ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[27 Oct 2007, 04:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي: لا أريد التمادي فيما لا طائل من وراءه ولكني أصحح لك معلومة أنا على يقين منها: أنا لست من الخليج وإن كان من الشرف لي أن أنتمي إليه، فإنه يضم أشرف البقاع، ولكني من المغرب الأقصى وهو جزء من بلاد المسلمين حرسها الله تعالى
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[27 Oct 2007, 11:29 م]ـ
قال الأخ علي جاسم:
ولا زلت أقول وأصدع بهذا القول " إن هذا الحشو الفارغ وهذا التكلف في تقصي شخوص القرآن وتتبع السرد القصصي المجرد وذكر الوقائع للتسجيل التأريخي وحسب إن هذا كله لمن المعلومات القشرية أو الصدفية التي لا تتقدم بالأمة شبرا واحدا .. بل ولعلها تكون عبئا على الأمة حين ينفق طلبة العلم فيها أوقاتهم ويستنفدوا جهدهم ونحن أحوج لتلك الأعمار وتلك الطاقات لما هو أثمن عند الأمة وأغلى .. وأقولها لك أخي الحبيب فاسمع إنه لا يمكن أن يكون لهذه المعلومات وزن يذكر في رصيد الأمة إلا إذا كان للظل وزن يذكر في كفة الميزان " .. [/ align][/QUOTE]
قلت:
مهلاً أخي الكريم: فما تظنه حشواً فارغاً يجد فيه كثير من الباحثين الأركيولوجيين - الحفريين - مجالاً خصباً لدراسة المجتمعات والتاريخ للأمم الغابرة إن القصص الخيالية والخرافية أحياناً يستفاد منها في تصور مسيرة الفكر والتاريخ وهذا ما يعلمه المتخصصون فهناك مقارنات كثيرة تجري بين بعض ما ينقله المفسرون وبين ما نجده في القصص والتاريخ والحفريات القديمة من أسماء لشخوص وأماكن وغيرها القديم
إن المقارنة هنا تلعب دوراً كبيراً في إنتاج الفهم وتكميل اللوحة أمام المشاهد الباحث
وفقك الله لا تحكم على أمر لم تتمكن أنت أن ترى فيه فائدة بأنه بلا فائدة فغيرك يجد فيه مجالاً خصباً للمقارنة والبحث والتنقيب
والله أعلم
ـ[علي جاسم]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:03 ص]ـ
الأخ الحبيب دكتور أحمد .. تعال نحسبها حسبة رياضية .. فمن كل ألف مسلم كم أركيولوجيا نستطيع أن نجد .. واحدا؟؟ .. إثنان؟؟ .. ثلاثة؟؟ .. قل عشرة؟؟ .. وهي نسبة مبالغ فيها كما تلاحظ .. ويبقى لدينا تسعمائة وتسعون مسلما ليسوا أركيولوجيين .. أي تسعمائة وتسعون مسلما لا يمس هذا العلم صميم تخصصهم .. بل هو بالنسبة لهم محض معلومات جوفاء يتزودها المسلم لغرض الثقافة القرآنية الباردة والتي لا طائل من وراءها كما يقول الشهيد سيد قطب يرحمه الله في ظلاله ..
ثم هب إن هذه العصبة الأركيولوجية قد أتمت عملها على أكمل وجه وغاصت في مجاهل التأريخ السحيقة .. ونقبت .. وحفرت .. ونبشت أجداث طسم وجديس .. واستنطقت جماجم جرهم وعمليق .. فكم يا ترى هي نسبة نفع هذا العلم للأمة .. واحد بالمائة؟؟؟ إثنان؟؟؟ ثلاثة؟؟ قل عشرة بالمائة وهي نسبة .... تعرف البقية؟؟؟
فيا سيدي الفاضل أمن أجل هذه العصبة الأركيولوجية أسود صفحات طويلة .. وتلك التسعمائة وتسعون لا أوفيهم سطرا واحدا مما هم بأمس الحاجة إليه من جوهر القصة ومضمونها الأصيل .. أليس هذا إخلال بالموازين ..
ثم يا سيدي الكريم هذا العلم الذي تشير إليه علم دخيل وما أشير إليه علم اصيل نزل به وإليه القرآن .. فأنت تجعل من قصص القرآن دلالات تأريخية تنفع الباحث والمنقب .. وما لهذا أنزل القرآن .. وحتى إن صح هذا الشيء وتمكن علماء الحفريات من الانتفاع بقصص القرآن فهو نفع جزئي يا أخي قياسا بالغاية العليا التي أرمي إليها ..
صفوة القول أخي الكريم .. عجلة الأمة اليوم واقفة قد تراكم عليها الصدأ الثقيل .. ولن يدفع بهذه العجلة دفعة قوية تقتلع هذا الصدأ إلا الرجوع الصحيح للقرآن الكريم .. إلا تحقيق الغاية الأساس من القرآن الكريم .. تلك الغاية هي أن يتمثل القرآن واقعا عمليا يدب على وجه الأرض .. عقيدة ومنهجا وسلوكا وأوضاعا ونضاما وقوانين .. وبهذا الفهم لكتاب الله أعز الله الأمة بادي أمرها .. وبهذا الفهم لكتاب الله أقام الله دولة الإسلام .. فإن استوفت الأمة هذه الغاية رجعنا بعد ذلك إلى هذه المعارف الجزئية .. ونقبنا .. وحفرنا ..
وجزاك الله خيرا أخي الكريم
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Oct 2007, 12:24 ص]ـ
صفوة القول أخي الكريم .. عجلة الأمة اليوم واقفة قد تراكم عليها الصدأ الثقيل .. ولن يدفع بهذه العجلة دفعة قوية تقتلع هذا الصدأ إلا الرجوع الصحيح للقرآن الكريم .. إلا تحقيق الغاية الأساس من القرآن الكريم .. تلك الغاية هي أن يتمثل القرآن واقعا عمليا يدب على وجه الأرض .. عقيدة ومنهجا وسلوكا وأوضاعا ونضاما وقوانين .. وبهذا الفهم لكتاب الله أعز الله الأمة بادي أمرها .. وبهذا الفهم لكتاب الله أقام الله دولة الإسلام .. فإن استوفت الأمة هذه الغاية رجعنا بعد ذلك إلى هذه المعارف الجزئية .. ونقبنا .. وحفرنا ..
وجزاك الله خيرا أخي الكريم
لا خلاف حول هذاالكلام والغايات الأساسية والكلية لا تلغي الأهداف العارضة والثانوية فكله مطلوب والخطأ في تغليب الجانبي والعارض على الأساسي والجوهري ولا أرى أن مفسرينا قد ضيعوا ذلك فحديثهم عن التفاصيل يأتي بعد الإفاضة في الجوهريات والمقاصد الأساسية ..
كلنا مع تثوير القرآن وتفعيل دوره في حياة ا|لإنسان
وعلى كل حال يبقى الخطأ في التعميم
جزاكم الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[30 Oct 2007, 01:37 ص]ـ
أعرضوا عن هذا الحديث فليس في كلام مفتتح الموضوع فائدة لها غاية، كما أن الموضوع خرج عن الموضوعية
إلى الشخصية والإقليمية.(/)
هل هذا الكتاب موجود على الشبكة معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[23 Oct 2007, 01:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
هل هذا الكتاب موجود على الشبكة معارج الصعود إلى تفسير سورة هود
للشيخ محمد الأمين الشنقيطي
فإن كان غير موجود قمت بصفة وإنزاله
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[24 Oct 2007, 06:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخي أبا مهند
نرجو إنزاله حتى ولو كان موجودا على الشبكة، فهذا الملتقى أخص به من غيره، لاسيما وأن صاحب من بحور التفسير رحمه الله، فليتك تعجل بإنزاله وتحتسب الأجر من الله فما استفاد مستفيد من إنزالك له إلا وكان لك به أجر بإذن الله إذا خلصت النية.
سؤالي: هل الكتاب قد سبق طباعته وأين؟ وهل هو غير الموجود في أضواء البيان؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[24 Oct 2007, 01:58 م]ـ
أخي الفاضل الكتاب موجود على الشبكة في موقع الشيخ الدكتور عبد الله قادري الأهدل وفقه الله
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=allbooks&sub1=hood&p=1
ـ[محمد السيد]ــــــــ[25 Oct 2007, 09:15 ص]ـ
بالأمس رأيت الكتاب في مكتبة العبيكان في موقعها الكائن على طريق الملك فهد بالرياض.(/)
حول تفسير قوله تعالى" إلا المودة فى القربى " بين السنة والشيعة؟؟؟
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[23 Oct 2007, 04:04 م]ـ
بسمِ اللهِ .. والحمدُ لله ..
والصَلاةُ والسّلام على الحبيبِ المُصطفى صلواتُ ربّى وسلامُهُ عليه، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيِّبين الطّاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
السّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
*******************************
شيوخنا وأساتذتنا الكِرام
أستأذنكم أن تتفضلوا - مشكورين مأجورين بإذن الله تعالى - فى إيضاح الاختلاف فى تفسير قوله تعالى
((قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) الشورى23
بين السنة والشيعة
لأن منذ أيام ترددت دعاوى من أحد الشيعة على أحد المنتديات العامة
(وسبحان الله ليست منتديات متخصصة فى العلم الشرعى .. فقد حدث هذا على أحد المنتديات الجامعية العامة، الغير متخصصة فى العلوم الشرعية، وأغلب من يرتادونها ليسوا من طلبة العلم. سبحان الله يتخيرون الأماكن التى يدسون فيها الأفكار التى يريدونها فى أذهان الشباب وينشروا بينهم الشبهات على غير علم) أن المقصود بالقُربى هاهنا هم علىّ، وفاطِمة، والحسن والحُسين - رضوان الله عليهم أجمعين - وأن هذا يوجبنا جميعًا أن نكون من الشيعة!!
وعندما راجعتُ موسوعة: مع الإثنى عشرية فى الأصول والفروع - دراسة مُقارنة فى العقائد والتفسير والحديث والفقه وأصوله - لفضيلة الدكتور الشيخ على السالوس، فى الجزء المختص بالتفسير وهو يتحدث عن تفسير الكاشف الشيعى لمحمد جواد مغنية - صـ591 الطبعة السابِعة، مكتبة دار القُرآن -، وجدت الآتى:
" وفى سورةِ الشُّورى، عند تفسير الآية الثالِثة والعشرين " قُل لا أسألكم عليه أجر إلا المودة فى القُربى "، يقولُ عن البحرِ المُحيط: هم علىّ وفاطِمة والحسن والحُسين، ويقولُ أيضًا: ونقل بعض المُفسِّرين رواية، فى سندِها مُعاوية، ومؤدى هذه الرواية أن معنى الآية: قُل يا مُحمَّد لقُريْش: ناشدتكم الرحم ألا تؤذونى.
ثم أخذ يُناقش ليُثبِت أنها فى الأربعة (*). "
والمهم هنا هو ما جاء فى الحاشية موضحًا عن قول ابن حيان:
* " وما ذكره عن البحرِ المُحيط لا يُمثِّل رأى أبى حيّان، ولا يُبيِّن أنه يرى صحة هذا الخبر، فأبو حيان جمع أخبارًا - صحيحة أو غير صحيحة -وأثبتها فى تفسيرِه، ومنها هذا الخبر الذى لا يُقبَل، فالسُّورة مكيّة، أى أنها نزلت قبل أن يولد الحسن والحُسيْن بسنوات، أما إذا أردنا أن نبحثَ عن الصحيح فإنا نرى الإمامُ البُخارىّ يروى فى صحيحِه بسندِهِ عن ابن عبّاس - رضى اللهُ عنهما - أنه سأل عن قولِهِ " إلا المودة فى القُربى " فقال سعيد بن جُبيْر: قُربى آل مُحمّد - صلّى الله عليه وسلّم -فقال ابن عبّاس: عجِلت، إنَّ النبىّ صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قُريش إلا كان له فيهم قرابة، فقال: إلا أن تصِلوا ما بينى وبينكم من القرابة.
" كتاب التفسير- سورة حم عسق -باب " إلا المودة فى القُربى "
وقال ابنُ حجر فى فتح البارى فى شرحِهِ لهذا الخبر: قال ابنُ عبّاس: عجِلت: أى أسرعت فى التّفسير، وهذا الذى جزم به سعيدُ بن جُبيْر قد جاء عنه من روايته عن ابن عبّاس مرفوعًا، فأخرج الطبرىّ وابن أبى حاتم، من طريق قيس بن ربيع، عن الأعمش عن سعيدِ بن جُبير عن ابن عبّاس قال: لما نزلت قالوا: يا رسول الله، من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم؟ .. الحديث، وإسناده ضعيف، وهو ساقط لمخالفته هذا الحديث الصحيح.
أما ذِكر الشيخ مُغنية لمُعاوية، يريدُ أن يلمزه، ففيه بًعد عن الحق، فعلى الرغم مما حدث بينه وبين سيِّدنا علىّ لم يرِد عن طريقه حديث واحد فيه طعن للإمامِ علىّ، وكل الأحاديث التى صحَّت عن طريقِ مُعاوية ليس فيها أى مطعن، وقد جمع ابن الوزير - وهو من عُلماء الشيعة الزيدية - ما روى عن طريق معاوية فى الصحاح الستة، وأثبت صحته من طرق ليس فيها مُعاوية. رضى الله عنه. " انظر الروض الباسم فى الذب عن سنة أبى القاسم 2/ 114 - 119 "
أ. هـ
وما وجدت أجمل مما ذكره الإمام الحافظ بن كثير فى تفسيرِه
"والحق تفسير الآية بما فسرها به الإمام حَبرُ الأمة، وترجمان القرآن، عبد الله بن عباس، كما رواه عنه البخاري [رحمه الله] ولا تنكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة، من أشرف بيت وجد على وجه الأرض، فخرًا وحسبًا ونسبًا، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم، كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين."
لكن الغريب فى ذلك هو إصرار المُدَّعي أن الآية تُلزِم بوجه أو بآخر التشيُّع!!
وقال فى الرواية التى ضعفها الإمام بن كثير: "قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم؟ قال: "فاطمة وولدها، عليهم السلام".
أن تضعيف ابن كثير غير منصف لأنه الرواية تدعمها روايات أخرى ذكرها السيوطي، كما ان الرواية أوردها إمام أهل السنة أحمد ابن حنبل في فضائل الصحابة ..
وأيضًا أنكر أن كون السورة مكية يمنع من كون المقصود على وفاطمة والحسن والحسين رضى الله عنهم أجمعين، فالقرآن قد تحدث عن غيبيات كثيرة!!
لذا فأستأذنكم شيوخنا وأساتذتنا الكِرام فى توضيح ذلك الأمر .. وسأقوم بإذن الله تعالى بنقله هناك
وجزاكم الله خيرًا
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربّ العالمين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Nov 2007, 10:18 م]ـ
القربي هذه حالة وليست اشخاص ولو كان المقصود أشخاص لكانت --أولو قربي أو ذوي قرابتي -
وإنها لفرصة ان نسأل ما الفرق بين أولى الأرحام وأولى القربي؟
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[03 Nov 2007, 10:50 م]ـ
أوصي الأخت متفكرة بمراجعة رسالة أخينا الشيخ منصور العيدي،وهي بعنوان: (آل البيت في القرآن الكريم .. الدلالات والهدايات) ففيها الأجوبة المفصلة الشافية عن جميع الآيات المتعلقة بآل البيت.
وقد قرأت جل الرسالة،وهي نفيسة بحق،وجهد علمي متميز، يستحق صاحبه عليه أن ينال المركز الأول في جوائز الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم لأحسن رسالة علمية في مرحلة الماجستير.
أسأل الله أن يبارك في علم أخينا الشيخ منصور،وان يبارك في جهده هذا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:34 م]ـ
تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الآية بكلام جميل في منهاج السنة، فليرجع إليه هناك.
ـ[النورس]ــــــــ[04 Nov 2007, 07:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Nov 2007, 10:48 م]ـ
في كتاب (تحقيقات وأنظار في القرآن والسنة) للعلامة محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله مقالة قيمة بعنوان (مراجعة في تفسير قوله تعالى: (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى) [الشورى23]، ذكر فيها أقوال المفسرين. وهذا نص كلامه رحمه الله:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472e215b84c60.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472e21c0ceedc.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472e21c1180fb.jpg
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Nov 2007, 01:18 ص]ـ
أوصي الأخت متفكرة بمراجعة رسالة أخينا الشيخ منصور العيدي،وهي بعنوان: (آل البيت في القرآن الكريم .. الدلالات والهدايات) ففيها الأجوبة المفصلة الشافية عن جميع الآيات المتعلقة بآل البيت.
وقد قرأت جل الرسالة،وهي نفيسة بحق،وجهد علمي متميز، يستحق صاحبه عليه أن ينال المركز الأول في جوائز الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم لأحسن رسالة علمية في مرحلة الماجستير.
أسأل الله أن يبارك في علم أخينا الشيخ منصور،وان يبارك في جهده هذا.
شوقتني لمطالعة هذا الكتاب. وقد بحثت في صندوق العجائب (شبكة الإنترنت)، فوجدت بحثا مقتطفا من هذه الرسالة في موقع آل البيت، بعنوان: (الحقوق المالية لآل البيت ( http://www.alalbayt.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2973&Itemid=20))، تجدونه أيضا في المرفقات.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[06 Nov 2007, 10:18 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[07 Nov 2007, 05:06 م]ـ
تكلم شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه الآية بكلام جميل في منهاج السنة، فليرجع إليه هناك.
الموضع الأول:4/ 26
الموضع الثاني: 7/ 101
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Nov 2007, 12:24 ص]ـ
هذا رابط لصورة كتاب الشيخ منصور الذي أشرت إليه أعلاه:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8308(/)
درر من ملتقى أهل التفسير قسم القراءات و التجويد
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[23 Oct 2007, 09:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
درر من ملتقى أهل التفسير قسم القراءات و التجويد على شكل كتاب إلكتروني للمكتبة الشاملة حسب الفهرسة التي تفضل بها فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري بتاريخ 26 أكتوبر 2003
تجدون في المرفقات قارئ الكتب للمكتبة الشاملة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Oct 2007, 04:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا أميرة ونفع بكم.
