ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Jan 2008, 09:05 م]ـ
طرحنا في مشاركة سابقة السؤال: ما عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 7 آيات .. وكانت الإجابة عددها 11 سورة ومجموع أعداد آياتها 49 أي 7 × 7 ......... الخ ..... كما وبينا الاعجاز في عدد كلماتها ..
والمعارضون تائهون ليس لديهم حجة لرفض هذا الاعجاز سوى القول أنه مما لا فائدة فيه وهي حجة واهية، فكيف عرفوا أنه لا فائدة فيه؟ هل قاموا بعرضه على الناس واستطلعوا آراءهم؟
على أي حال ...
سنطرح السؤال السابق نفسه بإضافة جديدة
السؤال: ما عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 7 آيات فأقل؟
[بما أن لدينا سورتين - هما الفاتحة والماعون - مؤلفة كل منهما من 7 آيات، فهذا يعني أن مجموعة السور الاحدى عشرة السابقة ستزداد سورتين، أي: سيكون عدد هذه المجموعة 13 سورة]
خلاصة القول: عدد سور القرآن التي عدد الآيات في كل منها 7 أو أقل هو 13 سورة ..
لا يمكن لأحد أن ينكر أننا اكتشفنا نظاما مذهلا في أعداد كلمات السور الإحدى عشرة إلا أن يكون عنادا واستكبارا، والآن ماذا نجد بعد إضافة سورتين للمجموعة السابقة؟ هل نجد نظاما أم نجد الفوضى قد دبت في هذه السور؟
بعيدا عن التفاصيل:
لدينا 13 سورة أي 13 عددا هي أعداد الكلمات في هذه السور، إذا قمنا بصف هذه الأعداد فالناتج: عدد مؤلف من 26 خانة، من العجيب أن هذا العدد من مضاعفات الرقم 13:
29252620302323231715141019 =
2250201561717171670395463 × 13.
فإذا عكسنا العدد فالناتج من مضاعفات العدد 7:
91014151713232320302625392
= 13002021673318902900375056 × 7.
ولو قمنا بصف الأرقام الدالة على أعداد الآيات في هذه السور، فالناتج عدد من مضاعفات الرقم 7:
3334455556677 = 476350793811 × 7.
إن زيادة كلمة أو زيادة آية ستؤدي إلى إلغاء هذا الإحكام؟
وسؤالي: أليس لكل هذا فائدة؟ أليس له دلالة؟
إذا لم يغير كل هذا من مواقفكم، فلدينا سؤالان آخران ستكشف الإجابة عنهما عن نظامين جديدين يؤكدان ما سبق ..
وأخيرا لكم الحق في الاعتراض إذا اكتشفتم خطأ في عد كلمات هذه السور .. فإن لم فلا قيمة لاعتراضكم.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[22 Jan 2008, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
( ....... ومن مظاهر دنو الهمة في هذا الشأن ما تجده عند بعض المنتسبين للعلم،
فما أن يشدو في العلم،ويكتسب قليلا منه -إلا ويتطاول على مقام الراسخين
في العلم،ويفَوِّق سهامه نحو من سبقوه في الفضل والنبل،فما مكانه بين
أولئك إلا كما قيل:
إذا تلاقى الفيولُ وازدحمت****فكيف حالُ البعوضِ في الوسط
أما كبير الهمة فيريد أن يكون النفع بعلمه أشمل، ومما يدرك به هذا الغرضَ
احترامُه لآراء أهل العلم.
ولا يعني احترامها أخذها بالقبول والتسليم على أي حال، وإنما يعني النظر
إليها بتثبت،وعرضها على الميزان العلمي الصحيح،
ثم الفصل فيها من غير تطاول عليها،ولا انحراف عن سبيل الأدب في تفنيدها.
ولهذا فالفطر السليمة،والنفوس الزاكية لا تجد من الإقبال على حديثِ مَنْ يستخفُّه
الغرور بما عنده مثل ما تجد من الإقبال على حديثِ مَنْ أحسن الدرس أدبه،
وهذب الأدب منطقه. *
_______________
* انظر رسائل الإصلاح 1/ 89
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jan 2008, 11:56 ص]ـ
جليسة العلم بسم الله الرحمن الرحيم
( ....... ومن مظاهر دنو الهمة في هذا الشأن ما تجده عند بعض المنتسبين للعلم،
فما أن يشدو في العلم،ويكتسب قليلا منه -إلا ويتطاول على مقام الراسخين
في العلم،ويفَوِّق سهامه نحو من سبقوه في الفضل والنبل،فما مكانه بين
أولئك إلا كما قيل:
إذا تلاقى الفيولُ وازدحمت****فكيف حالُ البعوضِ في الوسط
أولا: إذا كان لديك شيء تردين به على الأمثلة التي أوردتها فهاته، وإلا فالزمي الصمت والحياد ولا تكوني كالببغاء تهرفين بما لا تعرفين ..
ثانيا: إذا كنت تعنينني بهذا البيت من الشعر، فأنت عندي ما زلت في مرحلة اليرقة وما دون البعوضة ولعلك تبلغين ذلك بعد عقد من الزمان. .
ثالثا: أنت وامثالك من المفلسين لا يجدون ما يردون علي به سوى الاتهامات الحمقاء والتجريح ولا غرابة في ذلك فكل إناء بما فيه ينضح.
رابعا: وأخيرا هل في كلامي تطاول على الراسخين في العلم يا عالمة؟ وهل فوقت سهامي إلى أحد؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jan 2008, 01:24 م]ـ
جليسة العلم
_______________
هذه هي إحدى مساوىء الكتابة بأسماء مستعارة، ومساوىء المخادعين أصحاب الوجوه المتعددة. فجليسة العلم وما أدراك ما جليسة العلم، ما هي إلا آدمي يشكو من عقدة تجعله يهرب من حقيقته وينتحل اسم غيره، قناع يختفي خلفه جبان يعاني من الانفصام والخوف من إعلان اسمه الحقيقي؟؟
السؤال: لماذا يلجأ شخص ما إلى الاختباء خلف اسم مزور إذا كان على حق؟
هذا الملتقى بعيد عن التدخل في السياسة والتي يرتبط الحديث فيها بالحذر فلم الخوف؟
المختبيء خلف الاسم المستعار يجد في ذلك تحررا من المسؤولية فيقول ما يشاء ويتهجم على من يشاء ويمارس هوايته التي يدفن فيها غباءه ...
جليسة العلم - تقول بياناتها - أنه لم يمض على تسجيلها في المنتدى سوى شهر وكل ما لديها أربع مشاركات سخيفة فهل اطلعت على جميع مشاركات عبدالله جلغوم والتي زادت على المائتين لتصفه بكلام لا يليق بباحث تشهد له أبحاثه بكل خير ..
من الواضح أن جليسة العلم هذه ليست سوى شخص آخر اختبأ خلف أنثى لا علاقة لها بالعلم ولا بالعلماء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[22 Jan 2008, 10:25 م]ـ
الحمد لله
يا دكتور جلغوم هداك الله.
ماهذا أخي الكريم.
ترفق قليلا في عرض افكارك و في ردودك.
كيف تعرض افكارا على من لا يومن بها او لا يعلمها على الاقل ثم تزين كل ذلك بتلك الاوصاف الساخرة و تريد
من الناس ان يقبلوا منك ..... وكيف تقبل منهم ان يسكتوا عن اوصافك لهم بالجهل و العناد و الحيرة
وتريدهم ان يسكتوا و يبتلعوا كل ما تبثه في بحوتك من اللمز لمن لا يوافقك
تخيل لو وجدنا شخصا آخر يتابعك و يرد بمثل اسلوبك
ثم ترد عليه
ثم يرد عليك بشر مما قلته فيه
هذا المنتدى الكريم سيصبح .. مثل ماذا؟
أخي الكريم
اعرض فكرتك بحياد و تجرد ودع وصف من لا يقبل كلامك بالاستكبار و الحيرة و العناد وغير ذلك.
ودع عنك نفسية المنتقم فإنك رددت هاهنا ثم رددت على مخالفك في مكان آخر .. في الموافقات العجيبة.
نفسية المنتقم لا تصلح لتعليم الناس أخي الكريم
قال تعالى
الرحمن علم القرآن
انظر الى اسناده سبحانه فعل التعليم الى اسمه الكريم الرحمن.
وأسأل الله لنا ولك و لجميع المسلمين الرشد و الرفق وحسن الخلق.
ا
ولا تقل لي يا دكتور جلغوم البادئ أظلم.
فأنت البادئ بالظلم.
وانا ممن يتابع كلامك
وقصتك هكذا باختصار
أنت تعرض موضوع الاعجاز العدديفي القرآن
ثم كثير من المشاركين لا يوافقونك
ثم صرت ترد ببحوث أخرى لكن زدت فيها لمز مخالفيك بالجهل و الغباء
فإن سكتوا عن متابعة بحوثك والرد عليك تصفهم بالاستسلام ... كأن الأمر غالب و مغلوب
فكيف تتوقع أن لا يرد عليك الناس
وكل ما أرجوه منك أخي الكريم هو ألا تسترسل في مثل هذا الاسلوب لأنه لا يليق اولا بالمنتدى ... و لا بمن يحمل وصف دكتور .. و لا برواد المنتدى
وأرجو أن تتقبل مني وألا تجد في كلامي ما يجرحك
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[25 Jan 2008, 10:46 ص]ـ
إن تعجب فاعجب للسماح باسترسال مثل هذا (الجدال) العقيم ..
الذي يصر كل أحد فيه على موقفه.
أيها المشرفون الكرام
هذا نقاش بين اثنين
ينبغي أن يكون بنهم على البريد الإلكتروني أو على الخاص
لا أن ينشر على الملأ ويملأ الفضاء
لا سيما وأن الحق لم يتضح فيه لأمثالي، مما يجعله ملتبساً.
آمل عند طرح مثل هذا النقاشات أن يداخل المشرفون عاجلاً للبيان والتبيين
أو يغلقوا الموضوع قبل استفحال الأمور ..(/)
من يحتسب في الرد على هذا المقال
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[28 Nov 2007, 05:24 م]ـ
هذا مقال خطير للكاتب يوسف أبا الخيل حول القرآن الكريم وتفسيره، نشر في صحيفة الرياض السعودية يوم أمس الثلاثاء 17/ 11/14228 تضمن كلاما قبيحا ودعاوى باطلة واتهامات جائرة لعل أحد الإخوة ينشط للرد عليه.
الثلاثاء 17 ذي القعدة 1428 هـ - 27 نوفمبر 2007م - العدد 14400
لكي لا نُسقِط على القرآن وزر تمذهبنا
يوسف أبا الخيل
كان الصحابة والتابعون الأوائل يقرأون نصوص القرآن وفقاً لما يعتقدون أنه مراد الله تعالى منها، إما بالفهم المباشر المستنبط للمعنى من خلال التفاعل الحي مع مفردات لغة النص، كما هي حال الصحابة الذين عايشوا نزول القرآن باللغة التي كانوا يتعايشون معها وبها يومياً، وإما باستخدام آليات التأويل الإيجابية التي لا تقفز على معهود العرب اللغوي والحضاري الذي نزل القرآن بلغتهم، كما هي حال التابعين الأوائل، بعيداً عن أن يسقط أحدٌ منهم رغباته الأيديولوجية على القرآن ذاته. واستمر الأمر على هذه النحو من التفاعل الإيجابي المثمر مع النص القرآني، حتى بذر الخوارج بذرة الانحراف عن القراءة (العلمية) للقرآن، لصالح القراءة (الأيديولوجية) له مع تعليلهم رفضهم التحكيم الذي جرى بين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وخصومه من أهل الشام، بأن "الحكم لله وحده" بتفريغ الآيات التي تتحدث عن حكم الله تعالى من سياقها التاريخي الذي لا يستنبط معناها الحقيقي إلا بمراعاته.
إلا أن بداية الانحراف الحقيقي عن القراءة العلمية للقرآن جاء على أيدي الأمويين عندما التفوا على شرعية الحكم الإسلامي آنذاك، مما حدى بهم إلى أن يصطنعوا "شرعية" جبرية، مضمونها ما ادعوه من أن الله تعالى هو الذي ساق لهم الحكم بسابق قدره، وأنه بالتالي هو من قدَّر عليهم غشيان المحرمات وسفك الدماء وانتهاك حرمة المقدسات، ولأجل "شرعنة" هذا الجبر، فقد عمدوا إلى (توظيف) الوعاظ والقصاص، يؤولون نصوص القرآن - خاصة منها ما يوهم ظاهرها الجبر - لتكون داعمة لرؤيتهم بالإدعاء بأنهم كانوا واقعين تحت جبرية إلهية عندما ظلموا الناس وانتهكوا حرمة المقدسات.
ولأن مثل هذه البذرة لا بد وأن تؤتي ثمارها إذا كان ثمة توطئة فقهية/رسمية لها - وهو ما عمل له الأمويون بكل ما أوتوا من قوة - فقد أتت أكلها عندما أثار القدرية - الذين كانوا على الضد من الجبرية - مسألة (خلق الأفعال) التي أرادوا من خلال القول بها تحميل حكام بني أمية مسؤولية ما اقترفته أيديهم من الظلم، فتصدى لهم خصومهم من الجبرية المحسوبين على الأمويين، وفيما بعد تطور الصراع ليكون بين المعتزلة الذين قالوا ب "خلق القرآن" من زاوية ضمان عدم تعدد القدماء في رأيهم، وبين الحنابلة الذين قالوا بأنه "منزل غير مخلوق". وكلا النظريتين لم تكن لتثير أيٌّ منهما أية مشكلة فيما يتعلق بالاستنباط من القرآن في البداية، إلا أن ظهور الآراء المتأرجحة بينهما، وتكاثر الأنصار والخصوم لكليي الرأيين، أتاحا مجالاً واسعاً لتدشين التفسير الأيديولوجي للقرآن منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم.
ولأن طبائع العمران البشري (بلغة ابن خلدون) تقتضي بأن تتطرف النظرية المسيطرة على الساحة - لا بإقصاء منافستها فحسب - بل ويفرض أيديولوجية تذهب إلى أٍقصى اليمين فيما يتعلق بالتبشير بأدبيات الفكرة أو النظرية التي تتبناها، فقد أيَّدت النظرة التقليدية، التي أقصت النظرة الاعتزالية من الساحة، نسخة غير قابلة لتطوير مفهوم تفسير النص القرآني ليتوأم مع مستجدات العصر، من خلال أعمال معيارها المشهور (القرآن منزل غير مخلوق) وهو قول حق في عمومه، إلا أنه أنتج فيما بعد تفسيراً للقرآن غير قادر على التفريق بين محاور النص القرآني، ليأتي الاستشهاد في أغلب الأحيان - خاصة فيما يتعلق بنصوص السلوك والعلاقات والحرية الإنسانية - معاكساً تماماً لمراد الله تعالى منها، وسيتضح الأمر أكثر عند عرض نماذج من تلك الاستشهادات المضطربة.
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن الأمر يستلزم قبل ذلك، الإشارة إلى أن القرآن الكريم عبارة عن نص مركزي تتوزع نصوصه على ثلاثة محاور رئيسية: محور المتكلم ومحور المستقبل ومحور الغائب المتكلم عنه. فما قد يأتي من نصوصه على لسان المستقبل مثلاً، فليس هو من كلام المتكلم تعالى، وإنما هو كلام ساقه الله تعالى على لسان المستقبل (الرسول) لغرض رئيسي في وظيفة النص، مثلما أن ما تحمله النصوص من كلام على ألسنة الغائبين المتكلم عنهم في القرآن، أو ما تحمله من أخبار عنهم، لا يمثل في حقيقته كلام الله تعالى، لأن ما تحمله من مضامين قد يخالف أمر الله وحكمته، والله تعالى يسوقها لتؤدي هي الأخرى وظيفة محددة في النص القرآني.
والمشكلة الكبرى التي أورثتها النظرية التقليدية - في كيفية قراءة القرآن - للأجيال اللاحقة من المسلمين، هي عدم الفصل بين محاور النص القرآني عند الاستشهاد به، حيث تقرأ كافة النصوص على أنها من كلام الله تعالى، مما مهد الطريق أمام "شرعنة" كثير من مظاهر الظلم والإجحاف - خاصة فيما يتعلق بالمرأة - كما "شرعَّت" للتفاوت الاجتماعي بين الناس على اعتبار أنه مراد لله تعالى، بالإضافة إلى تجريد النصوص التي هي من كلام الله تعالى وحده، من سياقاتها المختلفة، والتي لا ينتصب لها المعنى إلا بمراعاتها، وكل ذلك، إما بذريعة أن الكل كلام الله تعالى، وإما انسياقاً مع مصطلح (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب).
سأعرض هنا نماذج من بعض النصوص القرآنية التي هي محسوبة على محور الغائب، والتي نقرؤها عادة على أنها من كلام الله تعالى ومرادة له سبحانه، والتي تأبدت في المنهج السلفي، كنتيجة نهائية لما أسفرت عنه المعرفة الفكرية والعملية بين (الصفاتية) و (المنزهة) في بدايات التاريخ الإسلامي. فعندما يريد الوعاظ والقصاص - وما أكثرهم في مجتمعنا - إسقاط نزواتهم الذكورية على المرأة، بصفتها مسؤولة وحدها عن إغواء الرجل، لا يتأخرون عن الاستشهاد بعجز الآية رقم 28من سورة يوسف وهي: (إن كيدكن عظيم)، رغم أنه في حقيقته كلام يحكيه الله تعالى عن غائب معين هو عزيز مصر (رئيس وزرائها) أيام الهكسوس، عندما تأكد من براءة يوسف وتورط زوجته بالذنب، وليس هو بالتالي حكم الله تعالى على المرأة، والغريب أن هؤلاء القصاص لا يجدون حرجاً في أن يصفوا المرأة بنقصان العقل والدين في معرض تأكيدهم تفوق وسيطرة الرجل عليها، وهو قول يتناقض مع القول بعظم كيدها الذي لا يكون عظيماً إلا مع قوة عقلها.
وبالمثل عندما يريدون تشريع العنصرية الذكورية قبل المرأة، فإنهم لا يترددون عن استصحاب ما جاء في الآية 36من سورة آل عمران (وليس الذكر كالأنثى) وينسبون هذه التفرقة العنصرية لله تعالى، مع أنه معيار عنصري ذكوري إسرائيلي يسوقه الله تعالى في معرض نعيه تلك التفرقة، على هامش سوقه لقصة أم مريم بنت عمران مع نذرها تحرير ما في بطنها ليكون في خدمة المعبد الإسرائيلي الذي لا يقبل في شرف خدمته إلا الذكور.
وفي سياق آخر، يريد هؤلاء إثبات أن التفاوت الاجتماعي بين البشر مراد لله تعالى لكي يسخر الناس بعضهم من بعض، وحاشا رب العزة والجلال عن ذلك، فيأتون بقوله تعالى (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً). بينما أن هذه الآيات في حقيقتها نعي من الله تعالى على تلك المجتمعات التي اتخذت التفاوت الاجتماعي، والذي هو من صنع البشر أنفسهم، ذريعة للتفاخر والكبر والبطر والسخرية ممن هم أقل مستوى منهم، بدليل أنه تعالى عقّب على هذا المعنى بقوله في نهاية الآية (ورحمة ربك خيرٌ مما يجمعون).
وهكذا هي القراءة الأيديولوجية للقرآن، لا تكتفي بتغيب القرآن عن العصر ومشكلاته، بل تزيد على ذلك "شرعنة" الظلم والقهر الاجتماعي والتفاوت الطبقي، بالإدعاء بأنه قضاء الله تعالى وقدره مراده وإرادته، في تخريج جديد/قديم لنظرية الجبر الأموي على حساب الرضا بالقرآن ليكون حاكماً فعلياً في حياة الناس.
وقال في تعقيبه على بعض التعليقات على هذا المقال
شكرا لكل من تداخل على الموضوع. شكرا لكل انتقد أوعنف أو اتهم أو أيد , فنحن في النهاية نتحاور , وعندما نتحاور فنحن نكون قد وضعنا أقدامنا على أول طريق التقدم. أريد من الجميع أن تتسع صدرورهم لبعض كلمات أقولها على هامش مداخلاتكم.
لماذا , وأكرر لماذا نصر على استدعاء أناس ماتوا قبل مئات السنين ليفكروا بالنيابة عنا؟ قتادة أو السدي أو ابن كثير أو الطبري أو القرطبي أو الزركشي أو السيوطي فسروا القرآن وفقا لمعهود عصرهم المعلوماتي والحضاري والمعرفي , وتركوا لنا فرصة الإستفادة من منتجات عصرنا لنفكر من خلالها. القرآن كنص حرفي مقدس لا يجوز لأي منا أن يقفز على قدسية نصوصه بحرفيتها , أما تفسيرها ومعانيها فلكل قارئ وفقا لعصره أن يخضعها لأفق عصره. كان السلف في السابق موقنين بأنه لا يمكن معرفة الجنين قبل الولادة. وعندما تقدمت تكنولوجيا السونار واستطعنا من خلالنا تحديد جنس المولود بسهولة اضطررنا لإعادة تفسير آية (إن الله عنده علم الساعة ,,, الخ) وفقا لمعهود عصرنا. أما أن يصل الغرب إلى تفكيك الشفرة الوراثية ونحن ننادي السدي أوعكرمة أو ابن تيمية ليفسروا لنا نصوص القرآن العلمية أو الطبيعية فتلك كارثة ما بعدها كارثة.
بوسف أبا الخيل
11:13 مساءً 2007/ 11/27
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:13 م]ـ
ليت الردّ يكون من قبل احد المشرفين الذين لهم باعٌ في مواجهة هؤلاء الكثتاب دون تحديد احد منهم.
ومن أقبح سقطات هذا المقال:
النيلُ من الأمويين على وجه العموم وهذا سوء أدبٍ مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم , فليت ذمّه لهم استثنى سادتنا من الصحابة من بني أمية.
ومنها:
زعمه "أن بداية الانحراف الحقيقي عن القراءة العلمية للقرآن جاء على أيدي الأمويين عندما التفوا على شرعية الحكم الإسلامي آنذاك" وهذه الدعوى لا تبقي لنا مصدراً موثوقاً من مصادر معرفة معاني القرآن لأن جميع الموجود منها تلا هذه الحقبة الزمنية والكاتب لم يضع حداً زمانياً لما يسميه الانحراف ولعل بداية القراءة الحقيقية العلمية للقرآن تجيء على يديه بمثل هذه المقالات.
ومنها ما قال عن آيات القرآن:
"أما تفسيرها ومعانيها فلكل قارئ وفقا لعصره أن يُخضعها لأفق عصره"
وهذا عجيب جداً.!!
ومنها:
زعمه أنّ الرجوع لأهل العلم وأئمة التفسير - الذين تعبدنا الله بسؤالهم إن كنا لانعلم -استدعاءٌ لهم للتفكير نيابةً عنّا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:19 م]ـ
[ QUOTE لماذا نصر على استدعاء أناس ماتوا قبل مئات السنين ليفكروا بالنيابة عنا؟ قتادة أو السدي أو ابن كثير أو الطبري أو القرطبي أو الزركشي أو السيوطي فسروا القرآن وفقا لمعهود عصرهم المعلوماتي والحضاري والمعرفي , وتركوا لنا فرصة الإستفادة من منتجات عصرنا لنفكر من خلالها. القرآن كنص حرفي مقدس لا يجوز لأي منا أن يقفز على قدسية نصوصه بحرفيتها , أما تفسيرها ومعانيها فلكل قارئ وفقا لعصره أن يخضعها لأفق عصره.
مع تقديري للأخ الفاضل الناقل د. الحميضي، كذا من نقل عنه، أحب أن أقول:
إن خلاصة المقال تكمن في هذه الأسطر السابقة فحسب، ولا يحتاج الأمر للرد بقدر ما يحتاج للحذر من غمط حق من حفظوا لنا الأصل فلهم علينا عظيم الفضل. وليست هذه اللهجة عنا ببعيد فليتدبر.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Nov 2007, 12:07 ص]ـ
... إن التذرع بفهم معاصر للآيات التي تحتوي إشارات علمية، والاستفادة من منتجات العصر، لا يعني بأي حال الانقطاع عن الماضي بكل ما فيه، إن التخلي عن الماضي يعني التخلي عن الحاضر والمستقبل , ذلك أن الحاضر اليوم سيصبح ماضيا غدا، فهل نستمر في التخلي عنه؟
إن في وسعنا أن نصطحب الماضي ونعيش عصرنا دون أن نتنكر لأحدهما، نحترم الماضي ونقدره دون أن نقدسه، ونأخذ من عصرنا ما لا يتعارض مع الفهم السليم للقرآن.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Nov 2007, 02:56 ص]ـ
إن في وسعنا أن نصطحب الماضي ونعيش عصرنا دون أن نتنكر لأحدهما، نحترم الماضي ونقدره دون أن نقدسه، ونأخذ من عصرنا ما لا يتعارض مع الفهم السليم للقرآن
أحسنت أستاذنا جلغوم فهو كما قلت، وهذا هو المنطلق الذي يجب أن نسير عليه في نظرتنا لعلوم الشرع دون ما إفراط أو تفريط.
ـ[نعيمان]ــــــــ[06 Sep 2008, 02:06 ص]ـ
يقول الكاتب: (لماذا نصر على استدعاء أناس ماتوا قبل مئات السنين ليفكروا بالنيابة عنا؟ قتادة أو السدي أو ابن كثير أو الطبري أو القرطبي أو الزركشي أو السيوطي فسروا القرآن وفقا لمعهود عصرهم المعلوماتي والحضاري والمعرفي , وتركوا لنا فرصة الإستفادة من منتجات عصرنا لنفكر من خلالها. القرآن كنص حرفي مقدس لا يجوز لأي منا أن يقفز على قدسية نصوصه بحرفيتها , أما تفسيرها ومعانيها فلكل قارئ وفقا لعصره أن يخضعها لأفق عصره)
ومن زعم أننا نستدعيهم ليفكروا بالنيابة عنا؟!! بل هم الأصل ونحن الفرع الذي أخذ منهم، ونسير على منوالهم، وهم السلف ونحن الخلف الذي نتكئ على فهمهم لنفهم عصرنا ومقتضياته، وبما اختراهم الله تعالى ليسبقونا في وضع الضوابط حتى لا ينفلت كل امرئ بما فهم (لكل قارئ) ولو خالف العقول الصريحة.
ألا وإن استشراف المستقبل لا يكون إلا بالرجوع إلى الماضي المتمثل بمن سبق، وفهم الواقع. وإلا أصبح المرء منبتاً عن السابق واللاحق، وهذا لا يقول به عاقل، لكن قد يقول به كاتب!
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا هو المقصود من كثير ممن ينظّر علينا ويصف نفسه بالليبرالي (أي حر في تفكيره بلا قيد) وهو يكاد يطير من فرحٍ بالتسمية، معتبراً أن ماضينا تراث فقط، وعلينا وضعه في متحف التاريخ للفرجة!! ولا علاقة له بواقعنا، لهم عصرهم ولنا عصرنا.
ودائماً ياتون لنا بألفاظ مترجمة مقولبة محنّطة من كتابات المستشرقين: التراث، النص المقدس، الفكر الإسلامي المستنير، وغيرها!!! فيزعمون أن فهم السابقين غير مقدس، ونحن نوافقهم: فهمهم رحمهم الله تعالى مقدّر لا مقدس، ولكنهم إنما يقولون هذا حتى لا يقدّس، ولا يقدّر، ولا يلتفت إليه! وإنما هو تحايل ليصلوا إلى ما يريدون!
تدبير ثم تخدير ثم تفجير ... (سلولي بت شور) جملة فرنجيّة.
وليس بمستغرب مقولة أحد الساسة المعاصرين: عاوزين ترجعونا لعصر الحمير!!
يا سلام على الفهم المستنير يا أيها الكبير الذي تقود مجموعة من ال ..... قصدي مجموعة من العصافير!!!
يقول الكاتب: (القرآن كنص حرفي مقدس لا يجوز لأي منا أن يقفز على قدسية نصوصه بحرفيتها , أما تفسيرها ومعانيها فلكل قارئ وفقا لعصره أن يخضعها لأفق عصره)
ما تعريف (القارئ) عند الكاتب؟! أطلق اللفظة لتستوعب كل أحد (مَن هبّ ودبّ)!!
وأنا أسأل: هل يجوز لك أيها الكاتب أن تصف علاجاً لمريض، سواء أكان هذا المريض جسدياً أم عقليّاً - وأنت متخصص في علم الطعام، والكروش، وتخفيف سمنتها مثلاً؟! ولو وصفته ماذا سيحدث يا ترى؟
وهل يجوز لك أن تضع مخططاً لبناء مدينة كبيرة وأنت متخصّص في علم القبض (سواء قبض الأموال أم قبض الأحمال)؟ ولو وضعته ماذا سيحدث يا ترى؟
وقس على ذلك كل التخصصات!!
لم تفسير كتاب الله تعالى تريد أن تخضعه لكل قارئ - هكذا - مطلق قارئ؟!!
أليس لكل تخصص احترامه وتقديره!! هل تقرأ ما تكتب أيها الكاتب النّحرير، أم لم تراجع ما كُتِبَ لك - أقصد ما خطته يداك لك؟
على كل هذه الأفكار ليست وليدة اليوم، ولا ابتدعها الكاتب؛ بل هي قديمة بقوالب محنّطة!!
ومثل هؤلاء مثل سياسيّ معاصر يكرر في كل لقاء صحفي ذات العبارات، حتى صار بعض أطفالنا ممن يتابع هذه القضايا يردد عباراته حال رؤيته إياه على الشاشة الفضية:
الدولتين، ورؤية الرئيس، واتفقنا على جملة من القضايا، والحل المشترك، ولا بد من تفعيل قضايانا، والتعايش السلمي، والبطيخ الصيفيّ، ومدري شنو ...
ومثل هؤلاء مثل شاب يظن نفسه محدّثاً، ركب سفينة فأصابه العطش، فوجد إناء مع شاب نصرانيّ، قال له: اسقني، فقال له النصرانيّ: هذا خمر! وأنتم لا تشربونه. قال له: ممن اشتريته؟ قال: من يهوديّ.
فقال الشاب الذي يظن نفسه كاذباً - أقصد كاتباً - أقصد محدّثاً: أنا لا أقبل رواية من يطير في الهواء فلا يسقط، ويسير في البحر فلا يبتل، فكيف أقبل رواية نصرانيّ عن يهوديّ، فأخذ الخمر فشربه.
أية قوالب يضعون؟! ّ وأية عقول يحملون؟! وأي غثاء يهذرون؟!
الحمد لله على نعمة العقل والدين، ونسأله تعالى الثبات واليقين.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[31 Oct 2010, 07:46 م]ـ
حال هذا الكاتب كحال كثير من المناضلين في فترة السبعينيات الذي ركبوا موجة المد اليساري او ان شئت قل الشيوعي لمواجهة المد الامبريالي الاستعماري الامريكي فصدقهم كثير من الشباب المتحمس الذين لم يتعرفوا بعد على ما سمي لاحقا الصحوة الاسلامية
فصاروا يتباهون بانهم حملة فكر مستنير ثوري يسعى لتغيير واقع المجتمعات العربية او الاسلامية الى مجتمع الرفاه المحرر المزعوم
فصاروا ملحدين بامتياز لدرجة ان شتم الذات الالهية صار لهم فطورا وغداء وعشاء
وذات يوم دار حديث بيني وبين احد الملاحدة الفلسطينيين في العاصمة التركية انقرة
قلت له: أتؤمن بالله؟
ضحك وقال: طبعا لا
قلت: اذا اردت ان تسب فهل تسب احدا غير موجود؟
قال: طبعا لا
قلت: فلماذ لا تحترم فكرك الالحادي وتكف عن شتم اله لا تعترف بوجوده
فخزي الذي كفر وبهت وتسمر في مقعده
وتوقف عن ممارسة عادة الشتم
فجئت لأحد تلاميذه وسألته: هل انت شيوعي؟
قال:نعم
قلت له: وهل تؤمن بكل ما جاء في الفكر الشيوعي؟
قال: نعم
قلت: وهل تؤمن بما قاله لينين وكارل ماركس من ان نهاية الثورة الشيوعية مرحلة المشاع التي تتفكك فيه الاسرة وتصبح العلاقات الجنسية مشاعا-من هنا جاءت كلمة الشيوعية-؟
قال:نعم
قلت: وهل ترضاه لامك ولاختك؟
فثارت ثائرة التلميذ
قلت له: فلماذا لا تطبق ما تؤمن به على أمك ايها الشيوعي ابن الشرق الاسلامي؟
فقط تريدون تطبيق ما يناسبكم واهواءكم وشهواتكم وتحرمونه على امهاتكم واخواتكم
انتم لستم من الشيوعية بشئ
تركبون موجة ليقال عنكم انكم اصحاب فكر ثوري تغييري فاذا ما وصلت الثورة بيوتكم واعراضكم انتفضتم وصرتم شيوخا تحرمون الزنا والخنا وغيرها
بئست الشيوعية شيوعيتكم
وبئست الليبرالية ليبراليتكم
وبئس التنوير تنويركم
وبئس الانفتاح انفتاحكم غير المحكوم بالضوابط الاخلاقية
هذا هو حال مدعي الليبرالية والانفتاح وأنا اسميهم ابناء السوق الحر الذين لا أب لهم
او ابناء الشوارع ان شئت
هم يريدون كل ما يلبي شهواتهم ورغباتهم
ويلوون نصوص الشرع ليتفق مع غرائزهم
أخي نعيمان
هل المحدث الذي ذكرت قصته مثل سميه الذي حرم لحم الواوي (حيوان قريب من الذئب)
فلما عرف ان حصته من لحم الواوي صار في بيته
عاد للسائل وقال له: هل سألت عن الواوي أم الوي وي؟
لان لحم الوي وي حرام
اما لحم الواوي فحلال قولا واحدا لا يقبل القسمة على اثنين
حسبنا الله
اللهم اهد كاتب هذا المقال وامثاله
وان لم تهده فأنت اولى منا به
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[31 Oct 2010, 09:07 م]ـ
هذا مقال للعلامة الشيخ صالح الفوزان وجدته في موقعه على النت ناقش فيه بعض أفكار المقال المشار إليه هنا:
القرآن كله كلام الله تعالى
قرأت مقالا في جريدة الرياض الصادرة يوم الثلاثاء 17/ 11/1428هـ للكاتب يوسف أبا الخيل تحت عنوان: [لكيلا نسقط على القرآن وزر تمذهبنا] وقد وجدت الكاتب - هداه الله - قد وقع في أخطاء عظيمة في القرآن وتفسيره على غير مراد الله منه. وفي حملته الشعواء على بني أمية ووصفهم بالظلم والقهر بما فيهم من الصحابة الأجلاء والعلماء الفضلاء فرأيت أن أناقشه فيه فأقول:
غلطه حول القرآن حيث جعل نصوصه عبارة عن ثلاث محاور رئيسه كما يقول: وهي محور المتكلم ومحور المستقبل - بكسر الباء - ومحور الغائب المتكلم عنه ثم قال بعد هذا التقسيم: فما قد يأتي من نصوصه على لسان المستقبل بكسر الباء فليس هو من كلام المتكلم تعالى. وإنما هو كلام ساقه الله تعالى على لسان المستقبل [الرسول] لغرض رئيس في وظيفة النص مثل ما تحمله النصوص من كلام على ألسنة الغائبين المتكلم عنهم في القرآن أو ما تحمله من أخبار عنهم لا يمثل في حقيقته كلام الله لأن ما تحمله من مضامين قد يخالف أمر الله وحكمته والله تعالى يسوقها لتؤدي هي الأخرى وظيفة محددة في النص القرآن انتهى كلامه. وأقول للكاتب إن هذا التقسيم غير صحيح فالقرآن الكريم هو كلام الله كله والأقسام التي يتناولها كلها كلام الله وهي كثيرة منها ما يتعلق بالله كالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك وذكر أسماء الله وصفاته وأفعاله ومنها التشريعات من تحليل وتحريم وحكم بين الناس فيما أختلفوا فيه ومنها الأمثال المضروبة ومنها القصص ومنها الأخبار عن المستقبل في الدنيا والآخرة ومنها الوعد والوعيد فما يقصه الله عن أهل الإيمان من الرسل وأتباعهم فهو للاقتداء بهم وما يقصه عن الكفرة والجبابرة فهو للتحذير من طريقتهم فقد يذكر كلام الرسل وأتباعهم ويذكر كلام الكفرة وأتباعهم فالقصص - بفتح الصاد - هو كلام الله قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)، (نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ)، وأما المقصوص المحكي فهو كلام البشر ذكره الله إما للإقتداء بهم أن كانوا صالحين وإما للتنفير من طريقتهم إن كانوا كافرين - وكذلك ليس للرسول صلى الله عليه وسلم كلام جعله الله قرآنا - وغنما كلام الرسول صلى الله عليه وسلم يكون في سنته التي هي عبارة عن أقواله وأفعاله وتقريراته إلا ما حكاه الله من قول الرسول فهو كالذي يحكيه عن غيره من الرسل وكله من كلام الله تعالى باعتبار ذكره له وكذلك من غلطه في حق القرآن ما قاله حول قوله سبحانه في حق المرأة في سورة يوسف (إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) قال ليس هو حكم الله تعالى على المرأة، يعني فلا توصف المرأة بأن كيدها عظيم يقول لأن هذا الكلام صدر عن الملك - ونقول له أليس الله سبحانه قد ساقه مقررا له لا منكرا له بل مؤيدا له أيضاً بما حكاه الله عن يوسف عليه السلام أيضا من قوله: (إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)، ثم قال الكاتب أن هؤلاء القصاص لا يجدون حرجاً في أن يصفوا المرأة بنقصان العقل والدين في معرض تأكيدهم تفوق وسيطرة الرجل عليها وهو قول يتناقض مع القول بعظم كيدها الذي لا يكون عظيماً غلا مع قوة عقلها - وأقول نعوذ بالله تعالى من هذا القول الذي تفوه به الكاتب - فالقائل بنقصان عقل المرأة ونقصان دينها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس قائله هم القصاص ولعل الذي حمل الكاتب على هذا القول الخطر جهله بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن كان يعلم أنه من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأنكره فالأمر أخطر كما قيل:
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك قول الكاتب عن قول الله تعالى: (وليس الذكر كالأنثى) حيث قال وينسبون هذه التفرقة العنصرية إلى الله تعالى ونقول للكاتب: هذه الجملة من الآية قيل إنها من كلام الله فهو الذي أخبر أن الذكر ليس كالأنثى وقيل غنها من كلام مريم والله ذكرها مقررا لها والواقع يثبت أن الذكر ليس كالأنثى - ولو قيل لأي ذكر إنك كالأنثى لغضب وأظن الكاتب كذلك فالذي خلق الذكر والأنثى فاوت بينهم في الخلقة والطباع والاستطاعة والعمل الوظيفي وغير ذلك لا ينكر ذلك عاقل فالمرأة لا تستطيع أن تتحمل ما يتحمله الرجل لضعفها وكذلك ما ذكره الكاتب حول قوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) قال الكاتب: هذه الآيات في حقيقتها نفي من الله على تلك المجتمعات التي اتخذت التفاوت الاجتماعي والذي هو من صنع البشر أنفسهم ذريعه للتفاخر والكبر والبطر والسخرية ممن هم أقل مستوى منهم ونقول للكاتب هذا قول على الله بغير علم وتفسير للقرآن بغير ما أراده الله فالآية التي ذكرها هي في سياق الأنكار على الذين جحدوا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم واحتقروه: (وَقَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنْ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) قال الله تعالى رداً عليهم: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) فإذا كانوا لا يملكون قسمة الأرزاق فكيف يقسمون رحمة الله التي أعظمها النبوة فيعطونها لمن شاءوا أو يحرمون منها من شاءوا وأما قول الكاتب: إن التفاوت الاجتماعي من صنع البشر أنفسهم فنقول كيف يقول هذا والله تعالى قال: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) وبين الحكمة في ذلك: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) أي مسخرا له في العمل بالأجرة كي يستفيد صاحب المال ويستفيد العامل ولو كانوا كلهم أغنياء لم يوجد عمال ولو كانوا كلهم فقراء لم يوجد عمل ولا أجرة فلس المراد بالآية النعي من الله على المجتمعات: وإنما المراد الامتنان من الله علينا فالذي من صنع البشر إنما هو التفاخر والكبر والبطر والسخرية بالفقراء وليس المراد من قوله تعالى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً) السخرية كما فهم الكاتب وإنما المراد التسخير في العمل فهناك فرق بين (سُخْرِيّاً) بضم السين و سخريا بكسر السين كما في قوله تعالى: (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً) فالأول من التسخير والثاني من السخرية فليفهم الفرق كيلا يلتبس هذا بهذا - كما التبس على الكاتب ففهم من الآية غير ما أراد الله بها.
وأما حملة الكاتب على بني أمية حيث قال: إن بداية الإنحراف الحقيقي عن القراءة العلمية للقرآن جاء على أيدي الأمويين عندما التقوا على شرعية الحكم الإسلامي آنذاك مما حدى بهم إلى أن يصطنعوا شرعية جبرية مضمونها ما ادعوه أن الله تعالى هو الذي ساق لهم الحكم بسابق قدره وأنه بالتالي هو من قدر عليهم غشيان المحرمات وسفك الدماء وانتهاك حرمة المقدسات ولأجل شرعنة هذا الجبر عمدوا إلى توظيف الوعاظ والقصاص يؤولون نصوص القرآن - إلخ ما قال ونقول له:
أولاً: بنو أمية هم أول من منع القصاص قال معاوية رضي الله عنه: (لا يقص إلا أمير أو مأمور).
ثانياً: ما هي أدلتك وبراهنك على ما رميت به بني أمية من هذه الاتهامات الخطرة وهم دولة مسلمة لها جهود في نشر الإسلام ومقاومة الفرق الضالة وقتل الزنا والملاحدة.
ثالثاً: هل خلافة بني أمية خارجة عن قضاء الله وقدره إذا فالله سبحانه وتعالى يقع في ملكه ما لا يريد - تعالى الله عن ذلك القول الذي هو في حقيقته قول المعتزلة الذين ينفون القدر.
رابعاً: دولة بني أمية دولة عظيمة لها مكانتها في التأريخ الإسلامي ولها جهودها في الحفاظ على الإسلام ونشره في الآفاق بالدعوة والجهاد.
خامساً: إذا كان في دولة بني أمية من ليس على المستوى المطلوب دينيا من بعض الأمراء والعاملين في دولتهم فهذا لا ينسب إلى جميع الدولة الأموية لأن هذا شيء لا تسلم منه دولة ولا مجتمع في الغالب.
سادساً: بنو أمية فيهم صحابة كرام كعثمان بن عفان الخليفة الراشد وأبو سفيان وأبناؤه: معاوية وأخته أم حبيبة أم المؤمنين ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم رضي الله عنهم ومنهم عبد الملك بن مروان وأبناؤه ومنهم الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز وفيهم من يغلب عدله على جوره - فهم منزهون عما رماهم به الكاتب وأظنه استقى هذا الكلام الذي قاله في بني أمية من خصومهم الشيعة الذين لم يسلم منهم حتى الخلفاء الراشدون حيث قالوا فيهم إنهم اغتصبوا الخلافة من الوصي بزعمهم علي رضي الله عنه وظلموا أهل البيت وأن أبا بكر وعمر صنما قريش وختاما أوصي نفسي والكاتب بتحري الحق وقول الصدق والتحفظ من القول على الله وعلى رسوله بغير علم والتجني على الأبرياء وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.(/)
دعوة لاستماع دروس العالم الجليل مصطفى البحياوي في شرح مختصر (الإتقان في علوم القرآن)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Nov 2007, 10:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لقيتُ في زيارتي الأسبوع الماضي للشارقة، وتحديداً ليلة الخميس 12/ 11/1428هـ العلامة الجليل الشيخ مصطفى البحياوي العالم المغربي الجليل وذلك في منزل سمو الشيخ سالم القاسمي جزاه الله خيراً، وقد كانت ليلة علمية ثرية بالفوائد من الشيخ البحياوي حفظه الله، يزين كل ذلك العلم تواضعه وأريحيته زاده الله توفيقاً وقبولاً.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474dbb66975ea.jpg
وقد بدأ في شرح مختصر الإتقان للسيوطي بمسجد النور بالشارقة، ويمكنكم متابعة حلقاته العلمية وتحميلها من الروابط التالية:
مركز تفسير لمشاركة الملفات ( http://tafsir.net/mlffat/index.php?action=viewfolder&id=37)
موقع أرشيف (فيديو) ( http://www.archive.org/details/Bahyawi-Itqan-Video)
موقع أرشيف (صوت) ( http://www.archive.org/details/Bahyawi-Itqan-Audio)
مع الشكر والدعاء بالخير لأبي الحسن الشامي وفقه الله على رفعه الدروس إلى موقع أرشيف.
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[29 Nov 2007, 09:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الدكتور عبد الرحمن لهذه الدعوة الطيبة خير الجزاء
هذا وبحمد الله تعالى بدأنا حضور هذه الجلسات المباركات والتي جاءت كما أعدَّ لها بأن تكون الجانب العملي التطبيقي لما أسهمتم به في الجانب النظري في الدورة العلمية في المنتدى الإسلامي في الشارقة بعنوان علوم القرآن الكريم
ووالله لقد لقيت علماء أفذاذ وجهابذة كثر على مدة فترة طلبي للعلم والتي ابتدأت منذ خمسة وثلاثين عاماً فما رأيت لهذا الشيخ من مماثل في سعة علمة ودقة عبارته وسرعة استحضاره وبعد تحليلاته وإحكام مقاله وفطنة وحافظة قل نظيرها وتحقيق للمسائل وردها لأصولها في الكتاب والسنة وفقه سلف الأمة مع أدب جم وجلاء وبيان قل نظيره إلا فيمن رسخ في العلم وفتح الله عليه من أنوار الفهم كما عهدت ولمحت ذلك بكم
فجزاكم الله خيراً وجزاه وسائر علماء الأمة حراس شريعته ووراث نور هدي النبوة خير ما جازى به الدعاة الصادقين الى صراطه المستقيم .....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2007, 07:08 م]ـ
لما سمعت الدرس الأول حمدت الله، وعلمت مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمتي كالغيث لا يدرى أوله خير أم آخره) ..
لله دره من عالم!
ملئ علما وفقها، وازدان ببيان وحكمة ...
كلامه كالنور تجده أثره في قلبك من مجرد سماعه.
فجزاك الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على دلالتنا على هذا المورد العذب الزلال ..
وكثر الله من أمثال هذا الشيخ، وحفظه وسدد وأعانه ونفع به، فمثله نتمنى أن يشيع بين العالمين ذكره.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:52 م]ـ
جزاكما الله خيراً جميعاً.
الشيخ مصطفى البحياوي وفقه الله من العلماء الراسخين زاده الله توفيقاً، ويظهر عليه سعة الحفظ والاستحضار الجيد للمحفوظ، وهو مقرئ متقن في القراءات ولديه معهد اسمه معهد الإمام الشاطبي لتدريس القراءات في طنجة. ولدي عدد من دروسه في التفسير أخذتها من الأخ الكريم أبي بكر سعداوي منسق هذه الدورات في المنتدى الإسلامي بالشارقة لعلي أرفعها على الموقع متى تيسر ذلك بإذن الله.
في 20/ 11/1428هـ
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Nov 2007, 05:54 م]ـ
إن من بركات السفر أن تعرفت أنا وأخي الدكتور عبد الرحمن الشهري على هذا الشيخ الجليل، ولقد سعدنا بلقياه ليلة؛ كانت ماتعة مفيدة، فشكر الله لأخي الفاضل أبو بكر السعداوي الذي كان سببًا مباركًا في هذا اللقاء، ولقد أهداني أبو بكر سيدي فيه شرح لكتاب الرقاق من صحيح البخاري للشيخ مصطفى، وما زلت أستمع له مستمتعًا ومستفيدًا من نثر علمه، ولطيف عبارته، ومحاسن سجعاته، ورقائق عباراته، فأسأل الله أن يعافي الشيخ مما أصابه من المرض، وأن يجمع له بين الاجر والعافية.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2007, 06:29 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله، وجعلكم مباركين أينما كنتم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Dec 2007, 11:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
هل من ترجمة للشيخ البحياوي؟ أو طرف من سيرته.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Dec 2007, 09:59 م]ـ
شكر الله لكم هذه الإضافة القيمة لملتقانا العزيز ..
سبحان الله!! كما ذكر أخي العبادي شعرت بصدق لهجته،وإخلاصه منذ أن سمعت صوته ـ أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكيه على الله ـ.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 Dec 2007, 08:03 م]ـ
هل سيتم الشيخ شرح الكتاب؟
هنا شيء من ترجمة الشيخ
http://montada.gawthany.com/vb/showthread.php?t=6060
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[03 Dec 2007, 01:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله
وبارك في الشيخ وشفاه من مرضه
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Dec 2007, 03:24 ص]ـ
الحمد لله
أرجو من الاخوة الافاضل ممن يعرفون الشيخ أن يفيدوني بعنوانه ورقم هاتفه اذا أمكن .... بارك الله فيكم وزادكم
من فضله
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا عبد الله، وهل الشيخ الفاضل مقيم في دولة الإمارات الشقيقة أم هي زيارة علمية ويعود إلى بلده.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Dec 2007, 01:53 م]ـ
با هي زيارة علمية ويعود إلى بلده كما أخبرنا بذلك، وهو لا يسافر عادةً إلا إلى الشارقة فقط.
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Dec 2007, 03:10 م]ـ
هل أتمَّ شرحه؟
ـ[أبو ياسين]ــــــــ[06 Sep 2008, 03:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أول خطبة لي الشيخ البحياوي حفظه الله في شهر رمضان الكريم
http://www.4shared.com/file/61892733/cdc3bc2d/REC016___.html
ـ[حسن الزهراني]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:29 ص]ـ
في الحقيقة أن الإخوة قد شوقونا لسماع صوت هذا الشيخ، ولاسيما ماذكره الشيخ عبد الرحمن والشيخ مساعد، فنرجو من الشيخين -فضلاً لا أمراً- المبادرة برفع مالديهم من صوتيات للشيخ البحياوي، ولكم منا الدعاء في ظهر الغيب ...
ـ[السراج]ــــــــ[06 Sep 2008, 07:52 ص]ـ
الشيخ مصطفى بن أحمد بن عبدالرحمن البحياوي الحسني من علماء المغرب الأجلاء والذي أعرفه أنه من علماء الحديث، وقد قرأ القرآن على شيخنا العلامة المقرئ الشيخ سعيد العبدالله المحمد العبدالله -رحمه الله تعالى- بقراءة ابن كثير براوييه ختمة كاملة في ثمانية عشر يوماً فقط، ويعتبر زميلي في تلقي القرآن عن شيخنا وهذا ما أتشرف به وهو متمكن غاية التمكن في علم الحديث بجميع أقسامه ... حفظه الله تعالى وبارك في عمره ...
ـ[أبو ياسين]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
http://www.4shared.com/file/62735579/5d27cc09/REC001__.html
خطبة 2 لي الشيخ البحياوي حفظه الله في شهر رمضان الكريم
ـ[أبو ياسين]ــــــــ[21 Sep 2008, 03:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
http://www.4shared.com/file/63792417/9c170713/REC002___.html
خطبة 3 لي الشيخ البحياوي حفظه الله في شهر رمضان الكريم
ـ[أبو حامد الشمالي]ــــــــ[22 Sep 2008, 05:25 ص]ـ
نريد شروحه الصوتية انزلوها وفقكم ربي
ـ[عبد الرحمن الظاهري]ــــــــ[28 Sep 2008, 03:18 ص]ـ
سبحان الله ... أنا مغربي ولا أعرف هذا الشيخ ... ولكن لاعجب فالمغاربة لايعرفون علمائهم لظروف معلومة .....
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن ...
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[19 Apr 2010, 03:53 م]ـ
< p>... ولقد أهداني أبو بكر سيدي فيه شرح لكتاب الرقاق من صحيح البخاري للشيخ مصطفى، وما زلت أستمع له مستمتعًا ومستفيدًا من نثر علمه، ولطيف عبارته، ومحاسن سجعاته، ورقائق عباراته، فأسأل الله أن يعافي الشيخ مما أصابه من المرض، وأن يجمع له بين الاجر والعافية.</ p> <p> </p> <p> هلا رفعتها لنا شيخنا الفاضل لنستفيد</ p>
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Apr 2010, 05:30 م]ـ
عندي شرح مختصر الإتقان كاملا مرئيا ومسموعا على DVD
ولا أدري ما هي الطريقة المناسبة لرفعه هنا؟
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[03 Nov 2010, 04:38 م]ـ
عندي شرح مختصر الإتقان كاملا مرئيا ومسموعا على DVD
ولا أدري ما هي الطريقة المناسبة لرفعه هنا؟
ألم تتوصل إلي طريقة لرفعها يا أستاذنا.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 Nov 2010, 05:25 م]ـ
سأحاول رفعها بإذن الله، لكني أحتاج بعض الوقت لكبر حجم الملفات ...
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[03 Nov 2010, 05:53 م]ـ
فيديو، أم صوت لأن الصوت متوفر
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[03 Nov 2010, 05:58 م]ـ
أقوم برفعها صوت فقط ... فرفعها فيديو شبه مستحيل بالنسبة لي ... ذلك أن حجم كل ملف يزيد على المائتي ميغا، وبعضها يزيد حجمه على الأربعمئة ميغا ...
فإن كانت متوفرة بالصوت وبجودة جيدة، ليتك تخبرني حتى لا أتجشم عناء رفعها ...
ـ[عمرو الشرقاوي]ــــــــ[03 Nov 2010, 06:38 م]ـ
تجده علي هذا الرابط؛
هنا ( http://www.archive.org/details/Boiahia-UlumQuran)
بارك الله فيك، ولو وجدت سبيلا إلي رفعها فيديو لكان حسنا.
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[05 Nov 2010, 10:06 ص]ـ
تم رفع الدروس بجودة عالية أفضل من جودة الدروس المرفوعة سابقا هنا:
http://www.archive.org/details/Bahyawi-Itqan-Audio
وسأحاول بعون الله رفعها بهيئة فيديو ...
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[05 Nov 2010, 09:56 م]ـ
تم بفضل الله رفع ملفات الفيديو على هذا الرابط:
http://www.archive.org/details/Bahyawi-Itqan-Video
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Nov 2010, 10:10 م]ـ
رضي الله عنك يا أبا حسن الشامي ووفقك لكل خير لقاء تعبك في رفع هذه الملفات، وقد قمت بحفظها كلها للاستماع إليها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[05 Nov 2010, 10:34 م]ـ
رضي الله عنك يا أبا حسن الشامي ووفقك لكل خير لقاء تعبك في رفع هذه الملفات، وقد قمت بحفظها كلها للاستماع إليها.
شيخنا عبدالرحمن،
بارك الله بكم ووفقكم لكل خير ...
لو كنت أعلم أن نصيبي هو هذه الدعوة الصالحة منكم، لما كنت تأخرت برفع الملفات ...
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[07 Nov 2010, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا الحسن ورضي عنك وأرضاك ..
وقد استفدتُ من الروابط التي وضعتها وفقك الله في رفع الدروس بيسر إلى مركز تفسير لمشاركة الملفات، وقد أدرجت جميع الروابط في المشاركة الأولى.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[09 Nov 2010, 01:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد هذا الذي قرأته يمكن لي أن أحيل الإخوة الأفاضل على قناة السادسة الفضائية المغربية لمتابعة حلقات التفسير للشيخ بحياوي وحلقات التربية والسلوك للشيخ بلمدني في إطار برنامج كرسي العلماء بالعاصمة المغربية الرباط - رباط الخير والعلم -وهما من أجود من جادت بهم مدارس التعليم العتيق بالمغرب. ومن استمع إليهما فسيعلم حقا وصدقا وعدلا رسوخ الرجلين في العلم.
أما ماذكره أحد الإخوة المغاربة فأحب أن أذكره بزهد المغاربة في علمائهم كما يقال أزهد الناس في العالم أهله. فعيب أن يقول لا أعرف هؤلاء الأعلام المعرفة وأهل البلد جميعهم يعرفونهما وضوح معرفة الشمس في كبد السماء(/)
إشكال
ـ[ابو حيان]ــــــــ[29 Nov 2007, 06:32 ص]ـ
السلام عليكم
كنا -ونحن في دار غربة- نتدارس بعض الآيات من سورة الأنبياء، وكنا نقرأ في التفسير الميسر، فلما قرأنا قوله تعالى (لو أردنا أن تخذ لهوا لاتخذناه من لدنا) قرأنا في تفسيرها:
لو أردنا أن نتخذ لهوًا من الولد أو الصاحبة لاتخذناه من عندنا لا من عندكم, ما كنا فاعلين ذلك; لاستحالة أن يكون لنا ولد أو صاحبة.
فأشكل علينا المراد من قوله (من لدنا) ولم نتستطيع فهم المعنى، فرجعت إلى أقوال المفسرين رحمهم الله تعالى
فوجدت كثيرا من المفسرين يذكر أن المراد: لاتخذناه من عندنا من أهل السماء أو من الملأ الأعلى، وهذا جاء عن بعض السلف رحمهم الله تعالى، كما رواه ابن جرير عن بعضهم، ولم يذكر ابن الجوزي غير هذا القول
قال ابن الجوزي:
قوله تعالى: {لاَّتَّخَذْنَـ?هُ مِن لَّدُنَّا} قال ابن جريج: لا تخذنا نساء أو ولدا من أهل السماء، لا من أهل الأرض. قال ابن قتيبة: وأصل اللهو: الجماع، فكني عنه باللهو، كما كني عنه بالسر، والمعنى: لو فعلنا ذلك لاتخذناه من عندنا، لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده، لا عند غيره.
وفصل ابن عاشور هذا المعنى فقال:
وجملة ((لو أردنا أن نتخذ لهوا)) مقررة لمعنى جملة ((وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين))، تقرير بالاستدلال على مضمون الجملة، وتعليلا لنفي أن يكون خلق السماوات والأرض لعبا، أي عبثا بأن اللعب ليس من شأننا أو على الفرض والتنازل لو أردنا اللهو لكان ما يلهو به حاصلا في أشرف الأماكن من السماوات فإنها أشد اختصاصا بالله تعالى إذ جعل سكانها عبادا له مخلصين، فلذلك عبر عنها باسم الظرف المختص وهو ((لدن)) مضافا إلى ضمير الجلالة بقوله تعالى من ((لدنا)) أي غير العوالم المختصة بكم بل لكان في عالم الغيب الذي هو أشد اختصاصا بنا إذ هو عالم الملائكة المقربين. فالظرفية المفادة من ((لدن)) ظرفية مجازية. وإضافة ((لدن)) إلى ضمير الجلالة دلالة على الرفعة والتفضيل كقوله تعالى ((رزقا من لدنا)) في سورة القصص وقوله تعالى ((وهب لنا من لدنك رحمة)) في آل عمران، أي لو أردنا أن نتخذ لهوا كان اتخاذه في عالم شهادتكم. وهذا استدلال باللزوم العرفي لأن شأن من يتخذ شيئا للتفكه به أن يستأثر به ولا يبيحه لغيره وهو مبني على متعارف عقول المخاطبين من ظنهم أن العوالم العليا أقرب إلى الله تعالى.
ولكن هذا المعنى فيه إشكال، لأن بعض كفار العرب يزعمون أن الملائكة أولاد الله، وهم من الملأ الأعلى، ومعلوم أن السورة مكية والآيات بعدها تتحدث عن الملائكة، فلا شك أن الملائكة هم مقصودون أولا بهذه الآية.
أقصد أن لقائل من كفار العرب ان يقول: نحن نزعم أن الله –تعالى الله عن ذلك علوا كبير- اتخذ الملائكة أولادا وهم أشرف الخلق وهم أهل السماوات وأقرب الناس إليه فهم من لدنه.
ولذلك ذكر البغوي رحمه الله تعالى أن المراد بهذه الآية هم النصارى، قال البغوي:
"لاتخذناه من لدنا "، أي من عندنا من الحور العين لا من عندكم من أهل الأرض. وقيل: معناه لو كان جائزاً ذلك في صفته لم يتخذه بحيث يظهر لهم ويستر ذلك حتى لا يطلعوا عليه. وتأويل الآية أن النصارى لما قالوا في المسيح وأمه ما قالوا رد الله عليهم بهذا وقال: " لاتخذناه من لدنا " لأنكم تعلمون أن ولد الرجل وزوجته يكونان عنده، لا عند غيره
لكن كون المراد بالآية النصارى فقط بعيد عن سياق الآيات والله أعلم.
و جاء في الطبري عن مجاهد أنه قال: (لاتّخَذْناهُ مِنْ لَدُنّا): من عندنا, وما خلقنا جنة ولا نارا ولا موتا ولا بعثا.
ولم أفهم مراد مجاهد رحمه الله تعالى.
ووجدت من أحسن العلماء مسلكا في هذه الآية ابن كثير رحمه الله تعالى، فإنه ذكر أقوال السلف فيها ثم قال:
وهو كقوله تعالى: ((لو أراد الله أن يتخذ ولداً لا صطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار)) فنزه نفسه عن اتخاذ الولد مطلقاً ولا سيما عما يقولون من الإفك والباطل من اتخاذ عيسى أو العزير أو الملائكة سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً.
فهو رحمه الله تعالى كما ترى فسرها بقوله تعالى: (لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء)
لكن يبقى الإشكال الذي ذكرته قائما إذا فسرناها على هذا المعنى.
وإن فسرنها على القول الآخر الذي ذكره البغوي زال هذا الإشكال، وهذا القول هو الذي فسر به ابن سعدي هذه الآية حيث قال بعبارة جميلة:
"لاتخذناه من لدنا" أي: من عندنا " إن كنا فاعلين " ولم نطلعكم على ما فيه عبث ولهو، لأن ذلك نقص ومثل سوء، لا نحب أن نريه إياكم، فالسموات والأرض اللذان بمرأى منكم على الدوام، لا يمكن أن يكون القصد منهما العبث واللهو، كل هذا تنزل مع العقول الصغيرة وإقناعها بجميع الوجوه المقنعة، فسبحان الحليم الرحيم، الحكيم، في تنزيله الأشياء منازلها.
فياليت مشائخنا يشرحون لنا معنى الآية،ومعنى أقوال العلماء فيها، ويرشدوننا بارك الله فيهم، فإن الثلج عندنا يتساقط، وكل شي بعده يبرد بل و يتجمد، والله المسؤول أن لا يسري إلى عقولنا وأفهامنا شيئا من ذلك.
أخوكم
عبدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حيان]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:33 م]ـ
السلام عليكم
فياليت مشائخنا يشرحون لنا معنى الآية،ومعنى أقوال العلماء فيها، ويرشدوننا بارك الله فيهم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[06 Dec 2007, 11:17 م]ـ
الحمد لله
إن كنت فهمت كلامك جيدا و الاشكال الذي ذكرته فإليك هذه القاعدة النافعة
قال الشيخ الفاضل خلد بن عثمان السبت
قاعدة ......... الشرط لا يقتضي جواز الوقوع
وعزا القاعدة لابن كثير و الشنقيطي في الاضواء
ثم قال في توضيح القاعدة
قد يرد ذكر الشيء في سياق الشرط مع كونه ممتنع الوقوع مبالغة في البيان سواء في مقام الحجة و الرد أو غير ذلك
وضرب على ذلك أمثلة بالآية التي ذكرتها
و قوله تعالى في الانبياء .... ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون
و قوله تعالى للنبي صلى الله عليه و سلم و للانبياء من قبله
لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين
قل ان كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين / على احد التفسيرين
هذا ....... اذا كنت فهمت عنك الاشكال الذي طرحته ..... و الله اعلم
ـ[ابو حيان]ــــــــ[07 Dec 2007, 08:19 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خير
يبدو اني لم أحسن عرض الإشكال.
الذي أشكل علي هو تفسير أكثر العلماء لقوله تعالى (من لدنا) بأن المراد: من عندنا من الملأ الأعلى.
لأنه على هذا التفسير، ليس هناك حجة على المشركين الذين يدعون ان الله اتخذ ولدا من الملائكة، وسياق الآيات كما ترى فيهم.
أوضح أكثر:
سيقول المشرك للنبي صلى الله عليه وسلم إذا سمع هذه الآية:
أنا يا محمد - اللهم صل وسلم عليه - أدعي أن الله اتخذ ولدا من لدنه، اتخذ من الملائكة ولدا، فيكف تقول إن الله تعالى يقول: لو أردت أن أتخذ ولدا لاتخذته من لدني؟
في نظري، حتى تخرج من هذا الإشكال:
إما أن نقول ان الآية في النصارى الذين قالوا اتخذ الله المسيح ولدا، كما ذكره البغوي، وهذا يضعفه سياق الآيات.
أو تفسر الآية بمعنى مختلف تماما عن هذا، كما فعل الشيخ ابن سعدي رحمه الله تعالى كما ترون في النقل عنه، مع أن المشهور عند المفسرين خلافه، وأيضا اللغة لا تشاعد عليه، لأنه يصعب أن نقول: (من لدنا) أي: لم نخبر به أحدا ولم نجعل أحدا يطلع عليه.
المرجو من المشائخ ان يبينوا أولا: هل الإشكال الذي طرحته في محله أم أني لم أفهم معنى كلام المفسرين، وثانيا: هل التفسير الذي اختاره ابن سعدي سديد، وثالثا: معنى تفسير مجاهد للآية.
بارك الله فيك أخي المجلسي
عبدالله
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Dec 2007, 11:54 م]ـ
أري أن الاشكال ليس في محله بالنسبة للآية لأن اشكالك بني علي تفسبر اللهو بالولد وهو غير صحيح حيث أن الآية والسابقة عليها تتكلم عن خلق السموات والأرض أنه ليس لعبا وليس لهوا وهذه السورة فرقت بين معني اللهو واللعب " .. يلعبون *لاهية قلوبهم ... "وان اعتمدنا قول القائل أن اللهو هو الولد فالآية تكون في هذه الحالة رد علي المشرك الذي قال باتخاذ الولد-اللهو- من الملأ الأعلي كيف بحرف لو الذي يفيد امتناع الجزاء لامتناع الشرط فالله لم يرد اتخاذ لهوا فكيف يدعي ذاك المشرك أن الله فعل اتخاذ ولد من الملأ الأعلي والله لم يرد،ومعلوم أن الارادة قبل الفعل
ولو أردنا لفعلنا ولكن كيفما نشاء بما لايخطر علي تصوركم وليس كما تصفون بباطلكم
ـ[ابو حيان]ــــــــ[10 Dec 2007, 06:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى
أما كون تفسير اللهو بالولد غير صحيح، لا أتفق معك، لأن هذا هو تفسير العلماء، صحيح أنه لا يقصر التفسير على الولد، لكن كون الولد داخل في اللهو المراد بالآية هذا لا أشك فيه، وهذا الذي درج عليه المفسرون، وسياق الآيات يقتضيه، فالمراد: ما يتلهى به من الزوجة والولد وغير ذلك.
وأما بخصوص الإشكال؛ أعرف ان الله يتنزل في خطابه مع المشركين ليقيم الحجة عليهم، وأن الآية على سبيل الفرض والشرط، والشرط لا يقتضي الوقوع ولا حتى جواز الوقوع، هذا ليس محل الإشكال، ولذلك قال تعالى في نهاية الآية (إن كنا فاعلين): أي ما كنا فاعلين ذلك ولا ينبغي لنا ذلك، تعالى الله علوا كبيرا.
الإشكال مرة أخرى هو أننا إذا فسرنا قوله تعالى (من لدنا) أي: من عندنا من الملأ الأعلى أو في أشرف الأماكن أو نحو ذلك من العبارات؛ فما فائدة هذا التنزل في الخطاب مع المشركين الذين يقولون إن الله اتخذ من الملأ الأعلى أولادا؟
وأظن والله أعلم أن هذا هو الذي جعل البغوي يصرف الآية إلى الرد على النصارى، وهذا أيضا هو الذي جعل الشيخ ابن سعدي يعرض عن هذا القول في تفسيره للآية.
لكنك أخي قلت كلاما جميلا في آخر مشاركتك، قلت إن المراد:
" ولو أردنا لفعلنا ولكن كيفما نشاء بما لايخطر علي تصوركم وليس كما تصفون بباطلكم "
وهذا كلام واضح، وبه يذهب الإشكال، لكنك تكون فسرت قوله تعالى (من لدنا) أي: بقدرتنا وبطريقة لا تخطر على تصوركم.
وتكون أعرضت عن التفسير المشهور أن المراد (من لدنا) أي: من عندنا من الملأ الأعلى، أو من العوالم المختصة بنا أو نحو ذلك مما جرى على هذا المعنى.
و هذا المعنى الذي ذكرته، لم أجد ذكره في كتب التفسير المشهورة إلا عند الشوكاني في فتح القدير، قال: (من لدنا) أي: من عندنا ومن جهة قدرتنا لا من عندكم.
وسؤالي الآن:
هل يطمئن المشائخ بارك الله فيهم لهذا التفسير - الذي ذكره الشوكاني -مع أنه خلاف المشهور عند العلماء، أم أني لم أفهم كلام المفسرين فيها، أم أن لهم قولا آخر؟
بارك الله فيك أخي مصطفى
وانتظر المزيد منك ومن المشائخ الكرام.
عبدالله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابو حيان]ــــــــ[14 Dec 2007, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
أتمنى من مشائخنا الكرام أن يفيدونا ولا يبخلوا علينا بما يستطيعون
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Dec 2007, 10:28 ص]ـ
وسؤالي الآن:
هل يطمئن المشائخ بارك الله فيهم لهذا التفسير - الذي ذكره الشوكاني -مع أنه خلاف المشهور عند العلماء، أم أني لم أفهم كلام المفسرين فيها، أم أن لهم قولا آخر؟
نرجو أن يمر أحد المشائخ الكرام علينا
ـ[ابو حيان]ــــــــ[29 Dec 2007, 05:04 م]ـ
السلام عليكم
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
أريد منكم بارك الله فيكم أن أعرف معنى الآية حتى أفهم كلام ربي وأنقل المعنى إلى إخواني الشباب الذين أتواصى معهم إن كان ملتقى أهل التفسير لا يجيب على سؤالي فأين أذهب ومن أسأل؟
تعرفون ما ذا تحدثني نفسي:
تمنيت أني حصلت على ترقية حتى تنهال المشاركات بالتهاني علي
أو أني حصلت على مخطوطة صفراء فيها تفسير لبعض الآيات كتبت في القرن السابع أعرضها عليكم حتى تنهال المشاركات علي
أو كانت لدي فائدة أو "مملوحة" من نكت أهل العلم في التفسير وفي علوم القرآن لا يضر المسلم جهلها حتى تناقشوني فيها
أو أني أفهم في الطبعات والمقارنة بينها حتى أجد لي مكان بينكم
تريدون الحقيقة ...
تمنيت أني كنت أنا هو عيد الأضحى حتى أجد 26 رد على مشاركتي
بارك الله في الجميع
ولك الشكر يا أخي مصطفى سعيد ويا أخي المجلسي الشنقيطي
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[29 Dec 2007, 10:03 م]ـ
الأخ الفاضل أبا حيان
لفت انتباهي كنيتك وهي عين كنية شيخي الذي صحبت تفسيره سنوات وهي من الكنى النادرة قديما وحديثا فحياك الله وبارك فيك وأعانك على الخير وطاعة الرحمن.
وأنا في الغالب حين أدخل الملتقى أذهب مباشرة إلى (بيتي) وأحيانا أمر مرورا عابرا في هذا البيت المبارك كما فعلت اليوم وقرأت موضوعك ولفت انتباهي مرة أخرى السؤال والتعليقات عليه، وأظن أن ما ذكره لك الأخ الفاضل مصطفى سعيد جيد ومناسب وكاف في تبيين معنى الآية وهي رد على المشركين الزاعمين أن الله اتخذ ولدا في أقوى صورة، فمنهم من زعم له الولد من البشر ومنهم من زعم له الولد من الملائكة، وهو سبحانه يرد عليهم بأنه لم يتخذ ولدا مطلقا لا من البشر ولا من الملائكة ولا من غير هؤلاء وهؤلاء.
وأرجو أن تراجع كلام أبي حيان في الآية وأنا الآن في موقع تفسيره بعيد عني وسأراجعه غدا بإذن الله، ولكني رغبت في كتابة التعليق اليوم لما قرأت رسالتك الأخيرة.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Jan 2008, 04:49 م]ـ
وهذا نص عبارة أبي حيان في تفسير الآية:
{لو أردنا أن نتخذ لهواً} أصل اللهو ما تسرع إليه الشهوة ويدعو إليه الهوى، وقد يكنى به عن الجماع، وأما هنا فعن ابن عباس والسدّي هو الولد. وقال الزجاج: هو الولد بلغة حضرموت. وعن ابن عباس: إن هذا رد على من قال
{اتخذ الله ولداً}
[البقرة: 116] وعنه أن اللهو هنا اللعب. وقيل: اللهو هنا المرأة. وقال قتادة: هذا في لغة أهل اليمن، وتكون رداً على من ادعى أن لله زوجة ومعنى {من لدنا} من عندنا بحيث لا يطلع عليه أحد لأنه نقص فستره أولى. وقال السدّي: من السماء لا من الأرض. وقيل: من الحور العين. وقيل: من جهة قدرتنا. وقيل: من الملائكة لا من الإنس رداً لولادة المسيح وعزير. وقال الزمخشري: بين أن السبب في ترك اتخاذ اللهو واللعب وانتفائه عن أفعالي أن الحكمة صارفة عنه، وإلاّ فأنا قادر على اتخاذه إن كنت فاعلاً لأني على كل شيء قدير انتهى. ولا يجيء هذا إلاّ على قول من قال: اللهو هو اللعب، وأما من فسره بالولد والمرأة فذلك مستحيل لا تتعلق به القدرة. والظاهر أن {أن} هنا شرطية وجواب الشرط محذوف، يدل عليه جواب {لو} أي إن كنا فاعلين اتخذناه إن كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله. وقال الحسن: وقتادة وجريج {أن} نافية أي ما كنا فاعلين.
أرجو أن يكون واضحا ومجيبا عن التساؤلات بإضافته إلى ما سبق بيانه في المشاركات(/)
اشكال لمن عنده علم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 Nov 2007, 06:27 م]ـ
الحمد لله
قوله تعالى
والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لأزواجهم .... الاية
قرئ وصية بالرفع و الضم
ومن المعروف عند اهل التفسير ان التعقيب بمصدر مرفوع يفيد الوجوب
و التعقيب به منصوبا يفيد الندب
فكيف يحل هذا الاشكال ... هل كانت الوصية للمتوفى عنها قبل نسخ الاية طبعا .... هل كانت واجبة أم مندوبة
وهل هذه القاعدة اصلا متفق عليها مطلقا ام لا
أجيبونا بارك الله فيكم(/)
أهذا وهم من ابن عاشور رحمه الله؟؟
ـ[النجدية]ــــــــ[30 Nov 2007, 09:07 ص]ـ
بسم الله ...
قال الإمام ابن عاشور في تفسيره (التحرير و التنوير) في سياق حديثه عن سورة نوح -عليه السلام-:
"و ترجمها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه بترجمة (سورة إنا أرسلنا نوحا). و لعل ذلك كان شائعا في كلام السلف و لم يترجم لها الترمذي في جامعه"
و لكن عند رجوعي لصحيح البخاري- كتاب التفسير؛ وجدت أن البخاري ترجم لها بقوله: "71 ـ سورة نُوحٍ " ... !!
و من هنا يا رعاكم الله ...
كيف أفهم كلام الإمام ابن عاشور؟؟
أهو وهم منه؟؟
و إن كان كذلك، ما الذي دفعه لهذا الوهم؟؟
و جزاكم الرحمن خيرا ...
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[30 Nov 2007, 12:01 م]ـ
لم يهم الشيخ الطاهر ابن عاشور وإنما عبر بالمستعمل أحيانا بين حفظة القرآن في بلدان الغرب الأسلامي بتسمية السور بأوائلها كقولهم سورة الحمد لله يقصدون الفاتحة وسورة الملك بتبارك والأمثلة كثيرة جدا والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:44 م]ـ
في نسخة صحيح البخاري اليونينية الأصلية 8/ 160 مكتوب سورة (إنا أرسلنا) نوحاً كما ذكر ابن عاشور رحمه الله، فهو لم يهم ولم يذكرها إلا على بينة وعلم كما هو الظن به قبل مراجعة البخاري.
ولكن وجدت في نسخة صحيحة للبخاري من رواية أبي ذر الهروي مكتوب (سورة نوح) كما في النسخة التي بين يديك كما ذكرت في سؤالك.
وبهذا يزول الإشكال والحمد لله.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 Dec 2007, 12:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Dec 2007, 09:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخي الكريم ونفع بكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 May 2010, 04:13 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
من تمام نعمة الله على أخيكم مع إخوانه في مؤسسة الرسالة العالمية أن تم تحقيق صحيح البخاري على نسخة خطية نفيسة ومقابلة النسخة اليونينية مع شرح الغريب والتعليق على كثير من المسائل التي بحاجة إلى تعليق
وكتاب التفسير كان فيه مسائل شائكة منها، نسبة القراءة إلى صحابي، وهي قراءة تفسيرة لا للتلاوة ومنها تسمية بعض السور بغير ما أراده البخاري ويكون هذا من رواة الصحيح وغيرها من بعض أوهام كان ينبه عليها الشراح انتفعنا منها مع ما تحصل لنا من مخطوطة نفيسة لشيخ الحافظ ابن حجر للصحيح
ومن هذا أسماء السور: فالتسمية بمطلع السورة تارة يكون توقيفي وتارة تكون اجتهادياً تعريفياً، أي سورة هي، وقد تم التعليق على ذلك عند كل سورة من الصحيح.
وقريباً إن شاء الله يزف للطباعة فلله الحمد من قبل ومن بعد.
ـ[النجدية]ــــــــ[13 May 2010, 08:59 ص]ـ
وقريباً إن شاء الله يزف للطباعة فلله الحمد من قبل ومن بعد.
جزاكم الرحمن أعالي الجنان حضرة الشيخ الفاضل (أبو العالية)
ونحن بانتظار ثمرة جهودكم؛ نفع الله بكم
ودمتم مع الله(/)
الآن يمكنك رفع صورك على ملتقى أهل التفسير بسهولة (بالصور)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 10:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لدينا في ملتقى أهل التفسير بعد تطويره مركز لرفع الصور، وما كنت أظن أنه لا يمكن للأعضاء رفع الصور عن طريقه حيث إني لم أكن أجد مشكلةً في رفع الصور عن طريقه. وبعد تنبيه بعض الزملاء في الملتقى، طلبت من المبرمج متابعة هذا الأمر فقام بإصلاح الأمر والآن يمكن للأعضاء رفع الصور عن طريق مركز رفع الصور كما يظهر في الصور التالية. مع مراعاة ألا يرفع إلا الصور الخاصة بالملتقى من الكتب ونحوها حتى لا تستهلك المساحة بما لا فائدة فيه جزاكم الله خيراً وبارك فيكم.
فائدة رفع الملفات على سيرفر الملتقى: أن الصور تبقى بإذن الله طيلة بقاء الملتقى، بخلاف الصور التي ترفع على مراكز رفع الصور المجانية فإنها ربما تختفي بعد مدة قصيرة فلا يستطيع الأعاء مشاهدتها وتفقد. لذا نوصي برفع الصور التي تعرض في مشاركاتكم في الملتقى على مركز الصور في الملتقى.
أولاً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba12da43f.jpg
ثانياً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba12dd714.jpg
ثالثاً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba12e021a.jpg
رابعاً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba130a81f.jpg
خامساً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba1365cd5.jpg
سادساً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba136be7d.jpg
سابعاً:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fba1391fcd.jpg
ثامناً: يراعى أن ينسخ الرابط من (سابعاً) ولصقه مباشرة في مربع الكتابة كما في (ثامناً) دون إضافة كود الصورة عليه.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fbd5d82cc5.jpg
وفقكم الله جميعاً لكل خير.
في 20/ 11/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2007, 04:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن وفعلاً قد حاولت قبل رفع بعض الصور، فلكم جزيل الشكر ..
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[01 Dec 2007, 09:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك في جهودكم.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 Dec 2007, 04:36 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الأخ الفاضل، المشرف العام: الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري.
هذه أول محاولة لنقل ترقيم صورة من صور المصحف الكريم ... أرجو أن تتم هذه التجربة بنجاح، و أن أطلع على تقييمكم للتجربة و رأيكم فيها ... مع الرجاء من العارفين بتقنيات معالجة الصور أن لا يبخلوا علينا بنصائحهم و إرشاداتهم في الموضوع.
و قد تم النجاح بفضل الله ... و ظهرت الصورة في المشاركة التالية ... إلا أنها تحتاج إلى معالجة تقنية لتظهر أرقام الآيات فيها بجلاء ...
و بالله التوفيق إ
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 Dec 2007, 04:47 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
ها قد نجحت الخطوة الأولى من هذه التجربة، و ظهرت صورة من صور المصحف الهدية، و هي صورة {العصر} و يظهر فيها لأواخر سورة {التكاثر} و أوائل {الهمزة} ... و وضعت على رأس كل آية رقمها، ألا أن حجم الصورة المنشورة في حاجة إلى تكبير مناسب ليظهر محتواها بوضوح ... و المعول على المسؤول الفني و التقني للموقع لتخطي هذه العقبات إن شاء الله.
و لله الحمد و له الشكر على توفيقه .... و له الأمر من قبل و من بعد.
[ url='http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=119']http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_63354754041e275c8.jpg[/url
المرجو تكبير هذه الصورة.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 Dec 2007, 04:52 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الصورة في المشارقة السابقة في حاجة إلى تكبير لتظهر الأرقام الموضوعة على رأس كل آية فيها ...
و المرجو من المسؤول التقني في الموقع إرشادي إلى طريقة عرض الصور مكبرة، و طريقة إظهار أرقام الآيات بوضوح حتى يعم النفع و تحصل الفائدة لكل ناظر في المصحف إن شاء الله.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:31 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
و هذه محاولة أخرى.
[ url='http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=121']http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_63354754126e244bc.jpg[/url
و ها هي أول صفحة من المصحف الهدية مرقمة الآيات، بتوفيق من الله و فضله و منه و كرمه ...
فاللهم لك الحمد و لك الشكر على نعمك و فضلك و لطفك ... و لك الأمر من قبل و من بعد.
\و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد المرسلين و على آله و صحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:42 م]ـ
يبدو لي أن أفضل تكبير لصور المصحف يكون بأخذ كل صفحة على حدة كما في الصورة التالية لسورة العصر التي رفعتموها.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6475414f98af7c.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6475414fa21f6c.jpg
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:44 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
هذه صورة نموذجية ... أتمنى لو أمكن إنتاج مثلها لجميع صفحات المصحف الهدية ....
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/633547567f8209f46.jpg
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Dec 2007, 02:14 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
و هذه تجربة أخرى
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_633547555966df9f2.jpg ('http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=124')
و الملاحظ أن النقر على هذه الصورة يفتح ملف صوري على مصراعيه و يعرض جميع محتوياته؟؟
فهل هذه الخدمة خاصة بصاحب الصور وحده، ام هي متاحة لكل متصفح؟(/)
سفتنة الإعجاز العلمي وإيمان الشجعان ـ د. أيمن محمد الجندي
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:11 م]ـ
د. أيمن محمد الجندي: بتاريخ 6 - 11 - 2007
والله إنها لفتنة!!. عن قضية الإعجاز العلمي في القرآن أتحدث. شخصيًا أنا غير مقتنع بصواب المنهج المتبع في هذه القضية، ولكن ما قيمة اقتناعي أو عدمه ما دام هذا مريحًا للآخرين؟. لقد وجد كثيرون سلامهم النفسي هنا، فهل يحق لي – أو لغيري – أن أهدم هذا السلام النفسي لأنه ببساطة ليس حقيقيا (من وجهة نظري)؟.
لذلك أقول: إنها فتنة!.
وقضية الإعجاز العلمي في القرآن فرع من أصل، وكان الأولى والأوفق أن تتم مناقشة هذه الأمور من منطق اللطائف والإشارات التي تدل على أن خالق هذا الكون هو منزِّل القرآن الكريم، ولكن حدثت مبالغة بشكل مقصود ومنظم حتى يهيأ إليك أنهم يودون إقناعك بأن هناك خارقة في كل آية من آيات الله، متناسين ومتجاهلين أن القرآن الكريم لم يكن أبدا كتابًا في الفيزياء أو في علوم الفلك، ولكنه جاء لتعريف الناس (كل الناس) برب الناس، إله الناس، عز وجل وعلا.
للقضية جذور
وصناعة المعجزة لا تقتصر على قضية الإعجاز العلمي في القرآن، فهي قضية مستحدثة ولكن لها جذورًا قديمة، خصوصًا في الصوفية، حيث لا يوجد ولي لم يطِر في الهواء ولم يمشِ على الماء ولم يعرف الغيب ولم يمارس مهماته أيضًا من عالم البرزخ لحماية مريديه!!. ويبدو هذا غريبا في دين قضيته الأساسية محاربة الخرافة وطلب البرهان على كل قضية.
والناس مولعون بصناعة المعجزة، والسبب واضح ومفهوم، فحدوث المعجزة وتكرارها دليل أكيد على صحة الدين (أي دين) الذي يتبعونه، فلا داعي للتفكير و"وجع الدماغ"!!.
هناك خارقة! الولي طار في الهواء! حمدًا لله! القرآن ذكر حقيقة علمية لم تكن معروفة منذ قرون! حمدًا لله! إذن فهذا الدين الذي أتبعه صحيح، وأنا على حق تمامًا، لقد حلت المعضلة نفسها وبنفسها، وليخلد العقل إلى الراحة!!.
وطلب المعجزة والترحيب بها قديم قدم الأديان نفسه، طالب بها المعاصرون للنبي صلى الله عليه وسلم، مرة بعد مرة، ورفضها القرآن مرة بعد مرة، وكان الرد واضحًا ونهائيًّا: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إلا بَشَرًا رَّسُولاً) [الإسراء: 93].
القرآن يرفض!!
من يقرأ القرآن الكريم بإمعان سيجد - بوضوح تام - أن منطق الخارقة مرفوض كلية في القرآن، وأن الله تعالى شاء (ولا راد لمشيئته) أن يبدأ عصر الرشد العقلي، فبدأ القرآن بكلمة (اقرأ) دون غيرها من كلمات، وجعل الدليل على صدق نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النظر في القرآن وفي أغوار النفس، وتأمُّل أحوال الأمم السابقة: (قُلْ إنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لله مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إنْ هُوَ إلا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ) [سبأ: 46]، (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ ومَا تُغْنِي الآيَاتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101]. ووصف سبحانه وتعالى المؤمنين في بداية سورة البقرة بأنهم (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)، وليت شعري، كيف يكون ذلك وفي كل آية خارقة ومعجزة علمية، على الشكل الذي يقدمون به قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم؟!!.
منتج وزبون!
إن الإيمان بالدين (أي دين) قضية مركبة جدًّا، والنفس الإنسانية يعتريها الشك والفتور في بعض أحوالها (رغم صدق إيمانها)، ولذلك فلا عجب من الترحيب البالغ بقضية الإعجاز العلمي؛ لأنه راحة للبال ما بعدها راحة. ولذلك فإن الذي يحاول أن يعترض على صناعة المعجزة وتسويقها سوف يقابَل بالريبة والشك، وربما الحرب الصريحة، والأسباب واضحة جدًّا: فالمنتِج هنا مقتنع جدًّا بمنهجه، وقد نال الشهرة والثروة بالإضافة للسمعة الحسنة في خدمة الإسلام. والزبون يريد السلعة بإلحاح؛ لأنها تعفيه من مئونة التفكير ومكابدة الظنون!!. وسيحدث – حتمًا – خلط بين رفض هذه الصناعة وبين شبهة الهجوم على القرآن بما يجعل تكفيره وقطع رزقه (إن لم يكن قطع عنقه) كلها أشياء واردة جدًّا.
إيمان الشجعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ستتعجب جدًّا من تلك القابلية المدهشة للتصديق عند المجتمع ككل، قل ما شئت وستجد من يصدقك دون دليل حينما تقول إن هذا الشيء (أي شيء يروق لك) لم يكن معروفًا منذ أربعة عشر قرنًا ثم جاء العالم هوبكنز إدوارد (لا يوجد هذا الاسم على الإطلاق) واكتشف بالضبط نفس ما قال القرآن، ونال بسبب هذا جائزة بولتيز للعلوم، والتي تضارع جائزة نوبل (وبالطبع لا توجد جائزة بهذا الاسم) ولكنهم سيصدقونك لأنهم يريدون التصديق ولن يبحث خلفك أحد!!
وفي النهاية ستجد نفسك مترددًا؛ لأنك تمارس خطيئة هدم السلام النفسي لآخرين ليس بمقدورهم (فكريًّا ولا نفسيًّا) ممارسة إيمان الشجعان!!.
معروف أن إيمان العوام راحة ما بعدها راحة، ولطالما شقا المفكرون والفلاسفة في بحثهم الدءوب عن الإيمان (ولنا في شيخ الرواية العربية نجيب محفوظ مثل صارخ) ولعلهم يحسدون العوام على راحة البال وسهولة الإيمان.
لعبة الجميع!!
ولكنك ستعود لتقول لنفسك: إن صناعة المعجزة لعبة يمارسها اثنان وثلاثة وعشرة أيضا، فالمعجزات للأسف ليست حكرًا علينا كمسلمين، ولو سألت جيراننا في الوطن أقباط مصر، ستجد لديهم ملء عشر حقائب من المعجزات، ليس أقلها تجسد العذراء مريم رضي الله عنها وأرضاها!!.
ثم إنك في النهاية تعبر عن اقتناعك الشخصي بمرامي القرآن الكريم نفسه، فديننا ليس بحاجة أبدًا لألاعيب الحواة، والخارقة التي تقهر العقول على التصديق مبدأ مرفوض في القرآن كما يبدو من سياق الآيات. فالقرآن جاء بالرشد العقلي وبدأ بكلمة (اقرأ). ليس عندنا شق البحر، ولا إحياء الموتى، ولا طائر يعود للحياة بعد ذبحه، مثلما كانت آيات الأنبياء السابقين صلوات الله عليهم. وإنما يوجد رجل فقير عاش زاهدًا ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، أخذ بكل أسباب الدنيا، وبذل من الجهد ما لا يخطر على بال بشر، وبرغم فقره يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويؤلف القلوب، ويعفو عن المسيء، ويحزن لمن لم يهتدِ، ويبيت بلا طعام، يعبد الله وينام، ويداعب أصحابه، ويتزوج، ويحزن، ويفرح، ويموت أحبابه فلا يطالب ربه بمعاملة خاصة، يموت أبناؤه فيزداد حبًّا لربه، وحينما ضُرِب وأوذِي ومرض لم تكن له معاملة خاصة، لم ينزل ملك من السماء لنجدته، ولم تُخرَق نواميس الكون لمصلحته. هل يعجبكم هذا النبي؟ أم تريدون كيانًا نورانيًّا تحابيه السماء؟.
لا حاجة لافتعال المعجزات
إن وجود الخارقة التي تجبر العقل على التصديق ضد الخط العام للقرآن نفسه، بل حتى المعجزة التي جاءت طائعة مثل خسوف الشمس لحظة دفن إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وتهامس الصحابة أنها خسفت حزنًا لموت ابن النبي الذي انتظره طويلاً، فرغم أحزانه الطويلة لم ينسَ النبي - لأنه نبي - أن يغضب ويقول: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لحياة أحد ولا لموته" لماذا قال هذا؟ لأنه ببساطة غير حقيقي!!.
لقد تصور المسلمون أن السماء ستجاملهم، وجاء الدرس العملي في غزوة أحد ليؤكد لهم خطأ هذا الاعتقاد، فإن سنن الله تسير في الأرض ولا توجد أية محاباة من أي نوع؛ ولذلك لم يندهش المسلمون للطريقة البشعة التي قُتل بها الحسين، ولم يتوقعوا أن تتدخل السماء لنجدته وهو أحب خلق الله وأكرمهم على الله في الأرض وقتها. ولم يترتب على مقتله شك البعض في الدين نفسه، وهذا ما كان سيحدث لو كانوا يفكرون بنفس الطريقة الحالية.
لقد نزل القرآن على رجل أمي راعي غنم، من ألف وأربعمائة عام في بيئة قاسية في عصر التفسيرات الخرافية للكون والطبيعة، ولو كان هذا الكتاب من تأليفه لكان تعبيرًا عن روح عصره، وعن الأفكار الخاطئة المشوهة، ولظهرت التصورات الساذجة في كل صفحة منه، بل في كل سطر.
لسنا بحاجة إلى افتعال معجزات خارقة والله؛ لأن بهاءه أوضح من الشمس في وضح النهار. ولأننا لسنا بحاجة لمزيد من سكب الوقود على نار الفتنة، فنحن لا نطلب رشدًا عقليًّا نعرف أن مجتمعنا لم ينضج له، ولكننا نطلب فقط أن تكون تلك المعجزات العلمية في القرآن من قبيل اللطائف والإشارات، وليس من قبيل الحقائق التي (يجب) علينا الإيمان بها، ووقتها فقط لن يكون هناك معارض واحد لهذا المنهج، بل سنصغي إليه كلنا في استحسان. وعلى الله التوفيق.
(نقلت هذا الموضوع للاطلاع والفائدة من صحيفة المصريون: http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=40663)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا بيان على إطلاعنا على المقال.
والمقال جيدٌ ينبه على منهج بعض الباحثين فيما يسمى بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم ومبالغتهم في تحميل بعض الآيات ما لا تحتمله، ونشر هذه الدراسات والبحوث مكتوبة، وترويج بعض المشتهرين بالحديث عن الإعجاز العلمي لمنهجية خاطئة في التعامل مع القرآن الكريم وعدم قبولهم أي نوع من أنواع النقد، واعتبارهم هذا النقد العلمي المنضبط نوع من التجريح والتجهيل، دون التفات إلى حرمة الكلام في التفسير بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
نحن بحاجة ماسة للحديث حول هذا الموضوع، والتنبيه عليه مرة بعد مرة حتى لا يروج الباطلُ بحسن نية من بعضهم بين الناس، والأمر في نهاية المطاف لا يستحق كل هذه التكلفات لنصرة الدين أو لدعوة غير المسلمين. وليتنا نعقد ندوة علمية في الملتقى لطرح هذا الموضوع نعد لها إعداداً جيداً، ويدور النقاش العلمي فيها حول هذه القضية العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[30 Nov 2007, 02:01 م]ـ
جزى الله الأخ أبا بيان خير الجزاء، ونفع الله به
وأرى أن هذا الموضوع بحاجة إلى مزيد نقاش ...
والكاتب في هذا المقال خلط بين التكلف في القول بإعجاز القرآن وبين الحق الواضح في ذلك.
وقد صور الإعجاز العلمي من وجه واحد، ولم يتعرض للأوجه الأخرى، حتى إن القارئ للموضوع يلمس أن القول بالإعجاز العلمي قول غير صحيح، وأنه لا ينبغي السير في ذلك.
والأمر بحاجة إلى تفصيل وتمييز، فهناك ما هو حق موافق، وهناك ما هو باطل، وخير وسيلة لذلك السير في هذا الاتجاه وفق ضوابط علمية واضحة، فالقرآن معجزة .. وتلمس الإعجاز وتتبعه والتصديق به ليس مجرد راحة للبال، بل هي حقائق، وليس صحيحا أن الناس يأخذون كل شيء ويقبلون كل شيء حتى وإن لم يكن له أصل كما ذكر الكاتب في مقاله.
ومع ذلك فليس هناك مانع من نقد المكتلفين المبالغين في هذا الأمر ... ولكن بإحقاق الحق وإبطال الباطل ...
وقد وضع العلماء ضوابط للإعجاز العلمي، فإذا كان الإعجاز وفق هذه الضوابط فأهلا به وسهلا، وإن لم يقم عليه دليل فلا نأخذ به حتى يصح ويستقيم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Dec 2007, 08:30 ص]ـ
أخي الناقد القدير صالح صواب ـ ألهمني الله وإياك الصواب ـ حياك الله وبياك (تمرون الديار ولم تعوجوا .... )
اخي الكريم:
ألا ترى أن من أسباب الخلل الكبير في موضوع الإعجاز العلمي أن البحث فيه خرج عن أهل الاختصاص، فلم يقعدوا له، ولم يضبطوه بالضوابط الصحيحة، فكتب فيه كل من هب ودب، حتى صار الفلكي مفسرًا، والطبيب مفسرًا، والمهندس مفسرًا ... إلخ، وآخر من يتكلم في هذا الموضوع الذي هو من فروع علوم القرآن هم أهل الاختصاص؟!
إنني أرى لزامًا عليَّ وعليك وعلى كل متخصص في علوم القرآن أن نتولى دفة هذه الأمور حتى لا تخرج عن المسار الصحيح.
وأحب أن أطرح أسئلة للبحث عنها:
أولاً: هل وردت إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لاعتماد ما عند غيره من العلوم؟
فالرسول صلى الله عليه وسلم بُعث بين حضارات قائمة، فهل وقع أنه ألمح إلى الاستفادة منها في فهم كلام ربه أو في فهم كلامه؟
لاشكَّ أنه ليس كل ما في هذه الحضارات كان باطلاً على الإطلاق، بل كان فيها خيرٌ، وفيها باطل كثيرٌ.
ثم هل ورد أن الصحابة ومن بعدهم من علماء الامة المعتبرين اعتمدوا على علوم غيرهم لفهم كلام الله تعالى؟!
لقد وقع في نفسي هذا السؤال، ولا زلت أفكر فيه.
ثانيًا: إن أصول مصادر التفسير ثلاثة: القرآن، والسنة (ويدخل فيها أسباب النزول)، واللغة. وهذه الأصول هي التي اعتمدها الصحابة والتابعون وأتباعهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ، ومن خلال هذه الأصول أعملوا اجتهادهم وظهرت آراؤهم في فهم معاني كلام الله تعالى، وكان من أبرز ما يولونه عناية أثناء تفسيرهم (السياق القرآني)، فلا تكاد تجد لهم قولاً ـ مع اختلافهم ـ ينبو عن السياق، إلا أن يكون من قبيل الاستنباط، إذ حاله أوسع من التفسير.
وإذا كانت هذه هي المصادر المعتمدة، فإن أي مصدر آخر يجب أن يُعرض عليها أولاً، ثم على القواعد المستنبطة من خلال هذه المصادر ثانيًا.
لذا فإن (الإسرائيليات) لا تُقبل إذا خالفت أحد هذه المصادر الثلاثة، والإسرائيليات مصدر خارج هذه المصادر الثلاثة، وليست هي من علوم المسلمين، وإن شاركتها في أصلها الصحيح في كونها وحيًا من الله، فما بقي منها صحيحًا فلن يخالف القرآن إلا إذا كان في بعض أمور التشريع كما هو معلوم.
ثالثًا: لا يقع هناك خلاف أن (العلوم التجريبية) من نتاج الفكر البشري المحض، ولم ينطلق فيه الباحثون من خلال كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يترتب عليه أمران:
الاول: أنه لايلزم أن تكون كل قضية في هذه البحوث مذكورة في القرآن، ولا حتى في السنة كذلك، وهذا أمر بدهي لا خلاف فيه.
الثاني: أن ما يصح ربطه مما يصح من واقع هذه البحوث التجريبية قليل جدًا جدًا، وليس كما تصوره لنا كتب الإعجاز العلمي التي بعجت الأمر، وأدخلت كثيرًا من الآيات في مسمى الإعجاز العلمي، وهي بعيدة كل البعد عن ذلك.
وإذا تأملت هذا الملحظ، واستحضرت طريقة الفيلسوف ابن رشد الحفيد في كتابه (فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال)، فإنه سيظهر لك أنه لا يمكن أن يتم التوفيق بين الجهد البشري القائم على العلم التجريبي وبين كلام الله إلا بتأويل ألفاظ القرآن لتوافق المنتج البشري، وهذا ما يقع في بعض بحوث الإعجاز العلمي، ولعله لا يخفاك ما وقع في مؤتمر الإعجاز العلمي الذي حضرناه حتى صار قوله تعالى (إعصار فيه نار) المقصود به القنبلة الذرية فحسب.
وإذا كنت توافقني في أن بعض بحوث الإعجاز العلمي يقع فيها هذا، فمن المسؤول عن رد هذا التحريف عن كتاب الله تعالى؟!
إنني إدعو إلى مؤتمر لتصحيح المسار في هذه النازلة الحادثة، وأن لا يترك الأمر على غاربه، وأنت تعلم وترى اليوم أن أعداء الدين صاروا يدخلون في الطعن فيه من باب التأويلات الحداثية، والقراءات المعاصرة، فهم لن يستطيعوا تحريف النص، ولكنهم يرون أن طريقهم هو تحريف مدلول النص، وما الصحف وما يكتب فيها منك ببعيد.
إن من منَّ الله عليه بالتخصص في هذا العلم، فإن عليه ـ لزامًا ـ أن ينبري لصدِّ وذبِّ كل تحريف عن كتاب الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح صواب]ــــــــ[02 Dec 2007, 11:24 م]ـ
جزى الله شيخنا الشيخ مساعد خير الجزاء، وجعلني وإياك من الخادمين لكتاب الله، الذابين عنه، السائرين على هديه.
في البداية أرجو الاكتفاء بالشطر الأول من البيت، دون ذكر الشطر الثاني، وسوف نعوج بإذن الله
شيخنا الكريم .. ما قلته هو أن الكاتب نظر إلى الإعجاز العلمي من زاوية واحدة، وهي الزاوية السلبية في هذا الباب، وأغفل وجها آخر، لا أعتقد أن من الإنصاف تجاهله وإهماله.
ولا شك أن هناك أخطاء، وتكلفا، وتأويلا غير صحيح، وتوسعا مذموما في هذا الباب، ويجب أن يصحح.
وقد جانب كثير من الباحثين الصواب في ذلك، وخرجوا عن الضوابط، واتسع الخرق على الراقع، والواجب تصحيح هذه المفاهيم، وأرى أن عددا من المصطلحات تحتاج إلى إعادة نظر، ومن ذلك على سبيل المثال: (القول بأن القرآن قد سبق إلى حقيقة علمية)، وعندي أن مصطلح السبق لا يصح إطلاقه، فإذا كان البشر يسعون لاكتشاف حقائق وفيهم سابق ومسبوق، فإن ذلك لا ينبغي أن يقال في حق القرآن.
ولا يصح أيضا القول بأن القرآن قد اكتشف، أو نحو هذه العبارات.
ثانيا: مع أن القرآن لم يأت لبيان الاكتشافات العلمية، وليس مجالا لها، إلا أن في القرآن أخبارا كثيرة عن الكون والإنسان، وأعتقد أنه ليس هناك ما يمنع من فهم هذه الأخبار في ضوء الاكشافات الحديثة، وهذا في إطار الاجتهاد المعتمد على اللغة.
وقد وضع بعض العلماء ضوابط للقول بالإعجاز العلمي بحيث يفهم النص في ضوء هذه الضوابط، وأعتقد أن الإعجاز العلمي لا يختلف من حيث مضمونه عن التفسير العلمي، ومن هذه الضوابط:
1 – أن يعتمد التفسير العلمي على الحقائق العلمية المسلّمة المشاهدة، لا على النظريات المتوقعة؛ لأن النظريات تتغير غالبا، أما الحقيقة التي أصبحت مشاهدة فلا تتغير.
2 – أن يكون التفسير معتمدا على اللغة العربية، فلا يخرج عن معاني اللغة العربية.
3 – ألا يتصادم التفسير العلمي مع النصوص الدينية، ولا يخالفها.
4 – ألا يكون متكلفا، ولا يكون فيه تأويل للنصوص.
5 – الاعتدال في الأخذ به، وتسخيره لفهم معاني القرآن والاهتداء بهديه، فلا نجعل من القرآن كتابا متخصصا في علم من العلوم، وننسى هداية القرآن، بل نسخّر هذه العلوم لتكون وسيلة لخدمة كتاب الله تعالى.
وأعتقد أنه وفق هذه الضوابط يمكن التخفيف من الأخطاء التي يقع فيها الآخرون.
ثالثا: ورد في مقالك سؤال: هل ورد أن الصحابة ومن بعدهم من علماء الأمة المعتبرين اعتمدوا على علوم غيرهم لفهم كلام الله تعالى؟
وأقول: إن الحقائق العلمية ليست ملكا لأحد، فإذا ثبتت الحقيقة العلمية، فليست علوما للغير؛ لأنها ليست ثقافة أو فكرا، وفرق بين الثقافة والفكر، وبين حقيقة علمية اكتشفها عالم من العلماء.
رابعا: لاخلاف حول عدد من المسائل التي ذكرتها في فقرة (ثالثا)، وأضم صوتي إلى صوتك في أن من الواجب علينا رد كل الدعاوى الباطلة في هذا المجال، وعلينا التأصيل لهذا العلم بحيث لا يحمّل القرآن ما لا يحتمله.
وأخيرا .. حتى لا يقع الناس في الإفراط في هذا الاتجاه، فإن من واجبنا وواجب العلماء، ربط الناس بكتاب الله تعالى، ودعوتهم إليه، وإبراز هداية القرآن، وإعجازه، وإيصال ذلك إلى عامة الناس؛ ومن ثم فلا يحتاج الناس بعد ذلك إلى الاعتماد على هذه الأمور ..
مع التأكيد على النظر إلى الموضوع من جميع الزوايا، وتمييز ما هو إيجابي وما هو سلبي.
وفقكم الله وسدد خطاكم، ونفع بعلمكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 12:09 ص]ـ
هناك بحث جيد للدكتور عبدالرزاق الهرماس نشر عام 1994م في العدد التاسع عشر من مجلة المشكاة المغربية في عددها 19 بعنوان: (قضية الإعجاز القرآني بين الحقيقة والملهاة).
ليت أحد الزملاء المغاربة يتكرم بوضعه هنا للاطلاع فعهدي به قديم، ولا أملك نسخة من البحث الآن.
ملحوظة للأخ أبي بيان ناقل المقالة: عبارة (سفتنة) التي في عنوان المقال فيها غموض ولم يتعرض له الكاتب، فلعل فيها خطأ والصواب (فتنة الإعجاز العلمي) والسين مقحمة في العبارة، أو أن أصل الكلمة (سد فتنة) ثم سقط حرف الدال مثلاً. ما رأيك؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Dec 2007, 08:47 ص]ـ
ملحوظة للأخ أبي بيان ناقل المقالة: عبارة (سفتنة) التي في عنوان المقال فيها غموض ولم يتعرض له الكاتب، فلعل فيها خطأ والصواب (فتنة الإعجاز العلمي) والسين مقحمة في العبارة، أو أن أصل الكلمة (سد فتنة) ثم سقط حرف الدال مثلاً. ما رأيك؟ [/ quote]
هو ما تراه يا دكتور عبد الرحمن
ولعل الكاتب قد عبر عن سد فتنة بمصطلح سفتنة، على نحو: حوقلة وسفسطة ...
ولعل فرح اخينا أبي بيان بهذا المقال ... (والذي لاقى هوى في نفسه) قد شغله عن هذه الملاحظة ..
ـ[صالح صواب]ــــــــ[03 Dec 2007, 09:20 ص]ـ
ورد في بداية المقال:
والله إنها لفتنة!!.
لذلك أقول: إنها فتنة!.
صحة العنوان: (فتنة) بدليل ما ورد في مقال الكاتب في العبارات السابقة ... ولا حاجة للتكلف في تفسيره، وعند أبي بيان الخبر اليقين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Dec 2007, 10:33 م]ـ
أخوكم أبو بيان ناقل
ولا يحق لي أن أغير عنواناً له وجه من الصواب ولو بتكلف, ولو وُجه هذاالملحظ إلى مشرفي ذاك الموقع لكان أولى ولسعدنا بالخبر اليقين من (جهينة).
ولا أدري أخي عبد الله جلغوم من أين عرفت أني فرحٌ بهذا الموضوع, وكيف علمت أنه وافق هوىً في نفسي؟!
وها أنا أخبرك أنه لم تغب عني هذه الملاحظة ولم أنشغل عنها كما ذكرت, ولكني رأيت لها الوجه الذي ذكرته.
أتمنى أخي العزيز أن تقرأ المقال مرة أخرى بعيداً عن أبي بيان.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Dec 2007, 03:58 م]ـ
مساعد الطياروأحب أن أطرح أسئلة للبحث عنها:
أولاً: هل وردت إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لاعتماد ما عند غيره من العلوم؟
فالرسول صلى الله عليه وسلم بُعث بين حضارات قائمة، فهل وقع أنه ألمح إلى الاستفادة منها في فهم كلام ربه أو في فهم كلامه؟
لاشكَّ أنه ليس كل ما في هذه الحضارات كان باطلاً على الإطلاق، بل كان فيها خيرٌ، وفيها باطل كثيرٌ.
ثم هل ورد أن الصحابة ومن بعدهم من علماء الامة المعتبرين اعتمدوا على علوم غيرهم لفهم كلام الله تعالى؟!
لقد وقع في نفسي هذا السؤال، ولا زلت أفكر فيه.
الأخ الفاضل: أرجو السماح لي بطرح السؤال التالي:
هل القرآن (معجزة الاسلام) خاص بالعرب وحدهم أم أن رسالة الاسلام هي الخاتمة وللناس كافة؟
إذا كانت للناس كافة، ودخلت امم من غير العرب في الاسلام فهل من المعقول أن يحرم عليها استخدام علومها في فهم الكتاب الذي آمنت به؟
ومع افتراض أن لا نجد إشارة من النبي صلى الله عليه وسلم لاعتماد علوم الغير فأمر طبيعي لأن الاسلام لم يكن قد تجاوز الجزيرة العربية وانتشر خارجها ودخل فيه أقوام من غير العرب ...
والله أعلم.(/)
قراءة النص القرآني بين الانسلاخ و الالتحام
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[30 Nov 2007, 03:02 م]ـ
قراءة النص القرآني بين الالتحام والانسلاخ
من جريدة العرب القطرية
أحمد خيري العمري*
ليس هناك أسوأ من التقليد المذهبي الرتيب إلا تجديد مزعوم بلا ضوابط ولا شروط، ويبدو أن جزءا من قوة الفكر التقليدي (القوي أصلا) مستمد من هذا التجديد الذي صار يعد بمثابة حصان طروادة لإدخال الأفكار الليبرالية إلى الرأس المسلم، لكن التجديد الحقيقي الذي هو أبعد ما يكون عن إضافة بعض الرتوش التجميلية هنا وهناك لما يقال منذ قرون يجب أن يعزل عن كل ذلك وأن يكون المفتاح الحقيقي لكل أزماتنا على الصعيد الفردي والاجتماعي.
فما هو هذا التجديد .. ؟ وما هي ضوابطه وشروطه أولا؟
ضوابط هذا التجديد يجب أن تنبع من النص القرآني نفسه، فهذا النص الذي لم يدخله تغيير ولا تحريف هو السلطة الأولى التي ينبغي للتجديد والمجددين الخضوع لها داخل النص القرآني، ويمكن إيجاد ضوابط وشروط تحدد للتجديد طريقه .. نقطة انطلاقه وهدفه النهائي، لا أستطيع تصور أن هناك من يمكنه الادعاء أنه يمتلك الآن مفاتيح هذه الشروط القرآنية للتجديد، لكن هذا يجب ألا يمنع سبر أغوار القرآن الكريم من إيجاد شروط التجديد، علما أن هذا السبر في حد ذاته هو قراءة جديدة، أي أنه تجديد أيضا بطريقة ما، وهذا يقودنا إلى نقطة البداية من جديد، فلكي يكون هناك تجديد يجب أن يكون هناك شروط وضوابط، ولكي تجد الضوابط فعليك أن تقرأ القرآن من جديد، وهذا كله يضعنا في ما هو أشبه بحلقة مفرغة، كيف تقرأ القرآن الكريم من جديد لكي تستخرج ضوابط التجديد وأنت تحتاج إلى هذه الضوابط أصلا في القراءة .. ؟
ربما كان علينا قبل استخراج الضوابط أن نحدد الهدف من القراءة أصلا قبل أن نحدد ضوابط القراءة من جديد. لماذا أنزل هذا النص علينا .. ؟ لماذا هو وليس غيره؟ لأنه بالتأكيد -بالنسبة لنا طبعا على الأقل نحن الذين نؤمن به- يحوي المنهج الأمثل والأفضل للحياة على الأرض.
إذاً بما أن هذا النص «منهج حياة» فإن أي قراءة منسجمة معه يجب أن تضيف معنى لحياتنا على هذه الأرض، يجب أن تثريها حياة وفاعلية، فكلما كانت القراءة تزيد الفاعلية والتفاعل مع الحياة كانت منسجمة مع الهدف من نزول هذا النص، وبالتالي تكون قراءة تجديدية سواء أكانت قرئت في القرن الثاني الهجري أم في الخامس عشر أم العشرين بعد المائة، المهم هو أن تكون القراءة فاعلة.
حسنا، كلام جميل .. لكننا نسمع أحيانا كلاما من هذا النوع وأكثر من أدعياء التجديد أنفسهم الذين يمررون كل ما يريده الغرب وسط إنشائيات منمقة من هذا القبيل، فقد قرأنا كلاما جميلا عن «تثوير القرآن» فإذا به مقدمة لإلغاء كل حكم موجود في القرآن ابتداء من لباس المرأة (لعيون الغرب كل شيء جائز!) فما هو الضابط في الحديث عن القراءة الفاعلة للقرآن الكريم؟
الضابط هو أن تكون فاعلة، أن تعمل على تفعيل النص لا على إلغائه بأي حجة، إذ أن أي قراءة تعمل على وقف عمل النص لأي سبب كان هي قراءة تخرج فورا من سياق التجديد وتوضع في سياق آخر هو «العجل الغربي» أو المؤامرة المستمرة .. إلخ. وما دمنا قد ضربنا مثلا بلباس المرأة الذي كان دوما موضوعا ساخنا استعرض فيه أدعياء التجديد كل فذلكاتهم .. فالقراءة التجديدية المزعومة ستعمد إلى إلغاء الآية بحجة السياق التاريخي، أو بحجة التمييز بين الإماء والحرائر، أو حتى بحجة لباس التقوى خير!! كما قيل فعلا.
أما القراءة الأخرى الفاعلة فإنها ستقرأ النص بتفاصيله الواضحة على أنه تفعيل لدور المرأة في المجتمع، فالمرأة التي تقضي حياتها في البيت دون خروج وبمعزل عن المجتمع ليست بحاجة إلى لباس محدد الأوصاف وبتلك التفاصيل الواردة، فهي في بيتها تلبس ما تشاء، لكن الخروج الفاعل في المجتمع يملي عليها زيا محددا تحيد فيه أنوثتها عن سياق التفاعل، أي أنها بهذا الزي الذي سيخفف من معالم أنوثتها سيجعلها تتفاعل مع المجتمع كإنسان وليس كأنثى .. طبعا سيضج أصحابنا من جماعة التجديد تحت راية الليبرالية بالقول إن المرأة كانت مضطرة للخروج لقضاء الحاجة، أو من أجل تمييزها عن الإماء .. إلخ، لكن الآيات الكريمة لا تشير لذلك بتاتا حتى وإن كان هناك شيء ما مقارب لما يقولون تاريخيا، أما نحن فنؤمن بأن النص القرآني متعال عن الزمان والمكان، وأنه له في كل عصر مقارباته وقراءته الفاعلة التي لا تلغي بالضرورة قراءة أخرى سابقة، لكنها تثري التفاعل الاجتماعي وتغنيه عندما تدخل كطرف «فاعل» في المعادلة ..
والتجديد المنشود هو ذلك الذي يتفاعل مع العالم بقصد تغييره .. دوما لدينا حساسية مفرطة من الحديث عن تجديد متفاعل مع العالم، وذلك لأن أمر هذا التفاعل دائما ينتهي إلى العالم الذي يغير فهمنا للنص ويملي شروطه علينا وعلى فهمنا له، وهذا صحيح أحيانا لكن ليس دائما، و ليس عندما ندخل التفاعل وقد فهمنا شروطه أن نقرأ النص من أجل تغيير الواقع، من أجل أن ندخل الواقع وقد صرنا طرفا فاعلا في معادلة تغييره.
يمكن للنص القرآني بهذا أن يقود إلى طريقين، قراءتنا هي التي تحدد وجهة الطريق الذي سنسلكه، إما خيار «الانسلاخ» عنه -عن القرآن- وقراءته قراءة إلغائية انسلاخية أو خيار الالتحام به وبمضامينه، والفرق بين القراءتين هو فرق بين منهجين وأيضا بين نتيجتين لاحقتين مختلفتين {واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين} [الأعراف:7/ 175]. هذا هو باختصار قرآني بليغ ملخص ما كنت أقول بأن القرآن يمكنه أن يرفعك، لكن انسلاخك عنه يجعلك غارقا في الأرض، يجعلك في أدنى نقطة، التحامك به هو الذي يرفعك، نفس الآية يمكنك أن تقرأها فترتفع أو تقرأها فتخلد إلى الأرض.
هذا هو باختصار بعض ما يجري على الساحة الآن ..
*كاتب عراقي مقيم في سوريا
30/ 11/2007
http://alarab.televisual.co.uk/article.tvt?_scope=Alarab/Website/Website/Features&id=7184(/)
منظومات لقواعد التفسير وصاني الشيخ خالد السبت ان ابشر بها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 Dec 2007, 05:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
بالنسبة لقواعد التفسير
الشيخ خالد السبت قال لي يوجد هناك في ملتقى اهل الحديث من سئل عن قواعد التفسير هل لها منظومات ام لا
فقال الشيخ ابلغه ان لها عدة منظومات وهيا:
وانا وضعتها هنا وفي ملتقى اهل الحديث كذلك
1 - منظومة بإسم نشر العبير في منظومة قواعد التفسير
لأبي الفضل عمر بن مسعود الحدوشي ((مغربي))
الكتاب طبع بدار الكتب العلمية ببيروت
حاولي 700 بيت تقريبا طبعاالكتاب بدون شرح منظومة فقط
مطلع البيت الأول منها:
الحمد لله الذي قد يسرا ... لحفظ دينه حمات كُبرا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 - نظم القواعد ومايوضحها من الشرح والأمثلة
المجلد الأول فقط 670 بيت كاتبها ((مغربي))
مطلع اول بيت منها:
بسم الذي في كل سورة سمه ... تبارك اسمه به استعصمه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3 - ويوجد نظم اخر لنفس القواعد لإحدى مشائخ الشناقطة يزيد عن 400 بيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4 - ويوجد نظم لإحدى المشائخ بمكة يزيد عن 700 بيت
مطلع البيت الأول منه:
الحمد لله الذي قد أنزل ... وحيا إلينا واضحا مفصلا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 - ويوجد نظم اخر ذُكر للشيخ لإحدى المشائخ الشناقطة وسيرسله له على ايميل الشيخ خالد
فلذلك ابلغوا السائل بهذه البشارة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2007, 06:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هل جميع هذه المنظومات مطبوعة؟
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 09:09 م]ـ
جزاك الله خيرا على جهدك وحرصك لكن،
هل هناك طبعة منهاعلى الكمبيوتر؟؟
والسلام
ـ[أبوعامر]ــــــــ[02 Dec 2007, 02:08 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وجزى شيخنا الشيخ: خالد خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 Dec 2007, 02:59 ص]ـ
بإذن الله سأسئله(/)
ومضات قرآنية
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 11:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله ....
هذه مشاركة مني أردت منها الدخول في هذا الصرح المشيد والبنيان الوطيد لعلي أظفر بقول ((هم القوم لا يشقى بهم جليس))
سميت هذه المشاركة (ومضات قرآنية). .. وهي
... عبارة عن خواطر على آيات نقلتها من بعض العلماء أو آيات أحسب أني تدبرتها .... لتستخلص منها الفائدة وتؤخذ منها العبرة ,,,,,,,,,
وما أبرئ نفسي إنني بشر,,,,,,,,أسهو وأخطئ إن لم يحمني قدر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى ٍآله وصحبه أجمعين ... وبعد
(فأبدأ مستعينا بالله طالبا الغوث والعون منه سبحانه، فاللهم اشرح صدري، ويسر أمري، وأنزل رحمتك علي، وارزقني الصدق في المنطق والمقصد، أنت ربي عليك توكلت و إليك مآب).
الومضة الأولى
... إن من أعظم نعم الله تبارك وتعالى التي تفضل بها علينا، والدالة على واسع رحمته سبحانه إنزاله كلامَه –جل وعلا- وقد أشار إلى ذلك سبحانه في قوله) الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان .. ) فبعد أن قال سبحانه (الرحمن) تاقت النفوس والقلوب إلى معرفة هذه النعمة التي تُثبت ذلك وتُظهره جليا ... فإذا بها هذا الكتاب الكريم. ثم إنه كيف يُعلم القرآن للإنسان قبل وجوده، حيث إنه تقدم ذكر تعليم القرآن على خلق الإنسان، وما ذاك إلا دليلا على عظم هذه النعمة وجلالتها.
الومضة الثانية
... إن الاستمرارية من أهم وسائل تحصيل العلم الشرعي (بل ونجاح أي عمل كان) -فضلا عن كونه قويما صحيحا-وإن من أهم عوامل الاستمرارية معرفة ما يؤول إليه هذا الأمر من خير و شر، لذلك قال الخضر لي موسى عليه السلام (قال إنك لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟)،والله أعلم.
وللحديث تتمة>>>>
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Dec 2007, 01:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا إلياس على ما قدمت من إفادة.
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 03:16 م]ـ
جزاك الله خيراً (د. خضر)
وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعينني وإياك على تدبر كتابه ...
وأرجو منكم بصفتكم (أستاذ التفسير وعلوم القرآن)
والأخوة المشاركين أن تشاركونا بما آتكم الله من فضله
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 08:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستأنف أحبتي مابدأته
الومضة الثالثة:
قال تعالى: (ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم .. ) الإسراء,
عندما يقرأ المؤمن هذه الآية ويتدبرها، يعلم عِلْم اليقين أن الله مطلع عليه, محيط بسره ونجواه, ثم إذا نظر إلى نفسه وعمله رأى التقصير و التلبس بالمعاصي, بل وربما الإصرار عليها،،عندها يوقن يقيناً لا مرية فيه أنه لا يصلح إلا للنار، ولولا حسن ظنه بربه وأنه غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، لطار قلبه خوفا وفزعا.
ـ[أبو الياس]ــــــــ[02 Dec 2007, 04:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أسأل الله أن ييسر ويعين إنه سميع مجيب ..
وبعد أحبتي ...
نعود من جديد
الومضة الرابعة:
... تأمل أخي معي قوله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن .. ) وما فيها من تربيه الذوق والأدب في الكلام، إضافة إلى ما في اللباس من دلالة (الستر، الحماية، والجمال، والقرب) .. وهل أحمد الزوجين للآخر إلا كذلك؟ وإن كانت المرأة في ذلك أظهر أثرا كما يشير إلى ذلك البدء بضميرها (هن) (د. عويض العطوي)
*أقول: ولعل في إضافة اللباس دلالة التقوى أيضاً كما قال تعالى: (ولباس التقوى ذلك خير) وهو ذاك، لما يترتب على الزواج من حفظ الفرج والعين واللذين هما مصدر الشر كله. و الله أعلم
ـ[أبو الياس]ــــــــ[10 Feb 2008, 03:45 م]ـ
الومضة الخامسة
قال تعالى: (ليسو سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون، يؤمنون بالله .. ).ٍآل عمران.
في هذه الآيات يتجلى العدل الرباني لعبيده، فرغم ما وصف الله به اليهود من الكفر والنقض لحدود الله (قل يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن به .. ) وما أخبر به من تعلق الذلة والمهانة بهم، وماباؤوا به من غضب الله،إلا أنه جل وعلا لم يبخسهم حقهم من كون فريق منهم آمنوا بما أنزل وقبول طائفة منهم وانصياعهم له.
الومضة السادسة
قال تعالى: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) آل عمران.
تقررُ هذه الآية أن الهوان والحزن لا يكون للمؤمنين .. فمهما علا صوتُ الباطل وطغى إلا أن الكلمة تبقى للحق, وتقرر أن الانتصار الحقيقي هو انتصار المبادئ.(/)
موقف ابن كثير من الإسرائيليات ... لـ د. محمد القناص
ـ[الراية]ــــــــ[01 Dec 2007, 06:09 م]ـ
السؤال
كيف نرد على من يقول:
إن ابن كثير متهم باستخدام الكثير من الإسرائيليات في كتابه (البداية والنهاية)، وفي تفسير ابن كثير؟.
ويضربون على سبيل المثال أن حديث النبي وموسى عليهما السلام في المعراج (حديث الخمسين صلاة) من الإسرائيليات!.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالإسرائيليات جمع إسرائيلية، نسبة إلى بني إسرائيل، وإسرائيل هو: يعقوب عليه السلام، والمراد بالإسرائيليات:
الأخبار المنقولة عن بني إسرائيل في التوراة وشروحها، والأسفار والتلمود وشروحه، وفيها أساطير وأباطيل وكذب كثير،
وابن كثير هو: الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي الفقيه الشافعي، (700–774 هـ)، وتفسيره للقرآن العظيم من أجلّ التفاسير وأفضلها، حيث عُني في تفسيره بتفسير القرآن بالقرآن، وبالسنة المطهرة، وبالآثار عن السلف الصالح، وأوضح معاني القرآن بعبارات رصينة، وأسلوب جميل، وأهتم بنقد ما يورده من المرويات الحديثية والتاريخية، وبيان ما يصح منها وما لا يصح، وله عناية فائقة في التنبيه على الإسرائيليات والموضوعات، وهذا من مزايا تفسيره، حيث توسع مَنْ قَبله من المفسرين بذكر الروايات الإسرائيلية في تفاسيرهم،
وقد وضح الحافظ ابن كثير –رحمه الله- موقفه من الإسرائيليات في مقدمة تفسيره، حيث قسمها إلى ثلاثة أقسام،
قال –رحمه الله- بعد أن ذَكر حديثَ "بلّغُوا عنِّي ولو آيةً، وحديث: حدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حَرَجَ، وحديث: من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأْ مقعده من النار"-: "ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تُذكر للاستشهاد، لا للاعتضاد، فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحتَه مما بأيدينا مما نشهدُ له بالصدق، فذاك صحيح.
والثاني: ما علمنا كذبَه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمِنُ به ولا نكذّبه، وتجوزُ حكايتُه لما تقدّم، وغالبُ ذلك مما لا فائدة فيه تعودُ إلى أمرٍ دينيّ، ولهذا يختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيرًا، ويأتي عن المفسرين خلافٌ بسبب ذلك، كما يَذكرون في مثل:
أسماء أصحاب الكهف ولون كلبهم وعِدّتهم،
وعصا موسى من أيِّ شجر كانت؟
وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم،
وتعيين البعض الذي ضُرِبَ به القتيلُ من البقرة،
ونوع الشجرة التي كلَّم الله منها موسى
إلى غير ذلك مما أبهمه الله تعالى في القرآن، مما لا فائدة في تعيينه تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم"
[تفسير ابن كثير (1/ 9)].
وقال -رحمه الله- في مقدمة "البداية والنهاية": "ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو القسم الذي لا يُصَدَّق ولا يُكَذَّب، مما فيه بسط لمختصر عندنا .. فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه" [البداية والنهاية (1/ 7)].
وعُرِف عن الحافظ ابن كثير –رحمه الله– الإعراض عن ذكر كثير من الأخبار الإسرائيلية في تفسيره، وفي مواضع أخرى ينتقد بعض الأخبار الإسرائيلية بقوة، ويتعقب مَن أوردها من المفسرين، ومن ذلك قوله –رحمه الله– عند تفسر قوله تعالى في سورة الكهف "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا" [الكهف:50]. –بعد أن ذكر أقوالا في "إبليس" واسمه ومن أيّ قبيلٍ هو؟! -: "وقد رُويت في هذا آثار كثيرة عن السلف، وغالبُها من الإسرائيليات التي تُنقل ليُنْظَر فيها، والله أعلم بحال كثير منها، ومنها ما قد يُقْطَع بكذبه، لمخالفته للحقّ الذي بأيدينا، وفي القرآن غُنْيَةٌ عن كلّ ما عداه من الأخبار المتقدمة؛ لأنها لا تكاد تخلو من تبديل وزيادة ونقصان، وقد وُضِعَ فيها أشياء كثيرة، وليس لهم من الحفّاظ المُتْقِنين الذين يَنْفُون عنها تحريفَ الغَالِين وانتحال المبطلين، كما لهذه الأمة من الأئمة والعلماء، والسادة والأتقياء،
(يُتْبَعُ)
(/)
والبررة والنجباء، من الجهابذة النقّاد، والحُفَّاظ الجياد، الذين دَوَّنوا الحديث وحَرَّرُوه، وبيَّنوا صحيحَه من حَسَنه من ضعيفه، من منكَره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضَّاعِين والكذّابين والمجهولين، وغير ذلك من أصناف الرجال، كلُّ ذلك صيانةً للجناب النبويّ والمقام المحمديّ، خاتم الرسل وسيد البشر، صلى الله عليه وسلم أن يُنْسَب إليه كذبٌ أو يُحَدَّثَ عنه بما ليس منه.، فرضي الله عنهم وأرضاهم، وجَعَل جنّاتِ الفردوس مأواهم. وقد فَعَلَ". [تفسير ابن كثير (5/ 168)]،
وقال –رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لأبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللاعِبِينَ قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ". [الأنبياء:51 - 56]،
بعد إشارته إلى حال إبراهيم، عليه السلام، مع أبيه، ونظره إلى الكواكب والمخلوقات - قال: "وما قَصَّه كثيرٌ من المفسّرين وغيرهم، فعَامّتُها أحاديثُ بني إسرائيل، فما وافقَ منها الحقّ مما بأيدينا عن المعصوم قَبِلْناه، لموافقته الصحيح، وما خالف منها شيئًا من ذلك ردَدْناه، وما ليس فيه موافقةٌ ولا مخالفةٌ، لا نصدّقه ولا نكذّبه، بل نجعله وَقْفًا، وما كان من هذا الضَّرْبِ منها فقد رخَّص كثير من السلف في روايته، وكثيرٌ من ذلك مما لا فائدة فيه، ولا حاصلَ له مما يُنْتَفَع به في الدّين، ولو كانت فائدتُه تعود على المكلَّفين في دينهم لبيَّنَتْه هذه الشريعةُ الكاملةُ الشاملةُ، والذي نَسْلُكُه في هذا التفسير: الإعراضُ عن كثير من الأحاديث الإسرائيلية، لما فيها من تضييع الزمان، ولما اشتَمل عليه كثيرٌ منها من الكذب المُرَوَّج عليهم، فإنهم لا تَفْرِقَةَ عندهم بين صحيحها وسقيمها، كما حَرّره الأئمةُ الحُفّاظ المُتْقِنُون من هذه الأمة".
[تفسير ابن كثير - (ج5/ص347)].
وقال –رحمه الله- عند تفسير قوله تعالى: "وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ .... " [البقرة:102].
"وقد رُوي في قصة هاروتَ وماروتَ عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسُّدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والرَّبيع بن أنس ومقاتل بن حيّان وغيرهم، وقصَّها خلقٌ من المفسّرين، من المتقدّمين والمتأخرين، وحاصلُها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ ليس فيها حديثٌ مرفوع صحيح متّصلُ الإسناد إلى الصادق المصدوق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، وظاهرُ سياق القرآن إجمالُ القصة من غير بسْطٍ ولا إطنابٍ فيها، فنحن نؤمِن بما ورد في القرآن على ما أراده الله تعالى، والله أعلم بحقيقة الحال". [تفسير ابن كثير (1/ 360)].
وقال في أول سورة ق: "وقد رُوي عن بعض السلف أنهم قالوا: ق، جبل مُحيطٌ بجميع الأرض، يقال له جبل قاف!!! وكأنّ هذا -والله أعلم- من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعضُ الناس، لِمَا رأَى من جواز الرواية عنهم مما لا يُصدَّق ولا يُكَذَّب، وعندي أن هذا وأمثالَه وأشباهَه من اختلاقِ بعض زنادقتهم، يَلْبِسُون به على الناس أمرَ دينهم، كما افْتُريَ في هذه الأمة -مع جلالة قدر علمائها وحُفّاظها وأئمتها- أحاديثُ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما بالعَهْدِ من قِدَمٍ، فكيف بأمةِ بني إسرائيل، مع طول المَدَى، وقلة الحُفَّاظ النُّقَّاد فيهم، وشربهم الخمور، وتحريف علمائِهم الكلمَ عن مَوَاضعه وتبديلِ كُتُب الله وآياتِه، وإنما أباح الشارعُ الروايةَ عنهم في قوله: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج" فيما قد يُجَوِّزُه العقل، فأما فيما تحِيلُه العقول، ويُحْكَم فيه بالبُطلان، ويَغْلبُ على الظنون كذبُه، فليس من هذا القبيل".
[تفسير ابن كثير (7/ 394)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عند تفسير قوله تعالى: "قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنْظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [النمل:41 - 44].
وقد ذكر في قصة ملكة سبأ أثرًا طويلا عن ابن عباس، وَصَفَه بأنه "منكر غريب جدًا"- ثم قال: "والأقربُ في مثل هذه السياقات أنها متلقَّاةٌ عن أهل الكتاب، مما وُجد في صُحُفهم، كروايات كعب ووَهْب، -سامحهما الله- فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل، من الأوابد والغرائب والعجائب، مما كان وما لم يكن، ومما حُرِف وبدِّل ونُسِخَ، وقد أغنانا الله سبحانه عن ذلك بما هو أصحُّ منه وأنفعُ وأوضحُ وأبلغُ، ولله الحمد والمنة".
[تفسير ابن كثير- (6/ 197)].
وقال عند تفسير قوله تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آَمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" [العنكبوت:46].
بعد أن رَوَى الحديث: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم"- قال: "ثم ليُعلم أن أكثر ما يتحدثون به غالبه كذب وبهتان لأنه قد دخله تحريف وتبديل وتغيير وتأويل وما أقل الصدق فيه، ثم ما أقل فائدته".
[تفسير ابن كثير (6/ 284)].
وقال عند تفسير قوله تعالى: "وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى" [طه:18]: قال: "أي مصالح ومنافع وحاجات أخرى غير ذلك، وقد تكلف بعضهم لذكر شيء من تلك المآرب التي أبهمته، فقيل: كانت تُضيء له بالليل، وتحرس له الغنم إذا نام، ويغرسها فتصير شجرة تظله، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة، والظاهر أنها لم تكن كذلك، ولو كانت كذلك لما استنكر موسى، عليه الصلاة والسلام، صيرورتها ثعبانًا، فما كان يفر منها هاربًا، ولكن كل ذلك من الأخبار الإسرائيلية". [تفسير ابن كثير (5/ 279)]،
وقال عند تفسير قوله تعالى: "قَالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ" [الأعراف:24]. "وقد ذكر المفسرون الأماكن التي هبط فيها كلٌّ منهم، ويرجع حاصل تلك الأخبار إلى الإسرائيليات، والله أعلم بصحتها، ولو كان في تعيين تلك البقاع فائدة تعود على المكلفين في أمر دينهم، أو دنياهم، لذكرها الله تعالى في كتابه أو رسوله صلى الله عليه وسلم". [تفسير ابن كثير (3/ 399)].
وإذا كان الحافظ ابن كثير –رحمه الله– ذكر بعض الأخبار الإسرائيلية في تفسيره، حيث تبع من سبقه من المفسرين، فإنه –كما تقدم– ينبه عليها، وينتقدها ويبين أنه لا فائدة فيها، ولا شك أن الأولى الإعراض عن ذكرها في تفسير كلام الله، وإن كان بعضها مما لا يصدق ولا يكذب، قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله-: "إن إباحة التحدث عنهم فيما ليس عندنا دليلٌ على صدقه ولا كذبه– شيءٌ، وذكر ذلك في تفسير القرآن، وجعله قولاً أو روايةً في معنى الآيات، أو في تعيين ما لم يعين فيها، أو في تفصيل ما أُجمل فيها– شيء آخر!! لأن في إثبات مثل ذلك بجوار كلام الله ما يوهم أن هذا الذي نعرف صدقه ولا كذبه مُبينٌ لمعنى قول الله سبحانه، ومفصلٌ لما أُجمل فيه! وحاشا لله ولكتابه من ذلك، وإن رسول الله –صلى الله عيه وسلم– إذ أذن بالتحدث عنهم -أرنا أن لا نصدقهم ولا نكذبهم، فأي تصديق لرواياتهم وأقاويلهم أقوى من أن نقرنها بكتاب الله ونضعها منه موضع التفسير والبيان؟! "
[عمدة التفاسير (1/ 15)].
(يُتْبَعُ)
(/)
وللحافظ ابن كثير -رحمه الله– تنبيهات ونقد لكثير من الإسرائيليات في كتابه الجليل "البداية والنهاية"، ومن ذلك قوله بعد أن ذكر عدداً من الآثار عن بني إسرائيل: "هذا كله من الإسرائيليات، وكل هذه من وضع جهال بني إسرائيل، فإن الأخبار الكذبة قد كثرت عندهم ولا تميز لهم بين صحتها وباطلها"
[البداية والنهاية (1/ 323)].
وقال في موضع آخر: وقوله تعالى: "ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب"، ذكر ابن جرير وابن أبي حاتم وغيرهما من المفسرين ها هنا آثارا كثيرة عن جماعة من السلف وأكثرها أو كلها متلقاة من الإسرائيليات، وفي كثير منها نكارة شديدة، وقد نبهنا على ذلك في كتابنا التفسير".
[البداية والنهاية (2/ 31)].
وقال في موضع آخر –بعد أن ذكر أثراً عن كعب الأحبار-: "وكلام كعب الأحبار هذا إنما تلقاه من الإسرائيليات التي منها ما هو مكذوب مفتعل وضعه بعض زنادقتهم أو جهالهم وهذا منه والله أعلم"
[البداية والنهاية (2/ 75)].
وقال في موضع آخر -بعد أن ذكر عدداً من الآثار عن كلب أصحاب الكهف-: "وقد ذكر كثير من القصاص والمفسرين لهذا الكلب نبأ وخبرا طويلا أكثره متلقى من الإسرائيليات وكثير منها كذب ومما لا فائدة فيه، كاختلافهم في اسمه ولونه".
[البداية والنهاية (2/ 136)].
وأما الحديث المشار إليه في السؤال، فهو جزء من حديث المعراج المشهور، وقد رواه البخاري ح (3887)، ومسلم ح (162) من حديث أنس بن مالك وهو حديث طويل وفيه: " ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ الصَّلَوَاتُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَمَرَرْتُ عَلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَا أُمِرْتَ؟ قَالَ: أُمِرْتُ بِخَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلَاةً كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَوَضَعَ عَنِّي عَشْرًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِعَشْرِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ فَقَالَ مِثْلَهُ، فَرَجَعْتُ فَأُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: بِمَ أُمِرْتَ؟ قُلْتُ: أُمِرْتُ بِخَمْسِ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا تَسْتَطِيعُ خَمْسَ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَإِنِّي قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ قَالَ: سَأَلْتُ رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ وَلَكِنِّي أَرْضَى وَأُسَلِّمُ. قَالَ: فَلَمَّا جَاوَزْتُ نَادَى مُنَادٍ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي."،
وهذا لفظ البخاري. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:54 م]ـ
جزاك الله خيرًَا(/)
حقيقة لا خيال .. قصة شيخ من أهل القرآن ـ مات ـ صحبتُه عشر سنوات!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Dec 2007, 11:37 م]ـ
هذه قصة ليست من نسج الخيال ..
ولا تحتاج إلى بحث عن أسانيدها في كتب الرجال ..
إنها قصة أنا من عاش وقائعها .. ورأى مشاهدها ..
إنها قصة شيخ صالح عابد .. عاشرته عشر سنوات تقريباً (خطيبا في القرية التي كنت أخطب فيها من 1412 - 1422) تقريباً.
توفي ـ رحمه الله ـ قبل خمس سنوات،وقد نيّف على التسعين ..
كان هذا الشيخ رأساً في عشيرته من جهة الوجاهة،ومن جهة الديانة ـ أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحداً ـ ..
مثل هذا الشيخ نادر، بل هو غريب في عشيرته ..
هو من طراز العباد الذين كنا نسمع عنهم ـ ولقينا بعضهم ـ من أهل القرن السابق،الذين يطلق عليهم اصطلاحا ـ عندنا في نجد ـ (الاخوان) ..
هذا الرجل من أكثر من رأيت تلاوة للقرآن،مع كونه معدوداً من المحبين للعلم والصالحين،وهو إلى العوام أقرب ـ في علمه ـ وإلى العلماء أقرب في عمله .. وهل يراد من العلم إلا هذا؟!
كان يختم كلّ ثلاث .. وله دويٌّ إذا تلى القرآن .. بل ربما يسمعه من يدخل سور المسجد ـ أحياناً ـ لأنه يرفع صوته لثقل سمعه ..
يقسم لي بالله ـ وهو صادق فيما أحسب ـ أن أحب المجالس إليه تلك المجالس التي يغشاه فيها الدعاة أو طلبة العلم ..
فتلك المجالس كأنها عرس بالنسبة له .. يلحظ ذلك على وجهه كلُّ من رآه .. فالسرور يلوح على وجهه،ومحياه يطفح بالبشر ..
كان سريع الدمعة ..
وإذا أردت أن تبكيه فاذكر له شيئا من أخبار الصالحين ..
أو حدثه عن نعيم الجنة،أو عذاب النار ..
أو إن شئت فحدثه عن سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ..
ابتلي في آخر عمره ـ رحمه الله ـ بعدة أمور .. منها: وفاة زوجته قبله بعشرين سنة .. ومنها: آلالام كانت تعاوده قبل وفاته بسنوات،كانت لا تجعله ينام كثيراً ..
ومن أعوص ما مرّ به ماء غشى عينيه،حتى استحكم،فحال بينه وبين قراءة كتاب الله ..
دخلتُ عليه ـ غفر الله له ـ بعد أن استحكم الماء على عينيه، فبكى .. حتى أبكى ..
فقلت: ما الخطب أبا عبدالله؟!
قال: الماء غطى عيوني (أزريت = عجزت) أقرأ قرآن .. هكذا نطق بها بلهجة عامية تعبر عن حرقة .. وأسى ..
ثم واصل حديثه قائلاً: (والله يا بو عبدالله ما عندي بها الدنيا غير هالقرآن يوسع صدري،فإذا راح شوفي (يعني بصري) وش أبي بها الدنيا؟!) يقولها والدموع تتقاطر على لحيته ..
قلت له: يا أبا عبدالله! أبشر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال ـ كما في حديث أبي موسى في البخاري ـ: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيماً) .. أبشر فأجر قراءتك الذي منعته بسبب الماء الذي حال بينك وبين قراءة القرآن = ثابت بإذن الله،وثقة بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فقاطعني بصوته المتهدج،وبلهجة صادقة اختلطت بدموعه الحارة: (لكن ما معي إلا كم جزء حافظهن قديم عند الشيخ ابن سالم الله يرحمه .. وأنا ودّي أختم .. ما أدري متى أموت!!) ..
فقلت له: أدع الله يا أبا عبدالله أن الله يزيل عنك هذ الماء،وأبشر ..
(وأصدقكم القول ـ أيها الإخوة ـ أنني قلتها بغير يقين .. لا شكاً في قدرة الله ـ حاشا ـ ولكن هو ضعف إيماني ويقيني تلك اللحظة) ..
انصرفتُ من عنده،وهو يتمتم بالحوقلة،ويسترجع ..
إنا الله وإنا إليه راجعون .. لا حول ولا قوة إلا بالله ..
مضت مدة من الزمن ـ لا أدري هل شهر أو أكثر ـ فدخلت عليه كعادتي الأسبوعية بعد خطبة الجمعة، فإذا وجهه يتهلل فرحاً .. وكلماته تتسابق إلى فمه ليبشرني بقوله: (أبشرك يا بو عبدالله .. أبشرك يا بو عبدالله .. راح الماء عن عيوني .. استجاب الله دعاي) ..
قالها لي وكأن كنوز الدنيا كلها وضعت بين يديه ..
هنا .. وهنا بالذات .. مرت أمام خاطري معان لا أستطيع التعبير عنها الآن ..
أأتعجب من قوة يقين هذا الموحد؟!
أم من إجابة الله دعاءه ـ كما عجبت زوجة إبراهيم الخليل عليه السلام ـ؟!
أم أبكي على ضعف إيماني،ويقيني ..
لقد لقنني هذا الرجل الموحد .. وهذا الموقف دروساً لا أجدني آخذها من بعض العلماء ـ سواء في كتبهم أو ممن استفدنا من علمهم ـ رحهمهم الله أجمعين ..
ولم أملك إلا أن شاركته الفرحة بصدق ـ لأنني أحبته حبّ الولد لوالده ـ ..
بقي على هذه الحال من التعبد،والاجتهاد في الطاعة حتى لقي ربه ..
رحم الله ذلك الشيخ العابد، صادق اللهجة،وجمعني به وبكم في الفردوس الأعلى ..
ويرحم الله عبداً قال: آمينا ً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2007, 06:46 ص]ـ
آمين. رحمه الله وغفر له وألحقنا به غير مفرطين ولا مبدلين.
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالله.
ـ[الجعفري]ــــــــ[02 Dec 2007, 07:06 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ورحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[02 Dec 2007, 07:10 ص]ـ
آمين.
رحم الله هذا الشيخ وأسكنه فسيح جناته , وختم لنا ولكم بعمل صالح يرضى به عنا.
وجزاك الله خيرا على هذه القصة المؤثرة
ـ[يسري خضر]ــــــــ[02 Dec 2007, 07:20 ص]ـ
رحمه الله واسكنه الفردوس الاعلي والحقنابه علي خير حال وبارك فيك يادكتور عمر
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Dec 2007, 07:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً، ورحم الله هذا الشيخ العابد وأسكنه فسيح جناته ...
وسبحان من يصرف القلوب على طاعته، ويثبت القلوب على دينه ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Dec 2007, 07:52 ص]ـ
آمين.
جزاك الله خيرا على هذا النقل. وكم أتشوف لمعرفة قصص معاصرة مماثلة حتى لا تكون النماذج التي نستحضرها مستقرة فقط في التاريخ البعيد، وحتى نعلم أن في عالمنا وعصرنا، ومن بيننا ومن حولنا من عاشوا بالإسلام وللإسلام.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Dec 2007, 08:16 م]ـ
رحمه الله وغفر له , وجزاك خيراً أبا عبد الله.
ـ[السائح]ــــــــ[02 Dec 2007, 08:40 م]ـ
آمين. رحمه الله وغفر له وألحقنا به غير مفرطين ولا مبدلين.
جزاك الله خيراً يا أبا عبدالله.
اللهم إنا نسألك من فضلك.
ـ[إيمان]ــــــــ[02 Dec 2007, 10:29 م]ـ
آمين ... رحم الله صاحب هذه القصة وكاتبها ... وكل من تكرم بقراءتها .... وجعل الله منزلته الفردوس الأعلى من الجنة
وجزاك الله خيراً على هذه القصة المؤثرة التي حملت في طياتها مواعظ بليغة ......
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Dec 2007, 11:53 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ورحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته كم نحن بحاجة إلى هذه النماذج في عصرنا الآن. الحمد لله على نعمه وكرمه وفضله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:12 ص]ـ
لا اعرف ماذا اكتب إلا بارك الله فيك على هذه القصة ورزقك الله الفردوس الأعلى
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:36 ص]ـ
آمين!
اللهم أكثر في الأمة من أمثاله!
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[09 Dec 2007, 01:54 ص]ـ
آمين آمين ... وجزاك الله خيرا د. عمر.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2007, 09:29 م]ـ
أكرمك الله أخي عمر وذكرني هذا الرجل رحمه الله بقول أظنه لابن القيم رحمه الله إذ قال:
العلماء ثلاثة: عالم بالله عالم بأمر الله
وعالم بالله غير عالم بأمر الله
وعالم بأمر الله غير عالم بالله
وأظن هذا الرجل من العالمين بالله و له من العلم بأمر الله ما ينفعه عند الله
جمعنا الله وإياه في مستقر رحمته
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Dec 2007, 08:16 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل.
أسأل الله أن يجمعنا وإياه، وإياك، ووالدينا، ومن نحب في الفردوس الأعلى.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:09 ص]ـ
ومن القصص المشابهة لقصة هذا الرجل، قصة شيخي ـ بالإجازة ـ الشيخ: حميد قاسم،من علماء اليمن،وعمره قرابة (90) سنة أو أقل بقليل،فقد زرته في بيته في مدينة (إب)،واستجزته فأجازني،وكان من ضمن الحديث الذي حدثنا به أن قال ـ ولا أنسى كلماته تلك .. فكأنها ترن في أذني الآن ـ:
كنت قد أشفقت من ضعف سمعي قبل سنوات،وضاق صدري،فتضرعت إلى الله وابتهلت، فردَّ الله علي سمعي،وكأنني في أيام شبابي، بلا عمليات جراحية ولا غيرها ..
الله أكبر .. هكذا اليقين برب العالمين،واهب النعم،ودافع النقم ..
اللهم ارزقنا صدق التوكل عليك،وقوة اليقين بك.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:28 ص]ـ
آمين.
جزاك الله خيرا على هذا النقل. وكم أتشوف لمعرفة قصص معاصرة مماثلة حتى لا تكون النماذج التي نستحضرها مستقرة فقط في التاريخ البعيد، وحتى نعلم أن في عالمنا وعصرنا، ومن بيننا ومن حولنا من عاشوا بالإسلام وللإسلام.
إليك هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10942
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Feb 2008, 01:51 ص]ـ
إليك هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10942
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الله العمر]ــــــــ[22 Feb 2008, 08:36 م]ـ
لقد أبكيتنا يا شيخ عمر كما أبكاك ذاك الشيخ الكبير
هذه قصة من قصص الكبار الذين رأو أن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة فكرسو الجهود لإغتنامها بالأعمال
الصالحة أسأل الله بمنه وكرمه أن يرحمنا ويرحم جميع المسلمين إنه سميع مجيب
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[23 Feb 2008, 11:58 م]ـ
رحم الله هذا الشيخ وأسكنه فسيح جناته.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[24 Feb 2008, 01:55 ص]ـ
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته ...
كل الشكر لك أخي عمر على هذا التصوير الأكثر من رائع ....
وكم نحن بحاجة لمثل هذه النماذج في زمن تسابق أهله وراء هذه الدنيا الزائلة، والله المستعان ...
ـ[عصام]ــــــــ[28 Feb 2008, 02:55 ص]ـ
رحم الله الشيخ رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته
و بارك الله فيك يا أبا عبد الله
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[27 Mar 2008, 02:32 م]ـ
ومما يشبه قصة شيخنا بالإجازة حميد قاسم ـ في رد السمع بعد ذهابه ـ ما ذكره الذهبي في معرفة القراء الكبار 1/ 311 في ترجمة أحممد بن عثمان بن الفضل،المعروف بغلام السبّاك:
قال عبد القاهر سمعت غلام السباك يقول:
ثقل سمعي، وكان شاب جميل يقرأ علي، فكنت أنظر إلى فمه ولسانه مراعاة لقراءته،وكان الناس يقفون ينظرون إليه لحسنه، فاتهمت فيه، فساءني ذلك، فسألت الله أن يرد علي سمعي، فرده عليّ.
انتهت القصة.
وهذه القصة تأتي في سياق حفظ الله لعبده الصادق،فإن الله تعالى يهيئ له ما يظهر براءته،من الفرية أو التهمة التي زُنَّ بها.
وهي كرامة لحامل القرآن الصادق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً
..
ـ[فهد الحمود]ــــــــ[30 Mar 2008, 12:35 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا عمر
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[01 Apr 2008, 01:44 م]ـ
آمين
وإن لم يكن أهل القرآن هكذا في يقينهم وقوة علاقتهم بالله ....... فمن يكون إذا؟؟!!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Sep 2008, 03:36 ص]ـ
أرفع هذا الموضوع: شحذاً للهمم، ورغبة في الدعاء لذلك الشيخ الكريم ـ رحمه الله ـ فهو الآن ـ في لحده ـ أحوج ما يكون لدعوة منكم يا أهل القرآن.
اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله،ونور ضريحه،واجعله روضة من رياض جنتك.
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[12 Sep 2008, 04:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله،ونور ضريحه،واجعله روضة من رياض جنتك، واجمعنا به في الفردوس الأعلى ياكريم.
...
ـ[نوري قرآني]ــــــــ[12 Sep 2008, 05:49 ص]ـ
نعم لمثل هذه الهمم العالية التي لا تعرف الياس مع كتاب ربها
..
جعلنا ربي مثلهم
..
ـ[محب القران]ــــــــ[12 Sep 2008, 11:57 م]ـ
حقيقة القصة مؤثرة فياليتنا نعتبر يامن انعم الله علينا بنعمة البصر فيما نستخدمها
مرة ايه الاحباب اطفئ الكهرباء عندنا في الحي وبقي ما يقارب ربع ساعة وكان بعد العشاء والله يا اخوان الظلام كان لدرجة انني اضع يدي امام عيني مباشرة والله لم اكد اراها
فأخذت اتأمل فيمن فقد البصر
فمرة شعرت بمعاناته
ثم قلت في نفسي ولكن والله انه خير من آلاف المبصرين الذين ما احسنوا استخدام هذه النعمه
فنسأل الله ان يوزعنا شكر نعمته
ونسأل الله ان يغفر لذلك الشيخ في القصة التي ذكرتها يا شيخ عمر
ـ[سالم التميمي]ــــــــ[13 Sep 2008, 12:19 ص]ـ
رحمه الله وأيانا رحمة واسعة ,, وجعل القران أنيسنا في قبورنا
ـ[فهد الجريوي]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:47 م]ـ
أثارت قصة الشيخ عمر المقبل مع صاحب القرءان في شجونا ً و أذكرتني ما لست بناسيه.
قبل سنوات كنت في زيارة للمدينة النبوية على صاحبها أفصل الصلاة والسلام.
وفي يوم الجمعة ذهبت لأداء صلاة الجمعة فصليتها في سطح المسجد لزحام الناس وكثرتهم.
بعد أن فرغت من الصلاة جلست قليلاً حتى يخف زحام الخارجين من المسجد فأتاني شخص لا أعرفه عمره يقرب من الخمسين سلم علي مصافحة وعرف بنفسه وأنه من المنطقة الوسطى فلما عرفته بنفسي وعلم أني من نفس بلده قام وعانقني وأصر أن أذهب معه لشقته لتناول طعام الغداء فتمنعت قليلاً ثم ذهبت معه لشقته فإذا هي شقة صغيرة جداً.
فكأني استنكرت عدم وجود أهله معه فبادرته سائلاً أهلك معك؟
فقال لا أبنائي كبار يقومون بواجبهم أما أنا ففي كل عام آتي للمدينة المنورة وأقضي فيها شهراً كاملا ً.
قلت له تأتي لوحدك فمن يؤنسك؟
فأشار بيده إلى زاوية الغرفة وقال يؤنسني الحبيب.
فالتفت إلى الزاوية فرأيت كتاب الله موضوعاً على طاولة صغيرة.
والله ياأخوة لما رأيت المصحف أصابتني قشعريرة في جسدي.
ثم قال والله إن مؤنسي في وحدتي كتاب الله كلما فرغت من ختمة ابتدأت في أخرى.
بعد ذلك تناولنا الطعام ثم ودعته وكان من أعظم ما استفدته من رحلتي تلك موقفي مع ذلك الرجل.
بعد عامين من تلك الرحلة أتاني أحد الأقارب زائراً وفي معرض حديثه قال اليوم صلوا في الحرم على رجل أعرفه كان يمكث كل سنة شهراً في المدينة وشهراً في مكة والعجيب أنه توفي وهو يصلي في الحرم.
فسبحان الله العظيم وقع في قلبي أنه صاحبي الذي لقيت في المدينة فقلت ما أسمه فلما أخبرني باسمه فإذا هو نفس اسم صاحبي في المدينة!!.
فأسأل الله في هذه الليلة المباركة أن يرحمه وأن يغفر له وأحسبه والله حسيبه من أهل القرءان الذي ختم الله لهم بخير.
ومن المواقف التي في الذاكرة ماذكره الشيخ صالح المغامسي أمد الله في عمره على طاعته في أحد مجالسه يقول:
كان هناك رجلاً كبير السن من اليمن لا يقرأ ولا يكتب يسكن في المدينة.
فكان يدخل المسجد النبوي فيصلي النافلة ثم يلتفت يمنة ويسرة فإذا رأى رجلاً لا يقرأ أخذ مصحفاً وذهب إليه وأعطاه المصحف وقال له اقرأ وأنا استمع.
واستمر على هذا الأمر بضعة عشر سنة!
وفي يوم من الأيام دخل المسجد كعادته فلما قضى صلاة النافلة رأى رجلاً لايقرأ فأخذ مصحفاً وذهب إليه وقال له اقرأ وأنا استمع فقرأ عليه الرجل وهو يستمع وفي أثناء القراءة مرت آية فيها سجدة فسجد القارئ ومعة الرجل الكبير الذي يستمع ثم رفع القارئ من السجود وبقي هذا الرجل الكبير ساجداً وأطال السجود فخشي القارئ أن به بأساً فحركه فسقط الرجل الكبير على جنبه وفارقت روحه الحياة وهو ساجد!!
فيالله من مواقف يعجز اللفظ أن يعبر عنها فالسكوت هو اللسان الفصيح
أسأله سبحانه أن يغفر لنا ولكم ويجمعنا بكم في جناته وأن يجعل القرءان العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء همومنا وأحزاننا والسلام عليكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[15 Sep 2008, 12:02 ص]ـ
الله أكبر .. نسأل الله تعالى حسن الخاتمة، شكر الله لك أخي فهد،وليتك جعلت هذه المداخلة (الشجنية) تحت الموضوع ذاته؛ ليتم الاستفادة منها في مستقبل الأيام لمن أراد أن يجمع بعض القصص في هذا الباب.
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[15 Sep 2008, 12:55 ص]ـ
شيخنا الكريم فهد الجريوي وفقك الله
بارك الله فيك وجزاك خيراً على إضافتك هاتين القصتين المؤثرتين، وقد كنت نقلت ما كتبه الشيخ عمر المقبل إلى الساحة العربية فوجدت تفاعلاً وتأثر بها القراء، وسأضيف هاتين القصتين - إن شاء الله - إلى الموضوع هناك.
وأسأل الله أن لا يحرمكما الأجر أنت والشيخ الكريم عمر المقبل، وأن يجعل ذكر مثل هذه القصص محفزاً للاقتداء والعمل.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[15 Sep 2008, 01:36 ص]ـ
سبحان الله الذي لا يضيع أجر المحسنين، أسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها.
ـ[أمل السويلم]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:04 ص]ـ
قصص مؤثرة بارك الله لكم. هل هناك دليل على أن حسن الخاتمة من المبشرات بحسن المئآل أم أن المعول عليه حال الشخص قبل موته إذا كانت في الخير وشهدوا الناس له بذلك فتلك عاجل بشراه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[01 Oct 2008, 09:08 ص]ـ
هل هناك دليل على أن حسن الخاتمة من المبشرات بحسن المئآل أم أن المعول عليه حال الشخص قبل موته إذا كانت في الخير وشهدوا الناس له بذلك فتلك عاجل بشراه.
حسن الخاتمة .. وإطباق الناس على الثناء على الشخص كلها قرائن قوية، بل بعضها عند بعض الأئمة مما يوجب القطع له بالجنة،وليس هذا مقام تفصيل هذا،وإن شئت فراجعي تقرير الشيخ ابن عثيمين على ذلك في شرح كتاب الجنائز من الشرح الممتع.
ـ[أبو زينب]ــــــــ[19 Oct 2008, 09:35 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أقدم لكم هذه الواقعة (من القيروان) التي تحمل في طياتها عبرا كثيرة منها: كرامات حاملي كتاب الله و خادميه و النهي عن التوسل بالأموات.
يروي الشيخ عبد الرحمن خليف رحمه الله قصة مرض شيخه المؤدب علي بن غانم - رحمه الله – الذي تخرج على يديه مئات من حفاظ القرآن.
أصيب المؤدب بن غانم بانسداد في المجاري البولية و قرر الأطباء إجراء عملية جراحية لإنقاذ الكلية. رفض رحمه الله الجراحة و بقي على حاله.: يتألم ليلا نهارا يتضرع و يتلوى و يصيح و يولول من شدة الألم. حاول أقاربه إقناعه بضرورة الجراحة لكنه أصر على الرفض.
في الليلة الثالثة غلبه النوم. في المنام رأى و كأنه ذاهب إلى مقام الصحابي أبي زمعة البلوي – رضي الله عنه - و في الطريق اعترضه رجلان و كانا وكأنهما يبحثان عنه , قال أحدهما للآخر:ها هو. و طلبا منه أن يتبعهما. اتجهوا جميعا إلى جامع عقبة بن نافع حيث وجدوا ناسا كثيرا. توجها به نحو المحراب. فتحوا بابا في المحراب (في الواقع ليس هناك باب) و دخلوا بيتا. رأى في البيت رسول الله – صلى الله عليه و سلم – و معه رفيقاه – أبو بكر و عمر – رضي الله عنهما. كان رسول الله رافعا يديه و هو يدعو و يدعو و يتضرع.
و تنتهي الرؤيا. و يفيق الشيخ بن غانم من النوم و ينادي زوجته: يا فلانة , إني جائع , هات لي طعاما.
نعم. و كأن شيئا لم يكن. و شفي رحمه الله دون جراحة و لا جراحين و لا جروح و لا ... و لا ...
و هذه و لا شك كرامة لذلك المؤدب خادم كتاب الله. و لكن ...
.... يتدخل الشيخ عبد الرحمن – رحمه الله – للاستفسار عن أمرين:
1 - الدعاء الذي كان يدعو به الرسول - صلى الله عليه و سلم – قال الشيخ بن غانم إنه لم يتذكر منه شيئا.
2 - الدعاء الذي كان يدعو به الشيخ بن غانم حين مرضه (لم يكن الشيخ بن غانم فقيها في الدين بل مؤدبا جليلا). لقد كان يقول – غفر الله لنا و له -:
يا رسول الله غوثا ومدد °°° يا رسول الله أنت المعتمد
يا رسول الله فرج كربنا °°° ما رآك الكرب إلا و شرد
و هنا يصوب الشيخ عبد الرحمن الأمور و يبين أنه لا يجوز الالتجاء في الدعاء إلا إلى الله.
ففي الأول كان المؤدب متجها نحو مقام أبي زمعة البلوي و لكن الرجلان صححا اتجاهه نحو بيت الله.
و ثانيا: في بيت الله اتجهوا به نحو المحراب وهو المكان الذي يعبد فيه الخالق. ألم يقل الله " كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا " و قال " فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ " فالمحراب هو أشرف المجالس أو الذي يعبد فيه الله. و المحراب رمز لاتجاه القبلة فالدعاء يجب أن يتوجه به إلى الله كما في الصلاة.
ثالثا لما وجد رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يدعو و يتضرع. لقد أراه الرسول الصورة الصحيحة للدعاء: و هي اللجوء إلى الله لا إلى أي مخلوق آخر و لا إلى الرسول. ألم يقل الرسول: " وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ " (أحمد عن ابن عباس 2803).
و هنا رابط التسجيل الصوتي كما رواها الشيخ عبد الرحمن. ( http://cheikhelif.net/site/dourous/ghnm.mp3) مع بعض التفاصيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[20 Oct 2008, 12:18 ص]ـ
ألا: فلندع للكاتب بالأجر , وللشيخ الفاني بالرحمة ,ولنبك على أنفسنا أمام تقصيرنا مع ما نحمله من حجج الله علينا , فجزى الله الشيخ عمر خير الجزاء , ورحم الله الشيخ رحمة تغنيه عمن سواه ,
إن كان لا يرجوك إلا محسن فبمن يلوذ ويستجير المذنب
اللهم اجبر كسرنا وارحم ضعفنا وثبتنا على الحق حتى نلقاك , آمين.
ـ[ندى الكندي]ــــــــ[20 Oct 2008, 03:19 ص]ـ
رحمهم الله جميعا وآنس وحشتهم ورفع منزلتهم
.
.
اللهم ارزقنا من فضلك
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[21 Oct 2008, 08:03 ص]ـ
رحم الله الشيخ عبدالرحمن خليف
إمام جامع عقبة بن نافع وأسكنه فسيح جناته وهكذا العالم يأبى أن يسوق القصة من غير أن ينبه إلى الصواب وتصحيح العقيدة حتى عند مشايخه ومحبيه وأعرف عنه تواضعه الشديد وحسن الخلق وهكذا ينبغي أن يكون مسلكنا في سوق القصص والكرامات والأخبار بالتنبيه الى مايخالف العقيدة حتى لايتلقاها العوام بأخطائها ولا أقصد أن فيما ذكر الأحبة شيئا من ذلك ولكني أردت التنبية إلى فائدة من حكاية الشيخ عبدالرحمن رحمه الله تعالى
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Jul 2010, 11:34 م]ـ
أرفع هذا الموضوع: شحذاً للهمم، ورغبة في الدعاء لذلك الشيخ الكريم ـ رحمه الله ـ فهو الآن ـ في لحده ـ أحوج ما يكون لدعوة منكم يا أهل القرآن.
اللهم اغفر لعبدك أبي عبدالله،ونور ضريحه،واجعله روضة من رياض جنتك.
وأجدد الرفع مع قرب الشهر الفضيل، بلغنا الله وإياكم أيامه بمنه وكرمه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[10 Aug 2010, 02:47 م]ـ
ومع قرب الشهر الكريم، يحلو تذكر أمثال هذه القصص التي تشحذ العزائم ..
اللهم اغفر لأبي عبدالله، وارفع درجته في المهديين.
ـ[خلوصي]ــــــــ[12 Aug 2010, 12:24 م]ـ
أستاذنا الفاضل المقبل:
أدمعت عينيّ يا سيدي ..
و أبكيتني على حالي و حالنا كيف لا يرفع موضوع كهذا كل يوم بتعليق جديد أو قصة جديدة!!؟!!
أليس ضعف اليقين هو مشكلتنا الجوهرية؟!؟
فما بالنا نمرّ مرور الكرام على مواضيع كهذه؟ و الحال أن القصص نهج قرآني!
و من مفاهيم " التبليغ " العجيبة قولهم إنه حتى الأنبياء احتاجوا دورات تدريبية لليقين قبل بدء الدعوة!!!
سيدي الفاضل:
أرجو منكم تغيير العنوان ليصبح أكثر شمولية و احتواء للقصص الأخرى ..
و بارك الله فيكم.
ـ[حاتم ظهران]ــــــــ[12 Aug 2010, 01:55 م]ـ
الله اكبر
هذا حال من كان مع الله
كن بالله ولا تبالي
رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتانا وموتى المسلمين
جزاك الله كل خير ياشيخ عمر(/)
دعوة للأعضاء: معرض (الإنتاج العلمي لأعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2007, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تدعو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه منسوبيها لتزويدها بنسخة واحدة من الإنتاج العلمي المطبوع لكل عضو من أعضاءها، لتعرض هذه المؤلفات الخاصة بمنسوبي الجمعية في المناسبات المختلفة للجمعية. لتكون نسخاً للعرض فقط، من باب التعريف بالإنتاج العلمي لأعضاء الجمعية.
المطلوب: نسخة واحدة فقط من كل كتاب مطبوع للأعضاء، يرسل لأمانة الجمعية على عنوانها:
الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
الرياض 11494
ص. ب. 17999
هاتف 012582695
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[03 Dec 2007, 01:57 م]ـ
شيخنا الفاضل, ومَن لم يكن عضوا؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 02:01 م]ـ
فليلتحق بالجمعية.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Dec 2007, 10:14 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله على التذكير ..
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Dec 2007, 06:51 م]ـ
جعل الله النفع فيها وبها.
