعة مصطفى البابي الحلبي - القاهرة 1346 هج
بارك الله فيك يا شيخ منصور
هل الكتاب موجود في النت وهل ترى أن آراءه محل اعتبار حيث أثير حول هذا التفسير بعض الإشكالات؟؟
جزيت خيرا.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:57 م]ـ
تذكر بعض المجلات العلمية أن المحنط في أحد المتاحف المصرية هو ذاته فرعون بني إسرائيل فهل ذكر أحد من المفسرين أن مدلول قوله تعالى: "وكذلك ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية" يقتضي استمرار بقاء جثة فرعون بادية للعيان؟؟
أخي الكريم / أرجو أن تصحح الخطأ في الآية , فالصحيح أن الآية هكذا (فاليوم ننجيك) وليست (وكذلك ننجيك)
بارك الله فيك
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[03 Mar 2008, 02:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Mar 2008, 08:25 م]ـ
ذهب المؤلف - رحمه الله - إلى الربط بين المعاني الكونية وبين النظريات العلمية المكتشفة حتى مطلع القرن العشرين،
وفرح الناس بهذا الاتجاه، وبعد عقود قليلة ظهرت اكتشافات علمية نقضت ما كان سائدا فانهار الركن العلمي الرئيس
في تفسير الجواهر.
ولذلك دعوت مرارا إلى الأخذ بالتوجيه القرآني نحو العلم والبحث العلمي المفسِّر للظواهر الكونية،
دون اتخاذ ذلك تفسيرا للقرآن الكريم، حتى لا تتردد الآراء والأقوال حول الإشارات الكونية في كتاب الله
فليس القرآن ومعانيه تحت النظر العلمي والتجريب بالإثبات والتبديل تبعا لكل جديد في عالم المخترعات،
إنما هو كتاب هداية وتبصير للكون كله فكل علم يستحدثه الناس هو مستقى من هذا الكتاب المبين وليس تفسيرا له.
هذه وجهة نظري، وأرجو من أهل العلم والمعرفة تنبيهي على ما فيها من خطإ أو خطل.
وبالله التوفيق.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:42 م]ـ
أخي اجابة لسؤالك أنقل لك من تفسير أبي السعود
فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون "
فاليوم ننجيك أى نخرجك مما وقع فيه قومك من قعر البحر ونجعلك طافيا وفي التعبيرعنه بالتنجية تلويح بأن مراده بالإيمان هو النجاة كما مر وتهكم به أو نلقيك على نجوة من الأرض ليراك بنو إسرائيل وقرئ ننجيك من الإنجاء وننحيك بالحاء من التنحية أى نلقيك بناحية الساحل
ببدنك في موضع الحال من ضمير المخاطب أى ننجيك ملابسا ببدنك فقط لا مع روحك كما هو مطلوبك فهو تخييب له وحسم لأطماعه بالمرة أو عاريا عن اللباس أو كاملا سويا أو بدرعك وكانت له درع من الذهب يعرف بها وقرئ بأبدانك أى بأجزاء بدنك كلها كقولهم هوى بأجرامه أو بدروعك كأنه كان مظاهرا بينها
لتكون لمن خلفك آية لمن وراءك علامة وهم بنو إسرائيل إذ كان في نفوسهم من عظمته ما خيل إليهم أنه لا يهلك حتى يروى أنهم لم يصدقوا موسى عليه السلام حين أخبرهم بغرقه إلى أن عاينوه مطرحا على ممرهم من الساحل أو تكون لمن يأتى بعدك من الأمم إذا سمعوا مآل أمرك ممن شاهدك عبرة ونكالا من الطغيان أو حجة تدلهم على أن الإنسان وإن بلغ الغاية القصوى من عظم الشأن وعلو الكبرياء وقوة السلطان فهو مملوك مقهور بعيد عن مظان الربوبية وقرئ لمن خلفك فعلا ماضيا أى لمن خلفك من الجبابرة وقرئ لمن خلقك بالقاف أى لتكون لخالقك آية كسائر الآيات فإن إفراده سبحانه إياك بالإلقاء إلى الساحل دليل على أنه قصد منه لكشف تزويرك وإماطة الشبهة في أمرك وبرهان نير على كمال علمه وقدرته وحكمته وإرادته وهذا الوجه محتمل على القراءة المشهورة أيضا وفي تعليل تنجيته بما ذكر إيذان بأنها ليست لإعزازه أو لفائدة أخرى عائدة إليه بل لكمال الاستهانة به وتفضيحه على رءوس الأشهاد وزيادة تفظيع حاله كمن يقتل ثم يجر جسده في الأسواق أو يدار برأسه في البلاد واللام الأولى متعلقة بننجيك والثانية بمحذوف وقع حالا من آية أى كائنة لمن خلفك
وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها وهو اعتراض تذييلى جيء به عند الحكاية تقريرا لفحوى الكلام المحكى
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:03 ص]ـ
الشيخ منصور شكر الله لك وبارك فيك
مصطفى سعيد جزاك الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:49 ص]ـ
في كتاب استاذنا العلامة فضل عباس المسمى المفسرون مناهجهم ومدارسهم حديث مستفيض عن تفسير طنطاوي جوهري وذكر فيه خلاصة ما يمكن ان يقال فيه من الايجابيات والسلبيات
وانا ارى ان من واجب طلبة علم التفسير ان يقرءوا ما كتب حتى لا نقع في ظلم العباد لمجرد اقوال لم يعرها اصحابها اي اهتمام حين اطلقوها
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Mar 2008, 09:16 ص]ـ
إن ما دعا إليه أخي جمال أبو حسان اتجاه صحيح وهو ما جعلني لا أقف عند حدود ما يقال عن تفسير الجواهر،
فقررت قراءته كاملا، ووازنت بين ما جاء فيه وما جاء في تفسير الآيات الكونية لحنفي أحمد،
ثم وازنت بينه وبين ما شرحه وقرره الدكتور زغلول النجار،
فوجدت اختلافا كبيرا بين الثلاثة وهم ثلاثة أجيال خلال مائة سنة،
وكان مردّ الاختلاف في تلك الاكتشافات المتعاقبة.
هذه واحدة
وأخرى هي من باب الإنصاف أن فوائد تفسير الجواهر ليست محصورة في المسائل العلمية،
ففيه فوائد لغوية جيدة ومعان جامعة تناسب عصرنا، وتوجيهات مفيدة جدا.
وليس هذا مجال البحث لأن الموضوع بدأ في مسألة تاريخية علمية دار حولها القول،
وعلماء الآثار والطب أجمعوا على أن الجسد المحنط في المتحف المصري لشخص مات بإسفكسيا الخنق،
وحددوا تاريخ الوفاة تقريبا، فكان زمن موسى عليه السلام،
فرجحوا أن يكون الجسد جسد فرعون موسى،
وكان الشيخ طنطاوي جوهري - رحمه الله - جزم بأنه جسد فرعون الغريق،
وظهرت بعد ذلك دراسات تشكك في طريقة الخنق: أهو خنق الغرق؟ أو الخنق من أثر غازات مميتة؟
ودراسات تاريخية لا تجزم بزمن هذا الفرعون.
إذن المسألة محصورة في توالي الاكتشافات والأبحاث على فترات ممتدة.
هذا تعليل توقفي عن الأخذ بها ولا ينقص ذلك من قيمة الكتاب في غير هذه المسائل، فلا يخلو كتاب من فائدة.
وبالله التوفيق.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:15 ص]ـ
ولنا وقفة تأمل هنا في بديع النظم عند قوله" {فَ?لْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ?لنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} يونس 92
فقد عبر عن نجاته بالفعل المضارع "ننجيك" الدال على التجدد،فنجاته متجددة على مر الأزمنة،وهذا يرجح أن نجاته عبرة ممتدة لكل الناس وليست مخصوصة لقومه، وإلا لقال "فاليوم نجيناك"و بدليل أيضا التعقيب بقوله" {وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ?لنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} يونس 92
فالكثرة من الناس منسحبة على امتداد الزمان والمكان، وليست لقومه خاصة،فكثير من الناس إلى يومنا هذا عن آيات الله غافلون ومنها هذه الآية آية نجاة فرعون
ثم برز الإعجاز البياني كاشفا عن الإعجاز العلمي في قوله"ببدنك" فأتى بالباء الدالة على اللصوق والملازمة ولم يقل ننجي بدنك فقد كشف العلم من خلال تشريح الجثة أنها الجثة الوحيدة التي بقيت بأحشائها الداخلية،فكل جثث الفراعنة من الموميات تخلو من الأحشاء؛ لتدوم لفترة طويلة،إلا هذه الجثة، وهذه آية بعينها،
وبقي السؤال للتأمل وهو لماذا قال:ننجيك ببدنك، مع أن النجاة للجثة فقط، فلم يقل: فاليوم ننجي بدنك، فهل هو شيء وجثته شيء آخر؟! فضلا عن الإعجاز الذي ذكرناه يبقى التأمل قائما،
ثم لم عبر عن الجثة بالبدن وليس بالجسد؟!
هذا ما أتركه لأهل الملتقى للتأمل.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:20 ص]ـ
قصة اكتشاف جثة الفرعون
فرعون موسى
الدكتور رشدي البدراوي
أستاذ بجامعة القاهرة وباحث وكاتب إسلامي
بعد غرق فرعون (رمسيس الثاني) أثناء مطاردة بني إسرائيل، قام أفراد البلاط الملكي ممن نجا من الغرق بتحنيط الجثة ونقل التابوت بواسطة مركب في النيل إلى طيبة يصحبها مراكب أخرى فيها الكهنة والوزراء وعظماء القوم ثم سحب التابوت إلى المقبرة التي كان قد أعدها رمسيس الثاني لنفسه في وادي الملوك.
وفي كل هذه المراحل كانت تتلى الصلوات وتؤدى الطقوس الجنازية المناسبة.
وبهذا انتهت حياة فرعون من أعظم الفراعين. إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق.
وإن كان الستار لم يسدل على قصته. إذ قدر له أن يعود إلى مسرح الأحداث من جديد في عصرنا الحالي.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد موت الفرعون انتشرت جماعات اللصوص. وزادت جرأتها على سرقة المقابر الملكية وشجعهم على ذلك ما كانت تحويه من كنوز عظيمة من حلي وأثاث جنازي. ولعله كان في قرارة أنفسهم أنهم يستردون ما سبق أن أخذه هؤلاء الملوك وهم أحياء منهم ومن آبائهم وأجدادهم.
وضبط اللصوص وعوقبوا أكثر من مرة ثم صارت هذه العملية مهنة الكثيرين حتى إن مقابر كل ملوك الأسرات الثامنة عشرة والتاسعة عشرة والعشرين فيما بعد قد نُهبت ولم يسلم منها سوى مقبرة أمنحتب الثاني ومقبرة توت عنخ آمون الشهيرة. ومن مظاهر استهزاء الناس بالفراعنة هو تمثيلهم في رسوم مجونية بعيدة عن الأدب. مثال ذلك رسم يمثل رمسيس الثالث على شكل أسد يلعب الشطرنج.
واستمر نهب المعابد والمقابر وتزايد. ووجهت الاتهامات إلى عمدة طيبة الغربية ورئيس الشرطة والمسؤل عن سلامة المقابر وتمت معاقبة المسؤلين كما هو مُدون في برديات موجودة بالمتحف البريطاني. ولكن السرقات استمرت. واستقر رأي كهنة آمون على الحفاظ على جثث الفراعنة وبالذات جثة رمسيس الثاني فأعيد لفها في كفن خارجي جديد ووضعت في تابوت خشبي عادي للتمويه وتم دفنه في مقبرة والده سيتي الأول مع مجموعة أخرى من جثث الفراعنة السابقين وسُجِّل على الكفن أن ذلك تم في اليوم الخامس عشر من الشهر الثالث في السنة 24 من حكم رمسيس الحادي عشر. ولما كان رمسيس الحادي عشر هو آخر فراعنة الأسرة العشرين وحكم 27 سنة فإن العام الذي أعيد فيه تكفين ودفن جثة رمسيس الثاني كان في عام 1089 ق. م أي بعد وفاته بـ 127 سنة. ولكن العبث بالمقابر الملكية لم يتوقف. وفي عصر الأسرة الحادية والعشرين حينما توفي كبير كهنة آمون "بينودجيم الثاني" قرر زملاؤه الكهنة إنهاء العبث بجثث الفراعنة فجمعوا جثثهم واتخذوا من دفن كبير الكهنة ستاراً ودفنوا الجميع في قبر الملكة " إنحابي" بالدير البحري والذي تم توسعته ليتسع لجميع جثث الفراعنة منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة. وأغلقوا القبر ـ وسجلوا أن ذلك قد تم في السنة العاشرة من حكم الملك " سيامون " في عام 969 ق. م.
وردموا المدخل تماماً وضيعوا المعالم حوله حتى لا يستدل عليه اللصوص فبقي القبر الجديد سالماً من عبث اللصوص لأكثر من 2800سنة ونسي تماما وسمي " خبيئة الدير البحري" ويحتوي على جميع المومياوات ومن بينها مومياء رمسيس الثاني.
أين الآية؟
يمكننا أن نقول إن من عرف بغرق الفرعون عدد محدود هم رجال البلاط والكهنة وإن تسرب النبأ إلى بعض العامة. المهم إن الفرعون توفي كما توفي غيره من الفراعين الذين سبقوه.
وعلى العموم فقد بلغ من العمر أرذله حيث بلغ 90 عاماً وحكم مصر 67 عاماً ولذلك لم يستغرب الناس وفاته. ومن عرف أنه غرق أثناء مطاردته لبني إسرائيل وراجع تعنته معهم ورفضه إطلاق سراحهم أيقن أن الله كان مع بني إسرائيل ونصرهم عليه وكان في غرقه أثناء مطاردته لهم آية ودليل بالغ على انتصار الحق في النهاية مهما بلغت قوة الظلم في البداية.
بعد مطاردته لبني إسرائيل فمن عرف بغرقه أيقن أن موسى على حق وأنه كان على باطل وبعد غرقه تم تحنيطه من قبل أفراد البلاط والكهنة.
قال الله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} [البقرة: 50].
إلى هنا والغرق في حد ذاته هو الآية وحتى لو لم توجد جثته فيكفي أن هذا الفرعون الذي تكبر وتجبر وعذب وسخر قد غرق – وهذا في حد ذاته آية، بقي أن نعرف معنى قوله تعالى:
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92].
ولنعرف الآية المقصودة علينا أن نستكمل ما حل بهذا البدن الذي أنجاه الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلنا إن مومياوات الفراعنة قد أعيد دفنها في خبيئة الدير البحري في عام 696 ق. م وطمست الرمال مدخل القبر ونُسِي الأمر، ومرت قرون، وفي عام 1872م عثر فلاح مصري هو وإخوته مصادفة على مدخل خبيئة الدير البحري وأخفوا اكتشافهم وظلوا يترددون على المقبرة سراً يأخذون ما خف وزنه وغلا ثمنه مثل الجواهر والحلي والأواني التي تحنط فيها الأحشاء وغيرها يبيعونها ويقتسمون ثمنها وكما يقال: إذا اختلف اللصوص ظهر المسروق، فقد اختلف الإخوة وراح أحدهم إلى قسم البوليس واعترف بالأمر بعد أن كانت قد مرت 10 سنوات على اكتشافهم له وفي 6 يوليو عام 1881م ذهب مسئولون من هيئة الآثار المصرية ونزلوا إلى المقبرة وبواسطة 300 من العمال أمكنهم في مدة يومين نقل كل محتويات خبيئة الدير البحري من جميع مومياوات الفراعين وأثاث جنازي في باخرة إلى القاهرة حيث أودعت في المتحف المصري في بولاق، ويقول خبير الآثار إبراهيم النواوي إنه في عام 1902 بعد نقل مومياء رمسيس الثاني قام بفك اللفائف لإجراء الكشف الظاهري على المومياء ولمعرفة ما يوجد تحت اللفائف وهل هناك مجوهرات أو تمائم أو غير ذلك والذي حدث هو أن اليد اليسرى للملك رمسيس الثاني ارتفعت إلى أعلى بمجرد فك اللفائف وهي فعلا تبدو لافتة للنظر بالنسبة لغيرها من المومياوات (الفرعون الذي يطارده اليهود – كتاب اليوم – سعيد أبو العينين – ص 60) وهو وضع غير مألوف بالنسبة للمومياوات الأخرى التي بقيت أيديهم – بعد فك اللفائف مطوية في وضع متقاطع فوق صدورهم كما هو واضح من مومياء مرنبتاح ومما قاله أحد علماء الآثار عند مشاهدته للمومياء، عجيب أمر هذا الفرعون الذي يرفع يده وكأنه يدرأ خطراً عن نفسه!! لعل قائل هذه الكلمات وهو يلقيها – مجازاً أو تهكماً – لم يخطر بباله أنه قد أصاب – دون أن يدري – كبد الحقيقة، وأنه قد قدم التفسير المحتمل لهذا الوضع الغريب لليد اليسرى لمومياء رمسيس الثاني، وتصورنا لما حدث منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام وبالتحديد قبل 3223 عاماً (1225 ق. م + 1998م) كما هو يلي:
قلنا إن فرعون – وجيشه يتبعه – وصل إلى شاطئ البحر فوجد طريقاً مشقوقاً وسط الماء فسار فيه وتبعه الجيش بجميع عرباته، وبدت على وجوه الجميع بسمة الانتصار فما هي إلا ساعة أو بضع ساعة ويتم اللحاق ببني إسرائيل الهاربين وتتم إعادتهم إلى مصر ثانية ولكن قبل النهاية بقليل بدأت قوائم الخيل وعجلات المركبات تغوص في الوحل، ونزل الجنود ليدفعوا العربات المكسورة جانباً لتمر العربات الأخرى، وغاصت البسمة من وجه رمسيس الثاني، وبدأ القلق يتملكه – لماذا في هذه المنطقة بالذات بدأ الوحل؟ وقد مرت منه جموع بني إسرائيل وبقرهم وماشيتهم وفيها من الثيران ما هو أثقل من المركبات ولم تغص أرجلهم في القاع، ولم يجد بدّاً من الانتظار حتى ينتهي جنوده من تخليص مركبته من الوحل، ونظر ولم يصدق عينيه، ما هذا؟ إنها موجة هائلة من المياه قادمة نحوه، يا للهول، لقد بدأ البحر ينطبق، والمياه قادمة تجاهه هادرة مزمجرة، وبحركة لا شعورية رفع يده اليسرى الممسكة بدرعه يتقي بها موجة المياه المتدفقة نحوه وكانت لطمة المياه من الشدة وقبضة يده من القوة بحيث حدث تقلص في عضلات ذراعه الأيسر وثبتت ذراعه ويده على هذا الوضع – ولما غشيته المياه وفارقته الحياة ظلت يده على هذا الوضع!
ولا بأس من أن نتوقف قليلاً لنذكر التغيرات التي تحدث في الجثة – أي جثة – بعد الوفاة، ومن المعروف طبعاً أن العضلات هي التي تسبب الحركة في الكائن الحي، والعضلة تتكون من خلايا عضلية، والخلية العضلية تتكون من خيوط عضلية وهي نوعان خيوط سميكة وخيوط رفيعة مرتبة في تبادل على طول العضلة وعند الرغبة في تحريك مفصل ما يصدر أمر من المخ يسري في العصب ويصل إلى العضلة المسؤولة عن حركة المفصل، والتيار الكهربي الصادر من المخ ينتج عنه تفاعلات كيميائية متعددة في موضع الاتصال العصبي العضلي تنتهي بأن تنشط خميرة خاصة تسبب تكسّر بروتين معين هو A. T. P. فيعطي الطاقة اللازمة للحركة فتنزلق الخيوط العضلية السميكة متداخلة بين الخيوط العضلية الرفيع فيقصر طول الخلية العضلية أي يحدث انقباض العضلة وتحدث الحركة المطلوبة.
بعد الوفاة تحدث في الجسد المراحل التالية:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - بعدما تغادر الروح الجسد تقف كلية أي إشارات صادرة من المخ وترتخي جميع عضلات الجسم وهذا يسمى الارتخاء الأولي.
2 - بعد ساعتين يبدأ انقباض لعضلات الجسم كلها وهذا يسمّى مرحلة التيبس الرمّي Rigor Mortis ويحدث التيبس في ترتيب بدءاً بالرأس وانتهاء بالقدم، فتيبّس عضلات الوجه والرقبة ثم الصدر فالذراعين ثم الفخذين وأخيراً عضلات الساقين، ويستمر التيبس الرمي لمدة 12 ساعة تقريباً ويصعب إحداث أي تغيير في وذع الأعضاء أثناءه ولذلك يقوم من حضروا الوفاة بقفل جفون العينين أثناء الارتخاء الأولي حتى لا تظل العينان مفتوحتين فيما بعد.
3 - بعد ذلك تبدأ البروتينات المكونة للعضلات في التحلل وترتخي العضلات ثانية وهذا يسمى الارتخاء الثانوي ويبدأ أيضاً من الرأس إلى القدم.
4 - ثم يعقب ذلك المرحلة الأخيرة وهي التعفُّن.
هذه هي المراحل التي يمر بها الجسد في حالة الوفاة العادية، أما في حالات الوفيات غير الطبيعية – ولنأخذ كمثال حالات الانتحار، والشخص الذي يقدم على الانتحار يكون في حالة توتر عصبي شديد يبلغ أقصاه في اللحظة التي يزهق فيها روحه ويحدث انقباض في الحال في عضلات الجسم كلها وذلك يسمى التوتر الرمّي Cadaveric Spasm ( بدلاً من الارتخاء الأولي) ويعقبه التيبّس الرمي وتظل العضلات منقبضة، وكثيراً ما يجد الأطباء الشرعيون يد المنتحر قابضة على المسدس المصوب إلى الرأس ولا يمكن تخليص المسدس إلا بعد أن يحدث الارتخاء الثانوي كذلك قد يجدون يد القتيل وقد قبضت على قطعة من ملابس القاتل أو خصلة من شعره ويكون هذا أول الخيط الذي يتبعه المحققون لتحديد شخصية القاتل فيقبض عليه وينال جزاءه كذلك في حالات الغرق يحدث توتر رمي في اللحظات الأخيرة وكثيراً ما توجد أيدي الغرقى قابضة على قطعة صغيرة من الخشب أو حفنة من طين القاع.
مومياء رمسيس الثاني ملفوفة بلفائف الكتان قبل نزعها (المتحف المصري)
وذلك ما حصل لرمسيس الثاني في لحظة الغرق، إذ بلغ به التوتر العصبي الشديد أقصاه فحدث التوتر الرمّي وتيبّست يده اليسرى على الوضع التي كانت فيه ممسكة بالدرع تتقي به المياه، ولعل لطمة المياه كانت من الشدة بحيث أفلتت الدرع من قبضة يده ولكن اليد ظلت في هذا الوضع وحدث التوتر الرمي وأعقبه التيبّس الرمي، وكان المفروض أن يحدث الارتخاء الثانوي بعد 12 أو 20 ساعة، ولعله حدث في كل أجزاء الجسم إلا في اليد اليسرى فقد بقيت عضلاتها في الانقباض الذي كانت عليه لحظة الغرق ولاحظ المحنطون ذلك وكلما وضعوا الذراع إلى جانبه أو ضموها إلى صدره عادت لترتفع ثانية إلى هذا الوضع وتم التحنيط ودهنت الجثة بالزيوت والرتنجات والمراهم وتسرب بعضها إلى العضلات والمفاصل وأصبحت العضلات مثل المطاط واحتفظت المفاصل بنعومتها، وكلما أعادوا اليد إلى الصدر ارتفعت ثانية فأحكموا ربطها إلى الصدر باللفائف التي كانت تلف بها الجثة وظلت مربوطة إلى صدره، ومرت قرون وقرون وأكثر من ثلاثة آلاف عام، ولما عثر على الجثة في خبيئة الدير البحري ونقلت إلى متحف بولاق وقام خبير الآثار عام 1902 بفك الأربطة قفزت اليد إلى الوضع الذي تيبست عليه لحظة الغرق وهي ممسكة الدرع ليحمي الفرعون نفسه من لطمة موجة المياه القادمة نحوه!
نحن الآن أمام ظاهرة فريدة لا يوجد مثلها في مومياوات الفراعين الآخرين، ولم يتمكن أحد من علماء الآثار تفسيرها ولا يستطيع الطب الشرعي أن يفسر لماذا لم يحدث الارتخاء الثانوي في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات بخاصة الانقباض أو اكتسبت خاصية مطاطية في هذه اليد بالذات، وكيف احتفظت العضلات أو اكتسبت خاصية مطاطية بحيث تعيد اليد إلى هذا الوضع بعد ما يزيد عن ثلاثة آلاف سنة، إن قطعة من المطاط الحقيقي لو ظلت مشدودة لمائة عام فمن المؤكد أنها ستفقد خاصيتها المطاطية ولن تعود إلى الانكماش ثانية، فما بالنا بعضلة مفروض ألا تنقبض إلا بأمر صادر من المخ، وحدث بها توتر رمى أعقبه تيبس رمى، ثم لا يحدث – كما هو مفروض – ارتخاء ثانوي وتظل الخيوط السمكية والرفيعة محتفظة بترتيبها وخاصيتها لعدة آلاف من السنين، وما إن يتم فك لفائف الكتان عن اليد حتى تنزلق الخيوط السمكية بين الخيوط الرفيعة فيقصر طول العضلة وترتفع اليد أليس هذا خرقاً لكل ما هو معروف من نواميس الطبيعة؟ وتعريف المعجزة أنها
(يُتْبَعُ)
(/)
خرق لنواميس الطبيعة، ولا يكون أمامنا إلا التسليم بأن اليد اليسرى لرمسيس الثاني هي الآية و (من خلفك) هم الأجيال منذ بداية هذا القرن وتحديداً منذ عام 1902 عندما اتخذت يد رمسيس الثاني هذا الوضع بعد فك اللفائف عنها، وإن كان كثر من الناس قد غفلوا عن مغزاها إلى أن تم لفت النظر إليها.
مومياء رمسيس الثاني منظر أمامي
مومياء رمسيس الثاني منظر جانبي يوضح اليد اليسرى مرفوعة وهو وضع مغاير لجميع المومياوات الأخرى
مومياء رمسيس الثاني منظر جانبي يوضح اليد اليسرى مرفوعة منظر آخر بزاوية مغايرة
{فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 92].
بقيت كلمة .. هي قوله تعالى:
{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46].
وجميع المفسرين يرون أن هذا العرض يكون في البرزخ بالإضافة إلى أشد العذاب الذي سيدخله آل فرعون يوم القيامة فيكون العرض على النار غدواً وعشياً نوعاً من عذاب القبر، وفي حديث صخرة بن جويرة عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الكافر إذا مات عرضت روحه على النار بالغداة والعشي ثم تلا: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} وإن المؤمن إذا مات عرض روحه على الجنة بالغداة والعشي) تفسير القرطبي جـ 15 ص 319).
نقطة أخيرة قبل أن نترك موضوع رمسيس الثاني فقد اقترح البعض تحليل مومياء رمسيس الثاني وتقدير نسبة الملح في الأنسجة للحصول على دليل على غرقه في ماء البحر المعروف بملوحته، ولكن ما سبق أن ذكرناه في مراحل التحنيط أن الجثة – بعد إفراغها من الأحشاء – تملأ بملح النطرون المركز يجعل مثل هذا التحليل غير مجدي.
يقول الله تعالى عن فرعون وجنوده (كم تركوا من جنات وعيون*وزروع ومقام كريم* ونعمة كانوا فيها فكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين) [الدخان].
أقرأ المزيد
من هو فرعون موسى
رمسيس الثاني فرعون مصر
وصفان لفرعون موسى من القرآن الكريم
حروب رمسيس الثاني وتسخير بني إسرائيل
إدعاء رمسيس الثاني الألوهية
قصة اكتشاف جثة الفرعون
المصدر: كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى؟ تأليف الدكتور رشدي البدراوي الأستاذ بجامعة القاهرة.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 Mar 2008, 02:59 م]ـ
الشيخ جمال أبو حسان شكر الله لك هذه الإفادة ويضاف إلى ذلك ما ذكره الدكتور فهد الرومي في رسالته اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر في تقويم كتاب الجواهر حيث قال: " ... وعلى هذا فإني أرى بغض النظر عن حسن الظن بالمؤلف – مع حسنه عندي – أن تفسيره خاطئ انحرف عن جادة الصواب في تفسير القرآن الكريم انحرافا لا يقبله ذو الذوق السليم فضلا عن الخبير بشروط التفسير" ج2 ص677.
الأستاذ منصور مهران بارك الله فيك على هذا الإثراء، وأسأل فضيلتك هل يمكن أن يستأنس بما ذكره الأثريون في تحديد صاحب الجثة من هو أو أن هذه العلوم لا دخل لها في هذا المجال؟
د. عبد الله الهتاري إضافة مفيدة فيما ذكرته عن بديع النظام وغيره أسأل الله أن يبارك في علمك وأين أجد كتاب موسى وهارون عليهما السلام من هو فرعون موسى مطبوعا؟
كما ننتظر مزيدا من الآراء في هذه المسألة.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[09 Mar 2008, 02:52 م]ـ
الدكتزر الهتاري
كتاب بديع النظام آمل إعطاء تقويم مختصر لهذا الكتاب؟؟
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[09 Mar 2008, 03:46 م]ـ
الدكتزر الهتاري
كتاب بديع النظام آمل إعطاء تقويم مختصر لهذا الكتاب؟؟
المقصود ببديع النظم نظم القرآن فالقرآن بديع في نظمه وهذه من تأملي في بلاغته لاغير ولدي كتاب سأطبعه قريبا في إعجاز القرآن بمشيئة الله(/)
القرآن والإنسان: الطبيعة والوظيفة والعلاقة
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:48 م]ـ
القرآن والإنسان: الطبيعة والوظيفة والعلاقة
محاضرة للدكتور: الشاهد البوشيخي
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة " الحمد الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا" الحمد لله الذي له الحمد في الأولى والآخرة، سبحانك لا إله إلا أنت.
موضوع هذه الكلمة،" القرآن والإنسان"، وهذا العنوان في حد ذاته يشعر بوضوح أنه هناك علاقة بين هذا القرآن وهذا الإنسان، والذي في البؤرة في هذه الكلمة، هو هذه العلاقة، لكن لا يمكن الحديث عن العلاقة بين القرآن والإنسان إلا بعد الحديث عن القرآن وعن الإنسان، فما هو هذا الإنسان؟ و ما هو هذا القرآن؟
طبيعة الإنسان ووظيفته:
أ- الطبيعة:
الذي يخبرنا بالحق من خلق هذا الإنسان، فهو العليم الخبير به "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير".
طبيعة هذا الإنسان أنه مخلوق من طين وروح "إذا قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين" فأصلنا جميعا من الطين إلا أن الله تعالى نفخ فيه من روحه، فتكون هذا الإنسان وسار بهذه النفخة خلقا آخر، كما أشارت الآية،" ثم أنشأناه خلقا آخر" وذلك بعد المرحلة النطفة وبعد العلقة والمضغة المخلقة وغير المخلقة، ثم أرسل إليه الملك فنفخ فيه الروح، إذاك نصير خلقا آخر مغايرا كل المغايرة، لما كان عليه حاله قبل مخالفا كل المخالفة لأصله الطيني، بهذه النفخة الربانية نصير خلقا آخر، تتتلاحم جزئياتنا لتكوين هذا الكائن وخصائص هذا الكائن بكل ما تعطيه الروح لهذا الكائن من مظاهر الحياة وخصائص الحياة، وإذن ليس هو من طين فقط وليس هو من روح فقط، بل إن طبيعته مزدوجة وتخلفت من انسجام هذين العنصرين وتركبهما بطريقة خاصة أعطت هذا الإنسان كل الخصائص التي له.
ب- الوظيفة:
وبهذه الطبيعة المزدوج استخلفه الله عز وجل في الأرض، قال جل من قائل "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة"، فقبل أن يخلق آدم حددت الوظيفة التي له في الأرض: "خليفة" وحدد مكان الوظيفة " الأرض"، وكل ذلك جعلا من الله تعالى، ومادة "الجعل" في القرآن تتجه إلى إرساء وتنظيم الشأن العام الكوني قال تعالى:"يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء"، هو الذي جعل لنا هذه الأرض ممهدة تمهيدا كما يمهد الفراش، وهو الذي جعل إبراهيم عليه السلام إماما للناس ?وهو الذي جعل البيت متابة للناس? وهو الذي جعل، وجعل سبحانه، فهو الذي جعل آدم خليفة، وجعل ذريته من بعده تتوارث هذه الوظيفة، يخلف بعضها بعضا "إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين"
ج- من مستلزمات الاستخلاف: تسخير المخلوقات للمستخلف:
فالإنسان مستخلف في الأرض، وطبيعة الخلافة تقتضي أن هناك مستخلفا له، وأن هناك عهدا وميثاقا لهذه الخلافة، أن هناك ما تتجلى فيه هذه الخلافة وذلك هو الشطر الثاني المحدد لطبيعة المهمة في هذه الخلافة: وهي" العبادة "وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" لم أخلقهم لشيء آخر، كل الكائنات خلقت لهذا الإنسان، وهو إنما خلق الله خلق لعبادة الله سبحانه وتعالى، كثير من الأشياء خلقت للنبات، والنبات خلق للحيوان، والنبات والحيوان والجماد وكل ما في هذا الكون سخر للإنسان وخلق للإنسان?ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض" "هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا"، الكل في هذا الكون أعد لهذا الإنسان، حتى الشمس والقمر سخر لهذا الإنسان "وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار"
د- من مستلزمات التسخير: العبدية لله
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا يدل على أن موقع هذا الإنسان عند الله كبير وعظيم في هذا الكون، وحسبنا أنه خليفة، وأن وظيفته في هذه الخلافة أن يعبد الله تعالى " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين"، خلافا لما يشتغلون به ولما يهتمون به ولما يتجهون إليه، كلا تم كلا، أريدهم لي لا لغيري، وطلبت منهم أن يعبدوني أنا، لا أن يعبدوا غيري وسخرت لهم تيسيرا لذلك غيري، إن الملائكة أنفسهم مكلفة بأمور في نظام هذا الكون، وذلك الكون إنما أعد ليخدم هذه الأرض التي أعدت هي نفسها لتستقبل الإنسان، فالمركزية في هذا الكون المنظور حتى الساعة هي للأرض والمركزية في هذه الأرض هي للإنسان فهذا الإنسان ذو طبيعة خاصة وذو وظيفة خاصة وذو رسالة خاصة هذا شأنه، فما شأن القرآن؟
طبيعة القرآن ووظيفته
أ - الطبيعة:
يقول الله جل وعلا: "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا"، ويقول تعالى"?قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم" الطبيعة الأولى للقرآن: أنه روح من أمر الله، نفس التعبير الذي عبر به عن الروح التي نعرفها، نفس التعبير استعمل في القرآن الكريم"?ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" "رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق"، القرآن روح من أمر الله، وخاصية الروح أنها تمنح كل خصائص الحياة للكيان، فهو روح حين تحل في الإنسان الفرد، تمنحه الحياة بعد الموت، فيصير بها خلقا آخر،
وهو روح حين تحل في جمع من الناس، يصيرون جسدا واحدا، وأمة واحدة، وما صارت هذه الأمة: أمة الإسلام خير أمة أخرجت للناس إلا بحلول روح القرآن في أفرادها جميعا، وفي كيانها العام جميعا، "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". وما صنعت هذه الأمة ما صنعته في التاريخ إلا حين حلت روح القرآن، وحلت في مجموعها روح القرآن.
والطبيعة الثانية أنه نور، "جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا" "قد جاءكم من الله نور" "فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه"، هذه طبيعته، وهو نور من نور الله و "الله نور السماوات والأرض"، ولا نور لأحد إلا من نوره"?ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور" وشأن النور أن يعطي الآمان وأن يوضح الصورة وأن يبرز الأشياء على حقيقتها. بواسطة النور نرى الأشياء على حقيقتها بألوانها الطبيعية، بأحجامها الطبيعية،، مع النور يكون الأمن والأمان، ومع الظلمة تكون الرهبة ويكون الخوف، مع النور يكون الوضوح ومع الظلمة يكون الرهبة ويكون الخوف، مع النور تعرف الحقائق ومع الظلمة تٌطمس الحقائق، إن هذا القرآن نور كاشف، نور للقلوب ونور للعيون ونور للألسنة ونور للجوارح، ونور للفرد ونور للأسرة ونور للجماعة نور للأمة ونور للبشرية.
حين يحضر تحضر كل الخصائص التي للنور، وحين يغيب تحضر كل مصائب الظلام وأخطار الظلام، ولا سبيل إلى حضوره والانتفاع به، إلا باتباعه واتباع رضوانه، " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام". هذان الأمران يجليان بإيجاز وتركيز طبيعة هذا القرآن: أنه روح من أمر الله وأنه نور من الله جل جلاله.
ب - الوظيفة:
فما وظيفة هذا القرآن بناء على تلك الطبيعة؟ إنها باختصار الهداية، قال تعالى:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، هذه الكلمة الجامعة تحدد وظيفة القرآن الجامعة، ولذلك كان هذا الدعاء الوحيد الذي ندعو به الله جل وعلا في سورة الفاتحة، كل يوم سبعة عشرة مرة، ندعو بذلك إجباريا إلى الأبد وإلا لا تصح صلاتنا. ماذا نطلب من الله في هذا الدعاء الوحيد في سورة الفاتحة نطلب الهداية، فما قبل الفاتحة مقدمة لها، وما بعدما تفصيل لها، أما الدعاء الوحيد والطلب الوحيد المستمر المتكرر إنما هي شيء واحد وحيد هو الهداية، فأين الجواب عن هذا الطلب؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ذلك ما نجده أول من ندخل إلى سورة البقرة، اول سورة بعد الفاتحة التي هي بمثابة المقدمة لهذا الكتاب العظيم، " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين"، كان الله تعالى يقول لنا: أنتم تطلبون الهداية تفضلوا ها هو الكتاب أمامكم، هو محض هدى على الوقف" لا ريب فيه هدى"وهو يتضمن الهدى وعلى الوقف "لا ريب فيه هدى للمتقين "، لكن لمن هو هداية؟ لمن اتقى، لمن اتبع رضوانه"يهدي به الله من اتبع رضوانه" أما الذي لم يتبع رضوانه، فلن يهتدي، "جزاء وفاقا" ذلك إذا سالت عن الطريق إلى مكان بعينه ووصف لك الطريق بدقة من عليم خبير رسم لك الطريق بكل التفصيلات، ثم لم تسلك أنت ذلك الرسم وذلك التصميم وذلك البيان، ذلك الهدى، ذلك الإرشاد الذي أرشدت له فأعرضت عنه ولم تتبعه هل ستهتدي؟ وهل ستصل إلى المقصود؟ أبدا لن تصل، لن يحصل لك المقصود إلا بالإتباع، إلا بالتقوى "هدى للمتقين"، فالقرآن من حيث هو دلالة وإرشاد هو هدى للناس جميعا، ولكن لا يهتدي وينتفع به إلا المتبعون المتقون: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" "فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" وظيفة القرآن الهدى والإرشاد إلى كل الأمور التي فيها صلاح العباد، آمرا بها داعيا إلى اتباعها فيه الدلالة على كل ما فيه الضرر لبني آدم ,فما من خير إلا ودلنا عليه القرآن وبينه لنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وما من شر إلا ونهانا عنه القرآن وبينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو محض هدى فهل يطلب الهدى في غيره كلا ثم كلا "قل إن هدى الله هو الهدى" بالحصر، فلا هدى في غير القرآن، من طلب الهدى في غيره أضله الله، فلنفقه هذه الحقيقة الضخمة الواضحة الصريحة، هذا القرآن هو الهدى وهو الميزان لكل هدى حتى هدى العقل الذي أودعه الله في بني آدم حين " أعطى كل شيء خلقه ثم هدي" إذ لا يمكن الاستفادة منه إلا إذا وزن بميزان القرآن "قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ظل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا"
ذلكم كان عن طبيعة الإنسان والقرآن، فماذا عن علاقة القرآن بالإنسان؟
علاقة القرآن بالإنسان
ما أسهل أن نتصورتلك العلاقة بعد أن عرفنا طبيعة الإنسان وطبيعة القرآن، وعرفنا الوظيفتين وظيفة الإنسان ووظيفة القرآن.
وأهم ما يمثل تلك العلاقة ثلاث:
1 - علاقة الروح بالجسد (الحياة والموت) قال الله عز وجل "أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" الإنسان بدون القرآن ميت حتى تحل فيه روح القرآن وبالقرآن يتم إحياء الإنسان فأول علاقة هي علاقة الروح بالجسد، وسر ذلك أن هذا الانسان كما تقدم مكون من عنصرين طين وروح من الله جل وعلا: العنصر الطيني مسير من طرف العنصر الروحي فهو الذي يقوده إلى الخير أو يقوده إلى الشر "ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها".
هذه الروح هي التي تقود الإنسان إلى المسجد أو إلى الخمارة، هذه الروح هي التي تزين له الخير أو تزين له الشر هذه النفس التي بين جنبيه هي التي تدفعه إلى جهة الصلاح أو تدفعه إلى جهة الطلاح، تلك الروح ما غذاؤها؟ غذاء الطين من الطين نحن نغذي أجسامنا ثلاث مرات، الفطور، الغذاء، العشاء، نأكل ثلاث مرات في عاداتنا هنا بالمغرب هذا الأكل ماذا نغذي به؟ نغذي به القسم الطيني، هو الذي نغذي أما العنصر الروحي إنما يغذي بغذاء جنسه هو القرآن هو الوحي، الوحي فقط هو الذي يغذي الأرواح، وإنما يكون الكلام ضرب من الغذاء على قدر ما فيه من روح القرآن ومن هدى القرآن، نتأثر بالكلام الرباني، أحيانا نتأثر به لما فيه من ذلك الأصل الذي هو الوحي الذي هو نور من الله بسبب ذلك كان ذلك ولكن الحقيقة هي أن تغذية الروح إنما تتم بروح القرآن فقط، والسنة البيان بيان لتلك الروح نفسها، لذلك القرآن فهي من جنسه "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، هو وحي أيضا يأتي من الملإ الأعلى، ياتي من ذلك العالم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنعرف خطورة هذا الغذاء يكفي أن ننظر في تشريع الصلوات الخمس، نحن لم نجبر على الأكل ليس واجبا علينا أن نفطر في الصباح، وليس واجبا علينا أن نتغذى وليس واجبا علينا أن نتعشى، ولكن واجب علينا أن نصلي صلاة الصبح، وواجب علينا أن نصلي صلاة الظهر وواجب علينا أن نصلي صلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء في أوقات معينة "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" لا يمكن التقديم ولا يمكن التأخير، لم؟ لأن الجزء الروحي في الإنسان يحتاج ضرورة إلى التزود بالطاقة خمس مرات في اليوم، وإلا لم تبق فيه طاقة ويتجه جهة الظلمة ويتجه جهة الضلال، الجوع الروحي في الانسان أكبر من الجوع الطيني، بدليل هذا التشريع لماذا أوجب علينا الصلاة؟ والصلاة إنما هي للتزود، الصلاة صلة بين العبد وربه فنحن نقف بين المولى جل وعلا نتصل به مباشرة، نستمد من أسمائه الحسنى المعاني، نستمد من إسمه العليم العلم، ومن الحكيم الحكمة، ومن النور النور، من الرحمان الرحمة, إذا لم يقع اتصال لا يقع استمداد ولا إمداد تماما كما يتصل القابس بالدائرة الكهربائية فإنه يمد الجهاز بالطاقة ولكن عندما لا يكون اتصال يكون الانقطاع، الطاقة القديمة تستهلك وإذا لم تجدد الطاقة فإن الجهاز يقف، كذلك الأمر في هذا الانسان، فهو يحتاج إلى التزود بالطاقة بصورة منظمة منتظمة كما شرعها الله جل وعلا، وهو العليم الخبير بنا يعلم ما يصلح لنا وما يصلحنا.
بل ننظر أيها الأحبة في مستوى الضرورة ومستوى الخطر الذي يتهدد البشرية حين لا تصلي، والضرر الذي يلحق بالفرد حين لا يصلي الصلاة التي شرعها الله وأمر الله بها "وأقم الصلاة لذكري" ذلك الذكر هو الذي يحدث الاتصال، فإذا كان هناك سهو "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" سواء السهو عنها كان جملة أو عن بعضها، يوجد الشبح ولا توجد الروح، يوجد شبه الصلاة ولا توجد روح الصلاة، وإنما روح الصلاة الذكر، "وأقم الصلاة لذكري"،لا لذكر غيري، فبذلك الذكر يحدث الإتصال وبالاتصال يحدث التزود بالطاقة حقيقة، فيا أيها الأحبة فلننظر كما قلت في خطورة هذا الأمر وهو أن هذا القرآن علاقته بالانسان كعلاقة الروح بالجسد، وإذا لم تغذى الروح التي هي في الجسد بروح القرآن بانتظام فإنها تموت، وأغلب البشرية أموات "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت".
?يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم?، هذه هي العلاقة الأولى.
العلاقة الثانية: هي علاقة النور بالرؤية:
وهي التي تشير إليها آيات:"قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام"، بالنور نرى ونبصر فإذا ذهب النور نصبح في ظلام دامس، فلا نبصر لا طريقا، ولا خطرا يتهددنا ولا أي شي بعضنا يصطدم ببعض، يحدث الاضطراب الكامل، التخبط التام ولن يهتدي الناس إلى السبيل. بالنور تتم الرؤية ويتم وضوح الرؤية، هذه الرؤية حاجة الإنسان إليها كما الهواء والماء، لم؟ لأننا جئنا من غيب ونتجه إلى غيب، "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت" علاقتنا بالدقائق القادمة لا نعرف عنها شيئا، نتواجه في كل لحظة مع الغيب، ما مضى فات، وحين فات دخل في عالم الغيب، فالذي يعلم عما فات إنما هو تخرصات وظنون، إلا ما تكفل الله عز وجل بحفظه من ذكره وبيان ذكره، وما نهج فيه نهجه من حفظه بميزان ذكره ومن إسناد خصت به هذه الأمة بالتوثيق. الأهم في المسألة الأول هو أنه غيب تام فكيف نتصرف؟ الله عز وجل أرشنا بهذا النور إلى أن نتصرف تصرف يكفل لنا أن نحفظ ونحن نخترق الغيب، "احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده اتجاهك" "يوم يقول يالتني قدمت لحياتي" فلا حياة إلا تلك هذه ليست حياة، هذه مقدمة حياة، فيجب أن نستيقض "الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إذاك نعرف الحيقية.
(يُتْبَعُ)
(/)
العلاقة الثالثة: هي علاقة الماء بالارض، وأحسن بيان لها بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الهدى المشهور "إن مثل ما بعثني الله) عز وجل (به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجاذب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا ورعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه بما بعثني الله به من الهدى والعلم فعلم وعلّم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به"، هذا الحديث في غاية الوضوح في بيان العلاقة بين القرآن والإنسان،في بيان وجه من وجوه هذه العلاقة: فإذا كانت العلاقة الأولى تقوم بوظيفة الإحياء، علاقة الروح بالجسد والعلاقة الثانية تقوم بوظيفة الرؤيا فتحدت للإنسان الرؤية يبصر حقا الطريق في هذا الظلام الدامس، فإن هذه العلاقة تخصب الإنسان وبها يحدث الفعل الحضاري، قال الله تعالى " وجعلنا من الماء كل شيء حي" الآن ههنا في هذا الحديث، يقول لنا هذا القرآن مثله كمثل غيث والتعبير بالغيث غير التعبير بالمطر، إذ الغيث وظيفته الرحمة "وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا و ينشر رحمته وهو الولي الحميد" وأغلب ما ورد – كما نص العلماء – لفظ المطر في القرآن في العذاب "وأمطرن عليهم مطرا فساء مطر المنذرين" والغيث هو اللفظ المفضل في الاستعمال القرآني.
"كمثل غيت أصاب أرض" الناس في علاقتهم بهذا الغيث أصناف ثلاثة صنف هو المختار، وهو المفضل وهو النموذج، هو الصنف الذي يشير صلى الله عليه وسلم في الأخير في قوله "فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم فعلم وعلم" علم "اصاب أرضا فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء" ما رفضت سمحت له بأن يتخلل كيانها، "وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج" إذا لم تقبل الماء لن تهتز ولمن تربو، استقبلته، ووعته، وعملت به، ثم أرسلته وبلغته وعلمته بجميع معاني التعلم، قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير. فهذه أرض طيبة.
والنوع الثاني: أرض ما قبلت الماء، لكن أمسكته، هي الأرض الطينية، النوع الطيني الذي لا يسمح للماء بأن يتخلله. هي ما يوجد في البحيرات، البحيرات هي أماكن تمسك الماء، وليس كالأراضي الزراعية التي تقبله فتنبت الكلأ، لا تستفيد منه لذلك فهي لا تنبت لكن الناس يستفيدون منها، ورغم أنها هي لا تستفيد فالناس يشربون، "فشرب الناس منها وسقوا وزرعوا" فلها فائدة وإن لم تستفد هي، وهذا النوع يحمل القرآن وإن كان هو كالحمار يحمل أسفارا، لكن ما في الأسفار ينتفع به الناس، وإن كان الحمار لا ينتفع.
والنوع الثالث: أرض إنما هي قيعان، نوع قيعان، إذا نزل عليها الماء لا تسمكه أصلا كالأرض في الطائفة الثانية ولا تنبت كالطائفة الأولى، فهي لا تنفع ولا تنتفع.
جلى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المثل بالتلخيص فذلك مثل من فقه في دين الله، ونحن نعلم أن هذا الفقه في الدين هو سر التفعيل، وسر العطاء، الناس معادن، كمعادن الذهب الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، "فمن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
هذا الذي فقه "مثل ما بعثني الله به فعلم وعلم" إذ الرسالة مستمرة، والأمة شاهدة، ووظيفتها الشهادة على الناس، وهذه الشهادة لا تتيسر إلا بالأمرين معا، التعلم والتعليم، و "إنما العلم بالتعلم" كما في الحديث الصحيح ولا بد من تعليم ما يُعلم لتتواصل الأمانة، وتتواصل الشهادة حتى قيام الساعة. فذلك مثل من فقه في دين الله فعَلٍمَ وعلٌم، أما من لم يقبل هدى الله، فمن أين له فقه الدين، حتى ينتظر الناس منه الخير الكثير أو القليل؟
وعليه، فإن المخصِّب لهذا المعدن البشري، ولهذا الصلصال، إنما هو هذا القرآن، هو الذي يخصّبه، فيحدث الفعل الحضاري الصالح، من جنس ما أحدثه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحدثه الصحابة رضوان الله عليهم من بعده، وأحدثه الجيل الراشد الذي حمل النور في الكرة الأرضية شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، في ظرف قياسي لم تعرفه أمة من الأمم قط.
خاتمة
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخيرا ما الذي يجب على هذه الأمة الآن لكي تتوب من هجر القرآن، إننا نحتاج إلى توبة نصوح، ولاسيما في جبهة التعليم، ذلك بأن التعليم هو: الذي ينزل الغيث أو ينزل القحط، ويسجله في قلوب الأطفال، وقلوب الشباب، وقبل التعليم توجد الأسرة، ومع التعليم يوجد الإعلام. فالمعلمون الكبار للخير أو للشر مؤسسات ثلاث:
1 - مؤسسة الأسرة: لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ... "والفطرة هي الإسلام، لقول الله تعالى ?فَأَقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم?.
ولقول الله عزوجل في الحديث القدسي:"خلقت عبادي حنفاء كلهم وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ... "
لماذا الأبوان؟ لأن الاحتكاك الأول بهما، فإذا قام الأبوان بوظيفتهما في غرس روح القرآن، وفي غرس هداية القرآن، فإن شوطا كبيرا سيقطع في اتجاه إعادة الأمة إلى التاريخ، وإلى الرشد والعطاء الحضاري.
2 - مؤسسة التعليم:لأن التعليم يتلقى الطفل في سن مبكرة، ويحدث التأثير فيه بطرق متعددة، بطرق القدوة الذي هو الأستاذ أو الأستاذة، وبطرق الوسائل والوسائط السمعية والبصرية، وبطرائق المعلومات التي يقدمها له، وبطرائق وطرائق ... كل ذلك يدفع في اتجاه واحد هو: جعل هذا المتعلم قد خزن فيه وأعد لما ينفع الناس ويمكث في الأرض، أو خزن فيه وأعد لما يضر الناس ويفسد الأرض، وهذه حقيقة تثير تساؤلا ضخما، عن رسالة التعليم ووظيفة التعليم في الأمة اليوم، ماهي تلك الرسالة؟ وما هي تلك الوظيفة؟ مانوعية الخريج الذي ينبغي أن يصنعه التعليم في الأمة اليوم، التعليم معمل، فأي إنتاج ينتج؟ وأي خريج يٌخَرِّج؟ لابد أن نتساءل عن هذه النقطة ولابد أن نتعاون على جعل التعليم مؤسسة لتربية وتكوين الخريج الذي أصله ثابت ورأسه في السماء يوتي أكله كل حين بإذن ربه.
3 - مؤسسة الإعلام: الإعلام اليوم أصبحت له وسائل لا تستأذن أحدا، ولا تقبل محاصرة أو تحديدا، أصبحت تدخل إلى عمق البيت، وتدخل إلى عمق المدرسة، وتكتسح الشوارع، وتكتسح المؤسسات ... هذا الإعلام ما رسالته الحقيقية أيضا؟ إن رسالته: أن يعلم الناس الخير، إن رسالته أن يعلّم ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، إن رسالته التمكين لروح القرآن ونور القرآن وهدى القرآن لانقاد هذا الإنسان.
ولو يعلم الإعلاميون كم أعد الله لهم من الأجر حين يحسنون تعميم الخير لطاروا من الفرح، فالله الله في الأمة أيها الإعلاميون. وإن الله لا يضع اجر من أحسن عملا.(/)
الدعاء في القرآن.استفسار؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Mar 2008, 09:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر أحد الإخوة أن المسلم عندما يقرأ آيات فيها دعاء كآيات سورة الفرقان مثلا أو آل عمران أنه يستحضر نيتين نية قراءة القرآن ونية الدعاء كأنه يدعو بها الان ويرجو إجابة ما يدعو
أشكل علي هذا الأمر لأننا نقرأ القرآن نتعبد بتلاوته على أنه كلام الله تعالى وليس دعاء .. فسؤالي هل يشرع أن يجمع المصلي بين النيتين نية تلاوة القرآن والدعاء في نفس الوقت؟ بارك الله فيكم(/)
دراسة: الخطاب الإعلامي للإعجاز العلمي: (دراسة حالة على الإنترنت)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Mar 2008, 12:11 ص]ـ
الخطاب الإعلامي للإعجاز العلمي: (دراسة حالة على الإنترنت)
وسام كمال
المصدر: شبكة إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1178193429601&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout) وفي المصدر بعض الرسوم البيانية المفيدة والمتعلقة بالموضوع.
تتنوع صور الخطاب الإعلامي للعلاقة بين الإسلام والعلم، فمنها: عرض الحقائق العلمية التي تبرهن على وجود إله واحد، أو استعراض حث الإسلام على طلب العلم والتعلم، أو مكانة العلم في تاريخ الحضارة الإسلامية، وصولاً إلى المنهج القرآني في النظر إلى الكون.
وفي العقدين الأخيرين، تصاعد صوت خطاب جديد مختلف عن تلك الأشكال السابقة، بدأ مع الدعاة والوعاظ وسرى إلى بعض كتب علوم القرآن. سمة هذا الخطاب أو التوجه التأكيد على "إعجاز" القرآن من مدخل العلوم الطبيعية ومقولاتها السائدة في هذا العصر.
هذا التوجه الجديد تلقفه الإعلام، مسانِدًا ومؤيِّدًا، وربما يرجع ذلك إلى عجائبيته أو غرائبيته، فضلاً عن أنه يملك طابعًا إيمانيًّا عاليًا، في مجتمع يعاني من قصور الوعي العلمي، وغلبة الإيمانيّ على التجريبي، فكان أنْ وجد ذلك التوجه مساره بين ركام التخلف العلمي، وإن تم التورط في جر القرآن إلى المختبر العلمي، ووضعه تحت مجهر العلماء؛ بهدف البرهنة على موافقة العلم للقرآن وإثبات أنه معجِز!
لكن قبل التطرق إلى الطريقة التي تُتداول بها أطروحات الإعجاز العلمي للقرآن على الإنترنت، أود الإشارة إلى أن الترويج لفكرةٍ ما، يحمل بعدين: تسويق الفكرة، والاستعداد النفسي للجمهور لتبني تلك الفكرة.
فعلى سبيل المثال، تسببت الرسوم المسيئة في بروز فكرة نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم، رغم قناعة كثيرين - على الأقل- بأن هناك مصائب أشد على المسلمين، كان أولى بهم الانتفاض ثورة عليها، وقد حاول العلماء والدعاة استنساخ هذه الغضبة مرات عديدة فيما بعد، ولكن نسبة التجاوب لم تكن أبداً على شاكلة حادثة الرسوم [1]. وهذا يعني أنه ليس ميزان الأحداث والأفكار - وحده - هو الذي يُحدث التأثير في وعي وسلوك الجماهير، الأمر الذي يدعونا إلى المزيد من محاولة فهم الجماهير، وسيكولوجية تبني أفكار بعينها، وإعدام أخرى، وهنا تدخل مسألة بناء الرسالة في تحديد قدرة الرسالة الإعلامية على استحواذ نسبة نجاح من انتقائية المتلقي.
الإعجاز والنوافذ الإعلامية
من السعودية – وتحديدًا حي العزيزية- بدأ الشيخ عبد المجيد الزنداني في أوائل الثمانينيات يقرع أبواب الإعلام، ويدعو إلى "الإعجاز" بصوت إعلامي عال، حيث أسس "الهيئة العالمية للإعجاز العلمي فى القرآن والسنة"، واكتسب خلال هذه الفترة صفة العالمية، وأصبح محط اهتمام العديد من وسائل الإعلام العالمية بأبحاثه ومناظراته مع بروفسورات الغرب" [2]. وكانت المساجد وقاعات المحاضرات المنفذ الذي تسللت منه وسائل الإعلام – وخاصة الفضائيات – إلى دعوة الزنداني.
ولكن التألق الإعلامي، الذي صاحب "المجد التليفزيوني" قد توهج في التسعينيات مع دخول د. زغلول النجار – ذي الخبرة الدعوية والعلمية معاً- للفضائيات، وانتشاره الإعلامي في مصر على المستوى الرسمي (التليفزيون المصري والصحافة القومية المصرية) في الوقت الذي تراجعت فيه جهود الزنداني نظراً للمضايقات الأمنية، وتوغله في الملف السياسي الشائك [3].
كانت الفضائيات – من بين وسائل الإعلام المختلفة - أكثر حشداً للعامة وإقناعًا بـ"الإعجاز العلمي" للقرآن الكريم، واشتبكت معها الصحف في تناول الظاهرة بالإيجاب والسلب، ثم انطفأ الاهتمام - لفترة - في الوسيلتين، حتى تلقفت الإنترنت الفكرة، وكانت بمثابة امتداد لتداولها، وإعادة إنتاجها جماهيريًّا، مع مداومة الاهتمام بها في وسائل الإعلام المختلفة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتعتمد وسيلة الإنترنت على إستراتيجية سحب المعلومات Pull Technology؛ أي يسعى مستخدموها إلى الحصول على المعلومات بشأن قضايا يعرفونها من قبل؛ بينما تعتمد الوسائل التقليدية على إستراتيجية Push Technology، بمعنى أن الوسيلة هي التي تدفع بالمعلومات إلى الجمهور، وبالتالي فإن القضايا المفاجئة أو الطارئة يكون للوسائل التقليدية دور الريادة والأسبقية في تعريف الجمهور بها [4].
وللإنترنت خصوصية في تداول قضية الإعجاز، وذلك يرجع إلى عدم مسئولية الكثير من المواقع في تداول القضايا الدينية، إذ يستطيع أي مستخدم للإنترنت إطلاق موقع، في مقابل مادي غير مرتفع سنويا، خاصة إذا كانت الدولة المقدمة لخدمة الإنترنت؛ لا تتبني عسكرة الإنتاج الإعلامي الإلكتروني.
أضف إلى هذا، سيطرة فكرة "الجهاد الالكتروني" على استخدامات المسلمين للإنترنت وإطلاق المواقع الدعوية.
وبالتالي، فإن القانعين بقضية الإعجاز، تمكنوا من إطلاق عشرات المواقع المتخصصة، أو تخصيص أبواب ثابتة في مواقع أخرى، لتناول "كشف" الحُجب عن "الحقائق" العلمية في القرآن.
وعندما تبحث على المتصفح (جوجل) باللغة العربية، تجد ما يقرب من 657,000 نتيجة، تتناول موضوع الإعجاز إما بالتهويل، أو بالتهوين.
وفي الغالب، تميل معظم الأطروحات الإعلامية في الخطاب الإلكتروني لقضية الإعجاز إلى التمجيد من دلالة الإعجاز على بلاغة القرآن وتقدم المسلمين خاصة وأن الجهود "الإعلامية" النقدية لفكرة "الإعجاز العلمي" مشتتة، وقليلاً ما تجد مثل جهود (صفحة الإسلام وقضايا العصر) [5]، في تكثيف نقد فكرة الإعجاز في شكل إعلامي واضح ومتسع لكبار العلماء ذوي المصداقية، لأن مطارحة الأفكار الإعلامية الرائجة، تحتاج إلى صك وصياغة رسائل إعلامية "موثوقة" و"مُلحة".
تهدف هذه الورقة إلى التعرف على دور الإعلام - وتحديداً الانترنت - في تسويق الفكرة واستقطاب مريديها، ونظراً للاقتباسات الكثيرة في مواقع الإعجاز بعضها من بعض، واعتماد بعضها على ذات المصادر، سأعكف على دراسة خمسة مواقع فقط، وأترك البعض الآخر لمن يود الاطلاع عليها، في قائمة الروابط الخارجية.
والمواقع الخمس هي:
موقع الدكتور زغلول النجار
الهيئة العالمية للإعجاز العلمي
موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
المدخل الدعوي الماضوي العاطفي
يصوغ المؤمنون بفكرة "الإعجاز العلمي" رسائلهم الإعلامية على شكل قالب دعوي بعيد كل البعد عن قالب البحث العلمي الذي يتسم بخصائص جوهرية هي: المنهجية، والحيادية، والرغبة في الوصول إلى "الحقيقة".
دعونا، نبدأ من مقالات الدكتور زغلول النجار، لأنها الأكثر رواجا إعلامياً، فضلا عن تبني العديد من مواقع الإعجاز لنشرها، ومحاكاتها أسلوبا ومنهجاً. يعتمد النجار في طرحه للموضوعات المتخصصة عن الإعجاز على تقنية ثابتة في الكتابة، وهي:
- اختيار آية (تتصل بجسد الإنسان أو معالم الكون) لتتصدر عنوان المقال.
- اعتماد مقدمة طويلة جدا (تقترب من نصف مساحة المقال)، عبارة عن معلومات عن السورة التي نزلت فيها الآية (عنوان المقال)، وهل هي مدنية أم مكية، والركائز الأخلاقية والعقدية التي طرحتها السورة إجمالاً وتفصيلاً.
- المزج في النصف الثاني من المقال بين المعلومات العلمية (غير موثقة المصادر) والأحاديث النبوية والآيات القرآنية (مع الحرص التام على نسبتها إلى المصادر التراثية)، ويتم تناول المعلومات العلمية على أنها حقائق مؤكدة غير قابلة للشك أو المراجعة.
- خاتمة المقالات (التي يسميها أبحاثا علمية!) عبارة عن دعاء وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن الأمثلة الواضحة في هذا الشأن، مقال (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ .. ) [6]، حيث اتخذ النجار من الآية 233 من سورة البقرة عنواناً للمقال، يقع المقال في ما يقرب من 3800 كلمة، تبلغ مقدمة المقال أكثر من 2000 كلمة، يتحدث فيها عن معلومات تعريفية بالسورة (مدنية أم مكية، عدد الآيات، ومحاور السورة)، وتحدث أيضا في المقدمة عن ركائز العقيدة الإسلامية كما توضحها السورة، وأسس العبادة فيها، ومكارم الأخلاق، التشريعات الإسلامية، ثم زاوج بين "الحقائق" العلمية، والدلالات أو
(يُتْبَعُ)
(/)
"الحكم" التشريعية في بقية المقال.
وفي مقال يصل إلى ما يقرب من 4000 كلمة [7]، بعنوان: (وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) تحتل المعلومات العلمية أقل من 1000 كلمة، تتحدث عن المعلومات العلمية المتصلة بحركة الرياح، واشتباكها مع معاني الآية – وفق رؤية النجار الشخصية – وقد طالت المقدمة بالكاتب إلى الحد الذي يؤكد أن القالب الدعوي هو الذي يستأثر بالداعية النجار (الذي يقدّم نفسه على أنه أستاذ علوم الأرض)، وليس التأصيل العلمي للفكرة، أو الضبط المنهجي لدلالة الآية المعنية على تلك "الحقيقة العلمية".
إن اعتماد هذا النموذج في الطرح يمثل تأكيداً على استهداف الجمهور من غير المتخصصين، فالمقدمة الطويلة لمقالاته، تشبع شغف الجمهور للمعرفة الدينية، وتعد تناولاً شيقاً للقرآن في ظل الانفراد الدعوي بالتفسير.
وتمهد المقدمة الدينية الطويلة لقبول "علمية" التفسير، وكأنها تضفي المصداقية والمنطق على الجزء الثاني من المقال.
والمبالغة في استلهام المعنى، تتضح في العديد من الآيات التي يعتمد عليها في التفسير، مثل آية: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [8]؛ حيث أشار النجار في مقال طويل، إلى أنها تدل على كروية الأرض.
وتمتد المبالغات على مواقع الإعجاز العلمي؛ فتجد في موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، حديثا مطولا عن "التناسق الهرموني" [9] في أوائل سورة مريم، والإسهاب في العرض العلمي لظواهر وأعراض الشيخوخة بما ذكره القرآن على لسان سيدنا زكريا، متجاهلين أنها ظواهر يمكن رصدها بالعين المجردة! وكأن القارئ مغيّب، في استهانة واضحة بعقول المتلقين.
ويعتمد النجار أيضا على تعطير أفكاره برحيق الماضي، من خلال نسبة بعض الحقائق العلمية إلى علماء المسلمين الأوائل، كالتحدث عن الإبصار في نتائج أبحاث ابن الهيثم [10]، مع التأكيد على أسبقية علوم المسلمين، وربطها بإعجاز القرآن وسبقه للعلوم الحديثة.
ويمكن استنشاق عبير الماضي أيضا، في تصميم منتدى موقع " موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة" [11]، فـ"لوجو" الصفحة، عبارة عن صورة نمطية للمحارب المسلم القديم، مقترناً بعبارة: "منتدى المسلم .. أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله" .. وتلخص تلك الجملة معنى أهمية رسالة الموقع، وخدمة "الإسلام".
ورسالة الموقع – كما يُعرِّفها مسئولو الموقع – هي [12] "مؤسسة علمية إسلامية مستقلة خاصة، تهدف إلى نشر علوم القرآن الكريم والدفاع عنه من خلال إبراز إعجازه العلمي الذي يتمثل في الإخبار عن بعض الظواهر والحقائق العلمية مسبقاً قبل أكثر من 1400 سنة، والتي لم تكتشف إلا في السنوات القريبة الماضية. كما يهدف إلى الرد على دعاة فصل الدين عن الدولة بأسلوب علمي، من خلال إبراز مدى تطابق الدين الإسلامي وتماشيه مع العلم انطلاقا من حقيقة أنه منزّل الدين وخالق الكون هو واحد فلا يُعقل أن يناقض بعضه بعضاً".
وتميل معظم الأطروحات العلمية إلى استخدام الاستمالات العاطفية المغلفة بالخطاب العقلاني، فالاستشهادات بالقرآن والسنة، والتأكيد على أن الإعجاز العلمي يعطي مزيدًا من الهيبة للقرآن في عصر العلم، فإن كنت محباً للدين؛ كيف تكره أن تُلبسه ثياب العظماء (السبق العلمي) لتتباهى به أمام أعدائه (غير المسلمين) ويتزين بحبه قلبك (زيادة الإيمان عند المسلمين)؟
والمدخل العاطفي، له أكثر من لون في مواقع الإعجاز، فيفتتح موقع "الإعجاز العلمي في القرآن والسنة النبوية، بصوت أحد المنشدين متغنياً: "إلى القرآن يا صاحبي"، ويأخذك التأثير البصري للمواد (الفيلمية) التي يعرضها موقع "الإعجاز العلمي في القرآن الكريم".
والأفلام عبارة عن مواد بصرية تتناول موضوعات متنوعة، لمجرات أو مراحل نمو الجنين، يصحبها شرح يجمع بين المعلومات العلمية غير الموثقة، والآيات القرآنية بصوت أحد المقرئين.
وللمزيد من التأكيد على "تفشي" الإعجاز في سور القرآن، يوجد على موقع "الإعجاز العلمي في القرآن، جدول بياني بموضوعات الإعجاز مفهرسة بالسور والآيات.
المسارات الإعلامية الإقناعية
(يُتْبَعُ)
(/)
تتميز مواقع "الإعجاز" بقدرة إعلامية على كسب الجمهور، وطرح المداخل الدعوية الأكثر قبولاً وفاعلية لدى المسلمين من مستخدمي الانترنت، بمنطق لا يقبل التشكيك لدى غير المتخصصين، وارتكزت هذه المواقع على عدة آليات إعلامية في الطرح، منها:
أولا: تفنيد الخطاب الرافض للإعجاز
يحمل موقع زغلول النجار على تصديق الأطروحات التفسيرية للقرآن، فيتصدر الصفحة الرئيسية – وقت إجراء هذا التحليل - مقال بعنوان "ضوابط التفسير العلمي للقرآن الكريم" [13]، ومنها: عدم تحميل الآيات فوق معانيها المباشرة، جمع القراءات الصحيحة المتعلقة بآيات القرآن الكريم، عدم الاعتماد على الفروض العلمية في الإعجاز العلمي، عدم الخوض في الغيبيات المطلقة، التأكيد على أنه لا يوجد تفسير قطعي للقرآن .. مع تحديد صفات المتعرض للإعجاز: الإلمام بالعربية، الإلمام بالعلم الذي تشتبك معه الآية، الأمانة.
وفي ذات المقال يرد زغلول على معارضيه، مشيرا إلى أن رغبته هي تعزيز حب الدين بالعلم، مضيفاً: "الإعجاز العلمي دعوة لمن لا يؤمن إلا بما يثبته العلم، ومن أسباب رفض العلماء للإعجاز ازدواجية التعليم" .. ويوجد في موقعه باب كامل بعنوان "شبهات وردود".
ويحدد موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ضوابط الإعجاز، كتصديره لصورة الهيئة المشرفة على هذا "العلم"، في مجموعة مقالات وأبحاث تحت باب "التأصيل العلمي" [14]، ومن الضوابط المطروحة: ثبوت العلم عند العلماء بشكل مستقر، ثبوت استحالة معرفة البشر بتلك الحقيقة الكونية وقت تنزيل القرآن، تحقق المطابقة بين دلالة النص من كتاب الله عز وجل أو من سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبين تلك الحقيقة الكونية، ثبوت أن النص الذي نستنبط منه الإعجاز العلمي المشار إليه هو من السنة المطهرة".
وعلى ذات الموقع، يؤكد د. النجار في حوار صحفي معه، تحت عنوان "الإعجاز العلمي لغة الدعوة في عصر العلم" [15] على اعتماد التفسير على الاجتهاد: "ولما كان التفسير جهدا بشريا لحسن فهم دلالة الآية القرآنية - إن أصاب فيه المفسر فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد- جاز للمفسر استخدام كل الوسائل المتاحة له، سواء كانت حقائق علمية أو فروضاً أو نظريات ما دام الإخلاص والتجرد وصدق النية قد توفر، وما دام أنه قد استعان بالأدوات اللازمة للتعرض لتفسير كلام الله بعد إلمام باللغة العربية ومفرداتها وقواعدها وأساليب التعبير فيها وبكل من أسباب النزول والناسخ والمنسوخ والمأثور وجهود السابقين في ذلك المجال".
ويقول زغلول في موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي رداً على من يقولون: إن التفسير العلمي للآيات يهدد قدسية القرآن: "لا يجوز أن ننعزل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن معارف العصر الثابتة والنافعة والمفيدة، وهناك من الإشارات الكونية في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما لا نستطيع فهمه إلا في ضوء عدد من الحقائق العلمية الحديثة.
والقرآن الكريم يؤكد على هذه الرؤى المستقبلية لتلك الآيات الكونية في كتاب الله كما سبق وأن أسلفنا، وقد يرى القادمون بعدنا في تلك الآيات الكونية ما لم ندركه نحن بعد حتى يظل القرآن الكريم والسنة المطهرة مهيمنا على المعرفة الإنسانية".
ثانيا: الاستشهاد بغربيين
تهتم مواقع الإعجاز بنقل الأخبار المتصلة باهتماماتها من المواقع العالمية الغربية، مثل: رويترز، CNN، BBC وتهتم مواقع الإعجاز بنقل التجارب والتصريحات الغربية التي تتفق وأطروحاتها، مثل إجراء موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي حواراً صحفياً مع الدكتور جون هونوفر لارسن كبير أطباء المستشفى الرسمي في كوبنهاجن [16]، وأخذ تصريحات منه تؤكد على أن ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم والميكروبات. هذا يعطي مصداقية للفكرة في استضافة غير مسلمين ممن تألقوا في العلم ليصدّقوا على معلومات أوامر ونواهٍ أتى بها الشارع الحكيم، واستثمارٌ لـ "عقدة الخواجة".
ثالثا: عرض قصص إنسانية تأثرت بالإعجاز
يعد موقع "موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة" الأكثر جماهيرية بين مواقع الإعجاز، فيقع في ترتيب Alexa الـ 6,404 على العالم، نظرا لتحديثه الدائم، وحرصه على إرسال نشرة بريدية زاخرة بالموضوعات الجذابة أسبوعياً لأكبر عدد من مستخدمي الإنترنت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويوجد على الموقع قسم بعنوان "لماذا أسلم هؤلاء"؛ يقدم نماذج للداخلين في الإسلام من علماء الغرب، الذين "صُعقوا" بالإعجاز العلمي للقرآن، ومطابقة الإشارات العلمية في القرآن الكريم لما توصلوا إليه من حقائق علمية. والعجيب أن الموقع عرض في نفس القسم قصة حجاب الإعلامية الجزائرية خديجة بنت قنة [17]؛ في مساواة سمجة بين "الدخول في الدين" و"ارتداء الحجاب"!! ولا ندري ما علاقة الحجاب بالإعجاز العلمي!!.
التمدد الإعلامي والشعبوية
أولاً: التمدد الإعلامي
بذلت جهود إعلامية جيدة في مواقع الإعجاز، وهو ما انعكس على صدى الفكرة لدى الجمهور، فالمواقع قدمت المعالجة بالكلمة والصوت والصورة، حتى إن موقع "موسوعة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم" أطلق إذاعة تشتمل على محاضرات ودروس لدعاة الإعجاز، وقدم موقع الهيئة العالمية للإعجاز خدمة الاطلاع على أرشيف الدورات التدريبية العلمية لتأصيل منهج التفسير العلمي للقرآن.
ويتطلب "تلميع" الأفكار انتشارها ملء السمع والبصر في وسائل الإعلام، والمتابع لفكرة الإعجاز يجد سعياً دءوبا للإقناع والحشد في كافة وسائل الإعلام، فالهيئة العالمية للإعجاز العلمي، تقدم على موقعها 21 كتابا تأصيليًّا حول الإعجاز، ومعلومات عن 8 مؤتمرات سبق انعقادها، وإمكانية تنزيل 34 مجلة PDF للهيئة من الموقع.
وهناك اشتباك وتفاعل مع الجمهور على مواقع الإعجاز، إذ يقدم موقع زغلول النجار خدمة إرسال أسئلة واستفسارات متعلقة بقضية الإعجاز للرد عليها، مع عدم نشر الأسئلة السابقة والإجابات فيها.
واستهدف خطاب الإعجاز في بعض المواقع، "استثمار" القبول الجماهيري للفكرة، لدعم (بعض) الأطروحات الفقهية والنواهي الشرعية، بتأويل بعض المواقف، واختلاق حكايات تدعم الخطاب السلفي المحتضن للإعجاز، وأنقل أمثلة من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي:
- تحريم مصافحة الرجل للمرأة [18]:
السند العلمي: "وفقا لعلم التشريح؛ هناك خمسة ملايين خلية في الجسم تغطي السطح .. كل خلية من هذه الخلايا تنقلالأحاسيس، فإذا لامس جسم الرجل جسم المرأة سرى بينهما اتصال يثير الشهوة"!! فتأمل هذه المسحة العلمية الكاذبة التي تجعل من الإنسان "كائنًا شهوانيًّا".
- الخطورة الفسيولوجية للتبرج [19]:
السند العلمي: أشارت المصادر العلمية (التي لم يذكرها!) إلى أن التبرج يؤدي إلى سرطان الجلد!.
- تأثيرات الاختلاط [20]:
"الغريب أن صحيفة التايمز البريطانية قد أشارت إلى أن مارجريت تاتشر، قد لعبت دورارئيسيا في إقناع وزير الصناعة باركتسون بعدم الزواج من سكرتيرته والاستمرار معزوجته، على أمل ألا يحط زواجه من السكرتيرة من قدره .. وهذا الخبر يحمل في مضمونهأثر الاختلاط بين وزير وسكرتيرته بدون محرم".
ويعتمد موقع موسوعة الإعجاز العلمي على المتطوعين في مجال الترجمة، ويفتح الباب للزوار لنشر وكتابة المزيد عن موضوع الإعجاز.
ثانيا: تدويل الإعجاز
وفي ذات إطار التمدد الإعلامي في موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، يوجد 8 لغات بخلاف اللغة العربية، وهي تعمل بالفعل وإن كانت ليست كلها بذات الكفاءة والإنتاج والترجمة للحجم الكبير الذي تنتجه الموسوعة أسبوعياً، والذي يتعرف عليه القراء من خلال نشرة الموقع [مثلا الإنجليزية والفرنسية أفضل من بقية اللغات].
وتوجد تسع أيقونات على موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي، لتسع لغات يستهدف الموقع تشغليها، ولم يتم البدء بها بعد! .. فلماذا إذن الإعلان عن تسع لغات دفعة واحدة، ألم يكن من الأولى البدء بالترجمة للغة واحدة، ثم استقصاء التجربة بمشتقاتها، لتقييم إمكانية الانطلاق بلغة ثالثة .. أليست تلك دعاية لعالمية تأثير الفكرة؟
ثالثا: تعددية الإعجاز
صكت المواقع الإعلامية للمهتمين بالإعجاز العلمي للقرآن "إعجازات" أخرى كالإعجاز التشريعي، والرقمي، والإعجاز في العلوم الاجتماعية، وهو ما وُصف على موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في بحث مفصل بأن "القرآن قد يساهم في إنهاء التحيز في العلوم الاجتماعية"!.
شطحات القوالب الدعوية
(يُتْبَعُ)
(/)
إن تصدير الفكر، ووضع مناهج جديدة لقراءة القرآن، يحتاج إلى المناهج العلمية الرصينة، التي تضع النظارة المحايدة غير العاطفية وغير الدعوية في النظر إلى القرآن. فالانفتاح على العلوم المختلفة؛ لا يعني الإتيان بالعلم وزرعه بين سطور القرآن، ولكن الخروج بالقرآن إلى الحياة المعاصرة.
المواقع المتبنية للإعجاز العلمي، أكدت "نظرياً" على "منهجية" الكتابة العلمية في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، إلا أن الواقع والأمثلة السابقة –وبعضها مضحك-، لا تدل إطلاقاً على اتباع أي منهجية في التناول، ولا حتى بذل أي جهد بحثي يقدّر خطورة الإدلاء بمصباح العلم، في كهوف المعاني والدلالات.
ولم يمارس د. زغلول النجار، ولا "هيئة الإعجاز العلمي" جهداً في النقد الذاتي لما هو مترامٍ في وسائل الإعلام – وخاصة الإنترنت ذات الجهود الجماهيرية – من أطروحات بعيدة كل البعد عن المفاهيم الصحيحة للدين (كما هو في مسألة الاختلاط مثلاً).
والأغرب، أن الشروط الموضوعة، تحمل معاني "فضفاضة" عاطفية، كـ "الإخلاص" و"صدق النية"، وهي مواصفات لا يمكن قياسها، وإذا ما تم افتراضها، فهي شأن وسمت الدعاة والوعاظ الذين يحتكون بالجمهور ويحشدونه، لا الباحثين في علوم القرآن، والمفسرين له الذين يعيشون في محراب العلم والمعرفة، ولا مدخل للنوايا في عملهم.
والاعتماد على "إيجابية" الجهد البشري في الاجتهاد، هو تساهل وإطلاق يد غير المتخصصين في مجال العلوم الشرعية، وهو ضد الفكرة التي أرساها دعاة الإعجاز منذ البدء حول "ضوابط التفسير العلمي للقرآن الكريم".
ونحن كمستخدمين للإنترنت، نتابع على البريد رسائل forward عبارة عن "مفبركات" من القصص والخواطر الإيمانية، مطعمة بأسانيد شرعية مغلوطة، وكل هذا .. تحت ستار الدعوة، وبهدف النفع للدين .. ولكن هل ينبغي أن تشطح الغاية بالوسيلة؟
ويتكرر الخطأ نفسه، تحت شعار "الدعوة إلى الله"، و"خدمة الإسلام" في المنتديات وساحات التقاء زوار الإنترنت، ولا أحد يقف ويتساءل: هل نخدم بذلك الدين أم نشوهه؟ هل تكفي النوايا لإصلاح الأعمال؟ ..
ويمثل "التناول الإعلامي لـ "الإعجاز العلمي" إحدى الشطحات الدعوية، التي تدخلنا في مجاهل جديدة، لطالما دخلنا إليها من باب "النوايا الحسنة"، والرغبة في التأثير الكمي لا النوعي.
--------------------------------------------------------------------------------
وسام كمال: باحثة مصرية في الإعلام الإليكتروني
[1] آخر هذه الدعوات، حملة التوقيعات التي أطلقهاد. يوسف القرضاوي للاحتجاج لدى الأمم المتحدة على تخريب اليهود للمسجد الأقصى.
[2] سلطان أحمد المجهلي: الزنداني والإصلاح .. أكلوه لحماً ورموه عظماً، موقع المؤتمر. نت؛ على الرابط التالي: http://www.almotamar.net/39574.htm
[3] سلطان أحمد المجهلي، المرجع السابق.
[4] إيناس محمد مسعد فهمي سرج: أثر استخدام وسائل الاتصال الحديثة في تكوين الرأي العام المصري تجاه القضايا الدولية؛ رسالة ماجستير، جامعة القاهرة، كلية الإعلام، قسم الصحافة، مايو 2006، ص 67
[5] وربما يعزا ذلك إلى توجه محررها الكاتب والباحث السوري معتز الخطيب، وهو توجه بحثي ونقدي معًا.
[6] زغلول النجار: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ... "؛ موقع زغلول النجار، على الرابط التالي: http://www.elnaggarzr.com/?l=ar&id=1326&cat=6
[7] زغلول النجار: " وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ... "؛ موقع زغلول النجار، على الرابط التالي: http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=474&cat=6
[8] زغلول النجار: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا ... "؛ موقع زغلول النجار، على الرابط التالي: http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=474&cat=6
[9] د. زهير رابح قرامي: التناسق الهرموني في أوائل سورة مريم، موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، على الرابط التالي: http://www.nooran.org/O/3/3O4.htm
[10] زغلول النجار: "لَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ .. "، موقع زغلول النجار: على الرابط التالي: http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=375&p=2&cat=6
[11] منتدى "المسلم في موقع"موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة"، على الرابط التالي: http://www.55a.net/vb/
[12] من نحن، في موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة"، على الرابط التالي: http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=mix&select_page=who
[13] زغلول النجار: ضوابط التفسير العلمي للقرآن الكريم، موقع زغلول النجار، على الرابط التالي: http://www.elnaggarzr.com/?l=ar&id=878&cat=29
[14] التأصيل العلمي، موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة، على الرابط التالي: http://www.nooran.org/a.htm
[15] زغلول النجار: الإعجاز العلمي لغة الدعوة في عصر العلم، على الرابط التالي: http://www.nooran.org/O/8/8(7).htm
[16] الدكتور جون هونوفر لارسن كبير أطباء المستشفى الرسمي في كوبنهاجن يؤكد: ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم والميكروبات، موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، على الرابط التالي: http://www.nooran.org/O/8/8(7).htm
[17] تبويب "لماذا أسلم هؤلاء"، على موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، على الرابط التالي: http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show&select_page=14
[18] _______، مصافحة الرجل للمرأة، موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، على الرابط التالي: http://www.eajaz.com/agaz%20Qraan/msaafh.htm
[19] _______، مرض يصيب المرأة المتبرجة، موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، على الرابط التالي http://www.eajaz.com/agaz%20snaah/mart.htm
[20] _______، الاختلاط، موقع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، على الرابط التالي: http://www.eajaz.com/agaz%20snaah/ektlaat.htm
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[06 Mar 2008, 10:59 ص]ـ
كم أتمنى أن تتقدم دراساتنا إلى مسارها الصحيح، ونبدأ بتحرير أمورنا من داخلنا، ولا ننتظر طعن الملاحدة والمستغربين والنصارى في أغلى ما نملكه (القرآن)؛ طعنهم من خلال بعض الإطروحات التي فيها خلل، وهي تطرح باسم الإعجاز العلمي.
والدراسات الجادة في النقد والتقويم تفتح مسارًا للبحث الجاد في مثل هذه النازلة التي تخلى عنها كثير من أصحابها (أعني المتخصصين في الدراسات القرآنية)، ولا زلت أدعو إلى ترشيد المسار في هذه النازلة المسماة بالإعجاز العلمي.
أسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن لا يجعل لنا حظًّا من أنفسنا في الدرس والتحقيق والمراجعة، فإن حظوظ النفس إذا ظهرت في مثل هذ الأمور صعب عليها التراجع عن الخطأ.
ـ[مرهف]ــــــــ[18 Jul 2008, 02:15 ص]ـ
أتمنى لو يتم دراسة هذه المواقع بشكل علمي وموضوعي واختصاصي أكثر، وهذه الدراسة بداية طيبة وجيدة مع بعض التحفظات على بعض الكلمات التي تستخدمها الباحثة وربما أفهمت غير مرادها.
ولو أضفنا لما سبق في الدراسة أن أغلب هذه المواقع المدروسة سابقاً يشرف عليها أخوة نيتهم حسنة ومقصدهم خدمة الإسلام نعم ولكن العاطفة الدعوية تسير بهم، من غير دراسة علمية ولا لجنة مختصة تقرر ما ينشر وما لا ينشر، بل ومن العاملين في هذا المجال من يعتبر نفسه فوق النقد.
وإني في الحقيقة أحمل إخواني طلاب العلم وبالأخص المختصين بالتفسير وعلوم القرآن شيئاً من مسؤولية الفوضى التي تحصل بهذا الاتجاه، ذلك لأننا نجدهم إما منتقدين بكلية دون تمحيص، أو متقبلين بكلية دون ضبطوقليلون هم الذين يتناولون الموضوع بمنهجية علمية محايدة دون أفكار مسبقة، ويساهمون في ضبط "الإعجاز العلمي" في مساره الصحيح.
كما أن بعض الهيئات المختصة بهذا الاتجاه تتحمل قسطاً كبيراً من هذه المسؤولية لعدم ممارستها النقد العلمي الذاتي، وتحاكم ما ينشر في الساحة الإعلامية محاكمة علمية وفق الضوابط التي وضعتها بالشكل الذي يرقى بها نحو الكمال، ويجعل منها مرجعاً متفقاً عليه من قبل الجميع.(/)
كذلك كدنا ليوسف
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:47 ص]ـ
كذلك كدنا ليوسف.
ماذا يمكن أن نستنبطه من هذه الجملة في وسط الآية؟
أفيدونا مشكورين بارك الله في الجميع.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 07:18 ص]ـ
جاء في كتاب:
إعلام الموقعين عن رب العالمين؛ لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) 3/ 172:
(([مكر الله تعالى على ضربين]
وكيد الله تعالى لا يخرج عن نوعين ; أحدهما وهو الأغلب: أن يفعل تعالى فعلا خارجا عن قدرة العبد الذي كاد له ; فيكون الكيد قدرا [زائدا] محضا ليس هو من باب لا يسوغ , كما كاد أعداء الرسل بانتقامه منهم بأنواع العقوبات , وكذلك كانت قصة يوسف ; فإن أكثر ما أمكنه أن يفعل أن ألقى الصواع , في رحل أخيه , وأن أذن مؤذن بسرقتهم , فلما أنكروا قال: {فما جزاؤه إن كنتم كاذبين} أي جزاء السارق أو جزاء السرق: {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه} أي جزاؤه نفس السارق , يستعبده المسروق منه إما مطلقا وإما إلى مدة , وهذه كانت شريعة آل يعقوب.
[إعراب جملة في قصة يوسف]
ثم في إعراب هذا الكلام وجهان ; أحدهما: أن قوله: {جزاؤه من وجد في رحله} جملة مستقلة قائمة من مبتدأ وخبر , وقوله: {فهو جزاؤه} جملة ثانية كذلك مؤكدة للأولى مقررة لها , والفرق بين الجملتين أن الأولى إخبار عن استحقاق المسروق لرقبة السارق , والثانية إخبار أن هذا جزاؤه في شرعنا وحكمنا ; فالأولى إخبار عن المحكوم عليه , والثانية إخبار عن الحكم , وإن كانا متلازمين , وإن أفادت الثانية معنى الحصر فإنه لا جزاء له غيره. والقول الثاني: أن {جزاؤه} الأول مبتدأ وخبره الجملة الشرطية , والمعنى جزاء السارق أن من وجد المسروق في رحله كان هو الجزاء , كما تقول: جزاء السرقة من سرق قطعت يده
وجزاء الأعمال من عمل حسنة فبعشر أو سيئة فبواحدة , ونظائره.
قال شيخنا رضي الله عنه: وإنما احتمل الوجهين ` لأن الجزاء قد يراد به نفس الحكم باستحقاق العقوبة , وقد يراد به نفس فعل العقوبة , وقد يراد به نفس الألم الواصل إلى المعاقب ; والمقصود أن إلهام الله لهم هذا الكلام كيد كاده ليوسف خارج عن قدرته ; إذ قد كان يمكنهم أن يقولوا: لا جزاء عليه حتى يثبت أنه هو الذي سرق ; فإن مجرد وجوده في رحله لا يوجب ثبوت السرقة , وقد كان يوسف عادلا لا يأخذهم بغير حجة , وقد كان يمكنهم أن يقولوا: يفعل به ما يفعل بالسراق في دينكم , وقد كان في دين ملك مصر - كما قاله أهل التفسير - أن يضرب السارق ويغرم قيمة المسروق مرتين , ولو قالوا ذلك لم يمكنه أن يلزمهم بما لا يلزم به غيرهم , ولهذا قال تعالى:
{كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله} أي ما كان يمكنه أخذه في دين ملك مصر ; إذ لم يكن في دينه طريق له إلى أخذه , وعلى هذا فقوله: {إلا أن يشاء الله} استثناء منقطع , أي لكن إن شاء الله أخذه بطريق آخر , أو يكون متصلا على بابه , أي إلا أن يشاء الله ذلك فيهيئ له سببا يؤخذ به في دين الملك من الأسباب التي كان الرجل يعتقل بها , فإذا كان المراد من الكيد فعلا من الله - بأن ييسر لعبده المؤمن المظلوم المتوكل عليه أمورا يحصل بها مقصوده من الانتقام من الظالم - كان هذا خارجا عن الحيل الفقهية ; فإن كلامنا في الحيل التي يفعلها العبد , لا فيما يفعله الله تعالى , بما في قصة يوسف.
تنبيه على بطلان الحيل وأن من كاد كيدا محرما ; فإن الله يكيده ويعامله بنقيض قصده وبمثل عمله , وهذه سنة الله في أرباب الحيل المحرمة أنه لا يبارك لهم فيما نالوه بهذه الحيل , ويهيئ لهم كيدا على يد من يشاء من خلقه يجزون به من جنس كيدهم وحيلهم.
[ما تدل عليه قصة يوسف]
وفيها تنبيه على أن المؤمن المتوكل على الله إذا كاده الخلق فإن الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوة.
وفيها دليل على أن وجود المسروق بيد السارق كاف في إقامة الحد عليه , بل هو بمنزلة إقراره , وهو أقوى من البينة , وغاية البينة أن يستفاد منها ظن , وأما وجود المسروق بيد السارق فيستفاد منه اليقين وبهذا جاءت السنة في وجوب الحد بالحبل والرائحة في الخمر كما اتفق عليه الصحابة , والاحتجاج بقصة يوسف على هذا أحسن وأوضح من الاحتجاج بها على الحيل.
وفيها تنبيه على أن العلم الخفي الذي يتوصل به إلى المقاصد الحسنة مما يرفع الله به درجات العبد ; لقوله بعد ذلك: {نرفع درجات من نشاء} قال زيد بن أسلم وغيره: بالعلم , وقد أخبر تعالى عن رفعه درجات أهل العلم في ثلاثة مواضع من كتابه , أحدها: قوله: {وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه , نرفع درجات من نشاء} فأخبر أنه يرفع درجات من يشاء بعلم الحجة. وقال في قصة يوسف: {كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء} فأخبر أنه يرفع درجات من يشاء بالعلم الخفي الذي يتوصل به صاحبه إلى المقاصد المحمودة , وقال: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} فأخبر أنه يرفع درجات أهل العلم والإيمان)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[04 Mar 2008, 10:10 م]ـ
د. مروان الظفيري
أكرمك الله كما أكرمتنا.
وإن كنت أرغب في الزيادة من الإخوة.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Mar 2008, 11:21 م]ـ
بداية الكيد " ... قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ... "
فهو هنا وضع الخطة كاملة من هذه اللحظة
وربما أخبر أخاه بما سيفعل
والكيد هنا عكس العنوة أو العنف إذ كان بامكانه أن يحتجزه منهم رغما عنهم
ولكن أخذه بالقانون هو الأفضل
وهو قد أخذ أخاه لصالح أخاه وليس للانتقام من الآخرين
وصالح أخاه يتمثل في البعد عما كان يؤذيه منهم،وكذلك البقاء معه في هذا البلد لكي يتعلم كما تعلم يوسف
ولذلك" نرفع درجات من نشاء" يحتمل أن يقصد بها أخاه وهو بتهيئة الأسباب لذلك
وهذا مما يستفاد من الحدث كما كان في " .... وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون "
فالعلم ليس بالوحي ولكن بالتعلم لأنه لو كان بالوحي ماكان هناك داع لأن يخرج من قومه فليُعلم بالوحي وهو في البدو
ولكن عُلم تأويل الأحاديث بعد أن مكن له في الأرض في بلد فيها علم
وهكذا كان تعلم أخيه ورفعه درجات
والله أعلم
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[09 Mar 2008, 01:58 م]ـ
ولكن أخذه بالقانون هو الأفضل.
أشكرك أخي الكريم مصطفى سعيد ونفعك الله بكتابه.
إخوتي .. هل من إضافة.(/)
رب اجعل هذا بلداً (هذا البلد)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:18 م]ـ
رب اجعل هذا بلداً (هذا البلد)؟!
تدبر دعاء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا) (سورة البقرة: 126).
وقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا) (سورة إبراهيم: 35).
تجد أن التشابه كاد أن يكون تماثلاً تاماً، لو لم يرد اختلاف بين لفظ (بلداً) و لفظ (البلد)، فهل تؤدي الجملتان معنى واحداً بالرغم من وجود هذا الاختلاف؟
إن من يتدبر هاتين الآيتين، ويعود إلى مراجع آثارية وتاريخية وجغرافية ولغوية، يلاحظ أن المكان الذي أشار إليه سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام في آية سورة البقرة (هذا بلداً) بكة وهو مكان بيت الله الحرام، وأن الإشارة في آية سورة إبراهيم (هذا البلد) المعهود المسمى (مكة) آمناً، فالإشارة هنا موجهة إلى مكة المكرمة، التي كانت موجودة دون أن يكون هنالك اتصال بين مساكنها وبين مكان البيت.
لأن موقع بيت الله الحرام (بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) (سورة إبراهيم: 37)
والذي سمي فيما بعد بوادي السيل، وبوادي إبراهيم، وهو غير الموقع الذي نشأت فيه مكة، حيث كانت تحيط بذلك الموقع وديان خصيبة ـ ولا زالت ـ أشهرها ثلاثة هي: وادي ذي طوى، ووادي بلدح، ووادي فاطمة، وكان أقرب الوديان إلى وادي إبراهيم هو وادي ذي طوى، الذي نشأت فيه نواة مكة المكرمة (انظر: صلاح الدين خليل الكلاس، التشابه منهج القرآن في فهم القرآن، الكتاب الأول من سلسلة التراث والمعاصرة أمام محكمة الأصالة، دار القادري، دمشق، الطبعة الأولى 1422هـ 2001م: 5 من المقدمة).
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Mar 2008, 03:14 ص]ـ
الحمد لله
قال الكرماني في البرهان في توجيه متشابه القرآن
قوله [رب اجعل هذا بلدا آمنا]
وفي ابراهيم [هذا البلد آمنا]
لأن [هذا] هنا اشارة الى المذكور في قوله [بواد غير ذي زرع] قبل بناء الكعبة
وفي ابراهيم اشارة الى البلد بعد الكعبة. /انتهى
والله أعلم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Nov 2008, 08:41 ص]ـ
الأخ المجلسي الشنقيطي
بارك الله فيك على هذه الفائدة والإضافة الجميلة.(/)
محاضرات صوتية في البيان القرآني
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[04 Mar 2008, 09:19 م]ـ
لدي محاضرات صوتية كنت قد ألقيتها على طلاب الدراسات العليا في جامعة ذمار تناولت فيها قضايا بيانية في الدراسات اللغوية القرآنية تكشف عن جوانب بديعة في النظم القرآني وإعجازه البياني ومن هذه القضايا مسائل دار فيه الخلاف قديما وحديثا،وهذه الموضوعات التي حاضرت فيه طلاب الدراسات العليا هي
القيم الصوتية في القرآن الكريم.
2) دلالات الظاهرة الصوتية في القرآن.
3) التضمين في البيان القرآني.
أ) تناوب الحروف.
ب) دقة حروف المعاني وعدم الزيادة فيها.
ج) التوازن الدقيق بين ذكر الحرف وحذفه.
4) العدول في حروف المعاني
5) الكلمة القرآنية وأثرها في الدراسات اللغوية.
6) الفروق بين الألفاظ المتقاربة وعدم الترادف.
7) التشابه والاختلاف في البيان القرآني.
8) التعريف والتنكير في البيان القرآني.
9) المفردات القرآنية مظهر من مظاهر الإعجاز.