المرفقات لا تظهر لي. فهل أنتم كذلك؟
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[24 Oct 2007, 12:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
درر من ملتقى أهل التفسير قسم القراءات و التجويد على شكل كتاب إلكتروني للمكتبة الشاملة حسب الفهرسة التي تفضل بها فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري بتاريخ 26 أكتوبر 2003
تجدون في المرفقات قارئ الكتب للمكتبة الشاملة(/)
نثر الجمان في استحباب تحسين الصوت بالقراّن
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Oct 2007, 02:24 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فإن حسن الصوت من النعم التي ينعم الله بها على من شاء من عباده، وهي نعمة كغيرها من النعم قد تستعمل في طاعة الله عز وجل فتكون سببا لرضا الرب تبارك وتعالى، وقد تستعمل في معصيته سبحانه وتعالى فتكون سببا في سخطه وعقابه نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
ويستحب لقارىء القراّن تحسين صوته به، وذلك بالإجماع:
* قال النووي رحمه الله تعالى: " أجمع العلماء رضي الله عنهم من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن" (التبيان ص109 المكتبة الشاملة).
وقد ورد جمع من الاّيات القراّنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة وسلف الأمة تبين فضيلة تحسين الصوت بالقراّن والحث عليه، وسنحاول بإذن الله وعونه أن نجمع نخبة منها فالله المستعان وعليه التكلان.
1 - حث المنان على تحسين الصوت بالقراّن
* قال تعالى: " أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا " (المزمل 4)
- قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: " والترتيل التنضيد والتنسيق وحسن النظام، ومنه ثغر رتل ورتل، بكسر العين وفتحها: إذا كان حسن التنضيد." (ج19 ص37 - المكتبة الشاملة)
وقال: " وسمع علقمة رجلا يقرأ قراءة حسنة فقال: لقد رتل القرآن، فداه أبي وأمي " (المصدر السابق ص38)
- وتحدث ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الاّية عن استحباب تحسين الصوت بالقراّن.
2 - الأنبياء وحسن الصوت
لقد رزق الله عددا من أنبيائه حسن الصوت، كما في الحديث المتفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ "
ومن هؤلاء الأنبياء الذين أعطوا صوتا حسنا داود عليه السلام، فقد قال تعالى: " وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ " (سبأ 10)
- قال ابن كثير رحمه الله في تفسير الاّية: " يخبر تعالى عما أنعم به على عبده ورسوله داود، صلوات الله وسلامه عليه، مما آتاه من الفضل المبين، وجمع له بين النبوة والملك المتمكن، والجنود ذوي العَدَد والعُدَد، وما أعطاه ومنحه من الصوت العظيم، الذي كان إذا سبح به تسبح معه الجبال الراسيات، الصم الشامخات، وتقف له الطيور السارحات، والغاديات والرائحات، وتجاوبه بأنواع اللغات. وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف فاستمع لقراءته، ثم قال " لقد أوتي هذا مِزْمَارًا من مزامير آل داود".
وقال أبو عثمان النهدي: ما سمعت صوت صَنج ولا بَرْبَط ولا وَتَر أحسن من صوت أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه."
وممن أوتي حسن الصوت من الأنبياء أيضا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن البراء رضي الله عنه قال: " سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِشَاءِ
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ}
فَمَا سَمِعْتُ أَحَدًا أَحْسَنَ صَوْتًا أَوْ قِرَاءَةً مِنْهُ "
3 - إرشاد النبي العدنان إلى تحسين الصوت بالقراّن
وقد وردت أحاديث كثيرة في استحباب تحسين الصوت بالقراّن ومنها:
أ - ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي مُوسَى: " لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ "
- قال النووي رحمه الله: " قَالَ الْعُلَمَاء: الْمُرَاد بِالْمِزْمَارِ هُنَا الصَّوْت الْحَسَن، وَأَصْل الزَّمْر الْغِنَاء، وَآلُ دَاوُدَ هُوَ دَاوُدُ نَفْسه، وَآلُ فُلَان قَدْ يُطْلَق عَلَى نَفْسه، وَكَانَ دَاوُدُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسَن الصَّوْت جِدًّا " (شرح النووي على صحيح مسلم ج3 ص146 الشاملة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - روى البخاري في صحيحه معلقا وفي خلق أفعال العباد موصولا والإمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة عن البراء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " زَيِّنُوا الْقُرْآنَ بِأَصْوَاتِكُمْ "
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قَالَ (أي ابن بطال): وَلَعَلَّ الْبُخَارِيّ أَشَارَ بِأَحَادِيث هَذَا الْبَاب إِلَى أَنَّ الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ هُوَ الْحَافِظ لَهُ مَعَ حُسْن الصَّوْت بِهِ وَالْجَهْر بِهِ بِصَوْتٍ مُطْرِب بِحَيْثُ يَلْتَذّ سَامِعه " (فتح الباري ج20 ص140 الشاملة)
ج - أَخْرَجَ اِبْن مَاجَهْ وَالْكَجّيّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّان وَالْحَاكِم مِنْ حَدِيث فَضَالَة بْن عُبَيْد مَرْفُوعًا " اللَّه أَشَدّ أَذَنًا - أَيْ اِسْتِمَاعًا - لِلرَّجُلِ الْحَسَن الصَّوْت بِالْقُرْآنِ مِنْ صَاحِب الْقَيْنَة إِلَى قَيْنَته " وَالْقَيْنَة الْمُغَنِّيَة
د - وَأَخْرَجَهُ أَبُو يَعْلَى مِنْ طَرِيق سَعِيد بْن أَبِي بُرْدَة عَنْ أَبِيهِ بِزِيَادَةٍ فِيهِ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَائِشَة مَرَّا بِأَبِي مُوسَى وَهُوَ يَقْرَأ فِي بَيْته، فَقَامَا يَسْتَمِعَانِ لِقِرَاءَتِهِ، ثُمَّ إِنَّهُمَا مَضَيَا. فَلَمَّا أَصْبَحَ لَقِيَ أَبُو مُوسَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى، مَرَرْت بِك " فَذَكَرَ الْحَدِيث فَقَالَ " أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْت بِمَكَانِك لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا " وَلِابْنِ سَعْد مِنْ حَدِيث أَنَس بِإِسْنَادٍ عَلَى شَرْط مُسْلِم " أَنَّ أَبَا مُوسَى قَامَ لَيْلَة يُصَلِّي، فَسَمِعَ أَزْوَاج النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْته - وَكَانَ حُلْوَ الصَّوْت - فَقُمْنَ يَسْتَمِعْنَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ، فَقَالَ: لَوْ عَلِمْت لَحَبَّرْته لَهُنَّ تَحْبِيرًا " وَلِلرُّويَانِيّ مِنْ طَرِيق مَالِك بْن مِغْوَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ نَحْو سِيَاق سَعِيد بْن أَبِي بُرْدَة وَقَالَ فِيهِ " لَوْ عَلِمْت أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِع قِرَاءَتِي لَحَبَّرْتهَا تَحْبِيرًا " وَأَصْلهَا عِنْد أَحْمَد (فتح الباري ج14 ص272 الشاملة)
ه - ما رواه أبو داود رحمه الله عن سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "
وقد اختلف العلماء في تفسيره إلى خمسة أقوال ذكرها ابن حجر رحمه الله في الفتح (ج14 ص240 الشاملة)
وذكر النووي رحمه الله أن قول الجمهور في تفسيره هو من لم يحسن صوته (التبيان ج1 ص110 الشاملة) وقال إن هذا القول هو الصحيح (شرح صحيح مسلم ج3 ص144 الشاملة) والله أعلم.
4 - حسن الصوت والإمامة
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيق اِبْن أَبِي مُسْجِعَة قَالَ " كَانَ عُمَر يُقَدِّم الشَّابّ الْحَسَن الصَّوْت لِحُسْنِ صَوْته بَيْن يَدَيْ الْقَوْم ". (فتح الباري ج14 ص271 الشاملة)
وذهب الفقهاء إلى تقديم حسن الصوت في الإمامة إن تساوى مع غيره في الشروط الأخرى كالقراءة والفقه والورع والهجرة والسن .... إلخ
وراجع في ذلك المجموع للنووي رحمه الله (ج4 ص283 الشاملة) و رد المحتار (ج4 ص230 الشاملة)
ولكن يحذر من تقديم المرء للصلاة لمجرد حسن الصوت مع خلوه من القراءة الصحيحة والفقه، فقد جاء في الحديث الشريف: " بادروا بالأعمال خصالا ستا: إمرة السفهاء و كثرة الشرط و قطيعة الرحم و بيع الحكم و استخفافا بالدم و نشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم
و لا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم ". (راجع السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله الحديث رقم 979)
5 - حسن الصوت و الأذان
يقدم حسن الصوت في الأذان، كما روى الترمذي وأبو داود وبن ماجة والإمام أحمد رحمهم اله عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه في الحديث الطويل الذي فيه رؤيا الأذان وفيه: " فَقُمْ مَعَ بِلَالٍ فَأَلْقِ عَلَيْهِ مَا رَأَيْتَ فَلْيُؤَذِّنْ بِهِ فَإِنَّهُ أَنْدَى صَوْتًا مِنْكَ "
(يُتْبَعُ)
(/)
- قال صاحب عون المعبود: " وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ كُلّ مَنْ كَانَ أَرْفَع صَوْتًا كَانَ أَوْلَى بِالْأَذَانِ لِأَنَّ الْأَذَان إِعْلَام وَكُلّ مَنْ كَانَ الْإِعْلَام بِصَوْتِهِ أَوْقَع كَانَ بِهِ أَحَقّ وَأَجْدَر" (عون المعبود ج2 ص25 الشاملة)
6 - تقديم السلف ذات الصوت الحسن لقراءة القراّن حتى يستمعوا إليه
قال النووي رحمه الله: " اعلم أن جماعات من السلف كانوا يطلبون من أصحاب القراءة بالأصوات الحسنة أن يقرؤوا وهم يستمعون وهذا متفق على استحبابه وهو عادة الأخيار والمتعبدين
وعباد الله الصالحين وهى سنة ثابتة عن رسول الله (ص): فقد صح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله (ص): اقرأ علي القرآن فقلت يا رسول الله أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى إذا جئت إلى هذه الآية فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك الآن فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان رواه البخاري ومسلم وروى الدارمي وغيره بأسانيدهم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول لأبي موسى الأشعري ذكرنا ربنا فيقرأ عنده القرآن والآثار في هذا كثيرة معروفة وقد مات جماعات من الصالحين بسبب قراءة من سألوه القراءة والله أعلم وقد استحب العلماء أن يستفتح مجلس حديث النبي (ص): ويختم بقراءة قارئ حسن الصوت ما تيسر من القرآن ثم إنه ينبغي للقارئ في هذه المواطن أن يقرأ ما يليق بالمجلس ويناسبه وأن تكون قراءته في آيات الرجاء والخوف والمواعظ والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة والتأهيب لها وقصر الأمل ومكارم
الأخلاق " (التبيان ص114 الشاملة)
7 - حسن الصوت يقود صاحبه إلى التوبة
قال الذهبي رحمه الله: " وعن أبي هاشم الرماني، قال: قال زاذان: كنت غلاما حسن الصوت، جيد الضرب بالطنبور، فكنت مع صاحب لي وعندنا نبيذ وأنا أغنيهم، فمر ابن مسعود فدخل فضرب الباطية بددها وكسر الطنبور، ثم قال: لو كان ما يسمع من حسن صوتك يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت، ثم مضى.
فقلت لاصحابي: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مسعود، فألقى في نفسي التوبة، فسعيت أبكي، وأخذت بثوبه، فأقبل علي فاعتنقني وبكى وقال: مرحبا بمن أحبه الله، اجلس، ثم دخل وأخرج لي تمرا " (سير أعلام النبلاء ج4 ص 281 الشاملة)
فيا ليت هذا الأثر يصل إلى كل مغنٍ قد وهبه الله حسن الصوت لكنه استعمل نعمة ربه في الحرام فنقول له: ما أحسن صوتك لو كان في كتاب الله!!
8 - حسن الصوت أمنية من أمنيات عتبة الغلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وَكَانَ " عتبة الْغُلَامُ " سَأَلَ رَبَّهُ ثَلَاثَ خِصَالٍ صَوْتًا حَسَنًا وَدَمْعًا غَزِيرًا وَطَعَامًا مِنْ غَيْرِ تَكَلُّفٍ. فَكَانَ إذَا قَرَأَ بَكَى وَأَبْكَى وَدُمُوعُهُ جَارِيَةٌ دَهْرَهُ وَكَانَ يَأْوِي إلَى مَنْزِلِهِ فَيُصِيبُ فِيهِ قُوتَهُ وَلَا يَدْرِي مِنْ أَيْنَ يَأْتِيه." (مجموع الفتاوى ج2 ص496 الشاملة)
9 - عندما يكون حسن الصوت سببا للنجاة!!
ذكر ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية في أحداث عام ثلاثمائة وثلاثة وتسعين: " وفيها خرج الركب العراقي إلى الحجاز في جحفل عظيم كبير وتجمل كثير، فاعترضهم الاصيفر أمير الاعراب، فبعثوا إليه بشابين قارئين مجيدين كانا معهم، يقال لهما أبو الحسن الرفا وأبو عبد الله بن الزجاجي، وكان من أحسن الناس قراءة، ليكلماه في شئ يأخذه من الحجيج، ويطلق سراحهم ليدركوا الحج، فلما جلسا بين يديه قرآ جميعا عشرا بأصوات هائلة مطربة مطبوعة، فأدهشه ذلك وأعجبه جدا، وقال لهما: كيف عيشكما ببغداد؟ فقالا: بخير لا يزال الناس يكرموننا ويبعثون إلينا بالذهب والفضة والتحف.
فقال لهما.
هل أطلق لكما أحد منهم بألف ألف دينار في يوم واحد؟ فقال: لا، ولا ألف درهم في يوم واحد.
قال: فإني أطلق لكما ألف ألف دينار في هذه اللحظة، أطلق لكما الحجيج كله، ولولا كما لما قنعت منهم بألف ألف دينار.
فأطلق الحجيج كله بسببهما، فلم يتعرض أحد من الاعراب لهم، وذهب الناس إلى الحج سالمون شاكرون لذينك الرجلين المقرئين.
ولما وقف الناس بعرفات قرأ هذان
(يُتْبَعُ)
(/)
الرجلان قراءة عظيمة على جبل الرحمة فضج الناس بالبكاء من سائر الركوب لقراءتهما، وقالوا لاهل العراق: ما كان ينبغي لكم أن تخرجوا معكم بهذين الرجلين في سفرة واحدة، لا حتمال أن يصابا جميعا، بل كان ينبغي أن تخرجوا بأحدهما وتدعوا الآخر، فإذا أصيب سلم الآخر.
وكانت الحجة والخطبة للمصريين كماهي لهم من سنين متقدمة، وقد كان أمير العراق عزم على العود سريعا إلى بغداد على طريقهم التي جاؤوا منها، وأن لا يسيروا إلى المدينة النبوية خوفا من الاعراب، وكثرة الخفارات، فشق ذلك على الناس، فوقف هذان الرجلان القارئان على جادة الطريق التي منها يعدل إلى المدينة النبوية، وقرآ (ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه) الآيات [التوبة: 120] فضج الناس بالبكاء وأمالت النوق أعناقها نحوهما، فمال الناس بأجمعهم والامير إلى المدينة النبوية فزاروا وعادوا سالمين إلى بلادهم ولله الحمد والمنة.
ولما رجع هذا القارئان رتبهما ولي الامر مع أبي بكر بن البهلول - وكان مقرئا مجيدا أيضا - ليصلوا بالناس صلاة التراويح في رمضان، فكثر الجمع وراءهم لحسن تلاوتهم، وكانوا يطيلون الصلاة جدا ويتناوبون في الامامة، يقرأون في كل ركعة بقدر ثلاثين آية، والناس لا ينصرفون من التراويح إلا في الثلث الاول من الليل، أو قريب النصف منه. (البداية والنهاية ج11 ص383)
10 - حسن الصوت والدعوة إلى الله
فقد أسلم ضابط طيار إنكليزي بعدما سمع تلاوة للشيخ محمد رفعت، وأسلم غيره على تلاوة الشيخ رفعت، وسمعت - والله أعلم - أن أناسا قد أسلموا على تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله.
وحسن الصوت بالقراّن يكون سببا لهداية كثير من العصاة ورجوعهم إلى ربهم، وكم من عاصٍ كانت قصة توبته اّية سمعها من قارىء حسن الصوت.
11 - من أحسن الناس صوتا؟؟
روى ابن ماجة رحمه الله بسند صححه الألباني رحمه الله عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله "
12 - حكم قراءة القراّن بالألحان
قال النووي رحمه الله: " وأما القراءة بالألحان فقد قال الشافعي رحمه الله في موضع أكرهها قال أصحابنا ليست على قولين بل فيه تفصيل إن أفرط في التمطيط فجاوز الحد فهو الذي كرهه وإن لم يجاوز فهو الذي لم يكرهه وقال أقضى القضاة الماوردي في كتابه الحاوي القراءة بالألحان الموضوعة إن أخرجت لفظ القرآن عن صيغته بإدخال حركات فيه أو إخراج حركات منه أو قصر ممدود أو مد مقصور أو تمطيط يخفي به بعض اللفظ ويتلبس المعنى فهو حرام يفسق به القارئ ويأثم به المستمع لأنه عدل به عن نهجه القويم إلى الاعوجاج والله تعالى يقول قرآنا عربيا غير ذي عوج قال وإن لم يخرجه اللحن عن لفظه وقراءته على ترتيله كان مباحا لأنه زاد على ألحانه في
تحسينه هذا كلام أقضى القضاة وهذا القسم الأول من القراءة بالألحان المحرمة مصيبة ابتلي بها بعض الجهلة الطغام الغشمة الذين يقرؤون على الجنائز وبعض المحافل وهذه بدعة محرمة ظاهرة يأثم كل مستمع لها كما قاله أقضى القضاة الماوردي ويأثم كل قادر على إزالتها أو على النهي عنها إذا لم يفعل ذلك وقد بذلت فيها بعض قدرتي وأرجو من فضل الله الكريم أن يوفق لإزالتها من هو أهل لذلك وأن يجعله في عافية " (التبيان 111 - 112 الشاملة)
13 - ماذا يفعل من لم يرزق حسن الصوت؟
قال أبو داود رحمه الله: " حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا عبد الجبار بن الورد قال سمعت ابن أبي مليكة يقول قال عبيد الله بن أبي يزيد مر بنا أبو لبابة فاتبعناه حتى دخل بيته فدخلنا عليه فإذا رجل رث البيت رث الهيئة فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس منا من لم يتغن بالقرآن قال فقلت لابن أبي مليكة يا أبا محمد أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت قال يحسنه ما استطاع"
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Oct 2007, 03:52 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " قَالَ (أي ابن بطال): وَلَعَلَّ الْبُخَارِيّ أَشَارَ بِأَحَادِيث هَذَا الْبَاب إِلَى أَنَّ الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ هُوَ الْحَافِظ لَهُ مَعَ حُسْن الصَّوْت بِهِ وَالْجَهْر بِهِ بِصَوْتٍ مُطْرِب بِحَيْثُ يَلْتَذّ سَامِعه " (فتح الباري ج20 ص140 الشاملة)
.