ـ[أبو الياس]ــــــــ[06 Dec 2007, 07:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وكيف يمكنني الإنضمام إليها
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 11:11 ص]ـ
لتنظم للجمعية اتصل على هذا الرقم، ويعطونك التفاصيل
هاتف 012582695
وياليت الإخوة في الفروع يجمعون مالدى الأعضاء، ثم يرسل دفعة واحدة عبر النقليات كالزاجل أو غيرها، ولعل هذا أيسر من أن يرسل كل عضو كتبه على انفراد.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Dec 2007, 11:40 م]ـ
المقصود ـ بالتأكيد ـ البحوث المتصلة بالقرآن وعلومه.(/)
سلسلة البحوث العلمية المحكمة في الدراسات القرآنية: شارك ببحثك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Dec 2007, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتزم الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه نشر البحوث العلمية المحكمة في الدراسات القرآنية التي نشرها أصحابها في المجلات العلمية المحكمة، وذلك ضمن سلسلة (البحوث العلمية المحكمة في الدراسات القرآنية).
على الراغبين في نشر بحوثهم ضمن هذه السلسلة إرسال طلبات نشر نسخة الكترونية من بحوثهم على بريد الجمعية aljameyah@hotmail.com ، ونسخة على بريدي الخاص amshehri@gmail.com حيث سأقوم بمتابعة نشر هذه السلسلة.
كما ترسل نسخة ورقية على عنوان الجمعية البريدي:
الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
كلية أصول الدين
الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه
الرياض 11494
ص. ب. 17999
هاتف 012582695
أرجو أن أرى عدداً من البحوث القيمة للزملاء لنشرها قريباً بإذن الله، وسنجتهد في أن تخرج في حلة قشيبة تليق بموضوعاتها بإذن الله.
في 22/ 11/1428هـ
ـ[صالح صواب]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:54 م]ـ
مشروع طيب مبارك بإذن الله تعالى، ونسأل الله تعالى أن ينفع به، ونشكر القائمين على الجمعية، وأدعو إلى التعاون مع هذا المشروع الرائع الذي يجمع ما تفرق من أبحاث مختلفة، وجزى الله القائمين عليه خير الجزاء
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[05 Dec 2007, 09:41 م]ـ
أضم صوتي لصوت أخي الدكتور صالح صواب وأقول:
هذا مشروع هام جدا،وفيه خدمة للباحثين من حيث إن هنالك مجموعة من البحوث القيمة التي نشرها أصحابهافي مجلات يصعب الحصول عليها لتباعد الاماكن، أولانقطاعها عن الصدوراأو لعدم وجود حفظ أارشيفي جيد لها في المكتبات،وهذه جزء من مشكلتنا في عالمنا العربي والاسلامي في ضعف الافادة من التقنية في أرشفة ورصد النتاج العلمي في كثير من الفنون العربية والاسلامية.
ومن خلال التقائي ببعض الباحثين في المؤتمرات أوقن بأهمية مثل هذا العمل حينما تتم بعض اللقاءت في أحاديث جانبية عن الابحاث المحكمة والمجلات المنشورة فيها .......
والجمعية العلمية السعودية ستؤدي خدمة مشكورة للتخصص والباحثين
بارك الله فيك أخي أبي عبدالله على هذا المشروع،ولعل الاخوة الباحثين يتفاعلون مع هذا الاقتراح
ولكني اقترح على مجلس ادارة الجمعية عمل شيئ من المرغبات في الاعلان مثل حصول كل مشارك على نسخة من هذا الاصدار، وهنك اقتراحات أخر يمكن أن تدعم هذا المشروع
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:06 ص]ـ
اقترح ان يطبع أكثر من بحث في ذات الموضوع في مجلد واحد , ولو كانت الطباعة للبحوث على شكل موضوع رئيس ومحاور لكان أولى , وخاصة و بحوث أعضاء الجمعية كثيرة والحمد لله , ومن نظر في كشاف البحوث والدراسات القرانية في المجلات السعودية المحكمة والمنشور في العدد الأول من مجلة معهد الامام الشاطبي للدراسات القرآنية علم صدق ذلك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 11:19 ص]ـ
أشكر الإخوة على هذه الاقتراحات، وقد وصل ولله الحمد بعض البحوث العلمية المحكمة، ولعل الإخوة يسارعون في دفعها إلى الجمعية لتتم مراعاة بعض الافكار المطروحة؛ كالاقتراح بأن يطبع أكثر من بحث في ذات الموضوع في مجلد واحد
ـ[صالح صواب]ــــــــ[08 Dec 2007, 09:11 م]ـ
تجاوبا مع هذه الفكرة .. أرجو من الدكتور/ عبدالرحمن الشهري .. اعتماد بحثي الموجود في هذا الملتقى (معالم الدعوة في سورة نوح عليه السلام) ورفعه للمشاركة في هذا الجهد الطيب.
وسنتعاون بإذن الله تعالى للعمل على إنجاح هذه الفكرة(/)
لمن أراد أن يبدأ في كتب التفسير ((مقاطع صوتية تعريفية لأغلب كتب التفسير))
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 Dec 2007, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
لمن يتمنى أن يدرس التفسير ويريد ان يتدبر كلام الله، لكن لا يدري أي الكتب يحتاج وأي الكتب يبدأ بها خاصة أن بعض أصحاب كتب التفسير عقائدهم مضطربة فلا يستطيع الاقتراب منها إلا ببينة من أهل العلم.
ويرجو المساعدة والإرشاد
تفضل
لسنا من أهل الاختصاص لكن نشرًا للخير، ونفعًا للغير _رعاكم الرحمن_ لابد أن تبدؤون بأشرطة (مناهج المفسرين) للشيخ: عبد الرحمن الشهري _حفظه الله_ فتأخذون منها فكرة عن كتب التفسير فحينها تعرف ميزة الكتاب وما هي أهم المسائل التي ركز عليها المفسر، وأنا أحدثكم عن تجربة فبسماعنا للأشرطة استفدنا خيرًا كثيرًا، وتعرفنا على كتب قد نكون في يوم من الأيام نتحاشى القراءة فيها.
وهذه أوّل خطوة، وهي من الأهمية بمكان
1 أهمية دراسة تراجم المفسرين ومناهجهم.
2 ترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
3 الإمام محمد بن جرير الطبري - الحلقة الأولى
4 الإمام محمد بن جرير الطبري - الحلقة الثانية
5 الإمام عبدالحق بن عطية الأندلسي وكتابه (المحرر الوجيز)
6 الإمام القرطبي وكتابه (الجامع لأحكام القرآن)
7 الإمام إسماعيل بن عمر بن كثير وكتابه (تفسير القرآن العظيم)
8 الإمام عبدالرحمن بن الجوزي وكتابه (زاد المسير)
9 جار الله الزمخشري وتفسيره (الكشاف)
10 الإمام أبي حيان الأندلسي وتفسيره (البحر المحيط)
11 الإمام البغوي وتفسيره (معالم التنزيل)
12 الإمام يحيى بن سلام البصري وتفسيره
13 الإمام محمد الطاهر بن عاشور وتفسيره (التحرير والتنوير)
14 القاضي البيضاوي وتفسيره (أنوار التنزيل)
15 أدب المفسرين (1)
16 الإمام ابن جزي الكلبي وتفسيره (التسهيل لعلوم التنزيل)
17 الإمام الصحابي المفسر عبدالله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه
18 الفخر الرازي وتفسيره (مفاتيح الغيب)
19 الإمام محمد الأمين الشنقيطي وتفسيره (أضواء البيان)
20 الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي وتفسيره (تيسير الكريم الرحمن)
21 الإمام مقاتل بن سليمان البلخي وتفسيره
22 الإمام شهاب الدين الألوسي وتفسيره (روح المعاني)
23 الشيخ جمال الدين القاسمي وتفسيره (محاسن التأويل)
24 الإمام محمد بن علي الشوكاني وتفسيره (فتح القدير)
25 الإمام المفسر التابعي قتادة بن دعامة السدوسي وتفسيره
26 الإمام جلال الدين السيوطي وتفسيره (الدر المنثور)
27 أبو عبيدة معمر بن المثنى وكتابه (مجاز القرآن)
28 أبو بكر بن العربي المالكي وكتابه (أحكام القرآن)
29 الإمام مجاهد بن جبر المكي وتفسيره
30 الإمام الحسن البصري وتفسيره
31 الإمام ابو اسحاق الزجاج وكتابه (معاني القرآن وإعرابه)
32 الإمام سعيد بن جبير وتفسيره.
من على الرابط التالي:
http://www.ahlaltafsir.com/index.php
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن، على ما وصلنا من طيب النفع، وفي جميع مشائخنا وعلمائنا.
موضوع مجّمع مع بعض التغيرات
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:16 ص]ـ
بارك الله فيك.
الروابط الصحيحة:
أرشيف برنامج أهل التفسير ( http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php)
الصفحة الرئيسة ( http://www.ahlaltafsir.com/index.php)
ـ[شعلة]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:36 ص]ـ
برنامج رائع وقد كنت أفرغ بعض الحلقات لكني اتسائل عن سبب توقف الرنامج رغم تميزه؟(/)
سرالاختلاف بين طبعات كتب علوم القرآن المعاصرة
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[03 Dec 2007, 09:21 ص]ـ
طبع كتاب مناهل العرفان للعلامة الزرقاني رحمه الله عدة طبعات ولدي منها طبعتان
الأولى: طبعة الحلبي
والثانية: طبعة دار الحديث
ولاحظت أن المحقق للكتاب في في طبعة دار الحديث حذف المقدمة البديعة للشيخ الزرقاني التي استهل بها الكتاب.
ويماثل هذا ما حدث في طبعات كتاب مباحث في علوم القرآن للشيخ مناع القطان رحمه الله
ففي طبعة مؤسسة الرسالة وفي مبحث (أشهر كتب التفسير في العصر الحديث) ذكر الشيخ رحمه الله ثلاثة كتب وهي:
1) تفسير طنطاوي جوهري
2) تفسير المنار
3) تفسير الظلال لسيد قطب رحمه الله
ولاحظت في طبعة (المعارف ـ الرياض) حذف تفسير (في ظلال القرآن) وما يتعلق به من كلام طويل نسبيا
فهل هذا الحذف من تعديل الشيخ القطان أم هو تصرف من الناشر
أرجو من مشايخنا الكرام الإفادة في ذلك.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[03 Dec 2007, 11:00 ص]ـ
لئن كان حدث ـ وما أظن إلا الصدق في الأخ الفاضل الشمراني ـ فهذا أمر جد خطير، بل خطير جداً؟؟!! وعلى الجهات المعنية بيان ذلك دفعاً للتهمة والهوى.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Dec 2007, 11:22 ص]ـ
الدار الأولى سطت على إرث العلماء المحققين بأسماء جديدة لا علماء ولا محققين،
فكان ما كان مما ترى من الزيف.
والدار الثانية تموج مع موجة العصر،
فعليك بالطبعات الأولى من أي كتاب أو آخر طبعة ظهرت في حياة المؤلف.
رعاني الله وإياكم.
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:48 ص]ـ
فعليك بالطبعات الأولى من أي كتاب أو آخر طبعة ظهرت في حياة المؤلف.
بخصوص كتاب مناهل العرفان، أي الطبعات أجود في رأيكم؟؟
وجزيتم خيرا ..
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:53 ص]ـ
سمعت بعض مُعَلّمِيَّ يثني على الطبعة الثالثة الصادرة في دار إحياء الكتب العربية (عيسى البابي الحلبي)، وهي التي لدي.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:36 م]ـ
الدار الأولى سطت على إرث العلماء المحققين بأسماء جديدة لا علماء ولا محققين،
فكان ما كان مما ترى من الزيف.
والدار الثانية تموج مع موجة العصر،
فعليك بالطبعات الأولى من أي كتاب أو آخر طبعة ظهرت في حياة المؤلف.
رعاني الله وإياكم.
أحترم رأيك، يا أستاذ مهران، غير أنني أعتبره متسرعا ولا يتجاوز الظنون، رغم تأكيدك في عنوان مداخلتك على (أنه الهوى).
ولا يمكن في مثل هذه الحالات، أن نتيقن من حقيقة ما حصل إلا بالاتصال بدور النشر وتبين المسألة بما لا يدع للظن سبيلا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:16 م]ـ
أرجو أن يكون قولي تسرعا،
ولكن:
بين يديَّ عدد من إصدارات الدار الأولى ومعها يقيني بانتحالها اسم (تحقيق) وليس فيها عمل المحققين.
وبعض إصدارات الدار الثانية تحتاج إلى تثبت مؤلفيها من صنيعهم.
ولن أزيد.(/)
اقتراح: علوم القرآن في موسوعة ويكيبيديا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Dec 2007, 06:24 م]ـ
موسوعة ويكيبيديا المفتوحة تحتوي على صفحة خاصة بعلوم القرآن في الرابط التالي:
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1% D8%A2%D9%86
وهي صفحة حديثة العهد، أطلقها طالب أزهري غير متخصص، وتحتاج لكثير من العمل حتى تكتمل. فعند الدخول على هذا الرابط تجدون عددا من الروابط باللون الأحمر مما يعني أنها روابط لصفحات فارغة.
فهلا توجهت عناية بعض المتخصصين في علوم القرآن لملء هذه الفراغ؟
أقول هذا لأن ميدان علوم القرآن يجب، في اعتقادي، أن يستفيد من أسلوب العمل الجماعي المشترك عوض الاستمرار في الكتابة فيه بطريقة فردية. كما يجب أن يستعمل فيه نظام تقني شبيه بموسوعة ويكبيديا التي تستخدم تقنية استكشافية لوضع روابط للكلمات المفتاحية في كل صفحة، مما يسمح للقارئ بأن ينطلق من صفحة واحدة ليعثر على كم هائل من المعلومات المتعلقة المفاهيم والمصطلحات المستعملة فيها.
ولذلك فالموسوعة تشكل فرصة ثمينة للمتخصصين للقيام بمشروع مشترك في هذا المجال لبناء قاعدة بيانات ضخمة في علوم القرآن. وإلا، فبالإمكان تطوير شبكة على الإنترنت (يمكن أن تكون قسما خاصا في هذا المنتدى) تستعمل نفس تقنية ويكيبيديا ويكون كتابها من المتخصصين. وهذه التقنية مجانية (حسب ما أذكر)، ويمكن لأي مطور موقع أن يستخدمها في موقعه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Dec 2007, 05:24 ص]ـ
اقتراج وجيه وجميل بارك الله فيك أخي محمد وجزاك خيراً ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 10:54 ص]ـ
شكر الله سعيكم يا أخي محمد
إنها لفرصة ثمينة، فلو انبرى لها بعض المتخصصين في الملتقى أو غيرهم، وكان هناك تعاون في سدِّ موضوعات علوم القرآن في الموسوعة لكان خير كثير، فهذه الموسوعة المذكورة من الموسوعات التي لقيت حضورًا واضحًا في الأنترنت، لكن كيف السبيل إلى الإشراف على هذه الصفحة؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[08 Dec 2007, 05:38 م]ـ
الإشراف سهل كثيرا ياأخي الكريم
لكن المشكلة في كتابة الموضوعات
وتنسيقها!!!
فعندهم طريقة خاصة، وهي متعبة جدا
وقد ساهمت فيها ببعض الموضوعات
ومن ثمة التصحيحات؛ ولكنني
عجزت عن التنسيق والتبويب
وتبقى هذه الموسوعة رائدة
في بابتها، في هذه الفضاءات الواسعة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Dec 2007, 11:38 م]ـ
نعم، طريقة برمجة الصفحات بلغة (ويكي) تتطلب معرفة دنيا بكتابة (الكود) في الصفحة، ووهذا متعب في أول الأمر، لكن بمرور المحاولات الأولى يصبح الأمر سهلا. ومقارنة بحجم الفوئد المجنية من هذه التقنية ومن ألوبها في عرض المعلومات، يهون الصعب، ويصبح أمرا مقبولا.
وإن وجدت الفكرة صدى عمليا (في شكل فريق عمل)، فبإمكاني المساعدة في فهم هذه التقنية، وعرض مقترحات عملية لتجاوز بعض الصعوبات في استخدامها.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Dec 2007, 07:39 م]ـ
الاقتراح أكثر من رائع، وهذه الموسوعة من أكثر الموسوعات التي استفدت منها، لأنها تطلعك على أكبر كمّ من المعلومات، بأسهل وأجمل طريقة.
ولذا فأنا أضع يدي بيد الإخوة، وأدعو إلى التعاون في هذا الفكرة الرائدة والمفيدة، سواء داخل الموسوعة نفسها، أو العمل على شاكلتها، فهي تجمع بين أمرين:
* خدمة قيّمة لكتاب الله تعالى.
* التعاون وجمع الجهود بدل تبديدها.
وبدل التواكل والتأجيل، لمَ لا نبدأ بأول خطوة -ولو صغيرة- ثم سنرى بإذن الله الخطوات تتابع ...
فبداية السيل قطرة!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2007, 07:48 م]ـ
لو تكرم الأستاذ الكريم محمد بن جماعة بدلالتنا على الطريقة العملية للعمل، وأشار علينا لكان هذا مشروعاً رائداً نسعد بالتعاون على إنجازه، ولو تيسر الحصول على إمكانية إدارة هذه الصفحة والإشراف عليها مباشرة لكان أفضل. أرجو أن يتيسر لأستاذنا محمد بن جماعة وفقه الله النظر في هذا الأمر.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2007, 09:42 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لو تكرم الأستاذ الكريم محمد بن جماعة بدلالتنا على الطريقة العملية للعمل، وأشار علينا لكان هذا مشروعاً رائداً نسعد بالتعاون على إنجازه، ولو تيسر الحصول على إمكانية إدارة هذه الصفحة والإشراف عليها مباشرة لكان أفضل. أرجو أن يتيسر لأستاذنا محمد بن جماعة وفقه الله النظر في هذا الأمر.
موسوعة ويكيبيديا تعتمد على نظام يسمى (ويكي) يستخدم لغة PHP وقاعدة بيانات MySQL.
تكمن أهميته في استعماله كنظام فعال وسريع للعمل المشترك، يمكن من خلاله لفريق من المتطوعين أن يكتبوا صفحات من المعلومات، تبقى مفتوحة للعموم لتحديثها. أي أن بإمكان أحد المتطوعين أن يكتب بضع فقرات في الصفحة، ثم لا يجد الوقت لاستكمالها، فيذكر في بداية الصفحة أنها غير مكتملة، فيأتي متطوع آخر ويضيف معلومات أخرى، أو يقوم بتدقيق النص، أو يحذف بعض الأمور إلى غير ذلك. ثم يأتي آخر فيقوم بنفس العمل.
مثل هذا الأسلوب الموسوعي/المعجمي في العمل يقتضي درجة عالية من المسئولية والجدية في الكتابة وصياغة الفكرة بطريقة أقرب إلى الموضوعية.
ويقوم النظام بتخزين ارشيف التحديثات لكل صفحة، مع الاحتفاظ بأسماء من قاموا بتحديثها. وتوضع كل هذه المعلومات بشفافية على الصفحة.
وتوجد طريقتان للاستفادة من هذا النظام:
1 - أولاهما أن يتم إنشاء محتوى علوم القرآن على موسوعة ويكبيديا مباشرة: وتكمن إيجابيات هذا الاختيار في ما يلي:
* الاستفادة من شهرة الموسوعة
* الاستفادة من الخبرات التقنية للمتطوعين فيها، لأن الموسوعة تسمح للمتطوعين الجدد بأن يطلبوا مساعدة بعض التقنيين والمدربين عند وجود أي صعوبة في كتابة الصفحات.
* ...
أما السلبيات المحتملة لهذا الاختيار فلعل أبرزها:
* عدم التحكم المطلق في المحتوى، نظرا لوجود جهاز إشراف أعلى، من صلاحياته التدخل عند وجود خلاف بين محدّثي محتوى الصفحة، في صياغة العبارات أو الحذف أو الإضافة، او عند الاشتباه في خرق بعض القوانين أو حقوق الملكية إلخ.
* عدم القدرة على ضبط أعضاء فريق العمل، حيث أن أي أحد له الحق في التسجيل في الموسوعة، يمكنه التدخل بحرية في محتوى الصفحة.
ويحسن هنا الإشارة إلى أن العجيب هو تمكن الموسوعة لحد الآن من الاحتفاظ بقدر عال من الحرفية والدقة والجودة في محتوياتها رغم هذا الانفتاح الظاهر على مستوى الكتابة والتحرير. ويبدو أن أغلب المتطوعين تولد لديهم، من خلال العمل، درجة من النضج التي تجعل كتاباتهم مقبولة من جميع القراء.
وقد عاينت كثيرا من محتويات هذه الموسوعة بالفرنسية والإنجليزية حول المفاهيم الإسلامية، وقد وجدت فيها التزاما كبيرا بوجهة نظر المسلمين وعلماء المسلمين، رغم أن كتابها ليسوا بالضرورة منهم. وقد لاحظت ذلك خصوصا عند التطرق للمفاهيم التي تشكل نوعا من الحساسية، مثل (مفهوم الجهاد) ومفهوم (الفتوى)، ومفهوم (الإسلام الحركي islamisme)...
ولا يعني أنه لم توجد حالات من الخلاف الشديد بين المتطوعين في تحرير الصفحات (وقد اطلعت على نماذج منها)، غير أنني أعتقد بأنها هذا الأمر لا يؤثر كثيرا على جودة العمل.
2 - أما الطريقة الثانية: فتتمثل في إنشاء موقع خاص يعتمد نظام ويكي، وهذا يسمح لصاحب الموقوع أن يحدد، وفق ضوابطه الخاصة، محتوى الصفحات النهائي، وطريقة العمل، وأعضاء فريق العمل، إلخ.
وهذه الطريقة تقتضي تحميل برنامج يعمل بنظام ويكي. ويوجد حاليا عشرات من البرامج التي تعمل بنظام ويكي، بعضها مجاني، وبعضها الآخر تجاري. وقد وجدت جدولا للمقارنة بين خصائص 48 برنامجا من برامج ويكي، موجودا على الرابط التالي ( http://en.wikipedia.org/wiki/Comparison_of_wiki_software).
لم أطلع على جدول المقارنة بتفاصيله كلها. ولكن، لو استقر الرأي على العمل بهذه الطريقة، فبإمكاني المساعدة في اختيار أفضل برنامج من البرامج المعروضة.(/)
ختم الآيات بالأسماء والصفات (ابن القيم)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:12 ص]ـ
الحمد الله الذي له لا إله إلا هو الأسماء الحسنى والصفات العليا، أنزل إلينا كتابه المبين، هدى وبشرى للمؤمنين، ليخرجهم به من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراطه المستقيم.
وأصلي وأسلم على الرسول الكريم، والنبي الأمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من أعظم مقاصد القرآن الكريم تعريف العباد بربهم جل وعلا، ليؤمنوا به ويوحدوه، ويذكروا آلاءه ويشكروه.
وإن من أجل نعم الله العظيمة، وآلائه الكريمة أن تعرف إلينا في كتابه الكريم بأسمائه وصفاته، وأظهر آثارها في أوامره ومخلوقاته.
فالقرآن الكريم وما يدل عليه أعظم طريق لمعرفة الله جلا وعلا والتعبد له بما يحب ويرضى، فتلك النعمة التي لا تعادلها نعمة، والمنحة التي سمت فوق كل منحة؛ فيعرف العبد ربه حال الرخاء فيذكره ويثني عليه ويشكره.
ويعرفه حال الشدة فيذكره ويلجأ إليه ويستغفره.
ولا يزال العبد يتربى ويترقى في مراقي العبودية لله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا حتى يتسنم الرتب العليا، ويعيش في جنة الدنيا التي من دخلها فهو في نعيم لا يوازيه نعيم، لا يأسف على فائت من الدنيا بل ولا يلتفت إليه؛ فما هو فيه من النعيم والخير العظيم يشغله عن التفكير فيما يفكر فيه أصحاب الهمم السفلية، والمطامع الدنيوية، إذ سمت روحه إلى الملكوت الأعلى، وطافت في رحاب أسماء الله الحسنى، وعرفت الله تعالى بما يسر لها من سبل معرفته، وأنعم عليها إذ وفقها وهداها لهذا وما كانت لتهتدي لولا أن هداها الله، وأيقنت أن ما جاءت به الرسل هو الحق من عند الله، تأنس بكتابه، وتتلذذ بخطابه، وترجو حسن ثوابه.
فإذا شهد قلبه ما لله تعالى من صفات الجلال والعظمة والهيبة، ذلت له وخضعت، وأطاعت له وأذعنت، وسلمت له وطلبت مرضاته، وتطهرت النفس من كل خلق لئيم، فذاب الكبر والعجب والغرور، واضمحل الرياء والنفاق، ونأت المطامع الدنيوية الصارفة عن المقامات العلية، وولى الشيطان خاسئاً هارباً من هذه الروح الزكية الكريمة التي يكاد يحرقه نورها.
وإذا شهد قلبه صفات جمال الله تعالى وكرمه، وإحسانه وإفضاله، اشرأبت للفوز بأسنى المنح، وتاقت إلى لقائه، فسمت نفسه وعلت، ورنت إلى ما لديه ورغبت، وتطهرت النفس من صفات الضعف والوهن والخور، فشمرت عن ساعد الجد، وأحسنت التقرب إلى الله تعالى بما يحب من الفرائض والنوافل حتى يكون الله تعالى سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، يعطيه ما يسأل، ويعيذه مما يستعيذ منه.
وولى الشيطان خاسئاً هارباً من هذه الروح الطيبة الزكية التي لا تلتفت إلى وساوسه وزخرف قوله، إذ عاينت بعين البصيرة الجمال الحقيقي، الذي يضمحل دونه كل جمال، جمال الذات، وجمال القول، وجمال الفعل، وجمال الصفات، وجمال الوعد، وجمال القبول، وجمال العفو، وجمال الإحسان، وسائر صفاته التي حازت كل جمال فلا ينتهي القلب عند تأمل جماله تعالى حتى يسجد لله سجدة لا يود أنه يقوم منها.
وإذا شهد قلبه كريم عفو الله ومغفرته وأنه يغفر الذنب لمن دعاه ورجاه ولا يبالي، وأنه يفرح بتوبة عبده أعظم فرح أقبل إلى ربه وأناب، وطمع في مغفرته ومرضاته، ولا يزال إليه أواباً منيباً حتى يعود كيوم ولدته أمه نقياً من الذنوب والخطايا.
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ...
أحبتي في الله ما أجدرنا ونحن أهل القرآن أن نحيي سنة التلازم بين العلم والإيمان، فنتعلم لنزداد إيماناً، فنزداد علماً يزيدنا إيماناً، ونزداد إيماناً نوفق به لمزيد من العلم، فإذا فعلنا ذلك، ظهر فينا ما أراده الله لنا من مقاصد التنزيل الكريم، وكنا كما أراد لنا، وسيكون لنا كما رجونا وأحسنا الظن فيه جل وعلا، وكما وعدنا في كتابه الكريم (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) وهذا النصر له معان كثيرة حسية ومعنوية معروفة لديكم.
وما أكثر ما ابتليت به هذه الأمة في هذا الزمان من مظاهر الضعف والوهن، والتشرذم والاستنكاف، والغلو والتنطع، ويأبى الله إلا أن يعصم طائفة من هذه الأمة تستقيم على ما يحب لا يضرها من خذلها ولا من خالفها حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، فمن ركب سفينتهم نجا، ومن نأى عنهم هلك، ومن خذلهم خُذل، ومن أرادهم بسوء كان الله خصمه.
وقد أنعم الله علي قبل نحو عقد من الزمان بقراءة كتب ابن القيم رحمه الله تعالى فلمست عنايته بهذا الباب، وحرصه عليه، وله كلام جميل متفرق في كتبه، منه ما هو مشهور عند طلاب العلم، فعكفت على جمع كلامه في الأسماء والصفات، ورأيت أن أعده بطريقة جديدة حتى يبدو كأنه مؤلف جديد لابن القيم رحمه الله تعالى، وجعلته ثلاثين باباً.
وكان من ضمن هذه الأبواب باب في بيانِ ما تضَمَّنَهُ خَتْمُ الآياتِ بالأسماءِ والصفاتِ من الفوائدِ الجليلةِ واللطائفِ البديعةِ.
وسأرفق لكم هذا الباب ليكون أجمل في العرض، ومن أحب أن يدرجه في الأصل فليفعل.
وأنا لا أعلم حدود ما يسمح به من المشاركات في هذا الملتقى الكريم، ولكني رأيت هذا الباب وثيق الصلة بعلوم القرآن الكريم.
ولأني أخلصت أبواب الكتاب من أي تعليقات في صلبه، ونسقته تنسيقاً متآلفا، قدمت للكتاب مقدمة وافية بينت فيها أهمية العناية بالأسماء الحسنى والصفات العليا وبعض الجوانب التطبيقية المفيدة لطالب العلم في حياته العلمية والعملية، واستدللت لذلك بآيات من الكتاب العزيز، لذلك أدرجت المقدمة وفيها سرد لأبواب الكتاب، فمن أراد أن يطلع على أي باب منها فليخبرني لأرسله إليه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنكم، وأن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يقينا شر الأشرار، وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:26 ص]ـ
وهذه هي المقدمة
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[12 Dec 2007, 05:37 م]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم وجزاكم الله خيرا
الموضوع قيم ومهم للغاية
وحفظت الملفات وللأسف لم تفتح معي
فهل يمكنكم - فضلا وكرما - إعادة رفعها
فقد حاولت أكثر من مرة ولم تفتح معي
والله يجزل لكم الأجر والمثوبة
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[13 Dec 2007, 03:41 ص]ـ
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
********************************
ما شاء الله اللهم بارك
أجزل الله لكم الأجرَ والمثوبة شيخنا الكريم
وأختى الطيبة أمة الرحمن الملفات تعمل معى جيدا بفضل الله
لعلكِ أختى ليس لديكِ حزمة برامج ال" أوفيس "؟
قومى بتغيير امتداد الملفات من doc إلى rtf
من خلال إعادة التسمية
وانظرى أتفتح معكِ أم لا
ـ[طابة]ــــــــ[14 Dec 2007, 08:38 ص]ـ
جزااااااااااااك الله خيرا يا شيخ
وبارك فى علمك ونفع بك
ولكنى أريد باقى الأبواب فهل لو ممكن تنزله أكرمك الله
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[14 Dec 2007, 02:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فتحت الملفات
وأجزل الله لكم الأجر والمثوبة فالموضوع عظيم لتعلقه بأسماء الله وصفاته
لكن هل هذه جميع الآيات التي تكلم عنها ابن القيم في هذا الباب؟
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[14 Dec 2007, 11:37 م]ـ
السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
********************************
جزاكم الله شيخنا الكريم على هذا التجميع الماتع واسأل الله أن ينفع به
هل لى من سؤال
هل لحضرتك كتاب مطبوع يضم هذا التجميع بالإتفاق مع دار نشرمعينة؟
حقيقة هذا الباب من أهم وأمتع الأبواب ونأمل أن نحصل عليه في كتاب ليكون في متناول الجميع
فإن كان لحضرتك كتاب منشور نرجو إيراد اسم دار النشر.
.وهل نستطيع شراء الكتاب من معرض القاهرة الدولى للكتاب لهذا العام إن شاءالله؟
وإن كان ممكنا فأرجو أيضا إيراد اسم دار النشر وأى سراى إن أمكن!
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Dec 2007, 02:21 ص]ـ
أحييكم جميعاً وأشكركم على إحسانكم الظن بأخيكم
كما أسعدني جداً استشعاركم لأهمية الموضوع وحاجة الأمة الماسة إليه ولا سيما في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وتعاظمت، وماجت بحور الأهواء بأهلها وتلاطمت، وقذفت من فتن بها إلى غير قرار، ولم ينج إلا من اعتصم بالله العزيز الرحيم، إذ لا عاصم من أمره إلا من رحم.
ولو أن الأمة آمنت بالله حق الإيمان، وتوكلت عليه حق التوكل، واتقته حق تقاته لم يكن هذا حالها، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، وهو الرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه واتباع هدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في السراء والضراء، في المنشط والمكره، وفي السيرة عبرة لمن اعتبر.
فالأمة بحاجة ماسة إلى أن يبذل أمثالكم جهودهم الحثيثة في دعوة الناس إلى الله عز وجل، وتعريفهم بربهم جل وعلا وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، اتساء برسل الله صلوات الله وسلامه عليهم
كما أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعن وسبحان الله وما أنا من المشركين}
فما أجدر أهل القرآن أن يكونوا من أتباعه صلى الله عليه وسلم يدعون إلى الله على بصيرة؛ فإن الإيمان إذا وقر في القلب صدقته الجوارح، ولا يزال ينتشر في الناس انتشار الربيع حتى تصبح الأرض مخضرة بفضل الله تعالى ورحمته، يجدون من حلاوة الإيمان وبرد اليقين ما يجعل أحدهم يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار، لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، فبأولئك تستعيد الأمة عزها ومجدها، وبأولئك يغير الله ما بالأمة، وبأولئك يندحر أعداء الله، وتحل البركة في الأرض، ويعم الأمن والرخاء.
وأما بالنسبة للكتاب فهو لم يطبع بعد،
ومن أراد طباعته فالإذن متاح وهو صاحب فضل بنشره وتقريبه للناس
وكذلك من أراد تلخيصه أو إفراد بعض أبوابه بالنشر فله ذلك شريطة أن يراجع أهل العلم والفضل إذا لم يكن من أهل التخصص في هذا الباب حتى يكون عمله متقنا لا منتقداً.
وقد أرسلت نسخة إلكترونية من الكتاب عبر البريد الإلكتروني إلى إدارة الملتقى.
وسأضع له صفحة على الشبكة قريباً بإذن الله تعالى وأوافيكم برابطها الذي يمكن تحميل أبواب الكتاب من خلاله
وأسأله تعالى الإعانة والتوفيق
أمة الرحمن .. أنا اجتهدت في جمع كل ما له تعلق بأسماء الله الحسنى وصفاته العليا في كتب ابن القيم رحمه الله
وقسمته على الأبواب الثلاثين المذكورة في الكتاب
ويصعب ادعاء الكمال في العمل لكنني قرأت جميع كتبه قراءة فاحصة ولخصت عددا منها فأرجو أنه لم يفتني منها شيء يحتاج إليه في هذا الباب سوى أني أحب أن أنبه إلى أمرين:
الأمر الأول: أني دققت الكتاب عدة مرات وفي آخر مرة حُذِفت بعض الحواشي التي تضم بعض الكلام المتكرر له وهي قليلة، واستدركتها بحمد الله، وهي في نسخة أخرى وسأوافيكم بها بإذن الله تعالى، لأنها ليست حاضرة لدي هذه الأيام.
الأمر الثاني: أني لم أدرج موضعين لهما تعلق ما بالباب:
الموضع الأول: شرحه لحديث: (ما من أحد أغير من الله) وهو في طريق الهجرتين.
الثاني: شرحه لحديث (خلوف فم الصائم أطيب عند الله من رائحة المسك) وهو في الوابل الصيب
لأنه لم يجتمع لي من كلامه ما يكفي لصياغة باب في هذه المسألة.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى، وجعلنا من أهل العلم والإيمان والتقوى،
ووقانا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وشرور خلقه أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجعفري]ــــــــ[15 Dec 2007, 06:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ووفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[16 Dec 2007, 11:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:22 ص]ـ
وسأضع له صفحة على الشبكة قريباً بإذن الله تعالى وأوافيكم برابطها الذي يمكن تحميل أبواب الكتاب من خلاله
وأسأله تعالى الإعانة والتوفيق
.
وها هو الكتاب كاملاً على هذا الرابط
http://www.afaqattaiseer.com/murtaba.rar
والحمد لله على إعانته وتوفيقه.
ـ[الرضا جنة الدنيا]ــــــــ[14 Sep 2008, 02:44 ص]ـ
بااااااارك الله فيكم وشكر لكم سعيكم
نبارك لكم توفيق الله لكم لهذا الجهد المبارك
فحريَّ بهذا العلم أن تفنى فيه الأعمار وتبذل من أجله الأوقات
فشرف العلم بشرف المعلوم ..
ـ[حفيدة بني عامر]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:29 ص]ـ
شيخي عبدالعزيز الداخل بارك الله فيك وجعل الجنه جزاءك
جهد عظيم نفع الله بك الإسلام والمسلمين وجعلك مباركاً أينما كنت ننتفع بعلمك دائماً.
حفظك الرحمن ورعاك ..
ـ[الدر المصون]ــــــــ[14 Sep 2008, 03:58 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الرحمن هكذا فلتكن الهمم ..
للرفع
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:16 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالعزيز ونفع بعلمك وجعلك مباركاً أينما كنت.
أسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يزيدك علماً وفهماً.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[14 Sep 2008, 04:30 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبدالعزيز ونفع بعلمك وجعلك مباركاً أينما كنت.
أسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يزيدك علماً وفهماً.
آمين
وجزاكم الله خيرا
ـ[يحيى بن عبدربه الزهراني]ــــــــ[15 Sep 2008, 03:55 ص]ـ
على الرغم من الجهد الكبير الذي قام به فضيلة شيخنا الشيخ عبدالعزيز - رفع الله قدره وأجزل له الأجر والمثوبة - إلا أني أعتب على الأخوة في عدم الترحم والدعاء للأصل , وهو ابن القيم - نور الله ضريحه ورفع درجته في المهديين وسلك في الصالحين , وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء كفاء ما قدم -.
ـ[ jamal] ــــــــ[15 Sep 2008, 07:02 ص]ـ
ما شاء الله اللهم بارك
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:33 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(/)
هل سجد جبريل عليه السلام لآدم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 Dec 2007, 04:07 ص]ـ
الحمد لله
الذي يتأمل كلام الله في قصة آدم و سجود الملائكة له يظهر له التوكيد لسجود الملائكة بلفظ أجمعين
وفي سورة ص قال تعالى
فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا ابليس استكبر وكان من الكافرين
وتجد نفس التعبير في سورة الحجر
فسجد الملائكة كلهم أجمعون الا ابليس ابىان يكون مع الساجدين
والذي يظهر أن جبريل و ميكائيل و اسرافيل عليهم السلام سجدوا لآدم .... و الدليل على هذا
اولا تعريف الجمع بالالف و اللام ..... فهذه صيغة تفيد العموم اذ لا عهد ثم يصرف اللفظ عن عمومه
ثانيا اتوكيد ب كلهم أجمعون .... ومثل هذا التعبير يبعد ان لايراد به العموم
ثالثا تكرار العبارة ايضا يدل على ان هذا الامر حاصل وعمومه مقصود
و الله اعلم ..... أرجو من الافاضل ان يفيدوا بما عندهم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:40 ص]ـ
وهل علمت أحدا خالف في هذا؟!!(/)
ما تقييمكم لكتاب المدرسة القرآنية؟؟
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:25 ص]ـ
بسم الله ...
ما تقييم الأساتذة الكرام لكتاب
(المدرسة القرآنية) تأليف محمد باقر الصدر
وهو عبارة عن مجموعة دروس في التفسير، ألقاها المؤلف في النجف.
فهل هناك أي مآخذ عليه؟؟ و أرجو العناية بأول درسين منه ...
و جزاكم الله الجنة
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 09:53 م]ـ
النجدية:
خذي هذه الفائدة:
ابن القيم اسمه محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي
ووالده أبو بكر هو قيم الجوزية والجوزية مدرسة كان أبو بكر قيماً عليها وهو في معنى الناظر
وولده محمد هذا ابنه
فيقال: ابن القيم عند التعريف، ويقال ابن قيم الجوزية بالإضافة
ولا يقال: ابن القيم الجوزية
وأما الكتاب ففي كتب أهل السنة غنية عنه
ولا نحب الدخول في مجادلات ربما تخرج عن مقاصد هذا الملتقى الكريم
وقولك (أرجو العناية بأول بابين منه) كأني فهمت منه الترغيب في قراءته
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:59 م]ـ
ما تقييم الأساتذة الكرام لكتاب
(المدرسة القرآنية)
لو تذكرين " مجملاً " لما يدور عليه موضوع الكتاب وخاصة البابين المشار إليهما لكان الحكم عليه أكثر صواباً ودقة، وإن كان يظهر من خلال اسم مؤلفه ومكان تأليفه مايكون دلالة على " مشربه" فإن صح ذالك فإراحة اليد والقلم أفضل من خط حرف واحد عنه.
والله من وراء القصد.
ـ[النجدية]ــــــــ[05 Dec 2007, 12:16 م]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا على الفائدة بخصوص (ابن قيم الجوزية)
أولا أقول:
هذا الكتاب كلِّفنا بقراءة أول درسين منه؛ لتحليله، و نقده، فلما أنجزت ما كلفت به، اجتمعت مع زميلاتي في الدراسة؛ لنناقش ما قيدنا؛ فكانت لهن ملاحظات على المآخذ التي كتبتها ...
لذلك سارعت لملتقى التفسير -الذي يرحب بأي سؤال كان؛ طالما الهدف أولا و أخيرا طلب العلم، و البحث عن الحق!! - أتساءل عن تقييم الأساتذة لهذا الكتاب؛ ومن أجل ذلك ركزت على أول درسين؛ فنحن طلاب علم و هم خير مرشد لنا!!
و سؤالي لفضيلة الدكتور الجكني: هل من المناسب أن أعرض تلخيصي ونقدي لأول درسين من الكتاب، على الملتقى؟؟؛ بقصد التعلم،و لأفيد من تقييمكم لي؟؟
و الله من وراء القصد
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Dec 2007, 02:06 م]ـ
و سؤالي لفضيلة الدكتور الجكني: هل من المناسب أن أعرض تلخيصي ونقدي لأول درسين من الكتاب، على الملتقى؟؟؛ بقصد التعلم،و لأفيد من تقييمكم لي؟؟
نعم أختي الكريمة:
أرى ذلك مناسباً لمن يريد أن يحكم على الكتاب ويبين ما له وما عليه، فإدراك الشيء فرع عن تصوره.
وهنا نقطة مهمة وهي:
لو تنقلين كلام المؤلف بنصه دون تدخل منك لا سلباً ولا إيجاباً، ثم بعد ذلك تذكرين نقدك ووجهة نظرك فهذا ولاغيره هو الصواب.
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:48 م]ـ
بسم الله ...
أسأل الله العون لي و لكم؛ على تبين الحق!
----------------------------------
الدرس الأول كان بعنوان: التفسير التجزيئي و التفسير التوحيدي للقرآن الكريم، ذكر المحاضر أن هناك:
*1 - " تنوع في التفسير و اختلاف مذاهبه و تعدد مدارسه و تباين في كثير من الأحيان بين اهتماماته و اتجاهاته: فهناك التفسير الذي يهتم بالجانب اللفظي و الأدبي و البلاغي من النص القرآني. و هناك التفسير الذي يهتم بجانب المحتوى و المعنى و المضمون. و هناك التفسير الذي يركز على الحديث و يفسر النص القرآني بالمأثور عنهم عليهم السلام أو بالمأثور عن الصحابة و التابعين. و هناك التفسير الذي يعتلج العقل أيضا كأداة من عمق التفسير و فهم كتاب الله. و هناك التفسير المتحيز الذي يتخذ مواقف مذهبية مسبقة يحاول أن يطبق النص القرآني على أساسها. و هناك التفسير غير المتحيز الذي يحاول أن يستنطق القرآن نفسه، و يطبق الرأي على القرآن لا القرآن على الرأي إلى غير ذلك ... "
2 - ثم انتقل للحديث عن أهم اتجاهين برأيه و هما: التجزيئي و التوحيدي أو الموضوعي. فعرَّف الاتجاه التجزيئي:
(يُتْبَعُ)
(/)
"نعني بالاتجاه التجزيئي المنهج الذي يتناول المفسر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف. و المفسر في إطار هذا المنهج يسير مع المصحف و يفسر قطعاته تدريجيا بما يؤمن به من أدوات و وسائل للتفسير من الظهور و المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الأخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، بالقدر الذي يلقي ضوءا على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار من كل تلك الحالات"
3 - ثم تحدث عن نشأة التفسير التجزيئي منذ زمن الصحابة و التابعين، حتى انتهى إلى أوسع صورة بأواخر القرن الثالث و أوائل القرن الرابع، بما قدمه الإما الطبري و ابن ماجه ...
4 - ثم بين هدف هذا الاتجاه في رأيه:
"إنه كان يستهدف فهم مدلول الله و حيث إن فهم مدلول الله كان بالبداية متيسرا لعدد كبير من الناس ثم بدأ اللفظ بتعقد من حيث المعنى بمرور الزمن و ازدياد الفاصلو تراكم القدرات و التجارب و تطور الأحداث و الأوضاع.
من هنا توسع التفسير التجزيئي تبعا لما اعترض النص القرآني من غموض و من شك في تحديد مفهوم الله حتى تكامل في الطريقة التي نراها في موسوعات التفسير حيث إن التفسير يبدأ من الآية الأولى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس فيفسر القرآن آية آية؛ لان الكثير من الآيات بمرور الزمن أصبح معناها و مدلولها اللفظي بحاجة إلى إبراز أو تجربة أو تأكيد و نحو ذلك و هذا هو التفسير التجزيئي"
5 - و يقول إن حصيلة هذا الاتجاه:
" تساوي على أفضل تقدير مجموعة مدلولات القرآن الكريم ملحوظة بنظرة تجزيئية أيضا، أي أنه سوف نحصل على عدد كبير من المعارف و المدلولات القرآنية، لكن بحالة تناثر و تراكم عددي دون أن نكتشف أوجه الارتباط، دون أن نكتشف التركيب العضوي لهذه المجاميع من الأفكار ... "
" و قد أدت حالة التناثر و نزعة الاتجاه التجزيئي إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية؛ إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه و يجمع من حوله الأنصار و الأشياع "
6 - و منها إلى تعريف الاتجاه التوحيدي أو الموضوعي، يقول:
"لا يتناول تفسير القرآن آية فآية ... بل يحاول القيام بالدراسة القرآنية لموضوع من موضوعات الحياة العقائدية أوالاجتماعية أو الكونية فيبين و يبحث و يدرس .. "
7 - يستهدف: "من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظري للقرآن الكريم و بالتالي للرسالة الإسلامية من ذلك الموضوع من موضوعات الحياة أو الكون"
8 - ثم تحدث عن حاجة التفسير الموضوعي للتجزيئي:
"ينبغي أن يكون واضحا أن الفصل بين الاتجاهين ليس حديا على مستوى الواقع العملي و الممارسة التاريخية لعملية التفسير لان الاتجاه الموضوعي بحاجة إلى تحديد المدلولات التجزيئية في الآيات التي يريد التعامل معها ضمن إطار الموضوع الذي يتبناه. كما أن الاتجاه التجزيئي قد يعثر في أثناء الطريق بحقيقة قرآنية من حقائق الحياة الأخرى، و لكن الاتجاهين على أي حال يظلان على الرغم من ذلك مختلفين في ملامحهما و أهدافهما و حصيلتهما الفكرية. و مما ساعد على شيوع الاتجاه التجزيئي للتفسير، و سيطرته على الساحة قرونا عديدة، (النزعة الروائية و الحديثية للتفسير)، حيث أن التفسير لم يكن في الحقيقة و في البداية، إلا شعبة من الحديث بصورة أو بأخرى، و كان الحديث هو الأساس الوحيد تقريبا مضافا إلى بعض المعلومات اللغوية و الأدبية و التاريخية، و كان هو الأساس الوحيد مضافا إلى بعض هذه المعلومات التي يعتمد عليها التفسير طيلة فترة طويلة من الزمن."
9 - ثم اعتبر كون التفسير التجزيئي يعتمد على الروايات أنه أمر سلبي:
"و من هنا لم يكن بإمكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة و التابعين و عن الرسول و الأئمة، الروايات التي كانت تثيرها استفهامات عقلية على الأغلب من قبل الناس، ... لم يكن بإمكانه -يعني التفسير التجزيئي -أن يتقدم خطوة أخرى، و أن يحاول تركيب مدلولات القرآن و المقارنة بينها، و استخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية، التفسير كان يطبعه تفسيرا لفظيا، تفسيرا للمفردات لما استبدل من المفردات و شرح بعض المستجد من المصطلحات، و تطبيق بعض المفاهيم على أسباب النزول، و مثل هذه العملية لم يكن
(يُتْبَعُ)
(/)
بإمكانها أن تقوم بدور اجتهادي مبدع، في التوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي و اللفظي، التوصل إلى ألافكار الأساسية التي حاول القرآن الكريم أن يعطيها؛ من خلال المتناثر من آياته الشريفة"
10 - ثم قارن بين الداراسات القرآنية و الدراسات الفقهية -التي انتشر بها الاتجاه الموضوعي التوحيدي- فهو يرى:
"بأن الاتجاه الموضوعي خطى بالفقه خطوات نحو التقدم و تطوير الفكر الفقهي، و إثراء الدراسات العلمية في هذا المجال، بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على إعاقة الفكر الإسلامي القرآني عن النمو المكتمل و ساعد على إكسابه حاله تشبه الحالات التكرارية، حتى نكاد نقول إن قرورنا من الزمن متراكمة مرت على تفاسير الطبري و الرازي و الشيخ الطوسي لم يحقق فيها الفكر الإسلامي مكاسب حقيقية جديدة، ... "
11 - و شرع يبين السر في هذه الإعاقة التي يسببها الاتجاه التجزيئي:
"أولا لأن المفسر التجزيئي دوره على الأغلب سلبي؛ فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا، أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات أو طروحات مسبقة، و يحاول أن يحدد المدلول القرآني على ضوء ما يسعفه به اللفظ مع ما يتاح له من القرائن المتصلة و المنفصلة، العملية في طابعها العام، عملية تفسير نص معين و كأن دور النص فيها دور المتحدث و دور النفسر هو الإصغاء و التفهم، و هذا ما نسميه بالدور السلبي. المفسر هنا شغله أن يستمع لكن بذهن مضيء بفكر صاف، بروح محيطة بآداب اللغة و أساليبها، في التعبير بمثل هذه الروح، بمثل هذه الذهنية و بمثل هذا الفكر ... فهو ذو دور سلبي و القرآن ذو دور إيجابي"
12 - أما حال المفسر بالإتجاه الموضوعي:
"يطرح بين يدي النص موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الأفكار و المواقف البشرية؛ و يبدأ مع النص القرآني حوارا سؤال و جواب، المفسر يسأل و القرآن يجيب على ضوء الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة ... فيجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتا ليستمع فقط بل يجلس محاورا، يجلس سائلا و مستفهما و متدبرا؛فيبدأ مع النص القرآني حوارا حول هذا الموضوع"
13 - ثم يقارن في ضوء هذا بين الاتجاهين:
"فهنا يلتحم القرآن بالواقع -في التفسير الموضوعي- يلتحم القرآن مع الحياة؛ لأن التفسير يبدأ من الواقع و ينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن و ينتهي بالقرآن -كما في الاتجاه التجزيئي -؛ فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع و تنتهي بالقرآن، بوصفه القيم و المصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع"
14 - ثم يشير إلى عطاء القرآن الذي لا ينفذ:
"هذا العطاء الذي لا ينفذ للقرآن هذه المعاني التي لا تنتهي للقرآن، التي نص عليها القرآن نفسه، و نصت عليه أحاديث أهل البيت عليهم الصلاة و السلام،هذه الحالة من عدم النفاذ، تكمن في هذا المنهج، منهج التفسير الموضوعي؛ لاننا نستنطق القرآن و أن في القرآن علم ما كان ... "
كتاب المدرسة القرآنية، محاضرات محمد باقر الصدر، دار النعارف للمطبوعات بيروت. ط 2، سنة 1981م
**رقمتُ الفقرات ليسهل التعليق عليها- إن شاء الله -
يتبع -بعون الله-أبرز أفكار الدرس الثاني، و الملاحظات =
ـ[الجكني]ــــــــ[09 Dec 2007, 01:27 م]ـ
أترك التعليق للمشايخ المختصين العالمين بدقائق ودلالات هذا الكلام كله، لكن استوقفتني الجملة:
و هناك التفسير الذي يركز على الحديث و يفسر النص القرآني بالمأثور (عنهم عليهم السلام) أو بالمأثور عن الصحابة و التابعين
فهي ذات دلالات واضحة للمنهج والمشرب لدى المؤلف.
والله أعلم.
ـ[النجدية]ــــــــ[28 Dec 2007, 11:27 ص]ـ
بسم الله ...
و في الدرس الثاني تابع المؤلف بيان الفروق بين التفسير التجزيئي - كما سماه - و بين التفسير الموضوعي، و قال:
الفارق الرئيسي الأول هو الوضوعي يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشرية يتزود بكل ما وصلت إلى يده من حصيلة هذه التجربة و من أفكارها و من مضامينها، ثم يعود إلى القرآن ليحكم القرآن، و يستنطقه، و يكون دوره دور المستنطق و دور الحوار و يكون للمفسر دورا إيجابيا أيضا.
و صاغ هذا بخلاصة قائلا:
(يُتْبَعُ)
(/)
"فهنا الابتداء بالتفسير الموضوعي يكون من الواقع و يعود إلى القرآن الكريم، بينما التفسير التجزيئي يبدأ من القرآن و ينتهي إلى القرآن ليس فيه حركة من الواقع إلى القرآن ... يبدأ بالقرآن و بنتهي بالقرآن .. "
ثم بين الفرق الآخر بينهما؛ مختصره أن الوضوعي هدفه الرئيس هو إيجاد النظرية التي تعبر عن الموقف القرآني تجاه موضوع من موضوعات الحياة العقائدية، الاجتماعية، الكونية.
ثم بين سبب تسميته بالموضوعي بناء على الفارق الأول:
"لأنه يبدأ من الموضوع الخارجي و ينتهي إلى القرآن الكريم"
و سمي توحيديا:
"لأنه يوحد بين التجربة البشرية و القرآن
أما على أساس الفرق الثاني، فسمي موضوعيا؛ لأنه يختار مجموعة من الآيات تشترك في موضوع واحد، و توحيديا لأنه يوحد بين هذه الآيات، ضمن مركب نظري واحد.
و أشار إلى ضرورة تجذر الاتجاه الموضوعي في ميدان التفسير؛ بحيث يشمل كل مسائل الحياة، و أن يغوص فيه المسلم إلى أعماق القرآن؛ ليستنبط هداياته، و نظرياته.
ثم نص على أفضلية الموضوعي بهذه الفروق على التجزيئي بقوله:
"تبينت عدة أفضليات تدعو إلى تفضيل المنهج الموضوعي في التفسير على المنهج التجزيئي في التفسير ... لأنه أوسع أفقا و أكثر عطاء باعتبار أنه يتقدم خطوة على التفسير التجزيئي كما أنه قادر على التجدد باستمرار، على التطور و الإبداع باستمرار؛ باعتبار أن التجربة البشرية تغني التفسير بما تقدمه من مواد"
و بعد أن بين حاجتنا إلى إيجاد نظريات تبين لنا موقف القرآن الكريم من المسائل التي تواجهنا في حياتنا، قال:
"إذن فالتفسير الموضوعي في مقام هو أفضل الاتجاهين في التفسير إلا أن هذا لا ينبغي أن يكون المقصود منه الاستغناء عن التفسير التجزيئي، هذه الأفضلية لا تعني استبدال اتجاه باتجاه و طرح التفسير التجزيئي رأسا و الأخذ بالتفسير الموضوعي، إنما إضافة اتجاه لاتجاه ... يعني افتراض خطوتين خطوةهي التفسير التجزيئي، و خطوة هي التفسير الموضوعي"
هذه فحوى الدرس الثاني، و رجائي من الأخوة الأفاضل، ممن يستطيع تحميل الكتاب على صفحات الملتقى؛ أن يفعل -مشكورا-لتكمل الفائدة!!
أما عن المآخذ التي قيدتها على الدرسين:
1 - رأيت أن المؤلف وقع في تناقض مع ذاته؛ فهو بالبداية حمل على الاتجاه التجزيئي و بالغ في ذمه، ثم طالب بضمه إلى الموضوعي، و من هنا لاحظت:
2 - أن حقيقة الاتجاهين ليست واضحة في ذهن المؤلف؛ فإن الموضوعي يحتوي في صلبه على الاتجاه التجزيئي، أو التحليلي كما نسميه، و هذا عليه مأخذ آخر:
3 - فهو سماه بالتجزيئي، و هو لفظ يوحي للسامع -غير المتخصص بالتفسير - أن هذا النوع مفكك، مجزء، لا ترابط بين أجزائه!!
4 - ولم أجد هناك ترتيبا بالأفكار، أو تسلسلا، و كثيرا ما كان يعيد الكلام ... فاعترضت عليّ زميلاتي، بأني حملت على المؤلف، و لم أراعي أنه يلقي المحاضرة إلقاءً!!
و بعد ...
فإني أترك هذين الدرسين؛ للنظر ... فالكتاب هذا يحتوي على (14) محاضرة، وعلمت أن كثيرا من الطلاب يقرأونه؛ و-من وجهة نظري المتواضعة-أرى أن الواجب تنبيه طلاب العلم إلى المزالق؛ حتى لا يقعوا فيها!! ...
و لكم الأجر العظيم -إن شاء الله-
ننتظر تعليقاتكم -بورك بكم-
ـ[النجدية]ــــــــ[08 Oct 2008, 08:07 م]ـ
بسم الله ...
هل من تعليق (ولو بسيط) من أفاضل هذا الملتقى المبارك؟؟؟
ودمتم خير مرشد وموجه!
ومن الله وحده التوفيق ...
ـ[محب القران]ــــــــ[09 Oct 2008, 05:33 ص]ـ
انا اقول اختي الكريمه من تقصدين بطلاب العلم الذين يقرأونه ومن الذي ارشدكم لقراءة هذا التفسير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اولا: واضح من الكلام الذي نقلتيه اتجاه المؤلف العقدي
ثانيا: يميل الكاتب إلى الكلام الفلسفي الذي تعجب به الفرق الضاله
ثالثا: فحوى كلام المؤلف هو ان نعزف عن التفسير بالمأثور ونقبل على التفسير الموضوعي وهذا لا يقول به إلا من أشرب بغض السلف
رابعا: كيف نجعل من التجربه البشرية معينا نستقي منه المعلومات ثم نرجع إلى القران ليكون محكوما بهذه التجربه
هذه امور ذكرتها على عجاله وأرجو توضيح الامر وإعطاء نبذه عن عقيدة المؤلف ومنهجه حتى يتبين الامر
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2008, 08:35 ص]ـ
بسم الله ...
بداية أشكر مروركم الكريم، وأسأل الله أن يجزيكم خيرا!!
** الأخ الفاضل
إنك لتجد مِن الأساتذة مَن ينصح تلاميذه بقراءة بعض الكتب التي تحتوي على أفكار منحرفة؛ بُغية أن ينقدها الطالب، ويحاكمها بناء على القواعد العلمية التي درسها، وتلقاها؛ ولينمي مَلَكَة النقد فيهم -وهذا مقصد نبيل! - ... ولكن قد يفوت هذا الأستاذ أن يُفرد ساعة من وقته؛ ليناقش فيها الأفكار التي عجت بها تلك الكتب، والتي تنوعت حولها آراء الطلبة؛ بين مقبل على أفكارها متبن لها، وبين رافض!! -فهم متفاوتون في مقدار تمكنهم من العلم ورسوخهم فيه-
لهذا عرضت ما عرضت، وسألتكم الإرشاد ...
فنحن نعلم بأنه من الضروري غربلة كل ما يدخل على عقولنا، ووزنه بميزان الكتاب والسنة ...
وجزاكم الله خيرا أخي؛ على هذه الملاحظات القيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد فال]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:44 ص]ـ
أين رابط الكتاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وجزيتم خيرا
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[09 Oct 2008, 02:02 م]ـ
الأخت الكريمة
جميل ما يقوم به المشرفون من توجيه الطلاب لممارسة الدراسات النقدية.
من الخطورة بمكان أن نجعل أقوال الأئمة عند الشيعة كأحاديث الرسول عليه السلام.
فكيف بنا إذا علمنا أن اهتمام الشيعة بالسند جاء متأخراً ومتأثراً بما عند أهل السنة.
ومعلوم أن محمد باقر الصدر هو من علماء الشيعة الذين يؤمنون --والعياذ بالله--
بعصمة الأئمة ابتداء بعلي رضي الله عنه وانتهاء بمحمد بن الحسن العسكري، والذي
لم يولد قط، وهو عندهم غائب منتظر.
يبدو أن الكاتب يريد أن يدمج بين الموضوعي والتجزيئي وهذا أمر محمود. وعندما
يذكر الكاتب سلبيات التجزيئي لا يعني أنه يرفضه، وكذلك الأمر عندما يلمح إلى سلبيات
الموضوعي. ومن هنا كان الدمج بين الاثنين محمودا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Oct 2008, 09:02 م]ـ
بعض الذين كتبوا في التفسير الموضوعي تطرقوا لهذا الكتاب، باعتباره أحد الكتب التي تطرقت لنظرة جديدة وخاصة في تعريف التفسير الموضوعي (1).
فالمشهور أن للتفسير الموضوعي ثلاثة طرق:
* التفسير بالنظر إلى موضوع معين في كل سور القرآن.
* التفسير بالنظر إلى لفظة معينة جاءت في القرآن على أنحاء متعددة في المعنى.
* التفسير بالنظر إلى موضوع معين من خلال سورة معينة.
لكن المؤلف في كتابه المذكور يعتبر أن الأنواع الثلاثة السابقة لا تخرج عن التفسير التجزيئي، فتفسير الألفاظ القرآنية و دراسة حديث القرآن عن موضوع معين =كلها بنظره تدخل في التفسير التجزيئي ولا ترتقي إلى كونها من التفسير الموضوعي.
فالتفسير الموضوعي عنده هو اختيار موضوع معين، وجمع كل ما يمكن جمعه من معطيات علمية وحياتية تختص بالموضوع المختار، وتقديم ما يمكن تقديمه من حلول لمشكلاته، ثم النظر في حديث القرآن عنه، وما يتفق فيه مع ما وصلنا إليه وما يختلف معه.
وأعتقد أن النظر إلى الكتاب من ناحية حديثه عن تعريف التفسير الموضوعي كمنهج بحث =هو الأولى من النظر إلى المعلومات التفصيلية التي قد لا نتفق معه فيها.
كما أتوقع أن هذا هو سبب إعطاء الكتاب للطالبات للنظر فيه وتلخيصه، وهو سبب وجيه في نظري، فالكتاب فعلا يحتاج إلى قراءة تحليلية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منهم الباحث أحمد عبادي، في كتابه: مفهوم الترتيل في القرآن الكريم: النظرية والمنهج، وقد تم التعريف به هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=12815)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Oct 2008, 03:00 ص]ـ
الأخت النجدية بارك الله فيك ..
لا بأس أبداً في طرح أفكار الكتاب ومناقشتها هنا في الملتقى وتقييم ما ذكره بعدل وإنصاف ..
والكتاب يعتمد عليه عدد من الكتاب في التفسير الموضوعي فينقلون منه تقسيمه للتفسير الموضوعي باعتباره من الكتب التي تحدثت بداية عن هذا الموضوع.
ومؤلف الكتاب من علماء الشيعة كما هو معروف ولهم عناية بالتفسير الموضوعي، ولكن يمكن الوقوف مع أبرز ما تفضلت بنقله فيما يلي:
1 - تسميته للتفسير الذي درج عليه الأئمة بالتفسير التجزيئي تسمية جديدة من المؤلف، وهو ما يعبر عنه غيره من الكتاب بالتفسير التحليلي. وفي نظري أن تسميته بالتجزيئي بحاجة إلى إعادة نظر، وسبب ذلك:
أ ـ أن التجزيء ليس مطابقاً لعمل الأئمة رحمهم الله أثناء التفسير، أي أن عملية التفسير ليست تجزيئاً للآيات، فالقرآن بطبيعته مجزءاً وتفسيرهم بحسب ترتيب المصحف هو الأمر الطبيعي، كما فعل شراح الحديث النبوي مع كتب الحديث المسندة كصحيح البخاري ومسلم وغيرهما فإنهم شروحها كما هي بترتيبها. ففعل المفسرين كان على الأصل. والتجزيء ليس من عملهم، وإنما يُعد ذلك تجزيئاً لو أنهم فسروا بعض سورة ثم تركوها لسورة أخرى ثم عادوا للسورة الأولى فهنا يقع التجزيء.
لذلك فإن التعبير بالتحليلي أنسب لأنه يدل على استعمالهم التحليل عند تفسير الآية. وهو ما فعلوه في كتبهم.
ب ـ أن المفسرين رحمهم الله قد يجمعون بين بعض الآيات ذات الموضوع الواحد أثناء تفاسيرهم وهذا يناقض ما ذكره من التجزئء وهي بدايات للتفسير الموضوعي الذي أشار إليه.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - كذلك تسميته للتفسير الموضوعي بالتوحيدي، هو اصطلاح جديد من المؤلف، وهو ذو دلالة غير مطابقة أيضاً على المطلوب. فتوحيد الآيات ذات الموضوع الواحد قد يسمى توحيدي، وكذلك النسبة قد تصح لآيات التوحيد والعقيدة.
3 - الحقيقة أن المبالغة في مدح التفسير الموضوعي على حساب التفسير التحليلي أمرٌ لا يُسَلَّم للمؤلف، ومن ذلك الزعم بأن التفسير التحليلي لم يقدم للأمة فكراً أو إبداعاً كمثل قوله:
أ ـ (و مثل هذه العملية لم يكن بإمكانها أن تقوم بدور اجتهادي مبدع، في التوصل إلى ما وراء المدلول اللغوي و اللفظي، التوصل إلى ألافكار الأساسية التي حاول القرآن الكريم أن يعطيها؛ من خلال المتناثر من آياته الشريفة).
فهل ما حاول القرآن أن يعطيه من الأفكار الأساسية قد غاب عن المفسرين، بل عن الصحابة رضي الله عنهم الذين عُنوا بمهمات الأمور وركائزها، ثم ما الأفكار الأساسية التي أبرزها التفسير الموضوعي وقد غابت عن جمهور المفسرين.
ب ـ وقوله: (و قد أدت حالة التناثر و نزعة الاتجاه التجزيئي إلى ظهور التناقضات المذهبية العديدة في الحياة الإسلامية؛ إذ كان يكفي أن يجد هذا المفسر أو ذاك آية تبرر مذهبه لكي يعلن عنه و يجمع من حوله الأنصار و الأشياع).
فهل كان التفسير التحليلي أو التجزيئي على اصلاح المؤلف سبباً في تلك الفرقة، كيف يقع ذلك وأولئك المفسرين من جميع المذاهب يمرون على جميع آيات القرآن تفسيراً وتحليلاً فما يجده المفسر موافقاً لمذهبه ـ إن كان باطلاً ـ سيأتي في موطن آخر ما يرده ويبطله ويبين المذهب الصحيح الذي يجب اعتقاده، ولا شك أن السبب الرئيس في ذلك لا يعود إلى التفسير بهذه الطريقة بل إلى أمور أخرى منها: تقديم الاعتقاد على الاستدلال، والعقل على النقل، والسير على المذاهب المنحرفة في التعامل مع النصوص كالمذهب التأويلي والباطني والحرفي، وغير ذلك من الأسباب، ومما يدل على أن التفسير التحليلي ليس سبباً في ذلك أن كل تلك المذاهب تذكر الآيات الموافقة لها وتستدل بها على اعتقادها، ثم تذكر ما يعارضها من الآيات وتأولها أو تبين الوجه الصحيح في تفسيرها عندها، ويمكن النظر في تفسير الكشاف للزمخشري كيف يستدل على مذهبه بآيات كثيرة، ثم يمر على ما يخالفه فيأوله.
ج ـ قوله: (و من هنا لم يكن بإمكان تفسير يقف عند حدود المأثور من الروايات عن الصحابة و التابعين و عن الرسول و الأئمة، الروايات التي كانت تثيرها استفهامات عقلية على الأغلب من قبل الناس، ... لم يكن بإمكانه -يعني التفسير التجزيئي -أن يتقدم خطوة أخرى، و أن يحاول تركيب مدلولات القرآن و المقارنة بينها، و استخراج النظرية من وراء هذه المدلولات اللفظية، التفسير كان يطبعه تفسيرا لفظيا، تفسيرا للمفردات لما استبدل من المفردات و شرح بعض المستجد من المصطلحات، و تطبيق بعض المفاهيم على أسباب النزول).
لا شك أن مثل هذا الحديث في الحط من قيمة التفسير الوارد عن الأئمة والذي اصطلح عليه بالتفسير التحليلي؛ غير مقبول.
وليت المؤلف بين لنا معنى العبارات التي ذكرها: (تركيب مدلولات القرآن)، (المقارنة بينها)، (استخراج النظرية من موراء تلك المدلولات اللفظية)، (تفسيراً لفظياً) ... الخ، فكل هذه العبارات الكبيرة لا نجد تحتها كبير أثر ولا معنى، قد جاد به التفسير الموضوعي وخلا منه التفسير الوارد عن الأئمة والمصطلح عليه بالتفسير التحليلي.
د ـ قوله: (بقدر ما ساعد انتشار الاتجاه التجزيئي في التفسير على إعاقة الفكر الإسلامي القرآني عن النمو المكتمل و ساعد على إكسابه حاله تشبه الحالات التكرارية، حتى نكاد نقول إن قرورنا من الزمن متراكمة مرت على تفاسير الطبري و الرازي و الشيخ الطوسي لم يحقق فيها الفكر الإسلامي مكاسب حقيقية جديدة).
وهذا كما سبق في الحط من شأن التفسير التحليلي، واستعمال العبارات الفكرية (الفخمة) في بيان قيمة التفسير الموضوعي على حساب التفسير التحليلي، ويمكن بيان ما يؤخذ على هذا القول بما يلي:
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) ـ سياق كلامه كان في أثر التفسير الموضوعي في بيان الفقه حيث قال: (بأن الاتجاه الموضوعي خطى بالفقه خطوات نحو التقدم و تطوير الفكر الفقهي، و إثراء الدراسات العلمية في هذا المجال). والسؤال أين تلك الخطى وفي أي كتب التفسير الموضوعي؟، خصوصاً إذا كنا نعد كتب أحكام القرآن كلها كتب تفسير تجزيئي على اصطلاح المؤلف فهي تفسير القرآن بحسب ترتيبه.
(2) ـ كيف كانت إعاقة الفكر الإسلامي في عهد تلك الكتب وكثير من مؤلفيها هم رموز الحضارة الإسلامية فكراً وعلماً وإبداعاً، وكتب الطبقات شاهدة على ذلك.
(3) ـ ما المكاسب الحقيقة الجديدة التي خلت منها تلك القرون وساعد التفسير الموضوعي على اكتسابها.
والمأخذ على هذه العبارات هو تلك النبرة العالية في تفخيم التفسير الومضوعي على حساب التفسير التحليلي ـ الذي هو عمل غالب المفسرين ـ وكأنه المخرج من كل مصائب الأمة وأزماتها.
هـ ـ (أولا لأن المفسر التجزيئي دوره على الأغلب سلبي؛ فهو يبدأ أولا بتناول النص القرآني المحدد آية مثلا، أو مقطعا قرآنيا دون أي افتراضات أو طروحات مسبقة ... فهو ذو دور سلبي و القرآن ذو دور إيجابي).
و ـ (يطرح بين يدي النص موضوعا جاهزا مشربا بعدد كبير من الأفكار و المواقف البشرية؛ و يبدأ مع النص القرآني حوارا سؤال و جواب، المفسر يسأل و القرآن يجيب على ضوء الحصيلة التي استطاع أن يجمعها من خلال التجارب البشرية الناقصة ... فيجلس بين يدي القرآن الكريم، لا يجلس ساكتا ليستمع فقط بل يجلس محاورا، يجلس سائلا و مستفهما و متدبرا؛فيبدأ مع النص القرآني حوارا حول هذا الموضوع).
ز ـ (فهنا يلتحم القرآن بالواقع -في التفسير الموضوعي- يلتحم القرآن مع الحياة؛ لأن التفسير يبدأ من الواقع و ينتهي إلى القرآن، لا أنه يبدأ من القرآن و ينتهي بالقرآن -كما في الاتجاه التجزيئي -؛ فتكون عملية منعزلة عن الواقع منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه العملية تبدأ من الواقع و تنتهي بالقرآن، بوصفه القيم و المصدر الذي يحدد على ضوئه الاتجاهات الربانية بالنسبة إلى ذلك الواقع).
ومثل هذه العبارات فلسلفية أكثر من كونها علمية.
والله أعلم ..
10/ 10/1429هـ
ـ[النجدية]ــــــــ[10 Oct 2008, 11:01 ص]ـ
بسم الله ...
الأساتذة الأفاضل،
أشكركم جزيل الشكر على مروركم الكريم!!
وإنني -بصراحة- ترددت كثيرا في إعادة هذا الموضوع لصفحات الملتقى الرئيسة ...
ولكني -الآن- أحمد الله تعالى أن يسر لي، وأكرمني بهذه المشاركات والملاحظات، التي علمتني أساليبا من النقد الدقيق؛ الناشئ عن تفكر عميق ...
فأسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم يوم الحساب!
وإلى الأخ الفاضل محمد فال:
الكتاب لم أعرف له رابطا على الشبكة الإلكترونية؛ وإنما صورت نسختي منه تصويرا؛ لذلك ناشدت من يقتنيه على جهازه أن يعرضه؛ للتحميل!
ولكن ما من مجيب ...
والله المستعان!
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[10 Oct 2008, 05:14 م]ـ
بعد الإذن من الأخ الكريم فهد اقول:
لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ
من غير مراعاة الربط مع السياق والخروج بمعاني مستنبطة من النص.
تفسير آيات الأحكام هو من قبيل التفسير الموضوعي والتحليلي.
قلة من المفسرين درجت على تفسير القرآن بالقرآن، ومعلوم أن ابن كثير هو من أشهر
من فعل ذلك.
علينا أن نعترف بأن المفسرين القدماء - في معظمهم- قد كرروا أقوال بعضهم البعض،
والمبدعين منهم قلة. فالبقاعي مثلاً تميّز في الربط بين الآيات، وبين فواتح السور
وخواتيمها، وبين السور. واستفاد كثيراً من الحرالي.
تشخيص المشكلة لا يعني الحط من منزلة المفسرين الكرام، ويبقى لهم السبق، بل لا
يمكننا أن نبدع حتى نستند إلى جهدهم المبارك. وكأني بهم يفخرون بمن يستدرك
عليهم ويكمل مسيرتهم. ومن هنا لا داعي للتحسس.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 Oct 2008, 06:16 م]ـ
ما ذكره الشيخ فهد في النقطة الثالثة هو في نظري أهم ما يؤخذ على المؤلف في هذا الكتاب.
فتعظيم أمر التفسير الموضوعي -بالطريقة التي يريدها لمؤلف- على حساب التجزيئي يعطي مجالا واسعا لمن أراد الخروج بتفسير مخالف لما فسره سلف الأمة.
وأقصد بالمخالفة: المناقضة لأقوالهم برأي لا يعتمد إلا على العقل والهوى أو على نصوص موضوعة لا يعتد بها عند المحققين.
ولذا فإن التفسير الموضوعي كما يريده المؤلف يكون سلاحا ذو حدين بحسب من يستخدمه.
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Oct 2008, 11:59 ص]ـ
لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ
من غير مراعاة الربط مع السياق، والخروج بمعاني مستنبطة من النص.
.
بسم الله ...
أستميحكم عذرا في إيراد هذا التعليق -مع أنه ليس مثلي من له الحق بالتعليق على ما تفضلتم به- جزاكم الرحمن خيرا، وأكرمكم:
إن المفسرين الأوائل؛ منذ زمن شيخ المفسرين الإمام الطبري مرورا بالإمام الزمخشري، والرازي، وأبي السعود العمادي والآلوسي ... -رحمهم الله رحمة واسعة-
كانوا آخذين بعين الاعتبار ارتباط السياق القرآني بنظم الألفاظ القرآنية، وهذا أدركته جليا من خلال دراستي؛ وتتبع عنايتهم بالسياق في تفاسيرهم.
فكيف لنا أن نقول هذا في حق أئمتنا الأفاضل -رحمهم الله وغفر لهم-؟
فأرجو التنبيه إن جانبت الصواب!
وفيما يلي كلام طيب للإمام الغماري -رحمه الله- قرأته أمس؛ وآثرت أن أنقله بتمامه؛ للإفادة، يقول:
" يجب على المتصدي لتفسير القرآن الكريم أن يتجرد من الآراء المذهبية، ويوطن نفسه على تقبل ما تفيده الآية، وتدل عليه، ويرجع عما كان يراه أو يعتقده بخلافها؛ لأن القرآن حجة الله على خلقه، وعهده إلى عباده، إليه يتحاكمون، وعن حكمه يصدرون، ولا يجوز له أن يتمحل في تأويل الآية، ويتطلب الوجوه البعيدة في الإعراب، أو يحملها على المعاني التي لا تتفق مع سياقها؛ أو سبب نزولها؛ لفيد رأي فلان، أو عقيدة فلان، فإن هذا تحريف لكلام الله تعالى، وتغيير لمعانيه، وهو منشأ بدع التفاسير ... "
**الغماري، عبد الله محمد الصديق؛ بدع التفاسير (1385ه) ط1، مكتبة القاهرة، مصر. ص11.
والله الموفق ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عمرو البيراوي]ــــــــ[11 Oct 2008, 12:36 م]ـ
الأخت الكريمة النجدية
لو قارنا التفاسير القديمة بتفسير الظلال مثلا من حيث مراعاة السياق، ماذا سنجد؟
ولو قارنا بتفسير الأساس لسعيد حوى ومراعاته لسياق الآيات ومناسبة السور؟
هذا تطور طبيعي في طرائق تناول النص الكريم، ولا علاقة لذلك بفضل العلماء الذين
لهم فضل السبق. ومعلوم أنّ القرون الأخيرة هي قرون الانفجار المعرفي والمفاجآت
قادمة والقرآن لا تنقضي عجائبه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Oct 2008, 01:10 م]ـ
الأخ الكريم أبا عمرو البيراوي .. أشكر لك مداخلتك .. والتي قلت فيها:
بعد الإذن من الأخ الكريم فهد اقول:
لا نستطيع تسمية تفسير المفسرين القدماء بأنه تحليلي، لأنه يقوم بتفسير معاني الألفاظ
من غير مراعاة الربط مع السياق والخروج بمعاني مستنبطة من النص.
ينبغي لنا قبل أن نطلق اسم التفسير التحليلي على عمل المفسرين، أن نعرف ما ذا يراد بهذا المصطلح، والمصطلحات العلمية من أهم المسائل التي عني العلماء بضبطها وتحريرها، فليس إطلاق اسم التفسير التحليلي أو عدمه مجرد رأي، وإنما هو نظرٌ في حدود التعريف ومعرفة مدى انطباقه على عمل المفسرين ـ هذا مع كون هذا المصطلح لا يزال حديثاً وبحاجة إلى مراجعة ـ.
وقد عرّف عدد من المؤلفين التفسير التحليلي:
يقول الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد: " التفسير التحليلي: وهو الذي يتبع فيه المفسر ترتيب المصحف، فيشرح جملة من الآيات، أو سورة، أو القرآن كله على نمط الموضعي، ويبين ما يتعلق بكل آية من: مناسبتها، وسبب نزولها، ومفرداتها، ونحو ذلك مما يتقرر به معناها ". [المدخل إلى التفسير الموضوعي: 16].
ويقول الدكتور صلاح الخالدي: " التفسير التحليلي: حيث يقف المفسر أمام كلِّ آية، ويقوم بتحليلها تحليلاً موسعاً مفصَّلاً، ويتحدث أثناء التحليل عن مختلف الموضوعات والمباحث والمسائل، في العقيدة واللغة والنحو والبلاغة، وفي الروايات والأخبار والقراءات، وفي الأحكام والتشريعات، وفي الخلافيات والمناقشات والأدلة والبراهين". ثم ضرب أمثلة ذلك بتفسير الزمخشري والبيضاوي والنسفي وابن جزي الكلبي وابن كثير وابن عطية وأبي السعود والقاسمي والطبري والرازي والآلوسي والبقاعي وابن عاشور ثم قال: " ويجمع بين هذه التفاسير كلها، أنها تفاسير تحليلية، على اختلاف مناهجها والمدارس التي انتمى لها مفسِّروها ". [التفسير الموضوعي: 27 ـ 28].
فأنت تجد بارك الله فيك أن من كتب في التفسير الموضوعي قد أدرج التفاسير السابقة في التفسير التحليلي، فإخراجك لهذه الكتب عن هذا اللون من التفسير بحاجة إلى تأمل.
كما أن الخلاف ليس في دخولها أو خروجها من هذا النوع من التفسير وإنما في جعل التفسير الموضوعي في مقابلها، ثم بيان فضله عليها، والتقليل من شأنها.
وأما ما ذكرته من أن تلك التفاسير لم تراعِ السياق ولم تخرج بمعانٍ مستنبطة من النص، فلا أدري أهو من استقراء لتلك الكتب أو مجرد رأي، لأنني أجد كثيراً من تلك العناية في كتب المفسرين السابقين وقد كُتبت دراسات في هذا الباب ..
أسأل الله التوفيق والسداد والله أعلم ..
12/ 10 / 1429هـ(/)
تهنئة الدكتور مساعد الطيار بمناسبة ترقيته إلى درجة أستاذ مشارك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بفضل الله وتوفيقه صدر قرار ترقية الصديق العزيز الدكتور مساعد بن سليمان الطيار إلى رتبة أستاذ مشارك.
ونحن في شبكة التفسير نبارك لأبي عبدالملك هذه الدرجة العلمية ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على الطاعة ونشر العلم، كما نبارك لأنفسنا بهذه الترقية.
في 24/ 11/1428هـ
ـ[يسري خضر]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:37 ص]ـ
مبارك للدكتور مساعد هذه الدرجةواسال الله ان يبارك في جهوده العلميه اللهم امين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:52 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
مبارك للشيخ الحبيب والمُعلِّم المتفنن أبي عبد الملك، وأسأل الله جل في علاه أن يكتب له فيها مزيد خير وعلم وفضل وعمل صالح.
والعقبى للأستاذية إن شاء الله على خير وعافية وأقرِّ عين.
وكذا الدعاء متواصل للشيخ المفضال السَّبَّاق بالخير؛ الدكتور عبد الرحمن لكل خير ورفعة وترقية في الدين والدنيا
فمبادرته هذه تدل على بياض قلبه، وسمو روحه، وحبه الخير لإخوانه، فجزاه الله خيراً
محبكم
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:54 ص]ـ
ألف مبروك يادكتور مساعد, مع تمنياتي لك بدوام النجاح والتوفيق, وياليتك تعطينا لمحة موجزة وسريعة عن بحوثك التي قدمتها للترقية, وهل هناك عقبات واجهتك في فترة الإعداد أو النشر ونحو ذلك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Dec 2007, 12:01 م]ـ
ألف مبروك يادكتور مساعد, مع تمنياتي لك بدوام النجاح والتوفيق, وياليتك تعطينا لمحة موجزة وسريعة عن بحوثك التي قدمتها للترقية, وهل هناك عقبات واجهتك في فترة الإعداد أو النشر ونحو ذلك.
أثني بالدعاء لأخي الدكتور مساعد، جعلك الله مباركا أينما كنت،وأثني على ما تفضل به أخي عبدالعزيز الضامر.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 Dec 2007, 12:41 م]ـ
نبارك للشيخ الحبيب، والأستاذ الفاضل، وندعو له بالمزيد من التقدم والعلو في الدين والدنيا.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يستعملنا في طاعته.
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[04 Dec 2007, 12:53 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور مساعد متمنيا له التوفيق في الدنيا والآخرة وعقبال الأستاذية
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:09 م]ـ
مبارك للشيخ المحقق مساعد بن سليمان الطيار أسأل الله لك الدرجات العلى في الدنيا والاخرة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:13 م]ـ
نبارك للشيخ الحبيب، والأستاذ الفاضل، وندعو له بالمزيد من التقدم والعلو في الدين والدنيا.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يستعملنا في طاعته.
آمين
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:33 م]ـ
مبارك لك فضلية الدكتور، زادك الله علماً ومعرفة، أخوك الدكتور عمار أمين
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:39 م]ـ
مبارك للشيخ الحبيب وأسأل الله أن يجعل هذه الدرجة عونا لك على طاعته
ـ[محمد عامر]ــــــــ[04 Dec 2007, 01:52 م]ـ
مبارك لكم ياشيخ ونسأل الله لكم الدرجات العلى في الآخرة والأولى والشكر للدكتور عبد الرحمن لوفائه مع كل أعضاء هذا الملتقى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 02:17 م]ـ
ألف مبروك
ونسأل الله تعالى لكم مزيداً من الرقي والرفعة والازدياد من العلم والإيمان
وأن يحفظكم أينما كنتم، ويجيركم من مضلات الفتن، وينفع بكم
ونشكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري على هذه البشارة السارة، بشره الله بما يسره
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[04 Dec 2007, 02:59 م]ـ
مبارك لك يا شيخنا الحبيب وزادك الله رفعة ورقيا في الدنيا والآخرة
وأسأل الله أن يجعلك مباركا أينما كنت
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Dec 2007, 03:14 م]ـ
مبارك ...
و أسأل الله أن ينفع بكم و بعلمكم الأمة قاطبة ... و أن يزيدكم رفعة في الدنيا و الآخرة ...
آمين
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 Dec 2007, 03:54 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور مساعد الطيار هذه الدرجة .. متمنيا له التوفيق في الدنيا والآخرة.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[04 Dec 2007, 04:36 م]ـ
مبارك ياأبا عبدالملك
وفقك الله لكل خير ,وأسأل الله أن يرفعنا وإياك بالقرآن في الدنيا والآخرة.
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Dec 2007, 04:54 م]ـ
نزف أحر التهاني لسعادة الشيخ الدكتور: مساعد الطيار على حصوله على هذه الترقية العلمية، وأسأل الله له المزيد من العلو والرفعة والتوفيق والسداد في الدنيا والآخرة
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[04 Dec 2007, 04:55 م]ـ
أبارك للشيخ المفضال والمعلم المعطاء هذه الدرجة التي تشرف به وبأمثاله، وأسأل الله أن تكون عوناً له على مواصلة العطاء والإنتاج العلمي، ورفعة له في الدنيا، وذخراً له في الآخرة .. آآآمييين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Dec 2007, 06:08 م]ـ
لتهنك الترقيةُ شيخنا الفاضل الحبيب أباعبد الملك , وأسأل الله أن يزيدك بها سعياً إليه بما يحب وتواضعاً له ومحبةً منه ويجعلها رفعةً لدرجاتك في الدارين هو ولي ذلك ومولاه والقادر عليه
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[04 Dec 2007, 06:53 م]ـ
[هنيئا للشيخ الدكتور: مساعد الطيار هذه الترقية، ونفعه الله بها في الدارين إن شاء الله
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Dec 2007, 06:57 م]ـ
أهنئ شيخنا الكريم د/مساعد بن سليمان الطيار على هذه الترقية
وأسأل الله أن يوفقه للعلم النافع والعمل الصالح
وأن يسدده في نكاته الحسان على كتاب الإتقان
وأن ينفع به أهل الرياض وغيرها من البلدان
وأن يجزي عنا شيخنا الشهري بالإحسان.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[04 Dec 2007, 07:04 م]ـ
مبارك يا أبا عبد الملك وزادك الله من فضله، وجعلها الله عونا لك على نشر العلم النافع.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[04 Dec 2007, 07:35 م]ـ
مبارك وهو بهذه الرتبة العلمية حقيق
أسأل الله أن تكون عونا على طاعته ومرضاته
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:01 م]ـ
نبارك للشيخ الحبيب، والأستاذ الفاضل، وندعو له بالمزيد من التقدم والعلو في الدين والدنيا.
ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يستعملنا في طاعته.
اللهم آمين.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:57 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
ـ[أبو الجود]ــــــــ[04 Dec 2007, 09:19 م]ـ
مبارك يا أبا عبد الملك وزادك الله من فضله، وجعلها الله عونا لك على نشر العلم النافع
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[04 Dec 2007, 09:53 م]ـ
أبارك لأبي عبد الملك الترقية وجعلها عونا على طاعته وفي ميزان حسناته وفقه الله وسدد في سبيل الخير خطاه/
ـ[أبو عبدالله العاصمي]ــــــــ[04 Dec 2007, 09:55 م]ـ
نبارك لفضيلة شيخنا الدكتور مساعد الطيار ترقيته لأستاذ مشارك -وفقه الله-.
ـ[عبدالله الرومي]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:17 م]ـ
أبارك لأخي الدكتور: مساعد، هذه الدرجة العلمية، وجعلها الله علوا له في دينه ودنياه.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:02 م]ـ
أبارك لأخينا وشيخنا الدكتور/ مساعد هذه الدرجة العلمية، وأسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن ينفعه بها، ويجعلها عونا على طاعته.
ولولا أن الدرجة العلمية تستلزم مدة زمنية محددة، لكان الدكتور/ مساعد، والدكتور/ عبدالرحمن الشهري، وغيرهما من الأساتذة الفضلاء بدرجة أستاذ أو أكبر
أكرر أمنتي لهما بالتوفيق والنجاح
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Dec 2007, 12:11 ص]ـ
أبارك للدكتور المحقق والشيخ المفيد مساعد الطيار حصوله على هذه الدرجة، التي قد ازدانت به وشرفت به، وكما قيل:
وتزيدين أطيب الطيب طيباً=أن تمسيه أين مثلك أينا
وإذا الدر زان حسن وجوه=كان للدر حسن وجهك زينا
وفقك الله يا دكتور مساعد وأعلى منزلتك في دنياك وأخراك، وبارك الله لك في علمك وعملك وعمرك ...
ـ[شعلة]ــــــــ[05 Dec 2007, 12:34 ص]ـ
أبارك للشيخ حصوله على هذه الدرجة التي شرفت هي به، وأسأل الله أن تكون عوناً له على طاعته، وأن يعلي منزلته في الدنيا والآخرة.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:11 ص]ـ
كنت قد باركت لزميلي وصديقي الدكتور مساعد حفظه الله مساء اليوم بالاتصال به وسماع صوته حفظه الله.
ومداخلتي هنا هي لأخي الشيخ فهد الوهبي حفظه الله فأقول: المحتفى به هنا هو " مساعد " وليس " مساعدة".
لك تحيتي وسلامي.
ـ[احمد الشمراني]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:15 ص]ـ
أبارك لشيخنا ..
وأسأل الله أن يجعلها عوناً له على طاعتِهِ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:44 ص]ـ
أشكر أخي المحبوب الدكتور الجكني أن أتاح لي تهنئة الدكتور مساعد مرة أخرى ..
وبالنسبة لما تفضلت به مشكوراً فقد اقتديت بمن قبلي، وقد قيلت للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما قُلد الخلافة، وأرى أن الأبيات مناسبة في هذا المقام ..
قال السيوطي في تاريخ الخلفاء (1/ 201): " قال جويرية بن أسماء: لما استخلف عمر بن عبد العزيز جاءه بلال بن أبي بردة فهنأه وقال: من كانت الخلافة شرفته فقد شرفتها ومن كانت زانته فقد زنتها وأنت كما قال مالك بن أسماء:
وتزيدين أطيب الطيب طيبا=أن تمسيه أين مثلك أينا؟
وإذا الدر زان حسن وجوه=كان للدر حسن وجهك زينا".
بورك فيك شيخنا الكريم الجكني ولا عدمنا فوائدك ..
محبك ..
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Dec 2007, 08:31 ص]ـ
لقد هجم السرور علي فملك مني نفسي لما سمعت هذا الخبر السار
فمن اعماق القلب رسالة خاصة بالتهنئة الى الاخ الحبيب الدكتور مساعد اكرمه الله
والى الاخ الحبيب الدكتور عبد الرحمن الشهري اكرمه الله ارجو ان تُزف لنا بشرى ترقيتكم قريبا
والى كل الباحثين الجادين في هذا الملتقى المبارك نسال الله تعالى ان ييسر لكم الخير حيث كنتم
ونريد همما عالية طموحة نفاخر بها الدنيا
واقبلوا تحياتي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[05 Dec 2007, 08:32 ص]ـ
رسالة خاصة بالتبريك للاخ الحبيب الدكتور مساعد يهديها لكم شيخنا العلامة الاستاذ الدكتور فضل حسن عباس اكرمه الله تعالى وحفظه
ـ[أم ياسر]ــــــــ[05 Dec 2007, 08:37 ص]ـ
مبارك لشيخنا الفاضل هذه الدرجة العلمية ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على الطاعة ولنشر العلم
وبارك الله في علمه وعمله
ـ[أبو الياس]ــــــــ[05 Dec 2007, 09:08 ص]ـ
] [] [O°^°O] [] [مبارك مبارك مبارك] [] [O°^°O] [] [
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعينك على هذه الأمانة ....
وأشهد الله أني أحبك فيه ...
هي فرحتي أم فرحتك *********من دهشتي حار الجواب
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[05 Dec 2007, 11:09 ص]ـ
بارك الله بك ولك ولنا بك
جعلك الله وجيها في الدنيا والآخرة ومن الدعاة الهداة المهديين
ونفع الله بك ورفع قدرك وأعظم الله بالصالحات أجرك
أخوكم أبوعبدالله
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:49 م]ـ
أبارك لشيخنا الحبيب هذه الدرجة العلمية , وأسأل الله أن ينفع به , وأن يجعله في أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[05 Dec 2007, 08:31 م]ـ
هذه تهنئة (انترنتية) لأخينا الحبيب الدكتور مساعد،بعد تهنئتي المباشرةله
وفقك الله أباعبدالملك]
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[05 Dec 2007, 09:44 م]ـ
نبارك لأبي عبدالملك هذه الدرجة العلمية ونسأل الله أن يجعلها عوناً له على الطاعة ونشر العلم
آمين آمين لا أرضى بواحدة ****حتى أبلغها مليون آمينا
وعقبى لشيخنا الفاضل درجة الأستاذية، وسائر شيوخنا في هذا الملتقى المبارك.
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[05 Dec 2007, 10:53 م]ـ
تهنئة خالصة ودعوة صادقة للباحث المحقق والكاتب المدقق الدكتور / مساعد الطيار وفقه الله
ـ[أبو محمد الظاهرى]ــــــــ[05 Dec 2007, 11:07 م]ـ
أبارك من صميم قلبي لشيخنا الدكتور/ مساعد الطيار هذه الدرجة العلمية، وهذه الدرجة تشرفت بشيخنا واستنارت بنيله لها
وأسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن ينفعه بها، ويجعلها عونا على طاعته.
مع أطيب أمنياتي له ولأخيه وشيخنا الدكتور عبد الرحمن الشهري بالتوفيق والنجاح وأرفع الدرجات.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[05 Dec 2007, 11:27 م]ـ
مبارك وهو بهذه الرتبة العلمية حقيق أسأل الله أن تكون عونا على طاعته ومرضاته
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Dec 2007, 02:03 ص]ـ
مبارك، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[06 Dec 2007, 08:24 ص]ـ
أبارك لفضيلتكم رتبتكم العلمية, وأسأل الله لكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[06 Dec 2007, 07:53 م]ـ
قرأت الخبر الآن فسعدت به وأبارك لأخي الحبيب الدكتور مساعد الترقية وأدعو الله تعالى أن ينفعه بها وأن ينفع به وأن يزيده من فضله العظيم وأن يرفع درجاته في الآخرة والأولى
وأن يحقق لجميع الإخوة في هذا الملتقى المبارك آمالهم وأن ييسر لهم أمورهم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Dec 2007, 01:11 م]ـ
الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد، فلقد احرجتموني بكريم أخلاقكم، وإني لأرى أن سروري بكم أعظم من سروري بها، فلله الحمد والمنة الذي جعلني بينكم أخًا محبًّا لكم.
وإن العبارات لتعجز عن أن تسطر لكم الشكر والثناء، لذا ألجأ إلى الدعاء لكم في ظهر الغيب، أن يرزقني الله وإياكم الرفعة في الدنيا والآخرة، وأن يجعلنا ممن استعملهم في طاعته، وأن لا يحرمنا بسبب ذنوبنا، وأن يجعلنا ممن يرى عاجل البشرى كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأسأل الله أن يعينني على إتمام المسيرة، والزيادة في الإنتاج في هذا التخصص الشريف، وأن يجعل ذلك حجة لي لا عليَّ إنه سميع مجيب.
ولعلي أعود إلى طلب أخي الحبيب عبد العزيز الضامر ـ (وياليتك تعطينا لمحة موجزة وسريعة عن بحوثك التي قدمتها للترقية, وهل هناك عقبات واجهتك في فترة الإعداد أو النشر ونحو ذلك) ـ، وأنشر مقالاً خاصًّا بذلك ليشاركني في من سبقني، ففيهم من هو خير مني وأعرف مني بمجاري الأمور، ويكفيني أن أفتح الباب في هذا إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:53 ص]ـ
أبارك لشيخنا الفاضل الحبيب القريب إلى القلب هذه الدرجة وأسأل الله أن يرفع درجتك في الدنيا والآخرة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[08 Dec 2007, 06:18 ص]ـ
أبارك لأخي الحبيب أبي عبدالملك هذه الترقية، وأسأل الله أن يزيده توفيقاً ورفعة في الدنيا والآخرة.
ـ[بدر الجبر]ــــــــ[08 Dec 2007, 06:49 ص]ـ
أبارك للشيخ حصوله على ما هو حقيق به وأكثر, وأسأل الله أن ينفع بعلمه الإسلام والمسلمين, وأن يرفع ذكره في الدارين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Dec 2007, 03:29 م]ـ
أبارك للدكتور مساعد حصوله على درجة أستاذ مشارك واسأل الله أن تكون دوما في خدمة هذا الدين العظيم، والبشارة للدكتور عبد الرحمن قريباً بإذن الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[08 Dec 2007, 09:29 م]ـ
بكل المحبة و الغبطة أبارك لكم هذه الترقية و أنتم أهل و لله الحمد لها و لما هو فوقها. جعلها الله تعالى عونا لكم على الازدياد من بث العلم النافع
محبكم
ـ[أبو محمد النجدي]ــــــــ[12 Dec 2007, 12:21 ص]ـ
أهنئُ الأستاذين المشاركين انضمام شيخنا لهم .. ومكانتك عندنا أرفع وأعظم من الدرجات .. لاعدمناك ..
وقلت في ذلك شعرا-عبثَا-:
ازدنتَ بالعلم فازْدانتْ بك الرُّتبُ
و"شاركتَ" بالبحث وأنت للمجد "طيارا"
مُساعِدٌ سعْدٌ .. وللسُعود هدى
اسمٌ مسمى .. وللأستاذين أستاذا
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[12 Dec 2007, 03:41 ص]ـ
مبارك لشيخنا د/ مساعد الطيار هذه الترقية , وأسأل الله أن ينفع به الاسلام والمسلمين , وأن يجزيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة , وعقبال لباعث البشرى الشيخ د/ عبدالرحمن الشهري , ولجميع مشايخنا.
ـ[الجعفري]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:43 م]ـ
أهنئ شيخنا الكريم د/مساعد بن سليمان الطيار على هذه الترقية
وأسأل الله أن يوفقه للعلم النافع والعمل الصالح
وأن يسدده في نكاته الحسان على كتاب الإتقان
وأن ينفع به أهل الرياض وغيرها من البلدان
وأن يجزي عنا شيخنا الشهري بالإحسان.
آمين كما أسأل الله سبحانه أن يبارك في عمره وعلمه.
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:49 م]ـ
الف مبروك شيخنا الكريم(/)
ندوة (جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في خدمة القرآن وعلومه) ضع اقتراحك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Dec 2007, 11:41 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تعتزم الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه عقد ندوة علمية تحت عنوان:
جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في خدمة القرآن وعلومه
وذلك أواسط شهر صفر من عام 1429هـ في مدينة الرياض بإذن الله، وذلك ضمن أنشطة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه في خدمة الدراسات القرآنية وتنشيطها ونشرها في أوساط المجتمع.
آمل منكم تكرماً كتابة ما ترونه من اقتراحات لإنجاح هذه الندوة العلمية والله يحفظكم.
في 25/ 11/1428هـ
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[05 Dec 2007, 12:25 م]ـ
أنا في الحقيقة أقترح استضافة فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الله بن عبد العزيز الحكمة - حفظه الله - للكلام عن جوانب التفسير التي أخذها عن الشيخ فعنده من ذلك ما يفيد إن شاء الله تعالى.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[06 Dec 2007, 06:16 م]ـ
على ما أعتقد أنه كان هناك رسالة أكاديمية في جامعة الإمام بموضوع تلك الندوة , فلو تم التنسيق مع الباحث لطرح ما لديه كما وقع في ندوة جهود الشيخ محمد العثيمين باستضافة الدكتور أحمد البريدي فقد أفاد الحضور فوائد قيمة , إضافة ما دعمه الشيخ د خالد المصلح من مواقف للشيخ مع كتاب الله وتفسيره , ففي ذلك جمع بين الدراسة الأكاديمية , والملازمة للشيخ بما لا يظهر في كتبه ,
لذا فلو استضيف الباحث في هذا الموضوع , وأحد طلاب الشيخ عبد العزيز الملازمين له ففيه خير عظيم(/)
المعنى العام الذي تدور عليه سورة النساء
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[05 Dec 2007, 08:27 م]ـ
رَفْعُ الكِسَاءِ عَنْ مَغْزَى سُوْرَةِ النِّسَاءِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
فهذه كلمات عن مقصود سورة النساء أو ما يسمى بالمعنى العام الذي تدور عليه السورة.أرجو من المشايخ الفضلاء
والأخوة النبلاء، أن يقيموها علميا وأن يصلحوا ما فيها من خطل.
هذه السورة جاءت لبيان العدل بجميع أنواعه ومع جميع أصناف الناس، وذكرت أصناف أهل الظلم وصفاتهم، فالتقوى التي أمر بها في أولها هي أساس العدل وأهم شيء فيه، ومن لم يحقق التقوى فقد ظلم نفسه، وجاء ختم أول آية باسم الله الرقيب مناسبا لهذا المعنى، فاستشعار مراقبة الله للعبد سبب لعدم ظلمه لنفسه ولغيره.
ثم ذكر الله تعالى التعامل مع أصناف متعددة من الناس في هذه السورة، ولا بد من أن يكون التعامل معهم قائما بالعدل، ومن ذلك اليتامى، فنهى عن ظلمهم، وأكل أموالهم بالباطل، وفي أواخر السورة أمر بالعدل فقال: ((وأن تقوموا لليتامى بالقسط))، وكذلك اليتيمة كما قال تعالى: ((وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى ... )) الآية، ومعناها كما جاء عن عائشة في صحيح البخاري ومسلم: أنها اليتيمة تكون في حِجْر وليها فيرغب في جمالها ومالها، يريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها، فنهوا عن نكاحها إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق.
ثم ذكر الله عز وجل العدل مع الزوجات لمن عنده أكثر من واحدة، وقال بعدها: ((ذلك أدنى ألا تعولوا)) وقول أكثر المفسرين واختاره ابن كثير رحمه الله أن المراد بـ ألا تعولوا: أي ألا تجوروا، من عال في الحكم إذا ظلم.
وذكر الله عز وجل آيات المواريث وأنصبة كل من الورثة، وقسمة الله تعالى هي العدل والحق القائم، ولذلك ختم الآية بقوله: ((إن الله كان عليما حكيما)) فالعليم الحكيم لا يظلم في القسمة وهو سبحانه أدرى بمصالح العباد من أنفسهم، لذلك قال تعالى: ((آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا)).
ثم إن من عدله سبحانه أن فتح باب التوبة لعباده، ما لم تغرغر الروح، أو تطلع الشمس من مغربها، فحينئذ لا تنفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل.
ومن عادات الجاهلية أن المرأة إذا مات بعلها، وجاء ابنُه من غيرها أو أحد عصبته، فألقى ثوبه عليها يصير أحق بها من نفسها ومن غيرها، فيرثها من الميت، ثم إن شاء تزوجها من غير صداق، أو زوجها لغيره و أخذ الصداق، أو عضلها عن الأزواج، فنهى الله تعالى عن هذا الظلم: ((يأيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ... )) الآية.
ونهى الله عن أكل أموال الناس بالباطل وعن قتل النفس بغير حق، وهذا من الظلم العظيم، فيقول الله تعالى: ((يأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل)) الآية، والباطل يشمل كل أنواع الربا، والقمار، والغصب، والسرقة، والخيانة، وغيرها، وأما قوله: ((ولا تقتلوا أنفسكم)) فيشمل قتل المسلم لأخيه المسلم، وفي القرآن يأتي التعبير بـ " أنفسكم " ويراد به المسلمين، كما قال الله تعالى ((فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة)) فقد اختار ابن جرير رجمه الله أن المعنى: إذا دخلتم بيوتا من بيوت المسلمين فليسلم بعضكم على بعض.
ثم إن من عدل الله وحكمته أن فرض على كلٍ من الجنسين الذكر والأنثى، ما يناسب طاقته وقدرته، ففرض على الرجال الغزو و الجهاد، وليس على النساء جهاد، لضعفهن وعدم قدرتهن، فقال الله تعالى: ((ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض)) الآية، وقد ذكر في سبب نزولها أن أم سلمة لما قالت: يا رسول الله إن الرجال يغزون ولا نغزو ... إلخ.
ثم قال الله تعالى: ((إن الله لا يظلم مثقال ذرة))، ونفي الظلم عن الله تعالى لكمال عدله، وإلا فمجرد نفي الظلم ليس بكمال، وإنما الكمال إثبات كمال ضد الصفة المنفية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم تأتي الآيات التي تذكر أهل الظلم بأنواعهم، فذكر الله اليهود، وهم أعظم الناس ظلما وبغيا، وذكر صفاتهم، فقال: ((ألم تر إلى الذين أتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ... )) الآية، وفي قوله: ((أتوا نصيبا من الكتاب)) فائدة وهي: أنه مع كونهم عندهم حظاً من العلم وحظاً من الرسالة، إلا أن ذلك لم يكن عاصماً لهم من إتباع سبيل الضلالة، والله تعالى ذكر أوصافهم ولم يذكر أعيانهم، لأن الوصف أنفع لعباد الله، فكل من اتصف بهذا الوصف فهو مذموم وإن لم يكن من أهل الكتاب.
ومن أعظم الظلم الشرك بالله تعالى، وقد نهى الله عنه في هذه السورة مرتين، وفي الموضع الأول لما ذكر اليهود، وأنهم أهل افتراء وكذب، ختم الآية بـ ((فقد افترى إثما عظيما))، ولما ذكر في الموضع الثاني مشاقة الرسول ومخالفته، ناسب ختم الآية بـ ((فقد ضل ضلالا بعيدا))، وقد ذكر نحو ذلك ابن جماعة الكناني رحمه الله في كشف المعاني ص 147.
وقال تعالى: ((ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل يزكي من يشاء و لا يظلمون فتيلا)) وفي موضع آخر في السورة كذلك ((ولا تظلمون فتيلا))، وفي أواخر السورة ((و لا يظلمون نقيرا))، والفتيل: المفتول، وسمي ما يكون في شق النواة فتيلاً لكونه على هيئة فتيل الحبل، وهذا يضرب به المثل في الشيء الحقير، والنقير: نقطة في ظهر النواة ويضرب بها المثل في الشيء الطفيف، مفردات الراغب رحمه الله ص 821.
وقال الله تعالى ((إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ... )) الآية، وهذه الآية ظاهرة في المعنى المقصود.
ثم ذكر الله المنافقين، وأنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت، وكلما خالف حكم الله تعالى فهو باطل، وهو ظلم وليس بعدل، و أهل النفاق أهل ظلم وباطل، والله تعالى ذكر صفاتهم لكي يجتنبها المسلم، في عدة آيات من قوله: ((ألم تر إلى يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ... )) الآيات.
و ذكر الله تعالى قتل المؤمن وعقاب ذلك و وعيده، والقتل معلوم أنه منتهى الظلم للآخر.
ثم لما حدثت قصة طُعمة بن أبيرق من بني ظفر بن الحارث، لما سرق درعاً من جار له، ثم خبأها عند يهودي، ثم حلف أنه ما أخذها، وقال اليهودي: أنه دفعها إليه، فجاء قوم طعمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسألوه أن يجادل عن صاحبهم .... إلى آخر القصة، فنزلت آيات عظيمة في الحكم بين الناس بالحق وبما علم الإنسان، وألا يكون لأهل الخيانة معينا ومدافعا عنهم، إلى آخر الآيات.
ثم ذكر الله الشرك وأنه لا يغفره والشرك ظلم عظيم كما في آية لقمان ((إن الشرك لظلم عظيم))،
وقال الله تعالى ((إن يدعون من دونه إلا إناثا)) أي ما يدعون من دون الله إلا إناثا، واختلف المفسرون في هذه الآية على أقوال يرجع بعضها إلى بعض، محصلها:
1ـ أن المعنى: إن يدعون من دون الله إلا اللات والعزى، فسماها الله إناثا لأنهم كانوا يسمونها كذلك.
2ـ أن المراد بالإناث هنا: الموات وما لا روح فيه، لأنه يؤنث، فتقول: الدراهم تنفعني، والأحجار تعجبني، ونحو ذلك.
3ـ أن المراد بالإناث هنا: الملائكة.
والقول الأول الثاني متقاربان، فهم كانوا يدعون آلهتهم التي سموها تسمية الإناث، وهي لا روح فيها وما لا روح فيه يؤنث، ولكن القول الثالث مختلف عن القولين الأولين، وابن جرير رحمه الله رجح القول الأول وقال: هو أولى التأويلات في هذا، والله تعالى أعلم.
وذكر الله تعالى قَسَم الشيطان على إغواء بني آدم، وإبليس لما ظلم نفسه بالاستكبار عن السجود لآدم، أقسم على أن يضل بنيه، بأنواع الظلم من ظلم العبد لنفسه، وظلمه لغيره.
وقال الله تعالى: ((ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا))
وهذا من عدل الله تعالى، فإنه سبحانه ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب، بل جميع الخلق يدخل تحت هذه القاعدة العامة، من يعمل سوءا يجز به، كما قال ابن عباس وغيره: هذه الآية عامة في حق كل عامل.
فليست الأمور بالتمني، بل بالعمل الصالح، وإتباع الملة الحنيفية الصحيحة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم ذكر الله تعالى العدل بين النساء، وأن العدل في الحب القلبي وميل القلب، لا يقدر عليه أحد، وإنما الواجب العدل بينهن في النفقة والقسم، لذلك قال الله تعالى: ((فلا تميلوا كل الميل فتذروها كل المعلقة)) الآية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) أخرجه أصحاب السنن.
وأمر بالعدل مع الوالدين والأقربين ومع النفس، في الشهادة والإقرار، ((يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ... )) الآية.
وذكر من أصناف أهل الظلم، المنافقين وقد سبق ذكر شيء من أوصافهم ثم ذكر الله عقابهم وثوابهم وأنهم في الدرك الأسفل من النار.
وذكر الله ما يجوز لمن ظُلِم أن يخبر به عن ظلم من ظلمه، أو من نزل على قوم فلم يحسنوا ضيافته، أن يخبر عن ذلك، وقد ذُكِر هذين المعنيين عن السلف.
وذكر الله اليهود وهم أهل الظلم والطغيان، وذكر أنواع الظلم التي اجتمعت فيهم، من عبادة العجل، والإشراك بالله تعالى، وقتل الأنبياء، ونقض المواثيق، وتعديهم في قصة السبت، وقولهم على مريم بهتانا عظيما، لعنهم الله، وظنهم أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وما قتلوه، فلما ذكر الله هذا كله عنهم قال: ((فبظلم من هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا)) الآيات
ومن عدله سبحانه لم يجعل اليهود كلهم أهل ظلم بل هناك منهم من تاب وأسلم واتبع النبي الأمي محمداً صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن سلام.
ومن عدله سبحانه أن أرسل الرسل لتقوم الحجة على العباد، كما قال تعالى: ((لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل))
فهو سبحانه لا يعذب أحدا من خلقه قبل بعثة الرسل.
وذكر الله في ختام السورة أهل الكتاب ونهاهم عن الغلو وهو مجاوزة الحد، ونهاهم عن الشرك الذي هو الظلم العظيم والافتراء المبين.
هذا والحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة، ولم أتعرض لجميع الآي، إلا لما كان ظاهرا في المعنى العام، و ما لم يكن كذلك، فلم أتكلف استخراج هذا المعنى منه، و أعوذ بالله أن أقول في القرآن برأي، والله تعالى أعلم، ونسبة العلم إليه أسلم.(/)
تهنئة زميلنا محمد عمر الضرير (ضياء الدين) لحصوله على الماجستير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
بعون الله وتوفيقه حصل أخونا الكريم محمد عمر الضرير الذي يكتب باسم (ضياء الدين) في الملتقى، وطلب تحويله إلى (محمد عمر الضرير) على درجة الماجستير من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس بالمغرب. وذلك بأطروحته:
أثر الشعر في التفسير
وقد تكونت لجنة المناقشة من:
أ. د. محمد السيسي (مشرفا).
د. المراني بوعلوي
د. محمد العبادي
د. إبراهيم جابر (مشرفا داخليا)
ونحن نبارك لأخينا الكريم محمد عمر الضرير، ونسأل الله أن تكون هذه الدرجة العلمية عوناً له على طاعة الله وعلى بذل العلم ونشره.
والأستاذ محمد عمر الضرير يعمل محاضراً بجامعة الحديدة باليمن، ومبتعث للدراسة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس بالمغرب، ونرجو أن يوفقه الله لإكمال المسيرة العلمية والحصول على درجة الدكتوراه قريباً بإذن الله تعالى.
في 25/ 11/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:31 ص]ـ
مبارك للأخ محمد عمر الضرير هذه الدرجة العلمية، جعلها الله عوناً على الطاعة ..
وبشرك الله بكل خير، كما بشرتنا في هذا الأسبوع ـ أسبوع البشارات ـ بأخبار الخير ..
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أساتذي الكرام، فقد أخجلتموني بنبل مشاعركم وكرم أخلاقكم، وأسال الله أن يستجيب دعاءكم ويوفقنا لكل مافيه طاعته وخدمة كتابه، ولا حرمنا توجيهاتكم التي هي بمثابة نبراس يضيئ دربنا العلمي ويدفعنا نحو المضي قدما لخدمة هذا الدين الحنيف، فنحن نبت الربى وأنتم الغمام. ووفق الله الجميع في هذا الصرح العلمي المبارك لكل خير.
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[07 Dec 2007, 12:42 ص]ـ
السلام عليكم
نهنئ أخانا الكريم محمد عمر الضرير على هذا الاستحقاق العلمي الكبير وعقبى لاستحقاق الدكتوراه وهو ّأهل لذلكّ، فقد عاشرته كثيرا ووقفت على لغته الشاعرية وعلمه الغزير في مجال تخصصهّ، ثم على كرمه ونبل ّاخلاقه. وّإن شاء الله سيكون من علماء اليمن وما ذلك على الله بعزيز
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[07 Dec 2007, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
نبارك للأخ الزميل محمد عمر الضرير حصوله على شهادة الماجستير،ونرجوا الله له دوام الصحة والإستمرار في طريق العلم حتى يصبح من العلماء البارزين في الأمة
أخوك الكعبوني عبد الغني المكناسي
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[07 Dec 2007, 04:40 م]ـ
مبارك عليك أخي الحبيب وجعلها الله عونا لك على طاعته، وعقبالي وكل الإخوة.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Dec 2007, 05:12 م]ـ
مبارك , جعلها الله عونا لك على طاعته.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Dec 2007, 12:37 ص]ـ
آمين وشكر الله لكم أساتذتي وإخواني الأفاضل، ونسأل الله التوفيق للجميع والإعانة على كل خير.
ـ[التجاني أحمد سالم]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:04 ص]ـ
للأخ محمد عمر الضرير أحر التهاني بمناسبة نقاشه ونرجو له التوفيق، وألف مبروك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 10:10 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك للأخ محمد هذه الدرجة العلمية، وأن يوفقه لإتمام المشوار، إنه سميع مجيب.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[10 Dec 2007, 10:56 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك للأخ محمد هذه الدرجة العلمية، وأن يوفقه لإتمام المشوار، إنه سميع مجيب.
ـ[محمد عامر]ــــــــ[10 Dec 2007, 01:21 م]ـ
مبارك للشيخ محمدعمر هذه الدرجة وإلى الأمام في سبيل العلم،ونسأل الله أن يكون من أعلام اليمن الحبيب خاصة والأمة الاسلامية قاطبة
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[11 Dec 2007, 12:28 ص]ـ
تهانينا الحارة إلى أخينا محمد عمر الضرير، ونسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن يزيده ضياء على ضياء(/)
التفاسير التي نقل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2007, 12:45 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
فقد أصدر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف مشكوراً كتاب بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ت: 728 هـ) رحمه الله ..
وعند تقليب جزء الدراسة رأيت في المصادر التي نقل عنها شيخ الإسلام عدداً من كتب التفسير، فأحببت نقلها عسى أن يكون في ذلك فائدة ..
التفاسير التي نقل عنها شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (بيان تلبيس الجهمية):
1 - معالم التنزيل للبغوي (ت: 516هـ).
2 - تفسير رزين بن معاوية (وهو بن عمار العبدري الأندلسي السرقسطي أبو الحسن توفي سنة 535هـ).
3 - تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتم (ت: 327 هـ).
4 - تفسير الوالبي (علي بن أبي طلحة سالم بن المخارف الهاشمي الوالبي أبو الحسن توفي سنة 143 هـ).
5 - تفسير القرآن لابن المنذر (ت: 309).
6 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ت: 671 هـ).
7 - زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (597 هـ).
8 - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب للرازي (606 هـ).
9 - الانتصار لصحة نقل القرآن والرد على من نحله الفساد بزيادة أو نقصان لمحمد بن الطيب الباقلاني (ت: 403). وهذا الكتاب ليس في التفسير وإنما يتلخص في إثبات صحة نقل القرآن وذكرته للفائدة.
والله أعلم ..
الأربعاء 25/ 11 / 1428هـ(/)
اول تفسير للقرآن يشتمل على جميع القراءات القرآنيه المتواتره
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[06 Dec 2007, 09:25 م]ـ
اول تفسير للقرآن يشتمل على جميع القراءات القرآنيه المتواتره التى ثبتت فى العرضة الاخيره تاليف الدكتور / محمد سالم محيسن
عضو لجنة تصحيح المصاحف بالازهر الشريف واستاذ القراءات وعلوم القرآن بالجامعه الاسلاميه وجامعة الامام محمد بن
سعود الاسلاميه
الجزء الاول: عبارع عن 432 صفحه بخلاف التمهيد 96 صفحه ويشتمل الجزء الاول على تفسير فاتحة الكتاب وسورة
البقره
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:30 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأحسن إليك كما أحسنت إلينا
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[08 Dec 2007, 03:59 ص]ـ
الفضل لصاحبه اسألك الدعاء لمؤلف هذا التفسير حيث امضى عامين ونصف فى تاليفه وهو بعد سن السبعين
عام منقطعآ فيه عن ابنائه واحبائه فى بلدته كى يضع فيه خلاصة علمه وتوفى بعدها بستة اشهر وتركه مخطوط بخط اليد والجزء الاول
الذى بين يديك الان تم طباعته فى عامين باشراف لجنه من كلية القرآن الكريم بطنطا وليتحول الى صوره اليكترونيه
بدانا العمل فيه من تاريخ 22/ 11 / 2006 كى يكون بين يديك فى هذا الشكل البسيط اشكر تفضلك بالرد واتمنى
ان ينتفع به كل طالب علم والدال على الخير كفاعله
شكرآ
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[13 Dec 2007, 09:20 م]ـ
غلاف فتح الرحمن الرحيم فى تفسير القرآن الكريم
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[23 Dec 2007, 01:56 ص]ـ
أسأل الله أن يغفر لوالدكم ويرحمه ويجعل قبرة روضة من رياض الجنة ويبارك في علمه وينفع به نفعا كبيرا وأن يجمعنا وإياكم ووالدينا ومن نحب به في الفردوس الأعلى
وأسأل الله أن يجزيكم خيرا على احتسابكم ونشاطكم في نشر علم والدكم رحمه الله
وأتمنى أن تتحفنا ببقية أجزاء هذا التفسير مشكورا
وعذرا على التأخر في الرد فما دخلت المنتدى إلا اليوم
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[25 Dec 2007, 10:01 م]ـ
جزيل الشكر للرد وسوف يتم رفع النسخه الاليكترونيه عقب ورودها ان شاء الله من الجهه التى تقوم بتصوير الكتاب
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[27 Dec 2007, 02:06 م]ـ
منهج تفسير فتح الرحمن بخط يد المؤلف
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[28 Dec 2007, 07:22 م]ـ
هذا يعني أن الكتاب مخطوط،
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[29 Dec 2007, 10:13 ص]ـ
الاخ الكريم عبد الغنى الكعبونى
رغبة منى فى ان يطلع الجميع على بعض ما لدى من مخطوطات مؤلف التفسير قمت برفع صورة منهج التفسير
واى كتاب يكون اولا مخطوط ثم يطبع بعد هذا وهو ماحدث كان مخطوط ثم طبع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Dec 2007, 10:39 ص]ـ
شكر الله لكم أخي الفاضل ورحم والدكم وتقبله وإياكم وذريته في الصالحين، والشكر موصول لصرح القرآن والقراءات بطنطا، ونحن على شوق لمشاركات الأستاذ الدكتور سامي في ملتقانا الذي يحبه.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[29 Dec 2007, 06:01 م]ـ
فضيلة الدكتور عبد الفتاح خضر
جزيل الشكر لما تفضلت به من الدعاء للمرحوم والدى وجزاك الله كل خير مع خالص التحيات لشخصكم الكريم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Dec 2007, 10:04 ص]ـ
بارك الله فيكم وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم، ولا نملك إلا الدعاء لكم وللسيد الوالد رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[30 Dec 2007, 05:00 م]ـ
فضيله الدكتور انمار حفظه الله
اشكر تفضلك بالدعاء لوالدى فهو غاية المراد جزاك الله خير على ما تفضلت به
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[01 Jan 2008, 02:46 م]ـ
تم رفع الجزء الثانى من تفسير فتح الرحمن الرحيم فى تفسير القرآن الكريم وهذا هو الرابط
http://www.mediafire.com/?2zkdtgtjd9l
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[01 Jan 2008, 02:59 م]ـ
تم رفع الجزء الثانى من تفسير فتح الرحمن الرحيم فى تفسير القرآن الكريم وهذا هو الرابط
http://www.mediafire.com/?2zkdtgtjd9l
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Jan 2008, 09:23 م]ـ
رحم الله والدكم ورفع درجته وأجزل مثوبته، ونفع بكتابه وجعله صدقة جارية في صحيفته إلى يوم القيامة.
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[04 Jan 2008, 02:47 م]ـ
الاخ الكريم مرهف سقا جزيل الشكر لتفضلك بالدعاء للمرحوم والدى وجزاك الله كل خير اخى الفاضل
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[04 May 2008, 09:53 ص]ـ
http://www.mediafire.com/?4gw1vghhaym
رابط الجزء الاول
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[11 May 2008, 09:25 ص]ـ
للاسف الروابط الموضوعة لا تفتح ارجو التكرم بوضعها بطريقة افضل مع خالص تحياتي لكم وبالغ ترحماتي على والدكم رحمه الله
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[13 May 2008, 10:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك،،
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[17 Feb 2009, 01:58 م]ـ
افتتاح موقع مكتبة الدكتور محيسن للقراءات وعلوم القرءان
تم بحمد الله افتتاح موقع مكتبة الدكتور محيسن للقراءات وعلوم القرآن للكتب والصوتيات للاطلاع والتحميل لجميع المتاح من هذه المواد وعنوان الموقع
http://www.mehesen.com/
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د على رمضان]ــــــــ[01 Nov 2009, 06:58 ص]ـ
رحم الله شيخنا الجليل وعالمنا الكبير وأدخله فسيح جناته، ونتمنى وضع روابط بديلة شغالة للتفسير كله حتى ينتفع به طلبة العلم فالرابطان المذكوران لا يعملان وموقع الوالد ليس به إلا رابط الجزء الأول وجزاكم الله خيراُ.(/)
أجوبة لقاء شبكة التفسير مع الأستاذ الدكتور عبد العزيز القارئ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Dec 2007, 08:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
فاستمراراً لسلسلة اللقاءات العلمية النوعية في شبكة التفسير والدراسات القرآنية، التي سبق أن بدأنا بها، ونشرنا منها ستة لقاءات، نلتقي هذه المرة مع أحد أساتذة الدراسات القرآنية المعاصرين الذين لهم أثر بارز في الدراسات القرآنية، ولهم جهود مشكورة في طباعة المصحف وتولي أمور إدارية علمية تختص بالقرآن وعلومه. وهو فضيلة الشيخ الجليل
الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ حفظه الله
وقد قامت هئية الإشراف على الملتقى بصياغة الأسئلة بدقة، محاولة استقصاء وطرح القضايا العلمية الدقيقة التي تهم الباحثين وللضيف الكريم عناية بها، ونرجو أن يجد الباحثون والقراء الكرام بغيتهم في هذا اللقاء العلمي الماتع.
محاور اللقاء:
- واقع دراسة القراءات القرآنية خصوصاً، والدراسات القرآنية عموماً.
- لجان طباعة المصاحف المعاصرة.
- تجربة مجمع الملك فهد في طباعة مصحف المدينة النبوية.
- نصائح للمتخصصين في الدراسات القرآنية.
- واقع مراكز البحوث في الدراسات القرآنية في العالم الإسلامي.
- وصايا وأمنيات خاصة.
ترجمة الأستاذ الدكتور عبد العزيز القارئ:
للشيخ وفقه الله كتاب في سيرته الذاتية " السيرة الذاتية " ننقل منه بنصه ملخصاً:
" أبو عاصم وأبو مجاهد عبد العزيز بن عبد الفتاح بن عبد الرحيم بن الملاَّ محمد عظيم القارئ.
ولدت بمكة المكرمة ... عام خمس وستين وثلاثمائة وألف من هجرة خير البرية صلى الله عليه وسلم.
الدراسة:
درست القرآن الكريم وجودته وحفظته على والدي الشيخ عبد الفتاح القارئ، وأجازني في رواية حفص، ثم تلقيت قراءة نافع بروايتي ورش وقالون على تلميذ والدي الشيخ محمد الأمين أيدا الشنقيطي وبمضمن " الدرر اللوامع " لابن بري الغرناطي، وأجازني في قراءة نافع ...
بعض الشيوخ الذين درست عليهم:
أهمهم وأكثرهم تأثيراً في نفسي والدي الشيخ المقرئ عبد الفتاح بن عبد الرحيم القارئ ...
ثم سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله ...
ثم العلامة المفسر الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي رحمه الله مؤلف أضواء البيان ... درست عليه أبواب القياس من روضة الناظر ... وحضرت دروسه في التفسير التي يلقيها في شهر رمضان بالمسجد النبوي.
ثم العلامة الشيخ محمد المختار المزيد الشنقيطي رحمه الله درست عليه التفسير من الجلالين ورائية الشاطبي في رسم المصحف، وقطر الندى لابن هشام في النحو.
والشيخ المقرئ محمد الأمين أيدا الشنقيطي رحمه الله درست عليه منظومة ابن بري الغرناطي الأندلسي المتوفى سنة (730هـ) وهي الدرر اللوامع في نظم مقرأ الإمام نافع ...
ودرست التوحيد من الواسطية على الشيخ يوسف الملاحي بالرياض، ثم من العقيدة الطحاوية على الشيخ عبد المحسن العباد بالمدينة.
ودرست الحديث من سبل السلام على الشيخ المحدث حماد بن محمد الأنصاري، وعلى المحدث المسند الشيخ عبد الغفار الهندي.
ودرست على الشيخ عبد القادر شيبة الحمد التفسير من فتح القدير للشوكاني ... ".أ. هـ.
أهم وظائف التدريس وعضوية هيئة التدريس والمناصب الإدارية:
- التدريس بالمعهد التابع للجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية من عام 1389هـ إلى عام 1393هـ.
- التدريس بكلية القرآن بالجامعة عام 1394 هـ قبل ابتعاثه للأزهر.
- عين أستاذاً مساعداً عام 1397هـ.
- التدريس بكلية القرآن من 1400هـ بعد الابتعاث مع قيامه بوظيفة وكيل الكلية.
- عين عميداً لها من عام 1401هـ إلى 1408هـ.
- رقي إلى أستاذ مشارك عام 1405هـ.
- التدريس بقسم الدراسات العليا في شعبة التفسير وعلوم القرآن من عام 1408 هـ إلى عام 1415هـ تولى خلالها رئاسة الشعبة لمدة عامين.
- رقي إلى أستاذ عام 1414هـ.
- أحيل للتقاعد في 11/ 2 / 1416هـ.
اللجان العلمية:
شارك في كثير من المجالس العلمية والمؤتمرات وتولى رئاسة لجنة مراجعة المصحف الذي بدئ بطباعته بمجمع الملك فهد عام 1405هـ.
كما عين خطيباً لمسجد قباء من عام 1405هـ إلى 1414هـ.
أهم المؤلفات والبحوث والدواوين:
(يُتْبَعُ)
(/)
- حديث الأحرف السبعة: دراسة لإسناده ومتنه واختلاف العلماء في معناه وصلته بالقراءات القرآنية.
- سنن القراء والمجودين.
- تفسير سورة العصر.
- رحلة المخطوطات من طيبة إلى طنجة (نظم).
- حرم المدينة النبوية.
- لغات العرب في القرآن (بحث نشر في مجلة الجامعة الإسلامية عام 1391هـ).
- شجون غريب (ديوان شعر).
الأسانيد:
- إسناد في رواية حفص من الشيخ عبد الفتاح القارئ رحمه الله (والد الشيخ).
- إسناد في قراءة نافع من الشيخ محمد الأمين أيدا الشنقيطي رحمه الله.
- إجازة في الحديث المسلسل بالأولية، وفي ثلاثيات البخاري، من الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله.
- إجازة في جميع مرويات الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله من الكتب الستة.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
نص اللقاء مع الأستاذ الدكتور عبد العزيز القارئ
1 - ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في القراءات هل يُوصى بتعلمها وحفظها كل قادر على ذلك من طلاب العلم وإن زاحمت بقية العلوم، أم يقتصر على أخذها طائفة من الناس ممن لديهم الرغبة في ذلك.
د. عبد العزيز القارئ: نعم: نُوصِي بذلك كلَّ من استطاع تعلُّمَهَا وتَلقِّيَها من مُسنِدٍ متقنٍ وإن زاحمتْ علوماً أخرى؛ وقد كان من أئمة القراءة من جمَعَ بين الإمامة في القراآت والإمامة في علوم أخرى؛ كأبي عبيد القاسم ابن سَلاَّم؛ كان إماماً في القراآت وإماماً في الحديث وإماماً في الفقه، وكعلي الكسائيِّ من الأئمة السبعة في القراآت؛ وكان من أئمة اللغة، وغيرهما كثير ..
وأعرف من المعاصرين أطباءَ ومهندسينَ تلقوا القراآت السبعةَ وربما العشرةَ وأتقنوها، وكثيرٌ من تلاميذ الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخِ المقارئ المصرية ـ رحمه الله ـ هم بهذه المثابة.
ولا شك في أنَّ الاشتغالَ بهذا العلم الشريف أفضلُ الأعمال لقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم ـ وفي رواية: أفضلُكُم ـ من تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ) قال راوي الحديث أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله: وذلك هو الذي أقعدني مقعدي هذا ـ يقصد الجلوس للإقراء ـ.
هذا الفضل العظيم مندوبٌ له كلُّ من رأى في نفسه الأهليةَ له والقدرةَ عليه.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
نموذج من أجوبة الضيف الكريم بخطه الجميل
http://www.tafsir.net/images/pgareee1.jpg
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
2- ـ شبكة التفسير: يقال إنكم من المتشددين في المخارج والصفات، ولا سيما في حرف (الضاد) فما ردكم على ذلك، وما ضابط التشدد؟.
د. عبد العزيز القارئ: مسألةُ تجويدِ القرآنِ لا يجوز التساهلُ فيها؛ فالتجويدُ واجبٌ على كل مكلَّفٍ يقرأُ القرآنَ؛ وكلٌّ على حَسَبِ طاقتِهِ؛ لكن لا يجوز شرعاً للقادر على تجويده أن يقرأه بلا تجويد؛ بل عليه أن يتعلَّمَ التجويدَ، وأن يُطبِّق أحكامَهُ على قراءتِهِ.
وقد بَيَّنْتُ الأدلَّةَ على هذا في بابٍ أفْرَدْتُهُ لِذَلِكَ في كتابي " سنن القراء " ..
ولا فرْقَ في ذلك بين الضادِ وبين غيره من حروفِ القرآنِ إذ لا تصح القراءَةُ مع الإخلالِ بالحرف، كما لا تصح مع الإخلالِ بالإِعرابِ.
وأكثرُ الناس في هذا العصر لا يتقنون النطقَ بالضادِ؛ حتى أهلُ لغةِ الضادِ؛ بل ينطقونها في الغالب دالاً أو طاءاً أو ظاءاً خالصةً؛ وكلُّ ذلك لحْنٌ جلِيٌّ.
ولقد استمعْتُ إلى ثلاثةٍ من الأئمةِ الكبارِ في القراآت في هذا العصر فوجدْتُ نطقَهُمْ بالضادِ واحداً لا يختلِفُ، وهم:
الشيخ عامرٌ بْنُ السيد عثمان رحمه الله، والشيخ أحمدُ عبد العزيز الزيات رحمه الله، والشيخ كُرَيِّم راجح حفظه الله، وهو شيخ القراء بدمشق الشام؛ فمن أراد أن يتقن النطقَ بهذا الحرف فعليه أن يَتَلقَّاهُ من المتقنين.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
3- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في التكبير عند الختم، وهل يسوغ لأحد أن يعده من البدع؟
د. عبد العزيز القارئ: بَيَّنْتُ هذه المسألةَ في بابٍ أفرَدْتُهُ لَهَا في كتابي " سنن القراء " وذكرْتُ فيه قولَ ابن الجزري إنه مرويٌّ لجميع القراء، وذكرتُ فيه قولَ الإمام الشافعي لَلْبَزِّيِّ: " إنْ تركْتَ التكبيرَ فقد تركْتَ سُنَّةً من سُنَنِ نبيِّكَ" رواه الداني بإسناده في " جامع البيان" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر ابنُ كثير في تفسيره مثلَهُ عن أبي محمدٍ الحسنِ القرشيِّ [تفسير ابن كثير 2/ 522] ..
وثبت عن مجاهدٍ، وابنِ جُرَيجٍ، وابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، وغيرِهِم، وهو سنة المكيين لا يتركونها أبداً، ولا يعتبرون رواية البزي ولا غيره ..
أقولُ: فمن وصَفَ مثلَ هذا بأنه بدعةٌ فهذا جهلٌ منه وتَهَوُّرٌ.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
4- ـ شبكة التفسير: ما نصيحتكم للقراء وحفاظ القرآن في هذا الزمن؟
د. عبد العزيز القارئ: اليوم ـ والحمد لله ـ هناك إقبالٌ عظيمٌ على حفظِ القرآن وتجويده، من الذكور والإناث والصغار والكبار، وهذا من مظاهر الصحوة العامة التي انتشر نورها في كل مكان، وأنا أرى أن كل هذا إرهاصاتٌ لفجرٍ قادم سينبلج إن شاء الله ونصرٍ مُؤزَّرٍ يتحقق بحول الله.
نصيحتي لمن اشتغل بالقرآن الكريم أن يخلصوا النيةَ فيهِ أولاً؛ فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى أن يُتأَكَّلَ بالقرآن فقال: (اقرأوا القرآنَ ولا تأكُلُوا بهِ ولا تَجْفُوا عنه ولا تَغْلُوا فيه) رواه أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: (اقرأوا القرآنَ من قبل أَنْ يأتِيَ قومٌ يُقِيمُونَهُ إقامَةَ القِدْحِ يتعجَّلُونه ولا يتأجَّلُونه) رواه أبو داود.
وهناك نصيحةٌ تتعلَّق بالبدايةِ وأخرى تتعلَّق بالدوام والثباتِ، أما التي تتعلَّقُ بالبدايةِ فهي أن يحرص المبتدئُ أو يَحْرصَ وليُّهُ إنْ كانَ صغيراً على تَلَقِّي القرآنِ وتجويدِهِ على مُتْقِنٍ مشهودٍ له بالإتقانِ والفصاحةِ في الحروفِ والإِجادَةِ في تطبيقِ الأحكامِ؛ حتى ينشأَ لسانُهُ على النُّطْقِ الصحيح؛ فإنه إذا نشأَ منذُ البدايَةِ على غير ذلك تَعَسَّرَ بعد ذلك إصلاحُهُ؛ وقد سمعنا بعضَ المشهورين من أهل المحاريب يَلْحَنُ في بعضِ الحروفِ ويُخِلُّ بِهَا، وصَعُبَ عليه إصلاحُهَا، وتبيَّنَ أنَّ سبَبَهُ تَلَقِّيهِ القرآنَ منذ البدايةِ على غير المتقنين؛ فانطبع لسانُهُ على هذا الخللِ ..
وهذا ـ والله أعلم ـ من أسرار قولِ النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: (خذوا القرآنَ من أربعةٍ: من عبدِ الله بن مسعود، وسالمٍ، ومعاذٍ، وأُبيِّ بْنِ كعبٍ) فإن القراءَ من الصحابة غير هؤلاء كثيرٌ؛ وإنما خَصَّهم بالذكر لقوة إتقانهم أكثرَ من غيرهم.
وأما النصيحةُ التي تتعلَّقُ بالدوام والثبات: فإنني أوصيهم بالحرص على استذكار القرآن، وأن يكون للقارئ كلَّ يوم وِرْدٌ من القرآن يقرؤه لا يقلُّ عن جزءٍ؛ وهذا يُفْهَم من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم لعبدِ الله بْنِ عمرو بن العاص: (اِقْرَأْه في شهر ـ أو في ثلاثين ـ) ثم تدرَّجَ به وهو رضي الله عنه يقول: إني أُطيقُ أفضلَ من ذلك. حتى قال له صلى الله عليه وسلم: (اقرأه في سَبْعٍ) قال: إني أُطيق أفضلَ من ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (لاَ أفضلَ من ذلك)، وكان الخَتْمُ في سَبْعٍ حِزْبَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فهو أفضلُ الأحوالِ في هذا المجالِ؛ لكنه صلى الله عليه وسلم بَدَأَ بالثلاثين؛ أي كلَّ يوم يقرأ جزءاً؛ فدلَّ على أن هذا أولُ المراتب وأدناها في الاستذكار، ويبدو أيضاً أن التابعين الذين قسَّمُوا المصحفَ إلى ثلاثين جزءاً أخذوه من هذا الأصل.
ومما يساعد على الاستذكار التعاونُ على ذلك؛ فإذا اتفق اثنان أو ثلاثة على أن يجتمعوا كلَّ يوم في مسجدٍ أو في أيِّ مكانٍ مناسبٍ فيتذاكرون القرآنَ فهذا من أفضل القُرُبَاتِ من جهةٍ، ومن أحسنِ الوسائلِ المساعدةِ على المحافظةِ على الحِفْظِ ..
وما رأينا في زماننا هذا أقوى حفظاً من الشيخ علي جابر رحمه الله فقد صلَّى التَّهَجُّدَ وحدَهُ في المسجد الحرام في أحد الأعوام؛ فما تَردَّدَ ولا تَلَجْلَجَ ولا أخطأ؛ ولما سألْتُه عن سرِّ قوةِ حفظِهِ أجابَ بأنه يراجع كلَّ يوم جزءاً من القرآن، وفي شهر شعبان يراجع ثلاثةَ أجزاء، وأنه لم يترك ذلك لا في سفر ولا في حضر ولا في مرض ..
وَلْيحرص أهلُ القرآن على إتقانِ تجويدِهِ فإنه مراتب؛ فلْيَحرصوا على أن يَصِلُوا إلى أعلى مراتبِ الإتقانِ ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يلتفتوا إلى المُعَوِّقَاتِ، وأسوَؤُهَا في هذا الزمان فَتْوَى بعضِ الناسِ بعدم وجوبِ التجويد، ومثلُ هذه الفتوى هي من نوازلِ هذا العصرِ؛ لم يُعْهَدْ فيمَنْ تَقَدَّمَ مَنْ يُفتِي بذلك؛ فإن كانت من عالِمٍ فهي زَلَّةُ عالِمٍ، وإن كانت من جاهلٍ فيجب أن يُؤَدَّب إن كان لِحِمَى العلمِ اليومَ حُرَّاسٌ.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
5- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في قراءة دعاء ختم القرآن في الصلاة؟
د. عبد العزيز القارئ: هو مذهب التابعين بمكةَ وبالبصرةِ، ويَرْوِي أهلُ المدينةِ فيه شيئاً، ويُذْكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
وإليه ذهَبَ الإمامُ أحمد؛ ولما سُئِلَ عن دليلِهِ قال: " رأيْتُ أهلَ مكةَ يفعلونه، وكان سفيانُ بن عيينة يفعله معهم بمكة ".
وهذا النوع من الاستدلال من الإمام أحمد رحمه الله يُعلِّمنا شيئاً كثيراً عن مناهج الأئمة المجتهدين في الاستدلال، فهو لم يستدلَّ بنصٍ مرفوعٍ أو موقوفٍ؛ بل بعملِ أهلِ مكةَ؛ أي عملِ التابعين بمكة وتابعي التابعين؛ لأنه مثَّلَ بسفيان بن عيينة؛ وهو من أتباع التابعين؛ فهذا يشبه استدلالَ مالكٍ رحمه الله بعملِ أهلِ المدينةِ.
وقد رأيْنَا جميعاً قوة تأثيرَ هذا الدعاءِ في الحرمين؛ لأنه يجتمع فيه أسبابٌ عظيمةٌ: بركةُ المكانِ، وبركةُ الزمانِ، وبركةُ القرآنِ، وجَوْدَةُ انتقاءِ الأدعيةِ، وتَنْغِيمُهَا؛ فإنَّ ذلك أَوْقَعُ في النفس؛ ولم يَفْقَهْ من قال: إنَّ تنغيمَ الدعاءِ بهذا الشكل بدعة، لقد أدركْتُ المفتي الأكبرَ سماحةَ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وكان يُنَغِّم خطبةَ الجمعةِ، وحضرْتُ عند سماحةِ الشيخ ابن باز رحمه الله وهو يُقْرَأُ عليه من كتبِ العِلْمِ بالتنغيمِ ويُقِرُّ ذلك؛ بل ويعجبُهُ، ولَمْ أُدْرِكْ أحداً من أهلِ العلمِ والفقهِ في زماننا أَشَدَّ على البدع من هذين الإمامين ..
لكن هناك مبالغةٌ في التطويلِ في دعاءِ الختم؛ وسببُهُ تِكرارُ الأدعيةِ، أحياناً تكرارُهَا لفظاً ومعنىً، وأحياناً تكرارُهَا معنىً؛ فينبغي إجادَةُ اختصارِهَا كما أجادوا انتقاءَهَا، وينبغي أيضاً اختيارُ الأدعيةِ الجامعةِ الثابتةِ بدلاً من الحرص على السجع المُتكَلَّف.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
6- ـ شبكة التفسير: يذكر أن لكم مؤلفات مخطوطة في فنون متنوعة فما هي؟ إلى متى تبقى حبيسة عندكم؟
د. عبد العزيز القارئ: أنا من المُقِلِّين في التأليف؛ وإذا كتبْتُ في موضوعٍ علميٍّ فأطيلُ النَّفَسَ فيهِ، وبعضُ مؤلفاتي استغرق مني ستَّ عشرةَ سنةً، ثم نَشَرْتُ خلاصَتَهُ في أقلَّ من مائةٍ وخمسين صفحةً، وهو كتابي عن حديثِ الأحرف السبعة.
لكنَّ أهمَّ ما أشتغلُ به الآنَ مشروعُ التفسير، وهو تفسيرٌ على المنهج الذي شرحتُهُ وقدَّمْتُ أنْمُوذَجَاً له " تفسيرَ سورةِ العصر "؛ وأنا الآن أسبح في بَحْرِ الفاتحةِ ..
والآمال في هذا المجال كثيرة نسأل الله التوفيق والسداد.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
7- ـ شبكة التفسير: بعد طرحكم لرأيكم في حل قضية الأحرف السبعة، هل جدَّ جديد في أفكاركم حول هذا الموضوع؟
د. عبد العزيز القارئ: مسألة الأحرف السبعة وَرَدَ بها حديثٌ متواترٌ؛ وهو يُعَدُّ من أندر الأمثلةِ على المتواترِ اللفظيِّ، فإن المتواتر اللفظيَّ من نُدْرته أنكر بعضُ المحدثين وجودَهُ ..
ومسألةُ الأحرف السبعة فيها خلافٌ كبيرٌ؛ ولذلك عُنِيتُ بها وصرفْتُ من أجلها ستَّةَ عَشَرَ عاماً من عمري أبحثُ في جوانبَ الموضوعِ حتى توصَّلْتُ إلى النتيجةِ التي بَيَّنْتُهَا إجمالاً وتفصيلاً في كتابي " حديث الأحرف السبعة "؛ وكلَّما تَعمَّقْتُ في البحث يزداد يقيني بما توصلْتُ إليه والحمد لله.
لكنني أتعجَّبُ من صنيعِ بعضِ الباحثين الذين كتَبُوا في هذا الموضوع بعدي؛ يكررون القولَ الذي انتقدْتُه في كتابي وبيَّنْتُ وجُوهَ بُطْلانِهِ؛ دون أن يجيبوا على تلك الوجوه؛ وهذا لا يصح في منهج البحث ..
ثم أكثرُهُم لا يستقْصِي المصادرَ، ولا يلتفتُ إلى من سبقه بل ربما لا يدري هل سبقه أحدُ أم لا!
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما كتبْتُ كتابي هذا عن الأحرفِ السبعةِ لم أَتركْ مطبوعةً ولا مخطوطةً يمكن أن تفيد في الموضوع إلا حَرَصْتُ على الوصولِ إليها، وكان من أهمِّ المخطوطاتِ التي ظفِرْتُ بها في هذا البحث كتابُ " اللَّوَامِحِ " لأبي الفضل الرازي، وهو من أنفس ما كُتِبَ في هذا الموضوع، وجدْتُ نسخةً خطيَّةً في المكتبةِ الأحمديَّةِ بحلب.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
8- ـ شبكة التفسير: بعد تجربتكم المباركة في رئاسة مصحة المدينة النبوية قامت لجان علمية في بعض الدول العربية، وأخرجت مصحفاً تحت إشراف لجنة علمية، فهل ترون أن تعدد هذه اللجان في إخراج المصحف ظاهرة جيدة، وهل هناك توجيهات لمن أراد الدخول في مثل هذه اللجان؟
د. عبد العزيز القارئ:
أولاً: إن مصحفَ المدينةِ النبوية الذي يُوزِّعونه الآن ليس هو النسخة التي راجَعَتْهَا اللُّجْنةُ العلميةُ التي تشيرون إليها؛ وكانت برئاستي؛ وحقاً إنَّهَا لُجْنَةٌ لَمْ يُوجَدْ مثلُهَا في هذا العصر؛ لأنه تَوافَرَ لها كوكبةٌ من علماء هذا الشأن من النادر أن يجتمعوا لمشروعٍ واحدٍ، وكان فيهم من أئمة القراآتِ الأعلامِ: الشيخُ عامر بن السيد عثمان شيخُ المقارئ المصرية، والشيخُ عبدُ الفتاح المَرْصَفيُّ، والشيخ محمود سيبويه البدوي، رحمهم الله، وكان فيهم الدكتور عبد العظيم الشناوي رحمه الله؛ وهو أحدُ أئمةِ اللغةِ في هذا العصر، وغيرُهُم؛ كلُّهم كانوا علماء كباراً يَنْدُرُ وجودُهُم واجتماعُهُمْ في مكانٍ واحدٍ؛ وكنتُ أَنَا رئيسُ اللجنةِ أَضعَفَهُم شأناً؛ ولكن بحكم عمادتي لكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في ذلك الوقت لَزِمَنِي أَنْ أَرْأَسَ اللُّجنةَ، والكليةُ كانت هي الملتزمةَ بتصحيح المصحفِ المذكورِ وإعدادِهِ للطباعةِ؛ بناءاً على طلبٍ من وليِّ الأمرِ، واقتراحٍ من سماحةِ الشيخ ابن باز رحمه الله.
وقد بذلَتْ هذه اللجنةُ جهوداً كبيرة؛ حتى بلغ مجموعُ مراتِ القراءة لهذا المصحف أكثَرَ من مائةِ خَتْمَةٍ، وأظن أننا وصلنا إلى أصحِّ طبعةٍ للمصحف الشريف في هذا العصر.
ثم أُلْغِيَ كلُّ ذلك (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثَاً) وكُتِبَتْ نسخةٌ جديدةٌ من المصحف شُكِّلَتْ لها لُجْنَةٌ جديدةٌ؛ في أكثر أعضائِهَا الخيرُ والبركةُ إن شاء الله؛ لكنها لا تَرْقَى في مستواها إلى اللُّجنةِ السابقةِ بسبب وجودِ أولئك الأئمةِ الأعلامِ في اللُّجنةِ السابقةِ؛ ولا شك في أنَّ المكانةَ العلميَّةَ، والخبْرَةَ العمليَّةَ، والرُّسُوخَ في العلمِ كلُّ ذلك مهمٌّ في هذا الشأن.
ثانياً: لا يمكن احتكارُ طباعةِ المصحفِ، ولا ينبغي ذلك؛ الكلُّ في العالم الإسلامي قديماً وحديثاً يبذل جُهْدَه في ذلك؛ ومُجَمَّعُ الملك فهد بالمدينة النبوية ليس أوَّلَ مطبعةٍ تطبع المصحفَ، ومصحفُ المدينةِ النبويةِ ليس هو أوَّلَ مصحفٍ صحيح يُطبع؛ من أَصحِّ المصاحفِ قبلَه مصحفُ الملكِ فؤادٍ ملكِ مصر؛ وعندي منه طبعةٌ قديمةٌ طُبِعَتْ بمصلحَةِ المساحةِ المصرية عام (1342) هـ؛ وطُبع بعد ذلك مراتٍ عديدةً؛ وسببُ مكانةِ هذا المصحفِ اللُّجْنَةُ العِلْميَّةُ التي أشرفَتْ على مراجَعتِهِ برئاسةِ شيخ المقارئ المصرية وقتذاك الشيخ محمد بن علي بن خلف الحسيني رحمه الله ..
وعندي مصحفٌ مطبوعٌ بالهندِ طباعةً حجريَّةً عامَ (1289) هـ، يسميه بعضُ الحفاظِ " مصحف عبد الملك "؛ سمعْتُ بعضَهُم يَحكِي كيفَ جَعَلَ طابِعُ هذا المصحفِ كُلَّ الحُفَّاظِ بالهندِ أو جُلَّهُمْ يقومون بتصحيحِهِ؛ وذلك بأنْ أعْلَنَ أولاً بأنَّ كلَّ مَنْ يأتي بأخطاءِ الطباعةِ الواقعةِ فيهِ فَلَهُ مكافأةٌ: مقابلَ كلِّ خطأٍ كذا (روبية)؛ ثم مع كلِّ طبعةٍ صار يرفع قيمةَ الخَطَأِ؛ حتى بلغَ به في الطبعةِ النهائيَّةِ كذا جنيهٍ ذَهَبَاً؛ ففي هذه الطبعةِ الأخيرة جاءَ أحدُ الحُفَّاظِ بخطأٍ واحدٍ وأَخَذَ الجنيهات ..
(يُتْبَعُ)
(/)
فهذا المصحفُ أيضاً يُعَدُّ من أَصحِّ المصاحِفِ، لولا أنه لم يُلْتَزَمْ فيه برسمِ المصحفِ، لكنه من أصحِّ المصاحفِ في النَّصِّ والإعرابِ والمهم أن المصاحفَ التي يقومُ المسلمون بكتابتها وطباعتها أكثرُ من أن تُحْصَى، وكثيرٌ منها تتم مراجعتُهُ بواسطةِ علماء مُعْتَبَرِين؛ ولا تستطيع أيُّ جهةٍ مهما أُوتيت من إمكاناتٍ علمية ومادية أن تحتكر ذلك الشأنَ الشريفَ ..
نعم كان هناك أملٌ بأن ينتشر " مصحف المدينة النبوية " في العالم الإسلامي أكثَرَ من غيره؛ لثلاثةِ أسباب:
1 - أنه توافَرَتْ له لُجْنَةٌ علميَّةٌ عاليةٌ جداً لم تتوافر لأي مصحفٍ في هذا العصر؛ وهي اللُّجْنَةُ الأولى.
2 - أنه سُخِّرَتْ له إمكاناتٌ طباعيَّةٌ لم تُسَخَّرْ لأيِّ مصحف.
3 - أنه صار يُطبع بكمياتٍ كبيرةٍ ـ بالملايين ـ ويُوزَّعُ مجاناً.
ولكن بَطَلَتْ خصوصيةُ هذا المصحفِ، وضَعُفَ الأملُ بانتشاره بالحجم المأمول بسبب طُرُوءِ عِلَّتين:
أولاهما: إِلغَاءُ عملِ اللُّجْنَةِ الأولى؛ وإنشاءُ عَمَلٍ جديدٍ أقلَّ جودةً.
ثانيهما: أن المصحف صار يُبَاعُ، وبأثمانٍ باهضةٍ، بدلاً من أنْ يُوزَّعَ على المسلمين مجاناً.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
9- ـ شبكة التفسير: ما رأيكم في إنشاء المراكز العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية، وهل من رؤية لمثل هذه المراكز؟
د. عبد العزيز القارئ: من الظواهرِ المؤسفةِ في حياةِ المسلمين العلميةِ في العصرِ الحديثِ قِلَّةُ وجودِ مراكزِ الدراساتِ القرآنيةِ؛ بل الأعجبُ من ذلك أنَّ الكلياتِ الجامعيةَ المتخصصةَ بعلوم القرآن لم تُنْشَأْ إلا قريباً؛ ولعلَّ كليةَ القرآنِ الكريم بالجامعةِ الإسلاميةِ بالمدينةِ النبويةِ أَوَّلُهَا؛ نعم كان قبلَهَا قِسْمٌ للقراآتِ أُنْشِئَ بكليةِ اللغةِ العربية بجامعةِ الأزهر بالقاهرة لكنه كان تابعاً وليس مستقلاً ..
كيف يكون ذلك وعلومُ القرآنِ بَلغَتْ أكثرَ من ثمانين علماً عند السيوطيِّ في "الإتقان"، وأكثَرَ من مائةٍ في "التحبير علوم التفسير"؛ ألا يستحق ذلك كلياتٍ جامعيةً، ومعاهدَ متخصصةً، ومراكزَ للبحثِ؟!
التوراةُ والإنجيلُ المُحَرَّفَانِ المُمْتَلِئَانِ بالخرافاتِ والأكاذيبِ بَذَلَ اليهودُ والنصارى في سبيلهما بلا حسابٍ؛ آلافَ المراكز "الأكاديمية"، وكليات اللاهوت، والجمعياتِ الدينيةَ، ولم نبذل نحن عُشْرَ مِعْشَارِ ذلك في سبيلِ القرآن الكريمِ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد؛ وهذا من أمَّةِ القرآنِ نقصٌ لا مُبَرِّرَ له، إنه نقصُ القادرينَ على التمامِ.
كنْتُ سبَقَ أن قدَّمْتُ مشروعاً لإنشاءِ مركزٍ للدراساتِ القرآنيةِ في مُجمَّع المصحفِ بالمدينة النبوية، ويُوجدُ الآن جناحٌ متواضع في المجمَّع عليه هذا العنوان؛ يبدو أنه ليس أكثر من دارٍ للنشر؛ شأنُهُ شأنُ المجمَّع كلِّه!!
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
10- ـ شبكة التفسير: يلاحظ ضعف المطروح في الدراسات القرآنية، فما رأيكم في السبل الكفيلة بالتجديد في مجال الدراسات القرآنية؟
د. عبد العزيز القارئ: من أهم الأسباب في نظري الخَلَلُ في منهج الدراسات العليا بالجامعات؛ فأقسامُ الدراساتِ العليا بالجامعات الثلاث جامعة الإمام بالرياض، وجامعةِ أُمِّ القرى بمكة المكرمة والجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، تَحوَّلَتْ إلى دُورٍ للنشر؛ وأسوأُ مثالٍ لذلك اشتراكُ عددٍ من الدَّارسين ـ أحياناً يصلُ عددُهُم إلى العشرة ـ في تحقيق كتابٍ واحدٍ بهدفِ إخراجِ الكتاب؛ ولما كان هذا الاشتراكُ لا يتيح للدَّارسين فرصةً لِتَوْفِيَةِ مُتطَلَّباتِ البحثِ العلميِّ صَارُوا يَفْتَعِلُونَ الموضوعاتِ بشكلٍ غيرِ علميٍّ، ومن هنا تأتي دراساتُ كلِّ هؤلاء في غايةٍ من الهُزَالِ.
النَّشْرُ ليس من أهدافِ الدراساتِ العليا؛ لكنه يأتي تَبَعاً؛ إذا كان مستوى البحثِ راقياً تُوصِي لُجْنَةُ المناقشةِ بطبع الرسالة، أما أنْ تُصَمَّمَ أبحاثُ الدراساتِ العليا بهدفِ النشر فهذا قَلَبَ أقسامَ الدراساتِ العُلْيَا إلى مكتباتٍ ودُورٍ للنشر.
(يُتْبَعُ)
(/)
عندما كنتُ رئيساً لِشُعْبَةِ التفسير في قسم الدراساتِ العليا بالجامعة الإسلامية منعْتُ هذا الاشتراكَ، ومنعْتُ ظاهرةً أخرى هي "المَرْوِيَّات"؛ مَرْوِيَّاتُ فلانٍ في التفسير، وبعضُهُم يغلَطُ فيسميه تفسيرَ فلانٍ، ناسباً إليه مُصَنَّفاً في التفسير وهو ليس كذلك ..
كلُّ هذه التصرفاتِ في الدراسات العليا أضعفتْ الدراساتِ عموماً؛ في التفسيرِ وعلومِ القرآنِ، وفي غيرِهِ من العلومِ.
ومع أنَّ مجالَ علومِ القرآنِ مجالٌ خَصْبٌ لِمُخْتَلَفِ أنواع الدراساتِ فإنَّ مُعْظَمَ جهودِ الباحثين والدارسين تتجه إلى تحقيق المخطوطات، يستسهلون هذا الجانبَ لأنهم لا يعرفونه ولا يُوَفُّونَه حقَّه، يظنون أن قراءة النصِّ المخطوط عمليةٌ "ميكانيكيَّةٌ" سهلةٌ، وهي ليست كذلك.
لكنَّ مجالَ علوم القرآن "الثمانين" أو المائة على عدِّ السيوطي لا تزال تحتاج إلى دراساتٍ من كل نوع ..
ومجالُ التفسير أكثَرُ رَحَابَةً وأشدُّ حاجةً إلى ذلك؛ فمجالُ التأمُّلِ والتَّدَبُّرِ للقرآنِ لا زال مفتوحاً على مصراعيه ..
كتابُ "الإتقان" للسيوطيِّ ما زَالَ مُحْتَاجاً إلى قراءةٍ جديدةٍ وتحقيقٍ مُتْقَنٍ يليق بمثل هذا الكتاب، وإلى شرحٍ وتَحْشِيَةٍ وفَهْرَسَةٍ، واختصارٍ، ودراساتٍ لمحتواه ..
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
11- ـ شبكة التفسير: لا زال المتعلمون يحسون بنقص الدروس في التفسير وعلوم القرآن، فما رأيكم في حلِّ مثل هذه المشكلة، ويكف يمكن أن يُحرَّك المتخصصون لإلقاء الدروس والمشاركة في إظهار ما عندهم من علم في الدورات والندوات؟
د. عبد العزيز القارئ: يبدو لي ـ والله أعلم ـ أن المشكلة إدارية أو سياسية؛ فأنا أعرف عدداً من علماء التفسير لا يشاركون في تدريس التفسير لا في الدورات التي تنظمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولا في دروس الحرمين؛ لأنهم لم يُدْعَوا إلى ذلك بل المُشَاهَدُ أن هناك ضعفاً عامَّاً في الدروس العلمية خاصةً في الحرمين، هناك حلقات ممتازة لعلماء معروفين لكنها تُعد على أصابع اليد الواحدة، والكثير ممن انْتُدبَ للتدريس في الحرمين أو في الدورات العلمية ليس مؤهَّلاً لذلك، وكثيرٌ من العلماء المؤهلين بقوا خارج الدائرة؛ وهذا من سوء الإدارة وفشل السياسة!!
كان الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ حريصاً على شيئين:
أولهما: التدريس في الحرمين: فكان ينتدبُ العلماءَ لذلك ولو من خارج المملكة: كالشيخ عبد الرزاق حمزة، والشيخ محمد حامد الفقي، وهما من مصر، وكانا يدرسان بالمسجد الحرام.
والآخر: إمامة الحرمين؛ فقد كان حريصاً على تقديم المؤهلين لذلك، وإذا لم يجد داخلَ المملكة من يصلح لذلك كان يستقدم القراء من الخارج، فالشيخ عبد المهيمن أبو السمح وهو من مصر أمَّ بالمسجد الحرام، وأستاذنا الشيخ الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمه الله، وهو من المغرب أمَّ بالمسجد النبوي لعام أو أقلَّ فالحرمان الشريفان يتعلقان بالعالم الإسلامي وليس بالمملكة وحدها ..
واليوم ـ والحمد لله ـ لا يُحتاج إلى مشاركة أحدٍ من خارج المملكة لا في الإمامة لوفرة القراء داخلها، ولا في التدريس لكثرة العلماء في المملكة؛ لكنَّ المؤسف أنه مع وفرة القراء في المملكة قدم لإمامة الحرمين أحياناً من ليس مؤهَّلاً لذلك، ومع كثرة العلماء المؤهلين تصدَّر للتدريس بالحرمين من ليس أهلاً لذلك؛ وأظنُّ أنَّ السبب سوءُ التصرف إدارياً، وقد بلغني أن أحد "اللَّحَّانِين" من أئمة الحرمين الآن، إنما رشحه موظفٌ رسميٌّ إداريٌّ رفيعٌ لا يعرف التجويد أصلاً، سمعه يؤمُّ في مسجد بمكة فأُعجب بصوته، ولم يدْرِ أنه "لَحَّانٌ" أي كثيرُ الخطأ في التجويد.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
12- ـ شبكة التفسير: مما لا يخفى على مثلكم أن للعالِم أمنيات، ولا يكاد يحقق منها إلا القليل فما الأمنيات التي تودونها في تخصص الدراسات القرآنية، ولم تستطيعوا تنفيذها، لعل هناك من يقوم بها من الباحثين الذين يطلعون على هذا اللقاء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
د. عبد العزيز القارئ: أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهذا الهدف الخطير الكبير فكرت فيه أيام تقلدي لعمادة كلية القرآن الكريم بالمدينة النبوية؛ لأنني نظرت فإذا حولي بالكلية أعلام كبار من علماء القراآت: الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله، ثم جاء بعده إلى المدينة الشيخ عامر بن السيد عثمان شيخ المقارئ المصرية رحمه الله، ثم جاء الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات رحمه الله، وعُين بمجمع المصحف، وكان يدرس بكلية القرآن ..
وأهل العلم يعرفون إمامة هؤلاء الثلاثة في مجال القراآت، وكان بالكلية أيضاً الشيخ عبد الفتاح المرصفِي رحمه الله، والشيخ الدكتور محمود سيبويه البدوي رحمه الله، والشيخ محمود جادو رحمه الله، والشيخ عبد الرافع رضوان حفظه الله وبارك في عمره، وغيرهم؛ وكان كل هؤلاء علماءَ في القراآت بمرتبة الحجية، أي كل واحد منهم حجة في هذا الفن؛ وهم يُعدُّون من أهل الطبقة الأولى في هذا العصر، وبقي من أهل هذه الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي بارك الله في عمره وأمدَّه بالصحة والعافية، فإنه من طبقة الشيخ عامر والشيخ الزيات، وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت الكبار من أهل هذه الطبقة ..
فلما رأيت اجتماع أولئك الأئمة في القراآت في مكان واحدٍ هو المدينة النبوية؛ وأكثرهم عندي في كلية القرآن أدركت أنها فرصة لا تفوَّت لتحقيق هذا الهدف الكبير وهو "الجمع الصوتي للقراآت المتواترة"؛ وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن؛ فإن القرآن جُمِعَ قبلَ ذلك ثلاث مرات:
أولاها: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كُتب مفرَّقاً في العُسُب واللِّخاف والورق والرقاع وعظام الأكتاف ونحو ذلك، وثانيها: في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كُتب لأول مرةٍ بين دفتين، ثم ثالثها: في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه وأرضاه كُتبت من نسخة أبي بكر خمس نسخ وأرسلت إلى الأمصار ..
لكنْ لم يُفكِّر أحدٌ أنه يمكن تسجيل القرآن صوتياً؛ لأن هذا ارتبط بالتقدم "التكنولوجي" في العصر الحديث حيث تطورت أجهزة الصوتيات بشكل لم يَسْبِقْ له نظيرٌ وأصبح ممكناً تسجيل القراآت كلها صوتياً؛ وفي تسجيلِ القراآت تسجيلٌ للغات العرب ولهجاتها، فهو موضوع كبير من جميع جوانبه ..
لكنَّ مثلَ هذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور بدونها لا يصبح ذا قيمة علمية تُذكر:
1 - توافر الإشراف العلمي الراقي: بوجود مراجع بمرتبة الحجية في القراآت كما مثلت سابقاً، يشرفون على التسجيل ويراقبونه؛ لأن القراآت أكثرها أمور صوتية دقيقة قد تخفى حتى على بعض الخواصِّ.
2 - توافر الأداء القرآني الراقي: بوجود قرَّاء ذوي أداء مُتْقَنٍ، وأصوات حسنة، وتنغيم جيد، وهذا كان متوافراً في طلاب كلية القرآن، وكان أحسن هؤلاء الذين اخترناهم للمشروع طالبٌ باكستانيٌّ، تميّزَ بفصاحة الحروف وإتقان التجويد، وجودة التنغيم، وحسن الصوت، لكن رئاسة الجامعة وقتها حرصت على ترحيله بمجرد تخرجه ففقد المشروع واحداً من أهم عناصره!!
3 - الإرادة الإدارية: فإن مثل هذا المشروع يحتاج إلى إشراف إداري، وتمويل كاف، وجهة علمية قادرة تتبنى تنفيذه، وكانت هذه الجهة موجودة وهي كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، وكانت الإرادة الإدارية لتنفيذ المشروع متوافرة لديها، وغير متوافرة لدى الرئاسة، مع أن رئيس الجامعة وقتها أظهر الموافقة؛ لكنه كان حريصاً على إفشال المشروع بأساليب غير مباشرة ..
وأمدَّتنا وزارة الإعلام وقتها بإنشاء "استوديو" للتسجيل في نفس الكلية، وكان لهذا التبرع السخي أثر كبير دفع المشروع إلى الأمام؛ وبدأنا نُسجل ونذيع ما نسجله في إذاعة القرآن الكريم باسم " دروس من القرآن الكريم "؛ حتى يستمع أهل العلم وأهل الاختصاص إلى ما نسجله ويشاركوننا الرأي والمشورة؛ ونجحت هذه الخطة نجاحاً باهراً ..
أخبرني أحد أهم كبار العلماء وأعيانهم وقتذاك فضيلة الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي ورئيس القضاة بالمدينة النبوية ـ رحمه الله ـ أنه لا تفوته حلقة من حلقات هذا البرنامج؛ وأنه يستمع إليه دائماً، وأبدى إعجابه به وبمشايخ القراآت الذين يُديرون الشرح فيه، وخاصة الشيخ محمود سيبويه وقال: حقاً إنه لسيبويه عصره.
ولما طلبت من فضيلته أن يزودنا بملحوظاته وتوجيهاته فاجأني بملحوظة دقيقة هامة عن أحد من كان يقوم بالأداء والتلاوة بين يدي المقرئ قال: فلانٌ ممن يقرأ استبعدوه لأن نغمته أعجمية هندية والقرآن عربي. واستبعدناه فعلاً.
وبعد انتهاء مدة عمادتي لكلية القرآن الكريم استمرَّ التسجيل فترة من الوقت حتى بلغوا آخر سورة المائدة أو بعدها ثم توقف المشروع ..
