وقد ذكرت أمثلة عديدة على كل نقطة من هذه النقاط وأحلت على مواضعها من تفسير الطبري وابن عطية وابن كثير وغيرهم، ولولا خشية طول المقال بالأمثلة الكثيرة لسردتها
وقد يقال: إن كل ما تقدم من مخالفة الحديث أو الإجماع أو المعنى المشهور مما يرد لمجرده القول، فنحن نرد القول لمجرد مخالفته واحدا مما تقدم، فما الفائدة في صنيعهم ذلك؟
والجواب: أن الفائدة أننا لا نستطيع نسبة واحد من السلف إلى مخالفة الحديث أو الإجماع أو غير ذلك إلا بعد ثبوت ذلك عنه، وكذا لا نستطيع نسبة حكم شرعي إليه أو أخذه عنه إلا بعد ثبوته عنه، أما لو كان بيان معنى غير متعلق بشيء مما سبق، أو تحقيق مفردة لغوية، أو ذكر لبعض ما يدخل في الآية أو نحو ذلك مما لا يؤثر في قبوله جرح الناقل فلا بأس من التسامح في ذلك ونسبته إلى قائله، وغالب التفسير يعود إلى ذلك.
ويظهر بذلك أن منهجهم في تلك المسألة منهج وسط، فلا هو إهمال للأسانيد وعدم اعتبار لها واعتداد بها، ولا هو تشدد فيها، وهدم للعلوم بها، ولا هو طغيان للحديث على التفسير أو للتفسير على الحديث، بل هو جمع بين العلمين، واعتبار لمسائلهما وقواعدهما وفق أسس وضوابط، ومنهجية بارزة يرى الناظر من خلالها كمال الانسجام والالتقاء بين العلوم الشرعية، وينتفي بها التعارض والحرج، ويوضع بها كل شيء في محله و نصابه. والله الموفق
وقد يقال: إن كل ما تقدم من مخالفة الحديث أو الإجماع أو المعنى المشهور مما يرد لمجرده القول، فنحن نرد القول لمجرد مخالفته واحدا مما تقدم، فما الفائدة في صنيعهم ذلك؟
والجواب: أن الفائدة أننا لا نستطيع نسبة واحد من السلف إلى مخالفة الحديث أو الإجماع أو غير ذلك إلا بعد ثبوت ذلك عنه، وكذا لا نستطيع نسبة حكم شرعي إليه أو أخذه عنه إلا بعد ثبوته عنه، أما لو كان بيان معنى غير متعلق بشيء مما سبق، أو تحقيق مفردة لغوية، أو ذكر لبعض ما يدخل في الآية أو نحو ذلك مما لا يؤثر في قبوله جرح الناقل فلا بأس من التسامح في ذلك ونسبته إلى قائله، وغالب التفسير يعود إلى ذلك.
ويظهر بذلك أن منهجهم في تلك المسألة منهج وسط، فلا هو إهمال للأسانيد وعدم اعتبار لها واعتداد بها، ولا هو تشدد فيها، وهدم للعلوم بها،، بل هو جمع بين العلمين، واعتبار لمسائلهما وقواعدهما وفق أسس وضوابط، ومنهجية بارزة يرى الناظر من خلالها كمال الانسجام والالتقاء بين العلوم الشرعية، وينتفي بها التعارض والحرج، ويوضع بها كل شيء في محله و نصابه. والله الموفق
وبانتظار مشاركات الفضلاء للإثراء وكذا بانتظار محاضرة الشريف حاتم وفقه الله(/)
وذكرهم بأيام الله .. عاشوراء والهجرة والقانون العام
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[19 Jan 2008, 03:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ...
هي ملاحظات اكدتها آيات قرآنية عديدة، تثبت بأنّ الهجرة النبوية هي قانون عام يجعله الله تعالى دائما ليكون بداية للعد التنازلي لانتصار الحقّ وهزيمة الباطل، واظهار كلمة الله تعالى في كل زمان ومكان ...
في هذه المقالة، ثلاثة عناصر مهمّة:
1 - الهجرة قانون عامّ ولازم في دعوة الله تعالى.
2 - عاشوراء يوم من أيام الله في شهر الله.
3 - قانون الهجرة بين هجرة موسى وهجرة محمد صلى الله عليه وسلم والرسل السابقين.
اولا: الهجرة قانون رباني في دعوة الحق
...
كثيرون هم الذين يعتبرون الهجرة حدث هام مرّ في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، ويحصرون مكانة الهجرة في ما ترتب عليها من آثار بعدها في ظهور الاسلام وانتشار كلمته، من غير الانتباه الى أن الهجرة ما يزال قانونا ربانيا، الى يومنا هذا وهو مستمر مع مسيرة الصراع (المدافعة) بين الحق والباطل ..
أحب أن اضع الموضوع في نقاط حرصا على عدم الاسهاب الطويل ..
اولا: العمومية، منهجية نافعة في تدبر القرآن الكريم:
لقد وضع علماء التفسير قاعدة هامة جدا لكل متدبر للقرآن الكريم، وهي: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
يحسن بنا ونحن نقرأ القرآن الكريم، أن نتدبر القرآن بمنهجية العمومية واستنباط القواعد والسنن العامّة (بما يحتمله النص) دائما اذ ما كان القرآن الكريم كتابا قصصيا يسرد احداثا ووقائع خاصة بزمان دون زمان، ثم لا يستفاد منها شيئا بعد انتهاء الوقائع والاحداث والازمان، ذلك أنه كتاب انزل الى نبي الله صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس - كل الناس - دائما من الظلمات الى النور بإذن ربهم ..
ونبي الله صلى الله عليه وسلم هو خاتم الانبياء وهو للناس كافة، فكان لا بد ان يُبعث الى الناس كافة والى كل العصور والازمان بعد ذلك مما يؤكد مسألة بقاء صلاحية الكتاب الذي انزله الله تعالى اليه، ليكون منهاجا عاما ودستوراصالحا، لاصلاح البشرية، والمنهاج والدستور (الناموس) يقتضي ان تجتمع فيه منظومة كاملة وشاملة، من القوانين والسنن العامة التي تصلح في امتداد الزمان واختلاف المكان دائما وابدا ..
ولقد تبيّن بالاستقراء في آيات الله تعالى ظهور قانون (الهجرة) والذي هو حسب الايات يتعرف بأنه:
اخراج الرسل واهل الحق من حملة دين الله تعالى من ديارهم التي يفتنون فيها ويُبتلون (وهو قانون آخر سنفرد له مقالا آخر ان شاء الله تعالى) ...
وانتقالهم الى ارض يستطيعون منها الانطلاق بحرية وقوة لتبليغ رسالة الله تعالى في الارض .. وهذا الانتقال من ارض الى ارض هو البداية الحقيقية لمرحلة القوة في المسيرة الربانية وبداية العد التنازلي لنهاية سلطان اهل الباطل وتمكين اهل الحق في الارض ..
ولا مشاحة في الاصطلاح ..
غير اننا في صدد تأصيل لهذا القانون العام، وبيان ادلة ذلك من خلال الامثلة القرآنية وما فيه من آيات دالة على ذلك ..
الهجرة قانون وسط بين قانوني (الفتنة، والتمكين)
:
وبما أننا سنتحدث عن كلا القانونين في مقالين منفردين الا انه تجدر الاشارة السريعة والمهمة في هذا السياق الى ان قانون الهجرة هو قانون وسط بين قانوني الفتنة والتمكين في اطار (سنة المدافعة وهو الصراع بين الحق والباطل) ..
فتكون معادلة الخلافة الاسلامية العالمية في الارض (في اطار سنة المدافعة) يتحقق فيها ثلاثة قوانين أساسية:
1 - الفتنة والابتلاء.
2 - الهجرة وانتقال الحق من الضعف الى القوة.
3 - التمكين وبناء الدولة التي تنطلق منها دعوة الحق لتحقيق خلافة الله تعالى في الأرض.
يمكن رسم هذا التصور العام من خلال:
الخلافة العالمية = الفتنة والابتلاء + الهجرة والانتقال + قيام دولة النواة (من اهم عناصرها: - السعة وامكانية المراغمة)
.
?
قانون الهجرة: لفتات ونظرات قرآنية
? ..
قال تعالى:
? ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة .. ?
صيغة الاية الكريمة عامة، وهي وان نزلت تعقيبا على هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من مكة الى المدينة الا انها تقرر الفوائد العامة والمنتظرة من عملية الهجرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
(ومن يهاجر) وفعل المضارعة يفيد دائما الاستمرارية، اي ان فعل المهاجرة في سبيل الله مطلوب دائما لانتصار الحق وظهوره في الارض ...
وهذا الاسلوب القرآني يقرر طلبا، كقوله تعالى:
الحج (آية:25):
? ..... ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم ? - وهذا قانون خاص بالمسجد الحرام وهو مستمر ودائم -
الزخرف (آية:36):
? ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ? .. اي نتيجة ترك ذكر الله دائما، تقييض
وآيات أخرى ...
وأما نتيجة هذا القانون وفوائده فهي عائدة الى انتصار الحق واظهار الحق ذاته في الارض ..
النتائج والفوائد من قانون الهجرة:
1 - يجد في الأرض مراغما كثيرا ... أي مواضع ومجالات يستطيع من خلالها ارغام اعداء الحق من اهل الباطل والانتصار عليهم في جولات وجولات.
2 - وسعة ... وهي امكانية الحركة والتحرك بعيدا عن التضييق والتقييد لحركة العاملين لدين الله تعالى ولا شك بأن هذه السعة المطلقة المطلوبة لن تكون الا في صيغة (الدولة المستقلة)، وانّ من نتائج السعة (حرية الحركة):
(بناء القوّة) .. وبهذا تكون المعادلة الواضحة في فائدة الهجرة، وهي:
الحق بحاجة الى قوة تحميه وتبلغه، والقوة بحاجة الى دولة تحفظها.
وأمّا الدولة فهي ايضا تعتبر قانونا هاما في انتصار الحق، حيث لا حق بغير قوة تحميه وتبلغه في الارض، ولا قوة بغير دولة ذات سيادة وقيادة وارادة (استقلال) ..
? (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ... ) ?
- ولا يكون هذا الاعداد المطلق الا تحت قيادة اسلامية مستقلة، وسيادة مطلقة على الارض .. مع ارادة مستقلة قوية.
آيات من كتاب الله تدل على اطّراد قانون الهجرة
:
وأنا هنا اسردها سردا، واترك للقاريء الكريم أن يستنبط القانون من هذه التطبيقات القرآنية والامثلة التي جاءت في كتاب الله تعالى .....
فلنحاول ان نتدبر على ضوء ما سبق من تقرير قانون الهجرة، وهو:
(اخراج الرسل واهل الحق مقدمة انتصار الحقّ، واهلاك سلطان اهل الباطل):
سورة الاعراف (82)
? وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (83) ?
الاعراف (آية:88):
? قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين امنوا معك من قريتنا او لتعودن في ملتنا قال اولو كنا كارهين ? ...... الى قوله: ? فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ? ..
سورة النمل:
? فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) ?
التوبة (آية:40):
? الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم ?
في سورة الحج
(انتبه الى ثلاثية القوانين: ابتلاء - إخراج - تمكين):
قال الله تعالى
? أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39 ?) قانون الابتلاء.
? الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) ?
قانون الإخراج من الارض بغير حق، من قبل اهل الباطل.
? الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) ?
قانون التمكين وبناء الدولة والسلطان.
وفي سورة ابراهيم
(يُتْبَعُ)
(/)
(لاحظ ثلاثية القوانين الثلاثة: فتنة ايذاء - اخراج أو محاولة الاخراج - تمكين وسكنى الارض (دولة) -)
? قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12) ?
في هاتين الايتين يتبين قانون (الابتلاء والايذاء)
? وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) ?
في هذه الاية التالية لما سبقها يتبين قانون (الهجرة والاخراج أو محاولة الاخراج)
? وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) ?
في هذه الاية التالية لما سبقها يتبين قانون (التمكين واقامة الدولة على ارض يسكنها المؤمنون)
وفي سورة الاسراء
(لاحظ ثلاثية القوانين السابقة):
? وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73)
وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74)
إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) ?
قانون الفتنة.
? وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76)
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77) ?
قانوني (الهجرة (ليستفزونك من الارض ليخرجوك منها) ثم التمكين بدلالة (واذا لا يلبثون خلافك الا قليلا)
محمد (آية:13):
? وكاين من قريه هي اشد قوه من قريتك التي اخرجتك اهلكناهم فلا ناصر لهم ? ..
ولعل اخواني يبحثون في هذا الاتجاه فيجدون غير ذلك ...
عاشوراء، وقصة الهجرة في أيام الله ...
..
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء فقال:
(عاشوراء يوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه).
وقبل النبي صلى الله عليه وسلم السبب الذي يُصام عاشوراء من أجله، وهو انه يوم صالح نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنوده واغرقهم ..
والجمع بين الحديثين يقتضي، أنّ يوم انجاء الله تعالى لموسى من ملاحقة فرعون وظلمه واستضعافه للمؤمنين مع موسى برسالته (الاسلامية)، هو يوم من أيام الله .. التي ينسبها الله تعالى الى نفسه تعظيما لما حدث فيها من انتصار الحق بعد اغراق طاغية الباطل فرعون مع قوته كلها ..
ومن اللافت أن ينسب النبي صلى الله عليه وسلم، شهر محرم الذي يتضمن يوم عاشوراء في عاشره، الى الله تعالى كذلك، فيقول عنه:
(شهر الله الذي تدعونه المحرم) ..
فعاشوراء اذا:
يوم من ايام الله تعالى، في شهر الله المحرم ..
هو يوم لله في شهر الله.
ولعلّ اهم ما احتضنه شهر الله المحرم، هو:
1 - عاشوراء يوم نجى الله موسى ومن معه، من فرعون واغرقه مع جنوده في هذا اليوم.
2 - هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم ونجاة الصحابة من ظلم قريش وقهرها لهم.
هجرة موسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام (وذكرهم بأيام الله) ... بين سورة ابراهيم وسورة الاسراء.
يتبع ان شاء الله تعالى ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Jan 2008, 04:01 م]ـ
الحمد لله
كلام رصين متين ... وأدلة قرآنية في مكانها
غير أني لا أوافقك أخي الكريم على مسألة واحدة في قولك
2 - وسعة ... وهي امكانية الحركة والتحرك بعيدا عن التضييق والتقييد لحركة العاملين لدين الله تعالى ولا شك بأن هذه السعة المطلقة المطلوبة لن تكون الا في صيغة (الدولة المستقلة)
فيظهر لي - بادي الرأي - أن هذا الحصر في الدولة المستقلة غير صواب و الدليل على هذا هو الهجرة الاولى الى
(يُتْبَعُ)
(/)
الحبشة ... فقد كانت بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وما كانت الحبشة دولة اسلامية مستقلة بل كانت تدين
بالنصرانية فيما أعلم ... والنجاشي رضي الله عنه مع اسلامه لم يجعلها دولة اسلامية مستقلة
وقد يشفع لقولك تقييد السعة بالمطلقة فحينئذ أوافقك تماما على هذا الكلام دون تردد.
.والله اعلم.
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[20 Jan 2008, 06:07 م]ـ
بسم والحمد لله ..
أخي الكريم المجلسي الشنقيطي ..
اشكرك على المتابعة والاهتمام وجزاك الله خيرا على الملاحظة ..
يبدو بأن الحديث عن مفهوم الدولة في هذا المقام هو باعتبارها افضل صيغة يمكن ان تتاح فيها الحركة الواسعة غير المقيدة لأننا لا يمكن ان نتصور تحرك مطلق في اطار دولة لا تتبع لاهل الحق والايمان، فكان تقييد السعة بالدولة المستقلة اي التابعة بقيادتها وسيادتها الى اهل الحق والايمان، وان قرائتنا للسيرة تثبت قيامها فعلا، وكذلك دولة اهل الحق والايمان في فلسطين من بعد موسى، على عهد طالوت وداوود وسليمان، وقبل ذلك على عهد يوشع بن نون ..
ولأمر حكيم استفاض القرآن الكريم في قص سيرة بني اسرائيل، مبينا كل مسيرة النبوة وما جرى لموسى مع قومه بل وما كان من بعد عهد موسى من تمكين لبني اسرائيل في الارض قبل انحرافهم الاخير عن العهد النبوي وآخر ذلك مجابهتهم لعيسى عليه السلام ..
فهناك أمتنا يبين الله تعالى مسارهما تحديدا هما امة بني اسرائيل، وامةتنا باعتبارها الوارثة لعهد الرسالات من بعد بني اسرائيل، ومن هنا يمكن فهم كثير من خيوط الربط بين المسارين في سورة الاسراء .. وهو ما نرجيء الحديث عنه بعد ان نضع القاريء الكريم في صورة التشابه الكبير بين هجرة موسى ومحمد عليهما افضل الصلاة واتم التسليم ..
وذكّرهم بأيام الله ..
..
قال تعالى في طلبه لموسى:
? وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) ? ..
فلبى موسى الطلب، من خلال ذكره لهذه الايام العظيمة المنسوبة الى الله ةعلى وجه الخصوص يوم أغرق الله تعالى فرعون وجنوده ونجى المؤمنين مع موسى من قومه:
? وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) ? ..
ومن خلال هاتين الايتين يتبين لنا ما يلي:
1 - جعل الله تعالى أيامه العظيمة التي ينصر فيها الحق واهله وعدا ثابتا ومستمرا ما دام الصراع بين الحق والباطل، ولكنه مشروط بكثرة الصبر بل والاصطبار والمصابرة،والاعتراف بنعم الله كثيرا (الشُكور) وهذا مأخوذ من قوله تعالى:
? وذكرهم بأيام الله إنّ في ذلك لآيات لكل صبّار شكور ?
2 - يوم نجاة قوم موسى (والذين آمنوا معه) هو ذلك اليوم الذي ذكر به موسى قومه وهو من ايام الله.
وبهذا تنسجم نصوص الكتاب والسنة على اعتبار يوم نجاة موسى ومن معه من ظلم واستضعاف فرعون لهم، هو يوم من ايام الله تعالى العظيمة التي خلدها القرآن .. ثمّ أكدت السنة عظمة هذا اليوم من ايام الله تحديدا من خلال مشروعية صيامه مع التأكيد على مخالفة اليهود باعتبار أنهم لا ينتسبون - حقيقة - الى دعوة موسى لأنهم انحرفوا عن دينه وحرّفوا كتابه ..
ومن الواضح تماما بأنّ يوم النجاة هنا هو يوم الخروج من مصر الى سيناء (دار هجرة موسى ومن معه) .. تحقيقا لقانون الهجرة الذي شرحناه:
? ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ... ?.
المتدبر للقرآن الكريم، يجد الشبه كبيرا بين هجرة موسى عليه السلام وهجرة محمد صلى الله عليه وسلّم باعتبارهما يحملان ذات الحقّ الذي انزله الله تعالى على الناس.
ولا شك بأن يوم هجرة موسى ونجاته مع قومه من ظلم فرعون هو اعظم أيام موسى في دعوته الى الله تعالى.
وإذا كان من حق يمكن أن يتبعه من يدعي انتسابه الى موسى عليه السلام فهو باعتبار ذلك اليوم بداية التأريخ الصحيح للأمة اليهودية ..
(يُتْبَعُ)
(/)
غير ان انحرافهم وعدم صدقهم في الانتساب الى موسى ودعوته وتحريفهم للحق، جعلهم غير مستأهلين لتوفيق الله تعالى في اتخاذ هذا اليوم ..
الأمر الذي اختلف مع امتنا الاسلامية التي وفقت - في زمن الفاروق - الى اعتبار يوم الهجرة ونجاة المؤمنين من ظلم قريش واستضعافها، هو يوم البداية الفارقة في انتصار الحق الذي حملوه.
فالحق هو أن يؤرخ لأمة الرسالة الربانية، من عند اليوم الذي كان حاسما في نجاة اهل الايمان والذين بهجرتهم حسمت مسألة القضاء على دعوة الحق ..
أن الانتقال من ارض الابتلاء والفتنة ترتب عليه قيام دولة الحق ّ والتي نعتبرها قانونا لازما لحماية الحق وتأمين طريق الدعوة اليه وتبليغه للناس.
لقد كانت اقامة تلك الدولة الحامية للحق والمجاهدة في سبيله على عهد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة بعشر سنين اي بعد فتح مكة حيث استطاعت بعد الفتح تحقيق البعد العالمي للرسالة الاسلامية فكانت بذلك خلافة الله على الارض ...
فكانت الفترة من الهجرة الى استقرار امر دولة الدعوة لتكون عالمية بعد ذلك عشر سنين.
وأما دولة الحق بعد نجاة موسى ومن معه فلم تقم مباشرة بعد الانتقال الى ارض سيناء، حيث كانت الفترة من خروج موسى الى دخول الارض المقدسة اربعين سنة.
ولكن من الممكن أن تكون سيناء خلال فترة الاربعين سنة، بؤرة تستقطب اليها المؤمنين الجدد حتى اجتمع امرهم بعد ذلك تحت لواء نبي الله يوشع بن نون فدخل الارض المقدسة، وقامت دولة الحق، وبهذا الاعتبار فإن سيناء هي الدار التي جعلها الله تعالى لهجرة المؤمنين، وان مقصدهم بعد ذلك كان دخول الارض المقدسة لتكون دولة الحق ومنطلقه ..
وكذلك استمرت الهجرة في سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم عشر سنين الى ان تم للمؤمنين فتح مكة، لتكون ارض الجزيرة كلها هي دولة الاسلام ومنطلقه الى العالم، وفي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية) ...
الا ان الهجرة - وان انتهت بمفهومها المحدد في السيرة - الا ان ما تضمنته من معاني (النصرة والايواء) ما زالت مطلوبة في كل جولة من الصراع بين الحق والباطل ..
ومما احب ان ابينه هنا هو بعص صور التشابه بين معاني الهجرتين كما في الايات القرآنية الكريمة، وآخذ من هذا التشابه في المعاني الايمانية، هو معنى اليقين والثقة بوعد الله ونصر الله تعالى ..
جاء في سياق قصة موسى عليه السلام:
الشعراء (آية:61 - 62):
? فلما تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون
قال كلا ان معي ربي سيهدين ?
وجاء في سياق قصة هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم:
التوبة (آية:40):
? الا تنصروه فقد نصره الله اذ اخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فانزل الله سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمه الذين كفروا السفلى وكلمه الله هي العليا والله عزيز حكيم ?
ولسوف نجد هذا التشابه وايجاد العلاقة بينهما في سورة الاسراء
وعلى هذا سيأتي التفصيل، ان شاء الله رب العالمين ...
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[21 Jan 2008, 02:14 م]ـ
أبو البراء مهدي
زادك الله من فضله ..
ـ[أبو البراء مهدي]ــــــــ[23 Jan 2008, 01:04 ص]ـ
أشكرك أخي أبو عبد العزيز .....
متابعة لما أسلفت من استقراء التشابه الموجود في سورة الاسراء بين هجرتي محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام ...
في أمر هجرة محمد صلى الله عليه وسلم نجد الايات تنطق بالوضوح، عن المعنى العام من قانون الهجرة الذي يعبر عنه بالاستفزاز من الارض بهدف اخراج المؤمنين منها ...
وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76)
سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77)
وفي أمر هجرة موسى من قوم فرعون وأذاه نقرأ:
فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ الأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا (103)
وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)
فما هو دلالة هذا التشابه بين سياق الكلام عن كلا الهجرتين؟؟
وهل يمكن أن يكون هناك متابعة تهم أمتنا في هذا الزمان، خاصة أن الصراع بين الحق والباطل اليوم هو فعلا بين كلا الامتين، امتنا وهي حاملة لواء الحق، وأمة اليهود حاملة لواء الشر والباطل ...
فالى مزيد تدبر واياكم ان شاء الله تعالى في كمالة الكلام ..(/)
هل يدخل (الذوق) في ..... ؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[19 Jan 2008, 05:34 م]ـ
عندما يفسر المفسر آية من الآيات
فهل يستخدم (ذوقه الأدبي) في التحليل أيضًا؟
قضية أود معرفتها جزاكم الله خيرًا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Jan 2008, 09:34 م]ـ
أخي الكريم ابن ماجد: لو رجعت وتمعنت في كثير من كتب التفسير كجامع البيان لابن جرير، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي، والمحرر الوجيز لابن عطية وغيرهم من المتقدمين، وكأضواء البيان للشنقيطي، وظلال سيد قطب وغيرهما من المتأخرين، لتيقنت أن الذوق الأدبي المنطلق من فقه اللغة والسائر في موازاة النصوص الشرعية، من الأدوات الهامة للمفسر التي يستعان بها في فهم النص القرآني، ودونك بحث الدكتوراة للدكتور الشهري الموسوم بعنوان: الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم، فستفيد منه كثيرا في هذا الجانب، ووفقني الله وإياك لكل خير.(/)
التحصيل والتفصيل
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Jan 2008, 02:08 م]ـ
هل من متفضل يفيدنا عن تفسيري المهدوي، {التفصيل، والتحصيل}.؟ من حيث الوجود والطبع. وفقكم الله تعالى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Jan 2008, 05:55 م]ـ
بالنسبة لكتاب التحصيل للمهدوي فقد حقق أجزاء منه في عدد من البلدان:
حقق تفسير سورة الفاتحة والبقرة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وحقق التفسير من سورة آل عمران إلى سورة الأنعام بالأردن.
وحقق من سورة الأعراف إلى سورة يوسف بجامعة الملك سعود بالرياض.
ولا أدري هل أكمل التحقيق في المغرب أو في السودان أو في غيرهما ..
والله أعلم ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Jan 2008, 07:33 م]ـ
التفصيل الجامع لعلوم التنزيل لأبي العباس أحمد بن عمار المهدوي المتوفي سنة 440 هـ ,
تقديم و تحقيق من سورة الأنعام إلى سورة التوبة.
جامعة عبد المالك السعدي, كلية الآداب و العلوم الإنسانية, تطوان؛
المؤدب, محمد الأمين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[21 Jan 2008, 11:48 ص]ـ
أفدتمونا أفادكم الله، وأحسنتم أحسن الله إليكم، والباب مفتوح لمن لديه مزيد.
ـ[محسن المطيري]ــــــــ[05 Feb 2008, 11:47 م]ـ
هما تفسيران للمهدوي الأول: (التفصيل الجامع لعلوم التنزيل) ومختصره (التحصيل لفوائد كتاب التفصيل) فالأول
مفقود إلا أجزاء يسيرة لم أقف على شئ منها، وأما المختصر فقد حقق منه عدة أجزاء على التالي:
_ سورتي البقرة والفاتحة رسالة ماجستير بجامعة الإمام للباحث علي هرموش.
_ سورتي آل عمران والنساء للباحثة سناء فضل عباس بالجامعة الأردنية.
_ سورتي المائدة والأنعام للباحثة نجاح أبو رية بالجامعة الأردنية.
_ سورة الأعراف بتحقيقي في جامعة الملك سعود.
_ سورتي الأنفال والتوبة للباحث محمد باطيور في جامعة الملك سعود.
_ سور يونس وهود ويوسف للباحثة عبير النعيم بنفس الجامعة.
ولعل الدكتور مروان يريد كتاب التحصيل وليس التفصيل فأرجو التأكد من العنوان.
والكتاب بحاجة إلى مشروع جامعي من عدد من الطلاب لإتمام تحقيقه، وقد سمعت من البعض أنه يوجد كاملا في بلاد
المغرب العربي ولاأعلم عن صحة هذا الكلام ولعل الإخوة في المغرب يجيبون بالنفي أو الإثبات.(/)
حوار الإسلام اليوم مع الريسوني حول دلالة النصوص والمقاصد والاجتهاد ...
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[21 Jan 2008, 09:48 ص]ـ
أجرى الحوار في موقع الإسلام اليوم عبد الله الرشيد 29/ 12/1428
س: هناك معادلة مشكلة، وهي قدسية النص الشرعي وعصمته، وبشرية فهمنا له القابل للخطأ والزلل. كيف يمكن التعامل مع هذه القضية؟
ج: بشرية الفهم ونسبيته وقابليته للصواب والخطأ هذا أمر لا شك فيه، إذا تجاوزنا صاحب الرسالة -صلى الله عليه وسلم - فجميع الناس، وجميع الصحابة، وجميع العلماء، الأئمة بأفرادهم هم عرضة للصواب والخطأ، في تفسيرهم إلى أي نص وفي استنباطهم منه، وهذا ما قاله الإمام مالك في عبارته الذهبية الشهيرة (كل واحد يُؤخذ من كلامه ويُردّ؛ إلاّ صاحب هذا القبر، مشيراً إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) هذا من جهة،.
ولكن من جهة أخرى هذا لا يمكن اتخاذه ذريعة لإسقاط أي فهم وإسقاط أي اجتهاد وإسقاط أي تفسير، ولذلك بعض أصحاب أو أدعياء القراءات الجديدة للقرآن الكريم، يقولون ليس هناك معنى محدد أصلاً للقرآن الكريم لأي آية أو لأي نص قرآني، فضلاً عن النص الحديثي ليس له معنًى محدد لابد أن نعرفه أو أن نصل إليه وهو المقصود، وإنما إلى هذا الحد وصلوا، وإنما الأمر أن معنى النص هو كل ما فهمه أي واحد، كذلك هو المعنى في حق من فهمه، ولا يلزمه إلاّ من فهمه، وهنا بصراحة نصل أو نرجع إلى السفسطة، فلا معنى لأي شيء طبعاً، هذا اتجاه واضح أنه يرمي إلى العبثية بالنصوص وبالمقدسات بل بثوابت العلم؛ لأنه إذا كان هذا الكلام يُقال في حق القرآن الكريم، فلأن يُقال في غيره من باب أولى، فلا معنى لأي نص قانوني تلزموننا به، ولا معنى لأي نص تاريخي يحتمل جميع التفسيرات وجميع الأفهام لا معنى لأي نص أدبي أو فلسفي، وهذا يفضي إلى العبث فإذاً لابد أن تكون المسألة واضحة وحازمة؛ لأنها مسألة علمية وليست مسألة شرعية فقط، فهناك للكلام وللنصوص معاني واضحة ومحددة في أغلب الأحيان ولابد من الرضوخ إلى تلك المعاني الواضحة، وهذه المعاني تتأكد ويتأكد وضوحها ومصداقيتها بقدر ما يقول بها علماء ذوو تمكن وذوو اختصاص وذوو أمانة علمية، وبقدر ما يتزايد عددهم، وبقدر ما تكون هناك قواعد ومسالك واضحة لفهم النصوص وفي مقدمتها دلالة اللغة التي ما فتئ الناس يتفاهمون بها عبر العصور وعبر الأجيال، فإذن تبقى أن هناك نسبة كبيرة من المعاني لا يمكن أن يجادل أحد فيها، من المعاني ومن المضامين ومن الأحكام ومن الاستنباطات على الرغم من بشريتها فإنها تبلغ مبلغ اليقين بسبب وضوحها، وبسبب القواعد التي اعتمدت فيها بسبب القائلين بها.
إذاً قضية نسبية وبشرية الفهم ليست أبداً معبراً ولا ذريعة للتشكيك في جميع الأفهام والاستنباطات، بل هناك ما لا يُحصى من المعاني القطعية الواضحة التي لا يشك فيها إلاّ مكابر وجاحد وعابث.
س: ما هي المعايير العلمية التي يمكن من خلالها محاسبة الأفهام البشرية للنص؟
ج: هذا السؤال تقريباً تكفّلت بالجواب عنه علوم متعددة في مقدمتها علم أصول الفقه، وعلم مناهج التفسير أو قواعد التفسير، وأهم ما يمكن الإحالة عليه؛ لأننا لا يمكن أن نفصل الآن في هذه القضايا، بل إن هناك علوماً تتناولها أهم ما يمكن الإحالة عليه هو كما ذكرت قبل قليل اللغة؛ لأن التشكيك في جميع التفسيرات وجميع الأفهام إنما هو تشكيك في اللغة نفسها، فنحن نتفاهم باللغة، ونفهم تراث العصر العباسي وعصر السلف بل نفهم نصوصاً من العصر الجاهلي، ونفهم نصوصاً أدبية وتاريخية وفلسفية ولا نختلف فيها أو لا نختلف في فهمها إلاّ قليلاً، فإذاً قواعد اللغة كلها تعتبر حاكمة في هذا المجال، اللغة ليست عبثاً، والنصوص التي نزلت بها منزهة عن العبث، فإذن وفق ما يقتضيه اللسان العربي وقواعده اللغوية والنحوية والبلاغية والقواعد الأصولية في هذا المجال كثيرة؛ دلالة الأمر دلالة النهي، دلالة العام ودلالة الخاص، مفهوم المخالفة، حروف المعاني هذه كلها أمور موجودة، بالإضافة إلى أن فهم النص في أي لغة في معظمه لا يحتاج إلى القواعد، وإنما يحتاج إلى القواعد فيما قد يحتمل ويحتمل، وإلاّ فالآن حينما تعطي أي نص لأي عربي يقرؤه، من العسير أن تقول له كيف فهمت منه، كيف فهمت منه أنه يلزمك أن تفعل كذا، هذا مفهوم عند الناس بالبداهة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالسليقة المتوارثة، وهناك أمر آخر وهو المحكمات الشرعية نفسها؛ لأنه إذا كانت نسبية التفسير ونسبية الفهم والاستنباط ترد في بعض الأمور فإن هناك أموراً تتجاوز ذلك، وتوصف بالقطع واليقين هي أمور بديهيات في الدين، فإذن الاحتكام إليها يقطع كل تلاعب باللغة،
بالإضافة إلى هذه المحكمات هناك بديهيات العقول التي تستحضر السياق، وتستحضر المعاني المشتركة بين البشر، وتستحضر منطقية التفسير، كما أن هناك في أصول الفقه قواعد كثيرة تسمى قواعد العقلية.
فإذن بصفة عامة تفسير النصوص ليس بدعاً في العمل العلمي كله والعمل العقلي، فكل ما كان قاعدة وحجة عند العقلاء وعند أهل العلم والبحث والنظر فهو يعتمد لكنه لا يزيل الخلاف بصفة نهائية، ولكن يجعل الخلاف قليلاً أو يجعله هامشياً.
س: لكن الاستنباط العقلي يتفاوت بتفاوت عقول الناس هذا يوجد مساحة أكبر للاختلاف؟
ج: أولاً: لم يقل أحد من العلماء وربما لم يقل أحد من المسلمين أن هناك شيئاً يمكن أن يلغي الخلاف أو يزيله بين الناس بصفة كاملة، هذا غير ممكن، بل الأدلة العقلية والنقلية تدل على أن الخلاف يبقى وارداً، والصحابة اختلفوا، والملائكة اختلفوا، والأنبياء اختلفوا، لكننا نحن نتحدث عن تقليص دائرة الاختلاف لكي نوجد بجانب مساحة الاختلاف مساحة أكبر منها وأهم منها وأكبر قيمة منها، وهي الاتفاق الذي لا يمكن فيه إلاّ الإذعان والتسليم، فإذن الاختلاف يبقى وراداً، ولكن يجب أن يكون اختلافاً عقلانياً لا اختلافاً عبثياً بحيث يأتي كل واحد يقول: الناس مختلفون، من حقي أن أقول ما أشاء!! هنا ندخل دائرة العبث والسفه.
س: هناك مسألة مهمة في هذا السياق ودوماً ما تتكرر في أدبيات التيار السلفي، وهي الرجوع إلى منهج السلف، فما مدى حجية فهم السلف للنصوص الشرعية؟
ج: أولاً: يجب أن نستحضر ما يقوله العلماء من أن إجماع العلماء حجة ومعصوم، إذا أجمع العلماء على شيء فهو الصواب الذي لا شك فيه. ما دون إجماع العلماء فإنه يتطرق إليه الخلل بنسبة أو بأخرى، ليس هذا فقط في آراء الأفراد بل حتى ما قاله جمهور العلماء قد يكون فيه خلل أو قد يكون فيه قدر من الخطأ.
لا شك أن للسلف إمامتهم في سلامة التدين من جهة، وفي سلامة الفهم من جهة أخرى دون أن يعني ذلك العصمة إلاّ فيما انعقد عليه الإجماع، لكن أولوية السلف هذه وأسبقيتهم إنما هي في المنهج العام وفي القواعد اللغوية، وما هو ثابت من الدين لا يتغير، أما الأمور التي تغيرت فلكل عصر علماؤه، ومجتهدوه أولى من مجتهدي غيره من العصور بما في ذلك السلف، وإذا اجتهدنا في قضية جديدة وفي مشاكل جديدة أو في قضايا ليست جديدة ولكن دخلت عليها تطورات كبيرة جوهرية، إذا نظرنا في مثل هذه الأمور فاجتهاد أهل العصر أولى من اجتهاد كل عصر بما في ذلك الصحابة؛ لأن الصحابة لم يجتهدوا لهذه الحالة لو جاؤوا وبعثوا في زماننا، واجتهدوا لظروفنا لقلنا اجتهادهم على رؤوسنا وهم أهل تقوى واستقامة وصفاء في العقول، لكنهم لم يجتهدوا لزماننا، فحينما نجتهد لزماننا فاجتهاد زماننا هو المقدم وهو الأولى بالاعتبار، فإذن اجتهاد الصحابة واجتهاد السلف ومنهج السلف له مكانته وأولويته في الحدود التي ذكرتها.
س: لكن هناك من يقول: إذا اختلف السلف على قولين فلا يصح إحداث قول ثالث، ما رأيك؟
ج: الإجماع لا يكون على قولين هذا الكلام عند الأصوليين، لكن تحقيق أن الإجماع لا يكون بهذا الشكل. دعنا نسمِّ الأمور بأسمائها، هذا يُسمّى اختلافاً، فصار اختلافاً وليس إجماعاً الذي وُصف بالعصمة ووُصف بأنه حجة لا، لا أبداً ليس هو هذا.
س: كن هناك من يشكك في وقوع الإجماع أصلاً، والإمام أحمد يقول: من ادّعى الإجماع فهو كاذب!!
ج: الإمام أحمد لم يشكك في أصل الإجماع وحجية الإجماع، إنما شكك في صعوبة وقوعه أولاً، وفي صعوبة روايته، وإثباته ثانياً.
(يُتْبَعُ)
(/)
ففي زمن الإمام أحمد كانت الدولة الإسلامية مترامية الأطراف ممتدة على القارات الثلاث، وظروف الزمان مختلفة نظراً لصعوبة التواصل السريع، فنحن نعرف أن كتباً أُلّفت في القرون الخالية، ولم تُعرف في ذلك الزمان حتى عُرفت في هذا الزمان، وحتى مشاهير الكتب كانت تنتشر بعد عشرين سنة وخمسين سنة ومائة سنة، حتى يُعرف الكتاب، ويُعرف رأي صاحبه بخلاف اليوم، الإنسان قد يتكلم فيُسمع كلامه في اللحظة نفسها عبر وسائل عديدة، فاليوم نحن أمام واقع جديد، فكرة الإجماع فيه أصبحت متيسرة ربما لا أقول الآن، لكن أصبحت متيسرة من حيث انعقاد وتبادل الرأي ومعرفة الآراء، فما قصده الإمام أحمد هو: من ادعى الإجماع. أما لو ثبت الإجماع فهو لا يناقش من هذه الجهة.
س: لكن معنى هذا الكلام أن الإجماعات قليلة؟
ج: بدون شك أن الإجماعات الحقيقية المحققة ليست بالكثرة التي تتردد في كثير من كتب الفقه عادة، فالأمر يحتاج إلى تمحيص، ولكن هذا أيضاً ربما مما يسده مجال الاجتهاد، فما دام أن الإجماعات الثابتة والإجماعات المروية رواية صحيحة قليلة، فمعناه أن مساحة الاجتهاد لعلماء كل زمن وفقهاء كل زمن تبقى متسعة.
س: لكن برأيك ألم يؤثر إغلاق باب الاجتهاد في وقت استقرار المذاهب الفقهية على الاجتهاد الفقهي المعاصر؟
ج: أولاً: ليس هناك بمعنى الكلمة شيء اسمه إغلاق باب الاجتهاد فلم يحدث إغلاق للباب، ولكن الذي يمكن أن نتحدث عنه هو فتور الاجتهاد وخموده وقلة من يتصدى للاجتهاد.
نحن نعرف أن تاريخ الأمة الإسلامية عرف خطًّا متصاعداً في جميع المجالات تقريباً أو على الأقل في معظم المجالات العلمية والثقافية والإدارية والفكرية والتنظيمية والعسكرية، ثم وصل إلى مرحلة ربما تمتد قروناً بدأ يتأرجح هذا التاريخ ما بين صعود، ونزول، وجمود، ثم بعد ذلك دخل في مرحلة لا تتأرجح إلاّ بين الجمود والتراجع و التقهقر، فحين عبرت الأمة مرحلة الصعود إلى منتهاها- وهذه سنن ودورات التاريخ والحضارات- كان علماء الأمة الذين تراكمت أسماؤهم وأعمالهم و إبداعاتهم على مر القرون في قمة النضج والاكتمال والإجادة والإتقان، فبدأ الناس يحسون بكاملها وبذلك مالوا نحو الجمود والتأرجح والانحطاط. وهنا أيضا دخل عنصر التمذهب بصفته يميل إلى تقديس وتمجيد المتقدمين من الأئمة والجمود عند آرائهم، وهذه العوامل كلها جعلت كثيراً من الفقهاء يحجمون عن التفكير في الاجتهاد، بل أكثر من هذا تجدهم يجتهدون ويدعون أنهم لا يجتهدون خشية أن يُتّهم بأنه يتعالى ويقدم نفسه، ويتقدم بين يدي الأئمة الكبار الذين سبقوه.
باب الاجتهاد لم يقف في تلك المرحلة، هناك من ادعوا الاجتهاد، وهناك من أنكروا أنهم يجتهدون تواضعاً وتحرجاً؛ فباب الاجتهاد لم يُغلق، وخاصة إذا قصدنا أن توقفه كان بقرار يحظر الاجتهاد، فهذا القرار لا وجود له أبداً في أي مذهب، وفي أي بلد، وفي أي حقبة من الحقبات. كل ما هنالك أنه طموح انخفض عند العلماء وعند الفقهاء، إلاّ استثناءات لامعة، وظلت واضحة أنها تجتهد، ولذلك لم يخلُ عصر من أن يوصف عدد من فقهائه في مختلف المذاهب بأن فلان بلغ رتبة الاجتهاد في هذا المذهب أو ذاك في هذا البلد أو ذاك.
س: ما تأثير هذا التراجع على عملية الاجتهاد في العصر الحديث؟
ج: هذا الفتور وهذا التراجع أثّر على قرون خلت، من القرن السابع إلى العاشر إلى الثاني عشر، لكن في القرن الذي مضى والذي انسلخ من تاريخنا الحديث إلى الآن لم تعد هناك مشكلة، ولم يعد لهذه الفكرة أي أثر، فالعلماء المعاصرون استنكروا هذا الوضع وعملوا على تجاوزه، وفعلاً الآن ربما نجد الشكوى من فوضى الاجتهاد والإسراف في دعاوى الاجتهاد، والتجرؤ على الاجتهاد أكثر مما نجد الشكوى من عدم الاجتهاد.
س: من يملك حق الاجتهاد؟ هل هم العلماء فقط؟ وهل يعني هذا أنه كهنوت في الإسلام؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج: طبعا قد يُقال بأنه لا كهنوت في الإسلام ولا بابوية في الإسلام ولا كنسية في الإسلام، هذا كله صحيح، ولكنه قد يكون من باب الحق الذي يُراد به باطل أحياناً؛ لأن الاجتهاد ليس كهانوتياً ولا بابوياً، ولا يستطيع أحداً أن يزعم لنفسه قدسية لكلامه أنه يُستمد من الله، أو من الوحي. الاجتهاد هو قضية تخصص وتمكن وخبرة، ففي كل مجال هناك متخصصون، وهناك مراجع في كل مجال، وهناك أئمة في كل فن؛ أئمة في الرياضيات، وأئمة في الطب، ومجتهدون في الاقتصاد. فالتخصص العلمي الإسلامي وبلوغ مرحلة الاجتهاد إنما كما يقع في سائر العلوم. فالآن حينما يأتي بعض الصحفيين مثلاً فيكتب ويتطاول على نظريات طبية أو كيميائية أو فيزيائية يعرض نفسه أن يكون أضحوكة، وربما يُوصف بأنه مرتزق يملأ الصفحات، ويأخذ أجره لا أقل ولا أكثر. فتطاول أي واحد على أي علم لا يجعل منه عالماً، فضلاً عن أن يجعل منه مجتهداً في ذلك العلم، فهكذا الدين خبرة دراسية، وميراث طويل، وعكوف على الرصيد العلمي السابق لكي يبني الإنسان عليه؛ لكي يجتهد في إطاره كما يقع تقريباً في سائر العلوم، ولذلك شيء طبيعي أن تكون هنالك شروط للاجتهاد الحقيقي والاجتهاد المشروع والاجتهاد المقبول. واليوم هنالك فوضى، وكل يوم يتجرأ من شاء على الاجتهاد وربما واقعنا لم يعد يسمح لنا بأن نمنع أحداً، لكن سيظل كل كلام في مستوى صاحبه، وفي مستوى مضمونه، وستظل الأمة ولا تزال -والحمد لله- تتطلع إلى من لهم المكانة الحقيقية ومن لهم الأهلية الحقيقية، وغيرهم يتكلمون ويمضي كلامهم، ولربما يشغل كلامهم بعض المواقع الإلكترونية، أو بعض البرامج التلفزيونية، أو صفحات بعض الجرائد فأما الزبد فيذهب جفاء وما ينفع الناس فيمكث في الأرض. إذن مسألة الشروط في الاجتهاد لا بد منها وتفاصيل هذه الشروط هي مسألة تبحث في أصول الفقه، لكن على العموم لا ينبغي أن يختلف اثنان في أنه لا بد من أهلية معينة وخبرة معينة وتمرّس معين لكي يُقبل كلام الشخص فيما يحتاج إلى نظر وبحث واجتهاد.
س: هل تتفق مع القول: إن شروط الاجتهاد التي وضعها بعض الأصوليين كانت معقدة من الصعب توفرها في أي شخص؟
ج: طبعاً إذا قرأنا شروط المجتهد في كتب الأصول فسنجد تفاوتاً، فصحيح هناك من شدد وبالغ، وهناك من ليس كذلك، فالتعميم غير صحيح، ولكن على العموم بمرور الوقت -كما وقع في جوانب أخرى من الدين- تراكمت الخطوات التشديدية شيئاً فشيئاً، فإذا أخذنا آخر ما استقر عليه غالب الأصوليين فنجد أنه يميل إلى التشديد، وإلى وضع شروط ليست ضرورية، ولذلك لما جاء الإمام الشاطبي متأخراً في القرن الثامن، والإمام الشاطبي -كما هو معروف- كان ذا نزعة تصحيحية وتجديدية، تعامل مع شروط المجتهد بطريقة مختلفة تماماً. وكأنه تعمّد إسقاط لائحة طويلة من شروط المجتهد وشروط الاجتهاد، وحصر هذه الشروط في أمرين اثنين، أمرين لا ثالث لهما؛ لأنهما يجمعان غيرهما من الأمور، وهما العلم باللغة العربية، والعلم بمقاصد الشريعة فقط، ولكن هذين الشرطين يختصران شروطاً أخرى ضمنية؛ لأنه لن يعرف مقاصد الشريعة من لم يكن مطلعاً على القرآن الكريم وعلى السنة النبوية وعلى فهم المتقدمين.
فهذا الدين هو كله عبارة عن نصوص باللغة العربية، وهي مفتاح كل كلمة في الدين وكل نص وكل حديث وكل آية. كما أن التراث العلمي للمسلمين يكاد يكون كله أيضاً مكتوباً باللغة العربية، من فقه وشروح حديث وتفاسير وغير ذلك من المؤلفات. إذن تبقى اللغة العربية تمثل شرطاً كبيراً، فبحسب مستوى الإنسان في اللغة العربية تكون أهليته ويكون مستواه في الاجتهاد. الأمر الآخر وهو مقاصد الشريعة فالإنسان لكي يعرف مقاصد الشريعة يجب أن يدمن معرفة النصوص الشرعية من القرآن والسنة، ويستعين في ذلك؛ لأنه لا أحد يبلغ به الغرور أن يستغني عمّن سبقوه في أي علم شرعي كان أو غير شرعي.
فإذن ضمنياً يحتاج الإنسان إلى عدة أمور لكي ينتهي إلى هذه النتيجة التي اسمها معرفة مقاصد الشريعة.
س: الاجتهاد معناه إعمال العقل البشري في المسائل الشرعية، وهذا سيؤدي إلى الخطأ في بعض الحالات .. كيف تعامل ج: الشارع مع من خطأ المجتهد المستوفي للشروط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الخطأ في الاجتهاد وارد ومن حيث المبدأ مقبول ومسموح به ومأذون به. نحن نعرف أن الصحابة أنفسهم اجتهدوا فأصابوا وأخطؤوا في زمن رسول الله، وبعد زمن رسول الله، ودائماً بالنسبة للمسلم الصحابة هم قدوة ومعيار ومقياس، وما جاز على الصحابة جاز علينا، فإذا جاز عليهم الخطأ جاز علينا من باب أولى، بل إن هناك رأياً أصولياً يرى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، هو نفسه في الأمور الاجتهادية يصيب ويخطئ، وقد يخطئ في حالات نادرة عند من يقول بهذا القول وهو قول موجود .. إلى هذا الحد قد يصل الأمر، وقد يُستدل بهذا على الاختلاف الذي وقع بين داود وسليمان؛ فكلاهما نبي وحكم حكمين مختلفين معناهما أن أحدهما صواب والآخر خطأ، أو على الأقل هو أقل صوابية من الآخر، كذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول في الحديث الصحيح: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فله أجر، إذن الخطأ وارد ولم يقل الرسول عليه السلام: لا يجتهدن أحد فإنه إذا أخطأ ذهب إلى النار أو عليه لعنة الله أبداً، لم يقل شيئاً من هذا، بل أكثر من هذا فله أجر.
طبعاً الخطأ الوارد من العلماء المتمكنين حين يكونون أصحاب أمانة في دينهم وفي علمهم، وحينما يُحاطون بالقواعد، وحينما يُحاطون بالنقد من العلماء الآخرين، كل هذه ضمانات تجعل احتمالات الخطأ قليلة، وإن كان التراجع عن هذا الخطأ أيضاً وارداً.
إذن ليس هذا معناه أن الباب مفتوح للخطأ بنسب كبيرة، أو بجميع النسب الممكنة في الدين، لا، هذا غير وارد، لكن الخطأ من حين لآخر وارد، وإذا وقع هذا الخطأ فقد يخالفه ويصححه غيره، وقد يصححه في جيل آخر، وقد يصححه العالم نفسه في حياته. فإذن العمل الاجتهادي كما العمل العقلي يرد عليه الخطأ، ولكن هذا في الدين لا يشكل أي مشكلة، وفي بعض المناسبات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وجعل على رأسها أحد الصحابة وأوصاه وقال له: (فيما قال إذا طلبوا منك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله، بل أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أتصيب حكم الله، أم لا تصيبه) فهذا صحابي والرسول عليه السلام ينبهه أنه إذا اجتهد يقول هذا رأيي إذا طلب منه الخصوم أن يحكم فيهم، ويقدم لهم حكم الله، في الحل الذي ينتهي إليه الأمر يقول لهم لا إذا لم يكن عنده اعتماد على نص صريح من القرآن أو من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول لهم كما قال معاذ: أجتهد رأيي ولا آلو، وهذا رأيي بمعنى يمكن أن يصادف الشرع ويتوافق معه، وهذا هو الغالب ويمكن أن يكون خطأ.
س: كيف يمكن التوفيق بين كلامك وكلام ابن القيم بأن المفتين موقّعين عن رب العالمين؟
ج: المفتي إذا لم يكن استمداده بشكل صريح من نص شرعي طبعاً يبقى هذا رأيه واجتهاده، وهو يوقع عن رب العالمين سواء أصاب أو أخطأ، يوقع لأنه يتحمل المسؤولية، وطبعاً حينما نتحدث عن خطأ العالم لا نتحدث عن قلب للحقائق وعن مضادة لهذه الحقائق، وإنما عن خطأ نسبي في المسألة، فالمجتهد لا يمكن أن يجعل من الحرام واجباً مثلاً، لكنه قد يجعل من المندوب واجباً، وقد يجعل من الواجب مندوباً، وقد يسقط شرطاً، والشرط لازم، وقد يشترط شيئاً، وهو غير لازم، هي في حدود من الصعب أن تصفها في أي حالة بأنها خطأ محض وشر وفساد، لا نتصور أخطاء العلماء من هذا القبيل، وإنما هي من قبيل ما هو صواب وأصوب، وأقل صواباً وأقرب إلى الصواب، وفيه قدر من الخطأ.
س: أنت تقول إن هناك فوضى في الاجتهاد في العصر الحالي، فهل أنت مع تشديد شروط المجتهد أم مع تيسيرها الآن؟
ج: أولاً: هذه مسألة نظرية خاصة في عصرنا هذا؛ لأنه ما وضعنا من الشروط وسواء أطلنا فيها أم اختصرنا فلن يلتزم بها أحد كل واحد الآن يتصرف بحسب دينه وتقواه وأمانته وتقديره للمسؤوليات العلمية، أو عكس ذلك، إذاً هذا يكون كلاماً نظرياً لا يُلتفت إليه، لكن أفضل من العلماء الذي اطمأنوا إلى علمهم أن يقدموا ولا يحجموا، فنحن قد عانينا من الإحجام أكثر مما نعاني اليوم من الإقدام، ثم اليوم في هذا الزمن بالخصوص ظهرت بادرة حسنة جداً من حسنات هذا الزمان، ولو أن أصل الفكرة ليس بجديد، لكن تفعيل هذه الفكرة والعمل بها جديد في هذا العصر وهو الاجتهاد الجماعي واجتهاد المجامع الفقهية. هذه ظاهرة صحية وظاهرة إيجابية جداً فهي عملياً تضع حداً لكثير من التساؤلات
(يُتْبَعُ)
(/)
والإشكالات، طبعاً الاجتهاد الجماعي لا يلغي الاجتهاد الفردي ولا يسقط حقه في العمل، ولكن هذه هي الصيغة المثلى لكثير من الإشكالات، وأيضاً لما سميناه بفوضى الاجتهاد.
س: ما رأيك في أداء هذه المجامع الفقهية؟ وهل أدّت دورها فعلاً، وشكلت حضوراً لافتاً؟
ج: أولاً: أنا أردت أن أشيد بالفكرة وبالتوجه، لأن هذه الفكرة والتوجه أخذا طريقهما الآن. هناك مجامع كثيرة دولية على صعيد العالم، وعلى صعيد العالم الإسلامي، وهناك مجامع قطرية، فالظاهرة مازالت تمضي بالشكل الذي يبعث على السعادة و الارتياح، كما أن لهذه المجامع وجوداً في غير البلدان الإسلامية، فهناك مجمع فقهي لأمريكا الشمالية، وهناك مجمع فقهي للإفتاء والبحوث على صعيد أوروبا، فالظاهرة ما زالت تمتد وإذا كانت تمتد فمعناه أنه بقدر ما كثرت هذه المجامع ستسد في مجموعها على الأقل حاجة الأمة، وإذا أخذنا على الأقل واحداً منها وهو أشهرها وأكبرها وأوسعها وهو مجمع الفقه الإسلامي، التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، هذا هو نفسه على الرغم من أنه بمفرده، وعانى هو نفسه كثيراً من الإهمال، مع ذلك أنا شخصياً حينما أنظر إلى إنتاجه وقراراته أجد كنوزاً ثمينة وإنتاجاً كبيراً، فالمشكلة في تسويق هذا الإنتاج وترويجه وإضفاء صفة اللزوم عليه هذا الذي لم يقع، ولعل هذا الذي انتبه إليه أو نبه إليه الرؤساء المسلمون الذين اجتمعوا سابقاً بمكة المكرمة في مؤتمر القمة الاستثنائي، فلأول مرة -فيما أذكر- في جدول أعمالهم دعوة لقضية تفعيل هذا المجمع والسير به نحو اعتباره مرجعية موحدة عليا في الفقه الإسلامي لعموم المسلمين. فهذه خطوة جديدة على طريق تفعيل هذه المؤسسات، مؤسسات الاجتهاد الجماعي؛ فمجمع الفقه الإسلامي وغيره من المجامع إذا بدأت الدول والحكومات والوزارات المعنية والمؤسسات الدعوية تتلقف فتاوى هذه المجامع، وتعتمدها، وتعطيها الأولوية، فإن هذه المجامع فعلاً ستؤدي دورها.
س: ما هو تأثير الواقع الاجتماعي والسياسي على مسيرة الاجتهاد الفقهي؟
ج: طبعاً جميع الأوضاع والظروف والملابسات التي يقع فيها الاجتهاد يُفترض أن يكون لها تفسير طبيعي بل ضروري؛ لأننا حينما نتحدث عن الاجتهاد نتحدث عن الاجتهاد الفقهي، والاجتهاد الفقهي ليس عقائد ثابتة منذ الأزل وإلى الأبد، الاجتهاد الفقهي إنما هو اجتهاد لحالة بعينها، وكلما تغيرت الظروف في ظاهرها وباطنها اجتماعياً وسياسياً وفكرياً ونفسياً فالمفترض أن الاجتهاد يتغير؛ لأن المجتهد عمله كعمل الطبيب تماماً. الطبيب لا يمكن أن توصف له حالة وقعت في وقت من الأوقات، ويعطيك وصفة الدواء. لابد أن يعرف الحالة في لحظتها، ولابد أن يفحص و يعاين، وأن ينظر إلى الشخص من جميع نواحيه، مثل الناحية النفسية والناحية المعيشية قبل أن يعطي وصفة الدواء، وكذلك الفقه والاجتهاد الفقهي والإفتاء الفقهي يجب أن يكون دائم التشخيص ودائم إعادة التشخيص للأوضاع؛ لأن الأوضاع التي نفتي لها هي نصف عمل المجتهد؛ لأن عمل المجتهد نصفه نظر في الأدلة الشرعية، ونصفه نظر في مطابقة هذه الأدلة الشرعية للواقع الذي أُنتجت له ووُصفت لأجله، بالعكس هناك فقهاء اليوم آفتهم ومشكلتهم عدم تفاعلهم مع ظروف زمانهم، وعدم فهمهم وعدم اعتبارهم لمتغيرات زمانهم، فيصدرون الفتاوى وكأن الإنسان الذي يخاطبونه هو الإنسان الذي كان قبل عشرة قرون أو أربعة عشر قرناً.
س: لكن وفق هذا الكلام هناك من يسقط اجتهادات الفقهاء في القرون الماضية ولا يعتدّ بها؟
ج: التراث الفقهي القديم في نظري يُستفاد منه أولاً استفادة منهجية نطلع عليها جملة، ونطلع عليه تفصيلاً لنرى كيف عالج الفقهاء هذه القضية، وبصفة عامة كيف كانوا يعالجون، ويستفيدوا من منهجية الاستنباط، ومنهجية التنزيل، ومنهجية التفاعل مع الواقع.
ثانياً: ننظر فيما اجتهدوا فيه لعل بعض الأمور ما زالت متطابقة؛ لأن الحياة دائماً فيها متغيرات، وفيها ثوابت فقد يكون اجتهاد أبي حنيفة في قضية من القضايا ما زال بحذافيره صالحاً لزماننا؛ لأنه يتعلق بمسألة لم يمسّها تغيير يُذكر، إذن هذان هما وجها الاستفادة من التراث الفقهي، وما عدا هذين الوجهين فلا لزوم لأي اجتهاد فقهي في زمن معين للزمن الآخر، بل العلماء في الزمن الواحد كانوا يتواصون ويحذرون طلابهم وزملاءهم: إياك أن ترحل من المشرق إلى المغرب فتفتيهم في المغرب بظروفك المشرقية التي كنت عليها في بغداد، وهنا يأتي المثل الشهير الذي يضربه عادة الباحثون في هذا المجال، فالإمام الشافعي صاحب مذهبين: قديم وجديد، في العراق كان له مذهب، وفي مصر راجع كثيراً من فتاويه؛ لأن متغيرات المجتمع اقتضت أشياء جديدة، فإذاً الفقه القديم بكامله وبرمته لا يلزمنا أبداً.(/)
استفسار حول مناهج المفسرين المختصِرِين.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Jan 2008, 01:58 ص]ـ
من الكتب المصنفة في علم التفسير والتي لها رواج وشهرة بين الباحثين وطلبة العلم مَنْ لم يَضَعْه صاحبُه ابتداءً، وإنما اختصره من كتاب آخر، أو جعل كتابًا يختصر منه يكون عمدتَه ويضيف إليه فوائدَ من مراجع أخرى، كما فعل الثعالبي في " الجواهر الحسان ".
وأنا أعمل - حاليا – على تحقيق تفسير، يُذكرني دائما بكتاب الثعالبي المذكور، فإنه – أي التفسير الذي أعمل عليه - يجعل عمدتَه كتابًا معينا، مع ما يضيف إليه من نفائس الفوائد ولطائف الاستدلالات من كتب أخرى.
والذي يشغل ذهني، وأردتُ أن أعرضه على الأساتذة الفضلاء هو:
- ما الذي يمكن للباحث أن يذكره في منهجية التفسير لمفسِّر بهذه الطريقة؟
- وهل يُقال: إن منهجه هو منهجُ ما جعلَ كتابَه عمدتَه؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[24 Jan 2008, 02:02 م]ـ
للتذكير ..
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 Jan 2008, 02:43 م]ـ
للتذكير.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Jan 2008, 04:41 م]ـ
الأخ زكرياء
يبدو لي أن منهجه سيظهر في أمرين:
الأول: منهجه في الانتقاء من التفسير الذي جعله أصلاً.
الثاني: منهجه في الزيادات التي يزيدها على انتقائه من الأصل.
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[28 Jan 2008, 08:01 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله في اساتذتنا الأفاضل، المرجو منكم مساعدة أخينا زكرياء، و الإجابة عن استفساره جزاكم الله خيرا.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[29 Jan 2008, 03:17 م]ـ
لقد سرني أن يتكرم الأستاذ مساعد الطيار حفظه الله بالإجابة على استفساري.
وحبذا لو توضحون الأمر أكثر.
ثم إن لي سؤالا: هل يُمكنني أن أتعامل في بيان منهجه على أنه يُفسِّرُ أصالةً بدون اختصار؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2008, 02:13 م]ـ
يمكن أن يضاف إلى المنهج:
- منهجه في النقل عن الأصل: بمعنى هل ينقل بالنص أو بالمعنى، وهل يحيل أو لا إذا نقل من غيره.
- منهجه في مواطن الاختلاف: هل يرجح أو يكتفي بالنقل فقط لما في الأصل، هل يضيف أقوالاً جديدة، هل يسلم بكل ما يوجد في الأصل.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[06 Feb 2008, 01:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
يعني أنني لا أستطيع أن أتعامل معه كمفسر مستقل، بل لابد وأن أربطه بمن يختصر من تفسيره؟
لكن إذا كان يختصر من كتابين أو ثلاثة ..... فهل الأمر يختلف؟
ومعذرة على كثرة الأسئلة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[06 Feb 2008, 02:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم. و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: زكريا توناني ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن يسر لكم العمل على تحقيق تفسير من تفاسير الذكر الحكيم، نسأل الله تعالى لكم التوفيق و السداد. أما عن سؤالكم الخاص بمنهج المفسرين المختصرين و الذي فرعتموه إلى قسمين:
أ- ما الذي يمكن للباحث أن يذكره في منهجية التفسير التفسير لمفسر هذه الطريقة؟.
ب ـ إن منهجه هو منهج ما جعل كتابه عمدته؟.
وقد تعمدت نقل ما دونتموه حرفيا، رغم تحفظي علىالأسلوب والتعبير، وذلك من باب الأمانة العلمية.
والواقع أن ما ذهبتم إليه مخالف تماما لأبسط قواعد البحث العلمي، ذلك أنه مصادرة علمية في الاتجاهين معا، ووقوع في خطأ منهجي فادح ألا وهو إسقاط أحكام جاهزة.
إن البحث العلمي ليس توقعات وتكهنات، وأحكام مسبقة، يعمل الباحث على إسقاطها على موضوع بحثه، بقدر ما هو عمل جاد ومضن، يتوخى الكشف عن الحقيقة، وتجليتها، وتقريبها للمتلقي، كما أنه محاولة فهم لموضوع الدراسة.
ومن ثم فإن ما يتعين على الباحث القيام به بالنسبة للبحث في مجال مناهج المفسرين هو ما سطرناه في مشاركة سابقة بعنوان: " القراءة العلمية للتفاسير ". حيث يعمل الباحث على قراءة التفسير قراءة جيدة، وبعد حصول الصحبة يعمل على تفكيكه إلى مكوناته الأساسية، بغية الكشف عن مكونات الخطاب التفسيري، وإدراك العلاقات القائمة بين هذه المكونات، ورصد الطريقة التي رتبت بها هذه المكونات داخل التفسير. وقبل ذلك كله يرسم الباحث خارطة طريق التفسير موضوع الدراسة، أو ما يمكن أن نصطلح عليه بالطريقة العامة للتفسير. و يتم كل ذلك على مستوى الدراسة الوصفية، لينتقل الباحث بعد ذلك إلى الدراسة التحليلية حيث دراسة القضايا و مناقشتها، لينتهي إلى الدراسة المقارنة، حيث يقارن ـ بالنسبة لكم ـ بين التفسير الأصل والتفسير المختصر ليقف على أوجه التشابه، وما تفرد به التفسير المختصر، مما يعتبر إضافة علمية أو منهجية للمجال.
مما سبق يتبين أنه لا مجال لأحكام مسبقة توجه البحث توجيها يجعل منه بحثا يتبنى منهجا استنباطيا، بدل اعتماد المنهج الاستقرائي، حيث جمع المعطيات، وتنظيمها، وتحليلها، وصولا إلى النتائج العلمية التي تتخذ صفة العلمية لأنها مؤسسة على حجج وبراهين وأدلة مستقاة من واقع التفسير موضوع الدراسة، وحصيلة بحث، وليست مجرد تخمينات وافتراضات حكمت بشكل قصري فأفضت إلى نتائج هي وليدة الإسقاط، مما يباعد بينها و بين البحث العلمي.
يمكنكم مراجعة هذا الرابط: القراءة العلمية للتفاسير ".
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6497
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
إشكال في كلام ابن عباس حول تفسير قوله تعالى: " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 Jan 2008, 01:04 م]ـ
قال البخاري رحمه الله تعالى في " صحيحه ": " باب قوله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} مثابة يثوبون يرجعون ".
وقال ابن دريد في " جمهرة اللغة ": " وثاب يثوب ثوبًا وثُؤوبا، إذا رجع، وكل راجع: ثائب ".
وجاء عن ابن عباس، في قوله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} قال: يثوبون إليه ثم يرجعون.
الإشكال في كلام ابن عباس:
إذا كان معنى " الثَّوب ": الرجوع، فيكون معنى كلام ابن عباس: " يرجعون إليه ثم يرجعون "!!
فما التوجيه؟ بارك الله فيكم.
ـ[فارس القلم]ــــــــ[22 Jan 2008, 01:40 م]ـ
أخي الفاضل زكريا أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد بحث في كلام ابن كثير وابن عثيمين رحمهما الله ووجدت كلاماً جميلاً وأردت أن أسوقه _ ولست من أهل التفسير (المفسرين) _ بل هو نقل لكلام علمائنا أسأل الله أن ينفعني وإياك والمسلمين بها يقول ابن كثير -رحمه الله بعد سرد الأقوال
ومضمون ما فسر به هؤلاء الأئمة هذه الاَية أن الله تعالى يذكر شرف البيت وما جعله موصوفاً به شرعاً وقدراً, من كونه مثابة للناس, أي جعله محلاً تشتاق إِليه الأرواح, وتحن إِليه, ولا تقضي منه وطراً ولو ترددت إِليه كل عام استجابة من الله تعالى, لدعاء خليله إِبراهيم عليه السلام, في قوله فاجعل أفئدة من الناس تهوي إِليهم
ويقول الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
و «المثابة» بمعنى المرجع؛ أي يثوب الناس إليه، ويرجعون إليه من كل أقطار الدنيا سواء ثابوا إليه بأبدانهم، أو بقلوبهم، فالذين يأتون إليه حجاجاً، أو معتمرين يثوبون إليه بأبدانهم؛ والذين يتجهون إليه كل يوم بصلواتهم يثوبون إليه بقلوبهم فإنهم لا يزالون يتذكرون هذا البيت في كل يوم، وليلة؛ بل استقباله من شروط صحة صلاتنا
هذا ما استطعت أن أسرده بارك الله فيك على هذا الاستفسار و جزاك خير الجزاااااء
---فارس القلم---
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[04 Feb 2008, 12:07 م]ـ
الأخ فارس، جزاكم الله خيرا على الإفادة.
ولكن الإشكال ليس في الآية، بل في كلام ابن عباس في تفسيرها.
فمن يتفضل علينا بالإجابة؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[09 Feb 2008, 02:31 ص]ـ
أخي الكريم زكرياء حفظه الله
المثابة في اللغة لها معنيان مشهوران:
المعنى الأول: المرجع والمآب، ومنه قولهم: ثاب إلى المكان، وثاب إلى رشده، أي رجع إليه.
ومنه سميت الثيب ثيباً لمعاودتها الزواج، والثواب لأنه يعود لصاحبه، ونحو ذلك من الإطلاقات.
وبهذا المعنى فسر الآية جماعة من المفسرين، كابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، والخليل بن أحمد وابن قتيبة وغيرهم
والمعنى الثاني: المجْمَعُ الذي يجتمع الناس فيه
ومن بابته: الثُبَةُ أي الجماعة، وجمعها ثُبَات قال تعالى: (فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً) الثبات: الجماعات المتفرقة.
ومنه سمي الثوب ثوباً لأنه يشتمل على صاحبه.
والتثويب بالصلاة الدعوة لاجتماع الناس إليها.
وعلى هذا المعنى يحمل تفسير جماعة من المفسرين كقتادة وعطاء وابن زيد والفراء وغيرهم
وبعض العلماء يذكر المعنيين ولا يرجح أحدهما على الآخر.
وقد جمع بينهما ابن الأثير فقال: {وَإذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ} أي مَرْجِعا ومُجْتَمَعا.
هذا استطراد للفائدة
وأما جواب ما أشكل عليك من كلام ابن عباس؛ فاعلم أن قول ابن عباس: (يثوبون إليه ثم يرجعون) بمجموعه يفسر معنى المثابة
فليس المراد تفسير لفظة (يثوبون) بـ (يرجعون) وإنما لمراد أن لفظة (مثابة) تفيد كثرة الرجوع والثوب إلى البيت الحرام، كما تدل عليه هذه الصيغة في لسان العرب.
قال الأخفش: دخلت الهاء فيها للمبالغة لكثرة من يثوب أي يرجع
فيثوبون إليه ثم يثوبون إليه ثم يثوبون إليه، وبذلك يكون البيت مثابة للناس، لكثرة ما يثوبون إليه.
لا أن معنى (مثابة) مجرد أنهم يرجعون إليه رجوعاً مجرداً، بل هي مفيدة لكثرة الرجوع رجوعاً بعد رجوع.
والتعبير بألفاظ: يثوبون إليه، ويرجعون إليه، ويعودون إليه، ويأتونه، ويحجونه، ويجتمعون فيه، كلها تبين المعنى المراد.
والرواية الأخرى عن ابن عباس تبين هذا المعنى كما أخرج ابن جرير عنه أنه قال: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس} قال: لا يقضون منه وطراً، يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه).
ونحوها ما أخرجه ابن جرير عن سعيد بن جبير أنه قال في قوله: {مثابة للناس}: يَحُجُّونَ، ثم يَحُجُّون، ولا يقضونَ منه وَطَرا.
هذا وقد استوقفني كلام ابن عطية في هذه الآية حيث ذكر معنى لم أعهده في طريقته في التفسير
ولعل الشيخ مساعد الطيار حفظه الله يفيدنا برأيه في هذه المسألة
حيث قال ابن عطية: (و {مثابة} يحتمل أن تكون من ثاب إذا رجع لأن الناس يثوبون إليها أي ينصرفون.
ويحتمل أن تكون من الثواب أي يثابون هناك).
قال أبو حيان: (وقال بعض أهل اللغة فيما حكاه الماوردي: أي مكان إثابة: واحدة من الثواب، وأورد هذا القول ابن عطية احتمالاً منه).
ولا أدري من أين نقل أبو حيان هذا الكلام عن الماوردي حيث لم أجده في تفسيره، وإنما وجدت في تفسيره قوله: (قوله تعالى: {وَإذْ جَعَلْنَا مَثَابَةً لِلنَّاسِ} فيه قولان:
أحدهما: مجمعاً لاجتماع الناس عليه في الحج والعمرة.
والثاني: مرجعاً من قولهم قد ثابت العلة إذا رجعت. وقال الشاعر:
مثاباً لأفناءِ القبائل كلها تخب إليها اليعملات الذوامل
وفي رجوعهم إليه وجهان:
أحدهما: أنهم يرجعون إليه المرة بعد المرة.
والثاني: أنهم في كل واحد من نُسُكَيَ الحج والعمرة يرجعون إليه من حل إلى حرم؛ لأن الجمع في كل واحد من النسكين بين الحل والحرم شرط مستحق).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[09 Feb 2008, 04:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد.(/)
أعجاز نخل منقعر، وأعجاز نخل خاوية
ـ[العرابلي]ــــــــ[22 Jan 2008, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعجاز نجل منقعر، وأعجاز نخل خاوية
قال تعالى: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19) تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) القمر.
قال تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ (6) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (7) فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ (8) الحاقة.
يرجع تذكير وتأنيث أعجاز نخل لأسباب عديدة، وفوائد كثيرة؛ منها:
1. أن لفظ "منقعر" فيه مراعاة لرؤوس الآيات في سورة القمر؛ المنتهية بحرف الراء، ولفظ "خاوية" يتناسب مع رؤوس الآيات التي قبلها والتي بعدها من سورة الحاقة، والمنتهية بالتاء المربوطة.
2. لفظ "منقعر" جاء في سورة القمر، وسورة القمر متقدمة في الترتيب القرآني على سورة الحاقة التي ورد فيها لفظ "خاوية" والتذكير مقدم على التأنيث؛ فتقديم لفظ "منقعر" على لفظ "خاوية" يتناسب مع ترتيب السورتين في القرآن.
3. ذكر "يوم" واحد في "القمر" وهو اليوم الأول الذي استمر، وذكر "سبع ليال وثمانية أيام" في "الحاقة"؛ فجسد الهالك في اليوم الأول يظل يابسًا متماسكًا، وبعد مرور ثمانية أيام عليه؛ يصبح فاسدًا ومترهلاً ومنتنًا، فناسب التذكير شدة الجسد في اليوم الأول، وناسب التأنيث ضعف الجسد وفساده بعد أن مرت عليه سبع ليال وثمانية أيام.
4. لما ذكر يوم واحد، وكان فيه إحساس بالعذاب قبل موتهم؛ لم يذكر العذاب والنحس إلا في سورة "القمر" الذي فيها لفظ "منقعر" المذكر.
5. ولما ذكر يوم واحد لكنه ممتد؛ فيه الشدة التي تناسب التذكير في سورة القمر، وتوزيع العذاب على طول الأيام وأشدها سيكون في اليوم الأول إلى أن ينتهي في اليوم الخير يتناسب مع التأنيث في سورة الحاقة.
6. ذكر "النزع" في سورة "القمر" لوحدها دون "الحاقة"، والنزع فيه قوة وشدة على من ثبت وتشبث بمكانه، فناسبه التذكير دون التأنيث، وناسب ذلك انقعار النخل؛ لأن نزعه يترك حفرة لها قعر، وتحمله الريح إلى مكان منقعر وهابط.
7. يؤتى بتاء التأنيث للمبالغة والكثرة، وتاء التأنيث في خاوية؛ تتناسب مع كثرة الأيام والليالي التي ذكرت في سورة الحاقة.
8. أصبحت أجسادهم خاوية مأخوذة من التشبيه لهم بأعجاز النخل الخاوية، والشيء إذا خوي فرغ ما في داخله، وخواء أجسادهم؛ يكون بخروج ما في بطونهم؛ من انبعاجهم من الرفع المتكرر لهم، وضربهم مرارًا على ما في الأرض، ويكون بخروج أدمغتهم من تكسر جماجمهم، ويكون بخروج الدم ونزفه من عروقهم لكثرة الجروح التي أصابتهم، وهذا ما يزيدهم ضعفًا وتهشمًا بفعل الريح بهم في الأيام الثماني، فناسب مع ذكر ذلك التأنيث لا التذكير.
9. وذكر الهلاك في " الحاقة" دون "القمر" " وأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا" وكذلك الصرع: " فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى" لأن الحديث في "الحاقة" كان عن خاتمة "عاد" فجاء ذلك في السورة المتأخرة في الترتيب، وتاء التأنيث يؤتى بها لبيان المنزلة الأخرى، أو التالية، أو الأخيرة.
10. أن الخواء هو فراغ يحدث في الشيء، والخواء الفضاء ما بين الرجلين؛ والهلكى والصرعى بمثل هذا العذاب؛ تتباعد فيه أرجلهم، وتمتد أياديهم بعيدًا عن جوانبهم، فذكر الهلاك والصرع يتناسب مع تأنيث خاوية.
11. خاوية تشمل المنقعر المتقدم ذكره، وغير المنقعر فتأخير ذكرها ليشمل الجميع، وبعد مرور ثمانية أيام تكون الريح قد مرت عليهم جميعًا!؛ " فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ".
12. ذكر العتو للريح في "الحاقة" المتأخرة" والعتو لا يتأتى إلا بطول تسليطها عليهم؛ واشتداد تأثيرها فيهم، فجاء ذكر العتو مع الأيام الثمانية، وهذا يناسب التأنيث في "الحاقة" وأما في "القمر" فالريح صرصر فقط؛ " رِيحًا صَرْصَرًا"، ويفسر الريح الصرصر بالريح البارد، والبرودة تيبس الأجساد، وتشدها، فصلح التذكير في هذا الحال.
13. ذكر في سورة القمر "يوم" واحد "مستمر" وكان استمراره "سبع ليال وثمانية أيام" ومجموعها (15) ليلة ويوم، ونجد رقم سورة القمر هو (54)، وإذا أضفنا عليه (15)، أصبح الرقم (69)، وهو رقم سورة الحاقة، الذي ذكرت فيها تفاصيل القصة مرة أخرى. وللمناسبة ذكرنا هذا من باب ما يسمى بالإعجاز العددي في القرآن.
14. وأخيرًا فإن لفظ "منقعر" المذكر جاء في سورة "القمر" المذكر، ولفظ "خاوية" المؤنث جاء في سورة "الحاقة" المؤنثة.
والله تعالى أعلم حيث يضع كلماته.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[24 Jan 2008, 07:15 ص]ـ
قال الزمخشري ذكَّرَ صفة نخل على اللفظ ولو حملها على المعنى لأنَّثَ كما قال (اعجاز نخل خاوية).
قال الصاوي قال منقعر ولم يقل منقعرة وأنث في الحاقة فقال خاوية ولم يقل خاوٍ باعتبار معنى الجماعة.
قال الشربيني منقعر صفة لنخل باعتبار الجنس وأنث في الحاقة فقال (نخل خاوية) باعتبار معنى الجماعة.
قال الزركشي كل ما ورد عليك من هذا الباب فلك أن ترده إلى اللفظ تذكيرا ولك أن ترده إلى المعنى تأنيثا وهذا من قاعدة أن اسم الجنس تأنيثه غير حقيقي فتارة يلحظ معنى الجنس فيذكر وتارة معنى الجماعة فيؤنث قال تعالى في قصة شعيب (وأخذت الذين ظلموا الصيحة) وفي قصة صالح (وأخذ الذين ظلموا الصيحة) وقال (إن البقر تشابه علينا) وقرىء تشابهت.
قال السهيلي في الروض الأنف إذا قلت عبيد ونخيل فهو اسم يتناول الصغير والكبير من ذلك الجنس قال الله تعالى (وزرع ونخيل) وقال (وما ربك بظلام للعبيد) وحين ذكر المخاطبين منهم قال العباد ولذلك قال حين ذكر التمر من النخيل (والنخل باسقات) و (أعجاز نخل منقعر) فتأمل الفرق بين الجمعين في حكم البلاغة واختيار الكلام.
قال الرازي قال المفسرون في تلك السورة كانت اواخر الآيات تقتضي ذلك لقوله (مستمر، ومنهمر، ومنتشر) وهو جواب حسن فان الكلام كما يزين بحسن المعنى يزين بحسن اللفظ، ويمكن ان يقال النخل لفظه لفظ الواحد كالبقل والنمل ومعناه معنى الجمع فيجوز ان يقال فيه نخل منقعر ومنقعرة ومنقعرات ونخل خاو وخاوية وخاويات وتخل باسق وباسقة وباسقات فاذا قال قائل منقعر او خاو او باسق جرد النظر الى اللفظ ولم يراع جانب المعنى واذا قال منقعرات او خاويات او باسقات جرد النظر الى المعنى ولم يراع جانب اللفظ واذا قال منقعرة او خاوية او باسقة جمع بين الاعتبارين من حيث وحدة اللفظ وربما قال منقعرة على الافراد من حيث اللفظ والحق به تاء التأنيث التي في الجماعة واذا عرفت هذا فنقول ذكر الله تعالى لفظ النخل في مواضع ثلاثة ووصفها على الوجوه الثلاثة فقال (والنخل باسقات) فانها حال منها وهي كالوصف وقال (نخل خاوية) وقال (نخل منقعر) فحيث قال منقعر كان المختار ذلك لان المنقعر في حقيقة الامر كالمفعول لانه الذي ورد عليه القعر فهو مقعور والخاوِ والباسق فاعل ومعناه اخلاء ما هو مفعول من علامة التأنيث أولا كما تقول امرأة كفيل وامرأة كفيلة وامرأة كبير وامرأة كبيرة وأما الباسقات فهي فاعلات حقيقة لان البسوق امر قام بها وأما الخاوية فهي من باب حسن الوجه لان الخاوي موضعها فكأنه قال نخل خاوية المواضع وهذا غاية الاعجاز حيث اتى بلفظ مناسب للالفاظ السابقة واللاحقة من حيث اللفظ فكان الدليل يقتضي ذلك بخلاف الشاعر الذي يختار اللفظ على هذا المذهب الضعيف لاجل الوزن والقافية.
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jun 2008, 02:23 م]ـ
بارك الله فيك على هذه الإضافة
وجزاك الله تعالى بكل خير
ـ[يسري خضر]ــــــــ[30 Jun 2008, 07:11 م]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[العرابلي]ــــــــ[01 Jul 2008, 10:57 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
وجزاك الله بكل خير
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[01 Jul 2008, 02:54 م]ـ
والشكر موصول الى الاخ العرابلي وكذلك للاستاذ الفاضل الدكتور يسري خضر
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[01 Jul 2008, 03:01 م]ـ
قال الله تعالى {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}
قال الطبري وقوله (فترى القوم فيها صرعى) يقول فترى يا محمد قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام الحسوم صرعى قد هلكوا كأنهم أعجاز نخل خاوية يقول كأنهم أصول نخل قد خوت.
قال القرطبي قوله تعالى فترى القوم فيها أي في تلك الليالي والأيام صرعى جمع صريع يعني موتى وقيل فيها أي في الريح كأنهم أعجاز أي أصول نخل خاوية أي بالية قاله أبو الطفيل، وقيل خالية الأجواف لا شيء فيها والنخل يذكر ويؤنث وقد قال الله تعالى في موضع آخر كأنهم أعجاز نخل منقعر فيحتمل أنهم شبهوا بالنخل التي صرعت من أصلها وهو إخبار عن عظم أجسامهم ويحتمل أن يكون المراد به الأصول دون الجذوع أي أن الريح قد قطعتهم حتى صاروا كأصول النخل خاوية أي الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخلة الخاوية الجوف، وقال ابن شجرة كانت الريح تدخل في أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية، وقال يحيى بن سلام إنما قال خاوية لأن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية ويحتمل أن يكون المعنى كأنهم أعجاز نخل خاوية عن أصولها من البقاع كما قال تعالى فتلك بيوتهم خاوية أي خربة لا سكان فيها ويحتمل الخاوية بمعنى البالية كما ذكرنا لأنها إذا بليت خلت أجوافها فشبهوا بعد أن هلكوا بالنخل الخاوية.
قال ابن عباس خاوية خربة، وقال غيره بالية أي جعلت الريح عملا بأحدهم الأرض فيخر ميتا على أمِّ رأسه فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرجت بلا أغصان وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[العرابلي]ــــــــ[30 Jan 2009, 12:08 ص]ـ
قال الله تعالى {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ}
قال الطبري وقوله (فترى القوم فيها صرعى) يقول فترى يا محمد قوم عاد في تلك السبع الليالي والثمانية الأيام الحسوم صرعى قد هلكوا كأنهم أعجاز نخل خاوية يقول كأنهم أصول نخل قد خوت.
قال القرطبي قوله تعالى فترى القوم فيها أي في تلك الليالي والأيام صرعى جمع صريع يعني موتى وقيل فيها أي في الريح كأنهم أعجاز أي أصول نخل خاوية أي بالية قاله أبو الطفيل، وقيل خالية الأجواف لا شيء فيها والنخل يذكر ويؤنث وقد قال الله تعالى في موضع آخر كأنهم أعجاز نخل منقعر فيحتمل أنهم شبهوا بالنخل التي صرعت من أصلها وهو إخبار عن عظم أجسامهم ويحتمل أن يكون المراد به الأصول دون الجذوع أي أن الريح قد قطعتهم حتى صاروا كأصول النخل خاوية أي الريح كانت تدخل أجوافهم فتصرعهم كالنخلة الخاوية الجوف، وقال ابن شجرة كانت الريح تدخل في أفواههم فتخرج ما في أجوافهم من الحشو من أدبارهم فصاروا كالنخل الخاوية، وقال يحيى بن سلام إنما قال خاوية لأن أبدانهم خوت من أرواحهم مثل النخل الخاوية ويحتمل أن يكون المعنى كأنهم أعجاز نخل خاوية عن أصولها من البقاع كما قال تعالى فتلك بيوتهم خاوية أي خربة لا سكان فيها ويحتمل الخاوية بمعنى البالية كما ذكرنا لأنها إذا بليت خلت أجوافها فشبهوا بعد أن هلكوا بالنخل الخاوية.
قال ابن عباس خاوية خربة، وقال غيره بالية أي جعلت الريح عملا بأحدهم الأرض فيخر ميتا على أمِّ رأسه فينشدخ رأسه وتبقى جثته هامدة كأنها قائمة النخلة إذا خرجت بلا أغصان وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور.
بارك الله فيكم ولكم في مروركم
وجزاكم الله بكل خير على السالف واللاحق(/)
وقفات مع تفسير ابن عطية الأندلسي (3)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Jan 2008, 10:32 م]ـ
كنت وقف في مثال سابق ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10695) مع مجموعة من تنصيص الإمام ابن عطية على تخريج أقوال السلف في تفسير اللفظ العام ـ بلفظ فيه شبهة التخصيص ـ على أنه من باب التفسير بالمثال، وأسوق لك هنا أمثلة أخرى في هذا الباب:
1 ـ قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (المائدة: 1)
قال ابن عطية: ((وفسرالناس لفظ «العقود» بالعهود. وذكر بعضهم من العقود أشياء على جهة المثال فمن ذلك قول قتادة (أوفوا بالعقود) معناه بعهد الجاهلية. روي لنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أوفوا بعقد الجاهلية ولا تحدثوا عقداً في الإسلام)) ... وقال ابن عباس رضي الله عنه: (أوفوا بالعقود) معناه بما أحل وبما حرم وبما فرض وبما حد في جميع الأشياء، قاله مجاهد وغيره.
وقال محمد بن كعب القرظي وابن زيد وغيرهما: العقود في الآية هي كل ما ربطه المرء على نفسه من بيع أن ونكاح أو غيره.
وقال ابن زيد وعبد الله بن عبيدة: العقود خمس: عقدة الإيمان وعقدة النكاح وعقدة العهد وعقدة البيع وعقدة الحلف.
قال القاضي أبو محمد: وقد تنحصر إلى أقل من خمس، وقال ابن جريج قوله تعالى: (أوفوا بالعقود) قال: هي العقود التي أخذها الله على أهل الكتاب أن يعملوا بما جاءهم.
وقال ابن شهاب: وقرأت كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كتب لعمرو بن حزم حين بعثه إلى نجران وفي صدره: هذا بيان من الله ورسوله (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) فكتب الآيات منها إلى قوله: (إن الله سريع الحساب) (المائدة: 4).
قال القاضي أبو محمد: وأصوب ما يقال في تفسير هذه الآية أن تعمم ألفاظها بغاية ما تتناول فيعمم لفظ المؤمنين جملة من مظهر الإيمان إن لم يبطنه وفي المؤمنين حقيقة ويعمم لفظ العقود في كل ربط بقول موافق للحق والشرع).
أقول: بيِّن من لفظ الآية أن لفظ (العقود) قد أُطلق ولم يقيد بنوع من أنواع العقد، فكان كل مفسر يذهب في بيان لفظ (العقود) إلى مثال من أمثلة هذه العقود كما ذكر الغمام ابن عطية، وليس مرادهم أن العقود في هذه الآية ما قاله الواحد منهم دونما سواه من العقود، ولهذا كان ما ذهب إليه الإمام ابن عطية من أن لفظ العقود عامٌّ في كل ربط بقول موافق للحق والشرع هو مراد جميع من ذكر التمثيل.
2 ـ قوله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (الأنعام: 65)
قال ابن عطية: ((و (من فوقكم ومن تحت أرجلكم) لفظ عام للمنطبقَيْن على الإنسان.
وقال السدي عن أبي مالك: (من فوقكم): الرجم. (ومن تحت أرجلكم): الخسف، وقاله سعيد بن جبير ومجاهد.
وقال ابن عباس رضي الله عنه: (من فوقكم): ولاة الجور. (ومن تحت أرجلكم): سفلة السوء وخدمة السوء.
قال القاضي أبو محمد رضي الله عنه: وهذه كلها أمثلة لا أنها هي المقصود، إذ هذه وغيرها من القحوط والغرق وغير ذلك داخل في عموم اللفظ)).
وفي قوله ـ رحمه الله ـ (لا أنها مقصودة) تنبيه مليح؛ يحسن بطالب علم التفسير أن ينتبه له؛ لئلا يقع ـ فيما سبق أن ذكرت ـ في وصمِ تفاسير السلف باختلاف التناقض، وهو لمَّا يكتمل علمه في معرفة طريقتهم في التفسير.
3 ـ قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (الأعراف: 33)
قال ابن عطية: ((وقوله: (ما ظهر منها وما بطن) يجمع النوع كله لأنه تقسيم لا يخرج عنه شيء، وهو لفظ عام في جميع الفواحش.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب مجاهد إلى تخصيص ذلك بأن قال: (ما ظهر) الطواف عرياناً، والبواطن الزنى، وقيل غير هذا مما يأتي على طريق المثال.
و (ما) بدل من الفواحش وهو بدل بعض من كل، ومجموع القسمين يأتي بدل الشيء من الشيء وهو هو.
(والإثم) أيضاً: لفظه عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها إثم، هذا قول الجمهور.
وقال بعض الناس: هي الخمر واحتج على ذلك بقوله الشاعر: [الوافر]
شربت الإثم حتى طار عقلي .........................
قال القاضي وأبو محمد: وهذا قول مردود؛ لأن هذه السورة مكية؛ ولم تعن الشريعة بتحريم الخمر إلا بالمدينة بعد (أُحُدٍ) لأن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم أحد وماتوا شهداء، وهي في أجوافهم، وأيضاً فبيت الشعر يقال إنه مصنوع مختلق، وإن صح فهو على حذف مضاف، وكأن ظاهر القرآن على هذا القول أن تحريم الخمر من قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} [البقرة: 219] وهو في هذه الآية قد حرم، فيأتي من هذا الخمر والإثم محرم فالخمر محرمة.
قال القاضي أبو محمد: ولكن لا يصح هذا لأن قوله {فيهما إثم} لفظ محتمل أن يراد به أنه يلحق الخمر من فساد العقل والافتراء وقتل النفس وغير ذلك آثام فكأنه قال في الخمر هذه الآثام أي هي بسببها ومعها وهذه الأشياء محرمة لا محالة، وخرجت الخمر من التحريم على هذا ولم يترتب القياس الذي ذهب إليه قائل ما ذكرناه، ويعضد هذا أنّا وجدنا الصحابة يشربون الخمر بعد نزول قوله {قل فيهما إثم} وفي بعض الأحاديث فتركها قوم للإثم الذي فيها وشربها قوم للمنافع، وإنما حرمت الخمر بظواهر القرآن ونصوص الأحاديث وإجماع الأمة)).
أقول: في هذا النص وقفات:
أولها: إن جملة آية الأعراف هذه قد مضى شبيهها في سورة الأنعام في قوله تعالى ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (الأنعام:151)، والقول فيهما واحدٌ؛ لأن السورتين مكيتان، لكن الفرق بينهما أن آية الأنعام فيها النهي نهي عن قربان الفواحش.
ومن ثمَّ، فإن كلام مفسري السلف عن الآيتين واحدٌ، لذا يحسن أن نربط بينهما في قول ابن عطية، ثم نخلص بنتيجة لذلك.
أما في سورة الأنعام، فإن ابن عطية ـ رحمه الله ـ قد أغرب في حمل أقوال مفسري السلف على التخصيص، قال: ((وقوله تعالى: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} نهي عام عن جميع أنواع الفواحش وهي المعاصي، و «ظهر وبطن» حالتان تستوفيان أقسام ما جعلت له من الأشياء، وذهب بعض المفسرين إلى أن القصد بهذه الآية أشياء مخصصات، فقال السدي وابن عباس: {ما ظهر} هو زنا الحوانيت الشهير، و {ما بطن} هو متخذات الأخدان، وكانوا يستقبحون الشهير وحده فحرم الله الجميع.
وقال مجاهد {ما ظهر} هو نكاح حلائل الآباء ونحو ذلك، و {ما بطن} هو الزنا إلى غير هذا من تخصيص لا تقوم عليه حجة، بل هو دعوى مجردة)).
وقال في تفسير آية سورة الأعراف: ((وذهب مجاهد إلى تخصيص ذلك بأن قال: (ما ظهر) الطواف عرياناً، والبواطن الزنى.
وقيل غير هذا مما يأتي على طريق المثال)).
وفي هذين الموضعين أمران:
الأول: أنه حَكَمَ في سورة الأنعام على تفسيرات السلف لما ظهر وبطن بأنها على سبيل التخصيص، ثم تراه في سورة الأعراف بعدها يشير إلى أنها بالتمثيل، مع حكمه على تفسير مجاهد بالتخصيص، فهل هذا يُعدُّ استدراكًا منه على نفسه؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وعباراتهم لم يظهر فيها خروجهم عن طريقتهم في التمثيل للفظ العام، ولا أدري لماذا حكم في سورة الأنعام على أقوالهم بالتخصيص، كما إن الذي يظهر من المروي عن مجاهد أنه لم ينصَّ على التخصيص، ولعله أخذ هذا من أسلوب الطبري ـ الذي هو من أهم مصادر ابن عطية ـ في تعليقه على أحد أقوالهم في آية الأنعام، فقد قال الطبري: ((وقد قيل: إنما قيل: لا تقربوا ما ظهر من الفواحش وما بطن، لأنهم كانوا يستقبحون من معاني الزنى بعضًا.
وليس ما قالوا من ذلك بمدفوع، غير أن دليلَ الظاهرِ من التنزيل على النهي عن ظاهر كل فاحشة وباطنها، ولا خبر يقطع العذرَ بأنه عُنِيَ به بعضٌ دون جميع. وغير جائز إحالة ظاهر كتاب الله إلى باطن، إلا بحجة يجب التسليم لها)).
وفي أسلوب روايته لخبر مجاهد في تفسير آية الأعراف، قال الطبري: ((يقول تعالى ذكره لنبيه محمد: قل، يا محمد، لهؤلاء المشركين الذين يتجرّدون من ثيابهم للطواف بالبيت، ويحرمون أكل طيبات ما أحل الله لهم من رزقه: أيها القوم، إن الله لم يحرم ما تحرمونه، بل أحل ذلك لعباده المؤمنين وطيَّبه لهم، وإنما حرم ربِّي القبائح من الأشياء = وهي"الفواحش" ="ما ظهر منها"، فكان علانية ="وما بطن"، منها فكان سرًّا في خفاء.
وقد روي عن مجاهد في ذلك ما: حدثني الحارث قال، حدثني عبد العزيز قال، حدثنا أبو سعد قال، سمعت مجاهدًا يقول في قوله: (ما ظهر منها وما بطن)، قال:"ما ظهر منها"، طوافُ أهل الجاهلية عراة="وما بطن"، الزنى)).
وعادة الطبري ـ إذا كان يوافق قول أهل التأويل ـ أن يقول: ((وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل))، أو عبارة نحوها، وعدوله إلى هذه الصيغة تُشعر بأن قول مجاهد على الخصوص، وهو مغاير لما اختاره من العموم، والله أعلم.
ولا أدري ـ أيضًا ـ لماذا حمل الإمام ابن عطية كلام مجاهد على التخصيص، ولم يحمله ـ على ما عوَّدنا وتعلَّمنا منه في مثل هذه الحال ـ على التمثيل، خصوصًا أنه قال بعد ذلك: ((وقيل غير هذا مما يأتي على طريق المثال))، فهل خرج كلام مجاهد عن التمثيل؟!
لم يظهر لي خروج عبارة مجاهد عن طريقتهم في التعبير عن اللفظ العام بمثال، والذي يدل على ذلك ـ أيضًا ـ أن ابن أبي حاتم روى بسنده ـ في آية سورة الأعراف ـ عن مجاهد تفسير مغايرًا، قال: حدثنا أبي، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا قيس، عن خصيف، عن مجاهد: (ما ظهر منها وما بطن)، فقوله: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم)، وقوله: (وأن تجمعوا بين الأختين))). وهو عند الطبري من طريق خصيف عن مجاهد في تفسير آية الأنعام: (("ما ظهر"، جمعٌ بين الأختين، وتزويج الرجل امرأة أبيه من بعده ="وما بطن"، الزنى)).
وهذا التغاير في الروايات الواردة عن مجاهد تدل على أن مجاهدًا يذهب إلى العموم في جملة (ماظهر منها وما بطن)، لذا مثَّل في كل مرة بمثال مغاير للآخر، والله أعلم.
وفي مثل هذا الحال يمكن أن يقع الاستفسار الآتي؟
هل ما ذكره السلف من تفسيرات يدخل في معنى (ما ظهر من الفواحش وما بطن)؟
والجواب: نعم.
فإذا كانت تدخل، فكيف نتعامل معها بأسلوب علمي يبرز أقوالهم وينبه على العموم؟
فالجواب: ما دام ما قاله السلف من الأمثلة صحيحًا غير مدفوع، فإننا نذكر العموم، ثم نذكر مثالاً له من أقوالهم، فنقول: ولا تقربوا الظاهرَ من الأشياء المحرّمة عليكم، التي هي علانية بينكم لا تناكرون ركوبها؛ كنكاح زوجات الأب، والباطنَ منها الذي تأتونه سرًّا في خفاء لا تجاهرون به؛ كالزني الذي تأتونه سرًّا، فإن كل ذلك حرام.
فائدة تتعلق بالتفسير بالمثال: الأصل عندهم التعبير عن العموم بالمثال
لقد استفدت من كلام ابن عطية وغيره في موضوع (التفسير بالمثال) قاعدة استنبطتُها من تطبيقاتهم، وهي: أن الأصل في تعبيرات السلف عن العموم ـ التي قد يُفهم منها تخصيص العموم ـ أنها على التمثيل، إلا إذا وردت قرينة في النصِّ تفيد بأن مرادهم التخصيص.
ثانيها: تفسير الإثم بالخمر، قال الإمام ابن عطية: ((والإثم) أيضاً: لفظه عام لجميع الأفعال والأقوال التي يتعلق بمرتكبها إثم، هذا قول الجمهور.
وقال بعض الناس: هي الخمر ... )).
(يُتْبَعُ)
(/)
نسب الثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) هذا القول إلى الحسن البصري، وزاد ابن الجوزي نسبته إلى عطاء، ونسبه ناس عن الاخفش؛ كما ذكر ابن فارس في مادة (أ ث م) من كتابه (مقاييس اللغة).
ولو ثبتت نسبته إلى الحسن البصري لكان قولاً يُعتدُّ به في اللغة؛ لأن الحسن ممن تُحكى عنه اللغة، لكن تتابع كلام العلماء على إنكار هذا المعنى، وتنبيههم على أن البيوت المستشهد بها مصنوعة (1) يُضعف أن يكون معنًى لغويًّا معتبرًا.
وتوجيه إطلاق مسمى الإثم على الخمر ـ لو صحَّت هذه التسمية في اللغة ـ كما ذكر ابن فارس في مادة (أ ث م) من كتابه (مقاييس اللغة)، قال: ((فإنْ كان هذا صحيحاً، فهو القياس؛ لأنّها تُوقِع صاحبها في الإثم))، ويكون هذا من باب تسمية الشيء بنتيجته ومآله.
وفي هذا الموضوع تنبيهات:
التنبيهالأول: إن رواية هذا التفسير عن الحسن البصري لم ترد ـ حسبما اطلعت عليه ـ إلا عند الثعلبي (ت: 427)، وروايته عن الحسن البصري من طريق عمرو بن عبيد، وهي رواية غير موثوق بها؛ لأن عمرًا متهمًا في روايته هذا التفسير عن الحسن البصري، فقد ورد في أخبار القضاة لوكيع في ترجمة عباد بن منصور الناجي الإسناد الآتي: ((حدثني الأحوص محمد بن الهيثم، قال: حدثنا أبو بكر بن الأسود، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عباد بن منصور، قال: نظرت في تفسير لعمرو بن عبيد، عن الحسن، فقلت: ليس هذا تفسير الحسن، فقال: أشياء زدناها نذكر بها أصحابنا)).
ولم يورد الثعلبي في أسانيده في أول كتابه (الكشف والبيان عن الحسن البصري غير هذه الرواية.
التنبيه الثاني: إن توارد كلمة العلماء على إنكار هذا المعنى اللغوي للفظة حجة في الإنكار؛ إذ لو كان لهذا المعنى وجه في العربية لقال به من كلامه معتمد أو نقله حجة، وعمل العلماء في هذا الإنكار مقدَّم على وروده عمَّن حُكي عنهم.
التنبيه الثالث: مما يزيد الاعتماد على حجية عمل العلماء كون المروي والمنقول بلا إسناد، وإنما هو حكاية عمَّن حُكي عنه (الحسن وعطاء والأخفش)، وكون الأشعار المعتمد عليها قد حكم عليها العلماء بالصُّنع، فليست ما يصلح للاحتجاج.
وهكذا مقام ما يروى بلا إسناد، فإنه ليس بحجة مطلقًا، وإن ذُكر بصيغة التمريض (يُروى، حُكي ... ) فإن مقامه أقلَّ من أن يُستأنس به، وحكايته في كتب التفسير لا تعني الاعتماد عليه، وإنما هو في مرتبة متأخرة في درجة الاعتضاد به، وإذا ذُكر مع الأقوال الصحيحة، فليس فيه قيمة بذاته، وإنما أعلى أحواله التنبيه على أنه وافق قولاً معتبرًا، وليس حال هذا التفسير في هذا المثال من هذا الجنس.
ثالثها: إذا ثبت أن الإثم ليس اسمًا للخمر، فهل يصح أن يكون الخمر مما يدخل في معنى الآية؟
لو قال قائل بأنها هي المقصود الأول بالخمر، فإنه يجاب عليه باعتراض الإمام ابن عطية حين قال: ((وهذا قول مردود؛ لأن هذه السورة مكية؛ ولم تعن الشريعة بتحريم الخمر إلا بالمدينة بعد (أُحُدٍ) لأن جماعة من الصحابة اصطحبوها يوم أحد وماتوا شهداء، وهي في أجوافهم)).
لكن إن قال: إن لفظة (الإثم) تشمل الخمر، فيقال له نعم؛ لأن الخمر يتسبب عنها الوقوع في الإثم، كما مرَّ من تبيه ابن فارس على هذا المعنى، مع أنه يحسن ملاحظة ما ذكره الإمام ابن عطية في هذا المقام من قوله: ((وإن صح فهو على حذف مضاف، وكأن ظاهر القرآن على هذا القول أن تحريم الخمر من قوله تعالى: {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير} [البقرة: 219] وهو في هذه الآية قد حرم، فيأتي من هذا الخمر والإثم محرم فالخمر محرمة.
قال القاضي أبو محمد: ولكن لا يصح هذا لأن قوله {فيهما إثم} لفظ محتمل أن يراد به أنه يلحق الخمر من فساد العقل والافتراء وقتل النفس وغير ذلك آثام فكأنه قال في الخمر هذه الآثام أي هي بسببها ومعها وهذه الأشياء محرمة لا محالة، وخرجت الخمر من التحريم على هذا ولم يترتب القياس الذي ذهب إليه قائل ما ذكرناه، ويعضد هذا أنّا وجدنا الصحابة يشربون الخمر بعد نزول قوله {قل فيهما إثم} وفي بعض الأحاديث فتركها قوم للإثم الذي فيها وشربها قوم للمنافع، وإنما حرمت الخمر بظواهر القرآن ونصوص الأحاديث وإجماع الأمة)).
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا حملنا الآية عليها، فإننا نكون قد حملنا قرآن مكيًّا على حَدَثٍ مدني، وهذا جائز من باب التفسير والاستدلال، لا من باب النزول أو أن المراد الأولي لهذا القرآن المكي هو ذاك الحدث المدني، ولهذا أمثلة في التفسير، أذكر منها:
ما ورد في تفسير قوله تعالى: (قد أفلح من تزكى. وذكر اسم ربه فصلى)، فقد فقد روى الطبري بسنده عن أبي العالية الأثر الآتي: عن أبي خلدة، قال: دخلت على أبي العالية، فقال لي: ((إذا غَدَوت غدًا إلى العيد فمرّ بي، قال: فمررت به، فقال: هل طَعِمت شيئا؟ قلت: نعم، قال: أَفَضْت على نفسك من الماء؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني ما فعلت بزكاتك؟ قلت: قد وجَّهتها، قال: إنما أردتك لهذا، ثم قرأ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) وقال: إن أهل المدينة لا يَرَونَ صدقة أفضل منها ومن سِقَاية الماء)).
وقد ورد عن جمع من السلف حمل هذه الآيات على زكاة الفطر وصلاة العيد بعدها. (ينظر: الدر المنثور).
والآيات مكية، ولم يكن ثمَّت زكاة فطر ولا صلاة عيد، وإنما كانتا في المدينة، قال ابن الجوزي ـ في زاد المسير ـ: (( ... فإن هذه السورة مكية بلا خلاف، ولم يكن بمكة زكاة، ولا عيد)).
وهذا الاعتراض متَّجه إذا كان القصد من القول بأنها هي المرادة أولاً، وأنها بشأنها نزلت، لكن إذا قلت: بأن الآية على العموم، وأن مما يدخل في هذا العموم زكاة الفطر وصلاة العيد اللتان حدثتا بعد نزول هذه الآية = كان لهذا القول وجه صحيح في التفسير.
ومن هنا يحسن أن نتأمل هذه القاعدة، وهي: أن باب التفسير أوسع من باب أسباب النُّزول، كما أن باب الاستدلال أوسع من باب التفسير، وإذا كنت على خُبرٍ من هذا لم يضق بك الحال من مثل هذه الأمثلة التي يُحمل فيها القرآن المكي على الحدث المدني، بل لو نُزِّل على حدثٍ وقع بعد انتهاء الوحي، مادام يوافق السياق، والله الموفق.
ـــــــــــ
(1) جاء في (زاد المسير) لابن الجوزي: ((وفي الإثم ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه الذنب الذي لا يوجب الحدَّ، قاله ابن عباس، والضحاك، والفرَّاء.
والثاني: المعاصي كلها، قاله مجاهد.
والثالث: أنه الخمر، قاله الحسن، وعطاء. قال ابن الانباري: أنشدنا رجل في مجلس ثعلب بحضرته، وزعم أن أبا عبيدة أنشده:
نَشْرَبُ الإثْمَ بالصُّواع جِهَاراً ... وَنَرى المُتْكَ بيننا مُسْتَعَاراً
فقال أبو العباس: لا أعرفه، ولا أعرف الإثم: الخمر، في كلام العرب. وأنشدنا رجل آخر:
شَرِبْتُ الإثْمَ حَتَّى ضَلَّ عَقْلِي ... كَذَاكَ الإثْمُ تَذْهَبُ بالعُقُولِ
قال أبو بكر: وما هذا البيت معروفاً أيضا في شعر من يحتج بشعره، وما رأيت أحدا من أصحاب الغريب أدخل الإثم في أسماء الخمر، ولا سمَّتها العرب بذلك في جاهلية ولا إسلام.
فان قيل: إن الخمر تدخل تحت الإثم، فصواب، لا لأنه اسم لها)).
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[23 Jan 2008, 12:24 ص]ـ
الحمد لله
جزاك الله أخي الكريم على هذه الفوائد النافعة و الثمار اليانعة و الدرر البديعة
وإن كنت قائلا شيئا فإني أذكر بمسألة بخصوص سورة الاعلى ومسألة زكاة الفطر و صلاة العيد في قوله تعالى
قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى
.
فتفضلت اخي الكريم بقولك هذا
وقد ورد عن جمع من السلف حمل هذه الآيات على زكاة الفطر وصلاة العيد بعدها. (ينظر: الدر المنثور).
والآيات مكية، ولم يكن ثمَّت زكاة فطر ولا صلاة عيد، وإنما كانتا في المدينة، قال ابن الجوزي ـ في زاد المسير ـ: (( ... فإن هذه السورة مكية بلا خلاف، ولم يكن بمكة زكاة، ولا عيد)).
وهذا الاعتراض متَّجه إذا كان القصد من القول بأنها هي المرادة أولاً، وأنها بشأنها نزلت، لكن إذا قلت: بأن الآية على العموم، وأن مما يدخل في هذا العموم زكاة الفطر وصلاة العيد اللتان حدثتا بعد نزول هذه الآية = كان لهذا القول وجه صحيح في التفسير. /انتهى كلامك.
وأريد أن أذكر بشيء هو أن بعض القرآن ينزل و فيه اشارات لأحكام لم يعمل بها بعد كالاشارة الى القتال
في سورة المزمل في قوله تعالى: (وآخرون يقاتلون في سبيل الله ...... ) ومثل ذلك في القمر في قوله تعالى:
(سيهزم الجمع و يولون الدبر) فسرها السلف ببدر والسورتان مكيتان. وليس الامر من باب التفسير بالعموم او بما يحتمله
اللفظ.
و الله اعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Jan 2008, 06:39 ص]ـ
أشكركم ياأخي (المجلسي الشنقيطي) على هذه الإضافة، وقد أصبتم فيها، وهذا أحد أوجه حمل المكي على المدني، وهو بحث لطيف جدًّا، ويضاف إلى ما مثلتم به قوله تعالى: ((وأنت حل بهذا البلد)) وهي من سورة البلد المكية؛ أي حلال لك أن تصنع فيها ما تشاء، وإنما أُحلت له يوم الفتح، وعلى هذا تكون هذه الآية من دلائل النبوة.
وكذا قوله تعالىفي سورة الإنسان المكية: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا)) على من فسر الأسير بأسير الحرب، ففيها إشارة إلى القتال، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2008, 12:07 ص]ـ
ويضاف إلى ما مثلتم به قوله تعالى: ((وأنت حل بهذا البلد)) وهي من سورة البلد المكية؛ أي حلال لك أن تصنع فيها ما تشاء، وإنما أُحلت له يوم الفتح، وعلى هذا تكون هذه الآية من دلائل النبوة.
وكذا قوله تعالىفي سورة الإنسان المكية: ((ويطعمون الطعام على حبه مسكينًا ويتيمًا وأسيرًا)) على من فسر الأسير بأسير الحرب، ففيها إشارة إلى القتال، والله أعلم.
الحمد لله
أثابكم الله شيخنا الكريم على هاتين الفائدتين العظيميتين
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Jan 2008, 04:08 ص]ـ
وفي هذين الموضعين أمران:
الأول: أنه حَكَمَ في سورة الأنعام على تفسيرات السلف لما ظهر وبطن بأنها على سبيل التخصيص، ثم تراه في سورة الأعراف بعدها يشير إلى أنها بالتمثيل، مع حكمه على تفسير مجاهد بالتخصيص، فهل هذا يُعدُّ استدراكًا منه على نفسه؟
وعباراتهم لم يظهر فيها خروجهم عن طريقتهم في التمثيل للفظ العام، ولا أدري لماذا حكم في سورة الأنعام على أقوالهم بالتخصيص، كما إن الذي يظهر من المروي عن مجاهد أنه لم ينصَّ على التخصيص
تتبعت بعض المواضع التي فيها تفسير بالمثال لاستقراء منهج الإمام ابن عطية في ذلك
1: فوجدته ينتقد بعض التفاسير بالمثال، ويحكم عليها بأنها تخصيص لا دليل عليه
ومن أمثلة ذلك:
المثال الأول:
في قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13)
قال ابن عطية رحمه الله: (وقال قوم: (الآية نزلتْ في منافقي اليهودِ، والمرادُ بالناس: عبدُ الله بنُ سلَّام، ومنْ أسلمَ مِنْ بني إسرائيل).
قال القاضي أبو محمدٍ: وهذا تخصيصٌ لا دليلَ عليهِ).
المثال الثاني:
في تفسير قوله تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى}
قال: (وقال بعضُ النَّاسِ: المعنى تزوَّدُوا الرفيقَ الصَّالحِ، وهذا تخصيصٌ ضعيفٌ)
المثال الثالث:
قال: (وقال الضحَّاكُ: {ومن يعمل سوءاً يجز به} يعني بذلكَ اليهودَ والنصَّارَى والمجوسَ وكفَّارَ العربِ.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق: فهذا تخصيصٌ للفظِ الآيةِ، ورأَى هؤلاءِ أنَّ الكافرَ يُجزَى على كلِّ سوءٍ يعمَلُه، وأنَّ المؤمنَ قد وعدَه اللهُ تكفيرَ سيئاتِهِ.
وقال ابن عباس وسعيد بن جُبير: قوله تعالى: {من يعمل سوءاً} معناه: من يكُ مشركاً، والسوءُ هنا: الشرك؛ فهو تخصيصٌ لعمومِ اللَّفْظِ من جهةٍ أخرَى، لأنَّ أولئك خصَّصُوا لفظَ {من}، وهذانِ خَصَّصَا لفظَ السُّوء)
المثال الرابع:
في قوله تعالى: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
قال رحمه الله: (و {حفيظ عليم} صفتان تعمُّ وجوهَ التثقيفِ والحيطةِ لا خَلَلَ معهما لعاملٍ.
وقدْ خَصَّصَ الناسُ بهاتينِ الصِّفَتينِ أشياء، مثل:
- قولهم: {حفيظٌ} بالحسابِ {عليم} بالألسُنِ.
- وقول بعضهم: {حفيظ} لما استودَعْتَنِي {عليم} بسنيِّ الجوعِ.
وهذا كلُّه تخصيصٌ لا وجهَ لهُ، وإنَّمَا أرادَ باتصافهِ أنْ يُعَرِّفَ الملِكَ بالوجهِ الذي به يستحقُّ الكونَ على خزائنِ الأرضِ؛ فاتَّصفَ بأنَّه يحفظُ الْمَجْبِيَّ من كلِّ جهةٍ تحتاجُ إلى الحفظِ. ويعلم التناولَ أجمعَ).
المثال الخامس:
قال رحمه الله: ({هل لك أن تزكى}، وهذا قول جواب كل عاقل عنده نعم أريد أن أتزكى، والتزكي هو التطهر من النقائص، والتلبس بالفضائل، وفسر بعضهم: {تزكى} بتسلم وفسرها بقول: لا إله إلا الله، وهذا تخصيص وما ذكرناه يعم جميع هذا).
فهذه خمسة أمثلة يُفهمُ منها انتقادُه لبعضِ التفاسير بالمثال التي يفهم منها قصر المعنى على ما فُسِّرَ به.
2: ووجدته في مواضع أخرى يستحسن التفسير بالمثال ويقرره وينبه على اشتمال اللفظ على ما هو أعم
وإليك هذه الأمثلة:
المثال الأول:
قوله: (قال أنسُ بنُ مالكٍ ومكحولٌ في تفسيرِ {سَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ}، معناهُ: إلى تكبيرةِ الإحرامِ معَ الإمامِ.
قال الفقيهُ القاضي: هذا مثالٌ حسنٌ يُحتذَى عليهِ في كلِّ طاعةٍ).
المثال الثاني:
في تفسيرِ قولهِ تعالَى: (لا تضارّ والدةٌ بولدِهَا)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رحمه الله: (ومعنى الآيةِ في كلِّ قراءةٍ: النَّهيُ عنْ أن تضارَّ الوالدةُ زوجَها المطلِّقَ بسببِ ولدِهَا، وأنْ يضارَّهَا هوَ بسببِ الولدِ، أو يضارَّ الظِّئْرَ؛ لأنَّ لفظةَ نهيهِ تعمُّ الظئرَ.
وقد قالَ عكرمةُ في قولهِ: {لا تضارَّ والدةٌ}: معناهُ الظئرُ، ووجوهُ الضَّرَرِ لا تنحصِرُ، وكلُّ ما ذُكِرَ منها في التَّفاسيرِ فهو مثالٌ).
المثال الثالث:
في تفسير قوله تعالى: (منه آيات محكمات وأخر متشابهات)
قال الفقيه الإمام أبو محمد: (واختلفتْ عبارةُ المفسرينَ في تعيينِ المحكَمِ والمتشَابِهِ المرادِ بهذهِ الآيةِ، فقالَ ابنُ عباسٍ: المحكماتُ هي قوله تعالى: {قلْ تعالَوا أتلُ ما حرَّمَ ربُّكم عليكُم} إلى ثلاثة آياتٍ، وقولُه في بني إسرائيلَ: {وقَضَى ربُّكَ ألا تعبدُوا إلا إياه}.
وهذا عندي مثالٌ أعطاهُ في المحكماتِ.
وقال ابنُ عبَّاسٍ أيضاً: المحكماتُ ناسخُهُ وحلالُهُ وحرامُهُ، وما يُؤمَنُ بهِ ويُعْمَلُ، والمتشابهُ: منسوخُهُ ومقدَّمُهُ ومؤَخَّرُهُ، وأمثالُهُ، وأقسَامُهُ، وما يُؤْمَنُ بهِ ولا يُعْمَلُ بهِ.
وقال ابنُ مسعودٍ وغيرُه: المحكماتُ: الناسخاتُ، والمتشابهاتُ: المنسوخاتُ.
قال الفقيه الإمام: وهذا عندي على جهةِ التَّمثيلِ؛ أي: يُوجَدُ الإحكامُ في هذَا، والتشابهُ في هَذَا، لا أنَّهُ وقفٌ على هذا النَّوعِ منَ الآياتِ).
المثال الرابع:
قال رحمه الله: (و {النقيرُ}: النُّكْتَةُ التي في ظهرِ نَواةِ التَّمْرَةِ، ومنه تَنْبُتُ.
ورُوي عن عاصم: {النقير}: ما تنقُرُهُ بأصبَعِكَ.
وهذا كلُّهُ مثالٌ للحقيرِ اليسيرِ).
قلت: هذا مع اختلاف مأخذ القولين، وليس النقير في اللغة اسماً مطلقاً للحقير اليسير.
المثال الخامس:
في تفسير قوله تعالى: {الذين يؤمنون بالغيب}
قال رحمه الله: (وقولُه: {بالغيبِ}:
قالتْ طائفةٌ: معناه يُصَدِّقونَ إذا غَابُوا وَخَلَوا، لا كالمنافقينَ الذينَ يؤمنونَ إذا حَضَرُوا، ويكفُرونَ إذا غَابُوا.
وقال آخرونَ: معناهُ يُصَدِّقونَ بما غابَ عنهمْ ممَّا أخبَرَتْ بهِ الشرائعُ.
واختلفت عبارة المفسرين في تمثيلِ ذلكَ:
فقالت فرقةٌ: {الغيب} في هذهِ الآيةِ هوَ اللهُ عزَّ وجَلَّ.
وقال آخرونَ: القضاءُ والقدَرُ.
وقال آخرونَ: القرآنُ وما فيهِ منَ الغيوبِ.
وقال آخرونَ: الحشرُ والصِّرَاطُ والميزانُ والجنَّةُ والنَّارُ.
قال القاضي أبو محمد: وهذهِ الأقوالُ لا تَتَعارضُ، بل يقعُ الغيبُ على جميعِهَا.
والغيبُ في اللُّغَة: ما غابَ عنكَ منْ أمرٍ، ومن مطمئن الأرض الذي يغيب فيه داخله).
قلت: مع أن المراد بالغيب في الآية ليس عموم المدلول اللغوي، وإنما هو الغيب المعهود عهداً ذهنياً مما تعبَّدَنا الله تعالى بالإيمان به، ولم نؤمر بالإيمان بكل ما غاب عنا على إطلاق المعنى اللغوي، وإنما المراد ما أُخبرنَا بهِ عن طريقِ الشَّرعْ.
فبالتمعن في هذه الأمثلة أرجو أن يتضح لكم جواب السؤال حفظكم الله وسددكم
وزادكم من فضله وتوفيقه
ـ[الميموني]ــــــــ[25 Jan 2008, 03:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ومن كلام الإمام ابن عطية حول هذا قوله:
(واختلف الناس في {المحروم} اختلافاً، هو عندي تخليط من المتأخرين، إذ المعنى واحد، وإنما عبرعلماء السلف في ذلك بعبارات على جهة المثالات فجعلها المتأخرون أقوالاً وحصرها مكي ثمانية) اهـ.
وكذلك اختار الطبري العموم.
قال الطبري: (والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
) 22/ 413
وقال القرطبي: (وروى ابن وهب عن مالك: أنه الذي يحرم الرزق، وهذا قول حسن، لانه يعم جميع الاقوال).
17/ 39
http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10472
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jan 2008, 04:15 م]ـ
لقد استخرجت جل ما يتعلق بأصول التفسير من كتاب الإمام ابن عطية رحمه الله تعالى منذ ما يقرب من ثمانية عشر سنة، وكنت منذ زمن أودُّ أن أطرح هذا الموضوع، وأفكر في طريقة عرضه، ولما رأيت مشاركة أخي الدكتور عبد الله الميموني التي طلب فيها أن تجمع اختيارات الإمام ابن عطية التي فيها لطائف و تنبيهات في موضوع على حدة؛ جدَّد ذلك في نفسي الرغبة في العودة إلى هذا الموضوع، فأسأل الله أن لا يحرمه أجر ما أكتب ن إذ دعوته تلك سبب قوي في تحريكي إلى هذه الوقفات.
وظهر لي أن أحلي هذه النقول ـ التي أذكرها عن ابن عطية ـ ببعض التعليقات ليهتدي المترقي في علم التفسير إلى منهج هذا الإمام في التفسير، وليستفيد من طريقته حال قراءته لكتب التفسير أو حال ممارسته للتفسير، وأسأل الله أن يرزقني وإياكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يبارك لي في وقتي لإتمام هذا العمل وغيره، إنه سميع مجيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مها]ــــــــ[25 Jan 2008, 04:36 م]ـ
ولما رأيت مشاركة أخي الدكتور عبد الله الميموني التي طلب فيها أن تجمع اختيارات الإمام ابن عطية التي فيها لطائف و تنبيهات في موضوع على حدة.
شكر الله لكم، ونفعكم و نفع بكم.
هل هناك فرق بين (الاختيارات) و (الترجيحات)؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Jan 2008, 05:22 م]ـ
أشكركم أخي عبد العزيز على هذه المشاركة، قولكم ـ حفظكم الله ـ: (فوجدته ينتقد بعض التفاسير بالمثال، ويحكم عليها بأنها تخصيص لا دليل عليه).
عندي من كلامه ـ أيضًا ـ اعتباره أن هذه التخصيصات إنما هي أمثلة، وذلك في تعليقه على قوله تعالى (ويخلق ما لا تعلمون) (النحل: 8)، فقد قال: ((وكل من خصص في تفسير هذه الآية شيئاً، كقول من قال سوس الثياب وغير ذلك فإنما هو على جهة المثال، لا أن ما ذكره هو المقصود في نفسه))، وهذا يدل على تنوع أسلوبه في التعبير عن الحكم بالتخصيص والتمثيل للعمومات.(/)
نرجوا الافاده عن تفسير الصابوني
ـ[بندر حمد العمري]ــــــــ[23 Jan 2008, 09:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله ارجوا افادتي عن
تفسير ((روائع البيان تفسير آيات الأحكام))
لمحمد علي الصابوني
منهجه في التفسير وعقيدته وهل عليه ملاحظات في تفسيره
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Jan 2008, 12:18 م]ـ
أورد بعض العلماء عليه ملاحظات من جوانب متعددة منها العقدية وغيرها، وصنف الشيخ الصابوني كتاباً دافع فيه عن نفسه بعنوان " والله يقول الحق" أو نحو هذا العنوان. والعلم عند الله تعالى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[24 Jan 2008, 09:49 م]ـ
كتاب الصابوني " روائع البيان تفسير آيات الأحكام " من أحسن ما ألف في تفسير آيات الأحكام من التآليف المتأخرة، وطريقته فيه جيدة.
وهو كتاب منهجي، مناسب لطلاب الجامعات في التخصصات الشرعية.(/)
مشروع استشراقي في ألمانيا: الجينوم القرآني
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Jan 2008, 04:11 م]ـ
لعل د. موراني يساعدنا في معرفة تفاصيل أكثر عن هذا المشروع ومصداقيته.
"الجينوم القرآني"
د. خالص الجلبي
*نقلا عن جريدة "الاتحاد" الإماراتي
كما فعل العلماء بفك الجينوم البشري في لوس آلاموس، كذلك يعكف حالياً فريقان من العلماء الألمان على فك "الجينوم القرآني". كان الجينوم البشري لفك الكود الوراثي الراقد كاللوح المحفوظ في بطن كل نواة خلية، كذلك الجينوم القرآني هو أيضاً سر راقد في نصوص تتلى وتصل أعماق الضمير إلى يوم القيامة.
يتمتع الجينوم البشري بثبات مذهل، بخلاف الميتوكوندريا في السيتوبلاسما، كذلك النص القرآني يتعالى على قول البشر بنظم خاص، فليس هو بشعر ولا نثر بل قرآن عربي غير ذي عوج.
يحوي الجينوم البشري العضوي على ثلاثة مليارات حمض نووي مترابطة على شكل جسر ملفوف صعوداً، ويتكون الكود القرآني من 114 سورة و6200 آية في 18 جزءاً مكياً و12 جزءاً مدنياً، وقد نزل دفعة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على مكث تنزيلاً ... ونفهم ذلك الآن حين نرى أقراص الليزر ونقل المعلومات عبر القارات بكبسة زر واحدة.
وكما فتح مشروع الجينوم البشري الطريق إلى فهم الإنسان، كذلك فإن مشروعاً من هذا القبيل ينتظره العالم الإسلامي كوصفة خلاص نفسية اجتماعية للجنس البشري.
ومشروع الجينوم القرآني يبدأ حاليا من أرض الجرمان، بمشروع سموه "مشروع الماموت Mammutproject" نسبة للفيل العملاق المنقرض، بدأته عالمة ألمانية مستشرقة هي "انجيليكا نويفيرث Angelika Neuwirth" بميزانية مليوني يورو ولفترة سوف تمتد ثمانية عشر عاماً.
وسوف يقوم الفريق الأول بوضع "بنك معلومات Databank" لكل ما يتعلق بالقرآن، بينما سيهتم الفريق الثاني بتحليل العمل الأول، في جهد يشبه دراسة التشريح والفيزيولوجيا في الطب، وما يلحقه مع علم النسج والتشريح المرضي، في محاولة لفهم الجو الديني والحقبة التاريخية التي عاصرت انبعاث الإسلام، في محاولة إعادة تصنيعها للاقتراب من فهم أفضل للنص القرآني.
وأنا شخصياً كنت قد عرضت على إحدى مؤسسات النشر العربية الشهيرة، أن نقوم بوضع "لوغارتم قرآني"، على شكل آيات مفتاحية، وأجنة قرآنية، لتسهيل فهم القرآن على المسلم وغير المسلم المعاصر، فتحمس مالك المؤسسة للمشروع ثم جاء من أفسد الفكرة وطمس النور.
ومازال في نفسي هذا المشروع، وأنا أرى غيري من الألمان من يسبقوني إلى وضع مشروع عملاق من نوعه، نحن بأمس الحاجة إليه، لكنه هذه المرة سيؤدى بالدقة الألمانية المعهودة.
الفريق الأول الذي سيعني ببناء بنك للمعلومات القرآنية سوف يحشد ويجمع كل ما يتعلق بالقرآن، مثل النسخة التي عثروا عليها في اليمن عام 1973، وكانت غير منقطة وبدون تشكيل. فمثلاً المستشرق "جيرد روديجر بوين Gerd-Ruediger Puin" يريد من خلال النسخة اليمنية إعادة كتابة الفترة الأولى من تاريخ الإسلام!
وتساءلت مجلة "المرآة" الألمانية في عددها الأخير في عام 2007، والذي جاء معنوناً عن القرآن "الكتاب الأعظم أثراً في حياة الناس"؛ كيف يمكن فهم الآيات التي تدعو للتسامح وتلك التي تدعو للقتال؟ وهل يمكن أن يظهر "تأويل" جديد للآيات، وأن يحدث إصلاح ديني كما تم في أوروبا بنهوض البروتستانت من رماد الكاثوليك والحروب الدينية؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Jan 2008, 12:00 م]ـ
وتساءلت مجلة "المرآة" الألمانية في عددها الأخير في عام 2007، والذي جاء معنوناً عن القرآن "الكتاب الأعظم أثراً في حياة الناس":
- كيف يمكن فهم الآيات التي تدعو للتسامح وتلك التي تدعو للقتال؟
- وهل يمكن أن يظهر "تأويل" جديد للآيات؟
- وأن يحدث إصلاح ديني كما تم في أوروبا بنهوض البروتستانت من رماد الكاثوليك والحروب الدينية؟
هذه التساؤلات في النهاية هي الغاية العملية من عامة الدراسات الاستشراقية المتعلقة بنص القرآن ومعناه, وهي بصياغة أوضح:
فهم جديد للقرآن غير ما هو مفهوم الآن؛ يتماشى مع المفاهيم الغربية, والذي يؤدي بدوره في النهاية إلى إحداث تغيير جذري في الإسلام عنوانه (الإصلاح الديني) على غرار الثورة البروتستانتية على الكنيسة الكاثوليكية.
ومثال ذلك دراسة النسخة القديمة غير المنقوطة أو المشكولة لأجل: إعادة كتابة الفترة الأولى من تاريخ الإسلام.
ونحن في شوق إلى الاستفادة من نتائج هذه الدراسات التي تؤدي إلى نوعين من النتائج:
الأول: علمية نظرية وصفية , وهي تعادل المرحلة الأولى من هذا المشروع , ومعلومات هذه المرحلة تفيد كثيراً في جانب الدراسات القرآنية.
الثاني: نتائج موجهة غير موضوعية , تتعلق بجانب معنى النص وتشكيل فهم جديد مقصود له , وهو المعبر عنه بالمرحلة الثانية من هذا المشروع: استثمار تلك المعلومات الأولية في الخروج بتأويل جديد معاصر معروف سلفاً.
وأسماء: الماموث أو الجينوم أو اللوغاريتم وغيرها إنما هي صياغة جديدة تبتعد بهذه المشاريع عن الحساسية التي تسببها أسماء سابقة قديمة وحديثة نحو: التأويل , الباطن , قراءة النص , قرآن العصر ... , وكذلك تصبغ هذه الدراسات بصبغة علمية موضوعية لها نتائجها المحترمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Jan 2008, 01:03 م]ـ
{صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ} البقرة 138.
هؤلاء الألمان لماذا اختاروا القرآن الكريم
لو صدقوا في هذا وكانوا منصفين فلا بد أن يسلموا، فإن أبوا هل تتصورون منهم أن تكون دراستهم التي بنوها هم على أساس لا نعلم مداه ولا مفاده، وإن كان مغزاه يعلمه أولى الخبرة منا.
من هؤلاء - ولا أظن فيهم مسلمًا - الأخباث، غير المتطهرين، أكلة الخنازير ذوي النساء المتبرجات.
أقول من هؤلاء ليحللوا عقيدة الأطهار.
أتظنون أن منهم منصفًا. لو أنصف لَوَجَّهَ لكتابه ما يوجهه للقرآن ولينهار كتابه، إذ كتابهم مليء بالمتناقضات.
هل تتذكرون المعجم المفهرس لألفاظ الحديث، وأنه من صنعة المستشرقين.
هذا الكتاب هم صنعوه لأنفسهم (لتشريح الحديث) ليحاولوا أن يقفوا منه على ما يناقض الإسلام، وكان غير مسموح بنشره، ولكنه تسرب. ((وللعلم ليس فيه عن قريش ذكر، وأنه ناقص جدًا وسيء في علم الفهرسة وصنعة المعاجم، وللعلم أن إخوة وضعوا لدار نشر خطة لعمل معجم حقيقي لما طبع من السنة وكان ذلك منذ 20 سنة، ولكن إمكانيات الناشر حالت دون الموافقة.
فعلى أي أساس سيكون تحليلهم للآيات.
أنا عارف إن كلامي سخن، ولكن لا أعلم من الإسلام إلا أن هؤلاء ليس لهم عندي إن أبوا الإسلام إلا السيف أو الجزية.
عِزُّوا الإسلام يا أهل لا إله إلا الله، ولا تعروا لهم اهتمامًا ولينفقوا، فإنها عليهم حسرة، والإيمان بالقرآن لا يحتاج إلى كل هذا.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Jan 2008, 08:17 م]ـ
من البلايا العظيمة أن يصل الأمر ببعض أفراد هذه الأمة أن تشرئب أعناقهم لما يقوم به أعداء الأمة الذين بين الله لنا في كتابه الكريم أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم، وأنا إن اتبعنا اهواءهم ظلمنا أنفسنا وضللنا عن الصراط المستقيم
فتاريخ الاستشراق معروف وأهدافه معروفة، ونحن بحاجة إل تجديد يجلي مفاهيم الدين وقيمه لا إلى ثورة عليه.
والمجدد مناصر والثائر معادي فكونوا من المجددين ولا تكونوا من الثائرين
كما إنا بحاجة إلى مزيد بيان لمقاصد تلك الدراسات وأغراضها الخبيثة وتحذير الناس منها لا إلى تغريرهم بها بإضفاء بعض العبارات الرنانة عليها فإن ذلك من زخرف القول الذي تزين به تلك الأهواء المضلة
وقانا الله وإياكم شر الفتن ما ظهر منها وما بطن(/)
رابط واحد لتحميل كل كتب التفسير وعلوم القرآن علي الشبكة
ـ[صوت القلم]ــــــــ[23 Jan 2008, 05:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
علي هذا الرابط تجدون كل الكتب في التفسير وعلوم القرآن الكريم ..
من هنا ( http://www.3lsooot.com/book/indexcat-4.html)
ومن هنا ( http://www.3lsooot.com/book/indexcat-3.html)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jan 2008, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[23 Jan 2008, 10:41 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك
ـ[عبد الكريم محمد الحوصلي]ــــــــ[17 Dec 2010, 04:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
الروابط لا تعمل
أتمنى مراجعة الروابط وتحميلها مرة ثانية لتعم الفائدة على الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[17 Dec 2010, 04:31 م]ـ
الروابط لا تعمل
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[18 Dec 2010, 07:34 ص]ـ
الروابط لاتعمل(/)
من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 3
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Jan 2008, 06:36 م]ـ
من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 3
الحسن محمد ماديك
وإن قوله:
• ? ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ? سبأ 51
• ? ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ? الأنعام 93
• ? ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ? الأنفال 50
• ? فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم ? القتال 27
• ? قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمان مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ? مريم 75
• ? حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا ? الجن 24 ـ 25
• ? يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا? الفرقان 22
• ? ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما ? الفتح 6 ـ7
ويعني حرف سبإ أن الذين سيضلون عن الحق الذي أوحي إلى النبي الأمي ? وهو القرآن سيفزعون فزعا في الدنيا بعد حياة النبي ? كما هو مدلول قوله ? ولو ترى ? كما بينت في النبوة في مقدمة التفسير ويعني أن ذلك الموعود سيتأخر نفاذه عن حياة النبي ? ويوم يقع نفاذه وهو الميعاد الذي لا يخلفه الله ولا يستبشرون من تنزل الملائكة التي ستأخذهم من مكان قريب تماما كما بيّنه القرآن في حرف الأنعام والأنفال والقتال بأن الظالمين وهم في غمرات الموت ستكلمهم الملائكة بقولها ? أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ? وإنما هو عذاب في الدنيا على جمع الظالمين يوم يعذبون كالأحزاب من قوم نوح ومن بعدهم من المكذبين المستكبرين عن الحق الذين كانوا يقولون على الله غير الحق، ويومئذ تتوفى الملائكة من يقع عليهم الوصف بالذين كفروا يضربون وجوههم وأدبارهم وهم يومئذ في غمرات الموت أي أنهم في الحياة الدنيا.
ومن القرائن في حرف سبإ أن المكذبين حين يفزعون سيقولون آمنا به ولكن لن ينفعهم الإيمان بل سيحال بينهم وبين ما يشتهون من المتاع الأهل وإنما هو في الدنيا ? كما فعل بأشياعهم من قبل ? وهم قوم نوح وقوم لوط وعاد وثمود ومدين والأحزاب المعذبون قبل نزول القرآن.
ويعني حرف مريم أن من القول المتأخر عن حياة النبي ? أن أهل الضلالة سيستدرجون في الدنيا بما يمدهم به الرحمان من أسباب القوة والتمكين حتى إذا رأوا ما يوعدون يعني الوعدين في القرآن وهما أولا العذاب في الدنيا كما عذّب الأولون وثانيا الساعة وهي أدهى وأمرّ وفي كل من الوعدين سيعلم الضالون أنهم شرّ مكانا وأضعف جندا وسيعلمون كما في حرف الجن أنهم أضعف ناصرا وأقل عددا، والمقارنة إنما هي بين جندهم وناصرهم وعددهم وبين الملائكة التي ستتنزل عليهم بالعذاب في الدنيا، أما في الآخرة فكما في قوله ? وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ? مريم 95 فأنى لهم الجنود والناصر والعدد، وسيأتي مزيد من البيان.
ودلّ حرف الفرقان على أن الذين استكبروا وعتوا عتوّا كبيرا سيرون الملائكة مرتين أولاهما في الدنيا في ليلة القدر فيقولون حجرا محجورا إذ لا حيلة إلى الهروب ولا حول إلى أسباب النجاة كما في المثاني معه في حرف سبإ ? فلا فوت ?، أي لن يفلت منهم أحد، وثانيهما في يوم القيامة يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا، فهما يومان لا تخفى المغايرة بينهما، ويأتي قريبا تفصيله وبيانه.
ويعني حرف الفتح أن الله نصر المؤمنين في القرون الأولى بجنود السماوات وهم الملائكة كالذين أرسلوا إلى قوم لوط، ونصرهم بجنود الأرض كالذين كانوا مع سليمان، كما هي دلالة قوله ? وكان الله عزيزا حكيما ? يعني أن النصر بكل من جنود السماوات وجنود الأرض قد وقع قبل نزول القرآن، وكذلك سيقع النصر بهما في هذه الأمة بعد نزول القرآن، وهو وعد وقضاء سيتم بعزة الله وإن تأخر لحكمة بالغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من المثاني قوله:
? ? هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف مكن الملائكة مسومين ? عمران 125
? ? والمرسلات عرفا ?
? ? والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ?
? ? ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ? الصافات 171 ـ 179
? ? وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ? المدثر 31 ـ 37
ويعني الوعد بإنزال خمسة آلاف من الملائكة مسومين أن الناس سيرونهم ولهم سيما يعرفون بها وهم المرسلات عرفا أي لهم عمائم أرسلوا مؤخرتها يعرفون بها، وإن لهم خيلا يركبونها كما في قوله ? والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ?، أما العاديات فهي طلائع الملائكة تعدو للقتال أو هي الخيل تعدو ضبحا وهو نوع من الجري، أو نوع من أصواتها ليس بالصهيل ولا الحمحمة، وأما الموريات فهي الخيل توري أي توقد بحوافرها الحجارة أو ما تسير عليه من الأرض قدحا لفرط قوتها وسرعتها في غارتها على المجرمين صبحا بعد مطلع الفجر حتى تثير النقع من الغبار وأثر الغارة وتلك من غمرات موت الظالمين الموصوف في حرف الأنعام حتى تتوسط الملائكة بخيلها جمع المجرمين لتأخذهم من مكان قريب كما في حرف سبإ، وجند ربنا من الملائكة هم الغالبون وهكذا سيسوء صباح المنذرين إذا نزل بساحتهم العذاب.
ويعني حرف الصافات أن كلمة ربنا أي وعده ـ كما بينت في مقدمة التفسير ـ هي وعده رسله كما في قوله ? إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ? فهو وعد قد سبق ونفذ بإهلاك قوم نوح وقوم لوط وبإهلاك عاد وثمود والأحزاب من بعدهم وباستخلاف المؤمنين من بعدهم فكانت العاقبة للمتقين وإنما جند ربنا الغالبون يومئذ هم الملائكة إذ لم يقع ذلك النصر بالقتال في سبيل الله ولا بجهود المؤمنين وإنما بأمر ربنا الخارق المعجز، فجند ربنا من الملائكة هم الغالبون يومئذ كما هوصريح رسل ربنا من الملائكة الذين أرسلوا إلى قوم لوط بالعذاب فأمطرهم بحجارة من سجيل منضود وجعلوا عاليها سافلها ومن قبل نجوا لوطا وأهله إلا العجوز الغابرة فعذبوها مع قومها.
ولم تنقض كلمات ربنا بوعده رسله من الناس أن ينصرهم وبوعده جنده من الملائكة أن يجعلهم هم الغالبين بل نبّأ الله النبي الأمي ? في القرآن ومنه حرف الصافات هذا وأمره بانتظار ذلك الموعود كما في قوله ? فتول عنهم حتى وأبصرهم فسوف يبصرون ? أي أن حينا من الدهر سينقضي قبل نفاذ ذلك الموعود والعجب من المشركين الذين عاصروا نزول القرآن ولم يفقهوه كيف يستعجلون العذاب في الدنيا ويوم ينزل بساحتهم فسيسوء صباح المنذرين به من قبل في القرآن غذ لم يهتدوا بالقرآن إلى أسباب النجاة من عذاب الله في الدنيا وإلى أسباب النجاة من عذاب الله في الآخرة ولم يهتدوا بالقرآن العجب إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
ومرة أخرى تضمن حرف الصافات تكليف النبي الأمي ? الرسول بالقرآن بانتظار ذلك الموعود كما في قوله ? وتول عنهم حتى حين وأبصر فسوف يبصرون ? أي ولينزلن العذاب الذي كانوا يستعجلون به ـ بعد حين من نزول القرآن ـ على ساحتهم فيسوء صباحهم وسيبصرونه فلا يكذبون به، وسبحان الله وتعالى علوا كبيرا أن يكلف رسوله بالقرآن النبي الأمي ? بانتظار ما لا يكون أبدا.
ويعني حرف المدثر أن من الذكرى للبشر في القرآن أن تضمن القرآن التخويف من العذاب الذي ستتنزل به جنود ربنا من الملائكة في يوم من أيام الله كالذي أهلك فيه الأولين وسيقع في الآخرين مثله في فجر ليلة هي إحدى الكبر نذيرا للبشر ليتقدم أو يتأخر منهم من شاء إلى النجاة أو العذاب بعد نزول القرآن ذي الذكر والقول الفصل البعيد عن الهزل، وسبحان الله وتعالى أن ينذر البشر في القرآن بما لن يكون آمنت بالكتاب كله.
بيان قوله ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون ?
وإن المثاني في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ? فصلت 30 ـ 31
? ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم ? يونس 62 ـ 65
? ? يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار ? إبراهيم 27 ـ 28
? ? قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ? البقرة 97
? ? قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين ? النحل 102
? ? إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب ? الأنفال 12
? ? إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 124 ـ 127
? ? ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم? الأنفال 7ـ 10
? ? هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ? الفتح 4
? ? وَلَكِنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ? الشورى 8
ويعني حرف فصلت أن الملائكة ستتنزل على الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا وتكلمهم كما في قوله ? أن لا تخافوا ولا تحزنوا ? ويعني أنهم سيتنزلون لأمر ذي هول وفزع وسيراهم الناس جميعا فاحتاج الذين آمنوا إلى بشرى وتثبيت، ويعني قوله ? وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ? أنهم لن يفتنوا أبدا وهو من الموعود المتأخر المتقدم ذكره كما هو تفصيل الكتاب في خطاب المؤمنين لإيمانهم بالغيب وأن الموعود المتقدم المتأخر ذكره هو قوله ? نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ? أي أن الملائكة ستنجي المؤمنين من العذاب الذي سيحلّ على المجرمين، والقول الثابت الذي سيثبت الله به الذين آمنوا في الحياة الدنيا كما في حرف إبراهيم والنحل والأنفال فلا يفزعون من تنزل الملائكة بالعذاب هو البشرى من الملائكة في فصلت وهي من المثاني مع حرف يونس ? لهم البشرى في الحياة الدنيا ? وكما في قوله ? وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ? الأحقاف 12 ـ 13 وهو وعد من الله في حرف الأحقاف والنحل والبقرة أن يسلم أولياءه وهم الذين آمنوا وكانوا يتقون، أي ينجيهم من العذاب الموعود في القرآن كما نجّى أولياءه من قبل لما أراد أن يهلك قوم نوح وقوم لوط وعادا وثمود وأصحاب الأيكة ومدين كما هو مدلول قوله ? لا تبديل لكلمات الله ? أي كلمات الله التي أهلك بها عدوه من قبل ونجى بها أولياءه كما في قوله ? ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ? الأنفال 7 ـ8 ولن يقع شيء من ذلك بجهود المؤمنين وإنما بأمر خارق ولم يقع في هذه الأمة هذا الوعد إلى يومنا هذا إذ لم يقطع دابر الكافرين، بل هم اليوم أكثر نفيرا وأولوا بأس شديد، ولقد قطع الله من قبل بكلماته دابر آل فرعون كما في قوله ? ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ? يونس 82 فنجّى بها موسى ومن معه أجمعين وأغرق بها فرعون وجنوده أجمعين، ولم يقع شيء من ذلك بجهود بني إسرائيل ولا بجهود موسى وهارون.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قوله ? ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ? يونس 82 من قول موسى قد وقع لما ضرب بعصاه البحر فانفلق ونجى الله موسى ومن معه أجمعين وأغرق فرعون وجنوده، ومن المثاني معه قوله ? ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون ? الأنفال 7 ـ 8 وهو من الموعود المنتظر الذي لم يقع بعد بل إن أهل الباطل اليوم أكثر نفيرا وأولوا بأس شديد، وإنما سيقع الموعود فيمكن الله لأهل الحق ويعذب أهل الباطل ويهلكهم بكلمات الله إذا وافقت الأجل الذي جعل الله لها ليقع النصر من الله العزيز الذي قضى بتأخيره ووعد بإنفاذه وإن تأخر لحكمة بالغة هي حكمة الحكيم.
وإن البشرى للذين آمنوا في الحياة الدنيا كما في حرف فصلت لهي القول الثابت الذي سيثبتهم الله به في الدنيا كما في حرف إبراهيم ولا يخفى أن الذين آمنوا سيرون الملائكة تبشرهم في الآخرة فكذلك سيرونها تبشرهم في ليلة القدر.
ويعني تثبيت الذين آمنوا في ليلة القدر أنهم سيرون الملائكة معها العذاب والفزع لكن لن ينالهم من الملائكة إلا البشرى والتثبيت ليقوموا ليلة القدر إيمانا واحتسابا يصلون ويدعون ربهم وهم موقنون ببشارة الملائكة أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع كما يأتي بيانه في كلية الكتاب، فيغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم كما في الأحاديث النبوية الصحيحة.
ويعني قوله ? ويضل الله الظالمين ? إبراهيم 27 أنه سيضلهم عن أسباب النجاة من العذاب في فجر ليلة القدر ويعذبهم ويذهبهم فلا يعاني منهم الذين آمنوا أبدا بل تكون العاقبة للمتقين كما يأتي بيانه.
إن روح القدس جبريل الذي نزل القرآن على قلب خاتم النبيين ? سيثبت الذين آمنوا في ليلة القدر بالقرآن كما هو المتلو منه والمقروء في فصلت ويونس وإبراهيم وكما هو دلالة حرف البقرة والنحل والأنفال وأول الفتح.
ولقد نصر الله من النبيين من قبل بجنود السماوات وهم الملائكة وبجنود الأرض ومنهم المؤمنون قبل نزول القرآن كما في قوله ? ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ? الفتح 4 وسينصر الله كذلك بهما النبي الأمي ? بعد نزول القرآن وعدا منه سيكون متأخرا كما هي دلالة الاسمين العليم الحكيم لدلالة علمه على غيب أخبر عنه قبل أن يكون شهادة، ولدلالة حكمته على تأخر ذلك المعلوم لحكمة بالغة.
ويعني حرف عمران والأنفال أن الملائكة في بدر لم تقاتل وإنما كانت بشرى للمؤمنين ولتطمئن قلوبهم إلى أن الله سينصرهم بها إذا تنزلت في ليلة القدر الموعودة بأمر ربها الذي أهلك به الأولين، وإن تأخر النصر بالملائكة قرونا كثيرة حتى يذوقوا الهوان والذل والصغار هو من قضاء الله، ووعد بنفاذه.
ويعني حرفا عمران والأنفال أن إنزال ألف من الملائكة مردفين بألف أو ألفين تأتي بعدهم لتتم ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين قد تنزلوا في بدر بشرى بالنصر الموعود في ليلة القدر التي سيمد ربنا فيها المؤمنين بخمسة آلاف من الملائكة مسومين.
وإن السكينة التي أنزلها الله في قلوب المؤمنين الذين بايعوا النبي الأمي ? كما في حرف الفتح هي اطمئنان قلوبهم كما في حرف عمران والأنفال، وليقعن مثله للمؤمنين في ليلة القدر.
وإن قوله ? وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمان وكان يوما على الكافرين عسيرا ? الفرقان 21 ـ26 ليعني حوادث منفصلة في يومين مستقبلان بعد نزول القرآن وهما من الوعد والغيب الذي لا إيمان لمن لم ينتظره ويؤمن به أنه آت ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تضمن تفصيل الكتاب الجمع بين اليومين على نسق ما في حرف الفرقان بل أكثر كما في قوله ? فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون ? مريم 37 ـ39 ويعني أن حرف مريم قد جمع بين ثلاثة أيام أحدها سيشهد للذين كفروا فيه مشهدا عظيما هو العذاب الموعود في الدنيا تتنزل به الملائكة عليهم وهذا اليوم لم يؤمن به الذين الذين كفروا إذ لم يسمعوا الهدى ولم يبصروه في القرآن، وثانيهما هو يوم البعث يوم يأتون ربهم للحساب فما أسمع الذين كفروا فيه وما أبصرهم ولكن مضى وقت التكليف، وثالثها هو يوم الحسرة وسيأتي بيانه في مجلدين من بيان القرآن.
إن حرف الفرقان يعني أن الذين لا يرجون لقاء ربهم سيرون الملائكة مرتين أولاهما في الدنيا فلا يستبشرون بل يفزعون من العذاب ولا فوت لأحد منهم بل يقولون حجرا محجورا مقرين بأنهم منعوا من أسباب النجاة وأنهم قد حيل بينهم وبين ما يشتهون ويومئذ يتم تدمير ما بنوه من البروج والمصانع وما أترفوا فيه فيصبح هباء منثورا.
أما أصحاب الجنة بما تبشرهم بها الملائكة في الدنيا يومئذ فهم خير مستقرا وأحسن مقيلا إذ وقع عليهم ـ ما أسعدهم ـ نفاذ وعد الله الذي نبّأ به نوحا والنبيين من بعده ونبّأ به خاتم النبيين في القرآن ? قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 47 ـ 48 ويعني أن العاقة للمتقين وعد سيتم نفاذه بعد أن يمسّ أمما متعوا عذاب أليم، وقد كانت العاقبة للمتقين من قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب ولكن لم تنقض النبوة بل نبّأ الله بها النبي الأمي في القرآن ووصفها من أنباء العيب التي أوحيت إليه وأمره بالصبر قبلها أي بانتظارها.
أما اليوم الثاني في حرف الفرقان فهو يوم البعث يوم تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلا ليقوم الحساب وهو يوم كذلك عسير على الكافرين.
إن أصحاب الجنة هم الذين ستتنزل عليهم الملائكة في الدنيا تبشرهم كما في قوله ? ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا ? فصلت 30 ـ 31 وكما في قوله ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا ? يونس 62 ـ63 فهم أصحاب الجنة لما سيكون عليهم من سيما يعرفون بها فلا يختلطون بغيرهم كما بيّنته كثيرا وفصلته تفصيلا في كلية الآيات
? من كل أمر ?
إن قوله ? فإذا جاء أمرنا وفار التنور ? الفلاح 27 وقوله ? حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور? هود 40 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب بالطوفان الذي أغرق به قوم نوح، وإن قوله ? ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ ? هود 58 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب الغليظ بالريح العقيم الذي أهلك به عادا، وإن قوله ? فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة ومن خزي يومئذ ? هود 66 ليعني أن أمر ربنا هو الصيحة التي أخذت ثمود وأخزتهم فأصبحوا في ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها، وإن قوله ? إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ? هود 76، وقوله ? فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك ? هود 82 ليعني أن أمر ربنا هو العذاب الذي أهلك به قوم لوط، وإن قوله ? ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا ? هود 94 ليعني أن أمر ربنا هو الصيحة التي أخذت مدين فأصبحوا في ديارهم جاثمين، وإن قوله ? ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب ? هود 100 ـ 101 ليعني أن أمر رب النبي الأمي ? هو العذاب الذي أهلك به المجرمين المكذبين من قبل، وإن قوله ? ولما رجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال بئسما خلفتموني من بعدي أعجلتم أمر ربكم ? الأعراف 150 ليعني أنهم باتخاذهم العجل قد تعجلوا أمر ربهم أي عذابه في الدنيا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن من المثاني قوله:
• ? ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ? هود 100 ـ 103
• ? هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? النحل 33 ـ 34
• ? من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر?
• ? وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر ?القمر 3
ويعني حرف هود أنه كما أهلكت القرى من قبل بأمر رب النبي الأمي ? أي بعذاب من عنده فإن القرى القائمة اليوم ستهلك به كذلك.
ويعني حرف النحل أن المكذبين في هذه الأمة إنما ينتظرون أن تأتيهم الملائكة في ليلة القدر أو يأتيهم في مطلع فجر ليلة القدر العذاب الذي عذب به الأولون.
ويعني حرف القدر أن كل أمر عذب به الأولون ستتنزل به الملائكة في ليلة القدر، وأن ليلة القدر سلام على المجرمين إذ لن يصيبهم شيء من العذاب في ليلة القدر حتى مطلع الفجر فإذا طلع الفجر استقر عليهم كل أمر عذب به الأولون كما هي دلالة حرف القمر.
إن أمر ربنا الذي أهلك به الأولين وسيهلك به الآخرين هو الموصوف في قوله ? وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر ? القمر 50 ـ 51 أي عاقل يذكر فينجو من أمر ربنا الموعود.
? وللكافرين أمثالها ?
إن قوله ? ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ? هود 89 من قول شعيب يخوف قومه وقد أصابهم مثل ذلك إذ أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين كما أخذت ثمود.
وإن قوله ? وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم ? غافر 30 ـ 31 من قول رجل مؤمن من آل فرعون يخوف قومه وقد أصابهم مثل ذلك إذ أغرقوا كما أغرق قوم نوح.
وإن المثاني في قوله:
• ? فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون فويل للذين كفروا من يومهم الذي يوعدون ? خاتمة الذاريات
• ? فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ? فصلت 13
• ? أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم ? القتال 10 ـ 11
• ? فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنظرين ? يونس 102
لتعني أن الله وعد النبي الأميّ ? في القرآن أن يصب على الذين ظلموا عذابا مثل العذاب الذي أهلك به أصحابهم وهم الذين ظلموا من قوم نوح والذين من بعدهم، وقد أمر الله نبيه ? أن ينذر المعرضين عن الإسلام صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، وإن التخويف والإنذار في القرآن لم يكن هزلا أبدا.
ويعني حرف القتال أن الكافرين في هذه الأمة موعودون بمثل ما دمر الله به من قبلهم من الأمم المكذبة، ولن يجدوا وليا من دون الله ينجيهم من العذاب الموعود.
ويعني حرف يونس أن مثل أيام الذين خلوا من قبل وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم سيأتي على المكذبين في هذه الأمة.
إن قوله ? ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين ? الأنفال 50 ـ 54 لمن المثاني مع قوله ? إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب قل للذين كفروا ستغلبون ? عمران 10 ـ 12 ويعني أنه كما أهلك آل فرعون ومن قبلهم من الأمم كقوم نوح والأحزاب من بعدهم وبمثل ما أهلكوا به سيهلك الذين كفروا في هذه الأمة، كما
(يُتْبَعُ)
(/)
هي دلالة قوله ? كدأب ? في الحرفين أي مثله.
وإن المثاني في قوله:
• ? ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الآخرين كذلك نفعل بالمجرمين ? المرسلات 18
• ? ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ? يونس 13
• ? فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين ? الأحقاف 25
ليعني أن المجرمين المكذبين في آخر هذه الأمة سيعذبون كما عذب المجرمون الأولون كما هي دلالة قوله ? كذلك ? أي مثله.
إن قوم إبراهيم الذين رموه في النار قد عذبوا في الدنيا بعذاب من عند الله كما بينت في قوله ? وما أنتم بمعجزين في الأرض ?.
وكذلك عذب قوم إلياس في الدنيا كما في قوله ? فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين ? الصافات 127 ـ 128
وكذلك أهلك في الدنيا بعذاب من عند الله قوم تبع كما في قوله ? كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس وثمود وعاد وفرعون وإخوان لوط وأصحاب الأيكة وقوم تبع كل كذب الرسل فحق وعيد ? ق 12 ـ 14 وقوله ? أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين ? الدخان 37 ولعلهم والله أعلم أصحاب القرية التي ضربها الله مثلا في حرف النحل والذين مزقوا كل ممزق وجعلوا أحاديث في حرف سبإ، ولم يتضمن القرآن نوع العذاب الذي أهلك به كل منهم إذ لن يقع مثله في هذه الأمة، وإنما سيقع مثل العذاب الذي عذبت به القرون الأولى وتضمن القرآن تفصيله للذكر وهو الطوفان والريح العقيم والصاعقة والصيحة وعذاب يوم الظلة والخسف والمطر بحجارة من سجيل منضود مسومة عند ربنا للمسرفين والإغراق.
? إن في ذلك لآيات ل ... ?
إن من تفصيل الكتاب أن لفظ الآية يقع على المتلوة والنعمة والدليل على التكرار والقرينة للتصديق وعلى الخارقة المعجزة.
وإن الآية التي تقع على المتلوة، وعلى آيات الكتاب، وعلى النعمة، وبعض التي تقع على القرينة للتصديق هي آيات الله.
وإن الآية التي تقع على الخارقة المعجزة هي آيات رب العالمين.
ومما يقع على المتلوة قوله ? ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ? عمران 58
وتقع آيات الكتاب والقرآن على الفواتح في أوائل السور المعلومة.
ومما يقع على النعمة قوله ? يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ? الأعراف 26.
ومما يقع على الخارقة للتخويف والقضاء قوله ? هذه ناقة الله لكم آية ? الأعراف 73، وقوله ? قد جئناك بآية من ربك ? طه 47، وقوله ? وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ? طه 133، وهذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين وهم المكذبون بها.
ومما يقع على الدليل على التكرار قوله بيان قوله ? إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ?
الروم 23 بعد ذكر المنام بالليل والنهار وطلب رزق الله.
ومما يقع على القرينة على التصديق قوله بيان قوله ? ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ? يوسف 35 ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته، وقوله بيان قوله ? إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ? البقرة 164 ويعني بالآيات القرائن الدالة على أن الله رب العالمين ومدبر الأمر.
وإن الآية الخارقة المعجزة تقع على التي للكرامة والطمأنينة وعلى التي للتخويف والقضاء.
وإن قوله ? إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ? المكررة في الشعراء، بعد ذكر إغراق فرعون وجنوده وقوم نوح، وإهلاك عاد، والعذاب الذي أخذ ثمود، وتدمير قوم لوط، وعذاب يوم الظلة الذي أخذ أصحاب الأيكة ليعني أن مثله سيقع في هذه الأمة ورغم التحذير منه في القرآن فلن ينجو أكثر الناس وإنما سيهلكون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن قوله ? ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون ? النمل 50 ـ 52 ليعني أن مثله سيتكرر في هذه الأمة فينجي الله منه الذين يعلمون وهم الجيل على منهاج النبوة الذين سيستخلفون في الأرض بعد ليلة القدر كما يأتي بيانه.
وإن قوله ? فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل إن في ذلك لآيات للمتوسمين ? الحجر 73 ـ 75 ليعني أن مثله سيقع في هذه الأمة.
وإن المثاني في قوله:
• ? أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى ? طه 128
• ? أولم يهد لهم كم أهلكنا من قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات أفلا يسمعون ? السجدة 26
ليعني أن مثله سيقع في هذه الأمة فتهلك منها قرون يمشون في مساكنهم ولن ينجو من العذاب الموعود إلا أولوا النهى الذين يسمعون.
وإن من المثاني قوله:
• ? فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? سبأ 19
• ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? إبراهيم 5
ويعني حرف سبأ أن سيكون في هذه الأمة من يظلمون أنفسهم كأولئك وسيجعلهم الله أحاديث ويمزقهم كل ممزق، وحرف إبراهيم من نبوة موسى التي لم تتحقق بعد ونبأ بها الله في القرآن خاتم النبيين ? فكانت من الغيب المنتظر الموعود الذي سيقع في هذه الأمة إذ لم يأت يوم من أيام الله التي أهلك فيها المكذبين من قبل بعد هلاك فرعون ليهلك فيه المكذبون كما هي نبوة موسى في حرف إبراهيم وغيره، وكما هي نبوة خاتم النبيين كذلك ?، ولن ينجو من العذاب الموعود إلا كل صبار شكور.
وإن قوله ? أفلم يروا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم من السماء والأرض إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب ? سبأ 9 ليعني أن ذلك مما قد وقع من قبل وسيتذكر إذ سيقع مثله في هذه الأمة ولن ينجو منه إلا كل عبد منيب.
وإن قوله ? وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ? هود 102 ـ 103 ليعني أن ربنا سيأخذ القرى القائمة التي لم تحصد بعد أخذا أليما شديدا ولن ينجو منه إلا من خاف عذاب الآخرة.
إن جميع القرى موعودة بذلك كما هي دلالة قوله ? وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ? أي مثله وكما في وعده في قوله ? وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا ? الإسراء 58.
وإن قوله ? قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين مسومة عند ربك للمسرفين فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم وهو مليم وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم وفي ثمود إذ قيل لهم تمتعوا حتى حين فعتوا عن أمر ربهم فأخذتهم الصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين ? 43 ـ 45 ليعني أن العذاب بحجارة من طين مسومة عند ربنا للمسرفين وبكل من الإغراق والريح العقيم والصاعقة سيقع مثله في هذه الأمة لتعلقه بقوله ? وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ? الذاريات 37 أي دليلا على أنه سيتكرر مثله بعد نزول القرآن.
وإن قوله ? فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ? النازعات 25 ـ 26 ليعني أن الله أخذ فرعون بالإغراق وهو النكال الذي أخذ الله به في المرة الأولى قوم نوح، وهو النكال الذي سيأخذ الله به في المرة الآخرة أي سيهلك به المتأخرين من خلف فرعون، ويعني قوله ? إن في ذلك لعبرة لمن يخشى ? أن ذلك سيقع مثله في هذه الأمة ولن ينجو منه إلا من يخشى.
دلالة الأمر بالاعتبار
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قوله ? واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 86 ليعني أن شعيبا قد حذر قومه مدين إن لم يعتبروا من مثل عاقبة المفسدين قبلهم، ودلالة الأمر بالنظر هي الاعتبار، وإن من تفصيل الكتاب أن ما جعل عبرة من الحوادث والقصص الماضية سيقع مثله في هذه الأمة ولن يهتدي يومئذ إلا من اعتبر بالقرآن من أولي الألباب.
وإن المثاني في قوله:
• ? قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ? الروم 41
• ? قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ? النمل 69
• ? قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين ? الأنعام 11
• ? أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها ? القتال 10
وشبهها لتعني أن عاقبة المكذبين المجرمين من قبلنا هو العذاب الذي أهلكوا به في الدنيا، وكذلك ستكون عاقبة المكذبين في هذه الأمة إن لم يعتبروا بعاقبة الأولين.
وإن قوله:
• ? فانظر كيف كان عاقبة المفسدين ? الأعراف 103 النمل 14
• ? فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ? الأعراف 84
• ? فانظر كيف كان عاقبة المنذرين ? يونس 73 الصافات 73
• ? فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ? القصص 40 يونس 39
• ? فانظر كيف كان عاقبة المكذبين ? الزخرف 25
• ? فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين ? النمل 51
لتعني أن الاعتبار بعاقبة المهلكين من قبل هو من سنة النبي الأمي ? فمن رغب عن طاعة الأمر بالاعتبار بعاقبة المهلكين من قبل فقد رغب عن سنة النبي ? وإذا فليس من أمته.
وإن الأمر بالسير في القرآن حيث وقع كما في قوله ? قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ? عمران 137 ليعني أن الله لن يعجل العذاب الموعود قبل أن يقع من الناس سير في الأرض ونظر في عاقبة الذين أهلكوا من قبل حتى يتبينوا أن قوم نوح وعادا وثمود ومدين وقوم لوط وقوم فرعون كانوا أشد قوة وآثارا في الأرض التي عمروها أكثر مما عمرها الذين عاصروا النبي الأمي ? وحتى يتفكروا في أنهم إنما أهلكوا بسبب تكذيبهم.