التصحيح (ج21 ص140 الشاملة)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[24 Oct 2007, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياك الله أخي العبادي ونفع بك، إليك وإلى الإخوة الأحباب هذه الإضافة::
قال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن 4/ 1595 عند تفسيره للآية 10 من سورة سبأ:
قَوْله تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد مِنَّا فَضْلًا
قَوْلُهُ: {فَضْلًا}: فِيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ قَوْلًا: الْأَوَّلُ: النُّبُوَّةُ. الثَّانِي: الزَّبُورُ. الثَّالِثُ: حُسْنُ الصَّوْتِ. الرَّابِعُ: تَسْخِيرُ الْجِبَالِ وَالنَّاسِ. الْخَامِسُ: التَّوْبَةُ. السَّادِسُ: الزِّيَادَةُ فِي الْعُمْرِ. السَّابِعُ: الطَّيْرُ. الثَّامِنُ: الْوَفَاءُ بِمَا وُعِدَ. التَّاسِعُ: حُسْنُ الْخُلُقِ. الْعَاشِرُ: الْحُكْمُ بِالْعَدْلِ. الْحَادِيَ عَشَرَ: تَيْسِيرُ الْعِبَادَةِ. الثَّانِيَ عَشَرَ: الْعِلْمُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُد وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا}. الثَّالِثَ عَشَرَ: الْقُوَّةُ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُد ذَا الْأَيْدِ إنَّهُ أَوَّابٌ}. الرَّابِعَ عَشَرَ: قَوْلُهُ: {وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ}.
وَالْمُرَادُ هَاهُنَا مِنْ جُمْلَةِ الْأَقْوَالِ حُسْنُ الصَّوْتِ؛ فَإِنَّ سَائِرَهَا قَدْ بَيَّنَّاهُ فِي مَوْضِعِهِ فِي كِتَابِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْمُشْكِلَيْنِ. وَكَانَ دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَامُ ذَا صَوْتٍ حَسَنٍ وَوَجْهٍ حَسَنٍ، وَلَهُ {قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ: لَقَدْ أُوتِيت مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُد}، وَهِيَ:
... وَفِيهِ دَلِيلُ الْإِعْجَابِ بِحُسْنِ الصَّوْتِ، وَقَدْ رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُغَفَّلٍ قَالَ: {رَأَيْت النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ أَوْ جَمَلِهِ وَهِيَ تَسِيرُ بِهِ، وَهُوَ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفَتْحِ أَوْ مِنْ سُورَةِ الْفَتْحِ قِرَاءَةً لَيِّنَةً وَهُوَ يُرَجِّعُ، وَيَقُولُ آهٍ}، وَاسْتَحْسَنَ كَثِيرٌ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ الْقِرَاءَةَ بِالْأَلْحَانِ وَالتَّرْجِيعِ، وَكَرِهَهُ مَالِكٌ. وَهُوَ جَائِزٌ {لِقَوْلِ أَبِي مُوسَى لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لَوْ عَلِمْت أَنَّك تَسْمَعُ لَحَبَّرْته لَك تَحْبِيرًا}؛ يُرِيدُ لَجَعَلْته لَك أَنْوَاعًا حِسَانًا، وَهُوَ التَّلْحِينُ، مَأْخُوذٌ مِنْ الثَّوْبِ الْمُحَبَّرِ، وَهُوَ الْمُخَطَّطُ بِالْأَلْوَانِ.
وَقَدْ سَمِعْت تَاجَ الْقُرَّاءِ ابْنَ لُفْتَةَ بِجَامِعِ عَمْرٍو يَقْرَأُ: {وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك}. فَكَأَنِّي مَا سَمِعْت الْآيَةَ قَطُّ.
وَسَمِعْت ابْنَ الرَّفَّاءِ وَكَانَ مِنْ الْقُرَّاءِ الْعِظَامِ يَقْرَأُ، وَأَنَا حَاضِرٌ بِالْقَرَافَةِ: فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ.
وَسَمِعْت بِمَدِينَةِ السَّلَامِ شَيْخَ الْقُرَّاءِ الْبَصْرِيِّينَ يَقْرَأُ فِي دَارٍ بِهَا الْمَلِكُ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} فَكَأَنِّي مَا سَمِعْتهَا قَطُّ حَتَّى بَلَغَ إلَى قَوْله تَعَالَى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} فَكَأَنَّ الْإِيوَانَ قَدْ سَقَطَ عَلَيْنَا.
وَالْقُلُوبُ تَخْشَعُ بِالصَّوْتِ الْحَسَنِ كَمَا تَخْضَعُ لِلْوَجْهِ الْحَسَنِ، وَمَا تَتَأَثَّرُ بِهِ الْقُلُوبُ فِي التَّقْوَى فَهُوَ أَعْظَمُ فِي الْأَجْرِ وَأَقْرَبُ إلَى لِينِ الْقُلُوبِ وَذَهَابِ الْقَسْوَةِ مِنْهَا.
وَكَانَ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ يَأْوِي إلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى، ثُمَّ تَمَتَّعْنَا بِهِ ثَلَاثَ سَنَوَاتٍ، وَلَقَدْ كَانَ يَقْرَأُ فِي مَهْدِ عِيسَى فَيُسْمَعُ مِنْ الطُّورِ، فَلَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَصْنَعَ شَيْئًا طُولَ قِرَاءَتِهِ إلَّا الِاسْتِمَاعَ إلَيْهِ. وَكَانَ صَاحِبُ مِصْرَ الْمُلَقَّبُ بِالْأَفْضَلِ قَدْ دَخَلَهَا فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ وَحَوَّلَهَا عَنْ أَيْدِي الْعَبَّاسِيَّةِ، وَهُوَ حَنَقَ عَلَيْهَا وَعَلَى أَهْلِهَا بِحِصَارِهِ لَهُمْ وَقِتَالِهِمْ لَهُ، فَلَمَّا صَارَ فِيهَا، وَتَدَانَى بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مِنْهَا، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ تَصَدَّى لَهُ ابْنُ الْكَازَرُونِيِّ، وَقَرَأَ: {قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِك الْخَيْرُ إنَّك عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فَمَا مَلَكَ نَفْسَهُ حِينَ سَمِعَهُ أَنْ قَالَ لِلنَّاسِ عَلَى عِظَمِ ذَنْبِهِمْ عِنْدَهُ، وَكَثْرَةِ حِقْدِهِ عَلَيْهِمْ: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
وَالْأَصْوَاتُ الْحَسَنَةُ نِعْمَةٌ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، وَزِيَادَةٌ فِي الْخَلْقِ وَمِنَّةٌ. وَأَحَقُّ مَا لُبِّسَتْ هَذِهِ الْحُلَّةُ النَّفِيسَةُ وَالْمَوْهِبَةُ الْكَرِيمَةُ كِتَابُ اللَّهِ؛ فَنِعَمُ اللَّهِ إذَا صُرِفَتْ فِي الطَّاعَةِ فَقَدْ قُضِيَ بِهَا حَقُّ النِّعْمَةِ".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[26 Oct 2007, 11:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور مصطفى وأحسن إليكم وبارك فيكم، وإن شاء الله أضيف ما أضفتموه إلى أصل المقال.(/)
بيع نسخة من المصحف برقم قياسي بمزاد علني
ـ[الكشاف]ــــــــ[24 Oct 2007, 04:12 م]ـ
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2007/10/24/1_730471_1_23.jpg
بيعت في العاصمة البريطانية نسخة من القرآن الكريم تعود إلى القرن الثالث عشر بمبلغ 1.14 مليون جنيه إسترليني (ما يعادل 2.33 مليون دولار) وهو رقم قياسي عالمي جديد لبيع بالمزاد لنسخة من القرآن أو أي مخطوط إسلامي.
وقد حققت النسخة أكثر من أربعة أمثال المبلغ المقدر لها -قبل البيع- والبالغ 250 ألف إسترليني.
وقال مدير الفنون الاسلامية بدار كريستي للمزادات وليام روبنسون إن هذه النسخة كتبت بالذهب وحواش بالفضة عام 1203، مشيرا إلى أنها سجلت رقما قياسيا جديدا في العالم لبيع أي مخطوط إسلامي.
وبيعت هذه النسخة خلال جلسة مخصصة للفن الإسلامي، وبلغ رقم المبيعات فيها 9.5 ملايين جنيه.
المصدر: الجزيرة الإخبارية ( http://www.aljazeera.net/NR/exeres/62D71EF7-A937-49CD-AFAC-9D5155C2F374.htm) .
ـ[المستكشف]ــــــــ[25 Oct 2007, 05:14 م]ـ
يا حسافه على هالثروة المرمية عند الكفار، ولو قلت لبعض من أنعم الله عليه اشتر هالمصحف بهالسعر، لقال لك: غالي وانا وش استفيد منه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Oct 2007, 03:28 ص]ـ
إنها كنوز المسلمين التي نهبها المستخرب للدول الإسلامية وما نهب مكتبات بغداد منا ببعيد.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[الجكني]ــــــــ[26 Oct 2007, 07:34 ص]ـ
إخوتي الكرام:
لنكن واقعيين، الحال والواقع يشهد أن بقاء هذه " الكنوز " - غير المصاحف الشريفة - في أيدي الكفرة أفضل بكثير من بقائها بين أيدي " الفجرة " ولا أتكلم من فراغ، إذ باستطاعة أي مسلم أن يحصل على أي مخطوط يريده عندالأولين بكل أريحية وسهولة وقد لا تتعدى فترة مطالبته الشهر والشهرين، أما عند الأخيرين فلو جاءه المخطوط بعد عقد من الزمن فهو الكاسب والرابح.
أليس من المؤسف أنك لا تستطيع الحصول على أكثر من (10) ورقات من مخطوط فضلاً عن الحصول عليه كله من الدول الإسلامية إلا بالغش والخداع والرشوة، وإن كنت ممن تسنده الظهور ينتهي طلبك بتصوير المكتبة كلها في كلمح البصر؟
هذا من حكم الله تعالى التي لايعرف سرها إلا هو سبحانه وتعالى.
ـ[موراني]ــــــــ[26 Oct 2007, 03:12 م]ـ
وهنا تجدون الوصف الكامل لهذا المصحف
وطريق بيعه وشرائه
http://www.christies.com/LotFinder/lfsearch_coa/LotDescription.aspx?intObjectId=4979417
وجدير بالذكر أن صاحبي هذا المصحف , القديم والجديد , البائع والمشتري
حافظان على هذه التحفة باهتمام أكثر وبعناية أكبر من أي متحف أو مكتبة في العالم
بتحياتي(/)
قراءة في كتاب أسرار التنزيل
ـ[محمد بن إبراهيم الحمد]ــــــــ[24 Oct 2007, 04:40 م]ـ
أسرار التنزيل تفسير آيات قرآنية كريمة
للشيخ محمد الخضر حسين 1293 - 1377هـ
جمعه وحققه ونشره الأستاذ/ علي الرضا التونسي الحسيني
هذا الكتاب يقع في مجلد واحد، وعدد صفحاته 361 صفحة، وقد طُبع عام 1396هـ - 1976م.
يقول الناشر الأستاذ علي الرضا -ابن أخ الشيخ محمد الخضر- في مقدمة الكتاب مبيناً قصة تأليف هذا الكتاب: "ما إن ارتقى فضيلة الإمام الأكبر المرحوم محمد الخضر حسين -رضوان الله عليه- المرتبة العلمية الرفيعة التي انتهى إليها في قمة مجده العلمي، وفي أواخر حياته المليئة بالجهاد في سبيل الله والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وما إن أضحى بحراً لا ساحل له في مختلف العلوم الإسلامية واللغوية - باشر في وضع تفسير محكم لكتاب الله العزيز، ينبع من صفاء علمه، وعرفانه وهدايته وتقواه.
وبقلمه البليغ بدأ -رحمه الله- نشر التفسير الذي وضعه في مجلة "لواء الإسلام" التي كانت تصدر بالقاهرة، وكان رئيساً لتحريرها، بدءاً من العدد الأول الصادر بتاريخ الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1366هـ الموافق التاسع عشر من شهر يوليو تموز 1947م.
واستمر في هذا العمل الجليل حتى أثقلته السنون وقد قارب عمره الطاهر على الثمانين عاماً.
وتحت وطأة الشيخوخة توقف عن متابعة هذا الجهد الرائع والإنتاج الفكري العظيم، وكانت آخر الصفحات من التفسير هي تلك التي نشرها في العدد الثاني عشر من السنة الرابعة لمجلة لواء الإسلام والصادر في شهر شعبان لعام 1370هـ الموافق شهر مايو أيار لعام 1951م.
قام المؤلف بتفسير القسم الأكبر من سورة البقرة حتى الآية 195 بالإضافة إلى سورة الفاتحة، وبتفسير آيات قرآنية كريمة من سور مختلفة وهي: آية من سورة آل عمران - آيات من سورة الحج - آيات الصيام - ثلاث آيات من سورة الأنفال - أربع آيات من سورة يونس - خمس آيات من سورة ص.
وقد ضممنا في هذا الكتاب تفسير آيات سورة البقرة من 1 - 195 والمنشور في أعداد مجلة لواء الإسلام، ودروس التفسير التي ألقاها في بعض النوادي والجمعيات الإسلامية ونشرت في مجلة "الهداية الإسلامية" التي كان يصدرها المؤلف في القاهرة.
والله نسأل السداد والتوفيق في خدمة رسالة الإسلام". ص3 - 4
عرض مجمل للتعريف بالكتاب ومنهجه
رغبة في التعريف والتنويه بذلك الكتاب هذا عرض مجمل عن ذلك الكتاب، وميزاته، والمنهج الذي سار عليه مؤلفه فيما يلي:
1 - أنه كُتب بلغة عالية جزلة واضحة؛ ولا غرو في ذلك؛ فالمؤلف من أرباب البيان، وأمرائه.
2 - أنه سار في مسائل العقيدة -خصوصاً في باب الصفات- على منهج السلف؛ فإذا مر بشيء من ذلك أثناء تفسيره لم يتعرض لها بتأويل يصرفها عن ظواهرها، وإنما يسير فيها على وفق منهج السلف من حيث إثباتها لله -عز وجل- على الوجه اللائق به دون نفي لها أو تعرض لكيفيتها.
3 - أن هذا الكتاب حافل بالعلم الغزير، والفوائد الجمة، واللفتات البارعة، والاستنباطات الرائعة، والنكت البديعة، والإشارات التربوية والإصلاحية.
4 - أن المؤلف -رحمه الله- حرص على ربط تفسيره بواقعه الذي يعيش فيه؛ فلذا تراه يتعرض لهداية الآيات وعلاجها لكثير من مشكلات العصر.
وتراه يرد على بعض المعاصرين الذين تأولوا بعض الآيات على غير وجهها الصحيح كما في ص 119 من الكتاب.
5 - أنه كان يميل إلى الإيجاز، والبعد عن الحشو والتطويل، في إيراد الأقوال؛ فتراه لا يستقصي، ولا يفصل، وإنما يبين ما يظهر له من معنى الآية، وربما استشهد بأقوال وآراء بعض أهل العلم السابقين كابن القيم وغيره.
ولعل الحامل له على ذلك أن كتابه كان عبارة عن مقالات أو محاضرات في التفسير، وذلك المقام لا يسمح بالاستقصاء.
6 - أنه كان يُعنى بتحليل الألفاظ وشرحها دون تطويل -كما سبق-.
7 - عنايته بجناب التوحيد، وتحذيره من الشرك ومظاهره المعاصرة، وذلك إذا مرَّ بآيات في هذا الشأن -كما سيأتي أمثلة لذلك عند تفسيره لقوله -تعالى-: [فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً].
(يُتْبَعُ)
(/)
8 - تعرض لبعض المسائل الفقهية كما في تفسيره لقوله -تعالى-: [كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ] الآيةَ، ص286 - 290، وكما في تفسيره لقوله -تعالى-: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ] الآيةَ، ص292 - 295.
9 - تنويهه بمكارم الأخلاق، وأثرها في سيادة الأمة، والرقي بها.
فهذا مجمل ما جاء في الكتاب، وطريقة مؤلفه فيه.
نماذج لنقول من الكتاب
1 - قال -رحمه الله- مبيناً مقاصد سورة الفاتحة: "اشتملت هذه السورة بوجه إجمالي على مقاصد الدين: من توحيد، وتعبد وأحكام، ووعد ووعيد.
ولهذه المزية سميت أم القرآن، وافْتُتِح بها الكتاب المجيد، وأُمر الناس بقراءتها في كل صلاة، وهي مقولة على ألسنة العباد لتعليمهم كيف يناجون البارئ -تعالى-، ويحمدونه ويتضرعون إليه". ص7
2 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [الرَّحْمنِ الرَّحيمِ]: "هما صفتان مشتقتان من الرحمة، والرحمة في أصل اللغة: رقة في القلب تقتضي الإحسان، وهذا المعنى لا يليق أن يكون وصفاً لله -تعالى-، ففسرها بعض العلماء بإرادة الإحسان، وفسرها آخرون بالإحسان نفسه، والموافق لمذهب السلف أن يقال: هي صفة قائمة بذاته -تعالى- لا نعرف حقيقتها، وإنما نعرف أثرها الذي هو الإحسان.