والآن يَعْلُو غبارُ النسيان ذلك "الاستوديو" الذي أنشأته وزارة الإعلام بالكلية، ويبدو أنه فاتت فرصةٌ ثمينة لتحقيق " الجمع الرابع للقرآن الكريم " الذي هو " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة "؛ لأن معظم أولئك الأئمة الأعلام من علماء القراآت رحلوا إلى الآخرة ..
السؤال: هل يمكن الآن تنفيذ هذا المشروع؟
أقول: نعم يمكن، فإنه كما ذكرتُ سابقاً بقي من أئمة القراآت من أهل الطبقة الأولى بمصر الشيخ إبراهيم شحاته السَّمَنُّودِي أمدّه الله بالحصة والعافية ..
وفي الشام عددٌ من أئمة القراآت من أهل هذه الطبقة يُعدُّون في مرتبة الإمامة والحجية، أعرف منهم شيخ مقارئ دمشق الشيخ كريم راجح حفظه الله وبارك في عمره.
وهناك كثيرون من القراء الشباب من أهل الطبقة الثانية والثالثة، لكنَّ هذا المشروع لخطورته وجلالة شأنه وعِظَمِ صلته بالقرآن الكريم لا يكفي أن يباشره مثلُ هؤلاء الأفاضل؛ لا بد من الأئمة الكبار.
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
ختام الأجوبة بخط الدكتور عبدالعزيز القارئ
http://www.tafsir.net/images/pgareee3.jpg
http://www.tafsir.net/images/fasil.gif
ترقبوا الجزء الثاني من الأجوبة قريباً بإذن الله ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Dec 2007, 12:59 م]ـ
أشكر أخي العزيز فهد الوهبي حفظه الله على جهده ومتابعته، وأسأل الله له التوفيق والسداد دوماً.
كما أسأل الله أن يجزل ثواب ضيفنا الكريم الأستاذ الدكتور أبا مجاهد عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ سليل القارئين، بارك الله في عمره وعلمه على قبوله إجراء هذا اللقاء العلمي معه رغم كثرة أشغاله، ونحمد الله أن يسر الإجابة عن هذه الأسئلة التي طرحناها منذ مدة طويلة ابتداءً بواسطة الأخ العزيز الشيخ عاصم جنيد الله القارئ زميلنا في هذا الملتقى، وثانياً بواسطة الأخ الكريم الشيخ فهد الوهبي وقد يسر الله الانتهاء من الجزء الأول من هذا اللقاء العلمي بهذه الصورة الطيبة.
وقد ظهرت في أجوبة الشيخ الكريم أبي مجاهد القارئ علميته الدقيقة، وصراحته المؤدبة المعهودة في كثير من القضايا العلمية والإدارية مع اختلافنا معه في بعضها وتقديرنا لرأيه فيها، وننتظر أجوبة الجزء الثاني على خير.
في 27/ 11/1428هـ
ـ[محب القراءات]ــــــــ[07 Dec 2007, 02:39 م]ـ
جزى الله خيرا كل من ساهم في إعداد هذا اللقاء ونشره , ونسأل الله أن يبارك في جهود الإخوة المشرفين على هذا الملتقى المبارك , الذي يتحفنا بين الفينة والأخرى بدرره وفوائده.
كما أسأله تعالى أن يبارك في شيخنا الدكتور / عبدالعزيز القاري , وأن يجزيه خير الجزاء , وأن يبارك في علمه وينفع به.
ونحن في شوق بانتظار الجزء الثاني.
ـ[دمعة الم]ــــــــ[07 Dec 2007, 08:51 م]ـ
جزى الله خيرا كل من ساهم في إعداد هذا اللقاء ونشره , ونسأل الله أن
يبارك في جهود الإخوة المشرفين على هذا الملتقى المبارك
الذي يتحفنا بين الفينة والأخرى بدرره وفوائده.
كما أسأله تعالى أن يبارك في شيخنا الدكتور / عبدالعزيز القاري
وأن يجزيه خير الجزاء , وأن يبارك في علمه وينفع به.
ومتابعون معكم بكل شوق الجزء الثاني
بارك الله بكم ووفقكم لما فيه الخير والصالح
ودمتم بحفظ الله ورعايته
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[07 Dec 2007, 09:02 م]ـ
لقاء جميل ممتع ذكرني بأيام الدراسة على الدكتور القاري في الكلية وكنت وأنا أقرأ المقال أحاول أن أتذكر أسلوب الشيخ في الحديث وطريقته في الكلام وجلسته في المحاضرة وصوته المميز. جزاه الله خيرا على هذاا لكلام الطيب والمعلومات الجميلة والشكر للأخ فهد على إجراء اللقاء، وبانتظار تتمته بإذن الله تعالى.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[08 Dec 2007, 08:04 ص]ـ
الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى , وخاصة المشرفين الأكارم:
ماهي الطريقة المثلى في رأيكم لما يرد من استفسارات حول ما سطره الشيخ (حفظه الله) , وهل لنا أن نذكرها هنا , ومن ثم تعرض على الشيخ , أم نستفسر من الشيخ مباشرة؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Dec 2007, 12:17 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً يا شيخ فهد
جهد طيب، وعرض مميز نافع، وفوائد ظاهرة، ووصايا صادقة.
وننتظر الجزء الثاني بشوق.
زادكم الله علما وعملا وقوة في طاعته.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:23 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
إجابات ممتعة، ولازلنا ننتظر البقية، والشيخ كما عهدناه صريح في طرحه، وعلميٌّ في نقده، وله تميز علميٌّ لا يخفى على من يقرأ في كتبه، أو يحضر مجالسه، أسأل الله أن يمتعه بالعافيه، وأن ييسر له أمور الكتابة، ليخرج لنا من كنوزه العلمية التي يتحفنا ببعضها في مجالسه العامرة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[08 Dec 2007, 03:01 م]ـ
ذكرني فضيلة الدكتور العلاّمة بأساتذتنا أصحاب الرقي الفكري والقدم الراسخة في العلم والتجربة، ذكرني حديثه بقول الحق ولو كان مراً، فلله دره من عالم كلامه بلسم وحديثه شفاء، جزاه الله خيراً ورزقنا ـ سبحانه ـ الصدق معه فيما نقول ونعمل، وإنه لدرس ذو شجون حري بكل التلاميذ أمثالى أن يغترفوا منه وأن ينهلوا من معينه.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[08 Dec 2007, 03:58 م]ـ
سنة حسنة نتمنى أن تكون منهجاً متبعاً للشبكة مع أهل القرآن المتخصصين الكبار.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[08 Dec 2007, 09:49 م]ـ
جزى الله الشيخ - حفظه الله - خيرا
جزاكم الله خيرا مشايخنا الكرام
الأسئلة موفقة بارك الله فيكم ونفع بعلم الشيخ وعلمكم
ـ[حواء]ــــــــ[09 Dec 2007, 02:41 ص]ـ
بارك الله في شيخنا
وشكر لكم هذا الجهد
ونسأل الله تعالى أن ييسر مشروع الجمع الرابع للمصحف الشريف!
ـ[أبو محمد نائل]ــــــــ[09 Dec 2007, 04:35 م]ـ
جزاكم الله خيراً نتابع معكم بشوق وحرارة كل عمل نافع ويهدف لخدمة الإسلام العظيم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2007, 05:12 م]ـ
بارك الله لإدارة الملتقى هذه الاستضافة الممتعة والاستراحة الجميلة مع فضيلة العلامة أبي مجاهد عبد العزيز القارئ أطال الله عمره على الطاعة وبارك لنا في علومه وكثر في الأمة أمثاله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الأمين بن محمد المختار]ــــــــ[09 Dec 2007, 07:17 م]ـ
لله دركم
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Dec 2007, 08:31 م]ـ
ذَكَّرَتْنا الآثارُ بالأعيانِ=وأَثَارَت كوامنَ الأشجانِ
لقاءٌ ملئَ علما وتجربة ممن له قصب السبق في الجانبين كليهما ..
وقد وفقتم في انتقاء الأسئلة .. وتخير المسؤول عنها .. وحسن الإخراج والتنسيق ...
فجزاكم الله خير الجزاء وأحسن إليكم.
وأحب هنا أن أعيد صياغة أبرز الأفكار المطروحة، على شكل نقاط، تذكيرا لي ولإخواني بها، وإن كانت لا تغني بحالٍ عن قراءة اللقاء كاملا:
* الاشتغال بتعلم القراءات مندوب له كلَّ من رأى في نفسه الأهليةَ له والقدرةَ عليه، بتَلقِّيَها من مُسنِدٍ متقنٍ، وإن زاحمتْ علوماً أخرى.
* لا يجوز شرعاً للقادر على تجويد القرآن أن يقرأه بلا تجويد، ولا فرْقَ في ذلك بين الضادِ وبين غيره من حروفِ القرآنِ إذ لا تصح القراءَةُ مع الإخلالِ بالحرف، كما لا تصح مع الإخلالِ بالإِعرابِ.
* التكبير عند الختم سنة المكيين، فمن وصَفَ مثلَ هذا بأنه بدعةٌ فهذا جهلٌ منه وتَهَوُّرٌ.
* نصيحتي لمن اشتغل بالقرآن الكريم أن يخلصوا النيةَ فيهِ أولاً، ثم يحرص المبتدئُ أو يَحْرصَ وليُّهُ إنْ كانَ صغيراً على تَلَقِّي القرآنِ وتجويدِهِ على مُتْقِنٍ مشهودٍ له بالإتقانِ والفصاحةِ في الحروفِ والإِجادَةِ في تطبيقِ الأحكامِ؛ حتى ينشأَ لسانُهُ على النُّطْقِ الصحيح، ثم يحرص على استذكار القرآن، وأن يكون له كلَّ يوم وِرْدٌ من القرآن يقرؤه لا يقلُّ عن جزءٍ.
* قراءة دعاء ختم القرآن في الصلاة هو مذهب التابعين بمكةَ وبالبصرةِ، ويَرْوِي أهلُ المدينةِ فيه شيئاً، ويُذْكر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وتنغيم الدعاء أوقع في النفس، ولم يفقه من قال ببدعيته، لكن هناك مبالغةٌ في التطويلِ في دعاءِ الختم؛ وسببُهُ تِكرارُ الأدعيةِ، فينبغي اختيارُ الأدعيةِ الجامعةِ الثابتةِ بدلاً من الحرص على السجع المُتكَلَّف.
* أنا من المُقِلِّين في التأليف؛ وإذا كتبْتُ في موضوعٍ علميٍّ فأطيلُ النَّفَسَ فيهِ، لكنَّ أهمَّ ما أشتغلُ به الآنَ مشروعُ التفسير، وهو تفسيرٌ على المنهج الذي شرحتُهُ وقدَّمْتُ أنْمُوذَجَاً له " تفسيرَ سورةِ العصر "؛ وأنا الآن أسبح في بَحْرِ الفاتحةِ ..
* كلَّما تَعمَّقْتُ في البحث يزداد يقيني بما توصلْتُ إليه في قضية الأحرف السبعة والحمد لله.
* إن مصحفَ المدينةِ النبوية الذي يُوزِّعونه الآن ليس هو النسخة التي راجَعَتْهَا اللُّجْنةُ العلميةُ التي كانت برئاستي، وحقاً إنَّهَا لُجْنَةٌ لَمْ يُوجَدْ مثلُهَا في هذا العصر؛ لأنه تَوافَرَ لها كوكبةٌ من علماء هذا الشأن من النادر أن يجتمعوا لمشروعٍ واحدٍ وقد بذلَتْ هذه اللجنةُ جهوداً كبيرة؛ حتى بلغ مجموعُ مراتِ القراءة لهذا المصحف أكثَرَ من مائةِ خَتْمَةٍ، وأظن أننا وصلنا إلى أصحِّ طبعةٍ للمصحف الشريف في هذا العصر، وقد سُخِّرَتْ له إمكاناتٌ طباعيَّةٌ لم تُسَخَّرْ لأيِّ مصحف.
* لا يمكن احتكارُ طباعةِ المصحفِ، ولا ينبغي ذلك، والمصاحفَ التي يقومُ المسلمون بكتابتها وطباعتها أكثرُ من أن تُحْصَى، وكثيرٌ منها تتم مراجعتُهُ بواسطةِ علماء مُعْتَبَرِين.
* من الظواهرِ المؤسفةِ في حياةِ المسلمين العلميةِ في العصرِ الحديثِ قِلَّةُ وجودِ مراكزِ الدراساتِ القرآنيةِ.
* من أهم أسباب ضعف المطروح في الدراسات القرآنية: الخَلَلُ في منهج الدراسات العليا بالجامعات؛ مما أدى إلى خروج دراسات في غايةٍ من الهُزَالِ. ومع أن علومِ القرآنِ مجالٌ خَصْبٌ لِمُخْتَلَفِ أنواع الدراساتِ فإنَّ مُعْظَمَ جهودِ الباحثين والدارسين تتجه إلى تحقيق المخطوطات، يستسهلون هذا الجانبَ لأنهم لا يعرفونه ولا يُوَفُّونَه حقَّه، يظنون أن قراءة النصِّ المخطوط عمليةٌ "ميكانيكيَّةٌ" سهلةٌ، وهي ليست كذلك.
لكنَّ مجالَ علوم القرآن "الثمانين" أو المائة على عدِّ السيوطي لا تزال تحتاج إلى دراساتٍ من كل نوع ..
ومجالُ التفسير أكثَرُ رَحَابَةً وأشدُّ حاجةً إلى ذلك؛ فمجالُ التأمُّلِ والتَّدَبُّرِ للقرآنِ لا زال مفتوحاً على مصراعيه ..
كتابُ "الإتقان" للسيوطيِّ ما زَالَ مُحْتَاجاً إلى قراءةٍ جديدةٍ وتحقيقٍ مُتْقَنٍ يليق بمثل هذا الكتاب، وإلى شرحٍ وتَحْشِيَةٍ وفَهْرَسَةٍ، واختصارٍ، ودراساتٍ لمحتواه ..
* المشكلة في نقص الدروس في التفسير وعلوم القرآن إدارية أو سياسية، والكثير ممن انْتُدبَ للتدريس في الحرمين أو في الدورات العلمية ليس مؤهَّلاً لذلك، وكثيرٌ من العلماء المؤهلين بقوا خارج الدائرة.
* أهم أمنية علمية قرآنية كنت حريصاً على تحقيقها هي " الجمع الصوتي للقراآت المتواترة " وهو لو تحقق فإنه يُعدُّ بحق الجمع الرابع للقرآن.
وهذا المشروع الجليل الخطير يتطلب ثلاثة أمور:
1/ توافر الإشراف العلمي الراقي.
2/ توافر الأداء القرآني الراقي.
3/ الإرادة الإدارية.
هل يمكن الآن تنفيذ هذا المشروع؟
نعم يمكن، لكن لا بد أن يباشره الأئمة الكبار، و لا يكفي أن يستقل به من دونهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[10 Dec 2007, 09:55 م]ـ
بورك فيكم وجزيتم خير الجزاء على استضافة شيخي وقرة عيني
الدكتور الفاضل عبد العزيز القارئ
ولا أكتمكم سرا أن الشيخ يتميز بتجربة ثرية فقد عاصر المشايخ الأقدمين وله معهم كثير مواقف وذكريات أظنه قد بدأ يسطرها في كتاب
وإذا جلست بين يديه شعرت بنشوة عجيبة وبأنك تجلس أمام رجل من علماء السلف الأولين ... علما ووقارا وحكمة
والمؤسف أن الشيخ على جلالة قدره إلا أن الكثير لم يعرفوا له حقه وإذا عرفوا له قدره فإنهم لم يقوموا بواجبهم تجاهه
وللمعلومية فإنه إن لم تخني الذاكرة أن الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله شهد له بأنه أعلم أهل الأرض بالمدينة النبوية ومعالمها وحدودها وتاريخها.
فالحرص الحرص على الاستفادة من الشيخ أسأل الله أن يشفيه وأن يمد عمره في طاعته.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2007, 07:19 م]ـ
أطال الله في عمرك شيخنا عبدالعزيز على طاعة الله ويسر لك الخير حيثما كنت
وضاعف المثوبة للأخ فهد فقد أهدى لكل منا هدية قيمة وكيف لو فات هذا اللقاء عنا مثل فوت الجمع الذي ذكره الشيخ وفقه الله كلام يكتب بماء العيون وفقكم الله وسددكم وننتظر المزيد المفيد وكل كلامه مفيد
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Dec 2007, 09:06 م]ـ
حفظ الله شيخنا د/عبدالعزيز القارئوأطال عمره في مرضات الله وبارك فيه وفي علمه.
ويحق لي هنا أن أفتخر بأنني اجتمعت مع شيخي عبدالعزيز القارئ في شيخ واحد من شيوخه وهو شيخنا العلاّمة محمدالأمين بن أيدّا بن عبدالقادر الجكني رحمه الله وذلك في علم الرسم وقراءة نافع بروايتيها نصاً وأداء ورسماً وضبطاً.
أما مانقله الأخ أبومعاذ البلقاوي عن الشيخ حمادالأنصاري رحمه الله:
أن الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله شهد له بأنه أعلم أهل الأرض بالمدينة النبوية ومعالمها وحدودها وتاريخها.
فهذا " التعميم " أول من يرفضه هو شيخنا نفسه، وهذا الحكم لايصح ألبتة إلا إذا قام الشيخ الأنصاري بالاستقراء التام لجميع أهل الأرض؟؟؟ وهذا لايدعيه لنفسه.
وأذكر أن شيخنا عبدالعزيز حفظه الله قال لنا في إحدى محاضراته في السنة المنهجية أنه اجتمع مع عالم "موريتاني: شنقيطي " وتذاكر معه في السيرة النبوية الشريفة،قال شيخنا: فوجدته يعرف المدينة أكثر من أهلها بل إذا ذكر له موضع يقول هذا الموضع يحده كذا وكذا ويبعد عنه المكان الفلاني كذا وكذا من أي الجهات ويستدل على ذلك بكلام العلماء أهل التخصص كالسمهودي وغيره معضداً كلامه أيضاً بالشواهد الشعرية والمنظومات العلمية.اهـ من الذاكرة.
وأقول: أحمل كلام الشيخ الأنصاري على أنه أراد أهل المدينة، أو أراد أهل الأرض الذين يعرفهم، لاأنه يريد الإطلاق ولو أراده لما سلّم له، وأول من لا يسلمه له هو شيخنا نفسه.
نأمل أن نحافظ على المنهجية العلمية في هذا الملتقى فليس كل ما يصح " أدباً " و " عاطفة " يصح علماً ووجوداً.
والله من وراء القصد.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:53 ص]ـ
ما شاء الله ... وفقكم الله ... أكرمكم الله ... جزاكم الله خيراً على هذا اللقاء الممتع والثري بدرره.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[15 Dec 2007, 06:44 ص]ـ
ماشاء الله،بارك الله في الشيخ الكريم وفي جميع الأخوة
ـ[همام حسين]ــــــــ[20 Dec 2007, 02:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
جزاكم الله خيرا على هذا اللقاء الماتع .. وحفظ الله شيخنا ومتعه بالصحة والعافية .. اللهم آمين ..
ننتظر الجزء الثاني - إن شاء الله - في أقرب فرصة ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[21 Dec 2007, 04:44 ص]ـ
حوار رائع ما شاء الله.
بارك الله في فضيلة الشيخ الجليل وفي الإخوة القائمين على الحوار ولي سؤال بارك الله فيكم:
1 - كيف يمكننا الحصول على مؤلفات الشيخ حفظه الله؟ هل متوفرة على الشبكة؟ و أي الدور تصدرها؟
2 - هل للشيخ دروس في المدينة المنورة أو يتواجد باستمرار في مكانٍ ما بحيث يسهل على زائر المدينة المنورة التشرف بمقابلته؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا اللقاء الماتع .. وحفظ الله الشيخ ومتعه بالصحة والعافية .. اللهم آمين ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Dec 2007, 09:42 ص]ـ
الإخوة الفضلاء في هذا الملتقى , وخاصة المشرفين الأكارم:
ماهي الطريقة المثلى في رأيكم لما يرد من استفسارات حول ما سطره الشيخ (حفظه الله) , وهل لنا أن نذكرها هنا , ومن ثم تعرض على الشيخ , أم نستفسر من الشيخ مباشرة؟
الأخ أبا أسامة إن استطعت الاستفسار من الشيخ مباشرة، فلا شك أنه أفضل وأعلى إسناداً، ولعلك تضع الأسئلة مع إجاباتها هنا ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Dec 2007, 02:09 م]ـ
الأخ محمد بن حامد العبَّادي وفقه الله، أشكرك شكراً خاصاً على تلخصيك للقاء، وهو تلخيص مفيد جزاك الله خيراً وبارك فيك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خضر عثمان]ــــــــ[29 Dec 2007, 09:30 ص]ـ
ارجو من الله أن تكون أفعالنا وأخلاقنا مثل أقوالنا وفق الله الجميع لما يحب ويرضى (قتيل المشايخ) خضر عثمان
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[30 Dec 2007, 08:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأسأل الله أن يحفظ للأمة هذا العالم الكبير والجبل العظيم بقية السلف الصالح شيخنا العلامة الدكتور عبد العزيز القارئ،
ولقد عرفته عميدا، وأستاذا بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وفهمت عنه مالم أفهمه عن غيره، فلله الحمد على لقائه بخير،
ولقد سبق هذا الشيخ في علوم كثيرة، فألف فيها وسابق فبلغ المجد سناء ورفعة، حفظه الله وبارك في علمه،
وإني لأطمع في هذا الملتقى المبارك أن يدير حوارا آخر مع فضيلته،
يتناول فيه جديد الشيخ،
ونظراته العلمية في بعض المسائل،
وأبرز فتاويه،
وحقوق طباعة كتبه، كتلك التي أنيطت به لطباعتها كالبدور الزاهرة وغيره،
وفق الله الجميع، وبارك في هذا الملتقى. والله الموفق.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[15 Jan 2008, 03:51 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع الله بكم
فضيلة الشيخ الجكني سلمك الله
نحن من طلبة العلم والأكاديميين الذين نعرف للكلمة قدرها ونعي ما نكتبه ونسطره
وأحب أن ألفت عنايتك أنه قد سئل أمامي قبل سنة ونصف تقريبا عن هذه المقالة للشيخ حماد الأنصاري فأقر بصحة نسبتها إليه.
والمراد يا شيخي المفضال أن الشيخ القاري أعلم أهل هذا الزمان بالمدينة ومعالمها وأماكن هذه المعالم على أرض الواقع
أما أن يكون هناك من هو أعلم منه بذلك نظريا فلقد سمعت الشيخ أيضا يذكر عن بعض علماء الشناقطة ومنهم الشيخ محمد المختار الشنقيطي رحمه الله والد الشيخ الفقيه محمد بن محمد المختار الشنقيطي المدرس بالمسجد النبوي حفظه الله، ذكر بأنه يضبط معالم المدينة من أشعار العرب، إلا أن الشيخ القاري قد خالفه في تحديد مواضع هذه المعالم على أرض الواقع، كما عرف عنه أنه لا يعترف بالعلامات المستحدثة لحدود الحرم النبوي ولا يقر بصحتها ألبتة.
والشيخ عرف عنه قديما أنه مكتشف جبل ثور: الحد الشمالي لحرم المدينة خلافا للجبل المتعارف عليه وقتئذ، حتى سمى بعضهم ذلك الجبل (ثور القاري).
ومن أراد التثبت والاستزادة فعليه بكتاب الشيخ: حد حرم المدينة.
وعليه بزيارته فبابه مفتوح، ومكتبته مفتوحة لطلبة العلم، وفيها من النفائس والمخطوطات ما لم يقف عليه أحد من أهل الجزيرة قبله.
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[25 Jan 2008, 07:53 ص]ـ
ننتظر الجزء الثاني من الإجابة بفارغ الصبر ..
كبر هذا العلامة في عيني عندما نصحنا الشيخ عبد المالك سلطان - من مشايخ القراءات في مكة - بسماع شريط له
وهو شريط نادر تقريبا ..
شكرا لله لكم هذا الجهد ..
وافر التحية أيها الإخوة
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[03 Jan 2009, 11:01 ص]ـ
ترقبوا الجزء الثاني من الأجوبة قريباً بإذن الله ....
ما ضابط القرب عندك يا شيخ فهد - نفع الله بك-؟!
أرجو ألا يكون على قاعدة: "كل آت قريب"
نحن في شوق إلى الجزء الثاني
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Jan 2009, 12:11 م]ـ
ما ضابط القرب عندك يا شيخ فهد - نفع الله بك-؟!
أرجو ألا يكون على قاعدة: "كل آت قريب"
نحن في شوق إلى الجزء الثاني
الحقيقة أننا طلبنا من الشيخ حفظه الله مرات ومرات إنهاء الجزء الثاني، والشيخ وفقه الله مشغول، وعسى الله أن ييسر لنا إنهاء اللقاء الثاني، والأسئلة ـ أخي أبا مجاهد ـ عند الشيخ رعاه الله من قبل إنهاء الجزء الأول.(/)
واعظ يقول"إني أحمل فوق رأسي حلماً يأكل الموت منه" هل يجوز مثل هذا القول؟؟
ـ[ابن كثير]ــــــــ[07 Dec 2007, 06:03 م]ـ
سمعت واعظاً يعض في المسجد موعظة بليغة
وكان مما قال وهو يتحدث على لسان حال الإنسان في الدنيا
"إني أحمل فوق رأسي حلماً يأكل الموت منه"
اقتباساً من قول السجين في سورة يوسف"أحمل فوق رأسي خبزاً تاكل الطير منه"
ناقشت بعض الإخوة في ذلك فقال إن ذلك من الاستفادة من بلاغة الآيات القرآنية
فهل يسمى ما قاله اقتباساً؟
وهل يجوز مثل هذا القول؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Dec 2007, 07:29 م]ـ
هذا مجرد رأي والمسألة مطروحة للمدارسة:
إن تعامل الناس اليومً مع الاقتباس من القرآن ذو طريقين:
1 - طريق هزلي بغيض مقيت أخشى على سالكيه الكفر والاندراج تحت قوله تعالى (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) كمن يعلق مازحاً بكتاب الله الذي قال عنه الله (وما هو بالهزل) فتجده إن اشتبه عليه شخصان قال بقول بني إسرائيل (إن البقر تشابه علينا وغير ذلك من الفظائع المستنكرة.
2 - طريق قصد أهله توظيف بلاغة القرآن لاستجلاب السامعين وتزيين الكلام وإضافة هالة الإجلال والإبداع فيه ويظهر لي والعلم عند الله أن لا بأيس به لحديث الصحابة رضي الله عنهم كما عند أحمد والطبراني بسند حسن (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالقتال فرمي رجل من أصحابه بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوجب هذا) و قالوا حين أمرهم بالقتال اذا يا رسول الله لا نقول كما قالت بنوا اسرائيل لموسى {اذهب أنت و ربك فقاتلا} الى آخر الآية و لكنا نقول اذهب أنت و ربك فقاتلا انا معكما من المقاتلين)
فهذا فيما أحسب نص على جواز استخدام آيات القرآن وتعبيراته في الجاد من الأمور خصوصا في الخطب والمواعظ من غير تقعر ولا تحميل لها أكثر مما تطيق.
والله أعلم
ـ[همام بن همام]ــــــــ[09 Dec 2007, 02:40 ص]ـ
روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه في غزوة خيبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين) الحديث.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: "فيه جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما سبق قريباً في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول: جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، جاء الحق وزهق الباطل. قال العلماء: يكره من ذلك ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات والمزح ولغو الحديث فيكره في كل ذلك تعظيماً لكتاب الله تعالى" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
ـ[ابن كثير]ــــــــ[23 Oct 2010, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(/)
ضوابط التفسير اللغوي
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[07 Dec 2007, 08:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
لا شك أن للغة حضورها الكبير في التفسير، وهي من الدعائم الرئيسة في ذلك، فلا يمكن فهم النص القرآني فهما سليما وتذوقه تذوقا صحيحا إلا من خلال الإلمام بحلته اللغوية التي نزل بها كون القرآن نص لغوي بالمقام الأول - دون إغفال المصادر الرئيسة التي لابد للمفسر من تفعيلها في بيان كلام الله- و رغم ذلك فلا يترك أمر اللغة دون ضوابط وحدود معينة، بل يجب أن يتم الاستعانة بها وفق ضوابط تحد من استغلال سعتها ودلالاتها المتنوعة، وحتى لا يأتي الجاهل بأسرارها، وتنوع أساليبها، ويتصرف فيها بجهله أو مكره، ومن ثم فقد وضع العلماء حدودا وقواعد ضابطة، تُبقي اللغة على معهود العرب في الاستخدام وقت تنزل القرآن. وقد كان من الصعوبة بمكان التحديد الدقيق لهذه الضوابط، كون (" الإشكال الحقيقي في عملية التفسير: هو في تحديد الضوابط التي تحكم توظيف جوانب المعنى المختلفة .. (إعمالا وإهمالا) ونظمها في قواعد متسقة" تكون ميزانا نميز به بين التفسير الصحيح لكتاب الله، والتفسير الباطل .. ") كما قال شيخنا الدكتور فريد الأنصاري، ولكنها محاولة لجمع ما لقيته مشتتا، وما اصطلح عليه بضوابط التفسير اللغوي والذي استفدت في جمعها من عدة مصادر ومراجع منها: الرسالة للشافعي، و جامع البيان للطبري، و الإتقان للسيوطي، والبرهان للزركشي، والموافقات للشاطبي، و كيف نتعامل مع القرآن للغزالي، والاختلاف في التفسير حقيقته وأسبابه لوسيم فتح الله، والتفسير اللغوي للدكتورالطيار، والشاهد الشعري للدكتور الشهري، ومدخل إلى علوم القرآن لفاروق حماده، و تفسير النصوص لمحمد أديب صالح، ودراسة الطبري للمعنى للمالكي، وبعض محاضرات السنة الثانية في وحدة الدرس القرآني بمكناس، للأستاذين/ محمد السيسي، وعبد الرحمن حسي، ".، موجزا إياها في النقاط الآتية:
· أن تُفَسَرَ الآيات بالمعاني التي كانت معروفة عند العرب وقت نزول القرآن، حقائق كانت أو مجازات.
· كل تفسير ليس له أصل في لغة العرب فهو مردود.
· كل تفسير لغوي وارد عن السلف يُحكم بعربيته، وهو مقدم على قول اللغويين.
· وجوب حَمْلِ كلام الله على الأشهر والأفصح من كلام العرب.
· الالتزام بفهم القرآن من خلال معهود العرب في الخطاب.
· كل كلام نُطِقَ به، مَفهومٌ به ما أُرِيدَ، ففيه الكفاية عن غيره.
· وجوب مراعاة أصل الوضع في التركيب، ولا يخرج من ذلك إلا بحجة واضحة.
· وجوب مراعاة السياق.
· أن يكون الاعتناء بالمعاني المبثوثة في الخطاب هو المقصود الأعظم، بناء على أنَّ العرب إنَّما كانت عنايتها بالمعاني وإنَّما أصلحت الألفاظ من أجلها.
· لا يُعبأ بالمعنى الإفرادي إذا كان المعنى التركيبى مفهوما.
· عدم القول بالزيادة في القرآن، فغير جائز أن يكون في كتاب الله حرف لا معنى له.
· عدم اعتقاد معنى ما وحمل ألفاظ القرآن الكريم عليه.
· إذا وَرَدَ أكثر من معنى لغوي صحيح تحتمله الآية بلا تضاد، جاز تفسير الآية به.
· جواز حذف ما دل عليه ظاهر الكلام.
· ليس كل ما ورد في اللغة يلزم وجوده في القرآن.
· إذا كان الكلام يحتمل الحقيقة والمجاز، قُدِمَتْ الحقيقة.
· لا يجوز العدول عن الظاهر إلا بقرينة.
· الوقوف على الأغراض البلاغية، وملاحظة التنوع في النظم والتأمل في سرّ تراكيب الجملة القرآنية.
· الكشف عن مفاهيم الصيغ الصرفية وقواعد الاشتقاق وعلاقتها بالمعنى.
· إدراك ارتباط الفاصلة بما قبلها في الآية القرآنية والجزم بكونها مقصودة من حيث لفظها وجرسها.
· ضرورة التنبه إلى خلود معاني اللفظ القرآني وتجدد فهم معانيها بتجدد الزمن.
وحبذا لو يتكرم الأساتذة والإخوة الأعضاء في ملتقانا المبارك بالتعليق أو الشرح إن أمكن لهذه الضوابط حتى تعم الفائدة، وجزا الله الجميع خيرا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 10:22 ص]ـ
جزالك الله خيرًا يا أخي محمد.
وأذكر أمرين:
الأول: لو أنك نقلت مثالاً لكل قاعدة من المراجع التي رجعت لها لاتضحت بعض القواعد التي فيها غموض، ويا حبذا لو أعدت فعل ذلك، ورقَّمت القواعد، ثم من كان عنده إضافة أضاف، فيحصل بذلك جمع لكثير من القواعد المرتبطة باللغة.
الثاني: إن علم اللغة يُعنى بمتن اللغة (دلالة المفردة على المعنى)، لذا أرى أن يُقتصر هنا عليه، ولا يُُذكر من القواعد ما هو خارج عنه، كالقاعدة التي ذكرتها تحت عنوان (الوقوف على الأغراض البلاغية، وملاحظة التنوع في النظم والتأمل في سرّ تراكيب الجملة القرآنية) فهي من علم البلاغة، والعلم البلاغة ـ في الغالب ـ يأتي بعد المعنى، وله قواعد مستقلة، لو أُفردت كذلك لكان خيرًا كثيرًا.
ملاحظة: لم أرك ذكرت كتاب قواعد الترجيح عند المفسرين للدكتور حسين الحربي، ولا قواعد التفسير للدكتور خالد السبت ففيهما كثير من القواعد المتعلقة باللغة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Dec 2007, 05:14 م]ـ
حفظك الله أستاذي الفاضل دكتور مساعد، وما أحرصك على البيان وتعميم الفوائد العلمية، وأشكر لك التصويب فيما يتعلق بالجانب البلاغي وهو كما قلت -شيخي الفاضل- إلا أن هذا جهد المقل وسأحرص على العمل بملاحظاتك متى ما سنحت لي الفرصة لذلك، ولعله بعد إتمامي ما يشغلني من تسجيل الدكتوراة والبحث عن المخطوط المناسب في ذلك، كون بعث تراثنا المجيد وخاصة فيما يتعلق بالتفسير وعلوم القرآن عموما من أهم ما ينبغي التوجه إليه، فيكفينا خسرانا ما ضاع ولندرك مابقي قبل ضياعه واندثارة بعوامل طبيعية أم بشرية، وهي أمنية وددت لو يحرص جميع طلبة العلم على تحقيقها.
أما ما ذكرت من مرجعين هامين للأستاذين القديرين فقد قرأت عنهما وخاصة قواعد التفسير للدكتور خالد السبت، ولكن للأسف لم يقع في يدي أي منهما، ناهيك عن ضيق الوقت، وسأحرص على الاستفادة منهما بعونه تعالى.
وودت لو يسهم أساتذتنا وإخوتنا كل باختيار ضابط معين والحديث عنه بما يزيد من الفائدة وتعميمها، وهي دعوة أجدد توجيها، وأسال الله أن يوفقنا جميعا لخدمة كتابه العظيم، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Dec 2007, 11:13 م]ـ
وما حكم من قال بقاعدة ثم خالفها مثل كل تفسير ليس له أصل في لغة العرب فهو مردود.
وكثيرا من الكلمات قيل أنها غير عربية
وكذلك · الالتزام بفهم القرآن من خلال معهود العرب في الخطاب.
هل الخطاب القرآني لايخرج عن خطاب العرب!!! فمثلا هل قال العرب لاأقسم للدلالة علي القسم
أتصور أن القواعد تحتاج لجهد أكبر للفصل في: إلي أي مدي يؤخذبها أو ترفض،فقد أعترض ابتداءا علي مسألة المجاز والترادف ولذلك نريد مجمعا علمياً لبحث هذه القواعد وتأصيلها والله الموفق
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Dec 2007, 02:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى، وما ذكرته بشأن {كل تفسير ليس له أصل في لغة العرب فهو مردود وكثيرا من الكلمات قيل أنها غير عربية} فهذا موضوع طويل وقد أكثر العلماء في الحديث عنه، وخلاصته أنه لا يوجد غير عربي في القرآن، ولعلي أتناول الموضوع في زاوية مستقلة مركزا على ما يترتب عليه.
أما ما يتعلق بالشق الثاني وتصورك (أن القواعد تحتاج لجهد أكبر للفصل في: إلي أي مدي يؤخذبها أو ترفض) فأوافقك في أن الأمر يحتاج إلى جهود أكبر لكن فيما يعين على تقعيد قواعد جامعة متفق عليها بين الجميع وبما يعزز من تجنب الخلاف بين الفرق الإسلامية ويعمل على التقارب في فهم النص القرآني ويسد تلك الهوة الشاسعة في الفهم وشتات التأويل الذي يجانب الصواب في حالات ليست بالقليلة ولعل في علم أصول الفقه وعلم أصول التفسير ما يحقق ذلك، وأي قاعدة - أخي الكريم - لا تعني بالضرورة انطباقها كلية على كل فروعها، إذا تند في بعض الأحيان حالات قليلة ولا يعني ذلك فساد القاعدة، فلكل قاعدة شواذ كما قيل، والغالب هو الأهم في القاعدة، والله أعلم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Dec 2007, 03:28 ص]ـ
التفسير اللغوي للقرآن الكريم رسالة دكتوراة لفضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Dec 2007, 04:22 م]ـ
التفسير اللغوي للقرآن الكريم رسالة دكتوراة لفضيلة الدكتور مساعد الطيار وفقه الله ...
نعم أستاذي الفاضل فهد:وهي رسالة غاية في الإتقان غنية بالفوائد ولا غنى لطالب الدراسات القرآنية من الاستفادة منها في مجالها، وقد استفدت منها كثيرا في بحثي المتواضع، وأنصح كل مهتم بالعلوم الشرعية بالاطلاع عليها. وأسأل الله أن يجزي عني الشيخ عبدالرحمن الشهري خيرا فقد أكرمني بها فور سؤالي عنها، فله كل شكري وتقديري واحترامي وجزاه الله خيرا على كل ما يبذله في نشر العلم وما يضحي به في سبيل ذلك، ووفقنا الله وأياه لكل ما يحب ويرضى، إنه سميع مجيب.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:17 ص]ـ
إخوتي الأفاضل سأحاول في هذه السانحة الحديث عن أحد الضوابط المذكورة في بداية المشاركة، ودون إلتزام بالترتيب، وليت كل من بدا له إشباع أحد هذه الضوابط وبيانها بما يثري هذا الموضوع، أن يتحدث في أيها شاء، بما يوسع الفائدة، ويعم الخير.
وليكن حديثي هذه المرة عن ضابط (وجوب مراعاة السياق):
(يُتْبَعُ)
(/)
فمما لاشك فيه أن تفسير الجملة القرآنية بعيدة عن سياقها التي وردت فيه يعد خطأ فادحا يرتكبه المفسر، وذلك للما للسياق من أهمية في مجال اللغة، وبالتالي قيمته الكبيرة في بيان النص القرآني،ولعل ما دعاني لتناول هذا الضابط على وجه خاص قراءتي – مصادفة – لما ذكره ابن القيم في (جلاء الأفهام:1/ 172 - 173) في قوله: " لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ] والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله [ .. (والله غفور رحيم)، قال: ليس هذا كلام الله تعالى، فقال القارئ: أتكذب بكلام الله تعالى، فقال: لا ولكن ليس هذا بكلام الله؛ فعاد إلى حفظه وقرأ] والله عزيز حكيم [فقال الأعرابي: صدقت عز فحكم فقطع ولو غفر ورحم لما قطع.لهذا إذا ختمت آية الرحمة باسم عذاب أو بالعكس ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه ".
إذن للسياق أثر كبير على مقصود دلالة المتكلم، وكما قيل "أحيانا يكون الجهل المطلق خيراً من الفهم الناقص".
والمقصود بـ"السياق": الجو العام الذي يحيط بالكلمة وما يكتنفها من قرائن وعلامات.
وقد أدرك العلماء قوة الترابط بين اللفظ والمعنى ومراعاة السياق، فقال العز بن عبد السلام (انظر الإشارة إلى الإيجازص220):"إذا احتمل الكلام معنيين وكان حمله على أحدهما أوضح وأشد موافقة للسياق كان الحمل عليه أولى ". وقال الزركشي في برهانه:2/ 200:" ... من الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال دلالة السياق فإنها ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهو من أعظم القرائن الدالة علي مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته ".
وعليه فقد يستخدم القرآن صيغة الأمر ويقصد بها مدلولها الظاهر عندما يقول: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْل} وقد يقصد بها الإباحة عندما يقول: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ} عقيب الحظر في قوله: {لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ {، وقد يقصد التهديد عندما يقول: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ}، وقد يقصد التعجيز والتحدي عندما يقول: {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} أو عندما يقول على لسان هود -عليه السلام- {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ}، وهكذا.
لقد استخدمت هذه الآيات جميعا في صيغة الأمر: "أقم"، "فاصطادوا"، "فاعبدوا"، "فأتوا"، "فكيدوني" فما الذي جعلها تعطي مدلولات مختلفة بل ومتناقضة أيضا؟ إنه السياق القرآني والقرائن الخارجية.
ومن ثم فقد اعتنى المفسرون بالسياق عناية ظاهرة، ورعوه حق رعايته، وأنزلوه منزلته العالية في التفسير من لدن الإمام ابن جرير الطبري الذي أجاد وأفاد في مجال التأصيل والتطبيق، وانتهاء بالتفاسير الحديثة التي نورد منها نموذجا يوضح ذلك:-
يقول الشيخ سعيد حوى في تفسير قوله تعالى {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَة}:"وأما النهي عن إهلاك النفس، فإذا نظرنا إلي النص مجردا كان له معنى، وإذا نظرنا إليه من خلال الآية التي هو فيها أعطانا معنى آخر، وإذا نظرنا إليه أنه جزء من السياق أعطانا معنى جديدا، وكل هذه المعاني مرادة وكلها قد ذكرها أئمة التفسير عند شرح الآية؛ فإذا نظرنا إلي النص مجردا فهمنا منه أنه نهي عن قتل أنفسنا، أي لا تقتلوا أنفسكم بأيديكم كما يقال أهلك فلان نفسه بيده إذا تسبب في هلاكها، وهل يدخل في ذلك ما لو أمر إنسان بمعروف أو نهي عن منكر فقتل؟ الجواب لا؛ بل هو مأجور، ويدخل في ذلك ما إذا هاجم الكفارَ وألقى بنفسه عليهم فقتل؟ قالت الحنفية إذا كان بفعله هذا ينكي فيهم ويلقي الرعب في قلوبهم. "
وإذا نظرنا إلي هذا الأمر ووروده بعد الأمر بالإنفاق فهمنا منه أنه نهي عن ترك الإنفاق في سبيل الله، لأنه سبب للإهلاك ويؤيد ذلك ما رواه البخاري عن حذيفة في الآية قال نزلت في الإنفاق " (انظر الجامع الصحيح: كتاب التفسير، باب تفسير سورة البقرة، أو فتح الباري: 8/ 33). .
وأورد الشيخ سعيد أقوالا أخرى عن ابن عباس وعن الضحاك وعن سعيد بن جبير وعن الحسن البصري تؤيد ذلك، ثم أتبعها بقوله:" وإذا نظرنا إلي هذا النهي من خلال وروده بعد آيات القتال فهمنا منه أنه نهي عن ترك الجهاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأورد الشيخ سعيد قصة أبي أيوب الأنصاري، وعقب ذلك بقوله:" وقد لاحظنا أن هذه الاتجاهات الثلاثة الرئيسية في فهم هذا النص، سببها ملاحظة النص مجردا، أو السياق القريب،أو السياق العام وهذا من أبرز الأمثلة الدالة علي أن القرآن لا تتناهى معانيه ".
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:17 ص]ـ
إخوتي الأفاضل سأحاول في هذه السانحة الحديث عن أحد الضوابط المذكورة في بداية المشاركة، ودون إلتزام بالترتيب، وليت كل من بدا له إشباع أحد هذه الضوابط وبيانها بما يثري هذا الموضوع، أن يتحدث في أيها شاء، بما يوسع الفائدة، ويعم الخير.
وليكن حديثي هذه المرة عن ضابط (جوب مراعاة السياق):
فمما لاشك فيه أن تفسير الجملة القرآنية بعيدة عن سياقها التي وردت فيه يعد خطأ فادحا يرتكبه المفسر، وذلك لما للسياق من أهمية في مجال اللغة، وبالتالي قيمته الكبيرة في بيان النص القرآني،ولعل ما دعاني لتناول هذا الضابط على وجه خاص قراءتي – مصادفة – لما ذكره ابن القيم في (جلاء الأفهام:1/ 172 - 173) في قوله: " لما سمع بعض العرب قارئا يقرأ {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} [ .. (والله غفور رحيم)، قال: ليس هذا كلام الله تعالى، فقال القارئ: أتكذب بكلام الله تعالى، فقال: لا ولكن ليس هذا بكلام الله؛ فعاد إلى حفظه وقرأ {والله عزيز حكيم} فقال الأعرابي: (صدقت: عز فحكم فقطع، ولو غفر ورحم، لما قطع).لهذا إذا ختمت آية الرحمة باسم عذاب أو بالعكس ظهر تنافر الكلام وعدم انتظامه ".
إذن للسياق أثر كبير على مقصود دلالة المتكلم، وكما قيل "أحيانا يكون الجهل المطلق خيراً من الفهم الناقص".
والمقصود بـ"السياق":] الجو العام الذي يحيط بالكلمة وما يكتنفها من قرائن وعلامات.
وقد أدرك العلماء قوة الترابط بين اللفظ والمعنى ومراعاة السياق، فقال العز بن عبد السلام (انظر الإشارة إلى الإيجازص220):"إذا احتمل الكلام معنيين وكان حمله على أحدهما أوضح وأشد موافقة للسياق كان الحمل عليه أولى ". وقال الزركشي في برهانه:2/ 200:" ... من الأمور التي تعين على المعنى عند الإشكال دلالة السياق فإنها ترشد إلى تبيين المجمل والقطع بعدم احتمال غير المراد وتخصيص العام وتقييد المطلق وتنوع الدلالة وهو من أعظم القرائن الدالة على مراد المتكلم فمن أهمله غلط في نظيره وغالط في مناظراته ".
وعليه فقد يستخدم القرآن صيغة الأمر ويقصد بها مدلولها الظاهر عندما يقول: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْل} وقد يقصد بها الإباحة عندما يقول: {وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ} عقيب الحظر في قوله: {لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ {، وقد يقصد التهديد عندما يقول: {فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ}، وقد يقصد التعجيز والتحدي عندما يقول: {فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ} أو عندما يقول على لسان هود -عليه السلام- {فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ}، وهكذا.
لقد استخدمت هذه الآيات جميعا في صيغة الأمر: "أقم"، "فاصطادوا"، "فاعبدوا"، "فأتوا"، "فكيدوني" فما الذي جعلها تعطي مدلولات مختلفة بل ومتناقضة أيضا؟ إنه السياق القرآني والقرائن الخارجية.
ومن ثم فقد اعتنى المفسرون بالسياق عناية ظاهرة، ورعوه حق رعايته، وأنزلوه منزلته العالية في التفسير من لدن الإمام ابن جرير الطبري الذي أجاد وأفاد في مجال التأصيل والتطبيق، وانتهاء بالتفاسير الحديثة التي نورد منها نموذجا يوضح ذلك:-
يقول الشيخ سعيد حوى في تفسير قوله تعالى {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَي التَّهْلُكَة}:"وأما النهي عن إهلاك النفس، فإذا نظرنا إلي النص مجردا كان له معنى، وإذا نظرنا إليه من خلال الآية التي هو فيها أعطانا معنى آخر، وإذا نظرنا إليه أنه جزء من السياق أعطانا معنى جديدا، وكل هذه المعاني مرادة وكلها قد ذكرها أئمة التفسير عند شرح الآية؛ فإذا نظرنا إلي النص مجردا فهمنا منه أنه نهي عن قتل أنفسنا، أي لا تقتلوا أنفسكم بأيديكم كما يقال أهلك فلان نفسه بيده إذا تسبب في هلاكها، وهل يدخل في ذلك ما لو أمر إنسان بمعروف أو نهي عن منكر فقتل؟ الجواب لا؛ بل هو مأجور، ويدخل في ذلك ما إذا هاجم الكفارَ وألقى بنفسه عليهم فقتل؟ قالت الحنفية إذا كان بفعله هذا ينكي فيهم ويلقي الرعب في قلوبهم. "
وإذا نظرنا إلي هذا الأمر ووروده بعد الأمر بالإنفاق فهمنا منه أنه نهي عن ترك الإنفاق في سبيل الله، لأنه سبب للإهلاك ويؤيد ذلك ما رواه البخاري عن حذيفة في الآية قال نزلت في الإنفاق " (انظر الجامع الصحيح: كتاب التفسير، باب تفسير سورة البقرة، أو فتح الباري: 8/ 33). .
وأورد الشيخ سعيد أقوالا أخرى عن ابن عباس وعن الضحاك وعن سعيد بن جبير وعن الحسن البصري تؤيد ذلك، ثم أتبعها بقوله:" وإذا نظرنا إلي هذا النهي من خلال وروده بعد آيات القتال فهمنا منه أنه نهي عن ترك الجهاد.
وأورد الشيخ سعيد قصة أبي أيوب الأنصاري، وعقب ذلك بقوله:" وقد لاحظنا أن هذه الاتجاهات الثلاثة الرئيسية في فهم هذا النص، سببها ملاحظة النص مجردا، أو السياق القريب،أو السياق العام وهذا من أبرز الأمثلة الدالة علي أن القرآن لا تتناهى معانيه ".
وعليه فإن للسياق أهميته الكبرى في تحديد المعنى السليم، ويعين على الفهم الدقيق من قبل المفسر لهذه الآية أو تلك، وقد أكثر العلماء في بيان ذلك بما يجنبنا الوقوع في مثل قول أبي العلاء: ما أرانا نقول إلا معارا ... أو معادا من قولنا مكررُ
شاكرا من جميع الفضلاء الإسهام الفاعل في تناول باقي الضوابط، ووفق الله الجميع لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 Dec 2007, 06:40 ص]ـ
بارك الله فيك
ولكن - رغم صحة ما نقلت للوهلة الأولي =إلا أنه هناك قول واحد صحيح دقيق،يحدده السياق كما ذكرت،فهل نعتمد الآراء الثلاثة أم نبحث عن الدقة.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Dec 2007, 12:37 ص]ـ
ولكن - رغم صحة ما نقلت للوهلة الأولي =إلا أنه هناك قول واحد صحيح دقيق،يحدده السياق كما ذكرت،فهل نعتمد الآراء الثلاثة أم نبحث عن الدقة.
أشكر لك تفاعلك أخي مصطفى وبارك الله فيك.
وإذا تأملت عبارة المفسر في قوله:" وقد لاحظنا أن هذه الاتجاهات الثلاثة الرئيسية في فهم هذا النص، سببها ملاحظة النص مجردا، أو السياق القريب،أو السياق العام وهذا من أبرز الأمثلة الدالة علي أن القرآن لا تتناهى معانيه ".
لتبين لك أن القول المعتمد متوقف على الفهم المحدد للسياق. ولا شك أن المطلوب هو الدقة، ولكن ما مصدر هذه الدقة، وما مدى فهم المفسر هذا أو ذاك للغة النص الكريم؟(/)
اللقاء العلمي الشهري للجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في القصيم
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[07 Dec 2007, 10:22 م]ـ
ينعقد بإذن الله تعالى يوم الاثنين القادم الموافق30/ 11/ 1428 هـ بعد صلاة المغرب مباشرة = اللقاء العلمي الشهري للجنة الفرعية للجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه في القصيم، في مبنى كلية الشريعة وأصول الدين، وسيكون ضيف اللقاء فضيلة الدكتور محمد بن عبد الله الربيعة، الأستاذ المساعد في قسم القرآن وعلومه في جامعة القصيم، والموضوع: مقاصد السور القرآنية.
والدعوة عامة لأعضاء الجمعية والمهتمين بالدراسات القرآنية ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[07 Dec 2007, 11:00 م]ـ
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:22 ص]ـ
أثابكم الله وسدد خطاكم(/)
كلمات القرآن للدكتور محيسن
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:57 ص]ـ
كتاب الهادى الى تفسيير كلمات القرآن تاليف الدكتور محمد سالم محيسن والدكتور شعبان محمد اسماعيل
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[23 Dec 2007, 01:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بعلم الشيخ
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[23 Dec 2007, 07:15 م]ـ
اشكر تفضلكم بالمشاركه ونسالكم الدعاء لوالدى(/)
تفسير اللؤلؤ المنثور للتفسير بالماثور للدكتور محيسن ج 1
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[09 Dec 2007, 01:40 ص]ـ
لهذا التفسير قصه اتمنى ان يعرفها كل مطلع عليه قبل قراءته.
قبل وفاة والدى رحمة الله عليه بعشرة اعوام تقريبا وفى احدى اجازته كنت اساله عن تفسير بعض الآيات القرآنيه وعقب انتهائه من الشرح قال ان هذه الشروحات موجوده فى الكتب الموجوده فى مكتبته ويمكننى الرجوع اليها فى حال سفره لطبيعة عمله.
فقلت له انى اتوه فى قراءتها مع كونى قارئ جيد وسالته الا يوجد تفسير بسيط لغير المتخصصين
يمكنهم من الوصول للمعنى كما شرحت لى الان.
فشخص ببصره قليلا ثم عقب قائلا ان شاء الله سيكون هناك ما سالت عنه.
وبعد وفاته نهضنا انا واخى الاكبر اسامه لطباعة ما تركه من مؤلفات فوجدت هذا التفسير الجميل البسيط الذى كلما طالعته اشعر كما لوكان ابى يجلس امامى شارحآ معنى الايات ببساطة شديد وهذا ليس رايى بل كل من قراءه.
اهدى منتداكم الموقر الجزء الاول راجيآ كل من قراءه الدعاء لمؤلفه.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[09 Dec 2007, 05:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[09 Dec 2007, 05:31 م]ـ
وجزيل الشكر على الاهتمام مع رجاء الدعاء لوالدى رحمة الله عليه
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[14 Dec 2007, 11:10 ص]ـ
منهج التفسير
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Dec 2007, 04:53 م]ـ
ما شاء الله جهد مبارك، وفقكم الله أخي ياسر والحمد لله الذي يسر لكم هذا البر بوالدكم رحمه الله
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[15 Dec 2007, 02:00 ص]ـ
نظرآ لاستحسانك ما سبق رفعه من منهج التفسير اهديك منهج التفسير مره اخرى بخط يد والدى رحمة الله عليه وارجو
ان تنال هذه ايضآ نفس الاستحسان حبآ لشخصك الكريم وكل اهل المدينه المنوره فقد كان ابى رحمة الله عليه يحبكم
كثيرآ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Dec 2007, 07:24 ص]ـ
أخي الكريم الأستاذ ياسر محيسن وفقك الله .. أتقبل بكل سرور هديتكم الغالية بخط والدكم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ...
ونحن في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نحفظ كثيراً من الذكريات، ونستمتع بأخبار العلماء ـ أمثال والدكم الكريم رحمه الله ـ ممن سكن طيبة أو زارها، وفي كل عام نشرف بلقاء علماء وطلاب علم من أقطار شتى في شهر الحج ..
وأرجو أن نلتقي بك يوماً هنا في هذه المدينة النبوية ..
وتقبل سلامي وشكري وتقديري ...
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:04 م]ـ
بحثت كثيرآ عن ما اواكد به حب والدى لكم واخيرآ اهتديت لضالتى.
حديث القاه والدى امام هيئة التدريس وطلبة جامعة الامام محمد بن سعود الاسلاميه
بعد تركه العمل بالجامعة الاسلاميه بعدة سنوات وهذا الحديث له مناسبه.
فى احد الاعوام مرض والدى مرضآ شديدآ وبعد خروجه من المستشفى اقام له عميد الكليه وقتها حفلا بمناسبة شفائه حضره معظم اساتذة وطلبة الجامعه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Dec 2007, 07:46 ص]ـ
أخي الكريم ياسر محيسن ..
أمتعتنا بهذا الحديث لوالدكم رحمه الله وتغمده بواسع فضله
ونكرر شكرنا لك على هذه الهدايا الغالية ..
وبودنا لو تكتبون ترجمة موسعة عن والدكم الكريم فأنتم أعرف الناس به، وتضعونها هنا في الملتقى لتكون مرجعاً لطلاب العلم
وتقبلوا سلامي وشكري ..
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[21 Dec 2007, 02:21 م]ـ
دكتور / محمد محمد محمد سالم محيسن
رائد علم القراءات في العصر الحديث
حيث تحول هدا العلم بين يديه من قواعد جامدة إلي علم طيع سهل يقبل علي دراسته كل راغب ومحب للقرآن.
ونهض – رحمة الله عليه - بهذا العلم في العديد من الدول العربية (مصر والسودان والسعودية وفلسطين) وفي العديد من الجامعات الإسلامية (جامعة الأزهر – الجامعة الإسلامية بأم درمان – جامعة الخرطوم – الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض). تخرج علي يده آلاف الطلاب في مراحل التعليم المختلفة وحصل العديد منهم علي شهادات الماجستير والدكتوراه بإشرافه.
توفي عام 2001م عن عمر ناهز 72 عاما وترك ثروة كبيرة من الكتب في المجالات العلمية المختلفة
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 11:19 ص]ـ
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين
ونسأل الله ان يرزقنا العلم النافع
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 Dec 2007, 11:32 ص]ـ
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين
ونسأل الله ان يرزقنا العلم النافع
اللهم آمين
ـ[اسلام1]ــــــــ[22 Dec 2007, 04:01 م]ـ
نسأل الله تعالى له الرحمة والغفران
انه سميع قريب مجيب
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[22 Dec 2007, 09:32 م]ـ
وجزاكم الله خيرآ على ما قدمتموه من فضل الدعاء لابى واكرر شكرى وعرفانى لكم واتمنى من الله ان ينفعكم بعلمه
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[27 Dec 2007, 12:35 م]ـ
قصيدة القاها زميل والدى بمناسبة شفائه وبعض المناقب(/)
دعوة إلى نشر ببلوغرافيا البحوث الجامعية
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Dec 2007, 10:52 ص]ـ
مساهمة مني في إغناء صفحات المنتدى بمجموعة من عناوين البحوث فأقترح عليكم في هذا الإطار فهرسة قام بها الأستاذ عبد الله الميمان لمجموعة من الرسائل العلمية في القرآن وعلومه في بعض الدول العربية، وإليكم القائمة الكاملة لهاته العناوين، راجيا من باقي رواد المنتدى إمدادنا بالمزيد من العناوين:
48712 - حقائق التفسير الأدبي: تحقيق ودراسة /محمود النقراشي عبدالعزيز -: دكتوراه
48702 - الإمام القشيري وكتابه لطائف الإشارات في التفسير /محمد سعيد محمد عطية عرام -: دكتوراه
48681 - ابن جزي الكلبي وجهوده في التفسير من خلال كتابه التسهيل لعلوم التنزيل /عبدالحميد محمد ندا -: ماجستير
48675 - سيد قطب ومنهجه في التفسير /إسماعيل الحاج أمين الحاج -: ماجستير
48604 - الشنقيطي ومنهجه في التفسير في كتابه أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن /أحمد سيد حسانين -: ماجستير
48553 - الإمام الحسيني الفراء المعروف بالبغوي وكتابه التفسير المسمى معالم التنزيل /محمد علي محمود عثمان -: دكتوراه
48506 - النص القرآني بين التفسير والتأويل /عبدالفتاح إبراهيم عبدالرحمن -: دكتوراه
48486 - أبوجعفر النحاس وأثره في التفسير /أحمد هليل منصور الرشادين
50250 - رشى ومنهجه في التفسير /عبدالرازق أحمد قنديل -: دكتوراه
49547 - التفسيرات التركيبية للشواذ الجيوفيزيائية في المنطقة الواقعة شمال واحة سيوة - جمهورية مصر العربية /محمد شرف الدين حافظ -: ماجستير
49535 - الدخيل في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام الشوكاني: تحقيق ودراسة من أول سورة آل عمران إلى قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شىء فإن الله به عليم من الآية 92 من سورة آل عمران) /فاطمة سليمان بن سعد العكوز -: ماجستير
49121 - ترجيحات ابن العربي في التفسير من خلال كتابه أحكام القرآن: تحقيق ودراسة من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة النساء /محمد سيدي عبدالقادر -: دكتوراه
49120 - مرويات سنيد في التفسير: من أول القرآن إلى آخر سورة الإسراء جمعا ودراسة /سعيد محمد بابا سيلا -: دكتوراه
49119 - اختيارات الإمام الشوكاني في التفسير من خلال كتابه فتح القدير: من أول الكتاب إلى نهاية سورة الإسراء: تحقيق ودراسة /علي بن حميد السناني -: دكتوراه
49118 - اختيارات الإمام الشوكاني في التفسير من خلال كتابه فتح القدير: تحقيق ودراسة من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس /فايز حبيب الترجمي -: دكتوراه
49117 - مرويات أبي بكر بن أبي شيبة في التفسير: من سورة الكهف إلى سورة الناس: جمعا ودراسة /عادل بن سعد الجهني -: دكتوراه
51668 - الاتجاه العلمي في التفسير: أدواره وأصوله: دراسة تاريخية ومنهجية في ضوء علوم القرآن /عبدالرزاق هرماس -: دكتوراه
51480 - وكيع بن الجراح ومروياته في التفسير: من أول سورة مريم إلى نهاية سورة التحريم /مها سليم الحربي -: ماجستير
51474 - المرويات الموقوفة للخلفاء الراشدين الثلاثة الأول وبقية العشرة في التفسير: جمع ودراسة وتخريج /فيصل عابد اللحياني -: دكتوراه
51414 - ابن جريج: مروياته وأقواله في التفسير من أول القرآن إلى آخر سورة الحج, دراسة حديثية وتفسيرية /أميرة علي الصاعدي -: دكتوراه
51408 - الإمام أبي جعفر الباقر: مروياته وآراؤه في كتب التفسير بالمأثور والسنة المطهرة /أحمد عبدالله العمودي -: ماجستير
51404 - مرويات ابن جريج وأقواله في التفسير من أول سورة المؤمنون إلى نهاية سورة الناس: جمعا ودراسة وتخريجا /إحسان محمد علي عزام -: ماجستير
51170 - آراء ابن حزم الظاهري في التفسير: جمعا ودراسة /أحمد عبدالعزيز القصير -: ماجستير
51149 - أثر الالتحاق بجماعة تحفيظ القرآن على التحصيل الدراسي في مادة التفسير لدى تلاميذ الصف الثالث المتوسط بمدينة جدة التعليمية /عبدالله أحمد القطيمي الغامدي
52709 - مرويات التفسير في معاجم الطبراني في سورة آل عمران: جمعا ودراسة /منى عمر السليم -: ماجستير
52050 - التفسير الموضوعي للقصص القرآني على ضوء الوحدة الموضوعية للسورة /مليكة نايت لشقر -: ماجستير
(يُتْبَعُ)
(/)
52030 - الرازي أصوليا من خلال التفسير الكبير /لخضر زحوط -: ماجستير
51906 - دراسة أسلوبية لظاهرة الحذف في القرآن الكريم من خلال كتب التفسير /علي بوزياني -: ماجستير
51707 - الاتجاه الموضوعي في تفسير القرآن الكريم بالمغرب: الشيخ محمد المكي الناصري نموذجا من خلال تفسيره التيسير في أحاديث التفسير /أمينة أبوالفيال -: دكتوراه
51702 - العقائد المسيحية وعلم التفسير الإسلامي: دراسة تحليلية منهجية /مصطفى بوهندي -: دكتوراه
51694 - ابن الزبير الغرناطي وجهوده في التفسير من خلال ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل /ميمونة هوشمين -: دكتوراه
51677 - ابن قتيبة وجهوده في الدفاع عن منهج أهل السنة في التفسير والحديث من خلال كتابيه مشكل القرآن ومختلف الحديث /حسن المعتمد -: ماجستير
53818 - لامنسوخ في القرآن في علم التفسير وفلسفة التربية القرآنية /عبدالوهاب سرالختم أحمد -: دكتوراه
53534 - القراءات الشاذة بين الرواية والتفسير وآثارها في التفسير والأحكام /سامي محمد عبدالشكور -: ماجستير
53526 - مرويات أبي بكر بن أبي شيبة في التفسير: من أول سورة الفاتحة إلى نهاية سورة الإسراء: جمعا ودراسة /عبدالقدوس راجي بن محمد موسى -: دكتوراه
53518 - ابن تيمية ومنهجه في التفسير /علي سيف عبدالقادر -: ماجستير
53517 - أسباب الخطأ في التفسير: دراسة تأصيلية /طاهر محمود محمد يعقوب -: دكتوراه
53300 - اختيارات الإمام البخاري في التفسير التي لم يعزها إلى أحد في صحيحه: عرض وتحليل /عايد بن عبدالله بن عيد الحربي -: ماجستير
52972 - أسلوب الجملة التفسيرية في القرآن الكريم: دراسة تركيبية دلالية /حسين إرشيد الأسود العظامات -: ماجستير
52749 - الدخيل في تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للإمام الشوكاني: في سورة آل عمران, من قوله تعالى كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلى نهاية السورة /دلال سليمان بن زيد المسلم -: ماجستير
54290 - التفسير الموضوعي للقرآن الكريم: مفهومه, تطوره, منهجه, نموذج منه /أحمد عبادي -: دكتوراه
54281 - مدرسة مكة في التفسير /أحمد العمراني -: دكتوراه
54275 - أصول الفقه ومنهج توظيفه في التفسير عند ابن الفرس من خلال كتابه أحكام القرآن /محمد عبدالوهاب أبياط -: دكتوراه
54259 - الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن الكريم /القاضي برهون -: دكتوراه
54256 - أصول التفسير وقواعده في جامع البيان للإمام الطبري /عائشة الهيلالي -: دكتوراه
54215 - التناسب القرآني وآليات اشتغاله من خلال الخطاب التفسيري: تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي نموذجا /فارس عبدالعزيز -: دكتوراه
54135 - شواهد القرآن في كتاب سيبويه وأثرها في كتب التفسير /محمد مصطفى -: دكتوراه
53830 - مصادر التفسير /أحمد حسن علي قرينات -: ماجستير
54326 - أصول وقواعد التفسير عند المعتزلة /إدريس ودغيري -: دكتوراه
54324 - علم أصول التفسير, محاولة في البناء /مولاي عمر بن حماد -: دكتوراه
54320 - الشيخ الخروبي وتفسيره رياض الأزهار وكنز الأسرار: حياته ومنهجه مع تحقيق الجزء الأول من هذا التفسير الجليل /محمد حسين القدافي -: دكتوراه
54313 - الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث /محمد السيسي -: دكتوراه
54307 - أثر المذهبية في التفسير /عبدالرحمن حسي -: دكتوراه
54303 - التفسير الفقهي في العصر الحديث /عبدالنبي عالم -: دكتوراه
54302 - التفسير الفقهي عند ابن عطية /عبدالسلام محمد -: دكتوراه
54298 - التفسير التاريخي بين التصورات الوضعية والتصور الإسلامي /محمد أوغانم -: دكتوراه
60274 - جهود الإمام القسطلاني في التفسير: جمع وتوثيق ودراسة وتعليق /نوال رمضاني -: دكتوراه
57745 - التفسير الموضوعي: دراسة تاريخية نقدية /محمد محمود محمد بني الدومي -: ماجستير
54800 - منهج وهبة الزحيلي في تفسيره للقرآن الكريم التفسير المنير /محمد عارف أحمد فارع -: ماجستير
54332 - مدرسة المدينة في التفسير /عبدالمجيد بوشبكة -: دكتوراه
63084 - إجماع السلف في التفسير ومدى الأخذ به عند مفسري الخلف /بهيجة الشدادي -: دكتوراه
(يُتْبَعُ)
(/)
63072 - التفسير العقلي والنقلي في القرن الرابع عشر: ضوابطه ومناهجه /محمد بليتش -: دكتوراه
63043 - شعر الدفاع عن الثغور الإسلامية بالمغرب بين التفسير الأسطوري والتأويل التاريخي (1830 - 1930) /سعيدة إدريسي تفراوتي -: دكتوراه
60787 - التفسير التاريخي بين التصورات الوضعية والتصور الإسلامي /عبدالسلام أبوسعد -: دكتوراه
60775 - التفسير عند ابن عطية الغرناطي /عبدالسلام أبوسعد -: دكتوراه
60301 - التفسير المقاصدي عند مفسري الغرب الإسلامي /نورالدين قراط -: دكتوراه
60296 - علوم القرآن من خلال مقدمات كتب التفسير /لطيفة أحادوش -: دكتوراه
60293 - تفسير ابن جرير الطبري من بداية التفسير إلى آخر سورة البقرة: دراسة وتحقيق /عبدالعزيز حفاصي -: دكتوراه
64081 - البيضاوي ومنهجه في التفسير /أبوالفتوح عبدالحميد محمد -: دكتوراه
63869 - أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص: دراسة مقارنة بين أصول التفسير وأصول الفقه /عمادالدين محمد الرشيد -: دكتوراه
63554 - منهج الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة 505هـ/1111م في التفسير من خلال كتابه إحياء علوم الدين /عدنان محمد يوسف يعقوب -: ماجستير
63550 - منهج الإمام محمد بن إدريس الشافعي (المتوفى سنة 204هـ/820م) في التفسير /عبدالواسع عبدة هزير خالد المخلافي -: ماجستير
63546 - نعم الله على الإنسان في ضوء سورة النحل: دراسة في التفسير الموضوعي /عبداللطيف عبدالرحمن سليمان -: ماجستير
63483 - منهج سعيد بن جبير (المتوفى سنة 95هـ - 317م) في التفسير /خميس جمعة حسن أبوعصبة -: ماجستير
63325 - منهج الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في التفسير بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الهجريين /ناظرة بنت محمد -: ماجستير
63089 - مناهج الفقهاء في التفسير اللغوي لنصوص الأحكام من خلال ما اختلفوا فيه /عائشة موسى -: دكتوراه
مع تحياتي وتقديري. وأطيب تمنياتي
راجيا من الجميع تقديم ما لديهم
لإغناء هذ الصفحة
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Dec 2007, 05:18 م]ـ
جزاك الله خيرا د. مروان وهي فكرة رائعة ومفيدة، خاصة وأن ملتقانا المبارك يحفل بكثير من الأساتذة والأكاديميين في شتى مناطق العالم، ويمكن إثراء هذا الجانب بما يذكره كل أستاذ في جامعته - على الأقل- مما تم مناقشته من بحوث بحسب ما توفر له من جهد ووقت ولو على دفعات، ويشرفني أن أسهم في هذه الخدمة في أقرب فرصة بما يخص كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، وأسال الله التوفيق للجميع.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:56 ص]ـ
جزاك الله خيراً .. وللدكتور الصديق عبد الله الجيوسي وفقه الله ـ جامعة اليرموك ـ جهد مشكور في هذا المجال ولعله يفيد هنا ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:42 م]ـ
جزاك الله خيرا د. مروان وهي فكرة رائعة ومفيدة، خاصة وأن ملتقانا المبارك يحفل بكثير من الأساتذة والأكاديميين في شتى مناطق العالم، ويمكن إثراء هذا الجانب بما يذكره كل أستاذ في جامعته - على الأقل- مما تم مناقشته من بحوث بحسب ما توفر له من جهد ووقت ولو على دفعات، ويشرفني أن أسهم في هذه الخدمة في أقرب فرصة بما يخص كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس، وأسال الله التوفيق للجميع.
أشكرك كل الشكر
ياأخي الحبيب الغالي عمر
على تلبيتك هذه الدعوة الكريمة
ونحن ننتظرك
وجزاك الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:47 م]ـ
جزاك الله خيراً .. وللدكتور الصديق عبد الله الجيوسي وفقه الله ـ جامعة اليرموك ـ جهد مشكور في هذا المجال ولعله يفيد هنا ..
أهلا وسهلا بالحبيب الغالي فهد
وشكرا لك
ونتمنى أن تصل هذه الدعوة
للأخ الكريم الدكتور عبدالله الجيوسي
وننتظر أيضا مشاركة الجميع
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Dec 2007, 11:09 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وفاء بالتزامنا لكم، سأسرد بعضا من البحوث المتواجدة في مكتبة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس في الدراسات القرآنية أخذتها على عجالة وأطرحها كذلك وهي قائمة أولية تليها قوائم أفضل تنظيما وأكمل بيانات إن شاء الله، مع التنبيه أن النظام الجامعي القديم بالمغرب كان يسمي (الماجستير) دبلوم الدراسات العليا ( desa) ، وبدأ النظام الجديد من العام الماضي وأطلق عليه (الماستر) وسأسوق ما وجدته بكامل بياناته كما وجدتها والتي لم أجد منها سوى عنوان البحث والطالب سأحاول إكمال بياناتها في فرصة قادمة بإذن الله، وسأورد البيانات على النحو الآتي:
(رقم البحث/ اسم الطالب/ عنوان البحث/ مكانه/ سنة البحث/ الدرجة العلمية).
94/ ذاكر عبد النبي/ تحقيق كتاب أحكام القرآن لابن الفرس من أول سورة الأنعام إلى آخر سورة المؤمنون/ مكناس –كلية الآداب والعلوم الإنسانية / 1991م/3ج/ دبلوم الدراسات العليا.
37/ لخضر عبدالله/ تفسير الإمام مالك رضي الله عنه " جمع وتحقيق وتقديم" / مكناس –كلية الآداب والعلوم الإنسانية / 1991م/ دبلوم الدراسات العليا.
34/ سلاوي عز الدين/ أساليب التعليل في القرآن الكريم " دراسة أسلوبية وأصولية"/ الرباط- كلية الآداب والعلوم الإنسانية / 1992م/3ج/ دبلوم الدراسات العليا.
92/ شغموم الميلودي/ البرهان في ترتيب سور القرآن / الرباط- دار الحديث الحسنية / 1986م/2ج/ دبلوم الدراسات العليا.
160/ الورباكلي سي محمد/ أبو منصور الماتريدي من خلال تفسيره لسورتي الفاتحة والبقرة/ فاس –كلية الآداب والعلوم الإنسانية / 1989م/ دبلوم الدراسات العليا.
309/ عنياتي بن زياد بهجة/ أسس التربية في القرآن الكريم والفكر الغربي المعاصر.
356/ محمد السيسي/ الاتجاه الاجتماعي في التفسير في العصر الحديث. دكتوراه.
275/ عبدالرحمن حيسي / أثر المذاهب العقائدية الكبرى في التفسير / دكتوراه.
368/ المصطفى تاج الدين/ التفكير البياني عند المفسرين" دراسة مقارنة بين الزمخشري في الكشاف وأبي حيان الأندلسي .. "
475/ محمد الأمين بن محمد/ منهج الاستدلال عند الشنقيطي من خلال كتاب أضواء البيان" قضايا ومناهج"/ دبلوم الدراسات العليا.
458/ فطوم عبد الله صبره / منهج الاستدلال لدى الإمام محمد بن علي الشوكاني من خلال كتابه فتح القدير" جمع وتصنيف ودراسة"/ دبلوم الدراسات العليا.
456/ حميد العزوي/ ألفاظ النص القرآني " دراسة كمية معجمية" / دكتوراه.
ـ[أبو أحمد الأمين]ــــــــ[07 Sep 2008, 04:19 م]ـ
شكر موفور للأستاذ عبد الله الميمان على فهرسة تلك الرسائل العلمية في القرآن وعلومه
ولي رجاء وشكر لمن يزودني برسالة: التفسير المقاصدي عند مفسري الغرب الإسلامي للدكتور نور الدين قراط، ورقمها أعلاه هو 60301. فأنا جد محتاج إليها مشكورين. على الأقل فهرسها. بار ك الله فيكم. بريدي هو: abouimad06@yahoo.com
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[30 Aug 2009, 11:45 م]ـ
في خدمتكم دوما
لكن ما أدري ماذا اضع هنا فعندي قرابة (5000) عنوان رسالة في الدراسات القرآنية
حبذا تحديد المطلوب
علما أن الاطلاع على ذلك متاح من خلال الرابط التالي: www.drjayousi.com
وريما يكون الاقتراح المناسب هنا
ان يقوم كل واحد من طلبة العلم بتدوين كامل المعلومات عن أي رسالة تيسر له الاطلاع عليها
ـ[د. يحيى الغوثاني]ــــــــ[26 Sep 2009, 06:27 م]ـ
http://www.gwthani.com/index.php?Prog=book&Page=bookinfo&id=25
ـ[عبيدة احمد السامرائي]ــــــــ[25 Apr 2010, 11:47 ص]ـ
استاذنا الكريم
هذا مشروع مبارك، وبالتوفيق ان شاء الله
لكن لدي سؤال: أرجو من حضرتكم الإجابة عليه
السؤال: هل بالإمكان الحصول على الرسالة الجامعية الخاصة بجهود ابن قتيبة في الدفاع عن اهل السنة في كتابه مشكل القرآن ومختلف الحديث.
فأنا أخي الكريم بحاجة إليها كوني أعد رسالة ماجستير عن موضوع المشكل من خلال كتاب ابن قتيبة.
وجزاك الله خيرا(/)
(حول كتاب كعب الاحبار واثره في التفسير)
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:59 م]ـ
(كتاب كعب الاحبار واثره في التفسير)
هذا الكتاب يتناول شخصية حبر من أحبار اليهود ومناقشة الشبهات الكثيرة التي ثارت حوله والكتاب يثبت بالدليل انه أسلم وحسن إسلامه وكيف أن الصحابة أثنوا عليه حتى اخذ بعضهم عنه وان العلماء قد اجمعوا على عدالته وثقته وانه جاهد مع عمر بن الخطاب في فتح بيت المقدس ومع معاوية في البحر حتى مات في زمن عثمان بحمص متوجها إلى الغزو وتجد في هذا الكتاب الجواب الشافي عن فرية اتهامه بقتل عمر رضي الله عنه وهو يوضح بعض الاوهام التي وقع فيها بعض المؤرخين.
كما يتناول الاسرائيليات بتعريف جديد وعرض وتقسيم جديدين ايضا مع مناقشة موقف بعض المعاصرين من الإسرائيليات، وقد توصل الباحث الى ان حكم الإسرائيليات ينقسم الى الأحكام الخمسة الوجوب والندب والإباحة والكراهة والحرمة وهذا تقسيم جديد لم يسبق إليه. ويتناول الكتاب مرويات كعب في التفسير وقد جمعت من امهات التفاسير مع دراسة لاسانيدها وترجمة رجالها والحكم عليهم والذي كان من نتائج هذه الدراسة ان المردود من الاسرائيليات المنسوبة لكعب هي نزر قليل جدا لا يصل إلى عشر روايات وهو لا يتناسب مع الضجة الكبيرة المفتعلة حول مروريات كعب في كتب التفسير.
والكتاب يتضمن الكثير من المسائل الاخرى مع مناقشة علمية مستفيضة لأرآء كثير من العلماء المعاصرين كالكوثري واحمد شاكر ورشيد رضا وشعيب الأرنؤوط بالاضافة الى طه حسين والعقاد واحمد امين ومحمود ابو رية وغيرهم.(/)
لمحة موجزة عن مشروع طباعة مصحف الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بالإمارات
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2007, 12:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحقيقاً لرغبة صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم في طباعة مصحف متميز على نفقة سموه،فقد كان التوجيه السامي بتكليف دائرة أوقاف دبي ممثلة بمديرها العام الشيخ عيسى بن عبدالله بن مانع الحميري بالإشراف على تنفيذ هذا العمل المبارك.
وتنفيذاً لذلك فقد شكلت لجنة علمية متخصصة برئاسة فضيلة المدير العام وعضوية عدد من العلماء المتخصصين، وعقدت الاجتماعات المتواصلة ووضعت الخطة الشاملة لمتابعة العمل،ثم قامت بدراسة ما تم صدوره من طبعات للمصاحف في البلاد العربية والإسلامية، و اتصلت بعدة جهات رسمية متخصصة بطباعة المصحف الشريف في كل من مصر والسعودية وسورية.
وبعد ذلك تقرر أن يكتب المصحف بخط جديد من قبل خطاط متميز متقن وأن تشكل لجنة عليا يرأسها المدير العام وبعضوية عدد من كبار علماء الرسم والضبط والقراءات في العالم العربي والإسلامي تتعاون مع لجنة دبي لإخراج مصحف جديد يعتمد على الرسم العثماني أي الرسم الذي أقرته الصحابة رضوان الله عليهم في عهد الإمام عثمان بن عفان رضي الله عنه، والضبط الذي اعتمده علماء الضبط من التابعين ومن بعدهم. وأن يراعى فيه الضبط المتقن والإخراج الجيد والزخرفة الفنية المتميزة وتنفيذاً لذلك بوشر العمل مع الخطاط السيد/جمال بوستان بدءاً من عام (1996) كتابة وتدقيقاً ومراجعة.
ثم تابعت اللجان مراجعة المصحف على أصل المخطوط عدة مرات، وبتاريخ 14/ 12/1998 اجتمعت اللجنة العليا واعتمدت نسخة المصحف المخطوطة ووافقت على البدء بالطباعة التجريبية، بعدها تابعت لجنة دبي مراجعة المصحف بعد الطبعة التجريبية الأولى (غير الملونة)، ثم الطبعة التجريبية الثانية غير الملونة،و بعدها بدأ العمل بالطبعة التجريبية الملونة و تمت مراقبتها وتدقيقها، وجرى العمل على اختيار زخرفة جديدة بشكل فني متميز، وبذلك يتكامل صدور المصحف علمياً وفنياً وطباعة وإخراجاً.
وكانت لجنة دبي أثناء ذلك تعقد اجتماعاتها المتواصلة لمتابعة العمل ومراقبة المصحف وتدقيقه بشكل تام.
بعد هذه المرحلة تم التصديق واعتماد الطبعة التجريبية من الجهات الرسمية العلمية في كل من الأزهر الشريف ومشيخة لمقارئ في مصر، و وزارة الأوقاف ومشيخة القراء في سورية.
وبذلك انتهت هذه المرحلة العلمية والفنية لتبدأ مرحلة العمل لإخراج المصحف المعتمد بشكل نهائي،ونسأل الله أن يكون هذا الإخراج في الأشهر القليلة المقبلة بتوفيق الله وعنايته.
رئيس لجنة دبي
د. محمد مطيع الحافظ
المصدر هنا ( http://www.godubai.com/awqaaf/quraan.asp) .
ويمكن الاطلاع على المصحف من هنا ( http://www.iacad.gov.ae/AR/Pages/MushafMaktoom.aspx)(/)
أنواع تفسير القرآن بالقرآن (رسم بياني وعرض الكتروني)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[10 Dec 2007, 01:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فإن مما يمتع القارئ في بداية قراءته لكتاب أضواء البيان للعلامة الشنقيطي رحمه الله, ما سطرته أنامله وحبره قلمه في بيان أنواع تفسير القرآن بالقرآن فقد أجاد وأفاد في ذاك سبرا وتقسيما, ولأهمية معرفة هذه الأنواع فقد نقلها الشيخ خالد السبت وفقه الله في كتابه قواعد التفسير قبل حديثه عن قواعد تفسير القرآن بالقرآن ...
ولِما بين هذه الأنواع وفروعها من التشابه الذي قد يؤدي إلى التداخل بينها , حاولت تسهيل حفظها واستذكارها برسمها رسما بيانيا يسهل على القارئ استذكارها ومعرفة الفرق بين كل نوع حيث تظهر جميع هذه الأنواع في ورقة واحدة.
كما قمت بعد ذلك بوضع هذه الأنواع مع أمثلتها في قالب (العرض الالكتروني) تسهيلا لاستحضار الأمثلة ولمن يريد شرحها, أسأل الله أن يجعلني من خدمة كتابه.
وإليكم الرسم:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/50647568d4907fbf.jpg
والعرض تجدونه في المرفقات
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Dec 2007, 01:46 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
فكرة جميلة وإخراج بديع، جزاك الله خيراً وسددك، وليتنا نستمر في تذليل مثل هذه الدروس وعرضها بهذه الصورة الجذابة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Dec 2007, 02:17 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا بكر عرض جميل وفكرة أجمل ..
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[10 Dec 2007, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
ووفقك لما يحبه ويرضاه
وننتظر المزيد من الأفكار الإبداعية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2007, 04:06 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العرض المفيد.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Dec 2007, 05:06 م]ـ
أفدت بإبداع وإيجاز فجزاك الله خيرا.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Dec 2007, 08:22 م]ـ
عمل مبارك، وأخ حبيب مبارك يا أبا بكر.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:01 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الرحمن , وننتظر المزيد من هذه الإبداعات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Dec 2007, 01:24 م]ـ
وفقك الله يا أبابكر عرض موفق، وياليتك تدلنا على برنامج عمل الخرائط هذا، فلو كانت كثير من مصنفاتنا تحتوي على خرائط لموضوعاتها ومسائلها لكانت بديعة، ومقربة للمعلومة.
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[11 Dec 2007, 07:03 م]ـ
بوركت وبوركت يمينك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Dec 2007, 07:39 م]ـ
أحسنت وأبدعت أخي الحبيب أبا بكر ..
وهذه الطريقة متميزة بتقريب المعلومات مع الإمتاع، وهذا مطلب مهم قليل من وفى به، وهو مهم خصوصا للمبتدئين.
وقد وجدت قبل فترة شرحا لمتن الورقات بعنوان: (إضاءات على متن الورقات) اعتمد فيه المؤلف هذه الطريقة، حيث أكثر من الرسوم البيانية، والتقسيمات العديدة، مع التمييز بالألوان والأشكال، وأرفقه بقرص ليزر ( CD) يحوي كثيرا من الأمور المفيدة.
وقد نال قبولا طيبا، فلو توافر مثل هذا النوع من التأليف لمختلف العلوم الشرعية لكان فيه خدمة طيبة وتيسيرا كثيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[11 Dec 2007, 07:59 م]ـ
جزى الله جميع الإخوة خير الجزاء
وأسأل الله أن يجعلني من خدَمة كتابه وخدَمة أهل العلم وطلابه
وياليتك تدلنا على برنامج عمل الخرائط هذا، فلو كانت كثير من مصنفاتنا تحتوي على خرائط لموضوعاتها ومسائلها لكانت بديعة، ومقربة للمعلومة.
وبالنسبة لطلب الشيخ مساعد حفظه الله
فهذا البرنامج يسمى (برنامج الخرائط الذهنية) واسمه باللاتينية: ( MindMapper 5.0)
ورابط تحميله تجدونه في هذا الموقع ( http://moshax.com/download/index.php?do=download_details&id=62977)
وصلى الله على نبينا محمد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:01 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا بكر وقد استخدمت البرنامج وهو جميل، ويساعد كثيراً في كتابة الأهداف العامة والمرحلية، والتخطيط، من خلال الخرائط الذهنية ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:49 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع الذي فيه إبداع وتيسير.
وفقنا الله وإياك للعمل النافع والعمل الصالح.
وجزاك الله خيراً أخانا أبا عبد الرحمن المدني لكن الرابط لم يفتح معي.(/)
فكّر معنا لعل الله يهديك لخير عظيم!!
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[10 Dec 2007, 04:14 م]ـ
مائة وأربعة عشر ديناراً ذهبياً لمن يخدم القرآن .. فهل من مشمّر!.
http://www.ahlulquran.com/new/fikra.asp(/)
للاكتشاف: موقع أكاديمي مقارن بين القرآن والإنجيل والتوراة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2007, 08:47 م]ـ
هذا الموقع يبدو أنه سيقدم إضافة أكاديمية هامة للمقارنة بين القرآن والإنجيل والتوراة.
أحد المشرفين عليه: د. طارق رمضان (أستاذ في دراسات الإسلام المعاصر بهولندا)
http://www.bijbelenkoran.nl/Aindex.php
وقد علمت للتو بصدور هذا العمل بوساطة المشرف عليه، وما زلت أكتشف محتوياته. وهو متوفر باللغات: العربية والإنجليزية والهولندية.
* معلومات حول الموقع
هذا الموقع هو مشروع مشترك لمحطة تلفزيون IKON وإذاعة هولندا العالمية. وقد قامت محطة IKON بتقديم النسخة الهولندية له، وإذاعة هولندا العالمية تولّت مهام تقديم النسختين العربية والإنكليزية. تم هذا العمل بمبادرة من محطة IKON وتحت إشرافها.
قام بتأليف كتاب "القرآن الكريم والكتاب المقدس في قصص" الفيلسوفة الهولندية "مارليس تير بورخ" والسيدة "كريمة بيسخوب" (مؤسسة ومديرة موقع www.moslima.nl).
الرسوم المتحركة من تصميم "رودريك ليرماكرز".
شكل الموقع من تصميم "تيرا ليمون".
أشرف على تقنية هذا الموقع شركة Human content.
أصحاب الحق
فكرة هذا الموقع هي ملك لمحطة IKON وإذاعة هولندا العالمية.
"القرآن الكريم والكتاب المقدس في قصص" - مارليس تير بورخ وكريمة بيسخوب (دار النشر Unieboek).
الترجمة الهولندية الحديثة للكتاب المقدس - دار الكتاب المقدس في هولندا.
الترجمة الهولندية للقرآن الكريم - البروفسور فريد ليمهاوس - دار Unieboek للنشر.
الطبعة الانكليزية المعاصرة للكتاب المقدس - دار الكتاب المقدس في الولايات المتحدة الأمريكية.
ترجمة القرآن الكريم - عبدالله يوسف علي - شركة تحريك ترسيل القرآن.
ترجمة فاندايك العربية للكتاب المقدس - دار الكتاب المقدس في مصر.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Dec 2007, 10:28 م]ـ
استكملت التجوال في هذا الموقع، وقد فهمت أن محتواه نشر سابقا في شكل كتاب مقارن بين القصص المشتركة الواردة في القرآن والإنجيل والتوراة، وأن الموقع تم تدشينه يوم 6 ديسمبر االفارط.
وقد عثرت على المقال التعريفي بالكتاب:
القرآن والكتاب المقدس في قصص
ميشيل هوبنك
ترجمة كريمة ادريسي
المصدر: إذاعة هولندة الدولية باللغة العربية ( http://arabic.rnw.nl/dialoguecultures/dialoguecultures09100701)
وسط الجدال الكبير حول الإسلام، ينسى الناس أحينا أن هناك نقط التقاء كثيرة بين القرآن والكتاب المقدس. كلا الكتابين يحكيان في الغالب نفس القصص وإن اختلفت التفاصيل إلي حد ما. نشرت الفيلسوفة مارليس تربورخ، كتاب" القرآن والكتاب المقدس في قصص"، وضعت فيها القصص القرآنية والإنجيلية جنبا إلي جنب قائلة:" اغلب الهولنديين لا يعرفون الكثير عن هذه التشابهات."
وفكرة تأليف كتابها، كان بسبب الدهشة التي أصيبت بها تربورخ، "الدهشة من أن تجد شخصا مثل المسيح في القران، يقدم بشكل محترم وودود". وليس المسيح وحده ولكن أيضا والدته مريم وشخصيات أخرى بالإضافة إلى قصص تعرفها من الإنجيل، موجودة أيضا في القران.
بالتعاون مع كريمة بسخوب من الموقع الالكتروني moslima.nl ، جمعت تربورخ مختارات من القصص التي جاءت في كل من القران والكتاب المقدس. والكتاب مخطط كرونولوجي بسيط، يبدأ بقصة الخلق ثم قصة ادم وحواء وينتقل إلى قصص الأنبياء مثل النبي نوح ولنبي إبراهيم وعيسى المسيح وأخيرا قصة الجنة أو الفردوس الذي سننتهي إليه جميعا إذا اجتهدنا ما يكفي للوصول إليه. يتناول الكتاب أساسا تلك القصص فقط بدون شرح أو تفسير أو تأويل، قدمت بطريقة سهلة ومبسطة وجنبا إلي جنب بعض بشكل متآلف، يجعلها تبين نقاط الالتقاء ونقاط الاختلاف أيضا بشكل واضح.
تقول تربورخ: " إذا نظرت لهذه القصص قرب بعضها، يبدو لك وكأنها تكمل بعضها البعض بدل أن تناقض بعضها. في كلتا النسختين للقصة الواحدة، تثار علامات توكيد وترابطات أخرى".
تربورخ مقتنعة تماما بأن كتابها يسد ثغرة ما في معرفتنا، إذ وتماما كما كانت إلى حدود بضعة سنين قليلة ماضية، فإن أغلبية الهولنديين لا يعرفون نقاط الالتقاء الكثيرة بين الكتابين المقدسين، "نتحدث كثيرا عن الإسلام، إلا أننا نحن الهولنديين نفتقر إلى معظم المعرفة الأولية حول هذه الديانة. وهذا ينطبق أيضا على الصحفيين وعلى الساسة. يُنتظر من السياسي أن يكون ملما إلماما معقولا بالموضوع الذي يتحدث عنه لكن ذلك لا يصح حول معرفة معظم الساسة الهولنديين بالإسلام، كلهم يفتقرون إلى ذلك بمن فيهم السيدة فوخلار وزيرة الاندماج".
كتاب " القرآن والكتاب المقدس في قصص" جزء من مشروع عالمي مشترك فريد بين محطة ايكون الإذاعية وإذاعة هولندا العالمية. سينطلق مشروع الانترنت هذا في السادس من ديسمبر. يضع المشروع القران والكتاب المقدس جنبا إلي جنب في موقع على الانترنت باللغات الهولندية، الإنجليزية والعربية يسهل على القراء التعرف على ملامح التشابه بين الكتابين المقدسين، ويتيح منبرا للحوار بين القراء للمساهمة في إرساء أسس التفاهم والتفهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Dec 2007, 06:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً.(/)
الشيخ الطريفي: الحسن البصري أكثر التابعين شذوذا في التفسير
ـ[الراية]ــــــــ[11 Dec 2007, 06:41 م]ـ
استمعت الى محاضرة للشيخ عبدالعزيز الطريفي
أسانيد التفسير
وشدني حديثه عن الحسن البصري
حيث يقول:
((ومنهم الحسن البصري:
من أئمة السلف، وان كان يميل في تفسيره إلى الوعظ، وما يروى عنه في التفسير في آيات العذاب والوعد والوعيد أكثر من غيره، وتفسيره يخلو من الأحكام، وهو أكثر المفسرين من التابعين شذوذًا،
ولذلك والله اعلم أن السبب في ذلك والله أعلم: أن الحسن البصري قد تشبَّث به المعتزلة ونسبوه إليهم، وأكثروا من النقل عنه، ولقِلَّة عناية المعتزلة بالأسانيد والرواية؛ لأنهم لا يعتدُّون بها مجردةً وإنما بالعقل ولم يعتنوا بها لم ينقوا الأسانيد عن الحسن، وإنما تشَبَّثوا بالحكايات هكذا لأنها تُوافق أصولهم، ولذلك يُنسب في كتب المعتزلة في التفسير وفي غيرها عن الحسن ما لا ينسب إلى غيره.
ولذلك يحذر الإنسان مما يُحكى عن الحسن البصري من شذوذات في التفسير مما لا يوافق غيره، ولا بد من النظر إلى الأسانيد، والتشدِّد فيها ما لا يشدَّد في غيرها.
انتهى كلام الشيخ عبدالعزيز الطريفي
وقد رجعت إلى كتاب الأقوال الشاذة في التفسير نشأتها وأسبابها وآثارها للدكتور عبدالرحمن بن صالح الدهش
فلم أجده تطرق إلى جانب الأعلام بخصوصهم.
ورجعت إلى كتاب تفسير التابعين (عرض ودراسة مقارنة) للدكتور محمد بن عبدالله بن علي الخضيري
فوجدته تكلم عن الحسن البصري في كتابه من 1/ 200 - 246
وفي عرضه لمدارس التفسير في عصر التابعين – المدرسة البصرية 1/ 422ومابعدها
وقد بحث د. محمد الخضيري عن أسباب كثرة المروي في التفسير عن الحسن البصري، وبعد أن ذكر خمسة من الأسباب قال [ومع هذا فان المستقرئ والمتتبع لتفسيره – رحمه الله- يجد أن أكثره كان بالمأثور وأما تفسيره بالرأي فقد كان قليلاً]
1/ 232
وفي موقفه من الإسرائيليات يقول في ص248 [ومما يلفت النظر عند استعراض ما ورد عنه من آثار عن بني إسرائيل مع قلتها إلا أن المتأمل فيها يجد اختصارا عجيبا في إيرادها تميز به الحسن عن غيره من التابعين فهو يورد الشاهد من القصة بعبارة موجزة مكتفيا بما يزيل الغموض .... وفي ختام هذا المبحث فبالتتبع لم أجد له من الروايات الغريبة أو المنكرة إلا رواية واحدة جاءت عند تأويل قوله تعالى (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا واناب) ... ]
ولم أجد في كتاب د. محمد الخضيري كلاما عن المعتزلة إلا ما أورده في [العوامل التي أدت إلى تقليل نتاجه مقارنة بغيره:-
1 - عدم تخصص احد من تلاميذ الحسن لرواية تفسيره والانقطاع لذلك:
وذكر أن بعض من روى تفسير الحسن غير مرضي الحال كـ عمرو بن عبيد وَ واصل بن عطاء لذا فقد أعرض كثير من المفسرين عن نقل ما جاء عن طريقهم كـ عبدالرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم غيرهم.]
1/ 238 - 239
أما أن الحسن البصري أكثر التابعين شذوذا فلم أجد من ذكر ذلك.
ومن كان لديه علم فليفدنا مشكوراً مأجوراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 11:20 ص]ـ
الشيخ الطريفي حفظه الله موجود، وعبارته غريبة جدًّا، لكن لعله اطلع على شيء خلال تتبعه لأسانيد التفسير، ولعل من له به صلة أن يسأله عن هذه المسألة.
ـ[الراية]ــــــــ[12 Dec 2007, 11:40 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وهذه المحاضرة
كانت في جامع الأميرة نورة بنت عبدالله بالرياض - حي النخيل
تاريخ 21 - 2 - 1427 هـ
صوتية
حفظ
http://38.100.87.57/2006/03/nakil2101.rm
مفرغة
http://www.saaid.net/book/9/2768.zip
مع العلم ان هناك اختلاف بين المفرغ والصوتي - وذلك من خلال مطابقتي للجزء الذي نقلته مع المادة الصوتية
والحديث عن الحسن البصري
بعد ساعة وأربع دقائق وأربعين ثانية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:51 م]ـ
الذي يبدوأن التفريغ كان بعد المحاضرة؛ لأن الشيخ كان يلقيها مباشرة، ولم يكن يعتمد في إلقائه على أوراق أمامه فيما ظهر لي؛ فإن كانت هذه العبارة قد حُذفت في التفريغ، فلعل الشيخ قرأ المفرَّغ وصحَّحه، ثم رجع عنها، فالتوثيق في المكتوب بعد المسموع هم المعتمد في مثل هذا الحال.
وبالمناسبة، فقد سبق طرح أسانيد التفسير في هذا الملتقى:
1 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=244&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
2 ـ http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3577&highlight=%C3%D3%C7%E4%ED%CF+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 03:32 م]ـ
قد يفيد هذا النقل وجدته لشيخنا الدكتور محمد الخضيري في تفسير التابعين (جزء 1 صفحة 20):
(وغلب الوعظ والتوجيه على تفسير الحسن البصري، حتى أنه ربما خالف الظاهر من النص القرآن منفردا من بين التابعين بتأويل يوافق مشربه).
وقال (جزء 1 ص 230):
(وقد أفضى بالحسن البصري التوسع في بيان مشكل الآية إلى مخالفة الظاهر من النص القرآني، وصرفه عن المعنى القريب إلى معنى بعيد غير ظاهر، ولعل من أسباب ذلك أن الحسن إمام غلب على حسه وفهمه الجانب الوعظي مما جعله يصرف بعض معاني الآيات عن الظاهر .. الخ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 03:51 م]ـ
أخي النورس
اشكر لك هذا النقل، والذي يظهر أن الشيخ الطريفي قد استفاد من عدة مصادر لم ينبه عليها، ومنها الكتاب المفيد النافع للدكتور محمد بن عبد الله الخضيري، غير أن المشكلة العلمية في الإطلاقات أنه ليس لها حلٌّ إلا النقل الموثق لها، وكون الحسن يخالف ظاهر النص ليس صحيحًا، فمخالفته في بعض الآيات ـ إن ثبت ـ لا يعني أنها منهج له.
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:09 م]ـ
شيخنا الكريم وفي موقع أهل الحديث وجدت هذا النقل عن الشيخ
-12 - 07, 11:44 AM
أبو محمد الموحد
عضو مميز تَارِيْخُ التَّسْجِيْلِ فِي الْمُلْتَقَى: 15 - 03 - 02
عَدَدُ الْمُشَارَكَاتِ: 525
--------------------------------------------------------------------------------
الاخ الراية لا شك عندي وعند من عرف الشيخ من شيئين:
1 - أن الشيخ من أشد المعاصرين تعظيما للسلف.
2 - أن الشيخ من أهل الاستقراء والسبر والحفظ
وقد قرات الموضوع بالامس وحاولت أفيدك إلا أني لم أستطع الوصول للشيخ الا اليوم، فسألته عن هذه المسألة فقال وأنا أحاول أكتب ما يقول وهو سريع الحديث:
نعم الحسن البصري إمام جليل القدر في الفقه والتفسير، لكنه أكثر التابعين مفاريد في الفقه والتفسير، اما في الفقه فلا أعلم من هو في طبقته أو قبله من أجلة التابعين من يقاربه في مفاريده، فأحفظ له أكثر من مائة مسألة خالف فيها الإجماع عن الصحابة والتابعين، وقد نص على أنه على أنه أكثر التابعين مفاريد في هذا الباب بعض الأئمة كابن رجب، وأما التفسير فأكثر التابعين مفاريد فيه، وهذا للمعتزلة أثر فيه فهم ينسبون له ويهتمون بأقواله ما لا يهتمون بقول غيره، فوقع في أقواله المنسوبة غرائب يجب التشديد في أسانيدها وقد يكون الحمل في كثير منها على غيره ونحن نتكلم على ماهو منسوب له من غير تحرير
فيه كلام طويل لم أستطع كتابته لكنه حول هذا المعنى
__________________
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:56 م]ـ
أخي النورس
كلامك الآتي: (الاخ الراية لا شك عندي وعند من عرف الشيخ من شيئين:
1 - أن الشيخ من أشد المعاصرين تعظيما للسلف.
2 - أن الشيخ من أهل الاستقراء والسبر والحفظ)
لا علاقة له بأصل المسألة، ولسنا نخالف في هذا الأمر، وإنما المسألة العلمية التي طرحها الشيخ تحتاج إلى تأكيد بالبرهان القاطع بأن الحسن عنده شذوذات في التفسير، وكلام كل واحد منا يُحتجُّ له ولا يُحتجُّ به.
وأنا لم أر هذه الشذوذات الكثيرة في تفسير الحسن البصري إلا إن كانت من طرق غير مرضية فتلك لا تدخل في هذا الباب.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 06:27 م]ـ
أشكر الأخ النورس على رسالته الخاصة التي بين لي أنه ناقل هذا الكلام، والموضوع الذي نقله الأخ الراية فيه إشكالآ آخرأيضًا، وهي عبارة (وتفسيره يخلو من الأحكام) فتفسيره لم يخل من الأحكام مطلقًا، بل له تعليق على آيات الأحكام، ويكفي مراجعة سورة البقرة ليتبين ذلك.
وكون الحسن البصري واعظًا، فإنه لا يعني أن أكثر تفسيره في الوعظ، لكن هو من أكثر المفسرين استخددامًا للوعظ فقط، وهذا ظاهر لمن قرأ تفسيره المفرد الذي أخرجه في أربع مجلدات الدكتوران عمر يوسف كمال وشير علي شاه، وخامس هذه المجلدات دراسة.
ومنهجه لم يخرج عن منهج السلف، والروايات التي فيها غرابة تحتاج إلى دراسة مستقلة، فبعضها قد يكون من طريق عمرو بن عبيد المعتزلي، وهو متهم في روايته عن الحسن.
ـ[الراية]ــــــــ[13 Dec 2007, 08:15 م]ـ
أشكر الدكتور مساعد والاخوة جميعا على اضافتهم وافادتهم.
ولعل في الدراسة التي ذكرها الدكتور مساعد فوائد مهمة حول هذا الموضوع
تفسيره المفرد الذي أخرجه في أربع مجلدات الدكتوران عمر يوسف كمال وشير علي شاه، وخامس هذه المجلدات دراسة.
وقد رجعت الى دليل الرسائل الجامعية فوجدت فيه:
الحسن البصري مفسراً
احمد اسماعيل محمد البسيط
ماجستير
جامعة الملك سعود - التربية - الثقافة الاسلامية
1403هـ
الحسن البصري وتفسيره: من اول القران الى نهاية سورة النور
تحقيق: عمر يوسف كمال
دكتوراه - الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
1404هـ
مرويات الحسن البصري في تفسير القران: من اول سورة الاسراء الى اخر سورة الناس
(يُتْبَعُ)
(/)
تحقيق: شير علي شاه مولانا ثروت
دكتوراه - الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
1408هـ
والرسالتين الأخيرتين طبعتا.
شكرا لكم
ـ[بندر حمد العمري]ــــــــ[13 Dec 2007, 09:30 م]ـ
للتواصل مع الشيخ الاتصال على
جوال رقم:
0555168921
من الساعة 2 ـ 3 ظهراً كل يوم
ما عدا يومي الخميس والجمعة
للمراسلة:
ص. ب / 241951
الرمز البريدي / 11322
atarifi@hotmail.com
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[14 Dec 2007, 12:18 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن عبد العزيز الخضيري في رسالته الماتعة: الإجماع في التفسير " رأيت أكثر من تعزى إليه من السلف الأقوال الشاذة المخالفة للإجماع هو الحسن البصري - رحمه الله -، ولعل من أهم الأسباب في ذلك - والله أعلم - كون المعتزلة يعدونه - زورا وبهتانا من أئمتهم، ولذا فإنهم يعزون إليه بعض تلك الروايات المنكرة ترويجا لها بينما لا نرى الأئمة المعتبرين في نقل الآثار يروونها عنه، ولو مع بيان ضعفها، وقد صرح بعض المفسرين كالآلوسي بأن المعتزلة كانوا يكذبون عليه ويلفقون عليه الروايات المختلقة وكذلك كان إمامهم عمرو بن عبيد المعتزلي القدري الذي يروي تفسيرا عن الحسن ينقلون عنه في كتبهم فقد صرح بعض علماء الجرح والتعديل بأنه كان يكذب على الحسن، ومن تتبع ما عند كبار مفسريهم -كالنقاش والرماني والجبائي والزمخشري - من الغرائب والمنكرات لم يستبعد تتابعهم على نقلها واستساغهم لروايتها والاعتماد عليها والتسليم بها " ثم ذكر حفظه الله عدة أمثلة على هذا الكلام، وللرجوع إلى الكتاب بشأن هذه المسألة ينظر: الإجماع في التفسير ص: 121: 124
وهناك فرق بين كون الحسن أكثر من تعزى إليه الأقوال الشاذة وبين كونه أكثر التابعين شذوذا، وأظن بل أقطع أن هذا هو مراد الشيخ الطريفي - حفظه الله- فلعل هذا من الرواية عنه بالمعنى التي أوقعت في هذا الإشكال
ـ[الراية]ــــــــ[14 Dec 2007, 06:00 ص]ـ
أبو صفوت إضافة قيمة ونفيسة
جزاك الله خيراً وشكر الله لك(/)
تنبيه على وهم وقع في تفسير القرطبي وابن كثير
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[11 Dec 2007, 06:51 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله واصحابه من اهل الله وبعد
فاود ان انبه هنا الى وهم وقع في تفسير القرطبي وتكرر في تفسير ابن كثير للامانة العلمية وذلك في نسبة هذا القول لابن عباس نقلا عن البخاري والصواب انه لعمر بن الخطاب وقد حققت ذلك وتبين لي ما ساعرضه لكم هنا في ملتقى اهل التفسير كمشاركة اولى فعلية لي في هذا الميدان والله الموفق للصواب فافول وبالله التوفيق:
في قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة 266
قال القرطبي (قلت قد روي عن ابن عباس أنها مثل لمن عمل لغير الله من منافق وكافر على ما يأتي إلا أن الذي ثبت في البخاري عنه خلاف هذا، خرج البخاري عن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب قالوا الله ورسوله أعلم فغضب عمر وقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل في المعاصي حتى أحرق عمله في روآية فإذا فني عمره واقترب أجله ختم ذلك بعمل من أعمال الشقاء فرضي ذلك عمر)
ينظر تفسير القرطبي 3/ 318 - 319
هذا ما نقله القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رواية عن البخاري.
وكذلك فعل ابن كثير في تفسيره حيث نسب القول لابن عباس نقلا عن البخاري وبلفظ أغرق بدلا من أحرق، ثم قال (وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية)
ينظر تفسير ابن كثير 1/ 320
ولا شك أن نسبة القول لابن عباس وهم منهما، لان الذي في صحيح البخاري أن هذا الكلام هو من قول عمر بن الخطاب وليس من قول ابن عباس رضي الله عنهما.
ومن المعاصرين ممن وقع في هذا الخطأ ايضا الشيخ الصابوني في تفسيره صفوة التفاسير.
ينظر صفوة التفاسير 1/ 171
ولعل سبب هذا الوهم هو اعتماد النقل عن الآخرين من دون التثبت والتوثق انما بالثقة المسبقة بالمنقول عنه والله اعلم.
واليك نص البخاري في الصحيح (عن عبيد بن عمير قال قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر يا بن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله)
ينظر صحيح البخاري 4/ 1650
وقد اخرجه ابن ابي حاتم بالرواية عن عمر ايضا وليس عن ابن عباس.
ينظر تفسير ابن ابي حاتم 2/ 523
وقال السيوطي اخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم ... ثم نقل الرواية عنهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ينظر الدر المنثور 2/ 47
والذي يعزز ما ذهبنا اليه من خطأ الرواية عند القرطبي وابن كثير ما صرح به ابن عباس نفسه في رواية اخرى بان عمر هو من فسر هذا القول.
قال السيوطي في الدر المنثور (وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب قرأت الليلة آية أسهرتني أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب فقرأها كلها فقال ما عنى بها فقال بعض القوم الله أعلم فقال إني أعلم أن الله أعلم ولكن إنما سألت إن كان عند أحد منكم علم وسمع فيها شيئا أن يخبر بما سمع فسكتوا فرأني وأنا أهمس قال قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك قلت عنى بها العمل قال وما عنى بها العمل قلت شيء ألقي في روعي فقلته فتركني وأقبل وهو يفسرها صدقت يا ابن أخي عنى بها العمل، ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبرت سنه وكثرت عياله وابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم القيامة، صدقت يا ابن أخي).
ينظر الدر المنثور2/ 47
وبعد الذي تقدم فان قول القرطبي (قد روي عن ابن عباس أنها مثل لمن عمل لغير الله من منافق وكافر على ما يأتي إلا أن الذي ثبت في البخاري عنه خلاف ذلك) قول غير دقيق لانه قد ثبت بما لا مجال للشك فيه بان الذي في البخاري ليس من قول ابن عباس بل هو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنهما والله اعلم.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:19 م]ـ
شكر الله للدكتور خليل هذا التنبيه ..
وممن نسب هذا القول إلى ابن عباس من المعاصرين .. الدكتور/ محمد حسين الذهبي رحمه الله
ومع ذلك فإن من الملاحظ في الرواية أن كلا من ابن عباس وعمر رضي الله عنهم قد قال بنفس القول، كما هو ظاهر، إلا أن ابن عباس لم ينص على ذكر العمل، وترك ذلك لعمر رضي الله عنه.
والأولى الدقة في نسبة النص إلى عمر كما ذكر الدكتور خليل ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:36 م]ـ
المنقول عن ابن عباس في تفسيره للاية ايضا انه قال ان هذا مثل ضربه الله تعالى للكافرين والمنافقين كهيئة رجل غرس بستانا فاكثر فيه من الثمر فاصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فكانت معيشتهم من ذلك البستان فارسل الله على بستانه ريحا فيها نار فاحرقته ولم يكن عنده قوة فيغرسه ثانية ولم يكن عند بنيه خير فيعودون على ابيهم وكذلك الكافر والمنافق اذا ورد الى الله يوم القيامة ليست له كرّة ولم يكن عند من افتقر اليه عند كبر سنه وضعف ذريته غنى عنه
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور خليل وبارك فيك، ثم أود أن أشير في جانب أوهام العلماء: إلى أن ابن كثير - رحمه الله- رغم جلالة قدره وعلو منزلته وسعة حفظه في مجال علم الحديث إلا أنه -رحمه الله- قد وقع في شيء من ذلك خاصة فيما يتعلق بجانب العزو، ولا نذكر هذا انتقاصا أو تقليلا من شأنه فأنى لمثلي ومن على شاكلتي في ذلك، ولكن جلَّ من لا يسهو، والكمال المطلق لله سبحانه وتعالى، والذي أود التنبيه عليه هو أن ندرك أن العالم الجليل مهما عظم شأنه وسطع نجمه معرض للوقوع في الهفوات وعليه يجب على طالب العلم أن يحرص على تتبع الحق ويكون ذا شخصية بصيرة حاذقة ناقدة تصوب الحق ولو كان من كبار أجلاء العلم- بعد التيقن الدقيق- ولا ينظر للعالم نظرة القداسة التي تعمي عن الحق وتقبل الخطأ، فعين الرضا عن كل عيب كليلة -كما قيل- ولكن هذه أمانة وأي أمانة، ولو افترضنا أن العالم هذا أو ذاك وصله خطأه يقينا، لا أشك مطلقا سعادته بالتصويب وتبيين ما وقع فيه من سهو أو خطأ، لما هو معلوم عنهم من حرصهم الكبير على الحق،فما ظننا في علمائنا سلفا وخلفا إلا كل خير وأن مكانتهم السامقة تربوا بهم من الاستمرار في الخطأ إن تبين لهم.
وعموما فقد وجدت في التحقيق المتميز الذي قام به جماعة من أهل الفضل منهم الشيخ علي أحمد عبد الباقي وآخرين لتفسير القرآن العظيم للحافظ العلامة ابن كثير (طبعة مؤسسة قرطبة، ومكتبة أولاد الشيخ للتراث بالجيزة، الطبعة الأولى/1421هـ-2000م) وجدت تنبيههم على بعض من أوهام الإمام ابن كثير وقد أحسنوا في قولهم بعد وضعهم لهذا العنوان (أوهام الحافظ ابن كثير):" لعل بعض من ينظر إلى هذا العنوان يلحق سيء الظن بنا، ويرى أنا عمدنا للطعن على من تقدمنا، وإظهار العيب في علماء سلفنا، ومعاذ الله من هذا!!، ... "ج1/ص55. فجزاهم الله خيرا على مابذلوه من جهد في خدمة هذا الكتاب العظيم، الذي يعد من أفضل ما صنف في جانب التفسير بالمأثور، إن لم يكن أفضلها.
ومن ثم فإليكم هذا الرابط http://www.zshare.net/download/5562136884cc0f/ لمن أراد أن يقف على هذا الموضوع، سائلا المولى أن يوفقنا لكل ما فيه الخير والصواب، والحمد لله رب العالمين.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[12 Dec 2007, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور خليل على نقلك وما تفضلت به، ومع هذا ما رأيت ما ذهبت إليه من وهم عند الشيخين، بل الذي أظنه أنك وهمت في فهمك، وقد أعدت القرأة أكثر من مرة ولم أفهم ما فهمت أنت ورواية البخاري تثبت القول لابن عباس وأقره على ذلك عمر رضي الله عنهما
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:00 ص]ـ
الشكر للاخوة الدكتور صالح صواب والاستاذ محمد عمر الضرير والدكتور فاضل الشهري على مرورهم مع التعليق
وبالنسبة للاخ فاضل فاقول توضيحا فقط ان الشيخين اسقطا نسبة القول لعمر رضي الله عنه التي اثبتها البخاري له رضي الله عنه
ورواية البخاري لا تثبت القول لابن عباس اكثر من قوله (لعمل)
واليك مقطع من النص كي تعيد النظر في الفهم
((قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني))
فتأمل!!
ـ[القرآن حياة]ــــــــ[11 Nov 2010, 05:58 م]ـ
ومن ثم فإليكم هذا الرابط http://www.zshare.net/download/5562136884cc0f/ لمن أراد أن يقف على هذا الموضوع، سائلا المولى أن يوفقنا لكل ما فيه الخير والصواب، والحمد لله رب العالمين.
رجاء الرفع مرة ثانية،، الرابط لا يعمل
وجزاكم الله خيرا
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[11 Nov 2010, 08:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله واصحابه من اهل الله وبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
فاود ان انبه هنا الى وهم وقع في تفسير القرطبي وتكرر في تفسير ابن كثير للامانة العلمية وذلك في نسبة هذا القول لابن عباس نقلا عن البخاري والصواب انه لعمر بن الخطاب وقد حققت ذلك وتبين لي ما ساعرضه لكم هنا في ملتقى اهل التفسير كمشاركة اولى فعلية لي في هذا الميدان والله الموفق للصواب فافول وبالله التوفيق:
في قوله تعالى: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيات لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة 266
قال القرطبي (قلت قد روي عن ابن عباس أنها مثل لمن عمل لغير الله من منافق وكافر على ما يأتي إلا أن الذي ثبت في البخاري عنه خلاف هذا، خرج البخاري عن عبيد بن عمير قال قال عمر بن الخطاب يوما لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب قالوا الله ورسوله أعلم فغضب عمر وقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال يا ابن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل رجل غني يعمل بطاعة الله ثم بعث الله عز وجل له الشيطان فعمل في المعاصي حتى أحرق عمله في روآية فإذا فني عمره واقترب أجله ختم ذلك بعمل من أعمال الشقاء فرضي ذلك عمر)
ينظر تفسير القرطبي 3/ 318 - 319
هذا ما نقله القرطبي في تفسيره عن ابن عباس رواية عن البخاري.
وكذلك فعل ابن كثير في تفسيره حيث نسب القول لابن عباس نقلا عن البخاري وبلفظ أغرق بدلا من أحرق، ثم قال (وفي هذا الحديث كفاية في تفسير هذه الآية)
ينظر تفسير ابن كثير 1/ 320
ولا شك أن نسبة القول لابن عباس وهم منهما، لان الذي في صحيح البخاري أن هذا الكلام هو من قول عمر بن الخطاب وليس من قول ابن عباس رضي الله عنهما.
ومن المعاصرين ممن وقع في هذا الخطأ ايضا الشيخ الصابوني في تفسيره صفوة التفاسير.
ينظر صفوة التفاسير 1/ 171
ولعل سبب هذا الوهم هو اعتماد النقل عن الآخرين من دون التثبت والتوثق انما بالثقة المسبقة بالمنقول عنه والله اعلم.
واليك نص البخاري في الصحيح (عن عبيد بن عمير قال قال عمر رضي الله عنه يوما لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيم ترون هذه الآية نزلت أيود أحدكم أن تكون له جنة قالوا الله أعلم فغضب عمر فقال قولوا نعلم أو لا نعلم فقال ابن عباس في نفسي منها شيء يا أمير المؤمنين قال عمر يا بن أخي قل ولا تحقر نفسك قال ابن عباس ضربت مثلا لعمل قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني يعمل بطاعة الله عز وجل ثم بعث الله له الشيطان فعمل بالمعاصي حتى أغرق أعماله)
ينظر صحيح البخاري 4/ 1650
وقد اخرجه ابن ابي حاتم بالرواية عن عمر ايضا وليس عن ابن عباس.
ينظر تفسير ابن ابي حاتم 2/ 523
وقال السيوطي اخرج ابن المبارك في الزهد وعبد بن حميد والبخاري وابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم ... ثم نقل الرواية عنهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ينظر الدر المنثور 2/ 47
والذي يعزز ما ذهبنا اليه من خطأ الرواية عند القرطبي وابن كثير ما صرح به ابن عباس نفسه في رواية اخرى بان عمر هو من فسر هذا القول.
قال السيوطي في الدر المنثور (وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال قال عمر بن الخطاب قرأت الليلة آية أسهرتني أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب فقرأها كلها فقال ما عنى بها فقال بعض القوم الله أعلم فقال إني أعلم أن الله أعلم ولكن إنما سألت إن كان عند أحد منكم علم وسمع فيها شيئا أن يخبر بما سمع فسكتوا فرأني وأنا أهمس قال قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك قلت عنى بها العمل قال وما عنى بها العمل قلت شيء ألقي في روعي فقلته فتركني وأقبل وهو يفسرها صدقت يا ابن أخي عنى بها العمل، ابن آدم أفقر ما يكون إلى جنته إذا كبرت سنه وكثرت عياله وابن آدم أفقر ما يكون إلى عمله يوم القيامة، صدقت يا ابن أخي).
ينظر الدر المنثور2/ 47
وبعد الذي تقدم فان قول القرطبي (قد روي عن ابن عباس أنها مثل لمن عمل لغير الله من منافق وكافر على ما يأتي إلا أن الذي ثبت في البخاري عنه خلاف ذلك) قول غير دقيق لانه قد ثبت بما لا مجال للشك فيه بان الذي في البخاري ليس من قول ابن عباس بل هو من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنهما والله اعلم.
الظاهر والله أعلم وجود روايتين للحديث أوردهما صاحب تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف /جمال الدين أبو الحجاج يوسف فقال:
عن إبراهيم بن موسى، عن هشام بن يوسف، عن ابن جريج، قال: سمعت ابن أبي مليكة عبد الله، يحدث عن ابن عباس وسمعت أخاه أبا بكر بن أبي مليكة، يحدث عن عبيد بن عمير، قال: قال عمر ... فذكره. و (؟) عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن حجاج، عن ابن جريج قال: سمعت أبا بكر بن أبي مليكة، يخبر عن عبيد بن عمير نحوه. وعن ابن جريج، قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة، يحدث عن ابن عباس - مثل هذا. وزاد فذكر عنه زيادة.
وقد أورد صاحب كنز العمال أيضاً ما رواه صاحب التحفة.والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[رصين الرصين]ــــــــ[12 Nov 2010, 12:52 ص]ـ
الشكر للاخوة الدكتور صالح صواب والاستاذ محمد عمر الضرير والدكتور فاضل الشهري على مرورهم مع التعليق
وبالنسبة للاخ فاضل فاقول توضيحا فقط ان الشيخين اسقطا نسبة القول لعمر رضي الله عنه التي اثبتها البخاري له رضي الله عنه
ورواية البخاري لا تثبت القول لابن عباس اكثر من قوله (لعمل)
واليك مقطع من النص كي تعيد النظر في الفهم
((قال عمر أي عمل قال ابن عباس لعمل قال عمر لرجل غني))
فتأمل!!
هي طبعا ملاحظة دقيقة
ولكن في النص الذي سقتموه - فيما يبدو - سقطا، فهل يمكن أن يكون قال ابن عباس: لعمل؟ جملة تامة؟
كأنهرض1 يختبر ذكاء الحاضرين. أظن هذا بعيدا جدا
والأولى القول بنقص النص
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Nov 2010, 11:59 ص]ـ
نحب أن نسمع من الاستاذ خليل حول ما نقلته له من روايتين في الحديث المذكور. فهل تحقق منهما؟؟ يا حبذا أن تعطينا رأيك استاذنا لاجل اكتمال الموضوع. وبارك الله بجهودكم وأثابكم الله تعالى خير الثواب.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[13 Nov 2010, 12:20 م]ـ
هي طبعا ملاحظة دقيقة
ولكن في النص الذي سقتموه - فيما يبدو - سقطا، فهل يمكن أن يكون قال ابن عباس: لعمل؟ جملة تامة؟
كأنهرض1 يختبر ذكاء الحاضرين. أظن هذا بعيدا جدا
والأولى القول بنقص النص
على رسلك أخي الاستاذ الحبيب ففي ذلك بيان:
أولاً فقد كان عمر ذو مهابة شديدة أمام الغلاظ الشداد الكبار ناهيك عن الشباب اليافعين الصغار.
وثانياً فقد كان ابن عباسرض1 حديث السن وكان يهاب تلك الجلسات بل إن عمر بن الخطاب رض1 هو الذي كان بستدعيه لتلك الجلسات ويحرص على وجوده لما يعرفه عنه في علم بالتأويل وهذا شيء معروف ذكر غير مرة عن عمررض1. ودليل ذلك كثير. ولكني سأذكر لك الدليل من النص ذاته. فقول عمررض1 لابن عباس: قل يا ابن أخي ولا تستحقر نفسك. دلّت على حداثة سنه وغرابة تكلمه أمام عمر. ولذلك إن قال ابن عباس كلمة أو جملة غير تامة فإنها تؤخذ من باب المهابة من عمر. فلم يكن ابن عباس في موقف يسعفه كي يدير اختباراً أو يكاشف عقولاً. وبارك الله بك استاذنا الفاضل.
ـ[لطفي الحسيني]ــــــــ[13 Nov 2010, 02:12 م]ـ
أولاً فقد كان عمر ذو مهابة شديدة أمام الغلاظ الشداد الكبار ناهيك عن الشباب اليافعين الصغار.
وثانياً فقد كان ابن عباس رض1 حديث السن وكان يهاب تلك الجلسات بل إن عمر بن الخطاب رض1 هو الذي كان يستدعيه لتلك الجلسات ويحرص على وجوده لما يعرفه عنه في علم بالتأويل وهذا شيء معروف ذكر غير مرة عن عمررض1. ودليل ذلك كثير. ولكني سأذكر لك الدليل من النص ذاته. فقول عمررض1 لابن عباس: قل يا ابن أخي ولا تستحقر نفسك. دلّت على حداثة سنه وغرابة تكلمه أمام عمر. ولذلك إن قال ابن عباس كلمة أو جملة غير تامة فإنها تؤخذ من باب المهابة من عمر. فلم يكن ابن عباس في موقف يسعفه كي يدير اختباراً أو يكاشف عقولاً. وبارك الله بك استاذنا الفاضل.
أضف إلى ذلك سببا لكون كلامه لم يتم قوله في روايته هو " فسكتوا فرأني وأنا أهمس قال قل يا ابن أخي ولا تحقر نفسك قلت عنى بها العمل" فحتى عمر استفسر لأن الكلام غير تام فسأله " قال وما عنى بها العمل قلت شيء ألقي في روعي فقلته فتركني وأقبل وهو يفسرها " والله أعلم(/)
فوائد في تسمية السور
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله أحمده وأثني عليه وأمجده، فهو أهل الحمد والثناء والمجد، وأصلي وأسلم على خير عبد، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه بعض الفوائد المتعلقة بتسمية سور القرآن الكريم أحببت مناقشتها مع إخوتي الكرام أولي النظر والبحث، في التفسير وعلوم القرآن الكريم، فإن مدارسة العلم مع أهله من أفضل سبل التعلم، تصقل البحث، وتثري مادته، وتعين الباحث على التعرف على مواضع الخلل لديه ..
وأحب أن أجعل هذه الفوائد كالنتائج المستفادة من بحث هذه المسألة
فأعرض لكم مثالين يتضح بهما بيان ما أردت بإذن الله تعالى ثم أعقب بذكر هذه الفوائد، والمجال بعد مفتوح للإضافة والمناقشة
وهذا الموضوع قدمت فيه رصداً موثقاً لأسماء سورتين من سور القرآن الكريم لغرض التمثيل هما سورة {عم يتساءلون}، وسورة {إذا جاء نصر الله والفتح} وتتبعت أسماءهما في الأحاديث والآثار وكتب أهل العلم حسبما وقفت عليه من المراجع
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل:
(وللحفاظ على تنسيق النص في الملف أرفقته، لمن كانت لديه الخطوط المستخدمة فيه، وجعلت النسخة الأخرى مدرجة في الموضوع ليتمكن الجميع من قراءته)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:43 م]ـ
المثال الأول: سورة {عم يتساءلون}
أسماء السورة
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911 هـ): ((عَمَّ) يُقَالُ لَهَا النَّبَأُ والتَّسَاؤلُ والمُعْصِرَاتُ). [الإتقان: 1/ 64]
قالَ مَحْمُود الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (وتُسمَّى سورةَ عمَّ، وعمَّ يَتساءلونَ، والتَّسَاؤُلِ، والْمُعصِرَاتِ). [روح المعاني: 29/ 2]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت:1307هـ): (سورةُ عَمَّ كَذَا في الخازنِ وَالخَطِيبِ وَتُسَمَّى سورةَ التَّسَاؤُلِ وَسورةَ النَّبَأِ) [فتح البيان: 15/ 25]
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (سُمِّيَتْ هذه السُّورةُ في أكْثَرِ الْمَصاحِفِ وكُتُبِ التفسيرِ وكُتُبِ السُّنَّةِ: (سُورةَ النَّبَأِ)؛ لِوقوعِ كلِمَةِ (النَّبَأِ) في أَوَّلِها.
وسُمِّيَتْ في بعْضِ الْمَصاحِفِ، وفي (صَحيحِ البُخارِيِّ)، وفي (تَفسيرِ ابنِ عَطِيَّةَ)، و (الْكَشَّافِ): (سُورةَ عَمَّ يَتساءلونَ).
وفي (تَفسيرِ القُرْطُبِيِّ) سَمَّاها: (سُورةَ عَمَّ)، أيْ: بدونِ زِيادةِ {يَتَسَاءَلُونَ}؛ تَسميةً لها بأَوَّلِ جُملةٍ فيها.
وتُسَمَّى (سُورةُ التَّساؤلِ)؛ لوُقوعِ {يَتَسَاءَلُونَ} في أوَّلِها.
وتُسمَّى (سُورةَ الْمُعْصِراتِ)؛ لقَولِه تعالى فيها: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}.
فهذه خَمسةُ أَسماءٍ، واقتَصَرَ (الإِتقانُ) على أربعةِ أسماءٍ: عَمَّ، والنبأِ، والتَّساؤُلِ، والْمُعْصِراتِ). [التحرير والتنوير: 30/ 5]
الاسم الأول: {عم يتساءلون}
سبب التسمية
قلت: (مِن بابِ تَسْميةِ السُّورةِ بأَوَّلِ آيةٍ فِيهَا).
أدلة التسمية:
حديث أبي بكر رضي الله عنه
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ابنِ أَبي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوصِ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَن عِكْرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا شَيَّبَكَ؟ قال: ((شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ، وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}))). [مصنف ابن أبي شيبة:7/ 201]
قالَ محمَّدُ نَاصِرُ الدِّينِ الألبانيُّ (ت: 1421هـ): (أَخْرجَهُ التِّرْمِذِيُّ (2/ 225) و ابنُ سَعْدٍ في (الطَّبَقَاتِ:1/ 435) وأبو نعيم في (الحليةِ:4/ 350) و الحاكمُ (2/ 344) والضِّيَاءُ في (الأحاديثِ المختارةِ:66/ 75/1) مِن طريقِ شَيْبَانَ عن أبي إِسحاقَ عن عِكْرِمَةَ عن ابنِ عباسٍ قالَ: ((قالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ قد شبتَ؟ قال .. )) فَذَكَرَهُ، وقالَ الترمذيُّ: ((هَذَا حديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ لا نَعْرِفُهُ من حديثِ ابنِ عباسٍ إلا مِنْ هَذَا الوَجْهِ)). قلت: قَدْ تَابَعَهُ أَبُو الأحوصِ عن أبي إسحاقَ الهَمْدَانيِّ به، أخرجَهُ الحاكِمُ (2/ 476) و قال: صحيحٌ على شرطِ البخاريِّ، وَوافَقَهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
الذَّهَبِيُّ، وهوَ كَمَا قالا، وإِنْ كانَ قَدْ أُعِلَّ بالاختلافِ في إسنادِهِ). [السلسلة الصحيحة:2/ 676]
أثر أنس بن مالك رضي الله عنه
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَساً عَنْ مِقْدَارِ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فأَمَرَ أَحَدَ بَنِيهِ فصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ أَوِ العَصْرَ، فقَرَأَ بِنَا {وَالمُرْسَلاتِ} و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [الدر المنثور: 15/ 189]
وفي الباب حديث أبيّ بن كعب وهو موضوع وحديث أبي سعيد الخدري وفيه ضعف فلا أطيل بسردهما وما قيل فيهما
أثر ابن عباس
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوب ابنُ الضّريسِ البَجَلِيُّ (ت:294هـ): (أَخْبرنَا أَحمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ، قالَ: أَخبرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدُ اللهِ بنُ أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، قالَ: قالَ عُمَرُ بنُ هارُونَ قالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَطَاءٍ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «وكانَ أَوَّلَ مَا أُنزِلَ مِنَ القُرْآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ ... ثُمَّ {سَأَلَ سَائِلٌ} ثُمَّ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثُمَّ النَّازِعَات ... فَهَذَا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَّةَ)) .... أَخْبَرنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ أَبي جَعْفَرٍ، قالَ: قالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِه). [فضائل القرآن:21]
- أثر عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ((نَزَلَتْ سُورةُ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ} بمَكَّةَ))). [الدر المنثور: 15/ 189]
أثر الزهري رحمه الله
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَسْعَدَةَ الفَزَارِيُّ (ت:): (حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ الحُسَينِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الهُذَلِيُّ، ثَنَا الوَلِيدُ بنُ مُحَمَّدُ المُوَقّريُّ قالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ قالَ: ((هَذَا كِتَابُ تَنزِيلِ القُرْآنِ، ومَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَعَلَمَ النَّاسُ مَا أُنزِلَ بِمَكَّةَ وَمَا أُنزِلَ بِالمَدِينَةِ؛ فَأَوَّلُ مَا أَنْزلَ اللهُ بِمَكَّةَ: [1] {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ ... ثُمَّ [78] سُورَةَ {سَأَلَ سَائِلٌ}،ثُمَّ [79] سُورَةَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثُمَّ [80] سُورَةَ النَّازِعَاتُ))). [تنزيل القرآن للزهري:29 - 31]
أثر أبي سليمان الداراني رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المروَزِيُّ (ت:294هـ): (وَقَالَ أَبُو سُلَيمَانَ: ((مَا رَأَيْتُ أَحَداً الخوفُ عَليهِ أَظْهرُ عَلَى وَجْهِهِ والخشوعُ مِنَ الحَسَنِ بنِ حَيٍّ رَحِمَه اللهُ، قَامَ لَيلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ بـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} يُرَدِّدُهَا، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ عَادَ فَعَادَ إِليهَا فَغُشِيَ عَلَيهِ، فَلَمْ يَخْتِمْها حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ))). [مختصر قيام الليل:1/ 215]
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم من المصنفين
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت:207هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [معاني القرآن: 3/ 227]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [مجاز القرآن: 2/ 282]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيْدِيُّ (ت:237هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [غريب القرآن وتفسيره: 408]
قالَ هُودُ بْنُ مُحَكَّمٍ الْهوَّارِيُّ (ت: ق3): (تفسيرُ سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [تفسير كتاب الله العزيز: 4/ 459]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [صحيح البخاري: 5/ 288]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت:303هـ): ({عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [تفسير النسائي: 2/ 489]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت:310هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [جامع البيان: 24/ 5]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاهِدٍ (ت:324هـ): (ذِكْرُ اخْتِلاَفِهِمْ فِي سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [السبعة في القراءات:668]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ (ت:328هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [إيضاح الوقف والابتداء:962]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (شَرْحُ إِعْرابِ سُورَةِ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}) [إعراب القرآن: 5/ 125]
قالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): (ومِن سُورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [تفسير غريب القرآن: 551]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الكَرَجِيُّ الْقَصَّابُ (ت:360هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}) [نكت القرآن: 4/ 476]
قالَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت:370 هـ): (ومِن سورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [الحجة:361]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت:370 هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [علل القراءات:741]
قالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الفَارِسِيُّ (ت:377هـ): (ذِكْرُ اخْتِلافِهِمْ فِي سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [الحجة:367]
قالَ عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَلْبُونَ (ت:389هـ): (ذِكْرُ مَا جَاءَ مِنْ ذلك في سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} إلى آخِرِ الْقُرْآنِ). [الاستكمال:623]
قالَ عُثْمَانُ بْنِ جِنِّي المَوْصِلِيُّ (ت:392هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [المحتسب:347]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زَمَنِينَ (ت:399هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}) [تفسير القرآن العزيز: 5/ 82]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَنْجَلَةَ (ت:400هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [حجة القراءات:745]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [المستدرك: 2/ 512]
قالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [التبصرة:369]
قالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): (تَفْسِيرُ مُشْكِلِ إِعْرَابِ سُورَةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [مشكل إعراب القرآن: 2/ 332]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ مُطَرِّفٍ الكِنَانِيًّ (ت: 454هـ): ((غَرِيبُ سورةِ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} وَمُشْكِلُهَا)) [القرطين: 199]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ خَلَفٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:455هـ): (سُورَةَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [العنوان:202]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [الوجيز: 2/ 1165]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [الكشاف: 6/ 293]
قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ البَاقُولِيُّ (ت:543هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}) [كشف المشكلات: 2/ 1422]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الخَزْرَجِيُّ (ت:582هـ): (سُورةُ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ}) [نفس الصباح: 759]
قالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ السُّلَمِيُّ (ت:660 هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [تفسير القرآن: 3/ 409]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وتُسمَّى سُورَةَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [لباب التأويل: 4/ 386]
قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [الدر المصون: 10/ 647]
قالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت:756هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [الدر المصون: 10/ 647]
قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): ((سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [شرح الكرماني: 17/ 178]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [مجمع الزوائد: 7/ 132]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت:885هـ): (وَتُسَمَّى {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [نظم الدرر: 8/ 294]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911 هـ): (سُورَةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [الدر المنثور: 15/ 189]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ((سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [إرشاد الساري: 7/ 410]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت:977هـ): (سورةُ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 468]
قالَ مُحَمَّدُ جَمَالُ الدِّينِ القَاسِمِيُّ (ت:1332هـ): (وتُسَمَّى سُورةَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}) [محاسن التأويل: 9/ 388]
الاسم الثاني: {عم}
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (وفي تَفسيرِ القُرْطُبِيِّ سَمَّاها: سُورةَ {عَمَّ}، أيْ: بدونِ زِيادةِ {يَتَسَاءَلُونَ}؛ تَسميةً لها بأَوَّلِ جُملةٍ فيها). [التحرير والتنوير: 30/ 5]
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قالَ الحَدَّادِيُّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت: بعد 400هـ): (ومن سورةِ {عَمَّ}) [الموضح في التفسير: 123]
قالَ بَيَانُ الحَقِّ مَحْمُودُ بنُ أَبِي الحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ (ت:555هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}) [وضح البرهان:477]
قالَ أَبُو العَلاءِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي المَحَاسِنِ الكِرْمَانِيُّ (ت:563هـ): (ومنْ سُورَةِ {عَمَّ}). [مفاتيح الأغاني:424]
قالَ ابنُ عَسَاكِرَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَضِرٍ الغَسَّانِيُّ (ت:636هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}) [التكملة والإتمام: 214]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}) [الجامع لأحكام القرآن: 19/ 169]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}). [كشف الأستار: 3/ 78]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}). [الدر المنثور: 15/ 189]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (سورةُ {عَمَّ}) [تناسق الدرر:153]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (سُورَةُ {عَمَّ}) [مفحمات الأقران:203]
قال ابنُ الدَّيْبَع عبدُ الرحمن بنُ عليٍّ الشيبانيُّ الزبيديُّ (ت: 944هـ): ((سُورَةُ {عَمَّ}). [تيسير الوصول: 1/ 193]
قال المُتَّقِِي الهنديُّ عليُّ بنُ حسامِ الدينِ البرهان فُورِي (ت: 957هـ): (سورةُ {عَمَّ}). [كنز العمال: 2/ 544]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ {عَمَّ}) [فتح القدير: 5/ 515]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت:1376هـ): (تفسيرُ سورةِ {عَمَّ}) [تيسير الكريم الرحمن: 4/ 1927]
الاسم الثالث: النبأ
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (سُمِّيَتْ هذه السُّورةُ في أكْثَرِ الْمَصاحِفِ وكُتُبِ التفسيرِ وكُتُبِ السُّنَّةِ: (سُورةَ النَّبَأِ)؛ لِوقوعِ كلِمَةِ (النَّبَأِ) في أَوَّلِها). [التحرير والتنوير: 30/ 5]
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): (ومِن سورةِ النَّبَأِ) [معاني القرآن: 2/ 15]
قالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224 هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [لغات القبائل: 307]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الديْنَوَرِيُّ (ت:276هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [تفسير غريب القرآن: 508]
قالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:320 هـ): (سورَةُ النَّبَأِ). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 64]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [القطع والائتناف:780]
قالَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت:370 هـ): (شَوَاذُّ سُورَةِ النَّبَأِ). [مختصر شواذ القراءات:167]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [بحر العلوم: 3/ 438]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَلْبُونَ (ت:389هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [التذكرة:612]
قالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ الْمُقْرِي (ت:410 هـ): (سورةُ النَّبَأِ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 193]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت:427هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [الكشف والبيان: 10/ 113]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الخَطِيبُ الإِسْكَافِيُّ (ت:431هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [درة التنزيل وغرة التأويل: 357]
قالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): (النَّبأُ) [تفسير المشكل من غريب القرآن: 290]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [العمدة: 331]
قالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إِلَى آخِرِ الْقُرْآنِ). [الإدغام الكبير:248]
قالَ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (ومنْ سُورَةِ النَّبَأِ إِلى سورةِ البَلَدِ). [التيسير:219]
قالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [المكتفى: 229]
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمَاوَرْدِيُّ (ت:450هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [النكت والعيون: 6/ 182]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [الوجيز: 2/ 1165]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت:468هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّبَأِ) [الوسيط: 4/ 411]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيُّ (ت:476هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [الكافي:226]
قالَ عَبْدُ الكَرِيمِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّبَرِيُّ (ت:478هـ): (النَّبَأُ) [التلخيص:458]
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت:489هـ): (تفسيرُ سورةِ النَّبَأِ) [تفسير القرآن: 6/ 135]
قالَ الحَسَنُ بْنُ خَلَفِ بْنِ بُلَيْمَةَ الهَوَّارِيُّ (ت:514هـ): (سورَةُ النَّبَأِ). [تلخيص العبارات:158]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَتِيقِ بْنِ الفَحَّامِ (ت:516هـ): (ذِكْرُ اخْتِلافِهِمْ في سُورَةِ النَّبَأِ). [التجريد لبغية المريد:334]
قالَ الْحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت:516هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [معالم التنزيل: 4/ 537]
قالَ مَحْمُودُ بنُ حَمْزَةَ بْنِ نَصْرٍ الْكِرْمَانِيُّ (ت:525هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [غرائب التفسير: 2/ 1295]
قالَ مَحْمُودُ بنُ حَمْزَةَ بنِ نَصْرٍ الكِرْمَانِيُّ (ت:525هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [البرهان في متشابه القرآن: 355]
قالَ قِوَامُ السُّنَّةِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:535هـ): (وَمِنْ سُورةِ يَسْأَلُونَ الْنَبَأِ) [إعراب القرآن: 495]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت:538هـ): (وتُسَمَّى سُورَةَ النَّبَأِ) [الكشاف: 6/ 293]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بنِ البَاذِشِ (ت:540هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [الإقناع:802]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ العَرَبِيِّ (ت:543 هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [أحكام القرآن: 4/ 1904]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [المحرر الوجيز: 15/ 275]
قالَ مَحْمُودُ بنُ أَبِي الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ (ت:555هـ): (سُورَةُ النبأِ إلى آخِرِ القُرآنِ) [إيجاز البيان: 2/ 301]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ طَيْفُورَ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [علل الوقوف:1079]
قالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي مَرْيَمَ (ت:565هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [الموضح:1331]
قالَ ابنُ الأَبْزَازِيِّ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الغَافِقِيُّ (ت:565هـ): (النَّبَأُ). [رواية أبي عمرو بن العلاء:205]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الكِرْمَانِيُّ (ت:570 هـ): ((سُورَةُ النَّبَأِ)). [شواذ القراءات:500]
قالَ أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ (ت:577هـ): (غَرِيبُ إِعْرَابِ سُورَةِ النَّبَأ) [البيان: 489]
قالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الخَزْرَجِيُّ (ت:582هـ): (النَّبأُ) [نفس الصباح: 759]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ القاسِمُ بْنُ فيزةَ بْنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت:590هـ): (وَمِنْ سُورةِ النَّبَأِ إِلَى سُورَةِ العَلَقِ) [الشاطبية: 171]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيُّ (ت:597هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [تذكرة الأريب: 266]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (سورةُ النبأِ) [زاد المسير: 9/ 3]
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت:604هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [مفاتيح الغيب: 31/ 3]
قالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (النَّبَأِ) [التبيان: 2/ 446]
قالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [إعراب القراءات الشواذ: 2/ 669]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): (مَا جَاءَ فِي سُورَةِ النَّبَأِ). [لمحات الأنوار: 2/ 1012]
قالَ حُسَيْنُ بنُ أَبِي العِزِّ الهَمَذَانِيُّ (ت:643هـ): (إعرابُ سُورةِ النَّبَأِ) [الفريد: 4/ 607]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (النَّبَأِ) [أقوى العدد:224]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إِلَى سُورَةِ الْعَلَقِ) [فتح الوصيد:1308]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643 هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [جمال القراء: 1/ 390]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَاسِيُّ (ت:656هـ): (من سورَةِ النَّبَأِ إلى سورَةِ الْعَلَقِ). [اللآلئ الفريدة: 462]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَاسِيُّ (ت:656هـ): (سورَةُ النَّبَأِ). [اللآلئ الفريدة: 463]
قالَ شُعْلَةُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ المَوْصِلِيُّ (ت:656هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إِلَى سُورَةِ الْعَلَقِ). [كنز المعاني:617]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الفَاسِيُّ (ت: 656هـ): (من سورَةِ النَّبَأِ إلى سورَةِ الْعَلَقِ). [اللآلئ الفريدة: 3/ 461]
قَالَ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ السَّلامِ (ت: 660هـ): ((سُورَةُ النَّبَأِ)). [الإشارة إلى الإيجاز:؟؟]
قالَ أَبُو شَامَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الدِّمَشْقِيُّ (ت:665هـ): (ومِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إلى سُورَةُ الْعَلَقِ). [إبراز المعاني:718]
قالَ زَيْنُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ (ت:666هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [غرائب التنزيل:554]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت:671هـ): (وتُسَمَّى سُورةَ النَّبَأِ) [الجامع لأحكام القرآن: 19/ 169]
قالَ ابنُ المُنيِّرِ أََحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ (ت:683هـ): (تَفْسِيرُ غريبِ سُورةِ النَّبَأِ) [التيسير العجيب: 212]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت:691هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [أنوار التنزيل: 2/ 1124]
قالَ الدِّيرِينِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الدَّمِيرِيُّ (ت:697هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [التيسير في التفسير: 302]
قالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ (ت:708هـ): (سُورَةُ النًَّبَأِ) [البرهان: 219]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ النَّسَفِيُّ (ت:710هـ): (سورةُ النبأِ) [مدارك التنزيل:3/ 1914]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت:725هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [لباب التأويل: 4/ 386]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ القُمِّيُّ (ت:728هـ): (سورةُ النَّبَإِ) [غرائب القرآن: 30/ 3]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمَاعَةَ الكِنَانِيُّ (ت:733هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّبَأِ) [غرر التبيان: 527]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمَاعَةَ الكِنَانِيُّ (ت:733هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [كشف المعاني:411]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبدِ المُؤْمِنِ بْنِ الوَجِيهِ الوَاسِطِيُّ (ت:740هـ): (سورَةُ النَّبَأِ). [الكنز:704]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنَ جَزِيٍّ الكَلْبِيُّ (ت:741هـ): (سورةُ النبأِ) [التسهيل: 172]
قالَ عَبْدُ البَاقِي بْنُ عَبدِ المَجِيدِ القُرَشِيُّ اليَمَانِيُّ (ت:743هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [الترجمان: 191]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت:745هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [البحر المحيط: 8/ 570]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت:745هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [النهر الماد: 1207]
قالَ عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ التُّرْكُمَانِيُّ (ت:750هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [بهجة الأريب: 233]
قالَ الحُسَينُ بنُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَيَّانَ (ت:770هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [الروض الريان: 3/ 547]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّبَأِ) [تفسير القرآن العظيم: 8/ 3689]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَلَنْسِيُّ (ت:782هـ): (سُورَةُ النًَّبَأِ). [صلة الجمع:673]
قالَ عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بْنِ القَاصِحِ (ت:801هـ): (ومن سُورَةِ النَّبَأِ إلى سُورَةِ العَلَقِ) [سراج القارئ المبتدي:570]
قالَ عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بْنِ القَاصِحِ (ت:801هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [قرة العين:182]
قالَ ابْنُ المُلَقِّنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت:804هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [تفسير غريب القرآن: 521]
قالَ ابنُ الهائِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَادٍ القرَافِيُّ (ت:815هـ): (سورةُ النبأِ) [التبيان: 332]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَزَرِيِّ (ت:833هـ): (سورةُ النَّبَأِ). [تحبير التيسير:603]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَزَرِيِّ (ت:833هـ): (ومِن سُورَةِ النَّبَأِ إلى سُورَةِ الأَعْلَى). [النشر:356]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَزَرِيِّ (ت: 833هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إِلَى سُورَةِ التَّطْفِيفِ). [طيبة النشر: 115]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَزَرِيِّ (ت:833هـ): (مِنْ سُورَةِ النَّبَأِ إلى سُورَةِ الأَعْلَى). [تقريب النشر:202]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الجَزَرِيِّ (ت:835هـ): (وَمِنْ سورة النبأ إلى سورة التطفيف). [شرح طيبة النشر:325]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيلٍ القبَاقِبِيُّ (ت:849هـ): (ومِن سُورَةِ النَّبَأِ إلى سورَةِ الْعَلَقِ). [إيضاح الرموز:720]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (ويُقَالُ لَهَا أَيضًا: سُورَةُ النَّبَأِ). [فتح الباري: 8/ 689]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وَتُسَمَّى أَيْضًا سُورَةَ النَّبَأِ). [عمدة القاري: 19/ 275]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلُوفٍ الثَّعَالِبِيُّ (ت:875هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النبأ) [الجواهر الحسان: 5/ 541]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت:880هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [اللباب: 20/ 90]
قالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت:885هـ): (سُورَةُ النًَّبَأِ) [نظم الدرر: 8/ 294]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِيجِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت:905 هـ): (سورةُ النبأِ) [جامع البيان: 4/ 430]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [الإكليل: 3/ 1295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911 هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [لباب النقول: 252]
قالَ زَكَرِيَّا بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت:926هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [المقصد:110]
قالَ زَكَرِيَّا بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت:926هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [فتح الرحمن:490]
قالَ عُمَرُ بْنُ قَاسِمٍ النَّشَّارُ (ت:938هـ): (سورَةُ النَّبَأِ). [البدور الزاهرة:405]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت:977هـ): (وتُسَمَّى سورةَ النَّبَأِ) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 468]
قالَ أَبُو السُّعُودِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العِمَادِيُّ الحَنَفِيُّ (ت:982هـ): (سورةُ النَّبَأِ) [إرشاد العقل السليم: 7/ 84]
قالَ مَنْصُورُ بنُ أَبِي النَّصْرِ الطَّبْلاَوِيُّ (ت:1014هـ): ([سورَةُ النَّبَأِ]). [الشمعة المضية: 649]
قال عبدُ الرؤوفِ بنُ تاجِ العارفينَ المُناويُّ (ت: 1031هـ): (سورةُ النبأِ). [الفتح السماوي: 3/ 1075]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [منار الهدى:295]
قالَ أََحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ البَنَّاءُ الدِّمْيَاطِيُّ (ت:1117هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [إتحاف فضلاء البشر: 583]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَاقِسِيُّ (ت:1118هـ): (سُورةُ النَّبَأِ). [غيث النفع:616]
قالَ المُؤَذِّنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلامَةَ الأُدْكَاوِيُّ (ت:1184هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [ترويح أولي الدماثة: 2/ 234]
قالَ عَلِيُّ عَطِيَّةَ الغَمْرِينِيُّ (ت:1188هـ): (وَمِن سُورةِ النَّبأِ إلى سُورَةِ العَلَقِ). [الثغر الباسم:267]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت:1250هـ): (وَتُسَمَّى سُورةَ النَّبَأِ) [فتح القدير: 5/ 515]
قالَ مَحْمُود شُكْرِي الأَلُوسِيُّ (ت:1270هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [روح المعاني: 29/ 2]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت:1307هـ): (وَتُسَمَّى سورةَ التَّسَاؤُلِ وَسورةَ النَّبَأِ) [فتح البيان: 15/ 25]
قالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت:1311هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [القول الوجيز:335]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت:1316هـ): (سورةُ النبأِ) [مراح لبيد: 2/ 595]
قالَ مُحَمَّدُ جَمَالُ الدِّينِ القَاسِمِيُّ (ت:1332هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ) [محاسن التأويل: 9/ 388]
قالَ أَبُو عَيَّاشَةَ مُحَمَّدٌ البَيُّومِيُّ الدَّمَنْهُورِيُّ (ت:1335هـ): (سُورَةُ النَّبَأِ). [الفتح الرباني: 281]
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُصْطَفَى المَرَاغِيُّ (ت:1371هـ): (سورةُ النبأِ) [تفسير المراغي: 30/ 3]
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (سُورةُ النَّبَأِ) [التحرير والتنوير: 30/ 5]
قالَ مُحَمَّدٌ الأَمِينُ الجكنيُّ الشَّنْقِيطِيُّ (ت:1393هـ): (سورةُ النبأِ) [دفع إيهام الاضطراب:206]
قالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت:1403هـ): (سُورَة النَّبَأِ). [البدور الزاهرة:333] [الوافي:377] [نفائس البيان:70] [معالم اليسر:206] [الموجز الفاصل:28]
الاسم الرابع: التساؤل
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (وتُسَمَّى (سُورةُ التَّساؤلِ)؛ لوُقوعِ {يَتَسَاءَلُونَ} في أوَّلِها). [التحرير والتنوير: 30/ 5]
ذكر من ذكر هذا الاسم
قالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ) [الكشف:359]
قالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت:444هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ). [البيان:262]
قالَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ (ت:466هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ). [الوجيز:371]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ القلانسِيُّ (ت:521هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ). [إرشاد المبتدي:617]
قالَ سِبْطُ ابْنِ الخَيَّاطِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ (ت:541هـ): (سُورة التَّسَاؤُلِ). [الاختيار:787]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ويُقالُ لها: سورةُ التساؤُلِ) [زاد المسير: 9/ 3]
قالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت:616هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ) [إملاء ما من به الرحمن: 2/ 279]
قالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ الزُّبَيْرِ الغِرْنَاطِيُّ (ت:708هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ). [ملاك التأويل: 1130]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت:725هـ): (وتُسمَّى سُورَةَ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ والتَّسَاؤُلِ) [لباب التأويل: 4/ 386]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت:776هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ) [المعتمد في المنقول: 2/ 426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ المَحَلِّيُّ (ت:825هـ): (سُورَةُ التساؤل) [تفسير الجلالين: 593]
قالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت:1311هـ): (وَتُسَمَّى سُورَةُ التَّسَاؤُلِ) [القول الوجيز:335]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت:1307هـ): (وَتُسَمَّى سورةَ التَّسَاؤُلِ) [فتح البيان: 15/ 25]
الاسم الخامس: المعصرات
سبب التسمية
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت:1393هـ): (وتُسمَّى (سُورةَ الْمُعْصِراتِ)؛ لقَولِه تعالى فيها: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}). [التحرير والتنوير: 30/ 5]
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قالَ أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:381هـ): (الْمُعْصِرَاتُ). [الغاية:127]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ بْنِ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ (ت:381هـ): (سُورَةُ الْمُعْصِرَاتِ). [المبسوط: 458]
الاسم الخامس: السورة التي يُذكر فيها: (عم يتساءلون)
سبب التسمية
قلت: (هَذِهِ المسْأَلَةُ حَقُّها أنْ تُبْحَثَ فِي الأُصُولِ في مُقَدمَة الكتابِ ثُمَّ يُشَارَ إِلَيها فيمَا بَعْدُ، لِئَلاَّ يُكَرَّرَ القولُ فِيهَا في كِلِّ سُورَةٍ، وَهِيَ مَسْأَلَةٌ فِيهَا نُقُولٌ كَثِيرةٌ عَنْ أهلِ العِلمِ، وَأَحَادِيثُ وآثارٌ مِنهَا مَا يَصِحُّ رِوَاية، واختلفَ في دَلالتِهِ، وَمِنهَا مَا هُو صَرِيحُ الدَّلالَةِ غَيرَ صَحِيحِ الرِّوَايَةِ، لَكِنِّي أَذْكُرُ لَكَ عَرْضًا مُخْتَصَرًا لِهَذَا القولِ، وكلاماً لبعضِ أَهْلِ العِلمِ يُعَرِّفُ ببَعْضِ مَسَالِكِ العُلَمَاءِ في هَذِهِ المسأَلَةِ.
فأقول: أَشْهَرُ مَا اسْتَدَلَّ بهِ مَن سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ فِي تَسْمِيةِ السّوُرِ حَدِيثانِ:
الأوَّلُ: حَدِيثُ عُثْمَان بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ((كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَأْتِي عَلَيْهِ الزَّمَان يَنْزِل عَلَيْهِ مِنْ السُّوَر ذَوَات الْعَدَد، فَكَانَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ الشَّيْء يَدْعُو بَعْض مَنْ يَكْتُب عِنْده فَيَقُول: ((ضَعُوا هَذَا فِي السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا)) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيرُهُمْ، وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي تَصْحِيحِهِ. ولا دَلالةَ فيهِ عَلَى النَّهْيِ عَنْ أَنْ يُقَالَ: (سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا).
الثَّانِي: حَدِيثُ أَنَسِ بنِ مَالكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مَرْفُوعًا: ((لا تَقُولُوا: سُورَةُ البَقَرَةِ، ولا سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ، وَلا سُورَةُ النِّسَاءَ، وَكَذَا القُرْآنُ كُلُّهُ، وَلَكِنْ قُولُوا: السُّورَةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا البَقَرةُ، وَالَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا آلُ عِمْرَانَ، وَكَذا القُرْآنُ كُلُّهُ)) رَوَاهُ الطَّبَرانِيُّ فِي الأَوْسَطِ وَهُو ضَعِيفٌ جِدًّا.
وَمِنْ أَكْثَرِ مَا أَثَارَ هَذِهِ المسْألَةَ نَهْيُ الحَجَّاجِ بنِ يُوسُفَ عَنْ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وسُورَةُ كَذَا، إِذْ وَافَقَهُ بَعْضُ السَّلَفِ، وَأَنكَرَ بَعْضُهُمْ قَولَه.
وَالصَّحِيحُ المُعْتَمَدُ جَوازُ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا؛ لِكَثْرَةِ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ الوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ، وَعَلَيهِ جَرَى الصَّحَابةُ وَالتَّابِعونَ وَجمَاهِيرُ العُلَمَاءِ).
قالَ أَبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:671هـ): (قوْله: ((فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَة)) فيهِ جَوَاز قَوْل سُورَة الْبَقَرَة وَسُورَة النِّسَاء وَسُورَة الْمَائِدَة وَنَحْوهَا وَمَنَعَهُ بَعْض السَّلَف وَزَعَمَ أَنَّهُ لا يُقَال إِلا السُّورَةُ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا الْبَقَرَة وَنَحْو هَذَا، وَهَذَا خَطَأٌ صَرِيحٌ، وَالصَّوَابُ جَوَازُه، فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيح فِي أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَلامِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَغَيْرهمْ). [المنهاج:2/ 212]
قالَ أَبو زَكَرِيَّا يَحْيَى بنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت:671هـ): (قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَلاَ تَكْفِيكَ آيَةُ الصَّيْفِ الَّتِي فِي آخِرِ سُورَةِ النِّسَاءِ)) مَعْنَاهُ: الْآيَة الَّتِي نَزَلَتْ فِي الصَّيْف، وَهِيَ قَوْل اللَّه تَعَالَى: {يَسْتَفْتُونَك قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} إِلَى آخِرهَا، وَفِيهِ: دَلِيل عَلَى جَوَازِ قَوْلِ: سُورَة النِّسَاءِ، وَسُورَة الْبَقَرَة، وَسُورَة الْعَنْكَبُوت، وَنَحْوهَا، وَهَذَا مَذْهَب مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ الْعُلَمَاء، وَالْإِجْمَاعُ الْيَوْمَ
(يُتْبَعُ)
(/)
مُنْعَقِدٌ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِيهِ نِزَاعٌ فِي الْعَصْرِ الأَوَّلِ، وَكَانَ بَعْضهمْ يَقُول: (لا يُقَال سُورَة كَذَا، إِنَّمَا يُقَال: السُّورَة الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا) وَهَذَا بَاطِل مَرْدُود بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَة، وَاسْتِعْمَال النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فَمَنْ بَعْدهمْ مِنْ عُلَمَاء الْمُسْلِمِينَ، وَلا مَفْسَدَة فِيهِ لأَنَّ الْمَعْنَى مَفْهُوم، وَاللَّهُ أَعْلَم). [المنهاج:2/ 332]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بنُ عُمَرَ ابنُ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت:774هـ): ( ... فِي الصَّحِيحَينِ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَرْمِي الجَمْرَة مِنَ الوَادِي وَيَقُولُ: ((هَذَا مَقَامُ الَّذِي أُنْزِلَتْ عَلَيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ)) وَكَرِهَ بَعْضُ السَّلَفِ ذَلِكَ، وَلَمْ يَرَوا إِلا أَنْ يُقَالَ: (السُّوَرةُ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا)، كَمَا تَقَدَّمَ مِن رِوَايَةِ يَزِيدَ الفَارِسِيِّ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، عَنْ عُثْمَانَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِذَا نَزَلَ شَيٌء مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: ((اجْعَلُوا هَذَا فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا كَذَا وَكَذَا)) وَلا شَكَّ أَنَّ هَذَا أَحْوطُ وَأَوْلَى، وَلَكِنْ قَدْ صَحَّتِ الأَحَادِيثُ بالرُّخْصَةِ فِي الآخَرِ، وَعَلَيهِ عَمَلُ النَّاسُ اليَوْم فِي تَرجَمَةِ السُّوَرِ فِي مَصَاحِفِهِمْ، وَباللهِ التَّوفِيق). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 76]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حَجَرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وَقَدْ تَمَسَّكَ بِالاحْتِيَاطِ الْمَذْكُورِ جَمَاعَةٌ مِنْ الْمُفَسِّرِينَ مِنْهُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ أَبِي حَاتِم وَمِنْ الْمُتَقَدِّمِينَ الْكَلْبِيُّ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ، وَنَقَلَهُ الْقُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَن الْحَكِيم التِّرْمِذِيِّ أَنَّ مِنْ حُرْمَة الْقُرْآن أَنْ لا يُقَال: (سُورَة كَذَا؛ كَقَوْلِك سُورَة الْبَقَرَة وَسُورَة النَّحْل وَسُورَة النِّسَاء، وَإِنَّمَا يُقَالُ: السُّورَة الَّتِي يُذْكَر فِيهَا كَذَا)،وَتَعَقَّبَهُ الْقُرْطُبِيُّ بِأَنَّ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ يُعَارِضُهُ.
وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ: لا مُعَارَضَة مَعَ إِمْكَان، فَيَكُونُ حَدِيثَ أَبِي مَسْعُودٍ وَمَنْ وَافَقَهُ دَالاًّ عَلَى الْجَوَازِ، وَحَدِيثُ أَنَسٍ إِنْ ثَبَتَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ خِلافُ الأَوْلَى وَاللَّهُ أَعْلَم). [فتح الباري:14/ 260]
قلت: (وَهَذَا الجَمْعُ لا يَصِحُّ، إِذْ كَيفَ يَكُونُ غَالِبُ استِعْمَالِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ وَعُلَمَاءُ الأُمَّةِ خِلافَ الأَوْلَى، غَايةُ مَا يَبْلُغُ هَذَا القَولُ أَنْ يَدُلَّ عَلَى جَوَازِ تَسْمِيَةِ السُّوَرِ عَلَى هَذَا النَّحْوِ، دَونَ أَنْ يُعْتَقَدَ الطَّعْنُ فِي خِلافِ ذَلِكَ، وَمَنْ جَنَحَ إِلَى الطَّعْنِ فَقَدْ أَخْطَأَ خَطَأً شَنِيعاً، وَالإِجْمَاعُ الَّذِي نَقَلَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيرُهُ إِنَّمَا هُو عَلَى جَوَازِ أَنْ يُقَالَ: سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا، لا عَلَى المَنْعِ مِنَ الطَّرِيقَةِ الأُخْرَى، فَلْيُعْلَمْ).
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قال الشَّرِيفُ الرَّضِيُّ محمدُ بنُ الحسينِ الموسَويُّ (ت: 406هـ): (وَمِنَ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ). [تلخيص البيان: 320]
الاسم السادس: السورة التي يُذكر فيها النبأ
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (وَمِنَ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا النَّبَأُ) [تنوير المقباس: 582]
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:50 م]ـ
المثال الثاني: سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}
الاسم الأول: سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}
سبب التسمية:
قلت: (من باب تسمية السورة بأول آية فيها، ويسميها بعضهم: سورة {إذا جاء نصر الله} فيكون إما اختصاراً، أو من باب تسمية السورة بأول جملة فيها، ويؤيد الأول أن بعضهم يسميها سورة {إذا جاء})
أدلة التسمية:
حديث أبي بكر رضي الله عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابنُ النَّجَّارِ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ, أَنَّ سُورَةَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} حِينَ أُنْزِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِمَ أَنَّ نَفْسَهُ نُعِيَتْ إِلَيْهِ). [الدر المنثور: 15/ 728]
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (3127 - حَدَّثنا هُشَيمٌ، أخْبَرَنا أبو بِشْرٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَأْذَنُ لأهلِ بَدْرٍ، ويَأْذَنُ لي معَهم، فقالَ بعضُهم: يَأْذَنُ لهذا الفتَى معَنا، ومن أبنائِنا مَن هو مثلُه؟ فقالَ عُمَرُ: إنه مِمَّن قد عَلِمْتُم. قالَ: فأَذِنَ لهم ذاتَ يومٍ، وأَذِنَ لي معَهم، فسَأَلَهم عن هذهِ السورةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقالُوا: أمَرَ اللَّهُ نبيَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذا فُتِحَ عليه أن يَستغفِرَه ويَتوبَ إليه، فقالَ لي: ما تقولُ يا ابنَ عَبَّاسٍ؟ قالَ: قلتُ: ليستْ كذاكَ، ولكنَّه أخبَرَ نبيَّه عليه الصلاةُ والسلامُ بحُضورِ أجلِه، فقالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَتْحُ مَكَّةَ {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} فذلكَ علامةُ مَوْتِكَ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. فقالَ لهم: كيفَ تَلُومونِي على مَا تَرَونَ). [مسند الإمام أحمد: 5/ 231 - 232]
حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا عبدُ اللَّهِ بنُ الوليدِ، حَدَّثنا سُفْيانُ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي عُبَيدةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مَسْعودٍ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} كانَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ)). [مسند الإمام أحمد: 7/ 366]
حديث عائشة رضي الله عنها
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (حَدَّثنا ابنُ نُمَيرٍ، عن الأعمشِ، عن مسلمٍ، عن مَسْروقٍ، عن عائشةَ قالَتْ: لَمَّا أُنْزِلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إلى آخِرِها ما رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى صلاةً إلا قالَ: (سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)). [مسند الإمام أحمد: 43/ 95]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ الرَّبِيعِ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عنِ الأعْمَشِ، عن أَبِي الضُّحَى، عن مَسْرُوقٍ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها قَالَتْ: مَا صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ صَلاةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}. إلا يَقُولُ فِيهَا: ((سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي))). [فتح الباري: 8/ 732]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منذُ أُنْزِلَتْ عَلَيْهِ هَذِهِ السُّورَةُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إِلاَّ يَقُولُ مِثْلَهُمَا: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ, اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي))). [الدر المنثور: 15/ 729]
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قالَ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيبانيُّ (ت: 241هـ): (7723 - حَدَّثنا عبدُ الرزَّاقِ، أخبَرَنا هِشامُ بنُ حَسَّانَ، عن محمدٍ، قالَ: سَمِعْتُ أبا هُرَيرةَ يقولُ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قالَ النبيُّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (أَتَاكُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ هُمْ أَرَقُّ قُلُوبًا، الإِيمَانُ يَمَانٍ، الفِقْهُ يَمَانٍ، الحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ)).