10) ألفاظ القرآن بين التوكيد وعدمه.
11) الإعجاز في تنوع الصيغ المشتقة في القرآن.
أ - تنوع صيغ الأفعال المشتقة من أصل لغوي واحد.
ب - تنوع صيغ المشتقات من أصل لغوي واحد.
ج - تنوع صيغ المصادر من أصل لغوي واحد.
12) تعدد الجموع للمفرد الواحد في القرآن.
13) المناسبة في وحدة النسق واختيار التراكيب.
أ - التقديم والتأخير.
ب - الحذف والزيادة.
14) موقف النحاة من القراءات.
15) أثر القراءات القرآنية في القواعد النحوية.
16) أثر القراءات القرآنية في تعدد وجوه الإعراب.
17) القراءات القرآنية من الوجهة البلاغية.
وقد قام الطلاب بتسجيلها في أشرطة كاست،لكن لا أدري كيف يمكن تنزيلها على الموقع وما الطريقة المناسبة لذلك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:26 م]ـ
أحسن الله إليكم يا دكتور عبدالله ونفع بعلمكم.
ينبغي تحويلها من الكاسيت إلى صيغة صوتية على الكمبيوتر لعلك تستعين بمن يفعل ذلك، ولو تم تحويلها لصيغة MP3 لكان أجود.
ثم تقوم برفعها لأي موقع لتحميل الملفات وتضع روابطها، ولعلي أحاول رفع هذه الملفات الصوتية على سيرفر الملتقى لتحفظ وتبقى مدة أطول. وفقكم الله ونفع بعلمكم.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:56 م]ـ
أسأل الله تعالى أن ييسر تنزيلها في أقرب وقت ممكن
وجزاكم الله كل خير
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[30 Apr 2008, 03:18 ص]ـ
] هذه المحاضرة الأولى في الدراسات اللغوية في القرآن الكريم وقراءاته لطلاب الدراسات العليا في جامعة ذمار
وموضوعها الدلالة الصوتية في القرآن الكريم،أسأل الله أن ينفع بها ويأجر صاحبها، ومن كان سببا في تسجيلها ورفعها، تجدونها على الرابط أدناه:وسيتم تنزيل البقية تباعا بمشيئة الله عز وجل.
http://www.fileflyer.com/view/SDWVECT
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2008, 10:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبدالله ووفقكم لكل خير.
تم تخفيض حجمها وتصفية الصوت ورفعها على سيرفر الموقع.
1 - دلالات الصيغ في القرآن الكريم. د. عبدالله الهتاري
http://www.tafsir.org/audio/sound/hatari/delalat_1.mp3
للتحميل من هنا ( http://www.tafsir.org/audio/sound/hatari/delalat_1.mp3) اضغط الزر الأيمن للفأرة ثم حفظ باسم
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 May 2008, 11:34 ص]ـ
بارك فيكم شيخ عبد الرحمن وهذه محاضرة عن التوكيد والإعجاز في تنوع صيغ الأفعال ولعل الصوت فيها أوضح من سابقتها:
http://www.fileflyer.com/view/iKEWGAf
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 May 2008, 03:12 م]ـ
المحاضرة الثالثة الإعجاز في تنوع صيغ الأفعال وتنوع صيغ المشتقات
http://www.fileflyer.com/view/ZNMSlA8
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[04 May 2008, 03:53 م]ـ
[ size=4] أو على الرابطين أدناه
http://www.fileflyer.com/view/iKEWGAf
http://www.fileflyer.com/view/ZNMSlA8
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[30 Aug 2010, 09:09 ص]ـ
نرجو إكمال رفع المحاضرات، ونرجو من الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري أن يرفعها على الموقع كما فعل مع المحاضرة الأولى.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[30 Aug 2010, 09:46 ص]ـ
وأنا أثني على طلب رفع الحلقات للفائدة بارك الله بالجميع(/)
كيف يمكن الحصول على مجلة كلية الدعوة الإسلامية؟
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[05 Mar 2008, 01:25 م]ـ
الإخوة الكرام في الملتقى كيف يمكن الحصول على مجلة كلية الدعوة الإسلامية؟
علما أن الرابط على الملتقى لا يعمل أرجو المساعدة وبارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:21 م]ـ
أبشر يا دكتور عبدالله بكل أعدادها، ولكن أمهلنا قليلاً رعاكم الله. هي عندي على هيئة PDF وسأرفعها كاملة لكم جميعاً في أقرب وقت بإذن الله وأصلح رابط العدد السابق وأعتذر للجميع.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[05 Mar 2008, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم دكتور عبد الرحمن على جهودكم العلمية،وعجلوا برفع المجلة عجل الله لكم كل خير وإحسان.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Mar 2008, 08:33 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على ما تقدمه من خدمات جليلة للباحثين
واسال الله تعالى ان يجعل في المسلمين كثيرا امثالك فقد مضى وقت عز فيه هذا الجنس
والله تعالى يتولاك ويتولانا بفضله(/)
ما معنى متوفيك في الآية 55من سورة آل عمران؟
ـ[يونس حسن]ــــــــ[05 Mar 2008, 09:45 م]ـ
ما معنى متوفيك في هذه الآية و ما هو التفسير الصحيح لها؟
ـ[يونس حسن]ــــــــ[05 Mar 2008, 09:48 م]ـ
إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55) سورة آل عمران
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[05 Mar 2008, 10:18 م]ـ
وإن قوله ? وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما ? النساء 157 ـ 158 لمن المثاني مع قوله ? إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ? عمران 55 ويعني حرف النساء الذي تضمن الاسمين العزيز الحكيم أن رفع عيسى وعد من الله كما فصله حرف عمران وقد تحقق الجزء الأول من الوعد في الدنيا وهو أن الله قد توفاه ورفعه إليه وطهره من الذين كفروا أما الجزء الثاني من الوعد في الدنيا فمنتظر وهو قوله ? وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ? وقوله ? فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا ? عمران 56 كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر وسيتم بعزة الله وحكمته أن يكون الذين يتبعون عيسى بعد نزوله فوق الذين كفروا وكما في الحديث النبوي الصحيح أنه سيقتل الدجال ويقاتل اليهود حتى يختبئوا وراء الحجر والشجر من الذلة، ويعني تطهيره من الذين كفروا أنه يوم ينزل إلى الأرض لا يحل لكافر أن يجد نفسه بتحريك الفاء بالفتح إلا مات وإن نفسه لينتهي حيث ينتهي طرفه كما في الحديث.
إن قوله ? إني متوفيك ? ليعني أن الله قد ألقى النوم على عيسى قبل رفعه كما في قوله ? وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ? الأنعام 60 ومن المثاني معه قوله ? الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ? الزمر 42 والتوفي في الأحرف الثلاثة قد أسند إلى الله على نسق واحد لعدم اختصاص عيسى والرسل به بل جميع الناس يعرفون النوم كما بينت في اسم الله.
ولقد قتل وصلب الذي كان حريصا على قتل عيسى إذ ألقي عليه شبهه كما في قوله ? ولكن شبّه لهم ? النساء 157 ومن المثاني معه قوله ? ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين ? عمران 54 إذ كان من مكر الله أن شبّه لهم الأحمق فقتل وصلب ظنا منهم أنه عيسى الذي رفعه الله إليه.
ملاحظة: هذا التفسير هو بعض من ط من بيان القرآن كلية الآيات " المنظرون
الحسن محمد ماديك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:33 ص]ـ
وهناك معني آخر في الآيات " قل يتوفاكم ملك الموت ... "
" ... حتي إذا حضر أحدكم الموت توفته رسلنا .. "
فهل يتصور أن توفي الله = النوم، وتوفي الملائكة = الموت
وإذا قلنا أن المسيح قد أُلقي عليه النوم =- الوفاة فقد كان ذلك ليتبعه الموت
فبعد الوفاة = النوم، ـ إما أن تمسك التي قضي الله عليها الموت وإما يرسلها إلي الحياة
" ... فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخري ... "الزمر42
ـ[يونس حسن]ــــــــ[07 Mar 2008, 09:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
بيان قوله "إن شانئك هو الأبتر"
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[05 Mar 2008, 10:07 م]ـ
بيان قوله ? إن شانئك هو الأبتر ?
الرسوم المسيئة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه،
والبغض والبراءة والحرب والعدوان على من عاداه وبعد:
فلقد تطاول الأبتر شانئ محمد رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم برسوم مسيئة هي قليل مما تخفي صدورهم من الغيظ وبغض النبي الأمي ? والدين الذي جاء به من عند الله وهي بعض مما تبدي أفواههم وأقلامهم.
وأيم الله إنه لأول التميّز وأن يصير الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط كفر ونفاق لا إيمان فيه، فلينظر امرؤ يدعى إلى الإسلام أي الفسطاطين يختار لنفسه؟ فإن لم يختر واحدا منهما فلقد انتكس وارتكس والله في قعر الشر ونار جهنم مع المنافقين الموصوفين في قوله تعالى ? وإنّ منكم لمن ليبطّئنّ فإن أصابتكم قال قد أنعم الله عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا ولئن أصابكم فضل من الله ليقولنّ كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ? النساء 72 ـ 73 وقوله تعالى ? مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ? النساء 143.
إن الله وعد في القرآن أن يتميّز الفريقان كما في قوله:
• ? ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب ? آل عمران 179
• ? ليميز الله الخبيث من الطيّب ? الأنفال 37
ويعني أن التميّز عن أولئك الساخرين المستهزئين بالنبي الرسول بالقرآن هو سلوك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر الموصوفون في قوله ? لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادّون من حادّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم ? المجادلة 22 ولا يخفى أن الساخرين المستهزين بالرسول قد حادّوا الله ورسوله وشاقّوا الله والرسول، أفيبقى من أسلم ووالى الله ورسوله مقيما بين أظهر من حادّ الله ورسوله وشاقّ الله ورسوله؟ وليعلن لهم أنه حرصه على سلامتهم وتقديس معتقداتهم .... ؟
وجوب نصرة النبي الأمي ?
إن قوله:
• ? إلا تنصروه فقد نصره الله ? التوبة 40
• ? لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزّروه وتوقّروه ? الفتح 9
• ? ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ? التوبة 120
• ? قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ? التوبة 14
• ? النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم ? الأحزاب 6
• ? يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله ? الحجرات 1
ليعني أن المؤمنين مكلفون في القرآن بنصر النبي صلى الله عليه وسلم أكثر مما ينصرون أنفسهم إذ هو أولى بهم من أنفسهم وما كان لهم أن يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ولا أن يقدّموا أنفسهم وأبناءهم وإخوانهم وأزواجهم وتجارتهم ومساكن يرضونها وتجارة يخشون كسادها على نصر الله ورسوله فإن أقاموا حيث يقع إيذاء الله ورسوله فقد أصبح المعدودون من الأنفس والأبناء والإخوان والأزواج والمساكن والتجارة أحب إليهم من الله ورسوله ومن نصرهما وإذن فهم من الفاسقين الذين لن يهديهم الله ويوم يأتي أمر الله الموعود في الدنيا سيحبط عملهم ويعذبون مع المستهزئين الساخرين بالرسل.
إن إقامة المسلم في أرض يستهزأ فيها بأحد من النبيين والرسل لتعني أنه قد أصبح صفر القلب من الإيمان كما هو مدلول قوله:
• ? وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ? الأنعام 68
• ? وقد نزّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين جميعا ? النساء 140
• ? والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا ليّا بألسنتهم وطعنا في الدين ? النساء 46
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يخفى أن من أكبر الطعن في الدين وفي الكتاب المنزل الطعن في الرسول به والاستهزاء والسخرية منه، ولعدم الهجرة من أرض يسارع أهلها في تلك الرسوم المسيئة ونحوها من أنواع السخرية والاستهزاء بالرسول بالقرآن أي بآيات الله المتلوة هو عين القعود مع أولئك الساخرين المستهزئين بالرسول النبي صلى الله عليه وسلم.
ولقد وصف حرف النساء القاعدين معهم بالنفاق الذين سيجمعهم الله مع الكافرين المستهزئين في جهنم جميعا.
ويعني تكليف النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لا يقعد بعد الذكرى مع الذين يخوضون في آيات ربهم أن ترك القعود معهم هو من سنته صلى الله عليه وسلم كما بينت في حوار مع الأصوليين ومن رغب عن اتباع سنة نبيه فليس من أمته.
إن الله قد كلّف الصحابة رضي الله عنهم بقوله ? يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيّ إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبيّ فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ? الأحزاب 53 ويعني حرمة قعود المؤمن حيث يؤذي النبيّ قعوده ولو كان ذلك في بيوت النبيّ، أفلا يحرم سكناه وإقامته حيث يستهزأ بالنبيّ ويسخر منه ويتخذ ذلك الاستهزاء دينا يتسابقون في نشره وإعلانه؟
إن الذين يقيمون في بلاد يستهزأ فيها بالنبيّ الأميّ أو بأحد من الرسل والنبيين صلوات الله وسلامه عليهم إنما يبتغون العزة والراحة والطمأنينة من أعداء الله وفاتهم العمل بقوله:
• ? من يريد العزة فلله العزة جميعا ? فاطر 10
• ? ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ? المنافقون 8
وإن قوله:
• ? يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى ? الأحزاب 69
• ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ? الصف 5
• ولقد كذّبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذّبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? ولنصبرنّ على ما آذيتمونا ? إبراهيم 12
• ? ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم ? الأحزاب 48
ليعني أن قد وقع من الأولين وهم الأمم قبل نزول القرآن إيذاء آذوا به رسلهم وأن رسلهم قد صبروا على إيذاء قومهم كما هو صريح حرف إبراهيم وكما هي دلالة عجب موسى من إيذاء قومه.
ويعني أن ستتبع هذه الأمة أمة الدعوة سنن من كان قبلها ومنه أن سيقع من المكذبين بعد نزول القرآن إيذاء رسولها خاتم النبيين صلى الله عليه وسلّم كما هي دلالة الذكر في حرف الصف والمعنى واذكروا إذ قال موسى لقومه، وهو تحذير للذّاكرين غير الغافلين أن يقعوا فيما وقع فيه الذين آذوا موسى لينتهوا فلا يؤذي المتأخرون محمدا رسول الله بالقرآن، وكما هي دلالة حرف الأنعام الذي تضمن وعدا من الله نبّأه به أن سيأتي النصر بعد صبر النبي صلى الله عليه وسلم على التكذيب والإيذاء كما أتى النصر من سبقه من الرسل الذين صبروا على ما كذّبوا وعلى ما أوذوا حتى أتاهم نصر ربهم بغير جهد منهم، والوعد من الله والنبوة التي نبّأ بها الرسول النبي الأمي صلى الله عليه وسلم هي قوله ? ولا مبدّل لكلمات الله ? أي سينصره على المكذبين المؤذين كما نصرهم وعدا حسنا منه غير مكذوب بل سيقع نفاذه إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد ولا يخلف الله وعده ولا الميعاد، وإن من كلمات الله التي لا مبدّل لها قوله ? ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ? الصافات 171 ـ 173 كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر، وفي انتظار ذلك الوعد الذي سيتم ولا مبدل له بعد حين كلّف النبيّ الأميّ أن يدع أذاهم كما هو مدلول حرف الأحزاب.
وإن قوله:
• ? وكلما مرّ عليه ملأ من قومه سخروا منه قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون ? هود 38
• ? ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ? الأنعام 10 الأنبياء 41
• ? ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ? الرعد 32
• ? وكم أرسلنا من نبيّ في الأولين وما يأتيهم من نبيّ إلا كانوا به يستهزئون فأهلكنا أشد منهم بطشا ومضى مثل الأولين ? الزخرف 6 ـ 8
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون ? سورة يس 30
• ? ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنّة الأولين ? الحجر 10 ـ 13
ليعني أن الأمم المكذبة قبل نزول القرآن قد وقع منها استهزاء بالرسل والنبيين وسخرية منهم وأن الذين سخروا منهم قد حاق بهم أي حلّ بهم ما كانوا به يستهزئون أي وقع عليهم في الدنيا العذاب الذي كانوا يستهزئون به لفرط تكذيبهم وكفرهم بالغيب وما أنذروا به.
وإن من المثاني قوله:
• بل عجبت ويسخرون وإذا ذكّروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون ? الصافات 12 ـ 14
• إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعدّ لهم عذابا مهينا ? الأحزاب 57
ويعني أن سيقع من الناس سخرية وإيذاء يسخرون من النبيّ صلى الله عليه وسلم ويؤذونه وأولئك المتأخرون عن نزول القرآن ستقع تذكرتهم بالآيات الخارقة للتخويف والقضاء وستقع عليهم من الله في الدنيا لعنة يعذبون بها كما عذّبت بها عاد وثمود وفرعون وجنوده كل منهم لعن في الدنيا لعنة أبعدته من رحمة الله التي نجّى بها المؤمنين وستقع عليهم في الآخرة لعنة يعذّبون بها في نار جهنم تبعدهم عن الجنة التي يرحم بها أولياءه.
وإن قوله:
• ? وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا ? الأنبياء 36
• ? وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا ? الفرقان 41
• ? تبت يدا أبي لهب وتب ?
ليعني أن من معاصريه من وقع منهم الاستهزاء والإيذاء.
وإن من المثاني قوله:
• ? ومنهم الذين يؤذون النبيّ ? التوبة 61
• ? قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ? التوبة 65
• ? قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا ? الكهف 103 ـ 106
ويعني أول التوبة أن من المنافقين من يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم، وسيستمر الإيذاء منهم ما بقي النفاق على وجه الأرض.
ويعني ثاني التوبة وحرف الكهف أن سيقع استهزاء بالرسول وبالرسل بعد نزول القرآن أي متأخرا عن حياة النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم كما هي دلالة القول في القرآن خاصة وهكذا لم يقع بعد نفاذ القول في القرآن وإذن لأخرج ربنا دابّة من الأرض تكلمهم وكما بيّنت في حرف القول في مقدمة تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ".
وإن قوله:
• إنا كفيناك المستهزئين ? الحجر 95
• ? إن شانئك هو الأبتر ? الكوثر 3
• ? وإن مّا نرينّك بعض الذي نعدهم أو نتوفينّك فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقّب لحكمه وهو سريع الحساب ? الحجر 40 ـ 41
• ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون قل إنّما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مسّتهم نفحة من عذاب ربّك ليقولنّ يا ويلنا إنا كنا ظالمين ? الأنبياء 44 ـ 46
• ? وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 126 ـ 127
• ? ولو أن قرآنا سيّرت به الجبال أو قطّعت به الأرض أو كلّم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحلّ قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إنّ الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
ويعني أن الله سيبتر شانئ النبيّ الأميّ صلى الله عليه وسلم أولئك الشانئون المستهزئون به هم الذين كانوا في أطراف المعمورة سيبترون أي يقطعون من كل خير ونعمة كانوا فيها فاكهين فتنقص الأرض من أطرافها فتغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف أي قطع من السماء فلا يبقى على أطراف الأرض أحد، وسيصبح الناس يوما فلا يجدون في أطراف الأرض إقليما من أقاليم الكفار الشانئين المستهزين الذين وعد الله نبيّه الأميّ أن سيكفيه إيّاهم، وهكذا حتى لا يبقى من الكفار إلا الأحزاب في وسط الأرض الذين سيقاتلهم المؤمنون وإمامهم منهم في سبيل الله كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
وقد بيّنت حرف الرعد في كلية الكتاب وكلية الآيات.
إن قوله ? إن الذين يحادّون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ? المجادلة 5 ومن المثاني معه قوله ? أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 127 ليعني أن الذين حادّوا الله ورسوله من قبل وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم قد كبتوا أي أهلكوا جميعا في الدنيا بالعذاب الماحق، وكذلك خلفهم في هذه الأمة موعودون أن يكبتوا أي يهلكون بالعذاب في الدنيا كأولئكم.
ولعلكم أيها المسلمون المقيمون في تلك الديار سواء كنتم من أهلها الأصليين أو من الوافدين على مفترق طرق فإما المقام مع شانئ النبيّ الأميّ المستهزئ منه وإما الرحيل إلى أرض الله الواسعة.
ولعلّ المهاجرين الخائفين من يراجعون فقه المرحلة ويستنبطونه من الكتاب المنزل.
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Mar 2008, 09:34 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:17 ص]ـ
أخي المشرف الدكتور أحمد البريدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأكرمك الله كما أكرمتني
وأشكركم على حسن ردكم، وأتمنى أن نتمكن جميعنا من تدارس القرآن العجب وأن نهتدي به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم وأوصي نفسي وإياكم أن نكون في كل أحوالنا على استعداد لاتباع الحق أنى ظهر لنا غير مبالين بقيود المعروف لدينا من قبل وبتقليد الخطإ من التراث مهما تعارف عليه الناس وحسبوه مقدسا كالوحي المنزل أي كالقرآن والحديث النبوي،
وأتمنى عليكم تتبع مواطن الخطإ والتقصير في بحوثي السابق واللاحق نشرها وإهدائها إليّ على الملإ لأرجع عنها علنا على الملإ إذ لا قيمة لأحدنا إلا بموافقة الحق أنى ظهر له كما لا قيمة له إذا حسب من نفسه كمال الهدى والرشد.
الحسن محمد ماديك(/)
سلسلة الفوائد القرآنية
ـ[الونشريسي]ــــــــ[06 Mar 2008, 01:59 ص]ـ
أيه:
تكتب بدون ألف في ثلاثة مواضع
قي سورة النور {وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم نلحون}
في سورة الزخرف {وقالوا يأيه الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون}
في سورة الرحمن {سنفرغ لكم أيه الثقلان}.
أبو حذيفة جلول(/)
أي "يا أيها الذين آمنوا" نزلت أولاً؟؟
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[06 Mar 2008, 02:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله
عندي سؤال أتمنى أن أجد له جواباً عندكم:
أول خطاب من الله للمؤمنين بـ"يا أيها الذين آمنوا" حسب ترتيب المصحف كان في سورة البقرة الآية 104
فماذا كان أوّل خطاب بـ"يا أيها الذين آمنوا" من حيث التنزيل
وجزاكم الله خيراً(/)
دعوة لحضور ملتقى بصائر القرآني
ـ[أبو إبراهيم السحيباني]ــــــــ[06 Mar 2008, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
فيسر إخوانكم في مركز الإشراف التربوي في محافظة البدائع في منطقة القصيم دعوتكم لحضور
ملتقى بصائر القرآني
http://www.saaid.net/mhadarat/banner.gif
وهذا رابط لبرامج الملتقى:
http://www.saaid.net/news/news.php?id=1565
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[07 Mar 2008, 02:39 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله، فكرة رائدة، فمثل هذه الملتقيات التي تُعنى بالقرآن الكريم وحفظه، وتبيين أهميته للناس، نحن أحوج ما نكون إليها؛ لاسيما وأن نصيب الدراسات القرآنية بشكل عام سواء في الدروس أو المحاضرات أو الملتقيات والمخيمات ضعيف، ثم إننا لابد أن نبادر في مثل هذه المشاريع؛ ولا تكون أعمالنا ردود أفعال ....
كل الشكر والتقدير للإخوة العاملين على هذا الملتقى المبارك، والمشايخ الفضلاء المشاركين ....
ـ[أبو إبراهيم السحيباني]ــــــــ[08 Mar 2008, 05:02 م]ـ
تنبيه: تم تأجيل محاضرة الشيخ: المغامسي إلى يوم الثلاثاء نظرا لوفاة أحد أعمامه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2008, 05:12 م]ـ
زادني الله وإياكم من بصائر القرآن، وأسال الله أن يكثر من مثل هذه الملتقيات التي تُحيي الأمة، وتردها إلى كتاب ربها سبحانه وتعالى.
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذا الملتقى والساعين فيه والداعمين له، وأن يبارك لهم في أمورهم كلها، وأن لا يحرمنا أجرهم.
ـ[أبو إبراهيم السحيباني]ــــــــ[09 Mar 2008, 02:32 م]ـ
تنويه:
حصل تعديل في برنامج الملتقى، وهو كالآتي:
يوم الإثنين بعد العشاء: محاضرة الشيخ: صالح المغامسي
يوم الثلاثاء: بعد العشاء: محاضرة عبد الله با نعمة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Mar 2008, 10:05 ص]ـ
بفضل الله وتوفيقه أتيحت لي المشاركة ليلة البارحة - مساء الأحد 1/ 3/1429هـ - في محاضرة في هذا الملتقى المتميز حول إعجاز القرآن الكريم. وقد سرني جداً ما رأيته من إبداع وتميز في التنظيم للملتقى، شاركت فيه كل مدارس محافظة البدائع بمراحلها المختلفة الابتدائية والمتوسطة والثانوية. وكان حضوراً ملفتاً ومتميزاً من الزملاء الأساتذة في المدارس والطلاب وغيرهم، وتجولتُ بعد المحاضرة في المعرض المصاحب للملتقى فرأيتُ ما أدهشني في أركان المعرض من الأفكار التي قام عليها الطلاب في كل ركن من أركان المعرض وأسأل الله للقائمين على هذا الملتقى المزيد من النجاح والتوفيق.
وقد لمستُ منهم ثناءً على الدورة العلمية في التدبر التي يقدمها أخي الدكتور عمر المقبل وفقه الله.
ونحمد الله أن يسر مثل هذه الملتقيات العلمية حول القرآن الكريم وتفعيل طاقات الشباب في تعلمه وتدبره وخدمته وأتمنى أن تنتشر مثل هذه الملتقيات في بقية المدن والمحافظات فهي تجربة ناجحة جدية بالتطبيق والدعم.
الإثنين 2/ 3/1429هـ(/)
ترجمة الدكتور / محسن هاشم درويش , محقق كتاب الوقف والابتداء للإمام السجاوندي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:03 ص]ـ
تفضل اضغط هنا ( http://www.alarabiyah.ws/org.php?do=show&id=24)
والترجمة ناقصة , ووعدني الشيخ بإرساله ترجمته كاملة لي
كما أن الدكتور ترك الإمارات ورجع إلى بلاده الأردن ويدرس حاليا طلاب الدراسات العليا بالجامعة الأردنية ...
والله الموفق(/)
فلنساهم في خدمة القرآن ..
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[07 Mar 2008, 03:05 م]ـ
إن من نعمة الله علينا وجود حلق لتحفيظ القرآن الكريم، تعلم أبناءنا كتاب ربنا عزوجل بالإضافة إلى ما يتعلمونه في مدارسهم
ولنا مع هذه الحلق عدة وقفات ... ولكن أظن أن كثيراً منها إن لم تكن كلها حبيسة في النفس، ومن هذه الوقفات:
- وقفة شكر وإكبار.
- ووقفة تصحيح واعتبار.
- ووقفة تجديد وابتكار.
ولكن ... هل القائمون على هذه الحلق يسمعون أصواتنا، بل هل يعرفون ما نكنه في صدورنا؟!
إنني أرى وترون كثيراً من طلاب العلم يقولون ليتهم فعلوا وفعلوا .. ولكن يجب أن نوصل أصواتنا إليهم لنشاركهم في
الخيرية التي نحسب أنهم من أهلها، ولنسدد النقص الذي عندهم، وقبله النقص الذي عندنا، حيث إن كثيرا منا آتاه الله
عزوجل من العلم بكتابه، فماذا قدمنا لأبنائنا مما علمنا الله؟
يجب علينا أن بذل ما عندنا من علم، واقتراحات، وملحوظات لإخواننا في تلك الحلق.
لنشاركهم، بمقال تربوي، أو بطريقة في تحفيظ القرآن، أو بطريقة في تعليم أبنائنا التفسير بصورة سهلة وميسرة
تناسب عقولهم ومداركهم.
إن إخوانكم في موقع ((حلقات)) أتاحوا لكم إيصال ما عندكم إلى مشرفي الحلق ومدرسيها، فلنبادر بإيصال
ما عندنا إليهم.
لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ
رابط الموقع
موقع حلقات ( http://www.halqat.com/)
رابط مكتبة المقالات
مكتبة المقالات ( http://www.halqat.com/Articles.html)
رابط مكتبة الكتب والأبحاث
مكتبة الكتب والأبحاث ( http://www.halqat.com/Books.html)
http://www.halqat.com/images/banner.gif
أسأل الله عزوجل أن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
ـ[إيمان]ــــــــ[07 Mar 2008, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[14 Mar 2008, 01:07 م]ـ
بإمكانكم دخول الموقع على الرابط الآتي: http://www.halqat.com/
ـ[الجعفري]ــــــــ[14 Mar 2008, 10:00 م]ـ
موقع ممتاز جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل، وليت جميع مشرفي الحلقات يتابعون ما فيه.
سأجعله في مفضلتي.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا(/)
حمل جميع أعداد (مجلة كلية الدعوة الإسلامية) بليبيا بصيغة PDF
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Mar 2008, 04:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نزولاً عند رغبة الزملاء في الملتقى بعد طرح أحد أعداد مجلة كلية الدعوة الإسلامية بليبيا فقد قمت في هذه المشاركة برفع جميع أعداد المجلة من العدد الأول حتى العدد الثالث والعشرين، ويمكن تنزيلها على جهازك على هيئة ملف PDF لقراءتها والتوثيق منها بالصفحة كما لو كنت تقرأ من العدد المطبوع تماماً.
ويوجد في المرفقات فهرس الأعداد من الأول حتى الثاني والعشرين على ملف وورد، وأما فهرس العدد الثالث والعشرين فيوجد الفهرس الخاص به في المشاركة السابقة هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=11009) .
وفقكم الله لكل خير.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647d14b2c93ec0.jpg
العدد الأول ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d1.zip)
العدد الثاني ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d2.zip)
العدد الثالث ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d3.zip)
العدد الرابع ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d4.zip)
العدد الخامس ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d5.zip)
العدد السادس ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d6.zip)
العدد السايع ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d7.zip)
العدد الثامن ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d8.zip)
العدد التاسع ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d9.zip)
العدد العاشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d10.zip)
العدد الحادي عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d11.zip)
العدد الثاني عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d12.zip)
العدد الثالث عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d13.zip)
العدد الرابع عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d14.zip)
العدد الخامس عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d15.zip)
العدد السادس عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d16.zip)
العدد السابع عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d17.zip)
العدد الثامن عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d18.zip)
العدد التاسع عشر ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d19.zip)
العدد العشرون ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d20.zip)
العدد الحادي والعشرون ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d21.zip)
العدد الثاني والعشرون ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/d22.zip)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647bec88900176.jpg
العدد الثالث والعشرون ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/daawa-issue23.zip)
الجمعة 29/ 2/1429هـ
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Mar 2008, 07:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
والرجاء إعادة ضغط الأعداد 11، 17، 19 ووضعها مرة اخرى، لأن الملفات الموضوعة لا تفتح.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[07 Mar 2008, 10:08 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك شيخنا الكريم ... ولكن الفهرس قمت بإنزاله ولا يفتح عندي ولا أعرف ما المشكلة؟
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:23 ص]ـ
شكر الله لكم هذا الجهد.
يبدو أن المجلة توقفت منذ زمن طويل. أليس كذلك؟
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[08 Mar 2008, 01:30 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبدالرحمن على هذا الحهد الطيب وأجزل لكم المثوبة والأجر وأرجو منكم إعادة تنزيل الأعداد 11،17،19؛لأنها معطوبة في التنزيل.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Nov 2008, 03:46 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبدالرحمن على هذا الحهد الطيب وأجزل لكم المثوبة والأجر وأرجو منكم إعادة تنزيل الأعداد 11،17،19؛لأنها معطوبة في التنزيل.
شيخنا الغالي الفاضل المفضال الدكتور عبد الرحمن
مازالت هذه الروابط معطوبة؛ لو تتفضلون علينا
مأجورين مشكورين، بإعاتها صحيحة شغالة
وجزاكم الله خيرا
ـ[حرملة]ــــــــ[22 Nov 2008, 01:49 ص]ـ
شكرا لك أخانا المشرف على المجلّة و نرجوا من فضيلتكم أن تصور لنا أيضا ما في القرص المشتمل على الرسائل العلمية المطبوعة من الكلية.
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[22 Nov 2008, 06:57 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ عبدالرحمن على هذا الحهد الطيب وأجزل لكم المثوبة والأجر وأرجو منكم إعادة تنزيل الأعداد 11،17،19؛لأنها معطوبة في التنزيل.
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم و نفع بكم ...
و أؤيد ما ذكره الاستاذ الكريم، عبد الله الهتاري بخصوص الملفات الثلاثة المعطوبة
ـ[أبو العالية]ــــــــ[23 Nov 2008, 02:02 م]ـ
الحمد لله،وبعد ..
ماشاء الله .. إنَّ هذا لصيد ثمين والله، أحسن الله إليك يا شيخ عبد الرحمن، وجزاك الله كل خير.
ولا حرمنا خيركم وفضلكم وواسع علمكم.
محبكم
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[24 Nov 2008, 11:57 ص]ـ
شكر الله لكم يا أخي المبارك .. ونفع بكم
ـ[حرملة]ــــــــ[21 Dec 2008, 01:51 م]ـ
ما زلنا في انتظار الرسائل التي نوقشت في الكلية ولك الشكر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[30 Jan 2009, 11:17 م]ـ
العدد الحادي عشر معطوب.(/)
قواعد التفسير من خلال كتاب (بدع التفاسير) للغماري
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[07 Mar 2008, 08:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قواعد التفسير من خلال بدع التفاسير
لعبد الله محمد بن الصديق الغماري
1328هـ -1413م
1910م – 1993م
مدخل:
هذه محاولة متواضعة للإحالة على أحد أهم مظان قواعد التفسير الكثيرة والتي تناولها العلماء تحت عناوين مختلفة وضمنوها كتبا متعددة. فهذا كتاب بدع التفاسير لعبد الله محمد بن الصديق الغماري رحمه الله فيه مجموعة غير يسيرة من قواعد التفسير أشرت هنا إلى بعضها وقد كان البحث في أصله مساهمة في ندوة علمية نظمت بكلية الآداب بالجديدة جامعة شعيب الدكالي بالمملكة المغربية أرجو أن يكون مساهمة في التعريف بتراث علماء الغرب الإسلامي المعاصرين في الدراسات القرآنية
تعريف بالمؤلف:
هو عبد الله بن محمد بن الصديق الحسني الغماري الطنجي محدث المغرب لعصره ولد بطنجة سنة 1328 هـ 1910م وحفظ القرآن الكريم برواية ورش ثم حفص وأتقن رسمه رحل إلى فاس فالتحق بالقرويين فلما برع رجع إلى طنجة. ثم قصد مصر سنة 1349 هـ 1930م وحصل على عالمية الغرباء ثم عالمية الأزهر فاشتغل بالتدريس فيه وتفوق ثم عين مفتشا على الدروس وأجاز له كبار علماء عصره عمل بالسياسة فلم يوفق، واتهم في مصر بالتجسس واعتقل مدة ... فلما أفرج عنه عاد إلى مسقط رأسه. له مؤلفات عديدة جاوزت الستين وتوفي رحمه الله في طنجة بتاريخ 19 شعبان 1413 هـ 12 فبراير 1993 م.
تعريف بالكتاب:
استهل المؤلف كتابه بأبيات شعرية بين فيها أهمية الكتاب العلمية، ثم فصل مضمون تلك الأبيات في ما يمكن اعتباره مدخلا للكتاب بعد ذلك وضع مقدمة قال عنها انها:" تشتمل على مسائل هامة تنفع الناظر في هذا الكتاب خاصة وفي كتب التفسير والحديث عامة" وهذا مما يكاد ينفرد به حين يجمع بين القرآن والحديث وإن كان الغالب على الكتاب تفسير القرآن.
بعدها انتقل إلى التفسير و وقف عند تفسير بعض الآيات من سور القرآن الكريم مثل " البقرة، آل عمران، النساء،المائدة … "حتى بلغ ثمانية و أربعين سورة.
وبدأ بسورة البقرة ووقف عند تفسير أربعة عشر آية مختارة منها، ثم ثنى بسورة آل عمران فوقف مع تفسير ثلاث آيات …وهكذا مع كل سورة تناولها.وهو في ذلك ليس غرضه الاستقصاء بل التمثيل كما صرح بذلك قائلا:"ولم أقصد بهذا المؤلف استيعاب التفاسير المخطئة والخاطئة فإن ذلك غير متيسر لي الآن. وإنما قصدت ذكر مُثُل تكون نموذجا لما لم يذكر" وقال في موضع آخر "وله من هذه التفسير البدعية كثير، ليس غرضنا استقصاءها،وإنما ذكرنا هذين المثالين ليستدل بهما على غيرهما".
وطريقته غي العرض أن يذكر عند كل آية ما يختاره في تفسيرها،ثم يعقب بما يراه من بدع التفاسير فيها وهذا الغالب وإن كان قد يقتصر أحيانا على ما في الآية من بدع التفاسير ولعل ذلك حين لا تكون الآية في حاجة إلى تفسير. ولذلك وجدناه يقول عند قوله تعالى:"واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان":"هذا تفسير هذه الآية تفسيرا يلائم سياقها ويقتضيه نظمها من غير تكليف وقيل فيها وجوه من التأويل تعتبر من بدع التفاسير ونحن نبه عليها بحول الله"
وقد بتولى الرد على القول المبتدع في التفسير وقد يستعير ذلك من غيره ويتبناه كما فعل مع قوله تعالى:" ولقد همت به"فقد اكتفى بما نقله عن الرازي والزمخشري حين قال:" هذه الأقاويل من بدع التفاسير وقد أحسن ردها الزمخشري…" ثم قال "ويعجبني قول الإمام الرازي في هذا المقام"
وهوامش الكتاب غنية بالإضافات أنظر مثلا هامش الصفحة 64 و 65 و 68 و 81 و85
وختم البحث بخاتمة و وقفة مع التفسير الإشاري ثم نبذة جامعة عن التفاسير المشهورة.
وقد أشار في خاتمته أنه كتب الكتاب في ظروف خاصة فقال:"لا سيما وقد كتبناه في ظروف توالت علينا بالهموم و الأكدار"
جدة الكتاب وطرافته:
يعد كتاب الشيخ الغماري واحدا من الكتب الطريفة وقد تنبه المؤلف إلى جدة كتابه في ثلاثة مواضع منه: أولها في الأبيات التي استهله بها فقال:
هَذَا كِتَابٌ مَا سُبِقتُ بمثله =جَمُّ الفوائد نَاضِجُ الثمرات
مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا = تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات
جليت فيه حقائقًا لا يَنبَغِي = جَهلٌ بها لمفسِّرِ الآيات
(يُتْبَعُ)
(/)
سميته بِدَعَ التفاسير التي = جاءت من الأقوام بالعثَراتِ
أرجو من الله الكريم نَوَالُهُ = محوَ الذُّنُوبِ ومنحَ فَضلِ هِبَاتِ
و ثانيها عند قوله:"أما بعد فهذا مؤلف عجيب ليس له في بابه ضريب " وثالثها في خاتمة الكتاب حين قال:"… فضلا عن تأليف كتاب مستقل في موضوع مبتكرلم يوجد منه إلا أمثلة". ومعنى السبق لا يمكن حمله إلا على هذا الجانب من التقعيد للتفسير الذي تبقى المؤلفات فيه قليلة.
أما اشتغال الغماري بالتفسير فقد كان موضوع أطروحة نوقشت بكلية الآداب بالرباط أعدتها الباحثة نسيبة الغلبزوري تحت عنوان "الشيخ عبد الله بن الصديق وجهوده في علوم القرآن والتفسير"
الإشارة إلى القواعد:
جاءت الإشارة إلى القواعد في الكتاب في أكثر من موضع:أولا في الأبيات التي استهل بها كتابه حين قال:
"مَهَّدت فيه مَسَائِلًا وَ قَواعِدًا * تنفي عن التفسير بعضَ هِنَات"
وكذلك عند قوله في المقدمة وهو يحدد مصادر الخطأ الموجود في بعض كتب التفسير بقوله: "لنبو لفظه عنها أو مخالفتها للقواعد المأخوذة من الكتاب والسنة" على أن أصرح عبارة وجدناها المؤلف رحمه الله هي قوله:"أغلب البدع الموجودة في تفاسير المعاصرين منشأها الجهل بأصول علم التفسير وقواعده"
ومن أهم ما قاله في الموضوع "ولهذه المناسبة ننبه إلى قاعدة هامة، غفل عنها المفسرون قاطبة فيما أعلم إذ لم أجد من منهم فطن إليها أو نبه إليها وبسبب غفلتهم عنها وقع كثير منهم في تفسيرات مخطئة" وقال:" فشد يدك على هذه القاعدة التي لا تجدها في غير هذا الكتاب"
قواعد في التفسير:
1. ألفاظ القرآن في العقيدة والأحكام والقصص يمتنع حملها على المجاز.
2. تجمل الألفاظ على الحقيقة الشرعية ثم على الحقيقة اللغوية قال:"فإن لم يكن لها حقيقة شرعية حملت على الحقيقة اللغوية".
3. آيات الصفات يمتنع حملها على الحقيقة.
شروط التفسير
1. التجرد من الآراء المذهبية
2. عدم التمحل في تأويل الآية
3. اجتناب الوجوه البعيدة في الإعراب
4. حمل الآية على ما يتفق مع سياقها
5. حمل الآية على ما يتفق مع سبب نزولها
ما يجب على المفسر:
1. لا يجوز مخالفة ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير آية.
2. تفسير الصحابي والتابعي إن كان يستند إلى ذكر أسباب النزول فيجب اتباعه لأنه في حكم المرفوع
3. تفسير الآيات بالمعاني التي كانت معروفة للعرب وقت نزوله حقائق كانت أو مجازات
4. يجب فهم القرآن في حدود قواعد اللغة العربية وأساليبها المعهودة لهم
5. لا يجوز تفسير القرآن بمعان مستجدة حدثت بعد التنزيل
6. من فسر القرآن بمعان مستجدة فقد زعم أن القرآن قد خاطب العرب بما لم يفهموه.
7. لا يجوز تفسير القرآن بالألفاظ الغريبة لأن ذلك ينافي فصاحته
8. لا يجوز تخريج إعراب القرآن على الوجوه الضعيفة أو الشاذة لأن ذلك ينافي فصاحته
القواعد المستمدة من كتب بدع التفاسير:
1. تغيير معنى الآية والعدول عن ظاهرها لتتمشى مع مذهب المفسر وعقيدته
ذكر هذا في مواضع منه رده على المرتضى أن قوله تعالى:"قل الروح من أمر ربي " يعن إن القرآن ن أمري ومن فعلي فقال الشيخ الغماري:"ليس في الآية دلالة بالمطابقة ولا بالتضمن ولا بالإشارة على إن القرآن من فعل الله… فما ذكره في هذا الوجه من بدع التفاسير لأنه حل الآينة ما لا تحتمل هو استخرج منها بطريق التعمد الخاطئ الإفادة بخلق القرآن وهو القول الذي خالف به المعتزلة ومن وافقهم من الإمامية إجماع المسلمين"
ورد به على الزمخشري في تفسيره إن شاء الله في الكهف على أن معناها التأبيد النهي وهو إنما فعل ذلك مبي على مذهبه في الاعتزال و ذكر أوجها أخرى كلها اعتزالية
2. الأصل في الإسناد الحقيقة
أي لما تضافرت أدلة الكتاب والسنة على إسناد الختم والطبع إلى الله في قوله تعالى:"ختم على قلوبهم " فلا يصرف إلى جهة أخرى.
3. وجوب مراعاة النسق في الآية
قال ذلك في تفسير قوله تعالى:" وآتينا موسى الكتب والفرقان" وقوله تعالى:" وآتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا" أي الكتاب الجامع بين كونه فرقانا ضياء وذكرا. فالنسق في الآيتين لجمع الصفات."
4. المجاز لا يدخل فيما يحكيه القرآن عن الأمم السابقة
رد بها تفسير المرتضى قوله تعالى:"فاقتلوا أنفسكم" أن معناه اجتهدوا في التوبة مما أقدمتم عليه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
استدل ب:" عدو لي وعدوا له" على تأكيد كون فرعون مات كافرا
رد بها على من تأول "مجمع البحرين" على أنهما موسى والخضر وقال:"وقد قدمنا أن ما يحكيه القرآن عن السابقين من الأنبياء وغيرهم يجب حمله على الحقيقة"
5. البعد عن التكلف في التفسير المثال قابل للتوظيف في باب السياق
رد به على المرتضى الذي حمل قوله تعالى:"استجيبوا لله " الآية على أن المراد بها هو إن الاستجابة تجنب صاحبها أن يقتل .. لأنها خطاب للمومنين…
6. ليس كل استدلال بآية على تفسير أخرى مما يصح
رد به على المرتضى الذي استدل بآية:"من دخله كان آمنا " فبين أنها في سياق آخر
7. رد كل ما يتعارض مع سياق الآية
رد بها من فسر "يحول بين المرء وقلبه" على أن المراد به إزالة العقل
و رد بنفس القاعدة تفسير المرتضى لقوله تعالى:"ما كانوا يستطيعون السمع " الآية وقال:"وهو ضعيف لا يفيده سياق الآية."
ورد به قول أبي مسلم الأصفهاني معنى مختلفين في قوله تعالى:"و لا يزالون مختلفين "أن خلف هؤلاء الكفار يخلف سلفهم في الكفر…" فقال الشيخ الغماري:"إن صح أن اختلفوا بمعنى خلف بعضهم بعضا، فالسياق لا يساعد عليه ولا يناسبه"
رد به على من قال أن معنى "فلما رأينه أكبرنه " حضن،فقال هذا تفسير بعيد من السياق"
وزكى من فسر:"وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به"أي هذا جوابنا لكم ليس عندنا غيره، إقناطا لهم من التصديق بهم، قال:"وهذا التأويل واضح قوي يتفق مع سياق الآية ونظمها" ور د غيره من الوجوه قائلا "وسياق الآية لا يناسب الوجهين" وقوله أيضا "وهذا ينافي سياق الآية"
رد به على من خصص المشيئة في قوله تعالى إلا أن يشاء الله
8. تفسير الآيات بما يناسب مقام النبوة
قال ذلك في تفسير:"عفا الله عنك" الآية
وقاله أيضا عند تفسير:"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"إذ رد على من تأولها بأن المراد أنه ابن زنا فقال:"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة
ورد بها على من قال في وهم به أنه هم بضربها فقال وهو قول سخيف وكيف يضربها وهو خادم عندها غريب في بيتها بل قوله لها:"معاذ الله" الآية يدل على أنه كان يخاطبها بأسلوب مهذب وهذا هو اللائق بمقامه"
ور د بها على من قال في خانتاهما " أن معناها الزنا فقال:" وليست الخيانة هنا إلا المخالفة في العقيدة" ثم بين ذلك بيانا شافيا
9. كل معنى متعارض مع صريح القرآن وصحيح السنة فهو باطل
رد بها عل ابن عربي في دعواه أن فرعون قبل إيمانه
ورد بها عند تفسير:"قال يا نوح إنه ليس من أهلك"على من تأولها أنه ابن زنا فقال:"وهذا قول شنيع يدل على جهل بمقام النبوة، ثم هو مردود بنص القرآن فإن الله تعالى قال قبل هذه الآية ونادى نوح ابنه فنسب الابن إليه وهذا دليل قاطع على أنه ابنه لصلبه، إذ من المستحيل أن يكون ابن زنا وينسبه الله إليه " وفي هامش الصفحة أورد قولا طريفا مستمد من قوله تعالى: "إنه ليس من أهلك"وه أن الله تعالى أقر بنوته ونفى أنه من أهله الناجين ولو لم يكن ابنه لقال له إنه ليس ابنك وليس من أهلك
ورد بها على من جعل الضمير في" أنساه الشيطان" يعود على يوسف فقال:"وهذا باطل لأن الله تعالى أخبر عن يوسف في أول السورة بأنه من عباده المخلصين فكيف يخبر عنه هنا بأن الشيطان تمكن منه و أنساه ذكر ربه تعالى؟! هذا تناقض يتنزه عنه القرآن …"
ومن ذلك تبنيه استدلال ابن تيمية بقوله تعالى "إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا" للرد على من قال روحنا في قوله تعالى:"فأرسلنا إليها روحنا " أنه عيسى
10. الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته
ذكر ذلك عند تفسير قوله تعالى:"فان كنت في شك"
11. التفسير الذي يتعارض مع العربية مردود
رد بها على المرتضى و الزمخشري فقال:"وغفل المرتضى والزمخشري عن أن تعقيب النفي بالأمر لا يحسن في اللغة العربية.
ورد بها على من جعل هم به جواب لولا مقدما عليها بأن جواب لولا لا يتقدم عليها لأنها في حكم الشرط
12. "الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي تتكلم العربية… لا يجوز حملها على المجاز"
وهذا نص ثمبن قاله حين رده على من فسر "وفار التنور "أنها تعني:اشتد غضب الله عليهم أو برز النور
13. الأصل في الألفاظ أن تحمل على الحقيقة
(يُتْبَعُ)
(/)
قاله عند تفسير "وفار التنور " وحملها على أن المراد بالتنور الذي يختبز فيه،قال وهذا هو القول الراجح لأنه الحقيقة وهي الأصل …
14. لا يحمل القرآن على المعاني الغريبة في اللغة
قاله في الرد على من فسر" أكبرنه" بمعنى حِضنَ، قال:" هذا تفسير بعيد من السياق، بل هو من غريب اللغة الذي يجب اجتنابه في تفسير القرآن الكريم "
15. الخاص الذي يراد به الخاص لا ينبغي حمله على العموم
رد به على من استنبط من قوله:" ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين " إن كل من دخل مصر آمن قال وهي لا تدل على ذلك لأنها خطاب من يوسف لأهله وإنما يستفاد الأمان من قوله تعالى عن البيت الحرام ومن دخله كان آمنا فهذه الآية تعم كل داخل للبيت الحرام كما هو ظاهر
16. القراءات يفسر بعضها بعضا
قال ذلك في تفسير "لا جرم " ورد قولين بأنهما من بدع التفاسير فقال:" والتقدير فيه تكلف ظاهر وهو يقتضي الوقف على: لا، وليس أحد من القراء وقف عليها"
وقال ذلك أيضا في الرد على البيضاوي الذي وجه تفسير من قال إن معنى: "بإمامهم" أمهاتهم، بأن الأم تجمع على إمام فقال المغاري:" وإن صح له فكيف يفعل بقراءة الحسن "بكتابهم"؟ وهي وإن كانت شاذة تجري مجرى الآحاد في تعيين المعنى المراد حسبما تقرر في علم الأصول"
رد على من قال أن مريم كانت خنثى مستدلا بقوله تعالى:" والله أعلم بما وضعت" فرد عليه قائلا:"فأوردت قراءة حمزة " والله أعلم بما وضعت"بضم التاء من وضعت والقراءات يفسر بعضها بعضا فالجملة على القراءتين المتواترتين تفيد توجع أم مريم وتأسفها على فوات مطلوبها… فلم يجد مخلصا من هذا الإيراد"
17. رد التفاسير المضحكة
أشار إلى هذا في رده على بعض الرافضة الذين فسروا " وأوحى ربك إلى النحل "عند المهدي الخليفة إنما النحل بنو هاشم يخرج من بطونهم العلم فقال له رجل جعل الله طعامك وشرابك ما يخرج من بطونهم فضحك المهدي .. قال:"ولهم كثير من هذه التأويلات المضحكة"
18. لا تخصيص إلا بدليل
أنكر المؤلف على الجبائي ومن تابعه من المعتزلة فقال:" ومن بدع التفسير أن بجعل المفسر مذهبه دليلا على تخصيص لفظ في الآية، أو تقييده، مضافا إلى غفلته عما يفيده سياق الآية وسبب نزولها."
19. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تنافي مدلولها اللغوي
رد به على من قال في تفسير "بسلطان " أي بعلم و أن الآية تشير إلى سفن الفضاء … فقال:"وهذا تحريف للآية يوقع في الإثم وذاك المفسر لا يفهم لجهله بقواعد اللغة العربية أن عبارة" إن استطعتم " تفيد التحدي والتعجيز"
20. حمل ألفاظ الكتاب والسنة على معان تباين السياق الذي سيقت له الآية أو الحديث
ـ[البهيجي]ــــــــ[10 Mar 2008, 10:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك خيرا ..... وسلمت يمينك .... وزدنا ياشيخ ... والسلام عليكم
البهيجي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[10 Mar 2008, 10:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: مولاي عمر بن حماد ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم على أن وفقكم للكتابة في هذا الموضوع الذي نحن في أشد الحاجة إلى تأصيله.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[20 Jun 2008, 01:37 م]ـ
سدد الله خطاكم، ونتمنى التفصيل في هذا المجال لأهميته
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Jun 2008, 07:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الإفادة
ألا ترون أن بعض هذه القواعد من الأولى أن يقال عنها ضوابط وليس قواعد؟
أرجو مساعدتي في معرفة الفارق الدقيق بين القاعدة والضابط، مع أمثلة لهما. وقد بحثت عن ذلك فلم أجد ما يزيل الغموض.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:49 م]ـ
أشكر الدكتور العزيز مولاي عمر بن حماد على بحوثه القيمة التي نستفيد منها كثيراً في ملتقى أهل التفسير. ولدي بعض الأسئلة التي أرجو أن يتسع وقته للإفادة حولها مشكوراً.
قواعد في التفسير:
1. ألفاظ القرآن في العقيدة والأحكام والقصص يمتنع حملها على المجاز.
لستُ أدري هل هذه القواعد مأخوذة من كتاب (بدع التفاسير) أيضاً، أم هي للتمثيل لقواعد التفسير عموماً؟
س: هل يمكن بيان هذه القاعدة الأولى بالأمثلة، وسبب تخصيص هذه الموضوعات بمنع حملها على المجاز.
قواعد في التفسير:
3. آيات الصفات يمتنع حملها على الحقيقة.
[/ QUOTE]
س: ألا تتعارض هذه القاعدة مع القاعدة الأولى التي ذكرتموها حيث إن آيات الصفات من آيات العقيدة التي يمتنع حملها على المجاز، وتحمل على الحقيقة، فلماذا منع حملها على الحقيقة هنا؟
12. "الآيات التي يكون موضوعها الحديث عن الأمم التي تتكلم العربية… لا يجوز حملها على المجاز"
وهذا نص ثمين قاله حين رده على من فسر "وفار التنور "أنها تعني:اشتد غضب الله عليهم أو برز النور
التنبه لهذه الفكرة مهم جداً، ولكن: كيف يمكن إثبات عربية قوم نوح أولاً؟ ثم هل هذه القاعدة مُطَّردة في القرآن، وهل لها أمثلة محصورة؟
بارك الله فيكم ونفع بكم يا دكتور مولاي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[19 Aug 2009, 02:26 م]ـ
منذ فترة طويلة وأنا أبحث عن هذا الكتاب ولم أجده، أرجو من الأساتذة الكرام دلالتي على مظان وجوه، وجزاكم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Aug 2009, 03:33 م]ـ
منذ فترة طويلة وأنا أبحث عن هذا الكتاب ولم أجده، أرجو من الأساتذة الكرام دلالتي على مظان وجوه، وجزاكم الله خيراً.
الكتاب طُبعَ قديماً، وأظنُّه أعيد طباعته قريباً. وهو متوفر في المكتبات المغربية.
والطبعة التي عندي هي الطبعة الثانية التي اصدرتها دار الرشاد الحديثة في الدار البيضاء المغربية عام 1406هـ.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64a9bc1f526a8a.jpg
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Sep 2009, 06:19 م]ـ
والكتاب موجود منذ ما يقرب من عشرين سنة بمصر والله الموفق
ـ[سمير الملحم]ــــــــ[02 Sep 2010, 04:48 م]ـ
جزيت الجنة أيها الأستاذ الفاضل الدكتور مولاي عمر على هذا الكتاب القيم في موضوعه
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[08 Sep 2010, 10:27 م]ـ
سؤال الشيخ الدكتور عبد الرحمن وجيه جداً، ونأمل من الدكتور مولاي عمر التفضل بالإجابة عنه، وجزاه الله خيراً.
وبالنسبة لكتاب بدع التفاسير للشيخ الغماري فتجدونه على هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?t=18720
ـ[د على رمضان]ــــــــ[10 Oct 2010, 10:09 ص]ـ
لى بحث بعنوان (معالم المنهج النقدى عند الغمارى وأثره فى التفسير من خلال كتابه بدع التفاسير) يسر الله طباعته.(/)
سلسلة الفوائد القرآنية
ـ[الونشريسي]ــــــــ[07 Mar 2008, 11:52 م]ـ
ومن الفوائد القرآنية أيضا:
- لا توجد كلا في النصف الأول من القرآن من البقرة إلى الكهف.
- لا توجد آية تبدأ بالظاء إلا {ظهر الفساد في البر والبحر} الروم.
لفظ {الحي القيوم} لا يوجد إلا في ثلاث مواضع من القرآن:
- آية الكرسي.
-أول آل عمران.
- {وعنت الوجوه للحي القيوم} في سورة طه.(/)
دعوة لمحاضرة الدكتور مساعد الطيار (أفكار علمية في الدراسات القرآنية)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:10 ص]ـ
يسر فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالمدينة المنورة دعوتكم لحضور المحاضرة التي سيلقيها:
فضيلة الأستاذ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار بعنوان:
(أفكار مقترحة للدراسات القرآنية وغيرها من العلوم الشرعية)
وذلك في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
يوم الاثنين الموافق 2/ 3 / 1429هبعد صلاة العشاء مباشرة
وفق الله فضيلة الشيخ ونفع به، وبارك الله في جهود الإخوة في فرع الجمعية بالمدينة ..
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:23 ص]ـ
موضوع مهم جزاكم الله خيرا على جهودكم يا أباسلاف وأسأل الله أن يوفق شيخنا ويسدده
أتمنى أن تنقل المحاضرة عبر البث المباشر أو غيره
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Mar 2008, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا سلاف
وأسأل الله أن يبارك في علم الشيخ مساعد وينفع به.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[08 Mar 2008, 07:25 ص]ـ
أسأل الله أن ينفع بأبي عبد الملك أينما حل وارتحل ....
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[08 Mar 2008, 04:07 م]ـ
نعم ياليت تنقل محاضرة الشيخ، فالدكتور مساعد عنده أفكار علمية مميزة في الدراسات القرآنية، ياليت الأخوة يسجلوها لنا لتعم الفائدة.
ـ[الراية]ــــــــ[08 Mar 2008, 05:38 م]ـ
بارك الله في الدكتور مساعد
أتمنى كذلك نقلها من موقع البث
فأنا متابع لما يطرحه الدكتور من خلال هذا الموقع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:02 م]ـ
لدينا في الجمعية اشتراك في البث الإسلامي، فأرجو من الأخ الكريم فهد الوهبي أن يتأكد من وجود انترنت في قاعة المحاضرات وينسق مع الأخ فيصل العمري في نقل المحاضرة مباشرة على موقعنا هنا وفي البث الإسلامي جزاكم الله خيراً ووفق أبا عبدالملك لكل خير.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:11 م]ـ
سمعت الشيخ أبا عبدالملك يدندن حول هذه الأفكار في جلسة سابقة معه ـ وفقه الله ـ وقد أبدى أفكاراً غاية في الأهمية،والذي أتمناه أن تدرس،ويُسعى إلى تنفيذ وتطبيق هذه الأفكار، التي أعتقد أنها ستساهم ـ بإذن الله ـ في الرقي بهذا المسار المهم من مسارات التعليم (الدراسات العليا).
نفع الله بالشيخ المفيد مساعد،وجعله مباركاً أينما كان ...
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[09 Mar 2008, 01:31 ص]ـ
ماشاء الله عنوان لطيف لأستاذ ظريف
حبذا لو حددتم البدء بالساعة
وهل يمكن من صلى العشاء بالحرم أن يدرك أول المحاضرة
بورك فيكم
وفتح الله على الدكتور مساعد بكل خير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Mar 2008, 06:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخانا الكريم
وأحسن إليكم
وأسأل الله أن يبارك في علم الشيخ
الدكتورمساعد وينفع به وبعلمه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Mar 2008, 10:22 ص]ـ
موضوع جميل وننتظر من الدكتور مساعد قسيم هذا الموضوع وهو الأفكار العملية فليته ينشط لذلك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Mar 2008, 02:02 ص]ـ
لدينا في الجمعية اشتراك في البث الإسلامي، فأرجو من الأخ الكريم فهد الوهبي أن يتأكد من وجود انترنت في قاعة المحاضرات وينسق مع الأخ فيصل العمري في نقل المحاضرة مباشرة على موقعنا هنا وفي البث الإسلامي جزاكم الله خيراً ووفق أبا عبدالملك لكل خير.
أخبرني الأخ فيصل العمري أنه سيسعى لبث هذه المحاضرة عبر موقع البث الإسلامي إن شاء الله , وقد تم التنسيق مع الإخوة في فرع الجمعية بالمدينة لذلك.
وسيكون وقت المحاضرة الساعة 8.40 مساء إن شاء الله (بعد صلاة العشاء مباشرة بتوقيت المدينة النبوية)
ـ[ابوبنان]ــــــــ[10 Mar 2008, 10:43 م]ـ
ننتظر تحميلها هنا في الملتقى
ـ[نورة]ــــــــ[11 Mar 2008, 12:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
أين أجد رابط حفظ المحاضرة؟
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[12 Mar 2008, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أسال الله الكريم ان يوفق الشيخ الكريم الدكتور مساعد بن سليمان الطيار حفظه الله وأن يجزيه خير الجزاء، على ماقدمه في المحاضرة التي اسعد بها أبناء طلبة الدراسات العليا بالمدينة المنورة،
ولقد كانت ولله الحمد فرصة طيبة للقاء بالشيخ الفاضل بزملائه أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وجامعة طيبة الطيبة، وابناء المدينة.
وقد استمع الجميع لتلك المقترحات والرؤى الطيبة، والتي هي من بنات أفكار الشيخ العزيز والتي أشار فيها لبعض ما جاءفي كتابه مقالات في التفسير والقراءات، فلقيت استحسان الجميع.
ولقد استمع الجميع بعد نهاية المحاضرة لمداخلات الحاضرين القيمة التي استمتع بها الجميع، ومنها مثلا مداخلة شيخنا الدكتور عبد الله محمد الأمين، والدكتور عبد الله الغفيلي والدكتور عبد الله عبد الحميد، والدكتورالسالم الجكني، والدكتور فهد الوهبي .. وبقية المشايخ الفضلاء حفظهم الله من أعضاء شرف الجميعة بالمدينة جزاهم الله خيرا،
وبهذه المناسبة الطيبة لاأنسى كذلك الجهود الطيبة للأستاذ الدكتور عماد حافظ رئيس لجنة الجمعية بالمدينة، مدير المحاضرة الذي أسهم في دعوة المحاضر للمدينة وتقديمها، فجزاه الله خيرا.
وأخيرا أرفع شكر جميع اعضاء الجمعية للراعي الكبير لنشاطات الجمعية بالمدينة معالي مدير الجامعة الإسلامية د: محمد علي العقلا حفظه الله على احتضانه لعدد من أنشطة الجمعية في الجامعة فجزاه الله خيرا. وفق الله الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Mar 2008, 06:14 م]ـ
قمت ولله الحمد بتسجيل المحاضرة كاملة على mp3 وسجلها كذلك الأخ فهد الوهبي , وأعطيت نسخة من التسجيل لفضيلة الشيخ مساعد الطيار. ولا أدري كيف أقوم بتنزيلها هنا في الملتقى , فلعل الشيخ فهد يتكرم بذلك.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:50 ص]ـ
يتم تنزيل التلاوات عن طريق إحدى مواقع رفع الملفات الكثيرة والمبثوثة على شبكة الإنترنت
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[16 Mar 2008, 08:16 م]ـ
ننتظر بفارغ الصبر من يتفضل بتنزيلها هنا، وجزاه الله كل خير، وبارك الله في علم الدكتور مساعد ونفع به.
ـ[إيمان]ــــــــ[17 Mar 2008, 10:10 م]ـ
أسأل الله أن يجعل الدكتور مساعد مبارك أينما حل وارتحل، وفضلاً لا أمراً نطلب من الإخوة الكرام الذين حضروا المحاضرة سرعة إنزالها في الملتقى فنحن نتطلع للإستفادة من تلك الأفكار العلمية في خدمة الدراسات القرآنية .....
ـ[أبو يحيى بن يحيى]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:07 ص]ـ
و الله إني لأغبطكم يا أهل المدينة و من بجوارها
فأنتم في مدينة النبي صلى الله عليه و سلم
خير بقاع الأرض بعد مكة
وأغبطكم لأنكم سترون شيخي الذي لم أشرف بلقياه بعد
والذي أدين الله بحبه
لأني أحسبه من أهل الله و خاصته
أرجو أن تبلغوه سلامي
حفظه الله و زاده علما و تقى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:37 ص]ـ
الإخوة الفضلاء أنا الآن أعمل على تحميل المحاضرة على النت، وقد حاولت قبل لكن كانت هناك مشكلة، أسأل الله التيسير ..
ـ[مها]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:44 ص]ـ
الإخوة الفضلاء أنا الآن أعمل على تحميل المحاضرة على النت، وقد حاولت قبل لكن كانت هناك مشكلة، أسأل الله التيسير ..
اللهم آمين، فنحن في شوق لسماعها - نفع الله بصاحبها وحاملها -
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[18 Mar 2008, 01:42 ص]ـ
وفق الله شيخنا الأستاذ مساعدا، وزاده من واسع فضله، وفتح له من أبواب علمه وبركاته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Mar 2008, 02:13 ص]ـ
تم بحمد الله تنزيل المحاضرة على الرابط التالي:
(اضغط هنا) ( http://fileupload.filetac.com/file/e45201dfb97fe9cc4b282edb3d1344ad479d7033)
وأنبه إلى وجود ما يقارب الدقيقة في بداية التسجيل ثم تبدأ المحاضرة ...
10/ 3/1429هـ
ـ[مها]ــــــــ[18 Mar 2008, 02:38 ص]ـ
تم بحمد الله تنزيل المحاضرة
جزيت ووالديك الجنة. تم التحميل ولكن تعذر فتحه، فما السبب؟
- مع أنه يعمل عند فتحه من غير تحميل -
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Mar 2008, 08:54 ص]ـ
تم بحمد الله تنزيل المحاضرة على الرابط التالي:
(اضغط هنا) ( http://fileupload.filetac.com/file/e45201dfb97fe9cc4b282edb3d1344ad479d7033)
وأنبه إلى وجود ما يقارب الدقيقة في بداية التسجيل ثم تبدأ المحاضرة ...
10/ 3/1429هـ
جزاك الله خيرا يا أبا سلاف على تنزيل هذه المحاضرة القيمة , وقد كان كثير من الإخوة حريصون على سماعها والاستفادة منها , حتى إن بعضهم راسلني على الخاص وطلب مني إرسالها له على بريده.
أسأل الله أن ينفع بهذه المحاضرة , ويهيء لها من يقوم بتحويل مضمونها إلى واقع عملي.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Mar 2008, 01:03 ص]ـ
الأستاذ الفاضل: فهد الوهبي وفقك الله وسددك.
الرابط لايظهر، وعند الضغط تفتح صفحة باللغة الانجليزية!!!
فهل يوجد غيره؟!!!
لاحرمكم الله الأجر.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[19 Mar 2008, 02:11 م]ـ
هناك مشكلة في الرابط .. والظاهر أنه لا يمكن التحميل أكثر من 10 مرات، إن كان فهمي للمكتوب باللغة الإنجليزية صحيحاً ..
آمل حل المشكلة لنستفيد من محاضرة الشيخ جزاه الله خيراً.
ـ[الردادي]ــــــــ[19 Mar 2008, 05:51 م]ـ
أسأل الله أن يثيب الشيخ الدكتور مساعد الطيار على بذله وسخائه،
ونحن في أمس الحاجة لمثل هذه الدرر المكنونة لنتعاهد بها أنفسنا ..
كما أرجو أن ييسر الله إعادة إنزال المحاضرة قريباً على الموقع لُيستفاد منها،
مع الشكر العاطر للأخ الشيخ فهد الوهبي على حرصه واهتمامه، لا حرمه الله الأجر ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Mar 2008, 06:48 م]ـ
يبدو أن الشيخ الوهبي منشغل، ولذلك أضع الملف بالنيابة عنه:) في هذا الرابط ( http://www.alwihdah.com/downloads/altyear.wav)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[19 Mar 2008, 07:45 م]ـ
يبدو أن الشيخ الوهبي منشغل، ولذلك أضع الملف بالنيابة عنه:) في هذا الرابط ( http://www.alwihdah.com/downloads/altyear.wav)
شكر الله سعيك، وجزاك عنا خير الجزاء.
ـ[شعلة]ــــــــ[19 Mar 2008, 07:52 م]ـ
شكر الله سعيك، وجزاك عنا خير الجزاء.
آمين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Mar 2008, 08:53 م]ـ
وهذا رابط آخر للمحاضرة:
http://fileupload.filetac.com/file/682b05b25709f318ba4e6144b6bbf5dcd1560264
وهو صغير الحجم في 6 ميجابايت تقريباً، والأول كان في حدود 26 ميجا بايت
وجزاك الله خيراً أخي محمد بن جماعة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Mar 2008, 08:57 م]ـ
وهذا رابط آخر للمحاضرة:
http://fileupload.filetac.com/file/682b05b25709f318ba4e6144b6bbf5dcd1560264
وهو صغير الحجم في 6 ميجابايت تقريباً، والأول كان في حدود 26 ميجا بايت
وجزاك الله خيراً أخي محمد بن جماعة ..
لو وضعت المحاضرة في ملف مضغوط ببرنامج Winzip أو WinRar ثم وضعته في المرفقات لكان أفضل. وقد حاولت ذلك مع الملف الأول، غير أن سكريبت المنتدى لم يقبل ملفا بحجم 24 ميجا. وأظن أن الملف الجديد يمكن إرفاقه.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Mar 2008, 02:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
من من العلماء ذكر خلاف التنوع قبل ابن تيمية؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Mar 2008, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام محمد بن نصر المروزي رحمه الله تعالى في كتاب السنة ص 41 - 43: "وسمعت إسحاق وسمعت إسحاق يقول في قوله وأولي الأمر منكم قد يمكن أن يكون تفسير الآية على أولي العلم وعلى أمراء السرايا لأن الآية الواحدة يفسرها العلماء على أوجه وليس ذلك باختلاف
2 - وقد قال سفيان بن عيينة ليس في تفسير القرآن اختلاف إذا صح القول في ذلك وقال أيكون شيء أظهر خلافا في الظاهر من الخنس قال ابن مسعود هي بقر الوحش
وقال علي هي النجوم
قال سفيان وكلاهما واحد لأن النجوم تخنس بالنهار وتظهر بالليل والوحشية إذا رأت إنسيا خنست في الغيضان وغيرها إذا لم تر إنسيا ظهرت قال سفيان فكل خنس
قال إسحق وتصديق ذلك ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في الماعون يعني أن بعضهم قال هو الزكاة وقال بعضهم عارية المتاع
3 - قال وقال عكرمة الماعون أعلاه الزكاة وعارية المتاع منه
قال إسحاق وجهل قوم هذه المعاني فإذا لم توافق الكلمة الكلمه قالوا هذا اختلاف
4 - وقد قال الحسن وذكر عنده الاختلاف في نحو ما وصفنا فقال إنما أتى القوم من قبل العجمة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Mar 2008, 05:07 م]ـ
سؤال جيد يا أبا الحسنات، ويظهر لي من خلال تتبعي لهذا الموضوع أن هذا التفصيل لم يُسبق إليه شيخ الإسلام، أما ذكر أصل الموضوع وتطبيقاته فإنه موجود عند السابقين له، ومن ذلك:
1 ـ قول أبي الدرداء رضي الله عنه: (وإنك لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهًا)، ومراده ـ والله أعلم ـ وجوه التفسير المتعددة الصحيحة.
2 ـ الراغب الأصفهاني في كتابه جامع التفاسير، فقد عقد في مقدمة هذا الكتاب فصلا بعنوان (جواز إرادة المعنيين المختلفين بعبارة واحدة) ص 98.
3 ـ الماوردي في كتابه (النكت والعيون)، وقد أشار إلى ذلك أثناء شرحه لأثر ابن عباس في تقسيم التفسير، فقد ذكر القسم الثالث: ما يرجع فيه إلى اجتهاد العلماء، ثم جعله قسمين، والقسم الثاني: (أن يكون اللفظ محتملاً لمعنيين أو أكثر)، وهذا القسم وقع فيه التنبيه على اختلاف التضاد والتغاير (التنوع).
4 ـ ابن عطية في تفسير (المحرر الوجيز)، ويظهر هذا الموضوع عنده تطبيقيًّا، ويظهر أن شيخ الإسلام قد استفاد من هذا التفسير في هذا المجال، وهذا ظاهر لمن قرأ تقريرات شيخ الإسلام في موضوع اختلاف السلف وقرأ تطبيقات ابن عطية في تعامله مع اختلاف السلف.
ويمكن أن نجعل اختلاف الروايات ـ على سبيل التغاير ـ عن المفسر الواحد من السلف أصلاً في هذا الباب أيضًا، وهذا الاختلاف الوارد عن الواحد منهم يشير إلى أن القرآن حمال وجوه، وقد أشار إلى ذلك ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (ولذكر الله أكبر)، قال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا النُّفَيْلِيُّ، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: " وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ "، قَالَ:"لَهَا وَجْهَانِ، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ عِنْدَمَا حَرَّمَهُ، قَالَ: ذِكْرُ اللَّهِ إِيَّاكُمْ أَعْظَمُ مِنْ ذِكْرِكُمْ إِيَّاهُ".
فتأمل قوله رضي الله عنه: (لها وجهان)، ثم فسرهما على التغاير (التنوع).
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Mar 2008, 08:13 م]ـ
بارك الله فيكم.
ولابن قتيبة رحمه الله تعالى كلام في ذلك في تأويل مشكل القرآن ص40
مصور في المرفقات
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Mar 2008, 08:06 ص]ـ
أخي أبا الحسنات
ما نقلته عن ابن قتيبة يفيد في استخدام مصطلح التضاد والتغاير (التنوع)، لكنه ليس في اختلاف المفسرين، وإنما في اختلاف القراءات.
ـ[لطفي الزغير]ــــــــ[19 Mar 2008, 06:26 م]ـ
نجد هذا المعنى عن الشافعي رحمه الله في كتابه اختلاف الحديث، حيث غبر بقوله عند التوفيق بين الأحاديث هذا من قبيل اختلاف المباح، واختلاف المباح هو اختلاف التنوع والله أعلم.(/)
هل يوجد دراسة موضوعية لسورة البقرة؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Mar 2008, 06:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأكارم هل يوجد عمل يعنى بتقسيم سورة البقرة إلى موضوعات وعلوم شرعية أو علوم نافعة بشكل عام بحيث يورد مثلا مسائل العقائد التي تضمنتها السورة ومسائل الأحكام وما يتعلق بالتاريخ وما يتعلق بالتربية والسلوك وما يتعلق بالعلوم الطبيعية وغير ذلك؟
وإذا لم يوجد فهل من المناسب أن يكون؟ شاكرا تفضلكم بالاطلاع والتوجيه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2008, 12:04 م]ـ
(الدُّرَّةُ في تفسير سورة البقرة) للأستاذة ميادة الماضي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=5749)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Mar 2008, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Mar 2008, 08:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأكارم هل يوجد عمل يعنى بتقسيم سورة البقرة إلى موضوعات وعلوم شرعية أو علوم نافعة بشكل عام بحيث يورد مثلا مسائل العقائد التي تضمنتها السورة ومسائل الأحكام وما يتعلق بالتاريخ وما يتعلق بالتربية والسلوك وما يتعلق بالعلوم الطبيعية وغير ذلك؟
وإذا لم يوجد فهل من المناسب أن يكون؟ شاكرا تفضلكم بالاطلاع والتوجيه
من الكتب التي اطلعت عليها وفيها دراسة موضوعية لسورة البقرة، ولكن بمقاربات مختلفة:
1 - (النبأ العظيم): د. محمد عبد الله دراز، وهو من أفضل ما قرات في فهم (نظم عقد المعاني) في هذه السورة.
2 - (خواطر قرآنية: نظرات في أهداف سور القرآن): الأستاذ عمرو خالد. وهذا الكتاب فيه إشارات مفيدة،
وقد قدمت مادةهذا الكتاب في أحد برامج هذا الداعية. وتوجد المادة كاملة على موقعه على الإنترنت. والكتاب نشرته الدار العربية للعلوم ناشرون.
وعيب الوحيد هو عدم ذكر المراجع، ولكن يشفع له أن الكاتب ذكر في البداية أن المادة شاركه في إعدادها بعض العلماء والمتخصصين.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Mar 2008, 08:18 ص]ـ
ضمن مشروع التفسير الموضوعي للقران الكريم الذي يشرف عليه الاستاذ الدكتور مصطفى مسلم برعاية جامعة الشارقة سيكون القران الكريم كله مفسرا تفسيرا موضوعيا وفق خطة اعدت لهذا الامر واظن ان المشروع على وشك الانجاز ان لم يكن قد انجز فعلا
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[09 Mar 2008, 09:12 ص]ـ
وضمن سلسلة التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم صدر لعبد الحميد طهماز جزء يتعلق بسورة البقرة جعل عنوانه
الإسلام لله تعالى في سورة البقرة
وقسم فيه السورة إلى مقاطع موضوعية حسب اجتهاده ورؤيته
ـ[محمد كالو]ــــــــ[09 Mar 2008, 01:02 م]ـ
وللشيخ محمد الغزالي المصري رحمه الله تعالى ثلاث كتب حول سورة البقرة يمكن لك أن تستفيد منها:
1 ـ دروس من سورة البقرة.
2 ـ في ظلال سورة البقرة.
3 ـ نظرات في سورة البقرة الجزء الأول.
نظرات في سورة البقرة الجزء الثاني.
نظرات في سورة البقرة الجزء الثالث.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[09 Mar 2008, 09:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا أفدت منكم بارك الله فيكم(/)
هل منهجنا خطأ في التعلم؟ ماذا قال ابن عمر؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Mar 2008, 03:56 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب شرح مقدمة شيخ الإسلام للشيخ مساعد الطيار فاستوقفني هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما:
" لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه "ص 100وص 102
لدي استفسار
ماذا قصد ابن عمر رضي الله عنهما بقوله وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن؟ فمن المقرر عند كثير من العلماء أنهم ينصحون بأن يبدأ الطالب بحفظ القرآن كأول خطوات التعلم فهل هذا المنهج يخالف ما يذكره ابن عمر رضي الله عنهما؟ وإذا علمنا أن القرآن هو مصدر العلم مع السنة فكيف لنا أن نتعلم الإيمان قبل القرآن؟ هذه أسئلة وردت على خاطري عندما قرأت الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Apr 2009, 03:10 م]ـ
بفضل الله وجدت جوابا لهذه المسألة من كلام الدكتور عصام العويد في كتابه فن التدبر جزاه الله خيرا
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[16 Apr 2009, 07:29 م]ـ
كنت أقرأ في كتاب شرح مقدمة شيخ الإسلام للشيخ مساعد الطيار فاستوقفني هذا الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما:
" لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه "ص 100وص 102
لدي استفسار
ماذا قصد ابن عمر رضي الله عنهما بقوله وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن؟ فمن المقرر عند كثير من العلماء أنهم ينصحون بأن يبدأ الطالب بحفظ القرآن كأول خطوات التعلم فهل هذا المنهج يخالف ما يذكره ابن عمر رضي الله عنهما؟ وإذا علمنا أن القرآن هو مصدر العلم مع السنة فكيف لنا أن نتعلم الإيمان قبل القرآن؟ هذه أسئلة وردت على خاطري عندما قرأت الأثر عن ابن عمر رضي الله عنهما ..
الذي أفهمه من عبارة بن عمر رضي الله عنهما، أن العمل علامة الإيمان، وهو الدافع إلى العمل.
ولكن يبقى السؤال كيف يكون إيمان بلا علم؟ وأيهما يبنى على الآخر؟ هل الإيمان مبنى على العلم أو العكس؟
إن آيات القرآن تدل على أن العلم هو طريق الإيمان قال تعالى:
(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) سورة الحج (54)
(الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)) سورة القصص
(فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) سورة محمد (19)
(وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) سورة فاطر (28)
ونحن لو تأملنا عبارة بن عمر رضي الله عنهما: "وتنزل السورة على محمد (صلى الله عليه وسلم) فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم " نجد أنها تشرح العبارة التي قبلها وتفسرها، فهو يقول أن السورة تنزل فيعملون بمقتضاها وهذا هو الإيمان وهو حقيقة مركبة من اعتقاد وقول وعمل.
بينما من أتى من بعدهم عكسوا القضية فهم يعلمون القرآن ولكن بلا عمل.
وهنا يطرأ سؤال وهو لماذا؟
فلعل الجواب والله أعلم يكمن في قضية خطيرة وهي قضية التربية.
إن جيل بن عمر رضي الله عنهما ومن سبقه تربوا على عين النبي صلى الله عليه وسلم حيث كانت تسري روحه الإيمانيه في أرواحهم فتتحرك قلوبهم وجوارحهم بالعمل وفي حياة الصحابة رضي الله عنهم شواهد كثيرة على ذلك إن لم تكن حياتهم كلها شاهد على ذلك.
أما الجيل الذي كان يحدث عنه بن عمر رضي الله عنهما فقد افتقد ذلك العنصر الخطير؛عنصر التربية.
وكلام بن عمر رضي الله عنهما يفسر لنا واقع الأمة اليوم؛ فما أكثر العلماء أو حاملي العلم وما أقل العاملين بما علموا.
إن العالم الإسلامي يزخر بحفاظ القرآن وحفاظ الحديث وحفاظ الفقه، ولكن هل يفتقد هؤلاء روح المربي؟
أترك الجواب لكم.(/)
ندوة الجزائر الدولية حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[08 Mar 2008, 08:54 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
ندوة الجزائر الدولية حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية الجزائرية السيد: عبد العزيز بوتفليقة
بالتعاون مع موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن
وجامعة فرحات عباس سطيف (الجزائر)
برنامج أشغال الندوة مع البحوث:
http://www.noorandz.org/achghal.htm
أما ما تعلق بجانب العلوم الإنسانية والحكم التشريعية، (الاقتصاد الإسلامي) فقد شمل مجموعة البحوث التالية:
د. رفعت السيد العوضي
الإعجاز التشريعي في الزكاة (أوجهه ومعاييره ودلالاته الاجتماعية) العلوم الإنسانية والحكم التشريعية
أ. د. كوثر الأبجي
إعجاز تشريع الزكاة في قواعد قياس الطاقة المالية وفي النصاب النقدي
الأستاذ بومدين نور الدين
الأستاذ عبد الكريم قندوز
بعض أوجه الإعجاز في حديث النهي عن بيع ما ليس عندك
منقول
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Mar 2008, 10:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Mar 2008, 01:28 ص]ـ
بارك الله في جهودكم
ـ[الونشريسي]ــــــــ[09 Mar 2008, 09:11 ص]ـ
زاكم الله خير مشكورين على هذا الجهد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Mar 2008, 08:40 ص]ـ
الاعجاز العددي في ندوة الجزائر
لعله البحث الوحيد المشارك في الندوة، يتناول صاحبه " مثقال ذرة " من منظور رقمي.
الفكرة الرئيسة في البحث:
وردت كلمة الذرة في القرآن 6 مرات، وهذا هو العدد الذري للكربون.
أقصر آية وردت فيها كلمة الذرة مؤلفة من 6 كلمات. ووردت كلمة الذرة مرتين في سورة الزلزلة " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره - ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " عدد الكلمات 12 وهو كتلة الكربون.
عدد حروف سورة الزلزلة 156 عدد يقسم على 6 و 12.
ويختم البحث بعبارة: أليس من العجيب أن يجد المرء هذا التطابق بين القرآن والعلم.
طبعا عجيب.
مع الشكر والعرفان للهيئة العالمية للإعجاز العلمي ولمؤتمر الجزائر على هذا الانجاز.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[12 Mar 2008, 09:06 ص]ـ
وترد كلمة مثقال في اللفظ " مثقال حبة من خردل " مرتين في القرآن:
1 - في الآية 47 سورة الأنبياء
2 - في الآية 16 سورة لقمان
العجيب أن عدد الحروف في كل من الآيتين هو 79.
السؤال: هل هناك علاقة بين حبة الخردل وذرة الكربون؟(/)
جامعة محمد الخامس
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[09 Mar 2008, 01:21 م]ـ
الاخوة الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
هل اجد من بين الاخوة الاعضاء في الملتقى او زواره من له صلة بجامعة محمد الخامس في المغرب او له صلة بالاخ الدكتور الحسين ألحيان؟
وبورك فيكم
ـ[فضيلة]ــــــــ[09 Mar 2008, 07:51 م]ـ
هل تقصدون د. مولاي الحسين ألحيان الأصولي
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[10 Mar 2008, 12:14 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا من المغرب ولعلني أساعدك في الذي تطلبه من جامعة محمد الخامس ومولاي الحسين ألحيان(/)
اعتماد مجلة الدراسات القرآنية ضمن الدوريات العلمية لترقي الأساتذة الجامعيين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Mar 2008, 05:56 م]ـ
اعتماد مجلة الدراسات القرآنية ضمن الدوريات العلمية لترقي الأساتذة الجامعيين
الرياض - "الرياض":
اعتمدت المجالس العلمية لعدد من جامعات المملكة مجلة "البحوث والدراسات القرآنية"، التي يصدرها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة ضمن الدوريات العلمية لترقية اعضاء هيئة التدريس فيها نظراً لمستواها العلمي المتميز، ولمرور البحوث التي تنشرها بمراحل التحكيم العلمي من ذوي الاختصاص في كل موضوع.
ذكر ذلك سعادة الأمين العام للمجمع ورئيس تحرير المجلة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، واضاف ان الجامعات التي اعتمدت المجلة للترقية هي: جامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة القصيم بالقصيم، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وجامعة الملك فيصل في الاحساء.
ونوه الدكتور العوفي بدعم معالي وزير الشؤون الإسلامية والاوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على المجلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ للمجلة المستمر ومتابعة تطورها وانتشارها، داعياً الله تعالى ان يحفظ المملكة دوماً في أمنها وأمانها واستقرارها وازدهارها في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله -. ومما تجدر الاشارة اليه ان المجلة تصدر كل ستة أشهر، وصدر منها حتى الآن ثلاثة اعداد، والعدد الرابع قيد الطباعة، كما صدر عن المجمع (سي. دي.) يضم جميع المواد المنشورة في اعدادها.
المصدر:
http://www.alriyadh.com/2008/03/09/article324467.html
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Mar 2008, 07:09 م]ـ
شكر الله لك كنت سأكتب هذا وسبقتني وهذا رابط آخر للموضوع من وكالة واس
http://www.spa.gov.sa/details.php?id=533035
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[10 Mar 2008, 09:14 ص]ـ
يا ليت القائمين على هذه المجلة يتكرموا بمراسلة الجامعات الاردنية وغيرها بطلب اعتمادها حتى يتيسر الامر على الباحثين(/)
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[09 Mar 2008, 07:25 م]ـ
آية عظيمة في أول سورة نزلت في القرآن، وهي سورة العلق.
هذه الآية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا، ولا أحدث المقتنيات في عالم المخابرات.
آية تضبط النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة.
وقد جاءت بهذا البيان المعجز الذي لا تصل إليه قوة بشر.
جاءت بهذا التعبير الواضح مُبِيْنَةً عما تحتها من معنى، جاءت بصيغة الاستفهام: (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى).
وتحت هذه الآية من اللطائف والأسرار الشيءُ الكثير؛ ففيها:
- إشارة إلى وجوب المراقبة.
- وفيها تهديد لمن يتمادى في الغي.
- وفيها تلويح إلى وجوب الإقصار عن الشر.
- وفيها تلميح إلى أن اطلاع الله -عز وجل- على الخلائق أمر فطري لا يحتاج إلى دليل.
- وفيها تعريض بغباوة من يجهل هذه الحقيقة، أو يكابر في شأنها.
فيا لله ما أجمل أن يستحضر كلُّ أحدٍ هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو سارت قدمه إلى سوء.
وما أروع أن تكون هذه الآية نُصْبَ أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل.
وفي هذا سرٌّ بديعٌ، ودرسٌ عظيمٌ تُفِيد منه الأمةُ بعامة، ويفيد منه الأفرادُ بخاصة؛ فواجب على المصلحين وقادةِ الأمم أن يتنبهوا لهذا المعنى، وأن يحرصوا على إشاعته في الناس؛ ذلكم أن وازعَ الدين والمراقبة لرب العالمين يفعل في النفوس ما لا يفعله وازعُ القوةِ والسلطان؛ فإذا أَلِفَ المرءُ أن يراقب ربه، ويستحضر شهوده واطلاعه عليه - فإن المجتمعَ يأمنُ بوائقه، ويستريحُ من كثير من شروره.
أما إذا كان الاعتماد على وازعِ القوة، وحارسِ القانون - فإن القوةَ قد تضعف، وإن الحارسَ قد يغفُل، وإن القانون قد يُؤَوَّل، وقد يُتَحايلُ للتخلص من سلطانه.
لذلك تكثر الجرائم والمفاسد إذا قلّت التربية الدينية في مجتمع ما، فإذا أشعنا هذا المعنى في الناس وعَمَدَنا إلى تربيتهم بأسلوب الدين والفضيلة أرحنا واسترحنا، ووفَّرنا جهوداً كبيرة، وقد تكون ضائعة في غير ما فائدة؛ فالمراقبة حارسٌ قويٌّ يمنع الإنسانَ من التفكير في الجرائم والشرور.
فلا عجب - إذاً - أن تكون هذه الآية في أول سورة نزلت من القرآن الكريم.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[17 Apr 2009, 03:40 م]ـ
وتحت هذه الآية من اللطائف والأسرار الشيءُ الكثير؛ ففيها إشارة إلى وجوب المراقبة، وفيها تهديد لمن يتمادى في الغي، وفيها تلويح إلى وجوب الإقصار عن الشر، وفيها تلميح إلى أن اطلاع الله -عز وجل- على الخلائق أمر فطري لا يحتاج إلى دليل، وفيها تعريض بغباوة من يجهل هذه الحقيقة، أو يكابر في شأنها.
رفعَ الله قدرَكم .. موعظةٌ بليغة.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[17 Apr 2009, 05:10 م]ـ
(وفيها تلميح إلى أن اطلاع الله - عز وجل - على الخلائق أمر فطري لا يحتاج إلى دليل)
لا أجدني أستسيغ هذا التعبير،
والصحيح أن نقول:
(وفيها تلميح إلى أن معرفة العبد اطلاع الله - عز وجل - على الخلائق أمر فطري لا يحتاج إلى دليل)(/)
ما الفرق بين الجهر والإعلان في سورة نوح؟
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[09 Mar 2008, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
قال الله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: {ثم إني دعوتهم جهارا (8) ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا (9)} سورة نوح ..
فما الفرق بين الجهر والإعلان؟
وما ضد الإسرار هل هو الجهر أو الإعلان؟
لا حرمكم الله الأجر.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[10 Mar 2008, 11:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الزمخشري في الكشاف
فإن قلت: ذكر أنه دعاهم ليلا ونهاراً، ثم دعاهم جهاراً، ثم دعاهم في السر والعلن؛ فيجب أن تكون ثلاث دعوات مختلفات حتى يصح العطف. قلت: قد فعل عليه الصلاة والسلام كما يفعل الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: في الابتداء بالأهون والترقي في الأشد فالأشد، فافتتح بالمناصحة في السر، فلما لم يقبلوا ثنى بالمجاهرة، فلما لم تؤثر ثلث بالجمع بين الإسرار والإعلان. ومعنى {ثُمَّ} الدلالة على تباعد الأحوال، لأن الجهار أغلظ من الإسرار؛ والجمع بين الأمرين، أغلظ من إفراد أحدهما.
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[11 Mar 2008, 02:06 م]ـ
عذرا .. لم أفهم المراد.
فحبذا لو وضحته أكثر.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[12 Mar 2008, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل في كلام الشيخ بن عاشور ما يوضح الأمر
قال في التحرير
ارتقى في شكواه واعتذاره بأنَّ دعوته كانت مختلفة الحالات في القول من جهر وإسرار، فعَطْف الكلام ب {ثم} التي تفيد في عطفها الجمل أن مضمون الجملة المعطوفة أهم من مضمون المعطوف عليها، لأن اختلاف كيفية الدعوة ألصق بالدعوة من أوقات إلقائها لأن الحالة أشد ملابسة بصاحبها مِن ملابسة زمانه. فذَكَر أنه دعاهم جهاراً، أي علناً.
وجِهار: اسم مصدر جهر، وهو هنا وصف لمصدر {دَعَوْتُهم}، أي دعوةً جهاراً.
وارتقى فذكر أنه جمع بين الجهر والإِسرار لأن الجمع بين الحالتين أقوى في الدعوة وأغلظ من إفراد إحداهما. فقوله: {أعلنت لهم} تأكيد لقوله: {دعوتهم جهاراً} ذكر ليبنى عليه عطف {وأسررت لهم إسراراً.
والمعنى: أنه توخى ما يظنه أوْغَل إلى قلوبهم من صفات الدعوة، فجهر حين يكون الجهر أجدى مثلُ مجامع العامة، وأسَرَّ للذين يظنهم متجنبين لَوْم قومهم عليهم في التصدّي لسماع دعوته وبذلك تكون ضمائر الغيبة في قوله دعوتهم}، وقوله: {أعلنت لهم وأسررت لهم} موزعة على مختلفِ الناس.
وانتصب {جهاراً} بالنيابة عن المفعول المطلق المبيّن لنوع الدعوة.
وانتصب {إسراراً} على أنه مفعول مطلق مفيد للتوكيد، أي إسراراً خفياً.
ووجه توكيد الإسرار أن إسرار الدعوة كان في حال دعوته سادتهم وقادتهم لأنهم يمتعضون من إعلان دعوتهم بمسمع من أتباعهم.
وقال مجاهد: معنى أعلنت: صحت
و يقول الشيخ أطفيش من مفسري الإباضية
فالحاصل تقدم الإِسرار ويليه الجهار ثم الجمع بينهما فى مقام واحد فلا تكرار بين الجهار والإِعلان
وعلى ضوء ماسبق نستخلص أن الجهر أعم من الإعلان
يقول صاحب لسان العرب
الفرق بين الاعلان والجهر: أن الاعلان خلاف الكتمان وهو إظهار المعنى للنفس ولا يقتضي رفع الصوت به، والجهر يقتضي رفع الصوت به ومنه يقال رجل جهير وجهوري إذا كان رفيع الصوت.
الفرق بين الجهر والاظهار: أن الجهر عموم الاظهار والمبالغة فيه ألا ترى أنك إذا كشفت الامر للرجل والرجلين قلت أظهرته لهما ولا تقول جهرت به إلا إذا أظهرته للجماعة الكثيرة فيزول الشك ولهذا قالوا " أرنا الله
جهرة " أي عيانا لا شك معه، وأصله رفع الصوت يقال جهر بالقراءة إذا رفع صوته بها وفي القرآن " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها ") أي بقراءتك في صلاتك، وصوت جهير رفيع الصوت ولهذا يتعدى بالباء فيقال جهرت به كما تقول رفع صوته به لانه في معناه وهو في غير ذلك إستعارة، وأصل الجهر إظهار المعنى للنفس وإذا أخرج الشئ من وعاء أو بيت لم يكن ذلك جهرا وكان إظهارا، وقد يحصل الجهر نقيض الهمس لان المعنى يظهر للنفس بظهور الصوت.
فالجهر كان موجها لكل قومه أما الإعلان فكان لبعض منهم
والله أعلى و أعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 Mar 2008, 01:42 ص]ـ
الحمد لله
بارك الله في ابي أميرة
قال تعالى
لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي و لاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون
ان الذين يغضون اصواتهم ...... الاية
ففهمنا منها ان الجهر يقتضي رفع الصوت فضد ذلك الغض.
فكل جهر اعلان وليس كل اعلان جهرا .... ويستفاد من ذلك كما نقل اخونا ابو اميرة ان عدد المتلقين للدعوة
حالة الجهر اكبرمنه حالة الاعلان.
والله اعلم
ـ[عبدالله بن عمر]ــــــــ[13 Mar 2008, 08:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Mar 2008, 11:10 م]ـ
قال تعالى
لاترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي و لاتجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون
ان الذين يغضون اصواتهم ...... الاية
ففهمنا منها ان الجهر يقتضي رفع الصوت فضد ذلك الغض.
إن عطف ولا تجهروا علي لاترفعوا يقتضي أن الجهر بالقول غير رفع الصوت به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[14 Mar 2008, 03:12 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن عباس وغيره معنى {لاَ تَجْهَرُواْ لَهُ} الخ لا تنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضا بل قولوا يا رسول الله او يا نبي الله
فعطف الجهر على رفع الصوت يحمل على مافي الجهر من معنى في الآية
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Mar 2008, 10:31 ص]ـ
* الجهر هو المصدر الثلاثي
ومنه الجهر من القول وأيضا الجهر من الفعل
ولذلك هناك- يري جهرة – ينفق جهرا ...
*الجهرة هي اسم المرة،
"قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ عَذَابُ ?للَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ ?لْقَوْمُ ?لظَّالِمُونَ "الأنعام148
البغتة والجهرة،التقابل هنا يدل علي أن الجهر هو الوضوح في المقدمات والأسباب والوسائل
*الجهار مصدر علي وزن فعال وفعله رباعي علي وزن فاعل فهو مثل قاتل قتالا
وكما نعلم فهذه الصيغة تدل علي المفاعلة
في سورة نوج " ثم إني دعوتهم جهارا "
فكيف كان ذلك؟
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[14 Mar 2008, 12:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أردت أن أبينه أخي الفاضل أنه جاز عطف الجهر على رفع الصوت لما حمل الجهر من معنى غير رفع الصوت
وهو التأدب في مخاطبة الرسول صلى الله عليه و سلم
قال ابن عباس وغيره معنى {لاَ تَجْهَرُواْ لَهُ} الخ لا تنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضا بل قولوا يا رسول الله او يا نبي الله
فالجهر هنا لم يحمل معنى رفع الصوت
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Mar 2008, 04:25 ص]ـ
الحمد لله
لكن يا اخي ابا اميرة ...
اذا صح تفسير ابن عباس رضي الله عنه
فلا مانع من تفسير الجهر ايضا برفع الصوت.
فلا تعارض بينه و بين تفسير ابن عباس رضي الله عنه.
و الآية اذا احتملت معنيين او اكثر من غير ما تعارض فالواجب حملها على الجميع اكثارا للمعاني .. هذه قاعدة نفيسة
يذكرها أكابر المفسرين كالشنقيطي ومن قبله ومن بعده.
فقول ابن عباس لا يبطل و لا يعارض تفسير الجهر برفع الصوت.
ثم ان السورة فيها اشارات قوية الى ان المطلوب ايضا غض الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم
وغضه هو عدم رفعه
وهو عدم الجهر بالقول له
.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[15 Mar 2008, 11:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الشنقيطي بارك الله فيك و ما نحن إلا عيال على الشناقطة في اللغة و قواعدها
أخي الكريم الذي ذهبت إليه أنه جاز عطف الجهر على رفع الصوت لما في الجهر من معنى غير رفع الصوت
تقريرا للقاعدة النحوية في مغايرة المعطوف للمعطوف عليه
وهذا ما وجدت في تفسير الشنقيطي للآية الكريمة
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2)
سبب نزول هذه الآية الكريمة، أنه لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد تميم، أشار عليه أبو بكر رضي الله عنه أن يؤمر عليهم القعقاع بن معبد بن زراره بن عدس، وأشار عليه عمر أن يؤمر عليه الأقرع بن حابس بن عقال.