وليست الصفتان -أعني الرحمن الرحيم- بمعنى واحد، بل روعي في كل منهما معنىً لم يراع في الآخر؛ فالرحمن بمعنى عظيم الرحمة؛ لأن فعلان صيغة مبالغة في كثرة الشيء وعظمته، ولا يلزم منه الدوام، كغضبان وسكران، والرحيم بمعنى دائم الرحمة؛ لأن صيغة فَعيل تستعمل في الصفات الدائمة ككريم وظريف؛ فكأنه قيل: العظيم الرحمة الدائمها". ص7 - 8
3 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ]: "عني القرآن الكريم بمدح المنفقين والحثِّ على الإنفاق؛ إذ كان من أعظم الوسائل إلى رقي الأمم وسلامتها من كوارث شتى: مثل الفقر، والجهل، والأمراض المتفشية؛ فببذل المال تسد حاجات الفقراء، وتشاد معاهد التعليم، وتقام وسائل حفظ الصحة، إلى ما يشاكل هذا من جلائل الأعمال". ص16
4 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ]: "للإيمان باليوم الآخر أثر عظيم في اجتناب الشر، والاستكثار من الخير". ص17
5 - وقال في خاتمة تفسيره لقصة آدم -عليه السلام- الواردة في سورة البقرة: "والقصة مع كونها حقيقة واقعة تنطوي على حكم شائقة، وعبر لامعة، يجدها المتدبر لكتاب الله قريبة المنال، غزيرة المثال، كأن يفهم منها أن سياسة الأمم على الطريقة المثلى إنما تقوم على أساس راسخ من العلم، ويفهم منها أن فضل العلم النافع فوق فضل العبادة، وأن روح الشر الخبيثة إذا طغت في نفس، ذهبت البراهين عندها ضائعة، ولا يوجهها إلى الخير وعد ولا يردعها عن الشر وعيد.
ويستفيد منها الرئيس الأعلى كيف يفسح المجال لمرؤوسيه المخلصين يجادلونه في أمر يريد قضاءه، ولا يزيد على أن يبين لهم وجهة نظره في رفق، وإذا تجاوزوا حد الأدب اللائق به راعى في عتابهم ما عرفه فيهم من سلامة القلب، وتلقي أوامره بحسن الطاعة.
ويستفيد منها المُتَقَلِّبُ في نعمة يغبط عليها أن مخالفة ما أمر الله قد تكون سبباً لزوال النعمة، وذلك ما يدعوه إلى تحصينها بالتزام الطاعة في كل حال". ص69
6 - وقال في معرض تفسيره لقوله -تعالى-: [وَاسْتَعِنُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ]: "ووجه كون الصبر معيناً على تلقي الأوامر بحسن الطاعة، هو أن يتربى بالنظر في عواقب الأمور.
ومن رسخت قدمه في هذا الشأن، وأصبح يقيس الأعمال بعواقبها وما يترتب عليها من آثار يحمدها - تضاءلت أمامه المصاعب، ولم يقف به عن العمل ما يلاقيه في سبيله من مشقة.
وكانت الصلاة معينة على النهوض بالأعمال الجليلة من جهة أنها عبادة يقوم بها العبد في كل يوم خمس مرات يناجي فيها ربه، ويقرأ فيها من القرآن ما فيه حكمة وموعظة حسنة، فتزكو نفسه، وتصفو سريرته، ويستمر هذا الحال في غير أوقات الصلاة؛ حتى إذا حضر وقت عمل واجب غير الصلاة، وجد في نفسه إقبالاً عليه، واستهانة بكل ما يلاقيه في سبيل الله من مكاره وآلام". ص78
7 - وقال في تفسير قوله -تعالى-: [وَإِنَّهَا لَكَبِيْرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ]: "والمعنى أن الصلاة صعبة إلا على الخاضعين الذين أسلموا وجوههم لله.
(يُتْبَعُ)
(/)
والصلاة من حيث إنها قيام، وركوع، وسجود، وجلوس ليس فيها صعوبةٌ، والصعوبةُ من جهة أن الصلاة بحق ما يدخلها المصلي بقلب حاضر؛ فيؤديها مبتغياً رضا الله، تالياً القرآن بتدبر، ناطقاً بالدعوات والأذكار التي تشمل عليها عن قصد إلى كل معنى دون أن تجري على لسانه، وهو في غفلة عن معانيها التي هي روح العبادة.
ويضاف إلى هذا في معنى صعوبة الصلاة أنها فريضة شرعت لأن يقيمها العبد في كل يوم خمس مرات مدى الحياة.
وإنما كانت سهلة على الخاشعين؛ لإيقانهم أنها من أهم وسائل الفلاح في الدنيا والسعادة في الآخرة، ولأنهم يجدون عند أدائها ارتياحاً واطمئناناً يجعل نفوسهم ناشطة للقيام بها كلما حل وقتها". ص79
8 - وقال في قوله -تعالى-: [فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الحَجَرَ]: "من أين جاءت هذه العصا إلى موسى -عليه السلام-؟ وكيف كانت صفتها؟
يحكي في ذلك المفسرون أقوالاً مختلفة، كما أن الآثار اختلفت في مصدر هذا الحجر الذي ضرب بها، وفي وصفه.
ويكفي في فهم معنى الآية واستفادة أن ما تضمنته من واقعة انفجار الماء إنما كان على وجه المعجزة، أن تعلم أن العصا كانت لموسى (بعصاك) وأن الحجر الذي ضرب بها كان من الصخر الذي ليس من شأنه الانفجار بماء". ص100
9 - وقال عند قوله -تعالى-: [وَلاَ تَقُوْلُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ أَمْوَاتٌ ... ]: "والمعروف أن أرواح السعداء من غير الشهداء في حياة ونعيم بعد الموت، ولكن للشهداء حياة أرقى تمتاز عن حياة غيرهم من السعداء، نؤمن بها كما ذكرها الله -تعالى- ولا ندرك حقيقتها؛ إذ لا يمكن إدراكها إلا من طريق الوحي، كما قال -تعالى-: [ولكن لا تشعرون] أي لا تحسُّون ولا تدركون حالهم بالمشاعر؛ لأنها من شؤون الغيب التي لا طريق للعلم بها إلا الوحي". ص246
10 - وقال عند قوله -تعالى-: [وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ باللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ ... ]: "والإيمان باليوم الآخر: التصديق بالبعث وما يقع بعده من حساب وثواب، وعقاب على الوجه الذي وصفته نصوص الشريعة بأجلى بيان.
ومما دلت عليه نصوص الشريعة الغراء دلالة لا تحوم بها شبهة أن للأجسام نصيباً من ذلك النعيم أو العذاب، ولا يختص به الأرواح، كما يزعم بعض من لا يريد أو لا يستطيع أن يأتي الحقائق من أبوابها". ص276
11 - وقال في قوله -تعالى-: [فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُوْنَ]: "الأنداد: جمع ند، والند المماثل المكافئ، وفسر في الآية بمعنى الشريك، فكل من عظم مخلوقاً التعظيم الذي لا يليق إلا بالله -تعالى-، فقد اتخذ ذلك المخلوق نداً لله.
وتتناول الآية مشركي العرب لعبادتهم الأصنام، والصابئين لعبادتهم الكواكب، والمجوس لعبادتهم النار، والنصارى لتعظيمهم المسيح -عليه السلام- تعظيماً لا يحق إلا لله.
وممن يجعلون لله أنداداً أولئك الفرق الضالة الذين يعتقدون إلهية زعمائهم، كطائفة البهائية الذين يعتقدون إلهية زعيم مذهبهم.
ومن واجب دعاة الإصلاح أن يراقبوا أحوال من يزورون قبور الصالحين؛ حتى إذا أحسوا مِنْ زائرٍ المبالغةَ في تعظيم صاحب القبر كالانحناء أمامه في هيئة الراكع أو الساجد؛ نبّهوه برفق، وأنقذوه من الوقوع في اعتقاد أن الولي يملك لنفسه أو لغيره نفعاً أو ضراً، وأعادوه إلى ما يوافق التوحيد الخالص من أن النفع والضر من طريق غيبي إنما هو بيد الله الذي بيده ملكوت كل شيء". ص316 - 317
12 - وقال في قوله -تعالى-: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ]: "والرحمة يوصف بها الإنسان فتكون بمعنى العطف والحنو، وهذا المعنى هو رقة القلب لا يصح أن تفسر به الرحمة الواردة وصفاً للباري -جل جلاله- بل نقول: إن رحمة الله صفة ثابتة له -تعالى- لا نعلم حقيقتها وإنما نعرف أثرها الذي هو إيصال الخير، كما أننا لا نعلم حقيقة علمه -تعالى- وإنما نعرف أنه صفة تحيط بالأشياء على ما هي عليه.
دلت الآية على أن لينه -عليه الصلاة والسلام- لمن خالفوا أمره، وتولوا عن موقع القتال إنما كان برحمة من الله؛ فالله حقيق بحمد النبي-صلى الله عليه وسلم- إذ وفقه لفضيلة الرفق بأولئك المؤمنين، وحقيق بحمد أولئك المؤمنين؛ إذ كان لين رسول الله إنما هو أثر من أثر رحمة الله". ص330
13 - وقال في قوله -تعالى-: [وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضوا مِنْ حَوْلِكَ]:
(يُتْبَعُ)
(/)
"الفظاظة: الخشونة، وغلظُ القلبِ: قسوتُه، والانفضاضُ: الانصراف.
والمعنى: لو كنت خشناً في قولك أو فعلك، قاسي القلب - لانصرفوا من مجلسك، ولما استضاؤوا بنور هديك.
والفعل الواقع بعد لو الشرطية في حكم المنفي، فقوله -تعالى-: [وَلَوْ كُنْتَ فَظَّاً] ينفي عنه -عليه الصلاة والسلام- الفظاظة التي تظهر في قول أو فعل.
وقوله: [غَلِيظَ القَلْبِ] ينفي عنه سبب الفظاظة الذي هو جفاء الطبع.
وبهذا يثبت له -عليه الصلاة والسلام- لين الجانب وسماحة الخلق، وكأن الآية تقول: هو ليّن في قوله وفعله، وأن لينه هذا لم يصدر عن أمر عارض من نحو رغبة أو رهبة، بل كان عن طبيعة كريمة في النفس.
وليعتبر في هذه الآية من يتولى أمراً يستدعي أن يكون بجانبه أصحاب يظاهرونه عليه، حتى يعلم يقينا أن قوة الذكاء، وغزارة العلم، وسعة الحياة، وعظم الثروة - لا تكسبه أنصاراً مخلصين، ولا تجمع عليه من فضلاء الناس من يثق بصحبتهم إلا أن يكون صاحب خلق كريم من اللين والصفح والاحتمال.
وطبيعة اللين وسماحة الخلق، لا تنافي مزية الحزم والأخذ بالتي هي أشد عندما يقتضي الحال ذلك:
إذا قيل رفقاً قال للحلم موضع = وحلم الفتى في غير موضعه جهل
وتمييز موضع اللين من موضع الشدة يرجع إلى ذكاء الإنسان، وإدراكه لطبائع الأشخاص الذين ينالونه بمكروه". ص330 - 331
14 - وقال في قوله -تعالى-: [فَاعْفُ عَنْهُمْ]:
"العفو: عدم المؤاخذة على الإساءة مع القدرة على المؤاخذة عليها، والحلم ضبط النفس في هيجان الغضب، وإذا قيل: إن العفو والحلم متقاربا المعنى فلأن عدم المؤاخذة على الإساءة المسمى عفواً إنما يعد في مكارم الأخلاق متى صار طبيعة للنفس، وإذا صار طبيعة لها سهل ضبطها عن هيجان الغضب.
وكذلك ضبط النفس عن هيجان الغضب يعد في مكارم الأخلاق بالنظر لما يتبعه من عدم المؤاخذة على الإساءة، فَأَمْرُ الرجل بأحد الوصفين: العفو والحلم، أو مدحه به، يغني في نظر علماء الأخلاق عن أمره أو مدحه بالآخر.
والعفو الخالص أن لا يُؤَاخِذَ الرجلَ بالإساءة، ولا يبقى له في نفسه أثر من غيظ، حتى يكون حاله في معاملة المسيء، وحبه له الخير كحاله لو لم يسيء إليه.
أُمِرَ -عليه الصلاة والسلام- بالعفو، وإنما يعفو فيما يختص به من الحقوق، كأن يؤذيه شخص في مال أو يسيء إليه بكلمة جافية لا تبلغ حد الكفر.
وأما الإساءة فيما هو حق الله، كترك الصلاة، أو الصيام، أو شرب الخمر - فلا يملك عنه إلا الله.
قالت عائشة -رضي الله عنها- فيما روي في الصحيح: "مارأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منتصراً من مظلمة ظلمها قط ما لم تكن حرمة من محارم الله".
وكان -صلى الله عليه وسلم- المثال الأكمل في هذا الخلق العظيم، وشواهد هذا ثابتة في كتب السيرة والحديث". ص331
15 - وقال في قوله -تعالى-: [وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ]:
"المشاورة في الأمر: المراجعة فيه لاستطلاع الرأي الصالح، أي راجعهم في الأمر؛ لترى رأيهم فيه.
والمراد من الأمر ما يعرض من أمور الدنيا من نحو تدبير الحروب، وأما أمور الدين فقد أغناه الله عن الشورى فيها بما ينزل عليه من الوحي، أو بالاجتهاد الذي ينظر فيه بنور الله إن قلنا: أنه كان -عليه الصلاة والسلام- يجتهد في بعض الأحكام العملية.
وهذه الآية قررت أصلاً عظيماً من أصول السياسة الرشيدة، وهو أن لا يستبد ولي الأمر في تصريف الأمور دون أن يأخذ رأي أولي العلم.
وقد قررت هذا الأصل بأبلغ وجه؛ إذ وجهت الأمر فيه إلى أكبر الناس عقلاً، وأعرفهم بطرق المصالح، وأقلهم حاجة إلى الاستعانة برأي غيره، وهو أكمل الخليقة -صلوات الله عليه- فليس لأحد بعد هذا أن يتخيل أنه في غنى عن المشاورة بما أوتيه من كمال العقل، وسداد الرأي.
وفي الشورى استبانة الرأي الحق من بين آراء متعددة، وفيها تطييب خواطر مَنْ يهمهم أن يُدَبَّرَ الأمرُ على بصيرة، وفيها تأليف قلوبهم بما في مراجعة ولي الأمر لهم من التنبيه على رفعة أقدارهم في نظره.
وقد يتوهم الرجل أن الاستشارة تنبئ عن الاحتياج إلى رأي غيره؛ فهي من علامات اعتقادِه بضعف رأيه.
والحقيقة أن الإنسان -وإن بلغ عقله الغاية- لا يستغني عن الاستعانة في مشكلات الأمور بآراء الرجال؛ إذ العقول قد تكون نافذة في ناحية من الأمر، واقفة عند الظاهر في ناحية أخرى منه.
ولعلك لا تجد عقلاً في الناس ينفذ في كل ناحية وجهته إليها، ومن أدرك هذه الحقيقة، عرف يقيناً أن احتياج الإنسان إلى الاستشارة من مقتضيات الفطرة البشرية، ومن يجري على مقتضى الفطرة البشرية التي ليس في طاقته الخروج عنها إلا بعصمة من الله، لا يحق لأحد أن ينسبه إلى نقص.
وإن قلنا على وجه الفرض: إن احتياج الرجل إلى رأي غيره في بعض الأمور نقص - فإنا إذا وضعنا هذا النقص في كفة، ووضعنا الفوائد التي تحصل من الاستشارة في كفة، رجحت هذه الفوائد، وغطت على ذلك النقص حتى كأنه ذهب ولم يبق له عين ولا أثر". ص332 - 333
16 - وقال في قوله -تعالى-: [إنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ]:
"المحبة من الإنسان ميل الطبع إلى الشيء، وهذا المعنى ممتنع في حق البارئ -جل جلاله- فإذا أضيفت المحبة إليه -تعالى- فهي صفة ثابتة له -تعالى- لا نعرف حقيقتها، وإنما نعرف من آثارها إيصال الخير إلى المحبوب وحفظه في الدنيا، وإعلاء منزلته في الدار الباقية". ص333
وعلى كل حال، فالكتاب لم يأخذ حظه من الذيوع والانتشار، فلعل الله يقيض له من يسعى إلى إعادة طبعه ونشره، والعناية به؛ لتعم الفائدة به، ويكون إضافة إلى ما شاده الأوائل من بناء.
ولعل الأستاذ علي الرضا الحسيني -وهو الحريص على تراث عمه الشيخ الخضر- أن يُعيد طباعة الكتاب مرة أخرى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 01:25 م]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور محمد الحمد كما أحسنت إلينا بهذا العرض الماتع لهذا الكتاب العُجاب، وإني لأكاد أجزم أنه لو قدر لهذا التفسير أن يتم على هذا الأسلوب لكان أجود كتب التفسير المختصرة دون منازع لبراعة مؤلفه وعلو كعبه في العلم ورسوخه فيه كافة. وقد كان صاحباً وزميلاً للعلامة محمد الطاهر بن عاشور، وكل منهما إمام في العلم، وبينهما من التشابه في العلم والأسلوب الشئ الكثير رحمهما الله.
أكرر شكري للأخ العزيز والباحث القدير الدكتور محمد بن إبراهيم الحمد على حسن عرضه وتذكيره بهذا الكتاب المتميز، وأكرر معه قوله:
وعلى كل حال، فالكتاب لم يأخذ حظه من الذيوع والانتشار، فلعل الله يقيض له من يسعى إلى إعادة طبعه ونشره، والعناية به؛ لتعم الفائدة به، ويكون إضافة إلى ما شاده الأوائل من بناء.
ولعل الأستاذ علي الرضا الحسيني -وهو الحريص على تراث عمه الشيخ الخضر- أن يُعيد طباعة الكتاب مرة أخرى.
في 15/ 10/1428هـ(/)
ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Oct 2007, 06:13 م]ـ
ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية
الأكراد شعب مسلم عريق له تاريخ حافل مجيد , دخل الإسلام في القرن السابع الميلادي, وأدى دوراً هاماً في محاربة الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى , أنجب هذا الشعب الكثير من العلماء والأئمة , وهم ينتشرون على مساحة من الأرض تساوي مساحة فرنسا , موزعين في خمس دول مختلفة , إيران و العراق وتركيا وسوريا وروسيا.
وقد وفد على بلاد الأكراد إبان الحكم العثماني كثير من المستشرقين والرحالة والمراقبين والقناصل والجمعيات التبشيرية والضباط السياسيين , وأخذوا يتعرفون على عادات هذا الشعب وتقاليده ومعتقداته وآدابه وعلومه , وقد حاول ضابط إنجليزي أن يترجم بعض المختارات من آيات القرآن الكريم , إلى اللغة الكردية.