[مسند الإمام أحمد: 12/ 156]
(يُتْبَعُ)
(/)
حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وأحمدُ والطَّبَرَانِيُّ والحاكمُ وصَحَّحَهُ وَابْنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ فِي الدلائلِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}. قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى خَتَمَهَا, ثُمَّ قَالَ: ((أَنَا وَأَصْحَابِي حَيِّزٌ وَالنَّاسُ حَيِّزٌ، لا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ))). [الدر المنثور: 15/ 723]
حديث ابن عباس رضي الله عنهما
قال مسلم بن الحجاج القشيري (ت:261 هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ عَبْدٌ أَخْبَرَنَا و قَالَ الْآخَرَانِ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا أَبُو عُمَيْسٍ عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ سُهَيْلٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ تَعْلَمُ وَقَالَ هَارُونُ تَدْرِي آخِرَ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنْ الْقُرْآنِ نَزَلَتْ جَمِيعًا قُلْتُ نَعَمْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ صَدَقْتَ) [صحيح مسلم:]
حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ مَرْدُويَهْ عَن ابْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: أُنْزِلَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} بالمدينةِ). [الدر المنثور: 15/ 721]
قلت: وفي الباب أحاديث أخرى عن علي، وابن عمر، وأم حبيبة، وأنس بن مالك، وأبي بن كعب، كلها بنفس الاسم، ولكنها لا تخلو من مقال، فلا أحب أن أطيل بذكرها، وفيما ذكر كفاية في بيان ما أردناه، وهو أن هذا هو اسم السورة في الأحاديث النبوية، وفي عهد الصحابة الكرام رضي الله عنه، لم أجد لها اسماً غير ذلك فيما وقفت عليه.
وأما في عهد التابعين ففيه الآثار التالية:
أثر قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بنُ كَثِيرٍ العَبْدِيُّ (ت: 223 هـ): (حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ قالَ: ((البَقَرةُ وآلُ عِمْرَانَ والنِّسَاءُ والمائِدَةُ والأَنْفَالُ وَبَرَاءَةٌ والرَعْدُ والنَّحْلُ والحِجْرُ والنُّورُ والأَحْزَابُ ومُحَمَّدُ وَالفَتْحُ والحُجُرَاتُ والرَّحْمَنُ والحَدِيدُ إِلَى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ} عَشْرٌ مُتَوَالِيَاتٌ، وَ {إِذَا زُلْزِلَت} وَ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ} قالَ: هَذَا مَدَنِيٌّ، وَسَائِرُ القُرْآنِ مَكِّيٌ))). [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 55]
أثر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رحمه الله
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أنا محمدُ بنُ إسماعيلَ بنِ إبراهيمَ, نا جَعْفَرٌ, عَنْ أبِي العُمَيسِ، وأنا أحمدُ بنُ سُليمانَ, نا جَعْفرُ بنُ عَوْنٍ, نا أَبُو عُمَيسٍ, عَنْ عبدِ المجيدِ بنِ سُهَيلٍ, عَنْ عُبيدِ اللهِ بْنِ عبدِ اللهِ بنِ عُتْبةَ, قَالَ: قَالَ ليَ ابنُ عباسٍ: يَا ابنَ عُتْبةَ: أتعلَمُ آخرَ سورةٍ منَ القرآنِ نَزَلَتْ؟ قلْتُ: نعمْ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ: صدقْتَ.
اللفظُ لأحمدَ). [تفسير النسائي: 2/ 568]
أثر عطاء بن يسار رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثَنَا سَلَمَةُ، قالَ: ثَنِي ابنُ إسحاقَ، عن بعضِ أصحابِهِ، عن عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ، قالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} كلُّها بالمدينةِ بعدَ فتْحِ مكَّةَ، ودُخُولِ الناسِ في الدينِ، يَنْعِي إليه نفسَه). [جامع البيان: 24/ 711]
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: نَزَلَتْ سُورَةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}. كُلُّهَا بالمدينةِ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَدُخُولِ النَّاسِ فِي الدِّينِ يَنْعِي إِلَيْهِ نَفْسَهُ). [الدر المنثور: 15/ 721]
قلت: (فيه من لم يسمَّ).
أثر أبي العالية رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (قالَ: ثَنَا جَرِيرٌ، عن مُغِيرَةَ، عن زِيادِ بنِ الحُصَيْنِ، عن أبي العَالِيَةِ، قالَ: لما نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} ونُعِيَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفسُه، كانَ لا يَقومُ مِن مَجْلِسٍ يَجْلِسُ فيه حتى يقولَ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ)). [جامع البيان: 24/ 711]
أثر عمرو بن دينار رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): قالَ: ثَنَا الحَكَمُ بنُ بَشِيرٍ، قالَ: ثَنَا عمرٌو، قالَ: لما نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ} كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يُكْثِرُ أنْ يَقُولَ: ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ؛ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). [جامع البيان: 24/ 712]
أثر عكرمة رحمه الله
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ)) وجَاءَ الْفَتْحُ، وجَاءَ أَهْلُ الْيَمَنِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا أَهْلُ الْيَمَنِ؟ قَالَ: رَقِيقَةٌ قُلُوبُهُمْ لَيِّنَةٌ طَاعَتُهُمْ، الإِيمَانُ يَمَانٍ، الْفِقْهُ يَمَانٍ، الْحِكْمَةُ يَمَانِيَةٌ)). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 404 - 405]
قلت: (إعلاله بالإرسال لا يقدح في الاستدلال المراد، وهو معرفة اسم السورة عند عكرمة رحمه الله، فالإسناد إليه صحيح، وأما الحديث المرفوع فأعل بغير هذا أيضاً، وليس هذا محل بسطه).
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم من العلماء المصنفين:
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (سورةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ) [مجاز القرآن: 2/ 315]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): سُورَةُ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) [تفسير عبد الرزاق: 2/ 404]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت: 256هـ): (سورةُ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ}). [صحيح البخاري: 5/ 308]
قالَ هُودُ بْنُ مُحَكَّمٍ الْهوَّارِيُّ (ت: ق3): (تفسيرُ سورةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) [تفسير كتاب الله العزيز: 4/ 541]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): ({إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}). [تفسير النسائي: 2/ 564]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (شرحُ إعرابِ سُورةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ) [إعراب القرآن: 5/ 303]
قالَ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَصَّاصُ (ت: 370هـ): (وَمِنْ سُورَةِ إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ) [أحكام القرآن: 3/ 646]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي زَمَنِينَ (ت: 399هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ) [تفسير القرآن العزيز: 5/ 170]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ): (سورةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ}). [مجمع الزوائد: 7/ 144]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قولُهُ: (سُورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) وهي سُورَةُ النَّصْرِ). [فتح الباري: 8/ 734]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ((سُورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) أَيْ: هَذَا فِي تَفْسِيرِ بَعْضِ شَيْءٍ مِنْ سُورَةِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}). [عمدة القاري: 20/ 5]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): ((سُورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ)). [إرشاد الساري: 7/ 436]
****
قالَ مَحْمُود الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وتُسمَّى سورةَ إذا جاءَ) [روح المعاني: 29/ 255]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ (ت: 256هـ): (قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: حَدَّثَنَا الْخَضِرُ، حَدَّثَنَا عُمَرُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَشِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ} فَقَالَ: (هُمْ أَهْلُ الْيَمَنِ)). [التَّارِيخُ الْكَبِيرُ: 6/ 195]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الكَرَجِيُّ الْقَصَّابُ (ت: 360هـ): (سورةُ إِذَا جَاءَ) [نكت القرآن: 4/ 559]
*****
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سُمِّيَتْ هذه السُّورةُ في كلامِ السلَفِ: (سُورةَ إذا جاءَ نصْرُ اللهِ والفَتْحُ)، روى البُخاريُّ أنَّ عائشةَ قالَتْ: لَمَّا نَزلتْ سُورةُ (إذا جاءَ نصْرُ اللهِ والفَتْحُ .... ) الحديثَ). [التحرير والتنوير: 30/ 587]
قال عبيدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ سُلَيمانَ الجابريُّ (م): (سُورةُ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ} ...
ش: شاهِدُ التَّسْمِيَةِ ظَاهِرٌ.
وفيها حديثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْها عِندَ المُصَنِّفِ قالَتْ: ما صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَلَاةً بَعْدَ أنْ نَزَلَتْ عليهِ {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} إِلَّا يَقُولُ فيها: ((سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)) وحديثُ ابْنِ عَبَّاسٍ وسَيَأْتِي). [إمداد القاري: 4/ 463]
الاسم الثاني: سورة النصر
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وسُمِّيَتْ في الْمَصاحِفِ وفي معْظَمِ التفاسيرِ (سُورةَ النَّصْرِ) لذكْرِ نصْرِ اللهِ فيها، فسُمِّيَتْ بالنصْرِ المعهودِ عَهْدًا ذِكْرِيًّا). [التحرير والتنوير: 30/ 587]
قلت: (هي للعهد الذهني، لأن العهد الذكري لا يكون لمتأخر لفظاً).
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قَالَ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ ابن أَبِي رُوبَى (ت:356 هـ): حدَّثنا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ ثابِتٍ الثَّورِيُّ عن أَبِيه عن الْهُذَيْلِ بنِ حَبِيبٍ عنْ مُقَاتِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ البلخيِّ (ت:150هـ) قال: (سورَةُ النَّصْرِ) [تفسير مقاتل بن سليمان: 3/ 530]
قلت: (عبد لخالق ابن أبي روبى روى تفسير مقاتل بالإسناد، ولا أدري هل هذه التسمية محفوظة عن مقاتل أم أنها من صنيعه، أم أنها من صنيع محقق الكتاب).
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): (ومِن سُورةِ النَّصْرِ) [معاني القرآن: 2/ 547]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيْدِيُّ (ت: 237هـ): (سوُرَةُ النَّصْرِ) [غريب القرآن وتفسيره: 445]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 308هـ): (ومِنْ سُورَةِ النَّصْرِ) [الواضح في تفسير القرآن الكريم: 2/ 524]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّصْرِ) [جامع البيان: 24/ 705]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) فيما نسب إليه: (سُورَةُ النَّصْرِ) [معاني القرآن وإعرابه: 5/ 373]
قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَزْمٍ الأَنْدَلُسِيُّ (ت: 320 هـ): (سورَةُ النَّصْرِ). [الناسخ والمنسوخ لابن حزم: 68]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاهِدٍ (ت: 324هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [السبعة في القراءات:700]
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ مُجَاهِدٍ (ت: 324هـ): (لَيْسَ فِيهَا خِلاَفٌ). [السبعة في القراءات:700]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ القَاسِمِ بْنِ الأَنْبَارِيِّ (ت: 328هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [إيضاح الوقف والابتداء:990]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (سُورةُ النَّصْرِ). [القطع والائتناف:825]
قَالَ أََحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [القطع والائتناف:1170]
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): (ومِن سُورةِ النَّصْرِ) [تفسير غريب القرآن: 603]
قالَ أَبُو اللَّيْثِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ (ت:375هـ): (سُورةُ النَّصْرِ) [بحر العلوم: 3/ 522]
قَالَ عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَلْبُونَ (ت: 389هـ): (في سُورَةِ النَّصْرِ) [الاستكمال:638]
قَالَ عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَلْبُونَ (ت: 389هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [التذكرة:648]
قَالَ عَبْدُ المُنْعِمِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَلْبُونَ (ت: 389هـ): (لَيْسَ في سُورَةِ (النَّصْرِ) خُلْفٌ, إلاَّ ما تَقَدَّمَ مِنَ الأُُصُولِ). [التذكرة:648]
قَالَ عُثْمَانُ بْنِ جِنِّي المَوْصِلِيُّ (ت: 392هـ): (سورةُ النَّصْرِ كذلك) [المحتسب:375]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّصْرِ). [المستدرك: 2/ 538]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ الْمُقْرِي (ت: 410 هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 207]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [العمدة في غريب القرآن: 359]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (تَفْسِيرُ مُشْكِلِ إِعْرَابِ سُورَةِ النَّصْرِ) [مشكل إعراب القرآن: 2/ 385]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): (سورةُ النصرِ) [الكشف والبيان: 10/ 318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (وَسُورَةُ "النَّصْرِ" ثَلاَثُ آيَاتٍ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع:388]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (وَلَيْسَ فِي سُورَةِ النَّصْرِ اخْتِلاَفٌ). [التبصرة:391]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [المكتفى: 241]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [البيان:294]
قالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمَاوَرْدِيُّ (ت: 450هـ): (سورةُ النصْرِ) [النكت والعيون: 6/ 359]
قَالَ الحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الأَهْوَازِيُّ (ت: 466هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [الوجيز:389]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [أسباب النزول: 544]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [الوجيز: 2/ 1238]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّصْرِ) [الوسيط: 4/ 566]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ شُرَيْحٍ الرُّعَيْنِيُّ (ت: 476هـ): (ليْسَ في النَّصْرِ إلا ما ذُكِرَ). [الكافي:235]
قَالَ عَبْدُ الكَرِيمِ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الطَّبَرِيُّ (ت: 478هـ): (النَّصْرُ). [التلخيص:485]
قالَ أَبُو الْمُظَفَّرِ مَنْصُورُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّمْعَانِيُّ (ت: 489هـ): (تفسيرُ سورةِ النصْرِ) [تفسير القرآن: 6/ 296]
قالَ الْكِيَا الْهَرَّاسِيُّ عِمَادُ الدِّينِ بْنُ مُحَمَّدٍ الطَّبَرِيُّ (ت:504 هـ): (ومِنْ سُورَةِ النَّصْرِ) [أحكام القرآن: 4/ 432]
قالَ الْحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [معالم التنزيل: 705]
قالَ مَحْمُودُ بنُ حَمْزَةَ بنِ نَصْرٍ الْكِرْمَانِيُّ (ت: 525هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [غرائب التفسير: 2/ 1401]
قَالَ مَحْمُودُ بنُ حَمْزَةَ بنِ نَصْرٍ الكِرْمَانِيُّ (ت: 525هـ): ([110] سُورَةُ النَّصْرِ) [البرهان في متشابه القرآن: 370]
قَالَ قِوَامُ السُّنَّةِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ الأَصْبَهَانِيُّ (ت: 535هـ): (وَمِنْ سُورةِ النَّصْرِ) [إعراب القرآن: 559]
قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَيْنِ الأَصْبَهَانِيُّ البَاقُولِيُّ (ت: 543هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [كشف المشكلات: 2/ 1488]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَوْزِيُّ (ت: 597هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [تذكرة الأريب في تفسير الغريب: 319]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [الكشاف: 6/ 450]
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ سِبْطُ ابْنِ الخَيَّاطِ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ البَغْدَادِيُّ (ت: 541هـ): (سُورةُ النَّصْرِ). [الاختيار:809]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ العَرَبِيِّ (ت: 543هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [أحكام القرآن: 4/ 1991]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [المحرر الوجيز: 15/ 590]
قالَ مَحْمُودُ بنُ أَبِي الْحَسَنِ النَّيْسَابُورِيُّ (ت: 555هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [إيجاز البيان: 2/ 339]
قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيِّ بنِ أَبِي مَرْيَمَ (ت: 565هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [الموضح:148]
قَالَ ابنُ الأَبْزَازِيِّ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الغَافِقِيُّ (ت: 565هـ): (النَّصْرُ). [رواية أبي عمرو بن العلاء:214]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (سورةُ النصرِ) [زاد المسير: 9/ 255]
قالَ فَخْرُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِيُّ (ت: 604هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [مفاتيح الغيب: 32/ 138]
قَالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت: 616هـ): (النَّصْرِ) [التبيان في إعراب القرآن: 2/ 481]
قَالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت: 616هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [إعراب القراءات الشواذ: 2/ 755]
قَالَ أَبُو البَقَاءِ عَبْدُ اللهِ بْنُ الحُسَيْنِ العُكْبَريُّ (ت: 616هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [إملاء ما من به الرحمن: 2/ 296]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الغَافِقِيُّ (ت: 619هـ): ((243) ما جَاءَ في سُورَةِ النَّصْرِ). [لمحات الأنوار: 3/ 1080]
قَالَ حُسَيْنُ بنُ أَبِي العِزِّ الهَمَذَانِيُّ (ت: 643هـ): (إعرابُ سورةِ النصرِ) [الفريد في إعراب القرآن المجيد: 4/ 743]
قَالَ عَلَمُ الدِّينِ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت: 643هـ): ([سُورَةُ] النَّصْرِ) [أقوى العدد:230]
قالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ السَّلامِ السُّلَمِيُّ (ت:660 هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [تفسير القرآن: 3/ 500]
قالَ زَيْنُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أبِي بَكْرٍ الرَّازِيُّ (ت: 666هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [غرائب التنزيل: 598]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (تفسيرُ سورةِ النَّصْرِ) [الجامع لأحكام القرآن: 20/ 229]
قَالَ ابنُ المُنيِّرِ أََحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ (ت: 683هـ): (تَفْسِيرُ غريبِ سُورةِ النَّصْرِ) [التيسير العجيب: 233]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [أنوار التنزيل: 2/ 1176]
قالَ الدِّيرِينِيُّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَعِيدٍ الدَّمِيرِيُّ (ت: 697هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [التيسير في التفسير: 3470]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ النَّسَفِيُّ (ت: 710هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [مدارك التنزيل:3/ 2007]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت: 725هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [لباب التأويل: 4/ 487]
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ القُمِّيُّ (ت: 728هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [غرائب القرآن: 30/ 205]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَمَاعَةَ الكِنَانِيُّ (ت: 733هـ): (وَمِنْ سُورَةِ النَّصْرِ إِلَى النَّاسِ) [غرر التبيان:551]
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ عَبْدِ الرَّحيمِ ابنُ البَارِزِيِّ (ت: 738 هـ): (سورةُ النَّصْرِ إلَى آخرِ الناسِ مُحكماتٌ). [الناسخ والمنسوخ لابن البارزي: 58]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنَ جَزِيٍّ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [التسهيل لعلوم التنزيل: 221]
قَالَ عَبْدُ البَاقِي بْنُ عَبدِ المَجِيدِ القُرَشِيُّ اليَمَانِيُّ (ت: 743هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [الترجمان عن غريب القرآن: 229]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [البحر المحيط: 8/ 746]
قالَ أَبُو حَيَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الأندَلُسِيُّ (ت: 745هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [النهر الماد: 1313]
قال محمدُ بنُ أحمدَ بنِ عثمانَ الذَّهَبيُّ (ت: 748هـ): ((تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّصْرِ)). [تلخيص مستدرك الحاكم: 2/ 538]
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت: 756هـ): (سورةُ النصرِ) [الدر المصون: 11/ 139]
قَالَ السَّمِينُ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الحَلَبِيُّ (ت: 756هـ): (سورةُ النصرِ). [الدر المصون: 11/ 140]
قَالَ الحُسَينُ بنُ سُلَيْمَانَ بْنِ رَيَّانَ (ت: 770هـ): (سورَةُ النَّصْرِ). [الروض الريان: 3/ 640]
قالَ حَيْدَرُ بْنُ عَلِيٍّ القَاشِيُّ (ت: 776هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [المعتمد في المنقول: 2/ 496]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ البَلَنْسِيُّ (ت: 782هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [صلة الجمع:755]
قال محمدُ بنُ يوسف بنِ عليٍّ الكَرْمانيُّ (ت: 786هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [شرح الكرماني: 17/ 213]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتَائِقِيُّ (ت: ق 8): (سُورَةُ النَّصْرِ). [الناسخ والمنسوخ للعتائقي:85]
قَالَ عَلِيُّ بنُ عُثْمَانَ بْنِ القَاصِحِ (ت: 801هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [قرة العين:197]
قَالَ ابْنُ المُلَقِّنِ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت: 804هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [تفسير غريب القرآن: 596]
قَالَ ابنُ الهائِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمَادٍ القرَافِيُّ (ت: 815هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [التبيان في تفسير غريب القرآن: 353]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قولُهُ: (سُورَةُ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ) وهي سُورَةُ النَّصْرِ). [فتح الباري: 8/ 734] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ المَحَلِّيُّ (ت: 864هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [تفسير الجلالين: 603]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلُوفٍ الثَّعَالِبِيُّ (ت: 875 هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ النصرِ) [الجواهر الحسان: 5/ 635]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 537]
قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت: 885هـ): (سورةُ النصرِ) [نظم الدرر: 8/ 559]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الإِيجِيُّ الشَّافِعِيُّ (ت: 905 هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [جامع البيان: 4/ 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [الدر المنثور: 15/ 721]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [الإكليل: 3/ 1351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [لباب النقول: 267]
قَالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911هـ): (سورةُ النصْرِ) [تناسق الدرر:184]
قَالَ زَكَرِيَّا بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت: 926هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ ص405) [فتح الرحمن:499]
قَالَ زَكَرِيَّا بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ الأَنْصَارِيُّ (ت: 926هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [المقصد:115]
قَالَ عُمَرُ بْنُ قَاسِمٍ النَّشَّارُ (ت: 938هـ): (سورَةُ النَّصْرِ). [البدور الزاهر للنشار:459]
قال ابنُ الدَّيْبَع عبدُ الرحمن بنُ عليٍّ الشيبانيُّ الزبيديُّ (ت: 944هـ): ((سُورَةُ النَّصْرِ)). [تيسير الوصول: 1/ 199]
قال عليُّ بنُ حسامِ الدينِ الهنديُّ البرهانُ فوري المتقي (ت: 957هـ): (سورةُ النَّصْرِ). [كنز العمال: 2/ 558]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (سورةُ النَّصرِ) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 600]
قالَ أَبُو السُّعُودِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ العِمَادِيُّ الحَنَفِيُّ (ت: 982هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [إرشاد العقل السليم: 7/ 208]
قال عبدُ الرؤوفِ بنُ تاجِ العارفينَ بنُ عليٍّ بنِ زينِ العابدينَ المُناويُّ (ت: 1031هـ): (سورةُ النَّصْرِ). [الفتح السماوي: 3/ 1132]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الكَرِيمِ الأَشْمُونِيُّ (ت: ق11هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [منار الهدى:309]
قَالَ أََحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ البَنَّاءُ الدِّمْيَاطِيُّ (ت: 1117هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [إتحاف فضلاء البشر: 635]
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَاقِسِيُّ (ت: 1118هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [غيث النفع:658]
قَالَ المُؤَذِّنُ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ سَلامَةَ الأُدْكَاوِيُّ (ت: 1184هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [ترويح أولي الدماثة: 2/ 275]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1255هـ): (تَفْسِيرُ سورةِ النصْرِ) [فتح القدير: 5/ 740]
قالَ مَحْمُود شُكْرِي الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (سورةُ النصرِ) [روح المعاني: 29/ 255]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [فتح البيان: 15/ 427]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [القول الوجيز:360]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت: 1316هـ): (سورةُ النَّصْرِ) [مراح لبيد: 2/ 673]
قالَ مُحَمَّدُ جَمَالُ الدِّينِ القَاسِمِيُّ (ت: 1332هـ): (110 - سُورَةُ النَّصْرِ) [محاسن التأويل: 9/ 560]
قَالَ أَبُو عَيَّاشَةَ مُحَمَّدٌ البَيُّومِيُّ الدَّمَنْهُورِيُّ (ت: 1335هـ): (وَلَيْسَ فِي الْمَاعُونِ، و الْكَوْثَرِ، وَالْكَافِرُونَ، وَالنَّصْرِ خِلافٌ فِي الْفَرْشِ). [الفتح الرباني: 289]
قال محمدُ عبدُ الرحمنِ بنِ عبدِ الرحيمِ المُبَارَكْفُوريْ (ت: 1353هـ): (وتُسَمَّى سُورةَ النَّصْرِ أيضًا). [تحفة الأحوذي: 9/ 238]
قَالَ أَحْمَدَ مُصْطَفَى المَرَاغِيِّ (ت: 1371هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ) [تفسير المراغي: 30/ 257]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السَّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): (تَفْسِيرُ سورةِ النصر) [تيسير الكريم الرحمن: 4/ 1998]
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (سُورةُ النَّصْرِ). [التحرير والتنوير: 30/ 587]
قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (سُورَةُ النَّصْرِ). [البدور الزاهرة: 346]
قَالَ عَبْدُ اللهِ الغمَارِيُّ: (سورةُ النَّصْرِ). [جواهر البيان:146]
قالَ عَطِيَّةُ مُحَمَّد سَالِم (ت: 1420هـ): (سُورَةُ النصْرِ) [تتمة أضواء البيان: 9/ 318]
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى: (سُورَةُ الْكَوْثَرِ وَالْكَافِرُونَ وَالنَّصْرِ وَالْمَسَدِ) [الموجز الفاصل:196]
الاسم الثالث: سورة الفتح
سبب التسمية
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مُعَنْوَنَةٌ في جامِعِ التِّرْمِذِيِّ (سُورةَ الفَتْحِ)؛ لِوُقوعِ هذا اللفْظِ فيها، فيَكونُ هذا الاسْمُ مُشتَرِكًا بَيْنَها وبينَ (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)). [التحرير والتنوير: 30/ 587]
-تراجع تسمية سورة الفتح عند الترمذي
ذكر من سمى السورة بهذا الاسم
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ومِن سُورةِ الفتْحِ) [معاني القرآن: 3/ 297]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (وَمِنْ سُورَةِ الفَتْحِ). [سنن الترمذي: 5/ 120]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (بابٌ ومِن سُورَةِ الفَتْحِ). [متن تحفة الأحوذي: 9/ 238]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (تَفْسِيرُ سُورَةِ الفَتْحِ) [تفسير مجاهد: 792]
قَالَ الحُسَيْنُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت: 370هـ): (وَمن سُورَةِ الْفَتْحِ) [إعراب ثلاثين سورة: 216]
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالَوَيْهِ (ت: 370 هـ): (شَوَاذُّ سُورَةِ الْفَتْحِ). [مختصر شواذ القراءات:182]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأَزْهَرِيُّ (ت: 370 هـ): (سورةُ الفَتْحِ) [علل القراءات:803]
قَالَ الحَسَنُ بْنُ خَلَفِ بْنِ بُلَيْمَةَ الهَوَّارِيُّ (ت: 514هـ): (- وَلَيْسَ في الْفَتْحِ خلافٌ إلا ما تَقَدَّمَ). [تلخيص العبارات:163]
قَالَ مُحَمَّدُ بنُ أَبِي نَصْرٍ الكِرْمَانِيُّ (ت: 570 هـ): ((سورَةُ الْفَتْحِ)). [شواذ القراءات:525]
قَالَ أَبُو البَرَكَاتِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ (ت: 577هـ): (غَرِيبُ إِعْرَابِ سُورَةِ الْفَتْحِ) [البيان: 543]
قَالَ ابنُ عَسَاكِرَ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ خَضِرٍ الغَسَّانِيُّ (ت:636هـ): (سُورَةُ الْفَتْحِ) [التكملة والإتمام: 223]
(يُتْبَعُ)
(/)
قال محمدُ عبدُ الرحمنِ بنِ عبدِ الرحيمِ المُبَارَكْفُوريْ (ت: 1353هـ): (بابٌ ومِن سُورَةِ (الفَتْحِ)). [تحفة الأحوذي: 9/ 238]
الاسم الرابع: سورة التوديع
سبب التسمية
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911 هـ): (وسورة النصر تسمى سورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلى الله عليه وسلم). [الإتقان:1/ 64]
قالَ مُحَمَّدُ الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وعن ابنِ مَسعودٍ أنَّها تُسَمَّى (سُورةَ التَّودِيعِ) في (الإتقانِ)؛ لِمَا فيها مِنَ الإيماءِ إلى وَدَاعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. اهـ. يعني مِنَ الإشارةِ إلى اقترابِ لَحَاقِه بالرَّفيقِ الأَعْلَى، كما سيأتي عن عائشةَ). [التحرير والتنوير: 30/ 587]
ذكر من ذكر هذه التسمية
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ القُرْطُبِيُّ (ت: 671هـ): (وتُسَمَّى سورةَ (التَّوْدِيعِ)) [الجامع لأحكام القرآن: 20/ 229]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (وَتُسَمَّى سُورَةَ "التَّوْدِيعِ) [اللباب في علوم الكتاب: 20/ 537]
قَالَ بُرْهَانُ الدِّينِ إِبْرَاهِيمُ بنُ عُمَرَ البِِقَاعِيُّ (ت: 885هـ): (وتُسَمَّى التَّوْدِيعَ) [نظم الدرر: 8/ 559]
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وتُسمَّى سورةَ التَّوديعِ) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 600]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1255هـ): (وتُسَمَّى سورةَ التوديعِ) [فتح القدير: 5/ 740]
قالَ مَحْمُود الأَلُوسِيُّ (ت: 1270هـ): (وعن ابنِ مسعودٍ أنها تُسَمَّى سورةَ التوديعِ؛ لِمَا فيها مِن الإيماءِ إلى وَفاتِه عليه الصلاةُ والسلامُ وتوديعِه الدنيا وما فيها، وجاءَ في عِدَّةِ رِواياتٍ عن ابنِ عبَّاسٍ وغيرِه أنه صَلَّى اللهُ تعالى عليه وسَلَّمَ قالَ حينَ نزلتْ: "نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي " وفي روايةٍ للبيهقيِّ عنه: أنه لَمَّا نَزَلَتْ دعا عليه الصلاةُ والسلامُ فاطمةَ رَضِيَ اللهُ تعالى عنها وقالَ: "إِنَّهُ قَدْ نُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي" فَبَكَتْ ثُمَّ ضَحِكَتْ، فقيلَ لها فقالَتْ: أَخْبَرَنِي أنه نُعِيَتْ إليه نفسُه فبَكَيْتُ ثم أَخْبَرْنِي بأنك أوَّلُ أَهْلِي لَحَاقًا بي فضَحِكْتُ. وقد فَهِمَ ذلك منها عمرُ رَضِيَ اللهُ تعالى عنه، وكان يَفعلُ عليه الصلاةُ والسلامُ بعدَها فِعْلَ مُوَدِّعٍ) [روح المعاني: 29/ 255]
قالَ مُحَمَّد صِدِّيق حَسَن خَان القِنَّوْجِيُّ (ت: 1307هـ): (وتُسَمَّى سورةَ التوديعِ) [فتح البيان: 15/ 427]
قلت: (هكذا وجدتهم ينقلون هذه التسمية، ولم أجد أحداً سماها بهذا الاسم في أثر ولا مؤلف)
الاسم الخامس: الدين
قَالَ أَحْمَدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ الثَّقَفِيُّ (ت: 708هـ): (سورةُ الدِّينِ) [البرهان: 245]
قلت: (لعله أشار إلى قوله تعالى: {في دين الله}) ولم أجد أحداً سمى السورة بهذا الاسم غيره، وهو اسم مشهور لسورة الماعون سماها به: الفراء [معاني القرآن: 3/ 294]، والزجاج فيما نسب إليه [معاني القرآن وإعرابه: 5/ 367]، والخطيب الشربيني [تفسير القرآن الكريم: 4/ 593]).
الاسم السادس: السورة التي يذكر فيها النصر
قالَ سَهْلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التُّسْتَرِيُّ (ت: 283هـ): (السُّورَةُ الَّتي يُذْكَرُ فِيهَا النَّصْرُ) [تفسير التستري: 208]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): ((وَمِنَ السُّورَةِ الَّتِي يَذْكُرُ فِيهَا النَّصْرَ) [تنوير المقباس: 603
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:55 م]ـ
الفوائد:
من خلال عرضنا لهذين المثالين يمكننا استخلاص بعض الفوائد:
الفائدة الأولى: أن أسماء السور لم تكن توقيفية، إذ لو كانت توقيفية لم يجز للعلماء أن يخالفوا ما صح في الأحاديث والآثار من التصريح بأسماء بعض السور، وبقاء تلك الأسماء متداولة زمن النبوة وزمن الخلافة الراشدة وزمن خلافة بني أمية وصدر خلافة بني العباس، ثم اشتهرت التسميات المختصرة بعد
كتسمية سورة النبأ بهذا الاسم، واسمها في الأحاديث والآثار الصحيحة سورة {عم يتساءلون}.
- وكذلك تسمية سورة النصر بهذا الاسم، واسمها عند الرعيل الأول سورة {إذا جاء نصر الله والفتح}
(يُتْبَعُ)
(/)
- وكذلك سورة العلق اسمها في الأحاديث والآثار سورة {اقرأ باسم ربك الذي خلق}
وعلى هذا المجرى عدد من سور القرآن الكريم.
وهذا بخلاف سورة البقرة وآل عمران والنساء ونحوها فالتسمية المفردة لها ثابتة في الأحاديث والآثار.
الفائدة الثانية: أن غالب صنيع أهل الحديث تسمية سور القرآن الكريم بما ورد في الأحاديث والآثار، وهو أكمل في الاتباع.
الفائدة الثالثة: أن اشتهار التسميات المختصرة على النحو المعروف بدأ من القرن الثالث الهجري.
الفائدة الرابعة: أن عمل الأمة على جواز اختصار تسمية سور القرآن الكريم بما يكفي للإشارة إليها، وإجماع الأمة على عدم إنكار اختصار تسمية السور، واشتهار تلك التسميات المختصرة في شتى الأقطار وبعلم علماء الأمصار، وارتضاؤهم ذلك، وإقرارهم كتابته في المصاحف من غير نكير منهم، إجماع يقيني دال على الجواز.
الفائدة الخامسة: أن تسمية السور بغير ما اشتهرت التسمية به أمر غير مألوف ولذلك لم يتداول العلماء بعض التسميات فبقيت غريبة غير مألوفة كما هو ظاهر في المثالين.
وهذا ما يجاب به سؤال السائل المقدر: هل يجوز اختراع اسم جديد لسورة من سور القرآن الكريم؟
الفائدة السادسة: أنه يفرق بين الأسماء والألقاب، فألقاب المدح والبيان للسور لا بأس بها، كتسمية سورة النصر بسورة التوديع؛ فلو أن خطيباً خطب خطبة مؤثرة في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتكلم عن دنو أجله صلى الله عليه وسلم وقال في معرض كلامه (ثم نزلت عليه سورة التوديع .... ) ونحو ذلك، لم يكن ذلك منكراً، بل هو سائغ مستحسن، لأنه وصف السورة بما يؤثر في نفوس المستمعين لخطبته بذكر اللقب الدال على غرضها ومقصدها الذي بُيِّنَ في الآثار الصحيحة عن الصحابة، وهذا من بلاغة القول.
ويمكن أن يضبط هذا الأمر بشرطين:
الأول: أن لا يكون في اللقب مخالفة تقتضي منعه.
الثاني: أن لا يجعل هذا اللقب علماً على السورة في جميع كلامه لأنه خلاف صنيع أهل العلم)
الفائدة السابعة: أن للعلماء مناهج في تسميات السور، وهذه المناهج ليست مطردة في جميع السور بل تجدها ظاهرة في كثير منها، وهذه المناهج كالتالي:
1: تسمية السورة بأول آية فيها
2: تسمية السورة بأول جملة فيها
3: تسمية السورة بأول كلمة فيها
وهذه المناهج الثلاث هي غالب تسميات المتقدمين للسور لا سيما أهل الحديث والأثر
4: تسمية السورة بأول حرف فيها
5: تسمية السورة بكلمة مميزة فيها، كسورة الفيل، وقريش، والناس، ويدخل في هذا تعريف بعض الكلمات بـ (أل) كسورة النصر، والهمزة
وهذا المنهج غالب على المتأخرين ولعلهم أرادوا الاختصار.
6: تسمية السورة بغرضها كتسمية سورة {إذا جاء نصر الله والفتح} بسورة التوديع، وتسمية سورة التوبة بالفاضحة، وسورة النحل بالنعم، ونحو ذلك.
7: تسمية السورة باشتقاق كلمة من الكلمات المميزة فيها، مثاله: سورة التحريم، والمجادلة، والممتحنة، والشرح.
تنبيه مهم: ينبغي لطالب العلم أن يراعي الطبعات المعتمدة في البحث، فقد وجدت بعض الناشرين يتصرفون في الكتب التي ينشرونها ويغيرون اسم السورة إما اجتهاداً منهم في تجميل الطباعة بنقل صورة رأس كل سورة من المصحف، وإما ظنا من بعضهم بأن التسمية خطأ فيغير ذلك بتسمية السورة بما هو معروف في المصاحف.
هذا ما لدي، والله تعالى أعلى وأعلم
ولعل الإخوة الفضلاء يتحفونا بما لديهم من مشاركات أو مناقشات، أو انتقادات.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[27 Jan 2010, 09:10 م]ـ
بارك الله فيكم(/)
هل تظليل بني إسرائيل بالغمام وإنزال المن والسلوى كان في التيه؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:39 م]ـ
بعض المفسرين يذكر أن ذلك كان في التيه
قال البغوي {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى} أي في التيه
وقال النسفي {وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الغمام} جعلنا الغمام يظلكم وذلك في التيه سخر الله لهم السحاب يسير بسيرهم يظلهم من الشمس 1/ 48
وقرأت كلاما للدكتور صلاح الخالدي حفظه الله فهمت منه أن التظليل بالغمام وإنزال المن والسلوى كان في سيناء قبل مرحلة التيه
فما هو القول بارك الله فيكم؟؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Dec 2007, 12:19 ص]ـ
كانت مرحلة سيناء مرحلة إعداد للأمة التي أورثت مشارق الأرض ومغاربها بعد هلاك فرعون وكان هذا الاعداد وفق ما جاء فى التوراة وقد كفل الله لهم المأكل والمشرب والمسكن وكل شيء ليتفرغوا لدراسة التوراة والعمل بها ولذلك هي نقلة من مرحلة العبودية والذل عند فرعون إلي مرحلة الخلافة في الأرض وفق منهج الله وخرجوا منها كل علي قدر اجتهاده والأمر الأخير بدخول القرية فمن دخل فهو ممن ثبت علي الحق ومن لم يدخل كان حكمه أن تحرم عليه 40 سنة وهذا هو التيه.ولذلك فإن ما قاله الدكتور صلاح صحيح إن شاء الله
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[30 Dec 2007, 07:15 م]ـ
أخطأ الد كتور الفاضل، فإن إنزال المن والسلوى كان في طريقهم إلى فلسطين، فلما رفضوا دخول القدس أنزل الله عقوبته عليهم ... وهذه العقوبة أن يتيهوا 40 سنة في الأرض حتى ينشأ جيل آخر لم يعتد على الذل.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Dec 2007, 09:50 م]ـ
ولماذا أنزل عليهم المن والسلوي،عقوبة عليهم أم مكافأة لهم؟
إن نزول المن والسلوي نعمة يأكلوا منها وامتن الله عليهم في غير موضع من القرآن بانزالهما
فهل هما من مظاهر العقوبة؟ أعطوني دليلاً
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[01 Jan 2008, 06:47 م]ـ
لعلك أخطأت في فهم مقولتي ... المن والسلوى كانا قبل إنزال العقوبة، ورُفعا قبلها بطلب من بني إسرائيل كذلك (مع تعجب موسى عليه السلام من ذلك)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Jan 2008, 10:08 م]ـ
أخطأ الد كتور الفاضل،
إذن كيف خطأت الدكتور
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[03 Jan 2008, 05:28 ص]ـ
بعد قراءة كلامه مرة أخرى تبين لي أنه عين ما أقوله لكن أخطأت في القراءة فقرأت "قبل مرحلة التيه" قرأتها "في مرحة التيه"(/)
الحلقة الخامسة من المهمات في علوم القرآن لفضيلة الشيخ خالد السبت ـ حفظه الله ـ
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[11 Dec 2007, 11:27 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
الموضو ع الخامس:
مكان النزول
وهو ما يسمى بالمكي والمدني.
ضابطه:
أجود ما قيل في ضابطه ـ والله أعلم ـ: أن كل ما نزل قبل الهجرة فهو مكي، وكل ما نزل بعد الهجرة فهو مدني؛ حتى لو نزل بمكة كما في قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة: من الآية3) فإنها نزلت بمكة،في عرفة، ومع ذلك حكمنا بأنها آية مدنية.
كيف نعرف المكي و المدني؟
هذا الأمر موقوف على نقل من شاهد التنزيل فقط، أما إذا اعتمدنا في هذا الأمر على العلامات، والقرائن، كما يقول بعض العلماء؛ فهنا يضطرب الأمر ولا يكاد ينضبط بحال.
فمثلاً: سورة الأنعام، المعروف أنها نزلت بمكة جملة واحدة، في ليلة واحدة، من أولها إلى آخرها كما صحت بذلك الروايات الصحيحة، لكن بعض العلماء يستثني منها بعض الآيات اعتماداً على بعض القرائن فيقول هذه الآيات نزلت في المدينة، فمثلاً: قوله تعالى: (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ) (الأنعام: من الآية141) قالوا: الزكاة لم تفرض إلا في المدينة، فهذه الآية مدنية.
فيجاب عن ذلك بأحد جوابين:
أحدهما: أن يقال: بل الراجح أن الزكاة إنما فرض أصلها في مكة بشيء غير مقدر، فيخرج الإنسان عند الحصاد شيئاً غير مقدر، وأما تحديد الأنصباء والتقسيمات والأموال الزكوية إلى آخره فكل ذلك نزل في المدينة.
ثانيهما: أن نقول: إن الآية قد تنزل قبل تقرير الحكم،كما سبق ذكره وبيان مثاله وعليه فلا حاجة لأن نخرج آية من سورة قد جاءت الأحاديث الصحيحة بأنها نزلت جملة واحدة، في مكة، في ليلة واحدة، ونقول: إلا هذه الآيات لهذا المعنى الذي تبادر لنا، فلا يجوز أن نحكم على آية بأنها نزلت في مكة أو المدينة بناءً على اجتهاد، فهذا أمر مهم، وكثيرا ما يوجد في كتب التفسير تحديدات للمكي والمدني بناها أصحابها على الاجتهاد لما لاح لهم من معنى الآية، مثل قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (الأعلى:14: 15) فسورة الأعلى مكية، لكن بعضهم قال: إلا هذه الآية فإنها مدنية، وعلل ذلك بأن المقصود بالزكاة هنا: زكاة الفطر. وزكاة الفطر لم تفرض إلا بالمدينة.
فيقال: بينا فيما سبق أن المعنى الراجح ليس هذا.
ثم لو فرض أن معنى الآية هو هذا، فيقال: إنها نزلت قبل تقرير الحكم.
فخلاصة ما سبق: أن معرفة المكي والمدني موقوف على النقل والسماع فقط، ولا يلتفت إلى الاجتهادات والقرائن والآراء في الحكم بأن هذه الآية مكية أو مدنية، بل يعول في معرفة هذا الأمر، على من شاهدوا التنزيل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا غاية في هذه المعرفة؛ كما أخرج البخاري (5002) عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: " وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ .. "وقال أيوب: سأل رجل عكرمة عن آية من القرآن فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلع الذي كان تحته الخندق.
كما يمكن من خلال بعض الروايات التي وردت في أسباب النزول، أن نعرف مكان النزول، فمثلا:
ورد عن عائشة رضي الله عنها أنها حددت مكان نزول آية التيمم في سورة المائدة، وبينت أنها نزلت وهم " بذات الجيش أو بالبيداء " (خ/ 334، م / 367) فعرفنا أنها نزلت في هذا المكان، وإن لم يكن مقصدها بيان المكان الذي نزلت فيه الآية، وإنما أرادت ذكر مكان حدوث هذه الواقعة.
ثم هنا مسألة مهمة، وهي:
كيف نحكم على السورة بأنها مكية أو مدنية:
وذلك إذا كان بعض آياتها قد نزل في المدينة، وبعضها في مكة:
- فمن أهل العلم من قال: العبرة بمكان نزول أول السورة؛ فإذا نزل صدرها بمكة .. حكمنا بأنها مكية؛ حتى ولو نزل منها بعض الآيات في المدينة.
(يُتْبَعُ)
(/)
- وبعضهم يقول: بل العبرة بالأغلب، ونحن إذا نظرنا إلى واقع الروايات الواردة في هذا الأمر؛ نجد أن السور التي يقال بأنها مكية جميع آياتها مكية، أو عامة الآيات مكية، وهكذا يقال في السور المدنية، ولا يوجد سورة يقال عنها: بأنها مكية وما فيها إلا آيات قليلة مكية، والباقي كله مدني؛ وبذلك تعلم أن هذا الخلاف من الناحية الواقعية لا يترتب عليه شيء.
أمثلة على بعض الآيات التي يستثنيها العلماء بمجرد القرائن والعلامات:
المثال الأول: ما تقدم من استثنائهم قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وذكر اسم ربه فصلى) (الأعلى:14، 15) وتقدم الجواب عن ذلك.
المثال الثاني: ذكر بعضهم أن قوله تعالى في سورة الفاتحة: (وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: من الآية7) قالوا: هذه آية مدنية، بينما سورة الفاتحة مكية، وسبب ذلك أنهم قالوا: هذه الآية تكلمت عن اليهود، واليهود كانوا في المدينة. إذا فهذه الآية مدنية، ولا شك أن هذا غير صحيح.
أما ما ورد فيه النقل عن الصحابة رضي الله عنهم، فهو المعتمد المعتبر؛ فمثلاً: قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة: من الآية3) ورد عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْيَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟ قَالَ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) قَالَ عُمَرُ: قَدْ عَرَفْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ وَالْمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ" أخرجه البخاري (45) ومسلم (3017) فهذا نقل لنا عمر فيه مكان نزول الآية .. فهذا هو المعتبر المعتمد.
ومثال آخر:حديث عائشة السابق في نزول آية التيمم ..
أما الضوابط التي يذكرها العلماء، ويقولون: إذا رأيت سورة فيها كذا فهي كذا .. إذا رأيت كذا فهي كذا؛ كقولهم مثلا: كل سورة فيها (كلا) فهي مكية، و كل سورة فيها سجدة فهي مكية، وكل سورة في أولها حروف التهجي ـ الحروف المقطعة ـ فهي مكية إلا البقرة وآل عمران، وفي الرعد خلاف، وكل سورة فيها قصص الأنبياء والأمم السابقة فهي مكية سوى البقرة، و كل سورة فيها قصة آدم وإبليس فهي مكية سوى البقرة، ولا أدري أين ذهبت سورة الكهف (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) (الكهف: من الآية50).
وكل سورة فيها (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) وليس فيها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فهي مكية. و كل سورة من المفصل فهي مكية.
ويقولون في المدني. كل سورة فيها الحدود والفرائض فهي مدنية، وكل سورة فيها إذن بالجهاد وبيان أحكام الجهاد فهي مدنية، وكل سورة فيها ذكر المنافقين فهي مدنية ما عدا العنكبوت.
فنقول: هذه الأشياء تحتاج إلى مراجعة وتتبع واحدة واحدة، فإن صح الاستقراء قلنا به: لأنها مسألة استقرائية، فنحتاج أن نتتبع الجزئيات التي قالوها هل هي فعلاً كذلك أولا؛ قبل أن نسلم بمثل هذا.
لكن لا يمنع ذلك أن يقال بأن المكي من القرآن له بعض السمات، وأن المدني له بعض السمات.
بعض سمات المكي والمدني:
فمثلاً: القرآن المكي يركز على: قضية الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، والرد على المشركين في شبهاتهم، وأباطيلهم في قضايا معبوداتهم وما يتعلق بها، كما يكثر فيه ذكر اليوم الآخر والأدلة على البعث وما شابه ذلك، وتجد فيه وضع الأسس العامة للتشريع، والقضايا الأخلاقية بشكل عام، وينتقد المشركين في وأد البنات، وفي بعض وما كانوا يفعلونه من عاداتهم السيئة، كذلك فيه الكثير من قصص الأنبياء والأمم السابقة وكيف فعل الله بها ودمرها، والغالب فيه أن الفواصل قصيرة كما في سورة الضحى: (وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) (الضحى:1:2:3) بينما تجد القرآن المدني: فيه تقرير كثير من تفاصيل العبادات، وتفاصيل المعاملات والحدود والمواريث، وقضايا الجهاد وهكذا الصلح والعهود والمواثيق، و خطاب أهل الكتاب ومناقشتهم والرد عليهم، والكلام على
(يُتْبَعُ)
(/)
المنافقين بكثرة، وآياته في الغالب طويلة .. هذه علامات للقرآن المكي أو المدني. لكن هذا في الغالب، وإلا فإن سورة الأنعام مكية وآياتها طويلة.
الفائدة من معرفة المكي والمدني:
يستفاد من هذا العلم فوائد عديدة:
أولها: معرفة الناسخ والمنسوخ، فإذا عرفنا ما نزل بمكة وما نزل بالمدينة؛ عرفنا المتقدم من المتأخر؛ فيتبين لنا الناسخ من المنسوخ.
ثانيها: معرفة كيفية تدرج التشريع، وما هي الأمور التي خاطبهم بها في مكة، وما هي الأمور التي خاطبهم بها في المدينة، وكيف نقلهم طورا بعد طور.
ثالثها: أنه يعطي ثقة كبيرة في ثبوت القرآن و تاريخه، فالصحابة ـ رضي الله عنهم ـ عرفوا أين نزلت كل آية، وكيف نزلت، وزمان نزولها وضبطوا تواريخ ذلك كله؛ فأين هذا من الكتب السابقة؟! وهل مثل هؤلاء يفرطون في آية واحدة تضيع من كتاب الله؟! فكيف بثلثي القرآن وما شابه ذلك مما يقوله الأفاكون.
أنواع السور من حيث مكيتها ومدنيتها:
هي على أربعة أنواع:
الأول: ما كان مكياً بأجمعه، ومثاله: سورة المدثر.
الثاني: ما كان مدنيا بأجمعه، ومثاله: سورة آل عمران.
الثالث: ما كان مكياً وفيه آيات مدنية، ويمثلون لذلك بسورة الأعراف، وهي سورة مكية، لكنهم يستثنون منها بعض الآيات ويقولون: إنها مدنية، وإن كان هذا يحتاج إلى تأمل.
الرابع: ما كان مدنياً وفيه آيات مكية؛ ويمثلون لهذا بسورة الحج، فإنها سورة مدنية لكنهم يستثنون منها بعض الآيات ويقولون: إنها مكية، وإن كان هذا أيضا يحتاج إلى تحرير.
خاتمة مهمة:
ينبغي العناية بها والتفطن لها لمن أراد أن يعرف فقه الشريعة، وتدرجها بالمكلفين في الرقي بهم إلى مراتب الكمال، وكيف نقلتهم من طور إلى طور، ولماذا أمر الله عز وجل بهذا الأمر في هذا الوقت، ثم أمر في وقت الآخر بذلك الأمر، وهو:
أن السور والآيات المدنية ينبغي أن تنزل في الفهم على الآيات والسور المكية، وهكذا المكي بعضه مع بعض، وأيضاً المدني بعضه مع بعض على حسب ترتيبه في النزول. فإذا فهمت هذا الأصل صار لك من الفقه شيء كثير؛ وذلك أن جميع الرسالات وشرائع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام هي بمثابة اللبنات التي يكتمل بها البناء، ويرتبط بعضه ببعض فتمثل صرحا لهداية البشرية، يوضح ذلك الحديث المشهور الذي أخرجه الشيخان (خ / 3535، م / 2286) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً، فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة .. قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين) فهذه منزلة هذه الشريعة بالنسبة للشرائع السابقة، وهذه منزلة هذا النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة للأنبياء السابقين، وهكذا ينبغي أن يكون النظر أيضا في داخل هذه الشريعة؛ فحينما ننظر إلى الآيات والسور المكية، ينبغي أن ننظر إلى الآيات والسور التي سبقتها فننزل المتأخر في الفهم على المتقدم، ونراعي ذلك فيه، وهكذا ما نزل في المدينة نلاحظ فيه هذا الترابط ونلاحظ فيه هذا التعاقب، كما أننا نلاحظ فيه أيضا البناء في الفهم على ما نزل قبله بمكة.
فالحاصل أن هذه الشريعة جاءت متممة لمكارم الأخلاق، ومصلحة لما أفسده الناس من ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، هذه منزلتها بالنسبة للشرائع التي كانت قبلها. وهكذا يكون القول في هذه الشريعة بعضها مع بعض، كما يقول الشاطبي رحمه الله في كتابه الموافقات: فالمتأخر مبني على المتقدم و مبين له ومتتم له وشارح.
ومما يدل على ذلك أن الخطاب المدني في الغالب مبني على المكي، كما أن المتأخر من كل واحد منهما مبني على ما قبله، وهذا معلوم من جهة الاستقراء إذ إن المتأخر غالباً هو بيان لمجملٍ قبله، أو تخصيص للعام قبله، أو تقييد للمطلق أو تفصيل لما لم يفصل، أو تكميل لما لم يظهر تكميله مما قبله.
فالمحصلة أنه لا بد للمفسر من مراعاة ذلك حينما ينظر في كتاب الله تبارك وتعالى، فيراعي هذا الترابط بين الآيات المكية والمدنية، والآيات المكية بعضها مع بعض، وهكذا المدنية.
مثال ذلك: سورة الأنعام سورة طويلة نزلت كاملة في مكة، وهي من أوائل السور النازلة في مكة، وتُعنى بتقرير الأصول الكبار في العقائد، وهي مشتملة على كليات الشريعة، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة؛ كان أول ما نزل عليه في المدينة سورة البقرة، ومن تأمل سورة البقرة وجد أنها تفصيل لتلك القواعد المجملة في سورة الأنعام، وهي مبينة لأقسام أفعال المكلفين، ومقررة لقواعد التقوى المبنية على قواعد سورة الأنعام كما يقول الشاطبي رحمه الله. فإنها بينت من أقسام أفعال المكلفين جملتها، وإن تبين في غيرها تفاصيل لها، كالعبادات التي هي قواعد الإسلام، والعادات من أصل المأكول والمشروب وغيرهما، والمعاملات من البيوع والأنكحة وما دار بها، والجنايات من أحكام الدماء وما يليها، وأيضا فإن حفظ الدين فيها وحفظ والنفس والعقل والنسل والمال مضمن فيها، وهذه الأمور الخمسة هي التي تسمى الضرورات الخمس، وما خرج عن المقرر فيها فبحكم التكميل، فغيرها من السور المدنية المتأخرة عنها مبني عليها، كما كان غير الأنعام من المكي المتأخر عنها مبني عليها، وإذا تَنَزَّلْتَ إلى سائر السور بعضها مع بعض في الترتيب وجدتها كذلك حذو القذة بالقذة، فلا يغيبن عنك هذا المعنى الكبير والأصل العظيم في فهم كتاب الله تبارك وتعالى. وهذا من أنفع الأشياء لطالب العلم.
الحلقة الرابعة http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2049
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1728&highlight=%C7%E1%E3%E5%E3%C7%CA الحلقة الثالثة من المهمات
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1520&highlight=%C7%E1%E3%E5%E3%C7%CA الحلقة الثانية من المهمات
الحلقة الأولى من المهمات http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1274&highlight=%C7%E1%E3%E5%E3%C7%CA
مقدمة المشاركات العلمية لفضيلة الشيخ خالد في الملتقى http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1273&highlight=%C7%E1%E3%E5%E3%C7%CA
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Dec 2007, 11:02 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزى الله شيخنا الدكتور السبت ولا حرمنا علمه وفضله.
وجزاك الله أخي الحبيب الشيخ سعد على جهودكم المباركة، فلا تطل علينا بخيركم، زادكم الله من فضله.
محبكم
ـ[أبو معاذ البخيت]ــــــــ[17 Feb 2008, 11:43 ص]ـ
شكرا جزيلا لك أبا العالية ولكل داع بظهر الغيب والله المسؤول أن يرزقنا الإخلاص، وأن ييسر لنا المواصلة في إتمام هذا العمل .. وأن يغفر لنا تقصيرنا .. إنه سميع قريب(/)
موضوع للمدراسة: هل عاد موسى ببني إسرائيل إلى مصر بعد غرق فرعون؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Dec 2007, 01:29 م]ـ
هناك أمر يتعلق بترتيب الأحداث التاريخية التي مرَّ بها بنو إسرائيل في عهد موسى، وهو لا يؤثر على فهم الخبر (أي: التفسير)، ففي القرآن حديث متفرق عنهم، بل قد يكون الحدث الواحد قد عُبِّر عنه بعبارات مختلفة زيادة أو نقصًا، ولكل مقام ما يناسبه من هذه العبارات.
ومن خلال رصدي واجتهادي في ترتيب هذه الأحداث ظهر لي صعوبة ترتيب بعضها في زمانه المحدد، وأُأكِّد أنه لم يؤثر على فهم المعنى، وسأذكر لك مجموعة آيات، لننظر ما فيها:
أولاً: قوله تعالى: وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (139) قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (140)
ثانيًا: قوله تعالى (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ (28)
ثالثًا: قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60)
ففي المقطع الأول أبهم الأرض، وأشار إلى بني إسرائيل بالقوم الذين يُستضعفون.
وفي المقطع الثاني أبهم القوم الوارثين الذين ورثوا تركة فرعون.
وفي الآية الثالثة صرَّح بأن الوارثين هم بنو إسرائيل.
ويقع السؤال هنا عن كيفية هذه الوراثة، فهل رجع بنو إسرائيل مع موسى بعد غرق فرعون أم ماذا؟
هل كان هذا قبل التيه، أم كان بعده؟ (ومن المشهور أن هارون مات في التيه، ثم مات بعده موسى عليهما الصلاة والسلام، ثم دخل بنو إسرائيل الأرض المقدسة مع فتى موسى: يوشع بن نون).
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على هذه الإفادة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 Dec 2007, 10:17 م]ـ
الظاهر والله أعلم أنهم لم يعودوا إلى مصر بعد غرق فرعون وليس لدينا ما يثبت عودتهم من الادلة الصحيحة
ولنعد قليلا إلى الوراء ولنسأل أنفسنا هل خرج كل بني إسرائيل مع موسى عليه السلام عندما امره الله بالخروج من مصر ليلا؟؟
يقول تعالى (فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم ... ") وهذا يعني أن قلة من بني إسرائيل آمنوا بموسى عليه السلام أما البقية الباقية فاختلفت ردود افعالهم
وكما يقول الأستاذ بسام جرار (وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف، بل هو أكثر من ذلك، أن يخرج خلسة، وأنّى لغير المؤمن منهم أن يثق بموسى، عليه السلام، فيخرج إلى عالم المجهول؟! بهذا نكون قد خلصنا إلى نتيجة تقول: هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى، عليه السلام، إلى مصر. ولا يوجد ما يُثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى، عليه السلام، بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية في مصر وتخرج فقط الأقلية المؤمنة ومن يواليها ويتبعها لسبب أو آخر.)
ويقول أيضا (ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق فرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل، على كل ما تركه الفرعون وأركان سلطته. انظر قوله تعالى: " فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل، فأتبعوهم مشرقين " الشعراء: (57 - 60) فبمجرد خروج الفرعون تمّ الإرث، بدليل استخدام الفاء في قوله تعالى: " فأتبعوهم مشرقين ". ولم يكن شعب إسرائيل هو الوارث الوحيد، بل إنّ هناك شعوباً أخرى كانت في الطبقات الأدنى. انظر قوله تعالى: " كم تركوا من جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونَعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين " الدّخان: (25 - 28) ويبدو أنّ بني إسرائيل كانوا في الدائرة الأقرب إلى القصور الفرعونية، بدلالة قوله تعالى في آيات سورة الشعراء:" وكنوز ومقام كريم " أمّا الدائرة الأبعد، وهي الأراضي والسهول، فقد وقعت تحت سلطة آخرين، بدليل قوله تعالى:" وزروع ومقام كريم ... وأورثناها قوماً آخرين".)
أمّا الذين خرجوا مع موسى، عليه السلام، وحكم الله تعالى فيهم أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، فربما أصبحوا في هذه المدة بؤرة جذب لبعض من بقي في مصر، ثم أورثهم الله تعالى الأرض المباركة، بدلالة قوله تعالى:" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها .. " (الأعراف: 137). فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر، أمّا ميراث الأرض المباركة فكان بعد زمن التيه. وعلى هؤلاء من بني إسرائيل نزلت التوراة،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:24 ص]ـ
أشكر الاخ نضال على هذه المداخلة، ولي عليها ملاحظات:
الأولى: إن قول الأستاذ بسام حفظه الله فيه إشكال من جهات:
اولاً: أن العقل لا يمنع ولا يحيل أن يخرج شعب بالألوف، فهو في محيط الممكنات.
ثانيًا: أين حفظ الله تعالى لهؤلاء المؤمنين بموسى عليه الصلاة والسلام؟!
ألا يمكن أن يقول قائل: كيف يمكن لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يخرج من الرَّصد الذين جعلتهم قريش عند بابه؟!
أفلا نتذكر قول الله تعالى: (وجعلنا من بين أيديهم سدًّا ومن خلفهم سدًّا) فالأمر إذا جاء من الله لا يمكن للعقل أن يردَّه لعدم تقبله له.
ولو تأملت الآيات التي تتحدث عن خروج بني إسرائيل لظهر لك ذلك، ومنها قوله تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (68)، فتأمل قوة يقين موسى بربه، فالذي وعده بالنجاة هو ربه الذي قال له: (وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)، فهل نحتاج بعد ذلك أن نقيس بعقولنا بعد أن وعده الله بأنه لن يدركه فرعون وقومه؟!
الثانية: أن الزَّعم بأن بعض بني إسرائيل بقي زعم لا دليل عليه، ثم لو كان كذلك، فهل يُعتبرون ـ لعدم خروجهم ـ عصاة لأمر موسى بالخروج، فإن كانوا كذلك، فهل يكافؤون بوراثة أرض فرعون وقومه؟!
الثالثة: إذا كانت ظواهر النصوص تدل على وراثتهم، فهل يمتنع أن يعود جزء منهم ويأخذوا كنوز قوم فرعون، مادام الاحتمال العقلي واردًا، وإلا فمن أين لنا أن نقول بمثل ما قال الأستاذ بسام: (سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى، ومنهم شعب بني إسرائيل)، أين الدليل على هذا سوى الاحتمال العقلي؟
الرابعة: إن تعقيبكم ـ أيها الفاضل ـ: (أمّا الذين خرجوا مع موسى، عليه السلام، وحكم الله تعالى فيهم أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة،) ... (فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر) ألا ترى فيه إشكالاً، فمن خرج مع موسى يُعاقب، ومن بقي ولم يخرج يُكرم بوراثة أرض مصر؟!
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك استاذي الفاضل على الرد الطيب وزادك علما وفضلا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 Dec 2007, 02:30 م]ـ
قرأت في بعض التفاسير لعلي أستوضح المسالة (هل رجع بنو إسرائيل الى مصر بعد غرق فرعون ام لا) فوجدت اقولا للمفسرين في ذلك
قول إبن عاشور ان بني إسرائيل لم يعودوا الى مصر بعد غرق فرعون ويتكلم عن طبيعة هذه الوراثة
وجملة: {وأورثناها بني إسرائيل} معترضة أيضاً والواو اعتراضية وليست عطفاً لأجزاء القصة لما ستعلمه. والإيراث: جعل أحد وارثاً. وأصله إعطاء مال الميت ويطلق على إعطاء ما كان ملكاً لغير المعطَى (بفتح الطاء) كما قال تعالى: {وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها} [الأعراف: 137]، أي أورثنا بني إسرائيل أرض الشام، وقال: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} [فاطر: 32].
(يُتْبَعُ)
(/)
والمعنى: أن الله أرزأ أعداء موسى ما كان لهم من نعيم إذ أهلكهم وأعطى بني إسرائيل خيرات مثلها لم تكن لهم، وليس المراد أنه أعطى بني إسرائيل ما كان بيد فرعون وقومه من الجنات والعيون والكنوز، لأن بني إسرائيل فارقوا أرض مصر حينئذ وما رجعوا إليها كما يدل عليه قوله في سورة الدخان (28) {كذلك وأورثناها قوماً آخرين} ولا صحة لما يقوله بعض أهل قصص القرآن من أن بني إسرائيل رجعوا فملكوا مصر بعد ذلك، فإن بني إسرائيل لم يملكوا مصر بعد خروجهم منها سائر الدَّهر فلا محيص من صرف الآية عن ظاهرها إلى تأويل يدل عليه التاريخ ويدل عليه ما في سورة الدخان.
فضمير أورثناها} هنا عائد للأشياء المعدودة باعتبار أنها أسماء أجناس، أي أورثنا بني إسرائيل جناتتٍ وعيوناً وكنوزاً، فعَود الضمير هنا إلى لفظ مستعمل في الجنس وهو قريب من الاستخدام وأقوى منه، أي أعطيناهم أشياء ما كانت لهم من قبل وكانت للكنعانيين فسلط الله عليهم بني إسرائيل فغلبوهم على أرض فلسطين والشام. وقد يعود الضمير على اللفظ دون المعنى كما في قولهم: عندي درهم ونصفُه، وقوله تعالى: {إن امرؤا هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك وهو يرثُها إن لم يكن لها ولد} [النساء: 176]، إذ ليس المراد أن المرء الذي هلك يرث أخته التي لها نصف ما ترك بل المراد: والمرء يرث أختاً له إن لم يكن لها ولد، ويجوز أن يكون نصب الضمير لفعل «أورثنا» على معنى التشبيه البليغ، أي أورثنا أمثَالها. وقيل ضمير: {أورثناها} عائد إلى خصوص الكنوز لأن بني إسرائيل استعاروا ليلة خروجهم من جيرانهم المصريين مصوغهم من ذهب وفضة وخرجوا به كما تقدم في سورة طه.
ويتابع أيضا فيقول
ويجوز عندي وجه آخر وهو أن تكون جملة {فأخرجناهم من جنات} إلى قوله: {وأورثناها} حكاية لكلام من الله معترض بين كلام فرعون. وضمير {فأخرجناهم} عائد إلى قوم فرعون المفهوم من قوله: {في المدائن} [الشعراء: 53]، أي فأخرجنا أهل المدائن. وحذف المفعول الثاني لفعل {أورثناها}. والتقدير: وأورثناها غيرهم، ويكون قوله: {بني إسرائيل} بياناً لاسم الإشارة في قوله: {إن هؤلاء} [الشعراء: 54] سلك به طريق الإجمال ثم البيان ليقع في أنفس السامعين أمكن وقْع.
وجملة: {فأتبعوهم مشرقين} مفرعة على جملة: {فأخرجناهم} وما بينهما اعتراض. والتقدير: فأخرجناهم فأتبعوهم. والضمير المرفوع عائد إلى ما عاد عليه ضمير النصب من قوله: {فأخرجناهم}، وضمير النصب عائد إلى {عبادي} [الشعراء: 52] من قوله: {أن اسْرِ بعبادي} [الشعراء: 52].
واورد الالوسي رحمه الله اقوالا في المسالة في تفسيره لسورة الدخان
والمراد بالقوم الآخرين بنو إسرائيل وهم مغايرون للقبط جنساً وديناً. ويفسر ذلك قوله تعالى في سورة الشعراء (59) {كَذَلِكَ وأورثناها بَنِى إسراءيل} وهو ظاهر في أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد هلاك فرعون وملكوها وبه قال الحسن.
وقيل: المراد بهم غير بني إسرائيل ممن ملك مصر بعد هلاك القبط وإليه ذهب قتادة قال: لم يرد في مشهور التواريخ أن بني إسرائيل رجعوا إلى مصر ولا أنهم ملكوها قط
وقيل: المراد من إيراثها إياهم تمكينهم من التصرف فيها ولا يتوقف ذلك على رجوعهم إلى مصر كما كانوا فيها أولاً، وأخذ جمع بقول الحسن وقالوا لا اعتبار بالتواريخ وكذا الكتب التي بيد اليهود اليوم لما أن الكذب فيها كثير وحسبنا كتاب الله تعالى وهو سبحانه أصدق القائلين وكتابه جل وعلا مأمون من تحريف المحرفين. إنتهى كلامه رحمه الله
ويقول سيد طنطاوي
والذى نراه - كما سبق أن قلنا عند تفسير سورة الشعراء - أن الآية صريحة فى توريث بنى اسرائيل للجنات والعيون. . التى خلقها فرعون وقومه بعد غرقهم، بمعنى أنهم عادوا إلى مصر بعد غرق فرعون ومن معه، ولكن عودتهم كانت لفترة معينة، خرجوا بعدها إلى الأرض المقدسة التى دعاهم موسى - عليه السلام - لدخولها كما جاء فى قوله - تعالى -: {يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا على أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ. .} إنتهى كلامه
والذي يظهر لي أن بني إسرائيل لم يعودوا إلى مصر وإنما كانت لهم مصر إيراثا (ملكا وتصرفا) دون وجود موانع تحول بينهم وبين التصرف فيها والله أعلم
فليس في أيدينا دليل يستند إليه لنقول بعودتهم وإنما الظاهر انهم بقوا خارجها وبعد ذلك حصل لهم التيه
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Dec 2007, 03:53 م]ـ
أشكر لك مداخلة مرة أخرى أخي نضال، لكن أليس ظاهر القرآن دليلاً قطعيًّا عندنا، وما قاله الشيخ سيد طنطاوي ـ حفظه الله ـ أقرب إلى ظاهر الآيات، والله أعلم.
والمشكلة عندنا ـ أخي الفاضل ـ أننا نعتقد ثم نستدل، فمن أين لنا أن بني إسرائيل لم يعودوا إلى مصر بعد غرق فرعون، وهل هناك نصٌّ صريح ينفي عودتهم، وها أنت ترى النص الصريح يرجح عودتهم.
ثم هل الحَكَم عندنا التاريخ المكتوب؟
ثمَّ أي تاريخ هذا الذي سيكون حَكَمًا على النصِّ الظاهر من القرآن؟!
وإذا لم نجد في التاريخ المكتوب فهل نتررد في الأخذ بظاهر القرآن؟!
أرى أن السلامة باتباع النصِّ، والقول به، والوقف عند حدِّه، هذا أولى لنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[13 Dec 2007, 06:42 م]ـ
بارك الله فيك شيخي الفاضل
فأنا لا اقدم شيئا على نص القرآن الصريح ولكن نص القرآن هنا يحتمل عودتهم وهذا ظني وليس قطعي
ولذلك كان للعلماء اقوال في المسألة ولو كان النص قطعيا لسلمنا بعودتهم
ومن ثم فانا لا أحكم التاريخ ولكن أستأنس به إن صح في مثل هذه المسائل
وفي مجموع الفتاوى كلام الشيخ رحمه الله
وَقَدْ دَلَّ الْقُرْآنُ الْعَظِيمُ عَلَى بَرَكَةِ الشَّامِ فِي خَمْسِ آيَاتٍ: قَوْلُهُ: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} وَاَللَّهُ تَعَالَى إنَّمَا أَوْرَثَ بَنِي إسْرَائِيلَ أَرْضَ الشَّامِ.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[13 Dec 2007, 10:49 م]ـ
لي مداخلة ربما تفيد في مسألة ترتيب الأحداث التاريخية مع محاولة فقه أسبابها ونتائجها ونبدأها من سورة القصص
" ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " ماذا يرثون لم تحدد آية القصص ولذا يمكن القول أنهم يرثوا كل ما يورث:الملك،القيادة،الهيمنة في الأرض ولذلك آية الأعراف " .. َ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا .... " لم تحدد فالأرض في الآية ليست أرض محددة بل كل الأرض
" ... عسي ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " ورثوا الخلافة استخلفوا-
" أن أرسل معنا بني اسرائيل "هذا نص الرسالة فهل بعد الخروج عودة؟ ربما إن دانت لسلطانهم بعدما استخلفوا في الأرض " ولما كان طلب الارسال؟ لإعدادهم للخلافة في الأرض –كل الأرض، حيث نعلم أن فرعون ملك الأرض كما جاء في الحديث "ملك الدنيا أربعة .. "-
وهذا لايمنع أن يكون طلب الارسال إلي جزء من مصر يكون خاصا بهم ولا يخضع لتسلط فرعون-حكم ذاتي- وله دليل " أن أرسل معنا بني اسرائيل ولا تعذبهم ... " فقول موسي وهارون " ولاتعذبهم " ربما يفيد أنهم سيبقون في جزء من مصر حتي إن كان سيناء
ولذلك الموروث في آية الشعراء) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيل] َ"هي الخلافة أو مكانة الأمة الأولي والله أعلم
وما حدث بعد ذلك " ولقد اخترناهم علي علم علي العالمين32 وءاتيناهم من الأيات ما فيه بلاءٌ مبين "وهذا البلاء مع كل آية للتصفية حتي يثبت الصادقين الذين أخذ عليهم الميثاق وبالطبع علي رأسهم الرسول فلا يقال عنه أنه مات في التيه،فهذا التيه كان خاصا بالذين لم يدخلوا الأرض المقدسة " محرمة عليهم ... "والخطاب لموسي فهو ليس معهم
كما كان العقاب لعدم دخول القرية الأولي حيث تجربة الاعداد خاصا بالذين ظلموا وبدلوا قولا غير الذي قيل لهم حيث كان العقاب " فأنزلنا علي الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون " وهو غير مسألة التيه بالطبع والثابتين مع الرسول لهم مالمثلهم من المكانة والفضل بل كان منهم ملوكا في وجود موسى عليه السلام "وإذ قال موسى لقومه .............................. وجعلكم ملوكا وآتكم مالم يؤت احدا من العالمين "
وبهذا يتضح أن الذين ذمهم القرآن بعد كل بلاء هم الذين رسبوا في الامتحان أما الذين نجحوا فاستمروا حتي " ... وتمت كلمة ربك الحسنى على بني اسرائيل لما صبروا .... "
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2007, 12:06 ص]ـ
أخي نضال ـ حفظك الله ورعاك ـ: أنا لا أشك أنك لا تقدم على ظاهر القرآن شيئًا، وإنما سلكت معك سبيل الجدل فقط، وقد كنتُ مأخوذًا بقراءات سابقة لتاريخ بني إسرائيل، وكانت تشير إلى أن بني إسرائيل لم يرجعوا إلى مصر، وصارت هذه الفائدة مترسخة عندي، حتى فوجئت بوقوفي مرة على هذه الآيات، فرحت أقلِّب النظر مرة أخرى، فأتأولها لتوافق ما استقر عندي ـ مما قرأت عن تاريخهم وأنهم خرجوا من مصر ولم يعودو ـ لكن لم يستقم لي ذلك، فذهبت إلى إثبات الظاهر، والله أعلم بالصواب.
وأعتذر إليك إن كان في عبارتي شيء من الإساة.
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[14 Dec 2007, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم الأخوة الأفاضل, إن سمحتم لنا بالمداخلة, فما تقولون في آيات سورة البقرة في قوله تعالى:
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَأِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بَالظَّالِمِينَ (246) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247) وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248) فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (249) وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (250) فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)
مع علمنا أن هذا قد تم في زمن نبينا داود الذي سكن الأرض المقدسة؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2007, 09:25 ص]ـ
الأخ معتصم
حياك الله في ملتقى أهلالتفسير
لكن ماعلاقة هذه الآيات برجوع بني إسرائيل إلى مصر؟
وهو السؤال الوارد في المشاركات.
أما هذه الآيات فهي في زمن داود عليه الصلاة والسلام، ونحن نتكلم عن زمن موسى عليه الصلاة والسلام.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 Dec 2007, 10:18 ص]ـ
أخي نضال ـ حفظك الله ورعاك ـ: أنا لا أشك أنك لا تقدم على ظاهر القرآن شيئًا، وإنما سلكت معك سبيل الجدل فقط، وقد كنتُ مأخوذًا بقراءات سابقة لتاريخ بني إسرائيل، وكانت تشير إلى أن بني إسرائيل لم يرجعوا إلى مصر، وصارت هذه الفائدة مترسخة عندي، حتى فوجئت بوقوفي مرة على هذه الآيات، فرحت أقلِّب النظر مرة أخرى، فأتأولها لتوافق ما استقر عندي ـ مما قرأت عن تاريخهم وأنهم خرجوا من مصر ولم يعودو ـ لكن لم يستقم لي ذلك، فذهبت إلى إثبات الظاهر، والله أعلم بالصواب.
وأعتذر إليك إن كان في عبارتي شيء من الإساة.
مشكور شيخي الفاضل وجزاك الله كل خير
وكم نستفيد من مداخلاتك ومواضيعك الرائعة
ففيها التدرب على المناقشة العلمية
زادك الله علما
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Dec 2007, 11:18 ص]ـ
كالعادة يتحاور اثنان مع بعضهم لوما وعتابا ويتركون الموضوع الأصلي
ـ[معتصم المقدسي]ــــــــ[15 Dec 2007, 01:03 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله شيخنا الفاضل مساعد الطيار وملأ قلبك نورا وبصيرة
العلاقة
فيما فهمناه من قول ربنا جل وعلا في الآية الأولى من كلام بني إسرائيل قولهم عن أنفسهم -ولعلها سمتهم الغالبة- حيث قالوا " وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا " وظاهر الآية هنا يشرح حالهم الغالبة وهي الخروج لا الرجوع, والله تعالى أجل وأعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[15 Dec 2007, 11:35 م]ـ
شيخنا الفاضل نرجو التعليق وإن كان هناك خطأ فنرجو التصحيح
في آية الشعراء " كذلك وأورثناها بني اسرائيل " بالبحث عن مرجع الضمير وجدت أقرب مذكور هو،مقام كريم، فكيف عاد عليه ضمير المؤنث وليس هناك قرينة تعيده علي المؤنثات قبله، ولذلك فهو غير عائد علي الجنات والعيون فلنبحث عما ورثه بني اسرائيل
"مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها "
فأين جنات وعيون مصر
وبالتالي لا أستطيع أن أقول أن ظاهر النص يقول أنهم عادوا مباشرة بعد غرق فرعون وورثوا جنات وعيون مصر
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Dec 2007, 09:30 ص]ـ
أخي الكريم مصطفى ومعتصم
أنا لا أقطع الآن بشيء مما يتعلق بالآيات، فأنا أدراسكم هذه المقاطع لعلي أظفر برأي صواب في هذا.
أما الأرض في قوله تعالى: (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها) فهي بلاد الشام، وقد كانت تلك الوراثة بعد حين كمت هو معلوم من ملك بني إسرائيل لأرض فلسطين، خصوصًا إبَّان قوتهم في ملك داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام.
وهنا فائدة مهمة، وهي أن لفظ (الأرض) من العام الذي يراد به الخصوص، وهو من دقائق علوم القرآن التي قد يقع فيها الخطأ لمن لا يعرف هذا الأسلوب في القرآن.
أما قوله تعالى: (وأورثناها قومًا آخرين) فإبهام القوم يمكن أن يُحمل على البيان الوارد في الآية الأخرى (كذلك وأورثناها بني إسرائيل)، ويمكن أن يقال: إن الوارثين قوم آخرين غير قوم فرعون، فبعد هلاكه وجنوده استولى عليها من استولى ممن هم من غير قومه.
وأما قوله (كذلك وأورثناها بني إسرائيل) يجوز أن يكون تنبيهًا لى وراثتهم لهذا النوع من الجنات والعيون الزروع والمقام الكريم، وليس هو عين ما كان فيه فرعون وقومه، وقد حصل لهم ذلك بما دلت عليه الآية الأولى (وأروثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها)، ويكون مما أورثوه هذه الأنواع، وهذا الأسلوب وراد في القرآن أيضًا كما هو الحال فيما ذكر العلماء في تفسير قوله تعالى: (وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره)، وعلى هذا يكون الضمير المؤنث في (وأورثناها) عائدًا إلى جنس هذه الأنواع لا إلى عينها، ولا يلزم أن يعود الضمير إلى أقرب مذكور دائمًا، بل إن ترتيب الضمائر في عودها على مذكور واحد أولى من عود الضمير إلى أقرب مذكور.
وبهذا التحليل لايلزم أن يكون بنو إسرائيل قد عادوا إلى مصر، والله أعلم بما كان.
ولازال للبحث ولنظر مجال، والله الموفق للصواب.
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[23 Dec 2007, 12:15 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فضيلة الشيخ وأحسن الله إليكم
مدارسة هذا الموضوع أثارت تساؤلا لدي - وأرجو المعذرة للخروج عن الموضوع -:
هل ألفت رسائل في قصص الأنبياء في القرآن بحيث تكون دراسة موضوعية تتناول جوانب القصة من بدايتها إلى نهايتها؟
فقصة نبي الله موسى - عليه السلام - أطول قصص الأنبياء وتكررت في كثير من السور واختلفت الأحداث وتسلسلت في مواضع مفرقة فلو جمعت في مكان واحد.
وقد تكرم فضيلتكم بجمع الآيات التي تتعلق بنهاية هذه القصة
الموضوع يحتاج وقفة والله يوفق للصواب ويسدد للحق
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[23 Dec 2007, 07:22 ص]ـ
معذرة للتدخل
قصة موسى في القرآن الكريم طويلة كما تفضلت وقد كتب فيها الكثير سواء رسائل علمية او كتب عادية للنشر ومن كتب فيها جيدا الدكتور صلاح الخالدي في كتابه القصص القرآني وهو أربعة مجلدات جاء الحديث عن قصة موسى عليه السلام فيها طويلا
اما الرسائل العلمية فقد كتب في بعض جوانب القصة حسب معلوماتي البسيطة
والآن الإتجاه يدور حول كتابة قصة موسى عليه السلام في جوانب معينة كدراسات مقارنة بين القرآن الكريم والتوراة فقد كتبت رسالة علمية تحت عنوان (قصة موسى عليه السلام مع فرعون بين القرآن والتوراة دراسة مقارنة)
وهناك صديق كتب تحت عنوان قصة لوط عليه السلام بين القرآن والتوراة
وهناك فكرة مطروحة لمن اراد الكتابة تحت عنوان (قصة موسى عليه السلام مع بني إسرائيل بين القرآن والتوراة دراسة مقارنة) وغيرها الكثير
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[23 Dec 2007, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[30 Dec 2007, 06:29 م]ـ
إن كان فرعون موسى هو رعمسيس الثاني، فقد كانت مصر في زمانه تحكم بلاد الشام إلى حمص. فاستيلاء بني إسرائيل على جزء من فلسطين معناه وراثة أرض كانت لفرعون(/)
دعوة للمشاركة في المؤتمر القرآني الثاني لجمعية المحافظة على القرآن الكريم / الأردن
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[12 Dec 2007, 02:51 م]ـ
تحت شعار قوله تعالى: (لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) [ص:29]
دعوة للمشاركة في
المؤتمر القرآني الثاني لجمعية المحافظة على القرآن الكريم / الأردن
بعنوان:
(فهم القرآن .. مناهج وآفاق)
في (2 و 3 / آب / 2008م) الموافق: (1 ـ 2/ 8 / 1429هـ)
أهداف المؤتمر
- تحديد أهمية فهم القرآن الكريم وأثره على حسن التعامل معه وتطبيقه.
- تحديد ضوابط علمية لفهم القرآن وتدبره.
- الكشف عن جهود السابقين والمعاصرين في فهم القرآن الكريم.
- تحديد آثار فهم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع.
محاور المؤتمر
? المحور الأول: فهم القرآن الكريم (مفهوم، مناهج، آثار)
المحاور التفصيلية:
- مدلولات (الفهم، التدبر، الخشوع، التفسير لكتاب الله).
- العلاقة بين الفهم والحفظ والتلاوة والتطبيق.
- آثار فهم القرآن الكريم وتدبره على الفرد والأمة.
- فهم القرآن مناهج وآفاق.
- صوارف فهم القرآن الكريم والانتفاع به.
? المحور الثاني: ضوابط علمية ومنهجية لفهم القرآن الكريم وتدبره
المحاور التفصيلية:
- العلاقة بين الفهم واكتشاف مكامن الإعجاز.
- ضوابط منهجية لتدبر القرآن الكريم.
- مؤهلات تعين على الفهم والتدبر.
- أثر النظرة المقاصدية في فهم القرآن الكريم.
- جهود العلماء في تأصيل فهم القرآن وتدبره.
? المحور الثالث: التجديد في تفسير القرآن الكريم
المحاور التفصيلية:
- التجديد في تفسير القرآن الكريم ضرورة حضارية.
- نماذج في تجديد تفسير القرآن الكريم.
- محاذير ومزالق في التجديد.
- التجديد والجديد في ترجمة القرآن الكريم.
- التفسير الموضوعي ودوره في تفسير القرآن الكريم.
شروط المشاركة
- أن يكون البحث المقدم أصيلاً يضيف شيئاً إلى المعرفة.
- أن لا يزيد البحث عن (30) صفحة، بخط ( Traditional Arabic)، حجم (16)، space (1,5).
- الالتزام بالمنهجية العلمية.
- يُرسِل المشارك ملخَّصاً لا يقل عن (200) كلمة مع ملخص عن السيرة الذاتية على البريد الإلكتروني للجمعية ( hoffaz@hoffaz.org).
- تُسلَّم الملخَّصات في موعد أقصاه (15/ 2/ 2008م). الموافق: (8/ 2 / 1429 هـ)
- تُسلَّم الأبحاث في موعد أقصاه (1/ 4/ 2008م). الموافق: (25/ 3 / 1429 هـ)
- يُعلَم أصحاب البحوث المقبولة بقبول أبحاثهم في موعد أقصاه (15/ 5/ 2008م). الموافق: (10/ 5 / 1429هـ)
- الأبحاث التي تُقبل للعرض في المؤتمر يتم تحكيمها لتنشر في كتاب المؤتمر.
- تتكفل الجمعية بتأمين تكاليف الإقامة والضيافة كاملة لمدة ثلاثة أيام دون تحمل أية نفقات متعلقة بالسفر للمشاركين من خارج المملكة.
للاستفسار والتنسيق: الاتصال مع مقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ محمود حسين
جوال: (00962788095831)
أو الهاتف الأرضي (0096265339277/ تحويلة 104)
أو على البريد الإلكتروني المذكور أعلاه
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2007, 08:10 ص]ـ
بارك الله في جهودكم وجزاكم خيراً أخي زهير ريالات ...
ـ[صالح صواب]ــــــــ[13 Dec 2007, 01:30 م]ـ
شكرا للأخ/ زهير .. وكم نحن بحاجة إلى مثل هذه المؤتمرات ...
ولهذا الموقع - بعد الله - فضل في التواصل بشأن هذه المؤتمرات
وأرجو أن نتمكن من المشاركة ببحث ننتفع به وينفع الله به غيرنا
ـ[محب الطبري]ــــــــ[13 Dec 2007, 04:21 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أستاذ زهير وياليت التواريخ تكتب بالهجري فنحن لا نحسن التاريخ الميلادي ولا نحب التأريخ به.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Dec 2007, 04:40 م]ـ
تم تعديل التواريخ بالهجري بحسب البرنامج الموجود في موقع نداء الإيمان ( http://www.al-eman.com/)...
ويمكن التأكد من ذلك ..
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[15 Dec 2007, 09:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور الكريم.
وجزا الله الأخ محب الطبري على ملاحظته، وما قاله صحيح، ولا أدري كيف فات هذا الأمر المهم على الإخوة في اللجنة التحضيرية؟!
كما أشكر الأخ فهد على التعديل.
ونرحب بالجميع مشاركين في المؤتمر.
ـ[البهيجي]ــــــــ[25 Dec 2007, 11:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ... شكرا لجمعية المحافظة على القرآن الكريم عملها في سبيل نشر العلم بالقرآن وتبسيط العلوم القرآنية
وكتابة البحوث حولها ....... وأقترح على الأساتذة الكرام العاملين في الجمعية دراسة الأقتراح التالي
أرجو أضافة الهدفين التاليين:
الأول: الكشف عن هفوات أو أخطاء الدراسات والتفاسير القديمة والمعاصرة خاصة في موضوع توحيد الله سبحانه وتعالى وكذلك تجريد الأتباع لرسول الله اللهم صل عليه وآله وسلم.
الثاني: مناقشة جهود المفسرين في تفسير آيات الأحكام وخاصة المتعلقة بالصلاة والزكاة والصيام والحج ..... ومدى
قربها أو بعدها عن منهج أهل الحديث القائم على مقولة: اذا صح الحديث فهو مذهبي.
وأرجو قبول شكري وأمتناني لكل من يساهم بخدمة القرآن الكريم
البهيجي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Jan 2008, 12:43 م]ـ
للتذكير
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[22 Jan 2008, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
الأخ الفاضل: زهير هاشم ريالات ـ حفظه الله ـ.
أما بعد، فإني أحمد الله إليكم أن وفقكم لعقد هذه الندوة المباركة لتدارس هذا الموضوع الهام.
متمنياتي لكم بالتوفيق و السداد.
جزاكم الله خيرا.
و تفضلوا أخي الكريم ـ و سائر القائمين على هذه الندوة المباركة ـ خالص تحياتي و تقديري.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.(/)
طلب مساعدة:ايات التربية الوقائية للضرورة القصوى
ـ[اسلام1]ــــــــ[13 Dec 2007, 08:57 م]ـ
اخواني الافاضل:
اعكف هذه الايام على جمع الايات التي تندرج تحت التربية الوقائية فهل من مساعدة من قبلكم ....
وجزاكم الله خير
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[14 Dec 2007, 09:45 ص]ـ
ما شاء الله .. موضوع مهم للغاية.
أسأل الله لك التسديد.
أحكام النظر والاستئذان في سورة النور، لا سيما في تفسير الظلال ستفيدك بإذن الله.
وآيات الكفارات والحدود ونحوها .. كذلك.
والتفت إلى معنى قوله تعالى في المجادلة (ذلكم توعظون به).
وفي مثل قوله تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) وقاية وبناء وعلاج!
وما جاء في سد الذرائع .. هو من قبيل الوقاية.
وفقك الله.
أنا بانتظار هذا الموضوع.(/)
نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان
ـ[باحثة اسلامية]ــــــــ[14 Dec 2007, 12:30 ص]ـ
أين أجد كتاب نظام القرآن وتأويل الفرقان بالفرقان لعبد الحميد الفراهى فى مصر
ـ[أبو إياد]ــــــــ[18 Jan 2008, 12:40 ص]ـ
إن لم تخني الذاكرة فهو مقال في مجلة في القرن الماضي في مصر، وأذكر أني قد رأيت عنوانه في قواعد معلومات مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية (أكتب هذا من الذاكرة، وقد أكون وهمت).
ـ[الكشاف]ــــــــ[18 Jan 2008, 11:54 ص]ـ
هذا كتاب للشيخ عبدالحميد الفراهي، ولكنه لم يكتمل وإنما طبع منه بعض السور وبعضها ما يزال مخطوطاً.(/)
هل يصح أن ينسب الإعجاز للسنة؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2007, 01:50 م]ـ
إن أزمة المصطلحات لا تكاد تنفك عن علم من العلوم، ونحن بحاجة إلى النظر فيها لتحريرمحلِّ النِّزاع، أو لما قد يترتب عليها من معلومات فيها خلل، لذا فإن ما يقال: إنه لا مشاحة في الاصطلاح = فإنه ليس على إطلاقه، نعم، لا مشاحة في الاصطلاح إذا كان لا يغيِّر حقائق الأمور، ولا يترتب عليه معلومات علمية خاطئة.
وهنا مصطلح معاصر حادث، وهو (الإعجاز العلمي في السنة النبوية)، فهل يصح هذا الإطلاق؟
إذا رجعنا إلى تراثنا المتراكم عبر القرون، وجدنا علماءنا ـ رحمهم الله تعالى ـ قد كتبوا في هذا الأمر، لكن تحت مسمى (دلائل النبوة) أو (أعلام النبوة)، وهو أقلُّ في الاستعمال من (دلائل النبوة).
ويذكرون في كتبهم هذه أمورًا:
الأول: معجزات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أحواله الدالة على صدقه.
الثالث: إخباراته بالغيب، والإشارة إلى وقوع بعض ما أخبر به.
لذا فدلائل النبوة فيها المعجزات، وفيها غيرها مما يدل على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وما دام هذا كان متحرِّرًا عند علمائنا ـ رحمهم الله تعالى ـ فما الداعي إلى ترك الاصطلاح الدقيق لعلمائنا السابقين، واستبداله بمصطلح يحمل مشكلات علمية؟
إن مصطلح الإعجاز منذ ظهر وهو مرتبط بأمرين:
ـ بالقرآن الكريم.
ـ وبالأمور الخارقة لعادة الخلق جميعًا تلك العادة ـ كتسبيح الحصى ـ التي يجريها الله على يد نبيٍّ من أنبيائه لتكون دليل صدقٍ على نبوتهم، أو تأييدًا لهم.
ولقد قلَّبتُ الأمر في هذا المصطلح الحادث، فلم أر أننا بحاجة إليه ما دام في تراثنا ما يغني عنه، ويدلُّ على المراد به دون مشكلات علمية.
والملاحظ أن من أحدث هذا المصطلح راح يُعرِّفه بتعريف خاصٍّ جدًّا ينطبق على ما يريد هو، دون الالتفات إلى تقرير العلماء السابقين في تعريف المعجزة، فصار نشازًا بعيدًا عن مفهوم المعجزة كما عرفته القرون من قبلنا.
وإذا تأملت تعريفهم للإعجاز العلمي بالسنة النبوية؛ ظهر لك يقينًا أن مدلول مصطلح (دلائل النبوة) أصدق وأدقُّ من مدلول (الإعجاز).
ومن عرَّف الإعجاز العلمي يقول: ((هو إخبار القرآن الكريم أو السنة بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذا مما يُظهر صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فيما أخبر عن ربه سبحانه)) تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الصادر عن هيئة الإعجاز العلمي برابطة العالم الإسلامي (ص: 14).
والذي يُظهِر صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إما أن يكون من قبيل المعجزات، وإما أن يكون من قبيل الأحوال النبوية الدالة على صدقه، وإما أن يكون من قبيل الإخبار بالغيب الذي يقع تحقيقه في المستقبل، وهذه كلها دلائل نبوة.
ـ أما المعجزات فهي من الأمور الخارقة التي لا يقدر عليها الخلق البتة، لذا فهي مختصَّة بالله تعالى يظهرها على يد نبي من أنبيائه، أو يظهرها على يد وليٍّ من أوليائه تدلُّ على صدق النبي، وتكون مؤيدة له.
ـ وأما الأحوال النبوية، فإنها تدلُّ على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشهر الأمثلة في تاريخ الرسالة خبر هرقل مع أبي سفيان، فهرقل قد استدل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم بالسؤال عن أحواله.
وفي الإصابة لابن حجر في ترجمة ملك عمان، قال: (الجلندي بضم أوله وفتح اللام وسكون النون وفتح الدال ملك عمان ذكر وثيمة في الردة عن ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم: بعث إليه عمرو بن العاصي يدعوه إلى الإسلام، فقال: لقد دلني على هذا النبي الأمي: إنه لا يأمر بخير إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يَغلِب فلا يبطر، ويُغلَب فلا يَهجُر، وأنه يفي بالعهد، وينجز الوعد، وأشهد أنه نبيٌّ، ثم أنشد أبياتاً منها:
أتاني عمرو بالتي ليس بعدها ... من الحق شيء والنصيح نصيح
فقلت له ما زدت أن جئت بالتي ... جلندى عمان في عمان يصيح
فيا عمرو قد أسلمت لله جهرة ... ينادي بها في الواد بين فصيح
وسيأتي في ترجمة جيفر بن الجلندي في هذا الحرف أنه المرسل إليه عمرو فيحتمل أن يكون الأب وابنه كانا قد أرسل إليهما)).
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تأمل أحوال من ادَّعى النبوة من الكَذَبَةِ عرف أهمية الأحوال النبوية في الدلالة على الصدق.
ـ وأما الإخبار بالغيب، فهو كثير في سنته صلى الله عليه وسلم، وقد كتب العلماء في ذلك في كتبهم في الصحاح والسنن والمسانيد، ولبعضهم مؤلفات خاصة؛ ككتب (الفتن والملاحم)، وكتبوا ـ كذلك ـ في كتب (دلائل النبوة) وفي غيرها مما يتعلق بسيرته الشريفة؛ كتبوا كثيرًا من أخبار الغيب التي تنبَّأ بها، وقد وقع منها شيء كثيرٌ يدلُّ على صدقِه صلى الله عليه وسلم.
وأما النوع الذي ينحو إليه من يكتب في (الإعجاز العلمي في السنة النبوية) فحقيقةُ أغلبِه أنه إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر يطابق الواقع الذي كان بين يديه، وليس بأمر سيأتي بعده بعد حين.
ومن باب الفائدة أقول: إن كانت تفاصيل بعض ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم غير مدرَكة للصحابة ـ كما يرى من عرَّف الإعجاز العلمي ـ فإن هذا لم يؤخِّر الصحابة ومن جاء بعدهم عن العمل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وإدراكُ ذلك ـ على سبيل التفصيل ـ بطرق بشرية بحته توصِل إلى صدق ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم = هو من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم بلا ريب، لكن لا يصلح أن يقال عنه إنه (معجزة)، فهو لا يتناسب مع تعريف المعجزة التي عرَّفها به العلماء على اختلافهم في تعريفاتهم لها.
تنبيه:
إن مما لا يخفى أن قضية الإخبار بالغيب قد تحصل لغير النبيِّ، لكن الفرق بين النبي ومدَّعي النبوة أن أخبار الأول كلها صادقة، أما الثاني فالأصل في أخباره الكذب، ولا يصدق منها إلا القليل جدًّا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن استراق الجنِّ لأخبار السماء، ولزيادتهم فيها حتى يكون الخبر الواحد معه مائة كذبة.
ـ ويمكن القول بأن تميُّز الرسول صلى الله عليه وسلم في المعجزات والأحوال تميزٌ تامٌّ، بخلاف الإخبار بالغيب، إذ قد يقع فيه مشاركة من جهة، لكن ـ كما سبق ـ شتان بين الإخبار النبوي عن الغيوب وإخبار الدجالين عنها.
أما أن يرد في أخباره صلى الله عليه وسلم خبر مجمل في قضية ما، ثم يأتي العِلمُ المعاصر مصدِّقًا لما قال، فهذا لا خلاف في وقوعه، بل هو الأصل عندنا نحن المسلمين، لأن كلام نبينا صلى الله عليه وسلم حقٌّ، لكن أين مجال السبق هنا؟
إن السبق يصحُّ لو كنا نحن الذين اكتشفنا بناءً على معطيات الخبر النبوي، ثم توصل الغرب أو الشرق إلى ما اكتشفناه، أما على أسلوب من يدَّعي الإعجاز في السنة النبوية، فلا يوجد سبق؛ لأن السبق في الكشف إنما هو لمن اكتشف، وليس لمن كان عنده الخبر ولا يدري ما تحته من التفاصيل (أعني: نحن المسلمين المعاصرين).
ومصطلح (السبق) الذي يقوم عليه الإعجاز العلمي بحاجة إلى إعادة نظر وتقويم؛ إذ لا حاجة لنا بأن نقول بالسبق، وإنما يكفي أن ندلَّ على أن ما اكتشفه المعاصرون بالتجربة والتحليل والتفصيل هو معلوم عندنا على سبيل الإجمال من حديث نبينا صلى الله عليه وسلم، وأننا مؤمنون بخبره، مطبِّقون له؛ سواءٌ علمنا هذه التفاصيل أو لم نعلمها، ومايزيدنا هذا الكشف الجديد إلا إيمانًا وتسليمًا.
ومن وجوه الصدق التي يحسن أن نرفعها أنه لا يوجد في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ما يمكن أن يخالف الفطرة السوية والصحة البدنية والنفسية، فربنا سبحانه وتعالى قد يسر لنبينا صلى الله عليه وسلم أمور دينه ودنياه، فلله الحمد والمنة على أن جعلنا من أتباع هذا النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[14 Dec 2007, 05:43 م]ـ
بارك الله في الأخ الفاضل الكريم على هذا الطرح الجيد لقضية جوهر ية في علوم القرآن والحديث
ويبدو فيما يتعلق بالمصطلح أن القدماء قبل القرن الرابع الهجري وجلهم من المعتزلة لم يهتموا من وجوه الإعجاز إلا بالجانب البياني بل إن نظرية النظم ظلت محل سجال بين المعتزلة وأهل السنة إلى أن حسم الموقف عبد القاهر الجرجاني لصالح أهل السنة كما هو معروف
و لاشك أن جوامع الكلم على الرغم من سموها البلاغي فإنها لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره بأنها معجزة ومن ثم تحاشى علماؤنا قديما استعمال مصطلح إعجاز الحديث حتى إذا تزايد الاهتمام بوجوه إعجاز القرآن المختلفة في العصر الحاضر ظهر تبعا لذلك إعجاز الحديث أو السنة في مجالات مختلفة إلا الجانب البياني طبعا ولا غرابة في ذلك فالبيان وحي كالقرآن والله أعلم
ـ[النورس]ــــــــ[18 Dec 2007, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ على الموضوع
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[18 Dec 2007, 10:52 ص]ـ
بارك الله فيك ايها الشيخ الفاضل على هذا البيان المبين والكشف الكاشف عن غموض الادراك في المعاني.
يمكن ان نجد مسالة في مثل هذا الموضوع: وهي الورع العلمي وذلك في اطلاق اي كلمة او دلالة تشير الى المعنى او ما نتعاف عليه اليوم بالمصطلح ... فلا يخفى الفرق بين كلمة دلائل وبين كلمة الاعجاز ... وهذا ما اقوقفني متاملاعند هذه الكلمات- ((لذا فدلائل النبوة فيها المعجزات، وفيها غيرها مما يدل على صدق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
وما دام هذا كان متحرِّرًا عند علمائنا ـ رحمهم الله تعالى ـ فما الداعي إلى ترك الاصطلاح الدقيق لعلمائنا السابقين، واستبداله بمصطلح يحمل مشكلات علمية؟)) - والتي اشعرتني بقول الله تعالى في باب الوصية ((واذا قلتم فعدلوا) وارى مخاطبا نفسي اولا وغيري اذا كانت الاية الكريمة تدعونا الى القصد والعدل فيما نتكلم من امور المعاملات وما نقضي به امور الحياة الدنيا ... اليس من الاولى ان نكون عادلين في تعاملنا مع كلام القران الكريم واحاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.
بارك الله في الجميع ... ورزقنا حسن القول عبرة في حسن العمل.
كل عام وانتم بخير ....
كل عام وبلاد المسلمين في امن امان ..
والحمد لله اولا واخرا.(/)
نكتة بديعه من مفردات الراغب
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Dec 2007, 10:15 م]ـ
الحمد لله
قال الرغاب في التعليق على قوله تعالى // و إذا قيل لهم آمنوا كما ىمن الناس //
أي كما يفعل من وجد فيه معنى الانسانية. /انتهى.
ومعنى قوله رحمه الله انه يقال لهم تبكيتا لهم ... كونوا اناسا و أسلموا فإن اسلامكم هو مقتضى انسانيتكم .. فإن
أصررتم فقد خرجتم من انسانيتكم الى دركات البهائمية بل أشر من ذلك.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Dec 2007, 03:16 ص]ـ
معنى لطيف
وشرح جميل
بارك الله فيك، وزادك علماً وفقهاً
ويؤيده قوله تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً)
ولو أورد عليه: بأن الناس في الآية من العام الذي أريد به الخصوص كما في قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)
فيمكن أن يجاب عنه بأحد جوابين:
الأول: أن العبرة بالحكمة من التعبير بهذا اللفظ (الناس) فدل على أنه معتبر.
الثاني: أن لفظ (الناس) يطلق في النصوص وفي اللغة عموما على المعنى العام المعروف، وعلى معنى أخص على وجه الاهتمام أو المدح كما في حديث (لتتبعن سنن من قبلكم ... ) الحديث قالوا: يارسول الله فارس والروم، قال: ومن الناس إلا أولئك) متفق عليه.
وقال المتلمس الضبعي:
فلا تقبلن ضيماً مخافة ميتة وموتن بها حراً وجلدك أملس
فما الناس إلا ما رأوا وتحدثوا وما العجز إلا أن يضاموا فيجلسوا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[15 Dec 2007, 03:16 ص]ـ
معنى لطيف
وشرح جميل
بارك الله فيك، وزادك علماً وفقهاً
ويؤيده قوله تعالى: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً)
ولو أورد عليه: بأن الناس في الآية من العام الذي أريد به الخصوص كما في قوله تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)
فيمكن أن يجاب عنه بأحد جوابين:
الأول: أن العبرة بالحكمة من التعبير بهذا اللفظ (الناس) فدل على أنه معتبر.
الثاني: أن لفظ (الناس) يطلق في النصوص وفي اللغة عموما على المعنى العام المعروف، وعلى معنى أخص على وجه الاهتمام أو المدح كما في حديث (لتتبعن سنن من قبلكم ... ) الحديث قالوا: يارسول الله فارس والروم، قال: ومن الناس إلا أولئك) متفق عليه.
وقال المتلمس الضبعي:
فلا تقبلن ضيماً مخافة ميتة وموتن بها حراً وجلدك أملس
فما الناس إلا ما رأوا وتحدثوا وما العجز إلا أن يضاموا فيجلسوا
ـ[منصور مهران]ــــــــ[15 Dec 2007, 07:38 ص]ـ
الموضع الذي تفضل بإيراده الأستاذ (المجلس الشنقيطي) تجدونه في:
المفردات للراغب الأصفهاني، تحقيق صفوان عدنان داوودي، دار القلم، دمشق، الطبعة الثالثة / 1423 هج - 2002 م
ص 829، مادة (نوس)(/)
لماذا قال موسى عليه السلام (رب إني لا أملك الا نفسي وأخي) أين ذكر الرجلين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[14 Dec 2007, 10:26 م]ـ
لماذا قال موسى عليه السلام (رب إني لا أملك الا نفسي وأخي) أين ذكر الرجلين اللذين ذكرا في سورة المائدة في قوله (قال رجلان من الذين يخافون انعم الله عليهما) لماذا قصر موسى عليه السلام الحديث عن نفسه وأخيه هارون عليه السلام
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 Dec 2007, 09:36 ص]ـ
قال الألوسي رحمه الله في تفسير للأيات في سورة المائدة
لم يذكر الرجلين اللذين أنعم الله تعالى عليهما وإن كانا يوافقانه إذا دعا لما رأى من تلون القوم وتقلب آرائهم فكأنه لم يثق بهما ولم يعتمد عليهما. وقيل: ليس القصد إلى القصر بل إلى بيان قلة من يوافقه تشبيهاً لحاله بحال من لا يملك إلا نفسه وأخاه، وجوز أن يراد بأخي من يؤاخيني في الدين فيدخلان فيه ولا يتم إلا بالتأويل بكل مؤاخ له في الدين، أو بجنس الأخ وفيه بعد
وقال أيضا: ويجوز في {أَخِى} وجوهاً أخر من الإعراب: الأول: أنه منصوب بالعطف على اسم إن، الثاني: أنه مرفوع بالعطف على فاعل {أَمْلِكُ} للفصل، الثالث: أنه مبتدأ خبره محذوف، الرابع: أنه معطوف على محل اسم إن البعيد لأنه بعد استكمال الخبر، والجمهور على جوازه حينئذ، الخامس: أنه مجرور بالعطف على الضمير المجرور على رأي الكوفيين، ثم لا يلزم على بعض الوجوه الاتحاد في المفعول بل يقدر للمعطوف مفعول آخر أي وأخي إلا نفسه، فلا يرد ما قيل: إنه يلزم من عطفه على اسم إن أو فاعل {أَمْلِكُ} أن موسى وهارون عليهما السلام لا يملكان إلا نفس موسى عليه السلام فقط، وليس المعنى على ذلك كما لا يخفى، وليس من عطف الجمل بتقدير ولا يملك أخي إلا نفسه كما توهم، وتحقيقه أن العطف على معمول الفعل لا يقتضي إلا المشاركة في مدلول ذلك. ومفهومه الكلي لا الشخص المعين بمتعلقاته المخصوصة فإن ذلك إلى القرائن.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Dec 2007, 08:54 ص]ـ
ان كلام موسي هو بناءا علي كلام الرجلين،لما قالا "ادخلوا عليهم الباب ... " فاعترض المعارضون فبدأ موسي بنفسه وبأخيه، فلم يكن ليتأخر عن دعوة كهذه، وبالطبع تبعه المؤمنون ومنهم الرجلان ثم باقي المؤمنين. أما الفاسقون فكان التيه لهم
إذن أجيبت دعوة موسي " فافرق ... " وفرق الله بين الفريقين. المؤمنون دخلوا القرية والفاسقون دخلوا التيه
وكلام مثل هذا " وتقلب آرائهم فكأنه لم يثق بهما ولم يعتمد عليهما " كيف وقد وصفهما القرآن أنهما ممن " يخافون أنعم الله عليهما " وهما لم يقولا إلا خيرا
إنهما من الحالات الجديرة بالدراسة فقد وصفا بأنه ممن يخافون وكذلك ممن أنعم الله عليهما والنعمة هنا تحتاج إلي بحث حيث أنه تحتمل الشجاعة تحتمل فهم أحوال الناس والذكاء الاجتماعي
تحتمل المال لتمويل عمليه الاقتحام والدخول وبالطبع قوة اليقين الايماني بالله وبالرسول.
فهما من نماذج أهل الايمان والخوف والنعمة،ولكن الباحثين لم يعطوهما من البحث ما يستحقا نه فهل من مشمر
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[17 Dec 2007, 04:43 م]ـ
لماذا قال موسى عليه السلام (رب إني لا أملك الا نفسي وأخي) أين ذكر الرجلين
الحمد لله
أميل جدا الى قول من قال إن القوم كثيروا التلون و التقلب ... وليس عنده صلى الله عليه و سلم وقت قوله تلك شهادة من
الله بخصوص احد من قومه الا شهادة الله لهارون عليه السلام باصطفائه ... و لا يرد على هذا قول القائل كيف ذلك
وقد اخبر القران بحالهما .... فالجواب أن القران نزل بحكاية واقع الحال على ما هو عليه وقت حدوث القصة لا وقت
انقضائها .... و الامر اشبه تماما بحال امرأة لوط .... فلم يكن لوط عليه السلام يعلم حال امرأته الا بعد اخبار الملائكة له.
و الله أعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[17 Dec 2007, 11:18 م]ـ
أخي الكريم
لم أفهم مسألة واقع الحال التي قلت بها
" قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلي الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين "لم يطلب منهما الكلام ولكن هما الذين ندبا نفسيهما تأ ييدا للرسول
شرحا لهم ماذا يفعلوا والمبرر له،
ومن يأمر بالتوكل علي الله ويذكر المستمع بالايمان هل يعود هو بعد ذلك علي غير ماذكر به
واذاكان كلامك صحيحا فمن ذكر واقع الحال هذه؟ .. انه القرآن، هل ذكره علي لسان أحد يقوله أو يرويه ... لا، هل يقوله لتقرير أن هذه حقا حال الرجلين .. نعم، فما الدليل علي أنها حال مؤقتة، ودليل عدم ثقة الرسول بهما
والآخرين قالوا بعد هذا الكلام " ياموسى ... "ليدل علي أن موسى عليه السلام أيد كلام الرجلين
أما كون موسي عليه السلام لايملك الرجلين، ولا يستطيع الحكم عليهم لأنه لا يستطيع أن يحكم علي أحد إلا من أوحي الله إليه أنه لا يتخلف عن أمره
والاستشهاد بامرأة لوط ليس في محله فلم يرد نص أنها قالت كلام يحسب لها في ميزان الايمان ثم أن الملائكة لم تخبر لوط عليه السلام أنها تخونه بل أخبروه "فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد إلا امرأتك إنها مصيبها ما أصابهم "
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[18 Dec 2007, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه نصوص منقولة متعلقة بهذه المسألة، ومرتبة تاريخيا ليُلحَظَ ما أضافه اللاحق على السابق، وما كان مجرد تكرار!!!، ولم أذكر تفاسير أخرى لما فيها من التكرار الحرفي الواضح.
والأمر بعد ذلك مفتوح للنظر والتأمل والنقد والتحليل:
الزمخشري - 538هـ:
فإن قلت: أما كان معه الرجلان المذكوران؟ قلت: كأنه لم يثق بهما كل الوثوق، ولم يطمئن إلى ثباتهما، لِمَا ذاق -على طول الزمان واتصال الصحبة- من أحوال قومه وتلونهم وقسوة قلوبهم، فلم يذكر إلا النبي المعصوم الذي لا شبهة في أمره. ويجوز أن يقول ذلك لفرط ضجره عندما سمع منهم تقليلاً لمن يوافقه. ويجوز أن يريد: ومن يؤاخيني على ديني.
الرازي - 606هـ:
فإن قيل: لِمَ قال لا أملك إلا نفسي وأخي، وكان معه الرجلان المذكوران؟ قلنا: كأنه لم يثق بهما كل الوثوق لما رأى من إطباق الأكثرين على التمرد، وأيضا لعله إنما قال ذلك تقليلا لمن يوافقه، وأيضا يجوز أن يكون المراد بالأخ من يؤاخيه في الدين، وعلى هذا التقدير فكانا داخلين في قوله {وأخى}.
البيضاوي - 685هـ:
والرجلان المذكوران وإن كانا يوافقانه لم يثق بهما، لِمَا كابد من تلون قومه. ويجوز أن يراد بـ"أخي" من يؤاخيني في الدين فيدخلان فيه.
الخازن - 741هـ:
وإنما قال موسى لا أملك إلا نفسي وأخي -وإن كان معه في طاعته يوشع بن نون وكالب بن يوفنا- لاختصاص هارون به ولمزيد الاعتناء بأخيه. ويحتمل أن يكون معناه وأخي في الدين، ومن كان على دينه وطاعته فهو أخوه في الدين، فعلى هذا الاحتمال يدخل الرجلان في قوله "وأخي".
أبو حيان - 745هـ:
وكأنه في هذا الحصر لم يثق بالرجلين اللذين قالا: ادخلوا عليهم الباب، ولم يطمئن إلى ثباتهما لما عاين من أحوال قومه وتلونهم مع طول الصحبة، فلم يذكر إلا النبي المعصوم الذي لا شبهة في ثباته. قيل: أو قال ذلك على سبيل الضجر عندما سمع منهم تقليلاً لمن يوافقه، أو أراد بقوله: وأخي، من يوافقني في الدين لا هارون خاصة.
ابن عادل - 880هـ:
فإن قيل: لم قال: {لا أمْلِكُ إلاَّ نَفْسِي وَأخِي} وكان مَعَهُ الرَّجُلان المَذْكُورَان؟. فالجواب: كأنَّه لم يَثِقْ بِهِمَا كُلَّ الوُثُوق لِمَا رَأى [من] إطباقِ الأكْثَرِين على التَّمَرُّد، ولَعَلَّهُ إنَّما قَالَ ذَلِكَ تَقْلِيلاً لمن وَافَقَهُ، أو يكُون المُرَادُ بالأخِ مَنْ يُؤاخِيهِ في الدِّين، وعلى هذا يَدْخل الرَّجُلان.
البقاعي - 885هـ:
ولما كان من حق الرسول أن يقيه كل أحد بنفسه وولده فكيف بما دون ذلك، فكان لا يصدق أحد أن أتباعه لا يطيعونه، جرى على طبع البشر وإن كان يخاطب علام الغيوب قال مؤكداً: {إني} ولما فهم من أمر الرجلين لهم بالدخول أنهما قيّدا دخولهما بدخول الجماعة، خص في قوله: {لا أملك إلا نفسي وأخي} أي ونحن مطيعان لما تأمر به.
الآلوسي - 1270هـ:
ولم يذكر الرجلين اللذين أنعم الله تعالى عليهما وإن كانا يوافقانه إذا دعا لما رأى من تلون القوم وتقلب آرائهم فكأنه لم يثق بهما ولم يعتمد عليهما. وقيل: ليس القصد إلى القصر بل إلى بيان قلة من يوافقه تشبيها لحاله بحال من لا يملك إلا نفسه وأخاه. وجوز أن يراد بأخي من يؤاخيني في الدين فيدخلان فيه، ولا يتم إلا بالتأويل بكل مؤاخ له في الدين أو بجنس الأخ، وفيه بعد.
ابن عاشور - 1393هـ:
وإنما لم يعد الرجلين اللذين قالا {ادخلوا عليهم الباب}، لأنه خشي أن يستهويهما قومهما.
محمد سيد طنطاوي:
ولم يذكر الرجلين اللذين قالا لقومهما فيما سبق {ادخلوا عَلَيْهِمُ الباب} لعدم ثقته الكاملة في دخولهما معه أرض الجبارين، وفي وقوفهما بجانبه عند القتال إذا تخلى بقية القوم عنه، فإن بعض الناس كثيرا ما يقدم على القتال مع الجيش الكبير، ولكنه قد يحجم إذا رأى أن عدد المجاهدين قليل.
ومن هنا لم يذكر أنه يملك أمر هذين الرجلين كما يملك أمر نفسه وأمر أخيه.
وصرح موسى - عليه السلام - بأنه يملك أمر أخيه هارون كما يملك أمر نفسه، لمؤازرته التامة له في كفاحه ظلم فرعون، ولوقوفه إلى جانبه بعزيمة صادقة في كل موطن من مواطن الشدة وليقينه بأنه مؤيد بروح من الله - تعالى.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 Dec 2007, 02:31 م]ـ
بوركت دكتور مصطفى على فوضيل على اترتيب والبيان
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Dec 2007, 12:58 ص]ـ
مسألة مماثلة لعل فيها مثل هذا الترتيب والبيان
" قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك .. "
فلماذا دعي له ولأخيه فقط
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 Dec 2007, 11:58 ص]ـ
مسألة مماثلة لعل فيها مثل هذا الترتيب والبيان
" قال رب اغفر لي ولأخي وأدخلنا في رحمتك .. "
فلماذا دعي له ولأخيه فقط
بارك الله فيك أخي مصطفى على المداخلة
الظاهر انه لم يدع فقط لنفسه ولأخيه في الأية التي ذكرت وإنم خص ذكره بقوله (ولأخي)
ليزيل عن أخيه ما خافه من الشماتة، فكأنه تذمم مما فعله بأخيه، وأظهر أنه لا وجه له، وطلب المغفرة من الله مما فرط منه في جانبه، ثم طلب المغفرة لأخيه إن كان قد وقع منه تقصير فيما يجب عليه من الإنكار عليهم وتغيير ما وقع منهم من عبادة العجل
وهذا ما ذكره الشوكاني في فتح القدير
ومن ثم لما دعا بمحو التقصير، أتبعه بالإكرام فقال: {وأدخلنا} أي أنا وأخي وكل من انتظم معنا {في رحمتك} لتكون غامرة لنا محيطة بنا
فالقول انه خص اخيه ليدفع عنه ما خافه من الشماتة ودعا بالإكرام لكل من معه لتحيط الرحمة بالجميع والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Dec 2007, 10:08 م]ـ
كما قلت --الظاهر أنه لم يدع لنفسه ولأخيه فقط --
وقلت --فقال وأدخلنا،أي أنا وأخي وكل من انتظم معنا --
لما لم تقل لاأملك إلا نفسي وأخي وكل من انتظم معنا - عند الكلام عن آية المائدة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 Dec 2007, 11:01 م]ـ
كما قلت --الظاهر أنه لم يدع لنفسه ولأخيه فقط --
وقلت --فقال وأدخلنا،أي أنا وأخي وكل من انتظم معنا --
لما لم تقل لاأملك إلا نفسي وأخي وكل من انتظم معنا - عند الكلام عن آية المائدة
انا لم اقل شيئا في تفسير الآية في سورة المائدة وإنما نقلت قول الألوسي رحمه الله
وهناك كنت متسائلا بارك الله فيك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Dec 2007, 12:08 ص]ـ
يا أخي الكريم
ان الذين أنعم الله عليهم والذين ندعو الله أن يلحقنا بهم هم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وقد نزل حكما صريحا أن هذين الرجلين " أنعم الله عليهما " فهما في أحد هؤلاء الأربعة
فكيف أتصور أنهما ليسا كذلك ومتقلبون
بارك الله فيك
وأسأل الله تعالي أن يغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[21 Dec 2007, 12:21 ص]ـ
يا أخي الكريم
ان الذين أنعم الله عليهم والذين ندعو الله أن يلحقنا بهم هم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وقد نزل حكما صريحا أن هذين الرجلين " أنعم الله عليهما " فهما في أحد هؤلاء الأربعة
فكيف أتصور أنهما ليسا كذلك ومتقلبون
بارك الله فيك
وأسأل الله تعالي أن يغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان
وانا لا أقول إلا هذا بارك الله فيك(/)
أين كان موسى عليه السلام وقت التيه؟؟؟
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[15 Dec 2007, 10:06 ص]ـ
سؤال يراودني أين كان كليم الله موسى عليه السلام وقت التيه؟؟
قال الرازي في تفسيره
اختلف الناس في أن موسى وهارون عليهما السلام هل بقيا في التيه أم لا؟ فقال قوم: إنهما ما كانا في التيه، قالوا: ويدل عليه وجوه: الأول: أنه عليه السلام دعا الله يفرق بينه وبين القوم الفاسقين، ودعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام مجابة، وهذا يدل على أنه عليه السلام ما كان معهم في ذلك الموضع، والثاني: أن ذلك التيه كان عذاباً والأنبياء لا يعذبون، والثالث: أن القوم إنما عذبوا بسبب أنهم تمردوا وموسى وهارون ما كانا كذلك، فكيف يجوز أن يكونا مع أولئك الفاسقين في ذلك العذاب. وقال آخرون: إنهما كانا مع القوم في ذلك التيه إلا أنه تعالى سهل عليهما ذلك العذاب كما سهل النار على إبراهيم فجعلها برداً وسلاماً
فأي الأقوال أرجح بارك الله فيكم
أنظر تفسير الرازي لسورة المائدة(/)
هل يوجد كتاب يخدم الآيات المتشابهة معنى؟
ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[15 Dec 2007, 10:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......
يُشكل دائمًا علينا المتشابه في القرآن فتجد القصة ذاتها لكنّ باختلاف ألفاظ يسيرة منها، ولابد وإلا لهذا الاختلاف أثر في المعنى وإثراء خصوصًا إن كانت قصة؛ لكن يقصر عليه علمنا.
مثل:
ورد الفعل (جاءها) في قوله تعالى {فلما جاءها نودي} [النمل8]، والفعل (أتاها) في قوله تعالى: {فلما أتاها نودي} [القصص30].
فما الفرق بين المجيء والإتيان، وما أثره على القصة؟
وهل هذا الكتاب الذي أُشير إليه في الملتقى يخدم هذه المسألة؟
(المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم) لـ د. عبدالمجيد ياسين
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php
فهل لكم أحسن الله لكم وبارككم، أن تحتسبون الأجر في دلالتنا على كتب تتعرض لمثل هذا الموضوع؟
ملاحظة: قد بحثتُ عن بُغيتي قبل أن أسأل فلم أدركها، واعتذر إن كنت طُرحت موضوع مكرر.
ـ[العامر]ــــــــ[16 Dec 2007, 01:14 ص]ـ
هناك كتب للدكتور فاضل صالح السامرائي .. فهو يهتم بالفروق اللغوية والبيانية والمتشابهات في القران الكريم ..
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=2446
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=2445
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[16 Dec 2007, 06:12 م]ـ
كتاب
(من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم)
للدكتور محمد الصامل
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[16 Dec 2007, 06:16 م]ـ
وكتاب
(ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتابه اللفظ من آي التنزيل)
لأحمد بن ابراهيم بن الزبير الثقفي العاصمي الغرناطي
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Dec 2007, 07:03 م]ـ
من الكتب التي تحقق بغيتك؛ ولعلك تجد فيها ما يغنيك عن غيرها:
1. "دُرَّةُ التنزيل وغُرَّةُ التأويل في بيان الآيات المتشابهات في كتاب الله العزيز". لأبي عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بالخطيب الإسكافي [توفي سنة:420 هجرياً]، وهو أول ما صُنِّف في توجيه المتشابه، وكتابه مبسوط طويل العبارة، مرتب السور، بالتعليل وقد قال في مقدمته " وإني مذ خصَّني الله بإكرامه وعنايته…… تدعوني دواعٍ قوية يتبعها نظر ورويِّة في الآيات المتكررة بالكلمات المتفقة والمختلفة، وحروفها المتشابهة المنغلقة والمنحرفة، تطلُّبا لعلامات ترفع لَبْس إشكالها وتخصُّ الكلمة بآيتها دون أشكالها ". ثم قال: " فعزمت عليها بعد أن تأملت أكثر كلام المتقدمين والمتأخرين، وفَّتشتُ على أسرارها معاني المتأولين المحققين المتبحرين فما وجدت أحد من أهلها بلغ غاية كنهها، وكيف ولم يقرع بابها ولم يُفْتَرَّ لهم عن نابها ولم يّسْفَر عن وجهها ……". والإسكافي يصرح بأنه لم يقف على من عُني بتوجيه المتشابه قبله فيكون كتابه هذا أول ما صنف في بابه، [وهو مطبوع في مجلد متوسط بمعرفة دار الآفاق في بيروت].
2. "البرهان في توجيه متشابه القرآن"، تأليف تاج القرّاء محمود بن حمزة الكرماني [توفي سنة:505 هجرياً] وهو كتاب جامع وجيز استوعب أكثر متشابهات القرآن والألفاظ المكررة وبيان علة ذلك. وقد قال في مقدمته " هذا كتاب أذكر فيه الآيات المتشابهات التي تكررت في القرآن وألفاظها متفقة، ولكن وقع في بعضها زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير أو إبدال حرف مكان حرف، أو غير ذلك مما يوجب اختلافاً بين الآيتين أو الآيات التي تكررت من غير زيادة ولا نقصان وأبين ما السبب في تكرارها والفائدة في أعادتها، وما الواجب للزيادة والنقصان والتقديم والتأخير والإبدال، وما الحكمة من تخصيص الآية في ذلك دون الآية الأخرى وهل كان يصلح ما في السورة مكان ما في السورة التي تشاكلها من غير أن أشتغل بتفسيرها وتأويلها " [وقد طبع كتابه البرهان في توجيه متشابه القرآن ببيروت بتحقيق عبد القادر عطا].
3. "مِلاكُ التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل". لأحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي [توفي سنة:708 هجرياً] ذكر الزركشي أن أبسط ما صنف في توجيه المتشابه وأنه في مجلدين، وذكره السيوطي في الإتقان وقال: "لم أقف عليه"، وهذا الكتاب أجل ما ألف في توجيه المتشابه، قال مؤلفه في خطبته: " وإن من مُغْفَلات مصنفي أئمتنا رضي الله عنهم في خدمة علومه، وتدبر منظومه الجليل ومفهومه توجيه ما تكرر من آياته لفظاً أو اختلف بتقديم وتأخير، وبعض زيادة في التعبير فعَسُر إلا على الماهر حفظاً…… "، [وقد طبع في مجلدين بتحقيق د/ محمود كامل أحمد،بيروت 1985 وأيضاً طبع بتحقيق د/ سعيد الفلاح، دار الغرب الإسلامي]
4. "كشف المعاني في متشابه المثاني" للإمام بدر الدين بن جماعة [توفي سنة:733 هجرياً] وقد ذكره السيوطي ونقل عنه في الإتقان:2/ 132.
5. " التقرير في التكرير" للعلامة السيد محمد أبو الخير عابدين [توفي سنة:1344 هجرياً] وهو رسالة بحث فيها عن حكمة تكرير القصص الواردة في القرآن، كقصة موسى عليه السلام، وتطرق فيها إلى اللفظي وتكرار الألفاظ والمعاني، [وقد طبعت طبعة قديمة بلا تاريخ، وأعيد طبعها مؤخراً]. تاريخ
تاريخ، ومن ثمة أعيد طبعها مؤخرا) ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[17 Dec 2007, 08:48 م]ـ
جزاكم الرحمن خيرًا على ما ذكرتم وافدتم، وأسأله سبحانه بمنّه وكرمه ألا يحرمكم أجره ويرزقكم الاخلاص والقبول.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[17 Dec 2007, 11:16 م]ـ
كتاب
(من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم)
للدكتور محمد الصامل
هل هو موجود على الشبكه.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Dec 2007, 02:51 ص]ـ
تتميما لما ذكره الإخوة الفضلاء
من أهم الكتب التي تعتني بذكر الفروق اللغوية كما في الأمثلة الموردة
كتب الفروق اللغوية لأبي هلال العسكري
وكتاب الفروق للقرافي وهو كبير
ومن العلماء من يعتني بذكر الفروق وإن لم يصنفوا فيها تصنيفاًولهم في ذلك كلام ماتع
كابن القيم وقد جمع كلامه في الفروق الشيخ بكر أبو زيد
وكذلك الراغب في مفرداته
وابن عاشور له عناية بهذا الباب
وأما القصص ففيها كتب مصنفة جمعت الأيات الواردة فيها وكذلك الأحاديث والآثار
كقصص الأنبياء لابن كثير والراوندي وغيرهما
ومن المتأخرين السعدي وكتابه سهل العبارة مختصر
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:20 م]ـ
فتح الرحمن بكشف ما يلتبس من آي القرآن للأنصاري(/)
نكتة تربوية في تفسير الاثم ... عند الراغب
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2007, 02:03 ص]ـ
الحمد لله
قال الراغب في كلامه على أصل كلمة إثم
الإثم و الأثام اسم للافعال المبطئة عن الثواب .. وجمعه آثام .. ولتضمنه لمعنى البطء قال الشاعر
جمالية تغتلي بالرداف ... إذا كذب الآثمات الهجيرا .. / انتهى
ومعنى جمالية بضم الجيم الناقة الوثيقة.
تغتلي الاغتلاء بعد الخطوات.
الرداف بكسر الراء مع تشديده جمع رديف وهو الراكب وراء من يقود البعير او الدابة.
و الاثمات يقصد بها الابل البطيئات او النوق البطيئات.
ومعنى البيت ان ناقته جمالية و ثيقة قوية تتباعد خطواتها مع حملها لصاحبها و رديفه ... فهي سريعة اما
غيرها فهن بطيئات.
وهذا فعلا هو تأثير الذنوب على القلوب فهي تبطئه فلا يقوم الى الخيرات الا متثاقلا ... و ينتفض اذا دعاه
داعي المعصية فيهب مسرعا .. وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله كلما ازداد بطؤه و ضعفت قوته
و سبحان الله هذا يذكرني بجهاز الحاسوب مع الفايروسات ... فكلما نهشته الفايروسات و لم يوضع له برنامج للحماية
كلما ثقل و ثقل حتى يصير الحل الامثل هو فورمات / التطهر من الذنوب بالتوبة في حال القلب /
نسأل الله ان يعافينا و يلهمنا التوبة و الاستغفار آناء الليل و أطراف النهار
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Dec 2007, 07:25 ص]ـ
جميل جزاك الله خيراً
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Dec 2007, 09:39 ص]ـ
المجلسي الشنقيطي
السلام عليكم
نكنة راغبية لطيفة، وتعليق مليح منكم، حفظكم الله.
وهذا يسوق إلى الحديث عن علاقة أصل الكلمة (البطء) بالاستعمال؛ أي: استعمال لفظة الإثم في (الذُّنوب)، وهذا باب لطيف في أبواب العلم، ولو تتبعت غيرها لوجدتها بمثل هذه الطريقة.
فائدة:
قلتم حفظكم الله:
(وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله كلما ازداد بطؤه و ضعفت قوته
و سبحان الله هذا يذكرني بجهاز الحاسوب مع الفايروسات ... فكلما نهشته الفايروسات و لم يوضع له برنامج للحماية
كلما ثقل و ثقل حتى يصير الحل الامثل هو فورمات)
فقد جعلتم جواب كلما في الموضعين هو (كلما)، والصواب حذفها، فتكون هكذا: (وكلما انغمس القلب في لجج المعاصي و اوحاله ازداد بطؤه و ضعفت قوته)، وهذا الخطأ يقع فيه كثير، ولو استحضرت بعض الآيات وأنت تكتب كلما لزال عنك هذا الخطأ.
قال تعالى: (كلما أوقدوا نارًا للحرب أطفأها الله)
كلما رزقوا من ثمرة رزقًا قالوا ... ) إلى غيرها من الآيات.
ووجه الخطأ: أن (كلما) تحتاج إلى جواب، وتكون هي جواب نفسها، والله أعلم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2007, 11:27 ص]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك أخي المشرف ... و الله إن هذا اللحن لعورة ...
و لا أدري كيف سبق هذا الى كلامي .... مع أني اعلم هذا الامر
جزاك الله خيرا.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[16 Dec 2007, 12:49 م]ـ
بارك الله في الجميع.
ان في الكلام المنقول عن الراغب في كتابه المفردات اشارة لغوية لطيفة وهي انتقال المعنى وتطورة من الدلالة الحسية الى الدلالة المعنوية، ويمكن ان نسميه في البلاغة الاستعارة.
وله امثلة وشواهد كثيرة من باب التطور الدلالي في لغة القران الكريم
ـ[ناصر محمد حسان]ــــــــ[28 Feb 2009, 10:02 ص]ـ
[جزيت خيراً شيخنا الفاضل / د.مساعد الطيار علي تذوقك لأساليب القرآن ولغة القرآن
ولكن أرجو تصحيح الآية فقد وقع سهواًمنك أثناء كتابة الآية الكريمة نسيان كلمة منها في قوله تعالي (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً ................ الآية
وأسأل الله أن ينفع بك وبكل شيوخ الملتقي (إني أحبك في الله)(/)
نظرات في مصطلح قواعد التفسير للدكتور مصفى فوضيل
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Dec 2007, 10:03 ص]ـ
وجدت هذا المقال على هذا الرابط فأحببت نقله وهو لأحد الأعضاء الملتقى الكرام الدكتور مصطفى فوضيل
http://www.bayan-alquran.net/forums/showthread.php?t=177&highlight=%E3%D5%D8%E1%CD
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الكلام في هذا الموضوع عسير من وجوه:
1 - كون العلم الذي ينتمي إليه ما يزال في طور التأسيس.
2 - اضطراب المصطلح حتى على مستوى عنوان العلم. فهل هي "قواعد التفسير" أم "أصول التفسير" أم "علم التفسير" أم "علوم التفسير" أم "علوم القرآن" أم غيرها؟!.
3 - قلة التأليف في هذا المجال، بغض النظر عن قيمة هذا القليل، إذ بعضه إن لم يكن كثير منه وقع فيه التداخل الشديد بين مباحثه وبين مباحث علوم القرآن (1)، ولم تعن بتحرير الأصول واستخلاص القواعد مصنفة مرتبة يفضي بعضها إلى بعض ويتكون بمجموعها نظام العلم.
4 - توزع هذه القواعد بين بطون كتب التفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه وسائر كتب التراث الإسلامي.
وهذا المقال محاولة لاستجماع تصور عام عن الأصول العلمية الجامعة لتلك القواعد؛ وذلك سعيا إلى منهج أقرب ما يكون إلى التكامل في تناول النص القرآني الكريم.
أولا: مفهوم القواعد:
القواعد جمع قاعدة، ومدار هذا اللفظ في اللغة على ما به يعتمد البناء ويثبت. قال في التوقيف: "القاعدة ما يقعد عليه الشيء أي يستقر ويثبت" (2)، قال الله تعالى: ?وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل? (البقرة 127) قال الزجاج: "القواعد أساطين البناء الذي تعمده" (3). والقواعد الإِساس بالكسر جمع أس (4).
وأما في الاصطلاح فقد عرفت بأنها أمر كلي منطبق على جميع جزئياته عند تعرف أحكامها منه. وترادف عند بعض العلماء الأصل والقانون والمسألة والضابطة والمقصد (5).
ومن المعاصرين من اقترح تعريف القاعدة بأنها "حكم كلي يتعرف به على أحكام جزئياته" (6)،قال: قولنا "يتعرف به" أدق من تعبير بعضهم بـ "ينطبق" لأن استخراج الحكم المندرج تحت القاعدة لا يكون أمرا بدهيا، بل يحتاج إلى إعمال ذهن وشيء من التفكير والتأمل. قال: "وقولنا "على أحكام جزئياته" ولم نقل "على جميع جزئياته" لأن كثيرا من القواعد أغلبية، وذلك لوجود مستثنيات خارجة عنها" (7).
وأيا كان ذلك فالذي يهمنا من التعريف الأول الذي أورده الأصوليون والمناطقة هو تنبيهه –بما أورده من مرادفات وبما عرَّف به القاعدة- على مأخذ المصطلح وهو الأساس في علاقته بما يبنى عليه. ومن هنا فإن القواعد تومئ إلى علاقة تربط جزئيات الموضوع أو العلم، بكليات جامعة ترجع إليها وتنتهي بها إلى نسق مشتمل مستقر، كحال جزئيات البناء في علاقتها بالقواعد.
على أن ضرورة تساند القواعد وانسجامها فيما بينها مما لا يحتاج إلى تأكيد؛ إذ على هذه العلاقة يقوم العلم ويتحقق شرطه الأساس وهو الوحدة والاجتماع.
ثانيا: مفهوم التفسير:
مدار لفظ التفسير على الإبانة والإيضاح (8). واختلف في دلالته الاصطلاحية على أقوال كثيرة. ومن أهمها وأجمعها ما قاله الشيخ الطاهر ابن عاشور من أنه "اسم للعلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسع" (9).وهذا تعريف مقنع إن شاء الله تعالى لما يلي:
-كونه استعمل لفظ البيان وهو لفظ قرآني أصيل، قال الله تعالى: (ثم إن علينا بيانه) (القيامة 19).
-كونه نبه على أن ما يستفاد من خلال التدبر في الآيات هو من صميم التفسير لأنه ليس المقصود هو ترجمة المعاني فحسب، بل لابد –أيضا- من الاستثمار والاعتبار!
-كونه نبه على المدى الذي يتحرك فيه التفسير بحسب الغاية منه ومستوى المخاطب به ثم بحسب نفَس (بفتح الفاء) المفسِّر واستعداده المعرفي وامتلاكه للشروط والأدوات؛ إذ الباب مفتوح أمام توظيف كل ما يسهم في تحقيق البيان من الأدوات المتينة والعلوم النافعة الرصينة على اختلاف المجالات والتخصصات.
ومصطلح التفسير بالمعنى الذي ذكره ابن عاشور على حذف المضاف الذي هو "علم"، يكاد يصير مرادفا لمصطلح "قواعد التفسير" إذ مآل هذه القواعد بعد اجتماعها إلى اللفظ الجامع الذي هو العلم.
ثالثا: مفهوم قواعد التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
بناء على ما سبق يمكن تعريف قواعد التفسير بأنها "ما يُستند إليه من الأدوات العلمية والمنهجية في تناول النص القرآني ويُتوصل بها إلى بيان معانيه واستخلاص فوائده".
وقد استعمل مصطلح القواعد في تسمية هذا العلم عند بعض العلماء، منهم الإمام ابن تيمية في مقدمته الشهيرة، وإن كان محققها الدكتور عدنان زرزور أخرجها تحت عنوان: "مقدمة في أصول التفسير"! ولست أدري هل كان ذلك أخذا منه بمبدأ الترادف أم كان توجيها منه ورجوعا بمصطلح القواعد إلى مصطلح الأصول، هذا المصطلح الذي له حضور تاريخي قوي، فقد نضج واستقر في تسمية علوم مكتملة كـ"أصول الدين" و"أصول الفقه" وبقدر لا بأس في "أصول الحديث"، و"أصول النحو".
وممن استعمل مصطلح "القواعد" من المعاصرين الدكتور خالد بن عثمان السبت: في كتابه " قواعد التفسير جمعا ودراسة".
وقد يَضُمُّون الأصول إلى القواعد في أسماء التآليف كما فعل خالد عبد الرحمن العك في "أصول التفسير وقواعده".
ومن المصطلحات الواردة في هذا المقام لكنها قليلة الاستعمال: "ضوابط التفسير" و"أسس التفسير".
رابعا: الحاجة إلى قواعد التفسير:
يدفعنا إلى الحديث عن هذه المسألة ما لها من أثر في التفسير كمّاً وكيفا، إذ الوسيلة تتحدد بمقدار تحديد الهدف. وليست الوسيلة هاهنا إلا القواعد، ولا الهدف إلا الكشف والبيان عن مضامين القرآن. لكن لما كان البيان يتراوح بين اختصار وتفصيل، وبين إشارة وتدقيق، وكانت المضامين تتنوع إلى معان ومفاهيم تحملها الألفاظ والتراكيب، وحكم مستفادة (10)، وأحكام مستنبطة تُحَصَّلُ وتُستخلص من ثناياها، وقضايا ومسائل تجمع وتركب فتكشف عن رؤية القرآن المستوعبة للإنسان والكون والحياة، ومقاصد عامة تتحرك في أجواءها الكلمات (11) …
لما كان كل ذلك كذلك كانت الوسيلة ولا شك مختلفة كذلك، وقد مر بنا تعريف الشيخ ابن عاشور منبها على هذه الأبعاد والآفاق، التي على الرغم من شساعتها لا تخرج عن حد التفسير. وهذا يدل على خطر هذا العلم؛ إذ ميدانه نص لا كسائر النصوص، فصار بذلك أحرى بالتزام القواعد وأدعى للوقوف عند الضوابط.
وقد أحسن من تحدث عن المقدمات قبل القواعد، وهي من أهم ما ينبغي العناية به قبل اقتحام هذا الميدان. والكلام عن المقدمات مبثوث في كتب التفسير وعلوم القرآن. ومن العلماء من أفرده بتأليف أو بحديث ومن ذلك رسالة الأستاذ أبي الأعلى المودودي: "مبادئ أساسية لفهم القرآن". والكلام في هذه المقدمات يدور حول ما ينبه على خصوصية هذا الخطاب من حيث طبيعته النابعة من الوحي الخالص، ومن حيث مصدره والمخاطِب به الذي هو الله جل جلاله: (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض) (الفرقان:6) (12)، ومن حيث لغة الخطاب التي هي العربية في صورتها النموذجية وطبقتها العليا، ومن حيث أسلوبه الذي –بكماله وجلاله وجماله- أعجز البلغاء، ومن حيث موضوعه والمخاطَب به الذي هو الإنسان أي إنسان، ذاك الذي انطوى فيه العالم الأكبر، وما يتعلق به تاريخا وحاضرا ومصيرا، ومن حيث العلاقة التي ينبغي أن تربط بين الإنسان وبين هذا الخطاب: وهي الإيمان فالاستماع فالتدبر فالفهم فالاهتداء فالاتباع، ومن حيث كلياته ومقاصده الكبرى التي اجتمعت فيها المصالح والمنافع كلها، ومن حيث ألفاظه واصطلاحاته التي اصطفاها واستعملها، وعاداتُه التي دأب عليها فصارت بذلك من خصائصه التعبيرية، ومن حيث منهجه في التأليف حيث خالف سائر المناهج قصدا من الحكيم جل وعز.
فهذه الاعتبارات وما في حكمها هي التي تنبه على خصوصية الخطاب مقالا ومقاما، وتشهد على الأثر البليغ الذي لها قبل غيرها في الكشف عن مضامين القرآن أي في التفسير. وفي ضوء تلك المقدمات المتينة ندرك السر في عبارة الصديق رضي الله عنه: "أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله برأيي" (13).
إن التأكيد على هذه المقدمات هو الذي يقطع الطريق -ابتداء- على كل من عدم أهلية الخوض في هذا الميدان، من صفاء في القصد وصحة في المنطلق ووضوح في التصور وسلامة في المنهج واكتمال في الأداة.
ثالثا: استمداد قواعد التفسير:
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول الشيخ ابن عاشور:"استمداد العلم يراد به توقفه على معلومات سابق وجودُها على وجود ذلك العلم عند مدونيه لتكون عونا لهم على إتقان ذلك العلم، وسمي ذلك في الاصطلاح بالاستمداد عن تشبيه احتياج العلم لتلك المعلومات بطلب المدد، والمدد العون والغواث، فقرنوا الفعل بحرفي الطلب وهما السين والتاء، وليس كل ما يذكر في العلم معدودا من مدده، بل مدده ما يتوقف عليه تَقَوُّمُه" (14)،وكلام الشيخ هنا عن العلم كلامٌ عن قواعده وأصوله.
ويمكن تصنيف مصادر هذا الاستمداد إلى ما يلي:
1 - القرآن الكريم:
"إذ للقرآن –كما يقول ابن القيم- عُرْفٌ خاص، ومعان معهودة، لا يناسبه تفسيره بغيرها، ولا يجوز تفسيره بغير عرفه والمعهود من معانيه، فإن نسبة معانيه إلى المعاني كنسبة ألفاظه إلى الألفاظ، بل أعظم، وكما أن ألفاظه ملوك الألفاظ وأجلها وأوضحها، ولها من الفصاحة أعلى مراتبها التي يعجز عنها قُدَرُ العالمين، فكذلك معانيه أجل المعاني، وأعظمها وأفخمها، فلا يجوز تفسيره بغيرها من المعاني التي لا تليق به" (15).
ومن هذا الباب ما يستخلصه العلماء من قواعد بالاستقراء من سائر نصوص القرآن الكريم، فيكون بمثابة قواعد قرآنية. والعلماء يستعملون في هذا المجال عبارة: "عادات القرآن"، فقد أشار جار الله الزمخشري إلى شيء من ذلك في تفسيره، وكذلك الراغب الأصفهاني في مفرداته. وإليك منه هذا المثال، قال: "وكل موضع ذكر في وصف الكتاب "آتينا" فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه "أوتوا"، لأن "أوتوا" قد يقال إذا أولي من لم يكن منه قبول، و"آتيناهم" يقال فيمن كان منه قبول" (16). وقال الشيخ ابن عاشور: "وقد استقريت بجهدي عادات كثيرة في اصطلاح القرآن سأذكرها في مواضعها، ومنها أن كلمة "هؤلاء" إذا لم يَرِدْ بعدها عطف بيان يبين المشار إليهم فإنها يراد بها المشركون من أهل مكة كقوله تعالى: (بل متعت هؤلاء وآباءهم) وقوله: (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)، وقد استوعب أبو البقاء الكفوي في كتاب الكليات في أوائل أبوابه كليات مما ورد في القرآن من معاني الكلمات، وفي الإتقان للسيوطي شيء من ذلك. وقد استقريت أنا من أساليب القرآن أنه إذا حكى المحاورات حكاها بلفظ "قال" دون حروف عطف، إلا إذا انتقل من محاورة إلى أخرى، فانظر قوله تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها" إلى قوله: أنبئهم بأسمائهم) (17).
2 - السنة الشريفة:
وهي بيان للقرآن، فلا شك أنها أهم مصدر بعد القرآن في التفسير.
3 - أقوال الصحابة والتابعين. ومنزلتهم بيّنة جلية.
4 - أصول الفقه:
ومادة التفسير فيه حاصلة من جهتين: "إحداهما: أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة، وقد عد الغزالي علم الأصول من جملة العلوم التي تتعلق بالقرآن وبأحكامه فلا جرم أن يكون مادة للتفسير. الجهة الثانية: أن علم الأصول يضبط قواعد الاستدلال ويفصح عنها، فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها" (18)
5 - علوم اللسان المتضمنة لقواعد العربية: من متن لغوي ونحو وتصريف وبلاغة وغيرها، لكون التنزيل بلسان عربي مبين!
رابعا: واقع قواعد التفسير والتأليف فيها:
واقع هذه القواعد هو واقع هذا العلم، وهو -كما قال أستاذنا الدكتور الشاهد البوشيخي- "مازال ينتظر جهودا صادقة مخلصة لاستخلاصه من مصادره، وتخليصه مما التبس به، وتصنيفه وتكميل بنائه". (19)
فالقواعد مبثوثة وموزعة في بطون كتب التفسير وعلوم القرآن وأصول الفقه وغيرها، وقد تصدى لتأليفها وجمعها عدد من الفضلاء كل على منهجه، لكنها في الواقع –وهذا ليس حطا من شأن أهلها- لم تعتمد خطة متكاملة تستوعب ما أمكن من المصادر الموجودة وتضم سائر الجهود المبذولة، وهو أمر أعظم من أن يقوم به فرد أو مجموعة أفراد! إنه تأسيس علم وأي علم؟!. وهذا يعني أن الأمر أكبر من أن يقوم به فرد أو مجموعة أفراد، بل لابد من تضافر الجهود بكافة أشكالها لإنجاز هذا المشروع.
خامسا: إحصاء قواعد التفسير وتصنيفها:
(يُتْبَعُ)
(/)
قد يصعب الحديث عن الإحصاء في هذه المرحلة من تاريخ هذا العلم، وقد بلغ بها الأستاذ خالد بن عثمان السبت (20) إلى ثمانين وثلاث مئة قاعدة أصلية وتبعية، كلية وجزئية، كبيرة وصغيرة، استمدها من خمسة وعشرين ومئتي كتاب. وصنفها على طريقة التبويب كالأبواب الفقهية. وهذا نوع من التصنيف. وقد بذل الباحث في هذا العمل النفيس جهودا مشكورة يستحق عليها التنويه، لما قدمه من خدمة جليلة للباحثين في هذا المجال. وهناك نوع أعم من ذلك التصنيف، حيث تصنف القواعد إلى:
قواعد لغوية فنقلية فعقلية. وممن نهج هذا النهج الدكتور محسن عبد الحميد في كتابه:"درسات في أصول تفسير القرآن" وقد احتلت الأصول اللغوية ما يقرب من ثلثي الكتاب، ثم إنه أدخل ضمن الأصول العقلية ما يتعلق بالتفسير العلمي. ولعل مصطلح الأصول ينسجم مع هذا التصنيف العام أكثر من مصطلح القواعد. كما أنه ييسر إمكانية تصور التوحد والانسجام في هذا العلم. وفي ما يلي ملامح من هذه القواعد:
1 - القواعد اللغوية:
ويكاد يكون مرجعها بالكلية إلى أصول الفقه وخاصة في مباحث دلالة الألفاظ. وهذا الأمر ظاهر في كتاب د. محسن عبد الحميد سواء على مستوى المصطلحات المستعملة أو المصادر المعتمدة. فوضع تحت فصل "وضع اللفظ للمعنى" مباحث العام والخاص، والأمر والنهي، والمطلق والمقيد، والمشترك، والمؤول، ثم تحت فصل "استعمال اللفظ في المعنى" مباحث الحقيقة والمجاز والصريح والكناية وحروف المعاني، ثم تحت فصل "في ظهور المعنى وخفائه" مباحث الظاهر والنص والمحكم غيرها ثم تحت فصل "في كيفية دلالة اللفظ على المعنى" مباحث عبارة النص وإشارة النص… والموافقة والمخالفة وغيرها.
والواقع أن نقل هذه المباحث باصطلاحاتها جملة وتفصيلا إلى علم التفسير ينبغي أن يضع في الاعتبار طبيعة نشأتها في علم أصول الفقه، وطبيعة النصوص التي طبقت عليها، وهي نصوص الأحكام من القرآن والسنة. وموضوع التفسير هو نصوص القرآن بأجمعها، وبهذا الاعتبار تحفظ بعض المفكرين –أمثال الشيخ الغزالي رحمه الله تعالى- في نقل المنهج الأصولي ليصبح منهجا للتعامل مع النص القرآني في المجالات والمحاور كلها، يقول: "فهذا غير صحيح وغير دقيق؛ فلكل مجال آلات لفهمه". وقال أيضا: "فالقول بأن منهج دراسة الأحكام يُنقل ليصبح منهجا لدراسة الأخلاق ودراسة التربية فهذا غير صحيح؛ لأن كل منهج له ضوابط، ولكل مقصد طبيعته وخصائصه .. وهذا يعني أني أبحث في الأحكام عن الكلمة: هل هي عامة؟ هل هي خاصة؟ هل هي مطلقة؟ هل هي مقيدة .. وهكذا؛ لكن عندما أدرس الأخلاق مثلا، أو التربية، أو قصص الأمم، أو الكونيات وما يتصل بها، فما علاقة ذلك بهذا المنهج؟ ولماذا يفرض على بقية المحاور القرآنية التي لها طبيعتها ومقاصدها وأدواتها ومناهجها؟ .. لا يمكن أن يقبل هذا .. تقول الإحصائيات: إن كتب الفقه تشكل نصف الثقافة الإسلامية" (21).
والواقع أن الذين يرجعون إلى أصول الفقه للاستمداد منه في قواعد التفسير لا يعممون مباحثه على كل نصوص التفسير بل يرون فيها، وخاصة مباحث الدلالة مرجعا ناضجا لتحقيق ألفاظ القرآن الكريم إذ هي وعاء معانيه حتى في غير الأحكام. ومع ذلك لا ينبغي أن يكون هذا عائقا أمام أي أداة أو مبحث مفيد في البيان والتحليل والتعليل والتركيب.
2 - القواعد النقلية:
ويذكر فيها تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن بالسنة ثم بأقوال الصحابة والتابعين. وتفسير القرآن بالقرآن أنواع، فقولهم "إن أصح الطرق تفسير القرآن بالقرآن" عنوان لقاعدة ضخمة تحتاج إلى جهود كبيرة على مستوى الجمع أولاً، ثم على مستوى التكميل ثانيا. وفي بيان تلك الطريقة يقول ابن تيمية بأن "ما أجمل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر، وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر" (22).وهذه العبارة تحتاج إلى تأمل، فإن المرور من المجمل إلى المفسر ومن المختصر إلى المبسوط المفصل وغير ذلك من وجوه العلاقة التفسيرية بين الألفاظ والآيات، عمليةٌ جليلة تستلزم ما تستلزم من الشروط والمراحل والأدوات. وبهذا المعنى يتقاطع هذا النوع من التفسير مع التفسير العقلي الاجتهادي ومع التفسير اللغوي، لما يتطلبه من قدح الفكر في نسج تلك العلاقات وحمل الكلام بعضه على بعض. وقد أصاب من قال: "لا يُقطع بصحته إلا إن كان الذي فَسَّرَ الآية بالآية رسولُ الله
(يُتْبَعُ)
(/)
صلى الله عليه وسلم، أو وقع عليه الإجماع، أو صدر عن أحد الصحابة ولم يعلم له مخالف. وأما ما عدا هذه الصور فإنه لا يُجْزَم بصحته لأنه مِنْ قائلِه اجتهادٌ يخطئ فيه ويصيب، مع أن الطريقة التي سلكها –من حيث المبدأ- صحيحةٌ. لكن قد يخطئ التطبيق. وبهذا تعرف أن للاجتهاد مدخلا في هذا النوع من أنواع التفسير فلا يختلط الأمر عليك" (23).
3 - القواعد العقلية: وهي خاصة بضوابط العقل في جانبه الفكري في نظره إلى النصوص، وجانبه العلمي أي في ربط العلاقة بين نتائج العلوم المادية بحقائق القرآن. ثم هناك قسم من تلك القواعد خاص بفك التعارض المتوهم بين نصوص القرآن الكريم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الهوامش:
1 - انظر مثلا: التيسير في قواعد علم التفسير للكافيجي، وأصول التفسير وقواعده لخالد عبد الرحمن العك.
2 - التوقيف على مهمات التعاريف ص: 569.
3 - اللسان/ قعد.
4 - السابق.
5 - كشاف اصطلاحات الفنون/ القاعدة. وقد فصل القول في شرح هذا التعريف.
6 - قواعد التفسير جمعا ودراسة/ لخالد بن عثمان السبت 1/ 23.
7 - السابق1/ 25.
8 - مقاييس اللغة ومختار الصحاح والقاموس المحيط ولسان العرب "مادة فسر".
9 - التحرير والتنوير 1/ 12.
10 - قال في مناهل العرفان 2/ 4 "التفسير على نوعين بالإجمال: أحدهما تفسير جاف لا يتجاوز حل الألفاظ وإعراب الجمل وبيان ما يحتويه نظم القرآن الكريم من نكات بلاغية وإشارات فنية وهذا النوع أقرب إلى التطبيقات العربية منه إلى التفسير وبيان مراد الله من هداياته.
النوع الثاني: تفسير يجاوز هذه الحدود ويجعل هدفه الأعلى تجلية هدايات القرآن وتعاليم القرآن وحكمه الله فيما شرع للناس في هذا القرآن على وجه يجتذب الأرواح ويفتح القلوب ويدفع النفوس إلى الاهتداء بهدي الله. وهذا هو الخليق باسم التفسير"ا. هـ وانظر انظر التحرير والتنوير 29.
11 - وقد اعتنى بذلك عدد من العلماء كابن عاشور في المقدمة الرابعة 1/ 38، وحصرها في ثمانية مقاصد أصلية، وانظر "فضل التفسير والحاجة إليه في مناهل العرفان 2/ 6 - 10.
12 - يقول الإمام المحاسبي: "ولو كان الله جل ذكره وعز أنزله بلسان لا نفهمه ولا نعرف معانيه إذا تلي، إلا أنا نعلم أنه كلام الإله جل وعز الذي ليس كمثله شيء ثم ذُبْنا وذاب أهل السماء والأرض لحق لنا ولهم ذلك. بل لو ذكر الخلائق أن لله جل وعز كلاما تكلم به ولم يسمعوه ثم صعقوا أجمعون هيبة وتعظيما له لعظم قدر المتكلم به لكان ذلك حقيقا ولما كان كثيرا. وكذلك إذا تلا التالي بالعربية ونحن نسمع الصوت ولا نفهم معاني ما يتلوه إلا أنا نعلم أنه يتلو كلام ربنا جل ربنا وتعالى لما كان عجيبا لو متنا أجمعون إجلالا وتعظيما له لعظم قدر المتكلم به" العقل وفهم القرآن ص 305.
13 - البرهان 2/ 162.
14 - التحرير والتنوير 1/ 18.
15 - التفسير القيم ص 133.
16 - المفردات/أتى.
17 - التحرير والتنوير1/ 125.
18 - المصدر السابق1/ 26.
19 - نحو منهج لدراسة مفاهيم الألفاظ القرآنية/عرض ألقي في ندوة "القرآن المجيد وخطابه العالمي" في إطار دورة تدريبية لفائدة الأساتذة الباحثين في الدراسات الإسلامية بتعاون بين المعهد العالمي للفكر الإسلامي وكلية الآداب، أكادير- المغرب أيام 21 - 26 ماي 1997م.
20 - قواعد التفسير/ خالد السبت، 1/ 4.
21 - كيف نتعامل مع القرآن ص 47.
22 - المقدمة ص 93، وقال السيوطي: وقد ألف ابن الجوزي كتابا فيما أجمل في القرآن في موضع وفسر في موضع آخر منه وأشرت إلى أمثلة منه في نوع المجمل الإتقان 2/ 467.
23 - قواعد التفسير/ خالد السبت 1/ 109.
المصادر والمراجع:
-الإتقان في علوم القرآن/ لجلال الدين السيوطي (ت: 911هـ)، المكتبة الثقافية، بيروت، 1973م.
-البرهان في علوم القرآن/ بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي (ت:794هـ)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر، الطبعة الثالثة: 1400هـ 1980م.
-التحرير والتنوير/ محمد الطاهر بن عاشور (ت)، الدار التونسية للنشر، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان.
-التفسير القيم لابن القيم/ جمع الشيخ أويس الندوي، تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي، دار الكتب العلمية بيروت، 1398هـ. .
(يُتْبَعُ)
(/)
-التوقيف على مهمات التعاريف/ محمد عبد الرؤوف المناوي (ت 1031هـ)، تحقيق د. محمد رضوان الداية، دار الفكر المعاصر، دار الفكر، بيروت، دمشق، الطبعة الأولى: 1410هـ.
-دراسات في أصول تفسير القرآن/ د. محسن عبد الحميد، دار الثقافة، الدار البيضاء، الطبعة الثانية: 1404هـ 1984م.
-العقل وفهم القرآن/ الحارث بن أسد المحاسبي، تحقيق وتقديم: د. حسين القوتلي، دار الكندي للطباعة والنشر والتوزيع، ودار والفكر للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة 1403هـ 1982م.
-القاموس المحيط/ مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزابادي (ت 817هـ)، تحقيق مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة بإشراف محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة: 1416هـ 1996م.
-القرآن الكريم: طبيعته ووظيفته/ الدكتور الشاهد البوشيخي، منشورات المحجة، مطبعة أنفو- برانت، فاس، ط 1: 2001.
-قواعد التدبر الأمثل لكتاب الله عز وجل/ عبد الرحمن حبنكة الميداني، دار القلم، دمشق، الطبعة الثانية: 1409هـ 1989م.
-قواعد التفسير جمعا ودراسة/ لخالد بن عثمان السبت، دار ابن عفان، الطبعة الأولى: 1421هـ.
-كشاف اصطلاحات الفنون/ للعلامة محمد علي التهانوي، تقديم ومراجعة د. رفيق العجم، تحقيق د. علي دحروج، مكتبة لبنان ناشرون الطبعة الأولى: 1996م.
-كيف نتعامل مع القرآن الكريم/ محمد الغزالي، مطبوعات المعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن، الطبعة الأولى: 1992م.
-لسان العرب/ محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري (ت 711هـ) دار صادر، بيروت.
-مختار الصحاح/ محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي (ت 721هـ)، تحقيق محمود خاطر، مكتبة لبنان ناشرون، بيروت: 1415هـ – 1995م.
-معجم مفردات ألفاظ القرآن/ الراغب الأصفهاني (ت: 503هـ)، تحقيق: نديم مرعشلي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، د ت.
-مقاييس اللغة/ أبو الحسين أحمد بن فارس (ت 395هـ)، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بيروت، الطبعة الأولى: 1441هـ 1991م.
-مقدمة في أصول التفسير/ لابن تيمية (ت 728هـ)، تحقيق الدكتور عدنان زرزور، دار القرآن الكريم، الكويت، الطبعة الأولى: 1391هـ 1971م.
-مناهل العرفان/ لعبد العظيم الزرقاني، دار الفكر بيروت: 1408هـ- 1988م.
-نحو منهج لدراسة مفاهيم الألفاظ القرآنية/عرض ألقي في ندوة "القرآن المجيد وخطابه العالمي" في إطار دورة تدريبية لفائدة الأساتذة الباحثين في الدراسات الإسلامية بتعاون بين المعهد العالمي للفكر الإسلامي وكلية الآداب، أكادير- المغرب أيام 21 - 26 ماي 1997م.(/)
من لطائف الاستنباطات - الكرماني
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2007, 03:53 م]ـ
الحمد لله
قال الكرماني في تأويل متشابه القرآن في كلامه على قوله تعالى (سبح لله)
هذه الكلمة استأثر الله بها فبدا بالمصدر في بني اسرائيل .. الاسراء .. لأنه الأصل .. ثم بالماضي لأنه
أسبق الزمانين ثم بالمستقبل ... ثم بالأمر في سورة الأعلى استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها
وهي أربع المصدر و الماضي و المستقبل و الأمر للمخاطب./اه
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Dec 2007, 07:35 م]ـ
وبالمناسبة؛ فقد افتتحت سبع سور بنفى النقص وتنزيه الله وهى: الإسراء {سبحان الذى أسرى}، والحديد والحشر والصف {سبح لله}، والجمعة والتغابن {يسبح لله}، والأعلى {سبح اسم ربك الأعلى}، فمجئ هذه السور على هذا النحو نصفها إثبات للكمال ونصفها نفى للنقصان سر عظيم من أسرار الألوهية.
ثم هناك سر آخر وبرهان عظيم فى افتتاح السور التى بدأت بالتسبيح، فقد استأثر الله عز وجل بأنه لا يسبح لأحد غيره، ولذلك نجده استوعب جميع جهات وتصريفات التسبيح فبدأ بالمصدر فى الإسراء، وبدأ به لأنه أصل المشتقات كلها ثم الماضى {سبح لله} فى الحديد والحشر والصف لأن الماضى أسبق الزمانين فهو أسبق من المضارع.
ثم المضارع {يسبح لله} فى سور الجمعة والتغابن، ثم الأمر فى سورة الأعلى. استيعابا لهذه الكلمة، فلم يترك لأحد من خلقه شيئا.(/)
أقسم الله سبحانه بالفجر
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[17 Dec 2007, 02:10 ص]ـ
وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره:
أما الفجر فمعروف، وهو: الصبح. قاله علي، وابن عباس، ومجاهد، وعكرمة، والسدي. وعن مسروق، ومجاهد، ومحمد بن كعب: المراد به فجر يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر.
وقيل: المراد بذلك الصلاة التي تفعل عنده، كما قاله عكرمة.
وقيل: المراد به جميع النهار. وهو رواية عن ابن عباس.
والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس، وابن الزبير، ومجاهد، وغير واحد من السلف والخلف. وقد ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس مرفوعا: "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام" -يعني عشر ذي الحجة -قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء"
وقال السعدي رحمه الله في تفسيره:
أقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر (1) لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.
وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.
وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.
ـ[الجعفري]ــــــــ[17 Dec 2007, 06:14 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة الغالية، ونسأل الله الكريم أن يمن علينا باستغلال فضل يوم عرفة.
أما ما في توقيعك - أخي الكريم - فكيف نسأل الشيخ ابن عثيمين وقد مات رحمه الله؟!
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[17 Dec 2007, 07:11 م]ـ
جزاك الله خير على مرورك.
وأسأل الله أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح هذا اولاً.
ثانياً: اما التوقيع لو تأملت به لوجدت بين الكلام المقصود "علامة تنصيص " وهي من علامات الترقيم.
ثالثاً: الكلام هو من كلام الشيخ رحمه الله تعالى، وتأمل العنوان" لفتة من عالم ناصح".(/)
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[17 Dec 2007, 11:23 م]ـ
{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} سورة البقرة آية: (197).
يخبر تعالى أن {الْحَجَّ} واقع في {أشهر معلومات} عند المخاطبين، مشهورات، بحيث لا تحتاج إلى تخصيص، كما احتاج الصيام إلى تعيين شهره، وكما بين تعالى أوقات الصلوات الخمس.
وأما الحج فقد كان من ملة إبراهيم، التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم.
والمراد بالأشهر المعلومات عند جمهور العلماء: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة، فهي التي يقع فيها الإحرام بالحج غالبا.
{فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} أي: أحرم به، لأن الشروع فيه يصيره فرضا، ولو كان نفلا.
واستدل بهذه الآية الشافعي ومن تابعه، على أنه لا يجوز الإحرام بالحج قبل أشهره، قلت لو قيل: إن فيها دلالة لقول الجمهور، بصحة الإحرام [بالحج] قبل أشهره لكان قريبا، فإن قوله: {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ} دليل على أن الفرض قد يقع في الأشهر المذكورة وقد لا يقع فيها، وإلا لم يقيده.
وقوله: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} أي: يجب أن تعظموا الإحرام بالحج، وخصوصا الواقع في أشهره، وتصونوه عن كل ما يفسده أو ينقصه، من الرفث وهو الجماع ومقدماته الفعلية والقولية، خصوصا عند النساء بحضرتهن.
والفسوق وهو: جميع المعاصي، ومنها محظورات الإحرام.
والجدال وهو: المماراة والمنازعة والمخاصمة، لكونها تثير الشر، وتوقع العداوة.
والمقصود من الحج، الذل [ص 92] والانكسار لله، والتقرب إليه بما أمكن من القربات، والتنزه عن مقارفة السيئات، فإنه بذلك يكون مبرورا والمبرور، ليس له جزاء إلا الجنة، وهذه الأشياء وإن كانت ممنوعة في كل مكان وزمان، فإنها (1) يتغلظ المنع عنها في الحج.
واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله بترك المعاصي حتى يفعل الأوامر، ولهذا قال تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} أتى بـ "من "لتنصيص على العموم، فكل خير وقربة وعبادة، داخل في ذلك، أي: فإن الله به عليم، وهذا يتضمن غاية الحث على أفعال الخير، وخصوصا في تلك البقاع الشريفة والحرمات المنيفة، فإنه ينبغي تدارك ما أمكن تداركه فيها، من صلاة، وصيام، وصدقة، وطواف، وإحسان قولي وفعلي.