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ ذروته بعد، وإن كان قد اقترب منها إذ سيتم نفاذ ما في القرآن من الأمر الذي خوطب به الناس قبيل الساعة في ظل التقدم التقني والعلمي كما في قوله ? قل انظروا ماذا في السماوات والأرض? يونس101 وقوله ? أولم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض وما خلق الله من شيء وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم فبأي حديث بعده يؤمنون ? الأعراف 185 وقوله ? وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون ? يوسف 105 وكما سيأتي بيانه، وقد تمكنت البشرية من رحلات الفضاء وغزوه وتمكنت من مراقبة النجوم والمجرات من الأرض ومن الكواكب ومن الفضاء، وها هي البشرية بالتقدم العلمي تكتشف كيف مات صاحب العظام البالية الرميم ومتى مات، وها هم المتخصصون في علم الآثار يثيرون الأرض ويبحثون عن الأمم في القرون الماضية وكيف أثاروا الأرض وعمروها من قبل وكيف ماتوا، وسيسارع الظالمون قريبا إلى إقامة مستوطنات في الربع الخالي وفي ديار ثمود وفي القرية التي أمطرت مطر السوء لإيقاع قوله ? وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم ? إبراهيم 45 ومن المثاني معه قوله ? أولم يهد للذين يرثون الأرض من بعد أهلها ? الأعراف 100، وليقعن ذلك قريبا من الذين يسارعون اليوم إلى احتلال الجزيرة العربية.
? فكيف كان عذابي ونذر ?
وإن من المثاني قوله:
• ? ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب ? غافر4 ـ 5
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
• ? وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ? الحج 42 ـ 44
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير? فاطر 25 ـ 26
• ? وكذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما آتيناهم فكذبوا رسلي فكيف كان نكير? سبأ 45
• ? وكذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير ? الملك 18
• ? فكيف كان عذابي ونذر ? القمر 16 ـ 18 ـ 21 ـ 30
• ? أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ? الملك 16 ـ 17
ويعني حرف غافر أن قوم نوح والأحزاب من بعدهم قد أهلكوا في الدنيا وعلموا كيف كان عقابه، وكذلك الذين كفروا في هذه الأمة الذين سيجادلون في آيات الله ويتقلبون في البلاد ـ كناية عن التمكين ـ سيأخذهم ربهم أي يعذبهم ليعلموا كيف سيكون عقابه
ويعني حرف الرعد أن الذين كفروا في هذه الأمة سيمهلون ويصيبهم من العذاب الأدنى كما سيأتي تقريره قبل العذاب الأكبر الموعود في الدنيا ليعلموا كيف سيكون عقابه كما أتى الذين استهزأوا بالرسل وأملي لهم ثم أخذهم الله وعلموا كيف كان عقابه
ويعني حرف فاطر وسبأ وثاني الملك وأربعة القمر أن الذين كذبوا من قبل قد أملي لهم ثم أخذوا بالعذاب فعلموا كيف كان نكيره وعذابه ونذيره ولقد كذب هؤلاء وسيعلمون رأي العين كيف سيكون نكيره وعذابه ونذيره.
ويعني أول الملك أن الله قد أنذر المكذبين في هذه الأمة عذابا من تحت أرجلهم وعذابا من فوقهم، ووعدهم أن يعذبهم في الدنيا حتى يعلموا رأي العين كيف يكون نذيره أي كيف سيقع عليهم ما أنذروا به في القرآن من العذاب في الدنيا، ويحسب المفسرون أن نذير الله في القرآن إنما هو للتسلية وللعبرة التي لا تتجاوز السماع والقراءة أي لن يقع بعدها حوادث مثلها، تجاهلوا أن القرآن هو الموصوف بقوله ? إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا ? المزمل 5 وبقوله ? إنه لقول قول فصل وما هو بالهزل ? الطارق 13 ـ 14 ولكن خف القول الثقيل على الذين لم يفقهوه فلم يفهموا تفصيله فخلطوه بالهزل ومنه التسلية الكاذبة.
? سلام هي ?
إن قوله ? سلام هي ? لمن المثاني مع قوله ? في ليلة مباركة ? الدخان 3 ويعني أن ليلة القدر سلام من كل عذاب، خالية منه فهي ليلة مباركة لا عذاب فيها، وهكذا لن يقع العذاب على الشام الموصوف في المثاني:
• ? سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ?
• ? وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها ? الأعراف 137
• ? وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها ? سبأ 71
• ? ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها ? الأنبياء 81
• ? ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ? الأنبياء 71
ويعني أن الأرض التي حول القدس مباركة للعالمين وهم أعم من المسلمين، ولن يقع العذاب الموعود في الأرض المباركة، وهكذا سارع اليهود أهل الكتاب إلى الهجرة إلى الأرض المباركة إذ فقهوا من الكتاب المنزل أكثر من فقهاء المسلمين ليسلموا من العذاب الموعود الذي أهلك بمثله قوم نوح والأحزاب من بعدهم، ولن يقع العذاب كذلك على الأرض قبل هدم الكعبة كما هي دلالة قوله ? إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ? عمران 96، ولن يقع العذاب بمثل الريح العقيم من عارض نزل منه الماء كما هي دلالة قوله ? ونزلنا من السماء ماء مباركا ? ق 9، وكان النبي الأمي ? يحزن إذا رأى السحاب لأجل ذلك فإذا نزل الماء سري عنه.
? حتى مطلع الفجر ?
إن قوله:
? ? وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا ? الكهف 59
? ? وما أهلكنا من قرية إلا ولها كتاب معلوم ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ? الحجر 4 ـ 5
? ? ثم أنشأنا من بعدهم قرونا آخرين ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون ? الفلاح 42 ـ 43
? ? فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب ? هود 65
? ? إن موعدهم الصبح ? هود 81
(يُتْبَعُ)
(/)
ليعني أن كل قرية عذبت من قبل قد جعل رب العالمين لوقت عذابها في الدنيا موعدا أعلنه لهم رسولهم وكذلك كل قرن من القرون الأولى وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم إنما أنزل عليهم العذاب في أجل معلوم قد علموه جميعا يوم أخبرهم به رسلهم بالآيات ولفرط تكذيبهم لم يعبأوا به حتى جاءهم العذاب بغتة وهم لا يشعرون وكذلك أهلكت ثمود بعد ثلاثة أيام كانت معلومة لهم جميعا إذ أخبرهم رسولهم صالح بالموعد الذي جعله الله لإهلاكهم، وكذلك أهلكت قوم لوط بعد موعدهم المعلوم.
وإن قوله:
? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? يونس 46 ـ 49
? ? ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? الأعراف 34
? ? ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ? النحل 61
? ? ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ? خاتمة فاطر
? ? ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون ? العنكبوت 53 ـ 54
? ? وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا ? الكهف 58
? ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ? سبأ 29 ـ 30
? ? ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ? هود 8
ويعني أن العذاب الموعود في الدنيا إنما سيقع على المجرمين في أجل مسمى كما في حرف النحل وفاطر والعنكبوت، وهو الموعد الذي لن يجدوا من دونه موئلا أي مرجعا يركضون إليه كما في حرف الكهف، وهو الميعاد والأجل الذي لن يؤخروا عنه ساعة ولن يعجل لهم العذاب قبله ساعة كذلك كما في حرف سبأ والأعراف ويونس والنحل وفاطر، وهو الأجل الذي جعله الله لكل أمة لوقوع العذاب عليها في الدنيا.
ولتقعنّ تسمية ذلك الأجل المعلوم ليصبح أجلا مسمى من عيسى وإمام المتقين معه ليقع علمه لكل الناس وينتظره الفريقان ويتربصونه.
وإن أجل كل أمة قد عذبت من قبل كقوم نوح والأحزاب من بعدهم قد وقع فيه قطع دابرها وتناسلها كما في قوله ? فأنجيناه والذين معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين ? الأعراف 72 يعني عادا، وكما في قوله ? وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ? الحجر 66 أي أوحي إلى لوط به، ولم يؤخروا إلى أجل مسمى للذين آمنوا وكانوا يتقون واستخلفوا في الأرض من بعدهم كما في قوله:
? ? إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ? نوح 1 ـ 4
? ? قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى ? إبراهيم 10
? ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ? الأنعام 42 ـ 45
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن الرسل وهم أولوا العلم قد وعدوا من قبل من آمن من قومهم أن يغفر الله لهم ذنوبهم فلا يعذبهم في الدنيا بل يؤخرهم إلى أجل مسمى آخر ويستخلفون في الأرض من بعد المجرمين، ويعني حرف الأنعام أن قطع دابر الذين ظلموا كان وعدا من الله وعد به الرسل قبل النبي الأمي ? وأنه قد تم كما هي دلالة الحمد، ويعني قوله ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك ? تهديدا للأمم بعد نزول القرآن بمثل ما عوقب به الأمم قبلهم ومن القرائن قوله ? قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون ? الأنعام 46 ـ 47 ويعني أن الله سيحول بين المكذبين من الأمم القائمة وبين الإيمان فلا ينتفعون بسمعهم ولا بأبصارهم ولا يفقهون بقلوبهم بل يستمرون في التكذيب وسيهلكون وهم الظالمون كما أهلك الذين ظلموا من قبل وقطع دابرهم.
وكذلك سيقع قطع دابر المكذبين بالرسل الموعودين من الأمم القائمة اليوم في الدنيا فلا يؤخرون إلى أجل مسمى آخر للذين آمنوا وكانوا يتقون كما في قوله ? ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ? الأنفال 7 وهو وعد من الله في القرآن لم يقع بعد أراده الله ولا مرد له كما في قوله ? وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ? الرعد 11.
وإن الموعد الذي جعله الله لإهلاك المجرمين في آخر هذه الأمة هو قوله ? من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر ? ويعني أن مطلع الفجر من ليلة القدر هو الموعد الذي جعله الله لإهلاك المكذبين في أخر هذه الأمة.
وإن قوله ? حتى مطلع الفجر? لمن المثاني مع قوله ? والفجر ? في سورته ويعني أن الله سيدمر أعداءه المجرمين المكذبين بعد مطلع فجر ليلة القدر، أي لا سلام عليهم بعد مطلع الفجر وإنما هو الحرب من الله عليهم، وسيهلكون جميعا ـ إلا من كان منهم في الأرض المقدسة وهم الذين سيقاتلهم المسلمون في سبيل الله في ظل إمامهم ـ منهم ـ ومعه عيسى ابن مريم في الساعة بين مطلع الفجر ومطلع الشمس كما في قوله ? والصبح إذا أسفر ? المدثر 34 ومن المثاني معه قوله ? والصبح إذا تنفس ? التكوير 18، لأن الملائكة التي ستتنزل في ليلة القدر ستغير عليهم صبحا كما هي دلالة قوله ? فالمغيرات صبحا ? العاديات 3 ومن المثاني معه قوله ? وإن جندنا لهم الغالبون فتول عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون أفبعذابنا يستعجلون فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين ? الصافات 173 ـ 177، وسيقضى الأمر قبل الضحى ليعلم الناس أن رب محمد ? ما ودعه وما قلاه بل شهد على صدق رسالته إذ سيجعل غيب القرآن شهادة في صبح ليلة القدر.
إن قوم لوط أهلكوا بعد مطلع الفجر كما في قوله:
• ? إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ? هود 81
• ? وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين ? الحجر 66
• ? ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر ? القمر 38
• ? فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ? الحجر 73 ـ 74
وكذلك أهلكت ثمود بعد مطلع الفجر كما في قوله:
• ? فأخذتهم الصيحة مصبحين ? الحجر 83
• ? وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ? هود 67
• ? فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ? الأعراف 78
وكذلك أهلكت مدين بعد مطلع الفجر كما في قوله:
• ? وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين ? هود 94
• ? فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين ? الأعراف 91
وكذلك أهلكت عاد عند مطلع الفجر كما هي دلالة قوله ? وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ? الحاقة 6 ـ7 ويعني أن العذاب أرسل عليهم في فجر اليوم الأول من الأيام الثمانية وبعد غروب شمس اليوم الأول بدأت الليلة الأولى من الليالي السبع، وكذلك أخرج الله فرعون وجنده ليغرقهم كما في قوله ? فأتبعوهم مشرقين ? الشعراء 60.
إن من يزعم أن ما بعد مطلع فجر ليلة القدر سلام كليلتها فقد قال على الله بغير علم، وإنما هو مطلع الفجر على أم القرى التي ستأخذها الصاعقة كما في قوله:
• ?وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ? الشورى 7
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ? فصلت 13
• ? فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون ? الطور 45
• ? وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ? ص 15
ويعني إنذار أم القرى وهي مكة قبل من حولها أن العذاب الموعود سيبدأ بها وكما سيأتي بيانه وبيان موعود كل قرية من العذاب الموعود في بيان القرآن.
ويعني القسم في سورة الفجر أنها الليلة الرابعة بعد عشر ذي الحجة لأنه عد عشر ليال وعد شفعا وعد وترا أي ثلاثا بعد العشر وقال ? والليل إذا يسر ? فهي الليلة الرابعة بعد عشر ذي الحجة المعلومة وهي الليلة التي تلي اليوم الثالث من أيام التشريق، وهي ذات قمر كامل لا هلال كما في قوله ? وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر كلا والقمر والليل إذ أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ? المدثر 31 ـ37 ويعني أن ليلة القدر ليلة شاتية يطول ليلها ويدبر ولا يزال القمر في السماء فإذا أسفر صبحها فقد وقعت إحدى الكبر وهي إحدى أيام الله التي أهلك فيها المكذبين من قبل.
ويعني قوله ? ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم وخذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذابا مهينا ? النساء 102 أن ليلة القدر ليلة ممطرة كما في الحديث النبوي، وسيصيب المؤمنين فيها أذى من مطر وسيكون فيها منهم مرضى وهم يحاصرون العدو فيأتي النصر من الله دونما جهد من المؤمنين في ليلة القدر التي أعد الله في فجرها للكافرين عذابا مهينا، ولن يتأتى تأويله بالعذاب في يوم القيامة إذ لا تكليف بأخذ الحذر ولا بالجهاد والقتال والرباط وصلاة الخوف.
إن رفع علم ليلة القدر عن النبي ? في أول الأمة قد تضمنه القرآن في قوله ? قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا ? الجن 25 ومن المثاني معه قوله ? فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون ? الأنبياء 109 وكما لم يخبر النبي ? منذ نزلت سورة القدر في بداية البعثة النبوية إلى آخر حياته ? أن ليلة القدر الموعودة قد كانت البارحة.
وليس ما ادعيته من أنها الليلة الرابعة بعد عشر ذي الحجة هو علم لما رفع عن النبي ? علمه وأنسيه وإنما استنبطت من الرسالة التي أرسل بها خاتم النبيين ? وهي القرآن الذي أمرنا بتدبره، غير أني لم أستطع تحديد السنة التي ستكون فيها ولا أدري كذلك أهي مما قرب أم لا تزال بعيدة عنا نحن المتأخرين عن نزول القرآن بأربعة عشر قرنا لم ينقض فيها الرويد الذي أمهل الله فيه المشركين قبل أن يكيد لهم كيدا يجعلهم هم المكيدين، ويعني كذلك رفع علمها عن النبي ? أن لن يدركه معاصروه.
إن قوله ? إن ربك لبالمرصاد ? ليعني أنه سيصب سوط عذاب على الذين تولوا وكفروا فيعذبهم به العذاب الأكبر في الدنيا كما في السورة قبلها، وهذا الوعد هو الذي أقسم الله عليه بقوله ? والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر ? لتأكيد نفاذه وإن تأخر بعد نزول القرآن.
وإن قوله ? إن ربك لبالمرصاد ? ليعني أن ذلك مما ينتظر كما في قوله ? فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا ? الجن 9 أي في انتظاره قبل الاستماع ما بقي الرسول حيا منذ بدء رسالته كما هي دلالة قوله ? الآن ?، وقوله ? إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا ? النبأ 21 ـ 22 أي في انتظارهم، وقوله ? واقعدوا لهم كل مرصد ? التوبة 5 أي قبل أن يتحركوا كونوا في انتظارهم مستعدين لقتالهم، وقوله ? وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل ? التوبة 107 أي ليجدوا المنافقين في انتظارهم، وقوله ? فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ? أي حرسا يترصدون أعداء الرسول فيحفظونه منهم.
يتواصل
الحسن محمد ماديك(/)
علل الأقوال
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Jan 2008, 08:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كما يحب أن يحمد، ويُثنَى عليه ويمجَّد، فهو أهل الحمد والثناء والمجد
والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
فإن مما ينبغي أن يعتني به طالب التحقيق جمع أقوال العلماء وترتيبها تأريخياً لتتبين له علل الأقوال ويعرف منشأ الخطأ إن وجد، وكيف سرى وانتشر، وكيف تداول العلماء تلك المسألة في كتبهم.
وقد سئل ابن المديني كيف تعرفون علة الحديث؟
فقال: إنما تعرف العلة بجمع الطرق.
وصدق رحمه الله،
وهذا الأمر لا ينحصر تطبيقه على علل الحديث، بل هو عام في جميع العلوم.
ومعرفة العلل وإدراكها ليس سحراً ولا كهانة ولا تنجيماً، وليس أمراً خارقاً للعادة، بل هو ممكن لمن تعلم هذا العلم من وجهه، وتعلم كيف يكتشف الأقوال الخاطئة، ويناقشها، وينقدها، ويبين القول الصحيح بأدلته.
والأمة بحاجة ماسة إلى عدد من هؤلاء، لتحقيق العلم كما ينبغي وتنقيته من شوائب الأقوال الخاطئة، وهذا مما يعين على تيسير تعليم العلم النافع وتقريبه للعامة، وطلاب العلم المبتدئين، فينتشر بذلك العلم، ويزداد الإيمان في الأمة، فيرفعها الله عز وجل ويعلي شأنها.
وعوداً على بدء فإن عدم مراعاة تأريخ الأقوال قد يوقع الباحث في أوهام وأخطاء لكثرة ما يرى من تداول الأقوال الخاطئة، ولثقته بنقل الناقلين لها، وما يلتمسه بعضهم لها من الحجج التي ربما يظنها غير المحقق صحيحة، وهي عند التحقيق فاسدة.
وعلل الأقوال إنما تدرك بجمعها، ومعرفة منشئها، وكيف تداولها العلماء، ومنشأ الخطأ فيها وكيف تدرج وقوعه.
وسأضرب لكم مثالاً جلياً في هذا الباب:
ففي قراءات قوله تعالى: (عم يتساءلون)
إذا وقف يعقوب الحضرمي وابن كثير (في رواية البزي) على {عم} وقفوا على هاء ساكنة، عوضاً عن ألف ما الاستفهامية المحذوفة، وإذا وصلوا قرأوها بدون هاء، ولذلك نظائر عندهما.
وهذا أمر معروف عند علماء القراءات لذلك لم يذكروا غيره.
وشاعت قراءة خاطئة ذكرها بعض المفسرين وغيرهم وهي القراءة بالهاء وصلاً ونسبوها لابن كثير المكي رحمه الله
حتى أدرجها الخطيب في معجم القراءات.
وسأترككم مع تأريخ هذه المسألة ثم أعقب بذكر بعض الفوائد
وأرفقت مع الموضوع ملخصاً لما ذكره العلماء في قراءات هذه الآية، منسقاً بالوورد، لغرض التقريب والتيسير.
قوله تعالى: (عم يتساءلون)
القراءات:
القراءة الثالثة: (عمه) وقفاً ووصلاً
تنبيه:
قلت: (وَرَدَ فِي بعضِ التَّفَاسِيرِ نسبةُ هذِه القراءَةِ لابنِ كَثِيرٍ، وَهِيَ لا تَصِحُّ عنه، ولِذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهَا أَحَدٌ مِنْ عُلَمَاءِ القِرَاءَاتِ، وَإِنَّما الذي صَحَّ عَنْهُ -كَمَا تَقَدَّم -أَنَّه قَرَأَ بهَا فِي حَالِ الوقفِ، وَذَلكَ أَنَّ مِن أُصُولِهِ إِبْدالَ ألفِ (ما) الاستفهامِيَّةِ المجرورةِ هاءً عندَ الوقفِ لا الوصلِ.
أّمَّا القراءةُ بالهاءِ وَصْلاً فلا أَصْلَ لها، وَمَنشأُ الخطأِ تَسَاهُلُ بَعْضِ المفَسِّرِينَ في النَّقْلِ باختصارِ مُخِلٍّ أَدَّى ببعضِهِم إِلَى إِطلاقِ القَولِ بنسبةِ هذِه القراءَةِ لابنِ كثيرٍ في حالِ الوَصْلِ).
بيان تدرج وقوع الخطأ في نسبة هذه القراءة لابن كثير رحمه الله
قالَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالويه (ت:370 هـ): ((عَمَّهْ يَتَسَاءَلُونَ) بِالْهَاءِ وَالسُّكُونِ؛ ابْنُ كَثِيرٍ). [مختصر شواذ القراءات:167]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): (وعنِ ابنِ كَثيرٍ أنه قَرَأَ: (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو: إمَّا أنْ يُجْرِيَ الوصلَ مَجْرَى الوَقْفِ، وإمَّا أنْ يَقِفَ ويَبْتَدِئَ: {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}). [الكشاف: 6/ 294]
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (وعن ابنِ كثيرٍ أنه قَرَأَ (عَمَّهْ) بهاءِ السكْتِ، ولا يَخْلُو إما أن يُجْرِيَ الوصْلَ مَجْرَى الوَقْفِ، وإما أن يَقِفَ ويَبتدئَ بـ {يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}). [مفاتيح الغيب: 31/ 3]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (ويُقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ، وحُكْمُ هذا أنْ يَكُونَ في الوَقْفِ، إلاَّ أنَّه أَجْرَى الوَصْلَ مَجْرَاهُ). [إعراب القراءات الشواذ: 2/ 669]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت:745هـ): (وقرأَ الضَّحَّاكُ وابنُ كثيرٍ في روايَةٍ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ). [البحر المحيط: 8/ 572]
قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((وعن ابنِ كثيرٍ أنَّهُ قَرَأَ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو: إمَّا أنْ يُجْرِيَ الوصلَ مُجْرَى الوقفِ، وإمَّا أنْ يَقِفَ ويَبْتَدِئَ {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}))). [الدر المصون: 10/ 648]
قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (ونُقِلَ عن ابنِ كثيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ). [الدر المصون: 10/ 647]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وعَنِ ابنِ كَثِيرٍ رِوَايَةٌ بِالهَاءِ، وهِي هَاءُ السَّكْتِ أَجرَى الوَصلَ مَجرَى الوَقفِ). [فتح الباري: 8/ 689]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (ونُقِلَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً). [اللباب: 20/ 90]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ: ((وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ قَرَأَ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو إمَّا أنْ يُجْرِيَ الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ، وإمَّا أَنْ يقِفَ، ويبْتَدِئَ بـ {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}))). [اللباب: 20/ 91]
قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت:1420هـ): (وَقالَ فِي الكَشَّافِ: ((وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أنه قَرَأَ: (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ثُمَّ وَجَّهَهَا بِقَوْلِهِ: إِمَّا أنْ يُجْرِيَ الْوَصْلَ مَجْرَى الْوَقْفِ، وَإِمَّا أنْ يَقِفَ وَيَبْتَدِئَ: {يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}))). [تتمة أضواء البيان: 9/ 3]
وهذه بعض الفوائد المستفادة من بحث هذه المسألة:
1: أن هذا الخطأ سرى في كتب التفسير، وخلت منه كتب القراءات إلا ما فعله الخطيب في معجم القراءات، وذلك أن علماء القراءات يدركون هذا الأمر جيداً، وينكرون القراءة بالهاء وصلاً.
فيستفيد بذلك الباحث تلقي كل علم عن أئمته المقتدى بهم فيه، ويأخذ كل مسألة عن أهلها.
2: أن أصل منشأ الخطأ من الطريقة التي تعاطى بها الزمخشري مع هذه المسألة، والزمخشري ليس من علماء القراءت، ولا أدل على ذلك من تعاطيه مع علم القراءات بالتقسيمات المنطقية (راجع قوله) وعلم القراءات موقوف على السماع.
3: أن أبا حيان نسب هذه القراءة للضحاك، وهو وهم أيضاً، وأبو حيان ناقل في هذه المسألة عن ابن عطية، وابن عطية نسب هذه القراءة للضحاك في حال الوقف.
4: تتابع الناقلون عن الزمخشري باختصار مخل حتى وصل الأمر إلى النص على أن هذه القراءة نقلت عنه في حال الوصل كما فعل السمين الحلبي،
وكما هو ظاهر كلام ابن حجر وهو من المحدثين.
5: لو أن طالب العلم لم يتفطن لتأريخ المسألة، وقرأ تلك الكتب بدون ترتيب لربما ترسخت لديه قناعة بأن تلك القراءة صحيحة لكثرة الناقلين لها من العلماء
6: أن القول إذا استبان خطؤه لم يجز ذكره إلا للتنبيه عليه، ولا يجوز اعتماده، وحينئذٍ فلا يصح أن يتعامل معه إلا بالرد والتماس العذر لقائله، إذ الخطأ مردود على صاحبه، غير مقبول في دين الله عز وجل.
وسأنبه في موضوع قادم بإذن الله على خطأ اعتبار القول الخاطئ ومحاولة الجمع بينه وبين الأقوال الصحيحة.
7: أن العلماء السابقين قد يلتمس لهم العذر، لكن ما عذر الأمة اليوم مع تطور وسائل العلم، وتيسر سبل الجمع والبحث والترتيب، وجود الإمكانات والطاقات والقدرات ووجود الباحثين المتخصصين في كل فن المشهود لهم بالتحرير والإتقان.
ونحن إنما استخلفَنا الله في لأرض لينظر كيف نعمل، ولو أن كل واحد قال: ليس هذا من شأني لبقيت الأمة على حالها، بل ربما ازداد حالها سوءاً
ورحم الله ابن الوردي إذ يقول:
اطلب العلم ولا تكسل فما = أبعد الخير على أهل الكسل
واحتفل للفقه في الدين ولا = تشتغل عنه بمالٍ أو خول
واهجر النوم وحصله فمن = يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقل قد ذهبت أربابه = كل من سار على الدرب وصل
في ازدياد العلم إرغام العدا = وجمال العلم إصلاح العمل
ومن فاته أن يكون عالماً، فلا يفوتنه أن يخرج عالماً أو عالمين، أو عشرة أو عشرين، أو مئة أو مئين، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
فيأتي يوم القيامة وفي صحيفته أعمال علماء أجلاء كان هو سبب إعدادهم وتأهيلهم وتعليمهم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.
ولا تحقرن ما وهبك الله، والأمة بحاجة ماسة للتعاون على البر والتقوى، وتكاتف الجهود، فصاحب العلم بعلمه، وصاحب الفكرة بفكرته، وصاحب الجهد بجهده، وصاحب الجاه بجاهه، وصاحب المال بماله، وصاحب القلم بقلمه.
اللهم هل بلغت ...
اللهم فاشهد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 11:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فضيلة الشيخ: عبد العزيز الداخل
جاء في هذا المبحث:
وهي قراءة الجمهور
نص على ذلك: أبو حيان، وابن حجر، والعيني، والشوكاني.
هل يحتاج طالب العلم أن يستشهد بتنصيص الأئمة على أنها قراءة الجمهور؟
ألا يكفي معرفة ذلك بالتواتر؟
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): (وعنِ ابنِ كَثيرٍ أنه قَرَأَ: (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، ولا يَخْلُو: إمَّا أنْ يُجْرِيَ الوصلَ مَجْرَى الوَقْفِ، وإمَّا أنْ يَقِفَ ويَبْتَدِئَ: {يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}).
ذكره: الرَّازِيُّ، ونقله: السمين الحلبي، وابن عادل، وعطية سالم.
قالَ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (ويُقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ، وحُكْمُ هذا أنْ يَكُونَ في الوَقْفِ، إلاَّ أنَّه أَجْرَى الوَصْلَ مَجْرَاهُ).
قالَ أَبُو حَيَّانَ (ت:745هـ): (وقرأَ الضَّحَّاكُ وابنُ كثيرٍ في روايَةٍ (عَمَّهْ) بهاءِ السَّكْتِ، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ).
قالَ السَّمِينُ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (ونُقِلَ عن ابنِ كثيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً، أَجْرَى الوصلَ مُجْرَى الوقفِ).
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وعَنِ ابنِ كَثِيرٍ رِوَايَةٌ بِالهَاءِ، وهِي هَاءُ السَّكْتِ أَجرَى الوَصلَ مَجرَى الوَقفِ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (ونُقِلَ عَنِ ابْنِ كَثِيرٍ أَنَّهُ يَقْرَأُ: (عَمَّهْ) بالهاءِ وَصْلاً).
التوجيه:
وجهت بأنها على إجراء الوصل مجرى الوقف
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): (يُجْرِي الوصلَ مَجْرَى الوَقْفِ).
ما الصحيح في ضبط مجرى؟
هل هو بفتح الميم أم ضمها رغم أنها جاءت في هذه المواضع من الفعل الرباعي (أجرى)؟
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 11:15 م]ـ
ومن فاته أن يكون عالماً، فلا يفوتنه أن يخرج عالماً أو عالمين، أو عشرة أو عشرين، أو مئة أو مئين، والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم.
فيأتي يوم القيامة وفي صحيفته أعمال علماء أجلاء كان هو سبب إعدادهم وتأهيلهم وتعليمهم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.
ولا تحقرن ما وهبك الله، والأمة بحاجة ماسة للتعاون على البر والتقوى، وتكاتف الجهود، فصاحب العلم بعلمه، وصاحب الفكرة بفكرته، وصاحب الجهد بجهده، وصاحب الجاه بجاهه، وصاحب المال بماله، وصاحب القلم بقلمه.
اللهم هل بلغت ...
اللهم فاشهد ...
أجزل الله لكم الأجر والمثوبة
بلغتم ونصحتم
لكن: كيف السبيل إلى ما ذكرتم - وفقكم الله - خصوصا أن النساء لا يتيسر لهن ما يتيسر للرجال؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Mar 2008, 03:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وإياكم.
وأشكر لك متابعتك وملاحظاتك الدقيقة التي تدل على حرص على الانتفاع وجدية في التعلم والإفادة
فبارك الله فيك
هل يحتاج طالب العلم أن يستشهد بتنصيص الأئمة على أنها قراءة الجمهور؟
ألا يكفي معرفة ذلك بالتواتر؟
نعم يكفي ذلك.
وهذا المبحث مختصر من كتاب مجمع التفاسير، وقد ذكرت أقوالهم فيها بنصها
ورغبة عن تركها وإهمالها ذكرت أنهم نصوا على ذلك، فهو من باب ذكر ما قيل عن هذه القراءة في المكتبة الإسلامية.
وللتوضيح أقول:
إن كتاب مجمع التفاسير لم أقصد فيه أن يكون تفسيراً خاصاً لي، وإنما قصدت به التيسير على الباحثين وطلاب العلم بجمع ما قيل في الآية وتصنيفه على العلوم والمسائل وترتيبه تأريخياً بغض النظر عن صحة ما قيل أو كونه هو المعتمد
وليس لي فيه إلا العناوين اللازمة للتوضيح، وبعض التعليقات اليسيرة.
وهذه الطريقة يسر الله لي أسبابها، وإدارتها، واستخرت الله فيها، فرأيت فيها نفعاً للطلاب والباحثين، بجمع المتفرق، وتقريب البعيد، والتصنيف، والتنظيم والترتيب، وعمل معي في إعداده نخبة من الباحثين والنساخ والمدققين والمشكلين
ولم ألزم نفسي بتدقيق كل ما ذكر والتعليق عليه لأنه أمر متعذر، ولا يتسع له الوقت
وهذا من الأسباب التي دعتني لتحويله إلى كتاب مفتوح يتمكن المختصون من إضافة أقوالهم وتعليقاتهم فيه منسوبة لهم بأسمائهم
لأنه كتاب جامع للأقوال التي قيلت في تلك المسائل، وليس مؤلفاً يعتمد على التحرير والصياغة الإنشائية والتدخل في عرض المسألة بأسلوب معد الكتاب، وإنما المنهج فيه جمع ما قيل وتصنيفه وترتيبه
قلت هذا الكلام لأبين عذري فيما قد ينتقد من الأقوال أو اختلاف المناهج في الضبط لأن إعداد الكتاب مر بمراحل متعددة تختلف فيها الاجتهادات في كل مرحلة كما هو معتاد في البحوث العلمية، لذلك من الطبيعي أن يظهر تفاوت في علامات الترقيم، أو في مناهج التشكيل، أو غيرها.
غير أني حرصت على ضبط التصنيف العام للمسائل، والمنهج في جمع الأقوال وترتيبها، فهذا ما يمكنني فعله ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها
وأما كتابة تفسير جديد فيحتاج فيه إلى أمور أوسع وتهيئة أكبر وفكرة يتمكن بها المفسر من الإضافة المفيدة حتى لا يكون تفسيره مكررا، ولعل الله أن يمد في العمر وييسر ذلك.
ما الصحيح في ضبط مجرى؟
هل هو بفتح الميم أم ضمها رغم أنها جاءت في هذه المواضع من الفعل الرباعي (أجرى)؟
يصح الضبطان، بالفتح والضم، وقد قرئ بهما في قوله تعالى: (وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها)
أصل الفعل ثلاثي وهو (جرى) وهذه الألف تسمى ألف التعدية، وبعضهم يسميها ألف الإكساب
فالفتح على إرادة المكان نحو: مذهب، ومسعى، ومنحى، ومسلك.
ويكون متصرفاً من الثلاثي (جرى)
والضم على إرادة المصدر ويكون حينئذ مرادفاً في المعنى لـ (إجراء)
ولأجل هذا اختلف المشكلون لدي في ضبطها، فكل ضبط ما أوكل إليه حسب اجتهاده، وكل قد أصاب.
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Mar 2008, 03:14 م]ـ
أجزل الله لكم الأجر والمثوبة
بلغتم ونصحتم
لكن: كيف السبيل إلى ما ذكرتم - وفقكم الله - خصوصا أن النساء لا يتيسر لهن ما يتيسر للرجال؟
الغرض من هذا النداء، التذكير بأن نستشعر المسؤولية جميعاً، ونبذل الجهد كل وفق ما ييسره الله له.
ومن فتح له باب من أبواب النفع فليجد فيه وليجتهد.
ونحن ندرك أن سبب انحطاط الأمة وما تعانيه من ذل ومهانة هو ضعف العلم والإيمان، كما أفادت ذلك نصوص الشرع، وكما هو معلوم لدى العلماء وطلاب العلم، لا أعرف أنهم يختلفون في ذلك.
وإن أي محاولة لا ستعادة مجد الأمة وعزها بغير طريق العلم والإيمان لهي محاولة فاشلة، لأن الله كتب الرفعة والعزة لأهل العلم والإيمان، وهو الذي يرفعهم ويعزهم، ومن طلب العزة والرفعة للأمة بغير السبيل الذي بينه الله لم يحصل له مقصوده، بل سيعود عليه وعلى الأمة من الضرر والأذى بقدر ما تسبب فيه، وشواهد ذلك معلومة في التأريخ والواقع.
فإذا عرفت المشكلة، وعرف سببها، وعرف الحل، وعرف طريقه لم يتبق إلى السير فيه على نور وهدى من الله عز وجل
وكل عمل ييسره الله لشخص منا سواء كان ذكراً أو أنثى في تحقيق ذلك فهو عمل رشيد
والاقتراحات في هذا المجال كثيرة جداً
فمن استطاع أن يطلب العلم على وجهه ويدعو إلى الله على بصيرة فقد سلك هذا السبيل
ومن استطاع أن يعين طالباً أو طالباً على حسن التحصيل فقد أدى عملاً جليلاً لا يستهان به
فإن مما يحزنني بل ويؤرقني ما أراه من العشوائية في الطلب لدى كثير من طلاب العلم فتضيع أوقاتهم وطاقاتهم سدى وتضيع معها أحلام وآمال أُمِّلَت فيهم
فالطلب غير منهجي، والقراءة غير منظمة، يدرس بعضهم متنا على شيخ ثم لا يتمه وينتقل إلى شيخ آخر ومتن آخر
وبعضهم يتعلق بالدروس الأسبوعية على شيخ ينتهج منهج الشرح الإجمالي ومع ذلك يمكث سنوات في بعض المتون
يكل فيها الطالب ويمل وتضعف العزيمة وتفتر الهمة، ولا يحصل إلا ثقافة عامة لا يعتمد عليها.
وقد قابلت أصنافاً منهم وأحزنني ما يعانونه من آفات الطلب
فهذا مما يدعوني إلى توجيه نداء لأهل العلم والمدركين لأهمية العلم أن يعتنوا برعاية طلاب العلم وتوجيههم الوجهة الصحيحة ومعالجة ما يقدرون على معالجته من الآفات التي تعترضهم وتقطع عليهم الطريق.
فلو أن شخصاً (رجلاً أو امرأة) احتسب في توجيه طالب أو طالبة ممن يملك بذل طاعته أو الاستجابة لنصيحته فاعتنى برعايته ومتابعة تحصيله العلمي، وإفادته بما يختصر له الجهد والوقت، ورتب له ما يدرس ويقرأ حسب حاله
لقمن أن يجده بإذن الله قد أصبح طالباً متقناً في فترة وجيزة، قد اتضحت له مسالك الطلب حتى يصير عالماً من العلماء في سنوات يسيرة، فإن العلم إذا طلب من وجهه يسير بإذن الله تعالى.
فكم يكون لهذا الإنسان من الأجر في في تخريج عالم له دروسه ومؤلفاته ودرره والتي نرجو أن ينفع الله بها الأمة
فكيف إذا كان له قدرة على توجيه طالبين أو ثلاثة أو عشرة أو أكثر!
فلأجل هذا وجهت النداء.
وأردت أيضاً أن لا يحتقر شخص ما أنعم الله به عليه، فيقول: الأمة ليست بحاجة إلي!
ويوجد من هو أكفأ مني، ونحو ذلك من الأعذار الواهية التي هي من تزيين الشيطان وصده لمن أطاعه واتبع خطواته عن نصر دين الله عز وجل
فإن هذا الفكر التواكلي من أخطر ما فتك بالأمة وجعلها في وضع لا تحسد عليه
ولو تأملنا التأريخ لوجدنا الأمة في أوج عزها قد ضربت أروع الأمثلة في التكاتف والتعاون على البر والتقوى والتعاون على نصرة دين الله عز وجل
تأتي امرأة لأحد قادة الجيوش الإسلامية فتعطيه ظفيرتها عقالاً لبعير في سبيل الله عز وجل، وتقول له: والله لا أملك غيره!
لم تجد ثمن عقال بعير، ومع ذلك لم تقل: الأمة فيها أغنياء، وفيها من هو أولى مني بنصر دين الله عز وجل.
وتأتي أخرى لأحد المحدثين فتعطيه دفتراً قد هيأته وأصلحته (وكانت تهيئة الدفاتر في ذلك الزمن تحتاج إلى جهد ووقت) فتقول له: خذ هذا الدفتر فاكتب فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فانظروا رعاكم الله كيف كانوا صادقين في نصرهم لدين الله عز وجل وإعلاء كلمته، وكيف كانوا بصيرين بسبيل عزة الأمة ورفعتها.
وإن أمة هذه همة أفرادها لأمة جديرة بالنصر والعزة والرفعة، فلا جرم أن كانت مهيبة الجناب بين الأمم، عزيزة شامخة.
ولكن خلف من بعدهم خلف ورثوا مجداً عظيما فضيعوه، وأبقوا لنا حسرة ورثونا إياها.
وكل أمة لها ما كسبت وعليها ماكتسبت
فأردت حفظك الله أن لا يحقر أحد شيئاً من الأعمال النافعة التي فيها نشر للعلم والإيمان، وأن نجتهد ونسأل الله تعالى أن يجعل لنا من هذه الأعمال حظاً ونصيباً ينفعنا عنده ويبيض وجوهنا يوم نلقاه.
ومن صدق الله صدقه الله، ويسر له، وفتح عليه، وأعانه، ونصره، وسدده، وجعله من حزبه وأنصاره وأوليائه الذين يحبهم ويحبونه.
وقد تيسر للنساء في هذا الوقت ما لم يتيسر للنساء قبلهن من تطور وسائل التقنية، وفيها أبواب كثيرة نافعة لنشر العلم النافع والإعانة على حسن تحصيله، والذب عن دين الله عز وجل، فلا تخفى عليكم الهجمة الشرسة على الأمة في دينها وفكرها وثقافتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[04 Mar 2008, 09:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأجزل لكم الأجر والمثوبة
والله أسأل أن يجعلكم للمتقين إماما مباركين أينما كنتم
وصلت الفكرة وصلكم الله بالتوفيق
والواقع هو ما ذكر فضيلتكم فالله أسأل أن يصلح أحوال الأمة
وفقكم الله وسددكم
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[24 Sep 2008, 07:14 ص]ـ
موضوع قيم بارك الله فيك شيخ عبدالعزيز الداخل ونفع بك الإسلام والمسلمين.
وكل عمل ييسره الله لشخص منا سواء كان ذكراً أو أنثى في تحقيق ذلك فهو عمل رشيد
والاقتراحات في هذا المجال كثيرة جداً
فمن استطاع أن يطلب العلم على وجهه ويدعو إلى الله على بصيرة فقد سلك هذا السبيل
ومن استطاع أن يعين طالباً أو طالباً على حسن التحصيل فقد أدى عملاً جليلاً لا يستهان به
فإن مما يحزنني بل ويؤرقني ما أراه من العشوائية في الطلب لدى كثير من طلاب العلم فتضيع أوقاتهم وطاقاتهم سدى وتضيع معها أحلام وآمال أُمِّلَت فيهم
فالطلب غير منهجي، والقراءة غير منظمة، يدرس بعضهم متنا على شيخ ثم لا يتمه وينتقل إلى شيخ آخر ومتن آخر
وبعضهم يتعلق بالدروس الأسبوعية على شيخ ينتهج منهج الشرح الإجمالي ومع ذلك يمكث سنوات في بعض المتون
يكل فيها الطالب ويمل وتضعف العزيمة وتفتر الهمة، ولا يحصل إلا ثقافة عامة لا يعتمد عليها.
وقد قابلت أصنافاً منهم وأحزنني ما يعانونه من آفات الطلب
فهذا مما يدعوني إلى توجيه نداء لأهل العلم والمدركين لأهمية العلم أن يعتنوا برعاية طلاب العلم وتوجيههم الوجهة الصحيحة ومعالجة ما يقدرون على معالجته من الآفات التي تعترضهم وتقطع عليهم الطريق.
فلو أن شخصاً (رجلاً أو امرأة) احتسب في توجيه طالب أو طالبة ممن يملك بذل طاعته أو الاستجابة لنصيحته فاعتنى برعايته ومتابعة تحصيله العلمي، وإفادته بما يختصر له الجهد والوقت، ورتب له ما يدرس ويقرأ حسب حاله
لقمن أن يجده بإذن الله قد أصبح طالباً متقناً في فترة وجيزة، قد اتضحت له مسالك الطلب حتى يصير عالماً من العلماء في سنوات يسيرة، فإن العلم إذا طلب من وجهه يسير بإذن الله تعالى.
فكم يكون لهذا الإنسان من الأجر في في تخريج عالم له دروسه ومؤلفاته ودرره والتي نرجو أن ينفع الله بها الأمة
فكيف إذا كان له قدرة على توجيه طالبين أو ثلاثة أو عشرة أو أكثر!
فلأجل هذا وجهت النداء.
وأردت أيضاً أن لا يحتقر شخص ما أنعم الله به عليه، فيقول: الأمة ليست بحاجة إلي!
ويوجد من هو أكفأ مني، ونحو ذلك من الأعذار الواهية التي هي من تزيين الشيطان وصده لمن أطاعه واتبع خطواته عن نصر دين الله عز وجل
فإن هذا الفكر التواكلي من أخطر ما فتك بالأمة وجعلها في وضع لا تحسد عليه
ولو تأملنا التأريخ لوجدنا الأمة في أوج عزها قد ضربت أروع الأمثلة في التكاتف والتعاون على البر والتقوى والتعاون على نصرة دين الله عز وجل
تأتي امرأة لأحد قادة الجيوش الإسلامية فتعطيه ظفيرتها عقالاً لبعير في سبيل الله عز وجل، وتقول له: والله لا أملك غيره!
لم تجد ثمن عقال بعير، ومع ذلك لم تقل: الأمة فيها أغنياء، وفيها من هو أولى مني بنصر دين الله عز وجل.
وتأتي أخرى لأحد المحدثين فتعطيه دفتراً قد هيأته وأصلحته (وكانت تهيئة الدفاتر في ذلك الزمن تحتاج إلى جهد ووقت) فتقول له: خذ هذا الدفتر فاكتب فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم!
فانظروا رعاكم الله كيف كانوا صادقين في نصرهم لدين الله عز وجل وإعلاء كلمته، وكيف كانوا بصيرين بسبيل عزة الأمة ورفعتها.
وإن أمة هذه همة أفرادها لأمة جديرة بالنصر والعزة والرفعة، فلا جرم أن كانت مهيبة الجناب بين الأمم، عزيزة شامخة.
ولكن خلف من بعدهم خلف ورثوا مجداً عظيما فضيعوه، وأبقوا لنا حسرة ورثونا إياها.
وكل أمة لها ما كسبت وعليها ماكتسبت
فأردت حفظك الله أن لا يحقر أحد شيئاً من الأعمال النافعة التي فيها نشر للعلم والإيمان، وأن نجتهد ونسأل الله تعالى أن يجعل لنا من هذه الأعمال حظاً ونصيباً ينفعنا عنده ويبيض وجوهنا يوم نلقاه.
ومن صدق الله صدقه الله، ويسر له، وفتح عليه، وأعانه، ونصره، وسدده، وجعله من حزبه وأنصاره وأوليائه الذين يحبهم ويحبونه.
وقد تيسر للنساء في هذا الوقت ما لم يتيسر للنساء قبلهن من تطور وسائل التقنية، وفيها أبواب كثيرة نافعة لنشر العلم النافع والإعانة على حسن تحصيله، والذب عن دين الله عز وجل، فلا تخفى عليكم الهجمة الشرسة على الأمة في دينها وفكرها وثقافتها.
توجيه عظيم أسعدك الله في الدارين.(/)
تساؤل عن مؤلفات التجويد المعاصرة. ما رأيكم؟
ـ[الكشاف]ــــــــ[24 Jan 2008, 10:30 ص]ـ
يلفت نظري في المكتبات ولا سيما في ركن (وصل حديثاً) كثرة المؤلفات في التجويد ذات عناوين مسجوعة (البيان في تجويد القرآن) و (الإحسان في تجويد القرآن) ونحوها من العناوين. وإذا نظرت فيها فإذا بها مجرد تكرار لما في الكتب السابقة. ومعظمها مؤلفات لمدرسين في حلقات تحفيظ القرآن. لا جديد فيها ولا تغيير في الترتيب، وإنما مجرد رغبة في التأليف وربما يكون فيها ضعف أيضاً.
سؤالي: هل تؤيدون هذا الرأي أم أنني مخطئ في ملاحظتي هذه؟ حيث إنني أشتري الكثير منها وأتندم بعد التأمل فيها في البيت وأهم أحياناً بإعادتها واستبدالها بغيرها لو وافق صاحب المكتبة، حتى وصلت لقناعة أن اعتماد كتب محدودة جداً في التجويد تكفي - لا أقول طالب العلم غير المتخصص - بل حتى المتخصص أيضاَ.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[24 Jan 2008, 02:27 م]ـ
حتى وصلت لقناعة أن اعتماد كتب محدودة جداً في التجويد تكفي - لا أقول طالب العلم غير المتخصص - بل حتى المتخصص أيضاَ.
أوافقك على هذا الرأي , وفعلا ينبغي ألا يتسرع الواحد في شراء كتب التجويد بمجرد النظر في العنوان إلا إذا تأملها في المكتبة ووجد أن فيها إضافة أو عرضا للتجويد فيه جديد أو مفيد , وإلا فمؤلفات التجويد كما ذكرت ينقل بعضها من بعض , ويغني بعضها عن بعض.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Jan 2008, 02:40 م]ـ
نعم يا شيخ هو لا بد لمن يعرف التجويد ينظر هل يجد في الكتاب الجديد إضافة أم لا، والغالب للأسف ليس فيه إضافة.
لكم المبتدأ هو الذي يقع في ذلك الفخ للأسف.
لكن نرشح له هنا ما يفضل أن يشتريه، وأنا بدوري أرشح كتاب
غاية المريد في علم التجويد، للشيخ عطية قابل نصر
كان مدرسًا بكلية المعلمين بالرياض.
وأنا أعمل في كتاب، ولكن تحت سياسة النفس الطويل جدًا اسمه (النهاية) أجمع فيه من كل كتاب ألف الزائد عما اشتهر.
أُمَثِّلُ بالإظهار، فهو في كل الكتب بمعنى واحد، فاخترت صياغة، ثم أبحث في الكتاب الثاني فالثالث فالثلاثين حتى أجد معلومة زائدة تضاف إلى تلك الخلاصة الأولية. ثم ابحث في الأربعين فالخمسين حتى أجد معلومة أخرى. وهكذا.
فهيا ليرشح منا للبادئ اسم كتاب يكون قويًا في هذا التصنيف.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[24 Jan 2008, 04:50 م]ـ
لم أفهم ما تقصد
وضح أكثر من فضلك .....
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[24 Jan 2008, 07:18 م]ـ
أردت
1 - أن من بعرف التجويد مفروض أن ينظر في الكتاب الجديد الذي يراه فإن أحس أنه سيفيده وأن فيه جديد فليقتنيه إن أمكنه ذلك
2 - أن المبتدأ في التجويد له حق على القدامى أن يلفتوا نظره إلى كتاب قيم، وعلى علمي فكتاب (غاية المريد) جيد جدًا.
وأن في هذه المشاركة من رأى غيره فليرشح.
3 - أنني أعمل كتابًا في التجويد خطتي فيه أنني أجمع كل ما صنف في التجويد، وأقرأ من كل كتاب الباب، وليكن جكم الإظهار، فاقرأه من الـ 100 كتاب التي أجدها عندي وعلى الشبكة فالكتاب الذي لأفاد جزئية ولو صغيرة التقطها وأصها عندي في الأصل، وهكذا في الثاني والثالث وعشرات لا أجد فيها الجديد، وبعضها أجد فيه الجزئية فاضمها ليكون في النهاية ما كتبته أنا في الإظهار أجمع ما في الكتب الـ 100، ولا تجد معلومة في تلك المائة إلا وتجدها فيه بإذن الله تعالى.
وطبعًا هذا التصنيف أنا بطيئ في انجازه، والله المستعان.
ثم ختمت طالبًا من أولي الخبرة أن يرشحوا كتابًا في علم التجويد بحيث يشتريه المبتدأ ولا يقع في فخ الأسماء الكثيرة التي لم تأت بجيد في التجويد بل هي من قبيل التأليف وخلاص والتجارة، وغيره أفضل من بكثير.
أرجو أن يكون مرادي واضحًا
والسلام عليكم
ـ[الكشاف]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:20 ص]ـ
أوافقك على هذا الرأي , وفعلا ينبغي ألا يتسرع الواحد في شراء كتب التجويد بمجرد النظر في العنوان إلا إذا تأملها في المكتبة ووجد أن فيها إضافة أو عرضا للتجويد فيه جديد أو مفيد , وإلا فمؤلفات التجويد كما ذكرت ينقل بعضها من بعض , ويغني بعضها عن بعض.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه , ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
بارك الله فيكم. وهذا هو ما أقصده، فليس كل كتاب في التجويد يستحق أن يشترى ويقرأ ما دام غيره من الكتب السابقة يغني عنه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 01:38 م]ـ
هذه فعلاً ظاهرة ملفتة للنظر، فما أكثر مؤلفات وأشرطة وجداول تعليم التجويد في الآونة الأخيرة وأنا أعاني مما يعاني منه الأخ الكشاف، ولذلك أقترح أن يكتفى بأهمها والتركيز عليها.
وبهذه المناسبة أحب الإشارة إلى كتاب (البرهان في تجويد القرآن) للشيخ المقرئ محمد صادق قمحاوي رحمه الله وجعله مقرراً في كثير من المناهج الدراسية، في حين إن فيه اقتضاباً واختصاراً مخلاً أحياناً، وقد خرجت مؤلفات أكثر منه ترتيباً مثل كتاب (تيسير علم التجويد) للشيخ أحمد الطويل بارك الله فيه وله مطولات أيضاً لكن كتابه التيسير من أجودها وأحسنها ترتيباً وتبويباً وفيه جداول ميسرة لموضوعات التجويد ينتفع بها المبتدئ والمنتهي على حد سواء. وهناك غيره من الكتب الجيدة ولكن ذكرته على سبيل المثال.(/)
مالسر في اختيارلفظة [لاحتنكن] في سورة الاسراء؟ وهل لها دلالة معينة؟
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[24 Jan 2008, 10:19 م]ـ
مالسر في اختيارلفظة [لاحتنكن] في سورة الاسراء؟ وهل لها دلالة معينة؟
[وهل تعطي معنى ادق وأوضح لعداوة الشيطان للانسان
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Jan 2008, 11:26 م]ـ
كيد الشيطان لبني آدم كان بسبب لعنه وطرده من الجنة:
إن طرد الشيطان وإخراجه من الجنة كان بسبب آدم عليه السلام، ولهذا توعد بالانتقام من ذريته من بعده،
قال تعالى:
{قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتنِ إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا} الإسراء 62،
وقال أيضاً:
{قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين. إلا عبادك منهم المخلصين} الآية الحجر 39.
وقال كذلك:
{لأقعدن لهم صراطك المستقيم. ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} الأعراف: 16.
يقول ابن كثير رحمه الله:
«إن في هذه الآية الكريمة دلالة واضحة على عظم خطر الشيطان على الإنسان وأنه لا يترك طريقاً ولا باباً في إضلال بين آدم إلا سلكه ودخله فإنه يأتي من جميع الجهات إلا من فوق الإنسان فإنه لا يستطيع أن يحول بينه وبين رحمة الله».
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Jan 2008, 09:31 ص]ـ
الاحتناك يطلق في اللغة ويراد به معنيان:
المعنى الأول: الإتيان على الشيء واستئصاله
ومنه قول العرب: احتنك الجرادُ الأرضَ إذا أتى على نبتِها فأكلَه.
ويقولون: احتنكتُ الرجل، أي أخذت ماله، فلم أبقِ له شيئاً.
وقولهم: أَحنكُ الشاتينِ، وأحنك البعيرين، آكلُهما، أي: أكثرهما أكلاً.
والحَنَكُ والأحناكُ: الجماعة من الناس ينتجعون بلداً يرعونه، يقال: ما ترك الأحناكُ في أرضنا شيئاً، يعنون الجماعات المارة.
فاحتناكُهم نبتَ الأرضِ استئصالهم لما ظهر منه وإتيانهم عليه.
المعنى الثاني: أن تجعل للدابة حنكاً أي حبلاً تديره من تحت حنكها تقودها به.
قال ابن سيده الأندلسي (ت: 458هـ): (حَنَكَ الدابة يَحْنِكُها ويَحْنُكُها حَنْكا واحتَنَكَها، شد في حِنكها الأسفل حبلاً يقودها به،
وحَنكَها يَحنِكُها ويَحْنُكُها، جعل الرسن في فيها).
قال الأزهري (ت:370 هـ): (أخبرني المنذري عن ثعلب عن ابن الأعرابي أنشده لزبان بن سيار الفزاري:
لئن كنت تُشْكَى بالجماحِ ابنَ جعفر = فإن لدينا ملجمين وحانكا).
تُشْكَى أي: تُتَّهم.
ومعنى البيت: إن كنت يا ابن جعفر ممن لصقت بهم تهمة الجماح والتطاول علينا؛ فإنا قادرون على إلجامك وتحنيكك حتى نروِّضَك، كما تروَّضُ الدابة.
وقد ذكر هذين المعنيين يونسُ بن حبيب الضبي (ت:182هـ) وهو من النقلة الأثبات للغة العرب
قال الأزهري (370هـ): (قال محمد بن سلام: سألت يونس عن هذه الآية فقال:
يقال: كان في الأرض كلأ فاحتنكه الجراد، أي: أتى عليه.
ويقول أحدهم: لم أجد لجاماً فاحتنكت دابتي، أي: ألقيت في حنكها حبلاً وقدتها به).
فذكر المعنيين عن العرب، وتورع عن تفسير الآية بأي منهما وكان هذا دأب عدد من علماء اللغة يتحاشون الكلام في التفسير.
هذا من جهة أصل معنى اللفظة في لغة العرب
وأما من جهة الآثار المروية عن الصحابة والتابعين في تفسير هذه الآية فروي فيه عن ابن عباس ومجاهد وابن زيد
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قال ابن جرير (ت:310هـ): (حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا) يقول: لأستولينّ).
أثر مجاهد بن جبر المخزومي رحمه الله:
قال ابن جرير (ت:310هـ): (حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تبارك وتعالى (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا) قال: لأحتوينهم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله).
قال عبد الرحمن بن الحسن الهمداني (ت:352هـ): (نا إبراهيم، قال: نا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} يعني: لأحتوين).
قال ابن حجر: (وَرَوَى سَعِيد بْن مَنْصُور مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله: (لَأَحْتَنِكَنَّ) قَالَ: لَأَحْتَوِيَن).
فأما أثر مجاهد فهو متجه إلى المعنى الأول، قائم عليه.
وأما أثر ابن عباس فوقع التنازع بين العلماء في تفسيره
- فمن نظر إلى المعنى الأول وجده منسبكاً معه، فالاستيلاء فيه معنى الاستحواذ والاحتواء.
وممن فسره بهذا المعنى النحاس
قال أبو جعفر النحاس (ت:338هـ): (أكثر أهل اللغة على أن المعنى لأستولين عليهم ولأستأصلنهم من قولهم احتنك الجراد الزرع إذا ذهب به كله.
وقيل: هو من قولهم حنك الدابة يحنكها به إذا ربط حبلا في حنكها الأسفل وساقها حكى ذلك ابن السكيت، وحكى أيضا احتنك دابته مثل حنك فيكون المعنى: لأسوقنهم كيف شئت).
ومن نظر إلى المعنى الثاني وجده أيضاً منسبكاً معه، فالاستيلاء فيه معنى التملك والتمكن من الشيء.
ولذلك قال السمين الحلبي (ت: 756هـ): (ومعنى {لأحْتَنِكَنَّ} لأَسْتَوْلِيَنَّ عليهم استيلاءَ مَنْ جَعَلَ في حَنَكِ الدابَّةِ حَبْلاً يقودُها به فلا تأبى ولا تُشْمِسُ عليه).
وهو عندي يشتمل على المعنيين ولذلك لم يزد عليه الفراء
قال الفراء (ت: 207هـ): (وقوله: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً ... } يقول: لأستولينَّ عليهم {إِلاَّ قَلِيلاً} يعنى المعصومين).
فاحتنكهم الشيطان بأن احتواهم واجتالهم واستأصلهم وأتى عليهم كلهم إلا من عصمه الله تعالى
واحتنك أيضاً أتباعه كما يحتنك الرجل دابته، يقودهم إلى معصية الله.
فتفسير ابن عباس بديع جداً لانتظامه المعنيين
واختيار هذه اللفظة (لأحتنكن) التي اشتملت على هذين المعنيين، من روائع التعبير القرآني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Jan 2008, 10:04 ص]ـ
مسالك العلماء في تفسير قوله تعالى (لأحتنكن ذريته)
اختلف العلماء في تفسير قوله تعالى: {لأحتنكن ذريته} على خمسة مسالك:
المسلك الأول: مسلك من اختار المعنى الأول
وسلك هذا المسلك من العلماء: الخليل بن أحمد، والبخاري، وابن فارس، وابن سيده، والبيضاوي
ونسبه النحاس لأكثر أهل اللغة، ورجحه الشوكاني
قال الخليل بن أحمد (ت: 170هـ) (واحتَنَكتُ الرجلَ: أخذتُ مالَه ومنه قوله تعالى: {لأَحَتنِكَنَّ ذُرِّيَتَه إلا قليلاً}).
قال البخاري (ت:256هـ): ((لأَحْتَنِكَنَّ) لأَسْتَأْصِلَنَّهُمْ، يُقَالُ: احْتَنَكَ فُلاَنٌ مَا عِنْدَ فُلاَنٍ مِنْ عِلْمٍ اسْتَقْصَاهُ).
قال ابن فارس (ت:395هـ): (ويقال احتنك الجرادُ الأرضَ، إذا أتى على نبْتها؛ وذلك قياس صحيح، لأنه يأكل فيبلغ حنكَه.
ومن المحمول عليه استئصال الشيء، وهو احتناكه، ومنه في كتاب الله تعالى: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إلاَّ قَلِيلاً} أي أُغوِيهم كلَّهم، كما يُستأْصَل الشيءُ إلا قليلا).
قال ابن سيده الأندلسي (ت: 458هـ): (واحْتَنَكَ الجرادُ الأرضَ، أتى على نبتها، وقوله تعالى: (لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَه) مأخوذ من هذا.
واحتَنكَ الرجلَ، أخذ مالَه كأنه أكلة بالحَنَكِ).
قال البيضاوي: (ت: 685هـ): ({لأَحْتَنِكَنَّ ذُرّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً} أي لأستأصلنهم بالإغواء إلا قليلاً لا أقدر أن أقاوم شكيمتهم، من احتنك الجراد الأرض إذا جرد ما عليها أكلاً، مأخوذ من الحنك).
المسلك الثاني: مسلك من اختار المعنى الثاني، فقال المراد: لأقودنهم إلى حيث أشاء كما تقاد الدابة التي يحتنكها صاحبها أي: يجعل لها حبلاً يديره من تحت حنكها فيقودها به.
وممن سلك هذا المسلك: ابن عطية، ومحمد الأمين الشنقيطي، وابن عاشور
قال ابن عطية: (ت: 542هـ): (وقوله {لأحتنكن} معناه: لأميلن ولأجرن، وهو مأخوذ من تحنيك الدابة، وهو أن يشد على حنكها بحبل أو غيره فتنقاد، وألسنة تحتنك المال، أي تجتره، ومنه قول الشاعر:
تشكو إليك سنة قد أجحفت
جهداً إلى جهد بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلفت
ومن هذا الشعر، قال الطبري {لأحتنكن} معناه: لاستأصلن، وعبر ابن عباس في ذلك بـ (لأستولين)).
قلت: (إدراج ابن عطية شاهد المعنى الأول في المعنى الثاني فيه بعد ظاهر، وقد تبعه على ذلك القرطبي)
قال محمد الأمين الشنقيطي (ت:1393هـ): (الذي يظهر لي في معنى الآية - أن المراد بقوله {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} أي لأقودنهم إلى ما أشاء، من قول العرب: احتنكت الفرس: إذا جعلت الرسن في حنكه لتقوده حيث شئت).
قال ابن عاشور (ت:1393هـ): (والاحتناك: وضع الراكب اللجامَ في حَنَك الفرس ليركَبه ويَسيّره، فهو هنا تمثيل لجلب ذرية آدم إلى مراده من الإفساد والإغواء بتسيير الفَرس على حب ما يريد راكبه).
المسلك الثالث: مسلك من ذكر المعنيين ولم يرجح أحدهما على الآخر
وهو ما فعله: يونس بن حبيب، وابن السكيت، وابن قتيبة، والنحاس، وأبو الليث السمرقندي، والراغب الأصفهاني، والبغوي، وابن الجوزي، والرازي، وأبو حيان، وابن الهائم، والفيروزآبادي وغيرهم
سبق نقل كلام ابن حبيب.
قال ابن السِّكِّيتِ (ت: 244هـ): (الحَنْكُ مصدر حَنَكَ الدَّابَّةَ يَحْنِكُها حَنْكَا، إذا شدَّ في حِنْكِها الأسفلِ حَبْلاً يقودها به، و (قد احتنكَ دابَّتَه)، مثلُ (حنَكَها).
ويقال: قد احتنكَ الجرادُ الأرضَ إذا أتى على نبتها.
وقول الله جل ذكره {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} مأخوذ من أحد هذين)
قال ابن قتيبة (ت:276هـ): ({لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} لأَستأصلنَّهم. يقال: احْتَنَكَ الجرادُ ما على الأرض كلَّه؛ إذا أكله كلَّه. واحْتَنكَ فلانٌ ما عند فلان من العلم: إذا استقصاه.
ويقال: هو من حَنَكَ دابَّتَهُ يَحْنُكُها حَنْكًا: إذا شد في حَنَكِها الأسفل حبلا يقودها به. أي لأَقُودَنَّهم كيف شئتُ).
قال أبو جعفر النحاس (ت:338هـ): (أكثر أهل اللغة على أن المعنى لأستولين عليهم ولأستأصلنهم من قولهم احتنك الجراد الزرع إذا ذهب به كله.
وقيل: هو من قولهم حنك الدابة يحنكها به إذا ربط حبلا في حنكها الأسفل وساقها حكى ذلك ابن السكيت، وحكى أيضا احتنك دابته مثل حنك فيكون المعنى: لأسوقنهم كيف شئت).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أبو الليث السمرقندي (ت:375): ({لأحْتَنِكَنَّ ذُرّيَّتَهُ}، أي لأستزلنَّ ذريته. يقول: أطلب زلتهم؛ وقال القتبي: لاستأصلنهم، يقال: احتنك الجراد ما على الأرض، إذا أكله كله؛
ويقال: هو من حنك الدابة يحنكها حنكاً، إذا شدّ في حنكها الأسفل حبلاً يقودها به، أي لأقودنهم حيث شئت).
قلت: (أحتنك، بمعنى أستزل، غريب، ولا أعلم له شاهداً في لغة العرب، فلعله من باب تفسير اللفظ بلازم معناه، وهو مسلك من مسالك التفسير، كما قال بعضهم: (لأحتنكن) أي لأضلنَّ، لأن مؤدَّى احتناكه لهم إضلالهم وإغواؤهم).
قال البغوي (ت:516هـ): ({لأحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ} أي: لأستأصلنهم بالإضلال يقال: احتنك الجراد الزرع إذا أكله كله.
وقيل: هو من قول العرب حنك الدابة يحنكها: إذا شدَّ في حنكها الأسفل حبلا يقودها أي: لأقودنَّهم كيف شئت.
وقيل: لأستولين عليهم بالإغواء {إِلا قَلِيلا} يعني المعصومين الذين استثناهم الله عز وجل في قوله: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان})
قلت: (ذكر المعنيين، وعد تفسير ابن عباس قولاً ثالثاً).
قال ابن الجوزي (ت:597هـ): (قوله تعالى: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِيَّتَهُ} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: لأَستولِيَنَّ عليهم، قاله ابن عباس، والفراء.
والثاني: لأُضِلَّنَّهم، قاله ابن زيد.
والثالث: لأَستأصلنَّهم؛ يقال: احْتَنَكَ الجرادُ ما على الأرض: إِذا أكله؛ واحْتَنَكَ فلانٌ ما عند فلان من العلم: إِذا استقصاه، فالمعنى: لأَقودنَّهم كيف شئتُ، هذا قول ابن قتيبة).
قلت: (سبق نقل كلام ابن قتيبة، وليس كما ذكره ابن الجوزي رحمه الله، وقد خلط ابن الجوزي بين المعنيين في القول الثالث خلطاً عجيباً، وسيأتي الكلام على أثر ابن زيد بإذن الله تعالى).
قال الفخر الرازي: (ت: 606هـ): (في الاحتناك قولان، أحدهما: أنه عبارة عن الأخذ بالكلية، يقال: احتنك فلان ما عند فلان من مال إذا استقصاه وأخذه بالكلية، واحتنك الجراد الزرع إذا أكله بالكلية.
والثاني: أنه من قول العرب حنك الدابة يحنكها، إذا جعل في حنكها الأسفل حبلاً يقودها به.
وقال أبو مسلم: الاحتناك افتعالٌ من الحَنْكِ كأنه يملكهم كما يملك الفارس فرسه بلجامه.
فعلى القول الأول معنى الآية لأستأصلنهم بالإغواء.
وعلى القول الثاني: لأقودنهم إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحبلها).
قلت: (قوله: (لأستأصلنهم بالإغواء) هذه عبارة الواحدي، وهي جمع بين التفسير باللفظ وبلازم المعنى).
قال أبو حيان (ت:754هـ): (حنك الدابة واحتنكها: جعل في حنكها الأسفل حبلاً يقودها به، واحتنك الجراد الأرض أكلت نباتها.
قال:
نشكوا إليك سنة قد أجحفت
جهداً إلى جهد بنا فأضعفت
واحتنكت أموالنا وجلفت
ومنه ما ذكر سيبويه من قولهم: أحنك الشاتين أي آكلَهما).
المسلك الرابع: مسلك من جمع بين الأقوال
وهو صنيع: أبي عبيدة، والأخفش، وابن جرير، والواحدي
قال أبو عبيدة (ت:210هـ): ((لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتِهُ إِلاَّ قَلِيلاً) مجازه: لأستميلنّهم ولأستأصلنهم، يقال: احتنك فلان ما عند فلان أجمع من مال أو علم أو حديث أو غيره أخذه كله واستقصاه
قال:
نشكو إليك سَنة قد اجحفت
جهداً إلى جَهدٍ بنا فأَضعفتْ
واحتنكتْ أموالنا وجلفّتْ).
قال الأخفش (ت:215 هـ): ({لأحتنكن ذريته} قال: لأستأصلنهم ولأستميلنهم.
واحتنك فلان ما عند فلان أي أخذه كله).
قال ابن جرير (ت:310هـ): ((لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا) يقول: لأستولين عليهم، ولأستأصلنهم، ولأستميلنهم يقال منه: احتنك فلان ما عند فلان من مال أو علم أو غير ذلك؛ ومنه قول الشاعر:
نَشْكُو إِلَيْكَ سَنَةً قَدْ أجْحَفَتْ
جَهْدًا إلى جَهْدٍ بنا فأضْعَفَتْ
واحْتَنَكَتْ أمْوَالَنا وجَلَّفَتْ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل).
ثم ذكر أثر ابن عباس ومجاهد وابن زيد ثم قال: (وهذه الألفاظ وإن اختلفت فإنها متقاربات المعنى، لأن الاستيلاء والاحتواء بمعنى واحد، وإذا استولى عليهم فقد أضلهم).
قلت: (هذا مسلك من مسالك الجمع بين الأقوال، باعتبار مؤداها وما تؤول إليه).
قال الواحدي (ت:468هـ): (لأَحتنكنَّ ذريته} لأستأصلنَّهم بالإغواء ولأستولينَّ عليهم)
المسلك الخامس: مسلك من فسر الآية بلازم معناها
فقال: لأضلنهم، ولأغوينهم، ولأستزلنهم
كما فعل ذلك ابن زيد، وأبو الليث السمرقندي.
قال ابن جرير (ت:310هـ): (حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا} قال: لأضلنهم).
قال ابن عطية (ت:542هـ): (وقال ابن زيد: لأضلن، وهذا بدل اللفظ لا تفسير).
هذا، وقد بالغ الماوردي في تشقيق الأقوال في هذه المسألة حتى أوصلها إلى ستة أقوال، وهي راجعة إلى ماذكرنا، وبعضها خطأ مردود.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[27 Jan 2008, 08:04 م]ـ
اثابك الله اخي عبدالعزيز ..
ومن نظر إلى المعنى الثاني وجده أيضاً منسبكاً معه، فالاستيلاء فيه معنى التملك والتمكن من الشيء.
ولذلك قال السمين الحلبي (ت: 756هـ): (ومعنى {لأحْتَنِكَنَّ} لأَسْتَوْلِيَنَّ عليهم استيلاءَ مَنْ جَعَلَ في حَنَكِ الدابَّةِ حَبْلاً يقودُها به فلا تأبى ولا تُشْمِسُ عليه).
وما احرانا لتدبر هذه العبارات، والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 Feb 2008, 06:30 ص]ـ
الاحتناك يطلق في اللغة ويراد به معنيان:
المعنى الأول: الإتيان على الشيء واستئصاله
المعنى الثاني: أن تجعل للدابة حنكاً أي حبلاً تديره من تحت حنكها تقودها به.
أثر مجاهد بن جبر المخزومي رحمه الله:
قال ابن جرير (ت:310هـ): (حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قول الله تبارك وتعالى (لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلا قَلِيلا) قال: لأحتوينهم.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله).
قال عبد الرحمن بن الحسن الهمداني (ت:352هـ): (نا إبراهيم، قال: نا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} يعني: لأحتوين).
قال ابن حجر: (وَرَوَى سَعِيد بْن مَنْصُور مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ مُجَاهِد فِي قَوْله: (لَأَحْتَنِكَنَّ) قَالَ: لَأَحْتَوِيَن).
فأما أثر مجاهد فهو متجه إلى المعنى الأول، قائم عليه.
.
ثم وجدت المعنى الثاني منسوباً لمجاهد أيضاً ففي غريب الحديث لأبي سليمان الخطابي (ت: 388هـ): أنه قال: (في حديث أبي هريرة أنه ذكر المزنوقَ؛ فقال: (المائلُ شقُّه لا يذكرُ اللهَ) حدثنيه محمد بن موسى بن حَباب، أخبرنا ابن خزيمة، أخبرنا محمد بن بشارٍ، أخبرنا أبو بكر الحنفي، أخبرنا الضحاك وهو ابن عثمان الحزاميُّ، أخبرنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة.
المزنوق: المربوط بالزناق؛ يقال: زنقتُ الدابَّةَ، وهو أن تشدَّ في الحلقةِ التي تقعَ تحتَ حنكهَا سيراً أو نحوه يمنعها من الجماح.
ومن هذا حديثه الآخر وذكر يوم القيامة وأن جهنم يقاد بها مزنوقة.
وقال مجاهد: في قول الله: {لأحتنكن ذريته إلا قليلا} قال: شبهُ الزِّناقِ.
قال يعقوب: يقال: حنك الرجل دابته حنكاً، واحتنكها احتناكاً إذا شد في حِنْكِهَا الأسفلِ حبلاً يقودها به).
قلت: يعقوب هو ابن السكيت وقد مضى نقل قوله.
ونحتاج للنظر في رواية سعيد بن منصور لأثر مجاهد رحمه الله.
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:33 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك يا أخي الحبيب " عبدالعزيز الداخل " و جزاك الله خيرا كثيرا
/////////////////////////////////////////////////
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 May 2009, 03:34 ص]ـ
ومن لطيف ما وجدته وأنا أجمع الأحاديث والآثار الواردة في صفة وسوسة الشيطان للإنسان
ما أخرجه الإمام أحمد وغيره من طريق الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (إن أحدكم إذا كان في المسجد جاءه الشيطان فأبس به كما يبس الرجل بدابته فإذا سكن له زنقه أو ألجمه)
قال أبو هريرة: فأنتم ترون ذلك؛ أما المزنوق فتراه مائلا كذا لا يذكر الله وأما الملجوم ففاتح فاه لا يذكر الله عز وجل
ومعنى زنقه بمعنى احتنكه بالمعنى الثاني المتقدم شرحه.(/)
ما هو مذهب الجمهور في ترتيب السور؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Jan 2008, 12:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي ذكره القاضي عياض في «الإكمال» وابن رجب في تفسير الفاتحة وابن حجر في «الفتح» (9/ 40) والزَّركَشِيُّ في «البرهان» (1/ 257) والسُّيوطيُّ في «الإتقان» (1/ 170) أن مذهب الجمهور في ترتيب سور القرآن أنه ترتيب اجتهادي من الصحابة رضوان الله عليهم.
لكن قال الدكتور فضل عباس في «إتقان البرهان» (1/ 449): " إن الترتيب التوقيفي هو مذهب الجمهور وليس كما ذكر السُّيوطيُّ ".
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[25 Jan 2008, 03:13 ص]ـ
قد سبق الدكتور فضل عباس في نسبة القول بالتوقيف للجمهور الألوسي في تفسيره (1/ 26).
إلاَّ أن الأظهر - والله أعلم- أن قول جمهور العلماء هو القول بالاجتهاد كماذكرتم فقد نسبه الزركشي وابن حجر والسيوطي وغيرهم؛
لاسيما وأن الزركشي دقيق في نسبة الأقوال لأصحابها؛ كما تبين لي ذلك من خلال دراستي لترجيحاته في علوم القرآن في رسالة الماجستير.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 Jan 2008, 05:13 م]ـ
الدكتور عدنان زرزور ممن نسب القول بأن ترتيب السور توقيفي إلى الجمهور.
ـ[الجعفري]ــــــــ[28 Jan 2008, 07:22 ص]ـ
أذكر أن الشيخ مساعد الطيار - وفقه الله - ذكر في أحد لقاءاته في قناة المجد يقرر أن الترتيب توقيفي - أرجو أن لا أكون واهماً - وإذا صح هذا؛ فكيف نفسر ترتيب أحد الصحابة لمصحفه بطريقة أخرى؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Jan 2008, 06:19 م]ـ
الأخ الكريم (الجعفري)
يمكنك مراجعة كتاب (المحرر في علوم القرآن) للشيخ مساعد، فقد ذكر فيه الأقوال في المسألة وأنها ترجع إلى قولين، ورجح القول بأن الترتيب توقيفي، وذكر الأدلة عليه، كما أجاب على أدلة القول الآخر ومنها ما أشرت إليه.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[29 Jan 2008, 10:15 ص]ـ
أخي الجعفري
بارك الله تعالى بك وجزاك الله تعالى خيرا وأرجو أن تتقبل وجهة نظري في بيان التساؤل الذي طرحته ...
أن هذا الصحابي الذي رتب القرآن الكريم بطريقة أخرى .... مغايرة لما عليه ترتيب المصحف قد يكون ممن لاعلم له بتوقيفية الترتيب أو ممن لايرى ذلك أو أنه رتبه لنفسه باعتبار ما ... ويبقى واحدا .... أمام ماتلقته الأمة بالقبول ... وعلى كل حال فالمسألة لاقطع فيها ولا إجماع والله أعلم .. مجرد وجهة نظر والسلام(/)
الفاصلة!!!
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[25 Jan 2008, 12:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من مبحث الآيات والسور في علوم القرآن هذه الفائدة:
الفاصلة:
جملة بين الكلام تختم بها الآية وهي قرينة القافية في الشعر واللازمة في السجع إلا أن الفارق الأعظم أن الفاصلة في القرآن يأتي بها لمعنى.
وقد قال أهل الصناعة أن الفاصلة سر من أسرار القرآن ..
ويمكن تقسيم الفاصلة إلى أربعة أقسام:
الأول: التمكين.
ويقصد بها تلك الفاصلة التي يكون ما قابلها ممهد لها.
مثل قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً}
جملة {وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً} هي الفاصلة
فما قبلها كان ممهداً لها فحتى لا يفهم أن رد الذين كفروا كان قدراً جاءت الفاصلة لتبين التمكين فظهر من لفظها قدرة الله جل وعلا ليطمئن المؤمن ويغاظ الكافر.
الثاني:التصدير.
وهو أن يكون صدر الآية دالاً على آخرها فتصبح هذه الفاصلة مأخوذة لفظاً من صدر الآية {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} فاصلتها {إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}
الثالث:التوشيح.
وهو نظير التصدير لكن التصدير مأخوذ لفظاً أما التوشيح مأخوذ معنى ..
قال الله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} ختمت بـ {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
فالمعنى غير اللفظ المعنى هنا مستسقى من صدر الآية.
الرابعة:الإيغال.
أوغل فلان في الأمر
معنى أوغل:دخل أو زاد أو تعمق وكلها تدور في فلك الزيادة ..
إذا الإيغال في الفاصلة أن تتضمن الفاصلة معنى زائداً على صدر الآية
قال ربنا وهو اصدق القائلين: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ}
انتهى المعنى ثم قال الله بعدها في فاصلة ختمت بها الآية: {وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} هذه الفاصلة زادت معنى وهو إنهم لا يأتون بمثله مجتمعين أي حتى ولو اجتمعوا لا يمكن أن يأتوا بمثل هذا القرآن،فهذه الفاصلة زادت معنى على الآية يسمى إيغال.
_________________
فائدة من دروس الشيخ:صالح المغامسي. حفظه الله.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:06 ص]ـ
لأخي الشيخ العلامة الأستاذ:
محمد الحسناوي ـ رحمه الله، وبرد مضجعه ـ
كتابا مطبوعا في:
(الفاصلة في القرآن الكريم؛آخر الآية)
نال به درجة الماجستير،
منذ أكثر من أربعين عاما ..
وانظري هذا الرابط:
http://www.odabasham.net/show.php?sid=4985
وجزاك الله خيرا
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[25 Jan 2008, 02:43 م]ـ
جليسة العلم
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة القيمة
د. مروان الظفيري
جزاك الله خيرا على ما أضفت وأفدت
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[25 Jan 2008, 04:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[رحمة]ــــــــ[31 Jan 2008, 04:36 م]ـ
جزاك الله خيراً أختي جليسة العلم
وفقك الله لمزيد من الإفادة في كتابه الكريم
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[03 Feb 2008, 07:04 ص]ـ
حياك الله أختي " رحمة "
آمين،وإياك
وجزاك الله خيرا
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[05 Feb 2008, 11:45 ص]ـ
اذا اردت المزيد
فقد كتبت بحثا في ذلك قدم الى مؤتمر كلية الاداب جامعة الموصل العام الماضي تحت عنوان: اثر الفاصلة القرانية في توجيه المعنى وقد طبع في مجلة الكلية.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[05 Feb 2008, 02:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا
أكيد أرغب بالمزيد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2008, 03:10 م]ـ
استأذن الدكتور مروان الظفيري حفظه الله بنقل مقال الدكتور محمد الحسناوي هنا للفائدة:
الفاصلة في القرآن الكريم
آخر الآية
محمد الحسناوي
shasansh@hotmail.com
(يُتْبَعُ)
(/)
ينقل صاحب (الكشكول) عن الأصمعي أنه " قال: كنت أقرأ (والسارقُ والسارقةُ فاقطعوا أيديَهما جزاءً بما كسبا، نَكالاً من الِله، واللهُ غفورٌ رحيمٌ)، وبجنبي أعرابي، فقال: كلامُ منْ هذا؟ فقلتُ: كلامُ الله. قال: أعِدْ، فأعدتُ. فقال: ليس هذا كلامَ الله , فانتبهتُ، فقرأتُ: (واللهُ عزيزٌ حكيمٌ) (سورة المائدة:41) فقال: أصبتَ هذا كلامُ الله، فقلتُ: أتقرأ القرآن؟ قال: لا. فقلتُ: من أين علمتَ؟ فقال: يا هذا، عزَّ فحكمَ فَقَطَعَ، ولو غفرَ فرَحِمَ لَمَا قَطَع ". فالأعرابي بسليقته الفصيحة وحسه البياني السليم اهتدى إلى إحكام النظم في أسلوب القرآن، ولا سيما علاقة (الفاصلة) (حكيم) بآيتها تلك العلاقة التي تميز كلام ربّ العالمين من كلام سواه.
وينسب السيوطي إلى الجاحظ قوله: (سمّى الله تعالى كتابه اسماً مخالفاً لما سمّى العرب كلامهم على الجملة والتفصيل: سمّى جملته قرآناً كما سمَّوا ديواناً، وبعضه سورة كقصيدة، وبعضه آية كالبيت، وآخرها فاصلة كقافية) (1)
كلام الجاحظ هذا يحمل عدداً من الدلالات، أولها: استقرار الدلالة على تسمية أواخر الآيات بالفاصلة في طبقة الجاحظ، على حين كانت عبارة (مقاطع القرآن) هي المعروفة في طبقة الخليل ابن أحمد الفراهيدي، ثم أصبحت خاصة أي (الفاصلة) بأواخر الآيات في طبقة أبي حسن الأشعري، وإلى يومنا هذا، كما اختصت (القافية) بالشعر، والسجعة بالنثر.
الدلالة الثانية: الاستعانة بمنهج المقارنة بين أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الشعر في إظهار جماليات الأسلوب القرآني وإعجازه، كما فعل الإمام الباقلاني في كتابه (إعجاز القرآن) والجرجاني في كتابيه (أسرار البلاغة) و (دلائل الإعجاز) ومن جاء بعدهما.
الدلالة الثالثة: التفطُّن إلى تسلسل وحدات القرآن وتماسكها: (فاصلة – آية – سورة – قرآن)، ثم الالتفات إلى التماسك (أو ما يسمى حديثاً الوحدة الفنية) أو ما سماه البقاعي التناسب (في الآيات والسور) و ما سماه سيد قطب وعبد الحميد الفراهي وعبد الله دراز بـ (نظام القرآن).
كان على رأس المهتمين ببحوث الفاصلة بحسب التسلسل الزماني:
1 – علماء الكلام، بما فيهم المعتزلة والأشاعرة.
2 – اللغويون: من رجال النحو على وجه الخصوص.
3 – المفسرون وجماعة علوم القرآن.
4 – البلاغيون (2)
وفي حدود ما وصلنا من الدراسات القديمة حول (الفاصلة) ننوه بنوّعين:
1 – النوع الأول: وهو الكتب التي أُفردت للفاصلة، مثل: كتاب (بغية الواصل لمعرفة الفواصل) (كتاب مفقود) لنجم الدين الطوفي الصرصري (670 - 710هـ)، و (إحكام الراي في أحكام الآي) لشمس الدين ابن الصائغ (710 – 776هـ) (مفقود لكن نقل منه السيوطي وغيره نقولاً)، و (منظومة في فواصل ميم الجمع) (مخطوطة) لمحمد الخروبي (نظمها 1026هـ)، و (القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز) (مخطوط) لرضوان المخللاتي، و (نفائس البيان: شرح الفرائد الحسان، في عدّ آي القرآن) (مطبوع) لعبد الفتاح القاضي، (وهو شرح وجيز لمنظومة في علم الفواصل).
2 – النوع الثاني: وهو الفقرات التي عُقدت للفاصلة في أثناء دراسات أعمّ:
أ – فمن مؤلفات علماء الكلام: لدينا رسالة (النُّكَت في إعجاز القرآن) للرمّاني المعتزلي , و (إعجاز القرآن) للباقلاني الأشعري.
ب – ومن مؤلفات النحويين: لدينا (معاني القرآن) للفرَاء، و (مجاز القرآن) لأبي عبيدة.
ج – ومن أسفار المفسرين وعلماء القرآن: لدينا (البرهان في علوم القرآن) للزركشي، و (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي.
د – ومن تصانيف البلاغيين: لدينا (سرّ الفصاحة) لابن سنان الخفاجي، وكتاب (الفوائد- المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان) لابن قيم الجوزية.
تناولت جهود القدماء الفاصلة في أبعادها المختلفة، ولكن الجهد الأكبر قد انصبّ على بُعد الفاصلة العلمي، لا سيما جهود المتأخرين منهم.
أما في الزمن الحديث، فلا تكاد تجد باحثاً في أسلوب القرآن الكريم إلا تناول (الفاصلة) في معرض حديثه، ويمكن أن نرى في المحدثين ثلاث فئات، نجملها فيما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ – فئة وقفت عند حدود الجمع والتنسيق لجهود القدماء، مثل: الدكتور أحمد أحمد بدوي ولبيب السعيد وكامل السيد شاهين.
ب – فئة تجاوزت الجمع والتنسيق إلى المناقشة والترجيح وبعض الإضافة، مع تفاوت بين أفرادها، مثل: مصطفى صادق الرافعي ومحمد عبد الوهاب حمودة وعلي الجندي ومحمد المبارك وعائشة عبد الرحمن وعبد الكريم الخطيب.
ج – سيد قطب: انصرف إلى فتح أبواب جديدة في مناحي الفاصلة الجمالية، كالتصوير والإيقاع ... وإن كان القدماء أنفسهم لم يهملوا الإيقاع الموسيقي للفواصل.
علم الفاصلة
اختلف العلماء، هل في القرآن سجع، أو ليس فيه سجع، ولم يقل أحد كما زعم محرر المادة في دائرة المعارف الإسلامية هل كان القرآن سجعاً؟) (3) ونحن مع الذين ينفون السجع في القرآن لأسباب: منها الفرق الفني بين أسلوب القرآن المعجز وأسلوب البشر في النثر المسجوع أولاً، ولضرورة التمييز علمياً بين مصطلحات كل من الشعر والنثر والقرآن الكريم عن بعض، توخياً للدقة والوضوح .. ثانياً.
لمعرفة (الفواصل) طريقان. الأول: توقيفيّ، كما روى أبو داود عن أمّ سلمة لما سئلت عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلّم. قالت: كان يُقطّع قراءته آية آية. وقرأتْ: (بسم الله الرحمن الرحيم) إلى (الذين) تقف على كلّ آية)، فمعنى (يقطّع قراءته آية آية) أي يقف على كلّ آية، وإنما كانت قراءته صلى الله عليه وسلّم كذلك ليعلِمَ رؤوس الآي. والطريق الثاني: قياسيّ، وهو ما أُلحق من المحتمل غير المنصوص عليه بالمنصوص ِلِمُناسب (4).
ومبنى الفواصل على الوقف – كما قال الزركشي في البرهان (5) – ولذا شاع مقابلة المرفوع بالمجرور وبالعكس، وكذا المفتوح والمنصوب غير المنون، ومنه قوله تعالى: (إنّا خلقناكم من طينٍ لازِبٍ) (الصافات:11) مع تقدم قوله: (عذابٌ واصِبٌ) و (شهابٌ ثاقِبٌ) (الصافات:10).
هذا بالنسبة إلى الوقف على السكون – وهو معظم الفواصل – لكن الفواصل المطلقة، يكون الوقف فيها – طبعاً – بإطلاق الحركة ومدّها، نحو قوله تعالى: (ويُطافُ عليهم بِآنيةٍ من فضّةٍ وأكوابٍ كانتْ قواريرا) (الدهر: 15).
وللفاصلة عدد من الأبنية من حيث حرف الرويّ، أو الوزن، أو طول القرينة، أو طول الفقرة، أو من حيث موقع الفاصلة، أو مقدارها من الآية، أو مدى التكرار.
لم تلتزم فواصل القرآن العزيز حرف الرويّ دائماً التزام الشعر والسجع، ولم تُهمله إهمال النثر المرسل، بل كانت لها صبغتها المتميزة في الالتزام والتحرر من الالتزام، فهناك الفواصل المتماثلة والمتقاربة والمنفردة.
أما المتماثلة – وتسمى كذلك المتجانسة أو ذات المناسبة التامة (6) – فهي التي تماثلت حروف رويها، كقوله تعالى: (والطورِ/ وكتابٍ مسطور / في رَقٍّ منشور / والبيتِ المَعمورِ) (الطور:1 –4)، أما الفاصلة المتقاربة – وتسمّى ذات المناسبة غير التامّة (7) – فهي التي تقاربت حروف رويّها، كتقارب الميم من النون: (الرحمن الرحيم / مالك يومِ الدين) (الفاتحة: 2 - 3).
هذان النوعان (المتماثلة والمتقاربة) غالبان على الفواصل، لا يكاد أحدهما يزيد عدداً على الآخر، لكن الملاحظ أن الفواصل المتماثلة تشيع في الآيات والسور المكية: كسورة (النازعات) و (عبس) و (الانفطار) و (الأعلى)، على حين تغلب المتقاربة على الآيات والسور المدنية: كسورة (البقرة) و (آل عمران) و (المائدة).
وقد استقلت الفواصل المتماثلة بإحدى عشرة من سور المُفَصَّل (السور القصار) – ومعظمها مكيّ – هي:
1 – سور (القمر – القدر – العصر – الكوثر -) التي تماثلت فواصلها في حرف الراء.
2 – سورتا (الأعلى – الليل) اللتان تماثلت فواصلهما في حرف الألف المقصورة.
3 – سورة (الشمس) التي على فواصل الألف الممدودة بعدها الضمير (ها).
4 – سورة (الإخلاص) التي على الدّال.
5 – سورة (الناس) التي على السين.
6 – سورة (المنافقون) التي على النون.
7 – سورة (الفيل) التي على اللام.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الفاصلة (المنفردة) (8) – وهي نادرة – فهي التي لم تتماثل حروف رويّها، ولم تتقارب، كالفاصلة التي خُتمت بها سورة (الضحى) (المكية): ( ... فأمّا اليتيمَ فلا تَقهرْ / وأمّا السائلَ فلا تَنهرْ / وأمّا بِنِعمة ِربِّكَ فحَدِّثْ).
الفاصلة أقسام من حيث توافر الوزن و انتفاؤه، ومن حيث اجتماع الوزن مع عنصر آخر، أو انفراده، فهناك (المطرّف) أو (المعطوف) (9)، وهو ما اتفق في حروف الروي لا في الوزن، نحو قوله تعالى: (ما لكم لا تَرجونَ للهِ وَقاراَ / وقد خلقكم أطواراً) (نوح:31 - 14). وهناك (المتوازي) (10): وهو رعاية الكلمتين الأخيرتين في الوزن والرويّ، مثل قوله تعالى: (فيها سُرُرٌ مَرفوعةٌ / وأَكوابٌ موضوعةٌ) (الغاشية:13 - 14). وهناك (المتوازن) (11): وهو ما راعى في مقاطع الكلام الوزن وحسب، كقوله تعالى: (ونمارِقُ مَصفوفةٌ/ وزَرابيُّ مبثوثة ٌ) (الغاشية:15 - 16). وهناك المُرصّع (12): وهو أن يكون المتقدّم من الفقرتين مؤلفاً من كلمات مختلفة، والثاني من مثلها في ثلاثة أشياء: وهي الوزن والتقفية وتقابل القرائن، كقوله تعالى: (إنَ إلينا إيابَهم /ثمّ إنّ علينا حِسابَهم) (الغاشية:25 - 26). وهناك أخيراً (المتماثل) (13) وهو: أن تتساوى الفقرتان في الوزن دون التقفية، وتكون أفراد الأولى مقابلة لما في الثانية، فهو بالنسبة إلى المُرَصَّع كالمتوازن إلى المتوازي. قال تعالى: (وآتيناهما الكِتابَ المُستَبِينَ / وهديناهما الصِّراطَ المُستقِيمَ) (الصافات: 117 - 118). فالكتاب والصراط يتوازنان، وكذا المستبين والمستقيم، واختلفا في الحرف الأخير.
لكل فاصلة قرينة، جمعها قرائن، سميت بذلك لمقارنة أختها ن وتُسمّى فِقْرة، غير أن الفِقرة أعمّ من القرينة، لأنها مماثلة لقرينتها بحرف الرويّ (مسجوعة)، وغير مماثلة، والقرينة لا تكون إلا مماثلة، والقرينتان في النثر بمنزلة البيت من الشعر (14). وقد ترتب على طول الفقرة وقصرها أقسام، قال قوم: هي ثلاثة أقسام: قصير موجز، ومتوسط مُعجز، وطويل مُفصح للمعنى مُبرز (15). ومن القصير ما يكون من لفظ واحد، أو عدد من الحروف: (آلم- ح~م –ط~سم) أو (الرحمن – الحاقة – القارعة). وأطول الفقرات القصار ما يكون من عشر لفظات. وما بين هذين متوسط، كقوله تعالى: (والنجمِ إذا هوى/ما ضلّ صاحبُكم وما غوى/ وما يَنطِقُ عن الهوى /إنْ هوَ إلا وَحيٌ يُوحى) (النجم:1 - 4).
من الفواصل ما هو آية كاملة، وما هو بعض آية، وهذا النوع الثاني هو النوع الغالب المضطرد. والفاصلة التي تستغرق آية ترد في فواتح السور، وهي على شكلين:
الشكل الأول: المؤلف من مجوعة حروف مثل: (أل~م – ح~م –ط~سم).
الشكل الثاني: المؤلف من كلمة مثل: (الرحمن) أو (الحاقَّة) أو (القارعة).
أما الفواصل التي هي بعض آية، فعلى وجهين: أحدهما ما كان جزءًا من الآية، لا تقوم الآيات إلا به، ولا تستقل هي بمفهوم في غير آياتها، وذلك كثير في القرآن الكريم، كقوله تعالى: (والنجمِ إذا هوى ... ) وأكثر قصار السور جاءت فواصلها على هذا النحو من الاتصال. ثانيهما: ما جاء وكأنه تعقيب على الآية، أو تلخيص لمضمونها، أو توكيد لمعناها .. وقد تصرف القرآن في هذا تصرفاً عجيباً، فجاء بالفواصل بعد الآيات كأنها رجع الصدى، أو إجابة الداعي إذا دعا (16)، كقوله تعالى: (وردّ اللهُ الذين كفروا بِغيظِهم لم يَنالوا خيراً، وكفى اللهُ المؤمنين القتالَ وكانَ اللهُ قويّاً عزيزاً) (الأحزاب: 10).
هناك نوع من الفواصل يرد ضمن الآية، كقوله تعالى: ( ... لتعلموا أنَّ اللهَ على كلّ شيءٍ قدير وأنَّ الله قد أحاطَ بكلّ شيءٍ عِلماً) (الطلاق:12)، فلفظ (قدير) فاصلة داخلية بالإضافة إلى (علماً) الفاصلة في رأس الآية. وهذه الفواصل الفرعية أو الداخلية أنواع، تنقسم انقسام الفواصل الأصلية: إلى فواصل متماثلة ومتقاربة، وغير متماثلة وغير متقاربة، وبمعنى آخر متباعدة، والفاصلة الداخلية ظاهرة من ظواهر القرائن والفقرات الطويلة، لأنها تقوم مقام المرتكزات والمحطّات النفسية معنى وموسيقى.
(يُتْبَعُ)
(/)
هناك من الفواصل ما يتكرر ورودها بشكل ملتزم في السورة الواحدة. والالتزام أنواع، فقد يلتزم كلمة الفاصلة وحدها، كما ورد في سورة (البقرة) من التزام (يعلمون) أو (تعلمون) إحدى وعشرين مرة، أو التزام قسم مستقل من القرينة، وهو كثير مما تقفيته بالواو والنون فالياء والنون أو الياء والميم، كقوله تعالى: ( ... أصحاب النار هم فيها خالدون) يرد خمس مرات في سورة البقرة، أو التزام آية أو قرينة بأسرها، أهمُّه ما تردّد في سور (الرحمن) و (المرسلات) و (الصافات) و (الشعراء). وقد يلتزم السياق بتكرار مقطع كامل (آيات عدة)، كما جاء في سور (الشعراء) (الصافات) و (القمر). والمقطع الملتزم في سورة (الشعراء) لم يقتصر على آية أو ثلاث آيات، بل يصل إلى ست آيات مع تغيير طفيف يلائم السياق. وهو: (كذّبتْ قومُ نوحٍ المُرسلين /إذ قال لهم أخوهم نوحٌ ألا تتقون / إني لكم رسولٌ أمين / فاتقوا اللهَ وأطيعونِ/ وما أسألكم عليهِ من أجرٍ إنْ أجريَ إلا على ربّ العالمين)، واقتصر التغيير – برغم التكرار خمس مرات – على (قوم ثمود) , (أخوهم صالح) و (قوم لوط) و (أخوهم لوط) و (أصحاب الأيكة) و (أخوهم شُعيب) , وتقديم آية قبل الأخيرة في موضع واحد، ليتلاءم المقطع مع السياق، وليشيع في التجانس حيوية.
جمال الفاصلة
التقفية في التعبير الفني نظام عربي الأصل، قال بذلك البحاثون العرب والأجانب، ويرجع عباس محمود العقاد في كتابه (اللغة الشاعرة) ذلك (إلى أسباب خاصة لم تتكرر في غير البيئة العربية الأولى، أهمها سببان: هما الغناء المفرد، وبناء اللغة نفسها على الأوزان) (17)، ولا خلاف على جمال التقفية في التعبير الفني، وفي القرآن الكريم بالذات، حيث تبلغ الجمالية حدّ الإعجاز.
بوسعنا أن نتلمس الأبعاد الجمالية للفاصلة من خلال علم الجمال الذي تقوم عناصره على قانونين عامين اثنين: قانون الإيقاع وقانون العلاقات. وقانون الإيقاع بدوره يضمّ سبعة قوانين، يكمل بعضها بعضاً، هي: النظام والتغير والتساوي والتوازي والتلازم والتوازن والتكرار. ومقولة العلاقات في العمل الفني تعني وجود أجزاء متعددة، كما تعني أن الجزء يكتسب جماله من علاقته بما قبله وما بعده. وهذا ما عَكَسَه القانون القديم وحدة الشتات. فالصورة الجميلة بنية حية، تشتبك وحداتها في علاقات فيما بينها، وهي في مجموعها تؤلف تلك الوحدة التي هي نتاج تلك العلاقات (18).
الإيقاع
يتجلى قانون (النظام) في مظاهر شتى، مثل: اطّراد الفاصلة في القرآن كله، اطراداً لا يحوج إلى برهان، ثانيها التزامها الوقف، لا سيما الوقف على السكون، وهو معظم فواصل القرآن، ومألوف الوقف في فواصل القرآن العزيز أن يكون أكثر ما يكون على حرف النون مردوفاً بحروف المدّ واللين، ولا سيما الواو فالياء فالألف: (عدد الفواصل على سكون الروي 4557 وأقلّها فتح الروي 608 من مجموعها في عدّ الكوفيين 6236 آية، وذلك فضلاً عن المردوف في الوقف على الضمائر وهاء السكت). والمظهر الثالث للنظام افتتاح السور جميعاً – ما عدا سورة (التوبة) – بعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم)، أو استهلال عدد من السور بمجموعات من الأحرف: (ق) (ن) (ح~م) ... لا شك بدورها التنبيهي أو الموسيقي المتسق مع ما بعدها أو قبلها، والإيحاء الموسيقي الذي يُحسّ اكثر مما يعبر عنه.
و (النظام) في العمل الفني، هو الذي يُثير التوقعات أولاً ثم يُشبعها ثانياً. فحين تلتزم فاصلة أو أكثر (الواو والنون) يتوقع المُرتِّل تكرر هذه الفاصلة من جديد، وحين يتحقق توقعُه يحدث لديه الإشباع، فيتطلع مرة ثانية وهكذا دواليك.
على أن التوقع وإشباع التوقع، أو النظام، أو (السيمترية) ليست وحدها تكفي العمل الفني، لأن استمرارها أو انفرادها ينشئان الرتابة فالملل (ومن الواضح لا توجد مفاجأة أو خيبة ظن لو لم يوجد التوقع، وربما كانت معظم ضروب الإيقاع تتألف من عدد من المفاجآت، ومشاعر التسويف وخيبة الظن لا يقل عن عدد الإشباعات البسيطة المباشرة، وهذا يفسر لنا لماذا سرعان ما يصبح الإيقاع المسرف في البساطة شيئاً مملاً تمجّه النفس، خالياً من الإيقاع والتأثير، ما لم تتدخل فيها حالات من التخدير، كما نجد في الكثير من الرقص
(يُتْبَعُ)
(/)
والموسيقى البدائيين، وكما هي الحال في الوزن) (19) وهذا ما يفضي بنا إلى قوانين علم الجمال الأخرى، كقانون (التغير).
إن قانون (التغيّر) يقوم على إحداث الصدمة للتوقع عن طريق المفاجأة السارّة، (فإن كان ما يُحدث هذه الصدمة شيء جديد يثير الاهتمام على نحو مؤكد، فإن الأثر الذي يتولد في نفوسنا هو أثر الشيء الطريف، أما إذا لم يوجد ما يعوّض هذه الصدمة، فحينئذ نُحسّ بما في الموضوع من قبح ونقص) (20)، وبعبارة مألوفة نقول: إن التأثير يعتمد على ما إذا كانت هناك علاقة تربط بين الأجزاء التي تؤلّف الكل.
الجدير بالذكر:
1 - أن تغيّر الرويّ في الفاصلة لم يبلغ حدّ الإهمال، مما يؤكد أهمية التقفية في البيان العربي وبيان القرآن الكريم.
2 - وأن أغلب سور القرآن – لاسيما الطوال منها – أخذت بنموذج (التغير) في الفواصل، وأن السور التي وحدت الفاصلة فإحدى عشرة سورة، ذكرناها من قبل.
3 – نموذج (التغير) في رويّ الفواصل قسمان: قسم يغير مقطعاً مقطعاً، وفي الآيات (6 - 9) من سورة الانفطار يتوفر القسمان معاً: (يا أيها الإنسان ما غرّك بِربِك الكريم) (الذي خلقَكَ فسَواكَ فَعَدلَك. في أيِّ صورةٍ ما شاءَ ركّبَك) (كلا بل تُكذّبون بِيومِ الدّين. وإن عليكم لَحافِظين. كِراماً كاتبين. يَعلمون ما تفعلون. إنّ الأبرار لفي نعيم. وإنّ الفُجّارَ لَفي جحيم. يَصلَونها يومَ الدّين. وما هم عنها بِغائبين. وما أدراكَ ما يومُ الدّين. ثُمَّ ما أدراكَ ما يومُ الدين.) (يومَ لا تَملِكُ نفسٌ لِنفسٍ شيئاً، والأمرُ يَومئذٍ للهِ).
4 – اتسع مجال تغير حرف الرويّ في الفواصل، حتى تناول حروف الأبجدية العربية أو معظمها، على تفاوت بينها في النسبة، فحرف النون فاصلة القرآن الأثيرة، فقد بلغ ما جاء عليها ساكنة بعد واو أو ياء (3050) خمسين وثلاثة آلاف فاصلة، منها (1758) ثمان وخمسون وسبع مئة وألف على الواو والنون، و (1291) إحدى وتسعون ومئتان وألف على الياء والنون، بينما لم ترد حروف كالغين إلا مرة واحدة: (أولئك يعلمُ اللهُ ما في قلوبهم، فأَعْرِضْ عنهم، وقلْ لهم في أنفسِهم قولاً بليغاً) (النساء: 63).
5 – لم ترد الفواصل المنفردة في أواخر السور وحسب! بل وردت في ثنايا السياق أو في البداية. قال تعالى في أول سورة (النصر): (إذا جاء نصرُ اللهِ والفتح)، وقال تعالى في سياق سورة (الرحمن): (ربُّ المشرقَينِ وربُّ المغربَينِ). والملاحظ أن معظم هذه الفواصل المنفردة قد سوّغت انفرادها البنية الداخلية للقرينة التي جاءت فيها. فمثلاً في قوله عزّ وجلّ ربُّ المشرقينِ وربُّ المغربينِ) ارتكزت الفاصلة (المغربين) على فاصلتها الداخلية (المشرقين)، كما كان للتقسيم والتقابل دور آخر، فضلاً عن أن السياق على حرف النون كذلك، وإن كانت نوناً مسبوقة بالألف الممدودة (فبأيّ آلاء ربِّكما تُكذّبانِ)، وقل مثل ذلك في الفواصل الأخر.
وإذا تأملنا القسم الذي يتغير مقطعاً مقطعاً وجدناه ألواناً وأنماطاً، بما يناسب السياق أو يقتضيه:
أ – قد يكون التغيّر محدوداً في مقطعين أو ثلاثة أو أربعة، كما يكون في مقاطع كثيرة تصل إلى عشرة مقاطع أو أكثر (والمراد بالمقطع فقرة موسيقية مؤلفة من آيات عدة).
ب – قد يكون التغيّر بسيطاً يتوالى مقطعاً مقطعاً (كمقاطع سورة العاديات)، وهو الغالب، كما يكون مركباً، أي يعرّج على رويّ سابق، وهو الأقل.
ج – قد يكون التغيّر بمقاطع متقاربة الطول، وغير متقاربة.
د – قد يكون التغير بمقاطع مختومة بلازمة (كمقاطع سورة المرسلات ولازمتها الآية: ويلٌ يومئذٍ للمُكذّبين)، وغير مختومة بلازمة.
هـ – يغلب على المقاطع الأخيرة في هذا القسم التزام رويّ النون مردوفاً بالواو أو الياء، انسجاماً مع شيوع هذه الفاصلة في القرآن.
و – معظم سور هذا القسم –إن لم نقل كلها – سور مكية.
وهذا غير التغير في طول القرينة من فاصلة إلى فاصلة، أو من مقطع إلى مقطع. ونكتفي بهذا القدر من الحديث عن قانونين من الإيقاع (النظام والتغير) للتمثيل.
العلاقات
(يُتْبَعُ)
(/)
لعلاقة (الفاصلة) بسياقها أنواع: علاقتها بقرينتها (أو الآية) التي وردت فيها، أو المقطع أو السورة، أو حتى الجزء الواحد من القرآن، وبمجموع القرآن الكريم.
أما علاقة الفاصلة بقرينتها، فقد أطلق عليه القدماء: ائتلاف الفواصل مع ما يدلّ عليه الكلام. قال الزركشي: (اعلم أنّ من المواضع التي يتأكد فيها إيقاع المناسبة مقاطع الكلام وأواخره، وإيقاع الشيء بما يشاكله. فلا بدّ أن تكون المناسبة للمعنى المذكور أولاً، وإلا خرج بعض الكلام عن بعض. وفواصل القرآن العظيم لا تخرج عن ذلك. لكن منه ما يظهر، ومنه ما يُستخرج بالتأمّل للبيب) (21). وقد حصروا هذا (الائتلاف) في أربعة أشياء، هي: التمكين، والتوشيح، والإيغال، والتصدير. الفرق بينها أنه إن كان تقدم لفظها بعينه في أول الآية سمّي تصديراً، وإن كان في أثناء الصدر سمّي توشيحاً، وإن أفادت معنى زائداً بعد تمام معنى الكلام سمّي إيغالاً، وربما اختلط التوشيح بالتصدير لكون كلّ منهما، صدرُهُ يدلّ على عجزه. والفرق بينهما أن دلالة التصدير لفظية، ودلالة التوشيح معنوية.
فالتمكين: هو أن يمهد قبل الفاصلة تمهيداً تأتي به الفاصلة ممكّنة في مكانها، مستقرة في قرارها، مطمئنة في موضعها، غير نافرة ولا قلقة، متعلقاً معناها بمعنى الكلام كله تعلقاً تاماً، بحيث لو طُرحت اختلََّ المعنى، واضطرب الفهم. مثل الخبر الذي أخرجه ابن أبي حاتم عن طريق الشعبي عن زيد بن ثابت قال: أملى عليّ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلّم هذه الآية: (ولقد خلقنا الإنسانَ من سُلالةٍ من طينٍ. ثمّ جعلناهُ نُطفةً في قرارٍ مكينٍ. ثم خلقنا النُّطفةَ عَلَقَةً، فخلقنا العَلَقَةَ مُضْغَةً، فخلقنا المُضْغَةً عِظاماً، فكسَونا العَظامَ لحماً، ثمّ أنشأناهُ خَلْقاً آخرَ ... ) (المؤمنون: 12 - 14)، وهنا قال مُعاذ بن جبل: (فَتَبارَكَ اللهُ أَحسَنُ الخالِقِين) فضحك رسولُ الله صلى اللهُ عليهٍ وسلّم، فقال له معاذ: مَمَّ ضحكتَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: بها ختمتْ. (22)
والتصدير: هو أن تكون لفظة الفاصلة بعينها تقدمت في أول الآية، ويسمّى (ردّ العجز على الصدر)، وقيل هو ثلاثة أقسام. الأول: توافق آخر آية وآخر كلمة في الصدر، نحو قوله تعالى: ( .. أنزلَه بِعِلمِهِ والملائكةُ يَشهدونَ، وكفى باللهِ شهيداً) (المائدة: 165)، والثاني:: أن يوافق أول كلمة منه نحو: (وهَبْ لنا من لَدُنك َرحمةً. إنَكَ أنتَ الوهَّاب) (آل عمران: 8)، والثالث: أن يوافق بعض كلماته، نحو: (ولقدِ استُهزيءَ بِرُسُلٍ من قبلِكَ، فحاقَ بالذينَ سخِروا مِنهم ما كانوا بِهِ يَستهزِئون) (الأنعام: 10).
والتوشيح: سمّي بهذا الاسم لأن الكلام نفسه يدلّ على آخره، نُزّل المعنى منزلة الوشاح، ونُزّل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح، اللذين يجول عليهما الوشاح، ولهذا قيل فيه: إن الفاصلة تُعلم قبل ذكرها. وسمّاه بعض العلماء (المُطمِع)، لأن صدره مطمع في عجزه. قال تعالى: (إن الله اصطفى آدمَ ونوحاً وآل إبراهيمَ وآلَ عِمرانَ على العالمين) (آل عمران: 33)، فإن اصطفاء المذكورين يُعلم منه الفاصلة، إذ المذكورون نوع من جنس العالمين. وقوله: (وآيةٌ لهُمُ الليلُ نَسلخُ منه النهارَ فإذا هم مُظلِمون) (يس: 37)، فإنه من كان حافظاً لهذه السورة، مُتيقظاً إلى أن مقاطع فواصلها النون المردوفة، وسمع في صدر هذه الآية: (وآيةٌ لهم الليل نسلخُ منه النهارَ) علم أن الفاصلة (مُظلمون)، فإنَ من انسلخَ النهارُ عن ليله أظلم ما دامت تلك الحال (23).
الإيغال: سمّي بذلك، لأن المتكلم قد تجاوز المعنى الذي هو آخذ فيه، وبلغ إلى زيادة على الحدّ، كقوله تعالى: (أفحُكمَ الجاهليةِ يَبغون؟ ومنْ أحسنُ من اللهِ حُكماً لقومٍ يوقِنون؟) (المائدة: 50)، فإن الكلام قد تمّ بقوله: (ومن أحسنُ حكماً) ثم احتاج إلى فاصلة تناسب القرينة الأولى، فلما أتى بها أفاد معنى زائداً. (24)
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك علاقة الفاصلة بالمقطع (مجموعة آيات) الذي وردت فيه، وهي على أنواع. النوع الأول: علاقة التقسيم أو القفل أو الختام على شكل من الأشكال، ونجد له أمثلة في تكرار (اللازمات): (ويلٌ يومئذٍ للمكذبين) (المرسلات)، (فكيف كان عذابي ونُذُرِ) (القمر) ... ونمثل له الآن بالمقطع الأول من سورة (النبأ)، قال تعالى: (عمّ يَتساءلون.عن النبأِ العظيم. الذي هم فيهِ مُختلفون. كلا سيعلمون. ثم كلا سيعلمون). فالآيات الأولى تعرض لتساؤل المتسائلين عن (يوم القيامة) واختلافهم فيه بين مكذّب ومستغربٍ ومتردّد وغير ذلك، فجاءت خاتمة هذا اللغو: (سيعلمون). والتعليم مقرون بالتأديب للمُنكِر فحسُنَ التوبيخ بـ (كلا): (كلا سيعلمون)، وبتوكيد هذا التوبيخ. والنوع الثاني: علاقة إيقاع موسيقي، يقتضيه السياق: نمثل له من سورة (مريم) التي لاءم القصُّ فيها التزام رويّ (يا): (زكريّا، حفيَا، شقيّا .. ) في المقطع الأول، ولاءمت الواو والنون سياق الجدل في المقطع الثاني: ( .. يَمترون، فيكون ... )، ثم لمّا عاد القصُّ في المقطع التالي عاد الرويّ (يا): ( .. نبيّا، شيئا). وكذلك الحال في سور (آل عمران) , (النبأ) , (النازعات).
ثم هناك علاقة الفاصلة بالسورة - وهي ما أطلق عليه القدماء (خواتم السور) – وهي على أنواع. النوع الأول: تعلّق فاصلة آخر السورة بمضمون السورة أو بغرضها العام، كخواتم سورة (المرسلات) و (الضحى) و (العاديات) و (الكافرون) والانفطار). فسورة (المرسلات) اتجهت إلى إقناع المكذبين مقطعاً بعد مقطع، وحجةً بعد حجة، معقبة على كل مقطع أو حجة بآية: (ويلٌ يومئذٍ للمُكذّبين)، ولما استكملت غرضها العام كانت الخاتمة: (فبأيّ حديثٍ بعدهُ يؤمنون). أما سورة (الكافرون) التي اهتمت بإبراز المُفارقة بين المؤمنين والكافرين، رداً على العرض الذي تقدّموا به إلى الرسول، للاتفاق على عبادة الله تعالى الذي يدعو إليه الرسول، يوماً أو شهراً أو سنة، ثم عبادة أصنامهم – والعياذ بالله – مثل ذلك، فكانت الخاتمة الحاسمة: (لكم دينكم وليَ دينِ). النوع الثاني: تعلق الفاصلة الأخيرة بفواتحها، أي ردّ عجز السورة على صدرها، كما في سورة (المؤمنون) و (ص) و (القلم). ففي صدر سورة (ص~) قوله تعالى: (ص~ والقرآنِ ذي الذكرِ) وفي خاتمتها: (إنْ هُوَ إلا ذِكرٌ للعالمين. ولَتَعْلَمُنَّ نبأَهُ بعد حين)، وقريب منه في السورتين الأخريين. النوع الثالث: تعلق الفاصلة موسيقياً بجوّ السورة، وهذا ما يبدو جلياً في السور الإحدى عشرة، ذوات الرويّ الموحّد (المتماثل)، وقريب منها السور ذوات الرويّ المتقارب، لاسيما (الفاتحة) و (يونس) و (المؤمنون) و (الدخان) و (القلم) و (المُطفّفين) و (التين) و (الماعون).
وأخيراً تعلّق الفواصل موسيقياً بمجموع القرآن، من وجهين: الأول غلبة فواصل النون الساكنة المردوفة بواو أو ياء. الثاني: غلبة الوقف على السكون على سائر الفواصل الأخرى، حتى إن القاريء الشادي يستطيع أن يميز التعبير القرآني بواحدة من هاتين الظاهرتين أو بهما معاً، بالإضافة إلى مزايا التعبير القرآني الأخرى. ولا تقلّ عن هاتين الظاهرتين ظاهرة ثالثة، وهي اطّراد الفاصلة في سور القرآن وآياته جميعاً. إن باب العلاقات واسع سعة باب الدلالات، نكتفي منه بهذا القدر، ونحيل من يحب الاستزادة إلى مطالعة هذا السفر الخالد الذي لا تنقضي عجائبه، والذي لا حدَّ لجمالِه ودقّة إحكامه، وسيرتّل معنا بإمعان: (أفلا يَتدبّرون القرآنَ، ولو كان من عند غير اللهِ لوجدوا فيهِ اختِلافاً كثيراً) (النساء: 81).
المصدر: http://www.odabasham.net/print.php?sid=4985&cat=
ــــــــــــــــــــ
الهوامش
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) – الإتقان في علوم القرآن – السيوطي – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- مطبعة المشهد الحسيني بالقاهرة – 1961م - 1/ 143. (2) – بحث (في تاريخ فكرة إعجاز القرآن) مجلة (المجمع العلمي العربي) بدمشق-مج27 - ص573. (3) – (دائرة المعارف الإسلامية) عن النص الإنكليزي. ط2 – ج2 – مادة فاصلة – محرر هذه المادة هـ. فلايش (4) – البرهان في علوم القرآن – الزركشي – تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – دار إحياء الكتب العربية بمصر – 1384هـ = 1944 م ط1 –1/ 89 - 101. (5) – البرهان في علوم القرآن – 1/ 69 - 70. (6) – ثلاث رسائل في إعجاز القرآن: النكت للرماني – تحقيق محمد خلف الله ومحمد زغلول سلام – دار المعارف بمصر – 1961م. (7) – النكت للرماني: 90، وسر الفصاحة – ابن سنان الخفاجي – تحقيق عبد المتعال الصعيدي – مكتبة صبيح بمصر 1372هت = 1962م –ص 203 البرهان 1/ 75. (8) - من بلاغة القرآن – الدكتور أحمد أحمد بدوي – مكتبة نهضة مصر – 1370هـ = 1950م – ط3 – ص88. (9) – كتاب الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان – ابن قيم الجوزية – مطبعة السعادة بمصر 1327هـ - ط1 – ص226 - 227، والبرهان للزركشي 1/ 67، ومفتاح السعادة ومصباح السيادة – طاش كبري زادة – تحقيق كامل كامل بكري وعبد الوهاب أبو النور – دار الكتب الحديثة 2/ 517. (10) و (11) – المرجع السابق. (21) و (13) – البرهان1/ 77. (14) – صور البديع – فن الاسجاع – لعلي الجندي – دار الفكر العربي بالقاهرة 1370هـ= 1951م –1/ 195 وصبح الأعشى في صناعة الإنشا – للقلقشندي – نسخة مصورة عن الطبعة الأميرية بمصر 1388هـ = 1963م 2/ 280. (16) – كتاب الفوائد: 227. (15) – إعجاز القرآن – عبد الكريم الخطيب: 2/ 221. (17) – اللغة الشاعرة – عباس محمود العقاد – ط1 – ص 137 - 138. (18) – فلسفة الجمال – ا. ف. جاريت – ترجمة عبد الحميد يونس ورمزي يسّي وعثمان نويه – دار الفكر العربي بالقاهرة – ص 136 – 137. (19) – مباديءالنقد الأدبي – إ. ا. رتشاردز – ترجمة الدكتور مصطفى بدوي – المؤسسة المصرية العامة 1963م -ص 192. (20) – الإحساس بالجمال – جورج سانتيانا – ترجمة مصطفى بدوي – مكتبة الأنجلو المصرية - ص:116. (21) – البرهان1/ 78، والإتقان 2/ 101 – نسخة غير محققة- البابي الحلبي- 1370هـ = 1951م. (22) – الإتقان 2/ 101 – نسخة غير محققة. (23) – البرهان 1/ 95، والإتقان 2/ 104 – نسخة غير محققة. (24) – اابرهان 1/ 96 - 97، والإتقان – غير محققة: 2/ 74.
`
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:26 ص]ـ
قد كانت رسالتي في الدكتوراة بعنوان الدلالات المعنوية لفواصل الايات القرانية
ولا تزال حبيسة الادراج تنتظر فك القيود
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[القندهاري]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد(/)
قراءة أخرى لنظرية الزبد .....
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[25 Jan 2008, 12:15 م]ـ
قراءة أخرى لنظرية الزبد
د. أحمد خيري العمري ..
{فأما الزبد فيذهب جفاء و اما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض} الرعد/ 17
هناك قراءة سائدة و منتشرة لهذه الآية الكريمة حاليا، يسميها البعض "نظرية الزبد" و هي نظرية تكاد أن تتحول إلى عقيدة جبر معاصرة، إذ إنها تروج- دون اتهام أصحابها أنهم يتعمدون ذلك- للاستسلام للوقائع والأحداث والمتغيرات، و هذه العقيدة تتنكر خلف النص القرآني، لترسخ فكرة أن كل شيء مخالف للمشروع الإلهي، سيذوب ويختفي ويذهب مع الزبد– أما ما ينفع الناس (أي إنه موافق للمشروع الإلهي)، فهو سيمكث في الأرض .. و نحن مطمئنين إلى النتيجتين طبعا لكن المشكلة في هذه القراءة أنها توحي أن ذلك يحدث" بشكل تلقائي" .. دون تدخل من احد .. و هذا يرسخ حتما فكرة "إن لا داعي لعمل أي شيء"، لا داعي حتى للقلق أحيانا، نظرية الزبد كفيلة بكل شيء .. وما علينا سوى أن ننتظر .. حتى لو لم نرَ أي تغيير ضمن حياتنا .. لا بأس .. نظرية الزبد تحتاج بعض الوقت ..
* * *
يستوي أمام نظرية الزبد كل أنواع التحديات المخالفة للمشروع الإلهي: الأيدلوجيات و الأفكار الحديثة و أنماط الحياة كما الجيوش و القوة العسكرية و نتائجها، كل" الباطل" بالنسبة لهم خاضع لنظرية انه سيذهب تلقائيا ..
إذا قلنا مثلا إن الحروب الظالمة تصبغ وجه العالم، و ان الملايين يشردون كل عام، و ان "الرق الجديد" يضم شعوبا كاملة بدأت تفقد حريتها دون ان تدري ذلك، قالوا لا داعي للقلق، هذا كله مجرد زبد سيزول بينما يسير التاريخ الى الامام، و اذا قلنا لهم إن الفساد الخلقي بدأ يتسلل ليدمر بنية الأسرة و المجتمع سواء اعترفنا بذلك أو أنكرناه و إذا ذكرناهم أن تيارات التجديد الديني المزعوم صارت تستخدم النص الديني من اجل إلغاء النص و قتل مقاصده .. ، و أن وسائل الإعلام بمخالبها الأخطبوطية صارت تقوم بعملية إعادة تشكيل العقول بحيث تنتج تسطيحا للعقل و تتفيها للفكر وتحويلا للإنسان إلى" إنسان ذي بعد واحد" ..
رغم كل ذلك سيقولون: لا بأس، كل ذلك زبد .. كل ذلك سيزول .. كما يذهب الزبد، لا داعي للقلق، فقط اتركوا السيل يأخذ مجراه ..
وكل ما نراه هو أن الزبد يربو أكثر وأكثر، ويتكاثر، مثل دغل شيطاني يمنع نمو أي نبات مثمر .. ويقول أصحابنا، و على وجوههم ابتسامة الواثق من النصر، لا شيء يهم، إنه فقط زبد ..
مشكلة هذه الرؤية إنها تعتبر أن "المشروع الإلهي" هو مشروع يقصي الإنسان من الفعل ومن البناء – وإن الأحداث تسير لوحدها، دون أن يكون في إمكان الإنسان – المكلف أصلاً بالبناء والاستخلاف – أي شيء سوى مراقبة ما يدور، والتنظير له باعتبار الزبد وذهابه .. إلخ.
والحق أن المشروع الإلهي في أصله قائم على استخلاف الإنسان واستخلاف إرادته الحرة على هذه الأرض – والإنسان الذي سيحترف انتظار أن يذهب الزبد لن يكون جزءاً من هذا المشروع .. بل إنه، سيكون برؤيته هذه، وربما بحسن نية، ودون قصد، جزءاً من مشروع آخر، ما دام يعوق التفاعل الإنساني، ويحوله إلى محض انتظار سلبي ..
***************
ولأن هذه الرؤية تتمترس خلف نص قرآني مقدس، نؤمن نحن أن الباطل لا يأتيه من أمامه أو من خلفه، فإننا نؤمن أيضاً أن القراءة الإنسانية للنص المقدس، هي قراءة يمكن أن يأتيها الباطل من مختلف الاتجاهات، وإذا كانت قراءة النص تؤدي إلى اتخاذ موقف السلب والانتظار – مخالفة موقع "الفعل الإنساني" الذي هو أصل التكليف بالاستخلاف – فإنها لا يمكن إلا أن تعتبر "قراءة مجانبة للصواب" كائناً من كان مطلقها ودون الدخول في حسن أو سوء نيته ..
إنها قراءة "تبريرية" في أحسن الأحوال .. تبرر العجز والكسل وحالة اللا فعل .. تبرر أن الزبد هو الرابي، وهو المهيمن، وهو الذي يكاد يغرقنا ويكسحنا .. وتقول لنا، لا داعي للقلق .. إنه سيذهب جفاء .. ، بينما يقولون لك ذلك، فإن الآية الكريمة بريئة تماماً من ذلك .. فلآية تقول طبعا ان الزبد يذهب جفاءا، لكنها لا تقول ابدا ان ذلك يجب ان يمنعنا من الفعل و العمل بحجة "رجاء" ذهابه، ذلك ان الجزء المتمم للأية الذي لا يمكن ابدا ان نفهم الصورة كاملة الا به، هو ان ما ينفع الناس يمكث في الارض، و هذا يعني، بوضوح، انه يمكث في باطنها، و ان الناس لن
(يُتْبَعُ)
(/)
ينتفعوا به الا اذا استخرجوا منها: اي اذا امتلكوا الوعي و الارادة و الفعل اللازم للتدخل .. و هكذا فأن الزبد قد يذهب، بعد ان يكون قد علا، لكن زبدا آخرا سيأتي، و يأتي .. و يظل يأتي، ما لم يحدث تدخل يخرج ما ينفع الناس من مكوثه في باطن الارض ..
و الذي يحدث الان، ان "الباطل " لم يعل فحسب، بل ان هناك تدخل واضح لاستبقاء الزبد و جعله هو الرابي دائما و هو المهيمن .. اي ان اهل الحق لا يتدخلون بأعتبار ان الزبد سيذهب جفاءا، اما اهل الباطل فهم يعملون على ابقائه في القمة .. و هذا يفسر تزايد الزبد و علوه طبعا ..
* * *
أكثر من هذا أن الآية الكريمة نفسها توضح أهمية الفعل الإنساني في إذهاب الزبد و إزالته فما تشير إليه الآية " و مما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله" فلفظة "مما يوقدون عليه" تشير إلى وجود "فاعل" هو الإنسان الذي سيوقد من اجل تنقية المعادن – من الحديد أو النحاس أو الذهب و الفضة، ابتغاء الحلية أو المتاع كما توضح الآية- و كلها يعلوها "زبد" لن يذهب إلا بالفعل الإنساني الملتحم بالمشروع الإلهي و أوامره ..
مفهوم الآية إذن، هو العكس والضد التام مما يرونه فيها، الآية تقول إن الباطل يعلو (يربو) – ولو لفترة من الزمن، ويعني ذلك، أن عليك أن تتصدى، لكي تفهم الآخرين أن ليس كل ما يعلو التيار هو صحيح – ذلك أن السيل سيأتي بزبد آخر، وآخر، وآخر، كلهم سيكون (رابياً) – كذلك فإن الكثيرين سينخدعون به ..
أما (الحق) – (ما ينفع الناس) فهو يحتاج أيضاً إلى فعل وتدخل، لأنه غالباً ما يكون يحتاج إلى إظهار، في باطن الأرض .. يحتاج إلى استخراج وتنقيب وتمحيص وعمليات تنقية ..
وفي الحالتين، فإن المؤمنين بنظرية الزبد، ممن يقولون أن لا داعي للقلق، سيجدون أنفسهم وقد جرفهم السيل، قد يعتري بعضهم بعض القلق، لكنهم سيتهامسون أن لا شيء يهم، إنه فقط الزبد ..
بينما الآية الكريمة تقول لنا، في الحقيقة، أن نعمل على إذهاب الزبد .. كي لا نذهب نحن كزبد ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Jan 2008, 06:04 م]ـ
فلفظة "مما يوقدون عليه" تشير إلى وجود "فاعل" هو الإنسان الذي سيوقد من اجل تنقية المعادن – من الحديد أو النحاس أو الذهب و الفضة، ابتغاء الحلية أو المتاع كما توضح الآية- و كلها يعلوها "زبد" لن يذهب إلا بالفعل الإنساني الملتحم بالمشروع الإلهي و أوامره ..
نعم يحب أن يوقد أهل الحق نارهم لازالة الباطل
بارك الله فيك
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[29 Jan 2008, 01:07 م]ـ
و عسى ان تكون هذه القراءة جزء من اذهاب الزبد
بارك الله في اخي(/)
فائدة في ذكر البناء في السماء
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:27 م]ـ
فصل
والحكمة في كَثْرة ذكر البناء في السموات كقوله تعالى: {والسمآء وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: 5]، وقوله: {أَمِ السمآء بَنَاهَا} [النازعات: 27] أن بناء السماءِ باقٍ إلى قيام الساعة، لم يسقط منها شيء، ولم يُعْدَم منها جزءٌ. وأما الأرض فَهي في التبدل والتغير كالفراش الذي يُبْسَط ويُطْوَى ويُنْقَلُ، والسماء كالبناء المبنيّ الثابت كما أشار إليه بقوله: {سَبْعاً شِدَاداً} [النبأ: 12] وأما الأرض فكَمْ صارت بحراً، وعادت أرضاً من وقت حدوثها، وأيضاً فالسماء ترى كالقُبَّةِ المبنية فوق الرؤوس، والأرض مبسوطة مَدْحُوَّة، وذكر البناء بالمرفوع أليق كقوله تعالى: {رَفَعَ سَمْكَهَا} [النازعات: 28].
وقال بعض الحكماء: السماء مسكَن الأَرْوَاحِ، والأرض موضع الأعمال والمسكن أليق بكونه بناءً. والله أعلم.
تفسير اللباب لابن عادل - (ج 14 / ص400)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[27 Jan 2008, 03:57 م]ـ
[ font=Simplified Arabic] تفسير اللباب لابن عادل - (ج 14 / ص 370)
[ size=4] وفي الحكمة في القسم ههنا وجوه:
أحدها: أن الكفار كانوا يَنْسبون النبي - صلى الله عليه وسلم - للجدال، ومعرفة طرقه، وأنه عالم بفساد قولهم، وأنه يغلبهم بمعرفته بالجدال، وحينئذ لا يمكن أن يقابلهم بالأدلة،
كما أن من أقام خَصْمُه عليه الدليل ولم يبق له حجة، يقول: إنه غلبني، لعلمه بالجدل وعجزي عن ذلك، وهو يعلم في نفسه أن الحق تبعي ولا يبقى للمتكلم المبرهن غير اليمين، ليقول: والله إن الأمر كما أقول ولا أجادلك بالباطل لأنه لو استدل بطريق آخر يقول خصمه فيه كقوله الأول، فلا يبقى إلا السكوت، أو التمسك بالأيمان، وترك إقامة البرهان.
الثاني: أن العرب كانت تحترز عن الأيمان الكاذبة، وتعتقد أنها تخرب المنازل، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر الإقسام، دلالة على أنه صادق ولذلك كان أمره يتزايد ويعلموا أنه لا يحلف بها كاذباً.
الثالث: أن الأيمان التي أقسم بها كلها دلائل أخرجت في صورة الأيمان لينبّه بها على كمال القدرة، كقول القائل للمنعم: وحقِّ نِعْمَتِك الكثيرة إنّي لا زال أَشْكُركَ. فذكر النعم التي هي سبب مفيد لدوام الشكر، وإنما أخرجها مُخْرج الإيمان، إيذاناً بأنه يريد أن يتكلم بكلام عظيم فيصغي إليه السامع أكثر ما يصغي إليه حيث يعلم أن الكلام ليس بمعتبر فبدأ بالحلف.
فصل
أورد القسم على أمور منها الوحدانية، ولظهور أمرها واعترافهم بها حيث يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى الله زلفى} [الزمر: 3] وقولهم: {مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ الله} [لقمان: 25] لم يقسم عليها إلا في سورة الصافات ومنها الرسالة وهو في سورتين «وَالنَّجْمِ» «وَالضُّحَى»، وبالحروف في «يس» ومنها الحشر، والجزاء وما يتعلق به، فلكثرة إنكارهم له كرر القسم عليه.
فصل
أقسم الله بجمع السلامة المؤنث في سور خمس، ولم يقسم بجمع السلامة المذكر في سورةٍ أصلاً، فلم يقل: والصَّالِحِينَ من عبادي، ولا المقربين إلى غير ذلك مع أن المذكر أشرف؛ لأن جموع السلامة بالواو والنون في الغالب لمن يعقل.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[29 Jan 2008, 01:32 ص]ـ
المحرر الوجيز - (ج 6 / ص 204)
: {لنرسل عليهم} أي لنهلكهم بهذه الحجارة. ومتى اتصلت «أرسل» ب «على»: فهي بمعنى المبالغة في المباشرة والعذاب. ومتى اتصلت ب «إلى»، فهي أخف. وانظر ذلك تجده مطرداً
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[04 Feb 2008, 12:35 م]ـ
قوله تعالى (متكئين على سرر مصفوفة)
قال ابن عادل -رحمه الله-
ولفظ السرير فيه حروف السرور بخلاف التخت وغيره
قوله تعالى (إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين)
قال الراغب -رحمه الله-
الإشفاق عناية مختلطة بخوف لأن المشفق يحب المشفق عليه ويخاف مما ياحقه قال الله عزوجل (وهم من الساعة مشفقون)
فإذا عدي بمن فمعنى الخوف فيه أظهر وإذا عدي بعلى فمعنى العناية فيه أظهر(/)
ما هي أفضل الكتب التي ألفت في موضوع النظم القرآني؟؟
ـ[النجدية]ــــــــ[26 Jan 2008, 02:15 م]ـ
بسم الله ...
أرجو من الجميع التكرم بمساعدتي؛ فأنا أقبل على الدراسة في موضوع النظم القرآني، و لا أستغني عن نصائح أهل هذا الملتقى المبارك ...
فما هي أفضل الكتب التي ألفت في موضوع النظم القرآني؛ لتكون زادي في طريق البحث؟؟
وجزاكم الرحمن الجنة!!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Jan 2008, 04:12 م]ـ
من الكتب التي اطلعتُ عليها في هذا الموضوع غير الكتب الأساسية كالجرجاني وغيرها:
- كتب الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى ولا سيما كتابه (أسرار التعبير القرآني في سورة الأحزاب) وبقية كتبه مهمة.
- النظم القرآني في آيات الجهاد للدكتور ناصر الخنين، مكتبة التوبة بالرياض 1416هـ.
ولزميلنا الدكتور عبدالعزيز العمار كتابات جيدة في هذا الموضوع لعله يفيدنا بها وبغيرها من الكتب في الموضوع مشكوراً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Jan 2008, 09:54 م]ـ
كما ان كتابا الدكتور محمد عناية الله أسد سبحاني تفيد في هذا المجال، وهي:
(إمعان النظر في نظام الآي والسور)
(البرهان في نظام القرآن في الفاتحة والبقرة وآل عمران)
كلاهما من إصدارات دار عمار
ـ[المؤمن]ــــــــ[26 Jan 2008, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن
منها:
النظم القرآني في كشاف الزمخشري، للدكتور درويش الجندي
نظرية الإعجاز القرآني وأثرها في النقد العربي القديم، د أحمد سيد محمد عمار
الإعجاز في نظم القرآن، أ. د محمود السيد شيخون
وحاول النظر في الكتب التالية، فإنها ستفيدك كثيرا في بحثك، كالتحرير والتنوير للعلامة مجمد الطاهر ابن عاشور، فإنه حاول أن يظهر بجلاء نظرية النظم عند الجرجاني؛ واطلع على كتب د. تمام حسان ككتابه: اللغة العربية معناها ومبناها،والبيان في روائع القرآن، ودراسة لغوية واسلوبية للنص القرآني وكلها كتب مفيدة، ولاتنس النظر في كتاب الدكتور محمد العمري الوسوم بِ: البلاغة العربية أصولها وامتداداتها فهو كتاب لباحث مغربي،جدير بالإطلاع وسيفتح أمامك آفاقا واسعة في المجال ابلاغي، وتكسر من خلاله المباحث الروتينة في مجال النظم، الذي يتطلب تنقيبا في كتب الجرجاني لاستخراج المخبوء.
وفقك الله، وأنا في الخدمة ـ إن شاء الله ـ،أخوك المؤمن في موقع أهل التفسير المبارك.
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[النجدية]ــــــــ[28 Jan 2008, 11:20 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله الجنة!!
و من خلال بحثي و جدت مجموعة من الكتب، تعين في هذا الموضوع، أضعها على صفحات الملتقى؛ ليفيد منها الجميع.
- فكرة النظم بين وجوه الإعجاز في القرآن/
المؤلف: فتحي أحمد عامر.
الناشر: منشاة المعارف، الاسكندرية: 1991.
- رياض القرآن: تفسير في النظم القرآني و نهجه النفسي و التربوي/
المؤلف: سمير شريف إستيتية.
الناشر: عالم الكتب الحديث، اربد: 2005.
- النظم القرآني في سورة الرعد/
المؤلف: محمد بن سعد الدبل.
الناشر: عالم الكتب، الرياض: 1981.
النظم القرآني في آيات الجهاد/
المؤلف: ناصر بن عبد الرحمن الخنين.
الناشر: مكتبة التوبة، الرياض: 1996.
النظم القرآني في سورة يوسف عليه السلام/
المؤلف: جمال رفيق الحاج علي.
الناشر: 2000.رسالة رسالة جامعية (ماجستير) - جامعة النجاح الوطنية.
النظم القرآني في سورة البقرة: دراسة في الدلالة والاسلوب/
المؤلف: حسين أحمد الدراويش.
الناشر: 1986. رسالة جامعية (دكتوراه) - الجامعة الاردنية.
النظم القرآني في سورة الكهف: دراسة في الدلالة والأسلوب/
المؤلف: خلود عبد الله خليل الترهي.
الناشر: 2001. رسالة جامعية (ماجستير) - جامعة القدس
إعجاز النظم القرآني في آيات التشريع: النظرية والتطبيق/
المؤلف: روضة عبد الكريم فرعون.
الناشر: 2002. رسالة جامعية (ماجستير) - الجامعة الاردنية.
دراسة النظم القرآني في سورة الاحزاب/
المؤلف: حسن عثمان يوسف عدوان.
الناشر: 2003. رسالة جامعية (ماجستير) - جامعة النجاح الوطنية.
النظم القرآني في سورة النور/
المؤلف: عائشة إبراهيم حسن الملاح.
الناشر: 2004. رسالة جامعية (ماجستير) - الجامعة الاردنية.
النظم القرآني في قصة آدم - عليه السلام- /
المؤلف: جمال مصطفى كامل الباشا.
الناشر: 2003. رسالة جامعية (ماجستير في اللغة العربية) -- جامعة القدس.
العنوان: خصائص النظم القرآني في قصة ابراهيم عليه السلام/
المؤلف: توفيق علوان.
الناشر: مطبعة الامانة، القاهرة: 1991.
وبعد ...
فإنني لاحظت أن أكثر الدراسات اتجهت لبيان النظم القرآني في السور، أكثر منها في مناهج المفسرين؛ فأنا لم أظفر إلا بدراسة واحدة كانت في تفسير الكشاف!!
وهي: النظم القرآني في كشاف الزمخشري، لدرويش الجندي.
فأين أجد هذه الدراسة -بارك الله بكم-؟؟(/)
إعجاز القرآن وترجمته
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Jan 2008, 07:43 م]ـ
إعجاز القرآن وترجمته:
- د. جعفر دك الباب؛
جامعة دمشق:
لا بد من التطرق بإيجاز إلى موضوع إعجاز القرآن الكريم قبل البحث في مسألة ترجمة القرآن إلى اللغات المختلفة.
أولاً- إعجاز القرآن: 1
ذكر القاضي الباقلاني في كتابه "إعجاز القرآن" أن "الذي يوجب الاهتمام التام بمعرفة أعجاز القرآن أن نبوة نبينا عليه السلام بنيت على هذه المعجزة" (1). وأشار إلى ثلاثة أوجه من أعجاز القرآن (2):
آ-الأخبار عن الغيوب، وذلك مما لا يقدر عليه البشر.
ب-الأخبار عما تقدم منذ خلق الله آدم عليه السلام، مع أن النبي الكريم كان أمياً ولم يكن يعرف شيئاً من كتب المتقدمين.
ج-إن القرآن بديع النظم عجيب التأليف متناه في البلاغة إلى الحد الذي يعلم عجز الخلق عنه.
وذكر السكاكي في كتابه "مفتاح العلوم" أن قارعي باب الاستدلال بعد الاتفاق على أنه معجز مختلفون في وجه الإعجاز.
آ-فمنهم من يقول وجه الإعجاز هو أنه عز سلطانه صرف المتحدين لمعارضة القرآن على الإتيان بمثله بمشيئته.
ب-ومنهم من يقول وجه إعجاز القرآن وروده على أسلوب مبتدئ مباين لأساليب كلامهم في خطبهم وأشعارهم، لا سيما في مطالع السور ومقاطع الآي.
ج-ومنهم من يقول وجه اعجازه سلامته عن التناقض.
د-ومنهم من يقول وجه الإعجاز الاشتمال على الغيوب.
هـ-فهذه أقوال أربعة يخمسها ما يجده أصحاب الذوق من أن وجه الإعجاز هو أمر من جنس البلاغة والفصاحة (3).
وقال السيوطي في كتابه "الاتقان في علوم القرآن" ما يلي: "لما ثبت كون القرآن معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم وجب الاهتمام بمعرفة وجه الإعجاز. وقد خاض الناس في ذلك كثيرا فبين محسن ومسيء ... " (4) ولخص السيوطي الآراء المختلفة حول إعجاز القرآن.
كان للمتكلمين الدور الأكبر في تاريخ دراسة إعجاز القرآن الكريم. وبالرغم من ذلك يغفل عدد من الباحثين المعاصرين فضل المتكلمين في هذا المضمار. هذا ويتم أيضاً بشكل عام إغفال دور المتكلمين الإيجابي في علم اللغة العربية (5). وعلى سبيل المثال أشير إلى أن الأستاذ مناع القطان كتب في كتابه "مباحث في علوم القرآن" في فصل (إعجاز القرآن) ما يلي: "لقد كان لنشأة علم الكلام في الإسلام أثر أصدق ما يقال فيه: إنه كلام في كلام، وما فيه من وميض التفكير يجر متتبعه إلى مجاهل من القول بعضها فوق بعض. وقد بدأت مأساة علماء الكلام في القول بخلق القرآن، ثم اختلفت آراؤهم وتضاربت في وجوه إعجازه" (6).
وقد أنصف المتكلمين الدكتور محمد علي سلطاني في كتابه "مع البلاغة العربية في تاريخه" حين كتب: "ومما يلفت النظر أن تنهض فئة المتكلمين بالنصب الأوفى في البحوث الدائبة للكشف عن سر إعجاز القرآن من الناحية الفنية البلاغية على وجه الخصوص، مزودين بثقافة واسعة: عربية وإسلامية ومترجمة، ترفدها قدرة فائقة على الجدل والمناظرة، تمكينا للدين في النفوس ... " (7). وقد ميز د. سلطاني مرحلتين في تاريخ دراسات الإعجاز البياني للقرآن: مرحلة ما قبل عبد القاهر الجرجاني، ومرحلة عبد القاهر الجرجاني.
ففي مرحلة (ما قبل عبد القاهر) أشار د. سلطاني إلى أن الباقلاني كان مضطراً إلى استخدام طرائق المتكلمين للتدليل على إعجاز القرآن: "غير أن الباقلاني لم يدلنا على الوجوه التي تصلح مقياساً لإدراك إعجاز النظم، ويعجز البشر عن اللحاق بها .. فلم يلبث أن هداه تفكيره إلى محاولة جديدة، لبس لها رداء المتكلمين ليصيب هدفه من أقرب السبل وأوضحها، بعد أن تزود لها بمنطلق جديد لا صلة له بالتلمس هدفه من أقرب السبل وأوضحها، بعد أن تزود لها بمنطلق جديد لا صلة له بالتلمس الفني لجوانب الإعجاز، فعمد إلى تصنيف الناس ثلاثة أصناف: أعجمي وعربي كالأعجمي وعربي قد تناهى في الفصاحة والبيان. فإذا عجزت الفئة الثالثة عن محاكاة القرآن ومعارضة بيانه الفذ، وهم العرب الأقدمون بعد أن لمسوا تفوقه وإعجازه، فالفئات الأخرى لبلوغ ذلك أعجز" (8).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن بروز تيار أدبي انهمك بالاعتناء بالسجع وتنسيق توافق الكلمات من حيث اللفظ دون المعنى، أدى في القرن الخامس للهجرة إلى ردة فعل تجلت في الدعوة إلى إهمال الشعر والانصراف عن النحو. وقد تصدى الإمام عبد القاهر الجرجاني للتيار الذي اهتم باللفظ دون المعنى. وهاجم الدعوة إلى اهمال الشعر والانصراف عن علم النحو. وأكد أن البلاغة ليست أمراً مستقلاً عن اللغة، وبيّن أن البلاغة تساعد اللغة على أداء وظيفتها المتمثلة في الاتصال. فكان كتابه "دلائل الإعجاز في علم المعاني" بداية مرحلة جديدة في تاريخ علم اللغة العربية هي مرحلة الدراسة الوظيفية للغة العربية واشتمل كتاب "دلائل الإعجاز" على نظرية متكاملة في اللغة ووظائفها. وقد قمت ببلورة نظرية الإمام الجرجاني اللغوية وحددت موقعها في علم اللغة العام الحديث في كتابي "الموجز في شرح (دلائل الإعجاز في علم المعاني) (9).
وقبل أن أعرض رأي الإمام الجرجاني في إعجاز القرآن، سأقدم بعض التوضيحات للمفاهيم والمصطلحات التي يستخدمها الجرجاني.
1 - إن الجرجاني حين يؤكد أن (الألفاظ أوعية للمعاني وخادمة لها) ينطلق في ذلك من الوحدة التي لا تنقصم بين الشكل (اللفظ) والمضمون (المعنى).
"وليت شعري، هل كانت الألفاظ إلا من أجل المعاني؟ وهل هي إلا خدم لها ومصرفة على حكمها .. " (10).
"إن الألفاظ إذا كانت أوعية للمعاني، فإنها لا محاولة تتبع المعاني في مواقعها، فإذا وجب لمعنى أن يكون أولاً في النفس وجب اللفظ الدال عليه أن يكون مثله أولاً في النطق" (11).
2 - يفيد تعبير (نظم الكم) عند الجرجاني (ترتيب الكلمات وتأليف الكلام) ويمكن تلخيص علاقة الكلمة المفردة بالنظم بما يلي:
آ-لا ترتبط البلاغة بالكلمة المفردة دون اعتبار موقعها في النظم.
"إنك ترى الكلمة تروقك وتؤنسك في موقع، ثم تراها بعينها تثقل عليك وتوحشك في موضع آخر" (12).
"فلو كانت الكلمة إذا حسنت حسنت من حيث هي لفظ، وإذا استحقت المزية والشرف استحقت ذلك في ذاتها وعلى انفرادها، دون أن يكون السبب في ذلك حال لها مع أخواتها المجاورة لها في النظم، لما اختلفت بها الحال ولكانت أما أن تحسن أبدا أو لا تحسن أبداً" (13).
ب-لا بد في النظم من أن تتلاقى معاني الكلمات على الوجه الذي يقتضيه العقل.
"ليس الغرض بنظم الكم أن توالت ألفاظها في النطق، بل أن تناسقت دلالاتها وتلاقت معانيها على الوجه الذي اقتضاه العقل" (14).
ج-يتم نظم الكلم وفق قوانين النحو. ومعاني النحو هي المعاني ذات الدلالات العقلية والمهم معرفة مدلولات النحو لا العبارات النحوية نفسها.
د-لا ينكر تعلق الفكر بمعاني الكلم المفردة أصلاً، ولكن الفكر لا يتعلق بمعاني الكلم مجردة عن معاني النحو.
ولا بد هنا من مناقشة رأي تبناه د. سلطاني حول "تأثر الجرجاني بتفضيل الجاحظ للفظ مما أوصله إلى موقف مناقض للمعروف عنه" (15).
إننا نرى أن القول (بوجود تناقض في موقف الإمام الجرجاني) ينبع من الفصل بين الشكل والمعنى. وقد أشار الجرجاني إلى تلازم الشكل والمعنى بقوله: "واعلم أنهم لم يعيبوا تقديم الكلام بمعناه من حيث جهلوا أن المعنى إذا كان أدباً وحكمة وكان غريباً نادراً، فهو أشرف مما ليس كذلك. بل غابوه من حيث كان من حكم من قضى في جنس من الأجناس بفضل أو نقص أن لا يعتبر في قضيته تلك إلا الأوصاف التي تخص ذلك الجنس وترجع إلى حقيقته، وألا ينظر فيها إلى جنس آخر، وإن كان من الأول بسبيل أو متصلاً به اتصال ما لا ينفك منه" (16).
وكنت قد أشرت في"الموجز في شرح دلائل الإعجاز" إلى أن مهاجمة الجرجاني من يقدم الشعر بمعناه فقط دون الاهتمام بنظم ألفاظه يجب أن نفهمها في ضوء شرحه للعلاقة بين المضمون (الذي هو المعنى) والشكل (الذي هو اللفظ) وأنه لا يجوز فصل أحدهما عن الآخر (17). كما أشرت إلى أن العلاقة بين الشكل والمعنى علاقة جدلية لا انفصام فيها. لذا لا يجوز أن نأخذ بعين الاعتبار جانباً واحداً منهما فقط ونهمل الجانب الآخر. وهذا هو السبب في الانتقاد الشديد الذي وجهه القدماء ممن صنف في البلاغة كالجاحظ لمن أهملوا الشكل ولم يوجبوا الفضل والمزية في الشعر إلا من جانب المعنى وحتى يكون قد قال حكمة أو أدباً واستخرج معنى غريباً أو شبيهاً نادراً (18).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - إن مصطلح (المعنى) الذي يستخدمه الجرجاني – حين لا يقصد به معاني الكلم المفردة بل معاني الكلم المرتبطة بالنظم – يفيد (معنى الكلام). وسنلخص بإيجاز رأي الجرجاني في معاني الكلام.
أ-الكلام خبر وأمر ونهي واستفهام وتعجب.
ب-الخبر وجميع الكلام معان توصف بأنها مقاصد وأغراض وأعظمها شأناً الخبر وترتبط جميعها بوظيفة اللغة الأساسية وسيلة للاتصال بين الناس تتجلى في نقل ما يقصده المتكلم إلى السامع.
ج-لا يقصد المتكلم أن يعلم السامع معاني الكلم المفردة التي يكلمه بها، بل يقصد أن يعلم السامع بها شيئاً جديداً لا يعلمه. وينقسم معنى الخبر، تبعاً لحاجة السامع المحددة بالموقف أو الحال الذي يقال فيه الكلام إلى خبر ابتدائي وخبر غير ابتدائي.
د-ليس الخبر صفة للفظ، ولكن حقيقة الخبر هي الحكم بوجود المعنى أو عدمه. ويسمى وجود المعنى من الشيء أو فيه اثباتاً، ويسمى عدم المعنى وانتفاؤه عن الشيء نفياً. والاثبات أو النفي بحد ذاتهما معنى، لذا فإن معنى الخبر هو معنى منفصل عن معنى المخبر به والمخبر عنه.
وهكذا نرى أن مصطلح (المعنى) عند الجرجاني يفيد (معنى الخبر وجميع الكلام). ويرتبط هذا المعنى بالموقف أو الحال الذي يقال فيه وبالسياق الكلامي الفعلي الذي يدخل فيه. وفي ضوء ذلك أرى أن عنوان كتاب الإمام الجرجاني "دلائل الإعجاز في علم المعاني" يفيد أن (دلائل الإعجاز تكون في معرفة ارتباط معنى الكلام بالموقف أو الحال الذي يقال فيه وبالسياق الكلامي الفعلي الذي يدخل فيه).
وسأعرض الآن بإيجاز رأي الإمام الجرجاني في إعجاز القرآن.
1 - يناقش الجرجاني الرأي الذي يميز في البلاغة بين العرب وغير العرب، لأن اللغة للعرب بالطبع ولغيرهم بالتكليف، فيقول: "فمن ذلك أن تجد كثيراً ممن يتكلم في شأن البلاغة إذا ذكر أن للعرب الفضل والمزية في حسن النظم والتأليف، وأن لها في ذلك شأواً لا يبلغه الدخلاء في كلامهم والمولدون، جعل يعلل ذلك بأن يقول: لا غرو فإن اللغة لها بالطبع ولنا بالتكليف، ولن يبلغ الدخيل في اللغات والألسنة مبلغ من نشأ عليها، لها بالطبع ولنا بالتكليف، ولن يبلغ الدخيل في اللغات والألسنة مبلغ من نشأ عليها وبدئ من أول خلقه بها وأشباه هذا مما يوهم أن المزية أتتها من جانب العلم باللغة وهو خطأ عظيم وغلط منكر يفضي بقائله إلى رفع الإعجاز من حيث لا يعلم.
وذلك أنه لا يثبت إعجاز حتى تثبت مزايا تفوق علوم البشر، وتقصر قوى نظرهم عنها ومعلومات ليس في من أفكارهم وخواطرهم أن تفضي بهم إليها وأن تطلعهم عليها وذلك محال فيما كان علماً باللغة لأنه يؤدي إلى أن يحدث في دلائل اللغة ما لم يتواضع عليه أهل اللغة. وذلك ما لا يخفى امتناعه على عاقل" (19).
2 - يناقش الجرجاني رأي من يثبت إعجاز القرآن بدليل عجز العرب عن أن يأتوا بمثله، فيقول: "فإن قال منهم قائل: إنك قد أغفلت فيما رتبت، فإن لنا طريقاً إلى إعجاز القرآن غير ما قلت، وهو علمنا بعجز العرب عن أن يأتوا بمثله. وتركهم أن يعارضوه مع تكرار التحدي عليم وطول التقريع لهم بالعجز عنه، ولأن الأمر كذلك (ما قامت) 2 به الحجة على العجم قيامها على العرب واستوى الناس قاطبة، فلم يخرج الجاهل بلسان العرب من أن يكون محجوجاً بالقرآن.
قيل له: خيرنا عما اتفق عليه المسلمون من اختصاص نبينا عليه السلام بأن كانت معجزته باقية على وجه الدهر. أتعرف له معنى: غير أن لا يزال البرهان منه لائحا معرضاً لكل من أراد العلم به، وطلب الوصول إليه، والحجة فيه وبه ظاهرة لمن أرادها. والعلم بها ممكناً لمن التمسه؟ فإن كنت لا تشك في أن لا معنى لبقاء المعجزة بالقرآن إلا أن الوصف الذي له كان معجزاً قائم فيه أبداً، وأن الطريق إلى العلم به موجود، والوصول إليه ممكن فانظر أي رجل تكون إذا أنت زهدت في أن تعرف حجة الله تعالى وآثرت فيه الجهل على العلم، وعدم الاستبانة على وجودها. وكان التقليد فيها أحب إليك، والتعويل على علم غيرك آثر لديك، ونح الهوى عنك، وراجع عقلك، وأصدق نفسك، يبين لك فحش الغلط فيما رأيت، وقبح الخطأ في الذي توهمت، وهل رأيت رأياً أعجز واختياراً أقبح: ممن كره أن تعرف حجة الله تعالى من الجهة التي إذا عرفت منها كانت أنور وأبهر وأقوى وأقهر .. ؟ (20).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - يهاجم الجرجاني الدعوة إلى إهمال الشعر والانصراف عن علم النحو، لأن ذلك يؤدي إلى الصد عن أن تعرف حجة الله في إعجاز القرآن، فيقول: "وأما النحو فظنته ضرباً من التكلف وباباً من التعسف، وشيئاً لا يستند إلى أصل ولا يعتمد فيه على عقل. وأن ما زاد منه على معرفة الرفع والنصب وما يتصل بذلك مما تجده في المبادئ فهو فضل لا يجدي نفعاً ولا تحصل منه على فائدة .. ذاك لأنهم بإيثارهم الجهل بذلك على العلم في معنى الصاد عن سبيل الله، والمبتغي إلى إطفاء نور الله تعالى.
وذاك أنا إذا كنا نعلم أن الجهة التي منها قامت الحجة بالقرآن وظهرت، وبانت وبهرت، هي أن كان على حد من الفصاحة تقصر عنه قوى البشر، ومنتهياً إلى غاية لا يطمح إليها بالفكر، وكان محالاً أن يعرف كونه كذلك إلا من عرف الشعر الذي هو ديوان العرب وعنوان الأدب .. كان الصاد عن ذلك صاداً عن أن تعرف حجة الله تعالى ... " (21).
4 - يورد الجرجاني تساؤلات من ينكر إعجاز القرآن: " .. فما هذا الذي تجدد بالقرآن من عظيم المزية وباهر الفضل والعجيب من الوصف، حتى أعجز الناس قاطبة، وحتى قهر من البلغاء والفصحاء القوي والقدر، وقيد الخواطر والفكر حتى خرست الشقاشق .. " (22).
ويجيب الجرجاني على هذه التساؤلات بأن الإعجاز يظهر في مزايا نظم القرآن وخصائص سياق لفظه. " .. فقيل لنا قد سمعنا ما قلتم، فخبرونا عنهم عماذا عجزوا أعن معان من دقة معانيه وحسنها وصحتها في العقول؟ أم عن ألفاظ مثل ألفاظه؟ فإن قلتم: عن الألفاظ. فماذا أعجزهم من اللفظ؟ أم بهرهم منه؟ فقلنا أعجزتهم مزايا ظهرت لهم في نظمه وخصائص صادفوها في سياق لفظه وبدائع راعتهم من مبادئ آية ومقاطعها ... " (23).
ويشترط الجرجاني لوصف الكلام بالبلاغة أن يجتمع فيه عنصران:
آ-حسن الدلالة وتمامها فيما كانت له الدلالة، وذلك بأن يؤتى المعنى من الجهةالتي هي أصح لتأديته.
ب- تبرج الدلالة في صورة بهية، وذلك بأن يختار للمعنى اللفظ الذي هو أخص به وأكشف عنه وأتم له (24).
ويشير الجرجاني إلى أن المجاز والإيجاز من أركان الإعجاز كذلك. ويؤكد على دور النظم في الإعجاز، ويرفض الزعم بأن الإعجاز في مذاقة الحروف وفي سلامتها مما يثقل على اللسان. فيقول: "ذلك لأنه أول شيء يؤدي إلى أن يكون القرآن معجزاً لا بما به كان قرآناً وكلام الله عز وجل. لأنه على كل حال إنما كان قرآناً وكلام الله عز وجل بالنظم الذي هو عليه. ومعلوم أن ليس النظم من مذاقه الحروف وسلامتها مما يثقل على اللسان في شيء. ثم أنه اتفاق من العقلاء أن الوصف الذي به تناهى القرآن إلى حد عجز عنه المخلوقون هو الفصاحة والبلاغة وما رأينا عاقلاً جعل القرآن فصيحاً أو بليغاً بآن لا يكون في حروفه ما يثقل على اللسان ... " (25).
" .. وتراهم على لسان واحد في أن المجاز والإيجاز من الأركان في أمر الإعجاز. وإذا كان الأمر كذلك عند كافة الذين تكلموا في المزايا التي للقرآن فينبغي أن ينظر في أمر الذي يسلم نفسه إلى الغرور فيزعم أن الوصف الذي كان له القرآن معجزاً هو سلامة حروفه مما يثقل على اللسان، أيصح له القول بذلك إلا من بعد أن يدعي الغلط على العقلاء قاطبة فيما قالوه، والخطأ فيما أجمعوا عليه؟ ... " (26).
"واعلم أنا لا نأبى أن تكون مذاقة الحروف وسلامتها مما يثقل على اللسان داخلاً فيما يوجب الفضيلة، وأن تكون مما يؤكد أمر الإعجاز، وإنما الذي ننكره ونفيّل رأي من يذهب إليه أن يجعله معجزاً به وحده، ويجعله الأصل والعمدة .. " (27).
5 - يناقش الجرجاني في فصل خاص (2) معنى التحدي بالإعجاز، فيقول: "يقال لهم: إنكم تتلون قول الله تعالى (قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (3 وقوله عز وجل (قل فأتوا بعشر سور مثله (4 وقوله (بسورة مثله) 5 فقولوا الآن: أيجوز أن يكون تعالى قد أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يتحدى العرب إلى أن يعرضوا القرآن بمثله من غير أن يكونوا قد عرفوا الوصف الذي إذا أتوا بكلام على ذلك الوصف كانوا قد أتوا بمثله؟ ولا بد من (لا) لأنهم أن قالوا: يجوز، أبطلوا التحدي من حيث أن التحدي كما لا يخفي مطالبة بأن يأتوا بكلام على وصف، ولا تصح المطالبة بالاتيان به على وصف من غير أن يكون ذلك الوصف معلوماً للمطالب ويبطل بذلك دعوى الإعجاز أيضاً .. ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويخلص الجرجاني من ذلك إلى القول أن الوصف بالإعجاز "ينبغي أن يكون وصفاً قد تجدد بالقرآن وأمرا لم يوجد في غيره ولم يعرف قبل نزوله". ويقرر الجرجاني في ضوء ذلك أن الوصف بالإعجاز لا يجوز أن يكون:
آ-في الكلم المفردة.
ب-في تركيب الحركات والسكنات
ج-في المقاطع والفواصل
د-بأن لا يكون في حروفه ما يثقل على اللسان.
كما يرفض الجرجاني القول بالصرفة، فيقول: "ثم إن هذه الشناعات التي تقدم ذكرها تلزم أصحاب الصرفة أيضاً .. " ويعقب على كل ذلك قائلاً: "فإذا بطل أن يكون الوصف الذي أعجزهم من القرآن في شيء مما عددناه، لم يبق إلا أن يكون الاستعارة. ولا يمكن أن تجعل الاستعارة الأصل في الإعجاز، وأن يقصد إليها، لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون الإعجاز في أي معدودة، في مواضع من السور الطوال مخصوصة".
ويظهر هنا جليا أن الجرجاني يرفض القول بأن القرآن معجز فقط في بعض المواضع ويتابع قائلاً: "وإذا امتنع ذلك فيما لم يبق إلا أن يكون في النظم والتأليف"، وكنا قد علمنا أن ليس النظم شيئاً غير توخى معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلم".
"فإن قيل: قولك (إلا النظم) يقتضي إخراج ما في القرآن من الاستعارة وضروب المجاز من جملة ما هو به معجز، وذلك لا مساغ له. قيل: ليس الأمر كما ظننت، بل ذلك يقتضي دخول الاستعارة ونظائرها فيما هو به معجز، وذلك لأن هذه المعاني التي هي الاستعارة والكناية والتمثيل وسائر ضروب المجاز من بعدها من مقتضيات النظم، وعنها يحدث وبها يكون، لأنه لا يتصور أن يدخل شيء منها في الكلم وهي أفراد لم يتوخ فيما بينها حكم من أحكام النحو".
ثم يناقش الجرجاني القول بأن الوصف بالإعجاز هو في غريب القرآن، فيرفضه: " .. كيف وأنت تقرأ السورة من السور الطوال، فلا تجد فيها من الغريب شيئاً. وتأمل ما جمعه العلماء في غريب القرآن، فترى الغريب منه إلا في القليل، إنما كان غريباً من أجل استعارة هي فيه .. ثم إنه لو كان أكثر ألفاظ القرآن غريباً لكان محالاً أن يدخل ذلك في الإعجاز وأن يصح التحدي به". ويظهر هنا أن الجرجاني لا يرى أن القرآن معجز في بعض مواضعه فقط، بل إعجازه في كل مواضعه.
ويمكن تلخيص رأي الجرجاني في إعجاز القرآن بما يلي:
1 - إن الوصف الذي له كان القرآن معجزاً- وهو الفصاحة والبلاغة- قائم فيه أبداً والطريق إلى العلم به موجود والوصول إليه ممكن.
2 - لا بد من الرجوع إلى علم النحو والشعر العربي من أجل الكشف عن إعجاز القرآن.
3 - لا ترتبط البلاغة بالكلمة المفردة دون اعتبارها في النظم. ويجب أن يتوافر في الكلام البليغ عنصران: حسن الدلالة وتبرجها في صورة بهية. لذا يظهر إعجاز القرآن في مزايا نظمه وخصائص سياق لفظه.
4 - ليس النظم شيئاً غير توخي معاني النحو وأحكامه فيما بين الكلم، كما أن الاستعارة وسائر ضروب المجاز من مقتضيات النظم وعنها يحدث وبها يكون، وهذا يعني أنه لا يجوز فصل النحو عن البلاغة. لذا فإن دلائل الإعجاز تكون في معرفة الارتباطات النحوية بين الكلم من جهة، ومن جهة ثانية في معرفة ارتباط معاني الكلام بالموقف أو الحال الذي يقال فيه وبالسياق الكلامي الفعلي الذي يدخل فيه. وانطلاقاً من رأي الإمام الجرجاني في إعجاز القرآن، سأعمد إلى البحث في مسألة ترجمة القرآن إلى اللغات الأجنبية.
ثانياً- ترجمة القرآن:
نص القرآن الكريم صراحة على أنه (قرآن عربي) و (بلسان عربي مبين). "كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون" /فصلت –3/. "إنا أنزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون" /يوسف-2/ "وأنه تنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلبك لتكون من المنذرين، بلسان عربي مبين" /الشعراء، 192 - 195/ " .. لسان الذي يلحدون إليه الإعجمي وهذا لسان عربي مبين .. " النحل –103/
وقد اتفق الفقهاء على أن (القرآن كلام الله، المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته) (29). لذا فإن ترجمة القرآن إلى أي لغة غير العربية ليس قرآنا، سواء أكانت الترجمة حرفية أم معنوية.