ولما كان الشعب الكردي يعيش في سلام تحت ظلال الإسلام الوارفة , كان يتقن العربية في كثير من مناطقه , لذلك أنجب الكثير من العلماء والمفسرين الأجلاء , الذين أثروا المكتبة الإسلامية بكثير من الكتب والمؤلفات.
وإذا بهذا الشعب العريق , يحتاج في عصرنا هذا إلى ترجمات لتفسير القرآن باللغة الكردية.
ولقد قام كثير من العلماء بترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره إلى اللغة الكردية.
أما الترجمة الأولى: فهي ترجمة لمعاني بعض آيات القرآن الكريم, نشرت في جريدة (بيشكه وتني سليماني) أي: جريدة التقدم السليمانية, العدد /25/ والترجمة للميجر "سون" E.B. soan . قال المؤرخ الكردي محمد أمين زكي عن " سون ":
(هذا الفاضل يعرف اللغة الكردية كأحد أبنائها , بل إنه أعلم بها من كثير من علماء الكرد أنفسهم , وكمثال على مدى تمكن " سون " من اللغة الكردية , نذكر أنه ترجم إلى اللغة الكردية عدداً من آيات القرآن الكريم ترجمة واضحة مفهومة , وهو أمر يعجز عنه الكثيرون , وقد نشر ترجمته في جريدة [بيشكه وتني سليماني] , العدد / 25 / في 14 / أكتوبر/ 1920م, وقد أصدر هذه الجريدة مصطفى باشا يا ملكي , في أواخر نيسان (أبريل) 1920 م , بتشجيع من " سون " الذي كان حاكماً سياسياً في السليمانية آنذاك , واشترك شخصياً في تحرير الجريدة وتوجيهها) (اهـ خلاصة تاريخ الكرد وكردستان , محمد أمين زكي , ترجمة محمد علي عوني , القاهرة , 1936 م , المجلد الأول, الجزء الثاني , الصفحة / 291 /).
الترجمة الثانية: تفسير مخطوط في ثماني مجلدات بعنوان " تذكاري ئيماني بوقه ومى كوردان " أي: " تذكار الإيمان للأكراد " , وهو للملا محمد بن سعيد الخواهر زاد (البنجويني).
وتفسيره المخطوط محفوظ بجامعة صلاح الدين في أربيل , بالمكتبة المركزية تحت رقم / 6 /, ولم يطبع بعد وهو في / 2171 / صفحة من القطع الكبير , ومؤرخ في عام 1351 هـ.
وقد اهتم بطبعه ولده بشير حسين السعدي , وظهر من هذا التفسير جزءان الأول والثاني , والباقي أربعة أجزاء , وقد انتهى المؤلف من تفسيره عام / 1930 / م.
وللتفسير مقدمة بالكردية وترجمتها بالعربية , والمترجم هو الملا حسين شيخ سعدي فيض الله المولود عام / 1888 / م , و يتصدر التفسير إذن من الشيخ: عبد الكريم محمد المدرس , وهو مدرس في المعهد الإسلامي.
الترجمة الثالثة: وهي تفسير كامل من ثلاثين جزءاً بعدد أجزاء القرآن الكريم , للملا محمد جلي زاده الكوبي (نسبة إلى كوى سنجق) , بعنوان [ته فسيري كوردي مه لا محمدي كويى] والتفسير في شكل مخطوطة محفوظة لدى ولده (الأستاذ مسعود محمد الجلي زاده ـ وهو وزير سابق و رئيس للمجمع العلمي الكردي في بغداد , وهو أديب له العديد من المؤلفات).
ولقد أتم الملا محمد تفسيره قبل وفاته بأشهر قليلة (توفي عام 1943 م) وهو من كبار العلماء الأكراد, وكان من المعجبين بالشيخ محمد عبده , وقد طبع من تفسيره حتى الآن ثلاثة أجزاء في مجلدين, المجلد الأول طبع في بغداد عام 1968 م , وذلك تحت عناية كريمته , والمجلد الثاني (ويشمل تفسير الجزئين الثاني والثالث من القرآن الكريم , وطبع في بغداد عام 1970 م والمترجم هو: جلي زاده محمد بن جمال الدين عبد الله بن ضياء الدين محمد أسعد ابن الواثق بالله عبد الله بن مجد الدين عبد الرحمن الجلي بن عبد الله المشهور بكاك جلي رحمه
(يُتْبَعُ)
(/)
الله, المولود في كوى سنجق, ولا يزال هذا التفسير ينتظر من يعين على إتمام إخراجه إلى النور.
الترجمة الرابعة: أيضاً تفسير القرآن الكريم بعنوان " تفسير زياني ئينسان ته فسيري قورئان " أي: حياة الإنسان , للملا حسين شيخ سعدي فيض الله الأربيلي , 1981 م بغداد عن مطبعة جابخانه ى (الحوادث) , وللتفسير مقدمة في 34 صفحة , أما الجزء الثاني فقد طبع في السليمانية عام / 1972 / م , في 200 صفحة , والجزء الثالث طبع في بغداد عام / 1984 /م في 167 صفحة , ولا يزال باقي التفسير تحت الطبع , وهناك محاولة إعادة كتابة هذا التفسير بلغة كردية حديثة , من مجموعة الدارسين الأكراد في بريطانيا.
الترجمة الخامسة: تفسير للملا عثمان بن ملا عزيز البريسي , ويقيم في حلبكة بالسليمانية , ويعمل إماماً لمسجد الشافعي , وقد حصل الكاتب من تفسيره على الأجزاء / 16 , 17 , 23 , 25 , 26 , ولا بدّ وأن يكون التفسير قد اكتمل الآن.
الترجمة السادسة: للملا محمدي خال وهو عضو المجمع العلمي العراقي , الهيئة الكردية ببغداد , وقد نشر حتى الآن جزئين من هذا التفسير , تحت عنوان " تفسيري خال " , الجزء الأول طبع في بغداد عام 1969 م في 219 صفحة.
الترجمة السابعة: وهي بعنوان " تفسير نامى " في سبعة أجزاء وهي للملا عبد الكريم محمد المشهور بالمدرس , المولود في قرية " تكيه " عام 1323 هـ وقد ظهر من تفسيره بالكردية خمسة أجزاء والجزئين السادس والسابع تحت الطبع , وكلها طبعت في بغداد في أعوام 1980 , 1981 , 1982 م , بدار الحرية للطباعة , والناشر هو محمد علي القرة داغي , والأجزاء الخمسة طبع منها خمسة آلاف نسخة.
والتفاسير السابقة كلها مكتوبة باللغة الكردية بالحرف العربي والهجاء الكردي الحديث. (راجع " الهيئة العالمية للقرآن الكريم ضرورة للدعوة والتبليغ ".د. حسن المعايرجي , الصفحة / 179 / وما بعدها).(/)
أين أنزل الله التوراة على موسى مع ذكر الدليل رجاء!.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[24 Oct 2007, 06:31 م]ـ
المناداة ليذهب إلى فرعون كانت عند الطور
{فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا .. }
فأين أنزل الله التوراة على موسى مع ذكر الدليل رجاء!.
وأي جبل هو الذي اندك حين تجلى الله له؟.
وهل قوله تعالى {وما كنت بجانب الغربي .. }
هل هو عن الطور أيضا؟؟
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[12 Nov 2007, 05:30 م]ـ
أين يا إخوتي؟
ـ[حور]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:19 م]ـ
ربما ينفعك أخي الفاضل
هذا الرابط
http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.SubContent&ContentID=4987(/)
مؤتمر حول القراَن في جامعة لندن
ـ[أحمد الأشتر]ــــــــ[25 Oct 2007, 07:24 ص]ـ
سيعقد مؤتمر حول القراَن في جامعة لندن بين 7 و 9 من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم
موضوع المؤتمر: القراَن: النص والتفسير والترجمة
وما يلي عناوين البحوث لمن أراد الحضور (ليس هناك رسوم للحضور):
Conference Schedule
Provisional Schedule
Weds 7 November
9.30–9.50 Coffee
9.50–10.00 Opening Address (Professor Muhammad Abdel Haleem)
10.00–12.00 Theological Trajectories I (chair: Josef van Ess)
Mohammad Hassan Khalil, ‘Is the Qur’anic Hell Eternal? The Ibn Taymiyya Controversy’
Ayman Shihadeh, ‘Noncognitivism in Qur’anic Hermeneutics’
M. Sait Ozervarli, ‘Towards the Formation of Qur’anic Theology: The Concept of fitra as a Base for Belief in God’
Salvador Pena, ‘Amru’llah (God’s Order) and its Assigned Meanings, according to the Andalusi Sages al-Batalyawsi and al-Balawi (with Particular Reference to Q. 3:154)’
12.00–14.00 Lunch including lunchtime presentation:
13.15–13.45 ‘The Tashkent ‘Uthmani Codex’ (Ubaydullah Uvatov)
14.00–15.30 Orthography and Grammar (chair: Elsaid Badawi)
Thomas Hoffmann, ‘Straight and Upright Semantics. The Semantic Field of Q-W-M in Light of Cognitive Semantics and Conceptual Metaphor Theory’
Ghassan El Masri, ‘Poetic Intertextuality? A Lexico-Semantic Investigation of the Root K-F-R’
Christopher Melchert, ‘The Ten Readings as Manuscript Variants: Internal Relationships and Mutual Dependencies’
15.30-16.00 Coffee
16.00-18.00 Characters and Characterisation (chair: Shawkat Toorawa)
Mustansir Mir, ‘Characterisation in the Qur’an’
Jamal J. Elias, ‘Prophecy, Power and Propriety: The Encounter of Sulayman and the Queen of Saba’
Adam Silverstein, ‘The Qur’anic Pharaoh’
Kevin van Bladel, ‘The Prophecy of Dhu’l-Qarnayn’
Thursday 8 November
10.00-12.00 Intertextual Elements (chair: Angelika Neuwirth)
Islam Dayeh, ‘Al-Hawamim: Intertextuality in Late Meccan Suras’
Joseph E. Lowry, ‘Legislation and its Function in Two Qur’anic Passages, Q. 6:136-153 and Q. 17:22-39’
Orkan Mir-Kasimov, ‘The Hurufi Moses’
Nicolai Sinai, ‘Jeremiah’s Confessions and Muhammad Consoled: Typological Continuities and Discontinuities between the Qur’an and Prophetical Literature’
12.00–14.00 Lunch including lunchtime presentation:
13.15-13.45 ‘The Qur’an as a Source for an Arab Media Theory’ (Makram Khoury-Machool)
14.00–15.30 Dialogue and Discourse (chair: Tony Johns)
Todd Lawson, ‘The Poetics of Opposition: Duality and Typology in Qur’anic Narrative’
Devin Stewart, ‘The Making of the Qur’anic Story of Shu‘ayb’
Roberto Tottoli, ‘Polysemy and Synonymity in Qur’anic Narratives: The Case of the Rod of Moses Transformed into a Snake’
15.30–16.00 Coffee
16.00–18.00 Hermeneutical Strategies (chair: Kees Versteegh)
Herbert Berg, ‘Revisionists’ tafsir’,
Andrea Brigaglia, ‘Two Hausa Translations of the Qur’an and the Negotiation of Sufi and Ash‘ari Allegiances in Contemporary Nigeria’
Angelika Neuwirth, ‘Qur’anic Readings of the Psalms’
Annunziata Russo, ‘The Qur’an and the Topic of tanasukh (Metempsychosis): Patterns of Ta’wil in ‘Alawite Doctrinal Literature’
Friday 9 November
10.00–12.00 Theological Trajectories II (chair: Wilferd Madelung)
Goran Larsson, ‘Muslim Discourses on Domestic Violence: Modern Interpretations of Q. 4:34’
Intisar Rabb, ‘Legal Maxims, Justice and the Qur’anic Concept of hudud’
(يُتْبَعُ)
(/)
Sebastian Guenther, ‘God is not ashamed to strike a similitude (Q. 2:26): Images and Symbols from Qur’anic Eschatology as Theological Axioms’
Elizabeth R. Alexandrin, ‘Qur’anic Exemplars of Perfection and Obedience in Qadi al-Nu‘man’s Asas al-ta’wil’
12.00–14.15 Lunch including lunchtime presentation and Jumu’a prayer:
12.30–13.00 ‘An Appraisal of Some Selected Indigenous Qur’anic Intonations Employed by Reciters in Nigeria’ (Shaykh Luqman Jimoh)
14.15–15.30 Material Culture (chair: Walid Saleh)
Aisha Geissinger, ‘When the Prophet said something in confidence to one of his wives ...:The Politics of Gossip in First/Seventh Century Yathrib’
F.V. Greifenhagen, ‘Garments in Surat Yusuf’
15.30–16.00 Coffee
16.00–18.00 Physical Materiality (chair: Muhammad Isa Waley)
Yasin Dutton, ‘An Umayyad Fragment of the Qur’an and its Dating’
Tehnyat Majeed, ‘The Role of Qur’anic and Religious Inscriptions in the Buq’a Pir-i Bakran, Isfahan: The Shi‘i Reign of Oljeytu Khudabande in 14th Century Ilkhanid Iran’
David S. Powers, ‘From Nuzi to Medina: Q. 4:12b Revisited’
Travis Zadeh, ‘Fire Cannot Harm it: Early Debates on the Charismatic Power of the Qur’anic Codex’
Details for the 2007 conference are as follows:
Date: 7–9 November 2007
Venue: SOAS, University of London, Brunei Gallery, Russell Square, Thornhaugh Street, London WC1H 0XG (on how to find see map)
Time: 9.30am – 6.30pm
Contact: cis@soas.ac.uk / 0207 898 4380
No registration is required for this conference and all are welcome to attend.
School of Oriental and African Studies, University of London, Thornhaugh Street, Russell Square, London WC1H 0XG
Tel: +44 (0)20 7637 2388 Fax: +44 (0)20 7436 3844
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 12:57 م]ـ
أشكر الأخ الكريم أحمد الأشتر على هذه الأخبار، وقد أعجبتني بعض العناوين المقدمة للمؤتمر. وليتكم أخي الكريم تتكرمون بمتابعة هذا المؤتمر وموافاتنا بما تستطيع من أخباره وبحوثه باللغة العربية وملخصات للبحوث بالعربية إن لم تكن مترجمة بكاملها، حيث لم يبق على انعقاده إلا أقل من أسبوعين (في 7/ 11/2007م).
تقبل الله منكم وجزاكم خيراً.
في 15/ 10/1428هـ
الموافق 26/ 10/2007م
ـ[أحمد الأشتر]ــــــــ[27 Oct 2007, 05:57 ص]ـ
أبشر أخي عبد الرحمن الشهري سأوافيكم إن شاء الله بأخبار المؤتمر تباعا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2007, 06:18 ص]ـ
جزاك الله خيراً ونحن في الانتظار.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jan 2008, 05:03 م]ـ
«مؤتمر الدراسات القرآنية» يعقد مرة كل عامين في رعاية كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن SOAS بإشراف الدكتور محمد عبدالحليم، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة.
وأنجز عبدالحليم، قبل ثلاث سنوات، ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم الى الانكليزية تضاف الى ترجمات سابقة وجيدة. وهو يرأس هيئة تحرير المجلة العلمية (محكمة نصف سنوية) «مجلة الدراسات القرآنية» الصادرة عن دار أدنبرا، وتهتم المجلة بالدراسات الأكاديمية حول القرآن، وبنشر أعمال مؤتمر القرآن، ومراجعات لكتب ولأخبار وتقارير باللغتين الانكليزية والعربية.
يحضر المؤتمر الكثير من الباحثين والباحثات من أساتذة وطلاب دراسات عليا من المهتمين بالدراسات القرآنية. التي لم تأخذ حقها في الدراسات الأكاديمية كما أخذ حقه في هذه الدراسات الكتاب المقدس (بعهديه). ولا ننسى أن الأكاديمية الغربية، خصوصاً المدرسة الألمانية الشهيرة بالفيلولوجيا التاريخانية، اهتمت بدراسة القرآن، منذ اصدار تيودور نولدكه تاريخ القرآن 1860، ليعينهم على الدراسات البيبلية والتراث السامي ولغاته.
محاور المؤتمر كانت على مدار ثلاثة أيام كالآتي:
(يُتْبَعُ)
(/)
المحور الأول: «المسارات اللاهوتية» أدار جلستها الأولى جوزيف فان آس من جامعة توبنغن، والأستاذ آس معروف باهتمامه بدراسة الحياة الدينية الإسلامية من خلال تكويناتها الأولى، وقد أصدر كتاباً شاملاً عن علم الكلام الإسلامي في القرنين الثاني والثالث للهجرة، في ستة مجلدات (برلين 1991). عولجت في جلسة الأستاذ آس مسائل كلامية مثال «أزلية النار كإشكالية عند ابن تيمية» لمحمد حسن خليل من جامعة إلينوي الأميركية، «ومفهوم الفطرة كقاعدة للإيمان بالله» قدّمه أستاذ الدراسات الإسلامية سانت اوزفارلي من جامعة اسطنبول. في الجلسة الثانية حول «الإملاء والقواعد» أدارها السيد بدوي من القاهرة، ولفتت النظر ورقة بحث للباحث توماس هوفمان من جامعة كوبنهاغن عالجت موضوع «حقل السيمانتيكس (علم دلالات الألفاظ وتطورها) لمصطلح كفر في ضوء معرفية السيمانتيكس ونظرية مفاهيمية الاستعارة». وترأس، الجلسة الأخيرة حول الشخصيات وخلق الشخصيات الروائية، شوكت توراوا، أستاذ الأدب العربي والدراسات الإسلامية في جامعة كورنيل الأميركية. وعالج مستنصير مير الذي نعرفه من كتابه ومقالته حول «السورة كوحدة»، مسألة «الشخصيات الروائية في القرآن»، وهذا موضوع شاسع لا يمكن أن يختصر في ورقة، لذلك جاءت الإفادة أكثر من معالجة الأوراق الأخرى حول شخصيات معينة كشخصية «فرعون» و «ذو القرنين» و «لحظة لقاء سليمان بملكة سبأ» ... وهذه الأوراق مقاربات أدبية وأبحاث في الروائية.