ثم أمر تعالى بالتزود لهذا السفر المبارك، فإن التزود فيه الاستغناء عن المخلوقين، والكف عن أموالهم، سؤالا واستشرافا، وفي الإكثار منه نفع وإعانة للمسافرين، وزيادة قربة لرب العالمين، وهذا الزاد الذي المراد منه إقامة البنية بلغة ومتاع.
وأما الزاد الحقيقي المستمر نفعه لصاحبه، في دنياه، وأخراه، فهو زاد التقوى الذي هو زاد إلى دار القرار، وهو الموصل لأكمل لذة، وأجل نعيم دائم أبدا، ومن ترك هذا الزاد، فهو المنقطع به الذي هو عرضة لكل شر، وممنوع من الوصول إلى دار المتقين. فهذا مدح للتقوى.
ثم أمر بها أولي الألباب فقال: {وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَابِ} أي: يا أهل العقول الرزينة، اتقوا ربكم الذي تقواه أعظم ما تأمر به العقول، وتركها دليل على الجهل، وفساد الرأي.
تفسير السعدي رحمه الله.
ـ[النورس]ــــــــ[18 Dec 2007, 12:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 Dec 2007, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
سؤال عن أماكن بيع كتب في الدراسات القرآنية؟
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[18 Dec 2007, 01:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بحثت عن الكتب التالية في مكتبة المؤيد وبن رشد والمنهاج والتدمرية والدار السلفية في مدينة الرياض ولم أجدها!!
الكتب هي:
1: الإكسير في علم التفسير
2: التيسير في قواعد علم التفسير
3: التحبير في علم التفسير
4: منظومة التفسير
5: لباب النقول في اسباب النزول
6: معرفة الناسخ والمنسوخ
7: الفيه تفسير الفاظ القرآن للرازي
8: ما ورد في القرآن الكريم من لغات القبائل
9: جمال القراء وجمال الاقراء
10: فنون الافنان في عيون علوم القرآن
11: المرشد الوجيز اى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
12: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن عن طريق الاتقان
13: عنوان البيان في علوم التبيان
14: مناهل العرفان في علوم القرآن
15: المدخل لدراسة القرآن الكريم
أرجوكم يا اخوان رجاء حار ارشادي الى كيفية الحصول عل هذه الكتب للضرورة القصوى ..
واخص برجائي هذا المشايخ عبد الرحمن الشهري ومساعد الطيار ..
اسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[18 Dec 2007, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بحثت عن الكتب التالية في مكتبة المؤيد وبن رشد والمنهاج والتدمرية والدار السلفية في مدينة الرياض ولم أجدها!!
الكتب هي:
10: فنون الافنان في عيون علوم القرآن
أرجوكم يا اخوان رجاء حار ارشادي الى كيفية الحصول عل هذه الكتب للضرورة القصوى ..
واخص برجائي هذا المشايخ عبد الرحمن الشهري ومساعد الطيار ..
اسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
أخي الكريم هل تقصد كتاب (فنون الأفنان في عجابئ علوم القرآن لابن الجوزي)؟
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[19 Dec 2007, 01:16 ص]ـ
نعم
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[19 Dec 2007, 11:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بحثت عن الكتب التالية في مكتبة المؤيد وبن رشد والمنهاج والتدمرية والدار السلفية في مدينة الرياض ولم أجدها!!
الكتب هي:
1: الإكسير في علم التفسير
2: التيسير في قواعد علم التفسير
3: التحبير في علم التفسير
4: منظومة التفسير
5: لباب النقول في اسباب النزول
6: معرفة الناسخ والمنسوخ
7: الفيه تفسير الفاظ القرآن للرازي
8: ما ورد في القرآن الكريم من لغات القبائل
9: جمال القراء وجمال الاقراء
10: فنون الافنان في عيون علوم القرآن
11: المرشد الوجيز اى علوم تتعلق بالكتاب العزيز
12: التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن عن طريق الاتقان
13: عنوان البيان في علوم التبيان
14: مناهل العرفان في علوم القرآن
15: المدخل لدراسة القرآن الكريم
أرجوكم يا اخوان رجاء حار ارشادي الى كيفية الحصول عل هذه الكتب للضرورة القصوى ..
واخص برجائي هذا المشايخ عبد الرحمن الشهري ومساعد الطيار ..
اسال الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح.
لن تجدها مجتمعة في مكتبة واحدة، ولكن ابحث في عدة مكتبات ولا تنس مكتبة العبيكان ومكتبات الكتاب المستعمل
وسأذكر لك ما أعرفه عن طبعات هذه الكتب لعلك تنتفع بذلك:
ـ الإكسير في قواعد التفسير للطوفي، حققه الدكتور عبد القادر حسين، مكتبة الآداب، القاهرة
ـ التيسير في قواعد علم التفسير للكافِيَجي، حققه ناصر المطرودي، دار القلم، بيروت
ـ التحبير في علم التفسير للسيوطي، حققه فتحي عبد القادر، دار العلوم، الرياض
ـ منظومة التفسير، إن كانت للزمزمي فهي مطبوعة عدة طبعات وشرحت عدة شروح معاصرة
وإن كانت ألفية أبي زرعة العراقي فهي مخطوطة
وإن كانت منظومة الدميري فهي كذلك مخطوطة
ـ لباب النقول مطبوع طبعات كثيرة جدا وأجودها رسالة علمية بالجامعة الإسلامية للشيخ الجربوع (لم تطبع بعد)
ـ كتب الناسخ والمنسوخ كثيرة فيحدد اسم الكتاب
ـ جمال القراء للسخاوي حققه الدكتور علي البواب ونشرته مكتبة التراث بمكة
ـ فنون الأفنان لابن الجوزي حققه الدكتور حسن ضياء الدين عتر، دار البشائر
ـ المرشد الوجيز لأبي شامة، حققه طيار آلتي قولاج، طبع في تركيا
ـ التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن لطاهر الجزائري، حققه عبد الفتاح أبوغدة، طبع في حلب
ـ مناهل العرفان، الطبعة المتوفرة حاليا دار الحديث
ـ المدخل لدراسة القرآن لأبي شهبة، متوفر، وطبع أكثر من طبعة.
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[20 Dec 2007, 02:53 ص]ـ
الأخ الشمراني جزاك الله خير ا على ارشادك وتوجيهك ..
لقد زرت يا اخي المكتبات التي أعرفها وذكرتها في مقدمة الموضوع ..
وأنا عازم بمشيئة الله على زيارة مدينة القاهره وكذلك عازم علىالاتصال بدور النشر التي ذكرتها ..
لا زلت انتظر النصح والتوجيه بالمكتبات التي توفر هذه الكتب.
ولكم الشكر والتقدير.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[20 Dec 2007, 04:25 م]ـ
أخي الكريم كتاب فنون الأفنان لن تجده فقد بحثت عنه كثيراً , في المكتبات ومعارض الكتاب ولم احصل عليه
والكتاب موجود عندي بصيغة pdf وبتحقيق صلاح فتحي هلل , فهل تريده؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Dec 2007, 10:29 م]ـ
لن تجدها مجتمعة في مكتبة واحدة، ولكن ابحث في عدة مكتبات ولا تنس مكتبة العبيكان ومكتبات الكتاب المستعمل
وسأذكر لك ما أعرفه عن طبعات هذه الكتب لعلك تنتفع بذلك:
ـ الإكسير في قواعد التفسير للطوفي، حققه الدكتور عبد القادر حسين، مكتبة الآداب، القاهرة
ـ التيسير في قواعد علم التفسير للكافِيَجي، حققه ناصر المطرودي، دار القلم، بيروت
ـ التحبير في علم التفسير للسيوطي، حققه فتحي عبد القادر، دار العلوم، الرياض
ـ منظومة التفسير، إن كانت للزمزمي فهي مطبوعة عدة طبعات وشرحت عدة شروح معاصرة
وإن كانت ألفية أبي زرعة العراقي فهي مخطوطة
وإن كانت منظومة الدميري فهي كذلك مخطوطة
ـ لباب النقول مطبوع طبعات كثيرة جدا وأجودها رسالة علمية بالجامعة الإسلامية للشيخ الجربوع (لم تطبع بعد)
ـ كتب الناسخ والمنسوخ كثيرة فيحدد اسم الكتاب
ـ جمال القراء للسخاوي حققه الدكتور علي البواب ونشرته مكتبة التراث بمكة
ـ فنون الأفنان لابن الجوزي حققه الدكتور حسن ضياء الدين عتر، دار البشائر
ـ المرشد الوجيز لأبي شامة، حققه طيار آلتي قولاج، طبع في تركيا
ـ التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن لطاهر الجزائري، حققه عبد الفتاح أبوغدة، طبع في حلب
ـ مناهل العرفان، الطبعة المتوفرة حاليا دار الحديث
ـ المدخل لدراسة القرآن لأبي شهبة، متوفر، وطبع أكثر من طبعة.
ليتك يا أخانا الفاضل الكريم أبا سفيان العامري
تفضلت مشكورا مذكرا بتحقيقنا
لكتاب جمال القراء وكمال الإقراء؛ لعلم الدين السخاوي
وقد طبع في دار المأمون في دمشق
في مجلدين كبيرين (نحو 1200 صفحة)
منذ أكثر من عشرين عاما
ونحن الآن بصدد طباعته من جديد
ووزع في دولة الإمارات على نفقة أولاد آل نهيان
وجزاك الله خيرا
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[20 Dec 2007, 10:45 م]ـ
شيخنا الكريم الدكتور مروان الظفيري ـ حفظه الله ـ
1) لو رأيت تحقيقكم لذكرته فأنتم من مشايخنا في هذا الملتقى ولكم حق علينا، وذكر تحقيقكم أولى من ذكر غيره.
2) كتاب جمال القراء أبحث عنه منذ مدة ولم أعثر له على أثر
فجزاكم الله خيرا أن عرفتم بتحقيقكم.
3) بهذه المناسبة أود منكم ـ بارك الله فيكم ـ أن تتحفوني بذكر تحقيقاتكم وأبحاثكم، حتى أشرف بمعرفتها، وتعريف غيري بها.
أرجو منكم أن تعذروا العبد الفقير على قصر الباع، وضعف الاطلاع.
ولكم جزيل الشكر.
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[21 Dec 2007, 07:32 ص]ـ
اخي ابو خطاب العوضي أحسن الله اليك وزادك من فضله ... أكيد انني لن امانع يا ليتك تتفضل مشكورا بارسال النسخة لي.
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[21 Dec 2007, 07:37 ص]ـ
الاخ الظفيري وفقك الله ارجو أن تزودني بنسخة من الكتاب الذي ذكرته وغيره من الكتب التي ذكرتها في قائمتي ان وجدت لديكم فيعلم الله مدى حاجتي لها ...
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[21 Dec 2007, 12:18 م]ـ
أخي الكريم تجد الكتاب في الملف المرفق بمشاركتي ... والله الموفق ...
ـ[جمال]ــــــــ[21 Dec 2007, 02:20 م]ـ
أرجو أن يفيدكـ الملفّ المرفَق
وفّقكم الله تعالى,,,
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[28 Dec 2007, 02:00 ص]ـ
يرفع
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Dec 2007, 06:07 م]ـ
شيخنا الكريم الدكتور مروان الظفيري ـ حفظه الله ـ
1) لو رأيت تحقيقكم لذكرته فأنتم من مشايخنا في هذا الملتقى ولكم حق علينا، وذكر تحقيقكم أولى من ذكر غيره.
2) كتاب جمال القراء أبحث عنه منذ مدة ولم أعثر له على أثر
فجزاكم الله خيرا أن عرفتم بتحقيقكم.
3) بهذه المناسبة أود منكم ـ بارك الله فيكم ـ أن تتحفوني بذكر تحقيقاتكم وأبحاثكم، حتى أشرف بمعرفتها، وتعريف غيري بها.
أرجو منكم أن تعذروا العبد الفقير على قصر الباع، وضعف الاطلاع.
ولكم جزيل الشكر.
أهلا وسهلا بأخي الحبيب الغالي الكريم أبي سفيان العامري
وحفظك ربي ورعاك
وسوف أرسل لك ـ إن شاء الله ـ ثبتا بأسماء كتبي
ومنها في القرآن وعلومه أكثر من عشرين كتابا
وهناك كثير من الأعمال ما زال قيد العمل
وقابع في مكتبتي ينتظر خروجه للنور
ما يمنعني عنه إلا الغربة وكثرة الأسفار
وشكرا لكم
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[29 Dec 2007, 12:02 ص]ـ
أخي الكريم إليك بصورة سريعة ومؤقتة تستفيد منها حتى ييسر لك الله الحصول على جميع الكتب المطلوبة
فهاك كتاب مناهل العرفان بتحقيق الأستاذ خالد السبت حفظه الله على هذا الرابط: http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1757
وإليك كتاب فنون الأفنان لابن الجوزي بتحقيق حسن ضياء الدين على هذا الرابط: http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1306
ولا تنسنا من صالح دعائك.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[29 Dec 2007, 01:19 ص]ـ
كتاب التبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن عن طريق الاتقان
وجدته في مكتبة طيبة الخضراء فرع المدينة المنورة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Dec 2007, 02:01 ص]ـ
ليتك يا أخانا الفاضل الكريم أبا سفيان العامري
تفضلت مشكورا مذكرا بتحقيقنا
لكتاب جمال القراء وكمال الإقراء؛ لعلم الدين السخاوي
وقد طبع في دار المأمون في دمشق
في مجلدين كبيرين (نحو 1200 صفحة)
منذ أكثر من عشرين عاما
ونحن الآن بصدد طباعته من جديد
ووزع في دولة الإمارات على نفقة أولاد آل نهيان
وجزاك الله خيرا
كتاب (جمال القراء وكمال الإقراء) لأبي الحسن علي بن محمد السخاوي ت (643) حقق جزء منه (من أوله إلى نهاية الطود الراسخ في المنسوخ والناسخ) (رسالة دكتوراة في كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية)) دراسة وتحقيق / عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي , وقد نوقشت الرسالة بتاريخ 13/ 11 / 1410 , ومنح صاحبها درجة الدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
وطبعت في مجلدين , طبعتها: مؤسسة الكتب الثقافية _ بيروت (الطبعة الأولى 1419هـ _ 1999م)
ـ[محمد الباهلي]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:56 ص]ـ
أحرص يا أخي الكريم على معارض الكتاب، فستجد ما نفد من مكتبات البلدة التي أنت فيها في المعرض .. خصوصا ً المعارض المتميزة مثل معرض القاهرة والشارقة والرياض ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Dec 2007, 01:17 م]ـ
أخي العزيز يزيد القديري إن كل الكتب التي ذكرتَها مجتمعة تجدها في القاهرة شارع الأزهر بجوار الجامع الأزهر حيث الشاردة والواردة والنادرة تجدها بإذن الله تعالى هناك ولو كنتٌ الآن بمصر لمددتك بها مجتمعة مع تحياتي
ـ[يزيد القديري]ــــــــ[30 Dec 2007, 06:26 م]ـ
اتقدم بالشكر الجزيل لكل الاخوة الذين ساهموا في ارشادي وتوجيهي.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Apr 2008, 06:55 ص]ـ
الاخ الظفيري وفقك الله ارجو أن تزودني بنسخة من الكتاب الذي ذكرته وغيره من الكتب التي ذكرتها في قائمتي ان وجدت لديكم فيعلم الله مدى حاجتي لها ...
وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه.
أخي الحبيب الغالي يزيد
سوف أرسل لك رقمي في سوريا
وعندما أعود إليها؛ في الإجازة ـ بمشيئة الله ـ
أرسل لي من تحب كي أعطيه ما توفر عندي من
كتب بتحقياتي في القرآن وعلومه ..
هدية لك
وأهلا وسهلا ومرحبا
وعلى الرحب والسعة(/)
لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[18 Dec 2007, 02:35 م]ـ
قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} سورة المائدة آية:3
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
هذه أكبر نعم الله، عز وجل، على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه؛ ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه.
وقال الإمام أحمد: حدثنا جعفر بن عَوْن، حدثنا أبو العُمَيْس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرءون آية في كتابكم، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: وأي آية؟ قال قوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي}
فقال (عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، نزلت عَشية عَرَفَة في يوم جمعة.(/)
سؤال عن تفسير الشيخ ثناء الله الآمرتسري؟
ـ[فضيلة]ــــــــ[18 Dec 2007, 04:09 م]ـ
الإخوة والأخوات الأكارم أعضاء الملتقى وددت ممن يعلم عن كتاب فتح البيان لثناء الله الآمر تسري وهوأحدعلماء الهند أن يتفضل علي مشكورا ببيان أين أجده مخطوطا أومطبوعا وجزاكم الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Dec 2007, 12:46 م]ـ
هذا التفسير مطبوع في دار السلام للنشر والتوزيع بالرياض عام 1423هـ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6471c76014754d.jpg
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Dec 2007, 02:02 م]ـ
لو تكرم الأخ (فضيلة) في ذكر المعلومة التي نقل منها عنوان الكتاب (فتح البيان)، فالكتاب المطبوع لا يوافق هذه التسمية، والمشهور في هذه التسمية: (فتح البيان في مقاصد القران لمحمد صديق القنوجي المتوفى سنة 1307) ,
ـ[فضيلة]ــــــــ[26 Dec 2007, 07:32 م]ـ
أخبرتني طالبة هندية أن اسمه كذاولازلت أجمع معلومات وربماتكون وهمت.
وبالنسبة للأخ (فضيلة) فليس كذلك فهذااسم لمؤنث حقيقي وليس مجازي.(/)
تهنئة شبكة التفسير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Dec 2007, 09:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يسر شبكة التفسير والدراسات القرآنية أن تهنئ أعضاء الملتقى وعموم المسلمين في كل مكان بمناسبة حلول
^&) O°^°°^°O (&^عيد الأضحى المبارك لهذا العام 1428هـ ^&) O°^°°^°O (&^
أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين باليمن والبركات، وتقبل الله من جميع الحجاج حجهم وأعادهم إلى ديارهم سالمين غانمين ....
ـ[د. عبدالرحمن اليوسف]ــــــــ[18 Dec 2007, 10:43 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم , وكل عام ونحن وأحبتنا بخير وعافية.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:05 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل عام وأنتم بخير
ـ[ياسر محيسن]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:14 م]ـ
اعاده الله على الامه الاسلاميه باليمن والبركات
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:14 م]ـ
كل عام والجميع بخير وعافية
وأسأل الله الجواد الكريم أن يغفر لنا ويتقبل منا
وأسأله تعالى أن يبارك في هذا الملتقى ويبارك في المشرفين والأعضاء
بارك الله في الجميع وأنعم عليهم برضوانه وجنته إنه جواد كريم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:19 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم , وكل عام ونحن وأحبتنا بخير وعافية.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:53 م]ـ
تقبل الله طاعتكم وأتم بالعيد فرحتكم وأقر أعينكم بنصر أمتكم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[19 Dec 2007, 06:26 ص]ـ
°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°تقبل الله منا ومنكم.
وجعله الله عيد خير وبركة.
وكل عام وأنتم بخير.
أسأل الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالنصر والتمكين .. °ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°
ـ[النجدية]ــــــــ[19 Dec 2007, 09:21 ص]ـ
°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°تقبل الله منا ومنكم.
وجعله الله عيد خير وبركة.
وكل عام وأنتم بخير.
أسأل الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالنصر والتمكين .. °ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°
آمين ... آمين
تقبل الله منا و منكم الطاعات، و كفر عنا و عنكم السيئات!!
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[19 Dec 2007, 01:27 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم.
وجعله الله عيد خير وبركة.
وكل عام وأنتم بخير.
أسأل الله أن يعيده على الأمة الإسلامية بالنصر والتمكين ..
آمين يا رب العالمين.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[19 Dec 2007, 02:34 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
اللهم اجعل عيدنا هذا عيدا مباركا سعيدا على جميع المسلمين، في مشارق الأرض و مغاربها، جنوبها و شمالها.
آمين آمين يارب العالمين.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[19 Dec 2007, 02:54 م]ـ
أتقدم إلى الإخوة جميعا مشرفين وأعضاء وزوارا بأحر التهاني بهذه المناسبة المباركة وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم جميع أعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه للكريم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[19 Dec 2007, 03:17 م]ـ
هنيئا لجميع الأحبة بلوغ هذا اليوم العظيم يومِ الحج الأكبر
أسعدكم الله بطاعته
وكل عام أنتم بخير
ـ[همام حسين]ــــــــ[19 Dec 2007, 05:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم ..
عام عام أنتم بخير، كل عام أنتم إلى الله أقرب، كل عام أنتم من النار أبعد، كل عام أهل القرآن بخير وعافية، كل عام ملتقى أهل التفسير منارة للدنيا .. كل عام لا حرمنا الله منكم .. اللهم آمين
ولا ننسى إخواننا المستضعفين في كل مكان من الدعاء .. ورزقنا الله وإياكم الحج في العام المقبل - بإذن الله - ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Dec 2007, 06:58 م]ـ
http://www.t7mel.com/upfiles/Mzn91037.gif
http://www.t7mel.com/upfiles/u6B91226.gif
ـ[جنتان]ــــــــ[20 Dec 2007, 01:40 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وكل عام وانتم بخير ..
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[20 Dec 2007, 02:16 ص]ـ
عيد مبارك سعيد أعاده الله على أمتنا بالخير والبركات / وكل عام وشبكة التفسير والدراسات القرآنية في تألق مطرد
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[20 Dec 2007, 03:47 م]ـ
تقبل الله من الجميع
أسأل الله جل وعلا أن يعمر أعيادنا بالأفراح والسرور, وأن يديم علينا النعم والحبور.
كل عام أنتم بخير.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[21 Dec 2007, 11:29 ص]ـ
كل عام وأنتم جميعا بخير
وأسأل الله تعالى أن يبارك لنا جميعا في أوقاتنا
وأن ينفعنا ... وأن يأتي العيد القادم وقد ازددنا تقوى وعلما وعملا صالحا ...
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:56 ص]ـ
^&) O°^°°^°O (&^تقبل الله من جميع المشايخ والأعضاء الأوفياء
وكل عام وانتم على خير وبخير ... ^&) O°^°°^°O (&^
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:17 م]ـ
كل عام وأنت والأخوة بخير.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:24 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم , وكل عام ونحن وأحبتنا بخير وعافية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجخيدب]ــــــــ[22 Dec 2007, 10:40 م]ـ
عيد الكل سعيد
وكل عام والمسلمون بخير وصحة وسلامة ونصر متوال.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[24 Dec 2007, 07:00 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل عام وأنتم بخير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2007, 01:57 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وتهانينا ودعواتنا بالتوفيق للجميع بهذه المناسبة الكريمة.
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[24 Dec 2007, 04:23 م]ـ
تقبل الله طاعتكم, وكل عام وأنتم في مدارسة القرآن أقرب وأفهم
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[25 Dec 2007, 07:43 م]ـ
http://www.t7mel.com/upfiles/Mzn91037.gif
http://www.t7mel.com/upfiles/u6B91226.gif
أبارك لكل الإخوةالمشرفين على هذا الموقع الممتاز، وكل عام و أنتم بخير، كماأبارك فرحة العيد لكل الإخوة المشاركين، وكذلك أبارك لأستاذي الجليل الذي نرجوا الله له الصحة والعافيةشيخي-فريد الأنصاري-
وسائرأبناء الأمة المحمدية التي تترقب أنوار فجر السمو والإنعتاق.(/)
هل يصح هذا الاستنباط
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Dec 2007, 01:10 ص]ـ
الحمد لله
قوله تعالى في سورة الكهف
وليتلطف و لا يشعرن بكم أحدا.
أفهم منه - و العلم عند الله - أن اسم الله اللطيف معناه الذي يتصرف في ملكه بأقداره و لا يشعر به أحد.
و أستانس في هذا بقوله جل و علا /بل لا يشعرون / عقب حديثه عن الكفار الذين يأمنون مكره سبحانه .. أو الذين
يمكرون فيمكر الله بهم و لايشعرون ألبتة بذلك.
و الله أعلم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[19 Dec 2007, 11:08 ص]ـ
يُفهم من قوله تعالى: (وَلْيَتَلَطَّفْ) أنه نصح أحد الفتية يوجهه إلى الذاهب لالتماس الطعام
أي: يكون ذلك الالتماس في سر وكتمان
يعني عند دخول المدينة وشراء الطعام.
أما وصف الله باللطيف فهو ثابت في القرآن الكريم
(إن ربي لطيف لما يشاء)
(وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
(إن الله لطيف خبير)
الله لطيف بعباده)
وغيرها
وبالله التوفيق
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Dec 2007, 01:53 م]ـ
الحمد لله
المقصود أخي الكريم هو هل يستنبط معنى اللطيف من قولهم ... و لا يشعرن بكم احدا .... بعد قولهم و يتلطف ...
أي ان التلطف هو ان تفعل دون ان يشعر الاخرون بك
ومن ثم فاسم اللطيف سبحانه يعني الذي يتصرف في ملكه بأقداره دون ان يشعر الخلق بذلك.
هذا هو القصد اخي الكريم.
ـ[طابة]ــــــــ[19 Dec 2007, 09:08 م]ـ
وفقكم الله وبارك فيكم
أنا أقل من أن أشارك برأيى
ولكن سأنقل لكم شئ عساه أن يفيدكم ... والله الموفق
أجزاء متفرقة من موضوع (اسم الله اللطيف)
أولاً: المعنى اللغوى.
يقال لطف به وله بالفتح , يلطف لطفا إذا رفق به ,
واللُّطف واللَّطف:البر والتكرمة والتحفى ,
وألطفه وألطفته: أتحفته ,
ألطفه بكذا: أى برّه به ,
وهو لطيف بالأمر: أى رفيق ,
وأم لطيفة بولدها: تلطف إلطافا ,
فأما لَطُفَ بالضم يلطُفُ: أى صغر ودق ,
واللطيف من الكلام: ما غَمُض معناه وخفى ,
واللطيف: اسم الفاعل من لطف ,
اللطيف فى اللغة صفة مشبهة للموصوف باللطف فعله لطف يلطف لطفا
ولطف الشئ رقته واستحسانه وخفته على النفس , أو احتجابه وخفاؤه
وعند البخارى من حديث عائشة – رضى الله عنها – قالت حين قال لها أهل الإفك ما قالوا: (ويريبنى فى وجعى أنى لا أرى من النبى – صلى الله عليه وسلم – اللطف الذى كنت أرى منه حين أمرض)
فاللطف ==>الرقة والحنان والرفق.
ثانيا: معنى الاسم فى حق الله تعالى:
قال ابن جرير: وهو اللطيف بعباده الخبير بهم وبأعمالهم.
قال الخطابى: (اللطيف) هو البر بعباده , الذى يلطف بهم من حيث لا يعلمون , ويسبب لهم مصالحهم من حيث لا يحتسبون. كقوله تعالى:
(الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز).
وحكى أبو عمر عن أبى العباس عن ابن الأعرابى قال:
(اللطيف) الذى يوصل إليك أَرَبَك فى رفقٍ. ومن هذا قولهم: لطف الله لك أى أوصل إليك ما تحب فى رفقٍ …
ويقال: هو الذى لطُف عن أن يدرك بالكيفية.
قال الشوكانى: فى قوله (إن الله لطيف): لا تخفى عليه خافية بل يصل علمه إلى كل خفى.
قال السعدى: (اللطيف) الذى أحاط علمه بالسرائر والخفايا , وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة , اللطيف بعباده المؤمنين , الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها , فهو بمعنى (الخبير) وبمعنى (الرؤوف) …
قال ابن القيم فى نونيته:
وهو الطيف بعبده ولعبده**** واللطف فى أوصافه نوعان
إدراك أسرار الأموربخبرة ... واللطف عند مواقع الإحسان
فيريك عزّتَه ويبدى لطفه** والعبد فى الغفلات عن ذا الشان
وعلى هذا يكون معنى (اللطيف):
1 - إنه الذى لا تخفى عليه الأشياء وإن دقت ولطفت وتضاءلت أى: هو لطيف العلم.
(على هذا المعنى يكون من أسماء الذات)
2 - هو البر بعباده , الذى يلطف بهم ويرفق بهم من حيث لا يعلمون ويرزقهم من حيث لا يحسبون. قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا () ويرزقه من حيث لا يحتسب).
(على هذا المعنى يكون من أسماء الذات)
3 - هو الذى لَطُفَ عن أن يدرك بالكيفية.
(على هذا المعنى يكون من أسماء الأفعال)
فاللطيف سبحانه هو الذى اجتمع له العلم بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدرها له من خلقه مع الرفق فى الفعل والتنفيذ.
ثالثا: آثار إيمان العبد باسم الله (اللطيف): منها:::
1 - وهو سبحانه ييسر للعباد أمورهم ويستجيب دعائهم فهو المحسن إليهم فى خفاء وستر من حيث لا يعلمون ,,, فنعمه عليهم ظاهرة لا يحصيها العادّون ولا ينكرها إلا الجاحدون ,,, وهو الذى يرزقهم بفضله من حيث لا يحتسبون. قال تعالى: (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير)
وقال تعالى: (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوى العزيز)
2 - ولما كان من المعانى اللغوية للطيف >>>هو الذى لطف عن أن يدرك كما فى قوله (وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا) سورة الكهف وهى أيضا من المعانى التى يشملها اسمه اسمه (اللطيف) فقد دلّ على لطف الحجاب لكمال الله وجلاله فإن الله لا يرى فى الدنيا لطفاً وحكمة ويرى فى الآخرة إكراماً ومحبة , وإن لم يدرك بإحاطة من قبل خلقه ...
... كتاب النهج الأسمى
للشيخ / محمد الحمود النجدى
كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة فى الكتاب والسنة
... د/ محمود عبد الرازق الرضوانى
بتصرف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[20 Dec 2007, 04:27 ص]ـ
الحمد لله
بارك الله فيكم ونفع بكم يا طابة ... معلومات قيمة جدا.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Dec 2007, 10:38 ص]ـ
المقصود أخي الكريم هو هل يستنبط معنى اللطيف من قولهم ... و لا يشعرن بكم احدا .... بعد قولهم و يتلطف ...
أي ان التلطف هو ان تفعل دون ان يشعر الاخرون بك
ومن ثم فاسم اللطيف سبحانه يعني الذي يتصرف في ملكه بأقداره دون ان يشعر الخلق بذلك.
هذا هو القصد اخي الكريم
نعم أخي أراه استنباطا في الاتجاه الصحيح
وأضيف اللطف في الاتجاهين أي ليس التصرف فقط ولكن العلم والاحاطة فيهما اللطف أيضا حيث أدق التفاصيل " وأنت الباطن فليس دونك شيء "لايعلم أحد ولايشعر أحد بلطفه إلا من أنعم الله عليه بالايمان والله أعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[20 Dec 2007, 01:56 م]ـ
الحمد لله
نعم بارك الله فيك ... يظهر أن المعنى الذي اشار اليه العبد الضعيف هو معنى واحد من معاني اسم الله اللطيف .. وقد
افادتنا طابة معاني اخرى مهمة كالعلم و الرفق و البر و الاحسان. جزاكم الله خيرا.(/)
هديتى لكم بمناسبة العيد (القرآن الكريم فى برنامج خفيف على الجهاز)
ـ[طابة]ــــــــ[19 Dec 2007, 09:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرآن الكريم كله فى برنامج خفيف جدا على الجهاز .. صغير الحجم فقط 16 كيلو بايت
وميزته بتواجد 30 من مشاهير القُراء فيه , وبسهولة تحميله في أقل من 5 ثوانى ... !
http://z3im4ever.googlepages.com/quran.exe
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Dec 2007, 10:10 م]ـ
أحسنت
وجزاك الله خيرا
وكل عام وأنت بخير
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Dec 2007, 08:54 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[النورس]ــــــــ[20 Dec 2007, 02:10 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[23 Dec 2007, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك جهودك
ـ[طارق عبد الرازق]ــــــــ[23 Dec 2007, 09:46 م]ـ
جزاك الله يا أخى عنا خيراً ... ورزقنا وإياك حسن الخاتمة وحسن اللقاء
ـ[طابة]ــــــــ[25 Dec 2007, 11:38 ص]ـ
جزانا الله وإياكم(/)
بحث: النص بين التشريع والإخبار (طارق البشري)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Dec 2007, 09:04 م]ـ
النص بين التشريع والإخبار
بقلم - المستشار طارق البشري
قاضٍٍٍِ ومؤرخ مصري
المصدر: إسلام أون لاين ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1196786352852&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout)
يتعامل رجل القانون دائما مع نصوص، سواء بالنسبة لعمله النظري والتفسيري، وبالنسبة لممارسته التطبيقية في القضاء والإفتاء؛ لأنه دائما يتعامل مع مبادئ وقواعد مصوغة في عبارات عامة، كما أنه يتعامل مع وقائع وأحداث جرت وتمت ويتلقاها هو في صياغات خبرية، فهو في الأغلب الأعم لا يتعامل مع الحدث إبان حدوثه ولا مع الواقعة في حال جريانها، ولكنه يتعامل معها عند الإخبار عنها بعد تمامها، ويكون التحقق من صواب الإخبار عنها جزءا من عمله، وذلك في مجال عمله التطبيقي وتكون غاية عمله التطبيقي هي إنزال أحكام النصوص المصوغة في مبادئ وقواعد عامة على ما أخبر به الواقع من أحداث ونوازل معينة، وذلك لتقرير المركز القانوني الشرعي لمن تلحقهم آثار الحدث بعد تمامه.
فثمة قاعدة عامة ومبدأ عام مصوغ في نصوص وهو ما نسميه التشريع أو القاعدة القانونية، وثمة إخبار بواقع حادث صيغ في نصوص أيضا، وهو ما نسميه الدليل الذي تحكمه قواعد الإثبات، ولكن شتان ما بين النوعين من النصوص من حيث الطبيعة ومن حيث طرائق التعامل مع كل منهما، وإن منهج التعامل مع النص يختلف حسب طبيعته وما أعد من أجله، تشريعيا كان هذا النص أو إخباريا يتعلق بوزن الدليل على ثبوت الوقائع.
والنص عامة هو عبارات محددة بألفاظها يراد بها معنى من المعاني، وهو عبارات مكتوبة أو مروية تثبت برسمها ويتناقلها الناس بحرفها، وإن المتلقي لها يستخلص منها دلالات فكرية حول معنى من المعاني ويرتب عليها النتائج، بمعنى أنها تشكل صيغة من العبارات المحددة بكلمات وألفاظ تفيد معاني وتنتقل إلى الناس بالقراءة أو بالسماع، وهم يتعاملون معها ويتفاعلون معها، وهنا يرد الفارق الأساسي في النصوص، بين ما يمكن أن نسميه "النص التشريعي" الذي يتعلق بمبادئ وقواعد عامة، وبين ما نسميه هنا "النص الإخباري" أو النص التاريخي الذي يتعلق بذكر واقعة أو حادث، ويقوم به دليل على ثبوتها أو نفيها.
النص التشريعي يتشكل في صورة نموذج قابل للتكرار بموجب طبيعته وبمقتضى أصل وظيفته المؤداة أو المقصود تأديتها، وهو آمر بشيء أو ناه عن شيء أو مرتب لأثر ونتيجة على فعل أو مقدمة. والنص الإخباري أو التاريخي يتشكل في صورة إخبار عن واقعة أو حادثة نزلت من وقائع الزمان الماضي أو الحاضر أو يمثل قولا عنها أو تعليقا عليها فهو مثبت لوجوه ممارسة، وهو ذكر نازلة أو بيان موقف عيني أو فعل لبشر أو قول لبشر. ولكل من هذين النوعين أساليب مختلفة ومناهج متباينة في التعامل.
وجوه تفهم النص التشريعي
النص التشريعي نص معد لكي يحكم تصرفات الناس بعد صدوره، سواء أكانت معاملات كبيع وزواج أو سلوكيات كصلاة وصوم أو عقوبات، وهو بأصل وجوده نص "متعد" وليس مجرد نص "لازم" بالمعنى اللغوي لهذين المفهومين، أي أنه نص لا ينفذ على مصدره فقط ولا تقتصر دلالته في شأن من أصدره ولا تنحصر دلالته في محتوى عيني له، إنما هو دائما يتعدى إلى الغير، بل إن المقصود من إصداره هو أن يتعدى إلى الغير ويحكم أنشطتهم.
والنص التشريعي يصدر في الحاضر، أي في الزمان الذي يصدر فيه، فلا ترد دلالته ولا أثره على الماضي الذي تم وجرى قبله، وذلك سواء أكان نصا تشريعيا إلهيا ورد بالقرآن الكريم "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"، وكذلك: " ... إلا ما قد سلف"، بمعنى أن النص المحرم لزواج معين لا يسري على ما سلف من زيجات مخالفة له، سواء أكان كذلك أو كان نصا تشريعيا وضعيا ورد في قوانين الدولة "مبدأ عدم رجعية القوانين". فهو دائما نص "قبلي"، أي يصدر قبل ما يتعامل معه من أحداث، من حيث استخلاص مفاده مما هو تال لصدروه وخاضع لمجاله، ومن حيث تطبيق دلالته على ما يعقبه.
(يُتْبَعُ)
(/)
بينما النص الإخباري هو نص تاريخي، أي أنه ابن زمن حدوثه، فهو نص لازم يتعلق بما أورد من وقائع وأحداث، لا يتعدى إلى وقائع وأحداث غير ما ورد به، ولا يحكم أحداثا أو أشخاصا غير من اشتملهم ببيانه، وهو من جهة أخرى يصدر في الحاضر الذي صيغ فيه، وتنصرف آثاره ودلالته إلى الماضي الذي سجله، والذي يكون تم من قبل، فهو نص عيني تنحصر دلالته ومفاداته على ما شمله من واقعه ومن شملهم من أشخاص، وهو نص "بعدي"، أي أنه نتج وصدر بعد الحدث الذي يدل عليه، وليس شأنه في ذلك شأن النص التشريعي الذي يصدر قبل الحدث الذي يدل عليه.
وهذه الفروق في طبيعة كل من النصين أنتجت فروقا كبيرة فيما يتعلق بمنهج تناول أي منهما وطريقة التعامل معه، ونحن في عملنا القانوني التطبيقي ننزل حكما واردا بنص تشريعي على واقعة أو تصرف وارد بنص إخباري.
النص التشريعي هو نص نموذج، ودلالته معدة لكي تكون قابلة للتكرار، وآثاره معدة لتكون عابرة للزمن، لذلك يتضمن القدر اللازم من التعميم والتجريد، وأن يصدق على الأفعال المشار إليها فيه بأوصافها لا بأعيانها، وأن يصدق على الأفراد الذين يلحقهم حكمه بأوصافهم لا بذواتهم، ومن هنا كان أول درس يتلقاه طالب الحقوق عن نظرية القانون هو أن القاعدة القانونية لا بد أن تكون عامة ومجردة، بمعنى أنه يتعين أن تعالج بطريقة تجعلها تسري على الأحداث والأشخاص بموجب ما يتوافر في أي من ذلك من وصف موضوعي، والنص هنا هو حكم يتعلق بأمر أو نهي أو بوضع مثل "كلما جرى كذا وجب أن يحدث كذا"، فهو يضع شرطا لتصرف أو يرتب نتيجة على تصرف، بغض النظر عن ذوات الأفراد وعينيات الأفعال.
والنص التشريعي بذلك يصوغ نموذجا قابلا للتكرار، وإن لم تكن فيه هذه القابلية فهو لن يكون نصا تشريعيا، وهو لن يكون كذلك إلا باشتماله على عنصر يتوافر مع توالي الزمن وتكراره، وأن يكون عنصرا حاضرا في الأزمان التالية، يؤثر في غيره ويتأثر به، مثل "إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه"، "إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير"، ومثل ما يرد بالقانون الوضعي "كل من اختلس منقولا مملوكا لغيره فهو سارق"، "يعاقب بالحبس مع الشغل على السرقات التي تحصل في مكان مسكون"، "لا يجوز أن تزيد ملكية الشخص من الأراضي الزراعية على خمسين فدانا"، "كل عقد يترتب عليه مخالفة هذا الحكم يعتبر باطلا"، "كل خطأ سبب ضررا للغير يلزم من ارتكبه بالتعويض، عن الضرر الذي لحق بالمضرور".
النص هنا صيغ صياغة تجعله نموذجا لحالة وليس حالة بعينها، وهو بحسبانه نموذجا يكون قابلا للتكرار على كل ما يحدث من وقائع وتكون اتصفت بالأوصاف والأوضاع الواردة بالنص، ونحن عندما نتعامل مع مثل هذه النصوص يقابلنا نوعان من الأسئلة، نوع ينظر إلى عبارات النص وألفاظه أي إلى هيكل النموذج المعد وسمته ورسمه، ونوع آخر ينظر إلى الوقائع أو التصرفات أو الحالات التي تعرض على النص، أي إلى المادة التي سيتعامل معها النموذج.
ففي النوع الأول من الأسئلة، عن تحريم القرآن الكريم للخمر، يقابلنا السؤال عما هو الخمر وما هو الميسر وما هو الرجس وما هو الاجتناب، وفي قانون العقوبات يقابلنا السؤال عما هو الاختلاس، ما هو المنقول وما هو المملوك ومن هو الغير، وفي قانون الإصلاح الزراعي يقابلنا السؤال عمن هو الشخص وما هي الملكية وما هي الأرض الزراعية، وكلها من أسئلة النوع الأول التي تتعلق بدلالات ألفاظ النص وعباراته، وباستنباط ذلك من المعاني اللغوية ومن المعاني الاصطلاحية التي يعبر بها أهل كل علم أو حرفة، وكذلك مما جرت به أعراف التعامل والتفاهم بين الناس في كل صقع أو زمان، ونحن في إدراك هذه المعاني نكون ما زلنا نقف عند حدود نص جامد نتفهم دلالته في ذاته فقط، سواء باستنباط المعاني من مقتضياتها أو باستقراء دلالتها من سوابق ما اشتملت عليه من حالات.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما النوع الثاني فهو ينظر إلى الواقع الحادث، أي الواقع الذي جد وحدث بعد صدور النص التشريعي وينظر إلى ما يعتمل في هذا الواقع وليس إلى العبارات في ذاتها، لذلك تكون أسئلته أسئلة عينية تتعلق بالحالات التي يراد إنزال حكم النص عليها، وهي حالات مفردة أو ظواهر مخصوصة طرأت من بعد، وأسئلته هي من نوع: هل المادة السائلة التي أمامنا هي خمر، وهل الذبيحة التي نشاهدها كانت ميتة قبل حز السكين أم أثناء ذلك أم بعده، وهل الأرض المشار إليها مملوكة وهل هي زراعية وما مساحتها ومن مالكها، إلى آخر هذه الأوصاف التي نستخلصها من الواقع المحسوس المحدد في كل حالة على حدة، أو من خلال ظواهر مخصوصة جدت ونريد أن نعرف في أي مركز شرعي أو قانوني يتعين أن نضعها.
وجه الثبات في النص
هذان النوعان من الأسئلة ومن وجوه النظر هما طرفا عملية تفهم النص التشريعي، وهذان الموضوعان ليسا منفصلين أحدهما عن الآخر، إنما هما متفاعلان يشكلان منهجا واحدا في فهم النص واستدعاء معناه مطبقا على حالة معينة أو حالات مخصوصة، وإن ما نسميه تفسيرا للنص التشريعي أو اجتهادا في فهم دلالته أو فقه أحكامه، إنما يتعلق بهذه العملية مطبقة على حالة أو حالات معينة، أو أنه استخراج لمعاني النص التشريعي منظورا في فهمه إلى سوابق أعماله على الحالات التي طبق بشأنها، وفي كلمة: فإن التفسير هو تحريك النص الثابت على الواقع المتنوع والمتعدد الحالات، وهو ما يصل بين ما تتناهى ألفاظه وعباراته في ذاتها، بما لا تتناهى حالاته في تنوعها وتعددها وإحداثها وتغيرها.
والنص التشريعي بذاته، أو بألفاظه وعباراته، هو دائما نص محافظ، وسواء أكان نصا قديما أو جديدا، وسواء أكان نصا ورد في كتاب سماوي لا يلحقه التغيير والتبديل لوروده من خارج الزمان والمكان، أو كان وضعيا يضعه الناس في كل حين ليحكم ما يتراءى لهم من شئون دنياهم في كل زمان ومكان، هو نص محافظ لأن وظيفته التشريعية أن يحكم واقعا يطرأ بعده، وأن يلزم حركة الواقع من بعد صدوره لكي تكون محكومة به غير خارجة عن ضوابطه ولو لم يرد به حاكموه الواقع التالي عليه ما كان يصدر أصلا، وحتى النص الوضعي الذي يصدره الناس لتغيير أوضاع في نظم حياتهم ومعاملاتهم حتى هذا النص الذي قصد به تغيير البيئة الاجتماعية القائمة عند صدوره، فهو أيضا له وجهة محافظة ترد إليه مما يحمل من أحكام ثابتة وما يفرضه من ذلك على واقع تال، بأشخاصه وعلاقاته.
وإذا كان ذوو الفكر الوضعي الفلسفي يستكثرون أن يحكموا بمبادئ الشريعة الإسلامية، لأنها تشمل نصوصا وردت في مصادر تشريعية أبلغت للناس من ألف وخمسمائة سنة، أو من قبل ذلك كما في أديان سابقة أخرى، فإن من النصوص الوضعية في البلاد الغربية والتي تبنت الفلسفة الوضعية في التشريع، إن منها ما يعود إلى مائتي سنة مثل القانون المدني الفرنسي الذي صدر أيام حكم نابليون فرنسا، ومنها سوابق تشريعية قضائية عرفتها بريطانيا مثلا من مئات السنين، ومجموعات القوانين التي صدرت في مصر سنة 1883 بعضها ظل يعمل لسبعين سنة تقريبا، مثل القانون المدني القديم الآخذ من القانون المختلط الصادر في 1875، وهو الآخذ من القانون الفرنسي وبعضها بهذه المصادر ذاتها ظل يعمل من بعد عشرات السنين في مصر مثل القانون التجاري والقانون البحري. وعاصر كل ذلك - سواء في فرنسا وإيطاليا أو في مصر - نظما سياسية ودستورية واقتصادية ومستويات تطور في الأساليب التقنية ومذاهب فكرية وثقافية وعادات عيش ونظم عمل، عاصر في كل ذلك من التغييرات ما لا يقل حجمه ولا وزنه وأثره ما حدث في العالم على مدى القرون السابقة، وعرف في بلادنا نظم احتلال أجنبي ونظم استبداد وديمقراطية ونظما رأسمالية واشتراكية، عاصر كل ما يعرفه القارئ من تطور وتغير في عشرات من السنين كثيفة الأحداث مزدحمة الوقائع متغيرة العلاقات متنوعة الثقافات.
النص والواقع المتغير
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا عن وجه الثبات في النص التشريعي، وأما ما يتعلق بتعامله مع الواقع المتغير فإن هذا الوجه من وجوه منهج التفسير هو ما يكسب النص الثابت حركيته وفاعليته، وذلك بالخاصية الأولى التي ذكرتها، وهي أن النص معد في صياغته لأن يتجاوز زمن صدوره بما يلاحق ما يستجد من حالات، وهو معد لأن يتجاوز حدود ألفاظه لكي ينسحب على حالات ذات تنوع، وكل ذلك يجري بمناهج عقلية اجتهد رجال المنطق وعلماء أصول الفقه وفقهاء التفسير لأن يضعوا لها الضوابط والحدود.
لقد وضعت مناهج لتفسير النص التشريعي بما يمكن من تطبيقه على الواقع المتغير وعلى الحالات المتنوعة، ولهذا الأمر مناهجه في الفقه الغربي، مما ينقسم إلى مدارس ومذاهب، فيقال مدرسة الشرح على المتون والمدرسة التاريخية والمدرسة الاجتماعية وغير ذلك، وأساس الخلاف بينها في ضبط المنهج يتعلق بثبات النص ومحدودية معانيه الواردة بألفاظه وعباراته وبتغير وقائع الزمان والمكان وتنوع الحالات .. وفي فقه الشريعة الإسلامية وضعت مصادر لاستخراج الأحكام مثل القياس وضوابطه الذي يضيف إلى الحالات المنصوص عليها حالات أخرى وكذلك المصالح المرسلة التي تشغل من المجالات ما يقع بين المأمور به والمنهي عنه وما يقارب كلا منهما، وكذلك الاستصحاب والاستحسان لمن يقول به وغير ذلك، كما وضعوا مذاهب في تخريج الأحكام من خلال عباراتها ولاستقراء القواعد الشرعية العامة من الأحكام التفصيلية إدراكا للمقاصد العامة الهادية في التفسير وغير ذلك، ولا أريد أن أزيد في أمر يدخل بنا إلى ما يخرجنا عن السياق العام الذي نحاول رسم خطوطه العامة.
والذي أريد أن أشير إليه في هذا الحديث أن النص التشريعي له اتصال مباشر بزمان التطبيق، وليس بزمان الإصدار فقط، بل إن اتصاله بزمان التطبيق أكثر وثوقا من اتصاله بزمان الإصدار، ونحن كلما أعملنا حكمه في حالة عرضت في لحظة زمانية ما .. كان هذا النص ليس ابن الزمن الذي صدر فيه بقدر ما يكون ابن الزمن الذي أعمل فيه؛ لأنه ليس ماضيا ولى، ولكنه حاضر في هذا الزمن الذي نزلت فيه النازلة التي استدعت تطبيقه عليها، وإن أي واقعة تحدث في تاريخ معين يمكن أن تتجمع في حكمها مجموعة من النصوص وليس نصا واحدا فقط، فواقعة قتل شخص مثلا في سنة 2007 يحكمها قانون العقوبات الصادر في 1937 بالنسبة للجريمة وقانون الميراث الصادر في 1943 بالنسبة لواقعة الإرث واقتسام المال الموروث، وقوانين المعاشات والتأمينات الصادرة في 1975 مثلا أو ما بعدها بالنسبة لما يصرف لأولاده القصر وزوجته من معاش.
وهكذا، وكل من هذه القوانين صدر في وقت مختلف عن وقت صدور الآخر، ولكنها تجتمع في حكم الواقعة بصرف النظر عن تاريخ صدور كل منها، وهي تجتمع على ذات المستوى من الفاعلية بحسبانها كلها قوانين الحاضر بالنسبة للواقعة التي حدثت في 2007 مثلا، وأن أحكامها بحسبانها من "حاضر الواقعة" تتداخل في التفسير وتبين الدلالات.
وهذا النص التشريعي يتجدد تطبيقه وتتجدد دلالاته، وهو بتنوع الحالات التي تعرض له في التطبيق تغتني معانيه وما يستفاد منه من أحكام، وإنه مثل الكائن الحي الذي تكسبه الحركة والتعامل خصوبة وخبرة وثراء في الأثر والدلالات، وفي العمل القانوني التطبيقي نلحظ نصوصا تصير ثرية جدا وخصبة جدا في معانيها، ويمكن أن يوضع في تفسيرها ما لا يكاد يحصى من الشروح، نلحظ ذلك مع طول المعايشة في العمل التطبيقي حتى في داخل القانون الواحد، وذلك بسبب كثرة تعامل الناس بما يخضع لها من أحكام، نتيجة أوضاع اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية، والكثرة تفيد التنوع وكثرة التداخل بين الأنشطة وتستثير الالتباس والعمل على إعادة الضبط والتحديد، وتستثير الأذهان لتبيين الضوابط والفروق وتحديد الآثار المترتبة على الوقائع والتصرفات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى سبيل المثال، فإن الدستور المصري الذي صدر في سنة 1923 فيه مواد استغرقت جهودا هائلة في تفسيرها، وكان ذلك يعود إلى الصراع السياسي المحتدم إبان سريان الدستور بين أنصار التوسعة في الحركة الشعبية وبين أنصار التوسعة في سلطات الدولة والملك مثل المادة 15 الخاصة بحرية الصحافة، والمادة الخاصة بتنظيم الاجتماعات، وثمة نصوص ترد في كتب الشرح والمجموعات القانونية تسرد سردا مجردا، فلا يكاد يلتفت إليها، مثل المادتين 16 و17 الخاصتين بالتعليم في الدستور ذاته، وعلى سبيل المثال أيضا، أذكر منذ سنوات بداية عملي في مجلس الدولة في شبابي في النصف الثاني من القرن العشرين، كانت ترد إلينا في إدارة الفتوى بالمجلس المشاكل القانونية الخاصة بتطبيق قانون الإصلاح الزراعي وتحديد ما يستولى عليه لدى كبار الملاك، فكانت هناك نصوص تخضع لضغط كثيف في التطبيق من كثرة المشاكل وتنوع الحالات التي تعرض وهي النصوص الخاصة بما تستولي عليه الحكومة من الأرض وما تسمح للمالك باستبقائه وما يعتبر مملوكا للمالك وما لا يعتبر مملوكا، مثل المادتين 3 و4 من القانون 178 لسنة 1952 وما يليه، وكان ثمة مادتان لا يكاد يفطن إليهما قارئ القانون وهما المادتان 22 و23 منه الخاصتان بالحد الأدنى للملكية الزراعية وعدم جواز تفتيتها لأقل من فدانين وعدم جواز التجزئة لأن المتعاملين جميعا ابتعدوا عنها ولم يلتفتوا إليها ويكاد ألا يكون أحد طلب تطبيقها.
أردت بذلك كله أن أشير إلى أن النص التشريعي لا يتصل بزمان صدوره فقط، ولكنه يكاد يولد يوميا مع كل حادث أو تصرف يقتضي استدعاء حكم هذا النص، ويعتبر عنصرا من عناصر الحاضر، حاضر الواقعة الحادثة أو التصرف الصادر مما يخضع لمجال انطباق النص التشريعي.
النص الإخباري وحقيقته
أما النص الإخباري فهو يثبت حدثا أو ينبئ به، سواء أكان الحدث واقعة مادية أو كلاما قيل أو كتبا أو علاقة ظهرت أو أمرا تنظيميا جرى، أو كان شيئا من ذلك تغير وتعدل، هو واقعة أو فعل لبشر أو قول لبشر، على أن يتعين أن نلحظ أن النص الإخباري المعني هذا ليس هو فقط الواقعة التي نزلت وليس فقط العمل الذي مورس، ولكنه أيضا "الإخبار" بأي من ذلك بالكتابة أو بالرواية أو بأي صورة من صور التناقل أو التداول لما حدث.
فنحن هنا إزاء واقعة حدثت وحفظها بعد حدوثها ذكرها أو الإخبار عنها، ويتعين أن نتأمل في هذا الشأن، فإن الواقعة في بذاتها كان من شأن حدوثها أن تستوعب وتمتص فيما حولها من وقائع وأحداث وأن يذهب بها ويطمسها من بعد ما يتلوها من وقائع وأحداث تتلوها وتزيلها أو تغيرها أو تتراكم عليها بما يطمس تفردها وتبينها بحسبانها حدثا متميزا منظورا إليه في ذاته. ولكن ذكر الواقعة أو الإخبار عنها ثبتها أولا، فصار هذا الذكر لها أو الإخبار بها مما يبقي النبأ عنها حتى بعد زوالها أو استيعابها في غيرها مما يجري حولها أو يتلوها. ثم إن هذا الذكر لها أو الإخبار بها يحملها بالتناقل خارج محيط حدوثها، سواء في داخل الزمان الذي وقعت فيه إلى غير من تعاملوا مع وقوعها تأثيرا فيها وتأثرا بها، أو إلى خارج زمان حدوثها كله.
ونحن يتعين أن نتنبه هنا إلى أن ما تنوقل، أي ما تجاوز محيط حدوثه مكانيا أو زمانيا، ليس الحدث ذاته واقعة أو تصرفا، ولكن الإخبار عنه هو ما تنوقل وتجاوز محيطه الزماني أو المكاني، وهذا الفارق فارق جوهري، وهذا الفارق وضعنا مباشرة في صميم "نظرية المعرفة" التي تعتبر بابا من أبواب الفلسفة وعلومها، وهي ببساطة تتعرض للمسألة الفلسفية الخاصة بطبيعة المعرفة البشرية للموجودات الكائنة خارج الإدراك البشري وحدود هذه المعرفة ومدى مصداقيتها، ولكننا لا نتكلم في هذا المجال الفلسفي، وإنما نعرض لفكرة التمييز بين الواقعة أو الفعل كما حدث في ذاته وفي سياق ما أحاط به من أحداث سابقة ولاحقة ومواكبة، وبين إدراك الواقعة أو الفعل لدى من أثبتها ونقلها، أي لدى المخبر عنها حسبما صيغت لديه في نص كلام مكتوب أو مروي، وهنا ندخل في مجال نظرية الإثبات في القانون فيما يتعلق بالشهادة والإقرار وتبيين القرائن وغير ذلك، ولكنني هنا لا أتكلم في هذا المجال المتسع الأرجاء المتعدد الوجوه، إنما أتكلم فقط فيما يخص الفرق الأساسي بين ما يشكل نصا إخباريا وبين النص التشريعي، أتكلم عما يخص هذا
(يُتْبَعُ)
(/)
الفرق من زاوية واحدة تتعلق بمناحي استخراج الدلالات وما يفيد في ذلك.
والأصل في الإخبار عن الحدث أن يكون لصيقا به ولا يجاوزه، وإن كان الحاصل أيضا أنه يتضمن أثرا أسبغه عليه من تحول على يديه الحدث إلى الخبر بالإدراك له وبالنقل، وهو أثر يرد من إنشاء الخبر وذكره، وهو أثر يحتمل قدرا من التحوير والتغيير، بالإضافة إليه أو بالاجتزاء منه أو بالتبعيض له بذكر بعض مظاهره دون بعض، فما لا يعتبر لدى كثيرين مما يكمل الحدث، قد يعتبر لدى آخرين أجزاء متممة ومكلمة له وأن تكون من مقتضاه، كانتقال مال من يد شخص إلى يد شخص، يخبر بها معزولة عما يكملها من اتفاق أو أفعال غصب أو غير ذلك، والأمر أحيانا يدق فلا تكون الزيادة أو النقصان أو الاجتزاء مقصودة ممن أخبر بالحادث ولكنها تكون بسبب عدم تبين المخبر أو بسبب أن تكوينه العقلي المسبق وتجاربه السابقة لم تمكنه من استيعاب جملة ما يعتبر من أجزاء الحدث أو متمماته، مصداق ذلك ما ورد بالقرآن الكريم "أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى" (البقرة الآية 282).
ثم هناك التشكل العقلي والثقافي وما يولده نوع الخبرات المتراكمة لدى من ينشئ الخبر أو ينقله بما يجعل المخبر يسبغ على الحدث من أحكامه أو تقاريره أو أوصافه التعبيرية ما يتحول به الحدث على يديه إلى الإخبار عنه وصياغته في نص. فمثلا واقعة أن جماعة من الناس تجمعت في الطرق وصارت تهتف هتافا ما، فهذا حدث، ولكن الإخبار عنه قد يورد له وصفا، فهو انتفاضة أو ثورة أو فتنة أو تمرد شعب أو غير ذلك، وهذا الوصف هو ما أضافه الخبر إلى الحدث عندما صار نصا، وهو يحمل أثرا واضحا لمن نقل الحدث وحوله إلى خبر.
النص الإخباري وخصائصه
إن النص في هذه الحالة يكون وسيلة للإخبار بحدث، هو إدخال للحدث في صيغة كلامية من صيغ التعبير بالكتابة أو المشافهة، وهو في ذلك يحمل وصفا للحدث، وصفا ممن تولى صياغة الإخبار به، حسبما ذكر في الفقرة السابقة، فثمة عدد من الخصائص للنص الإخباري (أو النص التاريخي) وهي خصائص لصيقة به لا تكاد تنفك عنه، ومنها:
أولا: أنه نص يتعلق بحدث سابق عليه، أي أنه نص يكون معبرا ومخبرا عن حدث سابق، ومن ثم يكون نصا تاريخيا لأن وجود الخبر يقيد دائما وقوع المخبر عنه وأنه قد مضى.
والأحداث نوعان من حيث الزمان: نوع فوري الحدوث، أي يحدث بدءا وتماما في ذات اللحظة بما يصعب معه في تعاملات الناس الفصل الزمني بين البدء والتمام، مثل الصور المعروفة عن تعبير الشخص الطبيعي عن إرادته القانونية أو أي قول يصدر من شخص معين أو قتل إنسان أو ضربه، ونوع ممتد يستغرق زمانا يدركه الناس في معاملاتهم العادية، مثل القرار الإداري المركب الذي يتشارك في إصداره عدد من الجهات أو المجالس أو المؤسسات، ومثل أحداث التاريخ عامة كحرب مثلا أو عملية انتخابات لمجلس تشريعي تستغرق شهرا أو شهرين، فالغالب فيها أنها أحداث ممتدة زمانيا وليست من نوع ما يبدأ وينتهي في لحظته، إنما هي تبدأ وتستمر في التشابك وسط صراعات ومجادلات بين قوى عديدة، متعارضة أو متخالفة أو تتخلق في مراحل التشكل حتى يكون تمام اكتمالها هو تمام انتهائها وبداية ما ولدت من آثار، ويكفي أن نضرب مثالا على ذلك بحادث حرب أو حادث ثورة أو حادث بناء نظام سياسي.
وأن النص أو النصوص التي تخبر عن أي من الأحداث سواء أكانت أحداثا فورية أو ممتدة إنما تكون مما يخبر عن ماض تنبئ به وتصفه، ووصف الحدث عند ذكره يبدو في الغالب الأعم من الحالات لا مندوحة عنه، لأن الوصف يلتبس بالتعبير عن الحدوث، فأخذ المال من شخص إلى شخص لا يعبر عنه بهذا اللفظ إلا في النزر اليسير من الحالات، إنما يقال أعطى أو استولى أو استرد أو تقاضى أو منح أو استلم، والغالب من هذه الألفاظ أنها تحمل ظلالا من معان تعبر عن رضاء أو كره فضلا عن لفظ اقتحم أو اغتصب أو غير ذلك، والمهم هنا أننا نتعرض لحدث مفرد، ومهما كان له أو صار له من متشابهات فإنه معين بذاته وليس نمطا متكررا، أو بمعنى أدق ليس المقصود عند الإخبار عنه ذكر جنس له أو نوع، إنما المقصود إفراده بذاته بما ينبئ عنه ويبينه، ولذلك فإن من يتكلم عنه أو يبحثه أو يتعامل معه بأي من وجوه التعامل إنما يتعين أن يدخل إليه في ماضيه وينظر إليه ويستبينه في بيئته وفي سياقه الذي حدث فيه وتفاعل معه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا ما يفترق به تماما النص التشريعي عن النص الإخباري أو التاريخي من حيث الطبيعة والخصائص ومناهج التعامل معه، النص التشريعي نتفهمه في سياق ما يتلوه من وقائع، والنص الإخباري نتفهمه في سياق ماضيه وما واكب نزوله.
ثانيا: النص الإخباري بوصفه صيغة لإثبات حدث مضى أو تبيينه، يرتكز في مصداقيته على وسائل التحقيق لأدلة الإثبات للوقائع والتصرفات، أو لمنهاج التحقيق التاريخي للأحداث، ووسائل التحقيق والإثبات في مجال الحقوق والقانون معروفة للوالجين في مجال هذا العلم بفروعه المدنية والإدارية والجنائية، كما أن مناهج تحقيق الأحداث العامة والتاريخية معروفة لذويها، وفيها نقد الرواة الذين تناقلوا ذكر الحدث ونقد الوثائق والمستندات التي دلت عليه واشتملت على ذكره في مدوناتها.
ودلائل الثبوت هنا تتراوح في القوة والضعف، كما تتراوح في نسبية الدليل ومدى حجيته، وفي مجال الحقوق فإن الفروق معروفة في الحجية وطبقا لمداها بين الإقرار على النفس أو الشهادة على الغير أو القرائن بدرجاتها المتباينة، وفي مجال علوم الاجتماع والتاريخ فإن ذكر الوقائع والأحداث يتوافر لها كذلك في الحجية ما يتراءى من مدى حياد المصدر أو انحيازه ومدى مصداقيته، فيما عرف عنه ومدى ضبطه في التثبت، وتتقوى دلالة الثبوت وتضعف وفق ما يتبين في هذا الصدد.
ومن ناحية أخرى أهم، فإنه متى ثبت حدوث الفعل، فيستحيل بعد ذلك إلغاؤه أو نفيه، لأنه فعل مضى وانتهى، ويستحيل إلغاء الماضي كما يستحيل تغيير وقائعه وأحداثه أو تعديل ما وقع.
والنص التشريعي يخالف النص الإخباري (أو النص التاريخي) في هذا المجال من طرفيه، فالنص التشريعي يحتاج للإقرار بقيامه ووجوده إلى درجة أو حد أدنى من اليقين في ثبوت لا يمكن النزول عنها، وإلا انتفى النص التشريعي، لأنه لا يمكن أن يتحاكم الناس في حاضرهم ومستقبلهم إلى ما لم يثبت لوجوده درجة عالية جدا من درجات اليقين المعتبر، سواء أكان قانونا أم عرفا، كما أن النص التشريعي بخلاف النص الإخباري له حجية مطلقة على ما ينتفع به أو يضار به، أما النص الإخباري فحجيته نسبية لأنه ابن واقع محدد ولد في سياقه واكتسب مضامينه من هذا السياق المحيط به، وتحدث دلالته العينية في إطاره دلالة غير قابلة للتكرار، فهو ليس نموذجا يتوالد مع الزمن.
وكذلك فإن النص التشريعي يمكن أن ينسخ إذا ثبت صدور تشريع تال له ألغاه صراحة أو تضمن أحكاما مخالفة له، ويكون نسخه أو إلغاؤه من تاريخ صدور التشريع التالي المخالف حسبما هو معروف، وبسبب قيام هذا التصور فإن النص التشريعي كان إبان سريانه ممتد الأثر على ما يليه من أحداث وهو يحكم ما تلا صدوره من وقائع، أما النص الإخباري أو التاريخي فهو حدث مضى وانتهى وليس له حاكمية وليس له أثر مباشر يمتد في المستقبل، بما يجعله نموذجا قابلا للتكرار، يمكن أن تكون له آثار واقعية ترتبت عليه، ولكن هذه الآثار تلحق به التحاق نتيجة بسبب أو نتيجة عينية ملموسة مفردة بسبب هو عيني وملموس ومفرد كذلك، دون أن يكون النص في ذاته متجدد التطبيق على حالات لم تنجم عنه وإنما لاحقها بحسبانه تشريعيا متجدد الحضور معها ومع كل حالة ممتدة تولد.
سبل تفهم النص الإخباري
وقد سبقت الإشارة إلى أن النص الإخباري هو بوصفه صيغة ذكر لحدث ماض، إنما يحمل غالبا وصفا لهذا الحدث، وفقا للدلالة أو الفحوى التي وقرت لدى من صاغ الحدث في خبر مكتوب أو مروي، وأن الوصف أو التعبير الذي صيغ به الخبر، الغالب أن تختلف أو تتنوع عليه وجوه النظر من كتاب أو رواة أو باحثين، ناهيك عن أن يكونوا أطرافا في خصومة أو أن يكونوا من ذوي المصالح المتعارضة، وهنا يتفاوت ما تفضي إليه الدلالات التي يمكن استفادتها أو استخلاصها من الحدث؛ لأن النص هنا إنما يكون صنعه من أعد الحدث أو شارك في صنعه أو عاصره، أو يكون هو من أثبته من بعد أو علق عليه، فهو من ثم يحمل أثرا لوجهة النظر الحكمية لمن قام بصياغته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن مع ذلك كله سيبقى الحدث دائما منسوبا إلى زمان وقوعه، وسيبقى محل تقديره وفهمه واستخلاص دلالته هو موقف الحدث مما واكبه وأحاطه من ظروف في السياق الزماني والمكاني له، وسيبقى صحيحا القول بأننا إذا نزعناه من سياقه هذا فسيفقد دلالته ومعناه، ونحن لكي نفهم دلالة حدث ما (تصرفا كان أو واقعة) يتعين أن نحيط بأوضاع نشأته وظروف تكونه وما تجمع على تشكيله من أوضاع وما ترتب على قيامه من آثار، ونحن نكون أقرب لفهم هذا النص وأصوب في استخلاص دلالته كلما اقتربنا من طريق نشأته وتكونه، وكلما وصلناه بالأوضاع والأحداث التي صدر فيها، وهذا الوصل بأوضاع النشأة يكون هو ما يجلي الحقيقة بقدر الإمكان بما يكون علق به من شوائب الأوصاف غير الدقيقة، أو المنحازة لطرف ضد طرف.
ومن هنا يتعين ملاحظة عدد من الأمور لاستكمال فهم دلالة النص الإخباري، من ذلك سياق الحدث المنصوص عليه في المجال الثقافي، أي مجال إدراك المتعاملين له معناه لغة ومصطلحا وتعارفا، وكذلك سياقه في المجال الاجتماعي والسياسي إن كان حدثا ينتمي إلى هذه المجالات، وسياق النص المصاغ به الخبر في إطار ما كان يجري به الخطاب بين من يوجه الخطاب ومن يتوجه له الخطاب، لأن وجوه التركيز في الكلام ووجوه التفصيل والإجمال فيه تكشف عن طبيعة الجدل والحوار العام الدائر عند وضع النص الإخباري وصوغ الخبر عن الحدث.
والخلاصة أننا نقترب من النص التشريعي أكثر من فهم دلالته وإدراك معانيه كلما استطعنا أن ننقله أكثر إلى حاضرنا، وكلما أعملناه في سياق هذا الحاضر، ولا شك أن أوضاع إصدار النص التشريعي في زمانه وتتبع تعامل الأجيال السابقة معه في أزمانهم المتوالية هي مما يساعدنا في إيضاح دلالات هذا النص وقدراته في توليد الأحكام منه، مما يسمى "اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان"، إلا أنه يبقى أمر مهم وهو أن ثمة علاقة مباشرة بين النص التشريعي وبين الواقع المستقبل في تطبيقه على الوقائع الحاصلة.
وبالمغايرة لهذا الوضع بالنسبة للنص الإخباري فنحن نقترب منه أكثر في فهم دلالته وإدراك معانيه كلما استطعنا أن ننتقل نحن إليه في زمان حدوثه وصياغاته، واستحضرنا بهذا الانتقال أكثر ما يمكن استحضاره من وقائع ماضيه وأحداثه المحيطة به على المستويات الإدراكية الثقافية والاجتماعية، والحادث أنه في النص التاريخي الذي يتعلق بأوضاع عامة سياسية واجتماعية، فكثيرا ما يجري فيه إسقاط ثقافي من أوضاع الحاضر المعاش على الماضي الذي ينتمي إليه الحدث وتشكل في ثناياه وصيغ الخبر فيه، وكذلك بالنسبة للنص الإخباري الذي يجري بين أفراد الناس في تعاملاتهم الحقوقية يمكن أن يطغي فكرنا الحاضر على تفهم صياغات جرت في الماضي عن أحداث جرت في هذا الماضي، وفقا لدلالات تعدلت، وهذه عيوب وشوائب يتعين الحذر منها، وسيبقى الأمر الجوهري هو أننا لن نقترب من فهم النص الإخباري اقترابا أكثر إدراكا للصواب إلا إذا انتقلنا إلى زمانه واستوضحنا معانيه في ذلك السياق، وبالعكس لن نقترب من النص التشريعي اقترابا أكثر إدراكا للصواب إلا إذا نقلناه إلى زماننا الذي يطبق فيه بحسبانه من عناصر هذا الزمان المتجدد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Dec 2007, 09:38 م]ـ
أرجو تأمل هذا البحث وعدم قراءته على عجل.
من بين الميادين التي يلمسها هذا البحث:
- التفسير
- الاستنباط
- الفتوى
- الخطاب
- الحوار
- نقل الخبر
- الاستدلال بالخبر
- ...(/)
سورتان من القرآن
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[23 Dec 2007, 12:47 ص]ـ
"سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص؛ ولذا تشرع فراءتهما في أول يوم في سنة الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيق للتوحيد وتجديدا له" [د. محمد الخضيري] ج. تدبر(/)
بين موضوعات المركز والأطراف في الدراسات القرآنية
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[23 Dec 2007, 06:23 م]ـ
يستسهل الكثير من الدارسين بعض البحوث والدراسات بكونها لا تشد من عَزم الباحث, ولا تؤسسه تأسيساً علمياً قوياً, فهي أشبه ما تكون بحوثاً ودراسات فنية توحي بنوعٍ من الترف العلمي, والبعد عن العلم المقصود!!
والحقيقة أنه يجب علينا أن نعي قضيةً مهمة في المنهج الذي تُرسم من خلاله فكرة الموضوع وعناصره, ويُمكن لنا أن نقسم هذه الموضوعات إلى قسمين:
الأول: موضوعات المركز: وهي الأساس والأصل الذي من أجله تَرَكَّب هذا العلم واستوى على سوقه, ولا يُمكن الاستغناء عن البحث في هذه الموضوعات كالكتابة في موضوعات القراءات القرآنية, أو الناسخ والمنسوخ, والمكي والمدني .. ونحو ذلك.
فهي دراسات انطلقت من أُسس وأصول سابقةٍ لها ثُمَّ جاء البناء والتركيب والتحليل لنصوص السابقين, والخروج بنتائج جديدة, وطرائق في العرض مفيدة.
الآخر: موضوعات الأطراف: وهي التي تأسست بناءً على ذهنية الباحث الثقافية, ونظرته الذكية في استثمار النصوص والسيطرة عليها وذلك بجعلها في قالبٍ موضوعي متكامل يُوصف أن يكون بحثاً يستحق النشر!!
كمن يكتب في إجازات القُرَّاء, والتفسير الإذاعي للقرآن, وبيئة المُفَسِّر وأثرها على تفسيره .. ونحو ذلك.
إذن ينبغي أن نعترف بأنَّ هذه الموضوعات التي – ما توكل عيش- كما يدعي البعض, هي منهجٌ علمي معترفٌ به في الشرق والغرب, وقائم بذاته, وأنَّ من حسناته الرفع بذائقة الباحث, ودليل سعة أُفقه وإبداعه, وأنَّ أي مُجرد نصٍ يُؤثر فيه ويتفاعل معه فيصنع منه شيئاً بعد أن كان لا شيء!!
ويُمكن لنا أن نُسمي موضوعات المركز بالمتن, والأطراف بالحاشية, وقد يأتي يومٌ فتتغلب الأطراف (الحاشية) على المركز (المتن) حينما تُقتل موضوعاته شرحاً ودراسة!!
أخيراً: فلنكتب ولنبحث جميعاً, وليبقى بيننا النقد المنصف والجاد!(/)
اقتراح علمي لأهل التفسير
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[23 Dec 2007, 06:29 م]ـ
الأخوة الكرام، الدكاترة الأفاضل، طلبة كليات العلوم القرآنية، طلبة الدكتوراة والماجستير، الهواة في خدمة الأعمال العلمية، أعضاء هذا المنتدى.
إليكم جميعًا أقدم هذا المشروع
مقدمة: كل من الأفاضل وله العمل الذي يعمله الآن من تحضير أو تحقيق كتاب، أو اطلاع، أو .....
وكل من الأفاضل وله مقدار معين من العلم وطريقة معينة يسير عليها ولا ينفتح إلى غيره إلا قليلاً.
وأُذَكِّرُ: أن كل منا له طاقة، ويتمنى الخدمة، ورفعة هذا العلم ولكن يجد العراقيل أمامه
فالناظر إلى المشاركة
من عنده علم بكتاب (أنوار الفجر في مجالس الذكر) في التفسير لأبي بكر بن العربي
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4849
فمنها ومن غيرها
أقترح أن نكون مجموعة علمية فعلية من أعضاء، وهواة، وطلبة علم، وطلبة تخصصات، ودكاترة هذا الملتقى.
ماذا ستصنع اللجنة
تحدد تفسيرًا ترجو خدمته علميًا ويُرْجَى إعادة طبعة.
تضع اللجنة الخطة له. ويختار له مشرفون من داخل الملتقى، ويترأس المجموعة الدكتور عبد الرحمن الشهري مشرف هذا الملتقى، وهذا الإشراف تحميل أمانة ولا نتعدى بذلك على من هو أعلى منه رتبة أو أستاذية أو من يعلوه في العلم، ولكن كأسامة بن زيد وإمارته على كبار الصحابة. فالموضوع تنظيمي.
يتطوع عدد من طلبة الكليات لتنفيذ توجيهات اللجنة .... فبذلك سيرتقي هو علميًا ويأخذ خبرة، ونستفيد من جهوده.
المتطوع بساعة في اليوم، والمتطوع بأخذ موضوع من ذلك العمل الجماعي لانجازه.
كذا يتطوع عدد من طلبة الماجستير والدكتوراة، وبذلك ينتقل إليه خبرة اللجنة وسيكون مع اللجنة في حل المشكلات، فبالتالي سيكون فتحًا عليه في رسالته التي يدرسها.
هذا العمل بعد ذلك يطبع وفي مقدمته الأعضاء، واللجنة.
وفي حالة طبعه المقابل المادي له يكون نواة مادية لمشروع غيره.
وإذا كان بعض من الأخوة له علم في ذلك المشروع كبير ويحب أن تقدر له اللجنة المقابل المادي فلا ضير.
وأبدأ بنفسي أكلف نفسي بتخريج 500 حديث تخريجًا علميًا،
كما أكلف نفسي بتنسيق الكتاب للطباعة إذا كان مطبوعًا من قبل، والزيادات المدخلة بخط اليد يكتبها مكتبنا ((مكتب نور الإسلام)) بسعر ثلثي ريال سعودي للصفحة.
ثم التنسيق الكلي مجاني
فالراجح الآن أنه سيكون فريقان أحدهما يشجع، والآخر يعترض
فأقول للموافق أن يذكر اسمه والعمل الذي يرشح نفسه له، وعدد الساعات التي يريد الخدمة فيها.
كما لو أراد أحدالأفاضل أن يكون عمله بالمقابل المادي فلا ضير ولكن يكون عملاً كبيرًا وليس ساعة في اليوم، ويكون المقابل المالي في نهاية العمل وبعد تقاضي أجره من الناشر.
واقترح أيضًا هذا العمل الجماعي لطلبة الماجستير والدكتوراة والدكاترة الكبار بمشروع اصنع رسالة ماجستير أو دكتوراة حرة بدون جامعات ثم اطبعها، واستفد بالمقابل المادي، وتتكون عدد من المجموعات وليكن 7 طلبة لكل رسالة، و3 دكاترة، ثم يقسم المقابل المادي بينهم.
ماذا تستفيد الأمة من ذلك؟ تستفيد المادة المخرجة، ولكن أنصح ألا تكون رسالهم ساعتها المفسر الفلاني ومجهوده، أو ومنهجه لأن هذه الأعمال لا ترق لمعظم الناشرين لعدم اهتمام أحد بها إلا القليل، ولكت تحقيق مثلاً نفسير كذا، فهذا يروق للأكثر.
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[26 Dec 2007, 05:57 م]ـ
يا أهل التفسير فكروا جيدًا
نريد استخدام قوة الشباب، مع تعليمهم وسبكهم
ونريد خبرة الشيوخ وعلم العلماء
تتلاقا في موضوع علمي مشترك
فتنج ثمرة لا يستطيع جنيها العالم بمفرده ولا الشاب بعدم حنكته
مع إشراف رصين عاقل
فما رأيكم؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Dec 2007, 07:20 ص]ـ
أشكرك يا أستاذ مصطفى علي على همتك العالية ورغبتك الصادقة في نفع إخوانك، وما تفضلتم به أمرٌ رائع لو وفقنا الله جميعاً للبدء فيه في أي مشروع مناسب.
وإن رأى الزملاء البدء في مشروع تجريبي وليكن مثلاً، مشروع الكتروني أولاً ثم يطبع بعد ذلك باسم:
موسوعة تراجم أهل التفسير
بحيث نجعل كتاب (معجم المفسرين) لعادل نويهض نواة للمشروع، ثم نضيف له المفسرين الذين لم يشتمل عليهم المعجم ونتدارك ما فيه من نقص، ونحدث ما فيه من معلومات تغيرت. ويمكن وضع ضوابط للمشروع بحيث نبدأ أولاً بوضع ضوابط الترجمة وأركانها الأساسية، ثم نصمم قاعدة البيانات للمشروع الالكتروني، ثم تكون الخطوة الأولى إدخال الكتاب المطبوع في قاعدة البيانات، ويشكل فريق عمل من أعضاء الملتقى الراغبين في المشاركة، وسيكون عملاً رائعاً لم يسبق على الشبكة، وإذا طبع فسيكون عملاً علمياً منقحاً نافعاً بإذن الله، حيث إن كتب طبقات وتراجم المفسرين المطبوعة يعوزها الكثير من الدقة والاستقصاء.
وأكرر شكري للأستاذ العزيز مصطفى علي وأثني على جهوده الرائعة هو وفريق العمل الذي يعمل معه وفقهم الله ونفع بهم، وقد لمست دقتهم وحسن تعاملهم جزاهم الله خيراً، ولو استطعنا إنجاز هذه الموسوعة خلال العام القادم بعد أيام 1429هـ لكان ذلك إنجازاً موفقاً.
في 18/ 12/1428هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[27 Dec 2007, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر الأخ الكريم مصطفى علي على اقتراحه الطيب، كما أشكر أخي فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن على اقتراحه النفيس، وأرى أن الجهود ينبغي أن تبذل في مثل هذه المشاريع التي هي بمثابة الصدقات الجارية، ومن هذا المنطلق وبناء على كلام أخي عبد الرحمن فإني أقترح إغناء فكرة مشروع موسوعة تراجم أهل التفسير من خلال ندوة مفتوحة تناقش المحاور التالية:
1) قراءة في كتب تراجم المفسرين عموما، وكتاب معجم المفسرين لعادل نويهض خصوصا. وتسجيل مختلف الملاحظات لأخذها بعين الاعتبار في إنجاز المشروع.
2) إعداد قائمة بالمصادر والمراجع لجمع مادة المشروع.
3) اقتراح الضوابط الأساسية للترجمة، ومناقشتها سعيا للوصول إلى النموذج الأمثل.
4) وضع تصور لمراحل المشروع، وزمن إنجازه.
5) تشكيل فريق العمل.
نسأل الله تعالى توفيق جميع الإخوة إلى ما يحبه ويرضاه.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيروا على بركة الله
وأنا إن شاء الله معكم فيما أستطيع من وقت وجهد في المنشط والمكره
وأسأل الله الجواد الكريم أن يتقبل منا ويوفقنا لما يحبه ويرضاه في الدنيا والآخرة
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 Dec 2007, 11:14 ص]ـ
فكرة الأخ مصطفي علي فكرة رائعة،نسأل الله أن يكتب لها النجاح
والذي اقترحه الدكتور عبد الرحمن بحيث نجعل كتاب (معجم المفسرين) لعادل نويهض نواة للمشروع، ثم نضيف له المفسرين الذين لم يشتمل عليهم المعجم ونتدارك ما فيه من نقص، ونحدث ما فيه من معلومات تغيرت
هو ليس تفسيرا هل يريد أن نجرب مدي نجاحنا،إن كان كذلك فلنجرب في تفسير سورة قصيرة مثلا
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[28 Dec 2007, 05:05 م]ـ
الدكاترة الأفاضل، الأخوة العلماء وطلبة العلم
من داخل الاقتراح أقتراح الصورة التي من خلالها نتكلم
1 - الموضوع الذي نقترح أن يعمل
فكل منا يرى أهمية موضوع، قد لا يراه الآخر
2 - المادة والنوعية التي يستطيع المشترك أن يبذل فيها جهده
فهذا يتميز بالبلاغة، وهذا يتألق في النحو، و .....
3 - المقدار العملي الذي يستطيع المشاركة به
فهذا يحدد 3 ساعات، والآخر متفرغ وعلى المعاش، و ...
وسأبدأ بنفسي عمليًا:
1 - الموضوع المقترح:
2 - الخدمة العملية، تخريج وتحقيق الأحاديث - مقابلة المخطوطات - صف الكتاب - التراجم - الفهرسة
3 - إعداد 100 ترجمة، وتخريج 500 حديثًا، سأصف الكتاب مجانًا في حالة وجوده على الشبكة، والزيادة المدخلة إذا كانت مكتوبة على الكمبيوتر إدخلها أيضًا في الصف، ومجانًا، أما إذا كان مطلوب نسخها، فلا ألتزم المجانية في ذلك،(/)
إعراب القرآن لابن سيده!!
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[24 Dec 2007, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
فالحقيقة لدي استفسار أريد أن أطرحه عليكم أيها الأخوة الفضلاء، وهو: هل كتاب إعراب القرآن لابن سيده موجود في المكتبات؟ سواء في السعودية، أو خارجها، فقد سألت كثيراً من الأخوة عنه ولم أجد لديهم أي أجابة، وهو كما تعلمون موجود في المكتبة الشاملة؟
بانتظار الإفادة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2007, 01:55 م]ـ
هذا الكتاب الموجود في المكتبة الشاملة ليس لابن سيده الأندلسي المتوفى سنة 458هـ رحمه الله، حيث إنني - مع حرصي الشديد على كتب ابن سيده - لم أقرأ أن له كتاباً في إعراب القرآن، مع شهرة ابن سيده وحرص الباحثين على كتبه، وأشهر كتبه كتابان هما (المخصص) و (المحكم والمحيط الأعظم) وهما مطبوعان، وله شرح لمشكل شعر المتنبي أيضاً مطبوع.
ولو قرأت الكتاب المنسوب له في الشاملة لوجدت أدلة تقطع بنفي نسبته لابن سيده مثل:
1 - نقله عن ابن عطية المحاربي الأندلسي المولود سنة 481هـ والمتوفى سنة 542هـ. أي أنه ولد ابن عطية بعد وفاة ابن سيده.
2 - نقله عن الزمخشري أيضاً والزمخشري مولود سنة 467هـ ومتوفى سنة 538هـ، وحاله مثل ابن عطية فقد ولد بعد وفاة ابن سيده.
ولو دقق باحثٌ في متن هذا الكتاب لظهر له مؤلفه الصحيح إن شاء الله.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[25 Dec 2007, 01:00 ص]ـ
شكراً لمرورك، وإضافتك شيخنا الفاضل، لكن لو أن أحد الأخوة حاول التعرف على مؤلف هذا الكتاب، والذي يجد الباحث فيه ما قد لا يجده في غيره.
ونحن بانتظار من يفيدنا في ذلك.
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[27 Dec 2007, 12:13 م]ـ
قمت بمقابلة هذه النسخة ببعض كتب الإعراب فوجدت تشابها كبيرا بينها وبين كتاب الصفاقسي (المجيد في إعراب القرآن المجيد) حتى إنك تجد الكلام منقولا بنصه في مواضع كثيرة. ولعله يكون مختصرا للكتاب. وقد ذكر السيوطي في بغية الوعاة كتابا لشمس الدين الصرخدي بعنوان (مختصر إعراب الصفاقسي) والله أعلم. ولا شك أن نسبته لابن سيده لا تصح كما ذكر الدكتور عبدالرحمن حفظه الله. ولعل الخبر اليقين عند القائمين على المكتبة الشاملة فهل من سبيل لسؤالهم؟
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[29 Dec 2007, 04:59 ص]ـ
شكراً لمرورك د. عبد العزيز الجهني. وكلامك هذا يؤكد على أمر مهم جداً؛ وهو أن القائمين على المكتبة الشاملة؛ لو اهتموا بزيادة المعلومات عن أي كتاب، وما مصدره؛ لكانت الفائدة أعم، وأكمل.
مع تقديرنا الكبير لجهودهم جزاهم الله خيراً.
ـ[صالح العبد اللطيف]ــــــــ[02 Jan 2008, 04:19 م]ـ
يرفع للإطلاع والإفادة من الأخوة الكرام.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[09 Dec 2008, 10:34 ص]ـ
كنت قبل فترة ابحث في مسألة ما، ووردت عبارتان متطابقتان واحدة في البحر المحيط لأبي حيان والأخرى في الكتاب المنسوب لا بن سيده فاستنكرت الأمر، وأعدت النظر والبحث حتى توصلت إلى أن الكتاب المنسوب لابن سيده هو كتاب د. جاسم ياسين المحيميد المسمى (إعراب القرآن من البحر المحيط)! ولا أعلم ما وجه الخطأ في نسبته لابن سيده، أيكون ممن أدرجه في الشاملة أم ممن وضعه في موقع المشكاة؟
وانظر لهاتين العبارتين:
قال أبو حيان في البحر المحيط (1/ 450):"وقال أبو بكر بن السرّاج: في المقصور والممدود له، الدنيا مؤنثة مقصورة، تكتب بالألف هذه لغة نجد وتميم خاصة، إلا أن أهل الحجاز وبني أسد يلحقونها ونظائرها بالمصادر ذوات الواو، فيقولون: دنوى، مثل: شروى، وكذلك يفعلون بكل فعلى موضع لامها واو، ويفتحون أولها ويقلبون الواو ياء، لأنهم يستثقلون الضمة والواو ".
وجاء في إعراب القرآن المنسوب - خطأ - لابن سيده: "وقال أبو بكر بن السرّاج: في المقصور والممدود له الدنيا مؤنثة مقصورة، تكتب بالألف هذه لغة نجد وتميم خاصة، إلا أن أهل الحجاز وبني أسد يلحقونها ونظائرها بالمصادر ذوات الواو، فيقولون: دنوى، مثل: شروى، وكذلك يفعلون بكل فعلى موضع لامها واو، ويفتحون أولها ويقلبون الواو ياء، لأنهم يستثقلون الضمة والواو".
وطالما أن الكتاب المنسوب لابن سيده أصله البحر المحيط فلا عجب أن يتشابه في بعضه مع إعراب القرآن للصفاقسي لأنه من أشهر تلاميذ أبي حيان ومنه استفاد واستقى.(/)
كتاب (الأشباه والنظائر) المطبوع منسوباً لمقاتل بن سليمان بتحقيق شحاتة ليس لمقاتل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2007, 02:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نشر الدكتور عبدالله شحاته رحمه الله منذ مدة طويلة كتاباً بعنوان (الأشباه والنظائر) ونسبه لمقاتل بن سليمان البلخي رحمه الله المتوفى سنة 150هـ، وقد طبعته الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1395هـ ثم أعادت تصويره عام 1414هـ.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6476f80279b351.jpg
وهو مرجع للباحثين منذ نشره حتى اليوم، ولم أر من شكك في نسبته لمقاتل بن سليمان من الباحثين.
ثم نشر الأستاذ الدكتور حاتم الضامن كتاب:
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
عن هارون بن موسى القارئ
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6476f8027755f0.jpg
وهارون بن موسى هذا هو الأعور القارئ المتوفى سنة 170هـ.
وذكر المحقق أن كتاب الأشباه والنظائر الذي أخرجه الدكتور عبدالله شحاته هو نسخة ناقصة من كتاب هارون الأعور هذا، وقد فاته عدد من النسخ الكاملة له لم يطلع عليها.
ثم نشر الأستاذ الدكتور حاتم الضامن وفقه الله كتاب مقاتل بن سليمان العام المنصرم (1427هـ) بعنوان:
الوجوه والنظائر في القرآن العظيم
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6476f6d9d5e3bc.jpg
وذكر أنه اعتمد فيه على نسخة تامة صحيحة محفوظة في مكتبة عنيزة الوطنية بالجامع الكبير، ومنه صورة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، رقمها 4108.
جزى الله الدكتور حاتم الضامن خيراً على نشره للمخطوطة وعنايته بها، وأعجب من غفلة الباحثين في عنيزة وهم كثير عن المخطوطة ونشرها مع أهميتها.
في 15/ 12/1428هـ
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Dec 2007, 10:18 م]ـ
وإن تعجب فعجب صنيعهم حقا!
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Dec 2007, 11:18 م]ـ
شكر الله أخي الكريم عبد الرحمن على هذه الإضافة، لكن تحرير نسبة كتاب (الأشباه والنظائر) لهارون دون مقاتل فيها إشكال، ويظهر من عبارة أول الكتاب أنها لمقاتل بلا ريب، فعبارة الكتاب الذي حققه الدكتور عبد الله شحاته جاءت صريحة النسبة عن مقاتل، ففي مبتدا المخطوطة: (مما ألف أبو نصر من وجوه القرآن الكريم عن مقاتل بن سليمان مما استخرج)، ثم ذكر الوجوه في (الهدى).
وليس بعد هذه الصراحة من صراحة، والأمر لازال بحاجة إلى بحث وتحرير، فقد يكون هذا الكتاب مختصرًا أو منتخبًا من كتاب مقاتل، الفه أبو نصر هذا.
وإذا صحَّ ذلك، فلا تعارض بين نسخة الدكتور عبد الله شحاته , ونسخة الدكتور حاتم الضامن، فتكون نسخة الدكتور حاتم الضامن أكمل لأنها الأصل، وتكون نسخة الدكتور عبد الله شحاته انتخابًا.
أقول هذا احتمالاً لا تحقيقًا، ولقد اطلعت على كلام الدكتور حاتم، وأرى أن الموضوع لا زال بحاجة إلى تحرير؛ لأن كتاب مقاتل أصل لكل من جاء بعده ممن كتب في الوجوه والنظائر؛ كهارون الأعور (تقريبًا 170) ويحيى بن سلام (ت: 200)، وهما قريبان من وفاة مقاتل، ثم من جاء بعدهم؛ كالحيري وابن الجوزي والدامغاني وغيرهم، فإنهم كلهم ذكروا ما ذكر مقاتل وزادوا عليه، على فرق بينهم في الزيادات في الوجوه أو في النظائر.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Dec 2007, 05:56 م]ـ
إنما ذكرتُ ما أشار إليه الدكتور حاتم الضامن فحسبُ، وأتفق معك أن الأمر يحتاج إلى مزيد موازنة وتحقق، وإن كانت الموازنة بين هذه الكتب تشير إلى أن النسخة الأخيرة للكتاب التي أخرجها الدكتور حاتم هي النسخة الكاملة لكتاب مقاتل بن سليمان. وبينها وبين نشرة الدكتور عبدالله شحاتة فروق كثيرة في أولها وفي آخرها وفي أثناءها. والتشابه بين كتاب مقاتل وهارون الأعور ظاهر في أكثر المواد.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[25 Dec 2007, 11:12 م]ـ
نعم، قرأت ما كتبه الدكتور حاتم، حفظه الله، وأعرف أنك ناقل لقوله، ولعل بعض الباحثين يُعنى بنشرات كتب الوجوه والنظائر الثلاثة المتقدمة ت كتاب مقاتل وهارون ويحيى ـ. ويبين الفرق بينها في ذكرها للوجوه وللنظائر / وللزيادات على وجوه مقاتل أو نظائره.
ـ[الميموني]ــــــــ[26 Dec 2007, 01:57 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
نعم نحتاج للوقوف على مقدمات المخطوطات المذكورة كاملة غير مبتورة فمن يتفضل بجمعها أو على الأقل المقارنة بين مقدمات المطبوع و يقارن أيضا بين المطبوع و بين بعض المنقول عنها للمتقدمين .... جزاكم الله خيرا
ـ[حسين المطيري]ــــــــ[29 Dec 2007, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ماكتب هنا في الملتقى عن كتاب الوجوه والنظائر لمقاتل وكتاب الوجوه والنظائر المنسوب لهارون بن موسى الأعور فأحببت المشاركة بما يلي:
أولاً: موازنة بين نشرتي كتاب الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان:
عند المقارنة بين نشرة الدكتور عبد الله شحاته –رحمه الله- والدكتور حاتم الضامن –حفظه الله- لكتاب مقاتل، نجد أن نشرة الدكتور حاتم قد احتوت على (176) لفظة بينما احتوت نشرة الدكتور عبدالله شحاته على (185) لفظة، كما نجد أن كل نشرة منهما قد انفردت بألفاظ لا توجد في الأخرى، أما نشرة الدكتور حاتم فقد انفردت عن نسخة الدكتور شحاته بثمان وعشرين لفظة وهي: (الخزي، باؤا، الرحمة، الفرقان، فلولا، لما، حسناً، قانتون، إمام، أمة، شقاق، وجهة، الذكر، الخوف، الصلاة، الخير، الخيانة، الناس، كتب، الفتنة، عدوان، الاعتداء، فرض، العفو، الطهور، إن، أنى، أنشأ)، وانظر مقدمة تحقيقه للكتاب (ص9 - 10)، أما نشرة الدكتور شحاته فقد انفردت بثمان وثلاثين لفظة: (تطمئن، السعي، الطيبات، الطيب والخبيث، الفواحش، أدنى، تأويل، الاستغفار، الدين، الحس، الإسلام، الشكر، الإيمان، إقام الصلاة، الفضل، صرّ، الضر، الوكيل، المحصنات، الإشهاد، الصادقين، حرج، هل، الأزواج، العلم، نرى، حين، النسيان، النصر، الصاعقة، ما، المس، الزخرف، يصدون، كان، كأن، الأخذ، بإذن الله).
وعلى هذا فلا تغني إحدى النشرتين عن الأخرى، وعلى هذا أيضاً فلا يصح أن ننعت نشرة الدكتور حاتم الضامن بأنها النسخة الكاملة لكتاب مقاتل.
ثانياً: دلائل صحة نسبة ما في طبعة الدكتور عبدالله شحاته إلى مقاتل بن سليمان:
جاء في مطلع المخطوط الذي اعتمده الدكتور عبدالله شحاته في إخراجه للكتاب، ومخطوطة طوب قابي سراي التي وقف عليها الدكتور حاتم الضامن -وهي نسخة أخرى لم يقف عليها الدكتور شحاته- العبارة التالية: "مما ألف أبو نصر من وجوه القرآن عن مقاتل بن سليمان مما استخرج"، وجاء في صفحة العنوان من مخطوطة طوب قابي سراي: "كتاب الوجوه والنظاير مما ألف أبو نصر من وجوه حرف القرآن عن مقاتل بن سليمان" وهذا صريح في أن ما في هذا الكتاب من الوجوه والنظائر منقول عن مقاتل بلا ريب، ومما يؤكد ذلك أن الناقل عندما يدخل في الكتاب شيئاً ليس لمقاتل فإنه ينبه على ذلك، جاء في الوجه الثاني من وجوه لفظة (النجم) في طبعة الدكتور عبدالله شحاته (ص273): "قال وقال أبو العالية: تعلموا القرآن ... "، وجاء فيها في نفس الموضع: "وقال وكيع عن إسماعيل بن خالد: كان أبو عبدالرحمن السلمي ... "، وهذان النقلان مقحمان في الكتاب، ومما يدل على ذلك عدم وجودهما في طبعة الدكتور حاتم للكتاب مع وجود لفظة النجم ووجوهها (ص102 - 103)، ولم يذكر لمقاتل رواية عن أبي العالية ووكيع في طبقة تلاميذ مقاتل وهو ممن سمع من مقاتل ولكنه لم يرو عنه.
ثم من نظر في الكتاب وجد مقاتلاً لا ينقل عن أحد.
وجاء بعد الوجه الثاني وقبل الوجه الثالث من وجوه لفظة (التوفي) في طبعة الدكتور شحاته (ص276) العبارة التالية: "وقد نقل هذا الباب عن الحسن وليس عن مقاتل" مما يؤكد ما ذكرته آنفاً من أن الناقل للكتاب ينبه على المنقول فيه عن غير مقاتل، وجاءت عبارة أخرى في طبعة الدكتور حاتم في نفس الموضع تحمل نفس المعنى.
كل هذه الأشياء –ما في صفحة العنوان ومطلع المخطوط وطريقة راوي الكتاب- تؤكد أن ما في الكتاب منقول عن مقاتل وليس عن هارون بن موسى الأعور.
ومما يؤكد كون ما في الكتاب منقول عن مقاتل –أيضاً- أن راوي الكتاب معروف بالرواية عن مقاتل:
1 - فقد ترجم له ابن حبان في كتاب الثقات (9/ 171) ضمن من روى من الطبقة الرابعة عن أتباع التابعين ممن ابتدأ اسمه على الميم، فقال: "أبو نصر الذي يروي عن مقاتل بن سليمان اسمه منصور بن عبدالحميد، من أهل بيورد، روى عنه الناس يعتبر حديثه إذا كان فوقه ودونه الثقات".
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وذكره المزي في التهذيب (7/ 210) في ترجمة مقاتل ضمن من يروي عن مقاتل فقال: "وأبو نصر منصور بن عبدالحميد الباوردي"،
3 - وترجم له ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء (8/ 130) إلا أنه كناه بـ أبي نصير، وذكر أنه عرف بروايته التفسير عن مقاتل بن سليمان، وذكر ابن عدي في ترجمة مقاتل أن منصور بن عبدالحميد يروي عنه كتاب الخمسمائة آية.
وعلى هذا فلايصح تقرير الدكتور حاتم الضامن أن أبا نصر هذا هو مطروح بن محمد بن شاكر المصري المتوفى سنة 271هـ المذكور في إسناد الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور، لمجرد تشابههما في الكنية وذكرهما في كتابين من كتب الوجوه والنظائر، فمطروح هذا لا يذكر له رواية عن مقاتل.
ومن القرائن الدالة على صحة نسبة ما في طبعة الدكتور شحاته إلى مقاتل ما جاء في كتاب الأسماء والصفات للإمام البيهقي 1/ 562 (488) حيث نقل بإسناده إلى مقاتل -من طريق الهذيل- كلام مقاتل على وجوه لفظة (جعلوا)، والكلام بتمامه موجود في طبعة الدكتور شحاته والدكتور حاتم، وسياقه أقرب إلى طبعة الدكتور شحاته.
ومما تقدم يتبين عدم صحة ما قرره الدكتور حاتم الضامن في مقدمة نشرته لكتاب مقاتل (ص9 - 10) من أن الدكتور عبدالله شحاته قد اعتمد في إخراجه لكتاب مقاتل على نسخة ناقصة من كتاب الوجوه والنظائر لهارون بن موسى الأعور الذي حققه الدكتور حاتم عام 1988م.
وأما ما استدل به على ذلك: من تشابه الكتابين في المضمون وترتيب الألفاظ مع سقوط أربع وعشرين لفظة متتالية من نسخة الدكتور شحاته ووجود هذه الألفاظ في كتاب هارون، وذكر أبي نصر في مطلع مخطوط نسخة الدكتور شحاته وفي إسناد الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور، فلا دلالة فيه:
1 - أما التشابه فلا دلال فيه لكون كتاب مقاتل اتكأ عليه من أتى بعده، كيف وقد صرح في أول المخطوط الذي اعتمده الدكتور شحاته بنقل هذه الوجوه والنظائر عن مقاتل، ونبه الناقل عنه على ما أدخله فيه عن غير مقاتل.
2 - أما سقوط ألفاظ متتالية ووجودها في كتاب هارون وفي نسخة الدكتور حاتم فهذا لادلالة فيه، فنسخة الدكتور حاتم أيضاً سقط منها ألفاظ وجدت في كتاب هارون وفي نسخة الدكتور عبدالله شحاته، والصواب هنا أن نقول: إن صاحب الكتاب المنسوب لهارون الأعور متأخر ومن الطبيعي أن يستوعب المتأخر، لأنه يتيسر له عدد من الروايات عن الشخص الواحد ممن سبقه ممن ألف في الوجوه والنظائر كمقاتل مثلاً أو الكلبي، كما يتيسر له عدد من المؤلفات عن عدة أشخاص ألفوا في ذلك، إضافة إلى ما قد يضيفه هو من الوجوه والنظائر على من سبقه.
3 - والاختلاف الحاصل بين نسختي الدكتور شحاته والدكتور حاتم إما أنه بسبب ضعف النسخ التي اعتمد عليها في إخراج الكتاب أو أنه بسبب اختلاف الرواة عن مقاتل. وهذا لا يتبين إلا بعد تتبع وجمع النسخ الخطية ودراستها.
4 - أما أبو نصر المذكور في أول المخطوط الذي اعتمده الدكتور شحاته فقد بينت من هو، وقد أخطأ الدكتور حاتم في تعيينه كما تقدم.
وبهذا يتضح عدم صحة ما استدل به الدكتور حاتم الضامن على أن الدكتور عبدالله شحاته اعتمد في إخراجه لكتاب مقاتل على نسخة ناقصة من كتاب الوجوه والنظائر لهارون بن موسى الأعور الذي حققه الدكتور حاتم عام 1988م.
بل الدكتور عبد الله شحاته اعتمد على نسخة خطية واحدة لكتاب الوجوه والنظائر لمقاتل بن سليمان من رواية أبي نصر.
ثالثاً: موازنة سريعة بين ألفاظ الكتاب المنسوب لهارون وكتاب مقاتل بنشرتيه:
الكتاب المنسوب لهارون بن موسى الأعور قد استوعب جميع الألفاظ الواردة عن مقاتل في نسختي الدكتور شحاته والدكتور حاتم ما عدى أربعة ألفاظ (الخوف، الصلاة، الناس) وانفردت بها نسخة الدكتور حاتم ولفظ (الفسق) وهو موجود في النسختين، فجاء عدد الألفاظ عنده بترقيم الدكتور حاتم الضامن (208) لفظاً، ولم أقف له على زيادة في الألفاظ عليهما.
رابعاً: هل تثبت نسبة الكتاب الذي يرويه مطروح بن محمد بن شاكر في الوجوه والنظائر إلى هارون بن موسى الأعور؟:
إن كتاب الوجوه والنظائر الذي يرويه مطروح بن شاكر وحققه الدكتور حاتم الضامن عام 1988م ونسبه لهارون بن موسى الأعور البصري نحتاج في إثبات نسبته لهارون إلى دلائل صحيحة على ذلك:
1 - فإسناد النسخة لا يدل على ذلك، فمطروح يروي الوجوه عن عبد الله بن هارون الحجازي عن أبيه، فمن عبدالله بن هارون الحجازي؟ ومن أبوه؟ فهارون الأعور بصري وليس حجازياً، ولم يذكر في الرواة عنه ابناً له يسمى عبدالله.
2 - والكتاب ذكره ابن الجوزي في مقدمة كتابه نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر ولم ينسبه لهارون بن موسى الأعور، بل قال: "وروى مطروح بن محمد بن شاكر عن عبدالله بن هارون الحجازي عن أبيه كتاباً في الوجوه والنظائر".
3 - لم يذكر الدكتور حاتم الضامن –حفظه الله- دلائل صحة نسبة الكتاب لهارون بن موسى الأعور في مقدمة تحقيقه للكتاب.
فأرجو أن يكون هذا مطروحاً للنقاش لاحقاً في هذا الملتقى المبارك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[منصور مهران]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:06 ص]ـ
والأمر لازال بحاجة إلى بحث وتحرير
وأرى أن الموضوع لا زال بحاجة إلى تحرير
أحب أن أقرأها:
لا يزال
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Dec 2007, 07:01 م]ـ
أشكر أخي العزيز الشيخ حسين بن سعد المطيري على ما تفضل به من الموازنات بين هذه النشرات، ولعل أخي الكريم الدكتور عمار الددو - وهو مقرب من الأستاذ الدكتور حاتم الضامن محقق الكتابين - يتكرم باستجلاء رأي الدكتور حاتم وفقه الله حول هذه المسألة حتى ننتفع أكثر من طرح الموضوع للنقاش.
بارك الله فيكم جميعاً ونفع بكم، وأشكر الأستاذ الجليل منصور مهران على حرصه على السلامة اللغوية على صفحات الملتقى، وأنا أستفيد كثيراً من توجيهاته جزاه الله خيراً ونفع بعلمه.
في 21/ 12/1428هـ
ـ[الميموني]ــــــــ[31 Dec 2007, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ حسين المطيري جهد مشكور
- ذكر ابن الجوزي من الكتب المصنفة في الوجوه و النظائر في مقدمة كتابه ما يلي مما يتعلق بموضوعنا:
(وروى: مطروح بن محمد بن شاكر عن عبد الله بن هارون الحجازي عن أبيه كتابا فيه) اه. و نقله أيضا عنه صاحب كشف الظنون.
- ما المانع من أن يكون كتاب أبي نصر عن مقاتل استخراجا وتلخيصا من كتاب مقاتل لا رواية لأن العبارة ليس قاطعة بأحد الوجهين المحتملين الموجودين في بداية المخطوط أعني كونه رواه أو استخرجه من كتاب مقاتل و اختصر بعضه ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Jan 2008, 01:40 م]ـ
أخوتي وأحبابي
لقد اتصلت قبل قليل بشيخي الحبيب العلامة
الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن ـ حفظه الله ـ
وعرضت عليه المسألة بجميع إشكالاتها
ووجه لي الإشكالية و لكنني طلبتها منه كتابة
ووعدني غدا بمشيئة الله
أذهب إليه، في بيته في دبي
وآخذ منه توجيه ذلك
وسوف أنشر ذلك غدا بمشيئة الله
علما أن شيخي العلامة الجليل
لايستخدم كل الوسائل الحديثة في الكتابة
ولا يتعامل مع الحاسوب ولا الأنترنيت
ويعتمد على يديه وقلمه فيما
يكتب ويسطر ويحقق
وخطه واضح دقيق متميز
وشكرا لكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Jan 2008, 02:10 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مروان على نقلكم المسألة للدكتور حاتم، وقد طلبت أيضاً من أخي الكريم الدكتور عمار الددو هذا أيضاً بارك الله فيكم جميعاً ونفع بكم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Jan 2008, 07:27 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور مروان على نقلكم المسألة للدكتور حاتم، وقد طلبت أيضاً من أخي الكريم الدكتور عمار الددو هذا أيضاً بارك الله فيكم جميعاً ونفع بكم.
وبكم أيضا شيخنا الغالي الكريم الدكتور الفاضل عبد الرحمن
وكنت البارحة مع شيخنا الفاضل الدكتور حاتم
وهو يبلغك سلامه وتحياته
وقد علمت منه البارحة أيضا أن أخي
الدكتورعمارا مسافر إلى تركيا
للمشاركة في مؤتمر علمي عن المخطوطات
وهذا للعلم
وشكرا لكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Jan 2008, 05:48 م]ـ
هذا
هو ردّ شيخنا العلامة الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن
على هذا الموضوع
وأحببت أن أنقله لكم، كما هو بخطه؛
وهو مرفق بهذه المشاركة
http://www.tafsir.net/images/HATEM.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Jan 2008, 11:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا أسامة على جهدكم في نقل هذه المسألة للدكتور حاتم رعاه الله، وأجمل من ذلك إتحافنا بهذه الورقة المخطوطة بخط الدكتور المحقق حاتم الضامن، وأفهم من إفادة الدكتور حاتم أن تحقيقه لكتاب هارون القارئ سيخرج في طبعة جديدة غير الحالية مع دراسة وافية عن الكتاب، وعن كتاب مقاتل أيضاً.
وأرجو منكم يا دكتور مروان إبلاغ الدكتور حاتم سلامي وتحياتي وتحيات زملائي في الملتقى، ونحن نقدر ونثمن له هذه اللفتة العلمية والمشاركة التي أرجو أن يكون لها أخوات بإذن الله.
بارك الله فيكم، وجعلنا جميعاً من عباده المخلصين.
وقديماً قيل: حياة العلم مذاكرته.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Jan 2008, 11:44 م]ـ
وبوركتم أنتم أيضا يا شيخنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن
وقد أخبرني شيخنا الحبيب الأستاذ الدكتور حاتم ـ حفظه الله ورعاه ـ
أنه دفع للمطبعة في دمشق ثلاثة كتب في المفردات القرآنية
وهناك خمسة أخرى سوف يدفعها إلى دور نشر أخرى
منها واحدة في السعودية
(يُتْبَعُ)
(/)
أما كتاب هارون فسوف يصدر قريبا إن شاء الله
عن دار البشائر في دمشق
ـ[الميموني]ــــــــ[08 Jan 2008, 12:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا لا زال في النفس إشكال لعله ينجلي مع الطبعة الموعودة من سعادة الدكتور حاتم الضامن
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[12 Jan 2008, 07:08 م]ـ
السلام عليكم
أعجبني طرح الشيخ حسين المطيري فيما يتعلق بـ ثالثا: نسبة كتاب "الوجوه والنظائر " لهارون بن موسى العتكي البصري الأعور المقرئ.
وقد توصلت في بحثي الموسوم بـ " هارون بن موسى الأعور منزلته وآثاره في علم القراءات " وقد حكم تحكيما علميا عام 1426هـ وقدم للترقية إلى أن هذا الكتاب لا تصح نسبته إلى هارون بن موسى الأعور للأسباب التالية:
أولا: سند الكتاب ينتهي إلى أبي القاسم عبدالرحمن بن عمرو بن عثمان البلوي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: حدثنا أبي نصر مطروح بن محمد بن شاكر عن عبدالله بن هارون الحجازي عن أبيه به. ويلاحظ ما يلي:
(أ) - هارون بن موسى الأعور لم أر من نسبه بالحجازي
(ب) -لم يذكر في الرواة عنه من اسمه عبدالله بن هارون فضلا أن يقال روى عنه ابنه عبدالله.
(ج) -عبدالله بن هارون الحجازي له ترجمة؛لم يذكر فيها من شيوخه من اسمه هارون.
(د) - رجال إسناد الكتاب مصريون أو حجازيون، وهارون سكن بغداد واستقر بها.
ثانيا: كان هارون إماما في القراءات اهتم وأولع بها، وقضى عمره في تعليمها وروايتها، قال أبو العباس الوراق: " ... طلب القراءة فكان رأساً" وقال الحافظ: " المقرئ المشهور".
ولم يقتصر على رواية المتواتر بل روى وجمع الشاذ وأسنده حتى عاب عليه العلماء ذلك قال أبو حاتم السجستاني: "كان أول من سمع بالبصرة وجوه القراءات وألَّفها، وتتبع الشاذ منها؛ فبحث عن إسناده هارون بن موسى الأعور، وكان من القراء؛ فكره الناس ذلك، وقالوا قد أساء حين ألّفها، وذلك أن القراءة إنما يأخذها هارون وأمة عن أفواه أمة، ولا يلتفت منها ما جاء من وراء وراء ".
وليس في هذا الكتاب المنسوب إليه "الوجوه والنظائر" شيئا من القراءات، فهل يعقل أن يصنف هارون كتابا -مهما كان فنه - ثم لا يذكر فيه ولا قراءة واحدة؟! وبمعنى آخر أقول: إن مادة الكتاب ليست مما برع فيه هارون أو اهتم به.
ثالثا: لم أجد من وصف هارون بن موسى بمعرفة الوجوه والنظائر كما وصفوا مقاتل وغيره من المصنفين بمعرفتها.
رابعا: لم تنقل عنه كتب التفسير والقراءات وتوجيهها أقوالا في معاني الألفاظ واختلافها في القرآن.
خامسا: لم ينسب هذا الكتاب لهارون بن موسى العتكي الأعور أحد من المتقدمين ممن ترجم له وهم كثيرون، وقد نسبوا له كتابا في القراءات قال الخطيب: " له كتاب مصنف في القراءات ".
وأحسب أن أول من نسب كتاب "الوجوه والنظائر" إلى هارون القارئ هو خير الدين الزركلي ولعله استفاده من فهرست مكتبة تشستربيتي.
حتى لما ذكره ابن الجوزي لم ينسبه له؛ وإنما قال: "وروى مطروح بن محمد بن شاكر عن عبدالله بن هارون الحجازي عن أبيه كتابا في الوجوه والنظائر" ونقله بنصه حاجي خليفة في "كشف الظنون"
سادسا: لم ينسب الكتاب على نسخه الخطية إلى هارون بن موسى الأعور العتكي البصري باسمه هذا كاملا ولا بجزء منه يدل عليه مثل: هارون البصري، هارون بن موسى، أو هارون الأعور أو هارون القارئ أو المقرئ. وكل ما ورد على النسخ الخطية هارون بن عبدالله الحجازي عن أبيه.
وهذا كما ترى هو ما صرح به ابن الجوزي كما تقدم من أن الكتاب هو لهارون الحجازي ....
بالاضافة إلى أدلة أخرى اتركها مفصلة للقارئ الكريم عند صدور البحث ..
وأنا لا أنكر نسبته لهذا العالم هارون الحجازي؛ لكن أنفي نسبته إلى هارون بن موسى الأعور. ولذلك أنا لا أوافق الدكتور سليمان القرعاوي والدكتور حاتم الضامن فيما ذهبا إليه ....
يقول الدكتور سليمان في تحقيقه لهذا الكتاب كرسالة ماجستير لقسم الثقافة الإسلامية: "والحمد لله الذي وفقنا وهدانا إلى معرفة نسبة هذا الكتاب إلى صاحبه نسبة قاطعة لا شك فيها "؟!.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2008, 11:10 ص]ـ
أشكر أخي الكريم وزميلي العزيز الدكتور ناصر بن محمد المنيع على إضافته القيمة للموضوع، وأرجو أن يكون في هذه الإضافة ما يدعو للتأمل والنظر مرة أخرى من قبل من قام بتحقيق الكتاب في نسبة الكتاب لهارون الأعور المقرئ.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم، ولعلي أعود لبحثكم كاملاً فأقرؤه بإذن الله، وسيكون بإذن الله مطبوعاً قريباً جداً ضمن سلسلة البحوث العلمية المحكمة التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بعد أن اتفقنا مع دار النشر بالأمس على ذلك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Oct 2008, 06:26 ص]ـ
من نعم الله علينا في هذا الملتقى اطلاع عدد كبير من الباحثين على ما يدور فيه من حوارات علمية من شتى أنحاء العالم، وقد وصلتني رسالة كريمة حول هذا الحوار الذي دار هنا حول كتاب مقاتل بن سليمان من أحد الأساتذة الباحثين الفضلاء وهو الأستاذ الدكتور سيد رضوان علي الندوي وفقه الله الأستاذ بجامعة كراتشي سابقاً على عنواني في كلية التربية. وفيها تعقيبات على ما تم ذكره في هذا النقاش.
وهذا نص رسالته بخط يده، آثرت نشرها لتعلقها بالموضوع وليس فيها ما يمنع نشرها كما هي.
http://www.tafsir.net/images/nadwi1.jpg
http://www.tafsir.net/images/nadwi02.jpg
وأنا أشكر الدكتور سيد على رسالته الكريمة، وبعض ما طلبه فيها تم نشره أعلاه فلعله كتبها قبل وصول الحوار إلى آخره.
وأعده بإرسال الجواب وهذه الكتب والبحوث له بإذن الله على عنوانه قريباً إن شاء الله شاكراً ومقدراً له متابعته وقراءته، وأسال الله أن يكتب أجره وأن يجزل مثوبته على ما قدمه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[31 Jan 2009, 11:02 ص]ـ
وسيكون بإذن الله مطبوعاً قريباً جداً ضمن سلسلة البحوث العلمية المحكمة التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بعد أن اتفقنا مع دار النشر بالأمس على ذلك.
هل من جديد عن هذا البحث؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Jan 2009, 05:53 م]ـ
هل من جديد عن هذا البحث؟
نعم الكتاب قد طبع منذ مدة وتجد خبره في موضوع آخر في الملتقى بعنوان
صدر حديثاً (هارون بن موسى الأعور: منزلته وآثاره في علم القراءات) لـ د. ناصر المنيع ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12123)
ـ[محبة الرسول]ــــــــ[01 Feb 2009, 03:52 م]ـ
ما شاء الله الكتاب رائع جدا شكرا لك
http://www.4shbab.net/vb/imagehosting/5127498196e6d2af8.gif(/)
موافقات عجيبة!!
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[25 Dec 2007, 09:52 ص]ـ
قد يكون من المناسب أن يتخلل بعض المواضيع الجادة بعض المُلَحِ واللطائف، التي تُجِمُّ النفس وتنشطها، على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بمُلَح العلم عن عُقَدِه، ولا بالفضول عن الأصول، ولكن يجم النفس حتى تستجم، ثم يحفزها ويشمر عن ساعد الجد، يقرأ ويتأمل، ويبحث ويسأل، ويحرر ويقرر حتى يستفيد العلم النافع ويساهم في رفع الجهل عن الأمة، والذود عن حمى الدين، كما كان أسلافنا الصالحون، الذين ازدان التاريخ بحسن سِيَرهم، ومحاسن آثارهم ومآثرهم.
والموضوع الذي سأذكره لكم طالما جال في ذهني وصال، وقلبت النظر فيه من عدة جوانب أتذكره متعجباً متأملاً، ويزيدني شعوراً بعجبه أني أعلم أن الله عزيز حكيم، ولطيف خبير (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ومن حكمته تعالى أنه لا يقضي شيئاً عبثاً، كيف وهو الحكيم الخبير.
وكم من القصص العجيبة التي وقعت للناس في القديم والحديث الدالة على لطف الله عز وجل وعنايته، وعلى علمه وإحاطته.
ولكن العبد لقصور علمه وفهمه، يعلم شيئاً من تلك الحكم وتغيب عنه أشياء، فيستدل بما علم على حكمته جل وعلا فيما لم يعلم.
وسأقص عليكم قصصاً عجيبة، صحيحة الإسناد، حسنة المفاد، لأني لم أحدث فيها عن أموات بل عن أحياء يرزقون يتقلبون بيينا في هذه الحياة ولولا أن يكون في الأمر تشهير لذكرت أسماء من وقعت لهم تلك القصص وربما عرفهم بعضكم، وهم من الأخيار فيما أحسب ولا أزكي على الله أحداً.
القصة الأولى:
رجل جرى بينه وبين قوم تعامل في أمر من أمور الدنيا فرأى عليهم أماراتِ حسد وتآمر، وسعي في إضراره إضراراً شديداً، فخافهم على نفسه وأهله وماله، ولم يستطيع التخلص منهم بسهوله، ولا يستطيع مقاضاتهم ولا مقاومتهم فما كان منه إلا أن سلم أمره لله تعالى، والتجأ إليه وأكثر الدعاء واستعان بالصبر والصلاة حتى أمكنته حيلة للتخلص منهم فاحتالها، وهو لا يدري أتنجح تلك الحيلة أم لا؟
يقول: فبينا أنا أهيم بسيارتي في الشوارع لا أدري أين أوجه من الهم والحزن أدرت جهاز التسجيل فإذا بالقارئ يقرأ من هذا الموضع: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين)!
يقول: فوالله ما هو إلا أن سمعتها حتى وجدت سكينة في نفسي، وطمأنينة في قلبي، وأيقنت أن الله سيكفيني شر أولئك الظالمين.
القصة الثانية:
شاب نشأ على خير وصلاح ولم يعتد مناظر الفسق والفجور، ولم يقتن أهله أجهزة البث الفضائي فنشأ نشأة طيبة، فلما التحق بالجامعة سنحت له فرصة للسفر.
قال: فخلوت يوماً بجهاز بث فضائي فقادني الفضول إلى تشغيله ومعاينة ما فيه، فإذا تلك القنوات تعرض ما تعرض، فشدتني تلك المناظر وجعلت أتمعن فيها متعجباً مستغرباً تارة، ومندهشاً مستمتعاً تارة أخرى.
يقول: فبينا أنا في موقفي أتنقل بين تلك القنوات فإذا بي أنتقل حسب تسلسل تلك القنوات إلى قناة الشارقة الفضائية وإذا بالقارئ يقرأ قول الله تعالى: (فتمتعوا فسوف تعلمون)!!
يقول: فارتعبت وألقيت الجهاز، وخرجت من المكان.
القصة الثالثة:
رجل من أهل الفضل والإحسان، ينفق في وجوه الخير حسب إمكانه، ويقوت بعض العوائل الفقيرة، ويحرص على التحاق أولادهم بحلقات تحفيظ القرآن حتى ينشأوا نشأة صالحة، فخرج ذات مرة لزيارة بعض من يتعاهدهم بالنفقة والإحسان فإذا ابن تلك العائلة ممن التحق بحلقة التحفيظ فسأله عما حفظ اليوم، وطلب منه أن يقرأ؛ فقرأ الطالب أول سورة الإنسان حتى بلغ قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً)
فلم يملك هذا الرجل عينه من البكاء ...
أسأل الله تعالى أن يقيني وإياكم شر ذلك اليوم ويلقينا نضرة وسروراً، ويجزينا جنة وحريراً.
وغني عن التنبيه أن هذه الموافقات العجيبة بين تلك المواقف وسماع تلك الآيات لا يستفاد منها أحكام جديدة وإنما هي جارية مجرى التذكير، والنذارة والتبشير، من لدن اللطيف الخبير، كما أن مجرد وقوعها لا يقتضي كرامة من وقعت له، فلا يغتر مغتر ببعض ما يقع له، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وقد يكون وقوع بعض تلك المواقف زيادة في إقامة الحجة على العبد.
نسأل الله تعالى أن يكون هذا القرآن حجة لنا لا علينا، وشاهداً لنا لا علينا، وأن يجعلنا من أسعد خلقه به.
ـ[طابة]ــــــــ[25 Dec 2007, 11:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ
وهذا يذكرنى بشئ قالته لى صديقتى
فقد كانت تريد أن تتزوج وجاءها خطَّاب كثيرون ولكن لم يتم الأمر ,
ثم فى يوم كانت تقرأ القرآن حتى وصلت لهذه الآية (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فظلت تبكى وتقول يارب أرنى آياتك يارب أرنى آياتك
وتوقفت عن التلاوة وفتحت الراديو المضبوط على إذاعة القرآن الكريم فكان أول شئ تسمعه (خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ
سَأُرِيكُمْ آَيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ) فانتبهت بشدة وشعرت وكأنها رسالة لها
وسبحان الله بعدها بقليل جدا تقدم لها شاب وتزوجت فى زمن قليل
أعتقد أن هذه القصة تنطبق على كلامك شيخنا الفاضل
بارك الله فيكم ونفع بكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:47 م]ـ
جزى الله خيراً الشيخ عبدالعزيز على هذا الموضوع الطيب , والشيء بالشيء يذكر فهناك قصة حدثت لأحد الإخوان وقد ذكرها لي وحاصلها:
أن هناك شخصاً مسرفاً على نفسه في المعاصي , وفي مرة من المرات وقد كان ذاهباً إلى مكان معصية ففضل أن يستحم قبل ذلك , وبينما هو في حوض الاستحمام (أعزكم الله) أدار الماء وبقي منتظراً ريثما تعتدل درجة برودته , وبينما هو كذلك إذ نزل على جسده سيل من الماء الحار من الصنبور! فأخذ يصرح في الحمام ويردد قوله تعالى ((وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم)). يقول: وجلست أرددها في الحمام وأبكي (ولم أكن أعلم بحفظي لهذه الآية ولا أدري في أي سورة) ووقع في نفسي بعدها: إن وصول الحميم إلى جسدي لم أستحمله فكيف بشربه؟ فخرج بعد الاستحمام بوجه آخر.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 Dec 2007, 02:59 ص]ـ
الحمد لله
هذه الموافقات التي قل من يلتفت اليها لها اصل في القرآن ...
قال تعالى
فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين فبعث الله غرابا
يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوأة أخيه ... المائدة.
فقد بين ربنا جل و علا الحكمة من بعث الغراب بحرف العلة وهو اللام .... ولم يكن بعث الغراب اتفاقا ... ولم يكن ابن آدم القاتل نبيا ... ولكنه استفاد مما رأته عيناه ... وسواء علم أو لم يعلم أن الله بعث الغراب ليعلمه فقد هداه ذلك الامر الى فعل الصواب
الذي ينبغي ان يفعله وهو أن يواري سوأة أخيه.
وكان النبي صلى الله عليه و سلم يعلم أنه ما من عين تطرف و لا ورقة تسقط الا و لله حكمة في ذلك ... فكان يتفاءل بالكلمة الحسنة و الاسم الحسن ... ولما رأى سهيلا ابن عمرو قال سهل أمركم ... فلم يكن صدفة ارسال رجل اسمه سهيل لمفاوضته.
وهذه الموافقات تحصل لكثير من الناس ... حصلت معي قبل عيد الاضحى.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Dec 2007, 04:37 م]ـ
[ size=4][size=4] أعتقد أن هذه القصة تنطبق على كلامك شيخنا الفاضل
نعم تنطبق تماما على الموضوع
أحسنت وبارك الله فيك فقد كانت قصة مؤثرة
سامي السلمان؛
قصة معبرة بارك الله فيك ونفع بك
وليتنا نتعظ ونعتبر بما نراه من عالم الشهادة لنزداد إيماناً بالغيب
فلو أن عينا ساعدت لتوكفت = سحائبها بالدمع ديماً وهطلا
ولكنها عن قسوة القلب قحطها = فيا ضيعة الأعمار تمضي سبهللا:
المجلسي الشنقيطي؛
حياك الله وبياك
وتعجبني مشاركاتك لما تدل عليه من نفس علمي وحسن فهم واستنباط فآمل منك أن تعتني بما وهبك الله من مَلَكَاتٍ حَسَنَةٍ لعل الله أن ينفع بك الأمة
وأتمنى أن تعتني بباب عوارض الأدلة في علم الأصول ففيه فوائد مهمة أرجو أن تستفيد منها كثيراً في استدلالاتك وبحوثك في سائر العلوم، نفع الله بك، وجعلك مباركاً حيثما كنت.
فبعض الاستدلالات تورَد عليها إيرادات مؤثرة في الحكم المستنبط
ففي هذه الآية علمنا بنص القرآن أن الله تعالى قدَّر هذا الحدث في ذلك الوقت للحكمة التي ذكرها الله عز وجل فملكنا الدليل بأن هذا الحدث مراد للتبصير والإرشاد
وهذا ما لا نملك عليه دليلاً يقينياً في ما يعرض لنا من الموافقات
وفي الآية فائدة أخرى وهي أن هذا الحدث التوافقي الذي حصل لابن آدم القاتل ليس دليلاً على كرامته عند الله عز وجل فهو من الخاسرين بنص القرآن.
ولتأصيل هذه المسألة أقول: إن الله عز وجل لا يقضي شيئاً عبثاً بل قضاؤه جل وعلا بعلم وحكمة وهذا من مقتضيات وآثار كونه عليماً حكيماً جل شأنه
وقضاء الله عز وجل المتعلق بأفعال العباد على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قضاء رحمة
النوع الثاني: قضاء عذاب
النوع الثالث: قضاء فتنة
فقضاء الرحمة خير، وقضاء العذاب خير من وجه وشر من وجه، وخير لبعض العباد، وشر لبعضهم، وقضاء الفتنة بحسب ما يؤول إليه حال من قضيت عليه فإن عصمه الله فهو قضاء خير له، وإن افتتن بها فهو قضاء شر له.
فما يقضيه الله تعالى على العبد يكون رحمة ويكون عذاباً ويكون فتنة
وأدلة هذه الأنواع كثيرة في القرآن الكريم
فالنوع الأول هو غالب قضاء الله تعالى للمؤمنين، ومن أدلته على سبيل المثال:
قوله تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) فقضى عليهم النعاس رحمة بهم
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو تأملت أحداث السيرة النبوية وسير الصحابة رضي الله عنهم لوجدت هذا النوع ظاهراً فيها وقصة الوشاح معلومة في صحيح البخاري
وفيها تقول الجارية:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا = ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني:
فمن هذا النوع ما يكون ظاهره محنة وباطنه منحة.
والنوع الثاني: هو غالب قضاء الله عز وجل على الكافرين والمنافقين حتى مع ما يمدهم الله به من مال وبنين قال تعالى: (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون)
ويقع من ذلك ما هو عام للعباد قال تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)
وقد يقع ذلك لبعض الصالحين كما نزل في الصحابة قوله تعالى:
(أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)
وكما قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)
وكما قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي.
فتقدير تغير خلق زوجته ودابته عقيب المعصية هو من آثارها وهو قضاء عذاب
إلا أن قضاء العذاب للمؤمن فيه كفارة له كما ثبت ذلك في أدلة كثيرة
ومثل هذا يقع كثيراً لبعض العصاة فتجده يعق والديه أو يقطع رحمه أو يظلم أحداً فيعذب بشيء يبتليه الله به سريعاً.
وهل أردى من تردى من الناس إلا جرائر أعمالهم.
وقد تقع له بعد المعصية موافقات عجيبة هي من هذا القبيل.
والناس يروون في ذلك قصصاً كثيرة.
فسبحان اللطيف الخبير الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة، ولا يشغله شأن عن شأن.
والنوع الثالث: وهو قضاء الفتنة وهو عام ولكن الله يلطف بمن أراد به خيراً فيعصمه من الضلال، ويهديه إلى الصراط المستقيم المفضي إلى رضوانه جل وعلا
كما قال تعالى: (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوابنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم)
ومن سبقت له سابقة الشقاوة ضل وتردى كما قال موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: (إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء)
وتفطَّنْ إلى أنه لم يقل: تهدي بها
فالهداية منّة خالصة من الله تعالى، وبذلك استدل من أجاز التعوذ من الفتنة دون تقييد
وفيها بسط آخر.
وهذا بخلاف الأمثال فإن فيها هداية وإضلالاً كما قال تعالى في سورة البقرة (وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً، يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين)
وفي المدثر: (وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء)
والمقصود أن قضاء الفتنة يقع كثيراً ومن أدلته قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب)
وقوله تعالى: (فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده)
وقال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)
ففرق بين الفتنة والعذاب، وهي في هذا الموضع نذير خطر للمخالف فإنه لا ينجو منها إلا من عصمه الله.
وكما حصل لكعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف عن غزوة العسرة وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم عن المعذرين جاءه كتاب غسان وفيه: (إنه بلغنا أن صاحبك قد قلاك فالحق بنا نواسك) فعلم كعب أنها فتنة فسجر الرسالة في التنور، أي: أحرقها.
ولو تأملت سير كبار المبتدعة لوجدت أن أكثرهم حصلت له موافقات تعجب منها فاغتر بها، ومنهم من استهوته الشياطين، وأوحت له زخرف القول غروراً، وجرت على يديه أعاجيب ثم كان مآله الخذلان والخسران نعوذ بالله من ذلك.
والحاصل أن هذه الموافقات التي تحصل هي من قضاء الله عز وجل وهي دائرة بين هذه الأنواع الثلاثة
لذلك لا يأمن من تقع له مثل هذه الموافقات أن تكون فتنة،
ونظيرها عندي الرؤى التي يراها النائم
فمنها: ما يكون رحمة وهي غالب رؤى المسلمين.
ومنها: رؤى عذاب وهي غالب رؤى الكفار والمنافقين وأهل الكبائر لا سيما القتلة والعاقون وقاطعوا الأرحام والظلمة فإنهم يعذبون في منامهم نكالاً من الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنها: رؤى فتنة يبتلي بها الله من يشاء من عباده، فيعصم من سبقت له منه الحسنى ويضل الفاسقين ويمكن أن يستدل لها بقوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس)
والرؤى الحسنة التي يراها الرجل الصالح من المبشرات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا رآها استبشر واطمئن قلبه، فوجد فيها تثبيتاً له على الخير، وتسلية له، وربما رأى فيها تحذيراً من شر محدق فيفزع إلى ربه ومولاه، ويستعيذ به، فينجو ويسلم.
وهذه الموافقات في حكمها بما يجمعهما من الجوامع
فالرؤيا تسر المؤمن ولا تغره، وهي محكومة بالشريعة لا حاكمة عليها، فلا يستباح بها محرم، ولا يستفاد منها حكم في جناية أو حد.
فلوا أن إنساناً اكتسب مالاً حرام فسمع قارئاً يقرأ: (فكلوه هنيئاً مريئاً) لم يحل له أن يستبيح المال الحرام بهذا التوافق.
وقد جاءت الشريعة ببيان بعض الأحكام في موافقات الأحداث؛ فحرمت الطيرة وهي من الموافقات، وأبيح الفأل الحسن وهو من الموافقات
ولذلك لو دخل إنسان مكاناً فسمع قارئاً يقرأ (ادخلوا أبواب جهنم) أو نحو ذلك لم يحل له أن يتشاءم بذلك.
فالأصل عمل العبد وحاله، وينبغي أن يجري ما يقع له من رؤى أو موافقات على أقرب هذه الأنواع الثلاثة لحاله، فإن كان مظلوماً مهموماً حزيناً ثم وقعت له بعض الموافقات المسلية فلا بأس أن يستأنس بها ويجد فيها ما يثبته على الحق لأنه استفاد الحق من التزامه بالشريعة لا مما يقع له من الموافقات فيكون ما وقع له مؤيداً ومسلياً ومثبتاً وهذا من لطف الله عز وجل وعنايته. بعبده.
فمن جرب البلاء وذاق مسه علم قدر مثل هذه الرؤى والموافقات وأثرها في النفس.
والتحديث بهذه الموافقات من قبيل التحديث بالرؤى يكون فيها عبر ودروس.
وأهل العلم يروون في كتبهم عدداً من الرؤى وموافقات الأحداث لما فيها من العظة والعبرة.
ويستبشرون بما فيها من موافقات الخير والبشرى، ويتعظون بما فيها من المواعظ والذكرى.
ومن ذلك: ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء، في سيرة الإمام عبد الله بن وهب المصري رحمه الله
قال: (قال أحمد بن سعيد الهمداني: دخل ابن وهب الحمام، فسمع قارئا يقرأ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فغشي عليه) ..
وقال ابن عبدالهادي في سيرة شيخ الإسلام ابن تيمية: (ولما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق .. أقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين، وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة: {إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر}).
وقصة توبة الفضيل بن عياض معلومة مشهورة
والأمثلة في هذا الباب كثيرة متنوعة
ومن ذلك ما حدثني به الشيخ عبد الله الأمين بن الشيخ محمد الأمين الجكني الشنقيطي الإمام المفسر صاحب أضواء البيان فقد زرته في بيته العامر قبل خمسة عشر عاماً وتذاكرنا سيرة والده فأخبرني مستبشراً بأن والده –رحمه الله-وصل في تفسيره إلى تفسير قول الله تعالى: (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)
ومات قبل أن يتم الكتاب رحمه الله رحمة واسعة
قال: وصلي عليه صلاة الغائب في المسجد النبوي فقرأ الإمام في صلاة الفريضة آيات ذكرها الشيخ ونسيتها فيها ذكر ثواب المؤمنين
قال: فسألنا الإمام هل تعمدت ذلك؟ فقال: لا
فكان ذلك مما استبشر به عدد من أهل الخير والفضل.
وهذه الأحداث التوافقية كما ذكرت جارية مجرى الرؤى الحسنة
فلا ينكر على من ذكرها، ولكن ينصح بعدم الاغترار بها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Dec 2007, 05:03 م]ـ
وأنا أحب أن أسمع في ذلك قصصاً صحيحة عن المعاصرين لأنهم أحياء بيننا فلقصصهم أثر في النفس كبير.
ولعلك أخي المجلسي تخبرنا بالموافقة التي وقعت لك إذا لم يكن في ذكرها حرج حتى نستفيد.
فما ذَكَرَتْه الأخت طابة كان له وقع في نفسي وفي نفوس بعض من قرأ القصة؛ فجزاها الله خيراً
ولعل الإخوة أيضا يتحفونا بما لديهم.
وسأخبركم بموافقة حصلت لي:
فقد مسني أذى وحسد شديد من أناس لهم تسلط ونفوذ في بعض ما أقدرهم الله تعالى عليه، وحصل لي من جراء ذلك هم عظيم وكان تحسري على ما سببه ذلك الأذى من تأخر وتعطل بعض ما أحسبه ينفع الأمة
(يُتْبَعُ)
(/)
فبينا أنا في طريقي إلى المسجد تذكرت دعاء البخاري رحمه الله على بعض حساده في آخر حياته وما جرى له بسببهم، فلم أملك أن دعوت عليهم بدعاء البخاري رحمه الله وقلت: اللهم أرني فيهم ما أرادوني به
وكنت قريباً من باب المسجد ولا أسمع قراءة الإمام فلما فتحت الباب فإذا بالإمام يقرأ قول الله تعالى: (وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون)
وما أوعد الله به أهل الظلم والإيذاء والحسد معلوم في نصوص الكتاب والسنة.
فكان لها أثر في نفسي، ربما لا يشعر به إلا من كان في مثل حالي.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[27 Dec 2007, 06:48 م]ـ
فبعض الاستدلالات تورَد عليها إيرادات مؤثرة في الحكم المستنبط
ففي هذه الآية علمنا بنص القرآن أن الله تعالى قدَّر هذا الحدث في ذلك الوقت للحكمة التي ذكرها الله عز وجل فملكنا الدليل بأن هذا الحدث مراد للتبصير والإرشاد
وهذا ما لا نملك عليه دليلاً يقينياً في ما يعرض لنا من الموافقات [.
الحمد لله
أخي عبد العزيز ... و انا أثني على انضباط مشاركاتك بقواعد العلم الشرعي ... زادك الله علما و خشية.
أما ما ذكرته ها هنا فإني لا أقول أبدا بغيره.
المهم ...
القصة التي ذكرتها لك حصلت قبل العيد سأضرب عنها صفحا لأنها لا تعلق لها بالبلاء ... وانما هي موافقتين
متتابعتين في آن واحد.
ولكني أخبرك بقصة حدثت لي قبل سنتين تقريبا .... كنت أصبت ببلاء عظيم لحقني منه هم و غم شديد .. وضاق صدري
وكنت في البنك لقضاء بعض الاغراض .... وأنا أنتظر دوري ... كنت أفكر في هذا الذي يحدث لي ... وازداد صدري
ضيقا و أحسست بالدم في وجهي ساخنا ....... و أرخيت العنان لنظراتي على جدران البنك ........ وحدث شيء عجيب
رأيت لا فتة إشهارية للبنك مكتوب عليها بالخط العريض جدا هكذا
لاتضيق صدرك
. ...
..
.
.
بطبيعة الحال فاللافتة لم تكن تنتظرني بل هي لافتة للاشهار للقروض الربوية عافانا الله و اياكم
ولكن ...... لم اقرأ من اللافتة الا هذه الكلمات
وكانت موافقة قوية جدا ... سبحان الله
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[28 Dec 2007, 11:34 ص]ـ
ومما هو قريب من هذا الموضوع قصة عشتها قبل ثمان سنوات في موسم الحج فقد كان ذلك الحج هو حج الفريضة لي وكان معي مجموعة من الأخوة يحجون الفريضة كذلك وركبنا السيارة متجهين إلى مكة بدون تصاريح حج وحين وصلنا مركز التفتيش عن التصاريح شددوا علينا وجعل السائق يراجعهم في ذلك ونحن ندعو الله تعالى حتى يسر الله تعالى فسمحوا لنا بالتحرك من التفتيش، ففتح السائق المسجل فإذا بالشيخ السديس حفظه الله تعالى وكان أول ما قرأ" ومن يتق الله يجعل له مخرجا".
ـ[صالح صواب]ــــــــ[29 Dec 2007, 06:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
استوقفني كثيرا هذا الخبر الذي نقلته لكم من مصدره (موقع إلكتروني marebpress.net )
وإليكم الخبر ...
«آية قرانية» حولت قساً أميركياً من النصرانية إلى الإسلام
«ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين» .. كانت تلك الآية الموجودة في أول سورة البقرة نقطة التحول في حياة القسيس الأميركي «علي قواتيمالا» من الديانة النصرانية إلى دين الإسلام وتغيير حياته بشكل أقرب ما يكون إلى الخيال.
قصة يمكن ان تكون ضربا من المستحيلات بأن تتحول من اقصى اليسار الى اقصى اليمين إثر كلمات تقع في قلبك موقع تأثير وتدفع بك الى الجهة الاخرى في وقت قد لا تتوقعه أنت.
يقول علي قواتيمالا الذي يؤدي اولى فريضة حج له خلال تواجده امس في منى «كنت قسيساً في مدينة كوين جنوب الولايات المتحدة الأميركية، وعملت على نشر، وتعليم التنصير داخل سجون تلك المدينة، مع بذل الجهد والمشقة في تنصيرهم، كوني كنت طالباً في المرحلة الأخيرة في مدرسة القسيس وهي المدرسة المعنية بتخريج القساوسة».
(يُتْبَعُ)
(/)
ويضيف علي قواتيمالا لـ «الشرق الأوسط» الذي كان اسمه سيفريدوو رويس، قبل تخرجي في المرحلة الأخيرة من المدرسة المسيحية، يتطلب منا الإطلاع على الكتب السماوية، ليكون القسيس ملماً بجميع الديانات السماوية، ومن بين تلك الكتب القرآن الكريم الذي كان نقطة تحولي إلى الإسلام، حيث فتحت أولى صفحاته، ليسقط نظري على أول سورة البقرة «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين»، تنبهت إلى تلك الآية التي لم تكن تقبل التفاوض أو المزايدة لأن المتعارف عليه عند بداية أي كتاب يبدأ مؤلفه بالاعتذار في حصول التقصير أو محاولة أن تتقبل ما كتب من عبارات، إلا أن ما شدني في تلك الآية هو أنني أمام حقيقة لا تقبل الشك أو الريبة بقوله: «ذلك الكتاب لا ريب فيه».
وتابع «بدأت في قراءة القرآن إلى أن وصلت إلى معلومات تناقض ما هو موجود في ديني ما جعلني أرجع إلى القساوسة الكبار في المدرسة، الذين تهربوا من أسئلتي ونصحوني بعدم قراءة القرآن كونه من عمل الشيطان ومن أعمال المسلمين، الأمر الذي زاد من إصراري وحبي لهذا الكتاب لعدة أشهر مع إيمان أن هذا الكتاب لا يستطيع أي من البشر كتابة ما هو موجود من الجمل والآيات الواضحة فيه».
وأضاف «عدت إلى منزلي في يوم من الأيام بعد البحث والتقصي في دين الإسلام، ودعيت الله أن يلهمني الصواب ويدلني على طريق الدين الصحيح وفي تلك الأثناء خرجت من المنزل لأجد أمامي شخصا يرتدي الثوب ويسير إلى المسجد، فسألته عن اسمه فقال سالم باعقيل وسألته عن ديانته فقال الإسلام، وإنه ذاهب لأداء الصلاة في المسجد، فذهبت معه دون تردد إلى أن وصلت إلى المسجد الذي لم أجد فيها طقوسا كما هو موجود في ديانتي، والتي منها تعليق الصور، لأستنتج بأن هذا الدين ليس فيه عنصرية كغيره من الديانات، وأصبحت اذهب إلى المسجد يوميا ولمدة أسبوع دون أن يكلمني أحد، إلى ان جاء احد المسلمين وأنا جالس في المسجد وطلب أن يدربني على الوضوء، فظننت في بادئ الأمر أنه يريد تعليمي الـ ( voodoo) وهو نوع من أنواع السحر، يقولها ضاحكاً، ففزعت كيف أن المسلمين يعلمون السحر، إلى أن اخبرني أنها تعني الطهارة باللغة العربية، فرضخت لطلبه وتوضأت لأعلن بعدها إسلامي ومداومتي على المسجد دون خوف أو تردد.
ويشير علي قواتيمالا إلى أنه بدأت تمارس عليه الضغوط العائلية، خصوصاً من أخته التي تعتنق الديانة اليهودية، والتي حذرته في بداية اعتناقه الإسلام أن المسلمين سيقتلونه، الأمر الذي جعله يتخوف ويتغيب فترة عن الحضور الى المسجد، مستدركاً أن أخته بعد أن شاهدت تغيرا إيجابيا في حياته صرحت له بأنه «لم يغشك من دعاك إلى الإسلام»، طالبة منه أن يجلب لها تذكارا من مكة، عندما علمت بذهابه إلى الحج، مضيفاً أنه بعد ضغوط نفسية ومشاعر انجذاب، أرغمته على العودة إلى المسجد والتعمق في الإسلام والبدء في الدعوة إلى الإسلام في محيط مدينته. وعن رحلة الحج ورؤيته للكعبة المشرفة التي تعتبر هي الأولى في حياته قال قواتيمالا: «إنها من أفضل الأيام التي قضيتها، خصوصا كوني أعلم أن الأماكن التي أزورها مرّ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم خلال أدائه شعائر الحج، وكنت أشاهد الكعبة والمسجد الحرام من خلال التلفاز مع وجود أمنيات في داخلي لزيارتها ومشاهدتها عن قرب، ولكن عند مشاهدتي لها لأول مرة تصلبت قدماي ولم أستطع الحراك ولم أشعر بنفسي، إذ بدأت أبكي بحرقة مع شعور برعشة غريبة لم أستطع الحراك بعدها وظل ذلك المنظر راسخا في مخيلتي».
الحاج الأميركي علي قواتيمالا واحد من 17 ألف حاج مسلم كانوا على الديانة اليهودية والنصرانية وتحولوا بمحض إرادتهم الى الاسلام يجمعهم دين واحد ومخيم واحد في منى ويرددون كلمة واحدة «لبيك اللهم لبيك».
مأرب برس
الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2007
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[31 Dec 2007, 10:25 ص]ـ
جزيتم خيراً على هذه الملح والموافقات،،
وإني أسجل إعجابي بكتاباتك القيمة يا شيخ عبد الرحمن، وأسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين،،
أثريت هذا الصرح بقلمك فلك جزيل الشكر،،
ـ[محمد براء]ــــــــ[31 Dec 2007, 03:35 م]ـ
الإمام البيضاوي رحمه الله لما ألف تفسيره في بلاد الترك - كانت إذ ذاك تسمى بلاد الروم - ذهب به يقصد به أحد الملوك يريد إهداءه إليه، فنزل ضيفاً على رجل من المتزهدة من الصوفية، فبات عنده فسأله: إلى أين تتجه بسفرك هذا؟
قال: أذهب بكتابي هذا إلى هذا الملك لعله يثيبني عليه!.
فسكت الصوفي.
فلما كان من الصباح سأله فقال: ما ذا قلت في تفسير قول الله تعالى (إياك نعبد و إياك نستعين)؟
ففهم البيضاوي مقصد الرجل، فقطع سفره، و رجع إلى بلده، فلحقته عطية الملك في بلده .. أدركته حيث رجع.
ذكرها الشَّيخُ مُحَمَّد الحَسَن الدَّدُو حَفِظَهُ الله تَعَالى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Dec 2007, 04:06 م]ـ
أشكر الإخوة جميعاً على إضافاتهم التي أتحفونا بها
ودعواتهم التي تفضلوا بها علينا
فجزاكم الله خيراً جميعاً
ووفقكم لخير ما تحبون
المجلسي الشنقيطي؛
كانت موافقة عجيبة في وقت احتجت إليها
أتمنى أن لا يضيق صدرك مجددا
محمود البعداني:
كانت القصة معبرة مؤثرة فجزاك الله خيراً
وكم للتقى من عجب
صالح صواب؛
مشاركة لها مكانتها الخاصة منكم
والقصة فيها مواعظ وعبر
ولو أنا أخذنا الكتاب بقوة وعظم يقيننا بصدق ما تضمنه لما كانت هذه حال الأمة
يزيد الصالح؛
جزاك الله خيراً وأثابك، ومما يشجع الكاتب على الكتابة والمشاركة
معرفته بانتفاع القارئين بما يكتب
آمل أن لا يكون هذا الإطراء مانعاً لك من تبيين الانتقادات إن وجدتها
وفقنا الله وإياك للعلم النافع والعمل الصالح
أبو الحسنات؛
مشاركة موفقة بارك الله فيك
وذكرت عن أكثر من مفسر
فجزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[31 Dec 2007, 04:59 م]ـ
الحمد لله
وهذه واحدة أخرى حصلت معي .... وقد مضى عليها سنون و سنون.
كنت في بداية اكتشافي للكتب .... خصوصا كتب التفسير.
وكانت بجوارنا مكتبة صغيرة صاحبها صديقي.
وكان كثيرا ما يسمع مني حبي أن تقع عيناي على الدر المنثور للسيوطي.
ولا أذكر الآن حقيقة هل طلبت منه اقتناءه أم لا .... لكنه اقتناه فجأة.
ففوجئت بحجم الكتاب و ثمنه ....
و في كل مرة يقول لي هذا الدر المنثور الذي كنت تتمناه فأين ما كنت تقول
فقلت له إني لم أتوقع أن يكون بهذا الحجم و هذا الثمن.
وفي كل مرة يعيد علي الكلام و لا يظفر مني بشيء.
وذات يوم كلمني فيه فقلت له متأولا آية من القرآن
إن الله بالغ أمره - في الدر المنثور - قد جعل الله لكل شيء قدرا.
كان هذا في بداية اليوم ...
وقبل الغروب ... كنت جالسا عنده اذا بشخص جاء فاشتراه ...
فقال صديقي ...
إن الله بالغ أمره - في الدر المنثور - قد جعل الله لكل شيء قدرا ..
* * * * * * * * * * * * * * * *
و القصة الثانية حدثت لصهري والد زوجتي.
و بالمناسبة صهري رجل آية من آيات الله في حسن الخلق و المواساة و الكرم و دماثة الاخلاق .... أحسبه كذلك و لا
أزكي على الله أحدا.
وقد أخبركم بشيء من الاحوال التي رأيتها فيه مع كونه يكاد لا يقرأ و لا يكتب.
المهم .....
كانوا في بلاد صهري يتزوجون دون ان يرى الزوج زوجته و لا الزوجة زوجها.
وقرر أبوه أن يزوجه .... وبالفعل خطب له عند اناس
وهاله الامر ان لا يرى من سيتزوجها
وهام قليلا على وجه مهموما
وبينما هو في افكاره ووساوسه
قطع عليه رجلان حبل افكاره
كان الرجلان يتكلمان بعيدا عنه في أمر يخصهما
ولم يكونا على علم بحاله
فقال أحدهما للآخر ما معناه
لا تتردد لا تتردد .... أقدم .... وستجد ذلك جيدا كما تحب.
فارتاحت نفسه.
و فعلا فالسيدة التي تزوجها انسانة تحب الخير و الصلاح و التدين و المواعظ ولم أجد منها الا الخير كل الخير منذ
دخلت بيتهم أحسبها كذلك و لا ازكي على الله أحدا.
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 Jan 2008, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيراً
لقد أمتعتنا بهذه القصص الجميلة.
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Jan 2008, 01:19 ص]ـ
اقال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره (8/ 446): " حدثنا أبو كريب، حدثنا جابر بن نوح، عن عيسى بن المغيرة قال: تذاكرنا عند إبراهيم إسلام كعب، فقال: أسلم كعب زمان عمر، أقبل وهو يريد بيت المقدس، فمر على المدينة، فخرج إليه عمر فقال: يا كعب، أسلم، قال: ألستم تقرؤون في كتابكم {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ [ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ] أَسْفَارًا} وأنا قد حملت التوراة. قال: فتركه عمر. ثم خرج حتى انتهى إلى حمص، فسمع رجلا من أهلها حزينا، وهو يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نزلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} الآية. قال كعب: يا رب آمنت، يا رب، أسلمت، مخافة أن تصيبه هذه الآية، ثم رجع فأتى أهله في اليمن، ثم جاء بهم مسلمين ".
وقد رواه الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم رحمه الله تعالى في تفسيره من وجه آخر بلفظ آخر، فقال: حدثنا أبي، حدثنا ابن نفيل، حدثنا عمرو بن واقد، عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس عائذ الله الخولاني قال: كان أبو مسلم الجليلي معلم كعب، وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبعثه إليه ينظر أهو هو؟ قال كعب: فركبت حتى أتيت المدينة، فإذا تال يقرأ القرآن، يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نزلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا} فبادرت الماء فاغتسلت وإني لأمسح وجهي مخافة أن أطمس، ثم أسلمت.
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[10 Jan 2008, 07:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا،وبارك فيكم
فقد أثرت هذه الموافقات في النفس!
واشارك باثنتين:
*قبل سنوات مررت بكرب عظيم كدت أفقد معه صبري
فخرجت من غرفتي هائمة على وجهي فاستوقفني
صوت القارئ: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد24
فوالله لقد انقلبت بغير القلب الذي خرجت به
نسأل الله الثبات
*ارسلتُ لأخت لي أخبرها بخروجي لزيارة أناس
أصابنا منهم أذى عظيم،لكن لقرابتهم ولصلة الرحم
احسبنا زيارتنا لهم.
تقول الأخت: (وصلت رسالتك وأنا أقرأ في شرح صحيح مسلم
ووصلت لقول النووي -رحمه الله- ( .... وصلة الرحم منها ما يكون بالمال ومنها ما يكون بالزيارة
الخ ............ )
قلت: اتفاق عجيب) أ. هـ
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[10 Jan 2008, 01:20 م]ـ
نص كلام النووي -رحمه الله -: (وصلة الرحم فهي الإحسان إلى الأقارب على حسب الواصل والموصول، فتارة تكون بالمال، وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة والسلام، وغير ذلك)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[11 Jan 2008, 01:35 م]ـ
*
الحمد لله
قال ابن كثير في تفسيره في قوله تعالى
فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم
روى ابن أبي حاتم عن زياد بن يونس حدثنا نافع ابن أبي نعيم قال
أرسل إلي بعض الخلفاء مصحف عثمان بن عفان ليصلحه.قال زياد فقلت له إن الناس ليقولون إن مصحفه كان في حجره
حين قتل فوقع الدم على فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
فقال نافع
بصرت عيني بالدم على هذه الآية.
المصدر عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير .... للشيخ أحمد شاكر.
قال أنور الباز في الهامش اسناده صحيح الى نافع ونافع هو ابن عبد الرحمن بن ابي نعيم أحد القراء السبعة المشهورين.
.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Jan 2008, 02:50 م]ـ
جليسة العلم
] جزاكم الله خيرا،وبارك فيكم
فقد أثرت هذه الموافقات في النفس!
واشارك باثنتين:
*قبل سنوات مررت بكرب عظيم كدت أفقد معه صبري
فخرجت من غرفتي هائمة على وجهي فاستوقفني
صوت القارئ: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} الرعد24
فوالله لقد انقلبت بغير القلب الذي خرجت به
نسأل الله الثبات
*هل معنى ذلك أن العناية الإلهية تدخلت في الوقت المناسب - حتى لا تظلين هائمة على وجهك - وبشرتك بالأجر والثواب جزاء صبرك الذي كاد أن ينفد؟ فأعادتك إلى البيت!
بالتأكيد أن الكثيرين قد سمعوا الصوت نفسه، فهل يعني ذلك أن تلك الرسالة الإلهية تشملهم أيضا؟
ألا يعني هذا أننا نفسر ما نسمعه بما يوافق ميولنا؟
ولماذا لا يكون ذلك من باب المصادفة ليس إلا؟
وأخيرا ما العجيب في حدوث مثل هذه المصادفات؟
العجيب هو تفسيرنا - النفسي - لها .. والأعجب أن نضفي عليها صبغة دينية ونحول الدين إلى " سواليف " ...
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Jan 2008, 10:20 ص]ـ
كنت قد رأيت في أحد المساجد منشوراً كبيراً مدعماً بالصور في التحذير من أعمال السحر
أعده مكتب من مكاتب الدعوة بالرياض
واستوقفتني صورة من الصور تضمنت ورقة من المصحف لوثها الساحر -أخزاه الله- بالنجاسات ليتم له مراده بالتقرب إلى الشياطين
وإذا بهذه الورقة يظهر منها بعض هاتين الآيتين (ولو شاء ربك ما فعلوه ..... وليقترفوا ماهم مقترفون)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/thum_6361479ed27c22928.jpg ('http://www.tafsir.net/vb/vbimghost.php?do=displayimg&imgid=165')
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[10 Sep 2010, 04:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ...
وسبحان الله منذ أيام كنت قرأت هذا الموضوع وأثَّرَ في نفسي كثيرا، وعزمت على كتابة شيء من الموافقات العجيبة، وليس ما حدث لي في بداية الاستقامة منذ أكثر من عشر سنوات، عند أن أصابني فتور ونفذ الصبر وكدت أرجع على عقبي لما حصل من شدة من بعض الأقارب عند أن ظهرت بوادر الاستقامة عليَّ، فكان إمام الحي في مسجدي يقرأ في صلاة المغرب بقوله تعالى (((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ))) .. فكانت هذه التلاوات كتثبيت لي على طريق الإستقامة، ثبتني الله وإياكم .. أقول ليس هذه الموافقة بأعجب لي مما سأنقله وحصل معي الآن بالضبط قبل ساعتين أو أكثر، وقصته كالتالي:
بعد صلاة العشاء ذهبت أنا وجار لي -وهو عم ابنتي من الرضاعة-في سيارته إلى منطقة تبعد عن مكان الإقامة بمسيرة نصف ساعة أو أكثر، لزيارة بعض الأقارب، وشراء بعض الأغراض على قلة ذات اليد، وترويحا للنفس وذكرى لأولي الألباب خاصة سفر الليل فيه التفكر والتذكر، فإذا بي أضع شريط للشيخ صالح الفوزان حفظه الله حول السحر والشعوذة وخطرهما على الفرد والمجتمع، وكنت أنا وجاري نستمع إليه، فأكملنا جزء منه وعند الرجوع شغلت الجهاز لأكمل الباقي فإذا بي أقع على قوله تعالى: {وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}، وبعد أن شرحها الشيخ أراد جاري -الأخ السائق- أن يقول لي شيئ - وهو من عوام أهل السنة- فأسكته حتى يكمل الشيخ قراءة الآية وشرحها فذكر الشيخ صالح الفوزان نفع الله أظن بعدها قوله تعالى (((فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)))، فشرحها الشيخ ومما ذكره أنه قال بالمعنى: أن السِحر لا بد وأن يبطله الله على يد المؤمن والصالح والدعاة ... الخ، بعدها بقليل أوقف السائق سيارته وقال لي انتظر: فذهب إلى حائط فأحظر لي كتابا صغيرا تميمة من تمائم السحر والشعوذة وقال لي بلهجتنا الجزائرية العامية: (لقيت هذا الكتاب في مجرى .. وأنت قلت لي كي تلقى كتاب افتحه وحل عقدته واقرأ المعوذات وآية الكرسي عليه وإذا خفت ولا ماعرفتش جيبه لي! .. ودسيته حتى نعطيهلك ضرك!) ومعنى كلامه باللغة العربية:" لقيت كتاب من كتب الشعوذة في مجرى للمياه القذرة، وأنت قلت لي إذا وجدت شيء من السحر فاتح وحل عقده وأقرأ عليه ما تيسر من القرآن كالمعوذات وآية الكرسي وإذا خفت من فعل ذلك أو لم تستطع فأعطيني إياه وإن شاء الله أحله بإذن الله الواحد القهار".اهـ وإذا بي أتذكر آيةات السحر ومناسبة وضع الشريط وموافقة الآيات مع إخبار هذا الأخ الكريم جزاه الله خيرا، ففتحت الكتاب وإذا به طلاسم مكتوبة بدم حيض و صوف محروق وماء الدواة وهذا ما يظهر من لون الطلاسم وهي كتابات غير مفهومة في ورق ملفوفة في قطعة من النيلون .. فقرأت ما تيسر من المعوذات وآيات السحر .. وتذكرت قول الله تعالى: (((مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ))).الآية. وعندها تذكرت موضوع شيخنا الحبيب عبد العزيز الداخل -بارك الله فيه- فعزمت على كتابة شيء من هذه الموافقات العجيبة عند وصولي مباشرة إلى المنزل، وأسأل الله تعالى الثبات لي ولكم، وتقبل الله منا ومنكم، وعيدكم مبارك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[11 Sep 2010, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيراً على إيراد هذه الموافقة العجيبة، والحمد لله أن جعلك سبباً لحل سحر عن مسحور، ربما كان هو وأهله في عناء وبلاء شديد بسببه، فوفقك الله لكشف كربتهم، وإزالة محنتهم.
أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركاً حثما كنت.
ـ[ريم]ــــــــ[12 Sep 2010, 12:54 م]ـ
موافقات عجيبة!
أنا سأشارك باثنتين الأولى حصلت معي و الثانية سمعتها من الدكتور عبد المحسن الأحمد.
1.ذات يوم - قبل 3 سنوات تقريباً - بلغ بي الهم و الضيق مبلغاً كبيراً وأنا أنقر هذه الكلمات لا أتذكر سبب حزني بالتحديد كل ما أتذكره أنني كنت متضايقة و حزينة للغاية و أنني بكيت بشدة و سألت الله أن يفرج عني ودعوته كثيراً و ألححت عليه ثم توجهت لأتناول مصحفاً وقبل أن أعود و أجلس حيث كنت فتحت المصحف فواجهتني الآية 89 من سورة يونس التي يقول الله تعالى فيها (((قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ... ))) فتفاءلت بها و أحسست بشيء من الراحة
أعلم أن الآية أنزلها الله في معرض الحديث عن موسى و أخيه هارون عليهما السلام لكنه مجرد تفاؤل و مزيد من الظن الحسن بالله لا أكثر و الرسول صلى الله عليه و سلم كان يعجبه الفأل الحسن
2.أما التي رواها د. عبدالمحسن الأحمد فأكتبها بأسلوبي و لا يحضرني الآن في أي محاضرة سمعتها و لا متى تم ذلك ذكر الشيخ أن أحد الأشخاص سهر ذات ليلة و كان بمفرده فحدثته نفسه بالدخول إلى المواقع المشبوهة على شبكة المعلومات العنكبوتية (ما سر نسبتها للعنكبوت يا ترى؟) و بالفعل تصفح شيئاً من تلك المواد التي لا ترضي الله ثم بعد أن قضى وطره استيقظ ضميره و أنبته نفسه اللوامة و كان الليل لا يزال مرخياً سدوله و لم يبق الكثير على موعد أذان الفجر يذكر الشخص أن الشيطان بدأ يسول له و يقنطه من رحمة الله و أنه كان قبل قليل يعصي الله فكيف سيقابله الآن في صلاة الفجر و وسوس له الشيطان ألا يذهب لأداء صلاة الفجر جماعة في المسجد أيضاً ويذكر الشخص أنه جاهد نفسه و قام إلى وضوئه و تاب و اسغفر لذنبه ثم قاد سيارته إلى المسجد فأدى الصلاة مع المسلمين و قبل أن يغادر _ لا أدري هل تذكر هذا الشخص أن الصدقة تطفئ غضب الرب أم أنني أضفتها أنا_المهم أنه أخرج صدقة ثم خرج و توجه إلى سيارته و قفل راجعاً و يذكر أنه أثناء عودته فتح الإذاعة و ما إن فعل ذلك حتى انطلق صوت القارئ يرتل قوله تعالى (((ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده و يأخذ الصدقات و أن الله هو التواب الرحيم))) فيذكر هذا الشخص أنه لم يتمالك دموعه و أوقف سيارته جانباً و ترجل منها ثم خر ساجداً و يذكر أنه تأثر و عجب كيف أن الله ساق إلى مسامعه هذه الآية التي فيها ذكر أخذ الصدقات و قبول التوبة _ وهذا بالضبط ما حدث معه فقد تاب و تصدق _ من بين كثير من الآيات التي تبين سعة رحمة الله بعباده و أنه تواب رحيم
ـ[ريم]ــــــــ[12 Sep 2010, 08:21 م]ـ
تذكرت موافقة عجيبة للغاية و كانت سبباً في إسلام إحدى الفتيات، ذكرتها لنا دكتورة الفقه في الكلية لكنها طويلة بعض الشيء و أنا في عجلة من أمري، لعلي أطرحها لاحقاً إن شاء الله
طابت أوقاتكم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[14 Sep 2010, 09:49 ص]ـ
وفقك الله أخي عبدالعزيز على مواضيعك الطيبة النافعة
من هذا الباب قصة توبة الفضيل بن عياض رحمة الله تعالى وقول الله تعالى (ألم يان للذين آمنوا ... )
وغفر الله لأخينا عبدالله جلغوم حيث قال لعل هذا من باب المصادفة ولا نحول ديننا لمجرد سواليف
وأقول: ما المانع أن يكون هذا من توفيق الله عز وجل لأصحاب القصص، وأمر آخر إذا كنت ترى هذا فعندي أن كلامك في موضوع الإعجاز العددي أولى بالمصادفة، ولا أعترض على بحوثك في هذا الباب، لكن أن تعترض على موضوع مفيد بهذا الاعتراض، ستجد من يعترض عليك، وبالمنطق نفسه
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[14 Sep 2010, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
1. كنتُ في إحدى الليالي قبل أكثر من سنتين أقرأ على شيخي الفاضل الدكتور علي الحذيفي ـ حفظه الله ـ آخر ربع في سورة هود عليه السلام، وفي اليوم التالي دخلت البيت بعد صلاة الظهر، فوجدت المذياع مفتوحاً على إذاعة القرآن، وإذا بالشيخ الحذيفي يقرأ نفس الآيات.
2. احتار أحد الأقارب في تسمية مولود له بين يوسف، واسم آخر، فلما صلى الفجر إذا بالإمام يقرأ سورة يوسف عليه السلام، فسمى ابنه يوسف.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Sep 2010, 02:01 م]ـ
بما انكم دخلتم باب المصادفات العجيبة فقد آن لي أن أذكر لكم قصة حدثت معي هي أشبه بالمعجزة منها الى المصادفة.