أفرد الأستاذ مناع القطان فصلاً خاصاً لموضوع (ترجمة القرآن) (30) وميز فيه نوعين من الترجمة:
1 - الترجمة الحرفية. وهي نقل ألفاظ من لغة إلى نظائرها من اللغة الأخرى بحيث يكون النظم موافقاً للنظم.
2 - الترجمة التفسيرية أو المعنوية. وهي بيان معنى الكلام بلغة أخرى من غير تقيد بترتيب كلمات الأصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشار الأستاذ القطان إلى أن خواص كل لغة تختلف عن الأخرى في ترتيب أجزاء الجملة. وخلص من ذلك إلى القول بأن ترجمة القرآن الحرفية – مهما كان المترجم على دراية باللغات وأساليبها وتراكيبها – تخرج القرآن عن أن يكون قرآناً.
ونقل الأستاذ قطان ما ذكره الشاطبي في الموافقات وهو للقرآن معان أصلية ومعان ثانوية. والمراد بالمعاني الأصلية التي يستوي في فهمها كل من عرف مدلولات الألفاظ المفردة وعرف وجوه تراكيبها معرفة إجمالية. والمراد بالمعاني الثانوية خواص النظم التي يرتفع بها شأن الكلام، وبها كان القرآن معجزاً.
وذكر الأستاذ القطان أن ترجمة معاني القرآن الثانوية أمر غير ميسور، لأن وجوه البلاغة القرآنية في اللفظ أو التركيب (لا يفي بحقها في أداء معناها لغة أخرى لأن أي لغة لا تحمل تلك الخواص). أما المعاني الأصلية فهي التي يمكن نقلها إلى لغة أخرى.
لم يميز الإمام الجرجاني بين معان أصلية ومعان ثانوية للقرآن الكريم، بل جاء في "دلائل الإعجاز في علم المعاني" بنظرية لغوية تطرقت إلى فلسفة اللغة وبيان ارتباطها بالتفكير، وبحثت في نشأة اللغة ووظيفتها الأساسية كوسيلة لاتصال الناس بعضهم ببعض. وحدد الجرجاني في ضوء ذلك معنى الفصاحة والبلاغة وشرح مفهوم نظم الكلم ومعاني الكلام، وبيّن ارتباط معاني النحو بالدلالات العقلية لمعاني الكلم وأن نظم الكلم هو توخي معاني النحو، وأشار إلى أن الاستعارة وسائر ضروب المجاز من مقتضيات النظم. وهكذا نرى أن الجرجاني أكد على ضرورة الربط بين النحو والبلاغة.
أما التمييز بين معان أصلية ومعان ثانوية للقرآن فينطلق برأيي من الفصل بين النحو والبلاغة. ويؤدي ذلك إلى القول بأن النحو يختص بصحة العبارة في ذاتها بصرف النظر عن صلتها بالقراء والسامعين (وهو ما يعبرون عنه بالمعنى الأصلي)، وبأن البلاغة تختص بعرض الأفكار والمعلومات عرضا ملائماً للمخاطبين (31) (وهو ما يعبرون عنه بالمعنى الثانوية).
إني أرى أن فصل البلاغة عن النحو ينعكس سلبياً على فهم خصائص بنية العربية وينعكس بالتالي على فهم إعجاز القرآن لأنه يؤدي إلى القول بأن القرآن معجز فقط في بعض مواضعه. وكنت قد وجهت الدعوة (32) إلى إعادة توحيد صرف العربية ونحوها ومعانيها في علم واحد، يبيّن خصائص بنية العربية ويؤكد على الوظيفة الأساسية للغة كوسيلة للاتصال بين الناس، ونطلق من نظرية الإمام الجرجاني اللغوية التي تستوجب دراسة الجملة من حيث بنيتها النحوية (الساكنة) ومن حيث بنيتها الإخبارية (الديناميكية) التي ترتبط بالسياق الكلامي الفعلي الذي تدخل فيه وبالموقف أو الحال الذي يقال الكلام فيه.
وأرى في ضوء ما عرضته أن التمييز بشكل عام بين نوعين من الترجمة (حرفية ومعنوية) ضروري للتأكيد فقط أن الترجمة الجيدة يجب أن تكون معنوية دوماً. أما الترجمة الحرفية فهي بالضرورة ترجمة سيئة لا توفي المعنى حقه وقد تشوهه، لأنها تقوم على نقل الألفاظ المفردة من لغة إلى أخرى مع التقيد الصارم برتيبها في اللغة الأصل. وقد يرى بعضهم أن الترجمة الحرفية هي المثلى، لأن طرق التفكير الإنساني واحدة ويجب أن تتطابق المقولات اللغوية والمقولات المنطقية في جميع اللغات. ولكن الأمر ليس كذلك، فبالرغم من أن قوانين المنطق تعكس الخصائص العامة للتفكير الإنساني المشتركة بين جميع أفراد الجنس البشري، أي أنه بالرغم من أن طرق التفكير الإنساني واحدة بالنسبة لجميع البشر، فإن طرق التعبير اللغوي عن الأفكار الإنسانية يمكن أن تكون مختلفة لأنها تتحدد بالخصائص البنيوية للغة التي يتم بها التعبير عن تلك الأفكار.
وعليه فإن ترجمة القرآن إلى غير العربية (سواء أكانت حرفية أم معنوية) ليست قرآناً بل هي ترجمة لمعاني القرآن. وتتميز الترجمة الحرفية للقرآن فوق ذلك بأنها ترجمة غير وافية بمعاني القرآن. ولذا اعترضت لدى مناقشة محاضرة الدكتور محمد نوري عثمانوف التي ألقاها في المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية بعنوان "مزايا ترجمة القرآن إلى الروسية للأكاديمي أغناتي كراتشكوفسكي"- على فقرة وردت فيها تعتبر أن من مزايا تلك الترجمة (تقيد كراتشكوفسكي بترتيب الكلمات في الجملة العربية حين يكون ذلك ممكناً لدى الترجمة إلى الروسية). والسبب في الاعتراض أن وظيفة ترتيب الكلمات في الجملة تتحدد
(يُتْبَعُ)
(/)
بخصائص بنية اللغة. فاللغة العربية تتميز مثلاً إلى جانب كونها لغة معربة، بأن التعبير عن التعريف والتنكير يتم فيها صرفياً (مورفولوجيا) بأداة التعريف أو من دونها. أما اللغة الروسية فتتميز إلى جانب كونها لغة معرفة، بأن التعبير عن التعريف والتنكير لا يتم فيها صرفياً بل يتم بوساطة التنغيم.
أفرد الدكتور محمود الربداوي فصلا بعنوان (ترجمات القرآن وآثارها في اللغات الأوروبية) في كتابه "دراسات في اللغة والأدب والحضارة" (33) وتحدث فيه عن ثلاثة أنماط رئيسية للترجمات:
1 - نمط الترجمات الشرقية (أي إلى لغات الأمم الشرقية) ويدخل مثلاً هنا الفارسية والتركية والسريانية.
2 - نمط الترجمات الأوروبية (أي إلى اللغات الأوروبية) كاللاتينية والألمانية والإنكليزية والفرنسية ..
3 - نمط الترجمات الثانوية (أي إلى اللغات الأقل شهرة) كالاسبانية والبرتغالية والروسية6 ..
إن مثل هذا التصنيف (إلى ترجمات أساسية وثانوية، شرقية وغربية) لا يأخذ بعين الاعتبار بنية اللغة التي يترجم إليها، لذا لا يعتبر تصنيفاً لغوياً لأنماط متميزة للترجمات.
إن الترجمة الجيدة يجب أن تكون ترجمة للمعاني تنطلق من فهم الخصائص البنيوية للغة التي تتم الترجمة منها واللغة التي يترجم إليها، وتأخذ بالاعتبار الموقف أو الحال الذي يقال الكلام فيه. ويحتاج التفصيل في هذا الموضوع إلى دراسة مستقلة.
=====================================
الحواشي:
1 - المكتبة الثقافية – بيروت 1932 /على هامش "الاتقان في علوم القرآن" للسيوطي (فصل في أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم معجزتها القرآن) /ص8/ 2 - (فصل في جملة وجوه إعجاز القرآن)
3 - الطبعة الأولى- مطبعة البابي الحلبي بمصر 1937 - /ص242 - 243/
4 - المكتبة الثقافية – بيروت 1973، الجزء الثاني (النوع الرابع والستون في إعجاز القرآن).
5 - ارجع إلى محاضرتي بعنوان "الدور الإيجابي للمتكلمين والمعتزلة في علم اللغة العربية" في "المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية" /دمشق 20 - 26 نيسان 1981.
6 - مؤسسة الرسالة – بيروت – الطبعة الثامنة 1981
7 - دار المأمون للتراث – دمشق /1978 - 1979/ القسم الأول /ص122/
8 - "مع البلاغة العربية في تاريخها" القسم الأول /ص137 - 138/
9 - مطبعة الجليل – دمشق – الطبعة الأولى 1980
10 - "دلائل الإعجاز في علم المعاني" للإمام عبد القاهر الجرجاني – صحح أصله الإمام محمد عبده والشيخ التركزي الشنقيطي – علق حواشيه محمد رشيد رضا- الناشر مكتبة القاهرة 1961 /ص271/
11 - "دلائل الإعجاز" ص37
12 - دلائل الإعجاز /ص33/
13 - دلائل الإعجاز /ص34/
14 - "دلائل الإعجاز" /ص35/
15 - "مع البلاغة العربية في تاريخها" /ص191 - 192
16 - دلائل الإعجاز /ص167
17 - /ص53 - 54/
18 - /ص68، الفقرة 7/
19 - "دلائل الإعجاز" /ص163 - 164/
20 - "دلائل الإعجاز" /ص6 - 7/
21 - "دلائل الإعجاز" /ص5 - 6/
22 - "دلائل الإعجاز" /المدخل – ف/
23 - "دلائل الإعجاز" /ص28/
24 - انظر "دلائل الإعجاز" /ص30 - 31
25 - "دلائل الإعجاز" /ص338 - 339
26 - "دلائل الإعجاز"/ص340
27 - "دلائل الإعجاز"/ص341/
28 - "دلائل الإعجاز"/ص250 - 258/
29 - "مباحث في علوم القرآن" /ص21/
30 - "مباحث في علوم القرآن" /ص312 - 322/
31 - انظر "الموجز في شرح دلائل الإعجاز في علم المعاني" –الخاتمة
32 - انظر مقالتي "ازدواجية اللغة العربية وكيفية الخروج منها" المنشورة في مجلة (المعرفة) بدمشق، العدد المزدوج 222 - 223 (آب – أيلول) 1980
33 - مؤسسة الرسالة – بيروت – 1980
1 ألقي هذا البحث في خطوطه العريضة في "المؤتمر العالمي لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية، الذي أقامته وزارة التعليم العالي في جامعة دمشق بمناسبة بداية القرن الخامس عشر الهجري (20 - 26 نيسان 1981)، لدى مناقشة محاضرة الدكتور محمد نوري عثمانوف (الاتحاد السوفييتي) بعنوان "مزايا ترجمة القرآن إلى الروسية للأكاديمي اغناتي كراتشكوفسكي"
“ the merits of the Russian translation of the K oran by academician ignaty Y. Krachkovsky”.
2 ما- مصدرية.
3 الإسراء /88
4 هود /13.
5 يونس /38
6 الإسبانية والروسية أكثر شهرة وأوسع انتشاراً من الألمانية والفرنسية. أما اللاتينية فهي لغة ميتة (المجلة).
(مجلة التراث العربي-مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد السابع –
السنة الثانية –نيسان "ابريل" 1982 م).(/)
تصحيح لبعض ما جاء في كتاب: مختصر مقدمات التفسير في علوم القرآن للمؤلف صالح علي العود
ـ[المؤمن]ــــــــ[27 Jan 2008, 12:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعت على هذا الكتاب الذي حاول فيه صاحبه اختصار مقدمات ابن عاشور العشر التي قدمها بين يدي تفسيره،وحاول صاحب المختصر إفادة القاريء بتسهيل تناول مقدمات ابن عاشور التي أطال فيها صاحبها النفس، ,كأن صاحبنا عرف داء العصر الذي صار فيه الناس يميلون إلى المعلومات القليلة،والصفحات المعدودة، والكلمات المحدودة،مصداقا لما جاء على لسان صاحب نظم الجوهرة المشهورة في علم التوحيد حين قال ومن التطويل كلت الهمم ... فصار الإختصار أمرا ملتزم.
إلا أنني ألحظ على كثير من المختصرات ـ وإن لم تخل من فائدة ـ كثيرا من الثغرات،وإخلالا ببعض المعاني والمعلومات التي قصدها صاحب المطول، وقد يكون الاختصار مناقضا لأصله.
ليعذرني صاحب المختصر، وأنا لا أقصد الغض من عمله،فله أجر المجتهد، ولكن النصيحة واجبة خاصة إذا كانت ممن يفعله عن علم، وأنا بفضل الله ممّن شرفوا بدراسة هذا التفسير، وقد عانيت البحث في التحرير والتنوير كثيرا،و انجزت فيه بحثا نلت من خلاله درجة الماجستير ـ بحمد الله ـ.
فكتابك ـ سيدي الكريم ـ حوى على بعض الأخطاء اللغوية والنحوية ’كانت بسبب الطبع، وقد ضبطت كثير من الكلمات بالشكل فأخل بالقواعد النحوية، نرجو من أخينا صالح تصحيحها والتنبيه عليها.
والملحوظة الثانية، وهي ملحوظة دقيقة تتعلق بالقراءات، وهي عندابن عاشور من بين عناصر الاستمداد التي تُمد المفسر بالتفسير الصحيح، حينما يرجح معنى على آخر ويكون هذا بين القراءات المتواترة،ولكن الذي نسيه أخونا صالح هو أن يشير إلى القراءة الشاذة التي يرى ابن عاشور اعتمادها كشاهد لغوي كشعر الشعراء المعتمدين في هذا الشأن،وعربية من قرأ بالقراءة الشاذة لاتقل قيمة عن هؤلاء الشعراء، ومثل هذا من بين اختيارات ابن عاشور القيمة.
واكتفي بهذا،وإلى مناسبة علمية أخرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(/)
المشرفون الفضلاء على الملتقى , د / مساعد الطيار و الشيخ الوهبي في دورة علمية بالمدينة
ـ[محب القراءات]ــــــــ[27 Jan 2008, 01:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر مركز الدعوة والإرشاد بالمدينة النبوية دعوتكم لحضور الدورة العلمية التي ستقام بمشيئة الله في مسجد البلوي بالفيصلية
في الفترة من 25/ 1 / 1429 إلى 8/ 2 / 1429
وقد نقلت لكم من جدول الدورة , ما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن:
1. تفسير سورة الأنفال , للشيخ / محمد صالح المديفر.
بعد صلاة الفجر من 25/ 1 إلى 30/ 1 / 1429
2. منهج الاستنباط من القرآن الكريم , للشيخ / فهد بن مبارك بن عبد الله الوهبي (لجنة الإشراف العلمي بالملتقى)
بعد صلاة العشاء من 25/ 1 إلى 30/ 1 / 1429
3. مقدمات الطاهر ابن عاشور , للشيخ الدكتور / مساعد الطيار (المشرف على الملتقى)
بعد صلاة الفجر من 2/ 2 / 1429 إلى 8/ 2 / 1429
4.مختارات من الإتقان في علوم القرآن , للشيخ / محمد صالح المديفر.
بعد صلاة العصر من 2/ 2 / 1429 إلى 8/ 2 / 1429
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقنا جميعا العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[27 Jan 2008, 06:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا أسامة، وبارك الله في المشايخ الكرام.
ـ[فارس القلم]ــــــــ[27 Jan 2008, 09:36 م]ـ
سدد الله خطاك على هذا التذكير فنسأل الله أن يوفق القائمين عليه خير الجزاء
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[27 Jan 2008, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا أسامة ...
ومن أعضاء الملتقى الذين سيشاركون في الدورة كذلك: الشيخ الدكتور عمر المقبل في دورة حديثية بعنوان
(من أئمة المحدثين سيرة ومنهج) من 2/ 2 - 8/ 2 هـ
جزى الله القائمين على هذه الدورة خير الجزاء وأخص شيخنا الغالي أبا أيوب, الدكتور: محمد العواجي على هذا
الجهد المبارك أسأل الله أن يجعله مباركا أينما كان.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 Jan 2008, 02:41 م]ـ
وفقهم الله وأعانهم.
ـ[أحمد النقيب]ــــــــ[29 Jan 2008, 01:46 ص]ـ
جزيت خيرا أبا أسامة وأتمنى من الإخوة الأكارم لو وضعوا جدول الدورة كاملاً حتى تعم الفائدة ... ولكم جزيل الشكر
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Jan 2008, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
3. مقدمات الطاهر ابن عاشور , للشيخ الدكتور / مساعد الطيار (المشرف على الملتقى)
بعد صلاة الفجر من 2/ 2 / 1429 إلى 8/ 2 / 1429
عذرا فقد أخطأت في وقت هذا الدرس
والصحيح أنه بعد صلاة الظهر من 2/ 2 / 1429 إلى 8/ 2 / 1429
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Jan 2008, 07:30 م]ـ
جزيت خيرا أبا أسامة وأتمنى من الإخوة الأكارم لو وضعوا جدول الدورة كاملاً حتى تعم الفائدة ... ولكم جزيل الشكر
حياك الله يا شيخ أحمد في ملتقى أهل التفسير , وقد كنا نترقب مشاركتك , فنتمنى أن تجودوا علينا بما عندكم , وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
ولو تيسر أن تنبه الإخوة على بعض الدروس الأخرى في الدورة فجزاك الله خيرا
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[30 Jan 2008, 05:45 ص]ـ
بارك الله في الجهود، وسدد الله الخطى.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Jan 2008, 09:03 ص]ـ
جدول الدورة كاملا هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=50405#post50405)
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[31 Jan 2008, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وهل ستُبث هذه المحاضرات بثا مباشراً عبر موقع معين؟ كموقع بث مثلا؟!!
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[31 Jan 2008, 10:18 ص]ـ
المشايخ الفضلاء سوف تبث إن شاء الله تعالى الدروس على موقع البث المباشر liveislam.com
ويقوم القائمون على الدورة بتسجيل الدروس العلمية وعمل المونتاج لها وتوزيع المادة العلمية على طلاب العلم
وفي الطريق إنشاء موقع من أعماله احتضان هذه الدورة العلمية وجعلها في متناول طلاب العلم فنسال الله العلي القدير التوفيق والسداد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Feb 2008, 02:41 ص]ـ
أشكرك أخي محب القراءات على المتابعة ..
وأشكر إدارة الدورة على الجهود المشكورة والتنظيم الجيد للدورة ..
وقد تم تحميل حلقات الدورة على الروابط التالية:
الحلقة الأولى ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=46417) الحلقة الثانية ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=46431&sid=) الحلقة الثالثة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=46447&sid=) الحلقة الرابعة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=46462&sid=) الحلقة الخامسة ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?id=46476&sid=)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Feb 2008, 09:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد على هذه الدروس المباركة , ونفع الله بعلمك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Feb 2008, 05:08 م]ـ
من أراد الاستماع للدروس أثناء إلقائها فهي على هذا الرابط:
البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net//)
ومن أرادها بعد ذلك فإما أن ينزلها من نفس الموقع , وإما أن يتواصل مع أحد من المنظمين للدورة فعندهم تسجيل كامل لجميع الدروس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Feb 2008, 05:12 م]ـ
تنبيه للإخوة الذين يتابعون درس الشيخ مساعد الطيار:
سيكون موعد الدرس في يوم الأربعاء 6/ 2 / 1429 بعد الفجر وبعد الظهر بتوقيت المدينة النبوية , إن شاء الله تعالى.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Feb 2008, 06:19 م]ـ
أحسنت أخي محب القراءات على المتابعات بورك فيك ..(/)
مقال وسؤال: قراءة في كتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة (محمود الذوادي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Jan 2008, 05:29 ص]ـ
في ما يلي قراءة (أو مراجعة) لكتاب د. محمد علي الجوزو: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة.
أرجو مساعدتي في العثور على بحوث أو رسائل حول مصطلحي (العقل) و (القلب)؟
==============================
قراءة في كتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة (محمد علي الجوزو)
د. محمود الذوادي
المصدر: مجلة إسلامية المعرفة ( http://www.eiiit.org/eiiit/eiiit_article_read.asp?articleID=285&catID=257&adad=263)
عنوان الكتاب: مفهوم العقل والقلب في القرآن و السنة
تأليف: الدكتور الشيخ محمد علي الجوزو
الناشر: دار العلم للملايين، بيروت 1980م، 304 صفحة.
ظهر كتاب "مفهوم العقل والقلب في القرآن والسنة" في المكتبات العربية منذ 1980. ولعله حظي بنشر أكثر من مراجعة وتقويم لأفكاره في المجلات العربية. ومع ذلك يبقى محتوى الكتاب مرشحاً لمراجعات جديدة في الأمد القريب على الأقل. فمن جهة، إن مقولة الكتاب الأساسية لها علاقة وثيقة بموضوعات الساعة في ميادين البحث العلمي. فالبحوث في طبيعة العقل ونشاطاته والغوص في آليات الذكاءين الإنساني والاصطناعي وتتصدر اليوم أحدث قائمة البحوث التي يقوم بها العلماء المختصون في المجتمعات المتقدمة1. هل للحاسوب Computer أو الإنسان الآلي Robot عقل مفكر مثل الإنسان؟ هل سوف يبقى عقل بني البشر متفوقاً على برمجة الآلات الحديثة ذات الذكاء الاصطناعي في ميادين استعمال الرموز الثقافية مثل اللغة والعلم والفكر والقيم والمعايير الثقافية ... ؟ هذه التساؤلات ما هي إلا نزر جد قليل من الأسئلة المشاهدة التي تطرحها علوم الدماغ/العقل وبحوث الذكاءين الإنساني والاصطناعي. هناك إجماع اليوم بين الباحثين على أن الذكاء الاصطناعي يتصف بالبدائية والبساطة وذلك مقارنة بالذكاء الإنساني الذي يتميز بمستوى رفيع ومعقد من القدرة الذكائية.
ومن جهة أخرى فالكاتب يعرض رؤية مختلفة عما هو متعارف عليه اليوم في البحوث حول ظاهرتي التفكير والذكاء. فبينما يرجع العلم الحديث هاتين الظاهرتين إلى بنية المخ/العقل، يرى القرآن أن عمليات الذكاء والتفكير والعقلانية هي حصيلة التفاعل وتعاون بين العقل والقلب.
إنّ الخلاصات التي توّصل إليها مؤلف هذا الكتاب حول العلاقة بين القلب والعقل ذات أهمية خاصة بالنسبة للعلماء المسلمين وغير المسلمين المعاصرين على حد سواء. فمن ناحية يرى الجوزو أن لفظة القلب ليست مرادفة تماما لمفردة العقل كما ذهب إلى ذلك الفقهاء والعلماء المسلمون الأوائل. ففي نظره، لو كان الأمر كذلك لكان العكس أيضاً صحيحا، أي أن العقل هو القلب. ومن هذه الرؤية يصبح العقل مصدرا للمشاعر والأحاسيس والعواطف البشرية. إن في مثل هذا الاعتقاد كثيرا من الخلط في نظر الكاتب؛ فالقرآن والسنة يؤكدان أن هناك تشابها بين العقل والقلب على مستوى ما يمكن أن نسميه بجبهة التفكير. إذ أن القلب يشارك العقل في عمليات التفكير. وفضلاً عن ذلك تظل المشاعر والعواطف من سمات القلب المميزة له.
ومن ناحية أخرى، يميل العلم الحديث إلى القول بالقطيعة بين القلب والعقل. فوظيفة القلب، بالنسبة للعلم، تنحصر أساساً في دوره في ضخ الدم في جسم الإنسان، فأدبيات العلم الحديث لا تكاد تذكر أي شيء عن المقدرات المعرفية والإدراكية للقلب، فالمخ البشري الذي هو وعاء العقل2 صاحب سلطة شاملة في نظر العلم الحديث. ففي المخ يكاد يوجد كل شيء من أفكار ومشاعر وعواطف وإحساسات بشرية، كلها تخضع لتأثير المخ المهيمن.
وهكذا يتضح أن موقف العلم الحديث من علاقة القلب والعقل لا ينسجم مع رؤية القرآن والسنة لهذه العلاقة. فبينما ينحو العلم الحديث إلى الفصل بينهما، يؤكد القرآن والسنة على وجود وحدة وتميز بينهما في الوقت نفسه. ومن ثم يصعب التوفيق بين هاتين الرؤيتين إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
في القرآن يمثل القلب والعقل كينونتين. ففعل عقل يرد تسعاً أربعين مرة في القرآن بصيغ مختلفة. أما مفردة القلب (أو قلب) فيأتي ذكره مائة واثنين وعشرين مرة. ورغم ذلك فالقرآن لا يرى ضرورة القطعية بينهما. بل يؤكد واقع الالتقاء بين العقل والقلب. ولعل أكثر آيات القرآن تعبيراً عن ذلك الآية السادسة والأربعون من سورة الحج: ?أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ? (الحج:46). يمثل القلب هنا تلك القوة التي تقف وراء العقل ولا نستطيع تحديدها تحديدا مادياً. إنها البصيرة. فالقلب هنا يرى الوجود بعين البصيرة لا بعين البصر ويدرك الحقيقة إدراكاً من الداخل لا من الخارج أو الظاهر. وبتعبير العلم الحديث فكسب رهان الحقيقة ويتطلب رؤية مركبة ومعقدة للأشياء. فالإمساك بإيمان مطمئن لا يكفي فيه التوكل على سلطان العقل وحده بل يحتاج فيه المتعطش إلى نور اليقين إلى هدي القلب. فبصيرة القلب وعقلانية العقل مستويان ضروريان للمجتمع باليقين. ومن ثم لا يمكن للرؤية القرآنية إلا أن تدعو إلى التواصل والتعاون بين العقل والقلب في مثل هذا النوع الرفيع المستوى في دنيا المعرفة الإنسانية.
وللمرء أن يتساءل هنا: هل من سبيل إلى تقريب الرؤية العلمية من الرؤية القرآنية/السنية بخصوص العلاقة الرابطة بين القلب والعقل؟
نحن نرى أن القيام بذلك مسألة ممكنة وكل ما يتطلبه الأمر من العلوم الحديثة هو أن تتبنى بجدية دراسة مدى تأثير القلب على الأنشطة المعرفية والذهنية والعقلانية والعاطفية .. التي ترى الرؤية العلمية التقليدية أن أحداثها تجري داخل حدود الدماغ/العقل لا غير. إن ما ينبغي استقصاؤه هو درجة التأثير التي يمكن أن تكون للقلب فيما يجري داخل المخ البشري الذي يفترض أن يكون تأثيره تأثيراً شموليا مهيمنا.
فلو أمكن التأكد علميا من وجود التواصل والتبادل والتعاون بين القلب والعقل، فان أمر تجاوز الاختلاف بين موقف القرآن/السنة والعلم الحديث لا يصبح واردا فحسب، وإنما ستصبح فرص التعاون بين الطرفين قوية بحيث يتعزز رصيد المعرفة في هذا الميدان الذي لا يزال مهملاً إلى حد كبير في مجال البحوث في الدماغ/ العقل والذكاءين الإنساني والاصطناعي.
إن تكامل القلب والعقل والتقاءهما في رؤية القرآن والسنة يمكن إبرازهما في النقاط التالي: فالعقل يسمح للفرد بالتفكر في الطبيعة والحياة والإنسان، ومن ذلك يستنتج أدلته على وجود الخالق. فيسعى إلى كسب رهان العقيدة واليقين. أما القلب فيقوم أساسا بالشيء نفسه لكن بأسلوب تفكير مختلف، فهو يستند إلى الوجدان العميق والبصيرة النفاذة. إن هناك اختلافا في الأدوار بين الإثنين. فالعقل يجمع المعلومات وينظمها ويستنتج منها ما يمكن أن يساعده على تحسين رصيد معرفته. أما القلب فهو يدرك هذه المعلومات إدراكاً باطنياً ووجدانياً قد يكون العقل عاملا مساعدا فيها أو قد يكون جزءاَ لا يتجزأ من القلب، يندرج تحته ويكون العقل في خدمته، لأن المعرفة الحقيقة هي معرفة القلب" (275).
وبعبارة أخرى، فالعقل تأمل وإدراك والقلب إحساس ويقين وفهم عميق. فالقلب يختلف إذن، في القرآن والسنة، اختلافاً بينا عن العقل. إن القلب هو عبارة ملهم، إنه عقل مبصر. فلعله أهم حواس الإنسان جميعا؛ فبصلاحه يصلح الإنسان.
فالقلب إذن بمثابة (الرادار)؛ فهو الذي يراقب سلوك الإنسان ويرسم له الخطي التي ينبغي عليه إتباعها. وعندما يتعرض هذا (الرادار) إلى عطب، فإن وقع الإنسان في مطبات الانحراف والغي يصبح أمرا يسيرا. فالقلب ليس بالعقل الآلي (الميكانيكي) الذي يتلقى المعلومات من العالم الخارجي وينظمها ويصوغ نتائجها في معادلات حسابية جافة.
ويخلص صاحب الكتاب من تحليله لعلاقة القلب بالعقل في القرآن والسنة إلى هذه الملاحظات: "لذلك يبدو العقل في القرآن فذا فريدا في نوعه، عندما يستخدم التعبير بالقلب إلى جانب فعل العقل، ليؤكد أن الإنسان ليس عقلاً جامداً فقط، بل هو عقل وقلب أو هو قلب يعقل، يحس، يشعر، يتأثر ويدرك. إن هذا المزج بين التعبيرين يشكل ظاهره فريدة تختلف عن غيرها كل الاختلاف، وتعطي للعقل في القرآن بعدا جديدا يجمع بين العقل الظاهر والعقل الباطن وبين التفكير والشعور الوجداني" (ص 279).
إن إعطاء القرآن قدرة التعقل للقلب يسحب بساط الهيمنة من تحت أقدام العقل الذي أسند إليه العلم الحديث سلطة التعقل كاملة لا يشترك فيها معه أي عضو آخر من كينونة الإنسان. فالرؤية القرآنية تقلل بهذا الاعتبار من وزن احتكار المقدرة التعقلية عند عقل الإنسان. فالقرآن يقوم بتوزيع جديد للطاقة التعلقية بين القلب والعلق، ويتحيز القرآن في نهاية الأمر لصالح القلب وذلك لانفراده بالعمل التأليفي بين شيء من الشعور وشيء من التعقل في الوقت نفسه. فالقلب في نهاية المطاف هو عقل متوازن. وهذا ما يمثل أكبر تحد للقائلين بالذكاء الاصطناعي حاضراً ومستقبلاً3.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[29 Jan 2008, 11:01 م]ـ
إن المقال يذكر العقل والقلب، هل يقصد المخ والقلب أم هناك عضو اسمه العقل
وبعبارة أخرى، فالعقل تأمل وإدراك والقلب إحساس ويقين وفهم عميق. فالقلب يختلف إذن، في القرآن والسنة، اختلافاً بينا عن العقل. إن القلب هو عبارة ملهم، إنه عقل مبصر. فلعله أهم حواس الإنسان جميعا؛ فبصلاحه يصلح الإنسان.
لو قلنا أنه أهم الحواس فماهو الانسان أو إلي أين تصب هذه الحواس؟(/)
آية كريمة من كتاب الله تعالى: استخرجت منها إحداً وعشرين ضرباً من المحاسن
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[28 Jan 2008, 06:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و أنا اطالع في كتاب: تحرير التحبير " وقفت على هذا الكلام فقلت لماذا لا أنقله الى اساتذتنا و اخوتنا الافاضل حتى يطلعوا عليه و يعلقوا عليه:
'' وما رأيت في جميع ما استقريت من الكلام المنثور والشعر الموزون كآية كريمة من كتاب الله تعالى: استخرجت منها إحداً وعشرين ضرباً من المحاسن، وهي قوله تعالى: {وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} هود44.
وهي المناسبة التامة بين أقلعي وابلعي، والمطابقة بذكر الأرض والسماء، والمجاز في قوله " يا سماء " فإن المراد والله أعلم يا مطر السماء، والاستعارة في قوله " أقلعي "، والإشارة في قوله تعالى " وغيض الماء " فإنه عبر بهاتين اللفظتين عن معان كثيرة، والتمثيل في قوله تعالى " وقضي الأمر " فإنه عبر عن هلاك الهالكين ونجاة الناجين بلفظ فيه بعد عن لفظ المعنى الموضوع له، والإرداف في قوله تعالى: " واستوت على الجودي " فإنه عبر عن استقرارها بهذا المكان، وجلوسها جلوساً متمكناً لا زيغ فيه ولا ميل، بلفظ قريب من لفظ المعنى، والتعليل، لأن غيض الماء علة الاستواء، وصحة التقسيم إذ استوعب سبحانه أقسام أحوال الماء حالة نقصه، إذ ليس إلا احتباس ماء السماء، واحتقان الماء الذي ينبع من الأرض، وغيض الماء الحاصل على ظهرها.
والاحتراس في قوله تعالى: " وقيل بعداً للقوم الظالمين " إذ الدعاء يشعر بأنهم مستحقوا الهلاك احتراساً من ضعيف يتوهم أن الهلاك لعمومه ربما شمل من يستحق ومن لا يستحق فتأكد بالدعاء على الهالكين لكونهم مستحقين ذلك، والإيضاح في قوله "للقوم" ليتبين لهم أن القوم هم الذين سبق ذكرهم في الآية المتقدمة عليها، حيث قال تعالى: " وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه " وفي قوله قبل ذلك " ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون " فأتى سبحانه في آخر هذا الآية بلفظة القوم التي الألف واللام فيها للعهد ليبين أنهم القوم الذين سبق ذكرهم ووصفهم بالظلم كما وصفهم في أول الكلام بالظلم، وذلك مما يوضح المعنى ويبينه، فعلم أن لفظة القوم هاهنا ليست فضلة في الكلام، وأنها يحصل بسقوطها لبس في المعنى، وعدم بيان الكلام محتاج له، والمساواة، لأن لفظ الآية لا يزيد على معناها، وحسن النسق لأنه سبحانه عطف القضايا بعضها على بعض بحسن ترتيب حسبما ما وقعت وائتلاف اللفظ مع المعنى، لأن كل لفظة لا يصلح موضعها غيرها، والإيجاز لأنه سبحانه اقتص القصة بلفظها مستوعبة بحيث لم يخل منها بشيء في أخصر عبارة، والتسهيم، لأن أول الآية إلى قوله تعالى: أقلعي يقتضي آخرها، والتهذيب، لأن مفردات الألفاظ موصوفة بصفات الحسن كل لفظة سمحة سهلة، مخارج الحروف عليها رونق الفصاحة، مع الخلو عن البشاعة والتركيب، سليمة من التعقيد وأسبابه، والتقديم والتأخير والحذف المخل والزيادة المسهبة وحسن البيان من جهة أن السامع لا يتوقف في فهم معنى الكلام، ولا يشكل عليه شيء من هذا النظام، والتمكين، لأن الفاصلة مستقرة في قرارها، مطمئنة في مكانها، غير قلقة ولا مستدعاة، والانسجام، وهو تحدر الكلام بسهولة كما ينسجم الماء وينساب انسياب العليل من الهواء، وما في مجموع الآية من الإبداع وهو الذي سمى به هذا الباب من أن كل لفظة لا تخلو عن أن يستخرج منها ضرب أو ضربان من البديع، فهذه آية عدة ألفاظها سبع عشرة لفظة تتضمن إحدا وعشرين ضرباً من البديع غير ما يتعدد من ضروبها، فإن الاستعارة وقعت منها في موضعين: وهما استعارة الابتلاع للأرض، والإقلاع للسماء. والمجاز في مكانين، في قوله سبحانه " ويا سماء " وفي الإشارة والتمثيل والإرداف لأن المجاز مجازان: مجاز بالحذف، ومجاز بالتغيير، وقد وقعا معاً فانظر رحمك الله إلى عظمة هذا الكلام، لتعلم ما انطوى عليه نظمه، وما تضمنه لفظه.
تحرير التحبير في صناعة الشعر '' فصل باب الابداع '': ص 137.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Jan 2008, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيراً وأثابك على حسن النقل
وكتاب الله تعالى لا تنقضي عجائبه ومن عجائبه: العجائب البلاغية الشاملة للمعاني والبيان والبديع
على أحسن الوجوه وأبعدها عن التكلف
وأكثر ما وقفت عليه من تعداد الفوائد البلاغية لآية من آيات الكتاب العزيز رسالة للسيوطي أسماها
فتح الرب الجليل للعبد الذليل
عدد فيها مائة وعشرين فائدة بلاغية من قوله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور ... ) الآية(/)
أبحث عن تفسير أثنى عليه الشيخ الطيار قريبا جدا ولا أذكر اسمه
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[29 Jan 2008, 10:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قرأت رابطا عن تفسير أثنى عليه الشيخ الطيار غير موجود على الشبكة، ولا اذكر هل كان الرابط في هذا الموقع، أم كان في موقع الالوكة، أم كان في موقع التفسير.
ثم ضاعت الصفحة مني، ولا أذكر اسم الكتاب لابحث عنه.
فهل تساعدوني بارك الله فيكم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Feb 2008, 10:53 م]ـ
لو ذكرت بعض أوصافه، ولعله كتاب (جامع البيان في تفسير القرآن) لمعين الدين محمد بن عبد الرحمن الأيجي الصفوي.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 Feb 2008, 05:27 م]ـ
لو ذكرت بعض أوصافه، ولعله كتاب (جامع البيان في تفسير القرآن) لمعين الدين محمد بن عبد الرحمن الأيجي الصفوي.
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب على الاهتمام، ولكنه ليس هو.(/)
المصطلحات البلاغية.
ـ[المرابط]ــــــــ[29 Jan 2008, 11:31 ص]ـ
يستعمل الكثير من علماء التفسير مصطلحات بلاغية كثيرة، ولبعدنا عن المعرفة بلغتنا يجد المرء معاناة شديدة في فهم هذه المصطلحات
هل يوجد على الشبكة كتاب تناول المصطلحات البلاغية التي يستعملها المفسرون؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jan 2008, 01:15 م]ـ
هناك عدة معاجم للمصطلحات البلاغية مثل:
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها للأستاذ الدكتور أحمد مطلوب
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6479efbd27971c.gif
وهو كتاب قيم شامل لمعظم المصطلحات البلاغية المتداولة في كتب البلاغة والتفسير وغيرها، حيث اشتمل على 1100 مصطلح وكثير من مصطلحات تفسير ابن عاشور البلاغةي التي يستخدمها في تفسيره تجد شرحها في هذا المعجم. وهو معجم يقدم على ترتيب الأنواع ترتيباً هجائياً لتسهل مراجعة النوع وجمع أجزائه في مادة واحدة، والإشارة إليها إذا جاءت منفردة، وجمع الآراء المختلفة في الفن الواحد.
وكان المؤلف يورد المصطلح ويذكر تسمياته الأخرى ثم التعريفات التي اعتمدها علماء البلاغة والنقّاد، وقد أخذت تعريفاته نسق التطور التاريخي. وقد عالج بعمق شبه موسوعي مصطلحات المسند والمسند إليه والإنشاء وأنواعه والإيجاز والأطناب والمساواة وهي تعود كلها إلى علم المعاني. وكذلك تناول التشبيه والمجاز والكناية بتفريعاتها وهي تقدر بكليتها إلى علم البيان. إلى جانب ذلك فقد أسهب في شرح الطباق والجناس والسجع وحسن الابتداء ... وهذه بعض من علم البديع. إن هذا المعجم بمحتواه يقدم للدارسين معرفة الجديد عند البلاغيين، ويلحظ مدى تأثر اللاحقين بالسابقين، ويربط فنون البلاغة.
وهناك معجم البلاغة العربية للأستاذ الدكتور بدوي طبانة، وهو كتاب قيم ولكنه دون السابق من حيث الشمول والعزو للمصادر.
ولست أدري عن توافرها على هيئة الكترونية على الانترنت، لكن لعلك تبحث أو غيرك ويضع رابطها هنا إن شاء الله.
ـ[المرابط]ــــــــ[29 Jan 2008, 02:16 م]ـ
بارك الله في الدكتور: عبد الرحمن الشهري.
والكتاب كما ذكر لي أساتذتي من أفضل ما كتب، ولأجله كتبت لهذا الملتقى.
أخي عبد الرحمن رفع الكتاب مهم جدا لأهل الملتقى، وهو أولى من كثير من الكتب التي رفعت من قبل.
فنرجو من الإخوة أن يسارعوا في رفعه.
ـ[المرابط]ــــــــ[31 Jan 2008, 02:11 م]ـ
هل من مجيب.؟
ـ[المرابط]ــــــــ[06 Feb 2008, 10:53 ص]ـ
الأخ الكريم، والأستاذ الفاضل: عبد الرحمن الشهري -حفظه الله-
نرجو منكم تقديم هذه الخدمة.
أريدا نقلا من هذا الكتاب للمصطلحات التالية:
أولا: " الاحتراز."
ثانيا: " الاستتباع."
ثالثا: " الادماج."
رابعا: " القصر."
خامسا:" اللف و النشر المعكوس."
والمعذرة إن أخذت من وقتكم.
ـ[المرابط]ــــــــ[07 Feb 2008, 01:32 م]ـ
أرجو ممن يملك الكتاب أن ينقل منه ما طلبت.
ـ[المرابط]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:30 م]ـ
الإخوة الكرام هل من مساعد فالوقت أضيق مما تتصورون
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Feb 2008, 11:05 م]ـ
مع ضيق الوقت لم أملك إلا تلبية رغبتك أخي المرابط فلا تنسني من دعواتك.
الاحتراس: وهو الاحتراز أيضاً
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c242883.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c29b62b.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c2df7e6.jpg
الاستتباع:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c2e3672.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c3335ed.jpg
الإدماج:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c38275c.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab62c3e1e75.jpg
القصر:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab63586c956.jpg
اللف والنشر: قال: هو الطي والنشر وقد تقدم. وقال في الطي والنشر:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab6576b5af3.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab6681252fa.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ab66d7eb1f8.jpg
معجم المصطلحات البلاغية وتطورها، للدكتور أحمد مطلوب، مكتبة لبنان ناشرون الطبعة الثانية 1996م.
ـ[المرابط]ــــــــ[08 Feb 2008, 10:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وجعل هذا الجهد في ميزان حسناتك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 01:20 م]ـ
جزاك الله خيراً ومعذرة فقد صورتها تصويراً مستعجلاً.(/)
مقدمات ابن عاشور في التفسير/ للشيخ مساعد الطيار
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[29 Jan 2008, 04:04 م]ـ
ضمن برنامج الدورات العلمية بمسجد البلوي بالمدينة المنورة يلقي فضيلة الشيخ مساعد الطيار دورة علمية لمدة ستة أيام من السبت الم
وافق 2/ 2/1429هـ
وتحتوي الدورة مجموعة من الدروس والمواضيع لطلبة العلم وهذا عرض
عام للجدول
من السبت 25 محرم إلى 30 محرم 1429هـ
م د. خليل بن سليمان المديفر أبواب المعاملات من منهج لسالكين الفجر
• د. محمد بن صالح المديفر تفسير سورة الأنفال الظهر
• د. عبدالرزاق عبدالمحسن البدر سلم الوصول للحكمي العصر
•. إبراهيم بن إبراهيم التركي تأملات في مواقف السيرة النبوية المغرب
• د. فهد بن مبارك الوهبي منهج الاستنباط من القرآن الكريم العشاء
من السبت 2 صفر إلى 8 صفر 1429هـ
• د. خالد بن علي المشيقح أحكام مسائل الطهارة المعاصرة الفجر
• د. مساعد بن سليمان الطيار مقدمات ابن عاشور في التفسير الظهر
• د. محمد بن صالح المديفر مختارات من الإتقان في علوم القرآن العصر
• د. عمر بن عبدالله المقبل من أئمة المحدثين سيرة ومنهج المغرب
• د. علي بن عبدالعزيز الشبل أصول الفرق العشاء
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Jan 2008, 09:00 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فيصل على إفادتنا بجدول الدورة كاملا , وقد سبقت أن أشرت إلى بعض الدروس المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10796)
ـ[بلال]ــــــــ[31 Jan 2008, 09:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فيصل على الجدول ,,,,
لكن الجدول الكامل في المرفقات ما هو بواضح ومنسق ,,,,,
ممكن تعيد تنسيقه بشكل أفضل أو ترسله لي أرتبه بشكل جيد
وهل مواعيد الدروس معتمدة أم يوجد تغيير
وشكراً
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[31 Jan 2008, 10:11 ص]ـ
أشكرك على مرورك واهتمامك
بالنسبة للجدول من المرفقات وضعه ممتاز وقمت بفتحه عة مرات ولم تحدث مشكلة ربما تكون لديك مشكلة في الخطوط أو تنسيقات المستندات
بالنسبة للأوقات كلها معتمدة خاصة الأسبوعين الأولى والباقي معتمد وعلى التأكيد
وشد حيلك معنا كعادتك في إنجاح إدارة الدورة العلمية
ـ[بلال]ــــــــ[31 Jan 2008, 11:12 م]ـ
معليش أخوي وحبيبي فيصل ........... الجداول لدي متداخلة والخط والأرقام كذلك وأظن أته مثل ما قلت الخطوط التي كتبت بها ليست لدي .......... وبعدين أنا لست بشيخ ولكن محب للعلم وخصوصا ما يتعلق بعلوم القران العظيم
لدي انتقاد لا أدري إلى من أوجهه وأظن أنه إلى وزارة الشئون الإسلامية بالمدينة وهو
قلة الإعلان عن الدروس والدورات العلمية في جميع مساجد المدينة ـــــــ أرجو من القائمين على هذه الدورات التنبه لهذا الأمر وإبلاغ المعنيين
أنا من الضفة الجنوبية في المدينة ولم اعلم بهذه الدورة إلا عن طريق هذا الملتقى المبارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 02:50 م]ـ
أسأل الله أن يوفق القائمين على هذه الدورة العلمية والمشاركين فيها، وأن ينفع بهم وبعلمهم. وشكر الله لكم أخي الكريم فيصل متابعتكم وحرصكم على نجاح هذه الدورات وحسن تنظيمكم لها فهي من أجود الدورات العلمية وأنفعها، وابلغ شكري وسلامي للجمعي وخاصة أستاذنا الشيخ محمد العواجي وفقكم الله دوماً لكل خير.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Feb 2008, 11:11 م]ـ
أسأل الله لكم التوفيق ومزيداً من السداد والنجاح في إعداد مثل هذه اللقاءات العلمية.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[12 Feb 2008, 05:16 م]ـ
تنبيه للإخوة الذين يتابعون درس الشيخ مساعد الطيار:
سيكون موعد الدرس في يوم الأربعاء 6/ 2 / 1429 بعد الفجر وبعد الظهر بتوقيت المدينة النبوية , إن شاء الله تعالى.
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Feb 2008, 06:23 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محب القراءات ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[13 Feb 2008, 12:53 ص]ـ
بارك الله في جهودكم أخي فيصل ....
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2008, 03:16 م]ـ
يتابع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله دروسه المباركة في شرح مقدمات الطاهر ابن عاشور.
وذلك في يوم الأربعاء الموافق 13/ 2 / 1429 بعد صلاة العصر إلى العشاء.
ويوم الخميس الموافق 14/ 2 / 1429 بعد الفجر وبعد الظهر وبعد العصر.
في مسجد البلوي بالفيصلية بالمدينة النبوية.
نسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به.
وكما سبق فإن هذه الدروس تبث عبر موقع البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Feb 2008, 07:16 م]ـ
مرحباً بالشيخ المفيد الدكتور مساعد الطيار في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نفع الله به وجزاه خيراً
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Mar 2008, 07:31 ص]ـ
يتابع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله دروسه المباركة في شرح مقدمات الطاهر ابن عاشور.
وسيبدأ بالمقدمة السابعة عن قصص القرآن
وذلك في يوم الأربعاء الموافق 11/ 3 / 1429 بعد صلاة العصر إلى العشاء.
ويوم الخميس الموافق 12/ 3 / 1429 بعد الفجر وبعد الظهر.
في مسجد البلوي بالفيصلية بالمدينة النبوية.
نسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به.
ومرحبا به في المدينة النبوية
وندعو أهل المدينة للحضور , ولغيرهم للاستماع للمحاضرة عبر موقع البث الإسلامي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Mar 2008, 08:52 ص]ـ
نكرر الترحيب بشيخنا الكريم في مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم ..
قلي بربك هل شعرت بأنها=دار الحبيب ومأرز الإيمان
ـ[محب القراءات]ــــــــ[09 Apr 2008, 02:32 ص]ـ
يتابع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله دروسه المباركة في شرح مقدمات الطاهر ابن عاشور.
وسيبدأ بالمقدمة التاسعة (في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن , تعتبر مرادة منها)
وذلك من يوم الخميس الموافق 4/ 4 / 1429 إلى يوم الأحد 7/ 4 / 1429 بعد صلاة الظهر , بتوقيت المدينة النبوية
وذلك ضمن دروس الدورة العلمية المكثفة في جامع البلوي بالفيصلية بالمدينة النبوية.
والتي يقوم بجهد مشكور في إعدادها والتنسيق لها فضيلة شيخنا الدكتور / محمد بن عبد العزيز العواجي (حفظه الله)
نسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به.
ومرحبا به في المدينة النبوية
وندعو أهل المدينة للحضور.
وندعو غيرهم للاستماع للمحاضرة عبر موقع البث الإسلامي
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Apr 2008, 05:49 ص]ـ
يتابع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله دروسه المباركة في شرح مقدمات الطاهر ابن عاشور.
وسيبدأ بالمقدمة التاسعة (في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن , تعتبر مرادة منها)
وذلك من يوم الخميس الموافق 4/ 4 / 1429 إلى يوم الأحد 7/ 4 / 1429 بعد صلاة الظهر , بتوقيت المدينة النبوية
تنبيه مهم:
اعتذر الشيخ _ حفظه الله _ عن الحضور إلى المدينة في هذه الفترة , وسيأتي في وقت لاحق إن شاء الله لإكمال هذه المقدمات.
أسأل الله أن يبارك في شيخنا وينفع به.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[16 Feb 2009, 03:17 م]ـ
يتابع فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار حفظه الله دروسه المباركة في شرح مقدمات الطاهر ابن عاشور.
وسيبدأ بالمقدمة التاسعة (في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن , تعتبر مرادة منها)
وذلك من يوم الثلاثاء الموافق 22/ 2 / 1430 إلى يوم الخميس 24/ 2 / 1430 بعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب , بتوقيت المدينة النبوية
وذلك ضمن دروس الدورة العلمية المكثفة في جامع البلوي بالفيصلية بالمدينة النبوية.
نسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به.
ومرحبا به في المدينة النبوية
وندعو أهل المدينة للحضور.
وندعو غيرهم للاستماع للمحاضرة عبر موقع البث الإسلامي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Feb 2009, 06:08 م]ـ
نرحب بفضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله، وأنبه إلى أن الدرس يوم الثلاثاء والأربعاء فقط.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[17 Feb 2009, 11:58 ص]ـ
نرحب بفضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله، وأنبه إلى أن الدرس يوم الثلاثاء والأربعاء فقط.
جزاك الله خيرا يا أبا مبارك على هذا التنبيه فقد اعتذر الشيخ فعلا عن درس الخميس , بعد أن كان مرتبا له في جدول الدورة.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Feb 2009, 06:29 م]ـ
بفضل الله تعالى أنهى فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد الطيار (حفظه الله) التعليق على مقدمات الطاهر ابن عاشور في التفسير وذلك في يوم الأربعاء 23/ 2 / 1430 بمسجد البلوي بالمدينة المنورة , وهذه الدروس كلها موجودة في موقع البث الإسلامي , وهي مسجلة كذلك على اسطوانات كمبيوتر لمن أرادها فليتواصل مع الأخ فيصل العمري (منسق دورات مسجد البلوي)
نسأل الله أن يبارك في علم الشيخ وينفع به , ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر شيخنا الحبيب د / محمد العواجي , الذي يبذل جهودا كبيرة للترتيب لهذه الدورات وإقامتها وتسجيلها والعناية الفائقة بمشايخها وطلابها , فأسأل الله أن يجزل له الأجر والمثوبة , وأن يجعله مباركا أينما كان.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Feb 2009, 07:52 م]ـ
الحمد لله على التمام .. ونسأل الله للدكتور مساعد الطيار التوفيق والسداد .. كما نشكر الإخوة القائمين على الدورات ونسأل الله لهم التوفيق وعلى رأسهم الأخ الحبيب الدكتور محمد العواجي والأخ الكريم فيصل العمري وفقهما الله لكل خير، وأقترح أن تجمع دروس الشيخ نظراً لكثرة طُلاّبها في قرص واحد حتى يتسنى استماعها والاستفادة منها .. والله الموفق(/)
الشاملة بخط عثمان طه
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[29 Jan 2008, 05:34 م]ـ
غفر الله للجميع
طلبت من الشيخ الفاضل خطاط مصحف المدينة النبوية الاعجوبة عثمان طه
خط عنوان (المكتبة الشاملة) بخطه الثلث النفيس
وقد فعل مشكورا مأجورا-إن شاء الله-
وهي هدية خاصة متواضعة لاخي المفضال الدكتور نافع ولعل من الأحبة من يوشيها ويحليها
بالبرامج الخدمية ثم يتم اختيار الانسب للإصدار القادم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124823
ـ[فارس القلم]ــــــــ[30 Jan 2008, 01:44 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على هذه التحفة الجميلة(/)
كيف تتذوق القران الكريم؟ عرض مركز لكتاب: (التصوير الفني في القرآن)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[29 Jan 2008, 07:27 م]ـ
كيف تتذوق القران الكريم؟ ـ د. أيمن محمد الجندي
بتاريخ 28 - 1 - 2008
هذا مقال طويل وجاد، يلزم لاستيعابه قراءته عدة مرات، ولكني برغم ذلك أطالبكم بالصبر عليه .. ذلك أنه يؤسس لكيفية تذوق جماليات القرآن الكريم .. وهو عرض لكتاب " التصوير الفني في القرآن الكريم " الذي حاول فيه سيد قطب أن يضع أيدينا على مفاتيح بلاغة القرآن الكريم وتوصل إلى قاعدة " التصوير الفني " التي سار عليها في تفسير " الظلال " الذي شهد تطبيق هذه النظرية .. وبالنسبة لي فقد استفدت جدا من هذا الكتاب الذي غير إحساسي بآيات القرآن تماما وجعلني أتشرب روعته وجماله.
لقد أستحوذ القرآن على العرب وأجمع الكل على الانبهار به: المؤمنون به والكافرون .. اضطرب له الوليد بن المغيرة ولم يؤمن فيما أسلم عمر بن الخطاب على الفور. لقد نظر البعض في جملة مزاياه ثم أجابوا .. لكن هذا لا يفسر انبهارهم بقلائل السور التي لم يكن فيها تشريع ولا غيب ولا علوم .. في عصر الصحابة تحرجوا من تفسيره واهتموا بالعمل به .. في عصر التابعين نما التفسير نموا مضطردا ولكنهم كانوا يقتصرون على توضيح المعنى اللغوي ثم أخذ البحث يغرق في مباحث فقهية وجدلية ونحوية وصرفية وتاريخية وأسطورية بدلا من البحث عن الجمال الفني الأصيل فيه .. وتفاقم الأمور سوءا في عصور الانحطاط.
وفي كل الأحوال فإن إدراكهم لمواضع الجمال بقى متفرقا دون أن يصلوا إلى مرحلة أدراك الخصائص العامة أو الأسلوب الموحد .. هذا الشيء الذي يمكن أن نطلق عليه: التصوير الفني في القرآن الكريم ..
إن لهذا الكتاب طريقة موحدة في التعبير عن مقاصده، سواء كان هذا القصد تبشيرا أو تحذيرا، قصة وقعت في الماضي أو حادثا سيقع في المستقبل، وصفا للحياة الدنيا أو الأخرى، هذه الطريقة الموحدة هي التصوير الفني في القرآن الكريم.
إن التصوير هي الأداة المفضلة في القرآن الكريم فهو يحول المعنى إلى صورة فإذا هي تصبح واقعا أمامك والأمثلة هي كل القرآن تقريبا فيما عدا التشريع ..
على سبيل المثال: حينما يريد القرآن أن يعبر عن " معنى " أن الكافرين لن ينالوا قبولا من الله فإنه لا يقولها مباشرة وإنما حولها إلى صورة: " إن الذين كفروا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " والجمل هو الحبل الغليظ فيدع للذهن البشري أن يتخيل صورة حبل غليظ لا يدخل في فتحة الإبرة الدقيقة مهما حاولت وبذلك يتأكد المعنى المطلوب حينما تحول من معنى ذهني إلى صورة فنية ..
وحينما يريد أن يعبر عن ضياع أجر الكافرين فإنه يعبر عنها لا بطريقة تقريرية وإنما برسم صورة فنية " مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد أشتدت به الريح في يوم عاصف " فيدع للذهن أن يتخيل حركة الريح تذرو الرماد فيتبدد بددا .. ويريد أن يقول أن الصدقة التي تبذل رياء لا تثمر عند الله فيصورها هكذا " فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا " فيرسم لنا الخيال صورة حجر صلب غطته طبقة رقيقة من التراب فظنت فيه الخصوبة، فإذا بوابل من المطر يتركه صلدا بدلا من أن يهيئه للخصوبة والنماء .. أما الوجه الآخر فهي الصدقات التي تبذل ابتغاء مرضاة الله فيصورها هكذا: " كمثل جنة بربوة فأصابها وابل فآتت أكلها ضعفين " فالوابل مشترك في الحالتين ولكنه في الحالة الأولى يمحق ويمحو وفي الحالة الثانية يربي ويخصب .. وإذا أراد أن يقول أن الله وحده يستجيب لمن يدعوه فيما لا تملك الآلهة الثانية شيئا يجعلها في هذه الصورة: " والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه " وهي صورة للحماقة في أجلى صورها .. وإذا أراد أن يعبر عن ضياع عمل المشركين لم يقلها مباشرة وإنما قال: ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق "وقس على ذلك القرآن كله فيما عدا التشريع فهو لا يكتفي بذكر المعنى الذي يريده بل يجعله في صورة مجسمة مرسومة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما استخدم التصوير في المعاني المجردة كالكفر والإيمان والتوحيد والشرك فإنه استخدمها للتعبير عن حالات نفسية ومعنوية: فحينما يكون المعنى هو حيرة غير المؤمنين تأتي الآية " قل: أنرد على أعقابنا كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران، له أصحاب يدعونه إلى الهدى: ائتنا " فليته كان صاحب قصد موحد ولو في طريق الضلال ولكن هناك على الجانب الآخر من يدعوه إلى الهدي، وهو بين الغواية والدعاء حيران متلفت .. وحينما يعبر عن حالة نفسية مثل تزعزع العقيدة قال " ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير أطمأن به وإن أصابته فتنة أنقلب على وجهه، خسر الدنيا والآخرة " وهي صورة ترسم حالة التزعزع بأوضح مما يؤديه لفظ التزعزع لأنها تنطبع في الحس في صورة محسوسة.
أما مشاهد القيامة، وصور العذاب والنعيم فقد كان لها من التصوير الفني أوفى نصيب .. فهذا مشهد من مشاهد الحشر " خذوه فغلوه، ثم الجحيم صلوه، ثم في سلسلة ذرعها أربعون ذراعا فاسلكوه " وكذلك: " يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " مشهد حافل يموج بالهول لا يقاس بالحجم والضخامة فقط وإنما بوقعه في النفوس.
وقليل من صور القرآن هو الذي يعرض صامتا ساكنا أما أغلب الصور ففيها حركة وتخلع على الجماد حياة مثل " والصبح إذا تنفس " .. يتنفس فتتنفس معه الحياة ويدب النشاط في الأحياء .. والأرض والسماء عاقلتان يوجه إليهما الخطاب: " ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض: ائتيا طوعا أو كرها، قالتا: ائتينا طائعين ". وهذه جهنم النهمة المتغيظة التي لا يفلت منها أحد ولا تشبع بأحد " وإذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا "
وتصور الألفاظ أيضا " بجرسها " فإذا قرأت سورة الناس تجد صوتك يحدث وسوسة كاملة تناسب جو السورة.
وهناك مقابلات دقيقة في الموسيقى تناسب صور النعيم والعذاب: " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا، وجاء ربك والملك صفا صفا، وجيء يومئذ بجهنم، يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى " .. في وسط هذا الروع الذي يشبه العرض العسكري توجد موسيقى منتظمة الدقات منبعثة من البناء اللفظي الشديد، وعلى العكس: " يا أيتها النفس المطمئنة، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي وادخلي جنتي "، تأتي الموسيقى رخية متموجة.
وقد تتنوع القافية في السورة الواحدة لتناسب المعنى الذي تريده فمثلا في سورة مريم يكون هكذا: " ذكر رحمة ربك عبده زكريا، إذ نادى ربه نداء خفيا " ... الخ: " واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا، فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا لها بشرا سويا " .. الخ وفجأة يتغير النسق تماما: " ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون، ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون " وكأنه باستخدام النون أو الميم يصدر حكما بعد نهاية قصة ولهجة الحكم تقتضي إيقاعا رصينا بدل إيقاع القصة الرضي المسترسل، وكأنما لهذا السبب كان التغير خصوصا وأنه بمجرد الانتهاء من إصدار الحكم عاد إلى النظام الأول في القافية والفاصلة: " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا " ... الخ.
نفس الشيء تلاحظه في سورة النبأ بدأت السورة بقافية النون والميم مناسبة جو التقرير: " عم يتساءلون؟ عن النبأ العظيم، الذي هم فيه مختلفون، كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون " فإذا انتهى من التقرير وبدأ الجدل تغير النظام هكذا: " ألم نجعل الأرض مهادا؟ والجبال أوتادا؟ " .. الخ.
في سورة " الصف "موسيقى سريعة الحركة قصيرة الموجة شديدة الارتجاف ": يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة، قلوب يومئذ واجفة، أبصارها خاشعة " .. الخ، ثم تتغير الموجة لتصيح بطيئة الحركة متوسطة الطول تناسب الجو القصصي: " هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى، اذهب إلى فرعون إنه طغى " .. الخ ..
وهناك موسيقى الدعاء المتموجة الطويلة الخاشعة: " ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار، ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد يضع التعبير القرآني إطارا للصورة ثم يطلق من حولها الإيقاع الموسيقى المناسب لهذا الإطار ففي سورة الضحى يكون هناك جو من الحنان اللطيف والرحمة الوديعة من خلال خلال نظم لطيف العبارة رتيب الحركات، فلما أراد إطارا لهذا الحنان اللطيف جعله من الضحى الرائق والليل الساجي، أصفى آنيين من آونة الليل والنهار:
وهناك موسيقى أخرى خشنة عنيفة فيها دمدمة وفرقعة .. تناسب الجو الصاخب المعفر الذي تنشئه القبور المبعثرة والصدور المحصل ما فيها بقوة وجو الجحود وشدة الأثرة: " والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فأقرن به نقعا، فوسطن به جمعا، إن الإنسان لربه لكنود، وإنه على ذلك لشهيد، وإنه لحب الخير لشديد، أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور، إن ربهم بهم يومئذ لخبير ".
فإذا أراد لهذا إطارا مناسبا أختاره من نفس الجو الصاخب المعفر الذي تثيره الخيل فكان الإطار من الصورة والصورة من الإطار.
وقد تأتي صورتان لكل منهما إطارها المناسب: " والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى، فأما من أعطى وأتقى، وصدق بالحسنى، فسنيسره لليسرى، وأما من بخل واستغنى، وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " .. الخ .. فهنا صورة فيها الأسود والأبيض، من أعطى وأتقى، ومن بخل واستغنى، وفي الإطار كذلك الأسود والأبيض، الليل إذا يغشى هذه المرة (وليس إذا سجى)، والنهار هنا إذا تجلى (المقابل لليل إذا يغشى)، وهنا الذكر والأنثى المتقابلان في النوع والخلقة، فذلك إطار مناسب للصورة .. أما الموسيقى المصاحبة فلا هي أعلى من موسيقى " الضحى والليل إذا سجى " ولكنها ليست عنيفة قاسية كسورة العاديات لأن الجو للسرد والبيان أكثر مما هو للهول والتحذير.
وهناك وحدة الرسم تحتم التناسق بين أجزاء السورة فإذا قرأت سورة الفلق وجدت أن الجو المراد إطلاقه هو جو التعويذة بما فيه من هيمنة وخفاء لذلك ناسبه جو الشر و الليل يتغلغل ظلامه ونفث الساحرات في العقد والحسد الباطني المطمور في ظلام النفس .. فالجو كله ظلام وغموض ناسبه استخدام لفظ الفلق وهو مرحلة تجمع بين النور والظلمة ولها جوها الغامض المسحور.
وقد عبر القرآن عن الأرض قبل نزول المطر مرة بأنها هامدة ومرة بأنها خاشعة، وقد يفهم البعض أنه مجرد تنويع في التعبير لكن الحقيقة أن السياق أختلف في المرتين .. ففي السياق الأول جو بعث وأحياء وخلق ناسبه وصف الأرض بأنها هامدة ثم تهتز وتربو وتنبت من كل زوج بهيج .. : " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب، ثم من نطفة، ثم من علقة " ... الخ ثم: " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت، وأنبتت من كل زوج بهيج " .. أما السياق الثاني فجو عبادة وخشوع ناسبه تصوير الأرض بأنها خاشعة: " ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر، لا تسجدوا للشمس ولا للقمر، واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون، فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون، ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت " .. ثم لا يزيد على الاهتزاز والإرباء الإنبات والإخراج كما زاد هناك لأنه لا محل لهما في جو العبادة والسجود.
ويستخدم القرآن في التصوير اللمسات العريضة: " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت؟، وإلى السماء كيف رفعت؟، وإلى الجبال كيف نصبت؟، وإلى الأرض كيف سطحت؟ " فهذه ريشة تجمع بين السماء والأرض والجبال والجمال في مشهد واحد مستمد من الطبيعة والحياة، ملحوظ فيه الضخامة والأجزاء الموزعة بين الاتجاه الأفقي في السماء المرفوعة والأرض المبسوطة، والإتجاه الرأسي في الجبال المنصوبة والإبل الصاعدة السنام.
وقد تتسع الرقعة في الزمان والمكان والحاضر والغيب ما بين الساعة البعيدة المدى والغيث البعيد المصدر، وما في الأرحام الخافي عن العيان، والرزق المغيب في المجهول وموضع الموت لكنها تجمع كل أطرافها عند نقطة الغيب المجهول: " إن الله عنده علم الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا، وما تدري نفس بأي أرض تموت "
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا تتكشف للناظر في القرآن آفاق بعد آفاق من التناسق والاتساق فمن نظم فصيح إلى سرد عذب إلى معنى مترابط إلى لفظ معبر، إلى تصوير محسوس إلى موسيقى منغمة إلى أتساق في الأجزاء والإطار والموسيقى والإخراج.
وبهذا كله يتم الإبداع ويتحقق الإعجاز.
Elguindy62@hotmail.com
http://www.almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?NewID=44059&Page=7&Part=1
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Jan 2008, 08:20 م]ـ
أحسن الله إليك، على نقل هذا المقال الذي استثارني عنوانه (كيف تتذوق القران الكريم؟) أكثر من محتواه.
كيف أتذوق القرآن الكريم؟ ولماذا أتذوق القرآن الكريم؟ أهو بحث عن لذة مفقودة، أم هي دعوة لتنمية حاسة التذوق؟ وما هي الأدوات التي تساعد على تطوير هذه الحاسة؟
في تقديري، لم يجب المقال عن هذا، وإنما تحدث عن موضوع كان من الأفضل اختيار عنوان آخر له.
تذوق القرآن الكريم ضرورة لمن يؤمن بالحاجة إليه. وهذا التذوق نابع أساسا من حاجتين أساسيتين لقارئ القرآن:
1 - العلم والمعرفة: أي العثور على الأجوبة المقنعة والكافية للتساؤلات المحيرة في هذه الحياة.
2 - بلوغ درجات أفضل من الإتقان في الفهم والتفكير والعمل: أي العثور على حلول عملية لتحسين الأداء والسلوك اليومي على المستوى الفردي والاجتماعي، في كل مراحل الحياة، وميادين التفاعل البشري.
وطالما لم يتم إدراك هاتين الحاجتين، لن يكون لتذوق القرآن معنى. فالتذوق ليس حاجة كمالية، وإنما هو ضرورة عملية وحياتية للمسلم، تستوجب النفاذ إلى حقيقتها بعمق وجدية.
وكنت آمل لو قدم معنْوِن المقال بهذا العنوان، أن يقدم إجابات لمن يبحث عما يعينه على تذوق القرآن الكريم، من مثل:
1 - تطوير قدراته ومهاراته على الفهم السليم والتفكير المستقيم
2 - تطوير قدراته اللغوية للتفاعل مع التعبير القرآني
3 - أن يعلق همته بالإتقان وحسن الأداء وحسن الخلق، في كل جوانب حياته الدنيوية، إن كانت الآخرة همّه بصدق.
4 - التعلق بكتاب الله عز وجل، فهما وتطبيقا، وإدراك القيم الكبرى التي يدعو إليها القرآن، وأنها هي الطريق الوحيد للحياة الطيبة في الدنيا، والسبيل وحيد للسعادة العظمى في الآخرة
5 - تنمية الشعور بقيمة (الجمال) في فهمنا وسلوكنا
...
...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Jan 2008, 09:33 م]ـ
أود إضافة ملاحظة أخرى:
الإنسان (أيا كان، مسلما أو غير مسلم) يحتاج لإشباع نوعين من الحاجات، كما يشير إلى ذلك أبراهام ماسلو في (سلّم الحاجات):
- الحاجات الأساسية: الأمن والحماية، والانتماء، والحب، والاحترام، واحترام الذات، والهوية، وتحقيق الذات
- الحاجات المعنوية: الحق، الخير، الجمال، العدالة، النظام، القانون، الوحدة، ...
وبقدر الشعور والإدراك اليقيني بقيمة القرآن الكريم ودوره في إشباع هذه الحاجات، يكون تذوق القرآن وتحصل اللذة ...
ولعل فقدان هذه الحاسة مرده الأساسي، أننا ما قدرنا القرآن حق قدره، وما قدرنا الله حق قدره.(/)
تعريف بالتفاسير الصوتية الموجودة
ـ[أبوعامر]ــــــــ[29 Jan 2008, 11:14 م]ـ
من جهود العلماء المعاصرين المقدرة في تفسير القرآن الكريم تلك الدروس التي فسر فيها القرآن كاملا وهي مسجلة صوتيا.وممن عرفت لهم تفسيرا صوتيا مسجلا لكامل المصحف أربعة علماء في العالم الإسلامي:
1 - الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وقد فسر القرآن الكريم كاملا في التلفزيون المصري، ثم فرغ وطبع بإشراف دار أخبار اليوم المصرية ويقع في 30 جزءا اكتملت طباعته سنة 1997 م تقريبا.
2 - أ. د عبدالله الطيب رحمه الله فسر القرآن أيضا كاملا في إذاعة أم درمان بالسودان ولم يُعتن بتفسيره مع أن أسلوبه يشبه أسلوب الشعراوي في اعتماده على اللغة.
3 - الشيخ أبو بكر الجزائري في دروسه في المسجد النبوي الشريف حيث فسر القرآن أكثر من ثلاث مرات وهو مسجل في مكتبة الحرم المدني.
4 - د. وهبة الزحيلي في إذاعة دمشق وهو أصل كتابه الوسيط في التفسير.
وقد رأيت قبل أيام تسجيل صوتي لتفسير ابن جزي التسهيل فأمتعني جدا وأعجبتني الفكرة أعني فكرة أن يقرأ تسجيل كامل لتفسير القرآن من التفاسير الرائعة المختصرة كتفسير ابن جزي
أدعو إخواني ومشائخي لزيارة الرابط أدناه وتحميل تفسير ابن جزي مسجلا بصوت جيد كامل الكتاب
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=949&read=0&lg=636
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[20 Dec 2009, 10:31 م]ـ
موضوع مفيد حقا، جزاك الله خيرا، فهل هناك تفاسير أخرى كاملة صوتية؟
وتفسير الشيخ أبي بكر جابر الجزائري، جزاه الله خيرا ورفع درجته في عليين، موجود في موقع طريق الإسلام على هذا الرابط:
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=groups&scholar_id=37&group_id=2
والله الموفق
ـ[طالبة القرآن وعلومه]ــــــــ[20 Dec 2009, 11:10 م]ـ
قراءة صوتية لتفسير السعدي, بصوت الشيخ محمد بن علي العرفج
http://www.islamhouse.com/p/200110
ـ[أبومحمد البكري]ــــــــ[20 Dec 2009, 11:13 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Dec 2009, 01:39 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. تجدون على الرابط التالي تعريفا بالشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ و تفسيره الذي كان يداغ على أمواج الإداعة المغربية.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6404
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[21 Dec 2009, 02:36 ص]ـ
وللدكتور محمد السعدي فرهود رئيس جامعة الازهر رحمه الله و تفسيره كان يذاع على أمواج الإذاعة المصرية.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[22 Dec 2009, 10:20 ص]ـ
ولفضيلة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس حفظه الله تعالى تفسير صوتي للقرآن الكريم كاملا تم بثه في الإذاعة الأردنية مرارا، ويبث حاليا من إذاعة (حياة إف. أم) من عمّان، ولفضيلة الشيخ عبد القادر شيبة الحمد دروس في التفسير في المسجد النبوي، حضرت قسما منها ولا ادري هل أكمل التفسير خلالها أو اقتصر على سور محددة.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Dec 2009, 06:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
أما بعد، فقد حصل خطأ في كتابة لفظ " أذاع " و " إذاعة " و هو نتيجة الثقة المفرطة في حواسبنا، و المبادرة إلى النشر.
و لما كان موقعنا موقعا علميا يتعين التنبيه على مثل هذه الأخطاء التي قد تحصل نتيجة التعب و الإعياء، أو عدم التحكم التام في الكتابة الحاسوبية، و قد يكون نتيجة سهو أو جهل. و كيفما كان الأمر فإن العدول عنها إلى الصواب أصل لا ينبغي أن نحيد عنه، فالخطأ خطأ ممن كان.
وقد نبهني أحد طلبة العلم إلى هذا الأمر فبينت له أنني إن كتبتها غير معجمة فهي ليست كتابة خاطئة من الناحية الإملائية و الصرفية، لأنه لا وجود لها أصلا في اللغة العربية.
فأذاع من ذيع و الذيع أن يشيع الأمر. وأذعت السر إذاعة إذا أفشيته و أظهرته.
ومن ذلك قوله تعالى:
" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به "
أي: أظهروه.
و المذياع الذي لا يستطيع كتم خبر. و جمعه مذاييع.
" لسان العرب لابن منظور، باب الذال، مادة ذيع"
نسأل الله تعالى أن يلهمنا الصواب، و أن يرزقنا اتباعه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[22 Dec 2009, 07:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الإخوة الأفاضل: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. تجدون على الرابط التالي تعريفا بالشيخ المكي الناصري ـ رحمه الله ـ و تفسيره الذي كان يداغ على أمواج الإداعة المغربية.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6404
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل أحمد
هذا التفسير كنت أستمع إليه وكان يذاع من إذاعة القرآن الكريم في السعودية منذ سنوات بعيده، وكان على ما أذكر يتناول القرآن ربعا ربعا.
وهو من أجمل ما سمعت والشيخ رحمه الله تعالى الذي يسمعه لا يملك إلا أن يواصل الاستماع حتى النهاية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Dec 2009, 10:00 ص]ـ
التفسير الذي اذاعه شيخنا العلامة فضل عباس في الاذاعة الاردنية مرارا او اذيع له هو تفسير قديم ولكنه يعمل الان على تفسير اذاعي جديد خاص باذاعة (حياة اف ام) وصل فيه الى بداية سورة يس وهو يختلف اختلافا كبيرا عن تفسيره الاذاعي القديم
اسال الله تعالى ان يديم عليه الصحة ويهيؤه لاتمام هذا التفسير النافع وغيره مما به يخدم الاسلام والمسلمون
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[23 Dec 2009, 11:47 ص]ـ
تفسير العلامة محمد المنتصر بالله الكتاني رحمه الله الذي ألقاه في المسجد الحرام وقد أتمه، والموجود منه من سورة الكهف إلى آخر التفسير.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=1210&read=0
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Apr 2010, 12:13 م]ـ
2 - أ. د عبدالله الطيب رحمه الله فسر القرآن أيضا كاملا في إذاعة أم درمان بالسودان ولم يُعتن بتفسيره مع أن أسلوبه يشبه أسلوب الشعراوي في اعتماده على اللغة.
هل يمكن يا أبا عامر الحصول على أي جزء من هذا التفسير الصوتي أو عليه كاملاً؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Apr 2010, 02:40 م]ـ
كتب أخونا الفاضل الدكتور عبد العزيز الضامر بحثاً وافياً عن التفسير الإذاعي , ونشره في العدد الأول من مجلة معهد الإمام الشاطبي.
وهذه -أبا عبد الله- نماذج من التفسير الإذاعي للبروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Apr 2010, 10:58 م]ـ
ومن التفاسير الصوتية للقرآن كاملا - باستثناء أكثر سورة التوبة فإنه ما زال يفسرها -:
تفسير الشيخ محمد راتب النابلسي
وهي دروس ألقيت بين المغرب و العشاء في جامع النابلسي
ويمكن سماعها أو قراءة تفريغها من خلال هذا الرابط: http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday (http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/tafseer.php)
/tafseer.php (http://www.nabulsi.com/text/03quran/1friday/tafseer.php)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Apr 2010, 05:47 م]ـ
وهذه -أبا عبد الله- نماذج من التفسير الإذاعي للبروفيسور عبد الله الطيب رحمه الله.
أحسنت وفقك الله يا أبا بيان على هذه الهدية القيمة.
ـ[أبوعامر]ــــــــ[26 Jul 2010, 01:02 م]ـ
تفسير البروفيسور / عبدالله الطيب في الإذاعة السودانية من أول القرآن إلى الفرقان على موقع الإذاعة ( http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/index.php)
تجدونها تحت عنوان دراسات في القرآن الكريم.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[26 Jul 2010, 02:57 م]ـ
حبذا لو وُضِع تفسير الشيخ ابن عثيمين وهو شامل لسور كثيرة كما هو معلوم، وقد طبعت مؤسسة الشيخ كثيراً من هذا التفسير المتميز.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[26 Jul 2010, 03:02 م]ـ
أخبرني أحد أقاربي كبار السن أنه سمع تفسيراً صوتياً للعلامة ابن عاشور، وأنه يأخذ بلب السامع أكثر من الشيخ الشعراوي- مضرب المثل في هذا الباب-
ـ[خالد آل فارس]ــــــــ[26 Jul 2010, 11:47 م]ـ
كما يذاع تفسير القرطبي أيام السبت و الاثنين و الأربعاء بعد أذان العصر من إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة و يسبقه برنامج تعليم التجويد للشيخ العلامة عبدالحكيم عبد اللطيف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2010, 06:55 ص]ـ
تفسير البروفيسور / عبدالله الطيب في الإذاعة السودانية من أول القرآن إلى الفرقان على موقع الإذاعة ( http://www.sudanradio.info/arabic/modules/debaser/index.php)
تجدونها تحت عنوان دراسات في القرآن الكريم.
لله درُّك يا أبا عامر. هديةٌ ثَمينةٌ جداً.
وفقك الله وفتح عليك وكتب أجرك على دلالتنا على هذه الغنيمة الرائعة من ذلك العالم الجليل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Jul 2010, 08:42 ص]ـ
هذا رابط تفسير الشيخ ابن عثيمين الصوتي مرتباً حسب السور
http://www.ibnothaimeen.com/all/eSound.shtml(/)
عزمت على كتابة مختصرا للتفسير .... رأيكم ياكرام!!!
ـ[البهيجي]ــــــــ[31 Jan 2008, 08:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله .... الأساتذه والمشايخ الكرام ... لست متخصصاً في علوم القرآن الكريم ولكني عزمت على
كتابة مختصراً لتفسير القرآن الكريم يعتمد على مجموعة من التفاسير المعتبرة وذلك للأسباب التالية:
1 - لأن أهل الأختصاص الكرام مع أحترامي وتقديري لجهودهم في خدمة القرآن الكريم لم يقدروا الموقف الحرج
الذي تمر به الأمة وبالذات الحملة الشعواء الذي يشنها أعداء القرآن الكريم حتى وصل بهم الحقد أن يطبعوا مصحفاً
بدون آيات الجهاد.
2 - أعتقد والله أعلم أننا بحاجة ملحة لتفسير يناقش أخطاء المسلمين وذنوبهم ويقدم الحلول والبدائل التي تعين المسلم
على التمسك بدينه.
3 - وكذلك نحن بحاجة لتفسير يناقش الحضارة الغربية الضاغطة علينا في جميع مناحي الحياة.
4 - الحاجة لأستباط العبر والعظات التي تتناسب مع واقعنا المعاصر.
وان منهجي في المختصر أن أقرأ التفاسير المخصصة ثم أكتب العبارات الملائمة للأختصار ثم أعلق على الآية بقولي
قلت ..... واني بحاجة لمساعدتكم في أختيار التفاسير المقترحة ورأيكم في الموضوع عموماً .. وجزاكم الله خيرا
البهيجي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Jan 2008, 08:25 م]ـ
الأخ البهيجي بورك فيك ..
هل بالإمكان وضع نموذج للطريقة التي تريد أن تسير عليها؟ ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Feb 2008, 10:15 ص]ـ
إن كنت ستصنعه لنفسك فهذا مفيد بلا شك, أما لغيرك فيحتاج الأمر إلى صبر وأناة, وفقك الله ويسر لك.
سؤال:
ما إعراب: (مختصراً) الواردة في العنوان ورأس الموضوع؟
ـ[البهيجي]ــــــــ[02 Feb 2008, 10:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم فهد .... أخي الغالي أبي بيان ... بارك الله تعالى بكم .... بالنسبة لكلمة (مختصرا) خطأ والصحيح مختصر
بكسر الراء ولكني لاأعرف كيف أصححها ..... ولكي أوضح منهجي في عمل المختصر سأقوم ب أختصار تفسير الآية
الأولى من سورة المجادلة (قد سمع الله قول التي ... الآية)
يخبرنا ربنا تبارك وتعالى بقصة أحدى الصحابيات وهي خولة بنت ثعلبة والتي أغضبت زوجها في أمر فقال لها:
أنت علي كظهر أمي وهذا الكلام في عادات الجاهلية يعتبر طلاقاً فجائت الى رسول الله اللهم صل وسلم عليه وعلى
آله تشتكي اليه من سوء خلق زوجها فنصحها بالصبر عليه وأنها قد حرمت عليه مما زاد في حزنها وأخذت تدعو الله
سبحانه أن ينزل حكمه في الظهار ... وبعد لحظات نزل وحي السماء .. بهذه الآية ومابعدها .. قلت: أنظروا لهذه الصحابية
المؤمنة كيف تمسكت بالدعاء الخالص لله تعالى فرسول الله أمامها فلم تطلب منه الدعاء لها وأنما أستغاثت بواحد أحد
فجائتها الأجابة السريعة ... فلم يدعو الكثير من المسلمين من قبور الأولياء والصالحين ويستغيثون بهم؟ ولماذا يسكت
الكثير من مشايخ المسلمين عن هذا الشرك البين؟ اللهم أصلح حالنا.
والله أعلم
البهيجي
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Feb 2008, 10:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله .... الأساتذه والمشايخ الكرام ... لست متخصصاً في علوم القرآن الكريم ولكني عزمت على
كتابة مختصراً لتفسير القرآن الكريم يعتمد على مجموعة من التفاسير المعتبرة وذلك للأسباب التالية:
1 - لأن أهل الأختصاص الكرام مع أحترامي وتقديري لجهودهم في خدمة القرآن الكريم لم يقدروا الموقف الحرج
الذي تمر به الأمة وبالذات الحملة الشعواء الذي يشنها أعداء القرآن الكريم حتى وصل بهم الحقد أن يطبعوا مصحفاً
بدون آيات الجهاد.
2 - أعتقد والله أعلم أننا بحاجة ملحة لتفسير يناقش أخطاء المسلمين وذنوبهم ويقدم الحلول والبدائل التي تعين المسلم
على التمسك بدينه.
3 - وكذلك نحن بحاجة لتفسير يناقش الحضارة الغربية الضاغطة علينا في جميع مناحي الحياة.
4 - الحاجة لأستباط العبر والعظات التي تتناسب مع واقعنا المعاصر.
وان منهجي في المختصر أن أقرأ التفاسير المخصصة ثم أكتب العبارات الملائمة للأختصار ثم أعلق على الآية بقولي
قلت ..... واني بحاجة لمساعدتكم في أختيار التفاسير المقترحة ورأيكم في الموضوع عموماً .. وجزاكم الله خيرا
البهيجي
الأخ الحبيب: البهيجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
فأرجو أن يتسع صدرك لما سأقول , بعد علمكم أني لم أكتب إلا لسببين اثنين:
1 - أنكم طلبتم الرأي في ما تنوون القيام به من عمل.
2 - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وإذا استنصحك فانصح له) والعلماء قالوا إن معنى هذه الجملة النبوية أي إذا طلب منك النصيحة فعليك أن لا تداهنه ولا تغشه وإلا كنت باخساً إياه حق الإسلام الذي فرضه له عليك.
أنت صدَّرت كلامك بأنك غير مختص في علوم القرآن الكريم , ثمَّ حكمت على أهل الأختصاص الكرام - مع احترامك وتقديرك لجهودهم في خدمة القرآن الكريم - أنهم لم يقدروا الموقف الحرج الذي تمر به الأمة.
وهذا تناقض عجيب بارك الله فيك , فما دمت غير مختص فمعنى ذلك أنك لست على اطلاع كافٍ يمكنك معه أن تحكمَ هذا الحكمَ الإجمالي على المشتغلين بالدراسات القرآنية , ومن الواجب على من استنصحته أن يقول لك:إن هذه النتيجة بغض النظر عن صحتها من عدمها لا بدَّ في إثباتها من أدلة تستند عليها , لا أن تلقي بها هكذا بلا دليل ولا بحث ولا تتبع ولا اتكالٍ على كلام باحث مختص في المجال نفسه.
فأثبت أولاً عن طريق البحث والاستقراء والسؤال والقراءة والمطالعة وغير ذلك من وسائل الإثبات أن أهل الأختصاص الكرام لم يقدروا الموقف الحرج الذي تمر به الأمة قبل أن تكتب التفسير المختصر.
قلت حفظك الله ورعاك: أعتقد والله أعلم أننا بحاجة ملحة لتفسير يناقش أخطاء المسلمين وذنوبهم ويقدم الحلول والبدائل التي تعين المسلم على التمسك بدينه.
وأقول: هل خلت التفاسير والدراسات القرآنية القديمة والحديثة مما تنشده وتعتقد أننا بحاجة إليه , بل هل نزل القرآن إلا ليبين للمسلم الوسائل والطرق والأساليب والمناهج التي تعين المسلم على التمسك بدينه , وتبين له ما فيه فساد دينه ليجتنبه ويتحاشاه , وإن نظرةً عابرة في أي من كتب التفسير المتداولة بن الناس أو البحوث القرآنية الحديثة لكفيلة بإثبات وجود الحلول والبدائل التي تعين المسلم على التمسك بدينه.
قلت حفظك الله:إنَّ الحاجة لأستباط العبر والعظات التي تتناسب مع واقعنا المعاصر هي أحد الدوافع التي دفعتك للتفكير في كتابة التفسير المختصر هذا , وأقول:
إذا كنت غير متخصص وستستنبط من القرآن العبر والعظات المتناسبة وواقعَنا المعاصرَ فماذا بقي للمتخصصين والعلماء.؟
والاستنباط مهمة لم يكلها الله إلا إلى نفر قليل من الملة وهم علمائها الربانيون العالمون بحدود الله , واقرأ إن شئت قول الحق تعالى (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) قال القرطبي رحمه الله:
(والاستنباط في اللغة الاستخراج وهو يدل على الاجتهاد إذا عدم النص) ولا شك أن غير المتخصص لا أهلية له تحمله على ان يجتهد.
ولابن عاشور رحمه الله في مقدماته كلام جميل ومنه قوله (وإن القرآن كتاب جاء لهدي أمة والتشريع لها وهذا الهدي قد يكون واردا قبل الحاجة وقد يكون مخاطبا به قوم على وجه الزجر أو الثناء أو غيرهما وقد يكون مخاطبا به جميع من يصلح لخطابه وهو في جميع ذلك قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية والحكمة في ذلك أن يكون وعى الأمة لدينها سهلا عليها وليمكن تواتر الدين وليكون لعلماء الأمة مزية الاستنباط وإلا فإن الله قادر أن يجعل القرآن أضعاف هذا المنزل وأن يطيل عمر النبي صلى الله عليه وسلم للتشريع أكثر مما أطال عمر إبراهيم وموسى ولذلك قال تعالى (وأتممت عليكم نعمتي) فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد؛ لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله وقد اغتر بعض الفرق بذلك)
فانظر رحمك الله كيف يؤدي جهلُ غير المتخصص إلى هذه المفاسد وغيرها إن هو استنبط غير معتمد على أصوله تمنحه أهلية هذا الاستنباط.!
ولأن غير المتخصص إذا استنبط فهو لا يستند إلا على آراء مجردة عن العلم بالعربية والقراءات وعلوم القرآن والأصول وغير ذلك , وهذا الاستنباط الذي سيصل إليه غير المتخصص , لا شك في أنه يأثم به سواءا صحَّ استنباطه أو فسد لأن من المسلَّم به أنَّ من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ , فكيف به إذا قال في القرآن برأيه فأخطأ .. ؟
وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد , وأنت على كل حال مشكورٌ ومأجورٌ -إن شاء الله- على هذه النية الطيبة والهمة العالية والحرقة غيرة على واقع أمتك , وأترك المجال لغيري من الأفاضل وأستبيحهم العذر في التقدم بن أيديهم بما قلتُ ,ولكني وجدت أن الغيرةَ على الغيورين أمر ضروري , وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Feb 2008, 11:22 ص]ـ
أخي الكريم:
بعد قراءتي للنموذج الذي وضعته أنصحك بطلب علم التفسير أولاً والإكثار من القراءة في كتبه وترك الأمر لأهله الذين عبت عليهم عدم تقديرهم للموقف الحرج الذين تمر به الأمة , فليس الأمر حفظك الله مقتصر على مجرد التوفيق بين التفاسير لإخراج مختصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[02 Feb 2008, 11:46 ص]ـ
قلت: أنظروا لهذه الصحابية المؤمنة كيف تمسكت بالدعاء الخالص لله تعالى فرسول الله أمامها فلم تطلب منه الدعاء لها وأنما أستغاثت بواحد أحد فجائتها الأجابة السريعة ... فلم يدعو الكثير من المسلمين من قبور الأولياء والصالحين ويستغيثون بهم؟ ولماذا يسكت الكثير من مشايخ المسلمين عن هذا الشرك البين؟ اللهم أصلح حالنا.
والله أعلم
البهيجي
يا أبا عبد الله
عفا الله عنك فالأخطاء الإملائية سمةٌ بارزة لكتابتك , وهذه مشكلة يجب التخلص منها قبل التفسير, ولها ارتباط وثيق يتحويل المعاني في التفسير إلى عكس المراد.
أيضا من خلال هذا النموذج نجدك تكرر نفس الخطأ وهو التعميم وإصدار الأحكام الجملية بالمجان في حق علماء المسلمين وأنهم يسكتون عن الشرك البين , وهذه التعميمات إلى كتابات الصحفيين والجرائد أقرب منها إلى التفسير والاستنباط , فمن للأمة إن كان العلماء -حاشاهم- يسكتون عن الشرك.؟
ومثل هذا التفسير إن خرج للناس لن يحقق هدفك من إيجاد الحلول والبدائل المعينة على التمسك بالدين , بل سيحبط الناس ويثبطهم , وسيقول لنا الشيطان حينها إن كان العلماء في العصر الحالي أكثرهم بهذه الصفة التي ذكرها المفسر فنحن أولى بالضلال والإضلال منهم.!!
ومن ذا الذي يسد مسد العلماء إن كانت هذه حالهم , فمن دونهم من أفراد الأمة - بلا شك - هو أولى منهم بالتقاعس والضعف وإقرار الباطل.
فتنبه لهذه المسألة بارك الله فيك واعلم أن الحكم على الناس شهادة والله تعالى يقول (ستكتب شهادتهم ويسألون) وليس الأمر من السهولة بالحجم الذي تتصوره.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Feb 2008, 12:53 م]ـ
فإن القول ما قال الأفاضل الدكاترة المشايخ محمود الشنقيطي وأحمد البريدي ونايف الزهراني وأقول:
إن كنت يا أبا عبد الله البهيجي فاعلا لا محالة فصنِّف كتاباً واستشهد على ما تريد نقده من أحوال المسلمين وبذا تريح نفسك التي تريد التقويم لما اعوج من أحوالنا، ولعله يصيب الهدف الذي أردت هذه واحدة.
أما الثانية: فإذا كان أهل الصحافة يقولون إذا وصل الصحفي إلى النهاية في مهنته فإنه لا يكتب إلا عموداً في صحيفة.
ونحن نقول إن الاختصار الذي تريده لا يستطيعه إلا واحد من كبار المفسرين، ومن صنع مختصراً وهو ليس كذلك ـ كما فعل بعض المعاصرين من غير المتخصصين ـ فلا يخرج عمله من ملاحظات فتدبر.
والله يوفقنا وإياكم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Feb 2008, 06:01 م]ـ
لدي تحفظات ثلاثة حول مثل هذه المشاريع:
1 - كتابة التفاسير المختصرة ليس مفيدا، في اعتقادي .. وما نحتاجه الآن هو كتابة تفسير موسوعي، مستوعب وشامل لما هو (مفيد). وقبل التفكير في وضع تفسير جديد، لا بد من التساؤل حول الهدف منه، وحجم القيمة المضافة مقارنة بما هو موجود.
2 - قد تتولد لدى المسلم بعض النظرات الجيدة والملاحظات المفيدة حول معاني القرآن الكريم من خلال تدبره له، فيظن أن بإمكانه تحرير تفسير يتميز به عما هو موجود. وفي تقديري أن في هذا تبسيطا واستسهالا لعمل المفسر، يحسن عدم الوقوع فيه. ومن ذلك مثلا ما يقع فيه بعض الدعاة الذين يقدمون الدروس والمواعظ فيظنون أن بإمكانهم تأليف كتاب أو وضع تفسير، فيقعون في عمل لا فائدة منه. أو ما يحصل لبعضنا عندما نتأمل بعض الآيات فتتولد لدينا بعض الفوائد الطريفة والجيدة في تلك الآيات بالذات. ولا يعني هذا أن لدينا قدرة على التأمل في جميع الآيات وجميع السور.
ولعل الأفضل في مثل هذه الحالات، التواصل مع بعض أهل الاختصاص لإطلاعهم على هذه الملاحظات التفسيرية وإقناعهم بفوائدها، لعلهم يأخذونها بعين الاعتبار في كتاباتهم.
3 - نحن في عصر لم يعد فيه مكان لوضع التفاسير الفردية، وما نحتاج إليه هو التوجه نحو المشاريع الجماعية عن طريق مؤسسات مؤسسات متعددة الاختصاص.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 Feb 2008, 01:55 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
ما هذا السؤال؟
قرأت في بداية الصفحة هذا السؤال الغريب العجيب، أنسخه كما هو بما له و ما عليه في الشكل و المضمون، و ألصقه أسفله!!!
هل تؤيد عمل مختصرا للقرآن من شخص غير متخصص لكنه يقدم أفكارً جديرة بالأهتمام؟
فهل السؤال عن مختصر في التفسير أم في القرآن؟
قد يقول قائل أنها من الواضحات ... و أقول أنها من النقط التي يستصغر البعض من حجمها ... و يعرف البعض كيف يجعل منها قوة ضاربة موجعة ...
المرجو التصحيح: صححوا السؤال ... أم أصحح نظاراتي؟؟!! ...
ـ[البهيجي]ــــــــ[05 Feb 2008, 05:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأساتذة والمشايخ الكرام ...... أرجو المعذرة مما أخطأت ومما نسيت .... وأطمع بصبركم وأود توضيح مايلي:
1 - فاتني أن أذكر أن المختصر الذي أسعى لجمعه سيراجع ان شاء الله تعالى من لجنة علمية تضم أساتذة
في علوم القرآن والفقه واللغة والسيرة.
2 - ما قصدته بالأختصاص هو الشهادة العلمية من الجامعات أو من المشايخ ..... أما المطالعة والمتابعة وطلب
العلم فهي موجودة بفضل الله سبحانه.
3 - أن ماأسعى اليه هو مختصر للتفسير يعتمد على عدد من التفاسير ويتخصص بنقد الواقع المعاصر ويقترح
الحلول قدر الأمكان.
4 - بالنسبة للأستنباط لابأس أن يتصدى له طالب العلم ولكن بأشراف العلماء وبشروطهم .... كما أني لاأسعى
لعمل مختصر بالرأي بل بالعلم الصحيح والمراقب من أهل الأختصاص.
5 - أما عتبي على المشايخ فقصدت من لاينهى عن الدعاء من قبور الصالحين وهم كثير في أرجاء العالم الأسلامي
كما أوضح كتاب دمعة على التوحيد.
وجزاكم الله خيرا
البهيجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:30 ص]ـ
الحمد لله
الاخ الفاضل البهيجي بارك الله فيه
أرى و الله أعلم أن تكتب هذا المختصر لنفسك فإنه سينفعك لامحالة و سيفتح عليك أبوابا لم تكن لتطمع فيها .. ثم بعد
ذلك تريث قليلا حتى تستزيد من علوم الالة والنقل .... واجعل محور عملك مختصرك الذي اختصرته لنفسك ... ثم قلب وأعد فيه
النظر بين الفينة و الاخرى ... وسترى أشياء كثيرة لم تكن تراها من قبل.
ولاشك ان استصحاب هذه النية الصالحة وهذا الهم الصالح لن يضيع أجره عند الله.
وقد أحسنت باستشارة إخوانك وسؤالهم عن ذلك ..... فالامام مالك رضي الله عنه لم يفت حتى أذن استفتى في ذلك
سبعين من اهل العلم في ذلك الزمان ...
وسواء بعد كل ذلك نُشر عملك أم لم ينشر فأجر النية عند الله الكريم .. أما الحق فلا يضيع أبدا و لا يخلو عصر من ناطق
لله بالحق فلا تحمل هم ذلك.
أخوك.
ـ[الكشاف]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:22 ص]ـ
الأخ الكريم البهيجي
أشير عليك بما تفضل به الزملاء من التريث في العمل حتى تتقن الآلة التي تكتب بها ثم تبدأ على بركة الله، وأما إن كنت ستكتبه بهذه الطريقة التي مثلت لها بمثال فلن يكتب له النجاح وربما حملت إثماً بعملك هذا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2008, 01:01 م]ـ
فإن القول ما قال الأفاضل الدكاترة المشايخ محمود الشنقيطي وأحمد البريدي ونايف الزهراني
دفعاً لتشبع الإنسان بما لم يعطَ أنبِّه إلى أني لست دكتوراً ولا قريبا من ذلك وبالتالي فلا مكان لي بين المشايخ أعلاه, وأسأل الله التوفيق
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Feb 2008, 01:25 م]ـ
=محمود الشنقيطي;50813] دفعاً لتشبع الإنسان بما لم يعطَ أنبِّه إلى أني لست دكتوراً ولا قريبا من ذلك وبالتالي فلا مكان لي بين المشايخ أعلاه, وأسأل الله التوفيق [/ QUOTE]
بل أنت أعلم من كثير من الدكاترة فليست الشهادة برهانا على سعة العلم، وقد أضحت الآن تباع بأبخس الأثمان مع الأسف، ومع ذلك أتمنى أن يحصل أمثالكم عليها لاعتبارات متعددة.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Feb 2008, 01:27 م]ـ
(محمود الشنقيطي;50813] دفعاً لتشبع الإنسان بما لم يعطَ أنبِّه إلى أني لست دكتوراً ولا قريبا من ذلك وبالتالي فلا مكان لي بين المشايخ أعلاه, وأسأل الله التوفيق] [/ COLOR]
بل أنت أعلم من كثير من الدكاترة؛ فليست الشهادة برهانا على سعة العلم، وقد أضحت الآن تباع بأبخس الأثمان مع الأسف، ومع ذلك أتمنى أن يحصل أمثالكم عليها لاعتبارات متعددة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2008, 02:06 م]ـ
الحمد لله
وإني و الله كما قال أخونا محمود فلست دكتورا و لا شيخا و لا قريبا منه ...
فأرجو ان ينظر الى مشاركاتي المتواضعة على هذا الاساس
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Feb 2008, 05:16 م]ـ
أخي الفاضل البهيجي، زادك الله حرصا، وعلو همة، وصفاء نية، وحقق على طريق الخير أمانيك.
ثم ياأخي الحبيب: تأمل ما قاله لك أخي الفاضل المجلسي الشنقيطي، ولا تتجاوزه، ففيه الخير إن شاء الله، وجزاكم الله الخير جميعا، ووفقنا وإياكم لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[أبوعامر]ــــــــ[08 Feb 2008, 11:48 م]ـ
حدثني أحد الفضلاء عن أن الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله دخل على طلاب الدراسات العليا في جامعة أم القرى فوجدهم كثير فكأنه تضايق وقال: كثر طلاب الدراسات العليا .. قال أحد الطلاب نحن نريد نخدم العلم يادكتور.
فرد عليه عايزين تخدموه سيبوه!!
لاشك أن التفسير شأنه عظيم والمشايخ اوصوا الاخ البهيجي وصية غالية نرجو أن يلزمها خير له وللتفسير
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Feb 2008, 12:26 ص]ـ
حدثني أحد الفضلاء عن أن الدكتور محمد أبو موسى حفظه الله دخل على طلاب الدراسات العليا في جامعة أم القرى فوجدهم كثير فكأنه تضايق وقال: كثر طلاب الدراسات العليا .. قال أحد الطلاب نحن نريد نخدم العلم يادكتور.
فرد عليه عايزين تخدموه سيبوه!!
لاشك أن التفسير شأنه عظيم والمشايخ اوصوا الاخ البهيجي وصية غالية نرجو أن يلزمها خير له وللتفسير
ليس هذا من أدب التخاطب.
وإن صح نقلك للخبر، فلا يليق بأستاذ جامعي أن يهين طلبته بهذه الطريقة. ولا يحق لأستاذ جامعي أن يحدد من لديه القدرة على خدمة العلم من الطلبة من قبل أن يتعرف على قدراتهم العلمية.
اشرت في عديد من المرات، إلى أن من الضروري التمييز بين نقد الأفكار وتجريح الأشخاص. والكلام المنقول (إن صح نقله) يدخل ضمن التجريح.(/)
لغة العرب أم لغة القرآن؟ - أ. د. خالد الصمدي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 03:06 م]ـ
أربعة مواقف متباعدة في الزمان والمكان وحّدتها الفكرة والعبرة، وشكلت صورة مكتملة تسمح باستنتاجات وخلاصات جيدة تستند إلى واقع الممارسة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بالعربية من طرف مدرّسي وموجّهي هذه المادة في البلاد غير العربية، كما تستند إلى معايشة ميدانية في دورات تدريبية أُقيمت ببعض هذه البلدان.
أول هذه المواقف ذاك المشهد الرائع الذي لن ينساه طلبة كلية الآداب بتطوان بالمملكة المغربية سنة 1993 حين أعلن مستشرق روماني جاوز السبعين من عمره إسلامَه بمدرج العلامة "عبد الله كنون" مقتنعا بعظمة القرآن الكريم، وهو الذي اشتغل به وعايشه ثلاثين سنة يحاول ترجمته، وأقرّ في نهاية الأمر أن ذلك مستحيل، معززا استنتاجه بشواهد علمية. وقد استمع إلى نتائج وخلاصات جهوده، وخلاصات جهود أكثر من عشرين باحثا ومترجما شاركوا في الندوة الدولية في موضوع ترجمة معاني القرآن الكريم التي نظمت بالكلية، وانتهى التفكير بالرجل إلى أن نقر في ليلة من ليالي الندوة نقرات خفيفة على باب غرفة الدكتور فاروق حمادة بالفندق في غسق الليل، سائلا عن طريقة الدخول في الإسلام، وبقي الرجل مشدوها أمام بساطة الإجراءات التي لا تتعدى غسلا مسنونا والنطق بالشهادتين، وفي فرح طفولي سارع الشيخ إلى غرفته ولم يغمض له جفن ليلتها فرحًا بعد أن نطق بالشهادتين، واختار لنفسه من الأسماء "البشير" وبات ليلته الأولى مسلما عن اقتناع، وكان أن زف الخبر للحاضرين صباحا في الجلسة العلمية الأولى من اليوم الثالث للندوة، تحت أصوات مكبرة وحالات من التأثر والفرح ظاهرة.
أما الموقف الثاني فقد جرى بأقاصي بلاد الله بعاصمة دولة "قِرغِيزسْتان" سنة 1997 وفي مسجد عظيم البناء والزخرفة بالعاصمة "بِيشْكك". هذا البلد (لمن لا يعرفه) ذو أغلبية مسلمة بنى أهله ألف مسجد في جميع أنحاء البلاد في ظرف خمس سنوات من الاستقلال، بعد أن كان الشيوعيّون قبل الاستقلال لا يسمحون ببناء أيّ مسجد جديد، بل ولا يسمحون حتى بترميم القائم منها والذي أصبح آيلا للسقوط. وسمعتُ من ابن مفتي البلد وقتها أنّ السلطات كانت تمنع من يقل سنه عن الأربعين من الذهاب إلى صلاة الجماعة، وكان ابن المفتي وبعض من صحبه يتسللون إلى المسجد في غسق الليل ليأخذوا اللغة العربية والعلوم الإسلامية عن الإمام الذي لم يكن سوى أبيه المفتي الذي أصبح اليوم طاعنا في السن.
شرّفني هذا الابن وبحضور أبيه شاهد العصر، الحاضرِ بين المصلين في مكان خاص به، بإلقاء كلمةٍ في المصلين قبل خطبة الجمعة، فسررت بذلك، والتزم فضيلته بالترجمة، وما إن شرعت في حمد الله والصلاة على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم باللغة العربية حتى فوجئت بعشرات العيون تذرف الدموع، ولما أتممتُ كلمتي سألت فضيلة المفتي عن سر ذلك فقال لي: "إن هؤلاء حين يسمعون أحدا يتكلم اللغة العربية فإن أعينهم لا ترى فيه إلا صحابيا جليلا قدم للتو من أرض الرسالة، وربما يتخيلون من فرط الشوق أن يدَه لامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ". ثم أردف قائلا: "ثم إنهم يقولون إنكم معشر العرب إن لم تقوموا بواجبكم في نشر الإسلام ليعذبنكم الله تعالى مرتين، أولاهما لأنكم موقنون برسول بعث منكم وبين أحضانكم، والثانية لأنكم تقرؤون القرآن بلغته التي أُنزل بها وبدون واسطة وهو ما يتيح لكم فهمه وتدبره حين يحرمون هم من ذلك".
وقد تركتُ بهذا البلد رجلا مسلما متقاعدا من الجيش الروسي اشتغل مستشارا عسكريا في سوريا في السبعينات، ويدرس اللغة العربية ساعتها بجامعة قِرغيزستان، يشتغل بترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة القِرغيزية، وأهداني مشكورا جزءً من هذا العمل، ولست أدري هل أتَمّه أم لا، وكل رجائه أن تسارع منظمة إسلامية إلى طبع عمله عند الانتهاء منه، أسأل الله تعالى أن يحقق أمله.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما الموقف الثالث فهو حضوري لحلقة نقاش علمي عالي المستوى بين علماء الفقه والشريعة والحديث والقرآن الكريم بـ"داكا" عاصمة "بنغلادش"، المشاركين في الدورة التدريبية الوطنية في بناء مناهج التربية الإسلامية التي تعقدها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسسكو"، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية في الفترة الممتدة سنة 2004. وقد تركز النقاش في موضوع شائك يقول: ما الأكثر فائدة في التعامل مع القرآن الكريم في البلدان غير الناطقة بالعربية؟ هل ترجمته إلى لغة البلد؟ أم تعلم اللغة العربية؟ وأجمع المشاركون بعد نقاش مستفيض إلى أن المسلك الرشيد هو تعلم اللغة العربية لأنها لغة الوحي، ورغم أن المسألة مكلفة جهدا، وبطيئة وقتا إلا أنها في نظرهم أبقى أثرا، دون إنكار فائدة الترجمة لكنها دون الخيار الأول أهمية.
أما الموقف الرابع فهو حالة الانتظار القاسي الذي فصل بيني وبين زميلي الدكتور رشدي طعيمة خبير تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بباب الجامعة، حين كنا في زيارة علمية للجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا سنة 2004، الذي استأذنني في زيارة خاطفة لأحد الأساتذة الباحثين المصريين في قسم اللغة العربية بالجامعة، وبعد طول انتظار قررت الانطلاق في رحلة البحث عن هذا القسم، وبجهد جهيد في ردهات وبنايات الجامعة الزرقاء المترامية الأطراف وسط غابة استوائية، وفي ظل جهلي باللغة الإنجليزية أو المالاوية لغتي التخاطب بالجامعة، واختلاط الجنسيات، ساقني القدر إلى مكتب فاخر كتب على بابه "قسم لغة القرآن". وقفتُ مشدوها أمام هذا الاسم الرائع الذي جَعل مساحةَ اللغة العربية تعادل مساحة الوحي، لا تحدّها قومية ولا حدود جغرافية. فساح عقلي في فضاء لا متناهٍ كما لا يتناهى خطاب الوحي في الزمان والمكان، ولم أستفق من هذه اللذة المعرفية إلا على الصوت الجهوري للدكتور طعيمة وهو يفتح الباب مودّعا رئيس القسم الذي كان بالمناسبة أحد طلابه بالجامعة. قال صديقي الدكتور رشدي: "عذرا صديقي فقد عانيتَ في البحث عن القسم كما عانيت -ولا شك- في البحث عني، فقد اكتشفتَ أنه لا يوجد بهذه الجامعة "قسم اللغة العربية"، قلت: "بالعكس أشكرك على هذا التأخر الذي قادني إلى اكتشاف هذه الفائدة الرائعة"، ثم خاطبت رئيس القسم قائلا: بالله عليكم كيف اخترتم هذا الاسم على غير عادة الأسماء المعروفة في الجامعات العالمية "قسم اللغة العربية". قال: "هذا يدخل ضمن الإستراتيجية التربوية للجامعة، ويكفي أن تعلموا أن هذا الاسم كان وحده كافيًا كي يُقبل الطلاب على القسم بنسب تضاعف الإقبال على الأقسام الأخرى، لأنهم يدرسون هنالك لغات قومية ويدرسون هنا لغة القرآن خطابِ الله إلى كل القوميات.
الخلاصات والاستنتاجات:
إن هذه المواقف الأربعة تسمح بالخلاصات والاستنتاجات التالية التي آمل أن تشكل مداخل رئيسية لإعادة النظر في جهود تعليم اللغة العربية وترجمة معاني القرآن الكريم:
1 - لا تغني ترجمة القرآن الكريم إلى أي لغة عن سعي المسلمين من أهلها إلى تعلم اللغة العربية، لأن قراءة ترجمة معاني القرآن الكريم، لا تعدو أن تكون قراءة في فهم المترجم للقرآن لا لنصه. والترجمة مهما بلغت دقتها لن تنطق بما ينطق به القرآن فعلا. وإن في القرآن الكريم مفاهيم ومصطلحات يعجز المترجمون عن إيجاد مقابلها في ترجمتهم فيخطئ بعضهم في ترجمتها، ويتوقف الآخرون لينقلوها بلفظها نطقا دون ترجمة، وكثير منها يتعلق بعالم الغيب مما لا يسعف المترجم في فهمها إلا إيمانه بالقرآن الكريم كأسماء الله وصفاته والجنة والنار وصفاتهما وعالم الجن والملائكة ومعجزات المرسلين وغير ذلك، مما يبرز الإعجاز القرآني في صورة جديدة دفعت المستشرق الروماني إلى الإيمان بعد جهد كبير وبحث عميق.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إن المنظمات والهيئات الدولية المهتمة بنشر القرآن الكريم، بذلت مجهودات كبيرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى جلّ لغات العالم، وعملت على طبعها وتوزيعها، إلا أننا نعتقد أن هذه الجهود ينبغي أن تدعم بنشر تعليم اللغة العربية في صفوف غير الناطقين بها، علمًا بأن الملايين من مسلمي شبه القارة الهندية وبلاد الأتراك، وجنوب شرق آسيا مثلا، يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب دون أن يفقهوا منه حرفا واحدا، ولا أن يكتبوا كلمة واحدة، ومنهم من يقرأ القرآن بالقراءات السبع، ويحفظ الصحيحين، ومع ذلك فهم محرومون من نعمة التدبر والفهم والتفقه، ولذلك سادت بينهم الخرافات والأباطيل المنسوبة إلى الإسلام رغم عنايتهم الفائقة بحفظ القرآن والحديث ولا سبيل لربطهم بالقرآن الكريم فهما وتدبّرا إلا بتعلم اللغة العربية.
3 - إن المسلم الذي لا يملك اللغة العربية يظل متلقيا ومقلدا بإطلاق، ولا يمكنه أن يفهم القرآن الكريم ولا الأحكام الشرعية من مختلف مصادر الفقه الإسلامي إلا بواسطة، ويبقى حاجز اللغة بينه وبين الترجيح بين الفتاوى واختيار الأيسر منها، كما يظل حاجزا بينه وبين التجول الواسع في التراث الإسلامي وقراءته قراءة واعية. وهذه الوضعية هي التي جعلت كثيرا من مسلمي أوروبا رهيني قراءة معينة للإسلام، سواء لجماعة معينة أو لطريقة معينة، دون أن يبذل مجهودا لكسب مساحة واسعة من الحرية في قراءة الإسلام من مصادره الأصلية، والاطلاع على الاجتهادات المختلفة، مع اتخاذ القرار في التمثل والاتباع، ولن تتاح أمامه مثل هذه الفرص إلا بتعلم اللغة العربية.
4 - تفشل خطط تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لأنها تقدم هذه اللغة في بعدها القومي، فتحصر أهدافها في الاطلاع على الحضارة العربية وعادات وتقاليد شعوبها، ويغيب البعد العالمي لهذه اللغة باعتبارها لغة الوحي المنزل للعالمين، والواقع أن نشر هذه اللغة يتعدى البعد القومي ليكون الهدفُ الأسمى هو الاطلاعَ على تعاليم الإسلام باعتباره دينا هاديا ومخلّصا؛ فاللغة في هذه الحال نافذة الدين ومدخله، وفرق كبير بين أن تَربط لغةً مَا بحضارة قومية معينة، وأن تَربطها بدين ذي أبعاد عالمية يسعى إلى أن ينتشر بين الناس عن طريق الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.
5 - ينبغي أن تكون لغة تدريس مادة التربية الإسلامية في المدارس العربية في البلدان غير الناطقة بالعربية هي اللغةَ العربية، لأن في ذلك فائدتين: أولاهما فهم الإسلام من مصادره الأصلية، والثانية تقوية اللغة العربية. ونحن نعلم أن كثيرا من أبناء الجالية العربية في أوروبا لا يتكلمون اللغة العربية، ورغم ذلك تقدم لهم حصص التربية الإسلامية بلغة أجنبية، فيحرمون من فرصة لا تعوض للتمكن من اللغة العربية.
ينبغي أن تُستثمر الحاجة إلى التدين بالإسلام إلى تعلم اللغة العربية باعتبارها لغة الوحي تتجاوز البعد القومي بهدف خلق المسلم الحر الذي يحق له أن يبلغ يوما درجة الاجتهاد، أسوة بالعلماء المسلمين غير العرب الذين أسهموا بحظ وافر جاوز حتى العرب أنفسهم في اللغة والحديث والتفسير، وليس مثال سيبويه والبخاري ومسلم وغيرهم عنّا ببعيد.
والخلاصة: أن دعم جهود تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها له أثره البالغ في التعريف بالإسلام ونشره عند أهله من المسلمين غير العرب، ولدى باقي العالمين من غير المسلمين. وسيعزز ذلك كل الجهود المبذولة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى لغات العالم، شريطة أن ننظر إلى اللغة العربية في بعدها العالمي المستمد من عالمية الإسلام وأن نبذل مجهودات كبرى لننقلها من لغة العرب إلى لغة القرآن.
_________________
(*) رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية الإسلامية / المغرب.
منقول من مجلة حراء العدد: 9 (أكتوبر - ديسمبر) 2007:
http://www.hiramagazine.com/archives_show.php?ID=175&ISSUE=9
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Feb 2008, 10:51 م]ـ
مقال رائع وممتع وجميل، وفقكم الله يادكتور خالد، وشكر الله سعيكم يادكتور عبد الرحمن على نقل هذا الموضوع.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:17 ص]ـ
4 - تفشل خطط تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لأنها تقدم هذه اللغة في بعدها القومي، فتحصر أهدافها في الاطلاع على الحضارة العربية وعادات وتقاليد شعوبها، ويغيب البعد العالمي لهذه اللغة باعتبارها لغة الوحي المنزل للعالمين، والواقع أن نشر هذه اللغة يتعدى البعد القومي ليكون الهدفُ الأسمى هو الاطلاعَ على تعاليم الإسلام باعتباره دينا هاديا ومخلّصا؛ فاللغة في هذه الحال نافذة الدين ومدخله، وفرق كبير بين أن تَربط لغةً مَا بحضارة قومية معينة، وأن تَربطها بدين ذي أبعاد عالمية يسعى إلى أن ينتشر بين الناس عن طريق الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.
الله أكبر.
مقال بديع جزاكم الله خيراً على نقله لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[12 Jul 2008, 06:17 م]ـ
مقال رائع ..
فائدة: للدكتور خالد الصمدي رسالة بعنوان (فقه الحديث في المغرب الإسلامي من النشأة حتى القرن السابع)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jul 2008, 07:00 م]ـ
: "إن هؤلاء حين يسمعون أحدا يتكلم اللغة العربية فإن أعينهم لا ترى فيه إلا صحابيا جليلا قدم للتو من أرض الرسالة، وربما يتخيلون من فرط الشوق أن يدَه لامست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
هذا بنصه وفصه ما سمعته أذناي وما رأت من يقوله مثله عيناي، وذلك في مدينة البعوث الإسلامية التابعة لجامعة الأزهر بالقاهرة التي تحتوي عشرات الألوف من طلاب الدول الإسلامية ومنها دول روسيا والشيشان الذين كانوا يغبطوننا بكل حرف نتكلم به، وتراهم يسيرون على أدب قلما وُجد في مجتمعاتنا الإسلامية.
إنكم معشر العرب إن لم تقوموا بواجبكم في نشر الإسلام ليعذبنكم الله تعالى مرتين، أولاهما لأنكم موقنون برسول بعث منكم وبين أحضانكم، والثانية لأنكم تقرؤون القرآن بلغته التي أُنزل بها وبدون واسطة وهو ما يتيح لكم فهمه وتدبره حين يحرمون هم من ذلك".
كلام حقيق بالدراسة والتناصح، وشكر الله للدكتور الكاتب وللشيخ الدكتور عبد الرحمن على نقله وتبيينه.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[13 Jul 2008, 06:02 ص]ـ
شكرا جزيلا علي نقل هذه الفوائد(/)
برنامج (ندوة الدراسات القرآنية) في إذاعة القرآن الكريم: شارك برأيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Feb 2008, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سبقت الإشارة إلى هذا البرنامج في مشاركة للأخت الكريمة شعلة بعنوان:
بشرى برنامج (ندوة الدراسات القرآنية) في إذاعة القرآن الكريم ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=10643)
وقد أفردت هذا الموضوع بناء على اقتراح من أخي الكريم الدكتور عمر المقبل حفظه الله لتحقيق الآتي:
1 - موافاتنا باقتراحاتكم التي تقترحونها لإنجاح هذا البرنامج.
2 - الموضوعات التي تقترحون طرحها في هذا البرنامج.
3 - اقتراح الضيوف وإرسال عناوينهم إن أمكن.
4 - من يرغب منكم في المشاركة في البرنامج فليراسلنا للتنسيق.
5 - من يتكرم من الأعضاء الفضلاء ويساعدنا في القيام بالتنسيق مع الضيوف ومع مقدم البرنامج وله كل الشكر والتقدير ومن له رغبة في المشاركة في القيام بهذا العمل وله الأجر والثواب فليراسلني على بريدي وفقه الله.
علماً أننا سوف نتيح كل حلقات هذا البرنامج على موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في ثوبه الجديد قريباً بإذن الله.
الجمعة 24/ 1/1429هـ
ـ[لطيفة]ــــــــ[01 Feb 2008, 09:31 م]ـ
شكر الله لكم وبارك في جهدكم
متى يذاع البرنامج؟ وهل بدأ؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Feb 2008, 11:04 م]ـ
هذه بعض الاقتراحات التي قد تفيد:
1 ـ من المقترح للإخوة الحريصين على سماع هذا البرنامج أن يضبطوا منبه الجوال للإفادة من هذا البرنامج.
2 ـ أقترح على أصحاب الفضيلة الذين يشاركون في هذا البرنامج أن يحرصوا قدر الإمكان على تبسيط العبارة،مع الاحتفاظ بقوة المادة العلمية، كلٌ حسب قدرته وطاقته.
3 ـ إن أمكن أن يتواصل الإخوة ـ في جوال الجمعية ـ طوال شهر كامل للتذكير بهذا البرنامج عن طريق الرسائل،فهذا حسن وجيد،حتى يعتاد الإخوة على هذا البرنامج.
4 ـ أود أن أسأل ـ قبل أن أقترح ـ: ما طبيعة المواضيع التي خطط لها الإخوة المعدون في البرنامج؟!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Feb 2008, 07:43 ص]ـ
الأخت الكريمة د. لطيفة: البرنامج يذاع مساء يوم الجمعة بُعيد صلاة العشاء الساعة 8:20 PM .
الزميل الكريم د. عمر المقبل: أتفق معك في الدعوة إلى محاولة تبسيط العبارة قدر المستطاع ليصل إلى أوسع شريحة ممكنة، ويكسب الجميع.
وأما طبيعة الموضوعات التي خططنا لها فليست محددة بدقة، وإنما وضع لها إطار عام أن تكون حول القرآن الكريم، لأننا لا نملك وعداً مسبقاً لمدة عام كامل من الضيوف بالحديث في موضوعات محددة مسبقاً، وإنما نرحب بكل مشارك من أعضاء الجمعية أو غيرهم يرغب في المشاركة المناسبة في البرنامج، وحتى نقطع شوطاً في البرنامج تتبين لنا مدى رغبة الأعضاء في المشاركة نبدأ في وضع مشروعات علمية تغطى من خلال هذا البرنامج ففي عشر حلقات متتابعة منه مثلاً نركز الحديث عن (موضوعات السور المكةي ودلالاتها) مثلاً. وفي عشر أخرى نركز الحديث عن موضوع قرآني آخر وهكذا .... ولا نستغني عن أي رأي أو مقترح يسدد هذا البرنامج وهو ما يزال في بدايته.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Feb 2008, 11:08 م]ـ
خطوة مباركة, وأفكار جميلة, وأقترح على أبي عبد الله الربط بين عناوين الموضوعات المطروحة وبين الدراسات العلمية التي تقدم بها الأعضاء الكرام؛ حتى يتاح لكل مشارك الإفادة والتسهيل حين يتناول موضوعاً قد درسه وحرثه, ولكي تسهل موافقة الأصحاب على المشاركة حين يكون الموضوع ذا علاقة بنتاجه العلمي.
وحتى تصل إلى ذلك تحتاج أولاً إلى تحديد الموضوعات التي ستطرح بالتفصيل, ثم توزع بالطريقة السابقة.
ـ[لطيفة]ــــــــ[03 Feb 2008, 07:53 م]ـ
الأخت الكريمة د. لطيفة: البرنامج يذاع مساء يوم الجمعة بُعيد صلاة العشاء الساعة 8:20 PM ..
شكر الله لك أخي الكريم .. وإن لم أكن دكتورة .. لكن لابأس من الفأل الحسن .. !!:)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Feb 2008, 02:46 م]ـ
لعل من المواضيع التي يحسن طرحها:
التعريف بالأئمة السبعة،أو العشرة القراء،وإعطاء معلومات تفيد المستمع عنهم،مثل:
1 ـ سيرة موجزة عن كل إمام.
2 ـ مكان انتشار قراءته في هذا العصر.
3 ـ مزايا قراءته،وأصولها.
4 ـ نماذج تطبيقية من قراءته.
والرأي النهائي لكم أبا عبدالله وفريق العمل معكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Feb 2008, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
اقتراحات موفقة بارك الله فيكم وقد سجلتها في ورقة البرنامج.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[08 Feb 2008, 03:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لاختيار هذا الموضوع المهم و المفيد.
أقترح على فضيلتكم: " الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي ":
1 - الأعلام.
2 - المجالات.
3 - القضايا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[08 Feb 2008, 11:40 م]ـ
الاخ الفاضل عبد الرحمن الشهري
لو يطرح موضوع (الأخطاء المنتشرة بين الناس في قراءة القرآن) مع بيان سبب الخطأ والعلاج لهذه الأخطاء؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[31 May 2008, 02:15 م]ـ
يسر الله لي الاستماع لهذا البرنامج المبارك عدة مرات.
وقد طرحت فيه مواضيع متميزة ومتنوعة , وقد استمعت البارحة الجمعة 25/ 5 / 1429 لموضوع رائع بعنوان (أدب المفسرين) تألق فيه الشيخ الدكتور /عبدالرحمن الشهري وأبدع.
وأتمنى أن يتيسر لأعضاء الجمعية ولغيرهم الحصول على حلقات هذه الندوة مسجلة حتى يستفيد منها عدد أكبر من المهتمين بالدراسات القرآنية والمتخصصين فيها
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 May 2008, 04:18 م]ـ
وأتمنى أن يتيسر لأعضاء الجمعية ولغيرهم الحصول على حلقات هذه الندوة مسجلة حتى يستفيد منها عدد أكبر من المهتمين بالدراسات القرآنية والمتخصصين فيها
للتأييد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 May 2008, 04:41 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً. وقد طلبت من المقدم للبرنامج الدكتور يوسف العقيل نسخة الكترونية من الحلقات لرفعها فوافق ولعلي آخذها منه قريباً وأرفعها لكم.
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[31 May 2008, 04:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً. وقد طلبت من المقدم للبرنامج الدكتور يوسف العقيل نسخة الكترونية من الحلقات لرفعها فوافق ولعلي آخذها منه قريباً وأرفعها لكم.
بارك الله في جهودكم.
ـ[وائل صنبع]ــــــــ[03 Jun 2008, 12:46 ص]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي بعده وبعد
أتابع البرنامج بشكل مستمر ولكنني لاحظت التفاوت في الحلقات ففي بعضها لاأكاد أسمع جزء من الحلقة حتى - وعذرا - أغلق المذياع وليست قليلة تلك الحلقات، وبعضها أتمنى أن تطول حلقته دقائق وساعات فإذ يئست رجوت أن يقول المذيع أبو عبد الإله ونكمل في الحلقة القادمة مع الضيف فلا يقول ذلك ومنها حلقة الشيخ الفاضل عبد الرحمن وأعزو الضعف والله أعلم إلى:
1 - عدم التحضير للحلقة.
2 - التكلف في الموضوع.
3 - ضعف المقدم أو الضيف في توصيل ما يريد.
أسأل الله التوفيق للجميع وأعتذر إن كان هناك ما يغضب.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[03 Jun 2008, 06:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً. وقد طلبت من المقدم للبرنامج الدكتور يوسف العقيل نسخة الكترونية من الحلقات لرفعها فوافق ولعلي آخذها منه قريباً وأرفعها لكم.
هذه بشرى طيبة , وفقكم الله وأعانكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Jun 2008, 07:11 ص]ـ
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على من لانبي بعده وبعد
أتابع البرنامج بشكل مستمر ولكنني لاحظت التفاوت في الحلقات ففي بعضها لاأكاد أسمع جزء من الحلقة حتى - وعذرا - أغلق المذياع وليست قليلة تلك الحلقات، وبعضها أتمنى أن تطول حلقته دقائق وساعات فإذ يئست رجوت أن يقول المذيع أبو عبد الإله ونكمل في الحلقة القادمة مع الضيف فلا يقول ذلك ومنها حلقة الشيخ الفاضل عبد الرحمن وأعزو الضعف والله أعلم إلى:
1 - عدم التحضير للحلقة.
2 - التكلف في الموضوع.
3 - ضعف المقدم أو الضيف في توصيل ما يريد.
أسأل الله التوفيق للجميع وأعتذر إن كان هناك ما يغضب.
أشكرك أخي العزيز على حرصك وملحوظاتك، ومجاملتك لي أيضاً.
ولا أخفيك أننا نعاني من عدم تعاون الأعضاء في تقديم حلقات البرنامج، ولذلك يقبل من الذين يبادرون ما يشاركون به دون التوقف كثيراً عند الموضوع ثقةً بعقل وعلم المشارك، لكن النتيجة قد لا تكون كما يتوقع. ولاحظت في الحلقات التي تقدم من المدينة النبوية عدم مناسبة المقدم للبرنامج ولعل هذا هو السبب الذي جعل الإذاعة توقف بث الحلقات التي سجلت من المدينة فقد جاءهم ملحوظات على التقديم.
ولعل هذا يجيب عن استنكار أخي الدكتور محمد العواجي في موضوع آخر بعنوان عتب على الجمعية ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=56637) في المشاركة رقم 12 حيث يقول حفظه الله:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
... وللأسف الشديد والجمعية لم تحمل حفظ الحق لأهله بل هي من وأد بعض مشاريعها لاسيما الإعلامية (13) حلقة إذاعية بالمدينة نسفت وكأن لم تكن شئاً،، ثم يُطلب من الأعضاء المشاركة لتغطية وأد المشروع الأصلي
فالوأد لم يكن من الجمعية وإنما من الإذاعة.
ويبقى الكمال عزيزاً وهي فرصة لمن لديه ما يمكنه أن يقدمه أن يبادر لتقديمه فالفرصة ممكنة الآن ولا يزال أمامنا ما يقارب العشرين حلقة بحاجة إلى تسجيل، فأين المبادرون. وقد وزعت ورقة تطلب المشاركة في البرنامج يوم الجمعية العمومية ولم يصلني إلا رغبة واحدة في المشاركة من بين الحضور الذي جاوز 182 مشارك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jun 2008, 10:03 ص]ـ
على غرار أدب المفسر أقترح تناول الموضوعات الآتية:
ـ أدب حملة القرآن.
ـ بعض الموضوعات القرآنية المتصلة بالتفسير الموضوعي مثل:
ـ الأمن الفكري في القرآن الكريم ..... أخلاق العمل في القرآن .... تربية الأولاد في ضوء القرآن الكريم وهلم جرا
ـ الشباب والعلماء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية {معالجة التباين الحاصل بين الشباب والعلماء وبيان الخلل وتحديد العلاج}
ـ تناول موضوعات علوم القرآن واحداً تلو الآخر مع حث من لديه مادة علمية مصنّفة في ذلك، بتتبع السير العلمية للمتخصين، وإن كنا لعلى يقين من أنه ليس كل مؤلّف يستطيع مجابهة الميكروفون، وممن يستطيعون العطاء لا حظ لهم لسبب أو لآخر ...... فليتدبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Dec 2008, 09:57 ص]ـ
أسأل الله لكم جميعاً التوفيق.
ما زالت الدعوة مستمرة للمشاركة في البرنامج للجميع، ومن لديه موضوعات قيمة ورغبة فليتواصل معي فهاتفي لديكم، والبرنامج وافقت الإذاعة على استمراره في الدورة افذاعية المقبلة. وأنا أعاني كثيراً من تعاون المتخصصين في هذا البرنامج، وكذلك من ضيق الوقت لدى مقدم البرنامج في افذاعة الأخ يوسف العقيل رعاه الله.
وقد بلغني من أحد الزملاء عتب بعض الأعضاء لكون الدكتور مساعد الطيار وعبدالرحمن الشهري يستأثرون بالحلقات دون غيرهم، ويعلم الله أنني أدافع أن أسجل للبرنامج أي حلقات خوفاً من مثل هذا الكلام ولعلمي بقلة بضاعتي العلمية، وضعف تحضيري للموضوعات، ولكن لا أسجل حلقة إلا إذا تورطتُ تماماً. وآخرها حلقات أربع أخيرة، فوجئت بالدكتور يوسف يهاتفني يوم السبت ويطلب حلقات أربع عاجلة جداً ليوم الجمعة القريب. فاتصلت باثني عشر زميلاً من الزملاء للتسجيل فكلهم اعتذر لضيق الوقت وعدم مناسبة موعد التسجيل لهم، مع أنهم دوماً يطلبون المشاركة. فاضطررت يعلم الله - مع ضيق الوقت بسبب الإعداد للملتقى التنسيقي للجمعيات العلمية - بتسجيل أربع حلقات للبرنامج يوم الإثنين 24/ 12/1429هـ عن الموضوعات التالية:
- تفسير القرآن الكريم: واقعه ومستقبله (حلقتان).
- تدريس التجويد باستخدام التقنيات.
- أحمد بن فارس الرازي وجهوده في التفسير وعلوم القرآن.
وسيظهر عليها قطعاً تشتت البال في تقديمها لظروف تسجيلها، ولكن ما حيلة المضطر.
فأنا أكرر الدعوة للجميع ممن يرغب في تسجيل حلقات للبرنامج للتواصل معي لتنسيق الوقت المناسب مبكراً له وللمذيع ونسأل الله أن يعيننا على إنجاح هذا البرنامج، وليت الذين ينتقدون يشاركوننا العمل، وإن أرادوا جاءهم المذيع إلى منازلهم، فخدمة التوصيل متاحة في البرنامج أيضاً، والمستمعون هم الحَكَم، والشيخ الحبيب وائل بالمرصاد!
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Dec 2008, 12:57 ص]ـ
أؤيد لماذا لا ترفع الحلقات على الموقع.
ولدي استفسار للشيخ عبدالرحمن حفظه الله ورعاه.
ما رأيك بتناول موضوعات السور؟
حلقة تخصص عن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم آمال وطموحات.
التدرج في علوم القرآن
ـ[أبو محمد البدري]ــــــــ[02 Jan 2009, 10:51 م]ـ
الشيخ الفاضل: عبدالرحمن -سراجَ هذا الملتقى الوهَّاج-
لديَّ اقتراحٌ هو أن تستضيفوا الدكتور: عبدالمحسن العسكر، فقد سمعتُ محاضرتهُ عن (المجاز) التي تفضلتمْ بنشرها في الملتقى، فأعجبْتُ بها كثيراً.
بانتظار ردكم الكريم -أثابكم الله-
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2009, 11:41 ص]ـ
لديَّ اقتراحٌ هو أن تستضيفوا الدكتور: عبدالمحسن العسكر، فقد سمعتُ محاضرتهُ عن (المجاز) التي تفضلتمْ بنشرها في الملتقى، فأعجبْتُ بها كثيراً.
بانتظار ردكم الكريم -أثابكم الله-
بكل سرور، وقد طلبت منه ذلك وهو عضو من أعضاء الجمعية وفقه الله. ولعلي أحدد الموعد المناسب له إن شاء الله للتسجيل قريباً، ولعل ابنه الأخ عبدالملك يساعدني في ذلك مشكوراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2009, 11:43 ص]ـ
أؤيد لماذا لا ترفع الحلقات على الموقع.
ولدي استفسار للشيخ عبدالرحمن حفظه الله ورعاه.
ما رأيك بتناول موضوعات السور؟
حلقة تخصص عن الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم آمال وطموحات.
التدرج في علوم القرآن
أما رفع الحلقات فسيكون قريباً بإذن الله، لأن الحصول على الحلقات من الإذاعة يحتاج وقتاً، ولو تفرغ أحدنا لتسجيلها في وقت بثها لكان أسهل طريقة للحصول عليها ورفعها ولكن نسأل الله التيسير، ولعلنا نبدأ ببثها من خلال موقع البث الإسلامي قريباً لتكون متاحة للجميع على الانترنت مباشرة.
وأما الموضوعات التي اقترحتموها فهي مناسبة جداً ونرجو أن يوفقنا الله لطرحها من خلال الخبراء بها.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Dec 2009, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
علماً أننا سوف نتيح كل حلقات هذا البرنامج على موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في ثوبه الجديد قريباً بإذن الله.
الجمعة 24/ 1/1429هـ
جزاكم الله خيراً جميعاً. وقد طلبت من المقدم للبرنامج الدكتور يوسف العقيل نسخة الكترونية من الحلقات لرفعها فوافق ولعلي آخذها منه قريباً وأرفعها لكم.
أؤيد لماذا لا ترفع الحلقات على الموقع.
أما رفع الحلقات فسيكون قريباً بإذن الله، لأن الحصول على الحلقات من الإذاعة يحتاج وقتاً، ولو تفرغ أحدنا لتسجيلها في وقت بثها لكان أسهل طريقة للحصول عليها ورفعها ولكن نسأل الله التيسير، ولعلنا نبدأ ببثها من خلال موقع البث الإسلامي قريباً لتكون متاحة للجميع على الانترنت مباشرة.
.
بلغت حلقات هذا البرنامج المبارك 100 حلقة , بحسب ما أفاد مقدمه د / يوسف بن صالح العقيل.
وكان آخرها يوم الأحد الموافق 10/ 1 / 1431هـ
مع الشيخ ياسر بن راشد الدوسري تحدث عن موضوع (النظم في القرآن).
وما زلنا نطالب بنشر هذه الحلقات المسجلة سواء في موقع الجمعية أو في البث الإسلامي أو هنا في هذا الملتقى ,ففيها حلقات متميزة وفريدة , وحبذا لوقام أحد بتفريغها ونشرها , ففيها فوائد ودرر.
وأنا أعذر الدكتور عبد الرحمن الشهري لكثرة انشغالاته وارتباطه بأكثر من مشروع لخدمة الدراسات القرآنية , وكذلك كان هذا الكلام منه سابقا عندما كان عضوا في مجلس إدارة الجمعية.
أما الآن فأنا أكتب هذه المشاركة لتذكير الأعضاء الجدد للجمعية بهذا الأمر والاهتمام به , وتلبية طلب الكثير لنشر هذه الحلقات , وأظنه ليس أمرا معقدا أو صعبا؟؟!
أسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء على جهودهم في خدمة كتاب الله تعالى.
حرر في 11/ 1 / 1431هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Dec 2009, 06:25 ص]ـ
وأنا أعذر الدكتور عبد الرحمن الشهري لكثرة انشغالاته وارتباطه بأكثر من مشروع لخدمة الدراسات القرآنية , وكذلك كان هذا الكلام منه سابقا عندما كان عضوا في مجلس إدارة الجمعية.
أما الآن فأنا أكتب هذه المشاركة لتذكير الأعضاء الجدد للجمعية بهذا الأمر والاهتمام به , وتلبية طلب الكثير لنشر هذه الحلقات , وأظنه ليس أمرا معقدا أو صعبا؟؟!
أسأل الله أن يجزي الجميع خير الجزاء على جهودهم في خدمة كتاب الله تعالى.
حرر في 11/ 1 / 1431هـ
جزاكم الله خيراً على التماس العذر لصاحبك، وليس سبب عدم الحصول عليها هو كثرة الانشغال فقط، فقد طلبتُ نسخاً منها من كل من أعرفه في إذاعة القرآن الكريم، وكلهم يَعِدُني ويُمنِّيني ولكن لم أحصل على شيء منها بعدُ، وسبب ذلك عدم المتابعة الجادة مني وعدم التنظيم في الإذاعة، وإلا فقد حصلتُ على حلقات برنامج (أطروحة على الهواء) بواسطة رسالة جوال فقط أرسلتها للصديق الدكتور مساعد المحيا معد البرنامج ومقدمه وجاءتني بأيسر سبيل، أما هذا البرنامج فللأسف لم أنجح بعدُ، مع إن 99 % من حلقاته سجلت في مكتبتي وشاركت في بعضها، ونسقت البعض الآخر مع المشاركين. وهذه حال معظم القنوات والجهات الإعلامية تجد مشقة في الحصول على نسخة من عملك الخاص أو عمل غيرك إذا كنت في حاجة إليه، ومثلها قناة المجد فلم ننجح في الحصول على حلقات بينات ولا غيرها، وقناة صفا طلبت منهم عدة مرات برنامج (شواهد الشعر) ولم أنجح.
ولكن سأحاول هذه المرة بجديَّة إكراماً لكم يا أبا عمر ولن أعود لك إن شاء الله إِلاَّ بِها أو بِبعضها، وسأؤكد على الأخ المخرج محمد بن سعيد الشمري وفقه الله، وأرجو ألا أعود خائباً.(/)
من بيان القرآن "تفسير سورة القدر" ج 4
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[02 Feb 2008, 01:05 م]ـ
? يستعجلونك بالعذاب ?
إن قوله:
• ? قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ? هود 32
• ? قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ? الأعراف 70
• ? فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين ? الأعراف 77
• ? قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون ? النمل 46
• ? فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين العنكبوت ? 29
وشبهه ليعني أن المكذبين من قوم نوح كما في حرف هود وقوم هود كما في أول الأعراف وقوم صالح كما في النمل وثاني الأعراف وقوم لوط كما في حرف العنكبوت قد استعجلوا العذاب الذي وعدهم به رسلهم في الدنيا، وقد أهلكوا جميعا كما فصل في القرآن.
وإن المثاني كما في قوله:
• ? وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ? الأنفال 32
• ? وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب ? ص 16
• ? أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا ? الإسراء 92
ليعني أن المكذبين الذين عاصروا النبي ? في أول الأمة قد استعجلوا في الدنيا مثل العذاب الذي أهلك به الأولون لفرط تكذيبهم بصدق الوعد به.
وإن المثاني كما في قوله:
• ? فإن للذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون ? الذاريات 59
• ? ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ? الرعد 6
• ? ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب ? العنكبوت 53 ـ 54
• ? ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها وإلي المصير ? الحج 47 ـ 48
لتعني أن العذاب الذي استعجلوه سيأتيهم في أجل مسمى هو الميعاد وكما وعد الله ولن يخلف الله وعده في حرف الذاريات الذي تضمن وعدا من الله أن يعذب المكذبين بعد نزول القرآن بذنوب من العذاب مثل الذنوب الذي عذب به أصحابهم المكذبين من قوم نوح وقوم لوط وعذب به عادا وثمود ومدين وأصحاب الأيكة وقوم فرعون، وهو الوعد الآتي مهما تأخر واستعجله المكذبون الذين عاصروا نزول القرآن.
ولن يخلف الله وعده في حرف الرعد الذي يعني أن سنة الله لا تتبدل ومنها أن يعذب في الدنيا الذين يستعجلون بالسيئة قبل الحسنة، وقد استعجل المكذبون بعد نزول القرآن العذاب في الدنيا لفرط تكذيبهم بالغيب الذي جاء به النبي الأمي ? وسيهلكون بالعذاب في الدنيا كما هي المثلات التي خلت من قبل أي سنة الله في الذين خلوا من قبل من الأمم المكذبة، والتذكير بالمثلات التي خلت من قبل لتأكيد أنها ستأتي عليهم لا تبديل لها.
ولن يخلف الله وعده في حرف العنكبوت كما هو صريح الوعد به في قوله ? وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون يستعجلونك بالعذاب ?
ولن يخلف الله وعده في حرف الحج وإنما سيملي للقرى الظالم أهلها ثم يأخذها بالعذاب كما هي سنته في المكذبين من قبل.
? أفأمنوا مكر الله ?
33
إن قوله:
• ? أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ? الأعراف 97 ـ 99
• ? أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين أو يأخذهم على تخوف ? النحل 45 ـ 47
• ? أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ? يوسف 107
• ? أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير ? الملك 16 ـ 17
• ? أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا ? الإسراء 68 ـ 69
لتعني أن الذين حسبوا أنفسهم آمنين من العذاب الموعود واهمون.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن قوله ? أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض وقوله أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ? وقوله ? أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر وقوله أو من تحت أرجلكم في قوله قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم ? الأنعام 65 لمن المثاني مع قوله ? فخسفنا به وبداره الأرض ? القصص 81 وقوله ? فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها ? هود 82 وشبهه.
ويعني أن حرف القصص وهود قد تضمنا ذكرا من الأولين.
وتضمن حرف النحل والملك والإسراء والأنعام وعدا في الآخرين وكذلك دلالة المثاني.
وإن قوله ? أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ? وقوله ? أو يرسل عليكم حاصبا ? وقوله ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم ? الأنعام 65 لتعني وعدا في الآخرين وهي من المثاني مع قوله ? إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر ? القمر 34 وقوله ? فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ? العنكبوت 40 وقوله ? ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء ? الفرقان 40 وقوله ? وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ? الحجر 74 وشبهه وهي من الذكر في الآخرين.
ويعني حرف الأعراف الإنكار على القوم الخاسرين أن يأمنوا مكر الله الموعود وهو أن يأتي بعض أهل القرى بأسه بياتا وهم نائمون وأن يأتي بعضهم بأسه ضحى وهم يلعبون.
ويعني حرف النحل الإنكار على الذين مكروا السيئات أن يأمنوا أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب وهم لا يشعرون أو يأخذهم بالعذاب في تقلبهم أي غير مقيمين وغير مصحوبين بأسباب القوة والدفاع أو يأخذهم بالعذاب على تخوف.
ويعني حرف يوسف الإنكار على المشركين المعرضين عن آيات ربهم التي يمرون عليها في السماوات والأرض أن يأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله في الدنيا بغتة وهم لا يشعرون.
ويعني حرف الملك الإنكار على المكذبين من هذه الأمة أن يأمنوا أن يخسف الله بهم الأرض فتمور بهم أو يرسل عليهم حاصبا من السماء.
ويعني حرف الإسراء الإنكار على الذين يتبعون الشيطان ويفتنون بصوته وبخيله ورجله ويشركون بالله أن يخسف الله بهم جانب البر من الأرض أو يرسل عليهم حاصبا من السماء أو يغرقهم في البحر بكفرهم.
ودلالة الاستفهام للإنكار تعني أنهم أمنوا موعودا سيحل بهم في الدنيا.
? فهل ينظرون إلا سنة الأولين ?
إن قوله:
• ? قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين ? عمران 137
• ? كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ? الحجر 13
• ? وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا ? الكهف 55
• ? وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا ? خاتمة فاطر
• ? أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم كانوا به يستهزئون فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون ? خاتمة غافر
لتعني أن سنة الله في الذين خلوا من قبل هي أن يعذب المكذبين المجرمين في الدنيا بعذاب من عنده، ويعني أن لن يجد النبي ? لسنة الله تبديلا ولا تحويلا الوعد من الله أن يهلك الذين سيستكبرون في الأرض ويمكرون المكر السيّء بعد نزول القرآن كما أهلك المكذبين الأولين.
? وما أنتم بمعجزين في الأرض ?
إن قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين ? هود 32 ـ 33
• ? وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء ? العنكبوت 22
ليعني في حرف هود أن نوحا وعد قومه بعذاب من عند الله في الدنيا والآخرة لن يفلتوا منه ولن يسبقوه ولن يفوت منهم أحد ينجو منه كما هي دلالة قوله ? وما أنتم بمعجزين ? ولقد عذب المكذبون من قوم نوح أجمعون في الدنيا فلم يعجزوا أي لم يكن الذي أنزل عليهم العذاب في الدنيا بعاجز عن إلحاقه بهم سبحانه وتعالى، وكذلك سيعذب المكذبون من قوم نوح في الآخرة ولا يعجزون الله بل يعذبهم وهم صاغرون داخرون.
وإن من تفصيل الكتاب أن مما أوحي إلى إبراهيم فبلّغه قومه قوله ? وإن تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم ? العنكبوت 18 ـ 23، وذلك لخمس قرائن أولاها قوله ? قل ? في خطاب الرسل والنبيين وتعني أن ما بعدها هو من الوحي من عند الله كما هي دلالة القرينة الثانية وهي قوله ? أولئك يئسوا من رحمتي ? أي من رحمة الله وحده الذي أوحى إلى إبراهيم وأرسله إلى قومه، والقرينة الثالثة قوله ? وما على الرسول إلا البلاغ المبين ? بتغييب الرسول للدلالة على الوحي المنزل من عند الله ولو كان من تتمة خطاب إبراهيم قومه لكان السياق وما علي إلا البلاغ المبين على نسق قوله ? قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين ? يس 16 ـ 17 من كلام الرسل الثلاثة أصحاب القرية، والقرينة الرابعة تعني قوة قراءة الجماعة بالغيب في قوله ? أولم يروا ? ويدفع قراءة حمزة والكسائي وخلف بالخطاب القرينة السابقة إذ لو كان قوله ? أولم يروا بالخطاب لكان متصلا بقول إبراهيم كما في قوله ? وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ? العنكبوت 16 ـ 17 ولما كان مفصولا بالغيب في قوله وما على الرسول إلا البلاغ المبين لدلالته على أنه ليس من كلام إبراهيم وإلا لما غيب نفسه، والقرينة الخامسة قوله ? فما كان جواب قومه ? العنكبوت 24 وتعني نهاية ما بلغه إبراهيم قومه ابتداء من قوله ? وإذ قال إبراهيم لقومه ? العنكبوت 16.
ولقد عذّب قوم إبراهيم في الدنيا كما هي دلالة قوله:
• ? وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير ? الحج 42 ـ 44
• ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات أتتهم رسلهم بالبينات فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ? التوبة 70
• ? وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ? الأنبياء 70 ـ 71
• ? فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين ? الصافات 98
ويعني أنهم قد عذبوا في الدنيا كما عذب فيها قوم نوح وعذبت عاد وثمود وقوم لوط وآل فرعون فلم يعجزوا وكذلك سيعذبون في الآخرة وما هم بمعجزين.
وإن قوله ? وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء ? لمما أوحي إلى إبراهيم ونبّأ الله به خاتم النبيين محمدا ? في القرآن ويعني أن الإنسان سيصعد في السماء ولكنه لن يعجز الله هربا يوم ينزل العذاب الموعود في الدنيا كما يأتي تحقيقه.
وإن المثاني:
• ? أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا ? فاطر 44
• ? وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ? الجن 12
• ? ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ? الأحقاف 32
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض ومأواهم النار ? النور 57
• ? الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء ? هود 19 ـ 20
• ? وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ? الشورى 31
• ? ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ? الأنفال 59
• ? أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين ? النحل 45
• ? والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ? الزمر 51
• ? إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين ? الأنعام 134
• ? وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله ? التوبة 3
وجميعه في خطاب المكذبين بعد نزول القرآن الذي تضمن أنهم لن يعجزوا الله يوم ينزل عليهم العذاب الموعود في الدنيا كما لم يعجزه الذين كانوا من قبلهم كما هي دلالة حرف فاطر الذي تضمن الوعد من الله أن لن يعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض ومنه وعده أن يعذب المكذبين بعد نزول القرآن في الدنيا على نسق المكذبين من قبلهم، وإن الله العليم بما في السماوات والأرض ليعلم أن البشرية سيكون منها صعود إلى الفضاء وهروب إلى السماوات وهو القدير عليهم فلن يعجزوه بل سيقع عليهم وعده كما وقع على الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة.
ويعني الاسمان العليم القدير أن الله وعد وعدا حسنا غير مكذوب أن الله سيعذب في الدنيا المستكبرين في الأرض الذين يمكرون المكر السيء ـ كما بينت في كلية الآيات ـ وأنهم ستأتي عليهم سنة الأولين وهو العذاب في الدنيا.
وسيأتي من بيان حرف العنكبوت وفاطر في تفصيل للكتاب.
ويعني حرف الجن أن الجن قد علموا لما استمعوا القرآن أنهم إذا لم يؤمنوا فسيعذبون في الدنيا ولن يعجزوا الله في الأرض ولن يعجزوه هربا إلى الفضاء إذ كانوا يلمسون السماء كما في قوله ? وأنا لمسنا السماء ? الجن 8، وإنما الظن يقين كما أخبروا عنه في حرف الأحقاف وكما بينت في مقدمة التفسير.
ويعني حرف النور أن الذين كفروا سيعذبون في الدنيا ولا يعجزون ثم مأواهم إلى النار يعذبون فيها كذلك.
ويعني حرف هود أن الأحزاب الذين سيصدون عن سبيل الله بعد نزول القرآن ويبغونها عوجا لن يعجزوا في الأرض بل سيعذبون في الدنيا ويضاعف لهم العذاب كما يأتي بيانه.
ويعني حرف الشورى إخبار البشرية جميعا بقدرة الله عليهم وأنهم لا يعجزون الله في الأرض وليؤمن منهم من يخاف العذاب في الدنيا.
ويعني حرف الأنفال الوعد من الله أن لا يعجزه الذين كفروا أي سيعذبهم في الدنيا وإن حسبوا أنفسهم سبقوا أي هربوا من العذاب الموعود وأفلتوا منه.
ويعني حرف النحل الإنكار على الذين مكروا السيئات أن يأمنوا أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم العذاب في تقلبهم فلا يعجزون بل يعذبون ويهلكون بالعذاب الموعود في الدنيا.
ويعني حرف الزمر الوعد من الله أن يصيب الذين ظلموا من هذه الأمة ـ بعد نزول القرآن ـ سيئات ما كسبوا أي يعذبهم في الدنيا فلا يعجزون بل يهلكون به كما أصاب من قبلهم وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم سيئات ما كسبوا فأهلكوا في الدنيا.
ويعني حرف الأنعام أن ما يوعد المكذبون في القرآن آت فمعذبون به في الدنيا وما هم بمعجزين بل سيأخذهم العذاب فلا يفلتون منه.
ويعني حرف التوبة أن المشركين الذين سيتولون عن التوبة سيعلمون رأي العين كما يأتي قريبا بيانه أنهم غير معجزي الله بل سيعذبهم في الدنيا.
? إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا ?
إن المثاني كما في قوله:
• ? وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم ? هود 48
• ? أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ? الشعراء 205 ـ 207
ليعني أن المكذبين في هذه الأمة موعودون أن يمتعوا سنين وأن ما سيمتعون به لن يغني عنهم العذاب الموعود في الدنيا إذا جاءهم بل سيهلكون به وكما هي نبوة نوح من قبل ونبوة خاتم النبيين ? مثله.
وإن المثاني كما في قوله:
• ? والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين ? الأعراف 182 ـ 183
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يشعرون وأملي لهم إن كيدي متين ? الطور 44 ـ 45
• ? ذرهم في غمرتهم حتى حين أيحسبون أن ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون ? الفلاح 54 ـ 56
• ? من يضلل الله فلا هادي له ويذرهم في طغيانهم يعمهون ? الأعراف 186
• ? فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ? الزخرف 83 المعارج 42
وشبهه ليعني أن رب العالمين يمهل الذين يكذبون بآياته ويملي لهم في النعم والمال والبنين حتى يحسبوا أنه يسارع لهم في الخيرات فيخوضون ويلعبون ويطغون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ولا يبصرون ما هم عليه من طغيان حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدون ويأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون.
وإن المثاني كما في قوله:
• ? إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ? خاتمة الطارق
• ? أم يريدون كيدا فالذين كفروا هم المكيدون ? الطور 42
• ? ذالكم وأن الله موهن كيد الكافرين ? الأنفال 18
ليعني أن الكفار سيقع منهم كيد وأن الله سيوهن كيدهم ويكيدهم كما سيأتي بيانه.
وإن قوله:
• ? إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم النساء 142
• ? يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ? البقرة 9
لمن شاكلة ما تقدم عن الكافرين وسيأتي بيانه.
وإن المثاني في قوله:
• ? ومكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ? فاطر 43
• ? يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم ? يونس 23
لتعني أن الله سيمكر ويكيد بالمكذبين ويخادعهم كما يأتي بيانه في كلية الآيات من بيان القرآن.
? ليقطع طرفا من الذين كفروا ?
وإن من الموعود في القرآن قوله:
• ? وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ? الحجر 40 ـ 41
• ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين ? الأنبياء 44 ـ 46
• ? وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 126 ـ 127
• ? ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
ويعني أن الله سيقتطع طرفا من الذين كفروا وهم الذين كانوا في أطراف المعمورة فتنقص الأرض من أطرافها فتغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف أي قطع من السماء فلا يبقى على أطراف الأرض أحد، وسيصبح الناس يوما فلا يجدون إقليما من أقاليم الكفار في أطراف الأرض، وهكذا حتى لا يبقى من الكفار إلا الأحزاب في وسط الأرض الذين سيقاتلهم المؤمنون وإمامهم منهم في سبيل الله كما بينت في كلية النصر في القتال في سبيل الله.
ويأتي بيان حرف الرعد في كلية الكتاب.
? أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ?
وإن من موعودات القرآن قوله ? إن الذين يحادّون الله ورسوله كبتوا كما كبت الذين من قبلهم ? المجادلة 5 ومن المثاني معه قوله ? أو يكبتهم فينقلبوا خائبين ? عمران 127 ويعني أن الذين حادوا الله ورسوله من قبل وهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم قد كبتوا أي أهلكوا جميعا في الدنيا، وكذلك خلفهم في هذه الأمة موعودون أن يكبتوا أي يهلكون بالعذاب في الدنيا كأولئكم.
بيان قوله ? إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية لنجعلها تذكرة وتعيها أذن واعية ?
إن قوله:
• ? إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية لنجعلها تذكرة وتعيها أذن واعية ? الحاقة 11 ـ12
• ? وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين وإذا قيل لهم اتقوا ما بين أيديكم وما خلفكم لعلكم ترحمون وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين ? يس 41 ـ46
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه ? الزخرف 12 ـ14
• ? الله الذي جعل لكم الأنعام لتركبوا منها ومنها تأكلون ولكم فيها منافع ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم وعليها وعلى الفلك تحملون ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون ? غافر 79 ـ81
ويعني حرف الحاقة الوعد من الله أن سيطغى الماء على اليابسة وأن سيحمل الناس في الجارية وهي السفينة أو السفن كما هو مبيّن في حرف سورة يس والزخرف وغافر بوصف الجارية بالفلك.
ويعني حرف الحاقة كذلك أن السفن الجارية قد جعلها الله تذكرة تذكرهم بالفلك الذي نجّى الله به نوحا والذين معه، فهلا تدبر الناس القرآن والذكر فيه ووعيته آذانهم لينجو من الإغراق الموعود.
ويعني حرف يس أن من نعم الله كما هي دلالة قوله وآية لهم أن ذرية الذين عاصروا نزول القرآن وهم آخرون لما يلحقوا بهم كما في المثاني معه في حرف الجمعة سيحملون في الفلك المشحون تماما كما نجّي نوح ومن معه من الطوفان، وقد جعل الله من الفلك المعروف للناس تذكرة يتذكرونها وأن الله سيرحم الناس فينجيهم من الغرق بالطوفان ويمتعهم إلى حين قبل العذاب الأكبر الذي سيقع على المعرضين يومئذ عن الآيات الخارقة للتخويف والقضاء.
ويعني حرف الزخرف أن من نعم الله أن جعل للناس ما يركبون ويوم يقع الطوفان ليركبوا على الفلك والأنعام وليستووا على ظهوره ويذكروا نعمة ربهم تماما كما كلّف نوح ومن معه لما استووا على الفلك أن يقولوا الحمد لله الذي نجّانا من القوم الظالمين، فحرف الفلاح من الذكر في الأولين وحرف الزخرف من الوعد في الآخرين فهما من المثاني.
ويعني حرف غافر أن يوم يقع الطوفان سيركب الناس على الأنعام وعلى الفلك وسيرون من آيات ربهم الخارقة للتخويف والقضاء كما بيّنت في كلية الآيات.
? سنعذبهم مرتين ?
إن قوله:
• ? فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمّل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين ولما وقع عليهم الرجز قالوا يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ? الأعراف 133 ـ 136
• ? وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون ? الزخرف 50
• ? فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ? الزخرف 55
• ? ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ? الأنعام 42 ـ 44
• ? وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضّرّعون ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مسّ آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون ? الأعراف 94 ـ 95
ليعني أن الرجز الذي أرسل على قوم فرعون هو عذاب أدنى بالطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم لعلهم يرجعون فلما نكثوا انتقم رب العالمين منهم فأغرقهم أجمعين وهو العذاب الأكبر الذي أهلكهم.
وكان العذاب الأدنى الذي عذّب به الأولون هو البأساء والضراء والسيئات التي أخذتهم ولم يتضرعوا إلى الله لفرط شركهم ثم أخذوا بالعذاب الأكبر بغتة وهم لا يشعرون فأهلكوا فإذا هم مبلسون.
وإن المثاني:
• ? ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم ? التوبة 101
• ? أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ? هود 18 ـ 22
• ? ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ? السجدة 21
• ? وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون ? الطور 44 ـ 47
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد إذا هم فيه مبلسون ? الفلاح 75 ـ 77
• ? بل هم في شك يلعبون فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ? الدخان 9 ـ 16
• ? ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون ? الروم 51 ـ 53
• ? قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ? الأنعام 40 ـ 41
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ولقد استهزئ برسل من قبلك فأمليت للذين كفروا ثم أخذتهم فكيف كان عقاب ? الرعد 31 ـ 32
• ? أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذّكّرون ? التوبة 126
• ? وإذا مس الناس ضر ربهم منيبين إليه ثم إذا أذاقهم منه رحمة إذا فريق منهم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ? الروم 33 ـ34
• ? وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ? النحل 55
• ? فإذا مس الإنسان ضر دعانا ثم إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون قد قالها الذين من قبلهم فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون فأصابهم سيئات ما كسبوا والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين ? الزمر 49 ـ51
• ? وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون ? يونس 12ـ 14
• ? وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعوا إليه من قبل وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ? الزمر 8
لتعني أن العذابين الموعودين هما في الدنيا قبل العذاب العظيم في جهنم المفصول بينهما بالحرف ? ثم ? للدلالة على طول البرزخ وطول يوم القيامة قبل الجزاء في اليوم الآخر كما هي دلالة حرف التوبة، وإنما العذاب الأكبر في الدنيا قبل الإياب أي البعث في اليوم الآخر كما في قوله ? إلا من تولى وكفر فيعذبه الله العذاب الأكبر إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ? خاتمة الغاشية ويعني أن العذاب الأكبر هو في الدنيا من غير فصل بينه وبين التولي والكفر كما هي دلالة النسق بالفاء ولو كان العذاب الأكبر في اليوم الآخر لكان الفصل بينه وبين التولي والكفر بـ ? ثم ? كما هو تفصيل الكتاب في وصف حوادث الآخرة بعد حوادث الدنيا.
إن العذاب الأدنى هو بالدخان الذي يغشى الناس والريح المصفر الذي سيرسل عليهم والضر الذي يمسهم ويمس الإنسان وهو الحاكم يومئذ كما مس فرعون قبله، فيتضرعون فيكشف فينكثون ويكفرون من يومهم ويشركون فينتقم رب العالمين منهم فيذيقهم العذاب الأكبر في البطشة الكبرى في فجر ليلة القدر.
من الأسماء الحسنى
إن قوله ? إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير ? التوبة 39 ليعني أن من الموعودات في الدنيا عذاب المنافقين الممكنين في الأرض عذابا أليما قبل أن يستخلف غيرهم في الأرض، وهو وعد حسن كما هي دلالة اسمه القدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن قوله ? أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير ? الحج 39 ليعني أن من الموعودات أن ينصر الله المؤمنين دونما جهد منهم، وهو وعد لم يقع في حياة النبي ? والذين آمنوا بل جاهدوا بجهدهم وقاتلوا بأموالهم وأنفسهم ونصرهم الله في مواطن كثيرة جاهدوا وقاتلوا فيها.
وإن قوله ? قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أومن تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض ? الأنعام 65 ليعني أنه من الوعد الحسن ولقد تأخر الموعود المتقدم وهو أن يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض وهو ما نشهده اليوم، وتقدم ذكر الموعود المتأخر وهو أن يرسل الله عليهم عذابا من فوقهم أو من تحت أرجلهم.
وإن قوله ? ولقد جاء آل فرعون النذر كذبوا بآياتنا كلها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر ? القمر 42 ليعني أن من الوعد الحسن أن يأخذ الله خلف آل فرعون أخذا وبيلا يتم به قضاء الله بين الفريقين ووعده كما هي دلالة اسمه العزيز، ويتم به إهلاكهم ليعلموا رأي العين قدرة الله عليهم كما في قوله ? أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 42.
وإن قوله ? وإن ربك لهو العزيز الرحيم ? الشعراء 68 ـ 122 ـ 140 ـ 159 ـ 175 ـ 191 بعد ذكر إغراق فرعون وجنوده وقوم نوح وإهلاك عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب الأيكة ليعني أن الله بعزته قد قضى بعذاب كالذي أهلك به كلا منهم في هذه الأمة ووعد به فلن ينجو منه إلا من رحمه الرحيم برحمته.
وإن من تفصيل الكتاب أن الاسمين القوي العزيز هما للدلالة على قضاء قضى الله به ووعد بإنفاذه وسيقع بعد نزول القرآن بقوة الله وعزته لا بجهود الناس وأسبابهم التي عرفوها من قبل كما في قوله:
• ? ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ? الأحزاب 25
• ? فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز ? هود 66
ويعني قوله ? وكان الله قويا عزيزا ? في حرف الأحزاب أن الله قد ردّ الذين كفروا بغيظهم وهزمهم دونما جهد من المؤمنين في القرون الأولى وكما شهده الفريقان في غزوة الأحزاب وليقعن في الأمة مثله بعد نزول القرآن كما هي دلالة الأسماء الحسنى
ويعني حرف هود أن رب العالمين قد وعد النبي الأمي ? بنصر كالذي نصر به صالحا والذين آمنوا معه، وهو وعد خارق معجز لن يقدر عليه غير رب العالمين كما هي دلالة إسناد الاسمين القوي العزيز إلى ربه.
وإن المثاني في قوله:
• ? إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآياتنا فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب ? عمران 10 ـ 11
• ? ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب ? الأنفال 50 ـ 52
• ? أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض فأخذهم الله بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب ? غافر 21 ـ22
لتعني أن الله شديد العقاب سيأخذ الذين كفروا بذنوبهم فيعذبهم بعد نزول القرآن عذابا شديدا كما عذب آل فرعون والذين من قبلهم، وليعلم الناس أن الله شديد العقاب كما أخبر به من قبل في القرآن المنزل على خاتم النبيين ?، ولن تنفعهم قوتهم لأن الله هو القوي وهو أشد منهم قوة.