المحور الثاني: «عناصر التناص». أدارت جلسته الأولى انجيليكا نويفرث، أستاذة الآداب العربية والقرآنية في جامعة برلين الحرّة. وساهمت الأستاذة نويفرث بدراسات أدبية مهمة جداً للسور القرآنية، وأشرفت على كثير من الإصدارات والمشاريع، وهي صاحبة نظرية في الدراسات القرآنية، ترعى طلابها وطالباتها بحماسة نادرة في كثير من الجامعات شرقاً وغرباً. وتشرف نويفرث اليوم على مشروع «كوربس كورانيكوم» وهو مشروع توثيق للقرآن الكريم وتعليق، وهو جزء من أبحاث الأكاديمية العلمية في برلين – براندبورغ.
المحور الثالث: «المسارات اللاهوتية: 11» أدار جلساتها ويلفرد ماديلونغ من جامعة أوكسفورد وهو اليوم أستاذ باحث في مركز الدراسات الإسماعيلية في لندن. ساهم ماديلونغ في جوانب عدة من التاريخ والفكر الإسلاميين بالرجوع الى المدارس الدينية والحركات في الإسلام المبكر. وقدم في هذا المحور الأستاذ ألفرد ولش ورقة عن «الشفاعة في القرآن: تحليل في سياق مصطلح شفاعة – استغفار وغيرها من المصطلحات والمفاهيم». وقدّم المهتم بالتربية والتعليم في العصور الوسطى، الأستاذ سيباستيان غونتر من جامعة تورونتو، ورقة عنوانها «ان الله لا يستحي أن يضرب مثلاً ما: الصور والرموز من الإيمان بالأخرويات كبداهة كلامية».
أعود الى المحور الثاني الذي أدارت جلسته الأستاذة انجيليكا نويفرث من جامعة برلين الحرة، فاللافت من محور «التناص» جرأته وحداثته، والتي يسترد بها القرآن الكريم تناصه مع التوراة والانجيل الذي يؤكد التنزيل على الأصل الواحد لها معاً في «أم الكتاب».
وقدم اسلام دية، وهو طالب دكتوراة من جامعة برلين الحرة بحثاً في «الحواميم: التناص في السور المكية المتأخرة» وهو يعمل على دراسة وحدة السور كما يدرس السور التي تقرأ كمجموعة واحدة. وقدم نيقولاي سينا أيضاً من جامعة برلين الحرة بحثاً في «اعترافات جيرميا ومؤسات محمد: التواصلية والانقطاع بين القرآن وآداب الأنبياء». وعرض سينا للمتواصل والمنقطع في السور المكية مع كتب الأنبياء في الكتاب المقدس العبري الذي يحمل أشكالاً ومواضيع مشابهة للقرآن أكثر من أسفار موسى الخمسة المعروفة في «العهد القديم». ويضع سينا سيناريو هذا الرصد في سياق التنقيح والتمييع لا الاعتماد النصي المباشر أو «الاستعارة». وناقش سينا المحورين المفتاحين للسور الأول – نقد القمع الاجتماعي القاسي والاتكال الإنساني الذاتي، من جانب، والتمثيل النابض لحياة الواقع لا مفرّ منه للحكم الإلهي – ممكن رويته كملاءمة ابداعية لكتب إرميا وأشعيا وحزقايل ودانيال والتي في شكل صوغها النهائي تحتوي على موتيفات واحدة، كيوم الكون وحساب الفرد والبعث. وتقترح ورقة البحث هذه سوراً ثلاثاً لمؤاسات محمد هي 93 و49 و108 والتي يمكن أن ترتبط بعلاقة
(يُتْبَعُ)
(/)
متبادلة مع المفهوم البيبلي لعذاب النبي في دعوته، كما عبرت عنها مثلاً «اعترافات إرميا».
وفي سياق «التناص» بين القرآن وكتب «الذين أؤتوا الكتاب» قدمت انجيليكا ورقة بحث حول قراءة القرآن للمزامير، فأظهرت شكل الإشارة الى المزامير، التي تختلف عن العلاقة مع التوراة أو الأناجيل.
فالمزامير (الزبور)، كسلطة كتابية، تلعب دوراً هامشياً في القرآن الكريم، لكن، نجد نصوصاً حاضرة لها في شكل مدهش، ويظهر حضورها في الاستعارات الأدبية وفي شكل أعم – في مرآة السور المكية المبكرة – في رؤيتها لعلاقة الله بالإنسان.
وتحاول ورقة بحث الأستاذة نويفرث أن تراجع الإشارات القرآنية لآيات من المزامير معينة. وتحلل القراءات المنفردة للمزامير في السور المكية. وتناقش، بسبب نظرة التشابه الشكلي والسيمانتيكي بين المزامير والسور المكية، مشكلة إشارية النص في مقابل إشارية الحياة: وما تقصد نيوفرث هنا هو الإشارة الى ما يمر به النبي من تجربة شخصية يجعل منها نموذجاً للتقي في وضعه الروحي. ان قراءة نويفرث لـ «سورة الرحمان» في الإشارات الاستدلالية «للمزمور 136» من العهد القديم كانت من الأهمية بحيث ان الجلسة التي قرأت خلالها البحث تستحق كونها جلسة للمتخصصين لتعطي هذه القراءة الإبداعية حقها، وتمنيت لو أننا نقرأ هذه المقاربات الأدبية قبل حضورنا المؤتمر ليكون لتبادل المعرفة زرعه وثماره.
على أي حال، كان حضور الأستاذة نويفرث فعالاً في أكثر من جانب، فمشروع توثيق وتعليق للقرآن الكريم المشرفة عليه في جامعة برلين الحرة عرض في المؤتمر، بعد التأكيد على أهمية البحث التاريخي والأدبي الذي لا يمكن أن يتجاهل التعقيدات الدينية واللغوية للمحيط الذي ظهر فيه القرآن الكريم، وذلك للتأكيد على أصالة القرآن ولأجل التعرّف على الأسباب التي أكسبته خصوصيته اللغوية والدينية من خلال التفاعل مع الثقافات المرافقة له.
ومن أطرف ما حدث في المؤتمر القاء الضيف الأوزبكي عبيدالله أوفاتوف من جامعة طشقند خطبة غرضها أساساً التعريف بمصحف عثمان الذي تفتخر بحيازته بلاد ما وراء النهر، بلاد أوزبكستان. وعوضاً عن وصف المصحف وتاريخه والنقاشات التي تدور حول أقدم المصاحف، خصوصاً بعد اكتشاف مصاحف صنعاء التي تعود الى القرن الأول هجري، أخذ يخبرنا بالعربية عن علماء ما وراء النهر من أهل النحو (كالزمخشري) والأحاديث (كالدارمي والبخاري) والسنن (كالترمذي) وعلم الكلام (كالماتريدي والنسفي) وعلم التصوف (كالنقشبندي) والعلوم التجريبية (كإبن سينا والبيروني والفرغاني). لأنه فخور بمساهمات بلاده في الحضارة الإسلامية. حكى كيف أحضر المصحف أمير تيمور الى سمرقند وكيف انتقل المصحف الى روسيا (الاتحاد السوفياتي السابق) ثم عاد من جديد ليستقر في جامعة طشقند الإسلامية. لماذا لم يصف عبيدالله أوفاتوف المصحف علمياً؟ ولم يشر الى أية دراسات حوله؟ وهل بالفعل يعود الى السنة الهجرية الأولى؟ لأنه بالطبع غير ملمّ بالنقاشات الدائرة حول تاريخ المصحف وأهمية مصاحف صنعاء. الطريف أن الأستاذ أوفاتوف تقدم ليهدي الدكتور عبدالحليم معطفاً، يمثل اللباس التقليدي الرسمي الأوزبكي، وألبسه المعطف، مما ذكّرنا ان هذا الاجتماع بغرض المزيد من المعرفة بكتاب المسلمين الأول وكتاب العربية الأكبر، كما يقول المرحوم الشيخ أمين الخولي، تنجذب اليه قلوب المسلمين وآذانهم وبصائرهم كما تنجذب اليه الأكاديمية العالمية الغربية.
كلمة أخيرة نتمنى فيها على أهل العربية تقديم أوراق بحث يخص كتابهم العزيز، فأكثر الأوراق البحثية جاءت من أساتذة، مسلمين وغير مسلمين، يحاضرون في الجامعات الأميركية والكندية الأوروبية، مما يدل الى ان واقع الدراسات القرآنية في الأكاديمية الغربية ناشط.
تقرير منقول من أحد المواقع.
ولا زلنا ننتظر إفادة الأستاذ الفاضل أحمد الأشتر بارك الله فيه.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Jan 2008, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه المتابعات
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[24 Jan 2008, 10:26 م]ـ
جميل جداً!! وفقكم الله
الأستاذة إنجيليكا نويرث حاضرت في دمشق منذ فترة حول القرآن الكريم في ندوة قدمت موجزاً عنها هنا
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9664(/)
لمسات بيانية في القرآن الكريم
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[25 Oct 2007, 12:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لمسات بيانية في القرآن الكريم للدكتور فاضل السمرائي كتاب إلكتروني
عبارة عن حلقات تبثها قناة الشارقة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 Oct 2007, 12:20 ص]ـ
بوركت يا أبا أميرة على الكتاب الرائع(/)
مدارسة في طريقة الباحثين في الرجوع للمعاجم اللغوية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2007, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يستغني الباحث في الدراسات القرآنية وغيرها من العلوم الإسلامية عن الرجوع للمعاجم اللغوية أثناء بحثه، وبعض الباحثين - وأنا منهم - يفتقرون إلى تعلم مهارات الرجوع والانتفاع بمعاجم اللغة العربية، والطريقة المثلى للإفادة منها في بحوثهم؛ ولذلك تجد الاختلاف في طريقة الرجوع للمعاجم اللغوية في البحوث العلمية ظاهراً.
وأحب في هذه المشاركة الإشارة إلى بعض الخلل المنهجي في هذا الجانب لاحظته في تصرفاتي في بحثي وفي بعض البحوث التي اطلعتُ عليها، وسأجعلها في نقاط متتالية:
أولاً: من الخلل التنقل دون حاجة بين المعاجم اللغوية والتوثيق منها، ففي مكان يوثق من (القاموس المحيط) للفيروزأبادي، وفي مكان آخر من (الجمهرة) لابن دريد، وفي مكان آخر يوثق من (مقاييس اللغة) لابن فارس وهكذا، وربما في بعض المواضع يوثق منها جميعاً دون حاجة ودون مراعاة لترتيبها الزمني، وأحياناً يوثق من (تهذيب اللغة) للأزهري ثم يوثق نفس العبارة من (لسان العرب) والذي في اللسان نقل محض من التهذيب كما هو معلوم. والذي أراه أن يتخذ الباحث معجماً عمدة في بحثه كالقاموس المحيط مثلاً يرجع إليه في بحثه كله، ولا يكلف القارئ عناء التنقل بين المصادر لمجرد التنويع والتكثر، فإن أحوجه البحث الرجوع إلى غيره رجع إليه بقدر الحاجة، ولا سيما إذا كانت العبارة ليست بتلك الغرابة التي تستدعي ذلك التنويع في المعاجم. وذلك بعض العبارات سهلة المعنى، ولا تحتاج في كشف معناها إلى تتبع اشتقاقها وأصله وإنما يكفي الرجوع للقاموس المحيط مثلاً لبيان المعنى وكفى دون حاجة إلى إحالة القارئ لعدد من المعاجم اللغوية المتقدمة.
وبعض النقاد يعد هذا التنويع في المعاجم في البحث دون حاجة من التزيد العلمي لدى الباحث بأن يحيل القارئ إلى عدد كبير من المراجع في مسألة يسيرة لا تستحق ذلك.
وينبغي للباحث أن يكون لديه تمييز بين ما ينبغي أن يُرجعَ فيه إلى معجمٍ لغويٍ واحدٍ وما ينبغي له أن يحرره من كتب المعاجم من المعاني اللغوية لسبب من الأسباب الداعية.
ثانياً: من الخلل عدم معرفة طرائق المعاجم وتاريخها، بحيث يضطرب الباحث في بعض تقريراته بسبب عدم معرفته بمناهج المؤلفين، ولذلك قد ينسب الخطأ إلى بعض العلماء وهو لا يشعر. وأذكر مثالاً على ذلك من تحقيق بعض الباحثين على كلام لابن القيم نسبه لليث بن المظفر صاحب الخليل بن أحمد، فأشار المحقق إلى أنه قد وجد هذا الكلام بنصه في كتاب العين للخليل بن أحمد وأن ابن القيم لم ينسبه للخليل وتعجب من صنيع ابن القيم. ولو كان المحقق على معرفة بطريقة المؤلفين في التعامل مع المعاجم لما فاتت عليه هذه الفكرة. حيث إن ابن القيم ينقل أقوال الليث بن المظفر عن الأزهري في تهذيب اللغة، والأزهري رحمه الله لا يعترف بنسبة كتاب العين بكامله للخليل بن أحمد الفراهيدي وإنما ينسبه لتلميذه الليث بن المظفر. ولو رجع لمقدمة تهذيب اللغة للأزهري، لوجد كلام الأزهري في موقفه من كتاب العين وطريقته في العزو إليه، وما حكي عن الليث بن المظفر وكيف أكمل كتاب العين بعد الخليل ونسبه للخليل رحمه الله. وهذا مثال واحد فحسب لمثل هذا الوهم الذي قد يقع للباحث غير العارف بطرائق مؤلفي معاجم اللغة.
ثالثاً: ومن الخلل الاضطراب في العزو لكتب المعاجم، فتجده مرة يعزو للمادة نفسها، ومرة إلى الجزء والصفحة، ومرة إليهما معاً. والذي يظهر لي من باب التسهيل على الباحثين، أن يحيل الباحث على المعجم مباشرةً فيقول قال الخليل في العين أو الجوهري في الصحاح، ويحيل القارئ إلى معرفته بطرق التعامل مع المعاجم، فإن المظنون بالقارئ الفطن أنه يحسن طريقة التعامل مع المعاجم، إلا إذا وردت تلك العبارة في غير مظنتها ومادتها فيحدد الباحث له المادة حينذاك.
هذه بعض النقاط التي أحببت التنبيه عليها حتى يصبح التعامل مع المعاجم اللغوية مبنياً على منهجية، والمجال مفتوح لإضافاتكم وتعقيباتكم حول هذا الأمر.
في 14/ 10/1428هـ
ـ[المستكشف]ــــــــ[25 Oct 2007, 05:11 م]ـ
المشرف العزيز
مشكور على هالموضوع الممتاز، وملحوظاتك القيمة.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[26 Oct 2007, 01:28 ص]ـ
من الفوائد التي أفادنا بها الشيخ عبد العزيز الشعلان، أننا إذا رجعنا للمعاجم أن نبتدئ بـ
1 - العين للخليل، وأحسست منه أنه يرى أنه للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولا أدري هل تغير رأيه أم لا.
2 - الصحاح للجوهري؛ لأنه اعتنى بالصحيح.
3 - الجمهرة لابن دريد؛ لأنه أشمل.
4 - نسيته.
5 - نسيته.
6 - لسان العرب لا بن منظور.
قال لنا: لا بد أن تلتزم بهذا الترتيب حتى يكون نقلك منهجيا، وبيان الكلمات عندك على منهج، وقد شدد علينا
في هذه المسألة، ورفع صوته وهو يبين لنا الطريقة حتى أننا خفنا منه أن يفعل بنا شيئا حفظه الله وبارك فيه.
كتبت لكم هذا الكلام من ذاكرتي، ولا أدري هل استطعت تسجيله في كتابي أم أن الخوف أخذ بيدي حتى لم أستطع
الكتابة.
((طريقة الشيخ حفظه الله في رفع صوته كانت نافعة حيث أننا بعدها صرنا أكثر حرصا على التعلم بالطريق الصحيح
والمناقشة لكل ما يعرض لنا))
وإن كنتم تريدون التأكد فهو موجود في جامعة الإمام، في كلية اللغة العربية، في قسم البلاغة.
اللهم احفظ شيخنا الشعلان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[26 Oct 2007, 02:19 ص]ـ
بارك الله في علمك شيخنا عبد الرحمن، ونفع بك، ولعلي أشير فقط إلى أن مقاييس اللغة لابن فارس هو من أفضل هذه المعاجم إن لم يكن أفضلها، وذلك لتركيزه على اشتقاقات وأصول اللفظة اللغوية من مظانها الأصلية في لسان العرب، وهي فائدة استفدتها من شيخي الفاضل الدكتور فريد الأنصاري حفظه الله ورعاه. وجزاكم الله خيرا.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Oct 2007, 06:26 ص]ـ
بارك الله في علمك شيخنا عبد الرحمن، ونفع بك، ولعلي أشير فقط إلى أن مقاييس اللغة لابن فارس هو من أفضل هذه المعاجم إن لم يكن أفضلها، وذلك لتركيزه على اشتقاقات وأصول اللفظة اللغوية من مظانها الأصلية في لسان العرب، وهي فائدة استفدتها من شيخي الفاضل الدكتور فريد الأنصاري حفظه الله ورعاه. وجزاكم الله خيرا.
أشكر لكم أباعبدالله هذه الإثارة الطيبة لهذا الموضوع.
وأحب أن أضيف شيئا يسيرا على ما تفضل به أخونا ضياء الدين:
أنا معك ـ أخي ـ في أهمية هذا الكتاب،ولعل من أعظم مزاياه أنه يوضح معنى الكلمة لغويا قبل أن يطرأ عليها المعنى الشرعي،أي كأنه يقول لك: هذا استعمال العرب لها قبل الإسلام ـ وإن كان يستشهد بعد ذلك ببعض النصوص ليوضح المعنى ـ.
وبعض الذين ينقلون من "لسان العرب" لا ينتبهون لهذا الأمر جيدا.
ولما كان ابن منظور قد فرغ كتاب ابن الأثير في "لسانه" اختلطت بعض المعاني اللغوية الأصلية ببعض ما طرأ عليها من معاني شرعية.
لذا ينبغي أن لا يكون اللسان مصدرا أصيلاً في تحرير معنى الكلمة لغويا،بل يرجع لما قبله من الكتب التي اعتنت بذلك،وعلى رأسها (مقاييس اللغة) لابن فارس، ثم تكون الإحالة بعد ذلك على اللسان أو غيره من باب الزيادة في التوثيق.
وعوداً على ما ذكره أخي الدكتور عبدالرحمن،فأقول: لعل من الأخطاء في هذا الباب:
أن بعض الباحثين،حينما يريد بيان معنى غريبٍ ورد في القرآن أو في السنة، تجده يقرر ذلك ابتداء من كتب الغريب،ثم يعرج على بعض كتب اللغة، بل ربما لم يعرج أصلا!!