كنت في نيويورك قبل 10 أعوام وكنت أسكن في غرفة مع أحد الأخوة العرب. وبينما كنت في غرفتي أقرأ نسخة من القرآن المترجم للإنجليزية. وصلت الى آية في سورة البقرة (إِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا) فأردت أن أعرف ما معنى قثاء في اللغة الإنجليزية.فبينما أنا أنظر الى معناها وما زلت أذكره وهو: cucumber. إذ سمعت بعدها مباشرة وقع أقدام فأيقنت أن صديقي في الغرفة هو القادم وهذا ما كان. ولكنني تفاجأت أنه ألقى حبة من القثاء بين دفتيّ المصحف. فعندما رأيت حبة القثاء متزامنة مع الآية صعقت من شدة الدهشة. أتدرون لماذا؟ ليس لأن صديقي ألقى عليّ حبة من القثاء أثناء قرائتي للأية فحسب. ولكن السبب أيضاً أن أمريكا الشمالية والجنوبية لا يوجد فيها قثاءة واحدة. فسألت صديقي متعجباً: من أين لك هذه القثاءة؟ فقال لي: لقد أعطاني إياها أحمد القادم من الأردن قبل يوم واحد وقال لي اعطها لتيسير كي يتذكر الأردن. فحكيت لصديقي الحكاية وقلت في نفسي سبحان الله إنها حقاً مصادفة عجيبة غريبة بل هي معجزة حيث أتى الله تعالى بالقثائة الى أمريكا في وقت محدد وساعة محددة جداً وهو وقت قرآءتي للآية فسبحان الله أحكم الحاكمين.(/)
جولة في بعض التفاسير الشيعية
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:43 م]ـ
جاء فى "الملل والنحل" لعبد الكريم الشهرستانى أن "الشيعة هم: الذين شايعوا عليًّا رضي الله عنه على الخصوص وقالوا بإمامته وخلافته: نصًّا ووصيّةً: إما جليًّا وإما خفيًّا، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من عنده. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحة تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية، وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله ولا تفويضه إلى العامة وإرساله. ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص وثبوت عصمة الأنبياء والأئمة وجوبًا عن الكبائر والصغائر والقول بالتولي والتبري: قولاً وفعلاً وعقدًا إلا في حال التقية. ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك. ولهم في تعدية الإمامة كلام وخلاف كثير، وعند كل تعدية وتوقف مقالة ومذهب وخبط. وهم خمس فرق: كيسانية وزيدية وإمامية وغلاة وإسماعيلية. وبعضهم يميل في الأصول إلى الاعتزال، وبعضهم إلى السنة، وبعضهم إلى التشبيه".
والذى يهممنا هنا الشيعة الإمامية، وفيهم يقول الشهرستانى: "الإمامية هم القائلون بإمامة علي رضي الله عنه بعد النبي عليه السلام: نصًا ظاهرًا وتعيينًا صادقًا من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعَيْن. قالوا: وما كان في الدين والإسلام أمر أهم من تعيين الإمام حتى تكون مفارقته الدنيا على فراغ قلبٍ من أمر الأمة، فإنه إنما بُعِث لرفع الخلاف وتقرير الوفاق، فلا يجوز أن يفارق الأمة ويتركهم هملاً يرى كل واحد منهم رأيًا ويسلك كل منهم طريقًا لا يوافقه في ذلك غيره، بل يجب أن يعين شخصًا هو المرجوع إليه، وينص على واحد هو الموثوق به والمعوَّل عليه. وقد عيَّنَ عليًّا رضي الله عنه في مواضع تعريضًا، وفي مواضع تصريحًا. أما تعريضاته فمثل أنه بعث أبا بكر ليقرأ سورة "براءة" على الناس في المشهد، وبعث بعده عليًّا ليكون هو القارىء عليهم والمبلغ عنه إليهم، وقال: نزل على جبريل عليه السلام فقال: يبلِّغه رجل منك أو قال: من قومك. وهو يدل على تقديمه عليًّا عليه. ومثل أنه كان يؤمِّر على أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة في البعوث، وقد أَمَّر عليهما عمرو بن العاص في بعث، وأسامة بن زيد في بعث، وما أمَّر على عليٍّ أحدًا قط. وأما تصريحاته فمثل ما جرى في نأنأة الإسلام حين قال: من الذي يبايعني على ماله؟ فبايعته جماعة، ثم قال: من الذي يبايعني على روحه، وهو وصيِّي ووليّ هذا الأمر من بعدي؟ فلم يبايعه أحد حتى مد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه يده اليه فبايعه على روحه ووفَّى بذلك حتى كانت قريش تعيِّر أبا طالب أنه أمَّر عليك ابنك. ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: "ياأيها الرسول بَلِّغْ ما أُنْزِل اليك ربك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس "، فلما وصل إلى غدير خم أمر بالدوحات فقُمِمْنَ ونادَوْا: الصلاة جامعة. ثم قال عليه السلام وهو على الرحال: " من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم، والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. ألا هل بلغت؟ ثلاثًا "، فادعت الإمامية أن هذا نص صريح. فإنا ننظر: من كان النبي صلى الله عليه وسلم مولى له، وبأي معنى، فنَطْرُد ذلك في حق عليٍّ رضي الله عنه. وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه حتى قال عمر حين استقبل عليًّا: طُوبَى لك يا علي! أصبحتَ مولى كل مؤمن ومؤمنة.
قالوا: و قول النبي عليه السلام: " أقضاكم علي " نَصٌّ في الإمامة، فإن الإمامة لا معنى لها إلا أن يكون: أقضى القضاة في كل حادثة والحاكم على المتخاصمين في كل واقعة. وهو معنى قول الله سبحانه وتعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم". قالوا: فأُولُوا الأمر من إليه القضاء والحكم. حتى في مسألة الخلافة لما تخاصمت المهاجرون والأنصار كان القاضي في ذلك هو أمير المؤمنين علي دون غيره. فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما حكم لكل واحد من الصحابة بأخص وصف له فقال: أفرضكم زيد، وأقرؤكم أُبَيّ، وأعرفكم بالحلال والحرام معاذ. وكذلك حكم لعلي بأخص وصف له، وهو قوله: "أقضاكم على "، والقضاء يستدعي كل علم وما
(يُتْبَعُ)
(/)
ليس كل علم يستدعي القضاء. ثم إن الإمامية تخطت عن هذه الدرجة إلى الوقيعة في كبار الصحابة طعنًا وتكفيرًا، وأقله: ظلمًا وعدوانًا، وقد شهدت نصوص القرآن على عدالتهم والرضا عن جملتهم. قال الله تعالى: "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة "، وكانوا إذ ذاك ألفًا وأربعمائة. وقال الله تعالى عن المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم: "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضُوا عنه". وقال: "لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العُسْرة". وقال تعالى: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم". وفي ذلك دليل على عظم قدرهم عند الله تعالى وكرامتهم ودرجتهم عند الرسول صلى الله عليه وسلم. فليت شعري كيف يستجير ذو دينٍ الطعن فيهم ونسبة الكفر إليهم؟ وقد قال النبي عليه السلام: عشرة من أصحابي في الجنة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن ابي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن ابن عوف وأبو عبيدة بن الجراح ... إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في حق كل واحد منهم على انفراد. وإن نُقِلَتْ هَنَاتٌ من بعضهم فليُتَدَبّر النقل، فإن أكاذيب الروافض كثيرة وأحداث المحدثين كثيرة.
ثم إن الإمامية لم يثبتوا في تعيين الأئمة بعد الحسن والحسين وعلي بن الحسين رضي الله عنهم على رأي واحد، بل اختلافاتهم أكثر من اختلافات الفرق كلها حتى قال بعضهم: إن نيفًا وسبعين فرقة من الفرق المذكورة في الخبر هو في الشيعة خاصة، ومن عداهم فهم خارجون عن الأمة. وهم متفقون في الإمامة وسوقها إلى جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه، ومختلفون في المنصوص عليه بعده من أولاده، إذ كانت له خمسة اولاد، وقيل: ستة: محمد وإسحاق وعبد الله وموسى وإسماعيل وعلي. ومن ادعى منهم النص والتعيين: محمد وعبد الله وموسى وإسماعيل. ثم منهم من مات ولم يعقب، ومنهم من مات وأعقب.
ومنهم من قال بالتوقف والانتظار والرجعة، ومنهم من قال بالسوق والتعدية كما سيأتي ذكر اختلافاتهم عند ذكر طائفة طائفة. وكانوا في الأول على مذهب أئمتهم في الأصول، ثم لما اختلفت الروايات عن أئمتهم وتمادى الزمان اختارت كل فرقة منهم طريقة: فصارت الإمامية بعضها معتزلة: إما وعيدية وإما تفضيلية، وبعضها إخبارية: إما مشبهة وإما سلفية. ومن ضل الطريق وتاه لم يبال الله به في أي واد هلك".
والآن إلى ما قالته كتب التفسير الشيعى فى النصوص القرآنية التى تظهر فيها ملامح عقيدتهم، تلك العقيدة التى تتمحور حول علىّ كرم الله وجهه: ففى تفسير الآيات 8 - 16 من سورة "البقرة": "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ* يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ* فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ* أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ* وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ* وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ* اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ* أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ" يقول علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ) فى كتابه الموسوم بـ"تفسير القرآن" إنها فى فريق من المنافقين على أيام النبى عليه السلام كانوا يُسِرّون إلى الكفار بأنهم معهم ويستهزئون بالمسلمين، فى الوقت الذى يتظاهرون فيه أمام النبى والصحابة بأنهم مؤمنون. ومن ثم فإن القمى لا يحمّلها تأويلا شيعيا. وفى تفسير "التبيان الجامع لعلوم القرآن" للطوسي (ت 460 هـ)
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد نفس الشىء، إلا أنه يزيد الأمر توضيحا فيقول إن المنافقين هم قوم من الأوس والخزرج وغيرهم وأنه لا خلاف بين المفسرين أنها نزلت فيهم: "ولا خلاف بين المفسرين أن هذه الآية وما بعدها نزلت في قوم من المنافقين من الأوس والخزرج وغيرهم. رُوِيَ ذلك عن ابن عباس، وذكر أسماءهم، ولا فائدة في ذكرها. وكذلك ما بعدها إلى قوله: {وما كانوا مهتدين} كلها في صفة هؤلاء المنافقين. والمنافق هو الذي يظهر الإسلام بلسانه وينكره بقلبه". ولم يخرج الطبرسى (ت 548 هـ) فى "مجمع البيان في تفسير القرآن" هو أيضا عن هذا التفسير، وإن كان قد زاد الأمر إيضاحا من ناحية أسماء أولئك المنافقين فقال إنها نزلت فى "عبد الله بن أُبَيّ بن سَلُول وجد بن قيس ومعتب بن قشير وأصحابهم، وأكثرهم من اليهود". والمنافقون كذلك عند الطباطبائى (ت 1401 هـ) صاحب "الميزان في تفسير القرآن" هم ابن سلول وأصحابه. ذكر هذا فى تفسيره لسورة "المنافقون" التى أحال عليها عند تناوله لآية سورة "البقرة".
أما فى تفسير "الصافي في تفسير كلام الله الوافي" للفيض الكاشاني (ت 1090 هـ) فنقرأ شيئا خطيرا: "أقول: كابن أُبَيّ وأصحابه، وكالأول والثاني (يقصد أبا بكر وعمر الخليفتين الأول والثانى بعد رسول الله) وأضرابهما من المنافقين الذي زادوا على الكفر الموجب للختم والغشاوة والنفاق، ولا سيما عند نصب أمير المؤمنين عليه السلام للخلافة والإمامة. أقول: ويدخل فيه كل من ينافق في الدين إلى يوم القيامة، وإن كان دونهم في النفاق كما قال الباقر عليه السلام في حكم بن عتيبة إنه من أهل هذه الآية. وفي تفسير الإمام ما ملخصه أنه لما أمر الصحابة يوم الغدير بمبايعة أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين وقام أبو بكر وعمر إلى تسعة من المهاجرين والأنصار فبايعوه بها ووكد عليهم بالعهود والمواثيق وأتى عمر بالبخبخة وتفرقوا، تواطأ قوم من متمرديهم وجبابرتهم بينهم: لئن كانت بمحمد صلّى الله عليه وآله وسلم كائنة ليدفَعُنّ هذا الأمر عن علي عليه السلام ولا يتركونه له. وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون: لقد أقمت علينا أحبّ الخلق إلى الله وإليك، وكفيتنا به مؤنة الظلمة لنا والجائرين في سياستنا. وعَلِم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك وأنهم مقيمون على العداوة ودفع الحق عن مستحقيه، فأخبر الله عنهم بهذه الآية. {وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}: بل تواطئوا على إهلاكك وإهلاك من أحبك وتحبه إذا قدروا والتمرّد عن أحكام الله، خصوصا خلافة من استخلفتَه بأمر الله على أُمّتك من بعدك لجحودهم خلافته وإمارته عليهم حَسَدًا وعُتُوًّا. قيل: أخرج ذواتهم من عداد المؤمنين مبالغة في نفي الإيمان عنهم رأسا".
أما الإمام الذى يشير إليه فهو الإمام العسكرى (ت 260هـ) أبو المهدى المنتظر لدى الشيعة، والمقصود كلامه فى التفسير المنسوب له، إذ جاء فيه: "قال العالم موسى بن جعفر: إن رسول الله لما أوقف أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب فى يوم الغدير موقفه المشهور المعروف، ثم قال: يا عباد الله، انسبونى، فقالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ثم قال: يا أيها الناس، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فنظر إلى السماء وقال: اللَّهم اشهد بقول هؤلاء، وهو يقول ويقولون ذلك ثلاثا، ثم قال: ألا فمن كنتُ مولاه وأولى به فهذا علىّ مولاه وأولى به. اللَّهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل من خذله. ثم قال: قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين. فقام وبايع له. ثم قال: قم يا عمر فبايع له بإمره المؤمنين. فقام فبايع له. ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة رؤساء المهاجرين والأنصار، فبايعوا كلهم. فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب فقال: بَخٍ بَخٍ يا ابن أبى طالب. أصبحتَ مولاى ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم تفرّقوا عند ذلك وقد وُكِّدَتْ عليهم العهود والمواثيق. ثم إن قوما من متمرديهم وجبابرتهم تواطأوا بينهم: لئن كان بمحمد كائنة ليدفعُنّ هذا الأمر من علىّ ولا يتركونه. فعرف الله ذلك من قِبَلهم. وكانوا يأتون رسول الله ويقولون: لقد أقمتَ علينا أحب خلق الله إلى الله وإليك وإلينا، فكفيتنا مؤنة الظلمة لنا والمتجبرين فى سياستنا. وعلم الله من قلوبهم خلاف ذلك من مواطأة بعضهم لبعض
(يُتْبَعُ)
(/)
أنهم على العداوة مقيمون، ولدفع الأمر عن مستحقه مُؤْثِرون، فأخبر الله عَزَّ وجَلَّ محمدا عنهم فقال: يا محمد {وَمِنَ ?لنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِ?للَّهِ} الذى أمرك بنصب علىّ إماما وسايسا لأُمتك ومدبرا، {وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} بذلك، ولكنهم يتواطأون على إهلاكك وإهلاكه. يوطّنون أنفسهم على التمرد على علىّ إن كانت بك كائنة".
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:53 م]ـ
ونفس الشىء عند قوله تعالى فى الآية 13 من سورة البقرة: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَآ آمَنَ ?لنَّاسُ قَالُو?اْ أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ?لسُّفَهَآءُ أَلا? إِنَّهُمْ هُمُ ?لسُّفَهَآءُ وَلَـ?كِن لاَّ يَعْلَمُونَ}، إذ نقرأ أيضا فى ذلك التفسير المنسوب للعسكرى: "قال موسى بن جعفر: إذا قيل لهؤلاء الناكثين للبَيْعة، قال لهم خيار المؤمنين كسلمان والمقداد وأبى ذر وعمار: آمِنُوا برسول الله وعلىّ الذى أوقفه موقفه وأقامه مقامه وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به، وآمِنوا بهذا النبى وسلِّموا لهذا الإمام، وسلِّموا له فى ظاهر الأمر وباطنه، كما آمن الناس المؤمنون كسلمان والمقداد وأبى ذر وعمار، آمنوا برسول الله وعلىّ الذى أوقفه وأقامه مقامه وأناط مصالح الدين والدنيا كلها به، وآمنوا بهذا النبى وسلِّموا لهذا الإمام، وسلِّموا له فى ظاهر الأمر وباطنه، كما آمن الناس المؤمنون كسلمان والمقداد وأبى ذر وعمار، قالوا فى الجواب لمن يفضون إليه لا لهؤلاء المؤمنين، فإنهم لا يجسرون على مكاشفتهم بهذا الجواب، ولكنهم يذكرون لمن يُفْضُون إليه من أهلهم والذين يثقون بهم من المنافقين ومن المستضعفين من المؤمنين الذين هم بالستر عليهم واثقون بهم، يقولون لهم: {أَنُؤْمِنُ كَمَآ آمَنَ ?لسُّفَهَآءُ}. يعنون سلمان وأصحابه لما أعطوا عليًّا خالص ودهم ومحض طاعتهم، وكشفوا رؤوسهم بموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه حتى إنِ اضمحل أمر محمد طحطحهم أعداؤه، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفين لمحمد. فهم بهذا التعرض لأعداء محمد جاهلون سفهاء. قال الله عَزَّ وجَلَّ: {أَلا? إِنَّهُمْ هُمُ ?لسُّفَهَآءُ} الأخفّاء العقول والآراء، الذين لم ينظروا فى أمر محمد حق النظر فيعرفوا نبوته، ويعرفوا صحة ما ناطه بعلمه من أمر الدين والدنيا، حتى بَقُوا لتركهم تأمُّل حجج الله جاهلين، وصاروا خائفين وجلين من محمد وذُرِّيته ومن مخالفيهم، لا يأمنون أيهم يغلب فيهلكون معه. فهم السفهاء حيث لا يَسْلَم لهم بنفاقهم هذا لا محبة محمد والمؤمنين ولا محبة اليهود وسائر الكافرين، لأنهم يُظْهِرون لمحمد من موالاته وموالاة أخيه علىّ ومعاداة أعدائهم اليهود والنصارى، كما يُظهرون لهم معاداة محمد وعلىّ وموالاة أعدائهم، فهم يُقدِّرون فيهم نفاقهم معهم كنفاقهم مع محمد وعلىّ، ولكن لا يعلمون أن الأمر كذلك وأن الله يُطْلِع نبيه على أسرارهم فيخشاهم ويعلنهم ويُسقطهم". وهو يسحب هذا التفسير على آيات أخرى كثيرة لا صلة بينها ولا بين سياقها وبين الصحابة الكرام: أبى بكر وعمر وعثمان ممن يتهمهم الشيعة بأنهم اسْتَوْلَوْا على الخلافة من علىّ كرم الله وجهه، كقوله تعالى مثلا: "إِنَّ ?لَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ?لْبَيِّنَاتِ وَ?لْهُدَى? مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ?لْكِتَابِ أُولَـ?ئِكَ يَلعَنُهُمُ ?للَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ?للاَّعِنُونَ * إِلاَّ ?لَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وغير ذلك.
ومع آية سورة "البقرة" نمضى إلى "تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة" للجنابذى (ت القرن 14 هـ) فنجده يقول: " {وَمِنَ ?لنَّاسِ}: لمّا انساق ذكر الكتاب الذى هو أصل كلّ الخيرات وعنوان كلّ غائب وغائب كلّ عنوان، ومصدر الكلّ وكلّ المصادر والصّوادر، أعنى كتاب علىّ (ع)، إلى ذكر المؤمنين وذكر قَسِيمهم، أعنى المسجَّل عليهم بالكفر، أراد أن يذكر المذبذب بينهما، أعنى المنافق المظهر للإيمان باللّسان المضمر للكفر فى القلب، تتميما للقسمة وتنبيها للامّة على حال هذه الفِرْقة وتحذيرا لهم عن مثل أحوالهم. بل نقول: كان المقصود من سَوْق تبجيل الكتاب إلى ذكر المؤمنين واستطرادهم بالكافرين ذكر هؤلاء المنافقين الذين نافقوا بولاية علىّ (ع)، خصوصا
(يُتْبَعُ)
(/)
على ما هو المقصود الأتمّ من الكتاب والإيمان والكفر والنّفاق، أعنى كتاب الولاية والايمان والكفر والنّفاق به، فإنه أقبح أقسام الكفر فى نفسه وأضرّها على المؤمنين وأشدّها منعا للطّالبين. ولذا بسط فى ذمّهم وبالغ فى ذكر قبائحهم وذكر مثل حالهم فى آخر ذمّهم قرينةً دالّةً على أنّ المراد المنافقون بالولاية لأنّ المنافقين بالرّسالة ليست حالهم شبيهة بحال المستوقد المضيء، فإنّ المنافق بالرّسالة لا يستضيء بشيء من الأعمال لعدم اعتقاده بالرّسالة وعدم القبول من الرّسول بخلاف المنافق بالولاية فإنه بقبوله للرسالة يستضيء بنور الرّسالة والاعمال المأخوذة من الرّسول (ص). لكن لمّا لم تكن أعماله المأخوذة وقبوله الرّسالة متّصلة بنور الولاية كان نوره منقطعا. وما يستفاد من تفسير الامام أنّ الآية كانت إشارة إلى ما سيقع من النّفاق بعلىّ (ع) يوم الغدير ومبايعة الأمّة والمنافقين معه. وتواطؤهم على خلافه بعد البيعة وبعد التّأكيد بالعهود والمواثيق عليهم يدلّ على أنّ المراد النّفاق بالولاية". ولعل القارئ لم يفته، فى هذا النص، الربط الخطير بين على وبين الألوهية، ولا اتهام كبار الصحابة ومن لم يشترك فى ذمهم وتنقيصهم وكراهيتهم بالنفاق والكفر، أعوذ بالله.
ومن البين الجلىّ أن الذين يتهمون الخلفاء الثلاثة الأوائل ويتهمون كذلك من لم ينكر عليهم ورضى بخلافتهم، بالنفاق والكفر إنما يلقون الكلام على عواهنه دون عقل أو منطق أو استلهام لمنطق التاريخ وروح الإسلام وسياق الآيات وتصرفات النبى ومواقفه وأحاديثه، وقبل ذلك مواقف على وأحاديثه فى حق أولئك الصحابة الكرام. ذلك أنه ليس من المعقول أن يعرف النبى نفاق أولئك الصحابة وكفرهم ويظل على علاقته الطيبة معهم طوال الوقت لا يصدر منه ما يوحى على الأقل بتوجسه منهم وانقباضه عنهم. لقد كان عليه السلام، على العكس من ذلك، يكرمهم ويقربهم دائما منه ويثنى عليهم ويشاورهم ويطمئن إليهم ويستعين بأموالهم وجهودهم فى تدعيم الدين الجديد. وهم من جهتهم لم يصدر عنهم فى حياته ولا بعد مماته ما يمكن أن يغمص فى دينهم ولا أخلاقهم، بل كانوا طول الوقت مخلصين له ولدينه وضَحَّوْا فى سبيله بكل نفيس وغال لم يتقهقروا يوما. وعند توليهم الخلافة لم يقصّروا فى ذات الله ولا فى ذات الدين، بل صنعوا كل ما بوسعهم لنصره ونشره وتأييده. لقد كانوا أمثلة عليا قلما يجود الزمان بنظيرها. ولا ننس أنه صلى الله عليه وسلم قد تزوج عائشة بنت أبى بكر، وحفصة بنت عمر، وزوّج اثنتين من بناته لعثمان، وقال له حين ماتت الأخيرة منهما: لو كانت عندنا ثالثة لزوّجناك! فهل يمكن أن يكون هؤلاء منافقين؟ أعوذ بالله! بل هل يمكن أن يجىء الإسلام أصلا بوراثة الحكم؟ فما الجديد الذى أتى به إذن إذا كان قُصَارَى ما لديه فى ذلك هو التوريث دون الكفاءة واختيار الناس لمن يحكمهم؟ ولا يحتجَّنّ أحد بأن معاوية قد فعلها وورّث الحكم من بعده لابنه وأسرته، فليس صنيع معاوية هنا بالذى نرضاه، بل نرفضه وندينه ونرى أنه غير ما يريده الإسلام. ثم لماذا لم نسمع عليا يذم أبا بكر وعمر وعثمان ويرميهم بالنفاق؟ لقد زوج ابنته مثلا لعمر، فكيف يزوجها لرجل من المنافقين؟ إن هذه لوصمة فى خلق علىّ قبل أن تكون سبة فى جبين عمر إن كان عمر فعلا هو كما يقول المرجفون! ثم لقد انتهت الخلافة إلى علىّ كرم الله وجهه بعد موت الخلفاء الثلاثة الأوائل ولم تستقم له الأمور رغم ذلك، فهل كانوا هم أيضا الذين أفسدوها عليه، وهم فى قبورهم؟
وأما من ناحية السياق الذى وردت فيه الآية فإنه لا يمكن أبدا أن يؤدى إلى هذا المعنى الذى يفتريه المفترون. ذلك أن الكلام فى أول السورة يدور على "الكتاب"، أى القرآن. بيد أن المفترين يتصورون أنهم يستطيعون أن يلووا ذراع النص لينطق بما يشتهون، وهيهات. إنهم يزعمون أن "الكتاب" المقصود إنما هو الكتاب الذى يدّعون أن النبى عليه السلام قد كتبه بوراثة على وذريته لحكم المسلمين بعد انتقاله صلى الله عليه وسلم للرفيق الأعلى، مع أنه لم يسبق أى ذكر لهذه المسألة بتاتا فى الآيات الماضية، ومن ثم لا يصلح أن يكون الحديث فيها عن "الكتاب" المزعوم، بل عن "الكتاب" بمعنى القرآن، كما فى كل السور التى تبتدئ بذكر الكتاب أو آياته مثل سورة "آل عمران" و"الأعراف" و"يونس" و"هود"
(يُتْبَعُ)
(/)
و"الرعد" و"الحِجْر" و"الكهف" ... ومعظم هذه السور قد نزل فى مكة، أى قبل أن يكون هناك على حد زعم الزاعمين كتابٌ مكتوب ينص على حق علىٍّ وذريته فى خلافة النبى على حكم المسلمين إلى الأبد لأن الشيعة يقولون إن ذلك الكتاب إنما كُتِب فى المدينة. كما أن الكتاب المزعوم لا تصدق معه كلمة "آيات" التى وردت فى عدد من افتتاحيات السور المذكورة لأنه لا يشتمل على آيات بل على شروط وبنود.
على أية حال تعالَوْا نقرأ معا مفتتح سورة "البقرة" لنرى ماذا فيه. يقول المولى سبحانه: "الم* ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ". هذا ما تقوله افتتاحية "البقرة"، فكيف يا ترى يجرؤ زاعم على الادعاء بأن أولئك الصحابة الكرام لا يندرجون، بل لا يأتون على رأس من يندرجون، تحت هذه الصفات: صفات الإيمان بالغيب والإيمان بما نُزِّل على محمد وعلى إخوانه الأنبياء من قبل وإقامة الصلاة والإنفاق مما رزقهم الله والإيقان بالآخرة؟ وإن لم يندرج هؤلاء، فمن يا ترى يمكن أن ينجو ويدخل الجنة؟ ثم لقد وُسِم المنافقون فى آياتنا هذه بأنهم "إِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ"، فمتى قال هؤلاء الصحابة الشرفاء النبلاء ذلك؟ ولمن قالوه يا ترى؟ وكيف سكت المسلمون جميعا بما فيهم علىّ فلم يشنّعوا عليهم ويفضحوهم؟ وكيف رضى على بتزويج عمر ابنته أم كلثوم؟ أكان خوّافًا إلى هذا الحد فكان يتبع معهم أسلوب التقية؟ إنه إذن ليس عليًّا البطل الشجاع الجسور المقدام الذى نعرفه. بل كيف سكت النبى عليه السلام فلم يتصرف بمقتضى هذه الآية؟ أم تراه كان يخافهم ويتخذ معهم هو أيضا حيلة التقية؟ ألا إن ذلك لمما تضجّ منه العقول والضمائر والنفوس! بل كيف سكت القرآن فلم يضع نهاية حاسمة لتلك المهزلة، مهزلة أن كل من حول النبى منافقون كافرون، اللهم إلا عليا كرم الله وجهه ونفرا ضئيلا من الصحابة الكرام ممن وقفوا بعد ذلك إلى جانبه؟
ويستمر الفيض الكاشانى على سنته الشريرة فى الطعن على الخلفاء الثلاثة الكرام بكل سبيل. ومن هذا تفسيره لقوله تعالى فى الآية رقم 40 من سورة "التوبة" عن الغار الذى لجأ إليه النبى والصديق أثناء هجرتهما إلى المدينة: "إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40) "، إذ يقول فى هذا التفسير: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ}، وهو أبو بكر: {لاَ تَحْزَنْ}، لا تخف، {إِنَّ ?للَّهَ مَعَنَا} بالعصمة والمعونة. فى الكافى عن الباقر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول لأبى بكر فى الغار: "اسكن، فإن الله معنا". وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن. فلما رأى رسول الله حاله قال له: تريد أن أريك أصحابى من الأنصار فى مجالسهم يتحدثون؟ وأريك جعفر وأصحابه فى البحر يغوصون؟ قال: نعم. فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على وجهه فنظر إلى الأنصار يتحدثون، وإلى جعفر وأصحابه فى البحر يغوصون، فأضمر تلك الساعة أنه ساحر، {فَأَنزَلَ ?للَّهُ سَكِينَتَهُ} أَمَنَتَه التى تسكن إليها القلوب {عَلَيْهِ}. فى الكافى عن الرضا أنه قرأها: "على رسوله". قيل له: هكذا؟ قال: هكذا نقرؤها، وهكذا تنزيلها. والعياشى عنه: إنهم يحتجون علينا بقوله تعالى: {ثَانِيَ ?ثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ?لْغَارِ}، وما لهم فى ذلك من حُجَّة، فوالله لقد قال الله: "فأنزل الله سكينته على رسوله" وما ذكره فيها بخير. قيل: هكذا تقرأونها؟ قال: هكذا قراءتها".
(يُتْبَعُ)
(/)
وغريبٌ جِدُّ غريبٍ أن يتم تفسير آيات الله بهذه الطريقة المفسدة للنص القرآنى قبل أن تكون مفسدة للذوق والمروءة والدين والحق والصدق والتاريخ، إذ كيف يُتَّهَم بهذه الطريقة البشعة الكريهة أبو بكر، رضى الله عنه، الذى لُقِّب بـ"الصديق" لتصديقه النبى فى كل ما أتى به وتصديه للكفار فى مواقف حاسمة خطيرة متعددة كذّبوه صلى الله عليه وسلم فيها، وبخاصة غداة حادثة الإسراء والمعراج التى زلزلت إيمان بعض المسلمين أنفسهم على ما هو معروف، فيقال عنه إنه كان يعتقد أن رسول الله ساحر؟ وهل مثل أبى بكر، بعد كل الذى صنعه من أجل نصرة الإسلام وبعد كل الذى تلقاه من الأذى وأنفقه من الأموال فى سبيل الله، يمكن أن يشك فى صدق الوعد الإلهى فى تلك الظروف بأنه سبحانه ناصر رسوله ودينه حتى يحتاج إلى أن يريه النبى أصحابه الغائبين على ذلك النحو الإعجازى الذى لم ينجح رغم ذلك فى تهدئة شكوكه ومخاوفه واضطراب أعصابه، بل زاده حيرة وضلالا (أستغفر الله) فأضمر لساعتها أن محمدا ساحر؟ لكن إذا كان الأمر كذلك فلماذا يا ترى استمر فى رحلته معه ولم ينقلب إلى مكة "ويفضّها سيرة" ويتحول إلى معسكر المشركين؟ ولماذا اختار النبى هذه المعجزة بالذات فى ذلك الوقت؟ وهل كانت الظروف ملائمة للقيام بها وهما حابسان أنفاسهما فى الغار على مقربة من أقدام المطاردين؟ ومادام ثَمّ مكان للمعجزة فى تلك الظروف، أفلم يكن الأجدى أن تكون تلك المعجزة هى نقلهما فى لمح البصر إلى يثرب بعيدا عن الخطر المحدق بهما، وكفى الله المؤمنين شر الحيرة والضلال؟ ثم ما معنى أن النبى أراه جعفرا وأصحابه فى البحر يغوصون؟ هل كانوا يمتهنون الصيد أو البحث عن اللؤلؤ تحت الماء فى الحبشة حيث كانوا يقيمون وقتها؟ وأى بحر يا ترى كان ذلك، وهم إنما كانوا يعيشون على مقربة من النجاشى فى عاصمة بلاده بعيدا عن البحار؟ ولماذا هذا المشهد بالذات؟ ولقد قرأت فى تفسير "نور الثقلين" لعبد على بن جمعة العروسى الحويزى (ت 1112هـ) رواية تقول إن النبى أَرَى أبا بكر جعفرا وأصحابه راكبين السفينة فى البحر. فما معنى ذلك؟ هل كانوا فى طريقهم للعودة إلى بلاد العرب؟ لكنهم لم يعودوا إلا بعد هذا بأعوام على ما هو معلوم، حيث ذهبوا إلى المدينة مباشرة. ثم لماذا جعفر وأصحابه بالذات؟ وهل عبارة "لا تحزن" معناها: "لا تخف"؟ ثم ما دام أبو بكر خائفا إلى هذا الحد، فمن كان أَوْلَى الاثنين بإنزال السكينة: النبى الرابط الجأش الثابت الجَنَان أم أبو بكر المضطرب اللهفان؟ ولماذا ترك الله سبحانه نبيه يطمئنّ إلى صحبة أبى بكر دون غيره من الصحابة فى هذه الرحلة البالغة الخطورة ما دام فى إيمانه دَخَل؟ ولقد كنت أحدث زوجتى فى هذا الأمر ثانى يوم كتبت فيه الفقرات السابقة واللاحقة، فإذا بها تسألنى مستنكرة موقف الشيعة فتقول: فمن يا ترى أخبر هؤلاء الناس بما جرى فى الغار؟ فقلت: ليس أمامنا إلا افتراضان: فإما أن الرسول هو الذى روى ما حدث، وإما أبو بكر نفسه. فأما أبو بكر فلن يقول عن نفسه إنه ضعيف الإيمان بالإسلام ما دام لم يشأ أن يعلن مشاعره الحقيقية تجاه ذلك الدين وتجاه الرجل الذى أتى به. فلم يبق إلا النبى. لكن من الذى روى له النبى ما وقع؟ فليجب هؤلاء الزاعمون إن كان عندهم ما يقولون. ولكن هيهات ثم هيهات ثم هيهات! وإلا ما سكتوا طوال تلك القرون. إنها كذبة غير محبوكة الأطراف كما نرى. وفى تفسير الجنابذى لتلك الآية نقرأ نفس الكلام.
أما الطوسى فرغم أنه لم يورد تلك الرواية البلهاء لم يشأ أن يمر الأمر بسلام، فقال إن وصف القرآن لأبى بكر بأنه "صاحبه"، أى صاحب النبى، لا يوجب له فضيلة، إذ الصحبة تطلق حتى على الكافر واليهودى، بل حتى على البهائم. بارك الله فيك يا مولانا على أدبك الرفيع! ما كل هذا الذوق؟ وما كل تلك اللياقة؟ والطريف أنه يقول، بعد ذلك كله وبعد أن جرَّد أبا بكر من كل فضيلة ولوى الآية ووقائع التاريخ عن وجهتها، إنه لم يذكر هذا للطعن على أبى بكر! وهل تركت يا مولانا شيئا فى عِرْض أبى بكر لم تمزقه بحقدك وسواد قلبك؟ على كل حال هذا هو كلامه نصًّا فى النقطة الأخيرة: "وليس في الآية ما يدل على تفضيل أبي بكر، لأن قوله: {ثاني اثنين} مجرد الإخبار أن النبي صلى الله عليه وآله خرج ومعه غيره، وكذلك قوله: {إذ هما في الغار} خبر عن
(يُتْبَعُ)
(/)
كونهما فيه، وقوله: {إذ يقول لصاحبه} لا مدح فيه أيضا، لأن تسمية "الصاحب" لا تفيد فضيلة. ألا ترى أن الله تعالى قال في صفة المؤمن والكافر: {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك}؟ وقد يسمون البهيمة بأنها صاحب الانسان كقول الشاعر: "وصاحبي بازلٌ شمول". وقد يقول الرجل المسلم لغيره: "أُرْسِلُ اليك صاحبي اليهودي"، ولا يدل ذلك على الفضل. وقوله: {لا تحزن} إن لم يكن ذمًّا فليس بمدح، بل هو نهي محض عن الخوف. وقوله: {إن الله معنا} قيل إن المراد به النبي صلى الله عليه وآله. ولو أريد به أبو بكر معه لم يكن فيه فضيلة، لأنه يحتمل أن يكون ذلك على وجه التهديد، كما يقول القائل لغيره إذا رآه يفعل القبيح: "لا تفعل. إن الله معنا"، يريد أنه متطلع علينا، عالم بحالنا. والسكينة قد بيَّنّا أنها نزلت على النبي صلى الله عليه وآله بما بيناه من أن التأييد بجنود الملائكة كان يختص بالنبي صلى الله عليه وآله. فأين موضع الفضلية للرجل لولا العناد؟ ولم نذكر هذا للطعن على أبي بكر، بل بينا أن الاستدلال بالآية على الفضل غير صحيح".
وفى تفسير القمى أنه، بعد أن أرى الرسول أبا بكر ما أراه وقال هذا فى نفسه ما قال، نسمعه صلى الله عليه وسلم يقول له: "وأنت الصديق"، وهو ما لا أفهم له معنى، إلا أن تكون الجملة استفهامية إنكارية، بمعنى: "أتقول هذا وأنت المسمَّى بـ"الصدّيق"؟ كأنه عليه السلام ينكر صِدِّيقيّته ويتهكم بها. أعوذ بالله، وإلا فلماذا ظل عليه السلام يقرّبه إليه ويكرمه ويستشيره؟ بل لماذا أتم زواجه من ابنته ما دام قد اتضح له أنه ليس أهلا لتلك المصاهرة؟ ثم يضيف القمى بأن كلمة الله العليا فى قوله عز شأنه عند نهاية الآية: "وجعل كلمة الذين كفروا السفلى، وكلمةُ الله هى العليا" هى قول رسول الله وآله. والمغزى واضح، وهو أن كلمة أبى بكر فى المقابل هى الكلمة السفلى لأنها كلمة الذين كفروا. بل لقد جاء هذا التفسير صراحة منسوبا إلى الإمام أبى جعفر فى تفسير "نور الثقلين" للعروسى الحويزى حيث قال: "قال أبو جعفر عليه السلام: فأنزل الله سكينته على رسوله. ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله وجعل كلمة الذين كفروا السفلى؟ قال: هو الكلام الذي يتكلم به عتيق". و"عتيق" هو اسم أبى بكر رضى الله عنه وأرضاه.
وفى موقع شيعى اسمه "البرهان موقع أهل السنة والقرآن: www.alborhan.org" يطالعنا مقال طويل غُفْل من التوقيع بعنوان "معاناة النبي صلى الله عليه وآله من أبي بكر في الغار" جاء فيه "أن الكفار أخرجوا النبي صلى الله عليه وآله ولم يكن معه إلا شخص واحد، وقد دخل الغار، فلم يكن له أي ملجأ يلجأ إليه أو منفذ يفر إليه بعد أن حوصر فيه. ومع هذه المعاناة الشديدة التي كان يتكبدها من انعدام سبل الخلاص من المشركين بعد أن دخل الغار ووجود الكفار خارج الغار يريدون قتله، مع كل هذه المعاناة "يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا". أي أن النبي صار يتكبد معاناة أخرى غير تلك المآسي المتراكمة، وهي تهدئة هذا الشخص الذي لم يزل متحسرا على ما فاته خائفا مما سيلحق به مرتعدا مضطربا أوشك أن يوقع بالنبي لشدة خوفه واضطرابه ورعدته! ومازال النبي يقنعه أن الله لن يترك رسوله! ... (و) أن الآية الكريمة صريحة في ذم أبي بكر وذم موقفه المثبّط ورعدته واضطرابه وحزنه ومحاولة النبي جاهدا تهدئته بأن الله معهما، إذ الآية في مقام بيان عظم المأساة وتكالب المصائب عليه وفقدان الناصر للنبي حينها إلا الله لتتجلى عظمة قدرة الله وعظيم سلطانه ... (و) أن أبا بكر فشل فشلا ذريعا في هذا الاختبار ولم يكن من الصابرين، (وأنه قد) اختص الله عز وجل معيته وسكينته برسوله، الذي قلق من اضطراب أبي بكر، وأيده بجنود من السماء، وحرم أبا بكر من هذه السكينة التي كان بأشد الحاجة إليها ... (وأن) قول النبي مهدئا أبا بكر: {إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} دليل صريح وواضح على ما قلناه من أن أبا بكر لم يكن ناصرا للنبي في خروجه للغار، وإنما كان عالة ومعاناة ومصدر إزعاج وقلق للنبي حتى احتاج النبي صلى الله عليه وآله لسكينة من الله وأن يذكّر أبا بكر بألف باء الإسلام، وهي معية الله للمؤمنين وصونهم من الكافرين وأن الله عز وجل يراقبهم ويسمع ويبصر ما يجري بهم وأن الله ليس بغافل عنهم! ومع كل هذا فشل
(يُتْبَعُ)
(/)
أبو بكر في هذا الاختبار! ... والآية الكريمة الصريحة في موقف أبي بكر المخزي تتعاضد مع الروايات التي تحكي لنا سوء نيته وما أضمره في نفسه عن شخصية النبي صلى الله عليه وآله بأنه ساحر، والعياذ بالله، عندما جرت على يديه صلى الله عليه وآله كرامة عَلَّها تهدئ روع أبي بكر! ولكن دونما فائدة! ".
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:55 م]ـ
لكن تُرَى لو كان الصِّدّيق رضى الله عنه على النحو الذى يصفه به هذا الكاتب، فكيف نفسر يا ترى استمرار النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى تقريبه إياه إليه ومعاملته بإكرام ومودة وحرصه على مشاورته فى كل أموره؟ وكيف يحكم مثل ذلك الشخص عليه بهذا الحكم الغريب، وهو رضى الله عنه لم تسجَّل عليه مأخوذة مما تؤخذ على المنافقين والمذبذبين وضعفاء الدين؟ فلا هو رجع مرة عن الجيش ولا تخلف عن معركة ولا كانت له مع اليهود مودة ولا كان صديقا لجماعة المنافقين ولا تأخر يوما عن الإنفاق فى سبيل الله ولا اتصل بمشركى مكة يؤلبهم على الإسلام ورسوله؟ بل كل ما أُثِر عنه إنما يدل على نبل وشرف وقوة إيمان وصلابة فى الحق والخير والغيرة على دين الله ورسول الله. ولو كان كارها للنبى ودينه فكيف أبلى هذا البلاء العظيم الرائع فى محاربة الردة وفى الجهاد فى سبيل الله ونشر الإسلام بعد توليه الخلافة؟ أهذه أعمال المنافقين المذبذبين الضارعين الخائفين الذين يعتقدون أن رسول الله ساحر؟ أستعغفر الله العظيم! وليلاحظ القارئ أننى لا أستشهد على فضل أبى بكر بأحاديث أهل السنة أو رواياتهم، بل أستعمل المنطق العام وأستنطق وقائع التاريخ التى لا يستطيع أن يشكك فيها أحد.
أما الطبرسى والطباطبائى فلم يصدر عنهما ما ينال من أبى بكر على النحو الجلف الذى شاهدناه عند الطوسى والجنابذى والكاشانى، وإن كان الطباطبائى قد استفرغ كل وسعه للحيلولة دون القول بنزول السكينة على أبى بكر رضى الله عنه. وكأن الطبرسى قد تبرأ من اجتهاد علماء مذهبه فى إخراج الصديق رضى الله عنه من فضيلة نزول السكينة عليه، إذ قال: "وقد ذكرت الشيعة في تخصيص النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية بالسكينة كلاما رأينا الإضراب عن ذكره أَحْرَى لئلا ينسبنا ناسبٌ إلى شيء". ولا شك أن هذه تُحْسَب له وتُشْكَر مهما يكن باعثه عليها. أما ناصر مكارم الشيرازى صاحب "الأَمْثَل فى تفسير كتاب الله المُنْزَل" فقد وقف موقفا وسطا، إذ لم يتعال تماما على التنقص من أبى بكر كالطبرسى، لكنه فى ذات الوقت لم يسئ إليه بشكل مباشر، مكتفيا بالقول بأن الصحبة لا تدل بالضرورة على أن الموصوف بها رجل صالح، بل تصدق على الصالح والطالح جميعا، وإن لم يضرب المثل هنا بالكافر واليهودى والبهائم كما فعل زميل له من قبل. كما أصر على نفى نزول السكينة على الصديق رضى الله عنه.
وتبلغ كراهية الشيعة للصحابة الكرام الذين يَرَوْن أنهم اغتصبوا حق على فى الخلافة أن يقول بعض مفسريهم إن "الجبت والطاغوت" فى قوله تعالى فى الآية الحادية والخمسين من سورة "النساء" هما فلان وفلان، أى أبو بكر وعمر، جاعلين إياهما من الكفار. يقول الكاشانى: " {أَلَمْ تَرَ إِلَى الّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ}. القمّي قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب: أديننا أفضل أم دين محمد صلّى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: بل دينكم أفضل. قال: ورُوِيَ أيضًا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين حقهم وحسدوا منزلتهم. والعياشي عن الباقر عليه السلام: "الجبت والطاغوت" فلان وفلان. أقول: "الجبت" في الأصل: اسم صنم، فاستُعْمِل في كل ما عُبِد من دون الله تعالى. و"الطاغوت" يطلق على الشيطان وعلى كل باطل من معبود أو غيره. {وَيَقُولُونَ لِلّذِينَ كَفَرُوا} لأجلهم وفيهم: {أَهَؤُلاءِ} إشارة إليهم {أَهْدَى مِنَ الّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً}: أقوم دينًا وأرشد طريقًا؟ في الكافي عن الباقر عليه السلام: يقولون لأئمة الضلال والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين. {أُولَئِكَ الّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}. {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ}: إنكار. يعني ليس لهم ذلك. {فَإِذًا لاَ يُؤْتُونَ النّاسَ
(يُتْبَعُ)
(/)
نَقِيرًا}: يعني لو كان لهم نصيب في الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرًا. في الكافي عن الباقر عليه الصلاة والسلام: أم لهم نصيب من الملك؟ يعني الإمامة والخلافة. قال: ونحن الناس الذين عَنَى الله. و"النقير": النقطة التي في وسط النواة. أقول: لعل التخصيص لأجل أن الدنيا خُلِقَتْ لهم، والخلافة حقهم. فلو كانت الأموال في أيديهم لا نتفع بها سائر الناس، ولو مُنِعوا عن حقوقهم لمُنِع سائر الناس، فكأنهم كل الناس. وقد ورد: نحن الناس، وشيعتنا أشباه الناس، وسائر الناس نسناس".
وغريب أن يُنْسَب إلى إمام من أهل البيت القول بأنه وأهل بيته هم الناس وحدهم، أما أتباعهم فليسوا ناسا، بل أشباه ناس. وأما بقية البشر فنسناس، يستوى فى ذلك المسلمون وغير المسلمين. ولا أظن الباقر أبدا أو سواه من العترة النبوية يمكن أن تصدر عنه هذه الجلافة والعنجهية التى لا مسوغ لها لا من دين ولا من مروءة ولا من لياقة. وليست هذه سنة جده التى لا أشك لحظة أنه كان حريصا على السير فى نورها وعلى دربها. ثم متى كان النبى وعترته حرصاء على أن تكون الأموال تحت أيديهم على هذا النحو الجشع الذى يحاول أن يتستر برداء الكرم والأَرْيَحِيّة والحرص على مصالح الناس كما فى الكلام المنسوب للإمام الباقر؟ وأمعن من ذلك فى الغرابة وأضل سبيلا أن يقال إن الآية نزلت فى فلان وفلان، أى فى أبى بكر وعمر، والآية إنما نزلت قبل حادثة الغدير بوقت طويل حتى لو صدّقنا بأن النبى عليه السلام قد أوصى بالخلافة فى ذلك اليوم فعلا لعلى وذريته من بعده. فكيف إذن يصدّق عاقل بأن آيةً تتحدث عن حادثة وقعت، وتتحدث عنها بصيغة الماضى (هكذا: "ألم تر ... ؟ ")، ثم يقال رغم هذا وذاك إنها نزلت فى أمر لم يقع بعد؟ كما أن الآية واضحة الدلالة على أن المقصود هم أهل الكتاب لا نفر من المسلمين حتى لو كان فى إسلام هؤلاء النفر تهمة. فهل كان الشيخان الكريمان ومن يحبهما ينتسبون إلى أهل الكتاب؟ ثم إن السياق هو سياق حديث عن انتقال النبوة من بنى إسرائيل إلى بنى إسماعيل واضطغان اليهود على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بسبب اختيار الله له رسولا وخروج النبوة بهذه الطريقة من دائرتهم التى لم يكونوا يحسبون يوما أنها يمكن أن تخرج منها. فما علاقة هذا بالخلافة وحكم المسلمين؟ إنهما أفقان مختلفان تماما.
وغريب كذلك أن ينسب الكاشانى إلى القمى الكلام التالى كله: "القمّي قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب: أديننا أفضل أم دين محمد صلّى الله عليه وآله وسلم؟ قالوا: بل دينكم أفضل. قال: ورُوِيَ أيضًا أنها نزلت في الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين حقهم وحسدوا منزلتهم"، مع أن كل ما قاله القمى فى تفسيره هو ما يلى لا أكثر ولا أقل: "قوله: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلاً}، قال: نزلت في اليهود حين سألهم مشركو العرب، فقالوا: ديننا أفضل أم دين محمد؟ قالوا: بل دينكم أفضل". وكما هو واضح ليس فى كلام القمى شىء من التفسير الأخير المنسوب له، فكيف إذن ينسب إلى ذلك المفسر ما لم يقله؟ من البين أن الكاشانى إنما صنع ما صنع على سبيل التكثر من التفاسير المسيئة، ولمجرد النكاية فى الشيخين الكريمين! ومع هذا فإن القمى يفسر قوله تعالى قبيل ذلك: " {أَلَمْ تَرَ إلَى الّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ} بأن المقصود هنا "هم الذين سَمَّوْا أنفسهم بالصِّدّيق والفاروق وذي النورين". أما الطوسى والطبرسى والطباطبائى فقد اكتفَوْا بالقول بأن الكلام فى الآيات كلها عن اليهود، ولم يتطرقوا إلى ذكرالصِّدّيق والفاروق وذي النورين، عليهم رضوان الله، ونزهوا أقلامهم هنا عن التشنيع عليهم. وأما الجنابذى فإنه، وإن لم يصف الشيخين بـ"الجبت والطاغوت"، قد أخرج كل من ليس بشيعى من زمرة المؤمنين الذين سوف يغفر الله لهم، وسوف يكون الغفران آليًّا لا لشىء إلا لمجرد تذوق شيعة على لتجربة الموت ليس إلا. وهذا كلام الرسول حسبما يزعمون، إذ ينسبون إليه الحديث التالى: "لو انّ المؤمن خرج من الدّنيا وعليه مثل ذنوب اهل الارض لكان الموت كفّارة لتلك الذّنوب". والمؤمن لديهم هو المؤمن بولاية على، أما المشرك فهو من أشرك فى تلك الولاية، وهو أيضا منافق.
(يُتْبَعُ)
(/)
وعلى كلٍّ فهذا هو النص فى سياقه كاملا حتى يتبين القارئ أنه لا علاقة بتاتا بينه وبين أبى بكر وعمر وعلىّ رضى الله عن الجميع رضا واسعا، وأن الجبت والطاغوت يستحيل أن يكون المقصود بهما الخليفتين الأولين، إذ الكلام فى النص من أوله إلى آخره إنما يدور على اليهود فى المدينة وانحيازهم لوثنيى مكة ضد الرسول ودينه وأتباعه وشهادتهم الكاذبة بأن شركهم أفضل من التوحيد الذى أتى به الرسول صلى الله عليه وسلم: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلالَةَ وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ* وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا* مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً* يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً* إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا* أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً* انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا* أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلاً* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا* أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا* أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا* فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا". إن القول بأن "الجبت والطاغوت" فى النص الشريف هما أبو بكر وعمر إنما هو جهل باللغة والتاريخ وضلال فى العقل والفهم قبل أن يكون إثما دينيا. ومن العيب بل من الخزى أن يتصدى لتفسير القرآن الكريم من لا يفهمون لغته ويصلون فى الجهل بها إلى هذا المدى! وقد فسّر الطبرسى والطباطبائى الآيات على أنها جميعها فى اليهود كما سلفت الإشارة.
وفى قوله جل جلاله من سورة "المائدة": "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (56) " يقول الطوسى: "اختلفوا فيمن نزلت هذه الآية فيه: فروى أبو بكر الرازي في كتاب "أحكام القرآن" على ما حكاه المغربي عنه، والطبري والرماني ومجاهد والسدي، أنها نزلت في علي (ع) حين تصدق بخاتمه وهو راكع. وهو قول أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وجميع علماء أهل البيت. وقال الحسن والجبائي: إنها نزلت في جميع المؤمنين. وقال قوم: نزلت في عبادة بن الصامت في تبرُّئه من يهود بني قينقاع وحلفهم إلى رسول الله والمؤمنين. وقال الكلبي: نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه لما أسلموا فقطعت اليهود موالاتهم، فنزلت الآية. واعلم أن هذه الآية من الأدلة الواضحة على إمامة أمير المؤمنين (ع) بعد النبي بلا فصل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه الدلالة فيها أنه قد ثبت أن "الوليَّ" في الآية بمعنى الأولى والأحقّ. وثبت أيضا أن المعنيّ بقوله: {والذين آمنوا} أمير المؤمنين (ع). فإذا ثبت هذان الأصلان دل على إمامته، لأن كل من قال إن معنى "الوليّ" في الآية ما ذكرناه قال إنها خاصة فيه، ومن قال باختصاصها به (ع) قال: المراد بها الإمامة ... فالذي يدل على أن أمير المؤمنين (ع) هو المخصوص بها أشياء: منها أن كل من قال إن معنى الولي في الآية معنى الأحقّ قال إِنه هو المخصوص به. ومن خالف في اختصاص الآية يجعل الآية عامة في المؤمنين، وذلك قد أبطلناه. ومنها أن الطائفتين المختلفتين: الشيعة وأصحاب الحديث رووا أن الآية نزلت فيه عليه السلام خاصة. ومنها أن الله تعالى وصف الذين آمنوا بصفات ليست حاصلة إِلا فيه، لأنه قال: {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فبين أن المعنيّ بالآية هو الذي آتى الزكاة في حال الركوع. وأجمعت الأمة على أنه لم يُؤْتِ الزكاة في حال الركوع غير أمير المؤمنين (ع)، وليس لأحد أن يقول: إِن قوله: {وهم راكعون} ليس هو حالاً لـ {يؤتون الزكاة}، بل المراد به من صفتهم إِيتاء الزكاة، لأن ذلك خلاف لأهل العربية، لأن القائل إِذا قال لغيره: "لقيت فلانا وهو راكب" لم يُفْهَم منه الا لقاؤه له في حال الركوب، ولم يفهم منه أن من شأنه الركوب. وإذا قال: "رأيته وهو جالس أو جاءني وهو ماش" لم يفهم من ذلك كله إِلا موافقة رؤيته في حال الجلوس أو مجيئه ماشيا. واذا ثبت ذلك وجب أن يكون حكم الآية مثل ذلك.
فإن قيل: ما أنكرتم أن يكون الركوع المذكور في الآية المراد به الخضوع؟ كأنه قال: يؤتون الزكاة خاضعين متواضعين كما قال الشاعر:
ولا تهين الفقير عَلَّكَ أن* تركع يومًا، والدهر قد رَفَعَهْ
والمراد "عَلَّك أن تخضع"، قلنا الركوع هو التطأطؤ المخصوص. وإِنما يقال للخضوع ركوعا تشبيها ومجازا لأن فيه ضربا من الانخفاض. يدل على ما قلناه نص أهل اللغة عليه. قال صاحب العين: كل شئ ينكبّ لوجهه فتمس ركبتيه الأرض أو لا تمس بعد أن يطأطئ رأسه فهو راكع. قال لبيد:
أخبّر أخبار القرون التي مضت* أدبّ كأني، كلما قمت، راكعُ
وقال ابن دريد: الراكع الذي يكبو على وجهه، ومنه الركوع في الصلاة ... فإن قيل: قوله: {الذين آمنوا} لفظ جمع كيف تحملون ذلك على الواحد؟ قيل: قد يعبر عن الواحد لفظ الجمع إِذا كان معظما عالي الذكر. قال تعالى: {إِنا نحن نزلنا الذكر وإِنا له لحافظون}، {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}، ونظائر ذلك كثيرة. وقال: {الذين قال لهم الناس إِن الناس قد جمعوا لكم}، ولا خلاف في أن المراد به واحد، وهو نُعَيْم بن مسعود الأشجعي ... فإذا ثبت استعمال ذلك كان قوله: {الذين يقيمون الصلاة} محمولا على الواحد الذي قدمناه. فإن قيل: لو كانت الآية تفيد الإمامة لوجب أن يكون ذلك إماما فى الحال ولجاز له أن يأمر وينهى ويقوم بما يقوم به الأئمة، قلنا: من أصحابنا من قال: إِنه كان إِمامًا في الحال، ولكن لم يأمر لوجود النبي صلى الله عليه وسلم، وكان وجوده مانعًا من تصرفه. فلما مضى النبي صلى الله عليه وسلم قام بما كان له. ومنهم من قال، وهو الذي نعتمده، إن الآية دلت على فرض طاعته واستحقاقه للامامة. وهذا كان حاصلا له ...
فإن قيل: أليس قد رُوِيَ أنها نزلت في عبادة بن الصامت أو عبد الله بن سلام وأصحابه؟ فما أنكرتم أن يكون المراد بالذين آمنوا هم دون من ذهبتم اليه؟ قلنا: أول ما نقوله إِنا دلّلنا على أن هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين (ع) بنقل الطائفتين، ولما اعتبرناه من اعتبار الصفة المذكورة في الآية وأنها ليست حاصلة في غيره بطل ما يُرْوَى في خلاف ذلك. على أن الذي رُوِيَ في الخبر من نزولها في عبادة بن الصامت لا ينافي ما قلناه، لأن عبادة لما تبرأ من حلف اليهود أُعْطِيَ ولاية من تضمنته الآية ... والذي يكشف عما قلناه أنه قد رُوِيَ أنها لما نزلت خرج النبي صلى الله عليه وسلم من البيت، فقال لبعض أصحابه: "هل أعطى أحد سائلاً شيئا؟ ". فقالوا: نعم يا رسول الله. قدأعطى علي بن أبي طالب السائل خاتمه، وهو راكع. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر! قد أنزل الله فيه قرآنًا"، ثم تلا الآية الى آخرها. وفي ذلك بطلان ما قالوه ... فأما "الولي" بمعنى الناصر فلسنا ندفعه في
(يُتْبَعُ)
(/)
اللغة، لكن لا يجوز أن يكون مرادا في الآية لما بيناه من نفي الاختصاص. وإِقامة الصلاة ِإتمامها بجميع فروضها، من قولهم: فلان قائم بعمله الذي وَلِيَه، أي يوفي العمل جميع حقوقه، ومنه قوام الآمر. وفي الآية دلالة على أن العمل القليل لا يفسد الصلاة".
والذى قاله الطوسى هنا فى دلالة الآية على حق علىّ فى خلافة النبى فى حكم المسلمين يقوله علماء الشيعة كلهم، سواء منهم من أورد التفاسير والروايات الأخرى أو لا. ورغم محبتى الشديدة لعلى بن أبى طالب، وإن كنت لا أفضله على الشيوخ الثلاثة ولا أفضلهم عليه، بل أَكِلُ ذلك إلى الله وأكتفى بالقول بأن كلا منهم قد خدم الإسلام بعبقريته ومواهبه الخاصة التى أفاضها الله عليه، أقول: إننى، رغم محبتى له كرم الله وجهه، لا أستطيع الاقتناع بما قاله الطوسى للأسباب التالية التى لا أعدّها مع ذلك ملزمة له ولا لغيره، بل هى مجرد رأى اجتهدت فيه ولم آلُ. فالشيعة، كما هو واضح، يفهمون الولاية فى النص الذى بين أيدينا على أنها ولاية الحكم، بمعنى أن خلافة النبى بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى هى من حق علىّ وذريته دون المسلمين جميعا رغم أن السياق لا يقبل هذا الفهم أبدا. فالآية تحدد الذين يجب على المسلم موالاتهم بعد أن حذرته الآيات السابقة عليها من موالاة اليهود والنصارى الذين يتآمرون على الإسلام والمسلمين. فليس الكلام إذن عن الولاية السياسية، بل عن موالاة المودة والتعضيد والمعاونة، ولا يُعْقَل أن يحصر الله سبحانه موضوع هذه الولاية فى علىّ رضى الله عنه لا غير، فعلىّ رغم صفاته النبيلة الكثيرة ليس هو المؤمنين جميعا، بل مجرد فرد واحد منهم فحسب. فرد كريم وعظيم ومن أفذاذ الرجال نعم، لكنه رغم هذا ليس إلا فردا واحدا. وإلا فماذا نسمى سائر الصحابة إن كان علىّ هو المؤمنين جميعا؟ إن هناك رواية تقول إنه كان يصلى يوما حين دخل المسجد سائل، فما كان منه كرم الله وجهه إلا أن خلع خاتمه وهو راكع وأعطاه إياه. لكن هل يعد هذا الفعل إيتاء للزكاة أو لا يعدو أن يكون صدقة نافلة؟
ثم إن الآية قد عبرت عن إيتاء الزكاة بصيغة المضارع (هكذا: "ويؤتون الزكاة وهم راكعون") بما يدل على أن هذا العمل كان يتم بهذه الصورة دائما. فهل كان علىّ يؤتى زكاته باستمرار وهو راكع؟ وهل كان علىّ هو وحده هو الذى يقيم الصلاة دون سائر المسلمين ما دامت الآية قد وصفت الذين آمنوا بأنهم "يقيمون الصلاة"؟ ثم ألا تصح الزكاة إلا إذا أعطاها الإنسان وهو راكع ما دامت الآية قد حددتها بذلك؟ لقد كانت الزكاة تؤدَّى لموظفين مختصين بجمعها فى أوقات معلومة ممن تجب عليهم وإيصالها لمن يستحقونها، وليس للمحتاجين مباشرة أو فى أى وقت كما يزعم أصحاب هذا التفسير الغريب. وفضلا عن ذلك فقد نهى الرسول عن السؤال فى المساجد، فكيف يصح تفسير الآية بما يفيد أنها تُثْنِى على من يخالفون وصية النبى عليه السلام فى هذا الشأن فيعطون الصدقات للذين يسألون داخل المسجد واصفة إياهم بكمال الإيمان؟ ولو غضضنا الطرْف عن هذه، أفلم يكن ممكنا أن ينتظر علىّ، كرم الله وجهه، إلى أن يفرغ من صلاته ويتثبت من حاجة السائل الفعلية ومقدار ما يحتاجه من مال؟
وذلك كله علاوة على صرف "الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة" من الدلالة على الجمع إلى الدلالة على الواحد دون أدنى مسوغ. وفوق هذا فقد ورد فى صفة المؤمنين فى مواضع كثيرة من القرآن الكريم أنهم يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ولا يقول عاقل إن المقصود بهذا كله هو على وحده. وقد أوردت الترجمة الإنجليزية لتفسير العالم الباكستانى أبى الأعلى المودودى هذه الآية على النحو التالى: " Only Allah, His Messenger, and those who establish Prayer, pay Zakah, and bow (before Allah) are your allies". وبهذه الطريقة أبعدتها عن أن تكونموضعا للأخذ والرد بين طوائف المسلمين، إذ اصبح معناها هو: "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون اصلاة ويؤتون الزكاة ويركعون"، فـ"الواو" فى "وهم راكعون" ليست "واو حال"، بل "واو عطف أو استئناف". أى أن المؤمنين من صفاتهم إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والركوع. و"الركوع" هنا بمعناه المجازى، وهو الخضوع والإخبات. أى أن هؤلاء المؤمنين حين يخرجون زكاتهم إنما يفعلون ذلك تواضعًا وبِرًّا بالمحتاجين،
(يُتْبَعُ)
(/)
ورجاءً فى المثوبة الإلهية، ولا يشمخون بها على الفقراء والمساكين أويراؤون الناس بها من حولهم. وقد ورد فى الشعر الجاهلى لفظ "الركوع" بهذا المعنى:
سيبلغ عذرا أو نجاحا من امرئٍ* إلى ربه رب البرية راكع
كل ذلك، ولم أتطرق إلى تضعيف ابن تيمية وغيره للرواية التى تنسب إلى على تصدقه بخاتمه فى الركوع، لأننى أعرف ماذا سيكون الرد على هذا، إذ سيقال: ولكن الرواية عندنا نحن صحيحة.
ويرتبط بالآيتين السابقتين قوله عز شأنه فى الآية السابعة والستين من ذات السورة: "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ"، التى ذكر الطوسى فى تفسيرها أربعة أقوال، مع أخذه بالقول الأخير بطبيعة الحال لأنه هو أساس التمييز بينهم وبين سائر فرق المسلمين، ولأنه منسوب إلى اثنين من أئمتهم: "قيل في سبب نزول هذه الاية أربعة أقوال: أحدها: قال محمد بن كعب القُرَظِيّ وغيره إِن اعرابيا هم بقتل النبي صلى الله عليه وسلم فسقط السيف من يده وجعل يضرب برأسه شجرة حتى انتثر دماغه. الثاني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يهاب قريشا فأزال الله عز وجل بالآية تلك الهيبة. وقيل: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حراس بين أصحابه، فلما نزلت الآية قال: الحقوا بملاحقكم، فإن الله عصمني من الناس. الثالث: قالت عائشة إن المراد بذلك إزالة التوهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي للتقيّة. الرابع: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام إن الله تعالى لما أوحى الى النبي صلى الله عليه وسلم أن يستخلف عليا كان يخاف أن يشقّ ذلك على جماعة من أصحابه، فأنزل الله تعالى هذه الآية تشجيعا له على القيام بما أمره بأدائه. والآية فيها خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وإيجاب عليه تبليغ ما أُنْزِل اليه من ربه وتهديد له إن لم يفعل وأنه يجري مجرى إن لم يفعل ولم يبلّغ رسالته". وإن الإنسان ليتساءل: منذ متى كان النبى يخشى أن يثير غضب المسلمين فى أمر نزل به الوحى ووجب عليه تبليغه لهم حتى يقال هنا إنه خاف أن يبلغهم استخلاف الله عليا عليهم بعد لحاقه هو بالرفيق الأعلى؟ وإذا كانت إمامة على من أركان الدين إنها إذن لكارثة أن يتلجلج فيها النبى كل هذا التلجلج حتى لينزل عليه الوحى يهدده على هذا النحو. الواقع أن ما يقال عن استخلاف على، رغم إجلالى وإكبارى إياه وحبى الشديد له ولولديه سِبْطَىْ رسول الله، هو أمر لا يقنعنى أبدا. ومع هذا فمن حق الشيعة أن يؤمنوا بذلك، لكننا كنا نودّ ألا يجرمهم هذا الحب على البذاءة فى حق غيره من الصحابة الأجلاء، وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم وعن علىٍّ أجمعين.
وفى القمى تفسيرا لقوله تعالى من سورة "النحل": "وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ... (69) " نقرأ الآتى: "قوله: {وأوحى ربك إلى النحل} قال: وحيُ إلهام. تأخذ النحل من جميع النَّوْر ثم تتخذه عسلاً. وحدثني أبي عن الحسن بن علي الوشّاء عن رجل عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: "وأوحى ربك إلى النحل"، قال: نحن النحل التي أوحى الله إليها {أن اتخذي من الجبال بيوتا}، أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة. {ومن الشجر}، يقول: من العجم. {ومما يعرشون}، يقول: من الموالي". وكالعادة فإن مثل تلك التفسيرات تتنكر للسياق وتدير ظهرها له وتفسد اللغة والمنطق إفسادا شنيعا، فإن الكلام فى الآيات عن نعم الله فى الماء والبلح والعنب واللبن والعسل، ولا مدخل فى هذا لبنى هاشم ولا حتى للرسول نفسه، فنحن هنا فى طعام وشراب لا فى علم. ولو افترضنا أن هذا التفسير الذى يقدمه القمى صحيح، فلماذا يكون بنو هاشم هم النحل فقط ولا يكونون أيضا أبقارا وجواميس تدر اللبن من بين فرث ودم فى الآية التى تسبق هذه؟ ترى أَثَمّ مسوّغ لهذا الانتقاء لأحد الشيئين دون الآخر؟ ولست بحاجة بطبيعة الحال للتنبيه إلى أننى لا
(يُتْبَعُ)
(/)
أقصد أبدا النيل من بنى هاشم آل النبى وآل خَتَنه، بل كل ما أردت هو الإيماء إلى أن مثل تلك التفسيرات توقع صاحبها فى مآزق ومهالك ما كان أغناه عنها لولا التنطع!
وقد نقل الكاشانى فى تفسيره ما يلى: "القميّ عن الصادق عليه السلام: نحن والله النحل الذي أوحى الله إليه أن "اتخذي من الجبال بيوتا". أُمِرْنا أن نتخذ من العرب شيعة. "ومن الشجر"، يقول: من العجم. "وممّا يعرشون"، يقول: من الموالي. والذي "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه"، أي العلم الذي يخرج منّا إليكم. والعياشي عنه عليه السلام: النحل الأئمّة، والجبال العرب، والشّجر الموالي عتاقه. "ومنها يعرشون": يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق. وهو يتولى الله ورسوله والأئمة. والثمرات المختلفة: ألوانه فنون العلم الذي يعلّمه الأئمّة شيعتهم. فيه شفاء للناس: والشيعة هم الناس، وغيرهم الله أعلم بهم ما هم؟ ولو كان كما تزعم أنّه العسل الذي يأكله الناس إذن ما أكل منه ولا شرب ذو عاهة إلاّ شُفِيَ لقول الله تعالى: "فيه شفاء للناس"، ولا خُلْف لقول الله، وإنّما الشفاء في علم القرآن. ونُنَزِّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة لأهله لا شكّ فيه ولا مِرْيَة، وأهله أئمّة الهدى الذين قال الله فيهم: "ثمّ أورثنا الكتاب الذين اصْطَفينا من عبادنا" ... ". وفى تفسير العياشى (ت 324 هـ) وفرات الكوفى (ت القرن 4) مثله، أما الطوسى والطبرسى والطباطبائى وتقىّ الدين المدرسى، وهو عالم شيعى معاصر له تفسيرٌ يسمَّى: "من هدى القرآن"، فكانوا من العقل والحكمة بحيث لم يشيروا ولو مجرد إشارة إلى هذا التفسير المضحك! وأما ناصر مكارم الشيرازى صاحب تفسير "الأمثل فى تفسير كتاب الله المُنْزَل" فبالإضافة إلى سَيْره على منوال هؤلاء الأربعة الأخيرين فى ضَرْب صَفْحِه عن الخزعبلات التى يريد بعضهم إلصاقها بالآية الكريمة نراه ينفق جهده فى الحديث عن طبائع النحل وأماكن سكنه وطريقته فى إفراز العسل والعناصر الغذائية التى يحتوى عليها ذلك الطعام وما إلى ذلك.
ولقد قرأت ذات مرة منذ وقت طويل أن بشّار بن بُرْد الشاعر العباسى المشهور قد ردّ على أحد المتشيعين الذين يفسرون "النحل" فى الآية الحاليّة بأنهم بنو هاشم ردا مفحما قطعه به فلم يُحِرْ جوابا وأضحك كلّ من كان بالمجلس عليه، وكذلك كل من سمع بالقصة، بل جعله أضحوكة على مَرّ الأجيال. وهذه هى القصة كما وردت فى كل من "الأغانى" للأصفهانى، و"التذكرة الحمدونية" لابن حمدون، و"الكشكول" لبهاء الدين العاملى، و"معاهد التنصيص على شواهد التلخيص" لعبد الرحيم العباسى، واللفظ "للأغانى": "كان بشار جالسا في دار المهدي، والناس ينتظرون الإذن، فقال بعض موالي المهدي لمن حضر: ما عندكم في قول الله عز وجل: "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر"؟ فقال له بشار: النحل التي يعرفها الناس. قال: هيهات يا أبا معاذ. "النحل": بنو هاشم، وقوله: "يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس" يعني العلم. فقال له بشار: أراني الله طعامك وشرابك وشفاءك مما يخرج من بطون بني هاشم، فقد أوسعتنا غثاثةً. فغضب وشتم بشارا. وبلغ المهديَّ الخبرُ فدعا بهما فسألهما عن القصة، فحدثه بشار بها، فضحك حتى أمسك بطنه، ثم قال للرجل: أجل! فجعل طعامك وشرابك مما يخرج من بطون بني هاشم، فإنك باردٌ غَثٌّ".
ولم يكتف بعض علماء الشيعة بهذا، بل أوّلوا قوله تعالى فى سورة "الرحمن": "فبأى آلاء ربكما تكذبان؟ " بالنبى وعلى. يقول القمى: "قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان}، قال: في الظاهر مخاطبة الجن والإِنس، وفي الباطن فلان وفلان. حدثنا أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله: فبأي آلاء ربكما تكذبان؟ قال: قال الله تبارك وتعالى وتقدس: فبأي النعمتين تكفران: بمحمد صلى الله عليه وآله أم بعلي عليه السلام؟ ". وعند الكاشانى مثله. وفى تفسير الجنابذى زيادة على ذلك: " {فَبِأَيِّ آلا?ءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}: روى عن الرّضا (ع) أنه قال: {عَلَّمَ ?لْقُرْآنَ} (الرحمن/ 2): الله علّم القرآن قبل خلق الإنسان، وذلك أمير المؤمنين (ع). قيل: علّمه البيان؟ قال: علّمه بيان كلّ شيءٍ يحتاج إليه النّاس. قيل:
(يُتْبَعُ)
(/)
الشّمس والقمر بحسبان؟ قال: هما بعذابٍ. قيل: الشّمس والقمر يعذّبان؟ قال: سألتَ عن شيءٍ فأتقنْه. إنّ الشّمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، وحرّهما من جهنّم. فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النّار حرّهما فلا يكون شمسٌ ولا قمرٌ. وإنّما عناهما لعنهما الله! أوليس قد روى النّاس أنّ رسول الله (ص) قال: إنّ الشّمس والقمر نوران فى النّار؟ قال: بلى. قال: أما سمعت قول النّاس: فلان وفلان شمس هذه الامّة ونورها؟ فهما فى النّار. والله ما عَنَى غيرهما".
وهم، فى غمرة التدليس، يَنْسَوْن أن الكلام هكذا لا يستقيم نحويا ولا سياقيا: فأما السياق فهو مخاطبة الجن والإنس، لا فلان وفلان، والمقصود طبعا أبو بكر وعمر. وإذا كان الجن والإنس يرمزان إلى الخليفتين الأولين، فمن منهما الجن يا ترى؟ ومن منهما الإنس؟ ثم ألا يرى المدلسون أنهم قد أَعْلَوْا من شأن الصحابيين الجليلين فى غمرة حقدهم، إذ جعلوهما الثقلين جميعا، بما يعنى أن المقابل للإنس منهما يشمل، فيما يشمل، النبى وعليا وفاطمة وحسنا وحسينا ... إلى آخر فرد فى البشر. وأما النحو فكيف يتحدث الله سبحانه عن "آلاء" جَمْعًا، فيقول الشيعة إن هذه الآلاء اثنتان فقط هما محمد وعلى؟ لقد غطت كراهيتهم للشيخين فخلطا بين المخاطبَيْن اللذين يزعم الشيعة أنهما هما الشيخان وبين "الآلاء" فظنوها بدورها اثنتين هى أيضا. كذلك فهم، فى غمرة تدليسهم، لم يتنبهوا إلى الارتباك فى كلامهم عن الشمس والقمر، إذ بينما جعلوا حرهما يعود يوم القيامة إلى النار، نراهم يقولون بعودة نورها إلى عرش الله. أى أن فى أبى بكر وعمر نورا، وهذا النور مصيره إلى عرش الرحمن، فكيف يتسق هذا مع اجتهاد الشتامين فى لعنهما وتحقيرهما؟ أهناك شرف أعظم من هذا الشرف؟ ثم كيف يتسق هذا مرة أخرى مع كونهما حَرًّا يصير فى الآخرة إلى النار؟
ولقد قرأت فى "شبكة كربلاء المقدسة: www.holykarbala.net" فى باب "عقائدنا بين السائل والمجيب"، ردًّا على سؤال يستفسر فيه صاحبه عن مدى صدق ما يقال من أن الشيعة يفسرون "البقرة" فى قوله تعالى: "إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة" (البقرة/ 67) بأنها "عائشة"، أن هذا التفسير لا يوجد فى أى من التفاسير الشيعية. وقد بحثت فى بعض التفاسير الشيعية المتاحة لى فلم مأجد فعلا تفسيرا كهذا، بل وجدتها كلها تقول إن القصة من قصص بنى إسرائيل، ولم يتطرق أى منها إلى أنها تتعلق بعائشة أو بأحد من المسلمين البتة. ولكن لفت نظرى فى الرد قول المجيب الشيعى بعد ذلك: "ثم هل هناك من مناسبة في الآية من تشبيه ووصف أو مجاز أو استعارات الى غير ذلك يمكن للمفسّر ولغيره أن يربط بين الآية وبين المناسبة: ما علاقة البقرة بعائشة؟ ما علاقة الذبح وغير ذلك مما ورد في الآية الكريمة؟ ". وهذا ما أريد أن نكون على ذكر منه حين نفسر آيات القرآن، فقد لاحظنا أن بعض المفسرين الشيعة فى تفسيراتهم المسيئة فى حق الشيخين وابنتيهما، يمزقون النص القرآنى وينزعون بعض آياته أو عباراته من سياقها ويحملونها ما لا تحتمل دون أن يكون هناك ما يسوغ مثل هذا الصنيع الذى حذر منه الكاتب صاحب الإجابة على السؤال الحالى.
كما أوّل بعضهم البحرين وما يخرج منهما من اللؤلؤ والمرجان فى قوله عز جلاله: "مرج البحرين يلتقيان* بينهما برزخ لا يبغيان* فبأى آلاء ربكما تكذبان* يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان" (الرحمن/ 19 - 22) بأن البحرين هما على وفاطمة، والبرزخ محمد، واللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين. ففى تفسير فرات الكوفى (ت القرن 4): "حدثنا أبوالقاسم العلوي، قال: حدثنا فرات معنعنا عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: "مرج البحرين يلتقيان"، قال: علي وفاطمة. "بينهما برزخ لا يبغيان"، قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"، قال: الحسن والحسين عليهما السلام ... محمد الفزاري معنعنا عن جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام قال: ... علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه، جاء هما النبي صلى الله عليه وآله فأدخل رجليه بين فاطمة وعلي. "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان": الحسن والحسين عليهما السلام ... حدثنا محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا عن علي بن فضيل عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
سألته عن قول الله تبارك وتعالى: "مرج البحرين يلتقيان". قال: ذلك علي وفاطمة. "بينهما برزخ لا يبغيان"، قال: العهد الذي أخذه عليهما النبي صلى الله عليه وآله وسلم. يعني: لا يزنيان. "يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان"، قال: الحسن والحسين وذريتهما ... وقوله: "لا يزنيان" ربما لا يتناسب مع ظاهر الآية وسمو أهل البيت، بل المتناسب ماورد في حديث ابن عباس الذي رواه الحسكاني في "شواهد التنزيل" بأسانيد، قال: حب دائم لا ينقطع ولا ينفد أبدا. وفى رواية: ود لا يتباغضان .... عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه في قوله تعالى: "مرج البحرين يلتقيان" قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة عليهما السلام. "يخرج منها اللؤلؤ والمرجان": الحسن والحسين عليهما السلام. فمن رأى مثل هؤلاء الاربعة؟ لايحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا كافر. فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتُلْقَوْا في النار. قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي الكسائي معنعنا عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، وقد سئل يوما في محفل من المهاجرين والانصار في قوله عز وجل: "بينهما برزخ لا يبغيان"، قال: لا يبغي عليٌّ على فاطمة، ولا تبغي فاطمة على علي. ينعم عليٌّ بما أعد الله له وخصَّه من نعيمه بفاطمة، اتصل معها ابناهما حافَّيْنِ بهما منهم فيصل من النور كالحجال. خُصُّوا به من بين أهل الجنان. يقف عليّ من النظر إلى فاطمة فينعم، وإلى ولديه فيفرح. والله يعطي فضله من يشاء، وهذا أوسع وأرحم وألطف! ثم قرأ هذه الآية: "يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم" (الطور/ 23) بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام من غير تكلف، وكل في أماكنه ونعيمه مد بصره، "فيومئذ لا يُسْأَل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ".
وعند الجنابذى: "القمّي عن الصادق عليه السلام قال: عليّ وفاطمة صلوات الله عليهما بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه. "يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان"، قال: الحسن والحسين عليهما السلام. وفي "المجمع" عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري أنّ "البحرين" عليّ وفاطمة عليهما السلام، و"البرزخ" محمد صلّى الله عليه وآله، و"اللّؤلؤ والمرجان" الحسن والحسين عليهما السلام". ولايخرج فُرَاتٌ الكوفى فى تفسيره لتلك الآية عن هذا. وبهذه الطريقة يُمْتَلَخ النص من سياقه ويُخْلَع عليه من المعانى ما لا علاقة بينه وبينها، إذ الكلام فى الآيات إنما هو عن الطبيعة ومناظرها والنعم التى بثها الله فيها، والخطاب فيها موجه إلى الجن والإنس، فما دخل ذلك بعلى وفاطمة وحسن وحسين عليهم رضوان الله أجمعين؟ علاوة على أنه من سوء الأدب أن يجعلوا البحرين هما عليا وفاطمة، فى حين أن الرسول لا يزيد عن أن يكون برزخا يحجز بينهما، وإن كنت مع هذا لا أدرى حكمة الحجز هنا، والزوجان إنما يتزوجان ليختلطا وينصهرا ويصبحا كيانا واحدا، لا ليظلا منفصلين يقوم بينهما رقيب يحجز بينهما. وما معنى أن البرزخ، الذى هو محمد، يمنع عليا وفاطمة من أن يبغى أحدهما على الآخر؟ أتراهما لو لم يحجز بينهما البرزخ سوف يتظالمان ويتباغيان؟ فلقد مات قبلهما الرسول إذن، فهل نفهم أن البغى بينهما بدأ بعد وفاته صلى الله عليه وسلم؟ وإذا كان الحسن والحسين هما اللؤلؤ والمرجان، بغض النظر عن أن مفسرى الآية لم يحددوا من منهما اللؤلؤ، ومن منهما المرجان، فمن هم الجوارى المنشآت فى البحر كالأعلام؟ وينبغى ألا ننسى أنه كان عندنا قبيل قيل بحران اثنان، فأصبح لدينا الآن بحر واحد، فأين ذهب الآخر يا ترى؟ وأى البحرين هو الذى ذهب؟ علىٌّ أم فاطمة؟ أما الطبرسى والطباطبائى وتقىّ الدين المدرسى صاحب تفسير "من هَدْى القرآن" فقد أعرضوا ونَأَوْا بجانبهم عن كل هذا الشطط فلم يَتَدَهْدَوْا إلى ما لا يليق بالعقلاء، ولم ينغمسوا فيما فى ذلك من إثم وإصر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى آيات الإفك التى يعرف القاصى والدانى أنها نزلت تبرئةً للسيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها مما بُهِتَتْ به فى قصة ضياع العِقْد الذى فقدته فى الصحراء مَرْجِعَها هى والنبى والمسلمين من غزوة بنى المصطلق، نرى القمى كبعض علماء الشيعة يصرف القصة عن حقيقتها حتى لا يُضْطَرّوا إلى الإقرار بأى فضل لها. وأى فضل أعظم من الفضل الذى ظلت أم المؤمنين تباهى به نظيراتها، وهو أن الله سبحانه وتعالى قد أنزل تبرئتها من فوق سبع سماوات؟ ولا ننس أن لعلى صلة بالقصة، إذ لما سأله النبى فى الأمر حين دارت الشائعات فى أرجاء المدينة كان رده حسبما تحكى لنا الروايات أن النساء كثير. صحيح أنه رضى الله عنه لم يلوث لسانه بقالة سوء فى سيدة كريمة لم يلحظ عليها أية ريبة، إلا أنه لم يراع مدى وقع الكلمة على نفسها، إذ وضع كل همه فى إراحة الرسول من القلق الذى كان يعانيه، فظن أن الرسول إن نفض يده منها واقترن بغيرها فقد أراح نفسه. فعلماء الشيعة يحولون قصة الإفك من فضل يزين عرضها وكرامتها إلى منقصة تنال منها، إذ زعموا أن الآيات المذكورة إنما نزلت لإدانة عائشة بسبب اتهامها لمارية القبطية أم إبراهيم ابن رسول الله فى سمعتها وسلوكها. ولنقرأ ما كتبه القمى فى تفسير قوله تعالى: "إِنَّ ?لَّذِينَ جَآءُوا بِ?لإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ?مْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ?كْتَسَبَ مِنَ ?لإِثْمِ وَ?لَّذِي تَوَلَّى? كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ". قال: "أما قوله: {إن الذين جاؤا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} فإن العامة رَوَوْا أنها نزلت في عائشة وما رُمِيَتْ به في غزوة بني المصطلق من خزاعة. وأما الخاصة فإنهم رَوَوْا أنها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة والمنافقات. حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثنا عبد الله (محمد خ ل) بن بكير عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليهما السلام يقول: لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله حزن عليه حزنا شديدا، فقالت عائشة: ما الذي يحزنك عليه؟ فما هو إلا ابن جريج. فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليًّا وأمره بقتله، فذهب علي عليه السلام إليه ومعه السيف. وكان جريج القبطي في حائط، وضرب علي عليه السلام باب البستان، فأقبل إليه جريج ليفتح له الباب. فلما رأى عليا عليه السلام عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح الباب. فوثب علي عليه السلام على الحائط ونزل إلى البستان واتبعه وولى جريج مدبرا. فلما خشي أن يرهقه صعد في نخلة، وصعد علي عليه السلام في أثره. فلما دنا منه رمى بنفسه من فوق النخلة فبدت عورته، فإذا ليس له ما للرجال ولا ما للنساء. فانصرف علي عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، إذا بعثتني في الأمر أكون فيه كالمسمار المحمى في الوبر أم أتثبت؟ قال: فقال: لا بل تتثبت. فقال: والذي بعثك بالحق ما له ما للرجال ولا ما للنساء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمد لله الذى يصرف عنا السوء أهل البيت".
وبادئ ذى بدء نلفت النظر إلى كلمتى "العامة" و"الخاصة" فى النص السابق: فالعامة هم أهل السنة، والخاصة هم المتشيعون. ومغزى إطلاقهما واضح لا يحتاج منى إلى أى شرح، فهما تتكلمان من تلقاء نفسيهما. كذلك نلفت النظر إلى وضع الكاتب لعائشة مع المنافقات فى خانة واحدة واتهامهن جميعا بنفس الجرم، ألا وهو قذف مارية فى عرضها. وثالثا لا أتصور النبى يخرج على مبدإ التثبت قبل إيقاع العقوبة بالمتهم، فلعله برىء، إذ تقول الرواية إنه عليه السلام ما إن سمع التهمة من ضَرّة فى ضَرّتها حتى بادر بإرسال علىّ لقتل جريج دون أن يكلف نفسه أن يسألها ولو عن مصدر الخبر. ورابعا كيف يأمر بقتل جريج ويترك شريكته فى الإثم ما دام قد صدّق أن الأمر وقع كما قالت عائشة فيما نُسِب لها زورا وبهتانا؟ والغريب أن النبى كان يتريث أشد التريث فى مسائل الزنا وعقوبته حتى إنه إذا أتاه شخص وأقرّ من تلقاء نفسه بمواقعة تلك الفاحشة كان يراجعه مرارا ويفتح له الباب بعد الباب لعله يرجع ويتوب ولا يعود لذلك أبدا. بل إنه كان يستحب الستر فى تلك الأمور ولا يرتاح لمن يأتيه شاهدا على أحد بالزنا
(يُتْبَعُ)
(/)
قائلا له: لو سترتهما بثوبك لكان أفضل. ثم إن موقفه من اتهام عائشة فى عِرْضها قد اختلف عن ذلك اختلافا تاما، فلم يسارع بعقابها رغم أن الشائعات التى تلوك سيرتها كانت تتطاير فى أرجاء المدينة. كذلك كيف نسى ملفقو القصة أن عائشة وأباها متَّهمان عند رسول الله حسبما يفترون عليهما، لعن الله كل كذاب أشر، فكيف صدّق الرسول عليه الصلاة والسلام بهذه البساطة امرأة يزعم الشيعة أنها منافقة بنت منافق؟ أعوذ بالله، وأستلعنه من يتقول على أم المؤمنين الأقاويل. كذلك كيف يرمى جريج نفسه من فوق النخلة دون أن تنكسر أضلاعه؟ بل كيف يفكر فى الرمى بنفسه من فوقها أصلا ويقدم على ذلك الخطر الفظيع؟ وأغرب من هذا أن تمر الرواية على حادثة السقوط من فوق النخلة دون أن تعلق بكلمة واحدة على ما حدث له من جرائه!
وقبل ذلك كله كيف يريدنا هؤلاء أن نتجاهل قصة الإفك الحقيقية التى تورط فيها حسان ومِسْطَح بن أُثَاثة وحَمْنَة بنت جحش وابن أبى سلول وغيرهم وما يتصل بذلك من قصص معروفة فى كتب الحديث والسيرة والتاريخ؟ كما أننا حين ننظر فى آيات سورة "النور" الخاصة بقضية الإفك نرى أن الكلام من أوله إلى آخره إنما يستخدم ضمير جماعة الذكور بما يدل على أن المتهِمين هم رجال أو خليط من رجال ونساء، وليس عائشة والمنافقات كما تزعم الرواية الآثمة. وفوق ذلك فالقرآن يشير إلى "زعيمٍ" رجلٍ لا إلى "زعيمةٍ" امرأةٍ لتلك الفرية: "والذى تَوَلَّى كِبْرَه منهم له عذابٌ أليم". ثم لقد أرسى القرآن الحكم الشرعى فى تلك الظروف، وهو الإتيان بأربعة شهداء، فكيف تجاهل النبى هذا كله وبعث عليًّا فى الحال ومعه السيف كى يقتل جريج دون توفر أربعة شهود؟ لهذا نجد رواية أخرى لتلك القصة عند القمى فى تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (الحجرات/ 6)، إذ أضاف الكلام التالى: "فأتى به رسول الله صلّى الله عليه وآله، فقال له: ما شأنك يا جريج؟ فقال: يا رسول الله، إنّ القبط يَجُبّون حشمهم ومن يدخل إلى أهاليهم، والقبطيون لا يأنسون الاّ بالقبطّيين. فبعثني أبوها لأدخل اليها وأخدمها وأُونِسها". وهو كلام يدابر العقل، إذ معناه أن الرسول لم يكن يعرف كل تلك المدة لم جاء جريج مع مارية من مصر وأن جريج كان يخدم مارية طوال الوقت ويدخل عليها ويخرج ويقضى لها مطالبها دون علم الرسول. ومعناه قبل ذلك أن القرآن يتهم رسول الله بأنه قد أقدم بجهالة على معاقبة جريج وكاد أن يصبح نادما على ما فعل لولا لطف الله الذى أراد أن يكشف حقيقة أمره وبراءته بوقوعه الدِّرَامِىّ من فوق النخلة. ثم إن الرواية تذكر أن أباها هو الذى أرسل جريج هذا فى رفقة ابنته، مع أننا نعرف أنها لم تكن فتاة حرة، بل جارية أرسلها المقوقس لا أبوها. فهذه ثغرة خطيرة فى الرواية تحطمها تحطيما. كما أن المقوقس لم يرسل مارية وحدها، بل أرسل سيرين أيضا، وهى التى أهداها الرسول لحسان بن ثابت، فلماذا لم نسمع أن سيرين كان يصاحبها رجل مجبوب كجريج يقوم على شؤونها؟ كذلك هناك صعود جريج النخلة، وهو ليس حلا لأنه لا يستطيع أن يبقى فوقها إلى الأبد، وإن كان صعود علىٍّ كرم الله وجهه النخلة وراءه أبعث على الاستغراب والتعجب، إذ ما الداعى له، وجريج لا يمكن أن يطول مكثه هناك، بل لا بد أن ينزل، وبسرعة: على الأقل حين يقرص بطنه الجوع، أو يحتاج إلى النوم أو قضاء الحاجة. كما أن صعوده النخلة يذكّرنا بما يفعله الشرير عادةً فى الأفلام، إذ يتسلق برجا أو سطح حجرة فوق أعلى المنزل أو صارية سفينة مثلا، مع أن أقل تفكير من جانبه كفيل بأن يباعد بينه وبين اللجوء إلى هذا الحل المضحك لأنه لا يمكنه البقاء هناك إلى آخر العمر. وعادة ما تكون نهايته فوق الموضع المرتفع الذى التجأ إليه نهاية مأساوية كما يعرف مشاهدو الأفلام والمسلسلات. ومع هذا كله فإن إصرار القمى على تلويث صحيفة عائشة يدفعه إلى المضى فى غَيّه والقول بأن الله إنما أراد أن يظهر براءة جريج على يد على. أى أنه سبحانه قد دبّر اندفاع علىّ بالسيف يريد الإجهاز على جريج فى هوج ودون تبصر أو محاكمة بناء على تكليف رسول الله له بذلك لا لشىء إلا لكى يثبت براءة المصرى المسكين! وهو ما يعنى أن الأقدار قد جهزت
(يُتْبَعُ)
(/)
عليًّا لتصحيح الخطإ الذى كاد أن يقع فيه النبى عليه السلام، أستغفر الله، وإن قال بعضهم إن الرسول كان يعرف براءة مارية منذ البداية وإنه إنما أمر عليا بقتله تظاهرا بذلك ليس إلا، وذلك كى يوقظ ضمير عائشة حين ترى رجلا بريئا يوشك أن يُقْتَل ظلمًا وافتراءً. أى أنهم يريدوننا أن نصدق هذا التوجيه السخيف الذى يقول إن النبى قد أقدم على ترويع جريج المسكين على هذا النحو الشنيع الذى كان يمكن أن ينتهى نهاية مأساوية فتَزْهَق روح الرجل جَرّاء سقوطه من فوق النخلة لا لشىء سوى إيقاظ ضمير عائشة، وهو ما يذكرنا بالمثل الشعبى القائل: جاء يكحّلها فأعماها! وهكذا يتخبط بعض علماء الشيعة لمجرد الرغبة الأثيمة لتشويه أخلاق عائشة ورميها بالفسق طبقا لحكم الآية، أستغفر الله. كذلك فالآيات تتحدث عن شائعات تجوب أنحاء المدينة من لسان إلى لسان، على حين أن روايتنا هذه لا تتحدث إلا عن عائشة وحدها، وإن ذُكِرَتِ "المنافقات" على سبيل "بَرْو العتب" كما نقول فى مصر ليس إلا، وإلا فلماذا لم تظهر فى الصورة أولئك المنافقات اللائى لا أحسب القمى وأضرابه إلا يقصدون بهن بعض زوجات رسول الله الأخريات، وبالذات حفصة كراهيةً منهم للفاروق رضى الله عنه؟
ثم ما موقع الآية التالية من الإعراب فى جملتنا هنا: "وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النور/ 22)؟ إنها، فيما نعرف جميعا، إنما نزلت لتحضّ أبا بكر على الاستمرار فى معاونة بعض أقربائه الفقراء الذين اشتركوا فى نشر الإشاعات ضد ابنته الكريمة الطاهرة العفيفة والذين أقسم فى حُمُوّ غضبه أن يتوقف عن الإنفاق عليهم. أما على رواية "الخاصّة" فكيف نفهمها؟ لقد أورد القمى فى تفسيره لها ما يلى: "في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى}، وهى قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله، {والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا}، يقول: يعفو بعضكم عن بعض ويصفح، فإذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم. يقول الله: {ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}؟ ". وهو تكلف بل تنطع، فإن القرآن لا ينزل بتحنين القلوب على قرابة رسول الله، وكأنهم جماعة من الشحاذين، مع أنهم لا تجوز عليهم ولا لهم الصدقات أصلا. كما أن أمر القرآن بالعفو والصفح عن آل رسول الله ليس له من معنى إلا أنهم مشاغبون مستفزون للآخرين وأن على المسلمين الإغضاء والتجاوز عن هذا الشغب والاستفزاز. ترى هل يصح مثل هذا التفسير؟ لكن المفسر الشيعى يمزق الآية كما نرى كى يسلم له ما يريد، وهيهات! كذلك لماذا تخترع عائشة وأنصارها قصة تقوم على اتهام عرضها ثم تبرّئها بعد ذلك إذا لم يكن هذا هو ما حدث؟ أكانت مغرمة بتلويث سمعة نفسها طلبا للشهرة مثلا؟ وأخيرا وليس آخرا فإن الآية الأخيرة فى آيات الإفك تقول بصريح العبارة: "الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) "، وهو ما لم يلتفت المدلسون المفترون إلى أنه ثناء على عائشة وكل زوجات الرسول، إذ تنفى الآية الكريمة أن تكون أى من أمهات المؤمنين خبيثة من الخبيثات، وتؤكد على العكس من ذلك أنهن طيبات طاهرات لأنهن زوجات الرسول الطيب الطاهر.
هذا، ولم يورد الطوسى فى تفسير الآية إلا أنها فى تبرئة عائشة، وإن أورد الكلام مختصرا، ومن بين ما قاله أن "الآية دالة على كذب من قذف عائشة وأفك عليها. فأما في غيرها إذا رماها الانسان فإنا لا نقطع على كذبه عند الله، وإن أقمنا عليه الحد، وقلنا: هو كاذب فى الظاهر، لأنه يجوز أن يكون صادقًا عند الله. وهو قول الجبائي". أما الطبرسى، وهو مِثْلَ الطوسى لم يورد إلا الرواية التى نعرفها، فقد فصّل القول فيها تفصيلا وأتى بالقصة كلها كما هى فى كتب السيرة والأحاديث، ولم يتطرق إلى ذكر سبب النزول الشيعى المزعوم الذى يحول هذه المكرمة إلى مذمة فى حق السيدة
(يُتْبَعُ)
(/)
عائشة فيتهمها بالنفاق ويعيبها بالعمل على تمزيق الأعراض الطاهرة النظيفة! وأما الجنابذى فقد ذكر أولا سبب النزول المعروف لنا باختصار قائلا: "قد نُقِل فى تفاسير الخاصّة والعامّة أنّ الآيات نزلت فى عائشة"، إلا أنه رغم ذلك قد أورد عقب ذلك أيضا قصة اتهام مارية القبطية رضى الله عنها مع قوله إن هذا ما ترويه الخاصة. وواضح من كلامه مدى الارتباك عندهم فى هذه الآيات واضطرابهم ما بين قول الحقيقة ورغبة بعض مفسريهم فى عدم ترك الفرصة دون الإساءة إلى الصِّدّيقة بنت الصِّدّيق! وينقل الكاشانى الروايتين جميعا سائرا على خطا القمى مع التركيز على كل ما يسىء إلى بنت الصديق! ويبقى الطباطبائى، وهو يورد الروايتين جميعا ويناقشهما بالتفصيل موازنا بينهما مستشكلا على ما يراه باعثا على الاستشكال فى كل منهما، وإنْ فُهِم من كلامه فى النهاية أنه مع رواية عائشة للقصة، تلك الرواية التى تقول إن بعض المنافقين وبعض المسلمين الذين انخدعوا بهم قد ولغوا فى عرضها رضى الله عنها، إلا أنه لم يكن حاسم الوضوح تماما فى موقفه.
وفى تفسير قوله عز شأنه للآية الثالثة والثلاثين من سورة "الأحزاب": "وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ ?لْجَاهِلِيَّةِ ?لأُولَى? وَأَقِمْنَ ?لصَّلاَةَ وَآتِينَ ?لزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ ?للَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ ?للَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ ?لرِّجْسَ أَهْلَ ?لْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" يقول القمى: "وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: {إنما يريد الله ليُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهل البيت ويُطَهِّرَكم تطهيرًا}، قال: نزلت هذه الآية في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليًّا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ثم ألبسهم كساء ً خيبريًّا، ودخل معهم فيه ثم قال: "اللهم، هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني. اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا". نزلت هذه الآية فقالت أم سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: أبشري يا أم سلمة. إنك إلى خير. وقال أبو الجارود: قال زيد بن علي بن الحسين عليه السلام: إن جهالا من الناس يزعمون أنما أراد بهذه الآية أزواج النبي، وقد كذبوا وأثموا. لو عَنَى بها أزواجَ النبي لقال: "ليُذْهِب عنكن الرجس ويطهركن تطهيرا"، ولكان الكلام مؤنثا كما قال: "واذكرن ما يُتْلَى في بيوتكن، ولا تبرَّجْن، ولستنّ كأحد من النساء". وقال علي بن ابراهيم: ثم انقطعت مخاطبة نساء النبي، وخاطب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: {إنما يريد الله ليُذْهِب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} ".
وتفسير الآية على هذا النحو هو استمرار لموقف الشيعة، فهم لا يريدون لأحد من بيت رسول الله أن يحظى بأى شرف أو خير إلا إذا كان من طرف فاطمة رضى الله عنها حتى إنهم ليُدْخِلون عليًّا ختن رسول الله وسبطيه فى مفهوم "أهل البيت" ويخرجون زوجاته صلى الله عليه وسلم مع أن "الأهل" بالنسبة إلى الرجل إنما يراد بهم أول ما يراد زوجه أو زوجاته كما هو الاستعمال القرآنى والنبوى. إننا نحب فاطمة وابنيها وزوجها حُبًّا جَمًّا، بيد أننا نؤمن فى ذات الوقت أن شرف الانتساب إلى أهل البيت هو من حق زوجات الرسول أيضا، وأن هذا لا يضر فاطمة وأسرتها الصغيرة ولا يزعجهم فى شىء، وبخاصة أن أهل الرجل، كما قلنا، إنما هن زوجاته فى المقام الأول. ثم إن سياق الآيات إنما هو سياق الحديث عن نسائه صلى الله عليه وسلم، ولا ذكر فيه على الإطلاق لعلى أو فاطمة أو ابنيهما. ولهذا نرى علماء الشيعة يقولون إن الكلام عن نساء النبى قد انقطع وابتدأ كلام آخر عن فاطمة وأسرتها، ثم عاد الكلام مرة أخرى إلى النساء فى قوله سبحانه عقب ذلك: "واذكرن ما يُتْلَى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة ... ". وهو تكلف لا معنى له أبدا وتمزيقٌ أَرْعَنُ لنسيج الآيات، وبخاصة أن الآية الكريمة لا يمكن أن تكون قد نزلت أولا دون عبارة "إنما يريد الله ليُذْهِب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا"، وإلا كان معنى هذا أن الآية نزلت وظلت غير مكتملة وعارية عن الفاصلة فترة من الوقت، وهو غريب. أما القول
(يُتْبَعُ)
(/)
المنسوب إلى زيد بن على رضوان الله عليه بأنه لو كان المقصود زوجات النبى لقالت الآية: إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ... " فليس بشىء، ولا أظنه قاله، فقد أوضحنا أن "الأهل" ليسوا زوجات الرجل فقط، بل لهن فقط المقام الأول. أما إن قيل إن المقصود هم الأفراد المسلمون الذين ينتمون إلى أسرة الرسول، فينبغى إذن أن يَدْخُل فيهم أيضا عمته صفية وجعفر أخو على وحمزة وبنت حمزة. وإذا كان على ذاته حين سئل عن سلمان، حسبما يُرْوَى عنه، قد قال إنه "هو منا أهل البيت"، وفى رواية أخرى: "إنه رجل منا أهل البيت"، وفى رواية ثالثة: "ذاك أميرٌ منا أهل البيت"، مدخلا بذلك هذا الفارسى الذى لم يكن بينه وبين الرسول أو أى أحد من أسرة الرسول ضمن أفراد "أهل البيت"، أيضيق نطاق "أهل البيت" عن أن يستوعب عائشة وحفصة وسائر زوجات النبى، وأغلبتيهن الساحقة من العرب؟ وأخيرا إلى القارئ هذا الدليل الحاسم الذى لا يمكن أى متنطع المماراة فيه، ألا وهو قوله تعالى على لسان الملائكة خِطَابًا لسارة زوجة الخليل إبراهيم عليه السلام حين تعجبت من بشارتهم لها بأنها ستحمل وتلد رغم كبر سنها: "قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ" (هود/ 73). فها هم أولاء الملائكة يتحدثون إلى سارة زوجة إبراهيم على أنها "أهل البيت" الإبراهيمى، أو على الأقل: فرد من أفراده. فما القول فى هذا؟ لا أظن أن هناك عاقلا ولا حتى مجنونا يمكن أن يجادل فى أن معنى الآية الكريمة هو ما قلناه!
ولقد سبق أن حذّر القرآن نساء النبى فى الآيتين السابقتين ألا يخضعن بالقول حتى لا يطمع الذين فى قلوبهم مرض وأن يلزمن بيوتهن ولا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأن يُقِمْن الصلاة ويُؤْتِين الزكاة ويُطِعْن الله ورسوله تمام الطاعة. ومن قبل قال لهن سبحانه وتعالى إنه من يأت منهن بفاحشة مبينة يضاعَفْ لها العذاب ضعفين، ومن يقنت منهن لله ورسوله يؤتها الله أجرها مرتين. وعلى هذا لا يمكن أن يُفْهَم قوله سبحانه عقب ذلك: "إنما يريد الله ليُذْهِب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا" إلا بمعنى أن هذا الحساب المخصوص لَكُنّ عنده سبحانه وتلك الأوامر والنواهى منه إليكن إنما يراد بها إذهاب الرجس عنكن وتطهيركن تطهيرا مع سائر بيت الرسول. هذا هو وجه الكلام لغةً وعقلاً وذوقًا، أما سوى ذلك فلا.
ولو كان القرآن قد استعمل فى هذه الآية عبارة "يا نساء النبى" بدلا من "أَهْلَ البيت" لكان قد أنّثَ الكلام فقال: "إنما يريد الله ليُذْهِب عنكن الرِّجْس يا نساء النبى ويطهّركن تطهيرا"، لكنه إنما عنى "أهل البيت" كلهم لا "نساءه" عليه السلام فقط، وهو ما لم يفطن له من اعترض بهذا الاعتراض. أما تعقيب الطوسى على قول عكرمة إنها "في أزواج النبي خاصة" بأن "هذا غلط، لأنه لو كانت الآية فيهن خاصة لكنَّى عنهن بكناية المؤنث كما فعل في جميع ما تقدم من الآيات نحو قوله: {وقَرْنَ في بيوتكن ولا تبرجن، وأطعن الله، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة}، فذكر جميع ذلك بكناية المؤنث، فكان يجب أن يقول: "إنما يريد الله ليذهب عنكن الرجس أهل البيت ويطهركن"، فلما كنَّى بكناية المذكر دل على أن النساء لا مدخل لهن فيها"، أقول: أما تعقيب الطوسى هذا فهو حجة عليه لا له، لأن استعمال ضمير جماعة المذكرين فى الآية القرآنية كان ينبغى أن يُخْرِج فاطمة هى أيضا من "أهل البيت" طبقا لكلامه، مع أن السيدة الزهراء عند الشيعة هى المحور فى كل هذا. وبالمناسبة فإخراج زوجاته صلى الله عليه وسلم من "أهل البيت" هو موقف عام عند جميع المفسرين الشيعة الذين رجعت إليهم فى هذه الدراسة، ولست أظن إلا أنه هو موقف المفسرين الشيعة كلهم بلا استثناء.
ولأن التقية من مبادئ التشيع نرى علماءهم يحرصون على إبرازها فى تفاسيرهم كما هو الحال عند تناولهم لقوله جل شأنه فى الآية 28 من سورة آل عمران: "لا يَتَّخِذِ ?لْمُؤْمِنُونَ ?لْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ?لْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذ?لِكَ فَلَيْسَ مِنَ ?للَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ... "، إذ يقول الكاشانى مثلا: " {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}: إلا أن تخافوا من جهتهم خوفًا وأمرًا يجب أن يُخَاف منه. وقُرِئ: "تقيّة". منع عن موالاتهم ظاهرًا وباطنًا فى الأوقات كلها إلا وقت المخافة، فإن إظهار الموالاة حينئذ جائز بالمخالفة كما قيل: كن وسطًا، وامش جانبًا. ثم قال: وفى العياشى عن الصادق قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا إيمان لمن لا تقية له". ويقول: قال الله: {إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً}. وفى "الكافى" عنه قال: التقية تُرْس الله بينه وبين خلقه. وعن الباقر قال: التقية فى كل شئ يُضْطَر إليه ابن آدم، وقد أحلَّ الله له. والأخبار فى ذلك مما لا يحصى". وفى تفسير القمى أن "الآية رخصةٌ ظاهرُها خلافُ باطنها. يُدَان بظاهرها ولا يُدَان بباطنها إلا عند التقية"، وأن "التقية رخصة للمؤمن أن يراه الكافر فيصلي بصلاته ويصوم بصيامه إذا اتقاه في الظاهر. وفي الباطن يدين الله بخلاف ذلك". ولسنا بحاجة إلى كبير ذكاء كى نفهم مَنِ المقصود بالكافر هنا الذى ينبغى أن يداجيه الشيعى فيصلى ويصوم معه عند الاضطرار، لكنه فى باطنه لا ينوى مشاركته صلاته ولا صيامه لأنه لا يدين بدينه. وهل هناك "كافر" يشترك معه الشيعى فى الصلاة والصيام سوى أهل السنة؟ أما الطوسى فرأيه أنها رخصة عند خوف الضرر، وإن كان الفضل هو الإفصاح. وأما الطبرسى فيقسمها حسب درجة الضرورة: فيجعلها مرة واجبة، وأخرى جائزة، وثالثة يتساوى فيها فعلها وتركها، ورابعة يكون فعلها أفضل من تركها، وخامسة يكون العكس هو الصحيح.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:57 م]ـ
وفى "الميزان" للطباطبائى أن "في الآية دلالة ظاهرة على الرخصة في التقية على ما رُوِيَ عن أئمة أهل البيت عليهم السلام. كما تدل عليه الآية النازلة في قصة عمّار وأبويه ياسر وسمية، وهي قوله تعالى: {مَنْ كَفَر بالله من بعد إيمانه إلاَّ من أُكْرِه وقلبه مطمئنٌّ بالإِيمان ولكنْ مَنْ شَرَحَ بالكفر صدرًا فعليهم غضبٌ من الله ولهم عذاب عظيم} (النحل/ 106). وبالجملة الكتاب والسنة متطابقان في جوازها في الجملة، والاعتبار العقلي يؤكده، إذ لا بُغْيَة للدين ولا هَمَّ لشارعه إلا ظهور الحق وحياته. وربما يترتب على التقيّة والمجاراة مع أعداء الدين ومخالفي الحق مِنْ حِفْظ مصلحة الدين وحياة الحق ما لا يترتب على تركها. وإنكار ذلك مكابرة وتعسف". وبعد عدة فقرات يضيف قائلا: "وفي تفسير العياشي عن الصادق عليه السلام قال: كان رسول الله يقول: "لا دين لمن لا تقية له" ... والأخبار في مشروعية التقية من طرق أئمة أهل البيت كثيرة جدا ربما بلغت حد التواتر. وقد عرفتَ دلالة الآية عليها دلالةً غير قابلة للدفع". ومن الجلى أن التقية تشغل من التشيع مساحة كبيرة لا نجدها عند أهل السنة أبدا، مع أن الآية القرآنية عند هؤلاء هى نفسها عند أولئك، إلا أن كثرة كلام الشيعة فى هذا الأمر وبهذا التفصيل وانشغالهم بها كل ذاك الانشغال وإلحاحهم على أهميتها بهذا الأسلوب، كل ذلك يدل على مكانها الراسخ والمتأصل فى فكرهم بحيث إن السؤال التالى يثار دائما كلما قال عالم من علمائهم شيئا أو وقف موقفا لا ينسجم مع ما هو معروف من آراء جموعهم ومواقفهم: ترى أهو يتكلم بما فى قلبه أم يستعمل التقية؟ وبهذا أصبحت التقية مشكلة كبيرة ومعقدة، وخرجت عن أن تكون موقفا قد يلجأ إليه الشخص إذا كان هناك خوف على حياته مثلا، وأضحت مبدأ يدافع علماؤهم عنه بطريقة توحى بأنه قد بات هدفا فى حد ذاته، وكأننا أمام شبكة سرية من النشطاء السياسيين لا يعرف مَنْ بالخارج شيئا عنها يُطْمَأَنّ إليه، وهو ما يبعث على الارتياب فى كل شىء يأتونه أو يدعونه، إذ لا يعرف الشخص آنذاك أهذا أمر يفعلونه من قلبهم أم هى تقية يستترون وراءها!
ومما يختلف فيه الشيعة أيضا عن السنة تجويزهم نكاح المتعة. يقول الكاشانى مثلا فى الآية 24 من سورة "النساء": " {فَمَا ?سْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}: مهورهن. سُمِّىَ: "أجرًا" لأنه فى مقابلة الاستمتاع. "فَرِيضَةًً": مصدر مؤكد. فى "الكافى" عن الصادق: وإنما أُنْزِلَتْ "فما استمتعتم به منهن إلى أجل مسمى فآتوهن أُجورهن فريضة". والعياشى عن الباقر أنه كان يقرؤها كذلك. وروته العامّة أيضًا عن جماعة من الصحابة. {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِن بَعْدِ ?لْفَرِيضَةِ}: من زيادة فى المهر أو الأجل أو نقصان فيهما أو غير ذلك مما لا يخالف الشرع. فى "الكافى" مقطوعًا والعياشى عن الباقر: لا بأس بأن تزيدها وتزيدك إذا انقطع الأجل فيما بينكما. تقول: "استحللتكِ بأجرٍ آخر" برضًا منها، ولا تحل لغيرك حتى تنقضى عِدَّتها، وعِدَّتها حيضتان. {إِنَّ ?للَّهَ كَانَ عَلِيمًا} بالمصالح، {حَكِيمًا} فيما شرع من الأحكام. فى "الكافى" عن الصادق: المتعة نزل بها القرآن، وجَرَتْ بها السُّنَّة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله. وعن الباقر: كان علىّ يقول: لولا ما سبقنى به ابن الخطاب ما زنى إلا شَفًى" (بالفاء)، يعنى إلا قليل. أراد أنه لولا ما سبقنى به عمر من نهيه عن المتعة وتمكُّن نهيه من قلوب الناس لندبتُ الناس عليها ورغَّبتهم فيها، فاستغنَوْا بها عن الزنا، فما زنى منهم إلا قليل. وكان نهيه عنها تارة بقوله: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا مُحرِّمهما ومُعاقِبٌ عليهما: مُتعة الحج، ومُتعة النساء. وأخرى بقوله: ثلاث كُنّ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا مُحرِّمهن ومُعاقِبٌ عليهن: مُتعة الحج، ومُتعة النساء، و"حَىَّ على خير العمل" فى الأذان. وفيه: جاء عبد الله بن عمر الليثى إلى أبى جعفر فقال له: ما تقول فى مُتْعة النساء؟ فقال: أحلَّها الله فى كتابه وعلى لسان نبيه، فهى حلال إلى يوم القيامة. فقال: يا أبا جعفر، مثلك يقول هذا وقد حرَّمها عمر ونهى عنها؟ فقال:
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن كان فعل. قال: فإنى أُعيذك بالله من ذلك أن تُحِلّ شيئًا حرَّمه عمر. فقال له: فأنت على قول صاحبك، وأنا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهلم أُلاعِنْك أن القول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الباطل ما قال صاحبك. وقال: فأقبل عبد الله بن عمر فقال: أَيَسُرّك أن نساءك وبناتك وأخواتك وبنات عمك يفعلن ذلك؟ فأعرض عنه أبو جعفر حين ذكر نساءه وبنات عمه. وفيه: سأل أبو حنيفة أبا جعفر محمد ابن النعمان صاحب الطاق فقال: يا أبا جعفر، ما تقول فى المتعة؟ أتزعم أنها حلال؟ قال: نعم. قال: فما يمنعك أن تأمر نساءك ليستمتعن ويكسبن عليك؟ فقال أبو جعفر: ليست كل الصناعات يُرْغَب فيها، وإن كانت حلالا. وللناس أقدار ومراتب يرفعون أقدارهم. ولكن ما تقول يا أبا حنيفة فى النبيذ؟ أتزعم أنه حلال؟ قال: نعم. قال: فما يمنعك أن تُقْعِد نساءك فى الحوانيت نَبّاذات فيكسبن عليك؟ فقال أبو حنيفة: واحدة بواحدة، وسهمك أنفذ. ثم قال: يا أبا جعفر، إن الآية التى فى "سأل سائل" تنطق بتحريم المتعة، والرواية عن النبى قد جاءت بنسخها. فقال أبو جعفر: يا أبا حنيفة، إن سورة "سأل سائل" مكية، وآية المتعة مدنية، وروايتك شاذة رديّة. فقال أبو حنيفة: وآية الميراث أيضًا تنطق بنسخ المتعة. فقال أبو جعفر: قد ثبت النكاح بغير ميراث. فقال أبو حنيفة: من أين قلت ذاك؟ فقال أبو جعفر: لو أن رجلا من المسلمين تزوج بامرأة من أهل الكتاب ثم تُوُفِّىَ عنها، ما تقول فيها؟ قال: لا ترث منه. فقال: قد ثبت النكاح بغير ميراث. ثم افترقا. وعن الصادق أنه سأله أبو حنيفة عن المتعة فقال: عن أى المتعتين تسأل؟ فقال: سألتك عن متعة الحج، فأنبئنى عن متعة النساء: أحق هى؟ فقال: سبحان الله. أما تقرأ كتاب الله: {فَمَا ?سْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ}؟ فقال أبو حنيفة: واللهِ لكأنها آية لم أقرأها قط. وفى الفقه عنه: ليس منا مَن لم يؤمن بكَرَّتنا ويستحلّ متعتنا. أقول: "الكرَّة": الرجعة، وهى إشارة إلى ما ثبت عندهم من رجوعهم إلى الدنيا مع جماعة من شيعتهم فى زمن القائم لينصروه". وفى "الميزان": "والمراد بالاستمتاع المذكور في الآية نكاح المتعة بلا شك، فإن الآية مدنية نازلة في سورة "النساء" في النصف الأول من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة على ما يشهد به معظم آياتها. وهذا النكاح، أعني نكاح المتعة، كانت دائرة بينهم معمولة عندهم في هذه البرهة من الزمان من غير شك، وقد أطبقت الأخبار على تسلم ذلك، سواء كان الإسلام هو المشرع لذلك أو لم يكن. فأصل وجوده بينهم بمرأى من النبي ومسمع منه لا شك فيه، وكان اسمه هذا الاسم، ولا يعبَّر عنه إلا بهذا اللفظ، فلا مناص من كون قوله: {فما استمتعتم به منهن} محمولاً عليه مفهومًا منه هذا المعنى".
ولست أريد أن أدخل فى جدال فقهى حول جواز نكاح المتعة أو حرمته فى وقتنا هذا، بل كل ما أريده هو لفت الانتباه إلى أن الآية لا تدل على جوازه، ثم بعد هذا ليكن الحكم الفقهى فيه ما يكون، فذلك شأن آخر. كيف؟ لقد سردت الآية السابقة على هذه أصناف النساء اللاتى لا يحل للمسلم التزوج بهن، وهن الأمهات والبنات والأخوات والخالات والعمات ... إلى أن وصل الكلام إلى المتزوجات، أى مَنْ هنّ على ذمة رجل آخر، ثم عقبت آيتنا بأنه يحل للمسلم التزوج بما وراء هؤلاء، أى بأية امرأة لم يرد ذكرها فى ذلك المسرد: "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ
(يُتْبَعُ)
(/)
غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) ". ومعنى الكلام، كما هو واضح، أن مَنْ سوى أولئك النسوة يجوز لكم الزواج بهن بمهر، وهذا هو الأجر الذى ذكرت الآية أن الرجل يدفعه للمرأة مقابل الاستمتاع بها: "فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً". ولو كان المقصود هو زواج المتعة لكان معنى الكلام أن هناك وضعين هما: حُرْمَة النكاح من الفئات المذكورة من النساء، وحِلِّيّة المتعة مع سواهن. ولا يقول بهذا أحد، لأن المتعة لدى من يقولون بها ليست هى النكاح بإطلاق، ولا حتى أصل النكاح كى توضع مقابل حرمة النكاح، بل هى لدى من يجوّزونها شىء يباح للضرورة، وعلى مضض كما يتضح من رد أبى جعفر على عبد الله بن عمر الليثى وأبى حنيفة فى النص الذى أورده الطباطبائى. أما كلمة "استمتعتم" فلا تدل بالضرورة على نكاح المتعة لمجرد أنها مشتقة من تلك الكلمة، وإلا فالقرآن يقول: "ومَتِّعوهنّ على المُوسِع قَدَرُه، وعلى المُقْتِر قَدَرُه متاعا بالمعروف" (البقرة/ 236)، "وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين" (البقرة/ 241)، "فتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكنّ وأُسَرِّحْكنّ سَرَاحًا جميلا" (الأحزاب/ 28)، وليس للكلام هنا أية صلة بالمتعة البتة، بل الكلام عن المطلقات اللاتى ينبغى أن يُعْطَيْن مقدارا من المال لتطييب خواطرهن، وهذا المال يسمَّى: "متعة". كذلك فالكلام فى الشاهد الأخير من سورة "الأحزاب" هو عن الرسول ونسائه، ويستحيل أن يقول أحد من الشيعة إنه عليه السلام كان متزوجا بهن زواج متعة. والواقع أن استشهاد الشيعة بكلمة "استمتعتم" على أن المقصود هو زواج المتعة يذكّرنى بما قاله المستشرق هفننج من أن الرسول قد مارس هذا الزواج، إذ فهم من قول المؤرخين وكتاب السيرة إنه رد زوجته أسماء الجونية إلى أهلها قبل أن يدخل بها و"متّعها" بكذا وكذا أنه عليه السلام كان قد تزوج بها زواج "متعة". ولله فى خلقه شؤون (انظر مادة "متعة" فى " Shorter Encyclopaedia of Islam"، وانظر كذلك الصفحتين اللتين كتبتهما فى هذه النقطة فى كتابى: "دائرة المعارف الإسلامية- أضاليل واباطيل"/ مكتبة البلد الأمين/ القاهرة/ 1419هـ- 1998م/ 133 - 134). لكن ذلك مستشرق، أما مفسرونا هؤلاء فَلَيْسُوا.
ثم لو كان أبو حنيفة قد اقتنع بما قاله الصادق فى الحوار الذى قيل إنه جرى بينهما وأبدى دهشته من أنه لم يتنبه لهذا المعنى من قبل رغم صحته أو وجاهته، فلم يا ترى استمر ذلك الفقيه على موقفه من المتعة ولم يحللها فى مذهبه؟ بل ما الذى منع عليا كرم الله وجهه من إعادة الأمر فى المتعة إلى نصابه لو كان يرى، كما رووا عنه، أن عمر أخطأ بتحريمها؟ وعلام يدل هذا فى شخصية علىّ لو صحت الرواية، وما هى بالصحيحة؟ ألا يدل على أنه كان يعرف الحق لكنه لم بحاول العمل على إعادة الناس إليه؟ فلم يا ترى؟ أكان عمر فى قبره يمثل تهديدا له؟ فكيف؟ أم إنه كان لا يهتم بالدين ولا بإقرار الحق والمكافحة دونه؟ إن الذين يروون هذا عنه إنما يسيئون إليه فى شخصيته وإيمانه رضى الله عنه لا إلى عمر، لكنهم لا يبصرون مواقع الكلام للأسف! وإذا كان علىّ قد ترك الأمر على ما أرساه عمر، فلماذا يا ترى لم تسر الشيعة على منهاجه؟ أليس هو إمامهم الأكبر والخليفة الشرعى الوحيد لنبيهم فى نظرهم؟ فكيف يخالفون عن أمره إذن؟ ثم ألم يلاحظ هؤلاء كيف يتحدث علىٌّ كرم الله وجهه عن الفاروق رضى الله عنه بكل احترام فلم ينسبه إلى كفر أو نفاق أو يومئ إلى عمله هذا مجرد إيماء بما يغمز فى دينه؟ وأخيرا حتى لو قلنامع القائلين إن المتعة جائزة، أيسوّغ هذا قول الصادق: "ليس منا من لم يستحلّ متعتنا"، وبخاصة أننا قد رأيناه يتحدث عنها على أنها أمر يُشْمَأَزّ منه رغم حِلّه؟ إنها فى أحسن الأحوال لا تتعدى حدود الجواز، فكيف تتحول على هذا النحو إلى ركن من أركان الدين لدى الشيعة بحيث إن من لا يستحلها لا يكون مؤمنا عندهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وفى تفسير الآية السابعة عشرة من سورة "العنكبوت"، وهى قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى? قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ ?لطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ}، لا يحيد الطبرسى عما تقرّره إلى ما يصنعه مفسرون شيعيون آخرون من اتخاذها فرصة للبرهنة على صحة وجود المهدى فى السرداب الآن رغم مرور ما يزيد على ألف عام منذ اختفائه، إذ كان كل ما قاله هو: " {ولقد أرسلنا نوحًا إلى قومه} يدعوهم إلى توحيد الله عزّ وجل، {فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا}، فلم يجيبوه وكفروا به {فأخذهم الطوفان} جزاء على كفرهم فهلكوا {وهم ظالمون} لأنفسهم بما فعلوه من الشرك والعصيان. {فأنجيناه وأصحاب السفينة}، أي فأنجينا نوحًا من ذلك الطوفان والذين ركبوا معه في السفينة من المؤمنين به {وجعلناها}، أي وجعلنا السفينة {آية للعالمين}، أي علامة للخلائق أجمعين يعتبرون بها إلى يوم القيامة لأنها فرَّقت بين المؤمنين والكافرين والأبرار والفجار، وهي دلالة للخلق على صدق نوح وكفر قومه". ونفس الشىء فى تفاسير الطوسى والقمى والجنابذى والكاشانى، إذ لم يعرج أى منهم على موضوع عُمْر المهدى أثناء تعرضه لتفسير تلك الآية.
أما فى تفسير "الأمثل فى تفسير كتابِ اللهِ المُنْزَل" للشَّيخ نَاصِر مَكارم الشِيرازي فنقرأ: "الألف، وأيّ ألف؟ ألف سنة! يعدّ رقمًا مهمًّا وعددًا كبيرًا بالنسبة لمدّة التبليغ. وظاهر الآية الآنفة أنّ هذا المقدار لم يكن هو عمر نوح عليه السلام بتمامه، وإن ذُكِر ذلك في التوراة الحديثة، في سفر "التكوين": الفصل التاسع، بل عاش بعد الطوفان فترة أخرى. وطبقًا لما قاله بعض المفسّرين فقد كانت الفترة هذه ثلاثمائة سنة! طبعًا هذا العمر الطويل بالقياس إلى أعمار زماننا كثير جدًا ولا يعدّ طبيعيًّا أبدًا، ويمكن أن يكون ميزان العمر في ذلك العصر متفاوتًا مع عصرنا هذا. وبناءً على المصادر التي وصلت إلى أيدينا فإنّ قوم نوح كانوا معمَّرين، وعمر نوح بينهم أيضًا كان أكثر من المعتاد، ويشير هذا الأمر ضمنًا إلى أن هيئة تركيب أجسامهم كانت تمكّنهم من أن يعمَّروا طويلا. إنّ دراسات العلماء في العصر الحاضر تدلّ على أن عمر الإنسان ليس له حد ثابت، وما يقوله بعضهم بأنه محدود بمائة وعشرين سنة وأكثر أو أقل فلا أساس له ... بل يمكن أن يتغير بحسب اختلاف الظروف. واليوم وبواسطة التجارب استطاع العلماء أن يضاعفوا عمر قسم من النباتات أو الموجودات الحيّة، إلى اثني عشر ضعفًا على العمر الطبيعي. وحتى في بعض الموارد، ولا تتعجبوا، أوصلوا هذه الفترة للنباتات أو غيرها إلى تسعمائة مرّة ضعف عمرها الطبيعي. وإذا حالفهم التوفيق فيمكنهم أن يضاعفوا عمر الإنسان، فيمكن أن يعمّر الإنسان عندئذ آلاف السنين. وينبغي الإلتفات ضمنًا إلى أن كلمة "الطوفان" في الأصل معناها كل حادثة تحيط بالإنسان، وهي مشتقّة من مادة "الطواف". ثمّ استعمل هذا التعبير للماء الغزير أو السيل الشديد الذي يستوعب مساحة كبيرة من الأرض ويغرقها. كما يطلق على كل شيء كثير وشديد، وفيه حالة الاستيعاب، سواءً كان ريحًا أو نارًا". وقد اشتممت فى الكلام رائحة الإيماء إلى عمر المهدى عليه السلام. ولم يكذب المفسر الشيعى خبرا، إذ وجدته فى الهامش يقول ما نصه: "لمزيد التوضيح في مسألة طول العمر بمناسبة الأبحاث المتعلقة بطول عمر المهدي عليه السلام، يراجع كتاب ‘المهدي تحول كبير‘".
وفى موقع " arabic.irib.ir"، وفى قسم "البرامج المسجلة"، وتحت عنوان "شمس خلف السحاب" نجد الشيخ الشيعى محمد الشوكي يقول: "تعلمون أن من سنن الأنبياء عليهم السلام التي جرت في قضية مولانا المهدي عجَّل الله فَرَجه هي سُنّة طول العمر التي ظهرت في نوح عليه السلام أشهر من غيره من الأنبياء عليهم السلام. والقرآن الكريم يصرح بأن نوحا عليه السلام ظل يدعو قومه الى الهدى على مدى ما يقارب الألف عام قبل الطوفان ويرعى من آمن معه منهم، وهذا أيضا من أوجه الشبه بينه وبين مولانا المهدي عليهما السلام. فالمهدي يقوم في غيبته أيضا بالدعوة إلى الهدى ورعاية المؤمنين ودفع الأخطار عنهم، ولكن بأساليب خفية. ولولا ذلك لنزلت بهم اللأواء والشدائد واصطلمهم وأبادهم الأعداء كما يصرح بذلك عليه السلام في رسالته المشهورة
(يُتْبَعُ)
(/)
للشيخ المفيد رضوان الله عليه. والقرآن الكريم يشير إلى أن الأساليب الخفية في الدعوة إلى الهدى كانت أيضا من سنة نبي الله نوح عليه السلام، فقد قال عز وجل حاكيا دعاءه: "ثم إني دعوتهم جهارا* ثم اني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا". ويستفاد من الأحاديث الشريفة أن من علل إطالة عمر نبي الله نوح عليه السلام هو تمحيص إيمان الذين آمنوا به وغربلتهم لإيصال المستعدين منهم إلى الدرجات العالية من الإيمان. وهذه الحكمة متوفرة في إطالة عمر مولانا المهدي وطول غيبته، عجل الله فرجه، ففيها يغربَل المؤمنون ويمحَّصون حتى لا يبقى إلا الأندر الأندر كما ورد في حديث الإمام علي عليه السلام الذي رواه الشيخ النعماني رحمه الله في كتاب "الغيبة". وهؤلاء المؤمنون الثابتون على الدين الحق رغم طول الغيبة هم الأنصار الحقيقيون للمهدي المنتظر، وهم أصحابه الخلَّص الذين يبعثهم الله أحياءً لنصرته عند ظهوره إذا توفاهم قبل ذلك".
وهو كلام غير مقنع على الإطلاق: فنوح قد أخبرنا القرآن بخبره، أما المهدى فأين الدليل على أنه قد عُمِّر كل هذا العمر الطويل؟ ثم إن الأعمار فى زمن نوح كانت طويلة، بخلافها منذ زمن المهدى حتى الآن. وحتى لو قلنا إن طول عمر نوح معجزة انفرد بها، فأين الدليل على أن المهدى قد حَظِىَ هو أيضا بتلك المعجزة؟ لا القرآن ولا الحديث قال ذلك. وكذلك لم يره أحد حيًّا، وإلا فليأت من رآه ويأخذنا إليه لنتأكد أن ما يقال عنه صحيح. وبطبيعة الحال فإن كل إنسان حى يحتاج إلى طعام وشراب وقضاء حاجة واغتسال ومشى ونوم وما إلى ذلك، فمن يقوم له بتلك الحاجات يا ترى؟ ولماذا لا يتحدث الناس الذين يقومون بخدمته إن كان هناك أمثال أولئك الناس؟ أما إن قيل إنه لا يحتاج إلى شىء من هذا، فمعنى ذلك أننا، كرة أخرى، أمام معجزة، فأين الدليل على هذه المعجزة؟ مرة ثانية لا القرآن والحديث قال شيئا عن هذا، فكيف يراد منا أن نؤمن به؟ ومعنى ذلك كرة ثانية أن أحدا لم يره من قبل ولا يراه الآن، فكيف نعرف إذن أنه موجود؟ وعلى كل حال فإن وسائل البحث عن الأشخاص المفقودين والغائبين والمختفين قد تطورت تطورا هائلا فى العصر الحديث، ومِثْلُ المهدى تجنَّد له كل الإمكانات لمعرفة موضعه وحاله، فلماذا لا يقوم من يؤمنون به، ويبحثون عنه فى المنطقة التى يقال إنه اختفى فيها منذ نحو ألف عام ويمشطونها تمشيطا حتى يعثروا عليه؟ إنهم يَدْعُون دائما بأن يعجِّل الله فرجه، فما المانع أن يبذلوا ما يستطيعون من جهد للتعجيل بهذا الفرج بدلا من ذلك الانتظار الطويل دون جدوى؟ ولم يبقى المهدى كل هذا الوقت دون أن يظهر؟ أولم يحركه كل ما وقع بالمسلمين طوال هاتيك القرون من مصائب ونكبات حتى لو قلنا إن المسلمين هم الشيعة وحدهم؟ والغريب أن الشيخ يقول إن المهدى، مثل نوح عليه السلام، يقوم منذ اختفائه بهداية الناس. فكيف ذلك يا ترى؟ لقد كان نوح يخالط قومه وهو يدعوهم ويعمل على هدايتهم فيسمعه الناس ويَرَوْنه ويسخر منه الكافرون ويصدّق به المؤمنون. أما هداية الناس غيبًا فلا أدرى كيف تكون؟ هل هناك وسيط ينقل لهم ما يريد المهدى تبليغه إياهم؟ فمن هو ذلك الوسيط يا ترى؟ ولماذا لا يأخذ محبِّى المهدى إليه فيختصر الجهد ويعجّل بسعادتهم ويكمل هدايتهم؟ كذلك يقول الشيخ إن المهدى يرعى أتباعه ويحميهم من الأخطار. ترى بالله العظيم كيف يكون ذلك؟ إن إيران تتعرض مثلا للزلازل فتنهدم بيوتها ويموت الناس تحت أنقاضها كما يفعلون فى أية دولة أخرى. كذلك عندما كانت هناك حرب بين العراق وإيران كانت القنابل تنزل على المبانى الإيرانية فتحولها إلى خرائب يندفن الناس تحتها، وكان الجنود الشيعة على الجانب الإيرانى يُقْتَلون مثلما يقتل الجنود السنة عل الجانب العراقى سواء بسواء. وحتى فى الكُرَة كثيرا ما تنهزم الفرق الإيرانية أمام فرق آسيوية، وما أدراك ما مستوى الفرق الآسيوية؟ فما بالنا بمسابقات كأس العالم التى لا مكان فى صفوف صدارتها لأية دولة مسلمة فى وقتنا الحالى، شيعية كانت أم سنية؟ ترى لم لا يرينا المهدى عجائب قدرته فى هذا الميدان، والمعاونة فيه أسهل كثيرا منها فى ميدان الحروب والقنابل والقتل والدمار بما لا يقاس؟ أما إن قام بتدمير أمريكا وتخليصنا من بوش وعصابته قبل أن تعتدى على إيران، فلسوف نكون له من الشاكرين
(يُتْبَعُ)
(/)
الحامدين، ولسوف يكون هذا دليلا لا يُصَدّ ولا يُرَدّ بشرط أن يكون هناك برهان على أنه من صنعه هو. ثم هل يصح أن يقال عن المهدى إنه هو الذى يحمى ويرعى ويقى المؤمنين به من الأخطار والمهالك، وكأنه هو الله سبحانه؟ إننى لا أسخر، بل أحاول أن أفهم.
وفى موقع شيعى آخر هو موقع " www.shiastudies.com" صادفتنى الاسئلة والأجوبة التالية التى تتعلق بموضوعنا قيد البحث، وقد وردت تحت عنوان "العمر الطويل للإمام المهدي عليه السلام": "س: إذا كان المهدي يعبر عن إنسان حي عاصر هذه الأجيال المتعاقبة منذ أكثر من عشرة قرون، وسيظل يعاصر امتداداتها إلى أن يظهر على الساحة، فكيف تأتي لهذا الإنسان أن يعيش هذه العمر الطويل وينجو من قوانين الطبيعة التي تفرض على كلّ إنسان أن يمر بمرحلة الشيوخة والهرم في وقت سابق على ذلك جدا وتؤدي به تلك المرحلة طبيعيا إلى الموت، أو ليس ذلك مستحيلا من الناحية الواقعية؟
الجواب: يمكن صياغة السؤال بكلمة أخرى، وهي هل بالإمكان أن يعيش الإنسان قرونا كثيرة؟ وكلمة الإمكان هنا تعني أحد ثلاثة معانِ: الإمكان العملي، والإمكان العلمي، والإمكان المنطقي أو الفلسفي. والإمكان العملي هو أن يكون الشيء ممكنا على نحو يتاح لي أو لك أو لإنسان آخر فعلا أن يحقّقه: فالسفر عبر المحيط، والوصول إلى قاع البحر، والصعود إلى القمر أشياء أصبح لها إمكان عملي فعلا، فهناك من يمارس هذه الأشياء فعلا بشكل وآخر. أما الإمكان العلمي هو أن هناك أشياء قد لا يكون بالإمكان عمليا لي أو لك أن نمارسها فعلا بوسائل المدنية المعاصرة، ولكن لا يوجد لدى العلم ولا تشير اتجاهاته المتحركة إلى ما يبرر رفض هذه الأشياء ووقوعها وفقا لظروف ووسائل خاصة، فصعود الإنسان إلى كوكب الزهرة لا يوجد في العلم ما يرفض وقوعه. بل إن اتجاهاته القائمة فعلا تشير إلى ذلك، وإن لم يكن الصعود فعلا ميسورا لي أو لك، لأن الفارق بين الصعود إلى الزهرة والصعود إلى القمر ليس إلاّ فارق درجة، ولا يمثل الصعود إلى الزهرة إلا مرحلة تذليل الصعاب الإضافية التي تنشأ من كون المسافة أبعد، فالصعود إلى الزهرة ممكن علميا وإن لم يكن ممكنا عمليا فعلا. وعلى العكس من ذلك الصعودُ إلى قرص الشمس في كبد السماء، فإنه غير ممكن عمليا، بمعنى أن العلم لا أمل له في وقوع ذلك، إذ لا يتصور علميا وتجربيا إمكانية صنع ذلك الدرع الواقي من الاحتراق بحرارة الشمس، التي تمثل أتونا هائلا مستعرًا ...
فوجود ثلاث برتقالات تنقسم بالتساوي وبدون كسر إلى نصفين ليس له منطق لأن العقل يدرك، قبل أن يمارس أي تجربة، أن الثلاثة عدد فردي وليس زوجا، فلا يمكن أن تنقسم بالتساوي لأن انقسامها بالتساوي يعني كونها زوجا فتكون فردا وزوجا في وقت واحد. وهذا تناقض، والتناقض مستحيل منطقيا. ولكن دخول الإنسان في النار دون أن يحترق وصعوده للشمس دون أن تحرقه الشمس بحرارتها ليس مستحيلا من الناحية المنطقية، إذ لا تناقض في افتراض أن الحرارة لا تتسرب من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة، وإنما هو مخالف للتجربة التي أثبتت تسرب الحرارة من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة إلى أن يتساوى الجسمان فى الحرارة. وهكذا نعرف أن الإمكان المنطقي أوسع دائرة من الإمكان العلمي، وهذا أوسع دائرة من الإمكان العملي. ولا شك في أن امتداد عمر الإنسان آلاف السنين ممكن منطقيا، لأن ذلك ليس مستحيلا، لأن الحياة كمفهوم لا تستبطن الموت السريع، ولا نقاش في ذلك.
كما لا شك أيضا ولا نقاش في أنّ هذا العمر الطويل ليس ممكنا إمكانا عمليا على نحو الإمكانات العملية للنزول إلى قاع البحر أو الصعود إلى القمر، وذلك لأن العمل بوسائله وأدواته الحاضرة فعلا والمتاحة من خلال التجربة البشرية المعاصرة لا تستطيع أن تمدد عمر الإنسان مئات السنين. ولهذا نجد أن أكثر الناس حرصا على الحياة وقدرة على تسخير إمكانات العلم لا يتاح لها من العمر إلا بقدر ما هو مألوف. وأما الإمكان العلمي فلا يوجد علميا اليوم ما يبرر رفض ذلك من الناحية النظرية. وهذا بحث يتصل في الحقيقة بنوعية التفسير الفسيولوجي لظاهرة الشيخوخة والهرم لدى الإنسان. فهل تعبّر هذه الظاهرة عن قانون طبيعي يفرض على أنسجة جسم الإنسان وخلاياه بعد أن تبلغ قمة نموها أن تتصلب بالتدريج وتصحب أقل كفاءة
(يُتْبَعُ)
(/)
للاستمرار في العمل، إلى أن تتعطل في لحظة معينة حتى لو عزلناها عن تأثير أي عامل خارجي، أو أنّ هذا التصلّب وهذا التناقض في كفاءة الأنسجة والخلايا الجسمية للقيام بأدوارها الفسيولوجية نتيجة صراع مع عوامل خارجية كالميكروبات أو التسمم الذي يتسرب إلى الجسم من خلال ما يتناوله من غذاء مكثّف أو ما يقوم به من عمل مكثّف أو أي عامل آخر؟ وهذا سؤال يطرحه العلم اليوم على نفسه، وهو جادٌّ في الإجابة عليه ... فإذا أخذنا بوجهة النظر العلمية التي تتجه إلى تفسير الشيخوخة والضعف الهرمي بوصفه نتيجة صراع واحتكاك مع مؤثرات خارجية معينة فهذا يعني أنّ بالإمكان نظريا، إذا عُزِلت الأنسجة التي يتكون منها جسم الإنسان عن تلك المؤثرات المعينة، أن تمتد بها الحياة وتتجاوز ظاهرة الشيخوخة وتتغلب عليها نهائيا.
وإذا أخذنا بوجهة النظر الأخرى التي تميل إلى افتراض الشيخوخة قانونا طبيعيا للخلايا والأنسجة الحية نفسها بمعنى أنّها تحمل في أحشائها بذرة فنائها المحتوم، مرورا بمرحلة الهرم والشيخوخة وانتهاء بالموت، أقول: إذا أخذنا بوجهة النظر هذه فليس معنى هذا عدم افتراض أي مرونة في هذا القانون الطبيعي، بل هو على افتراض وجوده قانون مرن، لأننا نجد في حياتنا الاعتيادية ولأن العلماء يشاهدون في مختبراتهم العلمية أنّ الشيخوخة كظاهرة فسيولوجية قد تأتي مبكرة وقد تتأخر ولا تظهر إلا في فترة متأخرة، حتى إنّ الرجل قد يكون طاعنا في السن ولكنه يملك أعضاء لينة ولا تبدو عليه أعراض الشيخوخة كما نص على ذلك الأطباء. بل إنّ العلماء استطاعوا عمليا أن يستفيدوا من مرونة ذلك القانون الطبيعي المفترض فأطالوا عمر بعض الحيوانات مئات المرات بالنسبة على أعمارها.
وبهذا يثبت علميا أن تأجيل هذا القانون بخلق ظروف وعوامل معينة أمر ممكن علميا، ولئن لم يتح للعلم أن يمارس فعلا هذا التأجيل بالنسبة إلى كائن معقد معين كالإنسان فليس ذلك إلا لفارق درجة بين صعوبة هذه الممارسة بالنسبة إلى الإنسان وصعوبتها بالنسبة إلى أحياء أخرى. وهذا يعني أن العلم من الناحية النظرية، وبقدر ما تشير إليه اتجاهاته المتحركة، لا يوجد فيه أبدا ما يرفض إمكانية إطالة عمر الإنسان، سواء فسرنا الشيخوخة بوصفها نتاج صراع واحتكاك مع مؤثرات خارجية أو نتاج قانون طبيعي للخلية الحية نفسها يسير بها نحو الفناء.
ويتلخص من ذلك أن طول عمر الإنسان وبقاءه قرونا متعددة أمر ممكن منطقيا وممكن علميا، ولكنه لا يزال غير ممكن عمليا، إلا أنّ اتجاه العلم سائر في طريق تحقيق هذا الإمكان عبر طريق طويل. وعلى هذا الضوء نتناول عمر المهدي عليه السلام وما أحيط به من استفهام أو استغراب. ونلاحظ أنّه بعد أن ثبت هذا العمر الطويل منطقيا وعلميا، وثبت أنّ العلم سائر في طريق تحويل الإمكان النظري إلى عملي تدريجيا، لا يبقى للاستغراب محتوى إلا استبعاد أن يسبق المهدي العلم نفسه، العلم في تطوره إلى مستوى القدرة الفعلية على هذا التحويل، فهو نظير من يسبق العلم في اكتشاف دواء ذات السحايا أو دواء السرطان.
س: كيف سبق الإسلام، الذي صمم عمر هذا القائد المنتظر، حركة العلم في مجال هذا التحويل؟
الجواب: أنّه ليس ذلك هو المجال الوحيد الذي سبق فيه الإسلام حركة العلم. أوَ ليست الشريعة الإسلامية ككل قد سبقت حركة العلم والتطور الطبيعي للفكر الإنساني قرونا عديدة؟ أوَ لم تنادِ بشعارات طرحت خططا للتطبيق لم ينضج الإنسان للتوصل إليها في حركته المستقلة إلا بعد مئات السنين؟ أو لم تأت بتشريعات في غاية الحكمة لم يستطع الإنسان أن يدرك أسرارها ووجه الحكمة فيها إلا قبل برهة وجيزة من الزمن؟ أوَ لم تكشف رسالة السماء أسرارا من الكون لم تكن تخطر على بال إنسان، ثم جاء ليثبتها ويدعمها؟ فإذا كنا نؤمن بهذا كلّه أنستكثر على مرسل هذه الرسالة سبحانه وتعالى أن يسبق العلم في تصميم عمر المهدي؟ وأنا هنا لم أتكلّم إلا عن مظاهر السبق التي نستطيع أنّ نحسّها نحن بصورة مباشرة. ويمكن أن نضيف إلى ذلك مظاهر السبق التي تحدثنا بها رسالة السماء نفسها. ومثال ذلك أنها تخبرنا بأن النبي صلى الله عليه وآله قد أُسْرِيَ به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى. وهذا الإسراء، إذا أردنا أن نفهمه في إطار القوانين الطبيعية، فهو يعبر عن الاستفادة من القوانين
(يُتْبَعُ)
(/)
الطبيعية بشكل لم يتح للعلم أن يحققه إلا بعد مئات السنين. فنفس الخبرة الربانية التي أتاحت للرسول صلى الله عليه وآله التحرك السريع قبل أن يتاح للعلم تحقيق ذلك أتاحت لآخر خلفائه المعصومين العمر المديد قبل أن يتاح للعلم تحقيق ذلك.
نعم، هذا العمر المديد الذي منحه الله تعالى للمنقذ المنتظر يبدو غريبا في حدود المألوف حتى اليوم في حياة الناس وفي ما أنجز فعلا من تجارب العلماء. ولكن أليس الدور التغيري الحاسم الذي أعد له هذا المنقذ غريبا في حدود المألوف في حياة الناس وما مرّت بهم من تطورات التاريخ؟ أو ليس قد أنيط به تغيير العالم وإعادة بنائه الحضاري من جديد على أساس الحق والعدل؟ فلماذا نستغرب إذا اتسم التحضير لهذا الدور الكبير ببعض الظواهر الغريبة والخارجة عن المألوف كطول عمر المنقذ المنتظر؟ فإن غرابة هذه الظواهر وخروجها عن المألوف مهما كان شديدا لا يفوق بحالٍ غرابة نفس الدور العظيم الذي يجب على اليوم الموعود إنجازه. فإذا كنا نستسيغ ذلك الدور الفريد تاريخيا على الرغم من أنه لا يوجد دور مناظر له في تاريخ الإنسان، فلماذا لا نستسيغ ذاك العمر المديد الذي لا نجد عمرا مناظرا له في حياتنا المألوفة؟
ولا أدري هل هي صدفة أن يقوم شخصان فقط بتفريغ الحضارة الإنسانية من محتواها الفاسد وبنائها من جديد فيكون لكل منهما عمر مديد يزيد على أعمارنا الاعتيادية أضعافا مضاعفة؟ أحدهما مارس دوره في ماضي البشرية، وهو نوح الذي نصّ القرآن الكريم على أنه مكث في قومه ألف سنة خلا خمسين سنة، وقدر له من خلال الطوفان أن يبني العالم من جديد. والآخر يمارس دوره في مستقبل البشرية، وهو المهدي الذي مكث في قومه حتى الآن أكثر من ألف عام، وسيقدَّر له في اليوم الموعود أن يبني العالم من جديد. فلماذا نقبل نوح الذي ناهز ألف عام على أقل تقدير ولا نقبل المهدي عليه السلام؟
س: لو فرضنا أن العمر الطويل غير ممكن علميا، أو أن قانون الشيخوخة والهرم قانون صارم لا يمكن للبشرية اليوم وفي المستقبل التغلّب عليه وتغير من ظروفه وشروطه، فماذا يعني ذلك؟ ألا يعني أن طول عمر نوح والمهدى عليهما السلام على خلاف القوانين الطبيعية التي أثبتها العلم بوسائل التجربة والاستقراء الحديثة، وبهذا تكون المعجزة عطلت قانونا طبيعيا في حالة معينة للحفاظ على حياة الشخص الذي أنيط به الحفاظ على رسالة السماء؟
الجواب: ليست هذه المعجزة فريدة من نوعها، أو غريبة على عقيدة المسلم المستمدة من نص القرآن و السنة، فليس قانون الشيخوخة والهرم أشد صرامة من قانون انتقال الحرارة من الجسم الأكثر حرارة إلى الجسم الأقل حرارة حتى يتساويان، وقد عطل هذا القانون لحماية حياة إبراهيم عليه السلام حين كان الأسلوب الوحيد للحفاظ عليه تعطيل ذلك القانون، فقيل للنار حين ألقي فيها إبراهيم: "قُلْنَا يَانَارُ كُونِي بَرْدا وَسَلاَما عَلَى إِبْرَاهِيمَ" (الأنبياء/ 69)، فخرج منها كما دخل سليما لم يصبه أذى، إلى كثير من القوانين الطبيعية التي عُطِّلَتْ لحماية أشخاص من الأنبياء وحجج الله على الأرض، ففُلِق البحر لموسى، وشُبِّه للرومان أنهم قبضوا على عيسى ولم يكونوا قد قبضوا عليه، وخرج النبي محمد من داره وهي محفوفة بحشود قريش التي ظلّت ساعات تتربص به لتهجم عليه، فستره الله تعالى عن عيونهم وهو يمشي بينهم. كل هذه الحالات التي تمثل قوانين طبيعية عطّلت لحماية شخص كانت الحكمة الربانية تقتضي الحفاظ على حياته، فليكن قانون الشيخوخة والهرم من تلك القوانين.
وقد يمكن أن نخرج من ذلك بمفهوم عام، وهو أنه كلما توقف الحفاظ على حياة حجّة الله في الأرض على تعطيل قانون طبيعي، وكانت إدامة حياة ذلك الشخص ضرورية لإنجاز مهمته التي أُعِدّ لها، تدخلت العناية الربانية في تعطيل ذلك القانون لإنجاز ذلك. وعلى العكس إذا كان الشخص قد انتهت مهمّته التى أُعِدّ لها ربانيا فإنه سيلقى حتفه ويموت أو يُسْتَشْهَد وفقا لما تقرره القوانين الطبيعة.
س: كيف يمكن أن يتعطّل القانون الطبيعي، وكيف تنفصم العلاقة الضرورية التي تقوم بين الظواهر الطبيعية؟ وهل هذه إلا مناقضة للعلم الذي اكتشف ذلك القانون الطبيعي، وحدد هذه العلاقة الضرورية على أسس تجريبية واستقرائية؟
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب: إن العلم نفسه قد أجاب على هذا السؤال بالتنازل عن فكرة الضرورة في القانون الطبيعي. وتوضيح ذلك أن القوانين الطبيعية يكتشفها العلم على أساس التجربة والملاحظة المنتظمة، فحين يطَّرد وقع ظاهرة طبيعية عقيب ظاهرة أخرى يُسْتَدَلّ بهذا الاطراد على قانون طبيعي، وهو أنّه كلما وُجِدت الظاهرة الأولى وُجِدت الظاهرة الثانية عقيبها، غير أنّ العلم لا يفترض في هذا القانون الطبيعي علاقة ضرورية. كما أن العلم لا يتحدث عن علاقة ضرورية، بل عن اقتران مستمر بين ظاهرتين. فإذا جاءت المعجزة وفصلت إحدى الظاهرتين عن الأخرى في قانون طبيعي لم يكن ذلك فصما لعلاقة ضرورية بين الظاهرتين.
والحقيقة أنّ المعجزة بمفهومها الديني قد أصبحت في ضوء المنطق العلمي الحديث مفهومة بدرجة أكبر مما كانت عليه في ظل وجهة النظر الكلاسيكية إلى علاقات السببية، فقد كانت وجهة النظر القديمة تفترض أنّ كلّ ظاهرتين اطرد اقتران إحداهما بالأخرى، فالعلاقة بينهما علاقة ضرورة، والضرورة تعني أنّ من المستحيل أن تفصل إحدى الظاهرتين عن الأخرى. ولكن هذه العلاقة تحوّلت في منطق العلم الحديث إلى قانون الاقتران أو التتابع المطرد بين الظاهرتين دون افتراض تلك الضرورة الغيبية. وبهذا تصبح المعجزة حالة استثنائية لهذا الاطراد في الاقتران أو التتابع دون أن تصطدم بضرورة أن تؤدي إلى استحالة. وأما على ضوء الأسس المنطقية للاستقراء فنحن نتفق مع وجهة النظر العلمية الحديثة في أن الاستقراء لا يبرهن على علاقة الضرورة بين الظاهرتين، ولكنا نرى أنه يدل على وجود تفسير مشترك لا طراد التقارن أو التعاقب بين الظاهرتين باستمرار. وهذا التفسير المشترك، كما يمكن صياغته على أساس افتراض الضرورة الذاتية، كذلك يمكن صياغته على أساس افتراض حكمة دعت منظم الكون إلى الربط ظواهر أخرى باستمرار. وهذه الحكمة نفسها تدعو أحيانا إلى الاستثناء فتحدث المعجزة". وتعليقنا هنا هو نفس تعليقنا السابق، وهو أنه لا يوجد قرآن ولا حديث يثبتان هذا الذى يقوله الشيخ، كما أنه لا يوجد أحدٌ شاهد المهدى فى سردابه الذى يختفى فيه حسب دعواهم. فأنَّى يراد للناس أن يؤمنوا به؟ لو كان الأمر بهذه البساطة لادعيت أنا مثلا أن أبى الذى مات فى طفولتى لم يمت فى الحقيقة، بل مختبئ فى مكان تحت بيتنا، وسوف يظهر فى مقبل الأيام. وهو، كما يرى القارئ، ادعاء سهل لا يكلف شيئا، لكن المشكلة كل المشكلة، بل الاستحالة كل الاستحالة، فى إثباته! ثم لماذا نقول مع الإمامية بأن المهدى المنتظر هو فلان وليس علانا أىّ علان من آل بيت النبى؟ فمعروف أن الشيعة منقسمون على سلسلة علىّ التى من حقها وراثته فى خلافة المسلمين، فلماذا ينبغى أن يكون الإمام المختفى هو محمد بن الحسن العسكرى وليس شخصا آخر من أحفاد علىّ كرم الله وجهه؟ بل لو افترضنا أننا سلمنا بأن هناك نصا فى الإسلام (أين؟ لاأدرى) يعين الخليفة بعد النبى بعلى كرم الله وجهه، أفهناك نص على أنها لا بد أن تستمر فى ذريته؟ وهل وراثة الحكم فى الإسلام مقبولة؟ أم إن الواجب تولى من تختاره الأمة فى انتخابات حرة مفتوحة؟ إن علماء الإسلام قد وصفوا ما فعله معاوية من توريث السلطان ليزيد بأنه جبرية وكسروية، فكيف يراد منا أن نقبل من علىٍّ ما أنكرناه على معاوية؟
وعندنا الغنائم، وهى عند الشيعة أوسع من أن تقتصر على غنائم الحرب، بل تشمل تلك مع غنائم الغوص، والكنز الذى يعثر الإنسان عليه، والمعدن المستنبط من الأرض، وأرباح المكاسب ... إلخ كما يوضح الدكتور محمد حسين الذهبى فى كتابه: "التفسير والمفسرون" لدى تعرضه لتلك النقطة أثناء تناوله لتفسير للطبرسى وكما سنرى ذلك بعد قليل فيما كتبه ذلك المفسر نفسه. يقول صاحب "مجمع البيان فى علوم القرآن" فى تفسير قوله تعالى فى الآية الحادية والأربعين من سورة "الأنفال": "وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ": "اختلف العلماء فى كيفية قسمة الخُمس ومن يستحقه على أقوال: أحدها: ما ذهب إليه
(يُتْبَعُ)
(/)
أصحابنا، وهو أن الخُمْس يُقَسَّم على ستة أسهم: فسهم الله، وسهم للرسول، وهذان السهمان مع سهم ذى القُرَبى للإمام القائم مقام الرسول، وسهم ليتامى آل محمد، وسهم لمساكينهم، وسهم لأبناء سبيلهم، ولا يَشْرَكهم فى ذلك غيرهم لأن الله سبحانه حَرَّم عليهم الصدقات لكونها أوساخ الناس وعوَّضهم من ذلك الخُمْس. وروى ذلك الطبرى عن علىّ بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علىّ الباقر. وروى أيضًا عن أبى العالية والربيع أنه يُقَسَّم على ستة أسهم، إلا أنهما قالا: سهم الله للكعبة، والباقى لمن ذكره الله. وهذا القسم مما يقتضيه ظاهر الكتاب ويقوّيه. الثانى: أن الخُمْس يُقَسَّم على خمسة أسهم، وأن سهم الله والرسول واحد، ويُصْرَف هذا السهم إلى الكُرَاع والسلاح، وهو المروى عن ابن عباس وإبراهيم وقتادة وعطاء. الثالث: أن يُقسم على أربعة أسهم: سهم لذوى القُرَبى: لقرابة النبى صلى الله عليه وسلم، والأسهم الثلاثة لمن ذُكِروا بعد ذلك من سائر المسلمين، وهو مذهب الشافعى. الرابع: أنه يُقَسَّم على ثلاثة أسهم، لأن سهم الرسول قد سقط بوفاته لأن الأنبياء لا تُورَث فيما يزعمون، وسهم ذى القُرْبَى قد سقط لأن أبا بكر وعمر لم يعطيا سهم ذى القُرَبى، ولم ينكر ذلك أحد من الصحابة عليهما، وهو مذهب أبى حنيفة وأهل العراق. ومنهم مَن قال: لو أعطى فقراء ذوى القُربى سهمًا والآخرين ثلاثة أسهم جاز، ولو جعل ذوى القُرَبى أُسوةً بالفقراء، ولا يُفْرَد لهم سهمٌ جارٍ. واختُلِف فى ذى القُرْبَى: فقيل: هم بنو هاشم خاصة من ولد عبد المطلب لأن هاشمًا لم يعقب إلا منه: عن ابن عباس ومجاهد، وإليه ذهب أصحابنا. وقيل: هم بنو هاشم بن عبد مناف، وبنو عبد المطلب بن عبد مناف. وهو مذهب الشافعى. وروى ذلك عن جبير بن مطعم عن النبى صلى الله عليه وسلم. وقال أصحابنا: إن الخُمْس واجب فى كل فائدة تحصل للإنسان من المكاسب وأرباح التجارات وفى الكنوز والمعادن والغوص وغير ذلك مما هو مذكور فى الكتب. ويمكن أن يُسْتَدَلّ على ذلك بهذه الآية، فإن فى عُرْف اللغة يُطلق على جميع ذلك اسم الغُنْم والغنيمة". وعند تفسيره للآية السابعة من سورة الحشر: {مَّآ أَفَآءَ ?للَّهُ عَلَى? رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ?لْقُرَى? فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ} يقول: {مَّآ أَفَآءَ ?للَّهُ عَلَى? رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ?لْقُرَى?}، أى من أموال كفار أهل القرى، {فَلِلَّهِ} يأمركم فيه بما أحب، {وَلِلرَّسُولِ} بتمليك الله إياه، {وَلِذِي ?لْقُرْبَى?} يعنى أهل بيت رسول الله وقرابته، وهم بنو هاشم، {وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ} منهم، لأن التقدير: ولذى قُرْباه ويتامى أهل بيته ومساكينهم وابن السبيل منهم. وروى المنهال بن عمرو عن علىّ بن الحسين، قال: قلت: قوله: {وَلِذِي ?لْقُرْبَى? وَ?لْيَتَامَى? وَ?لْمَسَاكِينِ وَ?بْنِ ?لسَّبِيلِ}، قال: هم أقرباؤنا ومساكيننا وأبناء سبيلنا. وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وأبناء السبيل. وقد روى أيضًا ذلك عنهم. وروى محمد بن مسلم عن أبى جعفر أنه قال: "كان أبى يقول: لنا سهم رسول الله، وسهم ذوى القُرَبى، ونحن شركاء الناس فيما بقى. والظاهر يقتضى أن ذلك لهم، سواء أكانوا أغنياء أو فقراء. وهو مذهب الشافعى. وقيل إن مال الفَىْء للفقراء من قرابة رسول الله، وهم بنو هاشم وبنو المطلب. وروى عن الصادق أنه قال: نحن قومٌ فرض الله طاعتنا، ولنا الأنفال، ولنا صَفْوُ المال". وفى هذا النص نرى الطبرسى قد جمع ما يقوله الشيعة فى هذه القضية، ومن ثم نكتفى بما قاله.(/)
التفسير والإفتاء دون ضوابط- جمال البنا نموذجا
ـ[إبراهيم عوض]ــــــــ[25 Dec 2007, 02:58 م]ـ
هناك ضوابط ينبغى أن يتقيد بها من يتصدى لمهمة التفسير والإفتاء، وقائمة طويلة من العلوم والمعارف لا بد له منها لفهم النص القرآنى وتذوقه، وفى ضوء هذا وذاك نستطيع أن نفهم ما يُتَّهَم به أحيانا "التفسير بالرأى". وأساس هذا ما يُرْوَى عنه صلى الله عليه وسلم من أنه "من تكلم فى القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ"، وهو الحديث الذى لا يمكن استغناء مَنْ ينظر فيه مِنَ استصحاب الحديث الآخر الذى يقول: "من تكلم في القرآن بغير علم فقد أخطأ، وإن أصاب"، أو ذلك الذى يقول: "من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار". وقد نظرت فى هذه الأحاديث من ناحية التمحيص والتخريج، فظهر أن الأول منها غير موجود فى الموسوعة الحديثية المسماة: "الدرر السنية": لا فى الأحاديث الصحيحة ولا الضعيفة ولا الموضوعة، كما أن الحديث الثالث قد حُكِم عليه مرة بأنه "حسن صحيح"، ومرة بأنه "حسن"، وسبعا بأنه "ضعيف"، وذلك حسب سلسلة الإسناد التى رُوِىَ من خلالها، أما الثانى فقد قيل فى حقه إنه إن لم يكن من جهة السند صحيحا فهو صحيح رغم هذا من جهة المعنى. ولسوف أتصور أن كل تلك الأحاديث صحيحة صحة مطلقة ثم ننظر فيها على هذا الأساس لنرى أبعادها ومدى دقة فهمنا لها. ذلك أن كثيرا من الناس يظن أنها تدين تشغيل العقل وحرص الإنسان على أن يكون له رأى فى فهمه للقرآن. فهل من الممكن أن يثنى الرسول على من ليس عنده رأى، ويرفض أن يكون عنده رأى، مُؤْثِرًا عليه من يردد ما يسمعه من مأثورات فى عالم التفسير إيثارا شديدا؟
المعروف أن الرسول الكريم يكره للرجل أن يكون إِمَّعَة، أى لا رأى له ولا موقف نابع من عقله وقلبه وضميره، بل كل همه متابعة الناس على ما يقولون ويعملون دون تفكير. لكن قد يردّ البعض بأن المسألة هنا لا تتعلق برأى الناس الذى ينبغى أن يزنه الشخص قبل أن يتابعهم عليه، بل بأقوال الرسول فى تفسير القرآن. وجوابنا على هذا هو أن الرسول لم يترك لنا تفسيرا كاملا للقرآن، بل لبعض آياته فقط. وفوق هذا فالتفسيرات التى تركها لنا صلى الله عليه وسلم مختصرة جدا فى العادة، فماذا نفعل فى بقية القرآن إذا أردنا أن نفسرها؟ هل نتركها دون تفسير ما دام لم يصلنا عن الرسول فيها شىء؟ وحتى بالنسبة إلى الأحاديث التى وصلتنا عنه صلى الله عليه وسلم هل من الممكن أن يخرّ الإنسان عليها خُرُورًا دون أن يتأكد أنها أحاديث صحيحة؟ وهذا التأكد أليس هو إعمالا للرأى؟ ثم أليست هذه الأحاديث بحاجة إلى أن يفهمها ذلك الشخص؟ أوليس الفهم هو أيضا لونا من إعمال الرأى؟ ولقد رأينا أن تفسير القرآن يحتاج إلى ألوان مختلفات من العلوم والفنون والمعارف والتخصصات، وبخاصة فى عصرنا هذا حيث بلغ التقدم العلمى والفنى مبلغا هائلا مما يوجب التدرع لهذه المهمة بما لم يكن فى طوق السابقين ولا فى خيالهم، فما بالنا بالعصور المقبلة التى سوف يتقدم العلم فيها تقدما يدير الرؤوس ويشده العقول والنفوس؟ فالاطلاع على تلك العلوم والفنون والإلمام بها ومحاولة تطبيقها على النص القرآنى بغية فهمه وتذوقه، ألا يُعَدّ هذا إعمالا للرأى؟
حتى الطبرى أحيانا ما نجده، فى تفسيره الذى اشتهر بأنه إمام كتب التفسير بالمأثور، يوازن بين الروايات التى وصلته عن الرسول والصحابة والتابعين ليرى أيتها صحيحة، وأيتها غير ذلك، ومن ثم يختار ما يطمئن إليه ويترك ما سواه، مُعْمِلاً خلال ذلك كله عقله، معتمدًا على معارفه ثم مُدْلِيًا فى نهاية المطاف برأيه. وقد نبه إلى هذا فضيلة الشيخ محمد الفاضل بن عاشور فى كتابه: "التفسير ورجاله" فقال: "وهو في كثير من صور انتقاده للأحاديث المسندة قوي الاعتماد على الفقه وملاءمة الآثار من الأقوال، فكثيرا ما يَرُدّ حديثًا في تأويل آية بأنه خلاف ما تقرر عند الفقهاء من الحكم. كما أنه في صور أخرى قويُّ الاستناد إلى ما بين النحويين من كلام في تخريج التراكيب وما تجاذبوه من نظر في تأويل شواهدها. وكثيرًا ما يجعل التخريج النحوي الراجح توجيهًا للقراءة وبيانًا لأولويتها، ويستخرج من رجحان القراءة وتوجيهها اختيار المعنى أو الحكم الذي يأخذ به، تبعًا لاختيار القراءة واختيار الوجه النحوي الذي خرجت عليه، فيقول: "وأَوْلَى
(يُتْبَعُ)
(/)
القراءتين بالصواب في ذلك". وربما يؤكد جزمه بالاختيار فيقول: "والقراءة التي لا أختار غيرها ... ". وبهذه الطريقة أصبح تفسير ابن جرير الطبري تفسيرًا علميًّا يغلب فيه جانب الأنظار غلبة واضحة على جانب الآثار، حتى أنه لو اقْتُصِر فيه على مجرد عَزْو الأقوال المتخالفة لأربابها، وجُرِّد عن طويل الأسانيد ومكرَّرها لبقي وافيًا تمام الوفاء بما يقصد له من كشف عن دقائق المعاني القرآنية وما يستخرج منها من الحِكم والأحكام على اختلاف المذاهب والآراء وما يتصل بها من استعمالات اللغة ومسائل العربية، ولازداد شبهه بالتفاسير العلمية التي جاءت من بَعْدُ قوةً ووضوحًا، فلذلك يصح أن تعتبره تحولاً في منهج التفسير ذا أثر بعيد قطع به التفسير ما كان يربطه إلى علم الحديث من تبعية ملتزمة. بل إنه جعل العنصر الذي كان علم الحديث يسيطر به على التفسير أقل عناصر التفسير أهمية، وذلك هو عنصر تفسير المبهمات ومعرفة أسباب النزول، وجعل العنصر الذي لا غنى للتفسير فيه عن النقل، وهو عنصر بيان الأحكام معتمدًا على فتاوى الفقهاء، معتضدًا بمعاقد الإجماع. وإن الذين يعتبرون تفسير الطبري تفسيرًا أثريًّا أو من صنف التفسير بالمأثور إنما يقتصرون على النظر إلى ظاهره بما فيه من كثرة الحديث والإسناد، ولا يتدبرون في طريقته وغايته التي يصرح بها من إيراد تلك الأسانيد المصنَّفة المرتَّبة الممحَّصة".