فقال له أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال عم: ما اردت خلافك، فارتفعت أصواتهما فأنزل الله: {لاَ ترفعوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النبي} ذكره البخاري في صحيحه وغيره.
وهذه الآية الكريمة علَّم الله فيها المؤمنين أن يعظموا النبي صلى الله عليه وسلم ويحترموه، ويوقروه، فنهاهم عن رفع أصواتهم فوق صوته، وعن أن يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض، أي ينادونه باسمه: يا محمد، يا أحمد، كما ينادي بعضهم بعضاً.
لعلك تصوب فهمي القاصرفبضاعتي في هذا الفن قليلة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Mar 2008, 05:14 م]ـ
الجهر له تعلقان:
تعلق سمعي، وهو ما عرَّج عليه الإخوة الكرام، وأبانوا عن الفرق بينه وبين الإعلان، من جهة رفع الصوت في الجهر، وعدم لزوم رفعه في الإعلان بل يكفي في الإعلان وصول الرسالة إليهم على وجه يدل على اجتماعهم حال الإعلان ليقابل الإسرار.
وتعلق بصري، وهو من قولهم (جهره بنوره)، وقد أشار ابن فارس في (مقاييس اللغة) إلى هذا فقال: ((جهر) الجيم والهاء والراء أصلٌ واحد، وهو إعلان الشَّيء وكَشْفُه وعُلُوّه. يقال جَهَرْتُ بالكلام أعلنتُ به. ورجلٌ جَهِير الصَّوت، أي عالِيهِ. قال:
أخاطِبُ جَهْراً إذْ لهُنَّ تَخَافُت ***** وشَتَّانَ بينَ الجهْرِ والمَنْطِق الخَفْتِ
ومن هذا الباب: جَهَرت الشّيءَ، إذا كان في عينك عظيماً. وجَهَرْت الرّجُل كذلك. قال:
* كأنَّما زُهاؤُه لِمَنْ جَهَرْ (**** .............. )).
ونص عليه الراغب في مفرداته، فقال: ((يقال لظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع
أما البصر فنحو: رأيته جهارا قال الله تعالى: {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} [البقرة / 55] {أرنا الله جهرة} [النساء / 153] ومنه: جهر البئر واجتهرها: إذا أظهر ماءها
وقيل: ما في القوم أحد يجهر عيني
والجوهر: فوعل منه وهو ما إذا بطل بطل محموله وسمي بذلك لظهوره للحاسة
وأما السمع فمنه قوله تعالى: {سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} [الرعد / 10] وقال عز و جل: {وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى} [طه / 7] {إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون} [الأنبياء / 110] {وأسروا قولكم أو اجهروا به} [الملك / 13] {ولا تجهروا بصلاتك ولا تخافت بها} [الإسراء / 110] وقال: {ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض} [الحجرات / 2] وقيلك كلام جوهري وجهير ورجل جهير يقال لرفيع الصوت ولمن يجهر لحسنه)).
والسؤال الذي يرد: هل المقام في قوله (جهارًا) يحتمل حاسة البصر، وبهذا يقع الاختلاف بين الجهار والإعلان، ويكون الجهار عامٌّ يشمل حالتي الإعلان والإسرار.
فالجهار بمعنى المواجهة (وجهًا لوجه)، ويكون ما بعده تفصيل لحالتي المواجهة من حيث الإعلان والإسرار؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[15 Mar 2008, 06:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل فقد أبنتم الغامض و وضحتم المبهم من المسألة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Mar 2008, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذي أردت أن أبينه أخي الفاضل أنه جاز عطف الجهر على رفع الصوت لما حمل الجهر من معنى غير رفع الصوت
وهو التأدب في مخاطبة الرسول صلى الله عليه و سلم
قال ابن عباس وغيره معنى {لاَ تَجْهَرُواْ لَهُ} الخ لا تنادوه باسمه كما ينادي بعضكم بعضا بل قولوا يا رسول الله او يا نبي الله
فالجهر هنا لم يحمل معنى رفع الصوت
الحمد لله
أخي الكريم أبا أميرة ... جزاك الله خيرا على التوضيح
ولتعلم أني أميل جدا الى هذا الذي تفضلت بنقله عن ابن عباس ... وقد رأيت قولك هذا في بعض التفاسير التي راجعتها ... رغم أنه قد يبدو لي أن رفع الصوت في الآية جاء في مقابلة صوت النبي أما الجهر فلم يأت في مقابلة صوته. فكأن الاول نهي عن رفع الصوت حين يتكلم النبي صلى الله عليه و سلم ... و الثاني نهي عن البداءة برفع الصوت عند ارادة مخاطبته صلى الله عليه و سلم ... ويدخل في هذا دخولا اوليا مناداته باسمه صلى الله عليه و سلم لأن المناداة اول ما يبدأ به خطاب من ليس ملتفتا اليك.
وقد ظهرت للعبد الضعيف نكتة لطيفة أعرضها عليكم وهي في استعمال الالفاظ ..
فكلنا يعلم ان النبيء مشتق من نبأ ومداره على الصوت الخفي.
لكن قال اهل الغريب ان النبي بغير همز مشتق من النبو أي الارتفاع ... وهذا له وجه لعظم شأن النبياء و ارتفاع قدرهم.
أما الرسول فمشتق من الرسل وهو الرفق .... يقال على رسلك اي ارفق.
ولنتأمل الان الاية وانظر رحمك الله الى لطافة الالفاظ ومناسبة كل منها لما جيء به.
لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي.
فجاء فعل الرفع حين ذكر النبي [واذكر القول الثاني في اشتقاق النبي من النبوة اي الارتفاع]
كأنه يقول لا ترفع صوتك على من رفع الله قدره فاصطفاه.
ولما جاء الى الرسول الذي من معاني مادته الرفق استعمل فعل غض.
ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله.
كأنه يأمر بالترفق في الكلام لمن بعث بالرفق في الامر كله.
فجاء كل لفظ مع اللفظ الذي يناسبه ... و الله اعلم
أرجو التصحيح ان ظهر لكم أني على خطأ.
*
.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[15 Mar 2008, 10:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي المجلسي الشنقيطي نكتة لطيفة وحس مرهف في تتبع الألفاظ و المعاني فتح الله عليك
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْهَجَرِيِّ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللهِ فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَةَ اللهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللهِ وَهُوَ النُّور الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَنَجَاةٌ لِمَنْ تَبِعَهُ، لاَ يُعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبُ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلاَ يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، اتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاَوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لاَ أَقُولُ: الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ عَشْرًا وَلاَمٌ عَشْرًا وَمِيمٌ عَشْرًا.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[17 Mar 2008, 10:32 ص]ـ
نستطيع القول:
أن الجهر ليس رفع الصوت فقط
أن الجهر ليس خاص بالقول فقط. ولكن يدخل البصر وأيضا الفعل كالنفقة "
فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً"
ولا يزال الفرق بين الجهر والاعلان غير واضح فهو كما نسأل عنه في الدعوة، نسأل عنه أيضا في الانفاق
"إِنَّ ?لَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ ?للَّهِ وَأَقَامُواْ ?لصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور"َ"فاطر29
"ضَرَبَ ?للَّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى? شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ ?لْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ""النحل75(/)
أريد رسائل عن تفسير الفلاسفة للقراّن الكريم
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[09 Mar 2008, 10:23 م]ـ
وخاصة الكندي الفيلسوف ...
وقد قرأت ما كتبه الدكتور الذهبي رحمه الله في (التفسير والمفسرون)
وما كتبه الدكتور الشحات زغلول في (الاتجاهات الفكرية في التفسير)
وأريد المزيد ...
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:59 ص]ـ
يرفع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Mar 2008, 01:28 م]ـ
أخي محمد، هل وقفت للكندي على تفسيرات، الذي أذكره أن نص على التوافق بين الفلسفة والشريعة، وهو من أوئل من نص على ذلك.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[22 Mar 2008, 04:42 م]ـ
بارك الله فيكم فضيلة شيخنا ونفع بكم ..
بالنسبة للكندي فقد وقفت له على أشياء قليلة جدًا منها:
1 - تأويله لسجود النجم والشجر في قوله تعالى: (والنجم والشجر يسجدان) بأن المراد بها الطاعة وليس السجود الحقيقي، وأتى على ذلك بشواهد من اللغة ونحو ذلك ..
2 - تفسير فلسفي لقوله تعالى في سورة يس: (أو لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة .................................................. ........... بلى وهوالخلاق العليم)
وكلام في أن الإعادة أسهل من الابتداء، لكن بالنسبة لله تعالى سواء، لكن هو يخاطب عباده بما يشعرون به ويناسبهم ......... إلخ
وهذان التفسيران نقلتهما من كتاب الدكتور الشحات زغلول، وليس الكتاب أمامي الاّن، بل هو في مكتبة الكلية، فلعلي أضع النص تمامًا فيما بعد إن شاء الله تعالى ..
3 - له رأي في الحروف المقطعة، وأنها تحمل إشارات باطنية، وقد استنتج منها تحديد وقت قيام الساعة!! وقد ذكر ذلك ابن خلدون رحمه الله في مقدمته، وذكره أيضًا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المجلد الرابع ص82.
هذا ما وقفت عليه، فلا أدري هل هناك جديد أو لا ..
وأشكر لكم تجاوبكم شيخنا المبارك ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Mar 2008, 08:02 ص]ـ
لا أعرف في ذلك أكثر مما ذكرت، وقد ذكرها في رسالته إلى المعتصم ـ فيما أذكر ـ وفيها أشار صراحة إلى توافق الفلسفة مع الشريعة، وليس له تفسير فيما أعلم.
وانظر ـ تكرمًا ـ إلى هذا الرابط، ففيه ترجمة للكندي ولرسائله: http://www.arabcin.net/arabiaall/3.4-2002/13.html
.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Mar 2008, 12:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لأخينا وصديقنا الدكتور بكار الحاج جاسم المدرس في كلية الشريعة بجامعة دمشق قسم التفسير وعلوم القرآن رسالة دكتوراه بعنوان الأثر الفلسفي في التفسير وهي رسالة قيمة ومرجع مهم في هذا الباب إن شاء الله عز وجل والله أعلم. والدكتور بكار مسجل معنا في المنتدى إلا أنه قلما يدخل في الملتقى لأسباب يعلمها الله عز وجل. وقد ذكر لي أنه اطلع على هذا الرابط ولم تتيسر له المشاركة فلعلي أذكره به مرة أخرى إن شاء الله عز وجل.
وقد تناول الدكتور بكار في رسالته: كما أذكر الكندي والفارابي وابن سينا وغيرهم لكن هؤلاء أبرزهم
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Mar 2008, 03:26 ص]ـ
فضيلة الدكتور مساعد: بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرًا ولا حرمنا نفعكم ..
فضيلة الدكتور أحمد: جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ولقد فرحت كثيرًا بما ذكرتم، لكن كيف يمكن الحصول على هذه الرسالة؟ فلعل الدكتور بكارًا حفظه الله يدلنا على الكيفية ..
وجزاكم الله خيرًا ..
ـ[مها]ــــــــ[24 Mar 2008, 03:24 م]ـ
http://www.tafsir.org/vb/showpost.php?p=4425&postcount=2
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[25 Mar 2008, 04:09 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي الكريم ..
وفي انتظار معرفة كيفية الحصول على رسالة الدكتور بكار ..
ـ[بكار الحاج]ــــــــ[11 Apr 2008, 09:24 م]ـ
لدي اهتمام بهذا الموضوع وكانت رسالة الدكتوراه قد تناولت جانباً مهماً في هذا الشأن والرسالة ستنشر قريباً جداً
ولدي بحث سينشر قريباً حول استدلال الكندي والفارابي بالقرآن الكريم.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[19 Apr 2008, 08:29 م]ـ
جزاكم الله خيرًا يا دكتور بكار وبارك فيكم ..
هل يمكنكم إرسال الرسالة إلي عبر البريد الإلأكتروني وخصوصًا الجانب الذي يخص الكندي، وعذرًا على الإثقال، لكن أحتاجه ضروريًا وجزاكم الله خيرًا ..(/)
لماذا قال تعالى مثنى ثم قال وثلاث ورباع؟
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[09 Mar 2008, 11:08 م]ـ
لماذا لم يقل ثناء وثلاث ورباع أو مثنى ومثلث ومربع؟
هل من سر بلاغي حول ذلك؟؟
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم ..
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[21 Mar 2008, 11:00 ص]ـ
يرفع
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[23 Mar 2008, 04:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل هذا ماوجدت حول إستفساركم
سؤال: (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3) النساء) ما الذي تضمنته الواو هنا وما معناها وهل هناك لمسة بيانية بحيث لو جمعناها تصبح تسعة وهي عدد زوجات الرسول صلى الله عليه و سلم علماً أنه لا يجوز للرجل أن يجمع أكثر من أربع نساء؟
الآية الكريمة (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ (3) النساء) مثنى معناها اثنتين اثنتين يعني مكرر، وثُلاث في اللغة معناها ثلاث ثلاث وليس معناها ثلاثة ورباع معناها أربع أربع ليس معناها أربعة. حتى تتوضح المسألة ما معنى مثنى وثلاث ورباع؟ فرق في اللغة لما تقول لجماعة خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في كتابين ولما تقول خذوا كتابين كتابين يعني كل واحد يأخذ كتابين، خذوا ثلاثة كتب كلهم يشتركون في ثلاثة كتب، خذوا ثلاثة ثلاثة يعني كل واحد يأخذ ثلاثة. هذا معنى مثنى ولو قال اثنتين لا يصلح فكيف يتزوج الناس كلهم اثنيتن؟ اثنتين اثنتين، ثلاثة ثلاثة، أو أربعة أربعة، إذن الإباحة اثنتين اثنتين أو ثلاث ثلاث أو أربع أربع فإن لم تعدلوا فواحدة إذن أقصى شيء مذكور أربع. إما أن يكونوا اثنتين اثنتين إن شاء الناس أو ثلاثة ثلاثة أو أربعة أربعةإذن الحد الأعلى سيكون أربعة فقط وليس تسعة لا يجمع الأعداد، إما اثنتين اثنتين أو ثلاث ثلاث أو أربع أربع. الرسول صلى الله عليه و سلم يحددها ما روي أن غيلان أحد الصحابة أسلم وتحته عشر نسوة فقال له صلى الله عليه و سلم أمسك أربعة وفارق سائرهنّ. إذن أقصى شيء أربعة. استخدم صيغة مثنى وثلاث ورباع لأنه لا يصح أن يقول فانكحوا اثنتين لأنها تعني أن كلهم يشتركون في اثنتين كما قلنا خذوا كتابين يعني كلهم يشتركون في كتابين مهما كان العدد، هذه هي الصيغة الصحيحة لا يمكن أن يقول انكحوا ثلاثة وإنما ثلاث أي كل واحد يأخذ ثلاثة ولا يصح ولا يمكن في اللغة أن يقول اثنتين وثلاثة وأربعة لا يصح ولا يجوز في اللغة لأنها تعني أنهم كلهم يشتركون. (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌالْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) فاطر) يعني قسم له اثنين اثنين في الأجنحة وقسم ثلاث ثلاث وقسم أربع أربع لا يعني أن كلهم يشتركون في جناحين أو ثلاثة أو أربعة. إذن الإباحة إلى حد أربعة فإن لم تعدلوا فواحدة. أين الإشكال في السؤال؟ لماذا لم يقل أو؟ لما يختار الواو يعني لك أنت أن تختار اثنتين ثلاثة أربعة لكن لو قال (أو) يعني يختار واحدة منها إما اثنين أو ثلاث أو أربع لا يحق لك الاختيار إلا حالة واحدة منها فقط، (أو) تأتي بمعنى التخيير والواو لمجرد العطف، إذا قال (أو) فليس له أن يختار ثلاثة مثلاً إن اختار اثنتين أما الواو ففيها الإباحة أن يختار ما يشاء. الأصل واحدة لأنه قال (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً) هذا الأمر الأصل الواحدة أو التعدد هذا شيء آخر. إذا قال (أو) يقتضي التخيير أما الواو (و) ليس فيها تخيير بحالة دون أخرى وإنما كما شئت إن أردت تتزوج اثنتين أو ثلاث أو أربع. النص يفسره الحديث عن الصحابي الذي قال له الرسول صلى الله عليه و سلم "أمسك أربعة وفارق سائرهنّ" نص الحديث يشرح الآية.
من لمسات بيانية لفضيلة الدكتور فاضل السامرائي
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Mar 2008, 03:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا أخي العزيز ..
لكن ليس فيما ذكره الدكتور الفاضل فاضل إجابة على سؤالي؛ إذ إن سؤالي لم يكن عن السبب من الإتيان بصيغة مفعل وفعال؛ لكن سؤالي لماذا استخدمت صيغة مفعل مع الاثنين في النساء وفاطر، وصيغة فعال مع الثلاثة والأربعة في النساء وفاطر أيضًا؟
بارك الله فيكم وشكرًا على التعاون ..(/)
ابن عجيبة ومنهجه في البحر المديد
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 07:20 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
من منطلق التعريف بكتب التفسير وعلمائه في المغرب – بغض النظر عن اتجاهاتهم – فهذا ملخص لمنهج ابن عجيبة في بحره المديد، كنت قد قدمته كعرض في مادة المكتبة التفسيرية التي كانت مقررة علينا في وحدة الدرس القرآني والعمران البشري بجامعة مولاي إسماعيل بإشراف أستاذي الفاضل الدكتور/ محمد بنصر، وأكتفي هنا بملخص بسيط، وتجدون في الرابط أدناه عرضا متواضعا أرحب بكل امتنان بتعليقاتكم الكريمة وملاحظاتكم القيمة عليه، ويمكن صياغة الملخص عن البحر المديد على النحو الآتي:
جمع البحر المديد بين التفسير بالمأثور وذكر كلام أهل الإشارة، وأغرق موغلا في الرمزية كما هو الحال في كلام الصوفية، ويُعد التفسير المغربي الوحيد الذي جمع بين التفسير بالظاهر والتفسير بالإشارة، يصل إلينا كاملا، وقد طغى الجانب الإشاري على تفسيره، وكان التركيز الأكبر عليه، ولعلنا لا نبالغ إن قلنا أنه المراد في تفسيره، وعليه فإنا نجده يميل إلى الاختصار والتلخيص في جانب المنقول، بل متى ما استطرد في الحديث أثناء تفسيره بالظاهر .. فإنه يلامس الجانب الإشاري، فينتبه .. فيحيل على باب الإشارة بقوله:" وسيأتي في الإشارة تحقيقه إن شاء الله".
نهج ابن عجيبة في البحر المديد منهج التفسير التجزيئي باعتباره يفسر القرآن سورة سورة وآية آية، وهو يوظف التناسب بين الآيات، فلا تمر آية إلا ويربطها بما قبلها أو بعدها، ومن ثم فإنه يركز – إلى حد ما – على الوحدة العضوية للسورة، ويمكن القول بأنه نهج في تفسيره تقسيما ثلاثيا في شكل فقرات .. الفقرة الأولى يستهلها بقوله:" قلت " يضمنها الجانب اللغوي عامة، وفي حالات كثيرة سبب النزول، أما الفقرة الثانية فيستهلها بقوله:" يقول الحق جل جلاله " ويضمنها معاني الآيات ومختلف النقول والتفسيرات الواردة عن السلف – رضي الله عنهم ورحمهم – أما الفقرة الثالثة فيبدأها بقوله: " الإشارة " وهي تشمل ما لاح له من خلال الآيات من إشارات دقيقة ولطائف صوفية رقيقة، بحسب زعمهم.
نموذج من تفسيره:
في قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} (البقرة:13). يقول:
" قلت: الكاف من (كما آمن) صفة لمصدر محذوف، و (ما) مصدرية، أي: إذا قيل لهم آمنوا إيمانا خالصا من النفاق مثل إيمان المسلمين، أو من أسلم من جلدتهم. والسفه: خفة وطيش في العقل، يقال: ثوب سفيه، أي: خفيف.
يقول الحق جل جلاله: {وَإِذَا قِيلَ} لهؤلاء المنافقين من المشركين واليهود: اتركوا ما أنتم عليه من الكفر والجحود، وراقبوا الملك المعبود، وطهروا قلوبكم من الكفر والنفاق، وأقصروا مما أنتم فيه من العباد والشقاق و (آمنوا) إيمانا خالصا مثل إيمان المسلمين لتكونوا في أعلى عليين، " من أحب قوما حشر معهم". " المرء معا من أحب"، (قالوا) مترجمين عما في قلوبهم من الكفر والنفاق {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} الذين لا عقل لهم، إذ جلهم فقراء وموالي.
قال الحق تعالى في الرد عليهم وتقبيح رأيهم: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء} لا غيرهم، ـ حيث تركوا ما هو السبب في الفوز العظيم بالنعيم المقيم، وارتكبوا ما استوجبوا به الخلود في الدرك الأسفل من الجحيم، {وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} {َسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (الشعراء:227)، عبر الحق في هذه الآية بـ (لا يعلمون) وفي الأولى بـ (لا يشعرون) (الأعراف:95) لأن الفساد في الأرض يدرك بأدنى شعور، بخلاف الإيمان والتمييز بين الحق والباطل، فيحتاج إلى زيادة تفكر واكتساب علم، والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الإشارة: وإذا قيل لأهل الانكار على أهل الخصوصية القاصدين، مشاهدة عظمة الربوبية، قد تجردوا عن لباس العز والاشتهار، ولبسوا أطمار الذل والافتقار، آمنوا بطريق هولاء المخصوصين، وادخلوا معهم كي تكونوا من المقربين، قالوا: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء} ونترك ما نحن عليه من العز والكبرياء، قال الله تعالى في تسفيه رأيهم وتقبيح شأنهم {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء} حيث تعززوا بعز يفنى، وتركوا العز الذي لا يفنى، قال الشاعر:
تَذَللْ لمن تهوى لتكسبَ عزه فكم عزة قد نالها المرء بالتذلل
إذا كان من تهوى عزيزا ولم تكن ذليلا له، فاقرَ السلام على الوصل
فلو علموا ما في طي الذل من العز، وما في طي الفقر من الغنى، لجالدوا عليه بالسيوف، {وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ} ".
وهو في تناوله للمأثور مقل في: (تفسير القرآن بالقرآن، وتفسير القرآن بالسنة) واهتم بتفسير القرآن بأقوال الصحابة والتابعين، واللغة العربية).
أما كيفية تعامله مع العلوم وثيقة الصلة بالتفسير: فقد اهتم بـ (علم القراءات، وعلوم القرآن، وبخاصة أسباب النزول، والمناسبات، فقد اولاهما عناية جيدة، والإسرائيليات إلا أنه يتساهل في كثير منها)، وبالمقابل فإنه مقل في استعمال (أصول الفقه، وعلم الفقه، ومسائل علم الكلام، وعلم البلاغة .. )؛ وقد امتلئ البحر ببحور الشعر وقوافيه التي كان نصيب الأسد منها للشعر الصوفي، وخاصة شعر أرباب التصوف كالحلاج وابن عربي وةابن الفارض وغيرهم، وبالرغم م اهتمامه الكبير بالجانب اللغوي، إلا أن الملاحظ أنه قليل ما يأتي بالبيت الشعري كشاهد على المعنى ومبين له.
وهو لا ينفك يكثر المدح والترضي والاستشهاد بأقوال أرباب الغلو من الحلوليين وسلوكياتهم، وممن كفر أئمتهم كبار العلماء، وإن كان في بعض المواقف قد خرج عما ينبغي عليه الالتزام بما حدده هو لنفسه .. كاد أو اقترب من التفسير الصوفي النظري، إلا أن حسن الظن به ولما عرف به من سعة علم ونقاء سريرة وحسن نية في ابتغاء مرضاة الله، تجعلنا نعتدل في الحكم عليه، حملا على حال المؤمن على الصلاح، وكما قال الذهبي – رحمه الله – في معرض دراسته للتفسير الصوفي الإشاري:" وإذا رجعنا إلى أقوال العلماء التي قالوها في تفسير الصوفية، وجدناها جميعا تقوم على حسن الظن بهم" (التفسير والمفسرون: 2/ 242).
ولمزيد توضيح، ينظر في العرض المتواضع على الرابط الآتي: http://www.zshare.net/download/87302919a0c67a/
ووفق الله الجميع لكل خير
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:33 م]ـ
ولمن يشق عليه التعامل مع الروابط، يمكن التحميل من المرفقات أدناه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:51 م]ـ
ولمن يشق عليه التعامل مع الروابط، يمكن التحميل من المرفقات أدناه.
للأسف وجدت مشقة كبيرة في إرفاق المرفقات، ومر وقت طويل دون تمكني من ذلك. والرابط سهل في الوصول إلى الملف، وبارك الله في الجميع.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2008, 09:24 ص]ـ
أخي الكريم الفاضل المفضال محمد عمر الضرير الجبلي
الرابط يعمل
ولك جزيل الشكر
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:36 م]ـ
أخي الكريم الفاضل المفضال محمد عمر الضرير الجبلي
الرابط يعمل
ولك جزيل الشكر
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
آمين، وإياكم أستاذي الكريم.(/)
ما برهان تحريف التوراة من كتب اليهود؟
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Mar 2008, 03:08 ص]ـ
بعض الإخوان عندنا يعملون عند اليهود وفي أثناء ذلك يجادلونهم.
فكان مما لم يستطع إقامة الحجة عليهم فيه إثبات التحريف الكلمي في التوراة، فكيف يمكن إثبات تحريف التوراة من تراث القوم أنفسهم؟؟
وما الفرق بين (يحرفون الكلم عن مواضعه) وبين (من بعد مواضعه)؟
ـ[يسري خضر]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:40 ص]ـ
الادلة علي التحريف كثيرة ومتنوعة منها
1 - يزعم اليهود بأن التوراة بشكلها الحالي كتابة موسى نفسه كتب فيها ما أوحى الله إليه، ولكن نجد فيها عبارة "فقال الرب لموسى" مثال ذلك ما ورد في سفر الخروج (19 - 9 - 10).،فلوكان الكاتب هو موسى حقاً لكتب "فقال الرب لي" بدلاً من " فقال الرب لموسى"وهناك مثال آخر في
(خروج 24/ 1):"قال لموسى اصعد إلى الرب"لو كان الكاتب هو موسى لكتب"قال لي اصعد إلى الرب"؛ إن استخدام ضمير الغائب إشارة إلى موسى بدلاً من ضمير المتكلم يدل على أن الكاتب لنص التوراة الحالي ليس هو موسى بل آخرون"
(في سفر التثنية:" فمات هناك موسى عبد الرب في أرض مؤاب…فبكى بنو إسرائيل موسى في عربات مؤاب" (33). هذا النص بما فيه الإصحاح 34من سفر التثنية يتناول ما حدث بعد موت موسى. ويدعى أهل الكتاب أن سفر التثنية جزء من التوراة التي كتبها موسى بوحي من الله؛فكيف يكتب موسى هذا الإصحاح بعد موته؟! هذا يدل على أن هذا النص والإصحاح 34كله إضافة من معلق أو مؤرخ أو كاهن وليس وحياً كما يزعمون
2 - في تثنية (33/ 5) نص يقول:"فمات هناك موسى…" إذا كانت التوراة من كتابة موسى، كما يزعمون، فكيف كتب موسى هذه العبارة؟ كيف يكتب موسى أن موسى مات هناك؟! غير ممكن…لو كان موسى u هو الكاتب لما كتب عن تاريخ موته، ومكان موته بعد موته
3 - اختلاف عدد النسخ فالتوراة العبريةتسعة وثلاثين سفراً وما عداه لا يعتبرونه مقدساً. واليونانية تزيد عن النسخة العبرية بسبعة أسفار. والسامريةلا تشتمل الاعلي أسفار موسى الخمسة فقط، وقد يضمون إليها سفر يوشع فقط وما عداه ليس مقدساً
ومن اهم المصادر التي عنيت ببيلن التحريف كتاب الفصل للامام ابن حزم وكتاب اظهار الحق للشيخ رحمت الله الهندي ومن المواقع التي تهتم بذلك موقع الحقيقة العظمي فتفضل بزيارته بارك الله فيك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Mar 2008, 07:10 ص]ـ
يقول ألأمام فخر الدين الرازى فى تفسير الأية:
(فقوله تعالى " يحرفون الكلم عن مواضعه" إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون
التأويلات الفاسدة للنصوص التى عندهم و ليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب،
أما فى الآية الثانية فقوله تعالى "من بعد مواضعه "
فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة
وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب).
وهذا ما يعرف إصطلاحا بين الباحثين الآن بنوعى التحريف:
1 - التحريف اللفظى، أى إخراج وإدخال الكلمات من وإلى النص.
2 - التحريف المعنوى، أى تأويل و تفسير النصوص على غير معناها الصحيح.
فهذه شهادة القرآن الكريم فى وقوع الأمرين فى كتب اليهود و النصارى
والله أعلم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Mar 2008, 07:10 ص]ـ
يقول ألأمام فخر الدين الرازى فى تفسير الأية:
(فقوله تعالى:
" يحرفون الكلم عن مواضعه" إشارة إلى أن أهل الكتاب يذكرون
التأويلات الفاسدة للنصوص التى عندهم و ليس فيه بيان أنهم يخرجون اللفظة من الكتاب،
أما فى الآية الثانية فقوله تعالى "من بعد مواضعه "
فهى دالة على أنهم جمعوا بين الأمرين فكانوا يذكرون التأويلات الفاسدة
وكانوا يخرجون اللفظة من الكتاب).
وهذا ما يعرف إصطلاحا بين الباحثين الآن بنوعى التحريف:
1 - التحريف اللفظى، أى إخراج وإدخال الكلمات من وإلى النص.
2 - التحريف المعنوى، أى تأويل و تفسير النصوص على غير معناها الصحيح.
فهذه شهادة القرآن الكريم فى وقوع الأمرين فى كتب اليهود و النصارى
والله أعلم
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[20 Mar 2008, 01:05 م]ـ
شكرا جزيلا لكم.(/)
مصادر لبحث قضية الإعجاز القرآني
ـ[سلسبيل]ــــــــ[11 Mar 2008, 01:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من القضايا النقديه التي أثيرت في النقد العربي القديم قضية (الإعجاز القرآني)
فما هي أبرز المصادر التي يمكن الإعتماد عليها لبحث هذا الموضوع كموضوع من مواضيع النقد العربي القديم؟؟
وهل يوجد روابط في الانترنت متعلقه بهذا الموضوع سواء خارج الملتقى أو داخله من مواضيع قديمه يحفل بها
هذا الملتقى المبارك؟؟
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Mar 2008, 11:00 م]ـ
من أهم الكتب التي يجب أن ترجعي إليها، وتستعينين بها:
كتب عبد القاهر الجرجاني الذي اعتمد على نظرية النظم والمنهج البلاغي لدراسة الأدب وصوره الفنية
وذلك رغبة في تثبيت إعجاز القرآن وخاصة في كتابيه:
" دلائل الإعجاز"، و" أسرار البلاغة".
ولكن أول دراسة نقدية ممنهجة حسب الدكتور محمد مندور،هي:
دراسة الآمدي في كتابه:" الموازنة بين الطائيين: البحتري وأبي تمام".
وقد بلغ النقد أوجه مع حازم القرطاجني الذي اتبع منهجا فلسفيا في التعامل
مع ظاهرة التخييل الأدبي والمحاكاة وربط الأوزان الشعرية بأغراضها الدلالية في كتابه الرائع:
" منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، والسجلماسي في كتابه:
" المنزع البديع في تجنيس أساليب البديع"،
وابن البناء المراكشي العددي في كتابه:
"الروض المريع في صناعة البديع" ..
ومن أهم الكتب التي ألفت حول ذلك:
1. من مجموعة أعمال جابر عصفور، في كتابه:
النقد الأدبي بجزأيه 1 - 2 ــ دار الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني.
كتاب رائع حديث .. بعيدا عن التأريخ .. إنما توضيح، ومحاولة تنظير .. بمنهج علمي رائع ..
3. النقد الأدبي، د. محمد السيوفي ــ دار البيان- مصر.
تناول المؤلف فيه النقد العربي القديم من العصر الجاهلي حتى القرن الخامس، وقد ذيّل الكتاب بقضايا بارزة في النقد القديم.
4. دراسات في النقد العربي القديم،د. عبد الفتاح عثمان ــ دار القلم-دبي.
تحدث عن النقد القديم منذ الجاهلية وحتى القرن الخامس، مختتماً الكتاب بعرض لقضايا النقد القديم، وتأثير النقد اليوناني فيه، وقضية الإعجاز القرآني، وارتباطها بالنقد في ذلك العصر.
5. كتاب د. إحسان عباس: تاريخ النقد الأدبي عند العرب من القرن الثاني حتى الثامن ــ دار الشروق- الأردن ..
6. وكذلك كتاب صغير للأستاذ طه إبراهيم .. موسوم بـ: تاريخ النقد الأدبي عند العرب من العصر الجاهلي
إلى القرن الرابع ..
7. و كتاب للدكتور أحمد أحمد بدوي (أسس النقد الأدبي عند العرب)، نهضة مصر -القاهرة.
تحدث عن قضايا النقد الأدبي قديما، وموضوعاته، ومقاييسه، إضافة إلى نماذج من نقدهم للشعر والنثر ..
مختتماً الكتاب بملحق لشرح بعض العبارات النقدية في ذلك الوقت ..
8. المعرفة التاريخية للنقد العربي القديم؛ كتاب الأستاذ الدكتور مجدي أحمد توفيق،
وهو من الكتب المهمة في بابه.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[12 Mar 2008, 09:16 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ونفع بكم .. سأسعى بإذن الله للبحث عن هذه المصادر في المكتبة(/)
((أفلا يتدبرون القرآن))
ـ[إيمان]ــــــــ[11 Mar 2008, 11:24 م]ـ
أفلا يتدبرون القرآن
فضيلة الشيخ/ خالد بن عثمان السبت
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
{أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} [النساء:82]، فالله -عز وجل- ينعى على هؤلاء المعرضين عن كتاب الله -عز وجل- الذين وقع لهم لونٌ من ألوان هجره وهو هجر التدبر، ومعلوم أن من ترك تدبر القرآن فقد هجره، والله -عز وجل- لا يرضى بحال من الأحوال أن ينزل كتاباً عظيماً كهذا الكتاب الذي هو أعظم الكتب ثم بعد ذلك نهجره، وهذا لا يليق والله بحال من الأحوال أن يصدر ممن آمن بهذا القرآن، وآمن بمنزل هذا القرآن، وعرف هذه المعاني التي احتوى عليها هذا القرآن، والله -عز وجل- أخبرنا أن هذا الكتاب أنه كتاب عزيز، ومن عزته أن معانيه الطيبة وما فيه من الكنوز والمعارف لا تنفتح ولا تدخل في القلوب المعرضة عنه، فهذا من عزة القرآن، ولهذا يقول شيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمه الله-: معلقاً على قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة)) (1) يقول: "فكذلك إذا كانت القلوب تحمل أخلاق الكلاب فإن الملائكة لا تدخلها بالمعاني الطيبة".
فإذا كانت القلوب -أيها الإخوة- مشغولة باللهو واللغو والعبث فأنى لها أن تفقه معاني القرآن.
فأين نحن من هؤلاء؟
أين نحن من ذلك الأعرابي الذي يعيش في الصحراء حينما سمع قارئاً يقرأ قول الله -تبارك وتعالى-: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر:94] سجد، فقيل له: على أي شيء سجدت؟ قال: سجدت لفصاحته، والله -عز وجل- أخبر عن المؤمنين في هذا القرآن أنهم: {إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً} [مريم:58]. وهذا لا يمكن أن يحصل لأقوام إلا بعد أن يعرفوا معاني هذا الكتاب العظيم، ولهذا يقول ابن جرير الطبري -رحمه الله- كبير المفسرين: "عجبت لمن يقرأ القرآن وهو لا يعرف معانيه كيف يلتذ بقراءته؟ "، ثم انظر إلى تلك الجارية التي سمعها إمام كبير من أئمة أهل اللغة وهو الأصمعي -رحمه الله- سمعها تردد بيتاً أو بيتين فقال: قاتلكِ اللهُ ما أفصحك! فقالت: أفصح مني من جمع في آية واحدة بشارتين، وأمرين، ونهيين - تعني قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص:7] فهذان أمران {وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي} وهذان نهيان، {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ} هذا خبر وبشارة {وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} وهذا أيضاً خبر وبشارة، فانظر إلى هذه الجارية الصغيرة التي ردت على من أعجب بشعرها وبفصاحتها بهذا الرد الذي يدل على لطافة في الفهم، ودقة في الاستنباط.
فأين نحن من هؤلاء؟ أين نحن من تدبر هذه الآيات التي نسمعها في الصلاة وفي غيرها؟
لو تدبرنا القرآن:
الآية التي بعد آية أفلا يتدبرون القرآن مباشرة يقول الله -عز وجل- فيها: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:83]، فانظر إلى هذا التوجيه وهذه التربية القرآنية للمؤمنين، فلو تدبرنا هذا القرآن لصلحت أحوالنا في السلم والحرب، لو تدبرنا القرآن لما صدقنا الشائعات والأخبار الكاذبة التي يروجها إعلام العدو ليكسر بها نفوس المؤمنين، وليصيبهم بالخذلان والذل والهزيمة النفسية، ليكون ذلك توطئة للهزيمة العسكرية، ومع هذا - أيها الإخوة - نتلقف هذه الأخبار، ونرددها في المجالس وكأنها أخبار قد تنزلت من فوق سبع سماوات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم انظر إلى التوجيه الذي بعده في قوله -تبارك وتعالى-: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ ... } [النساء:102] انظر إلى القرآن كيف يربي المؤمنين على أمرين كبيرين هما سببا الانتصار في أرض المعركة:
1 - الصلة بالله -عز وجل-.
2 - وصلاة الجماعة حتى في حال المسايفة في حال مواجهة العدو، وإعداد القوة الممكنة لقهر هذا العدو ودحره {وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ}، فلا يقول قائل: نحن جند الله، ونحن أوليائه، لا نحتاج ونحن في هذا المقام الذي نناجيه فيه لحمل السلاح، لا بل تصلُّون بهذه الهيئة، ومعكم أعظم شخصية وجدت في التاريخ وهي شخصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومعكم أحب الخلق إلى الله - تبارك وتعالى -، ومع ذلك أنتم بحاجة إلى هذه الصلاة وبهذه الكيفية من أجل أن لا يغير عليكم هذا العدو، فأين نحن من هذا التوجيه؟ وكيف ينتصر المسلم الذي يدعي الإسلام وهو يقابل عدوه وفي يده قارورة من الخمر، وفيه يده الأخرى قطعة سلاح، أين هؤلاء من الانتصار أيها الأخوة؟ لا يمكن أن ينتصر إلا من أخذ بهذه التوجيهات الربانية.
ثم انظر ماذا قال الله بعدها: {وَلا تَهِنُوا ... } [النساء:104] لا تضعفوا في ابتغاء القوم في طلبهم وتتبعهم، وقتلهم وإزهاق أرواحهم {وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ} إن كنتم تقاسون الحر فهم يقاسون الحر، وإن كنتم تقاسون البرد فهم يقاسون البرد، وإن كنتم تقاسون الجوع فهم يقاسون الجوع، وإن كنتم تقاسون طول الشقة فهم يقاسون طول الشقة، وإن كنتم تقاسون آلام الجراح والأسر فهم يقاسون آلام الجراح والأسر، ومع ذلك يميزكم عنهم شيء واحد {وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ} لسنا سواء؛ قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار، فإذا كان الأمر بهذه المثابة فلماذا يتردد المؤمن؟ ولماذا يتوقف؟ ولماذا يحزن إذا وقع في أسر العدو أو وقع عليه قهرٌ من هذا العدو الكافر؟ ولماذا ينكسر؟ والله -عز وجل- يقول في تعزية لطيفة شفافة رقيقة يحتاج الإنسان أن يقف عندها طويلاً في سورة آل عمران: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} [آل عمران:139، 140]، ليعلم الذين ثبتوا على مواقفهم وعلى إيمانهم الصحيح {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ} هؤلاء القتلى {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران:141]، {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة:214]. أين نحن -أيها الأخوة- من هذه التوجيهات؟ والله لو أخذنا بها لما استطاعت أكبر قوة على وجه الأرض من البشر أن تقف في وجوه المسلمين، لو أخذ بها ثلة قليلة من هذه الأمة وتمسكوا بها حقاً لدوخوا العالم من شرقه إلى غربه، ولما استطاع أحدٌ أن يقف في وجوههم، ولكنها للأسف أمة مبعثرة لعب بها شياطين الإنس وشياطين الجن، وأضلوها عن كتابها فمزقت وصارت مثلاً يضرب به في الضعف والاستخذاء والمذلة، صارت هذه الأمة هي التي تقع عليها المذابح في كل مكان، وصارت هذه الأمة هي أحط الأمم، وإذا تأملت من المحيط إلى المحيط رأيت أن ما وراء ذلك غرباً وما وراءه شرقاً هي الدول الصناعية، هي الدول التي يسمونها الدول الكبرى الغنية، وهي الدول التي تتحكم في مصير الشعوب ومصائر العالم، وإذا نظرت إلى ما بين ذلك لا تجد مثالاً واحداً تستطيع أن تقول إنه قد فارق هذه المجموعة فصار يضاهي تلك الدول في التقدم والصناعة والابتكار، والأخذ بأسباب القوة، ومناطحة القوى العظمى، فيحسب له ألف حساب حينما يريدون أن يبرموا أمراً، أو يقرروا قراراً من المحيط إلى المحيط، البلاد الإسلامية هي البلاد التي يقال لها بلاد العالم الثالث وما وراء ذلك غرباً وشرقاً كله خارجٌ عن هذا الحكم، فلماذا أيها الإخوة، وقد كان المسلمون يقودون العالم بأجمعه؟ لأننا أعرضنا عن هذا القرآن، وفي النفس أشياء وأشياء مما قرأه الإمام ولكني أترك ذلك مخافة الإطالة عليكم.
وأسأل الله -عز وجل- أن يرعانا وإياكم بالقرآن العظيم، وأن يجعلنا وإياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:34 ص]ـ
الأخ خالد بن عثمان السبت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أيها الأخ الكريم
جزاك الله خيرا، ولقد ذكّرت بعظيم هو القرآن العظيم الذي يعظم أمام كل باحث قرأ القرآن وتدبره وتدارسه، أي لا يستطيع أحد من الأمة كلها أن يفرغ من استيعاب معانيه ودلالاته وما يهدي إليه من الرشد والتي هي أقوم.
وهيهات أن تستكمل الأمة كلها معانيه ودلالاته وهو القول الثقيل المنزل على قلب النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولهو إذن قول أثقل على الأمة جميعها إذ لم ينزل على قلب أحد منها بل هو كما في قوله ? بل هو آيات بيّنات في صدور الذين أوتوا العلم ? العنكبوت 49 أي أنه تجاوز آذانهم وأسماعهم ودخل في صدور الذين أوتوا العلم وهم الصحابة الأبرار الأخيار ولكن لم يبلغوا درجة علم النبي الأمي صلى الله عليه وسلم، ولا يختلف منصف أن الصحابة الأبرار الأخيار كأبي بكر وعمر وسائر السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار هم الذين أوتوا العلم كما هي دلالة قوله ? ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا ? القتال 16 يعني أن المنافقين الذين كانوا يستمعون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن ولكن لا يفقهون منه هدى ولا رشدا يسألون الذين أوتوا العلم بالتجهيل وهم الصحابة الكرام عن معاني ودلالات القرآن.
إنني شديد العجب من الذين يشتغلون بحفظ المتون وتدارسها وهم لم ولن يفرغوا من تدارس القرآن ولم يفقهوا بعد أن الله دعا إلى المسارعة إلى الخيرات مسابقة معلنة في القرآن أن الله سيؤتى من يسبق في هذه المسابقة مغفرة منه وفضلا وهو واسع عليم.
ولقد بينت من ذلك ما استطعت كما سيأتي في موضعه من التفسير والله يغفر القصور والتقصير.
إن الذين ينشغلون عن تدبر القرآن وتدارسه لهم الذين اتخذوا القرآن مهجورا وهجروه، فوا عجبا كيف لم يفرّوا من الضلال إلى هدى القرآن، وما ذا هم فاعلون يوم يصبح غيب القرآن وموعوداته التي نبّأ بها نبيّه شهادة في الدنيا ولا سبيل إلى النجاة يومئذ إلا للذين سيهتدون بفضل الله بالقرآن العجب الذي يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
الحسن محمد ماديك
ـ[ابن الشجري]ــــــــ[13 Mar 2008, 03:05 م]ـ
يبدو أن ماهو مكتوب ومنقول عن الشيخ خالد السبت، كان كلاما مرتجلا بعد إحدى صلاتي العشي، وليس مما حرره بيده، وقد وفق فيه جزاه الله خيرا ونفع به، ومسألة التدبر قد نوقشت كثيرا في هذا الملتقى وغيره، ويكاد الإنسان لا يخرج بقناعة معينة حول كيفية التدبر ومفهومه إلا باستقلالية في النظر والبحث، فهو أقرب لأعمال القلوب من الجوارح، وإن كان يصل أثره للجوارح ولاشك، ومن هنا كان التفاضل في تدبر كلام الله، حسب انشراح القلب وبقدر مافيه من علم وإيمان، وإن لم يكن التدبر متوقفا عليهما، بل قد تفاجأ به عند من ليس من أولئك في قبيل ولادبير.
وفي الحقيقة أنه موضوع شغلت به شهر رمضان الماضي، حتى كنت أحمل في جعبتي وريقات أكتب فيها ماعن لي حول مفهوم التدبر، وربما كتبت بين التسليمتين من التراويح لانشغال فكري غالب الشهر بالتعرف على معناه، فكانت ترد أحيانا الخاطره وأنا في الصلاة فأدونها بعد التسليم نسأله الله مغفرته، لكن نسلي النفس بأن الأمر متعلق بكلام الله العظيم ..
ولما توسع علي الأمر وجاء العيد تفرق ماجمعنا، وذهبت مني تلكم الورقات شذر مذر، فليتني جمعتها حتى لنفسي فقد نسيت أغلب مادونته فيها والله المستعان.
وهو مبحث شريف عظيم لا ينفع أن يتناول بحثه والكتابة فيه إلا من جمع بين الآت كثيرة، من علم وفهم وتذوق لغوي وروحانية وتجربة، فقد يكتب لنا فيه نحوي ما لايكتبه مفسر، كما قد يدركه الأمي قبل المتعلم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Mar 2008, 06:42 م]ـ
الحمد لله
كفى الشيخ خالد السبت فضلا وعلما ما جمعه في كتابه المفيد قواعد التفسير.
وجزاه الله خيرا على كلامه.(/)
كلمات لا يعرف معناها إلا بذكر الضد معها؟؟!
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[11 Mar 2008, 11:32 م]ـ
بسم الله والحمد لله
أرسل لي أحد الأخوة الفضلاء سؤالاً أعجبني وبحثت عنه ولا زلت ولكن أحببت أن أشارككم (أو تشاركوني) البحث
والفائدة ..
يقول:
في القرآن يوجد كلمات لا يمكن معرفة معناها إلا بذكر الضد معها
مثل قوله تعالى (لا فارض ولا بكر) فلن نعرف معنى كلمة فارض لو لم يذكر الله أنها عكس بكر
وكذلك قوله تعالى (فانفروا ثبات أو انفروا جميعا) معنى ثبات يكون عكس جميعا, وهو متفرقين
السؤال/ يوجد خمس مواضع (نفس الفكرة) بخلاف ما ذكرت ... اذكرها؟
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[16 Mar 2008, 05:37 م]ـ
لعل منها قوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى} على القول بأن (أقنى) بمعنى (أفقر) وأذكر أن شيخنا محمد العثيمين رحمه الله اختار هذا القول والله أعلم.(/)
هَلْ مِنْ إفادةٍ حول هذيْن التفسيريْن؟ بارك الله فيكم ..
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[13 Mar 2008, 01:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النّبى العربى الكريم .. حبيبنا
المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**********************
شيوخنا وأساتذنا الكِرام ..
هل أقادنى أحدكم - بارك الله فيكم - عن تفسير ابن صومادج التُجيبىّ الأندلسىّ الذى اختصر فيه تفسير ابن جريرٍ الطبرى؟؟
وهل هو متوفّرٌ على الشبكة؟
أما عن التفسير الآخر، فهو تفسيرٌ رأيته فى معرض الكتاب " معارج التدبر ودقائق التفكر " للشييخ الدكتور عبد الرحمن حسن حبنّكة الميدانىّ -رحمه الله رحمة واسعة وطيب الله ثراه -
قرأت للشيخ الميدانىّ - رحمه الله - كثيرًأ إلا أننى لم أقرأ له فى التفسير، فهل أفادنى أحدٌ عن هذا التفسير؟
بارك الله فيكم.
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
ـ[النجدية]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:07 م]ـ
بسم الله ...
الأخت الفاضلة -رعاك المولى-
هذه المعلومات التي توفرت بين يدي عن تفسير الإمام عبد الرحمن حبنكة الميداني-رحمه الله-
معارج التفكر ودقائق التدبر: تفسير تدبري للقرآن الكريم بحسب ترتيب النزول
المؤلف: عبد الرحمن حبنكة الميداني.
الناشر: دار القلم،
تاريخ النشر: 2000.
مكان النشر: دمشق
فهل هذا مبتغاك؟
وفقك الله ...
ـ[منصور مهران]ــــــــ[13 Mar 2008, 02:21 م]ـ
أما الأول فكان منشورا بهامش المصحف في دار الشروق بالقاهرة،
بعناية الدكتور ناصر الدين الأسد،
وقد تصرف الدكتور ناصر بعض التصرف بقصد الاختصار لرعاية الحيِّز حول صفحات المصحف،
وقد نُشِر هذا المختصر تاما بتحقيق محمد حسن أبو العزم الزفيتي،
بالهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر سنة 1971 م. وسنة 1979 م
في مجلدين.
والمؤلف هو محمد بن صُمَادِح التجيبي الأندلسي المتوفى سنة 419 هج.
________________
والثاني صدر منه 15 مجلدا تغطي السور المكية فقط.
وكلاهما رأيته في معرض الرياض للكتاب منذ أيام.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Mar 2008, 06:57 م]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة
انظري هذا الرابط، في هذا المنتدى الكريم
{التعريف بكتاب (معارج التفكر ودقائق التدبر) للشيخ عبدالرحمن حبنكة رحمه الله}
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4961
وهو تعريف بالكتاب عن طريق شيخنا الجليل
الدكتور عبد الرحمن الشهري
وأهلا وسهلا ومرحبا
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[11 Apr 2008, 10:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ... والحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على النّبى العربى الكريم .. حبيبنا
المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ إلى يومِ الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
****************************
جزاكُم الله خيرًا جزيلاً .. بارك الله فيكم جميعًا وجدت مُبتغاى وأكثر .. الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
هل دار القلم بدمشق فقط هى من تطبع كتب الشيخ الميدانى؟؟
و هل من الممكن أن يتوفر تفسير الشيخ الميدانى على الشبكة؟(/)
حركة حرف (ش) في كلمة (عشرة) ما ضابطها!؟
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
متى تأتِ (ش) ساكنة ومتى تأتِ متحركة في لفظ (عشرة) في القرآن؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Mar 2008, 11:37 ص]ـ
ـ إذا جاء لفظ (عشر) بصيغة المذكر، فإن كان مضافاً كـ (اثني عشر ـ تسعة عشر) فإن الشين تكون مفتوحة.
ـ وإذا كانت مفردة غير مضافة كـ (عشر) فإن الشين تكون ساكنة.
مثال ذلك:
قال الله تعالى:
(وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ) سورة المائدة: 12.
وقال تعالى:
(مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) سورة الأنعام: 160.
ـ أما إذا جاءت لفظة (عشرة) بصيغة المؤنث، فإن كانت مضافة كـ (اثنتا عشرة) فإن الشين تكون ساكنة.
ـ وإذا كانت مفردة غير مضافة كـ (عشرة)، فإن الشين تكون مفتوحة.
مثال ذلك:
قال الله تعالى:
(وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ) سورة البقرة: 60.
وقال تعالى:
(وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة البقرة: 196.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Mar 2008, 12:05 م]ـ
(اثْنَتَا عَشْرَةَ) بجميع أشكاله في أمثلة التعليق ليست من باب الإضافة إنما هم التركيب.
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[15 Mar 2008, 01:08 م]ـ
الأمر أسهل مما ذكره أخونا كالو، فأقول بالاختصار المفيد شين العشرة والعشر مفتوحة مع المعدود المذكر، وساكنة مع المعدود المؤنث، سواء كانت مركبة أو مفردة (أقصد بالإفراد ما قابل التركيب)، تقول: "عشَرة رجال وأحد عشر رجلا بفتح الشين، وعشْر نساء وإحدى عشْرة امرأة بإسكانها، وبالله التوفيق.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Mar 2008, 04:28 م]ـ
الأخ الفاضل منصور مهران
شكراً على هذه الملاحظة والمراجعة بارك الله فيكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الفاضل أبو المنذر الجزائري
أرى أن الأمر ليس بهذه السهولة أرجوا التأكد من المعلومة جزاكم الله خيراً.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[أبو المنذر الجزائري]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:43 ص]ـ
أخي الدكتور محمد كالو قد كنت كتبت ما كتبت من جعبتي، ثم راجعت كتب النحو فرأيتُني على صواب، وأزيدك فائدة أخرى أن لفظ العشرة - بغض النظر عن الشين - يخالف المعدود فيؤنث مع المذكر، ويذكر مع المؤنث، فتقول عشَرة رجال، وعشَرة أيام كما في الآية التي أوردتها، وتقول: عشْر نسوة، وعشْر حسنات كما في الآية التي ذكرتها، أما إذا ركبت فتتبع المعدود فتقول: أحد عشَر رجلا، وإحدى عشْرة امرأة، والله الموفق لكل خير، وبه الثقة سبحانه.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[13 Sep 2008, 03:48 ص]ـ
الأخ الفاضل أبو المنذر الجزائري
أرى أن الأمر ليس بهذه السهولة أرجوا التأكد من المعلومة جزاكم الله خيراً.
هذه المعلومة أقصد فتح شين العشرة والعشر مع المعدود المذكر، وتسكينها مع المعدود المؤنث، هو ما ذكره الغلاييني في جامع الدروس العربية ص 18 ج1
لكن في معجم القواعد للدقر ص 311 أن شين عشرة يجوز تسكينها وتحريكها إذا كانت مع تاء غير مركبة.
وهذا يخالف ما جزم به الغلاييني- لأنها مع التاء لن تكون إلا مع المذكر.
أي أنك يصح لك أن تقول عشرة رجال وعشرة رجال، بفتح الشين وتسكينها
ثم تابع أن الشين في أحد عشر إلى تسعة عشر مفتوحة لا غير
وفي التركيب والتأنيث ساكنة عن الحجازيين نحو ثلاث عشرة ويكسرها التميميون ومثل هذا الأخير في المخصص لابن سيده ج5 ص 196
قلت: وكسر الشين لا نعرفه اليوم(/)
إعجاز القرآن في ترتيب سورة الدخان
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Mar 2008, 08:35 م]ـ
تتجلى عظمة الترتيب القرآني في سورة الدخان.
سورة الدخان هي السورة رقم 44 وعدد آياتها 59 ..
لماذا 44؟ لماذا 59؟
ما الدليل أن هذا الترتيب لم يتعرض لأي تدخل؟
لن اتطرق إلى شيء من هذا، إلى حين ..
سأكتفي بذكر واحدة من روائع الترتيب في سورة الدخان:
لنتأمل:
إن مجموع أعداد الآيات في السور السابقة لسورة الدخان هو: 4414 آية.
وبحسبة بسيطة يمكننا أن نستنتج أن عدد آيات القرآن الباقية، في السور من الدخان – نهاية القرآن هو: 1822 آية.
يا لعظمة الترتيب القرآني؟ ما السر هنا؟
4414: هذا العدد المميز جدا هو عدد آيات القرآن التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة " الله ".
1822: هذا العدد هو عدد آيات القرآن التي ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
لقد تم تخزين الإحصاء القرآني لعدد الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة والتي لم يرد فيها، في سورة الدخان ..
اختيار سورة الدخان ليس عشوائيا .. لماذا؟
والسؤال الآخر لماذا العدد 4414 بالذات؟
على غير العادة لن أجيب على هذين السؤالين. سأترك الإجابة لأولئك الذين ما إن أطرح مشاركة حتى يهبوا بكامل أسلحتهم للدفاع عن حمى القرآن ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:18 م]ـ
إن مجموع أعداد الآيات في السور السابقة لسورة الدخان هو: 4414 آية.
وبحسبة بسيطة يمكننا أن نستنتج أن عدد آيات القرآن الباقية، في السور من الدخان – نهاية القرآن هو: 1822 آية.
يا لعظمة الترتيب القرآني؟ ما السر هنا؟
4414: هذا العدد المميز جدا هو عدد آيات القرآن التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة " الله ".
1822: هذا العدد هو عدد آيات القرآن التي ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
تنبيه: الآيات ال 4414 الأولى ليست الثانية.
كما أن الآيات ال 1822 الأولى ليست الثانية.
ـ[القندهاري]ــــــــ[16 Mar 2008, 07:26 م]ـ
علم فات الأنبياء فسبحان الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Mar 2008, 11:54 م]ـ
علم فات الأنبياء فسبحان الله
ذلك، لتكتشفه أنت (الأجيال القادمة)، فيكون دليلا على صدقهم ..
أليس هذا ما تعنيه؟
إذا كان هذا ما تراه، فقد أدركت الصواب.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Mar 2008, 12:38 ص]ـ
ومن اسرار ورود لفظ الجلالة " الله " في القرآن الكريم:
عدد مرات ورود لفظ الجلالة " الله " هو: 2699 مرة.
العدد 2699 عدد أولي، أي لا يقبل القسمة إلا على نفسه وعلى الواحد.
العدد 2699 هو العدد 393 في ترتيب الأعداد الأولية، نلاحظ أن العدد 393 يساوي: 3 × 131.
تأملوا هذه النتيجة جيدا:
أمامكم العدد 1313 ومعكوسه 3131.
قد تحتاج هذه النتيجة إلى شرح.
تأملوا العدد 131، ترون فيه العدد 31 من الجهتين ....
[في دراسة رشاد خليفة المنحرفة والتي أصابت البعض بعقدة الرقم 19، أنقص من العدد 2699 مرة ليحصل على العدد 2698، وفيما بعد النتيجة أن هذا العدد من مضاعفات العدد 19: 2698 = 142 × 19]
الحقيقة لهذا العدد ارتباط بالعدد 19 ولكن دون أن نحرف فيه شيئا وبصورة رائعة ..
ليس هذا الموضوع الذي أريد طرحه ..
الموضوع هو:
أين ترد المرة التي تتوسط العدد 2699؟
الجواب: إنها في الآية رقم 31 في سورة هود. لاحظوا العدد 31.
ولمزيد من اليقين: عدد كلمات هذه الآية هو 31 لا غير، بل هي الآية الوحيدة في القرآن التي رقم ترتيبها 31 وعدد كلماتها 31 ...
تأخذنا هذه الملاحظة إلى إحصاء عدد الآيات القرآنية المؤلفة كل منها من 31 كلمة. سنجد أن عددها هو 28 آية.
العجيب أن مجموع أرقامها هو: 1822.
العدد 1822 هو عدد الآيات التي ورد في كل منها لفظ الجلالة " الله " مرة أو أكثر.
سبحان الله العظيم!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Mar 2008, 11:00 ص]ـ
يتبع ........
لعله صار من المعلوم لدينا أن لفظ الجلالة " الله " ورد في القرآن في: 1822 آية، ولم ير دفي 4414 آية.
الملاحظة التي أود الإشارة إليها هنا:
عدد السور التي ورد في كل منها لفظ الجلالة هو 85 سورة، ...
وباعتبار قانون الزوجية (المستخدم في بناء الترتيب القرآني) فالسور الـ 85 هي:
44 سورة زوجية الآيات + 41 سورة فردية الآيات.
لاحظوا جيدا عددي السور، وقارنوا بالعدد 4414.
4 41 4
سبحان الله العظيم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Mar 2008, 07:24 م]ـ
يتطلب الوصول إلى الملاحظة التالية عملا كبيرا ..
إن علينا أن نقوم بإحصاء عدد الكلمات في جميع آيات القرآن البالغة 6236 آية ..
لنبدأ العمل، وفي أثناء ذلك نصنف الآيات إلى مجموعتين:
الآيات زوجية الكلمات - الآيات فردية الكلمات.
انتهينا من العمل.
الخطوة التالية: لنقم بتقسيم مجموعة الآيات زوجية الكلمات إلى مجموعات تضم كل مجموعة الآيات المتماثلة في عدد كلماتها. سينتج لدينا عدد ما من المجموعات.
نجمع الأعداد المؤلفة منها هذه المجموعات.
المجموع هو: 1444.
بنفس الطريقة، نحصر مجموعات الآيات فردية الكلمات، ثم نجمع الأعداد المؤلفة منها.
المفاجأة: المجموع هو 1444. (العدد نفسه)
والآن لنتذكر أن مجموعتي السور اللتين ورد فيهما لفظ الجلالة هو: 44 و 41. .
وأن عدد الآيات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة هو: 4414
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 Mar 2008, 09:21 م]ـ
يبدو أن صاحب هذه الأفكار ذو خيال واسع فلا أدري كيف تخطر في ذهنه هذه المقدمات ..
أعني كيف خطر في ذهنه عندما قرأ سورة الدخان أن يجمع الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها؟!
ثم خطر له أن يربط ذلك باسم الجلالة!.
ثم استنتج هذه النتيجة ..
لا شك أنها نتيجة لطيفة ..
لكن لا تصلح أن يستدل بها على أن " ترتيب الآيات لم يتعرض لأي تدخل " ..
فكون الآيات التي قبل سورة الدخان عددها كذا لا يعني أن ترتيبها صحيح .. وكون الآيات التي بعدها عددها كذا لا يعني ان ترتيبها صحيح أيضاً .. فانتبه.
أقول هذا على جهة الإلزام .. وإلا فإن الإجماع الذي هو سبيل المؤمنين منعقد على أن ترتيب الآيات توقيفي ولهذا أدلة مبسوطة في كتب علوم القرآن.
ثم إن الاشتغال بما أنزل القرآن لأجله أنفع ..
فلا شك أن مثل هذه النتائج تحتاج لجهد فكري كبير لو صرف في تدبر القرآن وفهمه واستنباط أحكامه وحكمه كان أولى واقرب لطريق السلف رضوان الله عليهم.
و ليس قصدي - أخي الكريم - أن أقلل من جهدك .. فأنا لا أدري من صاحب هذه الأفكار .. وإنما أتكلم على هذا المسلك بشكل عام.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Mar 2008, 02:46 ص]ـ
[أبو الحسنات الدمشقي;] يبدو أن صاحب هذه الأفكار ذو خيال واسع فلا أدري كيف تخطر في ذهنه هذه المقدمات ..
أعني كيف خطر في ذهنه عندما قرأ سورة الدخان أن يجمع الآيات التي قبلها والآيات التي بعدها؟!
ثم خطر له أن يربط ذلك باسم الجلالة!.
ثم استنتج هذه النتيجة ..
لهذا الخاطر قاعدة، ليست مصادفة أن تختزن سورة الدخان الإحصاء القرآني ...................
لا شك أنها نتيجة لطيفة ..
لكن لا تصلح أن يستدل بها على أن " ترتيب الآيات لم يتعرض لأي تدخل " ..
كلام صحيح إذا كان دليلنا يتوقف عند ملاحظتنا في سورة الدخان، فأما إن كان لدينا مائة أخرى فالأمر سيختلف.
وإليك أخي الكريم هذه الهدية، وقفة قصيرة مع العدد 2699:
وقفة قصيرة مع العدد 2699: نستنتج من العدد 2699 العددين 99 و 26، والعدد 73 في حالة الطرح (99 – 26 = 73).
ماذا لو بحثنا عن السور اللواتي جاءت أعداد آياتها: 99 و 26 و 73؟
تنتظرنا الملاحظة التالية:
1 - السورة القرآنية المؤلفة من 99 آية هي سورة الحجر، ومن العجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 15 (ونستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو أيضا 99، عدد مماثل لعدد آياتها). نلاحظ الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 15 و 99. (15 + 99 = 114).
2 - السورة القرآنية المؤلفة من 26 آية هي سورة الغاشية. والعجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 88 (ونستنتج هنا أن عدد السور التالية لسورة الغاشية في ترتيب المصحف هو أيضا 26 عدد مماثل لعدد آياتها). ونلاحظ ثانية الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 88 و 26 (88 + 26 = 114).
3 - السورة القرآنية التي عدد آياتها 73 آية هي سورة الأحزاب، ونجد أن رقم ترتيبها هو 33. (نستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو 81 سورة، أي: 9×9) ..
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
إن مجموع عددي الآيات في سورتي الغاشية والأحزاب هو 99، وقد صار من المعلوم لدينا أن عدد آيات سورة الحجر هو 99 أيضا.
العدد 99 هو عدد أسماء الله الحسنى.
وهكذا:
مجموع أرقام ترتيب السور الثلاث 121 = 11 × 11.
مجموع آيات السور الثلاث = 198 = 2 × 99.
المفاجأة الكبرى:إن مجموع أعداد الآيات في السور الثلاث ومجموع أرقام ترتيبها هو: 319 (121 + 198 = 319).
ما سر العدد 319؟
العدد 319 هو الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها وعدد آياته:
6555 – 319 = 6236 عدد آيات القرآن.
وأما الفرق بين العددين 198 و 121 فهو: 77.
ما سر العدد 77؟
العدد 77 هو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في جميع سوره، لا زيادة ولا نقصان.
وسؤالي: أليس في هذه الحقائق دليل على أن مواقع ترتيب هذه السور وأعداد آياتها ما كان إلا بالوحي؟ وأن ترتيب القرآن وجه من وجوه إعجازه؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Mar 2008, 04:13 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لهذا الخاطر قاعدة، ليست مصادفة أن تختزن سورة الدخان الإحصاء القرآني ...................
كلام صحيح إذا كان دليلنا يتوقف عند ملاحظتنا في سورة الدخان، فأما إن كان لدينا مائة أخرى فالأمر سيختلف.
وإليك أخي الكريم هذه الهدية، وقفة قصيرة مع العدد 2699:
وقفة قصيرة مع العدد 2699: نستنتج من العدد 2699 العددين 99 و 26، والعدد 73 في حالة الطرح (99 – 26 = 73).
ماذا لو بحثنا عن السور اللواتي جاءت أعداد آياتها: 99 و 26 و 73؟
تنتظرنا الملاحظة التالية:
1 - السورة القرآنية المؤلفة من 99 آية هي سورة الحجر، ومن العجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 15 (ونستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو أيضا 99، عدد مماثل لعدد آياتها). نلاحظ الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 15 و 99. (15 + 99 = 114).
2 - السورة القرآنية المؤلفة من 26 آية هي سورة الغاشية. والعجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 88 (ونستنتج هنا أن عدد السور التالية لسورة الغاشية في ترتيب المصحف هو أيضا 26 عدد مماثل لعدد آياتها). ونلاحظ ثانية الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 88 و 26 (88 + 26 = 114).
3 - السورة القرآنية التي عدد آياتها 73 آية هي سورة الأحزاب، ونجد أن رقم ترتيبها هو 33. (نستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو 81 سورة، أي: 9×9) ..
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
إن مجموع عددي الآيات في سورتي الغاشية والأحزاب هو 99، وقد صار من المعلوم لدينا أن عدد آيات سورة الحجر هو 99 أيضا.
العدد 99 هو عدد أسماء الله الحسنى.
وهكذا:
مجموع أرقام ترتيب السور الثلاث 121 = 11 × 11.
مجموع آيات السور الثلاث = 198 = 2 × 99.
المفاجأة الكبرى:إن مجموع أعداد الآيات في السور الثلاث ومجموع أرقام ترتيبها هو: 319 (121 + 198 = 319).
ما سر العدد 319؟
العدد 319 هو الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها وعدد آياته:
6555 – 319 = 6236 عدد آيات القرآن.
وأما الفرق بين العددين 198 و 121 فهو: 77.
ما سر العدد 77؟
العدد 77 هو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في جميع سوره، لا زيادة ولا نقصان.
وسؤالي: أليس في هذه الحقائق دليل على أن مواقع ترتيب هذه السور وأعداد آياتها ما كان إلا بالوحي؟ وأن ترتيب القرآن وجه من وجوه إعجازه؟
لقد حدث في هذه الفقرة خطأ لم أستطع تعديله، فأرجو حذفها ..
الفقرة البديلة هي التالية:
لاحظنا الإشارة إلى العدد 114 في سورتي الحجر والغاشية ..
الإشارة إلى العدد 114 في سورة الأحزاب تاتي بالصورة التالية:
عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في السور من الفاتحة وحتى نهاية الأحزاب هو: 2052 مرة. هذا العدد يساوي 114 × 18، وهو بصورة اخرى: 114 × (9 + 9).
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Mar 2008, 04:32 ص]ـ
لهذا الخاطر قاعدة، ليست مصادفة أن تختزن سورة الدخان الإحصاء القرآني ...................
كلام صحيح إذا كان دليلنا يتوقف عند ملاحظتنا في سورة الدخان، فأما إن كان لدينا مائة أخرى فالأمر سيختلف.
وإليك أخي الكريم هذه الهدية، وقفة قصيرة مع العدد 2699:
وقفة قصيرة مع العدد 2699: نستنتج من العدد 2699 العددين 99 و 26، والعدد 73 في حالة الطرح (99 – 26 = 73).
ماذا لو بحثنا عن السور اللواتي جاءت أعداد آياتها: 99 و 26 و 73؟
تنتظرنا الملاحظة التالية:
1 - السورة القرآنية المؤلفة من 99 آية هي سورة الحجر، ومن العجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 15 (ونستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو أيضا 99، عدد مماثل لعدد آياتها). نلاحظ الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 15 و 99. (15 + 99 = 114).
2 - السورة القرآنية المؤلفة من 26 آية هي سورة الغاشية. والعجيب أن رقم ترتيبها في المصحف هو 88 (ونستنتج هنا أن عدد السور التالية لسورة الغاشية في ترتيب المصحف هو أيضا 26 عدد مماثل لعدد آياتها). ونلاحظ ثانية الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن في مجموع العددين 88 و 26 (88 + 26 = 114).
3 - السورة القرآنية التي عدد آياتها 73 آية هي سورة الأحزاب، ونجد أن رقم ترتيبها هو 33. (نستنتج أن عدد السور التالية لها في ترتيب المصحف هو 81 سورة، أي: 9×9) ..
ما وجه الإعجاز في هذا الترتيب؟
إن مجموع عددي الآيات في سورتي الغاشية والأحزاب هو 99، وقد صار من المعلوم لدينا أن عدد آيات سورة الحجر هو 99 أيضا.
العدد 99 هو عدد أسماء الله الحسنى.
وهكذا:
مجموع أرقام ترتيب السور الثلاث 121 = 11 × 11.
مجموع آيات السور الثلاث = 198 = 2 × 99.
المفاجأة الكبرى:إن مجموع أعداد الآيات في السور الثلاث ومجموع أرقام ترتيبها هو: 319 (121 + 198 = 319).
ما سر العدد 319؟
العدد 319 هو الفرق بين مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها وعدد آياته:
6555 – 319 = 6236 عدد آيات القرآن.
وأما الفرق بين العددين 198 و 121 فهو: 77.
ما سر العدد 77؟
العدد 77 هو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في جميع سوره، لا زيادة ولا نقصان.
وسؤالي: أليس في هذه الحقائق دليل على أن مواقع ترتيب هذه السور وأعداد آياتها ما كان إلا بالوحي؟ وأن ترتيب القرآن وجه من وجوه إعجازه؟
وقع في هذه الفقرة خطا غير مقصود نتيجة خلط بين فقرتين، فأرجو من المشرفين حذفها.
الفقرة البديلة:
لاحظنا الإشارة إلى العدد 114 في سورتي الحجر والغاشية ..
نلاحظ الإشارة الثالثة إلى العدد 114 في سورة الأحزاب بالصورة التالية:
عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في السور من الفاتحة وحتى نهاية الأحزاب هو 2052 مرة.
العدد 2052 = 114 × 18.
وبصورة اخرى: 114 × (9 + 9).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 Mar 2008, 07:10 م]ـ
" لهذا الخاطر قاعدة، ليست مصادفة أن تختزن سورة الدخان الإحصاء القرآني "
هلا أنبأتنا بهذه القاعدة؟.
والأولى إن كان هناك قواعد أن تبينها في أول بحثك .. فالناظر فيه يجد أن اختيارك للعمليات الحسابية مبني على تحكُّم محض.
" كلام صحيح إذا كان دليلنا يتوقف عند ملاحظتنا في سورة الدخان، فأما إن كان لدينا مائة أخرى فالأمر سيختلف "
إن كانت المئة مثل هذا الدليل فهي مثله في البطلان.
وأرجو منك أن تأخذ أمراً بعين الاعتبار:
وهو أن عددَ آيات القرآنِ فيه خلاف بين الناس أصلاً، وهناك مذاهب مشهورة فيه، فهم أجمعوا على أنَّ عدد أيِ القُرآن ستَّةُ آلاف ومئتان وبعضُ مئة، وهذا الإجماع نقله الإمام أَبُو عَمْرو الدَّانِي، ثُمَّ اختلفُوا في بعضِ المئة هذا، فهُو في عدد المدنيِّ الأوَّل سبع عشرة، وفي عدد المدنيِّ الأخير أربعُ عشرة، وفي عدد البصريِّ خمسٌ، وفي عدد الكوفيِّ ستٌ وثلاثُون - وهو الذي طبع عليه مصحف المدينة والذي تعتمد عليه -، وفي عدد الشَّامِيِّ ستٌ وعشرُون.
وهناك مذاهب أخر.
فكيف إذا أضفت إلى هذا أن ترتيب السور مختلف في كونه ترتيبا توقيفيا او اجتهادياً؟
فأي مفازة تقحمتَها بهذه الحسابات؟.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Mar 2008, 09:38 م]ـ
[أبو الحسنات الدمشقي;
إن كانت المئة مثل هذا الدليل فهي مثله في البطلان.
هل لديك تفسير لظاهرة الإحصاء في سورة الدخان: 4414 و 1822؟
وأرجو منك أن تأخذ أمراً بعين الاعتبار:
وهو أن عددَ آيات القرآنِ فيه خلاف بين الناس أصلاً، وهناك مذاهب مشهورة فيه، فهم أجمعوا على أنَّ عدد أيِ القُرآن ستَّةُ آلاف ومئتان وبعضُ مئة، وهذا الإجماع نقله الإمام أَبُو عَمْرو الدَّانِي، ثُمَّ اختلفُوا في بعضِ المئة هذا، فهُو في عدد المدنيِّ الأوَّل سبع عشرة، وفي عدد المدنيِّ الأخير أربعُ عشرة، وفي عدد البصريِّ خمسٌ، وفي عدد الكوفيِّ ستٌ وثلاثُون - وهو الذي طبع عليه مصحف المدينة والذي تعتمد عليه -، وفي عدد الشَّامِيِّ ستٌ وعشرُون.
وهناك مذاهب أخر.
أعرف هذا تماما، هل يمكنك أن تثبت أن هذه الأعداد كلها صحيحة؟
أنا قلت كل منها صحيح باعتبار الضوابط المعتبرة في العد عند كل فريق ..
ولكن لا بد أن يكون من بينها عدد هو الذي يتضمن معجزة الترتيب القرآني، وهو العد الكوفي في رأيي.
فكيف إذا أضفت إلى هذا أن ترتيب السور مختلف في كونه ترتيبا توقيفيا او اجتهادياً؟
إن من المستحيل أن يكون ترتيب سور القرآن توقيفيا واجتهاديا في نفس الوقت إلا باعتبار واحد وهو ما بينته سابقا: لقد اجتهد الصحابة في ترتيب سور القرآن كما علموه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام وبذلك يكون الترتيب الاجتهادي هو الترتيب التوقيفي نفسه. أما أن يكون الصحابة قد اخترعوا ترتيبا لسور القرآن من عندهم وعلى هواهم فهذا هو المستحيل بعينه.
والأهم من ذلك:
واقع المصحف هو من يقرر كذا أو كذا. أنا أعطيك مثالا، باعتبار مصحف المدينة النبوية، ولك أن تأتي بما هو أدق منه، أو أن تثبت خطأه. وما دامت المسألة مختلف فيها فلا يصلح أي عد آخر من بين تلك الأعداد لنقض ما نجده في مصحف المدينة.
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[30 Mar 2008, 08:48 ص]ـ
سؤالي للباحث الكريم
هل أنزل القرآن لأجل هذا؟
هل لك سلف في هذا من الأئمة والمفسرين؟
مالفائدة في هذا العلم؟
بصراحة أشعر بأني إذا أردت قراءة القرآن يتحتم علي أن يكون عندي آلة حاسبة تضفي على التلاوة مزيدا من التدبر!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[31 Mar 2008, 12:47 م]ـ
تشعرني بعض تعليقات الأخوة بحاجتهم إلى توضيح الظاهرة .. أنا هنا لا أذكر كل ما في الظاهرة بل أكتفي بسر من أسرارها هو الأقرب إلى التناول والفهم ..
توضيح للظاهرة في العدد 2699:
عدد مرات ورود لفظ الجلالة في القرآن 2699 مرة ..
قلنا: نرى في هذا العدد العددين 99 و 26.
وأن الفرق بين العددين 99 و 26 هو 73.
ما مدى صحة هذا التحليل؟ وما علاقته بترتيب سور القرآن؟
الزاوية الأولى:
سننظر إلى العددين 99 و 26 على أنهما عددا آيات في سور القرآن ..
فما هما السورتان اللتان عددا الآيات فيهما 99 و 26؟
سنجد أنهما:
(يُتْبَعُ)
(/)
سورة الحجر هي السورة المؤلفة من 99 آية، والذي يجب ملاحظته أن رقم ترتيبها هو 15. (99 + 15 = 114)
سورة الغاشية هي السورة المؤلفة من 26 آية، وما يجب ملاحظته أن رقم ترتيبها هو 88. (26 + 88 = 114)
ما وجه الإعجاز في ترتيب السورتين:
إن الفرق بين موقعي ترتيبهما هو 73 (88 – 15 = 73) وهو الفرق نفسه بين العددين 99 و 26. (إضافة إلى الإشارة في كل منهما إلى العدد 114).
من الواضح جدا مراعاة الفرق بين العددين 99 و 26 في ترتيب السورتين اللتين تتألفان من هذين العددين من الآيات .. فرتبتا في موقعين محددين الفرق بينهما 73.
إن شاء الله المسألة هكذا تكون واضحة ..
ورغم وضوح هذه الحقيقة للمتدبر البعيد عن الانغلاق والتعصب والمكابرة والعناد .. فقد احتاط القرآن في ترتيبه الرد على هذه الفئة بتأكيد الظاهرة العددية بصور شتى.
لننظر إلى المسألة من زاوية ثانية.
نتناول المسألة من زاوية أخرى:
تناولنا العددين 99 و 26 كعددي آيات، سنتناولهما الآن كموقعي ترتيب.
سنبحث عن السورتين اللتين جاء ترتيبهما في الموقعين 99 و 26.
سنجدهما:
السورة التي جاءت في موقع الترتيب 26، جاءت مؤلفة من 227 آية. (الشعراء)
السورة التي جاءت في موقع الترتيب 99 جاءت مؤلفة من 8 آيات (الزلزلة).
نلاحظ أن الفرق بين العددين 227 و 8 هو: 219 عدد من مضاعفات العدد 73 أي: 73 × 3.
وفي هذه المرة يظهر العدد 73 أيضا. دفعا للشبهة ولمزيد من الطمأنينة.
نفهم مراعاة القرآن في ترتيب سوره وأعداد آياتها أن يأتي الفرق بين عددي الآيات في السورتين المرتبتين في الموقعين 99 و 26، مماثلا للفرق بين العددين 99 و 26.
ونلاحظ في هذه النتيجة العدد 37 إلى جانب العدد 73، (73×3) ..
أسمعه يقول: اذهبوا إلى السورة رقم 37 ..
إلى سورة الصافات ..
نذهب إلى سورة الصافات، لنجد بانتظارنا المفاجأة الأولى:
إن عدد آيات سورة الصافات هو 182 آية .. وهذا يعني أن مجموع العددين الدالين على موقعها وعدد آياتها هو 219 أيضا، أي عدد من مضاعفات العدد 73: 73 × 3.
إلى هنا لا بد أن يفهم البعض ما دلالة هذا الترتيب، وهل هو توقيفي أم اجتهادي .. هذه الفئة تحتاج –ربما – إلى بعض الطمأنينة ..
ولكن هذا لا يمنع من وجود فئة القلوب المقفلة، إلى هؤلاء ستتكفل سورة الصافات بإثبات أن عدد ورود لفظ الجلالة هو 2699 ..
ملاحظة: المذكور في هذه المشاركة هو أحد الأسرار في العدد 2699.
لاحظوا أن ما أذكره لكم هو قابل للترجمة إلى أي لغة دون ان يفقد دلالاته ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Apr 2008, 12:07 ص]ـ
ملاحظة للتأمل:
عرفنا أن عدد الايات التي ورد فيها لفظ الجلالة " الله " هو 1822.
عدد الآيات التي لم يرد فيها 4414.
إذا أضفنا للعدد 1822 واحد (1) - يصبح 1823 - ثم صففنا العددين هكذا:
18234414
فهذاالعدد يساوي: 159951 × 114.
لنتأمل العدد: 159951
أولا: عدد من مضاعفات العدد 114
ثانيا: يقرأ من اليمين ومن الشمال. (العدد وعكسه نفس العدد)
ثالثا: نلاحظ العدد 99 وهو كذلك عدد أسماء الله الحسنى في وسط العدد.
رابعا: مجموع العددين في أول العدد وآخره 66 (51 + 15): 6 × 11.
ويقول حساب الجمل (أنا لا أتعامل بهذا الحساب) أن مجموع قيم حروف لفظ الجلالة " الله " هو 66.
السؤال: ما سر إضافة العدد 1؟ لقد أدت هذه الزيادة إلى ما نشاهده من عدد عجيب ومثير جدا ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Apr 2008, 08:00 ص]ـ
السؤال: ما سر إضافة العدد 1؟ لقد أدت هذه الزيادة إلى ما نشاهده من عدد عجيب ومثير جدا
ومن الظواهر المماثلة:
مجموع أعداد الآيات في سور الفواتح هو 2743 آية.
من المعلوم - وهذه مسألة لا اختلاف حولها - أن عدد الفواتح هو 14، وعدد الحروف في هذه الفواتح من غير تكرار هو 14 ..
العدد 2743 لا يقسم على 14.
إذا أضفنا إلى العدد 2743 واحد (1) يصبح 2744 .. وتؤدي هذه الزيادة إلى عدد من مضاعفات العدد 14 ثلاث مرات ..
2744 = 14 × 14 × 14
والسؤال: ما سر العدد 1؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2008, 12:07 ص]ـ
إعجاز القرآن في ترتيب سورة الدخان
--------------------------------------------------------------------------------
تتجلى عظمة الترتيب القرآني في سورة الدخان.
إن مجموع أعداد الآيات في السور السابقة لسورة الدخان هو: 4414 آية.
وبحسبة بسيطة يمكننا أن نستنتج أن عدد آيات القرآن الباقية، في السور من الدخان – نهاية القرآن هو: 1822 آية.
يا لعظمة الترتيب القرآني؟ ما السر هنا؟
4414: هذا العدد المميز جدا هو عدد آيات القرآن التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة " الله ".
1822: هذا العدد هو عدد آيات القرآن التي ورد في كل منها لفظ الجلالة مرة أو أكثر.
لقد تم تخزين الإحصاء القرآني لعدد الآيات التي ورد فيها لفظ الجلالة والتي لم يرد فيها، في سورة الدخان ..
سورة الدخان هي إحدى سور الفواتح التسع والعشرين. وترتيبها بين هذه المجموعة هو الموقع 25.
لنتأمل الرائعة التالية المخزنة أيضا في ترتيب سورة الدخان.
- إن مجموع أعداد الآيات في السور الأربع التالية لسورة الدخان هو 169. (13 × 13). العدد 169 عدد مهم جدا في الترتيب القرآني، ليس مجال الحديث عنه الآن.
- إن مجموع أعداد الآيات في سور الفواتح من البقرة - الدخان هو: 2574 (2743 - 169).
ما وجه الإعجاز هنا؟
العدد 2574 هو عبارة عن: 99 × 26.
العدد 2699 هو عدد مرات ورود لفظ الجلالة في القرآن الكريم.
للتأمل:
عدد سور الفواتح 29 سورة، ومجموع أعداد آياتها 2743.
نلاحظ في صف هذين العددين:
صف العددين: 274329 = 2771 × 99.
عكس العدد: 923472 = 9328 × 99.
صف العددين: 292743: 2957 × 99.
عكس العدد: 347292 = 3508 × 99.
هذا هو أحد أسرار الترتيب القرآني في سور الفواتح .. ولعله من المفهوم أن العدد 2743 عدد محسوب بتدبير وتقدير إلهي حكيم، ولا يمكن أن يكون غير ذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Apr 2008, 10:58 ص]ـ
تتجلى عظمة الترتيب القرآني في سورة الدخان.
سورة الدخان هي السورة رقم 44 وعدد آياتها 59 ..
لماذا 44؟ لماذا 59؟
ومن روائع الترتيب في سورة الدخان:
بما أن رقم ترتيب سورة الدخان هو 44 - كما أسلفنا - فهذا يعني أن عدد سور القرآن التي جاء ترتيبها بعد سورة الدخان هو 70 سورة.
تعالوا نبحث عن السورة رقم 70 في ترتيب سور القرآن ...
إنها سورة المعارج ..
ماذا سنجد؟
إن عدد آياتها هو 44.
ومن السهل ملاحظة الإشارة إلى عدد سور القرآن الـ 114 في مجموع العددين 70 و 44 (رقم السورة وعدد آياتها ز
70 + 44 = 114.
ليست مصادفة أن يكون عدد آيات سورة المعارج 44 آية لا زيادة ولا نقصان .. إن من المستحيل ان يكون عدد آيات سورة المعارج 43 كما في بعض الأقوال ..
ليس للسبب الذي ذكرته فقط، هناك أسباب أخرى .. وهذه من سمات الترتيب القرآني، تأكيد الظاهرة بمزيد من الأدلة لدفع الشبهات.
[أخوكم مقبل على عملية قلب مفتوح في 19/ 5 في مدينة الحسين الطبية - فادعوا لنا بالسلامة، لعلي أكمل بحثي في معجزة الترتيب القرآني] ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Apr 2008, 09:58 ص]ـ
[عبدالله جلغوم;
]
ليست مصادفة أن يكون عدد آيات سورة المعارج 44 آية لا زيادة ولا نقصان .. إن من المستحيل ان يكون عدد آيات سورة المعارج 43 كما في بعض الأقوال ..
ليس للسبب الذي ذكرته فقط، هناك أسباب أخرى .. وهذه من سمات الترتيب القرآني، تأكيد الظاهرة بمزيد من الأدلة لدفع الشبهات.
[أخوكم مقبل على عملية قلب مفتوح في 19/ 5 في مدينة الحسين الطبية - فادعوا لنا بالسلامة، لعلي أكمل بحثي في معجزة الترتيب القرآني]
وكذلك سورة الشعراء، إن عدد آياتها هو 227 آية، هذا العدد هو عدد أساسي محوري مركزي في ترتيب القرآن، وبإمكانكم أن تلاحظوا كيف تتدرج آيات القرآن من العدد 3 عدد آيات أقصر سور القرآن، إلى أن تصل إلى العدد 227 ... هنا يتوقف مجي سور من الأعداد التالية للعدد 227 .. إلى أن نصل إلى العدد 286 (وليس 285) ..
هذه الملاحظة التي يمكن لأي كان ملاحظتها (لا تحتاج إلى آلة حاسبة] هي تنبيه، دعوة للتأمل ... للتفكير ...
لماذا 227 .. ؟ النظام العددي في القرآن مبني على هذا العدد ..
تنبيه: عدد آيات سورة الشعراء في قراءة ورش هو 226 ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Apr 2008, 09:49 م]ـ
.......... قلنا أن رقم ترتيب سورة الدخان هو 44 (هنا سر في هذا العدد] وعدد آياتها 59 [وهنا أسرار] ..
سأكتفي بذكر السر التالي في العدد 59:
ما أول آية في القرآن رقم ترتيبها 59؟
من السهل أن نعرفها. إنها الآية 59 في سورة البقرة ..
إنها قوله تعالى:
فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ..
لنتأمل موقع الآية في القرآن:
عدد الآيات السابقة لها 65 آية (7 الفاتحة -+ 58 من سورة البقرة) ..
الآية المحددة (59 البقرة) ..
عدد الآيات التالية لها وحتى نهاية المصحف هو 6170 آية.
[هنا دليل على أهمية ترتيب آيات القرآن العام - المتسلسل، وفيه رقم آية البسملة 1 ورقم آخر آية هو 6236] ..
الفرق بين العددين 65 و 6170 = 6105.
العدد 6105 = 5 × 1221 ..
العدد 1221 = 11 × 111.
الآية 59 فاصلة بين آيات القرآن على نحو يؤدي إلى العدد 1221 والذي يساوي 11 × 111 ..
العدد 1 مكرر 5 مرات، وكأنه ينطق: الله واحد أحد أحد أحد أحد ..
قد يستغرب البعض النتيجة، وكالعادة هناك من يسأل عن الفائدة - وهي واضحة وضوح الشمس -
الأدلة على أن العدد 1221 عدد مقصود، متوفرة، لدفع الشك ..
سأخبركم بأسهلها:
إن قيمة الآية " عليها تسعة عشر " بحساب الجمل هو: 1221 ..
أنا غير مهتم بحساب الجمل ولا أستخدمه، ولكن إذا انتهيت مما بين يدي، فسأكشف ما يؤكد وجود هذا النمط من الحساب في ترتيب القرآن ..
السر الأكبر في سورة الدخان لم أذكره حتى الآن ..
فيا أيها الأخوة: أليس فيكم من أدرك إعجاز الترتيب في سورة الدخان؟
موضوعي القادم سيكون إعجاز الترتيب في الآية 61 سورة الأنفال ... موضوع مذهل جدا جدا ..
ولكن تذكروا العدد 1221 .. إنه سهل: يقرأ من اليمين ومن الشمال .. ويتألف من العددين 1 و 2 ..(/)
شرح مشنف المسامع على الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع لشيخ محمد الصوفي بن محنض
ـ[محمد زين]ــــــــ[16 Mar 2008, 12:42 ص]ـ
يسر إخوانكم في غرفة ظهور العيس التابعة لموقع شذرات شنقيطية الذي يشرف عليه الشيخ أحمد مزيد ولد عبد الحق الإعلان عن دورة جديدة:
الشارح: الشيخ محمد الصوفي بن محنض
المتن: مشنف المسامع على الدرر اللوامع في مقرإ الإمام نافع
اليوم: يوم الثلاثاء والاربعاء من كل أسبوع - ابتداءا من يوم الثلاثاء 18 اذار 2008
الوقت: في تمام 12 مساءا بتوقيت مكة المكرمة - 9 بتوقيت قرينتش
المكان: غرفة ظهور العيس
من أراد مزيد معلومات عن الغرفة وكيفية الدخول إليها
http://www.chatharat.com/vb/showthread.php?t=18
للتسجيل والمتابعة
وبالله التوفيق
ـ[محمد زين]ــــــــ[16 Mar 2008, 04:01 ص]ـ
نسيت أن أذكر أن مشنف المسامع هو احمرار (توشيح) على نظم الدرر وهو لسيلوم بن المزروف الديماني
قال في مقدمته
بسم الله الرحمن الرحيم
أحمد من أرسل بالهدى ودين=الحق أحمد رسوله الأمين
صلى وسلم عليه وعلى =أصحابه وآله المولى علا
من نزل الذكر الحكيم المحكما=عليه نورا وكتابا قيِّما
صِينَ من التَّحريفِ والتَّبْديلِ=وزينَ بالتَّجْويدِ والترتيلِ
هذاَ ولمّا كانّ نَظْمُ البَرِّ=عليٍّ المَعروف بابن برِّي
حرَّرَ مقرأ الإمام نافعْ=برجزٍ كالدرر اللوامعْ
وأهل ُ هذا الفَنِّ منْهم أقوتِ=وعفت الديار منذُ حِقبةِ
أردتُ ذا استعانة بالباري=توشيح هذا النظم باحمرار
سَمَّيْتُه مُشَنِّفَ المسامِعْ=على نظام الدرر اللوامِعْ
وجُلُّ ما أذكر فيه مُسْتمَدّ=من النجوم وهْو شرحٌ مُعْتَمَدْ
للشيْخِ إبراهيمَ من قدْ تُغْني=شُهْرَتُهُ عن ْ نَعْتِهِ المارَغنِي
من انتَمى لأحمد وأحمدُ=إلى سليْمان َ انتماهُ يُحمَدُ
عاشَ بتُونَسَ حُلَى المَجَامِعِ=حتى تُوفِّيَ إمامَ الجَامِعِ
في عام أربعين َبعْدَ تِسْعَةِ=وزَيْدِ ألفٍ وثلاثِ مائةِ
وعَصرُه أصْبَحَ ذا اغتِباطِ=بِشرْحِه المذكور للرِّباطِي
وهو أبو الحسنِ واسْمُه علي=والده محمد نجلُ علي
من كُل ما يشينُ ذو تبَرِّي=وهْو الذي يُعْرفُ بابنِ بَرِّي
عُرَفَ بالتدقيقِ والتَّحرير=في لِفنَّيِ الحَديثِ والتَّفْسيرِ
ولِدَفي تازَةَ حَبْرُ الفئةِ=في عامِ ستينَ وسِتِّ مائةِ
ما زالَ درْسُ العِلمِ عنْدَهُ ألذّْ=شئٍ إلى أن ماتَ في عام ألَذْ
وإنّني مع قلة ِاطِّلاعي=وضيقِ وقْتي وقصورِ باعيِ
أسأل من مولِي الإلى َأنْ يَجْعَلَهْ=عَمَلَ بِرِّ خالصا ويقبلَهْ
فلم تكُن تُحْصَرُ آلاءُ الإلهْ=عزَّ وجَلَّ كيْفَ تُحصَرُ إلاه
وغافرُ الذَّنبِ وقابِلُ المتاب=أورثَناَ جلَّ جلالُهُ الكِتابْ
فالحمدُ لله الذي أورثنا =كتابَهُ وعلْمَهُ عَلَّمنَا
حَمْدًا يدومُ بِدوامِ الأبدِ=ثُمَّ صلاتُهُ على مُحَمَّدِ
أكْرَمُ منْ بُعِثَ للأنامِ=وخيْرِمن قدْ قام بالمَقامِ
جَاءَ بِختْمِ الوَحْيِ والنُّبوءهْ=لِخيْر أُمَّةٍ من البريئهْ
صلَّى عليهِ رَبُّنا وسَلَّمَا=وآلهِ وصحْبِه تَكَرُّما
وبعْدُ فاعْلَمْ أنَّ عِلمَ القُرْآنْ=أجْمَلُ ما بهِ تحَلَّى الإنْسانْ
وخَيْرُ ماعَلَّمَه وعَلِمَهْ=واستَعْمَلَ الفِكْرَ له وفهِمَهْ
وجاءَ في الحديثِ أنَّ المَهَرَهْ=ف علْمِه مَعَ الكرامِ البَرَرهْ
وجَاءَ عن نبِيِّنا الأوَّاهِ=حمَلةُ القرآنِ أهل اللهِ
لأنّهُ كلاَمُهُ المُرَفَّعُ=وجاءَ فيه شافِعٌ مُشفَّعُ
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[16 Mar 2008, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الأستاذ / محمد زين وبارك فيك وفي القائمين على الموقع الرائع " شذرات "، وكم سنكون مسرورين لو رفعت لنا النظم المذكور على المنتدى إذا كانت لديك منه نسخة
ولك الشكر والتقدير
ـ[محمد زين]ــــــــ[18 Mar 2008, 01:01 ص]ـ
أخي الكريم
لا أملك المتن كاملا بعد لكن أظن أن الشيخ سيزودنا به تباعا والله أعلم(/)
إشكالات في تفسير السعدي رحمه الله
ـ[إستبرق]ــــــــ[16 Mar 2008, 04:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أقراء في تفسير سورة غافر من تفسير السعدي طيب الله ثراه وعرض على إشكالات أضعها هنا أملاًً أن يتكرم مشايخنا الأفاضل بالإجابة عليها:
أولاً: عند تفسيره لقوله تعالى: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا} [6] قال: أي كما حقت على أولئك، حقت عليهم كلمة الضلال التي نشأت عنها كلمة العذاب ولهذا قال {أنهم أصحاب النار}.
س/ ما قصده رحمه الله بـ[كلمة الضلال التي نشأت عنها كلمة العذاب]؟
ثانياً: عند تفسيره لقوله تعالى: { ... ويستغفرون للذين أمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك ... } [7] قال: ثم ولما كانت المغفرة لها لوازم لا تتم إلا بها ... ذكر تعالى صفة دعائهم لهم بالمغفرة بذكر مالا تتم إلا به فقال {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما}.
س/ هل يقصد أن الرحمة والعلم من لوازم المغفرة أم أنه يقصد بلوازمها التوبة والاتباع؟ وإذا كان الأول كيف يكون ذلك؟
ثالثاً: عند تفسيره لقوله تعالى: { ... ومن صلح من أبائهم و أزواجهم} قال: زوجاتهم وأزواجهن وأصحابهم ورفقائهم.
س/ لِما أدخل الشيخ رحمه الله الأصحاب والرفقاء في الآباء والأزواج؟
رابعاً: عند تفسيره لقوله تعالى: {يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد} [32] قال فخوفهم رضي الله عنه هذا اليوم المهول وتوجع لهم أن أقاموا على شركهم بذلك
س/ ما لمراد بقوله رحمه الله وتوجع لهم أن أقاموا على شركهم بذلك؟
خامساً: قال عند قوله تعالى: {كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب} [34] وهذا هو وصفهم الحقيقي الذي وصفوا به موسى ظلماً وعلو.
س/ هل وصفوا موسى بالإسراف؟
سادساً: قال عند قوله تعالى: {وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} [50] أي باطل لاغ لأن الكفر محبط لجميع الأعمال صاد لإجابة الدعاء.