وهذا ـ في نظري ـ محل نظر؛ لأن هذه الكتب في الغالب ـ وهي تبين الغريب ـ لا تغفل النظر في السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة أو تلك،فيتأثر المعنى بسبب قرنه بالسياق؛ لذا فالأدق، أن يحرر معنى تلك الكلمة لغةً أولاً ـ على ما سبقت الإشارة إليه ـ ثم بعد ذلك لا مانع من الاستئناس بما كتبه المصنفون في الغريب،والله أعلم
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[26 Oct 2007, 11:13 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ عبد الرحمن ونفع بما قلتم ..
ومما ينبغي في التوثيق اللغوي أن يرجع أولاً للصحاح للجوهري - مع ما وضع عليه من كتب وحواشي كالتنبيه والوشاح - فهو كما قال السيوطي في منزلته كالبخاري في كتب الحديث فإن كانت المادة فيه فهنا يخير الباحث في الاقتصار عليه أو الإضافة ولكن لا بد من أن تكون الإضافة على وفق منهج موحد كالوفيات مثلاً، فإن لم تكن المادة في الصحاح فلا بد من التأكد من شروط صحة المعنى المذكور على وفق الشروط التي ذكرها السيوطي في " المزهر " وصديق حسن خان في " البلغة في أصول اللغة " إذ ليس كل معنى يذكر في كثير من مواد اللغة يكون صحيحاً فهنا لابد من الرجوع إلى كتب اللغة الأخرى وأشيد بكتاب تاج العروس للزبيدي فهو كتابٌ عظيمٌ جداً وكذلك كتاب شيخه محمد بن الطيب الفاسي "إضاءة الراموس و إضافة الناموس على إضاءة القاموس ".
قال السيوطي في المزهر (1/ 100 - 101): " وأعظمُ كتابٍ أُلِّفَ في اللغة بعد عَصْرِ الصّحاح كتابُ المُحْكَم والمحيط الأعظم لأبي الحسن علي بن سِيدَه الأندلسي الضَّرير، ثم كتابُ العُباب للرضي الصَّغاني، ووصل فيه إلى فصل بكم، حتى قال القائل:
إن الصّغاني الذي ... حاز العلوم والحكم
كان قُصَارى أَمْرِه ... أن انتهى إلى بكم
ثم كتابُ القاموس للإمام مجد الدين محمد بن يعقوب الفَيْرُوزَابادي شيخ شيوخنا، ولم يصل واحدٌ من هذه الثلاثة في كَثرَة التَّدَاول إلى ما وصل إليه الصّحاح، ولا نقصت رتبةُ الصحاح ولا شُهْرَته بوجود هذه، وذلك لالتزامه ما صحَّ؛ فهو في كُتب اللغة نظيرُ صحيح البخاري في كُتب الحديث؛ وليس المَدَارُ في الاعتماد على كَثَرة الجمع، بل على شرْط الصحة " أ. هـ
وللاستزادة:
(يُتْبَعُ)
(/)
" المزهر في علوم اللغة وأنواعها " للسيوطي: (1/ 96 - 103)، والبلغة في أصول اللغة لصديق حسن خان ص 396 - وما بعدها، و ص 441 - ومابعدها
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 Oct 2007, 09:30 ص]ـ
وفقكم الله وسدد خطاكم
ينبغي التفريق في هذا الباب بين أمرين:
الأول: (الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في التعامل مع المعجمات)
الثاني: (المنهجية الصحيحة والترتيب السليم في الرجوع والعزو إلى المعجمات)
فأما المسألة الثانية فأمرها أيسر من الأولى، والاختلاف فيها أحيانا يكون لفظيا، لا سيما إذا بين الباحث منهجه في مقدمة بحثه.
وأما المسألة الأولى فهي الأخطر في نظري؛ لأنها تكشف أحيانا عن جهل عظيم بمادة الكتاب التي ينقل عنها، وتستحضر حينئذ كلام أهل العلم في ذم من يأخذ من الكتب من غير أن يتعلم من المشايخ، والمقصود كما هو واضح أن يتعلم الأصول لأن تحصيل العلم كاملا على المشايخ مستحيل.
والنقطة التي أشار إليها شيخنا عبد الرحمن الشهري وهي الخاصة بذلك المحقق الذي تعجب من صنيع ابن القيم، أرى أن المشكلة ليست في جهل المحقق بالمؤلف الحقيقي لكتاب العين، فهي مسألة ذات أخذ ورد قديما وحديثا.
وإنما المشكلة أنه لم يعرف بدهيات التحقيق العلمي، فابن القيم نسب الكلام لابن المظفر، وهذه إحالة، فلا يهمني بعد ذلك إذا كان الكلام للخليل أو لغير الخليل؛ لأنه قد أحال على مليء.
وكذلك كما لو قلت: قال الجوهري، أو قال ابن سيده، فهل يلزمني بعد ذلك أن أقول: (ينظر تاج اللغة وصحاح العربية الجزء كذا ص كذا مادة كذا - بتحقيق أحمد عبد الغفور عطار - طبعة دار العلم للملايين - الطبعة الخامسة - سنة 2000)؟!!
والعجيب أن بعضهم يعيد هذا الكلام كله بنصه كلما نقل شيئا من الصحاح!!!
وبمناسبة (الليث بن المظفر) فقد وقع لبعضهم خطأ طريف، إذ علق على قول المصنف (قال الليث) بقوله: (إن لم يكن هو الليث بن سعد فلا أدري من هو)!!
ومن المهم جدا للمحقق أن لا يعتمد على الكلام الشائع عند الناس من أن صحاح الجوهري مثل صحيح البخاري وأنه هو الأصل في الرجوع إليه، فهذا كلام غير صحيح بالمرة.
فكتاب الصحاح للجوهري إنما اكتسب قوته من شهرته وكثرة تداوله عند أهل العلم، وليس هو في الصحة والإتقان بأقوى من غيره، بل قد أنكروا عليه كثيرا من الكلم، وأفردوا في ذلك المصنفات.
بل قد نص الإمام أبو عمرو بن الصلاح على أنه لا يعتمد على ما انفرد به.
وأيا ما كان الأمر فمن المقطوع به أنه ليس أوثق من تهذيب اللغة للأزهري، ولا المحكم لابن سيده.
وأما كتاب العين المنسوب للخليل، فسواء صحت نسبته للخليل أو لم تصح، إلا أن كلمة أهل العلم اجتمعت على وجود كثير من الخلل فيه، ولذلك كثرت التصانيف في تهذيبه وإصلاحه والتنبيه على ما فيه من خطأ.
وقد أبلى في ذلك بلاء حسنا إمام أهل اللغة في عصره: أبو منصور الأزهري في كتابه الذي هو أوثق كتب اللغة في نظري (تهذيب اللغة)، فتعقبه في جميع المواضع التي تفرد بها عن غيره من أهل اللغة.
وأما الجمهرة لابن دريد فقط طعن فيها غيرُ واحد من أهل العلم، ووُسِم ابن دريد بأنه يضع اللغات وينفرد بأشياء لم ينقلها غيره.
وبعد التتبع والنظر ظهر أن هذه الفرية غير صحيحة، وأن غالب ما أخذ عليه إنما هو الخطأ الصرفي، أي وضع المادة في غير موضعها، وقد كان ابن دريد حافظا واسع العلم بلغة العرب، فلا جرم أنه قد ينفرد بنقل بعض ما يخفى على غيره، وهذه التهمة شبيهة بالتهمة التي ألصقت بأبي عمر الزاهد الملقب غلام ثعلب، وسببها أيضا أنه واسع العلم كثير الرواية، غزير الحفظ.
وقبل أن أنسى أحب أن أنبه على أمر، وهو أهمية الاعتناء بالاصطلاحات المختلفة عند أصحاب المعجمات، فإن كلمة (لا أعرفه) مثلا إذا قالها الأصمعي فمعناها أنها لم تصل إلى علمه، أما إذا قالها الأزهري أو شمر أو ابن الأعرابي فمعناها إنكار هذه الكلمة وطعنه في ثبوتها عن العرب، وقد تبين لي هذا بالتتبع، ولم أر من نص عليه.
ولي عودة إن شاء الله تعالى لإثراء الموضوع، ومعذرة من عدم ترتيب الأفكار.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[01 Nov 2007, 01:45 م]ـ
شكر الله لك أبا مالك
هذه المسألة تحتاج إلى مدارسة وبحث، فهل في الإمكان فعل ذلك؟
أرجو أن ترسم الخطوط العريضة حتى نسير ونرى.
ـ[الجكني]ــــــــ[01 Nov 2007, 02:36 م]ـ
1 - ينبغي التفريق في هذا الباب بين أمرين:
الأول: (الأخطاء التي يقع فيها الباحثون في التعامل مع المعجمات)
الثاني: (المنهجية الصحيحة والترتيب السليم في الرجوع والعزو إلى المعجمات
2 - لذا ينبغي أن لا يكون اللسان مصدرا أصيلاً في تحرير معنى الكلمة لغويا،بل يرجع لما قبله من الكتب التي اعتنت بذلك،وعلى رأسها (مقاييس اللغة) لابن فارس، ثم تكون الإحالة بعد ذلك على اللسان أو غيره من باب الزيادة في التوثيق.
3 - من الفوائد التي أفادنا بها الشيخ عبد العزيز الشعلان، أننا إذا رجعنا للمعاجم أن نبتدئ بـ
1 - العين للخليل، وأحسست منه أنه يرى أنه للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولا أدري هل تغير رأيه أم لا.
2 - الصحاح للجوهري؛ لأنه اعتنى بالصحيح.
3 - الجمهرة لابن دريد؛ لأنه أشمل.
4 - نسيته.5 - نسيته.
6 - لسان العرب لا بن منظور.
قال لنا: لا بد أن تلتزم بهذا الترتيب حتى يكون نقلك منهجيا، وبيان الكلمات عندك على منهج، وقد شدد علينا
في هذه المسألة، ورفع صوته وهو يبين لنا الطريقة حتى أننا خفنا منه أن
والله إنها" لآلئ " و " نوادر " تنسيك "جواهر " السخاوي و " درره" و " درر " المرتضى و " غرره ":
حفظ الله من قالها ونقلها وكتبها واتبعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 Nov 2007, 02:40 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا عبد الرحمن موضوع ماتع جدا
والعجيب أن بعضهم يعيد هذا الكلام كله بنصه كلما نقل شيئا من الصحاح!!!
.
أحسنت يا أبا مالك
وهذا كثير فمنهم من ينقل من النهاية لابن الأثير ثم يرجع وينقل ما كتبه مرة أخرى من ابن منظور في اللسان
وألصق في منتدانا
ما رأيته من بعض الإخوة نقل عن المفردات للراغب ثم رجع ونقل كلامه من المفردات للسمين الحلبي مع أن السمين ينقل منه ولا ينص على ذلك(/)
مسرد لكتب معاني القرآن الكريم (طلب)
ـ[البسام]ــــــــ[25 Oct 2007, 08:22 م]ـ
هل هناك مسرد لكتب معاني القرآن الكريم المحققة وشكرا.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2007, 10:07 م]ـ
الكتب المطبوعة تحت عنوان (معاني القرآن) قليلة العدد كما تعلم أخي العزيز، وأحسبك أدرى بهذا مني، لكن ما دمت قد طرحت السؤال هنا للجميع، فسأكتب لك ما أذكره من هذه الكتب:
1 - معاني القرآن للفراء المتوفى سنة 207هـ رحمه الله، أخرجه أحمد يوسف نجاتي ومحمد علي النجار. وقد طبع قديماً في دار الكتب المصرية في ثلاثة أجزاء. وأحسب أن هذا الكتاب في حاجة إلى إعادة تحقيقه والاستفادة من الكتب التي طبعت بعد ذلك، فقد مضى على تحقيقه أكثر من خمسين سنة.
2 - معاني القرآن لسعيد بن مسعدة الأخفش المتوفى سنة 215هـ وقد حقق ونشر ثلاث نشرات:
النشرة الأولى: نشرة الدكتور عبدالأمير الورد في مجلدين.
النشرة الثانية: نشرة الدكتور فايز فارس في مجلدين.
النشرة الثالثة: نشرة الدكتورة هدى قراعة في مجلدين، نشر مكتبة الخانجي عام 1411هـ.
وقد سبقت الإشارة إلى طبعاته هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2229) . وأحسبه قد استوفى حظه من التحقيق مع هذه الجهود.
3 - معاني القرآن وإعرابه لأبي إسحاق الزجاج المتوفى سنة 311هـ، بتحقيق عبدالجليل عبده شلبي نشر عالم الكتب عام 1408هـ في خمسة مجلدات. وهي طبعة رديئة تستحق إعادة التحقيق والنشر على أصول علمية.
4 - معاني القرآن لأبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338هـ. وقد نشره الشيخ محمد بن علي الصابوني وطبعته جامعة أم القرى عام 1408هـ. وأحسب أن المحقق قد بذل جهداً مشكوراً في إخراجه.
5 - معاني القرآن الكريم لعدد من الباحثين المعاصرين تجد خبره هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9702) . وإن لم يكن من شرطك في سؤالك حيث قيدته بالكتب المحققة.
كتبت لك هذا من الذاكرة، وأظنني ذكرت لك جميع كتب معاني القرآن المطبوعة، وإن كان فاتني شيء فأرجو من الزملاء الفضلاء التكرم باستدراكه. وقد يذهب بعض الباحثين إلى عدِّ كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى من كتب معاني القرآن وتحقيقه الوحيد هو تحقيق الدكتور فؤاد سزكين. والذي يظهر أنه من كتب غريب القرآن لا من كتب معاني القرآن.
ـ[البسام]ــــــــ[25 Oct 2007, 10:17 م]ـ
و أضيف هنا كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن الكريم للإمام محمود النيسابوري المتوفى بعد سنة: 553 هـ، وهو من إصدارات دار الغرب.
وثمة سؤال هنا هل يعد كتاب تأويل مشكل القرآن لا بن قتيبة من كتب المعاني.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Oct 2007, 10:22 م]ـ
وهناك تحقيق آخر لكتاب الغزنوي النيسابوري للأستاذ الدكتور علي بن سليمان العبيد طبعته مكتبة التوبة بالرياض.
وأما كتاب تأويل مشكل القرآن فليس من كتب المعاني بمعناها الخاص الذي يدل على العناية بالتفسير اللغوي للقرآن الكريم بالدرجة الأولى، وتناوله تفسير الآيات بحسب ترتيب المصحف.وابن قتيبة إنما تعرض لآيات رأى وقوع الخطأ في فهمها وحاول إزالة الإشكال عنها دون نظر في ترتيب السور.
ـ[البسام]ــــــــ[29 Oct 2007, 04:22 م]ـ
لست أدري لم اختلف الباحثون في إسلاك كتاب مجاز القرآن في كتب المعاني، على الرغم أنه لايكاد يخالفها في شيء من مضمونها كبيان المعاني والإعراب وتوجيه القراءات، وإن كان لا يبلغ مُدَّها، إلا أن هذا لا يجفيه أن يكون في سلكها.(/)
بعض الترجمات الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم في الميزان
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[25 Oct 2007, 11:17 م]ـ
من موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف
تفضلوها ( http://www.qurancomplex.org/Display.asp?section=8&l=arb&f=wrong_trn3004&trans=3)(/)
روح من الأمر
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:40 ص]ـ
ما المقصود بالروح من الأمر في قوله تعالى في آخر سورة الشورى " وكذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا .... "(/)
ماهو أفضل مختصر لتفسيرالقرآن بمجلد واحد؟ مع الدليل
ـ[البهيجي]ــــــــ[26 Oct 2007, 12:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشاركون الكرام والمشاركات الكريمات
السلام عليكم ..... أرجو الأجابه على السؤال التالي
ماهو أفضل مختصر لتفسير القرآن بمجلد واحد؟ مع الدليل
وأرجو تثبيت السؤال
ولكم الشكر والتقدير والسلام عليكم
البهيجي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 12:50 م]ـ
من أفضل التفاسير المختصرة في مجلد واحد:
1 - التفسير الميسر - تأليف نخبة من العلماء. إصدار مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقد نفدت طبعته الأولى، وطبعته الثانية على وشك الصدور بإذن الله. وسبب تميزه وتقديمه هو منهجيته السديدة في التعامل مع أقوال المفسرين، وحسن اختيار القائمين عليه للأقوال، وسلامة تفسيرهم من المخالفات.
2 - المنتخب في التفسير - الذي أصدرته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف المصرية. لحسن أسلوبه ودقة عبارته.
وغيرهما كثير ولله الحمد. والآن صدرت كتب جديدة على هذا المنوال لعلنا نعرف بها في الملتقى قريباً.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Oct 2007, 02:00 م]ـ
أهتبل هذه الفرصة لأسأل الشيخ عبدالرحمن عن كتاب التفسير الميسّر للشيخ عائض القرني في طبعته الثالثة بخدمته ومراجعته حيث ذكر في مشاركة سابقة:
طلب مني الدكتور عايض القرني والأستاذ محمد العبيكان مدير المكتبة وفقهما الله قبل خمسة أشهر تقريباً في شهر جمادى الأولى 1427هـ مراجعة التفسير مراجعةً علميةً، لوجود بعض الملحوظات العلمية عليه كما ذكروا، وذلك لنشره نشرة ثالثة بعد قرب نفاد الطبعة الثانية وكثرة الطلب على هذا التفسير في معارض الكتاب الدولية. فقمت بمراجعته مراجعة دقيقة على أمهات كتب التفسير المعتمدة قديماً وحديثاً، ومنها التفسير الميسر الذي أصدره المجمع. وقد انتهيت من مراجعته في رمضان وسلمته للمؤلف وفقه الله.
وقد أعجبتُ بالتفسير كثيراً، وكتبت عنه تقريراً علمياً بينت فيه محاسنه والملاحظات العلمية عليه وهي يسيرة، واقترحتُ بعض الاقتراحات العلمية والفنية التي أرجو إن أخذَ بها أن يسد هذا التفسير الفراغ الذي حصل بسبب توقف نشر التفسير الميسر عن المجمع، وقد لمستُ استفادة الدكتور عايض كثيراً من كتب التفسير المعتمدة كابن كثير والشوكاني والتفسير الميسر، غير أن أسلوب الدكتور عايض أسهل، وهو ميسرٌ يفهمه الجميع ... والخلاصة أنه تفسير ممتع نافع، رزق قبولاً بين الناس ولله الحمد، وهو كالتفسير الميسر يعد الدرجة الأولى في سلم التفسير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 02:03 م]ـ
بالنسبة للتفسير الميسر للدكتور عايض بن عبدالله القرني وفقه الله فحسب كلامهم أنه تحت الطباعة الآن وسيرى النور قريباً في طبعته الثالثة والله أعلم متى سيخرج فلم أسأله عنه بعد ذلك، لكن ستراه في المكتبات فور صدوره فتسويقهم جيد جداً.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:18 م]ـ
سددكم الله وحفظكم يا شيخ عبد الرحمن فالقول ما تفضلتم به.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Oct 2007, 04:15 م]ـ
وأزيد من أفضل المختصرات:
- الوجيز, للواحدي.