وكذلك دلالة قوله ? ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال ? الرعد 13.
الأمر بالعلم
إن قوله:
• ? وإن توليتم فاعلموا أنكم غير معجزي الله ? التوبة 3
• ? واعلموا أنكم غير معجزي الله وأن الله مخزي الكافرين ? التوبة 2
ليعني أن المشركين وسائر المكذبين الذين لن يعودوا إلى الإيمان سيعلمون رأي العين يوم يقع عليهم العذاب في الدنيا فيخزيهم أنهم غير معجزي الله كما بيّنت ويأتي بيانه.
يتواصل
الحسن محمد ماديك
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[08 Nov 2010, 05:11 م]ـ
http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/001.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/002.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/003.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/004.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/005.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/006.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/007.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/008.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/009.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/010.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/011.gif http://www.moshaf-makkah.com/mw/326/012.gif(/)
إصدارات جديدة لمركز البحوث والدراسات الأسلامية التابع للوقف السني ببغداد
ـ[البهيجي]ــــــــ[03 Feb 2008, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ... صدر عن لجنة احياء التراث الأسلامي والدراسات المعاصرة التابعة لمركز البحوث والدراسات الأسلامية
التابع لهيئة الوقف السني في العراق ....... الكتب التالية:
1 - الأعجاز العلمي لآيات سورة الحديد تأليف د. حسين الجبوري
2 - الوسطية في المنظور القرآني د. محمد صالح عطية
3 - معجم الفاظ القرآن نادرة الأستعمال د. نشأت صلاح الدين حسن و د. حامد عبدالهادي حسين
4 - التلخيص في القرآن العظيم الجزء 1و2 تأليف موفق الدين ابي العباس أحمد بن يوسف الموصلي الشافعي
المعروف بالكواشي 591 - 680 هجرية بتحقيق أ. د محيي هلال السرحان وهو تفسير للقرآن الكريم.
5 - البلاغة والمعنى في النص القرآني د. حامد عبد الهادي حسين
6 - تفسير القرآن في السنة النبوية د. عبد المجيد محمد احمد
7 - التفسير اللغوي واثره في اظهار المعاني د. عثمان حسين عبدالله
8 - حقائق جلية من القرآن الكريم والسنة النبوية محمد محي موسى
9 - البديع في القراءات لأبن خالويه تحقيق د. جايد زيدان مخلف
10 - ابحاث في القرآن الكريم د. خليل ابراهيم حمودي السامرائي
11 - منهج القرآن في تحصين الأمة من الفرقة والأختلاف د. محمود محمد داوود الصميدعي
12 - نظرية القصد وأثرها في اظهار المعنى والأعجاز القرآني د. ليلى عباس خميس
13 - معجم الصوتيات د. رشيد العبيدي
14 - الرزق في القرآن د. سليم حسين طالب الجنابي
والسلام عليكم
البهيجي
15 - القراءات لابي عبيد القاسم بن سلام تحقيق د. جاسم الحاج جاسم محمد الدليمي
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Feb 2008, 09:40 م]ـ
كيف يمكن الحصول على هذه الإصدارات؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Feb 2008, 10:26 م]ـ
بورك فيك ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[05 Feb 2008, 11:56 ص]ـ
بارك الله في الجميع.
الحمد لله اولا واخرا.
ـ[البهيجي]ــــــــ[05 Feb 2008, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وفيكم يبارك الله تعالى ...... للمركز بريد ألكتروني .... ولكن ضاع مني ... ولكن سأطلبه ان شاء الله تعالى .. مع محاولة
الحصول على تلك الأصدارات وأرسالها لمن يطلبها من خارج العراق ..... اللهم علمنا ماجهلنا ويسر لنا العمل بما علمنا
وجزاكم الله تعالى خيرا
البهيجي
ـ[السائح]ــــــــ[05 Feb 2008, 11:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
15 - القراءات لابي عبيد القاسم بن سلام تحقيق د. جاسم الحاج جاسم محمد الدليمي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بشّرك الله بالخير وجزاك خيرا.
هل يمكن أن تتكرم بذكر مصدر النسخة الخطية التي اعتمها الأستاذ جاسم من كتاب القراءات.
وعسى ألا يكون جمعا لنصوص منتثرة في الكتب.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:14 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بشّرك الله بالخير وجزاك خيرا.
هل يمكن أن تتكرم بذكر مصدر النسخة الخطية التي اعتمها الأستاذ جاسم من كتاب القراءات.
وعسى ألا يكون جمعا لنصوص منتثرة في الكتب.
نعم يا أخي الكريم
فأنا أبحث عن هذا الكتاب منذ ثلاثين عاما
منذ أن حققت كتابه:
فضائل القرآن؛ والذي طبع منه حتى الآن
أكثر من عشر طبعات
وقيل؛ عن كتابه هذا:
القراءات
(كتاب جيد، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله ... ).
وجزاك الله خيرا
ـ[البهيجي]ــــــــ[07 Feb 2008, 06:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوتي الكرام .... السلام عليكم .... اليكم البريد الألكتروني لمركز البحوث والدراسات الأسلامية:
mabdaw@yahoo.com
وأعتذر عن الأجابة حول كتاب القراءات لأني أطلعت على قائمة الكتب المطبوعة فقط ..... وجزاكم الله خيرا
البهيجي
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[07 Feb 2008, 11:09 م]ـ
الأخ الدكتور مروان الظفيري السلام عليكم
كنت على اتصال بالدكتور جاسم الدليمي وقت إعداده أطروحته للدكتوراه وهي دراسة وجمع لنصوص كتاب القراءات لأبي عبيد واختياره في القراءات، ولم يكن يعتمد على نسخة خطية من كتاب القراءات.
وشكرا للأخ البهيجي الذي نقل خبر طبع الكتاب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Feb 2008, 03:00 م]ـ
شكر الله سعيكم على هذه البشرى أخي (البهيجي)، وكم نتمنى لو حصلنا على بعض هذه الكتب، ولدي سؤال عن الكتاب الرابع:
-التلخيص في القرآن العظيم الجزء 1و2 تأليف موفق الدين ابي العباس أحمد بن يوسف الموصلي الشافعي
المعروف بالكواشي 591 - 680 هجرية بتحقيق أ. د محيي هلال السرحان وهو تفسير للقرآن الكريم.
هل هو كل التفسير أو بعض التفسير؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Feb 2008, 01:12 ص]ـ
الأخ الدكتور مروان الظفيري السلام عليكم
كنت على اتصال بالدكتور جاسم الدليمي وقت إعداده أطروحته للدكتوراه وهي دراسة وجمع لنصوص كتاب القراءات لأبي عبيد واختياره في القراءات، ولم يكن يعتمد على نسخة خطية من كتاب القراءات.
وشكرا للأخ البهيجي الذي نقل خبر طبع الكتاب.
شكرا لك أخي الحبيب الكريم الدكتور غانم
على هذا التوضيح
وجزاك الله خيرا
ودمت من السالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البهيجي]ــــــــ[09 Feb 2008, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا على دعائكم ...... بالنسبة لسؤال الأستاذ الكريم مساعد ... كتاب التلخيص هو تفسير كامل
وسأقدم عنه معلومات وافية أن شاء الله تعالى .... والسلام عليكم
ـ[البهيجي]ــــــــ[11 Feb 2008, 11:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .... أعزائي الكرام ..... بالنسبة لتفسير التلخيص في تفسير القرآن الكريم ... يبدأ المجلد الأول من سورة الفاتحة
الى الآية 141 من سورة البقرة ... أما المجلد الثاني فيبدأ من الآية 141 الى نهاية سورة البقرة.
ويقول محقق التفسير أ. د. محيي هلال السرحان عن التفسير (ومن بين التفاسير المعتدلة تفسير التلخيص الذي لخصه
الأمام الزاهد والعالم الرباني موفق الدين أحمد بن يوسف الموصلي المعروف بالكواشي المولود سنة 591 هجرية=1195 ميلادية المتوفى 680 هجرية=1281 ميلادية من تفسيره الكبيرالمسمى تبصرة المتذكر وتذكرة المتبصر تيسيراً على
طلبة العلم.
وتفسير التلخيص هذا الى جانب أهتمامه بالمعاني المأخوذة من الوضع اللغوي ومن المأثور من أحاديثه صلى الله عليه
وسلم وأقوال المفسرين المعتدلين الذي سبقوه يتميز بالأهتمام الزائد باللغة والأعراب وحرصه على بيان أصناف الوقوف
ووجوه القراءات الجائزة وماينبني على أختلاف اللغة أو الأعراب أو أختلاف الوقف أو القراءة من أختلاف المعاني
والأحكام الى جانب وضوح سداد رأيه في التفسير وأختياره لأوجه القرآءات والأعراب والوقوف وعرضه للأوجه المحتملة
فيها وترجيحه للوجه الراجح منها) .....
بالنسبة لسؤال الأخ الكريم العبادي حول كيفية الحصول على أصدارات مركز البحوث والدراسات الأسلامية ... تجري
محاولة للأتفاق مع أحدى دور النشر الكويتية لتولي مهمة بيع تلك الأصدارات. وجزاكم الله تعالى خيرا.
البهيجي
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبد الله،،
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[19 Feb 2008, 09:18 ص]ـ
أخي البهيجي وفقه الله:
سألك الشيخ مساعد الطيار عن (التلخيص في تفسير القرآن العظيم) للكواشي هل هو كل التفسير أو بعضه؟ فأجبت بأنه تفسير كامل لكن الذي طبع منه هو الجزء الأول والثاني فهل سيكمل الباقي وينشر أم ماذا؟
وللعلم فقد حقق جزء يسير من تفسير الكواشي الكبير (تبصرة المتذكر) في أطروحة علمية, أما تفسير التلخيص هذا فقد حققه عددٌ من الباحثين في جامعة الإمام محمد بن سعود, ولكن لا يزال حبيس الأدراج –أسأل الله أن يهيئ له وغيره من نفائس علمائنا من ينقذه من هذا الوأد ويخرجه للبعث والنشر-
ـ[البهيجي]ــــــــ[19 Feb 2008, 07:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي أخي يزيد ... وأخي بدر .... جزاكم الله تعالى خيرا وبارك بكم ..... التفسير بأكمله تحت الطبع وقريبا
سيكتمل المجلد الثالث ان شاء الله تعالى. وتقديري وأحترامي لكم.
البهيجي
ـ[مرهف]ــــــــ[20 Feb 2008, 06:25 م]ـ
جزاك الله خيراً فقد أدخلت البهجة في نفوسنا بهذا الخبر أيها البهيجي الكريم، إضافة لبهجتنا باستمرار البحث العلمي في العراق القوية مع ما تمر به من ظروف قاسية، وأرجو من فضيلتكم متابعة موضوع الحصول على بعض هذه الكتب وإخبارنا بذلك إن لم يكن ذلك محرجاً لكم، وفقكم الله وحماكم.(/)
مقدمة تفسير سورة القدر
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[03 Feb 2008, 08:13 م]ـ
كلية النصر في ليلة القدر
من بيان القرآن
تفسير سورة القدر
توطئة
بسم الله الرحيمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:
فإن الصراع بين الشعوب والأديان قد تضمنه تفصيل الكتاب المنزل كما هي دلالة المثاني في قوله:
? ? إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده ? الأعراف 128
? ? وتلك الأيام نداولها بين الناس ? عمران 140
ويعني أن من سنة الله أن يظلّ النصر والتمكين وأسبابهما بجهود الناس من ظاهر الحياة الدنيا قبل أن تكون العاقبة للمتقين في آخر الأمر أي في نهاية الصراع بين الحق والباطل قبل انقضاء الحياة الدنيا.
وحرف الأعراف من وعد الله على لسان موسى لم ينقض يوم نزل القرآن بل نبّأ الله به خاتم النبيين الأمي ? في القرآن فلا يزال الوعد به ـ مستمرا ـ أن يورث الله الأرض من يشاء من عباده الكافرين والمؤمنين والفاسقين والظالمين والمنافقين كل شاء الله أن يورثه من الأرض ما يشاء كما أنه يبسط الرزق لمن يشاء ولم يشترط للرزق ولا لإرث الأرض بشرة ولا دينا ولا سلوكا، وهكذا تضمن القرآن كما في حرف عمران وعدا آخر خاطب به الآخرين أي من هم بعد نزول القرآن، فالأيام والدول هي بين الناس كلهم لا للعرب دون غيرهم ولا للروم دون غيرهم ولا لأولئك دون هؤلاء.
وأما آخر الأمر في الحياة الدنيا فالعاقبة للمتقين كما سيأتي بيانه.
ولقد وعد الله نبيه الأمي ? في القرآن أن ينصره في الدنيا بنصرين اثنين ينهزم في كل منهما الكفار والمنافقون والمشركون هزيمة لا نصر بعدها أبدا، ولا يقع ذلك الوعد على الفتح الإسلامي في ظلّ النبوة وظلّ الخلافة الراشدة إذ وقعت هزيمة المسلمين بعد ذلك ووقع انحطاطهم حتى اجتاحهم المغول وتيمورلنك واجتاحهم العدو وتخطّفهم ووقع عليهم الذل بل أصبحوا أذل من اليهود ومن أمم وشعوب أخرى لم ينزل الله عليها كتابا تتدبره وتتدارسه لتهتدي به إلى أسباب القوة والعزة وإلى أسباب الأمن والطمأنينة والعيش الرغد، فوا عجبا للمسلمين ما شغلهم عن الكتاب المنزل من عند الله؟
وسيتم أول النصرين الموعودين في القرآن بجهود المؤمنين أي في القتال في سبيل الله كما في قوله ? يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ? المائدة 54 ـ 56 ويعني أن حزب الله الموصوف في حرف المائدة هم الموصوفون بالأوصاف التالية:
1. أنهم متأخرون عن نزول القرآن كما هي دلالة قوله ? فسوف يأتي الله بقوم ? وكما في قوله ? فقد وكّلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ? الأنعام 89
2. أن الله يحبهم ويحبونه
3. أنهم أذلة على المؤمنين
4. أنهم أعزة على الكافرين
5. أنهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
6. أنهم يتولّون الله ورسوله والذين آمنوا
7. أنهم هم حزب الله الغالبون أي لن يهزموا
وكما بينته وفصلته في كلية النصر في القتال في سبيل الله، أما ما أصاب المسلمين ويصيبهم قبل أن تكون العاقبة للمتقين فلإيقاع قضاء الله ونفاذ وعده أن يبلو المؤمنين بعدوّهم ويفتن به عدوّهم كما في قوله ? ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض ? القتال 4.
وثاني النصرين الموعودين في القرآن سيتمّ بغير جهود المؤمنين بل بعذاب مستأصل يستأصل المكذبين ويستخلف الله من بعده المؤمنين لتكون العاقبة للمتقين كما يأتي بيانه في هذه الكلية كلية النصر في ليلة القدر التي تضمنت من بيان القرآن: تفسير سورة القدر
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا أشك لحظة واحدة أن المتقدمين في القرون الأولى من المفسرين والمحدثين غفر الله لي ولهم سيعذرونني يوم نجتمع عند الله في اليوم الآخر لأن المقدس والبرهان هو ما يجمعنا جميعا الإيمان به والوقوف عنده ألا وهو القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي الأمي ? أما ما زاد عليهما فهو التراث الإسلامي العريض أي هو فهم الرجال بعد ذلك ـ ومنه بحوثي ـ وقد ثبت عن رسول الله النبي الأمي ? في حجة الوداع أنه قال " بلّغوا عني ولو آية فرب مبلّغ أوعى من سامع" وكذلك دلالة أن " رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه".
فرحم الله السلف، أولئك الصحابة والتابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين لقد بلّغوا العلم المنزل من عند الله ومضوا وبقي الوحي للناس يتدارسونه ويتدبرونه ويهتدون به وسينكشف للناس منه يوما بعد يوم ما لم يكشف من المعاني والدلالات ليعلم العالمون رأي العين أن محمدا ? هو رسول الله بالقرآن إلى الناس جميعا وأن الله قد نبّأه بالقرآن الذي تضمن غيبا يوم نزل كلّف المؤمنون كلهم بالإيمان به وهو لا يزال غيبا فما يكون من المتأخرين الذين سيشهدون يوم يصبح غيب القرآن شهادة أينقضون الميثاق فلا يقرون به أم يصلون ما أمر الله به أن يوصل، وكما سأبينه في ما يتواصل من بيان القرآن.
أما ما استنسخ المتأخرون من التراث بدل التدبر والتفقه في الوحي فلا يزيد التراث قوة في الاستدلال والاحتجاج.
ولا أدعي ـ معاذ الله ـ أن ما انشغلت من تفصيل الكتاب وبيان القرآن هو الحق وحده دون غيره من التراث الإسلامي بل غاية تفسيري اجتهاد من طالب علم قاصر يخاف أن يكون ممن يكتمون البينات في الكتاب المنزل وإذن فلن يغني عنه موافقة التراث العريض من الله شيئا.
وكان نشر بحوثي وعلى رأسها التفسير هو أحسن الأمرين إذ يجنبني إثم كتمان العلم ويوجب على خواصّ الأمة أن يبيّنوا لي وللناس مواطن الخطإ والضلال والزيغ وأنا إن شاء الله تعالى أول المذعنين يومئذ.
وهكذا انطلقت قبل سبع سنين يوم بدأت كتابة التفسير من منطلق أن ما استنبطت من التفصيل والبيان يحتمل أن يكون صوابا وإذن فلا أحمل يوم القيامة جريرة كتمانه، وأن ما خالفه من التراث أي فهم الرجال يحتمل أن يكون خطأ وإذن فلا أحمل يوم القيامة وزر السكوت عنه.
الحسن محمد ماديك
اواليقية في الملف المرفق(/)
مقال: لمحات من عصر القرطبي في تفسيره
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Feb 2008, 07:36 م]ـ
مقال: لمحات من عصر القرطبي في تفسيره
د. محمود الدسوقي
(تجدونه في المرفقات).
هذا المقال نشر في مجلة الأمة القطرية في عدد شهر شوال 1405 هـ، (أظنه العدد 58).
وفيه إشارة إلى أمرين:
- أولهما: أن المفسر قد يكتب وهو متأثر بواقعه وعصره، والأحداث المحيطة به.
- ثانيهما: أن المفسر قد يكتب للتأثير في واقعه وعصره، من خلال تنزيل الآيات على بعض الأحداث التي يعاصرها، واتخاذها أمثلة على ذلك.
ويبدولي أن هذا المنحى في التفسير هو أوضح ما يكون في كتاب (في ظلال القرآن) لسيد قطب، رحمه الله.
ألا يكون مثل هذا التوجه في التفسير أكثر إفادة لكل عصر وجيل، ومن ثم للأجيال التالية:
- لما يوفره للجيل المعاصر من أمثلة ونماذج من واقعهم تمكنهم من ربط معنى الآية القرآنية بما يدور حولهم وبينهم من أحداث،
- ولما يوفره للأجيال اللاحقة من رصد تاريخي لبعض الأحداث والوقائع التي حصلت في حقبة تاريخية محددة؟(/)
تناغم اللفظ والمعنى في سورة القيامة!
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[05 Feb 2008, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله!
هذا بحث مختصر لطيف كتبه أحد الإخوان باجتهاده في ملتقى الصراط الخاص بطلاب العلم في فلسطين المحتلة (1948):
موضوعي اليوم يدور حول الملحظ الصوتي في فواصل الآيات القرآنية .. واخترتُ لكم بالتحديد فواصل سورة القيامة .. فهذه السورة تتألّف من أربعين آية قصيرة، تدور معانيها حول موضوع رئيسيّ واحد هو يوم القيامة ..
ولقد استعمل القرآن طائفة من الألفاظ في فواصل هذه السورة، واختار أصواتها بما يتناسب مع أصدائها، فكانت دالّة على ذاتها بذاتها ..
فتأمّل معي اختتام كلّ آية من آيات مطلعها بالهاء الساكنة حين الوقف عليها:
القيامهْ، اللوامهْ، عظامهْ، بنانهْ، أمامهْ، القيامهْ
تجد أنّها تحمل في طيّاتها معاني الآيات بدقّة متناهية .. فالوقف على الهاء الساكنة، يوحي بالنَّفَس اللاهث المتقطّع السريع، وهو يدلّ على مناخ يوم القيامة الذي ينبهر له البصر، وتتقطّع له النفس وتلهث خوفاً وهلعاً ..
وتأمّل حرف الراء الساكنة حين الوقف عليه في الزمرة الثانية من الآيات:
البصرْ، القمرْ، المفرّْ، وزرْ، المستقرّْ، أخّرْ
تجد أن ّهذا الحرف ينتج عنه ذبذبة اللّسان، وهو بذلك يشبه حركة الركض السريع، ممّا يوحي بمحاولة الركض للهرب من أهوال يوم القيامة، كما أنّه يوحي بالاضطراب الشديد الذي يسود الكون في يوم القيامة ..
وعندما تصل السورة إلى حالة الاحتضار التي يقع فيها الكافر، فإنّ الفاصلة تختتم بحرف القاف:
التراقي، راق، الفراق، بالساق، المساق
إنّ حرف القاف هذا يصدر من أعماق الحلق، وهو بذلك يوحي بالضيق والاختناق ممّا يدلّ على حالة الاحتضار التي تتلجلج فيها الروح في الجسم، وتُنتزع منه انتزاعاً .. ومن مراحل ذلك وصول الروح إلى الحلق حين يشعر المحتضر بالكرب العظيم لمفارقته لهذه الدنيا، وبسبب التقريع الذي يسمعه من ملائكة الموت، ومن صوت ضميره الذي يلومه ويخاطبه قائلاً: ها أنت تغادر حياتك فلا صدّقت ولا صلّيت ولكن كذّبت وتولّيت، ثم ذهبت إلى أهلك تتمطّى "أولى لك فأولى" ..
وعندما تصل السورة إلى ذكر حالة الكافر في الدنيا من عدم استجابته إلى الدين الحقّ، وإيثاره التكاسل والتباطؤ والإخلاد إلى الراحة البدنية على العمل الدؤوب والجهاد المتواصل، تتغيّر الفاصلة إلى اللام المشدّدة، أو الطاء المشدّدة الممدودتين، بالألف بعدهما:
صلّى، تولّى، يتمطّى
وهذان الحرفان بما فيهما من تشديد ومدّ يدلاّن على التثاقل والتكاسل والإهمال للحقّ والإعراض عنه ..
وبالجملة فإنّ استخدام حروف الفاصلة بهذه الصورة للدلالة على معاني الآيات وتأكيدها، هو توفيق بديع وسرّ عجيب من أسرار القرآن المجيد ..
والحمد لله رب العالمين ..
__________________(/)
ولايزالون يقاتلونكم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Feb 2008, 03:10 ص]ـ
*
الحمد لله
قوله تعالى
ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا.
ماهو تقدير جواب الشرط في قوله تعالى إن استطاعوا؟
عُلِم من اللغة العربية أن من مذاهب العرب في الكلام حذف جواب الشرط إذا كان ما قبل الشرط دليلا على جوابه
وهذا في القرآن كثير ...
فإما أن يكون تقدير الكلام ..... إن استطاعوا يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم
أو أن يكون التقدير ..... إن استطاعوا يردوكم عن دينكم.
ومآل القولين واحد إذ أن استطاعتهم رد المسلمين جميعا عن دينهم لا تكون غالبا الا بقدرتهم على المقاتلة والغلب.
وفي الآية اخبار من الصادق علام الغيوب أن الكفار حال تمكنهم وقدرتهم مستمرون على الكيد ومحاربة الاسلام
وأهله لصرفهم عن دين الاسلام الى الكفر بالله العظيم ... وإخراجهم بذلك من عبودية الله إلى عبودية الاصنام
والانداد و الطواغيت والاهواء وغيرها.
يؤكد ذلك قوله تعالى
ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء
وقوله تعالى
ولن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم
وقوله تعالى
ود كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا
وقوله تعالى
ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم
والايات في هذا المعنى معلومة ...
غيرأن الآية التي هي ترجمة الموضوع و عنوانه زادت عن تلك الايات بأن تلك الامنية التي ودها المشركون من اهل
الكتاب و المشركين .... أقول .. تلك الاية زادت عن هذه بانهم لن يترددوا في مقاتلة المسلمين لتحقيق أمنيتهم
وصرف المسلمين عن دينهم وارتدادهم عنه.
وصدق الله العظيم
فإنهم لم يغمدوا أسيافهم قط و لا ألسنتهم و لا أقلامهم
إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء و يبسطوا اليكم أيديهم و ألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون.
ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا
و من لطائف هذه الاية أن فيها اشعارا بوجود طائفة مقاتلة من المسلمين .... فإن الفعل فيها جاء بصيغة المفاعلة
التي تدل على المقابلة ..... وفيها أيضا تلميح الى وجوب مقاتلة أعداء الله الذين يقاتلوننا لإحداث الردة في المسلمين
قال تعالى
إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا.
و الله أعلم.(/)
كتاب جديد للدكتور محمود الطناحي رحمه الله أنصح بقراءته
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2008, 09:35 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر حديثاً عن المكتبة المكية ودار الفتح للدراسات والنشر الطبعة الأولى 1428هـ من كتاب جديد للأستاذ الدكتور محمد محمد الطناحي رحمه الله بعنوان:
من أسرار اللغة في الكتاب والسنة
معجم لغوي ثقافي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647a954fa9a19a.jpg
وهو حلقات إذاعية قدمها من خلال إذاعة القرآن الكريم من مكة المكرمة عندما كان في جامعة أم القرى، ثم نقح الكتاب وطبع في مجلدين. وهو مليئ بالفوائد والفرائد وإن لم يكن كاملاً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Feb 2008, 01:21 م]ـ
كتب الله لكم الأجر يا أبا عبد الله ..
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[06 Feb 2008, 02:59 م]ـ
شكرا لك،أخانا الكريم الدكتور الشهري.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[06 Feb 2008, 05:12 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ورحم الله ذلك العالم الجليل.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[07 Feb 2008, 08:26 ص]ـ
خبر جديد ومفيد
ورحم الله العلامة المحقق الأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي
وجزاك الله خيرا شيخنا الكريم الدكتور عبد الرحمن
على هذه الفوائد الجليلة التي تتحفنا بها
ـ[الإسلام ديني]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:14 ص]ـ
===================
أقول:
===================
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله (صحبه و اتباعه أجمعين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
و سنحرص على إقتنائه و مطالعته بإذن الله تعالى
/////////////////////////////////////////////////
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[09 Feb 2008, 09:49 ص]ـ
أين يباع هذا الكتاب؟
ولا عدمنا نصائحك وتوجيهاتك شيخنا الكريم.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[09 Feb 2008, 09:17 م]ـ
أخي العزيز أحمد بن موسى وفقك الله.
إن كنت من أهل الرياض تجد الكتاب يباع في مكتبة التدمرية ,يباع بستين ريالاً.
وأعتذر للشيخ عبدالرحمن على هذا التطفل.
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[09 Feb 2008, 11:15 م]ـ
هذا الشبل من ذاك الأسد
بصراحة لم أقرأ له و لكني أحبه حبا عظيما و اتمنى لو أقتني له تأليفا
أما لماذا احبه فلأنه من تلامذة شيخ العربية أبو فهر محمود محمد شاكر رحمه الله رحمة واسعة
و هم يثنون عليه في التحقيق و الفهرسة بارك الله فيك شيخنا كثيرا مزيدا
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[10 Feb 2008, 01:04 ص]ـ
شكراً لردك أخي محمد بن مزهر
ونعم أنا من سكان الرياض
ودمت لمحبك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2008, 01:32 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، والكتاب يباع كما تفضل أخي الزميل محمد بن مزهر في التدمرية وفيه فوائد لعلنا نعرض بعضها يوماً ما.
ـ[محمد ضياء الدين خليل]ــــــــ[22 Mar 2009, 09:03 م]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم خيرا ....... فالدكتور محمود الطناحي ذو اسلوب رائع و صاحب علمية كبيرة و يشهد لذلك القاصي و الداني فمن المهم القراءة لهذا العالم الكبير و التعرف على نتاجه الفكري و قد اقتنيت مؤخرا مجموع مقالاته التي جمعت و طبعت في مجلدين و صدرت عن دار البشائر الاسلامية فوجدت فيه من العلم النافع و الملاحظات الدقيقة الشئ الكثير فرحم الله الاستاذ محمود الطناحي و اسكنه فسيح جناته
ـ[مُتَّبِعَة]ــــــــ[23 Mar 2009, 12:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل.
ومما تناقلنه الأخوات من محاسن أقوال الشيخ الدكتور محمود الطناحي رحمة الله عليه أنه كان يطلب من تلامذته ممن درسنَ على يديه – وقد فاتني هذا الشرف – أن يدعين له: اللهم لا تُطْلِعْني على عيب أستاذي، فقيل له، فقال – بما معناه –: لأنَّكُنَّ إن اطَّلَعْتُنَّ على عيبي عَزِفْتُنَّ عن علمي فَخَسِرْتُنَّ بَرَكَتَه.(/)
(مصاحف صنعاء) وسؤال لزملائنا في اليمن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2008, 10:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت رحلة ممتعة مع اثنين من الزملاء بعد تخرجي من كلية الشريعة سافرنا فيها من أبها بالسيارة إلى صنعاء للبحث عن بعض المخطوطات، والتعرف على بعض مدن اليمن العريقة ولا سيما صنعاء، وقد لقينا في تلك الرحلة مفتي اليمن زبارة رحمه الله ولقيت شاعر اليمن عبدالله البردوني رحمه الله وأسمعته بعض قصائده فعجب من حفظي لها ولا سيما قصيدته عن أبي تمام، وأثنى على إلقائي لها حينها وشجعني عندما سمع بعض قصائدي رحمه الله. وزرت الجامع الكبير في صنعاء وتجولت في أطرافه، وفي دار المخطوطات التي بجانبه، وقد تمنَّع حارسُ المكتبة التي في الجامع حينها أن يفتح لنا حتى أنس بنا جزاه الله خيراً فأتاح لنا ذلك.
والمتجول في (باب اليمن) وما حوله من معالم في صنعاء يشعر بتاريخ عريق طويل لهذه المدينة التاريخية التي آلت كثير من آثارها للضياع والإهمال، وقد ابتعت حينها من سوق باب اليمن خنجراً يمنياً ثميناً وابتعت زياً يمنياً ارتديته بعد ذلك في تلك الزيارة وزرت فيه مدير جامعة صنعاء حينها الدكتور عبدالعزيز المقالح فظن أنني من صعدة أو قريب منها للتشابه في السحنة والهيئة ولهجة أهل اليمن سهلة علي في الحديث والفهم لكثرة سماعها وقد أهداني حينها عدداً من مؤلفاته ودواوينه، وعهدي بصنعاء بعيد فلم أزرها منذ عام 1417هـ الذي زرتها فيه آخر مرة، حفظها الله وحفظ أهلها.
ولم أكن أعلم حينها بخبر مصاحف صنعاء التي اشتهرت قصتها عندي بعد ذلك، ووقع في يدي قبل سنوات كتاب قيم بعنوان (مصاحف صنعاء) من إصدار دار الآثار الإسلامية بالكويت يتحدث عن المعرض الذي أقيم في الكويت لمصاحف صنعاء. وقد كتب الأستاذ اليمني القاضي إسماعيل بن علي الأكوع مقالة مطولة عن (جامع صنعاء أبرز معالم الحضارة الإسلامية في اليمن) وفيه حديث شيق عن قصة مصاحف صنعاء التي عثر عليها بعد انهيار جانب من سقف الجامع الكبير في صنعاء، ورأيت بحثاً قيماً لزميلنا في الملتقى الأستاذ بشير الحميري نشر في مجلة الدرعية عام 1421هـ عن دراسة لوحة من تلك المصاحف التي عثر عليها هناك. ويمكن الاطلاع على البحث هنا ( http://www.arifcom.8k.com/bash2.htm) . والعجيب أن الأخ بشير اعتمد في دراسته على صورة منشورة في كتاب مصاحف صنعاء الذي نشر في الكويت.
والحديث عن هذه المصاحف ذو شجون، ولكن أكتفي بهذه االإشارة الموجزة الآن.
وسؤالي للزملاء المهتمين بهذا في اليمن: ماذا بشأن هذه المصاحف؟ هل من دراسة علمية توثيقية لهذه المصاحف؟ وهل يمكن تصوير هذه المصاحف رقمياً وحفظها ونشرها للاستفادة منها كما حدث للمصحف المحفوظ في القاهرة الذي نشر في الملتقى؟
وقد قرأتُ خبراً هذا نصه:
عثر خبراء الآثار العاملون في المسجد الكبير في صنعاء على 4500 من الرقائق القرآنية النادرة التي تعود الى الفترة المبكرة من ظهور المصاحف القرآنية. وأضاف عبدالكريم الأرحبي وزير التخطيط اليمني المشرف على عملية الترميم في تصريحات صحافية ان أعمال الترميم في الجامع الكبير في صنعاء تسير وفق الخطط الموضوعة التي يتوقع الانتهاء منها بحلول عام 2011.
وأشار الى أنه أنجز حوالي 57 في المائة من أعمال الترميمات والتحسينات للأسقف المزخرفة وترميم 260 مصندقة خشبية تغطي ما يقارب 450 مترا مربعا أنجز أعمالها 25 آثاريا ومعماريا يمنيا.
وذكر الأرحبي أن خبراء عثروا على 4500 من الرقائق القرآنية النادرة التي تعود الى الفترة المبكرة من ظهور المصاحف القرآنية التي كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيرهما من الخطوط غير المنقوطة والتي ثبت بعد دراسة محتوياتها أنها تمثل كشفا علميا غير مسبوق.
وخبراً آخر:
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كشفت دراسة حديثة قام بها مؤرخ وباحث خطوط عراقي أن أعداد رقوق الكتابات القرآنية الموجودة في مدينة صنعاء فقط تعد الأكبر بين جميع المدن الإسلامية التي تحتفظ بمخطوطات قرآنية قديمة. وقدر الدكتور غسان حمدون ما موجود في دار المخطوطات مقابل الجامع الكبير بصنعاء بأكثر من (12.000) رق للكتابات القرآنية، بينها أكثر من (100) مصحف مزخرف. وترجع معظم هذه الرقوق إلى القرن الأول والثاني والثالث الهجري، مشيراً إلى أن هذه المخطوطات اكتشفت في خزانة في سقف الجامع الكبير عام 1965م.
وأشار إلى أن العدد الحقيقي لمخطوطات صنعاء أكبر بكثير جداً من (12) ألف، إلا أنه تم بيع بعض منها إلى عدد من الهواة مما أدى إلى خروجها من اليمن وتفرقها في بلدان العالم، مؤكداً أن ما يميز المخطوطات القرآنية بصنعاء ليس فقط تصدرها ماموجود في المدن الإسلامية الأخرى، بل أيضاً في تاريخها الأقدم، حيث إن معظمها يعود للقرنين الأول والثاني الهجري.
واعتبر حمدون -في دراسته- كثرة المخطوطات القرآنية بصنعاء دليلاً (على كثرة تلاوة اليمنيين للقرآن الكريم في تلك الفترات، وقوة الإيمان، وحب الإسلام في اليمن منذ فجر الإسلام)، فيما اعتبر (دقة هذه المخطوطات القرآنية، وكثرتها مع عدم ذكر اسم خطاطيها تدل على الجهد العظيم الذي بذله الخطاطون اليمانيون في الكتابات القرآنية) وتوخيهم الأجر والثواب، وأن مقارنتها بالمصحف المعاصر المطبوع (تثبت أن القرآن محفوظ وبقي كما كان عليه في القرن الأول والثاني (الهجريين).
وأكد أيضا أن الدكتور (جيرد بوتن) الخبير الألماني بتاريخ المخطوطات في القرون الثلاثة الهجرية الأولى هو من قام بترتيب معرض مصاحف صنعاء الدائم بدار المخطوطات، بعد إرساله من قبل الحكومة الألمانية الاتحادية لترميم المخطوطات في اليمن؛ بناء على طلب يمني رسمي بذلك، وأنه هو من أشرف على اختيار وطباعة صور اللوحات الملونة للمخطوطات القرآنية المكتشفة في خزانه الجامع الكبير.
يشار إلى أن من بين مخطوطات صنعاء مصحف نفيس جداً كُتب بخط الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) وقد سعت إيران إلى شرائه من اليمن قبل عدة أعوام، وقدمت به مبلغاً هائلاً إلا أن صنعاء رفضت بيعه، ثم قام الرئيس علي عبدالله صالح بتصوير نسخة منه وتقديمه هدية للرئيس خاتمي خلال إحدى زياراته لصنعاء.
وليت الأخ بشير الحميري يحدثنا عن جهود أستاذه غسان حمدون في دراسة هذه المصاحف إن كانت له جهود في ذلك.
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[09 Feb 2008, 12:52 ص]ـ
الاخ الفاضل عبد الرحمن الشهري
بعد أن قرأت الموضوع اتصلت ببعض الاخوة لعلهم يساعدونا في اخراج هذه المصاحف لأن الامر يحتاج الى واسطة وكذلك دفع مبالغ مالية لأنك تعرف ان القائمين على المخطوطات شيعة وقد تعبنا من قبل معهم في اخراج بعض المخطوطات
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Feb 2008, 04:13 ص]ـ
مخطوطات الجامع الكبير بصنعاء اليمن، تم ضمها إلى مشروع حفظ التراث العالمي الذي تشرف عليه منظمة اليونسكو. وهي متوفرة على قرص سي دي لمن يريد شراءها. والقرص يحتوي على 651 صورة لـ 302 قطعة.
وهذه المخطوطات منها ما هو مخطوط قرآني (وهي التي أشار إليها أخي د. عبد الرحمن)، ومنها ما هو لمخطوطات عربية مختلفة.
تجدون معلومات وافية على هذا الرابط:
http://portal.unesco.org/ci/en/ev.php-URL_ID=11438&URL_DO=DO_TOPIC&URL_SECTION=201.html
وألبوم صور للمخطوطات القرآنية هنا:
http://portal.unesco.org/ci/photos/showgallery.php/cat/837
وألبوم صور لمخطوطات غير قرآنية هنا:
http://portal.unesco.org/ci/photos/showgallery.php/cat/836
وقد كنت عثرت على هذه المعلومات منذ أكثر من سنة حين كنت أخطط لإنشاء معرض لمخطوطات القرآن الكريم، ولم يتيسر إلى الآن الشروع في تحقيق هذا الحلم، والله المستعان.
وقد اتصلت عدة مرات باليونسكو بالبريد الإلكتروني لشراء هذا القرص، ولم أتلق جوابا. ولعل بعض الإخوة اليمنيين يستطيعون الاتصال بإدارة الجامع الكبير في صنعاء لمعرفة تفاصيل أكثر، أو كيفية الحصول على القرص.
وفي سياق آخر، فقد عثرت في إطار بحثي، على ألبوم صور رائع (وبجودة عالية) لمخطوطات قرآنية في موقع (مكتبة الكونجرس الأمريكي):
في هذا الرابط:
http://international.loc.gov/intldl/apochtml/apocfragments.html
وهي أيضا تصلح لأن تكوّن معرض صور (أغلب الصور بحجم: 62 سنتيمتر X 42 سنتيمتر)
وقد اتصلت أيضا بإدارة المكتبة لأخذ ترخيص بعرضها في معرض صور، فلم يجيبوا على سؤالي:)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2008, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على هذه الفوائد.
وأنتظر تعقيب الأخ بشير الحميري بارك الله فيه.
ـ[فارس القلم]ــــــــ[18 Feb 2008, 06:20 ص]ـ
أشكركم على هذه الفوائد الجمة وبارك االله فيكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[29 Sep 2008, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الشيخ د. عبدالرحمن الشهري المشرف على الموقع، أكرمك الله ووفقك على ما تبذله في خدمة القرآن الكريم وعلومه.
الحديث ذو شجون كما قلت في مقالتك،
منها أنك تنبهت إلى أنني حين درست لوحة من هذه الرقوق اعتمدت على كتاب: (مصاحف صنعاء) لأجل ذلك، ولمحك لمثل هذا رائع، وفيه إجابة ذكرها أخونا الفقيه وفقه الله،
وقد حاولت كثيرا، ووسطت بعض من أعرف، للاطلاع على تلك الرقوق، فكان الرد قديما أنني بحاجة إلى إذن خاص من الوزير، وذهبت إلى مكتب الوزير وقدمت طلبا بذلك، لم يتم التجاوب مع طلبي، وقد قابلت قبل رمضان 1429هـ الأستاذ/ المقحفي مدير دار المخطوطات، وكررت الطلب في ذلك، وأخبرته أني أحضر الدكتوراة في تحقيق كتاب المقنع للإمام الداني، وأحتاج إلى الاطلاع على بعض الرقوق من أجل بعض الكلمات القرآنية مما يذكر فيها خلافا بين المصاحف، فوعد خيرا، وهو من المتعاونين مع رواد المكتبة جزاه الله خيرا.
أما عن المصحف الذي ينسبونه للإمام علي رضي الله عنه، في مكتبة الجامع الكبير، وهو المكتبة الغربية وتتبع وزارة الأوقاف، والمكتبة السابقة المذكورة في المقطع السابق تتبع وزارة الثقافة وهما متقاربتان مكانا، فهذا المصحف، رأيت عند شيخنا الدكتور غسان، تصوير لحوالي (80) ورقة منه، كان قد احتاج إلى دراسة عد آيها، وإلى إي الأعداد تتبع من أعداد الأمصار، وبعد بحثي في الأوراق التي معه، توصلت إلى أن هذا المصحف يتبع العدد المدني الأول، وهو عدد قديم كان عليه المشايخ الأول، كما قال ذلك ابن مهران في المبسوط.
والمصحف كما يتضح من الصور التي اطلعت عليها له، قد يعود على التقدير الزمني إلى القرن الثاني أو الثالث على أقدم تقدير، وليس قبل ذلك، -والله أعلم- لأن الخط الحجازي الذي كتبت به المصاحف الأول خط معروف لا تخطئه العين، لمن داوم على متابعة الرقوق المتعلقة به.
وقد سعيت كثيرا للوصول إلى دراسته، ووسطت كثيرين من أجل ذلك، فكان الرد بالمنع، وعدم التفاعل مع الموضوع.
واللجنة الألمانية التي جاءت قديما لترميم الرقوق القديمة صورت جميع ما رممته، وأخذت صورا لها، وهي في حدود: (15000) لقطة، ولم أستطع التراسل معهم من أجل صورها.
والأمل موجود أن يعثرنا الله سبحانه وتعالى عليها، وأن نقوم بدراستها، فيما نستقبل من عمر.
أسأل الله أن يجزي هذا الملتقى خيرا، وقد كنت أرجو لقاء د. الشهري في زيارتي للرياض، ولكن حالت أمور، ولعل الله يتم ذلك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بشير بن حسن الحميري
مدرس في مركز الإمام الشاطبي بصنعاء
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Sep 2008, 08:28 م]ـ
شكر الله لكم يا شيخ بشير على هذا التعقيب، ونرجو أن ييسر الله لكم الاطلاع على هذه المصورات المهمة.
ويشرفنا رؤيتكم في أي زيارة قادمة للرياض بإذن الله.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 Sep 2008, 02:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع الشيق يا شيخ عبد الرحمن كما أشكر الشيخ الكريم الحميري على ما أفادنا به، فقد كنت أسمع عن هذه المصاحف ولا أعلم عنها شيئاً. من باب المشاركة فحسب طرأت لي فكرة البحث السريع عن مواقع انجليزية تناولت هذا الجانب، فوقفت على موقع يسمى "برنامج ذاكرة العالم" أو نحوه ( Memory of the World Programme) وهو مؤسسة تابعة لليونسكو تعتني بجمع المخطوطات والآثار العالمية القديمة. وجدت من ضمنها فقرة تتعلق بمصاحف صنعاء ( Sana'a)، ورُفع فيها صور واضحة جداً بخيار التكبير (لم تعمل معي خيارات الإدراج في الموقع ولا أدري لماذا)، كما أن المعلومات المصاحبة لإحدى المخطوطات (الرابط الأول) تشير إلى أنها ما بين القرن الأول والثاني للهجرة، أي بشهادة القائمين على هذا البرنامج إن صدقت، وهذا كشف له أهميته. وأم الصورة الأخيرة (الرابط الثاني)) فتبرز مواضع الأصوات المتحركة باستعمال الحركات ( diacritics) ( وهذه مخطوطة متأخرة لا يخفاكم لتأخر وضع العلامات). أترككم مع الصور والموقع. أحببت أن أشارك ولو بالقليل، لا لمزاحمة الكبار وإنما لنقل ما يمكن أن يفيد أهل الاختصاص.
http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d1z2.html
http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d3z2.html
http://www.unesco.org/webworld/mdm/visite/sanaa/en/d10z2.html
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[20 Oct 2008, 12:10 م]ـ
تنظم وزارة الثقافة اليمنية معرضا هو الأول من نوعه لصور نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية، يضم 106 صور من نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية، التي تكتنزها دار المخطوطات بالعاصمة صنعاء ومكتبة الأحقاف في تريم بمحافظة حضرموت. ...
التفاصيل:
نوادر الرقوق القرآنية والمخطوطات في معرض بصنعاء ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/40FFFDA7-D7D4-46F4-8DB7-5C1FB4964A69.htm)
و
معرض للمخطوطات اليمنية ( http://www.islamonline.net/Arabic/Multimedia/video_reports/2008/10/19/01.shtml#top)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Dec 2008, 01:53 م]ـ
جزاكما الله خيراً فقد قرأت ما في الروابط وأفادني كثيراً حول هذه المصاحف بارك الله فيكم.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[13 Dec 2008, 11:06 ص]ـ
شيخنا الكريم ربما هذه الدراسة تفيدك حول المصاحف
المخطوطات القرآنية في صنعاء منذ القرن الأول الهجري
وحفظ القرآن الكريم بالسطور
الباحثة: رزان غسان الواعي الشيخ حمدون
الجامعة اليمنية - رسالة ماجستير 2004
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Dec 2008, 08:09 م]ـ
أحسنت وفقك الله، ولعل الله ييسر الاطلاع على هذه الرسالة يوماً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Nov 2010, 06:09 ص]ـ
أعدتُ قراءة هذا الموضوع اليوم الخميس الخامس من ذي الحجة 1431هـ بعد أن زيارة شرفتُ بها في منزلي في الرياض من أخي الشيخ الفاضل الدكتور بشير بن حسن الحميري وفقه الله. وقد تذاكرنا في هذا الموضوع فذكرني بما كتبه هنا، وأخبرني بصعوبة الوصول للمخطوطات في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء لأسباب إدارية وغيرها.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[11 Nov 2010, 12:43 م]ـ
أخي فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالرحمن وفقه الله
سعدت كثيرا باللقاء معكم، والأخوة الأفاضل الذين أرجو أن تصلهم وتصلكم تحيتي لكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة أنه من ضمن مما تذاكرنا به تحقيق كتاب (المقنع)، وذكر الشيخ الدكتور مساعد للكتاب المعنون بـ (مرسوم خط المصحف)، وقد علقت حينئذ على أن هذا الكتاب هو مختصر لكتاب (المقنع)، وليس كتابا مستقلا، ولما لم أستطع فتح موضوع جديد فأرجو المعذرة والمسامحة؛ لأني سأدرج هنا ما يتعلق بهذا الأمر من تحقيقي لكتاب (المقنع)، قلت في معرض الكلام عن (نظم الكتاب واختصاره وشرحه):
(وأما مختصرات الكتاب فلم أعلم أحدا تكلم على هذا، إلاَّ أَنِّي رأيت في معرض الرقوق القرآنية الذي أقيم في (الجمهورية اليمنية) في صنعاء ([1] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftn1))، صورة لكتاب هو مختصر لهذا الكتاب، وعنوانه كما تدل عليه صورة المخطوط هو: (مختصر كتاب المقنع في الهجاء والضبط، لأبي عمرو)، واسم مؤلف هذا المختصر كما هو في ورقة العنوان: (اخْتِصَارُ الشَّيْخِ الإِمَامِ العَلَم أَبِي الطَّاهِرِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ ظَافِرٍ العَقِيْلِيِّ المِصْرِيِّ) واختصاره: خفيف، حذف منه الأسانيد والتعاليل لأوجه الرسم، ولخص المسائل، وترك التطويل في الأمثلة وكثرتها، وكان يكتفي منها بما يُفْهِمُ به المراد.
والمختصِرُ هو الإمام: أبو الطاهر إسماعيل بن ظافر بن عبدالله العقيلي المقرئ المالكي، كان ورعا صالحا، يعيش من كسبه، سمع من: علي بن هبة الله الكاملي وغيره، وأخذ عنه: الحافظ المنذري وغيره، ولد: 554هـ، وتوفي في رجب: 623هـ ([2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftn2)).
وقد طبع هذا الكتاب بتحقيق/ محمد بن عمر الجنايني، بعنوان: (مرسوم خط المصحف) ([3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftn3)) كرسالة علمية –لعله لنيل درجة الماجستير-، وقد تنبه المحقق من خلال المقارنة بين هذا الكتاب وكتاب (المقنع) أنه يكاد يكون مختصرا له، وأنه رتبه على السور، ولكنه لم يصرح بذلك.
والذي أرجحه أنه اختصر لكتاب (المقنع) وكتاب (النقط) الملحق به، كما هو في نسخة صنعاء، وهي بخط قديم، وهي تبدأ بالكتاب مباشرة، وليس فيها الديباجة الموجودة في النسخ التي اعتمد عليها المحقق وهي: (قال الشيخ الفقيه الأجل الإمام ... نفع الله به في الدنيا والآخرة).
ومن المعلوم أن هذه الجمل تكتب من قبل تلاميذ الشيخ حين ينسخون نسخهم، وليس من كلام المؤلف؛ مما يعني أن نسخة صنعاء تشكل الكتاب في بداية وضعه من قبل المؤلف، وبما أنه ليس فيها تاريخ للنسخ إلا أنه يظهر من خطها قربها من زمن المصنف، وعنوانها في صفحة العنوان هو: (مختصر كتاب المقنع في الهجاء والضبط لأبي عمرو).
وعليه فإن الكتاب هو اختصار كما يظهر من مقارنة الكتابين، ومن قول المؤلف في مقدمته: (والغرض من هذا المختصر تلخيص ما رسم في المصحف الكريم من خط، وتنصيص ما قسم فيه من نقط، مرتبا على السور)، وكلام صاحب الشأن مغن عن التخرص والظن، والله أعلم.)
وعندي صورة للوحة العنوان التي ذكر فيها أنها اختصار لكتاب المقنع هي هذه
http://tafsir.net/mlffat/files/174.jpg (http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfile&id=174)
[1] (http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftnref1)- بعنوان: (المعرض الأول لصور نوادر المخطوطات والرقوق القرآنية)، وأقامته: وزارة الثقافة، قطاع المخطوطات ودور الكتب، في بيت الثقافة بصنعاء، من الفترة: 11 - 20 أكتوبر 2008م.
[2] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftnref2)- تاريخ الإسلام: 45/ 148 - 149.
[3] ( http://www.tafsir.net/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=127432#_ftnref3)- مرسوم خط المصحف، دراسة وتحقيق: محمد بن عمر بن عبدالعزيز الجنايني، الطبعة الأولى، 1430هـ- 2009م، دار طيبة الخضراء، مكة المكرمة، السعودية، طبع بتمويل من الهيئة القطرية للأوقاف، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو يقع في (351) صفحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Nov 2010, 09:11 م]ـ
هنا كتاب قيم للدكتور غسان بحمدون وهو باحث سوري متخصص في الدراسات القرآنية وله عناية جيدة بمصاحف صنعاء حيث إنه يدرس في جامعة صنعاء منذ مدة طويلة حسب ما فهمت من أخي الدكتور بشير الحميري.
فقد تحدث في هذا الكتاب عن مصاحف صنعاء وناقش بعض الشبهات التي أثيرت حولها.
تجدونه هنا كما وضعته الأخت أمة الوهاب وفقها الله
كتاب الله في إعجازه يتجلى ... وردود على أحدث الغارات المستهدفة لإعجاز القرآن و حفظه في دراسات علمية مقارنة تثبت إعجاز القرآن التاريخي و البياني و التاثيري و العقدي
الدكتور غسان حمدون
http://www.al-maktabeh.com/ar/images/books/A818.jpg
هنا ( http://www.al-maktabeh.com/ar/open.php?cat=&book=818)(/)
ما هي جميع الوجوه الممكنة للربط بين هاتين الآيتين؟
ـ[طابة]ــــــــ[06 Feb 2008, 11:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما هى جميع الوجوه الممكنة للربط بين هاتين الآيتين (كل واحدة منهما جزء من آية)
(الله لا إله إلا هو) (وكلم الله موسى تكليما)
وبالنسبة للآية الأولى طبعاً هى متكررة فى أكثر من موضع بالقرآن الكريم
أقول:
1 - الأولى فى توحيد الألوهية ... والثانية فى توحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات
(فكلاهما فى التوحيد)
2 - الأولى تكررت فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم لكنهما اجتمعا فى سورة وهى سورة النساء
(اجتمعا فى سورة واحدة)
3 - الأولى للرد على المشركين والثانية للرد على الفرق التى لم تثبت صفة الكلام لله تعالى (للتأكيد بالمصدر=تكليما)
(كلاهما ردٌّ على المنكرين)
أتمنى مراجعة ما كتبتُ والزيادة عليه منكم
أتمنى المساعدة فإبنتكم طالبة جديدة جدا فى طلب العلم ولكن مؤمنة بأن فضل الله يؤتيه من يشاء
نسأل الله من فضله
بارك الله فيكم وزادكم من فضله(/)
استمع الآن لندوة (جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز في خدمة القرآن وعلومه)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Feb 2008, 12:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه أن تدعوكم لحضور الندوة العلمية التي تعقدها بعنوان:
جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز في خدمة القرآن وعلومه
وذلك برعاية سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفقه الله، وحضور معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وفقه الله.
وذلك في تمام الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 12/ 2/1429هـ الموافق 19/ 2/2008م بعد صلاة المغرب مباشرة إن شاء الله.
وسوف تقام الندوة بقاعة المحاضرات الكبرى بمبنى المؤتمرات بجامعة الملك سعود بالرياض (قاعة الشيخ حمد الجاسر).
ضيوف الندوة:
1 - د. عمر بن سعود العيد (عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد طلبة الشيخ عبدالعزيز بن باز الملازمين). وسوف يكون محور حديثه جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز المادية والمعنوية في خدمة مشاريع القرآن الكريم وعلومه.
2 - د. محمد بن سريع السريع (الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) وسوف يكون محور حديثه عن الجهود العلمية للشيخ في خدمة القرآن وعلومه.
وسوف يدير الندوة الزميل العزيز الدكتور عادل بن علي الشدي الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وأرجو أن تحظى هذه الندوة بحضوركم الكريم، وسوف يكون هناك معرض مصاحب للإنتاج العلمي لأعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، فعلى من لم يبعث بإنتاجه العلمي أن يسارع بإرساله لنا بأي طريقة يراها مناسبة حتى تعرض كتبه في هذا المعرض، وقد كلفت أحد الموظفين بمتابعة هذا المعرض لإنجاحه. كما سيكون هناك معرض لإنتاج الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تنظمه مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية التي وافقت على رعاية هذه الندوة مشكورة فجزاهم الله خيراً.
وقبل أن أختم أخشى أن أنسى التذكير بأنه سيكون هناك وجبة عشاء فاخرة بعد الندوة فلا تفوتكم ..
وأرجو منكم نقل هذا الإعلان والدعوة في المنتديات والمجموعات البريدية وفقكم الله ليعم النفع بهذه الندوة العلمية، وقد صنعنا ملفاً خاصاً للندوة من أنفس ما فيه قرص حاسوبي يحتوي على كل فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز في القرآن وعلومه بصوته رحمه الله، قمنا بترتيبه خاصة لهذه الندوة.
وبالنسبة للأخوات الراغبات في الحضور فسوف تنقل الندوة مباشرة لمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة.
29/ 1/1429هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Feb 2008, 01:13 م]ـ
ما شاء الله بارك الله في جهودكم ..
ورحم الله الإمام عبد العزيز بن باز رحمة واسعة ...
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Feb 2008, 02:14 م]ـ
جهود مباركة .. ويلومونني في الانتساب لهذه الجمعية!!
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[06 Feb 2008, 02:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ورحم الله العلامة ابن باز ورفع درجته
كيف يمكن لمن لا يتيسر له حضور الندوة الحصول على القرص الحاسوبي الذي أشرت إليه
وفقكم الله وسدد خطاكم
ـ[محب الطبري]ــــــــ[06 Feb 2008, 03:14 م]ـ
وقبل أن أختم أخشى أن أنسى التذكير بأنه سيكون هناك وجبة عشاء فاخرة بعد الندوة فلا تفوتكم .. تنبيه مهم؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[06 Feb 2008, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه أن تدعوكم لحضور الندوة العلمية التي تعقدها بعنوان:
جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز في خدمة القرآن وعلومه
وذلك برعاية سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفقه الله، وحضور معالي مدير جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان وفقه الله.
وذلك في تمام الساعة السادسة مساء يوم الثلاثاء 12/ 2/1429هـ الموافق 19/ 2/2008م بعد صلاة المغرب مباشرة إن شاء الله.
وسوف تقام الندوة بقاعة المحاضرات الكبرى بمبنى المؤتمرات بجامعة الملك سعود بالرياض (قاعة الشيخ حمد الجاسر).
ضيوف الندوة:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - د. عمر بن سعود العيد (عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد طلبة الشيخ عبدالعزيز بن باز الملازمين). وسوف يكون محور حديثه جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز المادية والمعنوية في خدمة مشاريع القرآن الكريم وعلومه.
2 - د. محمد بن سريع السريع (الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) وسوف يكون محور حديثه عن الجهود العلمية للشيخ في خدمة القرآن وعلومه.
3 - الباحثة الأستاذة دانة بنت موفي الدوسري وسوف تتحدث عن أقوال الشيخ عبدالعزيز بن باز في التفسير حيث كان هذا موضوع بحثها للماجستير، وسوف تشارك عن طريق البث التلفزيوني المباشر الذي سينقل الندوة مباشرة لقسم الدراسات الجامعية بعليشة للبنات.
وسوف يدير الندوة الزميل العزيز الدكتور عادل بن علي الشدي الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية.
وأرجو أن تحظى هذه الندوة بحضوركم الكريم، وسوف يكون هناك معرض مصاحب للإنتاج العلمي لأعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه، فعلى من لم يبعث بإنتاجه العلمي أن يسارع بإرساله لنا بأي طريقة يراها مناسبة حتى تعرض كتبه في هذا المعرض، وقد كلفت أحد الموظفين بمتابعة هذا المعرض لإنجاحه. كما سيكون هناك معرض لإنتاج الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تنظمه مؤسسة الشيخ عبدالعزيز بن باز الخيرية التي وافقت على رعاية هذه الندوة مشكورة فجزاهم الله خيراً.
وقبل أن أختم أخشى أن أنسى التذكير بأنه سيكون هناك وجبة عشاء فاخرة بعد الندوة فلا تفوتكم ..
وأرجو منكم نقل هذا الإعلان والدعوة في المنتديات والمجموعات البريدية وفقكم الله ليعم النفع بهذه الندوة العلمية، وقد صنعنا ملفاً خاصاً للندوة من أنفس ما فيه قرص حاسوبي يحتوي على كل فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز في القرآن وعلومه بصوته رحمه الله، قمنا بترتيبه خاصة لهذه الندوة.
وبالنسبة للأخوات الراغبات في الحضور فسوف تنقل الندوة مباشرة لمركز الدراسات الجامعية للبنات بعليشة.
29/ 1/1429هـ
أرجو أن يقام للأخوات في مكان حضورهن عشاء فاخر مماثل، وأن يقام جانب من المعرض لهن حتى يتمكن من الاستفادة.
ـ[الونشريسي]ــــــــ[06 Feb 2008, 08:40 م]ـ
حبذا لو تنبهوا المشاركين يا شيخنا قبل الموعد بيومين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Feb 2008, 10:04 ص]ـ
شكر الله لكم جميعاً دعواتكم وسعادتكم بالندوة ونرجو أن يكتب الله لها النجاح.
كيف يمكن لمن لا يتيسر له حضور الندوة الحصول على القرص الحاسوبي الذي أشرت إليه
نصيبك محفوظ فلا تخف أخي العزيز وإن كان هدفنا هو حضوركم حتى تكتمل سعادتنا.
أرجو أن يقام للأخوات في مكان حضورهن عشاء فاخر مماثل، وأن يقام جانب من المعرض لهن حتى يتمكن من الاستفادة.
جزاك الله خيراً على تنبيهك وحرصك، ونحن حريصون على ذلك بإذن الله وإن كانت هناك بعض العوائق التنظيمية لكن أرجو أن نوفق لحلها قبل الندوة.
أما أخي العزيز جلول فأشكره على تنبيهه وسوف نذكركم جميعاً بإذن الله قبيل الموعد، وليتك تنبه زملائك للحضور والمشاركة.
ـ[الراية]ــــــــ[09 Feb 2008, 12:05 م]ـ
جهد عظيم ومبارك
جزى الله خيراً كل من كان له إسهام في إعداده وتهيئته
وكتبت الله ذلك في ميزان حسناته
ـ[مها]ــــــــ[09 Feb 2008, 12:42 م]ـ
جزاك الله خيراً على تنبيهك وحرصك، ونحن حريصون على ذلك بإذن الله وإن كانت هناك بعض العوائق التنظيمية لكن أرجو أن نوفق لحلها قبل الندوة.
.
عفوا، هل سيكون المعرض المصاحب متاحا للأخوات؟
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[09 Feb 2008, 01:56 م]ـ
وفقكم الله ... هنيالكم ...
رحم الله الشيخ الإمام وأسكنه فسيح جنانه ...
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[11 Feb 2008, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[مها]ــــــــ[15 Feb 2008, 12:33 م]ـ
عفوا، هل سيكون المعرض المصاحب متاحا للأخوات؟
سدد الله الخطى، و بارك الجهود. آمين
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[15 Feb 2008, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي د. عبدالرحمن على هذا الإعلان وهذه الجهود الطيبة المباركة ,,,
ونسأل الله تعالى أن يغفر لشيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز وأن يفسح له في قبره ,,,,
وأنا بإذن الله تعالى من الحاضرين ,,,
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2008, 02:35 م]ـ
غداً الثلاثاء إن شاء الله ...
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647b96f928357a.jpg
صورة أحد الإعلانات عن الندوة في المدخل الرئيسي لجامعة الملك سعود (كاميرا جوال)
للتذكير بحضور الندوة (1) للجميع ..
وبالنسبة للأخوات الراغبات في الحضور فسيكون البث لقاعة (خديجة بنت خويلد رضي الله عنها) بقسم الدراسات الجامعية للبنات بعليشة. والدخول يكون من البوابة رقم 2 وللراغبات في الاستفسار يمكن الاتصال على هاتف رقم 4531666
وسوف يكون هناك بث عن طريق الانترنت إن شاء الله لوقائع الندوة، وسأضعه هنا وفي موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه وموقع جامعة الملك سعود بإذن الله، وسأقوم برفع الندوة صوتياً في موقع الجمعية بعد انتهاء الندوة بإذن الله، سائلين الله للجميع العلم النافع والسداد.
الإثنين 11/ 2/1429هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) لعلكم تلاحظوت تسمية الندوة باسم (لقاء) في الأوراق الرسمية حيث إن مسمى الندوة يحتاج إلى إجراءات نظامية معقدة قليلاً، ولذلك سميناه (لقاء علمياً) وهو في الواقع ندوة متعددة المشاركين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2008, 01:46 ص]ـ
للاستماع للندوة مباشرة
rtsp://38.100.87.57:554/encoder/alquran.rm
الاستماع يكون أثناء البث فقط:
من الساعة 6 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
إلى الساعة 8:30 مساء بتوقيت مكة المكرمة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[19 Feb 2008, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أبا عبد الله، وبارك في أعمالكم، وأعماركم.
ـ[مها]ــــــــ[19 Feb 2008, 02:29 ص]ـ
شيخنا الكريم، د. عبد الرحمن،
جعله الله في ميزان حسناتك والمشاركين.
لكن ماذا عن المعرض المصاحب هل سيكون متاحا للأخوات أم لا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2008, 05:18 ص]ـ
شيخنا الكريم، د. عبد الرحمن،
جعله الله في ميزان حسناتك والمشاركين.
لكن ماذا عن المعرض المصاحب هل سيكون متاحا للأخوات أم لا؟
للأسف فلن نتمكن من إتاحة المعرض للأخوات، لأن هذه أول مرة نقيم فيها هذا المعرض وقد لقيت صعوبة في تحصيل بعض المؤلفات من جهة وفي بعض الجوانب الفنية. وسنجرب هذه المرة قبول الناس للمعرض وكيفية عرض الكتب ولعلنا ننظر مستقبلاً في كيفية إتاحته للأخوات ولو بصفة مستقلة إن شاء الله، ولعلكم تعذروننا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Feb 2008, 07:55 ص]ـ
سوف تنقل الندوة من خلال الروابط الآتية أيضاً ..
موقع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه ( http://alquran.org.sa/index.php?view=article&id=162%3A---------&option=com_content&Itemid=263)
البث الإسلامي ( http://www.liveislam.net/browsesubject.php?id=7965&action=listen&sid=)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[20 Feb 2008, 11:09 م]ـ
أحمد الله الذي يسر لي حضور هذه الندوة المباركة،والتي حظيت بحضور نخبة من أهل العلم من طلاب الشيخ ومحبيه،وكانت ـ بحق ـ ندوة متميزة في ترتيبها،وإعدادها،وناجحة بتقدير ممتاز،وهذا كله لم يتم لولا فضل الله ثم جهود الإخوة المباركة.
أدع التفاصيل لأهلها .. ولكن أحببت أن أكون أول من يسجل شكراً لمن أحسن فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله!
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[21 Feb 2008, 04:07 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة العاملين في الجمعية،
وكم تمنيت الحضور لكن قدر الله وما شاء فعل،
ولعل الإخوة يضعون لنا رابط تسجيل الندوة هنا؛ حتى تعم الفائدة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2008, 06:59 م]ـ
بفضل الله وتوفيقه عقدت الندوة في موعدها، وحضرها عدد مبارك من العلماء ومحبي الشيخ وتلاميذه رحمه الله وطلبة العلم.
وقد قمنا بتوثيق الندوة صوتاً وصورة DVD في حينها، وقمت بتنقية الصوت وتقسيم ملفاته في اليوم التالي مباشرة لرفعه على الموقع، غير أنه حدث خلل منعني من ذلك حتى الساعة، ولعلي أرفعه متى تمت معالجة الخلل في أقرب فرصة.
وإليكم ملف الندوة الذي تم توزيعه على الحاضرين:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647bef20ec03ed.jpg
- برنامج الندوة (في المرفقات).
- قائمة صدر حديثاً في الدراسات القرآنية (5).
- فتاوى وأسئلة في القرآن وعلومه أجاب عنها الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله (يمكن الحصول عليها عن طريق الجمعية لكبر حجمها حيث زادت عن 1000 فتوى وجواب).
- سيتم رفع وقائع الندوة في أقرب فرصة إن شاء الله.
وبالنسبة لملف الندوة كاملاً مع وقائع الندوة على قرص DVD سوف يرسل بإذن الله لجميع الأعضاء الذين لم يحضروا الندوة في أقرب فرصة.
في 15/ 2/1429هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2008, 07:15 م]ـ
- الرياض: المفتي العام رعى الندوة العلمية حول جهود الشيخ ابن باز ( http://www.alriyadh.com/2008/02/21/article319833.html) .
- الجزيرة: دشن موقع جمعية القرآن على الإنترنت مفتي المملكة يستعرض جهود ابن باز في خدمة القرآن الكريم وعلومه ( http://www.al-jazirah.com.sa/125251/ln60.htm)
- عكاظ: دشن موقع جمعية القرآن على النت وشهد ندوته العلمية .. آل الشيخ: ابن باز قضى نصف قرن في خدمة القرآن الكريم ( http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080220/Con20080220174568.htm).
- المدينة: جهود الشيخ ابن باز في خدمة القرآن وعلومه في لقاء علمي بالرياض ( http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2669&pubid=1&CatID=3&articleid=1056465) .
- موقع جامعة الإمام: خبر عن الندوة ( http://www.imamu.edu.sa/pressreport/n%20img/new%20406.jpg) .
كما قامت بتوثيقه خمس قنوات فضائية وسجلته، وقام أيضاً مركز الإنتاج والبث التلفزيوني لدينا بجامعة الملك سعود بتوثيقه وإنتاجه في نفس الليلة بارك الله فيهم.
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[22 Feb 2008, 09:03 م]ـ
أرى أن مثل هذا العالم لا تكفيه ندوة أوندوتان فجهوده بلغت القاصي والداني أسأل الله له المغفرة والرحمة، علما أنه لم يتسنى لنا حضور هذه الندوة أرجو أن تكون بحوزتنا والاستماع إليها عن طريق النت ولو وضعت برابط في هذا المنتدى لكان أفضل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[25 Feb 2008, 01:12 م]ـ
بارك الله في جهودكم ورحم الله الشيخ الإمام ابن باز رحمة واسعة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Feb 2008, 12:48 ص]ـ
منذ انتهت الندوة وهي جاهزة لدي صوتاً وصورة، وقمت بفصل الصوت وتصفيته لرفعه على الموقع غير أني لم أتمكن من ذلك لخلل لم أتبينه. والآن يمكنك الاستماع للندوة كاملةً على النحو التالي ..
الجزء الأول: مقدمة الندوة وفيها.
- كلمة سعادة وكيل جامعة الملك سعود الأستاذ الدكتور منصور بن سليمان السعيد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي وفقه الله.
- كلمة سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وفقه الله
http://ahlaltafsir.com/ibnbaz1.mp3
لحفظ هذا الجزء اضغط بزر الفأرة الأيمن هنا ( http://ahlaltafsir.com/ibnbaz1.mp3) .
الجزء الثاني: الورقة العلمية التي قدمها الدكتور عمر بن سعود العيد الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز لمدة تزيد عن خمسة وعشرين سنة.
http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_omar.mp3
لحفظ هذا الجزء اضغط بزر الفأرة الأيمن هنا ( http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_omar.mp3) .
الجزء الثالث: الورقة العلمية التي قدمها الدكتور محمد بن سريع السريع الأستاذ المشارك بقسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأحد تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز.
http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_mohammed.mp3
لحفظ هذا الجزء اضغط بزر الفأرة الأيمن هنا ( http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_mohammed.mp3) .
الجزء الرابع والأخير: المداخلات والتعقيبات.
http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_modakhlaat.mp3
لحفظ هذا الجزء اضغط بزر الفأرة الأيمن هنا ( http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_modakhlaat.mp3) .
يمكنك الاستماع للندوة كاملةً (21 ميجا) هنا.
http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_nadwah.mp3
لحفظ هذا الجزء اضغط بزر الفأرة الأيمن هنا ( http://www.ahlaltafsir.com/ibn_baz_nadwah.mp3) .
في 21/ 2/1429هـ
ـ[محب القراءات]ــــــــ[28 Feb 2008, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن على تنزيل مادة هذه الندوة مسجلة , فقد كنا في شغف وترقب لذلك.
فالحمد لله الذي يسر لنا هذه الوسائل التي تيسر لنا نقل هذه المجالس القيمة والاستفادة منها
أسأل الله أن يبارك فيكم وينفع بكم.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[28 Feb 2008, 04:13 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله، كنت متشوقاً لسماع الندوة ....
رحم الله الشيخ ابن باز وجمعنا به في جنات النعيم ....
فبارك الله جهودكم يادكتور عبدالرحمن ......
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[28 Feb 2008, 04:33 م]ـ
يعطيك العافية يا دكتور عبدالرحمن وبورك فيك ما قصرت
اللهم اجعل الأعمال كلها خالصة لوجهك
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Feb 2008, 05:40 م]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله .. وجزاك خيراً، فقد سألني كثير ممن لم يتيسر لهم الحضور عنها ..(/)
فائدة تربوية
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Feb 2008, 11:57 م]ـ
الحمد لله
قوله تعالى
ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب.
قال شيخ الاسلام في بعض كتبه عن بعض السلف قالوا استنباطا من هذه الاية
ما احتاج تقي قط.
وصدقوا ... فإن موعود الله تعالى لا يتخلف الا اذا تخلفت شروطه المطلوبة من العبيد.
قال ما معناه ...
وما ضاق الحال بأحد قط ولم يجد مخرجا واحتاج و لم يجد حاجته إلا لخلل في تقواه .. فإن الله تعالى وعد
من اتقاه بالمخرج و الرزق من حيث لا يحتسب .... ووعده سبحانه باليسر في أمره فقال
ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا.
و الله أعلم
أرجو من الاخوة الاكارم ذكر الفوائد التربوية التي استنبطوها أو التي قرؤوها فرب كلمة كان لها وقع في القلب
لا يعلمه الا الله.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2008, 08:53 ص]ـ
إذا سمحت لي أشاركك في الموضوع وما أذكره يحتاج لتعقيبكم وتصويبكم
التعبير بالمضارع يشعر بالحاجة للتقوى مع الضائقة نفسها وفي حينها كأن الأمر متجدد مع تجدد المصيبة أو الضائقة ..
هل يستفاد منها أن الإنسان إذا عمل عملا مما يراد به وجه الله وكان له نية دنيوية فلا بأس كمن يطلب وظيفة إمام لكي يكون له دخل مادي وراتب مع إخلاصه العمل لله؟
في الآية إشارة إلى أن الأمور قد تستغلق على العبد وتحيط به من كل جانب إلا من جعل الله له مخرجا ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2008, 02:42 م]ـ
إذا سمحت لي أشاركك في الموضوع وما أذكره يحتاج لتعقيبكم وتصويبكم
في الآية إشارة إلى أن الأمور قد تستغلق على العبد وتحيط به من كل جانب إلا من جعل الله له مخرجا ..
الحمد لله
أخي الكريم .... لست بذاك الذي ظننته .... وقد رأيت هذه الفائدة من كتاب شيخ الاسلام بلفظها فنقلتها
وزدتها بعض الشرح من عندي.
وأرى أن الحاجة التي قصدها شيخ الاسلام في قوله ما احتاج تقي قط هي حاجات الدنيا وضرورياتها التي
باع كثير من الناس دينهم لأجلها .... أما الحاجة الى التقوى فالتقوى مطلوبة من العبد و العبد له الاختيار في التقوى
وعدمها في كل حين ... فما جعل علينا الله في الدين من حرج.
فقد يحتاج الانسان المال ... وقد يحتاج الطعام ... وكل ذلك قد لا يجده أحيانا ... أما التقوى فهي مع الحاجة اليها فهي في قدرة العبد
فالعبد هو الذي يختار - بمشيئة الله - أحد النجدين إماأن يكون شاكرا و إما أن يكون كفورا.
ـ[النجدية]ــــــــ[08 Feb 2008, 07:05 م]ـ
بسم الله ...
جزاكم الرحمن صالحة!!
كم جميل أن يتربى، ويعيش المسلم في ظلال الآيات القرآنية!!
في الحقيقة، للوهلة الأولى تذكرت قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد:11)
فعندما يغير الإنسان نفسه و يصلحها؛ بتقوى الله، و التزام أوامره و اجتناب نواهيه ... ؛ فإن الله -جل و عز- سيغدق عليه من خيراته ...
ألم نسمع قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا*مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) (نوح:10 - 13)
سبحان الله! فهذه الخيرات؛ خيرات دنيوية و أخروية ...
و رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال:
**ما احتاج تقي قط**
كيف يحتاج، وهو بمعية الله الكريم المنان!!(/)
عطاء بن أبي رباح يستدل على طريقة متأخري أهل الأصول!!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعدُ:
فاشتهر عن عطاء بن أبي رباح رحمه الله تعالى القول بوجوب الاستعاذة في أول القراءة، سواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها؛ وقد ذكر السرخسي في المبسوط أن هذا القولَ مخالفٌ لإجماع السلف قبله - لعله يريد الصحابة رضوان الله عنهم -.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " واحتج الرازي لعطاء بظاهر الآية (فاستعذ) وهو أمر ظاهره الوجوب وبمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم عليها ولأنها تدرأ شر الشيطان وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ولأن الاستعاذة أحوط وهو أحد مسالك الوجوب ".
والذي في (مفاتيح الغيب) للرازي ما يلي: " واحتج عطاء على وجوب الاستعاذة بوجوه: الأول: أنه عليه السلام واظب عليه، فيكون واجباً لقوله تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ}.
الثاني: أن قوله تعالى: {فَاسْتَعِذْ} أمر، وهو للوجوب، ثم إنه يجب القول بوجوبه عند كل القراءات، لأنه تعالى قال: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} وذكر الحكم عقيب الوصف المناسب يدل على التعليل، والحكم يتكرر لأجل تكرر العلة.
الثالث: أنه تعالى أمر بالاستعاذة لدفع الشر من الشيطان الرجيم، لأن قوله: {فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} مشعر بذلك، ودفع شر الشيطان واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فوجب أن تكون الاستعاذة واجبة.
الرابع: أن طريقة الاحتياط توجب الاستعاذة، فهذا ما لخصناه في هذه المسألة ".
فيظهر أن الرازي ذكرَ ما استدل به عطاء، لا أنه استدل لعطاء ...... ولكن ما زال في نفسي أن ابن كثير إنما عدلَ إلى قوله: " واحتج الرازي لعطاء " لأمر ما.
السؤال:
- هل في تفسير الرازي سقط، فيكون صواب كلامه: " واحْتُجَّ لعطاء ...... "؟
- لو سلمنا أن الرازي ذكر ما استدل به عطاء، فهل هذه طريقةُ التابعين في الاستدلال؟!!!
وجزاكم الله خيرا(/)
الاقتباس من القرآن حكمه؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Feb 2008, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الإخوة الفضلاء أحببت السؤال عن حكم اقتباس آية من القرآن أو حديث مشهور من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في سياق مناقشة قضية اجتماعية كما يعنون أحدهم لموضوعه بقوله (يسألونك عن المجلس البلدي) ويتحدث عن تجربته أو آخر يقول (ونحن قوم إذا فحط فيهم (المكشخ) تركووووه,,!!) ويناقش قضية التفحيط بشكل هادف ..
هل هذا الاقتباس جائز لأن نفسي نفرت منه مع حسن مقصد الإخوة بارك الله فيهم وفيكم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2008, 06:54 م]ـ
الحمد لله
أما عن مثل يسألونك .... فجيب أن يكون الخبر صادقا أولا .... هل فعلا سألوا ...
فإن الله تعالى لا يقول إلا الحق ... وما قال يسألونك إلا بعد أن سألوا فعلا ...
فينبغي أن ينظر الى الخبر أولا هل هو صادق .... ثم بعد ذلك يأتي سؤالك بارك الله فيك.
وابن الاثير رحمه الله درج على هذا الأمر كثيرا في كتابه المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر وجعله من أسرار
الجمال في الكتابات .... إلا أن في القلب شيئا منه ... وقد وجدت بعض العلماء لا يرضى ذلك ... خصوصا إذا كان الآية
المقتبس منها في موضوع و الكلام في موضوع بعيد جدا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Feb 2008, 07:36 م]ـ
أضع هنا، جوابا لسؤالك، مقتطفا من كتاب لي لم ينشر بعد، بعنوان: (جمهرة الدّعاء الصالح) جمعت فيه الأدعية الصالحة من القرآن الكريم والسّنّة المطهّرة، ومن الشوارد المتفرقة في كتب الحديث والسير، والتاريخ والعبر، واللغة والأدب، مع دراسة لغوية للمصطلحات المتعلقة بالدعاء.
ومن بين ما تعرضت له في هذا الكتاب مفهوم الاقتباس ومشروعيته في الشعر والنثر والدعاء.
وأضعه أيضا في المرفقات.
***********
الاقتباس من القرآن الكريم
مقتطف من كتاب (جمهرة الدعاء الصالح)
تأليف: محمد بن جماعة
لم ينشر بعد
أولاً- معنى الاقتباس
الاقتباس هو أحد أنواع "التضمين" الذي يعرّف بأنه: ذكر كلام الغير شعراً أو نثراً في المنظوم أو المنثور.
فالاقتباس: هو أن يذكر المتكلم في منثوره أو منظومه شيئاً من القرآن أو الحديث لا على أنه منه، من غير تغيير كثير. فلا يدخل في الاقتباس، إذن، ما إذا قيل قبل الكلام المقتبس: (قال الله تعالى: ... ) ونحوه لأنه ليس باقتباس، بل هي إحالة.
والاقتباس في اللغة: هو طلب القبس، أي الشعلة من النار. ويستعار لطلب العلم. قال الجوهري في الصحاح: اقتبست منه علما: أي استفدته.
وقيل: الاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان في عدم الإحالة إلى المصدر.
وقيل: الاقتباس والتضمين بمعنى واحد. وممن قالوا بذلك ابن القيم: "الاقتباس ويسمى (التضمين) هو أن يأخذ المتكلم كلاما من كلام غيره يدرجه في لفظه لتأكيد المعنى الذي أتى به. فإن كان كلاما كثيرا أو بيتا من الشعر فهو تضمين وإن كان كلاما قليلا أو نصف بيت فهو إيداع" (1).
وقد يقع الاقتباس في الكلام بطريقة شعورية إذا قام به المتكلم بقصد ووعي، أو بطريقة لا شعورية، إذا قام به بشكل غير مقصود، نتيجة لتفاعله مع المعاني وحضورها في ذهنه وامتصاصه لها وتشبعه بها من خلال قراءاته ومطالعاته.
ويتنوع الاقتباس إلى نوعين: أحدهما ما لم ينقل فيه الْمُقْتبَسُ عن معناه الأصلي. والثاني ما نقل فيه المقتبس عن معناه الأصلي.
ثانيًا- مشروعية الاقتباس في الدعاء
يجوز الاقتباس من القرآن أو الحديث الشريف عند جمهور العلماء إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام وترسيخاً لمعانيه في النفوس (2). والدعاء من المواطن التي يحسن فيها الاقتباس.
أما إذا كان الكلام ـ شعراً أو نثراً ـ مستقبحًا شرعاً فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن ولا من الحديث.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تحفظ بعض الفقهاء على الاقتباس من القرآن الكريم في الشعر وإن كان في مقامات شريفة. فلم يجوّزوه أصلا لأنه يجب أن ينزّه القرآن عن الشعر مطلقا، وإن حسن الغرض وشرف المقصد، مستدلين بنفي وصف الشعر عن القرآن الكريم بمقتضى آيات القرآن الكريم، كقوله تعالى: ?وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ? (3)، وقوله تعالى: ?وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ. إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ? (4).
أما الاقتباس في النثر فلا شيء فيه إذا حسن الغرض وشرف المقصد. وقد وقع كثير منه في كلام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم، ووقع أيضا في دعائهم.
ثالثًا- نماذج من الاقتباس في الكلام
ذكر الإمام السيوطي (5) أمثلة كثيرة من اقتباس النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، نورد منها ما يلي:
1 - ففي الحديث: "إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ" (6).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ? (7).
وفيه حجة على جواز تغيير بعض النظم بإبدال كلمة بأخرى وبزيادة ونقص، لأنه لا يقصد به التلاوة ولا القراءة ولا إيراد النظم على أنه قرآن.
2 - عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ فَجَاءَهَا لَيْلًا. وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَوْمًا بِلَيْلٍ لَا يُغِيرُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ يَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ! مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ (8)! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اللَّهُ أَكْبَرُ! خَرِبَتْ خَيْبَرُ! إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ، فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ" (9).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ? (10).
3 - وورد في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى كسرى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى كِسْرَى عَظِيمِ الفُرْسِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَأَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ اللَّهِ، فَإِنِّي أَنَا رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَياًّ وَيَحِقَّ القَوْلُ عَلَى الكَافِرِينَ? (11).
4 - وفي رسالته (صلى الله عليه وسلم) إلى هرقل الروم جاء: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ. سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى. أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ. أَسْلِمْ تَسْلَمْ، يُؤْتِكَ اللَّهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ. وَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ إِثْمُ الأَرِيسِيِّينَ (12). وَيَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ? (13).
5 - وفي الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: "آمَنْتُ بِالَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ" (14).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ? (15).
(يُتْبَعُ)
(/)
6 - وأخرج ابن سعد في طبقاته عن فروة بن نوفل الأشجعي قال قال ابن مسعود: "إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". فقلت: غلط أبو عبد الرحمن! إنما قال الله: ?إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ? (16). فأعادها عَلَيَّ فقال: "إِنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ". فقلت: إنه تعمد الأمر تعمدا. فسكتُّ. فقال: أتدري ما الأمّة؟ وما القانت؟ قلت: الله أعلم. فقال: "الأُمَّةُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَالقَانِتُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. وَكَذَلِكَ كَانَ مُعَاذُ. كَانَ يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ، وَكَانَ مُطِيعًا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ".
7 - وفي الحديث: "لاَ تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيُصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُبْعَثُ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ? (17).
8 - وعن مجاهد قال: أشرف عثمان على الذين حاصروه فقال: "يَا قَوْمِ لاَ تَقْتُلُونِي، فَإِنِّي وَالٍ وَأَخٌ مُسْلِمٌ. فَوَاللَّهِ إِنْ أَرَدْتُ إِلاَّ الصَّلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ، وَإِنَّكُمْ إِنْ تَقْتُلُونِي لاَ تُصَلُّونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلاَ تَغْزُونَ جَمِيعًا أَبَدًا، وَلاَ يُقْسَمُ فَيْئُكُمْ بَيْنَكُمْ".
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ? (18).
9 - وروي (19) عن عمر بن الخطاب أنه قرأ في صلاة المغرب بمكة ?وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِنِينَ? (20)، ثم رفع صوته فقال: ?وَهَذَا البَلَدِ الأَمِينِ? (21).
10 - وروي (22) أن رجلاً من المحكمة أتى علياً وهو في صلاة الصبح فقال: ?لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ? (23). فأجابه في الصلاة: ?فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ? (24).
11 - وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت: كَتَبَ أَبِي فِي وَصِيَّتِهِ: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الدُّنْيَا حِينَ يُؤْمِنُ الكَافِرُ وَيَتَّقِي الفَاجِرُ وَيَصْدُقُ الكَاذِبُ: إِنِّي اسْتَخْلَفْتُ عَلَيْكُمْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، فَإِنْ يَعْدِلْ فَذَاكَ ظَنِّي بِهِ وَرَجَائِي فِيهِ، وَإِنْ يَجُرْ وَيُبَدِّلْ فَلاَ أَعْلَمُ الغَيْبَ، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ".
12 - وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن رافع قال: طُعِنَ ابنا معاذ بن جبل فقال معاذ: كَيْفَ تَجِدَانِكُمَا؟ قالا: يَا أَبَانَا، الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. قال: "وَأَنَا سَتَجِدَانِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ".
رابعًا- نماذج من الاقتباس في الدعاء
1 - في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: "اللَّهُمَّ فَالِقَ الإِصْبَاحِ وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَنًا، وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ حُسْبَانًا، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَأَغْنِِنِي مِنَ الفَقْرِ، وَأَمْتِعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقُوَّتِي فِي سَبِيلِكَ" (25).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ? (26).
2 - وفي الحديث: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" (27).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? (28).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - دعاء أبي بكر الصديق: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ ابْتَدَأْتَ الْخَلْقَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ بِكَ إِلَيْهِمْ، ثُمَّ جَعَلْتَهُمْ فَرِيقَيْنِ: فَرِيقًا لِلنَّعِيمِ وَفَرِيقًا لِلسَّعِيرِ، فَاجْعَلْنِي لِلنَّعِيمِ، وَلاَ تَجْعَلْنِي لِلسَّعِيرِ" (29).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ. فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ? (30).
4 - دعاء عمر بن الخطاب: "اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا بِحَبْلِكَ، وَثَبِّتْنَا عَلَى أَمْرِكَ" (31).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا? (32).
5 - دعاء عمر بن الخطاب: "اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْنِي فِي غَمْرَةٍ، وَلاَ تَأْخُذْنِي عَلَى غِرَّةٍ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنَ الغَافِلِينَ" (33).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ? (34).
6 - دعاء أبي حامد الغزالي: "اللَّهُمَّ أَعْطِنِي كِتَابِي بِيَمِينِي، وَحَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا" (35).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا? (36).
7 - دعاء أبي حامد الغزالي: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تُعْطِيَنِي كِتَابِي بِشِمَالِي، أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي" (37).
وهو اقتباس مركّب من قوله تعالى: ?وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ? (38)، وقوله تعالى: ?وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا، وَيَصْلَى سَعِيرًا? (39).
8 - دعاء أبي حامد الغزالي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" (40).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ، أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ? (41).
9 - دعاء أبي حامد الغزالي: "اللَّهُمَّ بَيِّضْ وَجْهِي بِنُورِكَ، يَوْمَ تُبَيِّضُ وُجُوهَ أَوْلِيَائِكَ، وَلاَ تُسَوِّدْ وَجْهِي بِظُلُمَاتِكِ، يَوْمَ تُسَوِّدُ وُجُوهَ أَعْدَائِكَ" (42).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ، وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? 43).
10 - دعاء أبي حامد الغزالي: "اللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّلاَسِلِ وَالأَغْلاَلِ" (44).
وهو اقتباس مركّب من قوله تعالى: ?فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ، فَكُّ رَقَبَةٍ? (45)، وقوله تعالى: ?إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلَ وَأَغْلالا وَسَعِيرًا? (46).
11 - دعاء القاضي المعافى بن زكريا: "اللَّهُمَّ أَلْهِمْنَا تَقْوَاكَ، حَتَّى تَكُونَ العَاقِبَةُ لَنَا" (47).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ? (48)، ومن قوله تعالى: ?تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ? (49).
12 - دعاء عطاء السندي: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِكَ الوَاقِعِ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ الوَاسِعِ، الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَانِعٌ" (50).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ، لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ? (51).
13 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ حِزْبِكَ الْمُفْلِحِينَ وَجُنْدِكَ الغَالِبِينَ" (52).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو اقتباس مركّب من قوله تعالى: ? ... أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ، أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ? (53)، وقوله تعالى: ?وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ? (54).
14 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْمُفْلِحِينَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ وَالذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ وَرَثَةِ الفِرْدَوْسِ الأَعْلَى" (55).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ، أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ، الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ? (56).
15 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا، وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا" (57).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا? (58).
16 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا" (59).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا? (60).
17 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ أُولِي الأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَكَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ، وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ" (61).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? (62).
18 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنَا، فَاسْتَجِبْ لَنَا كَمَا وَعَدْتَنَا" (63).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ? (64).
19 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى أَنْفُسِنَا الأَمَّارَةِ بِالسُّوءِ، حَتَّى تَتَحَوَّلَ إِلَى أَنْفُسٍ لَوَّامَةٍ، وَأَنْفُسٍ مُطْمَئِنَّةٍ رَاضِ
يَةٍ مَرْضِيَّةٍ" (65).
وهو اقتباس مركّب من قوله تعالى: ?وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ? (66)، وقوله تعالى: ?لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ? (67)، وقوله تعالى: ?يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً? (68).
20 - دعاء يوسف القرضاوي: "اللَّهُمَّ أَطْعِمْنَا مِنْ جُوعٍ، وَآمِنَّا مِنْ خَوْفٍ، وَقَوِّنَا مِنْ ضَعْفٍ" (69).
وهو اقتباس من قوله تعالى: ?فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ? (70).
الهوامش:
1. الفوائد المشوق إلى علوم القرآن وعلم البيان، لابن قيم الجوزية
(يُتْبَعُ)
(/)
2. عقد السيوطي فصلا من كتابه (الإتقان في علوم القرآن) لموضوع الاقتباس، وكتابا بعنوان (رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس) ضمن (الحاوي للفتاوي) ننقل عنهما هنا بتلخيص وتصرف
3. سورة الحاقة: الآية 41
4. سورة يس: الآية 69 - 70
5. رفع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس، للسيوطي
6. رواه الترمذي. وفي رواية ابن ماجة (إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ ... )
7. سورة الأنفال: الآية 73
8. الخميس: الجيش، سمي بذلك لأنه مقسوم بخمسة أقسام: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب (ذكره ابن الأثير في النهاية)
9. رواه البخاري
10. سورة الصافات: الآية 177
11. سورة يس: الآية 70
12. الأريسيين: أي الفلاّحين
13. سورة آل عمران: الآية 64
14. أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه
15. سورة الانفطار: الآية 6 - 7
16. سورة النحل: الآية 120
17. سورة الزمر: الآية 68
18. سورة هود: الآية 88
19. النووي في التبيان: فصل في قراءة القرآن يراد بها الكلام، نقلا عن (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي
20. سورة التين: الآية 1 - 2
21. سورة التين: الآية 3
22. النووي في التبيان: فصل في قراءة القرآن يراد بها الكلام، نقلا عن (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي
23. سورة الزمر: الآية 65
24. سورة الروم: الآية 60
25. رواه مالك في الموطأ
26. سورة الأنعام: الآية 96
27. رواه أحمد
28. سورة البقرة: الآية 201
29. إحياء علوم الدين (كتاب ذكر المَوْت وَمَا بعده) - للغزالي
30. سورة الشورى: الآية 7
31. حلية الأولياء - لأبي نعيم
32. سورة آل عمران: الآية 103
33. جمهرة خطب العرب - لأحمد زكي صفوت
34. سورة الذاريات: الآية 11
35. إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الطهارة) - للغزالي
36. سورة الانشقاق: الآية 7 - 8
37. إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الطهارة) - للغزالي
38. سورة الحاقة: الآية 25
39. سورة الانشقاق: الآية 10 - 12
40. إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الطهارة) - للغزالي
41. سورة الزمر: الآية 18
42. إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الطهارة) - للغزالي
43. سورة آل عمران: الآية 106 - 107
44. إحياء علوم الدين (كتاب أسرار الطهارة) - للغزالي
45. سورة البلد: الأآية 11 - 13
46. سورة الإنسان: الآية 4
47. الجليس الصالح والأنيس الناصح - للمعافى بن زكريا
48. سورة الأعراف: الآية 128
49. سورة القصص: الآية 83
50. الإمتاع والمؤانسة - للتوحيدي
51. سورة المعارج: الآية 1 - 2
52. شبكة إسلام أون لاين
53. سورة المجادلة: الآية 22
54. سورة الصافات: الآية 173
55. شبكة إسلام أون لاين
56. سورة المؤمنون: الآية 1 - 11
57. شبكة إسلام أون لاين
58. سورة الفرقان: الآية 63
59. شبكة إسلام أون لاين
60. سورة الفرقان: الآية 64
61. شبكة إسلام أون لاين
62. سورة آل عمران: الآية 190 - 191
63. شبكة إسلام أون لاين
64. سورة غافر: الآية 60
65. شبكة إسلام أون لاين
66. سورة يوسف: الآية 53
67. سورة القيامة: الآية 1 - 2
68. سورة الفجر: الآية 27 - 28
69. شبكة إسلام أون لاين
70. سورة قريش: الآية 3 - 4
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2008, 08:14 م]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الفوائد
ومثل هذا ليس في النفس منه شيء ... لكن المقصود عندي ما يكون الكلام المراد تحسينه ليس في نفس معنى كلام
الله المقتبس ... أو في الكلام دعوى مكذوبة أو فيه ما لا يناسب موضوع الاية ..
فإن القرآن حق و لا ينبغي ان يقرن الحق الا بالحق ... أما الباطل فإنه لا يؤاخي الحق أبدا ولو في سياق التحسين البياني
.ومثل ذلك ما ذكره ابن الاثير
في كتابه المذكور قبل حيث قال
وبلغني من المعاني المخترعة أن عبد الملك بن مروان بنى بابا من ابواب المسجد الاقصى بالبيت المقدس و بنى الحجاج
بابا الى جانبه فجاءت صاعقة فأحرقت الباب الذي بناه عبد الملك. فتطير لذلك و شق عليه فبلغ ذلك الحجاج فكتب اليه
كتابا .. بلغني كذا وكذا ... فليهن امير المومنين ان الله تقبل منه وما مثلي ومثله الاكابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من احدهما
ولم يتقبل من الآخر. ... فلما وقف عبد الملك على كتابه سري عنه./اه.
ومثل هذا فيه ما يقال إن صح.
فإن فيه دعوى لم يأت بها قرآن و لا سنة أن الله تقبل من هذا و لم يتقبل من ذاك ... وهو قول على الله بغير علم ... وانتزعت الاية من مكانها
انتزاعا فالصدق واجب في كل حال .... و القول على الله بغير علم حرام في كل حال كهذه الدعوى العريضة ...
وفرق كبير أخي الكريم محمد بين ما استشهدت به و بين ما يفعله الناس. فكل ما ذكرته يناسب موضوع الكلام فيه موضوع الآية المقتبس منها ...
اما الذي في القلب منه شيء ... و شيء كبير فهو مثل قول الناس مبالغة في النفي
لاأريد كذا و لا هم يحزنون ....
او قولهم
فلمْ يفعل كذا ولاهم يحزنون ...
وهذا مشهور معروف
فمثل هذا من اتخاذ كتاب الله هزؤا وتنزيل آياته وكلامه في غير موضعها و الواجب المؤكد صون كلام الله عن مثل هذا العبث وكأني
بصاحبه كمن يبيع الفواكه و يصخب في دكانه قائلا
فيهما من كل فاكهة زوجان ...... فيهما فاكهة ونخل و رمان ...... لا مقطوعة و لا ممنوعة
فأين هذا من هذا
فالذي أرجوه من اخينا محمد ابن جماعة ان يتنبه الى أن كل الامثلة التي ذكرها لا يخرج فيها الكلام المقتبس من
القرآن عن معنى المتكلم ذاته.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:45 م]ـ
الحمد لله
أما عن مثل يسألونك .... فجيب أن يكون الخبر صادقا أولا .... هل فعلا سألوا ...
فإن الله تعالى لا يقول إلا الحق ... وما قال يسألونك إلا بعد أن سألوا فعلا ...
فينبغي أن ينظر الى الخبر أولا هل هو صادق .... ثم بعد ذلك يأتي سؤالك بارك الله فيك.
وابن الاثير رحمه الله درج على هذا الأمر كثيرا في كتابه المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر وجعله من أسرار
الجمال في الكتابات .... إلا أن في القلب شيئا منه ... وقد وجدت بعض العلماء لا يرضى ذلك ... خصوصا إذا كان الآية
المقتبس منها في موضوع و الكلام في موضوع بعيد جدا.
جزاك الله خيرا وبارك فيك .. بالنسبة لقولكم حفظكم الله (وجدت بعض العلماء لا يرضى ذلك) ما وجه كراهتهم لهذا الأمر إذا تحققنا من مطابقة المقتبس للواقع؟
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[07 Feb 2008, 09:58 م]ـ
الأخ محمد بن جماعة جزاك الله خيرا على هذا البحث القيم ,,وكنتيجة للبحث فهمت أن هذا الأمر جائز ,,
حتى لو اختلف مضمون الكلام عما اقتبسناه كما في سؤالي ..
ولي ملاحظات ربما تتعلق بفهمي لبحثك:
بعض الأمثلة ليست واضحة الدلالة على المقصود , ,, وبعضها افترضنا أنها اقتباس فهي محتملة لذلك كالمثال الأول مثلا
الاستشهاد بدعاء بعض العلماء هل سيق للدلالة على صحة الفعل؟ أو لتقرير رأي العالم فقط؟
أعتذر لكثرة أسئلتي فقد أحببت فهم أعمق للموضوع
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Feb 2008, 10:03 م]ـ
- بعض الأمثلة ليست واضحة الدلالة على المقصود , ,, وبعضها افترضنا أنها اقتباس فهي محتملة لذلك كالمثال الأول مثلا.
لم أفهم ما تقصد.
- الاستشهاد بدعاء بعض العلماء هل سيق للدلالة على صحة الفعل؟ أو لتقرير رأي العالم فقط؟
الاستشهادات المشار إليها متعلقة بموضوع كتابي حول الدعاء الصالح، وليست بمشروعية الاقتباس.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2008, 10:16 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك .. بالنسبة لقولكم حفظكم الله (وجدت بعض العلماء لا يرضى ذلك) ما وجه كراهتهم لهذا الأمر إذا تحققنا من مطابقة المقتبس للواقع؟
الحمد لله
أحسب - و الله أعلم - أن كراهيتهم لهذا إذا كان المُقتَبَس له و المقتبس متباعدين في المعنى .. اما عند اتحاد المعنى
فكثير من العلماء يفعل ذلك في خطبة الكتاب و لا يجدون في صدورهم شيئا منه.
و الله أعلم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2008, 08:33 ص]ـ
[ QUOTE= محمد بن جماعة;50790] لم أفهم ما تقصد.
قصدت نفع الله بكم أي لماذا افترضنا أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم مقتبس من الآية؟ فقد يكون كلاما مستقلا منه عليه الصلاة والسلام وربما قبل نزول الآية .. مقصودي أنه ليس بالضرورة اقتباس ,, أو هكذا فهمت وفقكم الله لكل خير
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2008, 08:34 ص]ـ
الحمد لله
أحسب - و الله أعلم - أن كراهيتهم لهذا إذا كان المُقتَبَس له و المقتبس متباعدين في المعنى .. اما عند اتحاد المعنى
فكثير من العلماء يفعل ذلك في خطبة الكتاب و لا يجدون في صدورهم شيئا منه.
و الله أعلم.
جزاك الله خيرا وكتب لك الأجر والمثوبة ,,,
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Feb 2008, 08:52 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء.
قال أصحاب الموسوعة الفقهية (6/ 17):
" يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام، أما إن كان كلاما فاسدا فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن، وذلك ككلام المبتدعة وأهل المجون والفحش. "
فخلاصة القول أخي الكريم المجلسي الشنقطيي أن لكل مقام مقال!
فإذا كان السياق لا يحتمله فالواجب تنزيه القرآن ...
ومن المفيد جدا الرجوع إلى كلام الإمام السيوطي في الإتقان، [فصل]: في الاقتباس وما جرى مجراه ... فقد نقل عن شرح بديعية ابن حجة أنواع الاقتباس ... ثم قال: " وهذا التقسيم حسنٌ جدا وبه أقول. " اهـ
وأشكر أخي الكريم محمد بن جماعة على تفضله بالإجابة.
وبالله التوفيق.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[08 Feb 2008, 09:57 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء.
قال أصحاب الموسوعة الفقهية (6/ 17):
" يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام، أما إن كان كلاما فاسدا فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن، وذلك ككلام المبتدعة وأهل المجون والفحش. "
فخلاصة القول أخي الكريم المجلسي الشنقطيي أن لكل مقام مقال!
فإذا كان السياق لا يحتمله فالواجب تنزيه القرآن ...
ومن المفيد جدا الرجوع إلى كلام الإمام السيوطي في الإتقان، [فصل]: في الاقتباس وما جرى مجراه ... فقد نقل عن شرح بديعية ابن حجة أنواع الاقتباس ... ثم قال: " وهذا التقسيم حسنٌ جدا وبه أقول. " اهـ
وأشكر أخي الكريم محمد بن جماعة على تفضله بالإجابة.
وبالله التوفيق.
جزاك الله خيرا وبارك فيك أفدتنا نفع الله بك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Feb 2008, 10:21 م]ـ
جزاكم الله جميعا خير الجزاء.
قال أصحاب الموسوعة الفقهية (6/ 17):
" يرى جمهور الفقهاء جواز الاقتباس في الجملة إذا كان لمقاصد لا تخرج عن المقاصد الشرعية تحسينا للكلام، أما إن كان كلاما فاسدا فلا يجوز الاقتباس فيه من القرآن، وذلك ككلام المبتدعة وأهل المجون والفحش. "
فخلاصة القول أخي الكريم المجلسي الشنقطيي أن لكل مقام مقال!
فإذا كان السياق لا يحتمله فالواجب تنزيه القرآن ...
.
الحمد لله
هل قلت غير هذا أخي الكريم ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Feb 2008, 10:24 م]ـ
قصدت نفع الله بكم أي لماذا افترضنا أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم مقتبس من الآية؟ فقد يكون كلاما مستقلا منه عليه الصلاة والسلام وربما قبل نزول الآية .. مقصودي أنه ليس بالضرورة اقتباس ,, أو هكذا فهمت وفقكم الله لكل خير
نعم، قد يكون قول الرسول صلى الله عليه وسلم، سابقا لنزول الآية المشار إليها في المثال الأول.
ولم أدرس المسألة من الناحية التاريخية. وإن كان الغالب في مثل هذه الحالات أن ترد نصوص في السيرة النبوية تشير إلى أن النبي (ص) قال كلاما، فجاء الوحي مستعملا نفس العبارة النبوية.
أما العكس، أي اقتباس النبي (ص) من التعبير القرآني، فهو على ما يبدو كثير.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Feb 2008, 10:42 م]ـ
هناك كتاب كامل مطبوع في خصوص ما تتجاذبون فيه واسمه الاقتباس من القران للثعالبي
وهو مطبوع وحقق تحقيقا حسنا واظنه انه شفى المسالة شفاء لا سقم بعده
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Feb 2008, 10:55 م]ـ
تفطنت الآن إلى أن هذا الموضوع تم التطرق إليه في المنتدى في هذا الرابط:
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=3892
ولو علمت بذلك لما كتبت ما كتبت:)(/)
كيف تحافظ على طاقتك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2008, 05:23 م]ـ
الحمد لله
قوله تعالى
قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ... فشربوا منه الا
قليلا منهم ... فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده.
وعند البغوي في تفسيره أن الذين شربوا هم الذين قالوا تلك المقالة.
وهو نفس قول السيوطي في الجلالين فأصحاب المقالة هم الذين شربوا.
وعند الثعالبي عن أكثر المفسرين أنه إنما جاوز النهر من لم يشرب الا غرفة ومن لم يشرب جملة .... وأصحاب المقالة
هم من هؤلاء الذين جاوزوا.
وليت لنا أثرا صحيحا يقطع دابر الاحتمال و الشك.
ومع هذا فإن الثمرة التربوية من هذه الايات الكريمة دانية طيبة زكية ألا وهي أن الذنوب تستنزف طاقة القلب و تهدرها
وكل بحسبه .... حتى تجد القلب هواء فارغا لاطاقة فيه حتى لما ينفع المرء في دنياه ..... وهؤلاء هم الذين نسوا الله
فأنساهم أنفسهم بتسليط الوساوس و الشبهات و الشهوات و الأماني عليهم ...
فكما قال أولئك لا طاقة لنا بجالوت وجنوده
فهؤلاء يقولون لا طاقة لنا بمجاهدة النفس فيستسلمون لها فتسلم قيادهم للشيطان فيحتنكهم ولقد صدق عليهم ظنه.
*
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[07 Feb 2008, 07:39 م]ـ
الحمد لله
أرجو تصحيح الخطأ في الآية
فلما جاوزه هو و الذين آمنوا معه
فقد أسقطت قوله تعالى ** آمنوا ** سهوا.
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Feb 2008, 02:38 ص]ـ
أخي المجلسي تم تعديل الآية بورك فيك(/)
لا يزال "عجل" ما في قلوبهم ...
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[08 Feb 2008, 11:25 ص]ـ
لا يزال "عجل" ما، في قلوبهم
أحمد خيري العمري- جريدة العرب القطرية
عندما أشرِب "العجل" في قلوب بني إسرائيل، كان ذلك يعني أن "العجل" قد تماهى معهم – صار في قلوبهم، حتى لو لم يعد هناك تجسيم مادي للعجل بشكل فيزيائي ومباشر على واقعهم. العجل عندما أشرب في قلوبهم، كان ذلك يعني أنه سكن رؤيتهم للحياة، دخل في كل تفصيلاتها، سكن "فيهم" ولم يعد مهماً كثيراً هنا، إن كانوا يؤدون طقساً معيناً للعجل أو لا، فالرؤية الوثنية هي التي سيطرت عليهم، تشربت فيهم، و صار من غير الممكن "الفصل" حقاً بينها وبين غيرها .. لقد تسربت إلى كل شيء، وتشرب كل شيء فيها ..
هذه الرؤية المادية – الممثلة بالعجل – ربما لم تعبر عن نفسها لاحقاً بسجود مباشر للعجل، لكنها تمظهرت في قراءة شديدة المادية، شديدة الحرفية، للنصوص الدينية وللشعائر الدينية، أي إنها كانت بمثابة التفسير التجسيمي المباشر لنصوص يفترض أن تكون أوسع من أفق العجل والمتعبدين للعجل ..
أشرب العجل رؤية بني إسرائيل – وانعكس ذلك على رؤيتهم للحياة، وصاروا لا ينظرون للحياة إلا من خلال ذلك العجل – فصارت رؤيتهم رؤية مادية شديدة التجسيم .. في كل جزء من أجزائها ثمة عجل ما، رابض .. وإن لم يبدو ذلك واضحاً للوهلة الأولى ..
* * *
لكن النص القرآني لم يورد قصة العجل ودخوله في قلوب بني إسرائيل – أي في جوهر رؤيتهم للحياة، من أجل السرد التاريخي المحض. فحكاية العجل تتكرر دوماً بخطوطها العامة دون تفاصيلها .. واليوم ثمة في حياتنا الثقافية و الفكرية و حتى الاجتماعة عجل كبير جدا ..
وهو عجل، لنا معه حكاية، لم تنته فصولها بعد ..
* * *
هذا العجل، كما عجل السامري، يمثل رؤية حضارية مختلفة، إنه في حالة بني إسرائيل أكثر من عجل، إنه نموذج مصغر لقيم مختلفة ولتجربة حضارية مختلفة، وهو كذلك في حالتنا يمثل منظومة قيم حضارية متكاملة، يمثل حزمة كاملة تضم تجربة حضارية أخرى، أشربت قلوب "بعضهم" بها .. (حتى لا أقول قلوب الجميع).
عن أي عجل معاصر أتحدث؟ عن العجل كرمز للحضارة الغربية – عن ذلك المرض بالغرب الذي تجاوز الانبهار إلى الاستلاب الكامل. عن ذلك الاستلاب الذي تجاوز تفضيل "نمط الحياة الغربي" وتصوره كنمط الحياة الوحيد الممكن تصوره، ونمط التفكير الغربي الذي صار نمط التفكير الوحيد الذي يمكن التفكير من خلاله ..
لقد أشرب "الغرب" في قلوب البعض منهم، دخل كل تفصيل وكل جزء، تماهى معهم وصار لا يمكن الفصل بينه وبينهم. سار فيهم مسرى الدم منهم. بالضبط "أُشرب" هي الكلمة التي تعبر عن حالتهم ..
وهذا العجل الغربي، السمين الشهي، يفسر بعض ما يدور، وبعض ما يطرح من تفسيرات ومن طروحات، بطريقة أرى أنها أكثر صواباً، من نظرية المؤامرة الجاهزة دوماً لتغير كل ما لا يروق لنا ..
فلأسباب عديدة، لا تزال نظرية المؤامرة، هي الأكثر رواجاً والأكثر استخداماً في تفسير ما يطرحه بعض أدعياء التجديد من آراء تلبس النص رداءً دينياً لتقسره على تفسير يصعب في صالح رؤية العجل الغربي للأمور ..
وللإنصاف، تبدو نظرية المؤامرة مبررة تماماً هنا، فجل جهود أدعياء التجديد هؤلاء، كان يكمن في لَيّ عنق المفردة القرآنية، وإقسارها داخل قالب معدّ سلفاً، هو قالب الرؤية الغربية للحياة .. ولذلك فمن الطبيعي جداً، أن تستدعى نظرية المؤامرة، وأن نفترض أن هؤلاء مدفوعين بدعم غربي معين .. مادي ومعنوي ..
والحقيقة أن الدعم الغربي موجود فعلاً، على الأقل لبعض هؤلاء، وهو دعم قد يتمثل في تمويل مراكز الأبحاث التي يشرف عليها هؤلاء، واستضافتهم في الجامعات كأساتذة زائرين، و تضخيم إعلامي لحجم فاعليتهم وأعمالهم (المتواضعة أصلاً .. ) .. وربما لا يخلو الأمر من فائدة مادية مباشرة أو غير مباشرة من خلال ذلك كله ..
لكن المؤامرة، وإن كانت موجودة، إلا أنها لا تكفي لتفسير ما يحدث. فالأمر أكثر تعقيداً – وهؤلاء، وإن تلقوا الدعم من الغرب، إلا أنهم ليسوا جواسيس أو عملاء بالمعنى المباشر السطحي للكلمة، إنهم أصحاب قضية أيضاً، وهم مقتنعون بها حتى وإن لم يحصلوا على الدعم، وهم يتصورون أنهم يحسنون صنعاً .. لقد أشرب الغرب في قلوبهم – تمكن من الدخول إلى تلافيف أدمغتهم، بل لقد شكل عقولهم – وصار هو المرجع والمقياس والبوصلة .. كل الأمور صارت تمر من خلال عدسة الغرب – وبذلك صار الغرب هو مرشح (الفلتر) الذي تمر من خلاله أبصارهم .. وبالتالي رؤيتهم للحياة ..
يجب أن لا يكون هناك إشكال كبير أو أزمة في ذلك .. فالمرض بالغرب صار وباءأ عالمياً، ومن حق كل شخص أن يعتنق ما يشاء من أفكار (وأن يتحمل نتيجة خياره لاحقاً) .. المشكلة بالنسبة إلينا هي أنهم لا يكتفون بتبني الخيار الغربي، وإنما يقسرون النص القرآني على تبنيه أيضاً، من خلال تجديدهم المزعوم، وتفسيراتهم للقرآن، المحكومة سلفاً بالنتائج الغربية .. مشكلة هذه التفسيرات، أنها تضع النص القرآني (الذي يفترض أن يكون هو المنتج للقيم، إذا كانوا يعترفون به كنص ديني أصلاً) في قالب القيم الغربية التي تنتمي لتجربة حضارية مختلفة ولها نسيجها القيمي الخاص بها – وعندما يحدث هذا، فإنه سيؤدي غالباً إلى تناقضات حتمية ستؤدي لاحقاً إلى رفض مناعي، أي كما يرفض جسم الإنسان أحياناً، زراعة عضو غريب في داخله، أو كما يحدث عندما يزود إنسان ما من فصيلة دم مختلفة عن دمه ..
الوضع الطبي لهذه الحالة، يتطلب "تقليل المناعة" من أجل تسهيل قبول الجسم العضو الغريب .. وهذا هو بالضبط ما يفعله أدعياء التجديد، إنهم يقللون "مناعة" الجسم، عن طريق تمرير العجل إياه، أي الرؤية الليبرالية الغربية مرتدية ثوب تفسيرهم للنص الديني ..
ولو أنهم أنصفوا، وكانوا منسجمين مع طروحاتهم، ومع العجل الذي تشرب في قلوبهم، لقالوا: "إننا ليبراليون وكفى .. "، ولما حاولوا أن يقسروا النص القرآني على رؤاهم ..
سيكون ذلك أكثر مصداقية، وأقل زيفاً ..
وسيكون "التجديد" بمنأى عن "العجل الغربي" ..
8 - 2 - 2008
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Feb 2008, 09:06 ص]ـ
بارك الله فيك،
هذا وصف جميل لحال هؤلاء ولكن يبقي السؤال
ماالسبب؟!
هل هو نفس سبب اتخاذ بني اسرائيل عجلهم؟
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[20 Feb 2008, 10:29 م]ـ
سؤال موفق ...
احسنت بطرحه اخي الكريم
ربما لشعورهم بالنقص المزمن(/)
التعريف بثلاث مقالات قيّمة في الدراسات القرآنية قد لا يُتنبه لها
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Feb 2008, 09:31 م]ـ
صدر عن الدار الثقافية للنشر الطبعة الأولى 1427هـ من كتاب:
جمعُ ما تفرق
مقالات عن العالم الإسلامي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/72447adf0da35ad4.jpg
وهو عبارة عن جمع لعدد من المقالات والأبحاث المتنوعة للدكتور محمد السعيد جمال الدين، قدم بعضها في مؤتمرات وندوات علمية، محلية ودولية، ونشر بعضها الآخر في مجلات ودوريات عربية.
وقد قسمه المؤلف إلى خمسة أبواب.
والذي يهمنا في هذا السياق هو الإشارة للباب الأول -والذي شغل حوالي ثلث الكتاب المكوّن من 230 صفحة- حيث اشتمل على ثلاث مقالات في الدراسات القرآنية قد لا يتنبه لها الناظر في عنوان الكتاب.
وأحب في هذا الصدد وضع تعريف موجز بهذه المقالات.
المقال الأول: (منهج المستشرقين في دراسة القرآن / نظرة في دائرتي المعارف الإسلامية والبريطانية)
يكشف هذا المقال عن حقيقة المنهج الذي اعتمده المستشرقون في دراسة القرآن الكريم، من خلال دراسة ما ورد في دائرة المعارف الإسلامية والبريطانية عن كتاب الله تعالى.
ويبدأ المقال بتعريف وتوضيح خصائص الموسوعات العالمية وبيان أهميتها، مع التركيز على الموسوعتين المذكورتين، ثم استخلاص المنهج الذي اعتمده المستشرقون في دراستهم للقرآن الكريم مما ورد في الموسوعتين، وبيان للشبهات الواردة فيهما، والرد عليها بمنهج المستشرقين أنفسهم.
وقد خلص الباحث إلى تبيين الحد الذي وصل إليه المستشرقون -منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي- من التأثر بمنهج قد سبق تطويره في الغرب لنقد الكتاب المقدس، وهو منهج النقد الأعلى والأدنى، الذي توصل إلى أن الأسفار المقدسة الموجودة حاليا لا صلة لها بموسى عليه السلام، وإنما هي مكتوبة بأقلام أحبار اليهود أنفسهم.
ولكن وإن كان هذا المنهج قد صح تطبيقه في دراسة الكتاب المقدس =فلا يصح تطبيقه على نص إلهي ينتمي إلى مجال موضوعي مختلف عن المجال البشري المحدود، وهذا ما أدى إلى فساد النتائج التي توصلوا إليها تبعا لفساد المقدمة.
كما أثبت البحث خروج المستشرقين عن قواعد المنهج ليخرجوا بأحكام قد اعتقدوها سلفا ودخلوا بها على الموضوع قبل البدء ببحثه، وزادت الموسوعة البريطانية بحشد كل ما يمكن مما ينفر القارئ من القرآن الكريم ومن الدين الإسلامي.
ومن ثم فإن التصدي للرد على كل ما ورد من شبهات في هاتين الموسوعتين وغيرهما =أمر واجب وحاسم.
المقال الثاني: (من بواكير الترجمات القرآنية / ترجمة تفسير الطبري إلى الفارسية)
يبين هذا المقال كيف تمّت ترجمة تفسير القرآن الكريم لأول مرة إلى اللغة الفارسية -بعد تردد طويل- في منتصف القرن الرابع الهجري.
فيعرض للظروف التاريخية، والتطورات الفكرية واللغوية التي أملت إنجاز هذا المشروع، فكانت بمثابة فاتحة لحركة تأليف واسعة النطاق في تفسير القرآن الكريم بالفارسية استمرت إلى العصر الحديث.
المقال الثالث: (نظرات في تفسير القرآن الكريم لمولانا أبي الكلام زاده)
يعرّف هذا المقال بالمنهج الذي سلكه المفكر الهندي الكبير (مولانا أبو الكلام زاده) في تفسيره الذي لقي شهرة واسعة في شبه القارة الهندية وغيرها.
ثم يذكر نموذجا يوضح هذا المنهج وقدرته على نقد الآراء والأفكار الواردة في التفسير.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[10 Feb 2008, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا إبراهيم على التنبيه على مثل هذه المقالات التي قد لا ينتبه لها فعلا المتخصص في الدراسات القرآنية , ومثل هذه المقالات كثيرة في بطون المجلات العلمية تحتاج من يستخرجها ويظهرها في مثل هذا الملتقى المبارك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Feb 2008, 02:00 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا إبراهيم، وأرجو أن نوفق للحصول على الكتاب بإذن الله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Feb 2008, 09:03 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ولكن هل الكتاب متوفر في المملكة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Feb 2008, 05:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ولكن هل الكتاب متوفر في المملكة؟
وفيك بارك الله ..
نعم، الكتاب متوفر في المملكة، وقد اشتريته من التدمرية بالرياض.
ولو أحببت أن أوفر لك نسخة فسأسعى في ذلك ..
فمثلك يُتشرف بخدمته.(/)
اللقاء العلمي الثالث بالشيخ مساعد الطيار في المدينة المنورة
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Feb 2008, 05:47 م]ـ
اللقاء العلمي الثالث بالشيخ مساعد الطيار في المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى من والاه ... أما بعد:
فضمن البرنامج المصاحب للدورات العلمية بمسجد البلوي تم الالتقاء بفضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار للمرة الثالثة في ليلة الأحد الموافق 2/ 2/1429هـ, وقد تميز هذا اللقاء بحضور نخبة من أعضاء الملتقى وهم:
فضيلة الشيخ عمر المقبل والشيخ فهد الوهبي و أخي أبو أسامة (محب القراءات) وأبو عبد الله العاصمي والأخ فيصل العمري (منسق الدورات العلمية) والأخ محمد امبالو وكاتب هذه الأسطر .. إضافة إلى طلبة العلم من طلاب الدراسات العليا.
- في بداية اللقاء ألقى الشيخ مساعد كلمة بين فيها أهمية الرسائل العلمية وما هو المرجو منها مشيرا إلى أن أول صعوبة يواجهها الباحث هو اختيار الموضوع , ودعا الإخوة إلى إبداء مقترحاتهم وآرائهم لتذليل هذه العقبة أمام الطلاب من خلال هذا الرابط:
شارك برأيك (اختيار موضوع أطروحة الماجستير والدكتوراه ـ المشكلات والحلول) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10833)
كما أشاد بفكرة قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود حيث خصصت لجنة لمناقشة الخطط والنظر فيها الأمر الذي يساعد الباحثين ويعينهم على اجتياز هذه العقبة.
ثم بعد هذه الكلمة الماتعة فتح مجال النقاش وإبداء المقترحات حول هذا التخصص المبارك, وقد شارك الإخوة الفضلاء بعدة مداخلات أشير إليها على شكل نقاط:
• تحدث أحد الإخوة عن أهمية توجيه الطالب في مرحلة الدراسات العليا إلى تكون همته الحرص على البحث واقتناص الفوائد وأن تكون هذه المرحلة مما يقرب العبد إلى الآخرة, لا أن تكون الغاية من الدراسة هو تحصيل الدرجات.
ويجب أن يكون هذا الهدف مشتركا بين الطالب والمعلم. فترغيب الطلاب بالدرجات أو العكس لا ينبغي أن تأخذ حيزا كبيرا في هذه المرحلة على وجه الخصوص.
• ومن خلال المحاورة في النقطة السابقة قادتنا إلى نقطة مهمة وهي: أهمية عناية طالب العلم بالسلوك وخصوصا أن هذا التخصص أو غيره من التخصصات الشرعية إنما يطلب للعمل به فأي فائدة ترجى من عالم لم يعمل بعلمه. وقد كانت هذه المداخلة من الشيخ (عمر المقبل) الذي أمتعنا ببعض القصص في هذا الجانب.
• ثم تحدث أحد الإخوة عن الشبه التي تثار حول القرآن الكريم على الشبكة العنكبوتية وهل من الخطأ إهمالها أم يجب أن يرد عليها جميعا؟
فبين الشيخ حفظه الله أن مثل هذه الشبهات منها ما يكون السكوت عنه هو الطريق في إماتته ونسيانه, ومنها ما يحتاج إلى الرد عليه من خلال البحوث والرسائل العلمية وأن عدم الرد عليها يعتبر من الضعف في القيام بواجب العناية بالقرآن الكريم.
• كما اقترح أحد الإخوة أن يتم العناية بما ورد في كتب السنن والصحاح تحت مسمى (كتاب التفسير) ودراستها وذلك بتطبيق علوم القرآن أو قواعد التفسير على هذه الأحاديث, من خلال الدورات العلمية أو الدراسة الأكاديمية ...
فبين الشيخ حفظه الله أن هذه الفكرة مما يثري الجانب العملي في تطبيق علوم القرآن وغيره من العلوم التأصيلية كما اقترح دراسة منهج المحدثين من خلال ما جمعوه في التفسير وأن في ذلك إثراء لتخصص الدراسات القرآنية.
• وأخيرا .. سأل أحد الإخوة الشيخ عن الوسائل المقترحة في إيصال القرآن ومعانيه إلى عامة الناس هل هو عن طريق الدروس فقط أم يمكن أن يكون هناك وسائل أخرى؟
فبين الشيخ أن الوسائل في ذلك كثيرة وأنه يجب على أهل التخصص التعاون والتكامل في تحقيق الوسائل التي توصل معاني القرآن ومقاصده إلى عامة الناس مشيرا ومشيدا بفكرة (جوال تدبر) وأنها من الوسائل النافعة في هذا المجال, وبشّرنا أنه سيتحدث عن هذه النقطة في لقاء قريب إن شاء الله.
وفي ختام هذه الأسطر أشكر الشيخ على ترحيبه وسعادته بمثل هذه اللقاءات كما أشكر اللجنة المرتبة للدورات العلمية على هذه البرامج المصاحبة التي تفيد العالِم والمتعلم .. والله ولي التوفيق
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
حرر في: يوم الأحد الموافق 3/ 2/ 1429هـ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Feb 2008, 05:58 م]ـ
أحب أن أنبه الإخوة الأعضاء أن وضع مثل هذه اللقاءات التي يغلب عليها جانب الحوار والمناقشة في الملتقى .. الهدف منه هو أن يشارك الإخوة الأعضاء بآرائهم ومداخلاتهم حتى تكتمل الفائدة وتثرى جوانب النقاش
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[10 Feb 2008, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن على هذه المبادرة الطيبة وسدد الله الشيخ مساعد ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين هو ومن معه من المشايخ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Feb 2008, 01:35 ص]ـ
وفقكم الله جميعاً، ونفع بعلمكم، ومثل هذه اللقاءات تعزز العلاقات الأخوية فيما بين المعنيين بشؤون الدراسات القرآنية بارك الله فيهم.
سلامي ودعواتي لكم جميعاً بالسداد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Feb 2008, 02:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا عبد الرحمن المدني على هذه المتابعات المفيدة .. وقد سعدنا كثيراً بلقاء الدكتور مساعد الطيار والدكتور عمر المقبل وجميع الحاضرين وفقهم الله ..
وقد كانت أمسية ماتعة مفيدة، في جوِّ ربيعي أخاذ، وتمنيت أن يكون بيننا الدكتور عبد الرحمن الشهري وفقه الله، اسأل الله أن يتكرر اللقاء دائماً فيما فيه نفع للجميع ..
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Feb 2008, 09:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن على هذه المشاركة.
وقد تميز هذا اللقاء كما ذكرت بوجود عدد من أعضاء الملتقى , وبالإضافة إلى من سبق ذكرهم كان معنا الأخوة الأفاضل / وائل حجلاوي و محمود البعداني (وهم من أعضاء الملتقى)
ونحن هنا في المدينة النبوية نحرص دائما على مثل هذا اللقاء إذا حضر أحد المشرفين على هذا الملتقى المبارك إلينا لإلقاء دورة علمية أو محاضرة وخاصة الدكتور / عبد الرحمن الشهري , والدكتور / مساعد الطيار (بارك الله فيهما وفي علمهما).
ونخرج من مثل هذه اللقاءات بفوائد جمة وخاصة فيما يتعلق بالدراسات القرآنية , وفيها تقوية لعلاقات الإخوة والمحبة.
ومن بركة هذه المجالس أننا نتعرف فيها على عدد من طلاب الدراسات العليا في الدراسات القرآنية (ممن قد لا نلتقي بهم ونعرفهم عن قرب إلا في مثل هذه المجالس) ويعرض كل من الحاضرين نبذة عن رسالته وعن بعض ما يتعلق بها.
وقد سعدنا في هذه الليلة فعلا بوجود كوكبة من أبرز أعضاء الملتقى والمشرفين عليه , والتقيت فيه لأول مرة بالشيخ الدكتور / عمر المقبل (حفظه الله) , ويعلم الله أننا نفرح إذا التقينا بأحد أعضاء هذا الملتقى , وخاصة ممن لم نلتقي بهم ونتعرف عليهم عن قرب.
أسأل الله أن يجزي القائمين على هذه الدورة وعلى رأسهم فضيلة شيخنا الدكتور / محمد العواجي , والأخ / فيصل زيدان خير الجزاء وأن يجعل ذلك كله في ميزان حسناتهم.
كما أشكر الإخوة الذين رتبوا لهذا اللقاء العلمي وعلى رأسهم فضيلة الأخ الشيخ / فهد الوهبي (بارك الله فيه)
وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه.
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[11 Feb 2008, 04:19 م]ـ
بداية سلامي العطر لسعادة الدكتور مساعد الطيار حفظه الله وسائر إخوانه
ثانيا: في مثل هذه اللقاءات تذكروا أمثالنا من الفقراء والمساكين والعاملين عليها ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Feb 2008, 04:54 م]ـ
بداية سلامي العطر لسعادة الدكتور مساعد الطيار حفظه الله وسائر إخوانه
ثانيا: في مثل هذه اللقاءات تذكروا أمثالنا من الفقراء والمساكين والعاملين عليها ...
فضيلة الشيخ الدكتور / يحي الغوثاني (حفظه الله)
يسعدنا ويشرفنا حضورك معنا هذه اللقاءات العلمية , وقد فاتنا أن ندعوك للقائنا هذا فآمل أن تعذرنا فقد كان التحضير للقاء على عجل وفي نفس اليوم , وأبشر إن شاء الله في المرات القادمة , وهذا من حقك علينا , وخاصة بعد أن أقمت في المدينة النبوية , بارك الله فيك ونفع بك.
محبك / أبو أسامة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Feb 2008, 09:42 م]ـ
سقى الله أياماً تقضَّت بِـ (طَيبة) =وتلك الليالي ما ألذ وصالها!
هنيئا لكم هذه المجامع ..
وأسأل الله أن يجمعنا بكم في عافية.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[11 Feb 2008, 10:12 م]ـ
جزاك الله خير يا أبا عبدالرحمن وبارك الله فيك
وقد أحسنت في عرض اللقاء مع الدكتور مساعد الطيار حفظه الله وإياك
ـ[الونشريسي]ــــــــ[12 Feb 2008, 11:19 ص]ـ
أضيفوني إلى قائمة المساكين يا أبا عبد الرحمن وبلغوني عن مثل هذه اللقاءات جزاكم الله خيرا
أخوكم: أبو حذيفة جلول جامعة الملك سعود مرحلة الدكتوراه(/)
المصحف (تعريفه والأحكام المتعلقة به)
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[11 Feb 2008, 09:04 ص]ـ
المصحف (تعريفه والأحكام المتعلقة به)
الموسوعة الفقهية / الجزء الثامن والثلاثون
مصحف
التّعريف:
1 - المُصحف بضمّ الميم , ويجوز المِصحف بكسرها , وهي لغه تميمٍ , وهو لغةً: اسم لكلّ مجموعةٍ من الصحف المكتوبة ضمّت بين دفّتين , قال الأزهري: وإنّما سمّي المصحف مصحفاً لأنّه أُصْحِف , أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدّفّتين.
والمصحف في الاصطلاح: اسم للمكتوب فيه كلام اللّه تعالى بين الدّفّتين.
ويصدق المصحف على ما كان حاوياً للقرآن كلّه , أو كان ممّا يسمى مصحفاً عرفاً ولو قليلاً كحزبٍ , على ما صرّح به القليوبي , وقال ابن حبيبٍ: يشمل ما كان مصحفاً جامعاً أو جزءاً أو ورقةً فيها بعض سورةٍ أو لوحاً أو كتفاً مكتوبةً.
الألفاظ ذات الصّلة:
القرآن:
1 - القرآن لغةً: القراءة , قال اللّه تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ}.
وهو في الاصطلاح: اسم لكلام اللّه تعالى المنزّل على رسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم المتعبّد بتلاوته , المكتوب في المصاحف المنقول إلينا نقلاً متواتراً.
فالفرق بينه وبين المصحف: أنّ المصحف اسم للمكتوب من القرآن الكريم المجموع بين الدّفّتين والجلد , والقرآن اسم لكلام اللّه تعالى المكتوب فيه.
الأحكام المتعلّقة بالمصحف:
تتعلّق بالمصحف أحكام منها:
لمس الجنب والحائض للمصحف:
2 - ذهب الفقهاء إلى أنّه لا يجوز للمحدث حدثاً أكبر أن يمسّ المصحف , روي ذلك عن ابن عمر رضي اللّه عنهما , والقاسم بن محمّدٍ والحسن وقتادة وعطاءٍ والشّعبيّ , قال ابن قدامة: ولا نعلم مخالفاً في ذلك إلا داود.
وسواء في ذلك الجنابة والحيض والنّفاس , فلا يجوز لأحدٍ من أصحاب هذه الأحداث أن يمسّ المصحف حتّى يتطهّر , إلا ما يأتي استثناؤه.
واستدلوا بقوله تعالى: {لا يَمَسُّهُ إََِلا الْمُطَهَّرُونَ}.
وبما في كتاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعمرو بن حزمٍ رضي اللّه عنه إلى أهل اليمن , وهو قوله: «لا يمس القرآن إلا طاهر» , وقال ابن عمر: قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يمس القرآن إلا طاهر».
لمس المحدث حدثاً أصغر للمصحف:
4 - ذهب عامّة الفقهاء إلى أنّه لا يجوز للمحدث حدثاً أصغر أن يمسّ المصحف , وجعله ابن قدامة ممّا لا يعلم فيه خلافاً عن غير داود.
وقال القرطبي: وقيل: يجوز مسه بغير وضوءٍ , وقال القليوبي من الشّافعيّة: وحكى ابن الصّلاح قولاً غريباً بعدم حرمة مسّه مطلقاً.
ولا يباح للمحدث مس المصحف إلا إذا أتمّ طهارته , فلو غسل بعض أعضاء الوضوء لم يجز مس المصحف به قبل أن يتمّ وضوءه , وفي قولٍ عند الحنفيّة: يجوز مسه بالعضو الّذي تمّ غسله.
مس الجنب والمحدث للمصحف بغير باطن اليد:
5 - يسوّي عامّة الفقهاء بين مسّ المصحف بباطن اليد , وبين مسّه بغيرها من الأعضاء , لأنّ كلّ شيءٍ لاقى شيئاً , فقد مسّه إلا الحكم وحمّاداً , فقد قالا: يجوز مسه بظاهر اليد وبغير اليد من الأعضاء , لأنّ آلة المسّ اليد.
وفي قولٍ عند الحنفيّة: يمنع مسه بأعضاء الطّهارة ولا يمنع مسه بغيرها , ونقل في الفتاوى الهنديّة عن الزّاهديّ أنّ المنع أصح.
مس جلد المصحف وما لا كتابة فيه من ورقه:
6 - ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى أنّه يمتنع على غير المتطهّر مس جلد المصحف المتّصل , والحواشي الّتي لا كتابة فيها من أوراق المصحف , والبياض بين السطور , وكذا ما فيه من صحائف خاليةٍ من الكتابة بالكلّيّة , وذلك لأنّها تابعة للمكتوب وحريم له , وحريم الشّيء تبع له ويأخذ حكمه.
وذهب بعض الحنفيّة والشّافعيّة إلى جواز ذلك.
حمل غير المتطهّر للمصحف وتقليبه لأوراقه وكتابته له:
7 - ذهب الحنفيّة والحنابلة , وهو قول الحسن وعطاءٍ والشّعبيّ والقاسم والحكم وحمّادٍ , إلى أنّه لا بأس أن يحمل الجنب أو المحدث المصحف بعلاقة , أو مع حائلٍ غير تابعٍ له , لأنّه لا يكون ماساً له فلا يمنع منه كما لو حمله في متاعه , ولأنّ النّهي الوارد إنّما هو عن المسّ ولا مسّ هنا , قال الحنفيّة: فلو حمله بغلاف غير مخيطٍ به , أو في خريطةٍ - وهي الكيس - أو نحو ذلك , لم يكره.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذهب المالكيّة والشّافعيّة والأوزاعي , وهو رواية خرّجها القاضي عن أحمد إلى أنّه لا يجوز ذلك , قال المالكيّة: ولا يحمله غير الطّاهر ولو على وسادةٍ أو نحوها , ككرسيّ المصحف , أو في غلافٍ أو بعلاقة , وكذا قال الشّافعيّة في الأصحّ عندهم: لا يجوز له حمل ومس خريطةٍ أو صندوقٍ فيهما مصحف , أي إن أعدّا له , ولا يمتنع مس أو حمل صندوقٍ أعدّ للأمتعة وفيه مصحف.
ولو قلّب غير المتطهّر أوراق المصحف بعود في يده جاز عند كلٍّ من الحنفيّة والحنابلة , ولم يجز عند المالكيّة على الرّاجح , وعند الشّافعيّة صحّح النّووي جواز ذلك لأنّه ليس بمسّ ولا حملٍ , قال: وبه قطع العراقيون من أصحاب الشّافعيّ.
وقال التّتائي من المالكيّة: لا يجب أن يكون الّذي يكتب القرآن على طهارةٍ لمشقّة الوضوء كلّ ساعةٍ.
ونقل عن محمّد بن الحسن أنّه كره أن يكتب المصحف المحدث ولو من غير مسٍّ باليد , لأنّه يكون ماساً بالقلم.
وفي تقليب القارئ غير المتطهّر أوراق المصحف بكمّه أو غيره من الثّياب الّتي هو لابسها عند الحنفيّة اختلاف.
قال ابن عابدين: والمنع أولى لأنّ الملبوس تابع للابسه وهو قول الشّافعيّة.
وقال الحنفيّة: لو وضع على يده منديلاً أو نحوه من حائلٍ ليس تابعاً للمصحف ولا هو من ملابس الماسّ فلا بأس به , ومنعه المالكيّة والشّافعيّة ولو استخدم لذلك وسادةً أو نحوها. على أنّه يباح لغير المتطهّر عند المانعين حمل المصحف ومسه للضّرورة , قال الشّافعيّة: يجوز للمحدث حمله لخوف حرقٍ أو غرقٍ أو تنجسٍ أو خيف وقوعه في يد كافرٍ أو خيف ضياعه أو سرقته , ويجب عند إرادة حمله التّيمم أي حيث لا يجد الماء , وصرّح بمثل ذلك المالكيّة.
من يستثنى من تحريم مسّ المصحف على غير طهارةٍ:أ - الصّغير:
8 - ذهب الحنفيّة وهو قول عند المالكيّة إلى أنّه يجوز للصّغير غير المتطهّر أن يمسّ المصحف , قالوا: لما في منع الصّبيان من مسّه إلا بالطّهارة من الحرج , لمشقّة استمرارهم على الطّهارة , ولأنّه لو منعوا من ذلك لأدّى إلى تنفيرهم من حفظ القرآن وتعلمه , وتعلمه في حال الصّغر أرسخ وأثبت.
قال الحنفيّة: ولا بأس للكبير المتطهّر أن يدفع المصحف إلى صبيٍّ.
وذهب المالكيّة في قولٍ آخر عندهم إلى أنّ الصّغير لا يمس المصحف إلا بالطّهارة كالبالغ. وقال الشّافعيّة: لا يمنع الصّبي المميّز المحدث ولو حدثاً أكبر من مسّ ولا من حمل لوحٍ ولا مصحفٍ يتعلّم منه , أي لا يجب منعه من ذلك لحاجة تعلمه ومشقّة استمراره متطهّراً , بل يستحب.
قالوا: وذلك في الحمل المتعلّق بالدّراسة فإن لم يكن لغرض , أو كان لغرض آخر منع منه جزماً.
أمّا الصّبي غير المميّز فيحرم تمكينه من ذلك لئلا ينتهكه.
وذهب الحنابلة في المذهب إلى أنّه لا يجوز للصّبيّ مس المصحف , أي لا يجوز لوليّه تمكينه من مسّه , وذكر القاضي روايةً بالجواز وهو وجه في الرّعاية وغيرها.
وأمّا الألواح المكتوب فيها القرآن فلا يجوز على الصّحيح من المذهب عندهم مس الصّبيّ المكتوب في الألواح , وعنه يجوز , وأطلقهما في التّلخيص.
وأمّا مس الصّبيّ اللّوح أو حمله فيجوز على الصّحيح من المذهب.
ب - المتعلّم والمعلّم ونحوهما:
9 - يرى المالكيّة أنّه يجوز للمرأة الحائض الّتي تتعلّم القرآن , أو تعلّمه حال التّعليم مسّ المصحف سواء كان كاملاً أو جزءاً منه أو اللّوح الّذي كتب فيه القرآن , قال بعضهم: وليس ذلك للجنب , لأنّ رفع حدثه بيده ولا يشق , كالوضوء , بخلاف الحائض فإنّ رفع حدثها ليس بيدها , لكنّ المعتمد عندهم أنّ الجنب رجلاً كان أو امرأةً , صغيراً كان أو بالغاً يجوز له المس والحمل حال التّعلم والتّعليم للمشقّة.
وسواء كانت الحاجة إلى المصحف للمطالعة , أو كانت للتّذكر بنيّة الحفظ.
مس المحدث كتب التّفسير ونحوها ممّا فيه قرآن:
10 - اختلف الفقهاء في حكم مسّ المحدث كتب التّفسير , فذهب بعضهم إلى حرمة ذلك , وذهب غيرهم إلى الجواز.
والتّفصيل في مصطلح: (مس ف 7).
مس غير المتطهّر المصحف المكتوب بحروف أعجميّةٍ وكتب ترجمة معاني القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - المصحف إن كتب على لفظه العربيّ بحروف غير عربيّةٍ فهو مصحف وله أحكام المصحف , وبهذا صرّح الحنفيّة ففي الفتاوى الهنديّة وتنوير الأبصار: يكره عند أبي حنيفة لغير المتطهّر مس المصحف ولو مكتوباً بالفارسيّة , وكذا عند الصّاحبين على الصّحيح. وعند الشّافعيّة مثل ذلك , قال القليوبي: تجوز كتابة المصحف بغير العربيّة لا قراءته بها , ولها حكم المصحف في المسّ والحمل.
أمّا ترجمة معاني القرآن باللغات الأعجميّة فليست قرآناً , بل هي نوع من التّفسير على ما صرّج به المالكيّة , وعليه فلا بأس أن يمسّها المحدث , عند من لا يمنع مسّ المحدث لكتب التّفسير.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[11 Feb 2008, 09:20 ص]ـ
يتبع: من الموسوعة الفقهية
مصحف
صيانة المصحف عن الاتّصال بالنّجاسات:
12 - يحرم تنجيس المصحف , فمن ألقى المصحف في النّجاسات أو القاذورات متعمّداً مختاراً يحكم بردّته , قال الشّافعيّة: يحرم وضع أوراق المصحف على نجسٍ , ومسها بشيء نجسٍ ولو عضواً من أعضائه , ويجب غسل المصحف إن تنجّس ولو أدّى غسله إلى تلفه , ولو كان لمحجور عليه , ويحرم كتابته بشيء نجسٍ , وصرّح بمثل ذلك الحنابلة. وذكر الشّافعيّة والحنابلة أنّه يحرم مس المصحف بعضو نجسٍ قياساً على مسّه مع الحدث , أمّا إن كانت النّجاسة على عضوٍ ومسّه بعصو آخر طاهرٍ فلا يحرم , وذكر الحنابلة أيضاً أنّه يحرم كتابة القرآن بحيث يتنجّس ببول حيوانٍ أو نحو ذلك.
ويحرم كتابة المصحف في ورقٍ نجسٍ أو بمداد نجسٍ.
دخول الخلاء بمصحف:
13 - ذهب الحنفيّة والشّافعيّة إلى أنّه يكره - ولا يحرم - أن يدخل الخلاء ومعه خاتم عليه اسم اللّه تعالى أو شيء من القرآن تعظيماً له , قال القليوبي: هو مكروه وإن حرم من حيث الحدث , وهو ظاهر كلام الحنابلة , لما ورد أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه» , قال في شرح المنتهى: وجزم بعضهم بتحريمه في المصحف , وقال صاحب الإنصاف: لا شكّ في تحريمه قطعاً من غير حاجةٍ.
وذهب المالكيّة إلى أنّه يحرم دخول الخلاء سواء أكان كنيفاً أو غيره بمصحف , كاملٍ أو بعض مصحفٍ , قالوا: لكن إن دخله بما فيه بعض من الآيات لا بال له - أي من حيث الكثرة - فالحكم الكراهة لا التّحريم.
قالوا: وإن خاف ضياعه جاز أن يدخل به معه بشرط أن يكون في ساترٍ يمنع وصول الرّائحة إليه , ولا يكفي وضعه في جيبه , لأنّه ظرف متّسع.
جعل المصحف في قبلة الصّلاة:
14 - يكره عند المالكيّة والحنابلة جعل المصحف في قبلة المصلّي لأنّه يلهيه , قال أحمد: كانوا يكرهون أن يجعلوا في القبلة شيئاً حتّى المصحف , لكنّ المكروه عند المالكيّة تعمد جعله في القبلة ليصلّي إليه , ولا يكره إن لم يتعمّده , كما لو كان ذاك موضعه الّذي يعلّق فيه عادةً.
ولا يكره ذلك عند الحنفيّة إن لم يكن جعله ليقرأ منه , قالوا: لأنّ الكراهة فيما يكره استقباله في الصّلاة باعتبار التّشبه بعبادها , والمصحف لم يعبده أحد , واستقبال أهل الكتاب مصاحفهم للقراءة منها لا لعبادتها , ومن هنا كره أبو حنيفة القراءة في الصّلاة من المصحف.
القراءة من المصحف في الصّلاة وغيرها:
15 - ذهب أبو حنيفة إلى أنّه ليس للمصلّي أن يقرأ من المصحف , فإن قرأ بالنّظر في المصحف فسدت صلاته مطلقاً , أي قليلاً كان ما قرأه أو كثيراً , إماماً كان أو منفرداً , وكذا لو كان ممّن لا يمكنه القراءة إلا منه لكونه غير حافظٍ.
وقد اختلف الحنفيّة في تعليل قوله , فقيل: لأنّ حمل المصحف والنّظر فيه وتقليب الأوراق عمل كثير , وقيل: لأنّه تلقّن من المصحف , فصار كما إذا تلقّن من غيره , وصحّح هذا الوجه في الكافي تبعاً لتصحيح السّرخسيّ , وعليه فلو لم يكن قادراً على القراءة إلا من المصحف فصلّى بلا قراءةٍ فإنّها تجزئه.
وذهب الصّاحبان إلى تجويز القراءة للمصلّي من المصحف مع الكراهة لما في ذلك من التّشبه بأهل الكتاب.
وذهب المالكيّة إلى أنّه يكره للمصلّي القراءة من المصحف في فرضٍ أو نفلٍ لكثرة الشّغل بذلك , لكنّ كراهته عندهم في النّفل إن قرأ في أثنائه , ولا يكره إن قرأ في أوّله , لأنّه يغتفر في النّفل ما لا يغتفر في الفرض , قال ابن قدامة: ورويت الكراهية في ذلك عن ابن المسيّب والحسن ومجاهدٍ والرّبيع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجاز الحنابلة القراءة في المصحف في قيام رمضان إن لم يكن حافظاً , لما ورد عن عائشة رضي اللّه عنها في مولىً لها اسمه ذكوان كان يؤمها من المصحف , ويكره في الفرض على الإطلاق , لأنّ العادة أنّه لا يحتاج إليه فيه , ويكره للحافظ حتّى في قيام رمضان , لأنّه يشغل عن الخشوع وعن النّظر إلى موضع السجود.
وذهب الشّافعيّة إلى أنّ المصلّي لو قرأ في مصحفٍ ولو قلّب أوراقه أحياناً لم تبطل صلاته , لأنّ ذلك يسير أو غير متوالٍ لا يشعر بالإعراض.
أمّا في غير الصّلاة فإنّ القراءة من المصحف مستحبّة لاشتغال البصر بالعبادة , وقد ذهب بعض الفقهاء إلى تفضيل القراءة من المصحف على القراءة عن ظهر قلبٍ , لأنّه يجمع مع القراءة النّظر في المصحف , وهو عبادة أخرى , لكن قال النّووي: إن زاد خشوعه وحضور قلبه في القراءة عن ظهر قلبٍ فهو أفضل في حقّه.
اتّباع رسم المصحف الإمام:
16 - ذهب جمهور فقهاء الأمّة إلى وجوب الاقتداء في رسم المصاحف برسم مصحف عثمان رضي اللّه عنه , لكونه قد أجمع الصّحابة عليه.
سئل الإمام مالك: أرأيت من استكتب مصحفاً اليوم , أترى أن يكتب على ما أحدث النّاس من الهجاء اليوم؟ فقال: لا أرى ذلك , ولكن يكتب على الكِتْبَة الأولى , وروي أنّه سئل عن الحروف الّتي تكون في القرآن مثل الواو والألف , أترى أن تغيّر من المصحف إذا وجدت فيه كذلك؟ فقال: لا , قال الدّانيّ: يعني الواو والألف الزّائدتين في الرّسم المعدومتين في اللّفظ، قال: ولا مخالف لمالك في ذلك من علماء الأمّة , وقال أحمد: تحرم مخالفة مصحف الإمام في واوٍ أو ياءٍ أو ألفٍ أو غير ذلك.
وقال البيهقيّ في شعب الإيمان: من كتب مصحفاً فينبغي أن يحافظ على الهجاء الّذي كتبوا به هذه المصاحف ولا يخالفهم فيه , ولا يغيّر ممّا كتبوا شيئاً , فإنّهم كانوا أكثر علماً وأصدق لساناً وأعظم أمانةً منّا , فلا ينبغي أن نظنّ بأنفسنا استدراكاً عليهم.
ومن هنا صرّح الحنابلة وغيرهم أنّه لا ينبغي أن يقرأ في الصّلاة بما يخرج عن مصحف عثمان كقراءة ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه وغيرها , لأنّ القرآن ثبت بالتّواتر , وهذه لم يثبت التّواتر بها , فلا يثبت كونها قرآناً , واختلفوا في صحّة صلاته إذا قرأ بشيء منها ممّا صحّت به الرّواية , كبعض ما روي من قراءة ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه.
وصحّح المحقّقون من أئمّة القراءة بأنّ القراءة الصّحيحة لا بدّ أن توافق رسم مصحف عثمان رضي اللّه عنه ولو احتمالاً.
والخلاف في هذه المسألة منقول عن عزّ الدّين بن عبد السّلام فقد نقل عنه الزّركشي قوله: لا تجوز كتابة المصحف الآن على الرسوم الأولى باصطلاح الأئمّة لئلا يوقع في تغيير الجهّال.
وتعقّبه الزّركشي بقوله: لا ينبغي إجراء هذا على إطلاقه لئلا يؤدّي إلى دروس العلم , وشيء أحكمته القدماء لا يترك مراعاةً لجهل الجاهلين , ولن تخلو الأرض من قائمٍ للّه بالحجّة.
ونقل عن أبي بكرٍ الباقلانيّ مثل قول ابن عبد السّلام.
آداب كتابة المصحف:
17 - استحبّ العلماء كتابة المصاحف , وتحسين كتابتها وتجويدها , والتّأنق فيها. واستحبوا تبيين الحروف وإيضاحها وتفخيمها , والتّفريج بين السطور , وتحقيق الخطّ وكان ابن سيرين يكره أن تمدّ الباء من بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إلى الميم حتّى تكتب السّين , قال: لأنّ في ذلك نقصاً.
ونقلت: كراهة كتابة المصحف بخطّ دقيقٍ , وتصغير حجم المصحف عن عمر بن الخطّاب وعليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه عنهما.
ويحرم أن يكتب المصحف بمداد نجسٍ أو في ورقٍ أو شيءٍ نجسٍ.
ونقل أبو عبيدٍ بسنده عن ابن عبّاسٍ وأبي ذرٍّ وأبي الدّرداء رضي اللّه عنهم أنّهم كرهوا كتابته بالذّهب , ونقل السيوطيّ عن الغزاليّ أنّه استحسن كتابته بالذّهب , وأجاز البرزليّ والعدويّ والأجهوريّ من المالكيّة ذلك , والمشهور عند المالكيّة كراهة ذلك لأنّه يشغل القارئ عن التّدبر.
إصلاح ما قد يقع في كتابة بعض المصاحف من الخطأ:
(يُتْبَعُ)
(/)
18 - ينص الحنفيّة والشّافعيّة على أنّ إصلاح ما قد يقع في بعض المصاحف من الخطأ في كتابتها واجب , وإن ترك إصلاحه أثم , حتّى لو كان المصحف ليس له بل كان عاريّةً عنده , فعليه إصلاحه ولو لم يعلم رضا صاحبه بذلك , وقال ابن حجرٍ: لا يجوز ذلك إلا برضا مالكه , وقال القليوبي: محل الجواز إذا كان بخطّ مناسبٍ وإلا فلا.
النّقط والشّكل ونحو ذلك في المصاحف:
19 - نقل عن بعض السّلف من الصّحابة والتّابعين كراهة إدخال شيءٍ من النّقط ونحوه , وأمروا بتجريد المصحف من ذلك , فعن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه أنّه قال: جرّدوا المصحف ولا تخلطوه بشيء , وكره النّخعيّ نقط المصاحف , وكره ابن سيرين النّقط والفواتح والخواتم.
وكان المصحف العثماني خالياً من النّقط حتّى إنّ الباء والتّاء والثاء مثلاً كانت بصورة واحدةٍ لا تتميّز في الكتابة , وإنّما يعرفها القارئ بالمعنى.
والنّقط كان أوّلاً لبيان إعراب الحروف , أي حركاتها , وهو الّذي عمله أبو الأسود الدؤليّ , ثمّ استعملت علامات الشّكل الّتي اخترعها الخليل بن أحمد , واستخدم النّقط لتمييز الحروف المتشابهة بعضها عن بعضٍ كالباء والتّاء والثّاء.
وورد عن بعض التّابعين وتابعيهم التّرخيص في ذلك , قال ربيعة بن أبي عبد الرّحمن: لا بأس بشكله، وقال مالك: لا بأس بالنّقط في المصاحف الّتي تتعلّم فيها العلماء , أمّا الأمّهات فلا.
وقال ابن مجاهدٍ والدّانيّ: لا يُشْكَل إلا ما يُشْكِل.
وقال النّووي: نقط المصحف وشكله مستحب لأنّه صيانة له من اللّحن والتّحريف , قال: وأمّا كراهة الشّعبيّ والنّخعيّ النّقط فإنّما كرهاه في ذلك الزّمان خوفاً من التّغيير فيه , وقد أمن من ذلك اليوم فلا منع.
وعلى هذا استقرّ العمل منذ أمدٍ طويلٍ في المصاحف , وأمّا في غيرها فالعمل على قول ابن مجاهدٍ والدّانيّ.
التّعشير والتّحزيب والعلامات الأخرى في المصاحف:
20 - التّعشير: أن يجعل علامةً عند انتهاء كلّ عشر آياتٍ , والتّخميس: أن يجعل علامةً عند انتهاء كلّ خمسٍ , والتّحزيب أن يجعل علامةً عند مبتدأ كلّ حزبٍ.
ومن أوّل العلامات الّتي أدخلت في المصاحف جعل ثلاث نقاطٍ عند رءوس الآي , قال يحيى ابن كثيرٍ: ما كانوا يعرفون شيئاً ممّا أحدث في المصاحف إلا النقط الثّلاث عند رءوس الآي , وقال غيره: أوّل ما أحدثوا النقط عند آخر الآي , ثمّ الفواتح والخواتم , أي فواتح السور وخواتمها , وقد أنكره بعض السّلف (انظر: تعشير ف 3) , ورخّص فيه غيرهم واستقرّ العمل على إدخال تلك العلامات لنفعها لقرّاء القرآن , وأدخلت أيضاً علامات السّجدات والوقوف وأسماء السور وعدد الأجزاء وعدد الآيات وغير ذلك , لكن بوضع يميّزها عمّا هو كلام اللّه تعالى.
أخذ الأجر على كتابة المصحف:
21 - اختلف النّقل عن السّلف في أخذ الأجرة على كتابة المصحف , فقد أخرج ابن أبي داود في كتاب المصاحف عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما أنّه كره أخذ الأجرة على كتابة المصاحف , ومثله عن أيوب السّختيانيّ ومحمّد بن سيرين.
وأخرج عن سعيد بن جبيرٍ وابن المسيّب والحسن أنّهم قالوا: لا بأس بذلك.
وإلى هذا الأخير ذهب الحنفيّة , ففي الفتاوى الهنديّة: لو استأجر رجلاً ليكتب له مصحفاً وبيّن الخطّ جاز.
تحلية المصاحف:
22 - ذهب الحنفيّة والمالكيّة إلى جواز تحلية المصاحف بالذّهب والفضّة سواء كانت للرّجال أو النّساء لما في ذلك من تعظيم القرآن , لكن قال المالكيّة: إنّ الّذي يجوز تحليته جلده من خارجٍ لا كتابته بالذّهب , وأجازه بعضهم , وأجازوا أيضاً كتابته في الحرير وتحليته به.
وذهب الشّافعيّة في المعتمد عندهم إلى جواز تحلية المصحف بالفضّة مطلقاً , وبالذّهب للنّساء والصّبيان , وتحريمه بالذّهب في مصاحف الرّجال.
وذهب الحنابلة إلى كراهة تحليته بشيء من النّقدين , وهو قول أبي يوسف من الحنفيّة. وذهب الشّافعيّة في قولٍ إلى تحريم تحلية القرآن بالذّهب , وقال ابن الزّاغونيّ من الحنابلة: يحرم سواء حلاه بذهب أو فضّةٍ.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[11 Feb 2008, 09:31 ص]ـ
يتبع: من الموسوعة الفقهية
مصحف
بيع المصحف وشراؤه:
(يُتْبَعُ)
(/)
23 - اختلف العلماء سلفاً وخلفاً في بيع المصاحف وشرائها , فذهب البعض إلى كراهة بيعها وشرائها تعظيماً لها وتكريماً , لما في تداولها بالبيع والشّراء من الابتذال , وهو قول المالكيّة وقول للشّافعيّة , ورويت كراهية بيعها عن ابن عمر وابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهم وسعيد بن جبيرٍ وإسحاق والنّخعيّ , قال ابن عمر: وددت أنّ الأيدي تقطع في بيعها , وورد عن عبد اللّه بن شقيقٍ أنّه قال: كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يشدّدون في بيع المصاحف.
وذهب بعض السّلف إلى إجازة بيعها , منهم محمّد بن الحنفيّة , والحسن , وعكرمة , والشّعبي , لأنّ البيع يقع على الورق والجلد وبدل عمل يد الكاتب , وبيع ذلك مباح , قال الشّعبي: لا بأس ببيع المصحف , إنّما يبيع الورق وعمل يديه.
وفرّق الشّافعيّة في الأصحّ - ونقلوه عن نصّ الشّافعيّ - والحنابلة في معتمدهم بين البيع والشّراء , فكرهوا البيع - وفي روايةٍ عند الحنابلة يحرم ويصح - وأجازوا الشّراء والاستبدال , وروي عن ابن عبّاسٍ قال: اشتر المصاحف ولا تبعها , ووجه ذلك أنّ في البيع ابتذالاً بخلاف الشّراء , ففيه استنقاذ المصحف وبذل للمال في سبيل اقتنائه وذلك إكرام , قالوا: ولا يلزم من كراهة البيع كراهة الشّراء , كشراء دور مكّة ورباعها , وشراء أرض السّواد , لا يكره , ويكره للبائع.
إجارة المصحف:
24 - ذهب الحنفيّة والحنابلة وابن حبيبٍ من المالكيّة إلى عدم جواز إجارة المصحف.
أمّا الحنفيّة فعلّة المنع عندهم أنّه ليس في القراءة في المصحف أكثر من النّظر إليه , ولا تجوز الإجارة لمثل ذلك , كما لا يجوز أن يستأجر سقفاً لينظر إلى ما فيه من النقوش أو التّصاوير , أو يستأجر كرماً لينظر فيه للاستئناس من غير أن يدخله , ومن أجل ذلك لا تجوز عندهم أيضاً إجارة سائر الكتب.
وأمّا الحنابلة في الوجه المعتمد عندهم فقد بنوا تحريم إجارته على تحريم بيعه , قالوا: ولما في إجارته من الابتذال له.
وأمّا ابن حبيبٍ فقد منع إجارته على الرّغم من أنّه يرى جواز بيعه , لأنّ الأجرة تكون كالثّمن للقرآن , أمّا بيعه فهو ثمن للورق والجلد والخطّ.
وذهب المالكيّة إلى جواز إجارة المصحف للقراءة فيه , قالوا: ما لم يقصد بإجارته التّجارة , وإلا كرهت.
ووجه الجواز عندهم أنّه نفع مباح تجوز الإعارة فيه , فجازت فيه الإجارة كسائر الكتب الّتي يجوز بيعها.
رهن المصحف:
25 - القاعدة: أنّ ما جاز بيعه جاز رهنه , وما لا يجوز بيعه لا يجوز رهنه , ولذا يصح رهن المصحف عند كلّ من جوّز بيعه , لأنّه يمكن بيعه واستيفاء الدّين من ثمنه , وأمّا من لم يجوّز بيعه فلا يجوز عنده رهنه لعدم الفائدة في ذلك , وهو المعتمد عند الحنابلة نصّ عليه أحمد.
وقف المصحف:
26 - يجوز وقف المصاحف للقراءة فيها عند محمّد بن الحسن , استثناءً من عدم جواز وقف المنقولات لجريان التّعارف بوقف المصاحف , وإلى قوله هذا ذهب عامّة مشايخ الحنفيّة وعليه الفتوى عندهم , وهو مقتضى قول غيرهم بجواز وقف المنقولات.
وذهب أبو حنيفة إلى عدم جواز وقفها كسائر المنقولات غير آلات الجهاد.
ثمّ إن وقفه على مسجدٍ معيّنٍ يجوز , ويقرأ به في هذا المسجد خاصّةً , نصّ عليه الحنفيّة , وفي قولٍ عندهم: لا يكون مقصوراً على هذا المسجد بعينه.
إرث المصحف:
27 - يورث المصحف على القول المفتى به عند الحنفيّة وهو مقتضى قواعد غيرهم من أنّ كلّ مملوكٍ يورث عن مالكه.
وفي قولٍ عندً الحنفيّة: لا يورث , وهو قول النّخعيّ , فلو كان للميّت ولدان أحدهما قارئ والآخر غير قارئٍ , يعطى المصحف للقارئ.
القطع بسرقة المصحف:
28 - ذهب الحنفيّة , وهو قول أبي بكرٍ والقاضي أبي يعلى من الحنابلة إلى أنّ سارق المصحف لا يقام عليه الحد , قال ابن عابدين: لأنّ آخذه يتأوّل في أخذه القراءة والنّظر فيه , ولأنّه لا ماليّة له لاعتبار المكتوب فيه وهو كلام اللّه تعالى , وهو لا يجوز أخذ العوض عنه , وإنّما يقتنى المصحف لأجله , لا لأجل أوراقه أو جلده.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويسري ذلك عند الحنفيّة على ما على المصحف من الحلية لكونه في حكم التّابع له , وللتّابع حكم المتبوع , كمن سرق صبياً عليه ثياب قيمتها أكثر من نصابٍ فلا يقطع بها , لأنّها تابعة للصّبيّ ولا قطع في سرقته , وفي الفتاوى الهنديّة نقل عن السّراج الوهّاج: لا قطع في سرقة المصحف ولو كان عليه حلية تساوي ألف دينارٍ.
واختار أبو الخطّاب , وهو ما استظهره ابن قدامة من كلام الإمام أحمد إلى أنّه يقطع بسرقة المصحف , لعموم آية السّرقة , ولأنّه متقوّم تبلغ قيمته نصاباً فوجب القطع بسرقته , ككتب الفقه والتّاريخ وغيرها.
منع الكافر من تملك المصحف والتّصرف فيه:
29 - لا يجوز أن يشتري الكافر مصحفاً , لما في ذلك من الإهانة فإن اشتراه فالشّراء فاسد , واحتجّ الفقهاء لذلك بحديث ابن عمر: «نهى النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن تناله أيديهم».
والشّافعيّة يرون حرمة بيع المصحف للكافر , لكن إن باعه له ففي صحّة البيع عندهم وجهان:
أظهرهما: لا يصح البيع , والثّاني: يصح ويؤمر في الحال بإزالة ملكه عنه.
قال القليوبي: ولو وكّل الكافر مسلماً بشراء مصحفٍ لم يصحّ لأنّ الملك له يقع , ولو وكّل المسلم كافراً بالشّراء صحّ لأنّه يقع للمسلم , وكذا لو قارض مسلم كافراً فاشترى الكافر مصحفاً للقراض صحّ , لأنّه للقراض , ولا ملك للمضارب فيه.
ولا تصح هبة الكافر مصحفاً ولا الوصيّة له به.
ولا يصح وقف المصحف على كافرٍ.
ويحرم أن يعطي كافراً مصحفاً عاريّةً ليقرأ فيه ويردّه , ولا تصح الإعارة , وقال الرّملي: تصح الإعارة فيه مع الحرمة.
مس الكافر المصحف وعمله في نسخ المصاحف وتصنيعها:
30 - يمنع الكافر من مسّ المصحف , كما يمنع منه المسلم الجنب , بل الكافر أولى بالمنع , ويمنع منه مطلقاً , أي سواء اغتسل أو لم يغتسل , وفي الفتاوى الهنديّة: أنّ أبا حنيفة قال: إن اغتسل جاز أن يمسّه , وحكي في البحر عن أبي حنيفة وأبى يوسف المنع مطلقاً.
ويمنع الكافر من العمل في تصنيع المصاحف , ومن ذلك ما قال القليوبي: يمنع الكافر من تجليد المصحف وتذهيبه , لكن قال البهوتيّ: يجوز أن ينسخ الكافر المصاحف دون مسٍّ أو حملٍ.
السّفر بالقرآن إلى أرض العدوّ:
31 - لا يجوز أن يخرج المسلم بالمصحف إلى بلد العدوّ الكافر , سواء كان في جهادٍ أو غيره , لئلا يقع في أيديهم فيهينوه أو يمسوه وهم على كفرهم , وإلى هذا ذهب الحنفيّة والمالكيّة والشّافعيّة والحنابلة , لحديث ابن عمر رضي اللّه عنهما مرفوعاً: «لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدوّ مخافة أن تناله أيديهم».
قال ابن عبد البرّ من المالكيّة: أجمع الفقهاء أن لا يسافر بالمصحف في السّرايا والعسكر الضّعيف المخوف عليه.
أمّا إن كان يؤمن على المصحف في ذلك السّفر من نيل العدوّ له فقد اختلف الفقهاء في ذلك , فأجاز الحنفيّة السّفر به , وذكروا من ذلك صورتين:
الأولى: أن يكون الخارج به في جيشٍ كبيرٍ يؤمن عليه فلا كراهة حينئذٍ.