س/ هذا في دعاء الآخرة فهل دعاء الكافر في الدنيا يستجاب لكن لايؤجر عليه؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Mar 2008, 11:20 م]ـ
الأول
حقت كلمة الضلال أي أنه يوصفون أنهم كافرون حقا لأنهم كذبوا الرسل وجادلوا الرسل وهموا ليأخذوا الرسل
لقتلهم أو اخراجهم، وهنا لم يبق وسيلة لتحصيل الهدي فوق دعوة الرسل فكان وصف الضلال حق عليهم وهكذا استحقوا العذاب والعذاب هو النار
الثاني
أري أنه الرأيان، وكيف يكون الأول:أقول والله أعلم
العلم بضعفهم أو جهلهم حين المعصية
والرحمة إذ لم يؤاخذهم بظلمهم ويعجل لهم العذاب
والعلم أيضا بهم وبنياتهم حين التوبة والاتباع
الثالث
الزوجة أيضا تسمي صاحبة
ـ[إستبرق]ــــــــ[18 Mar 2008, 04:25 ص]ـ
الأخ مصطفى سعيد شكر الله لكم على ماتفضلتم به من بيان وبارك فيكم ونفع بعلمكم،،، وأنا بانتظار مشاركات بقيت المشائخ الأفاضل(/)
هل كتاب تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة موجود على صيغة وورد
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 Mar 2008, 09:04 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 Mar 2008, 09:26 م]ـ
لا يوجد بصيغة نصية بحسب علمي
وهنا فوائد منتقاة منه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9142
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:00 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا أبا مالك على هذه النفائس وزادك هدى وتقى
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[18 Oct 2008, 09:45 م]ـ
هل من الممكن أن نجده بصيغة بي دي إف برابط فعَّال؟
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[19 Oct 2008, 09:21 م]ـ
هل من الممكن أن نجده بصيغة بي دي إف برابط فعَّال؟
تفضل ..
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=5102
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[20 Oct 2008, 12:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسين على سرعة مبادرتك، ولكن الموقع المحال عليه يشترط التسجيل ولست أدري هل الأخ يحى مسجل فيه فينتفع منه ويتمكن من تحميل بغيته، وهكذا كل من احتاجه.
ثم اسمح لي أخي الكريم بوضع رابط خاص أيسر لتحميل الكتاب، ولقد كنت أود إرفاقه، إلا أن ضعف خط النت حال دون ذلك، فامتناني لكل من أكرمني بخالص الدعاء.
http://www.islamup.com/view.php?file=35fee2243d المقدمة والغلاف
http://www.islamup.com/view.php?file=e933318761 الكتاب
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[20 Oct 2008, 01:02 ص]ـ
تفضل ..
http://www.pdfbooks.net/vb/showthread.php?t=5102
أو من خلال الملفات المرفقة أدناه، بعد التوفق في تحميلها.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[21 Oct 2008, 12:40 ص]ـ
أخي الفاضل / محمد عمر
جزاكم الله خيرًا
و أنا فعلاً مسجل بمنتدى الكتب المصورة منذ نوفمبر الماضي و لكنني لم أكتب به مشاركة واحدة إلا الآن في هذا الموضوع، تخيل!(/)
معرض الكتاب المحلي الخامس والعشرون بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
ـ[بندر حمد العمري]ــــــــ[16 Mar 2008, 09:37 ص]ـ
معرض الكتاب المحلي الخامس والعشرون
تقيم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة معرض الكتاب السنوي في دورته الخامسة والعشرين والذي تنظمه عمادة شؤون المكتبات خلال الفترة من 18/ 3/1429هـ إلى 1429/ 4/3هـ , بمشاركة أكثر من 90 دار نشر ومركز للحاسب الآلي وتعرض فيه أحدث الكتب والإصدارات في مختلف الفنون والمعارف وسوف يكون في هذا العام أيام مخصصة للنساء , وسيكون دوام المعرض على فترتين صباحية ومسائية من الساعة 8 صباحاً إلى 12 ظهراً ومن الساعة 4.30 إلى 10.30 مساءً ويوم الجمعة مساءً من 4.30 إلى 10.30 مساءً وسيكون مكان المعرض عند البوابة الرئيسية للجامعة الإسلامية.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[16 Mar 2008, 11:59 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[16 Mar 2008, 05:54 م]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[القندهاري]ــــــــ[16 Mar 2008, 07:10 م]ـ
جزاك الله خير وفعلا معرض الجامعة يتميز برخصة السعر وجودة الطبعة أنصح من كان يرغب بشراء المطولات بالذهاب إليه
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Mar 2008, 11:21 م]ـ
وفق الله القائمين على المعرض لكل خير ..
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Mar 2008, 12:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل دار الغرب مشاركة بالمعرض؟(/)
استفسار عن موضوع الإجازة في القرآن الكريم
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[16 Mar 2008, 05:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
االاخوة الكرام في هذا الملتقى عندي استفسار لما يحصل عند بعض المشايخ في اعطاء الاجازة والسند في القران بمجرد اختبار الطالب في القرآن فقط فما رايكم في هذا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:39 م]ـ
هذا يدخل في باب التساهل في منح الإجازات عند كثير من القراء. وقد سبقت الإشارة إلى طرف من هذا في موضوع
الإجازة والاسناد بين التساهل والتشديد (عند القراء) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=3731)
وتجد تفاصيل في كتاب الدكتور محمد بن فوزان العمر (إجازات القراء) وتجده هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9971) .
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:47 م]ـ
ويحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ....
والله يا أخي لم يحصل هذا الانفلات في الإسناد إلا في أيامنا، بل إنني أعرف أحد الأشخاص أخذ سنداً في رواية
حفص، بمبلغ بخسٍ من المال أو ربما مجاناً، وذلك ليتقدم به للتدريس في إحدى المعاهد في الأردن.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[03 Apr 2008, 03:06 م]ـ
من سوء هذا التساهل أن أدى إلى تشدد عند بعض المقرئين حتى اشترطوا في الإجازة شروطاً غير مقبولة على سنن الأئمة القراء رحمهم الله.
وكتاب د. محمد بن فوزان العمر جميل جداً في هذا الموضوع ناقش فيه كثيرا من القضايا المتعلقة بهذا الشأن فجزاه الله خيرا ,والقارىء لمقدمة الكتاب في الصعوبات التي واجهت الشيخ يجد أنه استخلصه استخلاصاً من بين سطور الكتب.
ولعل الشيخ عبدالرحمن يزف إلينا بشرى انضمام الشيخ محمد إلى هذا الموقع إن لم يكن مشاركاً فيه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Apr 2008, 03:23 م]ـ
هو عضو في الموقع ولكنه قليل المشاركة جداً ويكتفي بالقراءة لقلة الخبرة بالكمبيوتر حسب كلامه دائماً.
وهنا ( http://tafsir.net/vb/search.php?searchid=407020) تجد له بعض المشاركات.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[04 Apr 2008, 06:18 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم على هذه الإفادة
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[09 Apr 2008, 11:44 م]ـ
أخي المبارك: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصواب من أقوال أهل العلم جواز ذلك إذا كان الطالب أهلا لها. وانظر إلى تحقيق هذا في منجد المقرئين لابن الجزري.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي المبارك العزيز:
اود ان اسجل اهم الملاحظات التي تحفظ مكانة العلم ومكانة اهله:
1 - لا يخفى على اي مسلم موضوع حق التلاوة كما ورد في نص القران الكريم مدحا للمؤمنين (الذين يتلونه حق تلاوته)، وكلنا مدعون الى ادراك مراد الله تعالى طاعة وايمانا بان نسعى كطلاب علم الى حق التلاوة تعظيما لكلام الله تعالى وبيانا لوجه من وجوه الاعجاز وهو فصاحته وبلاغته في النطق.
2 - الامة مدعوة الى الاعتناء كمال الاعتناء بالقران الكريم ومن ذلك التجويد والتلاوة لان الله تعالى يقول (بلسان عربي مبين)، اي الابانة في زمن التعريب وعمولمة اللغة العربية.
3 - ليست العبرة في الفترة الزمنية في تحصيل العلم اذ العبرة الخوف من الله تعالى والمرابطة مع العلماء والجلوس بين ايديهم والتخلق باخلاقهم وهذا مذهب السلف الصالح من طلبة العلم.
4 - اود ان اذكر ان التجويد هو علم المشافهة فهو علم صوتي يقوم على الاستماع وحسن الاداءمن خلال ضبط قواعد التلاوة وضبط مخارج الحروف وكذلك الصفات.
5 - اود ان اقول اني شخصيا تربية على مائدة القران الكريم خمس سنوات اقرا على روية حفص رحمه الله، وهذا من فضل الله علينا وعلى الناس.
الحمد لله اولا واخرا.(/)
موقع جديد للاكتشاف + تقرير عن ندوة علمية: مناهج الاستمداد من الوحي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Mar 2008, 03:14 م]ـ
أطلقت الرابطة المحمدية للعلماء (المغرب الأقصى) في الأيام القليلة الماضية موقعها الشبكي:
http://www.arrabita.ma
ومن بين المحتويات، تقرير موسع عن أعمال الندوة العلمية الدولية حول "مناهج الاستمداد من الوحي: من القراءة إلى الفهم ومن التمثل إلى التنزيل" التي نظمتها، وامتدت أشغالها يومي26 - 27 صفر/ موافق 5 - 6 مارس 2008 بمدينة تطوان بمشاركة عدد من المتخصصين سوريا ومصر والجزائر والنيجر وإيران إلى جانب المغرب. وتم التطرق إلى المحاور التالية:
# المداخل اللغوية والمصطلحية والمفاهيمية
# مناهج الاستنباط والاستدلال
# مناهج التفسير بين التجزيء والنسقية
# الرؤية المنهاجية المستمدة من الوحي
# الورشات
تجدونه في الرابط التالي:
http://www.arrabita.ma/contenu.aspx?C=218&S=1
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[17 Mar 2008, 04:20 م]ـ
جزاك الله خيرا(/)
بالصور لنصوص عبرية مع الإيضاح، النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:06 ص]ـ
محمد صلى الله عليه وسلم في العهد القديم
بالبرهان من نصوص عبرية مصورة
يذكر بعض الدعاة المشتغلين بدعوة أهل الكتاب جملة من الحجج والبراهين على صحة نبوة الرسول الخاتم: محمد صلى الله عليه وسلم. ومما يورده الدعاة من البراهين هو التأكيد على وجود البشارة به صلى الله عليه وسلم على لسان موسى وعيسى صلى الله عليهما وسلم، ويوردون بعض المواضع في العهد القديم خصوصاً (التوراة) التي تذكر شيئاً من خبره عليه الصلاة والسلام. ومن أبرز المواضع التي يتعرض لها الدعاة هو ذاك الوارد في سفر إنشاد الإنشاد من التوراة 5: 16. وعلى الرغم من ذيوع هذا الأمر و شهرته عند كثير من المتلقين إلا أنه لم يُدعم بالأدلة العلمية القاطعة التي من شأنها أن تزيد إيمان أهل الإيمان و هداية أهل الضلال وإفحام أهل الزيغ والبهتان. ما سأقوم به هنا هو تأكيد هذا الكلام بالصور وتوثيق الأدلة بالنصوص الأصلية لتتمكن صحة المقولة من قلوبنا.
يستشهد الباحثون والدعاة المسلمون بالنص الآتي من سفر الإنشاد:
َ ((ريقُهُ أعذبُ ما يكونُ، وهوَ شَهيًّ كُلُّهُ. هذا حبيبي، هذا رفيقي، يا بَناتِ أورُشليمَ)) [1].
وقد تُرجم بنفس المعنى في النسخ الإنجليزية للكتاب المقدس [2]:
His mouth is most sweet: yea, he is altogether lovely. This is my beloved, and this is my friend, O daughters of Jerusalem
أين البشارة هنا باسم "محمد" صلى الله عليه وسلم؟
لا يوجد إشارة صريحة إلا أن الباحث المسلم يؤكد على أنه قد طرأ تحريف وتشويه للموضع الذي ذكر فيه اسمه صلى الله عليه وسلم (مكان التحريف بالأحمر) وتُرجم إلى معنى بعيد عن دلالة النص الأصلي، النص الذي فيه ذكر الرسول باسمه صراحة، وحصل هذا التحريف عن عمد في أثناء الترجمة من اللغة العبرية (لغة التوراة أو العهد القديم) إلى سائر اللغات وفي مقدمتها العربية والانجليزية. ما الحل إذاً؟ لا مناص من الرجوع إلى النص الأصلي، اللغة العبرية التي هي مادة التوراة قبل الترجمة والتحريف. ولكن كونوا مستعدين لدراسة شيء من الحروف والأصوات العبرية، لنصل إلى ما نريد. فيما يلي قائمة بأحرف الهجاء العبرية ( Hebrew) وقد قمت بتضليل الأصوات التي سنحتاج إليها في موضوعنا تيسيراً للقارئ. وهي كما يلي:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/249847ded66b5c712.gif
تجد أنني قد قمت بتضليل الحروف العبرية المستعملة في نظام الكتابة باللون الأحمر، وهي التي ستراها بعد قليل في النص العبري الأصلي من التوراة التي وصلتنا اليوم. عندما أسوق النص الأصلي سأقوم باختصار الجهد لك وألون الأصوات المعنية باللون الأحمر كذلك، وعليك أنت أن ترى ما يقابلها بالنسبة للنطق في العربية وهي باللون الأصفر.
هذا هو النص من سفر نشيد الإنشاد 5: 16 بالعبرية التي، لغة اليهود قديماً وحديثاُ [3]:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/249847ded66b67f10.gif
تأمل الآن الحروف وما يقابلها في الجدول السابق من الأصوات [4]، ستقع عيناك على الحق الذي لا مرية فيه، أما الحرف الملون باللون الأخضر فهو عبارة عن لاحقة صرفية للتفخيم والتعظيم، وبها ينطق الاسم: "محمديم" أو "محمدم "، وصدق الله تعالى:
{الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث}
(الأعراف: 157).
والحمد لله رب العالمين.
************************************************** **************
[1] انظر الموضع في الكتاب المقدس هنا: http://www.elkalima.com/gna/ot/song_of_songs/chapter5.htm
[2] انظر الكتاب المقدس بالانجليزية على هذا الرابط: http://scriptures.lds.org/en/song/5
[3] وهذا من سفر إنشاد الإنشاد (16:5)، و لتطلع على النص الأصلي كاملاً مع مقابله بالانجليزية انظر هذا الرابط: http://www.hebrewoldtestament.com/index2.htm
[4] بشيء من التأمل تستطيع أن ترى التقارب بين أشكال الحروف العبرية ومقابلاتها العربية، وذلك أنهما لغتان تشتركان في كثير من الخصائص، وهما في الحقيقة لغتان من أصل واحد تاريخياً، والبعض يرى أن العبرية فرع عن العربية في الأصل. كما سترى أن الميم في اللغتين كالدائرة المغلقة، وسترى أن الدال في العبرية كما هو في العربية إلا أنه يظهر كالمقلوب، وكذلك الأمر بالنسبة للحاء إلا أنها مقلوبة ومنفرجة تجاه الأسفل في العبرية.
كتبه/ عبد الله بن سعيد الشهري
المشرف العلمي على موقع: www.tryislam.com
waleedione@hotmail.com
يوجد الملف مرفقاً
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Mar 2008, 04:43 م]ـ
السفر (نشيد الإنشاد)، وهو من الأسفار الغريبة، لما يحتويه من كلمات غير لائقة، وهناك ما هو صريحة في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم غير هذا، وتجد ذلك في مطارحات كثير من المسلمين للنصارى.
والعجيب أنني لم أجد مطارحات بين المسليمن واليهود، ولا بين النصارى واليهود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Mar 2008, 06:56 م]ـ
السفر (نشيد الإنشاد)، وهو من الأسفار الغريبة، لما يحتويه من كلمات غير لائقة، وهناك ما هو صريحة في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم غير هذا، وتجد ذلك في مطارحات كثير من المسلمين للنصارى.
والعجيب أنني لم أجد مطارحات بين المسليمن واليهود، ولا بين النصارى واليهود.
النصارى يؤمنون بهذا السفر كما هو ويعتبرونه جزءا من العهدين القديم والجديد الذين يؤمنون بهما. وهذا ما يفسر غياب أي جدال بين اليهود والنصارى حول مضمون العهد القديم كما هو الآن. فالنصارى لا يجادلون في ما إذا كانت التوراة محرفة أم لا، وإنما خلافهم الوحيد حول الاعتراف بالمسيح.
أما غياب المطارحة بين اليهود والنصارى، فله مبررات مختلفة منها:
- أن اليهود لا يؤمنون أصلا بظهور عيسى عليه السلام، فكيف لهم أن يؤمنوا بمن بعده.
- ويؤمنون بأنهم شعب الله المختار، وهي عقيدة لا تسمح حتى بدعوة الآخر إلى اليهودية، لأن اليهودية أصبحت عقيدة تكتسب بعلاقة الدم من جهة الأم فقط.
- ثم جاءت وضعية الصراع في فلسطين، التي اتخذ فيها علماء المسلمين مواقف تحرّم التحاور مع اليهود بحجة اغتصابهم للأرض، ووجوب عدم التطبيع مع اليهود.
- غياب المدافعة العقائدية بين اليهود والمسلمين، مقارنة بما هو موجود بين النصارى والمسلمين، لأن النصرانية والإسلام ديانتان تبشيريتان (إن جاز التعبير) بمعنى أنهما تلزمان أتباعهما بنشر الدعوة في صفوف المخالفين لها، وهو أمر غائب تمام عند اليهود، الذين يعتبرون دينهم ناديا مغلقا (أو يكاد) يتوراث أبا عن جد، أو من خلال علاقات الزواج.
أما في ما يخص محتوى سفر الإنشاد، وكيفية قبول ما جاء فيه من عبارات غير لائقة، فهو متعلق بمفهوم (النبوة) وعصمة الأنبياء التي تختلف لدى اليهود والنصارى، عما هو محدد عند المسلمين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Mar 2008, 10:38 م]ـ
سدد الله خطاك يا محمد، تعليق مفيد موفق.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 12:08 ص]ـ
أهلا بالشيخ الفاضل مساعد، ومتى نراك تنير سماء التحلية وتعطرها بعبير المعارف القرآنية؟
أما بخصوص ما ذكرته من غرابة السفر فهو ليس بأغرب مما جاء في سفر التكوين من كلام لا يليق في حق الأنبياء (قصة نوح مثلاً 9:20 - 25)، وغيرها من الأسفار. اللهم إلا أن أردت بالغرابة عدم الشهرة و خمود ذكره عند أهل الكتاب فهذا صحيح وكذلك أسفار أُخر. ومن الطريف أن التوراة بأسرها غريبة عند جمهرة من الباحثين الغربيين [1]، وإشارتك إلى ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم في مطارحات أخر حق، ومن أبرزها وأكثرها استعمالاً ذاك الوارد في سفر التثنية – كما لا يخفى عليكم – 18:18، وبه عقد الكثير من الدعاة المهتمين قائمة مقارنة بين محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام حول الصفات الواردة فيه.
يجدر بالذكر أن الاستشهاد الذي أتيتُ به من سفر الإنشاد يثير مجموعة من الآثار، منها:
- في سفر الإنشاد المذكور ورد " ريقُهُ أعذبُ ما يكونُ، وهوَ شَهيًّ كُلُّهُ"، وهذا يذكرني بمجموعة آثار:
منها حديث عروة لما رأى تعظيم الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: فوالله ما تنخم رسول الله نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده.
عن أم موسى، قالت: سمعت علياً رضي الله عنه يقول:ما رمدت ولا صدعت، منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، وتفل في عيني يوم خيبر، حين أعطاني الراية.رواه أحمد وأبو يعلى وقال الهيثمي رجالهما رجال الصحيح.
وعن يزيد بن أبي عبيد قال:
رأيت أثر ضربة في ساق سلمة، فقلت: يا أبا مسلم، ما هذه المضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر، فقال الناس أصيب سلمة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فنفث فيها ثلاث نفثات، فما اشتكيت حتى الساعة.
رواه البخاري
وعن وائل بن حجر رضي الله عنه قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بدلو من ماء، فشرب ثم مج في الدلو، ثم صب في البئر، أو شرب من الدلو، ثم مج في البئر، ففاح منها مثل ريح المسك. رواه أحمد والطبراني.
- جاء في السفر أيضاً " هذا رفيقي" وهذا يثير آثاراً منها:
قوله بأبي هو وأمي عند موته " .. ولكن في الرفيق الأعلى"، وهو خليل الله كما يستفاد من الآثار المشهورة.
قبل الختام اضم صوتي إلى صوت الدكتور مساعد و اشكر الشيخ محمد على تعليقه القيم.
=================================================
[1] Arthur E. Watham (1910) The Bible in the New Light. Biblical World Journal, Vol. 36, No. 1, p 49(/)
هل هذه الآيات الواردة في الاعتبار تشمل المؤمنين؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 Mar 2008, 01:31 م]ـ
ما القاعدة في الخطاب الموجه إلى الكفار من حيث عمومه أو قصره على الكفار فقط؟
كقوله تعالى: "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين" إلى غيرها من الآيات
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[23 Mar 2008, 05:11 م]ـ
يقول فضيلة الشيخ الدكتور/عبد الله الحكمة , نفع الله به وحفظه:
إن مثل هذه الآيات تتجه للمخاطب بها أصلاً ثم إلى من دونه كلٌ بحسبه , ومن نظائرها قوله تعالى (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثوراً) فهي في سياق خطاب الكفرة المكذبين القائلين (لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا) ولكنها تشمل من دونهم كل بحسب الدخل الطارئ عليه من رياء وغيره.
ومنها قوله تعالى (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة) فإنها أيضاً جاءت خطابا للكفرة الذين قال الله عنهم (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت ... ) الآية , وهي تتناول من دونهم أيضاً.
والله تعالى أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Mar 2008, 11:50 م]ـ
أخي الماوردي راجع هذا الرابط لعل فيه ما يتعلق بموضوعك:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=46(/)
أوقات عرض برنامج "بينات"
ـ[لطيفة]ــــــــ[19 Mar 2008, 12:43 ص]ـ
تمت إعادة البرنامج في فضائية المجد العلمية .. لكن لا أدري ما أوقات عرضه .. ؟؟
ـ[مها]ــــــــ[19 Mar 2008, 01:29 م]ـ
أوقات بث البرنامج - كما هي على الرابط أدناه --
يوم السبت: 6ص (إعادة)
يوم الخميس: 10م
+ 3ص (إعادة).
جدول قناة المجد العلمية ( http://www.islamacademy.net/images/jadwal2008.jpg)
ـ[الغزالي]ــــــــ[19 Mar 2008, 05:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حصل تغيير في وقت الإعادة فأصبحت الإعادة صباح الجمعة فجرا بدلا من السبت (تبادل بين بينات وصناعة الحديث)
وهناك إعادة ثالثة يوم الجمعة الثانية ظهرا
كل الحلقات على المجد العلمية؛ والعامة تنقل فقط البرنامج صباح الجمعة
ـ[لطيفة]ــــــــ[19 Mar 2008, 11:44 م]ـ
شكر الله لكما.(/)
استمع الآن لمحاضرة (أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها) للدكتور حاتم الشريف العوني
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 02:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه اللقاء الدوري لأعضاء الجمعية يوم الأحد 15/ 3/1429هـ بعد صلاة المغرب مباشرة بقاعة المقصورة بالرياض، طريق الملك عبدالله. وسيطرح للنقاش في هذا اللقاء العلمي الذي يضم عدداً كبيراً من أهل التخصص في الدراسات القرآنية والحديثية موضوع:
أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها
وسيكون ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ الدكتور حاتم بن عارف الشريف العوني وفقه الله، أستاذ الحديث المشارك بجامعة أم القرى وعضو مجلس الشورى السعودي. وللدكتور حاتم الشريف عدد من الكتب والأبحاث المطبوعة المتعلقة بالحديث الشريف وعلومه.له اكثر من 20 مؤلفاً مطبوعاً منها كتاب (المنهج المقترح لفهم المصطلح) وكتاب (إجماع المحدثين على عدم اشتراط العلم بالسماع للحديث) و (خلاصة التأصيل لعلم الجرح والتعديل)، و (العنوان الصحيح للكتاب) و (نصائح منهجية لطالب علم السنة النبوية) وغيرها من المؤلفات والبحوث. ويمكن الاطلاع على ترجمته هنا ( http://www.shura.gov.sa/ArabicSite/Acv/ResCV.asp?MemNo=142) ، والاستماع لبعض دروسه هنا ( http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=331) .
وقد دعت الجمعية عدداً من المتخصصين في السنة النبوية أيضاً لإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المتخصصين في الدراسات القرآنية والحديثية لمناقشة هذا الموضوع الحيوي والإدلاء بما لديهم حوله. ونرجو أن يكون هذا اللقاء موفقاً مثمراً. ويتوقع أن يبدأ اللقاء بعد صلاة المغرب ويستمر حتى الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة المكرمة.
الأربعاء 11/ 3/1429هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Mar 2008, 02:33 م]ـ
نشكر الإخوة في الجمعية السعودية على هذا النشاط المتميز، وأحب أن يستفيد الإخوة من المقالات ذات الصلة بالموضوع الذي سيطرحه الشيخ حاتم:
المقال الأول: للدكتور مساعد الطيار:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=244&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
مالقال الثاني: تعليق الدكتور عبد الله الجديع على مقال الدكتور مساعد:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3577
وإذا كانت هناك مقالات متعلقة بالموضوع فلعل الإخوة يفيدوننا فيها.
ـ[مها]ــــــــ[19 Mar 2008, 02:38 م]ـ
بارك الله الجهود، وسدد الخطى. آمين.
هل يمكن للأخوات الحضور؟.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 Mar 2008, 03:35 م]ـ
دكتور عبد الرحمن: بارك الله فيك وجعلك إماما في الخير وداعيا إليه، ألا يمكن الاتفاق مع إحدى الفضائيات لنقل هذا اللقاء- ولو مسجلا - الذي يتمنى كثير من طلاب العلم حضوره، أنا أعرف أن هذا أمر صعب ولكنه اقتراح، فإن لم يكن فأقترح أن يتم تصوير اللقاء بكامله بالفيديو حتى نستفيد من مداخلات المشايخ المشاركين واستفساراتهم
جزاكم الله خيرا وسدد على الخير خطاكم
وهذا رابط لمقال ثالث على الملتقى جرى النقاش فيه حول هذه القضية
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10712
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 04:07 م]ـ
دكتور عبد الرحمن: بارك الله فيك وجعلك إماما في الخير وداعيا إليه، ألا يمكن الاتفاق مع إحدى الفضائيات لنقل هذا اللقاء- ولو مسجلا - الذي يتمنى كثير من طلاب العلم حضوره، أنا أعرف أن هذا أمر صعب ولكنه اقتراح
أحسنتَ، بل هو سهل جداً، وسأطلب الآن من قناة المجد تسجيله بإذن الله وتوثيقه وأشكرك على اقتراحك، وكنت أنوي تسجيله صوتياً فحسبُ، لكن لا بأس من توثيقه صورة أيضاً.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[19 Mar 2008, 04:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إيمان]ــــــــ[19 Mar 2008, 05:14 م]ـ
إلى سعادة الدكتور: عبدالرحمن الشهري سدده الله
جزاك الله خيراً على إفادتنا بموعد هذا اللقاء العلمي المفيد ....
ونحن معشر العضوات المنتسبات لهذه الجميعة المباركة حينما يعلن عن مثل هذه المجالس العلمية فإننا نترقب بشغف حضور هذه الرياض العطرة، ويأسرنا الحزن والضيق إذا عرفنا أن الدعوة محصورة ومقصورة على الأعضاء فحسب
ففضلاً لا أمراً آمل منكم بارك الله فيكم أن تتيحوا المجال لنا للحضور، وفتح باب المشاركة والمداخلة من قبل عضوات الجميعة إذا لم يكن في ذلك مشقة أو حرج عليكم.
وإذا كان ذلك كذلك وهو ذلك فنتمنى أن تنقل الندوة مباشرة في نفس وقت البث ليتسنى لنا متابعتها والإستفادة منها
أسأل الله أن يجزل لكم الأجر والمثوبة على ما تقومون به من خدمة لكتاب الله العظيم ....... ويرفع درجاتكم في الدنيا والآخرة ........
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 05:27 م]ـ
تم الاتفاق مع قناة المجد العلمية على توثيق اللقاء وتصويره والحمد لله.
أما طلب أختي الكريمة مدهامتان فليتنا نستطيع تحقيقه، لكن قاعة المقصورة ليست فيها التقنية التي تتيح نقل اللقاء لقاعة خاصة بالنساء للأسف كما أخبرني القائم على إدارتها الآن، ونحن نعاني أيضاً من ضعف الحضور من الجانب النسائي، فيكون من الأنسب توثيق اللقاء وتوزيعه عليكم بإذن الله فيتحقق جزء من المقصود. وسأنظر في أمر نقل الندوة على الأقل بواسطة البث الإسلامي المباشر، وإن كنت على يقين أنني لن أجد خط هاتف في القاعة، ولكن سنحاول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إيمان]ــــــــ[19 Mar 2008, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل سرعة إجابتك لطلبنا، وأسأل الله أن يجعلكم مباركين أينما كنتم .....
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Mar 2008, 12:09 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك يا أبا عبد الله
هل ستنقل قناة المجد العلمية اللقاء مباشرة أم ستعرضه بعد ذلك في وقت آخر؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Mar 2008, 12:14 م]ـ
بل تسجله وتنقله في وقت آخر، وتقوم بإنتاج نسخة DVD من اللقاء نوزعها على أعضاء الجمعية وأحاول رفع نسخة منها على الموقع بإذن الله.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[20 Mar 2008, 12:24 م]ـ
بارك الله في جهودكم يادكتور عبد الرحمن ...
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[20 Mar 2008, 01:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:21 م]ـ
نذكر بموعد اللقاء غداً الأحد بإذن الله، وقد بحثنا عن قاعة أوسع ضمن قاعات المقصورة لكي تستوعب الجميع فحيا الله كل من رغب في الحضور من الأعضاء وغيرهم.
وقد حصلنا على بطاقة اتصال بالانترنت لنتمكن من نقل اللقاء عبر الموقع هنا وعبر موقع البث الإسلامي لمن أراد المتابعة مباشرة.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى،،
ليلة الأحد 15/ 3/1429هـ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:46 م]ـ
كم تمنيناها الثلاثاء لنتمكن من الحضور!!
عموماً .. لا يسعنا إلا ندعو الله تعالى للشيخ د. حاتم أن يسدده الله في قوله وعمله،وسائر الإخوة الحاضرين والمتابعين.
كلي أمل أن لا يتأخر تفريغها كتابياً ليسهل تأملها والاستفادة منها.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 Mar 2008, 04:49 م]ـ
نفع الله بالشيخ حاتم وبأخي الشيخ عبدالرحمن
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Mar 2008, 07:45 م]ـ
نفع الله بالشيخ حاتم وبأخي الشيخ عبدالرحمن
لم يكتب لي أن أستمع يوما ما لإحدى المحاضرات بطريقة مباشرة، وذلك لعدم معرفة التوقيت الحقيقي للبث المباشر.
وحبذا لو وجدتم في المستقبل طريقة لوضع سكريبت للتوقيت بجانب الرابط، مثل أن يقال:
تبدأ المحاضرة في الوقت الفلاني، والساعة الآن هي كذا.
ونفس الملاحظة أسوقها لموقع البث الإسلامي المباشر.
مع الدعاء لكم بالتوفيق.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Mar 2008, 07:26 ص]ـ
الحمد لله، لقد كان اللقاء ماتعًا، وكانت للشيخ الأستاذ الدكتور حكمت بشير مداخلة مُعدَّة، حيث حضر من جدَّة لأجل هذا اللقاء، وقد استمتعنا بتنوع الطرح في هذا الموضوع، ولعلنا نجتهد في لقاءات قادمة في طرح موضوعات مهمة في موضوع الدراسات القرآنية؛ كالأحرف السبعة، وأسانيد القراءات، الإسرائيليات في التفسير، وغيرها من الموضوعات التي تحتاج إلى مناقشات بين أهل التخصص.
أسأل الله أن يبارك لنا في الجهود.
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[24 Mar 2008, 11:49 ص]ـ
هل سيصدر اللقاء مقروءاً او مسموعاً
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[25 Mar 2008, 02:06 ص]ـ
كان اللقاء رائعاً جداً , تطرق الشيخ حاتم حفظه الله إلى أصول وأحوال في التعامل مع المرويات في التفسير , وبيَّن منهج الأئمة - حتى المحدثين- في التفريق في الحكم على المرويات بحسب أحوالها مع تدعيم قوله بالأمثلة , وكذا بالتصوير الواقعي لأحوال المرويات من خلال حياتنا المعاصرة تقريباً لفهم المسائل.
فهو بالفعل من أروع اللقاءات التي وفقت لحضورها
أطلب طلباً ملحاً من الشيخ د/ حاتم الشريف بطباعة البحث أو إنزاله في أحد المواقع. فهو بحث قيم ,,,
وجزاك الله عن المشايخ والإخوة خير الجزاء.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Mar 2008, 08:17 ص]ـ
متى ستذيع المجد العلمية هذا اللقاء فنحن بشوق إلى رؤيته وسماعه
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[25 Mar 2008, 02:34 م]ـ
بشرى
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=48145&sid=
ـ[محمد براء]ــــــــ[27 Mar 2008, 01:53 ص]ـ
بشرى
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=48145&sid=
التسجيل رديء
وهناك أصوات للمشاركين غير واضحة
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[27 Mar 2008, 02:40 ص]ـ
التسجيل غير واضح إذا كان بالإماكان تنزيل تسجيل آخر ......
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Mar 2008, 03:44 ص]ـ
حبذا لو يكون البحث ملفاً مكتوباً للتوثيق لمن أراد جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Mar 2008, 05:20 ص]ـ
التسجيل كان فيه خلل، وسوف أقوم برفع تسجيل واضح جداً للدرس قريباً إن شاء الله.
ـ[الراية]ــــــــ[27 Mar 2008, 03:13 م]ـ
التسجيل كان فيه خلل، وسوف أقوم برفع تسجيل واضح جداً للدرس قريباً إن شاء الله.
جزاكم الله خير وبارك في ماتقومون به
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Apr 2008, 03:26 م]ـ
أعانك الله يا أبا عبد الله وسدد خطاك
هل تحدد موعد إذاعة اللقاء على المجد العلمية
وأرجو أن يعينك الله على رفع اللقاء هنا على الملتقى حتى يأذن الله بإذاعته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Apr 2008, 11:01 ص]ـ
بانتظار رفع اللقاء أبا عبدالله ... أعانك الله وسددك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Apr 2008, 11:58 م]ـ
يمكن الآن الاستماع للمحاضرة، بعد أن قمت باستخلاص الصوت من خلال DVD مصور عن طريق قناة المجد جزاهم الله خيراً. وقد أخبرني مدير القناة أن القناة قد أذاعت اللقاء في الأيام الماضية ولم أعلم به ولم أره.
وليت أحد الفضلاء يتكرم بتلخيص المحاضرة كتابة من خلال استماعه لها والله يوفقكم جميعاً لكل خير.
http://www.tafsir.net/audio/sound/asaneed_tafsir_hatem.mp3
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Apr 2008, 01:09 ص]ـ
قلتُ لأخي الدكتور حاتم الشريف بعد نهاية محاضرته مازحاً: محاضرتك هذه مركزة المعلومات مثل حليب (نستلة):)
وعندما أعدت مشاهدتها مرة أخرى تيقنت أنها كانت محاضرة رائعة ومركزة فعلاً، وبالرغم أن المقدم الدكتور ناصر الماجد قد أعطاه بدل 30 دقيقة كان قد وعده بها 72 دقيقة دون مقاطعة، وبالرغم من ذلك فقد كانت مجرد إشارات لحقائق علمية مهمة جداً في بحث هذا الموضوع لم يسبقه إلى تحريرها - فيما أعلم - أحد. فجزاه الله خيراً عن إخوانه وطلبة العلم. وأنا أقدر كثيراً منهجية الدكتور حاتم الشريف في البحث والتحرير للمباحث العلمية زاده الله توفيقاً وفقهاً وهدى، ومتع به. وقد رغبت إليه أن يرسل لي البحث المكتوب الذي كان بين يديه فأخبرني أنه ينوي إكماله هذه الأيام ونشره في مجلة علمية محكمة ونشره ربما يفسد عليه مسألة النشر هذه، فقدرت له ذلك وقبلت عذره وفقه الله، ولو تصدى أحدنا لتفريغ المحاضرة لكان فيها خير كثير ريثما يطبع البحث وينشر بإذن الله حتى تتضح هذه المسألة أكثر لدى طلبة العلم فهي من أهم المسائل.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[17 Apr 2008, 07:43 ص]ـ
فضيلة الدكتور حاتم الشريف ـ حفظه الله ـ من المحررين في علوم الحديث ومصطلحه، وأطروحاته وأبحاثه لا تجد فيها مكانا للتقليد أو التبعية دون دليل، بل هي على العكس تماما، تعتمد على الاستقراء التام، وتحرير الأقوال وتمحيصها،
وطول التأمل، ودقة النظر، واحترام عقل المتلقي.
و لا بد أن تجد في كل فن باحثين على هذا النسق المتميز، فمثلا في التفسير وأصوله وعلوم القرآن تجد فضيلة الدكتور مساعد الطيار ـ حفظه الله ـ.
وفي التجويد والقراءات (دراية) تجد فضيلة الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد ـ حفظه الله ـ
وفي القراءات (رواية) تجد الدكتور إيهاب فكري ـ حفظه الله ـ
وفي الرسم والضبط تجد الدكتور أحمد شرشال ـ حفظه الله ـ
أسأل الله تعالى أن يجزيهم خير الجزاء، وأن يبارك في جهودهم، وأن يوفقهم إلى مزيد من العطاء المتميز.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Apr 2008, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا على رفعك للمحاضرة
وكم أحزنني خبر إذاعتها على المجد دون أن نعلم ذلك، ولذا فإنه يتعين عليك يا أبا عبد الله أن تتفاوض مع القناة في إذاعتها مرة أخرى أو تعدني بنسخة من DVD حتى نسامحك ونقبل عذرك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2008, 08:40 ص]ـ
أبشر يا أبا صفوت سأطلب منهم ذلك إكراماً لك وأرجو أن يوافقوا على ذلك ويحددوا الموعد مسبقاً.
وأما من سألني عن كيفية تحميل الملف الصوتي للمحاضرة على جهازك يمكنك عمل ذلك من الرابط التالي ..
أسانيد التفسير ومنهجية الحكم عليها للدكتور حاتم الشريف ( http://www.tafsir.net/audio/sound/asaneed_tafsir_hatem.mp3)
يمين الفأرة -- ثم حفظ باسم
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[18 Apr 2008, 12:46 م]ـ
بارك الله فيك
ورفع قدرك في الدنيا والآخرة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[20 Apr 2008, 11:21 ص]ـ
استمعت إلى المحاضرة بشوق ولهف وقد كانت محاضرة ماتعة دسمة وليسمح لي المشرف العام بأن المحاضرة لم تكن دسمة كحليب نستلة بل هي دسمة دسامة لحم الضأن، وعلى أية حال فالاختلاف بيني وبينك في هذا يمكن أن نجعله اختلاف تنوع لكونها لك كحليب نستلة وكونها لي كلحم الضأن إذ المحل المتنزل عليه الكلام في الحالتين مختلف
وهذا ملخص المحاضرة وقد لخصت نقاطها فيما يلي وغالبها بنص كلام الدكتور حاتم وقد أتصرف في بعض العبارات عند الحاجة وسأرفق بهذه المشاركة أيضا التفريغ الكامل للمحاضرة لمن أراد تحميله:
(يُتْبَعُ)
(/)
1) وتبدأ أهمية هذا الموضوع من عبارة مشكلة يعرفها الجميع وهي عبارة الإمام أحمد التي يقول فيها " ثلاثة كتب ليس لها أصول: المغازي والملاحم والتفسير "
البدء بنفي فهمين باطلين لهذه العبارة:
الفهم الأول: أن الإمام أحمد يعني بهذه العبارة أن كل ما ورد في التفسير لا يصح
الفهم الثاني: ما وصل إلينا من مرويات التفسير لا يقوم ببيان الفهم النبوي الذي بلغه النبي للصحابة، (فهم النبي للقرآن وتبليغه للصحابة)
إذن نتفق بعد هذا التقرير على أن الروايات التفسيرية الموجودة كافية في بيان المراد الذي أراد الله من كتابه والذي فهمه النبي ?
2) هناك خلل كبير في فهم حقيقة القبول، وهذا الخلل بعضه قديم وأكثره معاصر؛ لأن بعض الناس صار يظن أن قبول الخبر يعني تحقق شروط قبول الخبر الموجودة في علم من العلوم، فمثلا يريد أن يطبق منهج نقد السنة النبوية على القراءات فيقع في خلل كبير، يريد أن يطبق منهج نقد السنة النبوية على الأدب والشعر فيدخل في نفق طويل ومظلم ويشكك في الشعر الجاهلي أكثر مما شكك فيه طه حسين
لم حدث هذا الخلل؟ لأن البعض صار يظن أن القبول هو تحقق شروط القبول وفق منهج معين، مع أن حقيقة القبول لا علاقة لها بهذه الشروط التي ترسخت في الذهن وظننا أنها هي فقط حقيقة القبول.
وكان المحدثون يفرقون بين شروط قبول الحديث النبوي وبين تحقق القبول سواء في الحديث النبوي أو في غيره من العلوم الشرعية.
وأضرب لكم أمثلة على ذلك:
مثلا الإمام الأوزاعي سئل عن المناولة – أن يناول الشيخ الطالب الكتاب – فقال: أتدين بها ولا أحدث بها.
إذن فكرة القبول عندنا يجب أن تكون أوسع من فكرة شروط الحديث الصحيح التي اعتبرها المحدثون شرطا لقبول الحديث عن النبي ?، فالقبول ليس هو شروط القبول، ولذلك ينبغي علينا عند دراسة هذه المسألة أن نلاحظ هذه القضية
3) العلوم متباينة في شرو ط قبولها وهي وإن اتفقت من حيث كونها منقولة لكن وسائل نقدها مختلفة، ويدل على ذلك أشياء لو لم يكن منها إلا أن المحدثين - الذين نود ان نتحاكم إليهم – كانوا يرجعون في اللغة إلى أئمة اللغة، وفي التاريخ إلى أئمة التاريخ، فلو كان منهج المحدثين في نقد السنة النبوية في نقد العلوم يصلح أن يطبق في كل العلوم لأصبح المحدثون هم أعلم الناس باللغة وأعلم الناس بالتاريخ وأعلم الناس بكل المنقولات، والواقع أن هذا غير صحيح.
ومما يدل على ذلك أيضا أن المحدثين الذين جمعوا بين فنون عديدة، من كان إذا ألف كتابا في الحديث طبق عليه قواعد نقد الحديث، وإذا ألف كتابا في اللغة طبق عليه قواعد اللغة
من الأشياء التي أدت للخلل في هذا الباب أن المنقولات في التراث الإسلامي اصطبغت بصبغة واحدة وهي الإسناد، فيظن كثير من الناس أن مجرد ذكر الإسناد يلزم منه أن يكون منهج القبول منهجا موحدا لأنها فيها إسناد، وهذا غير صحيح؛ لأن الغرض من ذكر الإسناد لم يكن دائما من أجل أن يكون هو مجال النقد للأخبار، وإنما كان أهم سبب لذكر الإسناد أنه كان وسيلة العزو والأمانة العلمية، يعني مثل ما نعزو نحن الآن للكتب، فكان الواحد منهم إذا أراد أن يعزو كانت وسيلة العزو هي الإسناد، فليس المقصود من ذكر الإسناد هو أن يكون دائما هو وسيلة نقد المنقول، وإنما هو وسيلة العزو والإحالة وبيان المصدر
لماذا يختلف منهج نقد المنقولات والأخبار مع أنها جميعا أخبار؟
هذا يرجع إلى أربعة أصول أساسية:
الأصل الأول: عظم أثر الخبر على مُتلَقِّيه أو ضعف أثره عليه مما يُكسِبُه قدره من الأهمية عند المتلقي بقدر أثره، فالخبر كلما كان أثره كبيرا عليك وله أهمية كبيرة كلما استوجب من التحري ما لا يستوجبه ما هو أقل منه، وهذا أمر واضح وندركه في انفسنا، وهذا منطبق تماما على المنقولات
الأصل الثاني: اختلاف المقصد من نقل الخبر، فإن كان المقصود من نقل الخبر إثبات نسبته إلى قائله فهذا يختلف عما إذا كان المقصود من نقل الخبر هو بيان منهج كلي مثلا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال شيخ الإسلام " والأئمة كانوا يروون ما في الباب من الأحاديث التي لم يُعلم أنها كذب من المرفوع والمسند والموقوف وآثار الصحابة والتابعين لأن ذلك يقوي بعضه بعضا كما تُذكر المسألة من أصول الدين ويذكر فيها مذاهب الأئمة والسلف، فثَمَّ أمور تُذكر للاعتماد، وأمور تذكر للاعتضاد، وأمور تُذكر لأنها لم يُعلَم أنها من نوع الفساد "
الأصل الثالث: اختلاف خاصية الخبر مما يؤدي إلى اختلاف أدلة ثبوته، فالخبر الذي تتوافر الدواعي على نقله ينبغي أن ينقله العامة عن العامة كحدوث حدث عظيم ككسوف الشمس، ما نقبل فيه أن يقول شخص واحد: كسفت الشمس والناس كلهم لا يعرفون هذا الخبر، فالناس كلهم يعرفون مثل هذا ويقبلونه، حتى لو كان الشخص الناقل لمثل هذا ثقة فأقل ما يتهم به في مثل هذا الخطأ، لأن خبرا كهذا تتوافر الدواعي على نقله
و أيضا: الخبر الذي يصعب فيه الكذب أو يبعد فيه الوهم غير الخبر الذي لا يصعب فيه الكذب ولا يستبعد فيه الوهم
الأصل الرابع: توفر وسائل النقد والتشديد أو عدم توفرها ففي بعض الأحيان يكون توفر وسائل النقد متيحا للإنسان أن يتشدد، وعدم توفر وسائل النقد لا تتيح له هذا التشدد، لكن لا تعني أنه سيقبل ما لا يستحق القبول، فتوفر وسائل النقد والتشديد فيها هذا يجعلك لا تطمئن حتى تطبق هذه القواعد الصعبة، وعدم توفرها يجعلك تكتفي بالقواعد الدالة على القبول لكنها أخف في التثبت والتحري
4) متى يطبق منهج نقد السنة النبوية على روايات التفسير؟
في أربعة حالات:
1) الأحاديث المرفوعة إلى النبي صراحة؛ لأنها أحاديث نبوية فلا بد من التثبت لها وتطبيق منهج نقد السنة النبوية عليها.
2) ما له حكم الرفع كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ، وما خرج عن القراءات العشر المقروء بها، فإذا أردت أن أثبت قراءة شاذة فلا بد من تطبيق منهج المحدثين عليها.
3) ما كان له حكم الرفع من آثار التابعين، فالمرفوع لا يشترط فيه الاتصال، فلا تناقض بين أن يجمع الحديث بين وصف الإرسال وبين وصفه بأنه مرفوع، فالرفع لا يشترط له إلا مجرد نسبة الكلام إلى النبي ?، أو أن ينتهي السند إلى النبي ?
4) إذا أردت أن أثبت نسبة القول إلى قائله بلا شك (بغلبة الظن أو اليقين)
وأما ما سوى ذلك فلا يطبق عليه منهج المحدثين
5) هناك خلل في فهم منهج المحدثين حتى في نقد السنة النبوية، فهناك من حاول أن ينقد الأحاديث المرفوعة بمناهج غير صحيحة، ووضع قواعد غير صحيحة في نقد السنة النبوية، يعني الخلل الذي وقع في هذا الباب ليس هو فقط في تطبيق منهج قبول على علم لا يستحقه هذا العلم، بل حتى لو أردنا أن نطبق منهج المحدثين على الأحاديث المرفوعة فهناك خلل في هذا التطبيق
6) من الخلل في ذلك الباب تطبيق منهج نقد السنة الصارم على نقد الآثار التي ليس لها حكم الرفع
7) من الخلل أيضا: عدم مراعاة أسانيد نسخ التفسير، فهذا الكتاب الذي كتبه مجاهد مثلا ثم أصبح يرويه عنه تلامذته، هذا كتاب فلا يحتاج إلى ضبط ونحوه فالإسناد مجرد زينة له، ولذلك تساهلوا ورووه بالوجادة، فلا يصح أن آتي وأطبق عليه منهج نقد السنة النبوية الذي يُغفِل جانب أن هذه وجادات وأضرب مثالا: ففي تاريخ الطبري وتفسيره ينقل الطبري مرويات كثيرة عن ابن اسحاق في التفسير وفي السير من روايته عن محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الأبرش عن ابن إسحاق، فيأتي المعاصر ويقول: محمد بن حميد الرازي ضعيف، وسلمة بن الأبرش فيه كلام يعني صدوق، فيقول هذا إسناد إما ضعيف أو شديد الضعف، والواقع أنه يا - ابن الحلال - ينقل من سيرة ابن إسحاق، يعني لو قال لك ابن جرير: قال ابن إسحاق في سيرته ستقبل، فهل تكون مشكلته أنه ذكر لك الإسناد، صار لما يذكر الإسناد يصير عقوبة له أنك تضعف الرواية
8) هنا سؤال مهم جدا: ما هو سبب إيراد المرويات التفسيرية التي لن نطبق عليها منهج نقد السنة النبوية؟
نقول: هناك أربعة أسباب لذلك:
أولها: إثبات أن هذا القول قول للسلف، فإذا كان لا يصح القول عن الصحابي لكن يصح عن التابعي، أنا أريد أن أعرف أن هذا القول في التفسير قول معروف في زمن السلف
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها: معرفة المنهج العام للسلف في التفسير، فلو جئت لأي مسألة قد لا تجد فيها أثرا صحيحا بعينه على المنهج الحديثي لكن مجمل هذه المرويات التي تملأ التفسير تعطيني يقين بأن هناك منهج معين في طريقة فهم كلام الله عز وجل، ولو لم يكن في هذه المرويات إلا هذه الفائدة لكفت فهذا أهم شيء أن يعرف القارئ منهج السلف في فهم كلام الله
ثالثها: أن يكون مما تغني استفاضته ووجود أدلة نقده من خارج الأسانيد كاللغة المستفيضة وهذا نص عليه البيهقي في سبب ذكر رواية الكلبي في التفسير، قال: لأنه ينقل لغة واللغة معروفة ومستفيضة يعني كأني أنسبها إلى رجل جاهلي، فهل يكون الجاهلي أحسن من الكلبي المسلم
رابعها: الأمور التي لا علاقة لها بفهم الآية مثل تسمية صاحب قصة أو قوم معينين أخذا من الإسرائيليات أو غيرها التي لا تؤثر في فهم الآية ولذلك ابن جرير كان كثيرا جدا لما يورد هذه المرويات يقول: سواء قلنا بهذا أو قلنا بهذا أو قلنا بهذا يعني أن تفسير الآية لا يتأثر بتغير المسميات هذه أو تحديد القرون أو ما أشبه ذلك، كل هذه أمور لا علاقة لها بفهم الآية ولذلك ليس هناك داع أصلا لتطبيق منهج نقد السنة عليها
9) الفرق بين النسخ المكذوبة التي كذبها كاتبها مثل نافع بن الأزرق، فلم نتساهل في نسخة نافع بن الأزرق لأن الذي كتب هذه النسخة وهو عيسى بن يزيد هو الكذاب هو نفسه الكاتب لكن لما يكون مجاهد نفسه هو الذي كتب والتفسير انتشر بين الطلبة فالصورة تصير مختلفة، لأن التفسير ثابت عن مجاهد، وذلك مثل البخاري الآن هل يستطيع أحد لو أنه كذاب يكذب على صحيح البخاري؟ لو فعل يفتضح عند الناس كلهم، فهذا كتاب موجود ما يهم الأسانيد، ولذلك أسانيد هذه الكتب حتى المتأخرة منها نتساهل فيها ونص على هذا العلماء كابن الصلاح والبيهقي، فالبيهقي نص على أنه يتساهل في أسانيد المتأخرين بعد القرن الثالث الهجري إذ أصبحت مجرد زينة للكتب، ولذلك تجد بعض الكتب المشهورة جدا الأسانيد إليها فيها كلام، لو أردت أن أنتقد مسند أحمد بدراسة الأسانيد لأصبح مسند أحمد كله ضعيف لأن ابن الحصين فيه ضعف والقطيعي فيه كلام ويقال أنه ما سمع بعض الأجزاء، سنن ابن ماجة الراوي عن ابن ماجة فيه جهالة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Apr 2008, 04:26 م]ـ
وفقك الله يا أبا صفوت وغفر ذنبك وأحسن إليك كما أحسنت إلى إخوانك بتفريغ هذه المحاضرة.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Apr 2008, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
استمعت للمحاضرة واستفدت منها كثيرا. وكعادة المحاضرات الجيدة/ فقد فتحت لي باب التساؤلات العلمية أكثر مما أغلقت:)
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[03 May 2008, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد قرات ماكتبه الأستاذ الفاضل أبو صفوت عن هذا اللقاء القيم، ونأمل أن ترعى الجمعية لقاء آخر حول المنهجية في الأسانيد في علم القراءات ...
مع اقتراح أن يكون اللقاء حواريا مع مجموعة من القراء المتخصصين بعد أن يقدم الدكتور المحاضر محاضرته.
والله الموفق.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 May 2008, 10:38 م]ـ
أضم صوتي لصوت أستاذي الدكتور أمين الشنقيطي في اقتراحه إقامة لقاء حول:
(المنهجية في دراسة أسانيد علم القراءات)
على أن تكون ندوة يشارك فيها اثنان أو ثلاثة من المختصين، وأقترح هذه الأسماء:
فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيدي الأمين
فضيلة الدكتور إيهاب فكري
فضيلة الدكتور حازم حيدر
وآمل أن نسمع بإقامة هذه الندوة قريبا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 May 2008, 12:39 ص]ـ
فكرة موفقة، ومنذ مدة وأنا أرى أن عقد هذه اللقاءات العلمية بالصورة الموجودة يحتاج إلى تطوير، فكون المحاضر واحدا مسألة لا تخرج باللقاء كما ينبغي، وكذا تحديد وقت المحاضر بنصف ساعة، وتنظيم اللقاء على هذه الصورة لا يخرج به كما ينبغي، ومما يلاحظ على مثل هذا:
1) اضطرار المحاضر إلى اجتزاء كثير من الأفكار واختصار كثير من عناصر الموضوع مما يكون له أثر في عدم وضوح موضوع اللقاء أو بعض جوانبة بالصورة المطلوبة خصوصا عند صاحب الفكرة المعارضة
2) عدم السماح لأصحاب الفكرة المقابلة كليا أو جزئيا بتوضيح فكرتهم بالصورة المطلوبة إذ وقت مداخلتهم يسير
ولذا فإني أقترح ما يلي:
1) اختيار اثنين أو ثلاثة من المحاضرين ومراعاة كون أفكارهم حول الموضوع متقابلة كليا أو جزئيا وكذا مراعاة كونهم من أبرز من له دراسات أو اهتمام بموضوع اللقاء
2) جعل مدة اللقاء لا تقل عن أربع ساعات ولو بتقسيمها على فترتين صباحية ومسائية ويحدد لكل محاضر ساعة، بحيث يكون هناك ساعة في نهاية اللقاء لاستفسارات الحاضرين
3)) اختيار أبرز المتخصصين أو من لهم عناية بموضوع اللقاء ودعوتهم لحضوره
4) تحديد محاور اللقاء الرئيسة حتى يتسنى للحاضرين إعداد ما لديهم من استفسارات وإشكالات
5) تكرار النقاش حول الموضوع في لقاء آخر إن كانت بعض جوانبه بحاجة لذلك
هذه بعض الأفكار التي أرى أنها ترقى بمثل هذه اللقاءات، فليس المقصود من عقدها هو المقصود من عقد المحاضرات العامة، وإنما المقصود منها المناقشات وتبادل الأفكار وعرض الإشكالات والاستفسارات
وأخيرا فأرجو أن لا يظن أحد أني اعترض على الصورة الموجودة ولكني أطمح في الرقي بها وفي دوام استمرارها
وفق الله من يرعى هذه اللقاءات ويساهم فيها ويدعو إليها
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 May 2008, 12:08 ص]ـ
أؤيد عقد هذه الندوة عن أسانيد القراءات، ولعلها تعقد في المدينة المنورة ما دام الضيوف المقترحون كلهم منها.
ولعل الزملاء في اللجنة الفرعية بالمدينة المنورة يسعون لتنظيم هذه الندوة بالطريقة التي يرونها ولو في الفترة الصباحية فهي أوسع (من الثامنة صباحاً إلى الثانية عشرة) في رحاب الجامعة الإسلامية أو جامعة طيبة.
ـ[ابو تميم 1968]ــــــــ[25 Apr 2010, 11:24 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن الشهري http://www.tafsir.net/vb/styletafsir/buttons/viewpost.gif (http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=54214#post54214)
قلتُ لأخي الدكتور حاتم الشريف بعد نهاية محاضرته مازحاً: محاضرتك هذه مركزة المعلومات مثل حليب (نستلة).
اخي الحبيب هل يمكن التكرم بارسال بريد الدكتور حاتم الشريف وتلفونه ان امكن على الخاص وذلك انني اكتب بموضوع الاعلال بما ليس بقادح عند المحدثين واود ان استشير الدكتور - حفظه الله -
مع جزيل الشكر والامتنان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Apr 2010, 12:29 ص]ـ
راجع بريدك.(/)
ملاحظة لغوية نفسية قد تعزز موقف من يُقسِّم إلى حقيقة ومجاز.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Mar 2008, 10:47 م]ـ
وقد طرحته في ملتقى الألوكة، وأنقله للفائدة والمناقشة.
المشاهدات اليومية لنا و كذا المستفادة من علم اللغة النفسي تؤكد على قضية جوهرية يمكن أن تضيف دليلاً قوياً لصحة التقسيم إلى حقيقة ومجاز. هذه القضية هي طريقة تعلم الأطفال للكلمات والعبارات اللغوية و إدراكهم لدلالاتها في المراحل الأولى من التعلم. مثلاً، عندما تقول لطفل، ولأول مرة: أنت أسد! فإنه يستغرب من ذلك وبرد متعجباً: أنا أسد؟! بل ربما أبى وقال: لا أنا عبد الله، أحمد، خالد ... الخ. ماذا يمكن أن تدلنا عليه هذه الظاهرة؟ إنها تدل على أن الطفل بالفطرة يدرك أن هناك معنى حقيقي (أو قل أساسياً ظاهرياً) للألفاظ لا ينبغي - من وجهة نظره - أن تحيد عنه. ولذلك يحتاج لوقت حتى ينمو وتنضج ملكته اللغوية لكي يكتشف أن الاقتصار على هذا المستوى الدلالي لا يكفي، بل هناك معان أخر تمت إليها بصلات ولكنها غير مباشرة. لهذا نجد الطفل يفتقر إلى مهارة الانتباه لما يسمى القرائن الصارفة للفظ عن معناه الأول أو الأصلي أو الظاهر .. سمه ما شئت، ولا يفطن لهذه المسألة إلا بعد معالجة اللغة ردحاً من الزمن والاحتكاك والتفاعل الاجتماعي مع من حوله. مرة أخرى: ماذا تحمل في طياتها هذه المشاهدات؟ وأقول: أولاً لا ينبغي أن يهمل التأمل فيها على الأقل فهذه الظاهرة جديرة بالدراسة والملاحظة. ثانياً: إنها تدل على أن الإنسان مفطور بشكل حيوي (بيولوجي) و نفساني على الإقرار بأصالة جانب واحد من المعاني المتعددة للفظ من الألفاظ وعدم أصالة المعاني الأخرى وإن كانت من معانيه.
=============================================
وكذلك هناك دلالات أخرى لتراكيب لغوية لا يفهم الطفل (وأحياناً الكبير) معناها من ظاهرها، وهي الأمثال والحكم والرموز والألقاب التي يخلعها المجتمع على بعض الناس أو الأشياء، فإذا قيل مثلاً: "لكلّ جنبٍ مصرَعُ" (مجمع الأمثال، ص158)، يريدون به: لكل حي موت.(/)
الموضع الوحيد الذي جمع فيه بين العفو والصفح والغفر؟
ـ[خالد العمري]ــــــــ[19 Mar 2008, 10:49 م]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
الموضع الوحيد في القرآن الذي جمع فيه بين العفو والصفح والغفر.
بحثت في بعض كتب التفسير ولم أجد من علق عى ذلك ,
للمدارسة مع مشايخنا الكرام
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Mar 2008, 08:57 ص]ـ
لم يعلق أحد لأن معظم المفسرين يقولون بالترادف
ولذلك اعتبروا هذا من قبيل التوكيد بالمرادف،
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[21 Mar 2008, 04:06 م]ـ
ألا يمكن إضافة قوله تعالى: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) الآية، إلى ما ذكرت أخي الفاضل؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[21 Mar 2008, 07:04 م]ـ
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
الموضع الوحيد في القرآن الذي جمع فيه بين العفو والصفح والغفر.
بحثت في بعض كتب التفسير ولم أجد من علق عى ذلك ,
للمدارسة مع مشايخنا الكرام
هلاّ راجعتَ تأملات ابن عاشور رحمه الله ...(/)
معهود العرب في الخطاب: نحو صياغة قواعد التفسير
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[20 Mar 2008, 05:56 م]ـ
معهود العرب في الخطاب: نحو صياغة قواعد التفسير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، النبي الأمين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
اقتضت حكمة الله سبحانه إنزال كتابه القرآن الكريم ليكون هاديا للناس بشيرا ونذيرا، قال تعالى: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [1]، ولكي تحقق الهداية ويتحقق مقصود إنزال الكتاب بعث النبي محمد صلى الله عليه وسلم مبلغا عن الله ومبينا لآياته، فبلغ آيات القرآن وأصلح به أحوال الناس في معاشهم ومعادهم.
والقرآن الكريم لما نزل بلسان العرب في البيان، وعلى تنوع أساليبهم في الخطاب، اقتضى ذلك أن تختلف دلالات ألفاظه في الوضوح والخفاء والإجمال والبيان والإحكام والتشابه والحقيقة والمجاز، فكان من وظيفته صلى الله عليه وسلم بيان ما خفي على الناس مراده، وأبهم معناه، قال تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما أنزل ‘لهم ولعلهم يتفكرون) [2] لذلك كان الصحابة يلجؤون إليه صلى الله عليه وسلم ليبين لهم ما التبس عليهم أو أبهم من ألفاظ القرآن الكريم، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فسر الظلم بالشرك في قوله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) [3].
وأيد تفسيره بقوله تعالى الوارد في سورة لقمان: (إن الشرك لظلم عظيم) [4]، وقد فسر صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي، في قوله سبحانه: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) [5] وقد ورد في صحيح كتب السنة من هذا الشيء الكثير.
وقد صار الصحابة على نهج النبي صلى الله عليه وسلم في بيان وتفسير كلام الله تعالى، حيث اعتمدوا على ما صح عندهم من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم المأثورة، ثم على ما شاهدوه من أحوال النزول ووقائعه وقرائن ذلك، حيث صار مجموع ذلك ملكة راسخة يخصصون به العمومات ويقيدون المطلقات.
والذي أهل الصحابة للانفراد والتميز في البيان والتفسير، إضافة إلى الوجوه السابقة، نزول القرآن على معهود العرب في الخطاب وعلى أساليبهم في الاستعمال، فكثيرا ما اعتمد الصحابة في بيان القرآن على شواهد اللغة ومعهود العرب، ويعد ابن عباس من الصحابة الذين تميزوا بالاهتمام باللغة في بيان القرآن، فقد استعان بالشعر العربي، وهو القائل: (الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها فالتمسنا معرفة ذلك منه"، وهو القائل أيضا: "إذا خفي عليكم شيء، فابتغوه في الشعر، فإن الشعر ديوان العرب"، لذلك قال أبو بكر بن الأنباري: "قد جاء عن الصحابة والتابعين كثيرا الاحتجاج على غريب القرآن ومشكله بالشعر".
وإدراكا لأهمية العربية في البيان، ازدادت العناية بها في التفسير، وظهر في التراث الإسلامي ألوانا من المؤلفات تعنى بمعالجة إشكالات وقضايا التفسير انطلاقا من اللغة، إذ اللغة العربية لسان العرب في التخاطب، وأداتهم للتفاهم، فقد ظهرت في القرن الثاني والثالث الهجريين كتب تحمل أسماء معاني القرآن ومشكله، فقد ألف أبو بكر زكرياء يحيى بن زياد الفراء كتاب " معاني القرآن" (ت 207 هـ).
وإضافة إلى كتب معاني القرآن ظهرت أيضا كتب تعنى بمجاز القرآن وغريبه وإعرابه، وتأويل مشكله.
وقد نمت اللغة وتطورت مع هؤلاء الجهابذة الذين وظفوا اللغة في بيان وتفسير القرآن الكريم.
لقد كانت هذه الأعمال الفريدة تعالج إشكالات الفهم والتفسير بالإعتماد على لسان العرب في الخطاب ومعهودها في الإستعمال، وتدل على أن المنهج السليم في التعامل مع نصوص الكتاب العزيز الرجوع إلى اللغة الأصلية التي ورد بها القرآن الكريم، وذلك لضبط الفهم، وحماية النص من التأويل.
وهكذا سلمت الأمة من الزلل في فهم النصوص وتفسيرها دهرا طويلا، محافظة على لسانها، منضبطة برؤى الوحي ومقاصده في التفسير.
لكن أدى انفتاح الأمة على الأجناس والأمم الأخرى إلى ظهور إشكالات في الفهم والبيان نظرا لحداثة الأمم الأعجمية بالإسلام ولافتقارها للسان العربي الذي نزل به القرآن، فاضطرب اللسان واختل البيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أدى هذا الوضع إلى ظهور الخلاف في تفسير النصوص الشرعية، وفتح باب التأويل، وظهور تيارات عقدية وسلوكية تأول القرآن على غير تأويله، وتضع النص في غير موضعه. ويعد مجال التفسير المجال الواسع الذي تمثلت فيه تأويلات التيارات العقدية، ولعل مرد ذلك أن القرآن عربي اللسان يؤثر بداهة في تلقي وفهم القرآن، أضافة إلى ما سبق من أن التفسير هو المجال الذي تمثل فيه جل العلوم الإسلامية من نحو وصرف وبلاغة وأصول وعلم الحديث، الأمر الذي يدلل على جزء من الإشكال العام الحاصل في التفسير: هل هناك ضوابط وأصول تضبط الفهم وتميز التفسير وترقى بنتائجه من العفوية إلى العلمية"؟
ولعل المحاولات العلمية التي سجلت في التراث الإسلامي تؤشر على نوع من الإحساس بالإشكالات الواقعة في التفسير، حيث ألفت كتب في مفردات القرآن تنهج منهجا خاصا يتبع اللفظة القرآنية ويلاحظ تغير معناها مراعيا سياق ورودها، بالإضافة إلى كتب الغريب والمعاني، والنظم والبلاغة، مما ينبئ على أهمية دراسة التراث التفسيري من أجل صياغة قواعد ومناهج التفسير
إن استقصاء واستقراء التراث الإسلامي ثم دراسته ونقده وتأهيله سيقود إلى صياغة نظرية كلية تضبط التفسير والبيان انطلاقا من قواعد وضوابط معلومة يمكن أن نصطلح عليها ضوابط التفسير وقواعد التفسير، هذه القواعد التي يجب أن تنتظم في إطار نظري عام وكلي، بحيث يصير التفسير له أصول ناظمة، تميزه أولا عن غيره من العلوم الشرعية كالأصول وغيره .... ، ثم تؤطر الفهم ومنهجه درءا للتأويلات الباطلة والأفكار الدخيلة في التفسير، إذ التفسير من أهم الفنون التي تتعرض للتحريف والتأويل
إن محاولة صياغة منهج تفسيري علمي تفرضه المقاصد الشرعية، والحاجة الحضارية، حيث يصير تفسيرا علمياا مؤصلا، إذ كم كبير من التراث التفسير تمتزج فيه الذاتية بالعلمية، فلا تحصل من بعضه إلا أذواق ومواجيد، واصطلاحات لم ترقى إلا رتبة العلمية، الشيء الذي دفع بعضهم إلى القول بأن التفسير لم ينضج ولم يحترق.
أيمكن مراعاة لما سبق أن نقول لهذا الفن: علم التفسير؟ وإذا كان كذلك، فما هي أصوله؟ ما هي قواعده؟ أليس ما يوظف في التفسير من قواعد إنما تنتمي إلى علوم أخرى كالأصول مثلا والبلاغة وغيرهما.
كيف يمكن الاستفادة من جملة العلوم التي ترتبط بالتفسير من نحو وصرف وبلاغة وأصول الفقه وعلم التاريخ لصياغة منهج تفسيري متميز، تستقل فيه المناهج عن النتائج من أجل تجاوز هذا التداخل الحاصل بين النتائج والمناهج؟
إن هذه العلوم تحتاج إلى إعادة تصنيف في علاقتها بالتفسير حيث تصير أدوات وثمرات، ومناهج ونتائج، وقد أحسن الطاهر ابن عاشور في مقدمات التحرير والتنوير، إذ ميز بين مستويات هذه العلوم في علاقتها بالتفسير، فاعتبر الفقه الإسلامي من نتائج التفسير، قال: "ولم نعد الفقه من مادة علم التفسير كما فعل السيوطي، لعدم توقف فهم القرآن على مسائل الفقه، فإن علم الفقه متأخر عن التفسير وفروع عنه، وإنما يحتاج المفسر إلى مسائل الفقه عند قصد التوسع في تفسيره" [6]، وقد صار على هذا المنحى مع باقي العلوم الإسلامية.
ولعل أهم العلوم اتصالا بالتفسير كمناهج للبيان والفهم اللغة العربية والأصول.
أما العربية، فلأن القرآن "كلام عربي فكانت قواعد العربية طريقا لفهم معانيه، وبدون ذلك يقع الغلط وسوء الفهم، لمن ليس بعربي" [7].
وقد قال السكاكي في "المفتاح" "لا أعلم في باب التفسير بعد علم الأصول أقرأ على المرء لمراد الله من كلامه من علمي المعاني والبيان" [8]، ثم إن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها "فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها" [9].
وأحسب أن من مزج بين العربية والأصول وصاغ قواعد الفهم والإفهام قديما الإمام الشافعي، فهو حري بالدراسة والبحث، جدير بالعناية والاهتمام من قبل الباحثين، فقد استطاع أن يحل إشكالات الفهم في عصره، فصاغ قواعد ومناهج لدراسة النصوص الشرعية، منطلقا من قواعد العربية ومعهود العرب فيها، وكذا ما تحصل من أدلة مجمع عليها، بالإضافة إلى موافقة روح التنزيل ومقاصده.
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن لابد من محاولة لدراسة تراث الإمام الشافعي انطلاقا من "الرسالة" لأن القرآن "نزل بلسان العرب على الجملة، فطلب فهمه إنما يكون من هذا الطريق خاصة ... فمن أراد تفهمه فمن جهة لسان العرب يفهم، ولا سبيل إلى تطلب فهمه عن غير هذه الجهة" [10]. وقال الإمام الشاطبي في الموافقات، مبينا معنى نزول القرآن على معهود العرب، وعلى أساليبها في الخطاب: "فإن قلنا إن القرآن نزل بلسان العرب وإنه عربي وإنه لا عجمة فيه، فبمعنى أنه نزل على لسان مهود العرب في ألفاظها الخاصة، وأساليب معانيها، وأنها فطرت عليه في لسانها، تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في وجه، وبالعام يراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر، وكل ذلك يعرف من أول الكلام أو وسطه، أو آخره، وتتكلم الكلام ينبئ أوله عن آخره أو آخره عن أوله ... " [11].
فلما نزل القرآن على معهود العرب في الخطاب وعلى أساليبهم في الخطاب فإن حصر وإبراز أوجه هذا الإعمال ومراد الشارع فيه قمين باستخلاص ملاحظات أولية توظف في صياغة الإطار النظري لعلم التفسير، إذ لمراد الشارع أثر كبير في فهم الخطاب وبيان العلة وتأسيس القاعدة.
إن عملية التأسيس لأدوات الفهم والاستنباط في أصول الفقه التي قام بها الإمام الشافعي تحتاج إلى دراسة من جديد وذلك من أجل تأسيس قواعد التفسير، إذ الإشكال الحضاري القديم المتعلق بالبيان الذي أنتج صياغة أصول الفقه، هو الإشكال نفسه في الحاضر. فكما استطاعت الرسالة أن تؤسس أصول الفقه، ألا تمدنا بعد الدراسة والبحث بأصول التفسير.
-----------------------------------------
[1]- الإسراء: 9.
[2]-النحل: 44
[3]-الأنعام: 82
[4]-الآية: 13
[5]-الأنفال: 60
[6]-تفسير التحرير والتنوير، المقدمة الثانية، ص:26
[7]-نفسه.
[8]-المفتاح للسكاكي: نقلا عن مقدمة التحرير والتنوير، ص:20.
[9]- نفسه، ص: 26.
[10]- الموافقات، الإمام الشاطبي، ج:2، دار الكتب العلمية، لبنان، الطبعة الثالثة، 2002، ص:50
[11]- نفسه، ج: 12، ص:50.(/)
التفسير الإذاعي للشيخ المكي الناصري
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[20 Mar 2008, 06:31 م]ـ
التفسير الإذاعي للشيخ المكي الناصري
رحمه الله
كتاب "التيسير في أحاديث التفسير" للشيخ المكي الناصري من التفاسير المعاصرة، وهو يختلف عما سبقه من التفاسير القديمة، وحاجة المخاطب وظروف عيشه. أو على مستوى عرض المادة بأسلوب يستجيب لظروف الحياة وواقع الناس الذي يتميز بالسرعة في كل شيء والميل إلى الإيجاز مع عدم الإكثار والإسترسال في الشرح والإطناب.
أحاول أتلمس أوجه الجدة في الكتاب انطلاقا مما تشكل لدي من تصورات ومعلومات أثناء الدراسة عن التفاسير القديمة، كما أروم تقديم صورة عامة عن التفسير منطلقا من مقدمة الكتاب ثم دراسة السورة نموذجا لتلمس منهجه مطبقا بعد أخذ التصور النظري الذي قرره أثناء مقدمته.
الكتاب حافل بالمعاني الثرة، والأساليب البديعة، مع إيجاز ويسر واضحين وهو يتميز في عدة جوانب منه بالجدة والتطور، خصوصا في افتراض وحدة موضوعية للآيات المدروسة ثم في استخلاص محور السورة.
قبل أن أتناول الحديث عن الكتاب أود الإشارة إلى بعض المعلومات المقتضبة حول إسم الكتاب ومؤلفه وسنة طبعه، وكذا مصدر المؤلف.
كتاب: "التيسير في الأحاديث للتفسير" لسماحة الشيخ محمد المكي الناصري. طبع هذا الكتاب بدار الغرب الإسلامي، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى: 1405 هـ 1985 م.
هذا، وقد سبق للشيخ المكي الناصري أن تتلمذ على يد شيوخ كبار وبعضهم مغاربة وآخرون من المشرق، فخوله ذلك تلقي أبجديات الفن (التفسير)، والإطلاع على عظمة كتاب الله، وترسخت عنده القناعة بأهمية التفسير، وكان هذا بمثابة الصرح الأول العمدة في نظم الكتاب، وإضافة إلى انطلاقه مما وقف عليه من معاني ودلالات زمن إلقائه لدروس التفسير بالمساجد.
ومما أثار انتباهي وأنا أقلب صفحات مقدمة الكتاب، هذا الإختلاف الحاصل في تسمية الكتاب، إذ عثرت له على عناوين عرف بهما المؤلف، فالطبعةالموجودة بالأسواق سجلت بعنوان: "التيسير في أحاديث التفسير، إلا أنه ذكر له تسمية أخرى تنسجم مع الصورة المؤلفة وما يرمي إليه من مقاصد، فكانت التسمية الثانية: "النهج القويم في تفسير الذكر الحكيم"، وقد رجح إحدى التسميتين على الأخرى انطلاقا من غرضه ودوافعه من التأليف، فقال: " وما دام الأسلوب الذي وقع عليه الإختيار لتحقيق هذا الغرض النبيل مستمدا ومستوحى من نص التنزيل القائل: " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مذكر" ففي إمكان قراء هذه الأحاديث أن يطلق عليها إسم (التيسير في أحاديث التفسير)، أو يطلقوا عليها بناء على ما بسطناه من مختلف الإعتبارات اسم (النهج القويم في تفسير الذكرالحكيم). فيكون الإسم الأخير يعبر عن غرض المؤلف في ضبط عملية التفسير وتأسيسه وفق قواعد عملية بعيدا عن الضعيف والمتهالك من الروايات والآراء التي لا تسند على دليل معتبر، في حين يؤول غرض التسمية الأولى إلى هدف المفسر في بسط وتيسير وبيان معاني القرآن بأسلوب يلبي حاجة العامة والخاصة منه.
إن الدارس لمقدمة "التيسير" يقف أمام سيل من الدواعي وزخم من المقاصد التي يرمي إلى تأسيسها الكاتب، فقد أدرك عظمة القرآن أثناء تلقيه التفسير عن علماء أجلاء، واستشعر عظم المسؤولية في بيان القرآن، ونشر رسالته في الآفاق.
فانطلق تحذوه الرغبة في التعريف برسالة القرآن الجامعة، وهدايته النافعة، آملا من إذاعة التفسير كل يوم للإسهام في تثقيف الشعب وإصلاح تدين العباد.
وتعلق غرضه في تحقيق هذه المقصد سلوك أقصر الطرق وأيسرها لتدبر كتاب الله، وهو ما يعبر عنه "بتيسير القرآن"، علما أنه موجه لشرائح شعبية متفاوتة في مستوى ثقافتها.
ولا يقتصر الشيخ على تيسير التلاوة والحفظ، بل الهم عنده والأولى تيسير الفهم والعلم لتحقيق العمل به، انسجاما مع مقاصد القرآن الكريم نفسه: "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر".
كما يهدف المؤلف إلى تبرئة ساحة القرآن من كل شائبة تشوبه، أو تشوب السنة الصحيحة.
ومن مقاصده أيضا: "بسط ما هو مجمل، وتقييد ما هو مطلق، وتخصيص ما هو عام، وتوضيح ما قد يعرض في فهمه من إشكال أو غموض" [1].
(يُتْبَعُ)
(/)
إننا أمام تفسير وجيز في حجمه، طريف في لغته، جديد في مقاصده، فهو لا يشاكل التفاسير التي تجعل ساحتها ميدانا للسجال الفكري، وعرض وتعداد أنواع العلوم وسرد غرائبها، بل يهدف إلى الإنطلاق من التفسير لإصلاح النفوس وتهذيبها، وهو بذالك ينم عن غرض إصلاحي تربوي، يظهر جليا انطلاقا من تنصيصه على عدم الوقوف عند حد تيسير التلاوة والحفظ فحسب، بل لابد من العمل بعد العلم والفهم.
فالشيخ المكي الناصري له قناعة راسخة بدور القرآن في إصلاح النفوس وتهذيبها وإحداث البعث المطلوب، وقد ترسخت هذه القناعة أثناء احتكاكه بالشعب إثر إلقائه لدروس التفسير، وترى ذلك ماثلا في قوله: " وكانت هذه الدروس العامة التي احتككت فيها بالشعب المؤمن احتكاكا يوميا مباشرا فرصة للتأكيد من جديد، بما يحدثه كتاب الله من تعبئة روحية وتأثير عميق، وانقلاب سريع في نفوس المؤمنين ( ... ) فكتاب الله هو الذي أحيا من المسلمين الموات ... "
إن الرجل صحب القرآن الكريم منذ عهد مبكر فاستطاع التمكن من القرآن الكريم: قراءة وتجويدا، تلقيا وتلقينا، دراسة وتدريسا، وتركت الدروس والمحاضرات التي ألقاها خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي بمساجد المحمدية وتطوان والبيضاء، الأثر البالغ في تأهيله للتفسير، وتأليف هذا الكتاب الذي بناه وفق قواعد علمية سديدة ومنهجية رشيدة، فتلمس من خلال كتابه أن الرجل له حظوة من الفهم، وزاد غير يسير من العلم.
وظف الشيخ المكي الناصري عند تفسيره للقرآن الكريم السنة النبوية، وهو في ذلك منطلق من قناعة مفادها أن السنة النبوية هي البيان للقرآن، واستعان أيضا بالقواعد الأصولية في استخراج المعاني من الألفاظ، أو إزالة الإشكال عن الآية أو غير ذلك من الوجوه ... ، وأضرب عن ذكر الخلافات المذهبية أوعرض النظريات أو تقرير القواعد العلمية التي تؤسس لعلم من العلوم أو فن من الفنون، وذلك رجاء ألا يصير التأليف على غير ما وضع له، كل ذلك أعطى للكتاب قبولا لدى العامة والخاصة، لما عرف فيه من الإختصار والتجوز، ليس بالطويل الممل ولا القصير المخل.
وأنبه في سياق الحديث عن إعراض المؤلف عن الإستطراد في ذكر النظريات العلمية إلى أن كتابه قائم على نفس القواعد العلمية التي حررتها وضبطتها تلك العلوم، إذ بدونها لا يمكن لأحد أن يضرب في علم التفسير بسهم ولا أن يفهم كتاب الله فهما صحيحا لا لغويا ولا شرعيا.
أول ما يستهل به المكي الناصري تفسيره، الشرح اللغوي لبعض المفردات المستعملة في الآيات التي هو بصدد دراستها وتفسيرها، وذلك لأجل إعانة السامع والمتلقي على الفهم، قال: في المدخل التمهيدي أدرج مسبقا ( ... ) ما يصلح أن يكون شرحا لبعض المفردات المستعملة في تلك الآيات، إعانة له على فهمها.
عند تفسيره للآيات القرآنية، قد ينهج أسلوب المقارنة بين الآيات القرآنية الواردة في نفس الموضوع، وهو بذلك يشير إلى ما يصطلح عليه " بالتفسير الموضوعي"، ونلمس هذا الأمر عنده ليس على مستوى التطبيق والتتبع للآيات ضمن التفسير فحسب، بل يظهر أن له وعي كامل بهذا المنهج على المستوى النظري، حيث يقول عند حديثه على منهجه في التفسير " ... بمقارنة الآيات القرآنية الواردة في كل موضوع موضوع، وكل ميدان ميدان، فكتاب الله من بدايته إلى نهايته كتاب واحد يفسر بعضه بعضا، ويكمل بعضه بعضا، وهو بمجموعه، وبكافة صوره يكون " وحدة " متلاحمة لا تقبل التناقض ولا تعرف الإختلاف".
والمكي الناصري رحمه الله رغم حرصه على تقديم المعاني اللغوية للآيات وإبراز دلالتها، وبذل الجهد في المقارنة بين الآيات ومحاولة افتراض وحدة موضوعية ناظمة للكل، تعترضه مشكلة ضيق الوقت المخصص في الإذاعة لإلقاء التفسير، فيعمد إلى ابتكار منهج يوفق فيه بين عرض المادة دون إخلال، والإلتزام بالوقت المحدد، فيقول: " وعندما يضيق الوقت المخصص في الإذاعة لحصة التفسير عن استيعاب القول في جميع الآيات الداخلة في نطاق الحصة أكون مضطرا إلى التركيز على قسم من تلك الآيات، وأؤجل القول في بعضها الباقي إلى أن يأتي ما يماثلها في حصة أخرى من نفس السورة، أو ما يماثلها في غيرها من السور، حتى إذا حلت المناسبة المرتقبة جمعت الآيات المتعلقة بنفس الموضوع في صعيد واحد، وتناولت السابق منها واللاحق بالتفسير الكافي والشرح الوافي، بقدر الإستطاعة،
(يُتْبَعُ)
(/)
وبذلك تكون أحاديث التفسير قد تناولت في مجموعها الجميع".
قبل البدء بالتفسيريتلى على أمواج الإذاعة ربع من القرآن الكريم، وبعد ذلك مباشرة ينتقل الشيخ المكي الناضري رحمه الله إلى تفسير هذا الربع من إملاء سماحته،وقد ارتأيت أن أدرس سورة النبأ والنازعات باعتبارهما يشكلان ربعا.
قبل بدئ التفسير يقدم المادة التي هي محور التفسير فيقول مثلا: موضوع حديث اليوم تفسير الربع الأول من الحزب التاسع والخمسين في المصحف الكريم، وبدايته قوله تعالى في فاتحة سورة "النبأ" المكية: "بسم الله الرحمان الرحيم: عما يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون"، ونهايته قوله جلا علاه في سورة النازعات المكية أيضا: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".
حين يعرض مادة التفسير لا يقف عند جميع الآيات، ولا يستطيع شرح جميع المفردات نظرا لأنه تفسير إذاعي وتناغما مع جل شرائح المجتمع، ولكل مقام مقال.
إنه انطلق في اعتماده على تفسير ربع من القرآن على القرآن نفسه حيث إنه مجزء إلى الأثمان والأرباع والأنصاف، واقتضت حكمته تعالى فيه أن يكون مقسما إلى سور تتضمن في طياتها آيات متعددة، شاءت حكمة الله أن يكون نزولها منجما حسب الوقائع والأحداث قصد تسهيل حفظه وتيسير تدبره، ويكون أدعى للانتفاع به علما وعملا.
فعلى هذا الأساس، ومراعاة لتلكم الدواعي، ارتأى المكي الناصري أن يعتمد الربع خدمة للمقاصد السابقة، وسيرا مع منحى علماء الإسلام الذين جزؤوا تلاوة المصحف إلى عدة أجزاء. إضافة إلى غرضه في شرح وبسط معاني الآيات المتلوة في الإذاعة. كما نلحظ تناسبا ما يربط بين سور المتلو، فمن ذلك أن تكون سور الربع مكية، كما هو الأمر في سورة النبأ، والنازعات المكيتان، وهذا يسلمه للقول بمحور عام يجمع بين سور الربع، وعليه فمحور هذا الربع هو البعث، قال: "في مطلع الربع، وهو فاتحة سورة "النبأ" المكية يتحدث كتاب الله مرة أخرى عن البعث "يوم الفصل"، ثم في آخر سورة النبأ تناول الآية الأخيرة منها التي تتحدث عن حسرة الكافرين، ويربط معاني هذه ببداية سورة النازعات محاولا إثبات محور يضم السور حيث يقول: بعد تناول آخر آية من سورة النبأ السالفة الذكر: "ومن هنا ننتقل إلى سورة "النازعات" المكية أيضا".
كما يومئ إلى المناسبة بين محور السورة وبعض القضايا المرتبطة به، فيقول: " وتناول كتاب الله بهذه المناسبة الحديث عن الطاغين" وعقابهم"، وقال أيضا: "ثم عرج كتاب الله على ذكر "المتقين وثوابهم".
بعد عرض قضايا السورة ومحورها، ينتخب مجموعة من الآيات التي تشتمل عليها السورة يفسرها، قال بعد فراغه من حديثه عن محور السورة وقضاياها: والآن فنقف وقفة خاصة عند بعض الآيات من هذه السورة الكريمة". فيشرع أولا في بيان المعنى اللغوي ومثاله عند كلامه على قوله تعالى: " وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا": "الماء الثجاج" هو المتتابع الصب. ثم أتبع هذا المعنى بآية في كتاب الله تشير إلى نفس المعنى: وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى في آية أخرى: "الله الذي يرسل الريح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله".
ونجده وقافا عند النصوص دون إعمال للتأويل خصوصا في بعض النصوص التي لا مجال للرأي فيها، ومثاله ما قاله عند تعرضه لقوله تعالى: "يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا"، فيذهب إلى معنى الصور بأنه البوق انسجاما مع نصوص حديثية واردة في الباب، قال: "المراد بالصور شيء يشبه البوق، سينفخ فيه يوم القيامة لدعوة الخلائق إلى ميقات جمعهم المعلوم، ولم يضف كتاب الله إلى ذكر إسمه أي بيان عنه ولا عن كيفيته، فذلك من "علم الغيب".
قد يتبادر إلى الذهن أن الرجل يكتفي بشرح الألفاظ شرحا لغويا مبسطا تعليميا، بل إنه يرجع اللفظة القرآنية إلى المفرد ثم ينطلق من المعنى الذي أفاده المفرد ليؤسس عليه معنى عاما للفظة الموظفة في سياقها القرآني. ومثال ذلك: قال: وقوله تعالى في شأن الطاغين: "لابثين فيها أحقابا" أي: ماكثين في جهنم أحقابا، والأحقاب جمع "حقب"، وهو في ذهابه إلى أن الأحقاب تجمع على "حقب" يستدل بنص قرآني من سورة الكهف: قال تعالى: لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا"، ثم يستهل في شرح معنى هذا اللفظ: "والحقب هو المدة الطويلة من الدهر، "والحقبة من الدهر تجمع على حقب وحقوب".
عند تفسيره لقوله تعالى: لابثين فيها أحقابا" تعرض للأقوال الواردة في الآية، من ذلك قول لخالد بن معدان مفاده "أن العصاة من المؤمنين إذا عذبوا بجهنم فإنهم لايخلدون فيها، وإنما يلبثون فيها مدة محدودة، ثم يفارقونها إلى الجنة بمغفرة الله ورحمة منه"، وقول آخر في الآية لقتادة، أن الطاغين "يعذبون في جهنم عذابا لا انقطاع له، بحيث كلما مضى "حقب" جاء بعده حقب آخر"، فصار المكي الناصري إلى ترجيح القول الآخير لقتادة بناء على قول ابن جرير القائل بأن الأحقاب لا انقضاء لها، وقد عضد المكي الناصري رأيه بالآية الواردة في نفس السورة وفي نفس السياق: فذوقوا فلن تزيدكم إلا عذابا"، مدعما رأيه بقول عبد الله بن عمرو: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه الآية، فهم في مزيد من العذاب أبدا".
ومما يقف عليه المطلع على كتاب "التيسير" تمكن الرجل من العربية فهو عالم بوجوه تصاريفها ملم بمعهود العرب من الكلام، عارف بمساقات كلامها، فمما يتجلى فيه إلمامه بمعهود كلام العرب تفسيره لقوله تعالى: "جزاء من ربك عطاء حسابا". قال: "أي عطاء كافيا وافيا، تقول العرب أعطاني فأحسبني"، أي: كفاني، ومنه "حسبي الله" أي: أن الله كفاني".
كما يحاول أن يوسع معاني بعض المفردات والكلمات لتصير لها دلالة عامة تستوعب الأقوال التي قيلت في القديم، وتتضمن أيضا المعاني المستحدثة، تحكمه في ذلك الرغبة في تقريب معاني بعض الأشياء المبهمة، ومراعاة التطور الحاصل في واقع الحياة ودنيا الناس، وتفاديا للتضارب والإختلاف في أقوال بعض المفسرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[21 Mar 2008, 02:43 م]ـ
أحسنت أخي عبد الحميد في التعريف بهذه القامة السامقة من أعلام المفسرين المغاربة في العصر الحديث، وتفسيره الهام المنطلق من الطريقة الموظفة للتقنية الحديثة في توصيل معاني الكتاب العزيز إلى أكبر قطاع من الناس، وهذا ما نحن في حاجة إليه وينبغي على العلماء التركيز عليه، فقيمة الكتاب لا ينكرها أحد، ولكن كم من الناس يتوصل به، بل ان الكثير من طلبة العلم لا يستطيع أخذه لظروفه وغلاء ثمنه، وقد أجدت -أخي الحبيب-في توضيح منهجه، وأهمية الطريقة التي اتبعها وهي نفسها التي انتهجها -ربما قبله- الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره البيانية، التي انتفع بها جم غفير من الناس، مع اختلاف الأسلوب طبعا، فالله نسأل أن يجعل ذلك العمل صدقة جارية في ميزان حسناتهما، وأن يكون سببا في ارتقائهما به في جنات النعيم، ونحسب لك -أيها الأخ الكريم- إسهامك في التعريف بعلماء التفسير في أرض المغرب الحبيب، فطلبة العلم في المشرق بحاجة وتشوق كبير لمعرفة الكثير عنهم، لكون غالبية هؤلاء العلماء الأفذاذ مطمورين، ولا نكاد نسمع عنهم إلا قليلا، ونحتاج إلى من يجلي لنا علمهم ومناهجهم وأبرز أقوالهم، وما تميزوا به من أعمال، وما انفردوا به من أقوال، .. الخ، وهي فرصة أن جمع الله شمل الكثير من العلماء وطلبة العلم من مشارق الأرض ومغاربها في هذا الملتقى المتميز المبارك، جزى الله خيرا كل من قام عليه، وأسهم بالخدمة فيه، فلنستفد من هذا التواصل بطرح كل مانراه هاما في مجال التفسير وعلوم القرآن الكريم عموما، والتعريف على وجه الخصوص بجهابذته من العلماء المجهولين، ومناهجهم، فلربما يوجد منهم -لإخلاصه- من يفوق من وصلنا أعمالهم علما ودراية، ومناهج متميزة، تصب في هذا الكم من التراث التفسيري العظيم، وتؤصل لحقبة تاريخية، يخلدها التاريخ ترسيخا لما يأتي بعدها وهكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهو خير الوارثين، وصلى الله وسلم على نبينا المصطفى الكريم.
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[21 Mar 2008, 08:58 م]ـ
شكرا للأخ محمد على التعليق الجميل
بالفعل مااحوجنا إلى التواصل وجزى الله تعالى خيرا القائمين على الملتقى خيرا حيث يسهرون على خدمة كتاب الله وتحقيق تواصل علمي بين رواده.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Mar 2008, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: الأستاذ عبد الحميد السراوي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أشكر لفضيلتكم تعريفكم بتفسير العلامة الراحل الشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ. و قد عملت على الترجمة له، و التعريف بتفسيره تعريفا مقتضبا على الرابط التالي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6404
محاولا فيه التعريف بأعلام الدراسات القرآنية بالمغرب الأقصى.
و لا يفوتني أن أنوه بأعمال مجموعة من الطلبة الذين أعدوا أبحاثهم تحت إشرافي عن تفسير الشيخ المكي الناصري، و نحن بصدد مراجعتها لنشرها على هذا الموقع المبارك تعميما للفائدة، و تشجيعا للباحثين الناشئين.
كما أحب أن أنوه بعمل غير مسبوق، تفرد به موقع الرابطة المحمدية للعلماء، حيث عملت إدارة الموقع مشكورة على بث التفسير الإذاعي للشيخ المكي الناصري، كما كان يذاع على أمواج الإذاعة الوطنية عقب قراءة الحزب الراتب بعد فجر كل يوم. و تجدونه على الرابط التالي:
http://arrabita.ma/coran/coran.aspx
و تفضلوا بقبوا تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[30 Mar 2008, 07:08 م]ـ
جزى الله الشيخين عبد الحميد السراوي وأحمد الضاوي خير الجزاء على هذه المعلومات القيمة، ورحم الله المترجم له وجعل ما خلف من علم في ميزان حسناته، ونفع به
ـ[محمد فال]ــــــــ[30 Mar 2008, 10:59 م]ـ
جزى الله الشيخ عبد الحميد خيرا على هذه المشاركة القيمة، وجعلها في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:01 م]ـ
شكرا للشيخ والدكتور أحمد الضاوي
والله إنها إضافات قيمة جدا أسأل الله أن يبارك لك في علمك
تصلنا عنك أخبار طيبة هنا في المغرب من طلابك أسأل الله أن ييسر فرصة للقاء بك في المغرب لنستفيد منك أكثر إن شاء الله
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:04 م]ـ
السلام عليكم
تحية خالصة إلى الأستاذ الكريم فاضل الشهري، والأستاذمحمد فال، والحمد لله الذي هيئ لنا فرصة التعارف من خلال هذا الملتقى الذي عم خيره أطراف الأرض
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Apr 2008, 08:56 ص]ـ
أحسن الله إليكما على هذه الفوئاد القيمة حول تفسير العلامة الناصري رحمه الله، وقد استفدت كثيراً من هذا الموضوع ومن موضوع أستاذنا الدكتور أحمد الضاوي وفقه الله ورابطه الذي أضافه جزاه الله خيراً.
http://arrabita.ma/coran/images/tafssir.jpg (http://arrabita.ma/commun/audio.aspx?C=C&NH=1&NQ=1&SD=1&SF=2&AD=1&AF=25)(/)
أريد أسماء الكتب التي دارت حول موضوع " التكرار اللفظي في القرآن الكريم "
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[20 Mar 2008, 08:23 م]ـ
إخواني في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن أخاكم في حاجة لعونكم
حيث إني أحتاج لأسماء الكتب التي دارت حول موضوع " التكرار اللفظي في القرآن الكريم "
وحبذا - ما أمكن - لو أرشدتموني على مواضع هذه الكتب على النت أو في المكتبات.
وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مها]ــــــــ[22 Mar 2008, 03:19 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل، هذه عناوين رسائل وردت في كشاف "الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية" جمع وإعداد: د. عبد الله الجيوسي.
1 - التكرار اللفظي في لغة الحوار القرآني -دراسة لغوية أسلوبية-
خالد قاسم حسين، إشراف سمير ستيتية - ماجستير - الأردن - جامعة اليرموك- 1999 (270 صفحة).
2 - التكرار في القرآن الكريم -دراسة بلاغية-
محمد محمود صالح قاسم، إشراف موسى ربابعة -ماجستير - الأردن- جامعة اليرموك 1998 (159 صفحة).
3 - بلاغة التكرار في القرآن الكريم
محمود عبد الحميد هوي، دكتوراه- القاهرة- جامعة الأزهر 1989.
4 - التكرار في القرآن أغراضه والحكمة منه
قدشي حسن طه صديق، إشراف الطاهر أحمد عبد القادر -ماجستير- السودان- جامعة أم درمان- 1997 - (106 صفحة).
5 - التكرار في القرآن الكريم
سلام حيدر رسن -ماجستير- جامعة البصرة- 1999.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[22 Mar 2008, 04:26 م]ـ
الأخ محمود أبو جهاد
وفقك الله تعالى لخدمة كتابه الكريم، ولعل ما أذكره لك فيه فائدة حول موضوعك:
1 ـ التكرار اللفظي في القرآن الكريم) تأليف: تركي بن الحسن الدهماني، الناشر: تركي بن الحسن الدهماني - السعودية (2006).
2 ـ كما يمكن لك أن تستفيد من كتب بديع الزمان النورسي في كتابيه: الكلمات، والمكتوبات.
3 ـ كما لك أن تستفيد أيضاً من موسوعة الجمال في القرآن الكريم الموسوعة التي فازت بجائزة الشيخ محمد متولي الشعراوي من مجمع اللغة العربية بالقاهرة هذا العام 2005م، حيث ذكر في القسم الرابع من الموسوعة: القرآن الكريم بين جمال التكرار اللفظي وروعة التكامل القصصي.
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[22 Mar 2008, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخوي الكريمين وبارك فيكما ولكما وعليكما
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[30 Mar 2008, 10:58 م]ـ
كذلك من كتب الأولين:
- ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل - ابن الزبير الغرناطي.
- درة التنزيل وغرة التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز - الخطيب الإسكافي.
- البرهان في توجيه متشابه القرآن لما فيه من الحجة والبيان - محمود بن حمزة الكرماني.