وقد تناولت تفسير الطبرى على نحو شديد التفصيل على مدى عشرات الصفحات فى الفصل الأول من كتابى: "من الطبرى إلى سيد قطب"، وبينت الجهد الهائل الذى نهض به هذا المفسر العظيم. ومنه يتضح أن عمله فى ذلك الميدان ليس مجرد جمع للآثار الواردة عن الرسول والصحابة والتابعين وتابعيهم، بل رفد هذا كلَّه عنده رأىٌ، ورأىٌ كثير. فالرأى إذن هو أمر لا يمكن الاستغناء عنه بتاتا فى ميدان التأليف من التفسير القرآنى، اللهم إلا إذا ألغى الإنسان عقله بل وجوده ذاته وأتى إلى كتاب من كتب التفسير يجده أمامه بالمصادفة فنقله كما هو. ومَنْ مِنَ العقلاء يفعل ذلك؟ بل إن الصحابة والتابعين كانوا هم أنفسهم يُعْمِلون عقولهم ويُدْلُون بآرائهم، وإلا فلماذا كان هناك اختلاف بينهم فى فهم القرآن أحيانا؟ لو كان هناك طريق واحد على المسلم أن يسلكه فى تفسير كتاب الله لكان الصحابة أولى الناس وأولهم بسلوك هذا الطريق والتزام جادّته لا يتحولون عنها. إذن لا غِنَى فى تفسير القرآن عن استعمال الرأى، على أن يكون إعمال العقل مبنيا على توفر العلم الواسع العميق والأدوات التى من شأنها أن تعين على بلوغ الغاية فى هذا المجال، مع اتباع الأسلوب المنهجى السليم والرغبة فى الوصول إلى برد اليقين وإفراغ الوسع كله فى البحث والتقصى والاجتهاد.
فإذا عدنا إلى الأحاديث الثلاثة التى مرت آنفا ونظرنا، فى ضوء الحديثين الثانى والثالث منها، إلى الحديث الذى يتحدث عن الرأى ويُفْهَم منه كراهيتُه صلى الله عليه وسلم له، تبين لنا فى الحال أن المقصود هو أن يدلى الإنسان برأيه فى تفسير كتاب الله على سبيل التقحم والاعتساف والهجوم غير المدروس، أى دون أن يستعين بما يعنيه على هذا الفهم. ذلك أن لكل شىء بابا يولَج من خلاله إليه، أما القفز على أى موضوع فى الحال من غير الاستعداد لمواجهته بالوسائل والأدوات التى تعين عليه فهو مزلق عظيم من مزالق الخطر والفساد. وعلى هذا فلو افترضنا أن ثمة شخصا جاهلا فى موضوع ما أدلى برأيه فى مسألة من المسائل المتعلقة بذلك الموضوع ثم تصادف أن جاء رأيه صحيحا، فإن هذا لا ينبغى أن يتخذ تكأة لتسويغ مثل ذلك التجرؤ على الرأى. إن المبدأ لا ينخرم لأن حالة شاذة قائمة على المصادفة المحضة قد كسرته مرةً أو يمكن أن تكسره. والإسلام لا يقيم أموره على المصادفات والاقتحامات العمياء، بل على الدراسة واتخاذ الضوابط التى من شأنها إنجاح العمل. والدنيا قائمة على نظام محكم يتمثل فى قوانين الكون التى نعرفها، أما التصرف على أساس أن الإسلام يشذ عن ذلك النظام وتلك القوانين ويؤسس للجرأة القائمة على غير أساس سوى أساس التشبث بأن حالة من الحالات الشاذة قد صحت أو يمكن أن تصح ذات يوم فأمر غير مقبول بالمرة!
(يُتْبَعُ)
(/)
إذن لا مناص من استعمال الرأى، بيد أنه لا بد له من ضوابط كما شرحنا. وإن الأمر كما ذكر د. مساعد فى بحثه المنشور على المشباك حول "التفسير بالرأى: مفهومه، حكمه، أنواعه"، إذ قال إن "الرأي في التفسير نوعان: محمود، ومذموم"، و"إنما يُحْمَد الرأي إذا كان مستندا إلى علم يقي صاحبه الوقوع في الخطأ"، أما التفسير المذموم من هذا النوع فهو "القول في القرآن بغير علم، سواء أكان عن جهلٍ أو قصورٍ في العلم أم كان عن هوى يدفع صاحبه إلى مخالفة الحق". ومن ذلك إقدام المفسر على ما لا يعلمه إلا الله، أو مناقضته لما ورد عن النبى يقينا من تفسير، أو اعتماده على اللغة وحدها دون سائر ما تحتاج إليه تلك المهمة الجليلة من أدوات علمية مساعدة، أو الدخول على القرآن بهوى مسبَّق يتأوله عليه حسبما ذكر الكاتب.
ومثالا على الطريقة المرفوضة فى التفسير بالرأى أذكر أنه، منذ نحو عشرين سنة (سنة 1996م على وجه التحديد)، صدر كتاب للأستاذ جمال البنا عنوانه: "نحو فقه جديد (1): منطلقات ومفاهيم- فهم الخطاب القرآنى"، دعا فيه إلى الدخول على القرآن والتعامل معه دون الاستعانة على ذلك بأى شىء آخر، إذ يكفى عنده أن يقرأ الإنسان القرآن لكى يفهمه. وهذه بعض عباراته فى هذا الصدد. ففى الفصل السابع من الكتاب، وهو الفصل المسمَّى: "فهم الخطاب القرآنى كما يجب أن يكون" نقرأ أنه "لكى نقترب من تلك المعايشة (للقرآن) علينا أن نكشط كل الغشاوات التى توالت عبر القرون، وأن نعود إلى القرآنِ نفسِه، والقرآنِ وحدَه، وأن نُلِمّ بمفاتيح فهم القرآن التى ألمّ بها الصحابة بطريقة تلقائية وعفوية" (جمال البنا/ نحو فقه جديد (1): منطلقات ومفاهيم- فهم الخطاب القرآنى/ دار الفكر الإسلامى/ 1996م/ 152). وفى خاتمة الكتاب نقرأ أيضا "أنه ما دام القرآن يملك وحده قوة التاثير المطلوبة فإن كل التفاسير التى وُضِعَتْ فى عهود لاحقة هى مما لا داعى له، بل يمكن أن تفتات على نقاء وخلوص رؤية القرآن نفسه أو المضمون القرآنى" (المرجع السابق/ 197). ذلك أن التفاسير قد "أصحبت غابة كثيفة حجبت القرآن تماما وأحلت محله هذا الغثاء الذى يقوم على الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة والاجتهادات المتأثرة بروح العصر وضروراته" (السابق/ 104). وقد جال الكاتب مع عدد من كتب التفسير من مختلف العصور بما فيها العصر الحديث، فانتهى فى آخر المطاف إلى القول بأنه "لا يتسع المجال لضرب أمثلة على عجز المفسرين القدامى والمحدثين عن تفهم جوهر القرآن للوصول إلى تفسير ألفاظه" (السابق/ 121). كذلك يرفض الاستعانة فى تفسير القرآن بمعرفة تاريخ نزول آياته وسوره، وهو ما يعنى أنه يَضْرِب صَفْحًا عن علم "أسباب النزول"، وهو العلم الذى يختص بتوضيح السياق التاريخى والاجتماعى والنفسى للنص القرآنى، وهو رفضٌ يُوقِفنا وجهًا لوجهٍ أمام المجهول. بل إنه ليشكك فى صحة معظم ما ورد فى هذا الباب (السابق/ 102 - 103، 121). ومع ذلك نراه يعود فيذكر أنه ما من منهج واحد يستطيع التصدى لتفسير القرآن، سواء كان هو المنهج اللغوى أو المنهج العلمى أو النفسى أو الفنى. لكنه يرجع كرة أخرى مؤكدًا أن "الموقف الأمثل أن نتعلم من القرآن لا أن نفتات عليه ولا أن نحاول أن نفككه كما يفك الساعاتى ساعة، والميكانيكى آلة" (ص 199). ليس ذلك فقط، بل إنه ليزعم أن "الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفسر القرآن، ونهى عن كتابة حديثه، بل أمر من كان يكتب بأن يمحوه" (ص 101).
وهذا كله كلام غريب لا يستند إلى شىء، إذ ثبت أن الرسول قد ترك لنا تراثا تفسيريا، وإن لم يغطّ القرآن كله ولا كان تفسيرا مفصلا كما قلنا. كذلك ليس من المعقول ولا من المقبول أن يقوم أحد بمنتهى البساطة بكشط قاعدة المعلومات والآراء المتوفرة فى ميدان من ميادين المعرفة، تلك القاعدة التى أنجزتها جهود الأسلاف الجبارة العملاقة، زاعما أنه ينظف الطريق حتى يكون المشى فيه أسهل. ولو اتبع أصحاب كل تخصص هذا المنهج العجيب لارتدّت البشرية للتوّ إلى فجر التاريخ الإنسانى حين لم يكن فى عقل الإنسان أية أثارة من علم أو تجربة معرفية. إن العقل فى هذه الحالة ليشبه رَحًا تدور على الفاضى دون أن يكون هناك حَبٌّ تطحنه، فلا يبقى أمامها إلا أن يظل أحد شِقَّيْها يحتك بالآخر فى إزعاج مستمر وبلا أى طحين، وهو ما يعبر عنه
(يُتْبَعُ)
(/)
المثل القائل: "أسمع جعجعة ولا أرى طِحْنًا" ... وهكذا إلى أن ينبرى الشقان ويتفتتا. أما قياسه موقفنا الآن على موقف الصحابة فهو قياس خاطئ، إذ الصحابة كثيرا ما سألوا النبى عن أشياء فى القرآن فشرحها لهم. وعلاوة على هذا فإنهم كانوا أجدر منا بفهم لغة القرآن لأنها كانت قريبة منهم، أما نحن فلا بد لنا من دراسة العربية أولا دراسة مستفيضة نحوا وصرفا ومعجما وبلاغة ... ثم ندرس لغة القرآن بدورها حتى يكون لدينا الملكة للتعامل مع النص الكريم. ولا ننس أيضا أنهم كانوا يعيشون القرآن، إذ يسمعونه غضا طريا من فمه صلى الله عليه وسلم، ويشاهدون الوقائع التى اقتضت نزول هذا النص أو ذاك، أو على أقل تقدير: كانوا يعلمون بها أو يمكنهم أن يعلموا بها مباشرة ممن شاهدها، وباستطاعتهم الرجوع إلى الرسول متى أرادوا، إذ كان يعيش بين ظَهْرَانَيْهم ويَرَوْنه ويختلطون به. أما نحن فبحاجة إلى معرفة أسباب النزول وتمحيصها قبل الأخذ بها أو رفضها. وليس معنا النبى عليه السلام بحيث نسأله عن أى شىء يَعِنّ لنا أو يَغْمُض علينا. وإذا كنا قد رأينا أن بعض الصحابة، برغم ذلك، لم يكونوا يصبيون أحيانا معنى الآيات، فما بالك بنا، وظروفنا أصعب من ظروفهم؟
لقد كنت جديرا بأن أفهم وأقدر موقف الكاتب لو أنه، بدلا من هذه النزعة العَدَميّة التدميريّة، دعا إلى قراءة كتب التفاسير وأسباب النزول وغيرها من الكتب المعينة على تفسير القرآن بعيون مفتوحة وعقلية يقظى نقدية بحيث لا يقبل القارئ كل ما يجده دون فهم أو تدبر، بل يُعْمِل فيه عقله ويخضعه لعملية غربلة وتنقية عند الحاجة إلى مثل تلك العملية. أى أن يكون هناك تفاعل مثمر ثرى بين تلك الكتب وبين العقل والفهم، تفاعلٌ حقيقٌ بإنتاج النتائج الجديدة النافعة، مع الإبقاء على النتائج القديمة التى تقنع العقل وتشد من أزره وتساعده على القفز والوثوب إلى آفاق أعلى وأروع. أما ما يقوله فهو للأسف تدمير فى تدمير لا يقول به أحد فى أى تخصص علمى. كذلك فدعواه بأن التفاسير كلها قائمة على الإسرائيليات هى حديث خرافة غير معقولة، إذ لم تتسرب الإسرائيليات إلى كل كتب التفسير، كما أنها فى حال دخولها هذا التفسير أو ذاك تكون محصورة فى بعض المسائل لا تعدوها، وهى المسائل التى لها صلة بالعهد القديم كقصص الأنبياء مثلا. أما سائر موضوعات القرآن، وهى تشكل الأغلبية الساحقة، فليس لها علاقة بذلك الكتاب، فكيف تدخلها الإسرائيليات إذن؟
وكنت من الذين ناقشوا الكاتب فى كلامه ذاك بندوة عقدتْها فى ذلك الوقت جريدة "آفاق عربية"، وقلت له إن من غير المتصور اقتحام الإنسان للقرآن على ذلك النحو الجرىء الذى من شأنه أن ينشر الفساد فى فهم كتاب الله وتفسيره واستخلاص الأحكام منه. ثم مرت السنون وطلع الأستاذ البنا بآراء غريبة بناء على دعوته السالفة الذكر. ومن ذلك ما نشره موقع الـ" www.alarabiya.net" يوم الخميس 9 صفر 1427هـ - 9 مارس 2006م تحت عنوان "فصل الجنسين عملية وحشية، وإمامة المرأة جائزة- جمال البنا: الحجاب غير شرعي والزواج صحيح دون شهود وولي"، إذ كتب الصحفى فراج إسماعيل ما يلى: "طرح المفكر الاسلامي جمال البنا، وهو الشقيق الأصغر لمؤسس حركة الإخوان المسلمين حسن البنا، آراء حول الحجاب والمرأة والزواج قد تثير جدلا كبيرا لتصادمها مع معظم الاجتهادات الفقية القديمة والمعاصرة. وقال في حوار مع "العربية. نت" إنه لا حاجة الآن للحجاب لأنه يعوق المرأة عن حياتها العملية، وأنه لا يوجد في الاسلام ما يؤكد فرضيته. وأضاف: الحجاب فُرِض على الإسلام، ولم يَفْرِض الإسلام الحجاب، فشعر المرأة ليس عورة، بل يمكنها أن تؤدي صلاتها بمفردها وهي كاشفة الشعر. واعتبر شعر المرأة ليس عورة قائلا: "مطلقا لا أرى ذلك"، مشيرا إلى أن المجتمعات الذكورية التي تخصص المرأة للبيت فقط هي التي تلح على هذه النقطة. واستطرد بأن الاختلاط ضرورة حتى لو حدثت بعض الأخطاء، فالإنسان عندما تصدمه سيارة في الشارع لا يكون ذلك مدعاة لإلغاء السير فيه. أوضح البنا أنه لا يستسيغ عزل النساء عن الرجال، بينما التطورات الحاليّة تفرض لهن حقوقا سياسية واجتماعية واقتصادية مساوية للرجال، متسائلا: كيف نعزل وزيرة عن بقية الوزراء لأنها أنثى؟ ويفجر مفاجأة جديدة خاصة بالزواج قائلا إن مسألة الشهود توثيقية
(يُتْبَعُ)
(/)
فقط، فيكفي رضا وتوافق الرجل والمرأة على الزواج وحصول توافق بينهما لتصبح علاقتهما صحيحة، بشرط وجود النية باستمرار هذا الزواج وقبول نتائجه المتمثلة في الإنجاب والإقامة في بيت واحد. ولكنه حرص على استثناء العلاقات داخل المدارس والجامعات من هذا الحكم بقوله: تبقى علاقاتهم التي يسمونها: "زواجا" غير شرعية لأنه ليس هناك بيت يجمع الزوجين، والعلاقة بينهما يغلفها السرية، ولا ضمان لديمومتها. فالقلوب تتغير، وقد يخطف قلبَ الرجل أو الفتاة طَرَفٌ آخر. وأكد جمال البنا أن الحجاب أبدا لم يكن عقيدة أو شريعة بل مجرد عادات. إنه موجود من قبل الاسلام بألفي عام. نراه في كتاب حمورابي، وفي أثينا في عهد أفلاطون وأرسطو، حيث كان ينظر إلى المرأة على أنها من الحريم. كذلك ركزت اليهودية على الحجاب بشكل مكثف، وأيدته المسيحية أيضا. وقال: كان الحجاب موجودا في العالم كله على أساس أنها مجتمعات ذكورية خصصت المرأة للبيت، والرجل للعمل وكسب الرزق. ولم يكن ذلك مزعجا للمرأة لأنها وجدت في الأمومة ما يعوضها، لكن مع تطور الحياة في العصر الحديث ونمو فكرة الإنسان وأن المرأة إنسان أيضا، تغيرت مشاعرها وبدأت تطالب بحقها كإنسان. واقتضى ذلك دخول المرأة مجال العمل ومشاركتها في العمل السياسي مثل الرجل تماما، ومن ثم أصبح لا ضرورة للحجاب الذي يحمل معنيين: أن تحتجب في البيت، أو أن تغطي شعرها فقط أو شعرها ووجهها، وهو ما يسمى في هذه الحالة بـ"النقاب".
وأضاف أن الحجاب يحول عمليا دون مشاركتها في الحياة العملية، فما دامت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية قد غيرت من وضع المرأة، مما يستدعي تغيير المفاهيم بشأنها وما يستتبعها من حجاب أو غير حجاب. وأوضح أن شعر المرأة ليس عورة، ولا يوجد أبدا في الكتاب والسنة ما يقول ذلك. وهناك حديث في "صحيح البخاري" بأن الرجال والنساء كانوا يتوضأون في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من حوض واحد في وقت واحد، فكيف إذن تتوضأ المرأة وهي مقنَّعة مرتدية ذلك اللباس الذي يجعلها شبحا أسود؟ كيف تغسل وجهها وقدميها ويديها إلى المرفقين؟ وكيف تمسح على شعرها؟ لقد استمر هذا الوضع طيلة حياة الرسول وفي جزء من خلافة أبي بكر الصديق وجزء من خلافة عمر، الذي فصل بين الرجال والنساء في الوضوء من مكان واحد.
السُّنّة ليست كما يتصورون أبدا. ليس في القرآن الكريم أو السنة الشريفة ما يأمر بالحجاب مطلقا. القرآن عندما قال: "ولْيَضْرِبْن بخُمُرهن على جيوبهن" كان ذلك في إطار الحديث عن لباس اجتماعي سائد في ذلك الوقت، فالرجال يلبسون العمائم، والنساء تختمر لتقي نفسها من التراب أو من الشمس، وبالتالي فالمسألة لا علاقة لها بالدين. ومن هنا أمر القرآن أن تسد المرأة فتحة الصدر بالخمار الذي كانت ترتديه كعادة اجتماعية، لكنه لم يأمرها بأن ترتدي الخمار، ولم يقل إنه من الضروري أن يغطَّى الرأس. القرآن ليس فيه آية واحدة تحث على الحجاب إلا بالنسبة لزوجات الرسول، وهو ليس زيا، وانما باب أو ستار. وأضاف: الإسلام لا يطلب من المرأة أن تغطي شعرها أو تنزع ذلك الغطاء. هذا ليس شأنه، وإنما يدخل في إطار حقوقها الشخصية. وقال: لا أجد حرجا مطلقا في أن تصلي المرأة بشعرها (المكشوف)، ومع ذلك لابد أن نفرق بين كونها في الشارع، فلا نرى ضرورة لأن تلبس غطاء على رأسها، وبين أن تكون في الصلاة فترتديه، وإن كنت لا أرى حرجا في أن تصلي بدونه
ويرى جمال البنا أن البنطلون الذي ترتديه بعض النساء أكثر سترة وحشمة من الفستان، خصوصا أنها تركب مواصلات عامة. وقد تجري وتؤدي أعمالا تناسب البنطلون الذي يستر في هذه الحالة أكثر من أي ملابس أخرى. وقال: لا أجد داعيا لإثارة موضوع الحجاب مع الغرب بين الحين والآخر. إنها منتهى الحماقة، فضلا عن أن ذلك يتنافى مع أهمية أن يتعايش المسلمون مع المجتمعات التي يقيمون فيها، وإلا فما الداعي لمعيشتهم فيها؟ عليهم أن يعودوا لبلادهم الأصلية. وشرح ذلك مستطردا: إن أول أبجديات هذا التعايش ألا يوجدوا فروقا بينهم وبين باقي المجتمع. لقد قلت في كتاب "مسؤولية الدولة الإسلامية في العصر الحديث" والذي حاول الأزهر مصادرته: إذا وجدت المرأة المسلمة في المجتمع الأوروبي حرجا من كشف شعرها، وهذا طبعا ليس له أساس إسلامي كما قلت، ولكن إذا كان عندها
(يُتْبَعُ)
(/)
هذا الحرج فلتلبس "برنيطة" (قبعة) ولا تلبس ما يسمى بـ"الحجاب الاسلامي"، الذي سيعزل بينها وبين المجتمع. وأضاف أن الحكمة من الحجاب هي "ذلك أَدْنَى أن يُعْرَفْن فلا يُؤْذَيْن". أي يعرف الناس أنهن محتشمات فلا يتعرضن للأذى. الآن المحجبات يتعرضن للأذى.
ووصف جمال البنا الاختلاط بأنه ضروري ومن الطبيعة والفطرة، لأن الفصل بين الجنسين عملية وحشية، فقد عشنا في الثلاثينيات من القرن الماضي مرحلة كان يتمنى فيها أي شاب أن يجلس ولو على البعد مع امرأة، لا يريد أن يفعل شيئا سيئا، ولكن لمجرد أن يتعرف على هذا الكائن الذي كان مجرد الجلوس إليه مستحيل. وقال: ليس حدوث أشياء خاطئة مبررا لأن نمنع بسببها الاختلاط. الشخص يمشي في الشارع مثلا فتصدمه سيارة، فهل نحرم المشي في الشارع؟ هناك نوع من التوجيهات يراد بها اتقاء ثغرات معينة في أعماق النفس البشرية، فعندما نجد حضا على عدم الخلوة فلا يعني ذلك منع الاختلاط، فالخلوة المقصودة هنا هو المكان الذي يغلق بابه على رجل وامرأة.
وقال: لا يتم الزواج إلا برضاء المرأة، وهي نفسها التي توقع العقد ولا يوجد شئ اسمه وليٌّ عليها، فهي ليست قاصرا. المرأة حرة في اختيار زوجها مهما كان عمرها. ما دامت تتصرف في أموالها وأشيائها، فكيف لا تتصرف في عقد الزوجية الذي يقرر مصير حياتها كله. وأضاف أن مسألة الشهود في الزواج ليست مطلوبة تماما، فالغرض منها التوثيق والتأكيد على أن العملية جادة حرصا على الحقوق والواجبات في حالة الطلاق أو الموت كالميراث مثلا أو نسبة الأولاد. الشهود لتثبيت ذلك، ولم يكن في العصور الإسلامية الأولى لا توثيق ولا شهود، فقد ذهبت امرأة ورجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالا له: زوجنا يا رسول الله، فقال للمرأة: هل تقبلين هذا الرجل زوجا لك؟ فردت: قبلت يا رسول الله. وسأل السؤال نفسه للرجل فأجابه بالايجاب، فتم الزواج.
واستطرد: إذن هو عقد رضائي من الدرجة الأولى، فلا شهود ولا مهر ولا ولي، وما حصل في الزواج من هذه الأمور عملية تنظيمية لجأ إليها الفقهاء لاحقا. علينا أن نرى أن هناك فرقا بين الإسلام الحر المفتوح وبين لزوم التطورات الاجتماعية التي تجعل أهل الفقه يقومون بتفسير لخطوط عريضة وضعها القرآن الكريم والسنة النبوية يناسب مقتضى الحال والوقت، لكن لا علاقة لهذا بالحلال والحرام. هي اجراءات رَأَوْا وجاهتها لسلامة العقل. وردا على سؤال لـ"العربية. نت" أجاب: لو أن رجلا وامرأة ليسا في حالة موانع شرعية توافقا على الزواج فإنه يصح، وتجوز علاقتهما. هذا ما أراه، لكن عليهما أن يثبتا ذلك بالشهود والعقد. العامل الأساسي في صحة الزواج هو الرضا من الاثنين وأن ينويا حياة زوجية مستقرة، وليست علاقة جنسية لمدة معينة.
وبخصوص الطلاق قال البنا: لا يجوز مطلقا للرجل أن يطلِّق منفردا، لأنه تزوج بصفة رضائية، ولذلك تقتضي صحة الطلاق رضا الاثنين واتفاقهما على الانفصال. ولكن أن يقوم بتخريب بيتها وتدمير حياتها ويحرمها من أولادها فهذا منتهى الإجرام والظلم، وبالتالي مهما حلف بالطلاق من الصباح حتى المساء فهذا لا يعد طلاقا. الطلاق يتم باتفاق تتقبله المرأة. زيجات المدارس والجامعات علاقات جنسية غير شرعية. ويستثني جمال البنا ما يحدث في المدارس والجامعات من علاقات طلاب وطالبات على أساس زواج عرفي من صحة الزواج بمجرد الرضا بين الاثنين، قائلا: هنا يوجد فارق، فما يحدث بين الطلاب والطالبات ليس نيته الاستمرار، لأن الأساس هنا أن يعيشا مع بعضهما ولو في غرفة وأن يتقبلا نتائج الزواج المتمثلة في الانجاب، لكن ما يحدث هو نوع من خطف العلاقات الجنسية. وحتى لو تحجج البعض منهم بأنهم ينوون الاستمرار في الزواج بعد التخرج والحصول على العمل، فإننا علينا أن نتوقع أن القلوب قد تتغير، وبالتالي يصبح كل ما مضى من علاقات عاطفية بينهما هي علاقات جنسية عابرة ليست شرعية. الزواج الذي أتحدث عنه بصيغة الرضا بين الطرفين هو أن يكون لهما بيت يعيشان فيه حتى لو غرفة، وأن يحدث استقرار ثم أولاد. وقال إن المرأة تساوي الرجل: "شقائق الرجال"، "ولهن مثل الذي عليهن"، "وللرجال عليهن درجة". وهذه الدرجة موجودة الآن في أمريكا، فلا يوجد هناك مساواة كاملة في الوظائف وقيادة الجيش، وتقريبا هذه الدرجة خاصة بالنواحي البدنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأضاف: يجوز للمرأة أن تؤمّ الرجال في الصلاة إذا كانت أكثر علما بالقرآن. ولقد ألفتُ كتاب "جواز إمامة المرأة الرجال"، وهو يتضمن ذلك. فالإمامة عملية تحتاج إلى مؤهل، وليست حقا فطريا. وقد وضع الرسول (ص) هذا المؤهل، وهو العلم بالقرآن، فجعل صبيا يؤم قومه بمن فيهم الشيوخ لأنه كان أعلمهم بالقرآن، وجعل مَوْلاً (أي عبدًا) يؤم الصحابة كلهم، وكان من بينهم أبو بكر وعمر. فإذا كانت المرأة أعلم ممن تؤمّهم فهي أحق بالإمامة، ولكنها تغطي شعرها، فهي هنا في صلاة جماعة. وبالتالي فإن الأمر بالنسبة لغطاء الشعر يختلف فيما لو كانت تصلي بمفردها، فصلاة الجماعة تحتاج الى الضوابط. وبالطبع لا توجد من ستصلي إماما بالناس وشعرها مكشوف. وأضاف: قابلتُ في قَطَر الدكتورة أمينة ودود، التي فجرت موضوع قيام المرأة بإمامة المصلين، وهي سيدة محتشمة جدا، وتغطي رأسها، وعلى علم، وأعطيتها نسخا من كتابي حول هذه القضية".
والآن إلى مناقشة بعض ما جاء فى هذا الحوار: فأما قوله إن "شعر المرأة ليس عورة فهو يتعارض مع أمر القرآن والحديث لها بأن تغطى شعرها وصدرها ولا تبدى زينها إلا ما ظهر منها، وهو الوجه والكفان. وهذا ما فصله الحديث الشريف حين حدد ما يجب على المرأة البالغة ستره، وهو كل جسمها ما عدا الوجه والكفين. وقد أمر القرآن والحديث المرأة المسلمة بهذا رغم أنه لم يقيدها بلزوم البيت خلافا لما يقوله البنا عن المجتمعات الذكورية التى لاترى لها مكانا خراج المنزل. ثم إنه لمن غير المفهوم ألا يكون شعر المرأة عورة، ومع هذا يصر الكاتب على تغطيته إذا أمَّت الرجلَ فى صلاة الجماعة، إذ ما دام قد أباح لها كشفه فى الظروف الاعتيادية وفى الصلاة الفردية، فلماذا الإصرار على تغطيته فى صلاة الجماعة التى تكون فيها إماما للرجل؟ ترى من أين أتى بهذه التفرقة؟
يقول إنه لا يجد "حرجا مطلقا في أن تصلي المرأة بشعرها (المكشوف)، ومع ذلك لابد أن نفرق بين كونها في الشارع، فلا نرى ضرورة لأن تلبس غطاء على رأسها، وبين أن تكون في الصلاة، فترتديه، وإن كنت لا أرى حرجا في أن تصلي بدونه". فلنلاحظ كلمة "لا أجد"، و"لا أرى"، وهذا هو الرأى المذموم، وهو الرأى الذى يقوم على النزوة والتحكم دون ضابط شرعى، وكأن من حق كل إنسان أن يقيم من نفسه مشرعا بغير الاستناد إلى نصوص القرآن والسنة. ثم يمضى الأستاذ الكاتب خطوة أخرى فى طريق الدعاوى التى ليس لها مضمون حقيقى فيقول: "ليس في القرآن الكريم أو السنة الشريفة ما يأمر بالحجاب مطلقا. القرآن عندما قال: "ولْيَضْرِبْن بخُمُرهن على جيوبهن" كان ذلك في إطار الحديث عن لباس اجتماعي سائد في ذلك الوقت، فالرجال يلبسون العمائم، والنساء تختمر لتقي نفسها من التراب أو من الشمس، وبالتالي فالمسألة لا علاقة لها بالدين. ومن هنا أمر القرآن أن تسد المرأة فتحة الصدر بالخمار الذي كانت ترتديه كعادة اجتماعية، لكنه لم يأمرها بأن ترتدي الخمار، ولم يقل إنه من الضروري أن يغطَّى الرأس". فهل حين يقول القرآن بصيغة الأمر: "وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ... " يكون المقصود لفتها إلى وضع اجتماعى سائد فى الملابس يمكن أن يتحول إلى تعرية جزء أو أجزاء من الجسد فى أى وقت، بل يمكن أن يتحول إلى الكشف الكامل كما هو الحال فى مجتمعات العراة؟ ومن أين للكاتب بأن النص هنا خاص بعصر الرسول؟ إن الأمر موجه إلى المؤمنات بإطلاق، وليس إلى الصحابيات وحدهن.
كذلك لو كان هذا هو مقصد القرآن لما اهتمّ بإصدار مثل ذلك الأمر الذى ستلتزم به المرأة تلقائيا نزولا على مقتضيات التقاليد والأعراف الاجتماعية، أو لأراح واستراح فقال مثلا: قل للمؤمنات: يلتزمن بملابس عصرهن. ولكن من الذى سوف يحدد تلك الملابس يا ترى؟ ألسن هن؟ ومعنى هذا أن عليهن الالتزام بما سوف يضعنه من نظام للزى. لكن أليس ذلك القول هو العبث بعينه؟ أم إن الغاويات والفاسدات هن اللاتى ينبغى أن يوضع فى أيديهن مهمة تحديد الزى النسائى، أو على الأقل: نشره، فى المجتمع المسلم؟ لكن معنى هذا هو أن يلقى المؤمنات مقاليد أمورهن فى الملابس إلى ذلك الصنف من النسوة الخليعات؟ وهكذا ترى أن كلام الكاتب يؤدى بنا فى كل الأحوال إلى ما لا يقبله الإسلام. لكن ما رأيه فى الحديث التالى الذى ينسف كل ما يقوله عن أن
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر فى ملابس النساء مرجعه إلى تقاليد المجتمع وعاداته؟ ففى البخارى "عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَل. لما أنزل الله "وليضربن بخُمُرِهنّ على جيوبهن" شققن مُرُوطَهنّ فاختمرن بها". فمن الواضح أن تقاليد المجتمع العربى آنذاك لم تكن تغطية المرأة صدرها كما هو واضح من الحديث. فما قوله فى ذلك؟
ثم كيف ينكر أن يكون فى السنة أمر بالحجاب، بمعنى تغطية جسم المرأة ما عدا الوجه والكفين، وفى أحاديث الرسول: "إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا وجهها وكفَّيْها"، وفى حديث آخر "عن عائشة رضي الله عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يُرَى منها إلا هذا وهذا. وأشار إلى وجهه وكفيه"، وفى حديث ثالث "عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تُقْبَل صلاة الحائض (أى الفتاة التى بلغت المحيض) إلا بخِمَار"، وفى حديث رابع: " قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها "، وفى حديث خامس "عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البُخْت المائلة. لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليُوجَد من مسيرة كذا وكذا"؟
أما القول بأن القرآن إنما أمر النساء بتغطية الصدور حتى لا يدخلها التراب ولا تسفعها الشمس فهو كلام مضحك، إذ التراب سوف يدخل من أية فتحة فى الملابس. وبالمثل لا يقتصر سفع الشمس على الصدور، بل هناك الوجوه والأيدى أيضا. ثم لو كان هذا هو السبب لكان قد أمر الرجال أيضا بذلك. أم ترى الإسلام لا يبالى بتغبير أجسام الجنس الخشن وتلويح الشمس لها؟ وهل التراب والشمس لا يهددان المرأة إلا فى حضور الرجال؟ وهل التراب والشمس لا يهددان المرأة إلا حين تبلغ المحيض؟ ذلك أن الرسول قد حدد الوقت الذى يجب على المرأة تغطية نفسها، ألا وهو وقت بلوغ المحيض كما رأينا فى الحديث الشريف. كما ربط القرآن بين تلك التغطية وبين وجودهن فى حضرة الرجال حسبما تقول بقية الآية. ثم لماذا نهى القرآن الرجل عن النظر إلى النساء، ونهاهن عن النظر إليه، إذا كانت المسألة مسألة أتربة وأشعّة شمسية؟ "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ ... " (النور/ 30 - 31).
كذلك فالقرآن الكريم واضح تماما فى الربط بين ضرب النساء الخمار على جيوبهن، أى أطواق جلابيبهن، وبين إخفاء الزينة، وليس بين ضرب الخمر على الجيوب وبين الوقاية من التراب والشمس: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (النور/ 31). ويرتبط بهذا، كما سبق بيانه، أن الآية السابقة على هذه تأمر الرجال بغض البصر، بما يدل على أن تغطية الشعر والصدر هنا مسألة أخلاقية لا صحية كما يردد المؤلف على غير أساس.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهو ما نلاحظه أيضا فى حديث القرآن فى موضع آخر من ذات السورة عن القواعد من النساء، إذ ذكر كلمة "الجُنَاح" و"الاستعفاف": "وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (النور/ 60). وهل يتصور متصوِّرٌ أن عقاب المرأة التى لا تحمى نفسها من الغبار والشمس هو النار كما ورد فى الحديث الآخر؟ وهل كان فى بيت رسول الله حين دخلت عليه أسماء وحدد لها ضوابط ملبس المرأة المسلمة أتربة وشمس؟ أم هل كان معمولا حساب الغبار والشمس حين نهى الرسول المرأة عن أن تصف صديقتها لزوجها كأنه يراها خوفا من أن تتغبّر وتَسْمَرّ أوصافها؟
وأدهى من هذا قول الكاتب: "لا أجد داعيا لإثارة موضوع الحجاب مع الغرب بين الحين والآخر. إنها منتهى الحماقة، فضلا عن أن ذلك يتنافى مع أهمية أن يتعايش المسلمون مع المجتمعات التي يقيمون فيها، وإلا فما الداعي لمعيشتهم فيها؟ عليهم أن يعودوا لبلادهم الأصلية. وشرح ذلك مستطردا: إن أول أبجديات هذا التعايش ألا يوجدوا فروقا بينهم وبين باقي المجتمع". إذن فعلى المسلم أن يغير لون شخصيته وأخلاقه وقيمه وعقيدته وعباداته ومعاملاته حسب أوضاع المجتمع الذى يعيش فيه، وعلى أوامر الدين ونواهيه العفاء. ذلك أن المجتمعات الغربية بوجه عام تنظر إلى الإسلام كله، وليس الزى النسائى منه فحسب، نظرة الكراهية والعداء، وتعمل بكل سبيل إلى تذويب المسلمين فى عاداتها وتقاليدها وذوقها وطعامها وملابسها وعقائدها وثقافتها عموما، وتريد منهم أن يشربوا مثلها الخمر ويأكلوا الخنزير ويمارسوا الربا والزنا واللواط والسحاق ويَدَعُوا الصلاة والصيام والحج والختان ويشتموا محمدا ورب محمد والكتاب الذى نزل على محمد. ولو أصاخ المسلمون السمع إلى نصيحة جمال البنا لكان فيها حتفهم المعنوى ولما بَقُوا بعدها مسلمين. أم إن الإسلام معناه لدى كاتبنا أن يتضاءل المسلم كلما واجهته عقبة من العقبات، ثم يظل يتضاءل دائما أبدا حتى يتلاشى ولا يعود فى نهاية المطاف مسلما؟ فلماذا لم يعتمد الرسول هذه السياسة فى مكة والمدينة ويبتعد عن إثارة المشركين والمنافقين وأهل الكتاب باختطاط ذلك الطريق الجديد الذى لم يكونوا يعرفونه، طريق الإسلام، ويريح نفسه ويريح أتباعه ويريح تلك الفئات بالإبقاء على كل شىء كانت هذه الفئات تسير عليه حتى لا يستفزهم، واضعا نفسه وأتباعه فى موقف حرج دون أدنى داع؟
ثم إن البنا يزجر المسلمات اللاتى يعشن فى الغرب ويغطين صدورهن وأذرعتهن وشعورهن، داعيا إياهن أن يعدن إلى البلاد التى أتين منها. لكنه نسى أن تلك الحشمة ليست بذات أهمية عنده فى أى مكان، وليس فى الغرب وحده. كما نسى أيضا أن فلسفة الديمقراطية الغربية هى حرية كل فرد فى أن يلبس ما يشاء، بل فى أن يصنع بجسمه كله ما يشاء بما فى ذلك اللواط والزنا والسحاق، فكيف يضيق صدر تلك الديمقراطية ويضيق صدره هو أيضا تبعا لها بتلك المساحة الصغيرة التى تريد المرأة المسلمة أن تمارس فيها حريتها؟ ثم أين حكاية الوقاية من الأتربة وأشعة الشمس؟ ترى هل يتعين على الغربيين أن يتجاهلوا الاعتبارات الصحية ما دام للمسلمين صلة بالأمر؟ لو أنه نصح المسلمين الذين يعيشون فى الغرب بعدم الاصطدام دون داع مع المحيط السياسى والاجتماعى الذى يعيشون فيه وأن يأخذوا من أحكام العلماء بما لا يوقع عليهم العنت فى مجتمعهم الجديد، متخذين من قول الرسول الكريم: "يسِّروا ولا تعسِّروا" ومِنْ ذَمّه صلى الله عليه وسلم للتنطع شعارا ودثارا لهم، واضعين فى اعتبارهم أنهم لا يعيشون فى مجتمع مسلم وأن عليهم احترام أوضاع هذا المجتمع فيما لا يجور عليهم فى دينهم، ومجاملة الناس من حولهم والبشاشة فى وجوههم ما داموا لا يتعرضون لهم بأذى، ومبادلة المودة والهدية بمثلها لمن يودّونهم ويُهْدُون إليهم، لكان لكلامه وقع آخر ولقلنا معه ما يقول. وقد نقل د. القرضاوى عن سفيان الثورى كلمة عبقرية هى: "إنما الفقه الرخصة من ثقة، أما التشديد فيحسنه كل أحد" (د. يوسف القرضاوى/ فقه الأقليات المسلمة/ دار الشروق/ القاهرة/ 2001م/ 50). أما أن يمحو جمال البنا المسلمين الذين يعيشون فى الغرب
(يُتْبَعُ)
(/)
ويرى أنه ليس من حقهم أن يمارسوا أوامر دينهم ولو فى مثل هذه التفصبلة الصغيرة فذلك أمر لا يمكن الموافقة عليه.
وكنت كتبت الفقرات الخاصة بالأستاذ البنا قبل عدة أيام، وإذا بى فى الساعة الواحدة والنصف من صبيحة اليوم (الخميس 26/ 7/ 2007م) أطالع فى جريدة "المصريون" الضوئية مقالا بعنوان "مشروع قانون أمريكي يقضي بالسجن 20 عاما لمن يعتنق الإسلام"، وهذا المقال يرد بالإيجاب على توجساتى من نظرة الغرب إلى الإسلام، فما رأى الأستاذ البنا؟ على كل حال أرجو من الله ألا يكون تعليقه هو أن الأمريكان أحرار فيما ينوون فعله بالإسلام والمسلمين، وأن على المتضرر اللجوء إلى ترك أمريكا والعودة من حيث جاء. لكن سوف تكون هناك مشكلة أخرى هى أن هذا القانون إذا صدر فسيطبَّق بالدرجة الأولى على الأمريكيين الذين يريدون اعتناق الإسلام، فأين يذهب هؤلاء، وليس لهم من وطن إلا أمريكا؟ على كل حال هذا هو المقال، وأنا أهديه للأستاذ البنا: "قامت منظمة "أمريكيين من أجل الوجود القومي" العنصرية بتدشين مشروع قانون لتجريم اعتناق الإسلام وتجريم كل من يُسْلِم ويتمسك بالإسلام وحبسه لمدة 20 عاما. جاء هذا ضمن خطة كبيرة تتبناها المنظمة للقضاء على الإسلام الذي تصفه بالمؤامرة الإجرامية لإسقاط الحكومة الأمريكية وتقويض الدستور. وتأتي هذه المطالبات من هذه المنظمة نتيجة لمخاوفها المتزايدة من الإسلام، خاصة بعدما أثبتت إحصائيات رسمية ارتفاع نسبة معتنقي الإسلام في الولايات المتحدة عن أي وقت سابق. هذا، وتعتبر هذه المطالبة الأولى من نوعها في العالم. وتقول المنظمة إنها في صدد تصنيف المساجد والمراكز الإسلامية حسب درجة تمسكها بتعاليم الإسلام، وإنها ستطرح هذا التصنيف على الرأي العام وصناع القرار الأمريكي. وحسب صحيفة "اللواء" الأردنية تأتي هذه المطالبات ضمن مجموعة من المشاريع الهادفة للتضييق على الإسلام والمسلمين في الولايات المتحدة بهدف تهجيرهم وخنق تطور الدعوة الإسلامية في البلاد. ويرجح البعض أنه لو استمر الحال على ما هو عليه من تضييق وتشديد فإن الإسلام في الولايات المتحدة سيعود إلى أيام السرية في بداية الدعوة في مكة المكرمة".
وأطرف شىء هنا هو أن الأستاذ البنا، بعد كل ما قاله عن انعدام الصلة بين تغطية الرأس والدين وبعد تأكيده أن تلك التغطية لا تعنى الاحتشام بقدر ما هى اتباع للتقاليد التى كانت موجودة فى بلاد العرب وقتذاك، يستدير على أعقابه بعد كل هذا فيؤكد أن أمينة ودود، التى كانت أول امرأة تؤم الرجال فى صلاة الجمعة فى إحدى الكنائس الأمريكية منذ عدة سنوات، هى امرأة محتشمة. كيف؟ لأنها "تغطى رأسها" بنص كلامه: "قابلتُ في قطر الدكتورة أمينة ودود، التي فجرت موضوع قيام المرأة بإمامة المصلين، وهي سيدة محتشمة جدا، وتغطي رأسها، وعلى عِلْم، وأعطيتها نسخا من كتابي حول هذه القضية"! وأمعنُ فى الطرافة أن يقول عنها ذلك وهى تعيش فى الغرب، الغرب الذى يكره أن تغطى النساء المسلمات شعورهن فيقرّعهن كاتبنا ويزجرهن ويدعوهن إلى ترك ذلك الغرب والعودة إلى بلادهن إن أصررن على مخالفة المجتمع هناك وتغطية رؤوسهن! وهذا كله إن دل على شىء فإنما يدل على التخبط وعدم اتباع المنهج العلمى والتجرُّؤ على اقتحام حَرَم التفسير دون ضوابط ودون أخذ الأهبة لذلك بالاستعانة بالعلوم والمعارف اللازمة لهذه المهمة.
أما بالنسبة إلى ما قاله عن الزواج فنقف منه أولاً أمام قوله إنه يكفى تماما أن يكون هناك رضا وتوافق بين الرجل والمرأة وأن تكون هناك نية الاستمرار فى تلك العلاقة وقبول نتائجها المتمثلة فى الإنجاب والعيش فى بيت واحد حتى يكون الزواج صحيحا. والحق أن هذا كلام غريب لا أدرى من أى معين شرعى استقاه. فهل يا ترى لو لم يعش الطرفان فى بيت واحد، ألا يصح الزواج؟ فعلى سبيل المثال إذا لم يكن بمقدور الزوج توفير بيت له ولزوجته وعاش كل منهما فى بيت أهله مرة، وفى بيت أهلها مرة، ألا يكون هذا زواجا سليما؟ وعلى الناحية الأخرى أليس هناك كثير من الرجال والنساء يعيشون فى بيت واحد، ولكن على سبيل المخاللة لا الزواج؟ ثم ما حكاية قبول الإنجاب أيضا؟ أترى لو أن الزوجين قررا ألا ينجبا، ألا يكون زواجهما شرعيا؟ وماذا لو قدر الله عليهما نكاية فى جمال البنا ألا ينجبا؟ ألا يصح لهما زواج؟ ثم
(يُتْبَعُ)
(/)
فلنفترض أننا قبلنا هذه التشريعات العجيبة، فكيف نعرف منذ البداية أنهما سينجبان أو لا ينجبان؟ أليس ذلك شرطا من شروط الزواج عند الكاتب؟ فكيف يتم الزواج، وأحد شروطه لم يتحقق ولن يتحقق إلا بعد الزواج، وربما لن يتحقق إلى الأبد؟ مشكلةٌ ولا الشياطين الزُّرْق تستطيع حلها! لكن هل قال المشرع ذلك؟ هل نجده فى القرآن أو فى الحديث؟ أم ترى الكاتب قد قرر أن يجعل من نفسه مشرعا؟ فهل يصح هذا فى الإسلام؟
إن جمال البنا ينظر إلى الزواج على أنه مسألة شخصية لا دخل للمجتمع فيها، مع أنه عقد اجتماعى، وليس تصرفا فرديا مثل تناول الطعام والشراب مثلا. فلماذا إذن يشترط فيه أن يقبل الزوجان بالإنجاب؟ أليس ذلك افتياتا منه على حريتهما الشخصية؟ لكنه من منطلق الحرية الشخصية أيضا يعود فيزعم أن الإشهاد فى الزواج لا قيمة له ولا لزوم، وأنه لمجرد التوثيق فقط. فهل التوثيق شىء بسيط كما يحاول أن يزرع البنا فى نفس القارئ؟ إنه مدار كل شىء فى الواقع. وبدون هذا الإشهاد والتوثيق كيف يعرف الناس أن فلانا زَوْج فلانة، وأنها زوجة فلان؟ وكيف يستطيع كل من الطرفين أن يثبت حقوقه وواجبات الطرف الآخر تجاهه أمام مؤسسات الدولة؟ ألم يحرّم الكاتب بنفسه زواج طلاب الجامعة بحجة السرية؟ فلماذا يقبل السرية هنا، ويرى الزواج صحيحا دون إعلان وشهود؟ ألم يقل إن ضمان الاستمرار فى ظل السرية غير موجود، وإن القلوب قد تتغير فتخطف قلب الرجل امرأة أخرى؟ لكن هل ثمة ضمان فى تحول قلب الرجل عن الزوجة إلى امرأة أخرى فى ظل التوثيق والإعلان والعيش فى بيت واحد حتى لو أنجبت له قبيلة من الأطفال؟
وهو يدّعى كذلك أن الزواج على عهد رسول الله كان يقع دون شهود، ضاربا مثلا لا أدرى من أين أتى به على هذا الذى يدعيه. هل يظن أننا نصدق ما يقول من أن الصحابى والصحابية اللذين طلبا من الرسول أن يعقد زواجهما ما إن انتهيا من هذه الخطوة حتى أخذ الزوج زوجته إلى فندق لا يعرفهما فيه أحد وعاشرها فيه معاشرة الأزواج للزوجات دون أن تعلم قبيلتاهما ويدعوا الناس إلى طعام العرس وتُضْرَب الدفوف؟ ولقد كان التوثيق مرعيًّا فى كل عقود الزواج آنذاك، وإن لم يسجَّل فى أوراق رسمية، إذ كان يكفى شهادة الناس الشفوية، وهى مثل شهادتهم الكتابية سواء بسواء، لأن الحياة لم تكن قد تعقدت بعد، وكان كل فرد فى محيط الزوجين يعرف كل فرد آخر عِزَّ المعرفة، ومن ثم لم يكن ممكنا التدليس فى أى أمر من أمور الزواج. وهذا هو التوثيق، إلا أن الكاتب ينظر إلى عملية التوثيق من ثَقْب إبرة فلا يتخيلها إلا على صورة واحدة هى صورة الأوراق الرسمية التى عليها ورقة دمغة وختم النسر وتوقيع شاهدين. وهذا هو الفهم والتحليل لدن الكاتب، ثم هو يجعل من نفسه مع ذلك مشرّعا للمسلمين، ضاربا عُرْض الحائط بكل التراث التشريعى فى هذا الصدد، وعلى رأسه أحكام القرآن والسنة! الحق أن ما يزعمه كاتبنا غريب غاية الغرابة. إن كلامه، مع شديد الأسى والأسف، أقرب إلى التباسط فى الحديث منه إلى أى شىء آخر. والخوض فى شؤون القانون والشريعة على هذا النحو أمر لا يصح!
ثم ما قاله عن المهر، وما أدراك ما قاله عن المهر! إنه لا يرى أهمية له، والزواج عنده يتم دون مهر على الإطلاق. ولو أنه قال إن غُلُوّ المهر مسألة غير مستحبة، وإنه إذا كان الزوج فقيرا فيكفيه أن يقدّم ولو خاتما من حديد أو يعلّم زوجته شيئا من القرآن مثلا أو يقوم بالعمل عند والدها مدة معينة نظير زواجه منها لقلنا له: "نعم ونعام عين"، لكنه مع بالغ الاسف يلغى المهر تماما. وبإلغائه المهر لا يعود هناك أى فرق بين الزواج والمخاللة. أما النية فمرجعها إلى الله، ومن يا ترى يستطيع قراءة النفوس وما تنتويه؟ وعلى هذا كله فمن الواضح أن عقد الزواج قد تحول على يد الأستاذ جمال البنا إلى شىء هُلاَمِىّ لا قِوَام له ولا حقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
والآن إلى النصوص لنرى المدى الشاسع الذى يفصل بين كلامه وبين شريعة الإسلام فى موضوع المهر والإشهاد. ألم يأمر الله الرجال بأن يؤتوا النساء صَدُقاتهن نِحْلَة، أى أن يعطوهن المهر فى مقابل زواجهم بهن؟ قال تعالى: "وآتوا النساء صَدُقاتهن نِحْلَة. فإن طِبْن لكم عن شىءٍ منه نَفْسًا فكلوه هنيئا مريئا" (النساء/ 2). ألم يأمر الرسول صحابيا يريد الزواج بأن يلتمس ولو خاتما من حديد فيقدمه إل زوجته؟ ألم يقترح عليه، حين تبين له عجزه، أن يكون مهره هو ما يحفظ من القرآن؟ ففى الحديث أنه قال له أولا: "هل عندك من شيء تُصْدِقها (أى تمهرها به)؟ فقال: ما عندي إلا إزاري هذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إزارك إن أعطيتَها جلستَ ولا إزار لك، فالتمس شيئا. فقال: ما أجد. قال: الْتَمِسْ ولو خاتما من حديد. قال: فالتمس فلم يجد شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل معك من القرآن شيء؟ قال: "نعم سورة كذا، وسورة كذا" لسُوَرٍ سماها. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زوّجتكها بما معك من القرآن". ألم ينه الرسول عليه السلام عن إهمال المهر حتى لو كان متبادلا بين رجلين يزوج كل منهما الآخر أخته أو ابنته مثلا، هذه فى مقابل تلك؟ جاء فى الحديث "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشِّغَار. والشغار: أن يزوج الرجل الرجل ابنته على أن يزوجه الرجل الآخر ابنته، وليس بينهما صداق". وجاء فى الحديث أيضا: "من تزوج امرأة على صداق، وهو ينوي أن لا يؤديه إليها، فهو زانٍ". هل يستطيع الكاتب أن يمدنا ولو بمثال واحد على حالة زواج تمت فى عهد الرسول دون مهر؟ مرة أخرى نقول إنه لا يهم قيمة المهر ولا نوعيته، فالمهم أن هناك مهرا، وأنه عنصر من عناصر الزواج لا يصح إلا به: "من أعطى في صَدَاق امرأةٍ مِلْءَ كفّيْه سَوِيقًا أو تمرا فقد استحلّ". لا بد إذن من المهر حتى لو كان اعتباريا لا شيئا ماديا، ففى الحديث "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها"، كما "تزوج أبو طلحة أم سليم، فكان صداق ما بينهما الإسلام: أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة، فخطبها، فقالت: إني قد أسلمتُ. فإن أسلمتَ نكحتُك. فأسلم، فكان صداق ما بينهما". وفى الشهود: "لا نكاح إلا بوليٍّ مرشد وشاهِدَيْ عَدْل"، فكيف تواتي البنا نفسُه بعد ذلك كله على إنكار لزوم المهر والإشهاد والإشهار إذن؟
ويبقى الطلاق، الذى أفتى فيه كاتبنا من عند نفسه، وعلى راحته تماما، بأنه "لا يجوز مطلقا للرجل أن يطلّق منفردا، لأنه تزوج بصفة رضائية، ولذلك تقتضي صحة الطلاق رضا الاثنين واتفاقهما على الانفصال. ولكن أن يقوم بتخريب بيتها وتدمير حياتها ويحرمها من أولادها فهذا منتهى الإجرام والظلم. وبالتالي مهما حلف بالطلاق من الصباح حتى المساء فهذا لا يعد طلاقا". ترى من أين للكاتب بهذا الكلام؟ إن التشريع لا يستند إلى هوى كل إنسان، وإلا ما كان تشريعا. وفى الإسلام تشريعات للطلاق لا بد من مراعاتها، وإلا لم يكن طلاقا شرعيا. وليس فى تلك التشريعات أخذ موافقة الزوجة على تلك الخطوة. لو أنه قال إن هناك خطوات ينبغى استنفادها أولا قبل وقوع الطلاق لكان هذا هو الكلام السليم. ومن تلك الخطوات التى ينبغى مراعاتها قبل الطلاق الإتيان بحكمين: واحد من أهل الزوج، وواحد من أهل الزوجة، ليحاولا التوفيق بينهما وإزالة أسباب الشقاق التى تعكر صفو علاقتهما. ومنها مما يهمله كثير من الناس الآن أن الطلاق لا يقع إذا حدث فى فترة حيض أو فترة طُهْر تمت فيها معاشرة بين الزوجين، وألا يكون الزوج غضبان منفعلا لا يتحكم فى أعصابه فيتلفظ بالطلاق وهو لا ينويه ولا يريده ... كذلك لا ينبغى أن يخرج المطلِّق طليقته من البيت إلا بعد استيفائها العِدّة، فلعله كلما رآها أمامه تغلبه اعتبارات العشرة ويراجعها مرة أخرى. أما إلزام الزوج بأن يحصل على رضا زوجته بالضرورة قبل تطليقها فذلك تعسف غير مقبول، وإكراه له على العيش مع امرأة لا يريدها ولا يجد سعادته معها، فأى عيش هذا؟ ومعروف أن الحكمين يستطيعان الكثير فى هذا الصدد، وهو كاف جدا. وكلام البنا عن الضرر الذى يلحق بالزوجة لا معنى له، فالضرر غالبا على الزوج، لأن عليه دفع النفقة ومؤخر الصداق وما إلى ذلك، فوق خسارته لمقدم الصداق. وكما أنه لا خوف عليه من الدخول فى تجربة زواج
(يُتْبَعُ)
(/)
جديدة إن شاء، فكذلك لا خوف عليها ولا ضرر من الدخول فى تجربة مشابهة. ولا يقولنّ أحد إن وضع الطلاق فى يد الرجل فيه غبن للمرأة، إذ من حقها أن تخلعه، وبدون رضاه أو موافقته بالضرورة. أما قول الكاتب إنه مثلما تزوج الرجل رضائيا فكذلك لا ينبغى أن يطلق زوجته إلا رضائيا، فقياس خاطئ. ذلك أنه حين أراد الزواج منها كان لا بد من رضاها، ولو لم ترض وكان هو يريد إمضاء الزواج فإنه لا يجوز أن تُكْرَه على "العيش معه ضد رغبتها". ونفس الشىء نقوله فى الطلاق، الذى يريده الزوج فى الوقت الذى تريد الزوجة إكراهه على "العيش معها ضد رغبته". فهل يجوز ذلك؟ هذا هو وضع القضية على النحو السليم، أما تصوير الأستاذ البنا للأمر فهو تصوير خاطئ، علاوة على عدم مشروعيته إسلاميا، وإلا فليأتنا بنصوص من القرآن أو الحديث، ولا أقول: بنصوص من الفقهاء، تدل على أن ما يقوله صحيح! وهيهات!
يقول الله تعالى: "وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا* وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا* وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا" (النساء/ 128 - 130). ويرتبط بذلك ما ورد فى الحديث الشريف التالى: "عن عائشة رضى الله تعالى عنها: "وإنِ امرأةٌ خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا"، قالت: هي المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها، فيريد طلاقها ويتزوج غيرها، تقول له: أمسكني ولا تطلِّقني، ثم تزوَّجْ غيري. فأنت في حِلٍّ من النفقة عليّ والقسمة لي. فذلك قوله تعالى: فلا جُنَاح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا، والصلح خير". وهذا مثال على ما يمكن عمله فى تلك الحالة، أما إكراه الزوج على الاستمرار فى زواجه بامرأة لا يرغبها فهذا هو الظلم المبين. ومعروف أن الطلاق بغيض فى الإسلام، بل هو أبغض شىء إلى الله رغم حِلِّيّته، فينبغى ألا يسارع الرجل إلى الطلاق، كما لا ينبغى أن تسارع المرأة هى أيضا إلى الخُلْع، إلا أن هذه قضية أخرى.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[27 Dec 2007, 08:46 ص]ـ
كل يؤخذ منه ويرد
ولكن أستاذنا الكريم، هل ترضي عن التفسير كما هو الأن
هل ترضي تحكيم أشعار لاعلم لنا بها في فهمنا بالقرآن
هل ترضي عن الجمود واتهام كل مجتهد؟
هل ترضي عن تفسير أقوال المفسرين وترك تفسير القرآن؟
والضوابط ... الضوابط، لما لم تقنن بمجهوداتكم وأمثالكم من الأساتذة والمشايخ، أم هي سيف يشهر في وجه المجتهدين دون معرفة هذا السيف
نعم لا نريد تفسيرا بلا ضوابط ولكن هل نتوقف عن التفسير حتي تضعون الضوابط، أم أن الضوابط في قلب كل مجتهد يمليها عليه خوفه من الله، ويصقلها ويصوبها بالقراءة والتدبر والحوار مع الآخرين(/)
التفسير العلمي الحديث للقرآن بين الإفراط والتفريط
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[25 Dec 2007, 08:33 م]ـ
شهد مجال التفسير في العصر الحديث، غزارة منقطعة النظيرفي التأليف والتصنيف، حيث نجد أغلب هؤلاءالمتصدرين للتفسير لاعلاقة لهم بالشريعة أوالتفسير، وهذاماحدا ببعض العلمانيين بإقتحام هذا المجال، مادام الأمر حسب زعمهم، لاتوجد قواعد أوأصول متفق حولها إذ لكل مفسر منهجية خاصة به يسلكها أثناء عملية التفسير، وهذا يدفعنا الى الحديث عن التفسير المتعلق بالنظريات العلمية الحديثة حيث سارع الكثير من الأساتذة الذين لاعلاقة لهم بالتفسير من قريب أو من بعيد الى الكتابة في المجال بدون حسيب أو رقيب، لذلك فأغلب الأحيان يقع التناقض حول تأويل آية واحدة،وذلك كإختلافهم في تأويل "الرجع "وكذلك قوله تعالى "ننقصها من أطرافها" وأمثال هذا كثير.
وفي المقابل نجد من يرفض هذه الطريقة في التفسيرجملة وتفصيلا.
لذلك أريد مشاركة جيدة من طرف الإخوة الذين يهمهم الأمر قصد الوصول الى نتائج نافعة في هذا المجال، لأن الأمر لا يتعلق بقضية عادية بل هي تضرب في عمق تراث الأمة الأصيل والمتعلق أساسا بكتاب الله الذي من المفروض أن يكون ذا قداسة خاصة خصوصا عند عملية تفسير آية من كتا ب الله عز وجل.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.(/)
إلى الإخوة المغاربة خاصة.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[25 Dec 2007, 09:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
من يرشدنا للتواصل مع الأستاذ: أحمد العلمي حمدان. أو أحد تلامذته. لأمر علمي مهم.(/)
هل هناك تعريف ما للقصة القرآنية؟
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[26 Dec 2007, 12:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك تعريف للقصص القرآني أو القصة القرآنية؟
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[28 Dec 2007, 12:09 م]ـ
هل أجد جوابا بار ك الله فيكم؟
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[28 Dec 2007, 05:54 م]ـ
القصة القرآنية
فضيلة الشيخ / د. فضل حسن عباس
أهمية القصة القرآنية:
إن المساحة التي شغلتها القصة القرآنية من كتاب الله كانت مساحة واسعة، ما نظن أن موضوعاً آخر كان له ما كان للقصة من نصيب، فالقصص القرآني لايقل الحيز الذي شغله من كتاب الله تعالى عن الربع إن لم يزد قليلاً، فإذا كان القرآن ثلاثين جزءاً، فإن القصص يبلغ قرابة الثمانية أجزاء من هذا الكتاب ولا تعجب من ذلك، لأن القصة القرآنية لم تأت لتقرر هدفاً واحداً، بل إن هذا القصص كانت له أهدافه الكثيرة وغاياته المتعددة، فعلى سبيل الإجمال يهدف القصص القرآني إلى تربية نوع الانسان تربية تضمن له خير المسالك ليتبوأ أفضل المدن والممالك، وتحول بينه وبين المنزلقات والمهالك، وإذا أردنا أن نفصل بعض التفصيل، فإننا نجد أن القصص القرآني جاء:
أولاً: ليعمق العقيدة في النفوس ويبصر بها العقول، ويحيي بها القلوب، ويسلك لتلك القضية المهمة الخطيرة أحسن الطرق إمتاعاً وإقناعاً، إمتاعاً للعاطفة، وإقناعاً للعقل، هذه العقيدة بأسسها الكبرى، الألوهية والرسالة واليوم الآخر، وكل من هذه الأصول الثلاثة ذو قضايا رئيسة كثيرة، فلقد ركزت القصة القرآنية في مقام الألوهية على وحدانية الله، وعدله، وقدرته، وحكمته، وحبّه، وودادته لعباده.
وفي مجال الرسالة ركزت القصة القرآنية على الصفات الخيرة للأنبياء، ليكون للناس فيهم أسوة، وبهم قدوة فهم وإن كانوا بشراً إلا أنهم أكرموا بالوحي والرسالة، وكذلك في الحديث عن اليوم الآخر، وما يكون فيه من أحداث (لتجزى كل نفس بما تسعى)، وفي حديثها عن ذلك كله نجد الدليل القاطع، والبرهان الساطع منتزعاً من النفس تارة، ومن الآفاق تارة، وتسلك لذلك كله الترغيب تارة والترهيب أخرى.
ثانياً: السمو بهذا الانسان حتى يمتاز عن الحيوان الذي يشترك معه في بعض الصفات، هذا السمو، الذي لايركز على جانب واحد في هذا الانسان، فهو سمو روحي، وخلقي، ونفسي يشعر به الفرد، وتجد به حلاوته ولذته، وهو بعد ذلك سمو اجتماعي تجد الجماعة فيه بغيتها وأمنها وضالتها وفضيلتها، والقصص القرآني يسلك أكثر من أسلوب للوصول بالإنسان إلى هذه النتيجة الطيبة.
ثالثاً: ولا يظنن أحد أن هذا القصص كانت عنايته بالمعنويات فحسب، وإنما ركز كثيراً على الرقي المادي، وأسباب القوة، لأن هذه المادية عنصر أساسي رئيس في مقومات هذا الانسان.
رابعاً: كان لهذا القصص عناية خاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم والجماعات والأفراد، وقد فصّل ذلك تفصيلاً عجيباً، وهو يتحدث عن الترف والطغيان، والبطر والظلم، والاستعباد الفكري والإرهاب والسخرية والرضا بالذل إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة المبثوثة في هذا القصص.
خامساً: التركيز على أن التدين الحق لاينفصل عن الحياة العملية، ولا ينفصم عن واقع هذا الانسان، وإنما هو مرتبط به ارتباطاً وثيقاً، بل هو جزء منه.
سادساً: كما فصل في أسباب السعادة الروحية فصل كذلك أسباب الرقي المادي، حتى تتم السعادة للمؤمنين بهذا القصص العاملين بتوجيهاته وارشاداته.
سابعاً: في هذا القصص كثير من الحقائق العلمية المتعلقة بالكون، والانسان، والحياة والأحياء في السماوات والأرض، والتي تزيدها الأيام وضوحاً وظهوراً.
ثامناً: هذا كله عدا ما في القصة القرآنية من رونق الأسلوب، وبديع النظم، وجمال الصورة، مما ترقص له قلوب الأدباء، وعدا ما فيها كذلك من المواقف والتحاليل النفسية، والاستنتاجات الكامنة وراء الأحداث التي يجد فيها علماء النفس بغيتهم، وغير هؤلاء وأولئك، مما يطلع عليه من يتأمل هذه القصص ويتدبره.
(يُتْبَعُ)
(/)
لا عجب إذن أن يكون هذا القصص بدعاً مما عرفته الانسانية من هذا اللون في القديم والحديث حتى ذلك القصص الذي جاء في الكتب السماوية نجده يختلف تماماً عن القصة القرآنية، فأنت تجد القصة في هذه الكتب فضلاً عما فيها من مخالفة لقواعد العلم وقوانين التربية، فهي مع ذلك تذكر الله ورسله بما يأباه العقل وتشمئز منه النفس، وماذا أكثر من أن يوصف الله بالندم والبداء، والظهور بصورة البشر ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ وان يوصف الرسل بالكذب والسكر والزنا!!.
أما القصة الأدبية في القديم والحديث فبعضها يقوم على الخيال الذي لا حقيقة له، وبعضها يقوم على تشويه الحقائق وثالث ينحرف به كاتبه عن القيم والمثل والمبادئ.
ستبقى القصة القرآنية إذن الشعلة التي تضيء لهذا الانسان، لتصل حاضره بماضيه، وستبقى النفحة الربانية التي تشرق بها النفس وتعمر القلب، وستبقى الوثيقة الوحيدة الصادقة الخالدة التي يطمئن الانسان لمصداقيتها، وستبقى النمط السويّ، الذي إن ترسمناه حقاً فسيقينا سلبيات التشويش والتهويش والتشويه.
تلك بعض الحقائق عن القصة القرآنية، هو موضوع التكرار، التكرار في القصص القرآني.
فالناظرون في كتاب الله تعالى من أجل تلاوته وتدبره، أو بهدف التشكيك والطعن يجدون لأول وهلة ان هناك قضايا ذكرت أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع كالقصص وموضوعات العقيدة وبعض الجمل والآيات، وسموا ذلك تكراراً.
ومع ان إجماعهم على هذه التسمية، إلا انهم اختلفت فيه مذاهبهم وتعددت مشاربهم، وتلك طبيعة في أحوال الناس، بل هي سنة من سنن الله في هذا المجتمع البشري، فالكثرة الكثيرة من المتدبرين رأوا أن في هذا التكرار سحر بيان، وتثبيت بنيان، فعدوه بلاغة واعجازاً ووجدوا فيه منهجاً قويماً، وهدفاً عظيماً من مناهج التربية وأهدافها، وحاولوا أن يبرهنوا على ذلك ببراهين مما عرفته العرب في كلامها شعراً ونثراً، وأن يقيموا عليه الأدلة مما قرره علماء النفس وعلماء الاجتماع وأساطين التربية، وذووا الاختصاص في فن الإعلام والدعاية.
وفئة قليلة عميت أو تعامت، هيمن عليها الحقد فعدت هذا مثلبة ومطعناً في كتاب الله، وهؤلاء لم يظهروا إلا بعد أن فسد الذوق البياني، وضعفت السليقة العربية، لذا رأينا أن هذه القضية لم تظهر مبكرة، فلم نسمع شيئاً عنها حتى من أعداء القرآن الذين كانوا ذوي سلائق سليمة في اللغة، بل على العكس من ذلك وجدنا ان هذا القرآن يملك عليهم كل شيء وإن لم يؤمنوا به، ولكن هذه القضية ظهرت فيما بعد حينما فسد المزاج اللغوي، واجتمع الطاعنون على دين الله من كل صوب، وتألبوا حسداً على دين الله، فبدأ الحديث عن شبهة التكرار. هذا وقد شمّر العلماء عن سواعد الجد ليردوا إلى النحور الظالمة سهام الحقد، فبينوا أنّ اللفظ حينما يكرر في الحس فإنما يقرر في النفس.
وعرض المفسرون والكاتبون في علوم القرآن والدراسات القرآنية لهذه القضية فلم يألوا جهداً في دراسة هذه القضية، ولعل من أقدم الذين عرضوا لقضية التكرار عرضاً موجزاً مركزاً امام أهل السنة اللغوي ابن قتيبة:
قال رحمه الله: (وأما تكرار الأنباء والقصص، فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجوماً في ثلاث وعشرين سنة بفرض بعد فرض، تيسيراً منه على العباد، وتدريجاً لهم إلى كمال دينه، ووعظ بعد وعظ تنبيهاً لهم من سنة الغفلة وشحذاً لقلوبهم بتجدد الموعظة، وناسخ بعد منسوخ، استعباداً لهم، واختباراً لبصائرهم يقول الله عز وجل: (وقال الذين كفروا، لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً)).
ثم يقول: (وكانت وفود العرب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإسلام فيقرئهم المسلمون شيئاً من القرآن فيكون ذلك كافياً لهم. وكان يبعث إلى القبائل المتفرقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثناة ومكررة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم، فأراد الله بلطفه ورحمته أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض، ويلقيها في كل سمع ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وليست القصص كالفروض، لأن كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تنفذ إلى كل قوم بما فرضه الله عليهم من الصلاة، وعددها وأوقاتها، والزكاة وسنتها، وصوم شهر رمضان وحج البيت، وهذا ما لاتعرف كيفيته من الكتاب، ولم تكن تنفذ بقصة موسى وعيسى ونوح وغيرهم من الانبياء، وكان هذا في صدر الإسلام قبل إكمال الله الدين، فلما نشره الله عزوجل في كل قطر، وبثّه في آفاق الأرض، وعلّم الأكابر الأصاغر، وجمع القرآن بين الدفتين: زال هذا المعنى، واجتمعت الأنباء في كل مصر، وعند كل قوم).
وقد أخبر الله عزوجل بالسبب الذي من أجله كرر الأقاصيص والأخبار في القرآن، فقال سبحانه: (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكّرون) وقال تعالى: (وصرّفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكراً).
والآن نستمع لعالم آخر هو الإمام الزركشي ـ رحمه الله ـ فلقد أشار في كتابه البرهان إلى التكرار في معاني القرآن بعامة، وإلى التكرار في القصة بخاصة، فبعد أن بيّن أنّ التكرار أسلوب من أساليب العرب، وأنّ الكلام حينما يكرر فإنه في النفوس يقرر، وعاب على الذين ينكرونه عرّفه بقوله: (وحقيقته إعادة اللفظ أو مرادفه لتقرير معنىً، خشية تناسي الأول لطول العهد به، فإن أعيد لا لتقرير المعنى السابق لم يكن منه كقوله تعالى: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين، وأمرت لأن أكون أول المسلمين، قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصاً له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه) (الزمر: 11 ـ 15).
فأعاد قوله: (قل الله أعبد مخلصاً له ديني) بعد قوله: (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين) لا لتقرير الأول، بل لغرض آخر، لأن معني الأول: الأمر بالإخبار أنه مأمور بالعبادة لله والإخلاص له فيه، ومعنى الثاني: أنه يخص الله وحده دون غيره بالعبادة والإخلاص ... واعلم انه إنما يحسن سؤال الحكمة عن التكرار إذا خرج عن الأصل، أما إذا وافق الأصل فلا، ولهذا لايتجه سؤالهم: لم كرر (إياك) في قوله (إياك نعبد وإياك نستعين).
إن القصة الواحدة من هذه القصص، كقصة موسى مع فرعون ـ وإن ظنّ انّها لاتغاير الأخرى ـ فقد يوجد في ألفاظها زيادة ونقصان وتقديم وتأخير، وتلك حال المعاني الواقعة بحسب تلك الألفاظ، فإن كل واحدة لابد وأن تخالف نظيرتها من نوع معنى زائد منه، لايوقف عليه إلا منها دون غيرها، فكأن الله تعالى فرق ذكر ما دار بينهما وجعله أجزاء، ثم قسم تلك الأجزاء على تارات التكرار لتوجد متكررة فيها، ولو جمعت تلك القصص في موضع واحد لأشبهت ما وجد الأمر عليه من الكتب المتقدمة، من انفراد كل قصة منها بموضع، كما وقع في القرآن بالنسبة ليوسف عليه السلام خاصة، فاجتمعت في هذه الخاصية من نظم القرآن عدة معان عجيبة.
والتكرار ـ كما نراه ـ هو إعادة اللفظ نفسه في سياق واحد، ولمعنى واحد، فإذا لم يتوفر هذان الشرطان، أي إذا لم يكن المعاد اللفظ نفسه، أو إذا ذكر اللفظ أكثر من مرة ولكن لكل موضع سياقه الخاص ومعناه الخاص، فإنّ ذلك لانسميه تكراراً أبداً. هذا هو التعريف الدقيق للتكرار كما يظهر لنا.
وقد أجمعوا على أن لا تكرار في آيات الأحكام، وإنما الذي يمكن أن يكون فيه تكرار، هما الموضوعان الأخيران آيات العقيدة والقصص. هذا من حيث الموضوع.
أما من حيث اللفظ، فقد قالوا: إن هناك جملاً أو آيات ذكرت أكثر من مرة، مما يوجب القول بأنها مكررة. فالتكرار عند هؤلاء هو أن يذكر الموضوع، أو الجملة أو الآية أكثر من مرة، ولسنا معهم في هذا التعريف. والذي يهمنا هنا موضوع القصة، أما الموضوعان الآخران، وهما: آيات العقيدة، والتكرار في الألفاظ، فقد ضمناها كتابنا (نظرات في إعجاز القرآن).
القصص القرآني صدق كله لاينبغي أن يرتاب فيه مرتاب، لأنه إنما ذكر في هذا الكتاب الذي لاريب فيه: قال تعالى: (ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون)، (نحن نقصُّ عليك نبأهم بالحقّ) ليس إذن كما ادعى المتخيلون الذين رأوا أن عنصر الواقعية، ليس من الضروري أن يتحقق في هذا القصص، وكذلك لاينبغي أن نعدل بالقصص القرآني عن ظاهره فنحمله على التمثيل، فنحن لانهرع إلى التمثيل إذا كان الحمل على الظاهر ممكناً. فالقصص القرآني واقعي من جهة، ولا يجوز أن يحمل على غير ظاهره من جهة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
هل في القصص القرآني تكرار؟!
لانحب أن نتعجل الإجابة عن هذا السؤال، نرجئه حتى نلم بالموضوع من جميع الجهات، ولابد أن نقرر هنا ما يلي:
1 ـ لم تلتزم القصة القرآنية طريقاً واحداً من حيث الطول والقصر والإجمال والتفصيل، فهناك القصة المفصلة: كما في قصة موسى عليه السلام في سورة الأعراف، وقصة نوح عليه السلام في سورة هود.
وهناك القصة المجملة: كما في قصة نوح في سورة الأعراف، وقصة موسى في سورة هود، فلقد أجملت كل من السورتين ما فصلته الأخرى.
كذلك سورة يونس فصلت بعض التفصيل في قصة موسى عليه السلام وأجملت في قصة نوح عليه السلام.
2 ـ إن كل قصة قرآنية مجملة أم مفصلة، قصيرة أم غير قصيرة، جاءت تفي بالغرض الذي سيقت من أجلهن فليس قصر القصة يشعر القارئ بشيء من النقص، بل ربما يذكر في القصة القصيرة ما لايذكر في غيرها، ولعل خير مثال على ذلك ما ذكرته قصة نوح في سورة العنكبوت.
3 ـ إن بعض القصص القرآني لم يذكر إلا مرة واحدة، وبعضه الآخر ذكر أكثر من مرة، فالقصة التي ذكرت أكثر من مرة في كتاب الله كانت ذات صلة وثيقة بقضية الدعوة والدعاة إلى الله تعالى.
أما التي ذكرت مرة واحدة فمع سمو الحقائق التي قررتها، وما فيها من مناهج تربوية، وغايات رائدة، ألا أنها لم تكن تتحدث عن مجال الدعوة، وعما كان بين الأنبياء عليه السلام وأممهم، وما لاقاه هؤلاء من أولئك، إنما كان حديثها في مجالات اجتماعية، وجوانب إنسانية، وقيم خلقية تمد الباحثين والعلماء بقبس لايخبو على مدى الدهر.
وهذا الضرب من القصص ـ أعني الذي لم يذكر كثيراً في كتاب الله تعالى ـ يظن البعض لأول وهلة أنه قليل إذا قيس بغيره، مما ذكر مرات كثيرة، لكن الأمر على العكس من ذلك، فقصة يوسف عليه السلام لم تذكر إلا مرة واحدة، كذلك قصة موسى عليه السلام مع العبد الصالح التي جاءت في سورة الكهف، وقصة موسى مع قومه في دخول الأرض المقدسة التي جاءت في سورة المائدة، ومع قومه في ذبح البقرة. ومن هذا القبيل ما جاء في شأن ابني الخالة يحيى وعيسى عليه السلام، حيث ذكرتا مرتين، إحداهما: في مكة في سورة مريم، والأخرى: في المدينة في سورة آل عمران، وما جاء في شأن يونس عليه السلام وما كان من خبر أيوب وداود وسليمان عليهم صلاة الله وسلامه عليه، فلقد ذكر خبر أولئك مفرقاً على عدة سور، حيث خصت كل سورة بجانب يتلاءم مع موضوعها وشخصيتها.
ولعل القصة الوحيدة التي خرجت عن هذه القاعدة فذكرت أكثر من مرة وليس لها صلة مباشرة بالدعوة والدعاة، قصة آدم، ولكن إذا عرفنا أن قصة آدم أبي البشر جاءت تحدثنا عن النواحي الفطرية والجوانب الرئيسة في حياة الإنسان، وعن الاستعدادات والغرائز التي تتكون منها طبيعته، إذا عرفنا ذلك أدركنا السر الذي ذكرت من أجله قصة آدم في أكثر من سورة.
فالقصص الذي ذكر أكثر من مرة، قصص أولئك الأنبياء الذين تحملوا المشقة ولاقوا العنت، وهم يدعون أقوامهم كنوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى عليهم الصلاة والسلام.
على أن في القرآن الكريم قصصاً لغير الأنبياء، أو لمن اختلف في نبوتهم لم تذكر إلا مرة واحدة في كتاب الله، كقصة ذي القرنين، وما كان من حديث لقمان لابنه، ونبأ ابني آدم وقصة أهل الكهف وخبر المائدة التي طلبها الحواريون ونبأ أصحاب الجنة الذي جاء في سورة (ن).
فهذه القصص جميعها مع ما تعطيه من قيم، ومع كثرة ما فيها من عظات وفوائد، ومع ما يستنتج منها من قواعد كثيرة في الاجتماع والتربية والسياسة والحكم وغير ذلك من المجالات الحيوية المفيدة التي أراد الله تبارك وتعالى لهذه الأمة أن تفيد منها. أقول: مع ما تعطيه هذه القصص من ذلك كله إلا أنه اكتفي بذكرها مرة واحدة، لأنها تؤدي الغرض الذي سيقت من أجله من غير أن تذكر مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 ـ إن بعض السور القرآنية ذكر فيها أكثر من قصة من هذا اللون، أعني اللون الذي لم يذكر إلا مرة واحدة، فإذا نظرنا لهذا القصص في هذه السورة وجدناه ذا ترتيب بديع، عجيب الشأن، إذ هو يكوِّن منهجاً متكاملاً لما ينبغي أن يكون عليه المسلمون أفراداً وجماعات، ولنأخذ سورة الكهف مثلاً، فلقد انفردت بقصص ثلاث لم تذكر في سواها وهي قصة أهل الكهف، وقصة موسى مع العبد الصالح، وقصة ذي القرنين، والذي يبدو لنا ـ والله أعلم بما ينزل ـ أن ذلك إيحاء للمسلمين ليدركوا العناصر الرئيسة التي لابد أن تتوفر في شخصيتهم، فقصة أهل الكهف تمثل عنصر العبادة والعقيدة، ولما كان أكثر ما يزلزل هذه العقيدة في النفوس ويفسد هذه العبادة. أمران اثنان هما: طغيان المال وإغواء الشيطان ذكرا بعد هذه القصة مباشرة حتى يستطيع المسلمون أن يحصنوا عقائدهم ويحافظوا على عباداتهم، فذكرت قضية المال وما يسببه من طغيان في قوله سبحانه: (واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب) (الكهف 32). وبعد ذلك ذكرت القصة الثانية، وهي قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح، وهذه القصة إنما تبين عنصراً آخر لابدّ أن يتوفر للمسلم وهو عنصر العلم، ذلك أن العبادة بدون علم لايأمن صاحبها على نفسه من أن يضل ويطغى، وتزل قدم بعد ثبوتها، ولعل في حديث جريج الذي أخرجه الإمام مسلم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يثبت ذلك، فلقد جاء أن جريجاً كان عبداً واتخذ صومعة له بعيداً عن الناس، وكانت أمه يهفو إليه قلبها، فتذهب لرؤيته، فتجده يتنفل في صلاته وتناديه فيأبى أن يكلمها. ففعل ذلك أكثر من مرة، وفي المرة الثالثة دعت عليه أن لايميته الله حتى يريه وجوه المومسات، واستجاب الله الدعوة، وفي هذا الحديث تقرير لفضل العلم وأن العبادة وحدها لاتفي بما يريده الانسان من سعادة فلقد كان جريج عابداً بغير علم، ولقد كانت أمه ذات علم ومعرفة فلم تدع عليه أن يفتن.
أما القصة الثالثة في سورة الكهف فهي قصة ذي القرنين، هي تمثل العنصر الثالث في حياة المسلمين، وهو عنصر الجهاد، وهكذا رأينا هذه السورة الكريمة تحدثنا عن القضايا الأساسية التي لابد للمسلمين منها: العقيدة والعلم والجهاد.
5 ـ إن القصص الذي ذكر أكثر من مرة في كتاب الله لانجد منه قصة واحدة ذكرت في سورتين اثنتين بطريقة واحدة، بل نجد كل قصة جاء فيها ما لم يجيء في الأخرى، ففي كل قصة من المشاهد والجزئيات والأحداث ما تفردت به السورة التي ذكرت فيها هذه القصة.
صحيح إن هناك قضايا مشتركه اقتضاها السياق، ولكن هذه القضايا المشتركة لم تأت على أسلوب واحد.
ولكي نصل إلى نتيجة حاسمة في هذا الأمر، فلابد أن نلم به من زوايا ثلاث:
أولاً: من حيث الألفاظ والتراكيب التي ذكرت في كل قصة.
ثانياً: من حيث الموضوعات والجزئيات والمشاهد والمواقف الموزعة على السور التي ذكرت فيها القصة.
نقلا من موقع البلاغ
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[01 Jan 2008, 12:29 م]ـ
بارك الله فيك د. الظفيري على النقل المبارك
ولكني لم أستطع أن أخلص إلى تعريف للقصة القرآنية تطمئن له النفس من خلال النص المنقول.
أليس هناك تعريف اصطلح عليه العلماء للقصة القرآنية؟
أم أن الأمر خلاف ذلك؟
أفيدونا بارك الله فيك.(/)
قول ابن عطية هذا تخليط من المتأخرين
ـ[الميموني]ــــــــ[26 Dec 2007, 02:33 م]ـ
يتميز كتاب أبي محمد بن عطية المحرر الوجيز بمزايا منها ترجيحه بين الأقوال إما متابعة منه لأهم مصدر يعتمد عليه كثيرا وهو الطبري أو استقلالا أو ردا لترجيح رجحه الطبري ...... ومن عباراته التي استوقفتني في نقد المتأخرين قوله في تفسير قوله تعالى:
وَبِالأسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)} سورة: الذاريات.
(واختلف الناس في {المحروم} اختلافاً، هو عندي تخليط من المتأخرين، إذ المعنى واحد، وإنما عبرعلماء السلف في ذلك بعبارات على جهة المثالات فجعلها المتأخرون أقوالاً وحصرها مكي ثمانية) اهـ.
قال الطبري: (والصواب من القول في ذلك عندي أنه الذي قد حُرم الرزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممن حرمه الله ذلك، وقد يكون بسبب تعففه وتركه المسألة، ويكون بأنه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
) 22/ 413
وقال القرطبي: (وروى ابن وهب عن مالك: أنه الذي يحرم الرزق، وهذا قول حسن، لانه يعم جميع الاقوال).
17/ 39
قال في البحر المحيط: وكل ذلك على سبيل التمثيل ويجمع الأقوال أنه الذي لا مال له لحرمان أصابه.
قال ابن الجوةزي: (وفي {المحروم} ثمانية أقوال.
أحدها: أنه الذي ليس له سهم في فيء المسلمين، وهو المُحارَف، قاله ابن عباس. وقال إبراهيم: هو الذي لا سهم له في الغنيمة.
والثاني: أنه الذي لا ينمى له شيء، قاله مجاهد، وكذلك قال عطاء: هو المحروم في الرِّزق والتجارة.
والثالث: أنه المسلم الفقير، قاله محمد بن علي.
والرابع: أنه المتعفِّف الذي لا يَسأل شيئاً، قاله قتادة، والزهري.
والخامس: أنه الذي يجيء بعد الغنيمة، وليس له فيها سهم، قاله: الحسن ابن محمد بن الحنفية.
والسادس: أنه المصاب ثمرته وزرعه أو نسل ماشيته، قاله ابن زيد.
والسابع: أنه المملوك، حكاه الماوردي.
والثامن: أنه الكَلْب، روي عن عمر بن عبد العزيز. وكان الشعبي يقول: أعياني أن أعلَم م) اها المحروم. وأظهر الأقوال قول قتادة والزهري، لأنه قرنه بالسائل، والمتعفِّف لا يَسأل ولا يكاد الناس يعطون من لا يسأل ثم يتحفظ بالتعفُّف من ظُهور أثر الفاقة عليه، فيكون محروما من قِبَل نفسه حين لم يَسأل، ومن قِبَل الناس حين لا يُعطونه، وإنما يفطن له متيقِّظ.
) اهـ
وقال الماروي: (يحتمل تاسعاً: أنه من وجبت نفقته من ذوي الأنساب لأنه قد حرم كسب نفسه، حتى وجبت نفقته في مال غيره.
) اهـ.
.
قال في التحرير (ذكر القرطبي أحد عشر قولاً كلها أمثلة لمعنى الحرمان، وهي متفاوتة في القرب من سياق الآية فما صلح منها لأن يكون مثالاً للغرض قُبل وما لم يصلح فهو مردود) اهـ.
لطيفة أخرى عجيبة من الإمام ابن عطية: (قال القاضي أبو محمد: يرحم الله الشعبي فإنه في هذه المسألة محروم، ولو أخذه اسم جنس فيمن عسرت مطالبه بان له، وإنما كان يطلبه نوعاً مخصوصاً كالسائل) اهـ
ـ[الميموني]ــــــــ[31 Dec 2007, 02:33 م]ـ
بودي أن تجمع اختيارات الإمام ابن عطية التي فيها لطائف و تنبيهات في موضوع على حدة
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Dec 2007, 04:38 م]ـ
جزاك الله خيراً على ما أتحفتنا به
وأضم صوتي إلى صوتك
فجمع هذه المقولات تبرز الملكة التفسيرية لدى الإمام ابن عطية رحمه الله
وتفسيره تفسير حافل
وهو عمدة لكثير من التفاسير التي تلته
ومن جمع بين تفسير ابن عطية وتفسير ابن الجوزي وتفسير الماوردي فأرجو أن لا يفوته من أقوال المفسرين في الآية إلا الشيء اليسير
على أن الماوردي يزيد في التفسير أوجهاً وإن لم يقل بها قائل
ـ[الميموني]ــــــــ[01 Aug 2008, 09:34 م]ـ
من أمثلة ترجيحات الإمام أبي محمد بن عطية في تفسيره قوله:
قوله: (وحكى النقاش: «الصراط الطريق بلغة الروم».
قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف جداً) اهـ.
وقوله: (وقال قوم: لفظ قوله {لا ريب} فيه لفظ الخبر ومعناه النهي.
وقال قوم: هو عموم يراد به الخصوص؛ أي عند المؤمنين.
قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وغيره كثير
ـ[المنصور]ــــــــ[02 Aug 2008, 03:12 ص]ـ
قال أخي عبد العزيز الداخل وفقه الله:
على أن الماوردي يزيد في التفسير أوجهاً وإن لم يقل بها قائل.
أرى أن صواب العبارة: على أن الماوردي ينفرد بنقل أقوال لم نعثر عليها فيما بين أيدينا من التفاسير.
مارأيك أخي عبد العزيز
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[02 Aug 2008, 12:05 م]ـ
قال أخي عبد العزيز الداخل وفقه الله:
على أن الماوردي يزيد في التفسير أوجهاً وإن لم يقل بها قائل.
أرى أن صواب العبارة: على أن الماوردي ينفرد بنقل أقوال لم نعثر عليها فيما بين أيدينا من التفاسير.
مارأيك أخي عبد العزيز
حياك الله أخي المنصور
قد نص الماوردي في مقدمته على معنى ما ذكرتُه، فقال عن تفسيره: (جعلت كتابي هذا مقصوراً على ما خفي علمه، وتفسير ما غمض تصوره وفهمه، وجعلته جامعاً بين أقوال السلف والخلف، وموضحاً عن المؤتلف والمختلف، وذاكراً ما سنح به الخاطر من معنىً يُحتمل، عبرت عنه بأنه محتمل، ليتميز ما قيلَ مما قلتُه، ويُعلم ما استخرج مما استخرجتُه) ا. هـ.
فهذا نصه على منهجه، وهو يُدخل هذا في باب الفهم والاستنباط والقياس على بعض أقوال السلف بأنواع من العلل
وخذ هذا المثال:
قال رحمه الله: ({عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} فيه وَجْهَانِ:
أَحَدُهُمَا: الخَطُّ بالقلَمِ. قَالَهُ قَتَادَةُ وابنُ زيدٍ.
الثاني: عَلَّمَه كلَّ صَنْعَةٍ عَلِمَها فتَعَلَّمَ. قَالَهُ ابنُ شَجَرَةَ.
ويَحْتَمِلُ ثالثاً: عَلَّمَه مِن حالِه في ابتداءِ خلْقِه ما يَسْتَدِلُّ به على خَلْقِه، وأنْ يَنْقُلَه مِن بعدُ على إرادتِه).
فهذا الوجه الذي ذكره لا أعلم قائلاً به.
مع أني قد وقفت على ستة أقوال للمفسرين في هذه الآية
وليس لهذا التخصيص بعد التخصيص دليل يحتج به ولا مستند من لغة ولا أثر من صاحب ولا وجه في النظر
حتى إني من استغرابي لبعض الأوجه التي يذكرها في تفسيره كنت أظن أنه لخص هذا التفسير لنفسه ثم اخترمته المنية قبل أن يهذبه.
وهو على ذلك حسن التلخيص، على أن نسبته الأقوال لقائليها من الأصحاب والتابعين لا يميز فيها غالباً ما صح مما لم يصح
فتجده ينقل الأقوال بصيغة الجزم قاله فلان، وقاله فلان، وفي بعضها لا تصح النسبة
ولكن طالب العلم الذي يميز الأقوال في التفسير لا تخفى عليه هذه الملاحظ.
والله ولي التوفيق.
ـ[المنصور]ــــــــ[05 Aug 2008, 04:24 م]ـ
وفقك الله أخي عبد العزيز الداخل،
لقد تذكرت شيخ الإسلام ابن تيمية عندما اعترض عليه البعض صنف كتاب الجواب عن الاعتراضات المصرية، فكان علما مكتوما إلى أن أخرجه المعترض، وهذا يشبه حالك لاعدمنا فوائدك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Aug 2008, 09:29 م]ـ
من أمثلة ترجيحات الإمام أبي محمد بن عطية في تفسيره قوله:
قوله: (وحكى النقاش: «الصراط الطريق بلغة الروم».
قال القاضي أبو محمد: وهذا ضعيف جداً) اهـ.
أشكر أخي العزيز الدكتور عبدالله الميموني رعاه الله على فوائده المتتابعة.
واستأذنه في التعليق على قول ابن عطية هذا وتضعيفه لقول النقاش رحمهم الله جميعاً وجمعنا بهم في جنات النعيم.
النقاش ذهب إلى القول بأن لفظة الصراط معناها الطريق بلغة الروم. وابن عطية يضعف هذا ويرده.
والقول بأن لفظة الصراط ليست عربية وأنها بلغة الروم محل بحث، واللغة الرومية المقصود بها في كلام النقاش اللاتينية فيما يبدو لي، حيث إن لغة الروم قد تكون اللاتينية وقد تكون الفرنسية وقد تكون الألمانية وقد تكون الانجليزية، فكل هؤلاء يقال لهم عند العرب الروم.
الطريق المستقيم المعبدُ يقال له باللاتينية stratum ، وباللغة الفرنسية estade ، وبالانجليزية street ، وفي الألمانية Strasse . ويلاحظ تقارب هذه اللفظة في هذه الألسنة.
والتأثر والتأثير بين اللغات واقع ومن قرأ في كتب علم الاجتماع اللغوي تكونت لديه قناعة بهذا. ألا يمكن القول إن العرب قد استفادت هذا المعنى (معنى الطريق المعبد المستقيم) من جيرانهم الرومان وأن بين الأمتين صلات قديمة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وأرى كثيراً من الباحثين المسلمين يتحسسون كثيراً ويتحرجون من نسبة لفظة عربية إلى لغة أخرى ويرون هذا غضاً من شأن لغة القرآن، في حين إن الأمر أسهل من ذلك فغاية الأمر أن العرب تتأثر بغيرها من الأمم قديماً وحديثاً وغير العرب يتأثرون بالعرب في مثل ذلك والأمثلة كثيرة في اللغتين.
والكلام في هذا الموضوع طويل، لكنني أحببت التنبيه هنا على فكرة خطرت لي وهي أنه ينبغي على الباحث عندما يتطرق لمثل هذه المسألة أن يسأل أسئلة:
- هل الإمام النقاش - على سبيل المثال - قال هذا القول لمعرفته باللغة اللاتينية (لغة الروم) أم هو ناقل ٌ لها؟
فإن كان ناقلاً فيبحث عن صاحب القول الأول. وإن كان هو يعرف تلك اللغة ويتكلم بعلم فهذه مسألة ينبغي أخذها على محمل الجد في البحث العلمي اللغوي. وهذه مسألة مهمة عند الحديث عن مناهج المفسرين ومعرفتهم باللغات غير العربية. فكثير من المفسرين يعرفون اللغة الفارسية، وبعضهم - كمفسري الأندلس - يعرفون اللاتينية وربما الإسبانية. وهكذا وسينعكس هذا على تعامله مع الألفاظ التي تنسب لتلك اللغات في تفسيره.
والسيوطي رحمه الله له كتاب في المُعرَّب، لكن السيوطي لم يزد على ما نقل وترتيب ما في الكتب السابقة. بل حتى الجواليقي رحمه الله في كتابه المعرب.
لكن لما كتب أمثال الدكتور ف. عبدالرحيم وفقه الله في كتبه مثل تعليقاته على كتاب المعرب للجواليقي وغيره أتى بالمفيد والجديد وذلك لمعرفته بتلك اللغات الأصلية. فقد صوب كثيراً من الأوهام التي وقع فيها السابقون الذين كتبوا في الموضوع دون معرفة بغير العربية.
وأذكر أن النسفي في تفسيره (التيسير في علم التفسير) كان يفسر الآية ثم يقول وهي بالفارسية كذا ..
فابن عطية رحمه الله عندما ضعف قول النقاش لم يبين وجه تضعيفه عنده، مع إني لم أجد من ذكر في ترجمة ابن عطية أنه كان يجيد اللاتينية أو غيرها من اللغات غير العربية، والمظنون بأهل الأندلس معرفتهم اللاتينية.
وهذا الموضوع موضوع طريف وفيه تفاصيل ودقائق تحتاج إلى مناقشة ومباحثة لكن نكتفي الآن بهذا والله الموفق.(/)
من مقدمة التفسير من تفصيل الكتاب وبيان القرآن
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[27 Dec 2007, 01:13 م]ـ
إلى من يهمه الأمر من الباحثين المتجردين من القراء والمفسرين والمحدثين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذه نبذ مختصرة من تفسيري للقرآن قيد الإنشاء تحت عنوان من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تجدون في "حوار مع المفسرين" بعضا من مقدمته ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم المهيمن على الكتب قبله، المتضمن تفصيل كل شيء، هذا وغيره من الموعودات التي نبأ الله بها رسوله وخاتم النبيين ولم تقع بعد وهي آتية قريبا إن شاء الله، تفرغت لتتبعها ودراستها من القرآن وانشغل المفسرون والفقهاء والأصوليون في الحكام الفقهية ومسائل اللغة من الكتاب، أتمنى إيصاله إلى خواص الأمة ليروا فيه رأيهم وأنا أول المذعنين إلى الحق إذا أثبتوا مخالفتي إياه إذ لست أدعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه كما بينت في البحث العلمي الآتي بعض منه، وتجدون بحثا قديما منذ سنة 2000 في علم القراءات وتحقيق طرقها لتستدلون به على الجدية في البحث أو عدمها ولديّ حوار مع الأصوليين والمحدثين أخرته خشية الإطالة.
وأتمنى القدرة على توفير موقع مناسب لبحوثي لتجد طريقها للنقاش والاستغلال.
} فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين {
إن رجال الدين الذين فرضوا على الناس تقليدهم في فقههم وفهمهم وحجروا على الرأي والفكر والعقل فأغلقوا دون الاجتهاد بابا، لم يسعهم وخالفوا ما ارتضاه الله من المخالفين وأذن لنبيه صلى الله عليه وسلم بقبوله منهم وهو أن يأتوا بالدليل.
وسيعقل من تدبر القرآن أنه ناقش فريقين من المخالفين أحدهما كافر مشرك بالله، خوطب في الكتاب المنزل من عند الله باستعمال السمع والبصر والفكر والعقل لإدراك الأدلة العقلية والحسية المادية ليهتدي إلى أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره وليعبده المكلفون ويخافه من يفقهون ويعقلون، وخطاب هذا الفريق كما في قوله:
} أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون {الطور 35 ـ 36
} قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر {البقرة 258
} واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا {الفرقان 3
وثاني الفريقين من المخالفين يقر بالله ربه الخالق خوطب في الكتاب المنزل من عند الله بأن الدليل أي الحجة والبرهان والسلطان المبين أي البين له أو عليه إنما هو بما تضمنه الكتاب المنزل من عند الله وكذلك دلالة قوله:
} أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه {فاطر 40
} أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون {الزخرف 21
} أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين {الصافات 153 ـ 157
} إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون {القلم 34 ـ 39
} وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين {البقرة 111
} كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين {عمران 93 ـ 94
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني أن الكتاب المنزل من عند الله كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن كل منه بينة وحجة لمن استمسك به في سلوك أو قول أو تصور، إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه كما في قوله} وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون {البقرة 80 ويعني أن لم يتخذوا عند الله عهدا أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة بل هو مما قالوه بغير علم إذ لم يتضمنه الكتاب المنزل من عند الله إليهم وهو التوراة، وكما في قوله} أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا {مريم 77 ـ 79 ويعني أن الذي زعم أن سيؤتى لو بعث في الآخرة مالا وولدا كما في الدنيا إنما يفتري الكذب إذ لم يطلع الغيب كالنبيين والرسل ولم يتخذ عند الله عهدا أي لم يتضمن الكتاب المنزل من عند الله تصديق زعمه.
ويعني حرف فاطر أن من خالف في سلوكه أو قوله أو تصوره ما أمر الله به في الكتاب المنزل من عنده فلا يدع موافقة الحق إذ لم يكن على بينة من ربه بالكتاب المنزل من عنده.
ويعني حرف الزخرف أن المقلدين الذين يحتجون بالقدر ليفلتوا من الحساب والعقاب لا علم لهم بل يتبعون الظن ويكذبون إذ لم ينزل عليهم كتاب من الله يتضمن تصديق احتجاجهم بالقدر يستمسكون به ليكون لهم حجة عند الله يوم القيامة.
ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنون، وهم كاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق أمانيهم.
وويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به رجال الدين ذرعا.
وإن قوله:
} أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين {الطور 33 ـ 34
} أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين {هود 13
} أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين {يونس 38
} وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين {البقرة 23 ـ 24
ليعني أن الذين يزعمون أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد تقول القرآن وافتراه من دون الله مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله} قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا {الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي ـ قصورا منه ـ أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد هو مفترى من دون الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله} ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها {البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحل محل الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله} فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا {البقرة 137 وقوله} قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم {الأحقاف 10 في كلية الكتاب، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
} كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين {عمران 93
} وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين {البقرة 111
ويعني أن التوراة دليل كاف إذ هي مثل القرآن كل منهما كتاب منزل من عند الله.
إن الله قد أرسل كل رسول بآيات خارقة معجزة من جنس ما بلغه الناس المرسل إليهم من العلم والأسباب، ولتكون الآيات الخارقة مع الرسل بها هي الحق الذي يقذف به رب العالمين على الباطل فيدمغه فيزهق من حينه كما في قوله} بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق {الأنبياء 18 وكذلك قذف بالحق مع موسى على الباطل مع السحرة فدمغه فزهق من حينه، ويعني أن لو كان القرآن باطلا أي مفترى من دون الله لنزل الله كتابا من نوعه يدمغه فيزهق وهو دلالة إعجاز القرآن كما في قوله:
} فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين {القصص 48 ـ 49
} أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا {الأحقاف 8
} أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين {هود 13
} أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين {يونس 38
} وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين {البقرة 23
} أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين {الطور 33 ـ 34
ويعني حرف القصص أن الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من عند ربه وهو القرآن لم يؤمن به بعض المكذبين بسبب أن لم يؤت محمد صلى الله عليه وسلم مثل ما أوتي موسى من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء التي أرسل بها إلى فرعون وملئه، فزعموا أن موسى ومحمدا افتريا التوراة والقرآن فخوطبوا في القرآن أن يأتوا بكتاب من عند الله يثبت صدقهم إن كانوا صادقين، وليتبعن محمد صلى الله عليه وسلم كل كتاب منزل من عند الله.
ويعني حرف الأحقاف أن الذين يزعمون أن القرآن مفترى من دون الله لن يملكوا من الله شيئا يصدقهم في دعواهم أي لا يستطيعون أن يأتوا من عند الله بشيء ومنه بعض سورة من مثل القرآن ولا أن يأتوا بآية خارقة من عند الله تثبت صدقهم.
وإن دلالة أمر المكذبين بدعوة من استطاعوا من دون الله وشهدائهم الذين يشهدون لهم أن كتابا مثل القرآن أو مثل بعضه هو من عند الله يصدقهم في زعمهم أن القرآن مفترى من دون الله ليعني أن المفتري على الله كتابا أو آيات بينات مفضوح في الدنيا معذب فيها كما هي دلالة قوله} قل إن افتريته فعلي إجرامي {هود 34 ومن المثاني معه في قوله} وإن يك كاذبا فعليه كذبه {غافر 28 وقوله} ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين {الحاقة 44 ـ 47 أي أن المفتري على الله سيفتضح ويعذب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله وحرف غافر من قول رجل مؤمن من آل
(يُتْبَعُ)
(/)
فرعون يعني أن موسى إن يك كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذبه.
قلت: ولقد ضمنت تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن " فقها جديدا فقهته وعقلته من الكتاب المنزل على رسول الله وخاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وجهله التراث الإسلامي من قبل وفاته، وبينت من أصول التفسير وكلياته الآتي بيانهما ليعلم المخالفون وجمعهم أن الدليل والبرهان لي أو عليّ، ولهم أو عليهم إنما هو الكتاب المنزل من عند الله لا التراث الإسلامي أي فقه من سبق من القراء والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين أزعم قصورهم عن فهم الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم وعن فهم الأحاديث النبوية.
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجلت التعريف به ليفقه الذين يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت من "تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن"
علم التفسير عبر التاريخ الإسلامي في الميزان
إن قوله:} أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا {الأنعام 114
} ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم {الأعراف 52
} ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون {خاتمة يوسف
ليعني أن الكتاب المنزل على خاتم النبيين الأمي صلى الله عليه وسلم قد فصله رب العالمين على علم تفصيلا خارقا لا يقدر على مثله غيره وهيهات أن نحيط علما بتفصيله أو أن نحصيه كما في قوله} علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر من القرآن {المزمل 20 أي لن تحصي الأمة كلها الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم من العلم والمعاني والدلالات ولو كانت تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه بعد ناشئة الليل أي بعد ما أنشأوا من يقظة بعد نوم لأجل صلاة الليل ليكونوا أقرب إلى تدبر القرآن وفقهه ودراية الكتاب والإيمان.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لكل من اسم الله واسم رب العالمين في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لكل من الأسماء الحسنى في المصحف معنى ووعدا حسنا غير مكذوب سيقع نفاذه بعد نزول القرآن في الدنيا أو في الآخرة ولو أبدل أحدها بالآخر لانخرم السياق ولاختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أن لكل من النبوة والرسالة أو النبي والرسول في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي صلى الله عليه وسلم أنه قد حوى مما نبأ الله به آدم فمن بعده من النبيين من ذرية آدم وما نبأ الله به نوحا فمن بعده من النبيين إلى خاتم النبيين محمد الأمي صلى الله عليه وسلم.(/)
مسائل في المجاز (2) طريقة فاسدة سلكها الشيخ الشنقيطي رحمه الله ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Dec 2007, 10:56 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي: ((وكل ما يُسميه القائلون بالمجاز مجازاً، فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية، فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره، ومن أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات ... وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه)).
قلت: رحم الله الشيخ وتجاوز عنه ... وهذه طريقة فاسدة جداً في نفي المجاز ...
بل إن قوله إن لفظ الأسد يدل على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد، ولا يدل على الرجل الشجاع إلا إذا اقترن بما يدل على ذلك = هو نفس قول أبي عبد الله البصري ومن اتبعه من المتكلمين ... وقد أنكر شيخ الإسلام –رحمه الله- على أولئك المتكلمين قولهم: الحقيقة مادل مع الإطلاق والتجرد من القرائن،وقال فليس في الكلام الذي يتكلم جميع الناس لفظة مطلقة عن كل قيد (الفتاوى 7/ 100 وما بعدها حتى 7/ 116).
قلت: وطريقة الشيخ الشنقيطي في نفي المجاز هنا طريقة فاسدة جداً ... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
بل إن قولهم حينئذ يكون أخف وأقرب ....
وإنما نقول: أن القول بأن هناك ألفاظ يفهم المراد منها بغير قرينة وألفاظ تحتاج للقرينة = خطأ كله ...
ولو وجدت ورقة ملقاة ممزقة كتب فيها لفظ (أسد) لا ندري من كاتبها ولا من أين أتت ولا تحتف بها أي قرينة دالة ... فإننا لا ندري حينئذ أي معنى من معاني كلمة أسد أراد كاتبها .... وما من لفظة إلا وهي مقترنة بمن تكلم بها ومقترنة بغيرها من كلام ذلك المتكلم وأنبائه وحاله ما يبين ما أراده بلفظه، فكل لفظة فهي مقترنة بقرائن، واللفظ العاري عن القرائن البتة هو لفظ ذهني محض لا يوجد في الخارج ولا يعرف معناه المعين حتى يقترن به من القرائن ما يعين المعنى المراد ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 Dec 2007, 12:39 ص]ـ
الحمد لله
المرجو من الاخ الكريم ذكر مصدر كلام الشيخ الشنقيطي رحمه الله.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:00 ص]ـ
يبدو أن الخوض في هذا الموضوع محفوف بالمخاطر فقد ألفنا -للأسف الشديد - أن نجد كثيرا من الناس لا يستطيعون التجرد في مناقشة مثل هذا الموضوع ومن ثم يقع الصدام من أول وهلة لذا أرجو أن نبدا بالنقط التي يمكن في رأيي أن يقع الاتفاق عليها مع قابلية النقاش حولها وأعني ما يتعلق بالأسماء والصفات لشرف الموضوع ودقته ...
ـ[محمود البعداني]ــــــــ[28 Dec 2007, 11:46 ص]ـ
الشيخ الكريم أبو فهر السلفي حفظه الله ورعاه
ألا ترى سلمك الله تعالى أن عنوان هذا الموضوع بحاجة إلى تلطيف عبارته ومنكم نستفيد وقد قرأت لكم عددا من كتاباتكم وأنا لذا أحبكم في الله تعالى
ـ[أحمد الحمادي]ــــــــ[28 Dec 2007, 12:07 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:22 م]ـ
نعم هو كما قال الأخ محمود البعداني وما أظن الكلام بهذه الطريقة يناسب أولئك الأعلام، ولو رد أحد بمثل هذا على أبي فهر لما رضيه هو على نفسه، والتلطف في العبارات لا يتعارض مع بينا وجهات النظر في هذا الملتقى المبارك، مع حفظ حق علمائنا رحمهم الله، وقد رأيت كلاما للأخ أبي فهر كذلك عن ابن تيمية وكنت أود بيان ما أعتقده مناسبا وتأكد ما أعتقدته هنا، رزقنا الله العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو الياس]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:51 م]ـ
جزى الله الأحبة خير الجزاء على ما نوه عليه من وجوب مراعاة حسن الأسلوب مع هؤلاء الأعلام الأفذاذ عليهم من الله رحماته تترا
(يُتْبَعُ)
(/)
مع أنني في هذا الرد لا أجرح من حسن نية أخينا أبي فهر (°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ° فالرجل على الرأس°ˆ~*O® (**) ®O*~ˆ°) .............. بوركت أخي
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[29 Dec 2007, 11:07 م]ـ
ساءني عنوان الموضوع
فلما قرأته وجدت أبا فهر قد عاب قولاً صحيحاً
وما أحب لطالب العلم أن يتعامل مع أقوال العلماء بهذه الطريقة
لأنه قد يتعجل ويسبق إلى فهمه خلاف الصواب فلو أنه تروى وأمعن النظر
وسأل من هو أعلم منه عما استشكله أو استغلق عليه رجوت أن يوفق للفهم الصحيح
وقد قال أبو العتاهية:
الصمت أزين بالفتى من منطق في غير حينه
وقضية المجاز قضية كبيرة تكلم العلماء الأعلام فيها بكلام كثير وأفردها بعضهم بالتصنيف
وليس من الحكمة تناول هذه القضية الكبيرة بهذه الطريقة
وقد بنى أهل الأهواء على المجاز كثيراً من بدعهم حتى عده الإمام ابن القيم رحمه الله طاغوتاً وعقد له باباً كبيراً في كتابه الماتع الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
وقد قربته ولخصته بكتاب أسميته: (المراقي الموصلة لفهم كتاب الصواعق المرسلة)
وأهل العلم وأئمة الهدى حينما تكلموا في هذه المسألة كانوا مجاهدين في سبيل الله عز وجل جهاداً علمياً بالبيان واللسان والبنان لإعلاء كلمة الله عز وجل والذب عن دينه ونفي انتحال المبطلين وتأويل المحرفين
وينبغي على طالب العلم أن يعرف لهم قدرهم في ذلك وما يجب لهم، فإن أشكل عليه شيء من كلامهم سأل من هو أعلم منه
ولا يستعجل التعقب فقد يكون مع المستعجل الزلل
وإن كان مراد أبي فهر من هذا الموضوع أن يعاد طرق قضية المجاز فليست هذه نقطة البداية المناسبة لمناقشة هذه القضية الكبيرة
وإن كان إنما يريد تعقب هذه الجملة فقط
فأرى أن استعجاله قاده إلى إساءة فهم مراد الإمام الشنقيطي رحمه الله
وقبل البيان أحب أن أنبه على أمرين مهمين جداً أدى إغفالهما ببعض طلاب العلم المتعجلين إلى الخروج بأقوال شاذة ومفاهيم غريبة في زمان قل فيه مراعاة القواعد العلمية في تناول مسائل العلم فحصلت فتن كثيرة أوهنت من الأمة ما أوهنت:
الأمر الأول: أن كلام العلماء في كتبهم ليس وحياً منزلاً من السماء بل هو بيان بشري يعتريه ما يعتريه من النقص البشري مع حرصهم الشديد على المقاربة والتسديد
ولا أحد منهم يدعي الكمال المطلق في كلامه، ولا أحد يدعي العصمة
وإنما قلت ذلك لأن بعض طلاب العلم يجري على كلام أهل العلم ما يجريه العلماء على كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من القواعد الأصولية باستغراق العموم وإعمال مفهوم المخالفة والقياس عليه ونحو ذلك
ويحضرني في ذلك مثال لأحد طلاب العلم شرح رسالة نواقض الإسلام وأورد في شرحه نقلاً عن ابن القيم رحمه الله عدد فيه أمثلة للشرك الأصغر قال ابن القيم: (ومنه يسير الرياء)
فقال هذا الشارح: فيسير الرياء شرك أصغر بنص كلام ابن القيم رحمه الله وهذا يدل على أن كثير الرياء شرك أكبر مخرج عن الملة
ولما لم يبين الحد الفاصل بين يسير الرياء وكثيره أعملنا القاعدة التي تقول إن ما لم يرد تحديده في الشرع يحال في تحديده إلى العرف فالرياء الكثير عرفاً يخرج عن الملة
والرياء اليسير عرفاً لا يخرج عن الملة.
فاعجب لهذا الفهم، وتأمل أثره على المتلقين من الطلاب وسامعي ذلك الشرح عبر وسائل التسجيل.
وقد زارني هذا الشيخ وناقشته في كلامه هذا، ورجع عنه، ولمست منه إرادة الحق ولكنه تعجل وأخطأ في فهمه وحصلت له أخطاء أخرى من هذا النوع.
فابن القيم أراد بيسير الرياء الرياء في العبادات والذي يقابل يسير الرياء ليس كثيره وإنما هو عظيم الرياء فإن الكثير يقابل القليل واليسير يقابل العظيم
وهو لم يقل قليل الرياء، وعظيم الرياء هو الرياء في أصل الدين
فالذي لم يسلم إلا رياء كحال المنافين نفاقا اعتقادياً فهو كافر خارج عن الملة
وكذلك من أراد التقرب بعبادته إلى غير الله وأظهر أنه متقرب إلى الله عز وجل فهذا قد راءى في أصل الدين
فانظر كيف أدى به تعجله في فهم كلام ابن القيم رحمه الله، ثم إجراء القواعد الأصولية على كلامه إلى الخروج بنتائج خطيرة في فهم قضية التكفير التي هي من أخطر القضايا التي منيت بها الأمة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
الأمر الثاني: أن علم العقيدة لا يستقى من كتب الردود التي يرد بها الأئمة على المخالفين، فلا ينبغي لطالب العلم أن يتعلم علم العقيدة من كتب الردود وهو لم يطلب ذلك العلم من وجهه، وعلى الطريقة التي طلبها أهل العلم رحمهم الله، فإغفال هذا الأمر ربما يودي بطالب العلم في بعض المزالق الخطيرة لا سيما إذا صاحب ذلك اعتداد بالرأي والفهم، وجرأة على المناقشة والرد.
وقد حدثنا أحد مشايخنا عن الشيخ الجليل عبد الرزاق عفيفي رحمه الله أنه كان عنده أحد الطلاب يتابع أسئلة السائلين الذين يسألون الشيخ فإذا أجابهم الشيخ قال الطالب للشيخ: فإذا كان الحال كذا وكذا؟
يفترض افتراضات على أسئلة السائلين!
فلما لاحظ الشيخ طريقته تلك قال له: ما هكذا يطلب العلم!
وصدق رحمه الله
وأما بالنسبة لكلام الإمام الشنقيطي فهو صحيح لا غبار عليه وأرى أن الانتقاد في غير محله
ومراده ظاهر لمن قرأ كلام الشيخ رحمه الله وعلم مراده من كثرة تناوله لهذه القضية منها ما هو مدون في كتبه المؤلفة ومنها ما هو مسجل في أشرطة تسجيل.
وأقول لأبي فهر: أتظن أن الشيخ لا يعلم أن اللفظة المفردة لا تعتبر جملة مفيدة؟
وهو من أئمة علم اللغة ومن كبار النحاة
فأولى بك أن تحاول فهم مراد الشيخ من قوله: بلا تقييد
وأنا أضرب لك مثالاً على ما لا يحتاج إلى تقييد:
فلو سألت صبياً من طلاب المرحلة الابتدائية: ما الأسد؟
لأجابك بقوله: إنه حيوان
وكذلك لو سألته: ما النمر؟ وما الهر؟
وهذا من الأساليب التي يتضح بها المعنى بلا قيد كما أشار إليه الشيخ بقوله: (ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله وقس على هذا جميع أنواع المجازات)
فهذا الصبي فهم المراد بهذه اللفظة عند إطلاقها في جملة مفيدة دون أن يقيد ذلك (بما يدل على أن المراد غيره)
ولو تأملت عبارة الشيخ هذه لكفتك عن تسطير هذا الاعتراض.
وعند إرادتك معنى الرجل الشجاع فيلزمك أن تجعل في الجملة ما يفيد المعنى الذي تريده وهو معنى قوله: (ومن أساليبها إطلاقه على الرجل الشجاع إذا اقترن بما يدل على ذلك)
ولعلي أضرب لك مثالاً آخر حتى يتضح مراد الشيخ أكثر
- جرى بيني وبين أحد طلاب العلم نقاقش حول قضية المجاز، وذكرت له كثرة اضطراب القائلين بالمجاز، وعدم اتفاقهم على ضابط محدد له يلتزمون فيه الطرد والعكس فللقائلين بالمجاز عدة أقوال في الضابط الذي يفرقون به بين الحقيقة والمجاز، وكلها مخرومة غير مستقيمة
- وإنما يرى أحدهم تطابق عدة أمثله على نسق واحد فيستنتج من ذلك ضابطاً يجعله قاعدة في التفريق بين الحقيقة والمجاز، ويبين خلل هذا الضابط بذكر عدة أمثلة لا تستقيم أبداً عليه
وكان من ضمن ما أوردته عليه قوله تعالى: (قال سنشد عضدك بأخيك) أحقيقة هو أو مجاز عندك؟
قال: بل هو قطعاً مجاز، ولا يجوز أن يكون حقيقة على ظاهره
قلت فما حقيقته عندك؟
قال: حقيقته، أنا سنربط أخاك على عضدك كما يربط الحبل ونشده على عضدك كما يشد الحبل!!!!
فنعيت عليه هذا الفهم!!
وقلت ألا تستحي أن تظن أن ظاهر كلام الله جل وعلا الذي هو محكم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يدل على هذا الهذيان، ثم تلتمس له أنت تأويلاً حتى تخرجه به من هذا المعنى الباطل
وهل فهم هذه الحقيقة أقحاح العرب وأساطين البلاغة والفصاحة الذين أنزل القرآن بلغتهم ولغتهم مستقيمة صحيحة لم يدخلها اللحن؟!!
وأنت تعلم أن الله تعالى تحدى بهذا القرآن الذين كانوا حريصين على الطعن فيه
فلو كانت تلك حقيقته لو جدوا في ذلك ما يطعنون به عليه أشد الطعن ويسخرون به تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً
فحقيقته هو معناه الذي يفهمه المخاطب، وهو كذلك مجازه عند من يستعمل لفظ المجاز من العلماء
وهذا الهذيان الذي ذكرته ليس بشيء حتى يعد حقيقة أو يعد مجازاً
فهذا الرجل فهم من معنى الشد شد الحبل
والعضد العضد الحسي الذي هو العضو
فركب من المعاني المفردة التي تراد بتلك الألفاظ عند الإطلاق معنى عجيباً غريباً عند التركيب يسخر منه من يسمعه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه الطريقة توصل بها بعض أهل البدع إلى نفي بعض الصفات بصورة تدعو للضحك والسخرية فادعى أحدهم أن لقول الله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) خمسة عشر معنى، وانتقاء أحدها تحكم، والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطل الاستدلال به، وكلاماً نحو هذا
وهذه المعاني جمعها من معاني الألفاظ المفردة ثم ركبها (فعلى) لها عدة معاني وكذلك لفظة (العرش) وكذلك (استوى) وبتطبيق نظرية الاحتمالات تنتج لنا عدة معاني
فاعجب لهذا الفهم الذي يدعو للسخرية والامتعاض
وهذا الفهم ونحوه مما أدى بالشيخ رحمه الله إلى تأليف رسالته المسماه (منع جواز المجاز في كلام الله المنزل للتعبد والإعجاز)
أسأل الله تعالى أن يتقبله منه ويضاعف له المثوبة.
(اللهم اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم)
قولك:
... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
بل إن قولهم حينئذ يكون أخف وأقرب .... )
استنتاج خاطئ لا مسوغ له من كلام الشيخ
فعبارة الشيخ واضحة: (وإنما هي أساليب متنوعة بعضها لا يحتاج إلى دليل وبعضها يحتاج إلى دليل يدل عليه).
أي في تحديد المعنى المراد كما سبق شرحه
وقوله قبلها: (وكل ما يُسميه القائلون بالمجاز مجازاً، فهو عند من يقول بنفي المجاز أسلوب من أساليب اللغة العربية، فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف)
و (من) تبعيضية هنا
فأنت استنتجت قاعدة من تمثيل الشيخ بهذا المثال لم يقلها الشيخ ولم يُرِدها، وكتابه كله في نفي هذا الأمر
فالشيخ ينفي وجود المجاز بالصورة التي ادعاها أولئك
فكيف تدَّعي أنت أن الشيخ يسمي (الأسلوب الذي لا يحتاج إلى قيد) حقيقة و (الأسلوب الذي يحتاج إلى قيد) مجاز
وأين هذا في كلام الشيخ؟!!
والقائلون بالمجاز لهم عدة أقوال في الضابط الذي يفرقون به بين الحقيقة والمجاز وهي غير منضبطة كما ذكر
منهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أولاً، والمجاز هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له أولاً وزاد بعضهم في العرف الذي وقع به التخاطب لتدخل الحقائق الثلاث: اللغوية والشرعية والعرفية.
ومنهم من يقول: الحقيقة ما تبادر إلى الذهن من معنى اللفظ عند الإطلاق، والمجاز ما تبادر إلى الذهن غيره عند الإطلاق
ومنهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ الذي يفهم المراد منه بغير قرينة، والمجاز هو ما يدل على المعنى المراد بقرينة.
ومنهم من يقول: المجاز هو ما يعرف بصحة نفيه؛ فإذا قلت محمد أسد، جاز لك أن تنفيه فتقول: ليس بأسد، وهذا يجعله بعضهم علامة المجاز.
ومنهم من يقول: الحقيقة هي اللفظ المطرد في جميع موارد استعماله، والمجاز يعرف بعدم اطراده في جميع موارد استعماله
فكلام الشيخ في هذا الموضع متوجه إلى من يفرق بين الحقيقة والمجاز بالقيد
ورد على الآخرين في مواضع أخرى
وأنت قلت:
(وإنما نقول: أن القول بأن هناك ألفاظ يفهم المراد منها بغير قرينة وألفاظ تحتاج للقرينة = خطأ كله ... )
فلم تصنع شيئاً سوى أن سميت الدليل قرينة، وخطَّأت الشيخ دون أن تفهم كنه كلامه
فمعلوم لدى الطلاب المبتدئين في علم النحو أن اللفظة المفردة لا تسمى كلاماً ولا يفهم منها مراد حتى تكون في جملة مفيدة
وليس في كلام الشيخ ما يدل على ما سبق إلى فهمك
بل قوله: (فمن أساليبها إطلاق الأسد مثلاً على الحيوان المفترس المعروف وإنه ينصرف إليه عند الإطلاق وعدم التقييد بما يدل على أن المراد غيره)
جملة (بما يدل على أن المراد غيره) صفة مقيدة تفيد خلاف ما فهمته من كلام الشيخ
وقول الشيخ:
(ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه؛ لأن بعض الأساليب يتضح فيها المقصود فلا يحتاج إلى قيد وبعضها لا يتعين المراد فيه إلا بقيد يدل عليه وكلاً منهما حقيقة في محله)
فهمت منه أنت أن الشيخ يدعي أن اللفظة المفردة قد لا تحتاج إلى دليل لمعرفة معناها!!!
وهذا فهم خاطئ لكلام الشيخ رحمه الله
فعبارة الشيخ: (لأن بعض الأساليب ... ) ولم يقل الألفاظ
فهل تعرف معنى الأسلوب في اللغة؟
وهل درست أي متن في علم البلاغة؟
ففي مقدمات علم البلاغة تجد معنى الأسلوب
ومن شروط الأسلوب أن يكون جملة مفيدة
فلا يسمى أي كلام أسلوباً حتى يكون جملة مفيدة
فأسلوب الاستفهام الذي مثلت به سابقاً يعد أسلوباً يتضح منه المراد دون دليل إضافي.
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Dec 2007, 11:28 م]ـ
تحقيق جيد من الأخ عبد العزيز، جزاك الله خيراً
ونطلب من الأخ أبي فهر مناقشة ترتقي لمستوى الشيخ الشنقيطي رحمه الله أدباً وعلماً وفقك الله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:11 ص]ـ
فكيف تدَّعي أنت أن الشيخ يسمي (الأسلوب الذي لا يحتاج إلى قيد) حقيقة و (الأسلوب الذي يحتاج إلى قيد) مجاز
وأين هذا في كلام الشيخ؟!!
.
كنتُ أقرأ رد الأخ الفاضل عبد العزيز فلما وصلتُ إلى هذا الموضع .... تعجبتُ فأنا لم أدعي هذا ولا شبهه ... بل قلت: لا فرق بين قول الشيخ أسلوب لا يحتاج إلى قيد وبين قولهم حقيقة
ولا فرق بين قوله: أسلوب يحتاج إلى قيد وبين قولهم مجاز
لا أني قلت: الشيخ يسمي هذا حقيقة ويسمي هذا مجازاً (!!!!)
والأستاذ عبد العزيز شرق وغرب في كلامه كثيراً ولو ضن بوقته فصرفه لحسن تأمل مواضع كلامي ولم يتعجل =لكان خيراً له ...
وقول الشيخ الشنقيطي: ((،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه))
هو قول فاسد وفاسد جداً .... وليس في كلام العرب كلام لا يحتاج إلى قيد ...
وبعد ....
فالصحة والفساد حكمان يحكم بهما على كلام كل من انحلت عنه العصمة .... وليس فيهما منافاة للأدب ... ويطلقهما كل من أدلى بحجته ... ولو أخطأ من حكم بفساد كلام لم يكن في حقيقة الأمر فاسداً فهو معذور مأجور وهذه سنن البحث العلمي ...
أما ما وراء ذلك ... فهي أشياء لو اتبعها الشنقيطي لما حكم بفساد وعدم صحة ألوف العلماء قبله في مئات المسائل ... ولظل العلم عندنا في جحر ضب خرب لا يجاوزه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:56 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ايها الاخ الفاضل
قلت في مشاركتك الاولى
وإنما نقول: أن القول ....
وقلت كذلك
قلت: وطريقة الشيخ الشنقيطي في نفي المجاز هنا طريقة فاسدة جداً ... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
و أرد عليك بقولك ..... فأي شئ هذا (!!!!)
وتكرر عندك اللحن نفسه في ردك على ابن تيمية فقلت
وألفاظه التي يرى أبو عبيدة على وفق القياس النحوي لا يقول: أن لها مجازا ...
وقلت في مشاركتك الثانية
فأنا لم أدعي
وفي نظري المتواضع لا أرى ان من يلحن مثل هذا اللحن بلغ مرتبة تخطئة الائمة الاعلام الجبال الرواسخ بعناوين
كعناوين الصحافة في هذا الزمان
بل شيخ الاسلام أخطأ!!!
طريقة فاسدة سلكها الشيخ الشنقيطي!!!
بل من هذه حاله يعرض فكرته بتلطف و أدب ثم يقول يظهر لي ..... أو أشكل علي كلام الشيخ .... او كلام الشيخ يشكل
عليه أنه كذا وكذا ..... ويفتح بابا للمناقشة و يتهم رأيه احتراما و تبجيلا لمن اتخذهم الله شهودا على توحيده.
وهذا لا يعني البتة السكوت عن الخطأ .... ولكنه يعني التأدب بأدب السلف حتى في التخطئة على العلماء
فقد قرأنا تراجم علماء السلف و كيف كان تلاميذهم يبجلونهم ولم يخطئوهم قط بمثل هذا الاسلوب وهم في زمن الطلب
بل وحفظوا لهم حق الادب الابوة العلمية و التربوية.
فإن ساءك أخي الكريم ما كتبت لك ها هنا فقد رأيت لنفسك حقا فوق شيخ الاسلام و فوق محمد الامين
الشنقيطي ....
وسأعود ان شاء الله لكتاب منع جواز المجاز للشيخ لأتثبت من القول وانظر اليه في سياقه
و أرجو المعذرة.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 Dec 2007, 04:00 ص]ـ
الحمد لله
هنا كتاب جواز المجاز للشيخ الشنقيطي لمن يريد تأمله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1170543954
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 11:44 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
ايها الاخ الفاضل
قلت في مشاركتك الاولى
وإنما نقول: أن القول ....
وقلت كذلك
قلت: وطريقة الشيخ الشنقيطي في نفي المجاز هنا طريقة فاسدة جداً ... فغاية الأمر أن ما يسميه مثبتة المجاز حقيقة =سماه الشيخ (أسلوب لا يحتاج إلى قيد) وأن ما يسميه هم مجازاً سماه الشيخ (أسلوب يحتاج لقيد) فأي شئ هذا (!!!!)
و أرد عليك بقولك ..... فأي شئ هذا (!!!!)
وتكرر عندك اللحن نفسه في ردك على ابن تيمية فقلت
وألفاظه التي يرى أبو عبيدة على وفق القياس النحوي لا يقول: أن لها مجازا ...
وقلت في مشاركتك الثانية
فأنا لم أدعي
وفي نظري المتواضع لا أرى ان من يلحن مثل هذا اللحن بلغ مرتبة تخطئة الائمة الاعلام الجبال الرواسخ بعناوين
كعناوين الصحافة في هذا الزمان
بل شيخ الاسلام أخطأ!!!
طريقة فاسدة سلكها الشيخ الشنقيطي!!!
بل من هذه حاله يعرض فكرته بتلطف و أدب ثم يقول يظهر لي ..... أو أشكل علي كلام الشيخ .... او كلام الشيخ يشكل
عليه أنه كذا وكذا ..... ويفتح بابا للمناقشة و يتهم رأيه احتراما و تبجيلا لمن اتخذهم الله شهودا على توحيده.
وهذا لا يعني البتة السكوت عن الخطأ .... ولكنه يعني التأدب بأدب السلف حتى في التخطئة على العلماء
فقد قرأنا تراجم علماء السلف و كيف كان تلاميذهم يبجلونهم ولم يخطئوهم قط بمثل هذا الاسلوب وهم في زمن الطلب
بل وحفظوا لهم حق الادب الابوة العلمية و التربوية.
فإن ساءك أخي الكريم ما كتبت لك ها هنا فقد رأيت لنفسك حقا فوق شيخ الاسلام و فوق محمد الامين
الشنقيطي ....
وسأعود ان شاء الله لكتاب منع جواز المجاز للشيخ لأتثبت من القول وانظر اليه في سياقه
و أرجو المعذرة.
بارك الله في نصيحة الشيخ وإن كانت على غير وجهها ... وما ذكره إنما هو من عجلة الكتابة لا من اللحن وشاهد ذلك أن له نظائره من الصواب في الأبواب نفسها ... ولكن عين السخط ...
ومرة أخرى:
فالصحة والفساد حكمان يحكم بهما على كلام كل من انحلت عنه العصمة .... وليس فيهما منافاة للأدب ... ويطلقهما كل من أدلى بحجته ... ولو أخطأ من حكم بفساد كلام لم يكن في حقيقة الأمر فاسداً فهو معذور مأجور وهذه سنن البحث العلمي ...
أما ما وراء ذلك ... فهي أشياء لو اتبعها الشنقيطي لما حكم بفساد وعدم صحة ألوف العلماء قبله في مئات المسائل ... ولظل العلم عندنا في جحر ضب خرب لا يجاوزه ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[30 Dec 2007, 11:54 ص]ـ
الحمد لله
ان يكون لها نظائر في كلامك قد يعني انك ترى وجهين في اللحن .... ما أدراني أنك لا تعتقد أنه بعد القول يجوز أن تكسر همزة إن و تنصبها
و أين نظائر لم أدعي في كلامك ....
طيب دونك الكتاب عندك اعلاه
انقل لنا مقدمة الشيخ الامين الشنقيطي الصفحة 5و6و7 بترتيب ادوب ريدر لنرى الكلام في سياقه وهو كلام سليم كما قال الاخ عبد العزيز
لو تأملت السياق جيدا و نظرت الى ان الشيخ لا يتحدث عن نفسه فقط بل عن الذين ينفون المجاز ايضا كابن القيم و غيره.
وليس في الامر اي سخط الا ان تكون كما قلت لك ترى لنفسك فوق ما تراه للشيخين الجبلين .... فنحن ما نعتناك بالسخط لما أسأت الادب
في التخطئة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 11:59 ص]ـ
هل هذا أمر إيجاب أم أمر استحباب (؟؟؟)
فلا يتعين أحد المعنيين بغير قرينة ....
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Dec 2007, 03:21 م]ـ
كنتُ أقرأ رد الأخ الفاضل عبد العزيز فلما وصلتُ إلى هذا الموضع .... تعجبتُ فأنا لم أدعي هذا ولا شبهه ... بل قلت: لا فرق بين قول الشيخ أسلوب لا يحتاج إلى قيد وبين قولهم حقيقة
ولا فرق بين قوله: أسلوب يحتاج إلى قيد وبين قولهم مجاز
لا أني قلت: الشيخ يسمي هذا حقيقة ويسمي هذا مجازاً (!!!!)
والأستاذ عبد العزيز شرق وغرب في كلامه كثيراً ولو ضن بوقته فصرفه لحسن تأمل مواضع كلامي ولم يتعجل =لكان خيراً له ...
وقول الشيخ الشنقيطي: ((،ولا مانع من كون أحد الإطلاقين لا يحتاج إلى قيد والثاني يحتاج إليه))
هو قول فاسد وفاسد جداً .... وليس في كلام العرب كلام لا يحتاج إلى قيد ...
وبعد ....
فالصحة والفساد حكمان يحكم بهما على كلام كل من انحلت عنه العصمة .... وليس فيهما منافاة للأدب ... ويطلقهما كل من أدلى بحجته ... ولو أخطأ من حكم بفساد كلام لم يكن في حقيقة الأمر فاسداً فهو معذور مأجور وهذه سنن البحث العلمي ...
أما ما وراء ذلك ... فهي أشياء لو اتبعها الشنقيطي لما حكم بفساد وعدم صحة ألوف العلماء قبله في مئات المسائل ... ولظل العلم عندنا في جحر ضب خرب لا يجاوزه ...
انتقادك لكلامي أهون عندي من انتقادك لكلام أولئك الأئمة الأعلام وهم في معرض جهادهم في سبيل الله عز وجل والذب عن كتابه ودينه
ولو انتفعت بالتنبيه على الأمر الأول لم يخف عليك المعنى المراد
والقلب الذي حصل لا يغير من النتيجة المستفادة شيئاً
لأنهما حينئذ عنده بمعنى واحد على زعمك
كما يكون للمسمى الواحد عدة أسماء
سواء سمى الحقيقة بهذا الاسم أو سمى ذلك الاسم بالحقيقة
فليس هذا لب المسألة
وإنما لب المسألة أن تدعي أن الشيخ يقسم الكلام إلى قسمين أحدهما حقيقة ومجاز ولا يهم بأي اسم يسميهما
وكونك تترك جميع الملاحظات التي قيلت وتدعي أنها تشريق وتغريب وأنا لم أذكرها لغواً وإنما للنصح لك وإرشاداً لمن يقرأ الموضوع
ولعلي أزيد الأمر بياناً:
فأقول إنه لا يؤاخذ العالم بلازم قوله ما لم يلتزمه هذا إذا كانت طريقة الإلزام صحيحة
وقول العالم في المسألة يستفاد من مجموع كلامه
فكلامه يوضح بعضه بعضاً
فإذا كان اللازم الذي خرجت به يخالف ما نص العالم عليه في أكثر من موضع فإن النص مقدم على اللازم
وينبغي أن تنتقد طريقتك في الإلزام
فالذي يعمد إلى موضع فيعزله عن سباقه وسياقه ويجرى عليه القواعد الأصولية بطريقة خاطئة ويخرج بلوازم
تخالف ما نص عليه العالم في مواضع أخرى من كتبه
قد سلك طريقة غير سوية في التعامل مع كلام أهل العلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 05:52 م]ـ
وإنما لب المسألة أن تدعي أن الشيخ يقسم الكلام إلى قسمين أحدهما حقيقة ومجاز ولا يهم بأي اسم يسميهما
بل لم أدع هذا ولا قلته ولا زعمته ...
عموماً جزاك الله خيراً على ما صرفته من وقت لنصحي ... وكل عام وأنت بخير ...(/)
مسائل في المجاز (1) بل شيخ الإسلام أخطأ على أبي عبيدة ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 Dec 2007, 11:02 م]ـ
(1)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الاية ما يعبر به عن الآية)).
قلت: أما كون أبي عبيدة لم يُرد بلفظ المجاز ما هو قسيم الحقيقة فهذا حق وصواب .... وأما كونه أراد بلفظ المجاز ما يعبر به عن اغلآية فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له مالم يرده ولا خطر بباله ....
ولو كان ذلك مراد أبي عبيدة لكان لكل آية عنده مجازاً وواقع كتابه يشهد بغير ذلك ... وإنما مراد أبي عبيدة شئ آخر نوضحه فنقول:
الكلام العربي-ومنه القرآن- عند أبي عبيدة منه ماليس له مجاز، ومنه ماله مجاز،وما ليس له مجاز هو ما تكلمت به العرب فجاء موافقاً لقياس النحاة، وماله مجاز هو ما يجوز عند العرب ويتكلمون به، وجاء على خلاف قياس النحاة، ومجازه عند ِأبي عبيدة هو لفظه لو جاء على القياس النحوي؛ فآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة على وفق القياس النحوي لا يقول: أن لها مجازاً، ولكنه يقول: تفسيرها كذا، أو: معناها كذا، أو يقول: أي كذا، وآيات القرآن وألفاظه التي يرى أبو عبيدة أنها مخالفة للقياس النحوي يقول: إن لها مجازاً ومجازها عنده هو لفظها لو جاءت على القياس النحوي بزعمه، وأبو عبيدة لم يذكر لفظ القياس النحوي ولا كان ذلك اللفظ شاع بعد في زمنه،ولكن كلامه والأبواب التي ذكرها تدل عليها، ولو رفع من كتابه كل موضع قال فيه: ((مجازها كذا وكذا)) ووضع مكانه: تقديرها عند النحاة أو: قياسها عند النحاة، أو أصلها عند النحاة كذا وكذا لظل الكلام مستقيماً لم يتغير منه شئ، فكأنه يقول: إن ذلك اللفظ جائز عند العرب وهم يتكلمون به وما يجوز فيه عند النحاة غير ذلك،فالمجاز عند أبي عبيدة هو القياس أو التقدير النحوي،والكلام العربي الذي له مجاز هو ماكان جائزاً عند العرب وتكلموا به ولكنه مخالف لقياس النحاة لا يجوز عندهم، ومجازه هو لفظه لو جاء على قياس النحاة بزعمه
والآن أيها القاريء ...
اقرأ كلام أبي عبيدة: ((فهذا مختصر فيه ضمير مجازه:) وانْطَلَقَ المَلأُ منهم))
وقوله: وسَلِ الْقَرْيَةَ التي كُنَّا فيهَا والعيرَ التي أَقبَلْنا فيها () 1282 (،
فهذا محذوف فيه ضمير مجازه: وسل أهل القرية،
دع مكان لفظ مجاز لفظ: تعبير معروف عند العرب ثم قل لنفسك ... ما هذا الحشو الذي نسبتُه لأبي عبيدة ...
دع مكان مجاز لفظ: تقديره ... ثم صوب كلامي ...
ـ[المنصور]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:46 ص]ـ
يقول شيخ الإسلام 12\ 277 في أثناء حديثه عن تعريف المجاز: (كان معناه عند الأولين: ممايجوز في اللغة ويسوغ، فهو مشتق عندهم من الجواز، كما يقول الفقهاء: عقد لازم وجائز).
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Dec 2007, 07:52 ص]ـ
اخي أبا فهر السلفي
تحليلكم للفظ المجاز عند أبي عبيدة فيه غرابة، وأبو عبيدة لم يكن نحويًّا ضليعًا بقدر ما كان لغويًّا بارعًا، وذلك معروف مشهور من ترجمته، إلا إذا كان مصطلح النحو عندكم غير ذلك.
ثمَّ كيف تفسرون ـ على رأيكم ـ مواضع تعبيره بالمجاز، وهي لا تحتمل غير (معنى الكلام عند العرب)، وأودُّ أن أعرف تحليلكم على طريقتكم بأنه أراد ( ... ألفاظه التي يرى أبو عبيدة أنها مخالفة للقياس النحوي يقول: إن لها مجازاً ومجازها عنده هو لفظها لو جاءت على القياس النحوي بزعمه)؛ أود أن أعرف تحليلكم لهذا النص على رأيكم الذي ظهر لكم في مراد أبي عبدة بالمجاز:
قال أبو عبيدة: (القرآن: اسم كتاب الله خاصْة، ولا يُسمّى به شيء من سائر الكتب غيره، وإنما سُمّى قرآناً لأنه يجمع السور فيضمها، وتفسير ذلك في آية من القرآن؛ قال الله جلّ ثناؤه: (إنّ علينا جَمه وقُرْأنَه) (7518). مجازه: تأليف بعضه إلى بعض؛ ثم قال: (فإذا قَرَأناه فاتَّبِعْ قُرآنه) (7518) مجازه: فإذا ألَّفنا منه شيئاً، فضممناه إليك فخذ به، واعمل به وضمّه إليك؛ وقال عمَرو ابن كُلْثُوم في هذا المعنى:
ذِراعَىْ حُرَّةٍ أدماءَ بَكْرٍ ... هِجانِ اللَّوْن لم تَقرَأ جَنينا
أي لم تضمّ في رحمها ولداً قط، ويقال للتى لم تحمل قط: ما قرأت سَلىً قط. وفي آية أخرى: (فإِذا قرأتَ القُرْآنَ) (1698) مجازه: إذا تلوت بعضه في إثر بعض، حتى يجتمع وينضمّ إلى بعض؛ ومعناه يصير إلى معنى التأليف والجمع)
فهذه ثلاثة مواطن نص فيها على المجاز في أول كتابه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 Dec 2007, 04:04 م]ـ
شيخنا الحبيب ....
ما تودونه هو بالنسبة لي أوامر لا يجوز ترك إجابتها ...
لكن أجيب عن واحدة فقط الآن حتى أعود لبيتي ...
قلتم: ((إلا إذا كان مصطلح النحو عندكم غير ذلك))
نعم شيخنا الحبيب النحو غير ذلك ولكن ليس عندي بل في ذلكم الزمان؛وكان النحو يومئذٍ هو علم العربية كله، وكان يعم أبواب النحو والصرف والقراآت وغيرها ...
وأنت ترى أن أبواب المجاز جاءت عنده متفرقة متباعدة ... ولكن يجمعها شئ واحد وهو مخالفة القياس،والمراد بالقياس هو ما كان ليكون عليه الكلام من غير تقدير ....
وزيادة بيان عن تفرق أبواب المجاز وعدم اقتصارها على النحو الصريح تجدونها في كتاب: ((مفهوم المجاز ومجاز القرآن لأبي عبيدة-دراسة في ضوء جهود النحاة التحويليين)) للدكتور محمد فتيح. وإن كان هو رأى أن معنى المجاز عنده واسع غير محدد ...
أدام الله توفيقك وسعادتك/أبو فهر
=======
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[29 Dec 2007, 07:18 م]ـ
أخي الكريم: اسمح لي ببعض هذه الوقفات والتساؤلات على ما قيدته، والذي من خلالها تتبيَّن المسألة إن شاء الله.
أولاً: قلت ((فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له مالم يرده ولا خطر بباله))
وأقول:
هل صرَّح أبو عبيدة بمراده في كتابه؟
أظنك تتفق معي أنه لَمْ يُصرِّح. وإذا كان ذلك كذلك؛ فما المعتمد في فَهْم منهجه؟ تأمل في هذه التساؤلات:
1. ماذا تفيد تعدد مسمَّيات الكتاب؛ تارة بـ: (غريب القرآن) و (معاني القرآن) و (إعراب القرآن)؟
2. وما الذي يعنيه أبو عبيدة من قوله: (مجازه كذا) و (تفسيره كذا) و (غريبه كذا) و (معناه كذا) و (تأويله) أمعنى واحد أم معانٍ عدَّة؟
3. ثم إذا كان المحقق للكتاب قد أفاد بأن معنى المجاز عند أبي عبيدة؛ هو: عبارة عن الطرق التي يسلكها القرآن في تعبيراته. وهذا المعنى أعمُّ بطبيعة الحال من المعنى الذي حدَّده علماء البلاغة لكلمة (المجاز) فيما بعد (1/ 18)
فالذي فهمه شيخ الإسلام وقبل شيخ الإسلام ممن استفاد من أبي عبيدة كثيراً (قارن معاني القرآن للأخفش وانظر مقدمة المحقق ط عالم الكتب) هو عين ما توصل له المحقق.
فإذا كان المحقق الذي سبر الكتاب وهضم مادته، وعرف أسلوب المصنف، يثبت هذه الحقيقة، وهي على حق! فلا أظن بعدها مقال. وفي هذا كفاية لرد ما قلت.
واسمح لي أن اعدَّ ما ذكرته بدعاً من القول في منهج أبي عبيد.
ثانياً: قلت: (ولو كان ذلك مراد أبي عبيدة لكان لكل آية عنده مجازاً وواقع كتابه يشهد بغير ذلك)
وأقول:
ليس بالضرورة صحة ما ذهبت إليه، وخير شاهد هذه كتب غريب القرآن بين يديك كثيرة جداً؛ فقُلِّي يا أبا فهر: ما هو حجم المفردات في كتبها مقارنة بكلمات القرآن، وهذا من ذاك؛ إِذْ هذا يُعدُّ منهجاً لكلِّ صاحب كتابٍ في اختيار الَّلفظة ودراستها، والكل ما بين مكثر ومقل. والمصنَّفات شاهدة على ذلك. وتصوّر هذا كاف في رد هذه الجزئية.
ثالثاً: بالمثال يتضح المقال:
إضافة إلى ما ذكره الشيخ الدكتور أبو عبد الملك؛ فخذ هذا النص النفيس لأبي عبيدة وأكثر من التأمل فيه، حتى يستبين عندك مراده
قال أبو عبيدة (1/ 273) في قوله (ثم استوى على العرش):
(مجازه: ظهر على العرش وعلا عليه. ويقال: استويت على ظهر الفرس،وعلى ظهر البيت.) ومثله في (2/ 15)
هذه على عجالة.والسلام
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[29 Dec 2007, 08:10 م]ـ
قبل أن نقدمَ ما يسمح به الحيز من ذلك نقول: إنْ لم توجدِ البلاغة في ذلك الوقت المبكر (القرن الثاني هـ) فلقد وجد السؤال البلاغي الجوهري:
ما طبيعة هذه الظواهر الحطابية المنزاحة عن المعايير النحوية والمنطقية!!؟
لنستمعْ إلى أبي عبيدة وهو يجرد من مجموعة من الأمثلة مفهومَ تداخلِ عالمِ الإنسان وعالم الحيوان والموات:
1 - قال تعالى:" قالتا أتينا طائعين ".
قال أبو عبيدة:" هذا مجاز الموات والحيوان الذي يُشبه تقديرُ فعله بفعل الآدميين" (مجاز القرآن 1/ 197)
2 - وقال مُوسعا هذا المفهوم في أول الكتاب:" ومن مجاز ماجاء من لفظ خبر الحيوان والموات على لفظ خبر الناس قال:" رأيت أحدَ عشر كوكباً والشمس والقمر، رأيتهم لي ساجدين". وقال قالتا: أتينا طائعين". وقال للأصنام: لقد علمتَ ما هؤلاء ينطقون". وقال: يا أيتها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمانُ ... " (مجاز القرآن1/ 10 - 11).
3 - قال تعالى:"قالتْ نملة ياأيها النملُ اُدخلوا مساكنكم"
قال أبو عبيدة:" هذا من الحيوان الذي خرج مخرجَ الآدميين، والعربُ قد تفعل ذلك، قال:
شربتُ إذا ما الديكُ يدعو صحابه =إذا مابنوا نعشٍ دنوا فتصوبوا"
نفسه 2/ 93 (
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[29 Dec 2007, 08:32 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة، وإنما عنى بمجاز الاية ما يعبر به عن الآية
كان غرض شيخ الإسلام الواضح تنبيه القارئ أن المجاز في تعبير أبي عبيدة ليس هو المجاز قسيم الحقيقة
في علم البلاغة المتأخر، ولكنه معنى الآية أي ما يعبر به عن الآية، وهذا تعبير عام يشمل المعنى الذي اختاره
فاتح الموضوع، وفي مثل هذه الحال لا يقال أخطأ فلان لأنه لم يخطئ، بل اختار تعبيرا عاما يفي بمراده رحمه الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 12:16 ص]ـ
يا دكتور عبد الرحمن ....
بعض معنى لفظة مجاز: فيه شبه من تفسير الكلمة .... (من جهة صورة التفسير وإلا فأبو عبيدة لم يقصد مجرد التفسير)
وباقي معاني لفظة مجاز لا علاقة لها بتفسير الكلام ...
إذاً فتفسير شيخ الإسلام للمجاز عند أبي عبيدة هو بعض مراد أبي عبيدة (من جهة صورة التفسير وإلا فأبو عبيدة لم يقصد مجرد التفسير) فكيف يكون أعم (؟؟)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 Dec 2007, 11:51 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فهذا أوان الفحص عن مطالب أستاذنا أبي عبد الملك وجواباتها فنقول مستمدين من الله الإعانة:
1 - أما وقد قلنا إن النحو كان هو علم العربية كله؛ فإنا نعمد إلى هذا الكلام بفضل بيان فنقول:
كان النحو يا شيخنا في ذلكم الزمان هو علم العربية كله، يوم كان منطلقه الأول: ((الفهم والإفهام)) أعني فهم وإفهام النص القرآني، وما جر إليه ذلك السعي للفهم والإفهام من توسيع لدائرة البحث لتشمل ((فهم وإفهام)) اللسان العربي كله، شعراً ونثراً، مادام الله –سبحانه-قد خاطبنا بحسب سنن هذا اللسان ونظامه.
وإذاً فلم يكن منطلق الفكر النحوي –كما شاع- مجرد التنظير لمحاربة اللحن بقدر ما كان وضعاً لأصول فهم الخطاب العربي، ومعهود كلام العرب في كلامها وأساليب معانيها، ولولا هذا لما أفضى النحو لما أفضى إليه في هذه المرحلة الباكرة،ولظل في نطاقه الضيق يضع ضوابط الصحة والخطأ في كلام العرب.
اقرأ معي قول أبي العباس ثعلب: ((لا يصح الشعر ولا الغريب ولا القرآن إلا بالنحو؛ فالنحو ميزان هذا كله)) [المجالس ص/310].
وإذاً فأهداف النحو وقتها كانت تنتهي إلى أنه ((علم بيان المعنى وتبيينه)).
2 - أما الجواب عما أورده فضيلتكم من أمثلة من كلام أبي عبيدة رأيتم أنها جارية على مهيع تفسير الكلام ثم أقمتم ذلك معارضاً لما قلتُه من أن مراد أبي عبيدة بالمجاز هو تقدير الكلام على قياس النحاة= فجوابه يحتاج إلى تفصيل القول في قياس النحاة ومستوياته = تفصيلاً يفضي إلى بيان أن ما ذكرتموه-وذكره غيركم- من أمثلة لا يتعارض مع المعنى الذي زعمنا أنه هو مقصد أبي عبيدة.
نعم. يكون هذا التفصيل طويلاً مرهقاً في تتبع أجزائه، بل وربما بدا منبت الصلة عن أصل الموضوع= لكن .. الصبر الصبر فعلوم العربية والشرع آخذ بعضها بحجز بعض .. ولا يبلغ المرء مراده من العلم الذي أراده حتى ينزع إلى البحث في علوم أُخر هي منه بسبب وتلتقي معه في بعض مجاريه ولربما آل الأمر بها فتصب في مصب واحد ...
والذي نروم بيانه هنا هو مبحث موغل في القِدم جداً ... ومقابلة ومقارنة ومفاضلة ومعارضة = أقامها المناطقة قديماً بين المنطق المادي الطبيعي والمنطق الصوري ..
وأقامها النحاة بين النحو التقعيدي والنحو الاستعمالي ..
كوفيون وبصريون ...
سماعيون وقياسيون ..
وأقامها المحدثون بين الوصفية والمعيارية ...
وإلى اليوم تتصارع فيها المدرستان الفرنسية والأمريكية ...
بينما يلقي قوم آخرون بكل هذا في البحر ويزعمون ألا معارضة وأنه لا يوجد هناك داعٍ أصلاً لهذه المعركة التي يرونها متوهمة ...
وعموماً فسنقتصر من بيان كل ذلك على ماله صلة ببحثنا:
شُغِل النحاة طويلاً ببحث وتحرير وتحديد الفرق بين القاعدة والاستعمال وبين الاستعمالات فيما بينها فراحوا يصفونها ويحاولون ردها إلي ما عرف في الدرس النحوى بوجه الكلام وتمام القول وهو ما عرف فى الدرس اللغوى الحديث- إذ كانت هذة المسألة من شواغلة الكبرى- بالتمييز بين ثنائية اللغة ((اللسان)) =باعتبارها شكلا نظيرا مجردا يقوم على نظام من العلاقات وجملة من الضوبط والقوانين استخرحها النحاة من التتبع المطرد لكلام العرب ويبرز وجودها من خلال استعمال المتكلم لها= وبين الكلام ((الاستعمال)) باعتبارة انجازا فردياً لهذه الضوابط وتلك القوانين وفيه تخرج من سكون النظام الى حركية الفعل فتصبح حدثا يرتبط بسياق وتتعلق به مقاصد ويعبر به المتكلم عن غايات يحققها عند سامع او قاريء بما يضع فيه من الوسائل وما يصوغ من الأساليب ومن ثم تتداخل فيه الضوابط وتكثر فيه الاستثناءات وتتعدد فيه الصور المستعملة وهذا الفرق نلحظة جيدا فى التفكير النحوى فى أمرين:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - انطلاق التفكير النحوى مؤصلا للاطارالعام للغة، ومن شا ن المؤصل الانطلاق من النظرة الكلية التى يقتضيها التقعيد للغة ((اللسان)) لا الجزئية التى يقتضيها الكلام ((الاستعمال)) بحيث يصبح ما يرسيه من ضوابط فى اللغة قاعدة وأصلا لما يأتى به الاستعمال ومن هنا كان عمل النحاة تنظيراً محضاً مجرداً لنظام اللغة وبنية اللسان فى العربية مما يمكن من خلاله ضبط الاستعمالات المختلفة وعدم الانتباه الى هذا -أعني انطلاق الفكر النحوى من النظرة الكلية للغة لاالجزئية للاستعمال- جعل بعض الباحثين المحدثين يطالبون النحاة العرب بالجمع بين دراسة الاساليب وعلم المعانى التى تعتمد على الكلام اذ جعلها عدول عن الاصل وبين نظرية الاعراب التى تعتمد على التقعيد للسان دون ان ينتبه الى فائدة الفصل الذى اقامه النحاه العرب والذى مكنهم من حصر مجال دراستهم وجمع معطيات متجانسة حسب وجهة نظر محددة
3 - حديث النحاة عن الاصل الذى تحكمه قواعد اللغة التى تسعى الى تحقيق الضبط والاحكام الاطراد والعدول عن الاصل الذى يحكمه استعمال المتكلم باللغة اذ يمكن للمتكلم ان يفار ق الاصل على سبيل التجوز والاتساع بما تبيحه اللغة ايضا فى ضوء سنن العرب ومعهود خطابها ضمانا للافهام والتاثير فى آن واحد = فضاءات واسعة فى بناء الكلام اذاأمن اللبس وقام فى السياق ما يعرف به وجه الكلام وهذا يبرز لنا مكانة التاويل الذى يحكم مظاهره مقولات مختلفة فى الدرس النحوى مثل القول بالحذف والاضمار والتقدير والزيادة والتقديم والتاخير اذ انه يربط بين الاصل وما عدت به عنه فى الاستعمال حتى صار أداة مهمة فى بناء الفكر النحوى ومن لم ينتبه الى هذا لم يستوعب مراد النحو القديم فى بحثه عن المستوى الاصلى للتراكيب وبيان ما يحدث فيها من خروج عن النمط النظرى لبناءها لامريقتضيه المعنى وملابسات التعبير.
وإذاً فالنحوى يحل محل المتكلم ويقيس كلامه على أصل معياري وضعه هو عبر استقراء ناقص للمنقول المسموع، ثم هو يفسر لك كلام المتكلم ويشرحه وفقاً لهذا الأصل الذي يُحاول رد الكلام إليه. بحيث تكون عملية الرد للأصل المعياري هذه هي من صلب فهم مراد المتكلم وإفهامه وتبيينه، ويطلقون (وليس كلهم يستعمل نفس الإطلاقات) على هذه العملية عدة أسماء منها:
1 - وجه الكلام.
2 - تمام القول.
3 - مجاز الكلام.
يبقى هاهنا أمران:
الأول: ما هي المجالات التي أجرى فيها النحاة هذه العملية
الثاني:. ما هي العناصر المكونة لهذا الأصل المعياري.
أما المجالات فهي ثلاثة:
1 - التركيب (ويشمل النحو والصرف)
2 - الأصوات.
3 - الدلالة.
أما العناصر فهي مركبة من أمور شتى فمنها:
1 - ما قاموا هم بصوغه وصكه من قواعد أنتجها استقرائهم الناقص غالباً والتام أحياناً.
2 - ما أخذوه عن أرسطو من منطق اللغة وما ينبغي أن تكون عليه .. ومن ذلك المقولات العشر (الجوهر والكم والكيف والزمان والمكان والإضافة والوضع والملك والفاعلية والقابلية، أو كما تسميها متون المنطق العربية: أن يفعل وأن ينفعل)
وهذه المقولات هي التي أورثتهم بلية التقدير ... إذ للكلمة والجملة عندهم جوهر قياسي معياري؛ فإذا أتى في كلام العرب المسموع (ومن بابته القرآن) ما يخالف هذا الجوهر القياسي المعياري =وجب رده إلى هذا الجوهر بتقدير مقدرات تعمل عمل تكميل الكلام المسموع وصبغه بما يوافق هذا الجوهر القياسي المعياري.
ولك أن تتأمل في خلط النحاة بين الزمان النحوي والزمان الفلسفي (لذي ورثوه من مقولة الزمان) عند كلامهم عن الفعل المضارع الدال على المضي لاقترانه بقد ...
وانظر أثر مقولة الكيف مع مقولة المكان في تقدير الحركات في أواخر الكلمات وفي الإعلال والإبدال.
وحتى لا أطيل أكثر من هذا أنتقل لصورة تطبيقهم لهذا القياس النحوي على المستوى الدلالي والذي يُفسر الأمثلة التي ذكرها الشيخ مساعد والأخ الفاضل الآخر ... وبيان أنها تتسق مع ما بيّناه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يُطبق النحاة طريقتهم في القياس ونظرية الأصل والصورة المعيارية على الدلالة وعلم معاني الكلام وبيانه =بأن ينظروا إلى اللفظ الوارد في الكلام العربي محل البحث فإذا كان التعبير عن المعنى الذي أراده المتكلم-كما فهموه هم- جاء بلفظ ألفوا هم واعتادوا أن يروه معبراً عن هذا المعنى وفق ما وقفوا هم عليه في استقرائهم لكلام العرب كان هذا اللفظ جارياً على الأصل موافقاً للقياس ... فكان عملهم معه إذا هو مجرد بيانه وتبيينه وزيادة تفسيره حسب .. وربما كان هذا بذكر نظائره في كلام العرب ...
أما إذا كان هذا اللفظ الذي عُبر به عن المعنى الذي فهموه غير مطروق أو معتاد عندهم التعبير به على هذا المعنى، ولم يألفوا هم فيما كونوا به صورتهم المعيارية من شواهد الكلام العربي=أن يُعبر به عن هذا المعنى، بل وجدوا أن هذا المعنى يُعبر عنه بألفاظ أُخر= فإنهم عندئذ ينزعون إلى بيان ماكان ليكون عليه الكلام لو جاء على الصورة المعيارية التي وضعوها ويحدث هذا عندهم بذكر ما يُعبر به من الألفاظ عن هذا المعنى فيما اعتادوه من كلام العرب.
وأنت إذا تأملت في الأمثلة جميعها =لوجدت أن الألفاظ التي أراد أن يشرحها أبو عبيدة بقوله: ((مجازه)) ليست مما أُلِف أن يعبر به عن تلك المعاني في كلام العرب، سواء في ذلك لفظ القرآن على معنى الجمع والضم، ولفظ الاستواء، و .... إلخ.
ولذا يعمد أبو عبيدة إلى ذكر مجاز هذه الألفاظ وهو عنده: الألفاظ التي لو عُبر بها هاهنا لكان الكلام جارياً على الأصل المعياري غير مخالف للقياس.
ولنترك أبا عبيدة ولنذهب إلى شيخ كبير آخر وهو المبرد صاحب ((المقتضب)) في قوله: ((والكلام يكون له أصل، ثم يتسع فيه فيما شاكل أصله، فمن ذلك قولهم: ((زيد على الجبل)) وتقول: ((عليه دين)) فإنما أرادوا أن الدين ركبه وقد قهره)) (1/ 46).
فأنت ترى كيف أن قولهم: ((عليه دين)) هو عنده كلام على خلاف القياس وخلاف الأصل؛لأن ذلك المعنى لا يُعبر عنه بهذا التعبير ((عليه دين))،وكيف جعل هذا التعبير من الاتساع والخروج عن الأصل.
ولولا ذكره للفظي الأصل والاتساع لظن الظانون أنه إنما يريد مجرد تفسير عبارة: ((عليه دين)) بما ذكره من تفسير ...
وكذا أبو عبيدة لم يُرد مجرد التفسير ولم يستعمل لفظة المجاز للدلالة على التفسير أو مجرد ما يُعبر به عن الآية .. وإنما أراد بيان الوجه الذي يكون عليه الكلام ليكون موافقاً لقياس العربية.
كلُ ذلك يُبين أن شرح شيخ الإسلام لكلام أبي عبيدة غير صحيح ذلك أن شرح شيخ الإسلام يحتمل معنيين:
الأول: أن كلمة المجاز تعني التفسير والشرح وهو بهذا خطأ محض على ما أريناك فليس التفسير هاهنا من وكد أبي عبيدة.
الثاني: أن يكون شيخ الإسلام أراد ما وضحنا من مراده ما يعبر به عن الآية من الكلام الموافق لقياس العربية وفي هذه الحالة يكون كلام الشيخ صحيحاً ويداخله الخلل من جهة الإجمال وعدم البيان ... وإن كنت أرى بعد هذا الاحتمال جداً؛ لأن عبارة: ((ما يعبر به عن الآية)) إنما يتضح وضعها بالتمام الذي ذكرتُه حين يكون محل بيان موافقة القياس هو في المستوى الدلالي ... أما حين يكون محل بيان وجه موافقة القياس هو تقدير الحذف أو الإضمار فإن استعمال هذه العبارة ((ما يعبر به)) وإن جاز فإنه يكون ثقيلاً جداً .. ولا أظن أن يقصده شيخ الإسلام ويعبر عنه بهذا التعبير المجمل ...
بل الأقرب عندي أن الشيخ اطلع على الأمثلة التي من جنس ما ذكره الشيخ مساعد فأداه نظره إلى الحمل على معنى التفسير ... وعلى كل حال فكلام الشيخ مجمل جداً ... وهذا الإجمال وحده عيب في كلامه هاهنا ... ولعل له عذراً وأنت تلوم ..