الثّانية: إذا دخل إليهم مسلم بأمان , وكانوا يوفون بالعهد , جاز أن يحمل المصحف معه. وقال المالكيّة: يحرم أيضاً لنصّ الحديث ولو في جيشٍ آمنٍ , لأنّه قد يسقط منهم ولا يشعرون به فيأخذه العدو فتناله الإهانة , وقال المالكيّة أيضاً: ولو أنّ العدوّ طلب أن يرسل إليهم مصحف ليتدبّروه , حرم إرساله إليهم خشية إهانتهم له , فلو أرسل إليهم كتاب فيه آية أو نحوها لم يحرم ذلك , وقد أرسل النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلى هرقل كتاباً في ضمنه الآية: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً} الآية.
استثناء المصحف من جزاء الغالّ بحرق متاعه:
(يُتْبَعُ)
(/)
32 - إن غلّ أحد الغانمين في الجهاد شيئاً من الغنيمة فقد ذهب الأوزاعي والحنابلة - خلافاً للجمهور - إلى أنّه يحرق متاعه , لكن لا يحرق المصحف , لما روى صالح بن محمّد بن زائدة , قال: دخلت مع مسلمة بن عبد الملك أرض الروم , فأتي برجل قد غلّ , فسأل سالماً عنه فقال: سمعت أبي يحدّث عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إذا وجدتم الرّجل قد غلّ فأحرقوا متاعه واضربوه» , قال: فوجدنا في متاعه مصحفاً , فسأل سالماً عنه فقال: بعه وتصدّق بثمنه.
الرّدّة بإهانة المصحف:
33 - إذا أهان المسلم مصحفاً متعمّداً مختاراً يكون مرتداً ويقام عليه حد الرّدّة.
وقد اتّفق الفقهاء على ذلك , فمن صور ذلك ما قال الحنفيّة: لو وطئ برجله المصحف استخفافاً وإهانةً يكون كافراً , وكذا من أمر بوطئه يكون كافراً.
ولو ألقى مصحفاً في قاذورةٍ متعمّداً قاصداً الإهانة فقد ارتدّ عند الجميع , قال الشّافعيّة: وكذا لو مسّه بالقاذورة ولو كانت طاهرةً كالبصاق والمخاط.
فإن كان ذلك عن سهوٍ أو غفلةٍ أو في نومٍ لم يكفر.
وكذا إن كان مكرهاً أو مضطراً ففعله لا يكفر.
الحلف بالمصحف:
34 - يرى الحنفيّة أنّ الحلف بالمصحف ليس بيمين لأنّه الورق والجلد وليس صفةً للّه تعالى ولا اسماً له , وقد قال النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: «من كان حالفاً فلا يحلف إلا باللّه».
وعلى هذا لو حلف به لا تنعقد يمينه وليس فيها كفّارة إن لم يف , وقال ابن عابدين: إن تعارف النّاس الحلف بالمصحف ورغب العوام في الحلف به لم يكن يميناً أيضاً , وإلا لكان الحلف بالنّبيّ والكعبة يميناً لأنّه متعارف , وكذا بحياة رأسك ونحوه , ولم يقل بذلك أحد , قال ابن عابدين: لكن لو أقسم بما في هذا المصحف من كلام اللّه تعالى يكون يميناً.
وذهب المالكيّة والشّافعيّة والحنابلة إلى أنّ الحلف بالمصحف يمين.
قال النّووي في الرّوضة: يندب وضع المصحف في حجر الحالف به وأن يقرأ عليه: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً}.
وقال ابن قدامة: ولم يكره ذلك إمامنا وإسحاق لأنّ الحالف بالمصحف إنّما قصد الحلف بالمكتوب فيه وهو كلام اللّه تعالى , ونقل عن قتادة أنّه كان يحلف بالمصحف.
آداب تناول المصحف وتكريمه وحفظه:
35 - اختلف العلماء في تقبيل المصحف فقيل: هو جائز , وقيل: يستحب تقبيله تكريماً له , وقيل: هو بدعة لم تعهد عن السّلف , وانظر: (تقبيل ف 17).
وأمّا القيام للمصحف فقال النّووي وصوّبه السيوطيّ: يستحب القيام للمصحف إذا قدم به عليه , لما فيه من التّعظيم وعدم التّهاون به , ولأنّ القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار , فالمصحف أولى , وقال الشّيخ عز الدّين بن عبد السّلام: هو بدعة لم تعهد في الصّدر الأوّل.
وذكر العلماء أنواعاً من تكريم المصحف:
فمن ذلك تطييبه , وجعله على كرسيٍّ لئلا يوضع بالأرض , وإن كان معه كتب أخرى يوضع فوقها ولا يوضع تحت شيءٍ منها.
وأمّا توسد المصحف فقال الشّافعيّة والحنابلة: يحرم توسد المصحف لأنّ ذلك ابتذال له , وأضاف الشّافعيّة: ولو خاف سرقته أي فالحكم كذلك.
وقال الحنفيّة: يكره وضع المصحف تحت رأسه إلا لحفظه من سارقٍ وغيره.
وأمّا مد رجليه إلى جهة المصحف فقال الحنفيّة - كما ذكر ابن عابدين - يكره تحريماً مد رجليه أو رجلٍ واحدةٍ , سواء كان من البالغ أو الصّبيّ عمداً ومن غير عذرٍ.
وفي الفتاوى الهنديّة: مد الرّجلين إلى جانب المصحف إن لم يكن بحذائه لا يكره , وكذلك لو كان المصحف معلّقاً في الوتد.
وقال الشّافعيّة: يجوز مد رجله إلى جهة المصحف لا بقصد الإهانة في ذلك.
وقال الحنابلة: يكره مد الرّجلين إلى جهة المصحف.
ما يصنع بالمصحف إذا بلي:
36 - ذهب الحنفيّة إلى أنّ المصحف إذا بلي وصار بحال لا يقرأ فيه يجعل في خرقةٍ طاهرةٍ ويدفن في محلٍّ غير ممتهنٍ لا يوطأ , كما أنّ المسلم إذا مات يدفن إكراماً له , وقال الحنفيّة: ولا يهال عليه التراب إلا إذا جعل فوقه سقف بحيث لا يصل إليه التراب.
وقالوا: ولا يجوز إحراقه بالنّار , ونقل ذلك عن إبراهيم النّخعيّ , ووافقهم القاضي حسين من الشّافعيّة , وقال النّووي: يكره ذلك.
وقال المالكيّة: يجوز إحراقه , بل ربّما وجب , وذلك إكرام له , وصيانة عن الوطء بالأقدام , قال القرطبي من المالكيّة: قد فعله عثمان رضي اللّه عنه حين كتب المصاحف وبعث بها إلى الأمصار , فقد أمر بما سواها من صحيفةٍ أو مصحفٍ أن يحرق , ووافقه الصّحابة رضوان اللّه عليهم على ذلك.
وقال الحنابلة: لو بلي المصحف أو اندرس دفن نصاً , ذكر أحمد أنّ أبا الجوزاء بلي له مصحف فحفر له في مسجده فدفنه , وفي البخاريّ أنّ الصّحابة حرّقته لمّا جمعوه , وقال ابن الجوزيّ ذلك لتعظيمه وصيانته , وذكر القاضي أنّ أبا بكر بن أبي داود روى بإسناده عن طلحة بن مصرّفٍ قال: دفن عثمان المصاحف بين القبر والمنبر , وبإسناده عن طاووسٍ أنّه لم يكن يرى بأساً أن تحرق الكتب , وقال: إنّ الماء والنّار خلق من خلق اللّه.(/)
ما هي أولى سور المفصل؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 Feb 2008, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فيه أقوال - ذكر في الإتقان منها اثني عشر قولاً -:
فمنها: أنها الحجرات، لما أَخْرَجَه أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرهمَا عَنْ أَوْس بْن أَبِي أَوْس حُذَيْفَة الثَّقَفِيّ رضي الله عنه قَالَ: " كُنْت فِي الْوَفْد الَّذِينَ أَسْلَمُوا مِنْ ثَقِيف "، فَذَكَرَ الْحَدِيث وَفِيهِ: " فَقَالَ لَنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبِي مِنْ الْقُرْآن فَأَرَدْت أَنْ لَا أَخْرُج حَتَّى أَقْضِيه. قَالَ: فَسَأَلْنَا أَصْحَاب رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم قُلْنَا: كَيْف تُحَزِّبُونَ الْقُرْآن؟. قَالُوا: نُحَزِّبُهُ ثَلَاث سُوَر، وَخَمْس سُوَر، وَسَبْع سُوَر، وَتِسْع سُوَر، وَإِحْدَى عَشْرَة، وَثَلَاث عَشْرَة، وَحِزْب الْمُفَصَّل مِنْ ق حَتَّى تَخْتِم".نقل ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 120) عن ابن معين قوله: " حديث أوس بن أبي أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحزيب القرآن ليس بالقائم ".
وقال الزَّركَشِيُّ في «البرهان» (1/ 246) عن هذا القول: " وهو الصحيح عند أهل الأثر ".
ومنها: أنَّهُ من سورة الحجرات إلى آخرِ القرآن، صححه النَّوَوِيُّ وابن حَجَر.
ومنها: أن بدايته سُورَةُ مُحمَّد لأنها جاءت بعد الحواميم السَّبعِ، وهي سُورة مدنيَّةٌ بعد سورة مكيَّة، عزاه الماوردي للأكثرينَ.
فما هو الصحيح من هذه الأقوال؟.
ـ[لطيفة]ــــــــ[11 Feb 2008, 11:37 م]ـ
بودي أن أعرف ـ أيضا ـ عن بقية أجزاء القرآن .. المفصل، المطول .. وغيرها ..
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:48 ص]ـ
لدي بحث حول اقسام القران ساقوم بتحميله للموقع حال الانتهاء منه
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:54 ص]ـ
وكأن الحديث ظاهر جدا بيانه .. على الأقل هذا ما ترى عيناي ..
لكن مشايخنا أدرى .. لرب تعليق بعد قليل يفيد ..
وافر التحية
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:15 ص]ـ
وكأن الحديث ظاهر جدا بيانه .. على الأقل هذا ما ترى عيناي ..
لكن مشايخنا أدرى .. لرب تعليق بعد قليل يفيد ..
وافر التحية
نعم، كما تفضلت أخي الكريم، لكن الحديث ضعفه عدد من أهل العلم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Feb 2008, 04:20 م]ـ
بودي أن أعرف ـ أيضا ـ عن بقية أجزاء القرآن .. المفصل، المطول .. وغيرها ..
لي بحث في هذا الموضوع - محمل بمفاجآت عدة - سأشارك ببعضه بعد أن يقدم الآخرون ما لديهم.(/)
هل للقرطبي تفسير آخر؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[11 Feb 2008, 11:43 م]ـ
الذي أعرفه أن للقرطبي تفسيرا بعنوان (تفسير القرطبي) ..
لكنني قرأت في كتاب التحرير والتنوير كلاما، قال المؤلف في آخره: (وهذا الكلام منقول من القرطبي) .. وبحثت عنه في تفسير القرطبي فلم أجده .. فهل له تفسير آخر .. أو كتاب لغوي لأن المسألة التي أبحث عنها ـ وهي إفراد الريح في مقام العذاب وجمعها في مقام الرحمة ـ مسألة قريبة من اللغة .. ؟؟
ولكم الشكر
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Feb 2008, 02:27 ص]ـ
تفسير القرطبي عنوانه: الجامع لأحكام القرآن ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Feb 2008, 08:36 ص]ـ
أخي الكريم:
لعله يقصدالعلامة:
أبا العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر القرطبي, المحدث الفقيه الأندلسي المتوفى سنة 656هـ.
وللعلم أيضا:
فإن أبا عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي المفسر، المتوفى بالمنيا بصعيد مصر سنة 671 هـ ..
له أكثر من اثني عشر كتابا، غير التفسير، و بعضها مطبوع مشهور.
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Feb 2008, 02:29 م]ـ
شكر الله لكما أخوي الكريمين
الكلام المذكور وجدته في كتاب التحرير والتنوير وكنت أتمنى أن أعزوه إلى صاحبه (القرطبي) لكن يظهر تعذر ذلك ..
شكرا لكما
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Feb 2008, 03:15 م]ـ
الأخت لطيفة لو ذكرت نص الكلام الذي وجدتيه في تفسير التحرير والتنوير مع الإحالة للسورة ورقم الآية حتى يمكن مساعدتك بإذن الله ..
ـ[محمد كالو]ــــــــ[12 Feb 2008, 06:48 م]ـ
الأخت لطيفة
قال ابن عاشور:
عند قوله تعالى: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) البقرة: 164.
.................
وعلى القول بالتفرقة فأحسن ما يعلل به أن الريح النافعة للناس تجيء خفيفة وتتخلل موجاتها فجَوات فلا تحصل منها مضرة فباعتبار تخلل الفجوات لهبوبها جُمعت، وأما الريح العاصف فإنه لا يترك للناس فجوة فلذلك جعل ريحاً واحدة وهذا مأخوذ من كلام القرطبي. اهـ التحرير والتنوير.
وقال الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عند الآية نفسها:
وروي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول إذا هبت الريح: (اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا). وذلك لأن ريح العذاب شديدة ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح. فأفردت مع الفلك في "يونس"، لأن ريح إجراء السفن إنما هي ريح واحدة متصلة ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينها وبين ريح العذاب.
اهـ
ـــــــــــــ
فقول ابن عاشور بأن (هذا مأخوذ من كلام القرطبي) واضح بين، لأنه لم يأخذ كلام الإمام القرطبي حرفياً وإنما جاء بمعناه، والله تعالى أعلم.
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Feb 2008, 03:14 ص]ـ
الأخ (فهد الوهبي) شكرا لمرورك العذب، والنص أورده الأخ (محمد كالو)
أخي (محمد) أصبت الهدف .. وحللت المسألة .. فشكر الله لك.
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[20 Feb 2008, 12:44 ص]ـ
فائدة في العزو:
نجد بعض الأعلام ينقلون كلاما عمن سبقهم من العلماء ويحيلون على الكتاب وعند البحث في النسخ المطبوعة من الكتاب لا نجد أحيانا الكلام كما ذكر، وهذا لا يعني أنه وهم ممن عزا إليهم وإنما الخطأ يقع كثيرا في النسخ المطبوعة التي بين أيدينا، إذ يتولى إخراجها بعض من ليس من حملة الشريعة فيقع السقط والتصحيف، وعليه لابد من الإعتماد على الطبعات التي يعتني ناشروها بالمقابلة والمراجعة والرجوع إلى أكثر من نسخة خطية.
أما ما ذكر عن الإمام القرطبي فقد كفانا مؤنة البحث والتفتسش الدكتور محمد محمد كالو وبالله التوفيق.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ونشكر لأخينا محمد كالو حسن جوابه
ومما يجدر أن يعرفه طالب علم التفسير أن تفسير القرطبي له مراجع إذا عرفها طالب العلم حلت له بعض الإشكالات في النقول واضطراب النسخ
ومن أهم هذه المراجع: أحكام القرآن لابن العربي، والنكت والعيون للماوردي، وبحر العلوم لأبي الليث السمرقندي، والمحرر الوجيز لابن عطية وقد قال في معرض تفسيره لهذه الآية:
و {الرياح} جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى {وجرين بهم بريح طيبة}
وهذا أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول:» اللهم اجعلها رياحاً ولاتجعلها ريحاً «.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وذلك لأن ريح العذاب شديد ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى» نشراً «، وأفردت مع الفلك لأن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة، ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما وبين ريح العذاب)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
نشكر لأخينا محمد كالو حسن جوابه
ومما يجدر أن يعرفه طالب علم التفسير أن تفسير القرطبي له مراجع إذا عرفها طالب العلم حلت له بعض الإشكالات في النقول واضطراب النسخ
ومن أهم هذه المراجع: أحكام القرآن لابن العربي، والنكت والعيون للماوردي، وبحر العلوم لأبي الليث السمرقندي، والمحرر الوجيز لابن عطية وقد قال في معرض تفسيره لهذه الآية:
و {الرياح} جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى {وجرين بهم بريح طيبة}
وهذا أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول:» اللهم اجعلها رياحاً ولاتجعلها ريحاً «.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وذلك لأن ريح العذاب شديد ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى» نشراً «، وأفردت مع الفلك لأن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة، ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما وبين ريح العذاب)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 02:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
نشكر لأخينا محمد كالو حسن جوابه
ومما يجدر أن يعرفه طالب علم التفسير أن تفسير القرطبي له مراجع إذا عرفها طالب العلم حلت له بعض الإشكالات في النقول واضطراب النسخ
ومن أهم هذه المراجع: أحكام القرآن لابن العربي، والنكت والعيون للماوردي، وبحر العلوم لأبي الليث السمرقندي، والمحرر الوجيز لابن عطية وقد قال في معرض تفسيره لهذه الآية:
و {الرياح} جمع ريح، وجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلا في يونس في قوله تعالى {وجرين بهم بريح طيبة}
وهذا أغلب وقوعها في الكلام، وفي الحديث: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هبت الريح يقول:» اللهم اجعلها رياحاً ولاتجعلها ريحاً «.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: وذلك لأن ريح العذاب شديد ملتئمة الأجزاء كأنها جسم واحد، وريح الرحمة لينة متقطعة فلذلك هي رياح وهو معنى» نشراً «، وأفردت مع الفلك لأن ريح إجراء السفن إنما هي واحدة متصلة، ثم وصفت بالطيب فزال الاشتراك بينهما وبين ريح العذاب)(/)
سؤال لاهل العلم
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[12 Feb 2008, 10:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى في كتابه الكريم " فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره أعدت للكافرين:"
لماذا لم يذكر الرب تبارك وتعالى الجن في الايه وانما اكتفت الايه بذكر الناس والحجارة
.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Feb 2008, 07:05 م]ـ
الحمد لله
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة الناس في قوله تعالى
الذي يوسوس في صدور الناس
هل يختص هذا ببني آدم كما هو الظاهر أم يعم بني آدم والجن؟
فيه قولان .. ويكونون قد دخلوا تغليبا. وقال ابن جرير:
وقد استعمل فيهم [رجال من الجن] فلا بدع في اطلاق الناس عليهم.
انظر عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير للشيخ أحمد شاكر.
أما الفرّاء فقال في معانيه في تفسير سورة الناس
فالناس هنا قد وقعت على الجنة و على الناس كقولك:يوسوس في صدور الناس جنتهم وناسهم .. وقد قال بعض العرب
وهو يحدث: جاء قوم من الجن فوقفوا فقيل من انتم؟ فقالوا أناس من الجن ... /وقد قال الله جل وعز:
أنه استمع نفر من الجن
فجعل النفر من الجن كما جعلهم من الناس ... فقال جل و عز: وأنه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن.
فسمى الرجال من الجن و الانس.
والله أعلم
و الله أعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Feb 2008, 06:16 ص]ـ
" فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجاره أعدت للكافرين:"الأسلوب ليس أسلوب قصر وبالتالي فلا يمنع من عطف الجن علي الناس والحجارة
ولو كان لفظ الناس يشمل أفراد الجن سواء الموسوسين أو الموسوس إليهم لما كانت الصياغة" ... الجنة والناس" لأنه في هذه الحالة يكون من باب عطف الشيء علي نفسه،وهو ليس من الإحكام ولا من البلاغة
والله أعلم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[14 Feb 2008, 08:27 ص]ـ
قال الزمخشري في الكشاف:
فإن قلت: أنار الجحيم كلها موقدة بالناس والحجارة، أم هي نيران شتى منها نار بهذه الصفة؟
قلت: بل هي نيران شتى، منها نار توقد بالناس والحجارة، يدل على ذلك تنكيرها في قوله تعالى:
{قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارا} [التحريم: 6]، {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى?} [الليل: 14].
ولعل لكفار الجن وشياطينهم ناراً وقودها الشياطين، كما أنّ لكفرة الإنس ناراً وقودها هم، جزاء لكل جنس بما يشاكله من العذاب. اهـ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2008, 02:01 ص]ـ
الأسلوب ليس أسلوب قصر وبالتالي فلا يمنع من عطف الجن علي الناس والحجارة
ولو كان لفظ الناس يشمل أفراد الجن سواء الموسوسين أو الموسوس إليهم لما كانت الصياغة" ... الجنة والناس" لأنه في هذه الحالة يكون من باب عطف الشيء علي نفسه،وهو ليس من الإحكام ولا من البلاغة
والله أعلم
الحمد لله
أخي الفاضل ...
حسب القول الثاني الذي ذكره ابن كثير فالناس الاولى ليست الناس الثانية ... فإذا كان كذلك فليس
هذا من عطف الشيء على نفسه.
ويمكن الاستئناس بقوله تعالى
ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
وبقوله تعالى
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فالناس القائلون غير الناس الذين قيل لهم
وكما لم يستسغ ذوقك ان يعطف الشيء على نفسه - مع ان في الامر كلاما آخر لا نطيل به - فأن يقول
الانسان لغيره ان الناس قد جمعوا لكم .. وهو يقصد بالناس نفسه لا يستقيم.
والذي اردت قوله أخي الفاضل هو أنه بناء على القول الثاني فالناس من المشترك اللفظي
فالاولى ليست الثانية ..... ومعنى هذا انه ليس من قبيل عطف الشيء على نفسه. و الله اعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Feb 2008, 02:02 ص]ـ
الأسلوب ليس أسلوب قصر وبالتالي فلا يمنع من عطف الجن علي الناس والحجارة
ولو كان لفظ الناس يشمل أفراد الجن سواء الموسوسين أو الموسوس إليهم لما كانت الصياغة" ... الجنة والناس" لأنه في هذه الحالة يكون من باب عطف الشيء علي نفسه،وهو ليس من الإحكام ولا من البلاغة
والله أعلم
الحمد لله
أخي الفاضل ...
حسب القول الثاني الذي ذكره ابن كثير فالناس الاولى ليست الناس الثانية ... فإذا كان كذلك فليس
هذا من عطف الشيء على نفسه.
ويمكن الاستئناس بقوله تعالى
ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
فالساعة الاولى غير الساعة الثانية
وبقوله تعالى
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
فالناس القائلون غير الناس الذين قيل عنهم
وكما لم يستسغ ذوقك ان يعطف الشيء على نفسه - مع ان في الامر كلاما آخر لا نطيل به - فأن يقول
الانسان لغيره ان الناس قد جمعوا لكم .. وهو يقصد بالناس نفسه لا يستقيم.
والذي اردت قوله أخي الفاضل هو أنه بناء على القول الثاني فالناس من المشترك اللفظي
فالاولى ليست الثانية ..... ومعنى هذا انه ليس من قبيل عطف الشيء على نفسه. و الله اعلم(/)
هل سمعت بكتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني .. ؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Feb 2008, 03:35 ص]ـ
إحتجت إلى معلومة فبحثت عنها في موقع الموسوعة الشاملة، وعزاها الموقع إلى هذا الكتاب، وصنفه ضمن كتب (الأجزاء الحديثية)، حاولت البحث عن هذا الكتاب في فهارس المكتبات العامة فلم أظفر بأي نتيجة ..
وأود أن أعرف: هل الكتاب موجود، وما بيانات نشره"الببلوجرافية"؟ لأن الموقع لم يذكر ذلك .. !
أما المعلومة التي أردت توثيقها فهي مايأتي: (عن عبيد بن عمير، رحمه الله تعالى قال: «يبعث الله عز وجل المبشرة، فتقم الأرض قما، ثم يبعث الله عز وجل المثيرة فتثير السحاب، ثم يبعث الله عز وجل المؤلفة (فتؤلفه، ثم يبعث الله عز وجل اللواقح فتلقح السحاب». ثم قرأ عبيد: (وأرسلنا الرياح لواقح قال: «الريح لواقح»)
ولكم خاااااااالص الشكر.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[13 Feb 2008, 05:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النص في العظمة المجلد الرابع صفحة 1239
حدثنا الوليد حدثنا محمد بن عمارة حدثنا اسحاق بن سليمان حدثنا أبوسنان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبيد بن عمير رحمه الله تعالى قال: يبعث الله عزوجل المبشرة فتقُم الأرض قمّا ثم يبعث الله عزوجل المثيرة فتثير السحاب ثم يبعث الله عزوجل المؤلفة فتؤلفه ثم يبعث الله عزوجل اللواقح فتلقح السحاب ثم قرأ عبيد (وأرسلنا الرياح لواقح) قال: الريح لواقح.
كناب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني
دراسة وتحقيق رضاء الله بن محمد إدريس المباركفوري
الناشر دار العاصمة الرياض
الطبعة الاولى 1411
ـ[لطيفة]ــــــــ[14 Feb 2008, 10:59 م]ـ
شااااااكرة لك أخي جنيد الله
ليتك ـ حفظك الله ـ ذكرت رقم الجزء، وليس المجلد
ثم ليتك تكلم القائمين على الموقع لحذف ال التعريف من (الجنيد) .. لأن دلالتها تخالف مرادك .. فتأمل
ولك صادق الدعاء(/)
من هو القاسم بن الحسن شيخ الطبري. ارجو التفريج عني به
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[13 Feb 2008, 10:36 ص]ـ
الإخوة الكرام ..
مر بي كثيراً أثناء البحث في أسانيد الطبري (القاسم بن حسين) وأشكل علي من يكون، حيث أني أدرس أحد أسانيده وأمضيت سحابة يوم أبحث عنه، أو ترجمة له تفيدني باسمه الثلاثي على الأقل ولم أهتد ..
أرجو ممن مر عليه هذا العلم أن يترجمه لي أو يحيلني على مصدر ترجمة له .. علماً أني وجدت في كتاب تفسير الطبري أن صاحبه لم يهتد إليه من يكون، واقترح هو من عنده قال: وأما "القاسم بن الحسن" - شيخ الطبري: فلم أجد له ترجمة. ولكن في تاريخ بغداد 12: 432 - 433 ترجمة" القاسم بن الحسن بن يزيد، أبو محمد الهمذاني الصائغ "، المتوفى سنة 272. فهذا يصلح أن يكون هو المراد، ولكن لا أطمئن إلى ذلك، ولا أستطيع الجزم به، بل لا أستطيع ترجيحه ..
فمن يفزع معي في هذه المعلومة، وأسأل الله أن يفرج عنه كربة من كربات يوم القيامة ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Feb 2008, 01:37 م]ـ
لو رجعتَ إلى كتاب معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7038) ، وكتاب المعجم الصغير لرواة الإمام ابن جرير الطبري ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7259) لوجدت ما تطلبه إن شاء الله.
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[13 Feb 2008, 02:33 م]ـ
شكر الله لك د/ عبد الرحمن وبارك فيك
سأبحث بإذن الله لكن كلا الكتابين ليسا لدي الآن ..
سأجتهد بإذن الله في الحصول عليهما ..
أشكر مرورك وردك
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Feb 2008, 07:26 م]ـ
اين طبع هذان الكتابان اللذان اشار اليهما شيخنا الشيخ الشهري اطال الله بقاءه ولمن هما؟
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[13 Feb 2008, 11:26 م]ـ
عرض كتاب (معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة) للشيخ أكرم الفالوجي
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ سنة مضت (1426هـ)، صدرت الطبعة الأولى من كتاب:
معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في كتبه المسندة المطبوعة
تأليف الشيخ أكرم بن محمد زيادة الفالوجي الأثري
وقد صدر هذا الكتاب عن الدار الأثرية بالأردن، ودار ابن عفان بالقاهرة، وسبقت الإشارة إليه في موضوع سابق في الملتقى (1)
وهذا الكتاب هو القسم الأول (2) من المشروع الذي تصدى له المؤلف وفقه الله، مما يتعلق بشيوخ الإمام الطبري والرواة الذين روى عنهم في كتبه.
ويقع هذا الكتاب في مجلد واحد، اشتمل على 828 صفحة من القطع العادي. وقد قدم له عدد من طلبة العلم بمقدمات فيها ثناء وشكر لهذا الجهد العلمي الذي قام به المؤلف وفقه الله.
وقد قدم المؤلف بذكر الرموز التي اعتمدها في كتابه للكتب التي يحيل إليها للطبري وغيره، ثم قدم بمقدمة ذكر فيها الباعث له على هذا العمل، وهو حث الشيخ مقبل الوادعي وغيره من شيوخ أهل اليمن على العناية بدراسة أسانيد الروايات في كتب أهل العلم المتقدمين، وتتلمذه على الشيخ مقبل الوادعي، وما رآه في مقدمة كتاب الشيخ علوي السقاف في كتابه الذي فهرس فيه للرواة الذين ترجم لهم الشيخ أحمد ومحمود ابني محمد شاكر في تحقيقهما لتفسير الإمام الطبري، حيث قال السقاف: (ومن بركة هذا العمل أنني عندما كنت أقوم بإعداده مررت على كثير من الأسانيد المتكررة في التفسير، والتي كان يطلق عليها الشيخ محمود شاكر أنها كثيرة الدوران، لذلك قمت وقتها برصدها، حتى يتسنى لي كتابتها ثم دراستها دراسة حديثية مع ذكر أقوال أئمة الجرح والتعديل في رجالها، كما قمت برصد الأسانيد التي حكم عليها الشيخ أحمد شاكر، ورتبتها ترتيباً أبجدياً حسب شيوخ الطبري ثم هممت أن اضع معجماً لشيوخ الطبري مع ترجمتهم ترجمة وافية، إلا أنني أعرضت عن هذا الآن، لأنه لا يحسن الاكتفاء بشيوخ الطبري الذين أخرج لهم في التفسير وإغفال شيوخه في كتابه العظيم (تاريخ الرسل والملوك) وكتابه الآخر (تهذيب الآثار) الذي طبع منه حتى الآن خمسة أجزاء، لذلك أعرضت عنه الآن، لعل الله يقيض له من هو أفضل مني). انتهى كلامه.
(يُتْبَعُ)
(/)
والإمام الطبري رحمه الله قد صنف كتاباً سماه (تاريخ الرجال) ترجم فيه لشيوخه الذين لقيهم وأخذ عنهم، ولكنه لم يوجد حتى الآن، ولو وجد لأغنى عن غيره، وقد ذكره الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء 14/ 273
وقد رجع الشيخ أكرم الفالوجي وفقه الله أنه جمع مطبوعات تفسير الطبري كلها، ورمز لها في عمله برموز، وخاصة طبعة البابي الحلبي وطبعة شاكر وطبعة التركي وهي أهم طبعات الكتاب، كما جمع بعض مخطوطاته المهمة. وقد ذكر أنه قيد على كل طبعة من هذه الطبعات ما لقيه فيها من أوهام وأخطاء، وذكر أنه لو جمعت هذه الأخطاء والاستدراكات والتصحيحات التي جمعها من المطبوعات الست التي قرأها لخرجت طبعةن أقرب ما تكون إلى الكمال.
غير أنني أرى صعوبة إعادة طبع الكتاب لهذا السبب لكبر حجمه، ولكن ليته يتكرم بجمع هذه التصحيحات والملحوظات في كتاب واحد، ويفرد ما يخص كل طبعة في قسم ٍ منها، لينتفع طلاب العلم بهذه التصويبات في طبعاتهم التي معهم ويكون له أجر نشر العلم وبذله وفقه الله ورعاه.
منهجه في معجمه:
أولاً: قسم الكتاب إلى ثلاثة وعشرين باباً، عشرون باباً منها هي عدد حروف الهجاء التي تبدأ بها أسماء شيوخ الإمام الطبري، وزاد عليها ثلاثة أبواب: للأبناء، والأنساب، والألقاب.
ثانياً: أثبت اسم الباب الأصلي وما يتفرع عنه في رأس كل صفحة، مثل: باب حرف الألف – إبراهيم.
ثالثاً: رقم كل ترجمة باللون الأسود العريض على يمين اسم صاحب الترجمة، وقد بلغ عدد التراجم 474 ترجمة.
رابعاً: أثبت أبرز ما عرف به الراوي، من كنية، أو نسبة، أو اسم، أو لقب على يسار الرقم المشار إليه.
خامساً: أثبت رقم أول أثر أورد الطبري اسم شيخه المترجم له عنده بين هلالين، وذلك حسب ما أورده الطبري.
سادساً: بين المؤلف من أخرج للراوي من أصحاب الكتب الستة.
سابعاً: بين المؤلف عدد مرويات الطبري عن شيخه صاحب الترجمة جملةً، وعدد شيوخه الذين روى شيخ الطبري عنهم، واستعمل في ذلك رموزاً بينها هناك، وقد فصل هذه المرويات برموزها.
ثامناً: منهجه في التعريف بالراوي.
فيه عشرة عناصر: وقد ضبط الكنى والأسماء والأنساب والبلدان والألقاب وفق الكتب التي استخرجها منها، وقد ابتدأ بالكنية وإن تعددت، ثم الاسم، ثم النسبة للقبيلة صليبة أو ولاءً، ثم اللقب أو الحرفة، ثم البلد، ثم تاريخ المولد، ثم الوفاة، ثم بيان الطبقة، ثم مرتبته جرحاً وتعديلاً، ثم قرابته وصلته بشيوخ الحديث إن وجدت، فهذه عشرة عناصر للترجمة.
ثم ذكر منهجه في معجم شيوخ الطبري وتلاميذه بعد ذلك، وطريقته في ذكر التعديل والتجريح والألفاظ التي اعتمدها، وكيفية العزو للمصادر، والفهارس التي ذيل بها كتابه لسهولة الانتفاع به، وهي فهارس في غاية النفاسة والأهمية جزاه الله خيراً.
خلاصة البحث:
1 - بلغ عدد شيوخ الطبري الذين روى عنهم في سائر كتبه 474 شيخاً، عدا المبهمين، وقد بلغ عدد التراجم سبعمائة وأربع وسبعون ترجمة 774.
2 - أكثر شيوخ الطبري الذين روى عنهم هم من الشيوخ الذين روى عنهم أصحاب الكتب الستة أيضاً، وعددهم أقل بقليل من نصف مجمل عدد شيوخه، نحو 225 من 474.
3 - شهرة الكثير من باقي شيوخه الذين ليس لهم رواية في الكتب الستة، أو بعضها أو ملحقاتها، وذكرهم أئمة الجرح والتعديل في كتبهم، وعددهم نحو 120 من 474.
4 - قلة عدد الشيوخ الذين لم نظفر لهم بترجمة بالنسبة لعدد شيوخه حيث لم تتجاوز النسبة 7%، 70 من 474.
5 - من أكثر شيوخ الطبري شهرة، وأوثقهم رواية محمد بن إسماعيل البخاري (35645) صاحب الصحيح، وقد تكون له رواية أيضاً عن مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، أو عبدالله بن أحمد بن حنبل عن أبيه، أو ابن ماجه القزويني.
6 - قلة الأخبار المرفوعة التي يوردها الطبري في كتبه، بالنسبة إلى عدد الآثار الموقوفة والمرسلة والمعضلة والمقطوعة والمعلقة مما نتج عنه:
(يُتْبَعُ)
(/)
- كثرة الأخبار والآثار الضعيفة والموضوعة، رغم كثرة طرقها وشواهدها ومتابعاتها، رغم أن للطبري منهجه الخاص به في تصحيح الأحاديث الضعيفة، بل الموضوعة أيضاً [وقد شرحها الشيخ أكرم زيادة في مقالتين بعنوان (منهج الإمام الطبري في تصنيف كتاب تهذيبب الآثار نشرها في مجلة الأصالة السلفية في العددين 43، 44].
- كثرة الكتب والأجزاء الحديثية، والنسخ التي يرويها الطبري عن أصحابها، ويصرح فيها بالتحديث ويكررها في كتبه، وهي أكثر من ستة وعشرين كتاباً أو جزءاً، بطرقها الواحدة أو المتعددة، وقد أفرد لها المؤلف دراسة مفصلة قيمة مهمة.
- كثرة المبهمين (نحو 46 مبهماً) الذين يبهمهم الطبري في مواضع ويصرح بهم في مواضع.
7 - كثرة روايته عن كثير من شيوخ بلده الآمليين الطبريين، وعدم قدرة المؤلف على الوقوف على تراجمهم، رغم كثرة شيوخ بعضهم، وسعة روايته، ولعل السبب في ذلك تقدم رواية الطبري عنهم في صغره قبل الرحلة وهو في الثانية عشرة من عمره.
8 - تفرده بمنهج يكاد يكون خاصاً به في حكمه على الروايات التي يرويها مع معرفته الوثيقة الكبيرة بعللها وأحكام العلماء عليها، ويظهر ذلك جلياً في كتابه تهذيب الآثار أكثر منه في التفسير.
ــــ حاشية ــــــ
(1) انظر: رجال تفسير الطبري هل من دراسة عنهم؟
(2) للمؤلف مشروع علمي قسمه إلى خمسة أقسام:
1 - معجم شيوخ الطبري الذين روى عنهم في التفسير والتاريخ وتهذيب الآثار وصريح السنة وهو هذا.
2 - المعجم الكبير في تراجم رواة الطبري ابن جرير وهو دراسة وترجمة مفصلة لكل رجل أو امرأة على قلتهن ورد اسمه أو اسمها في أسانيد كتب الطبري المطبوعة البالغة أكثر من 45000 أثراً، من غير تراجم أسماء الصحابة، وقد نسجه على منوال تحفة الأشراف وتهذيب الكمال للمزي. وقد جاوز عدد تراجمه 7000 ترجمة.
3 - المعجم الصغير لرواة الطبري ابن جرير، وهو تراجم مختصرة جداً للرواة الذين وردت أسماؤهم في الكتابين السابقين على منوال الكاشف للذهبي، والتقريب لابن حجر.
4 - الجامع الحثيث في أخبار أهل الحديث في القرنين الثاني والثالث.
5 - تَحقيق تفسير الطبري بترقيم مضبوط، وبضبط للنصِّ وتصحيح الأخطاء، والتصحيفات، وتَخريج الأحاديث، وعزو التراجم إلى الكتب السابقة، والحكم على الأسانيد، جملة وتقصيلاً، وذلك بالتعاون مع الشيخ مشهور آل سلمان.
في الرياض يوم السبت 3/ 12/1427هـ
التوقيع
عبدالرحمن بن معاضة الشهري
الأستاذ المساعد
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[13 Feb 2008, 11:29 م]ـ
هذه المعلومات القيمة تفضل بها شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشهري جزاه الله خيرا
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[14 Feb 2008, 12:47 ص]ـ
أخي الباحث،
وهل وجدت ترجمة شيخ القاسم بن الحسن أعني: الحسين بن داود؟ وهل وجدت كذلك ترجمة حجاج؟.
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:10 ص]ـ
أخي أبو عمار
لم أجد حتى الآن ترجمة القاسم بن الحسن، ووجدت بقية الإسناد: الحسين بن داود وحجاج
إن تيسرت لك ترجمة القاسم بن الحسن فمدني بها مشكورا
وفقك الله
ولا يفوتني شكر جميع الإخوة على مرورهم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[16 Feb 2008, 03:36 م]ـ
جاء في كتاب معجم شيوخ الطبري لأكرم الفالوجي، ص: (407) ما نصه:
(القاسم بن الحسن من الحادية عشرة، ولم أجد له ترجمة،ولم يعرفه الشيخ شاكر قبلي، وتردد فيه واضطرب، وتمنى أن يجد له من الروايات ما يدله على ترجمته.
ولم يتعرض الشيخ التركي في تحقيقه لتفسير الطبري 1/ 122 لترجمته بشيء،وقد صحح اسم أبيه في 1/ 147، 204 من الحسين إلى الحسن) انتهى.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:41 ص]ـ
مما يجدر ذكره ان الشيخ التركي لم يحقق تفسير الطبري ولا قرأمن تحقيقه ملزمة واحدة فيما أعلم
والعهدة على المخبر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:05 م]ـ
مما يجدر ذكره ان الشيخ التركي لم يحقق تفسير الطبري ولا قرأمن تحقيقه ملزمة واحدة فيما أعلم
والعهدة على المخبر
أخي الكريم د. جمال: سامحك الله .. ما دام أنك أحلت على ((مخبر)) فكيف تطرح هذه الكلمة جزافاً؟!
أنا أؤكد لك ـ أخي د. جمال ـ أنه لولا الله ثم وقفة الدكتور التركي الحسية والمعنوية مع هذا الكتاب ـ وغيره كثير ـ لما رأى النور!!
إن هذه الموسوعات الكبيرة الضخمة تحتاج إلى جهود مالية وبشرية .. ولنفترض أن الدكتور عبدالله إنما شارك مشاركة بالإشراف العام،ووضع الخطة العامة للتحقيق،وإبداء بعض الملحوظات .. أفيحسن أن يقابل صنيعه بهذه الطريقة؟!
أقلوا اللوم عنهم ـ لا أبا لأبيكموا ـ ... من اللوم، أو سدوا المكان الذي سدوا
جزى الله الدكتور عبدالله التركي على جهوده الكبيرة في المساعدة على تحقيق ونشر كتب العلم وموسوعات الأمة الكبيرة خير الجزاء.
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 Mar 2009, 07:06 ص]ـ
قال عبد الواسع يحيى المعزبي:
استنتجت بالقرائن بأن شيخ الطبري الراوي عن (سنيد) الحسين بن داود المفسر البغدادي هو القاسم بن الحسن أبو محمد الهمداني البغدادي الذي ذكر الخطيب أ، ه ثقة وأنه روى عنه ابن صاعد وغيره وبان صاعد هذا من طبقة ابن جرير وشاركه في كثير من الشيوخ. وكذلك ذكر الإمام الطبري له غير منسوب مما يدل أنه هو البغدادي المعهود عند المخاطبين بعلمه وشهرته وقد بينت في ترجمته وفيات بعض شيوخه ووفاته هو بعينه مما يبين سماع الطبري منه تحقيقاً والشيخ/ أحمد شاكر ذكر أنهما اثنان/ القاسم بن الحسن الزبيدي والثاني/ القاسم بن الحسن الهمداني البغدادي ولم يرجح من المقصود مع أن الأول لم أجد له من القرائن من شيوخه وتلاميذه وكلام أهل العلم ما يدل على أنه هو المقصود والله أعلم.
http://www.jameataleman.org/unv/mags...ath/hdath1.htm(/)
ضوابط الإعجاز العلمي // د مساعد الطيار
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[14 Feb 2008, 06:17 م]ـ
سيلقي فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد بن سليمان الطيار
الحلقة الأولى من ضوابط الإعجاز العلمي في القرآن في أربعة لقاءات وذلك في جامع البلوي بالمدينة المنورة يومي الأربعاء والخميس بتاريخ 13/
14 من صفر
والحلقة الثانية ستكون بشيئة الله تعالى في 27/ 28 من شهر صفر
حيث تنطوي هذه الدروس ضمن الدورات الأسبوعية المقامة بالجامع والتي تكون في نهاية كل أسبوع
وتنقل على موقع البث الإسلامي
www.liveislam.com
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[14 Feb 2008, 07:42 م]ـ
تعديلالإخوة الكرام سيكون في نفس هذا الموعد إكمال لمقدمات ابن عاشور وهذا التعديل بناءا على طلب فضيلة الشيخ حفظه الله تعالى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Feb 2008, 01:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي فيصل وبارك في جهودكم المتميزة في دورة جامع البلوي بالمدينة المنورة ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Feb 2008, 07:41 م]ـ
سدد الله خطاكم أخي أبا مهند ..
وموضوع الدورة ووقت طرحه في غاية الأهمية والمناسبة.
ومن باب الإستعداد والتحضير لها أحب تذكير نفسي وإخواني ببعض ما يمكن قراءته من كتابات الشيخ مساعد في هذا الموضوع:
* (تصحيح طريقة معالجة تفاسير السلف في بحوث الإعجاز العلمي) بحث منشور في العدد الثاني من مجلة الإمام الشاطبي.
* شرح مقدمة التفسير.
* التفسير اللغوي (فيه جملة من المباحث المهمة في ضوابط الأقوال الجديدة في التفسير).
* تعريف الإعجاز العلمي بالسبق هل هو دقيق في التعبير عن مضمونه؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10603)
* نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384)
* مقال د. مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3738)(/)
إعلان بخصوص المعهد العلمي لإعداد معلمي القرآن الكريم بالمدينة النبوية
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[15 Feb 2008, 11:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تم افتتاح المعهد العلمي لإعداد معملي الكتاب والسنة بمؤسسة والدة الأمير ثامر بن عبدالعزيز آل سعود بالمدينة المنورة
وستقام أول دورة شرعية فيه لمدة فصل دراسي كامل وعلى الراغبين بالالتحاق التوجيه إلى مقر المؤسسة ل
للتسجيل اعتباراً من يوم السبت 9/ 2/1429 هـ
مناهج الدورة:
المواد التي قررتها اللجنة العلمية هي «التفسير، العقيدة، الفقه، السيرة» والكتب التي اقترحتها اللجنة فهي على النحو التالي:
أ- في التفسير: (عمل مذكرة لسورة الحجرات أما جزء عمَّ فيقرر تفسير جزء عمَّ للدكتور مساعد الطيار).
ب- في العقيدة: (تدريس الأصول الثلاثة ثم كتاب التوحيد) «دراسة الكتب كاملة». ورأت اللجنة أن يكون شرح الشيخ محمد العثيمين للأصول الثلاثة وكتاب قرة عيون الموحدين للشيخ عبد الرحمن بن حسن.
ج- وفي الفقه: (العمدة لابن قدامة) «دراسة فقه العبادات».
د- وفي السيرة: (تدريس كتاب روضة الأنوار في سيرة النبي المختار صلى الله عليه وسلم لفضيلة الشيخ صفي الرحمن المبارك فوري رحمه الله).
شروط القبول على النحو التالي:
? أن يكون حاصلاً على الشهادة المتوسطة أو ما يعادلها أما غير حاملي الشهادة فتكون آلية قبولهم عن طريق فرع المؤسسة بعد تحقق بقية الشروط.
? إحضار صورة من بطاقة الأحوال للسعوديين أو صورة الإقامة سارية المفعول لغيرهم.
? أحضارة تزكيتين علميتين لغير منسوبي المؤسسة.
? اجتياز المقابلة الشخصية.
يقوم بالتدريس في المعهد كوكبة متميزة من المشايخ وطلبة العلم
يمنح الدارس في المعهد شهادة
للاستفسار:
المدينة المنورة ـ شارع الملك عبد العزيز ـ خلف مديرية الشرطة سابقاً ـ هاتف: 8443566 ـ فاكس: 8448166 ـ ص. ب (6718))
http://www.alhnuf.com/up/m1/eca7367c6e.jpg (http://www.alhnuf.com/up)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[15 Feb 2008, 02:33 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وليتكم تضعون أسماء من يقوم بالتدريس في المعهد ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[19 Feb 2008, 12:28 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
وليتكم تضعون أسماء من يقوم بالتدريس في المعهد ..
بالنسبة لمن يقوم بالتدريس فهم كالآتي:
التفسير: ويقوم بتدريسه فضيلة الشيخ/ عادل بن سعد الجهني حفظه الله.
الفقه: ويقوم بتدريسه فضيلة الشيخ/ عبد الله بن ناجي المخلافي. حفظه الله
العقيدة: ويقوم بتدريسها فضيلة الشيخ / أحمد بن عبد الله الغنيمان. حفظه الله
السيرة ويقوم بتدريسها فضيلة الشيخ / يحيى بن إبراهيم اليحيى حفظه الله
أسأل الله أن يجزي القائمين على هذا المعهد خيرا(/)
حول أفضل المراجع في أصول التفسير
ـ[البهيجي]ــــــــ[15 Feb 2008, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ الأساتذة والمشايخ الكرام ... أرجو أفادتي عن أفضل المراجع والكتب
الدراسية في علم أصول التفسير ... مع الأشارة لسبب التفضيل .... وجزاكم الله تعالى خيرا.
البهيجي
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[15 Feb 2008, 07:28 م]ـ
من أشهر المؤلفات في ذلك مايلي:
1. مقدمة أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
2. تفسير القرآن أصوله وضوابطه، للدكتور علي العبيد.
3. فصول في أصول التفسير، للدكتور مساعد الطيار.
4. أصول التفسير وقواعده، للأستاذ خالد العك.
5. بحوث في أصول التفسير، للأستاذ محمد لطفي الصباغ.
6. الفوز الكبير في أصول التفسير، للدهلوي.
وهناك مؤلفات تكلمت عنه ضمنا في ثناياها ومنها:
1. مقدمات التفاسير، كمقدمة ابن كثير، ومقدمة التحرير والتنوير لابن عاشور، ومقدمة جامع التفاسير للراغب الأصفهاني، رحم الله الجميع.
2. كتب علوم القرآن، كالبرهان للزركشي والإتقان للسيوطي، فعلم أصول التفسير جزء منها.
أما عن المفاضلة بينها، ففي الملتقى من هو أعلم مني بذلك.
وفق الله الجميع.
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Feb 2008, 10:16 ص]ـ
بسم الله ...
و إليكم هذه الباقة الطيبة من الكتب:
دراسات في: أصول التفسير ومناهجه
المؤلف: عمر يوسف حمزة.
الناشر: مكتبة الأقصى، الدوحة: 1995.
الطبعة: ط. 2
التيسير في أصول التفسير
المؤلف: عبد الحق عبد الدائم القاضي.
الناشر: مكتبة الجيل الجديد، صنعاء: 2000
دراسات في أصول تفسير القرآن
المؤلف: محسن عبد الحميد.
الناشر: مطبعة الوطن العربي، بغداد: 1980.
شرح أصول في التفسير
المؤلف: محمد بن صالح العثيمين.
أيمن عارف الدمشقي، معلق.
صبحي محمد رمضان، معلق.
الناشر: مكتبة السنة،
تاريخ النشر: 2004.
مكان النشر: القاهرة
البيان في إعجاز القرآن (علوم القرآن و أصول التفسير)
المؤلف: صلاح عبد الفتاح الخالدي.
الناشر: دار عمار، عمان: 1989.
و الله الموفق ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Feb 2008, 02:03 م]ـ
سبق التعريف بكتاب الدكتور علي العبيد على الرابط:
عرض كتاب (تفسير القرآن أصوله وضوابطه) للأستاذ الدكتور علي العبيد حفظه الله .. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7696)
ـ[البهيجي]ــــــــ[22 Feb 2008, 11:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .... جزاك الله خيرا .. أختي الفاضلة قطرة مسك ... وكذلك جزى الله سبحانه .. الأخت الكريمة النجدية بكل خير
أخي العزيز .. فهد ... شكرا لجهودك النافعة ... وأجوبتك الحكيمة .. عن جميع الأسئلة في المنتدى وأدعو من الله السميع العليم
أن يجيبك لكل خير تسعى اليه .... وأدعوك أخي الكريم الى محاولة أضافة كتاب الدكتور علي العبيد الموسوم تفسير
القرآن أصوله وضوابطه الى مكتبة الملتقى ... لكي يتسنى لطلاب العلم الأفادة منه ... وجزاك الله سبحانه خيرا.
البهيجي(/)
هام وعاااجل: ((بلاغة المتشابه اللفظي في قصص الأنبياء))
ـ[لطيفة]ــــــــ[15 Feb 2008, 06:40 م]ـ
أحتاج إلى معرفة آيات المتشابه اللفظي في قصص الأنبياء لتحديد موضوع بحث صغير .. وأود ألا تكون الآيات كثيرة كما في قصة موسى عليه السلام .. لذا أفكر في قصة إبراهيم عليه السلام بحكم أن ورودها في القرآن متوسط لاهو بالكثير ولا بالقليل .. لكن لا أدري عن آيات المتشابه اللفظي في تلك القصة .. أخشى ألا تقوم ببحث من أربعين إلى ستين صفحة ..
لا أخفي عليكم بأنه ليس لدي المقدرة هذه الأيام على الذهاب إلى المكتبة والتأكد من مناسبة الموضوع (بلاغة المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم) ولابد أن أحدد عنوان البحث اليوم أو غدا ..
وبودي أن أعرف آيات المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم لأتأكد من مدى مناسبتها للبحث ..
ولا بأس من اقتراح قصة أخرى مع بيان آياتها المتشابهة
ولكم خالص الشكر وجزيل الامتنان
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[15 Feb 2008, 07:17 م]ـ
انظر الكتاب الممتع المسمى خصائص النظم القراني في قصة ابراهيم (أو في سورة ابراهيم. نسي جمال ابو حسان رحمه الله) للدكتور الشحات ابو ستيت
وقد كتب الدكتور عبده الراجحي رسالته للدكتوراه وهي غير مطبوعة فيما اعلم واسمها متشابه النظم القراني في قصص الانبياء
والله اعلم
ـ[لطيفة]ــــــــ[15 Feb 2008, 07:24 م]ـ
شكر الله لك أخي جمال .. لكن ليتك تراجع ـ حفظك الله ـ قولي:
لا أخفي عليكم بأنه ليس لدي المقدرة هذه الأيام على الذهاب إلى المكتبة والتأكد من مناسبة الموضوع (بلاغة المتشابه اللفظي في قصة إبراهيم) ولابد أن أحدد عنوان البحث اليوم أو غدا ..(/)
المعافى بن زكريا الجريري (303 ـ 390) وكتابه (البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Feb 2008, 06:47 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه والتابعين إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد كنت قرأت كتاب (الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي) قديمًا، وقد أخرجت بعض فوائدة (1)، فرأيت أن الرجل ممن أوتي حظًّا في علوم القرآن، لكنه مغمور غير معروف، فرأيت أن أكتب عنه في هذا الموضوع من خلال كتابه هذا.
ولعلي أن أكون قد نبهت طالبًا يبحث عن موضوع إلى هذا العَلَمِ البارز في العلم كما تُبين عن ذلك مؤلفاته وتعليقاته في هذا الكتاب.
وأبتدئ فأقول:
ولد يوم الخميس لسبع خلون من رجب سنة (305)، وقيل: (303)، وتوفي سنة (390).
ينتسب إلى النهروان، وهي كورة بين بغداد وواسط، وله في ذلك خبر طريف ذكره ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: ((قال أبو عبد اللهَ الحميدي قرأت بخط أبي الفرج المعافى بن زكرياءَ النهرواني القاضي قال حججت سنة فكنت بمنى أيام التشريق إذ سمعت منادياً ينادي يا أبا الفرج. فقلت في نفسي: لعله يريدني. ثم قلت: في الناس خلق كثير ممن يكنى أبا الفرج، فلعله يريد غيري، فلم أجبه.
فلما رأى أنه لا يجيبه أحد نادى: يا أبا الفرج المعافى، فهممتُ أن اجيبه، ثم قلت: يتفق من يكون اسمه المعافى وكنيته أبو الفرج، فلم أجبه.
فرجع ونادى: يا أبا الفرج المعافى بن زكرياء النهرواني. فقلت: لم يبق شكٌّ في مناداته إياي إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وما أنسب إليه. فقلت له: ها أنا ذا ما تريد؟
فقال: ومن أنت؟!
فقلت: أبو الفرج المعافى بن زكرياءَ النهرواني.
قال: فلعلك من نهروان الشرق؟
قلت: نعم.
قال: نحن نريد نهروان الغرب.
فعجبت من اتفاق الاسم والكنية واسم الأب وما انسب إليه، وعلمت أن بالمغرب موضعاً يعرف بالنهروان غير نهروان العراق)) (معجم البلدان 4: 850).
طلبه للعلم:
وقد ذكر في كتابه (الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي) تاريخًا يبين أنه بدأ طلب العلم صغيرًا، فقد أرَّخ تلقيه لحديث بسنة (314)، ويكون سنه في التاسعة أو في الحادية عشر ـ حسب الاختلاف في سنة ولادته ـ أثناء تلقيه العلم.
قال المعافى: ((حدثنا محمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي سنة أربع عشرة وثلثمائة قال: حدثنا محمد بن العباس التنيسي، قال: حدثنا عمر بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله الدمشقي، عن الأصبغ، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً: " صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب ")). (الجليس الصالح 1: 233).
ويظهر أن والده زكريا قد اعتنى به، ووجهه إلى العلم صغيرًا،فوالده كان من العلماء، وكان يُعرف بابن طرارة، وقد حدَّث عن أحمد بن علي البربهاري، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وأحمد بن محمد بن منصور الحاسب.
ويظهر حرص أبيه عليه في دفعه للتلقي عن كبار أهل العلم في عصره، فقد روى عن علي بن سليمان المعروف بالأخفش الصغير (ت: 315)، وعبد الله بن أبي داود السجستاني (ت: 316)، ووأبي القاسم البغوي (ت: 317)، ويحيى بن صاعد (ت: 317)، والحسن بن زكريا (ت: 319)، وغيرهم كثيرون ممن روى عنهم ولقيهم وأخذ منهم رحم الله الجميع (2).
شهرته بالجريري:
إن نسبة (الجريري) ترجع إلى اتخاذه مذهب إمام المفسرين: محمد بن جرير الطبري (ت: 310)، ومن شدة تعلقه بابن جرير الطبري تراه يلقبه بـ (شيخنا)، وإن كان حضر شيئًا من مجالس الطبري فإنه سيكون عمره خمس سنين أو سبع سنين، وإن لم يكن لقيه فإنه قد قرأ كتبه وتفقَّه بها، واقتنع بهذا الإمام حتى انتسب إليه، ولا بخفى على من عرف شيئًا من عبارات ابن جرير في كتبه؛ لا يخفى عليه تأثر المعافى بها؛ لظهور استخدامه لها.
ومن تلك المواطن ـ من كتاب الجليس الصالح ـ التي يحتفي بها بابن جرير الطبري (ت: 320)، قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 ـ ((حدثني بعض شيوخنا: أن بعضهم حدثه: أنه لما كان من خلع المقتدر في المرة الأولى ما كان، وبويع عبد الله بن المعتز بالخلافة، دخل على شيخنا أبي جعفر الطبري رضي الله عنه فقال له: ما الخبر، وكيف تركت الناس؟ أو نحو هذا من القول، فقال له: بويع عبد الله بن المعتز، قال: فمن رشح للوزارة؟ قال: محمد بن داود بن الجراح، قال: فمن ذكر للقضاء؟ قال الحسن بن المثنى، فأطرق ملياً ثم قال: هذا أمر لا يتم ولا ينتظم، قال: قلت له: فكيف؟ فقال: كل واحدٍ من هؤلاء الذين سميت متقدم في معناه على الرتبة من أبناء جنسه، والزمان مدبر والدنيا مولية، وما أرى هذا إلا إلى اضمحلال وانتقاص ولا يكون لمدته طول، فكان الأمر كما قال، ورأيت صحة قوله في أسرع وقت)) الجليس الصالح (1: 472).
2 ـ ((قال القاضي رحمه الله: قد اختلف أهل العلم في الشهادة على الكتاب المختوم كالذي جرى في هذه القصة، وكالرجل يكتب وصيته في صحيفة ويختم عليها ويشهد قوماً على نفسه أنها وصيته من غير أن يقرأوها عليه أو يقرأها عليهم ويعاينوا كتبه إياها، وما أشبه هذا مما يشهد المرء فيه على نفسه وإن لم يقرأه الشاهد أو لم يقرأ عليه، فأجاز ذلك وأمضاه وأنفذ الحكم فيه جمهور أهل الحجاز، وروي عن سالم بن عبد الله، وذهب إلى هذا مالك بن أنس ومحمد بن سلمة المخزومي، وأجاز ذلك مكحول ونمير بن أوس وزرعة بن إبراهيم والأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز في من وافقهم من فقهاء أهل الشام، وحكى نحو ذلك خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه وقضاة جنده، وهو قول الليث بن سعد في من وافقه من فقهاء أهل مصر والمغرب، وهو قول فقهاء أهل البصرة وقضاتهم، وروي عن قتادة وعن سوار بن عبد الله وعبيد الله بن الحسن ومعاذ بن معاذ العنبريين في من سلك سبيلهم، وأخذ بهذا عدد من متأخري أصحاب الحديث منهم أبو عبيد وإسحاق بن راهويه.
وأبى ذلك جماعة من فقهاء أهل العراق منهم إبراهيم وحماد الحسن، وهو مذهب الشافعي وأبي ثور، وهو قول شيخنا أبي جعفر رحمة الله عليه، وكان بعض أصحاب الشافعي بالعراق يذهب إلى القول الأول لعلل ذكر إنه حاج بعض مخالفيه فيها.
قال القاضي: وإلى القول الذي قدمت حكايته عن أهل الحجاز والشام ومصر والمغرب والبصرة أذهب، ولكل ذي قولٍ من هذهين القولين علل يعتل بها لقوله، ويحتج بها على خصمه، وليس هذا الموضع مما يحتمل إحضارها، وهي مشروحة مستقصاة في ما رسمناه من كلامنا في كتب الفقه ومسائله. وقوله: " ألا صني " قريب من معنى قوله أدارني وهو ليه وفتله)).
كتاب (البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز):
للمعافى كتاب في التفسير سماه (البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز)، وقد ذكر كتابه هذا أكثر من مرة في كتابه الأدبي الممتع (الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي).
ومن مواطن ذكره لهذا الكتاب:
1 ـ قال المعافى: ((وقال عدد من أهل العلم منهم أبو عبيدة: إن من زعم في القرآن شيئاً بغير العربية فقد أخطأ وأعظم على الله الفرية، لأن الله تعالى قال: " بلسان عربي مبين "، وفي القرآن عدد من الكلم نسبه بعض أهل التأويل إلى لغة بعض أمم العجم، وأنكر هذا بعضهم، وذهب إلى اتفاق لغتين فيه أو لغات كثير منهم، وهذا مما بياننا مستقصى فيه في كتابنا المسمى كتاب البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز، وفي كتاب شيخنا أبي جعفر رضي الله عنه، الذي سماه جامع البيان عن تأويل آي القرآن)) (1: 250).
2 ـ قال المعافى: (( ... قد أتى أبو بكر بالأصل في معنى حديّا إلا أنه لم يحقّق تفسيره، وما ذكره من تحدّي الرجل ليأتي بفعل ثم يأتي هو بمثله فيكون هذا، ويكون أن يبرز الرجل على غيره في شيء ويبرَّ فيه على من سواه، ويبذّ في تمكنه منه وسبقه إليه من عداه، فإن عارضه فيه غيره وحكاه فقد قاومه وساواه، وإن عجز من مقاومته وكلَّ من مناهضته فالمتحدَّي غالبٌ ظاهر والمتحدَّي مغلوبٌ غير ظافر، وعاجزٌ غير قادر، لا سيما إن كان في قصرته عن المقاومة نبأ عظيم وخطب جسيم كالذي كان في تحدّي النبي صلى الله عليه وسلم قومه أن يعارضوا القرآن الذي أبانه الله من سائر الناس، وجعله من أكبر أعلامه ودلائه، وأن يأتوا بسورةٍ مثله، فظهر عجزهم، وثبتت الحجة عليهم، وقتلوا دون ذلك وأسروا وأخربت ديارهم وتعقبت آثارهم، فانقلبوا صاغرين أذلاّء داخرين.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا باب قد استقصينا الكلام فيه في مواضع مما ألفناه وأمللناه، من ذلك صدر كتابنا المسمَّى: " البيان الموجز عن علوم القرآن المعجز ")).
3 ـ قال المعافى: (( ... وقد كشف عن العلة فيما أتى به بقوله: أي الرجال المهذب، فأحسن العبارة عن هذا المعنى: " من تك يوماً بأخيك كله "، وقد نوه بيت النابغة هذا رواة الشعر ونقلته، ونقاده وجهابذته، واستحسنوا تكافؤ أجزائه، واستقلال أركانه، واشتماله على فقر قائمة بأنفسها، كافية كل واحدة منها، وهذا من النوع المستفصح، والفن المستعذب، من أعلى طبقات البلاغة، وقد أتى القرآن منه بالكثير الذي يقل ما أتى منه في الشعر إذا قيس إليه، فتبين للمميزين كثير فضل ما في القرآن عليه، فمن ذلك قول الله جل وعز: " فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتابٍ وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا وإليه المصير " ولنا في هذا الباب رسالة أبنا فيها رجحان ما في القرآن من هذا الجنس على كثرته، على ما أتى منه في الشعر على قلته، فلم نطل كتابنا هذا بإعادته، وقد ضممنا معه شطراً صالحاً كتابنا المسمى " البيان الموجز في علوم القرآن المعجز " ومن نظر فيه أرشف على ما يبتهج بدراسته، ويغتبط باستفادته بتوفيق الله تعالى وهدايته)).
4 ـ قال المعافى: ( ... وقال الله تعالى: " فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج " هذه قراءة شبيه ونافع وعاصم وحمزة والكسائي في آخرين، وقرئ: فلا رفثَ ولا فسوقَ ولا جدالَ، وهي قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المخزومي، وقرئ: فلا رفثٌ ولا فسوقٌ ولا جدال " وهي قراءة مجاهد وابن كثير وأبي عمرو وعدد غيرهم، وقد قرأ بعضهم ولا جدال مثل دراك ومناع، رويت هذه القراءة عن عبد الله بن أبي إسحاق، واختلف في علل إعراب هذه القراءات، وفي علة فرق في الإعراب بين بعضهما وبعض اختلاف يطول شرحه، وليس هذا موضع ذكره، ونحن مستقصو القول فيه عند انتهائنا إليه من كتابنا المسمى البيان الموجز في علم القرآن المعجز وفي كتابنا في القراءات، وكتابنا في عللها وتفصيل وجوهها)).
ويظهر من التعليقات التي يحيل في خاتمتها على هذا الكتاب؛ يظهر أنه كتاب حافل يشتمل على التفسير، وعلى القراءات وتوجيهها، وعلى النحو، وعلى شواهد الشعر، وعلى بلاغة القرآن.
علوم القرآن عند المعافى:
يلاحظ أن عنوان كتاب المعافى يتضمن المركب الإضافي (علوم القرآن)، فقد سمَّى كتابه: (البيان الموجز في علم القرآن المعجز)، وأحيانًا يسميه: (البيان الموجز في علوم القرآن المعجز) (3).
وقد كرَّر في كتابه (الجليس الصالح) هذا المصطلح كثيرًا حتى بلغ سبعة عشر موضعًا، منها:
1 ـ قال المعافى: ((وكان أبو عمرو يختار أن يقرأ: (وأكون) بإثبات الواو، وكان الأوجه عنده في العربية، وزعم أن الواو حذفت منه في الخط كما حذفت من كلمن، وليس الأمر عندنا على ما ذكر في هذا ففي الكلمتين فرق ظاهر، يقتضي الإثبات حيث أثبتت، والحذف حيث حذفت، وليس هذا موضع ذكره، وسيأتي في موضعه من كتبنا المؤلفة في علوم تنزيل القرآن وتأويله إن شاء الله)) الجليس الصالح (1: 246).
2 ـ قال المعافى: ((وقد اختلفت القراءة في اللفظ بهذه الكلمة في القرآن، فكان أبو جعفر المدني يقرأ: (لا يحزنك الذين)، و (إنه ليحزنك)، و (أيها الرسول لا يحزنك الذين)، و (إني ليحزنني أن تذهبوا به)، ويستمر على هذا في القرآن كله إلا في قوله: (لا يُحزنهم الفزع الأكبر)، فإنه يضم الياء فيه، وأما نافع فعلى عكس هذا المذهب لأنه ضم ما فتحه أبو جعفر في هذا الباب وفتح ما ضمه، وكان ابن محيصن يضم ذلك كله، وكان الجمهور من القراء بعده يفتحون الجميع.
وفي استقصاء هذه المعنى وذكر ما يتصل له لتفريق من فرق بين بعضه وبين بعض، والاحتجاج فيما اختلف المقرئون فيه مواضع جمة من كتبنا في علوم القرآن، نأتي على البيان عنه إن شاء الله عز وجل)) الجليس الصالح (1: 199 ـ 200).
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ قال المعافى: (( ... هكذا في كتابي: (واستوى والرجال) بالواو، ورفع الرجال عطفاً على الضمير الذي في استوى، والفصيح من كلام العرب في مثل هذا أن يؤكدوه ثم يعطفوا عليه فيقولوا: فاستوى هو والرجال، وقد جاء في الشعر غير مؤكد، قال جرير:
ورجا الاخيطل من سفاهة رأيه ... ما لم يكن وأبٌ له لينالا
والبصريون من النحويين يستقبحون ترك التوكيد فيه، والأمر فيه عند الكوفيين أيسر، على أنهم يختارون التوكيد ويؤثرونه، وقد أنشد الفراء:
ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوي والخروع المتقصف
ولو قيل: فاستوى والرجال بمعنى مع الرجال كان حسناً، وهذا من الباب الذي يسمى باب المفعول معه، كقولهم: استوى الماء والخشبة، وجاء البرد والطيالسة، كما قال الشاعر:
فكونوا أنتم وبني أبيكم ... مكان الكليتين من الطحال
وقد يقال: استوى الماء بالخشبة، وروي هذا البيت: واستوى بالرجال، وجاء في الخبر: ذكر التبيع في ولد البقر، فقيل: هو الذي استوى قرناه بأذنيه، ومن هذا النحو قولهم: ما صنعت وأباك.
وهذا باب يتسع القول فيه من قبل صناعة النحو ومذاهب أهله، وليس هذا من مواضع شرحه، وقد ذكرناه في موضعه من كتبنا في النحو وعلوم القرآن الكريم، وفي رسالةٍ أفردناها)) (الجليس الصالح 2: 63 ـ 64).
ويظهر أنه يستخدم (علوم القرآن) للدلالة على عموم ما كتبه في أنواع هذا العلم، وقد يستخدمه أحيانًا قرينًا لعلم القراءات، وكأنه يعني به (التفسير).
أمثلة لإطلاقات العامة عنده:
1 ـ قال المعافى: ((يتجاوز حد ما قصدناه بكتابنا هذا وبيانه في مواضع من كتبنا في علوم القرآن)).
2 ـ قال المعافى: ((وفي استقصاء هذه المعنى وذكر ما يتصل له لتفريق من فرق بين بعضه وبين بعض، والاحتجاج فيما اختلف المقرئون فيه مواضع جمة من كتبنا في علوم القرآن، نأتي على البيان عنه إن شاء الله عز وجل)).
3 ـ قال المعافى: (( ... وروي عن عبد الله بن كثير أنه قال في معنى قوله تعالى: وأسبغ عليكم نعمة " هي شهادة أن لا إليه إلا الله في ما زعموا، وقيل بل هو عام شامل للنعم؛ ومثل هذا في القرآن كثير. وقيل إن هذا مما ينبئ الواحد منه عن جملة جنسه، كقولهم: هلكت الشاة والبعير، وكثر الدرهم الدينار في أيدي الناس، وقال الله تعالى ذكره: " والعصر. إن الإنسان لفي خسرٍ " العصر: 1،2 أراد الجنس دون اختصاص إنسان واحدٍ، ألا ترى أنه استثنى منه جمعاً فقال: " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " العصر: 3 وهذا باب مستقصى في ما رسمناه من علوم القرآن)).
4 ـ قال المعافى: ((وفي ضعف لغتان: الضم والفتح، وقد قرأت القرأة بهما في القرآن، وزعم بعض علماء اللغة أن وجه الكلام فيه أن يضم حيث يكون إعراب الكلمة فيه غير النصب، ويفتح مع النصب، واستقصاء الكلام في هذا في موضعه من الكتب المؤلفة في علوم القرآن)).
5 ـ قال المعافى: ((وخفيت وأخفيت جميعاً يرجعان إلى أصل واحد، خفيت أي أزلت الإخفاء وأخفيت أي فعلت الإخفاء، ونحن نبين ما في هذه الكلمة من القرآن والمعاني ووجوه التفسير وطريق الإعراب والتأويل في مواضعه من كتبنا في القرآن إن شاء الله)).
6 ـ قال المعافى: ((وسيأتي في موضعه من كتبنا المؤلفة في علوم تنزيل القرآن وتأويله إن شاء الله)).
7: ((وقد ذكرناه في موضعه من كتبنا في النحو وعلوم القرآن الكريم، وفي رسالةٍ أفردناها)).
8 ـ قال المعافى: ((وهذا باب واسع مستقصى في كتبنا المؤلفة في علوم التنزيل والتأويل)).
9 ـ قال المعافى: ((واستقصاء هذا الفعل وتلخيصه، في موضعه من كتبنا في علوم التنزيل والتأويل)).
وله عبارات عامة مقاربة لتلك السابقات، مثل:
1 ـ قال المعافى: ((واستقصاء ما فيه مرسوم في كتبنا المؤلفة في القرآن)).
2 ـ: قال المعافى: ((وهذا باب يتسع القول فيه، ولنا فيه كلام كثير مشروح في مواضع من كتبنا في القرآن والفقه والنحو)).
ومن أمثلة للمغايرة بين علوم القراءات وعلوم القرآن:
1 ـ ((وهو مرسوم فيما ألفناه من كتبنا في القراءات وعلوم القرآن على الشرح والبيان)).
2 ـ قال المعافى: ((وهذا مشروح في كتبنا التي ألفناها في القراءات والتأويل)).
وهذه مغايرة بين التفسير والقراءات، ومثلها عبارته الآتية:
(يُتْبَعُ)
(/)
3 ـ قال المعافى: ((شرح ما فيه من التأويل والقراءات في موضعه في كتبنا في علل التأويل والتلاوة إن شاء الله)).
4 ـ وقوله كذلك: ((وهذا كله مشروح مع تسمية من قرأ به، وحجج المختلفين فيه في كتبنا المؤلفة في حروف القرآن وتأويله)).
وكل هذه المواضع ـ وغيرها مما لم أقف عليها ـ تحتاج إلى دراسة موازنة، وهي مفيدة في تحرير مصطلح (علوم القرآن) عند المعافى أولاً، وفي تاريخ تطور هذا المصطلح ثانيًا.
فوائد من كتاب الجليس الصالح للمعافى:
الفائدة الأولى: رجحان ما في القرآن من البلاغة على الشعر
قال المعافى: ((حدثني محمد بن الحسين بن دريد، قال: أبو عثمان الأشنانداني، قال: أخبرني العتبي، قال: دخل الشعبي على عبد الملك، فقال: يا شعبي! أنشدني أحكم ما قالت العرب وأوجزه، فقال: يا أمير المؤمنين، قول امرىء القيس:
صبت عليه وما تنصب من أممٍ ... إن الشقاء على الأشقين مصبوب
وقول زهير:
ومن يجعل المعروف من دون عرضه ... يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
وقول النابغة:
ولست بمستبقٍ أخاً لا تلمه ... على شعثٍ أي الرجال المهذب
وقول عدي بن زيد:
عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه ... إن القرين بالمقارن يقتدي
وقول طرفة:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وقول عبيد بن الأبرص:
وكل ذي غيبةٍ يؤوب ... وغائب الموت لا يؤوب
وقول لبيد:
إذا المرء أسرى ليلةً ظن أنه ... قضى أملاً والمرء ما عاش عامل
وقول الأعشى:
ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى ... مصارع مظلومٍ مجراً ومسحبا
وقول الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وقول الحارث بن عمرو:
فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ... ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
وقول الشماخ:
وكل خليل غير هاضم نفسه ... لوصل خليلٍ، صارمٌ أو معارز
فقال عبد الملك: حججتك يا شعبي بقول طفيل الغنوي:
ولا أخالس جاري في حليلته ... ولا ابن عمي غالتني إذاً غول
حتى يقال إذا دليت في جدثٍ ... أين ابن عوفٍ أبو قران مجعول
قال القاضي أبو الفرج: بيتا طفيل اللذان أنشدهما عبد الملك وفضلهما وزعم أنه حج الشعبي من أشعار الشعراء غير مقصر عنهما، ومن تأمل ما وصفنا وجده على ما ذكرنا، من غير أن يحتاج إلى تكلف تفسير ذلك، وإطناب في الاحتجاج له، فأما بيت الشماخ فإن معنى قوله: غير هاضم نفسه، أي حامل عليها لخليله والهضم: النقص، يقال: هضم فلانٌ فلاناً حقه أي نقصه، قال الله جل جلاله: " ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمنٌ فلا يخاف ظلماً ولا هضماً " وأما قوله: أو معارز، فالمعارز المتقبض، يقال: استعرز علي فلان إذا انقبض، وألقيت البضعة على النار فعرزت، وكأن الشماخ سلك سبيل النابغة في بيته الذي أنشده الشعبي في هذا الخبر، وأصل الغرض في هذه الجملة، على ما بين البيتين مما لأحدهما من الشف من تنقيح ألفاظ الشعر، وفضل استغناء أجزاء أحد البيتين على أجزاء الآخر، وأنا قائلٌ في هذا قولاً يبين صحته ويوضح حقيقته إن شاء الله، وأقول وبالله التوفيق: إن جملة الألفاظ للبيتين التي تجمعهما على معنى واحد، هو أن الذي يحفظ الأخوة بين الأخوين، ويحرس الخلة بين الخليلين أن يلم أحدهما صاحبه على شعثه ويهضم له نفسه، ومتى لم يفعل هذا لم يكن على ثقة من استبقائه وكان بعرض مصارمته، وانقباضه عنه ومعارزته، وبيت النابغة في هذا الباب أفحل وأوفى، وأجزل وأشفى، وقد كشف عن العلة فيما أتى به بقوله: أي الرجال المهذب، فأحسن العبارة عن هذا المعنى: " من تك يوماً بأخيك كله "، وقد نوه بيت النابغة هذا رواة الشعر ونقلته، ونقاده وجهابذته، واستحسنوا تكافؤ أجزائه، واستقلال أركانه، واشتماله على فقر قائمة بأنفسها، كافية كل واحدة منها، وهذا من النوع المستفصح، والفن المستعذب، من أعلى طبقات البلاغة، وقد أتى القرآن منه بالكثير الذي يقل ما أتى منه في الشعر إذا قيس إليه، فتبين للمميزين كثير فضل ما في القرآن عليه، فمن ذلك قول الله جل وعز: " فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتابٍ وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا وإليه المصير " ولنا في هذا الباب رسالة أبنا فيها رجحان ما في القرآن من هذا الجنس على كثرته، على ما أتى منه في الشعر
(يُتْبَعُ)
(/)
على قلته، فلم نطل كتابنا هذا بإعادته، وقد ضممنا معه شطراً صالحاً كتابنا المسمى " البيان الموجز في علوم القرآن المعجز " ومن نظر فيه أرشف على ما يبتهج بدراسته، ويغتبط باستفادته بتوفيق الله تعالى وهدايته)).
الفائدة الثانية: مذهب الصحابة في العموم
قال المعافى: ((حدثنا أحمد بن إسحق بن بهلول إملاءً في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من شعبان سنة ست عشرة وثلثمائة، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن أبي شيبة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر حكماً، وإن أصدق بيت تكلمت به العرب قول الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل "
مذهب للمؤلف في الصغير
قال القاضي أبو الفرج: هذا البيت الذي حكاه النبي صلى الله عليه وسلم عن قائله من الشعراء هو للبيد بن ربيعة، افتتح به كلمة فقال في أولها:
ألا كل شيءٍ ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائلُ
وبعده:
وكل أناسٍ سوف تدخل بينهم ... دويْهيةٌ تصفرُّ منها الأنامل
وقد روى أن عثمان رضوان الله عليه، لما سمع قوله: وكل نعيم لا محالة زائل، قال كذب، نعيم أهل الجنة لا يزول، وهذا القول من عثمان يدل على أن مذهب القوم في العموم هو جارٍ في لغتهم على الشمول عند تجرده واستغراق الجنس بإطلاق لفظه)) الجليس الصالح 1: 218)
الفائدة الثالثة: الصهيبي الذي يُمتحن به القراء:
قال المعافى: ((وحدثني أحمد بن كامل، قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن القاسم المعروف بأبي العيناء، قال: أتيت عبد الله بن داود الخريبي فقال لي: قد حفظت القرآن، قال: فاقرأ: " واتل عليهم نبأ نوحٍ إذ قال لقومه "، قال: فقرأت العشر حتى أنفدته، قال: اذهب فتعلم الفرائض، قال: فلت: قد حفظت الصلب والجد والكبر، قال: فأيما أقرب إليك، ابن أخيك أو عمك؟ قال: قلت: ابن أخي، قال: ولم؟ قال: قلت: لأن ابن أخي من أبي، وعمي من جدي، قال: اذهب الآن فتعلم العربية، قال: قلت: قد علمتها قبل ذين، قال: فلم قال عمر بن الخطاب حين طعن: يا لله للمسلمين، لم فتح تلك اللام وكسر هذه؟ قال: قلت: فتح تلك للدعاء ومسر هذه للاستنصار قال: لو حدثت أحداً لحدثتك.
قال القاضي: قلت لابن كامل أمل هذا الحديث: ما أنصفه لما أوقع به هذه المحنة، وأسرع بما لم ينكره من الإجابة، بمنعهما التمس من الفائدة، فضحك.
قال القاضي: هذا العشر الذي استقرأه الخريبي أبا العيناء يعرف بالصهيبي ويمتحن به من يتعاطى الحفظ من القراء، وله حديث نذكره فيما يأتي من مجالسناً هذه إن شاء الله، وأما اللام في الموضعين من هذين فإن أئمة النحويين من الكوفيين والبصريين رووها مفتوحة في الموضعين، وإذا قيل: يا للقوم، فهو استغاثة تفتح فيه لام المدعو، وإذا قيل: للماء فالكسر لازم لام المدعو له أو إليه، كأنه قال: أدعوكم للماء، وقال الشاعر:
يالَ بكرٍ انشروا لي كليباً ... يالَ بكرٍ أين أين الفرار؟
وقال الأعشى:
يالَ قيس لما لقينا العاما
أي أدعوكم لهذا، وشرح واستقصاء فروعه وعلله يطول، وله موضع غير هذا.
وصية الحجاج بأهل البصرة
حدثنا الحسين بن أحمد الكلبي: قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عائشة: قال: حدثني أبي: قال: أراد الحجاج الخروج من البصرة إلى مكة فخطب الناس، فقال: يا أهل البصرة إني أريد الخروج إلى مكة وقد استخلفت عليكم محمداً ابني وأوصيته فيكم بخلاف ما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار، فإنه أوصى في الأنصار أن يقبل من محسنهم ولا يتجاوز عن مسيئهم، ألا وإني قد أوصيته فيكم ألا يقبل من محسنكم ولا يتجاوز عن مسيئكم، ألا وإنكم قائلون بعدي كلمة ليس يمنعكم من إظهارها إلا الخوف، ألا وإنكم قائلون: لا أحسن الله له الصحابة، إني معجلٌ لكم الجواب: لا أحسن الله عليكم الخلافة)) الجليس الصالح 1: 289 ـ 290).
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) استفدت أيضًا من الكتبة الشاملة لرصد بعض القضايا التي طرحتها.
(2) يُنظر في هذا ماكتبه محققو كتاب الجليس الصالح (الدكتور محمد مرسي الخولي والدكتور إحسان عباس).
(3) هكذا ورد في كتابه (الجليس الصالح) مرة (علم) ومرة أخرى (علوم)، فهل هو من المؤلف، أو هو من النساخ؟ الله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:51 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الدكتور على هذه الفوائد ..
وهل الكتاب مفقود أو مخطوط؟.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[18 Feb 2008, 08:48 م]ـ
ذكر محقق كتاب ابن فضال المجاشعي (النكت في القرآن) أن هناك مخطوطةمحفوظة بدرا الكتب القومية بالقاهرة برقم 1199, باسم (مشكل إعراب القرآن) للجريري (توفي بعد 780هـ) -كما ذكر المحقق- فمن الجريري هذا؟ أرجو منكم الإفادة ومن لديه معلومة عن هذه المخطوطة.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[27 Jun 2009, 09:39 م]ـ
وقفت ـ بحمد الله تعالى ـ على الجزء الرابع من تفسير أبي الفرج النهرواني، وهو من الجواهر الفريدة المفقودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[28 Jun 2009, 06:04 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا واذكر طرفا من ثناء العلماء عليه.
قال الخطيب البغدادي:" كان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الأدب، وكان على مذهب ابن جرير الطبري .. وبلغنا عن أبي محمد عبد الله الباني ـــ في تاريخ بغداد ـــ عبد الباقي= أنه كان يقول:إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها، ولو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس لوجب أن يدفع إليه "!
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[30 Jun 2009, 02:21 م]ـ
للأمانة العلمية:
الجزء الذي بين يدي الآن هو من تفسير النهرواني:
لكن هو ـ بعد التأمل والتحقيق ـ تفسير الشيخ سلمان النهرواني (ت493هـ) صاحب القانون في اللغة وشرح الإيضاح للفارسي وغير ذلك. انظر ترجمته في تاريخ الإسلام للذهبي (ج10/ص739) دار الغرب الإسلامي.
وهذا الجزء الرابع يبدأ من تفسير سورة الزخرف إلى آخر المصحف.(/)
مقدمة التفسير "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن"
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[16 Feb 2008, 01:03 ص]ـ
مقدمة مقدمة التفسير
بقلم
الحسن محمد ماديك
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله بعد:
فإلى من يهمه الأمر من الباحثين المتجردين من القراء والمفسرين والمحدثين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد فهذه مقدمة تفسيري للقرآن ـ قيد الإنشاء ـ بعنوان "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم المهيمن على الكتب قبله، المتضمن تفصيل كل شيء، هذا وغيره من الموعودات التي نبّأ الله بها رسوله وخاتم النبيين ولم تقع بعد وهي آتية قريبا إن شاء الله، تفرغت لتتبعها ودراستها من القرآن وانشغل المفسرون والفقهاء والأصوليون بالأحكام الفقهية ومسائل اللغة من الكتاب.
وأتمنى إيصال تفسيري إلى خواص الأمة ليروا فيه رأيهم وأنا ـ إن شاء الله ـ أول المذعنين إلى الحق إذا أثبتوا مخالفتي إياه إذ لست أدّعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه كما بينت في البحث العلمي الآتي بعض منه.
تحرير البحث العلمي المجرد
إن البحث العلمي المجرد أيا كان ميدانه هو الخطوة الصحيحة على الطريق الموصل إلى سعادة البشرية التي لن تحقق نجاحا أو تقدما في علم من العلوم التجريبية أو التقنية أو الدينية أو الأدبية أو الإنسانية إلا به، ولكل تخصص علمي أدواته ووسائله الخاصة به يتمكن بها الباحثون المتخصصون من التقدم العلمي إن لم يتعثروا في هوة الانحطاط بسبب الأخطاء العلمية أو المنهجية.
وإنما الثابت المقدس هو الحقيقة العلمية الابتدائية أو المتوسطة أو الكلية، سواء اطلع عليها الناس أم غابت عنهم، وسواء وافقوها أم خالفوها بعضهم أو جميعهم، ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة التي يجب وصف مخالفها بالشذوذ والردة كما شذ " كاليلي " إلى الحقيقة العلمية يوم قال بدوران الأرض وخالف ما أجمع عليه أهل الأرض يومئذ، وكان إعدامه إعلانا لنشأة خطإ منهجي ارتضاه رجال الدين في الكنيسة يقضي بمصادرة حرية الرأي والفكر والاجتهاد ويقضي بفرض التقليد، قضاء باسم الدين وباسم الله كذبا وافتراء.
ولقد أخطأ رجال الدين في الكنيسة الذين أعدموا " كاليلي " خطأين منهجيين: أولهما أن حسبوا فهمهم للكتاب المنزل أي فقههم منه معيارا للحق فقدّسوا فقههم ووصفوا بالكفر والردة كل من خالفه وعاقبوه باسم الله كذبا وافتراء عليه، وثانيهما أن فرضوا التقليد على الناس وأغلقوا دون الاجتهاد والبحث العلمي بابا وخدّروا العقول لئلا تفكر أو تتأمل أكثر أو أبعد مما توصل إليه رجال الدين يومئذ.
ولا يزال الخطأ المنهجي ينأى بصاحبه عن موافقة الحق سواء كان متعمّدا أو من غير قصد، وليت شعري ما الفرق بين رجال الدين الذين أعدموا " كاليلي " وبين فرعون ذي الأوتاد الذي أعدم السحرة أن آمنوا برب العالمين قبل أن يأذن لهم، كلاهما صادر حرية الرأي والتأمل والفكر أي قيّد البحث العلمي المجرد وفرض التقليد وأغلق باب الاجتهاد ووأد الإبداع.
إن فرعون قد قال لقومه كما في قوله ? قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ? غافر 29 ومن المثاني معه قوله ? وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ? القصص 38 ويعني أنه قد حجر على سمعهم وأبصارهم وآرائهم وفرض عليهم تقليده وأن لا يروا رأيا إلا رأيا رآه هو لهم ولا يعلموا من العلم إلا ما علمه هو لهم، ولم يكتف فرعون بذلك بل أعدم السحرة أن آمنوا بموسى قبل أن يأذن لهم كما في قوله ? قال فرعون آمنتم به قبل أن آذن لكم ? الأعراف 123 وقوله ? قال آمنتم له قبل أن آذن لكم ? سورة طه 71 والشعراء 49 ويعني أنه لم يكتف بأن ملك وقهر وسخّر أجسامهم بل أراد أن يفعل مثله
(يُتْبَعُ)
(/)
بعقولهم وآرائهم وتصوراتهم.
وسار على منهجه رجال الدين الذين أعدموا "كاليلي" أن آمن بما لم يأذنوا له به.
ويعتقد كثير من الناس أن مدلول كلمة التراث الإسلامي يشمل الكتاب المنزل من عند الله ويشمل ما صحّ عن النبي الأمي ? من أقوال وأعمال وتقارير، ولعلّ في هذا التصور شيئا من الخلط بين المقدّس وغير المقدس أي بين الوحي المنزل من عند الله وبين آراء واجتهادات وفقه غير المعصومين، الذي منه الصواب ومنه الخطأ ومنه الجيد ومنه ما دون ذلك.
وإنما يعني الخلط بين التراث والوحي المنزل إيهام كثير من الناس في الأمة الأمية أن الآراء والمذاهب والفرق عبر التاريخ الإسلامي لها نفس العصمة والقداسة التي للوحي المنزل من عند الله وهيهات أن يسلم هذا التصور من المقال والرد.
ولا يخفى ما يعنيه ذلك التصور من انشغال الناس عن تدبر القرآن والتفقه من السنة النبوية بالتراث الإسلامي العريض، وما يعني من التمسك بخطإ منهجي في البحث العلمي المجرد، ذلك الخطأ الذي عانى منه المسلمون عبر التاريخ تمزقا وانحطاطا وقهقرى وأذهب ريحهم فلم يستطيعوا ردّ صولة الغزاة الطامعين كالمغول وتيمورلنك وغيرهم من الذين قهروا الأمة واستضعفوها قديما وحديثا وأركسوها في عصور الانحطاط بعد أن مزّقتها الأهواء والآراء والفرق والمذاهب وشغلتها عن تدارس القرآن العجب الذي يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
إن الباحثين عن الحق لهم أن يستدلوا بالنقل ثم بالعقل بعيدا عن منهج رجال الدين الذين أعدموا "كاليلي" أن قال بدوران الأرض تعصّبا لما وصل إليه فقههم يومئذ من الكتاب المنزل، وبعيدا عن منهج فرعون المذكور.
ولا يزال رجال الدين على نفس الخطإ إلى يومنا هذا ويبتعدون يوما بعد يوم عن البحث العلمي المجرد بسبب الأخطاء المنهجية المذكورة.
وإنما التقليد بدعة اقتبسوها من منهج فرعون واتخذوه دينا وفرضوه على الأجيال اللاحقة، وكلما ازداد المتأخرون في تقليد من سبقهم رغم الأخطاء المنهجية أو العلمية ازدادوا انحطاطا وردة وقهقرى عن التقدم العلمي.
وإن الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? لبريء من فرض التقليد ومصادرة حرية الرأي والفكر والتأمل والاجتهاد والبحث العلمي.
وإن أكبر الكليات وأقدس المقدسات لحقيقة وحدانية الله وأن لا شريك له وأنه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤ ولا شبيه ولا مثل ولا ند، وتضمن القرآن والكتاب المنزل من عند الله هذه الحقائق دون أن يصادر حرية الرأي والتأمل والفكر والبحث العلمي ودون أن يفرض تقليدها على الناس ومنهم المخالفون، وإنما بالأمر باستعمال كافة أدوات البحث العلمي كالسمع والبصر والتأمل والفكر والعقل كما في قوله:
• ? أمن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? النمل 64
• ? أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم ? الأنبياء 24
• ? ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به ? الفلاح 117
• ? إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض لن ندعوا من دونه إلها لقد قلنا إذن شططا هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين ? الكهف 13 ـ 15
• ? ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم ? القصص 74 ـ 75
ويعني حرف النمل أن الله أمر الناس بالتأمل والنظر والبحث العلمي وسيعلمون أن الذي يبدأ الخلق ثم يعدمه ثم يعيده والذي يرزق من السماء والأرض هو الله وحده لا شريك له فمن لم يفقه ذلك بعد التأمل والنظر واتخذ مع الله شريكا فليأت ببرهانه ودليله على أن لشريكه من الخلق والقدرة مثل ما لله.
ويعني حرف الأنبياء أن الله أمر من اتخذ من دونه آلهة أن يأتي ببرهانه أي دليله عليه.
ويعني حرف الفلاح أن القاصر المقلد الذي لم يتأمل ولم يبحث هو الذي يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به وإنما بسبب التقليد.
ويعني حرف الكهف أن الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى قد علموا أن من دعا إلها دون رب السماوات والأرض قد قال شططا إذ خالف الصواب، وأقر القرآن الفتية إذ أنصفوا قومهم المشركين فسألوهم سلطانا بينا أي دليلا وحجة على أن آلهتهم هي رب السماوات والأرض الذي خلقهن ويدبر الأمر فيهن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف القصص أن الله قبل أن يعذب المشركين يوم القيامة سيسألهم برهانهم ودليلهم على أن شركاءهم في الدنيا كانوا شركاء لله حقا وإذن فلينصروهم من العذاب في الآخرة.
إن طلب البرهان والدليل العقلي والعلمي من المخالف في الكتاب المنزل من عند الله ليتعارض مع مصادرة حرية الرأي والفكر والاجتهاد بل هو تحرير للبحث العلمي المجرد وإعلان أن حرية الرأي والفكر والعبادة والسلوك حق مشروع لكل إنسان.
وإن القرآن وهو هكذا يناقش ويحاور في أعظم المقدسات لبريء من التقليد والحجر على الرأي والفكر والعقل.
إن الحقيقة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ستبقى كذلك لا يزيدها إجماع جميع الإنس والجن عليها ولا ينقصها نكرانهم في عصر من العصور أو في جميع العصور عبر التاريخ، وهكذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كلية من الكليات ستبقى كذلك لا تنقص بإنكار المنكرين ولا تزيد بإقرارهم.
وهكذا لم ينقص من وحدانية الله تعالى إنكار أهل الأرض جميعا قبل أن يخالفهم إبراهيم وحده بإعلان التوحيد.
إن الإجماع على ما في الكتاب المنزل من عند الله وعلى ما جاء به النبي ? من العلم والتشريع مع القرآن لا يزيد الوحي قوة في الدليل على قوته، وإنما يزيد في إيمان أهله.
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في التشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة وليعلم الناس رأي العين أن محمدا مرسل من ربه بالقرآن كما شهد به الله وهو أكبر شهادة.
حوار مع المفسرين
? فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
إن رجال الدين الذين فرضوا على الناس تقليدهم في فقههم وفهمهم وحجروا على الرأي والفكر والعقل فأغلقوا دون الاجتهاد بابا، لم يسعهم وخالفوا ما ارتضاه الله من المخالفين وأذن لنبيه ? بقبوله منهم وهو أن يأتوا بالدليل.
وسيعقل من تدبر القرآن أنه ناقش فريقين من المخالفين أحدهما كافر مشرك بالله، خوطب في الكتاب المنزل من عند الله باستعمال السمع والبصر والفكر والعقل لإدراك الأدلة العقلية والحسية المادية ليهتدي إلى أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره وليعبده المكلفون ويخافه من يفقهون ويعقلون، وخطاب هذا الفريق كما في قوله:
? ? أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ? الطور 35 ـ 36
? ? قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقرة 258
? ? واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ? الفرقان 3
وثاني الفريقين من المخالفين يقر بالله ربه الخالق خوطب في الكتاب المنزل من عند الله بأن الدليل أي الحجة والبرهان والسلطان المبين أي البين له أو عليه إنما هو بما تضمنه الكتاب المنزل من عند الله وكذلك دلالة قوله:
? ? أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه ? فاطر 40
? ? أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ? الزخرف 21
? ? أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ? الصافات 153 ـ 157
? ? إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون ? القلم 34 ـ 39
? ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
? ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93 ـ 94
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن الكتاب المنزل من عند الله كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن كل منه بينة وحجة لمن استمسك به في سلوك أو قول أو تصور، إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه كما في قوله ? وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ? البقرة 80 ويعني أن لم يتخذوا عند الله عهدا أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة بل هو مما قالوه بغير علم إذ لم يتضمنه الكتاب المنزل من عند الله إليهم وهو التوراة، وكما في قوله ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا ? مريم 77 ـ 79 ويعني أن الذي زعم أن سيؤتى لو بعث في الآخرة مالا وولدا كما في الدنيا إنما يفتري الكذب إذ لم يطلع الغيب كالنبيين والرسل ولم يتخذ عند الله عهدا أي لم يتضمن الكتاب المنزل من عند الله تصديق زعمه.
ويعني حرف فاطر أن من خالف في سلوكه أو قوله أو تصوره ما أمر الله به في الكتاب المنزل من عنده فلا يدع موافقة الحق إذ لم يكن على بينة من ربه بالكتاب المنزل من عنده.
ويعني حرف الزخرف أن المقلدين الذين يحتجون بالقدر ليفلتوا من الحساب والعقاب لا علم لهم بل يتبعون الظن ويكذبون إذ لم ينزل عليهم كتاب من الله يتضمن تصديق احتجاجهم بالقدر يستمسكون به ليكون لهم حجة عند الله يوم القيامة.
ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنون، وهم كاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق أمانيهم.
وويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به رجال الدين ذرعا.
وإن قوله:
? ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
? ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ? البقرة 23 ـ 24
ليعني أن الذين يزعمون أن محمدا ? قد تقول القرآن وافتراه من دون الله مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد هو مفترى من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحل محل الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله ? فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ? البقرة 137 وقوله ? قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ? الأحقاف 10 في كلية الكتاب، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
? ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93
? ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
ويعني أن التوراة دليل كاف إذ هي مثل القرآن كل منهما كتاب منزل من عند الله.
إن الله قد أرسل كل رسول بآيات خارقة معجزة من جنس ما بلغه الناس المرسل إليهم من العلم والأسباب، ولتكون الآيات الخارقة مع الرسل بها هي الحق الذي يقذف به رب العالمين على الباطل فيدمغه فيزهق من حينه كما في قوله ? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ? الأنبياء 18 وكذلك قذف بالحق مع موسى على الباطل مع السحرة فدمغه فزهق من حينه، ويعني أن لو كان القرآن باطلا أي مفترى من دون الله لنزل الله كتابا من نوعه يدمغه فيزهق وهو دلالة إعجاز القرآن كما في قوله:
? ? فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ? القصص 48 ـ 49
? ? أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ? الأحقاف 8
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
? ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? البقرة 23
? ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ويعني حرف القصص أن الحق الذي جاء به محمد ? من عند ربه وهو القرآن لم يؤمن به بعض المكذبين بسبب أن لم يؤت محمد ? مثل ما أوتي موسى من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء التي أرسل بها إلى فرعون وملئه، فزعموا أن موسى ومحمدا افتريا التوراة والقرآن فخوطبوا في القرآن أن يأتوا بكتاب من عند الله يثبت صدقهم إن كانوا صادقين، وليتبعن محمد ? كل كتاب منزل من عند الله.
ويعني حرف الأحقاف أن الذين يزعمون أن القرآن مفترى من دون الله لن يملكوا من الله شيئا يصدقهم في دعواهم أي لا يستطيعون أن يأتوا من عند الله بشيء ومنه بعض سورة من مثل القرآن ولا أن يأتوا بآية خارقة من عند الله تثبت صدقهم.
وإن دلالة أمر المكذبين بدعوة من استطاعوا من دون الله وشهدائهم الذين يشهدون لهم أن كتابا مثل القرآن أو مثل بعضه هو من عند الله يصدقهم في زعمهم أن القرآن مفترى من دون الله ليعني أن المفتري على الله كتابا أو آيات بينات مفضوح في الدنيا معذب فيها كما هي دلالة قوله ? قل إن افتريته فعلي إجرامي ? هود 34 ومن المثاني معه في قوله ? وإن يك كاذبا فعليه كذبه ? غافر 28 وقوله ? ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ? الحاقة 44 ـ 47 أي أن المفتري على الله سيفتضح ويعذب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله وحرف غافر من قول رجل مؤمن من آل فرعون يعني أن موسى إن يك كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتله بل
(يُتْبَعُ)
(/)
سيؤاخذه الله في الدنيا بكذبه.
قلت: ولقد ضمنت تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن " فقها جديدا فقهته وعقلته من الكتاب المنزل على رسول الله وخاتم النبيين ? وجهله التراث الإسلامي من قبل وفاته، وبينت من أصول التفسير وكلياته الآتي بيانهما ليعلم المخالفون وجمعهم أن الدليل والبرهان لي أو عليّ، ولهم أو عليهم إنما هو الكتاب المنزل من عند الله لا التراث الإسلامي أي فقه من سبق من القراء والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين أزعم قصورهم عن فهم الكتاب المنزل على النبي الأمي ? وعن فهم الأحاديث النبوية.
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجلت التعريف به ليفقه الذين يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت من "تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن"
علم التفسير عبر التاريخ الإسلامي في الميزان
إن قوله:
? أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ? الأنعام 114
? ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ? الأعراف 52
? ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ? خاتمة يوسف
ليعني أن الكتاب المنزل على خاتم النبيين الأمي ? قد فصله رب العالمين على علم تفصيلا خارقا لا يقدر على مثله غيره وهيهات أن نحيط علما بتفصيله أو أن نحصيه كما في قوله ? علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 أي لن تحصي الأمة كلها ما في الكتاب المنزل على النبي الأمي ? من العلم والمعاني والدلالات ولو كانت تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه بعد ناشئة الليل أي بعد ما أنشأوا من يقظة بعد نوم لأجل صلاة الليل ليكونوا أقرب إلى تدبر القرآن وفقهه ودراية الكتاب والإيمان.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائما لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من اسم الله واسم رب العالمين في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من الأسماء الحسنى في المصحف معنى ووعدا حسنا غير مكذوب سيقع نفاذه بعد نزول القرآن في الدنيا أو في الآخرة ولو أبدل أحدها بالآخر لانخرم السياق ولاختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من النبوة والرسالة أو النبي والرسول في المصحف دلالة ومعنى قائما لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أنه قد حوى مما نبّأ الله به آدم فمن بعده من النبيين من ذرية آدم وما نبّأ الله به نوحا فمن بعده من النبيين إلى خاتم النبيين محمد الأمي ?.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أنه قد حوى كثيرا من نصوص التوراة والإنجيل وأن تدبره يهدي إلى نسخة من كل من التوراة والإنجيل بلسان عربي مبين مستخرجة من القرآن غير محرفة كما يأتي تفصيله وتحقيقه على أرض الواقع.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن كلما كان في السياق موعودان في الكتاب المنزل تقدم الموعود المتأخر منهما في سياق مخاطبة المؤمنين بالغيب كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن كلما كان في السياق موعودان في الكتاب المنزل تقدم الموعود الأول منهما على الأصل في سياق مخاطبة الذين ينكرون الغيب كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن ترتيب السور كما في المصحف طبقا للعرضتين الأخيرتين تماما كترتيب الآي والكلمات هو من التفصيل المنزل، ولن يتمكن قارئ أو مستمع متدبر من دراية الكتاب قبل التقيد به واعتباره كما يأتي تحقيقه.
مدلول الكتاب والقرآن
الحسن محمد ماديك
البقية في الملف المرفق
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2008, 02:42 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
في كلامك كثير من الامور تحتاج الى المناقشة و اعادة النظر وهذا أولها
ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم /انتهى كلامك
و لا شك أن هذه دعوى عريضة جدا ... يردها القرآن الكريم بالنص الصريح.
فقولك ** ما نبئ به كل نبيء **
فيه تعميمان الاول كل الانبياء من غير استثناء
الثاني ما نبئ به الانبياء .... أي كل ما أوحاه الله الى كل الانبياء من الشرائع و الاحكام ... لأن ما من الفاظ العموم
وهذا يرده قول الله تعالى
ورسلا قد قصصناهم عليكم من قبل و رسلا لم نقصصهم عليك.
قال سبحانه في آية أخرى في هذا المعنى
ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك.
فإذا كان النبي صلى الله عليه و سلم لا يحيط بشيء من علم ذلك اذ لم يقصصه عليه الله
فكيف تزعم انك استنبطت ما لم يوحه الله الى نبيه ولم يقصصه عليه أصلا!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Feb 2008, 05:55 م]ـ
الحمد لله
وبعد
أخي الكريم
وفقني الله و اياك و من يحب كتابه الى الهدى و الرشاد ... لا يزال تعقيبي على كلمتك السابقة التي كتبتها بالمداد
الأزرق في التعقيب الاول .. وأقتطع منها قولك هذا
ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل
وهذا ما نفاه القرآن نفيا صريحا في قوله تعالى
يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما تخفون من الكتاب و يعفو عن كثير
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية
أي يبين ما بدلوه وحرفوه وأولوه و افتروا على الله فيه و يسكت عن كثير مما غيروه و لا فائدة في بيانه ...... انظر عمدة التفسير.
وقال جلال الدين السيوطي في تفسير الجلالين
ويعفو عن كثير من ذلك فلا يبينه إذ لم يكن فيه مصلحة الا افتضاحكم.
وفي مختصر القرطبي .... والكلام في المختصر كله له ... قال
ويعفو عن كثير أي يعرض عن كثير مما أخفيتم فلايتعرض له و لا يؤاخذكم به./اه
ومعنى الآية واضح صريح .. ويزيده بيانا و توضيحا ما قاله هؤلاء الائمة وغيرهم
فإذا كان الامر كما قال الله وكما شهد به الراسخون في العلم ... وانه سبحانه لم يبين في القرآن كثيرا مما اخفاه
أهل الكتابين ... فكيكف يقول قائل حينئذ أنه استنبط النص الكامل من التوراة و الانجيل.
فأنى له علم ذلك.
ولا يحتاج هذا القول الى كبير عناء و لا كثير أدلة ليعلم بطلانه.
و الله أعلم.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[17 Feb 2008, 01:20 م]ـ
ليعلم الأستاذ الكبير المجلسي الشنقيطي:
أن ما ادعيته من استنباط النص الكامل للتوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل ليس فلسفة وإنما الفلسفة ما اعترض به هو لأن الكتاب المنزل به تفصيل كل شيء ولا يخفى أن ما نبئ به كل نبي من قبل وكذا نص التوراة والإنجيل هو من أكبر الأشياء، نعم إني أجهل أسماء الأنبياء الذين لم يرد ذكرهم في القرآن لكن مجموع ما نبئوا به هو مفصّل في القرآن ولا يعني أن جهل الأستاذ الكبير نفي ذلك التفصيل إذ قد يطلع عليه شيخنا الفاضل المجلسي الشنقيطي فيما بعد بل قد يستنبطه الشيخ المجلسي الشنقيطي إذا انشغل أكثر بتدبر القرآن بدل الرياضة الثقافية وحينئذ يقيد نفسه بما قد أنكره من قبل أو يتراجع عن إنكاره.
أخي الفاضل
إن النفي من المخلوق القاصر مثلي ومثلك لا يعني القطع ولا يعني تنازلي عن ما استنبطته من القرآن وسأبدأ بنشره قريبا كما نشرت كلية النصر في ليلة القدر وكما سأنشر قريبا كلية الآيات الخارقة المعجزة
أما ما احتججت به من كلام ابن كثير وغيره رحمهم الله فلا يلزمني إذ ليس فهمهم من الوحي بل الوحي هو قوله تعالى " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء " وقوله "وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا" وقوله "ولقد جئناهم بكتاب فصّناه على علم " ولا أحسب الأستاذ الكبير ينفي ـ أن لم يطلع بعد ـ أن القرآن قد حوى مجموع ما نبئ به كل نبي من قبل وحوى نص صحف إبراهيم وموسى ونص التوراة والإنجيل.
ولست أدري ما سيكون من الأخ يوم أنشر ذلك وأنشر المفاتيح التي استنبطب بها ذلك فإذا هي واضحة انشعل الناس عنها بغيرها.
الحسن محمد ماديك
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[17 Feb 2008, 02:09 م]ـ
الحمد لله
يا اخي الكريم
أما استدلالك بان في القرآن تفصيل كل شيء ... ومثلها ما فرطنا في الكتاب من شيء فليس الامر على ظاهره
كما قد يحسبه كثير من الناس
وهذا قرره الائمة الراسخون منهم الشاطبي في الموافقات حيث رد من استدل - مثلكم - على عموم الآية بدعوى ان
شيء نكرة في سياق النفي .. وقالوا ان فيه كل علم للمتقدمين
قال رحمه الله
منها أن كثيرا من الناس تجاوزوا في الدعوى على القرآن الحدّ فأضافوا اليه كل علم يذكر للمتقدمين أو المتأخرين ...
ثم قال بعد ذلك رحمه الله
وربما استدلوا على دعواهم بقوله تعالى
ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء
وقوله
ما فرطنا في الكتاب من شيء
ونحو ذلك ... ثم قال رحمه الله
فأما الايات فالمراد بها عند المفسرين ما يتعلق بحال التكليف و التعبد أو المراد بالكتاب في قوله تعالى ما فرطنا في
الكتاب من شيء اللوح المحفوظ .. ولم يذكروا فيها ما يقتضي تضمنه لجميع العلوم النقلية و العقلية.
ولو كان تفصيل كل شيء على ظاهره الذي فهمته في القرآن لوجدنا فيه تفاصيل الصناعات الحديثة و التكنولوجيا
والاقمار الصناعية وغير ذلك ..... ولكن الله جعله كتاب هداية وارشاد .... وجعل للانسان عقلا يفكر به و يخترع به
وسخر له القوانين و العلامات التي تعينه على الابتكار و الاختراع فمن اهتدى الى هذه الصناعات من كافر او مسلم
فهي له ......
وقولك ان الكتاب حوى تفصيل كل شيء بهذه الظاهرية هو نظير قول القائل الكتاب فيه تفصيل كل الصناعات
و العلوم.
يلزمك هذا .... لأنك اذا قبلتها بعمومها الظاهر في النقليات فليطرد عندك ذلك العموم حتى في العقليات و الصناعات
ولا إخال عاقلا يقول بهذا الثاني.
وأقول لك أخي الكريم
نبيك صلى الله عليه و سلم يقول
إذا حدثكم اهل الكتاب فلا تصدقوهم و لاتكذبوهم
والحكمة في ذلك كما بينه رسول الله صلى الله عليه و سلم بلفظه هي انك قد تكون كذبت بالحق و لا تدري
أو صدقت بالباطل و لا تدري .....
فإذا كان هذا حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم وتفسيره ....
فكيف يأتي من يقول بعد
أنا أدري
أو يقول
لا بل أنا استنبطت التوراة و الانجيل
لا بل استنبطت كل ما نبئ به الانبياء و المرسلون من الشرائع م الاحكام من لدن آدم الى خاتم النبييين عليه الصلاة و السلام.
فأرجو المعذرة
وأنت قلت في كلامك أنك عرضت كتابك لإبداء الرأي فيه .... فهذا ما ظهر لي و الله أعلم
*
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Feb 2008, 02:17 ص]ـ
الحمد لله
وبعد
كان بودي أن أسأل كاتب المقال عن منهجه في التفسير ... لأن التعرف على منهجه في التفسير سيفيدنا كثيرا
في معرفة النتائج التي سيتوصل بها مستقبلا وإن لم يكن قد أعرب عنها بعد ... وسيتبين لنا بالتالي هل طريقته طريقة
الراسخين في العلم الذين يومنون بالمحكمات ويجعلونها أصولا يفهمون على ضوئها المتشابهات .. أم هي طريقة اهل
الزيغ و الضلال الذين يبحثون عن المتشابه ليقيموه ويجعلوه أصلا ثم يهدمون كل الاصول الحقة التي تخالفه فينكرون ما
عرفه الصحابة و خير القرون بعدهم ويأتوننا بما ينكره الصحابة و خير القرون بعدهم.
غير أني أضرب صفحا عن سؤاله عن منهجه في التفسير وأتتبع المواطن الكثيرة التي هي بحاجة الى اعادة نظر
أو أنها مما يخالف القرآن او السنة النبوية الصحيحة .... وأخص بالتتبع هاهنا الاخطاء المنهجية الشديدة التي هي رد صريح
للنص القرآني المعصوم أو لحديث النبي صلى الله عليه و سلم.
وأما الخطأ المنهجي العظيم هذه المرة فهو إنكاره لحجية الاجماع!!
وهذه مصيبة عظمى.فهاهوذا يقول
وإنما الثابت المقدس هو الحقيقة العلمية الابتدائية أو المتوسطة أو الكلية، سواء اطلع عليها الناس أم غابت عنهم،
وسواء وافقوها أم خالفوها بعضهم أو جميعهم، ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما
شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع
عليه من الحقائق المقدسة.
هذا كلامه وهو ظاهر البطلان
والادلة القرآنية و النبوية على حجية الاجماع كثيرة ومستفيضة ولولا الاطالة لذكرتها فليرجع الباحث الصادق الى كتب الاصول و ليفتح باب لاجماع
ليرى الادلة اليقينية على حجية الاجماع وأن علماء الامة لا يلعبون .. فلم يزل المسلمون من لدن خير القرون يستدلون بإجماع الصحابة الى زمن النظام
المعتزلي.
والاجماع حجة يقينا و هذه الامة لاتجتمع على ضلالة أبداكما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم.
وعجبا لهذا الرجل! فإن العلماء الراسخين اختلفوا في حجية قول الصحابي اذا لم يكن قائل بخلافه!
أئذا اختلفوا في حجية قول الصحابي الواحد فهل يختلفون في قول الصحابة إذا أجمعوا على قول!؟
ثم إذا كان إجماع الصحابة الذين شهد لهم الله بالصدق و رضي عنهم و تاب عليهم وزكاهم بنص القرآن إذا كان إجماع
هؤلاء ليس حجة ..... فماذا نقول عن أقواله هذه في آخر الزمان؟!!
وعجبا له يريد ابطال حجية اجماع الصحابة الاتقياء الذين زكاهم الله في القرآن بإجماع أهل الزيغ الكفرة من النصارى
الذين لعنهم الله في القرآن وذلك حيث تقول
إذ كان على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة التي يجب وصف
مخالفها بالشذوذ والردة كما شذ " كاليلي " إلى الحقيقة العلمية يوم قال بدوران الأرض وخالف ما أجمع عليه أهل الأرض
يومئذ، وكان إعدامه إعلانا لنشأة خطإ منهجي ارتضاه رجال الدين في الكنيسة يقضي بمصادرة حرية الرأي والفكر
والاجتهاد ويقضي بفرض التقليد، قضاء باسم الدين وباسم الله كذبا وافتراء.
فعجبا ثم عجبا
يبطل إجماع أهل الايمان الذين تاب الله عنهم و رضي عنهم بإجماع أهل الكفر الذين سخط الله عليهم و لعنهم!!
ويجعل التوراة و الانجيل المحرفين في مرتبة القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل أبدا ... فيقول
حسبوا فهمهم للكتاب المنزل أي فقههم منه معيارا للحق فقدّسوا فقههم ووصفوا بالكفر والردة كل من خالفه وعاقبوه
باسم الله كذبا وافتراء عليه
تأملوا يا معشر المسلمين كيف يقيس القرآن العظيم على الانجيل المحرف و أولياء الله على أعدائه!
ومقصوده من هذه الشنشنة ان الاجماع باطل
فإن اهل الكفر الملعونين من النصارى أجمعوا على اعدام كاليلي مع أنه المصيب للحق.
إذن فلا قيمة لاجماع الصحابة فهم ايضا قد يجمعون على امر باطل كما اجمع الضالون على قتل كاليلي ظلما.
فهو كما قلت يقيس أصحاب الجنة بأصحاب النار و قد قال ربنا
لايستوي اصحاب النار و اصحاب الجنة
ويقيس التوراة المحرفة على القرآن العظيم.
واختصارا أقول
(يُتْبَعُ)
(/)
اذا كان اجماع الصحابة على كثرتهم وشدة ذكائهم وزكائهم وتمكنهم من ناصية اللغة وفوق ذلك مع ثناء الله عليهم
اذا كان اجماع أولئك ساقط الحجية و لا يثبت به حق و لا حقيقة وهم كما ذكرت لك
فماذا نقول عن كلامه هو؟! وفي أي قاموس نجد وصفا يليق به!؟
و الحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 Feb 2008, 05:01 ص]ـ
لا أحب أن أدخل في حديث بين اثنين
لكن آمل أن تسمحوا لي - ما دام الموضوع عاماً- بهذه المداخلات اليسيرة
ولن أطيل فيها بإذن الله
والمجال مفسوح لكما للمناقشة والإفادة وفقكما الله للصواب وهداكما للطيب من القول
وأتمنى إيصال تفسيري إلى خواص الأمة ليروا فيه رأيهم وأنا ـ إن شاء الله ـ أول المذعنين إلى الحق إذا أثبتوا مخالفتي إياه إذ لست أدّعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه كما بينت في البحث العلمي الآتي بعض منه
كلام جميل من جهة أنه يدل على استعدادك لقبول النقد والاستجابة للنقد الصائب
وهذا هو الظن بأهل العلم والإيمان
ولكن قولك: (إذ لست أدعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه) مشكل لأنه يدل على أنك لازلت في طور البحث عن الحق
وعلماء الإسلام قد عرفوا طريقه ووصلوا إليه وبينوه ودعوا الناس إليه منذ قرون طويلة وهم على يقين بأنهم على الحق
وأول الواصلين إلى الحقيقة من هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (فتوكل على الله إنك على الحق المبين)
ثم صحابته الكرام ثم التابعون لهم بإحسان كما قال صلى الله عليه وسلم في الفرقة الناجية: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)
ولا زال سبيلهم مسلوكاً بحمد الله إلى يومنا هذا، لا يخلو زمان من سالك فيه بحق.
وبعد فهذه مقدمة تفسيري للقرآن ـ قيد الإنشاء ـ بعنوان "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل
أولاً: أحيي فيك عنايتك بكتاب الله عز وجل والحرص على الإفادة من علومه وكنوزه ودعوة الناس إليه
وهذا الاشتغال الكبير بكتاب الله تعالى، في زمان كثر المعرضون عنه
وأسأل الله تعالى أن يعينك على الإتمام ويوفقك للسداد والصواب وينفع بما فيه من الحق
وأنصحك ألا تستعجل بالنشر حتى تستشير فيه نخبة من العلماء الثقات الأثبات لتبرأ الذمة وتنشره بعد إجازتهم وأنت على طمأنينة بصحة محتواه.
وهذه الاستشارة تقويك ولا توهيك، وتعينك ولا تهينك
فهذا مالك رحمه الله لم يفت حتى أشار عليه جمع من العلماء في زمنه بالتصدر للفتوى ولك فيه أسوة حسنة.
علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم المهيمن على الكتب قبله
ذكرت أنك في آخر مراحل تفسيرك
وأظنك قد أتيت على تفسير قول الله تعالى: (إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون)
فما مفهوم (أكثر) لديك؟
وهل يدل على أن القرآن الكريم لم يقص بعضه؟
وهل ما لم يقصه القرآن الكريم ولم يذكره النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك يستطاع أن يوصل إليه؟
وهل فيما لم يقصه الله عز وجل ولم يبينه لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم حاجة حتى يعتنى به ويدعى الناس إليه
فضلاً عن أن يعد من أعظم المهمات وأكثر إلحاحاً ووجوباً؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Feb 2008, 08:05 م]ـ
الحمد لله
وبعد
لا زلت متتبعا لهذا المقال ما استطعت الى ذلك سبيلا فإني أرى هذا من النصح لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم و
للمومنين ... وماذاك الا لخطورة الأغاليط المدسوسة فيه وشدتها.
وقد رأيتم جميعا معشر المسلمين أن الرجل أنكر حجية الاجماع وأنه لا يثبت به حق عنده ... وهذا كلامه أعيده مرة أخرى هاهنا.
ولن يصح اتخاذ الإجماع معيارا لمعرفة الحق أو الحقائق العلمية كما شاع وذاع في بعض العلوم أكثر من غيرها إذ كان
على رأس أخطاء الباحثين فيها اعتبار الإجماع دليلا على أن المجمع عليه من الحقائق المقدسة.
فإنكاره للاجماع هاهنا بواح صراح ... وقد بين العبد الضعيف بطلانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الرجل - صاحب المقال - علم ان كلامه لن ينطلي على طلبة العلم فضلا عن العلماء فبدأ يلبس و ينقض ما أبرمه
كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا ... فانظروا الى كلامه التالي وقد دس فيه ما دس حتى يتيه القارئ بين التناقضين
وتوجيههما ...... قال:
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في
التشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل
الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة.
تأمل أخي المسلم جديا كيف يدس هذا الرجل السم من حيث قد لا يؤبه له.
فهو قبل هذا أنكر الاجماع انكارا بواحا صراحا.
ثم ها هو ذا هنا يقول
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في
التشريع أي العبادات والمعاملات
أولا من هم الذين يعتد بإجماعهم؟! لقد ترك الحبل على غاربه كل يفهم كما يشاء و لم يفصل كما زعم أن تفسيره
بيان و تفصيل.
ثانيا: الامر الخطير جدا هو أنه بكلامه الاخير هذا ليس يقصد أن الاخذ بالاجماع حجة وأن الاجماع حق .. كلا ثم كلا ..
هو لا يقصد هذا أبدا ... بل هو يعتبر هذا الاجماع محاولة فاشلة للوصول الى الحقيقة من مجموعة من الاميين [=الصحابة
فالعلماء بعدهم] في كل عصر لكنهم مع إجماعهم أخطأوا فأجمعوا على ضلالة ... و سننتظر أمدا بعيدا إلى أن
توشك الدنيا ان تلفظ أنفاسها ليأتينا الحسن محمد ماديك [= كاليلي] بالحقيقة العلمية المقدسة .. و لاعبرة بإجماع من
قبله من الاميين الجهلة [= الصحابة رضي الله عنهم و ارضاهم] الذين لم يستكملوا بعد دراسة الكتاب المنزل ... فمخالفة
الحسن محمد ماديك لاجماع هؤلاء الفقهاء الاعلام وفقههم الذي مصدره القرآن هو كمخالفة كاليلي لاجماع أساقفة
الكنيسة الكفرة وفقههم المستنبط من الانجيل المحرف!!!
انظروا رحمكم الله الى كلامه و اربطوه بالمقدمة التي قدم بها عن قصة إعدام الكنسيين ل [كاليلي]
قال:
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في ا
لتشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل
الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة
فتاملوا قوله العجيب عن الاجماع:
فلا خلاف في الأخذ به في ا لتشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي
تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل
فالصحابة أجمعوا لا عن حق علموه ... بل أجمعوا عن جهل و تقصير وسوف تظهر الحقيقة العلمية المقدسة عند كاليلي [
= محمد الحسن ماديك].
هذا ما اردت التنبيه عليه بخصوص ما يكتبه محمد الحسن ماديك فيما سماه بتفصيل القرآن و بيان الكتاب.
وما أشنع هذه الاقوال!! و ما أشد بطلانها!! ... وما أقبح هذا التلبيس!!
وان انكار حجية الاجماع المعتبر عند اهل السنة و الجماعة هو تكذيب لله تعالى حيث قال:
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
هؤلاء الصحابة العدول هم أول من يدخل في هذه الاية بعد الانبياء فقد جاهدوا في الله حق جهاده بشهادة الله في
القرآن فوعد الله الكريم بتسديدهم و توفيقهم وهدايتهم الى الحقيقة لن يتخلف ..
وفي انكار حجية الاجماع تكذيب لرسول الله صلى الله عليه و سلم في أحاديث كثيرة أشهرها لا تجتمع أمتي على
ضلالة.
وفي انكار حجية الاجماع فتح لباب شر عظيم يلج منه كل مبتدع وزنديق للطعن أولا في القرآن الكريم و سنة النبي
الامين.
وعجبا له ننكر إجماع من قال فيهم الله أولئك هم المومنون حقا ..... لنأخذ في آخر عمر الدنيا بكلام من؟!
للهم عاف قلوبنا وقلوب المومنين.
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[20 Feb 2008, 01:19 م]ـ
لقد تقوّل عليّ المجلسي الشنقيطي بما لم أقل وادعى أني أطعن في الصحابة والابعين لهم بإحسان وأسأل الله أن يحرق بنار الدنيا والآخرة من قال بذلك أو تقوّل به.
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ضاق الرجل ذرعا بما أعلنته من تحرير البحث العلمي وللمسلمون أحوج إليه من استنساخ ملايين الكتب وهلا أخذ المجلسي الشنقيطي جزئية واحدة من التفسير وردّها بالدليل وأظهر مواطن الزيغ فيعا وأنا أشهد الله أن أعود عن الخطإ فور اطلاعي عليه لقد خالفت من التراث نعم أي خالفت ما رأيت أنه قصر عن فهم الوحي المنزل، ولكن لم أدع أن فهمي هو الصواب أعوذ باللهمن الجهل ومن أمثلة مخالفتي التراث تفسيري قوله تعالى "فليأتوا بحديث مثله " وتفسيري الأسماء الحسنى وأن كلا منها تضمن وعدا حسنا غير مكذوب سيقع بعد نزول القرآن في الدنيا ومنه في الآخرة ومن أمثلته تفسيري دلالة النبوةومن أمثلته تفسيري دلالة " ولقد آتيناك سبعا من المثاني ومنه جميع ما في مقدمة التفسير وتفسير سورة القدر ومنه ما سيتم نشره قريبا في موقعكم أو غيره من عشرات المواقع المتخصصة التي أنشر فيها بحوثي.
لقد وصفني الرجل بأنني كاليلى وله أن يطلق من تصوراته ما شاء فسلام
أما ادعاؤه أنني أنكر الإجماع فليعلم وليعلم الناس جميعا أنني لم أتعرض للإجماع في مسائل الفقه والتشريع وإنما تعرضت للإجماع في موضوع تفسيري وهو مجموع ما نبّئ به خاتم النبيين من الغيب الذي لم يقع بعد ومنه ما سيقع في الدنيا فقلت إن إجماع أهل الأرض على عدم اطلاعهم على الغيب في القرآن أي على موعودات القرآن لا يعني أنها غير موجودة ولا يعني عدم التكليف بها وبالإيمان بها، وهكذا استدللت بقصة كاليلى الذي أعدمه رجال الكنيسة أن قال بما لم يبلغه فقههم للكتاب الكمنزل.
مرة أخرى أسأل المجلسي الشنقيطي أن يكسب الوقت ويبطل جزئية واحدة من المسائل العلمية في مقدة التفسير أو في تفسير سورة القدر المنشورة في موقع أهل التفسير وعشرات المواقع الأخرى وأنا على أتم الاستعداد لأعلن للناس أنه قد فقه من القرآن أكثر مني وأن أشكره وأمحو بحوثي وأتراجع عنها، وإلا فليعدد تجفاقا لما سأنشره قريبا ولا طلقة له بمناقشته.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[20 Feb 2008, 02:42 م]ـ
لحمد لله
للقد وصفني الرجل بأنني كاليلى وله أن يطلق من تصوراته ما شاء فسلام
.
نعم أرى أن الرجل يرى نفسه مقابل اجماع الامة أنه كليلي مقابل الاساقفة
وهذا كلامه بنصه
وهذا الكلام لم يجرؤ ان يكتبه في المنتدى لعلمه بأن فيه من خيرة اهل العلم فغير قليلا منه لكن انقله لكم مع الرابط
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجلت التعريف به ليفقه الذين
يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت من "تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن" ما لم يسبقني إليه التراث الإسلامي ذو
التفاسير العريضة
http://www.echoroukonline.com/montada/showthread.php?p=111830
فانظروا واحكموا رحمكم الله
وللعلم فمن تتبع مقالاات الرجل فإنه يعرف من هو وماذا يريد.
ولنا عودة الى المقال ان شاء الله.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[20 Feb 2008, 11:00 م]ـ
الحمد لله
اكمالا لما سبق ... أسترسل إخواني الافاضل في بيان و تفصيل الفكر البلعامي الباعورائي المنحرف المدسوس فيما
سماه صاحبه بتفصيل الكتاب و بيان القرآن.
ويا لله كم سترون من العجائب والغرائب و المصائب ... ولاغرو فقد هدم الاصول و اتبع المتشابهات على طريقة الذين في
قلوبهم زيغهم المذكورين في صدر آل عمران.
قال في مقالته أعلاه
ولقد ضمنت تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن " فقها جديدا فقهته وعقلته من الكتاب المنزل على رسول الله
وخاتم النبيين r وجهله التراث الإسلامي من قبل وفاته
فماهو هذا الفقه الجديد [= الحقيقة العلمية] المستنبط من الكتاب المنزل الذي علمه صاحبنا [= كاليلي أو غاليليو]
وجهله الفقهاء و القراء و المحثون و المفسرون [= الأمة الأمية] الذين يزعم الرجل انهم قصروا وعجزوا عن الفهم وهو
وحده [= غاليليو] الذي فهم وعقل
القراء والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين أزعم قصورهم عن فهم الكتاب المنزل على النبي الأمي r وعن فهم الأحاديث
النبوية.
فيا ترى ما هو هذا الفقه الجديد
هاهو ذا أنقله لكم من موضوع آخر كتبه الرجل في هذا الموقع الكريم ... فانظروا وتأملوا بارك الله فيكم في هذا الفقه
الذي لم يشم السلف الصالح رائحته!!!
قال
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن (سبيل الله) حيث وصف به في الكتاب المنزل تكليف فإنما لبيان أن رسولا قد
تنزل عليه الوحي ليأمر الذين آمنوا معه خاصة بالتكليف الموصوف بأنه (في سبيل الله) كالهجرة والجهاد والقتال
والإنفاق (في سبيل الله)، وبانقطاع الوحي بموت الرسول فلن يصح وصف تكليف مثله بأنه (في سبيل الله) ولو تمثله
صحابته من بعده فضلا عمن بعدهم/
أبشروا معشر المسلمين
ماديك [=غاليليو] أكتشف حقيقة علمية مطلقة وهي:
بطلان دلالة في سبيل الله بعد زمن النبوة!
فنفقاتكم بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم كلها هباء .. فليست في سبيل الله ... وربنا يقول
الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا و لا أذى لهم أجرهم عند ربهم و لا خوف عليهم و لا هم
يحزنون
.
وبإبطال [في سبيل الله] بعد موت رسول الله صلى الله عليه و سلم تبطل فرائض وشعائر عظيمة لا تخفى على مسلم.
وما هي النتيجة التي يريدصاحبنا ان يصل اليها؟
إنها قوله في مقال وضعت لكم رابطه أسفله
إن المرحلة التي عاشها بنو إسرائيل في ظل فرعون هي نفسها المرحلة التي يعيشها الفلسطينيون اليوم في
ظل الدولة اليهودية ولم يكن بنوإسرائيل يومها مأذونين بالجهاد والقتال فلو قاتلوا فرعون لما كان قتالهم من الجهاد أو
القتال في سبيل الله
/
وانتم تعرفون معشر المسلمين من يغازل بكلماته هذه!
ومن قرأ آل عمران و النساء و الانفال و التوبة علم بطلان هذا الكلام.
أما من قرأ المائدة فسيعرف طريقة من هذه التي يكتب بها صاحبنا.
وخلاصة مذهبه في ذلك المقال:
لا ل [في سبيل الله]
نعم ل [في سبيل الارض أوفي سبيل المال أو في سبيل العرض أو في سبيل الراية]
و الله أعلم أية راية هي!!
أما [في سبيل الله] فلا!!!
ولن أرد بعد هذا على هذا المقال وحسبي أنكم عرفتم الفقه الجديد و قبلته وإمامه.
و الحمد لله رب العالمين.
---------------------------------------------------------
المقال المذكور أحيلكم عليه هاهنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10501
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[21 Feb 2008, 04:00 م]ـ
أرى أن المسمى المجلسي الشنقيطي قد تمادى وغرّه إعراضي عن تتبع ما لا يستحق الرد من كلامه، وله مطلق الحرية في أن يطلق لسانه وقلمه في عرضي وعرض من يراهم من المستضعفين الذين لا يحقّ لهم مشاركة أسر من الزوايا في طلب العلم، وإنما أضاع الأمة تلك الأسر التي احتكرت العلم الشرعي وكانوا من قبل يفرضون على إمائهم أن يزنين ليكثر العبيد والجواري.
وفات الأخ المجلسي الذي أجهل حتى الآن اسمه واسم أبيه إذ انتسب لقبيلة ثم لقطر أنني أكثر شجاعة مما تصور ومما سيخطر له على بال، وكفى دليلا أنني أعلنت على الملإ ضرورة مراجعة التراث الإسلامي الذي يعني في ميزاني فقه وفهم الرجال عبر التاريخ للوحي المقدس أي القرآن والسنة النبوية الشريفة، ولقد تمنيت أن يردّ علي المجلسي هذا جزئية من تفسيري مثل ما أثبته من الفرق بين مدلول لفظ الكتاب ولفظ القرآن ومثل ما قلت عن ليللة القدر وعن الكلمات وأسماء الله الحسنى وغير ذلك ومنه دلالة لفظ في سبيل الله وإنما يعني بحثي وصريح قولي التفرقة بين القتال في سبيل الله والقتال الشرعي وأنا أسأل على الملإ متى يكون قتال في سبيل الله بعد أن لم يكن قتل خالد بن الوليد أربعة من المشركين في فتح مكة في سبيل الله بل برئ النبي صلى الله عليه وسلم مما صنع خالد رضي الله عنه وودى القتلى وكيف يكون للمتأخرين منا اليوم إيقاع قتال في سبيل الله الذي لم يكن الصحابة الكرام يستطيعون إيقاعه بل انتظر منهم من فاتته غزوة بدر سنة كاملة حتى وقع الإذن بالقتال في سبيل الله في غزوة أحد واستأذن الصحابة العدول البررة ومنهم عمر نبي الله صلى الله عليه وسلم ليأذن لهم بضرب أعناق بعض المنافقين أو من حسبوه كذلك ولم يأذن لهم ولو فعلوا دون إذنه لما كان من القتال في سبيل الله وكما بينته كثيرا وفصّلته في حوارمع الحركات الجهادية في مرحلة الاستضعاف وكما سيأتي في الجزء الثاني منها لاحقا.وليقعن الإذن بالقتال في سبيل اله فيما يستقبل من الدنيا لإيقاع وعد الله " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل
(يُتْبَعُ)
(/)
الله ولا يخافون لومة لائم " المائدة 54 وذلك في ظل خلافة على منهاج النبوة موعودة في القرآن لإيقاع وعد الله " والعاقبة للمتقين " ومعهم إمامهم منهم ونبي الله عيسى ابن مريم وكما بينته في كلية النصر في القتال في سبيل الله من بيان القرآن.
أخي المجلسي:
اسمع ما أقوله لغيرك من الناس:
ـ إن بحوثي منشورة في عشرات المواقع باسمي الثلاثي المعروف المصحوب بعناوين صريحة لا لبس فيها وكان أول منتدى سجلت فيه منتدى البحوث والدراسات القرآنية ثم ملتقى أهل التفسير ثم غيرهما وفي كل مرة أراجع المادة قبل إرسالها وأصحح منها وأضيف، ومن غرائب ما لقيت من المنتديات منتدى أهل التأويل للشرباتي الذي طلب مني الانضمام وتولي الإشراف على أحد مواقعه، ثم فاجأني بدعوته إياي أن ألتزم خط الأشعرية الماترودية وضغط عليّ فانسحبت منه، ومنتدى ملتقى السلفيين الذي طردني بعد مشاركتي الثانية ومنتدى جريدة الشروق الأدبي الذي انسحبت منه بعد ما رأيت من قربه من التوجهات الباطنية ولكنه لا للأمانة لا يزال يحتفظ ببحوثي التي وصلته قبل انسحابي، فالعجب من جمود أولئك السلفيين وغغلاقهم الباب دون كل حوار وطلب للنقاش حول التراث، ولا أعتب عليهم لأن لهم مطلق الحرية في خطهم الذي يرضونه لأنفسهم.
ـ إن السبّ والشتائم ليست هي النقاش العلمي ذي الأدلة الواضحة التي أبحث عنها من المجلسي ومن سائر الناس
ـ إن من أبجديات عقيدتي أن كل عامي من عوام المسلمين يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله هو خير من العبد الحقير الضعيف الحسن محمد ماديك وهكذا أنظر إلى المجلسي وأعجب من اندفاعه في النيل مني وتأويل كلامي تأويلا باطنيا كتأويل القرامطة والدروز وإخوان الصفا والإسماعيلية ... إذ يقول إنه يريد كذا ويسعى لفكرة كذا، وما ذاك إلا سعيا منه أن لا يلج باب طلب العلم ابن ماديك الذي يجب في نظره أن يبقى بعيدا عن العلم الشرعي وكأن لم يفقه من القرآن الوعد بالمنّ على الذين استضعفوا في الأرض وأن الله قد كلف جميع الناس بدراسة القرآن وتدبره فهلا أخرجني المجلسي من ذلك التكليف بدليل من القرآن والسنة النبوية فأتوقف فورا.
ـ إنني أجزم أن المجلسي لا يريد أن يدخل ملتقى أهل التفسير أحد ممن تزدريهم أعين الزوايا وحسبوا أن ينالهم الله برحمة، وكان الدخل في عقيدة وسلوك أولئك أن صنفوا أسرا وجماعات كانت مستضعفة من قبل أنهم من الأشرار فاتخذوهم سخريا، وأقول للمجلسي صبرا فما سأنشره من البحوث العلمية اكبرمنك وأكبر من أن تستطيع الوقوف في وجهه إلا أن تنشغل بتدارس القرآن واستخراج الأدلة العلمية منه وتهديها إليّ وترد بها أخطائي الكثيرة فأتخذك يومئذ أخا في الله وشيخا لك عليّ حقوق لن أنساها
ـ إن نقاشي مع المجلسي الشنقيطي قد توقف إلا أن يعود إلى النقاش العلمي المجرد من العاطفة التي زادت المسلمين تمزقا وانحطاطا وقهقرى والمجرد من الغل والكبر
الحسن محمد ماديك(/)
الآيات التي تكرر لفظها في القرآن. . . استفسار ولغز
ـ[أبو فراس]ــــــــ[16 Feb 2008, 12:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مشايخي الأفاضل وإخواني الكرام. . .
في أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، أحببت أطرح لغزاً أو سؤالاً وسأقدم له باستفسار.
فأما الاستفسار فهو:
هل يوجد من قام بجمع الآيات التي تكررت لفظاً في القرآن، أي جاءت بنفس النص في سورة واحدة أو أكثر من سورة؟
مثل (فبأي آلاء ربكما تكذبان) في سورة الرحمن، ومثل: (ويل يومئذ للمكذبين) في المرسلات والمطففين.
وأما اللغز والسؤال فهو:
كم عدد الآيات التي تكررت نصاً في القرآن، بشرط التطابق في الآيتين تماماً دون اختلاف في أي حرف، وكونها آية كاملة وليست آية في سورة وجزء من آية في سورة.
ملحوظة:
كنت قد عزمت على كتابة فائدة حول التكرار في القرآن ولكن وجدت هذا الموضوع في المنتدى فأحيلكم عليه لمن أراد الاستفادة
اذهب للموضوع إن رغبت ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95077)
وأكتفي بالاستفسار واللغز في هذه المشاركة.(/)
حملة نصرة الحبيب صلي الله عليه وسلم
ـ[صوت القلم]ــــــــ[17 Feb 2008, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
الأخوه الكرام لقد أعادت صحيفة دنماركية نشر الرسوم المسيئة للنبي صلي الله عليه وسلم .. وفي كل يوم نسمع عن معلون جديد قد أعاد نشر هذه الرسوم أو أساء إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ... بشكل أخر ...
------------
لذا برجاء المساهمه في هذه الحملة والتى تهدف إلي مليون مقالة استنكاريه علي أي اسائة للرسول صلي الله عليه وسلم
هذه الحملة هدفها هو ترجمة جميع المقالات بكل اللغات الأجنبيه ومن ثم نشرها عبر كل الوسائل الإخبارية والإعلامية كتعبير عن ردود فعل المسلمين تجاه كل دني أساء للنبي صلي الله عليه وسلم ...
------
لذا برجاء نشر هذا الموضوع والمساهمة فيه بكل الطرق فكلمتك وكلمة صديقك أو أخيك وكل مسلم غيور علي دينه وعلي رسوله الله صلي الله عليه وسلم هي أساس هذه الحملة .. وجزاكم الله تعالي خيرا
رابط المشاركة
http://ela-alrsool.3lsooot.com/ar/
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:52 م]ـ
اللهم صلِّ على محمد وآله وصحبه أجمعين ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Feb 2008, 03:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي صوت القلم، واللهم صلي صلاة تامة وسلم سلاما كاملا على خير الخلق أجمعين، ويجب على كل مسلم الذود عن رسول الله بكل الوسائل المتاحة والإمكانيات االمتوفرة لديه، وبالطرق المشروعة المتوازية مع الحكمة والموعظة الحسنة، والضرب على مواطن الضعف، دونما إسفاف أو تعرض لمقدسات الآخر، سدا للذريعة، وتماشيا مع تعاليم الدين الحنيف، وارتقاء بخلق المسلم من الإنحطاط مع المنحطين، الذين يسيرون وفق خطط مبرمجة مدروسة بإتقان، ومعد له منذ زمن، وجاء وقت تنفيذها، في مرحلة تالية لمراحل تقدمتها، وما قصدته يمكن تقصيه من خلال الرابط الآتي:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10931(/)
قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2008, 05:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قاعدة:القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا (هل هي على إطلاقها؟)
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا عضو جديد، وهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك:
كثير من العلماء الأجلاء يتخذون قاعدة مهمة في تفسير القرآن آلا وهي: " القرآن يفسر بعضه بعضا"، وهذا لا إشكال فيه، لكن هل هذه القاعدة على إطلاقها!، أم أن لها قيودا معتبرة.!؟
وفيما يلي سأعرض بعض كلام أهل العلم عن هذه القاعدة:
قال ابن كثير:
"والقرآن يفسر بعضه بعضا. وهو أولى ما يفسر به، ثم الأحاديث الصحيحة، ثم الآثار.
وقال:
إن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟
فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن. قال الله تعالى: {إِنَّا أَنزلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا} [النساء: 105]، وقال تعالى: {وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" يعني: السنة. والسنة أيضًا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن، وقد استدل الإمام الشافعي، رحمه الله وغيره من الأئمة على ذلك بأدلة كثيرة ليس هذا موضع ذلك.
والغرض أنك تطلب تفسيرَ القرآن منه، فإن لم تجدْه فمن السنة، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: "بم تحكم؟ ". قال: بكتاب الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: بسنة رسول الله. قال: "فإن لم تجد؟ ". قال: أجتهد برأيى. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: "الحمد لله الذي وفَّق رَسُولَ رسولِ الله لما يرضى رسول الله"، وهذا الحديث في المساند والسنن بإسناد جيد، كما هو مقرر في موضعه.
وحينئذ، إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة والخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنه."
وقال القرطبي:
"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."
وقال الآلوسي:
"والحديث كالقرآن يفسر بعضه بعضا."
وورد في الدر المنثور للسيوطي:
"وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {مثاني} قال: القرآن يشبه بعضه بعضاً، ويرد بعضه إلى بعض.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {كتاباً متشابهاً} حلاله وحرامه لا يختلف شيء منه. الآية تشبه الآية، والحرف يشبه الحرف {مثاني} قال: يثني الله فيه الفرائض، والحدود، والقضاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {كتاباً متشابهاً} قال: القرآن كله مثاني. قال: من ثناء الله إلى عبده.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {متشابهاً} قال: يفسر بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي رجاء رضي الله عنه قال: سألت الحسن رضي الله عنه عن قول الله تعالى {الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً} قال: ثنى الله فيه القضاء. تكون في هذه السورة الآية، وفي السورة الآية الأخرى تشبه بها."
وقال صاحب أضواء البيان:
"والقرآن يفسر بعضه بعضاً، فالمذكور هناك كأنه مذكور هنا، لأن كلام الله يصدق بعضه بعضاً."
وقال الزرقاني في مناهل العرفان:
" وقد قالوا إن القرآن يفسر بعضه بعضا، وإن أفضل قرينة تقوم على حقيقة معنى اللفظ موافقته لما سبق له من القول، واتفاقه مع جملة المعنى، وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته "
وفي ما قاله الزرقاني كما أعتقد قواعد يجب أن نلتفت إليها عند تفسير القرآن بالقرآن، وهي:
1 - اتفاق التفسير مع جملة المعنى، ويبدو لي أنه يقصد المعنى الذي تتحدث عنه الآيات.، وكما قال صاحب أضواء البيان " القرآن يصدق بعضه بعضا "، فلا يتناسب أن تفسر الآية بتفسير يخالف السياق، لتتناسب مع تفسير آية أخرى وضعت في سياق آخر يخالف سياقها.
2 - وائتلافه مع المقصد الذي جاء له الكتاب بجملته.
ياترى هل ما فهمته صحيح، وهل هناك ضوابط أخرى لهذه القاعدة المهمة؟
و أرجو من اخواني الأفاضل أن لا يبخلوا بعلمهم ولا توجيههم، جزاهم الله تعالى كل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2008, 07:54 ص]ـ
للفائدة في هذا الرابط طرحت الموضوع ووجدت إجابات، وأتمنى أن أجد من يوضح الموضوع أكثر.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=761812#post761812
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:56 م]ـ
أخي أبا الأشبال بورك فيك .. ما معنى العموم في إطلاق القاعدة أو الخصوص في ذلك .. حتى يتضح مقصودكم بالبحث ..
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[17 Feb 2008, 04:13 م]ـ
أخي الفاضل فهد أشكرك على اهتمامك،
أريد الضوبط التي تضبط هذه المسألة بالذات، ومراتبها، جزاك الله خيرا.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[18 Feb 2008, 02:05 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
سؤالك غير مفهوم .... فحبذا لو بينت المقصود بقولك على اطلاقه
فهل معنى سؤالك هو: هل القرآن كاف لبيان معاني آياته دون حاجة الى السنة؟
أرجو توضيح سؤالك
فمن المسلم به أن ألله تعالى أعلم بمراده في القرآن من غيره
لذلك كان أول ما يفسر به القرآن وأولى ما يفسر به هو القرآن نفسه.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:30 ص]ـ
الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد.
حسنا أخي الفاضل المجلسي:
قال الدكتور مساعد الطيار:
أما ورود تفسير القرآن بالقرآن عن غير الرسول فإنه قد قيل باجتهاد المفسر، والاجتهاد معرض للخطأ.
وبهذا لا يمكن القول بحجيّة تفسير القرآن بالقرآن مطلقاً، بحيث يجب قبوله ممن هو دون النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو مقيد بأن يكون ضمن الأنواع التي يجب الأخذ بها في التفسير (27).
هذا .. وقد سبق البيان أن تفسير القرآن بالقرآن يكون أبلغ التفاسير إذا كان المفسّرُ به من كبار المفسرين من الصحابة ومن بعدهم من التابعين.
وأخيراً:
فإن كون تفسير القرآن بالقرآن من التفسير بالرأي، لا يعني صعوبة الوصول إليه في كل حالٍ، بل قد يوجد من الآيات ما تفسّر غيرها ـ ولا يكاد يختلف في تفسيرها اثنان، مثل تفسير» الطارق «في قوله (تعالى): ((وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ)) [الطارق: 1] بأنه يُفسر بقوله (تعالى): ((النَّجْمُ الثَّاقِبُ)) [الطارق: 3]، ومثل هذا كثيرٌ في القرآن، والله أعلم." أهـ
الذي ذكره الشيخ الفاضل فيما سبق أستطيع أن أقول انه من الضوابط.
ثم إذا أتى مجتهد وأراد أن يفسر القرآن بالقرآن الكريم، فلابد أن لا يخالف السنة بتفسيره.
قال تعالى:
{قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (آل عمران:32).
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً} (النساء:61).
{وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} (النساء:69).
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} (النساء:80).
مثال:
قال القرطبي:
" اختلف العلماء في تقدير مسحه - يقصد الرأس - على أحد عشر قولا، ثلاثة لأبي حنيفة، وقولان للشافعي، وستة أقوال لعلمائنا، والصحيح منها واحد وهو وجوب التعميم ... وأجمع العلماء على أن من مسح رأسه كله فقد أحسن وفعل ما يلزمه.
وقال - قاصدا قوله تعالى: {وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ} (المائدة:6) –:
"والباء مؤكدة زائدة ليست للتبعيض: والمعنى وامسحوا رؤوسكم، وقيل دخولها هنا كدخولها في التيمم في قوله تعالى: {فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ} (المائدة:6)
فلو كان معناها التبعيض لأفادته في ذلك الموضع، وهذا قاطع.
ينظر: تفسير القرطبي:6/ 57،القرافي: الذخيرة:1/ 259.
وهذا التفسير من القرطبي أو من غيره، لا يتعارض مع السنة فقد ورد فيما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه مسح على رأسه كله.
فأنا أريد الضوابط التي يجب أن يلتزم بها المجتهد عند تفسيره للقرآن الكريم بالقرآن الكريم.
ولقد تفكرت في هذا الموضوع لسبب،وسأورده بإذن الله تعالى، فيما يلي:
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2008, 07:17 ص]ـ
وقبل أن أطرح السبب المباشر لطرحي لمثل هذا السؤال يسرني أن أطلعكم على التالي:
بحثي: (مطر الغمامة في المسح على العمامة)، والذي يظهر منه منشأ الخلاف الذي دعا العلماء إلى كل هذا الاختلاف في تقدير مسح الرأس في الوضوء، وسيظهر للناظر فيه بإذن الله تعالى لماذا أسأل عن الضوابط، فقد قام بعض العلماء بتأويل نصوص السنة أو فهموها كما لم يفهمها الصحابة رضي الله عنهم، مما قد يوهم أن هناك تعارضا بين القرآن والسنة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124049
وهذا موضوع ذو صلة كتبته في الألوكة:
هل يمكن أن يتعارض الوحيان؟!
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11538
وهذا أيضا موضوع ذو صلة:
وجه الدلالة من قوله صلى الله عليه وسلم "فإن الله وتر يحب الوتر"
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=11994
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2008, 09:07 ص]ـ
وجهت سؤالا وجوابا للشيخ صالح بن عواد المغامسي حفظه الله تعالى، وهو كالتالي:
قال تعالى، على لسان مريم عليها السلام:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} {مريم:18}
اشترطت مريم بقولها {إِن كُنتَ تَقِيّاً}
تأملت هذه الآية طويلا فرأيت:
أنها تقصد: " إن تركت تقواك وخوفك من الله تعالى ــــــ << فأنا أعوذ بالرحمن منك "
فما رأي فضيلتكم؟
الجواب:
كان الجواب كما أذكر: كلام علمي جيد.
ـــــــ
فانهالت الاعتراضات، ومن حقهم الاعتراض، لكني لم أقتنع، وذلك، لما يلي:
* قال أحد أهل العلم المعاصرين - حفظه الله -:
" في يوم من الأيام خلت مريم بنفسها لقضاء شأن من شئون العذراء الخاصة، وفجأة انحبس صوتها وشخص بصرها، إنها مفاجأة مذهلة تأخذ العقول! بل وتصدع الأفئدة، ما هذا؟! بشر سويٌ في خلوة العذراء البتول الطاهرة؟! وسرعان ما استغاثت بالله، ولجأت إلى الله، ونظرت إليه وقالت: إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنتَ تَقِيًّا [مريم:18]، أي: إن كنت ممن يتقي الله وممن يخشى الله فإني أعوذ بالرحمن منك، ولم تقل: فإني أعوذ بالجبار منك، ولم تقل: فإني أعوذ بالغفار منك، وإنما استجاشت الرحمة في قلبه بذكر اسم الرحمن، فقالت: إني أعوذ بالرحمن منك، أي: ارحم ضعفي! وارحم أنوثتي! وارحم خلوتي!! "
لكن وبصراحة أيصح مثل هذا الكلام): استجاشت الرحمة في قلبه بذكر اسم الرحمن، فقالت: إني أعوذ بالرحمن منك، أي: ارحم ضعفي! وارحم أنوثتي! وارحم خلوتي!!)
ووضحت وجهة نظري بالتالي:
" أولا:
قال تعالى:
(إنْ كنتُ قلتُهُ فقد علمتَهُ)
و (يا ليتني كنتُ معهُمْ فأفوزَ)
و (كنتَ أنتَ الرّقيبَ عليهم)
و (وما كنتَ ثاوياً في أهلِ مَدينَ)
ثانيا: وقوله تعالى:
{قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً}
في الجملة شرط وهو " إن كنت تقيا "، وأين جزاء الشرط: هو كما أرى:" إني أعوذ بالرحمن منك"
هل يستقيم المعنى، إذا قلنا أنها تعوذ بالله منه لأنه تقي.
وورد في صحيح البخاري:
قَالَ أَبُو وَائِلٍ عَلِمَتْ مَرْيَمُ أَنَّ التَّقِيَّ ذُو نُهْيَةٍ حِينَ قَالَتْ:
{إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا}
هل يتعارض هذا الكلام مع ما قلته سابقا؟!
طبعا وكما أظن: لا يتعارض.
ثالثا:
لما أتى سعيد بن جبير الحجاج، قال: أنت شقي بن كسير! قال: أنا سعيد بن جبير.
قال: لاقتلنك.
قال: أنا إذا كما سمتني أمي.
قال: دعوني أصلي ركعتين.
قال: وجهوه إلى قبلة النصارى.
قال: * (أينما تولوا فثم وجه الله) * (1).
قال: إني أستعيذ منك بما عاذت به مريم.
قال: وما عاذت به مريم؟ قال: قالت: * (إني أعوذ بالرحمان منك إن كنت تقيا) * (2).
قال سفيان: لم يقتل بعد سعيد بن جبير إلا رجلا واحدا.
هل كان الحجاج تقيا.!!
رابعا:
هل يتعارض ما قلته مع لغة العرب.!
قال الشاعر:
لعمرُكَ ما أدْري وإنْ كُنتُ دارياً ... شُعيثُ ابنُ سهمٍ أم شُعيثُ ابنُ منقرِ
وقال الشاعر:
فبِيني بها أن كنتِ غير رفيقةٍ ... وما لامرئٍ بعد الثلاث مقدَّمُ
وقال الشاعر:
إنْ كُنتُ قاضيَ نحْبي يومَ بينكُم ... لو لم تمنّوا بوعدٍ غيرِ توديعِ
وقال الشاعر:
لظلّ صدى صوتي وإن كنتُ رِمّة ... لصوتِ صدى ليلى يهَشّ ويَطربُ
والله أعلم وأحكم." أهـ
وبينت المسألة أكثر فقلت:
" قال تبارك وتعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}
والسيدة مريم كانت استعاذتها على سبيل دعاء المضطر، وهنا تذكرت دعاء نبي الله أيوب عليه السلام عندما قال:
{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (الأنبياء:83)، وعندما قالت السيدة مريم: {قَالَتْ
إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً} (مريم:18)، فهي تدعوا الله تعالى بصفة من صفاته الذاتية، وهي الرحمة،
والرحمن اسم له سبحانه لا يسمى به غيره، فغيره سبحانه لا يستطيع حمايتها في هذه اللحظة، فهي في مكان لا
أحد فيه، وفي هذا الأسلوب من التذلل لله وصدق اللجأ إليه ما لا يخفى، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
(يُتْبَعُ)
(/)
: {لا يرحم الله من لا يرحم الناس}، فكان في دعاء السيدة مريم تذكير بذكرها للتقوى، فهي بذلك ترحم هذا
الشخص من فعل المعصية، لتحظى برحمة الله تعالى في هذه اللحظة، والرحمن: هو ذو الرحمة الشاملة لجميع
الخلائق في الدنيا وللمؤمنين في الآخرة، فكأنها لا تزكي نفسها في هذه اللحظة عليها السلام وهذا أيضا من أسباب
استجابة الدعاء.
والله أعلم وأحكم."
وقلت:
"لقد رجعنا إلى النقطة الأساسية التي جعلتني أفكر في هذا الموضوع منذ أشهر، فكيف تقول السيدة مريم لرجل لا تعرف من هو دخل عليها فجأة:
{إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّا}
فالإشكال: يتركز في نقطة وهي: كيف لها أن تقول لرجل لا تعرفه إن كنت أنت فعلا تقي؛ فإني أعوذ بالرحمن منك.
فالرحمن رب كل المخلوقات والذي سبقت رحمته غضبه قادر على أن يعيذها من كل المخلوقات البر والفاجر، لكن إذا افترضنا:
1 - أن هذا الرجل فاجر في ما سبق من حياته - كرم الله جبريل عليه السلام - فيناسب أن يكون المعنى: " إن كنت لا تخاف الله فإني أعوذ بالله الرحمن منك ".
2 - أو" وإن كنت تخاف الله فيما سبق من حياتك، والآن لا تخافه لأنك دخلت علي في مكان وأنا مختلية بمفردي، فأنا أعوذ بالله منك ".
3 - أو إن كنت تقي الآن وتخاف الله ولا تريد بي سؤا فأنا أعوذ بالله منك.
هذا ما أفكر فيه منذ أشهر؟ "
وقلت:
"الموقف يترجح فيه أمر وهو (سوء الظن) على (حسن الظن)، وإن كان شكل الذي أمامك يشجع أو إذا صح التعبير تظن انه يمكن أن يستفيد من التذكير.
والأمر هنا حساس، لمن يتفكر فيه، فمريم عليها السلام عاقلة وذكية، والموقف ليس (فلما خياليا) بل واقعا، وموقفا شديدا، وهي لا تعلم الغيب."
المهم في آخر المطاف، قال أحد الفضلاء التالي:
" قال تعالى:
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ
على قراءة إن يظهر أن تركيبها اللغوي يشبه قوله تعالى:
إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا
وما يظهر من الآية الأولى يظهر من الآية الثانية
فهذا القرآن يصدق بعضه بعضا
والله الموفق للصواب
ثم قال:
أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ
ومن كسر جعلها للشرط وما قبلها جوابا لها؛ لأنها لم تعمل في اللفظ. ونظيره: "وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين" / القرطبي"
هذا السبب الذي جعلني أفكر في قضية الضوابط التي يجب أن تراعى في ما يخص تفسير القرآن بالقرآن الكريم.
رابط الموضوع وفيه فوائد أكثر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123193
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[18 Feb 2008, 11:03 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم حفظك الله
في ثنايا كلامك مسائل كثيرة أجتزئ بذكر تعليق على اثنتين منها
أولا
أعود الى سؤالك وهو عنوان البحث الاصلي
هل تفسير القرآن بالقرآن على اطلاقه؟
ما ذكره الشيخ الطيار امر صحيح
فتفسير العالم للقرآن بالقرآن من جهة هو من التفسير بالنقل لكنه من جهة أخرى و بالنظر الى ان المفسر ليس بالمعصوم
ففيه شعبة من الاجتهاد من هذه الناحية ... غير أن ذلك يتفاوت بحسب دلالة القرآن ومرتبة النصوص المفسرة ... فمنها
ما يكون نصا قاطعا و منها ما يكون ظاهرا راجحا لكنه يحتمل ومنها دون ذلك .... فأما اذا فسر المجتهد القرآن بالقرآن
وكان المفسر به نصا قاطعا في المسألة فهو كما قلت لاغبار عليه كما مثلت بالطارق ... وكذلك قوله تعالى
وأورثناها قوما آخرين ... يفسر بقوله تعالى واورثناها بني اسرائيل .... وقوله تعالى مالك يوم الدين يفسر بقوله
ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا و الامر يومئذ لله ..... وهكذا
وعموما فالتفسير كله إن لم يجئ عن رسول الله صلى اللهع ليه و سلم فهو بحسب هذه النظرة التي تفضلت بها هو
اجتهاد من غير المعصوم .. واذا كان كذلك فإن تفسير القران بالقران اعلى درجات التفسير.
أما المسألة الثانية فهس آية مريم
إني أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا
فقولك إن جزء الشرط هو إني أعوذ بالرحمن منك
قولك هذا لا يستقيم وقواعد اللغة العربية ... فإنه من المعلوم في علم اللغة العربية أن جواب الشرط لا يتقدم على الشرط
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن قد يكون في الكلام قبل الشرط اشارة او تلميح الى الجواب و الجزاء لكنه ليس جوابا .... وقد يحذف جواب الشرط
اذا كان السامع يفهمه ... و العرب تفعل هذا فيحذف المتكلم جواب الشرط إن كان على ثقة بفهم السامع .... كقوله تعالى
فإن استطعت ان تبتغي نفقا في الارض او سلما في السماء فتاتيهم بآية ... وقوله تعالى ولو أن قرآنا سيرت به الجبال
أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى .... وهذا أمر معروف.
أما أن يكون جزاء الشرط هو قولها إني أعوذ بالرحمن فهذا لا يستقيم لا لغة و لا فهما
بل تقدير الجواب
إن كنت تقيا فستخاف ممن استعذت به .. أو إن كنت تقيا فستنتهي ... وما شابه ذلك
[لأن التقي يعلم عاقبة الظلم و العدوان وأن الله ينتقم للمظلوم من الظالم بأسه و بطشه بالظلمة شديد.]
قال الطبري
فقالت: إني أعوذ أيها الرجل بالرحمن منك، تقول: أستجير بالرحمن منك أن تنال مني ما حرّمه
عليك إن كنت ذا تقوى له تتقي محارمه، وتجتنب معاصيه لأن من كان لله تقياً، فإنه يجتنب ذلك. ولو وجه ذلك إلى
أنها عَنَت: إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تتقي الله في استجارتي واستعاذتي به منك كان وجهاً.
وفي ذلك قال الزجاج في معانيه
تأويله: إني أعوذ بالله منك فإن كنت تقيا فستتعظ بتعوذي بالله منك /اه
وقال الشوكاني
وجواب الشرط محذوف، أي فلا تتعرض لي ..
وفي تفسير الجلالين
إن كنت تقيا فتنتهي عني بتعوذي.
وعند الزمخشري
أرادت إن كان يرجى منك أن تتقي الله وتخشاه وتحفل بالاستعاذة [به]، فإني عائذة به منك كقوله تعالى:
{بَقِيَّتُ ?للَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
وعلى هذا .. فقولك أخي الكريم أن معناها إن كنت تركت خوفك و تقواك فإني أعوذ بالرحمن منك ... هو تحريف للشرط
الوارد في الآية
فالشرط في الآية إن كنت تقيا
و الشرط عندك إن تركت خوفك و تقواك!!
فهذا ضد هذا .....
وجواب الشرط محذوف كما تقدم ... ومعناه ان مريم عليها السلام تخيفه بالله و بعياذها بالله ان كان من المتقين
الذين قدروا الله حق قدره .... وقد جاء في الآثار: علمت مريم أن التقي ذونهية .... أي ينتهي بتذكيره
بالله كما قال سبحانه إن الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذاهم مبصرون.
و الله اعلم
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:47 م]ـ
أخي الفاضل الشنقيطي حفظك الله.
ما تفضلت بقوله فيما يخص المسألة الأولى طيب جدا، وهذا ما أريده أن يطرح
أريد من المشايخ الفضلاء تقعيد هذه القاعدة إن صح التعبير،
وجزاك الله خيرا فقد أضفت إلى فهمي فهما.
أما بالنسبة للمسألة الثانية:
أخي الفاضل بصراحة
أنا أشعر أن التفسير الذي تفضلت بطرحه لايدخل في عقلي
لماذا؟
لغة العرب واسعة، وأساليبهم، مختلفة، عدا أن لغة الحديث قد يختلف إعرابها عن لغة الكتابة
والذي أريد قوله: أننا لابد أن نتأمل الموقف الذي قالت فيه السيدة مريم هذا الكلام
ربما خانني التعبير لكني أعبر وأنا مطمئن لأنكم أهل الاختصاص خير من يصلح لي خطأئي إن جانبت الصواب
أرجو أن لا أكون قد أثقلت عليكم
ولستم ملزمين بأن توضحوا لي زيادة، عما وضحتم.
لكن أرجو منكم الاهتمام بهذه القاعدة وتأصيلها،وأتمنى أن يتبناها أحد طلاب الكتوراة بالدراسة كرسالة علمية
وأتمنى أن يضيف من عنده إضافة إضافته
والله أعلم وأحكم.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Feb 2008, 06:42 ص]ـ
وهناك قاعدة أيضا جليلة تدخل تحت قاعدة القرآن يفسر بعضه بعضا، وهي " رد المتشابه إلى المحكم"،وفيما يلي شيء من تقعيد العلماء لهذه القاعدة:
قال ابن كثير:
حيث قالوا: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران:7] أي: محكمه ومتشابهه حق؛ فلهذا ردوا المتشابه إلى المحكم فاهتدوا، والذين في قلوبهم زيغ ردوا المحكم إلى المتشابه فغووا؛ ولهذا مدح تعالى الراسخين وذم الزائغين.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الإمام أحمد: حدثنا أنس بن عياض، حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: لقد جلست أنا وأخي مجلسا ما أحب أن لي به حُمر النَّعم، أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم، فجلسنا حَجْرَة، إذ ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم، فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا حتى احمر وجهه، يرميهم بالتراب، ويقول: "مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم، وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا، بل يصدّق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمِه".
وهكذا رواه أيضا عن أبي معاوية، عن داود بن أبي هند، عن عَمْرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، والناس يتكلمون في القدر، فكأنما يُفْقَأ في وجهه حب الرُّمان من الغضب، فقال لهم: "ما لكم تضربون كتاب الله بعضه ببعض؟ بهذا هلك من كان قبلكم". قال: فما غبطت نفسي بمجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أشهده ما غبطت نفسي بذلك المجلس، أني لم أشهده.
ورواه ابن ماجه من حديث داود بن أبي هند، به نحوه.