ـ[إستبرق]ــــــــ[31 Mar 2008, 01:57 ص]ـ
وهذا أيضاً لعله يفيد ...
كتاب أسرار التكرار في القرآن لمحمود بن حمزة بن نصر الكرماني
حققه عبدالقادر أحمد عطا ... الناشر دار الاعتصام القاهرة
وهو من كتب المكتبة الشاملة وإذا أردتم تنزيله في الملتقى فهو متوفر لدينا بصيغة برنامج الوورد ... أعانكم الله على كل خير
ـ[محمود أبو جهاد]ــــــــ[01 Apr 2008, 04:32 م]ـ
ما أعظم الصحبة الطيبة!! وما أعظم نفعها!!
جزاكم الله خيرا، ورزقكم علما يدوم نفعه أبدا.(/)
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل للدكتور / فاضل صالح السامرائي
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[21 Mar 2008, 07:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه حلقات بيانية من نصوص التنزيل للدكتور فاضل السامرائي
الحلقة 19
سؤال: السُرى هو السفر ليلاً فما دلالة ذكر (ليلاً) في آية الإسراء (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً (1))؟
في الحلقة الماضية تعرضنا إلى أن هناك ظرف مؤكد وظرف مؤسس. الظرف المؤسس يعطيك معلومة جديدة لم تستفدها من الجملة السابقة للظرف كأن تقول سافرت يوم الجمعة، يوم الجمعة لم تستفدها إلا بعد أن ذكرت الظرف. أولاً (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً) ليلاً: ظرف مؤكد لأن الإسراء لا يكون إلا بالليل. والتوكيد في الظروف وغير الظروف أسلوب عربي وجائز. في الصفات كقوله تعالى (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) الحاقة) هي نفخة واحدة وقال تعالى (وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ (51) النحل) الإلهين يعني اثنين. إذن عندنا تأسيس وتأكيد في الحال والصفات والظروف. إذن ليلاً هو ظرف مؤكد، هذا أمر. والأمر الآخر أن كلمة ليلاً أفادت معنى آخر غير كونها ظرف مؤكد وهو أن الإسراء تم في جزء من الليل. لما تقول سافرت ليلاً أي سافرت في هذا الوقت لا يعني أنك قضيت الليل كله لكن لما تقول سافرت الليل أي قضيت كل الليل سفراً. عندما تأتي بالألف واللام سافرت الليل أو الليل والنهار أو مشيت الليل والنهار أي كله لأن هذا جواب (كم؟). لما تقول سافرت ليلاً فهو توقيت وجواب عن متى؟ قد تكون سافرت في جزء منه، أما لما تقول سافرت الليل تكون قد استغرقته كله كما في قوله تعالى (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) الأنبياء) هذا يستغرق استغراقاً لا يفترون. (ليلاً) أفاد أن هذه الحادثة كلها، الإسراء تم في جزء من الليل وهذا دليل على قدرة الله سبحانه وتعالى أن تستغرق الرحلة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى التي تستغرق شهوراً والمعراج وما فيه كل هذا في جزء من الليل. إذن كلمة ليلاً أفادت معنيين الأول أنها ظرف مؤكد للإسراء والأمر الآخر أن هذه الحادثة استغرقت جزءاً من الليل. (أسرى بعبده) كم استغرق؟ لا نعلم. كلمة أسرى وحدها لا تدل على جزء محدد من الليل، الإسراء هو المشي بالليل فقط ولو لم يقل ليلاً لما دل على أن هذا تم في جزء من الليل. فكلمة ليلاً إذن أفادت أمرين الظرف المؤكد وأن هذه الحادثة لم تستغرق إلا جزءاً من الليل.
لا توجد كلمة زائدة في القرآن أو حشو وإنما كل كلمة لها دلالة. في القرآن يقولون حرف جر زائد وهذا مصطلح لا يعنون به الزيادة التي ليس لها فائدة وإنما وقوعها بين العامل والمعمول لغرض وهو الزيادة للتوكيد كما في قوله (وما ربك بظلام للعبيد)، هو من حيث وقوعها بين العامل والمعمول تسمى زيادة فهذا مصطلح والمعنى العام هو باقٍ لكن وقعت بين العامل والمعمول وأكّدت والتأكيد أمر موجود في اللغة وقد يستدعي السياق التأكيد فكلمة زائدة عند النُحاة لا تعني أنه ليس لها فائدة، هذا قطعاً ليس هو المقصود وإنما في الغالب تفيد التوكيد وأقول في الغالب لأنه قد تفيد الزيادة شيئاً آخر غير التوكيد.
سؤال من المقدم: الإسراء من - إلى، ألا يقتضي المنطق أن الظرف يأتي بعد (من - إلى) يعني أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليلاً؟
العامل هو أصلاً متقدم (أسرى) وبعبده وليلاً متعلقة بهذا العامل وهي معمولات لهذا العامل. يبقى الترتيب لما هو أهمّ: بدأ بالزمان (ليلاً) ثم المكان (من المسجد الحرام) كلها حصلت في جزء من الليل وهذا أمر مستغرب أنه من هذا المكان إلى ذلك المكان أن يكون في جزء من الليل، ليس مستغرباً أن تذهب من هذا المكان إلى ذلك المكان لكن المستغرب والمستبعد أن يتم ذلك في جزء من الليل لذلك هم قالوا نضرب إليها أكباد الإبل ستة أشهر ذهاباً ومجيئاً. هم لم يستغربوا من الذهاب والإياب لأنهم يذهبون ويأوبون ولكن استغربوا من الاستغراق للوقت فقط. لو لم يقل ليلاً لما فهمنا أنه تم في جزء من الليل.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 21
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال: ما الفرق بين أنزلنا ونزّلنا في آيتي سورة الأنعام (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9))؟
السؤال عن آيتين متصلتين في سورة الأنعام قال تعالى في الأولى (نزّلنا) وفي الثانية (أنزلنا)، قال تعالى (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (7) وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ (9)). عندنا نزّل (فعّل) وأنزل (أفعل)، نزّل أهم وآكد - خاصة في الاستعمال القرآني- من أنزل كما يستعمل القرآن وصّى وأوصى: يستعمل وصّى في أمور الدين وأوصى في أمور الدنيا (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) الأنعام) (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) البقرة) (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا (8) العنكبوت)، أوصى في أمور الميراث (يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ (11) النساء) لم تأت أوصى في أمور الدين إلا في موطن واحد اجتمعت الصلاة والزكاة (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) مريم). كرّم وأكرم: كرّم أوسع من أكرم، وذكرنا مرة الفرق بين استعمال نجّا وأنجا. إذن (نزّل) سيكون معناها أهمّ من (أنزل)، كيف تكون أهمّ؟ ولماذا غاير بين الصيغتين؟ قال تعالى (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ) تنزيل القرطاس يوحي بصورتين: إما أن ينزل القرطاس وحده من السماء ثم يأتي إلى يد الرسول وإما أن ينزل به ملك ثم يسلمه للرسول. إذن تنزيل القرطاس وحده أعجب، أن ينزل القرطاس من السماء ثم يأتي بنفسه ليد الرسول عجيب، الملك عاقل. (وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا) سيكون أمرين: قرطاس وحده عجيب أن ينزل أو ينزل به ملك أهمّ وآكد من إنزال ملك وحده إذن كيفما أخذناها ستكون أعجب ثم قال (وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) تنزيل القرطاس أمر ظاهر أما الملك فكيف يرونه؟ تنزيل القرطاس أهمّ وآكد وأغرب من تنزيل الملك لذا قال نزّلنا وأنزلنا.
سؤال من المقدم: (وبالحق أنزلناه وبالحق نزل)؟
الفرق ليس في المرتبة، هنا عندنا فعل أنزل ونزل، أنزل فعل متعدي ونزل فعل لازم (نزل من تلقاء نفسه). وهناك فرق بين أنزل ونزّل، قسم يقولون أنزل أي كله جملة واحدة ونّزل منجماً لكن قسم من النحاة ردوا على هذا القول وقالوا ربنا تعالى قال (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً (32) الفرقان). وقسم قالوا أنزل عام ونزّل خاص. قسم قالوا عموماً أنزل يكون لما أُنزل جملة واحدة ونزّل بالتدريج ولذلك قالوا أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا دفعة واحدة.
الإنزال والتنزيل غير الإنزال والنزول التي في الآية (وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ (105) الإسراء). (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) القدر) يفرقون أنه أنزلناه من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم ينزل منجماً.
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[22 Mar 2008, 12:13 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
جزاك الله خيرا ...............
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحلقة 24
سؤال: ما معنى الآية (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ (41) الرعد)؟
قوله تعالى (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) القدامى لهم فيها تفسيران مشهوران وربما أكثر: أن نأتي البلاد (بلاد الكفر) نفتحها شيئاً فشيئاً ونلحقها بدار الإسلام، هذا أحد التفسيرين المشهورين والآخر موت العلماء (علماء الإسلام) الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها إن يمت عالم مات طرف، هذا تفسير القدامى. المحدثين لهم فيها رأيين أيضاً: الأول أن فيها إعجاز علمي أنها كروية بيضية ننقصها من أطرافها تكون كالبيضة أي ليست على طول واحد في الأطراف وإنما بعضها أقصر من بعض. والآخر أنها تنقص باستمرار تنكمش الأرض ويقل حجمها، كانت ضخمة كبيرة ثم يتبخر منها شيء من الغازات بشكل مستمر ثم تنقص من أطرافها. تنقص أي بصورة مستمرة تنكمش ويصغر حجمها شيئاً فشيئاً يخرج ما يخرج من جوفها. عندما تنقص تتبخر الغازات وتنكمش شيئاً فشيئاً والله أعلم. الخطاب في الآية عام قال تعالى (أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) الأنبياء) معناها التوجيه الأول أنه فتحها وألحقها بدار الإسلام، وفي موضع آخر قال تعالى (فهم الغالبون) الغلبة تكون للإسلام فالمراد الإسلام بموجب التعقيب، هذا التعقيب (والله يحكم لا معقب لحكمه).
سؤال: ما الفرق بين الخشية والخوف والوجل؟ (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (35) الحج) (تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (23) الزمر) (يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ (50) النحل)؟
يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (175) آل عمران). الخشية أشد الخوف، في مقام أشد الخوف، ثم هي في مقام توقع سياق مكروه فقال (فلا تخافوهم وخافون). والآية الأخرى (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ) ليس هناك توقع مكروه فقال (فاخشوهم). في توقع مكروه قال فلا تخافوهم ولما لم يكن توقع مكروه قال فاخشوهم. (قد جمعوا لكم فاخشوهم) أشد الخوف. هذه اللغة، الخشية أشد الخوف وفي بعض السياقات تحتمل الخوف الذي يشوبه تعظيم والسياق هو الذي يحدد.
الوجل يقولون هو الفزع ويربطونه باضطراب القلب تحديداً كضربة السعفة (سعفة النخل) كما قالت عائشة رضي الله عنها "الوجل في قلب المؤمن كضربة السعفة" ويقولون علامته حصول قشعريرة في الجلد. وقالوا الوجل هو اضطراب النفس ولذلك في القرآن لم نجد اسناد الوجل إلا للقلب. إما للشخص عامة (قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ (52) الحجر) أو للقلب خاصة (الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ (35) الحج) فقط أسند للقلب في حين أن الخوف والخشية لم يسندا للقلب في القرآن كله. الوجل في اضطراب القلب تحديداً (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (60) المؤمنون). وترتيب هذه الكلمات هو: الخوف، الخشية، الوجل.
سؤال: ما دلالة اختلاف التعقيب في هذه الآيات مع أن أولها واحد (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) المائدة) (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة)؟ وما الفرق بين الظالمون والفاسقون والكافرون؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نتحدث عن الفرق من الناحية اللغوية. المعروف أن الظلم هو مجاوزة الحد والكفر هو الخروج عن المِلّة، الظلم قد يكون درجات حتى يصل إلى الكفر قال تعالى (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (254) البقرة). الكفر الخروج عن المِلّة وقد يكون هناك مسلم ظالم، الظلم درجات في المجاوزة قد لا يصل إلى درجة الكفر وقد يتدرج حتى يصل إلى الكفر وقال تعالى (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) لقمان) هذا الظلم، الظلم إذن له مراتب أعلاها الكفر.
الفسق هو الخروج عن طاعة الله تعالى وله مراتب. مأخوذة من فسقت الرطبة أي خرجت من قشرتها، (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ (50) الكهف) أي خرج عن الطاعة. الفسق درجات أيضاً وله مراتب حتى يصل إلى الكفر، قال تعالى (كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (67) التوبة) (وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) النور) (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا (16) الإسراء) أي خرجوا عن الطاعة. يستوي الظالم مع الفاسق في الخروج عن الطاعة لكن الظلم أكثر ما يتعلق بالآخرين والفسق أعمّ. الظلم أخذ حقوق الغير والفسق عام، وكل ظالم فاسق وليس كل فاسق ظالم. الظالم فاسق قطعاً لكن ليس كل فاسق ظالم لغيره قد يكون ظالماً لنفسه إذن الفسق أعمّ. إبليس فاسق وبالفسق وصل إلى مرتبة الكفر. ووصف الله تعالى الكفار بأنهم فاسقون وظالمون. الظلم مراتب قد يصل إلى الكفر والفسق له مراتب قد يصل إلى الكفر. وأحياناً الفسق ليس فيه كفر (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ (197) البقرة).
ربنا تعالى ذكر الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله ووصفه مرة بالكفر (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة) ومرة بالظلم (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) المائدة) ومرة بالفسق (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (47) المائدة) وهو لا يخرج عن واحد من هؤلاء. ترتيب الصفات: الظلم ثم الفسق ثم الكفر. فالذي لا يحكم بما أنزل الله هو قطعاً أحد هؤلاء، لكن هل هو كافر؟ لكن نرى ما هو الداعي الذي دعاه حتى لا يحكم بما أنزل الله ليس بالضرورة أن يكون الكفر هو الذي دعاه لعدم الحكم، هل أراد أن يحابي أحداً؟ (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45) المائدة) لِمَ لم يحكم واشتكى للحاكم والحاكم حكم محاباة لشخص لا يكون كافراً ولكنه يكون ظالماً وهذه درجة من درجات الكفر. الذي لا يحكم بما أنزل الله هو قطعاً أحد هؤلاء وحتى تشمل جميع حالات ترك الحكم فقد يكون الذي دعاه إلى أمر آخر لا يخرجه عن المِلّة ولكن لسبب أقوى منه لكنه في كل الحالات لا يخرج عن كونه إما فاسقاً أو ظالماً أو كافراً.
الظلم قد يصل إلى الكفر وكل حالة تقدّر بقدرها. أهل الفقه أعلم بهذا لكن من حيث اللغة أن الذي لا يحكم بما أنزل الله هو أحد هؤلاء قطعاً وهي تشمل جميع الحالات التي ليس فيها عدل لأنه قد يكون هناك سبب دعاه إلى عدم الحكم بما أنزل الله، وقد يكون فيها ظالماً. ومن لم يحكم بما أنزل الله يكون ظالماً وفاسقاً وطافراً حتى تشمل الآيات جميع الحالات ذكرها والذي يفعل هذا لا يخرج عن أحد هذه، وقد يصل إلى الكفر.
(يُتْبَعُ)
(/)
كيف نفرّق بين الظالم والفاسق وكلاهما فيه مجاوزة للحد؟ الفاسق أعمّ من الظالم وليس بالضرورة أن يتعلق بظلمه للآخرين فالإنسان إذا لم يصلي ولم يصم يكون ظالماً لنفسه ويقال عليه فاسق وليس ظالماً بمعنى الظلم أن ظالم لغيره. الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً) وملكة سبأ قالت (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي (44) النمل) وآدم وحواء عندما أكلا من الشجرة قالا (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا (23) الأعراف) فالفسق أعمّ. وأهل الفقه هم الذين يرتبون هذه الصفات الثلاث.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Mar 2008, 05:00 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Mar 2008, 06:20 م]ـ
شكرا لك
وبارك الله فيك
وأحسن إليك
وجوزيت خيرا
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[23 Mar 2008, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة 25
سؤال: ما الفرق بين الاجتهاد والتأويل والتفسير؟
الاجتهاد هو بذل الجهد والوسع في الوصول إلى الحكم في طلب الأمر. إجتهد أي بذل جهده للوصول إلى الحكم. يقولون المراد بها رد القضية التي تعرض للحاكم الذي يفتي بالقضية ويصل بها إلى الحكم الصحيح ويردّها عن طريق القياس إلى الكتاب والسُنّة ولا يقول من رأيه ويقول أنا اجتهدت. هنك شروط للمجتهد، ماذا ورد في الكتاب والسُنّة يحاول القياس عليها ويستخلص الحكم. الاجتهاد إذن بذل الجهد للوصول إلى الحكم (الحكم الشرعي) في رد الأمر عن طريق القياس إلى الكتاب والسُنّة ولا يرده إلى رأيه مباشرة. يُسأل ما حكم هذه؟ فالإجتهاد بذل الوسع والجهد في طلب الأمر للوصول إلى الحكم الصحيح عن طريق القياس بردّه إلى الكتاب والسُنّة فينظر ماذا ورد في الكتاب والسُنّة في أمر مشابه للمسألة فمثلاً يقيس حكم المحدرات على حكم الخمر.
التأويل هو نقل ظاهر اللفظ إلى دلالة أخرى. ظاهر اللفظ شيء وأنت تنقله إلى شيء آخر لسبب من الأسباب. سورة النصر مثلاً تأويلها عند ابن عباس أنها نعي رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا أمر غير مصرّح به في الآية وإنما ينقله إلى معنى آخر لسبب من الأسباب. قوله تعالى (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ (7) آل عمران) هذا للمتشابه ينقل ظاهر اللفظ إلى دلالة أخرى. يقال مثلاً لشخص: في بيتك فأر، لا يقصد به الفأر الحيوان وإنما في بيتك فاسق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم سمّى الفأر بالفويسقات. وتقول لشخص: يلغ في إنائك كلب وهو ما عنده كلب أصلاً لكنك تقصد شخص يدخل على بيته فيفعل كذا. لا بد أن تكون لها قرينة تفهم منها. المتكلم يضبط ولا يتأول كما شاء وله شروط ولا يمكن لأي كان أن يأوّل كيف يشاء. تأويل الأحلام يسمى تأويلاً (هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ (100) يوسف) أوّل الشمس والقمر إلى الأبوين والكواكب للإخوة، ينقل ظاهر الأمر إلى دلالة أخرى. هذا له ضوابط يعرفها أهل العلم.
التفسير كشف المراد عن اللفظ، كشف مفردات، ما معنى هذه الكلمة؟ تفسير عبارة غير واضحة لشخص تفسرها له، آية غير واضحة تشرحها وتفسرها. إذا كان المعنى العام لا يعرفه أو لا يعرف معنى مفردات نقول يفسر القرآن.
هل لهذه الكلمات مراتب؟ أهل الشأن يذكرون ضوابط خاصة لكل واحد منهم وليس لكل واحد أن يفسر هكذا. ومن أول الضوابط التبحّر في علم اللغة ويقولون ولا تُغني المعرفة اليسيرة، ثم يذكرون أموراً تتعلق بالحديث والسُنّة وأسباب النزول.
سؤال: ما الفرق بين يغفر لكم من ذنوبكم ويغفر لكم ذنوبكم؟
(من) تبعيضية، للتبعيض أي بعضاً من ذنوبكم. بحسب السياق تغفر بعض الذنوب أو الذنوب جميعاً. لكن هنالك أمر وهو أنه لم يرد في القرآن (يغفر لكم ذنوبكم) إلا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن كله، أما (يغفر لكم من ذنوبكم) فعامّة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ولغيرهم. قال تعالى في سورة الصف (يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)) أما في سورة نوح فقال تعالى (يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى (4)). إذن (من) للتبعيض وبحسب المواقف، هل لو أنفق أحدهم درهماً
(يُتْبَعُ)
(/)
يكون كمن جهّز جيشاً؟
سؤال: في قوله تعالى (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) الضحى) لم لم يقل فآواك وهداك وأغناك؟ وهل الفعل آوى وهدى وأغنى هل يتعدى بنفسه؟
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل لفاضل السمرائي - (ج 1 / ص 1105)
آوى فعل متعدي بذاته (فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ (26) الأنفال) (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ (13) المعارج) (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ (69) يوسف). آوى متعدي وهدى متعدي (بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (17) الحجرات) لكن الحذف للإطلاق. يعني ألم يجدك يتيماً فآوى أي فآواك وآوى بك وآوى لك، وهذا الإطلاق لإكرام الرسول صلى الله عليه وسلم. آواك أنت (آوى بمعنى احتضن ونصر وساعد)، آواك أنت وآوى بك بالتعليم، بسببك، بما تقدمه، بما جاء به في الإسلام، آوى بك خلقاً كثيراً من اليتامى والمحتاجين بسببه، وآوى لأجله ناس يفعلون لأجل رسول الله صلى الله عليه وسلم. آواه وآوى به بما جاء في التعليمات التي جاء بها في الكتاب والسُنّة وآوى له، لأجله. ولو قال آواك تكون معنى واحداً وهذا يسمى الإطلاق والإطلاق هذا من أمور التوسع في المعنى واحد من أسبابه. والآية تحتمل المعاني الثلاثة آواك وآوى بك وآوى لك، وهداك وهدى بك خلقاً كثيراً وهدى لك.
في سورة الضحى ما قال (وما قلاك) وهذا من باب الإكرام. قال تعالى (ما ودّعك) والتوديع يكون بين المتحابين فلما قال ما ودّعك يعني كما يفعل المُحِبُّ لحبيبه لكن ما قال له وما قلاك لأنه أراد أن يكرّمه. لا تقول لأحد أنا لم أشتمك ولم أسبك ولا تواجهه وإنما تقول أنا لم أشتم وهذا إكرام له أكثر من أن يواجهه بفعل السوء لأن القلى يكون بين المتباغضين بخلاف التوديع فيكون بين المتحابين. فلا يقول وما قلاك إكراماً له صلى الله عليه وسلم فقال (وما قلى). إذن هو إكرام في ذِكر المفعول به في التوديع (ما ودعك) وفي حذف المفعول به في القلى (وما قلى) إكراماً وإجلالاً له من أن يناله الفعل. الحذف (وما قلى) فيه إكرام للرسول صلى الله عليه وسلم وذكر المفعول في ودّعك إكرام له.
أما في الآية (ألم يجدك يتيماً فآوى) الإيواء والهداية والإغناء (أغناك وأغنى بك وأغنى لك) أفعال متعدية وتكون هنا للإطلاق (فآوى، فهدى، فأغنى).
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[25 Mar 2008, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل لفاضل السمرائي - (ج 1 / ص 1139)
الحلقة 26
سؤال: ما الفرق بين الآيتين (قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) سبأ) و (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ (35) هود)؟ وما دلالة نسب الإجرام للمؤمنين والعمل لغير المؤمنين؟
آية سبأ (قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)) هي في سياق الدعوة والتبليغ والمحاجّة وهذا من باب الإنصاف في الكلام حتى يستميلهم يقول نحن لا نُسأل عما أجرمنا إذا كنا مجرمين كما لا تُسألون أنتم عن إجرامنا إذا كنا كذلك. أراد أن يستميل قلوبهم فقال (عما تعلمون) هذا يسموه من باب الإنصاف في الدعوة، غاية الإنصاف لا يريد أن يثيره خاصة في باب التبليغ يريد أن يفتح قلبه بالقبول وإذا قال تجرمون معناه أغلق باب التبليغ. وقال قبلها (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (24)) هذا في باب الدعوة وفي باب التبليغ يجعله في باب الإنصاف في الكلام حتى لا يغلق الباب وهذا غاية الإنصاف. لأن السياق في سورة سبأ هو في سياق الدعوة (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ (22)) (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ (24)) (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26)) يريد أن يستميل قلوبهم وألا يغلق الباب فقال لهم كذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
في حين في آية سورة هود (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ (35) هود) هذه في قصة سيدنا نوح عليه السلام (قل إن افتريته فعلي إجرامي) لأن الذي يفتري على الله تعالى مجرم (قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ) إذا أنتم نسبتم إليّ الافتراء ولست كذلك أنتم مجرمون بحقي إذا نسبتم الإفتراء إليّ أني أفتري على الله وأنا لست كذلك فأنتم مجرمون بحقي إذن وإن افتريته فأنا مجرم (فعلي إجرامي) وإن لم أكن كذلك فأنتم نسبتم الافتراء إليّ وأنا بريء من ذلك فأنتم إذن مجرمون بحقي.
المقصود بتجرمون نسبة الافتراء إلى نبي الله هذا هو إجرام القوم في حقه، هذا أمر. والأمر الآخر قال (فعلي إجرامي) واحد وقال (تجرمون) جمع كثير وفيه استمرار لأنهم هم نسبوا إليه أمراً واحداً (افتريته) افترى الرسالة، افترى الكلام (فعلي إجرامي) لكن هم مستمرون إجرامهم كثير مستمر هذا قيل في باب غلق الدعوة لما قال له ربه تعالى (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) هود) هنا مفاصلة وليس كتلك الآية السياق الذي فيها محاجّة يأمل أنهم يعودوا فيستميل قلوبهم، هذا انغلق هنا (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ) انتهت المسألة وصارت مفاصلة لأنه غلق باب الدعوة والتبليغ. (مما تجرمون) أي الإجرام المستمر من السابق وإلى الآن فتبقوا مجرمين إلى أن يهلككم ربكم لذا قال (تجرمون) ولم يقل من إجرامكم لأنه ليس إجراماً واحداً. ما يفعلونه من المعاصي هو إجرام مستمر لكن كلام نوح عليه السلام كان منصباً على الافتراء (إن افتريته).
الواو في قوله تعالى (وأنا بريء) هي عطف جملة على جملة.
مع الرسول صلى الله عليه و سلمقال (عما أجرمنا) هذا من باب الإنصاف كما أنت تتكلم مع شخص لا تريد أن تثيره فتقول: قد علِم الله الصادق مني ومنك وإن أحدنا لكاذب، هذا غاية الإنصاف لا تقول له أنت كاذب. الرسول صلى الله عليه و سلميريد أن يفتح القلوب ويستميلها لا أن يغلقها هذا يسمى غاية الإنصاف في الكلام.
سؤال: ما دلالة التقديم والتأخير لكلمة رجل في الآيتين (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى (20) يس) و (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى (20) القصص)؟
الآية الأولى في سورة يس والأخرى في سورة القصص في قصة موسى عليه السلام. (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) يعني هو فعلاً جاء من أقصى المدينة أي من أبعد مكان فيها. (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) ليس بالضرورة ذلك وإنما تحتمل هذا المعنى وغيره. تحتمل أنه فعلاً جاء من أقصى المدينة وتحتمل لا هو من سكان تلك الأماكن البعيدة لكن ليس مجيئه من ذلك المكان ليس بالضرورة. كما تقول جاءني من القرية رجال تعني أن المجيء من القرية، جاءني رجال من القرية أي قرويون هذا يحتمل معنيين في اللغة، هذا يسمونه التعبير الاحتمالي. هناك نوعين من التعبير تعبير قطعي وتعبير احتمالي يحتمل أكثر من دلالة والتعبير القطعي يحتمل دلالة واحدة. لما تقول جاءني رجال من القرية تحتمل أمرين الرجال جاءوا من القرية أي مجيئهم من القرية وجاءني رجال من القرية احتمالين أن المجيء من القرية وتحتمل أنهم رجال قرويون ولكن ليس بالضرورة أن يكون المجيء من القرية. كما تقول: جاءني من سوريا رجل يعني رجل سوري وجاءني رجل من سوريا ليس بالضرورة أن يكون جاء من سوريا، جاء من سوريا رجل يعني جاء من سوريا. وجاء من أقصى المدينة رجل يعني جاء من أقصى المدينة، أما جاء رجل من أقصى المدينة ليس بالضرورة فقد يكون من سكان الأماكن البعيدة، مكانه من أقصى المدينة لكن ليس بالضرورة أن المجيء الآن من ذاك المكان وقد يكون من مكان آخر ..
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤال من المقدم: تعقيب الآية في سورة يس (قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20)) أما في القصص فالتعقيب (فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) المجيء في سورة يس أهم لذا قال (رجل يسعى) جاء لتبليغ الدعوة وإشهار الدعوة وأن يعلن ذلك أمام الملأ مع أنهم كلهم ضد على أصحاب يس، على الرسل وهناك في القصص جاء ليسرّ في أذن موسى عليه السلام كلاماً (إن الملأ يأتمرون بك). هذا إسرار أما ذاك فإشهار، ذاك تبليغ دعوة وهذا تحذير. في قصة يس أن القرية كلها ضد الرسل (إن لم تنتهوا) موسى لم يقل له أحد هذا. في يس كان إشهار الدعوة خطر على الشخص تحتاج إلى إشهار لكن عاقبتها خطر على الشخص. في القصص ليس كذلك لأنه ليس هناك ضد لموسى عليه السلام فلما كان الموضوع أهم وإن موضوع الدعوة لا يعلو عليه شيء والتبليغ لا يعلو عليه شيء وهو أولى من كل شيء قال (من أقصى المدينة رجل يسعى) يحمل هم الدعوة من أقصى المدينة ويسعى ليس متعثراً يخشى ما يخشى وإنما وقال يسعى لتبليغ الدعوة وليس مجيئاً اعتيادياً هكذا لكنه جاء ساعياً. ذاك جاء ساعياً أيضاً لأمر مهم لكنه أسرّ إلى موسى عليه السلام ولهذا جاء التقديم والتأخير بحسب الموضوع الذي جاء من أجله. فلما كان الموضوع أهمّ قدّم (جاء من أقصى المدينة) يحمل هم الدعوة. وفي الموضوع الآخر أخّر.
سؤال من المقدم: الجُمَل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات، صفة رجل يس يسعى لذا عدد القرآن بعض أقواله ومناقبه أما رجل القصص؟ يحتمل أن شبه الجملة (من أقصى المدينة) أن يكون صفة و (يسعى) صفة ثانية هو كونه من أقصى المدينة فتكون صفة، يحتمل أن الجار والمجرور صفة ويسعى صفة ثانية. كلمة يسعى بعد المدينة وبعد رجل، كلمة (رجل) كلاهما نكرة. جملة (يسعى) صفة في آية يس وفي القصص (يسعى) صفة للرجل وليست للمدينة. كلمة رجل في الحالتين نكرة فجملة يسعى في الآيتين صفة. يسعى صفة للرجل في الحالتين.
سؤال: تكررت كلمة قميص في قصة يوسف عليه السلام ثلاث مرات وكان للقميص دور بارز في القصة (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ (18)) (وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ (25)) (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي (93)) فما دلالة وجود القميص ثلاث مرات في القصة؟
لم أتبين القصد من السؤال لكن في ذهني ملاحظات أقولها في هذه المسألة لعلها تكون جواباً عن السؤال أو جزءاً من الجواب الذي يبتغيه السائل. أولاً ثلاث مرات استعمل القميص بيّنة في ثلاثة مواضع: استُعمِل بيّنة مزوّرة في قوله (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) هذه بينة مزورة وليست بيّنة صحيحة (بدم كذب) جاءوا يستدلون على قولهم أن الذئب أكله بالقميص الذي عليه دم كذب. هذه البيّنة مزوّرة، إذن استعمله أولاً بينة مزورة. واستعمله مرة أخرى بيّنة صحيحة للوصول إلى براءة يوسف (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ) إذن الأولى كانت مزورة والثانية بيّنة صحيحة للاستدلال على البراءة. والبيّنة الثالثة استعمل بيّنة صحيحة للدلالة على أن يوسف لا يزال حياً (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا) كانت بشرى لوالده وسبب لردّ بصره. بينة صحيحة في قميص يوسف وفي الرائحة تستعمل الآن بيّنة الكلاب البوليسية تستعمل للاستدلال على الرائحة. ليس بالضرورة أنه القميص الأول لكن يعقوب عليه السلام يعرف رائحة ابنه. وردت قميص ثلاث مرات واستعمل في كل مرة بيّنة، ثلاث بينات: بينة مزورة وبينة صحيحة للوصول إلى الحكم وبينة صحيحة للاستدلال على أن يوسف لا يزال حياً.
الأمر الآخر أنه استُعمل بداية لحزن يعقوب (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) ونهاية حزنه (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا). واستعمل ثلاث مرات في ثلاث مراحل من حياة يوسف عليه السلام: وهو صغير (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ). إذن استعمل القميص بيّنة في ثلاث مواضع واستعمل لثلاث مراحل زمنية معاشية في حياة يوسف: المرحلة الأولة مرحلة رميه في الجب (وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) صيّرته مملوكاً وعاش غريباً مع غير أهله، المرحلة الوسطى سجنه بعد الحادثة مع امرأة العزيز دخل مرحلة أخرى
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو السجن وهذه المرحلة لما بلغ أشدّه وصارت معيشة أخرى غير النمط الأول، والمرحلة الثالثة جمع شمله بأهله وسعادتهم أجمعين. إذن ثلاث مراحل الأولى عندما أصبح مملوكاً وفراقه عن أهله والثانية عندما صار سجيناً والثالثة اجتماعه بأهله.
هناك مسألة لما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون، إذن رائحة يوسف في القميص وهذا أمر ثابت أن لكل إنسان له رائحة خاصة لكن لا يميزها كل الناس وإنما تميزها الكلاب البوليسية. ثم من الناس من إذا عصبت عينيه تعطيه قميصاً تسأله لمن؟ يقول لفلان ويعرفه من الرائحة. وأذكر أن أحجهم أخبرني أن زوجة أخيه يغسلون ملابس العائلة كلها في الغسالة ويعصبون عيونها ويقولون استخرجي ملابس زوجك تشتمها وتجمع ملابس زوجها بعد غسلها وقالوا هي أشد من الكلاب البوليسية. إذن إني لأجد ريح يوسف وهذه مسافة طويلة وهذا يحصل. التمساح يشم رائحة الفريسة من كيلومترات. فإذن هذا أمر إشارة إلى أن لكل إنسان رائحة تصح وتصلح للحكم والاستدلال ونحن نستعملها للاستدلال.
هناك أمر آخر الملاحظ الموافقات في قصة يوسف: القميص ذُكِر في ثلاث مواطن والرؤى ثلاثة: رؤيا يوسف وهو صغير (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) يوسف)، رؤيا السجينين ورؤيا الملك. إذن القمصان ثلاثة والرؤى ثلاثة والرحلات إلى يوسف ثلاثة: الرحلة الأولى لما جاءوا يستميرون يوسف ليأخذوا الميرة (وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ (58)) والرحلة الثانية لما جاءوا بأخيهم واستبقاه عنده (وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ (69)) والمرحلة الثالثة لما قالوا (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ (88)). إذن ثلاث رحلات. القمصان ثلاثة والرؤى ثلاثة والرحلات ثلاثة من حيث العدد، هذا من الموافقات. الرؤى متغيرة ليست نفسها لأن الرائي ليس واحداً وإنما هي رؤى مختلفة والقميص ليس واحداً وإنما متغير أيضاً قميص وهو صغير وقميص لما بلغ أشده وقميص أرسله إلى أبيه.
سؤال: ما الفرق بين الآيتين (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) البقرة) و (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69) المائدة) في رفع ونصب الصابئين وما دلالة التقديم والتأخير؟
في المائدة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (69)) وفي البقرة (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62)). النصب ليس فيه إشكال وإنما الرفع هو الذي كثيراً ما يُسأل عنه. النصب معطوف على منصوب. الرفع في آية سورة المائدة من حيث الناحية الإعرابية ليس فيه إشكال عند النحاة لأنهم يقولون على غير إرادة (إنّ)، على محل إسم إنّ. في الأصل إسم إنّ قبل أن تدخل عليه مرفوع فهذا مرفوع على المحل أو يجعلوه جملة: والصابئون كذلك. لكن لماذا فعل ذلك حتى لو خرّجناها نحوياً؟ هي ليست مسألة إعراب فالاعراب يخرّج لأنه يمكن أن نجعلها جملة معترضة وينتهي الإشكال. لكن لماذا رفع؟ (إنّ) تفيد التوكيد معناه أنه قسم مؤكّد وقسم غير مؤكد. (الصابئون) غير مؤكد والباقي مؤكد لماذا؟ لأنهم دونهم في المنزلة، أبعد المذكورين ضلالاً، يقول المفسرون أن هؤلاء يعبدون النجوم. صبأ في اللغة أي خرج عن المِلّة، عن الدين. فالصابئون خرجوا عن الديانات المشهورة. وهم قسمان وقسم قالوا إنهم يعبدون النجوم
(يُتْبَعُ)
(/)
وقسم متبعون ليحيى عليه السلام فهما قسمان. هؤلاء أبعد المذكورين والباقون أصحاب كتاب، الذين هادوا أصحاب كتاب عندهم التوراة والنصارى عندهم كتاب الإنجيل والذين آمنوا عندهم القرآن الصابئون ما عنجهم كتاب ولكن قسم من الصابئين يقولون عندهم كتاب لكن بالنسبة لنا هم أبعد المذكورين ضلالاً ولذلك هم دونهم في الديانة والاعتقاد ولذلك لم يجعلهم بمنزلة واحدة فرفع فكانوا أقل توكيداً. (إنّ) للتوكيد. نقول محمد قائم ونقول إن محمد قائم هذه أقوى. هي من دون توكيد ليست مؤكدة لأنهم دون هؤلاء.
لماذا لم يأت بها مرفوعة ووضعها في نهاية الترتيب؟ هنا ندخل في مسألة التقديم والتأخير وليست في مسألة المعنى. وهي ليست الآية الوحيدة التي فيها تغيّر إعرابي. في آية التوبة (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (3) التوبة) ما قال ورسولَه مع أنه يمكن العطف على لفظ الجلالة الله، لم يعطف على إسم الجلالة وإنما عطف على المحل أي (ورسوله بريء) لأن براءة الرسول صلى الله عليه و سلمليست ندّاً براءة الله تعالى ولكنها تبع لها وليست مثلها، براءة الله تعالى هي الأولى ولو قال ورسولَه تكون مؤكدة كالأولى فإشارة إلى أن براءته ليست بمنزلة براءة الله سبحانه وتعالى وإنما هي دونها فرفع على غير إرادة (إنّ). حتى في الشعر العربي:
إن النبوةَ والخلافةَ فيهم والمكرماتُ وسادةٌ أطهارُ
قال المكرماتُ ولم يقل المكرماتِ لأن هؤلاء السادة لا يرتقون لا إلى النبوة ولا إلى الخليفة. هذه الدلالة موجودة في الشعر ففهمها العرب.
يبقى السؤال حول التقديم والتأخير في الترتيب: آية المائدة قال (والصابئون والنصارى) وآية البقرة (والنصارى والصابئين). في المائدة قدّم ورفع الصابئين أنه ذمّ النصارى في المائدة ذماً فظيعاً على معتقداتهم، تكلم على عقيدة التثليث جعلهم كأنهم لم يؤمنوا بالله وكأنهم صنف من المشركين (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ (72)) (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (74)) لما كان الكلام على ذم العقائد عقيدة النصارى أخّر النصارى حتى تكون منزلتهم أقل وقدّم الصابئين مع أنهم لا يستحقون وأخّر النصارى لأنه ذمّ عقيدتهم.
سؤال من المقدم: ما اللمسة البيانية في الترتيب؟ التقديم والتأخير بين الصابئين والنصارى إذا كان كما يقولون الصابئون هم التابعون للنبي يحيى عليه السلام فهو معاصر للمسيح والمسيح ليس بينه وبين الرسول صلى الله عليه و سلمنبي، هم زمنياً بعد الذين هادوا وقبل المسيح مع أنهم في عصر واحد لأن يحيى أسبق من المسيح. النصارى معطوفة على المنصوب لأنه هو الأصل (لا تظهر عليها علامة الإعراب لأنه إسم مقصور) وهذا الأرجح وليس فيه إشكال أن تكون الصابئون مرفوعة وليس بالضرورة أن يكون العطف على الأقرب. أخّر النصارى في المائدة لأنه ذمّ عقيدتهم وفي البقرة لم يذم العقيدة ووضع الصابئين في آخر المِلل.
سؤال: ما الفرق بين قوله تعالى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) الشورى) و (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) لقمان)؟
في لقمان قال (إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وفي الشورى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) زاد المغفرة على الصبر. أيها الأصعب على الإنسان أن يصبر أو يصبر يغفر إذا أُوذي؟ أن يصبر ويغفر أصعب لذلك أكّد (إن ذلك لمن عزم الأمور) لما زاد الثقل على الإنسان أكّد وقال (إن ذلك لمن عزم الأمور) أما في لقمان كان صبراً فقط. لما صبر وغفر أكّد باثنين (إنّ واللام) وفي لقمان صبر واحد فأكّد بواحد (إنّ).
أسئلة المشاهدين خلال حلقة 17/ 5/2007م:
(يُتْبَعُ)
(/)
هل كان الأنبياء يتكلمون باللغة القرآنية الفصحى؟ وهل الصحابة كانوا يتكلمون اللغة العربية الفصحى؟
لِمّ عبّر الله تعالى عن الإخوة في رؤيا يوسف عليه السلام بالكواكب دون النجوم (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) يوسف)؟ ولِمَ قدّم الكواكب على الشمس والقمر مع أن المعهود أن يؤخرهما (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ (12) النحل)؟
ما توجيه الآيتين في سورة يوسف (فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ (70) يوسف) (قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ (72) يوسف) وما الفرق بين السقاية والصواع؟
ما المقصود بـ (توعدون) في الآية (وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) الذاريات) هل هي تعني الجنة والنار في السماء؟
يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي؟
متى يأتي الضر قبل النفع في القرآن؟
ما الفرق بين أنزل ونزّل؟
هل البيّنات جمع تكسير لكلمة بيّنة؟ البينات جمع مؤنث سالم. في سؤال سابق عن جاءهم البيانت وجاءتهم البينات أجبت أن هناك جمع تكير؟ قلنا أن الملائكة جمع تكسير. جمع المؤنث السالم إذا كان المؤنث حقيقياً أي له ذكر من جنسه مثل بنات فإذا كان متصلاً بالفعل يؤنّث وإذا انفصل يجوز التذكير والتأنيث. المؤنث غير الحقيقي يجوز الوجهان. إذا كان مؤنثاً حقيقياً أي ما له مذكّر من جنسه مثل (بنات، طالبات) المؤنث المجازي مثل شجرات، بيّنات. بيّنات مؤنث مجازي فيجوز في فعله التذكير والتأنيث. نسوة ليست جمع مؤنث سالم هذا جمع تكسير، نسوة أصلاً هو إسم جمع (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ (30) يوسف). لو كان مؤنث حقيقي نقول جاءت الطالبات فإذا جاء أي فصل يجوز التذكير والتأنيث (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ (10) الممتحنة) جاء فصل بالضمير (كم) وقسم من النحاة يذهب إلى أن كل الجموع يجوز تذكيرها وتأنيثها بدليل قوله تعالى (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) يونس) ويقول الشاعر: إن قومي وتجمعوا وبقتلي تحدثوا لا أبالي بجمعهم كل جمعٍ مؤنث
ما الفرق بين يخرج ومخرج في الآية (إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) الأنعام)؟
(فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) الفجر)، هل هذا دلالة على أن عذاب الله تعالى في بنائه للفعل المعلوم (فلا يعذب) للدلالة على أن عذاب الله شديد فلا يفوق عذابه أي من الأشخاص؟
(فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (24) الإنشقاق) كيف يكون التبشير بالعذاب وهو الذي يفترض أن يكون في الأمور المفرحة
(إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (29) المطففين) ثم قال (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34)) وصفهم بالجملة الإسمية ولم يقل الذين أجرموا. حوّل المؤمنين إلى صورة إسمية فما دلالة هذا الاختلاف؟
تسليط الضوء على لفظ الأولى في الآية (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (33) الأحزاب) وهل هناك ما يسمى بجاهلية أخرى غير هذه الأولى؟ وكيف كانت تتبرج النساء في الجاهلية الأولى؟
ـ[رحمة]ــــــــ[29 Mar 2008, 12:34 م]ـ
جزاك الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك(/)
دعوة (اللجنة النسائية في الجمعية العلمية للقرآن وعلومه)
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[21 Mar 2008, 08:30 م]ـ
يسر اللجنة النسائية في الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه دعوة الأخوات الكريمات عضوات الجمعية لحضور اللقاء الأول يوم الثلاثاء 17/ 3/1429هـ ـ من الساعة الخامسة إلى الثامنة مساء ـ في المقصورة مخرج (10)
برنامج اللقاء:
1ـ جلسة ودية للتعارف
2 ـ الترشيح لعضوية اللجان التابعة للجنة النسائية
الفعاليات المصاحبة:
معرض للإنتاج العلمي لأعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه
ـ[إيمان]ــــــــ[21 Mar 2008, 08:40 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة الإعلان عن هذا اللقاء للعضوات المنتسبات لهذه الجميعة المباركة ..... وجعل ما تبذلونه في خدمة كتاب الله العزيز في ميزان حسناتك ...........
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Mar 2008, 09:27 م]ـ
خطوة رائدة نفع الله بكن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Mar 2008, 09:41 م]ـ
نسأل الله لكن التوفيق والسداد.
خطوة موفقة إن شاء الله.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[28 Mar 2008, 09:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بفضل الله وتوفيقه حضور طيب وتفاعل رائع من العضوات، والضيوف، لديهن الكثير للجنة،وينتظرن الكثير من اللجنة، أشكر كل من حضر وشارك ودعم، وأسأل الله أن يوفق الجميع لخدمة كتاب الله
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Mar 2008, 11:46 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله .. خطوة رائعة في توسيع دائرة الاهتمام بالقرآن وأهله.
زادكن الله توفيقا،ونفع بكن.(/)
الكلمة و أخواتها في القرآن للدكتور أحمد الكبيسي
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[21 Mar 2008, 10:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكلمة و أخواتها في القرآن للدكتور أحمد الكبيسي
باب حرف الألف
منظومة أبّ
أب - والد
كلمة أب ووالد ومثلها كلمة أم ووالدة تدخل في نفس معنى هذه المنظومة.
أبّ: كلمة أبّ في القرآن الكريم لها معناها الخاصّ بها والذي يؤدي المعنى المطلوب في الآيات القرآنية. وكلمة أبّ تدلّ على الأبوة بحكم تربية الأب لأولاده والأبوّة هي باعتبار قدرة الإنسان على تربية أولاده ومسؤوليته عنهم ورعايته لهم وكذلك الأم تُسمّى أماً باعتبار رعايتها لأولادها وتربيتها لهم وقيامها بواجباتها نحوهم ولذا جاء في الحديث (الجنّة تحت أقدام الأمهات) ولم يقل الوالدات. والأبوّة فيها اختلاف ولا يتساوى اثنين في أبوّتهم لأبنائهم فهناك الأب الحنون والأب الظالم والأب المتسامح والأب المفرّط والأب الفوضوي وغيرهم إذن فالأبوة غير منضبطة وهي أمر خاص بكل إنسان. ويسمى كل من كان سبباً في إيجاد شيء أو صلاحه أو ظهوره أباً ولذلك سمّي النبي أبا المؤمنين ولهذا قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) ويُقال أبو الأضياف لتفقده لحالهم. ويُسمى العم مع الأب أبوين (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت فقال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وأله أبائك إبراهم وإسماعيل وإسحق إلهاً واحدا) سورة البقرة آية 133 واسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمّهم، وكذلك الأم مع الأب (وورثه أبواه) سورة النساء آية 11 والمقصود الأب والأم، وكذلك الجدّ مع الأب (واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) سورة يوسف آية 38. وكذلك تطلق كلمة أبّ على معلّم الإنسان كما في قوله تعالى (وجدنا آباءنا على أمة) بمعنى علماؤنا الذين ربّونا بالعلم (ربنا إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا) سورة آية. وفي قوله تعالى (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) إنما هو نفي الولادة وتنبيه أن التبني لا يجري مجرى البنوة الحقيقية.
ويقال في اللغة أبوت القوم إذا كنت لهم أبا.
وكما يقال للأب يقال للأم ولهذا قيل لحواء أمنا وإن كان بيننا وبينها أزمان وأجيال عديدة. واستعملت كلمة الأم في القرآن لللوح المحفوظ (وإنه في أم الكتاب) ولمكة المكرمة (ولتنذر أم القرى ومن حولها) وتُسمّى الفاتحة أم الكتاب. ومن لفظ الأم جاءت الأميّ أي كما ولدته أمه لا يقرأ ولا يكتب.
والد: كلمة والد في القرآن الكريم تعني كل من هو قادر على الإنجاب. وهي إذن باعتبار قدرة الله تعالى في الإنسان بأنه سبحانه خلق في الإنسان القدرة على الإنجاب ولا يفعل ذلك إلا ربّ. وأي رضل قادر على الإنجاب يُسمّى والداً وأي امرأة قادرة على الإنجاب تُسمّى والدة. إذن الوالدية منضبطة وفيها يتساوى كل القادرين على الإنجاب والكل ينجب بنفس الطريقة والكل متساوون من حيث كونهم والدين. وليس كل والد أبّ وليس كل والدة أم. ومن هذا المعنى لكلمة الأب والأم والوالد والوالدة نفهم الآن الحكم الشرعي في قوله تعالى (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) سورة الإسراء آية 23 و 24، لأن البِّر يجب أن يكون للوالدين الذين أنجبا مهما حسنت تربيتهما لأولادهما أو ساءت ولو قال تعالى بالأبوين إحسانا لما استحق كل الآباء والأمهات البِّر إذن الحكم الشرعي هو البر بالوالدين حتى لو لم يُحسنوا تربية الأولاد وحتى لو جاهدا أولادهم على الشرك والمعصية. وفي قوله تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) سورة لقمان آية 14 أنه عنى سبحانه الوالد الذي ولده وفي القرآن آيات كثيرة وردت فيها كلمة والد وجاء الحثّ على رعاية الوالدين بعد الإيمان بالله والتوحيد لأنهما كانا سبباً في إيجاد الأولاد ولهم عليهم حق الطاعة وإن كانوا كافرين أو جاهدوا على الكفر بالله. وفي قصة مريم علها السلام وعيسى عليه السلام قال تعالى في سورة مريم على لسان عيسى (وبرّاً بوالدتي) وجاء في آية أخرى (وأمّه صدّيقة) في وصف مريم عليها السلام لأنها أحسنت تربية عيسى عليه السلام وكانت رائعة ومتفانية في تربيته فجاء بكلمة (أم) للدلالة على ذلك. وفي قوله تعالى في سورة البلد (ووالد وما ولد) أقسم سبحانه بمطلق قدرته على جعل هذا المخلوق والداً يلد الأولاد وهذا يشمل كل من هو قادر على الإنجاب وهو لفظ أعمّ من الأبوة.
والوالدية مُطلقة وعليه فيجب البر بالوالدين ولو كانوا مشركين أما الأبوة فهي خاصة وكل أب وأم تختلف تربيتهما لأولادهما عن غيرهم.
ومما سبق نلاحظ أنه بدون التفريق بين الكلمات وأخواتها في القرآن الكريم لا يمكننا الوصول إلى حقيقة الحكم الشرعي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منظومة أبّ (الفاكهة)
أبّ - فاكهة
أبّ: تقال كلمة الأب لفاكهة الحيوان. (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا) سورة عبس آية 31. والأبّ هو المرعى المتهيء للرّعي والجزّ ويقال أبّ لكذا بمعنى تهيأ له. وكذلك القول: أبّ لسيفه إذا تهيأ لسلّه. ولم ترد هذه الكلمة في القرآن الكريم كله إلا في هذه الآية.
فاكهة: تطلق على فاكهة الإنسان. (وفواكه مما يشتهون). وفي القرآن الكريم آيتين تدلان على الفرق بين معنى الكلمتين بوضوح شديد: (وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) سورة عبس آية 31 و32. فالفاكهة جاءت دلالتها في كلمة لكم والأبّ جاءت دلالتها في كلمة لأنعامكم. وهذا الأسلوب في القرآن الكريم هو ما يُعرف في اللغة بأسلوب الطيّ والنشر. (لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ) سورة يس آية 57، (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ) سورة الرحمن آية 11، (وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ) سورة الطور آية 22، (فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة المؤمنون آية 19، (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) سورة الزخرف آية 73، والفرق بين هاتين الآيتين الأخيرتين حرف الواو في (ومنها) في آية المؤمنون لأن الكلام في السورة عن الحياة الدنيا ورزقها والإنسان يأكل من الفاكهة وقد يصنع منها شراباً أو حلويات أو غيرها أما في آية سورة الزخرف فالكلام عن الجنة وما فيها من فاكهة وفاكهة الجنة تؤكل فقط.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Mar 2008, 05:00 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Mar 2008, 06:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منظومة أبى
أبى - امتنع - رفض
أبى: أبى بمعنى امتنع لذاته (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ) سورة البقرة آية 34 وأبى تعني امتناع لا رجوع بعده وشدة الامتناع (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) سورة البقرة آية 282 بمعنى لا يمتنع امتناعاً مطلقاً بغير عذر. ومنها كلمة الأبيّ بمعنى الرجل الممتنع من تحمّل الضيم. (كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ) سورة التوبة آية 8هم قوم لم يسلموا أو يؤمنوا أبداً. (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) سورة التوبة آية 32 اتخذوا الأسباب ولكن الله متم نوره وهذه بشرى للمؤمنين أن الله متم نوره. (فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا) سورة الكهف آية 77، (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا) سورة الإسراء آية 89.
امتنع: هو الامتناع بعذر معيّن وقد يعود ويوافق بعد أن امتنع. (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) سورة الحشر آية 2
رفض: ذهب بعيداً عن الشيء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Mar 2008, 06:16 م]ـ
ليتك يا أخانا الكريم أبا أميرة
تتابع نشر هذه الكلمات الرائعات
هنا في هذا المنتدى الحبيب
مشكورا مأجورا
ومن ثمة تجمعها في رابط واحد
يلمّ شملها، ويجمع شتاتها
وجزاك الله خيرا
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Mar 2008, 07:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله أفعل أخي الفاضل إن يسر الله
و الآن أنا عاكف على فهرستها على شكل كتاب إلكتروني حتى يسهل إلحاقها بالمكتبة الشاملة التي قام بتصميمها الأخ الفاضل الدكتور نافع مع حلقات لمسات بيانية للدكتور فاضل السامرائي
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[22 Mar 2008, 08:59 م]ـ
ألا ترى استاذنا الكريم ان قولك:
ولو قال تعالى بالأبوين إحسانا لما استحق كل الآباء والأمهات البِّر إذن الحكم الشرعي هو البر بالوالدين حتى لو لم يُحسنوا تربية الأولاد وحتى لو جاهدا أولادهم على الشرك والمعصية.
وقولك:
والداً يلد الأولاد وهذا يشمل كل من هو قادر على الإنجاب وهو لفظ أعمّ من الأبوة.
يحتاج إلى توضيح ففي نفسي منه شيءو ما اراه - ويحتاج إلى تصويب -أن تخصيص الوالدين هنا بالذكر فيه مزيد بيان لحقهما، وما لهما من خصوصية البر والاحسان وعدم العقوق ولو قال وبالابوين لشملهما وشمل كل أب غيرهما وعليه فلفظ الأب أعم والله أعلم
وفقك الله وأثابك
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[23 Mar 2008, 10:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل فاضل بارك الله فيك
أخي ما أنا إلا ناقل لكلام الدكتور أحمد الكبيسي و للأمانة العلمية فليس لي أن أغير أو أحذف أو أبدل شيء من كلامه
وما أنا إلا طالب علم يحبو و إن حاول القيام تعثر فلعلي أجد منكم تصويبا لما أشارك به في هذا الملتقى
ولتكن مداخلتكم فاتحة لمناقشة هذه الحلقات
و ما ذكرتم فيما يخص العموم و الخصوص بين الأب و الوالد هو الصواب
فلقد جاء في الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري عند ذكر الأب و الوالد
الفرق بين الوالد والاب): الفرق بينهما: أن الوالد لا يطلق إلا على من أولدك من غير واسطة.
والاب: قد يطلق على الجد البعيد، قال تعالى: " ملة أبيكم إبراهيم " (6).
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[25 Mar 2008, 08:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منظومة أبق
أبق - فرّ- هرب - انهزم - ولّى
أبق: لا تطلق إلا على هروب العبد من سيّده عصياناً. (إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) سورة الصافّات آية 140.
فرّ: ترك المكان الذي هو فيه خوفاً ويقال أفتر فمه عن ابتسامة بمعنى انكشفت الشفة عن الأسنان. (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) سورة الكهف آية 18، (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) سورة الذاريات آية 50، (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) سورة الشعراء آية 21، (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) سورة عبس آية 34، (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) سورة الجمعة آية 8، (قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا) سورة الأحزاب آية 16.
هرب: إذا كان الفرار بسرعة هائلة، وأن يختفي الفارّ عن عدوّه يسمى هرباً. (وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا) سورة الجنّ آية 12
هزم: لا تكون إلا إذا اصطدمت مع العدو فتغلّب عليك فكسرك يقال هزمك. ويقال هزيم الرعد لأنه يكسر. والهزيمة هي الإنكسار من العدو بعد لقائه والإصطدام معه. (فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) سورة البقرة آية 251، (جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ) سورة ص آية 11، (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ) سورة القمر آية 45.
ولّى وأدبر: يقال ولاّه دبره بمعنى انهزم (وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ) سورة طه آية 10، (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ) سورة طه آية 80، (وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) سورة الأنفال آية 16، (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا) سورة الكهف آية 18، (تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى) سورة المعارج آية 17(/)
شرح مقدمة تفسير ابن جزي للشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الأمين الشنقيطي
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Mar 2008, 11:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أقام مكتب الشئون الفنية التابع لوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بدولة الكويت دورة علمية في
شرح مقدمة تفسير ابن جزي
للشيخ الدكتور عبدالله الشنقيطي
والشيخ عبدالله هو ابن العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي صاحب أضواء البيان
تذكر الوزارة أن الدورة تميزت بالحضور الجماهيري الكثيف من الرجال والنساء، الذين أقبلوا على المحاضرات بأعداد غفيرة للاستفادة منها، كما تميزت الدورة بالتنظيم الجيد الذي اثنى عليه المحاضرون والحضور وكان سببا رئيسا في نجاحها وتحقيقها للأهداف التي نظمت من أجلها.
أقيمت هذه الدورة قبل ثمانية أشهر تقريبا في الصيف الماضي لمدة خمسة أيام من بعد صلاة المغرب وتستمر إلى ما بعد صلاة العشاء
وبتوفيق من الله عز وجل قمت برفع دروس هذه الدورة ليستفيد منها أعضاء وزوار هذا الملتقى المبارك
أسأل الله أن ينفع بها ويجزي الشيخ خير الجزاء
والآن أترككم مع الدورة:
الدرس الأول
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0036.rm
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0036.rm
الدرس الثاني
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0038.rm
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0038.rm
الدرس الثالث
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0040.rm
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0040.rm
الدرس الرابع
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0043.rm
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0043.rm
الدرس الخامس والأخير
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0045.rm
http://www.uuploadit.com/users/jabertalal/file0045.rm
الشيخ عبدالله أثناء إلقائه الدرس
http://farm4.static.flickr.com/3074/2353082868_0b8ca96d3c_o.jpg
الصورة مأخوذة من فيديو ولذا فهي غير واضحة
وهذه بيانات الدورة
http://farm3.static.flickr.com/2071/2353082872_ab79e2743a_o.jpg
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Mar 2008, 12:39 ص]ـ
اصدقوني القول: هل الشيخ وأخوه مثل أبيهما في العلم؟.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Mar 2008, 06:11 م]ـ
حفظ الله الشيخ ووفقه
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Mar 2008, 07:08 م]ـ
في الواقع المقدمة مهمة وأن يقوم بشرحها أمثال الشيخ عبد الله مما يحفز المرء على السماع والاستفادة , نفع الله بالجهود.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Mar 2008, 09:18 م]ـ
أخي أبو الحسنات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكم بمماثلة الشيخين الكريمين لوالدهما ... الله أعلم به
لكن أقول: إنهما ورثا علم أبيهما فهذا مفسر وذاك أصولي.
فالشيخان الفاضلان على قدر كبير من الإلمام بعلوم الشريعة وعلوم الآلة من اللغة والأصول وغيرهما وقد أكرمني الله بالتتلمذ على الشيخ عبد الله في مقاعد الدراسة في الكلية وفي السنة المنهجية للماجستير ثم بالإشراف علي في رسالة الماجستير فلم أر منه إلا فقها وفهما في علوم الشريعة وخصوصا في التفسير , وما أروع استنباطاته التي كان يتحفني بها, بل إن بعض التعليقات أقول فيها إن الشيخ (قد جمع مواضيع الفرآن في جمل مختصرة) وذلك من دقة فهمه حفظه الله واستحضاره لمعاني القرآن في ذهنه كل هذا مع دماثة خلق وتواضع جم, وحرقة وغيرة صادقة على واقع الأمة الإسلامية
وكذا القول في الشيخ محمد أخو الشيخ عبد الله أسأل الله أن يحفظهما وينفعنا بعلمهما ,,, آمين
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 Mar 2008, 09:25 م]ـ
حفظ الله الشيخ ووفقه
في الواقع المقدمة مهمة وأن يقوم بشرحها أمثال الشيخ عبد الله مما يحفز المرء على السماع والاستفادة , نفع الله بالجهود.
أخي أبو الحسنات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحكم بمماثلة الشيخين الكريمين لوالدهما ... الله أعلم به
لكن أقول: إنهما ورثا علم أبيهما فهذا مفسر وذاك أصولي.
فالشيخان الفاضلان على قدر كبير من الإلمام بعلوم الشريعة وعلوم الآلة من اللغة والأصول وغيرهما وقد أكرمني الله بالتتلمذ على الشيخ عبد الله في مقاعد الدراسة في الكلية وفي السنة المنهجية للماجستير ثم بالإشراف علي في رسالة الماجستير فلم أر منه إلا فقها وفهما في علوم الشريعة وخصوصا في التفسير , وما أروع استنباطاته التي كان يتحفني بها, بل إن بعض التعليقات أقول فيها إن الشيخ (قد جمع مواضيع الفرآن في جمل مختصرة) وذلك من دقة فهمه حفظه الله واستحضاره لمعاني القرآن في ذهنه كل هذا مع دماثة خلق وتواضع جم, وحرقة وغيرة صادقة على واقع الأمة الإسلامية
وكذا القول في الشيخ محمد أخو الشيخ عبد الله أسأل الله أن يحفظهما وينفعنا بعلمهما ,,, آمين
آمين
وأشكر الأخ أبوعبدالرحمن المدني على إجابته على السؤال(/)
دعوة لحضور ندوة علمية في المدينة بعنوان (عداوة الشيطان للإنسان في القرآن)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[23 Mar 2008, 09:27 م]ـ
تعقد الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (فرع المدينة المنورة) غدا ًيوم الإثنين الموافق 16/ 3/1423 هـ ندوة علمية بعنوان:
(عداوة الشيطان للإنسان في القرآن الكريم)
وسيشارك في الندوة كل من أصحاب الفضيلة:
أ. د/ عبد العزيز العبيد و د/ محمد بن عبد العزيز العواجي
وسيدير الندوة فضيلة الشيخ د/ فايز بن حبيب الترجمي
وذلك في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بعد صلاة العشاء
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[23 Mar 2008, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Mar 2008, 11:08 م]ـ
بارك الله في هذه الجهود ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Mar 2008, 12:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[25 Mar 2008, 05:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فبمناسبة نجاح هذه الندوة الطيبة، المهتمة بأحد موضوعات القرآن الكريم الهامة،
وما أسهمت الجمعية العلمية السعودية به في إقامتها، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة،
فأحيط الإخوة علما ولله الحمد بنجاح هذه الندوة الطيبة، التي أسهمت في بيان وسائل، وأسباب، ومعالجة عداوة الشيطان للإنسان،
وقد جلى المحاضران بكل اقتدار تلك المحاور، وأسهما في بيان هذه العداوة،
وقد أبدع المحاضران في استحضار الأدلة من القرآن والسنة، وأقوال العلماء، وذكر عدد كبير من المراجع المهمة التي يمكن الرجوع إليها في هذا الموضوع،
وقد زاد الندوة ضياء جهود الشيخين في البيان والتوضيح، كما ظهرت مهارة مقدم الندوة الدكتور فايز الترجمي، حفظه الله، وحضوره البارز أثناء المناوبة بين المحاضرين في الحديث.
فجزى الله الجميع خير الجزاء،
وفي نهاية الندوة استمع الجميع لمداخلات عديدة من الحاضرين، منها السؤال عن نوع الإنسان المعني بالعداوة من الشيطان، هل هو المكلف أو الجميع، و سؤال عن عبدة الشيطان الذين ظهرت بعض ممارستهم في عصرنا اليوم،
وسؤال عن هل يمكن هداية الشيطان وإسلامه؟ إلى غير ذلك من الأسئلة التي أجاب عنها المحاضران جزاهما الله خيرا.
وفق الله الجميع.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[26 Mar 2008, 06:12 م]ـ
أتذكر أن للشيخ المنجد حفظه الله شريطا في هذا الموضوع(/)
وجوب الحجاب على المرأة المسلمة والرد على الشبه الداعية إلى السفور للشيخ محمد الأمين
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 Mar 2008, 01:09 م]ـ
وجوب الحجاب على المرأة المسلمة والرد على الشبه الداعية إلى السفور للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
قال الشيخ محمد الأمين رحمه الله في كتابه أضواء البيان:
ومن الأدلّة القرءانيّة الدالَّة على الحجاب قوله تعالى وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَاء اللاَّئِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ لأن اللَّه جلَّ وعلا بيَّن في هذه الآية الكريمة أن القواعد أي العجائز اللاتي لا يرجون نكاحًا أي لا يطعمن في النكاح لكبر السن وعدم حاجة الرجال إليهن يرخص لهن برفع الجناح عنهن في وضع ثيابهنّ بشرط كونهن غير متبّرجات بزينة ثمّ إنه جلَّ وعلا مع هذا كله قال وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ أي يستعففن عن وضع الثياب خير لهن أي واستعفافهن عن وضع ثيابهن مع كبر سنهنّ وانقطاع طمعهن في التزويج وكونهن غير متبرّجات بزينة خير لهن وأظهر الأقوال في قوله أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ أنه وضع ما يكون فوق الخمار والقميص من الجلابيب التي تكون فوق الخمار والثياب فقوله جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ دليل واضح على أن المرأة التي فيها جمال ولها طمع في النكاح لا يرخّص لها في وضع شىء من ثيابها ولا الإخلال بشىء من التستّر بحضرة الأجانب وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب علمت أن القرءان دلَّ على الحجاب ولو فرضنا أن آية الحجاب خاصة بأزواجه صلى الله عليه وسلم فلا شكّ أنهن خير أسوة لنساء المسلمين في الآداب الكريمة المقتضية للطهارة التامّة وعدم التدنّس بأنجاس الريبة فمن يحاول منع نساء المسلمين كالدعاة للسفور والتبرّج والاختلاط اليوم من الاقتداء بهنّ في هذا الأدب السماوي الكريم المتضمّن سلامة العرض والطهارة من دنس الريبة غاش لأُمّة محمّد صلى الله عليه وسلم مريض القلب كما ترى واعلم أنه مع دلالة القرءان على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلّت على ذلك أيضًا أحاديث نبوية فمن ذلك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما من حديث عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إيّاكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفرأيت الحمو قال الحمو الموت أخرج البخاري هذا الحديث في كتاب النكاح في باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم الخ ومسلم في كتاب السلام في باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها فهذا الحديث الصحيح صرّح فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم بالتحذير الشديد من الدخول على النساء فهو دليل واضح على منع الدخول عليهنّ وسؤالهن متاعًا إلا من وراء حجاب لأن من سألها متاعًا لا من وراء حجاب فقد دخل عليها والنبيّ صلى الله عليه وسلم حذَّره من الدخول عليها ولما سأله الأنصاري عن الحمو الذي هو قريب الزوج الذي ليس محرمًا لزوجته كأخيه وابن أخيه وعمّه وابن عمّه ونحو ذلك قال له صلى الله عليه وسلم الحمو الموت فسمّى صلى الله عليه وسلم دخول قريب الرجل على امرأته وهو غير محرم لها باسم الموت ولا شك أن تلك العبارة هي أبلغ عبارات التحذير لأن الموت هو أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا كما قال الشاعر دخول قريب الرجل على امرأته وهو غير محرم لها باسم الموت ولا شك أن تلك العبارة هي أبلغ عبارات التحذير لأن الموت هو أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا كما قال الشاعر والموت أعظم حادث
(يُتْبَعُ)
(/)
مما يمرّ على الجبله والجبلة الخلق ومنه قوله تعالى وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاْوَّلِينَ فتحذيره صلى الله عليه وسلم هذا التحذير البالغ من دخول الرجال على النساء وتعبيره عن دخول القريب على زوجة قريبه باسم الموت دليل صحيح نبوي على أن قوله تعالى يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ عام في جميع النساء كما ترى إذ لو كان حكمه خاصًّا بأزواجه صلى الله عليه وسلم لما حذر الرجال هذا التحذير البالغ العامّ من الدخول على النساء وظاهر الحديث التحذير من الدخول عليهنّ ولو لم تحصل الخلوة بينهما وهو كذلك فالدخول عليهن والخلوة بهن كلاهما محرّم تحريمًا شديدًا بانفراده كما قدّمنا أن مسلمًا رحمه اللَّه أخرج هذا الحديث في باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها فدلّ على أن كليهما حرام وقال ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث المذكور إياكم والدخول بالنصب على التحذير وهو تنبيه المخاطب على محذور ليتحرّز عنه كما قيل إياك والأسد وقوله إياكم مفعول لفعل مضمر تقديره اتّقوا، وتقدير الكلام اتّقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء والنساء أن يدخلن عليكم ووقع في رواية ابن وهب بلفظ لا تدخلوا على النساء وتضمن منع الدخول منع الخلوة بها بطريق الأولى انتهى محل الغرض منه وقال البخاري رحمه اللَّه في صحيحه باب وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت يرحم اللَّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللَّه وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شققن مروطهن فاختمرن بها حدّثنا أبو نعيم حدّثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفيّة بنت شيبة أن عائشة رضي اللَّه عنها كانت تقول لما نزلت هذه الآية وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها انتهى من صحيح البخاري وقال ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث قوله فاختمرن أي غطّين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنّع قال الفراء كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها فأمرن بالاستتار انتهى محل الغرض من فتح الباري وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيّات المذكورات فيه فهمن أن معنى قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ يقتضي ستر وجوههن وأنهن شققن أزرهن فاختمرن أي سترن وجوههن بها امتثالاً لأمر اللَّه في قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ المقتضي ستر وجوههن وبهذا يتحقّق المنصف أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ثابت في السنّة الصحيحة المفسّرة لكتاب اللَّه تعالى وقد أثنت عائشة رضي اللَّه عنها على تلك النساء بمسارعتهن لامتثال أوامر اللَّه في كتابه ومعلوم أنهن ما فهمن ستر الوجوه من قوله وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ إلا من النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنه موجود وهن يسألنه عن كل ما أشكل عليهن في دينهن واللَّه جلَّ وعلا يقول وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ فلا يمكن أن يفسرنها من تلقاء أنفسهن وقال ابن حجر في فتح الباري ولابن أبي حاتم من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم عن صفية ما يوضح ذلك ولفظه ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن فقالت إن لنساء قريش لفضلاً ولكن واللَّه ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشدّ تصديقًا بكتاب اللَّه ولا إيمانًا بالتنزيل ولقد أنزلت سورة النور وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها ما منهنّ امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءُوسهن الغربان انتهى محل الغرض من فتح الباري ومعنى معتجرات مختمرات كما جاء موضحًا في رواية البخاري المذكورة آنفًا فترى عائشة رضي اللَّه عنها مع علمها وفهمها وتقاها أثنت عليهن هذا الثناء العظيم وصرّحت بأنها ما رأت أشدّ منهن تصديقًا بكتاب اللَّه ولا إيمانًا بالتنزيل وهو دليل واضح على أن فهمهنّ لزوم ستر الوجوه من قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ من تصديقهن
(يُتْبَعُ)
(/)
بكتاب اللَّه وإيمانهن بتنزيله وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسترهن وجوههن تصديق بكتاب اللَّه وإيمان بتنزيله كما ترى فالعجب كل العجب ممن يدّعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنّة ما يدلّ على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر اللَّه في كتابه إيمانًا بتنزيله ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري وهذا من أعظم الأدلّة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين كما ترى وقال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيره وقال البزار أيضًا حدّثنا محمد بن المثنى حدّثني عمرو بن عاصم حدّثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربّها وهي في قعر بيتها ورواه الترمذي عن بندار عن عمرو بن عاصم به نحوه. وقد ذكر هذا الحديث صاحب مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وهذا الحديث يعتضد بجميع ما ذكرنا من الأدلّة وما جاء فيه من كون المرأة عورة يدلّ على الحجاب للزوم ستر كل ما يصدق عليه اسم العورة ومما يؤيّد ذلك ما ذكر الهيثمي أيضًا في مجمع الزوائد عن ابن مسعود قال إنما النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرّين بأحد إلا أعجبتيه وإن المرأة لتلبس ثيابها فقال أين تريدين فتقول أعود مريضًا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها ثم قال رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. ومثله له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي فيه، ومن الأدلّة الدالَّة على ذلك الأحاديث التي قدّمناها الدالَّة على أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المساجد كما أوضحناه في سورة النور في الكلام على قوله تعالى يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاْصَالِ رِجَالٌ والأحاديث بمثل ذلك كثيرة جدًا وفيما ذكرنا كفاية لمن يريد الحقُّ فقد ذكرنا الآيات القرءانيّة الدالَّة على ذلك والأحاديث الصحيحة الدالَّة على الحجاب وبيَّنا أن من أصرحها في ذلك آية النور مع تفسير الصحابة لها وهي قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فقد أوضحنا غير بعيد تفسير الصحابة لها والنبيّ صلى الله عليه وسلم موجود بينهم ينزل عليه الوحي بأن المراد بها يدخل فيه ستر الوجه وتغطيته عن الرجال وأن ستر المرأة وجهها عمل بالقرءان كما قالته عائشة رضي اللَّه عنها وإذا علمت أن هذا القدر من الأدلّة على عموم الحجاب يكفي المنصف فسنذكر لك أجوبة أهل العلم عمّا استدلّ به الذين قالوا بجواز إبداء المرأة وجهها ويديها بحضرة الأجانب، فمن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث خالد بن دريك عن عائشة رضي اللَّه عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفّيه وهذا الحديث يجاب عنه بأنه ضعيف من جهتين:
الأولى هي كونه مرسلاً لأن خالد بن دريك لم يسمع من عائشة كما قاله أبو داود وأبو حاتم الرازي كما قدّمناه في سورة النور.
الجهة الثانية أن في إسناده سعيد بن بشير الأزدي مولاهم قال فيه في التقريب ضعيف مع أنه مردود بما ذكرنا من الأدلّة على عموم الحجاب ومع أنه لو قدر ثبوته قد يحمل على أنه كان قبل الأمر بالحجاب ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث جابر الثابت في الصحيح قال شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكّئًا على بلال فأمر بتقوى اللَّه وحثّ على طاعته ووعظ الناس وذكّرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكّرهن فقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لِمَ يا رسول اللَّه قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطهن وخواتمهن اه هذا لفظ مسلم في صحيحه قالوا وقول جابر في هذا الحديث سفعاء الخدّين يدلّ على أنها كانت كاشفة عن وجهها إذ لو كانت محتجبة لما رأى خدّيها ولما علم بأنها سفعاء الخدين وأجيب عن حديث
(يُتْبَعُ)
(/)
جابر هذا بأنه ليس فيه ما يدلّ على أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عن وجهها وأقرّها على ذلك بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد فيراه بعض الناس في تلك الحال كما قال نابغة ذبيان
رآها كاشفة عن وجهها وأقرّها على ذلك بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد فيراه بعض الناس في تلك الحال كما قال نابغة ذبيان سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ** فتناولته واثقتنا باليد
فعلى المحتجّ بحديث جابر المذكور أن يثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآها سافرة وأقرّها على ذلك ولا سبيل له إلى إثبات ذلك وقد روى القصة المذكورة غير جابر فلم يذكر كشف المرأة المذكورة عن وجهها وقد ذكر مسلم في صحيحه ممن رواها غير جابر أبا سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر وذكره غيره عن غيرهم ولم يقل أحد ممن روى القصة غير جابر أنه رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدّين وبذلك تعلم أنه لا دليل على السفور في حديث جابر المذكور وقد قال النووي في شرح حديث جابر هذا عند مسلم وقوله فقامت امرأة من سطة النساء هكذا هو في النسخ سطة بكسر السين وفتح الطاء المخفّفة وفي بعض النسخ واسطة النساء قال القاضي معناه من خيارهن والوسط العدل والخيار قال وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغيّر في كتاب مسلم وأن صوابه من سفلة النساء وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده والنسائي في سننه في رواية لابن أبي شيبة امرأة ليست من علية النساء وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده سفعاء الخدّين هذا كلام القاضي وهذا الذي ادّعوه من تغيير الكلمة غير مقبول بل هي صحيحة وليس المراد بها من خيار النساء كما فسّره به هو بل المراد امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن قال الجوهري وغيره من أهل اللغة يقال وسطت القوم أسطهم وسطًا وسطة أي توسطتهم اه منه وهذا التفسير الأخير هو الصحيح فليس في حديث جابر ثناء البتّة على سفعاء الخدّين المذكورة ويحتمل أن جابرًا ذكر سفعة خدّيها ليشير إلى أنها ليست ممن شأنها الافتتان بها لأن سفعة الخدّين قبح في النساء قال النووي سفعاء الخدين أي فيها تغيّر وسواد وقال الجوهري في صحاحه والسفعة في الوجه سواد في خدّي المرأة الشاحبة ويقال للحمامة سفعاء لما في عنقها من السفعة قال حميد بن ثور رآها سافرة وأقرّها على ذلك ولا سبيل له إلى إثبات ذلك وقد روى القصة المذكورة غير جابر فلم يذكر كشف المرأة المذكورة عن وجهها وقد ذكر مسلم في صحيحه ممن رواها غير جابر أبا سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر وذكره غيره عن غيرهم ولم يقل أحد ممن روى القصة غير جابر أنه رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدّين وبذلك تعلم أنه لا دليل على السفور في حديث جابر المذكور وقد قال النووي في شرح حديث جابر هذا عند مسلم وقوله فقامت امرأة من سطة النساء هكذا هو في النسخ سطة بكسر السين وفتح الطاء المخفّفة وفي بعض النسخ واسطة النساء قال القاضي معناه من خيارهن والوسط العدل والخيار قال وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغيّر في كتاب مسلم وأن صوابه من سفلة النساء وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده والنسائي في سننه في رواية لابن أبي شيبة امرأة ليست من علية النساء وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده سفعاء الخدّين هذا كلام القاضي وهذا الذي ادّعوه من تغيير الكلمة غير مقبول بل هي صحيحة وليس المراد بها من خيار النساء كما فسّره به هو بل المراد امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن قال الجوهري وغيره من أهل اللغة يقال وسطت القوم أسطهم وسطًا وسطة أي توسطتهم اه منه وهذا التفسير الأخير هو الصحيح فليس في حديث جابر ثناء البتّة على سفعاء الخدّين المذكورة ويحتمل أن جابرًا ذكر سفعة خدّيها ليشير إلى أنها ليست ممن شأنها الافتتان بها لأن سفعة الخدّين قبح في النساء قال النووي سفعاء الخدين أي فيها تغيّر وسواد وقال الجوهري في صحاحه والسفعة في الوجه سواد في خدّي المرأة الشاحبة ويقال للحمامة سفعاء لما في عنقها من السفعة قال حميد بن ثور:
من الورق سفعاء العلاطين باكرت ** فروع أشاء مطلع الشمس أسحما
(يُتْبَعُ)
(/)
قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له السفعة في الخدّين من المعاني المشهورة في كلام العرب أنها سواد وتغيّر في الوجه من مرض أو مصيبة أو سفر شديد ومن ذلك قول متمم بن نويرة التميمي يبكي أخاه مالكًا السفعة في الخدّين من المعاني المشهورة في كلام العرب أنها سواد وتغيّر في الوجه من مرض أو مصيبة أو سفر شديد ومن ذلك قول متمم بن نويرة التميمي يبكي أخاه مالكًا تقول ابنة العمري ما لك بعدما ** أراك خضيبًا ناعم البال أروعا
فقلت لها طول الأسى إذ سألتني ** ولوعة وجد تترك الخد أسفعا
ومعلوم أن من السفعة ما هو طبيعي كما في الصقور فقد يكون في خدي الصقر سواد طبيعي ومنه قول زهير بن أبي سلمى ومعلوم أن من السفعة ما هو طبيعي كما في الصقور فقد يكون في خدي الصقر سواد طبيعي ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
أهوى لها أسفع الخدين مطرق ** ريش القوادم لم تنصب له الشبك
والمقصود أن السفعة في الخدّين إشارة إلى قبح الوجه وبعض أهل العلم يقول إن قبيحة الوجه التي لا يرغب فيها الرجال لقبحها لها حكم القواعد اللاتي لا يرجون نكاحًا، ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث ابن عباس الذي قدّمناه قال أردف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما يوم النحر خلفه على عجز راحلته وكان الفضل رجلاً وضيئًا فوقف النبيّ صلى الله عليه وسلم يفتيهم وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها فالتفت النبيّ صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها فقالت يا رسول اللَّها إن فريضة اللَّه في الحجّ على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا الحديث قالوا فالإخبار عن الخثعمية بأنها وضيئة يفهم منه أنها كانت كاشفة عن وجهها وأجيب عن ذلك أيضًا من وجهين:
الأول الجواب بأنه ليس في شىء من روايات الحديث التصريح بأنها كانت كاشفة عن وجهها وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عنه وأقرّها على ذلك بل غاية ما في الحديث أنها كانت وضيئة وفي بعض روايات الحديث أنها حسناء ومعرفة كونها وضيئة أو حسناء لا يستلزم أنها كانت كاشفة عن وجهها وأنه صلى الله عليه وسلم أقرّها على ذلك بل قد ينكشف عنها خمارها من غير قصد فيراها بعض الرجال من غير قصد كشفها عن وجهها كما أوضحناه في رؤية جابر سفعاء الخدين ويحتمل أن يكون يعرف حسنها قبل ذلك الوقت لجواز أن يكون قد رآها قبل ذلك وعرفها ومما يوضح هذا أن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما الذي روي عنه هذا الحديث لم يكن حاضرًا وقت نظر أخيه إلى المرأة ونظرها إليه لما قدمنا من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قدمه بالليل من مزدلفة إلى منى في ضعفة أهله ومعلوم أنه إنما روى الحديث المذكور من طريق أخيه الفضل وهو لم يقل له إنها كانت كاشفة عن وجهها واطّلاع الفضل على أنها وضيئة حسناء لا يستلزم السفور قصدًا لاحتمال أن يكون رأى وجهها وعرف حسنه من أجل انكشاف خمارها من غير قصد منها واحتمال أنه رآها قبل ذلك وعرف حسنها فإن قيل قوله إنها وضيئة وترتيبه على ذلك بالفاء قوله فطفق الفضل ينظر إليها وقوله وأعجبه حسنها فيه الدلالة الظاهرة على أنه كان يرى وجهها وينظر إليه لإعجابه بحسنه فالجواب أن تلك القرائن لا تستلزم استلزامًا لا ينفكّ أنها كانت كاشفة وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كذلك وأقرّها لما ذكرنا من أنواع الاحتمال مع أن جمال المرأة قد يعرف وينظر إليها لجمالها وهي مختمرة وذلك لحسن قدّها وقوامها وقد تعرف وضاءتها وحسنها من رؤية بنانها فقط كما هو معلوم ولذلك فسّر ابن مسعود وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالملاءة فوق الثياب كما تقدم ومما يوضح أن الحسن يعرف من تحت الثياب قول الشاعر كما هو معلوم ولذلك فسّر ابن مسعود وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالملاءة فوق الثياب كما تقدم ومما يوضح أن الحسن يعرف من تحت الثياب قول الشاعر:
طافت أمامة بالركبان آونة ** يا حسنها من قوام ما ومنتقبا
فقد بالغ في حسن قوامها مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا
(يُتْبَعُ)
(/)
الوجه الثاني أن المرأة محرمة وإحرام المرأة في وجهها وكفيها فعليها كشف وجهها إن لم يكن هناك رجال أجانب ينظرون إليه وعليها ستره من الرجال في الإحرام كما هو معروف عن أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن ولم يقل أحد أن هذه المرأة الخثعمية نظر إليها أحد غير الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما والفضل منعه النبيّ صلى الله عليه وسلم من النظر إليها وبذلك يعلم أنها محرمة لم ينظر إليها أحد فكشفها عن وجهها إذًا لإحرامها لا لجواز السفور فإن قيل كونها مع الحجاج مظنّة أن ينظر الرجال وجهها إن كانت سافرة لأن الغالب أن المرأة السافرة وسط الحجيج لا تخلو ممن ينظر إلى وجهها من الرجال فالجواب أن الغالب على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم الورع وعدم النظر إلى النساء فلا مانع عقلاً ولا شرعًا ولا عادة من كونها لم ينظر إليها أحد منهم ولو نظر إليها لحكي كما حكي نظر الفضل إليها ويفهم من صرف النبيّ صلى الله عليه وسلم بصر الفضل عنها أنه لا سبيل إلى ترك الأجانب ينظرون إلى الشابة وهي سافرة كما ترى وقد دلَّت الأدلَّة المتقدمة على أنها يلزمها حجب جميع بدنها عنهم وبالجملة فإن المنصف يعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكشف عن الوجه أمام الرجال الأجانب مع أن الوجه هو أصل الجمال والنظر إليه من الشابة الجميلة هو أعظم مثير للغريزة البشرية وداع إلى الفتنة والوقوع فيما لا ينبغي ألم تسمع بعضهم يقول وبالجملة فإن المنصف يعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكشف عن الوجه أمام الرجال الأجانب مع أن الوجه هو أصل الجمال والنظر إليه من الشابة الجميلة هو أعظم مثير للغريزة البشرية وداع إلى الفتنة والوقوع فيما لا ينبغي ألم تسمع بعضهم يقول
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ** ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم
أترضى أيها الإنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخواتك ولقد صدق من قال أترضى أيها الإنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخواتك ولقد صدق من قال:
وما عجب أن النساء ترجلت ** ولكن تأنيث الرجال عجاب
مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة أعني آية الحجاب هذه
اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه
ولا يجوز له أن يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها والدليل على ذلك أمور
الأول أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنّه قال إني لا أصافح النساء الحديث واللَّه يقول لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فيلزمنا ألاّ نصافح النساء اقتداء به صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور موضحًا في سورة الحجّ في الكلام على النهي عن لبس المعصفر مطلقًا في الإحرام وغيره للرجال وفي سورة الأحزاب في آية الحجاب هذه وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة ولا يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها لأن أخفّ أنواع اللّمس المصافحة فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلَّ ذلك على أنها لا تجوز وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم لأنه هو المشرع لأُمّته بأقواله وأفعاله وتقريره. الأمر الثاني هو ما قدمنا من أن المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب وإنما أمر بغضّ البصر خوف الوقوع في الفتنة ولا شكّ أن مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة وأقوى داعيًا إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم صحّة ذلك.
الأمر الثالث أن ذلك ذريعة إلى التلذّذ بالأجنبية لقلّة تقوى اللَّه في هذا الزمان وضياع الأمانة وعدم التورّع عن الريبة وقد أخبرنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام يقبّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلامًا فيقولون سلّم عليها يعنون قبّلها فالحق الذي لا شكّ فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها ومن أكبرها لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدّها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود الأمر الثالث أن ذلك ذريعة إلى التلذّذ بالأجنبية لقلّة تقوى اللَّه في هذا الزمان وضياع الأمانة وعدم التورّع عن الريبة وقد أخبرنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام يقبّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلامًا فيقولون سلّم عليها يعنون قبّلها فالحق الذي لا شكّ فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها ومن أكبرها لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدّها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود: سدّ الذرائع إلى المحرم ** حتم كفتحها إلى المنحتم.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 6/ 247 – 257.(/)
التفاسير القرآنية المخطوطة مناهجها ومصادرها
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[24 Mar 2008, 10:43 م]ـ
ورد في مقابلة مع مدير المكتبة السليمانية بتركيا د. نوزت قايا السؤال التالي:
س / يرى الباحث الدكتور سليمان مولا أوغلو خطيب وإمام جامع السليمانية أن بالمكتبة مجموعة كبيرة جدا من مخطوطات التفاسير القرآنية غير المعروفة بما يصل إلى 80 ألف مخطوطة، فهل يمكن أن تصل مخطوطات التفاسير إلى هذا الحجم فعلا؟
-فأجاب الدكتور: نوزت قايا قائلا: الباحث الشيخ سليمان مولا إبراهيم أوغلو اطلع بالفعل على مخطوطات التفاسير القرآنية بالمكتبة وأعد بحثا عنها بعنوان "التفاسير القرآنية المخطوطة: مناهجها ومصادرها"،) ولكني شخصيا لا أعرف على وجه الدقة كم عددها، ولست أدري أيضا إن كان المختصون بعلم التفسير على علم بهذه التفاسير أم لا.
وسؤالي هو: كيف الوصول إلى كتاب التفاسير القرآنية المخطوطة للباحث د. سليمان، كما أرجوا ممن أطلع عليه إفادة الملتقى بخلاصة مضمونه وشكرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[24 Mar 2008, 10:59 م]ـ
[ QUOTE كيف الوصول إلى كتاب التفاسير القرآنية المخطوطة للباحث د. سليمان، كما أرجوا ممن أطلع عليه إفادة الملتقى بخلاصة مضمونه وشكرا. [/ QUOTE]
وإنَّا لفي تشوّق لذلك، وجزى الله من يتحفنا به خير الجزاء.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Mar 2008, 01:07 م]ـ
معلومة مهمة للغاية، وتحتاج إلى متابعة، فالرجاء ممن كان له اتصال بتركيا أن يوافينا بطريقة التواصل مع الدكتور سليمان لإجراء لقاء معه في هذا الموضوع، وطرحه في الملتقى ليستفيد المتخصصون من هذه المعلومات.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[25 Mar 2008, 01:49 م]ـ
لعله يلاحظ أن عدد المخطوطات المذكور كبير
وقد يكون من أسبابه عد الأجزاء فالتفسير الذي يقع في عشرة أجزاء يعد عشر مرات
وقد يكون من أسبابه عد النسخ المكررة للكتاب الواحد فكل نسخة تعطى رقما جديدا
والاطلاع على عناوين هذه التفاسير مطلب ملح أرجو أن يتم
ـ[البهيجي]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...... جزى الله تعالى خيرا صاحب المشاركة وجميع المساهمين ..... وأرجو المشاركة بالفكرة التالية وهي
أن يتبنى الأساتذة والمشايخ الكرام من أعضاء الملتقى ويشغلون مناصب في الجامعات السعودية هذا الموضوع وذلك
بدعوة الجامعات المذكورة الى تشكيل وفد علمي للذهاب الى تركيا ودراسة تلك المخطوطات وتصويرها .... وجزاكم الله
تعالى خيرا
البهيجي
ـ[المنصور]ــــــــ[27 Mar 2008, 03:07 م]ـ
كنت قبل فترة أتتبع هذا الموضوع
وأوصيت أحد الإخوة الأتراك للذهاب للسليمانية، فذهب وأفاده العاملون في المكتبه أنهم لم يروا الكتاب ولا يعرفون شيئا عنه.
ثم أفادني هاتفيا الأخ نور الدين طالب المحقق لسوري المعروف أن لديه نسخة من الكتاب وهو باللغة التركية.
وحسب إفادة الأخ نور الدين طالب فإن فكرة الكتاب تدور حول التعريف بكتب التفسير المخطوطة الموجودة في السليمانية ولم يتم طبعها بعد.
ـ[أضواء البيان]ــــــــ[29 Mar 2008, 01:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فكرة الأخ الفاضل البهيجي فكرة طيبة، والأمر يستحق فعلا تشكيل مثل هذه اللجنة والتفرغ لمثل هذا العمل ..
ـ[أبو زيد الشيباني]ــــــــ[29 Mar 2008, 10:05 م]ـ
Black] يخاطب أحد الإخوة الأتراك بذلك
ويرجى منه رفع الكتاب بصيغة pdf على هذا الموقع
لا ننسى دور الجامعات والمكتبات العامة بمخاطبة مثيلاتها حتى يتوفر الكتاب هنا [/ size]
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[30 Mar 2008, 10:56 م]ـ
إن لم تخني الذاكرة فقد اطلعت عليه في إحدى زياراتي لتركيا ولم أقتنيه للأسف لأنه باللغة التركية.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[31 Mar 2008, 11:51 ص]ـ
أشكر جميع الأخوة الذين تفاعلوا مع هذه المعلومة، وبما أن الكتاب مطبوع باللغة التركية فقد اتصلت بمكتبة الملك فهد الوطنية لأتحدث مع الأستاذ الدكتور سهيل صافان المشرف على القسم التركي العثماني في المكتبة حول هذا الكتاب وقيمته ومؤلفه د. سليمان أغلوا وإمكان ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية، فوجدت د. سهيل قد انتقل إلى جامعة الملك سعود، لكن دون تحديد الكلية أو العمادة أو القسم الذي يعمل فيه، فلعل الأخوة أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود أو من يعرف د. سهيل ينقل هذا الخبر والطلب إليه لتعم الفائدة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:25 م]ـ
يمكن ترجمة الكتاب إن شئتم للعربية بإذن الله وهناك عدد من الباحثين الأتراك سيقومون بذلك. لو تكرمتم بتوفير نسخة من الكتاب لننظر في أمر ترجمته للعربية. وقد كنت دعوت قبل مدة لفكرة أوسع من هذه على هذا الرابط
مشروع (تذليل مخطوطات الدراسات القرآنية للباحثين لتحقيقها ونشرها) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8394)
وتجاوب معها بعض الإخوان لكن بشكل فردي، ولذلك لم يكن له ثمرة، وأما تلك المخطوطات فقد رأيتها بنفسي في المكتبة السليمانية وفي غيرها من المكتبات التركية، وهي كثيرة جداً وتحتاج إلى عكوف باحثين ذوي اطلاع على التخصص ليعرفوا قيمة المخطوطات بالاطلاع المباشر عليها وهذا ما نسعى إلى تحقيقه يوماً بإذن الله.
وهذا الموضوع له شجون وتشعبات كثيرة، لعل الله ييسر طرحه يوماً للنقاش بشكل أوسع واتخذا خطوات عملية في سبيل تحقيقه نسأل الله أن يقيض له من يسهله ويعين عليه بفضله وتوفيقه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[03 Apr 2008, 07:58 ص]ـ
لقد راسلت احد اصدقائي في تركيا وطلبت منه ارسال الكتاب المعني ووعد بالبحث عنه
فاذا وصلني ساضعه على الملتقى بحول الله تعالى
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[03 Apr 2008, 01:27 م]ـ
الأخوة الأعزاء د. عبد الرحمن، ود. جمال، شكر الله لكم وجعل ذلك في ميزان حسناتكم.(/)
و إنه لذو علم لما علمناه
ـ[أبو الخير الجزائري]ــــــــ[25 Mar 2008, 11:58 ص]ـ
الحمد لله وكفى و الصلاة و السلام على من اصطفى أما بعد:
فغرضي من طرح هذه المشاركة ليس بحث عين هذه المسألة لأنه قد لا ينبي عليها كثير علم ولكن تعلم طريقة ومنهج فهم كلام السلف في آي القرآن من الإخوة الفضلاء أعضاء هذا الملتقى المبارك
بينما أستمع إلى بعض المشايخ في الفضائيات عند قوله تعالى {وإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ}
قال المقصود بالعلم "اللفظة الأولى" في هذه الآية العمل والمعنى و إنه لذو عمل لما علمناه فقلت في نفسي أيطلق العلم و يراد به العمل؟ وهل من أهل اللغة من قال هذا؟
أم المقصود به العلم و حيث أنه وارد في موضع المدح فلا بد أن المراد منه العلم النافع الذي أورث صاحبه العمل؟
بل قد يقال إنما أثني على علمه لحسن تدبيره كما أفاده العلامة ابن عاشور
أليس هذا منهج أهل التحريف الذين حرفوا نصوص الصفات فنفوا المعاني التي وضعت لها و أثبتوا لوازمها؟
فرجعت إلى تفسير ابن جرير فرأيته يقرر هذا تقريرا جيدا
قال:وقوله: {وإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ} يقول تعالى ذكره: وإن يعقوب لذو علم لتعليمنا إياه. وقيل: معناه وإنه لذو حفظ لما استودعنا صدره من العلم. واختلف عن قتادة في ذلك:
فحدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ}: أي مما علمناه.
حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن الزبير، عن سفيان، عن ابن أبي عَرُوبة عن قتادة: {وَإنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْناهُ} قال: إنه لعامل بما علم.
قال: المثنى، قال إسحاق، قال عبد الله، قال سفيان: إنه لذو علم مما علمناه، وقال: من لا يعمل لا يكون عالماً.
فأردف قول قتادة الثاني قول سفيان موجها له وفق ما اختاره هو
أما ابن كثير فقال {وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ} قال قتادة والثوري: لذو عمل بعلمه. وقال ابن جرير: لذو علم لتعليمنا إياه
فلماذا اقتصر ابن كثير على عبارة قتادة الثانية دون الأولى؟ رغم أنها فيما يبدو صحيحة إلى قتادة
أم أنه حمل الثانية على الأولى إذ الأولى مجملة؟
أم هذا اقتصارا منه على عبارة السلف كما يبدو من منهجه في هذا التفسير المبارك؟
أما القرطبي و ابن الجوزي وغيرهما فقد نقلوا هذا قولا في تأويل هذه الآية مدللين له بقول ابن الأنباري من أهل اللغة: سمي العمل علماً، لأنه العلم أول أسباب العمل
أما غير ابن الأنباري فلم أر في حدود إطلاعي الضيق من أهل اللغة من قال إن العلم قد يطلق و يراد به العمل بل إن الأزهري قد قرر في التهذيب أن من فسر العلم في هذه الآية بالعمل إنما فسره بثمرته – فقد نقل عن أبي عبد الرحمن المُقْري في قوله تعالى وإنه لذُو عِلْمٍ لما عَلَّمْناه قال لَذُو عَمَلٍ بما عَلَّمْناه فقلت يا أبا عبد الرحمن مِمَّن سمعت هذا؟ قال من ابن عُيَيْنةَ قلتُ حَسْبي وروي عن ابن مسعود أنه قال ليس العلم بكثرة الحديث ولكن العِلْم بالخَشْية قال الأزهري ويؤيد ما قاله قولُ الله عز وجل إنما يخشى اللهَ من عباده العُلَماءُ وقال بعضهم العالمُ الذي يَعْملُ بما يَعْلَم قال وهذا يؤيد قول ابن عيينة – انتهى
فلا أدري ما توجيه قول ابن الأنباري ذاك؟ أم يعد من شذوذه؟ غفر الله لنا فقد قال شيخ الإسلام إنه يشذ في معاني بعض الآي
أما ابن عطية الأندلسي فقد حسم الأمر فقد قال في تفسير العلم بالعمل:وهذا لا يعطيه اللفظ، اما انه صحيح في نفسه يرجحه المعنى، وما تقتضيه منزلة يعقوب عليه السلام.-انتهى-
أرجو من الإخوة توضيحا و بيانا غفر الله للجميع(/)
تسهيلاً على أعضاء الملتقى هنا نتواصل معكم
ـ[تدبر]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:50 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،وبعد:
فإنني أشكر لإدارة هذا الملتقى العلمي المتميز الذين أتاحوا لـ"جوال تدبر" هذه الفرصة ليتواصلوا مع أهل القرآن من خلال هذا المعرف الذي يسعد بتلقي ما لدى الإخوة الكرام من تفاعل،ومشاركة،ونقدٍ بناء،واقتراحات للرقي بعمل هذا الجوال المبارك،والذي لمسنا شيئاً من آثاره ت بحمد الله ـ من خلال ما يصلنا من رسائل تثلج الصدر،ومن طبقات مختلفة: علماء،قضاة،أساتذة جامعات،طلبة علم،محبين،فضلاً عن جمهور عريض من غير من سبق ذلكرهم، مما حملنا مسؤولية كبرى، فالحمد لله على فضله وإحسانه.