تنبيه مهم: كل ما تقدم إنما هو شرح لطريقة القوم، وإلا فالذي أدين الله تعالى به أن ذلك القياس النحوي كله وهم وتقدير، واللفظ الذي يذكره النحاة ليس مساوياً للمعنى الذي أراده المتكلم، ولكنه مساو للمعنى الذي ظن النحاة أن المتكلم أراده، وليس هو بلسان المتكلم، ولكنه بلسان أولئك النحاة، واللفظ المساوي للمعنى الذي أراده المتكلم هو لفظه الذي نطق به، ولسان العرب هو ما تكلمت به العرب وليس ما يزعم النحاة أنه كان عليهم أن يتكلموا به، وهذا القياس النحوي مستمد من المنطق الصوري الأرسطي،وكان جل من أحدثوه وزادوا فيه بل وجعلوه هو النحو وهو علم العربية=من أئمة المعتزلة كالأخفش وأبي عبيدة ومن بعدهم كالرماني وأبي علي ومن بعدهم كابن جني، ومحمد بن الحسن الفارسي وعنه أخذ عبد القاهر الجرجاني ..
وذلك النحو الأعجمي اليوناني هو الذي جرَّأ النحاة المعتزلة على كتاب الله ولسان العرب، فجعلوا فيه زيادة ونقصاً، وتقديماً وتأخيراً، وكل ذلك ليس في كتاب الله ولا في لسان العرب،ولكنه في أوهام أولئك النحاة، ولا يقال لشئ –كلام ولا غيره-إن في زيادة ونقصاً إلا أن يُقاس على غيره،وأولئك النحاة قاسوا كلام العرب على كلامهم الذي أحدثوه فصار الواحد منهم يعمد إلى الآية من كتاب الله، فيقول: معناها كذا وكذا، وأراد الله بها كذا وكذا، ولعل هذا الذي زعم أنه مراد الله =شئ لم يقل به أحد من الصحابة أو التابعين وتابعيهم، وهم كانوا أفقه منه، وأعرب قلوباً وألسنة ... والله وحده المستعان على رفع هذا البلاء.
مصادر للتوسع: ((اللغة بين المعيارية والوصفية))،و ((مناهج البحث في اللغة))،و ((الأصول)) جميعها لتمام حسان، و ((المنوال النحوي العربي)) عز الدين المجذوب، و ((ضوابط الفكر النحوي)) لمحمد الخطيب (2/ 244)،و ((المنطق الصوري والرياضي)) لعبد الرحمن بدوي (ص/38).
تنبيه: لا أزعم أن أفكاري بحروفها مستمدة من هذه المصادر؛ فقد ضللت إذاً حين أدلس هذا التدليس؛ وإنما في هذه المصادر أصول الفكرة وشئ منها وخلت من أشياء أخر هي من كيسي ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الطبري]ــــــــ[30 Dec 2007, 02:44 م]ـ
يا أبا فهر إياك ومناطحة الأكابر فإن ذلك مما يستحي منه أهل العلم، مع أننا لا ندعي العصمة لأحد، بالأمس خطأت الشنقيطي واليوم تخطي شيخ الإسلام بغير برهان؟ دونك أبا عبد الملك إذا انخل لنا أبحاثه وبين لنا أوهامه لكي يحملنا الإعجاب به على الاغترار بكلامه ....
ـ[الكشاف]ــــــــ[02 Jan 2008, 07:48 ص]ـ
الذين يتقمصون شخصية العلامة أبي فهر محمود محمد شاكر رحمه الله يقعون في ورطات كبيرة، ويكون أول ما يلقفونه من كتبه هذا الأسلوب الحاد في الردود دون أن يكون لديهم وضوح في الرؤية العلمية والخلفية بما يناقشون فيه كما كان عن محمود شاكر، ولذلك تجد كلام أحدهم - كالأخ أبي فهر السلفي هنا - يقلده في مدخل الرد وآخره من التبجح العريض، وتكرار نون العظمة كثيراً، واستخدام المفردات الفصيحة قليلة الاستعمال في كلام الناس من مثل قوله
أما الجواب عما أورده فضيلتكم من أمثلة من كلام أبي عبيدة رأيتم أنها جارية على مهيع تفسير الكلام ثم أقمتم ذلك معارضاً لما قلتُه من أن مراد أبي عبيدة بالمجاز هو تقدير الكلام على قياس النحاة= فجوابه يحتاج إلى تفصيل القول في قياس النحاة ومستوياته = تفصيلاً يفضي إلى بيان أن ما ذكرتموه-وذكره غيركم- من أمثلة لا يتعارض مع المعنى الذي زعمنا أنه هو مقصد أبي عبيدة.
وهذا أسلوب محمود شاكر ومن يقلده من تلاميذه مثل الدكتور محمد محمد أبو موسى مؤلف الكتب البلاغية المعروف وأكرم به وبشيخه.
غير أن أخانا أبا فهر السلفي لم يجد لمحمود شاكر كلاماً حول هذا الموضوع ليقلده أو لينقله فلم يجد إلا مثل هذه المقدمات الرنانة والمفردات البراقة، فاتجه إلى كتب ذات منهج مختلف عن منهج الشيخ النقدي وأسلوبه في الفهم والإفهام وهي كتب أمثال الأستاذ الدكتور تمام حسان وأكرم به، وأمثال كتب عبدالرحمن بدوي فينقل منها ويعتمد عليها، (ودعوى تأثر النحو العربي في أصل نشأته بمنطق اليونان دعوى لا تساوي فلساً).
وبعد أن يكثر من الفلسفة التي طائل من وراءها يعود فيرتدي عباءة محمود شاكر فيقول:
كلُ ذلك يُبين أن شرح شيخ الإسلام لكلام أبي عبيدة غير صحيح ذلك أن شرح شيخ الإسلام يحتمل معنيين:
الأول: أن كلمة المجاز تعني التفسير والشرح وهو بهذا خطأ محض على ما أريناك فليس التفسير هاهنا من وكد أبي عبيدة.
الثاني: أن يكون شيخ الإسلام أراد ما وضحنا من مراده ما يعبر به عن الآية من الكلام الموافق لقياس العربية وفي هذه الحالة يكون كلام الشيخ صحيحاً ويداخله الخلل من جهة الإجمال وعدم البيان ... وإن كنت أرى بعد هذا الاحتمال جداً؛ لأن عبارة: ((ما يعبر به عن الآية)) إنما يتضح وضعها بالتمام الذي ذكرتُه حين يكون محل بيان موافقة القياس هو في المستوى الدلالي ...
لا أقول إلا رحم الله محمود محمد شاكر وغفر له، فقد تأثر بطريقته الحادة وأسلوبه العنيف في النقاش والكتابة - مع علمه وفضله - أناسٌ أرادوا أن يكونوا مثله وهم لم يسلكوا طريقه فجاءوا بأمثال هذه الكتابات الرنانة، وإذا قلبتها لم تجد تحتها إلا: أنا هنا.
فالرفق الرفق يا أخي، والأدبَ الأدبَ، فما كتبتُ هذا لمجرد أن كلامك هنا ليس له قيمة علمية تذكر حتى لو كان صحيحاً فما الأمر لو كان مراد ابن تيمية ليس مطابقاً تمام المطابقة لمراد أبي عبيدة؟ لا شيء.
غير أنه مع إغراب صاحب هذا الفكرة - سواء كنت أنت أو غيرك - فالأمر ليس فيه كبير معنى، وقولك في بداية كلامك
وأما كونه أراد بلفظ المجاز ما يعبر به عن اغلآية فهذا كلام أخطأ به شيخ الإسلام على أبي عبيدة ونسب له
مالم يرده ولا خطر بباله .... كلام لا طعم له، وفيه دعوى تدل على المقصود من الموضوع وأمثاله من موضوعاتك التي طرحتها بعده عن الشنقيطي. وعلى كل حال فقد تحقق غرضك مبدئياً وأصبحت تذكر بجانب أبي عبيدة والشنقيطي فهنيئاً.
ولو طرحت الموضوع بصيغة (ما رأيكم في هذا الفهم لعبارة أبي عبيدة) وطرح الموضوع بهدوء وأدب لما كان فيه بأس، أما طرح الموضوعات العلمية بأسلوب التعالي والجزم الذي تنقصه أدلته فلا ينتفع به القارئ، ويدل على أن هناك خللاً في أدب التعلم والله المستعان.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[02 Jan 2008, 03:39 م]ـ
جزاك الله خيراً على النصيحة وإن لم توافق -كلها-موضعاً ....(/)
السعودية: الانتهاء من طباعة مصحف برايل وسط تحفظ "كبار العلماء"
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[28 Dec 2007, 01:34 م]ـ
أنهت مطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل لاستخدامات المكفوفين طباعة المرحلة الثالثة، وبذلك تكون تلك المطابع، أتمت طباعة القرآن الكريم بطريقة "برايل" بشكل كامل، وقال د. ناصر الموسى المشرف العام على المطابع "إنه سيتم توزيع نسخ من مصحف برايل مجانا على المكفوفين داخل البلاد وخارجها"، وكانت هيئة كبار علماء المسلمين قد أبدت تحفظها على اعتبار مصحف برايل مصحفا قرآنيا وإعطائه أحكام المصحف المكتوب بالرسم العثماني.
وذكر الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء "لقد عرض علينا موضوع كتابة المصحف بطريقة "برايل"، غير أننا توقفنا عن إصدار أي قرار حوله"، ولفت إلى أن أعضاء مجلس هيئة كبار العماء، اختلفوا حول إعطاء مصحف برايل أحكام المصحف القرآني، مؤكدا على رفض مجلس الهيئة اعتباره مصحفا، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية الجمعة 28 - 12 - 2007.
أما الباحث السعودي عبد الله الخميس، فيرى في حكم كتابة القرآن الكريم وفقا لطريقة برايل 3 احتمالات، هي: وجوب محاكاة الرسم العثماني في نظام برايل، أو محاكاة الرسم الإملائي في نظام برايل، مع عدم الالتزام بالرسم العثماني، أو التوفيق بين الأمرين، ومفاده أن يلتزم بالرسم العثماني؛ حيث أمكن، وما يمكن يكتب بالرسم الإملائي. ويؤيد الباحث الخميس، الاحتمال الثالث، حيث يعتقد "أن نظام برايل بحاجة إلى كتابة القرآن وفق المنطوق، لأن النطق هو الموافق لما تلقى به القرآن ملفوظا لا مكتوبا، ولأن الذين رسموا المصحف وضعوا مكان الأحرف المتروكة حروفا صغيرة تدل على هذه الحروف المتروكة".
ويأخذ الباحث السعودي في تأييده لضرورة المزاوجة بين الرسمين الإملائي والعثماني، 4 اعتبارات، حيث يقول "إن هناك اختلافاً بين الكتابة المرئية والكتابة الملموسة، أو ما يعرف بنظام برايل، فما وجد في الكتابة المرئية من حروف وإشارات لا يمكن تطبيقه في نظام برايل على هيئته المرسومة. ويتعلق الاعتبار الثاني، في أن بعض الألفاظ يمكن أن تكتب بنظام برايل على وفق الرسم العثماني، ولا يترتب على قراءتها عند الكفيف لبس، والأولى الالتزام بالرسم العثماني ما أمكن كما سبق في الترجيح. ويؤكد الاعتبار الثالث عند الباحث السعودي، أن المصلحة المترتبة على طباعة المصحف بطريقة برايل، "أعظم وأكثر نفعاً من المنع، بل إن المنع من طباعته على نظام برايل سيترتب عليه مفاسد كثيرة، ومن المعلوم أن هذا الدين يقوم على جلب المصالح ودفع المفاسد".
ويرى الخميس وفقا لاعتباره الرابع، "أن عدم إمكانية كتابة بعض الكلمات المحدودة على وفق الرسم العثماني في نظام برايل معفو عنه، لأن التكليف مربوط بالاستطاعة"، وكما يقول "إنه لا يجوز أن يجعل هذا عائقاً عن طباعة المصحف الشريف لما لطباعته من النفع العظيم والخير الكثير".
المصدر ( http://www.alarabiya.net/articles/2007/12/28/43470.html)
ـ[مصطفى علي]ــــــــ[29 Dec 2007, 05:04 ص]ـ
بين يدي الموضوع
هل ممكن إرفاق صورة لإحدى الصفحات
الاصطلاح بأن هناك مصحفًا إملائيًا لو صح، وتعارفنا عرفًا أنه هكذا فما المشاحة أن يكون المصحف المرسوم بطريقة برايل
هذا ولم أفكر بعد بل هي خواطر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Dec 2007, 01:00 م]ـ
باب جديد من أبواب التيسير القرآني أكرم الله تعالى القائمين على تنفيذة، ومن وجهة نظري يمكن وضع ملحوظة في أول المصحف فحواها: أن من أراد تلاوة القرآن بطريقة برايل فإنه يجب عليه أن يكون تعلمه على يدي شيخ من الحفاظ لضبط المكتوب على المسموع المصحح من الحافظ وبذا تبرأ الذمة ويتم المقصود والله الموفق. ومن السهولة واليسر ـ إن لم نجد الحافظ بذاته ـ إيجاد مصحف مرتل لأحد المتقنين من علماء الأداء.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[31 Dec 2007, 09:58 ص]ـ
جزيت خيراً د. أحمد،،
ولكن هل توقف هيئة كبار العلماء سببها الرسم في هذا النوع؟ أم أن الكتابة بهذا النوع مرفوضة من الأساس؟
ـ[رفعت احمد]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:29 م]ـ
جمعية الدعوة الاسلامية بليبيا نشرت مصحفا بطريقة برايل والله اعلم ان كان برواية قالون ام حفص ام الاثنين.
ـ[سيف التوحيد]ــــــــ[03 Dec 2008, 06:38 م]ـ
هذا المصحف فيه التيسير الكثير لأخواننا المكفوفين , وجزئ الله القائمين عليه خير الجزاء , ,,
باب جديد من أبواب التيسير القرآني أكرم الله تعالى القائمين على تنفيذة، ومن وجهة نظري يمكن وضع ملحوظة في أول المصحف فحواها: أن من أراد تلاوة القرآن بطريقة برايل فإنه يجب عليه أن يكون تعلمه على يدي شيخ من الحفاظ لضبط المكتوب على المسموع المصحح من الحافظ وبذا تبرأ الذمة ويتم المقصود والله الموفق. ومن السهولة واليسر ـ إن لم نجد الحافظ بذاته ـ إيجاد مصحف مرتل لأحد المتقنين من علماء الأداء
اوافق اخي د. خضر(/)
جناية "بعض " العلمانيين
ـ[عزام عز الدين]ــــــــ[28 Dec 2007, 04:16 م]ـ
جناية «بعض» العلمانيين
أحمد خيري العمري*
صدقوا أو لا تصدقوا! .. لقد اتضح أننا فهمنا بعض العلمانيين خطأ .. اتضح أننا ظلمناهم .. وأنهم ليسوا كما توقعناهم. إنهم يحبون الدين .. وقلوبهم عليه .. ربما أكثر منا. بل إن هذا فعلاً ما يؤكدون عليه. كل هدفهم هو إنقاذ الدين، بعده ليس من المستبعد أن يطالبوا بتطبيق الشريعة ويرفعوا الشعارات التي تنادي بذلك ..
هذا هو ما يحدث، كما لو أننا نحلم .. (ليس من الواضح بعد إن كان هذا الحلم حلماً جميلاً أو أنه كابوس مفزع) , لكنه يحدث فعلاً .. وكما يقدم بعض الإسلاميين بلاغات تطالب بمحاكمة هذا أو ذاك ممن يروجون ضد الدين, كذلك يفعل بعض العلمانيين، بل وأكثر، ذلك أن بلاغات الصنف الأول هي غالباً ضد أشخاص أحياء .. أما العلمانيون فهم حريصون على الدين لدرجة أنهم صاروا يقدمون بلاغات ضد حتى الموتى الذين أساؤوا -بحسب رأيهم- للدين ..
وصلوا لهذا الحد؟ .. نعم، إنهم يتنافسون الآن مع المتطرفين الذين لم يطالبوا حتى الآن -وحسب علمي- بنبش القبور ومحاكمة الموتى .. ليس هذا فقط، بل إنهم -من غيرتهم على الدين- وحرصهم عليه، يتهمون ليس الأعداء التقليديين للدين فقط، بل يتجاوزونهم إلى أئمة الدين وعلمائه .. إنهم يرومون -حسبما يقول العنوان الثانوي لواحد من كتب هؤلاء- «حماية الدين من إمام المحدثين»، ويقصد البخاري، أو في كتاب آخر، هدفه «تخليص الأمة من فقه الأئمة» الذي عده بمثابة بلاغ ضد الإمام الشافعي هذه المرة ..
لا تسيئوا فهمهم .. إنهم إنما يهاجمون الشافعي أو البخاري أو سيبويه (في سلسلة كتب تحمل اسم جناية الشافعي، وجناية البخاري، وجناية سيبويه، تباعاً) حرصاً على الدين وغيرةً عليه، لا من أجل التهجم على الرموز الدينية -هذا هو على الأقل ما يدّعونه- وعلينا أن نمتلك قدراً كبيراً من حسن الظن، أو من قلة العقل، أو قدراً كبيراً من الاثنين معاً، لكي نصدقهم ..
ما الذي فعله البخاري من جناية تستوجب «إنقاذ الدين من إمام المحدثين»؟ .. باختصار: لا شيء .. لدى هذا الكاتب العلماني الغيور على الدين بعض الملاحظات لا أكثر، يتصور أنها «اتهامات» كفيلة بإزاحة البخاري من مكانته كإمام للمحدثين، والحقيقة أن ملاحظاته في مجملها تعزز مكانة البخاري، إن لم تكن تزيد من أهميته، ذلك أن وجود الملاحظات، على عدد من الأحاديث بلغ أقصاه (82) حديثاً، من أصل (2602) متن حديث بدون تكرار، -أي أقل من %3 من مجمل صحيح البخاري- ترسخ وتؤكد حصانة النسبة المتبقية من البخاري-وهي نسبة متغلبة طبعاً- ولو كانت هناك (أحاديث أخرى) يمكن أن يكون عليها ملاحظات لما تردد صاحبنا في إيرادها, ذلك أنه أجهد نفسه غاية الجهد في الـ (82) حديثاً التي وجدها .. وقبل أن نتحدث عن ملاحظاته، علينا أن نشير إلى أن نسبة خطأ (لو سلّمنا أصلاً أنها خطأ) بمقدار ثلاثة بالمائة هي نسبة مقبولة جداً، بل وإن أرقاماً أعلى منها مقبولة أيضاً .. وإن أدق الإحصاءات بل وأدق القراءات الفيزيائية، بأدق وأحدث الأجهزة الإلكترونية، يمكن أن تحتوي على هامش خطأ أكبر، يشبه أن نستنتج قانوناً فيزيائياً، من %2 من النتائج، وإهمال الـ %98!! ..
إذن فملاحظات هذا الكاتب، التي جعل منها محضراً لاتهام البخاري (تذكروا! .. حرصاً على الدين وإنقاذاً له!) هي ملاحظات ترتكز على نسبة إحصائية مهملة، وهذا يضعها فوراً في خانة الإهمال .. هذا إن أقررنا أساساً أن كل ملاحظاته هي ملاحظات أصلاً .. ذلك أن أكثر من نصف الملاحظات لا تخص عمل البخاري ونتائجه، بل تخص شرح الحديث، الذي للكاتب ملاحظات عليه، وهذا يُخرج البخاري من الموضوع، فليسَ هو من شرح الحديث، بل هناك شُرَّاح آخرون مختلفون، وقد انتقى الكاتب منهم من شاء، ليعلن ملاحظاته تلك، وقِسْمٌ منهم يفصل بينه وبين البخاري قرون عديدة .. ما جناية البخاري في ذلك؟ .. ومشكلة الكاتب مع شرح الحديث أنه يقيّم الشرح ويحاكمه بناءً على مرجعيته العلمانية التي يفترض أنها الأقرب إلى سنته عليه الصلاة والسلام, وأن الشراح إنما ظلموا السنة والحديث بابتعادهم عن المنظومة الليبرالية العلمانية التي ينتمي لها الكاتب ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وهناك نسبة أخرى من ضمن الـ %3 هذه، يرفضها الكاتب لأنها تقع في سياق الطبيعة البشرية التي يبدو أنه يتصور أن الأنبياء -ومَنْ حول الأنبياء أيضاً- منزَّهون عنها .. وهذا شأنه أيضاً .. وليس شأن البخاري من قريب أو بعيد ..
عدد آخر من الأحاديث، لم تعجب هذا الكاتب، إما لأنه لم يفهمها كما يجب، أو لأنها لم تعجبه دون سبب واضح .. مثال على ذلك رفضه لحديث «قال الله عز وجل أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. الحديث»، لماذا يا تُرى؟ .. لأنه يقول إن هذا يتناقض مع وصف الجنة الموجود في أحاديث أخرى كثيرة .. لا يبذل الكاتب محاولة واحدة للجمع بين الأحاديث، أو لملاحظة الجانب «التجريدي» في الوصف الذي يشير إليه الحديث، يرفض الكاتب الحديث، ويعتبره وصمة مزعومة في جبين البخاري ..
وهكذا، فإن معظم اتهامات الكاتب ستسقط، لتبقى بضع ملاحظات لا أكثر، بنسبة إحصائية أكثر إهمالاً، وهي ملاحظات اشتغل عليها أهل العلم قديماً وحديثاً، في سياق علمي جاد بعيد عن التصريح والسطحية، وبعضها ملاحظات تخرج عن إطار عمل البخاري، إلى إطارات أوسع، وتتعلق بالأخذ بحديث الآحاد وموقعه في الفقه والعقيدة .. وهو موضوع عميق وشائك، ولا يمكن تحميله على عاتق البخاري ..
جناية الشافعي، كما يسميها الكاتب، من نفس الطراز، ليست سوى ملاحظات متناثرة هنا أو هناك، قلما تخص علم الأصول الذي أسسه عن حق الإمام الشافعي، بل هي مجرد ملاحظات على بعض فتاواه وآرائه الفقهية التي طُرحت ضمن سياقها التاريخي .. كما أنه يأخذ عليه أن تلامذته اشتغلوا على تعريف المصطلحات التي وضعها أكثر مما فعل هو، وهو أمر طبيعي، فمؤسس أي مذهب علمي أو فقهي، كما صاحب أي نظرية، لا يضع كل تفاصيلها، بل يضع خطوطها العامة ولبنتها الأساسية، التي تفرز التفاصيل بالتفاعل مع المحيط ومع تحديات المحيط، ومن خلال أشخاص آخرين آمنوا بالخطوط العامة .. يستوي في هذا الشافعي مع أبي حنيفة ومالك وابن حنبل، وهو السبب في أن علماء آخرين، وضعوا خطوطاً عامة لا تقل أهمية, لكن نظرياتهم لم تتحول لتصير مذاهبَ، لأنها لم تجد الحاضنة المناسبة لتحويل الخطوط العامة إلى بناء فقهي متكامل .. كما أن الكاتب في بلاغه ضد الشافعي، يقول إن أسلوبه ممل! .. وهو يتصور أن هذه تهمة شنعاء يستحق الشافعي أن يُحاكَم عليها! كما أنه يأخذ على الشافعي قوله في بعض كتبه «كما ذكر بعض أهل العلم» بدلاً من أن يعطينا قائمة بأسمائهم وعناوينهم ومتى بالضبط ذكروا ذلك، ولعل الكاتب يود من الشافعي أن يقدم لنا مراجعه حسب تصنيف ديوي! .. رغم أنه هو شخصياً يستخدم أسلوباً مشابهاً، أو أقل علمية، فيقول «كما جاء في الأثر» دون أن يحدد أي أثر، ويكون أثراً ضعيفاً بالطبع، ولكنه يريد تمريره تحت شعار أنه «أثر» .. ويا سبحان الله، يكون هذا الأثر دوماً محتوياً على مطعن بواحد من الأسماء التالية «عائشة وعمر وعثمان وأبوهريرة!»، ولكن لا تسيئوا الظن ولا تتصوروا أن هناك رائحة طائفية في هذا. إنها العلمانية فقط، ممزوجة بالحرص على الدين والغيرة عليه من أئمته ورجاله ونسائه وحملة مشعله ورايته. وعلينا أن نمتلك ذلك المزيج من الغباء وحسن الظن لكي نصدق هذا مجدداً.
جوهر الأمر في الجناية المزعومة لكل من البخاري والشافعي، أن الكاتب يزعم أنه ينطلق من مسلّمة خاطئة، ثم ينتهي إلى اكتشاف أنها خاطئة, فيقيم الدنيا ولا يقعدها على هذا الأساس، كما لو أنه قد اكتشف نظرية جديدة تاهت عنها الإنسانية طويلاً .. هذه المسلّمة الخاطئة هي أن الشافعي والبخاري ليسا من البشر، وأنهما لا يخطئان. بعدها انطلق يبحث في الحواشي والهوامش عن خطأ .. فوجد هامشاً من الخطأ بنسبة إحصائية تكاد تكون مهملة .. لكنه يطير فرحاً بها كأنه فتح عكا .. وينتهي إلى «أنهم بشر» .. ويعتبر أن هذه الحقيقة يجب أن تغير التاريخ وتصدم البشرية جمعاء .. رغم أن بشرية البخاري والشافعي وسواهما أمر مفروغ منه .. ذلك أن انتفاء العصمة عن البشر واحدة من أعظم نقاط قوة الإسلام وواقعيته وتميزه، والظروف التي دفعت (فئة معينة) من أهل القبلة إلى إضفاء طابع القداسة والعصمة على بعض الأئمة هي ظروف خاصة وغير مبررة ولم تنطلق لتعمم على كل مذاهب أهل القبلة .. نعم، البخاري والشافعي ومسلم وأبوحنيفة كانوا بشراً .. ووجود الخطأ في الجهد البشري أمر حتمي ولا مفر منه .. وأي شيء غير ذلك سيكون موضع شك .. الأمر في الخطأ هو نوعه وكمّه .. هل نوعه في بنية العمل والخطوط الأساسية له .. أم أنه في تفاصيله، وهل كم الخطأ كفيل بنقض البنيان كله، أم أنه مجرد هامش خطأ مقبول؟ .. هذان السؤالان -مع الأخذ بنظر الاعتبار السياق التاريخي الذي طرحت فيه النظرية وبذل فيه هذا الجهد الإنساني- كفيلان بإسقاط كل التهم عن البخاري وعن الشافعي وعن سواهما من أئمة الفقه والحديث .. أو عن من لم يؤمن به .. جناية «بعض» العلمانيين، أنهم يستخدمون بالضبط الأساليب التي يتهمون فيها أعداءهم، أنهم يستخدمون شعارات الحرص على الدين والغيرة عليه، من أجل الوصول إلى ما يريدون (مثلهم مثل غيرهم!) .. وهذا يجعل مرجعيتهم مزدوجة ومرتبكة. وهو أمر غير باعث على الاحترام. ولكنه لا يعمم على كل العلمانيين، فهناك من العلمانيين من يربأ بنفسه عن الهبوط إلى هذا الدرك، وهذا أكثر جدارة بالاحترام بل وبالحوار، على الأقل مع العلماني الجاد الذي لا يستخدم الدين كشعار، هناك خطوط واضحة في الحوار يمكن أن تجعله مثمراً ..
أيها العلمانيون، كونوا علمانيين -أو لا تكونوا- لكن لا تكونوا هذا الـ «بين-بين» الذي لن يؤدي إلى أي مكان .. إلا إلى المزيد من الخيبة والفشل.
• كاتب عراقي مقيم بدمشق.
28/ 12/2007
http://alarab.televisual.co.uk/article.tvt?_scope=Alarab/Website/Website/Features&id=17063(/)
هل أصول الفقه تصلح أن تكون قواعد هامة للتفسير
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[28 Dec 2007, 10:14 م]ـ
أدى ظهور القرآن الكريم، ظهور الشرح لهذا الكتاب العزيز، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرب ألفاظ القرآن الكريم وأسراره للصحابة، وهذا ما أدى بهم إلى عدم الالتجاء إلى وضع قواعد للفهم قصد استخلاص مقاصد القرآن الكريم، بالإضافة إلى طول باعهم في معرفة اللسان العربي، إذ لهم اليد الطولى فيه لاعتبارهم أصحاب اللسان العربي الذي هو ثابت في نفوسهم بالأصالة، لكن بعد وفات رسول الله، ظهرت تحديات خارجية وداخلية، فالخارجية قد تمثلت في دخول الأعاجم إلى الإسلام، والداخلية تمثلت في الخلافات سياسية أدت إلى الخلافات العقدية.
كل هذه العوامل ساهمت في ظهور " أصول التفسير " قصد حماية النص القرآني من القراءات التابعة للاجتهادات والمذهبيات المختلفة، وخصوصا وأن كل مذهب أو اتجاه يسعى لتحقيق ذاته، انطلاقا من نصوص الوحي عن طريق تأويل آياته، وتوجيهها توجيها مذهبيا غير صحيح.
وهذا ما أدى إلى ازدهار " التفسير" حيث ظهرت ألوان مختلفة للتفسير، منها ما هو لغوي، ومنها ما هو فقهي، ومنها ما هو من صميم علم الكلام ... فكان من الضروري الرجوع إلى التراث الأدبي الجاهلي، وخصوصا الشعر الجاهلي، ثم أدى ذلك أيضا إلى فهم الشعر الجاهلي نفسه، وذلك بالاعتماد على القرائن، والأحوال، والملابسات زمن الجاهلية، لمعرفة أيام العرب وأخبار الشعراء، كل هذه الجهود دليل على حاجة الناس لمعرفة واكتساب اللسان العربي بسبب فشو واستشراء اللحن وظهور العجمة، فكان لزاما على الأمة تحصين مكتسباتها اللغوية، وذلك بمحاولة التقعيد لمختلف العلوم التي ظهرت، مع ظهور الوحي قصد " إعادة استدعاء القرآن العظيم للساحة الثقافية الإسلامية وإنهاء حالة الهجر والفصام بينه وبين العقل المسلم، وجعله المصدر الأول والأهم للمسلم المعاصر، كما كان عند السلف، يرجع إليه ليستقي منه العلم والمعرفة الدقيقة السليمة في نظرته إلى الإنسان والحياة والوجود، في الفطرة الإنسانية والاجتماعية، في قضايا الفرد والأسرة والمجتمع، والعلاقات والنظم".
ظهر هذا الهجر (أي هجر القرآن الكريم) مع ضعف المسلمين حيث مهد لما يسمى عند مالك بن نبي " القابلية للاستعمار"، هذه القابلية قد مهدت لسقوط جميع الدول الإسلامية تحت الاستعمار الذي أثَّر بدوره في عقلية المسلم الذي انبهر بالحضارة الغربية التي زعزعت مكانة الثوابت الإسلامية في عقله ووجدانه " لقد أجاد ابن خلدون فهم ظاهرة إقتداء المغلوب بالغالب من خلال دراسته لطبيعة العمران البشري وأحواله ... ، إن اقتداء المغلوب بالغالب قد يكون بسبب تعظيم الغالب أو اعتقاد الكمال فيه، واحتقار النفس. كما يمكن أن يكون كذلك بالاعتقاد بأن ما انتحله الغالب من العوائد هو سبب غلبه، وبذلك يحصل التشبه والتقليد ظنا من المغلوب أن هذا التشبيه يرفعه إلى مستوى الغالب ".
هذا التَشَبُهُ والتقليد دفع مجموعة من المثقفين للاعتقاد بالفكر الغربي والدفاع عنه، وفي المقابل انتقاد كل ما له علاقة بالشريعة، لاعتقادهم أنه سبب الهزيمة الحضارية التي منيت بها الأمة الإسلامية، لذلك انتقدوه (الإسلام) وسددوا سهامهم اتجاهه لذلك قال الأستاذ منير شفيق الخبير بفكر المتغربين:" يلاحظ من أسلوب أغلب منتقدي الإسلام أنهم يسددون سهامهم إليه جزء جزء، فيأخذون هذا الجزء أو ذاك منفردا وحده، ثم يعمدون إلى نقده وتجريحه، خصوصا، حين يحاكمونه على أساس منظور آخر، يقوم على منطق غير منطق الإسلام أو حين يتم تصور فعل ذاك الجزء ضمن كل آخر غير الكل الإسلامي، وبهذا يستطيع أصحاب المستوى الأول أن يسجلوا نصرا سهلا، ويضعوا المدافع عن الإسلام في مواقع ضعيفة وهو يدافع عن ذلك الجزء، خصوصا، حين يجر إلى مناقشة كجزء قائم بذاته معزولا عن كل كله الإسلامي".
(يُتْبَعُ)
(/)
فالوحي عندما يعالج قضية من القضايا، لا ينظر إليها معزولة عن باقي القضايا الأخرى، بل ينظر إليها بشكل مترابط لا تقبل التفكيك أو التجزيء، لأنه (الوحي) ببساطة منهج حياة، جاء ليقيم الحجة على الخلق " فلو لم يجز التفسير لا يكون حجة بالغة، فإذا كان كذلك جاز لمن عرف لغات العرب وعرف شأن النزول أن يفسره، وأما من كان من المتكلفين ولم يعرف وجوه اللغة فلا يجوز له أن يفسره إلا مقدار ما سمع فيكون ذلك على وجه الحكاية لا على سبيل التفسير فلا بأس به، ولو أنه قال المراد من الآية كذا وكذا من غير أن يسمع فيه شيئا فلا يحل له هذا، وهذا الذي نُهِيَ عنه".
لكن التهافت على تفسير كلام الله جل وعلا، بطريقة عارية عن المنهجية الصحيحة، شَكَّلَ خلالا معرفيا عند المسلمين، إذ أصبح الكل له الحق في تفسير القرآن الكريم، ولا تسأل بأي طريقة، أو بأي منهجية، مادام أهل التفسير لم يوحدوا نظرتهم إلى كلام الله وهذا ما حدا بالمرحوم أحميدة النيفر إلى القول:"مما يميز الفكر العربي الحديث في مجالي التأليف والنشر وفرة الإنتاج التفسيري للنص القرآني أو المعتمد عليه لمعالجة بعض القضايا النظرية أو المسائل الاجتماعية، ففي ظرف قرن ونصف ظهر في البلاد العربية ما يزيد عن مائة مؤلف فضلا عن المقالات التحليلية والدراسات الموضعيّة.
إلى جانب هذه الوفرة العددية نلاحظ أن العناية بالتفسير وإن لم تَفْترْ طيلة العصر الحديث فإن وتيرة صدورها يضل أمرا لافتا للنظر، السمة الأساسية لهذه الوثيرة هي: أنها مع استقرار نسبي تعر ف فترات تسارع كبير وغزارة غير معهودة. فترات الذروة هذه تبدو متزامنة أو تالية لأزمات مجتمعية و مؤسساتية بالغة الحدة، إثر ذلك تعود الوثيرة إلى وضع الاستقرار في انتظار طور تصاعدي جديد.
هذه الخصوصية تجعل اشتداد الاهتمام بالقرآن تفسيرا ودراسة مرتبطا بما يعتري المجتمعات العربية من اهتزازات وتساؤلات.
... ما يشد الانتباه أن نسبة عالية من هؤلاء (المؤلفين) ليسوا من خريجي المعاهد الشرعية أو كليات أصول الدين، وليسوا من أصحاب الخطط الرسمية الدينية".
هذه الجرأة السافرة على كلام الله تعالى عن طريق خلع القداسة عنه شجعت مجموعة من المثقفين العرب لتصريح بأقوال، وتأليف مؤلفات، في أغلبها مناوئة للشريعة والقرآن لذلك فالأستاذ حسن حنفي كمثقف عربي " اعتبر بعض المفاهيم والمصطلحات القرآنية غيبية لا تساهم في النهضة، فدعا إلى تجديد اللغة وعدم استعمال ألفاظ: الله، والدين، والجنة، والنار ... ، لأن الوجدان المعاصر لا يقبلها.
إن هذا التأثر بالآخر والتودد إليه جعل حنفي يستنكف من استعمال مصطلحات القرآن، ليستبدلها بألفاظ يقبلها الآخر، كما استنكف من العودة إلى " النصوص " أي: القرآن والسنة- لأن الآخرين من غير الإسلاميين لا يرتضونها ... ".
فحنفي يعتبر نموذجا من النماذج التي عبَّرت عن رأيها بصراحة تجاه الشريعة والقرآن وهو ليس أسوء من محمد أركون، أو نصر حامد أو زيد، أو عابد الجابري .. الخ. واللائحة طويلة.، فالذي تعرفه بشكل فيه شيء من الصراحة خير من الذي يتترس وراء حيل وألاعيب غير نافقة في سوق العلماء وطلبة العلم على حد سواء،" ولأن القضية أكبر مما يتصوره البعض من أنها مجرد زوبعة في فنجان ... إضافة إلى أنها تدل على الجمود الذي تتمترس به أطراف، فتفسح المجال أمام الانفلات عند أطراف أخرى تجد لها صدى في واقع يعاني الجمود ويخشى الضياع، فلابد من الدخول في حوار مع هذا العقل المعاصر، وذلك لوضعه على المحك وإدخاله حيز النقاش والاختبار، وبيان وسائله وطرقه واستدلالاته ومناهجه، ومعرفة دوافعه ومحركاته، وذلك من خلال عملية نقد بنَّاءة تفسح المجال لنفض الجمود والكلالة وترشيد الجهود المعاصرة واستهلاك الأفكار العابرة ".
(يُتْبَعُ)
(/)
بالحوار ومقارعة الحجة بالحجة بشكل هادئ, مع تكثيف الجهود من أجل بناء أصول التفسير, قد يتوصل الطرف الآخر إلى مشكلته التي تكمن في الأساس على الفهم والوسائل المؤدية إليه: " وقد تكون مشكلة المسلمين كلها اليوم في منهج الفهم الموصل إلي التدبر وكسر الأقفال من على العقول والقلوب، وتجديد الاستجابة، وتحديد وسيلتها، ليكونوا في مستوى القرآن، ومستوى العصر، ويحقق الشهود الحضاري، ويتخلصوا من الحال التي استنكرها القرآن) ں {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} ({محمد:24}،) {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ} ({ص:29} ... وفي تصوري: أن الأزمة التي لا نزال نعاني منها، ليست بافتقاد المنهج، فالمنهج (مصدر المعرفة) موجود، ومعصوم، ومختبر تاريخيا .. لكن المشكلة بافتقاد وسائل الفهم الصحيحة، وأدوات التوصيل، وكيفية التعامل مع القرآن أي: منهج فهم القرآن والسنة، فالله سبحانه وتعالى يقول {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} {المائدة:48}.
فتصويب النظر والفهم في كتاب الله، وبناء المنهج السليم ضرورة من الضرورات لإخراج الأمة مما هي فيه، فالنوايا الحسنة لا تكفي، والإيمان بضرورة تجديد الفهم لا يغير من واقع الأمة- الخطير الذي تئن من هول ثقله- شيء لذلك " وجب وضع قانون يتوصل به إلى علم التفسير".
فلا خيار أمام الأمة من محاولة وضع هذا القانون، أولا قدر الله الانحراف عن الجادة، وبقاء الأمة في مَدَارِ ردود الأفعال المتشنجة " ولإعادة الأمور إلى نصابها، لابد من إعادة مفاهيم الوحي بعد تحصيلها إلى مواقعها وأحجامها، وإلا تشوه الدين، وازداد فساد المسلمين ... عبثا نحاول إصلاح الحال قبل إصلاح العمل، وعبثا نحاول إصلاح العمل قبل تجديد الفهم، وعبثا نحاول تجديد الفهم قبل تجديد المنهج، ... فالمنهج الراشد ينتج العمل النافع، والعمل النافع ينتج العمل الصالح، والعمل الصالح ينتج الحال الصالح أو الحياة الطيبة".
فالمنهج السوي السليم سيكون بإذن الله تعالى جُنَّة من التحريف ووقاية من " هؤلاء الذين سميتهم بالطفيليين، والحق أن من نظر في قواعد العلوم، ومارس بحث مسائلها أدرك- لا محالة- أنه من المحال أو من الصعب أن يستثمر النصوص على سبيل مرض صحيح من لم يدرس العلوم المتعلقة بهذا الشأن ويعلم المسالك الضابطة للنظر، والمناهج المسلوكة في أخذ المعاني من مواطنها، ويُتقن القواعد التي على مدارها يجري التأمل، والبحث، والتي بها يهتدي إلى خبايا النصوص، وأسرارها. إذا تقرر هذا فإنه من الواجب – كما سبق ذكره- دراسة المنهج أو المناهج التي يُسار على مقتضى قواعدها في هذا الشأن (= تفسير النصوص) ولمها تحت فن وحصرها باعتبار أوصافها، وخصائصها، وما عليه مدارها من أمور.
وذلك يُحصل على أمرين هامين: أحدهما: معرفة ما يحكم هذا الأمر من قواعد، وضوابط وما فيه من مناهج وطرق مختلفة، ومعرفة الفاسد منها من الصحيح.
ثانيها: درء الفساد والإفساد عن الناس وعن المعرفة، وعن العقول التي تتلقى ما يقدم إليها من غير تمييز بين ما هو باطل، وما هو حق، وربما شغلها التناقض ما يقدم إليها من غير تمييز بين ما هو باطل، وما هو حق، وربما شغلها التناقض الذي تكسبه من تعدد التفاسير والشروح ليست إلا غثاء، وأوهاما خُيِّلَ لأصحابها أنها صحيحة، وهي في واقع الأمر ليست كذلك".
(يُتْبَعُ)
(/)
إن البحث المتواصل في هذا الشأن سيفضي في النهاية وبدون شك للتوصل إلى" أصول التفسير" في حلة جديدة كما قال الأستاذ الجيلالي المريني:" كما أن تكثير الاهتمام بقواعد التفسير، تقعيدا وتأصيلا، ودراسة، وتحليلا، وتحريرا، وتأكيدا على وجوب الالتزام بها، وتحذيرا من مغبة مخالفتها، وتشنيعا على كل تفسير لا يقوم عليها، يساعد على العودة إلى المنهج العلمي السليم، ويقلل من الاختلاف في فهم القرآن، كما يجعل التفسير موزونا بميزان الله ويفتح السبل أمام المتخصصين للدفاع بعجلة ا لبحث في هذا المضمار.
ولا غرابة في ذلك مادام الإنسان قادرا على الإبداع، بتحويل الأفكار من عالم البساطة إلى عالم الأفكار المركبة، ومن عالم الأفكار المجردة إلى عالم المادة المحسوس.
وإذا كان لكل عالم أصوله وقواعده التي تؤطر تفكيره، فالتفسير كذلك له أصوله لذلك قال الأستاذ محمد أبو زهرة:" إن الترتيب المنطقي للأمور ليقضي بأن القواعد الأصولية سابقة في الوجود على الفقه".
والمتتبع لمجموعة من العلماء يجد أن الكثير منهم يعتبر أصول الفقه منهجا فعالا في تفسير كتاب الله جل وعلا، فهذا الإمام محمد بن أحمد بن جزئ الغرناطي (ت292هـ=741م) يقول:" وأما أصول الفقه فإنها من أدوات تفسير القرآن على أن كثيرا من المفسرين لم يشتغلوا بها، وإنها لنعم العون على فهم المعاني وترجيح الأقوال. وما أحوج المفسرين إلى معرفة النص، والظاهر، والمجمل، والمبين، والعام، والخاص، والمطلق، والمقيد، وفحوى الخطاب، ولحن الخطاب، ودليل الخطاب، وشروط النسخ، ووجوه التعارض، وأسباب الخلاف، وغير ذلك من علم الأصول".
ولمعرفة أهمية الأصول- بشكل جيد- ودورها في ترشيد الفهم قال الإمام أحمد بن تيمية:" لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية تُرَدُّ إليها الجزئيات ليتكلم بعلم وعدل، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت؟ وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات وجهل وظلم في الكليات، فيتولد فساد عظيم".
أما الإمام الطاهر بن عاشور فيؤكد ما أشار إليه ابن جزئ من عدم إعمال أصول الفقه عند بعض المفسرين حيث يقول:" وأما أصول الفقه فلم يكونوا يعدونه من مادة التفسير، ولكنهم يذكرون أحكام الأوامر والنواهي، والعموم، وهي من أصول الفقه، فتحصل أن بعضه يكون مادة للتفسير، وذلك من جهتين: إحداهما: أن علم الأصول قد أودعت فيه مسائل كثيرة هي من طرق استعمال كلام العرب وفهم موارد اللغة أهمل التنبيه عليها علماء العربية. مثل مسائل الفحوى ومفهوم المخالفة، وقد عدَّ الغزالي علم الأصول من جملة العلوم التي تتعلق بالقرآن وبأحكامه فلا جرم أن يكون مادة للتفسير.
الجهة الثانية: أن علم الأصول يضبط قواعد الاستنباط ويفصح عنها فهو آلة للمفسر في استنباط المعاني الشرعية من آياتها".
وقد صنف علماء الإسلام مصنفات في أصول التفسير كما قال الأستاذ لطفي الصباغ:" أصول التفسير مبحث مهم تفرقت موضوعاته في مقدمات بعض المفسرين وفي كتب أصول الفقه، وأشهر الذين أفردوه من المتقدمين ابن تيمية في رسالة خاصة طبعت بعنوان" مقدمة في أصول التفسير"، وأفرده بتأليف من المتأخرين العلامة الشيخ عبد الحميد الفراهي من علماء الهند وترك رسالة عنوانها" التكميل في أصول التأويل"، يقول في مقدمتها:" ولم نحتج إلى تأسيس هذا الفن لترك العلماء إياه بالكلية، فإنك تجد طرفا منه في أصول الفقه ولكنه غير تمام"
والبحث في أصول التفسير مازال متسعا لمزيد من الدراسة والتأليف ".
هذا التأكيد والإلحاح على أهمية بناء" أصول التفسير" الذي له علاقة قوية بـ" أصول الفقه " يدل دلالة قوية، على ضرورة اعتماد" أصول الفقه" في التفسير بمنهجية خاصة تراعي وتأخذ بعين الاعتبار خصوصية التفسير الذي يختلف عن الفقه في بعض القضايا:" ولقد كان بإمكان علماء الأصول أن يوفروا هذا الأمر حقه من الدراسة لكنهم اقتصروا على ما تعلق بهم، وهو ما انبنى عليه أحكام، وتركوا البقية لغيرهم ... وهذه أهم ملاحظة وهي أن جهد الأصوليين إنما ركَّز على جانب الأحكام وبقية جوانب أخرى لم يهتم بها علماء الأصول ... ونحن في ذلك بحاجة إلى الاهتداء بصنيع علماء الأصول مع الاحتفاظ بخصوصية كل شعبة من شعب القرآن".
والأستاذ الجيلالي المر يني قد اعتبر مبحث " الدلالة مبحث هام ينبغي اعتماده كمنهج مجرب عند الأصوليين، بالإضافة إلى اتصافه بالدقة على مستوى استنباط الأحكام الشرعية إن أحسن استخدامه، وفي ذلك يقول:" إن الأصول- أي أصول الفقه- ما كانت وما صيغت إلا لخدمة كتاب الله، وتفسير كتاب الله تفسيرا شرعيا علميا وفق ميزان الله، وخصوصا القواعد الأصولية اللغوية التي لها ارتباط وثيق باللسان العربي"، ويعضد الأستاذ قوله بنص ورد في " الموافقات" للإمام الشاطبي حيث يقول:" فإن قلنا إن القرآن أنزل على لسان معهود العرب في ألفاظها الخاصة وأساليب معانيها، وإنها فيما فطرت عليه من لسانها تخاطب بالعام يراد به ظاهره، وبالعام يراد به العام في وجه والخاص في وجه، وبالعام يراد به الخاص، والظاهر يراد به غير الظاهر، وكل ذلك يعرف من أو الكلام أو وسطه أو آخره، وتتكلم بالكلام ينبئ أوله عن آخره، وآخره عن أوله، وتتكلم بالشيء يعرف بالمعنى كما يعرف بالإشارة، وتسمي الشيء الواحد بأسماء كثيرة، والأشياء الكثيرة باسم واحد، وكل هذا معروف عندها لا ترتاب في شيء منه هي ولا من تعلق بعلم كلامها".
والذي سبق له الاطلاع على الرسالة للإمام الشافعي t ( ت204هـ) يجد الشاطبي قد اقتبس هذا النص من كتاب" الرسالة" حيث قال الإمام الشافعي:" فإنما خاطب الله بكتابه العرب بلسانها، على ما تعرف من معانيها ... إلى قوله:" وتسمي بالاسم الواحد المعاني الكثيرة"
فالمقصود من وضع علم " أصول الفقه" منذ البداية، أي مع الشافعي t هو معرفة معاني القرآن الكريم، لهذا السبب ينبغي الشروع في الأخذ بما يلائم التفسير منه، وترك ما عداه لهذا قال الأستاذ الجليل حميد الوافي بوضع" نظرية الظاهر" وهي في الحقيقة خطوة جدية من الأستاذ الفاضل من أجل إكمال وبناء صرح هذا الفن العزيز على قلوب المسلمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[31 Dec 2007, 08:24 م]ـ
التفسير أول العلوم ظهورا في الفكر الإسلامي، وأول الكتابات العربية بدأت بتفسير القرآن الكريم، خاصة تفسير مفرداته وغريبه.
والمشتغلون به لم يكونوا في حاجة إلى قواعد لقربهم من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ولمشاهدتهم نزول الوحي وأسباب النزول ... ولسلامة لسانهم وسليقتهم اللغوية .. والقرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين.
لكن بعد أن انقلبت العلوم صناعة، وكثرت المسائل والنوازل، ودخل في الدين أقوام جدد عرب وعجم، ... وظهر الاختلاف في الفقه والفهم للدين بين المذاهب الإسلامية.
أصبحت الحاجة ماسة لقواعد الفهم عن الله تعالى، حتى قال أحد السلف الصالح من أهل الحديث: لا زال أهل الرأي يلعنونا ونلعنهم حتى جاء الشافعي وجمع بيننا. في إشارة إلى كتاب "الرسالة" أول كتاب في أصول الفقه.
وفعلا استطاع الإمام الشافعي أن يضع قواعد استنباط وتشريع الأحكام الفقهية من النصوص الشرعية. وأهم ما في الرسالة هو مبحث الدلالة الذي يضع قواعد فهم النصوص.
للأسف أن الأصوليون اقتصروا على ما تعلق باستنباط الأحكام الفقهية، من غير ما يتعلق بأمور الأخلاق والمقاصد وغيرها.
وكتاب الله تعالى كتاب هداية شاملة لأمور الحياة كلها وليس فقط ما يتعلق بالأحكام العملية في العبادات والمعاملات.
ولهذا تجد في تفاسير الفقهاء أو ما يسمى بالتفسير الفقهي بسط وتدقيق في آيات الأحكام غاية في الدقة ... لماذا؟ لأن الأصوليون مدوا الفقيه بكل أدوات الاستنباط الفقهي .... قواعد ومناهج.
وعلماء الكلام قدموا قواعد في فهم آيات الأسماء والصفات وفي الاستدلال والاستنباط العقدي .. وتجد ذلك واضحا في التفاسير العقدية، مثل تفسير الرازي وغيره. وتقسيم المتكلمين لمبحث الدلالة في أصول الفقه هو الغالب.
وعلماء العربية أو اللغويين قدموا قواعد لغوية معينة في تحليل وتفكيك النص القرآني، واستطاعوا إظهار إعجاز نظم القرآني وبلاغته، واهتموا بالنحو وإعراب القرآن، متسلحين بما قدمه اللغويون والنحاة ... فأنتجوا اتجاها تفسيريا هو التفسير اللغوي، ورائده أبو حيان في البحر المحيط.
والمحدثين أبدعوا في التفسير بالرواية والنقل الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، مستفيدين مما قدمه علم الحديث في دراسة الحديث: سندا ومثنا، رواية ودراية.
وهكذا نرى أن أصحاب الاتجاهات التفسيرية استطاعوا أن يبدعوا في مجال التفسير، بعد أن تسلحوا بعلوم أخرى نمت ونضجت في حقول معرفية مختلفة، وبقي التفسير من العلوم التي لم تنضج، ولم يقدم المفسرون قواعد وأصول يحتكم إليها المفسر عند مباشرته للعملية التفسيرية، بمعنى بناء نظري شامل يحدد مصادر وقواعد، التفسير، وشروط المفسر.
وهذا لا يعني أن المفسرين فسروا القرآن الكريم على هواهم، ومن غير قواعد ولا ضوابط، كلا بل كانوا يشتغلون بكل ذلك، لكن لم يؤسسوا قانونا خاصا بهم في مجال التفسير، أما قواعد وأصول التفسير فهي موجودة لكنها متفرقة بين علوم شتى: اللغة، الأصول، علم الكلام، علوم القرآن ... ويبقى دور المشتغلين بالتفسير جمع هذه القواعد في نسق نظري ينظم العلاقة بين مكونات علم التفسير .. على شكل نظرية تعيد صفة العلمية للتفسير.
مثلا في الغرب علم يسمى "الهيرومنطيقا"، ينظر لعملية تأويل النصوص الدينية والأدبية، ويعالج إشكاليات القراءة والتأويل، تجد داخلها مدارس واتجاهات، لكنها استطاعت أن ترتقي بهذه العملية إلى مستوى العلمية، واستطاعت أن تنتج إطارا نظريا يحتكم إليه القارئ للنصوص. هي استفادت في ذلك من علوم شتى، لغوية واجتماعية وغيرها.
ولا يتم ذلك إلا بعد دراسة عميقة للتراث الإسلامي خاصة العلوم التي لها ارتباط بالقرآن الكريم، وهذه الدراسة تشمل مستويات: التحليل والتعليل ثم التركيب العام لعلم التفسير.
هناك محاولات في بناء علم التفسير، لكن لم ترتقي بعد إلى المستوى المطلوب، ولا زالت في البدايات فقط، وكثير منها مجرد حشد لمباحث أصولية ولغوية .. أو على اصطلاح أحد الفضلاء: لم نرتقي بعد من التكديس إلى التأسيس، بمعنى: لم تصل بعد إلى البناء المحكم والمترابط بين مكوناته.
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[01 Jan 2008, 08:33 م]ـ
[أشكر أخي الكريم محمد البويسفي على هذا التعليق.
لكن ياأخي لايختلف -اثنان ولايتناطح عنزان- بخصوص تمكن الصحابة من اللسان العربي،بالأضافة الى طول باعهم فيه أضف الى ذلك مشاهدتهم نزول الوحى ومعرفتهم أسباب النزول وكل مايتعلق بالقرآن الكريم من قواعد الخ,
وهذا لايعني أنهم كانوا يعرفون كل شيء يخص القرآن الكريم،حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح المبهم ويشرح الغامض الخ
لاأدري ما وجه تعليق الأخ
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[01 Jan 2008, 08:57 م]ـ
وأشكر الأخ على هذاالتعليق
ـ[عبدالغني الكعبوني]ــــــــ[01 Jan 2008, 09:01 م]ـ
كما أشاطر الأخ على أن الصحابة ليسوافي حاجة الى تعلم القواعد قصد تفسير القرآن،وهذا لايعني أن كل الصحابة يحسن تفسير كلام الله,
والله من وراء القصد(/)
من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ج1
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:32 م]ـ
إلى من يهمه الأمر من الباحثين المتجردين من القراء والمفسرين والمحدثين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
وبعد فهذه نبذ مختصرة من تفسيري للقرآن قيد الإنشاء تحت عنوان من تفصيل الكتاب وبيان القرآن تجدون في "حوار مع المفسرين" بعضا من مقدمته ولقد اعتكفت عليه منذ بداية 2001 وهو في آخر مراحله علما بأنه لم يتناول المسائل الفقهية المعروفة بل مسائل أخرى أكثر إلحاحا وأكبر وجوبا تضمنها الكتاب المنزل ومنها أني استطعت بفضل الله ومنّه استنباط النص الكامل لكل من التوراة والإنجيل وما نبئ به كل نبي من قبل عبر التاريخ، كل ذلك استنبطته من القرآن الكريم المهيمن على الكتب قبله، المتضمن تفصيل كل شيء، هذا وغيره من الموعودات التي نبأ الله بها رسوله وخاتم النبيين ولم تقع بعد وهي آتية قريبا إن شاء الله، تفرغت لتتبعها ودراستها من القرآن وانشغل المفسرون والفقهاء والأصوليون في الحكام الفقهية ومسائل اللغة من الكتاب، أتمنى إيصاله إلى خواص الأمة ليروا فيه رأيهم وأنا أول المذعنين إلى الحق إذا أثبتوا مخالفتي إياه إذ لست أدعي موافقة الحق وإنما أبحث عنه كما بينت في البحث العلمي الآتي بعض منه.
? فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ?
إن رجال الدين الذين فرضوا على الناس تقليدهم في فقههم وفهمهم وحجروا على الرأي والفكر والعقل فأغلقوا دون الاجتهاد بابا، لم يسعهم وخالفوا ما ارتضاه الله من المخالفين وأذن لنبيه ? بقبوله منهم وهو أن يأتوا بالدليل.
وسيعقل من تدبر القرآن أنه ناقش فريقين من المخالفين أحدهما كافر مشرك بالله، خوطب في الكتاب المنزل من عند الله باستعمال السمع والبصر والفكر والعقل لإدراك الأدلة العقلية والحسية المادية ليهتدي إلى أن الله هو رب كل شيء وخالقه ومدبر أمره وليعبده المكلفون ويخافه من يفقهون ويعقلون، وخطاب هذا الفريق كما في قوله:
? ? أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون ? الطور 35 ـ 36
? ? قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر ? البقرة 258
? ? واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا ? الفرقان 3
وثاني الفريقين من المخالفين يقر بالله ربه الخالق خوطب في الكتاب المنزل من عند الله بأن الدليل أي الحجة والبرهان والسلطان المبين أي البين له أو عليه إنما هو بما تضمنه الكتاب المنزل من عند الله وكذلك دلالة قوله:
? ? أم آتيناهم كتابا فهم على بينة منه ? فاطر 40
? ? أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ? الزخرف 21
? ? أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون أفلا تذكرون أم لكم سلطان مبين فأتوا بكتابكم إن كنتم صادقين ? الصافات 153 ـ 157
? ? إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون ? القلم 34 ـ 39
? ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
? ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93 ـ 94
ويعني أن الكتاب المنزل من عند الله كالتوراة أو الإنجيل أو القرآن كل منه بينة وحجة لمن استمسك به في سلوك أو قول أو تصور، إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه كما في قوله ? وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون ? البقرة 80 ويعني أن لم يتخذوا عند الله عهدا أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة بل هو مما قالوه بغير علم إذ لم يتضمنه الكتاب المنزل من عند الله إليهم وهو التوراة، وكما في قوله ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا ? مريم 77 ـ 79 ويعني أن الذي زعم أن سيؤتى لو بعث في الآخرة مالا وولدا كما في الدنيا إنما يفتري الكذب إذ لم يطلع الغيب كالنبيين والرسل ولم يتخذ عند الله عهدا أي لم يتضمن الكتاب
(يُتْبَعُ)
(/)
المنزل من عند الله تصديق زعمه.
ويعني حرف فاطر أن من خالف في سلوكه أو قوله أو تصوره ما أمر الله به في الكتاب المنزل من عنده فلا يدع موافقة الحق إذ لم يكن على بينة من ربه بالكتاب المنزل من عنده.
ويعني حرف الزخرف أن المقلدين الذين يحتجون بالقدر ليفلتوا من الحساب والعقاب لا علم لهم بل يتبعون الظن ويكذبون إذ لم ينزل عليهم كتاب من الله يتضمن تصديق احتجاجهم بالقدر يستمسكون به ليكون لهم حجة عند الله يوم القيامة.
ويعني حرف الصافات أن الذين يزعمون أن الله قد اصطفى البنات على البنين مخطئون في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله فيه سلطان مبين أي حجة واضحة على صدق زعمهم.
ويعني حرف القلم أن الذين يزعمون أن الله لن يدخل المتقين جنات النعيم، بل سيدخلهم النار كالمجرمين قد أخطأوا في حكمهم إذ ليس لديهم كتاب منزل من عند الله قد درسوا فيه أن لهم ما يتخيرون من الأماني.
ويعني حرف البقرة أن اليهود الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم، وأن النصارى الذين زعموا أن لن يدخل الجنة إلا من كان منهم إنما يتمنون، وهم كاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق أمانيهم.
وويعني حرف عمران أن الذين يزعمون من بني إسرائيل أن لم يكن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة إنما هم مخطئون في زعمهم وكاذبون إذ لم تتضمن التوراة المنزلة من عند الله تصديق زعمهم.
ألا إن هذا هو الإنصاف من رب العالمين ضاق به رجال الدين ذرعا.
وإن قوله:
? ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
? ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ? البقرة 23 ـ 24
ليعني أن الذين يزعمون أن محمدا ? قد تقول القرآن وافتراه من دون الله مأمورون في القرآن أن يأتوا بحديث مثله أو عشر سور مثله أو سورة مثله أو من مثله ثم ليدعوا من استطاعوا من دون الله أي شهداءهم الذين يشهدون أن ما جاءوا به هو مثل القرآن أو مثل عشر سور منه أو سورة منه، وأخبر الله عنهم أنهم لن يستجيبوا ولن يستطيعوا ولن يفعلوا بل سيعجزون عن الإتيان بمثله كما في قوله ? قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ? الإسراء 88.
وحسب التراث الإسلامي ـ قصورا منه ـ أن العجز الذي سيصيب الإنس والجن عن الإتيان بمثل القرآن ولو ظاهر بعضهم بعضا وأعانه هو عجزهم عن الإتيان بمثل أسلوبه ونظمه وفصاحته وبلاغته ... وكذلك لن يستطيع الإنس والجن، غير أن عجزهم عن الإتيان بمثله يعني أن لن يستطيعوا أن يأتوا بكتاب من عند الله يصدق دعواهم أن القرآن الذي جاء به محمد هو مفترى من دون الله.
إن كتابا منزلا من عند الله هو وحده الذي يقع عليه الوصف بأنه مثل القرآن، وسورة منزلة من عند الله هي التي يقع عليها الوصف بأنها مثله، وكذلك عشر سور مثله وحديث مثله، وللذين يعترضون أن يتأملوا قوله ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما يعني بمثل الآية التي يقع نسخها إنزال آية أخرى من عند الله تحل محل الأولى، وهكذا فلن يصح نسخ الكتاب المنزل بالحديث النبوي، ويأتي بيان قوله ? فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ? البقرة 137 وقوله ? قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ? الأحقاف 10 في كلية الكتاب، أما غير المنزل من عند الله فلن يصح وصفه بأنه مثل المنزل من عند الله.
إن الله أذن لليهود الذين يزعمون خلاف ما تضمن القرآن أن يأتوا بالتوراة إن كانوا صادقين وليتلوا منها تصديق زعمهم الذي خالفه القرآن ليكون لهم حجة كما في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
? ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين ? عمران 93
? ? وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ? البقرة 111
ويعني أن التوراة دليل كاف إذ هي مثل القرآن كل منهما كتاب منزل من عند الله.
إن الله قد أرسل كل رسول بآيات خارقة معجزة من جنس ما بلغه الناس المرسل إليهم من العلم والأسباب، ولتكون الآيات الخارقة مع الرسل بها هي الحق الذي يقذف به رب العالمين على الباطل فيدمغه فيزهق من حينه كما في قوله ? بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ? الأنبياء 18 وكذلك قذف بالحق مع موسى على الباطل مع السحرة فدمغه فزهق من حينه، ويعني أن لو كان القرآن باطلا أي مفترى من دون الله لنزل الله كتابا من نوعه يدمغه فيزهق وهو دلالة إعجاز القرآن كما في قوله:
? ? فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين ? القصص 48 ـ 49
? ? أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا ? الأحقاف 8
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? هود 13
? ? أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ? يونس 38
? ? وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? البقرة 23
? ? أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ? الطور 33 ـ 34
ويعني حرف القصص أن الحق الذي جاء به محمد ? من عند ربه وهو القرآن لم يؤمن به بعض المكذبين بسبب أن لم يؤت محمد ? مثل ما أوتي موسى من الآيات الخارقة للتخويف والقضاء التي أرسل بها إلى فرعون وملئه، فزعموا أن موسى ومحمدا افتريا التوراة والقرآن فخوطبوا في القرآن أن يأتوا بكتاب من عند الله يثبت صدقهم إن كانوا صادقين، وليتبعن محمد ? كل كتاب منزل من عند الله.
ويعني حرف الأحقاف أن الذين يزعمون أن القرآن مفترى من دون الله لن يملكوا من الله شيئا يصدقهم في دعواهم أي لا يستطيعون أن يأتوا من عند الله بشيء ومنه بعض سورة من مثل القرآن ولا أن يأتوا بآية خارقة من عند الله تثبت صدقهم.
وإن دلالة أمر المكذبين بدعوة من استطاعوا من دون الله وشهدائهم الذين يشهدون لهم أن كتابا مثل القرآن أو مثل بعضه هو من عند الله يصدقهم في زعمهم أن القرآن مفترى من دون الله ليعني أن المفتري على الله كتابا أو آيات بينات مفضوح في الدنيا معذب فيها كما هي دلالة قوله ? قل إن افتريته فعلي إجرامي ? هود 34 ومن المثاني معه في قوله ? وإن يك كاذبا فعليه كذبه ? غافر 28 وقوله ? ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين ? الحاقة 44 ـ 47 أي أن المفتري على الله سيفتضح ويعذب في الدنيا بإجرام الافتراء على الله وحرف غافر من قول رجل مؤمن من آل فرعون يعني أن موسى إن يك كاذبا على الله فلن يحتاجوا إلى قتله بل سيؤاخذه الله في الدنيا بكذبه.
قلت: ولقد ضمنت تفسيري " من تفصيل الكتاب وبيان القرآن " فقها جديدا فقهته وعقلته من الكتاب المنزل على رسول الله وخاتم النبيين ? وجهله التراث الإسلامي من قبل وفاته، وبينت من أصول التفسير وكلياته الآتي بيانهما ليعلم المخالفون وجمعهم أن الدليل والبرهان لي أو عليّ، ولهم أو عليهم إنما هو الكتاب المنزل من عند الله لا التراث الإسلامي أي فقه من سبق من القراء والفقهاء والمفسرين والمحدثين الذين أزعم قصورهم عن فهم الكتاب المنزل على النبي الأمي ? وعن فهم الأحاديث النبوية.
ولقد استنبطت من أصول التفسير وكلياته ومن تفصيل الكتاب المنزل وتعجلت التعريف به ليفقه الذين يريدون أن يتدبروا القرآن كيف عقلت من "تفصيل الكتاب ومن بيان القرآن"
علم التفسير عبر التاريخ الإسلامي في الميزان
إن قوله:
? أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ? الأنعام 114
(يُتْبَعُ)
(/)
? ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ? الأعراف 52
? ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ? خاتمة يوسف
ليعني أن الكتاب المنزل على خاتم النبيين الأمي ? قد فصله رب العالمين على علم تفصيلا خارقا لا يقدر على مثله غيره وهيهات أن نحيط علما بتفصيله أو أن نحصيه كما في قوله ? علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 أي لن تحصي الأمة كلها الكتاب المنزل على النبي الأمي ? من العلم والمعاني والدلالات ولو كانت تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه بعد ناشئة الليل أي بعد ما أنشأوا من يقظة بعد نوم لأجل صلاة الليل ليكونوا أقرب إلى تدبر القرآن وفقهه ودراية الكتاب والإيمان.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من اسم الله واسم رب العالمين في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من الأسماء الحسنى في المصحف معنى ووعدا حسنا غير مكذوب سيقع نفاذه بعد نزول القرآن في الدنيا أو في الآخرة ولو أبدل أحدها بالآخر لانخرم السياق ولاختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن لكل من النبوة والرسالة أو النبي والرسول في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أنه قد حوى مما نبأ الله به آدم فمن بعده من النبيين من ذرية آدم وما نبأ الله به نوحا فمن بعده من النبيين إلى خاتم النبيين محمد الأمي ?.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أنه قد حوى كثيرا من نصوص التوراة والإنجيل وأن تدبره يهدي إلى نسخة من كل من التوراة والإنجيل بلسان عربي مبين مستخرجة من القرآن غير محرفة كما يأتي تفصيله وتحقيقه على أرض الواقع.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن كلما كان في السياق موعودان في الكتاب المنزل تقدم الموعود المتأخر منهما في سياق مخاطبة المؤمنين بالغيب كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن كلما كان في السياق موعودان في الكتاب المنزل تقدم الموعود الأول منهما على الأصل في سياق مخاطبة الذين ينكرون الغيب كما يأتي تحقيقه.
وإن من تفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي ? أن ترتيب السور كما في المصحف طبقا للعرضتين الأخيرتين تماما كترتيب الآي والكلمات هو من التفصيل المنزل، ولن يتمكن قارئ أو مستمع متدبر من دراية الكتاب قبل التقيد به واعتباره كما يأتي تحقيقه.
مدلول الكتاب والقرآن
إن الكتاب والقرآن في كلامنا لفظان مترادفان لدلالة كل منهما على ما بين دفتي المصحف، وهو الكتاب أي المكتوب، وهو القرآن أي المقروء، ولإثبات قصور هذا الإطلاق في كلامنا فإن من تفصيل الكتاب أن قد وردت للفظ الكتاب في المصحف عشرة معان بل أكثر سأذكر منها في هذا المقام تسعا:
أولاها: بمعنى المكتوب كما في قوله:
• ? ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله ? البقرة 235
• ? والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم ? النور 33
• ? وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب ? عمران 78
• ? اذهب بكتابي هذا ? النمل 28
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا يقع شيء منها على الكتاب المنزل من عند الله على الرسل والنبيين، لكن على المتربصة بنفسها أربعة أشهر وعشرا إن لم تكن من أولات الأحمال أن تكتب يوم ابتدأت العدة ليبلغ الكتاب أجله المعلوم وهو انقضاء العدة، ولكأن العدة دين عليها ووجبت كتابة الدين كما في قوله ? ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ? البقرة 282، وللمكاتب أن يجعل لنفسه أجلا معلوما يفتدي به من الرق وليكتب ذلك الأجل يوم ابتدئ العقد، والذين يلوون ألسنتهم بما كتبوه من عند أنفسهم إنما هو من عند أنفسهم لا من عند الله كما في قوله ? لتحسبون من الكتاب وما هو من الكتاب ? عمران 78 أي ليس هو من الكتاب المنزل من عند الله، والكتاب الذي حمله الهدهد إلى ملكة سبإ هو رسالة سليمان المعلومة.
وثانيها: بمعنى الفريضة على المكلفين كما في قوله ? إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ? النساء 103 أي فريضة فرضت عليهم في أوقات معلومة، وقوله ? والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم ? النساء 24 يعني أن تحريم المذكورات فريضة من الله عليكم، وكذلك دلالة قوله ? كتب عليكم الصيام ? البقرة 183 وقوله ? كتب عليكم القصاص ? البقرة 178 وشبهه أي فرض عليكم.
وثالثها: اللوح المحفوظ كما في قوله:
• ? ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ? الحديد 22
• ? قال فما بال القرون الأولى قال علما عند ربي في كتاب ? طه 51 ـ 52
• ? فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ? الأعراف 37
ورابعها: الصحف التي سيؤتاها يوم يقوم الحساب صاحب اليمين بيمينه وصاحب الشمال بشماله وأشقى منه وراء ظهره كما في قوله:
• ? فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا ? الانشقاق 7ـ8
• ? وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ? الحاقة 25
• ? وأما من أوتي كتابه وراء ظهره ? الانشقاق 10
ويعني الأعمال الفردية التي لم يشترك معه غيره فيها.
وخامسها: بمعنى الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح والصور الرقمية المستنسخة من الأعمال بعد الموت، أما أرواح الأبرار بعد موتهم فيصعد بها إلى عليين بعد أن تفتح لهم أبواب السماء فيجدون أمامهم أعمالهم الصالحة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي لا يفرقون بينها وبين ما عملوه في الدنيا أي هي صور مستنسخة من الأصل رقمية كما في قوله ? كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون ? التطفيف 18 ـ21، وكذلك يشهد أي يحضر المقربون في عليين أرواح الأبرار بعد موتهم حين صعودها إلى عليين ويسألونهم عمن تركوا خلفهم من الأهل والأصحاب كما في الأحاديث النبوية التي بيّن بها النبي الأمي ? حرف التطفيف.
وأما أرواح الفجار بعد موتهم فيهبط بها إلى أسفل في سجين في أعماق الأرض فيجدون أمامهم أعمالهم السيئة مستنسخة تعرض عليهم كأنما هي كتاب مرقوم أي هي صور رقمية مستنسخة من الأعمال في الدنيا كما في قوله ? كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ? التطفيف 7 ـ9
وسادسها: كتاب كل أمة يوم القيامة كما في قوله:
• ? وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا منا نستنسخ ما كنتم تعملون ? الجاثية 28 ـ 29
• ? ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ? الزمر 69
• ? ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ? الكهف 49
ويعني الأعمال الجماعية التي اشترك فيها اثنان فأكثر كتسعة رهط الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون يوم تحالفوا وتقاسموا أن يغتالوا صالحا رسول الله.
وتعني دلالة لفظ الكتاب الخامسة والسادسة وقوعها على ما ينظر إليه ويعرف ولو كان صورا معروضة وكما وصفته آنفا أنه الظرف المكاني الذي تنتقل إليه الأرواح وصور الأعمال بعد الموت، وإنما احترزت في هذا الوصف من دلالة لفظ الكتاب على الحروف المكتوبة المقروءة وظرفها المكاني الذي يجمعها ويشملها وهي الصحف.
(يُتْبَعُ)
(/)
وسابعها: الكتاب الذي أوتيه جميع النبيين والرسل قبل التوراة كما في قوله:
• ? كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه ? البقرة 213
• ? وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ? عمران 82
• ? لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ? الحديد 25
• ? ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ? البقرة 129
• ? ولقد آتينا موسى الكتاب وجعلنا معه أخاه هارون وزيرا فقلنا اذهبا إلى القوم الذين كذبوا بآياتنا فدمرناهم تدميرا ? الفرقان 35
• ? وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? المائدة 110
• ? ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل ? عمران 48
ولا يخفى أن كثيرا من النبيين والرسل كانوا قبل التوراة التي أوتيها موسى ومنهم إبراهيم وإسماعيل، ولا يخفى أن حرف الفرقان يعني أن كتابا قد أوتيه موسى قبل رسالته إلى فرعون فهو كالذي أوتيه كل نبي ورسول قبل النبي الأمي ?، ولا يعني حرف الفرقان التوراة التي أوتيها موسى بعد إغراق فرعون وجنوده، ولا يخفى أن عيسى قد علمه ربه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل مما يعني المغايرة وأن لكل من الأربعة مدلول خاص به وإلا لزم القول بأن للتوراة والإنجيل مدلول واحد وهو ظاهر الفساد.
وثامنها وقوع لفظ الكتاب على التوراة أو الإنجيل أو هما معا كما في قوله:
• ? وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب ? الإسراء 4
• ? فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك ? يونس 94
• ? أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين ? الأنعام 156
وكذلك حيث اقترن لفظ الكتاب بموسى سوى حرف الفرقان وحيث وصف أهل الكتاب والذين أوتوا الكتاب.
ولن يصح إبدال لفظ الكتاب في الأحرف المذكورة وشبهها بلفظ القرآن لأن للقرآن دلالة أخرى لا يصح إيرادها في غيرها كما يأتي تحقيقه.
وتاسعها الكتاب المنزل على خاتم النبيين ? كما في قوله:
• ? نزل عليك الكتاب بالحق ? عمران 2
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ? النساء 105
• ? وهذا كتاب أنزلناه مبارك ? الأنعام 92 ـ 155
• ? لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون ? الأنبياء 15
• ? إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق ? الزمر 41
إن الكتاب الذي أوتيه النبيون والرسل قبل التوراة لا اختلاف بينه وبين الكتاب الذي تضمنه كل من التوراة والإنجيل والقرآن، لأن التوراة قد حوت الكتاب وزادت عليه نبوة موسى، وحوى الإنجيل الكتاب وزاد عليه نبوة عيسى، وحوى القرآن الكتاب وزاد عليه نبوة خاتم النبيين ? ونبوة النبيين قبله كما في قوله ? وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه ? المائدة 48.
وإنما علم الرسل والنبيون قبل التوراة الكتاب غيبا فكانوا يعلّمون أممهم منه بقدر استعدادهم للتلقي ثم أنزل الله الكتاب مع موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم وتعبد الناس بدراسته ودرايته كما يأتي بيانه في تفصيل الكتاب وبيان القرآن.
إن الكتاب هو ما تضمن المصحف من الإيمان بالله رب العالمين، وما تضمن عن العالمين كخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما، وتدبير أمر الخلق كله، وما حوى من النعم في الدنيا ومن وصف مخلوقاته وكذا المؤمنون والكفار والمشركون والمنافقون، وما حوى من التشريع أي الخطاب الفردي والجماعي، ومن التكليف لسائر العالمين، وما تضمن عن الحياة والموت والقدر كله والبعث والحساب والجزاء بالجنة أو النار.
وأما القرآن فهو ما حوى المصحف من القصص والذكر والقول والنبوة والأمثال ومن الحوادث التي وعد الله أن تقع بعد خاتم النبيين ? قبل النفخ في الصور.
وهكذا كان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس ? النساء 105
• ? إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ? الزمر 2
• ? ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء ? النساء 127
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم ? البقرة 231
قد تضمن لفظ الكتاب لاشتماله على الحكم بين الناس وعلى الأمر بالعبادة وعلى الأحكام الشرعية التي شرع الله للناس، ولو أبدل لفظ الكتاب بلفظ القرآن في الآيات المتلوة المذكورة لانخرم المعنى كما سيأتي.
إن عاقلا أو مغفلا لن يقول إنه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم سيعدمه ويعيد خلقه كما خلقه أول مرة، وكان حريا بالناس أن يفهموا الكتاب لوضوحه وهل في الله فاطر السماوات والأرض شك؟ ومتى احتاج الأمر بالصلاة والزكاة وسائر التكاليف إلى تدبر، وإنما هي تكاليف من رب العالمين فمن شاء زكى نفسه بها ومن شاء دساها بالإعراض عنها.
وكان من تفصيل الكتاب أن قوله:
• ? وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم إذ قال موسى لأهله امكثوا إني آنست نارا ? النمل 6 ـ 7
• ? نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ? يوسف 3
• ? وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ? الأنعام 19
• ? ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ? القمر 17 ـ 22 ـ 321 ـ 40
• ? فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ? خاتمة سورة ق
• ? ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ? الروم 58 الزمر 27
• ? هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ ? خاتمة البروج
وشبهه قد تضمن لفظ القرآن لاشتماله على القصص والوعد في الدنيا والذكر والأمثال ولو أبدل لفظ القرآن فيه بلفظ الكتاب لانخرم المعنى.
ولقد أدرك كفار قريش هذا التفصيل وقالوا كما في قوله ? وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ? سبأ 31 أي لن يؤمنوا بالقرآن ذي الموعودات في الدنيا ولا بالكتاب ذي التكاليف التي على رأسها ترك الأوثان وعبادة الله وحده، وذي الموعودات بالآخرة.
النسخ
إن كلا من الكتاب والقرآن كلام الله وليس من قول البشر كما هي دلالة قوله ? ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين ? الشعراء 198 ـ 199 ويعني أن لو كان الرسول بالقرآن أعجميا لا يتكلم اللسان العربي لقرأ القرآن على الناس كما نزل على قلبه أي كما أقرئ تماما كما أضحى معلوما لكل الناس سماع الكلام من الأشرطة والأسطوانات التي لا تملك له تحريفا ولا تغييرا، وهكذا أقرئ النبي الأمي القرآن كما في قوله ? سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله ? الأعلى 6 ـ 7 وليس الاستثناء من الله حشوا ولا زيادة لا تعني شيئا سبحان الله وتعالى وإنما هو وعد سيتم نفاذه أي سينسى منه النبي الأمي ? ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان.
ولم يقع في القرآن نسخ سبحان الله وتعالى أن يخلف الميعاد وإنما القرآن ذكر وقصص وموعودات نبئ بها النبي الأمي ? ستقع قبل النفخ في الصور.
ولم يقع نسخ في موعودات الكتاب التي ستقع في الآخرة ولا في أسماء الله ومشيئته وتدبيره الأمر في السماوات والأرض.
إن قوله:
• ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106
• ? وإذا بدلنا آية مكان آية ? النحل 101
ليعني وقوع النسخ في التشريع خاصة من الكتاب المنزل، وقد وعد الله أن يأتي بآية خير من الآية المنسوخة أي ينزلها، وكان في كل آية مبدلة إصر أو تحريم وفي الآية البدل تخفيف وتيسير أو تحليل، ألم تر أن قوله ? وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ? الأنعام 146 يعني أن نبيا بعد موسى نزل عليه ذلك التحريم، وأن قوله ? ومصدقا لما بين يدي من التوراة ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم ? عمران 50 يعني أن عيسى قد نزل عليه تحليل بعض ما حرم على بني إسرائيل كالذي تضمنه حرف الأنعام، فالأول المنسوخ فيه إصر وتحريم والثاني البدل فيه تخفيف وتحليل، وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في نسخ شرب الخمر بقوله ? يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
(يُتْبَعُ)
(/)
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ? المائدة 90 ـ 91 وذلك بعد الكراهة كما في قوله ? ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا إن في ذلك لآية لقوم يعقلون ? النحل 67 ويعني أن من يعقل سيدرك أن الموصوف بالسكر ليس رزقا حسنا وإنما هو رزق قبيح وكذلك بعد قوله ? يأيها الذين ءامنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ? النساء 43 ويعني أن السكر مذهب للعلم والوعي والإدراك.
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في تكليف الواحد من المؤمنين وهو في ساحة المعركة أن يصبر ولا يولي الدبر ولو قاتله العشرة من الكفار بقوله ? يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ? الأنفال 65 ولا يخفى ما فيه من المشقة على البعض وقد نسخ بقوله ? الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ? الأنفال 66.
وكذلك تضمن التشريع المنزل على النبي الأمي ? مثل ذلك كما في نسخ التكليف بفرض الإقامة الجبرية في المنزل على الزانية مدى الحياة كما في قوله ? واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا ? النساء 15 وقد نسخ بقوله ? الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ? النور 2 ولا يخفى أن في الأول المنسوخ إصر ومشقة وفي الثاني البدل تخفيف وتيسير هو على الأمة خير من التكليف الأول الثقيل.
بيان قوله ? كتابا متشابها مثاني ?
وإن من تفصيل الكتاب أن قوله ? الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني ? الزمر 23 ليعني أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر كما في قوله ? وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ? الزمر 45 ومن المثاني معه قوله ? إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ? النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره.
وكما في قوله ? قال لن تراني ? الأعراف 143 ومن المثاني معه قوله ? لا تدركه الأبصار ? الأنعام 103 ويعني أن موسى لم ير ربه وكذلك لم يره أحد ولن يراه في الدنيا إذ لا تدركه الأبصار أما في الآخرة فيراه المكرمون من الناس كما في قوله ? وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ? القيامة 22 ـ 23 ومن المثاني معه قوله ? كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ? المطففين 15 ويعني المعتدي الأثيم أما غيرهم فغير محجوبين عن ربهم بل يرونه.
وكما في قوله ? ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم ? المجادلة 7 ومن المثاني معه قوله ? ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ? النساء 107 ـ 108 وقوله ? ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ? التوبة 78 ويعني أن الله على كل شيء ومنه النجوى شهيد لم يغب عنه شيء في الأرض ولا في السماء وأنه علام الغيوب.
وكما في قوله ? فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب ? الأعراف 37 ومن المثاني معه قوله ? فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص ? هود 109 وقوله ? فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون ? الأعراف 135 ويعني أن المكذبين لن يعجل لهم العذاب قبل أن يستوفوا نصيبهم من المتاع والرزق والحياة كما كتب لهم في اللوح المحفوظ فلا ينقصون منه شيئا.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في قوله ? واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ? الأنفال 24 ومن المثاني معه قوله ? ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ? سورة ق 16 ويعني أن القلب هو محل الإرادة ويرسلها عبر حبل الوريد، والله أقرب إلى الإنسان منهما أي يحول بينه وبين التوبة إذا جاء الموت فهلا بادروا بها قبل الأجل.
وكما في قوله ? لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ? الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله ? لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ? الزمر 16 وقوله ? يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? العنكبوت 55.
وكما في قوله ? وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ? الشورى 30 ومن المثاني معه قوله ? أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ? ويعني أن المؤمنين قد أصابوا من المعاصي مثلي ما أصابهم من القتل والقرح في غزوة أحد وكما سيأتي بيانه في الأسماء الحسنى.
وكما في قوله ? الرجال قوامون على النساء ? النساء 34 ومن المثاني معه قوله ? وألفيا سيدها لدى الباب ? يوسف 25 ويعني أن الزوج هو القائم على شؤون امرأته المسؤول عنها أي هو سيدها.
وكما في قوله ? قال فرعون وما رب العالمين ? الشعراء 23 ومن المثاني معه قوله ? وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان ? الفرقان 60 ويعني أن العبد إذا نسي ربه سيقع منه حتما نسيان نفسه وهكذا يطغى ويتجاوز حده وينكر خالقه.
وكما في قوله ? يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ? خاتمة النبإ ومن المثاني معه قوله ? يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا ? النساء 42 ويعني أن الكافر في يوم القيامة حين تعرض عليه أعماله يتمنى أن يكون ترابا أي تسوى به الأرض ولا يحاسب عليها.
وكما في قوله ? هل أتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية ? ومن المثاني معه قوله ? وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما ? طه 111 ويعني أن وجوها ستنصب وهو عنتها لله الحي القيوم يوم يقوم الناس لرب العالمين في يوم القيامة فتعاني وجوه من التعب والمشقة والخشوع ما لا ينفعها بل ستخيب بما حملت من الظلم وستصلى بعده نارا حامية.
وكما في قوله ? هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ? ومن المثاني معه قوله ? أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ? مريم 67 وقوله ? وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ? مريم 9.
وكما في قوله ? ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ? الأعراف 11 ومن المثاني معه قوله ? كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحييناكم ثم يميتكم ثم يحييكم ? البقرة 28 ويعني أن جميع بني آدم قد خلقوا وصوروا قبل أمر الملائكة بالسجود لآدم وماتوا جميعا فكان كل منهم ميتا إلى أن يحيى في بطن أمه.
وكما في قوله ? يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ? الأنفال 65 ومن المثاني معه قوله ? لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون ? الحشر 13 ويعني أن جمع وكثرة الكفار والمنافقين والمشركين أضعفها رهبتهم من الذين آمنوا فكان الرجل من المؤمنين بمثليه أو أكثر في القتال في سبيل الله، ويعني وصفهم بأنهم قوم لا يفقهون في الحرفين أنهم لا يفقهون أن الله أحق أن يرهب منه وأن يخاف من عذابه وعقابه.
وكما في قوله ? كذلك كدنا ليوسف ? يوسف 76 ومن المثاني معه قوله ? لا يستطيعون حيلة ? النساء 98 ويعني صحة الحديث النبوي أن الله يلوم على العجز ومنه ترك الحيلة الموصلة إلى الغاية الشرعية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكما في قوله ? أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ? خاتمة العاديات ومن المثاني معه قوله ? وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ? غافر 18 ـ 19 وقوله ? ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ? التوبة 75 ـ 78 ويعني أن الظالمين في يوم القيامة سيعلمون رأي العين أن الله كان يعلم ما تخفي صدورهم في الدنيا إذ حصل ما فيها من الكبر والغل والحسد وسوء القصد وحوسبوا عليه، ويعني حرف التوبة أن المنافقين كانوا قد أسروا في قلوبهم أن لا يصدقوا وأن لا يكونوا من الصالحين خلاف ما قالوه بألسنتهم وهو النفاق في قلوبهم الذي سيبعثون عليه ويحصل من قلوبهم فيحاسبون عليه.
وكما في قوله ? لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ? القيامة 16 ـ 17 ومن المثاني معه قوله ? ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه ? طه 114.
وكما في قوله ? وقل رب زدني علما ? طه 114 ومن المثاني معه قوله ? واذكر ربك إذا نسيت ? الكهف 24 يعني ادع ربك أن يزيدك علما كما هو مفصل في حرف طه.
وكما في قوله ? قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذن لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ? الإسراء 100 ومن المثاني معه قوله ? أم لهم نصيب من الملك فإذن لا يؤتون الناس نقيرا ? النساء 53 ويعني أن الإنسان القتور لو كان يملك خزائن رحمة رحمة ربنا لأمسكها عن الناس ولم يؤتهم منها نقيرا وإذن لما أوتي النبيون والرسل منها ما آتاهم ربهم من خزائن رحمته.
وكما في قوله ? رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ? هود 73 ومن المثاني معه قوله ? فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه ? النساء 54 ـ 55 ويعني أن ما آتى الله آل إبراهيم من الكتاب والحكمة والملك العظيم لم يختص به آل إسرائيل وحدهم بل شاركهم فيه آل إسماعيل فرحمة الله وبركاته على أهل البيت كلهم والكتاب والحكمة والملك العظيم أوتيه آل إبرهيم كلهم فلماذا حسد اليهود الذين عاصروا نزول القرآن بني إسماعيل أن بعث منهم النبي الأمي ? وسيأتي من بيانه.
يتواصل
الحسن ولد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن
متخصص منذ 1981 في الحركات الباطنية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن تحت الطبع
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المكتب: 002225210953
E.MAIL : elhacenmadick@gmail.com
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Dec 2007, 10:34 م]ـ
الأخ الكريم، بارك الله فيك
أري أنك بذلت مجهودا ضخما، أسأل الله أن يجزيك خيراً،
وأعرض في مداخلتي بعض الأسئلة وأيضاً بعض الانتقادات وأرجو أن يتسع صدرك لي:
*قولك -إذ الكتاب المنزل من عند الله هو العهد-
هل كل عهد في القرآن هو كتاب وهل كل كتاب عهد؟
*قولك -أن لكل من لفظ الكتاب ولفظ القرآن في المصحف دلالة ومعنى قائم لا يقوم به الآخر لو أبدل به إذ سينخرم السياق ويختلف المعنى اختلافا ينتفي معه الوصف بتفصيل الكتاب المنزل على النبي الأمي -
نعم ولكن " وتفصيلا لكل شيء " هو مُفصَّل أم تفصل به الأشياء
"كتاب فصلت آياته قرآنا .. "كلمة قرآنا في هذه الآية ما إعرابها؟ لكي نفهم" تفصيل "ماذا تعني!
قولك -ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره-
هذا يخالف المعني الظاهر للانكار الذي هو ضد المعرفة
*مسألة النسخ:" سنقرءك فلا تنسي إلا .. "فهل الاستثناء من سنقرئك أم فلا تنسي، وعلي أيهما ما علاقته بالنسخ؟ لأنك لو قلت أنه يعني أنه نساه لقلنا كيف نسيه وهو فى المصحف ونحن نتلوه ولو قلت نسي حكمه لقلت إذن لم ينسي قراءته إذن استدلالك بالآية علي صحة النسخ استدلال فاسد!!
*ان كان التشابه هو مجيء المعني مرتين " مثاني " فماذا يسمي الذي أتي ثلاثاً؟
?المثاني معه قوله ?من آمن به ومنهم من صد عنه -والاحتمال الثالث- النفاق-
كما أهل الموقف أصحاب الجنة، أصحاب النار و أهل الأعراف،ثلاث. فهل ليست مثاني؟.
لقد سويت بين أهل البيت =أهل ابراهيم، الذين لم يثبت أنه كان منهم ملك وبين آل ابراهيم الذين أوتوا ملكا عظيما،لابد وأن هناك فرق.
*في قراءتي للجزء 3 في موضوع النبوة
هل تتكرم وتخبرني الفرق بين النبأ والخبر، ولماذا النبي لفظ يستعمل وصفا للبشر والخبير من أسماء الله؟ هذا السؤال حتي لا تقول أن النبأ هو الخبر العظيم!! ولا تنسي أن هناك نبأ عظيم أيضاً
هذه اعتراضات من شخص ضعيف وننتظر قول المشايخ في القضايا المعروضة
ثم إن اسم الكتاب في صياغته شيء ما!! "ثم إن علينا بيانه " فبيانه بنص القرآن علي من ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[01 Jan 2008, 12:01 ص]ـ
رد على مصطفى سعيد
بقلم الحسن محمد ماديك
أخي الفاضل مصطفى سعيد أكرمك الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فلقد امتلأت جذلا لما قرأت ملاحظاتك، وذلك أنها تعني ابتداء النقاش العلمي الذي هو أولى خطوات البحث عن الحقيقة بعيدا عن مذهب فرعون المذموم كما في قوله ? قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى ? غافر 29 ومن المثاني معه قوله ? وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري ? القصص 38 ويعني أن فرعون قد فرض تقليده على قومه وحجر على آرائهم وعقولهم فلم يأذن لهم أن يروا رأيا أكثر مما يراه هو لهم ولم يأذن لهم أن يعلموا غير الذي علمه هو لهم.
وهكذا بلغت ملاحظاتك مني مبلغا كالذي يبلغه الماء سيق إلى الأرض الجرز في حر الصيف رغم ما تحصل عندي من تصورات بل ملاحظات على ملاحظاتك سأهديكها بعد هذا التقديم وقبل الشروع في الجواب.
ووالذي بعث محمدا ? بالحق لم تك فرحتي بملاحظاتك أن آنست من نفسي قدرة على جوابها، ولم أدّع ذلك، وما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق، وإنما لأن تساؤلاتك تدفعني رغم أنفي ورغم العوائق إلى زيادة البحث والمراجعة، وهي ـ أي ملاحظاتك ـ قبل ذلك دليل من صاحبها ومن أصحاب الموقع ملتقى أهل التفسير ـ جزاهم الله خيرا في الدنيا والآخرة ـ على أن لم تضع تلك السنون الماضية التي استأنست فيها بالقرآن أتلوه في نفسي وأتدبر معانيه واستوحشت مما سواه حتى أخرجت هذه البحوث التي أصبحت أمام الأمة وأتقبل من خواصها المتخصصين دون غيرهم الردود المتخصصة علّها تصوب أخطائي وأستمتع بسماع ردود العوام لأستفيد منها.
وهكذا كان وقع ملاحظاتك عليّ ولأنا بتبصيري بالخطإ أشد فرحا من موافقتي على خطإ كتبته وضللت فيه عن موافقة الحق الذي هو مدلول القرآن والحديث النبوي الثابت عن النبي ? لا غيره من التراث والآراء.
أخي مصطفى سعيد وفقني الله وإياك اعلم أن جميع ما في تفسيري الذي لم أنشر منه حتى الآن غير أبجدياته التي قصدت بها نشر الوسائل التي توصلت بها إليه، تلك الأسباب هي أصول التفسير التي استدللت بها على ما سيأتيكم إن شاء الله تفصيله وبيانه.
وقصدت كذلك من نشرها وإشاعتها على الملإ أن يتمكن غيري من الاهتداء بها إلى الغاية التي من أجلها أنزل القرآن وهي تدبره للاهتداء به إلى الرشد وإلى التي هي أقوم.
وهكذا قررت التدرج في نشر هذا التفسير الجديد، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس لي بحق أي أدّعي أنه حق وصواب أو أدّعي أن جزئية منه هي الحق دون غيرها من التراث الإسلامي العريض.
وأسأل الله كذلك أن يمنّ عليّ برجال لا يخافون في الله لومة لائم يقولون بالقرآن لقد أخطأت في كذا وكذا وهم مصدقون من طرفي لاعتقادي الجازم أن من قال بالقرآن فقد صدق وإذن فليتحرّوا مقالتي هل هي مما قيل بالقرآن أو ضلّت عنه ولم تهتد به؟
وأعوذ بالله أن أكون ممن جعل الكتاب المنزل تبعا لمذاهب الرجال وآرائهم وإذن فهو يتأول كل ما أشكل عليه منه بها دون طاعة التكليف من الله بتدبر القول الثقيل، ذلكم التقليد الذي أعلن مفارقتي إياه.
أخي مصطفى سعيد قبل التعامل مع ملاحظاتكم رأيت أن أبيّن لكم من الموازين التي أزن بها الأشياء وعلى رأسها أن الحقيقة حيث هي حقيقة ثابتة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ليس بعدها أكبر منها.
إن الحقيقة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو كلية ستبقى كذلك لا يزيدها إجماع جميع الإنس والجن عليها ولا ينقصها نكرانهم في عصر من العصور أو في جميع العصور عبر التاريخ، وهكذا فإن شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله كلية من الكليات ستبقى كذلك لا تنقص بإنكار المنكرين ولا تزيد بإقرارهم.
وهكذا لم ينقص من وحدانية الله تعالى إنكار أهل الأرض جميعا قبل أن يخالفهم إبراهيم وحده بإعلان التوحيد.
إن الإجماع على ما في الكتاب المنزل من عند الله وعلى ما جاء به النبي ? من العلم والتشريع مع القرآن لا يزيد الوحي قوة في الدليل على قوته، وإنما يزيد في إيمان أهله.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الإجماع ممن يعتبر إجماعهم على ما لم يتضمنه الكتاب المنزل والأحاديث والسنن النبوية فلا خلاف في الأخذ به في التشريع أي العبادات والمعاملات قبل ظهور الحكم الشرعي من الكتاب المنزل الذي تضمن تفصيل كل شيء ولم تستكمل الأمة الأمية بعد دراسة الكتاب المنزل بل ستظهر معانيه ودلالاته أكثر فأكثر كلما اقتربت الساعة وليعلم الناس رأي العين أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن كما شهد به الله وهو أكبر شهادة.
ولأجل ذلك استأنست بالأدلة التي توصلت إليها ولم أزهد فيها بسبب مخالفة أهل الأرض والتراث إذ ليس ذلك هو المعيار لمعرفة الحقيقة بل هو موافقة الكتاب المنزل من عند الله.
وأما ملاحظتي على ملاحظاتك فهي أنها تبدو وكأنها لم تخرج من مشكاة واحدة وكأن بعضها صيغ صياغة امتحان الفطنة إذ دسّ فيها مالا أعتبره يحتاج الملاحظة فلم تتجانس مع الملاحظة الثانية والأخيرة وهي التي يقع عليها قولهم كل الصيد في جوف الفرا، ذلك وصفي للملاحظة الأخيرة وهي قولك "ثم إن الكتاب في صياغته شيء ما إلخ ويأتي ثانيا في أهمية الملاحظة سؤالك الثاني وهو سؤال يدل على الفطنة والنباهة.
وأقول في محاولة الجواب:
أما السؤال الأول: " هل كل عهد في القرآن كتاب؟ وهل كل كتاب عهد؟ " ففيه خلط كبير إذ لم أقل هذا الكلام، وإنما قلت "إن الكتاب المنزل من عند الله هو العهد منه " في سياق موعودات الله، فكل وعد من الله في الكتاب المنزل هو عهد منه وهكذا فإن زعم اليهود أن لن تمسهم النار إلا أياما معدودة هو من قولهم على الله ما لم يعلموه من الكتاب المنزل إليهم "التوراة " وإن موعودات الله في التوراة لعهد منه إلى بني إسرائيل أن يصدقهم إياها ولن يخلف الله عهده ولا وعده بل سيتم نفاذه إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد والله لا يخلف الميعاد.
وكذلك الذي زعم أن سيؤتى مالا وولدا لو بعث يوم القيامة إنما هو من قوله على الله ما لم يعلمه من الكتاب المنزل إذ لو يتضمن الكتاب المنزل ذلك لكان قد اتخذ عند الله عهدا.
هذا المعنى في هذا السياق هو الذي قصدت ولتوضيحه فإن الرسل والنبيين قد اتخذوا عند الله عهدا بما اصطفاهم وأوحى إليهم أن لن يعذبهم في اليوم الأخر، وذلك مدلول قوله تعالى ? وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين ? البقرة 124 ويعني والله أعلم أن اصطفاء الله إبراهيم وجعله إماما للناس يعني العهد من الله أن لا يعذبه في الآخرة وسأل إبراهيم ربه عن ذريته هل يدخلون في هذا العهد؟ فأنزل الله إليه قوله ? لا ينال عهدي الظالمين ? أي سينال ذلك العهد من ذريتك غير الظالمين منهم أي سيناله المؤمنون.
أما نحن عامة المسلمين فلدينا كتاب الله فلنستمسك بكل وعد من الله تضمنه الكتاب المنزل فهو عهد منه كوعده أن يجعل للمتقين مخرجا وأن يرزقهم من حيث لا يحتسبون وأن يدخلهم الجنة وكوعده أن يدخل الفجار النار.
وأما ملاحظتك الثانية فهي نفيسة جدا وهي قولك ? وتفصيلا لكل شيء ? هل هو مفصل أم تفصّل به الأشياء؟ اهـ وأقول إن قوله تعالى ? وتفصيلا لكل شيء ? إنما وردت في وصف التوراة وذلك قوله ? وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء ? الأعراف 145 ومن المثاني معه قوله ? ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء ? الأنعام 154 وكذلك تضمنت التوراة تفصيل كل شيء موعود وعد به الله أن يقع في بني إسرائيل وفي الناس غيرهم بعد نزول التوراة وكما أثبته على الميدان في تفسيري ولله الحمد.
وأما القرآن فكذلك به تفصيل كل شيء كما في قوله ? ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ? خاتمة سورة يوسف وقوله ? وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرّطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون ? الأنعام 38 ويعني حرف يوسف أن القرآن وهو الموصوف بقوله ? ما كان حديثا بفترى ? مصدق للذي بين يديه وهو التوراة والإنجيل وما أوتي النبيون قبل نزول القرآن وهو ما بين يديه وكذلك تضمن القرآن تفصيل كل شيء مما وعد الله أن يقع بعد نزول القرآن في الدنيا والآخرة، وإن استنباط ذلك من القرآن هو القصد وراء تفسيري والله المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل
(يُتْبَعُ)
(/)
وهكذا لم يتضمن تفسيري الأحكام الفقهية في التشريع والمعاملات لأن المكتبة الإسلامية غنية بها.
ويعني حرف الأنعام أن القرآن تضمن كل موعود وعد الله أن يقع في الدواب والطير وهم أمم أمثال الناس سيقع فيهم وأن القرآن لم يفرط في شيء من ذلك بل تضمن تفصيله كله ولقد بينت منه في كلية الخلافة على منهاج النبوة الموعودة وكلية الآيات ما سيذهل الناس ويعجبون من القرآن يوم أنشره.
وأما قولك ? كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ? كلمة قرآنا ما إعرابها؟ لكي نفهم ? تفصيل ? ماذا تعني؟ اهـ
فأقول والله أعلم لقد أخذت باعتبارها مفعولا ثانيا لـ? فصلت ? بعد نائب الفاعل ? آياته ? وهو المفعول الأول.
ولكن ليفهم خواص الأمة وهم القراء والمفسرون والمحدثون دلالة ذلك وليعلموا من تفصيل الكتاب المنزل أن الآية حيث وقعت في الكتاب المنزل فهي تقع على المتلوة أو النعمة أو الدليل على التكرار أو القرينة للتصديق أو على الخارقة المعجزة.
وتقع آيات الكتاب والقرآن على الفواتح في أوائل السور المعلومة.
ومما يقع على المتلوة قوله ? ذلك نتلوه عليك من الآيات والذكر الحكيم ? عمران 58
ومما يقع على النعمة قوله ? يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون ? الأعراف 26.
ومما يقع على الخارقة للتخويف والقضاء قوله ? هذه ناقة الله لكم آية ? الأعراف 73، وقوله ? قد جئناك بآية من ربك ? طه 47، وقوله ? وقالوا لولا يأتينا بآية من ربه ? طه 133، وهذه الآيات للتخويف لا يكون بعدها إلا القضاء بين الفريقين بنجاة المؤمنين وإهلاك المجرمين وهم المكذبون بها.
ومما يقع على الدليل على التكرار قوله بيان قوله ? إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون ? الروم 23 بعد ذكر المنام بالليل والنهار وطلب رزق الله.
ومما يقع على القرينة على التصديق قوله ? ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين ? يوسف 35 ويعني بالآيات القرائن الدالة على براءته، وقوله ? إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون ? البقرة 164 ويعني بالآيات القرائن الدالة على أن الله رب العالمين ومدبر الأمر.
وإن الآية الخارقة المعجزة تقع على التي للكرامة والطمأنينة وعلى التي للتخويف والقضاء.
ولقد بينت حرف فصلت في كلية الكتاب فلا أتعجله الآن.
وأما ملاحظتك الثالثة فهي على قولي "كما في قوله ? وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة ? الزمر 45 ومن المثاني معه قوله ? إلهكم إله واحد فالذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرة ? النحل 22 ويعني أن قلوب المشركين تشمئز من الإيمان بالله وحده أي تنكره ".
وإني لم أقصد الاستدلال على أن الإنكار مرادف للاشمئزاز وإنما قصدت أن الآيتين من المثاني فقوله ? إلهكم إله واحد ? في حرف النحل هو من المثاني مع قوله ? وإذا ذكر الله وحده ? في حرف الزمر تطابق معناهما ودلالتهما وكذلك ورد في الحرفين ذكر قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة متطابقا وذكر في حرف النحل اشمئزاز تلك القلوب من ذكر الله وحده مما يعني أنه من المثاني مع إنكار تلك القلوب ذكر الله وحده في حرف الزمرأي أن عدم معرفتها ذكر الله وحده وعدم اطمئنانها إليه هو الذي جعلها تشمئز من ذكر الله وحده.
هذه المطابقة في الدلالات والمعاني هي التي سمّيتها اجتهادا مني وتجوزا مثاني وإن كان المدلول العلمي للفظ المثاني هو ما ذكرته في التعريف بالأحرف السبعة وأذكره في سياق بيان القرآن في طول التفسير وعرضه أي أن المدلول العلمي للمثاني هو الذكر من الأولين والوعد في الأخرين وقد جمع الله المثاني في آية واحدة أكثر من مرة كما في قوله ? أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمّر الله عليهم ? القتال 10 فهذا هو الذكر من الأولين وأما قوله ? وللكافرين أمثالها ? القتال 10 فهو الوعد في الآخرين وهو من نبوة خاتم النبيين ? المنتظرة التي ستقع في الدنيا وكما بينته في تفسير سورة القدر.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المثاني كذلك قوله ? فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه ? يوسف 99 أي صيّرهما عنده مقيمين قائما على شؤونهما، ومن المثاني معه قوله ? إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما ? الإسراء 23 فهو تشريع في الأخرين وهم هذه الأمة قضى به رب العالمين أن يكون الوالدان في كفالة الولد في تلك المرحلة وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
وأما محاولة جواب ملاحظتك الرابعة فهي أن الاستثناء إنما هو من قوله ? فلا تنسى ? أي سينسى النبي الأمي ? من الكتاب ذي التشريع ما شاء الله وهو ما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان وكذلك قالت عائشة رضي الله عنها أنه كان مما أنزل عشر رضعات معلومات كانوا يقرأونها وكذلك ما ورد من نسخ تلاوة حد الشيخ الزاني فهو مما لم تتضمنه العرضتان الأخيرتان وأنسيه النبي الأمي ? وهو من المثاني مع قوله ? أو ننسها ? البقرة 106 وإنما هو في الكتاب ذي التشريع بدليل قوله ? نأت بخير منها أو مثلها ? البقرة 106 وإنما ذلك في التشريع وأوضحته في البحث وأن ما نسخ فيه إصر ومشقة وأن الآية البدل فيها تخفيف هو خير من الأول ذي المشقة وكما بينت في تفصيل الكتاب.
أما باقي افتراضاتك وأن استدلالي فاسد!! فذلك تصرف منك في ما تملك ولا أملك وهو تصوراتك الخاصة بك ولا اعتراض لي عليها وما ذا سأبقي للناس؟ إن فكرت في سلبهم تصوراتهم.
وأما قولك في ملاحظتك الخامسة "إن كان التشابه هو مجيء المعنى مرتين ـ مثاني ـ فماذا يسمى الذي أتى ثلاثا؟ " اهـ بلفظك فلعلي لم أستطع إيصال المراد رغم وضوحه إذ لم أقل أن مدلول المثاني هو مجيء المعنى مرتين فقط لا ثالث لهما بل قلت ـ بضمير المتكلم ـ: إنه يعني "أن كل دلالة أو معنى في الكتاب قد أنزل مرة ومرة حتى تشابه وتكرر " ولم أقصد حصره في مجيء المعنى مرتين بل تجاوزته بقولي "حتى تشابه وتكرر " وتجاوزته كذلك في الأمثلة إذ مثلت له بالذي تكرر ثلاثا كما في قولي في البحث " وكما في قوله ? لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش ? الأعراف 41 ومن المثاني معه قوله ? لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ? الزمر 16 وقوله ? يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ? العنكبوت 55، وكما في قولي في البحث " وكما في قوله ? هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ? ومن المثاني معه قوله ? أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ? مريم 67 وقوله ? وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا ? مريم 9، فكل من المثالين تضمن مجيء المعنى ثلاثا ومثلت في البحث بمثال آخر وتركت غير ذلك إذ سيأتي جميع ذلك مما تكرر أربعا أو خمسا أو أكثر في سياق التفسير، وجميعه يسمى "مثاني" والله أعلم غير أن للمثاني معنى أخص وهو الذي ذكرته في سياق الأحرف السبعة وهو الذكر من الأولين كالذي في قصص القرآن والوعد في الآخرين وهو الموعودات في القرآن التي نبئ بها النبي الأمي ? ولما تأت بعد فهي منتظرة آمنت بها وبالكتاب كله.
وأما ملاحظتك السادسة:فقد عجبت منها ولكأني لم أفهمها وإنما فهمت منها أنك تريد أن أقر لك أن أصحاب الأعراف في مقابلة أصحاب الاحتمال الثالث في قوله ? فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ? النساء 55 وهو ـ أي الاحتمال الثالث كما قلت أنت ـ هو النفاق، وأما أنا فلا أقرّ بذلك لأن أصحاب الأعراف سيدخلون الجنة وأما أهل النفاق ففي الدرك الأسفل من النار، ثم إني لم أنكر ولم أثبت في البحث أنهما من المثاني وإنما افترضت أنت افتراضا وألزمتني الاعتراف به فأنصفني.
وأما ملاحظتك السابعة فلعلها حول قولي في البحث " وكما في قوله ? رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ? هود 73 ومن المثاني معه قوله ? فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صدّ عنه ? النساء 54 ـ 55 فاعلم أني لم أتكلم عن أهل إبراهيم أي هاجر وسارة وابنيه إسماعيل وإسحاق وإنما عن آل إسحاق أي بني إسرائيل وآل إسماعيل وأن كليهما معا هم آل إبراهيم ويعني ما أوتيه آل إبراهيم وهو الكتاب والحكمة والملك العظيم سيناله بعد الوعد به كل من آل إسحاق وآل إسماعيل، فأما الكتاب والحكمة فقد أوتيها أنبياء ورسل بنو إسرائيل وهم آل إسحاق وكذلك أوتيهما محمد وإسماعيل ويقع عليهما الوصف بآل إسماعيل.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الملك العظيم الذي آتاه الله آل إبراهيم فإنما مضى نفاذه في آل إسحاق وهو الملك العظيم الذي أوتيه طالوت وداوود وسليمان ولا يزال الوعد بالملك العظيم منتظرا لم يقع نفاذه وسيقع في آل إسماعيل ليتم نفاذ وعد الله في قوله ? فاصبر إن العاقبة للمتقين ? وكما بينته في كلية خلافة على منهاج النبوة وفي كلية الآيات، وكما سيأتي بيانه مفصلا في بيان القرآن في قوله ? رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ? هود 73 تلك النبوة التي نبّأت بها رسل ربنا إبراهيم ولا يزال الوعد بها منتظرا كما بيّنه النبي الأمي ? بقوله في الحديث الصحيح "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " وهو في الستة من حديث كعب ابن عجرة، وفي رواية أن بشير ابن سعد قال للنبي ? أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله فكيف نصلي عليك قال فسكت رسول الله حتى تمنينا أنه لم يسأله.
قلت: وصدق النبي ? الذي قال " فرب مبلغ أوعى من سامع " إذ لم يفهم السامعون فمن بعدهم إلى يومنا هذا وكما سيأتي تفصيله في مواضعه من "تفصيل الكتاب وبيان القرآن " والله المستعان.
وأما ملاحظتك الثامنة في موضوع النبوة وهي قولك " وتخبرني الفرق بين النبإ والخبر، ولماذا لفظ النبي يستعمل للبشر والخبير من أسماء الله؟ هذا السؤال حتى لا تقول إن النبأ هو الخبر العظيم!! ولا تنس أن هناك نبأ عظيم أيضا.
وأقول هذه ليست ملاحظة على ما كتبت في البحث ولكن الفرق بين النبإ والخبر جلي وذاك أن النبأ يعني الإخبار بالغائب من العلم عن المنبإ به وأكثر ما يقع على الغيب المنتظر ومنه قوله تعالى ? وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ? سبأ 7 يعني أنه قد نبّأهم أنهم مبعوثون من بعد الموت ولقد فصلته في باب النبوة وسيأتي تفصيله أكثر في عرض التفسير وطوله، وأما الخبر فلم يتناوله ما نشر من البحث وقبل ذلك لعلنا نستعين عليه بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند النبي ? ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي ? فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال " يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله ? الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة؟ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال فأخبرني عن أماراتها؟ قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال يا عمر أتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله أعلم، قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم. رواه مسلم.
ويلاحظ أن جبريل طلب الإخبار ولم يسأله أن ينبئه وليس شيء من ذلك من العلم الغائب عن جبريل رسول رب العالمين إلى الرسل والنبيين.
ومرة أخرى استغرب سؤالك وأنت تقول " هذا السؤال حتى لا تقول إن النبأ هو الخبر العظيم ولا تنس أن هناك نبأ عظيم أيضا" اهـ بلفظك
وأقول وما عليك لو قلت ما أشاء ? ولا تكسب كل نفس إلا عليها ? ولست مؤاخذا بما أقول ولست وكيلا عليّ أو حفيظا مكلفا أن لا أقول إلا ما يرضيك أنت.
وأقول إني فيما قرأت وسمعت إلى يومي هذا لم أسمع قبلك بالخبر العظيم بل أنت أول من أخبرني به، ثم ما هذا الحجر وما هذا الأسلوب؟ وإنني لم أنس أن هناك ينتظرنا نبأ عظيم كما وعد الله في القرآن وغاب الاستعداد له عن الناس وانشغلوا عنه، فلا تعجل سيأتيك تفصيله وبيانه من القرآن.
وأما ملاحظتك الأخيرة فهي الأكثر جدية الأبعد عن الهزل من التي قبلها والأقرب إلى تدبر القرآن والتي تدل على الفطنة وهي قولك "ثم إن الكتاب في صياغته شيء ما ? ثم إن علينا بيانه ? فبيانه بنص القرآن على من ... اهـ
إن قولك " ثم إن الكتاب " اهـ تعني تفسيري من تفصيل الكتاب وبيان القرآن" أو ما نشر من مقدمته ولا يلتبس عليّ بلفظ الكتاب المنزل حاشا فبحثي وتفسيري اجتهاد من قاصر متعلم تدارس القرآن وتدبره ولا يزال.
وأما قولك " في صياغته شيء ما " فهي كلمة في غاية التعقل والدراية وإني لم أدّع أن تفصيلي وبياني هو منزل، أعوذ بالله من الكفر والردة بل هو هروب من أن أكون من الذين يكتمون البينات والهدى في القرآن كما في قوله ? إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ? البقرة 159 ويعني أن الله قد بيّن للناس الكتاب المنزل على النبي الأمي ? كما هي دلالة قوله ? من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ? وأن ذلك البيان قد يخفى على الناس أو بعضهم وتوعد الله الذين تبيّنوه أي فقهوه ودروه بالتدبر والدراسة أن يكتموا البينات والهدى في الكتاب المنزل عن الذين لم يفقهوا منه بيناه وهداه.
إن تفصيل الكتاب المنزل كما في قوله ? وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ? الأنعام 114 وقوله ? ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ? الأعراف 52 ليعني أن الكتاب المنزل على النبي الأمي ? قد تضمن تفصيل كل شيء موعود من الله نبّأ به النبي الأمي ? سيقع بعد نزول القرآن ولأنه يخفى على غير الذين يتدبرون القرآن ويتدارسونه فقد عزمت منذ سبع سنين على كتابة تفسيري لأقرب الناس مما هو مفصل في الكتاب ومبين في القرآن، وليس تفسيري هو تأويل قوله ? ثم إن علينا بيانه ? القيامة 19 بل أثبتّ في كلية الكتاب أن من ادعاها فهو مجنون لا يعرف ما يقول غير أنها من الموعود المنتظر وسيعلمه الناس رأي العين ونبي الله عيسى بن مريم بين أظهرهم، عفوا لن أتعجل من التفسير والله الموفق.
الحسن محمد ماديك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Jan 2008, 11:58 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أن تكرمت وعلقت علي ما كتبت لك، ولقد لاحظت أنك تحيلنى إلي الكتاب بكامله فلا مانع عندي الانتظار ان شاء الله
ولكن أريد أن أزيل بعض الالتباس في بعض ماكتبته
*فمثلا الوعد والعهد أراهما غير مترادفين وكلاهما في الكتاب وأنت تراهما مترادفين وقلت في تعقيبك - فكل وعد من الله في الكتاب المنزل هو عهد منه- واذا ما نظرنا بنظرة أوسع وجدنا الميثاق الذي يقول بعض المفسرين أنه العهد وهنا نجد أن الوعود والعهود والمواثيق كلها بمعني واحد وفي هذا –من وجهة نظري – ضياع كثير من الدلالات الدقيقة منا. وأردت أن أقول أن كل كلمة مقصودة لذاتها وكما ذكرت أنت في كلمة الكتاب لاتنوب عن كلمة القرآن وإلا لانخرم المعني،أري أن كل الكلام هكذا، والله أعلم
كذلك مسألة التكرارقٌد لاأجدها في القرآن، وان تشابهت الآيتين فإن السياق يجعلهما غير مكررتين
قولك -هذه المطابقة في الدلالات والمعاني هي التي سمّيتها اجتهادا مني وتجوزا مثاني- هو توضيح لسبب إلتباس ما كتبت أنت علي، واسمح لي أن أقول إن استخدام كلمة مثاني علي غير دلالاتها كما في القرآن سيسبب كثير من الالتباس لأن ذهن القارئ سينصرف إلي اللفظة القرآنية
أما النسيان والنسخ:فآية قيل أنها منسوخة هل يقال أنها منساة حتي ينطبق عليها " فلا تنسي إلا ماشاء الله " وكيف تكون منساة وهي متلوة، وأيضا النسخ حسب نص آية البقرة غير الانساء لأن العطف "أو " يقتضي المغايرة
أهل الأعراف، قصدت أنا أنهم ثلاث وليس اثنان. ولاعلافة لملاحظتي هذه بالسابقة عليها في مسألة النفاق، إنما ذكرتهما مثالين للثلاث احتمالات لاغير.
وقولك -وأقول وما عليك لو قلت ما أشاء _
ولكن أردت أن أنبهك أن هذه أقوال قرأتها ولم أقتنع بها ومعذرة علي شدة اللهجة
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Jan 2008, 09:37 م]ـ
جاء في القرآن " هذا بيان ... "
وجاء " وتبيانا لكل شيء ... "
وقال للرسول " لتبين للناس ... "
وقال لعلماء أهل الكتاب " لتبيننه للناس ... "
وأري أن يسمي جهد العالم المفسر –تبييناً- إلا أن تكون حررت المصطلحات وضبطها - وهذا ما أعتقده _وهنا أسألك أن تتكرم بشرحها لي لأنك شرحت لي الدافع وهو حتي تكون ممن لايكتمون
والتفصيل أيضا، آية الأنعام "وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا ? الأنعام 114" فهو تام التفصيل " وفصلناه تفصيلاً" فلا دليل عندي حتي الآن أنه يحتمل مزيداً من التفصيل(/)
من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ج1
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:39 م]ـ
بيان قوله ? قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ?
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل فإن له أكثر من دلالة إذ يقع على:
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله ? وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب ? الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله:
• ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ? التحريم 8
• ? والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ? الحديد 19
• ? يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ? الحديد 12
• ? يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ? الحديد 13
3. نور كالموصوف في سورة النور وعد به الله في القرآن سيرى في الدنيا كما في قوله ? أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ? الأنعام 122 وبينته في بيان القرآن.
4. ويقع على تبين ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله:
• ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ? إبراهيم 5
• ? الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ? البقرة 257
• ? فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ? الطلاق 10 ـ 11
5. وأما قوله:
• ? قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ? الأنعام 91
• ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ? المائدة 44
• ? وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ? المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا، وكذلك النور يقع على البعيد فتراه رغم ظلمات الغيب، ومما نبأ الله به موسى قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20، ووقعت نبوة موسى هذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء، ومما نبأ الله به عيسى قوله ? ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ? الصف 6
6. وإن المثاني في قوله:
• ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
• ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
• ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
• ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
• ? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي ? وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين ? وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ? الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ، ولم يفقهوا أن النبي ? قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن، فقوله ? فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.
ولقد نحا الأولون قريبا من مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.
إن الحديث النبوي الذي تضمن التمثيل بالأسماء الحسنى " عليما حكيما غفورا رحيما" ليعني أن الأسماء الحسنى حرف من الأحرف السبعة بيّنه النبي الأمي ? أحسن البيان فمثّل بواحد منها كما سيأتي قريبا إثباته.
بيان قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?
إن قوله:
• ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82
• ? وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ? الروم 4
• ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? يونس 48، يس 48، الأنبياء 38، النمل 71، سبأ 29، الملك 25
• ? ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ? السجدة 28
• ? وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ? الحجر 6/ 7
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ? الرعد 31
• ? ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ? الحج 74
• ? ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ? آل عمران 194
ويعني حرف النساء أن القرآن تضمن موعودات في الدنيا ستقع كلها بعد نزول القرآن لا يختلف شيء منها عما أخبر الله به في القرآن من قبل وأن لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا اختلافا كثيرا بين موعوداته والحوادث المنتظرة بعده كما يجد الناس اختلافا كثيرا بين ما يقوله الكهنة والمشعوذون وبين ما يقع من الحوادث بعد.
ولقد فرغت بحمد الله من الجزء الأول من بيان القرآن وضمنته من موعودات القرآن ما شاء الله مما لم يقع بعد وسيقع في الدنيا وجميعه من ثوابت العقيدة الإسلامية التي آمن بها الصحابة فمن بعدهم إجمالا كما هو مقتضى إيمانهم بالغيب، وإيمان كل مؤمن بالغيب، وأثبتّ كل موعود منها بهذه السبع من المثاني وضمنت كل واحدة منها ما شاء الله من المثاني حسب ما أبصرت ـ بفضل الله ـ من بصائر القرآن المنزل على النبي الأمي ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك دلالة استعجال المشركين نفاذ موعودات القرآن ليتأتى للرسول به وللمؤمنين معه ادعاء أنهم من الصادقين، وهكذا فقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن ينجز وعده ليصدقه المتأخرون الذين سيشهدون نفاذ الوعد من الله على لسان إبراهيم بعدما كذبه المعاصرون الذين لم يحضروا نفاذها بل كانت لهم غيبا بعيدا كما هي دلالة قوله ? واجعل لي لسان صدق في الآخرين ? الشعراء 84 ودلالة قوله ? ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ? مريم 49 ـ50 ويعني أن الله قد أنجز في المتأخرين ما وعدهم به على لسان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأن المتأخرين قد علموا صدق كل منهم.
وكذلك دلالة حرف آل عمران الذي يعني تكليف المؤمنين بالغيب الإيمان بأن ما وعدهم الله به مأتي ينتظرونه ويدعون الله ليصبح شهادة يشهدونه ويؤمنون له بعد أن كانوا مؤمنين به.
أما ما وعد الله به محمدا ? في القرآن فلن يجد الناس فيه ـ يوم يصبح شهادة في الدنيا ـ اختلافا بينه وبين وعد الله في القرآن كما هي دلالة قوله:
• ? قل صدق الله ? آل عمران 95
• ? اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ? الكهف 27
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ? الأنعام 115
• ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ? يونس 62 ـ 64
• ? والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ?
ويعني حرف آل عمران أن من القول في القرآن وهو الذي سيتم نفاذه بعد حياة النبي ? أن سيعلم الناس صدق الله فيما أخبر به في القرآن أي سيشهدون ويحضرون مطابقة الغيب مع ما أخبر الله منه في القرآن، ومنه أن سيسمعون التوراة تتلى عليهم ومنها قوله ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ?. وكما سيأتي بيانه في من أصول التفسير وفي كلية الكتاب
ويعني حرف الكهف أن من سنة النبي الأمي ? التي كلف بها أن يتلو الكتاب المنزل عليه، ولما كانت تلاوة النبي ? كتاب ربه المنزل عليه مما كلف به أي من سنته كما بينت في حوار مع الأصوليين فإن جميع المؤمنين به تبع له مكلفون كذلك بتلاوة القرآن وتدبره وانتظار نفاذ كلمات ربنا التامات أي التي سيتم نفاذها، ولن يتخلف عن تلاوة القرآن وتدبره إلا من رغب منهم عن سنة نبيه ?، وأما قوله ? لا مبدل لكلماته ? فهو مما وعد الله به في الكتاب المنزل أن يتم نفاذ موعوداته وأن لا مبدل لها.
ويعني أول الأنعام أن من كلمات الله أي موعوداته أن نصر الله قد تنزل من قبل على الرسل بالآيات بعد صبرهم على التكذيب والإيذاء وأن ذلك الوعد لا مبدل له بعد نزول القرآن بل لا يزال منتظرا كما بينت في كلية الرسالة.
ويعني ثاني الأنعام أن جميع الغيب في القرآن سيصبح شهادة في ظل الذين سيؤتيهم ربهم الكتاب ويومئذ يعلمون رأي العين أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن إذ قد تمت أي نفذت موعوداته صدقا وعدلا، والقطع كذلك بأنها لا مبدل لها هو من الوعد في القرآن.
ويعني حرف يونس أن من كلمات الله أي موعوداته قوله عز وجل ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ? فهو من وعد الذي وعد به ولا تبديل له كما بينته في كلية ليلة القدر.
وسيأتي ضمن بيان الأحرف السبعة أن كلمات الله وكلمات ربنا في سياق الوعد في الدنيا هي من حرف الوعد في الدنيا، وأما في سياق اليوم الآخر فهي من الوعد في الكتاب.
ويعني حرف الذاريات القسم من الله على أن الوعد في الكتاب المنزل وعد صادق أي لا اختلاف بينه يوم نفاذه وبين ما وصفه الله به في القرآن قبل عشرات القرون.
بيان الأحرف السبعة
الحرف الأول: الأسماء الحسنى
دلالة الاسمين الله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)
إن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن اسم} الله {حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما لبيان عبادة وتكليف من الله المعبود يسع جميع المخاطبين بها الطاعة والعصيان، أو لبيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين، أو لبيان أثر الإيمان والطاعة، والكفر والمعصية على المكلفين في الدنيا، أو لبيان الحساب والجزاء في الآخرة.
وإن اسم} رب العالمين {حيث ورد ذكره في الكتاب المنزل فإنما ليقوم به أمر أو فعل خارق يعجز العالمون عن مثله وإيقاعه كما يعجزون عن دفعه أو لبيان نعمه التي لا كسب للمخلوق فيها وما يجب له من العبادة والشكر، ولاستعانته ليهب لنا في الدنيا ما لا نبلغه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر.
ولهذه القاعدة في الكتاب تقييد له دلالات عميقة كرزق الله الذي يقع على ما لا كسب للمخلوق فيه ورزق ربنا الذي يقع على ما اكتسبه المخلوق بجهده من تمام نعمة ربه عليه.
وإنما أسند الرزق إلى الله في الكتاب المنزل على ما لم يكتسبه المرزوق به بجهده كما في قوله:
• ? ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا {الطلاق 11
• ? زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب {البقرة 212
• ? يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب {النور 38
• ? ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله {الأعراف 50
ولا تخفى دلالته على نعيم أهل الجنة الذين أدخلوها بفضل الله.
وكما في قوله:
• ? وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك البحر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم كلوا وشربوا من رزق الله {البقرة 60
• ? وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب {عمران 37
• ? وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها {الجاثية 5
• ? وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم {العنكبوت 60
وكان الماء الذي انفجر من الحجر لما ضربه موسى بعصاه هو والمنّ والسلوى الذي نزل على بني إسرائيل مع موسى هما رزق الله بغير جهد منهم ولا كسب، أمروا أن يأكلوا ويشربوا منه، وكان ما يلقى إلى مريم من رزق وهي في المحراب هو رزق الله إياها من غير كسب منها ولا جهد، وكان الماء الذي نزله الله من السماء هو رزق الله الدواب والناس من غير جهد منهم ولا كسب.
وإنما وقع في الكتاب رزق ربنا على ما اكتسبه المكلف من تمام نعم ربه عليه كما في قوله:
• ? لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور {سبأ 15
• ? قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا {هود 88
ويعني أن أهل سبإ كانوا يحرثون ويأكلون من الجنتين ويعني أن شعيبا كان قويا كاسبا يأكل من كسبه ولم يكن متسولا يسألهم رزقا.
فأما بيان ما كلف الله به من العبادة فكما في قوله} اعبدوا الله {وقوله} اتقوا الله {وقوله} وقوموا لله قانتين {البقرة 232.
وأما بيان أسباب العبادة التي أمدّ الله بها المكلفين وأعانهم بها ليعبدوه فكما في قوله} فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له {العنكبوت 17 من قول إبراهيم يعني اسألوا الله أن يرزقكم لتقوى أجسامكم على الطاعة والعبادة، وقوله} وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين {الذاريات 56 ـ 58 يعني أن الله يرزق الإنس والجن ليتمكنوا بالرزق والقوت من العبادة، وكما في قوله} خلق الله السماوات والأرض بالحق {العنكبوت 44 أي لأجل أن يعبد ويذكر فيهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما أثر الطاعة على المكلفين في الدنيا فكما في قوله} ويزيد الله الذين اهتدوا هدى {مريم 76 وقوله} فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين {الفلاح 28 وقوله} هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين {يونس 22 فكانت نجاتهم بسبب أثر طاعتهم في دعوتهم الله مخلصين له الدين.
وأما بيان أثر المعصية على المكلفين في الدنيا فكما في قوله} إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم {البقرة 7 أي بسبب كفرهم وإعراضهم عن النذير عوقبوا بذلك، وقوله} إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون {البقرة 159 فلعنة الله إنما كانت بسبب أن كانوا يكتمون ما جاء به النبيون من البينات والهدى في الكتاب، وقوله} كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب {الأنفال 52 والمعنى أنهم بسبب كفرهم بنعم الله التي أنعم عليهم بها ليعبدوه ويطيعوه عذبهم في الدنيا.
وأما بيان الحساب بعد البعث فكما في قوله} ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب {النور 39 وقوله} يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين {النور 25.
وأما بيان الجزاء فكما في قوله} فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين {المائدة 85 وقوله} ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون {فصلت 28.
وأما بيان أن كل فعل أو أمر أسند إلى ربنا فإنما هو أمر خارق يعجز العالمون عن مثله فكما في قوله} قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر {الإسراء 102 من قول موسى في وصف الآيات المعجزة التي أرسله ربه بها وكما في قوله} قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم {فصلت 9 ـ 12، ولا يخفى أن عاقلا من العالمين لا يستطيع ادعاء مثل هذا.
وأما بيان أمر ربنا الذي يعجز العالمون عن دفعه فكما في قوله} يا إبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وإنهم آتيهم عذاب غير مردود {هود 76 من قول رسل ربنا من الملائكة الذين أرسلوا بعذاب قوم لوط وكما في قوله} وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر {القمر 50.
وأما بيان نعم ربنا التي لا كسب للمخلوق فيها فكما في قوله} ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله {الإسراء 66 وقوله} ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم الذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلكم تهتدون والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره {الزخرف 9 ـ 13.
وأما بيان ما يجب لربنا من العبادة والشكر على نعمه فكما في قوله} ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون {الزخرف 13 ـ 14، وقوله} لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور {سبأ 15 وقوله} يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم {البقرة21 ـ 21.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما بيان ما يجب علينا من استعانته ليهب لنا في الدنيا والآخرة من نعمه ويصرف عنا من الضر والكرب ما لا نستطيعه بجهدنا ولا نستحقه بعملنا القاصر القليل فكما في دعاء النبيين وضراعتهم لربهم حيث وقعت في القرآن كما في قوله} وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم {الأنبياء 83 ـ 84.
إن قوله} باسم الله {حيث وقع في الكتاب فإنما هو للدلالة على عبادة وتكليف من الله يجب أن يقوم به المكلف العابد مستعينا ومبتدئا باسم الله الذي شرع له ذلك الفعل ومخلصا له فيه من غير إشراك معه وكما بدأ طاعته بإعلان أنها باسم الله المعبود الذي شرعها له، وهكذا ركب نوح ومن معه في السفينة كما في قوله} وقال اركبوا فيها باسم الله مجراها ومرساها {هود 41 فأطاع أمر الله حين أوحي إليه قوله} قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن {هود 40 فجرت بهم الفلك على الماء الطوفان وجرت بعدها كل سفينة على الماء والعادة أن تستقر عليه وتغرق فكان جريانها في البحر بما ينفع الناس إنما هو باسم الله الذي أوجب على من في السفينة وعلى الناس أن يستعينوا بالسفن وبمنافعها في طاعة الله وعبادته، ولو قال نوح باسم ربي مجراها ومرساها لم تجر سفينة على البحر بعدها إلا لمثله، إذ ما كان باسم ربنا هو الآية الخارقة المعجزة مع رسله من الملائكة والبشر.
وهكذا لم يحل من الذبائح والصيد البري إلا ما ذكر اسم الله عليه كما في المائدة وثلاثة كل من الأنعام والحج.
إن حرف الأنعام} ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق {الأنعام 121 ليعني أن إزهاق الحياة في الطير والدواب إنما يجب أن يكون باسم الله الذي شرع لنا أكلها لنحيى ونقوى على العبادة، أما ما لم يذكر اسم الله عليه منها فتجرد من هذا القصد والنية فهو فسق خرج به الإنسان عن الوحي الذي جاء به النبيون وعن مقتضى العبودية إلى المعصية والعبث فحرم على المسلمين أكله، ولئن كان النهي عن الأكل من المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكي منها بإنهار دمه وذكر اسم الله عليه فما ظنك بقتل الصحيح من الطير والأنعام عبثا وما ظنك بقتل الإنسان إذا لم يكن من المكلف به طاعة لله ورسوله.
إن الذي يقول " باسم الله " قبل طعامه وشرابه المباح قد أطاع الله في قوله} وكلوا واشربوا ولا تسرفوا {الأعراف 31، أما الذي يقول " باسم الله " ويأكل الخنزير والميتة والدم غير مضطر فقد افترى على الله كذبا وادعى أن الله قد شرع ذلك، وإن الذي يقول " باسم الله " ويطأ زوجته فقد أطاع الله في قوله} وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين {النساء 24 فهي كلمة الله التي استحللنا بها فروج النساء وأما الذي يقول " باسم الله " ويزني فقد افترى على الله وادعى أن الله شرع له الزنا وكلفه به وما أشبهه بسلفه من القرامطة الذين كانوا يقرأون القرآن لابتداء الليالي الحمراء فإذا سكت القارئ أطفئت المصابيح ووقع كل رجل على من تقع يده عليها ولو كانت أخته أو أمه كما سنه علي ابن الفضل الجدني القرمطي في آخر القرن الثالث الهجري في اليمن.
إن قوله} باسم الله الرحمن الرحيم {ليعني أن قائلها ككاتبها يشهد على نفسه ويقر بأنه يبتدئ فعلا هو من تكليف الله تماما كما تعني رسالة سليمان إلى ملكة سبإ والملإ معها من قومها} إنه من سليمان وإنه باسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين {النمل 30 ـ 31 أن سليمان رسول الله إلى الناس وأن كتابه هذا هو من رسالته إليهم وهم أعم من بني إسرائيل فزيادة التكليف بقدر زيادة التمكين كما بينت في فقه المرحلية، ويأتي لاحقا سبب ابتداء فاتحة الكتاب كالسور بـ} باسم الله الرحمن الرحيم {وسبب إيراد اسم الرحمة فيها وفي كتاب سليمان وإنما يتم المعنى في ما تقدم باسم الله إذ هو من تكليف الله عباده فهو من مقدوراتهم ويسع كلا الطاعة والعصيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولقد تضمن الكتاب الأمر بذكر الله بأسمائه الحسنى ودعائه بها ومنه} في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه {النور 36 ومن المثاني معه قوله} ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها {البقرة 114، ومنه ما تضمنت سورة الأعراف والإسراء وطه والحشر من الأمر بدعاء الله بأسمائه الحسنى.
وأما فاتحة العلق} اقرأ باسم ربك الذي خلق {فلإظهار أن قراءة النبي الأمي r القرآن من أوله إلى آخره كما نزله جبريل على قلبه هي خارقة معجزة لا يقدر عليها أحد من العالمين وإنما تمت باسم ربه الذي خلق كما أن خلق الإنسان من علق لا يقدر عليه غير ربه فكذلك قراءة النبي الأمي r القرآن لا يقدر على إيقاعها غير ربه، وقد يحسب الجاهل ذلك مبالغة بل لو أبدل النبي الأمي r اسما من أسماء الله الحسنى بآخر منها أو حرفا بآخر ولو كان من فواتح السور التسع والعشرين لانخرمت المثاني في الكتاب ولفسد نظم الكلام ومعناه ولوقع فيه اختلاف كثير كما سأثبته إن شاء الله ولبطل وصف البدل بأنه من كلام الله.
إن القرآن هو من عند الله وإنما محمد r رسول الله به وخاتم النبيين بلغ وحي الله ولم يزده حرفا أو ينقصه منه رغم أنه كان أميا لا علم له بالكتاب والإيمان قبل نزول الوحي عليه كما في قوله} بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين {يوسف 3 ومن المثاني معه قوله} وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان {الشورى 52، وهكذا كانت قراءة النبي الأمي r قد تمت باسم ربه لأنها خارقة معجزة، وكانت قراءة القرآن بعدها غير خارقة فابتدئت الفاتحة كما السور بقوله} باسم الله الرحمن الرحيم {وتعني أنها كسائر العبادات يسع كلا طاعتها وعصيانها.
الأسماء الحسنى
إن الوعد غير المكذوب كما في قوله} فقال تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب {هود 65 هو الوعد الحسن كما في قوله} أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه {القصص 61 وكما في قوله} قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا {طه 86.
وإن قوله} ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون {القصص 5 ـ 6 لمن الوعد الحسن أي غير المكذوب، وقد وقع لما وافق الأجل الذي جعل الله له كما في قوله} وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون {الأعراف 137 ويعني أن كلمة ربنا الحسنى التي تمت أي نفذت هي وعده المذكور في القصص.
وإن من تفصيل الكتاب وأصول الخطاب أن الأسماء الحسنى حيث وقعت في الكتاب والقرآن فإنما لبيان وعد وعده الله سيتم إذا وافق الأجل الذي جعل الله له وهو الميعاد، ولو عقل الناس لانتظروا الميعاد وسيلاقون وعد الله ويجدونه وعدا حسنا غير مكذوب، وهكذا فلم يأت في الكتاب والقرآن ذكر أسماء الله الحسنى في سياق ما مضى وانقضى من القدر وإنما في سياق المنتظر منه، وما وجدته كذلك في سياق الماضي المنقضي فهو وعد أن يقع مثله بعد نزول القرآن وإن من تفصيل الكتاب أنه مسبوق بقوله} وكان {وكما سيأتي بيانه مفصلا.
الرحمان الرحيم
ومن الأسماء الحسنى اسمه الرحمان الرحيم ويعني حيث وقع في القرآن أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه في الدنيا المرحوم من الرحمان الرحيم فلا يعذب أو سيكشف عنه الضر، ويعني حيث وقع في الكتاب أن وعدا حسنا غير مكذوب سيلاقيه المرحوم من الرحمان الرحيم فينجيه من العذاب الموعود في اليوم الآخر برحمته كما في قوله:
• ? قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين {الأنعام 15 ـ 16
• ? وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم {غافر 9
ويعني حرف الأنعام أن المرحوم في اليوم الآخر هو من صرف عنه العذاب.
ويعني حرف غافر أن المرحوم في يوم القيامة هو من وقاه الله السيئات فلم تعرض عليه ولم يحاسب بها.
وكما في قوله:
• ? قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم وحال بينهما الموج فكان من المغرقين {هود 43
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم {الإسراء 54
• ? يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون {العنكبوت 21
• ? قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي {الأعراف 156 ـ 157
• ? قل أرأيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا {الملك 28
ويعني حرف هود أن الطوفان الذي عذب به قوم نوح إنما نجا منه من رحمه الله، أي أن المغرقين به لم يرحمهم الرحمان بل عذبهم ولن يقدر أحد من العالمين أن يصيب برحمة من لم يرحمه الرحمان كما في قوله} أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور {الملك 20.
ويعني حرف الإسراء والعنكبوت والأعراف أن الرحمان إنما يصيب بعذابه من لم يدخله في رحمته بل حرمه منها وأن المرحوم برحمة الرحمان هو الذي يسلم من عذابه.
ويعني حرف الملك أن الإهلاك وهو العذاب المحيط بصاحبه فلا ينجو منه إنما يقع على من حرم من الرحمة وكذلك دلالة قوله:
• ? يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا {مريم 45
• ? وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمان بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئا ولا ينقذون {يس 22 ـ 24
ويعني حرف مريم أن المحروم هو من لم يرحمه الرحمان وعذبه.
ويعني حرف يس أن من أراده الرحمان بضر لن يغني عنه أحد كائنا من كان ولن ينقذه مما أراده به الرحمان من الضر والعذاب.
ولن يحرم من رحمة الرحمان إلا من لا خير فيه ممن هم أضل من الأنعام لهم قلوب لا يفقهون بها ما جاء به النبيون من العلم والهدى والبينات، ولهم أعين لا يبصرون بها الهدى، ولهم آذان لا يسمعون بها آيات الله وهي تتلى عليهم كما في قوله:
• ? بسم الله الرحمان الرحيم {
• ? وما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين {الشعراء 5
• ? ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين {الزخرف 36
• ? وإذا رءاك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمان هم كافرون {الأنبياء 36
وتعني البسملة في أوائل السور أن من لم ينتفع بقراء القرآن فهو محروم من رحمة الرحمان كما هي دلالة قوله} وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون {الأعراف 204 ويعني أن قراءة القرآن والاستماع له والإنصات هي أسباب تعقل الذكر، ومن عقل الذكر فهو حري أن يخشى الرحمان بالغيب لينجو برحمته من العذاب الموعود في الدنيا وفي الآخرة.
وتعني البسملة في ابتداء الطاعات أن من لم ينتفع بطاعته فهو محروم من رحمة الرحمان الرحيم.
ويعني حرف الشعراء تخويف الناس من الإعراض عن ذكر الرحمان الذي يؤدي إلى تكذيب موعودات الكتاب المنزل يوم تقع ويومئذ لن يرحم الرحمان المعرضين المكذبين بل سيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أي سيعذبون في الدنيا والآخرة ولا يرحمون.
ويعني حرف الزخرف أن من لم يبصر الحق والهدى في ذكر الرحمان وهو الكتاب المنزل فهو محروم من رحمة الرحمان ووليه الشيطان.
ويعني حرف الأنبياء أن الكافرين بذكر الرحمان لن يرحمهم من دونه أحد.
القادر القدير المقتدر
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه القادر القدير المقتدر حيث وقع في الكتاب فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه بعد نزول القرآن وكذلك دلالة قوله:
• ? أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا {الإسراء 99
• ? أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم {يس 81
• ? ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير {العنكبوت 20
• ? وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير {النحل 77
ويعني أن الله سيفني السماوات والأرض وما فيهما ويعدمهما حتى كأن لم يخلقا من قبل وينشئهما النشأة الآخرة بعد الأولى وهي خلق مثلهم يوم تقوم الساعة كما في المثاني معه في قوله} يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات {إبراهيم 48.
وإن قوله:
• ? ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى وأنه على كل شيء قدير {الحج 6
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير {فصلت 39
• ? فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحيي الأرض بعد موتها إن ذلك لمحيي الموتى وهو على كل شيء قدير {الروم 50
• ? أم اتخذوا من دونه أولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير {الشورى 9
• ? أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير {الأحقاف 33
• ? أيحسب الإنسان أن يترك سدى ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى {خاتمة القيامة
• ? أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على أعلم أن الله على كل شيء قدير {البقرة 259
وشبهه ليعني أن إحياء الموتى وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه يوم البعث.
وإن قوله:
• ? أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إنه على كل شيء قدير {البقرة 148
• ? ومن آياته خلق الساوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير {الشورى 29
• ? إلى الله مرجعكم وهو على كل شيء قدير {هود 4
• ? إنه على رجعه لقادر {الطارق 8
وشبهه ليعني أن جمع من في السماوات والأرض في يوم الجمع هو وعد حسن من الله في الكتاب.
وإن قوله:
• ? ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء وهو على كل شيء قدير {المائدة 40
• ? لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير {البقرة 284
• ? إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر {خاتمة القمر
وشبهه ليعني أن الحساب والمغفرة والعذاب وعد حسن من الله في الكتاب سيتم نفاذه في يوم يقوم الحساب وفي اليوم الآخر.
وإن قوله:
• ? والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع يخلق الله ما يشاء إن الله على كل شيء قدير {النور 45
• ? وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا {الفرقان 54
• ? ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير {المائدة 17
• ? الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما {خاتمة الطلاق
وشبهه ليعني أن خلق كل دابة من ماء وأن الله سيخلق ما يشاء وأن الأمر سيتنزل بين سبع سماوات ومن الأرض مثلهن حتى يعلمه الناس رأي العين بعد نزول القرآن لوعد حسن من الله في الكتاب سيقع نفاذه في الدنيا.
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن اسمه القادر القدير المقتدر حيث وقع في القرآن فإنما لبيان وعد حسن غير مكذوب سيتم نفاذه قبل انقضاء الحياة الدنيا وكذلك دلالة قوله:
• ? فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير {البقرة 109
• ? إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا {النساء 133
• ? ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير {البقرة 106
• ? إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير {التوبة 39
• ? الحمد لله فاطر السماوات جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير {فاطر
وسيأتي بيانه في بيان القرآن.
الغفور الغفار
ومن الأسماء الحسنى اسمه الغفور الغفار فهو غافر الذنب أي يستره يوم القيامة فلا يعرض على صاحبه بل يغفره الغفور، وما ستره الله يومئذ من السيئات فلن يكتبه الملائكة الكرام الكاتبون يوم يقوم الحساب ولن يعذب به العبد، كما هي دلالة قوله:
• ? قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم {القصص 16
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا {التحريم 8
• ? إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار فلن يغفر الله لهم {القتال 34
• ? والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين {الشعراء 82
• ? ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب {إبراهيم 41
• ? مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من عسل مصفى وأنهار من خمر لذة للشاربين ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم {القتال 15
وتعني أن يوم الحساب هو يوم مغفرة الذنوب، وحرف القصص صريح في أن الله غفر ذنب موسى ولا يخفى انتشار خبر قتله القبطي في الدنيا وخروجه هربا من القصاص، وإنما سأل موسى ربه أن يستر ذنبه في الآخرة وأجيبت دعوته فلن يعرض عليه يوم الحساب قتله القبطي ولن يكتبه الكاتبون ولن يؤاخذ به.
وحرف التحريم صريح في وصف يوم القيامة، وكذلك حرف القتال لأنه بعد الموت، وذكر بصيغة المستقبل، وإبراهيم يطمع أن يستر الله خطيئته يوم الدين فلا تعرض عليه، ودعاؤه صريح في أن محل المغفرة إنما هو يوم يقوم الحساب.
ويعني حرف القتال أن للمتقين في الجنة مغفرة من ربهم أي أن أعمالهم السيئة في الدنيا لن تعرض عليهم بل قد غفرها الله لهم وسترها عنهم فلا يضيقون بها ذرعا ولا تنغص عليهم ما هم فيه من الكرامة ودار الخلود خلافا لأهل النار الذين تعرض عليهم سيئاتهم وهم في النار ليزدادوا حسرة وقنوطا من الرحمة كما في قوله} كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار {البقرة 167.
وإن قوله:
• ? ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم {هود 52
• ? هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب {هود 61
• ? واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود {هود 90
ليعني أن كلا من هود وصالح وشعيب أمر قومه أن يسألوا ربهم أن يغفر لهم في يوم الحساب ما سلف من كفرهم إذ الإيمان بالله واليوم الآخر هو الخطوة أولى من الإيمان ثم يتبعون ذلك بالتوبة إلى ربهم أي الرجوع إليه بالعمل الصالح في الدنيا، ومن المثاني معهما قوله} وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله {هود 3 في خطاب المخاطبين بالقرآن وسيأتي بيانه في كلية خلافة على منهاج النبوة وكلية الكتاب.
بيان قوله} إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وءاثارهم {
إن من العجب أن من الكتاب ما لم تفهمه البشرية بعد ومنه قوله:
• ? إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين {يس 12
• ? أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا أطلع الغيب أم اتخذ عند الرحمان عهدا كلا سنكتب ما يقول ونمد له من العذاب مدا ونرثه ما يقول ويأتينا فردا {مريم 77 ـ 79
• ? لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق {عمران 181
• ? وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون {الزخرف 19
• ? ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون {الأنبياء 94
• ? وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون {الانفطار 10 ـ 12
وتعني هذه المثاني وغيرها أن أعمال المكلفين لن تكتب في حياتهم الدنيا وإنما بعد البعث حين يقع الحساب كما هو صريح حرف يس أن كتابة أعمال المكلفين هي مما يستقبل بعد نفاذ الوعد بإحياء الموتى.
ويعني حرف مريم أن الذي كفر بآيات ربه وزعم أن لو بعث فسيؤتى مالا وولدا ـ وهو مما مضى يوم نزل الكتاب على خاتم النبيين r ـ لم تقع بعد كتابة ما قال وإنما سيكتب ما يقول بصيغة المستقبل إذ سيعرض عليه يوم الحساب فيراه بأم عينيه فيكتبه الحفظة الكرام الكاتبون وهم الشهود عليه في الدنيا ويعذب ويمد له العذاب مدا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعني حرف عمران أن الذين قالوا إن الله فقير ووصفوا أنفسهم بأنهم أغنياء وقتلوا النبيين بغير حق ـ ولا يخفى أنهم كانوا قبل خاتم النبيين r بعدة قرون ـ لم يكتب قولهم ولا قتلهم الأنبياء بعد، وإنما سيكتب يوم الحساب وهم يرون أعمالهم تعرض عليهم ويقول ذوقوا عذاب الحريق أي يعذبهم في نار جهنم ولا يظلم ربنا أحدا.ويعني حرف الزخرف أن الله وعد أن تكتب يوم القيامة شهادة الذين جعلوا الملائكة إناثا ويسألون عنها حينئذ، وكانوا من المشركين قبل النبي الأمي r ومن معاصريه.
ويعني حرف الانفطار أن الملائكة الذين يحفظون العبد في الدنيا هم الشهود عليه يوم الحساب لأنهم يعلمون ما يفعل في الدنيا أي يرونه لا يغيب عنهم منه شيء، ولا يعني علمهم ما يفعله العباد كتابته في الدنيا.
إن الله أحكم الحاكين لم يأمر الملائكة الكرام الكاتبين بكتابة أعمال المكلفين إلا قبيل الجزاء بها، وهكذا أخر عن أكثر الناس كتابة أعمالهم إلى يوم الحساب لتعرض عليهم والملائكة الشهود حاضرون فإن أقر كتبت وإن أنكر ختم على فمه وينطق الله الذي أنطق كل شيء جلودهم وتشهد أيديهم وأرجلهم، ثم يوبق بما عرض عليه من أعماله السيئة أي بما لم يغفره الله منها.
ولهذا الإطلاق استثناء كما في قوله:
• ? ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول والله يكتب ما يبيتون {النساء 81
• ? أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون {الزخرف 79 ـ 80
• ? ويقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا إن رسلنا يكتبون ما تمكرون {يونس 20 ـ 21
ويعني حرف النساء أن المنافقين الذين يخادعون نبيه r لن يغفر لهم وأن الله الذي سيحاسبهم يوم القيامة سيكتب ما يبيتون من المكر والنفاق، ولن يمحى ما كتب الله ولن يغفر ويلهم ما أصبرهم على النار.
وسيأتي بيان حرف الزخرف ويونس في كلية النصر في ليلة القدر أي أن ما كتبه الملائكة من أعمال العباد في الدنيا فلن يؤخر عنهم العذاب به إلى يوم الحساب بل سيعذبون به في الدنيا.
الغفور الرحيم
إن من تفصيل الكتاب أن الاسمين} الغفور الرحيم {حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى الله فإنما للدلالة على ذنب سيغفره} الغفور {فلا يعرضه على صاحبه ولا يعذب به بل سيرحمه الله} الرحيم {كما في قوله:
• ? ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم {النور 30
• ? إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم {البقرة 173
• ? قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر 53
• ? فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم فلا إثم عليه إن الله غفور رحيم {البقرة 182
ويعني حرف النور أن المكرهة على الزنا سيغفر الله في يوم الحساب لها زناها في الدنيا فلا يعرضه عليها بل يستره وسيرحمها فلا يعذبها به، ويعني أن زنا المكرهة لا ينقلب إلى مباح.
ويعني حرف البقرة أن الجائع الذي لم يجد غير الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فاضطر إلى الأكل منها سيغفر الله له ذنب الأكل منها فلا يعرضه عليه في يوم الحساب وسيرحمه فلا يعذبه به إن كان غير متلبس بنية البغي والعدوان كالذي يأكل منها ليحيا ويقوى فيبغي على الناس ويعدو عليهم كقطاع الطرق واللصوص المقيمين في الفيافي والصحاري فلا يرخص لهم أكل المحرمات المفصلات في سورة النحل والبقرة والمائدة لأنهم يبغون ويعتدون.
وإن من تفصيل الكتاب أن الاسمين} الغفور الرحيم {حيث وقعا في الكتاب المنزل مسندين إلى رب العالمين فإنما للدلالة على أن ما قبلهما هو أمر خارق معجز لا يقدر العالمون على مثله وأن رب العالمين قد أذن لعباده بدعائه أن يبلغهم ما عجزوا عن مثله لأنفسهم فيغفر لهم عجزهم ويرحمهم مما هم فيه من القصور والضعف كما في قوله:
(يُتْبَعُ)
(/)
• ? قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم {الأنعام 145
• ? وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم {يوسف 53
• ? وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي غفور رحيم {هود 41
• ? وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم {الأعراف 167
• ? وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا {الكهف 58
ويعني حرف الأنعام أمر المضطر إلى أكل المحرمات غير باغ ولا عاد بدعاء ربه الغفور الرحيم ليرزقه رزقا حسنا غير الميتة والدم ولحم الخنزير والفسق الذي أهل به لغير الله.
ويعني حرف يوسف أن يوسف لم يزك نفسه ولم يبرئها وإنما كان ما كان منه من إيثار السجن على الشهوة الحرام بما بلغه ربه الغفور الرحيم ما لم يكن قادرا على مثله لنفسه فربه الغفور غفر له عجزه وستره ورحم ضعفه فبلغه من الزكاة ما شاء الله.
ويعني حرف هود أن جريان السفينة على الطوفان لم يكن بجهد نوح والذين آمنوا معه وإنما كان بمغفرة ربهم ورحمته التي بلغوا بها ما لم يقدروا على مثله لأنفسهم كما هي دلالة قوله} قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم {هود 43.
ويعني حرف الأعراف أن الذي سيبعثه رب العالمين ليسوم بني إسرائيل سوء العذاب هو رجل من عامة الناس سيبلغه ربه الغفور الرحيم من الأسباب والتمكين ما يبلغ به من الملك أكثر وأكبر مما أوتيه بنو إسرائيل من قبل وما لم يكن يقدر على مثله لنفسه
كما بينت في كلية الآيات وكلية النصر في القتال في سبيل الله.
ويعني حرف الكهف أن تأخير العذاب عن المكذبين الذيم عاصروا نزول القرآن وعن أهل الأرض بما كسبوا من الظلم إنما بمغفرة ربنا ورحمته ولا يقدر على مثله أهل الأرض لأنفسهم.
يتواصل
الحسن ولد ماديك
باحث أكاديمي في علوم القرآن
متخصص منذ 1981 في الحركات الباطنية عبر التاريخ
متخصص منذ 1981 في الجماعات الإسلامية
متخصص منذ 1989 في القراءات العشر الكبرى
متفرغ منذ 2001 لتفسير القرآن تحت الطبع
انواكشوط ـ موريتانيا
الجوال: 002226728040
المكتب: 002225210953
E.MAIL : elhacenmadick@gmail.com(/)
من تفصيل الكتاب وبيان القرآن ج2
ـ[الحسن محمد ماديك]ــــــــ[29 Dec 2007, 03:43 م]ـ
ملاحظة: هذا هو الجزء الثاني
بيان قوله ? قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ?
وإن من تفصيل الكتاب وبيان القرآن أن لفظ النور حيث وقع في الكتاب المنزل فإن له أكثر من دلالة إذ يقع على:
1. نور خارق معجز تشرق به الأرض يوم القيامة كما في قوله ? وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب ? الزمر 69
2. نور في يوم القيامة يهتدي به المكرمون إلى حيث يأمنون كما في قوله:
• ? يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ? التحريم 8
• ? والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم ? الحديد 19
• ? يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ? الحديد 12
• ? يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم ? الحديد 13
3. نور كالموصوف في سورة النور وعد به الله في القرآن سيرى في الدنيا كما في قوله ? أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ? الأنعام 122 وبينته في بيان القرآن.
4. ويقع على تبين ما في الكتاب المنزل والاهتداء به أي في مقابلة الظلمات وهي كل سلوك ومنهج اختاره الإنسان لنفسه مخالفا لهدي الكتاب المنزل كما في قوله:
• ? ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور ? إبراهيم 5
• ? الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ? البقرة 257
• ? فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ? الطلاق 10 ـ 11
5. وأما قوله:
• ? قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس ? الأنعام 91
• ? إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ? المائدة 44
• ? وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ? المائدة 46
فيعني أن كلا من التوراة والإنجيل قد تضمن موعودات نبأ الله بها موسى وعيسى لن تقع إلا متأخرة كثيرا، وكذلك النور يقع على البعيد فتراه رغم ظلمات الغيب، ومما نبأ الله به موسى قوله ? وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ? المائدة 20، ووقعت نبوة موسى هذه بعده فجعل الله فيهم أنبياء بعده وجعل فيهم ملوكا كطالوت وداوود وسليمان وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين ومنه أن علم داوود وسليمان منطق الطير وآتاهما من كل شيء، ومما نبأ الله به عيسى قوله ? ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ? الصف 6
6. وإن المثاني في قوله:
• ? وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ? الشورى 52
• ? يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين ? المائدة 15
• ? فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ? التغابن 8
• ? يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا ? النساء 174
• ? فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ? الأعراف 157
لتعني أن القرآن نور أنزل من عند الله وكلف الناس بالاهتداء به، إذ يقع على موعودات بعيدة يوم نزل القرآن على النبي الأمي ? وكذلك النور يقع على البعيد فيتراءى لك قبل أن تصل إليه، وسيعلم الناس رأي العين في الدنيا يوم تقع موعودات القرآن فتصبح شهادة بعد أن كانت غيبا يوم نزل القرآن أن القرآن قول ثقيل ألقي على خاتم النبيين ? وأنه قرآن عجب يهدي إلى الرشد وإلى التي هي أقوم إذ سيهتدي به يوم تقع موعوداته أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى، وسيزداد به الذين في قلوبهم مرض رجسا إلى رجسهم وضلالا إلى ضلالهم.
بيان قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ?
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل من بيان القرآن والله أعلم أن قوله ? ولقد آتيناك سبعا من المثاني ? الحجر 87 ليعني أن السبع من المثاني هي الأحرف السبعة التي أنزل عليها القرآن، فالحديث المتفق عليه ومنه لفظ البخاري عن عمر مرفوعا " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه " اهـ حديث صحيح غير أن القراء لم يفهموه إذ حسبوا الأحرف السبعة تعني لغات العرب واختلاف الألفاظ، ولم يفقهوا أن النبي ? قد أرشد الأمة إلى السبع من المثاني التي تضمنها القرآن وهي غاية الأمر بالاستماع للقرآن والأمر بقراءته وتدبره، وسينتفع بحرف منها على الأقل من قرأ ما تيسر له من القرآن، فقوله ? فاقرأوا ما تيسر من القرآن ? المزمل 20 يعني أن من قرأ ما تيسر له من القرآن فقد قرأ حرفا من الأحرف السبعة أو أكثر، ويعني الحديث النبوي أن إدراك الأحرف السبعة وتبينها في كل موعود من موعودات القرآن في الدنيا هو الغاية التي من أجلها كلفت الأمة كلها بتدبر القرآن والتفكر فيه.
ولعل الأحرف السبعة والله أعلم هي:
1. الأسماء الحسنى
2. الغيب في القرآن
3. الوعد في الدنيا
4. النبوة
5. القول
6. الأمثال
7. الذكر
فإن لم تكن هذه هي الأحرف السبعة مجتمعة بذاتها فلقد اجتهدت ونحوت نحوها نحوا والعلم عند الله، وليجدن من تدبر القرآن أن كل موعود في القرآن ـ وهو كل حادثة ستقع في الدنيا قبل انقضائها ـ قد تضمنها كل حرف من هذه الأحرف السبعة، وتضمن كل حرف منها ما شاء الله من المثاني، وتضمنت كل واحدة من المثاني ذكرا من الأولين ووعدا في الآخرين، فمتى يعقل أولوا الألباب أن القرآن قول فصل وما هو بالهزل وأن رب العالمين قد فصله على علم، وأن الأمة لا تزال أمية لم تتدارسه بعد.
ولقد نحا الأولون قريبا من مما فهمت لكنهم لم يستطيعوا التفرقة بين الكتاب والقرآن ولا بين أحكام الكتاب كالناسخ والمنسوخ والحلال والحرام والعام والخاص والمجمل والمبين وبين خصائص القرآن كالأمثال والوعد في الدنيا والخبر بمعنى القصص.
إن الحديث النبوي الذي تضمن التمثيل بالأسماء الحسنى " عليما حكيما غفورا رحيما" ليعني أن الأسماء الحسنى حرف من الأحرف السبعة بيّنه النبي الأمي ? أحسن البيان فمثّل بواحد منها كما سيأتي قريبا إثباته.
بيان قوله ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ?
إن قوله:
• ? أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ? النساء 82
• ? وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون ? الروم 4
• ? ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ? يونس 48، يس 48، الأنبياء 38، النمل 71، سبأ 29، الملك 25
• ? ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين ? السجدة 28
• ? وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون لوما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ? الحجر 6/ 7
• ? ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد ? الرعد 31
• ? ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده ? الحج 74
• ? ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ? آل عمران 194
ويعني حرف النساء أن القرآن تضمن موعودات في الدنيا ستقع كلها بعد نزول القرآن لا يختلف شيء منها عما أخبر الله به في القرآن من قبل وأن لو كان القرآن من عند غير الله لوجدوا اختلافا كثيرا بين موعوداته والحوادث المنتظرة بعده كما يجد الناس اختلافا كثيرا بين ما يقوله الكهنة والمشعوذون وبين ما يقع من الحوادث بعد.
ولقد فرغت بحمد الله من الجزء الأول من بيان القرآن وضمنته من موعودات القرآن ما شاء الله مما لم يقع بعد وسيقع في الدنيا وجميعه من ثوابت العقيدة الإسلامية التي آمن بها الصحابة فمن بعدهم إجمالا كما هو مقتضى إيمانهم بالغيب، وإيمان كل مؤمن بالغيب، وأثبتّ كل موعود منها بهذه السبع من المثاني وضمنت كل واحدة منها ما شاء الله من المثاني حسب ما أبصرت ـ بفضل الله ـ من بصائر القرآن المنزل على النبي الأمي ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
وكذلك دلالة استعجال المشركين نفاذ موعودات القرآن ليتأتى للرسول به وللمؤمنين معه ادعاء أنهم من الصادقين، وهكذا فقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن ينجز وعده ليصدقه المتأخرون الذين سيشهدون نفاذ الوعد من الله على لسان إبراهيم بعدما كذبه المعاصرون الذين لم يحضروا نفاذها بل كانت لهم غيبا بعيدا كما هي دلالة قوله ? واجعل لي لسان صدق في الآخرين ? الشعراء 84 ودلالة قوله ? ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ? مريم 49 ـ50 ويعني أن الله قد أنجز في المتأخرين ما وعدهم به على لسان إبراهيم وإسحاق ويعقوب وأن المتأخرين قد علموا صدق كل منهم.
وكذلك دلالة حرف آل عمران الذي يعني تكليف المؤمنين بالغيب الإيمان بأن ما وعدهم الله به مأتي ينتظرونه ويدعون الله ليصبح شهادة يشهدونه ويؤمنون له بعد أن كانوا مؤمنين به.
أما ما وعد الله به محمدا ? في القرآن فلن يجد الناس فيه ـ يوم يصبح شهادة في الدنيا ـ اختلافا بينه وبين وعد الله في القرآن كما هي دلالة قوله:
• ? قل صدق الله ? آل عمران 95
• ? اتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ? الكهف 27
• ? ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبإ المرسلين ? الأنعام 34
• ? وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ? الأنعام 115
• ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم ? يونس 62 ـ 64
• ? والذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا إنما توعدون لصادق وإن الدين لواقع ?
ويعني حرف آل عمران أن من القول في القرآن وهو الذي سيتم نفاذه بعد حياة النبي ? أن سيعلم الناس صدق الله فيما أخبر به في القرآن أي سيشهدون ويحضرون مطابقة الغيب مع ما أخبر الله منه في القرآن، ومنه أن سيسمعون التوراة تتلى عليهم ومنها قوله ? كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ?. وكما سيأتي بيانه في من أصول التفسير وفي كلية الكتاب
ويعني حرف الكهف أن من سنة النبي الأمي ? التي كلف بها أن يتلو الكتاب المنزل عليه، ولما كانت تلاوة النبي ? كتاب ربه المنزل عليه مما كلف به أي من سنته كما بينت في حوار مع الأصوليين فإن جميع المؤمنين به تبع له مكلفون كذلك بتلاوة القرآن وتدبره وانتظار نفاذ كلمات ربنا التامات أي التي سيتم نفاذها، ولن يتخلف عن تلاوة القرآن وتدبره إلا من رغب منهم عن سنة نبيه ?، وأما قوله ? لا مبدل لكلماته ? فهو مما وعد الله به في الكتاب المنزل أن يتم نفاذ موعوداته وأن لا مبدل لها.
ويعني أول الأنعام أن من كلمات الله أي موعوداته أن نصر الله قد تنزل من قبل على الرسل بالآيات بعد صبرهم على التكذيب والإيذاء وأن ذلك الوعد لا مبدل له بعد نزول القرآن بل لا يزال منتظرا كما بينت في كلية الرسالة.
ويعني ثاني الأنعام أن جميع الغيب في القرآن سيصبح شهادة في ظل الذين سيؤتيهم ربهم الكتاب ويومئذ يعلمون رأي العين أن محمدا ? مرسل من ربه بالقرآن إذ قد تمت أي نفذت موعوداته صدقا وعدلا، والقطع كذلك بأنها لا مبدل لها هو من الوعد في القرآن.
ويعني حرف يونس أن من كلمات الله أي موعوداته قوله عز وجل ? ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة ? فهو من وعد الذي وعد به ولا تبديل له كما بينته في كلية ليلة القدر.
وسيأتي ضمن بيان الأحرف السبعة أن كلمات الله وكلمات ربنا في سياق الوعد في الدنيا هي من حرف الوعد في الدنيا، وأما في سياق اليوم الآخر فهي من الوعد في الكتاب.
ويعني حرف الذاريات القسم من الله على أن الوعد في الكتاب المنزل وعد صادق أي لا اختلاف بينه يوم نفاذه وبين ما وصفه الله به في القرآن قبل عشرات القرون.
بيان الأحرف السبعة
الحرف الأول: الأسماء الحسنى
دلالة الاسمين الله رب العالمين
(يُتْبَعُ)
(/)