وقال أحمد: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمْران الجَوْني قال: كتب إلي عبد الله بن رَبَاح، يحدث عن عبد الله بن عمرو قال: هَجَّرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فإنا لجلوس إذ اختلف اثنان في آية، فارتفعت أصواتهما فقال: "إنما هلكت الأمم قبلكم باختلافهم في الكتاب" ورواه مسلم والنسائي، من حديث حماد بن زيد، به."أهـ
وقال ابن الجوزي:
"قوله تعالى: {منه آيات محكمات} المحكم: المتقن المبيّن، وفي المراد به هاهنا ثمانية أقوال. أحدها: أنه الناسخ، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وقتادة، والسدي في آخرين. والثاني: أنه الحلال والحرام، روي عن ابن عباس، ومجاهد. والثالث: أنه ما علم العلماء تأويله. روي عن جابر بن عبد الله. والرابع: أنه الذي لم ينسخ، قاله الضحاك. والخامس: أنه مالم تتكرر ألفاظه، قاله ابن زيد. والسادس: أنه ما استقل بنفسه، ولم يحتج إلى بيان، ذكره القاضي أبو يعلى عن الإمام أحمد. وقال الشافعي، وابن الأنباري: هو ما لم يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً، والسابع: أنه جميع القرآن غير الحروف المقطعة. والثامن: أنه الأمر والنهي، والوعد والوعيد، والحلال والحرام، ذكر هذا والذي قبله القاضي أبو يعلى. وأم الكتاب أصله. قاله ابن عباس، وابن جبير، فكأنه قال: هن أصل الكتاب اللواتي يعمل عليهن في الأحكام، ومجمع الحلال والحرام. وفي المتشابه سبعة أقوال. أحدها: أنه المنسوخ، قاله ابن مسعود، وابن عباس، وقتادة، والسدي في آخرين. والثاني: أنه ما لم يكن للعلماء إلى معرفته سبيل، كقيام الساعة، روي عن جابر بن عبد الله. والثالث: أنه الحروف المقطعة كقوله: «ألم» ونحو ذلك، قاله ابن عباس. والرابع: أنه ما اشتبهت معانيه، قاله مجاهد. والخامس: أنه ما تكررت ألفاظه، قاله ابن زيد. والسادس: أنه ما احتمل من التأويل وجوهاً. وقال ابن الأنباري: المحكم ما لا يحتمل التأويلات، ولا يخفى على مميّز، والمتشابه: الذي تعتوره تأويلات. والسابع: أنه القصص، والأمثال، ذكره القاضي أبو يعلى. فإن قيل: فما فائدة إنزال المتشابه، والمراد بالقرآن البيان والهدى؟ فعنه أربعة أجوبة. أحدها: أنه لما كان كلام العرب على ضربين. أحدهما: الموجز الذي لا يخفى على سامعه، ولا يحتمل غير ظاهره. والثاني: المجاز، والكنايات، والإشارات، والتلويحات، وهذا الضرب الثاني هو المستحلى عند العرب، والبديع في كلامهم، أنزل الله تعالى القرآن على هذين الضربين، ليتحقق عجزهم عن الإتيان بمثله، فكأنه قال: عارضوه بأي الضربين شئتم، ولو نزل كله محكماً واضحاً، لقالوا: هلا نزل بالضرب المستحسن عندنا. ومتى وقع في الكلام إشارة أو كناية، أو تعريض أو تشبيه، كان أفصح وأغرب.
قال امرؤ القيس:
وما ذرفت عيناك إلا لنضر بي ... بسهميك في أعشار قلب مقتَّل
(يُتْبَعُ)
(/)
فجعل النظر بمنزلة السهم على جهة التشبيه، فحلا هذا عند كل سامع ومنشد، وزاد في بلاغته. وقال امرؤ القيس أيضاً:
رمتني بسهم أصاب الفؤاد غداة الرحيل فلم أننصر ... وقال أيضاً:
فقلت له لما تمطى بصُلبه ... وأردف أعجازاً وناء بكلكل
فجعل لليل صلباً وصدراً على جهة التشبيه، فحسن بذلك شعره. وقال غيره:
من كميت أجادها طابخاها لم تمت كل موتها في القدور ...
أراد بالطابخين: الليل والنهار على جهة التشبيه. وقال آخر:
تبكي هاشماً في كل فجر ... كما تبكي على الفنن الحمام
وقال آخر:
عجبت لها أنى يكون غناؤها ... فصيحاً ولم تفتح بمنطقها فما
فجعل لها غناء وفماً على جهة الاستعارة. والجواب الثاني: أن الله تعالى أنزله مختبراً به عباده، ليقف المؤمن عنده، ويرده إلى عالمه، فيعظم بذلك ثوابه، ويرتاب به المنافق، فيداخله الزيغ، فيستحق بذلك العقوبة، كما ابتلاهم بنهر طالوت. والثالث: أن الله تعالى أراد أن يشغل أهل العلم بردّهم المتشابه إلى المحكم، فيطول بذلك فكرهم، ويتصل بالبحث عنه اهتمامهم، فيثابون على تعبهم، كما يثابون على سائر عباداتهم، ولو جعل القرآن كله محكماً لاستوى فيه العالم والجاهل، ولم يفضل العالم على غيره، ولماتت الخواطر، وإنما تقع الفكرة والحيلة مع الحاجة إلى الفهم. وقد قال الحكماء: عيب الغنى: أنه يورث البلادة، وفضل الفقر: أنه يبعث على الحيلة، لأنه إذا احتاج احتال. والرابع: أن أهل كل صناعة يجعلون في علومهم معاني غامضة، ومسائل دقيقة ليحرجوا بها من يعلَّمون، ويمرّنوهم على انتزاع الجواب، لأنهم إذا قدروا على الغامض، كانوا على الواضح أقدر، فلما كان ذلك حسناً عند العلماء، جاز أن يكون ما أنزل الله تعالى من المتشابه على هذا النحو، وهذه الأجوبة معنى ما ذكره ابن قتيبة، وابن الأنباري.
قوله تعالى: {فأما الذين في قلبوهم زيغ} في الزيغ قولان. أحدهما: أنه الشك، قاله مجاهد، والسدي. والثاني: أنه الميل، قاله أبو مالك وعن ابن عباس كالقولين. وقيل: هو الميل عن الهدى. وفي هؤلاء القوم أربعة أقوال. أحدها: أنهم الخوارج، قاله الحسن. والثاني: المنافقون، قاله ابن جريج. والثالث: وفد نجران من النصارى، قاله الربيع. والرابع: اليهود، طلبوا معرفة بقاء هذه الأمة من حساب الجُمّل، قاله ابن السائب.
قوله تعالى: {فيتبعون ما تشابه منه} قال ابن عباس: يُحيلون المحكم على المتشابه، والمتشابه على المحكم، ويُلبسون. وقال السدي: يقولون: ما بال هذه الآية عمل بها كذا وكذا، ثم نسخت؟! وفي المراد بالفتنة هاهنا، ثلاثة أقوال. أحدها: أنها الكفر، قاله السدي، والربيع، ومقاتل، وابن قتيبة. والثاني: الشبهات، قاله مجاهد. والثالث: إفساد ذات البين، قاله الزجاج: وفي التأويل وجهان. أحدهما: أنه التفسير. والثاني: العاقبة المنتظرة. والراسخ: الثابت، يقال: رسخ يرسخ رسوخاً. وهل يعلم الراسخون تأويله أم لا؟ فيه قولان. أحدهما: أنهم لا يعلمونه، وأنهم مستأنفون، وقد روى طاووس عن ابن عباس أنه قرأ {ويقول الراسخون في العلم آمنّا به} وإلى هذا المعنى ذهب ابن مسعود، وأبيّ بن كعب، وابن عباس، وعروة، وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، والفراء، وأبو عبيدة، وثعلب، وابن الأنباري، والجمهور. قال ابن الأنباري: في قراءة عبد الله {إِن تأويله، إِلا عند الله والراسخون في العلم} وفي قراءة أُبيّ، وابن عباس {ويقول الراسخون} وقد أنزل الله تعالى في كتابه أشياء، استأثر بعلمها، كقوله تعالى: {قل إنما علمها عند الله} [الأعراف: 187] وقوله تعالى: {وقروناً بين ذلك كثيراً} [الفرقان: 38] فأنزل الله تعالى المجمل، ليؤمن به المؤمن، فيسعد، ويكفر به الكافر، فيشقى. والثاني: أنهم يعلمون، فهم داخلون في الاستثناء. وقد روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: أنا ممن يعلم تأويله، وهذا قول مجاهد، والربيع، واختاره ابن قتيبة، وأبو سليمان الدمشقي. قال ابن الأنباري: الذي روى هذا القول عن مجاهد ابن أبي نجيح، ولا تصح روايته التفسير عن مجاهد." أهـ
وقال ابن السعدي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"قرآن العظيم كله محكم كما قال تعالى {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} فهو مشتمل على غاية الإتقان والإحكام والعدل والإحسان {ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون} وكله متشابه في الحسن والبلاغة وتصديق بعضه لبعضه ومطابقته لفظا ومعنى، وأما الإحكام والتشابه المذكور في هذه الآية فإن القرآن كما ذكره الله {منه آيات محكمات} أي: واضحات الدلالة، ليس فيها شبهة ولا إشكال {هن أم الكتاب} أي: أصله الذي يرجع إليه كل متشابه، وهي معظمه وأكثره، {و} منه آيات {أخر متشابهات} أي: يلتبس معناها على كثير من الأذهان: لكون دلالتها مجملة، أو يتبادر إلى بعض الأفهام غير المراد منها، فالحاصل أن منها آيات بينة واضحة لكل أحد، وهي الأكثر التي يرجع إليها، ومنه آيات تشكل على بعض الناس، فالواجب في هذا أن يرد المتشابه إلى المحكم والخفي إلى الجلي، فبهذه الطريق يصدق بعضه بعضا ولا يحصل فيه مناقضة ولا معارضة، ولكن الناس انقسموا إلى فرقتين {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أي: ميل عن الاستقامة بأن فسدت مقاصدهم، وصار قصدهم الغي والضلال وانحرفت قلوبهم عن طريق الهدى والرشاد {فيتبعون ما تشابه منه} أي: يتركون المحكم الواضح ويذهبون إلى المتشابه، ويعكسون الأمر فيحملون المحكم على المتشابه {ابتغاء الفتنة} لمن يدعونهم لقولهم، فإن المتشابه تحصل به الفتنة بسبب الاشتباه الواقع فيه، وإلا فالمحكم الصريح ليس محلا للفتنة، لوضوح الحق فيه لمن قصده اتباعه، وقوله {وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله} للمفسرين في الوقوف على {الله} من قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} قولان، جمهورهم يقفون عندها، وبعضهم يعطف عليها {والراسخون في العلم} وذلك كله محتمل، فإن التأويل إن أريد به علم حقيقة الشيء وكنهه كان الصواب الوقوف على {إلا الله} لأن المتشابه الذي استأثر الله بعلم كنهه وحقيقته، نحو حقائق صفات الله وكيفيتها، وحقائق أوصاف ما يكون في اليوم الآخر ونحو ذلك، فهذه لا يعلمها إلا الله، ولا يجوز التعرض للوقوف عليها، لأنه تعرض لما لا يمكن معرفته، كما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله {الرحمن على العرش [استوى]} (1) فقال السائل: كيف استوى؟ فقال مالك: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، فهكذا يقال في سائر الصفات لمن سأل عن كيفيتها أن يقال كما قال الإمام مالك، تلك الصفة معلومة، وكيفيتها مجهولة، والإيمان بها واجب، والسؤال عنها بدعة، وقد أخبرنا الله بها ولم يخبرنا بكيفيتها، فيجب علينا الوقوف على ما حد لنا، فأهل الزيغ يتبعون هذه الأمور المشتبهات تعرضا لما لا يعني، وتكلفا لما لا سبيل لهم إلى علمه، لأنه لا يعلمها إلا الله، وأما الراسخون في العلم فيؤمنون بها ويكلون المعنى إلى الله فيسلمون ويسلمون، وإن أريد بالتأويل التفسير والكشف والإيضاح، كان الصواب عطف {الراسخون} على {الله} فيكون الله قد أخبر أن تفسير المتشابه ورده إلى المحكم وإزالة ما فيه من الشبهة لا يعلمها إلا هو تعالى والراسخون في العلم يعلمون أيضا، فيؤمنون بها ويردونها للمحكم ويقولون {كل} من المحكم والمتشابه {من عند ربنا} وما كان من عنده فليس فيه تعارض ولا تناقض بل هو متفق يصدق بعضه بعضا ويشهد بعضه لبعض (2) وفيه تنبيه على الأصل الكبير، وهو أنهم إذا علموا أن جميعه من عند الله، وأشكل عليهم مجمل المتشابه، علموا يقينا أنه مردود إلى المحكم، وإن لم يفهموا وجه ذلك. ولما رغب تعالى في التسليم والإيمان بأحكامه وزجر عن اتباع المتشابه قال {وما يذكر} أي: يتعظ بمواعظ الله ويقبل نصحه وتعليمه إلا {أولوا الألباب} أي: أهل العقول الرزينة لب العالم وخلاصة بني آدم يصل التذكير إلى عقولهم، فيتذكرون ما ينفعهم فيفعلونه، وما يضرهم فيتركونه، وأما من عداهم فهم القشور الذي لا حاصل له ولا نتيجة تحته، لا ينفعهم الزجر والتذكير لخلوهم من العقول النافعة." أهـ
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[18 Jun 2008, 09:50 ص]ـ
للإثراء.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jun 2008, 02:22 م]ـ
تفسير القرآن بالقرآن له صور متعددة وتختلف في القوة والضعف والقبول والرد والقرب والبعد , وكتبت بحثاً حول هذا الموضوع بعنوان تفسير القرآن بالقرآن دراسة تأصيلية , نشر في مجلة الشاطبي العدد الثاني ونشر في كتاب مستقل فليتك تجد فيه بغيتك.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[27 Jun 2008, 08:37 م]ـ
تفسير القرآن بالقرآن له صور متعددة وتختلف في القوة والضعف والقبول والرد والقرب والبعد , وكتبت بحثاً حول هذا الموضوع بعنوان تفسير القرآن بالقرآن دراسة تأصيلية , نشر في مجلة الشاطبي العدد الثاني ونشر في كتاب مستقل فليتك تجد فيه بغيتك.
الشيخ الفاضل جزاك الله خيرا،وبإذن الله ساطلع على بحثكم متى تيسر، فموضوعه مهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[14 Aug 2008, 09:00 م]ـ
للرفع(/)
الحلقة السادسة من المهمات في علوم القرآن لفضيلة الشيخ خالد السبت ـ حفظه الله ـ
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:57 ص]ـ
موضوع آخر يتعلق أيضا بنزول القرآن وهو:
بيان أول ما نزل وآخر ما نزل:
فوائد معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل:
1 / معرفة الناسخ والمنسوخ.
2/ أن معرفة أول ما نزل وآخر ما نزل، يدل على شدة عناية الصحابة رضي الله عنهم بكتاب الله عز وجل حيث ضبطوا هذه الأمور، وهذا لا تجده في كتاب آخر من الكتب التي نزلت على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فهذا دليل أكيد على سلامة القرآن من التبديل والتحريف لعظم العناية التي حظي بها، إضافة إلى أن الله تكفل بحفظه فكان من أسباب الحفظ التي يسرها الله عز وجل له، أن جعل الصحابة رضي الله عنهم يعنون به هذه العناية العظمى.
3/ ومن الفوائد أيضاً: إدراك أسرار التشريع والمنهج التربوي القرآني، فكان أول ما نزل عليهم يتعلق بتقرير الأصول الكبار والعقائد، وما أشبه ذلك، وكان التركيز عليها، ثم بعد ذلك جاءت الأمور الأخرى مشروحة في المدينة، وكان أواخر ما حرّم عليهم بعض الأمور التي كانوا يتعلقون بها أشد التعلق، خلاف عبادة غير الله عز وجل فهذا أصل قرره القرآن لأول وهلة، وأنه أمر باطل وأنه لا يعبد إلا الله سبحانه وتعالى.
بيان أول ما نزل من القرآن بإطلاق:
إن أول ما نزل من القرآن بإطلاق، أي ليس في موضوع معين، (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فهذا أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب الله عز وجل، والدليل على ذلك: ما أخرجه الشيخان (خ / 4، م / 160) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبّب إليه الخلاء فكان يأتي حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد، ويتزود بذلك ثم يرجع إلى خديجة رضي الله عنها، فتزوده لمثلها، حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال: اقرأ .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم فقلت ما أنا بقارئ .. الحديث) فهذا أول ما نزل بإطلاق.
ولحديث عائشة أيضا ـ رضي الله عنها ـ قالت: (أول سورة نزلت من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) (إسناده حسن).
وكذلك أيضاً ما صح عن أبي رجاء قال:كان أبو موسى يُقرئنا فيُجلسنا حِلَقاً عليه ثوبان أبيضان، فإذا تلا هذه السورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) قال: هذه أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم. - إسناده صحيح-.
وأيضاً صح عن عبيد بن عمير قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: اقرأ قال: وما أقرأ؟ فوالله ما أنا بقارئ فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1) فكان يقول: هو أول ما نزل، فهذا مرسل، وإسناده صحيح إلى عبيد بن عمير، ولكنه مع إرساله يعتضد بما قبله.
وكذلك صح عن مجاهد قال: إن أول ما أُنزل من القرآن (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) و (نْ وَالْقَلَمِ)
فإذا تقرر هذا المعنى فإنه يرد عليه إشكال يحتاج إلى جواب، هو ما أخرجه الشيخان (خ/ 4، م / 161) عن أَبَي سَلَمَةَ َقَالَ: سَأَلْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ أَيُّ الْقُرْآنِ أُنْزِلَ قَبْلُ؟ قَالَ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. فَقُلْتُ: أَوْ اقْرَأْ؟ قَالَ جَابِرٌ: أُحَدِّثُكُمْ مَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:"جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِي، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِي، فَنُودِيتُ فَنَظَرْتُ أَمَامِي وَخَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَام، فَأَخَذَتْنِي رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي فَدَثَّرُونِي، فَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنْذِرْ* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ* وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر::1:4) وفي رواية للبخاري عنه قَالَ " سَمِعْتُ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهْوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْىِ فَقَالَ فِى حَدِيثِهِ: «فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِى إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِى جَاءَنِى بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِىٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " فيمكن أن يقال في جواب ذلك:
لعل جابراً ـ رضي الله عنه ــ أراد أول سورة نزلت كاملة؛ لأن سورة اقرأ نزلت إلى قوله (عَلَّمَ الْأِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق:5)،ثم نزلت المدثر كاملة قبل تمام اقرأ.
ويمكن أن يقال: إنه نبئ بإقرأ، وأرسل بالمدثر، فمراده أول سورة في الإرسال.
ويمكن أن يقال: إنه أراد أول ما نزل بعد فترة الوحي؛ إذ الوحي نزل قبل ذلك بنص هذا الحديث.
ويدل على ذلك أيضاً قوله في الحديث: " فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء" إذاً فهو قد جاءه بحراء أول مرة فنزل بإقرأ، ثم جاء الثانية فنزل بالمدثر. فهذان شاهدان من نفس الحديث على أن يا أيها المدثر ليست أول ما نزل.
والجواب الرابع أن يقال: لعل ذلك قاله جابر رضي الله عنه اجتهاداً منه، والاجتهاد يصيب ويخطئ.
وهنا إشكال آخر يحتاج إلى جواب، وهو ما أخرجه البخاري (4993) عنَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ " إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ " وسورة (اقرأ) ليس فيها ذكر الجنة والنار.
فالجواب: أن أحسن ما يجاب به في هذه المسألة أن (مِن) مقدرة، يعني: إن من أول ما نزل، أي أنها تريد ابتداء نزول الوحي، ولا تريد أن تقرر أن أول سورة نزلت من القرآن بإطلاق هي تلك السورة، وإنما تريد أن تبين تدرج التشريع، فيفهم هذا من السياق، والله تعالى أعلم، وإلا فمعلوم أن ذكر الجنة والنار في آخر سورة المدثر.
ولهذا يمكن أن يقال ــ والله تعالى أعلم ــ إن أول ما نزل سورة اقرأ، لكنها لم تنزل كاملة، ثم بعد ذلك نزلت سورة المدثر وفيها ذكر الجنة والنار، ثم بعد ذلك بزمن الله أعلم به نزلت بقية سورة اقرأ.
وأما الأقوال الأخرى ـ سوى هذين ـ فهي أقوال ضعيفة.
أول ما نزل باعتبار موضوع خاص:
إذا عرفت أول ما نزل مطلقا، فهناك أوائل نسبية تتعلق بموضوعات معينة:
فمن ذلك؛ ما صح عن ابن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أن أول آية نزلت في القتال هي قوله تعالى (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) (الحج: من الآية39).
وكذلك أول آية نزلت في الخمر؛ فقد صح عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اللهم بين لنا في الخمر بياناً شفاء، فنزلت التي في البقرة (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ) (البقرة: من الآية219) فدُعي عمر فقُرأت عليه، قال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء، فنزلت التي في النساء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى) (النساء: من الآية43) فدُعي عمر فقُرأت عليه، ثم قال: اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء .. فنزلت التي في المائدة (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) (المائدة:91) فدُعي عمر فقُرأت عليه فقال: " انتهينا انتيهنا " أخرجه الترمذي (3049، والنسائي 5540)
فهذه آخر آية نزلت في الخمر، وأول آية نزلت فيه هي (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ).
ومن ذلك: أن أول سورة نزلت فيها سجدة هي: سورة النجم؛ كما في البخاري (4863) عن ابن مسعود رضي الله عنه.
و بإسناد حسن عن مجاهد في قوله (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ) (التوبة: من الآية25) قال هي أول ما نزل من سورة براءة، ومعلوم أن سورة براءة من آخر ما نزل من القرآن.
وأيضا صح عن أبي الضحى قال: أول ما نزل من براءة (انْفِرُوا خِفَافاً وَثِقَالاً) (التوبة: من الآية41) ثم نزل أولها، ثم نزل آخرها، فهذه عن بعض التابعين ولها حكم المرسل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك: أول من نزل من آل عمران، فقد صح عن سعيد بن جبير قال: (هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:138)، ثم أُنزلت بقيتها يوم أحد.
هذه بعض الروايات الصحيحة الثابتة في تحديد أول ما نزل في موضوع معين، أوفي سورة معينة، وهناك روايات كثيرة جداً، لكن هذه الروايات في أغلبها لا تصح فتركتها. ولا أُورد في هذه المواضيع إلا رواية صحيحة أو حسنة إلا إذا بينت ضعفها.
بيان آخر ما نزل على الإطلاق:
أخرج البخاري (4544) عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: آخر آية نزلت آية الربا.
وصح عن أبي سعيد الخدري قال: خطبنا عمر فقال: إن من آخر القرآن نزولاً آية الربا" وهذا وإن كان ليس قاطعا؛ لقوله: "إن من آخر القرآن نزولا" لكن عندنا روايات صريحة أنها آخر ما نزل.
وأيضا صح عن ابن عباس قال: آخر شيء نزل من القرآن (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) (البقرة: من الآية281) الآية.
وصح عن ابن شهاب الزهري ــ وهو من صغار التابعين ــ قال: آخر القرآن عهداً بالعرش آية الربا وآية الدين.
فكيف نجمع بين هذه الأقوال؟
نستطيع أن نجمع بين هذه الروايات الصحيحة المشهورة، بأن يقال: هذه الآيات متتابعة في المصحف كما هو معروف، والقصة واحدة، فهي نزلت جملة واحدة، فأخبر كل عن بعض ما نزل بأنه آخر ما نزل، فيصح بهذا الاعتبار إذا تحدثت عن آية منها أن تقول هي آخر ما نزل من القرآن، فنقول آية الدين آخر ما نزل ـ بهذا الاعتبار ـ، ويصح أن نقول آية الربا آخر نزل، ويصح أن نقول آية (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) (البقرة: من الآية281) آخر ما نزل لأنها نزلت جملة واحدة، فلا إشكال، فهذا هو وجه الجمع بين هذه الروايات الصحيحة المشهورة في آخر ما نزل.
وقد صح عن البراء رضي الله عنه كما أخرج الشيخان: قال آخر ما نزل: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ) (النساء: من الآية176) فهذا يشكل على ما سبق، ويمكن الجمع بين حديث البراء ـ رضي الله عنه ــ وبين ما قبله من أن الآيات الثلاث هي آخر ما نزل بعدة أجوبة:
فإما أن يقال: إن هذا اجتهاد من البراء ـ رضي الله عنه ــ فقال بحسب ما أدّاه اجتهاده. وبحسب ما علم.
أو يقال: يمكن أن تكون هذه الآية أيضا نزلت في ذلك الوقت، فتكون هي فعلا أيضاً في حكم تلك الآيات، و هي آخر ما نزل.
ويمكن أن يقال: هي آخر ما نزل باعتبار موضوع خاص، وهو المواريث، أي أنها آخر ما نزل في المواريث فقط.
ويمكن أن يقال: إن كل واحد من هؤلاء سمع من النبي صلى الله عليه وسلم في آخر أيامه أنه نزل عليه شيء من هذه الآيات، ولم يعلم بنزول ما بعدها، فحكم على هذا بأنه آخر ما نزل، والله تعالى أعلم.
وقد جاء بإسناد حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت: (آخر سورة نزلت المائدة فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه) فهل هذا يشكل على ما سبق؟
الجواب: لا،لأنها تتكلم عن السور، فسورة المائدة لا شك أنها آخر ما نزل، وإن لم تكن نزلت كاملة.
وجاء أيضا بإسناد حسن عن عبد الله بن عمروبن العاص قال: (آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح) يعني (إذا جاء نصر الله والفتح) وليست (إنا فتحنا لك)، فأما سورة (إذا جاء نصر الله والفتح) فيمكن أن يقال: هي آخر سورة نزلت كاملة، ولهذا استنبط منها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنها نعي للنبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نعيت إليه نفسه عليه الصلاة والسلام.
فالحاصل أنه يجاب عن هذه الروايات بمثل ما سبق، والعلم عند الله تبارك وتعالى.
وليس في هذا شيء مرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيمكن أن تكون هذه اجتهادات من الصحابة، ويمكن أن يكون كل إنسان حدَّث بحسب ما شاهد وظن أنه فعلاً آخر ما نزل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن غريب ما ورد في ذلك ما جاء عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه تلا قوله تعالى: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) (الكهف: من الآية110) وقال: إنها آخر آية نزلت من القرآن، وهذا إسناده حسن. فاستشكله الحافظ ابن كثير رحمه الله وقال: "لعله أراد أنه لم ينزل بعدها آية ناسخة – أي: تنسخها – ولا تغير حكمها، بل هي مثبتة محكمة، فكأنه لا يقصد الآخرية المطلقة، ولكن يقصد أن حكمها ثابت لم يتغير.
وهكذا ما أخرجه البخاري من حديث ابن عباس قال: نزلت هذه الآية (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ) (النساء: من الآية93) هي آخر ما نزل وما نسخها شيء.
وعند أحمد والنسائي بإسناد حسن عنه، قال:" لقد نزلت في آخر ما نزل، ما نسخها شيء"فيجاب عن ذلك بما يلي:
إما أن يقال: هي من أواخر ما نزل.
أو نقول هي آخر آية نزلت في موضوع القتل.
إشكال وجوابه:
بعد ذلك قد يقول قائل: إنه اشتهر على ألسنة الناس، وطرق أسماعهم كثيرا أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) (المائدة: من الآية3)
فهذا غير صحيح إطلاقا فإن النبي صلى الله عليه وسلم بقي بعد هذه الآية مدة تزيد على الثمانين يوماً، فنزل بعدها فرائض وأحكام؛ كآية الربا، وآية الدين، وآية الكلالة.
لكن قد يشكل على هذا التقرير، معنى قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) مع أن هذه الأحكام نزلت بعدها، فيمكن أن يجاب عن ذلك بما يلي:
أن يقال: إن معنى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أي: أكمل لهم دينهم بإفرادهم بالبلد الحرام، وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون، لا يخالطهم المشركون، ـ كما قال ابن جرير رحمه الله ـ، ثم أيده بما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال: كان المشركون والمسلمون يحجون جميعاً، فلما نزلت براءة؛ نُفِيَ المشركون عن البيت، وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين، فكان ذلك من تمام النعمة (وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي)
إذاً: فمعنى: (اليوم أكملت لكم دينكم)، يعني: بإقرارهم بالبيت الحرام، وإفرادهم فيه، بعد أن كان المسلمون يحجون مع المشركين، فمُنِعوا في حجة أبي بكر رضي الله عنه، فحج المسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة منفردين بالبيت الحرام، ما حج معهم مشرك، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر منادياً ينادي في العام التاسع، في حجة أبي بكر ــ رضي الله عنه ــ: " ألا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. "
هذا والله أعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[جمال القرش]ــــــــ[25 Jun 2008, 05:09 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
تعلقات الشيخ الدكتور مساعد الطيار على كتاب الإتقان على النوع 41 (في معرفة إعرابه)
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[17 Feb 2008, 04:59 م]ـ
هذه تعليقات الشيخ على هذا النوع بعد تفريغها ومراجعة الشيخ لها
النوع الحادي والأربعون: في معرفة إعرابه
• قول السيوطي: (أفرده بالتصنيف خلائق، منهم مكي وكتابه في المشكل خاصة، والحوفي وهو أوضحها) نقول: هناك خلاف عند بعض من ترجم للحوفي هل له كتاب مستقل أم هو ضمن كتابه (البرهان في علوم القرآن) وهذا هو الاسم الصحيح للكتاب خلافًا لمن ذكر أنه (البرهان في تفسير القرآن)؛ لأنه ورد بالأسانيد عن الحوفي أنه (البرهان في علوم القرآن) (1).
• قول السيوطي: (والسمين وهو أجلها على ما فيه من حشو وتطويل): ما ذكره عن السمين الحلبي (أنه أجلها) صحيح وهو عندي أجود كتب الإعراب, والفرق بينه وبين أبي حيان أن كتاب السمين كتاب منظم من حيث المعلومات وليس كما قال السيوطي إن فيه حشواً وتطويلاً؛ لأن قضية الحشو والتطويل نسبية, وهو مركز في النقاشات النحوية وأنصح طالب علم التفسير باقتنائه فهو يفك له مشكلات في المعاني إذا قرأ هذا الكتاب قراءة متأنية, أما كتاب شيخه فقد احتوى على النحو وإن كان في التفسير؛ ولذا جاء كتاب الشيخ غير منظم ومادته أوسع من مادة السمين, ويتميز السمين الحلبي بالاعتدال في موقفه فهو لا ينتصر لشيخه -وإن كان يجله- بل هو ينتصر للحق إذا رآه, فأبو حيان قد يعترض على الزمخشري مع ما بينهما من خلاف في الاعتقاد ولكن السمين أكثر اعتدالا من شيخه في التعامل مع الزمخشري؛ ولذا قد ينتصر للزمخشري على شيخه.
• قول السيوطي: (ولخصه السفاقسي فحرره): استدرك المحققون لكتاب الإتقان (ط: مجمع الملك فهد) أن السفاقسي لخص كتاب أبي حيان وليس كتاب السمين الحلبي.
• قول السيوطي: (ومن فوائد هذا النوع معرفة المعنى، لأن الإعراب يميز المعاني .... ): هنا إشكال فقد قال: إن (الإعراب يميز المعاني) , ثم قال بعد أسطر إنه (فرع المعنى) فيلحظ أنه في الأولى يرى أنه الأصل ثم قال: إنه فرع فهذا فيه تناقض, ولكن يحسن بنا أن نتنبه إلى أننا إذا استطعنا أن نجد لكلام العالم وجهًا وسبيلًا فإن الأَولى أن نسلكه حفاظًا على رأي العالم خصوصًا إذا كان العالم محررًا فإنه لا يمكن أن يقول هذا في أسطر متقاربة إلا أن يكون قد غفل وذهل عما قاله وهذا قد يقع؛ لأن من عادة البشر النقص, لكننا نجتهد أن نذكر توجيهًا نصحح فيه القولين, فالقول الأول صحيح, وكذا الثاني فكيف يمكن أن نميز بينهما.
سؤال: إذا رجعنا إلى الأصل فأيهما الأصل الإعراب أم المعنى؟
الجواب: الأصل المعنى، ويكون الإعراب فرعًا عن المعنى، وعلى هذا جرت تفاسير السلف قاطبة فهم لم يتكلموا عن الإعراب وإنما تكلموا عن المعاني وإن كان الإعراب جبلة لهم؛ لأنهم يفهمون المعاني ولا إشكال عندهم.
لكن لما كان الإعراب صنعة صار يُوصِل إلى المعاني, فنقول بالنسبة لنا نحتاج الإعراب أحيانا لفهم المعنى ونفهم المعنى أحيانا لكي نعرب فنحن ندور بين الأمرين نبحث عن المعنى من جهة الإعراب ونبحث عن الإعراب من جهة المعنى فإذا أخذنا هذا الأمر على هذه الصورة فلا يكون هناك تناقض في الكلام فهذا صحيح في حال وهذا صحيح في حال أخرى، فلسنا نحتاج إلى الإعراب مطلقًا لكننا نحتاج إلى فهم المعنى مطلقا؛ لأن الإعراب فرع المعنى.
وبناءً على هذا الكلام هل المفسر محتاج إلى الإعراب أو لا؟ وهل الإعراب من علوم التفسير أم من علوم القرآن الذي لا يحتاج إليها التفسير الذي هو فهم المعنى؟
نقول: نعم المفسر محتاج إلى علم الإعراب خاصة المفسرين المتأخرين فهو من الأدوات التي يحتاجها المفسر بلا ريب ولا يفهم من قولنا: إن علم الإعراب مما يحتاج إليه المفسر أن نطالب المفسر أن يكون كأبي حيان عارفا بدقائق علم النحو وإنما المقصود أن يكون عارفا بأصول هذا العلم حتى لا يقع عنده إشكال في فهم المعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
قول السيوطي: (أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفرداً أو مركباً قبل الإعراب فإنه فرع المعنى، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها المتشابه الذي استأثر الله بعلمه): نقول: وكذا يضاف إلى عدم جواز إعرابها قول من قال: إنها حروف؛ لأن الحروف لا معنى لها ولا تعرب, والقول (بأنها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه) أضعف الأقوال والدليل: أن السلف تكلموا فيها، ولو كانت مما استأثر الله بعلمه لما تكلم فيها الصحابة والتابعون, أما لو قال قائل: أنا بالنسبة لي فأقول الله أعلم بها. فنقول: هذا نظر نسبي, والنظر النسبي لا يخَالف فيه. أما أن يقول: لا يجوز لأحد أن يتكلم فيها، أو لا يعلم أحد معناها، أو أن الله استأثر بعلمها = فهذا كأن فيه طعنًا في كلام السلف في هذه كونهم تكلموا فيما استأثر الله بعلم، وليس الأمر كذلك.
والأقرب عندي أنها حروف لا معنى لها (2) , وأما ما ينسب إلى الخلفاء الأربعة أنه مما استأثر الله بعلمه فهذا لم يثبت، وليس فيه أثر صحيح عنهم أبدًا, وكذلك يحمل كلام الشعبي وغيره ممن قال أنها مما استأثر الله بعلمه فيحمل مراده على أن وجود هذه الأحرف في هذه السورة على هذه الصورة، ولا شك أن هذا من العلم الذي استأثر الله بعلمه لكن لا علاقة له بالمعنى، وفرق بين الحِكمة من الشيء وبين معناه فنحن نتكلم عن المعاني ولسنا نتكلم عن الحِكَم, وإن جئنا إلى الحِكَم لقلنا: من الحِكَم التي تكاد تتواطأ عليها أقوال العلماء أن هذه الأحرف جيء بها للإعجاز والتنبيه على التحدي من الله, ولا يمكن القول إن لها معاني مخصوصة؛ لأن هذا سيفتح لنا باباً يستحيل معه أن يوصل إلى المعنى الصحيح.
• قال السيوطي: (الخامس: أن يستوفي جميع ما يحتمله اللفظ من الأوجه الظاهرة فتقول في نحو ((سبح اسم ربك الأعلى)) .... ) نقول: كما قررنا سابقًا أن المعرب ينطلق من المعنى فننظر الآن هل المراد هنا تسبيح الاسم أم تسبيح الرب؟ أي: هل المراد سبح ربك الأعلى أو سبح الاسم وهو الأعلى؟
الصواب أن المراد تسبيح الرب؛ والقول الثاني الذي ذكره ـ كون الاعلى صفة للاسم ـ أضعف من القول الأول، والمراد سبح ربك الموصوف بالأعلى, ولا يمكن تسبيح الرب بدون ذكر اسمه؛ لذا جاء النظم بهذه الصورة (سبح اسم ربك الأعلى).
و (الأعلى) هو الذي بلغ الكمال في العلو و (أفعل) في هذا المقام لا يلزم منها التفضيل, وإنما للدلالة على بلوغ الكمال في العلو, والعلو يشمل كما ذكر أهل السنة علو المكان لأن الله فوق العالم, وعلو القدر وعلو القهر.
• قال السيوطي: (السابع: أن يراعي في كل ترتيب ما يشاكله، فربما خرج كلاماً على شيء ويشهد استعمال آخر في نظير ذلك الموضع بخلافه ... ) هذا القول عند التأمل يندرج تحت تفسير القرآن بالقرآن أو النظائر القرآنية؛ لأن مراده هنا حينما نفسر كلمة أو لفظة ننظر إلى ورود هذه الأسلوب في مكان آخر في القرآن، فقد يدلنا على صحة أحد الأعاريب المختلَف فيها, ثم قال السيوطي –رحمه الله-: (ومن ثم خطئ من قال في ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) أن الوقف على (ريب) و (فيه) خبر (هدى) .... ) هذا الإعراب ضعيف، ولا يمكن أن تفصل (فيه) عن (لا ريب)، وإذا كان عندنا شبهة في الفصل في هذا الموضع، فإن الموطن الآخر من قوله تعالي في سورة السجدة: ((تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين)) ليس فيه شبهة؛ لأنه لا يمكن أن تفصل (فيه) عن (لا ريب) في هذا السياق فدل على أن (فيه) من قوله: ((ذلك الكتاب لا ريب فيه)) صلة لـ (لا ريب) أي خبرٌ له, وبناء على هذا التضعيف هنا يضعف ما يحكى في هذا الموطن من وقف التعانق, وإنما الصواب أن يجعل الوقف على (فيه) , والمعنى هو هدى للمتقين, ومن أسباب ضعف هذا القول أنه إذا احتمل الكلام التقدير والإثبات فيقدم الإثبات على التقدير, فكون (فيه) الظاهرة هي خبر (لا) أولى من تقدير خبر لها؛ لأنه ينبني عليه أن نقدر (فيه) مرة أخرى قبل (هدى) , ويكون تقدير الكلام: (ذلك الكتاب لا ريب فيه، فيه هدى للمتقين).
وكذلك يُضعفه كون الوقف على (لا ريب) مشعرًا بأن الكتاب فيه هدى بخلاف الوقف على (فيه) فهو مشعر بأن الكتاب كله هدى, إذن نقول (لا ريب فيه) ثم نقول (هدى للمتقين) فهذا يشمل المعنى المذكور في الإعراب الأول على أن (فيه) الظاهرة خبر فهو أولى.
(يُتْبَعُ)
(/)
• قال السيوطي: (الثامن: أنه يراعي الرسم) الرسم محكَّم في الاختلاف؛ ولهذا قال: (ومن ثم خطئ من قال في (سلسبيلاً) إنها جملة أمرية: أي سل طريقاً موصلة إليها، لأنها لكانت كذلك لكتبت مفصولة) فتقول: ((عينا فيها تسمى)) ثم تقف, ثم تقول: (سلسبيلا) يعني: (سل) من السؤال, وخطأنا هذا القائل؛ لأن قوله تعالى: (سلسبيلا) كلمة واحدة, ولو كانت كما قال لكانت (سل) منفصلة ومنفردة عن (سبيلا).
مثال آخر لم يذكره السيوطي لكن نضيفه لوضوحه: ((سنقرئك فلا تنسى)) بعض المفسرين قال: إن (لا) هنا ناهية, والفاصل بين أن تكون نافية وناهية النظر في الرسم, فهل الصحابة أثبتوا ألفا مقصورة أم حذفوها, فلو رجعنا إلى المصحف نجد أنهم اثبتوا الألف المقصورة , فلو كانت كتابتهم (فلا تنس) لقلنا: أن (لا) ناهية, فدل الرسم على أن (لا) هنا نافية لإثباتهم الألف المقصورة في (تنسى).
قال السيوطي: (الثاني عشر: أن يجتنب إطلاق لفظ الزائد في كتاب الله تعالى)
طرح السيوطي قضية الزائد طرحاً موفقاً، فمن كره التعبير بالزائد من باب التأدب مع كتاب الله سبحانه وتعالى= فإنه يُحمد له هذا التأدب , لكن من أطلق من العلماء الزيادة فنقول: لا يخلو كلامه من احتمالين:
1 ـ أن يريد أنها زائدة في المبنى والمعنى أي زيادة لا يحتاج إليها المعنى, وهذا وقع فيه أبو عبيدة في (مجاز القرآن) في أمثلة قليلة كما في قوله: ((وإذ قال ربك)) مجازه (قال ربك) و (إذ) زائدة, وكذلك في قوله: ((كما أخرجك ربك)) وغيرها من الأمثلة, وهذا غير سديد إطلاقا, وإطلاق الزيادة في المعنى في مثل هذه الأمثلة محال في كتاب الله، فلا يمكن أن يوجد شيء في كتاب الله زائد في المبنى وليس له معنى.
2 ـ أما من قال بالزيادة، فهو ينظر أحيانا إلى الإعراب, وأحيانا إلى المعنى العام, وأحيانا يشترك الإعراب والمعنى العام, مثاله قوله تعالى: ((هل من خالق غير الله)) عندما نرجع إلى جملة ما قاله المعربون وأن (من) زائدة للتوكيد أو يقولون: مقحمة أو صلة وهو من باب تلطيف العبارة, فما الفرق بينها وبين (هل خالق غير الله) من جهة المعنى العام نقول: المؤدى واحد في المعنى العام، لكن (هل من خالق) أقوى في النفي فـ (من) صار لها دلالة, فمنهم من نظر إلى الزيادة من جهة الإعراب أو من جهة المعنى العام فعبر بالزيادة، ولا يصح أن يُعترض عليه ما دام يثبت معنى لما يقول بأنه زائد. ونقول إن كان هناك مصطلح يعبر عن الزيادة غير هذا اللفظ فهو أولى وأحب؛ ولهذا كان الطبري يذهب إلى معنى الصلة فيقول: صلة في الكلام ويبتعد عن لفظ الزيادة, وبعض المعاصرين -حفظهم الله- شنعوا على موضوع الزيادة وشددوا فيه من حيث اللفظ, وأقول هنا: يحسن أن ننتبه دائما عندما نناقش مثل هذه القضايا أن أمامنا كتاب الله فنحن حريصون جدا على أن ننفي عنه كل شيء يدل على ما لا يحسن مثل لفظ الزيادة, وعندنا عقول علماء سبقونا نطقوا بهذا الكلام ونحن نعلم ما عندهم من الورع والتقى والحرص على صيانة كتاب الله, فنحن أمام جانبين: جانب التأدب مع العلماء من جهة وجانب التأدب مع كتاب الله, ولا شك أن كتاب الله أولى ومقدم لكن إن استطعنا تخريج كلام العلماء فهو أولى, ونقول قد عبَّر فلان بهذا والأولى لو عبر بكذا, فنكون قد حفظنا حق علمائنا من جهة وتأدبنا معهم, وكذلك حفظنا حق كتاب ربنا وتأدبنا معه, فأرى أن هذا أولى من التشنيع إلا إذا وقع العلماء في خطأ كأن يرى أنها زائدة معنى فلا شك أن هذا خطأ لا يغتفر ويرد على صاحبه, ويغفر الله لمن قاله, هذا باختصار فيما يتعلق بمصطلح الزيادة.
ومثل هذا مصطلح السجع هل يقع في القرآن أم لا؟ نقول: السجع مصطلح حسنه حسن وقبيحه قبيح فإذا كان السجع الحسن واردا في الكلام ويسمى سجعا فما المانع أن يقال إن في كتاب الله سجعا, فلا أرى أن هناك أي مانع ولا خلل وهو السجع المحمود, لكن إن كان السجع المذموم كما في سجع الكهان الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم فهذا قطعا لا يوجد في كتاب الله ولا في كلام الرسول ولا كلام الصحابة والتابعين ولا كلام البلغاء، فالسجع الذي هو حشو في الكلام لا يوجد إلا عند العيي الذي لا يستطيع أن يفصح، فيحتاج إلى أن يرتب هذه السجعات مثل ما يقع من الكهان فالكاهن يريد أن يلبس على الناس وأن يعطيهم بعض الألفاظ التي تشدهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن في الحقيقة ليس تحتها أي معنى، فالمعنى تابع للسجع عندهم، أما إذا جاء السجع تابعا للمعنى، فهذا قمة البلاغة فلماذا ننفيه عن القرآن, هذا باختصار فيما يتعلق بمصطلح السجع, وفي هذا وغيره من المصطلحات الكثيرة ترد في علوم القرآن وكتب البلاغة إذا استطعنا أن نوجد لها مصطلحات موازية وحسنة فلا بأس لكن لا ننكر أمرا استعمله العلماء وله وجه صحيح معروف عندهم.
• هذان مثالان لاعتراض ابن كثير على ابن جرير الطبري –رحمهما الله- فيما يتعلق بقضية الإعراب في فهم المعنى أو ردِّه.
المثال الأول: وفيه قاعدة وهي (ليس كل ما صح إعرابا صح معنى وتفسيرا) , وهذا يعني أننا لو نزلنا محتملات الإعراب على جملة قرآنية قد نخرج بجملة من الأعاريب لكن أيها الصحيح والذي تحتمله الآية؟ هو ما يصح من جهة المعنى والتفسير كما في قوله تعالى: ((ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)) الضمير في قوله: ((وَهُوَ بِالأفُقِ الأعْلَى)) قال ابن كثير: (قد قال ابن جرير هاهنا قولا لم أره لغيره، ولا حكاه هو عن أحد، وحاصله: أنه ذهب إلى أن المعنى: (فَاسْتَوَى) أي: هذا الشديد القوى ذو المرة هو ومحمد صلى الله عليهما وسلم (بِالأفُقِ الأعْلَى) أي: استويا جميعا بالأفق، وذلك ليلة الإسراء كذا قال، ولم يوافقه أحد على ذلك).
المثال الآخر: في كون الإعراب يدل على الخطأ الذي قد يقع, وهو أيضا استدراك من ابن كثير على ابن جرير, قال تعالى: ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ.آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)) قال ابن كثير: (يقول تعالى مخبرا عن المتقين لله عز وجل: إنهم يوم معادهم يكونون في جنات وعيون، -إلى أن قال- وقوله: ((آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ)): قال ابن جرير: أي عاملين بما آتاهم الله من الفرائض ((إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)) أي: قبل أن يفرض عليهم الفرائض, كانوا محسنين في الأعمال أيضا, ثم روى عن ابن حميد، حدثنا مهْرَان، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلم البطين، عن ابن عباس في قوله: ((آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ)) قال: من الفرائض، ((إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ)): قبل الفرائض يعملون. وهذا الإسناد ضعيف ولا يصح عن ابن عباس) ثم قال: (والذي فسر به ابن جرير فيه نظر؛ لأن قوله: (آَخِذِينَ) حال من قوله: (فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ): فالمتقون في حال كونهم في الجنات والعيون آخذون ما آتاهم ربهم، أي: من النعيم والسرور والغبطة) انتهى كلامه رحمه الله, فاختلف إذن المعنى مع أن الإعراب واحد, فهذان مثالان للعمل بالإعراب في بيان المعاني سواء أكان بيان المعنى الصحيح أو الخطأ الذي قد وقع من المفسر.
• قال السيوطي –رحمه الله-: (الثالث: قال أبو عبيد: ..... شرعا وعادة) هذه الأسئلة وغيرها قد يستدل بها بعض المستشرقين والملاحدة وبعض النصارى لنقض القرآن أو رسمه, وعندنا في مثل هذه الأمور قضية مهمة جدا أحب أن يُتنبه لها في عموم المناقشات مع هؤلاء وهي ألا نكون إن استطعنا في حالة دفاع بل نكون في حالة هجوم، فلماذا نتلقى هذه الشبه ونرد عليها؟ فهذه النظرة خطأ وفيها إشكال, وإنما الصواب أن نبين الصواب وأن نكون في حالة هجوم لكن بما أن هذا في مقام علمي فنحتاج أن نناقش هذه القضية نقاشاً علمياً, والسؤال المهم الآن مع ما ذكره السيوطي, وما ذكره محققو كتاب الإتقان -حفظهم الله- فقد ذكروا نصوصاً أخرى عن شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره وهي مهمة جدا حتى في قضية الهجوم مثل ما ذكر شيخ الإسلام (أنه قد كتب كل مصحف جماعة ووقف عليه خلق عظيم ممن يصل التواتر بأقل منهم فكيف يتفقون على أن يكتبوا ((إن هذان لساحران)) وهم يعلمون أن ذلك لحن لا يجوز في شيء من كلامهم أو ((المقيمين الصلاة)) وهم يعلمون أن ذلك لحن, ومن زعم أن الكاتب غلط فهو الغالط غلطاً منكراً؛ فإن المصحف منقول بالتواتر, وقد كتب في عدة مصاحف, وكلها مكتوبة بالألف فكيف يحصل هذا الغلط) , وكذلك ذكر ابن هشام نحوه.
فلو كان هذا خطأ كيف يسكت عنه هؤلاء, ولو فرضنا صحة هذه الآثار فإننا نقول:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: هل الرسم يصيبه التنوع في الخط أي هل الكتابة يصيبها التنوع أو لا؟ نقول: قطعا يصيبها التنوع فمثلا (إبراهيم) إذا نظرنا في المصحف وجدنا أنها في مواطن مكتوبة (إبراهيم) بدون نقط, وبعضها كتب (إبراهم) لتوافق قراءة (إبراهام) فهذا تنوع في رسم الكلمة الواحدة, فإذا أثبتنا أصل التنوع فهل يلزم على من يعرف الكتابة أن يعرف أنواع رسم هذه الكلمة نقول: لا يلزم, فكما أن الواحد من الصحابة لا يلزم أن يعرف جميع معاني القرآن فكذلك نقول: لا يلزم أن يكون الصحابي عالماً بجميع أنواع الرسم، فنحمل من خطَّأ في هذا الباب على أنه علم نوعا من الرسم فحكم به , وجهل النوع الذي كَتب به غيره فخطأه , وهذه قاعدة كلية يمكن أن يقال فيها: إن من خطَّأ رسمًا فإنه علم نوعا من الرسم وجهل ما كتب به كاتب المصحف، فتخطئته من الجهة العلمية صحيحة؛ لأنه حَكَم بما يعلم لكن لما اطلعنا على تنوع الرسم فإننا نخالفه في النتيجة، ونقول: إن قوله غير صحيح؛ لأن فيه تنوعاً في الرسم.
ثانيًا: نأتي إلى قضية أخرى وهي التي أشار إليها عثمان ـ رضي الله عنه ـ فيما رواه عنه عكرمة ـ وإن كان فيها انقطاع في السند ـ فإنها مفيدة في مقام اختلاف المرسوم مع الملفوظ؛ لما قال ( ... فإن العرب ستعربه بألسنتها)، ويمكن صياغة السؤال الآتي: هل العرب ـ إذا قرأت ـ تعتمد على المكتوب أم على المقروء؟
نقول: إنها تعتمد على المقروء أي: على ما تقرأ، وهذه قاعدة يحسن استصحابها في الكلام في موضوع الرسم.
ويمكن صياغتها بصورة أخرى: أيهما أسبق القراءة أم الرسم؟ وإذا وقع خلاف بين المرسوم والمقروء فأيهما يقدم؟
لا شكَّ أن الذي يُقدم هو المقروء, إذن القراءة حاكمة على الرسم، فيحمل كلام عثمان على مثل هذه الزوائد فالعرب تعرف كيف تتكلم بها؛ مثل ((لا أذبحنه)) كتبت بزيادة ألف بعد اللام ولم يقرأ أحد بتلك الزيادة أي بالنفي , فالعرب تعرف كيف تتكلم بها وتصحح هذا النوع بقراءتها وليس المقصود أن هذا خطأ لكن المقصود أن هناك أناسا ستقرأه على الصواب.
وأخيرًا عندنا قضية أخرى مرتبطة بهذا الجانب، وهي المناقشة العلمية مع هؤلاء المستشرقين نقول له: إذا كنت تعرف لغة قومك –لا نقول غيرهم- فستجد عندهم أشياء مرتبطة بالرسم فيها زيادة أو نقص وأنت تقرأها خلاف الرسم؛ ولذا لا توجد لغة إلا وهي تشتمل على مثل هذا الشيء لماذا؟ لأن الرسم إنما هو تقريب لصورة المقروء ولا يلزم منه المطابقة التامة في أي لغة من لغات العالم، فالذي يزعم المطابقة يدل على أنه يخالف إجماع البشر في الرسم.
فمن المستحسن في مناقشة هؤلاء أن نناقشهم بهذا، ونرجعهم للغتهم ورسومها، فإنهم سيرون ما ينقدونه علينا موجودًا عندهم وعند غيرهم، فالمسألة في هذا متساوية.
لكن المشكلة عندنا أن ننطلق دائما في مثل هذا من الدفاع ونغفل أحيانا عن مثل هذه الأمور التي يشترك فيها الجميع، فإذا أخدنا بالأمر الكلي الأول ـ وهو التنوع ـ والأمر الكلي الثاني ـ وهو أن الرسم إنما هو تصويرـ , والأمر الكلي الثالث ـ وهو أن ما يُدَّعى على رسم القرآن موجود في كل اللغات ورسومها ـ فإنه لا يكون عندنا مشكلة في هذا الباب، فمن علِم حكَم بما يعلم، كمثل ما قالت عائشة أو عثمان أو غيرهم, ولا يلزم منه عدم وجود علم آخر.
لذا فإن الصواب أن نقول: إن جملة من هذا الرسم جاءت من باب اختلاف التنوع، فلو ناقشنا هذه القضية بهذا الأسلوب ارتحنا من عناء كبير فيما يتعلق بهذه القضية، مع ملاحظة أن عندنا من تقييم الآثار ما ليس عند النصارى أو الملاحدة، وهو قضية النكارة، فهي من موجبات ردِّ الأثر.
ولا شك أن كلام علماء الإسلام ـ الذي ذكرنا بعضه ـ يدل على أن هذه الآثار ـ لو صحت ـ فيها نكارة؛ لأنها مرتبطة بإجماع المسلمين، فكيف يتفق المسلمون على الخطأ، إنَّ هذا لا يمكن، وعدم إمكانه من الأمور المتفق عليها، والله الموفق.
ـــــــــــــ
(1) انظر هذه المقالة المتعلقة باسم كتاب الحوفي: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10540&highlight=%C7%E1%CD%E6%DD%ED)
(2) انظر في تفصيل مسألة الحروف المقطعة كتاب مفهوم التفسير والتأويل، لمعلق هذه السطور.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[17 Feb 2008, 06:11 م]ـ
أحسنت أخي بدر الجبر على متابعاتك وكتب الله لكم الأجر ..
ودروس الدكتور مساعد الطيار من أهم الدروس في علوم القرآن وهي بحاجة إلى عناية أمثالكم ليستفيد منها أكبر عدد من المختصين ..(/)
حوار طويل للتأمل: العلواني ومراجعة التراث الإسلامي .. مشروع جديد
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Feb 2008, 06:54 م]ـ
حوار مطول مع د. طه جابر العلواني، يستدعي للتأمل ..
====
العلواني ومراجعة التراث الإسلامي .. مشروع جديد (1)
حوار - إسلام عبد العزيز فرحات
المصدر: شبكة إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1201957740462&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout)
في حوار سابق مع الفقيه الأصولي الدكتور طه جابر العلواني، وكان خاصًّا باستبيان وجهة نظره في مسألة المراجعات التي قامت بها جماعة الجهاد المصرية، وما ورد فيها من مصطلحات وقضايا فقهية .. بان أن الرجل يفكر بطريقة غير معتادة على الأسماع كثيرًا ..
فأثناء الحديث عما أسماه محددات الشريعة الإسلامية ومنها محدد ختم النبوة، أكد العلواني أن هذا الأمر من مقتضياته عدم نزول المسيح مرة أخرى، وعدم ظهور المهدي المنتظر ..
ومع أن إنكار المهدي تحديدًا ليس جديدًا على الساحة الفكرية الإسلامية، إلا أن الأمر كان له وقع خاص مع د. العلواني؛ لأنه فقيه أصولي له وزنه في عالم الفقه والفكر الإسلامي، ومن المؤكد أن الرجل عنده من الأدلة العلمية والمنهجية ما يؤكد -من وجهة نظره على الأقل-صحة ما ذهب إليه.
ولأن الحوار أثار الكثير من التعقيبات، نظرا لما سبق، فقد ذهبنا إلى د. العلواني مرة أخرى، لنستبين منه الأمر بوضوح وجلاء، فظهر أن موضوع المهدي والمسيح ليس هو الغاية، إنما هو مفردة من مفردات منهج جديد أسماه العلواني "مشروع مراجعة التراث الإسلامي".
بدأ الحوار .. وبدأت مفردات المشروع تتكشف شيئا فشيئا .. وسننشر حلقات هذا الحوار تباعا لعله يكون بداية لفكرة جديدة نحاول من خلالها فتح نقاش حول موضوع ربما غدا من المسلمات والبدهيات التي لا تحتاج لنقاش عند البعض.
كل ما نرجوه من قارئنا ألا يدخل إلى الموضوع محملا بوجهة نظر سابقة، وأن يتحلى بروح العلم المتجردة عن أي نعرات أو أهواء، وأن يترك الأمر للعلماء القادرين على البحث واستجلاء الأمور من مظانها ..
* فضيلة الدكتور في حوار سابق مع إسلام أون لاين _أثار الكثير من التعقيبات_ وأثناء حديث فضيلتكم عن محددات الشريعة الإسلامية قلت: إن من أهم هذه المحددات محدد ختم النبوة، وأن هذا المحدد يستوجب عدم نزول عيسى عليه السلام مرة أخرى، وعدم ظهور ما يسمى في الأدبيات الإسلامية بالمهدي المنتظر .. وأثار هذا الحديث تعقيبات كثيرة أغلبها تنصب على أن هناك نصوصًا صحيحة وصريحة في هذا الأمر .. ثم سمعنا بعد ذلك أن لفضيلتكم مشروعًا أسميته مشروع مراجعة التراث الإسلامي .. نريد أن نتعرف من سيادتكم على هذا المشروع ومدى التصاقه بهذه الجزئية تحديدًا .. ؟
- لا غرابة في ردود الأفعال التي وصلتكم ووصلني بعضها حول ما ذكرته من أن ختم النبوة ليس مجرد فضيلة من الفضائل التي أضيفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم _وهو منبع الفضائل كلها_، بل هي في نظري المتواضع محدد منهجي ..
والذي أعنيه بالمحدد المنهجي أن للمنهج والمنهجية محددات، عناصر، قواعد، أركان، دعائم من شأنها أن تضبط حركة العلم والمعرفة والفكر والبحث العلمي وسائر وجوه التعامل مع القضايا المعرفية، فحينما يقول تبارك وتعالى: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين}، فذلك يعني أن القرآن قد نص على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
ولو علم الله تبارك وتعالى أنه ما زالت هناك حاجة إلى نبي أو إلى رسول بعده ما قال: {وما كان ربك نسيا} لكان بشر بهذا القادم في كتابه الكريم كما بشر موسى وعيسى بمجيء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن القرآن الكريم بشر بأن النبوة انتهت وأن الدين اكتمل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
والشريعة تمت ومنهج الإصلاح القرآني قد استقر نظريا وتطبيقيا، أما في مجال النظر فالقرآن الكريم قد تناول مناهج الإصلاح من عالم العهد إلى {فريق في الجنة وفريق في السعير} فلم يعد هناك أي مجال للقول بأن هناك نقصا في الدين يمكن أن يكمله أي أحد بعد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ولا كتاب بعد القرآن.
تداخل الأديان
(يُتْبَعُ)
(/)
* يبقى السؤال أيضا .. ما علاقة هذا الأمر من وجهة نظركم بنزول المسيح عليه السلام مرة أخرى وظهور المهدي المنتظر ... ؟
- دعني أشرح لك ولقرائك الأفاضل الأمر .. هناك ظاهرة إنسانية موجودة قد لا يلتفت الكثيرون إليها، وهي تحتاج إلى علماء ومن مستوى معين، أعني الذين يجمعون بين العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والشرعية والنقلية، لكي يتمكنوا من تحليل ومعرفة هذه الظواهر، ومنها ظاهرة خطيرة جداً هي ظاهرة التداخل بين الأديان.
ففي مراحل معينة تدخل بعض قضايا الأديان السابقة إلى الدين اللاحق بشكل أو بآخر، إما بعمليات التفسير والتأويل، أو من خلال عملية من الإيمان بالتواصل بين الأديان ..
والإسلام بوصفه الدين الخاتم قد انفتح على الديانات الأخرى واعتبرهم أهل كتاب من باب {ومصدقاً لما بين يديه ... }، ومن باب {ومهيمنا عليه}، وفي سبيل ذلك مد جسورًا كثيرة في اتجاههم، وأراد أن يوجد أرضية مشتركة معهم: {إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون}، وكأنه يقول لهم: أنا بيني وبينك صلة وبيني وبينك رحم، ولكن هيهات أن يرعي بنو إسرائيل هذه الرحم أو هذه الصلة، فرفضوها رفضًا مطلقًا، وقالوا للمشركين {هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً} ..
نرجع لظاهر التداخل بين الأديان .. القرآن المجيد ذكر النبوات والأنبياء والمرسلين وصدق وهيمن واستوعب وتجاوز، وما كان لأحد أن يدخل من خلال القرآن الكريم؛ لأنه معصوم .. فلو أضيف حرف لبان وانكشف فلا يمكن اختراقه؛ لأنه حفظ بحفظ الله تبارك وتعالى.
ولكن التفسير عمل بشري، وهو فهم المفسرين لآيات الكتاب، وأي مفسر أو مؤول إنما يفسر أو يؤول في إطار ثقافته وقدرته وذكائه وعلمه، وكل ذلك نابع مما هو متوافر في بيئته من فنون المعرفة ..
هذه كلها تدخل في التفسير .. فإذا عرفنا أن أهل الكتاب كانوا يسكنون الجزيرة العربية، النصارى في نجران، وفي المناطق التي تسمى اليوم الجزيرة، واليهود كانوا يسكنون الحجاز _المدينة ومكة_، وقد نزحوا إلى منطقة الحجاز بالذات قبل سبعة قرون من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم انتظارًا له .. لماذا سبعة قرون؟
بالنسبة للتوراة وعنايتها بالتاريخ والفواصل التاريخية كانت تعتبر كل أربعة عشر قرنا أو سبعة يأتي نبي يقوم بعمليات التصحيح لمن سبقه، ويجدد تراث النبيين الذين سبقوه فيما يتعلق بمن أرسل إليهم.
المقصود أن المفسر يتأثر فيما يتأثر به من مصادر ثقافته بما يسمى بالثقافة الشفوية .. فأهل الكتاب هناك كان لهم تأثيرهم من خلال تلك الثقافة الشفوية .. فنقلوا أفكارًا كثيرة .. مثلا "جعلوا الملائكة إناثا"، وفكرة أن الملائكة إناث فكرة موجودة في العقل اليهودي، فانتقلت من الثقافة الشفوية إلى العرب.
أيضاً اتهام جبريل بأنه يتصرف في الوحي أحياناً تصرفات من عنده، فقد يخون _حاشاه_ وقد يحول رسالة من واحد إلى آخر، وقد يخطئ في نقل أشياء كلف بنقلها إلى رسول قالها لرسول آخر .. هذه كلها من أفكار التوراة.
وفي إطار هذا أيضا جاء الإيمان بالقوى الخارقة للجن وتأثيراته على الإنس .. فنشروا في الجزيرة العربية فكرة الجن وسيطرته على الإنس، وكيف يمكن للجن أن يتحول كما يريد إلى ثعبان إلى حمار، إلى أي شيء، بحيث يجعل الإنسان مهزوزاً .. أي حيوان يراه يعتقد أنه ممكن أن يكون جناً .. وأهل المدينة كانوا يتهيبون قتل الأفعى السوداء على اعتبار أقنعتهم الثقافة الشفوية بأن هذا منقلب عن جن وسيضركم أهله إن قتلتموه.
وفي الأدب العربي قصص شائع حول التي يخطفها الجن وزواج الجن من الإنس، ومازالت في البيئة المدنية بالذات مثل تلك الثقافة، فهي التي ابتليت بالثقافة الشفوية من المجاورة اللصيقة باليهود .. ما زال هناك أناس يعتقدون في المخالطة مع الجن وإمكان دخول الجن في الإنس .. مع أن الله عز وجل ما جعل أي سلطان للجن علينا غير الوسوسة.
فكرة المخلص
* تقصد فضيلتك أن فكرة المهدي يمكن أن تعود طبقًا للثقافة الشفوية التي أشرت إليها إلى فكرة المخلص الموجودة في العقيدة النصرانية .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم .. النصارى نقلوا عن طريق الثقافة الشفوية فكرة المخلص؛ وعقيدة المخلص منتشرة في اليهودية والنصرانية وبالتالي انتشرت في الجزيرة العربية قبل الإسلام {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا} اليهود يستفتحون، تبعهم النصارى يستفتحون بالمخلص القادم الذي هو السيد المسيح، فدخلت إلينا فكرة المخلص.
وأنا أقول: لو سلمنا بفكرة المخلص فأين ختم النبوة؟! ولذلك الفئات المتصوفة وفي مقدمتهم الشيخ "محيي الدين" حينما شعروا بأنه لن تستقيم لهم قضية الولاية والقول بالقطب والمؤثر وغيره من مصطلحاتهم وإعطائه الصلاحيات الموجودة التي أُعْطِيَتْ من قبل غلاة المتصوفين _ إلا إذا تحايلوا على ختم النبوة قالوا: "ختمت النبوة التشريعية فقط أما كل عناصر النبوة الأخرى فقد استمرت وجرى تناقلها من ولي إلى آخر حتى قيام الساعة ... "، وهذا في الفتوحات المكية موجود، والنقول عنه في بعض كتب التفسير التي تأثرت به ومنها تفسير الألوسي في سورة الإسراء والكهف وغيرها.
الجانب الآخر .. إخواننا الشيعة .. وطبعا التشيع في الحاصل كان التشيع العلوي، يعني محاولة تأييد سيدنا علي بن أبي طالب، وقد كان أبو ذر وغيره من كبار الصحابة يرون أن الإمام علي بن أبي طالب في شبابه وفتوته ونشأته في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون أقدر على تحمل أعباء الخلافة من سيدنا أبو بكر وعمر وعثمان فيما بعد .. فكان هناك ميل أن يكون هو الخليفة عند البعض، وسيدتنا فاطمة رضي الله عنها كانت ميالة إلى هذا أيضا، فهو زوجها وتربى في حجر أبيها "عليه الصلاة والسلام".
نقطة أخرى كانت لدى بعض المسلمين وهي قوله تعالى لسيدنا إبراهيم: {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} فكلمة الظالم اسم فاعل، وكمذهب في النحو واللغة العربية يتبناه كثير من الأصوليين أن الاشتقاق حينما يقال مثلا "ظالم" معنى ذلك ما منه الاشتقاق ألا وهو الظلم قائم فيه .. فلو تاب وعفا الله عنه فيبقى ما منه الاشتقاق وصفا ممكن أن يقوم به عند من يريد ..
فمثلا لو فرضنا أن واحدًا قتل، وتاب وأناب وعفا عنه أهل القتيل أو أخذوا منه دية مثلا، فهل يصح أن نسميه أو نطلق عليه قاتل؟ قالوا: نعم ما دام فيه الاشتقاق قد حدث فيبقى كأنه شيء لاصق به فقالوا: قوله تعالى {لا ينال عهدي الظالمين} مشتق عن الظلم وإن الشرك لظلم عظيم .. وأبو بكر وعمر كانوا في الجاهلية مشركين فإذا الإنسان الوحيد من الصحابة الذي رشح للخلافة ولم يتلبس بظلم أو شرك هو الإمام علي .. إذا هو أحق بالخلافة ..
ولما دخل الفرس الإسلام وجاءوا من الخلفية الملكية التي تؤمن بأن الملك حينما يموت فأولى الناس به ابنه الذكر الكبير فقد أصبح من السهل جدًّا أن يقال لمن انتقل من الفرس إلى الإسلام إن سيدنا علي وهو زوج ابنته وتربى في حجره ولم يسرق ولم يسجد لصنم هو أولى .. فدخلت أيضا فكرة الحلول.
الحلول ..
وعقيدة الحلول تعني أن شيئا يكون في إنسان يمكن أن ينتقل إلى آخر .. فالنبوة والوحي -وهذه أخطر نقطة في قضية التشيع والإمامة- انتقلت منه عليه الصلاة والسلام إلى الأئمة من بعده ..
ولذلك قالوا: "إن الإمامة لم تتم باختيار وانتخاب بشري؛ لأن البشر كلهم أقل من الإمام وإنما تتم بنص إلهي"، فالله تعالى يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناس فهو الذي يصطفي الأئمة ويصطفيهم وفق مواصفات معينة من أهمها العلم؛ ولذلك نسبوا للإمام علي علمًا اختصه رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
وهذا السؤال كان مطروحًا في عهد الإمام نفسه، حينما سأل أكثر من مرة هل ترك لكم آل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا تختصون به .. سورة من القرآن خاصة بكم كما يدعي البعض سورة الولاية أو شيئًا أو ترك لكم شيئًا أخفاه عن الآخرين؟! فقال: والله ما ترك لنا شيئا إلا فهما يعطيه الله لعباده مثلنا مثل أي واحد آخر يقرأ القرآن ويتدبر ويتفهم ويفقه، وما في جرابي إلا هذا السيف ورسالة أملاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ردًّا على أسئلة جاءت من اليمن تسأله عن أحكام الزكوات وبعض الأمور المحددة المقدرة، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا أن يكتب له الرسالة، وكتبت، فاحتفظ بنسخة لنفسه؛ لأن فيها أحكاما وإجابة عن أسئلة فقهية معينة أجاب عنها
(يُتْبَعُ)
(/)
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفكرة الحلول هذه أو انتقال شيء من النبوة بمعنى من المعاني إلى علي وذريته من بعده، مع فكرة الإمامة لسيدنا علي ثم أبنائه ثم كذا إلى الثاني عشر أشاعت فكرة المهدي المنتظر .. وللعلم ليس هناك أموي واحد من بني أمية طيلة العهد الأموي إلا كانوا ينتظرون أن يأتي منهم مهدي، وعد بعضهم عمر بن عبد العزيز مهدي الأمويين؛ لأنه ملأ الأرض عدلا ومنع بعض المظالم إلى آخره.
والمختار السقفي من العباسيين حين استولى على بعض المناطق جاء بوضاع من وضاعي الحديث، وقال له أدفع لك عشرة آلاف درهم وتضع لي حديثا ينطبق على مواصفاتي يقول إنني أنا المهدي المنتظر، فالوضاع قال له والله إني لأخشى الله أن أضع على لسان نبيه كلمة .. فادفع لي ألفا واحدا وأضعها على لسان واحد من الصحابة، ودخلوا في مفاوضات كثيرة نجدها في "موضوعات ابن الجوزي".
حينما تتبعت تاريخيا كم مهدي ظهر في هذه الأمة، كان عندنا حوالي 150 مهديا وكلهم يدعي أنه المهدي المنتظر .. يعني ادعاء القحطاني في تشيمان، وقضية الحرم في أول هذا القرن، وحدث ذلك عندما احتلوا الحرم وحصلت الفتنة المعروفة، والله جل شأنه أنهاها بلطفه بعد أن انتهك حرمة الحرم من قبل هؤلاء، وأغلقت أبوابه بحجة أن المهدي لازم ينادى به بين الركن والمقام.
أنا شخصيًّا أستطيع أن أريك رسائل عندي من شخصين مختلفين من بلدين مختلفين يراسلاني ويزعم كل منهما أنه المهدي المنتظر، ويستحلفني ويسر إليَّ بهذا ويقول إنني أريد أن أعينك مساعدا عندي تساعدني في هذه القضية.
* هل هم شخصيات معروفة .. يعني علماء أو مشاهير؟
- لا أبداً .. هم مجاهيل صغار، وهناك عام 1908 صدر كتاب باللغة الإنجليزية وأعتقد أنه ما زال في الأسواق (" the mahde in Islam" المهدي في الإسلام) الكتاب هو عبارة عن قصة لفقتها المخابرات الأمريكية " C.I.A" بالتعاون مع بريطانيا، وأخيراً انضمت إليهم " K.B.G" في روسيا.
فاتفقت الأجهزة الثلاثة على صناعة المهدي وتمرير المشروع الغربي كاملاً بطريقة في منتهى الفجاجة والاستخفاف بالعقل المسلم .. وهذا الكتاب موجود في الأسواق وطبع عدة مرات، تجده في فنلندا، تجده في نيويورك، تجده في تورنتو (في كندا) طبع عدة مرات، أنا عندي في بيتي نسختان منه، وعرضته على بعض المسئولين العرب والمسلمين وقلت لهم: ترجموه واجعلوا الناس تفهم ما الذي يدبر.
هذا جانب .. كون هذه الظاهرة تتكرر في عالمنا الإسلامي، يعني عندنا 150 مهديا إلى اليوم، ألا تلفت النظر؟!! لو أن الأمة عندها وعي بقضية "ختم النبوة" باعتباره محدداً منهجيًّا ما كان هذا الاعتقاد قد تسرب بهذه الطريقة، أو لم يكفهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهل ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) شيئا لم يعلمه لنا.
لقد علمنا كل ما نحتاجه، وهذا القرآن الكريم فالله تعالى يقول: {أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ... } فالدين كامل والقرآن كامل، ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) لم يفارق هذه الدنيا - عصمه الله وحماه وحفظه من المشركين ومن أهل الكتاب ومن جميع أعدائه إلى أن أدى الرسالة وأكملها وقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
فما الذي سيفعله هذا المهدي؟ وما الذي سيفعله عيسى؟ الأمم الآن لم تعد تخضع ذلك الخضوع المطلق لأفراد، يعني آخر ظاهرة خضوع للفرد، الخميني في إيران، ومع ذلك لم يكن كل الإيرانيين مؤيدين له، بل كان بعضهم معترضين عليه، هو لم يدعِّ المهدية ولم يستطع، وإنما أقصى ما استطاع أن يقوله (ولاية الفقيه)، فقال لهم: إذا كان هناك مهدي منتظر ما عندنا مانع، ننتظره الانتظار الإيجابي بأن نفعل كل ما يجب عليه فعله، والفقيه هو الذي يشرف على إدارة الموضوع، إن جاء المهدي مرحبًا به سلمناه له، وإن لم يأت فنحن في انتظاره!!.
وأحمد الكاتب وهو كاتب عراقي من أصل حوزوي وهو عالم من علماء الشيعة، كلفته الحوزة بدراسة موضوع المهدي لتعزيز ولاية الفقيه، فاستمر مدة عشر سنوات متفرغًا لدراسة هذا الأمر، وخرج بكتاب ودراسة تقول إن فكرة المهدي هي ذاتها فكرة المخلص عند النصارى وعند اليهود، ونشر كتابه بعنوان (الفكر السياسي الشيعي) وبين أنها فكرة سياسية طرحت لأسباب معينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فأنا حينما أقول إن فكرة المهدي هي فكرة المخلص، ودخلت إلينا من خلال التفاسير، وربما صاغها البعض أحاديث لمصلحة ما، هذا يستدعي النظر والتدقيق ونقد متونها وأسانيدها بدل المرة ألفا، وهناك أحاديث أخرى في الصحيحين وفي غيرها، هي في حاجة إلى إعادة نظر.
الاجتهاد حق
* لكن البعض يعتقد أن البخاري ومسلم وعلماء الحديث على مر العصور قد كفوا الناس مؤنة هذا البحث، ووضعوا من القواعد ما ضمن صحة ما رووه .. فما تعقيبكم .. ؟
- يا سيدي أنا بوصفي طالب علم من حقي ألا أقبل أحاديث ما، قديكون صح سندها عند غيري، لكني اكتشفت في السند عيبا، أو صح متنها عند آخرين ونقدت المتن واكتشفت به عيباً، وفقاً للمنهج الأصولي، كما فعلت في حديث الردة حديث (من بدل دينه فاقتلوه) درست جميع طرقه وكما درست طرق حديث (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث) وكما درسنا حديث (ستفترق أمتي على بضع وسبعين شعبة).
هذه الأحاديث مشتهرة على الألسن وصححها كثيرون، لكن وجدنا فيها عيوباً وفقاً لمناهج المحدثين، فما العيب أن يقوم طالب علم أو شخص مختص بدراسة وفق المناهج التي وضعها المحدثون، ليثبت لنا أن هذا الحديث فيه عيب لم يكتشف ويكتشفه، {كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك} أنا لا أدعي لنفسي أي شيء فيها أنا مجرد طالب علم أخطئ وأصيب.
وكل العلماء متفقون على أن الحديث إذا خالف القرآن يُنحى، القرآن هو الذي يؤخذ به، هو الحاكم على الحديث، هو المصدق والمهيمن على تراث النبيين كافة، فلم أفعل أنا شيئا غير هذا، ولم أتجاوز الحدود المرسومة لدى المحدثين ولدى أهل العلم.
والإمام البخاري نفسه -رحمه الله- اختار صحيحه الذي لا يتجاوز عدة آلاف اختاره من سبعمائة وخمسين ألف حديث صحيح، فهل أقول إن الإمام البخاري أنكر السنة؛ لأنه نحى 6 إلى 7 آلاف حديث من طريقه ولم يأخذ بها؟ لا .. هو حدد منهجا معينا بضوابط معينة، وكان له فقهه ووضع فقهه في عنوان كتابه، فاختار ما يناسبه، ولذلك تراه أحياناً يضع العنوان ولا يأتي بحديث، فهل الذي يوجد عنده 750 ألف حديث يعجز أن يأتي بحديث منها يضعه تحت هذا العنوان، ولكن لم يصح عنده وفقاً لقواعده.
ومعلوم أن هناك أحاديث صحت عند البخاري رفضها مسلم؛ لأن "مسلم" عنده شروط والبخاري عنده شروط وهذه أمور فنية، فهؤلاء الذين ينكرون علينا إن أنكروا بعلم فالمفروض أن يحجزهم علمهم، وإن أنكروا عن جهل فالمفروض إلجام العوام عن علم الكلام، العامي من لا يعرف هذه الفنون من لا يطلع على هذه العلوم يجب أن يخرس لسانه، لا يخوض فيما لا يعرف، لا يهرف بما لا يعرف.
هذه الأمور لها أناس عندهم اختصاص، وأنا على حافة هذا طالب علم أحاول، أخطئ وأصيب، وأطلب ممن يكتشف خطأ عندي أن يقومني، وأن يصوب لي خطئي، وأن يبين لي الصواب، لكن أن يتهمني، ويشتمني .. هذا أمر مخالف للمنهج العلمي، للمنهج القرآني في الأساس.
كل ما هنالك يرون أن الإنسان إذا بدأ نقاشا علميا في موضوع فيه سنة فكأنه ينكر السنة، لا تلازم بين هذا وذاك .. يعني مثلا: الإمام أبو حنيفة هل يستطيع أحد أن يتهمه بأنه أنكر السنة، فهو لم يأخذ بقوله عليه الصلاة والسلام، {لا نكاح إلا بولي .. } مع أن الحديث صحيح، بل بلغ حد الشهرة ولم يأخذ به؛ لأن الله في القرآن قد نسب النكاح إلى المرأة وقال {حتى تنكح زوجاً غيره}، وقال: {ولا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن}.
فإذا كان الإمام أبو حنيفة رحمه الله عليه يفعل هذا ولم يتهم بأنه قد أنكر السنة وإنما هو نحى حديثا لصالح فهمه للنص القرآني "حتى تنكح زوجاً غيره"، قال نسب إليها النكاح فلم ينسبوا إليها إلا إذا نكحت فإنما تنكح نفسها ونحى أيضا "لا نكاح إلا بولي" فهل هو في هذا منكر للسنة.
* فضيلة الدكتور .. إذا كان تعليل فضيلتكم أساسه فهم النص القرآني، فمسألة نزول المسيح عليه السلام فيها نص قرآني حسب فهم البعض بعيدا عن الأحاديث ومدى صحتها متنا وسندا .. يعني قوله تعالى عن المسيح عليه السلام: {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها} وقوله عنه أيضا: {ويكلم الناس في المهد وكهلا} حسب فهم البعض للمقصود بالكهولة حين عودته مرة أخرى .. وقوله تعالى: {إني متوفيك ورافعك .. } فكيف تحلون هذا الإشكال؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- بداية .. عيسى لم يتعرض لما قيل إنه "صلب" إلا وهو كهل .. الكهولة تبدأ من سن الثلاثين، يعني إذا كان هؤلاء يفهمون اللغة العربية فاللغة العربية تقسم مراحل حياة الإنسان العمرية إلى مرحلة طفولة وهي من سنتين لأربعة، مرحلة تتميز وهي بعد سن الخامسة، مرحلة مراهقة وهي لحين البلوغ مرحلة شباب وهي مرحلة ما بعد الرابع والعشرين، مرحلة رجولة وهي من 24 إلى 30، مرحلة كهولة وهي من 30 فما فوق، مرحلة شيخوخة من 50 فما فوق، وهذه لغة عربية يستطيع أي واحد أن يرجع إلى قواميس اللغة، ويرى كيف تعامل العرب مع كلمة صبي وطفل وصبية وطفلة ومراهق وبالغ وشاب وشايب ورجل وكهل وإلى آخره.
سيدنا عيسى حينما ابتعث كان في الثلاثين يعني بأنه بقي سنتين أو أكثر في بني إسرائيل يدعوهم إلى الاعتراف به، وإلى تصحيح مسارهم، وهناك من يرى أنه قضى ست سنوات أو أكثر يعني هو كان كهلاً {ويكلم الناس في المهد وكهلاً} وقد تكلم في الكهولة.
والذين يقرءون القرآن مجزأ يلتقطون منه مثل ما يلتقطون الشواهد الشعرية، طبعا لن يفهموا، ولكن حينما يقرؤون القرآن الكريم بوحدته البنائية فسيجدون أن سيدنا عيسى قد كلم الناس كهلا، بمعنى أن عيسى -عليه السلام- كان عبارة عن نبوة تصحيحية لبني إسرائيل {ورسولا إلى بني إسرائيل}.
فهذا نص لا يتحمل أي تأويل ولا تفسير، فالذي يكون مخصصًا من قبل الله إلى بني إسرائيل كيف يصبح رسولاً للعالم لولا أن مصلحة النصرانية العالمية ومصلحة التنصير تقتضي تأكيد هذه العقيدة المنحرفة من عقائد المسلمين، لكي تنص على مصلحة الإسلام إلى جانب مصلحة اليهود، فالآن نحن نحارب بهذه العقيدة .. اليهود يرون أنهم سيقيمون "الهيكل" من أجل أن ينزل المسيح، اليهود يعتبرون أن الإبادة للعرب ومعركة هرمجدون إذا ما كان يفهمها هؤلاء إنما هي تمهيد لنزول السيد المسيح، وأن هذا السيد المسيح هم مختلفون عليه سموه المشابه ويعتبرونه يهودي، والنصارى يرون بأنه المسيح "عيسى بن مريم".
وللأسف النصوص الإسلامية الواردة في هذا من بعض الأحاديث هي أيضا إلى صف النصارى في هذا، يعني لو سلمنا فيما يقولون، لماذا يأتي السيد المسيح بعد خاتم النبيين، إلا لإزالة صفة الختامية عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفتح أبواب المتنبئين.
تحرير المصطلحات
* ولكن يا أستاذنا ليس هناك تلازم أبداً بين نزول المسيح وبين ختم النبوة للنبي (صلى الله عليه وسلم)؟
- لماذا؟
* لأنه سوف يكون تابعًا للنبي (صلى الله عليه وسلم)، وسيصلي كما جاء في نص الحديث خلف إمام من المسلمين، ولن يأتي بتشريع جديد ينسخ تشريع النبي صلى الله عليه وسلم .. فالبعض يمكن أن يعترض على طرحكم بهذه الطريقة .. ؟
- هذا من قبيل التأويل؛ لأن لديهم أحاديث تقول إنه ينزل على المنارة البيضاء في دمشق ويجد المهدي هو الذي يؤم الناس، فحينما يشعر المهدي -ولا أدري كيف يشعر وهذا يصلي إماما وهذا يأتي من الخلف- بأن السيد المسيح قادم يتأخر عن المحراب، ويقدم السيد المسيح، فيقول السيد المسيح له: "لا .. أئمتكم منكم"، ويصلي خلف المهدي ثم يقتل الدجال إلى آخره .. هذه الأحاديث في حاجة إلى محدثين أكفاء يقومون بعملية إعادة نقد متونها وأسانيدها؛ لأن هناك أحاديث كثيرة دخلتنا عن طريق يسميه علماء الحديث بطريق "السابرين" .. المهم أننا نحتاج الآن -وعندنا الوسائل الكثيرة- إلى أن نشتغل شغلا جادًّا على السنة وبنفس معايير المحدثين .. لن نخرج عنها.
وما أريد أن ألفت النظر إليه أن قضية نزول السيد المسيح ليس عليها من القرآن الكريم دليل، والعقائد اليقينية عندنا كلها قد جاء القرآن بها تؤمنون بالله، ملائكته، كتبه، رسله، اليوم الآخر وآيات القدر عندنا حوالي 40 آية وردت في فهم القدر الفهم الصحيح السليم.
فهذه هي أركان العقيدة عندنا، وعقيدتنا عقائد قطعية يقينية لا يمكن أن تثبت بالطريقة الظاهرية، وبالتالي عندنا مذهب واحد هو الذي اعتبر أن خبر الآحاد إذا ثبت ولم يعارض القرآن -ووضعوا حوالي 16 شرط قالوا- يقبل في العقائد، وفتحوا علينا الباب الذي أدخل علينا قضية المهدي والسيد المسيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن ما ذكره القرآن الكريم عن مسألة سيدنا عيسى عليه السلام لا بد أن يفهم في سياق الوحدة البنائية للقرآن كاملا، فمثلا يقول تعالى: {إني متوفيك ورافعك إلي}، أولا قضية الرفع .. الرفع لا يعني ما هو متبادر إلى الأذهان في هذه المسألة بالذات من رفعه حيًّا إلى السماء، فالرفع في القرآن جاء بمعنى آخر مثلا في قوله تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات}، وقوله تعالى: {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه}.
إذا نحن أمام مفهوم قرآني اسمه "الرفع" هذا المفهوم القرآني موجود وشائع في معظم السور، ليس فيه ما يشير إلى رفع حسي .. وشُبَهُ الحياة والرفع هي شبه نصرانية؛ لأن النصارى انقسموا إلى عدة مذاهب في قضية السيد المسيح.
قسم منهم قالوا صُلب وانتهى، وقسم آخر قالوا صلب واستطاعت مريم المجدلية وأمه أن ترشيا الحرس الواقف على القبر لكي يترك مجالا لتنفسه داخل القبر، فترك فتحة يتنفس السيد المسيح منها، وقدموا رشوة لكي ينصرف الحراس عن حراسة قبر السيد المسيح فانصرفوا، فجاءت مريم المجدلية وأمه وأخرجتا السيد المسيح، وتناول عشاء الفصح مع طلابه الذين كان معظمهم في شك أنه السيد المسيح، فكان بعضهم يلمسه، وكان بعضهم يسأله وذلك حسب رواياتهم هم .. ثم تزوج بعد ذلك مريم المجدلية، وأنجب منها أطفالا وعاش حياة عادية إلى أن مات .. هذه روايات نصرانية ليست روايتنا نحن.
وقسم منهم قالوا: شبه لهم فاشتبهوا بالواشي نفسه .. الله أراد أن يخزيه بأن ألقى عليه شبه السيد المسيح فقُتل هو، وهرب السيد المسيح .. نجا في كل الأحوال سواء أخذنا بالرواية النصرانية الأولى أو الرواية الأخيرة، هو عاش حياة عادية ثم مات .. هذا عند النصارى ..
أما نحن فقد اشتبهت علينا كلمة "رافعك"، وهي حسب ما يفهم الكثيرون تعني أنه رفع إلى السماء حيا لينزل ثانية، وهذا تناقض .. فالقرآن قال في نفس الآية التي جاء فيها مصطلح الرفع {إني متوفيك}، وهم انشغلوا بالشبيه وصلبوا الشبيه وقتلوه وهو هرب .. فلماذا يرفعه؟ لا شيء يستوجب الرفع؟ وما الداعي إلى رفعه؟ لا شيء .. وإذا كان رفعًا فهذا يناقض {شُبه لهم} إذن هم أتوا به للصلب والله رفعه!!
حتى عقولهم لم تسمح باكتشاف التناقض بين أقوالهم مع القرآن الكريم، مع نفس الآية التي يستدلون بها إما شبه لهم وهو نَجَا، وهذا صحيح ولا داعي للرفع بالمعنى الذي يفهمونه، فهو اختفى عن الناس في مكان ما، قيل إنه اختفى في مصر وتزوج وأنجب ابنين أو ابنًا وبنتًا إلى آخره، ثم توفاه الله وعاش حياة عادية؛ لأنه لم يدع بعد ذلك.
وهذا التناقض موجود في روايات الإنجيل وفي الأحاديث الواردة عندنا وأقوال المفسرين، فيجب أن نحل هذا التناقض {متوفيك ورافعك إلي} رافعك روحًا والأرواح كلها ترفع إلى الله تعالى، فمنها من يوضع في الجحيم، ومنها من يوضع في عليين {كتاب مرقوم يشهده المقربون} فرفعه جل شأنه رفع روحه.
والدليل على ذلك هو ورود مصطلح الرفع في القرآن كما قلنا بهذا المعنى، فالكل يرفع بهذه الطريقة، الشهداء والعمل الصالح وغيرهم .. فلا بد من تحرير مفهوم الرفع؛ لأننا إذا حررناه فلن يكون عندنا شيء يضطرنا بأن نقول رفع روحًا وجسدًا.
* إذن تعتقد أن تحرير مصطلح الرفع هو فيصل هذا الموضوع؟
- نعم .. تحرير مصطلح الرفع سوف ينهي فكرة أنه رفع لكي يكون أمانة وينزل ثانية .. "متوفيك" هي تنفي عملية العودة؛ لأنه قال {إني متوفيك ورافعك إلي} فإن بعد الوفاة حرف عطف أي أرفعك روحًا.
أما الإشكال الأكبر في فهم هذه القضية فهو عند المفسرين في سورة الزخرف، حينما قال تعالى: {ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون .. وقالوا أألهتنا خير أم هو} وهنا يفسر ويبين القرآن الكريم {إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل .. } ولاحظ ليس إلى العالم كله، ثم يأتي بعد ذلك قوله تعالى {ولو نشاء .. } هذا التفات ما له علاقة بالآية هذه إلا المجاورة المناسبة .. {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون}.
الوحدة البنائية للقرآن
*لكن هذه قراءة جديدة لهذا النص القرآني .. على أي شيء اعتمدت فضيلتكم فيها .. ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
-هذه القراءة التي قرأنا بها تؤكد وتعتمد على أن القرآن له وحده بنائية متكاملة، ولأؤكد لك، المشركون الجاهلون كانوا يقولون {لولا نزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكاً لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلاً وللبسنا عليهم ما يلبسون} فهنا يرد عليهم بقوله {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} فمعناه أن الله سبحانه وتعالى قادر على نزول الملائكة، لكن لن تستطيعوا التفاهم معهم فالرسالة هي قضية اتصال.
والعملية الاتصالية يجب أن يكون فيها المرسل مثل المرسل إليه، فأنا اخترت بشرا، وأنتم حينما تجادلون في عيسى عليه السلام وتقولون {أألهتنا خير أم هو} فتختلفون فيه، فريق يقول خلق من غير أب، أبوه يوسف النجار وإلى آخره من الاختلافات والتناقضات من قصص أهل الكتاب التي كانت شائعة بسبب الثقافة الشفوية في الجزيرة العربية.
فيرد تعالى: {ما ضربوه لك إلا جدلاً} حتى يجادلوك {بل هم قوم خصمون .. إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل .. ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} ثم جاء بقوله {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعوني هذا صراط مستقيم} هذا يعود إلى الوحي وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
الضمير هنا لا يعود إلى سيدنا عيسى "عليه السلام"؛ لأنه وضع فاصلا بين قضيته وبين هذا الأمر، {ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون}؛ لأنه فرغ من مناقشة موضوع الجدل الذي جادله المشركون في قضية سيدنا عيسى، فالضمير يعود على النبي وعلى الوحي .. {وإنه لعلم للساعة}، وهذا ما يؤكده قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بعثت أنا والساعة كهاتين" أي أنه لا نبي بعده، ليس غير الساعة بعده، ولذلك جاء الأمر بعدها باتباعه صلى الله عليه وسلم: "وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعوه هذا صراط مستقيم" ..
فإما الإيمان به وإما الساعة التي تذهب بكم للجزاء "وإنه لعلم للساعة" يعني هذا الوحي أوحيناه إليك .. والدليل على ذلك أننا نرى سورة الزخرف كلها تقريبا تتحدث عن الوحي لمحمد صلى الله عليه وسلم، بدأت بقوله تعالى {حم والكتاب المبين ... } حيث كل النقاش حول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والقرآن وما جاءهم به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموضوع سيدنا عيسى عليه السلام مقحم؛ لأنهم أرادوا أن يقحموه في هذا الموقع، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى الإيمان به، فقالوا إن عيسى نبي ورسول من غير أب ومن أم فقط، وعليه شبهات كذا وكذا، فأنزل الله تعالى {أألهتنا خير أم هو ..... }؛ ولذلك رد عليهم سبحانه كما بينا {ما ضربوه لك إلا جدلا إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل} كأنه يؤكد عليهم قائلا: عيسى ليس قضية جوهرية بالنسبة لكم .. هو مثل فقط لبني إسرائيل، أنتم انظروا إليَّ أنا "محمد صلى الله عليه وسلم" .. أنا منكم وأنا نبيكم وهذا الكتاب هو القرآن الذي نزل بلغتكم، فما لكم وعيسى؟! إنه نبي ومَثَلٌ لبني إسرائيل، عليكم فقط أن تؤمنوا أنه جاء لبني إسرائيل وأنه نبي من أنبياء الله وانتهى، أنا ما طلبت منكم أكثر من هذا، ثم انتقل بهم مرة أخرى إلى المطلوب منهم تحديدا {وإنه لعلم للساعة .. } أي الوحي إليك والكتاب المنزل إليك وإرسالك {وإنه لعلم للساعة فلا تمترن} يا عرب يا أميين "بها واتبعوني" وإلا لو ربطنا هذا الضمير بسيدنا عيسى يكون قوله تعالى "اتبعوني" نشاز" والقرآن أبلغ وأفصح من أن يكون فيه شيء نشاز.
إنه في آية واحدة من ناحية يشير إلى عيسى ومن ناحية أخرى يطلب اتباعه {فإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعوني هذا .. } أي الإسلام الذي جئتكم به {صراط مستقيم ولا يصدنكم الشيطان إنه لكم عدو مبين} ..
وخشية أن يظن هؤلاء أن فيما تقدم عن سيدنا عيسى {إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثل لبني إسرائيل} تقليل من شأنه جاء بعد ذلك قوله تعالى: {ولما جاء عيسى بالبينات قال .. } لبني إسرائيل: {قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه .. } وهذه علامة أيضا على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم {فاتقوا الله وأطيعون .. }؛ لأنهم لما سألوه عن بعض الأشياء قال: هذه ليست لي، سيأتي لكم نبي آخر هو أحمد هو الذي سيخبركم بهذا ويجيبكم عما سألتم عنه {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه فاتقوا الله وأطيعون إن الله ربي وربكم
(يُتْبَعُ)
(/)
فاعبدوه هذا صراط مستقيم} ..
* * * * *
العلواني ومراجعة التراث الإسلامي .. مشروع جديد (2)
حوار - إسلام عبد العزيز فرحات
المصدر: شبكة إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1201957954771&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout)
في الحلقة الماضية بدأنا في تحسس هذا المشروع من خلال قضية المهدي وعودة المسيح عليه السلام، ورأينا كيف أكد العلواني رفضه القاطع لهذه الأمور من خلال قراءته للقرآن الكريم.
وفي هذه الحلقة نحاول أن نقترب أكثر وأكثر من حقيقة هذا المشروع ومرتكزاته، مؤكدين أننا لا نتبنى فكرة معينة ولا نروج لتوجه محدد، إنما نحاول إثراء الحوار حول قضايا الفكر الإسلامي دون تحيز.
العلواني أكد في تلك الحلقة أن ما يقوله ليس جديدا، وإنما قال به وفعله من قبل أئمة كبار أمثال أبي حنيفة والشافعي وابن حزم وغيرهم.
ولفت العلواني إلى أنه لا يمكن بحال أن ينكر السنة، مستعيذا بالله من ذلك، ولكنه في الوقت ذاته أكد قناعته بأن السنة لا تستقل بتشريع ولا بإخبار عن غيب.
وفي ثنايا الحوار عديد من القضايا الجديرة بالمتابعة:
* فضيلة الدكتور .. دعنا من إشكال المهدي وعودة المسيح عليه السلام إلى حين .. ولنقترب أكثر من مشروعكم "مراجعة التراث الإسلامي" .. نريد أن نفهم لأن البعض يظن أن ما يمكن تسميته "الأسس التشريعية" أو "مصادر التشريع" قد اكتملت ولم يعد لأحد أن يتحدث عن مراجعة هذه الأسس لأنها خطوط حمراء .. فنحن نريد أن نفهم طبيعة المشروع.
- يا سيدي هؤلاء الإخوة -عفا الله عنا وعنهم- يقرءون الأمور مجزأة، وحينما يقرأ الإنسان قراءة مجزأة فكأنه لا ينظر إلى الإنسان بكامله "رأسا ووجها، يدا ورجلا إلى آخره" وإنما ينظر إليه أعضاء، فيد بمفردها ورأس كذلك وعين .. إلى آخره.
القرآن الكريم ذو وحدة بنائية، ولست أنا القائل بهذا وإنما علماؤنا أكدوا هذا، والقرآن نفسه يؤكده ويوظفه ويوضحه في قوله تعالى مثلا: "إنا كفيناك المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين" أجزاء وأعضاء مبعثرة.
فيأتي أبو نواس ويقول:
ما قال ربك ويل للألى سكروا ... ولكن قال ويل للمصلين.
هذه القراءة نحن نهينا عنها وأمرنا بأن نقرأ القرآن بوحدته الكاملة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرضتين الأخيرتين قبيل وفاته راجع القرآن مرتين مع جبريل، وقطع بأمر الله تعالى ما بين القرآن وأصل النزول وأسباب النزول، يعني في النزول "اقرأ" هي الأولى، ولكن نحن نقرأ "الفاتحة" كأول سورة والبقرة ثانية وآل عمران ثالثة وهكذا.
هذا الترتيب توقيفي إلهي، الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم مع جبريل أن يفعل هذا، والحكمة الأساسية التي يمكن لنا تذكرها في هذا المجال أنه سيأتي من المتطفلين على علوم القرآن والدراسات القرآنية من يقول "إن القرآن نص تاريخي" بمعنى أنه مرتبط بمرحلة تاريخية معينة ليس له أن يمتد خارجها .. هي مرحلة عصر النبوة.
ويؤكد ذلك المستشرقون حين يقولون إن كل الأمثلة التي جاء بها القرآن من البيئة العربية {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}، أنا بالنسبة لي لم أر بعيرا في حياتي كلها مثلا في أمريكا أو في أستراليا .. فلماذا يكلفونني ما لا أطيق .. إذن هو كتاب لقوم معينين في مرحلة تاريخية معينة .. يعني لا يعد القرآن نصا مطلقا تخاطب به البشرية إلى يوم الدين.
فقطع الله تبارك وتعالى الطريق على هؤلاء بأن أمر بإعادة ترتيبه؛ لأن التنجيم كان قد أدى الغرض؛ التنجيم كان لصناعة الأمة بالكتاب وتقديمها نموذجا للبشرية، وقد حدث وصارت عندنا الأمة الموصوفة بخير أمة أخرجت للناس، وبقوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس" وذلك عبر نزول القرآن منجما في اثنين وعشرين عاما وخمسة أشهر واثنين وعشرين يوما هي مدة الوحي .. انتهت المهمة الآن، القرآن أصبح يخاطب البشرية كلها إلى يوم الدين؛ لأنه لا كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم والدين قد اكتمل.
وعليه فلو استمر ارتباطه ببيئة النبي صلى الله عليه وسلم وعصره والقضايا التي عالجها لكان المستشرق والكافر والرافض للقرآن قد احتج بهذا وقال إن هذا كتاب لا يخصني، بل يخص الناس الذين نزل فيهم وفي عهدهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
فبالعرضتين تم قطعه عن أسباب النزول والأسباب التاريخية ليأخذ صفة الإطلاق، وتجاوز أي مرحلة تسبقه ويصبح الكتاب الذي يستوعب العصور كلها، فلا يقال في أي عصر من العصور هذا الخطاب ليس لي .. هو خطاب للبشرية إلى يوم الدين؛ لأن النبي خاتم والكتاب آخر الكتب والدين مكتمل.
* وماذا يعني هذا الاستيعاب للقرآن بالنسبة مثلا للأحكام التشريعية؟
- يعني ببساطة أن القرآن الكريم هو المصدر المنشئ لسائر الأحكام، أي شيء يمكن أن تقول إنه من الدين في أساسياته وأصوله وقواعده وعقيدته وشريعته تجده في القرآن الكريم، ولذلك يقول تبارك وتعالى: "ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون".
إذن الحاكمية لمن؟ لهذا الكتاب الكريم وكل آية وردت في القرآن الكريم "إن الحكم إلا لله" يعني للقرآن الكريم؛ لأنه هو كلام الله فهو الخط الفاصل وهو الذي خوطبنا به.
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدد الله تعالى مهمته بما يلي: "يعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم" فيعلم الكتاب ويعلم الحكمة الكامنة فيه.
* لكن أليست الحكمة هنا هي السنة كما نفهم؟
- لا .. هذا تفسير الإمام الشافعي، ولكن الحكمة أيضا مفهوم مثل مفهوم الرفع الذي تحدثنا عنه في قضية عودة عيسى عليه السلام، مفهوم قرآني يحتاج إلى تحرير ولي محاولات في تحريره ..
وقد كتب بعض الناس في هذا كتابات، ولكن تحتاج إلى تحرير باعتباره مفهوما قرآنيا، والسنة لا يقال لها الحكمة؛ لأن الله سبحانه وتعالى استخدم كلمة السنة كثيرا في القرآن الكريم "سنة الله في الذين خلو من قبل" و"قد خلت من قبلكم سنن"، و"ولن تجد لسنة الله تبديلا" فما المانع أن يقول يعلمهم الكتاب والسنة.
* هل المقصود بها في استعمالاتها السنة الكلامية أم السنة الفعلية؟
- هذا سيساعد على تحرير الأمر كله القرآن الكريم (كتاب وخطاب)، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بتعليم الكتاب وتطبيقه، فالتطبيق هو التأويل والحكمة .. لماذا؟
لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق" يقصد التأويل المعلق بقضية البعث والآخرة.
هنا ربنا تبارك وتعالى كلف رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعلم الناس الكتاب حرفيا وأن يبين لهم حكمته بالتطبيق العملي "كان خلقه القرآن" فسلوكه، عبادته، خلقه، حكمه، قيادته، كل ما يفعله كان قرآنا ..
وكان عليه الصلاة والسلام إذا فعل شيئا عن اجتهاد أو انطلاق من براءة أصلية كما يقال، قد يستدرج القرآن عليه "عفا الله عنك لم أذنت لهم"، "عبس وتولى أن جاءه الأعمى"، "ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض".
لذلك فالسنة وحي من الله تعالى، كأنه يقول له: تعلمهم الكتاب وتجعل نفسك نموذجا لهم في تطبيقه، يتأسون بك ويهتدون بفعلك ويقتدون بك؛ لأن البشر بطبيعتهم كما يحتاجون إلى النظرية يحتاجون إلى التطبيق وإلى الأسوة الحسنة.
فليس كافيا أن تعلمهم الكتاب، ولكن طبق أمامهم حتى يرونك تفعل وتقول تتصرف وتمارس، ومن كل ذلك يأخذون حكمة ويستنبطون منهجا لتطبيق القرآن الكريم، من خلال ما تقول وما تفعل وما تقرر وما تتخذ من سياسات وما تفتي وما تعلم .. كل هذا يأخذونه ممن؟
يأخذونه منك ومن عملك؛ لأنه صلى الله عليه وسلم المسئول عن التأويل، فتصبح هنا السنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقا قرآنيا، تصبح سنة للنبي صلى الله عليه وسلم قائمة على القرآن.
* "سنة قرآنية" .. يمكن أن نطلق عليها؟
- نعم سنة قرآنية .. وليست قضية مستقلة، ففي إطار السنة القرآنية لن يكون هناك أي إشكال، ولذلك الإمام الشافعي رحمة الله عليه قال في مقدمة رسالته: "فليس تنزل في أحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله سبيل الهدى إليها"، هذا قوله، وحينما جاء إلى البيان وشرح لنا البيان في الرسالة علمنا خمسة أنواع من البيانات، ثلاثة لبيان القرآن بالقرآن؛ القرآن يبين نفسه، وواحدة السنة تبين القرآن .. يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يبين ويطبق بفعله وقوله وتقديره وحكمته وتطبيقه ..
والبيان الخامس الاجتهاد الإنساني في الفهم والتطبيق، وضرب له مثلا بأن تجتهد لمعرفة القبلة وما إلى ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن السنة في حقيقتها هي سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلا وسنة القرآن من حيث الصياغة والأمر والقول "النص" فعندنا نظرية وعندنا تطبيق الاثنان موجودان.
هذا يجعل الأمر في غاية الوضوح .. ولكن متى بدأت المشكلة؟ المشكلة بدأت حينما جاء العقل الفقهي ووضع في اعتباره فرضية خاطئة فحواها "أن النصوص متناهية والوقائع غير متناهية .. ".
لا إنكار للسنة
*ولكن .. أستاذنا .. سيدور في أذهان الناس أن د. طه الذي يعد لهذا المشروع ويتحدث عن السنة بهذه الحماسة عند التطبيق يكون هناك موقف آخر من بعض نصوص السنة، فدعني أسألك سؤالا مباشرا وصريحا: هل تنكر السنة أو على الأقل الاحتجاج بها؟
- لا .. أعوذ بالله .. أعوذ بالله .. أنا أؤمن بكفر من ينكر الاحتجاج بالسنة، ومنكر السنة .. من قال هذا؟!
* إذن للسنة مكانتها في الحجية؟
- نعم .. السنة حجة لا يمكن الاستغناء عنها .. كيف يمكن الاستغناء عنها؟!!
* إذن دعني ألخص الخلاف حتى لا يتشعب عند البعض وأقول: الخلاف الآن في الأصل حول تحرير مفهوم السنة؟
- بالضبط هذا هو الإشكال .. أقصد أن الإشكال كله في المفهوم، بالنسبة لي مفهوم السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل القرآن عليه فيدعو الكتَّاب يملي عليهم ما أوحي إليه، ثم يقوم في الناس مطبقا هذا الذي أوحي إليه ..
فإذا كان صلاة قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" وإذا كان حجا قال: "خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا"، وإذا كان خلقا فهو سيخالط الناس به، وإذا كان عقائد فهو سيبرزها لهم قولا وفعلا.
ومن فضل الله تبارك وتعالى أن كل أصناف النفاق والشرك كانت موجودة في عصره صلى الله عليه وسلم؛ الكفر بأنواعه، أهل الكتاب بأنواعهم، المنافقون بأنواعهم، فجميع الشبهات وأمور الرفض كانت موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم، وبالتالي ينزل عليه القرآن وهو يعلم الناس ويقص على بني إسرائيل أكثر ما كانوا فيه يختلفون، ويكشف عن قلوب المنافقين وضمائرهم وما فيها .. إلى آخره.
لكن من ينكرون السنة يتيحون لأنفسهم التشريع؛ لأنهم أنكروا تطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن، وأنا أعرف بعض من يسمون بالقرآنيين اليوم، منهم من يسجد على لحيته؛ على ذقنه، يستدلون بقوله تعالى: "يخرون للأذقان سجدا"؛ لأنهم فهموا يخرون للأذقان بهذا المعنى .. فهؤلاء لا يؤبه لهم.
* ترى إن كان هذا هو الأصل كما تقول فضيلتكم فما الذي خرج بالمفهوم عن أصله هذا؟
- أنا أقول لك .. مثلا في الفقرة 48 في كتاب الرسالة يقول الإمام الشافعي: "فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"، وقال تعالى: "كتاب أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" [إبراهيم: 1].
وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل: 89]. وقال: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [الشورى: 52] .. هذا قول الإمام الشافعي وأدلته على هذا.
لكن العقل الفقهي التعليمي الأكاديمي كان يريد أولا أن يغطي كل المساحات الفقهية المتوقعة، وقد حصل الخطأ بأن تصوروا أن القرآن نصوص محدودة وقالوا: "النصوص متناهية والوقائع غير متناهية" وهذه مقالة شائعة عندهم منذ القرن الثاني وانتشرت جدا في قرن التكوين الفقهي.
وقالوا أيضا: إن الأدلة هي الكتاب والسنة، ثم أضافوا الإجماع، ثم أضافوا القياس واستمرت عمليات الإضافة .. لماذا؟ لأن حديث معاذ، وهو (موضوع).
*تقصد أن حديث بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا لأهل اليمن حديث موضوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم هو حديث موضوع .. مروي عن مجاهيل من أهل حمص، ولا يمكن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أنزل عليه القرآن تبيانا لكل شيء يقول له: "فإن لم تجد"، ولكن هذا الحديث قد صُنِعَ، وللإمام ابن حزم كلام في غاية النفاسة في هذا الحديث، رفضه في "النبذ" وهو كتابه في أصول الفقه وفي "إحكام الأحكام" وفي غيرها، والصناعة الفقهية ظاهرة في الحديث.
وتأمله: "أرسل معاذا إلى اليمن وقال: بما تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد! " لا يمكن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أنزل الكتاب أن يقول له فإن لم تجد، وكيف ينسجم هذا مع أقوال كثيرة نقلت عن الصحابة: "والله لو ضاع مني عقال بعير لوجدته في كتاب الله" ..
وأنا قد أخذت ما قاله ابن حزم ورأيت ما قاله صاحب إعلام الموقعين الذي لم يستطع أن يكذب ابن حزم ولا غيره من الأئمة النقاد، فقال: "إنه حديث تلقته الأمة بالقبول" .. هذا كلام فارغ .. الحديث إما أن يصح إسناده ويستقيم متنه ويتجاوز كل قواعد نقد المتون، وإما أن يلقى جانبا، أما أن يقال (تلقته الأمة بالقبول) من هي الأمة؟!
* تعني أن قبول الأمة بغير القواعد ليس له اعتداد؟
- نعم .. المفروض يقبله المتخصصون .. والمتخصصون هنا هم أهل الحديث، ولكن الصناعة الفقهية الغالبة على الفقهاء جعلتهم يقولون هذا، ولذلك ورثنا تلك القاعدة .. "أن السنة هي المصدر الثاني في التشريع .. " وهي خطيرة على الأذهان جدا؛ لأننا أوجدنا عقلية تراتبية.
*عفوا يا دكتور .. أعتقد أن المقصود بتلك المقولة -على حد علمي- ليس الترتيب، وإنما المقصود أن السنة كما تعلمنا بمثابة المذكرة التفسيرية للقرآن الكريم، تفصل المجمل وتشرح المبهم، فليس الجميع قادرين على فهم الأحكام من القرآن؟
- أنا متى أحكم أن الكتاب ليس فيه هذا الحكم؟ إذا أردت مني أن أحكم أن الكتاب لم يتناول هذا الحكم، فهذا يحتم عليَّ أن أجزم كأصولي وفقيه بأني استعرضت الكليات القرآنية كلها واستعرضت الجزئيات ولم أجد لهذه الواقعة مجالا لأن تندرج تحت كلية من الكليات أو جزئية من الجزئيات ..
وليس هناك عالم على وجه الأرض يجرؤ أن يقول: "كتاب الله لم يتناول هذا الأمر إطلاقا"، وحتى لو تناولنا قضايا عادية جدًا، لا يجرؤ على أن يقول ليس لها في كتاب الله أصل، مثلا يقول "خلق السموات والأرض ... " فيدرجها تحت قضية الخلق، يدخلها بدليل إبداع، بدليل خلق بدليل تشريع، بأي دليل "سنريهم آياتنا .. "، " .. ويخلق ما لا تعلمون" فهناك كليات وهناك جزئيات، ويمكن أن تجد الحكم الشرعي في الكليات.
*وأين موقع السنة هنا إذا؟
- تعليم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* لا أنا أقصد في الاستدلال والاحتكام إليها وليس كمصطلح؟
- أنا في فهمي للقرآن أنني لا آتي إلى أي تشريع، أنا علي فقط أن أرى كيف طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القرآن، وما الذي قاله حوله، فحينما أرى صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وصفتها، هذه هي الصلاة التي أمرني بها، حينما أرى صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الحج الذي أمرت به، وفي الزكاة كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يزكي فذلك ما سوف آخذه .. رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خمسا وثلاثين غزوة في حياته كل أحكام الجهاد آخذها من هذا.
* يعني السنة العملية فقط؟
- نعم السنة التطبيقية العملية للقرآن الكريم، فهي غير منفصلة عنه، لا نفرق بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فنجعل هناك سنة مستقلة في التشريع وسنة كذا ..
الأمر الآخر في الحديث .. أعني حديث معاذ .. فإن لم تكفهم السنة "فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو .. " طيب يا سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الموحى إليه، ومعاذ واحد من أصحابه وحديث عهد به، والبيئة اليمنية لا تختلف عن البيئة الحجازية، ما الذي يتوقع أن يختلف لهذه الدرجة بحيث لا يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا في الكتاب من كلياته وعمومياته ولا في السنة؟
* وأيضا لأن الوحي لم ينته فالرسول صلى الله عليه وسلم ما زال حيا، وعادة القرآن أن ينزل منجما للوقائع والأحداث؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- نعم بارك الله فيك .. ولكن أرادوا أن يفتحوا المجال للاجتهاد حتى يدخلوا منه .. الإمام الشافعي يقول: "الاجتهاد هو حالة نفسية وعقلية أرادها الله أن تكون حالة هذه الأمة الخيرة الشاهدة المخرجة للناس لكي تقوم بأدوارها في الحياة .. ".
رؤية قرآنية لفهم السنة النبوية
* أعتقد أن الإشكال الأكبر هنا يا دكتور يكمن في التعارض .. بمعنى .. إذا كان هناك نص من السنة صحيح صريح يتعارض مع فهم لنص قرآني كفهمكم مثلا لقوله تعالى: " ... ولكن رسول الله وخاتم النبيين ... " أيهما أقدم الفهم أم النص .. ثم .. ما القواعد التي تحكم فهم النص القرآني من البداية؟
- حينما فهم الإمام أبو حنيفة رحمه الله من قوله تعالى "حتى تنكح زوجا غيره" أن المرأة ليست بحاجة إلى ولي ينكحها مع وجود نص قرآني آخر "بيده عقدة النكاح"، مع ذلك الإمام أبو حنيفة قال: "هذا يدل على أن للمرأة أن تنكح نفسها بنفسها" وعزز ذلك بقوله تعالى: "فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن .. " مع أن "لا نكاح إلا بولي" حديث صحيح.
لكن النقد الذي وجهه الإمام أبو حنيفة أن ظاهر القرآن قال كذا وأن المفترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم اتباع القرآن، فإذا جاء ما يدل على أن هناك استقلالا يتوقفون، حتى لو لم يحكم بالتعارض القاطع، يعني تعارض بين سنة وكتاب هذا منتف تماما، لكن الأخذ بظواهر الكتاب عندهم أولى من الأخذ بسنن حتى لو صحت.
* حتى لو صحت؟
- نعم .. حتى لو صحت؛ لأن القرآن الكريم قطعي في ثبوته وحتى في دلالته نسبة عالية في ذلك، والأصل فيه القطع، والسنة وأخبار الآحاد هي ظنية، فيقدم القطعي على الظني ..
قد تقول المعنى فيه اختلاف! فهنا نأتي إلى عمليات الترجيح .. وقبل أن استطرد في هذا دعني اقرأ شيئا مما كتبه الإمام الشافعي في شيء لصيق بما نحن فيه يقول: "أخبرنا عبد العزيز عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن المطلب بن حنطب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به ولا تركت شيئا مما نهاكم الله عنه إلا وقد نهيتكم عنه)، ويقول: وما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ليس لله فيه حكم -يعني بخصوصه وليس حكما مطلقا- فبحكم الله سنه .. " يعني بالكلي من القرآن.
فالإمام الشافعي هنا يؤكد ويسلم أن كل ما سن رسول الله هو بحكم الله تعالى، يعني استنبطه من القرآن الكريم .. "ليس لله تعالى فيه حكم فبحكم الله سنه .. " أي بخصوص دليل جزئي، قال: "وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كتاب الله وسن فيما ليس فيه بعينه نص الكتاب"، فكلمة "بعينه" هنا مهمة جدًا، يعني الدليل الجزئي ..
فإذن الإمام الشافعي وهو إمام أهل السنة في هذا يؤكد أنه ليست السنة مستقلة في التشريع استقلالا كاملا، وإنما هي تبع للقرآن الكريم في كل ما يسن.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الذي رواه عنه المطلب بن حنطب يؤكد هذا، فالفصل بين السنة والقرآن بالطريقة التي يفهمها بعض الناس هذا فصل لم يكن عند السلف ولا كان مشتهرًا في القرون الثلاثة الخيرة.
معروف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تبع للقرآن في كل ما جاء به، وقد خوطب بهذا "يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما"، "اتبع ما أوحي إليك من ربك" اتباع يعني متابعة واحد يلي الآخر "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون"، "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين".
إذن المفروض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الاتباع، وعليه صلوات الله وسلامه البلاغ، وشهد الله له بأنه بلغ وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه بأنه بلغ، فهذا الفصل غير صحيح وغير وارد ..
وأنا سأقرأ لك وثيقة معاصرة من مجمع البحوث والأزهر حول عملية استقلال السنة بالتشريع التي هي مثار النزاع، وأيضا سنجد أن الأزهر قد أقر فتوى الشيخ عبد الله المشد حول نفس الموضوع.
* قبل القراءة يا دكتور لأن هذا الموضوع مهم وخطير .. دعني أقول خلاصة ما تريد فضيلتك قوله حسب ما فهمت أنا "لا استقلال للسنة بالتشريع ولا حجية لها إلا من خلال ارتباطها بالقرآن الكريم" .. هل هذا صحيح؟
(يُتْبَعُ)
(/)
- بالضبط .. وقد جاء ذلك في تلك الوثيقة التي سأقرؤها .. واسمعها .. الوثيقة على هيئة سؤال ورد إلى الأزهر وتمت الإجابة عليه، والسؤال هو:
"هل من أنكر استقلال السنة في إثبات الإيجاب والتحريم يعد كافرا أم لا؟ نرجو الإفادة بالرأي مع الاستدلال وشكرًا".
فكان رد الأزهر كالتالي:
"لقد اختلف العلماء في استقلال السنة الأحادية بإثبات واجب أو محرم .. فذهب الشافعية ومن تبعهم إلى أن من أنكر ذلك في الأحكام العملية كالصلاة والصوم والحج والزكاة فهو كافر، ومن أنكر ذلك في الأحكام العلمية كالإلهيات والرسالات وأخبار الآخرة والغيبيات فهو غير كافر، لأن الأحكام العلمية لا تثبت إلا بقطعي من كتاب الله أو سنة رسوله المتواترة.
وذهب الحنفية ومن تبعهم إلى أن السنة الأحادية لا تستقل في إثبات واجب أو محرم سواء أكان الواجب علميا أو عمليا وعليه فلا يكفر منكرها، أي لا ينسب إلى الكفر، وإلى ذلك ذهب علماء أصول الفقه الحنفية، فقال البزدوي في شرحه على البخاري: (إن دعوى علم اليقين وأحاديث الآحاد باطلة؛ لأن خبر الآحاد محتمل لا محالة ولا يقين مع الاحتمال، ومن أنكر ذلك فقد سفه نفسه وأضل عقله .. ) وبهذا أخذ الإمام محمد عبده والشيخ محمود شلتوت وغيرهم.
يقول المرحوم الإمام محمد عبده: (القرآن الكريم وهو الدليل الوحيد الذي يعتمد عليه الإسلام في دعوته، أما ما عداه في الأحاديث سواء صح سندها أم اشتهر أم ضعف فليس مما يوجب القطع).
كما ذكر الشيخ شلتوت في كتابه الإسلام شريعة وعقيدة أن الظن يلحق السنة من جهة الورود، أي من جهة السند، ومن جهة الدلالة أي المعني والشبه في اتصاله والاحتمال في دلالته.
ويرى الإمام الشاطبي في كتابه الموافقات أن (السنة لا تستقل بإثبات الواجب والمحرم؛ لأن وظيفتها فقط تخصيص عام القرآن وتفسير مجمله وتقييد مطلقه، ويجب أن يكون ذلك بالأحاديث المتواترة لا الأحادية).
يعني نفى أن تكون للسنة صلاحية حتى التخصيص والتقييد إلا المتواتر، يؤيد آراء من سبق ذكرهم كما جاء في صحيح البخاري في باب الوصية وصية الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته .. فعن طلحة بن مصرف قال: سألت ابن أبي أخي: هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قلت: كيف كتب الناس الوصية أو أمروا بها ولم يوصه؟ قال: أوصى بكتاب الله.
قال ابن حجر في شرح الحديث: (أي التمسك به والعمل بمقتضاه) ولعله أشار إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله) واقتصر على كتاب الله لكونه جاء فيه كل شيء، إما بطريق النص أو بطريق الاستنباط، فإذا اتبع الناس ما في الكتاب عملوا بكل ما أمرهم الله تعالى به.
وحديث سلمان الفارسي عنه صلى الله عليه وسلم: (الحلال ما أحل الله في كتابه والحرام ما حرمه الله في كتابه وما سكت عنه فهو عفو لكم)، وأجاب الشاطبي عما أورده الجمهور من قوله تعالى "أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم" بأن المراد من وجوب طاعة الرسول إنما هو في تخصيصه للعام وتقييده للمطلق وتفسيره للمجمل، ولذلك بالحديث المتواتر وأن كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون من القرآن لقول عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن وأن معنى قوله تعالى: "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" (الآية 89 من سورة النحل) أن السنة متداخلة فيه في الجملة" وأكد الشاطبي ذلك بقوله تعالى: "ما فرطنا في الكتاب من شيء".
ولقد رد على ما استدل به الجمهور مما روى من النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (يوشك أحدكم أن يقول هذا كتاب الله ما كان من حلال فيه أحللناه وما كان من حرام حرمناه إلا من بلغه حديث مني فكذب به فقد كذب بالله ورسوله).
لأن من بين رواة هذا الحديث زيد بن الحباب، وهو كثير الخطأ ولذلك لم يرو عنه الشيخان حديثا واحدا لا البخاري ولا مسلم .. وجاء الثبوت والتحرير (خبر الواحد لا يفيد اليقين ولا فرق في ذلك بين أحاديث الصحيحين وغيرهما).
ومما سبق يتضح أن الإيجاب والتحريم لا يثبتان إلا بالدليل القطعي الثبوت والدلالة، وهذا بالنسبة للسنة لا يتحقق إلا بالأحاديث المتواترة، وحيث إنها تكاد تكون غير معلومة -أي المتواترة- لعدم اتفاق العلماء عليها فإن السنة لا تستقل بإثبات الإيجاب والتحريم ..
وعلى هذا فمن أنكر استقلال السنة في الإيجاب والتحريم فهو منكر لشيء اختلف فيه الأئمة ولا يعد مما علم بالضرورة وعلى هذا لا يعد كافرا .. " لجنة فتوى الأزهر. 1/ 2/1990م.
فما قلناه أو ما ذهبنا إليه ليس بدعا، وإنما يتفق مع ما ذهب إليه الإمام الشافعي وأئمة آخرون.
* عزوت ذلك في الأصل لأبي حنيفة؟
- نعم.
* بعيدا عن هذه النقطة تحديدا أنا أعتقد ما زال الكثير لديك حول المشروع؟
- أظن أننا الآن وصلنا إلى مفرق جيد على وعد بحوار آخر حول تفاصيل المشروع.
* جيد .. ونحن وقراؤنا في الانتظار.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[17 Feb 2008, 08:41 م]ـ
الموضوع يريد كلامًا كثيرًا
لكن ننظر أولاً في تلك الروابط
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=126711
http://www.islamonline.net/discussiona/thread.jspa?threadID=22087&tstart=1
http://www.shabablek.com/vb/showpost.php?p=160489&postcount=78
http://vb.arabseyes.com/t20628.html
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[17 Feb 2008, 09:56 م]ـ
أعلم أن الموضوع شديد الحساسية:)
ولذلك طرحته، رجاء التأمل فيه ونقد ما يستحق النقد بطريقة علمية.
أما ما نقلته عن ملتقى أهل الحديث فلا يستحق التعليق مني.
فعندما ينعت كاتب شبكة (إسلام أون لاين) بأنها شبكة (نفاق أون لاين) وينعت العلواني بـ (شيخ المعتزلة)، يصبح الأمر لدي من قبيل الاستخفاف بعقول الناس والتجريح وسوء الأدب، ولا أضيع وقتي في قراءته.
وأحيل على الروابط التالية للاستفادة:
- تعليقاتي في الموضوع التالي: كتاب (الرد على القرضاوي والجديع) ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7378)
- ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=9945)
ولعلي أعود في موضوع مستقل، إلى ظاهرة الردود السريعة التي تؤدي (بقصد أو بغير قصد) إلى كبح الدعوة إلى التفكير والتأمل بأسلوب علمي.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:12 م]ـ
نعم شيخنا الكبير / محمد بن جماعة
الموضوع فعلاً كما تقول: أعلم أن الموضوع شديد الحساسية
ولذلك يجب على الذي سيتأمل أن يأخذ بجوانب الموضوع.
ولا يضيرنك تحمس متحمس فتخرج منه كلمة تغيظ، أو كلمة من مهون فيغيظ أيضًا
بل أنت ترجو أن نتأمل كلام رجل.
وهو كذلك سننظر في أمره، ولكن أنا أصلاً فوجئت بكلامه فنظرت في أمره، فوجدته كما في مشاركة
قلبه ليس غيرانًا على ما نظنه نحن أنه من محارم الله - أطفالنا في أفغانستان ونساءنا وشيوخنا، ولم أذكر الرجال -.
أقول وجدت في إحدى المشاركات المذكورة أنه لا يحرم على الجندي الأمريكي غزو أفغانستان.
وطبعًا ما وراء الغزو، إن لم يكن فقيهنا لا يدري ما يتبع الغزو، فقلت لعله لا يدري أنهم هتكوا الأعراض. ونسيت ساعتها أنه ممكن يستدل ابـ: للهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد.
أقول ووجدت في مشاركة أخرى أن الفقيه لا يمانع من إمامة المرأة للرجل إذا كانت أفقه منه، وطبعًا مين في الأمة بفقه الدكتورة المصلية، ولو تركت لنفسي التصور لقلت:ولا ابن جبرين بفقهها.
أما الأخ القائل ما قال فهو أيضًا يوضع له موضوع مستقل آخر إذا كان عنده على نفاق أون لاين دليل نسمع، وإلم يكن نطالبه بتقوى الله.
ثم أنا أصلاً لخلافي معكم سابقًا في موضوع انتظر من إخوتي رد، ولكن وضعت روابط للتأمل أيضًا.
ونحن الآن في انتظار رد من أحد الأخوة الحكماء والملتهى مليئ بهم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:25 م]ـ
يا أخي، حفظك الله ورعاك،
لست شيخا، ولست كبيرا (لا من حيث العلم، ولا من حيث السن):)
وما ذكرته في مداخلتك الثاية، ليس مهما معرفته في موضوعنا هذا.
أنت تحاول حشد معلومات خاصة بأفكار العلواني التي أثارت الاختلاف. وكأنك تريد تهيئة القارئ لمعرفة جميع المسائل المثيرة لعواطف القارئ.
وبالتالي تحول الموضوع إلى تقييم شخص.
وما أسعى إليه من خلال عرض هذا الحوار، هو عرض أفكار محددة متعلقة بالقرآن الكريم وعلومه ومنهج الاستنباط، وعلاقة القرآن بالسنة. وهذا هو الدافع الوحيد، بالنسبة لي، لوضعه في هذا القسم من المنتدى. ولو لم يكن الموضوع متعلقا بهذه المسائل لما رأيتني أضع كتبا للعلواني أو لغيره.
دع عنك جميع مقولات العلواني الأخرى، فليست هي مجال الدعوة للتأمل، وإنما ىالدعوة للتأمل في المسائل المتعلقة بالقرآن وعلومه ومنهج الاستنباط فقط.
اهتم بالتأمل في الفكرة، ولا تهتم للشخص.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:37 م]ـ
نعم هذا هو الذي يكبرك في نظرنا الصبر والعقل
دعنا من الرجل وكلامه.
نريد أن نجرد الأفكار كأن غيره يقولها.
فجرد لنا
فكرة فكرة تريد التأمل وكأنها ليس كلام أحد؟ نتأمل ما حكم الله فيها.
ونؤكد أنه ليس بالضرورة أنك مقتنع بها، ولكن إذا كان حقًا علمنا فاتبعنا، وإن كان باطلاً عرفنا فاجتنبنا، وجنبنا الآخرين(/)
هل أجد هذا الكتاب عند أحد.؟
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[17 Feb 2008, 07:16 م]ـ
الإخوة الكرام ..
أثناء بحثي استوقفني كتاب جديد صادر عن دار التقريب بين المذاهب الإسلامية عنوانه (المعجم الطبيعي للقرآن الكريم) للدكتور عزيز العلي العزّي وراجعه الدكتور محمد توفيق أبو علي.
هل أجد هذا الكتاب عند أحدكم .. ؟؟؟
ومن لم يوجد عنده الكتاب وعرف معنى قول ابن عباس وغيره الذي نقله ابن كثير في قوله تعالى: (أكل خمط)
قالوا: الأراك ,, وأكلة البرير ..
فما معنى أكلة البرير؟؟؟
كتاب المعجم الطبيعي ذكر هذا المعنى .. فمن اهتدى إليها فليفد أخاه مشكوراً ..
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:44 م]ـ
] تهذيب اللغة - (ج 2 / ص 464)
وقال الفرّاء: اَلخْمطُ - في التفسير -: ثَمَرُ الأراك، وهو الْبَرِيرُ
تهذيب اللغة - (ج 3 / ص 361)
أبو عبيد عن الأصمعي: البرير: ثمر الأراك، والغضُّ منه: المرد، والنضيج: الكَبَاثُ.
المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 1 / ص 69)
والأراك شجر من الحمض يستاك بقضبانه الواحدة أراكة ويقال هي شجرة طويلة ناعمة كثيرة الورق والأغصان خوارة العود ولها ثمر في عناقيد يسمى البرير يملأ العنقود الكف [
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[18 Feb 2008, 07:06 ص]ـ
أشكرك أخي الفاضل وقد وجدت في نفس المصادر ما أشرت إليه لكن ظننت أن المعجم الطبيعي للقرآن فيه زيادة فائدة!
شكر الله لك وجزاك خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Feb 2008, 09:34 ص]ـ
جاء في كتاب: الجامع لمفردات الأدوية والأغذية؛ لابن البيطار:
أراك: أبو حنيفة: هو أفضل ما استيك به بأصله وفروعه من الشجر وأطيب ما رعته الماشية رائحته لين وهو ذو فروع شائكة، وثمره في عناقيد منه البرير وهو أعظم حباً وأصغر عنقوداً وله عجمة صغيرة مدورة صلبة وهو أعني الثمر أكبر من الحمص بقليل وعنقوده يملأ الكف أكبره، والكباب فوق حب الكزبرة وليس له عجم وعنقوده يملأ الكفين وكلاهما يبدو أخضر ثم يحمر ويحلو وفيه حروقة ثم يسود فيزيد حلاوة وفيه بعض حراقة ويباع كما يباع العنب ونباته ببطون الأودية، وربما ينبت في الجبل وذلك قليل وشوكه قليل متفرق. ابن رضوان: حبه يقوي المعدة ويمسك الطبيعة. ابن جلجل: إذا شرب طبيخه أدر البول ونقى المثانة.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Feb 2008, 09:38 ص]ـ
وفي كتاب المخصص؛ لابن سيده اللغوي الأندلسي:
والبرير واحدته بريرة - كالخرز الصغار إلا أن لون الثمرة واحد وهذا كله تأكله الناس والماشية وفيه حراوة على السان والنُعَر - أول ما يثمر الأراك وقد أنعر. قال: وقال بعضهم البرير جنس والكباث جنس آخر فالبرير - أعظم حبّاً وأصغر عنقوداً وله عجمة مدوّرة صغيرة صلبة والكباث - فوق حب الكُبرة وفي المقدار والبرير أكبر من الحمّص قليلاً وكلاهما ينبت أخضر مرّاً ثم يحمرّ فيحلو وفيه حُروفة ثم يسودّ فيزداد حلاوة وفيه بعض حراوة وليس للكباث عجم وعنقود البرير يملأ الكفّ والكباث يملأ كفّي الرجل وإذا رعتْها الإبل وجدت رائحتها في ألبانها طيبة ويأكله كله الناس وقيل المرْد الغضّ منه والكباث المدرك والبرير يجمعهما وقيل المرْد والبرير واحد. غيره: وربّما سمي ثمر الأراك عنّاباً والأكثر أنه هذا الثمر المعروف وقد تقدم أن العنّاب الغُبيراء.(/)
تأملت طويلا في هذه الاية فاهتديت لهذا المعنى .. فهل أصبت أم لا؟
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[17 Feb 2008, 07:43 م]ـ
أحبتي الكرام ..
من الآيات التي مرت علي في البحث قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) ومعلوم كلام السلف في ذلك , وكثرة أقوالهم، وما استدلّ به من أجاز كشف الوجه بهذه الآية ..
واسمحوا لي .. أن أعرض لكم ما اهتديت إليه بعد استعراض أقوال المفسِّرين، وسبرها، والنظر والتأمل الطويل ..
فإن أصبت في هذا المعنى فالحمد لله، وإن أخطأت فقوموني ودلوني .. وأستغفر الله أن أقول في كتاب الله برأيي ..
قلت:
لماذا لا يكون المراد بإظهار الزينة المقصود للأصناف الذين ذكرهم الله في الآية، ويكون المراد بما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان ونحوهما جائزاً إبداؤه أمام من سمى الله، وأما غيرهم فلا يجوز ذلك، وتكون جملة: وليضربن بخمرهن على جيوبهن معترضة معناها: حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها.
وعليه فتكون الآية مبينة لزينة المرأة في الداخل والخارج ..
إجمالاً .. وتفصيلاً
أما الإجمال:
في الداخل-أمام المحارم-: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها
في الخارج -أمام غير المحارم -: وليضربهن بخمرهن على جيوبهن ..
ثم شرع في تفصيل الزينة داخل البيت مما يصلح إظهاره للمحارم (وفيه بيان عورة المرأة أمام محارمها)
فقال: ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن ............ الخ فالمقصود نفس الزينة الأولى، ولا فرق.
قلت ذلك من باب فهم الآية: ولا يبدين زينتهن إلا الظاهر منها أمام بعولتهن أو آبائهن ... الخ، وأيضاً: لأنه ساوى في الآية بين البعل وهو الزوج، مع أنه يجوز له أن يرى كل شيء في زوجته، وبين غيره ممن لا يحل له أن يرى إلا ما ظهر.
وعلى هذا الفهم يحسم الخلاف بين المفسِّرين، وتعتبر جميع الأقوال الواردة في معنى ما ظهر منها صحيحة، وكل ما ذكروه من الزينة الظاهرة من الوجه والكفين وغيرها صحيح لأنه يكشف أمام من سماهم الله في الآية.
ولعله أيضاً دفع للإشكال الذي ربما يفهمه البعض من الآية مع الأمر بالحجاب الكامل .. الذي يشمل تغطية الوجه
أرغب من المشايخ الفضلاء التأمل والنظر معي في الآية، وأخص المشرف على الموقع ونائبه والشيخ عمر المقبل وكافة المشايخ الفضلاء الذين في الموقع .. وأنتظر مشاركاتكم معي حول هذه الآية
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[20 Feb 2008, 10:26 ص]ـ
مشايخنا الفضلاء في هذا الملتقى المبارك ..
لم تصلني أي مشاركة حول ما طرحته في معنى الآية، وأنا حقيقة لا أريد غير الاهتداء للحق فيها ..
هل من متأمل متخصص يتأمل معي هذه الآية وسياقها ويدلي بدلوه ..
أخص المشرف العام الشيخ عبد الرحمن الشهري، والشيخ مساعد الطيار، وكافة المتخصصين في التفسير
بانتظار المشاركات وفقكم الله
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[21 Feb 2008, 04:00 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
قولك هذا قد يبدو قويا لمن اكتفى بتفسير القرآن بما يفهمه الانسان من اللغة دون النظر الى السنة.
وتظهر عليه أمارات الذكاء و النجابة.
غير أني أرى - و الله أعلم - أن مراعاة ما صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ومراعاة أقوال الصحابة و التابعين عند التفسير
يعين الباحث على معرفة صواب أو خطأ قوله.
وعلى هذا فقد صحت الاثار - على الاقل عند من لم يوجب تغطية الوجه - صحت عندهم الاثار في أن النساء كن يكشفن
وجوههن امامه ... وغيرها كثير ...
ثم انظر الى تفاسير الصحابة هل فهموا هذا الفهم في هذه الاية
وحينئذ يظهر لك الامر جليا.
و الله اعلم
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[21 Feb 2008, 08:02 م]ـ
شكر الله لك .. وجزاك خيرا على ردك وإن كنت لا زلت أبحث عن مزيد بيان
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[25 Feb 2008, 02:25 ص]ـ
الإخوة الكرام .. مشايخنا الفضلاء ..
ربما يكون سؤالي يحتاج إلى تأمل طويل .. لكني أنتظر ولا زلت أنتظر تأملاتكم العلمية المبنية على الدليل وفقه النصوص من القرآن والسنة ولغة العرب ...
سؤالي ..
هل أصبت في تأملي أم لا؟؟؟
آمل أن يشارك أهل الاختصاص والفضل ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Feb 2008, 08:00 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)
أخي الكريم ... بارك الله فيك
ما دعاني للتأخر هو أنك خصصت فلم أرغب التقدم بين يدي من خصصتهم بالذكر، وأظن هذا السبب هو ما دفع الكثيرين للإحجام عن المشاركة
ولكن لما ألححت وعممت ومضى زمن على السؤال لم أر بداً من الإجابة حذرا من مغبة الكتمان
وللتوسط فسأعلق باقتضاب شديد على بعض الجمل حتى لا يسد الباب على مشاركة من أحب المشاركة من الأساتذة الفضلاء الذين خصصتهم بالذكر
واعلم أن هذا النقد، لا يقلل من محاولتك للاستنباط وهمتك في التدبر، لكنه يفيد في تدارك بعض الأخطاء
والتنبه لاكتساب العلوم والمهارات التي تصقل موهبتك في الاستنباط
لماذا لا يكون المراد بإظهار الزينة المقصود للأصناف الذين ذكرهم الله في الآية، ويكون المراد بما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان ونحوهما جائزاً إبداؤه أمام من سمى الله، وأما غيرهم فلا يجوز ذلك
هذا الفهم يفيد بأن غير الوجه والكفين لا يجوز إبداؤه حتى لمن سمى الله، وهذا لا قائل به
وتكون جملة: (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) معترضة معناها: حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها.
من شروط الجملة الاعتراضية أن تكون بين شيئين متلازمين كالمبتدأ والخبر، وفعل الشرط وجوابه، والقسم وجوابه، ونحو ذلك، أما إذا تمت الجملة فلا يسمى ما بعدها جملة اعتراضية.
وتأمل الآية جيداً
قال الله تعالى: (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ... )
تجد الجملة تامة قبل قوله تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)
وهذا يفيد بأن الواو إما للعطف على (يغضضن) أو على جملة النهي في قوله: (ولا يبدين ... )
ولو جعلتها جملة اعتراضية فستضطر إلى إلغاء جملة (ولا يبدين زينتهن) الثانية وهذا باطل
وقولك: (حتى لا يرى الرجال زينتها ولا شيء منها)
إن كنت تريد حتى من سمى الله منهم كما هو ظاهر استنتاجك فهو باطل ولا قائل به.
بل الآية نص على جواز إبداء الزينة لهم.
قلت ذلك من باب فهم الآية:
ولا يبدين زينتهن إلا الظاهر منها أمام بعولتهن أو آبائهن ... الخ، وأيضاً: لأنه ساوى في الآية بين البعل وهو الزوج، مع أنه يجوز له أن يرى كل شيء في زوجته، وبين غيره ممن لا يحل له أن يرى إلا ما ظهر.
هذا ما أدى إليه اعتبارك لجملة (وليضربن ... ) اعتراضية؛ فألغيت جملة (ولا يبدين ... ) الثانية، وهو باطل
وادعاء أن الله ساوى بين الزوج وغيره خطأ ظاهر
فإن لفظ الإبداء عام ويكون لكل شخص بحسبه
فالزينة التي تبدى للزوج، غير التي تبدى للأب، غير التي تبدى للنساء، وهكذا
كما تفسره السنة، والعرف معتبر في مثل هذه الأمور
وحرف المسألة:
أن الاستثناء في قوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها) منقطع
والاستثناء في قوله: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن .... ) متصل
فأعد التأمل على هذا المبدأ
واعلم أن من أهم ما ينبغي أن يعتني به المستنبط معرفة معاني الحروف، وأساليب القرآن، والربط بينها وبين أقوال السلف في التفسير.
والكلام في التفسير شأنه عظيم
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح وبارك فيك
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اكتب لك سائلا اخي الباحث والصديق في ملتقى الخير والرحمة: ما الذي دعاك الى الوقوف عند هذه الاية الكريمة؟ .........
ثم لابد من الوقوف عند اقوال السلف لانه امر ضروري من اجل المحافظة على سلامة لغة القران الكريم واداب الشرع الحنيف.
وليس بالضرورة ان كل فكرة تعرض لنا كباحثين هي في صلب الموضوع القراني .... لاننا وان كنا بحث في جمالية التعبير القراني وجمالية المفردة ودلالاتها الا اننا نتعامل مع كلمات الوحي المنزل من خبير عليم ...
اود من السائل ان يرجع الى كتاب روائع البيان للشيخ محمد علي الصابوني الذي بحث فيه ايات الاحكام تحت ظلال الدرس اللغوي وسمى الدرس االبلاغي بموضوع اللطائف ... اظن انك ستجد بغيتك.
ومن الله التوفيق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الباحث في القرآن]ــــــــ[25 Feb 2008, 10:26 م]ـ
أخي الفاضل .. عبد العزيز الداخل
و د. معن
أشكر لكم مروركما وقد استفدت من نقدكما ..
(وفوق كل ذي علم عليم)
لم أرد تخصيص شخص بعينه في الرد على الموضوع وإنما طلبت من أبرز من أعرف والمشاركة للجميع ..
استفدت كثيراً من ملاحظاتكما ..
وما جعلني أطيل التأمل في هذه الآية أنها مرت علي في بحثي (الماجستير) وكان من الضروري استعراض الأقوال في المسألة، فاستقرأتها وجمعتها، ووجدت بينها تقارب وتداخل جعلني أفكر بهذا التفكير ..
وعموما ..
أستغفر الله أن أقول في كتاب الله برأيي ..
شكر الله لكما ما تفضلتما به .. وجزاكما عني خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Feb 2008, 12:20 ص]ـ
أخي العزيز .. أعتذر عن تأخري عن الإفادة، فسؤالك يحتاج إلى تأمل،وأخوك منشغل ببعض الأمور التي تحتاج إلى بتٍّ سريع،لذا لم اتمكن من تلبية رغبتك، وأعدك أن أعود ـ بإذن الله تعالى ـ في وقت لاحق.(/)
يا أهل التفسير أتمنى أن تساعدوني بارك الله فيكم.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأية أسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على ماتقدمونه وتبذلونه في سبيل نشر العلم النافع والذي يرقى بنا إلى أعلى القمم مادام خالصا لرب العالمين ..
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل ... اللهم آمين
أخوتي في الله بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وزادكم من فضله وإحسانه ..
أحتاج إلى مساعدكم فأنا خريجة ومقدمة للماجستير لأول مرة في قسم التفسير والحديث بجامعة الملك سعود .. وأسأل الله القبول والتوفيق والأخلاص.
أحتاج مراجع تفيدني في أسباب النزول ومسميات السور وأسباب تسمياتها.؟
فهل أجد عندكم مرجعا لذلك؟
أيضا هل هناك كتباً ومراجع معينة تفيدني قبل دخول الأختبار؟
وجزاكم الله خير ونصر بكم دينه وكتابه وسنة نبيه.
أختكم / درة الرسالة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:32 ص]ـ
حياكم الله وبياكم بين إخوانكم في الملتقى ونرجو لكم التوفيق والعلم النافع دوماً.
عليك بهذين الكتابين في الموضوعات التي سألتِ عنها:
1 - المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة، للزميل الدكتور خالد بن سليمان المزيني.وهذه تفاصيل عنه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4896) .
2- أسماء سور القرآن وفضائلها، للدكتورة منيرة الدوسري. وهذه تفاصيل عنه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5196).
وأنصح بقراءة كتب علوم القرآن التي تناولت موضوعاته وهي كثيرة، وكتب مناهج المفسرين كذلك. والأسئلة في مثل هذه الاختبارات يراد منها معرفة المستوى العلمي بشكل عام دون دخول في التفاصيل كثيراً تمهيداً للدخول في الدراسات العليا.
بارك الله فيكم.
ـ[مها]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:44 ص]ـ
أختي الكريمة: درة الرسالة،
سدد الله خطاك، و بلغك مناك، و يسر لك الخير حيثما كنت. ثم أهلا و مرحبا بك.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:47 ص]ـ
جزاك الله خير شيخنا الفاضل على سرعة استجابتكم لنا ..
كنت قد قرأت كتاب المحرر في علوم القرآن للدكتور مساعد الطيار.
وكذلك التفسير والمفسرون للذهبي
واصول التخريج ودراسة الأسانيد، ومصطلح الحديث للطحان.
فهل أكتفي بهذه الكتب أم هناك غيرها أعتمد عليه؟
والبحث الذي ذكرته للدكتورة منيره الدوسري هل اجد عندكم له ملخصا على النت أو على أقل تقدير مسميات وأسباب النزول للسور ... لأنني قرأت في كتب التفسير مثل تفسير ابن كثير والسعدي ولكن لم اجد جميع المسميات للسور وسبب تسميتها بهذا الأسم ..
جزاكم الله خير ونصر بكم دينه وكتابه وسنة نبيه
أختكم / درة الرسالة
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:51 ص]ـ
الله يبارك فيك أختي الفاضله ذرة ضوء ..
وكم أسعدني أن أرى أخواتي في الألوكة هنا ..
جمعنا ربي وإياكن على منابر النور في يوم المزيد .. اللهم آمين
أختك / درة الرسالة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2008, 12:52 ص]ـ
ما قرأتموه يكفي للاختبار إن شاء الله، وأما كتاب الدكتورة منيرة فحصولك عليه نافع ومفيد على المدى الطويل إن شاء الله، وليس ضرورياً للاختبار وإنما كان ذكره لسؤالك عن كتاب في هذا الموضوع، وهناك غيره من الكتب المختصرة في موضوعه أيضاً، وكتب علوم القرآن لا تخلو من ذكر ذلك وكذلك كتب التفسير، ولا أعرف للكتاب مختصراً على الانترنت.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[18 Feb 2008, 01:27 ص]ـ
أسأل الله العظيم أن يعظم لك الأجر والمثوبه شيخنا الفاضل عبدالرحمن وينصر بك دينه وكتابه وسنة نبيه ..
في كتاب التفسير والمفسرون أجد صعوبة في التفريق بين اصحاب المذاهب من المؤلفين في كتب التفسير ..
فهل أكتفي بالألمام بكل مؤلف وكتبه ومذهبه بشكل عام .. أم لابد من تفنيد أقواله وكيفية الرد عليه كما هو مذكور في الكتاب؟
ومازلت بحاجة إلى الزيادة من فيض علمكم ونصائحكم وطيب دعواتكم ..
جزيتم خيرا ..
أختكم / درة الرسالة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Feb 2008, 01:59 ص]ـ
فهل أكتفي بالألمام بكل مؤلف وكتبه ومذهبه بشكل عام ..
هذا يكفي إن شاء الله في هذه المرحلة، وفي أثناء الدراسات العليا يأتي التعمق والتفصيل في هذه الجوانب إن شاء الله. نسأل الله لكم وللجميع التوفيق والسداد.
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[18 Feb 2008, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم وزادكم من فضله وإحسانه
ونصر بكم دينه وكتابه وسنة نبيه ,, اللهم آمين
درة الرسالة(/)
لماذا لم تنتشر سنة ابن عثيمين رحمه الله بين علمائنا؟
ـ[ابوبنان]ــــــــ[18 Feb 2008, 01:14 ص]ـ
بعد نهاية المرحلة الثانوية عقدت العزم على التوجه للقصيم للدراسة، ولنضرب عصفورين بحجر كما يقال الدراسة الأكاديمية وحضور مجالس ودروس علم القصيم رحمه الله " ابن عثيمين " حصل ما تمنيته ولله الحمد _ على تقصير وتفريط مني_ لكن ما لفت نظري في شخصية ابن عثيمين اهتمامه بطلابه اهتماما بالغا جعل طلاب العلم يرحلون ويستقرون عنده فهو بحق جامعة مستقلة
له دروسه الثابتة بين المغرب والعشاء في أغلب الفنون ولطلابه بعد العشاء والعصر دروس للمبتدئين في الطلب!! فيحصل الطالب المبتدئ على يدي طلاب الشيخ مافاته من العلوم والمتون التي شرحها الشيخ سابقا ولن يرجع لها كالعمدة وكتاب التوحيد والواسطية والأجرومية وغيرها بل جعل لهم سكنا خاصا فالعزاب في أسكان خاص قرب الجامع ومن كان متأهلا لهم سكن آخر أو يؤمن لهم الشيخ إيجارا للشقة مع أوراق مخفضة لبعض المحلات مثل المغاسل وغيرها وفي سكن الطلاب هيئ لهم مكتبة متكاملة مع التكفل بطعامهم وتجهيز باص لنقل طلاب السكن لبريدة حيث الجامعة هناك
وغيرها وغيرها من لقاءات وتفقد وتوزيع للكتب عليهم
أحبتي هل تعرفون عالما أو شيخا في هذه البلاد أقام سكناً لطلابه؟ ورعاهم كابن عثيمين؟
أحبتي لن أتحدث عن أثر وفائدة ما قام به ابن عثيمين من تنظيم لطلابه وعناية وها نحن نسمع بل ونرى استمرار طلابه على نهجه وتكوينهم لمدرسة علمية على نهج شيخهم رحمه الله؟
أين علماؤنا عن هذه التجربة؟؟
أحبتي أنتظر رأيكم لعلنا نكون سببا في انتشار هذه الطريقة العثيمينية في منهجة العلوم الشرعية والعناية الإجتماعية بالطلاب
محبكم " أبو بنان "
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Feb 2008, 01:26 ص]ـ
للشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته أثره الكبير في نفوس طلابه ومستمعيه، وما أشرت إليه أخي الفاضل قليل من عناية الشيخ بطلابه، وهي طريقة لا يحسنها كل أحد، ولا تتيسر إلا للقليل من العلماء، وفي الموجودين من علمائنا ومشائخنا حفظهم الله الخير بإذن الله وهم أهلٌ لالتفاف الطلاب حولهم ونشر علمهم، وإيصال مثل هذه المقترحات لهم .. اسأل الله للجميع التوفيق والسداد ..
ـ[مها]ــــــــ[18 Feb 2008, 01:47 ص]ـ
رحم الله الشيخ، فقد كان جامعة بحق.
والذي أعرفه أن الشيخ عبد الله بن جبرين -جعله الله ذخرا للإسلام و المسلمين- قد جمعت دروسه في جامع عبدالله الراجحي بحي شبرا بعد أن كانت متفرقة، وأقيم بقرب الجامع إلى الجهة الجنوبية منه سكن للطلاب المغتربين.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[18 Feb 2008, 03:59 م]ـ
أخي الكريم ... هذه سنة نبوية امتثلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وأنا أعلم من طلابه ممن درسنا من هو كذلك فنسأل الله
أن يثيبهم ويبارك لهم في أو قاتهم وأعمارهم
وإنها سنة تستحق العناية
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[18 Feb 2008, 10:22 م]ـ
يحاول بعض إخواننا من حملة الشريعة في الجزائر بإحياء سنة طيبة في الناس وهي أنهم يختارون بعض الطلبة النجباء من أبناء 16 سنة 18 سنة فيلقنوهم مبادئ العلوم ثم يرحلونهم إلى الشام ومكة والمدينة والقاهرة لمواصلة درب العلم والتخرج على أيدي العلماء ويتكفلون بهم ماديا ويأخذوا على الطلاب تعهدا بأن يحرصوا على طلب العلم وعلى الرجوع إلى الجزائر لتعليم أبناء الجزائر وكل من الطلاب يتخصص في فن من فنون العلم، واعرف بعض حملة الشريعة من يجمع بعض نجباء الطلبة فيرحلون إلى مكة كل سنة على نفقته لحضور الدورات العلمية الصيفية خاصة دورة المعابدة والمهاجرين فهذه سنة طيبة تستحق التشجيع.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[19 Feb 2008, 07:25 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين، ورفع درجته في جنته؛ على ما قدم للعلم وأهله.
والذي أعرفه أن الشيخ خالد المشيقح ـ من طلاب ابن عثيمين ـ قد أقام سكناً لبعض طلابه المغتربين وله جامع يقيم في دروسه، ولا أدري هل ما زال الحال على ما هو عليه، أم لا؟
وهذا في مدينة بريدة.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة الرعد
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Feb 2008, 05:12 م]ـ
إعجاز الترتيب في سورة الرعد:
كنت قد قررت بيني وبين نفسي أن أتوقف عن طرح مشاركات جديدة، بسبب تلك الفئة الجاهزة لمحاربة كل جديد، لا لشيء اللهم لأنه لا يروق لها أو يخالف راسخا لديها، ومن ذلك الإعجاز العددي، والذي هو عندي من أهم وجوه إعجاز القرآن، الملموس في ترتيب سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه.
إلا أن بعض الاكتشافات تدفعني – لما أراه فيها من القوة والفائدة – في الكشف عن بعض تفاصيلها، ولما أراه من عدم جواز إخفائها ..
سورة الرعد: سورة الرعد، هي السورة التي تحمل الرقم 13 في ترتيب سور القرآن، والسورة رقم 7 باعتبار ترتيب سور الفواتح. كلا العددين 13 و 7 هما من المحاور الرئيسة الأربع في ترتيب القرآن.
وهي الوحيدة المفتتحة بالأحرف " المر " وهذه ميزة أخرى لسورة الرعد.
الملاحظة هنا أن الفاتحة " المر " تتضمن الفاتحة " الم " والفاتحة " الر ".
إذا عدنا نتدبر سور الفواتح، سنجد أن عدد مجموعة السور المفتتحة ب " الم " " الر " " المر " المص " هو: 13 سورة.
وأن سورة الرعد تتوسط سور هذه المجموعة، ست سور قبلها في ترتيب المصحف وست بعدها، هذه الملاحظة كانت الموجه لي إلى مقارنة بين مجموعتي السور على جانبي سورة الرعد.
1 - المفاجأة الأولى أن مجموع الأرقام الدالة على ترتيب هذه السور على جانبي سورة الرعد هو: 196. وقد عرفنا أن العدد 196 هو صورة لمعادلة الترتيب القرآني الأولى التي هي: 114 = 6 × 19.
2 - مجموع أعداد الآيات في السور الست التي جاء ترتيبها قبل سورة الرعد هو: 1035، ومجموع أعداد الآيات في السور الست التالية لها هو:344 (8 × 43).
المفاجأة هنا أن الفرق بين المجموعين هو: 691 (1035 – 344 = 691).
لنتأمل العدد 691 جيدا: إنه معكوس العدد 196. وهو ما يدفع الشبهة عن الملاحظة السابقة، إضافة إلى ارتباطه بالمعادلة: 114 = 6 × 19.
ومن الجدير بالتذكير هنا ما اكتشفناه في موضوع ورود العدد 6 في القرآن الكريم، لقد ورد العدد 6 في 7 آيات في 7 سور (6 + 7 = 13)، مجموع أرقام ترتيب الآيات السبع هو 169 (13 × 13)، ومجموع أعداد الآيات في السور السبع هو 619 .. ونذكر بأن العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية.
كما أذكر بأن عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها يزيد على 114 آية هو 13 سورة، مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو: 169 أيضا.
(لنتأمل هذا الترتيب وهذه الأعداد: 196، 691، 169، 619 .. إن ترتيب سور القرآن وآياته أكثر تعقيدا وإحكاما مما يتخيله البعض).
3 - المفاجأة الثالثة نلاحظها في أعداد كلمات هذه السور. إن مجموع أعداد الكلمات في السور الست السابقة لسورة الرعد ترتيبا هو: 18445، ومجموع أعداد الكلمات في السور الست التالية لها هو: 4195. الملاحظة هنا: إن الفرق بين مجموعي الكلمات هو: 14250. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 114، فهو حاصل ضرب 125 في 114. .
إشارة صريحة واضحة إلى عدد سور القرآن، تؤكد الإشارات السابقة.
ومن الملاحظات السهلة:
1 – أقصر سور المجموعة هي سورة السجدة، فعدد آياتها هو 30. الملاحظة هنا أن الفرق بين عددي الآيات في سورة الرعد وسورة السجدة هو: 13 (43 – 30). هذا من ناحية، من ناحية أخرى:رقم ترتيب سورة السجدة هو 32، وبذلك يكون الفرق بين رقمي ترتيب سورة الرعد وسورة السجدة هو: 19 (32 – 13).
لاحظ أن محور العلاقة هما العددان 13 و 19 ..
[هذه الملاحظة ترتبط بالنظام العددي في القرآن، وقاعدته:
عدد سور القرآن 114 = 6 × 19، 19 – 6 = 13 .. يتألف العدد 114 من 57 عددا زوجيا + 57 عددا فرديا ..
استخدم القرآن من بين الأعداد الزوجية 32 عددا (19 + 13) وترك 25 عددا (19 + 6) ..
ومن بين الأعداد الفردية ال 57: استخدم 32 عددا وترك 25 عددا.]
2 - سميت سورة الرعد بهذا الاسم لورود كلمة الرعد فيها. نلاحظ أن كلمة الرعد وردت في الآية رقم 13، ومن المثير أن عدد كلمات الآية هو 19 ..
ومن الجدير بالذكر هنا أن عدد حروف الآية الأولى في ترتيب القرآن (بسم الله الرحمن الرحيم) هو 19 وعدد حروف الآية الأخيرة (من الجنة والناس) هو 13 ..
2 - عدد آيات سورة الرعد، السورة رقم 13 في ترتيب المصحف هو 43. الملاحظة هنا: إن سورة لقمان (وهي إحدى سور المجموعة) السورة رقم 31 في ترتيب المصحف، أي معكوس العدد 13، تأتي مؤلفة من 34 آية، أي معكوس العدد 43.
من كتاب مخطوط للباحث بعنوان: إعجاز العدد 13 في القرآن الكريم، عدد الصفحات 300 - نرحب بأي تعاون لنشره وطباعته. abd_jalghoum@ yahoo.com
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Feb 2008, 12:18 ص]ـ
عبدالله جلغوم
إعجاز الترتيب في سورة الرعد:
(لنتأمل هذا الترتيب وهذه الأعداد: [196، 691، 169، 619] إن ترتيب سور القرآن وآياته أكثر تعقيدا وإحكاما مما يتخيله البعض).
[من كتاب مخطوط للباحث بعنوان: إعجاز العدد 13 في القرآن الكريم، عدد الصفحات 300 - نرحب بأي تعاون لنشره وطباعته. abd_jalghoum@ yahoo.com]
عدد كلمات سورة الرعد هو: 854 [سبق أن أوضحت منهجي في العد] .. موزعة على 43 آية ..
ما السر أن الآية كذا جاءت من تسع كلمات وليس من 10 مثلا؟ وتلك من ذلك العدد وليس من ...............
ما هو إعجاز الترتيب القرآني في عدد كلمات سورة الرعد؟
أترككم لتأمل الأعداد: 196، 691، 169، 619 .. ثانية وسأعود إليكم بمفاجأة تقشعر منها جلود المؤمنين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Feb 2008, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ولي سؤال اود الانتفاع منه: هل هناك ترابط بين الترتيب الرقمي في سورة الرعد مع تنوع الموضوعات فيها؟
وما نوع هذا الترابط؟
هكذا بدا لي ان هناك انسجام وترابط دلالي .... ولكن لا يحضرنا شيئ الان ....
وبارك بك وزادك علما ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Feb 2008, 02:55 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ولي سؤال اود الانتفاع منه: هل هناك ترابط بين الترتيب الرقمي في سورة الرعد مع تنوع الموضوعات فيها؟
وما نوع هذا الترابط؟
هكذا بدا لي ان هناك انسجام وترابط دلالي .... ولكن لا يحضرنا شيئ الان ....
وبارك بك وزادك علما ...
وبارك الله بك. أشكرك بصدق لمرورك ولدعائك الذي بخل علي به من أتمنى أن يفهوا ما أقول.
أخي الفاضل:
لا تعجب إذا قلت أن البحث في معجزة الترتيب القرآني يحتاج إلى سنوات من العمل، وجهود فريق من الباحثين .. ما تظنه هو موجود، إلا أنني لم أدرس هذه المسألة، وحصرت أبحاثي في دائرة الترتيب (ترتيب سور القرآن وآياته).
أما لماذا أرى ذلك؟ لأنني بحثت في عدة سور نحو، البقرة - المدثر - الطارق - القلم - العنكبوت- الفاتحة - الناس - الماعون .. كل سورة من هذه السور تشكل معجزة في ترتيبها، وبدا لي الكثير من الأسرار ما له علاقة بالكلمات ولكنني لا أشير إلى ذلك، فلا الوقت يكفي ولا العمر يكفي ..
وما يمنعني عن الخوض فيما أشرت اليه هو مواجهة البعض لي التي لا تخلو من القسوة - وحديثي يقتصر على مسألة الترتيب - فما بالك لو طرحت أشياء جديدة؟ ستقوم القيامة ...
مع فائق التقدير والاحترام
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Feb 2008, 06:39 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ولي سؤال اود الانتفاع منه: هل هناك ترابط بين الترتيب الرقمي في سورة الرعد مع تنوع الموضوعات فيها؟
وما نوع هذا الترابط؟
هكذا بدا لي ان هناك انسجام وترابط دلالي .... ولكن لا يحضرنا شيئ الان ....
وبارك بك وزادك علما ...
الأخ الفاضل معن الحيالي:
بسبب دعائك لي، أعدك - قريبا إن شاء الله - ببحث حول " موضوعات سورة الرعد والترابط الرقمي " ... [البحث يحتاج إلى تنسيق وطباعة]
سيكون الأول من نوعه، وفاتحة لمن يريد البحث في هذا الجانب من إعجاز الترتيب القرآني ..
بحث زاخر بالمفاجآت ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Feb 2008, 12:38 ص]ـ
تذكير بما سبق:
1 - تتوسط سورة الرعد السورة رقم 13 مجموعة سور الفاتحة " المر " وعددها 13 سورة.
2 – مجموع ترتيب السور على جانبي سورة الرعد هو: 196.
3 - الفرق بين عددي الآيات في المجموعتين هو: 691 [معكوس العدد 196].
4 – عدد مجموعة سور القرآن الأطول (عدد الآيات في كل منها يزيد على 114 آية (6 × 19) هو 13 سورة، مجموع ترتيبها في المصحف 169 (13 × 13).
5 - يبدأ القرآن بسورة مؤلفة من 7 آيات وينتهي بسورة مؤلفة من 6. (الكتاب المقروء) (إحاطة وسياج محوره العدد 13 (6 + 7 = 13).
6 - ورد العدد 6 في القرآن في 7 سور فقط في موضوع واحد هو خلق الكون (6 + 7 = 13 الكتاب المنظور)
مجموع ترتيب الآيات السبع 169 (13 × 13) أما مجموع الآيات في السور السبع فهو 619. [العدد 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية].
قراءة في عدد كلمات سورة الرعد:
1 - عرفنا أن سورة الرعد هي السورة رقم 13 في ترتيب المصحف، ورقم 7 باعتبار سور الفواتح، وأنها مفتتحة بالأحرف الأربعة " المر "، عدد آياتها 43 وعدد كلماتها 854. (إنها ترتبط بالعددين 7 و 13 وهما من محاور بناء الترتيب القرآني). نلاحظ في الجدول الذي أعددناه، أن عدد الآيات التي تفرد كل منها بعدد محدد من الكلمات هو: 13 آية لا غير. عدد مماثل لرقم ترتيب السورة.
(مثال ذلك: الآية رقم 9 هي الوحيدة المؤلفة من 5 كلمات , لا توجد آية غيرها مؤلفة من هذا العدد).
2 - إن مجموع أعداد الكلمات في الآيات الـ 13 هو: 366 كلمة , وأما مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها فهو: 269.
3 – نستنتج أن مجموع أعداد الكلمات في باقي آيات السورة وعددها 30 آية هو: 488 كلمة (854 – 366). ونلاحظ هنا:
إن كلا العددين من مضاعفات العدد 61:
366 (مجموع الكلمات في الآيات الـ13) = 6 × 61.
(يُتْبَعُ)
(/)
488 (مجموع الكلمات في الآيات الثلاثين) = 8 × 61.
[يختزن العدد 854 عدد كلمات سورة الرعد إشارة خفية إلى العدد 114 عدد سور القرآن بالصورة التالية: 854 = 14 × 61. العدد 114 نلاحظه في الأرقام الثلاثة الأولى، العدد 6 هو مجموع الأرقام 4 + 1 + 1]. [114 – 6].
4 - إذا قمنا بصف العددين 30 و 13، فالناتج هو: 1330 عدد من مضاعفات العدد 19 (70 × 19). كما أن صف العددين 854 و 43 يعطينا عددا من مضاعفات العدد 19 (85443 = 4497 × 19).
5 - إذا قمنا بصف الأعداد 854 – 43 – 13 [عدد الكلمات فعدد الآيات فرقم السورة] فالعدد الناتج: 8544313 عدد من مضاعفات العدد 31.
8544313 = 275623 × 31.
6 - وتوجهنا هذه الملاحظات القريبة إلى الملاحظة الأبعد: إن عدد آيات سورة الرعد يتألف من مجموعتين من الآيات:
المجموعة الأولى: 13 آية، مجموع كلماتها 366، ومجموع ترتيبها 269. ما السر في هذه الأعداد؟
إذا قمنا بصف هذه الأعداد، فالعدد الناتج لدينا هو: 13366269.
والآن لنتأمل هذا العدد جيدا: إنه يساوي: 272781 × 7 × 7.
العدد 7: إنه رقم ترتيب سورة الرعد باعتبار سور الفواتح، كما أنه رقم ترتيب سورة الرعد في مجموعة الفاتحة " المر ". (تكرر العدد 7 مرتين!).
لنتأمل معكوس العدد، إنه: 96266331.
ما السر في العدد 96266331؟ إنه يساوي: 1964619 × 7 × 7.
إنه من مضاعفات العدد 7 مرتين أيضا. والمفاجأة الأبعد في العدد: 1964619 أنه يتألف من الأعداد 619، 4، 196.