وما نؤمله أكثر مما هو قائم الآن،ولكن المشاريع الكبيرة تحتاج بعض الوقت حتى تؤتي ثمارها.
وأبشركم أننا نعمل الآن على دراسة بعض المشروعات التي ـ إن يسر الله تحقيقها ـ فسيكون لها تأثير جيد بإذن الله،ولكننا نفضل التأني في دراسة المشروع قبل إطلاقه،لنتأكد من حاجة الناس له،وهل سيقدم جديداً ومفيداً؟ فالساحة لا تحتاج مزيداً من المشروعات الضعيفة أو الفاشلة، بل هي بحاجة إلى المشروعات الجيدة والجادة،نسأل الله أن يوفقنا لتحقيق ذلك،وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
يا أهل القرآن:
هذا الجوال ليس مشروعاً خاصاً،بل هو للجميع،فالغرض منه دعوي محض،ولذا فإننا نأمل من كل محب للقرآن،وناصح له،أن يتعاون معنا في كل ما من شأنه الرقي بهذا المشروع.
راجين أن ترسل الأفكار على البريد الخاص، أما التواصل بالمشاركات،والرسائل،وإبداء وجهات النظر على ما يُرسل فيسعدنا أن نتناقش فيه عبر هذا الملتقى،في جو علمي يجلله الأدب الذي عرف عن أهل هذا الملتقى الموفق.
وانتظروا خلال أيام ـ بإذن الله ـ خبراً ساراً سنخص به أهل هذا الملتقى المبارك من بين الملتقيات العلمية.
أخوكم المشرف على هذه النافذة / أبو عاصم
في 18/ 3/1429هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2008, 12:50 م]ـ
سدد الله خطاكم ووفقكم لكل خير، وأدعو الجميع للتعاون معنا في استمرار نجاح وتميز جوال تدبر من خلال الدعم العلمي والاقتراحات البناءة.
وفقكم الله يا أبا عاصم.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 Mar 2008, 01:08 م]ـ
وانتظروا خلال أيام ـ بإذن الله ـ خبراً ساراً سنخص به أهل هذا الملتقى المبارك من بين الملتقيات العلمية.
رزقكم الله البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[26 Mar 2008, 11:38 م]ـ
تصفح الملتقى والاطلاع على الجديد المفيد يحتاج الى شي من الوقت ....
ونحن في عصر التقنية .... حبذا لو شارك (جوال تدبر) في نقل أخبار اللقاءات العلمية وجديد الكتب ليخفف عنا الرجوع للبيت ..... وتشغيل الجهاز والدخول للموقع ... ولعل الفكرة واضحة
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[29 Mar 2008, 10:30 م]ـ
سدد الله خطاكم ووفقكم لكل خير
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[30 Mar 2008, 05:35 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله
اللهم بارك في جهود إخواننا في المنتدى وتقبل منا ومنهم
محبكم
ـ[سعيد فارس]ــــــــ[02 Apr 2008, 12:12 ص]ـ
وفقكم الله اساتدتنا الكرام وننتظر منكم المزيد انه مشروع جيد نتمنى ان تسايروه حتى النهاية وننتظر ملاحظات اساتدتنا الكرام وخصوصا استادنا الفاضل احمد بزوي الضاوي
ـ[تدبر]ــــــــ[06 Apr 2008, 07:46 ص]ـ
نتقدم بجزيل الشكر للإخوة الذين تفضلوا بالدعاء، والثناء على "جوال تدبر".
ونشكر الأخ (أبو حنيفة) على الفكرة التي طرحها، وسيتم النظر فيها من قبل إدارة الجوال.
ونحن بانتظار المزيد من الملاحظات والاقتراحات؛
فإن "جوال تدبر" مشروعنا جميعًا، فلابد أن نحث السعي للحفاظ عليه، وتطويره، والارتقاء به.
ـ[فهد الحمود]ــــــــ[09 Apr 2008, 03:52 م]ـ
السلام عليكم
اخي ابا عاصم
انا مشترك في جوال تدبر ومنذ ثلاثة ايام لم تصلني رسالة
فما ادري ما هو السبب
ارجو منكم اتخاذ اللا زم لذلك
والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[تدبر]ــــــــ[11 Apr 2008, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم
اخي ابا عاصم
انا مشترك في جوال تدبر ومنذ ثلاثة ايام لم تصلني رسالة
فما ادري ما هو السبب
ارجو منكم اتخاذ اللا زم لذلك
والله يحفظكم ويرعاكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
بالنسبة لعدم وصول بعض الرسائل لك، أو تأخرها - وخاصة في الأيام الثلاث الماضية -، فإن سبب ذلك خلل فني لدى شركة الاتصالات، وليست المشكلة في نظام الإرسال من جهتنا، ونسعى جاهدين لحل المشكلة نهائيا - بإذن الله تعالى - وفقك الله. وإذا استمرت المشكلة يمكنك تجديد اشتركك بإرسال: 1 إلى: 81800
ـ[المتخصصة]ــــــــ[14 Apr 2008, 07:28 ص]ـ
يعلم الله كم استفدنا من هذا الجوال
جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جنتان]ــــــــ[15 Apr 2008, 03:44 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بكم .. ويعلم الله سبحانه كم كانت فائدتنا من هذه الخدمة ..
ولا أعلم اخوتنا الكرام عن إمكانية تطوير الجوال بإضافة الخدمة المرئية على هيئة صور مثلا .. وذلك ببيان بعض الأماكن التي وردت في كتاب الله, وذكر الآيات التي تحدثت عنها مع بيان تفسيرها بصورة مجملة مختصرة جدا ,كمدائن صالح ,وغار حراء ,وجبل أحد ,وموقع غزوات النبي عليه الصلاة والسلام ,ومقام إبراهيم .. إلى غيرذلك ,هذه اخوتي مجرد فكرة ولم ارى أي خدمة أخرى تقدمت بها .. ولا أعلم حتى مدى إمكانية ذلك .. لكن هذا ماحضرني الآن وقد تكون هناك سلبيات او إيجابيات لها .. فادرسوها ولكم الأمر من قبل ومن بعد ..
وفقكم الباري لما يحب ويرضى وبارك في مسعاكم ..
ـ[الونشريسي]ــــــــ[17 Apr 2008, 06:53 م]ـ
أنا أريد المشاركة في جوال تدبر، لكن ما فائدته، وكم التكاليف؟.
ـ[تدبر]ــــــــ[19 Apr 2008, 07:42 ص]ـ
أنا أريد المشاركة في جوال تدبر، لكن ما فائدته، وكم التكاليف؟.
إن الاشتراك في جوال تدبر يزودك برسالتين يوميًا من تأملات ووقفات الأئمة والدعاة والمتخصصين في المجال نفسه، وهي تعينك على فهم القرآن وتدبره ..
وجوال تدبر يهدف إلى إحياء سنة التدبر، وحث عموم المسلمين على الاهتمام بتدبر القرآن وفهم معانيه؛ لأنه الفائدة والثمرة من قراءة القرآن.
وشعار جوال تدبر: [معًا نحيا بتدبر القرآن]
أما بالنسبة للتكلفة: فإن رسوم خدمة جوال تدبر 12 ريال شهريًا، أي: 40 هلل يوميًا.
أما عن طريقة الاشتراك: فيمكنك أن تشترك في جوال تدبر بأن ترسل: 1 إلى 81800، كما يمكنك إلغاء الخدمة بإرسال غ1 إلى نفس الرقم، وللمساعدة أرسل: م إلى الرقم نفسه.
وللتواصل بالآراء والاقتراحات والمشاركة في صناعة رسائل جوال تدبر:
على البريد الإلكتروني: tadabbor@gmail.com، أو على الرقم الخاص بالاقتراحات: 0556842836 ..
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[12 May 2008, 01:25 م]ـ
في الحقيقة يبقى اللسان عاجزا عن مدى الامتنان والشكر والتقدير لهذا الملتقى المبارك، وهذا الجوال المبارك
ومن المشاريع المهمة في نظري:
[إرسال رسائل في بيان غريب القرآن فهو في غاية الأهمية لعموم الناس]
ـ[حياة القلب]ــــــــ[18 May 2008, 07:42 م]ـ
جزى الله القائمين على هذا المشروع خير الجزاء
ويكفيهم شرفا أنهم يحملون هم إيصال هداية القرآن إلى الناس كافة
فليسدد الرحمن خطاكم وليبارك في جهودكم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 May 2008, 12:10 م]ـ
هل الاشتراك من خارج السعودية على نفس الرقم المشار إليه أيضاً ... وهل التكلفة ذاتها؟ وكيفية الدفع؟
وفقكم الله
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[24 May 2008, 06:47 م]ـ
جوال تدبر مشروع مبارك نفع الله به وهو خطوة موفقة نحو نشر تفسير كتاب الله تعالى وتدبر معانيه بين الناس أسأل الله أن يجزي المشايخ والإخوة القائمين عليه خير الجزاء
ومن المشاريع المهمة في نظري:
[إرسال رسائل في بيان غريب القرآن فهو في غاية الأهمية لعموم الناس]
أؤيد أبا معاذ على هذا الاقتراح فالناس بحاجة ماسة لفهم معاني الكلمات الغريبة فهو الخطوة الأولى لتدبر القرآن.
وأقترح أن تُخصص ثلاث رسائل في الأسبوع من مجموع الرسائل المرسلة على الموضوعات التالية:
1 - تفسير غريب القرآن ابتداء بجزء عم والآيات التي تكثر قراءتها.
2 - فضائل الآيات والسور، ما يصح منها وما لا يصح؛ فإن السؤال عنها كثير من الناس.
3 - أسباب النزول: ما يصح منها وما لا يصح، فإن ذلك يعين على تدبر القرآن.
وإن رأيتم الاقتصار على بعض أسباب النزول فأرشح:
- أسباب النزول المشهورة وهي غير صحيحة.
- أسباب النزول الصحيحة وهي غير مشهورة.
4 - أسماء السور ومعانيها.
وفقكم الله وبارك في جهودكم
ـ[تدبر]ــــــــ[25 May 2008, 08:08 م]ـ
الأخ/ أبو معاذ: نشكرك على كلماتك المشجعة، وعلى ثنائك وحسن ظنك بـ"جوال تدبر"، وأما عن اقتراحك، فسوف يعرض على الإدارة وسيكون محل اهتمام المشرفين.
الأخ/ حياة القلب: جزاك الله خيرًا على الإشادة بمشروع "جوال تدبر" ونسأل الله تعالى أن يجعل ما يقوم به القائمون على المشروع في ميزان حسناتهم يوم القيامة.
الأخ/ أحمد الطعان: بالنسبة لسؤالك عن الاشتراك من خارج السعودية .. فإننا حاليا نسعى لأن يشمل المشروع دول الخليج وعدد من الدول العربية، وسيتم انطلاق "جوال تدبر" في بعض الدول قريبا جدًا – بإذن الله تعالى – أما عن التكلفة والكيفية فسيعلن عن كل ذلك في حينه، وذلك عن طريق إرسال رسائل للمشتركين، وعبر هذا الملتقى المبارك.
الأخ/ عبد العزيز اليحيى: يسعدنا ويشرفنا ثنائك على "جوال تدبر"، كما يسعدنا أكثر ما تفضلت به من اقتراحات رائعة، ومهمة، وتأييدك لاقتراح (أبي معاذ) وستعرض جميعها على اللجنة العلمية للمشروع، وسيتم دراستها واتخذا اللازم تجاه كل ما تفضلت به، فجزاك الله خير الجزاء وجعلنا الله وإياك من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المحجبة]ــــــــ[25 Jun 2008, 04:54 ص]ـ
شكر الله سعيكم
هل يمكن الاشتراك في جوال تدبر عن طريق شركة موبايلي؟ وإذا كان ذلك ممكنا فهلا بينتم طريقة الاشتراك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Jun 2008, 04:58 ص]ـ
للأسف لا يمكن الاشتراك لمشتركي موبايلي في جوال تدبر حالياً.
ـ[ام عبدالله السلفية]ــــــــ[24 Sep 2008, 01:57 م]ـ
: [/ color] بالنسبة لسؤالك عن الاشتراك من خارج السعودية .. فإننا حاليا نسعى لأن يشمل المشروع دول الخليج وعدد من الدول العربية، وسيتم انطلاق "جوال تدبر" في بعض الدول قريبا جدًا – بإذن الله تعالى – أما عن التكلفة والكيفية فسيعلن عن كل ذلك في حينه، وذلك عن طريق إرسال رسائل للمشتركين، وعبر هذا الملتقى المبارك. [/ color]
نرجو ان تكون مصر من بين هذة الدول
ـ[أمل الأمة المنتظر]ــــــــ[25 Sep 2008, 07:31 ص]ـ
وفقكم الله جميعاً وشكر لكم حرصكم ونفع بجهودكم الإسلام والمسلمين وسيتمعرض الأفكار والمقترحات لاحقاً بعد التأني في التفكير بها،،،
جزاكم الله خيراًُ
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[25 Sep 2008, 02:07 م]ـ
جزاكم الله خيرا على تلك الفكرة والبرنامج الذي ساهم في تعليمنا كثيرا مما نجهله من معاني كلام ربنا سبحانه.
ولي عدة مقترحات:
1 - في بعض الفوائد لا يذكر مصدر هذه الفائدة فلو يتنبه لهذا -وهذا غالبا يكون في الاستنباطات من العلماء المعاصرين- فحبذا لو ذكرت عند كل فائدة من استنبطها.
2 - أؤيد ما ذكره بعض الأعضاء من مشروع بيان الكلمات الغريبة، وأزيد اقتراح بيان الوجوه والنظائر للكلمات التي جاءت على أكثر من معنى لا سيما التي لها معان قليلة.
3 - يا حبذا لو تطرح أسئلة لشحذ الذهن في التأمل والاستنباط. وياليت تكون أسبوعية مثلا
وجزاكم الله خيرا.
ـ[التواقة]ــــــــ[12 Oct 2008, 12:26 ص]ـ
إ‘لى الإخوة في جوال تدبر جزاكم الله خيرا
أقترح عليكم أن تكون موعد الرسالة الأولى بعد صلاة الفجر حتى يستفتح بها المسلم يومه وتكون الآية نصب عينه طوال يومه ..
لماذا لا تزيدون عدد الرسائل؟
وهل من الممكن تخفيض قيمة الرسالة حتى يزداد عدد المشتركين؟
ثم هل يمكن أن يقدم كهدية اشتراك في جوال تدبر لمدة سنة مثلا من قبل مؤسسة أو شركة لشخص معين يعني أنا أدفع لكن الرسالة تصل لإحدى الأخوات ويكون في الرسالة أنها هدية مني أي قيمة الإشتراك قد دفعها عنك فلان أو فلانة؟
ـ[تدبر]ــــــــ[13 Oct 2008, 11:22 م]ـ
الأخت/ التواقة ..
بالنسبة لاقتراحك حول موعد الرسالة الأولى .. فهو اقتراح جميل، وسيكون محل نظر أسرة جوال تدبُّر ..
وأما زيادة عدد الرسائل فإن المشرفين على "جوال تدبر" يعتقدون أنها مناسبة جدًا؛ لأن العلم ينسي بعضه بعضا، وحتى لا تكثر على المشترك فيمل منها، وربما ينزعج.
وأما قضية تخفيض قيمة الاشتراك، فقد يصعب ذلك؛ لأن مبلغ (12 ريال) في الشهر صار متفق عليه في جميع الخدمات المطروحة، وشركات الاتصالات هي المسؤؤل الأول عن التسعير .. ثم ليس كثيرًا على من يريد أن يستعين بهذه الرسائل على التدبر والعيش مع كتاب الله تعالى أن يدفع فقط (40 هللة) في اليوم.
وأما سؤالك عن إمكانية إهداء الاشتراك، فإن ذلك غير ممكن حاليًا؛ ولكنه في الحسبان، وسيتم قريبًا إن - شاء الله - تشغيل نظام (الإهداء) وسيعلن عن ذلك في حينه.
وجزاكِ الله خير الجزاء، ونشكر لكِ اهتمامكِ، وحبكِ للخير.
ـ[التواقة]ــــــــ[14 Oct 2008, 02:04 ص]ـ
لكن في نظام الإهداء المترقب بشوق ولهف هل أسعار الإشتراك ستكون كما هي؟
لأن المهدي في هذه المرة سيكون بالطبع مشتركا ويريد أن يهدي فلذلك حتى تكونوا سندا له أقترح عليكم مراعاة حال المهدي إذا مشتركا أو لا وهل هو لأفراد أم لمؤسسات ..
أشكر لكم مقدما نظام الإهداء والذي في نظري سيفيد جمعيات تحفيظ القرآن الكريم في إيصال رسالتها حفظ وتدبر ..
ومن المواضيع الجميلة إتحافنا بأخبار أهل القرآن والجانب العملي من أخلاق وسلوك في حياتهم ..
ويا حبذا تتحفونا فيه بآخر الإصدارات في القرآن وعلومة وأخبار الجمعية السعودية للقرآن وعلومه لقاءاتها ومؤتمراتها وكذلك أخبارالدورات العلمية في القرآن وعلومه ..
أجدد لكم شكري جعل الله جوال تدبر في ميزان حسناتكم وجعل القرآن شفيعا لناولكم ولأهل هذا الملتقى المبارك ..
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[15 Oct 2008, 02:22 م]ـ
هل ستفعل الخدمة على شبكة موبايلي؟؟ يا ليتكم تفعلون(/)
استفسار عن (كلية الشريعة والدراسات القرآنية) بجامعة المعرفة العالمية
ـ[الطبيب]ــــــــ[27 Mar 2008, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الإخوة الأكارم في الملتقى ..
أرجو منكم الإفادة في جامعة المعرفة العالمية، وهل تنصحون بالالتحاق ببرنامجها في قسم (الدراسات القرآنية).
أرجو ممن لديه معلومات عن المناهج والكتب المعتمدة أن يفيدنا في ذلك، في الحقيقة شدني أنه يوجد لديهم قسم للدراسات القرآنية وتحته تخصص للتفسير.
وهنا تجد الخطة الدراسية لقسم الدراسات القرآنية. ( http://www.kiu.com.sa/websitear/index2.php?mp=4&submp=43&page=sp)
أرجو ممن لديه معرفة بالمدرسين وطرق التدريس وجودته أن يكرمنا بمشورته.
ودمتم،،،
ـ[عبدالرحمن الرويشد]ــــــــ[27 Mar 2008, 02:39 ص]ـ
الجامعة يقوم عليها نخبة من العلماء الأجلة .. والدعاة المتميزين ..
وتعنى بالطلاب غير السعوديين تحديدا ..
حسب ما أعرفه أن من وضع الخطة الدراسية لمقررات القرآن وعلومه والتفسير وأصوله هو الشيخ أ. د.ابراهيم الدوسري ..
*أعضاء هيئة التدريس:
سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، مفتي المملكة العربية السعودية.
فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن فوزان الفوزان: عضو هيئة كبار العلماء – المملكة العربية السعودية.
معالي الشيخ الدكتور / سعد بن ناصر الشثري: عضو هيئة كبار العلماء – المملكة العربية السعودية.
الشيخ الدكتور/عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: مدير جامعة المعرفة العالمية.
الدكتور/ ابراهيم الدوسري: استاذ بجامعة الامام محمد بن سعود – المملكة العربية السعودية.
الدكتور / محمد المبارك: استاذ بجامعة الامام محمد بن سعود – المملكة العربية السعودية.
الشيخ / عبدالله بن عواد الجهني: إمام الحرم المكي.
الاستاذ / عقل محمد عقل: استشاري تقنية معلومات.
الشيخ / ابراهيم الدوسري.
الشيخ / محمد المبارك.
ومنهم أيضاً الشيخ صالح المغامسي وغيره ..
للفائدة .. هذه رؤية ورسالة الجامعة وأهدافها ..
رؤية ورسالة الجامعة
الرؤية
مؤسسة تعليمية متكاملة تعتمد على تقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، تقدم تعليماً شرعياً بأساليب مبتكرة تحاكي روح العصر. تقدم خدماتها لطالبي العلم بجميع فئاتهم وشرائحهم دون قيود للزمان أو المكان.
الرسالة
خدمة طلبة العلم في كافة انحاء العالم وتقديم خدمات التعليم المعتمد على تقنية المعلومات والاتصالات.
الأهداف
الارتقاء بمستوى جودة العملية التعليمية التقليدية من خلال توفير وسائل تعليم تعتمد على التقنية
توظيف تقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في دعم خصوصية التعليم الجامعي للمرأة المسلمة
تغطية الطلب المتزايد على التعليم العالي في مختلف انحاء المعمورة (والذي تعجز الجامعات التقليدية عن تغطيته).
تطوير برامج دراسية مبتكرة تلبي حاجات مختلف شرائح المجتمع.
الاستفادة من علماء ومشايخ المملكة العربية السعودية لنشر علومهم لكل المسلمين في شتى أنحاء العالم.
-الاستفادة من العلماء المسلمين من شتى أنحاء العالم الاسلامي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Apr 2008, 11:40 م]ـ
اطلعتُ على تفاصيل مفردات كلية الشريعة والدراسات القرآنية وأرجو أن تكون موفقة ومناسبة إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Aug 2009, 01:22 م]ـ
قمتُ بالتدريس في الجامعة الفصل الماضي -الثاني 1429/ 1430هـ - مقرر (آيات الأحكام) لطلاب كلية الشريعة، وهي تعتمد على التعليم الإلكتروني عن بُعد. ويقوم المدرس بتسجيل المحاضرات المقررة لهم (20 - 30 محاضرة) إضافة إلى حضور محاضرة أسبوعياً مباشرة عن طريق الإنترنت للإجابة عن الأسئلة والوقوف مع بعض المسائل المهمة في المقرر. والاختبارات تكون من خلال مراكز لتأدية الاختبارات في المدن الرئيسية في الدول. والتصحيح للاختبارات يكون إلكترونياً أيضاً.
فقد قمت بتدريس المقرر وتصحيح الاختبارات ولم أخرج من مكتبتي الخاصة.(/)
تفسير الإمام أبي عمرو بن الصلاح من فتاويه
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[27 Mar 2008, 11:00 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد ..
يُعد الإمام أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله (ت 643) واحدًا من أئمة الإسلام العظام الذين كان لهم باع كبير في خدمة الإسلام والمسلمين؛ لا سيما في علوم مصطلح الحديث؛ فكل من أتى بعده قد استفاد من مقدمته في المصطلح إما بالإضافة أو الشرح أو الاختصار أو النظم ... إلخ
وذاعت مقدمته هذه ذيوعًا منقطع النظير ولله الحمد والمنة، إلا أن ذيوع علم ابن الصلاح في العلوم الأخرى لم يكن على القدر المطلوب؛ لذلك أردتُ أن أجمع طائفة من تفسيره للقراّن الكريم من خلال فتاواه في التفسير والحديث والأصول والفقه، والتي جمعها تلميذه كمال الدين إسحاق بن أحمد بن عثمان المغربي (ت 650) ..
وقد اعتمدت على طبعة دار الوعى بحلب بتحقيق الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي.
وسوف أقسم التفسيرات على حلقات؛ حتى يسهل المتابعة، ووضعت لكل حلقة عنونًا من عندي فالله الموفق ...
الحلقة الأولى:
تفسير الاّية الثانية والأربعين من سورة الزمر و الاّية الرابعة والأربعين من سورة يوسف وكلام حول الروح وقبضها في المنام وعن الرويا الصالحة والرؤيا الفاسدة وأمارة كل واحدة منهما:
مسألة في قوله تبارك وتعالى: (الله يتوفى الأنفس في موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ... إلى اّخر الاّية.
قال المستفتي يريد تفسيرها على الوجه الصحيح بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحاح، أو بما أجمع أهل الحق على صحته، وقوله تتبارك وتعالى: (قالوا أضغاث أحلام) وما معنى أضغاث أحلام؟ ومن أين يفهم المنام الصالح من المنام الفاسد؟
* أجاب - رضي الله عنه - أما قوله تبارك وتعالى: (الله يتوفى الأنفس ... الاّية) فتفسيره:
الله يقبض الأنفس حين انقضاء أجلها بموت أجسادها، والتي يقبضها أيضًا عند نومها، فيمسك التي قضى عليها الموت بموت أجسادها فلا يردها إلى أجسادها، ويرسل الأخرى التي لم تقبض بموت أجسادها حتى تعود إلى أجسادها إلى أن يأتي أجلها المسمى لموتها ..
* قوله تعالى - هذه مني للتوضيح-: (إن في ذلك لاّيات لقوم يتفكرون) لدلالات المتفكرين على عظيم قدرة الله سبحانه، وعلى أمر البعث فإن الاستيقاظ بعد النوم شبيه له ودليل عليه ..
نُقل أن في التوراة: (يا ابن اّدم كلما تنام تموت، وكلما تستيقظ تبعث) ...
* فهذا واضح والذي يُشكل في ذلك أن النفس المتوفاة في المنام أهي الروح المتوفاة عند الموت أم هي غيرها؟ فإن كانت هي الروح فتوفيها في النوم يكون بمفارقتها الجسد أم لا؟
وقد أعوز الحديث الصحيح والنص الصريح والإجماع أيضًا لوقوع الخلاف فيه بين العلماء ..
* فمنهم من يرى أن للإنسا نفسًا تتوفى عند منامه غير النفس التي هي الروح، والروح لا تفارق الجسد عند النوم، وتلك النفس الموتفاة في النوم هي التي يكون بها التمييز والفهم، وأما الروح فبها تكون الحياة و لا تقبض إلا عند الموت، ويُروى معنى هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ..
* ومنهم من ذهب إلى أن النفس التي تتوفى عند النوم هي الروح نفسها، واختلف هؤلاء في توفيها:
*فمنهم من يذهب إلى أن معنى وفاة الروح بالنوم قبضها عن التصرفات مع بقائها في الجسد، وهذا موافق للأول من وجه وخالف من وجه وهو قول بعض أهل النظر من المعتزلة ..
*ومنهم من ذهب إلى أن الروح تتوفى عند النوم بقبضها من الجسد ومفارقتها له، وهذا الذي نجيب به وهو الأشبه بظاهر الكتاب والسنة.
* وقد أخبرنا الشيخ أبو الحسن بن أبي الفرج النيسابوري بها قال:
أنا جدي أبو محمد العباس بن محمد الطوسي عن القاضي أبي سعيد الفرخزاذي عن الإمام أبي إسحق أحمد بن محمد الثعلبي - رحمه الله تعالى - قال: قال المفسرون: (إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله، فإذا أرادت جميعها الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده، وحبسها، وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
* ولفظ هذا الإمام في هذا الشأن يعطي أن قول أكثر أهل العلم بهذا الفن، وعند هذا، فيكون الفرق بين القبضتين والوفاتين أن الروح في حالة النوم تفارق الجسد على أ، ها تعود إليه فلا تخرج خروجًا ينقطع به العلاقة بينها وبين الجسد، بل يبقى أثرها الذي هو حياة الجسد باقيًا فيه، فأما في حالة الموت فالروح تخرج من الجسد مفارقة له بالكلية فى تخلف فيه شيئًا من أثرها، فلذلك تذهب الحياة معها عند الموت دون النوم، ثم إن إدراك كيفية ذلك والوقوف على حقيقته متعذرفإنه من أمر الروح، وقد استأثر بعلمه الجليل - تبارك وتعالى - فقال سبحانه: (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا) ..
* وأما قوله تبارك وتعالى: (قالوا أضغاث أحلام) فإن الأضغاث جمع ضِغْث وهو الحزمة التي تقبض بالكف من الحشيش ونحوه، والأحلام جمع حُلم وهي للرؤيا مطلقًا، وقد تختص بالرؤيا التي تكون من الشيطان، ولما روي في حديث: (الرؤيا من الله والحلم من الشيطان) فمعنى الاّية أنهم قالوا للملك: إن الذي رأيته أحلام مختلطة و لا يصح تأويلها ..
* وقد أفرد بعض أهل التعبير اصطلاحًا لأضغاث أحلام فذكر أن من شأنها أنها:
1 - (الترقيم من عندي) لا تدل على الأمور المستقبلية وإنما تدل على الأمور الحاضرة والماضية.
2 - ونجد معها أن يكون الراوي خائفًا من شيء، أو راجيًا لشيء، وفي معنى الخوف والرجاء الحزن على شيء والسرور بشيء، فإذا نام من اتصف بذلك رأى في نومه ذلك الشيء بعينه ..
3 - أن يكون خاليًا من شيء هو محتاج إليه الجائع والعطشان يرى في نومه كأنه يأكل ويشرب.
4 - أو يكون ممتلئًا من شيء فيرى كأنه يتجنبه، كالممتلىء من الطعام يرى كأنه يقذف.
وذكر أن هذه الأمور الأربعة مهما سلم الرائي منها في رؤياه لا تكون من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها، وهذا الذي ذكره ضابط حسن لو سلم في طرفيه، لكن الحصر شديد وما ذكره فعنده من المنامات الفاسدة شاركته في الاندراج في قبيل الأضغاث ..
* وأما سؤاله: من أين يفهم المنام الصالح من المنام الفاسد؟
فإن للرؤيا الفاسدة أمارات يستدل بها عليها، وما تقدم حكايته في شرح أضغاث أحلام طرف منها ..
1 - (الترقيم من عندي أيضًا) فمنها أن يرى ما لا يكون كالمحالات وغيرها مما يعلم أنه لا يوجد، بأن الله - سبحانه وتعالى - على صفة مستحيلة عليه، أو يرى نبيًا يعمل عمل الفراعنة، أو يرى قولًا لا يحل التفوه به، ومن هذا القبيل ما جاء في الحديث الصحيح من أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رأيت رأسي قطع وأنا أتبعه) الحديث المعروف، وهذه هي الرؤيا الشيطانية التي ورد الحديث بأنه تحزين من الشيطان أو تلعب منه بالإنسان ..
2 - ومن هذا النوع الاحتلام فإنه من الشيطان؛ ولذلك لا تحتلم الأنبياء عليهم السلام ..
3 - ومن أمارات الرؤيا الفاسدة أن يكون ما راّه في النوم قد راّه في اليقظة وأدركه حسه بعهد قريب قبل نومه وصورته باقية في خياله فيراه بعينها في نومه ..
ومنها أن يرى ما قد حدثته به نفسه في اليقظة ويكون مما قد تفكر فيه قبل النوم بمدة قريبة: إما مما قد مضى، أو من الحالي، أو مما ينتظر في المستقبل ..
ومنها أن يكون ما راّه مناسبًا لما هو عليه من تغيير المزاج بأن تغلب عليه الحرارة من الصفراء فيرى في نومه النيران والشمس المحرقة، أو يغلب عليه البرودة فيرى الثلوج، أو يغلب عليه الرطوبة فيرى الأمطار والمياه، أو يغلب عليه اليبوسة والسوداء فيرى الأشياء المظلمة والأهوال، فالرؤيا السوداوية، فجميع هذه الأنواع فاسدة لا تعبير لها ..
* فإذا سلم الإنسان في رؤياه من هذه الأمور وغلب على الظن سلامة رؤياه من الفساد، ووقعت العناية بتعبيرها، وإذا انضم إلى ذلك كونه من أهل الصدق والصلاح قوى الظن بكونها صادقة صالحة، وفي الحديث الثابت عنه صلى الله عليه وسلم: (أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا) ..
* ومن أمارات صدقها من حيث الزمان كونها في الأسحار لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: (أصدق الرؤيا بالأسحار) (الحديث ضعيف) - التنبيه مني - ..
وكونها عند اقتراب الزمان لقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (إذا اقترب الزمان لم تكد رويا المسلم تكذب) ..
واقتراب الزمان قيل:
* هو اعتداله وقت استواء الليل والنهار، ويزعم المعبرون أن أصدق الرؤيا ما كان أيام الربيع ..
* وقيل: اقتراب الزمان وقت قيام الساعة ..
* ومن أمارات صلاحها أن يكون تبشير بالثواب على الطاعة، أو تحذير من المعصية ...
* ثم إن القطع على الرؤيا بكونها صالحة لا سبيل إليه إنما هو غلبة الظن، ونظير ذلك من حال اليقظة الخواطر، ومعلوم أن إدراك ما هو حق منها مما هو باطل وعر الطريق، إن نظن إلا ظنًا وما نحن بمستيقنين ...
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[30 Mar 2008, 03:28 م]ـ
الحلقة الثانية
بين الاّية الثانية بعد المئة من سورة اّل عمران والاّية السادسة عشرة من سورة التغابن وحديث عن التقوى
قول الله عزو وجل: " اتقوا الله حق تقاته " ما هي الخصال التي إذا فعلها الإنسان كان متقيًا لله عز وجل حق تقاته؟ وهل نسخت هذه الاّية بقول الله - عز وجل -: " فاتقوا الله ما استطعتم " أم لا؟
أجاب - رضي الله عنه - لم تنسخها بل فسرتها، وحقُّ تقاته أن يُطاعَ فلا يُعصى، غير أنه إذا تجنب الكبائر ولم يصر على صغيرة، وإذا عمل صغيرة يعقبها بالاستغفار كان من جملة المتقين والله أعلم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[02 Apr 2008, 05:52 م]ـ
الحلقة الثالثة:
حول الاّية الحادية والثلاثين من سورة النساء وكلام عن تعريف الكبيرة
قوله - عز وجل -: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " إلى اّخر الاّية.
ما الكبائر وما الصغائر؟ وكم المتفق عليه من الكبائر وما الفرق بين الصغائر والكبائر؟ وهل تحتاج الصغائر إلى توبة أم لا؟ وهل تذهب الصغائر بالصلوات كما جاء في الحديث؟ أم لا بد من ذلك من التوبة وإن احتاجت فما الفرق بينها وبين الكبائر؟ وبماذا يعد المصر على الصغيرة مصرًا؟ بفعل الصغيرة مرة واحدة أم مرارًا أم بالعزم والنية؟ فإن قلنا بالفعل مرارًا فما عدد تلك المرات؟
أجاب - رضي الله عنه -: قد اختلف الناس في الصغائر والكبائر في وجوه.
(والذين أثبتوا الفرق وهم الجماهير) اضطربت أقوالهم في تحديد الكبائر وتعديدها.
وقد قلت في ذلك قولًا رجوت أنه صواب وهو أن الكبيرة ذنب كبير وعظم عظمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير، ووصف بكونه عظيمًا يصح معه أن يطلق عليه اسم الكبير ووصف بكونه عظيمًا على الإطلاق ..
فهذا فاصل لها عن الصغيرة التي وإن كانت كبيرة بالإضافة إلى ما دونها فليست كبيرة يطلق عليها الوصف بالكبر والعظم إطلاقًا، ثم إن لكبر الكبيرة وعظمها أمارات معروفة بها منها:
1 - (الترقيم من عندي) إيجاب الحد.
2 - ومنها ألا يعاد عليها بالعذاب بالنار ونحوها في الكتاب والسنة.
3 - ومنها وصف فاعلها بالفسق نصًا.
4 - ومنها اللعن كما في قوله: (لعن الله من غير منار الأرض).
في أشباه لذلك لا نحصيها، وعند هذا يعلم أن عدد الكبائر غير محصور والله أعلم.
والصغائر قد تمحى من غير توبة بالصلوات وغيرها كما جاء به الكتاب والسنة، وذلك أن فاعل الصغيرة لو أتبعها حسنة أو حسنات وهو غافل عن التندم والعزم على عدم العود المشترطين في صحة التوبة لكان ذلك ماحيًا لصغيرته ومكفرًا لها كما ورد به النص وإن لم توجد منه التوبة لعدم ركنها لا لتلبسه بأضدادها، والمصر على الصغيرة من تلبس من أضداد التوبة باستمرار العزم على المعاودة أو باستدامة الفعل بحيث يدخل به ذنبه في حيز ما يطلق عليه الوصف بصيرورته كبيرًا وعظيمًا، وليس لزمان ذلك وعدده حصر، والله أعلم.(/)
تعليقات الشخ الدكتور مساعد الطيار على (الإتقان) النوع 42 قواعد في التفسير (للمناقشة)
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[28 Mar 2008, 11:32 م]ـ
هذه تعليقات الشيخ وأرجو من أعضاء الملتقى وطلاب الشيخ المشاركة والمناقشة في هذا الموضوع حتى تستوفى مسائل وفوائد هذا النوع
النوع الثاني والأربعون: قواعد يحتاج إليها المفسر (15, 23 - 2 - 1429هـ)
• كثير مما ذكره السيوطي لا ينطبق عليه مفهوم القاعدة عند العلماء؛ ولذا فقد يتوسع العلماء في هذا المصطلح فيشمل أشياء كثيرة مثلاً النظر في أساليب القرآن كأسلوب الجمع والإفراد فإذا نظروا فيها وخرجوا بملحوظاتهم سموا هذه قاعدة, فيقولون: قاعدة في الإفراد والتثنية الجمع.
• هذه القواعد متناثرة وأغلبها يرجع إلى علوم العربية من نحو وصرف وبلاغة ولغة, والقواعد المرتبطة بالنحو أكثرها مرَّ في النوع الحادي والأربعين, أما هذا النوع فهو مرتبط بالثلاثة الباقية.
• والأصل أن استخراج القواعد بالاستقراء عقلي، فهو من المباحث العقلية في علوم القرآن، وإن كان المصدر المعتمد عليه نقلي، وهي العلوم العربية.
• القواعد نوعان:
1. قواعد تفيد في بيان المعاني أو ما وراء المعاني وهي الأغلب.
2. قواعد تفيد في معرفة القول الصحيح أو الأولى وهي قواعد الترجيح, وأكثر القواعد المذكورة في هذا الباب هي من النوع الأول.
• قول السيوطي: (قاعدة في الضمائر: ألف ابن الأنباري في بيان الضمائر الواقعة في القرآن مجلدين ... )
اعتنى ابن الأنباري بهذا الموضوع وألف له مجلدين, وهذا يدعونا للتفكير والنظر في هذا الموضوع فلو تفكرت في سورةٍ من القرآن واجتهدت في التأمل في الضمائر؛ فكم ستجد من ضمير؟ فلو نظرت في سورة عبس مثلاً فقوله: ?عَبَسَ وتَوَلَّى? فيها ضميران: (عبس) هو, (وتولى) هو.
• لذا يمكن أن يكون البحث في الضمائر من البحوث التطبيقية التي يجريها المعلم مع طلابه، وهذا النوع من البحوث تنمي مهارات الطالب، وتجعله مرتبطًا بالنص القرآن، ومتدبرًا له.
• قول السيوطي: (وأصل وضع الضمير للاختصار)
ينشأ عن هذا مسألة مرتبطة بالضمير، وهي أن الضمير إذا وُضِع مقام الظاهر فإنه يكون من باب الإطناب؛ لأن الأصل أن الضمير يأتي بعد ذكر الظاهر قبله، فإذ أُعيد الظاهر بدل الضمير الذي يكون على سبيل الاختصار صار ذلك إطنابًا.
• ولوضع الظاهر موضع الضمير فوائد أخرى غير هذا.
• قول السيوطي: (ولهذا قام قوله:?أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً? [الأحزاب: 35]، مقام خمسة وعشرين كلمة لوأتى بها مظهرة).
أقول: وقد عددتها فوجدتها عشرين ضميراً، ولا أدري كيف جعلها السيوطي خمسة وعشرين؟!
والتقدير: أعد لله للمسلمين مغفرة وأجرًا عظيما، وأعد الله للمسلمات مغفرة وأجرًا عظيما، وقس بقية الأوصاف على هذا في قوله تعالى (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)
• هل هذا النوع مما يحتاج إليه المفسر؟ فيما يظهر من العنوان أنه مما يحتاج إليه المفسر لكن قد تكون بعض المباحث التي ذكرها السيوطي لا يحتاج إليها المفسر؛ لأن جهلها لا يؤثر في فهم المعنى, فأي معلومة لا تؤثر في فهم المعنى فهي ليست من صلب التفسير, وهناك قواعد في هذا النوع يحتاج إليها المفسر, أما الفرق بين علوم القرآن وعلوم التفسير فالقضية مبنية على فهم المعنى فكل علم له أثر في فهم المعنى فهو من علوم التفسير, وكل علم ليس له أثر في فهم المعنى فهو من علوم القرآن, ومثاله: (عدِّ الآي) لا يؤثر في فهم المعنى وهو من علوم القرآن, لكن معرفة غريب القرآن من علوم التفسير؛ لأنه لا يقوم التفسير إلا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قضية الكتابة في قواعد التفسير جاءت متأخرة (1) , وإن كنا نجد هذه القواعد مبثوثة في كتب التفسير منذ أن نشأ من عهد الصحابة؛ لأن الأصل في التفسير أن يقوم على قواعد وأسس, وعدم الكتابة فيها منذ القدم لا يعني أنه لا يوجد للتفسير أسس وقواعد؛ ولهذا فإن ابن عاشور اعترض ـ في مقدمته للتحرير والتنوير ـ أن يعد التفسير علماً بناء على أنه لا يوجد للتفسير أصولاً وأسساً كغيره من العلوم, وذلك مبني على تعريفه هو للعلم، وبناءًا على تعريفه فإن ما توصل إليه صحيح, لكن تعريفه للعلم فيه إشكال, وكذلك ما ذكره عن التفسير من أنه شرح المفردات ليس دقيقاً بل الصواب أنه بيان المعاني ولا يمكن معرفة هذه المعاني إلا بأسس وقواعد وضوابط هي أصول التفسير.
• قول السيوطي: (قاعدة: الأصل عوده على أقرب مذكور ..... )
هذه القاعدة التي ذكرها نجد أن أهل العلم يختلفون في تطبيقها إذا نازعتها القاعدة التي بعدها وهي: (الأصل: توافق الضمائر في المرجع حذرا من التشتيت) فإذا وقع تنازع في عود الضمير على أقرب مذكور أو على أول مذكور لتتوافق الضمائر؛ نقول: تقدم القاعدة الثانية وهو توافق الضمائر في المرجع كما في قوله تعالى: ?لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً? [الفتح: 9] فالضمائر لله تعالى, والقول الآخر: لتؤمنوا بالله وبرسول الله وتعزروا رسول الله وتوقروا رسول الله وهذا مرجوح؛ لأن فيه تشتيتاً.
• قول السيوطي: (الخامس: التحقير، بمعنى انحطاط شأنه إلى حد لا يمكن أن يعرف نحو قوله: ? إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً? [الجاثية: 32] أي حقيراً لا يعبأ به وإلا لا تبعوه).
هذا يدخل ضمن بلاغة المعنى وهو ما وراء المعنى؛ لأننا حينما نفسر هذه الآية فإن المعنى الجملي واضح لكن بيان التنكير جاء بعد تمام المعنى.
• قول السيوطي: (قاعدة في الإفراد والجمع من ذلك السماء والأرض)
إذا كان المراد جهة العلو تأتي السماء مفردة, وإذا كان العدد مراداً يأتي الجمع وهو السموات, وذكر السموات على أن المراد به العدد لا يعني عدم العلو.
• قضية المشرق والمغرب وردت بالإفراد والتثنية والجمع, الإفراد باعتبار الجهة جهة المشرق وجهة المغرب, والتثنية باعتبار مشرقي الصيف والشتاء, والجمع باعتبار مشرق كل يوم ومغرب كل يوم.
• قول السيوطي: (قاعدة في الألفاظ التي يظن بها الترادف وليست منه).
هذه القاعدة التي ذكرها السيوطي مهمة لمن أن أراد أن يتعاطى التفسير؛ لأن معرفة الفروق اللغوية له أثر في فهم المعنى, ومن أكثر العلماء عناية بذلك: الراغب الأصفهاني في كتابه (المفردات) , وكان يود أن يضع كتاباً في الفروق اللغوية كما أشار إلى ذلك في مقدمة كتابه هذا, فهل وضعه أم لا؟ الله أعلم؛ لأنه لا يوجد هذا الكتاب, وقد كتب أبو هلال العسكري كتابه (الفروق اللغوية) , وكذا ابن القيم أشار إلى فروق لغوية كثيرة, وأشار إلى أنه يحسن جمع هذه الفروق وجعلها من نفائس هذا العلم, وهناك كتب أخرى مثل: (الكليات) لأبي البقاء الكفوي, وكذالك الطاهر بن عاشور له عناية بهذا الجانب، وقد كتب فيه الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع رسالة علمية، وهي مطبوعة في مكتبة العبيكان.
• قول السيوطي: (من ذلك (الخوف والخشية) لا يكاد اللغوي يفرق بينهما)
الخشية معها تعظيم وحبة, ولذا كل خشية خوف, وليس كل خوف خشية.
• قول السيوطي: (قاعدة في السؤال والجواب) ثم قال: (مثال ما عدل عنه قوله تعالى: ? يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ? [البقرة: 189] سألوا عن الهلال لِمَ يبدودقيقا مثل الخيط ثم يتزايد قليلاً قليلاً حتى يمتلئ ثم لا يزال ينقص حتى يعود كما بدا؟ , فأجيبوا ببيان حكمة ذلك تنبهاً على أن الأهم السؤال عن ذلك لا ما سألوا عنه، كذا قال السكاكي ومتابعوه, واسترسل التفتازاني في الكلام إلى أن قال: لأنهم ليسوا من يطلع على دقائق الهيئة بسهولة).
اعتراض السيوطي على فهم السكاكي وتفصيلات التفتازاني (ت 792هـ) في محله.
وأقول: إن قول التفتازاني فيه إشكال فيجب الحذر عند الكلام عن الصحابة, فهم رضي الله عنهم آمنوا بما هو أكبر؛ ولذا أبو بكر لما جاءه المشركون, وطمعوا في ردته, وقالوا: ألم تر ما يقوله صاحبك يزعم أنه ذهب إلى بيت المقدس, وعاد من ليلته, فقال: أو قد قال, قالوا: نعم, قال: إن كان قد قال فقد صدق؛ فإني أصدقه بخبر السماء فكيف لا أصدقه حين يذهب إلى بيت المقدس ويعود, فهذه العقول التي اختارها الله لصحبة نبيه, ولتكون قادرة على حمل وحيه وإيصاله للناس فكيف لا تكون قادرة على معرفة الأفلاك, وكذلك لدي نظر آخر وهو أن من يقول بذلك من الفضلاء كأن فيه اعتراضاً على قدر الله في اختيار هؤلاء ليكونوا محلاً لحمل رسالته كأنهم لم يستطيعوا معرفة هذه الأشياء, واستطعنا نحن المتاخرين.
ــــــــــــ
(1) أفضل ما كتبه المعاصرون في قواعد التفسير: كتاب القواعد الترجيحية للشيخ الدكتور حسين الحربي، وكتاب قواعد التفسير للشيخ الدكتور خالد السبت.(/)
تذكير "قريب" مع الساعة والرحمة
ـ[العرابلي]ــــــــ[29 Mar 2008, 12:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تذكير "قريب" مع الساعة والرحمة
لفظ "قريب" ذكر في القرآن (26) مرة؛ جاء كله بصيغة المذكر؛
قريب: 14مرة
قريبًا: 9 مرات
بقريب: مرة واحدة
أقريب: مرتان
لم يؤنث ولا مرة واحدة
لقد جاء في ثلاث مواضع صفة للمؤنث ومع ذلك لم يؤنث؛
قال تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى
وقال تعالى: (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) الأحزاب.
وقال تعالى: (إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف.
أضافت العرب في لغتها التاء المربوطة لتقرأ بصوتين مختلفين؛
فعند الوقف عليها نقرأها هاء، وفي الوصل نقرأها تاء.
والسر في هذا الوضع هو في معنى التاء والهاء؛
فالتاء في استعمال العرب هي للتراجع.
والهاء في استعمال العرب هي أيضًا للانتهاء.
والمثال خير بيان؛
فمثلا: "الشجر" يوجد في الأرض بكثرة؛ فتسميته بصيغة الجمع سبقت تسميته بصيغة المفرد؛
فإذا أردنا إفراد "شجر" الدال على الجمع؛ أضفنا له تاء مقبوضة فأصبح اللفظ "شجرة"
والجمع يكون عن اجتماع أفراد كانوا متفرقين؛
فإذا تراجع الجمع رجع كل فرد لوحده؛ والتراجع حركة، فعند تحريك التاء المقبوضة عند الوصل في القراءة؛ نقرأها تاء، فناسبت حركتها معنى التراجع الذي في التاء.
وإذا انتهى الجمع كان كل فرد لوحده؛ والانتهاء سكون، فعند تسكين التاء المقبوضة نقرأها هاء، فناسب السكون معنى الانتهاء الذي في الهاء.
فتاء التأنيث تضاف للجمع لإفراده كما في المثال السابق؛ (شجر – شجرة)
وتضاف للمذكر لتأنيثه. (كاتب – كاتبة)
وتضاف للمذكر لبيان منزلة له بعد منزلة أمثاله. (علاَّم – علاَّمة)
فالجنس البشري يتكون من الذكر والأنثى، وفيه منزلتان فقط؛
الذكر بحكم الله، وبما فطره الله عليه؛ له المنزلة الأول، والأنثى لها المنزلة الأخرى.
ولبيان المنزلة الثانية أو المنزلة الأخرى يؤنث المذكر. فتأنيث المذكر هو للدلالة على أن الآخر له المنزلة الأخرى بعد المذكر، وهي منزلة ليس بعدها منزلة فالتأنيث نهاية للمنازل.
فإفادة التاء في تأنيثه؛ لتراجعه إلى المنزلة التالية، وإفادة الهاء فيه أنه آخر المنازل فلا منزلة بعده.
فالتأنيث هنا بوجود آخر معه وأنه نهاية المنازل.
لذلك جرى تأنيث علاَّم، بلفظ علاَّمة؛ أي أنه وصل منزلة ليس بعدها منزلة، ولم يبلغها أحد من أمثاله.
أما التأنيث في مثل حديقة، فهو تأنيث دون وجود لفظ مفرد مذكر يسبقها،
ودون وجود لفظ يدل على الجمع سبقها في التسمية؛ كالحال في شجر وشجرة.
وإذا نظرنا في الأرض وجدنا أكثر الأرض كان مشاعًا كالمراعي، والغابات، بما فيها من أعشاب وأشجار، فلما تم إحاطة بعضها، وجعله بستانًا خاصًا لمن حجزه له؛ فقد انتهت مشاعيته للناس، وتراجع الناس عن دخوله والانتفاع به إلا بإذن صاحب، واستغنى به عن الرحيل بعيدًا إلى غيره، صلح أن يوضع له لفظ يدل على تأنيثه بالتاء المقبوضة.
فلو تم تأنيث قريب في الآيات بلفظ قريبة؛ (الساعة قريبة)، (رحمة الله قريبة)، لاختل المعنى، ولدل على أن دون الساعة شيء أقرب منها مماثل لها،
ويصبح دلالة القريب بعيدة في حال التأنيث؛ فيختل عندها المعنى.
أي أن هناك دون الساعة مثل الساعة أقرب إلينا من الساعة نفسها، وكأن القول يفيد لعل القريب يكون بعيدًا. .. أما قريبه وقريبته فهو وصف لأفراد من الجنس البشري؛ منهم المذكر ومنهم المؤنث.
وكذلك رحمة الله؛ فلو أُنث اللفظ لدل على وجود رحمة أخرى، فإذا كانت هذه رحمة الله ... فلمن تكون الرحمة الأولى التي تقدمت عليها .... أتكون من غير الله، فيحصل عند ذلك إخلال كبير في المعنى ..
هذا من جانب، ومن جانب آخر؛
فإن الساعة هي من أشد أيام الله على الناس .... فالذي يناسب الشدة هو التذكير وليس التأنيث.
وكذلك فإن الرحمة من الله التي هي عطاء من الله تعالى يعطي المرحوم القوة والاستمرارية والتمتع، فالتذكر مع هذه القوة الحاصلة من الرحمة أنسب من التأنيث. ..
هذا بيان الله تعالى ... وما بيان الناس إلا بعض مما علمه الله لهم.
التأنيث والتذكر في القرآن باب فيه مواضع كثيرة تحتاج الوقوف عليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكلها تفتح أبواب معرفة عظيمة تبين مكانة القرآن الكريم، ودقته في اختيار الألفاظ واستعمالها، فعظمته لا مثيل لها، ولن يكون له مثيل عند الناس؛ لأنه ممن علم الناس الكلام والبيان، سبحانه وتعالى.
والله تعالى أعلم.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Mar 2008, 08:42 ص]ـ
أنا أستغرب استشكال بعض أهل العلم لتذكير لفظ (قريب) في قوله تعالى: (إن رحمة الله قريب من المحسنين) حتى ذكر ابن القيم في هذه المسألة عشرة أقوال
وقال الشنقيطي: للعلماء فيها أقوال تزيد على العشرة
والخلاصة المرضية أن القرب قربان:
1: قرب القرابة والنسب، وهذا يتبع الموصوف في التذكير والتأنيث، بلا خلاف عند أهل اللغة، تقول: فلان قريب مني، وفلانة قريبة مني.
ومنه قول الشاعر:
فتى لم تلده بنت عم قريبة = فيضوى وقد يضوى رديد القرائب
والقرب الثاني: قرب المسافة والمكانة والزمن
فهذا يجوز فيه التذكير المطلق والإتباع
ومن الأول: قوله تعالى: (وما يدريك لعل الساعة قريب)
وقول امرئ القيس:
له الويل إن أمسى ولا أم هاشم = قريب ولا البسباسة ابنة يشكراولفظ (بعيد) نظير (قريب) في هذا الحكم
وقد قال تعالى: (وما هي من الظالمين ببعيد) وقال: (وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد)
ومن الثاني: قول عروة بن حزام العذري:
عشية لا عفراء منك قريبة = فتدنو ولا عفراء منك بعيد
وقول الفرزدق وهو من فاحش قوله، وإنما أوردته للشاهد اللغوي:
دَعَوْتُ الذي سَوّى السماءَ بِأَيْدِهِ، = وَلَلَّهُ أَدْنَى مِنْ وَرِيدِي وَأَلْطَفُ
لَيَشغَلَ عَنّي بَعْلَها، بِزَمَانَةٍ = تَدَلّهُهُ عَنّي، وَعَنْهَا، فَتُسْعِفُ
بِمَا في فُؤَادَينا من الشَوْقِ والهَوَى = فَيجْبُرُ مُنْهَاضُ الفُؤادِ المشقَّفُ
فَأَرْسَلَ في عَيْنَيْهِ ماءً عَلاَهُما = وَقَدْ عَلِموا أني أَطبُّ وَأَعْرَفُ
فَدَاوَيْتُهُ حَوْلَينِ، وَهِي قَرِيبَةٌ = أَرَاها، وَتَدْنُو لي مِراراً، فَأَرْشُفُ
قال أبو منصور الأزهري: (قال الفراء: العرب إذا قالت: دارك منا بعيدٌ أو قريبٌ، أو قالوا: فلانة منا قريب أو بعيد ذكروا القريب والبعيد؛ لأن المعنى هي في مكان قريب أو بعيد، فجعل القريب والبعيد خافاً من المكان.
قال الله جلّ وعزّ: (وما هي من الظالمين ببعيد) وقال: (وما يدريك لعل الساعة تكون قريباً)
وقال: (إن رحمة الله قريبُ من المحسنين)
قال: ولو أنثتا وبنيتا على بعدت منك فهي بعيدة، وقربت فهي قريبة كان صواباً.
قال: ومن قال قريبٌ وبعيدٌ وذكرهما لم يثن قريباً وبعيداً، فقال: هما منك قريبٌ وهما منك بعيدٌ.
قال: ومن أنثهما فقال: هي منك قريبة وبعيدة ثنَّي وجمع فقال: قريبات وبعيدات.
وأنشد:
عشيَّةَ لاعفراء منك قريبة = فتدنو ولاعفراء منك بعيد قال: وإذا أردت بالقريب والبعيد قرابة النسب أنثت لاغير، لم يختلف العرب فيها).
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Mar 2008, 08:50 ص]ـ
وللفائدة أسوق مختصر كلام ابن القيم كما اختصره الموصلي في مختصر الصواعق المرسلة، وقد أوصل الأقوال في هذه المسألة إلى عشرة أقوال:
قال رحمه الله: (قالَ تَعَالَى: (إن رحمة الله قريب من الحسنين)، ولم يَقُلْ: قَرِيبةٌ، وَإِنَّمَا كَانَ الخبرُ عنها مُذَكَّراً:
• إمَّا لأنَّ “ فَعِيلاً “ بينَهُ وبينَ “ فَعُولٍ “ اشْتِرَاكٌ منْ وُجُوهٍ: منها الوزنُ والعددُ والزيادةُ والمبالغةُ، وكونُ كلٍّ منهما يَكُونُ مَعْدُولاً عنْ فاعلٍ تارةً، وعنْ مفعولٍ أُخْرَى، وَمَجِيئُهُمَا صِفَتَيْنِ وَاسْمَيْنِ، و “ فعولٌ “ إذا كانَ مَعْدُولاً عنْ فاعلٍ اسْتَوَى مُذَكَّرُهُ ومُؤَنَّثُهُ في عدمِ إِلْحَاقِ التاءِ؛ كامرأةٍ نَؤُومٍ وَضَحُوكٍ، فَحَمَلُوا فَعِيلاً عليهِ في بعضِ المواضعِ لعقدِ الأُخُوَّةِ التي بَيْنَهُمَا.
• وإمَّا لأنَّ قريباً مَعْدُولٌ عنْ مفعولٍ في المعنَى، كَأَنَّهَا قُرِّبَتْ منهم وَأُدْنِيَتْ، وهمْ يُرَاعُونَ اللفظَ تارةً والمعنى أُخْرَى ...
• وإمَّا على حَذْفِ مضافٍ يكونُ “ قريبٌ “ خبراً عنهُ، تقديرُهُ: مكانُ رحمةِ اللَّهِ أوْ تَنَاوُلُهَا ونحوُ ذلكَ قريبٌ.
• وإمَّا على تقديرِ مَوْصُوفٍ محذوفٍ يكونُ “ قريبٌ “ صفةً لهُ، تقديرُهُ: أَمْرٌ أوْ شيءٌ قريبٌ؛ كقولِ الشاعرِ:
قَامَتْ تُبَكَّيهِ على قَبْرِهِ = مَنْ لِيَ مِنْ بَعْدِكَ يا عَامِرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
تَرَكْتَنِي في الدارِ ذا غُرْبَةٍ = قدْ ذَلَّ مَنْ ليسَ لهُ نَاصِرُ
أيْ: شَخْصاً ذا غُرْبَةٍ. وعلى هذا حَمَلَ سِيبَوَيْهِ “ حَائِضاً “ و “ طَالِقاً “ و “ طَامِثاً “ ونحْوَهَا.
• وإمَّا على اكتسابِ المضافِ حُكْمَ المضافِ إليهِ، نحوَ: ذَهَبَتْ بَعْضُ أصابعِهِ، وَتَوَاضَعَتْ سُورُ المدينةِ وبابُهُ.
• وإمَّا مِن الاستغناءِ بأحدِ المذكورَيْنِ عن الآخرِ والدلالةِ بالمذكورِ على المحذوفِ، والأصلُ: إنَّ اللَّهَ قَرِيبٌ من المحسنِينَ، ورحمتَهُ قريبةٌ منهم، فيكونُ قدْ أَخْبَرَ عنْ قُرْبِ ذاتِهِ وقُرْبِ ثوابِهِ من المحسنِينَ، واكْتَفَى بالخبرِ عنْ أَحَدِهِمَا عن الآخرِ، وقريبٌ منهُ: (والله ورسوله أحق أن يرضوه) [التوبة: 62]، (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله) [التوبة: 34]. وَمِثْلُهُ على أحدِ الوُجُوهِ: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية) الآيَةَ [الشعراء: 4]؛ أيْ: فَذَلُّوا لها خَاضِعِينَ، فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُم لها خَاضِعَةً.
• وإمَّا لأنَّ القريبَ يُرَادُ بهِ شيئانِ:
• أحدُهُمَا: النَّسَبُ والقرابةُ، فهذا يُؤَنَّثُ، تقولُ: هذهِ قريبةٌ لي وقَرَابَةٌ.
• والثاني: قُرْبُ المكانِ والمنزلةِ. وهذا يُجَرَّدُ عن التاءِ، تقولُ: جَلَسَتْ فلانةُ قَرِيباً مِنِّي. هذا في الظرفِ، ثُمَّ أَجْرَوا الصفةَ مُجْرَاهُ للأُخُوَّةِ التي بَيْنَهُمَا، حيثُ لمْ يُرَدْ بكلِّ واحدٍ منهما نَسَبٌ ولا قرابةٌ، وإنَّمَا أُرِيدَ قربُ المكانةِ والمنزلة.
• وإمَّا لأنَّ تأنيثَ الرحمةِ لَمَّا كانَ غيرَ حَقِيقِيٍّ سَاغَ حذفُ التاءِ منْ صفتِهِ وخبرِهِ كما سَاغَ حَذْفُهَا من الفعلِ، نحوَ: طَلَعَ الشمسُ.
• وإمَّا لأنَّ قَرِيباً مصدرٌ لا وَصْفٌ كالنقيضِ والعويلِ والوجيبِ مُجَرَّدٍ عن التاءِ؛ لأنَّكَ إذا أَخْبَرْتَ عن المُؤَنَّثِ بالمصدرِ لمْ تَلْحَقْهُ التاءُ، كما تَقُولُ: امْرَأَةٌ عَدْلٌ، وصَوْمٌ ونَوْمٌ.
والذي عندي أنَّ الرحمةَ لَمَّا كانتْ منْ صفاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وصفاتُهُ قائمةٌ بذاتِهِ، فإذا كانتْ قَرِيبَةً من المحسنينَ، فهوَ قريبٌ سبحانَهُ منهم قَطْعاً، وقدْ بَيَّنَّا أنَّهُ سبحانَهُ قريبٌ منْ أهلِ الإحسانِ، ومنْ أهلِ سُؤَالِهِ بإجابتِهِ.
وَيُوَضِّحُ ذلكَ أنَّ الإحسانَ يَقْتَضِي قُرْبَ العبدِ منْ ربِّهِ، فَيُقَرِّبُ ربَّهُ منهُ ... فإنَّهُ مَنْ تَقَرَّبَ منهُ شِبْراً يَتَقَرَّبُ منهُ ذِرَاعاً، ومَنْ تَقَرَّبَ منهُ ذِرَاعاً تَقَرَّبَ منهُ بَاعاً، فهوَ قريبٌ من المُحْسِنِينَ بذاتِهِ ورحمتِهِ قُرْباً ليسَ لهُ نظيرٌ، وهوَ معَ ذلكَ فَوْقَ سَمَاواتِهِ على عرشِهِ، كما أنَّهُ سبحانَهُ يَقْرَبُ منْ عبادِهِ في آخرِ الليلِ وهوَ فَوْقَ عرشِهِ، وَيَدْنُو منْ أهلِ عَرَفَةَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ, وهوَ على عرشِهِ، فإنَّ عُلُوَّهُ سبحانَهُ على سَمَاواتِهِ منْ لَوَازِمِ ذاتِهِ، فلا يكونُ قطُّ إلاَّ عَالِياً، ولا يكونُ فَوْقَهُ شيءٌ الْبَتَّةَ، كما قالَ أعلمُ الخلقِ: ((وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ)).
وهوَ سبحانَهُ قريبٌ في عُلُوِّهِ، عالٍ في قُرْبِهِ، كما في الحديثِ الصحيحِ عنْ أبي مُوسَى الأشعريِّ قالَ: كُنَّا معَ رسولِ اللَّهِ في سَفَرٍ فَارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُنَا بالتكبيرِ، فقالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلا غَائِباً، إِنَّ الَّذِي تَدْعُونَهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ، أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ عُنُقِ رَاحِلَتِهِ))
فَأَخْبَرَ وهوَ أَعْلَمُ الخلقِ بهِ أنَّهُ أقربُ إلى أحدِهِم منْ عُنُقِ راحلتِهِ، وَأَخْبَرَ أنَّهُ فوقَ سَمَاواتِهِ على عَرْشِهِ مُطَّلِعٌ على خلقِهِ، يَرَى أَعْمَالَهُم، وَيَعْلَمُ ما في بُطُونِهِم، وهذا حَقٌّ لا يُنَاقِضُ أَحَدُهُمَا الآخرَ.
والذي يُسَهِّلُ عليكَ فَهْمَ هذا: مَعْرِفَةُ عظمةِ الربِّ وإحاطتِهِ بخلقِهِ، وأنَّ السَّمَاواتِ السبعَ في يَدِهِ كَخَرْدَلَةٍ في يَدِ العبدِ، وأنَّهُ سبحانَهُ يَقْبِضُ السَّمَاواتِ بيدِهِ والأرضَ بيدِهِ الأُخْرَى، ثُمَّ يَهُزُّهُنَّ.
فكيفَ يَسْتَحِيلُ في حقِّ مَنْ هذا بعضُ عَظَمَتِهِ أنْ يكونَ فوقَ عرشِهِ، وَيقْرُبَ منْ خلقِهِ كيفَ شَاءَ وهوَ على العرشِ)(/)
ما معنى هذه الجملة الواردة في الترجمة؟!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Mar 2008, 02:23 م]ـ
جاء في ترجمة ركن الدين إلياس بن علوان ـ في معرفة القراء الكبار 2/ 686 ـ:
(وتصدر للإقراء بجامع دمشق زمانا، وكان حاذقا بتعليم الراء).
فما المقصود بهذا الوصف: الحذق في تعليم الراء؟
أهو الحذق في عدم تكرارها عند النطق بها؟
وهل هذا عسرٌ أم صعب حتى يوصف به أحد القراء؟
أنتظر إفادة أهل التخصص .. فقد استوقفني هذا التعبير كثيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Mar 2008, 06:01 ص]ـ
الذي أفهمه منها هو ما فهمته يا أبا عبدالله، فإن نطق الراء نطقاً صحيحاً مما لا يكاد يحسنه كل أحد. ولعل لهذا الشيخ مزية في طريقة تعليمه لهذا الحرف ليتقنه القارئ دون إخلال والله أعلم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Apr 2008, 01:42 م]ـ
بوركت أبا عبدالله ..
وما زلت متعجبا من هذا الوصف،ولو أنه أثنى عليه بإتقان نطق الضاد لكان الأمر قريبا،أما الراء ... فلازلت متعجبا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Apr 2008, 06:42 ص]ـ
مما لاشك فيه
هي المهارة في الإتقان في تجويد القرآن
والحذق في معرفة هذا الحرف
ومن ثمة بقية الحروف
وهذه خاصية تميز بها الكتاب الكريم
عن كتب البشر!!
وقد خصص العلامة ابن خلدون فصلاً عن امتهان التعليم ,
بجعله من جملة الصنائع التي تتطلب الحذق , والإحاطة بمبادئه وقواعده ,
والوقوف على مسائله , واستنباط فروعه من أصوله ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[03 Apr 2008, 06:57 ص]ـ
قال أبو حيان التوحيديّ؛
في الهوامل والشوامل:
قال أبو علي مسكويه - رحمه الله: الاسم مركب من الحروف، والحروف عددها ثمانية وعشرون،
وتركيبه يكون ثنائياً وثلاثياً ورباعياً وخماسياً.
والأولى في جواب هذه المسألة أن نتكلم في الحروف المفردة التي هي بسائط الأسماء،
ثم بعد ذلك في الأسماء المركبة منها، ليبين موضع استحلاء السامع للحروف المفردة،
ثم لمزج هذه الحروف وتركيبها،
ثم لوضع اللفظة إلى جانب اللفظة حتى تصير منها خطبة أو بيت شعر أو
غير ذلك من أقسام الكلام، فإن مثل ذلك العقود والسموط المؤلفة
من خرزات مختلفة في القد واللون والجوهر والخرط.
وقد علم أن للعقد المنظوم من النفس ثلاثة مواضع:
أحدها مفردات تلك الخرز واختيار أجناسها وجواهرها.
والثاني موقع النظم الذي يجعل للحبة إلى جانب الحبة قبولاً آخر، وموضعاً من النفس ثانياً.
والثالث وضع كل واحد من هذه العقود في خاص موضعه من النحر والرأس والزند والصدر.
وإذا كان هذا المثال صحيحاً، وكانت الحروف الأصلية كالخرز، وهي مختلفة اختلافاً طبيعياً لا صنع فيها للبشر،
ولا يظهر فيها أثر للصناعة ولا ريبة للحذق والمهارة - كان القسمان الباقيان
من النظم والتركيب هما موضع الصناعة،
وفيهما يظهر أثر الإنسان بالحذق وجوده البصر والثقافة.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Apr 2008, 10:32 ص]ـ
شكر الله لكم هذه الإضافة المفيدة،ولعلي أعود في تعليق على مسألة الإتقان ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Apr 2008, 02:24 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
هناك بحث حول الراء وتكرارها في الأداء للدكتور غانم قدوري الحمد وفقه الله ونفع به، وأظنه في مجلة جامعة الإمام للدراسات القرآنية العدد الأول، يمكن الإفادة منه.(/)
وداعا أم السعد - يرويها الشيخ المربي محمد اسماعيل المقدم
ـ[عبدالرحمن شاهين]ــــــــ[29 Mar 2008, 03:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
فكم سمعنا من قصص عن أئمة أعلام من مقرئين ومفسرين تنعش سيرهم قلوب السائرين وتذكي أخبارهم همم المتثاقلين
فكم من عالم كانت سيرته شرارة لبناء جيل من الأئمة والمصلحين فلله درهم ما أحسن أثرهم على الناس
وممن تسعد القلوب بقراءة سيرهم سيرة شيخة مشايخ مصر المعاصرين "أم السعد" التي ضربت مثالا فذا لخيرية نساء هذه الأمة
فلو كانت النساء كما ذكرن لفضلت النساء على الرجال
وما التأنيث للشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال
يروي قصة هذه الأعجوبة فضيلة الشيخ محمد ابن أحمد اسماعيل المقدم - حفظه الله -
ففيها أخبار لطيفة و نوادر لطيفة أرجو أن تسعدو بها كما سعدت بها، و أترككم مع فضيلة الشيخ في الملف المرفق(/)
الخروج على الاختلاف
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Mar 2008, 01:27 ص]ـ
الخروج على الاختلاف
تدور أبحاثي كلها حول فكرة واحدة هي إعجاز القرآن في ترتيب سور ه وآياته، والمصحف المعتمد لدي هو مصحف المدينة النبوية المتداول حاليا، وعدد آي القرآن المعتمد فيه 6236 حسب عد الكوفيين.
وفي اعتقادي أن ترتيب القرآن بسوره وآياته وكلماته وحروفه هو ترتيب توقيفي، وما كان إلا بالوحي.
وفي كل مرة أطرح موضوعا يطلع علي مستنكر أو معترض أو رافض، شاهرا سلاح الاختلاف في وجهي، اختلاف القدماء في كثير من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن .. فما دام القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن، فأنى لنا الخروج على هذا الاختلاف؟ وإذا كان القدماء قد اختلفوا في عدد آيات القرآن على ستة أقوال، فإن أي خروج على هذا الاختلاف خروج على الإجماع ..
الإجماع على الاختلاف ..
قد تكون هذه سنة طبيعية في الحياة، فدائما هناك فئة جاهزة لمحاربة كل جديد، لسبب أو لآخر. المهم: ماذا لديها من حجة لرفض هذا الجديد سوى أن القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال، وفي عدد آيات القرآن على ستة أقوال .. ولأن السادة العلماء مختلفون ولم يتفقوا على رأي، فكل الذي بعدهم هباء.
لا شك أن هذه الفئة تعلم أن القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن، وفي عدد آياته، وفي عدد الآيات في سبعين سورة من سوره، وفي عدد كلماته، وفي رسمه وفي ناسخه ومنسوخه، وفي أول ما نزل وفي آخر ما نزل ... الخ. وأننا ورثنا عنهم من الآراء والأقوال المتضاربة، ما لا سبيل إلى التوفيق بينها، .. بل لقد تحولت هذه الاختلافات إلى سلاح في أيدي البعض يشهره في وجه كل جديد بحجة الخروج على الاختلاف ..
سؤالي لهذه الفئة: إذا كان القدماء قد اختلفوا، وكما تقولون هم الأقرب إلى زمن نزول القرآن، أفلا يحق لنا أن نختلف اليوم؟ أم أن هذا حق خاص بهم؟ وكيف لا نختلف وكل ما لدينا هو اجترار ما خلفوه لنا؟
لماذا يغضب أحدكم حينما أقول: إن عدد آيات القرآن هو – في اعتقادي – 6236 آية.؟ أليس هذا هو أحد أقوال القدماء أيضا؟ كيف تعايش القدماء في ظل اختلافهم؟ أليس في وسعنا أن نتعايش مثلهم وأن يتقبل كل منا الآخر؟
إن من حقنا أن نختلف وأن نورث الأجيال القادمة كل ما ورثناه دون أدنى تدخل منا ..
إذن، لسنا في حاجة أن نتفق على رأي، ولسنا في حاجة أن نتنكر لبعضنا، أنا أمثل فريقا، وبإمكان أي منكم أن يختار الفريق الذي يمثله، والعدد الذي يريده.
هناك من قال أن عدد آيات القرآن هو كذا، أو كذا. ليس هناك ما يجبرني على الأخذ بأي من هذه الأقوال، وكذلك أي واحد منكم. اختاروا العدد الذي تريدون، وأنا سأختار الذي أريد، وقد اخترت العدد 6236.
استمروا على القول أن ترتيب سور القرآن ترتيب اجتهادي، وأنا سأصر على أنه توقيفي ومن عند الله ..
وبدوري سأظهر للناس ما في ترتيب القرآن من إحكام، ومن لديه شيء أدق مما لدي فليتفضل ويقدمه. وليس من حق أحد أن يعترض على اختياري هذا، فما دام القدماء قد قالوا به، وقد تعايشوا معه قرونا طويلة، فلا مبرر إذن لرفضه اليوم؟ وإذا كان هناك من مبرر للرفض، فذلك يعني انه صالح لرفض كل الأعداد الأخرى دون استثناء؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2008, 10:41 ص]ـ
الأخ العزيز الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله
منذ بدأتم الكتابة في الملتقى وأنا أتابع ما تكتبون وأحرص على قراءته وإن لم أشارك فيه، ولا شك أنكم تشكرون على هذه العناية والحرص على إفادتنا بما تتوصلون إليه من نتائج. غير أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - ليس لأنكم نصرتم القول بتوقيفية ترتيب السور في المصحف، ومن ثم توصلتم إلى هذه النتائج، فهناك غيرك ممن يرون توقيفية ترتيب السور ولم يذهبوا هذه المذاهب ولم يقولوا بها.
وإنما لأنكم تسلكون منهجاً غير منضبط بضوابط علمية مقنعة في نظر القارئ، وإنما تسلكون طرقاً متعرجة مثيرة فتصلون لكل نتيجة بطريقة مختلفة عن الأخرى، فمرة تجمعون ومرة تطرحون ومرة تقسمون وهكذا. وهذه الطريقة والمنهجية - مهما كانت النتائج مذهلة والنية صادقة - لا تشفع لها بالقبول عند القارئ لعدم اطمئنانه للمنهج، ومن حق القارئ على الكاتب أن يبين له المنهج الذي أوصله للنتيجة دون تكلف، وأن يقرب له ما يصعب فهمه من المسائل.
فلا تستغرب أخي العزيز أن يسألك القارئ: كيف وصلت لهذه النتيجة؟
وأنت بدورك عليك أن تحاول تبسيط الجواب لأمثالنا حتى نفهم النظرية التي تسعى لترويجها إن كنت ترى أنها تستحق كل هذا العناء والتعب، وإلا فلا تستغرب أن تثار حول كتابتك التساؤلات.
والقراء في هذا الملتقى العلمي وفي أمثاله من المواقع العلمية من المنصفين العقلاء، ذوي الاطلاع الواسع والمتابعة الجيدة للبحث العلمي ولا سيما في الدراسات القرآنية وهم لا يثيرون هذه الأسئلة حول كتابتكم لأنهم دون المستوى الذي تتوقعه، وإنما لأنهم من أهل المعرفة والاطلاع فقد أثاروا هذه الأسئلة وهذه الردود، ومن حقهم عليك أن تبين لهم بطريقة علمية معتبرة القواعدَ العلميةَ التي تسير عليها دون إحالة إلى خبرتك الطويلة أو تفرغك للأمر منذ سنوات، وسيكونون أسعد ما يكونون بشكرك والدعاء لك بالتوفيق والسداد، فإنهم يفرحون بكل علمٍ جديد يستفيدونه ويعينهم على تدبر كلام الله وفهمه.
أعانكم الله وسدد خطاكم، وجعلنا وإياكم من عباده المخلصين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Apr 2008, 10:06 م]ـ
[عبدالرحمن الشهري;
] الأخ العزيز الأستاذ عبدالله جلغوم وفقه الله
منذ بدأتم الكتابة في الملتقى وأنا أتابع ما تكتبون وأحرص على قراءته وإن لم أشارك فيه، ولا شك أنكم تشكرون على هذه العناية والحرص على إفادتنا بما تتوصلون إليه من نتائج. غير أن الأمر في مخالفتكم - من وجهة نظري القاصرة - ليس لأنكم نصرتم القول بتوقيفية ترتيب السور في المصحف، ومن ثم توصلتم إلى هذه النتائج، فهناك غيرك ممن يرون توقيفية ترتيب السور ولم يذهبوا هذه المذاهب ولم يقولوا بها.
فضيلة الأخ الدكتور عبدالرحمن الشهري - حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثيرا ما كان يراودني التساؤل لماذا لا يعلق الدكتور الشهري على شيء مما أكتب؟ يا ترى لو كان ذلك، أيكون كالردود الأخرى؟ وطال الانتظار، وجاء أخيرا أجمل الردود ممن أقلقنا صمته، جاء يفيض عذوبة وأخلاقا، بمستوى صاحبه، الدكتور الشهري .. وشتان بين رد ورد ..
لقد كان دافعي للبحث في ترتيب القرآن هو ظاهرة الاختلاف في كثير من المسائل، لم يكن في ذهني شيء محدد حول هذا الموضوع، اللهم شعور خفي بأن كتابا إلهيا لا بد أن يخفي في طياته نظاما يتناسب مع عظمته، يزيد هذا الشعور قوة، ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله. حاولت البحث عن إجابة للتساؤل عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله فوجدت ما يكتب في هذه الناحية، يخلط بين نزول القرآن مفرقا ومغايرة ترتيبه لترتيب النزول، أعني أن الحكمة من نزول القرآن مفرقا ليست هي الحكمة من ترتيبه، كان من الممكن أن ينزل القرآن مفرقا وأن يرتب أولا بأول، وتتحقق الحكمة من " التنجيم " ..
الحقيقة أنني لم أجد في كل الكتب التي تتناول علوم القرآن إجابة شافية مقنعة لما في ذهني من أسئلة حول مسألة الترتيب.
ليس أمامي سوى القرآن أبحث فيه عن الإجابة ..
كيف أبدأ، ومن أين؟
لغة الترتيب والتخطيط والتنظيم هي لغة الأرقام، وهذا يعني أن السبيل للكشف عن أسرار الترتيب القرآني هو العد والحساب. وإذا كان القرآن منظما في ترتيبه فلا بد أن يكون رقميا.
من أين أبدأ؟
الله لا يفعل شيئا عبثا أو بدون حكمة، إذن اختيار الله سبحانه للعدد 114 عددا لسور كتابه الكريم ليس مصادفة، فهو اختيار محسوب ..
ماذا في العدد 114؟ فيه جملة من الخصائص، أولها ما أسميته فيما بعد – بعد أن أصبحت الأمور واضحة لدي – معادلة الترتيب القرآني الأولى:
114 = 19 × 6. ومن هذه المعادلة نستنتج الأعداد: 13 و 6 و 7.
19 – 6 = 13، 13 – 6 = 7.
أي لدينا أربعة أعداد هي: 19 و 13 و 6 و 7.
هذه الحقيقة ازدادت وضوحا لدي بمجرد التدبر في سورتي الفاتحة والناس (أول وآخر سور القرآن ترتيبا) ..
فالآية الأولى: 19 حرفا (البسملة)
الآية الأخيرة: 13 حرفا (من الجنة والناس)
السورة الأولى مؤلفة من 7 آيات.
السورة الأخيرة مؤلفة من 6 آيات ..
فهمت أنا أن في هذه الأعداد إشارة خفية إلى النظام العددي في القرآن، وهي الإشارة نفسها في العدد 114 .. بل وصار لدي يقين بأنني سأكتشف أسرار ترتيب سور القرآن وآياته .. فهذه هي مفاتيح (محاور) الترتيب.
وفعلا هذا ما وجدته: لقد تم ترتيب سور القرآن وآياته وفق هذه المحاور (أي العلاقات الرياضية المجردة في العدد 114).
وباعتبار قانون الزوجية الكوني (فالعدد إما زوجي وإما فردي) اكتشفت أن نظام الترتيب القرآني يخضع لهذا القانون أيضا.
السؤال: هل في وسعنا وضع منهج – علمي – أو ضوابط لترتيب القرآن، منهج مألوف لدينا ..
الجواب لا. لسبب بسيط: ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي مختلف تماما عن تصورنا ولا يخضع لمقاييسنا البشرية المألوفة. فالله يرتب كتابه كما شاء، وليس من حقنا وضع منهج أو ضوابط له. فكما تفرد القرآن بلغة خاصة مميزة، تفرد بترتيب خاص مميز. دورنا محصور في الملاحظة والاستقراء .. وليس في وضع الضوابط، ولكن في وسعنا أن نضع ضوابط للبحث والباحثين ..
ومما أصبح واضحا لدي أن أهم ما يميز العلاقة الرياضية في القرآن أنها علاقة متصلة (نسيجية) لا يمكن الحديث عن واحدة بمنأى عن غيرها.
وودت لو أن هذا العمل تتبناه جامعة أو مؤسسة ويقوم عليه فريق من الباحثين وأن لا يظل مرتبطا بجهد فردي، فترتيب القرآن – حسب معايشتي له – ليس أمرا سهلا، ولا يمكن أن نوكله إلى فرد ونكتفي بالتفرج عليه حينا، والاعتراض عليه حينا آخر. الحرص على القرآن – وكلنا حريصون – أن نتعاون مع هذا الباحث بما يحقق مصلحة القرآن وأهله .. وأن نستمع إلى كل ما لديه، أما أن هذا المسلك في البحث جديد، وأن هناك من يقدس الأعداد، وأن هذه المسائل مختلف فيها، فلا تغني عن الحق شيئا.
القرآن بين أيدينا – محفوظ بتعهد من الله - فليكن الحكم له.
مع فائق التقدير والاحترام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Apr 2008, 08:36 م]ـ
ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة؟.
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين؟.
حينها لن يكون القرآن معجزاً بهذا الاعتبار!!.
ثم إن هذه المذاهب الثابتة في العد مردها إلى الرواية .. فأمرها كأمر القراءات.
أرأيت لو جاء من يدعي أن إعجاز القرآن لا يكون إلا فيما جاءنا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية - لأن مصحف المدينة المشهور مطبوع وفقها!! - ولا إعجاز في قراءة نافع - مثلاُ - ولا غيرها، ألا يكون ذلك طعناً في هذه القراءات التي أجمعت الامة على قبولها؟.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Apr 2008, 11:43 م]ـ
ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة؟.
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين؟.
حينها لن يكون القرآن معجزاً بهذا الاعتبار!!.
ثم إن هذه المذاهب الثابتة في العد مردها إلى الرواية .. فأمرها كأمر القراءات.
أرأيت لو جاء من يدعي أن إعجاز القرآن لا يكون إلا فيما جاءنا برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية - لأن مصحف المدينة المشهور مطبوع وفقها!! - ولا إعجاز في قراءة نافع - مثلاُ - ولا غيرها، ألا يكون ذلك طعناً في هذه القراءات التي أجمعت الامة على قبولها؟.
ينبني على تعدد القراءات تعدد في الإعجاز، وسؤالي: ألا يحتمل أن يخفي التعدد في الأعداد تعددا في الإعجاز؟ الإجابة على هذا السؤال مرهونة بإجراء دراسة مماثلة .. مقارنة.
من ناحية ثانية: الإعجاز الذي أتحدث عنه هو إعجاز الترتيب القرآني، والإعجاز في تعدد القراءات لا يتأثر بهذا الوجه من الإعجاز ..
ويظل السؤال:ما الذي يمنع من وجود إعجاز في العد الكوفي من بين هذه الأعداد؟
إن الاعتراض على هذا الوجه من إعجاز الترتيب الملموس في العد الكوفي بسبب عدم وجوده في عد آخر لا يشكل مبررا لرفضه. لأنه حقيقة ثابتة موجودة في المصحف يمكن التأكد منها.
لقد أوردت في مشاركاتي في هذا الملتقى كثيرا من الأمثلة وكنت اطلب في كل مرة تفسيرا لها، سببا لرفضها .. للتشكيك بها ..
ولم تخرج الردود عن هذه الدائرة التي أنت فيها ..
نحن أمام حقيقة ثابتة، الاعتراض عليها لا يجدي نفعا، المطلوب إثبات خطأ من الباحث. مخالفة لما أجمعت عليه الأمة ..
وللعلم فأنا ما زلت أحتفظ ببعض الأسرار، واحد منها يكفي لإثبات إعجاز الترتيب باعتبار العد الكوفي .. وسأذكر لك فقرة من واحد منها هو التالي: [ويا ليتك تعطينا تفسيرا)
عدد سور القرآن 114 سورة. كل سورة في القرآن مؤلفة من عدد ما من الآيات.
السؤال: ما عدد الأعداد المستخدمة أعدادا للآيات في سور القرآن كلها؟
بعد أن نقوم بعملية الإحصاء اللازمة، سنجد أن عدد الأعداد المستخدمة هو 77 عددا. وهنا نفهم السر في اشتراك بعض سور القرآن في العدد الواحد من الآيات. ونفهم أيضا أن من بين سور القرآن 37 سورة استخدمت فيها بعض الأعداد الـ 77 نفسها (تكرار استخدام العدد) ..
ويكشف لنا الإحصاء أن عدد الأعداد التي استخدمت في النصف الأول من القرآن هو 49 عددا (7 × 7) وأن عدد الأعداد التي استخدمت في النصف الثاني من القرآن هو 28 عددا (4 × 7) .. أي لقد وزعت الأعداد الـ 77 بين نصفي القرآن وفق نظام محدد.
ما وجه الإعجاز في استخدام الأعداد الـ 77 وقسمتها بين نصفي القرآن بهذا الشكل؟
لنتأمل معا صف العددين 28 و 49.
العدد الناتج لدينا هو: 2849.
هذا العدد 2849 يساوي: 77 × 37.
تأمل هذه الرائعة في ترتيب القرآن الكريم ..
77: هو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن.
37: هو عدد السور التي كرر استخدام بعض الأعداد فيها.
مجموع العددين 77 و 37 = 114 عدد سور القرآن.
أليس واضحا أن استخدام 49 عددا في النصف الأول من القرآن ليس مصادفة، وإنما هو التدبير الإلهي المحكم؟ لماذا لم يكن 48 أو غير ذلك؟
أليس واضحا أن استخدام 28 عددا لا غير في النصف الثاني لا يكون إلا بتدبير إلهي أيضا .. لماذا لم يكن 27 أو 29؟
بكل بساطة: إن ترتيب سور القرآن، وتحديد أعداد الآيات فيها، كل ذلك هو توقيفي.
وخذ هذه الرائعة أيضا:
نحن نعلم أن الأعداد قسمان: أولية وصحيحة. (مسألة الأعداد الأولية هي من علوم عصرنا) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
بعد أن عرفنا أن عدد الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات هو 77 عددا لا غير. (يجب أن نفهم أن عدد آيات السورة في القرآن محدد وفق نظام وقانون. كما أنت مقتنع تماما بأنه لا توجد سورة في القرآن مؤلفة من آيتين، ستصل إلى نتيجة أنه لا يمكن أن تكون في القرآن سورة من الأعداد التالية ........................... )
السؤال هنا: ما عدد الأعداد الصحيحة وما عدد الأعداد الأولية؟
بعد أن نقوم بعملية الإحصاء اللازمة، نكتشف أن:
عدد الأعداد الصحيحة هو: 59 عددا.
عدد الأعداد الأولية هو: 18 عددا.
عددان غاية في الروعة ...............
لندع التفاصيل وهي كثيرة، ونذهب إلى أول آية في ترتيب القرآن رقم ترتيبها 59 .. من السهل أن نعرف أنها الآية 59 في سورة البقرة.
إنها قوله تعالى (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون) الآية 59 سورة البقرة.
ما وجه الإعجاز هنا؟
إن عدد كلمات الآية هو 18 كلمة.
قل سبحان الله. رقم ترتيبها هو عدد الأعداد الصحيحة، وعدد كلماتها هو عدد الأعداد الأولية!!!
لنطمئن أكثر: إن عدد حروفها هو 77 حرفا وهو عدد الأعداد المستخدمة في القرآن. – كما أسلفنا – الصحيحة والأولية.
بالله عليك، هل نلغي كل هذا الإحكام لأن رقم الآية هذه هو 58 في رواية أخرى؟
من الواضح أن أول آية في القرآن رقم ترتيبها 59 لا يمكن أن يكون في الموقع 58، لقد حدد موقع ترتيبها بتدبير إلهي حكيم.
وقد تم تخزين الإحصاء القرآني في هذه الآية إلى الأعداد: 77 و 59 و 18.
وتأمل هذه الأعداد الثلاثة: إذا قمت بصفها بأي صورة، فالعدد الناتج لديك عدد من مضاعفات العدد 11:
185977 = 116907 × 11
187759 = 17069 × 11
597718 = 54338 × 11.
591877 = 53807 × 11.
771859 = 70169 × 11.
775918 = 70538 × 11.
ألا تشير هذه الأعداد وهذا الترتيب إلى صاحبه؟
فإذا تأملت مجموع هذه الأعداد الثلاثة، فالناتج لديك هو: 154.
154 = 14 × 11.
هل ترى العددين 114 و 1؟ أنا أراهما واضحين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 Apr 2008, 12:24 ص]ـ
لم تجبني على سؤالي: ماذا لو عشت قبل طباعة مصحف المدينة؟.
وماذا لو كنت في بلد يعتمد فيه على مصاحف أخذت بغير مذهب الكوفيين؟.
ألأن مجمع الملك فهد اختار العد الكوفي صار العد الكوفي معجزاً!!.
ثم إني لما طلبت منك سابقا أن تذكر القواعد التي تعتمد عليها في هذه الحسابات - وقد ذكرتَ أن هناك قواعد - لم تبينها. فلماذا؟.
واعتبارك أن هذه الحسابات من إعجاز القرآن ساقط مردود، إذ أن أي رياضي أو مبرمج يستطيع أن يأتيك بكتاب يقسمه كتقسيم آيات القرآن وسوره ويجعل فيه أضعاف أضعاف هذه الغرائب الرقمية بل تكون أكثر غرابة وأبعد غوراً.
فأي إعجاز هذا؟!.
أما طلبك لتفسير لما تأتي به، فهو منوط بتعريفك إيانا القواعد التي تستخرج بها هذه الحسابات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة ".
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Apr 2008, 10:38 ص]ـ
[بو الحسنات الدمشقي;
.واعتبارك أن هذه الحسابات من إعجاز القرآن ساقط مردود، إذ أن أي رياضي أو مبرمج يستطيع أن يأتيك بكتاب يقسمه كتقسيم آيات القرآن وسوره ويجعل فيه أضعاف أضعاف هذه الغرائب الرقمية بل تكون أكثر غرابة وأبعد غوراً.
فأي إعجاز هذا؟!.
حتى يلج الجمل في سم الخياط ..
من المؤكد أنك سمعت بالفرقان الحق الذي طرحته أمريكا كبديل للقرآن، لقد فاتهم أن يأخذوا بأفكارك، لماذا لا تقترح عليهم استدراك ما فاتهم في طبعتهم الثانية؟ أعتقد أنهم عل استعداد أن يفعلوا أي شيء يثير الشكوك حول القرآن.
أنت تخفي خوفك من تعدد عدد آيات القرآن باعتبار الروايات والبلدان، سؤالي لك: هل تعتقد أن الله سبحانه أنزل القرآن من ستة أعداد أو أكثر تسهيلا على الأمة؟ وهل كان جبريل عليه السلام يبين للرسول صلى الله عليه وسلم الأوجه الجائزة في العد في كل سورة؟
هل قرأت ما كتبته لك عن السر في الآية رقم 59 في سورة البقرة؟ هناك آيات في القرآن تقوم بدور الإحصاء القرآني
بنفس الطريقة ..
ـ[محمد براء]ــــــــ[06 Apr 2008, 05:55 م]ـ
غفر الله لك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...
ثم إنك لا تجيب على أسئلتي!.
وجوابا على سؤالك: قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله تعالى في البرهان: " سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة ".
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Apr 2008, 07:30 م]ـ
[أبو الحسنات الدمشقي
الذي يسعد الكفار هو أن يروا طرحا ساذجا لبعض المسلمين يمكنهم الولوج من خلاله لمآربهم ...
الطرح الساذج لترتيب القرآن هو ما تتبناه أنت وأمثالك. مع الأسف. ألست الزاعم أن بإمكان فرد من الناس أن يؤلف كتابا فيه ما هو أغرب وأكثر إتقانا من القرآن؟ اتق الله .. غيرك من أعضاء هذا الملتقى زعم أن في كتاب ألف ليلة وليلة من مظاهر الإعجاز العددي ما يشبه القرآن وربما أكثر ..
لم تقل لي: هل قمت بدراسة ترتيب القرآن فوصلت إلى هذه النتيجة؟ أم أنه كلام مثل كل الكلام؟
سبب الاختلاف في عدد آيات القرآن:
يحدد السيوطي سبب الاختلاف في الرواية التالية: (قال ابن العربي: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة سبع آيات وسورة الملك ثلاثون آية، وصح أنه قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران. قال: وتعديد الآي من معضلات القرآن، وفي آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام، ومنه ما يكون في أثنائه. وقال غيره: سبب اختلاف السلف في عدد الآي:أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها وصل للتمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة) الإتقان 1/ 146.
من الجدير بالذكر هنا: أن ما ذكره السيوطي كتعليل لظاهرة الاختلاف، قد جاء مسبوقا بعبارة (سبب اختلاف السلف)، فالاختلاف بالنسبة للسيوطي – كما هو بالنسبة لنا – يقع ضمن حدود الموروث، وقد كان موضع التساؤل والبحث في زمن السيوطي (المتوفى عام 911 هـ).
الملاحظة الثانية: إن ما ذكره السيوطي من تفسير لظاهرة الاختلاف لم يتجاوز حدود النقل والرواية والتدوين، أما صوت السيوطي فهو غير مسموع هنا: (وقال غيره: سبب اختلاف السلف) فصاحب هذا التفسير هو: غيره – غير ابن العربي. من هو؟ لا نعلم.
لقد كان دور السيوطي هو نقل تلك الروايات وتدوينها، أقصد جمع الموروث وحفظه، لا بقصد مناقشته، ولذلك فقد كان السيوطي يحرص على جمع وتدوين كل ما يحضره من الروايات والآراء في المسألة الواحدة، بغض النظر عن صحتها أو تناقضها أو بطلانها.
وعلى أي حال، فالرواية تحدد سببين أساسيين لظاهرة الاختلاف: أحدهما: أن النبي كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها، وصل للتمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة.
وهو تفسير كما نلاحظ يعود بسبب الاختلاف إلى زمن النبي صلى الله عليه وسلم مما يجعل التسليم به أمرا غير مقبول، لأنه يعني أن جمع القرآن في عهد عثمان لم يكن مرتب الآيات والسور كما سمع عن النبي ولا كان باتفاق الجميع، بل بني على أساس من ظنون البعض وحساباتهم.
وفي مواجهة هذا التفسير قد يقال: إنه لا يمكن الاعتماد على أحكام مبنية أصلا على ظنون بعض الناس، بل ربما أدى هذا التفسير إلى شبهة أخرى، وهي أن الترتيب الحالي قد بني على الظنون وتغليب بعضها على بعضها الآخر.
وعلى افتراض أن سبب الاختلاف يعود إلى عهد النبي، فالمفروض أنه قد تم حسم هذا الاختلاف نهائيا في زمن عثمان، وإذا صح أنه كان هناك من حسب كذا وكذا (أخطا في تحديد بداية الآية ونهايتها) فلا شك أنه تنازل عن حساباته وظنونه، وانضم إلى رأي الجماعة.
ولعل الافتراض أن الاختلاف وقع بعد الجمع الثالث للقرآن (في عهد عثمان) هو الافتراض الصحيح، ومما يؤيد ذلك أن الأقوال في عدد آيات القرآن تنسب إلى أهل الكوفة والبصرة والشام ومكة والمدينة، وهي نسبة مرتبطة بالنسخ التي بعثها عثمان إليهم. أما قبل هذا الحدث فلم يكن لأي من هذه المراكز أعداد يشتهرون بها.
أما السبب الآخر، الذي يمكن استنتاجه من رواية السيوطي السابقة، فهو ما نسب إلى ابن العربي من القول: (وتعديد الآي من معضلات القرآن، وفي آياته طويل وقصير، ومنه ما ينقطع ومنه ما ينتهي إلى تمام الكلام) ولهذا فتعديد الآي من معضلات القرآن.
فإذا أضفنا إلى هذه المعضلة، أن المصاحف التي أمر عثمان بنسخها، وأرسل منها إلى الأمصار نسخا، كانت خالية من النقط والشكل والفواصل، وما يمكن الاستدلال به على مطلع كل آية ونهايتها (الأرقام الحالية المثبتة بين الآيات) ................................................. ...........................
[كتاب أسرار ترتيب القرآن: قراءة معاصرة – عبدالله جلغوم / دار الفكر 1994 صفحة 24].