لنتأمل العدد جيدا: 619 – 4 – 196.
هذه الأعداد ليست غريبة علينا، وليست بعيدة، وليست مستعصية على الفهم .. كذلك العددين 4 و 7. كل هذه الأعداد أساسها العدد 114 عدد سور القرآن، والذي هو: 19 × 6، أو 6 × 19.
إن لغة الأرقام هنا أكثر بلاغة من لغة الحروف. ما دلالة هذه العلاقات؟
(علاقة في غاية الإحكام والجمال، وفي غاية التعقيد أيضا، جمعت بين عدد الآيات وعدد كلماتها ومواقع ترتيبها. إن أي زيادة أو نقصان أو أي تدخل (زيادة آية أو كلمة (أو حرف – وسيأتي دليل ذلك) سيؤدي إلى إخفاء هذا الإحكام المطلق. فما معنى أن يصلنا ترتيب القرآن على هذا النحو من الترابط الرقمي إلا أن يكون محفوطا بتعهد من الله؟).
وهل ينسب مثل هذا الترتيب إلى البشر؟
المجموعة الثانية: 30 آية، مجموع كلماتها 488، ومجموع ترتيبها 677.سنقوم بصف هذه الأعداد وفق ما فعلناه في المجموعة الأولى. [آيات – كلمات – ترتيب].
العدد الناتج من صف الأعداد الثلاثة هو: 30488677.
المفاجأة هنا: هذا العدد يساوي: 709039 × 43.
43: إنه عدد آيات سورة الرعد.
ونعكس أرقام العدد – كما فعلنا سابقا - الناتج هو: 77688403.
هذا العدد يساوي: 5976031 × 13.
13: إنه رقم ترتيب سورة الرعد في المصحف. (19 – 6)
وبعد، فهذا هو إعجاز الترتيب القرآني ماثل في سورة الرعد، ليس كما يتخيله البعض، عدد محدد ومضاعفاته في تكرار رتيب، إنه أكثر تعقيدا وإحكاما.
كلام رائع للعلواني منقول من الموقع:
[هذا الترتيب توقيفي إلهي، الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلى الله عليه وسلم مع جبريل أن يفعل هذا، والحكمة الأساسية التي يمكن لنا تذكرها في هذا المجال أنه سيأتي من المتطفلين على علوم القرآن والدراسات القرآنية من يقول "إن القرآن نص تاريخي" بمعنى أنه مرتبط بمرحلة تاريخية معينة ليس له أن يمتد خارجها .. هي مرحلة عصر النبوة.
فقطع الله تبارك وتعالى الطريق على هؤلاء بأن أمر بإعادة ترتيبه؛ لأن التنجيم كان قد أدى الغرض؛ وعليه فلو استمر ارتباطه ببيئة النبي صلى الله عليه وسلم وعصره والقضايا التي عالجها لكان المستشرق والكافر والرافض للقرآن قد احتج بهذا وقال إن هذا كتاب لا يخصني، بل يخص الناس الذين نزل فيهم وفي عهدهم.
فبالعرضتين تم قطعه عن أسباب النزول والأسباب التاريخية ليأخذ صفة الإطلاق، وتجاوز أي مرحلة تسبقه ويصبح الكتاب الذي يستوعب العصور كلها، فلا يقال في أي عصر من العصور هذا الخطاب ليس لي .. هو خطاب للبشرية إلى يوم الدين؛ لأن النبي خاتم والكتاب آخر الكتب والدين مكتمل.]
ما رأي أخي الحبيب الفاضل أبو بيان؟ أما زال عند رأيه؟
عدد حروف سورة الرعد: ...............
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Feb 2008, 02:35 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم المكرم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد استأنست بما كتبت واستأنست أكثر بما تشعر به من غربة تكاد تحول بينك وبين تحرير البحث العلمي المجرد في كتاب هو والله قول ثقيل على النبي الأمي المنزل على قلبه صلى الله عليه وسلّم فما بالنا نحن العوام بعده بأربعة عشر قرنا نجده خفيفا علينا لا نكاد نستفيد منه إلا كما تستفيد منه الأسطوانات والأشرطة إلا قليلا ممن اراد الله بهم الخير فتدبروه ورفعهم به.
أخي الأستاذ عبد الله جلغوم غفر الله ذنبك في الاخرة موطن الغفران ورفعك بالقرآن في الدنيا أوصيك أن تدندن كثيرا ولو وحدك حول القرآن ووجوه إعجازه ولتكن الغربة والوحشة وقلّة الرفيق أحب إليك من الكثرة الراغبة عما تدندن حوله
فلن تجد أكثر الناس هم من يعلمون ولا يفقهون ولا يذّكّرون واعلم ـ أكرمني الله وإياك وأصحاب هذا الملتقى الطيب الذي جمعنا ـ أن الأمة كلها لن تحصي مالافي القرآن من المعاني والدلالات كما هو مدلول قوله تعالى " علم أن لن تحصوه " المزمل 20 وهكذا يضيق ذرعا من حسبوا أنفسهم قد أحاطوا به علما وهيهات.
واعلم كذلك أن الحقيقة العلمية سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية هي ثابتة سواء علمها الناس أو غابت عنهم وسواء فهموها أو جهلوها، ألا ترى أن أهل الأرض جهلوا قبل أن يعلن إبراهيم شهادته أن لا إله إلا الله قد أجمعوا على الشركاء فهل صيّر إجماعهم ذلك باطلهم حقا وهل نقص من الحق ما شذ به عنهم إبراهم من التوحيد لله وحده.
وأقول مرة أخرى:
يا أستاذي الكريم لتستأنس بالقرآن وحده وبما وعد الله فيه من تدبروه من المغفرة والفضل وهو الواسع العليم.
الحسن ولد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن
متخصص منذ 1981 في الحركات السرية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن قيد الإنجاز
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المنزل: 002225210953
EMAIL : elhacenmadick@gmail.com
ـ[محب الطبري]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:12 م]ـ
] الملاحظة هنا: إن سورة لقمان (وهي إحدى سور المجموعة) السورة رقم 31 في ترتيب المصحف أي معكوس العدد 13، تأتي مؤلفة من 34 آية، أي] معكوس nt]] العدد 43.
من كتاب مخطوط للباحث بعنوان: إعجاز العدد 13 في القرآن الكريم، عدد الصفحات 300 - نرحب بأي تعاون لنشره وطباعته] [/ quote] [/quote] وما زلنا معك يا أخانا في عواكيس، ولا أستجيز نشر مخطوط 13، رزقنا الله وإياكم فهم كتابه الحكيم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2008, 01:29 ص]ـ
[محب الطبري;
وما زلنا معك يا أخانا في عواكيس، ولا أستجيز نشر مخطوط 13، رزقنا الله وإياكم فهم كتابه الحكيم]
ألم تر يا محب الطبري في كل ما كتبته عن إعجاز الترتيب القرآني في سورة الرعد إلا هذه الجزئية البسيطة؟
لاحول ولا قوة إلا بالله ..
إذا فكرت ثانية في طرح مشاركة جديدة، فسأختار خطا بحجم اكبر، إن شاء الله.
وإذا كنت حريصا على تدبر القرآن وفهمه - كما تقول - فهل في وسعك أن تفسر لنا الظاهرة التالية، وهي من موضوع سورة الرعد ..
المجموعة الثانية: 30 آية، مجموع كلماتها 488، ومجموع ترتيبها 677.سنقوم بصف هذه الأعداد وفق ما فعلناه في المجموعة الأولى. [آيات – كلمات – ترتيب].
العدد الناتج من صف الأعداد الثلاثة هو: 30488677.
المفاجأة هنا: هذا العدد يساوي: 709039 × 43.
43: إنه عدد آيات سورة الرعد.
ونعكس أرقام العدد – كما فعلنا سابقا - الناتج هو: 77688403.
هذا العدد يساوي: 5976031 × 13.
13: إنه رقم ترتيب سورة الرعد في المصحف. (19 – 6)
وبعد، فهذا هو إعجاز الترتيب القرآني ماثل في سورة الرعد، ليس كما يتخيله البعض، عدد محدد ومضاعفاته في تكرار رتيب، إنه أكثر تعقيدا وإحكاما.
لن تستطيع، فهذه المسائل تحتاج رؤيتها إلى ما هو أكثر من العينين، والحفظ والتلقي ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:09 ص]ـ
يتبع - إعجاز الترتيب في سورة الرعد.
- العددان 13 و 19 هما من المحاور الرئيسة في بناء الترتيب القرآني ..
ونلاحظ أولى الإشارات إليهما في أول وآخر القرآن.
يبدأ القرآن بآية البسملة المؤلفة من 19 حرفا وينتهي بآية (من الجنة والناس) المؤلفة من 13 حرفا.
وباعتبار عدد الكلمات ك
الآية الأولى المؤلفة من 19 كلمة تأتي في ترتيب المصحف في الرقم 13 ....... وآخر آية مؤلفة من 19 كلمة تأتي في الرقم 13 في السورة الوحيدة في القرىن المؤلفة من 13 آية ...
ما أساس العددين 19 و 13؟
إنه العدد 114: فالعدد 114 = 6 × 19، وحاصل طرح العددين هو: 13 ..
لأجل هذا توقفنا عند سورة الرعد، لأنها تحمل رقم الترتيب 13 ...
والأخ محب الطبري لا يرى في كل ما أوردناه غير ما أسماه بالعواكيس ...
ولذلك سأكتفي بالإشارة التالية في سورة مريم السورة التي تحمل الرقم 19 .. يعني المحور الثاني ..
ليتأمل أولي الألباب:
مجموع الأرقام الدالة على ترتيب آيات سورة مريم هو: 4851.
مجموع كلماتها: 961.
عدد آياتها: 98.
العدد الناتج من صف هذه الأعداد هو: 485196198.
المفاجأة: هذا العدد يساوي 4256107 × 114. عدد سور القرآن.
ونعكس العدد: 891691584.
المفاجأة: هذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 114.
إنه يساوي: 7821856 × 114.
بكل فخر يا صديقي محب الطبري، هذه المعلومة لم يسبق لأحد عرف عنها شيئا، أو سمع بها من قبل ..
هذا هو أحد أنماط الترتيب القرآني .. التي تكتشف اليوم بفضل المتدبرين أمثالي ..
هل من الصعب أن تدرك عظمة هذا الترتيب؟ فلا ترى فيه إلا عواكيس ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:28 ص]ـ
إلى الأخ محب الطبري:
خذ هذه المعلومة عن سورة لقمان: [إضافة إلى المعلومة التي أوردتها بشيء من الاستهزاء]
- سورة لقمان هي السورة رقم 17 في ترتيب سور الفواتح.
- عدد آياتها 34 أي: 2× 17.
- الآية التي تحمل رقم الترتيب 17 في سورة لقمان مؤلفة من عدد من الكلمات هو: 17.
- عدد حروف الآية رقم 17 هو 68 حرفا أي: 4 × 17.
- إذا حذفنا المكرر من حروف الآية فعدد الحروف الهجائية الواردة في الآية هو فقط 17.
- من بين آيات سورة لقمان آية واحدة غير الآية رقم 17 مؤلفة من 17 كلمة، إنها الآية رقم 14.
- من السهل أن نجمع رقمي ترتيب الآيتين المميزتين: إنه 31 (14 + 17). العدد 31 هو رقم ترتيب سورة لقمان في المصحف ..
[شو رأيك؟]
- حاصل ضرب العددين 31 في 34 [رقم ترتيب سورة لقمان - عدد آياتها] هو ك 1054 ...
هذا العدد 1054 هو مجموع اعداد الآيات في السور ال 17 الأخيرة في ترتيب سور الفواتح ..
أيضا: هذه المعلومات لم يسبقني إليها أحد؟ برأيك هل يأتي هذا دون فهم ولا تدبر؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Feb 2008, 04:50 م]ـ
............
أعتذر عن متابعة الحديث في: إعجاز الترتيب القرآني في سورة الرعد، بسبب مداخلة الفاضل " محب الطبري " رغم اعتقادي بأن الطبري لو يعود إلى الحياة ويقرأ هذا البحث سوف يشكرني جزيل الشكر. ولكن أنى للطبري أن يعود! لقد غادرنا وترك لنا محبيه، ولا أعتقد أننا سنجد عندهم ما عنده ,,
يرحمك الله يا طبري. نسأل الله أن يعيننا على محبيك، وأنت تعلم أن من الحب ما قتل وسبب ارتفاع الضغط و الجلطة.
ـ[محب الطبري]ــــــــ[24 Feb 2008, 05:14 م]ـ
............
أعتذر عن متابعة الحديث في: إعجاز الترتيب القرآني في سورة الرعد، بسبب مداخلة الفاضل " محب الطبري " رغم اعتقادي بأن الطبري لو يعود إلى الحياة ويقرأ هذا البحث سوف يشكرني جزيل الشكر. ولكن أنى للطبري أن يعود! لقد غادرنا وترك لنا محبيه، ولا أعتقد أننا سنجد عندهم ما عنده ,,
يرحمك الله يا طبري. نسأل الله أن يعيننا على محبيك، وأنت تعلم أن من الحب ما قتل وسبب ارتفاع الضغط و الجلطة.
مفاجآت ت عظيمة وسبق علمي، وكم ترك الأول للآخر.
وأرجو من الأستاذ الكريم أن يتسع صدره لنقد محبيه المشوب بالمداعبة أحيانا، وقد تقدمت مناقشة آرائك مرارا في هذا الملتقى وحاول عدد من الأفاضل صرفك عن هذا المنحى لكنك أصررت على لزوم هذا المنهج الغريب،ولذلك تحمل ما يأتيك وسامحنا إن قسونا عليك. وجزاك الله خيرا.
ـ[نعيمان]ــــــــ[06 Sep 2008, 01:08 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إي والله يا أخ محبّ الطبريّ - حفظك الله ورعاك - بحاجة أنتم ونحن إلى أن يغفر لنا الله تعالى، وأن يسامحنا الأستاذ عبد الله - حفظه الله ورعاه - فإنه فعلاً قد قُرّرت له عمليّة قلبية في الأيام القادمة، أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك يا أستاذ عبد الله، وأن يسدّدك، فكم قرأنا لك، وللأستاذ بسام جرار، وللمهندس عبد الدايم كحيل، وغيركم ممن تخصص بهذا العلم؛ ولكننا لم نبلغ حتى هذه اللحظة بعضاًً من فهم ما وصلتم إليه إلا لِماما، فاصبر على إخوانك، فإن العلم جديد، وكل جديد مستغرب أو مستنكر.
الصبر الصبر حتى تتبلور الأفكار، وتتضح الصور، ويوثق العمل، وتُوفق في إيصال ما تعتقد أنك قد انفردت بكشفه، فيتوقف تقرح كبدك، وألم قلبك مما تعانيه من مواجهات ومجادلات وتبادل الاتهامات.
أتمنى على الأحبة هنا جميعاً أن يناقشوا الأستاذ الفاضل بعلمٍ ليُفيدوه، أو يَفْهموه، أو يدعوا له بظهر الغيب أن يوفقه الله تعالى لما فيه خير الأمة بل والبشريّة إن كان ما يكتشفه هو وأمثاله من الباحثين صواباً.
فهناك من كان يتصدّر المجالس بين طلابه يستحي من ذكر حديث الذباب، فإن سئل عنه، سكت ولم يحر الجواب، أو أجاب إجابات تبريريّة، أو زعم أن الحديث آحاد ولم يرق إلى التواتر، وهو في أجابته قلق متوتر.
ثم عندما اكتشف الغرب أن في الذباب جناحين: أحدهما داء والآخر دواء؛ طار هؤلاء بهذا الحديث يظهرونه على الملأ بلا تردّد وبكل حماسة وفخر، وأنه قاله الذي لا ينطق عن الهوى قبل أربعة عشر قرناً! وهو كذلك والله اكتشف الغرب أم لم يكتشفوا.
ولا نزال نذكر عند انتشار الفضائيّات والإنترنت فتاوى بعض علمائنا رحمهم الله تعالى وغفر للحيّ منهم بتحريم ذلك، بل أقذع بعضهم بوصفٍ لا نستطيع التلفظ به لمن يشاهد أو يشارك، ثم أصبح لهؤلاء مواقع على النت، ومشاركات في الفضائيّات!!
وغيرها من المسائل التي يفتي بها بعض العلماء بادي الرأي ثم يبين خطؤه.
فهل إذا استقر علم (الإعجاز العدديّ) وأصبح حقيقة لازمة سيتوقف من يعارض معارضة كل جديد؛ ويشرع ينظّر في مجالسه العلمية أو في مقالاته أو كتبه، وغيرها بما في القرآن الكريم من إعجاز وأسرار اكتشفها باحثونا الذين كانوا يعارضونهم؟!!
فهلا صبرت علينا أستاذ عبد الله لتُفهِمَ فنَفْهَم! وتتهم نفسك أنك قد اكتشفت علماً لكنك لم تستطع أن توصله لمن يحاورك، فهلا أوصلته إلينا برويّة ووضوح وبلا ضبابيّة!! وهلا صبرتم أساتذتنا على الأستاذ وعلى من يخوض غمار هذا العلم المعاصر!! فإن أصاب فللأمة (وله أجران)، وإن أخطأ فعليه (وله أجر واحد)، فأعينوه أو فاتركوه يرحمكم الله تعالى حتى يتبيّن لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من هذا العلم.
ثم أخيراً إن كان في مقالتي هذه ما لا يليق فهو من غير قصد - يعلم الله ربي - وإني لمعتذر عنه سلفاً. وأستغفر الله تعالى لي ولكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[09 May 2009, 12:51 م]ـ
كأنك أيها العزيز تفتح أبواب إعجاز فريد أي لو صحت تلك الحسابات!؟!
و لذا أدعوكم لأن تدعو لعقد ندوات إعلامية حولها ...
و ربما كانت بذور هذا النوع من الإعجاز قد وجدت في رسائل النور؟!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[10 May 2009, 11:20 م]ـ
كأنك أيها العزيز تفتح أبواب إعجاز فريد أي لو صحت تلك الحسابات!؟!
و لذا أدعوكم لأن تدعو لعقد ندوات إعلامية حولها ...
؟!
فأما الحسابات فهي صحيحة، وفي غاية الدقة.
فأما عقد الندوات فهذه مهمة المؤسسات ومن يهمهم القرآن، والوقوف على الحقيقة. ولكن - كما ترى - فإن أغلب من نخاطبهم قد اختاروا أن يهاجمونا، وما أرى ذلك إلا دفاعا عما لديهم ...
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 May 2009, 04:24 ص]ـ
و ربما كانت بذور هذا النوع من الإعجاز قد وجدت في رسائل النور؟!
كنت أتمنى منكم التعليق على هذه أيضا ... بارك الله فيكم.
ـ[ Amara] ــــــــ[13 May 2009, 02:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أتمنى منكم التعليق على هذه أيضا ...
و ربما كانت بذور هذا النوع من الإعجاز قد وجدت في رسائل النور؟!
بارك الله فيكم.
لعلك تقصد رسائل بديع الزمان سعيد النورسي، و إن كنت لا أعلم عن الرجل الشيء الكثير الذي يمكنني أن أتحدث عنه .. غير أني قرأت عنه شيئا في حوار له (سعيد النورسي) مع أحد قادة القيصر الروسي وردا على سؤال له عن عدم قيامه له فقال: "إني عالم مسلم، أحمل في قلبي إيمانا، والذي يحمل الإيمان هو أفضل من الذي لا إيمان له، ولو أنني قمت لك لكنت إذن قليل الاحترام لعقيدتي ومقدساتي لذلك فإنني لم أقم لك". و لا أعلم غير ذلك شيئا .. و لعلكم تزودونا بعلمكم .. فإني أرى أن لا أتكلم بغير ما أعلم لأن ذلك من أفحش الجهل و أكرهه إلى قلبي .. و أكيد جدا أن الأخ خلوصي ما أورد كلامه إلا لأنه يعلم عن ذلك شيئا ...
أما الذي أعلمه و يمكنني التحدث فيه ما علمت عن الأستاذ جلغوم مما يكتب و أقرا عنه
.. و لعل الأخ خلوضي أراد أن يرمي أبحاث الأستاذ كونها موجودة في غيره .. و الواضح أن أبحاثه جديدة منهجا و جوهرا .. و لو دققت النظر أخي لوجدت ذلك بينا .. و لذهب عنك مقارنته بما يسبقه .. و لو أمعنت بفكرك في ما يكتب لأغناك عن السؤال الذي ما أظنك تريد به إلا رمي الأستاذ .. و أنا أقول لك هذا الكلام و لعلي أغلظت عليك لأني أحبك في الله .. فأنصحك بما أنصح به نفسي .. و لنفرض أن ما ذهبت إليه صحيح .. أليس من حكمة المسلم أن يسأل عما هو كائن أمامه .. و أن ىيسأل من هو كائن أمامه ..
هو يا أخي قدم بحثا بل بحوثا و لا أحد لا يعجب لما فيها حتى أولئك الذين يقولون أنها أبحاث غير مرتكزة على منهج علمي .. كلهم يرى فيه عجبا و تناسقا غريبا .. فهموه أم لم يفهموه .. و ادعوا القدرة على الاتيان بمثل ذلك أم لم يدعوا .. و حتى أولئك الذين ادعوا القدرة على مثل هذه التناسقات لم يتجاوز كلامهم الادعاء .. ثم انهم لم يخفوا العجب مما فيه .. و هذا ليس مدحا للأستاذ جلغوم و لا مبالغة، فإني لا أجيز لنفسي و لكني أغبطه غبطة المؤمن أخاه المؤمن حين يرى نعمة الله عليه ..
لذلك أتمناك أخي أن تتمحص السؤال قبل طرحه و أن تعلم ما تريد أنت منه لتنتظر الجواب بحسب ما تنتظره ..
و ما أراك إلا أردت استعلاما و قد أعلمناك بما عندنا و ما هو بين يديك .. و لعلك تراجعنا فإننا كثيرا ما نخطئ قليلا ما نصيب الصواب ..
و لعلنا نجد منك صوابا إذا أضعناه .. فيكون لنا نعمة و لك أجرا ..
و فقني و وفقكم الله
يغفر الله لي و لكم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2009, 04:47 ص]ـ
أخي الفاضل تقول إنك لا تعرف الكثير عن الأستاذ النورسي ثم تزعم بأن ما جاء به الأستاذ جلغوم جديد كل الجدة؟!
ثم يا أخي ما هذه التهم؟؟
ألم ترني قلت:كأنك أيها العزيز تفتح أبواب إعجاز فريد .....
ثم أيها الأخ العزيز تساءلت فقط عن بذور هذا النهج؟
سامحك الله نحن نتكلم من وديان مختلفة .... على كل خذ مني هذه البسمة .....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 May 2009, 12:27 م]ـ
خلوصي
ألم ترني قلت:كأنك أيها العزيز تفتح أبواب إعجاز فريد .....
صبرا أيها العزيز. فزلزال الإعجاز العددي قادم، وسترى كثيرا من الانهيارات.
ـ[ Amara] ــــــــ[22 May 2009, 03:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب خلوصي
سرني و الله جوابك و أضحكني ..
أضحكك الله
أخي الفاضل تقول إنك لا تعرف الكثير عن الأستاذ النورسي ثم تزعم بأن ما جاء به الأستاذ جلغوم جديد كل الجدة؟!
.....
أما عن النورسي فلم أكن أعرف عنه غير أني أصبحت أبحث في ما كتب .. و لا يجوز لي أن أتكلم عنه و أنا لا اعرف عنه .. أما عن الأستاذ جلغوم فأنت ترى جدة أسلوبه و أنه دقيق الملاحظة .. و كثير البحث وفقنا و وفقه الله ..
ثم أني أخي الحبيب لم أتهم صدق نيتك و صفاء قلبك و لكن فهمت من كلامك ربما ما لم تقصده .. و لعله استعجم علي .. و هو ربما ما فهمته
سامحك الله نحن نتكلم من وديان مختلفة
سلمك الله أخي الحبيب فهذا من أصدق الدعاء و أحبه إلى قلبي جزاك الله خيرا
.... على كل خذ مني هذه البسمة .....
قد قبلت ابتسامتك .. أحبك الله
يغفر الله لي و لكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2009, 04:54 م]ـ
صبرا أيها العزيز. فزلزال الإعجاز العددي قادم، وسترى كثيرا من الانهيارات.
لا زلت أيها العزيز لا تجيب عن البذور ... بسمات!؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[22 May 2009, 05:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب خلوصي
سرني و الله جوابك و أضحكني ..
أضحكك الله
أما عن النورسي فلم أكن أعرف عنه غير أني أصبحت أبحث في ما كتب .. و لا يجوز لي أن أتكلم عنه و أنا لا اعرف عنه .. أما عن الأستاذ جلغوم فأنت ترى جدة أسلوبه و أنه دقيق الملاحظة .. و كثير البحث وفقنا و وفقه الله ..
ثم أني أخي الحبيب لم أتهم صدق نيتك و صفاء قلبك و لكن فهمت من كلامك ربما ما لم تقصده .. و لعله استعجم علي .. و هو ربما ما فهمته
سلمك الله أخي الحبيب فهذا من أصدق الدعاء و أحبه إلى قلبي جزاك الله خيرا
قد قبلت ابتسامتك .. أحبك الله
يغفر الله لي و لكم
يا ايها العزيز:
لك شلون عم يتؤول هيك مرة تانية؟!
يعني ما دامك يا شيخ Amara ما بتعرف الأستاذ النورسي ... كيف بتحكم؟ ما يمكن البذور هنيك و حضرتك ما شفتها .. يا حبيب؟!؟
على كل اهلين و سهلين و ميت مرحبا ... بسمات و بسمات ...
ـ[ Amara] ــــــــ[22 May 2009, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يا ايها العزيز:
لك شلون عم يتؤول هيك مرة تانية؟!
يعني ما دامك يا شيخ Amara ما بتعرف الأستاذ النورسي ... كيف بتحكم؟ ما يمكن البذور هنيك و حضرتك ما شفتها .. يا حبيب؟!؟
على كل اهلين و سهلين و ميت مرحبا ... بسمات و بسمات ...
أحبك الله أخي ..
أولا ما أنا إلا طالب علم .. و لست شيخا و لعله لطفا منك و تواضعا أن لقبتني بهذا مع أني منكم أتعلم ..
ربما كانت البذور كما قلت هناك .. و لأني لم أطلع على ما هناك فلن أقول بما لا أعلم .. و حسبي أن اقول لا أعلم عن أن أخوض في ما لا أعلم .. غير أنه لا يضير إذا رأيت أن ثمار البذور هي و اقعة هنا .. عند الفاضل عبد الله جلغوم .. و لعل تذوق الثمار سيدفعنا إلى البحث عن بذرها .. و أغلب ظني أن بذور تلك الثمار كامنة فيها .. فتذوق معنا أخي الحبيب .. فإنه ثمر لذيذ طعمه ..
وفقني و وفقكم الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 May 2009, 09:16 م]ـ
لا زلت أيها العزيز لا تجيب عن البذور ... بسمات!؟
محسوبك لا شاف بذور ولا شاف قشور، إنت شو شايف؟
خلصنا من هالقصة يا خلوصي .. شايفنا بنلعب؟
خبّرنا، هل رأيت بعض تلك البذور في أرضنا؟
ـ[خلوصي]ــــــــ[23 May 2009, 09:04 ص]ـ
أستاذ عبدالله:
رأيتك تشكو قراءك من قلة صبرهم على جديدك ..
فجئتك قائلا:
كأنك أيها العزيز تفتح أبواب إعجاز فريد أي لو صحت تلك الحسابات!؟!
و لذا أدعوكم لأن تدعو لعقد ندوات إعلامية حولها ...
و ربما كانت بذور هذا النوع من الإعجاز قد وجدت في رسائل النور؟!
و كان حقي عليك أن تجيبني فقط عن تساؤلي مجرد إجابة بنعم أو لا!!
و مضت أيام عديدة و جددت التساؤل؟
فتجاهلت ثانية
و أنا و الله في كل ذلك أحسن الظن بكم و ما كنت أعتبره تجاهلا!
ثم تأتي لتفجأني بهذا الكلام:
" محسوبك لا شاف بذور ولا شاف قشور، إنت شو شايف؟
خلصنا من هالقصة يا خلوصي .. شايفنا بنلعب؟
خبّرنا، هل رأيت بعض تلك البذور في أرضنا؟ "
لا أدري ما الداعي إلى كل هذا التشنج؟!؟
يعني حتى مجرد التساؤل المهذب لا ترتضيه
مع أنه جاء بالاعتراف و الإعجاب!!؟؟
سامحك الله.(/)
رسالة علمية تبرز اختيارات الإمام ابن خزيمة في التفسير.
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[19 Feb 2008, 07:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة علمية تبرز اختيارات الإمام ابن خزيمة في التفسير.
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
لماذا لم يتناول أحد الباحثين رسالة تبرز منهج ابن خزيمة في التفسير وتجليه،وتوضح اختياراته فيه وعلى أي أساس بناه، ولقد وجدت له في تحقيقه لمسألة " غسل الرجلين في الوضوء " تناولا رائعا لمسائل تخص التفسير، فأين الباحث الجاد، وطالب العلم الهمام الذي يأخذ هذا العلم بقوة، فيبين لنا جهود هذا العالم الفذ في ترسيخ المنهج الصحيح والطريق القويم في تناول كتاب الله العزيز القرآن الكريم بالتفسير.
وليلاحظ طلاب العلم تحقيقه للمسألة التي ذكرتها آنفا:
1 - باب ذكر الدليل على أن الكعبين اللذين أمر المتوضئ بغسل الرجلين إليهما العظمان الناتئان في جانبي القدم «لا العظم الصغير الناتئ على ظهر القدم، على ما يتوهمه من يتحذلق ممن لا يفهم العلم، ولا لغة العرب»
159 - نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، نا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، أخبره أن حمران أخبره، أن عثمان دعا يوما وضوءا، فذكر الحديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: «ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات، واليسرى مثل ذلك» قال أبو بكر: «في هذا الخبر دلالة على أن الكعبين هما العظمان الناتئان في جانبي القدم إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم لكان للرجل اليمنى كعب واحد لا كعبان»
160 - نا أبو عمار، نا الفضل بن موسى، عن زيد بن زياد هو ابن أبي الجعد، عن جامع بن شداد، عن طارق المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء، وهو يقول: «يا أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»، ورجل يتبعه يرميه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه، وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب، فقلت: من هذا؟ قالوا: غلام بني عبد المطلب، فقلت: من هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة؟ قالوا: هذا عبد العزى أبو لهب قال أبو بكر: «وفي هذا الخبر دلالة أيضا على أن الكعب هو العظم الناتئ في جانبي القدم إذ الرمية إذا جاءت من وراء الماشي لا تكاد تصيب القدم إذ الساق مانع أن تصيب الرمية ظهر القدم»
161 - نا سلم بن جنادة، نا وكيع، عن زكريا بن أبي زائدة، حدثنا أبو القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير، وحدثنا هارون بن إسحاق، حدثنا ابن أبي غنية، عن زكريا، عن أبي القاسم الجدلي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: «أقيموا صفوفكم ثلاثا، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم» قال: «فرأيت الرجل يكون كعبه بكعب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، ومنكبه بمنكب صاحبه» «هذا لفظ حديث وكيع» قال أبو بكر: «أبو القاسم الجدلي هذا هو حسين بن الحارث من جديلة قيس، روى عنه زكريا بن أبي زائدة، وأبو مالك الأشجعي، وحجاج بن أرطاة، وعطاء بن السائب عداده في الكوفيين، وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ الذي في جانب القدم الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من هو قائم إلى جنبه في الصلاة، والعلم محيط عند من ركب فيه العقل أن المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلصاق ظهر قدمه بظهر قدم غيره، وهذا غير ممكن وما كونه غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه»
2 - باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء «والدليل على أن الفرض غسل القدمين لا مسحهما، إذا كانتا باديتين غير مغطيتين بالخف أو ما يقوم مقام الخف، لا على ما زعمت الروافض أن الفرض مسح القدمين لا غسلهما، إذ لو كان الماسح على القدمين مؤديا للفرض، لما جاز أن يقال لتارك فضيلة: ويل له، وقال صلى الله عليه وسلم:» ويل للأعقاب من النار «، إذا ترك المتوضئ غسل عقبيه»
(يُتْبَعُ)
(/)
162 - نا يوسف بن موسى، نا جرير، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن أبي يحيى، عن عبد الله بن عمرو قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق تعجل قوم عند العصر فتوضئوا وهم عجال، فانتهينا إليهم وأعقابهم بيض تلوح لم يمسها الماء فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويل للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء»
163 - نا أحمد بن عبدة، نا عبد العزيز الدراوردي، وحدثنا يوسف بن موسى، نا جرير، كلاهما عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للأعقاب من النار»
3 - باب التغليظ في ترك غسل بطون الأقدام في الوضوء «فيه أيضا دلالة على أن الماسح على ظهر القدمين غير مؤد للفرض، لا كما زعمت الروافض أن الفرض مسح ظهورهما لا غسل جميع القدمين»
164 - نا يونس بن عبد الأعلى، نا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني الليث، عن حيوة وهو ابن شريح، عن عقبة بن مسلم، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار»
4 - باب ذكر الدليل على أن المسح على القدمين غير جائز، لا كما زعمت الروافض، والخوارج.
165 - نا محمد بن يحيى، نا أصبغ بن الفرج، أخبرني ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم الأزدي، حدثني قتادة بن دعامة، نا أنس بن مالك قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد توضأ وترك على ظهر قدمه مثل موضع الظفر، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ارجع فأحسن وضوءك» نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، نا عمي بمثله.
5 - باب ذكر البيان أن الله عز وجل وعلا أمر بغسل القدمين في قوله: (وأرجلكم إلى الكعبين) الآية، لا بمسحهما «على ما زعمت الروافض، والخوارج، والدليل على صحة تأويل المطلبي رحمه الله أن معنى الآية على التقديم والتأخير على معنى: اغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وامسحوا برءوسكم، فقدم ذكر المسح على ذكر الرجلين، كما قال ابن مسعود، وابن عباس، وعروة بن الزبير: وأرجلكم إلى الكعبين قالوا: رجع الأمر إلى الغسل»
166 - نا محمد بن يحيى، نا أبو الوليد، نا عكرمة بن عمار، نا شداد بن عبد الله أبو عمار، وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال أبو أمامة: نا عمرو بن عنبسة، فذكر الحديث بطوله في صفة إسلامه، وقال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء، فذكر الحديث بطوله، وقال: «ثم يغسل قدميه إلى الكعبين كما أمره الله إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء»
6 - باب التغليظ في المسح على الرجلين، وترك غسلهما في الوضوء «والدليل على أن الماسح للقدمين التارك لغسلهما مستوجب للعقاب بالنار، إلا أن يعفو الله ويصفح، نعوذ بالله من عقابه»
167 - نا الحسن بن محمد، نا عفان بن مسلم، وسعيد بن منصور قالا: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن يوسف بن ماهك، عن عبد الله بن عمرو قال: تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة صلاة العصر، ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح أرجلنا، فنادى بأعلى صوته مرتين أو ثلاثا: «ويل للأعقاب من النار» «هذا لفظ حديث عفان بن مسلم»
7 - باب غسل أنامل القدمين في الوضوء «وفيه ما دل على أن الفرض غسلهما لا مسحهما»
168 - نا محمد بن الوليد، نا أبو عامر، نا إسرائيل، عن عامر وهو ابن شقيق بن حمزة الأسدي، عن شقيق وهو ابن سلمة أبو وائل قال: رأيت عثمان بن عفان «يتوضأ ثلاثا ثلاثا، ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما، وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا، وغسل أنامله، وخلل لحيته، وغسل وجهه». وقال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كالذي رأيتموني فعلت»
8 - باب تخليل أصابع القدمين في الوضوء قال أبو بكر: «قد ذكرنا خبر عثمان بن عفان، عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل أصابع القدمين ثلاثا»
(يُتْبَعُ)
(/)
169 - حدثنا الحسن بن محمد، وأبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، وإسحاق بن حاتم بن بيان المدائني، وجماعة غيرهم قالوا: حدثنا يحيى بن سليم، حدثني إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء قال: «أسبغ الوضوء، وخلل الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما»
وهذا رابط فيه فوائد أخرى:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=126482
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 03:40 ص]ـ
جزاك الله خيراً وفائدة هذا الموضوع وأمثاله كبيرة جداً في علم التفسير
ومحمد بن إسحاق ابن خزيمة رحمه الله لم يلقب بإمام الأئمة عبثاً.
وهو الذي قام في مقام كثرت فيه البدع ودعوى التعارض بين الأدلة؛ فتحدى أن يأتيه أحد بدليلين صحيحين متعارضين، ومعلوم أنه لا يتصدى لبيان الجمع على البداهة في موقف التحدي إلا عالم نحرير قد تضلع من علوم كثيرة
ومن البلايا التي كانت ظاهرة على بعض المختصين في التفسير إقصاؤهم العلماء الذين اشتهروا في فنون أخرى
سواء كان عن عمد من بعضهم أو تهاون من البعض الآخرة
وقد رأيت في الآونة الأخيرة تراجعاً عن ذلك من بعض علماء التفسير الفضلاء ومناداتهم بأهمية الاستفادة من أقوال أئمة الدين في التفسير سواء كانوا مبرزين في الحديث أو اللغة أو الفقه أو الاعتقاد
وهذا الاعتراف والاهتمام أرجو أن ينفتح به باب عظيم من أبواب العلم النافع والتكامل بين العلوم الشرعية، ونتجاوز أزمة التنافر بين التخصصات الشرعية التي أحدثها بعض المختصين قصوراً منهم في النظر، وقلة دراية بنفع علومهم
وكم من إمام من المحدثين أو من أئمة علوم اللغة أو من غيرهم له كلام في التفسير لا يجاريه فيه كثير من المفسرين
ولعل بعض طلاب العلم يحتسبون في جمع ما قاله أولئك الأئمة الأعلام في التفسير.
وينظم العمل في ذلك، حتى يكون أدعى لسرعة الإنجاز وحسنه
ومن الأئمة الذين أرى أنه ينبغي العناية بجمع أقوالهم في التفسير لأهميتها ولسعة اطلاعهم وحسن تحريرهم وكون أقوالهم عمدة لكثير من الشراح، وليس لهم كتب مصنفة في التفسير:
1: أبو سليمان الخطابي
2: يعقوب ابن السكيت
3: ثعلب
4: المبرد
5: أبو سعيد السكري
6: القاضي عياض
7: ابن خزيمة
8: النووي
9: الطحاوي
10: ابن سيده
11: أبو منصور الأزهري
12: أبو هلال العسكري
وقبلهم: الخليل بن أحمد، ومحمد بن سلام الجمحي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، ومؤرج السدوسي، وأضرابهم
والله الموفق والهادي
ـ[أم الأشبال]ــــــــ[20 Feb 2008, 06:34 ص]ـ
الشيخ الفاضل عبد العزيز الداخل جزاك الله خيرا،على هذه الفوائد الطيبة:
وهذا موضوع كتبته في ملتقى أهل الحديث بمعرفي الثاني،عن كيفية تحقيق فقه السلف سيساعد أهل العلم بإذن الله تعالى.
على تناول علوم السلف بالتحقيق والتدقيق:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91808&highlight=%CD%DE%C7+%C3%DD%CA%EC(/)
سؤال في معنى الغنى؟
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[19 Feb 2008, 09:26 م]ـ
ما الفرق بين الغنى بالشيء والغنى عنه
و
ما الفرق بين الغنى في الشيء والغنى به
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[20 Feb 2008, 03:05 ص]ـ
هذا من تأثير الحرف المعدى باللفظ على المعنى.
ولذلك كان علم معاني الحروف من أهم ما ينبغي أن يعرفه طالب علم التفسير، وهذه الأمثلة التي ذكرتها جيدة في توضيح هذا الأمر
فالغنى بالشيء، هو قبوله والاستغناء به عما عداه.
والاستغناء عن الشيء هو عدم الحاجة إليه
وقد جمعهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((وأغنني بفضلك عمن سواك)
وقال الشاعر:
غَنِيتُ بلا مالٍ عن الناسِ كلِّهِم = وإنَّ الغِنَى العالِي عن الشيءِ لا بِهِ
وقوله: (عن الشيء لا به) يريد به الغنى عن المخلوقين، وهو محمود
وأما الغنى عن الله تعالى فلا أحد يستغني عنه طرفة عين.
والغنى بالله هو أعظم غنى يناله مخلوق، وشأنه عظيم.
وللفائدة: فإن لابن القيم كلام جميل في فضل الغنى بالله أنصح بقراءته وهو في طريق الهجرتين (42 - 45).
وأما الغنى في الشيء فهذا لا يكون إلا في الظرف الزماني أو المكاني
تقول غنيت في بلد من البلاد، أو غنيت في زمان من الأزمنة
فهذا بيان معنى الغنى بالشيء، والغنى عنه، والغنى فيه
وفقك الله للعلم النافع والعمل الصالح(/)
يطلب المعونة ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[20 Feb 2008, 12:50 ص]ـ
هذا أخ لكم يطلب معونتكم فأعينوه جزاكم الله خيراً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية أسأل الله العظيم أن يجزيكم خير الجزاء على ما تقدمونه في سبيل نشر العلم النافع والذي يرقى بنا إلى أعلى القمم ما دام خالصا لرب العالمين
أسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل
أنا أخوكم في الله أبو سلمان الطالب في الدراسات العليا بجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان تخصص التفسير وعلوم القرآن وأسأل الله القبول والتوفيق والإخلاص
وأنا محتاج إلى مساعدتكم بتزويدي بالمراجع والمعلومات عن نشأة التفسير في الهند وتدوينه وأنواعه ومصادره ورجاله
وجزاكم الله خير الجزاء وشكرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Feb 2008, 07:24 ص]ـ
قد وردني هذا السؤال على بريدي يا أبا اسيد، وفي مكتبتي كتاب في هذا وبعض الأوراق المبعثرة لعلي أنظر في طريقة ترتيبها وإيصالها له إن شاء الله لعلها تنفعه في بحثه.
ـ[إستبرق]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:08 ص]ـ
أعانك الله ... هذا عنوان رسالة في جامعة الإمام لعلك تطلبه منهم [المكتبة القرآنية في الهند في القرن الثاني عشر الهجري] تأليف: سعيد الندوي
ثم إن مؤسسة روافد للخدمات العلمية تخدم الباحث وتساعده على جمع المراجع وترسلها راسلهم عبر هذا البريد
"روافد للخدمات العلمية" < rawafed2010@yahoo.com>(/)
الدعوة إلى المشاركة في ندوة علمية
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[20 Feb 2008, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
وبعد فهذه دعوة للمشاركة في ندوة علمية في موضوع:" كيف نتعامل مع القرآن والسنة"
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الحسن الثاني – المحمدية " المنتدى الجامعي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية للأبحاث والدراسات القرآنية"
المحمدية
ندوة علمية في موضوع:
كيف نتعامل مع القرآن والسنة
لقد أتى على هذه الأمة حين من الدهر لم تكن شيئا مذكورا. وإن ميلادها الوحيد إنما كان بعد القرآن، الذي نزل به الروح الأمين على قلب رسول الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بلغه لأمته وبينه أخذا من قوله تعالى:" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" وبذلك كان التلاحم بين القرآن والسنة والذي يعبر عنه بالوحيين.
ومن يومها والمسلمون يحيلون على القرآن والسنة في كل شؤونهم الإيمانية والعملية التعبدية والعادية ... ومهما اختلفت أحوالهم أو تنوعت .. مما يمكن معه تقرير خلاصة علمية دقيقة بأن المرجعية العليا عند المسلمين هي للقرآن والسنة. وهي مرجعية ملزمة كما تشير إلى ذلك نصوص كثيرة منها قوله تعالى:" يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله".
وإذا كانت هذه النتيجة محل تسليم من غالب المسلمين فإن منهجية التعامل مع القرآن والسنة قد تباينت وتعددت مع اختلاف العصور وتعدد المذاهب والاختيارات. فهذا واقف عند حدود ظواهر النصوص لا يكاد يتجاوزها، وآخر توسع في التأويل توسعا خرج به عن حد الاعتدال ووقع في التعسف. وواقف بين هذا وذاك ينشد أفضل السبل في التعامل مع القرآن والسنة.
وفي السنين الأخيرة تزايدت الحاجة لهذا الموضوع، وأعيد طرح السؤال كيف نتعامل مع القرآن؟ كيف نتعامل مع السنة؟ ومنشأ هذا الإلحاح ينطلق من ملاحظة جوهرية وهي إذا كان القرآن والسنة قد أحدثا التحول الهائل الذي أخرج هذه الأمة للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، فما بال هذا الدور تراجع في زماننا رغم بقاء المصدرين: القرآن والسنة؟ وحيث انه لم يتطرق لهما أي تحريف أو تبديل بحفظ الله لهما، فلم يبق إلا أن يكون الخلل في منهج التعامل. أما حفظ الأصلين فقد دلت عليه نصوص كثيرة ومن ذلك قوله تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" وقوله صلى الله عليه وسلم:" يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" وقد كان.
ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الخلل الذي يطرأ على منهج التعامل في الحديث الذي رواه أحمد في المسند عن زياد بن لبيد قال ذكر النبي صلى الله عليه وسلم شيئا فقال:"وذاك عند أوان ذهاب العلم " قال قلنا:"يا رسول الله وكيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة؟ " قال: "ثكلتك أمك يا ابن أم لبيد إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة أوليس هذه اليهود والنصارى يقرءون التوراة والإنجيل لا ينتفعون مما فيهما بشيء"
إن من أهم معاني التجديد المضمونة للأمة كما في الحديث الذي المروي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها" تجديد منهج التعامل
إلى هنا تبدو القضية أشبه ما تكون بالمسلمة ولكن يبقى السؤال الكبير هو عن أي منهج للتعامل نتحدث: هل يتم ذلك كما يعتقد البعض عبر بعث تراث الأقدمين وما تركه السلف الصالح في مجال التفسير وعلوم القرآن الكريم وعلوم الحديث؟
أم أن الحل يكمن في تجاوز هذا التراث و الإتجاه إلى القرآن و السنة مباشرة بلا حاجة إلى توسّط شيء مهما كان؟
أم لا هذا ولا ذاك، فلا الجمود على تراث الأقديمن يحل المشكلة، إذ حينها نكون نقلنا التقديس من الوحيين إلى ما استنبط منهما، ونكون بذلك قد حملنا تراث الأقدمين أكثر مما وضع له.فالقوم أجابوا عن أسئلة عصرهم ولم يكن بعضهم حجة على بعض فكيف يكونون حجة على من بعدهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن دعوى تجاوز التراث والأخذ من القرآن والسنة مباشرة لا تحل المشكلة، وهي دعوى غير عملية وغير واقعية، لأننا حينها سنختار دور المؤسس و الأمر ليس كذلك، ونضيع دور المستأنف، المستلم للمشعل والأمر لا يتجاوز ذلك.
وفي كل ما سبق نقدر بأن الفصل بين القرآن والسنة لا يحل المشكلة بل يزيدها تعقيدا خاصة حين يحكم هذا الفصل أي وجه من أوجه التقليل من السنة أو دعوى الاكتفاء بالقرآن وهو مما ابتليت به الأمة قديما وحديثا.
ولقد فتح التطور التي عرفته العلوم والمادية منها على وجه الخصوص بابا مهما ونقاشا واسعا في مجال الدراسات القرآنية وهو ما اصطلح عليه الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. ولهذا الموضوع عقدت وتعقد ندوات و مؤتمرات محلية و دولية. والمنخرطون فيه بين مفرط ومقتصد،والمتحفظون بين رافض ومشترط ...
ومن أجل منا قشة هذا الإشكال الذي يتوسع ويمتد ومحاولة تقديم إجابة أكثر دقة لسؤال كيف نتعامل مع القرآن والسنة؟ ينظم المنتدى الجامعي للأبحاث والدراسات القرآنية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية بتعاون مع مركز البحث للدراسات القرآنية والحديثية التابع لمؤسسة المهدي بنعبود للبحوث والدراسات والإعلام، ندوة علمية.
المحاور المقترحة للندوة:
• القرآن والسنة: الخصائص و العلاقة.
• معالم منهج تعامل السلف مع القرآن والسنة.
• القراءات الجديدة الدواعي والآثار و الضوابط.
• التجديد في مناهج التعامل مع القرآن والسنة.
• الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
التاريخ المقترح للندوة:
• 15 - 16 جمادى الأولى 1429هـ
• موافق21 - 22 ماي 2008م
اللجنة المنظمة:
• سعيد بنكروم
• مولاي عمر بن حماد ibnhammad@gmail.com
• عبد الفتاح فهدي abdou_f@maktoob.com
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الحسن الثاني – المحمدية " المنتدى الجامعي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية للأبحاث والدراسات القرآنية"
المحمدية
ندوة علمية في موضوع:
كيف نتعامل مع القرآن والسنة
15 - 16 جمادى الأولى 1429هـ
موافق21 - 22 ماي 2008م
************
استمارة المشاركة
• الاسم الكامل: ................................................. .....
• الصفة الأكاديمية: ....................................... ............
• المدينة أو المؤسسة الجامعية: ......................................
• عنوان المراسلة: .................................................. .
• الهاتف أو الفاكس ............................................ .......
• البريد الالكتروني: ....................................... ............
• محور المشاركة: ..................................................
• عنوان المداخلة: ......................................... ............
• ملخص المداخلة: .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..........
ملاحظة
بالنسبة للمشاركات من خارج المغرب تتكفل الجهة المنظمة بالإيواء أيام الندوة ويتحمل المشاركون تكاليف السفر من بلدانهم.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[21 Feb 2008, 05:59 م]ـ
أشكر لك أخي الكريم (مولاي عمر) على هذا التفاعل، بيد أني أود التنبيه إلى أن مشاركة من تريد من الإخوة ـ وأعني بهم زملائي في الجامعات السعودية ـ فإنهم غالباً لا تتيسر مشاركتهم إلا عن طريق جامعاتهم،والسبيل إلى هذا:
أن تخاطب جامعتكم السفارةَ السعودية في المغرب، لتخاطب السفارةُ وزارةَ التعليم العالي في السعودية، ومن ثم يعمم هذا الطلب على الجامعات،وبالتالي تتهيأ الفرصة للمشاركة، أما بغير هذه القناة، فأعتقد أن المشاركة ستضيق جداً إن لم تنعدم،وفقك الله.
ـ[خالد القرشي]ــــــــ[21 Feb 2008, 07:53 م]ـ
اضم صوتي الي صوت د- المقبل
تقبل تحياتي
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[21 Feb 2008, 10:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: مولاي عمر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لتنظيم هذه الندوة المباركة، متمنيا لكم التوفيق و النجاح.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري، مع سلامي لكل الإخوة الأعزاء.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:15 ص]ـ
بارك الله في جهودكم .. وتنبيه الدكتور عمر في محله ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Feb 2008, 12:35 م]ـ
مولاي عمر;
] بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
وبعد فهذه دعوة للمشاركة في ندوة علمية في موضوع:" كيف نتعامل مع القرآن والسنة"
بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الحسن الثاني – المحمدية " المنتدى الجامعي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية للأبحاث والدراسات القرآنية"
المحمدية
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ..................................................
[ملاحظة
بالنسبة للمشاركات من خارج المغرب تتكفل الجهة المنظمة بالإيواء أيام الندوة ويتحمل المشاركون تكاليف السفر من بلدانهم]
هل هذا معقول؟
لو فكر عاقل من الأردن أن يشارككم فعليه أن يدفع ما يزيد على ألف دينار نفقات سفره، قد لا يوفرها في سنوات ..
مع الأسف، في عالمنا الاسلامي، يستضيفون فنانا أو فنانة، وحاشيته، ويدفعون عشرات الالاف ويعتذرون عن تقصيرهم ..
ألا يستحق علماؤنا أن يعاملوا كالفنانين والفنانات - على الأقل بتحمل نفقات سفرهم -؟
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[23 Feb 2008, 04:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله خيرا كل الإخوة على اهتمامهم ومتابعتهم لهذه الندوة العلمية التي ندعو الله ان ييسر أسباب تنظيمها ونشر أعمالها لتعم بها الفائدة وسأحاول استدراك ما يمكن استدراكه بالنسبة للأخوة في الجامعات السعودية الذين نرحب ونرغب في مشاركتهم معنا
ولا أفشي سرا إذا قلت بأن فكرة الدعوة إلى المشاركة من خلال الموقع إنما اقتديت فيها بإخوة لنا في كلية الاداب بأكادير وضعوا نفس العبارة في استمارة المشاركة لندوة في موضوع الوقف والتنمية، بل إن أحد أعضاء اللجنة المنظمة هو الذي اقترح علي ذلك.
وأنا مع الأخ عبد الله جلغوم من الأردن حين يقول "ألا يستحق علماؤنا ان يعاملوا مثل كذا " ولعلنا هنا نحتاج إلى وقف خاص بالأنشطة العلمية فلعلم الأخ الكريم فإن جامعاتنا تكاد ترفع يدها عن التمويل وتترك الذي يقترح النشاط العلمي هو الذي يبحث عن صيغ التمويل وتلك قضية تستحق أكثر من وقفة وهنا أقول كم من ندوة لم يستطع المشاركة فيها باحثون من البلد المنظم لأن الجهة المنظمة لا تغطي مصاريف السفر، وكم من ندوة لم تجد اعمالها الطريق إلى النشر لنقص التمويل، بل كم من ندوة ألغيت من اصلها لغياب التمويل ...
المال عند المسلمين ينفق في أشياء كثيرة تافهة وكان الأولى به ان ينفق في المسائل العلمية وهذا عللى المستوى الأهلي والرسمي وماميزانيات البحث العلمي في بلادنا العربية والإسلامية بخافية على احد.
نسأل الله الفرج هو ولي ذلك والقادر عليه
وجزاكم الله خيرا
مولاي عمر بن حماد
أستاذ التعليم العالي
جامعة الحسن الثاني المحمدية
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Feb 2008, 03:14 م]ـ
لقد قال الدكتور كلغوم والدكتور مولاي عمر كلاما يسطر بماء الذهب لإسقاطه على الواقع المر الذي نعيشه معاشر العلماء.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل مولاي عمر ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لتنظيم هذه الندوة العلمية المباركة، سائلا الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح و التوفيق.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل والأخ الكريم أحمد بزوي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد فجزاك الله خيرا على ما تفضلت به لكني انتظر منك موضوع مداخلتك ومحورها فإن لم تفعل انت فمن؟
ولقد وجهت الدعوة للأخوة في الجديدة وانا انتظر ردكم
بارك الله فيكم ونفع بكم آمين
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:36 م]ـ
جعلها الله ندوة طيبة لاهلها ولك من يشارك فيها.
موضوع قيم وله اثره وفاعليته في النفوس.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[07 Apr 2008, 07:45 ص]ـ
نشكرك أخي الدكتور مولاي عمر على دعوتك وقد عهدتك مبادراً في خدمة القرآن والسنة من أهل المغرب
وبالنسبة للراغبين في المشاركة في الندوة من الجامعات السعودية،
فيمكن أن يتم بدعوة من الجامعة المنظمة لوزارة التعليم العالي بالسعودية كما ذكر أخي الدكتور عمر.
والطريق الأخصر لذلك أن يتم من قبل العضو الراغب في المشاركة بالخطوات التالية:
1 - التقديم للقسم الذي ينتسب إليه بعد الحصول على دعوة من الجهة المنظمة.
2 - يرفع الطلب لمجلس الكلية، ثم لعمادة البحث العلمي بالجامعة ثم لوزارة التعليم العالي
وهذا يحتاج لوقت لايقل عن شهر ونصف.
وأحب أن أشير بأن المغرب يعتبر من أبرز الدول عناية بالندوات والمؤتمرات وحلق النقاش العلمية المتخصصة،
وقد حضرت ثلاث ندوات متخصصة في أسبوع واحد خلال مشاركتي في أحد المؤتمرات هناك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[08 Apr 2008, 12:03 ص]ـ
هل تم إلغاء الندوة يرجى التنبه
وفقكم الله.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Apr 2008, 01:54 ص]ـ
هل هذا معقول؟
لو فكر عاقل من الأردن أن يشارككم فعليه أن يدفع ما يزيد على ألف دينار نفقات سفره، قد لا يوفرها في سنوات ..
مع الأسف، في عالمنا الاسلامي، يستضيفون فنانا أو فنانة، وحاشيته، ويدفعون عشرات الالاف ويعتذرون عن تقصيرهم ..
ألا يستحق علماؤنا أن يعاملوا كالفنانين والفنانات - على الأقل بتحمل نفقات سفرهم -؟
فما رأيك في من دعي لمؤتمر عربي يجمع عددا من المتخصصين العرب (من أمثاله المقيمين بالمهجر)، وقيل له إن المؤتمر سيقام في بلده العربي بالتنسيق مع اتحاد عربي وتحت إشراف جامعة الدول العربية، وأن الدعوة الموجهة إليه شخصية مع عدد قليل يمثلون بلده لبحث آفاق التعاون العلمي. ثم فوجئ بأن عليه دفع التذكرة، وإلا ألغيت الدعوة الموجهة:) ... ومن الطريف أن زيد على ذلك بأن اقتُرِح عليه عدم ضرورة الإقامة في الفندق، إن كان أهله من سكان عاصمة البلد أو من المدن المجاورة، وذلك اقتصادا في المصاريف وترغيبا في صلة الرحم:)
فهل رأيتم في أخلاق العرب العاربة والعرب المستعربة، ودول الجوار وبلاد الكفار، من يوجه دعوة رسمية شخصية مشروطة كهذه؟
والله المستعان.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[08 Apr 2008, 10:07 ص]ـ
أرجو من الدكتور مولاي عمر أن يزودنا بالهواتف وأرقام جوالات المنظمين للندوة للتواصل معهم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Apr 2008, 12:38 م]ـ
والله يا محمد بن جماعة لقد اشعلت في قلبي نارا لا تنطفيء
وان ما يعانيه الباحثون الجادون من سوء معاملة وتضييق لتنوء به الجبال الرواسي
فالله حسبنا وحسبهم وهو حسيب من الّب على العلماء واهل الخير وكالب وزعم انه لا يقهر ولا يغالب(/)
التفسير
ـ[عبد الله محمد البريدي]ــــــــ[20 Feb 2008, 11:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
نحن نسمع كثيرا في المجالس وفي دروس اهل العلم المتخصصين النقد لكتب التفسير فقلما تجد كتابا من كتب التفسير الا وتجد النقد ومن المعلوم انه لايسلم الا كتاب الله لكنى ارى انه لوانبرى مجموعة من المتخصصين في التفسير وخرج تفسير يجمع ما وقع فيه اهل العلم السابقين من ايثار بعض الجوانب واهمال بعضها الاخر لكان خير للامة ونفع
والذي ارى ان الاية تعرض فيؤتى باللغة والبلاغة والصرف والمعنى اللغوي والاحكام والفوائد وغيرها مما يخدم ويكون وسطا لااطالة مملة ولااختصارمخل بحيث يوخذ من كلام العلماء السابقين
هذه خاطرة ارجوان يشاركني فيها الاخوة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 03:08 م]ـ
اشترك عدد كبير من العلماء في إخراج كتاب التفسير الميسر الذي طُبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، ولا شك أن هذه الطريقة مفيدة، ولكنها ذات صعوبة بالغة، والأمر يحتاج إلى رغبة وحسن إدارة وتخطيط ...
ـ[بلال]ــــــــ[22 Feb 2008, 10:15 م]ـ
أخي الشيخ فهد ,,,,,,,,
بودي لو تذكر لنا المشايخ الذين شاركوا في هذا التفسير القيم ,, لأنه طالما تمنيت أن أعرف مصنفيه(/)
العقيدة والتصور .. سؤال ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[21 Feb 2008, 10:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأفاضل ملتقى التفسير
حيرني سؤال .. أرجو أن أجد عندكم الجواب الشافي
ما الفارق بين العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي؟؟؟
هل هما لفظين لمعنى واحد؟؟
وإن كانا مختلفين فما وجه الاختلاف بينهما؟؟
وهل قوله تعالى -على سبيل المثال- {إني جاعل في الأرض خليفة} داخل في العقيدة الإسلامية أم في التصور الإسلامي ..
وهل قوله تعالى {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} داخل في العقيدة الإسلامية أم في التصور الإسلامي ..
أجيبوني يرعاكم الله ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[25 Feb 2008, 09:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوتي الأفاضل الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن
عجيب أني لم أقرأ أي تعليق على السؤال , وهو بعد سؤال جوهري في حياة كل مسلم
إذن فلأتكلم عن الفارق بين العقيدة والتصور كما أفهمهما أنا على الأقل ..
العقيدة أوسع وأشمل من التصور .. والتصور إنما هو ثمرة العقيدة .. لأننا نقول على سبيل المثال إن اليوم الآخر حق لا مرية فيه .. وأن مردنا إلى الله .. وأن الآخرة هي دار القرار وأنها هي الحيوان .. فهذه عقيدة .. ولكن ماذا تفرز هذه العقيدة إنها تفرز أن الحياة الدنيا إذن ليس دار قرار .. وأنها محطة للآخرة .. وأنها منقضية زائلة وإن تراخى بها الزمن وامتد .. وهذا هو التصور كما أفهمه أنا على الأقل ..
ولكن ما قيمة التصور وما دوره في حياة المجتمع المسلم .. ؟؟؟
أرى أن التصور هو الحد الوسط بين العقيدة والمنهج .. وبمعنى آخر أرى أن طبيعة المنهج الإلهي أو قل طبيعة التشريع تتكئ على التصور الذي بدوره يتكئ على العقيدة .. ولكن كيف ذلك؟؟!
في المجتمع المسلم يبر الإبن والديه ويكرمهما بل إن برهما عنده واجب مقدس لا يعدله شيء بعد التوحيد طبعا .. وبر الوالدين كما هو معلوم منهج .. وما ذاك إلا لأن المسلم مؤمن أن بره بهما في الحياة الدنيا سعادة له في الآخرة وأن كل خير يقدمه لهما فهو ملاقيه عند الله ..
بينما المادي الذي يعتقد أن الحياة الدنيا هي هي الأولى والآخرة وهي هي فرصة الإنسان للسعادة والمتعة واللذة هذا الإنسان سوف لن ينفق من عمره يوما واحدا في سبيل أبويه .. لماذا؟؟ لأن العمر قصير والنفس تواقة للهو والمتاع وكسب الملذات ومن ثم فبر الوالدين سيكون عبئا أو قيدا عليه .. ومن ذلك ظهرت وشاعت في تلك المجتمعات ما يسمى بالحرية الشخصية وحقوق الإنسان وما شاكل ذلك من هذه الشعارات التي تنبع من هذا التصور الخاطئ للحياة الدنيا ..
وهكذا في كل فعل خير يفعله المسلم فهو إنما يراعي أن الحياة الدنيا دار انتقال لا دار استقرار وأنها مزرعة للآخرة .. والكلام يطول في هذا الميدان ولكني ضربت مثالا على نحو ما أفهمه من الفارق بين التصور الإسلامي والعقيدة الإسلامية .. فإن كنت مخطئا في الفهم فاهدوني يرعاكم الله .. وإن كنت مصيبا فمن فضل الله ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:30 م]ـ
بارك الله فيك مرتين مرة على سؤالك في عالم الفكر ومرة على حسن اجابة
واقول والله اعلم ان الاجابة بايجاز غير المخل ان التفريق بين المصطلحين من باب التفريق بين الغيبيات والممكنات.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[26 Feb 2008, 10:15 ص]ـ
أخي الحبيب د. معن الحيالي .. تحية طيبة وأشكرك على الرد الجميل ..
على أني لا زلت بحاجة إلى تفصيل أكثر في هذه المسألة , فأنت أخي الحبيب أثرت سؤالا من حيث أنك كنت تروم الجواب على السؤال ..
فقد جعلت الفارق بينهما هو من باب الفرق بين الغيبيات والممكنات , وأنت تعرف أن الغيبيات شيء والممكنات شيء آخر مما يعني أن العقيدة الإسلامية حيزها غير حيز التصور الإسلامي .. هذا من باب
من باب آخر أنا ابحث تحديدا عن دور التصور الإسلامي في حركة حياة المجتمع المسلم , وكيف للتصور الإسلامي أن يرسم للمجتمع المسلم معالم الطريق ..
فقوله تعالى مثلا {إني جاعل في الأرض خليفة} هذا تصور وليس عقيدة -على الأقل على نحو ما أفهمه- وخلافة الإنسان متأتية من نفخة الروح الإلهية فيه {ونفخت فيه من روحي} .. وهنا نكون قد وثبنا من الممكنات إلى الغيبيات كما تفضلت , وبمعنى آخر هنا نكون قد وثبنا من التصور إلى العقيدة وهي فوقه .. فإذا أردنا أن ننزل من الممكنات -أي التصور-إلى واقع الحياة وجدنا أن الإنسان مأمور أن يحقق خصائصه الإنسانية في واقع الحياة لأنه خليفة .. وأخص خصائص الخليفة هو العقل الذي يعقل النفس أن تنفلت فتعربد في الحياة .. فليس الإنسان إذن كتلة من الجنس متحركة كما يقول التصور الفرويدي وليس الإنسان مادة مجردة تترقى وتتطور بيولوجيا كما يذهب التصور الداروني وليس الإنسان بطنا تجوع وغريزة تثور كما تذهب الماركسية في تصورها .. بل الإنسان خليفة .. نفخة من الروح وقبضة من الطين .. وعلى هذا الأساس قامت في الإسلام الآداب والأخلاق والفضائل الإنسانية .. وعلى هذا الاساس أيضا عدمت مجتمعات الغرب هذه المزايا أو على الأقل انحرفت بها إلى غير وجهتها الأصيلة ..
وجزاك الله خيرا ..(/)
معجم المفسرين لعادل نويهض (عرض موجز)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Feb 2008, 10:52 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فبيتما كنت أقلب الملفات التي لدي في الحاسب وأتصفح بعضها وجدت هذا التقرير الموجز الذي كتبته في السنة المنهجية للماجستير تلبية لطلب شيخنا وأستاذنا أ. د. حكمت بن بشير حفظه الله.
فأحببت أن لا يقف هذا التقرير عندي , وها أنذا أضعه في هذا الملتقى حتى يستفاد منه -إن كان فيه فائدة-
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/hard/14/14037.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ... أما بعد:
فهذا تقرير عن كتاب:
(معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر) لعادل نويهض
يقع هذا الكتاب في مجلدين، وقد رتبه صاحبه على حروف المعجم، وقد اشتمل على ذكر المفسرين من عصر صدر الإسلام حتى هذا العصر، كما هو ظاهر وبيّنٌ من عنوان الكتاب.
وقد ضم هذا المعجم من التراجم نحو ألْفَيْ ترجمة. (1) غير ما فقده المؤلف من بطاقات أثناء الحرب.
وقد ذكر في مقدمة كتابه من سبقه في التأليف في تراجم المفسرين.
كما ذكر سبب تأليف هذا الكتاب، حيث يقول: ( ... ثم تمضي السنون ويتسع نطاق التفكير الإسلامي وتكثر الحاجة إلى كتاب يغني الدارسين والباحثين عن كتب التاريخ والسير وضخام أسفارها، ويضم شتات ما فيها من تراجم ومعلومات، فعزمت – بعد الاتكال على الله – على وضع هذا المعجم) (2).
ثم ذكر الصعوبات التي واجهته في تأليفه من عدم استقرار بسبب الغزو الصهيوني حتى كاد أن يثني عزيمته عن الاستمرار في هذا الجهد المبارك. (3)
ولقد بين منهجه في ترتيب بحثه فقال:
(وقد سلكت في ترتيبه المنهج التالي:
• بدأت في ترجمة كل مفسر بذكر شهرته أو اسمه إن لم يكن له شهرة، وبجانبه ولادته ووفاته بالتاريخ الهجري والميلادي. (4)
• يلي ذلك اسم المترجم له، فاسم أبيه، فجده، فنسبته، فاختصاصه في غير علم التفسير كالحديث، والأدب واللغة الخ ... ثم مكان ولادته، ومراحل دراسته وما ولي بعدها من أعمال ثم مكان وفاته، فمؤلفاته في التفسير، وقد أشرت إلى ما طبع منها وإلى ما هو مخطوط. (5)
• رتبت الأسماء أبجديا (6) وفقا لتاريخ المترجم لهم مبتدئا بحرف الاسم الأول ثم بحرف الاسم الثاني فيكون إبراهيم بن إبراهيم قبل إبراهيم بن أحمد، وأحمد بن إبراهيم قبل أحمد بن أحمد وهكذا مضافا إليه تاريخ الوفاة وبخاصة في التراجم التي تجمع بينها وحدة الأسماء، فإبراهيم بن أحمد المتوفى سنة 710هـ يجده القارئ قبل إبراهيم بن أحمد المتوفى سنة 866هـ، (7) أما عملية التوفيق بين التاريخين الهجري والميلادي المذكوريْن إلى جانب شهرة صاحب الترجمة فقد كنت أمام حلّيْن لها:
1. في حالة إغفال المصادر اسم الشهر (من السنة الهجرية) الذي ولد أو مات فيه صاحب الترجمة، إما أن أذكر السنتين الميلاديتين الموافقتين للسنة الهجرية، مثلا: (سنة 759هـ توافق للسنتين 1357و1358م).
2. أو أن أكتفي بذكر سنة واحدة أرجحها، وهذا ما اخترته مع ما فيه من ارتجال قد لا يرضى عنه بعض الباحثين.
• من لم أعثر له على تاريخ ولادة ووفاة اقتصرت على ذكر الزمن الذي كان حيا فيه (8)، استنادا على مصادر ترجمته، وحيث خلت هذه المصادر من معلومات عن العصر وضعت مكان التاريخ علامة استفهام (9).
• تسهيلا للباحث عن ترجمة أي مفسر، زودت المعجم بكشفين، الأول وضعته في بداية كل حرف أبجدي، ويتضمن الشهرة المبتدئة بذلك الحرف، ثم الاسم وتاريخ الوفاة، والثاني
وهو شامل لكل المفسرين ويتضمن الشهرة والأسماء وأرقام الصفحات المذكورين فيها، ويجده القار الكريم في قسم الفهارس العامة في الجزء الثاني. (10)
• تكاملت لي مادة تراجم جديدة بعد طبع المعجم فوضعتها في مستدرك في نهاية الجزء الثاني.
فعساي قد وفقت، والحمد لله لما أعان، إنه نعم المولى ونعم النصير) (11)
وعند النظر في التراجم يمكن أن نضيف بعض النقاط التي قد يكون لها فائدة:
(يُتْبَعُ)
(/)
- يسرد المؤلف ترجمة موجزة للتعريف بهذا المفسر، ومن خلال الترجمة تظهر عدة أمور قد تعين القارئ في التعرف على التفسير، فيذكر لك أحيانا مذهب صاحب التفسير، أو عقيدته، وتأثره بفرقة من الفرق مثلا فذكر في ترجمة: أحمد بن ناصر الحسيني قال: (من علماء الحنفية وصلحائهم) (12)، كما ذكر في ترجمة محمد بن الحسين السلمي قال: (شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيرهم) (13).
- يذكر المؤلف في بعض التراجم المكان الذي حفظ فيه تفسير المترجم له وأين يوجد وتاريخ كتابتها، ففي ترجمة محمد بن يوسف الكرماني، قال: (من كتبه حاشية على أنوار التنزيل في التفسير للبيضاوي ... نسخة منه في كتب مدرسة فاضلخان، تاريخ كتابتها 933) (14).
- يذكر المؤلف أحيانا نماذج من مقدمة كتاب المترجم له، نقلها عن كشف الظنون، فقد ذكر في ترجمة منصور الطبلاوي: (من كتبه: السر القدسي في تفسير آية الكرسي ... قال حاجي خليفة: أوله حمدا لمن أظهر أسرار التنزيل ... الخ) (15)، وهذا يدل على الأمانة العلمية عند المؤلف.
- أما مصادره التي رجع إليها فقد نافت على الستمائة تقريبا.
- أما عدد الكتب التي ذكرت في هذا المعجم فما يقرب من ألفي ومائة كتاب.
- كما يذكر المؤلف عند كل ترجمة، مظان وجودها في المصادر الأخرى، حتى يثري الباحث بالمعلومات ويسعفه.
- وأخيرا .. فقد ختم كتابه بوضع فهرس للكتب والرسائل، وفهرس للمفسرين، وفهرس للمصادر.
هذا تقرير موجز عن هذا الكتاب، أسأل الله أن يكون نافعا، والله ولي التوفيق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الحواشي
(1) انظر: (1/ ز).
(2) (1/ح).
(3) (1/ط).
(4) مثال ذلك: محمد بن طولون [880 – 953 هـ] [1475 – 1546 م]، و إذا لم يجد سنة مولده ذكر سنة وفاته مثل: محمد بن علي الداودي [ .... – 945 هـ] [ .... – 1539 م] (2/ 589).
(5) فعند ترجمته للطرسوسي قال: (ومن آثاره تفسير سورة لقمان، وتفسير سورة الفاتحة، وتفسير سورة العصر وسورة الكوثر وكلها مخطوطة) (2/ 486)، وكذلك ينظر في ترجمة الخربتاوي: (2/ 487)، والعلقمي (2/ 550)، والكواكبي (2/ 516) وأحيانا يشير إلى ما هو محقق.
(6) رتب الأسماء بالترتيب الألف بائي وليس الأبجدي
(7) انظر مثلا: (1/ 8) تجد ترتيب الأسماء بالحروف وبتاريخ الوفاة.
(8) انظر (1/ 165)، في ترجمة الآملي ... [ ... – حيا 782هـ] [ .. = 1380م].
(9) انظر ترجمة عبد الصمد الغزنوي [؟ -؟ هـ]، (1/ 285)
(10) وقد سهل المؤلف على الباحث أيضا بوضع كشف لأسماء الكتب والرسائل ومؤلفيها وأرقم الصفحات , فجزاه الله خيرا.
(11) (1/ط , ي).
(12) انظر: (1/ 81)
(13) انظر: (2/ 519).
(14) انظر: (2/ 656)، وانظر ترجمة ابن فورك (2/ 515)، وترجمة مولوي (2/ 694).
(15) انظر (2/ 688)، وانظر ترجمة الدشتكي (2/ 689)، والكرماني (2/ 656).
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Feb 2008, 12:17 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ما اسم الدار الناشرة لهذا الكتاب؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:20 ص]ـ
أحسنت أخي الشخ أبا عبد الرحمن على هذا التقرير المفيد ..
وليتكم تنقلون نماذج من التراجم عنده، ومن تقديم الكتاب، وهو كتاب قيم، وقد بحثت عنه كثيراً أول ما سمعت به، ثم اشتريته عن طريق الانترنت من مكتبة النيل والفرات بلبنان والحمد لله رب العالمين ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:21 م]ـ
جزيت خيراً أبا عبدالرحمن
والكتاب قيمٌ حقاً وسهل الترتيب، وأصبحت نسخه نادرة وهو جدير بإعادة الطباعة وإكماله على نفس المنهج لاستكمال نواقصه.
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[22 Feb 2008, 08:54 م]ـ
هذا الكتاب عضيم بمادته مفيد لطالب العلم سهل الإطلاع عليه وتكمن السهولة في ترتيبة
فجزاك الله خيرا يا شيخ أبا عبدالرحمن على هذه الفته الطيبة عن الكتاب علما أنه لا بد من كل مكتبه أن تزود بهذا
الكتاب
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[24 Feb 2008, 07:52 م]ـ
و الله لا أحب أن أستدرك على المشايخ الفضلا
و لكني نقلت ترجمة لإحدى المفسرات و هي -بيكم -الذي نقل كان مرجعه معجم المفسرين هذا لعادل نويهض
لكن فيما بعد استدرك عليّ أحد الدكاتر الفضلاء استدراكا بقيت امامه واجما صامته من حجم الخطأ
و اني في بلدة تبعد عني الكتب و المراجع حتى ابحث جيدا و ان كان يكفيني قول الدكتور غير أنه من باب -ليطمئن قلبي
ثم نسيت الأمر حتى رايت هذا الموضوع حتى هاجت الذكريات فأرجوا تحرير المسألة بين ايدي المشايخ
هذه المفسرة بيكم ذكر عادل نويهض انه لم تتزوج و كرهت أن تكون ضجيعة الرجال
لكن ظهر انها زوجة أحد الأعلام المشهورين وهو العلامة صدّيق حسن خان
فكيف غاب عن عادل نويهض هذا
بل أقول ما مرجعه و مستنده فيما قال
أترككم مع مشاركة لي قديمة جدا و انظروا ماقاله الدكتور الفاضل محمد العواجي
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6056
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:21 ص]ـ
ارجوا من المشايخ اثراء الموضوع
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[27 Feb 2008, 02:20 م]ـ
ليت أحد الإخوة الكرام الذين يستطيعون الحصول على الكتاب يتكرم بشراء عدد من النسخ ويرسلها لمن لم يتمكن من الحصول عليه وهم كثير، ونرجو أن يخبرنا مشكورا بقيمة الكتاب وتكلفة الشحن.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[28 Feb 2008, 07:09 ص]ـ
ليت أحد الإخوة الكرام الذين يستطيعون الحصول على الكتاب يتكرم بشراء عدد من النسخ ويرسلها لمن لم يتمكن من الحصول عليه وهم كثير، ونرجو أن يخبرنا مشكورا بقيمة الكتاب وتكلفة الشحن.
للتأكيد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Feb 2008, 07:31 ص]ـ
ليت أحد الإخوة الكرام الذين يستطيعون الحصول على الكتاب يتكرم بشراء عدد من النسخ ويرسلها لمن لم يتمكن من الحصول عليه وهم كثير، ونرجو أن يخبرنا مشكورا بقيمة الكتاب وتكلفة الشحن.
فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم الحميضي وفقه الله يمكن شراء الكتاب عن طريق الانترنت عن طريق مكتبة النيل والفرات وهم يرسلونه لكم إلى عنوانكم البريدي، وقد اشتريته وغيره بنفس الطريقة، ومبلغ الكتاب مع الشحن في حدود (170) ريال تقريباً، وقد سمعت بوجود الكتاب في البحرين فإن تيسر لأحد الإخوة في البحرين التأكد فيخبر الزملاء ..
وهذا موقع المكتبة:
مكتبة النيل والفرات ( http://www.neelwafurat.com/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Feb 2008, 09:42 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
ما اسم الدار الناشرة لهذا الكتاب؟
الطابع: مؤسسة نويهض الثقافية .. وقد طبع الطبعة الأولى عام 1404هـ، ولدي الطبعة الثالثة عام 1409هـ
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:39 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالرحمن
ـ[محمد آباي]ــــــــ[18 Oct 2008, 08:49 ص]ـ
هل لدى أحد معلومات عن حياة عادل نويهض؟ متى ولد، وما هو آثاره العلمية، هل وهو حي أم لا؟ لا نعرف عنه شيئا في تركيا سوى كتبه وتحقيقاته.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[21 Oct 2008, 08:28 ص]ـ
وماهي كتبه وتحقيقاته وفقك الله
والكتاب قيم وموسوعي ولاتعيبه أخطاء معدودة
وقد حصلت على طبعته الاولى سنة صدورها قبل 25 سنة تقريبا وكنت اتوقع
تجدداالطبعة وزيادتها وتنقيحها
ـ[محمد آباي]ــــــــ[23 Oct 2008, 12:09 م]ـ
الكتب المنسوبة إلى عادل نويهض في قائمة مكتبة مركز الدراسات الإسلاامية ( http://kutuphane.isam.org.tr) في تركيا:
1 - البشير الإبراهيمي عظيم من الجزائر، بيروت، مؤسسة نويهض الثقافية، 1986.
2 - معجم أعلام الجزائر من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، بيروت، مؤسسة نويهض الثقافية، 1980.
3 - معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، بيروت، مؤسسة نويهض الثقافية، 1983.
4 - الدين والدولة في إثبات نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ابو الحسن رجب بن علي بن ربان الطبري (المتوفي في 247/ 861، تحقيق عادل نويهض، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1402/ 1982.
5 - المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد، ابو اليمن مجير الدين عبد الرحمن العليمي (المتوفى في 928/ 1522)، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، مراجعة عادل نويهض، بيروت، عالم الكتب، 1983.
6 - طبقات الشافعية، ابو بكر بن هداية الله المرواني الغراني (المتوفى في 1014/ 1605)، تحقيق عادل نويهض، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1402/ 1982.
7 - عنوان الدراية في من عرف من العلماء في المائة الثامنة، ابو العباس أحمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الغبريني، تحقيق عادل نويهض، بيروت، لجنة التأليف والترجمة، 1969.
8 - الوفيات، ابو العباس أحمد بن الحسين بن علي ابن القنفد (المتوفى في 810/ 1407)، تحقيق عادل نويهض، بيروت المكتبة التجارية، 1971.
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[24 Oct 2008, 04:43 م]ـ
بارك الله فيك ووفقك
أشكل علي اسم الكتاب الرابع والملاحظ أن طبعاتها قديمة وأغلب دور النشر غير مشهورة
ـ[ abasuoni] ــــــــ[18 Jan 2009, 07:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن، وجعلك الله مباركا أينما حللت ونزلت، وحفظ الله شيخنا د. حكمت، ورفع قدره في الدارين.(/)
هل هناك رسالة عن منهج ابن الجوزي في زاد المسير؟؟
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[22 Feb 2008, 12:15 ص]ـ
وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم، وأعتذر إن كان السؤال مكررًا فلقد بحثت ولم أجد ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2008, 12:32 ص]ـ
نعم. كتبها الدكتور عبدالرحيم الطحان بعنوان (منهج ابن الجوزي في التفسير).
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[22 Feb 2008, 12:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم ونفع بكم ..
وحبذا شيخنا الفاضل- إن سمح وقتكم - أن تضعوا لنا بعض كتب التفسير - سواء من القديم أو من الجديد- التي لم تدرس من قبل ويمكن أن تكون موضوعًا لرسائل؟
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:13 ص]ـ
من الرسائل العلمية حول هذا الموضوع:
1. منهج ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير، لعبد الرحيم بن أحمد طحان، رسالة دكتوراه مقدمة لجامعة الأزهر.
2. ابن الجوزي ومنهجه في التفسير، لعبد العزيز ثابت، رسالة ماجستير، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
3. منهج ابن الجوزي في التفسير، لعامر عمران علوان، رسالة ماجستير، جامعة بغداد.
4. موازنة بين تفسير المحرر الوجيز وزاد المسير، لمنصور كافي، رسالة دكتوراه، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
ـ[مها]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:53 ص]ـ
ومن باب الاختصار عند البحث:
هذا رابط قواعد البيانات في مركز الملك فيصل -رحمه الله-
http://213.150.161.217/kfcris/login.htm
وهذا رابط مكتبة الملك فهد -رحمه الله-
http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/
وهذا رابط مكتبة الملك عبد العزيز -رحمه الله-
http://ipac.kapl.org.sa/elib/
وهذا رابط فهرس مكتبات جامعة الملك سعود -رحمه الله-
http://catalog.library.ksu.edu.sa/uhtbin/cgisirsi/PLS29zqLGn/CENTRAL/271990008/60/502/X
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Feb 2008, 08:28 م]ـ
جزاكما الله خيرًا وبارك فيكما ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Mar 2008, 08:35 م]ـ
وهناك كتاب طبع حول بعنوان:
منهج ابن الجوزي في تفسير القرآن الكريم من خلال مؤلفه زاد المسير
لأحمد العبادي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ced966daeda.jpg
وهي صادرة عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط بالمغرب عام 1428هـ. ويبدو لي أن أصل الكتاب أطروحة علمية تقدم بها الباحث ربما عام 1411هـ كما تشير المقدمة.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[09 Mar 2008, 10:19 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا الفاضل وبارك فيكم ..
ـ[الراية]ــــــــ[10 Mar 2008, 08:12 م]ـ
وهناك كتاب طبع حول بعنوان:
منهج ابن الجوزي في تفسير القرآن الكريم من خلال مؤلفه زاد المسير
لأحمد العبادي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647ced966daeda.jpg
وهي صادرة عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط بالمغرب عام 1428هـ. ويبدو لي أن أصل الكتاب أطروحة علمية تقدم بها الباحث ربما عام 1411هـ كما تشير المقدمة.
سعر الكتاب 56 ريال
وقد نفد من معرض الرياض
وذكر البائع انه سيكون متوفر في معرض المدينة
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[11 Mar 2008, 02:11 م]ـ
السلام عليكم
هناك كتاب له علاقة بالموضوع قد يفيد في هذا المجال
هو: دراسة اللغة في زاد المسير في عالم التفسير لابن الجوزي
وهو رسالة دكتوراة من جامعة أم القرى
رابط الحميل هو
http://www.zshare.net/download/2594132fc6032b/(/)
استفسار بخصوص كتاب أحكام القرآن لابن الفرس
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
السادة العلماء، المشايخ الفضلاء،،
هل أجد كتاب أحكام القرآن لابن الفرس على الشبكة العنكبوتية،،
آمل الرد مشكورين مأجورين،،
أخوكم،،
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:02 ص]ـ
أخي الشيخ يزيد لا أعتقد ذلك فالكتاب حديث الصدور ... كما في الرابط:
صدر حديثاً لأول مرة كتاب (أحكام القرآن) للإمام ابن الفَرَسِ الغرناطي (ت597هـ) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4777&highlight=%C3%CD%DF%C7%E3+%C7%E1%DE%D1%C2%E4+%E1%C 7%C8%E4+%C7%E1%DD%D1%D3)
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:05 ص]ـ
جزاك الله خيراً،،
ونفع بعملك،،(/)
حجج القرآن
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Feb 2008, 06:48 ص]ـ
الحمد لله الذي لا إله إلا هو، له الحجة البالغة، والنعم السابغة، أصدق القيل قيله، وأحسن الحديث حديثه، وأنصع البيان بيانه، وأحكم القول قوله، لا ترى فيه عوجاً ولا اختلافاً، ولا إملالاً ولا إجحافا، يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
وإن من أشرف العلوم وأجزل الهبات ما يمن الله به على من يشاء من عباده من فقه حججه وبيناته، ما ينصرون به الحق، ويعلون رايته، ويكبتون به أهل الباطل، وينكسون غايته، كما قال تعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) فسماها حجتَه ونسبها إليه تعالى ذكره، وتلك الإضافة الشريفة تقتضي ما تقتضيه من علو شأنها، وثبات أركانها، وإحكام بيانها، وشرفها وفضلها.
ثم ما ذكر من مَنِّه بها على خليله الكريم إبراهيم عليه السلام في موقف عظيم نصر الله فيه الحق وأعلاه، وكبت الباطل وأخزاه، ما يدل على شرفها وفضلها.
ثم ما يدل عليه عموم قوله تعالى: (نرفع درجات من نشاء) ما يجعل المؤمن مشرئباً لنيل هذا الشرف العظيم، والرفعة عند ربنا الكريم.
ثم ختمه الآية بقوله: (إن ربك حكيم عليم) يلخص أركان الحجة البالغة، ويبين أنها متلقاة من لدن ربنا الحكيم العليم.
فذِكْرُ الربوبية الخاصة في هذه الآية يدل على أنها لا تنال إلا بتعليم الله جل وعلا وحسن توفيقه وتأييده ونصره إلى غير ذلك من معاني الربوبية الخاصة التي جعلها الله لأوليائه.
وذكر صفتي العلم والحكمة على صيغة المبالغة يفيد أن الحجة البالغة قائمة على قوة العلم وشدة الإحكام.
فحجة الله شريفة بنسبتها وإضافتها إليه، وشريفة بحسن أوصافها، وعظيم شأنها وشرف غايتها.
فغايتها إعلاء كلمة الله، ونصرة ودينه.
ومبناها على العلم والحكمة والإحكام.
واستمدادها من ربوبيته الخاصة؛ فهي من نعمه العظيمة الخاصة التي يختص بها من يشاء من أوليائه.
كل ذلك يدعو أولياء الله الذين يتلون كتاب الله حق تلاوته إلى العناية بفقه حجج الله في كتابه العظيم، وأن يتعلموا منها ما يعدهم لنصرة الحق وإزهاق الباطل
ولعلنا في هذا الموضوع نتدارس بعض هذه الحجج البليغة في القرآن العظيم، فيتكلم كل بما فتح الله عليه في هذا الباب من لطائف التفسير والاستنباطات، ولطائف النقول عن العلماء
ما يثري البحث في هذا الموضوع المهم، وهو باب من أبواب العلم النفيس
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[22 Feb 2008, 07:08 ص]ـ
كنت قد كتبت مبحثاً في الاستدلال بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى على بطلان أقوال الضالين، وذكرت تقرير القرآن لهذا المنهج العظيم
وقد رأيت من باب تعميم الفائدة ونشر العلم أن أذكر مثالاً منه هاهنا ليكون فاتحة المشاركات في هذا الموضوع.
*****************
ممَّا لا يكادُ ينقضي منهُ العجبُ قولُهُ تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73) أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (74) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 73 - 76].
(يُتْبَعُ)
(/)
فانظُرْ إلى جلالةِ هذهِ الآياتِ وما تضمَّنَتْهُ من الحُجَجِ البليغةِ والآياتِ البَيِّنَاتِ، ثمَّ تأمَّلْ سَعَةَ رحمةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ وعظيمَ حِلْمِهِ كيفَ دعَاهُم - وقدْ قالُوا هذهِ المقالةَ الشنيعةَ - إلى التوبةِ بأجملِ عرضٍ وألطفِهِ: {أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ} ثمَّ ذكرَ ما يُرَغِّبُهُمْ في ذلكَ ويُزِيلُ اليَأْسَ والقنوطَ منْ قلُوبِهِم بقوله: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} كثيرُ المغفرَةِ، واسعُ المغفرَةِ، لا يستعظِمُهُ ذنبٌ أنْ يغفرَهُ، ورَحْمَتُهُ وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، وعَمَّتْ كلَّ حَيٍّ، وفي ضِمْنِ ذلكَ وَعْدُهُم بالمغفرةِ والرحمةِ والعفوِ عمَّا بدرَ منهم إنْ همْ تابوا إليهِ واستغفَرُوهُ.
فإذا عَلِمَ العبدُ ذلكَ تحرَّكَتْ دواعي الرجوعِ إلى اللَّهِ في قلْبِهِ , ولمْ يقْنَطْ منْ رحمةِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ مهما بلغت ذنوبه.
ثمَّ دَعَاهُم إلى عبادتِهِ وتوحيدِهِ، وبيَّنَ لهُم الأدلَّةَ القاطعةَ على بُطْلانِ زَعْمِهِمْ إِلَهِيَّةَ عِيسَى وأُمِّهِ -دُونَ أنْ يهْضِمَهُما منزلَتَهُما أوْ يُنْقِصَ قدْرَهُما، بلْ أثبتَ لعِيسى الرسالةَ ولأُمِّهِ الصِّدِّيقِيَّةَ- وذلكَ منْ وُجُوهٍ:
أوَّلُها: قولُهُ تعالى: {وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}؛ فإنَّ الإلهَ الحقَّ لا يكونُ إلاَّ واحداً، وَ {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا}، وهذا يُبْطِلُ التثليثَ.
الثانِي: قولُهُ تعالى: {مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}، فهوَ رسولٌ منْ جُمْلَةِ رُسُلٍ ماتُوا وهوَ على إثْرِهِم سيموت، والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الحيُّ الذي لا يموتُ.
الثالثُ: قولُهُ: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ}، وفي هذا عِدَّةُ أدلَّةٍ:
أوَّلُها: أنَّهُ مخلوقٌ كائنٌ بعدَ أنْ لمْ يكُنْ، فلمْ يُوجدْ إلاَّ بعدَ وِلادَةِ أُمِّهِ لهُ؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ فإنَّ الإلهَ الحقَّ إنَّما هوَ الأَوَّلُ والآخرُ والظاهرُ والباطِنُ.
الثاني: أنَّهُ محتاجٌ في أصلِ حياتِهِ إلى غيرِهِ فوُجُودُهُ إنَّما كانَ بواسطةِ أُمِّهِ؛ والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الحيُّ القَيُّومُ الذي قيامُ كلِّ شيءٍ بهِ، الغنيُّ الحميدُ الذي لا يحتاجُ إلى أحدٍ سواهُ طَرْفَةَ عيْنٍ.
الثالثُ: أنَّهُ مولودٌ؛ والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الصَّمَدُ الذي لمْ يلِدْ ولمْ يُولَدْ.
الرابِعُ: أنَّهُ خارجٌ من المكانِ الذي قدْ علِمُوا؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ فالإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ القُدُّوسُ السلامُ المُتَنزهُ عمَّا لا يليقُ بجلالِهِ وعظمتِهِ.
الخامِسُ: أنَّ أُمَّهُ صِدِّيقَةٌ؛ فهيَ أَمَةٌ عابدةٌ فقيرةٌ إلى مَنْ تعبدُهُ، والفقيرُ لا يُنْتِجُ إلاَّ فقيراً.
الوجهُ الرابِعُ: قولُهُ: {كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ} وفي هذا عِدَّةُ أدلَّةٍ:
الأوَّلُ: أنَّ كونَهُما يأْكُلانِ الطعامَ دليلٌ على حاجَتِهما وفقْرِهما إليهِ، والفقيرُ المحتاجُ لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً.
الثانِي: أنَّ العقلاءَ قدْ علموا أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ لهُ جوفٌ وآلاتٌ تهضمُ الطعامَ، وقنواتٌ يسيرُ فيها الطعامُ، والإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ الصمدُ الذي لا جوفَ لهُ، ولا يحتاجُ إلى ما يحتاجُ إليهِ البشرُ.
الثالثُ: أنَّ الذي لا يستطيعُ تصريفَ الطعامِ داخلَ جسدِهِ وتسْيِيرَهُ في قنواتِهِ، وإيصالَ كلِّ موضعٍ منْ جسمِهِ ما يحتاجُ إليهِ من الغذاءِ؛ وإنَّما الذي يُسَيِّرُهُ ويُصَرِّفُهُ فيهِ غيرُهُ كيفَ يستطيعُ أنْ يُدَبِّرَ شُئُونَ الخلائقِ، ويجيبَ دعَوَاتِهِم، ويعْلَمَ سرائرَهُم وأحوالَهُم؟!!
إنَّما إلَهُهُم المَلِكُ القُدُّوسُ الذي قامَ بشُؤُونِهِم وَوَسِعَهُم عِلْمُهُ وحِفْظُهُ ورَحْمَتُهُ.
الرابعُ: أنَّ العقلاءَ قدْ علِمُوا أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ لا بُدَّ لهُ منْ إخراجِهِ بعدَ هضْمِهِ، والذي تخرجُ منهُ هذهِ الفضلاتُ المُسْتَقْذَرَةُ لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً؛ بل الإلهُ الحقُّ إنَّما هوَ القُدُّوسُ السلامُ المُتَنزهُ عنْ مثلِ هذا وسائرِ ما لا يليقُ بجلالِهِ وقُدْسِيَّتِهِ.
الخامِسُ: أنَّ الذي يأكلُ الطعامَ عُرْضَةٌ لأنْ يأكلَ ما يضُرُّهُ أوْ يُسِيءَ أكلَ ما فيه نفع فيَمْرَضُ ويَسْقَمُ؛ ومثلُ هذا لا يصلحُ أنْ يكونَ إلهاً.
ثمَّ قالَ تعالى بعدَ هذا البيانِ: {انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}
-الوَجْهُ الخامِسُ: قولُهُ تعالى: {قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا}؛ فإنَّ العبدَ العاقلَ إنَّما يَعْبُدُ مَنْ يَجْلُبُ لهُ النفعَ ويدْفَعُ عنهُ الضرَّ، وليسَ هذا لغيرِ اللَّهِ تعالى؛ فهوَ النافعُ الضارُّ، وغيرُهُ إنَّما ضرَرُهُ ونفعُهُ بمشيئةِ اللَّهِ تعالى، وهوَ مَرْبُوبٌ مُدَبَّرٌ، ناصِيَتُهُ بيدِ ربِّهِ لا يستقلُّ بنفعٍ ولا ضرٍّ؛ فَمِن الحماقةِ عِبَادَةُ مَنْ هذا شأْنُهُ!!
-الوجهُ السادسُ: قولُهُ تعالى: {وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، يسمعُ دُعاءَهُم ويعلمُ أحوالَهُم، ولا يخفى عليهِ شيءٌ منْ أمْرِهِم؛ وهذا هوَ الإلهُ الحقُّ، ليسَ الذي لا يسمعُ دُعَاءَ عابدِيهِ ولا يعْلَمُ أحوَالَهُم.
فاستبدالُ عبادةِ اللَّهِ تعالى الذي بيَدِهِ النفعُ والضرُّ وهوَ السميعُ العليمُ بعبادةِ مَنْ لا يَمْلِكُ لهُمْ ضرًّا ولا نفعاً، ولا يسمعُ دُعاءَهُم ولا يَعْلَمُ أحوالَهُم منْ أعظمِ الجهلِ والسفَهِ.
فانْظُرْ كيفَ اجتذبَ القلوبَ إلى عبادَتِهِ وتوحيدِهِ بما لَهُ من الأسماءِ الحسنى والصفاتِ العُلَى، وانظر إلى كمال حجة الله وإحكامها، حيث لا يبقى بعدها لذي باطل ما يستمسك به.
وفقني الله وإياكم، لحسن تدبر كتابه الكريم، وتلاوته حق تلاوته، وفقه حججه، ونصرة دينه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[25 Feb 2008, 02:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بعلمكم
أحسن الله إليكم لو توضحون المقصود من هذه المدارسة:
ولعلنا في هذا الموضوع نتدارس بعض هذه الحجج البليغة في القرآن العظيم، فيتكلم كل بما فتح الله عليه في هذا الباب من لطائف التفسير والاستنباطات، ولطائف النقول عن العلماء
هل المقصود بها الحجج التي رد بها الأنبياء على أقوامهم؟
كما في قصة إبراهيم والتي ذكر الله فيها قوله: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه "
أم أن الموضوع أوسع من هذا؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Feb 2008, 05:29 م]ـ
بارك الله فيك
المقصود من هذه المدارسة تعلم طريقة الحِجَاج القرآني وكيف يقذف الله بالحق على الباطل فيدمغه،
وكيف يبين الحق ناصعاً لا لبس فيه، ويكشف الشبهة كشفاً تاماً
ومن ذلك الحجج التي يؤتيها الله الأنبياء في بيان باطل أهل الباطل
وكذلك ما بين الله بطلانه من أقوال أهل الزيغ والضلال بالحجج العظيمة، كما رد الله على من أنكر البعث، وعلى من أشرك به في العبادة،،،،إلى غير ذلك
والفائدة العملية:
أن نكتسب مهارة في الحجاج مصدرها القرآن الكريم تفيدنا في نصرة الحق والذب عنه وبيان الباطل وتعريته
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Feb 2008, 03:08 م]ـ
ومن بدائع حجج القرآن قوله تعالى:
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (23) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24)
قالَ ابنُ القيِّمِ – رحمه الله تعالى-في مدارج السالكين:
(وقد قَطَعَ اللهُ الأسبابَ التي يَتَعلَّقُ بها المشركونَ جميعَها قَطْعًا، يَعْلَمُ مَن تَأَمَّلَهُ وعَرَفَهُ أنَّ مَن اتَّخَذَ مِن دونِ اللهِ وليًّا، فمَثَلُهُ كمَثَلِ العَنْكَبوتِ اتَّخذَتْ بيتًا وإنَّ أَوْهنَ البيوتِ لبيتُ العنكبوتِ، فالمشركُ إنَّما يتَّخِذُ مَعْبودَهُ لِما يَحْصُلُ لَهُ بهِ من النَّفْعِ، والنَّفْعُ لا يَكُونُ إِلاَّ ممَّن يكونُ فيه خَصْلَةٌ مِن هذه الأَرْبعِ:
- إمَّا مالكٌ لِما يُرِيدُ عَابِدُهُ منه.
- فإنْ لم يَكُنْ مَالِكًا كانَ شريكًا للمالكِ.
- فإنْ لم يكنْ شريكًا لَهُ كانَ مُعِينًا له وظَهِيرًا.
- فإن لم يكنْ مُعِينًا ولا ظَهِيرًا، كانَ شَفيعًا عندَهُ.
فنَفَى سبحانَهُ المَرَاتِبَ الأربعَ نَفْيًا مُرَتَّبًا مُنْتَقِلاً مِن الأَعْلَى إلى ما دُونَهُ، فنَفَى المُلْكَ، والشِّرْكَةَ، والمُظَاهَرَةَ، والشَّفاعةَ، التي يَطْلُبُها المُشْرِكُ، وأَثْبَتَ شفاعةً لا نَصِيبَ فيها لمُشْرِكٍ وهي الشَّفاعةُ بإذنِهِ.
فكفَى بهذِهِ الآيةِ نورًا وبرهانًا ونجاةً وتَجْريدًا للتَّوحيدِ، وقَطْعًا لأُصُولِ الشِّرْكِ ومَوَادِّهِ لمَنْ عَقَلهَا.
والقُرْآنُ مملوءٌ من أمثالِها ونظائرِهَا، ولكنَّ أكثرَ النَّاسِ لا يَشْعُرُونَ بدُخُولِ الواقعِ تَحْتَهُ وتَضَمُّنِهِ لَهُ، ويَظُنُّه في نوعٍ وقومٍ قَدْ خَلَوا مِن قبلُ ولم يُعَقِّبُوا وارِثًا، وهذا الَّذي يَحُولُ بينَ القَلْبِ وبينَ فَهْمِ القرآنِ، ولَعَمْرُ اللهِ إنْ كانَ أولئك قد خَلَوا، فقد وَرِثَهُم مَن هو مثلُهُم وشرٌّ منهم ودونَهُم، وتَنَاوُلُ القرآنِ لهم كتَنَاوُلِهِ لأولئك، ولكنَّ الأمرَ كمَا قالَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (إنَّما تُنْقَضُ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوةً، إذا نَشَأَ في الإِسْلامِ مَنْ لم يَعْرِفِ الجاهليَّة).
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا لأنَّهُ إذا لم يَعْرِفِ الجاهليَّةَ والشِّرْكَ، وما دَعَا بهِ القرآنُ وذَمَّهُ، وَقَعَ فيه وأَقَرَّهُ، ودَعَا إليه وصَوَّبَهُ وحَسَّنَهُ، وهو لا يَعْرِفُ أنَّهُ الَّذي كانَ عليهِ الجاهليَّةُ، أو نَظِيرُهُ أو شرٌّ منه أو دونَهُ، فتُنْتَقَضُ بذلك عُرَى الإسلامِ، ويَعُودُ المَعْرُوفُ مُنْكَرًا، والمُنْكَرُ مَعْرُوفًا، والبِدْعَةُ سُنَّةً، والسُّنَّةُ بدعةً، ويَكْفُرُ الرَّجُلُ بمَحْضِ الإيمانِ وتَجْريدِ التَّوحيدِ، ويُبَدَّعُ بتَجْرِيدِ مُتَابَعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومُفَارَقَةِ الأَهْواءِ والبِدَعِ. ومَنْ لَهُ بَصِيرةٌ وقَلْبٌ حَيٌّ يَرَى ذلك عِيانًا، فاللهُ المُسْتَعَانُ.
- وَقَالَ اللهُ تَعَالى حَاكِيًا عن أَسْلاَفِ هؤلاء المُشْرِكينَ: {وَالَّذينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللهِ زُلْفَى إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزُّمَر:3] فهذه حالُ مَن اتَّخَذَ مِن دونِ اللهِ وليًّا يَزْعُمُ أنَّهُ يُقَرِّبُهُ إلى اللهِ تعالى، وما أَعَزَّ مَن يَخْلُصُ مِن هذا، بلْ ما أَعَزَّ مَن يُعَادِي مَن أَنْكَرَهُ.
والذي في قُلُوبِ هؤلاءِ المُشْرِكينَ وسَلَفِهِم أنَّ آلهتَهُم تَشْفَعُ لَهُم عندَ اللهِ، وهذا عَيْنُ الشِّرْكِ.
وقد أَنْكَرَهُ اللهُ عليهِم في كتابِهِ، وأبطَلَهُ، وأَخْبَرَ أنَّ الشَّفَاعَةَ كلَّها لَهُ، وأنَّهُ لا يَشْفَعُ عندَهُ أَحَدٌ إِلاَّ لمَنْ أَذِنَ اللهُ تعالى أنْ يَشْفَعَ له فيه، ورَضِيَ قولَهُ وعَمَلَهُ. وهم أَهْلُ التَّوحيدِ الَّذينَ لم يتَّخِذُوا مِن دونِ اللهِ شُفَعَاءَ، فإنَّهُ سبحانَهُ وتعالى يَأْذَنُ في الشَّفَاعةِ فيهم لمَنْ يَشَاءُ، حَيْثُ لم يتَّخِذُوهُم شُفَعاءَ مِن دونِهِ، فيكونُ أَسْعدُ النَّاسِ بشَفاعتِهِ مَن يَأْذَنُ اللهُ تعالى لَهُ، صاحبَ التَّوحيدِ الَّذي لم يتَّخِذْ شَفِيعًا مِن دونِ اللهِ.
والشَّفاعةُ التي أَثْبتَهَا اللهُ تعالى ورسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هي الشَّفاعةُ الصَّادِرَةُ عن إذْنِهِ لمَنْ وَحَّدَهُ، والتي نَفَاهَا اللهُ تعالى هي الشَّفاعةُ الشِّرْكيَّةُ التي في قُلُوبِ المشركينَ المتَّخِذِينَ مِن دونِ اللهِ شُفَعَاءَ، فيُعَامَلُونَ بنَقِيضِ مَقْصُودِهِم مِن شَفَاعتِهِم، ويَفُوزُ بها المُوحِّدُونَ) انتهَى.
وقال في الصواعق المرسلة: (والله سبحانه حاجَّ عبادَه على ألسنِ رسلِه وأنبيائه فيما أراد تقريرَهم به وإلزامَهم إيَّاه بأقرب الطرق إلى العقل وأسهلها تناولاً وأقلها تكلفاً وأعظمها غَناءً ونفعاً، وأجلها ثمرة وفائدة.
فحججه سبحانه العقلية التي بينها في كتابه جمعت بين كونها:
-عقلية سمعية.
-ظاهرة واضحة.
-قليلة المقدمات.
-سهلة الفهم.
-قريبة التناول.
-قاطعة للشكوك والشُّبَه.
-ملزمة للمعاند والجاحد.
ولهذا كانت المعارف التي استنبطت منها في القلوب أرسخُ، ولعموم الخلق أنفع.
وإذا تتبع المتتبع ما في كتاب الله مما حاجَّ به عباده في إقامة التوحيد، وإثبات الصفات، وإثبات الرسالة والنبوة، وإثبات المعاد وحشر الأجساد، وطرق إثبات علمه بكل خفي وظاهر، وعموم قدرته ومشيئته، وتفرده بالملك والتدبير، وأنه لا يستحق العبادة سواه = وجد الأمر في ذلك على ما ذكرناه من تصرف المخاطبة منه سبحانه في ذلك على أجلِّ وجوه الحجاج، وأسبقها إلى القلوب، وأعظمها ملاءمة للعقول، وأبعدها من الشكوك والشبه، في أوجز لفظ وأبينه، وأعذبه وأحسنه، وأرشقه وأدله على المراد.
وذلك مثل قوله تعالى فيما حاج به عباده من إقامة التوحيد وبطلان الشرك وقطع أسبابه وحسم مواده كلها:
قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)
فتأمَّلْ كيف أخذَتْ هذه الآية على المشركين بمجامع الطرق التي دخلوا منها إلى الشرك؟!!
وسدتها عليهم أحكم سد وأبلغه؟!!
فإن العابد إنما يتعلق بالمعبود لما يرجو من نفعه وإلا فلو لم يرجُ منه منفعةً لم يتعلَّقْ قلبه به.
وحينئذ فلا بدَّ أن يكون المعبودُ:
-مالكاً للأسباب التي ينفع بها عابده.
-أو شريكاً لمالكها.
-أو ظهيرا أو وزيراً ومعاوناً له.
-أو وجيهاً ذا حرمة وقدر يشفع عنده.
فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه وبطلت انتفت أسباب الشرك وانقطعت موادُّه.
فنفى سبحانه عن آلهتهم أن تملك مثقالَ ذرَّة في السموات والأرض.
فقد يقول المشرك: هي شريكة لمالك الحق!
فنفى شركتها له.
فيقول المشرك: قد تكون ظهيراً ووزيراً ومعاوناً!
فقال: (وماله منهم من ظهير)
فلم يبقَ إلا الشفاعة؛ فنفاها عن آلهتهم.
وأخبر أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه؛ فهو الذي يأذنُ للشافع؛ فإن لم يأذن له لم يتقدم بالشفاعة بين يديه كما يكون في حق المخلوقين؛ فإن المشفوع عنده يحتاج إلى الشافع ومعاونته له فيقبل شفاعته وإن لم يأذن له فيها.
وأما منْ كلُّ ما سواهُ فقيرٌ إليه بذاتِهِ، وهو الغني بذاتِهِ عن كل ما سواه فكيف يشفع عنده أحد بدون إذنه؟!!).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 12:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
والفائدة العملية:
أن نكتسب مهارة في الحجاج مصدرها القرآن الكريم تفيدنا في نصرة الحق والذب عنه وبيان الباطل وتعريته.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Sep 2008, 12:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
موضوع قيم جداً، وليتك تكمله، وهناك كتاب لابن الحنبلي بعنوان (استخراج الجدل من القرآن الكريم) وكتاب للدكتور زاهر الألمعي بعنوان (مناهج الجدل في القرآن) فيه فوائد قيمة حول الموضوع.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[22 Sep 2008, 01:05 م]ـ
منهج القرآن الكريم في الجدل:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2967
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3029
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Sep 2008, 08:49 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
موضوع قيم جداً، وليتك تكمله، وهناك كتاب لابن الحنبلي بعنوان (استخراج الجدل من القرآن الكريم) وكتاب للدكتور زاهر الألمعي بعنوان (مناهج الجدل في القرآن) فيه فوائد قيمة حول الموضوع.
سأقرأ الكتابين بإذن الله وأستفيد منهما وجزاك الله خيراً على حسن الإرشاد
وأرجو أن يكون باب الإكمال مفتوحاً لجميع الإخوة من نقل جيد مستلطف، أو تأمل حسن نافع
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Sep 2008, 08:52 ص]ـ
منهج القرآن الكريم في الجدل:
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=2967
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=3029
سلمت يمينك على هذين المقالين النافعين الماتعين فقد حويا على وجازتهما جملة من الفوائد الجليلة، والأدلة المهمة في هذا الباب العظيم
ـ[المنصور]ــــــــ[25 Sep 2008, 01:46 م]ـ
هناك كتاب اسمه حجج القرآن للرازي (أحمد بن محمد).
ولكنه يورد الآيات التي تستدل وتحتج بها بعض الفرق والأديان الأخرى معتمدين على إيرادها في القرآن.
فلا أظنه داخلا في منهجك أخي عبد العزيز.
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[25 Sep 2008, 11:07 م]ـ
هناك كتاب اسمه حجج القرآن للرازي (أحمد بن محمد).
ولكنه يورد الآيات التي تستدل وتحتج بها بعض الفرق والأديان الأخرى معتمدين على إيرادها في القرآن.
فلا أظنه داخلا في منهجك أخي عبد العزيز.
اخي المنصور نصر الله بك الملة والدين والكلام لجميع الاخوة هل من سبيل لكتاب الرازي على الشبكة
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:31 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم.
موضوع قيم جداً، وليتك تكمله، وهناك كتاب لابن الحنبلي بعنوان (استخراج الجدل من القرآن الكريم) وكتاب للدكتور زاهر الألمعي بعنوان (مناهج الجدل في القرآن) فيه فوائد قيمة حول الموضوع.
سأقرأ الكتابين بإذن الله وأستفيد منهما وجزاك الله خيراً على حسن الإرشاد
قرأت كتاب (استخراج الجدال من القرآن الكريم) لابن الحنبلي (ت:634هـ)
والذي ظهر لي أن غرضه من تأليف الكتاب بناء قواعد لعلم الجدل مستخرجة من دلائل القرآن الكريم، فإنه ذكر عناية الفقهاء بقواعد الاستدلال والجدل وأنهم ألفوا في ذلك كتباً بنوها على أمور اصطلاحية تتفاوت فيها الأفهام، وتدخلها المعارضات والمناكفات فلا يستفيد الطالب ما قصد إليه، وأن بناء علم الجدل على طريقة القرآن أسلم وأسمى، وأحسن مأخذاً وأقرب تناولاً.
وقد حاول في كتابه تقويم مسار علم الجدل، وأشار إلى لطائف جميلة في الحِجَاج القرآني ولم يشرحها شرحاً يحقق ما قصد إليه في المقدمة، وقد جمع في كتابه جملة طيبة من حجج القرآن، وكتابه هذا مستفاد من كتابين كبيرين مفقودين له:
الكتاب الأول: الحجة العظمى.
الكتاب الثاني: البروق في التفسير.
وقد ذكر في أكثر من موضع أنه أشبع القول فيهما بما اكتفى به حتى عن ذكر ملخص لما بينه فيهما.
والكتاب مختصر جداً وقد بناه على ثمانية أبواب:
الباب الأول: في ذكر الجدل في الكتاب العزيز الممدوح منه والمذموم.
الباب الثاني: أول من سنَّ الجدال.
الباب الثالث: جدال الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه للأمم.
الباب الرابع: ذكر الأدلة وأنواعها على وجود الصانع سبحانه.
الباب الخامس: ذكر الأدلة على أنه واحد.
الباب السادس: ذكر أدلة البعث.
(يُتْبَعُ)
(/)
الباب السابع: ذكر الأدلة على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من الكتاب العزيز.
الباب الثامن: في السؤال والجواب ونكت من الجدل.
والباب الثامن هو أجود ما في الكتاب وقد تضمن إشارات لطيفة في علم الجدل على اقتضاب شديد.
جوانب القوة العلمية لدى الكاتب:
ناصح الدين ابن الحنبلي كان شيخ الحنابلة في زمانه وكان مقرباً من ملوك بني أيوب، وبنيت له مدرسة يدرس فيها وهي المدرسة الصاحبية، فكانت له عناية بالتعليم، وكان حسن الأسلوب حلو الكلام، صاحب مواعظ حسنة، وقبول لدى العامة، نشأ في بيت علم وحديث فكان هو وآباؤه إلى جد جده من المحدثين، من أشهر شيوخه الحافظ أبو العلا الهمذاني، كان معاصراً للفقيه ابن قدامة المقدسي وكان يساميه في حياته ثم انتهت إليه رئاسة المذهب بعد وفاة ابن قدامة رحمه الله.
والناظر فيما ذكر من أسماء مؤلفاته يجد أن له عناية جيدة بعلم أصول الفقه والجدل والمناظرة والمواعظ.
فوائد متفرقة من الكتاب:
* ذكر لفظ الجدل وما تصرف منه في القرآن الكريم في 29 موضعاً، ولفظة الحجة وما تصرف منها في 27 موضعاً، ولفظة السلطان في 33 موضعاً الجميع المراد به الحجة سوى {هلك عني سلطانيه}، وقد فسر به.
* الجدل في القرآن مذموم في كل موضع إلا في ثلاثة مواضع: {وجادلهم بالتي هي أحسن}، و {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن}، {تجادلك في زوجها}.
* أول من سن الجدال الملائكة، والفرق بين جدالهم وجدال إبليس أن جدالهم عن موافقة، وجدال إبليس عن مخالفة وكبر ومعارضة للنص.
* أشار في كتابه إلى ما يسميه بالحجة العظمى، وأنها متكررة لدى الأنبياء، دون أن يفصل القول فيها بما يبين مراده بياناً جلياً، سوى ما أحال عليه في كتابيه، ويبدو أن كتابه (الحجة العظمى) هو في هذا المعنى.
* مثل في الباب الثامن لسؤال المنع، وسؤال النقض، والقول بالموجب، وسؤال المعارضة، وتعليل الحكم بعلة واحدة، وعلل متعددة تقوم كل واحدة منها مقام علة مستقلة، وذَكر قياس الشبه، ومفهم المخالفة، ومفهوم الموافقة، والترجيح، وذم التقليد والمقلدين، والمباكتة بالتشنيع، وغيرها.
وخلاصة القول في الكتاب أن فيه إشارات جيدة ولطائف حسنة لكنها لا تكفي لتحقيق ما قصد إليه المؤلف في مقدمة كتابه.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Sep 2010, 03:36 م]ـ
هناك كتاب اسمه حجج القرآن للرازي (أحمد بن محمد).
ولكنه يورد الآيات التي تستدل وتحتج بها بعض الفرق والأديان الأخرى معتمدين على إيرادها في القرآن.
فلا أظنه داخلا في منهجك أخي عبد العزيز.
نعم، صدقت، هو في غير موضوعنا.(/)
الفكر الاسلامي بين نظرية المؤامرة و نظرية "اللا"مؤامرة
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[22 Feb 2008, 07:44 ص]ـ
الفكر الإسلامي بين نظرية المؤامرة ونظرية «اللا» مؤامرة
2008 - 02 - 22
أحمد خيري العمري* العرب القطرية
ليسَ هناك من هو أكثر سذاجة من مروجي نظرية المؤامرة، إلا أولئك الذين يروجون أن لا مؤامرة هناك على الإطلاق! فالفئة الأولى تروج لرؤية مسطحة، لعالمٍ تتحكم فيه عصابة معينة، تلتقي في السر وتخطط في السر وتنفذ في السر، فإذا بالعالم كله رهن خطتها السرية، وإذا بالدول والإمبراطوريات ليست أكثر من «أحجار على رقعة شطرنج» تحركها أيدٍ خفية لا يعرفها أحد. أما الفئة الثانية، فهي على العكس من الأولى، تتبنى رؤية مسطحة لعالمٍ، الدولُ والحكوماتُ فيه أشبه بجمعيات خيرية غير ربحية، تؤمن بفكرة العمل التطوعي وتخوض حروبها لتقديم المساعدة للآخرين.
وبين الرؤيتين المسطحتين للعالم، هناك، بعيداً عنهما، عالم متعدد الأبعاد، شديد التعقيد، تتداخل فيه المصالح والمؤامرات، كما المثل والشعارات، تتداخل فيه الثقافات والحضارات، تتفاعل أحياناً، تتصارع أحياناً أخرى، تنجر إلى رد فعل هنا، ورد فعل هناك، ولكن ذلك كله يسهم في بناء عالم متعدد الأبعاد، ومختلف الأعماق .. لا تكفي الرؤيتان المسطحتان، على اختلافهما، لسبر أي عمق من أعماقه.
و «نظرية المؤامرة» ليست اختراعاً إسلامياً، رغم أن الليبراليين من أصحابنا قد أبلوا بلاء حسناً في غسل أدمغتنا من أجل إقناعنا أنها كذلك. لكن الحقيقة أن «نظرية المؤامرة» عموماً، هي ظاهرة إنسانية، وهي رائجة غربياً كما هي إسلامياً، وربما هي رائجة في العالم كله للأسباب نفسها، مع اختلاف في مستويات الانتشار، من بيئة إلى أخرى. ومصطلح «نظرية المؤامرة» غربي الأصول تماماً، وهو مترجم حرفياً من « conspiracy theory» الذي استخدم للمرة الأولى أوائل القرن العشرين، ولكن لم يتشكل معناه بالشكل المستخدم (الازدرائي) إلا في ستينيات القرن العشرين، ودخل في أواخر التسعينيات في قاموس أوكسفورد، ليتأصل ويتقعد بهذا الشكل. جذب المصطلح والمفهوم مفكرين مهمين من مختلف التيارات، قدموا إضافات مهمة لفهم الظاهرة، مثل كارل بوبر، نعوم تشومسكي، دانييل بايبس، وغيرهم، وكل هذا يعني وجود الظاهرة في المجتمعات الغربية، لا كجزء من ثقافة شعبية ينظر إليها على أنها سطحية فقط، ولكن كجزء تاريخي من أيديولوجية اليمين الأميركي، وخصوصاً المحافظين الجدد، الذين أولى منظّرهم «شتراوس» أهمية كبيرة لنظرية المؤامرة في تماسك نسيج الأمة الأميركية. ومن نماذج نظريات المؤامرة السائدة شعبياً في الغرب (اغتيال جون كنيدي، الصحون الطائرة التي تتستر عليها المخابرات الأميركية، موت الأميرة ديانا) .. وكلها تسود وتنتشر عبر وسائل الإعلام والصحف الشعبية وتصير مع الوقت جزءاً من قناعات جماهيرية راسخة رغم عدم وجود أي دليل مادي على حدوثها.
نظرية المؤامرة تقوم بإعطاء الأولوية للمؤامرة في فهم التاريخ ومساراته، بالذات في انكساراته وهزائمه، ما دام الطرف الذي يتحدث يشير إلى مؤامرة فعلها الآخر بحقه. وفي تاريخنا الإسلامي، تنتصب «شواهد» لهذه النظرية، في ثالوث تاريخي شهير شكّل جزءاً من الوعي والفهم الشعبيين للتاريخ وللواقع، هذا الثالوث هو (ابن سبأ - ابن العلقمي - يهود الدونمة)، وفي الحالات الثلاث على اختلاف تفاصيلها الزمانية والمكانية، فإن هناك تضخيماً لدور أفراد أو فئات محددة، مقابل اختزال واضح لأسباب حقيقية كامنة للفتنة أو الانهيار.
فابن سبأ مثلاً، وبعد التسليم بوجوده التاريخي، هو في النهاية «فرد» لا يمكن أن يكون قد تسبب في إحداث كل ما حدث، خاصة أننا نتحدث عن مجتمع الجيل الأول الذي تميز بأفراده المميزين من الصحابة الكرام. لكن كانت هناك تناقضات داخل المجتمع الإسلامي نفسه، بعضها نتج بسبب توسع الدولة وزيادة الثروة واحتكار بعض الزيادة من قبل بعض الفئات، وبعضها نتج بسبب أخطاء أو تجاوزات هي في النهاية جزء من الطبيعة البشرية، وبعضها كان لبقايا رواسب عشائرية وصراعات قديمة، كل هذا تجمع ليكون تناقضاً بنيوياً داخل المجتمع الإسلامي المتوسع، ما لبث أن توسع التناقض ليصير تمزقاً، يمكن تسميته بالفتنة، ولا كبير إشكال في الإقرار بأن بعض الأقليات التي تضررت مع صعود
(يُتْبَعُ)
(/)
المجتمع الإسلامي، قد تمكنت من استغلال هذه الفتنة، وحتى في تسريع نتائجها بشكل أو بآخر، لكن هذا لن يلغي أن النتائج كانت ستحدث في كل الأحوال، فالمؤامرة نادراً ما تغير مسار التاريخ، لكن التاريخ يتغير على نار هادئة قد لا يلاحظها أحد لفترة طويلة، إلى أن يحدث «الغليان» فجأة، فيفسر الأمر بهذا السبب أو ذاك.
مؤامرة ابن العلقمي لا تشكل فرقاً عن هذا، فالمؤامرة هنا تنسب لفرد معين، يمثل طائفة بعينها، وتحمله مسؤولية انهيار دولة الخلافة العباسية، عبر تعاونه (أي تعاون الطائفة) مع المغول، وهو التعاون الذي لم ينكره مؤرخو الطائفة المعنية أنفسهم بل قام بعض فقهائهم بتأصيله وشرعنته، لكن ذلك التعاون لن يكفي لتفسير ما حدث (بعد كل شيء، ما دام ابن العلقمي فاسداً وخائناً لهذه الدرجة، فما الذي جعله أصلاً في منصب وزير الخليفة غير سلطة فاسدة مثله؟!) فالتعاون جاء في مرحلة أخيرة وقبل سقوط العاصمة بقليل، أي إن المغول كانوا قد توغلوا في عمق الدولة ووصلوا إلى مشارفها، وحدث خلال ذلك تعاون من أمراء وولاة آخرين، لم يدخلوا في الوعي التاريخي الشعبي كما فعل ابن العلقمي، لأنهم لم يدخلوا في النسق اللازم لإنتاج نظرية المؤامرة (بعبارة أخرى: لم يكونوا من طائفة أو أقلية أخرى) والتركيز على هذا الفرد نيابة عن الطائفة في تفسير انهيار الدولة يلغي السنن الإلهية التي تتحكم في صعود وانهيار المجتمعات، ويجعلنا نغض النظر عن حقيقة أن الدولة العباسية كانت - في تلك الفترة على الأقل- قد أوغلت في فساد وانحدار وتفكك جعلها عرضة للسقوط، كما أنه يُغفل طبيعة القوة الشابة الجديدة (المغول)، الذين كانوا في أوج قوتهم، ولم يلحقهم ما كان لحق المسلمين من ترف وضعف .. الشيء ذاته تقريباً هو الذي يطبق على يهود الدونمة وسقوط الدولة العثمانية، فالتركيز على مؤامرة اليهود هنا سيوحي بأن الدولة العثمانية كانت ستستمر في الحياة لولا مؤامرة اليهود، وهذا يجعلنا نغض النظر عن حقيقة تردي أوضاعها وشيخوخة هياكلها وابتعادها عن العلم وسننه وهي حقائق جعلت سقوط الدولة العثمانية محتماً، سواء حدثت هذه المؤامرة أو تلك.
وكما هو واضح من هذه الأمثلة، تعطي هذه النظرية الأولوية للمؤامرة لفهم أحداث التاريخ، وتغفل بذلك الأسباب الموضوعية المعقدة المتداخلة الكامنة في بنية الحراك الاجتماعي التي قد تدفعه إلى الأعلى، أو تجعله راكداً معرضاً للسقوط، أو قد تدفعه إلى السقوط، ما دور الأعداء هنا؟ .. بالتأكيد لهم دورهم، إنه دور «العدو» - بالتعريف- الذي سيستغل مظاهر الضعف عندما تبرز، ويستثمرها لصالحه: فإذا بالتمزقات الاجتماعية الناتجة عن تناقضات في هيكلية المجتمع تصبح ثغرات يتسلل منها العدو ليُجهز على المجتمع وكيانه. لكن هذا لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك ثغرات ابتداءً، وسواء دخل هذا العدو عبر هذه المؤامرة وتفاصيلها، أو عبر مؤامرة أخرى، فإن «عدواً» ما يجب أن يتسلل، كتحصيل حاصل لطبيعة الأشياء ومسارها.
لكن لماذا أصلاً تنتشر نظرية المؤامرة بهذا الشكل العالمي العابر للأزمان والقارات؟ .. أسباب انتشارها هي الأسباب نفسها التي تبدو أنها ستكون سبب عدم انتشارها. فالرؤية التي تقدمها لعالم مسطح ترجع كل الأمور السيئة إلى سبب واحد هو العدو، هي التي تجعل عموم الناس يميلون إلى تصديقها، ذلك أن العالم هكذا سيبدو أكثر أمناً وبساطة عندما يفسر السوء بأنه قد جاء من جهة واحدة فقط هي مصدر كل الشرور والمصائب، فهذا سيجعل الناس مقتنعين أنهم على صواب، أو أن تاريخهم كان على صواب، وأن الشرور والكوارث لا تأتي إلا من عدو خارجي متربص، وأن الذات سليمة تماماً لا تحتاج إلى مراجعة أو نقد أو حتى تقويم. نظرية المؤامرة تمرر رسالة يريد الناس أن تصلهم، رسالة تقول لهم إن الحق دوماً على «عدو» ما، وكفى الله المؤمنين شر مواجهة أخطائهم. ولأن الحقَّ على العدو دوماً، والخطأَ خطؤُه، فلا شيء هناك يمكن عمله، أو كان يمكن عمله، غير بعض اليقظة تجاه هذا العدو .. ومن أسباب قوة هذه النظرية، وضعفها في آن، أنها غير قابلة للبرهنة حتماً، فأدلتها مخفية بالتعريف، فما دامت هناك مؤامرة فلا بد أن كل شيء أخفي تماماً، وما دامت غير قابلة للبرهنة، فهي في الوقت نفسه غير قابلة للدحض، لأنه لا دليل عليها تُمكن مناقشته بطريقة
(يُتْبَعُ)
(/)
علمية، فهي لا تقوم إلا على «فرضيةٍ» تجد أرضها الخصبة في الميل الإنساني للتصديق بهذه الفرضية.
هذا عن نظرية المؤامرة وسدها لحاجات نفسية رغم بعدها عن الواقع وتعقيداته. فماذا عن الذين لا يرون المؤامرة أصلاً؟ .. هؤلاء هم النسخة المعاكسة من أولئك. إذا كان أصحاب نظرية المؤامرة لا يرون غير العدو، فإن هؤلاء لا يرون العدو أصلاً، وهذا أحياناً يكون أسوأ. إنهم لا يدركون طبيعة العالم الذي نعيش فيه، القائم على التدافع أحياناً، وعلى الصدام أحياناً وعلى الصراع في أحيان أخرى كثيرة. ولأنهم يرفضون فكرة المؤامرة بشكل مسبق فإنهم ينجرون إلى فكرة عدم وجود عدو، وربما إلى الترويج له ولشعاراته وإن كان ذلك ليس نيتهم أصلاً. وبالنسبة للفئة الأولى، فإن الفئة الثانية ستتحول فوراً إلى جزء من نظرية المؤامرة إياها، باعتبارهم متآمرين ومتعاونين مع العدو بالطريقة إياها، وهذا كله يجعلنا ندور في حلقة مفرغة. فالحقيقة تظل أكثر تعقيداً، وعلى سبيل المثال فإن بعض «أدعياء التجديد الديني» يصنفون حسب نظرية المؤامرة باعتبارهم جزءاً من المؤامرة الماسونية إياها، والفكرة هنا أن النظرية ستعتبر أن نتاجهم قد أعد مسبقاً في أقبية المخابرات ودُفِعَ لهم نقداً على الفور، لكن الحقيقة على الأغلب ليست بهذه البساطة، فنتاج هؤلاء وأطروحاتهم وأفكارهم قد تُستثمر وتُدعم وتُروج من قبل العدو، (وليس تقرير مؤسسة راند وملاحظات برجينسكي بعيدة عن هذا) لكن ذلك يكون غالباً بعد أن أنتج هذا الفكر وطرح، أي إن هذا الفكر يكون قد طرح نتيجة لتناقضات موجودة داخل بنية الفكر التقليدي، تفاعلت مع عقدة النقص المستحكمة تجاه الغرب لتنتج فكراً يمكن للعدو استخدامه .. وربما قد يدعم منتجه لاحقاً .. أي إن هذا الفكر كان سينتج بكل الأحوال: بدعم غربي أو بدونه.
هذا العالم لا يمكن لأي من النظريتين أن تقدم فهماً متوازناً له، كما لا يمكن للعالم أن يرسم باللون الأسود والأبيض فقط.
بالمناسبة: هذا المقال ليس جزءاً من مؤامرة ما، ضد النظريتين! ..
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[02 Mar 2008, 06:23 م]ـ
السلام عليكم
معظم ما في المقال جيد، لكني لا أُسلّم أبداً بالنص المذكور أدناه. ابن سبأ وجوده التاريخي ثابت متواتر، وإنكاره مكابرة ساذجة، بمثابة أن يأتي أحد اليوم فيقول بلاد الهند غير موجودة! ثم صحيح أنه فرد، لكن كان رئيساً لجماعة سرية، تشبه أن تكون محفلاً ماسونياً (نعم، الماسونية أقدم بكثير من ذلك الزمن). نعم، لقد نجح ابن سبأ بإحداث فتنة كبيرة. والمجتمع لم يكن كله من الصحابة، ثم إن جميع الذين حاصروا عثمان لم يكونوا من الصحابة بل من أوباش الأعراب. وهؤلاء يتواجدون في كل عصر، لكن ابن سبأ استغل تساهل عثمان رضي الله عنه ليثير تلك الفتنة.
ولم تكن هناك تناقضات في المجتمع ولا كان هناك احتكاراً للمال وللسلطة، كما يدعي الكاتب. هذه كذبة شيعية مشهورة. ولم تكن لتحصل تلك الفتنة قط لولا ابن سبأ اليهودي.
هناك أفراد غيروا التاريخ فعلاً، إما للخير كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإما للشر كما فعل جنكيز خان. هل من الممكن تصور ماذا كان سيحصل للمغول لولا ذلك المجرم؟ كانوا سيظلون كما كانوا عبر التاريخ، قبائل همجية متفرقة تتطاحن بين بعضها البعض. وجنكيز خان لم يفعل شيئاً سوى أن وحدها تحت قيادة واحدة، وطبعاً سنحت له فرصاً ذهبية فاستغلها. لكن لو ما قام بتوحيد المغول، لما استطاعوا استغلال تلك الفرص أبداً.
والأمر أعقد قليلاً بالنسبة ليهود الدونمة. لكن يظهر على الكاتب الجهل بتاريخ الدولة العثمانية كذلك. فالدولة العثمانية انهارت نتيجة أخطاء فادحة وقعت فيها. لكن معظم تلك الأخطاء كانت بسبب اليهود أنفسهم؟ ألم يبدأ الانهيار منذ أن جاءت الجارية الإيطالية اليهودية واستولت على قلب الخليفة العثماني سليمان القانوني؟ أليست التي سنت التشريعات التي أضعفت الجيش ثم قلبته ضد السلطان؟ أليست التي أغرت السلطان على أن يقتل محبيه وأوغرت صدره على رعيته؟ أليس اليهود هم الذين دمروا الدولة اقتصاديا ونشروا الفساد الإداري داخلها؟ أليسوا هم الذين أحبطوا محاولة عبد الحميد الثاني لإصلاح الدولة؟ لقد كانت معظم أخطاء الدولة العثمانية بسبب "المؤامرة" القذرة التي قادها اليهود ونجحوا في تطبيقها ببطئ شديد وتخطيط دقيق.
فنظرية المؤامرة موجودة، وإنكارها يدل على جهل الكاتب. نعم، لا يعني هذا أن نحمّل "المؤامرة" كل الأخطاء، لكنها قد تصنع النكبات وقد يكون لها دور تسريعي فيها. والله أعلم.(/)
طلب إفادة من أهل الاختصاص حول الدلالات الصوتية ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2008, 11:09 ص]ـ
تكررت إلي هذه الرسالة الملحة, وأتمنى أن نجد من يفيد أختنا الطالبة في هذا الباب, جزاكم الله خيراً.
=====
الأخ العزيز / نايف بن سعيد الزهراني (أبو بيان) حياكم الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبعث إليكم هذه الرسالة وأدعو الله القدير أن أجد مبتغاي لديكم.
لقد قرأت مشاركتكم في المنتدى والتي بعنوان (" أثر التلوينات الصوتية في الدلالة القرآنية؛ دراسة تحليلية أسلوبية ") والتي تحوي ملخصا لرسالة دكتوراه للدكتور أسامة عبد العزيز جاب الله.
وأنا طالبة أحضر لرسالة ماجستير في الأصوات واخترت سورة النور لأقوم بتحليلها في رسالتي، لكن فوجئت بشحة المصادر والمراجع التي تتناول هذا الجانب، وأثناء تصفحي لشبكة الإنترنت وفي منتدى (تفسير) قرأت الموضوع السالف الذكر، وكم كنت أتمنى أن أجد نسخة أستطيع تنزيلها على الحاسوب حتى أستفيد منها.
لكن فوجئت بأنها لا زالت (تحت الطبع في دار الإسراء بطنطا).
وقد لا أستطيع الحصول عليها في بلدي (اليمن)، فقررت أن أرسل إليك بهذه الرسالة والتي أطلب فيها منك أن ترسل لي بنسخة منها أو أن تدلني على طريقة للحصول عليها، ولك وللدكتور أسامة جزيل الأجر والثواب من الله تعالى القدير .. وأن يجعلها علما ينتفع به.
وإذا كانت هناك أي مراجع تنصحني بأخذها والاستفادة منها أن تعطيني عناوينها وسأحاول البحث عنها في المكتبات اليمنية -وإذا كانت موجودة في الإنترنت وأستطيع تنزيلها على الحاسوب- أن تعطيني الرابط لتحميلها.
وفي الأخير أشكر لك سعة صدرك وتحملك لي .. ولك خالص التحية والتقدير ..
مي الحيمي
الجمهورية اليمنية - صنعاء
17/ 2/2008م
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Feb 2008, 05:14 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور غانم قدوري الحمد حفظه الله عنوانه (المدخل إلى علم أصوات العربية)، طبع بدار عمار الطبعة الأولى عام 1425هـ ..
وآخر له بعنوان (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد)، طبع بدار عمار الطبعة الأولى عام 1424هـ.
وقد ذكر وفقه الله في مراجع الكتابين عدداً من الكتب في هذا الباب ..
ـ[د. دخيل العوّاد]ــــــــ[25 Feb 2008, 02:55 م]ـ
يسعدني أن أشارك في هذا الموضوع بهذه المراجع المهمة في موضوع (وظيفة الصوت الدلالية):
- من وظائف الصوت اللغوي، د. أحمد كشك، دار غريب، القاهرة، 2007.
- من الصوت إلى النص، نحو نسق منهجي لدراسة النص الشعري، د. مراد عبد الرحمن مبروك، دار الوفاء، الإسكندرية.
- الخصائص الصوتية لقراءة عبد الله بن مسعود، د. رجب عثمان محمد عيسى، دار الرضا، القاهرة.
- الدراسات الصوتية عند علماء التجويد، د. غانم قدوري الحمد، مطبعة الخلود، بغداد.
- الأصوات اللغوية، د. إبراهيم أنيس، القاهرة.
- دراسة الصوت اللغوي، د. أحمد مختار عمر، القاهرة.
- دراسات في علم أصوات اللغة، د. داود عبده، الكويت.
- المنهج الصوتي في البنية العربية، د. عبد الصبور شاهين، القاهرة.
- الدلالة الصوتية، دراسة لغوية للصوت ودوره في التواصل، القاهرة.
- دروس في علم أصوات العربية، لجان كانتينو، ترجمة، صالح القرمادي.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[25 Feb 2008, 06:09 م]ـ
د. فهد الوهبي , والضيف العزيز د. دخيل العواد
حياكم الله , وشكر الله لكم هذه الإفادة الحميدة , وجعلكم إلى الخير أسباباً.(/)
تعريف بـ (البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف) للشيخ محمد الحبيب الشنقيطي
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[22 Feb 2008, 02:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
- اسم الكتاب: البيان والتعريف بما في القرآن من أحكام التصريف.
- مؤلفه: شيخنا العلامة الدكتور محمد بن سيدي بن الحبيب الشنقيطي, الأستاذ المشارك في كلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى.
- طبع الكتاب عن دار القبلة بجدة عام 1413هـ, وهي الطبعة الأولى منه.
- موضوع الكتاب:
تصريف الكلمات القرآنية حسب موازين التصريف التي وضعها علماء العربية.
وقد امتاز هذا الكتاب بميزتين ظاهرتين:
أولاهما: شموله.
والثانية: تفرده في بابه.
أما الأولى فلأنه أول كتاب شامل لجميع القرآن الكريم في موضوعه.
وأما الثانية فلأنه لم يسبق إلى هذا الغرض بهذه الصورة؛ وإنما ظهر كتاب الشيخ محمود صافي المسمى: الجدول في إعراب القرآن وصرفه. أثناء تأليفه لهذا الكتاب, ثم هو مختصر في موضوع الصرف ولا يعتني بأصول الكلمات, ولم يتجاوز رواية حفص بن سليمان.
وقد رجعت إلى أسماء أكثر من مئة كتاب في علم إعراب القرآن قديماً وحديثاً –ذكرها العيساوي في كتابه (علم إعراب القرآن تأصيل وبيان) - فلم أجد من تعرض لعلم الصرف في الكلمات القرآنية, خلا الصافي في كتابه المذكور, وبعض المفسرين بصورة عارضة مقتضبة جداً.**
- منهج المؤلف في كتابه:
منهجه فيه باختصار من مقدمته:
1 - تناول جميع سور القرآن على الترتيب.
2 - لم يذكر من السورة إلا محل الحاجة من البيان التصريفي.
3 - يبين تصريف الكلمة, وميزانها الصرفي في أول موضع لها؛ لاجتناب التكرار, إلا في بعض الكلمات الخفية التي تحتاج لتكرار بيانها الصرفي, مثل: الميزان, دينار, ميعاد, وما شابهها.
4 - هناك أشياء يدخلها الصرفيون في فن التصريف, مثل: اسم الفاعل, واسم المفعول, وجموع التكسير, وماشابهها, فهذه لا يتتبعها المؤلف بكاملها, وإنما يذكر منها ما احتوى إعلالا أو تغييراً في وزنه الصرفي.
5 - يختار المؤلف ويرجح ويكتفي في بعض المواضع بتصريف الكلمة على أحد تخاريجها عند علماء العربية إذا كان مُختَلَفاً في أصلها, فإذا لم يظهر له وجه رجحان فيما اختُلف فيه ذكر كلا الوجهين أو الأوجه.
6 - إذا كان تصريف الكلمة –فعلاً أو اسماً- واضحاً من قواعد التصريف الجلية عند من له أدنى إلمام به فإن المؤلف لا يطيل الكلام بذكر المراجع والاستشهاد, وإذا كان فيه غموض يذكر مرجعه فيه.
7 - يذكر المؤلف الآية, ثم رقمها في السورة, ثم ما فيها مما يحتاج إلى بيان تصريفي.
هذا مجمل ما يهم في عرض هذا الكتاب, وفي قراءته ودراسته خير معينٍ على تحقيق هذا العلم في نفس طالبه وتمكنه فيه؛ حين يجمع فيه بين النظرية والتطبيق. والله الموفق.
---------
**: هناك رسائل علمية ومصنفات تناولت مسائل صرفية محددة في القرآن, مثل: جمع التكسير بين القرآن الكريم وعلماء الصرف دراسة مقارنة, لفاطمة أحمد عباس. والمصدر في القرآن الكريم دراسة في الصرف والنحو, لسيد أحمد أبو حطب. والصفة المشبهة في القرآن الكريم دراسة في الصرف والتركيب, لمحمد محمود بندق.
أو تتناول المسائل الصرفية عامة من خلال سورة أو قصة قرآنية, مثل: دراسة المسائل النحوية والصرفية في سورة نوح والآيات القرآنية التي تناولت قصته وأقوال النحاة فيها, لمنيرة عبد الرحمن السليم. وسورة الكهف دراسة صرفية, لإلياس الحاج إسحاق. وسورة الحج دراسة نحوية وصرفية, لإبراهيم عبد السلام أدبيلو.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 03:05 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ نايف على هذا العرض المفيد ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[22 Feb 2008, 05:21 م]ـ
بارك الله في جهودك أخي نايف ....(/)
حمل العدد 23 من مجلة كلية الدعوة الإسلامية (بها 8 بحوث قرآنية)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Feb 2008, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعد مجلة كلية الدعوة الإسلامية بطرابلس بليبيا من المجلات العلمية الرصينة، والتي تنشر بحوثاً قيمة متميزة في الدراسات القرآنية وغيرها من الدراسات الإسلامية والعربية، وكثير من الباحثين في المشرق العربي لا يعرفون هذه المجلة ولا يتعاملون معها في نشر بحوثهم. وقد حصلتُ من أستاذي العزيز الدكتور فهد الرومي على قرص ليزر عليه جميع أعداد المجلة السابقة، فمن اراده فيمكن أن أنسخ له نسخة منه، ولعلي - بحسب تفرغي - أرفع الأعداد تباعاً ولا سيما المشتملة على بحوث قرآنية جيدة بإذن الله.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647bec88900176.jpg
وهذا هو العدد الثالث والعشرون من المجلة على هيئة PDF ، وقد اشتمل على عدد من البحوث القرآنية الجيدة، وهذه هي البحوث التي اشتمل عليها العدد:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647bec99b94da5.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647bec99bd1e11.jpg
ويمكن تحميل العدد كاملاً من هنا.
العدد 23 من مجلة كلية الدعو الإسلامية ( http://www.tafsir.org/Bookstorge/daawa-issue23.zip)
ـ[نورة]ــــــــ[22 Feb 2008, 08:19 م]ـ
جزاكم الله خيراً أستاذنا الكريم ونفع بكم
ونتمنى رفع الأبحات القيمة تباعاً
ونسأل الله لكم التيسير والبركة في الوقت.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Feb 2008, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الكريم
ـ[مرهف]ــــــــ[23 Feb 2008, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا الأستاذ عبدالرحمن على هذا العدد، ولكن من أسباب عدم معرفة هذه المجلة هوضعف الترابط العلمي بين الجامعات الأكاديمية المشتركة في اختصاص واحد، وإهمال الإعلام والترويج لها بين طلاب العلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[23 Feb 2008, 03:19 م]ـ
شكر الله لكم يا شيخ عبد الرحمن ونفع الله بكم ولكن هل من طريقة غير طريقة pdf علما بأن مكان هذه المجلة الذي أعرفه هو معرض القاهرة الدولي الجناح الليبي فتدبر pdf ?
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Feb 2008, 06:02 ص]ـ
مكان المجلة هو مدينة طرابلس بليبيا، وتعرض كلية الدعوة الإسلامية مطبوعاتها في معارض القاهرة والمغرب وغيرها، وصيغة PDF أفضل صيغة لنقل المجلة كما هي في المطبوع يا أبا عمر.
ملحوظة: تم رفع المجلة على سيرفر التفسير بدل موقع التحميل المجاني.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[24 Feb 2008, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور عبد الرحمن،،
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Feb 2008, 01:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أحمد الله إليكم أن و فقكم لنشر هذه الأعمال العلمية المتميزة.
جزاكم الله خيرا.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:41 م]ـ
جزاكم ... وجزاكم الله الف الف خير عنا وعن المسلمين.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[03 Mar 2008, 04:52 م]ـ
بارك الله فيكم د كتور عبد الرحمن الشهري على جهودكم العلمية،ولي طلب منكم وهو رفع الملف مرة أخرى لأن الملف هذا معطوب ونحن حريصون على الحصول على هذه المجلة وفقكم الله وبارك فيكم.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 05:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك الله فيكم
يا أخانا الغالي الفاضل المفضال أبا عبدالله
على جهودكم العلمية الطيبة
ورجاء
رفع الكتاب من جديد؛ لأن السابق
مكسور، أو معطوب!!!
وشكرا لكم
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[04 Mar 2008, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا عبدالرحمن الشهري
مجهود رائع وفقك الله تعالى
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Mar 2008, 12:21 م]ـ
تم إصلاح الرابط أعلاه فيمكنكم تحميل العدد الآن. وسأرفع بقية الأعداد تباعاً بإذن الله.
في 28/ 2/1429هـ
ـ[حرملة]ــــــــ[19 Oct 2008, 04:23 ص]ـ
أخي نحن بحاجة إلى المجلة و رسائل الكلية فهلا رفعته لنا فنكون لك من الشاكرين ونسأل لك المولى المغفرة و الفوز في الدارين
ـ[راشدالثنيان]ــــــــ[21 Oct 2008, 12:20 ص]ـ
شكر الله لك وغفر لك وبارك فيك أينما كنت
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[21 Oct 2008, 09:45 م]ـ
شكر الله سعيكم شيخنا الكريم
وزادكم الله علما ونفعنا بعلمكم
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[16 Nov 2008, 12:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Nov 2008, 10:09 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل الدكتور عبد الرحمن على هذه الأبحاث القيمة وننتظر المزيد بإذن الله تعالى وفقكم الله تعالى لكل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد الحي محمد]ــــــــ[16 Nov 2008, 10:39 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
الجمال في القرآن بحث للدكتور مصطفى الحيا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Feb 2008, 05:23 ص]ـ
الجمال في القرآن [1/ 5] (*)
د. مصطفى الحيا 14/ 8/1428
27/ 08/2007
إن أول ما يستوقف الباحث الذي يريد أن يؤصل الجمال في التصور الإسلامي من القرآن الكريم هو قوله تعالى: "وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ" [النحل:6]. لذا لابد من وقفة مع هذه الآية.
فقد وردت الإشارة إلى الجمال صريحة في القرآن ثماني مرات. واحدة منها بصيغة المصدر "جمال" والسبع الباقية بصيغة الصفة "جميل".
فبالنسبة لصيغة المصدر "جمال" التي وردت في الآية المتقدمة من سورة النحل يلاحظ أن ذكر الجمال فيها جاء مقصوداً لذاته مستقلاً بجانب الفوائد المادية الأربع المذكورة في السياق.
قال تعالى: "وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ" [النحل:5 - 7].
فقد ذكرت الآيات أربع فوائد مادية للأنعام هي:
1 - الدفء ويقصد به الملابس والأكسية والأغطية وغيرها.
2 - المنافع ويقصد بها النسل والألبان والجلود وغيرها.
3 - الأكل ويقصد به اللحوم والشحوم.
4 - حمل الأثقال إلى البلدان البعيدة.
ويأتي الجمال بين هذه الفوائد مستقلاً قائماً بذاته، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أمرين:
الأول: هو أن الجمال أصل في هذا الكون.
والثاني: هو أن الجمال في التصور الإسلامي مرتبط بالمنفعة ارتباطاً وثيقاً. فالنافع والجميل لا يكاد ينفصل الواحد منها عن الآخر في هذا التصور. ولذلك ورد ذكر الجمال بعد الدفء والمنافع والأكل وقبل حمل الأثقال إلى البلدان البعيدة. فذكر وسط الفوائد المادية كأنه واحد منها وفي هذا إشارة إلى أن الجانب الجمالي لا يقل أهمية عن الجوانب النفعية المادية.
وقد وقف المفسرون والبلاغيون على جمال الأنعام في هذه الآية، فاسترعى انتباههم تقديم الإراحة فيها على السرح مع العلم أن المألوف هو أن تغدو الأنعام إلى السرح أول النهار ثم تروح إلى الحظائر آخره، فعللوا كلهم هذا التقديم بكون جمال الأنعام يكون في أوج كماله وتمامه عند الرواح إلى الحظائر وليس عند الغدو إلى السرح.
رأي القرطبي:
يقول القرطبي: "ومن جمالها كثرتها وقول الناس إذا رأوها هذه نَعَمُ فلان. قاله السدي. ولأنها إذا راحت توفر حُسْنُها وعَظُمَ شأنها وتعلقت القلوب بها، لأنه إذا ذاك أعظم ما تكون أسنمة وضروعا. قاله قتادة. ولهذا المعنى قدم الرواح على السراح لتكامل درها وسرور النفس بها" (الجامع لأحكام القرآن: القرطبي: 10 - 71).
رأي الزمخشري:
ويتساءل الزمخشري بطريقته المألوفة نيابة عن القارئ أو المتلقي فيقول: "فإن قلت قدمت الإراحة على التسريح؟ قلت: لأن الجمال في الإراحة أظهر إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها. (نكت الأعراب في غريب الإعراب: الزمخشري: 240).
رأي فخر الدين الرازي:
أما الفخر الرازي فعلى غير عادته نجده أنه لم يستوقفه هذا التقديم والتأخير رغم أنه صاحب الفكرة القائلة بأن إعجاز القرآن يتلخص في الترتيبات والروابط. لقد مر على هذه الآية دون إبداء آية ملاحظة تبين أنه انتبه إلى خصوصية الترتيب فيها فقال: "واعلم أن وجه التجمل بها أن الراعي إذا روحها بالعشي وسرحها بالغداة تزينت عند تلك الإراحة والتسريح في الأفنية، وتجاوب فيها الثُغاء والرُّغاء وفرحت أربابها وعَظُمَ وَقْعُهُم عند الناس بسبب كونهم مالكين لها" (مفاتيح الغيب: الفخر الرازي 19 - 182).
رأي برهان الدين البقاعي:
ويضيف البقاعي عنصراً جديداً يُعَلِّلُ به تمام الجمال في حال الرواح وهو أن القدوم أجل وأبهج من النزوح فيقول: "ولما كان القدوم أجل نعمة وأبهج من النزوح قدمه فقال: "حين تريحون" بالعشي من المراعي وهي عظيمة الضروع طويلة الأسنمة "وحين تسرحون" بالغداة من المُراح إلى المراعي، فيكون لها في هاتين الحالتين من الحركات منها ومن رعاتها ومن الحلب والتردد لأجله وتجاوب الثغاء والرغاء أمر عظيم وأنْسٌ لأهلها كبير" (نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: البقاعي 11 - 108 - 109).
(يُتْبَعُ)
(/)
رأي زين الدين الرازي:
أما فيما يخص زين الدين الرازي فيضيف جزئية جمالية أخرى تتعلق بجمال مشيتها حين تتهادى فيها وهي رائحة إلى الحظيرة: "فإن قيل: لم قدمت إلا راحة وهي مؤخرة في الواقع على السرح وهو مقدم في الواقع في قوله تعالى: "وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ" [النحل:6] قلنا: لأن الأنعام في وقت الإراحة وهي ردها عشيا إلى المراح تكون أجمل وأحسن لأنها تقبل ملأى البطون حافلة الضروع، متهادية في مشيتها، يتبع بعضها بعضا، بخلاف وقت السرح وهو إخراجها إلى المراعي فإن هذه الأمور تكون ضد ذلك" (الأنموذج الجليل في أسئلة وأجوبة من غرائب التنزيل: زين الدين الرازي:255).
رأي ابن الصائغ:
ولا يكاد ابن الصائغ يضيف شيئاً إلى ما قله الذين تقدموه إذ يقول بأن الأنعام: "حالة إراحتها آخر النهار يكون الجمال بها أفخر إذ هي بطان وحالة سراحها للمرعى يكون الجمال بها دون الأول إذ هي فيه خِمَاصٌ" (أنظر معترك الأقران في إعجاز القرآن: السيوطي: 1 - 174).
هذا عن كلمة "جمال" في صيغة المصدر، وقد اختص بجمال الأنعام –وهو جمال حسي- أما بالنسبة لكلمة "جميل" بصيغة الصفة فقد اختصت بالجمال المعنوي حيث وصف بها الصبر، "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ" [يوسف:18]. وقال تعالى: "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً" [يوسف:83]. وقال تعالى: "فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً" [المعارج:5]. ووصف بها الصفح في قوله تعالى: "وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ" [الحجر:85]. ووصف بها السراح، في قوله تعالى: "فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً" [الأحزاب:28]. وفي قوله تعالى: "فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً" [الأحزاب:49]. بل وصف بها الهجر، في قوله تعالى: "وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً" [المزمل:10].
فكيف يكون الصبر جميلاً؟ وكيف يكون الصفح جميلاً؟ بل كيف يكون السراح جميلاً وهو طلاق، وكيف يكون الهجر جميلاً وهو فراق؟.
لقد بين المفسرون أن الصبر الجميل هو الذي لا مشتكى فيه إلا إلى الله سبحانه وتعالى، والصفح الجميل هو الذي لا منة فيه على من صَفَحْتَ عنه، والسراح الجميل هو الذي لا إيذاء فيه للتي سَرَّحْتَها، والهجر الجميل هو الذي لا عتاب فيه للشخص الذي هجرته.
وهكذا دخل الجمال في القرآن مجالات لم يدخلها في الثقافات الإنسانية الأخرى ولا عَهْدَ للناس بتتبع الجمال فيها. (انظر الظاهرة الجمالية في الإسلام: صالح أحمد الشامي: 195).
ويعتبر القرآن عن الجمال بألفاظ جمالية أخرى كالحُسْن والزينة والنضرة والبهجة والحلية والزخرف وغيرها.
جمالية الحسن:
فالبنسبة للحسن وصف به العموم والخصوص، فمن العموم قوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ" [السجدة:7].
ومن الخصوص حسن الجنة حيث حسنت مستقرا ومقاما "خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً" [الفرقان:76].
وحسنت مستقرا ومقيلا "أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً" [الفرقان:24]، وحسنت مرتفقا "مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً" [الكهف:31]، وحسن صور بني آدم "وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ" [غافر:64]، وحسن النساء، يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: "لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ" [الأحزاب:52]. وحسن الأسماء "وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا" [الأعراف:180]. وحسن الثياب والفرش "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ" [الرحمن:76].
جاء في لسان العرب: "والرفرف ثياب خضر يتخذ منها للمجالس .. وفي التنزيل العزيز "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ" [الرحمن:76] ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وجاء في لسان العرب: "والرفرف ثياب خضر يتخذ منها للمجالس ... وفي التنزيل العزيز "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ" [الرحمن:76]، وقرئ (على رفارف) وقال الفراء في قوله "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ" [الرحمن:76]. قال: ذكروا أنها رياض الجنة، وقال بعضهم: الفرش والبسط. والرفرف الشجر الناعم المسترسل" (لسان العرب: ابن منظور (9/ 126) مادة (رفض).
وحسن الأثاث "وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِئْياً" [مريم:74]. والأثاث المتاع كمتاع البيت وغيره.
وحُسن القول: "وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" [فصلت:33].
وحُسن الحديث: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ" [الزمر:23].
وحُسن التقويم: "لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ" [التين:4].
وحُسن الصبغة "صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً" [البقرة:138].
جمالية الزينة:
وبالنسبة للزينة هناك زينة السماء "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا" [قّ:6].
وقد زينت بالكواكب: "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ" [الصافات:6].
وزينت بالمصابيح: "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً" [فصلت:12].
وزينت بالبروج: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ" [الحجر:16].
قال الفخر الرازي عن السماء: "إن الله تعالى زينها بسبعة أشياء:
بالمصابيح: "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ" [الملك:5].
وبالقمر: "وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً" [نوح:16].
وبالشمس: "وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً" [نوح:16].
وبالعرش: "رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" [التوبة:129].
وبالكرسي: "وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" [البقرة:255].
وباللوح: "فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ" [البروج:22].
وبالقلم: "نْ وَالْقَلَمِ" [القلم:1].
فهذه سبعة ثلاثة منها ظاهرة وأربعة خفية ثبتت بالدلائل السمعية من الآيات والأخبار" (مفاتيح الغيب: الفخر الرازي 2 - 98).
وهناك زينة الأرض: "إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" [الكهف:7].
وقد زينت بالزخرف: "حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ" [يونس:24].
وهناك زينة الحياة الدنيا: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا" [القصص:60].
وقد زينت بالمال والبنين: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" [الكهف:46].
وهناك زينة المرأة: "وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" [النور:31].
وهناك زينة الرجل والمرأة على السواء: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ" [الأعراف:31].
وقد كان الحسن البصري إذا أراد الذهاب إلى المسجد تزين وتطيب ورجَّل شعره، فلما سُئل في ذلك قال: أتجمّل لربي وتلا الآية "خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ" [الأعراف:31]. (أنظر كتاب السنة مصدراً للمعرفة: يوسف القرضاوي 353).
ولهذا نهى النبي أن يذهب الرجل في ثياب مهنته وندب المسلم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته" (رواه أبو داود في كتاب الصلاة الباب 213، وابن ماجة في كتاب الإقامة الباب83، أنظر المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي: 6 - 282).
والزينة فيها ما هو مستحب مندوب إليه ومرضاة للرب وطريق للهداية وهي التي قال عنها الله عز وجل: "قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ" [لأعراف:32].
ومنها زينة الجمال التي في قوله تعالى: "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً" [النحل:8]، وغيرها من أنواع الزينة الإيجابية التي تقدمت.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفيها ما هو مرفوض منفر منه، مسخطة للرب وطريق للغواية وهي التي قال عنها الله عز وجل "قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ" (الحجر:39 - 40].
ومنها زينة فرعون وملئه: "وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ" [يونس:88].
وزينة قارون: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ" [القصص:79 - 81].
قال ابن كثير متحدثاً عن زينة قارون: "خرج ذات يوم على قومه في زينة عظيمة، وتجمُّل باهر من مراكب وملابس عليه وعلى خدمه وحشمه، فلما رآه من يريد الحياة الدنيا ويميل إلى زخرفها وزينتها وتمنوا أن لو كان لهم مثل الذي أعطي ... فلما سمع مقالتهم أهل العلم النافع قالوا لهم "ويلكم ثواب الله خير .. " ... كما في الحديث الصحيح "يقول الله تعالى أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر واقرأوا إن شئتهم "فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [السجدة:17]. (تفسير القرآن العظيم: ابن كثير:5/ 300).
جمالية الحلية:
الحلي ما تزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة .. والحلية كالحلي والجمع حلى وحلي. الليث: الحلي كله حلية حليت بها امرأة أو سيفا أو نحوه، والجمع حلي (لسان العرب: ابن منظور: 14/ 194 - 195. مادة (حلى). والحلى في القرآن مقترنة بالنساء في السياقات الخاصة بالدنيا قال الله تعالى: "أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ" [الزخرف:18].
أما السياقات المتعلقة بالآخرة فلا يميز فيها بين الرجال والنساء، قال سبحانه: "وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً" [الإنسان:21]، "يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً" [الكهف:31]، "يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ" [الحج:23]، "جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً" [فاطر:33].
وما قلناه عن الجمال في ارتباطه بالمنفعة في القرآن الكريم يصدق على الحلية أيضاً فهي مقترنة إما بمنافع تتعلق بالأكل كما في قوله تعالى عن البحر: "لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" [النحل:14].
وكما في قوله سبحانه عن البحر والنهر: "وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" [فاطر:12].
قال ابن منظور: وقوله تعالى: "وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا" [فاطر:12]. جاز أن يخبر عنهما بذلك لاختلاطهما، وإلا فالحلية إنما تستخرج من الملح دون العذب" (لسان العرب: ابن منظور:14/ 195. مادة (حلي).
وإما مقترنة بمنافع تتعلق بالمتاع: "وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ" [الرعد:17].
وأخيراً فإن ما قلناه عن الزينة من أنها قد تكون طريقا للغواية يصدق أيضاً على الحلية فمن حلي بني إسرائيل صنع العجل الذهبي الذي عبده اليهود من دون الله: "وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ" [لأعراف:148].
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول سيد قطب: "ولم يتدبروا حقيقة هذا العجل الذي صنعه لهم واحد منهم ... وإنها لصورة زرية للبشرية تلك التي كان يمثلها القوم، صورة تعجب منها القرآن الكريم وهو يعرضها على المشركين في مكة وهم يعبدون الأصنام: "أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ" [لأعراف:148]، وهل أظلم ممن يعبد خلقا من صنع أيدي البشر والله خلقهم وما يصنعون" (في ظلال القرآن: سيد قطب 3/ 640).
جمالية الزخرف:
الزخرف: الزينة، والزخرف الذهب في الأصل ثم سميت كل زينة زخرفا، ثم شبه كل مموه مزور به. وزخرف البيت زخرفه: زينة وأكمله والزخرف في اللغة: الزينة وكما حسن الشيء (لسان العرب: ابن منظور:9/ 132. مادة (زخرف) بتصرف).
واستعمل الزخرف في القرآن –شأنه شأن الزينة والحلية- إيجاباً وسلباً فمن سياقاته الإيجابية قوله تعالى: "وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ وَزُخْرُفاً" [الزخرف: 34 - 35].
ومن سياقاته السلبية قوله تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً" [الأنعام:112].
فكما كانت كل من الزينة والحلية طريقا إلى الغواية فإن الزخرف هنا أمسى مطية إلى الغرور.
جمالية البهجة:
البهجة: الحسن، والبهجة: حسن لون الشيء ونضارته ... ويهج النبات، فهو بهيج: حسن وتباهج النوار: تضاحك (لسان العرب: ابن منظور: 2/ 216 - 217. مادة (بهج).
وكما استعمل الجمال في القرآن مصدرا ووصفا "جمال وجميل" استعملت البهجة فيه أيضاً مصدراً وصفة. "بهجة وبهيج" فآية المصدر قوله تعالى: "فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ" [النمل:60].
وآيتا الصفة هي قوله سبحانه: "وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" [الحج:5].
وقوله عز وجل: "وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" [قّ:7].
إلا أن استعمال البهجة لم يأت إلا في السياقات المادية في حين استعمل الجمال ماديا ومعنوياً. كما أن البهجة لم ترد مقترنة بما هو سلبي كالغواية أو الغرور بل وردت إيجابية في كل حالات استعمالها. يقول سيد قطب رحمه الله معلقا على قوله تعالى: "فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ" [النمل:60]. "حدائق بهيجة ناضرة حية جميلة مفرحة ... ومنظر الحدائق يبعث في القلب البهجة والنشاط والحيوية. وتأمل هذه البهجة والجمال الناضر الحي الذي يبعثها كفيل بإحياء القلوب. وتدبر آثار الإبداع في الحدائق كفيل بتمجيد الصانع الذي أبدع هذا الجمال العجيب. وإن تلوين زهرة واحدة وتنسيقها ليعجز عنه أعظم رجال الفنون من البشر. وإن تموج الألوان وتداخل الخطوط وتنظيم الوريقات في الزهرة الواحدة ليبدو معجزة تتقاصر دونها عبقرية الفن في القديم والحديث" (في ظلال القرآن: سيد قطب:6/ 292).
جمالية النضرة:
النضرة: النعمة والعيش والغنى وقيل: الحسن والرونق. وقد نضر الشجر والورق والوجه واللون وكل شيء ينضر نضراً ونضرةً .. فهو ناضر ونضير ونضر أي حسن (لسان العرب: ابن منظور:5/ 212 مادة (نضر).
وقد وردت النضرة ثلاث مرات في القرآن الكريم كلها في المجال الإنساني حيث لم تخرج منه إلى المجال الطبيعي كما هو الحال بالنسبة للزينة والزخرف مثلاً، قال الله تعالى: "فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً" [الإنسان:11].
وقال سبحانه: "تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ" [المطففين:24].
وقال عز وجل: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" [القيامة:23 - 24].
قال ابن منظور: "قال الفراء في قوله عز وجل "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ" [القيامة:23]. قال: مشرقة بالنعيم: قال وقوله "تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ" [المطففين:24]. قال: بريقه ونداه. والنضرة نعيم الوجه. وقال الزجاج في قوله تعالى: "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" [القيامة:22 - 23]. قال: نضرت بنعيم الجنة والنظر إلى ربها عز وجل (لسان العرب: ابن منظور:5/ 212 مادة (نضر).
المصدر: الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=202&artid=9949)
--------------------------------------------------------------------------------
(*) مختار من رسالة دكتوراه بعنوان: "علم الجمال والتصور الإسلامي محاولات في التأصيل ومقاربات للتطبيق" للدكتور: مصطفى الحيا.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور فهد الوهبي ـ حفظه الله ـ.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ى.
أما بعد فإني أشكر لكم تعريفكم بهذا العمل العلمي الجاد و المتميز، لأحد الباحثين المغاربة المقتدرين.
تحية خاصة للأستاذين الكريمين: الدكتور الوهبي و الدكتور الحيا ـ حفظهما الله ـ.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[25 Feb 2008, 12:26 م]ـ
الحمد لله لقد وافق المضمون العنوان فكله جمال في جمال .....
ـ[الحسين أشقرا]ــــــــ[23 Oct 2010, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس من اليسير أن يتمكن العالم وإن كان راسخا أحيانا من فتح الأبواب المغلقة بمفاتيح لا يمنحها الله إلا لمن أراد وحالفه التوفيق {وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله} {وما توفيقي إلا بالله}، والجمال الذي تيسر اكتشافه (للأستاذ الفاضل د/مصطفى الحيا) في الأسلوب القرءاني إنما هو كنز نوراني، لأن علم الله نور، ونور الله لا يهدى إلا لأهل النور {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور}(/)
المراد بالنبأ العظيم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:12 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فسأعرض لكم اليوم مسألة من المسائل التي كثر الاختلاف فيها بين المفسرين، المتقدمين منهم والمتأخرين.
ولعلنا نتدارسها فيما بيننا للوصول إلى تحقيق القول الراجح في هذه المسألة.
وسأرفق لكم الملف إرفاقاً، للحفاظ على تنسيقه
وهذه المسألة هي: ما المراد بالنبأ العظيم في قوله تعالى: (عن النبأ العظيم)
وقد ذكرت مسألتين لهما صلة بهذه المسألة حتى يأخذها بالاعتبار من أحب أن ينضم لتدارس هذه المسألة
وهذه المسألة جمعتها لكم من كتب كثيرة مباشرة وغير مباشرة، وقسمت الكلام فيها على الأقوال والأدلة والاعتراضات
ورتبت الكلام فيها حسب التسلسل التأريخي.
ولم أعقب إلا نادرا لأمر يحتاج فيه إلى تنبيه
فالنداء الآن لأصحاب الهمم والفهم والثاقب لمناقشة هذه الأقوال وبيان القول الراجح منها
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Feb 2008, 10:16 ص]ـ
من أحب أن يدرج الملف في الأصل فليفعل مشكوراً مأجوراً
فلم يمنعني من ذلك إلا احتياجه لتنسيق كثير ولضيق وقتي الآن
والله المستعان
ـ[فارس القلم]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:22 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:24 م]ـ
النبأ العظيم
الأخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد أخذني بل شدّني أسلوبك الرائع المصحوب بتواضع منك في عرضك لموضوع النبإ العظيم، وترددت كثيرا في التعليق عليه تعليقا موجزا أو إرجائه إلى أن أتناوله بالتفصيل والبيان في سياق تفسيري للقرآن العظيم حيث ركزت عليه كما هو أهله وكما هو مدلول كلمة "النبإ" وكلمة "العظيم" ولكل منهما دلالاته العظيمة ومعانيه الواسعة.
وهكذا سأتناول بالشرح والتفصيل والبيان كلا من كلمة النبإ ودلالة وصفه بالعظمة في تفصيل الكتاب المنزل أي في القرآن.
وسيفقه المتدبرون القرآن دلالة كلمة النبإ بعد فقههم مدلول النبوة وما نبّأ الله به النبيّ الأميّ ? من النبإ في القرآن وليعلموا أنه نبأ عظيم أعرض عنه الناس.
النبوة
إن من تفصيل الكتاب أن النبوة عند إطلاقها هي الإخبار باليقين من العلم الغائب عنك، أو بما كان من الحوادث التي غابت عنك فلم تحضرها سواء كانت ماضية أو معاصرة كما وقعت، أو بما ستؤول إليه الحوادث كما ستقع مستقبلا.
فمن الأول قوله ? قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الأرض ? يونس 18 وقوله ? أم تنبئونه بما لا يعلم في الأرض أم بظاهر من القول ? الرعد 33 والمعنى أن الله لا يغيب عنه ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78.
ومن الثاني قوله ? ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم ? التوبة 70 وقوله ? ونبئهم عن ضيف إبراهيم? الحجر 51 في وصف الحوادث الماضية، ومنه قوله ? وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبّأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ? التحريم 3 ومنه قوله ? فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين ? النمل 22 من قول الهدهد في وصف الحوادث المعاصرة.
ومن الثالث قوله ? وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين ? هود 48 ـ 49 وقوله ? قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ? سورة ص 67 ـ 68.
وإنه في يوم الدين ? يوم لا تملك نفس لنفس شيئا ? الانفطار 19 ينبأ الإنسان بما قدم وأخر، وذلك أن إلى الله مرجع الناس فينبئهم بما عملوا وبما كانوا يصنعون وبما كانوا فيه يختلفون وإليه أمرهم فينبئهم بما كانوا يفعلون، ولا كرامة في هذه النبوة إذ هي بإحضار عمل الإنسان المنبإ به فيعرض عليه ليراه جهرة كما في قوله ? علمت نفس ما أحضرت ? التكوير 14 وقوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار5 ولا علم قبل تمكن البصر من المعلوم كما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ? النبأ 40 وقوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم ? البقرة 167 وقوله ? يوم تجد كل نفس ما عملت من خير
(يُتْبَعُ)
(/)
محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ? عمران 30 والمعنى أنه محضر كذلك وقوله ? ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49.
وإن قوله ? علمت نفس ما قدمت وأخرت ? الانفطار 5 لمن المثاني مع قوله ? ونكتب ما قدموا وآثارهم ? يس 12 وقوله ? ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغيرعلم ? النحل 25 وقوله ? وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم ? العنكبوت 13 إذ الذي قدموه هو ما عملوا في حياتهم والذي أخروه هو الأثر الذي تركوه خلفهم ومنه الأشرطة المسموعة والمرئية فإن كان سيئا كان من أوزار الذين يضلونهم بغير علم ومن الأثقال مع أثقالهم.
وإنما ذكرت الحديث عن النبوة الآخرة العامة لتقريب علم اليقين الحاصل للنبي في الدنيا بما ينبئه به الله العليم الخبير.
إن الذين كانوا يقولون عن النبي ? ? هو أذن ? التوبة 61 بمعنى أنه يسمع ويقبل ما يتلقى من أعذارهم كالمغفل وهو أبعد ما يكون الرجل عن الوحي هم المنافقون الذين يحسبون النبي ? كذلك، لا يفقهون أن النبي تعرض عليه في يقظته ونومه أعمال أمته سواء منهم من عاصروه والذين سيتأخرون عنه ويعرض عليه مما سيكون من الحوادث في أمته إلى آخرها وإلى قيام الساعة فما بعده.
إن الله نبأ النبي ? بما سيكون في أمته فعرضه عليه عرضا ورأى رجال ونساء أمته حسب أعمالهم ودرجاتهم على نسق ما ينبئ الله به كل إنسان في يوم الدين والحساب بما قدم وأخر من أعماله، ولا تسل عن اليقين من العلم الحاصل للإنسان المنبإ في يوم الدين ولا للنبي في الدنيا لأن الله يري النبي ذلك العرض بأم عينيه في الدنيا كما في الأحاديث المتواترة ومنها:
1. حديث البخاري عن عقبة ابن عامر أن النبي خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر فقال إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى حوضي الآن… في كتاب المناقب باب علامات النبوة.
2. حديث البخاري عن أسامة قال أشرف النبي على أطم من الآطام فقال هل ترون ما أرى إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم مواقع القطر. في كتاب المناقب باب علامات النبوة.
3. حديث مسلم في كتاب الكسوف عن جابر ابن عبد الله قال كسفت الشمس على عهد رسول الله ? في يوم شديد الحر فصلى رسول الله ? بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرون ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم ركع فأطال ثم رفع فأطال ثم سجد سجدتين ثم قام فصنع نحوا من ذاك فكانت أربع ركعات وأربع سجدات ثم قال إنه عرض علي كل شيء تولجونه فعرضت علي الجنة حتى لو تناولت منها قطفا أخذته أو قال تناولت منها قطفا فقصرت يدي عنه وعرضت علي النار فرأيت فيها امرأة من بني إسرائيل تعذب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ورأيت فيها أبا ثمامة عمرا ابن مالك يجر قصبه في النار… وفي رواية لمسلم أيضا …ما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه لقد جيء بالنار وذلكم حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها وحتى رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن له قال تعلق بمحجني وإن غفل عنه ذهب به وحتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ثم جيء بالجنة وذلكم حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي ولقد مددت يدي وأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه. متفق عليه ومكرر فيهما ففي البخاري في كتاب الكسوف باب صلاة الكسوف جماعة.
4. حديث البخاري عن أنس ابن مالك أن رسول الله خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فقام على المنبر فذكر الساعة فذكر أن فيها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل فلا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم مادمت في مقامي هذا فأكثر الناس البكاء وأكثر أن يقول سلوني فقام عبد الله ابن حذافة السهمي فقال من أبي قال أبوك حذافة ثم أكثر أن يقول سلوني فبرك عمر على ركبتيه فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا فسكت ثم قال عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط فلم أر كالخير والشر. من كتاب مواقيت الصلاة باب وقت الظهر عند الزوال.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. حديث البخاري عن أنس أن النبي خرج حين زاغت الشمس فصلى الظهر فلما سلم قام على المنبر فذكر الساعة وذكر أن بين يديها أمورا عظاما ثم قال من أحب أن يسأل عن شيء فليسأل عنه فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم به مادمت في مقامي هذا قال أنس فأكثر الناس البكاء وأكثر رسول الله أن يقول سلوني فقال أنس فقام إليه رجل فقال أين مدخلي يا رسول الله قال النار فقام عبد الله ابن حذافة فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك حذافة قال ثم أكثر أن يقول سلوني سلوني فبرك عمر فقال رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا قال فسكت رسول الله حين قال عمر ذلك ثم قال رسول الله والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي فلم أر كاليوم في الخير والشر. في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب ما يكره من كثرة السؤال ومن تكلف ما لا يعنيه.
6. حديث عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى ? وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب…متفق عليه واللفظ لمسلم عن ابن عباس.
7. حديث عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فإذا سواد عظيم فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. متفق عليه عن ابن عباس وفي مسند أحمد.
8. حديث عرضت علي الأنبياء فإذا موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم فإذا أقرب من رأيت به شبها عروة ابن مسعود ورأيت إبراهيم فإذا أقرب من رأيت به شبها صاحبكم (يعني نفسه) ورأيت جبريل فإذا أقرب من رأيت به شبها دحية. في مسلم والترمذي قال الألباني صحيح.
9. حديث عرضت علي أمتي بأعمالها حسنها وسيئها فرأيت في محاسن أعمال أمتي إماطة الأذى عن الطريق ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لم تدفن، في مسلم وابن ماجه ومسند أحمد وصححه الألباني.
10. حديث البخاري في كتاب الإيمان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ? بينما أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ومنها ما دون ذلك وعرض علي عمر ابن الخطاب وعليه قميص يجره قالوا فما أولت ذلك يا رسول الله قال الدين. وكرره البخاري في كتاب فضائل أصحاب النبي وفي كتاب التعبير.
11. حديث مسلم عن أنس ابن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان أنها قالت نام رسول الله ? يوما قريبا مني ثم استيقظ يبتسم قالت فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي يركبون ظهر هذا البحر الأخضر …وفي رواية أخرى لمسلم قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو قال مثل الملوك على الأسرة (يشك أيهما قال قالت) فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت وفي رواية قال أنت من الأولين فتزوجها عبادة ابن الصامت بعد فغزا في البحر فحملها معه فلما أن جاءت قربت لها بغلة فركبتها فصرعتها فاندقت عنقها، متفق عليه ومكرر فيهما ففي البخاري في كتاب الجهاد وفي مسلم في كتاب الإمارة أيضا.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: إن الحديث الصحيح في البخاري عن أبي هريرة عن النبي ? " لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات قال الرؤيا الصالحة ". والحديث الصحيح في البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي ? " الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة " ليعني أن العرض في المنام أقل من درجة العرض يقظة الذي اختص به النبيون وهو مدلول نبوتهم وهو الذي انقطع وختم بخاتم النبيين محمد ?.
إن العرض للنبي ? يقظة كما في الحديث الأول والثاني والثالث والرابع والخامس
ومحتملا في السادس والسابع والثامن والتاسع، وسيأتي من بيان الحديث السادس والسابع والعرض مناما كما في الحديث العاشر والحادي عشر قد وقع في المدينة بعدما نزل به القرآن قبل الهجرة كما في المثاني:
? ? قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? الفلاح 93 ـ 95
? ? فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون ? الزخرف 41 ـ 42
? ? وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? يونس 46 الرعد 40
? ? فإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك ? غافر 77
? ? وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ? الإسراء 60
وكما بينته في كلية النصر في ليلة القدر وقد تحقق في الدنيا وكما تقدم في الأحاديث الصحيحة التي فيها إنه عرض عليه كل شيء تولجونه وفيها " فما من شيء توعدونه إلا قد رأيته في صلاتي هذه " لإيقاع قوله ? وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ? والآيات المتلوة المذكورة آنفا.
إن النبي في الدنيا هو الذي يعرض عليه مما سيكون من الغيب في الدنيا والآخرة فيعلمه برؤيته عرضا عليه وذلك قوله ? أعنده علم الغيب فهو يرى ? النجم 35 أي ينظر إلى ما يعرض عليه في يقظته وهو ما اختص به النبيون جميعا إذ شاركهم بعض أتباعهم في العرض في المنام.
وإن النبوة المقيدة بالعلم كما في قوله ? نبئوني بعلم إن كنتم صادقين ? الأنعام 143 فإنما هي بأحد أمرين:الإخبار والعرض يقظة وهو ما اختص به النبيون أو الإخبار بالكتاب الذي جاء به النبيون وهو العلم، ويعني أن الله دعا المشركين الذين حرموا من ثمانية أزواج الأنعام ما لم يأذن به الله أن ينبئوه أي يخبروه بعلم أي يعرضوا عليه ساعة نزل عليهم لأول مرة من الله تحريم البحيرة والسائبة والوصيلة والحامي وهو الدليل القوي لو استطاعوه وهو الذي تتأتى به معارضة ما جاء به النبيون من العلم أو يأتوا بكتاب من عند الله نزل فيه تحريم ما زعموا.
فالنبوة بعلم بمعنى العرض يقظة هي ما اختص به النبيون وهي أخص من قوله ? سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا ? الكهف 78 وقوله ? ونبئهم أن الماء قسمة بينهم ? القمر 28 أي أخبرهم ولم يسبق إليهم علم به.
إن التقدم العلمي اليوم لم يبلغ بعض ما عرض على النبي الأمي ? يقظة كما في المثاني:
? ? ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ? البقرة 243
? ? ألم تر إلى الملإ من بني لإسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ? البقرة 246
? ? ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب ? النساء 77
? ? ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقر 258
? ? ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ? إبراهيم 28
? ? ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ?
? ? ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد فرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب ? الفجر 6 ـ13
(يُتْبَعُ)
(/)
وشبهه ويعني الحوادث الماضية قبله التي عرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها، وليقعن في أمته من بعده حوادث مثلها كما هي دلالة نبوته التي تقدم بيانها.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ? عمران 23
? ? ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ? المجادلة 8
وشبهه ليعني الحوادث المعاصرة التي غابت عنه وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها وليقعن مثلها في الأمة بعد النبي ?.
وإن قوله:
? ? ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا ? غافر 69
? ? ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور ? لقمان 31
وشبهه ليعني الحوادث التي لم تقع بعد وعرضت عليه قبل أن ينزل عليه القرآن في شأنها ولتقعن كما نبأ الله بها خاتم النبيين ? فعرضها عليه عرضا ونبأه وأمته بها في القرآن وكما سيأتي تفصيله.
وكذلك قوله:
? ? فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ? المائدة 52
? ? فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ? الحاقة 7
فهو مما عرض عليه كذلك وسيقع مثله بعده في أمته سيأتي بيانه وكما هو مدلول أنه مما عرض عليه ونبئ به في القرآن.
أما ما خوطب به الناس في القرآن من ذلك كما في قوله:
? ? ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ? لقمان 20
? ? ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا ? نوح 15 ـ 16
? ? أولم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده ? العنكبوت 19
? ? أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون وجعلنا السماء سقفا محفوظا فهم عن آياتها معرضون ? الأنبياء 30 ـ 32
? ? أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ? الرعد 41
? ? أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون ? الأنبياء 44
ليعني أن المكذبين من قبل قد تعجلوا تكذيب الرسل قبل أن يبلغ السمع والبصر وأدوات الكسب لدى الإنسان نهاية البحث العلمي المجرد وكذلك أمر الرسل المكذبين بالنظر والتأمل والبحث العلمي الذي سيهديهم إلى أن الله خالقهم هو الذي سخر لهم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليهم نعمه الظاهرة والباطنة فلماذا يكذبون؟ وسيهديهم البحث العلمي المجرد إلى كيفية بدء الخلق وأنه سيفنى كذلك وأن الذي بدأه من العدم قادر على إعادة نشأته كما أخبر الرسل عنه فلماذا يكذب المكذبون؟ وسيعلمون رأي العين بالبحث العلمي المجرد كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر والشمس فلماذا الكفر والتكذيب؟ وسيعلمون رأي العين وهم يغزون الفضاء من آيات السماء ما لا يقدر عليه غير الله فلماذا الكفر والإنكار؟ وسيرون رأي العين أن أطراف الأرض ستغرق أو يخسف بها أو يسقط عليها كسف من السماء فلا يبقى من الأرض إلا أم القرى وما حولها كما سيأتي بيانه في كلية النصر في ليلة القدر.
وأما قوله ? ولا أعلم الغيب ? من قول نوح ومحمد ?، وقوله ? ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ? مما كلف به النبي الأمي ? فيعني ما لم يعرض عليهما من الغيب وما لم يظهرهم الله عليه منه بالوحي لأن النبيين كسائر الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما علمهم الله منه.
إن العرض يقظة في الدنيا للنبي هو الذي يقع مثله لكل منا إذا بلغ منه الموت قبل أن تسيل نفسه إذ يعرض عليه مقعده في الجنة والنار كما في البخاري والنسائي وأحمد وهو الذي يقع مثله لابن آدم إذا مات ودخل البرزخ إذ يعرض عليه قبل البعث مقعده غداة وعشيا كما في البخاري ومسلم في كتاب الجنة وفي النسائي وابن ماجه وكما في قوله ? النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ? غافر 46 وقوله ? مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارا ? نوح 25 للدلالة على عذاب القبر.
(يُتْبَعُ)
(/)
والعرضان هما في الكتاب كما في قوله ? كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين ? التكاثر 3 ـ 7 فقوله ? كلا سوف تعلمون ? يعني به ? لترون الجحيم ? عند الموت عرضا وقوله ? ثم كلا سوف تعلمون ? يعني به ? ثم لترونها عين اليقين ? أي في يوم الدين فالعرضان عند الموت وفي يوم الدين هما اللذان وقع بهما العلم ولا يخفى أن العلم في الأخير منهما أكبر لقوله ? ثم لترونها عين اليقين ?.
وجميع أهل الجنة ينبئهم الله فيعرض عليهم وهم على سررهم ما يشاءون كما في المثاني في قوله:
? ? إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون ? التطفيف 22 ـ 23
? ? فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون ? التطفيف 34 ـ 35
? ? قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه في سواء الجحيم ? الصافات 54 ـ 55
وأهل النار كذلك ينبأون كما في قوله ? كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ? البقرة 167 إذ تعرض عليهم أعمالهم السيئة التي قدموها في الدنيا ودخلوا بها النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الفرج والرحمة.
إن عدم حفظ التوراة من التحريف قدرا ـ بفتح الدال ـ إذ جعل الله أمر حفظها إلى الربانيين والأحبار من بني إسرائيل كما في قوله ? بما استحفظوا من كتاب الله ? المائدة 44 هو سبب تعدد الأنبياء في بني إسرائيل لأن الأحبار كانوا كما في قوله ? يحرفون الكلم عن مواضعه ? النساء 46 المائدة 13، فتعدد الأنبياء فيهم ليقوموا مقام حفظ التوراة يحكمون بها وهي غير محرفة ويعلنون لهم ما تقع عليه نبوة موسى في التوراة من الحوادث التي كانت غيبا يوم نزلت التوراة، ومنه بعث طالوت وداوود وسليمان ملوكا كما في قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20 وإنما وقع ذلك كله بعد موسى ولا يخفى أن التوراة تقع نصوصها على ما سيكون من الحوادث بعدها لقوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ? الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله ? ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ? الأنعام 154، وكان كل نبي بعد موسى يحكم بالتوراة دونما تحريف لأن الله آتى كل نبي الكتاب أي علمه إياه فحفظه وعلم بيانه عن ظهر قلب وكل نبي يعلن إيقاع التوراة على الحوادث.
أما القرآن المحفوظ من التحريف فقد أغنى عن تعدد الأنبياء في هذه الأمة وكان نبيها هو خاتم النبيين ? كما في الأحزاب وبدليلين اثنين أولهما أن القرآن قد تضمن جميع نبوة محمد ?، فلم يأت من الحوادث منذ نزول القرآن إلى يومنا هذا إلا ما حواه القرآن ولن يأتي منها وإلى الأبد في الدنيا والآخرة إلا ما حواه كذلك.
أما في الآخرة فجميع الحوادث مفصلة في الكتاب.
وإنما ينغلق في الدنيا غير أن النبوة حرف من الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن وكل منها شاف كاف كما في الأحاديث الصحيحة فجميع ما في القرآن من أنباء سيتكرر مثله في هذه الأمة قبل الآخرة ولذلك خلا الكتاب من النبوة عن الجنة والنار وإنما نبّأ القرآن ببعض ما كان من القصص والحوادث الماضية ودليله قوله:
? ? ولتعلمن نبأه بعد حين ? خاتمة سورة ص
? ? لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون ? الأنعام 67
ويعني أن جميع ما نبّأ الله به خاتم النبيين ? في القرآن سيكون يوما من أيام الدنيا معلوما لكل الناس بعد حين، ولقد مضى من الحين حوالي ألف وأربعمائة وأربعين عاما، وإنما يستقر النبأ إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وليعلمه الناس رأي العين كما بينت في مقدمة التفسير.
وثانيهما أن محمدا ? هو رسول الله بآية خارقة معجزة محفوظة هي القرآن، وشهادة المسلم ـ وشرط الدخول في الإسلام ـ أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله تعني أن المسلم في كل وقت يشهد على نفسه أنه حضر رسالة الله التي أرسل بها محمدا ? وهي القرآن وما غاب عنها بل بلغته وآمن بما فيها من الغيب والنبوة، فالشهادة بأن محمدا رسول الله هي إقرار وإيمان بالآية المعجزة التي أرسل بها وهي القرآن، ويعني قوله ? والله يشهد إنك لرسوله ? سورة المنافقين 1 أن الله سيظهر للعالم كله في الدنيا أن محمدا الأمي ? هو رسول الله بهذه الآية المعجزة إذ ما شهد الله به لن
(يُتْبَعُ)
(/)
يبقى سرا مجهولا أو مغمورا بل سيشاهده العالمون جميعا وذلك مدلول قوله ? قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم ? الأنعام 19 ويعني أن كل غيب في القرآن سيصبح شهادة معلوما لكل الناس ليعلم الناس أن محمدا ? قد أرسل بالقرآن من قبل.
النبأ العظيم
أما النبأ العظيم الذي نبّأ الله به النبي الأميّ ? فيقع عموما على:
الكتاب المنزل على النبي الأميّ ? إذ هو نور كما هي دلالة المثاني في قوله:
• ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
• ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
• ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
• ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
وتعني أنه نور أنزل من عند الله الذي كلّف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة في كل من الدنيا والآخرة يوم نزل القرآن على النبي الأمي ? وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس في اليوم الأخر يوم تقع موعودات الكتاب المنزل صدق الرسل والنبيين، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين ? وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.
ويقع النبأ العظيم خصوصا على مدلول لفظ القرآن أي ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين ? قبل النفخ في الصور، تلك الحوادث الموصوفة في القرآن بأنها من الغيب الذي يجب الإيمان به ولا ينشغل الفقهاء والمفسّرون والمحدثون والقراء بالغيب في القرآن.
الغيب في القرآن
إن قوله:
• ? ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين {النمل 20
• ? وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين وما هم عنها بغائبين {الانفطار 14 ـ 16
• ? وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين {يوسف 81
ليعني أن الغيب هو ما غاب عنك من الحوادث فلم تشهده، وكان الهدهد من الغائبين غير حاضر حين تفقد سليمان الطير، وإن الفجار يوم الدين ليشهدون الجحيم ويكبكبون فيها وما هم عنها بغائبين بل هم حاضرون، ولم يك إخوة يوسف قادرين على منع ما غيّب الله من الغيب ومنه ألا يرجع معهم أخوهم الذي أرسله معهم أبوهم ليكتالوا ويزدادوا كيل بعير.
وإن الموعود في الكتاب المنزل على خاتم النبيين r يوم نزل هو الغيب، ومنه موعودات في اليوم الآخر كجنات عدن التي وعد الرحمان عباده بالغيب، وكان الذين يتبعون الذكر ويخشون ربهم الرحمان في الدنيا قبل أن يحضروا يوم القيامة هم الذين يخشون ربهم بالغيب والمبشرون بمغفرة وأجر كبير.
وإن الموعود في القرآن يوم نزل هو الغيب الذي سيصبح شهادة في الدنيا وتضمنته سبع من المثاني أنزل عليها القرآن هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، ويعني أن كل وعد وعد الله في القرآن أن يقع في الدنيا قد تضمنه حرف الأسماء الحسنى وحرف النبوة وحرف الذكر وحرف القول وحرف ضرب الأمثال وحرف الغيب في القرآن وحرف الوعد في الدنيا وتضمن كل واحد منها ما شاء الله من المثاني، وليعلم الناس أن من لم يهتد بالقرآن يوم تقع موعوداته وغيبه في الدنيا ـ وهو النبأ العظيم الذي أعرض الناس عنه واختلف فيه من عاصروا نزول القرآن، وسيختلف فيه من يحضرونها بعد كانت غيبا ـ إنما هو كمثل الحمار يحمل أسفارا.
وكان فقهي تلك الموعودات أي ذلك النبأ العظيم هو القصد وراء تفسيري "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" الذي خلا من المسائل الفقهية والتعبدية ومسائل النحو والبلاغة لأن السلف رحمهم الله قد وفوها حقّها وتدارسوها وبيّنوها إلا قليل مما سينكشف يوما بعد يوم إذ لن تحصي الأمة ما في الكتاب المنزل وهو القول الثقيل من العلم والمعاني.
وأقول بملء فيّ إن من ذلك النبإ العظيم موعودات تشيب لهولها الولدان منها العذاب الذي سيمحق أعداء الله في فجر ليلة القدر وليستخلف في الأرض خلافة هي على منهاج النبوة أولياء الله الذين سينجيهم من ذلك العذاب كما بينت في كلية النصر في ليلة القدر ضمن تفسير سورة القدر المنشور في موقع ملتقى أهل التفسير وسوس العالمة وغيرهما ومنها موعودات سأبدأ قريبا بنشرها الواحدة تلك الأخرى إن شاء الله تعالى وإنها لنبأ عظيم كما هو وصفها في القرآن، وأعجب العجب أن ذلك النبأ العظيم قد آمن به كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله بالقرآن، إذ هي من القرآن والاهتداء به يوم تصبح شهادة هو الرشد وهو التي هي أقوم.
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Feb 2008, 02:19 ص]ـ
الأخ عبد العزيز الداخل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد أخذني بل شدّني أسلوبك الرائع المصحوب بتواضع منك في عرضك لموضوع النبإ العظيم، وترددت كثيرا في التعليق عليه تعليقا موجزا أو إرجائه إلى أن أتناوله بالتفصيل والبيان في سياق تفسيري للقرآن العظيم
الحسن محمد ماديك
لا داعي للتردد - وفقك الله -
فتدارس العلم مع أهله من أعظم طرق تحقيقه نفعاً إذا حسن القصد، وخلصت النية
وفي مشاركتكم لفتات جميلة تضاف إلى ما ذكره العلماء في التفريق بين النبأ والخبر، والمسألة فيها عدة أقوال لا يخلو بعضها من اعتراضات
وفيها فوائد علمية جديرة بالعناية، وفي بعضها مسائل تحتاج إلى مزيد بحث ولولا خشية تشعب الحديث لكان في مناقشتها فوائد علمية حسنة، ولعل الله أن ييسر ذلك في مواضيع أخر
وقد قرأت المشاركة ولم أظفر ببغيتي في الترجيح بين هذه الأقوال.
وقد ذكرت خمسة أقوال لأهل العلم رحمهم الله تعالى في هذه المسألة؛ فآمل ممن يشارك من الإخوة والأخوات والأساتذة الفضلاء أن يركزوا على بيان القول الراجح من أقوال العلماء وأسباب الترجيح
ومن كان لديه استفسار عن أمر قد يفيد في التوصل لبيان القول الراجح فله ذلك، كمن أراد أن يستفسر عن تأريخ نزول السورة، أو معنى الاختلاف، أو صحة نسبة أحد الأقوال لأحد من الصحابة أو التابعين، أو غير ذلك مما يراه مفيداً في الوصول إلى النتيجة المطلوبة
بارك الله في الجميع ووفقنا للعلم النافع والعمل الصالح ولحسن تدبر كتابه وتدارسه
وإذا احتاج أحد الباحثين إلى بيان مسألة تفيد في الترجيح بين هذه الأقوال فله بيان ذلك مع مراعاة الحرص على عدم تشعيب الحديث وتشتيت ذهن القارئ
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:29 ص]ـ
قوله تعالى: (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2))
معاني الحروف
معنى (ال) في قوله تعالى: {النبأ}
القول الأول: العهد الذهني
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ثم قالَ: عَنِ النَّبَأِ العظيمِ، يعني خَبَرًا عَظيمًا).
قلت: (وَعَلَيهِ يُحْمَلُ قَولُ مَن فَسَّرَ النَّبَأَ العَظِيمَ بِمَعْنَى خَاصٍّ لِغَيرِ قَصْدِ التَّمْثِيلِ)
القول الثاني: الجنس
قالَ ابْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (والتعريفُ في {النَّبَأِ} تَعريفُ الْجِنْسِ؛ فيَشملُ كلَّ نَبأٍ عظيمٍ أنْبَأَهُمُ الرسولُ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ به، وأوَّلُ ذلك إِنباؤُه بأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، وما تَضَمَّنَهُ القُرآنُ مِن إبطالِ الشِّرْكِ، ومِن إِثباتِ بعْثِ الناسِ يومَ القِيامةِ، فما يُرْوَى عن بعْضِ السَّلَفِ مِن تَعيينِ نَبَأٍ خاصٍّ يُحمَلُ على التَّمثيلِ. فعَنِ ابنِ عبَّاسٍ: هو القُرآنُ، وعن مُجاهِدٍ وقَتَادَةَ: هو البعْثُ يومَ القِيامةِ، وسَوْقُ الاِستدلالِ بقولِه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} إلى قولِه: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} يدُلُّ دَلالةً بَيِّنَةً على أنَّ الْمُرادَ مِنَ {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} الإنباءُ بأنَّ اللهَ واحِدٌ لا شَريكَ له).
قلت: (وَهَذَا القَوْلُ فِيهِ نَظَرٌ، لأَنَّ وَصْفَه بالاسْمِ الموصُولِ دَلِيلٌ عَلَى إِرَادَةِ مَعْنًى خَاصّ، وَلأَجْلِ ذَلكَ اخْتَلَفَتْ أَقْوالُ العُلَمَاءِ فِي المرَادِ بهِ، فَاخْتِلافُهُمْ في المُرَادِ بهِ دَلِيلٌ عَلَى اتِّفَاقِهِم عَلَى أَنَّ التَّعريفَ لَيسَ للجِنس).
التفسير
مقصد الآية
القول الأول: بيان المتساءل عنه
قالَ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (ثُّمَ بَيَّنَ فقالَ: {عَنِ النَّبأِ العَظِيمِ}).
ذكره: الْوَاحِدِيُّ
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (ثُمَّ ذَكَرَ أَنْ يَسْأَلَهُمْ: عَمَّا ذَا؟ فَقَالَ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}).
ذكره: البَغَوِيُّ
قالَ ابنُ حَمْزَةَ الْكِرْمَانِيُّ (ت:525هـ): (والأوَّلُ: استفهامٌ، والثاني: خَبَرٌ).
قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} بيانٌ للشأنِ المُفَخَّمِ).
قالَ البَيْضَاوِيُّ (ت:691هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} بيانٌ لشأنِ الْمُفَخَّمِ أو صِلَةُ يَتساءلون).
قالَ النَّسَفِيُّ (ت:710هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}: أي: البَعْثِ، وهو بَيَانٌ للشَّأْنِ المُفَخَّمِ).
قالَ ابْنُ جَزِيٍّ (ت:741هـ): (وَقَعَتْ هذه الْجُملةُ جوابًا عن الاستفهامِ وبَيانًا للمسؤولِ عنه، كأنه لَمَّا قالَ: عَمَّ يَتساءلونَ؟، أَجابَ فقالَ: يَتساءلونَ عن النبأِ العظيمِ).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ المَحَلِّيُّ (ت:825هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} بَيَانٌ لذلكَ الشيءِ).
قالَ الإِيجِيُّ (ت:905 هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: بَيَانٌ للشأنِ المُفخَّمِ، أو صِلَةُ يَتساءلونَ).
قالَ أَبُو السُّعُودِ (ت:982هـ): (وقولُهُ تعالى: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} بيانٌ لِشَأْنِ المَسْؤُولِ عنهُ إِثْرَ تَفْخِيمِهِ).
قالَ القَاسِمِيُّ (ت:1332هـ): (وقولُهُ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} بيانٌ للمُفَخَّمِ شَأْنُهُ، أوْ للمُبَكَّتِ مِنْ أَجْلِهِ).
القول الثاني: صلة لـ (يتساءلون)
قالَ البَيْضَاوِيُّ (ت:691هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} بيانٌ لشأنِ الْمُفَخَّمِ أو صِلَةُ يَتساءلون).
قالَ الإِيجِيُّ (ت:905 هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: بَيَانٌ للشأنِ المُفخَّمِ، أو صِلَةُ يَتساءلونَ).
قلت: (وسائرُ أقوالِ العُلَمَاءِ يُمْكِنُ حُمْلُهَا عَلَى القَولَينِ المذْكُورَينِ تَبَعًا لاخْتِلافِهِم في مُتَعَلَّقِ الجَارِّ والمجرُور).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:31 ص]ـ
المراد بالنبأ العظيم
القول الأول: القرآن العظيم
أثر ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (وقولُه: {عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} قيلَ معناه: عنِ النبأِ العظيمِ: واختَلَفَ القولُ في النبأِ العظيمِ: روى أبو صالحٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ: أنه القرآنُ).
قالَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (رَوَى أَبُو صَالِحٍ عن ابنِ عبَّاسٍ قَالَ: هُوَ القُرْآنُ).
قالَ حَيْدَرٌ القَاشِيُّ (ت:776هـ): (النَّبَأُ الْعَظِيمُ: الْقُرْآنُ، ابْنُ عَبَّاسٍ).
قَالَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ الثِّقَةُ ابْنُ الْمَأْمُونِ الْهَرَوِيُّ قالَ: أَخْبَرَنَا أََبِي، قالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَمَّارُ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ الهَرَوِيُّ، قالَ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، عن مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنِ الكَلْبِيِّ، عن أَبِي صَالحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} عَنْ خَبَرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الْكَرِيمِ الشَّرِيفِ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (قالَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ((النَّبَأُ هُوَ القرآنُ))).
قالَ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} قَالَ: القُرْآنِ).
قالَ صِدِّيق حَسَن خَان (ت:1307هـ): (قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ((النَّبَأُ العظيمُ القرآنُ)) وَهذا مَرْوِيٌّ عَنْ جماعةٍ مِنَ التابعينَ).
أثر قتادة بن دعامة
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ (ت:211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، فِي قَوْلِهِ: {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} قَالَ: الْقُرْآنُ).
قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (ت:276هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} يقالُ: القرآنُ).
قالَ ابنُ عَطِيَّةَ (ت:546هـ): (و {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} ... قالَ مُجَاهِدٌ وقَتَادَةُ: هو القرآنُ خاصَّةً).
أثر مجاهد بن جبر
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أبو عاصِمٍ قالَ: ثَنَا عِيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَميعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِ اللَّهِ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}، قالَ: القُرآنِ).
قالَ ابنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت:352هـ): (ثَنَا إِبْرَهيِمُ, قَالَ: ثَنَا آدَمُ, قَالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابنِ أَبِي نَجِيحٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ (ت:102 هـ) فِي قَوْلِه: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي: القُرْآنَ).
قالَ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: قالَ مُجَاهِدٌ: هو القرآنُ).
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (وفي {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} أربعةُ أقاويلَ: أحدُها: القرآنُ، قالَه مُجاهِدٌ).
قالَ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}، قالَ مُجَاهِدٌ والأَكْثَرُونَ: هُوَ القُرْآنُ).
ذكره: الخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ
قالَ ابنُ عَطِيَّةَ (ت:546هـ): (و {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} ... قالَ مُجَاهِدٌ وقَتَادَةُ: هو القرآنُ خاصَّةً).
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (وفيه ثلاثةُ أقوالٍ: أَحَدُها القرآنُ، قالَه مُجَاهِدٌ ومُقاتِلٌ والفَرَّاءُ، قالَ الفَرَّاءُ: فلَمَّا أجابَ صارَتْ عَمَّ كأنها في معنى لأيِّ شيءٍ يَتساءلونَ عن القرآنِ).
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ (ت:774 هـ): (وقالَ مُجاهِدٌ: هو القُرْآنُ).
قالَ الثَّعَالِبِيُّ (ت:875هـ): (وَقالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الْقُرْآنُ خَاصَّةً).
قالَ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ عَبْدُ الرّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {عَمَّ يَتَساءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}. قَالَ: القُرْآنُ).
أقوال العلماء
قالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ت:150هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي الْقُرْآنَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): ({عَنِ النبأِ الْعَظِيمِ}، يَعْنِي الْقُرْآنَ).
قالَ اليَزِيْدِيُّ (ت:237هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}: الخَبَرِ، وقالوا: هُوَ القرآنُ).
قالَ ابْنُ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت:308هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} عنْ خَبَرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ الكَرِيمِ الشَّرِيفِ).
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في المَعْنِيِّ بالنَّبَأِ العَظِيمِ، فقالَ بعضُهم: أُرِيدَ بِهِ القُرآنُ).
قالَ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (قِِيلَ: هو القرآنُ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ثم قالَ: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} ... وهو القرآنُ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (وقيلَ: عنِ القرآنِ).
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ (ت: 437هـ): ({النَّبَأُ}: الخَبَرُ، القرآنُ).
قَالَ ابنُ مُطَرِّفٍ (ت: 454هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يقالُ: القرآنُ، ويقالُ: القيامةُ).
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}. وَهُوَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ).
قالَ ابنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الخَزْرَجِيُّ (ت:582هـ): ({عَنِ النَّبَاءِ العَظِيمِ}. أي: عَنِ القيامةِ، وقيلَ: القرآنِ).
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ (ت:597هـ): ({النَّبَأِ}: القُرْآنُ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (والقولُ الثاني: إِنَّه القُرْآن).
قالَ العزُّ ابْنُ عَبْدِ السَّلامِ (ت:660 هـ): ({النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: القُرْآنِ أَو البَعْثِ أَو القيامةِ أَوْ أَمْرِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (قالَ الأكثرونَ: هوَ القرآنُ).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الأعرجُ (ت:728هـ): (وقِيلَ: النَّبأُ العظيمُ: القرآنُ).
قالَ ابنُ جَمَاعَةَ (ت:733هـ): (وَقِيلَ النَّبَأُ: الْقُرْآنُ).
قالَ عَبْدُ البَاقِي القُرَشِيُّ (ت:743هـ): (قِيلَ: القُرْآنُ).
قالَ ابْنُ التُّرْكُمَانِيُّ (ت:750هـ): (هُوَ القُرْآنُ. وقِيلَ: القِيَامَةُ).
قالَ ابْنُ المُلَقِّنِ (ت:804هـ): ({النَّبإِ الْعَظِيمِ} أي: الخَبَرِ, وهو البَعْثُ، وقيلَ: القُرآنُ).
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ المَحَلِّيُّ (ت:825هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} ... هوَ ما جَاءَ بهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآنِ المُشْتَمِلِ على البعثِ وغيرِهِ).
قالَ الإِيجِيُّ (ت:905 هـ): (وعنْ بَعْضٍ: القُرآنُ).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (النبأُ؛ أي: القرآنُ).
قالَ الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وقِيلَ: كان التساؤلُ عن القرآنِ).
قالَ صِدِّيق حَسَن خَان (ت:1307هـ): (النَّبَأُ أي: القرآنُ).
قال مساعد الطيار: (قولُه تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} أي: يتساءلونَ عن الخبرِ العظيمِ الذي استَطارَ أمرُهُ بينهم، وهو القرآن)
تنبيه:
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} وَهُوَ الْقُرْآنُ فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ). [الوسيط: 4/ 411]
قلت: (هَذَا نَقْلُ إِجْمَاعٍ، ولا إِجْمَاعَ هَا هَنا إذِ الخلافُ مَشْهُورٌ، حَتَّى إِنَّ الوَاحِدِيَّ نَفْسَهُ اخْتَارَ في (الوجيزِ) أَنَّ المرَادَ بالنَّبَأ العَظِيم البَعْثُ؛ فَلَعَلَّ مَا هَا هُنا خَطَأٌ طِبَاعِيٌّ أَو سَبْقُ قَلَم).
أدلة القول الأول:
قوله تعالى: (قل هو نبأ عظيم)
قال مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ (ت:150هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي الْقُرْآنَ كَقولِهِ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} لأَنَّهُ كَلامُ اللَّهِ تَعَالَى).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (وهو القرآنُ، كقولِه: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}).
قالَ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): (دليلُه قولُه سُبْحَانَهُ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} الآيةَ).
ذكره: البَغَوِيُّ، و الخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ
قالَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (دَلِيلُهُ قولُهُ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} فَالْقُرْآنُ نَبَأٌ وَخَبَرٌ وقَصَصٌ، وهوَ نَبَأٌ عَظِيمُ الشَّأْنِ).
ذكره: ابنُ عَادِلٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَمِمَّا يَدُلُّ على أَنَّهُ القرآنُ قَوْلُهُ سبحانَهُ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
أنه قول الأكثرين
قالَ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ}، قالَ مُجَاهِدٌ والأَكْثَرُونَ: هُوَ القُرْآنُ).
ذكره: الخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (قالَ الأكثرونَ: هوَ القرآنُ).
قالَ صِدِّيق حَسَن خَان (ت:1307هـ): (قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: النَّبَأُ العظيمُ القرآنُ، وَهذا مَرْوِيٌّ عَنْ جماعةٍ مِنَ التابعينَ).
أن القرآن قد اختلف فيه
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (وَيَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ الْقُرْآنُ قَوْلُهُ: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. وَذَلِكَ أَنَّهُمُ اخْتَلَفُوا فِي الْقُرْآنِ، فَجَعَلَهُ بَعْضُهُمْ سِحْراً, وَبَعْضُهُمْ كَهَانَةً وَشِعْراً, وَبَعْضُهُمْ أَسَاطِيرَ الأَوَّلِينَ).
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيُّ (ت:597هـ): ({النَّبَأِ}: القُرْآنُ، اخْتَلَفُوا فِيهِ؛ فقالَ بَعْضُهم: سِحْرٌ، وقالَ بَعْضُهُم: شِعْرٌ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (والقولُ الثاني: إِنَّه القُرْآن واحْتَجَّ القائلون بهذا الوجهِ بأمرين:
الأَوَّلُ: أنَّ النبأَ العظيمَ هو الذي كانوا يَختلِفونَ فيه، وذلك هو القُرآنُ؛ لأنَّ بعضَهم جَعَلَه سِحْرًا، وبعضَهم شِعْرًا، وبعضَهم قالَ: إنه أَساطيرُ الأوَّلينَ، فأما البَعْثُ ونُبُوَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد كانوا مُتَّفِقينَ على إنكارِهما. وهذا ضَعيفٌ؛ لأنا بَيَّنَّا أنَّ الاختلافَ كان حاصِلاً في البَعْثِ).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الأعرجُ (ت:728هـ): (وقِيلَ: النَّبأُ العظيمُ: القرآنُ. واختلافُهُم فِيهِ أَنَّ بَعْضَهُمْ جَعَلُوهُ سِحْراً، وبَعْضَهُمْ شِعْراً وكِهَانةً).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وكانُوا يَخْتَلِفُونَ فيه، فَجَعَلَهُ بعْضُهُمْ سِحْرًا، وبعْضُهُمْ شِعْرًا، وبعْضُهم قالَ: أساطِيرُ الأوَّلِينَ).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَقدِ اسْتدلَّ على أنَّ النبأَ العظيمَ هوَ القرآنُ بِقَوْلِهِ: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. فإِنهُمُ اخْتَلَفُوا في القرآنِ، فَجَعَلَهُ بعضُهُم سِحْراً، وَبَعْضُهُمْ شِعْراً، وَبَعْضُهُمْ كهانَةً، وَبعضُهُم قَالَ: هوَ أساطيرُ الأَوَّلِينَ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
قال مساعد الطيار: (يشهد لمن قال: القرآن -وهو مجاهد- أنَّ الاختلاف وقع فيه بين كفارِ مكة، فوصفوه بأنه شِعر، وكِهانة، وكَذِب، وغيرها).
أن النبأ اسم الخبر لا اسم المخبر عنه وهو أليق بالقرآن
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (الثاني: أنَّ النبأَ اسمُ الخبرِ، لا اسمُ المُخْبَرِ عنه، فتفسيرُ النبأِ بالقرآنِ أَوْلى مِن تفسيرِه بالْبَعْثِ أو النُّبُوَّةِ؛ لأن ذلك في نفسِه ليس بِنَبَإٍ، بل مُنْبَأٌ عنه، ويُقَوِّي ذلك أنَّ القرآنَ سُمِّيَ ذِكْرًا وتَذْكِرَةً وذِكْرَى وهدايةً وحَديثًا، فكان اسمُ النبأِ به أَلْيَقَ منه بالبَعْثِ والنُّبُوَّةِ.
والجوابُ عنه: أنه إذا كان اسمُ النبأِ أَلْيَقَ بهذه الألفاظِ فاسمُ العظيمِ أَلْيَقُ بالقِيامةِ وبالنُّبُوَّةِ؛ لأنه لا عَظمةَ في أَلفاظٍ، إنما العَظمةُ في المعاني، وللأَوَّلِينَ أن يَقولوا: إنها عَظيمةٌ أيضًا في الفَصاحةِ والاحتواءِ على العلومِ الكثيرةِ، ويُمكِنُ أن يُجابَ أنَّ العظيمَ حقيقةٌ في الأجسامِ مَجازٌ في غيرِها، وإذا ثَبَتَ التعارُضُ بَقِيَ ما ذَكَرْنا مِن الدلائلِ سَلِيمًا).
أن هذا القول يتضمن غيره من الأقوال
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ المَحَلِّيُّ (ت:825هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ} ... هوَ ما جَاءَ بهِ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من القرآنِ المُشْتَمِلِ على البعثِ وغيرِهِ).
قالَ الأَشْقَرُ: ({عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} هُوَ الْخَبَرُ الهائِلُ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ؛ لأَنَّهُ يُنْبِئُ عَن التَّوْحِيدِ، وَتَصْدِيقِ الرَّسُولِ، وَوُقُوعِ الْبَعْثِ والنُّشورِ).
قال مساعد الطيار: (وهو أعمُّ من القول الثاني؛ لأنَّ البعثَ جزء من أخبار القرآن الذي وقع فيه الاختلاف).
أن القرآن وصف بأنه عظيم في مواضع متعددة من القرآن
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَإِنَّمَا كانَ ذلكَ النبأُ؛ أي: القرآنُ، عَظِيماً؛ لأنَّهُ يُنْبِئُ عَنِ التوحيدِ وَتصديقِ الرسولِ وَوقوعِ البعثِ وَالنشورِ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
الاعتراضات على هذا القول
أن دلالة السياق ترجح أن المراد بالنبأ العظيم البعث
قالَ الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وقِيلَ: كان التساؤلُ عن القرآنِ، وتُعُقِّبَ بأنَّ قولَه تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ} إلخ، ظاهِرٌ في أنه كان عن البعْثِ, هو مَرْوِيٌّ عن قَتادةَ أيضًا؛ لأنه من أَدِلَّتِه).
أن اختلافهم في القرآن كان لاشتماله على الإخبار بالبعث
قالَ الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وأُجِيبَ بأنَّ تَساؤلَهم عنه واستهزاءَهم به واختلافَهم فيه بأنه سِحْرٌ أو شِعْرٌ كان لاشتمالِه على الإخبارِ بالبَعْثِ، فبَعْدَ أن ذَكَرَ ما يُفيدُ استعظامَ التساؤلِ عنه تَعَرَّضَ الدليلُ ما هو مَنشأٌ لذلك التساؤلِ، وفيه بُعْدٌ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:34 ص]ـ
القول الثاني: البعث
قتادة بن دعامة
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعيدٌ، عنْ قَتَادَةَ، في قولِهِ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: ((وهوَ البَعْثُ بعدَ المَوْتِ))).
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرَانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ سَعيدٍ، عنْ قَتَادَةَ، {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} قالَ: ((النَّبَأُ العظيمُ البعثُ بعدَ المَوْتِ))).
قالَ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): (وقالَ قَتَادَةُ: هو البَعْثُ).
ذكره: البَغَوِيُّ، والخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (وفي {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} أربعةُ أقاويلَ ... الثالثُ: البَعْثُ بَعْدَ الموتِ. قالَه قَتَادَةُ).
قلت: (جَعَلَ الماورديُّ البَعْثَ والقِيَامَةَ قَولانِ، وَهُمَا في الحَقِيقَةِ وَاحِدٌ، فَيومُ البَعْثِ هُوَ يومُ القِيَامَةِ).
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (وعن قَتَادَةَ، أنه البَعْثُ).
قالَ ابنُ عَطِيَّةَ (ت:546هـ): (و {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} ... قالَ قَتَادَةُ أيضاً: هو البَعْثُ مِن القبورِ).
ذكره: الثَّعَالِبِيُّ
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (فيه ثلاثةُ أقوالٍ ... والثاني: البَعْثُ. قالَه قَتادَةُ).
قالَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (ورَوَى سَعِيدٌ عنْ قَتَادَةَ قَالَ: هوَ البَعْثُ بَعْدَ الموتِ صارَ النَّاسُ فيهِ رَجُلَيْنِ: مُصَدِّقٌ ومُكَذِّبٌ).
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ (ت:774 هـ): (قالَ قَتادَةُ وابنُ زَيْدٍ: النَّبَأُ العَظِيمُ: البَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وقالَ قَتَادَةُ: ((هُوَ البَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ اختَلَفُوا فيه، فَمُصَدِّقٌ وَمُكَذِّبٌ))).
قالَ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. قَالَ: هو البَعْثُ بعدَ المَوْتِ، صَارَ النَّاسُ فِيهِ رَجُلَيْنِ؛ مُصَدِّقٌ ومُكَذِّبٌ، فأَمَّا المَوْتُ فأَقَرُّوا بِهِ كُلُّهم؛ لمُعَايَنَتِهِم إِيَّاهُ، واخْتَلَفُوا فِي البَعْثِ بعدَ المَوْتِ).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (قالَ الضَّحَّاكُ: يَعْنِي نَبَأَ يومِ القيامةِ، وَكذا قالَ قَتَادَةُ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قولِهِ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}، قالَ: ((يومِ القِيامَةِ))، قالَ: ((قَالُوا هذا اليومُ الذي تَزْعُمُونَ أنَّا نَحْيَا فيهِ وآباؤُنَا))، قالَ: ((فَهُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، لا يُؤْمِنُونَ بهِ، فقالَ اللَّهُ: قُلْ هوَ نبَأٌ عَظيمٌ أنْتُمْ عنهُ مُعْرِضُونَ، يومُ القيامةِ لا يُؤْمِنونَ بهِ))).
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (وفي {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} أربعةُ أقاويلَ ... الثاني: يومُ القِيامةِ. قالَه ابنُ زيدٍ).
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ (ت:774 هـ): (قالَ قَتادَةُ وابنُ زَيْدٍ: النَّبَأُ العَظِيمُ: البَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ).
الضحاك بن مزاحم
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (وَقالَ الضَّحَّاكُ: يَعْنِي نَبَأَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ).
ذكره: الشَّوْكَانِيُّ، وَصِدِّيق حَسَن خَان
أبو العالية الرياحي والربيع بن أنس
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (وعن قَتَادَةَ، أنه البَعْثُ، وهو قولُ أبي العاليةِ والربيعِ بنِ أَنَسٍ وجماعةٍ).
أقوال العلماء
قالَ هُودُ بْنُ مُحَكَّمٍ (ت: ق3): (ثم قالَ عَزَّ وجَلَّ: {عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ}؛ أيِ: البعثِ).
قالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ (ت:276هـ): (ويقالُ: القيامةُ).
قالَ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقِيلَ: عن البَعْثِ).
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بهِ البَعْثُ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (وقيلَ: {عنِ النبأِ العظيمِ}، يعني: عَنِ البَعْثِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ ابْنُ أَبِي زَمَنِينَ (ت:399هـ): (ثُمَّ قَالَ: {عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. يَعْنِي: البَعْثَ).
قالَ ابنُ مُطَرِّفٍ الكِنَانِيًّ (ت: 454هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يقالُ: القرآنُ، ويقالُ: القيامةُ).
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي: الْبَعْثَ).
قالَ ابنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الخَزْرَجِيُّ (ت:582هـ): ({عَنِ النَّبَاءِ العَظِيمِ}. أي: عَنِ القيامةِ، وقيلَ: القرآنِ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (ذَكَرَ الْمُفَسِّرون في تفسيرِ النبإِ العظيمِ ثلاثةَ أَوْجُهٍ؛ أحدُها: أنه هو القِيامةُ).
قالَ الْعِزُّ ابْنُ عَبْدِ السَّلامِ (ت:660 هـ): ({النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: القُرْآنِ أَو البَعْثِ أَو القيامةِ أَوْ أَمْرِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ البَيْضَاوِيُّ (ت:691هـ): (والضميرُ لأهْلِ مَكَّةَ، كانوا يَتساءلون عن البَعْثِ فيما بينَهم).
قالَ النَّسَفِيُّ (ت:710هـ): ({عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}: أي: البَعْثِ)
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وقيلَ: هوَ البعثُ).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الأعرجُ (ت:728هـ): (والنبأُ العظيمُ: القِيامةُ).
قالَ ابنُ جَمَاعَةَ (ت:733هـ): (كَانُوا يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْبَعْثِ فِيمَا بَيْنَهُمُ اسْتِهْزَاءً).
قالَ أَبُو حَيَّانَ (ت:745هـ): (وقيلَ: المُتَسَاءَلُ فيهِ البعثُ والاختلافُ فيهِ).
قالَ ابْنُ التُّرْكُمَانِيُّ (ت:750هـ): (وقِيلَ: القِيَامَةُ).
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ (ت:774 هـ): ({عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ} ... عَنْ أَمْرِ القِيامَةِ, وهو النَّبَأُ العَظِيمُ).
قالَ ابْنُ المُلَقِّنِ (ت:804هـ): ({النَّبإِ الْعَظِيمِ}. أي: الخَبَرِ, وهو البَعْثُ).
قالَ الإِيجِيُّ (ت:905 هـ): (والنَّبَأُ: القِيامةُ).
قالَ الخَطِيبُ الشِّرْبِينِيُّ (ت:977هـ): (كانوا يَتَسَاءَلُونَ عن البعثِ فِيمَا بينَهُم).
قالَ المَرَاغِيُّ (ت:1371هـ): (والمرادُ به خَبَرُ البَعْثِ من القُبُورِ والعَرْضِ عَلَى مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
قال مساعد الطيار: (ويُحتملُ أن يكونَ البعث)
أدلة القول الثاني:
دلالة السياق
قالَ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (والذي يَدُلُّ عليهِ قولُه: {إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً} يَدُلُّ على أنَّهم كانوا يَتساءَلونَ عن البَعْثِ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (والدَّليلُ قولُه تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}. ثم بَيَّنَ لهم الأمْرَ الذي كانوا يَتساءلونَ عنه، وهو البَعْثُ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (ذَكَرَ الْمُفَسِّرون في تفسيرِ النبإِ العظيمِ ثلاثةَ أَوْجُهٍ؛ أحدُها: أنه هو القِيامةُ. وهذا هو الأَقرَبُ، ويَدُلُّ عليه وُجوهٌ: أحدُها: قولُه: {سَيَعْلَمُونَ}. والظاهِرُ أنَّ المرادَ منه أنهم سيَعلمونَ هذا الذي يَتساءلونَ عنه حينَ لا تَنفعُهم تلك المعرِفةُ، ومَعلومٌ أنَّ ذلك هو القِيامةُ.
وثانيها: أنه تعالى بيَّنَ كونَه قادرًا على جميعِ الْمُمْكِنَاتِ بقولِه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا} إلى قولِه: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ}
وذلك يَقتضِي أنه تعالى إنما قَدَّمَ هذه الْمُقَدِّمَةَ لبيانِ كونِه تعالى قادرًا على إقامةِ القِيامةِ، ولَمَّا كان الذي أَثبَتَهُ اللهُ تعالى بالدليلِ العقليِّ في هذه السورةِ هو هذه المسألةَ ثَبَتَ أنَّ النبأَ العظيمَ، الذي كانوا يَتساءلونَ عنه، هو يومُ القيامَةِ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (ويدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا}).
أن يوم القيامة قد وقع الاختلاف فيه
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ، في قولِهِ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}، قالَ: يومِ القِيامَةِ، قالَ: قَالُوا هذا اليومُ الذي تَزْعُمُونَ أنَّا نَحْيَا فيهِ وآباؤُنَا، قالَ: فَهُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ، لا يُؤْمِنُونَ بهِ، فقالَ اللَّهُ: قُلْ هوَ نبَأٌ عَظيمٌ أنْتُمْ عنهُ مُعْرِضُونَ، يومُ القيامةِ لا يُؤْمِنونَ بهِ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ ابْنُ أَبِي زَمَنِينَ (ت:399هـ): (ثُمَّ قَالَ: {عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ * الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. يَعْنِي: البَعْثَ, اخْتَلَفَ فِيهِ المُشْرِكُونَ والمُؤْمِنُونَ؛ فآمَنَ بِهِ المُؤْمِنُونَ, وكَفَرَ بِهِ المُشْرِكُونَ).
قالَ زَيْنُ الدِّينِ الرَّازِيُّ (ت:666هـ): (فإنْ قِيلَ: لو كانَ النَّبَأُ العَظِيمُ الذي يَتَسَاءَلُونَ عنه ما ذَكَرْتُم لَمَا قالَ تعالَى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}؛ لأنَّ كُفَّارَ مَكَّةَ لم يَخْتَلِفُوا في أَمْرِ البَعْثِ، بَلِ اتَّفَقُوا على إِنكارِهِ؟.
قلنا: كانَ فيهم مَنْ يَقْطَعُ القَوْلَ بِإنْكَارِهِ، وفيهم مَنْ يَشُكُّ فيه ويَتَرَدَّدُ، فثَبَتَ الاختلافُ لأنَّ جِهَةَ الاخْتِلافِ لا تَنْحَصِرُ في الجَزْمِ بإِثباتِهِ والجَزْمِ بنفيِهِ.
الثاني: إنَّ بَعْضَهُمْ صَدَّقَ به فآمَنَ، وبَعْضَهُمْ كَذَّبَ به فبَقِيَ على كُفْرِهِ، فثَبَتَ الاختلافُ الإِثْبَاتُ والنَّفْيُ.
الثالِثُ: إنَّ الضَّمِيرَ في {يَتَسَاءَلُونَ} وفي {هُمْ} عائِدٌ على الفَرِيقَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ والمُشْرِكِينَ، وكُلُّهُمْ كانوا يَتَسَاءَلُونَ عنه لِعِظَمِ شَأْنِهِ عِنْدَهُمْ، فَصَدَّقَ به المُسْلِمُونَ فأَثْبَتُوه، وكَذَّبَ به المُشْرِكُونَ فنَفَوْهُ).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (وتقديمُ الضميرِ، وبناءُ الكلامِ عَلَيْهِ لتقوِّي الكلامِ، لا للاختصاصِ؛ فإِنَّ غَيْرَ قريشٍ أيْضاً مُختلفونَ في أمْرِ البعْثِ:
فمِنْهُمْ مَن يُثْبِتُ الرَّوْحَانِيَّ في المَعَادِ فقَطْ.
ومِنْهُمْ مَن يَشُكُّ فِيهِ؛ كقولِهِ: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً}.
ومِنْهُمْ مَنْ يَقْطَعُ بعَدَمِ البَعْثِ؛ {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا}، كانَ يَسْأَلُ بَعْضُهُمْ بعضاً عَن القيامةِ، ويَتَحَدَّثونَ عَنْهَا متعجِّبِينَ مِن وُقُوعِها).
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ (ت:774 هـ): (قالَ قَتادَةُ وابنُ زَيْدٍ: النَّبَأُ العَظِيمُ: البَعْثُ بَعْدَ المَوْتِ. وقالَ مُجاهِدٌ: هو القُرْآنُ. والأَظْهَرُ الأَوَّلُ؛ لقَوْلِه: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ}. يعني: النَّاسُ فِيهِ علَى قَوْلَيْنِ؛ مُؤْمِنٌ بِهِ وكَافِرٌ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وقالَ قَتَادَةُ: ((هُوَ البَعْثُ بَعْدَ الْمَوْتِ اختَلَفُوا فيه، فَمُصَدِّقٌ وَمُكَذِّبٌ))).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَأيضاً فَطَوَائِفُ الكفَّارِ قدْ وَقَعَ الاختلافُ بينَهُم في البعثِ، فَأَثْبَتَ النصارَى المعادَ الروحانيَّ، وَأَثْبَتَتْ طَائِفَةٌ مِنَ اليهودِ المعادَ الجُسْمَانِيَّ، وَفي التوراةِ التصريحُ بلفظِ الجنَّةِ باللغةِ العبرانيَّةِ بلفظِ جَنْعِيذَا بِجِيمٍ مَفْتُوحَةٍ، ثمَّ نونٍ سَاكِنَةٍ، ثمَّ عينٍ مكسورةٍ مُهْمَلَةٍ، ثمَّ تَحْتِيَّةٍ ساكنةٍ، ثمَّ ذَالٍ مُعْجَمَةٍ بَعْدَهَا ألفٌ.
وَفي الإِنجيلِ في مواضعَ كثيرةٍ التصريحُ بالمعادِ، وَأنَّهُ يكونُ فيهِ النعيمُ للمُطِيعِينَ وَالعذابُ للعاصِينَ، وَقدْ كانَ بعضُ طوائفِ كفَّارِ العربِ يُنْكِرُ المعادَ كَمَا حَكَى اللَّهُ عنْهُمْ بِقَوْلِهِ: {إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ}.
وَكانتْ طائفةٌ منهم غيرَ جَازِمَةٍ بِنَفْيِهِ، بلْ شَاكَّةً فيهِ كَمَا حَكَى اللَّهُ عنهم بقولِهِ: {إِنْ نَظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ}. وَما حَكَاهُ عنهم بقولِهِ: {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى}. فقدْ حَصَلَ الاختلافُ بينَ طوائفِ الكفرِ على هذهِ الصفةِ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَأمَّا البعثُ فقدِ اتَّفَقَ الكفَّارُ إِذْ ذاكَ على إِنكارِهِ، وَيُمْكِنُ أنْ يُقَالَ: إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ الاختلافُ في البعثِ في الجملةِ، فَصَدَّقَ بهِ المؤمنونَ وَكَذَّبَ بهِ الكافرونَ، فقدْ وَقَعَ الاختلافُ فيه مِنْ هذهِ الحَيْثِيَّةِ، وَإِنْ لمْ يَقَع الاخْتِلافُ فيهِ بينَ الكفَّارِ أَنْفُسِهِمْ على التسليمِ وَالتَّنَزُّلِ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
أن تخصيص اسم العظيم بيوم القيامة أليق
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (وثالثُها: أنَّ العظيمَ اسمٌ لهذا اليومِ، بدليلِ قولِه: {أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [المطففين: 4] وقولِه: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ} [ص: 68] ولأن هذا اليومَ أعظَمُ الأشياءِ؛ لأنَّ ذلك مُنْتَهَى فَزَعِ الخلْقِ وخوفِهم منه، فكان تخصيصُ اسمِ العظيمِ به لائقًا).
أن أكثر تساؤل المشركين كان عن أمر البعث
قالَ البَيْضَاوِيُّ (ت:691هـ): (والضميرُ لأهْلِ مَكَّةَ، كانوا يَتساءلون عن البَعْثِ فيما بينَهم).
قالَ ابنُ جَمَاعَةَ (ت:733هـ): (كَانُوا يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْبَعْثِ فِيمَا بَيْنَهُمُ اسْتِهْزَاءً).
قالَ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَمِمَّا يَدُلُّ على أَنَّهُ البعثُ أَنَّهُ أَكْثَرُ ما كانَ يَسْتَنْكِرُهُ المشركونَ وَتَأْبَاهُ عُقُولُهُم السَّخِيفَةُ).
ذكره: صِدِّيق حَسَن خَان
دلالة الردع والتهديد بعده
قالَ نِظَامُ الدِّينِ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (والنبأُ العظيمُ: القِيامةُ؛ بدليلِ الردْعِ عَن الاختلافِ، وللتهديدِ بَعْدَهُ).
دلالة موضوع السورة
قال مساعد الطيار: (ولكن يشهد له موضوع السورة، إذ موضوعها في البعث، والله أعلم).
ذكر ما ضُعِّفَ به القول الثاني:
قال مساعد الطيار: (أما من قال: هو البعث، وهو قولُ قتادة وابن زيد، فلم يرد عنهم وقوع الاختلاف فيه، بل هم مُنكرون له).
قلت: (راجع ما تقدم بعنوان: أن يوم القيامة قد وقع فيه الاختلاف، ثم إن معنى الاختلاف مختلف فيه على سبعة أقوال فيما أحصيت والله تعالى أعلم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:35 ص]ـ
القول الثالث: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
ابن عباس رضي الله عنهما
قالَ الثَّعَالِبِيُّ (ت:875هـ): (وَالنَّبَأُ الْعَظِيمُ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ: هُوَ الشَّرْعُ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وَرُوِيَ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّهُ أَمْرُ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ).
قتادة بن دعامة
قالَ الثَّعَالِبِيُّ (ت:875هـ): (وَالنَّبَأُ الْعَظِيمُ قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ: هُوَ الشَّرْعُ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
الحسن البصري
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (وعن الحسَنِ أنه قالَ: هو النُّبُوَّةُ والقولانِ الأَوَّلانِ مَعروفان).
قالَ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أَبِي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, عَنِ الحَسَنِ قَالَ: ((لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ جَعَلُوا يَتَساءَلُونَ بَيْنَهُم؛ فنَزَلَتْ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ العَظِيمِ}))).
أقوال العلماء
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (وذلكَ أنَّ قُرَيْشاً جَعَلَتْ فِيما ذُكِرَ عَنْها تَخْتَصِمُ وتَتَجَادَلُ في الَّذِي دَعَاهم إليهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الإِقرارِ بِنُبُوَّتِهِ، والتصْدِيقِ بِمَا جاءَ بِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ، والإيمانِ بالبَعْثِ، فقالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ: فِيمَ يَتَسَاءَلُ هؤلاءِ القَوْمُ ويَخْتَصِمُونَ؟).
قالَ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقِيلَ: عن أَمْرِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ثم بَيَّنَ فقالَ: {عَنِ النَّبَأِ العَظيمِ} يعني: عن أمْرِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (ويقالُ: بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).
قالَ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}: يعني: عن أيِّ شيءٍ يَتَسَاءَلُونَ هؤلاء المُشْرِكِينَ؟ وذلك أنهم اخْتَلَفُوا واخْتَصَمُوا في أمرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما جاءَهُم به).
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (وفي {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} أربعةُ أقاويلَ ... الرابعُ: عن أمْرِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (قولُه تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعني: عن أيِّ شيءٍ يَتساءَلُ الْمُشرِكونَ؟! لأنَّ قُريشاً حيثُ بُعِثَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَتْ تُجادِلُ وتَخْتَصِمُ في الذي دَعَا إليه).
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (وذلك أنَّهُمُ اخْتَلَفُوا وَاخْتَصَمُوا فيما أَتَاهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فمِنْ مُصَدِّقٍ ومُكَذِّبٍ).
قالَ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): (وذلكَ أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا دَعَاهُم إلى التَّوْحِيدِ وأخبرَهُم بالبَعْثِ بعدَ المَوْتِ، وتَلا عَلَيْهِم القُرْآنَ جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ فيَقُولُونَ: ماذا جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ؟).
قالَ ابنُ عَطِيَّةَ (ت:546هـ): (و {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} قالَ قومٌ: هو الشرْعُ الذي جاءَ به مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (وفيه ثلاثةُ أقوالٍ ... الثالثُ: أنه أَمْرُ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. حَكاه الزَّجَّاجُ).
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (القولُ الثالثُ: أنَّ النبأَ العظيمَ هو نُبُوَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ العِزُّ ابْنُ عَبْدِ السَّلامِ (ت:660 هـ): ({النَّبَأِ الْعَظِيمِ}: القُرْآنِ أَو البَعْثِ أَو القيامةِ أَوْ أَمْرِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (وَقِيلَ: أَمْرُ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ).
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وقيلَ: نُبُوَّةُ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، وما جاءَ بهِ).
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وذلكَ أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم لمَّا دعاهُم إلى التوحيدِ، وأخبرَهم بالبعثِ بعدَ الموتِ، وتلا عليهم القرآنَ، جعلُوا يتساءلونَ فيما بينهم، فيقولُ بعضُهُم لبعضٍ: ماذا جاءَ بهِ محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ؟).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (وقِيلَ: نُبُوَّةُ مُحَمَّدٍ).
قالَ ابنُ جَمَاعَةَ (ت:733هـ): (وَقِيلَ: نُبُوَّةُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
قالَ ابنُ جَزِيٍّ (ت:741هـ): ({عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} هو ما جاءتْ به الشريعةُ من التوحيدِ والبَعْثِ والجزاءِ وغيرِ ذلك).
قالَ عَبْدُ البَاقِي القُرَشِيُّ (ت:743هـ): (وقِيلَ: نُبُوَّةُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ).
قالَ أَبُو حَيَّانَ (ت:745هـ): (ثُمَّ أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُمْ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ وَهُوَ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ).
قالَ البِِقَاعِيُّ (ت:885هـ): ({عَنِ النَّبَأِ} أيْ: مِنْ رسالةِ الرسولِ وَإِتيانِهِ بالكتابِ المُبِينِ، وَإِخْبَارِهِ عَنْ يومِ الفصلِ، وَالشاهدُ بكلِّ شيءٍ مِنْ ذلكَ اللَّهُ بإِعجازِ هذا الحديثِ، وَبوعدِهِ الجازمِ الحَثِيثِ).
أدلة القول الثالث:
أن أول التساؤل والاختلاف كان في أمر النبوة
أن هذا القول يتضمن القولين السابقين
قالَ ابْنُ جَرِيرٍ (ت:310هـ): (يَقُولُ تَعالَى ذِكْرُهُ: عنْ أَيِّ شَيْءٍ يَتَساءَلُ هَؤُلاءِ المُشْرِكُونَ باللَّهِ ورسولِهِ مِنْ قُرَيْشٍ يا مُحَمَّدُ؟ وقِيلَ ذلكَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وذلكَ أنَّ قُرَيْشاً جَعَلَتْ فِيما ذُكِرَ عَنْها تَخْتَصِمُ وتَتَجَادَلُ في الَّذِي دَعَاهم إليهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِن الإِقرارِ بِنُبُوَّتِهِ، والتصْدِيقِ بِمَا جاءَ بِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ، والإيمانِ بالبَعْثِ، فقالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ: فِيمَ يَتَسَاءَلُ هؤلاءِ القَوْمُ ويَخْتَصِمُونَ؟).
قالَ أَبُو اللَّيْثِ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (وذلكَ أَنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمَّا بُعِثَ جَعَلوا يَتساءلونَ فيما بينَهم، ويقولونَ: ما الذي جاءَ به هذا الرجُلُ؟ فنَزَلَ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}).
قالَ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}: يعني: عن أيِّ شيءٍ يَتَسَاءَلُونَ هؤلاء المُشْرِكِينَ؟ وذلك أنهم اخْتَلَفُوا واخْتَصَمُوا في أمرِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما جاءَهُم به).
قالَ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (قولُه تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَأِ الْعَظِيمِ} يَعني: عن أيِّ شيءٍ يَتساءَلُ الْمُشرِكونَ؟! لأنَّ قُريشاً حيثُ بُعِثَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَتْ تُجادِلُ وتَخْتَصِمُ في الذي دَعَا إليه).
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (وذلك أنَّهُمُ اخْتَلَفُوا وَاخْتَصَمُوا فيما أَتَاهُمْ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فمِنْ مُصَدِّقٍ ومُكَذِّبٍ).
قالَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (قالَ الْمُفَسِّرُونَ: لَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَخْبَرَهُمْ بِتَوْحِيدِ اللَّهِ والبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَتَلا عَلَيْهِم الْقُرْآنَ, جَعَلَوُا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ فَيَقُولُونَ: مَاذَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وَمَا الَّذِي أَتَى بِهِ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}).
ذكر نحوه: أَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ، وابْنُ الْجَوْزِيِّ، والخََازِنُ، وأَبُو حَيَّانَ.
نقله: الشَّوْكَانِيُّ
قالَ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): (وذلكَ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا دَعَاهُم إلى التَّوْحِيدِ وأخبرَهُم بالبَعْثِ بعدَ المَوْتِ، وتَلا عَلَيْهِم القُرْآنَ جَعَلُوا يَتَسَاءَلُونَ بَيْنَهُمْ فيَقُولُونَ: ماذا جاءَ بهِ مُحَمَّدٌ؟).
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (القولُ الثالثُ: أنَّ النبأَ العظيمَ هو نُبُوَّةُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالُوا: وذلك لأنه لَمَّا بُعِثَ الرسولُ عليه الصلاةُ والسلامُ جَعَلوا يَتساءلون بينَهم: ماذا الذي حَدَثَ؟ فأَنْزَلَ اللهُ تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}. وذلك لأنهم عَجِبُوا مِن إرسالِ اللهِ مُحَمَّدًا عليه الصلاةُ والسلامُ إليهم، كما قالَ تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [ق: 2] وعَجِبُوا أيضًا أنْ جاءَهم بالتوحيدِ كما قالَ: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5] فحَكَى اللهُ تعالى عنهم مُساءَلَةَ بعضِهم بعضًا على سبيلِ التَّعَجُّبِ بقولِه: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}).
قالَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (ورَوَى الضَّحَّاكُ عن ابنِ عبَّاسٍ قَالَ: وذلكَ أنَّ الْيَهُودَ سأَلُوا النبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عنْ أشْيَاءَ كَثِيَرةٍ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ باخْتِلاَفِهِمْ).
قالَ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وذلكَ أنَّ النبيَّ صلى اللَّهُ عليهِ وسلم لمَّا دعاهُم إلى التوحيدِ، وأخبرَهم بالبعثِ بعدَ الموتِ، وتلا عليهم القرآنَ، جعلُوا يتساءلونَ فيما بينهم، فيقولُ بعضُهُم لبعضٍ: ماذا جاءَ بهِ محمَّدٌ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ؟).
قالَ نِظَامُ الدِّينِ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (وقِيلَ: نُبُوَّةُ مُحَمَّدٍ، كانوا يَقولُونَ: ما هَذَا الَّذِي حدَثَ {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}).
قالَ ابنُ عَادِلٍ (ت:880هـ): (وَرُوِيَ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا إِنَّهُ أَمْرُ النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلَّمَ؛ لِأَنَّهُ لَمَّا بُعِثَ سأَلَهُ الْيَهُودُ عن أَشْيَاءَ كثيرةٍ، فأَخْبَرَهُ اللَّهُ باختلافِهِمْ، وأيضًا فجعَلَ الْكُفَّارُ يَتَسَاءَلُونَ فيما بَيْنَهُمْ، ما هذا الَّذِي حدَثَ؟ فأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} وَذَلِكَ أَنَّهُمْ عَجِبُوا من إِرْسالِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ تَعَالَى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ} [ق: 2]، وَعَجِبُوا أنْ جاءَهُمْ بالتَّوْحِيدِ أيضًا كما قالَ تعَالَى: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، فَحَكَى اللَّهُ -تَعَالَى– عن مَسْأَلِةِ بَعْضِهِمْ على سبيلِ التَّعَجُّبِ بقولِهِ: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}).
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:37 ص]ـ
القول الرابع: جميع ما تقدم
قالَ عَطِيَّة سَالِم (ت:1420هـ): (وَلَكِنْ بَقِيَ بَيَانُ هَذَا النبأِ الْعَظِيمِ مَا هُوَ؟
فَقِيلَ: هُوَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْثَتِهِ لَهُمْ.
وَقِيلَ: فِي الْقُرْآنِ الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْهِ يَدْعُوهُمْ بِهِ.
وَقِيلَ: فِي الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ.
وَقَدْ رَجَّحَ ابْنُ جَرِيرٍ احْتِمَالَ الْجَمِيعِ وَألاَّ تَعَارُضَ بَيْنَهَا.
وَالْوَاقِعُ أَنَّهَا كُلُّهَا مُتَلاَزِمَةٌ؛ لأَنَّ مَن كَذَّبَ بِوَاحِدٍ مِنْهَا كَذَّبَ بِهَا كُلِّهَا، وَمَن صَدَّقَ بِوَاحِدٍ مِنْهَا صَدَّقَ بِهَا كُلِّهَا، ومَن اخْتَلَفَ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا لاَ شَكَّ أنه يَخْتَلِفُ فِيهَا كُلِّهَا، وَلَكِنَّ السِّيَاقَ فِي النبأِ وَهُوَ مُفْرَدٌ، فَمَا الْمُرَادُ بِهِ هُنَا بِالذَّاتِ؟
قالَ ابْنُ كَثِيرٍ وَالْقُرْطُبِيُّ: مَن قَالَ: إنَّه الْقُرْآنُ؛ قالَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}
وَمَن قَالَ: إنه الْبَعْثُ؛ قالَ بِدَلِيلِ الْآتِي بَعْدَهَا: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً}.
وَالَّذِي يَظْهَرُ واللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ: أنَّ أَظْهَرَها دَلِيلاً هُوَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَالْبَعْثِ؛ لأَنَّهُ جَاءَ بَعْدَهُ بدلائِلِ وَبَرَاهِينِ الْبَعْثِ كُلِّهَا، وَعَقَّبَهَا بِالنَّصِّ عَلَى يَوْمِ الْفَصْلِ صَراحةً: أمَّا بَرَاهِينُ الْبَعْثِ فَهِيَ مَعْلُومَةٌ؛ أَرْبَعَةٌ: خَلْقُ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَإِحْيَاءُ الأَرْضِ بالنباتِ، وَنَشْأَةُ الإِنْسَانِ مِنَ الْعَدَمِ، وَإِحْيَاءُ الْمَوْتَى بِالْفِعْلِ فِي الدُّنْيَا لِمُعَايَنَتِها، وَكُلُّهَا مَوْجُودَةٌ هُنَا).
قلت: (المراد من إيراد قول عطية سالم ها هنا، تضمنه لحكاية الجمع عن ابن جرير، وإلا فهو يرجح أن المراد بالنبأ العظيم: البعث).
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[26 Feb 2008, 01:39 ص]ـ
القول الخامس: المراد كل نبأ عظيم أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
قالَ ابْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (والتعريفُ في {النَّبَأِ} تَعريفُ الْجِنْسِ؛ فيَشملُ كلَّ نَبأٍ عظيمٍ أنْبَأَهُمُ الرسولُ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ به، وأوَّلُ ذلك إِنباؤُه بأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، وما تَضَمَّنَهُ القُرآنُ مِن إبطالِ الشِّرْكِ، ومِن إِثباتِ بعْثِ الناسِ يومَ القِيامةِ، فما يُرْوَى عن بعْضِ السَّلَفِ مِن تَعيينِ نَبَأٍ خاصٍّ يُحمَلُ على التَّمثيلِ. فعَنِ ابنِ عبَّاسٍ: هو القُرآنُ، وعن مُجاهِدٍ وقَتَادَةَ: هو البعْثُ يومَ القِيامةِ.
وسَوْقُ الاِستدلالِ بقولِه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} إلى قولِه: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} يدُلُّ دَلالةً بَيِّنَةً على أنَّ الْمُرادَ مِنَ {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} الإنباءُ بأنَّ اللهَ واحِدٌ لا شَريكَ له).
تنبيه:
قالَ نِظَامُ الدِّينِ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (وقالَتِ الشِّيعةُ: هُوَ عَلِيٌّ، قالَ القائِلُ في حقِّهِ: هُوَ النبأُ العظيمُ، وفُلْكُ نُوحٍ، وبابُ اللَّهِ، وانْقَطَعَ الخِطابُ). [غرائب القرآن: 30/ 6] [هكذا في المطبوع، ولعله: فصل الخطاب]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Feb 2008, 09:07 ص]ـ
جليسة العلم
أحسن الله إليك، وجزاك خيراً
على إدراج الملف وحسن تنسيقه
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Mar 2008, 10:49 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل
هذه البحوث القيمة
جزاكم الله خيرا وزادكم الله علما وحرصا
وقد ذكرت خمسة أقوال لأهل العلم رحمهم الله تعالى في هذه المسألة؛ فآمل ممن يشارك من الإخوة والأخوات والأساتذة الفضلاء أن يركزوا على بيان القول الراجح من أقوال العلماء وأسباب الترجيح
ومن كان لديه استفسار عن أمر قد يفيد في التوصل لبيان القول الراجح فله ذلك، كمن أراد أن يستفسر عن تأريخ نزول السورة، أو معنى الاختلاف، أو صحة نسبة أحد الأقوال لأحد من الصحابة أو التابعين، أو غير ذلك مما يراه مفيداً في الوصول إلى النتيجة المطلوبة
ملخص الأقوال في المراد بـ (النبأ العظيم):
القول الأول: القرآن العظيم
قول: ابن عباس رضي الله عنهما،
قتادة ومجاهد بن جبر.
الأدلة على قولهم: -
1 - قوله تعالى: (قل هو نبأ عظيم).
2 - أنه قول الأكثرين.
3 - أن القرآن قد اختلف فيه.
4 - أن النبأ اسم الخبر لا اسم المخبر عنه وهو أليق بالقرآن.
5 - أن هذا القول يتضمن غيره من الأقوال.
6 - أن القرآن وصف بأنه عظيم في مواضع متعددة من القرآن.
* الاعتراضات على هذا القول
1 - أن دلالة السياق ترجح أن المراد بالنبأ العظيم البعث.
2 - أن اختلافهم في القرآن كان لاشتماله على الإخبار بالبعث.
القول الثاني: البعث
قول: قتادة بن دعامة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، والضحاك بن مزاحم.
أدلة القول الثاني:
1 - دلالة السياق.
2 - أن يوم القيامة قد وقع الاختلاف فيه.
3 - أن تخصيص اسم العظيم بيوم القيامة أليق.
4 - أن أكثر تساؤل المشركين كان عن أمر البعث.
5 - دلالة الردع والتهديد بعده.
6 - دلالة موضوع السورة.
ذكر ما ضُعِّفَ به القول الثاني:
قال مساعد الطيار: (أما من قال: هو البعث، وهو قولُ قتادة وابن زيد، فلم يرد عنهم وقوع الاختلاف فيه، بل هم مُنكرون له).
القول الثالث: نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
قول: ابن عباس رضي الله عنهما
قتادة بن دعامة
الحسن البصري
أدلة القول الثالث:
1 - أن أول التساؤل والاختلاف كان في أمر النبوة.
2 - أن هذا القول يتضمن القولين السابقين.
القول الرابع: جميع ما تقدم
وَقَدْ رَجَّحَ ابْنُ جَرِيرٍ احْتِمَالَ الْجَمِيعِ وَألاَّ تَعَارُضَ بَيْنَهَا.
القول الخامس: المراد كل نبأ عظيم أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم
قالَ ابْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (والتعريفُ في {النَّبَأِ} تَعريفُ الْجِنْسِ؛ فيَشملُ كلَّ نَبأٍ عظيمٍ أنْبَأَهُمُ الرسولُ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّمَ به، وأوَّلُ ذلك إِنباؤُه بأنَّ القرآنَ كلامُ اللهِ، وما تَضَمَّنَهُ القُرآنُ مِن إبطالِ الشِّرْكِ، ومِن إِثباتِ بعْثِ الناسِ يومَ القِيامةِ، فما يُرْوَى عن بعْضِ السَّلَفِ مِن تَعيينِ نَبَأٍ خاصٍّ يُحمَلُ على التَّمثيلِ. فعَنِ ابنِ عبَّاسٍ: هو القُرآنُ، وعن مُجاهِدٍ وقَتَادَةَ: هو البعْثُ يومَ القِيامةِ.
ملحوظة: لم أذكر أقوال العلماء في بيان أصحاب كل قول، لأنها لا تخرج عن أقوال الصحابة أو التابعين.
• الراجح والله أعلم:-
القول الأول، وأن المراد بـ (النبأ العظيم) هو القرآن.
• أسباب الترجيح:-
1 - تفسير القرآن بالقرآن، (قل هو نبأ عظيم).
2 - تفسير القرآن بقول الصحابي: ابن عباس – رضي الله عنهما -.
3 - بالإضافة إلى الأدلة التي استدل بها على هذا القول.
وأما ما اعترض به على هذا القول:
- أن دلالة السياق ترجح أن المراد بالنبأ العظيم البعث.
ويمكن أن يجاب عنه: قال ابن عاشور: (وسَوْقُ الاِستدلالِ بقولِه: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} إلى قولِه: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا} يدُلُّ دَلالةً بَيِّنَةً على أنَّ الْمُرادَ مِنَ {النَّبَأِ الْعَظِيمِ} الإنباءُ بأنَّ اللهَ واحِدٌ لا شَريكَ له). وعليه: فلم يسلم هذا الاعتراض من المعارضة.
- أن اختلافهم في القرآن كان لاشتماله على الإخبار بالبعث.
ويمكن أن يجاب عنه: اختلافهم في القرآن أسبابه كثيرة، والبعث أحدها.
س: هل يمكن تطبيق المنهج الحديثي في معرفة مدار هذه الآثار، والوقوف على مدى صحة أسانيدها؟
لأنه بلا شك سيكون لها دور في الترجيح
وفقكم الله وبارك فيكم(/)
الاتجاه الاجتماعي في التفسير ودوره في تأصيل العلوم الاجتماعية
ـ[مولاي عمر]ــــــــ[23 Feb 2008, 02:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتجاه الاجتماعي في التفسير ودوره في تأصيل العلوم الاجتماعية
الدكتور مولاي عمر بن حماد
التصميم
1ـ مدخل
2 ـ تعريف العلوم الاجتماعية ومظانها في القرآن
3 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير
4 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير بين مناهج التفسير
5 ـ صلة الإتجاه الاجتماعي في التفسير بالعلوم الاجتماعية
6 ـ خلاصة
1ـ مدخل
في تراثنا الإسلامي ملاحظة بارزة وقوية وهي مركزية القرآن الكريم و محوريته في كل ما أنتجته الأمة من علوم ومعارف وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة، وهذا ما جعل الدكتور مصطفى الصاوي الجويني يقول:"ويهول الدارس أن يجد تراثا ضخما يتجه كله إلى خدمة النص القرآني". وهذا الموقع هو فرع من أصل، فوجود الأمة ثمرة من ثمار القرآن ولذلك سميت أمة القرآن، فهو روحها كما قال تعالى:"وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا" الشورى 52 وحياة الأمة بالقرآن لا بغيره قال تعالى:" أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها" الأنعام 122. والأمة في محاولتها استعادة دورها ورسالتها تتجه إلى القرآن ثانية وهذا أكبر مؤشر على الرشد. ولا يضير هذه العودة إلى القرآن في شيء المحاولات البئيسة التي تهدف إلى صرف الناس عن القرآن وإن قدمت نفسها للناس على أنها تهدف إلى خدمة القرآن. فما أكثر المشاريع التي لا تزينها الشعارات البراقة من مثل إعادة قراءة القرآن أو المعنى الضائع في القرآن أو غير ذلك من الأوهام. ولقد قالها فرعون من قبل كما قال تعالى:" قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد "غافر 29 ولكن الله أخبر فقال عزمن قائل:" وأضل فرعون قومه وما هدى "طه 79
ومن ميزات هذه الندوة أنها تهدف إلى إعادة الأمور إلى نصابها وذلك حين يكون الموضوع هو العلوم الإنسانية و الاجتماعية من منظور إسلامي. ذلك لأن النظر يتعدد بتعدد الناظر والمنظور فيسلم بسلامة الناظر والمنظور ويضعف بضعف الناظر و المنظور.
هذه الندوة نقول من خلالها إن العلوم الإنسانية و الإجتماعية قد حكمتها البيئة التي أنتجتها وفيها من العلمية بقدر ما تسمح به البيئة التي أنتجتها والمنظور الذي يحكمها. وإذا مثلنا بعلم الاجتماع من بين العلوم الاجتماعية ف"إن المشكلة التي يعاني منها علم الاجتماع لم تصبه وحده فقط ولكنها تتعداه لتصيب جميع العلوم الاجتماعية والإنسانية، وتصيب بمقدار قليل العلوم الطبيعية وهي مرتبطة ارتباطا أساسيا بالنشأة الحديثة لهذه العلوم وبالتكوين العلمي والفكري لرواد هذه العلوم، فجميع العلوم سواء الاجتماعية أو الإنسانية عبارة عن مجموعة من المعلومات المنظمة و المنسقة وفقا للأفكار و المعتقدات و المظهر والظروف الاجتماعية و الخبرات الفردية والجماعية لمواضعيها وخبراتها، فقد نظم الغربيون ونسقوا علومهم تحت ضغط احتياجاتهم الفكرية و العلمية والأيديولوجية، لذلك جاءت هذه العلوم محملة بتصورات الغربيين ومبادئهم"
ثم إن أكثر الذي انتشر من ذلك في العالم الإسلامي لم يخرج عن هذا الإطارإذ:" يتفق علماء الاجتماع المعاصرون على أن علم الاجتماع في العالم الاسلامي يسير على خطى علم الاجتماع في الغرب حذو القذة بالقذة. فالنظريات و المناهج الغربية بل في أحيان كثيرة اللغة الغربية هي ما يجيده علماء الاجتماع في العالم الاسلامي ويعتبر هذا الأمر طبيعيا في مناخ تسوده التبعية المطلقة للغرب التي انتظمت كل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية"
ولسائل أن يسأل كيف جرى ما جرى وحينها:" لابد من الاعتراف أن كثيرا من شعب المعرفة قد توقفت في حياة المسلمين منذ زمن بعيد ونخص بالذكر هنا شعب المعرفة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، الأمر الذي لم نلق له بالا بعد، ونظن أن التخلف والتوقف منحصر في العلوم التجريبية المادية فقط، مع أن أمر التوقف في العلوم الاجتماعية والإنسانية هو الخطر. ذلك أن التخلف في تلك العلوم هو سبب التخلف في العلوم المادية."
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فالحاجة ماسة إلى علوم اجتماعية من منظور إسلامي، أو قل إن شئت علوم اجتماعية تسترشد بالوحي الخاتم الذي لا يزال غضا طريا كما أنزل قال تعالى:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر 9، إنه القرآن الكريم الذي أنزله الله على خاتم رسله وجعل من أهم خصائصه إلى جانب الحفظ انه مصدق لما سبقه ومهيمن عليه قال تعالى:" وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه" المائدة 48،وهو بذلك حجة على غيره، وما عداه مفتقر إليه. إن القرآن جاء:"مصدقا للكتب السابقة في أصولها السماوية ومعيارا مصوبا لما داخلها من التحريف و التبديل فكان الإيمان بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم إيمانا بالنبوة كلها عبر تاريخ البشرية الطويل"
وهنا ينشأ السؤال التالي: هل يمكن لهذه العودة أن تنطلق من القرآن دون أن تنتفع بما كتبه أهل التفسير؟ هل يمكن تجاوز كل ما قاله المفسرون بدعوى الاتصال المباشر بالقرآن ورفع الحواجز التي تحول بين الناس وبين هذا الكتاب؟ إن مثل هذه الدعوات، رغم كل الشبهات التي يمكن أن تتقوى بها، تضرب في العمق مبدأ تكامل العلوم. إننا في كل عمل علمي نحتاج إلى معرفة ما قاله أهل الاختصاص في الأمر المبحوث عنه وهو المبدأ الذي يرشد إليه قوله تعالى:" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" النحل 43، وكل أهل اختصاص هو أهل الذكر فيه، وأي تأصيل لأي شيء من القرآن يتجاوز أهل التفسير هو تجاوز لأهل الذكر في التفسير وهم علماء التفسير، إلا أن الدعوة إلى الانتفاع بجهود علماء التفسير لا تعني أبدا التقيد بما قالوه .. ثم إن علماء التفسير قد استفادوا من علوم عديدة وهم فيها عالة على غيرهم، فيجب بالمقابل أن تحفظ رتبتهم ومنزلنهم في أي بحث له صلة بالقرآن الكريم ماداموا أشد الناس التصاقا بالقرآن.
فإذا سلمنا بأن الذي لا يزال يمنحنا الإمكان الحضاري والقدرة على إحداث النقلة النوعية هو القرآن الكريم، ما دامت قوة الأمة في حفظ مرجعيتها، فإن المدخل الأساسي لتلك التعاليم هو علم التفسير. فلا يمكن بأي حال من الأحوال القول بدعوى الاتصال المباشر بالكتاب دون الحاجة إلى العودة إلى أقوال أهل التفسير، لأن النتيجة المترتبة على ذلك هي الوقوع في الطامات الدالة على الجهل التام بتراث الأمة الذي راكمته في صلتها بالقرآن والسنة.
من اجل ذلك كانت هذه الورقة للحديث عن اتجاه في التفسير وجب الانتفاع باستنتاجاته في أي تأصيل للعلوم الاجتماعية من منظور إسلامي.
2 ـ تعريف العلوم الاجتماعية ومظانها في القرآن
تعرف العلوم الاجتماعية بأنها المناهج العلمية التي تدرس أصول نشأة المجتمعات البشرية والمؤسسات ومختلف العلاقات والروابط الاجتماعية و كذا المبادئ المؤسسة للحياة الاجتماعية. وتشمل العلوم الاجتماعية علم الاجتماع، وعلم النفس، والعلوم السياسية، و الاقتصاد، و التاريخ، والقانون،، وعلم الإجرام، و علم النفس الاجتماعي و الانتروبولوجيا، ...
و المتأمل في القرآن الكريم يجد مساحة واسعة ذات الصلة بهذه العلوم. وإلى هذا المعنى يشير عماد الدين خليل في حديثه عن التاريخ مثلا من بين العلوم الاجتماعية، فيقول:" إن ثمة حقيقة أساسية تبرز واضحة في القرآن الكريم، تلك هي أن مساحة كبيرة في سوره وآياته قد خصصت المسألة التاريخية التي تأخذ أبعادا واتجاهات مختلفة وتتدرج بين العرض المباشر والسرد القصصي الواقعي لتجارب عدد من المجتمعات البشرية وبين استخلاص يتميز بالتركيز والكثافة للسنن التاريخية التي تحكم حركة الجماعات عبر الزمان والمكان مرورا بمواقف الإنسان المغايرة من الطبيعة والعالم وبالصيغ الحضارية التي لا حصر لها ... و تبلغ هذه المسألة حدا من الثقل و الاتساع في القرآن الكريم بحيث إن جل سوره لا تكاد تخلو من عرض لواقعة تاريخية أو إشارة سريعة لحدث ما أو تأكيد على قانون أو سنة تتشكل بموجبها حركة التاريخ"
(يُتْبَعُ)
(/)
" وإذا ما أضفنا إلى المساحة التاريخية الواسعة في القرآن مسألة أخرى ترتبط بالتاريخ ارتباطا عضويا لأنها ملامسة وتعقيب وتعليق وإعادة صياغة وتوجيه لحشد من الوقائع التاريخية تلك الآيات القرآنية التي يحدثنا عنها المفسرون في موضوع أسباب النزول والتي جاءت في أعقاب عدد كبير من أحداث السيرة لكي تعلق وتفند وتلامس وتبني وتوجه وتصوغ انطلاقا من هذه الأحداث التي لم تبرد دماؤها بعد سواء على مسرح الأرض أم في حس الجماعة والإنسان المسلم ... إذا ما أضفنا هذه الآيات المنبثة في ثنايا القرآن، والتي تختص بها أحيانا مقاطع طويلة وسور كاملة استطعنا أن نتبين أكثر فأكثر أبعاد المساحات الشاملة التي منحها القرآن الكريم للمسألة التاريخية. ّ." أي سورة قرأت، أي صفحة شاهدت، طالعتك هذه العروض والإشارات المسهبة أو الموجزة إلى مواقف تاريخية"
ويشكل القصص القرآني أبرز مساحة تارخية اجتماعية، وهذا ما جعل احد الباحثين يشبهه بالمختبرات البشرية يقول: "إن ما ورد في القصص القرآني، يشكل مختبرات بشرية خالدة مجردة عن حدود الزمان والمكان من الناحية الاجتماعية كما يشكل منجما لاغتراف الثقافة الاجتماعية و العلوم الاجتماعية ... "
وبنحو ذلك تحدث عمر عبيد حسنة عن القصص القرآني بأن القرآن جعل منه " المختبر البشري التاريخي لصدقية ويقينية واطراد القوانين والسنن الاجتماعية التي أكدها القرآن وأوقف عليها الأمة الخاتمة لتتبين قوانين السقوط والنهوض وتأخذ العبرة والعظة وتتحقق الوقاية الحضارية مهتدية بقوله تعالى:" قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كانت عاقبة المكذبين هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين" آل عمران 137
إن نصوص الوحي المعصومة تحدثت عن مجتمع الأنبياء والعوامل النفسية و المادية على شكل معادلات اجتماعية أشبه ما تكون بمعادلات العلوم المادية بل لقد تجاوزت الحقائق اليقينية التي تترتب على المقدمات في العلوم المادية إلى الكلام عن العواقب والمآلات التي سوف تنتهي إليها المجتمعات التي تتحكم فيها بعض العادات و الممارسات المفضية إلى الهلاك.
إن طلب السير في الأرض والنظر في العواقب والمآلات جعله النص الإلهي من الفروض الكفائية التي تفضي إلى التبين و التبصر والاهتداء إلى السنن الاجتماعية في السقوط والنهوض، واختزال التاريخ الإنساني وتحقيق الاعتبار وإضافته إلى عمر الأمة المسلمة وتجربتها لتحقق بذلك الوقاية الحضارية وتتعظ بأحوال السابقين."
الخلاصة هي أن المادة الاجتماعية في القرآن الكريم واسعة ومظانها كثيرة ونشير هنا بإجمال إلى بعضها:
1 - آيات الأحكام الاعتقادية التي تشكل المرجع والمؤطر العقدي للفكر والعمل، وتبين العلاقة التي تربط العقيدة بنوازع الإنسان إلى الفعل، وإلى أي حد يكون السلوك اعتقاديا وتكون العقائد سلوكية، وتكشف عن مدى تبعية الموقفين العملي والفكري للموقف العقدي وعن كونهما الواقع الحركي المجسد للعقيدة، وتمكننا فيما بعد من تسليط الضوء على الوظيفة الاجتماعية للعقيدة، ومعرفة الوجه الذي تكون به الإرادة الحضارية طوعا لها.
2 - آيات الأحكام الشرعية العملية التي هي أشبه ما تكون بوصفات الحمية والأدوية المتوفرة لكل الأدواء الممكنة الوقوع، والحالات التي قد يكون عليها المريض، فهي من جهة تسهر على وقاية النظام الاجتماعي من السقوط في براثين الأوحال الحضارية ومن جهة أخرى توفر في حالة تعثره أو سقوطه العلاجات المناسبة.
3ـ الآداب والأخلاق الاجتماعية المثلى والتخلقات الحسنة التي ينبغي احتذاؤها في جانب المعاملات، وهو جانب يمنح للإنسان قاعدة صلبة تمكنه من الانطلاق بقوة إلى اتخاذ المواقف الصحيحة في الحياة الاجتماعية على اختلاف وتنوع مظاهرها. ويتعلق الأمر أيضا بما تنطوي عليه العديد من الآيات من فوائد عملية تدل عليها المعاني التبعية التي أودعها الله فيها.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 الأمثال والقصص التي تضمنت " نماذج لنهوض الأمم وعللت أسباب النهوض، وقدمت نماذج لعوارضه وأمراضه، وبينت طريق السقوط، والانقراض الحضاري. وقدمت نماذج للطغيان والظلم السياسي، وطرق حماية المسلم من السقوط على أقدام الظلمة، وبينت مآل هذا السقوط وعواقبه، وقدمت نماذج للظلم والطغيان الاجتماعي، والمصير الذي انتهى إليه .. قدمت نماذج للترف والبطر، والكبر، وسائر الأمراض والأوبئة الاجتماعية المؤذنة بالخراب والتدمير."
وإذا تساءلنا من المؤهل للكشف عن كل هذا، سيكون الجواب الاتجاه الاجتماعي في التفسير، ولكن بالمقابل لا يمكن أن ينخرط فيه إلا من له إلمام واهتمام بالعلوم الاجتماعية ليلتقط الإشارات المبثوثة في النص القرآني،لكن دون أن يكون أسيرا لهذه العلوم الاجتماعية و إلا صار عمله بحثا عن الشواهد والأدلة لما قاله الناس.
3 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير
يشهد الاتجاه الاجتماعي في التفسير على تطور علم التفسير الذي يشهد هو الآخر لربانية القرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه ولا يبلى على كثرة الرد. لا يمكن أن يستوعب كل معانيه جيل مهما كان يقول الدكتور محسن عبد الحميد:"من المحال على البشرية أن تفهم كمالات القرآن الكريم في نواحي الوجود كلها في عصر واحد، إذ أن باستطاعة كل عصر أن يضيف إلى تفسير الآيات المتعلقة بتلك الموضوعات مما يستجد أمامه من العلوم والمعارف " والمتتبع لتطور التفسير يلحظ بيسر مدى الاستجابة لحاجات المجتمع بحيث يمكن عد إتجاهات التفسير ترجمة لأسئلة ثقافية وفكرية تشغل المجتمع بحيث يكون عمل المفسر شاهدا على مختلف اهتمامات المجتمع و انشغالاته. إلا أن الأمر يتفاوت قوة وضعفا بحسب درجة ارتباط المجتمع بالقرآن، وعلى قدر تلك الدرجة يكون ارتباط التفسير بالمجتمع. وقوة هذا الاتجاه أو ذاك من اتجاهات التفسير من اكبر عناصرها مدى الارتباط بالمجتمع وبقضاياه.
ثم إن تعريف التفسير كما هو متداول عند أكثر علماء التفسير يتسع لهذا الإثراء. وهذا من أهم ما ينبغي أن يحمد لعلمائنا حين وضعوا تعاريف مرنة تعبر حقيقة عن تصورهم لعلم التفسير مما يجعل المطلوب هو التفعيل بمنطق الاستمرارية عوض التعطيل بوهم القطيعة. شتان بين أن ينطلق الباحث من انه يراكم في عملية التفسير وبين أن ينطلق انه يؤسس في أمر تجاوز التأسيس.
فعلم التفسير كما هو في الاصطلاح يتسع ليشمل الاتجاه الاجتماعي في التفسير ما دام المدار في تعريف التفسير على الكشف عن مراد الله تعالى، فقد ذكر صاحب البرهان أن "التفسير علم يُفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد وبيان معانيه واستخراج أحكامه وحكمه" وعرف الأصبهاني التفسير بقوله: "اعلم أن التفسير في عرف العلماء كشف معاني القرآن، وبيان المراد أعم من أن يكون بحسب اللفظ المشكل وغيره، وبحسب المعنى الظاهر وبغيره." وإذا تأملنا تعريف العلماء للتفسير وجدناه مداره على بيان المراد من كلام الله سبحانه وبهذا المعنى يمكن أن نعد كل ما يمكن أن يحصل به هذا البيان تفسيرا.
ومن أهم مبررات قيام إتجاه اجتماعي للتفسير كما تقدم المساحة الواسعة التي تغطيها القضايا الاجتماعية والأحكام التي تضبطها في القرآن الكريم، ويلحق بذلك الأمثال و القصص والسنن وغيرها، مما يشكل منجما زاخرا بالمعارف الاجتماعية من شأنه أن يفتح ميدانا واسعا للتفكير الاجتماعي في القرآن الكريم.
حين نبحث هذا المجال في القرآن الكريم نقف على آفاق واسعة تكشف عن نواميس الاجتماع الثابتة وسننه المطردة، ومعرفة الأصول التي تقوم عليها الجماعات والوسائل التي تحفظ وجودها وتضمن ارتقاءها أو تفصم عرى ترابطها، على الوجه الذي بينه القرآن الكريم، وقد تمكننا أيضا من معرفة منهج القرآن في تطوير المجتمع واستئصال آفاته. والمبرر لذلك كله كون القرآن لصيق بالظاهرة الإنسانية والاجتماعية، إذ القرآن في مجمله إما حديث عن الإنسان أو حديث إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن بين ما حجب القرآن عن الناس في بعده الاجتماعي هيمنة النظرة الفقهية بمعناها الضيق. إن المساحة التشريعية في القرآن مساحة مقدرة لكنها ليست كل المساحة. ومن ثم صار من اللازم الكشف عن مواطن وآفاق وأبعاد الرؤية القرآنية في المسائل الاجتماعية، وكذا عن السنن والقوانين الموصلة إلى إدراك مقومات التسخير التي تحقق عمارة الأرض وتمكن من القيام بأعباء الاستخلاف. وهذه كلها عناصر تخص بناء الإنسان كمحل للأحكام الشرعية التي جاءت ثمرة لوجوده. ومن اجل الكشف عن مواطن الرؤية القرآنبة في المسائل الاجتماعية كان الاتجاه الاجتماعي في التفسير
ويمتاز تناول القرآن للقضايا الاجتماعية بكل ما تمتاز به منهجيته الفريدة التي تتسم بالدقة والشمولية ففي القرآن أمر بالتفكر في أحوال المجتمعات البشرية، و فيه أيضا حديث عن كثير من السنن الاجتماعية، وفي القرآن أيضا أمثلة تتحدث عن أشكال متعددة للمجتمعات البشرية، فيكون قد اجتمع لنا بذلك الأمرُ بالبحث في المجال الاجتماعي، والإرشاد إلى سننه الضابطة، ثم تقديم تصنيف بشأن المجتمعات البشرية.
4 ـ الاتجاه الاجتماعي في التفسير بين مناهج التفسير
لقد تناول أغلب المؤرخين للتفسير ولمناهجه الاتجاه الاجتماعي وإن تفاوت تقديرهم له. فقد اختلفوا في تسميته بين من نظر إليه باعتباره منهجا مستقلا، وبين من قرنه بالاتجاه الأدبي كما في الدراسة القيمة لمناهج التفسير التي أعدها الدكتور محمد حسين الذهبي فقد وجدناه يقرنه بالأدب ويسميه "اللون الأدبي الاجتماعي" في كتابه التفسير والمفسرون ويعرف المدرسة من خلال وظائفها:"إن هذه المدرسة نهجت بالتفسير منهجا أدبيا اجتماعيا فكشفت عن بلاغة القرآن وإعجازه وأوضحت معانيه ومراميه وأظهرت ما فيه من سنن الكون الأعظم ونظم الاجتماع وعالجت مشاكل الأمة الإسلامية خاصة ومشاكل المم عامة بما أرشد إليه القرآن من هداية وتعاليم جمعت بين خيري الدنيا والآخرة ووفقت بين القرآن وما أثبته العلم من نظريات صحيحة وجلت للناس أن القرآن هو كتاب الله الخالد" اما رواد هذا الاتجاه عند الذهبي فهم الشيخ محمد عبده والسيد محمد رشيد رضا و الشيخ محمد مصطفى المراغي.
ولعل عن الذهبي أخذ نفس الإصطلاح عبد القادر محمد صالح في كتابه التفسير و المفسرون في العصر الحديث فسماه التفسير الأدبي الاجتماعي. أما النماذج فتكاد تكون هي نفسها أي الشيخ محمد عبده ورشيد رضا من خلال تفسير المنار، ثم مصطفى المراغي من خلال تفسيره، والحق بهم سيد قطب وكتابه في ظلال القرآن. وأظن أن إلحاق في ظلال القرآن إنما بسبب الجمع بين الاتجاه الأدبي و الاتجاه الاجتماعي.
و من بين من لم ينظر إليه باعتباره إتجاها مستقلا نجد فهد الرومي فهو عنده يتكامل مع ما عرف بالمدرسة العقلية وهكذا وجدناه يتحدث عنه تحت عنوان كبير هو:" المدرسة العقلية الاجتماعية الحديثة في التفسير" وذلك في كتابه اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر.
و بالمقابل وجدنا الدكتور محسن عبد الحميد يتحدث عن هذا الاتجاه باستقلال و بأن الذي أرسى دعائمه هو الأفغاني في العروة الوثقى وكان الموجه الأساس لتفسير المنار الذي يمثل بنظره جهود الأعلام الثلاثة: الأفغاني،عبده، رشيد، ويجعل من أهم معالمه:" بيان سنن الله في الخلق ونظام الاجتماع البشري وأسباب ترقي الأمم وتدليها وقوتها وضعفها" وينسب للسيد رشيد رضا أنه يؤاخذ المفسرين لغفلتهم عن سنن الله في الوجود وعدم استنباطهم القواعد الاجتماعية من القرآن الكريم.
ويجعل الدكتور محسن عبد الحميد العمل الذي قام به رشيد رضا من أهم ما استند عليه الاطلاع على تواريخ الأمم وقواعد العمران ونواميس الحياة والاستفادة من الدراسات الانسانية الحديثة"
وممن اصطلح على هذا الاتجاه "الاتجاه الاجتماعي في التفسير" الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه" تعريف الدارسين بمناهج المفسرين"،وجعله من بين اتجاهات التفسير في العصر الحديث و قد عرفه بوظيفته بقوله:" يركز صاحب التفسير ذي الاتجاه الاجتماعي على مجتمعات المسلمين، ويحرص على إصلاح تلك المجتمعات على أساس القرآن ويعالج أمراض ومشكلات المجتمع المختلفة ويقدم السنن الاجتماعية الكفيلة برقي المجتمعات وتقدمها."
(يُتْبَعُ)
(/)
أما عن أعلام هدا الاتجاه فتكاد الأسماء تكون هي نفسها، وذلك عند قوله:"واشهر التفاسير التي بدا فيها الاتجاه الاجتماعي واضحا تفسير المنار للشيخ محمد رشيد رضا، وتفسير المراغي، والتفسير المنير للدكتور وهبة الزحيلي"
وفي كتابه الفكر الديني في مواجهة العصر يشير الدكتور محمد عفت الشرقاوي لهذا الاتجاه ويجعل من أهم وظائفه المحاولة الجادة لتجديد المفهوم الاجتماعي للدين يقول:"أما ما يجب ان نسجله هنا بإعجاب فهو بعثهم للمفهوم الاجتماعي للدين"
وواضح من خلال هذا الاستعراض أن المجال لا يزال خصبا وما تزال الدراسات فيه محدودة، مع ضرورة التنبيه على أن الأمثلة التي ذكرت لا ينبغي أن تنفي عن باقي المفسرين الاهتمام بالجوانب الاجتماعية خاصة الأقدمين والمفسرين الأوائل.وإلى هذا المعنى يشير الدكتور محمد عفت الشرقاوي حين يقول:"ينبغي ان نسجل هنا حقيقة لها أهميتها في هذا الصدد ذلك أن كثيرا من نشاط المفسرين في توضيح الجانب الاجتماعي من الفكرة القرآنية إنما كان في الحقيقة استمدادا من أعمال المفسرين السابقين في كثير من الأحيان"
ولا تفوتني الإشارة هنا إلى أن هذا الاتجاه هو موضوع رسالة دبلوم الدراسات العليا للأستاذة سلمى تليلاني تحت عنوان:"النزعة الإصلاحية الحديثة وأثرها في التفسير دراسة في الاتجاه الاجتماعي للتفسير" كما كان موضوع أطروحة دكتوراه للأستاذ محمد السيسي بكلية الآداب بمكناس وقد كان بعنوان:" الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث".
5 ـ صلة الإتجاه الاجتماعي في التفسير بالعلوم الاجتماعية
إن العلوم التي تشترط في المفسر تتعدد وتتنوع بحسب الإتجاه التفسيري فحين نتحدث عن التفسير الفقهي يبرز الفقه وأصوله من أهم العلوم التي يحتاجها المفسر، وحين يكون التفسير لغويا تكون علوم النحو والبلاغة ونحوهما من أهم العلوم، وهكذا تتنوع العلوم التي يحتاجها المفسر وتتعدد بحسب الاتجاه الذي يتجهه المفسر، كما يمكن التمييز بين مستوى من العلوم يجب في كل اتجاهات التفسير ومدارسه وبين مستوى متخصص في علوم معينة بحسب الاتجاه.
فلا نتصور تقدما للإتجاه الاجتماعي في التفسير دون الإحاطة بما تعرف هذه العلوم من توسع و ثورة حقيقية، إلا الاستفادة من هذه العلوم لا يمكن أن تتم إلا وفق ضوابط تميز في المضامين بين المستويات الثلاثة المشهورة:
المستوى الأول ما يتوافق توافقا بينا مع ما دل عليه الوحي: وهذا الذي لا مانع من الاستفادة منه، وهو الذي يكشف عن المساحات المشتركة.
المستوى الثاني وهو ما يتعارض تعارضا بينا: وهذا الذي ينبغي رده وإبطاله ونوسع بذلك دائرة النقد والتسديد للفكر البشري،
المستوى الثالث وهو الذي لم يترجح فيه شيء: و هو الذي يكون مجال البحث والتناظر ليترجح الموقف السليم منه.
ثم لا بد أن نخرج من دائرة أن نكون مع أو ضد إلى مستوى الإبداع والمبادرة واستعادة دور الريادة في هذه العلوم.
6 ـ خلاصة:
ليس الاتجاه الإجتماعي في التفسير إخضاعا للقرآن الكريم للنظريات الاجتماعية الغربية، وليس مجرد نقل لنتائج الدراسات الاجتماعية وترديد لها، كما أنه ليس توفيقا بين ما جاء في القرآن الكريم من أحكام اجتماعية وبين معطيات العلوم الاجتماعية. إنه يهدف إلى دراسة المساحة الاجتماعية بالقرآن مستعينا بكل ما يخدم هذا الهدف دون أن يكون أسيرا لشيء من ذلك.
ولأن هذا الاتجاه ليس بالقوة المرجوة فإننا نعيد السؤال الكبير مع الأستاذ عمر عبيد حسنة: كيف نتعامل مع القرآن ليكون مصدرا للعلوم الاجتماعية؟ كيف يمكن تأسيس أو الوصول إلى عصر تدوين للعلوم الاجتماعية من خلال القرآن الذي يعد مصدر هذه العلوم بالدرجة الأولى؟
المشكلة اليوم أن تبقى الدراسات ضامرة بل متخلفة في العلوم الاجتماعية وعدم قدرتنا على اكتشاف مواطن وآفاق وأبعاد الرؤية القرآنية في العلوم الاجتماعية ... لقد تقدمنا في العلوم الشرعية وتوقفنا في علوم الإنسان العلوم الاجتماعية.
وقد كان جواب الشيخ محمد الغزالي رحمه الله:"الأمر هام ويجب أن تقوم به جامعات إسلامية الآن، ويجب أن تختار هذه الجامعات رجالا لهم خبرة بالعلوم الأجنبية وفي الوقت نفسه لهم إطلاع على التراث الإسلامي ومعهم بعض الذين لهم خبرات ودراسات قرآنية معمقة، كفريق عمل"
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد تكون جامعة العلوم الإسلامية والإجتماعية بفرجينيا قد تحقق فيها شيء من ذلك "فقد اجتمعت كلمة نفر من علماء الإسلاميات والإجتماعيات في الولايات المتحدة وخارجها على ضرورة تعضيد أطروحات التعارف والتفاهم والحوار ... " أما في جامعاتنا فلا يزل هذا المسعى ينتظر الإرادات التي تحول الأفكار إلى مشاريع عمل. وقد كان الإصلاح الجامعي فرصة لبلورة مشاريع تمد الجسور بين الحقول المعرفية و تخترق الحدود الوهمية بين مختلف الشعب والمسالك لكن الأمر سار في اتجاه مزيد من التحصين للحواجز، وإننا سنظل نتطلع إلى اليوم الذي يقتنع في الجميع بحوار علمي وتعارف إنساني وتفلهم معرفي بغية تحقيق غاية خالق الإنسان من خلق الإنسان:"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم" صدق الله العظيم
لائحة بأهم المصادر والمراجع:
• إتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، الدكتور فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، الطبعة الأولى 1407 هـ، 1986
• تطور تفسير القرآن قراءة جديدة، الدكتور محسن عبد الحميد، ضمن منشورات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، جامعة بغداد سلسلة بيت الحكمة رقم 5
• تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، الدكتور عبد الفتاح الخالدي، دار القلم دمشق، الطبعة الأولى 1423هـ 2002
• التفسير الإسلامي للتاريخ، الدكتور عماد الدين خليل، منشورات مكتبة تموز، الطبعة الرابعة 1986
• التفسير و المفسرون في العصر الحديث، عبد القادر محمد صالح، دار المعرفة بيروت، الطبعة الأولى 1424هـ 2003
• التفسير و المفسرون، الدكتور محمد حسين الذهبي،دار القلم بيروت، الطبعة الأولى
• دراسات في أصول تفسير القرآن، الدكتور محسن عبد الحميد، دار الثقافة الرباط، الطبعة الثانية 1404هـ / 1984
• الصياغة الإسلامية لعلم الاجتماع الدواعي والإمكان، الأستاذ منصور زويد المطيري ضمن سلسلة كتاب الأمة رقم 33 ربيع الأول 1413هـ
• الفكر الديني في مواجهة العصر، الدكتور محمد عفت الشرقاوي، دار العودة، بيروت الطبعة الثانية 1979
• القرآن الكريم روح الأمة الإسلامية، الدكتور الشاهد البوشيخي، منشورات المحجة الطبعة الأولى 1422هـ 2001
• كيف نتعامل مع القرآن، محمد الغزالي في مدارسة أجراها الأستاذ عمر عبيد حسنة، من منشورات المعهد العالمي للفكر الإسلامي ضمن سلسلة قضايا الفكر الإسلامي، الطبعة الأولى 1412هـ / 1992
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jun 2010, 06:35 ص]ـ
بَحثٌ قيمٌ كسائر بحوث زميلنا الدكتور ملاوي عمر حماد وفقه الله ونفع بعلمه، والحاجة ماسة لما تفضل بذكره من ضرورة الالتفات لتأصيل هذه العلوم انطلاقاً من تلك القواعد القرآنية التي قررها فيما يخص السنن الاجتماعية. وللطاهر بن عاشور رحمه الله كتاب ثَمينٌ حول الموضوع بعنوان (أصول النظام الاجتماعي في الإسلام) جدير بالمراجعة والقراءة؛ حيث إن الشيخ محمد الطاهر بن عاشور ينطلق في تقرير قواعد هذا النظام من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، ويحلي ذلك بدقة استنباطه، وعمق تحليله ما يُربِّي تلك المَلَكاتِ في نفس قارئه. وقد أرفقتُ لكم نسخة إلكترونية منه للمطالعة، يمكن تحميلها من هذا الرابط ..
أصول النظام الاجتماعي في الإسلامي لمحمد الطاهر بن عاشور رحمه الله ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/ejtmaiy.rar)
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[27 Jun 2010, 08:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتور مولاي عمر بن حماد ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم هذا العمل العلمي المتميز، الذي يحمل هم التأصيل
للعلوم الاجتماعية خاصة و الإنسانية عامة.
وفقنا الله جميعا لخدمة كتابه الكريم.
و تفضلوا أخي العزيز بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
مفهوم الاجتهاد عند ابي بكر بن العربي المالكي
ـ[أحمد أمحرزي علوي]ــــــــ[23 Feb 2008, 09:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مفهوم الاجتهاد عند ابن العربي وضوابطه ومظاهره
الدكتور أحمد أمحرزي علوي
كلية الاداب مراكش المملكة المغربية
مقدمة:
إن من سعادة الأمة أن يكون لديها من العلماء وأهل الفكر والنظر طائفة مهتمة يختص عملها بتنوير عقول الناس بالمعارف الحقة، وتحليتها بالعلوم الصافية بكمال الدقة، لا ينون في تبيين طرق السعادة وموادها، ولا يألون جهدا في السلوك بهم في جوادها، ذلك أنه إذا لم يكن في الناس معلم حكيم، قصرت العقول عن درك ما ينبغي لها دركه من التقويم، وانقطعت دون الكفاية مما يلزم لسد ضرورات الحياة الأولى، والاستعداد لما يكون في الأخرى.
وإذا كان الذين ينيرون الطريق أمام المسلمين ويبلغون عن رب العالمين ورسوله الأمين، إنما يقومون بفرض الكفاية عن الأمة، فقد قرر إمام الحرمين الجويني وغيره من علماء الإسلام أن ثواب فرض الكفاية أفضل من ثواب فرض العين لأن القيام به يسد مسد الأمة ويرفع عنها الحرج.
وإن من أنفس ما يصرف فيه الوقت، وترقى الى معرفته الهمم، وتشرئب إليه النفوس، وتتطلع إليه العقول، علم الشريعة الإسلامية وفقهها، إذ به قوام حياة الأمة أفرادا وجماعات، وبفضله تحقق الأمة مفهوم الخيرية التي اختصت بها في قوله تعالى:) كنتم خير أمة أخرجت للناس (وقوله r : ( من يرد الله بن خيرا يفقهه في الدين) وفقه الدين هو الادراك الشامل والمحكم لنصوص الشرع، وتنزيلها على الواقع والنوازل والأحداث، بما يحقق مصالح المكلفين، ويقيم العدل الذي لأجله قامت السماوات والأرض.
وقد قال ابن الجوزي رحمه الله:" أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر الى ثمرته، ومن تأمل ثمرة الفقه علم أنه أفضل العلوم… وأنه عز الدنيا والآخرة ".
ومن رحمة الله بهذه الأمة، أنه لم يحصرها في نصوص معينة، بل أرشدها إلى إلحاق الفرع بأصله، والنظير بنظيره، على مر العصور والأزمان، وجعل ذلك من أوجب الواجبات وآكد القربات، ورتب عليه الأجر في الدنيا والآخرة قال
صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران" وقيل عشرة أجور" وإذا أخطأ فله أجر واحد).
يقول ابن القيم رحمه الله:" إن شريعة الله كاملة، مطابقة للعقل والحق والعدل، فإذا ظهرت أمارات الحق وقامت أدلته وأسفر صبحه بأي طريق كان، فذلك من شرع الله ودينه، والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته وأماراته في نوع واحد، ولكن بين أن مقصوده إقامة الحق والعدل بأي طريق كان ".
ومن ثم يعتبر فقه المجتمع و البصر بالواقع موازيا لفقه النص، وبدون فقه المحل ومعرفة الاستطاعة بشكل علمي وموضوعي وتقدير الزمان والمكان فسوف تستمر المجازفات وهدر الطاقات والعبث بالأحكام الشرعية ولو عن حسن نية، فلا يمكن أن يسمى فقيها حامل النصوص فقط لأن فقه أبعاد التكليف قسيم فقه النص ومكمل له فلا فقه لنص بلا فقه لمحله، ومحل النص هو النزول الى الميدان وإبصار الواقع الذي عليه الناس ومعرفة مشكلاتهم ومعاناتهم واستطاعتهم و معرفة أعرافهم وعاداتهم وما يعرض لهم من نوازل وقضايا وما هي النصوص التي تنزل عليهم في واقعهم في مرحلة معينة وما يؤجل من التكاليف لتوفير الاستطاعة. وهذا ما اصطلح عليه ابن القيم رحمه الله بصحة الفهم وحسن القصد حين قال: وصحة الفهم وحسن القصد من أعظم نعم الله التي أنعم بها على عبده بل ما أعطي عبد عطاء بعد الإسلام أفضل ولا أجل منهما بل هما ساقا الإسلام وقيامه عليهما.
ولا يتحقق حسن القصد الا بنوعين من الفهم، أحدهما فهم الواقع والفقه فيه واستنباط علم حقيقة ما وقع بالقرائن والإمارات والعلامات حتى يحيط به علما. والنوع الثاني: فهم الواجب في الواقع وهو فهم حكم الله الذي حكم به في كتابه أو على لسان رسوله في هذا الواقع ثم يضيف أحدهما على الآخر، فالعالم من يتوصل بمعرفة الواقع والتبصر فيه الى معرفة حكم الله ورسوله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبمقدار فقه الواقع وبحجم استيعابه وبمقدار إبصار أسرار النصوص ومقاصدها ينجح المجتهد والمفكر في تحقيق أغراض الدين ومقاصده وتدبير الدنيا وتنميتها فالدين كما يقول الشاطبي ما وضع الا لمصالح العباد في العاجل والآجل معا. وإن من الذين أغنوا الفقه الإسلامي،وكانت لهم القدم الراسخة في الاجتهاد والقدح المعلى في الاستنباط القاضي أبو بكر بن العربي المالكي المعافري ت 543هـ وذلك من خلال نظرته للاجتهاد وضوابطه ومظاهره عنده.
المطلب الأول: حقيقة الاجتهاد عند العربي
عرف أبو بكربن العربي الاجتهاد بقوله:"هو بذل الجهد واستنفاذ الوسع في طلب الصواب" (1) وهذا تعريف دقيق ينطوي على أمور وهي:
1ـ إن المراد ببذل الجهد وأستفراغ الوسع هو القدرة وحصوله الملكة على توظيف الأدلة الشرعية، ومراعاة قوتها في استنباط الأحكام الشرعية، وهي التي أشار إليها ابن العربي في المحصول بقوله:" إذا نزلت نازلة فعلى المجتهد أربعة فروض: أن يطلبها في كتاب الله عز وجل، وقد عد العلماء آيات الله الأحكامية فوجدوها خمسمائة آية وقد يزيد عليها بحسب تبحر الناظر وسعة علمه، فإن لم يجدها فعليه أن يطلبها في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن لم يجدها فعليه أن يطلبها في مسائل الصحابة وقضايا التابعين إجماعا واختلافا، وما ضل من اقتفى آثارهم واقتدى، فإن لم يجدها عندهم متفقا عليها أو لم يجدها أصلا فعليه فبما اختلفوا فيه، وفيما لم يسمعه أن يرده إلى أصل من هذه الأصول الثلاثة المتقدمة، إما بتعليل وإما بشبه وإما بدليل، هذا إن كانت من مسائل الخلاف، وإن كان منشأ الاختلاف فيها أو مدار إشكالها من مثار لفظ، فعليه أن يطلبها في لغة العرب فإن وجده واضحا بنى عليه وإن وجده مشكلا كشفه وإما بآية وإما بحديث وإما بتعليل يظهر به كون أحد الوجهين أقوى من الآخر وإما بشبه يقوي أحد الاحتمالين ويرجح الوجهين. (2)
فاستفراغ الوسع في تحصيل الأدلة والاعتناء ببسطها يكسب ملكة معالجة النوازل وطلب أحكامها من مظانها يقول ابن العربي:" وينبغي أن يعتني ببسط الأدلة وإيضاح سبل النظر، وتحصيل مقدمات الاجتهاد، وإعداد الآلة المعينة على الاستمداد، فإذا عرضت النازلة أتيت من بابها ونشدت في مظانها والله يفتح صوابها. ((3)
2 - إن بذل الوسع والجهد في استنطاق النصوص الشرعية إنما هو في حق العلماء القادرين عليه للكشف عن حكم الله تعالى في كل عصر وفي كل نازلة بالنظر فيما لا نص فيه (4) ويخرج بهذا عمل المقلد والمقصر والعاجز فإنه لا يعد اجتهادا معتبرا. (5)
3 - إن التعبير باستفراغ الوسع دليل على أن المجتهد لا يقف دون النظر من أول وهلة، بل عليه أن يستعمل النظر، ويبحث عن الحكم لأية مسألة تعرض عليه بمختلف مسالك البحث، فالمجتهد يتميزعن غيره من الناس بأنه يلحظ القول من الله تعالى ومن رسوله صلى الله عليه وسلم، ويستنطقه من كل وجه يراه صالحا للاستنطاق، ويعدي معناه أوعلته إلى ما لا نص فيه، وإن لم يتبين له وجه للتعدية قصر الحكم على محله خاصة، ولم يلحق به سواه. (6)
4 - إن المراد بطلب الصواب هو الرجحان الظن لا غير، لأن حكم الله تعالى قد يصادفه المجتهد وقد لا يصادفه كما أن الأشبه من الأصلين قد لا يتوصل إليه، وذلك لعدة عوائق تعوق النظر، وما يمكن الوصول إليه في الاجتهاد هو الإنتهاء إلى درجة يغلب على الظن فيها أن ذلك هو المطلوب والصواب في النازلة موضوع الاجتهاد. وأن ذلك هو نظير ما وقع البيان من الله فيه. يقول ابن العربي:" وهذا هو الصحيح لأن حكم الله قد خفي علينا،وإلا شبه قد لا يوصل إليه لعائق في النظر، فأما الانتهاء إلى درجة يغلب على الظن فيها المظنون فهو ممكن. (7)
واعتقد أن هذا صحيح، ذلك أن الاجتهاد لا يلجأ إليه إلا عند عدم ورود نص قاطع، وحين يغيب النص الفاصل تزدحم الظنون، وتكثر الاحتمالات وتتنوع التقديرات غير المتناهية، والمخرج من ذلك كله هو ترجيح بعض الظنون والاحتمالات على البعض الآخر، وتقرير الأحكام بناء على ذلك، وهذا التقرير يكون قائما على غلبة الظن، والمبني على غلبة الظن ظني، والمجتهد غير مطالب بأكثر من هذا عقلا وشرعا. (8)
5 - إذا كان الاجتهاد هو معرفة وجه الصواب في المسألة وموقع الحجة فيها، وأن ذلك مبني على غلبة الظن فأنه يتركب على هذا أمور ثلاثة:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: إن كل مجتهد مصيب، وهذه مسألة خلافية بين العلماء (9) والذي اختاره ابن العربي وصححه أن كل مجتهد مصيب واستدل لذلك بأدلة منها:
*قوله تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" (10) فالتفرق المنهي عنه يحتمل أمورا منها: ترك التخطئة في الفروع والتبري فيها، وليمضي كل أحد إلى اجتهاده، فإن الكل بحبل الله معتصم وبدليله عامل وقد قال صلى الله عليه وسلم:" لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" (11) فمنهم من حضرت العصر فأخرها حتى بلغ بني قريظة أخذا بظاهر قول الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنهم من قال لم يرد هذا منا وإنما أراد الاستعجال، فلم يعنف النبي عليه الصلاة والسلام أحدا منهم،والحكمة في ذلك أن الاختلاف والتفرق المنهي عنه،إنما هو المؤدي إلى الفتنة والتعصب وتشتيت الجماعة، وأما الاختلاف في الفروع فهو من محاسن الشريعة قال النبي عليه السلام:"إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإن أجتهد فأخطأ فله أجر واحد" (12) وروي "أن له إن أصاب عشرة أجور". (13)
*قوله تعالى:" ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما" (14) فأثنى الله على سليمان بصوابه، وعذر داود باجتهاده، وآتى الكل حكما وعلما. دليل على أن أقوال المجتهدين حق وأن كل مجتهد مصيب" (15)
*إن التحليل والتحريم ليسا بصفات للمحللات ولا للمحرمات، وإنما هي عبارة عن قول الشارع فيما شرع، وعن قول المفتي فيما أفتى، وذلك كالنبوة ليست بصفة ذاتية للنبي صلى الله عليه وسلم وإنما هي عبارة عن مكاشفته بالوحي، فإذا أدى الناظر به النظر إلى تحليل عين لم يتعلق بالعين من ذلك وصف، وتعين عليه العمل بما أدى إليه اجتهاده ونظره، وإن نظر آخر فأداه نظره إلى تحريم، عمل أيضا على مقتضى اجتهاده ولم يتعلق بالعين من قوله شيء. (16)
وابن العربي إذ يقرر هذه الحقيقة،يرى أن القائلين بها هم العلماء (17)، وأن القائلين بأن الحق إنما ه في قول بعضهم هم الضعفاء الجاهلون بالطريقة، وأن عمدتهم فيما ذهبوا إليه لا تستحق أن تسمع. (18)
الثاني: إذا كان كل مجتهد مصيبا في اجتهاده فإن ذلك إنما هو في المسائل الشرعية التي لا قاطع فيها والتي لم يرد بها نص، أما المسائل الشرعية المقطوع بها والتي ورد بها النص فليس كل مجتهد فيها بمصيب، بل الحق فيها واحد، فالموافق له مصيب والمخطئ باجتهاده مخطئ، إذ لا اجتهاد مع النص (19).
الثالث: إذا كان كل مجتهد مصيب، وأن ذلك إنما هو فيما لا نص فيه، فإنه يترتب عليه أن الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد، ومثل له ابن العربي بالاجتهاد في معرفة القبلة، فإذا اجتهد في مكة وأخطأها لزمه إعادة الصلاة لوجود النص، وإذا اجتهد في غير مكة لم يعد، لان الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد. (20)
الرابع: ينبني على ما تقدم أن كل حكم اجتهادي أنفذ يجوز الاجتهاد فيه مرة أخرى حتى لو كان هذا الحكم حكم الصحابة، يقول ابن العربي:"إن كل حكم أنفذته الصحابة يجوز الاجتهاد فيه ثانيا وذلك فيما لم يرد فيه نص ولا انعقد عليه إجماع" (21) لأن أمر الاجتهاد مرده إلى النظر في الأدلة ومراعاة مراتبها وارتباطها باللغة، واختلاف روايات الأخبار بالزيادة والنقصان وغير ذلك من أسباب اختلاف العلماء. (22)
المطلب الثاني: أهمية الاجتهاد عند ابن العربي
تحدث ابن العربي عن أهمية الاجتهاد وضرورته في أكثر من موضع من كتبه، وعقد له فصلا في كتابه"المحصول" ونبه على اجتهاده في كثير من القضايا واعتبر أن الاجتهاد أصل الدين والشريعة، وأنه منه قامت الأحكام، وعليه عول السلف من الأمة، وبه فصل بين الحلال والحرام وأن التعويل على العلامات والأمارات التي هي معتمد الاجتهاد أصل الشريعة في المشكلات والمفزع في الأوامر والنواهي، وأنه كثيرا ما ينبني القطعي على الظني في مسائل الفقه (23) واستدل لهذه الأهمية بأدلة منها:
*ورود عدة نصوص شرعية محتملة لمعاني مختلفة وهذا يقتضي استعمال النظر والحكم بالاجتهاد استنادا إلى الأصول المنصوصة (24).
* إن الله سبحانه لم يجعل طرق الأحكام نصا يدركه الجفلى، وإنما جعله مظنونا يختص به العلماء لقوله سبحانه"يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات" ويتصرف المجتهدون في مسالك النظر فيدرك بعضهم الصواب فيؤجر عشرة أجور ويقصر آخر فيدرك أجرا واحد وتنفذ الأحكام الدنيوية على ما أراد الله تعالى (25).
(يُتْبَعُ)
(/)
*قوله تعالى:" ممن ترضون من الشهداء" (26) دليل على جواز الاجتهاد والاستدلال بالأمارات والعلامات على ما خفي من المعاني والأحكام. (27)
*قوله تعالى: "فإن أراد فصال عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما" (28) وهذا يدل على جواز الاجتهاد في أحكام الشريعة،لأن الله تعالى جعل للوالدين التشاور والتراضي في الفطام، فيعملان على موجب اجتهادهما فيه وتترتب عليه الأحكام. (29)
*أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجوب الاجتهاد فعن عمر رضي الله عنه انه خطب يوم الجمعة فقال:"إني لا أدع بعدي شيئا هو أهم عندي من الكلالة وما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ ما راجعته الكلالة، و ما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيها، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال:" يا عمر إما تكفيك آية الصيف يعني الآية التي في آخر سورة النساء" (30) فعمر كان يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم النص القاطع للعذر وهو عليه السلام يحمله على البيان الواقع مع الإطلاق الذي وكل فيه إلى الاجتهاد بالأخذ من اللغة ومقاطع القول ومرابط البيان ومفاصله، وهذا نص في جواز الاجتهاد ونص في التكلم بالرأي المستفاد عند النظر الصائب. (31)
*إقراره صلى الله عليه وسلم لأبي سعيد الخدري في أخذه جعلا على الرقية ولم ينكر عليه نظره واجتهاده من غير نص، وهذا دليل على جواز الاجتهاد. (32)
*إجتهد كثير من الصحابة زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأقرهم على اجتهادهم وهذا يدل على أهمية الاجتهاد ومشروعيته. (33)
*إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجتهد ويقضي في باجتهاده فيما لم ينزل فيه وحي، وكان دينا يلزم اتباعه (34) فأرشد بذلك أمته إلى وجوب التأسي به والاجتهاد فيما لم يرد به نص.
هذه أمثلة تدل على مشروعية الاجتهاد عند ابن العربي وأهميته في معرفة الأحكام الشرعية وتنزيلها على القضايا والنوازل، وهذه الأهمية لا تنحصر في الآدميين بل تشمل الملائكة، فالاجتهاد أصل عندهم كما هو أصل عند الآدميين، ومن ثم شدد ابن العربي النكير على منكري الاجتهاد ومبطليه ودعاة التقليد ودعا عليهم بالتعاسة (35) وصرح بأن التقليد حرام في حق العلماء القادرين على النظر واستنطاق الأدلة استنطاقا صحيحا ولا يجوز لهم اللجوء إليه إلا في حالتين:
الأولى: في حالة خوف فوات وقت الصلاة، فالعالم وإن كان قادرا على النظر ولكن ضاق وقت العبادة، فاحتياطا لها جاز له أن يقلد عالما آخر لأن ما يقتحم في التقليد من الخطأ أيسر من اقتحام فوات الوقت. (36)
الثانية: في حالة نزول نازلة خفي عليه فيها وجه الدليل والنظر، فأراد أن يردد الفكر فيها والنظر حتى يقف على المطلوب، فضاق الوقت عن ذلك، جاز أن يقلد عالما آخر.
أما في غير هاتين الحالتين فلا يجوز لمجتهد أن يقلد آخر إجماعا كما حكى ذلك ابن العربي فقال "أما مع الإطلاق والاسترسال وفي كل نازلة تقع فإنه ممنوع أجماعا" (37)
فكلامه رحمه الله واضح وصريح في أن الاجتهاد حق وواجب على العالم لا يعدل عنه إلا عند الضرورة القصوى ووقت الحاجة، رعاية لمصالح الناس ودفعا للضرر عنهم، ومن هذا الباب أيضا أوجب ابن العربي على العامي والقاصر عن النظر التقليد، لأنه يعصمه من الزلل ويبعده عن الضلال، ويهديه إلى سبيل الرشاد، ويحرم عله الاجتهاد صونا لأحكام الشرع من أن يتعاطاها من لا يملك آلة الاجتهاد، ولا يعتني بالأدلة، يقول ابن العربي:"أما التقليد في الحق فأصل من أصول الدين وعصمة من عصمة المسلمين يلجأ إليه الجاهل المقصر عن درك النظر". (38)
المطلب الثالث: مجال الاجتهاد عند ابن العربي
إذا كان الاجتهاد عند ابن العربي واجب، فإن مجاله واسع عنده يشمل الأمور الدنيوية والدينية بما فيها أمور الآخرة خلافا لما ذهب إليه المالكية من تعلق الاجتهاد بالدنيا فقط وأستدل لذلك بأمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
*أولهما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شاور الصحابة في الآذان من غير نص، وذلك دليل على طلب الحق في الدين من غير النصوص والظواهر (39) يقول ابن العربي عقب حديث الآذان:"وفي هذا الحديث دليل على أصل عظيم من أصول الفقه، وهو القول في الدين بالقياس والاجتهاد، إلا ترى إلى مشاورة النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه في الآذان ولم ينتظر في ذلك من الله وحي ولا طلب منه بيانا، وإنما أراد أن يأخذ فيه ما عند أصحابه من رأي يستنبطونه من أصول الشريعة وينتزعونه من أغراضها". (40)
*ثانيهما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، فيكون أول من رفع رأسه، فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبلي، أو كان من ممن استثنى الله." (41) قال ابن العربي:"توقف النبي صلى الله عليه وسلم في تعيين وجه سبق موسى بالإفاقة مع تطرق الاحتمال إليه، دليل على أنه يجوز التكلم باجتهاد في غير الأحكام المعمول بها في مصالح الدنيا ونظامها من أمور الآخرة وما والاها. وقد صرح علمائنا بأن الاجتهاد إنما يكون في أحكام العمل وهذا نص في الرد عليهم. (42) والواقع أن النص الذي ذكره ابن العربي لا يدل على أي اجتهاد منه صلى الله عليه وسلم بل هو إخبار عن عدم العلم،فالاستدلال به ضعيف.
هذا هو تصور ابن العربي للاجتهاد وأهميته ومجالاته، وهو تصور عميق ودقيق يدل على فهم عميق لنصوص الشريعة وسبر أغوارها كما يدل على جرأة فائقة وقدرة على الجهر بالحق كلما لاحت بارقة، وكيف لا يكون ذلك من رجل استشعر من نفسه قدرة النظر والانفراد بالرأي ومصاولة الأقران ومزاحمة المجتهدين.
المطلب الثالث: مكانة ابن العربي بين طبقات المجتهدين
لبيان مكانة ابن العربي بين طبقات المجتهدين، ينبغي أن نبين مراتب المجتهدين حسب تصنيف علماء الأصول لنتبين المكانة التي يمكن وضع ابن العربي فيها، والتي صرح هو نفسه أنه ينتسب إليها، فالعلماء يصنفون المجتهدين أربعة أصناف:
1 - المجتهد المطلق: وهو الذي يعتمد في استنباط الأحكام على الكتاب والسنة والإجماع والقياس والآثار. وله أصول يتبعها في الاستنباط دون أن يقلد أحدا من المجتهدين، وقد صرح النووي وغيره أن المجتهد المطلق يتميز بثلاث خصال:
الأولى: التصرف في الأصول والقواعد التي عليها تم بناء مجتهداته.
الثانية: تتبع الآيات والآثار بمعرفة الأحكام التي سبق الجواب فيها، واختيار بعض الأدلة المتعارضة على بعض، وبيان الراجح من محتملاته والتنبيه لمآخذ الأحكام من تلك الأدلة.
الثالثة: الكلام في المسائل التي لم يسبق بالجواب فيها أحد من تلك الأدلة (43) وقد نشأ هذا الاجتهاد في عصر الصحابة والتابعين، وأستمر بعده إلى أئمة المذاهب، فكان كل مجتهد يتحرى الصواب دون تقيد برأي مجتهد آخر وغير ملزم أحدا برأيه. (44)
وعن هذا الاجتهاد نشأت المذاهب الفقهيه الباقية والمندثرة، وجملتها أربعة عشر مذهبا لرأبعه عشر إماما من أهل السنة والجماعة، غير أنه قد كتب لبعضها الانتشار والبقاء بسبب علماء من أتباعها دونوها كالمذاهب الأربعة المشهورة، وكالمذهب الظاهري الذي دونه ابن حزم في كتابه المحلى، وكبعض المذاهب الشيعية مثل مذهب الزيدية ومذهب جعفر الصادق، ولم يكتب البقاء لبعضها الآخر لأنها لم تدون كمذهب الحسن البصري والأوزاعي وسفيان الثوري والليث بن سعد وسفيان بن عيينة وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وأبن جرير الطبري (45) وقد صرح النووي أن الاجتهاد المطلق فقد من رأس المائة الأربعة فلم يمكن وجوده. (46)
2 - المجتهد المنتسب: وهو الذي ينتسب إلى إمام من أئمة الاجتهاد المطلق، لكن له القدرة على النظر والاستنباط من نصوص الكتاب والسنة رأسا أخذا بأصول الإمام الذي انتسب إليه مقلدا له فيها ومخالفا له في الفروع، وإن انتهى إلى نتائج مشابهة في الجملة لما وصل إليه الإمام. (47) يقول ولي الله الدهلوي موضحا هاته الرتبة:" أن يكون أكبر همه معرفة المسائل التي قد أجاب فيها المجتهدون من قبل من أدلتها التفصيلية ونقدها وتنقيح أخذها وترجيح بضعها على بعض وهذا أمر جليل لا يتم له إلا بإمام يتأسى به قد كفي معرفة فرش المسائل
(يُتْبَعُ)
(/)
وإيراد الدلائل في كل باب باب، فيستعين به في ذلك ثم يستقل بالنقد والترجيح .... ولابد لهذا المقتضي أن يستحسن شيئا مما سبق إليه إمامه ويستدرك عليه شيئا، فإن كان استدراكه أقل من موافقته عد من أصحاب الوجوه في المذهب، وإن كان أكثر لم يعد تفرده وجها في المذهب،وكان مع ذلك منتسبا إلى صاحب المذهب في الجملة ممتازا عمن يتأسى بإمام آخر في كثير من أصول مذهبه وفروعه. ويوجد لمثل هذا بعض مجتهدات لم يسبق بالجواب فيها، إذ الوقائع متتالية والباب مفتوح فيأخذها من الكتاب والسنة وآثار السلف من غير اعتماد على إمام، ولكنها قليلة بالنسبة إلى ما سبق بالجواب فيه،وهذا هو المجتهد المطلق المنتسب" (48)، وهذا هو الذي قال عنه الإمام النووي إنه باق إلى أن تأتي أشراط الساعة الكبرى ولا يجوز انقطاعه شرعا لأنه فرض كفاية، ومتى قصر أهل عصر حتى تركوه أثموا كلهم وعصوا بأسرهم. (49)
ومن هؤلاء المجتهدين المنتسبين ابن القاسم وابن وهب في المذهب المالكي وأبو يوسف ومحمد وزفر في المذهب الحنفي، والمزني والبويطي في المذهب الشافعي وابن تيمية في المذهب الحنبلي وغيرهم ممن اعتبرت أقوالهم واتبعت آراؤهم وعمل على وفقها. (50)
3 - المجتهد في المذهب: وهو الذي يفتي بأقوال إمامه إن كان لإمامه قول فيما يعرض عليه من قضايا،فإن لم يكن لإمامه قول اجتهد وأفتى على مذهبه وخرجها من أقواله وعلى منواله لأنه يكون ملما بأصول ذلك المذهب وفروعه (51)، ومن هؤلاء الطحاوي والكرخي والسرخسي من الحنفيه، أما في المذهب المالكي فقد بلغوا من الكثرة حدا يصعب تعدادهم ومنهم أبن أبي زيد القيرواني وأبن رشد الجد والمازري واللخمي وأبن حبيب وغيرهم، وهم الذين حرروا فروع المذهب وأوضحوا أصوله وقعدوا قواعده، وأنموا مسائله، ودونوا فيه الدواوين العظام التي زخرت بالأحكام الفرعية في كل باب من أبواب الفقه عبادات ومعاملات، بحيث أصبحت أقوال صاحب المذهب لا تمثل إلا قدرا يسيرا إذا ما قورنت بما أضافوه.
4 - المجتهد المرجح أو مجتهد الفتيا:ّوهو المتبحر في مذهب إمامه والمتمكن من ترجيح قول على آخر ووجه من وجوه الأصحاب على آخر، فاجتهاده محدود في تخير الأقوال وتخير الروايات وهو في الحقيقة مقلد بيد أن له تفسيرا في المذهب ونشاطا عقليا وله نوع اجتهاد بالترجيح الذي يتولاه. (52)
والمتأمل في اجتهادات ابن العربي وترجيحاته الفقهية والأصولية يتبين أن الرتبة التي ينبغي أن يضاف إليها هي رتبة المجتهد المنتسب، فهو متقيد بمنهج الإمام، ملتزم به في التخريج،حر في استنطاق الأصول وعرض المسائل والنوازل عليها وتقرير أحكامها، وهي المرتبة التي وصف نفسه بها ونسبه إليها غير واحد من المحققين يقول ابن العربي:"وهل أنا إلا ناظر من النظار أدين بالاختيار وأتصرف في الأصول بمقتضى الدليل" (53) ويقول أيضا:" نحن نقول ذلك في تفريع مذهب مالك على أحد القولين في التزام المذهب بالتخريج لا على أنها فتوى نازلة تعمل عليها المسائل حتى إذا جاء سائل عرضت المسألة على الدليل الأصل لا على التخريج المذهبي". (54)
وقد وصف نفسه بالاجتهاد في غير موضع من كتبه فقد ساق اختلاف الفقهاء في الأصناف التي تجب فيها الزكاة وأدلة كل واحد ثم قال:" وقد آن تحديد النظر فيها كما يلزم كل مجتهد" (55) وقال عند الحديث عن مقدار حد الشرب:"وقد كنت في ولايتي أجلد ثمانين بالاجتهاد". (56)
وقد سلم له بالاجتهاد عدد من المحققين كشمس الدين الذهبي الذي وصفه بالاجتهاد المطلق وأقره على ذلك جلال الدين السيوطي وأبو إسحاق الاسفرايني وولي الله الدهلوي (57) وغيرهم ممن نصوا على أنه من المحققين ومن أهل اليقين في العلوم (58) واعتبر الحجوي الثعالبي كتابه "أحكام القرآن" من الكتب التي تعين على الاجتهاد جدا. (59) وإن ذلك ليشهد له بوضوح وجلاء مجموع اختياراته، وتوجهاته الدقيقة لكثير من المسائل التي صرح أنه لم يسبق إليها ولم يزاحم عليها ولم يتضمنها كتاب غير كتبه وأنها ظلت مقفلة حتى كشفها الله له بفضله وكرمه، وأنها ظلت مقفلة إلى أن فتحها الله له.
وأسوق بعضها لبيان أهميتها وقدرة ابن العربي على الاستدلال والاستنباط وأحقيتة بالاعتزاز والافتخار.
(يُتْبَعُ)
(/)
*ذهب إلى أن الإيلاء لا يرتفع إلا بالرجوع، والرجوع لا يحصل إلا بالمباشرة لا بالقول فقال:" والرجوع لا يكون إلا عن مرجوع عنه، وقد تقدم منه يمين واعتقاد، فأما اليمين فيكون الرجوع عنها بالكفارة لأنها لا تحلها، وأما الاعتقاد فيكون الرجوع عنه بالفعل، لأن اعتقاده مستتر لا يظهر إلا بما يكشف عنه م فعل يتبين به كحل اليمين بالكفارة أو إتيان ما امتنع منه، فأما مجرد قوله رجعت فلا يعد فيئا، وإذ ثبت هذا التحقيق فلا معنى بعده لقول إبراهيم النخعي وأبي قلابة: إن الفيء قوله رجعت. أما أنه تبقى هناك نكتة وهي أن يحلف فيقول: والله لقد رجعت. فهل تنحل اليمن التي قبلها أم لا؟ قلنا لا يكون فيئا لأن هذه اليمين توجب كفارة أخرى في الذمة، وتجتمع مع اليمين الأول ولا يرفع الشئ إلا بما يضاده وهذا تحقيق بالغ". (60)
*قوله:"اختلف علماؤنا في دم الحيض فقال بعضهم هو كسائر الدماء يعفى عن قليله ومنهم من قال: قليله و كثيره سواء في التحريم، وهو قول ابن القاسم ورواه ابن وهب عن مالك. وجه الأول عموم قوله تعالى (أو دما مسفوحا) (61) وهذا يتناول القليل دون الكثير، ووجه الثاني قوله تعالى (قل هو أذى) (62) وهذا يعم القليل والكثير، ويترجح هذا العموم على الآخر بأنه عموم في خصوص عين، وذلك الأول هو عموم في خصوص حال، وحال المعين أرجح من حال الحال، وهذا من غريب فنون الترجيح وهذا ما لم نسبق إليه ولم نزاحم عليه". (63)
*قال ردا على الشافعي الذي يرى أن الإيتاء للمكاتب واجب:"ولو أن الشافعي حين قال إن الإيتاء يقول إن الكتابة واجبة لكان تركيبا حسنا، لكنه قال إن الكتابة لا تلزم والإيتاء يجب، فجعل الأصل غير واجب والفرع واجب وهذا لا نظير له، والدليل على أنه غير واجب أنه لو كان واجبا غير مقدر كما قال الشافعي لكان المال في أصل الكتابة مجهولا والعقد بالعوض المجهول لا يجوز شرعا" (64) وهذا من دقة فهمه للنصوص وتوجيهاته الدقيقة والعميقة لها. (65)
وفي معرض كلامه عن اختلاف العلماء في وجه تفضيل السمع على البصر قال:" ويحتمل أن يكون قدم السمع لأن كلام الله نسمعه قبل النظر إليه، فكان تقديمه من أجل تقديم المعرفة بمتعلقاتها، وهذا كلام بديع لم أسبق إليه من عالم والحمد لله". (66)
ومن القضايا التي انفرد بها في باب الأصول:
1 - التخصيص بالقواعد العامة: يرى ابن العربي أن التخصيص بالقواعد العامة أولى من التخصيص بالقياس ومثل لذلك بتخصيص الحلي من عموم أحكام الربا،فالحلي كان عينا في أصله وأخرجه القصد والصناعة إلى باب العروض فتغير حكم الشرع في إيجاب الزكاة فيه نظرا لخروجه عن الذهب والفضة بالتغير في الهيئة والمقصد وهذا من باب القواعد العامة.والقاعدة العامة هنا هي قاعدة المصالح والمقاصد قال ابن العربي:"إن الربا وإن كان منصوصا عليه في ذاته وهي الزيادة فإنه عام في الأحوال والمحال،والعموم يتخصص بالقياس فكيف بالقواعد المؤسسة العامة." وهذا من دقائقه رحمه الله.
2 - التخصيص بالحكمة: فكما يجوز التخصيص عند ابن العربي بالقواعد العامة يجوز التخصيص بالحكمة ومثل له بقتل الجماعة بالواحد فقال ردا على الإمام أحمد في أن الجماعة لاتقتل بالواحد لقوله تعالى:"النفس بالنفس," وهذا العموم مخصص بالحكمة التي من أجلها كتب القصاص وهي صيانة الأنفس عن القتل وإراقة الدماء،وهذه الحكمة يدب أن تراعى في جميع أصناف القتل فرديا كان أو جماعيا،وإبطال هذه الحكمة يترتب عليه التذرع إلى سفك الدماء عن طريق القتل الجماعي،فتعين التخصيص بالحكمة ردعا للأعداء وحسما للداء.
3 - تخصيص العموم بالعموم: وهو من أغرب أنواع التخصيص عند ابن العربي، والعمدة لديه في ذلك هو أن الله تعالى حجب في الميراث الأم من الثلث إلى السدس بالولد الواحد وبالجمع من الإخوة،وقد اختلف في العدد الحاجب فذهب جملة من الصحابة إلى أن الحجب يتم باثنين فأكثر، وذهب ابن عباس إلى أن الحجب لا يتم إلا بما فوق الإثنين،والاختلاف راجع في أساسه إلى الاختلاف في أقل عدد يطلق عليه لفظ الجمع، ويرى ابن العربي أن هذا تخصيص للعموم بالعموم فقول الله تعالى:"فإن كان له إخوة" (67) يقتضي بإطلاقه ثلاثة لأنه هو المتيقن في الجمع،وضم الواحد إلى الآخر يعد جمعا أيضا لغة وهو عموم معارض للعموم الأول فترك أحد الجمعين بالآخر، وهو تخصيص له، ذلك لأن حظ
(يُتْبَعُ)
(/)
الأم ينقطع بالواحد في طريق البنوة،فوجب أن ينقطع بالإثنين في طريق الأخوة،فإذا كان الواحد في البنوة يقينا وكان الثلاثة في الأخوة يقينا وكان الإثنان في موضع الاحتمال وجب اعتبارهما عن طريق النظر."
4 - درج كثير من الأصوليين على الحديث عن المطلق والمقيد ضمن ما يخصص به العام أو يتصل به،وهذا الذي مال إليه المعاصرون كأديب صالح وغيره،غير أن أبا إسحاق الشيرازي في كتابه "التبصرة في أصول الفقه" أفرد له مسائل مستقلة.غير أن ما تميز به ابن العربي هو أنه أخرج هذا المبحث من باب العموم وأدرجه في باب التأويل منبها على أنه ليس من العموم وإن جرت عادة العلماء على إيراده فيه.
4 - ومن دقائق ابن العربي وتأصيلاته ماسطره عند حديثه عن الفرض أو الواجب فقرر أن الفرضية تنافي الأجرة، فما هو فرض أو واجب على المكلف لايستحق على إنجازه أجرا دنيويا،لأن الفرضية تتنافى مع الأجرة لاسيما إذا كان هذا الفرض غير معين فيعتبر ما يأخذه القائم به حقا لا أجرا يقول:" إن الذي يأكله الخلفاء والولاة والفقهاء ليس بأجرة،وإنما هو حق جعله الله لهم لنازلهم ومنتابهم وإلا فالذي يفعلونه فرض عليهم، فكيف تجب الأجرة لهم وهو فرض عليهم،والفرضية تنافي الأجرة لاسيما إذا كان عملا غير معين كعمل الخلفاء والقضاة والمفتين والسعاة والمعلمين. فهذه نظرة دقيقة بقدر ما تحمل كل فرد مسؤوليته الشرعية،تعلي اعتباره وكرامته الاجتماعية، وهي النظرة التي يجب أن يؤسس عليها التشريع الاجتماعي،وعلى ضوئها يتعين النظر إلى كافة القائمين بالوظائف الكفائية في الأمة.
وادعاء ابن العربي الانفراد وإن لم يسلم له في بعض الاجتهادات فقد سلم له في أكثرها، (68) ونقلها عنه كثير من المحققين، كما اعتمدت أقواله وآراؤه واجتهاداته، ونقلت عنه وتداولها الناس في حياته وبعد وفاته، وما ذهب إليه الدهلوي من أن ابن العربي وأبن عبد البر واضطرابها من المجتهدين المنتسبين لاتعد أقوالهم وجها في المذهب فغير صحيح، فإن أقواله معدودة من وجوه المذهب المالكي معمول بها معتمدة حتى ولو أنفرد بها.
ومن الذين نقلوا عنه تلميذه ابن الفرس الغرناطي ت 597هـ في أحكام القرآن صفحات: 28 - 109 - 312 - 513 والقرافي في الفروق والذخيرة (69) وابن جزي في التسهيل 1/ 6 وفي القوانين الفقهية صفحات119 - 176 - 435 والونشريسي في المعيار 2/ 9 - 9/ 69 - 209 - 10/ 48 - 50 - 107 - 176 - 11/ 83 - 84 - 98 - 175 - 176 - 182 - 183 - 12/ 40 - 92 - 93 - 122 - 141. والرهوني في حاشيته 13.12.5/ 3 والشيخ كنون في حاشيته 3/ 5 وابن هلال في نوازله 8 ملزمة 29، والوزاني في النوازل الصغرى 1/ 1/258 - 325 - 327، وميارة على ابن عاشر: 1/ 211 - 217 - 222 - 224 - 239 - 245 - 280 - 299 والطالب بن الحاج في حاشيته 1/ 245 - والعلمي في نوازله 2/ 246 - 387 - 388 - والدردير في الشرح الكبير 1/ 407 - 4/ 353 - والدسوقي في حاشيته 4/ 353 وابن الحاج العبدري في المدخل: 1/ 110 - 114 - 4/ 25 - 28 - 171 - 212 - 218 - 310 - والخرشي على خليل 2/ 222، والزرقاني في شرحه للموطأ 1/ 190 والقرطبي في تفسيره 1/ 93 - 110 - 123 - 140 - 152 - (70) ونقل عنه ابن القيم في زاد المعاد 2/ 437.442 وابن سيد الناس في كتابه النفح الشذي في شرح الترمذي 1/ 191 - 340 - 344 - 377 - 387 - 399 - والنووي في المجموع 3/ 134، والمطيعي في تكملة المجموع 17/ 359.425، وابن حجر في الفتح 2/ 184 - 184 - 431 - 3/ 297 - 10/ 339 (71) والشاطبي في الموافقات وغيرها 4/ 150.151 وابن الجزري في النشر 1/ 35 والزركشي في البرهان1/ 36 والسيوطي في حاشيته على النسائي 5/ 215 وفي الإتقان 2/ 22.91 والسندي في حاشيته على النسائي 5/ 215 وفي شرحه للترمذي 1/ 4 - 5 والصنعاني في سبل السلام 3/ 337، والشوكاني في نيل الأوطار،3/ 13.14.311.276 و 5/ 266 و9/ 179.
فهذه قلة من كثرة ممن نقلوا أقوال ابن العربي واحتفوا بها وشهدوا لصاحبها بالرسوخ في العلم والملكة العالية في الاستنباط، ورحم الله تلميذ ابن العربي الفتح بن خاقان إذ قال مادحا شيخه:" علم الأعلام الطاهر الأثواب، الباهر الألباب، والذي أنسى ذكاء اياس (72)، وترك التقليد للقياس، وأنتج الفرع من الأصل، وغدا في يد الإسلام أمضى من النصل، سقى الله به الأندلس بعدما أجدبت من المعارف ومد عليها الظل الوارف، فكساها رونق نبله، وسقاها ريق وبله" (73)
وكتبه الدكتور:أحمد أمحرزي علوي
كلية الآداب مراكش
الهوامش
(يُتْبَعُ)
(/)
-المحصول ص 333
2 - نفسه ص285 - 286 والعارضة 6/ 75
3 - أنظر العارضة 7/ 82
4 - نفسه 6/ 75
5 - أنظر القبس 3/ 895 والعارضة 6/ 75
6 - العارضة 6/ 75
7 - المحصول ص 336
8 - أبو بكر بن العربي أصوليا ص467
9 - أنظر إحكام الفصول للباجي ص622 والتبصرة للشيرازي ص498.
10 - سورة آل عمران الآية 103
11 - أخرجه البخاري 5/ 60 - 61 ومسلم 3/ 1391
12 - أخرجه البخاري 8/ 510 ومسلم 3/ 1342 والنسائي 8/ 614 والبيهقي 10/ 118
13 - أحكام القرآن 1/ 291 و292 –الأحكام لصغرى 1/ 196
14 - سورة الأنبياء الآية 79
15 - أحكام القرآن 3/ 1270
16 - المحصول ص336 - و342 والعارضة 2/ 144
17 - المحصول ص336
18 - نفسه ص338
19 - العارضة 2/ 146و8/ 244 أحكام القرآن 2/ 383
20 - العارضة 1/ 146و12/ 98
21 - أحكام القرآن2/ 683و العارضة 13/ 230
22 - أحكام القرآن 1/ 348 والقبس 1/ 81
23 - القبس 1/ 134و341 و3/ 956 والمسالك ورقة 65
24 - العارضة 1/ 311و6/ 12
25 - أحكام القرآن 1/ 521
26 - سورة البقرة الآية 282
27 - أحكام القرآن 1/ 254
28 - سورة البقرة الآية 233
29 - أحكام القرآن 1/ 205
30 - أخرجه البخاري1/ 70وومسلم1/ 194
31 - أحكام القرآن 1/ 348
32 - العارضة 8/ 220
33 - العارضة 6/ 75 و8/ 220 أحكام القرآن 1/ 291
34 - أحكام القرآن 1/ 282و3/ 1267و4/ 1769 والعارضة 5/ 194 12/ 99
35 - العارضة 12/ 112
36 - المحصول ص349 - القبس3/ 875 - أحكام القرآن2/ 708 إحكام الفصول للباجي ص635
37 - أحكام القرآن2/ 708والقبس 3/ 875
38 - أحكام القرآن 2/ 707
39 - العارضة 1/ 311 والقبس 1/ 193
40 - القبس 1/ 194 والمسالك ورقة 169
41 - أخرجه الترمذي 5/ 348/-وابن ماجة 2/ 571
42 - العارضة 2/ 123و124
43 - الفكر السامي2/ 437 - الإنصاف في أسباب الاختلافص80 - 81
44 - تاريخ التشريع الإسلامي للخضري بك ص116
45 - المدخل الفقهي ص259وفلسفة التشريع الإسلامي ص204
46 - الفكر السامي 2/ 452 والإنصاف في بيان اسباب الاختلافص74
47 - الفكر السامي 2/ 438
48 - الإنصاف في بيان أسباب الاختلاف ص70 - 71وعقد الجيد في أحكام الاجتهاد والتقليد ص26
49 - الإنصاف ص74والفكر السامي 2/ 452
50 - الموافقات 4/ 82والفكر السامي 2/ 438
51 - الفكر السامي 2/ 438والإنصافص71
52 - الفكر السامي2/ 438
53 - العواصم 2/ 74
54 - أحكام القرآن 3/ 1212
55 - نفسه 2/ 759
56 - العارضة 6/ 223
57 - أنظر سير أعلام النبلاء 20/ 201 وتذكرة الحفاظ4/ 1296والرد على من أخلد إلى الارض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض192 والتبصير في الدين ص 12والإنصاف في بيان أسباب الاختلاف ص84وعقد الجيد في أحكام الاجتهاد ص26 - والأصول العامة للفقه المقارن ص592
58 - أنظر الإتقان 2/ 22وشذرات الذهب 4/ 141
59 - الفكر السامي 2/ 442
60 - أحكام القرآن 1/ 179
61 - سورة الأنعام الآية 145
62 - سورة البقرة الآية 222
63 - أحكام القرآن 1/ 162
64 - نفسه 3/ 1384
65 - أنظر العارضة 5/ 171 و172 وأحكام القرآن 1/ 64و2/ 627 –749
66 - العارضة 12/ 284
67 - أنظر فتح الباري 10/ 602
68 - أنظر القرفي وأثره في الفقه الإسلامي ص197و239
69 - يعتبر القرطبي أكثر العلماء نقلا عن ابن العربي فجل مادته الفقهية قائمة عليه
70 - نقل ابن حجر عن ابن العربي الشيء الكثير وانتقده في مواطن عدة خاصة ما يتعلق بالإجماع.
71 - إشارة إلى إياس بن معاوية يضرب به المثل في الفطنة والذكاء ت 122هأنظر سير أعلام النبلاء 5/ 155
72 - مطمح الأنفس ص297.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[02 Mar 2008, 04:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخ الزميل الدكتور مولاي أحمد على هذا الطرح الجيد والتناول المركز لمفهوم الاجتهاد عند أحد شيوخ العلم بالمغرب والأندلس ولا شك أن البيئة الأندلسية بالخصوص كانت تقع فيها بعض المسائل والنوازل الناتجة عن العلاقات المختلفة يبن المسلمين وجيرانهم من النصارى في مجالات مختلفة كالزواج منهم وأكل طعامهم والبيع والشراءمعهم واقراضهم أو الاقتراض منهم فحبذا لو تم إبراز بعض هذه الأمور لتنير السبيل أمام الجهات المعنية اليوم بالاجتهاد والافتاء والاستفادة في الوقت ذاته من التجربة المغربيةالأندلسية الغنية بكل ما يساعد على الوصول إلى الصواب ... دون إغفال جانب التصور ومسطرة الاجتهاد وقواعده وضوابطه عند هؤلاء العلماء(/)