كما ترى: ما أردت إخباري به فأنا أعرفه (وما هو أكثر) منذ 14 عاما.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 Apr 2008, 05:24 ص]ـ
الخروج على الاختلاف
وفي كل مرة أطرح موضوعا يطلع علي مستنكر أو معترض أو رافض، شاهرا سلاح الاختلاف في وجهي، اختلاف القدماء في كثير من المسائل المتعلقة بعلوم القرآن .. فما دام القدماء قد اختلفوا في ترتيب سور القرآن، فأنى لنا الخروج على هذا الاختلاف؟ وإذا كان القدماء قد اختلفوا في عدد آيات القرآن على ستة أقوال، فإن أي خروج على هذا الاختلاف خروج على الإجماع ..
الإجماع على الاختلاف ..
يبدوا أنك تقصد "الخروج من الخلاف ".
هل إحداث قول متأخر في مسألة خلافية يعد خروجا عن الاجماع؟(/)
معنى الرهبة في القرءان الكريم
ـ[سعيد فارس]ــــــــ[02 Apr 2008, 12:24 ص]ـ
اريد من اساتدتنا الكرام ان يشرحوا لي معاني مصطلح الرهبة في القرءان الكريم فقد وردت في العديد من الايات الكريمة ولكم جزيل الشكر(/)
أين أجد هذه الكتب ... بارك الله فيكم
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[03 Apr 2008, 11:50 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أما بعد ...
فأني أرجو من أهل ملتقى التفسير - بارك الله فيه وفيهم - أن يدلوني على أماكن بيع هذه الكتب في مكة المكرمة أو جدة وذلك لحاجتي الماسة لها وهي:
1 - نَهج التيسير شرح منظومة الزمزمي في أصول التفسير للشيخ السيد محسن بن علي بن عبدالرحمن المساوي الحضرمي
2 - حاشية الشيخ علوي بن عباس بن عبدالعزيز المالكي وحاشية الشيخ محمد ياسين الفاداني المكي،وكلٌ منهما على الشرح المذكور أعلى وهو (نهج التيسير)
3 - التيسير شرح منظومة التفسير للشيخ محمد يحيى أمان
وهذه الأربعة ذكرها الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري في مقدمة تصحيحه لمنظومة الزمزمي.
4 - نزهة المشتاق شرح اللمع لأبي إسحاق تأليف الشيخ محمد يحيى أمان
5 - حسن الصياغة شرح دروس البلاغة للشيخ محمد ياسين الفاداني
فالمرجو ممن عنده علم بمكان تواجد هذه الكتب - أو على الأقل مصوراتها - في مكة أو جدة ... المرجو منه أن يرشدني إليها
واسأل الله عز وجل أن يجزيه عني خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2008, 01:55 ص]ـ
الثلاثة الأولى عندي وإن شئت فابعث لي من يصورها لك وفقك الله. وأما الرابع والخامس فلا أعلم عنها شيئاً.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[04 Apr 2008, 02:19 ص]ـ
والرابع تجده على موقع
http://al-mostafa.net/searchinfo.php
وهذه المكتبة لها بصمة على علماء مصر وطلبة العلم.
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[05 Apr 2008, 06:04 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري:
جزاكم الله عني خير الجزاء
ولكني مصري مقيم بمصر ولي صديقان بالمملكة أحدهما بمكة والآخر بجدة ولذلك سألت عن أماكن بيع الكتب في هذين البلدين
الأخ الفاضل مصطفى علي:
جزاكم الله عني خير الجزاء
لو تصفُ لي أخي مكان المكتبة بالتحديد ليسهل عليَّ الوصول لها
وهل تسمح المكتبة بالتصوير أم لا؟؟؟
وبانتظار من يأتي بخبر كتاب حسن الصياغة شرح دروس البلاغة
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[06 Apr 2008, 11:51 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري:
جزاكم الله عني خير الجزاء
ولكني مصري مقيم بمصر ولي صديقان بالمملكة أحدهما بمكة والآخر بجدة ولذلك سألت عن أماكن بيع الكتب في هذين البلدين
فماذا أفعل - حفظكم الله؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:27 م]ـ
تدبر أمرك، وابعث من يأخذها ويصورها لك ويبعثها، فأنا لا أستطيع أن أعدك بفعل ذلك لضيق الوقت.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[06 Apr 2008, 08:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والرابع عندي طبعة عام 1370هـ
ـ[أبو حاتم المحلي]ــــــــ[08 Apr 2008, 02:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والرابع عندي طبعة عام 1370هـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
أين يُمكن شراؤه أحسن الله إليكم؟؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[08 Apr 2008, 07:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعلم أين يباع، والذي عندي ليس للبيع وان اردت تصويره فاهلا وسهلا(/)
هل من أخبار عن صدور ألفية غريب القرءان للعراقى محققة؟
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[04 Apr 2008, 02:54 ص]ـ
السلام عليكم.
هل من أخبار عن صدور ألفية غريب القرءان للعراقى محققة؟
ـ[رائد الكحلان]ــــــــ[24 Dec 2009, 09:57 ص]ـ
حُققت هذه الألفية في رسالة دكتوراه للباحث طه ياسين ناصر الكبيسي في جامعة أم درمان بالسودان, ونوقشت عام 1992م, إلا أنها لم تطبع ..
أفادني بذلك شقيق الباحث د. ناصر الكبيسي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[24 Dec 2009, 11:01 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ رائد ..
كنتُ أسأل عنها ليسهل علىّ تسجيلها و أوفر الوقت و الجهد و قد سجلتها بحمد الله تعالى معتمدا على نسخة مطبوعة قديمة جدا و قابلتها على مخطوطتين و تجد المزيد من التفاصيل على الرابط التالى:
التسجيل الكامل لألفية غريب القرءان للحافظ العراقى ( http://www.ahlalhdeeth.com/~ahl/vb/showthread.php?t=142521)
ـ[أبو بكر السني]ــــــــ[26 Dec 2010, 09:49 ص]ـ
قام الباحث إبراهيم رجب عبد الحميد بتحقيق المنظومة، ونوقشت رسالته بتاريخ: 20 - 6 - 2009
http://ettabary.yoo7.com/t233-topic(/)
مفتريات استشراقية حول القرآن الكريم: أرجو المشاركة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2008, 05:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
دُعيت لتسجيل حلقتين تلفزيونيتين في برنامج (أساطير استشراقية) تحت عنوان:
مفتريات استشراقية حول القرآن الكريم
وقد اجتهدت في عرض المادة العلمية حول هذا الموضوع، وأحببت الاستشارة والاستنارة بآراء إخواني وزملائي في هذا الملتقى، حول أبرز ما يناسب طرحه، وكيفية طرحه، وهل تشيرون بالتعرض لمسألة لا ينبغي إغفالها في مثل هذا اللقاء. وهل تشيرون بعرض صور مهمة تتعلق بالموضوع ..
أتوقع منكم الكثير من الفوائد والمقترحات الإيجابية جزاكم الله خيرا. علما أن اليوم الجمعة والتسجيل يوم الخميس إن شاء الله القادم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Apr 2008, 08:20 م]ـ
كان الله في عونك شيخنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن
وأهم ما يجب أن تقف عنده المستشرق بلاشير، ريجيس: وكتابه القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ترجمة: رضا سعادة، (بيروت: دار الكتاب، ط 1، 1974م)
والمستشرق بلاشير من أكثر المسيئين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أزواجه الطاهرات ..
وبسبب نشوء الكراهية والحقد خاصة بعد سيطرة الصهيونية على العالم؛ نظرا للدور الخطير الذي لعبه الاستشراق اليهودي في تدعيم وتأكيد الشبهات والمطاعن ضد القرآن والإسلام بادعاء أن محمدا أخذ تعاليمه من التوراة بالإضافة إلى طعون أخرى روج لها المستشرقون اليهود على رأسهم برنارد لويس، وجاك بيرك، وبيرجر، وفنسنك، وجولد تسهير، والألماني الجنسية نولدكه.
وقد أخذ القرآن الكريم مكانة بارزة في دراسات المستشرقين، الذين اهتموا بدراسة الأديان،
والكتب المقدسة والإسلاميات على مختلف مشاربهم وجنسياتهم، وعلى رأسهم مرجليوث،
وجولد زيهر، ونولدكه، وبلاشير، وغيرهم كثير،،،
حيث أثار بعضهم من الشبهات الشيء الكثير حوله، وكان ذلك عن سوء نية،
في حين أثار بعض آخر منهم الشبهات لأسباب منهجية أو لغوية ..
وعند دراسة ما كتبه المستشرقون بإمعان حول القرآن الكريم بصفة خاصة،
وحول الإسلام بصفة عامة، يجد الباحث أنهم ابتعدوا كثيراً عن الحقيقة،
حيث يحاولون بكل الوسائل طمس الحقائق الثابتة والواضحة وضوح الشمس
في كبد السماء فيما يتعلق بالقرآن والإسلام.
فهم مغرضون تدفعهم إلى الكتابة حول الإسلام دوافع وأغراض تجعلهم خارجين
عن دائرة العلماء طلاب الحقيقة العلمية فيها، وتتحكم فيهم الأهواء والتعصب ضد الإسلام.
ونتمنى لك التوفيق والنجاح فيما أنت ذاهب إليه
وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Apr 2008, 08:31 م]ـ
وأهم ما يجب أن تقف عنده المستشرق بلاشير، ريجيس: وكتابه القرآن نزوله وتدوينه وترجمته وتأثيره، ترجمة: رضا سعادة، (بيروت: دار الكتاب، ط 1، 1974م)
أشكرك يا أبا أسامة على هذه الفائدة. وقد خصصت لهذا الكتاب وبيان ما فيه محوراً بعد أن قرأته مرتين جزاك الله خيراً.
ـ[محمد السريع]ــــــــ[05 Apr 2008, 12:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نفع الله بك ياشيخ عبدالرحمن وجعلك مسددا أينما كنت
إذا كان البرنامج عاما للجماهيرـ كما يظهر من كونه تلفزيونيا ـ فأقترح عدم الخوض في آحاد الشبهات لأن المستمعين في الغالب لا يعرفونها ولا يحتاجون إلى تفصيلها, فلست بحاجة إلى عرضها،وإنما يطرح الموضوع بشكل تأصيلي, ولامانع من ضرب الأمثلة ببعض مفترياتهم التي تدعم ما تقول دون أن يكون المقصود ذكر الشبه لئلا يكون في المشاهدين من يتشرب الشبهة ثم يعجز عن استفراغها.
ومن العناصر المقترحة:
لماذا المفتريات حول القرآن بالذات؟
هل كان المستشرقون منصفين في دراساتهم حول القرآن؟
حجم الإنصاف في كتابات المستشرقين عن القرآن
آثار هذه المفتريات على حركة البحث العلمي بعامة
أمن الممكن أن يجد الباحثون في دراسات المستشرقين مايستفاد منه مما هو جديد مفيد؟
بعض مواقف المنصفين ومقولاتهم في عظمة القرآن وإعجازه وأثره.
هذه مشاركة في الأجر وإلا فأنا أعلم أنه لايجلب التمر إلى هجر, ودمت موفقا,,,,
و صلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Apr 2008, 12:20 ص]ـ
وفقكم الله.
هلا أفدتنا، يا د. عبد الرحمن، عن منهجية البرنامج وطريقة عرضه.
ما هو محور كل حلقة من حلقاته؟:
- أهو حوار مع متخصص حول أعماله ودراسته للاستشراق؟
- أم استعراض ونقد لأعمال مستشرق بذاته؟
- أم استعراض أفكار مدرسة استشراقية بعينها؟
- أم استعراض شبهة (أو أكثر) وبيان الأقوال الاستشراقية فيها؟
- أم هو استعراض كتاب استشراقي وبيان أفكاره ونقدها؟
...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Apr 2008, 04:20 م]ـ
أخي العزيز الدكتور محمد السريع وفقه الله
أشكرك على ما تفضلتم به وقد قيدت فوائدكم جزاكم الله خيراً.
أخي العزيز الأستاذ محمد بن جماعة وفقه الله
البرنامج فيما فهمتُ من مقدمه وهو أحد زملائي يريد أن يستعرض تاريخ الدراسات الاستشراقية حول الإسلام عموماً ويستضيف متخصصين في الدراسات الاستشراقية بوجه خاص، ومن له عناية ببعض الجوانب المتعلقة بالدراسات الاستشراقية عموماً. ويظهر لي أنه برنامج علمي ثقافي يخاطب الشريحة المثقفة بصفة عامة من المسلمين وغيرهم، وسوف يحرص على تناول كل ما ذكرتموه في سؤالكم وربما غيره في حلقاته المتتالية، ويسره تلقي مقترحاتكم وأفكاركم حول الموضوع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Apr 2008, 05:34 م]ـ
شيخنا الدكتور عبد الرحمن - وفقك الله
السلام عليكم
في اعتقادي أن ترتيب القرآن على نحو مغاير لترتيب نزوله وانتهائه إلى النحو الذي عليه هو الآن، - ترتيب التلاوة - من إحكام وإتقان وفق أنظمة عددية، - رغم نزوله منجما - يوفر ردا مناسبا على كثير من مفتريات المستشرقين حول جمع القرآن وترتيبه. إلا أن عدم وضوح هذه المسألة حتى الان - لدى المسلمين - يجعل الاستفادة منها شبه معدومة.
وهذا سبب لوضع هذه المسألة موضع الاهتمام والبحث برعاية هيئة أو مؤسسة، وتشكيل فريق من الباحثين والمحكمين من شتى التخصصات، للتحقيق في هذا الجانب من إعجاز القرآن الذي مازال غائبا عن القيام بدوره في خدمة القرآن وأهله.
ونسأل الله أن يوفقك دائما
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Apr 2008, 07:50 ص]ـ
.. البرنامج فيما فهمتُ من مقدمه وهو أحد زملائي يريد أن يستعرض تاريخ الدراسات الاستشراقية حول الإسلام عموماً ويستضيف متخصصين في الدراسات الاستشراقية بوجه خاص، ومن له عناية ببعض الجوانب المتعلقة بالدراسات الاستشراقية عموماً. ويظهر لي أنه برنامج علمي ثقافي يخاطب الشريحة المثقفة بصفة عامة من المسلمين وغيرهم، وسوف يحرص على تناول كل ما ذكرتموه في سؤالكم وربما غيره في حلقاته المتتالية، ويسره تلقي مقترحاتكم وأفكاركم حول الموضوع.
أخي العزيز،
فتحت لنا شهية مشاهدة هذا البرنامج قبل بث حلقاته. وأرجو مساعدة من لا يصلهم بث هذه القناة الفضائية (من أمثالي) على الاستفادة من مثل هذه المواد العلمية.
ما هي الجوانب التي يمكن لمشاهد مثلي أن يرغب في تغطيتها على مدى حلقات البرنامج، بصورة عامة؟
أعتقد أن اهتمامي سينصب على تساؤلات يمكن ترتيبها في ثلاثة أقسام:
1 - القسم الأول: خاص بمنهج الاستشراق ومدارسه ودوافعه:
- هل يمكن القول بوجود مدارس استشراقية مختلفة؟ وهل هذه المدارس أساسها فكري-إيديولوجي أم قومي؟ بمعنى: هل نصنفها كأن نقول مثلا: المدرسة اليهودية، المسيحية، الماركسية، العلمانية ... ؟ أم نصنفها على أساس: المدرسة الألمانية، الفرنسية، البولندية، الإنجليزية ...
- ما هي دوافع الاستشراق؟ وهل تختلف هذه الدوافع من مدرسة لأخرى؟
- ما هي علاقة الاستشراق بالسياسة والاستعمار القديم؟ وما هي علاقة الاستشراق بالنصرانية، أو بالإلحاد أو بالعلم التجريبي؟ وهل الاستشراق مبني على الأعمال الفردية أو المؤسسية؟
- هل تغيرت هذه الدوافع في الدراسات المعاصرة؟
- هل صحيح أن دوافع الاستشراق كلها غير بريئة؟ أم أن من الدراسات ما لها دوافع علمية مشروعة ورغبة في الفهم، حتى لو تم توظيفها بشكل غير برئ؟
- ما هي المواضيع (أو المحاور) التي تغطيها الدراسات الاستشراقية؟ هل كلها متعلق بالقرآن الكريم، أو بالإسلام، أم أن هناك جوانب أخرى يهتم بها الاستشراق لا علاقة لها بالدين؟ وهل يدرس الاستشراق المسيحية واليهودية (بما أنها أديان شرقية قادمة من الشام) والبوذية والهندوسية إلخ، بنفس المنهج الذي يدرس به الإسلام؟ وماذا عن اهتمام الاستشراق باللغات واللهجات؟ وما علاقة هذا الجانب باللسانيات؟ أو بعلم التاريخ؟ أو بعلم الاجتماع؟ أو بعلم الآثار؟ ...
- ما هي وسائل البحث عند المستشرق؟
- ما أهمية المخطوطات في عمل المستشرق؟
...
هذا بخصوص الإطار العام للاستشراق.
2 - القسم الثاني: خاص بتركيز الاستشراق على الدين الإسلامي، بشكل عام، وعلى القرآن بشكل خاص.
أما في ما يخص القرآن الكريم، فأعتقد من خلال قراءاتي (ولست متخصصا ولا مدعيا الإلمام في الموضوع) أن مداخل الاستشراق لدراسة القرآن الكريم متعددة ومترابطة، وتتفق في أغلبها على التشكيك في مصدره الإلهي. ومن أهم هذه المداخل:
- تاريخ القرآن
- مواضيع القرآن
- أثر الأدب الجاهلي في نشأة القرآن
- أثر التوراة والإنجيل في نشأة القرآن
- هل كان لورقة بن نوفل علاقة بنشأة الإسلام؟
- هل كان لظاهرة الأحناف علاقة بنشأة الإسلام؟
- أثر اللغات الأخرى (الآرامية مثلا) في القرآن
- هل القرآن نتاج جهد جماعي مبذول من علماء القرن الثالث؟
- التحليل النفسي لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم
- كيفية الوحي
- جمع القرآن
- علاقة المعتقدات الإسلامية بالمعتقدات الموجودة قبله، وهل اقتبس منها؟
- علاقة الشعائر التعبدية الإسلامية بالشعائر التعبدية السابقة
- مفهوم إعجاز القرآن، والنظريات التي تتطرق إليه
- هل يمكن تطبيق نظرية (التطور) على معتقدات الإسلام ونظامه التعبدي؟ (وفي اعتقادي: هذا من أهم المباحث التي يجب الاهتمام بها)
- الدراسة الأسلوبية للقرآن والحديث
...
أما القسم الثالث: فهو يهتم بالنزعات المعاصرة للبحوث الاستشراقية:
- ما هي دوافعه الجديدة؟
- هل يوجد ما يمكن للباحث المسلم أن يستفيد منه في الدراسات الاستشراقية؟
- ما علاقة الاستشراق المعاصر بالديبلوماسية الغربية؟
- هل من إمكانية للتعاون العلمي مع بعض الجهات الاستشراقية؟
- ما هي وسائل البحث الجديدة التي يتم توظيفها في بحوث الاستشراق؟ وهل يستفيد الاستشراق الحديث من تخصصات تكنولوجية لإجراء أبحاثه؟
هذا ما بدا لي حاليا من أفكار.
وأسأل الله عز وجل أن ينفعكم وينفع بكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Apr 2008, 08:05 ص]ـ
إضافة لما ذكرت (وعذرا على الإطالة):
ما هي مواطن الخلل المنهجية في بحوث الاستشراق؟ بمعنى آخر: لو افترضنا سلامة النية ووجود رغبة صاجقة في دراسة الإسلام دراسة موضوعية من قبل المستشرقين، هل يمكن بيان الخلل المنهجي في طروحاتهم؟
...
أما إذا أردتم التطرق إلى شبهات محددة، فمن أهم الكتب التي جلبت اهتمامي مؤخرا وودت لو تم الاهتمام بها، فأعتقد أن كتاب (تاريخ القرآن) لتيودور نولدكه يحتاج لعمل نقدي جاد، لأنه أصبح أحد المراجع الهامة في ميدانه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:28 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً، على هذه الأفكار والأسئلة الموفقة.
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[06 Apr 2008, 04:43 م]ـ
أسأل الله سبحانه لكم التوفيق دومًا والسداد.
الرجاء وضع مواعيد البث بعد التسجيل بمشيئة الله عز وجل.(/)
إلحاق الفرد بالأعم الأغلب في تفسير الآيات
ـ[أبو حنفي]ــــــــ[05 Apr 2008, 05:39 م]ـ
المرابد بالأغلب أو الغالب: مجيء الشيء على نمط واحد في أكثر الحالات حتى يغلب على الظن أن الأمر مطرد على هذا النمط.
فإذا وجد فرد من جنس الغالب فإنه يلحق به.
وطريق تحديد الأغلب أن يستقريَ المستدل معنى لفظ من الألفاظ أو يستقريَ استعمالاً معيناً، فيتوصل إلى أن ذلك المعنى أو الاستعمال هو المراد عند الإطلاق أو المقدم على غيره؛ لكونه الغالب في عرف الشرع أو عرف العرب.
وقد بيّن المفسرون أن إلحاق الفرد بالأعم الأغلب هو المنهج الصحيح في تفسير النصوص القرآنية والنبوية إلا أن يأتي معارض مقاوم لهذا الإلحاق أقوى منه.
يقول ابن جرير الطبري ـ رحمه الله ـ: «والواجب أن يوجه معاني كلام الله إلى الأغلب الأشهر من وجوهها المعروفة عند العرب ما لم يكن بخلاف ذلك ما يجب التسليم له من حجة خبر أو عقل» تفسير الطبري مجلد10/ 35.
ويقول أيضاً: «تأويل كتاب الله تبارك وتعالى غير جائز صرفه إلا إلى الأغلب من كلام العرب الذين نزل بلسانهم القرآن المعروف فيهم دون الأنكر الذي لا تتعارفه إلا أن يقوم بخلاف ذلك حجة يجب التسليم لها» تفسير الطبري 4/ 79.
ويقول الحافظ ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ: «ما اشتهر في الاستعمال فالقصد إليه هو الغالب» إحكام الأحكام مع حاشية العدة 3/ 314.
ويقول الشيخ الشنقيطي: «غلبة إرادة المعنى المعين في القرآن تدل على أنه المراد؛ لأن الحمل على الغالب أولى» أضواء البيان 1/ 140. وانظر: 1/ ...
وتتضح أهمية اتباع هذا المنهج في تفسير القرآن العظيم في أن ألفاظ الكتاب والسنة تحتمل المعاني الكثيرة بالنظر إلى مجرد المعنى اللغوي، ولا شك أن حملها على كل ما تحتمله بمجرد الاحتمال اللغوي موقع في الخطأ واللبس والتناقض، والمخرج من ذلك هو الاعتماد على الإلحاق بالأعم الأغلب لينضبط الاستدلال، وفي أمر الله بتدبر القرآن دليل على اتباع هذا المنهج، لأن التدبر إنما يكون لفهم المراد وإذا عدم منهج العمل بالغالب فتساوت الاحتمالات ما كان هناك فهم للمراد، يقول ابن تيمية: «والله تعالى قد أمرنا أن نتدبر القرآن، وأخبر أنه أنزله لنعقله، ولا يكون التدبر والعقل إلا لكلام بين المتكلم مراده به، فأما من تكلم بلفظ يحتمل معاني كثيرة ولم يبين مراده منها فهذا لا يمكن أن يتدبر كلامه ولا يعقل، ولهذا تجد عامة الذين يزعمون أن كلام الله يحتمل وجوها كثيرة وأنه لم يبين مراده من ذلك قد اشتمل كلامهم من الباطل على ما لا يعلمه إلا الله» درء تعارض العقل والنقل 1/ 278 - 279.
وقد جعل الشنقيطي المتوفى سنة 1393 هذا الإلحاق أحد أنواع البيان التي اعتمد عليها في كتابه فقال: «ومن أنواع البيان المذكورة في هذا الكتاب المبارك: الاستدلال على أحد المعاني الداخلة في معنى الآية بكونه هو الغالب في القرآن، فغلبته فيه دليل على عدم خروجه من معنى الآية» أضواء البيان 1/ 18 - 19.
ومن أمثلته: أن قوله تعالى: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} آية 69 سورة طه، يدل على كفر الساحر حيث إنه عرف باستقراء القرآن أن الغالب فيه أن لفظة «لا يفلح» يراد بها الكافر، كقوله تعالى: {قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} آية 69 من سورة يونس، وقوله: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً أو كذب بئاياته إنه لا يفلح المجرمون} آية 17من سورة يونس، وقوله: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بئاياته إنه لا يفلح الظالمون} الآية 21 من سورة الأنعام. انظر: أضواء البيان 4/ 442 - 443.
ومن أمثلته: معنى الزينة في آية الحجاب: قال الله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} من الآية 31 من سورة النور.
أفاد الشيخ الشنقيطي أنه ثبت باستقراء القرآن أنه إذا أَطلَق الزينةَ، فالمراد: ما يُتَزَيَّنُ به خارجَ الخِلقَة، كالثياب والحلي ونحوهما. من ذلك قوله تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} الآية 31 من سورة الأعراف. وقوله: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} الآية 32 من سورة الأعراف، وقوله: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة} الآية 8 من سورة النحل، وقوله: {ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن} من الآية 31 من سورة النور، الخ.
يقول الشنقيطي: «وكون هذا المعنى هو الغالب في لفظ الزينة في القرآن يدل على أن لفظ الزينة في محل النزاع يراد به هذا المعنى الذي غلبت إرادته في القرآن» أضواء البيان 6/ 199.
ومن ذلك قوله تعالى: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} من الآية 198 من سورة البقرة. فسر الفضل بأنه الربح في التجارة وذلك إلحاقا بالغالب في استعمال القرآن لهذا اللفظ، كقوله تعالى: {وءاخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله} الآية 20 من سورة المزمل، وقوله: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون} من الآية 10 من سورة الجمعة. انظر: أضواء البيان 1/ 140.(/)
فوائد في التفسير 1
ـ[القندهاري]ــــــــ[05 Apr 2008, 07:34 م]ـ
الحمد لله
هذه فؤائد في التفسير أنقلها عن شيخنا عبد العزيز عبد الله الراجحي حفظه الله وليس لي زيادة حرف إنما أنا ناقل وشيخنا عبد العزيز الراجحي من أخص تلاميذ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله
والشيخ أشهر من نار على علم متع الله بعلمه وطال عمره على طاعته.
قال شيخنا عبد العزيز: قوله تعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى هذه الآية عامة يخصصها: حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ متفق عليه وهذا العذاب الله أعلم بنوعه وكيفيته، وجاء في بعض الأحاديث أنه يقال له: "أنت كذا وأنت كذا" لما يقوله النائحون والباكون: إنه كذا إنه كذا.
وقال الجمهور من أهل العلم: وهو اختيار البخاري كما في تراجمه في كتاب الجنائز: إنه يعذب إذا أوصى بذلك أو رضي به، أما إذا نهاهم ولم يرض فلا، لكن الأول هو الأقرب.
شعيب صاحب قصة موسى -عليه السلام- الذي زوجه إحدى ابنتيه، قال بعض المفسرين: إنه شعيب النبي، وقيل: إنه غيره وهو الصواب الذي اختاره الحافظ ابن كثير في تفسيره، وقال: إن شعيب النبي -عليه السلام- زمنه متقدم على زمن موسى وأن شعيب زمنه قريب من زمن لوط عليه السلام ولوط عليه السلام آمن بإبراهيم عليه السلام، فهو في زمنه، واستدل بقوله تعالى عن شعيب عليه السلام: وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ قال في تفسير الآية: وما قوم لوط منكم ببعيد زمانًا ومكانًا. انتهى(/)
هل يصح إطلاق لفظ المبالغة على كلام الله عزجل .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[06 Apr 2008, 12:11 ص]ـ
كثيرا ما يتردد مصطلح المبالغة على ألسنة البلاغيين عند حديثهم عن نصٍ ما، أو تعليلهم لاستعمال أسلوب دون غيره أو نحو ذلك ..
لكن هل يصح إطلاق هذا المصطلح على كلام الله عز وجل .. ؟
أجد في نفسي حرجًا من إطلاق ذلك على كلامه عز شانه، ولا أدري عن صحة ذلك ومستنده العلمي .. ؟؟
فما رأيكم .. ؟؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Apr 2008, 05:48 م]ـ
انما جاء الحرج مما وقر في الاذهان من قولنا في رد كلام لواحد لا نرضاه منه: انت تبالغ او انت مبالغ
وليس هذا المراد من قولهم مبالغة في كلام الله فان المراد هو ذاك الاسلوب الفصيح المشتمل على الدرجة العليا في الوفاء بالمعنى بحيث لا يتصور في الذهن معنى ابلغ منه ولا احسن افادة للمعنى منه
هذا والله اعلم هو المقصود من اقوال المفسرين في هذه اللفظة
ولهذا والله اعلم لا اجد انا اي حرج في استعمال هذا اللفظ
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[06 Apr 2008, 06:44 م]ـ
الأخت الكريمة:
ليس هذا ما يتردد على ألسنة البلاغيين فقط، بل يدور على ألسنة عامة المفسرين وهذا من ضربٌ من البلاغة والفصاحة التي نزل بها القرآن.
فنقول: "رحيم" و"كريم" صيغة مبالغة على وزن "فعيل".
ونقول: "رحمن" أو "غضبان" على صيغة "فعلان" وهي لإرادة التكثير.
يقول الإمام القاضي بدر الدين بن جماعة ت 733هـ ـ رحمه الله تعالى ـ: "فإن كان "فعلانا" يدل على كثرة الصفة وعظمها، مثل غضبان وسكران، و"فعيل" يدل على دوام الصفة، ككريم ولطيف وظريف ورؤوف".
وليس معنى هذا أن هذه الرحمة فيها مبالغة ـ حاشا وكلا ـ بل رحمة الله وكرمه لا حدود لهما، و كما قال الأخ الفاضل د. جمال أبو حسان:"هو ذاك الاسلوب الفصيح المشتمل على الدرجة العليا في الوفاء بالمعنى بحيث لا يتصور في الذهن معنى ابلغ منه ولا احسن افادة للمعنى منه ".
والله تعالى أعلم
ـ[لطيفة]ــــــــ[07 Apr 2008, 01:13 ص]ـ
شكر الله لكما أستاذي الكريمين، وبارك في علمكما، ونفع به.(/)
الملتقى الرابع للقرآن الكريم
ـ[عبد الحميد السراوي]ــــــــ[06 Apr 2008, 02:42 ص]ـ
ينظم المجلس العلمي المحلي بمكناس- المغرب:
الملتقى الرابع للقرآن الكريم
في موضوع
"القرآن والتعليم"
تحت شعار:
(لقدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُومِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّن أَنفُسِهِمْ
يَتْلُو عَلَيْهِم آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) آل عمران 164
أيام 18 - 19 - 20 جمادى الأولى 1429هـ الموافق لـ24 - 25 - 26 ماي 2008ميعتبر القرآن الكريم دستور هذه الأمة الذي ترجع إليه في جميع شؤونها كبيرها وصغيرها لأنه يهدي للتي هي أقوم في كل ميدان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، شجرته ثابتة الأصل وارفة الظل توتي أكلها كل حين بإذن ربها، هو منبع العلم الذي زود الله به البشرية لما اقتضت حكمته أن تكون خليفة في الأرض، كما قال تعالى: ?وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئون بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ? (البقرة 29 ـ 32)
فلقد بنى الله هذا الحوار على أن الجهل سبب سفك الدماء وعلى أن العلم سبب العمران البشري، وهذا العلم على نوعين، ثانيهما مبني على الأول إذ العلم بالله هو نتاج خالص الأعمال والمجاهدات ?واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم ? (البقرة 281)
وطريقه فقه الكتاب والسنة والتمسك بهما في جميع الأحوال، لا يكون إلا بطلب العلم وأخذ الحكمة على النهج الذي بينه القرآن الكريم ? ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ? (آل عمران 78)
وغاية طلب العلم حصول البر بمقتضى منهج الاستبصار بالقرآن الكريم حفظا وتعلما وتعليما مع تحصيل أشكاله وفقه مقاصده، وبقدر التلقي والفقه والعمل برسالات القرآن تسمو منازل المتعلمين وتعلو مقامات السالكين حتى تصل إلى أعلى الدرجات وأنبل الغايات، ?يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات?. (المجادلة 11)
ومبتدأ التعليم عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلم على أرضية العلم، تقوم إذا أُفرد طلب العلم للواحد الأحد، واحتسب ما يلاقيه في تحصيله، قصد الوصول إلى الغاية المحمودة دنيا وأخرى ?وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما ? (النساء 112)
وإذا كان أول أمر في القرآن هو قوله تعالى: ?اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم? (العلق 1 ـ 5) فلا شك أن القرآن أرسى أسس قضايا التعليم لأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع إجمالا وتفصيلا حيث بين مناهجه وطرقه ومقاصده وغاياته، وهذه قضايا توصل إلى أهدافها في كل زمان ومكان.
وعليه فقد اقترح المجلس العلمي المحلي أن يكون موضوع الملتقى الرابع للقرآن الكريم حول "القرآن الكريم وقضايا التعليم" وذلك بناء على المحاور الآتية:
المحور الأول: مفهوم العلم والتعليم في القرآن الكريم.
المحور الثاني: مناهج وطرق التعليم في القرآن الكريم.
المحور الثالث: مقاصد التعليم في القرآن الكريم.
المحور الرابع: الأثر التعليمي في القصص القرآني.
المحور الخامس: التعليم بالقرآن في المناهج التربوية الحديثة.
والله الموفق للخير وهو يهدي السبيل.
استمارة المشاركة
الاسم: ............................................ ......
المؤسسة: .......................................... ..........................................
التخصص: ...............
عنوان المراسلة: ..................................................
الهاتف: ........................................... .................
البريد الإلكتروني: ....................................... .......
عنوان العرض المقترح: .....................
ملخص البحث: ............................................ ...............
آخر أجل للتوصل بالاستمارة وملخص العرض: 30/ 04/2008، وآخر أجل لإرسال نص العرض:15/ 05/2008
المراسلة على العنوان التالي: المجلس العلمي المحلي بمكناس ص ب 416 مكناس المغرب.
والاتصال عبر الهاتف 035522586 أ. والفاكس 035526630 أوالبريد الالكتروني conseil.lom@hotmail.com
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:55 ص]ـ
بارك الله بكم.
الا يوجد تفصيل اكثر لمن يرغب بالمشاركة.(/)
البشرى بأحمد والسبق التاريخي
ـ[العرابلي]ــــــــ[06 Apr 2008, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البشرى بأحمد والسبق التاريخي
البشرى بأحمد صلى الله عليه وسلم هو الهدف الثاني في رسالة عيسى عليه السلام، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه: (أنا دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى بي، ورؤيا أمي)، وقد جاءت البشرى بلفظ "أحمد" بدلاً من "محمد" وكلاهما اسم للرسول صلى الله عليه وسلم، والمشهور هو محمد صلى الله عليه وسلم؛
قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (6) الصف
ولكن لماذا يسجل القرآن التسمية "بأحمد" بدلاً من "محمد"؟! ... يرجع سر ذلك إلى بلاغة الكلمة القرآنية المعجزة، فمحمد وأحمد ومحمود كلها من الحمد، وتحمل هذه الأسماء في طياتها الثناء، ولفظ "محمد" ورد في أربع آيات من آيات القرآن الكريم فقط، مع أن كثيرًا من الأنبياء وردت أسماؤهم أكثر من ذلك بكثير، فموسى عليه السلام ورد اسمه؛ (136مرة) وهو أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن، لأنه نال شرف تكليم الله له في الدنيا، فكثرة عدد مرات ذكره عليه السلام تتناسب مع وصفه كليم الله، والقرآن الكريم نزل على محمد عليه السلام فلم يكثر من تكرار اسمه الصريح، فلم يكن ذكر الاسم لأجل الاسم، فكل القصص والأحداث التي تحدثت عن مسيرة دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الله قد سجلها القرآن، ويعرف من يقرؤها بأن مناداته بالرسول، وبالنبي، والضمائر والخطابات العائدة على الرسول صلى الله عليه وسلم أنه هو المقصود دون التصريح باسمه.
واسم محمد صلى الله عليه وسلم، كما قلنا هو من "الحمد"، و"محمد" هو "محمود" ولكن بعد أن يوجد في الدنيا، ويعرف فيها، ويحمده الناس بعد معرفتهم به أنه يستحق الحمد وليس قبلها.
وتدبر المواضع الأربع التي جاء فيها ذكر اسم محمد صلى الله عليه وسلم؛
: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ (144) آل عمران.
: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) الأحزاب.
: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (2) محمد.
: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) الفتح.
تجد فيها أن اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم جاء بعد ذكر الخواتيم أو الإشارة إليها؛
فآية "آل عمران" تحدثت بأن خاتمة حياة محمد صلى الله عليه وسلم بالموت وإما بالقتل.
وآية "الأحزاب" وصف فيها محمد صلى الله عليه وسلم بأنه ليس أبا أحد من الرجال، وكان صلى الله عليه وسلم في آخر عمره، وأنه خاتم النبيين.
وفي آية "محمد" تحدثت عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات على ما عرفوا من دينهم، وانتهى بهم طريق الإيمان بعد ذلك إلى الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم فكان الإيمان به خاتمة لهم.
وفي آية "الفتح" تحدثت عن حالهم في الشدة على الأعداء، والرحمة التي بينهم، كمثل من سبقهم على درب الإيمان في التوراة والإنجيل، فكانوا هم المتأخرين فيهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا فإن تسمية الرسول صلى الله عليه وسلم بمحمد جاءت من "حَمْدٍ" قد عُرف بعد مجيء صاحبه، وإذا انتهى على هذه الصفة من "الحمد" فسيظل حمده مستمرًا ... واسمعه عليه الصلاة والسلام على وزن؛ مُبَجَّل، ومُعَظَّم، ومُوَقَّر، ...... ، دالا على كثرة الحامدين له، ولا يخفى على أحد من أهل العلم في الأرض أن محمدًا صلى الله عليه وسلم هو أكثر إنسان يذكر يوميًا في الأرض، وأنه على رأس قائمة المعظمين في التاريخ، ويصلي ويسلم عليه مئات الملايين في صلواتهم الخمس، وفي مجالسهم، وعند ذكر اسمه، فلا أحد له من التعظيم، والتبجيل، والتوقير في الأرض ما للرسول صلى الله عليه وسلم، .. فلما كان حمده بعد الوجود، واستمر وعظم بعد الانقطاع عن الدنيا، فحمده كان من بضع مئات الآلاف في حياته وقبل موته، إلى مئات الملايين بعد وفاته، يدرك المرء لِمَ لَمْ يتردد اسم محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن كثيرًا.
أما تسمية عيسى عليه السلام لـ "محمد" صلى الله عليه وسلم في بشراه بـ"أحمد" فلأسباب عدة منها:
أولاً: أن التبشير بمحمد كان من جميع من سبقه من الأنبياء، فهو مذكور في التوراة، ومذكور في الإنجيل، وآمن على هذه البشرى خلق كثير من أهل الكتاب .... ثم اختفت هذه النصوص بعد ذلك منها، أو من ترجماتها، لئلا تظل هذه النصوص حجة على من بقي منهم على مذهبه، ولم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولكنْ هناك بعض النصوص التي سلمت واستطاع بعض العلماء أن يستخرجوا منها الأدلة المشيرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ... فلما كان هو واحدًا من الأنبياء والرسل، وخاتمهم فالتبشير به يبين منزلته وفضله عليهم، والفضل كله من الله له ولهم.
وثانيًا: أن لفظ "أحمد" جاء على صيغة التفضيل "أفعل" أي أفضل وأحسن ... أي أنه أفضل من كل الأنبياء السابقين له، فلما كان هو خاتمهم، وأفضلهم، فلن يأتيَ الله عز وجل بعده بنبي مرسل هو دونه في الفضل ... لقد أتى الله بأنبياء من بني إسرائيل بعد موسى عليهم السلام، وكانوا دونه في الفضل، - الفضل زيادة تعطى لأحد فوق ما أعطي أمثاله، والله فضل بعض النبيين على بعض- لأنهم أتباع للتوراة، هم دعاة لها، ومصححون لتحريف بني إسرائيل لها، وخروجهم عن الشرع الذي شرع لهم فيها، أما القرآن الكريم فهو محفوظ من الله تعالى، وما فيه يغني عن بعث الرسل، وتجديد الدين بهم، ولو كان هناك رسول سيبعثه الله بعد محمد صلى الله عليه وسلم لبشر به، ولوجب أن يكون أكثر منه حمدًا، وينزل عليه كتابًا أعظم من القرآن .... فكيف إذا صرح في القرآن بكل وضوح أنه خاتم النبيين، وتصريحه صلى الله عليه وسلم أنه لا نبي بعده.
وثالثًا: أن وصف عيسى لمحمد عليهما الصلاة السلام بـ"أحمد" موجه لبني إسرائيل الذين أرسل إليهم، ولكل من آمن به أن يؤمن به، لأنه أحمد الأنبياء والرسل، وحتى لا يغتر أحد منهم بعد ذلك فيجعل لسبق زمن أنبياء بني إسرائيل - ابتداء بأولهم موسى عليه السلام إلى آخرهم عيسى عليه السلام - فضلاً على محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه جاء بعدهم فيصرفهم ذلك عنه، ويحجبهم عن الإيمان به، بغير عذر لهم من الله في عدم الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، فيكون في ذلك هلاكهم.
ورابعًا: أن في قول عيسى عليه السلام إقرارًا منه أمام بني إسرائيل أنه ليس خاتم الأنبياء، وأن ما يريده الله من البشر لم ينته بعد، وسيأتي من بعده من يختم مهمة الأنبياء، وأن ما سينزل عليه فيه الكفاية لهم حتى نهاية الحياة الدنيا، دون الحاجة لنبي أو كتاب بعده.
وخامسًا: أن عيسى عليه السلام جعل من نفسه بشرى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقرب مبعثه، ... وذلك أن أبانا آدم عليه السلام تلقى من ربه كلمات فتاب عليه ووعده بأنه سيعيده إلى الجنة وذريته ممن آمن وعمل صالحًا، وأن الله تعالى ابتلى خليله إبراهيم أبا الأنبياء عليه السلام بكلمات فأتمهن، ووفى بهن، فجعله للناس إمامًا، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، وأن الله عز وجل كلم بعده موسى عليه السلام تكليمًا، وأرسله إلى فرعون ألد أعدائه من الإنس، وجعل عيسى عليه السلام كلمته، فحفظه بالوفاة والرفع، حتى يتلقى كلماته عندما يحين نزولها، وجعله الله بشرى بنزول كلماته، على أحمد الأنبياء والرسل صلى الله عليه وسلم، وهي القرآن الكريم، ولا شك فيه أن من خصه الله بنزول كلمات
(يُتْبَعُ)
(/)
الله عليه، ونال ذلك الفضل، هو أفضل وأحمد الأنبياء والرسل جميعًا، كما صرح بذلك عيسى عليه السلام، لأن كلمات الله صفة من صفاته سبحانه وتعالى، وهي خالدة في الدنيا والآخرة.
لقد خلق الله الإنس والجن لعبادته، وقد حددت عبادته بكلماته، وإن رافق أداءَ الكلمات هيئات وأوضاع معينة لجسم الإنسان، أو بعض أعضائه، كالقيام، والركوع، والسجود، لكن تبقى الكلمات هي لب العبادة ... وقمتها في الدعاء، حيث يكون الاتصال بين العبد وربه في أعلى درجاته، وفيه توجه الكلمات إلى الله، جاء في المستدرك على الصحيحين (رقم 1802) حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الدعاء هو العبادة) ثم قرأ: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وتمام الآية: (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60) غافر، فجعل ترك الدعاء هو الاستكبار عن العبادة.
وأعلى درجات العبادة بالكلمات هي أن تكون هذه الكلمات من الله نفسه، وكلماته أيضًا قد احتوت كل عبادة أخرى لله.
ولما لم يكن للإنسان حول في أن يرقى باللغة إلا بعد زمن طويل كانت كلمات الله هي آخر ما أنزله سبحانه وتعالى، وذلك بعد أن وصل الإنسان إلى الدرجة المطلوبة من القدرة على البيان والفصاحة، .... والقوم الذين خصهم الله تعالى بذلك هم العرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، لأن لغتهم هي الأوسع، والأشمل، والأعظم، من دون كل اللغات البشرية، في عدد جذورها وكثرة مفرداتها ودقة تفاصيلها، والأجيال التي أتت بعد نزول القرآن لم تصل إلى فصاحتهم، لأن فصاحتهم سليقة وفطرة فيهم، وفصاحتنا تدريب على فصاحتهم.
أبو مسلم / عبد المجيد العرابلي
أما اسم الله تعالى فذكر (2369 مرة)، ولا تكاد تكون هناك ثلاث آيات متتالية في القرآن إلا ما ندر؛ إلا ويذكر فيها الله بأحد أسمائه، أو يكون فيها ضمير ظاهر، أو مستتر، أو اسم موصول، يعود على الله سبحانه وتعالى، يقول لك فيها: بأن هذه الآيات من الله، وأن الذي يكلمك في هذا الكتاب هو الله عز وجل، ولو تصفحت أي كتاب في الدنيا لغاب صاحب الكتاب من بين أسطر الكتاب، أو في صفحات كثيرة متتالية منه، إلا القرآن الكريم، فهو الكتاب الوحيد الذي يذكرك بشكل متواصل على أنه من عند الله، وأن هذا الكتاب الذي بين يديك هو القرآن الكريم، كتاب الله، وأن المواضيع التي يتكلم الله سبحانه وتعالى عنها في القرآن؛ من أمور الغيب، وبداية الخلق، وأحداث يوم القيامة، وخلق السماوات والأرض وما فيهن، والجنة والنار، لا يصح لأحد من البشر أن يتكلم فيها دون أن ينسبها إلى الله، فضلاً عن أن ينسب أحداثها إليه، وكثير من سير الأنبياء وقصصهم، وتكذيب الأمم السابقة وهلاكهم، مما كان مجهولاً عند أهل الكتاب والناس جميعًا ومواضيع كثيرة عن الماضي المنتهي، أو الحاضر القائم، أو عن المستقبل المغيب من الدنيا أو الآخرة، ومما لا يعرف حقيقته إلا الله عز وجل قد بينه تعالى للناس.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في الآية 31 سورة المدثر
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Apr 2008, 08:02 م]ـ
إعجاز الترتيب في الآية 31 سورة المدثر
الآية رقم 31 في سورة المدثر هي الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 [وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ........ ]
موضوع الإعجاز العددي في هذه الآية موضوع طويل، لا مجال له هنا. سأكتفي بتناول جانب منه هو: موقع الآية في سورة المدثر: السورة المؤلفة من 56 آية. [عدد آيات سورة المدثر في رواية ورش 55] من خلال الملاحظات التالية:
1 - تتألف الآية رقم 31 في سورة المدثر من 57 كلمة.
السؤال: هل توجد من بين آيات القرآن آيات غير هذه الآية عدد كلمات كل منها 57 كلمة؟ بعد أن نقوم بعملية الإحصاء اللازمة، يتبين لنا أن من بين آيات القرآن كلها آية ثانية لا غير مؤلفة من 57 كلمة، إنها الآية رقم 217 في سورة البقرة.
نلاحظ أن رقم ترتيب هذه الآية في سورة البقرة هو 217، عدد من مضاعفات العدد 31، إشارة واضحة إلى رقم ترتيب الآية في سورة المدثر. (7 × 31).
[رقم الآية 217 في سورة البقرة هو 216 في رواية ورش].
2 - ونلاحظ أن الآيتين المؤلفة كل منهما من 57 كلمة من بين آيات القرآن كلها، جاءت واحدة في السورة الأطول في النصف الأول من القرآن (السور الـ 57 الأولى ترتيبا)، والثانية في السورة الأطول في النصف الثاني من القرآن (السور الـ 57 الأخيرة ترتيبا).
مجموع عددي الآيات في السورتين هو 342 أي: 3 × 114.
نلاحظ الإشارة الواضحة إلى عدد سور القرآن.
(286 عدد آيات سورة البقرة + 56 عدد آيات سورة المدثر).
أليس واضحا الإحكام في هذا الترتيب؟
(عدد آيات سورة البقرة في رواية ورش هو 285 وعدد آيات سورة المدثر هو 55).
كيف نفسر: أن لا يكون من بين سور القرآن سوى آيتين عدد كلمات كل منهما 57 كلمة، واحدة في السورة الأطول بين السور الـ 57 الأولى، والثانية في السورة الأطول بين السور الـ 57 الأخيرة؟
2 - ولا يتوقف إحكام ترتيب الآية في سورة البقرة في مجيئها في الموقع 217 بإشارته إلى العدد 31، كان يمكن مثلا أن تأتي في الموقع 248 عدد هو من مضاعفات العدد 31 أيضا. لقد جاءت تحديدا في الموقع 217، لأن موقع الآية 217 في تسلسل آيات القرآن ابتداء من آية البسملة هو الموقع 224 أي: 4 × 56 .. العدد 56 هو عدد آيات سورة المدثر .. فالعدد 217 يختزن إشارتين واحدة إلى العدد 31 والثانية إلى العدد 56.
3 - ما أول آية في القرآن رقم ترتيبها 31؟ ليس من الصعب أن نفهم أن أول آية في القرآن رقم ترتيبها 31 هي الآية 31 في سورة البقرة. السؤال: ما آخر آية رقم ترتيبها 31 في النصف الأول من القرآن؟
الجواب: إنها الآية رقم 31 في سورة الواقعة. ما وجه الإعجاز هنا: سورة الواقعة هي السورة رقم 56 في ترتيب المصحف.
4 - السؤال الآخر:
ما عدد آيات القرآن التي رقم ترتيب كل منها 31 في سورتها؟
الجواب: 63 آية.
ما وجه الإعجاز هنا؟
إن موقع ترتيب الآية 31 في سورة المدثر بين الآيات الـ 63 هو موقع الترتيب: 56. (الآية رقم 31 المدثر هي الآية رقم 56 في تسلسل آيات القرآن التي رقم ترتيب كل منها 31 في سورتها).
وأي دليل بعد على أن عدد آيات سورة المدثر هو 56 آية؟؟
5 - عرفنا أن من بين آيات القرآن آيتين فقط عدد كلمات كل منهما 57 كلمة .. رقم الآية في سورة المدثر هو 31، وفي سورة البقرة 7 × 31 ..
السؤال الآن:
ما عدد آيات القرآن المحصورة بين الآيتين؟
الجواب: 5103.
ما وجه الإعجاز هنا؟
الجواب: العدد 5103 يساوي: 3 × 31 × 57.
الإشارة في هذا العدد واضحة إلى العددين 31 و 57 ..
رقم الآية وعدد كلماتها ..
6 - السؤال الآن: ما عدد الآيات التي رقم ترتيب كل منها 31 في النصف الثاني من القرآن؟
الجواب 11 آية فقط.
وهذا يعني أن عدد السور التي عدد الآيات في كل منها 31 فأكثر هو 11. ما علاقتها بالعدد 56؟ مزيد من الأدلة على أن عدد آيات سورة المدثر 56 .....................
أكتفي بهذا القدر ..
أليس في كل هذا ما يدل على أن موقع الآية رقم 31 محدد بتدبير إلهي؟ وكذلك عدد كلماتها؟ وكذلك عدد آيات سورة المدثر؟
هل نلغي كل هذا الإحكام في ترتيب سور القرآن وآياته لأن عدد آيات سورة المدثر في رواية ورش هو 55 وليس 56؟ هل نشوه هذا الإحكام بالزعم أن مثل هذا الترتيب يمكن أن نجد مثله في أي كتاب؟
علما أن ما ذكرته هنا هو جانب من إعجاز الترتيب في الآية ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Apr 2008, 11:31 م]ـ
[عبدالله جلغوم
5 - عرفنا أن من بين آيات القرآن آيتين فقط عدد كلمات كل منهما 57 كلمة .. رقم الآية في سورة المدثر هو 31، وفي سورة البقرة 7 × 31 ..
السؤال الآن:
ما عدد آيات القرآن المحصورة بين الآيتين؟
الجواب: 5103.
ما وجه الإعجاز هنا؟
الجواب: العدد 5103 يساوي: 3 × 31 × 57.
الإشارة في هذا العدد واضحة إلى العددين 31 و 57 ..
رقم الآية وعدد كلماتها ..
وقع خطأ في طباعة العدد 5103. الصواب: 5301 = 3 × 31 × 57.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 Apr 2008, 01:35 م]ـ
........... العلاقات السابقة هي أحد الأدلة القرآنية على أن عدد آيات سورة المدثر هو 56 آية لا غير.
الأدلة هنا هي من واقع المصحف الموجود بين أيدينا ..
وعلى من لديه اعتراض أن يأتي بما هو أقوى .. أن يكتشف خطأ في هذه العلاقات .. هذا إذا كان هناك أصلا مبرر للاعتراض. أما أن يقول: هذه مسألة اختلف فيها العلماء، فهذا لا يغير من الحقيقة شيئا ..
الملاحظة التي نريد أن نتوقف عندها الآن:
الفرق بين رقم ترتيب الآية (31) وعدد كلماتها (57) هو 26 ..
نطرح الان السؤال التالي:
ما السورة في القرآن المؤلفة من 26 آية؟
الجواب: إنها سورة الغاشية؟
المفاجأة البديعة: إن رقم ترتيب هذه السورة في المصحف هو الموقع: 88 ..
سبحان الله ..
ما وجه الإعجاز هنا؟
العدد 88 هو مجموع العددين: 31 و 57 ... مجموع رقم الآية في سورة المدثر وعدد كلماتها (31 + 57 = 88).
ولعل السؤال هنا: لماذا خزن سر الآية رقم 31 في سورة المدثر في سورة الغاشية بالذات؟؟
الجواب: لأن سورة الغاشية هي السورة رقم 31 في ترتيب سور النصف الثاني من القرآن؟
نلمس هنا دليلا واضحا لا مجال لإنكاره على أن ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب إلهي .. ودليلا على أن عدد آيات سورة الغاشية هو 26 وليس 25 .. ودليلا على أن عدد كلمات الآية رقم 31 في سورة المدثر هو 57 وليس 56 ...
وأخيرا: الآية رقم 31 في سورة المدثر هي الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19 ..
ما علاقة هذه الآية بالآية " عليها تسعة عشر "
ما علاقتها بآية " بسم الله الرحمن الرحيم "؟ ....
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[16 Apr 2008, 09:40 ص]ـ
علم نافع ان شاء الله تعالى
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Apr 2008, 03:49 م]ـ
علم نافع ان شاء الله تعالى
أشكرك أخي الفاضل د. معن على ملاحظتك الطيبة.
حينما أقرأ مثل هذا الكلام أشعر أن هناك من بدأ يدرك الحقيقة.
وللعلم فإن لدي الكثير من أسرار ترتيب القرآن في هذه الآية والتي تشكل في رأيي معجزة في ترتيب القرآن.
قد يقول قائل: فلماذا لا تذكر ذلك؟
الموضوع أكبر من أن يكون موضوع مقالة، ولهذا فإنني أكتفي بالملاحظات السهلة والقريبة وأرى أن فيها الكفاية. إلى أن يفرجها الله ..
مع فائق التقدير والاحترام
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[17 Apr 2008, 12:31 م]ـ
أخي الفاضل الكريم عبد الله جلغوم حفظه الله تعالى
أحلتني في مشاركتك الأخيرة عن عد الآي إلى هذا المقال واطلعت عليه الآن
وجزاك الله خيرا على جهودك المتواصلة في خدمة الكتاب العزيز
وورد في خاطري التساؤل التالي وأنت تعلم وكذلك يعلم عدد من الإخوة في الملتقى أني أميل إلى القول بأن ما في القرآن الكريم من روعة وتناسق وتآلف بين الأرقام والأعداد ودلالاتها ونتائج الجمع والقسمة ونحوها كلها تعد من الأدلة على أنه كلام الله المحفوظ من التبديل والتغيير والزيادة والنقصان وفي وصفها بأنها أحد وجوه الإعجاز المستقلة نظر ورأيي هذا مثبت في البحث الذي نشرته في الملتقى وغيره وأظنه جاء بعد دراسة متأنية في كل ما وقع بين يدي من مؤلفات في الإعجاز العددي.
والتساؤل بعد هذه المقدمة التي رأيتها ضرورية هو: ألا يمكن أن يقال إن النتائج المتوصل إليها من خلال بحثكم هذا ونحوه تؤكد صحة النص القرآني وتوقيفية ترتيب آياته وسوره وصحة عدد آيه وفق هذه الرواية أي رواية حفص التي كتب لها الذيوع والانتشار في هذاالزمان وأن هذا لا يؤثر مطلقا تأثيرا سلبيا على أوجه القراءة الأخرى وعلى العد الملتزم به فيها؟ فلكل رواية صحيحة ولكل عدد ملازم لها ما يدل على المسلمة الكبرى وهي حفظ كتاب الله حفظا تاما من أي تغيير وتبديل وزيادة ونقص وهو الكتاب المعجز بأوجه قراءاته المتعددة.(/)
دعوة لحضور محاضرة (اختلاف القراءات وأثرها في اختلاف المفسرين) للدكتور محمد بازمول
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[07 Apr 2008, 01:56 م]ـ
تنظم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه محاضرة بعنوان
اختلاف القراءات وأثرها في التفسير
للأستاذ الدكتور:
محمد عمر بازمول
وذلك يوم الثلاثاء الموافق 2/ 4/1429 8/ 4/2008
بعد صلاة العشاء مباشرة بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2008, 07:34 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وأسأل الله له التوفيق وليت المحاضرة توثق وترفع على الملتقى للفائدة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Apr 2008, 08:07 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونفع الله بجهود القائمين على الجمعية ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Apr 2008, 02:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
وسأحضر المحاضرة وأسجلها إن شاء الله.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[10 Apr 2008, 05:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإلي القارئ الكريم بعض مادار في اللقاء العلمي مع سعادة الأستاذ الدكتور محمد عمر بازمول حفظه الله وبارك في علمه،
في هذا اللقاء الطيب المبارك حول اختلاف القراءات وأثره في اختلاف الأحكام،
أبرز فضيلته جوانب أهمية هذا الموضوع، ثم ذكر بعض المحاور فيه: كالفرق بين القرآن والقراءات ومايتعلق بذلك من مباحث تأصيلية، ومكانة القراءات، وبعض فوائدها، ثم أثر القراءات على التفسير، ومنزلة القراءات من التفسير ... وأقسام القراءات من جهة التفسير ..
وخلال عرض هذه المحاور برزت شخصية فضيلته ومقدرته العلمية في التناول حيث شخص للحاضرين قضايا مهمة في كلا التخصصين القراءات والتفسير، وألمح إلى الحاجة إلى مزيد البحث والتعمق في دراستهما وإبراز العلاقة بينهما، لما لذلك من فوائد قيمة،
وقد أبرز فضيلته رأي شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة التوقف في الحكم بقرآنية بعض القراءات، أو بكونها من الأحرف السبعة، وكذلك غيره من العلماء الكبار،
كما أحاط فضيلته الحاضرين علما بمسائل منها أن الأسانيد لايعول عليها في التواتر وإنما يعول على نقل الكافة .. وأن القراءات كالحديث منها مانقل بالتواتر, ومنها مانقل بالآحاد ..
وأن علاقة القران بالقراءات تارة متداخلة، وهي في حالة القراءة المقبولة، ومغايرة في حالة القراءة المردودة، وعلاقة متوقف فيها في حالة القراءة المتوقف فيها.
كما أحاط فضيلته الحاضرين بأمثلة كثيرة تبيّن علاقة القراءات بالتفسير وأثرها فيه كقراة (سكرت بالتخفيف والتشديد، فهي بمعنى سدت وأخذت وكلاهما بمعنى، ولايتعارض ... كما استشهد ببعض القراءات الشاذة وأثرها في بيان حكم مجمع عليه كقراءة (وله إخوة لأم) ..
الى آخر ما ذكره فضيلته من الفوائد القيمة التى احتوى عليها كتابه القيم (القراءات وأثرها في التفسير والأحكام) وهوكتاب مطبوع متداول في الأسواق ..
ثم في ختام اللقاء استمع فضيلته لمداخلات الحاضرين،ومنها سؤال لفضيلته عن رؤيته الخاصة لمن يتناول القراءات وهو لم يتخصص فيها؟
كما سئل عن سبب إيراده في كتابه القراءات وأثرها في التفسير والأحكام لقسم جديد هو القراءات المتوقف فيها،دون بقية المؤلفات في هذا المجال؟
وسؤال عن علاقة مصطلحات القراءات بالحديث؟
وعن أبرز موضوعات البحث في علم القراءات التي يمكن أن يبحثها طلاب الدراسات العليا؟
وقد أجاب فضيلته بالجواب الكافي عليها،
كما نبه فضيلته على الحاجة عند الطلاب إلى التنوع في الموضوعات وعدم الاقتصار على جانب الاداء فقط، حيث يلاحظ بين كثير من طلبة العلم الاهتمام بجانب واحد هو الآداء دون طلب التعرف على ماقيل عن ذلك العلم في كتب علوم أخرى.
كما نبه فضيلته على أن اقتراح الموضوعات من قبل القسم أو عضو هيئة التدريس يعتبر من أصعب الأعمال حيث يتطلب ذلك مسائل كثيرة لابدمنها في شخصية الطالب و قدرته على التجاوب مع البحث المقترح وغير ذلك ..
أخيرا أشار فضيلته إلى موضوعات مفيدة في القراءات سجلها الطلبة الحاضرون.
فجزاه الله خير الجزاء على هذا اللقاء الطيب الذي افاد به طلبة العلم في طيبة الطيبة. والله الموفق.(/)
فكرة مشروع للتأمل: (تفسير حسب نوعية القراء)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Apr 2008, 10:00 م]ـ
خطرت ببالي هذه الفكرة، وبعد تأمل لبضعة ايام، وجدت أنها:
- هامة ومفيدة لو تم تحقيقها
- ممكنة التحقيق تقنيا
- لا يمكن تنفيذها على الورق وإنما في شكل برنامج كمبيوتر أو موقع شبكي
وللأسف ليس لدي حاليا متسع من الوقت لبحث تفصيلها، غير أنني رغبت في طرحها عسى أن تجد من يهتم بها.
ومرد هذه الفكرة أن مستخدمي التفاسير لهم أغراض مختلفة وخلفيات معرفية متنوعة عند قراءتهم للتفاسير. فمنهم من هو باحث أكاديمي، ومنهم القارئ العادي، ومنهم من يبحث عن مسألة لغوية، ومنهم من يبحث عن مسألة تاريخية، ومنهم من يبحث عن مسألة فقهية، إلخ.
بالتالي: ألا يمكن إنجاز ما يمكن تسميته بالانجليزية: Customized Tafsir
أي (تفسير حسب الطلب) أو (تفسير حسب نوعية القارئ) أو (حسب خيارات القارئ)
مثل هذا التفسير يمكنه الاستفادة من مختلف التفاسير الموجودة. ولو أنجز فهو يوفر في نفس الوقت فرصة تهذيب التفاسير الموجودة وحذف ما يجب حذفه من أخبار غير موثوقة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Apr 2008, 07:29 ص]ـ
فكرة طريفة ويمكن قياسها على بيئة ويندوز وإمكانية تخصيصها بحسب المستخدمين.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[08 Apr 2008, 11:25 ص]ـ
فكرة جيدة يا أستاذنا الكبير محمد بن جماعة نفع الله بكم
ومن قبل هناك فكرة الأستاذ / عادل التركستاني نسأل الله أن يكون من أهل الفردوس الأعلى
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8517
وفيها قال:
فهي موسوعة فى تفسير القرآن الكريم بنيت على أساس تقسيم الكتابة فى التفسير بناء على نوع التفسير فمثلا عند رغبة القارئ معرفة معنى الآية فسيصل الى معنى الآية فقط دون أي شرح آخر واذا أراد ااستزادة فما عليه الا الطلب وكذلك لو أراد اعراب كلمة وليس لفظ فسيصل الى اعراب الكلمة فقط، واذا أراد معرفة الأحكام الفقهية من الآية فسيصل فقط للأحكام الفقهية وهكذا فكل نوع من أنواع التفسير مستقل بدراسة خاصة به.
وقد وضعت المعلومات بتوثيق من الكتب الأمهات.
وروعي فى هيكل الدراسة توافقه مع النشر على الانترنت وسهولة التوصل الى المعلومة اضافة الى سهولة اضافة دراسات جديدة اذا لزم الأمر.
لكنه الداء الذي تصرخ منه يا أستاذ محمد وصرخ منه كم كبير من علماء هذا الملتقى وطلاب علمه ونصرخ منه، أنه لا تجد من يتنبى المشاريع العملاقة من الحكومات ولا من المؤسسات الخيرية، وأن الأمر أصبح يحتاج إلى العمل المؤسسي الذي تنادي به، ولكن أيضًا يصبح النداء سراب لأن الهمم ضائعة وفاترة.
فيصبح الفارس هو المؤذن وهو الإمام وهو المأموم، وليس معه أحد، فيؤذن ويؤذن ثم يخبو صوته.
لذا ما زلت آمل بكوكبة من هذا الملتقى المبارك بقيادته، بطلابه الصغار سنًا بأخواته، أن توضع مواضيع مشاريع، ثم يجند من يرضى العمل، ولو كان العمل للنشر، وهذا الذي أفضله فعن طريق الثيادة تحدد قدر تعب كل واحد في الفريق الجندي والقائد، وتبدأ كوكبة أهل التفسير في استخراج كنوز مدفونة من مخطوطات، أو عمل مشاريع قوية تليق بالقيادة وجنودها.
لو تحقق هذا
وبين تحققه وبين سرابه مؤذن ندي الصوت يؤذن ولهيب شجاه يحرق القلوب الملتهبة أصلاً لتجتمع الجنود تحت القيادة وتبدا خلية النحل في العمل.
نداء يا إخوة من شجي الصوت؟
ـ[مستضيف]ــــــــ[09 Apr 2008, 08:51 ص]ـ
السلام عليكم، أرجو المعذرة على التطقل، و لكني حقيقة أعجبتني الفكرة. فهي حقا رائعة إن شاء الله، اللهم وفق و سدد لتحقيقها ..
و هذا اقتراحي لمثلها، http://tafsir.org/vb/showpost.php?p=53929&postcount=27
بارك الله فيكم جميعا.(/)
المعاجم القرآنية رؤية تاريخية ورصد ببلوجرافي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Apr 2008, 11:53 م]ـ
المعاجم القرآنية رؤية تاريخية ورصد ببلوجرافي
بدأ النشاط العلمي عند أجدادنا العرب بصورة تبدو عفوية، أمْلته ظروف العصر، سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، فالنَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلم - كان يفسِّر للصحابة - رضوان الله عليهم - كلَّ ما غَمَضَ عليهم، ويجيب على كل الأسئلة التي كانوا يوجهونها إليه، فقد كان الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - هو المعلم الأول للعرب جميعًا، والمرجع الأول والدائم لكل صحابي، ولكل سائل، ولكل باحث عن الفكر الصائب والمعرفة الصحيحة، وبعد وفاته قام بهذه المهمة صحابةٌ أجلاَّء، وهبوا أنفسهم لتفسير كل ما غمض، وتتحدث الروايات عن ابن عباس - رضي الله عنه - كمفسر لغريب القرآن، وكأول مؤلِّف في هذا الفرع، ويقال إن له كتابًا في غريب القرآن، ولعل هذا المؤلَّف كان عبارة عن أقوال ابن عباس وتفسيراته لبعض ألفاظ القرآن الكريم، رواها عن بعض معاصريه من الصحابة والسلف الصالح، ونسب أيضًا إلى أبي سعيد بن تغلب بن رباح البكري المتوفى سنة (141هـ) أنه ألف كتابًا في غريب القرآن، ثم تتابعت الكتب في هذا الميدان الهام من أمثال: يحيى بن المبارك اليزيدي المتوفى (202هـ)، والنضر بن شميل المتوفى (313هـ)، وأبي عبيدة اللغوي المعروف، ومؤرج السدوسي الذي أعد كتابه عن غريب القرآن قبل وفاته (عام 195هـ)، ونذكر أيضًا الأصمعي المتوفى (213هـ)، والأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة المتوفى (215هـ)، وابن اليزيدي، وابن قتيبة المتوفى (276هـ)، وغيرهم وغيرهم ... ولكن للأسف الشديد فقدت هذه الكتب جميعًا، وليس بين أيدينا حتى لحظة كتابة هذه الدراسة، سوى غريب القرآن لشيْخِنا الموسوعي ابن قتيبة، وكل هذه الكتب ما هي إلا تفسيرات وشروح للألفاظ الغريبة في القرآن الكريم، وأقوال أصحابها، وآراء بعض الصحابة الذين سبقوا مؤلفيها.
أمَّا عن كيفية ترتيب المادة اللغوية والمفردات داخل هذا الكتب، فقد كان بعضها مرتبًا حسب السور في المصحف الشريف، وهذا الترتيب كان موجودًا في المؤلفات الأولى، والترتيب الثاني هو الترتيب الأبجدي، ويعتبر هذا الترتيب أحدث من سابقه؛ بل إنه لم يبتدئ إلا عند العزيزي في القرن الرابع الهجري، وهذا الرجل في حاجة ماسة إلى دراسة لهذا الدور الذي قام به، رغم مآخذ البعض عليه، واتهامهم لمنهجه بأنه منهج معقد.
ويعد هذا النشاطُ الأولَ من نوعه في الإسلام، فقد بدأ بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، كما أنها بدأت - أي حركة التأليف المعجمي للغريب - عفوية غير منظمة، كما يلاحظ أنَّ حركة التَّأليف في المعاجم لم تتأثَّر بِهذا النشاط، فإنَّ ترتيب الموادِّ داخل هذه الكتب كان ترتيبًا حسب السور، ولم ترتَّب أبجديًّا إلا في القرن الرابع الهجري؛ أي بعد أن ظهر المعجم الأول بالمعنى المعروف للمعجم، معجم "العين" للعلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإن كتاب "العين" للخليل لم ترتب أبوابه حسب الأبجدية، وإنما رتبت ترتيبًا صوتيًّا مخرجيًّا؛ بل إن بعض الأفاضل من العلماء يقولون إن هذه الكتب التي ألفت في غريب القرآن وغريب الحديث - قد تأثَّرت بفكرة التأليف المعجمي المنظم عند الخليل؛ لأن أبان بن تغلب المتوفى (141هـ) لم يصلْنا شيء من غريبه، وقد كان راوية لبعض ما أثر عن ابن عباس وغيره، وعلى كلٍّ فكتاب أبان مَجهول لنا، ولا يقارن صاحبه بالخليل بن أحمد بأي حال من الأحوال، لا في العلم، ولا في الفضل، ناهيك عن وصمه في كتب الجرح والتعديل أحيانًا بالزيغ والمُجاهَرَة، وأخرى بالتعصُّب للشيعة، وأكثر تاريخه يبعده عن الاهتمام بمسائل اللغة والتفرغ لها، فأكثر تراجم اللغويين لا تذكره؛ بل إن بعضها يتعمَّد عدم ذكره؛ فالرجل من الواضح أنه كان غارقًا في الصراع المذهبي، وحاول الحافظ الذهبي الدفاع عنه، واعتبره شيعيًّا معتدلاً، والتشيع بهذه الدرجة بدعةٌ صغرى لا يترتب عليها تكفيره، على كلٍّ فمن جاء بعد أبان من مؤلفي الغريب لا يخرج عن كونه إما معاصرًا للخليل، وإما تلميذًا آخذًا عنه، فلم يُسبق الخليل إذًا بكتب كما قيل؛ بل بكتاب بسيط لمؤلف مغمور يُشكُّ في فكره، ثم يأتي الكتاب الثاني في (غريب القرآن)
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعد أقدم معجم في العربية، وهو لمؤرج السدوسي، لأن مؤلفه تلميذ للخليل واضع "العين"، ولا ريب أن التلميذ قد تأثر فيما وضع من تفسيرات لألفاظ القرآن بما أفاده من أستاذه الخليل.
ولهذا يمكننا أن نقول باطمئنان: إن المعاجم لم تتأثر مطلقًا بكتب غريب القرآن أو غريب الحديث، رغم المكانة الرائعة لهما، وكل ما يمكننا أن نقوله أن التأليف أخذت عدواه تسري من فرع التفسير والحديث إلى الفروع الأخرى من المعرفة.
ولعل هذه الظروف هي التي دعت إلى التأليف في التفسير والحديث، وشرح معاني الشعر الجاهلي في بداية العصر الإسلامي، بجانب شيوع اللحن بدخول غير العرب في الإسلام، وبذلك نؤكد الرأي القائل بأن هذا النشاط المعجمي نشاط عربي بحت، أمْلته الظروف السياسية والتاريخية والاجتماعية.
والآن نحاول القيام بعملية رصد (ببلوجرافي) لأهم المعاجم العربية التي تناولت ألفاظ وكلمات القرآن الكريم، وكان مرجعنا في ذلك: الفهارس البطاقية لدار الكتب المصرية، وفهارس مكتبة جامعة القاهرة، وقوائم الناشرين، والمكتبات، وبعض المراكز العلمية والمراجع والدراسات التي تناولت المعاجم بمختلف أنواعها، وأيضًا كتب الأعلام، ومعاجم المطبوعات، وبعض المجلات التي تهتم بشؤون الكتاب، ومن أهم المراجع بالنسبة لنا مكتبة الأزهر الشريف وفهارسها:
- "غريب القرآن في لغات الفرقان" لأبي الفضل بن فياض علي، صدر عن حيدر آباد، 1947م، جَمع فيه ألفاظ غريب القرآن، ورتبها ألفبائيًّا، وشرحها باللغة الأوردية.
- "مفتاح القرآن" لأحمد شاه، صدر عن بنارس (الهند) 1906م، ويقع في قسمين:
الأول: كشاف للألفاظ القرآنية.
الثاني: معجم كامل يشرح ما غمض من ألفاظ القرآن.
رتب المؤلف القسم الأول هجائيًّا بأوائل الألفاظ دون مراعاة لأصلي أو مزيد، ثم اسم السورة، ورقم الآية التي ذكرت فيها.
وقد رتب القسم الثاني هجائيًّا أيضًا بأوائل الألفاظ دون مراعاة لأصلي أو مزيد، ثم يعطي معناها بالإنجليزية والأوردية.
- "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأنوار" لمحمد بن طاهر البتاني، صدر عن لكناو سنة 1283هـ (1866م) في 3 مجلدات، يجمع مؤلفه في معجمه الألفاظ الغريبة في ترتيب ألفبائي، كما يجمع الكلمات الصعبة الواردة في القرآن والحديث ويقوم بشرحها مفصلاً.
- "إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم" صنفه الحسين بن محمد، المعروف بالدامغاني، المتوفى 1085 هـ، حقَّقه ورتبه وأكمله وأصلحه عبدالعزيز سيد الأهل، وصدر عن بيروت - لبنان، عن دار العلم للملايين، 1970م، جمعه في 512 صفحة، والكتاب يجمع معاني الكلمة في القرآن، الكلمة الواحدة مفرَّقة على الآيات، ويقتصر على إيراد الكلمة المرادة وسط جملة مفيدة، ولو لم تَكُنِ الآية كلُّها، مُشيرًا أحيانًا إلى موضع الآية في السورة، وأحيانًا كثيرة لا يشير إلى السورة، فأكمل المحقِّق هذا النقص، وأشار إلى كُلِّ السور التي وردت فيها شواهد الكلمات، رتب هجائيًّا وفق أوائل الأصول.
- "المفردات في غريب القرآن" لأبي القاسم الحسين بن محمد بن المفضل، المعروف بالراغب الأصبهاني، حققه أستاذنا د. محمد أحمد خلف الله، وصدر عن مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، سنة 1970م، ويقع كاملاً في 429 صفحة، ويجمع الأصبهاني ما ورد في القرآن الكريم من كلمات صعبة ويشرحها، ويذهب في شرحها مذهب أهل السنة، ويرد على المعتزلة والجبرية والقدرية، يستشهد في شرحه بآيات من القرآن، وكذلك الأشعار، رتب هجائيًّا بحسب أوائل أصول الألفاظ، وكتاب "المفردات" له عدة طبعات، من بينها طبعة نشرها نور محمد كراجي بباكستان عام 1961م، وأخرى حققها الأستاذ محمد سيد كيلاني وصدرت في القاهرة 1962، وأعيد إصدارها في طهران عام 1964م، وأرى أن تحقيق د. خلف الله أكمل تحقيق لكتاب "المفردات".
- "قاموس القرآن" لزين العابدين سجاد ميرئهي، صدر عن ميرئها، المكتبة العلمية سنة 1954 في 800 صحيفة، وهو يحوي ألفاظ القرآن الصعبة والغريبة، ويشرحها بالأردوية شرحًا تفصيليًّا.
(يُتْبَعُ)
(/)
- "غريب القرآن" لأبي محمد بن عبدالعزيز، المعروف لنا باسم السجستاني، العلامة الفقيه، ولهذا الكتاب اسم آخر "نزهة القلوب"، وأمامي الآن الطبعة الثانية منه، عني بتصحيحه وترقيمه، وضبط المبهم من ألفاظه، وتعليق حواشيه الأستاذ مصطفى عناني، وصدر عن المطبعة الرحمانية بالقاهرة، سنة 1936م، في حوالي 232 صحيفة.
رتب السجستاني ألفاظ القرآن الغريبة والصعبة ألفبائيًّا وفق أوائلها فقط، مع شرح معانيها باختصار.
وسبق لمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1325هـ (1907م) أن أصدرته بتصحيح بدر الدين النعساني، كما طبع على هامش "تبصير الرحمن وتيسير المنان" عام 1295هـ (1878م).
- "مجمع البحرين ومطلع النيرين" لفخر الدين بن محمد الطريحي النجفي، المولود 1571م والمتوفى 1674م، حققه السيد أحمد الحسيني، وصدر في النجف الأشرف عن دار الثقافة العراقية 1961م في مجلد واحد، والكتاب في غريب القرآن والحديث، مرتب على حروف المعجم باعتبار أوائل الألفاظ.
- "معجم القرآن" أعدَّه: عبدالرؤوف المصري، المعروف بأبي رزق، وهو قاموس مفردات القرآن وغريبه، صدر عن مطبعة القدس بالقدس 1945م في مجلدين، وهو مرتب لفظيًّا، كما رتبت العبارات الغريبة الواردة في القرآن ألفبائيًّا باعتبار أوائلها، دون مراعاة لأصلي أو مزيد، يشرح معناها ويحيل إلى الآية الواردة فيها اللفظة أو العبارة.
- "عمدة لغات القرآن" لفاضل أجل مولوي شهيد الدين، صدر في دلهي عن الكتبخانة الرشيدية، 1348هـ (1929م) في 154 صفحة، يشرح الألفاظ القرآنية بالأردوية.
- "لغات الفرقان" لقاري أحمد، صدر عن كرجي مطبعة سعيدي في 252 صحيفة، وجدت بطاقته في دار الكتب المصرية، ولم أَتَمكَّنْ من الاطلاع عليه لسوء حالته.
- "كوكب دري" صدر عن بِهوبال، عن مطبعة شاه جهاني في 190 صحيفة، حالته سيئة، مجهول المؤلف، إلا أنَّهُ - كما حاولتُ تأمله - يشرح ألفاظ القرآن الكريم الصعبة بالأردوية، ويوردها حسب تسلسلها في السور، وإن كانت بعض السور لا تأتي في ترتيبها الصحيح كما جاءت في القرآن.
- "تفسير غريب القرآن"، المعروف بـ"قاموس أوضح التبيان في حل ألفاظ القرآن"، كتب عليه اسم مؤلفه (م. المصري)، واعتقد أنَّ اسْمَه محمد المصري، صدر عن القاهرة، مطبعة محمود على صبيح في 128 صفحة، بدون تاريخ، وهو عبارة عن ترتيب حسب سور القرآن، ويجمع تحت كل سورة ألفاظها الصعبة، ويشرحها في اختصار شديد.
- "معجم ألفاظ القرآن الكريم" صدر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في 6 مجلدات، طبعه المجمع في الفترة ما بين 1953 م إلى 1969م.
وجمعت فيه ألفاظ القرآن، ورتبت ألفبائيًّا وفق أوائل أصولها، وأدرج تحت الأصل مشتقاته، يبدأ بشرح الكلمة شرحًا لغويًّا، ثم قرآنيًّا، ويبين عدد مرات ورودها في القرآن الشريف، ويتحاشى تفسيرات المتكلمين والفقهاء، ويغفل الدخيل من الألفاظ وكذلك الأعلام، يستشهد في شرحه بآيات، ويعتمد على المصحف الشريف المطبوع بالمطبعة الأميرية سنة 1344هـ (سنة 1925م).
صدرتِ الأجزاء الثلاثة الأولى في السنوات 1953 - 1959، وأعدَّ الجزء الرابع منه شيخنا أمين الخولي، وأصدرته دار الكاتب العربي عام 1967، كما أعد الجزء الخامس حامد عبدالقادر، والسادس محمد علي النجار، وأصدرهما المجمع عام 1969م.
وأعادتِ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر (هيئة الكتاب حاليًّا) إصداره عام 1970م، فأصدرت المجلد الأول من الهمزة إلى السين، والثاني من الشين إلى الياء.
- "معجم الألفاظ والأعلام القرآنية" الطبعة الثانية والتي اعتمدت عليها، صدرت في القاهرة، دار الفكر العربي سنة 1969، في حوالي 311، 298 صحيفة، أعده الأستاذ محمد إسماعيل إبراهيم، ويشمل جميع ألفاظ القرآن مرتبة ألفبائيًّا وفق أوائل أصولها، ويفسرها لغويًّا وحسب استعمالها في السياق القرآني، ويبين عدد مرات ورود كل لفظ ومواضع نصوصه في السور والآيات، مع تعريف بالأعلام التاريخية والجغرافية، ويجدر هنا أن نشير أن الطبعة الأولى من هذا المعجم - الذي لم يأخذ حظَّه من الشهرة، رغم جدية إعداده، والجهد المبذول فيه - صدرت طبعته الأولى عام 1961م في حوالي 439 صفحة، وكانت الطبعة الثانية منه مزيدة ومنقحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- "لغات القرآن" للعلامة محمد خليل، يجمع ألفاظ القرآن الصعبة ويرتبها هجائيًّا، ويشرحها بالأردوية، صدر في لاهور سنة 1895م في حوالي 310 صفحة.
- "قاموس غريب القرآن" حسب ترتيب السور، للأستاذ محمد الصادق قمحاوي، صدر في القاهرة عن مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح 1970م في حوالي 217صفحة، مع مقدمة تشرح منهج واتجاه القاموس.
- "مكمل لغات القرآن" للأستاذ العلامة محمد عبدالرشيد نعماني، في دلهي الهندية عن دار ندوة المصنفين في 6 مجلدات، في الفترة ما بين: 1949 - 1958، وهو معجم عربي أردوي لألفاظ القرآن، المجلدان الأخيران بقلم سيد عبدالدايم الجلالي.
- "مصباح الفرقان في لغات القرآن" للعلامة محمد عنايت علي، صدر في كلكتا الهندية سنة 1938م في 259 صحيفة، وهو معجم عربي أوردي لألفاظ القرآن الكريم.
- "هدية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامة من ألفاظ القرآن" للأستاذ مصطفى يوسف، صدر في القاهرة عن المطبعة الأميرية، 1309هـ (1809م) في حوالي 136 صفحة، ومقدمة تقع في 6 صفحات، وهو عبارة عن معجم موجز في احتوائه على ألفاظ القرآن الصعبة، يوردها حسب ترتيبها في السور، ويعطي شرحها موجزًا أيضًا.
- "تيسير القرآن لتخريج لغات الفرقان" للعلامة وزير علي بن منور علي، طبع في لكنو، في مطبعة نوالكشور، 1906، في حوالي 605 صفحات، وهو معجم عربي أوردي لألفاظ القرآن.
- "سلك البيان في مناقب القرآن" أعده وقدم له جوهان بينريس، وهو عبارة عن معجم أو قاموس، قاموس لشرح الكلمات العويصة في القرآن الكريم، صدر في لندن عن دار هنري. س. كينج، سنة 1873م، في مجلدين، في حوالي 166 صفحة.
ورتب هذا المعجم ألفبائيًّا وفق أوائل أصول الألفاظ القرآنية، وأدرج تحت الأصل مشتقاته مع شرح لها بالإنجليزية، ويستشهد ويشير إلى آيات من القرآن، ويعتمد على طبعة فلوجل المنشورة في ليبزيج الألمانية سنة 1834م.
- "قاموس الألفاظ القرآنية" أعده جواني وليام، صدر عام 1774 في 824 صفحة، رتب فيه المفردات العربية القرآنية ألفبائيًّا وفق أصولها، وأدرج تحت الأصل مشتقاته، وأعطى معانيها باللغة اللاتينية، مبينًا الأصول الاشتقاقية للفظة.
- "رسالة الكلمات غير العربية الواقعة في القرآن الكريم" صدر في القاهرة عن المطبعة الكبرى الأميرية، 1902م، في حوالي 17 صفحة، جمعه الشيخ الجليل حمزة فتح الله من كتاب "المعرَّب" للجواليقي، و"المهذب" و"الإتقان" للإمام السيوطي، رتبت فيه الكلمات هجائيًّا بأوائلها، دون مراعاة لأصلي أو مزيد، مميزة باللون الأحمر، مع ذكر معناها وبيان لغتها الأصلية على يسارها، في حين يذكر على يمينها اسم السورة ورقمها، ورقم الآية، ثم نص الآية التي ذكرت فيها الكلمة.
- "معجم الكلمات الأثريَّة في القرآن والمعلقات" لفراينكيل سيجسمنديس، صدر في عام 1880م، في حوالي 27 صفحة، ويعنى بالكلمات الأثرية الـ 96 التي درسها وأعادها إلى أصلها مع ذكر الأصل بلفظِه، وإعطاء الشرح باللاتينية يعني بها الكلمات القديمة جدًّا في اللغة العربية الغريبة والواردة في القرآن والمعلقات الجاهلية.
- "المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم" للأستاذ محمد فؤاد عبدالباقي، صدر عن دار الشعب القاهرية، وطُبِعَ أكثر من عشرين مرَّة طبعات مختلفة، وهو عبارة عن جدول أبجدي لكل الكلمات الواردة في القرآن الكريم، مع تحديد مكان ورودها.
وهنا أوجه عتابي الشديد للأستاذ وجدي رزق غالي في كتابه "المعجمات العربية"، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر بالقاهرة 1971م، وقدم له د. حسين نصار، أعتب عمصدر ليه لتجاهله التَّام لكتاب "المعجم المفهرس"، رغم أنَّنا جميعًا كباحثين مدانون لهذا الجهد المتمكن الذي بذله أستاذنا عبدالباقي في معجمه، ولا أعرف سر هذا التجاهل المقيت.
وبعد: فهذا جهد متواضع، حاولنا فيه التعريف بتاريخ غريب القرآن الكريم والكتب المؤلف فيه، ثم رصدنا أهم الكتب التي تعرضت لغريب القرآن من قريب أو بعيد.
المصدر: الألوكة ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2381) .
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[10 Apr 2008, 08:46 ص]ـ
بحث قيم، ورصد جيد ببلوجرافي
ماتع شائق للمعاجم القرآنية
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم الدكتور
عبد الرحمن الشهري
وأحسن إليك
ـ[أحمد الرويثي]ــــــــ[16 Apr 2008, 03:52 ص]ـ
جزى الله د عبدالرحمن الشهري خير الجزاء
وأضيف إلى ذلك أن تفسير الإمام الطبري اشتمل على بيان معاني مفردات القرآن عند ورودها في أول مواضعها
وكثيراً ما يقول الشيخ محمود شاكر في تعليقه في الحاشية: وهذا مما أهملته المعاجم.
فحبذا لو تصدى أحد الباحثين لجمع مفردات القرآن في تفسير الطبري ودراستها وتحقيقها وترتيبها
كترتيب مفردات القرآن للراغب الأصفهاني.
ويكون العنوان المقترح للبحث: مفردات القرآن الكريم ومعانيها اللغوية في تفسير الإمام الطبري
جمعاً ودراسة
أعتقد أنه موضوع جدير بالبحث.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفداء أحمد بن طراد]ــــــــ[26 Jun 2009, 06:07 ص]ـ
بارك الله فيكم أيها الأستاذ البارع اللواذعي الألمعي
ـ[أبو هاني]ــــــــ[26 Jun 2009, 07:59 ص]ـ
جهد الدكتور عبد الرحمن جهد مشكور واهتمامه محسوب له
إضافة تاريخية: مسائل نافع ابن الأزرق لعلها تمثل بداية اهتمام المسلمين بألفاظ القرآن الكريم من حيث الدلالة وارتباطها بما عرفه العرب من معان كما وردت في الشعر الجاهلي وشعر صدر الإسلام
إضافة تقييمية: معجم عبد الباقي لا يندرج تحت تصنيف المعجم بمعناه اللغوي الدقيق فإنه كما أشار الدكتور فهرس ألفبائي وقد سبقه فهرس فلوجل ومصباح الإخوان وثالث غاب عني عنوانه
الشكر الوافر للدكتور(/)
من منكم سمع بهذه المقولة .. ؟؟!
ـ[لطيفة]ــــــــ[10 Apr 2008, 05:25 م]ـ
يقول الألوسي في تفسيره:
(ففي الدر المنثور عند الكلام على هذه الآية [يعني اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا] أخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة قال: ما وصف الله تبارك وتعالى نفسه في كتابه فقراءته تفسيره ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية)
أحتاج حاجة قصوى إلى معرفة المرجع الذي وردت فيه هذه المقولة.
المقولة الثانية، هي مقولة الطيبي عن قول الله عزوجل: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا)
قال الطيبي: (إنه أفرد هنالك [يقصد قوله تعالى: "ولتصنع على عيني"] لإفراد الفعل وهو كلاءة موسى عليه السلام، وهاهنا لما كان لتصبير الحبيب على المكايد ومشاق التكاليف والطاعات ناسب الجمع لأنها أفعال كثيرة ... )
أحتاج كذلك حاجة قصوى لمعرفة مرجع هذه المقولة وبيانات ذلك المصدر
ولكم صااااادق الدعاء
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Apr 2008, 12:09 ص]ـ
الدر المنثور ج8/ 40 - طبعة دار هجر
وأخرج البيهقي عن سفيان بن عيينة قال: (ما وصف الله تبارك به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره
ليس لأحد أن يفسره بالعربية ولا بالفارسية)
وخرجه محققوه عن الصفات للبيهقي 683
ـ[لطيفة]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:34 م]ـ
شكر الله لك .. وزادك علما وفضلا
ـ[جنتان]ــــــــ[15 Apr 2008, 03:06 ص]ـ
وقال العلامة الطيبي: "إنهأفرد هنالك لأفراد الفعل وهو كلاءة موسى عليه السلام وههنألما كان لتصبير الحبيب على المكايد ومشاق التكاليف والطاعات ناسب الجمع لأنها أفعال كثيرة كل منها يحتاج إلى حراسة منه عز و جل انتهى ومن نظر بعين بصيرته علم من الآيتين الفرق بين الحبيبوالكليم عليهمأفضل الصلاة والسلام وأكمل التسليم .. "
تفسير الألوسي.ج 19 ص469
يسر الله امرك ووفقك لمايحب ويرضى ..(/)
مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بتحقيق: طيار آلتي قولاج
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:38 م]ـ
مصحف عثمان بن عفان (رضي الله عنه)
أ. د.سعد بن عبد العزيز الراشد
من الإصدارات الحديثة المميزة التي أنجزها مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بإسطانبول (إرسيكا) دراسة وتحقيق للمصحف الشريف المنسوب إلى الخليفة الراشد عثمان بن عفان (رضي الله عنه).
هذا المصحف بنسخته الأصلية محفوظ في متحف طوب قابي سراي بإسطانبول، وقد ذاعت شهرته أرجاء العالم. وحسب الرصد التوثيقي لهذه النسخة يتبين أن المصحف كان محفوظاً في خزانة الكتب النفيسة في القاهرة، ومن ثم أهداه والي مصر محمد علي باشا إلى السلطان العثماني محمود الثاني سنة 1226هـ - 1811م، وحفظت هذه النسخة النادرة في قصر طوب قابي منذ ذلك التاريخ ضمن مقتنيات الأمانات المقدسة. وما إن حوِّل القصر إلى متحف مفتوح أمام الجمهور أصبح المصحف المخطوط أهم ما يشاهده آلاف الزوار كأحد النفائس النادرة، وتترك أثراً لدى المسلمين خاصة والمهتمين بتراث الإسلام الخالد والباحثين والدارسين.
تمت دراسة وتحقيق هذه النسخة المخطوطة من المصحف الشريف وطباعته على نفقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة وعضو المجلس الأعلى في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد قام بالتحقيق العلمي لهذا المصحف وتولى إعداده للنشر الأستاذ الدكتور (طيار آلتي قولاج) الخبير المشهور في علوم القرآن بتركيا والرئيس الأسبق لهيئة الشؤون الدينية والنائب في مجلس الأمة بدائرة إسطانبول. تعامل الدكتور طيار في دراسته وتحقيقه لهذه النسخة بمنهجية علمية عالية ومميزة، وتوثيق دقيق للمخطوطة القرآنية، وأسلوب كتابتها وزخرفتها. اعتمد الدكتور قولاج في تحقيقه على التقنيات العلمية الجديدة في التصوير وقراءة النصوص الكتابية للأحرف والكلمات والآيات وكثير من صفحات المخطوط والعناصر الزخرفية، فعوامل الزمن والظروف المناخية أثرت في الأحبار والألوان وانطباع الأحبار على الصفحات المتقابلة في المخطوط. وضع المحقق دراسة تمهيدية من أربعة فصول: تناول في الفصل الأول نشأة الكتابة العربية ومراحل تطورها، والكتابة العربية بعد ظهور الإسلام، وفنَّد المزاعم التي تقول بأن خط المصحف ورسمه توقيفي. وفي الفصل الثاني تناول المحقق: المصحف والرسم العثماني، ومصاحف سيدنا عثمان وحكم توافقها مع الرسم العثماني في كتابة المصاحف. وفنَّد المحقق المزاعم التي تقول بأن مصاحف عثمان (رضي الله عنه) تحتوي على أخطاء إملائية ونحوية.
أما الفصل الثالث فقد خصصه المحقق للحديث عن مواضيع مهمة تتصل بالإملاء اللازم اتباعها في كتابة المصحف وطباعتها من حيث الرسم العثماني واقتراح نظامين للإملاء في كتابة المصحف وطباعته، وتناول كذلك رأيه في منهجية هيئة تدقيق المصاحف في تركيا. وفي الفصل الرابع تم تناول المصاحف المخطوطة الشهيرة والشائعة أنها من مصاحف عثمان (رضي الله عنه) ومنها: مصحف طشقند، مصحف طوب قابي ومصحف الملك فهد. وضع المحقق فهرساً بالسور وعدد ورقاتها في المخطوطة القرآنية واستشهد للمقارنة بلوحات مصورة من أوراق بعض المصاحف المخطوطة المشهورة. واعتمد المحقق على مصادر ومراجع عربية وتركية وإفرنجية متخصصة.
يقع نص المصحف الشريف في (820) صفحة بالحجم الكبير بدءاً من سورة الفاتحة وانتهاء بسورة الناس. اشتملت كل صفحة على صورة ملونة من الورقة المخطوطة، وعلى طرفها الأيمن عدد الأسطر متسلسلة بشكل رأسي، وأسفل كل ورقة قراءة للنص المخطوط كما هو، ووضع المحقق التعليقات على القراءات وضبط الأحرف في الحاشية. وترك المحقق الفراغات في الصفحات التي اعتراها تلف وطمس. وجاءت المحتويات العربية التي شملت التقديم والتصدير في (217) صفحة، والترجمة الإنجليزية في (109) صفحات.
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول مدير عام المركز الدكتور خالد أرن في تصديره للعمل (ص:3 - 4) إن (عرض الحضارة الإسلامية والتعريف بها على مدى التاريخ الإسلامي وخلال تطورها في العصر الحاضر بالشكل الأمثل والأصدق) ويضيف أن من الغايات الأساسية التي ينشدها المركز منذ تأسيسه عام (1980م) على هذا السبيل (الارتقاء بمستوى البحوث التي تجري على أمهات مصادر الحضارة الإسلامية، ثم المشاركة بعد ذلك في تقديم كل هذا في صورة منشورات وأبحاث علمية إلى كافة المعنيين والإنسانية جمعاء). أما معالي الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي (المدير العام لمركز إرسيكا سابقاً والأمين الحالي لمنظمة المؤتمر الإسلامي) فقد وضع تقديماً رفيعاً لهذا العمل العلمي المهم (ص:5 - 13). ومما قاله بهذا الصدد (إن نشر هذا المصحف - سواء صحت نسبته إلى الخليفة عثمان بن عفان أو لم تصح كما يتضح من الدراسة - يعتبر عملاً علمياً ذا أهمية متعددة الجوانب. فنشره سوف يشكل حلقة هامة في السلسلة الذهبية لدراسة القرآن الكريم التي لها تقاليدها الراسخة في الأدبيات الإسلامية، كما أنه يفتح آفاقاً في الدراسات الحديثة لتاريخ القرآن الكريم. وهذا النشر سوف يكون مصدراً للمقارنة بما يثبت من نصوص أقدم من مصحف طوب قابي، ونصوص كتبت بعده، وسوف يساعد على بيان خصائص الكتابات السابقة له واللاحقة عليه ويضعها في منظور زمني). أما المحقق والدارس الدكتور طيار آلتي قولاج فيقول في دراسته التمهيدية: (إن هذا المصحف الذي يبدأ بقوله تعالى {بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وينتهي بقوله {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} وجرى استنساخه قبل نحو ثلاثة عشر قرناً من الزمان إنما هو تطابق تام مع المصاحف التي يقرؤها الناس اليوم على وجه البسيطة. أو بمعنى أصح فإن نسخ المصاحف التي تجري قراءتها اليوم تتطابق مع هذا المصحف الذي كتب قبل نحو ثلاثة عشر قرناً). ويبين الدكتور قولاج في دراسته التمهيدية المعمقة لهذا العمل الجليل (أن القرآن الكريم لا تحفظه صدور الحفاظ وحدهم، وإنما تحفظه أيضاً نصوصه المكتوبة وإملاؤه. وهو اليوم بين أيدينا بالصورة التي نزل بها وكتب قبل أربعة عشر قرناً. وهذه الوثائق المدونة إنما هي في الوقت نفسه من التجليات الفعلية الملموسة للبيان الإلهي في قوله تعالى {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.
إن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا) لم يكتف بإخراج الدراسة المحققة من المصحف الشريف (نسخة متحف طوب قابي سراي) فحسب، بل أخرج طبعة طبق الأصل من المصحف الذي بلغت ورقاته المصنوعة من الرق (408) ورقات كتبت بالخط الكوفي من (الظاهر والجلي)، وبإخراج هذا العمل بهذا الجهد العلمي والفني يكون المركز قد قدَّم خدمة جليلة بوضع الصورة الأصلية للمصحف الشريف المنسوب لسيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بين يدي العلماء والباحثين وكافة المراكز والمعاهد البحثية المتخصصة في كافة أرجاء العالم، ونتوقع أن يثمر هذا الجهد في شحذ همم العلماء في الدراسات القرآنية والحضارة الإسلامية لإلقاء المزيد من الإضاءات على تاريخ كتابة المصحف الشريف عبر العصور.
إن هذا العمل يستحق الشكر والتقدير لمركز (إرسيكا) ممثلاً في مديره العام الدكتور خالد أرن ولمعالي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي الذي كان له الجهد الأكبر في تبني إخراج هذا العمل الكبير، كما أن الدكتور طيار آلتي قولاج يستحق الشكر مضاعفاً نظير جهده العلمي المتزن في تحقيق النسخة المخطوطة من المصحف الشريف ودراستها.
وأخيراً نزجي الشكر أجزله لصاحب السمو الشيخ
الدكتور سلطان بن محمد القاسمي على دعمه السخي لأنشطة المركز وتمويله هذه الدراسة وطباعة المصحف على نفقته الخاصة، ونسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل في موازين حسنات سموه. والله من وراء القصد.
*عضو مجلس المركز - إرسيكا
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلاة الله على المعصوم الأمين $
جزاكم الله خيرا.
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[11 Apr 2008, 12:40 ص]ـ
بارك الله بالأخ أبي الخطاب على هذا العرض ولقد شوقتنا لرؤية هذا المصحف المبارك، ونود منكم ان تعرضو بعض صور هذا المصحف على الملتقى
ـ[منصور مهران]ــــــــ[11 Apr 2008, 01:05 ص]ـ
إلى كل مَن لديه علم عن هذه الطبعة:
هل هي معروضة للبيع؟
وأين؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Apr 2008, 01:08 ص]ـ
سمعتُ بهذه النسخة، وأخبرني عنها أيضاً الدكتور غانم الحمد وفقه الله قريباً، وأنا أسعى للحصول على نسخة منها بإذنها وسأسعى لتحويلها إلى نسخة الكترونية لرفعها على الملتقى للانتفاع بها بشكل أوسع، وأنا على ثقة أن طلبنا هذا لو بلغ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لوافق على مساعدتنا فهو رجل كريم ويحب العلم وطلابه وفقه الله وأعانه، ويسر الحصول على هذا المصحف الثمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Apr 2008, 02:25 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الخبر.
وليتك، أخي أبا خطاب، تساعدني على شراء نسخة من هذا الكتاب.
ولي سؤال: هل الكتاب صادر باللغة العربية فقط، أم هناك ترجمة له بالإنجليزية؟
ولو خوطب د. سلطان القاسمي للاعتناء ببقية النسخ (طشقند ومصر) وبمخطوط اليمن لفعل معروفا لن ينساه له المسلمون ليوم القيامة.
ملاحظة:
شغف المسلمين بمثل هذه الآثار لا يعادله شيء. وليس المصحف فقط محور هذا الشغف، وإنما كل أثر يعود للحقبة النبوية. ولذلك، أنتهز الفرصة لأعبر عن أسفي العميق لتوجه بعض العلماء لطمس عدد كبير من الآثار الهامة في المملكة بحجة سد الذرائع أمام الشرك والبدع. وكان بالإمكان أن تحفظ هذه الآثار وتوضع في خدمة العلماء والمتخصصين، عوض طمسها.
ويؤسفني أن أقول إن المملكة بمثل هذا العمل، تعتبر الدولة الوحيدة في العالم التي تدمر تراثها ومصدر فخرها. ولو شئنا الصدق أكثر لقنات: إن هذه الآثار لا يملك أحد في المملكة ولا خارجها حق تدميرها لأنها تمثل ماضي وتراث كل مسلم من الأجيال السابقة واللاحقة. ولو علمتم قيمة أن يشاهدها المسلمون الذين لم يعاصروا النبي (ص) في توثيق عرى الإيمان به وتصديقه، فليس من رأى كمن سمع.
وليس طمس الآثار هو ما يحفظ للناس معتقداتهم الصافية، وإنما هو نشر العلم والوعي وفتح المجال للمعرفة.
ولو يعلم هؤلاء العلماء قيمة الآثار في حفظ التاريخ الصادق (بلا تحريف أو تزوير) للأمم لعضوا على هذه الآثار بالنواجذ، عوض تدميرها.
ولا حجة لمن يقول بكون الآثار مسوغات للشرك والبدع، لأن الأولى هو التفكير في حفظ الأثر مع إيجاد وسائل وإجراءات عملية تمنع الناس من القيام بهذه الممارسات. وفي الأخير ترك الناس وشأنهم، لأن الممارسات التي لا نرضاها لا يمكن منعها دائما. وما يقوم به بعض الناس من ممارسات شركية (في قول البعض) يمارس حتى في قلب الحرم المكي وبمواجهة الكعبة .. أفنمنع الناس أن يدخلوا حينها إلى الحرم المكي؟
معتقدات الناس الحقيقية هي تلك التي تنبع من عقولهم، قبل أن تظهر في أفعالهم وسلوكياتهم. ولذلك لا يمكن لأحد أن يمنع هذه المعتقدات بمجرد منع الرؤية أو الزيارة لبعض الأماكن.
في أواخر الأسبوع الماضي، شاهدت برنامجا وثائقيا مسجلا، من إنتاج قناة البي البي سي البريطانية سنة 2007 (على ما أظن)، بعنوان (تأريخ مسألة الألوهية) Story of God، على ثلاث حلقات. وصاحب هذا البرنامج هو د. روبرت ونستون Robert Winston ( وهو عالم طبيعي مشهور، متخصص في علم الأجنة والتخصيب، وحاصل على عدة جوائز عالمية في تخصصه). وهو، مثل عدد كبير من علماء البيولوجيا، له اهتمام شديد بدراسة تاريخ الدين ومسألة الألوهية (وجود الله أو عدم وجود الله). ورغم كونه من المقنعين بصحة نظرية التطور كحقيقة علمية، استطاع من خلال هذا البرنامج البرهنة (بقدر ما، في تقديري) على أهمية الإمان بوجود إله. ودار بينه وبين ريتشارد داوكنز (أشهر داعية للإلحاد، أي بعدم وجود إله، بالعتماد على نظرية التطور) سجال طويل في هذا البرنامج، وعلى صفحات بعض الصحف البريطانية الشهيرة (سنة 2006) للتأكيد على عدم قدرة نظرية داروين على الخوض في موضوع (وجود الله). وردا على كتاب داوكنز (وجود الله وهم The God Delusion)، أصدر كتابا بعنوان (تأريخ مسألة الألوهية) The Story of God، بناه على أساس رحلة حول العالم مولتها قناة البي بي سي، لبحث ظاهرة التدين عند الشعوب.
ومحل الشاهد هنا، هو أن د. ونستون (وهو يهودي معروف بتدينه والتزامه) خاض في موضوع الدين من زاوية تاريخية تعتمد على الآثار. وقد طاف بشكل جيد (وإن كان سريعا) على عدد من المعتقدات الدينية.
وفي الحلقة الثانية من برنامجه تعرض للأديان التوحيدية (اليهودية والمسيحية والإسلام). وقد تألمت كثيرا حين تحدث عن الإسلام، قائلا جملة ذات مغزى: (الأراضي المقدسة في السعودية مقصورة على المسلمين فقط. وهذا يشكل في حد ذاته حاجزا معيقا لدراسة دين يرى أن دعوته للناس كافة، وبالتالي إعاقة لمن يريد دراسة مفهوم (التوحيد الخالص) في آخر صوره متمثلا في الإسلام).
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[13 Apr 2008, 02:05 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
كل التقدير و الشكر لك أيها الأخ الكريم الفاضل: {أبو خطاب العوضي} على هذه البشرى التي أثلجت الصدور و أدخلت البهجة و الفرح و السرور على النفوس المحبة لكتاب الله ... و ما أكثرها و الحمد لله.
و كل الشكر و التقدير و الإجلال و التبجيل لـ " مركز {أرسيكا} ممثلاً في مديره العام الدكتور خالد أرن ولمعالي الدكتور أكمل الدين إحسان أوغالي الذي كان له ه جهد في تبني إخراج هذا العمل الكبير" ....
و لـ" الدكتور طيار آلتي قولاج، الذي يستحق الشكر مضاعفاً نظير جهده العلمي المتزن في تحقيق النسخة المخطوطة من المصحف الشريف ودراستها. "
و الأمل معقود في أن ينجح مشرفنا العام ـ و هو ناجح إن شاء الله ـ في عرض هذه الهبة الربانية، على صفحات هذا الموقع المبارك، ليطلع عليها و يستفيد منها زواره الكرام.
و حبذا لو يتم إرشاد و تسهيل عملية إقتناء هذه المراجع الهامة بواسطة موقعنا هذا ... فأملي كبير في أن أتمكن من الحصول على نسخة من هذا الكتاب، إن شاء الله ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:55 ص]ـ
نشرت مجلة العربي الكويتية في عددها 592 بتاريخ السبت 1 مارس 2008 23/ 2/1429هـ تقريراً عن هذا المصحف بقلم أشرف أبو اليزيد هذا نصه ..
http://www.tafsir.net/images/othmanmain.bmp
أصدر مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) طبعة محققة لأقدم مصحف ينسب إلى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان والمحفوظ في متحف طوب قابي سراي باستانبول. صدور هذه الطبعة النادرة يأتي في إطار جهد المركز الساعي إلى نشر الثقافة الإسلامية ضمن مشروعات طويلة الأمد، هذه صورة مقربة عن هذا المشروع، ونظرة مجملة عن إصدارات ذلك المركز.
يعد مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية باستانبول (إرسيكا) إحدى مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي، لذا يأخذ على عاتقه متابعة قرارات مؤتمرات القمة الإسلامية والمؤتمرات الوزارية وتوصيات اللجنة الدائمة للإعلام والشئون الثقافية (كومياك)، والتوصيات الصادرة عن اللجنة الإسلامية للشئون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية باعتبارها جمعيته العمومية ومجلس إدارته، كما يعدل المركز من خطط عمله بما يتفق واحتياجات الدول الأعضاء والتطورات التي تطرأ في العالم والمتصلة بنشاطاته، والتي من أهمها توسيع دائرة مشروعات البحث التي يقوم بها لتشمل تاريخ الحضارة الإسلامية وتراثها في جهات عدة من العالم الإسلامي، بما في ذلك غرب وشرق وجنوب إفريقيا وجنوب وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان. ومن المؤمل أن يقوم المركز في السنوات القادمة بدور فعال للتعريف بالثقافة والحضارة الإسلامية بشكل أفضل وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام وثقافته في العالم.
على رأس هذا المركز يقف الباحث التركي البروفسور خالد آرن، مديرا عاما للمركز، ومحرِّكا لخططه الطموح، وقد جاء خلفا لمدير عام المركز السابق، البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو، الذي يرأس حاليا منظمة المؤتمر الإسلامي.
نشاط لا يتوقف
درس المدير العام للمركز البروفسور خالد آرن في جامعة مرمرة باستانبول، وحصل فيها على درجة الماجستير (1989) والدكتوراه (1995)، وقد التحق بالمركز خبيرا للتوثيق في عام 1981، وكان أول إسهاماته هناك إعداده، بالتعاون مع الباحث عصمت بينارق للبيبلوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم المطبوعة خلال الفترة من عام 1515 حتى عام 1980م.
http://www.tafsir.net/images/arn.bmp
البروفسور خالد آرن المدير العام لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية يتصفح أول نسخة من المصحف في مكتبه الذي يقع في قصر السلطان عبد الحميد، سراي يلديز، بمدينة إستانبول
في مكتبه الذي يقع في قصر السلطان عبدالحميد، سراي يلديز، بمدينة إستانبول، تطرق الحديث عن مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية، إلى كيفية مساهمته في نشر الإسلام وسط تيارات عالمية صاخبة تشوه صورة الدين الحنيف، حيث لا يمثل مجرد جهة بحثية للدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بل يتحرك على المستوى العالمي عبر شبكة من التعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية للدول الأعضاء، بمؤتمرات وندوات وحلقات دراسية ينظمها المركز بالتعاون مع مؤسسات حكومية وغير حكومية، مثل جلسات العمل المعمارية العشر، التي أقامها سنويا على مدى الأعوام من 1994 وحتى 2004 بمدينة موستار بالتعاون مع حكومة البوسنة والهرسك، والندوة الدولية التي أقيمت في دكار في 1996 تحت رعاية الرئيس عبدو ضيوف، رئيس جمهورية السنغال آنذاك حول «الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا» بالتعاون بين المركز والمعهد الأساسي لإفريقيا السوداء ( IFAN)، والندوة الدولية الأولى حول آفاق تنمية فنون الزخرفة في حرف العالم الإسلامي اليدوية-الأرابيسك، التي أقيمت في دمشق عام1997 بالتعاون بين المركز ووزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية، والندوة الدولية التي أقيمت في باكو عام 1998 تحت رعاية الرئيس الراحل حيدر علييف، رئيس جمهورية أذربيجان، حول «الحضارة الإسلامية في القوقاز»، والمؤتمر الدولي حول «العلم والمعرفة في العالم العثماني»، الذي أقيم باستانبول في 1999 بمناسبة الاحتفالات بالذكرى السبعمائة على قيام الدولة العثمانية، والندوة الدولية الأولى حول «السجاد التقليدي
(يُتْبَعُ)
(/)
(الزربية) والكليم في العالم الإسلامي» التي أقيمت في تونس في 1999، والندوة الدولية حول «الحضارة الإسلامية في البلقان» التي أقيمت في صوفيا، عاصمة بلغاريا، في الفترة من 21 إلى 23 أبريل 2000 بالتعاون مع عدد من المؤسسات العلمية البلغارية، وكذلك الندوة التي أقيمت في تيرانا بألبانيا في الفترة من 4 إلى 6 ديسمبر 2003 بالتعاون مع كل من أكاديمية العلوم والأرشيف الوطني لألبانيا، والندوة التي عقدت في بوخارست، رومانيا، من 1 إلى 5 نوفمبر 2006 بالتعاون مع جامعة بوخارست، والندوتان الدوليتان حول «الحضارة الإسلامية في منطقة الفولغا - أورال» في قازان، عاصمة تتارستان التي توجد ضمن الفيدرالية الروسية بالتزامن مع الاحتفال بألفية مدينة قازان، وقد عقدت الندوتان تحت رعاية الرئيس منتمير شايمييف، رئيس جمهورية تتارستان، الذي منح البروفسور خالد آرن فيها ميدالية تكريما لجهد مركز إرسيكا البحثي في نشر الإسلام. ساعتها تذكرت تتارستان التي زرتها العام الماضي وتذكرتُ الصورة التي يحتفظ بها قسم التاريخ بجامعة قازان للبروفسور خالد آرن، وهو يرتدي معطفه الأكاديمي.
مصحف عثمان
http://www.tafsir.net/images/oneoffff.bmp
إحدى صفحات القرآن الكريم من نسخة طبق الأصل لمصحف عثمان رضي الله عنه (أبعاد 41 سم 45 سم) وقد طبع منها 500 نسخة فقط وتم ترقيم كل نسخة من هذه النسخ
ينتقل بنا الحديث إلى المصحف الذي عمل على تحقيقه منذ سنوات الدكتور طيار آلتي قولا، المتخصص في علم القراءات ورئيس الشئون الدينية سابقا في تركيا. وربما تكون فكرة هذه الطبعة قد تبلورت خلال الملتقى الدولي حول «العطاء الثقافي المتبادل في بناء الحضارة العالمية: دور الإسهامات الإسلامية» الذي أقيم في الشارقة، (دولة الإمارات العربية المتحدة) في الفترة من 17 إلى 19 يناير 2004 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في الشارقة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي أسهم بالإنفاق على هذه الطبعة لخدمة الإسلام، والدرس الأكاديمي لكتاب الله الكريم.
قام الدكتور طيار آلتي قولا بمقارنة المخطوط المشار إليه مع مصاحف أخرى تنسب إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان ومع مصاحف أخرى تعود إلى الفترة نفسها وبالرجوع إلى مصادر مختلفة. مما يجعل من هذه الطبعة العلمية مساهمة قيمة في مجال الدراسات القرآنية. وحسب الروايات التاريخية فإن نسخ مصحف عثمان كانت تتوزع بين خزائن عدة أمصار إسلامية، من بينها خزانة قصر طوب قابي.
http://www.tafsir.net/images/22tar.bmp
قام الدكتور طيار آلتي قولاچ محقق الطبعة الأولى لمصحف عثمان بمقارنة المخطوط مع مصاحف أخرى تنسب إلى عهد الخليفة عثمان بن عفان، وحسب الروايات التاريخية فإن نسخ المصحف كانت تتوزع بين خزائن عدة أمصار إسلامية، من بينها خزانة قصر طوب قابي باستانبول
وتقول المصادر العربية إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من آيات. وكان يتولى كتابة الآيات أُبَيُّ بن كعب ومُعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، وسميت تلك الآيات المفرقة لاحقا بالمصحف. ويعد أبوبكر الصديق - رضي الله عنه - أول من جمع القرآن الكريم بين لوحين وكان قبلا على قطع من العظم والعسب والحجر والجلد. وأودع ذلك المصحف عند أبي بكر ثم عند عمر بن الخطاب في حياته ثم عند حفصة بنت عمر التي كانت تجيد القراءة والكتابة. وأثناء خلافه عثمان بن عفان، جمع القرآن في نسخ موحدة، بسبب كثرة اختلاف الناس في القراءات. وبعث إلى أم المؤمنين حفصة أن ترسل مصحف أبي بكر ليأمر بنسخه (في العام 651 أي بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بنحو 19 عاما). وأسند عثمان بن عفان إلى زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام (رضي الله عنهم) مهمة نسخ المصحف. ولما فرغ النساخ من نسخ المصحف وكتابته، أمر عثمان بإحراق ما عداه من مصاحف خاصة كان يحتفظ بها الصحابة، كانت على خلاف العرضة الأخيرة الناسخة لما يخالفها. والأرجح أن ذلك تَم سنة 30 هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
يختلف العلماء في عدد تلك المصاحف، فقيل إن المصاحف أربعة وقيل خمسة وقيل ستة وقيل سبعة وقيل ثمانية بل قيل تسعة! ويقول الإمام السيوطي - رحمه الله - أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسلَ عثمان أربعة مصاحف، قال ابو داود: وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحدا (الإتقان، جلال الدين السيوطي) ت 911هـ (1/ 132) (الكتب العلمية - بيروت ط 1415.3هـ).
وقد قرأت منذ شهور عن افتتاح تم بمتحف بوشكين للفنون الجميلة لمعرض «القرآن الذهبي»، وضم بعضا من صفحات القرآن الكريم مطبوعة على رقائق من الذهب الخالص، نقلا عن إحدى أقدم النسخ التاريخية المعروفة باسم «مصحف عثمان». وقد قامت دار سك النقود التابعة لوزارة المالية الروسية بصك مخطوطة «مصحف عثمان» على رقائق من الذهب الخالص. وحسب مسئولين في دار سك النقود فقد استغرقت العملية ثمانية عشر شهرا وأعد الخبراء 162 صفيحة من الذهب، بلغ طول كل منها 14 سنتيمترا وعرضها 10 سنتيمترات. ويقول اجناتي كراتشكوفسكي، أحد أبرز المستعربين الروس وأول من ترجَمَ معاني القرآن الكريم إلى الروسية، إن الكثير من صفحات هذه النسخة النادرة قد انتقلت إلى لينينجراد (سان بطرسبرج حاليا) عام 1936.
أما النسخة المصرية من «مصحف عثمان» (1)، فقد نقلت أخيرًا من مسجد الإمام الحسين إلى المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية الملحقة بمسجد السيدة زينب، وتزن حوالي 80 كيلوجراما وصفحاتها مكتوبة بالخط الكوفي غير المنقط وبحبر حديدي وليس كربونيا، وقد كتب على الرق المصنوع من جلد الغزال في نحو 1870 صفحة، وللنسخة حافظة جلدية مذهبة تعود إلى سنة 648 هجرية صنعها لهذا المصحف السلطان قنصوة الغوري، ومكتوب عليها «هذا مصحف سيدنا عثمان». وقد احتفظت المدرسة الأفضلية بهذه النسخة في العصر الأيوبي التي أنشأها صلاح الدين الأيوبي، ونقل السلطان قنصوة الغوري المصحف بعد انهيار المدرسة مع باقي الآثار النبوية إلى القبة التي أنشأها باسمه، وظلت هناك نحو ثلاثة قرون حتى نقلت إلى القلعة، ومنها إلى مسجد السيدة زينب، فوزارة الأوقاف ومن هذا الديوان نقلت في بداية عام 1305 هجرية إلى قصر عابدين في عهد الخديو توفيق الذي أمر بإنشاء غرفة في مسجد الإمام الحسين لمصحف عثمان وآثار الرسول صلى الله عليه وسلم وأقيم احتفال كبير لنقل المصحف والآثار من قصر عابدين إلى مسجد الحسين في نهاية عام 1305 هجرية وظلت هناك إلى أن تم نقلها أخيرًا إلى مكتبة المخطوطات الملحقة بمسجد السيدة زينب لتسجيلها والحفاظ عليها. وكان الجامع الأموي في دمشق يحتفظ، كما يقال،، بنسخة من مصحف عثمان، الذي كانت له خزانة خاصة به إلى جانب المحراب، وظل حتى الحريق الأخير، الذي أتى على كل شيء في الجامع، وذلك سنة 1310 هجرية الموافقة لسنة 1893 ميلادية.
وتحتفظ مكتبة الإدارة الدينية بطشقند بمصحف مكتوب على الرق، وهو خال من النقط. وتشتمل كل صفحة من صفحاته على 12 سطرا، وعدد ورقاته 353 ورقة، وقياسها 68 سم × 53 سم وهو ما يجعل قياسات الأوراق لا تتطابق مع مصحف عثمان الأم. وجاءت الطبعة التي نفذتها إرسيكا في نسختين، الأولى وهي نسخة طبق الأصل لمصحف عثمان رضي الله عنه (أبعاد 41 سم × 45 سم) مع طباعة 500 نسخة فقط وتم ترقيم كل نسخة من هذه النسخ. والنسخة الثانية وهي النسخة الأكاديمية الموجهة إلى الباحثين بأبعاد أصغر من المصحف، تيسر من تداوله ودرسه.
إصدارات إرسيكا
يأتي هذا الإصدار النادر ضمن أهم ما نشره المركز خلال الفترة من عام 1980 وحتى شهر مايو 2007 ميلادية، حيث طبع (117) كتابا في مجالات متعددة نتيجة لأبحاث مبتكرة قام بها، منها ستة فهارس للمخطوطات الإسلامية في مجالات مختلفة من المعرفة و «الببليوغرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم» و «دراسة حول الأبعاد الثقافية للتنمية في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي» وكتابان حول تاريخ الشعوب التركية وعدة دراسات حول تاريخ الشعوب الإسلامية مثل كتاب حول التواصل الحضاري في مجال الإنسانيات والفلسفة، وكتب أخرى في مجالات الفنون والعلوم
(يُتْبَعُ)
(/)
والإسهامات الإسلامية في الحضارة العالمية، و «الحضارة الإسلامية في عالم الملايو»، كتابان، و «الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا» وسبع دراسات حول تاريخ البوسنة والهرسك وحضارتها، وكذلك عدة كتب في مجال الحرف اليدوية والفنون الإسلامية، ألبوم فن الخط بعدة لغات وكتاب السيوف الإسلامية وصناعها باللغتين العربية والإنجليزية. وتسعة عناوين ضمن سلسلة تاريخ العلوم في العالم الإسلامي.
كما اهتم المركز بنشر الكتب التي تضمنت وقائع الندوات العلمية التي عقدها في العديد من الدول وتقرير شامل لبرنامج موستار 2004، الذي يضم عشر جلسات عمل معمارية. وبمناسبة احتفالات المركز بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه، التي تصادف تسلم البروفسور أكمل الدين إحسان أوغلو مهام منصبه أمينا عاما لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أصدر المركز كتابا تذكاريا بعنوان «المجتمعات والثقافات والعلوم: أبحاث على شرف أكمل الدين إحسان أوغلو» وهو كتاب علمي يضم 44 مقالة حول التاريخ والثقافات والفنون والعلوم للدول الإسلامية، ساهم في إعدادها متخصصون من مختلف أنحاء العالم، كما أصدر المركز بحوث ندوات تطوير الحرف اليدوية في مراجع أنيقة، وقد عززت هذه الإصدارات مشاركة المركز في معارض الكتب الدولية.
مكتبة في «السلاح خانة»
بعد أن حدثني عن المشروع الأحدث، ألا وهو طباعة «مصحف عثمان»، قادني البروفسور خالد آرن وبصحبة البروفسور نزيه معروف مدير مشاريع تطوير الحرف اليدوية في الدول الإسلامية، في جولة بمكتبه الذي يقع في حرم قصر السلطان عبد الحميد، الأثر التاريخي الذي خصصته الحكومة التركية للمركز. ولم ينس البروفسور خالد آرن أن نطلع على أحدث ما ضمه المركز من منشآت إلى مباني المركز، ألا وهو قاعة «السلاح خانة» التي ستنتقل إليها مكتبة المركز بعد أن ضاقت بها الرفوف المتحركة حيث تقطن في الطابق الثاني من القصر المسمى بسراي يلديز (النجمة). ثم تصل جولتنا مع البروفسور خالد آرن إلى مكتبة المركز الحالية فيشير بالفضل لعلماء وشخصيات مهمة أهدت مجموعاتها القيمة والنادرة من الكتب والخرائط والصور والمجلات العلمية إلى مكتبة المركز، مما رفع قيمة مجموعة المكتبة، كان آخرها مجموعة تكرّم بإهدائها الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة تمثلت في مجموعة قيمة من المخطوطات بلغ عددها 148 مخطوطة، والكتب النادرة.
يبلغ عدد الكتب في مكتبة المركز 60.000 مجلد، أما الدوريات فقد بلغ عدد عناوينها 1460 فضلا عن 186 مخطوطة. وبالإضافة إلى ما ذكرناه أعلاه، فإن مجموعة المكتبة تحتوي على مواد مكتبية أخرى عدا الكتب (4000) والميكروفلم والميكروفيش (300) وهي عبارة عن أطروحات علمية حول العالم الإسلامي وتقع تلك المقتنيات في 138 لغة من لغات العالم، وهناك عدد كبير من الأطالس والخرائط يتجاوز عددها الألف!
ولمواكبة هذا النمو تستخدم المكتبة جهاز الكمبيوتر، حيث استفادت من الإمكانيات الواسعة لهذا الجهاز في عملية التصنيف. وقد أعد المركز قائمة لـ 10.000 عنوان مفهرس ومصنف بمنزلة كتالوج شامل. وأصبحت المكتبة تتعامل مع نحو 373 مؤسسة في العالم. هذا، وقام المركز بإهداء مجموعة كتب تتألف من 801 كتاب إلى مكتبة معهد الدراسات الشرقية وكذلك 1038 كتابا و101 دورية و78 مواد مكتبية عدا الكتب إلى المكتبة الوطنية في سراي بوسنة في جمهورية البوسنة والهرسك. وتم ربط المكتبة بشبكة الانترنت الدولية، فأصبح بإمكان الباحثين والعلماء الاطلاع على قوائم مجموعات المكتبة في مختلف أنحاء العالم من خلال تلك الشبكة.
أما ما أدهشني في هذا الصرح المعلوماتي فكان أرشيف الصور الفوتوغرافية التاريخية الفريد، أو ما أسميته «جنة الفوتوغرافيا»، وأهم تلك الصور مجموعة تمثل مختلف أرجاء العالم الإسلامي في أواخر القرن الماضي والتي تعرف بألبومات يلديز ويبلغ عددها نحو 35.000 صورة، كان السلطان عبد الحميد قد أرسل مصوريه إلى مختلف أرجاء الإمبراطورية لتوثيقها فوتوغرافيا، وقد أضيفت إليها مجموعات أخرى بلغ عددها نحو 25.000 صورة. ويسعى المركز إلى إصدار مجموعات من تلك الصور على شكل ألبومات تمثل مناطق أو موضوعات معينة حسب الحاجة إلى ذلك، كان آخرها ألبوم صور بعنوان «مصر في عدسات القرن التاسع عشر». ورأيت العمل في المركز قائما على إصدار ألبوم للصور الفوتوغرافية للمدن والمعالم التاريخية في تونس وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة التونسية وآخر مع السلطات السورية المختصة حول المدن والمعالم التاريخية في سورية. كما يعتزم المركز إعداد ونشر ألبوم للصور الفوتوغرافية التاريخية مع شروح خاصة بها حول القدس الشريف وفلسطين. كما يعد المركز ألبوما للصور الفوتوغرافية التاريخية لمكة المكرمة والمدينة المنورة اختارها من ذلك الأرشيف الخاص.
المصدر: مجلة العربي الكويتية - السبت 1 مارس 2008 23/ 2/1429هـ / العدد 592
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سبق أن نشرت صورة كاملة لهذا المصحف في ملتقى أهل التفسير على هذا الرابط هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9751) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Apr 2008, 06:21 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وقد عثرت على موقع هذا المركز:
http://www.ircica.org
وهو بالإنجليزية والتركية.
وهنا قائمة بإصدارات المركز، وعدد منها متعلق بالتفاسير وتراجم القرآن، إضافة إلى إصدارات خاصة بمحفوظات الدولة العثمانية من الحرمين الشرفين.
ويبدو أن زيارة مثل هذا المركز لا مفر منها لمن استطاع الباءة:)
وفي الموقع إشارة أيضا إلى اتفاقيات الشراكة والتعاون القائمة بين المركز وعدد من المؤسسات الدولية، ومنها (جامعة قطر) والمركز الثقافي الإسلامي بالأردن ...
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[15 Apr 2008, 09:53 م]ـ
شكر الله للأخ محمد جماعة ما تفضل به ومع مخالفتنا له في ما قال عن الاثار وما قامت به المملكة في هذا وليس هذا من باب التعصب كنت اتمنى أن يحتفظ بهذا لنفسه أو يذكره في غير هذا الملتقى المبارك
لنترك ملتقانا للمسائل العلمية المفيدة ولا نتطرق إلى غيرها مما لا فائدة فيه او ضرره ظاهر بين، وهل فيما قلت - وفقك الله - ما يفيد، ولو فرض أن فيه فائدة فهل ممكن الحصول عليها بعد إزالت أعيانها،
أصلح الله منا الظاهر والباطن
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Apr 2008, 11:06 م]ـ
شكر الله للأخ محمد جماعة ما تفضل به ومع مخالفتنا له في ما قال عن الاثار وما قامت به المملكة في هذا وليس هذا من باب التعصب كنت اتمنى أن يحتفظ بهذا لنفسه أو يذكره في غير هذا الملتقى المبارك
لنترك ملتقانا للمسائل العلمية المفيدة ولا نتطرق إلى غيرها مما لا فائدة فيه او ضرره ظاهر بين، وهل فيما قلت - وفقك الله - ما يفيد، ولو فرض أن فيه فائدة فهل ممكن الحصول عليها بعد إزالت أعيانها،
أصلح الله منا الظاهر والباطن
آمين.
أحسن الله إليك، يا دكتور فاضل.
لو لم أر في كلامي فائدة لما ذكرته. ولو لم أر فيه شيئا متعلقا بهذا المنتدى المبارك، لما أدرجته في صفحاته.
وأنا مدرك لحساسية الموضوع. غير أن هذه الحساسية لا تمنع من التعرض إليه من زوايا نظر مختلفة عن زاوية التجاذب الحاصل حولها لحد الآن.
ولعلي أعود للموضوع لاحقا بإذن الله.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[16 Apr 2008, 12:16 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله، وفقكم الله جزاكم الله خيراً ... موضوع رائع
ـ[د. أنمار]ــــــــ[18 Apr 2008, 11:09 ص]ـ
ننتظر هدية الفطر لعام 1429 هـ من الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله وأبناءه وذريته إلى يوم القيامة كما فعل في السابق:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9751
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Apr 2008, 07:52 ص]ـ
ننتظر هدية الفطر لعام 1429 هـ من الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله وأبناءه وذريته إلى يوم القيامة كما فعل في السابق:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9751
نعم والله ننتظر الهدية المفاجأة
وأخي الحبيب وشيخنا اللبيب
الشيخ عبد الرحمن الشهري
ـ حفظه الله ـ لايعدم ذلك
فهو من أهل الخير والبركة
بارك الله في الجميع
وأحسن الله إليهم
وجزاهم الله الجميع خيرا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Apr 2008, 09:26 ص]ـ
محمد بن جماعة;.
ملاحظة:
شغف المسلمين بمثل هذه الآثار لا يعادله شيء. وليس المصحف فقط محور هذا الشغف، وإنما كل أثر يعود للحقبة النبوية. ولذلك، أنتهز الفرصة لأعبر عن أسفي العميق لتوجه بعض العلماء لطمس عدد كبير من الآثار الهامة بحجة سد الذرائع أمام الشرك والبدع. وكان بالإمكان أن تحفظ هذه الآثار وتوضع في خدمة العلماء والمتخصصين، عوض طمسها.
وليس طمس الآثار هو ما يحفظ للناس معتقداتهم الصافية، وإنما هو نشر العلم والوعي وفتح المجال للمعرفة.
ولو يعلم هؤلاء العلماء قيمة الآثار في حفظ التاريخ الصادق (بلا تحريف أو تزوير) للأمم لعضوا على هذه الآثار بالنواجذ، عوض تدميرها.
ولا حجة لمن يقول بكون الآثار مسوغات للشرك والبدع، لأن الأولى هو التفكير في حفظ الأثر مع إيجاد وسائل وإجراءات عملية تمنع الناس من القيام بهذه الممارسات. وفي الأخير ترك الناس وشأنهم، لأن الممارسات التي لا نرضاها لا يمكن منعها دائما. وما يقوم به بعض الناس من ممارسات شركية (في قول البعض) يمارس حتى في قلب الحرم المكي وبمواجهة الكعبة .. أفنمنع الناس أن يدخلوا حينها إلى الحرم المكي؟
معتقدات الناس الحقيقية هي تلك التي تنبع من عقولهم، قبل أن تظهر في أفعالهم وسلوكياتهم. ولذلك لا يمكن لأحد أن يمنع هذه المعتقدات بمجرد منع الرؤية أو الزيارة لبعض الأماكن.
سلم فوك، وسلمت يمناك.
كلام رائع يكتب بماء الذهب ..
ولأنني لا املك لا مالا ولا ذهبا، سأكتفي بتصوير هذه الصفحة وتجليدها، لتصبح إحدى ممتلكاتي الثمينة، التي سأورثها لأولادي.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 May 2008, 01:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني بعد الاتصال والتأكد من الدكتور / عثمان المسؤول عن المشروع والذي تكفل الشيخ الدكتور سلطان القاسمي - حفظه الله - بتمويله تبين الآتي:
1 - أنه أهدي للشيخ سلطان نسخة مصغرة منقوطة من هذا المصحف ووضعت في دارته بالمدينة الجامعية في الشارقة
2 - النسخة الثانية موجودة عند الدكتور عثمان بدائر الثقفة بالشارقة
3 - أن الشيخ سلطان تكفل بدعم هذا المشروع مادياً.
4 - أن النسخ التي طبعت هي طبعات فاخرة جداً وهي غير معروضة للبيع والمعروض منها بسعر مرتفع جداً.
5 - بعد أيام إن شاء الله سأحاول الحصول على الخبر اليقين من تركيا حول ما إذا كان هذا المصحف يباع في تركيا من عدمه
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 May 2008, 03:25 ص]ـ
سلم فوك، وسلمت يمناك.
كلام رائع يكتب بماء الذهب ..
ولأنني لا املك لا مالا ولا ذهبا، سأكتفي بتصوير هذه الصفحة وتجليدها، لتصبح إحدى ممتلكاتي الثمينة، التي سأورثها لأولادي.
أكرمك الله يا د. جلغوم، وقد لاحظت الآن فقط تعقيبك هذا. وإنما كتبت كلمتي بوعي كبير بحساسية الموضوع، وفي لحظة أحسب أنها لحظة صدق. وقد وعدت بالعودة لتعقيب د. فاضل الشهري. وها أنا أطرح بعض الأفكار خشية أن يطول الزمن وأنساها:
حفظ الآثار يعد من العلوم المستحدثة في القرنين الأخيرين. وقد تيسر لي أن أطلع على بعض البرامج الوثائقية التي تبرز أهميته، والخدمات التي قدمها لمختلف اللعلوم (الطبيعية والاجتماعية والدينية).
ثم تأكدت لي هذه الأهمية في السنة الفارطة بمناسبة إعدادي لسلسلة من الدروس في (علوم القرآن) في مركزنا الإسلامي. وبدا لي أن أبدأ السلسلة بمقدمة عن (مبحث وجود الله) وإثبات أن (القرآن كلام الله). فوجدتني أغوص في بحث أحسب أنه لم يطرح بالمنهجية التي قدمتها به. وطالت المقدمة حتى امتدت لحوالي 15 حلقة، وغيرت، بموافقة الإخوة، محتوى السلسة ليصبح الاهتمام فقط بموضوع (مسالك البحث في وجود الله) على أن نتحدث في فترة لاحقة عن (علوم القرآن).
وآمل أن يظهر هذا العمل في كتاب، بإذن الله.
وقد تبين لي من خلال استقراء عدد كبير من الكتب بالعربية والإنجليزية والفرنسية وجود خمسة مناهج أو مسالك رئيسية لبحث (وجود الله)، أحدها: مسلك الدراسة التاريخية والاجتماعية لنشأة الدين. وهذا المسلك يعتمد فيه على أدوات بحث من علوم الاجتماع، والتاريخ، والآثار. وهذا المسلك معتمد حاليا في مناهج الجامعات الكبرى لدراسة الأديان السابقة، وتاريخ التدين عند الأقوام السابقة. وهو أيضا معتمد بجدية لدراسة تاريخ المسيحية واليهودية والبوذية، وغيرها من الأديان. وما دراسة المخطوطات إلا جزء من علم الآثار.
ولعلي أنشر لاحقا بعض الأفكار التي تحدثت عنها في هذا المسلك البحثي.
فإذا كان علم الآثار يمكن أن يكون وسيلة لإثبات وجود الله ووحدانيته، فكيف نستهين بقيمة الآثار؟
في معتقدنا الإسلامي أن أرض الحجاز شهدت مرور آدم عليه السلام بأرضهاـ وبالتالي فإن أول إنسان عاش على الأرض مر من هنا. ثم مر من بعده جميع الأنبياء أو الرسل (أو على الأقل من هجروا أقوامهم بعدما حل بهم غضب الله تعالى). فإذا كان الأمر كذلك فلغز نشأة البشرية حله الوحيد بأرض الحجاز.
هذا إذا تحدثنا عن تاريخ الإنسان بكامله. أما إذا تحدثنا فقط عن تاريخ الإسلام منذ الحقبة النبوية (أو لنقل منذ العهد الجاهلي، قرنين قبل النبوة)، فلا شك أن حفظ جميع الآثار الدالة على النبوة وصدق الأخبار المنقولة ووثاقة القرآن الكريم، إلى غير ذلك، تشكل وسيلة من أكبر الوسائل للرد على محاولات التشكيك في وثاقة القرآن وصدق النبوة ووثاقة حفظ السنة.
وأستغرب كيف يغفل علماء الأمة عن مثل هذا الأمر وخطورته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 May 2008, 05:00 ص]ـ
الأخ أبا خطاب وفقه الله: أشكرك على حرصك ومتابعتك للموضوع. وقد سألتُ أحد الأصدقاء في اسطنبول وذهب للمركز وأخبروه أنه لا يباع وإنما يهدى، وهو يسعى هذين اليومين للحصول على نسخة وأرجو أن يوفق في ذلك بإذن الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 May 2008, 07:38 م]ـ
أرسل إلي أحد الأصدقاء صورا لبعض معروضات (معرض عمارة الحرمين الشريفين) الموجود بمكة المكرمة، إحداها لنسخة مصورة من المصحف العثماني. فهل لديكم معلومات عنها: عن أي أصل نسخت؟ من نسخها ومتى؟ ...
ـ[الميموني]ــــــــ[24 May 2008, 02:56 م]ـ
سددكم الله وأعانكم وأثابكم على تيسير الأمور على الباحثين
ـ[عبد العزيز المصري]ــــــــ[13 Oct 2008, 07:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد آباي]ــــــــ[18 Oct 2008, 11:33 ص]ـ
يوجد معلومات حول هذا النشر في ص. 46 من Ircica Newsletter. وأيضا توجد صورة أخري في ص. 26 من إصدار آخر من نفس المصحف.
http://www3.ircica.org/newsletter.pdf
وفي الروابط التالية يباع الإصدار المحقق.
http://anatoliana.com/store/index.php?main_page=product_info&cPath=28_29&products_id=4635
http://www.abebooks.com/servlet/BookDetailsPL?bi=1057865545&searchurl=sortby%3D1%26tn%3Dal%2Bquran
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2009, 11:05 م]ـ
أكرمني أخي العزيز الشيخ حاتم القرشي بنسخة من المصحف في سفره الأخير لاستانبوو وقد قرأت أكثره وفيه جهد علمي وفني مشكور، بذله الدكتور طيار آلتي قولاج وفريقه العلمي والفني. وهو تحفة علمية فنية ثمينة حقاً.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/74244a005879a7889.jpg
ـ[الردادي]ــــــــ[06 May 2009, 06:51 ص]ـ
أكرمني أخي العزيز الشيخ حاتم القرشي بنسخة من المصحف في سفره الأخير لاستانبوو وقد قرأت أكثره وفيه جهد علمي وفني مشكور، بذله الدكتور طيار آلتي قولاج وفريقه العلمي والفني. وهو تحفة علمية فنية ثمينة حقاً.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/74244a005879a7889.jpg
ما شاء الله تبارك الله،
هذا خبر سعيد، والأسعد منه - بإذن الله - أن نكحل نواظرنا بهذه النسخة المباركة من المصحف الشريف؛ إن كان ذلك ممكنا بطبيعة الحال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[06 May 2009, 11:59 ص]ـ
كنت قد حصلت على نسخة من هذا المصحف الشريف قبل أكثر من شهرين من الاستاذ أسامة ناصر بوساطة استاذي الدكتور غانم قدوري الحمد، وعملت على تصويرها وارسلت للدكتور عبد الرحمن الشهري بعض الصور، كما واتفقت قبل أسابيع مع الاخ ايمن صالح شعبان على ارسال الصور التي لدي حتى يتم وضعها على هذا الملتقى المبارك بشكل برنامج او كتاب ألكتروني، فارسلت له الدفعة الأولى من صور هذا المصحف، ولكن لدينا مشكلة في الارسال وهي بطأ أرسال الملفات الصورية لضعف شبكة الانترنيت لدينا في العراق، فالحمد الذي يسر لأخينا الدكتور عبد الرحمن نسخة من هذا المصحف فهو اهل لهذه المهمة ويمكن أن يتكفل بهذا المشروع على احسن وجه، وعلى العموم فصور هذا المصحف لدي كاملة، فمن لديه طريقة مناسبة وسريعة في الاستلام فالمصحف متاح له ووفقكم الله لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2009, 04:37 م]ـ
بارك الله فيكم يا أستاذ إياد.
وقد وضعت خبر المصحف العثماني المحفوظ بالمسجد الحسيني الذي بعثتم به لبريدي في موضوع جديد هنا ..
المصحف العثماني بالمسجد الحسيني بالقاهرة طبع في تركيا أيضاً ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=84725)
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[17 Sep 2009, 05:37 م]ـ
كنت قد حصلت على نسخة من هذا المصحف الشريف قبل أكثر من شهرين من الاستاذ أسامة ناصر بوساطة استاذي الدكتور غانم قدوري الحمد، وعملت على تصويرها وارسلت للدكتور عبد الرحمن الشهري بعض الصور، كما واتفقت قبل أسابيع مع الاخ ايمن صالح شعبان على ارسال الصور التي لدي حتى يتم وضعها على هذا الملتقى المبارك بشكل برنامج او كتاب ألكتروني، فارسلت له الدفعة الأولى من صور هذا المصحف، ولكن لدينا مشكلة في الارسال وهي بطأ أرسال الملفات الصورية لضعف شبكة الانترنيت لدينا في العراق، فالحمد الذي يسر لأخينا الدكتور عبد الرحمن نسخة من هذا المصحف فهو اهل لهذه المهمة ويمكن أن يتكفل بهذا المشروع على احسن وجه، وعلى العموم فصور هذا المصحف لدي كاملة، فمن لديه طريقة مناسبة وسريعة في الاستلام فالمصحف متاح له ووفقكم الله لكل خير.
الحمد لله تم استلام النسخة المصورة المذكورة في مشاركة الأستاذ إياد حفظه الله ورعاه حيث ارسلها لي بواسطة سعادة الأستاذ أحمد حاتم حفظه الله المشارك بالمسابقة الدولية للقرآن الكريم ممثلا عن دولة العراق. أسئل الله تعالى له التوفيق والسداد.
وبإذن الله تعالى لعلي أصنع من تلك النسخة برنامجا قريبا
هدية عيد الفطر
محبكم
27 من شهر رمضان المبارك لعام 1430 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام وأتم التسليم
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[18 Sep 2009, 01:09 ص]ـ
الحمد الله الذي وفق في ايصال النسخة المصورة من هذا المصحف للاخ أيمن صالح وهو اهل لأن يخرجها بصورة جميلة ومبدعة، كما واشكر أخي أحمد حاتم الذي كان اهل للثقة والأمانة فاوصل هذه النسخة في وقت مناسب حتى تزف لمتصفحي ملتقى أهل التفسير في عيد الفطر المبارك، ولقد حصلت على هذه النسخة قبل أكثر من شهر، وقبل أيام حصلت على نسخة المصحف الحسيني التي طبعت في المركز نفسه بمجلدين وبعناية الدكتور طيار، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الاعمال وكل عام وأنتم بألف خير
ـ[العليمى المصرى]ــــــــ[18 Sep 2009, 08:47 م]ـ
الحمد لله تم استلام النسخة المصورة المذكورة في مشاركة الأستاذ إياد حفظه الله ورعاه حيث ارسلها لي بواسطة سعادة الأستاذ أحمد حاتم حفظه الله المشارك بالمسابقة الدولية للقرآن الكريم ممثلا عن دولة العراق. أسئل الله تعالى له التوفيق والسداد.
وبإذن الله تعالى لعلي أصنع من تلك النسخة برنامجا قريبا
هدية عيد الفطر
محبكم
27 من شهر رمضان المبارك لعام 1430 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام وأتم التسليم
منذ زمن بعيد وأنا أتمنى أن أحوز نسخة من المصحف الشريف تكون على خط الكتبة الأوائل رضوان الله عليهم، وذلك لحاجتى المستمرة اليها فى أبحاثى ودراساتى
وقد حاولت منذ بضع سنين أن أطلع على النسخة المودعة بالمسجد الحسينى عندنا فى مصر، ولكن كان هذا الأمر حينذاك أشبه بالمستحيل!!
واليوم نسمع ونقرأ مثل تلك الأخبار السارة وعن أكثر من نسخة غارقة فى القدم
أدعو الله العلى القدير أن يوفق أخانا الأستاذ أيمن صالح الى ذلكم العمل الصالح
وأن يعينه على أن ينجز وعده لنا ويقر أعيننا به فى عيد الفطر وقد هبت نسائمه
وكل عيد وأنتم بخير وحبور، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[د. أنمار]ــــــــ[01 Jan 2010, 03:55 م]ـ
السلام عليكم
سؤال إلى من اطلع على التحقيق
فمن التأمل في الصورة المنشورة لإحدى صفحات المصحف الشريف يتضح أنها ليست على الخط الكوفي القديم المشهور بزواياه الحادة، أما الانحناءات فقد حدثت بعد ذلك فيغلب على الظن أنها من القرن الثاني
فماذا كان الاستنباط النهائي لعمل المحقق أو اللجنة.
وهل خلصوا إلى أنها منقولة عن الأصل مثلا أو من القرن كذا أو كذا
وهل درسوا عمرها الكربوني؟
إلخ ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[01 Jan 2010, 08:56 م]ـ
الأخ الدكتور انمار يبدو انك لم تتطلع على هدية عيد الفطر فهي نسخة كاملة من هذا المصحف صورتها بالماسح الضوئي وارسلتها للاخ الاستاذ ايمن صالح ووضعها في الملتقى وتجدها تحت عنوان هدية عيد الفطر 1430هـ مصحف عثمان بن عفان نسخة تركيا تحت هذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=88710#post88710
أرجو ان تتنتفع بها وفيها الدراسة كاملة ولا تنسانا من خالص دعائكم لأن تصويرها أخد مني وقت وجهد كبيرين(/)
هااام جدا: (هل للطيبي تفسير .. ؟ وما عنوانه؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[10 Apr 2008, 09:42 م]ـ
قرأت في تفسير الألوسي (روح المعاني) عند تفسيره لقول الله عزوجل: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا):
(وقال العلامة الطيبي:إنه أفرد هنالك [يقصد قوله تعالى: "ولتصنع على عيني"] لإفراد الفعل وهو كلاءة موسى عليه السلام، وهاهنا لما كان لتصبير الحبيب على المكايد ومشاق التكاليف والطاعات ناسب الجمع لأنها أفعال كثيرة ... )
أحتاج إلى معرفة المرجع الذي وردت فيه مقولة الطيبي
أظنها في تفسيره .. لكني لا أدري ماعنوان تفسيره مع حاجتي الماسة لهذه المقولة .. !!
فمن لديه علم بتفسير الطيبي أرجو أن يذكر بياناته كاملة: اسم الكتاب، المؤلف، دار النشر، البلد ... ورقم الصفحة
وله مني خااااالص الدعاء.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Apr 2008, 02:37 ص]ـ
الأخت لطيفة تفسير الطيبي عبارة عن حاشية على تفسير الكشاف حقق بعضه أحد الزملاء بجامعة الأزهر فرع طنطا وهي حاشية عظيمة النفع ثرية العطاء ولازالت مخطوطة في دار الكتب المصرية ومكتبة الأزهر بالدراسة بالقاهرة، ولم تطبع بعد على حد علمي والله ولي التوفيق.
ـ[مها]ــــــــ[15 Apr 2008, 05:49 ص]ـ
الأخت لطيفة تفسير الطيبي عبارة عن حاشية على تفسير الكشاف حقق بعضه أحد الزملاء بجامعة الأزهر فرع طنطا.
كما حققها ثمانية من الباحثين في الجامعة الإسلامية، و اسم الحاشية: فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[15 Apr 2008, 01:23 م]ـ
الأخت: لطيفة
احتمال أن تجدي ما تريدين في شرح الطيبي على مشكاة المصابيح المسمى بالكاشف عن حقائق السنن، ففيه مادة تفسيريه بلاغية كثيرة، وهو مطبوع في ثلاثة عشر مجلدا بتحقيق د.: عبد الحميد هنداوي، وقد صدر عن مكتبة نزار الباز بمكة المكرمة.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[18 Apr 2008, 04:48 م]ـ
بسم الله الرحمنالرحيم
حاشية الطيبي على الكشاف هي فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب وهي حاشية كبيرة وقد قمت بتحقيق الجزء الأول منها حتى الآية 23 1 من سورة البقرة، ثم قام الزملاء بتحقيق بقية الكتاب، وقد جلبت النسخ من تركيا والكتاب موجود عندي بكامله، والآلوسي رحمه الله ينقل عن هذه الحاشية
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[18 Apr 2008, 05:02 م]ـ
وعندي منها نسختان تامتان أصلهما من المكتبة الوطنية بتونس
وهي أعظم حاشية كتبت على الكشاف .. وقد كان رحمه الله تعالى على منهج أهل السنة والجماعة في الاعتقاد، ولا غرابة في ذلك؛ فإن أعظم المفسرين لكتاب الله تعالى على الإطلاق هم على منهج أهل السنة والجماعة، أقصد على منهج من يلقبهم بعض الناس في هذه الأيام بالمبتدعة أو الملحدة في أسماء الله وصفاته أو غير ذلك من النعوت التي لا تجوز في حقهم رحمهم الله تعالى.
ـ[المنصور]ــــــــ[19 Apr 2008, 09:48 ص]ـ
الأخ أبو عبيدة الهاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود التنبيه على قولك: (أعظم المفسرين لكتاب الله تعالى على الإطلاق هم على منهج أهل السنة والجماعة، أقصد على منهج من يلقبهم بعض الناس في هذه الأيام بالمبتدعة أو الملحدة في أسماء الله وصفاته)
واضح من كلامك أنك تقصد مذهب الأشاعرة، لأن الطيبي من أعلام الأشاعرة. أليس كذلك أخي الكريم.
وإذا كان الأمر كذلك، فأود إفادتك إن أعظم المفسرين لكتاب الله تعالى ليسوا على منهج الأشاعرة، فأعظم المفسرين لكتاب الله تعالى هم: النبي صلى الله عليه وسلم ثم أصحابه الكرام ثم التابعين.
ثم لو ألقيت نظرة سريعة على أعلام المفسرين في القرون الثلاثة الأولى لتبين لك أنهم ليسوا من الأشاعرة.
آمل النظر في ذلك. وفقني الله وإياك والقراء الكرام لكل خير.
ـ[المستكشف]ــــــــ[22 Apr 2008, 08:35 م]ـ
ما السر في مشاركات الاخت لطيفه بهذه الصورة:
(يذكر بياناته كاملة: اسم الكتاب، المؤلف، دار النشر، البلد ... ورقم الصفحة)؟!
فإن كنت باحثة، فياحبذا لو اجتهدت بنفسك بدل الاقتتات على موائد الباحثين، فشمري عن ساعد جدك بنفسك!!!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Apr 2008, 11:22 م]ـ
الفتنة نائمة ملعون من أيقظها(/)
أين نبوة محمد في التوراة؟
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[12 Apr 2008, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم!
هل يمكن إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من التوراة؟؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Apr 2008, 08:06 م]ـ
نعم إقرأ كتب محمد في الكتاب المقدس للقسيس السابق عبد الأحد داوود وهو خبير باللغات القديمة
واقرأ محمد في التوراة والإنجيل للقس المصري السابق إبراهيم خليل أحمد الذي أسلم هو وأولاده الأربعة ...
كما يمكنك الاطلاع على كتاب إظهار الحق للشيخ رحمة الله الهندي ....
وكتاب الدين والدولة في إثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم لعلي بن ربن الطبري
وكتاب البشارة بنبي الإسلام لأحمد حجازي السقا ...
وكتاب بذل المجهود في إفحام اليهود للسموءل المغربي
ويمكنك الدخول إلى موقع الجامع في الرد على النصارى ففيه ما يشفي الغليل إن شاء الله عز وجل.
وفقك الله
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Apr 2008, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل مهند بارك الله فيك يمكنك الإطلاع على كتاب نبوة محمد من الشك إلى اليقين للدكتور فاضل السامرائي جزاه الله خيراً للاجابة على سؤالك وهذا رابط الكتاب على شبكة الانترنت
http://www.tafsir.net/vb/attachment.php?attachmentid=1152&d=1195245532
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Apr 2008, 07:32 م]ـ
ومن الكتب في الموضوع هذا الكتاب ..
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6480235412cf98.jpg
وكتاب للأستاذ قيس الكلبي حول الموضوع فيه فوائد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Apr 2008, 02:27 ص]ـ
ومن المواقع التي تجد بها عددا من الكتب الإلكترونية المتعلقة بالموضوع: مكتبة المهتدين لمقارنة الأديان:
http://www.al-maktabeh.com
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[23 Apr 2008, 10:19 م]ـ
بارك الله فيكم وأجزل الله لكم المثوبة آمين!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Apr 2008, 06:55 ص]ـ
أخي الفاضل الكريم
تابع معنا على هذا الرابط:
البرقليط .. محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الكتب المقدسة؛ وخاصة التوراة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=11778
وأهلا وسهلا ومرحبا(/)
(فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ)
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[12 Apr 2008, 04:44 م]ـ
وقفت كثيراً عند هذه الآية الكريمة، فوجدت أنها بلسم نافع لكثير من المشكلات, ودواء ناجع لعديد من المعضلات.
وذلك أن كثيراً من الناس يروم الإصلاح, ويسعى لدرك النجاح سواء في شأنه الخاص، أو شأن غيره ممن حوله, أو شأن أمته جمعاء.
فتراه يمحضُ نصحه, ويبذل قصارى جهده، ويقدم عصارة فكره في سبيل إرشاد غاوٍ, أو دلالة حائر, أو الارتقاء بمقصر، وهلم جرا.
فإذا لم يظفر ببغيته, ولم تحصل له طَلِبَتُه - قَرَع سِنَّه, وقلَّب كفيه.
وترى من الناس من يعاني الأَمَرَّينِ من أُناس لا بد له من معاشرتهم ومداراتهم, فقد يبتلى بوالد شرس, أو رئيس متسلط, أو ولد عاق, أو أخ قاطع, أو تلميذ كسول أو شقي؛ فيحاول إصلاحهم, والنهوض بهم مرة إثر أُخرى, فإذا لم تأتِ الأحوال على ما يريد زادت حسراته, وتوالت أحزانه؛ فكان هو والزمان على نفسه.
وربما استشار غيره ممن له دراية وعلم في هذه الشؤون, فأشاروا عليه بأن يأخذ بالأسباب, ويلج البيوت من الأبواب, فيجيبهم بأنه لم يدع سبيلاً إلا سلكه, ولا باباً إلا ولجه ومع ذلك لم يحصل على مراده بزعمه.
فما الحل في مثل هذه الأحوالِ وغيرِها مما يقاس عليها؟
هل يقف الإنسان واجماً أمامها؟ وهل يسترسل مع أحزانه إزاءها؟
الجواب: لا, والحل بأن يستحضر أنه محسن في عمله, مثاب على قدر احتسابه, وما عليه بعد ذلك إلا أن يستمر في صنيعه, ويمضي في مصالحه؛ فإذا قمت بما يجب عليك, وسلكت سبيل الحكمة في نصحك, وبذلت جهدك ومستطاعك, ثم أعيتك الحيلة في الوصول إلى مرادك (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) و (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ*إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
ـ[الشمري]ــــــــ[21 Apr 2008, 03:12 م]ـ
قرأت ما كتبت فوجدته كلاما نفيسا بارك الله في جهدك ووقتك وجزاك الله خيرا.
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[21 Apr 2008, 11:28 م]ـ
أخي الكريم
يذكرني هذا الكلام بموقف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب عندما مات على الشرك عندما أنزل الله في حقه {إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء. وهو أعلم بالمهتدين}. .
وقد ورد في الصحيحين أنها نزلت في أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يحوطه وينصره، ويقف دونه في وجه قريش، ويحميه حتى يبلغ دعوته، ويحتمل في سبيل ذلك مقاطعة قريش له ولبني هاشم وحصارهم في الشعب. ولكنه إنما يفعل ذلك كله حباً لابن أخيه، وحمية وإباء ونخوة. فلما حضرته الوفاة دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان والدخول في الإسلام، فلم يكتب الله له هذا، لما يعلمه سبحانه من أمره. . وبعد إلحاح النبي عليه فقال: «يا عم قل: لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه ويعودان له بتلك المقالة حتى كان آخر ما قال: على ملة عبد المطلب. وأبى أن يقول: لا إله إلا الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك» فأنزل الله تعالى: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى}. وأنزل في أبي طالب: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}. . . (أخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري).
وإن الإنسان ليقف أمام هذا الخبر حائراً مأخوذ العقل،فهذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكافله وحاميه والذائد عنه، لا يكتب الله له الإيمان، على شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشدة حب رسول الله له أن يؤمن .....
وقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم الغم والهم والحزن بسبب ذلك حتى سمي ذاك العام بعام الحزن، ولكن السؤال ماذا بعد ذلك .......... الله عزوجل قال له إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، لله الأمر من قبل ومن بعد
إن عليك إلا البلاغ ............... فلا تذهب نفسك عليهم حسرات .................. فلعلك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً ........... ولا تحزن عليهم .............
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[28 Apr 2008, 09:55 ص]ـ
أحسن الله إليك يا شيخ محمد على هذه الوقفة النافعة وأسأل الله أن ينفع بعلمك. آمين(/)
تناسب خواتيم السور مع بدايات السور التي تليها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Apr 2008, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل في هذا المنتدى المبارك أنقل لكم ما جمعته من حلقات الدكتور فاضل السامرائي جزاه الله خيراً حول موضوع تناسب خواتيم السور مع فواتح السور التي تليها للفائدة فلا تنسونا من دعوة صالحة بارك الله فيكم ونفعنا بعلم الدكتور فاضل وزاده علماً وفهماً بكتابه العزيز اللهم آمين
ـ[حفيدة عائشة]ــــــــ[07 Dec 2010, 10:41 م]ـ
بارك الله فيكِ و نفع بكِ الإسلام و المسلمين .. جهود طيبة و مثمرة بإذن الله ~
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[08 Dec 2010, 10:49 م]ـ
وفيك بارك أختي الكريمة وأشكرك على المرور والتعقيب ولدعاء ولك مثله وأكثر بإذن الله
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[09 Dec 2010, 01:56 ص]ـ
تبارك الرحمن ...
لكن هنا يبرز سؤال / هل هناك علاقة بين الآية نفسها وخواتيمها .. ؟؟؟(/)
تناسب بدايات السور مع خواتيمها
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[13 Apr 2008, 11:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإخوة الأفاضل في هذا المنتدى المبارك أنقل لكم ما جمعته من حلقات الدكتور فاضل السامرائي جزاه الله خيراً حول موضوع تناسب بدايات السور مع خواتيمها للفائدة فلا تنسونا من دعوة صالحة بارك الله فيكم ونفعنا بعلم الدكتور فاضل وزاده علماً وفهماً بكتابه العزيز اللهم آمين
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[14 Apr 2008, 02:09 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:05 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[16 Apr 2008, 09:19 ص]ـ
احسن الله اليك ونظر الى صالح اعمالك وجعل السكينة والاطمئنان ظلالك
ـ[معلمة]ــــــــ[01 May 2009, 03:17 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله لك في عمرك
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[02 May 2009, 02:49 م]ـ
باركك الله أختاه ونفع بك
ونقدم للأخوة الأفاضل كتابنا: القرآن سورة واحدة: جزء عم نموذجا!
والذي ركنا فيه على الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية, وارتباط واتصال السور ببعضها وكيف أن هذا الاتصال عنصر رئيس في فهم العديد من المفردات القرآنية
ويمكن للمتصفح الكريم تنزيل الكتاب من هذه الصفحة:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=1076#post1076
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 May 2009, 07:57 ص]ـ
جزاكم الله خيراً إخوتي وأخواتي الأفاضل على تعقيباتكم الطيبة وبارك فيكم ونفعنا بما علمنا.
بارك الله فيك أخي الكريم عمرو الشاعر على الكتاب وجاري تحميله للإطلاع عليه وأستأذنك في وضعه على موقعي إسلاميات لتعم الفائدة
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[04 May 2009, 02:24 م]ـ
تفضلي أختاه وباركك الله!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 03:08 م]ـ
باركك الله أختاه ونفع بك
ونقدم للأخوة الأفاضل كتابنا: القرآن سورة واحدة: جزء عم نموذجا!
والذي ركنا فيه على الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية, وارتباط واتصال السور ببعضها وكيف أن هذا الاتصال عنصر رئيس في فهم العديد من المفردات القرآنية
ويمكن للمتصفح الكريم تنزيل الكتاب من هذه الصفحة:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=1076#post1076
الأخ عمرو الشاعر
لقد قمت بإنزال كتابك وقرأت مقدمته ورأيته كما يقول المثل العامي: المكتوب يعرف من عنوانه.
وأنا أرى أن تقوم بإحراق كتابك هذا إن كان مطبوعاً وتمسحه من الشبكة، فهو خير لك.
فلا أنت فهمت المراد من آيات الله، ولا أنت فهمت ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ما جاء عن الصحابة الذين زكاهم الله ورضي عنهم وجعلهم أمناء على تبليغ ما نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وما أراك بأسلوبك هذا إلا طعاناً في كتاب الله فضلاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإني أحذر إخواني في هذا الملتقى المبارك من كتابات عمرو هذا ففيها من التدليس والقول على الله بلا علم الشيء الكثير.
وإني أدين الله بهذا القول
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[04 May 2009, 03:39 م]ـ
الأخ عمرو الشاعر
لقد قمت بإنزال كتابك وقرأت مقدمته ورأيته كما يقول المثل العامي: المكتوب يعرف من عنوانه.
وأنا أرى أن تقوم بإحراق كتابك هذا إن كان مطبوعاً وتمسحه من الشبكة، فهو خير لك.
فلا أنت فهمت المراد من آيات الله، ولا أنت فهمت ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ما جاء عن الصحابة الذين زكاهم الله ورضي عنهم وجعلهم أمناء على تبليغ ما نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.
وما أراك بأسلوبك هذا إلا طعاناً في كتاب الله فضلاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وإني أحذر إخواني في هذا الملتقى المبارك من كتابات عمرو هذا ففيها من التدليس والقول على الله بلا علم الشيء الكثير.
وإني أدين الله بهذا القول
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
وحتى لا يعتب علي الإخوة إليكم مثالاً من كتابته:
"أول وأكبر إشكالية تنبع من قبول نزول القرآن على شكل آيات منفصلة, بخلاف إعطاء المعاندين أكبر فرصة لرفض الإيمان بالقرآن, هي وقوع التشكيك في مصدر الوحي! والإدعاء أن القرآن الكريم من عند محمد بن عبدالله!
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كان القرآن الكريم منزل من لدن حكيم عليم, وهو الواقع فعلا, أفلم يكن علام الغيوب عارفا بالوقائع التي يمكن حدوثها في المستقبل فيدرجها في كتابه؟ أم أنه ينتظر حتى تقع, فيُعدل من أجلها كلمته الخاتمة؟! إننا نشكو من القصور التشريعي الذي تعاني وتأنُّ منه الأحكام الوضعية, لأنها من وضع وتأليف بشر, ليست لديهم الرؤية الكاملة ولا التوقعات المستقبلية للحوادث الممكنة, لذا فإن هذه القوانين محكوم عليها بالنقص والعجز وبالتعديل المستقبلي! فهل يكون الأمر كذلك مع الله سبحانه وتعالى؟! إننا نباهي دوما بأن القرآن كتاب شامل متجاوز لحدود الزمان والمكان, صالح لكل إنسان مهما ومتى كان, فكيف يكون ذلك إذا كان الله –تعالى سبحانه عن ذلك- لم ينتبه أو يراعي بعض المسائل البسيطة في زمن الرسول, فما بال ما بعد ذلك بآلاف السنين والأميال؟!!
فإذا أخذنا رواية واردة في مسلم -على سبيل المثال- تقول:
عن أبي إسحاق أنه سمع البراء يقول في هذه الآية: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف يكتبها, فشكا إليه بن أم مكتوم ضرارته فنزلت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر"
وهنا نتساءل: لماذا لم ينزلها الله عزوجل في المرة الأولى, أكان هذا عن نقص علم أم عن سهو عن أصحاب الضرر, أم غفلة منه؟ تعالى سبحانه عن ذلك! إن علمه وكرمه يجعلان هذا الأمر محالا!
وإذا بررها القابلون بأي تبرير مثل القول أن هذا كان من أجل إظهار منة الله على عباده! فإن هذا لا يرفع شبهة السهو والغفلة –تعالى سبحانه عن ذلك- كما أنه يؤدي إلى التشكيك, ونسب القرآن إلى محمد نفسه! فيقول الطاعن أو غير المؤمن: إن الرب كامل وعلمه كذلك, أما هذا القرآن فكان من عند محمد, يؤلفه كما يحلو له, فإذا اُعترض عليه أصحابه أضاف أو حذف, وقال: أوحي إلي كذا وكذا, ولو كان من عند الله لما حدث هذا؟! "
فانظروا لا عقل ولا نقل.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[05 May 2009, 08:28 ص]ـ
يعجبني فيك أخي محب القرآن أنك فعلا محب للقرآن وأنه أثر فيك تأثيرا شديدا ويظهر هذا جليا في أسلوب حوارك مع كل مخالفيك!
لا عقل ولا نقل!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وسامحك الله أخي!
هل هذا أسلوب للحوار؟ ما أروع أسلوبك الذي لا علاقة له بالقرآن الذي تحبه!!!!
وأسألك أخي: أعط من لا عقل له -أنا- مبررا عقليا -علّي أعقل!! - في نزول آيات ينقصها كلمات ثم تكمل الكلمات لاحقا؟!
وكيف لا يثير هذا الشك عند غير المسلم -عقلا- ويدفعه للظن أن القرآن من عند محمد؟!
إنك تريد القول أنه من المنطقي والطبيعي بل والأفضل أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا كلمات ثم يكمل بعد ذلك, أما من يقول أنه نزل كاملا فهو مخالف للمنطق وصاد عن كتاب الله ودافع غير المسلمين للشك في كتاب الله!!!!
والعجيب أنك ترى قولي طعنا في الكتاب!! فأسألك بالله العظيم أن تعطيني آية واحدة خالفتها بقولي هذا؟!
آية واحدة فقط, ولا تنقل لي قول فلان وعلان, أريد آية واحدة خالفتها بقولي حتى أكون طعانا في القرآن!
وختاما أقول لك:
إن دعوتك لحرق الكتاب الذي يحتوي فكرا مخالفا يظهر أي مستوى عقلي تمتلك وبأي طريقة تفكر!
فهنيئا لك العقل والتفكير ويا حسرتاه على حالنا
سلام عليك!
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[05 May 2009, 08:41 ص]ـ
وبغض النظر عن الاتفاق في الجزء التأصيلي المعروض في أول الكتاب! هل نظرت أخي فيما قدمناه تطبيقا؟ أعتقد أنك لم ولن تفعل؟!
فأسأل الأخوة أن ينظروا ما قدمناه في تناول سور جزء عم فسيجدوا فيه الجديد النافع والذي لن يجدوا أي حرج في تقبله فلقد بينا فيه اتصالا بديعا بين السور و وحدة داخل السورة نفسها!
ونحمد الله تعالى أننا لم نسبق إليه!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 May 2009, 02:10 م]ـ
والعجيب أنك ترى قولي طعنا في الكتاب!! فأسألك بالله العظيم أن تعطيني آية واحدة خالفتها بقولي هذا؟!
آية واحدة فقط, ولا تنقل لي قول فلان وعلان, أريد آية واحدة خالفتها بقولي حتى أكون طعانا في القرآن!
وختاما أقول لك:
إن دعوتك لحرق الكتاب الذي يحتوي فكرا مخالفا يظهر أي مستوى عقلي تمتلك وبأي طريقة تفكر!
فهنيئا لك العقل والتفكير ويا حسرتاه على حالنا
سلام عليك!
سألتني بالله وهذا هو الجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
(مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (106)
(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) سورة النحل
فهذه نصوص صريحة في أن هناك آيات تنسخ وآيات تبدل، وهذا وحده كافٍ في الرد عليك.
وكلامك مخالف للنصوص الصحيحة الصريحة من سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها:
ما رواه مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة قال:
لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}
قَالَ نَعَمْ
{رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا}
قَالَ نَعَمْ
{رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}
قَالَ نَعَمْ
{وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
قَالَ نَعَمْ.
وروى مسلم أيضاً من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال:
"بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ"
وروى البخاري رحمه الله تعالى من حديث البراء رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوْ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} "
وأخرج البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ}.
وروى البخاري أيضاً
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ فَقَالَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ قَالَتْ عَائِشَةُ فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي وَلَا يَمْنَعُنِي مِنْ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا الْعِقْدُ تَحْتَهُ.
وروى البخاري بسنده فقال:
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ
أَنَّ نَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى بِهِ فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}
الْآيَةَ.
وروى أيضاً بسنده فقال:
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
(يُتْبَعُ)
(/)
{وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا}
قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِهِ
{تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}
تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ قَالَ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ السَّلَامَ"
وروى البخاري أيضاً من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث الأفك الطويل وفيه قالت:
"قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنْ الْعَرَقِ وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأَكِ فَقَالَتْ أُمِّي قُومِي إِلَيْهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسِبُوهُ}
الْعَشْرَ الْآيَاتِ كُلَّهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا"
وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي:
الْبَرَاءِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
{وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
وأي غرابة في هذا، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت.
فالقرآن كما أخبر الله تعالى:
(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) سورة الزخرف
فهو في أم الكتاب وأنزل منجما بحسب الوقائع والأحداث على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا موافق للحكمة في التربية والتعليم.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[05 May 2009, 05:52 م]ـ
وهذا بعض الردود على كلامك في مقدمتك حتى يعلم الإخوة لماذا حذرتهم من كتاباتك.
يقول عمرو الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
"وتأتي الإجابة المفجعة, في أن المسألة لم تأت من غير المسلمين أو حتى من عوامهم وإنما أتت من علماء مسلمين! فهم وإن كانوا يقولون أن القرآن –بشكله الحالي- كتاب, إلا أنهم يتعاملون معه على غير هذا الأساس, فهم يرون أن القرآن أنزل مفرقا, تارة على شكل سور وتارة آيات متفرقات جُمعت لاحقا وأدرجت تحت سورة واحدة, وهكذا استمر جمع الآيات في سور, إلى أن مات الرسول الكريم بعد أن أخبر صحابته بترتيب سوره, أو لم يخبرهم وتولى الصحابة ترتيب المصحف بأنفسهم! وتبعا لهذا القول فإن القرآن يفقد معنى الكتاب, لأنه أصبح عبارة عن مجموعة "مقالات" رُصت بترتيب معين –لا يوثق في راصها- وقُدمت للبشرية."
سبحان الله!! علماء المسلمين منذ ما يزيد على ألف وأربع مئة سنة لم يتنبه أحد منهم لهذه المسألة.
علماء المسلمين الذين كان في مقدمتهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين فهموا القرآن وعملوا به ما لم يعمل بمثله أحد من بعدهم.
الصحابه الذين فهموا القرآن وعلموه للناس من بعدهم وتناقلته الأجيال من بعدهم وعلموه وعملوا به وأفتوا به ورجعوا إليه في أحكامهم في جميع شؤون حياتهم كانوا جميعا يتناولون القرآن على أنه مقالات لا على أنه كتاب؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.
"ولهذا لم يقرأ عامة المفسرين القرآن على أنه كتاب ذو موضوعات متصلة, وإنما قرأوا السور على أنها مجموعة آيات متراصة, وأخذوا في تفسيرها! فإذا التفت أحدهم إلى السياق الذي وردت فيه الآية فبها ونعمت وإن لم يراعها فلا حرج, فلم يرهق نفسه, ألم تنزل السور مفرقة, وكانت تنزل آيات في مكة وأخرى في المدينة, وآيات تنزل بعد عشر سنين, وآيات تنزل في مواضيع مختلفة ثم جُمعت في سورة واحدة؟! فكيف أربطها ببعضها, وما الذي سأستفيده أو سيستفيده القارئ, إذا رأى العلاقة بين الآيات؟! "
سبحان الله!!!
كان المفسرون بهذه البلادة؟
هلا أعطيتنا مثالا شاهدا لقولك من تفسير كل مفسر من كل عصر حتى نتحقق من بلادتهم وغبائهم ومن ثم نكر على مؤلفاتهم تقطيعا وتمزيقا وتحريقا؟
"وهكذا فسّر المفسرون القرآن كآيات منفصلات, فتخبطوا تخبطا شديدا وذكروا في كتبهم أقوالا ما أنزل الله بها من سلطان, وأضاعوا دلائل بينات على كون القرآن من عند الله عزوجل, وذلك لأنهم اعتمدوا منهج التجزئة في التعامل مع كتاب الله تعالى, واكتفائهم بالقول أن القرآن أفصح كلام .... مقتضب متقطع!!
ويعجب المرء من هذا القول! هل هناك كلام فصيح غير متصل, وإنما جمل متناثرات تُرص رصا, في موضوعات لا علاقة لها ببعضها؟! "
سبحان الله!!
كانوا يتخبطون ويضلون الناس ولا أدرى بعلم أو بغير علم؟ وحسب قولك يبدوا أنه على علم منهم لأنهم ذكروا الأقوال التي ما أنزل الله به من سلطان وأضاعوا البينات على كون القرآن من عند الله عز وجل.
سبحانك هذا بهتان عظيم.
الذين اشتغلوا بالقرآن تعليما وتفسيرا وبيانا للناس والذين يصدق عليهم قول الحبيب صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقوله: " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " يقال عنهم مثل هذا الكلام.
"لذا فإننا سنقوم في هذا الكتاب بتناول هذا القضية, مظهرين أن كتاب الله تعالى كتاب, يشتمل عناصر الكتاب, كتاب أفضل من أي كتاب, كتاب ذو بنيان قويم, مترابط الأجزاء متناسقها, يصدق بعضه بعضا, كتابٌ آيته أنه كتاب, وليست آيته في السورة الواحدة, لأن السورة لا تكون سورة إلا بغيرها! "
سبحان الله كيف غُفل عن هذا ألف وأربع مئة سنة ثم سقطت أنت عليه!
لا تستغرب من اللهجة التي أكتب بها فمن يسفه الأمة وعلاماءها يُسفه وترفض أقواله.
كيف أُنزل القرآن؟
من المسلّم به بين عوام المسلمين وعلمائهم أن القرآن أنزل مفرقا, ولم ينزل جملة واحدة, وذلك لصريح قوله تعالى: "وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء: 106] "
وقوله: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان: 32] "
فالكافرون كان يريدون أن ينزل القرآن جملة واحدة حتى يعرفوا ما فيه وماذا سيقدم لهم, ولكن الله عزوجل بيّن أن طلبهم هذا مخالف للحكمة من طريقته التي ارتضاها في تنزيل القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا تجاوزنا هذه المسَلّمة انتقلنا إلى النقطة التالية, وهي السؤال:
إذا كان القرآن أُنزل مفرقا, فكيف كان هذا الإنزال؟
المشتهر أنه كان هناك طريقتان في نزول القرآن, فإما أن تُنزل السورة كاملة, أو تُنزل آيات بحسب الحاجة, فلربما أُنزلت خمس أو عشر آيات أو أكثر, ولربما أُنزلت آية أو جزء من آية, وفي هذا يقول الإمام السيوطي في الإتقان:
"النوع الثالث عشر: ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً.
الأول غالب القرآن. ومن أمثلته في السور القصار: اقرأ، أول ما نزل منها إلى قوله (ما لم يعلم) والضحى أول ما نزل منها إلى قوله (فترضى) , كما في حديث الطبراني. ومن أمثلة الثاني: سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبت, ولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معاً، ومنه في السور الطوال المرسلات. ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه المرسلات عرفاً, فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فلا أدري بأيها ختم: (فبأي حديث بعده يؤمنون) أو (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون) , ومنه سورة الصف لحديثها السابق في النوع الأول. ومنه سورة الأنعام، فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة, حولها سبعون ألف ملك. " اهـ
وعلى قولهم, لم تنزل الآيات داخل السور المفرقة مرتبة, وإنما كانت تنزل هكذا حسب الحالة, فلربما أُنزلت آيات في آخر السورة أو وسطها قبل آيات في أولها, ثم ينزل الأول بعد ذلك, ولربما أُنزلت مرتبة, وهكذا إلى أن رُتب القرآن الترتيب الذي نحن عليه الآن في العرضة الأخيرة على الرسول الكريم, والذي استقر عليه المسلمون في آخر حياة الرسول وبعد وفاته.
وبعد أن عرضنا ما قالت به بعض الروايات, والتي صدّق عليها العلماء, ننظر في القرآن, لننظر؛ هل ما قال به العلماء الأفاضل هو ما قال به القرآن."
وهنا أسألك أين هي الروايات التي صدق عليها العلماء؟
هل ما ذكره السيوطي هو الروايات أو هو ما فهمه من مجموع الروايات الثابته بالأسانيد الصحيحة؟
"الناظر في القرآن يجد أنه يقولها صراحة, أنه أُنزل على شكل سور ولم ينزل على شكل آيات متفرقات! فكانت السور الطوال مثل البقرة وآل عمران والنساء تنزل جملة واحدة, كما كانت السور القصار مثل الإخلاص والكوثر والنصر تنزل جملة واحدة."
أين الدليل على أن البقرة وال عمرآن والنساء نزلت جملة واحدة؟
ومن قال لك أن النصر والإخلاص والكوثر نزلت جملة واحدة؟
"ونبدأ في تناول الآيات التي تصرح أن القرآن أُنزل على شكل سور وليس على شكل آيات:
ونبدأ بالآيات التي يخبر الله تعالى بعدم قدرة البشر على الإتيان بمثل القرآن, والتي قالوا أن الله تعالى تحدى فيها البشر, وبغض النظر إذا كان الأمر تحديا أو إخبارا فإن كليهما مؤدٍ إلى ما نقول به:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
"وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة: 23] "
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [يونس: 38] "
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [هود: 13] "
هذه الآيات تقول صراحة أن الكفار لن يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور من القرآن أو حتى سورة واحدة, وعلى قولهم فهي تتحداهم أن يأتوا بسورة أو عشرة, فلماذا يطالبهم الله عزوجل أن يفعلوا ما لم يفعله هو في كثير من الأحيان؟!
فإذا كان يُنزل على الرسول الكريم السور القصار فقط جملة واحدة, وأحيانا يُفرقها, وأما السور الكبار فينزلها على مرات متتاليات, بدون أي ترتيب للآيات, فينزل آخر السورة قبل وسطها, وقبل أولها؟!
التحدي لا يكون إلا إذا كانت السور, كبيرة كانت أو صغيرة, تُنزل جملة واحدة وعلى الآخرين أن يأتوا بمثلها."
أما سؤالك الأول فأتركه للقارىء الكريم.
ومن قال أن التحدي لا يكون إلا إذا أنزلت السورة جملة واحدة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وبناء على قولك فلا يجوز التحدي بالقرآن كله حتى ينزل كاملاً، والتحدي بالقرآن كله قد نزل في سورة الطور والأسراء قبل أن يكتمل نزول القرآن.
"ونقدم لك عزيزي القارئ تصورا يقرب لك المسألة:
تصور أني شاعر كبير وأدعي أني آتي بقصائد لم يأت به الأوائل ولن يستطيعها الأواخر, فقال لي الناس: قدّم لنا ما عندك لنحكم. فقدمت لهم بعض أبيات من قصيدة, ثم بعدها بفترة قدمت لهم أبيات أخرى, وقلت لهم: هذه الأبيات لا أعرف موضعها من القصيدة, وسأخبركم فيما بعد, المهم أنها من القصيدة. وهكذا كل فترة, أقدم لهم بعض أبيات تضاف إلى القصيدة, وأحيانا كنت أحذف بعض الأبيات بعد أن أقدمها لهم, وأحيانا أقدم لهم أبياتا, فيعترض معترض أو يسأل سائل, فأضيف بعض الكلمات إلى القصيدة, وبعد فترة أقول لهم: الآن انتهت القصيدة, وهذا هو الشكل النهائي لها, وأتحداكم أن تأتوا بمثلها؟!
بالله عليك هل يُقبل مثل هذا الشكل من التحدي في أي مجال أدبي أو فكري؟! "
سبحان الله تقيس كلام الله على كلام البشر!
إن الذي أنزل القرآن مفرقاً قد علم أنهم سيعجزون عن الإتيان بمثله، والدليل أنهم لم يحاول، بل علموا من اللحظة الأولى أنه ليس كلام بشر، وأقصى ما فعلوا أنهم قالو:
(لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) سورة الأنفال من الآية (31)
فلا داعي لكلامك هذا وما بعده من القياسات والصور الفاسدة.
"ونلاحظ أن الله تعالى لم يخبر (لم يتحد) بأننا لا نستطيع أن نأتي بمثل بضع آيات, وإنما كان التحدي (الإخبار) بعدم القدرة على الإتيان بسورة, وإذا كانت الآيات المنزلة في كل مرة كافية شافية في قضية ما, فإن إضافة غيرها يعد حشوا! أو نقضا للتناسق بين الكلام وبعضه.
وإذا كان الله تعالى يعتمد هذا الأسلوب في إنزال النصوص, فكان من الممكن أن يعتمده أيضا كفار قريش, فيردون على محمد بجمل مرتبطة, ويقولون: هذا مثل ما أنزل عليك وسنكمله نحن أيضا فيما بعد, عندما تكمل أنت سورك!! "
وهذا جهل فاضح بالقرآن أو أنه طعن فيه من طرف خفي.
إن كل آية من القرآن كافية شافية في موضوعها ولا يمنع أن ما أضيف إليها يعطي معنىً إضافياً، ولا يلزم من ذلك من أن تنزل جملة واحدة كما هو في القرآن كله.
"ومن الممكن أن يفعله أي مدعٍ للنبوة في أي زمن, فيقدم بعض نصوص تتناول أي موضوعات, فإذا قيل له: وماذا في هذه النصوص؟ ليست على القدر من الفصاحة والبيان, كما أن موضوعها ليس على المستوى. أجاب: لقد فعل الله سابقا مثل هذا! –تعالى الله عن هذا- فأنزل جملا متفرقة على محمد, ثم جمعها فيما بعد فصارت معجزة أدبية! فلم تقبلونها مع محمد وترفضونها معي؟! "
سبحان الله
هل القرآن لم يكتسب فصاحته وبيانه إلا بعد إكتمال نزوله؟
والجواب بنعم لازم لك لأنك تقول إن القرآن سورة واحدة.
"إن القول بتفريق سور القرآن كان دقا لأكبر مسمار في نعش تفرد القرآن, وقضاء على تحديه بأن يأتي المخالف بسورة من مثله, فسيأتي المخالف ببعض جمل ويقول: أتيت بسورة من مثله, وباقيها سأكمله بعد سنة أو عشر سنين, كما حدث مع مزملكم؟! فكيف نرد على هذا؟! "
وكيف افترضت أن للقرآن نعشا وأنه قريبا سيحمل على الأعناق ثم يدفن بلا رجعة؟
ثم لماذا هذه العبارة: " كما حدث مع مزملكم؟! "
لا أدري ما أقول، قد يكون جهلاً وغباءً وقد يكون مكرا وخبثا.
ـ[عمرو الشاعر]ــــــــ[06 May 2009, 11:37 ص]ـ
سلام عليك أخي:
رد أخير أختم به حواري معك أخي الحنون!!!
قلت ردا علي: سألتني بالله وهذا هو الجواب:
(مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (106)
(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) سورة النحل
فهذه نصوص صريحة في أن هناك آيات تنسخ وآيات تبدل، وهذا وحده كافٍ في الرد عليك." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
يا أخي المحب هذا أكبر دليل على أنك لا تتدبر القرآن, وتكرر وتنقل ما قاله الأقدمون وتتشنج في الدفاع عنه, غير منتبه للسياق العام!!!
الذي وردت فيه الآيات, فأقول وخذها من إنسان غير متدبر:
كلمة آية تأتي في القرآن دوما بمعنى علامة, دليل , بينة أو بالاستعمال الخاطئ بما يساي معجزة, ولم تأت أبدا بمعنى: آية في القرآن بخلاف كلمة: آيات والتي قد تأتي بمعنى: آيات قرآنية أو ما يسمى بالمعجزات!
قد تقول: ولكنها في هذا السياق أتت بمعنى آية في القرآن وهاتان الآيتان استثناء. فأقول لك:
هنا عزيزي المتدبر يبرز دور السياق في تحديد المعنى, فإذا نظرنا إلى الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية وجدنا الله تعالى يقول:
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105) مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)
فالسياق يتحدث عن كره أهل الكتاب لنزول القرآن على المسلمين, كما أن الحديث عن قدرة الله تعالى وليس عن علمه كما أن هناك كلام عن مطالبة الرسول بما طولب به موسى, فكل هذا يؤكد أن الحديث عن الآية والتي هي بمعنى المعجزة! والتي هي إشارة للقرآن كله في مقابل التوراة التي نسخت!
فإذا انتقلنا إلى آية النحل وجدنا السياق يؤكد ما قلناه هنا; فالله تعالى يقول:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100) وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)
فالآيات تتكلم عن كره واستثقال المعاندين للقرآن فيقول الله تعالى لهم أنه أعلم بما ينزل فالرسول لا يفتري على الله فلم يأت بالقرآن من عند نفسه, فلقد نزله -لاحظ أن القرآن يعود على القرآن والذي هو الآية التي أتت مكان التوراة! - روح القدس, فهذه الآية في سياقها دليل على أن المراد من الآية القرآن كاملا!
ولست أدري كيف تستدل بالآية فهل صدق الكفار أو اليهود بالقرآن وأنه من عند الله فإذا نسخت آية اعترضوا على محمد وقالوا أنه يفتري على الله!! لو قالوا هذا لكان معناه أنهم يعترفون بالقرآن كوحي من عند الله!! وهذا ما لا يقولون به! فتأمل أخي المحب!!!
والعجيب أنك قلت:
وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي:
الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
(يُتْبَعُ)
(/)
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
وأي غرابة في هذا، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت. اهـ
وأسألك بالله عليك مجددا وأرجو أن تجيب بنعم أو بلا: هل المنطقي أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا ثم يكمل عند الاعتراض؟ وهل هذا هو الأفضل أم من الأفضل والأكثر منطقية أن ينزل بدون كلمات ناقصة؟ ولماذا لا ينبغي أن يثير هذا الشك عند غير المسلم؟!!
يا أخي أنا أعمل عقلي في تدبر القرآن ولله الحمد لي إنتاج كبير يشهد على هذا, ويكفيني فخرا أني استخرجت في المرحلة الجامعية من القرآن تصورا لخلق الإنسان مخالفا للتصور التقليدي والذي يقول بالتمثالية وللآخر الذي يقول بالداوينية, وغير ذلك في تلك المرحلة المبكرة!
ثم تقول:
هلا أعطيتنا مثالا شاهدا لقولك من تفسير كل مفسر من كل عصر حتى نتحقق من بلادتهم وغبائهم ومن ثم نكر على مؤلفاتهم تقطيعا وتمزيقا وتحريقا؟ اهـ
يا أخي تمهل ورفقا بالمفسرين, المشكلة أن المقدسين للسابقين يظنون أن السابقين أفضل من اللاحقين!! وهذا ما لا نجده في أي علم من العلوم!!! فمن المعلوم أن اللاحق يبني على نتاج السابق ويكون أعلم منه لأنه خبر ما قدمه واكتشف زلاته وأخطاءه وقصوره ويحاول أن يتفادى هذا فيما يقدم, لهذا يكون اللاحق أعلم. وهم رحمهم الله قدموا لنا اللبنات الأساسية والتي عليها نبني وننقد, ولو لم يقدموا لنا لتخبطنا, ويكفيهم فخرا أنهم ابتدأوا وأسسوا فهذه تحسب لهم!
أما أن نظل دوما نكرر: السابقون أفضل السابقون أعلم السابقون السابقون ... فهذا أمر غير منطقي مخالف لسير كل العلوم على وجه البسيطة!
لذلك لا ينبغي أن نمزق كتبهم أو نحرقها وإنما نقرأها تبعا للمستوى الحضاري والفكري للمفسر ولا نعتمدها كتفسير أو تأويل نهائي للقرآن الكريم!
أما بخصوص شاهد من تفسير المفسرين فمن المعلوم أن المفسرين لم يراعوا السياق في تفسيرهم للقرآن إلا فيما ندر! وكتب التفسير أمامك شاهدة على ما أقول, فتجد المفسر يورد الأقوال المختلفة في تفسير الكلمة, ولو اعتمد السياق مرجحا لألغى كثيرا من هذه الاحتمالات!
وأضرب لك مثالين: ذكر المفسرون في تفسيرهم للنازعات غرقا .... أقوالا عدة, وكذلك ذكروا في تفسيرهم: للشفع والوتر أقوالا وصلت إلى العشرين قولا, ذكرها الإمام الفخر في تفسيره ولم يستطع أن يرجح فيها قولا واحدا!!!!
فلما اعتمدت أنا العبد الغير متدبر السياق -ولاحظ أن الآية في أول السورة! - واكتشفت رباط السورة استطعت تحديد مدلول يتفق مع كل السورة وتوجهها ولم أقم برص احتمالات كثيرة!!
رجاء أخي انسى مسألةالحرق والتمزيق وحاور بلين!!
ثم قلت:
وهذا جهل فاضح بالقرآن أو أنه طعن فيه من طرف خفي.اهـ
يا أخي أنت تنظر إلى المخالف لك على أنه سيء السريرة ويتعب نفسه طيلة عمره ليطعن في القرآن! وأنا لا أعتبر محاوري كذلك! فأنت في نظري إنسان قرأت كتبا كثيرة فاقتنعت بما فيها وتحسبه الحق المطلق, ثم تعيد سكب ما قرأته هنا!
وأنصحك فأقول لك: تدبر الكتاب قليلا وأرنا ماذا ستقدم أخي!
ثم قلت:
إن كل آية من القرآن كافية شافية في موضوعها ولا يمنع أن ما أضيف إليها يعطي معنىً إضافياً، ولا يلزم من ذلك من أن تنزل جملة واحدة كما هو في القرآن كله. اهـ
بالله عليك هل يمكن الزيادة على الكمال التام؟!! هو إما تام أو ناقص ولا احتمال ثالث!
ثم قلت:
لا أدري ما أقول، قد يكون جهلاً وغباءً وقد يكون مكرا وخبثا. اهـ
فأقول لك: أنا لا أفترض سوء النية في المخالف أبدا وإنما أراه مدافعا عما يؤمن به!!
فلم الظن السيء أخي؟!
ختاما أقول لك:
نصيحة من أخ: غير اسمك الذي تتعامل به, فلو كنت محبا للقرآن لأصبحت لينا هينا! وهذا ما لا يبدو من الحرق والتمزيق والظن بالآخرين الظن السيء, فهذا لا يكون من انسان محب أبدا!
فاكتب باسمك نعرفك ونخاطبك به!
سلام عليك!
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 12:46 م]ـ
لأن أرد على كلامك لأنك يبدو من الذين يعتقدون ثم يستدلون.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكني سألتك عن هذه العبارة:
ثم لماذا هذه العبارة: " كما حدث مع مزملكم؟
فإذا كنت ناقل لهذه العبارة ولم تنسبها إلى قائلها فهذا جهل منك يجب أن تتحمل عواقبه.
وإذا كنت أنت القائل وهي من اختراعك فيكفي هذا شاهدا على سوء قصدك.
ما أنا فسأبقى إن شاء الله تعالى محبا لكتابه مدافعاً عنه.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد المزمل والمدثر ورحمة الله للعالمين.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[06 May 2009, 12:56 م]ـ
والعجيب أنك قلت:
وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي:
الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ}
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ} {وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.
وأي غرابة في هذا، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت. اهـ
وأسألك بالله عليك مجددا وأرجو أن تجيب بنعم أو بلا: هل المنطقي أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا ثم يكمل عند الاعتراض؟ وهل هذا هو الأفضل أم من الأفضل والأكثر منطقية أن ينزل بدون كلمات ناقصة؟ ولماذا لا ينبغي أن يثير هذا الشك عند غير المسلم؟!!
!
وكيف أجيبك وهذا تصورك لمراحل نزول الوحي؟
أرجو من الغيورين على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخ الأمة أن يجيبوك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 May 2009, 07:33 م]ـ
أخي الكريم عمرو
بناء على ما نقل الأخ الفاضل محب القرآن، أقٌول لك: ياليتك تراجع كتاباتك، ففيها ملاحظات تحتاج إلى إعادة نظر.(/)
إذا كان لديك تفسير الشيخ ابن عثيمين فأرجو أن تتكرم بالدخول
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Apr 2008, 07:33 م]ـ
إخواني الكرام
أحتاج إلى قول الشيخ ابن عثيمين في كلمة (((أعين))) في قول الله عز وجل: (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) "الطور:48"
ليس لدي تفسير الشيخ وأطمع في معونتكم .. بارك الله فيكم
ـ[شعلة]ــــــــ[13 Apr 2008, 10:58 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ({واصبر لحكم ربك} اصبر يا محمد عليه الصلاة والسلام، والصبر حبس النفس عما لا ينبغي فعله، وقوله {لحكم ربك} يشمل الحكم الكوني، والحكم الشرعي، يعني اصبر لما حكم به ربك من وجوب إبلاغ الرسالة وإن أصابك ما يصيبك، واصبر لحكم ربك القدري الكوني، وهو ما يقدره الله تعالى عليك من هؤلاء السفهاء من السخرية والعدوان والظلم، ولقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم كما أوذي إخوانه من المرسلين، أوذي إيذاءً عظيماً، وضع الكفار سلا الجزور على ظهره وهو ساجد تحت الكعبة، في أأمن مكان، وضرب، ورمي بالحجارة حين خرج إلى أهل الطائف حتى أدموا عقبه صلوات الله وسلامه عليه، ولم يفق إلا وهو في قرن الثعالب، ويلقون القاذورات والأنتان على عتبة بابه عليه الصلاة والسلام، ويقول: «أي جوار هذا» وهذا من امتثال أمر الله، حيث قال الله له: {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا} أي: فإننا نراك بأعيننا ونراقبك ونلاحظك، ونعتني بك، وهذا كما يقول القائل لمن أشفق عليه وأحبه: أنت في عيني، ومن المعلوم أن مثل هذا الأسلوب لا يعني أن مخاطبه حال في عينه، بل المعنى أنت مني على مرأى، وعلى رقابة، وعلى حماية. وفي هذه الآية إثبات العين لله - عز وجل - وهي حقيقية ولكنها لا تماثل أعين الخلق، لقوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
{وسبح بحمد ربك حين تقوم} أي: قل: سبحان الله وبحمده
{حين تقوم} من أي شيء، حين تقوم من مجلسك، أو حين تقوم من منامك، فهي عامة، ولهذا كان كفارة المجلس أن يقول الإنسان: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»، فينبغي للإنسان كلما قام من مجلس أن يختم مجلسه بهذا: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»)
تفسير القرآن الكريم، لابن عثيمينص202 - 203
ـ[لطيفة]ــــــــ[14 Apr 2008, 05:28 م]ـ
شكر الله لك أخي شعلة وجعل ما كتبت في ميزان حسناتك ..
وليتك تتكرم ـ أحسن الله إليك ـ في ذكر بيانات الكتاب: دار النشر، رقم الطبعة، التاريخ، وغيرها
إضافة إلى رقم الجزء الذي ورد فيه الكلام المكتوب
ولك جزيل الشكر ووافر الامتنان
ـ[شعلة]ــــــــ[14 Apr 2008, 06:31 م]ـ
تفسير الشيخ طُبع مفرقاً وما نقلته لكِ كان في كتاب مستقل، وإليك البيانات كاملة:
تفسير القرآن الكريم (الحجرات، ق، الذّاريات، الطور، النجم، القمر، الرحمن، الواقعة، الحديد)
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين، دار الثريا، ط الأولى 1425هـ- 2004م
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[15 Apr 2008, 03:04 م]ـ
الأخت لطيفة أي أمر تريدينه من تفسير الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ما عليك الا ان تذهبي الى موقعه وفي هذا الرابط تجدين تفسير الشيخ لسورة الطور وغيرها من السور داخل
الموقع
http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17821.shtml
ـ[لطيفة]ــــــــ[15 Apr 2008, 03:05 م]ـ
أكرر شكري وامتناني لك.
ـ[فالح العجمي]ــــــــ[15 Apr 2008, 03:22 م]ـ
آسف مكرر
ـ[لطيفة]ــــــــ[25 Apr 2008, 01:44 ص]ـ
شكرا أخي فالح .. أفدتني كثيرا.(/)