- جامع البيان, للأيجي.
- تفسير جزء عمَّ, لمساعد الطيار.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[27 Oct 2007, 10:09 م]ـ
إن حصلت على التفسير الميسر فلا تعدل عنه , وإلا فعليك بتفسير السعدي فقد أصدر في مجلد واحد على شرطك.
ـ[البهيجي]ــــــــ[01 Nov 2007, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة الكرام ... جزاكم الله خيرا على مشاركتكم بالموضوع وأعتذر عن التأخر بالرد .... وأرغب ان نؤسس لهذا الموضوع بمناقشة السؤال أعلاه .... لكي نتوصل الى تلك الصفات ثم نحكم على التفاسير بحسب قربها أوبعدها عن تلك الصفات
فاقول بعد التوكل على من بيده ملكوت السموات والأرض ان من تلك الصفات:
1 - سهولة الألفاظ وبساطتها بحيث لاتصعب على عامة الناس ويستحسنها خاصتهم وعلمائهم.
2 - أيصال خلاصة العلم بما قل ودل.
3 - الأعتناء ببيان التوحيد والتحذيرمن مظاهر الشرك وخاصة مايفعله الكثيرمن المسلمين عند قبور الأولياء والصالحين وكذلك توضيح معنى أشهدأن محمدا رسول الله وماتتضمن من تقديم لسنته الصحيحه على كل قول مهما كان صاحبه.
4 - الأنتصار لعقيدة أهل السنة والجماعة في مسائل الخلاف مع التأكيد على أن يكون التفسير بما قل ودل.
ونكمل ان شاء الله لاحقا ...... والسلام عليكم
البهيجي
ـ[البهيجي]ــــــــ[09 Nov 2007, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .... ونستمر بذكر الصفات المثلى كما نراها ..... ومنها:
5 - وان يتجنب الكاتب أية مسألة قد تثير فهما خاطئاً لدى القارىء.
6 - أستخلاص العبر والعظات من قصص القرآن الكريم وأمثاله قدر الأمكان.
7 - وأن يكون التفسير مطبوعاً مع القرآن الكريم بمجلد واحد.
أرجو من الأخوة والأخوات مناقشة الصفات المثلى المذكورة فربما كنت مخطأً في بعضها وجزاكم الله تعالى
من خير الدنيا والآخرة ..... والسلام عليكم.
البهيجي(/)
إستفسار حول آية
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[26 Oct 2007, 09:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عز وجل في سورة هود {قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (81)
كان جواب الملائكة لن يصلوا إليك مع أن مراد قوم لوط كان الضيوف فكيف كان الجواب إليك و ليس إلينا
و جزاكم الله كل خير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:02 م]ـ
أخي الكريم أبا أميرة:
أهلا وسهلا ومرحبا بك:
قال الشوكاني في تفسيره:
ومن قبل كانوا يعملون السيئات، أي ومن قبل مجيء الرسل في هذا الوقت كانوا يعملون السيئات، وقيل: ومن قبل لوط كانوا يعملون السيئات، أي كانت عادتهم إتيان الرجال. اهـ
وقد تصدى لقومه قبل علمه بأن الضيوف ملائكة.
وأما قوله تعالى: لن يصلوا إليك، فهو يحتمل معنيين:
الأول: لن يصلوا إلى إضرارك بإضرارنا الذي تخافه علينا.
الثاني: لن يصلوا إليك بالسوء الذي توعدوك به لما طمست عيونهم.
قال ابن الجوزي في زاد المسير:
قوله تعالى لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ، قال مقاتل: فيه إضمار تقديره لن يصلوا إليك بسوء وذلك أنهم قالوا للوط إنا نرى معك رجالا سحروا أبصارنا فستعلم غدا ما تلقى أنت وأهلك، فقال له جبريل إنا رسل ربك لن يصلوا إليك. اهـ
وقال البيضاوي في تفسيره:
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ: لن يصلوا إلى إضرارك بإضرارنا، فهون عليك ودعنا وإياهم، فخلاهم أن يدخلوا فضرب جبريل عليه السلام بجناحه وجوههم فطمس أعينهم وأعماهم، فخرجوا يقولون النجاء النجاء فإن في بيت لوط سحرة. اهـ
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير:
قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ (هود:81).
هذا كلام الملائكة للوط عليه السلام كاشفوه بأنهم ملائكة مرسلون من الله تعالى ...... وهذا الكلام الذي كلموا به لوطا عليه السلام وحي أوحاه الله إلى لوط عليه السلام بواسطة الملائكة، فإنه لما بلغ بلوط توقع أذى ضيفه مبلغ الجزع ونفاد الحيلة جاءه نصر الله على سنة الله تعالى مع رسله حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا.
وابتدأ الملائكة خطابهم لوطا عليه السلام بالتعريف بأنفسهم لتعجيل الطمأنينة إلى نفسه لأنه إذا علم أنهم ملائكة علم أنهم ما نزلوا إلا لإظهار الحق. قال تعالى: مَا نُنَزِّلُ المَلَائِكَةَ إِلَّا بِالحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ. ثم ألحقوا هذا التعريف بالبشارة بقولهم لن يصلوا إليك. وجيء بحرف تأكيد النفي للدلالة على أنهم خاطبوه بما يزيل الشك من نفسه. وقد صرف الله الكفار عن لوط عليه السلام فرجعوا من حيث أتوا، ولو أزال عن الملائكة التشكل بالأجساد البشرية فأخفاهم عن عيون الكفار لحسبوا أن لوطا عليه السلام أخفاهم فكانوا يؤذون لوطا عليه السلام. ولذلك قال له الملائكة لن يصلوا إليك ولم يقولوا لن ينالوا، لأن ذلك معلوم فإنهم لما أعلموا لوطا عليه السلام بأنهم ملائكة ما كان يشك في أن الكفار لا ينالونهم، ولكنه يخشى سورتهم أن يتهموه بأنه أخفاهم.
ووقع في التوراة أن الله أعمى أبصار المراودين لوطا عليه السلام عن ضيفه حتى قالوا: إن ضيف لوط سحرة فانصرفوا. وذلك ظاهر قوله تعالى في سورة القمر: وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ. اهـ
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل الدكتور مروان بارك الله فيكم زادكم بسطة في العلم
يبقى أني أريد أن أشير إلى نكتة لطيفة في نسبة أذى القوم إلى لوط وذلك لإستحالة وصوله إلى الملائكة أصلا
أرجو منكم التعليق
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[26 Oct 2007, 11:30 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
الآية السابقة عليها " لو أن لي بكم قوة .... " كلامها موجه للرسل وهو لا يعلم أنهم رسل فردوا عليه بهذه الآية ويدل علي ذلك حرف الجر في "بكم " ولو كانت موجهة للقوم لقال -عليكم - والحديث الذي جاء في الآية -رحم الله أخي لوط لقد كان يأوي إلي ركن شديد -يحمل معني ماقاله الرسل حيث ردوا عليه بنفس المعني وكأنهم قالوا إن لك بنا قوة علي هؤلاء وإنك لتأوي إلي ركن شديد،-ما هو -؟! "إنا رسل ربك .... "والله أعلم
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:17 ص]ـ
وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ (78) قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ (79) قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80)
القول أن قوله قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آَوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ كلاما موجها للرسل بعيد جدا
قال النسفي
{قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقّ} حاجة لأن نكاح الإناث أمر خارج عن فمذهبنا إتيان الذكران {وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ} عنوا إتيان الذكور وما لهم فيه من الشهوة {قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} جواب «لو» محذوف أي لفعلت بكم ولصنعت. والمعنى لو قويت عليكم بنفسي أو أويت إلى قوي أستند إليه وأتمنع به فيحميني منكم، فشبه القوي العزيز بالركن من الجبل في شدته ومنعته. روي أنه أغلق بابه حين جاؤوا وجعل ترادّهم ما حكى الله عنه وتجادلهم. فتسوروا الجدار فلما رأت الملائكة ما لقي لوط من الكرب. {قَالُواْ يا لُوطٍ} إن ركنك لشديد {إِنَّا رُسُلُ رَبّكَ} فافتح الباب ودعنا وإياهم، ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه في عقوبتهم فأذن له، فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم كما قال الله تعالى {فطمسنا أعينهم} [القمر: 37]
قال ابن عاشور
وجوابه بِ {لَوْ أنّ لي بكم قوة} جواب يائس من ارعوائهم.
و {لو} مستعملة في التمنّي، وهذا أقصى ما أمكنه في تغيير هذا المنكر.
والباء في {بكم} للاستعلاء، أي عليكم. يقال: ما لي به قوة وما لي به طاقة. ومنه قوله تعالى: {قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت} [البقرة: 249].
ويقولون: مَا لي بهذا الأمر يَدان، أي قدرة أو حيلة عليه.
والمعنى: ليت لي قوة أدفعكم بها، ويريد بذلك قوة أنصار لأنّه كان غريباً بينهم.
ومعنى {أو آوى إلى ركن شديد} أو أعتصم بما فيه مَنعة، أي بمكان أو ذي سلطان يمنعني منكم.
والركن: الشق من الجبل المتّصل بالأرض.(/)
الملتقى الكريم: الوقاية خير من العلاج
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Oct 2007, 11:40 م]ـ
مما لا شك فيه أن هذا الملتقى القرآني النافع ـ الذي حمل رايته جمع من المخلصين على رأسهم الزميل الفاضل الشيخ
الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله ومن معه جميعاً ـ قد حقق تقدماً لحظيَّاً على طريق كتاب الله ـ عز وجل ـ فجمع كوكبة من العلماء ظهر نورها من مشارق الأرض ومغاربها، فلله الحمد والمنة.
ولما كان الانضمام إلى هذا الملتقى يمثل أمانة ثقيلة أمام الله، تكمن في وجوب التسديد عند الحاجة إليه، كذا التعليم، والتوجيه، والتهذيب، والتصويب ..... وإسداء كل معنى جميل، مع تجنب كل ما يعاب به المرء من: المراء، أو الجدال لذاته، أو الانتصار للنفس، أو تسفيه رأي الغير، أو تضييع الأوقات في قضية لا فائدة من إثارتها، أو التطاول على من أفضوا إلى ما قدموا وأصبحوا بين يدي الله تعالى.
لما كان الأمر كذلك، ومن سنة كل المواقع على الشبكة العنكبوتية اشتراط شروط لا يسمح للعضو بالانضمام إليها إلا بعد الموافقة عليها فإني أفرِّع على هذه المقدمة ما يلي:
1ـ قيام إدارة الملتقى بإعداد شروط يتفهمها كل من يريد الانضمام إليه، تكون مثبَّتة كمرجعية لمن أراد أن يتذكر أو أراد انضماماً، مع ظنى الذي يقارب اليقين أن فضيلة المشرف العام لا يسمح بالتسجيل إلا لمعروف أو من طرف غير مجهول لديه.
2ـ لملاحظة وجود غير المتخصصين في التفسير وعلوم القرآن، يسمح للمنضم من غير المتخصصين بمساحة يشارك فيها من خلال الملتقى الذي يتناسب معه كملتقى الكتب أو الملتقى المفتوح والتقني أو ما استجد في المستقبل.
وأستطيع تعليل وجاهة هذا المطلب، بأننا قد نصوغ رداً يتناسب مع مشارك من المتخصصين فنجد الرد قد أخطأ طريقه ولم يجد المردود عليه المنتفع به، أو نناقش من نظن أن النقاش سيفيد منه فيذهب في البيد وتحدث أزمة فكرية لا نريدها أبداً، ولذلك أمثلة لا تخفى على لبيب.
3ـ حفاظا على هيبة الملتقى وما يكتب فيه تضع الإدارة حداً معينا لمن تيقنت أنه يستكبر على الحق بعدم الرجوع إليه إذا ذُكِّر،أو يتعمد الخطأ، فتتخذ معه إجراء مناسبا يتراوح بين الحجب عن المشاركة مدة معينة {مؤقتا} أو الحجب المطلق حجب الحرمان، أو ما تراه مناسباً لإصلاحه إن أراد أن يستمر عضوا فيه.
4ـ يحسن عدم الدخول بلون من الضبابية أو الرمادية المتمثلة في الدخول بالكنى أو الألقاب ليكون الحوار معروفا شفافاً بين أهل التفسير، فمن الوضوح أن أتكلم باسمي وأناديك باسمك، فلسنا في ملتقى يحسن فيه التستر بل نحن نتكلم حول كتاب كالشمس في ضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها، يستثنى من ذلك من دخل بالكنية أو اللقب ثم فسر توقيعه ما لم نفهمه من كنيته، بأن يكون التوقيع بالاسم الصريح، كما يستثنى من ذلك النساء لرغبتهن في التستر، وإن كان التصريح بالاسم لا يخدش حياء، بل يرفع هامات في ساح الشرف والمجد، فهمنا هذا من المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما جاء في الصحيح " هذه صفية " وقوله أيُّ الزيانب، ... يا فاطمة يا عائشة ..... فهذه حرية شخصية.
5ـ يجدر بطلاب العلم عموماً والجدد منهم خصوصاً مراجعة مشاركاتهم مع غيرهم قبل بثها واعتمادها خاصة إذا كانت من المشاركات الأم أي: التي يكون الكاتب لها هو الداعي غيره لمشاركته، وإلا فليخوِّل الإدارة بتغيير ما يحتاج إلى تغيير لمصلحته ومصلحة الموضوع.
6ـ الإلتزام بلين الكلام وناعمه وسهله والبعد عن الخشن منه والوحشي، كما قال الجاحظ في البيان والتبيين 1/ 144:" لا ينبغي أن يكون الكلام غريباً وحشيا إلا أن يكون المتكلم بدويا أعرابيا؛ فإن الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس ".
7ـ يجب أن يعاهد كل منا ربه على أن يكون عمله خالصا لوجه الله الكريم، وليس للنفس فيه حظ.
هذه أفكار جالت بخاطري إن أصبت بطرحها فلله وحده الفضل والمنة، وإن كانت الأخرى فحسبي أن الكمال لله وحده والعصمة لأنبيائه، وكلِّي أذان صاغية للقادح قبل المادح، لأني أردد دائما قول القائل ـ مخاطباً نفسي ـ:
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي * وإذا ما زدت علما زادني علمي بجهلي
ولا زلت أذكر قول من همس في أذني سنة 1996 م في الحرم المكي الشريف وكان رجلا من الصين يحج بيت الله الحرام، وسألته عن العلم الديني في الصين، فأخبرني بأنه يُدَرِّس العربية بفروعها هناك، فقلت له انصح لي، فقال:
تعلم يا فتى فالجهل عار ولا يرضى به إلا .....
وفقني الله وإياكم، وأرجو المعذرة،
وإسداء النصح المزدان بإبداء الرأي.
ـ[مرهف]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:45 ص]ـ
بارك الله فيك دخضر على ما تفضلت به وهي جديرة بالنظر والرفع والمدارسة
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[27 Oct 2007, 07:48 ص]ـ
مما قيل قديماً: إن للشوهاء فضلاً على الحسناء؛ فلولا قبح الشوهاء لما ظهر حسن الحسناء
وإن كلام الجاهل قد يكون سبباً لانقداح ذهن العالم وانبراء قلمه للتصنيف والتعليم ونشر العلم فينفع الله بذلك خلقاً كثيراً
ويُنسى الجاهل ويخلد ذكر العالم والحمد لله
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله تعالى:
[قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((العلم نقطة كثرها الجاهلون))، يعني أنّ أصل العلم، الذي فقهه الصحابة رضوان الله عليهم قليل، هو فقه الكتاب وفقه أحاديث النبي صلّى الله عليه وسلّم ... فلأجل وجود الجهل وأهله كثر التأليف وكثر التصنيف، لأجل أنْ يبسط العلم لأهله، وبه أهله يهدون الجاهل ويرشدون الضال]
من كتاب المنهجية في قراءة كتب أهل العلم
ولا تجعل همك أخي الكريم مَن ترد عليه بل انظر إلى من يقرأ ردك فلعل الله ينفع بكتابتك خلقاً كثيراً لم يخطر ببالك أن تنفعهم كتابتك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Oct 2007, 04:12 م]ـ
أؤكد على هذا:
4ـ يحسن عدم الدخول بلون من الضبابية أو الرمادية المتمثلة في الدخول بالكنى أو الألقاب ليكون الحوار معروفا شفافاً بين أهل التفسير، فمن الوضوح أن أتكلم باسمي وأناديك باسمك، فلسنا في ملتقى يحسن فيه التستر بل نحن نتكلم حول كتاب كالشمس في ضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها، يستثنى من ذلك من دخل بالكنية أو اللقب ثم فسر توقيعه ما لم نفهمه من كنيته، بأن يكون التوقيع بالاسم الصريح، كما يستثنى من ذلك النساء لرغبتهن في التستر، وإن كان التصريح بالاسم لا يخدش حياء، بل يرفع هامات في ساح الشرف والمجد، فهمنا هذا من المعصوم ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما جاء في الصحيح " هذه صفية " وقوله أيُّ الزيانب، ... يا فاطمة يا عائشة ..... فهذه حرية شخصية.
6ـ الإلتزام بلين الكلام وناعمه وسهله والبعد عن الخشن منه والوحشي، كما قال الجاحظ في البيان والتبيين 1/ 144:" لا ينبغي أن يكون الكلام غريباً وحشيا إلا أن يكون المتكلم بدويا أعرابيا؛ فإن الوحشي من الكلام يفهمه الوحشي من الناس ".
وشكر الله لأخينا الفاضل د. خضر.
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Oct 2007, 04:25 م]ـ
الإلتزام بلين الكلام وناعمه وسهله والبعد عن الخشن منه والوحشي،
مجازات أشهى وروداً من لمى الحسناء.
حفظك الله أستاذنا ما أعذب عباراتك وألطفها، ذكرتني بكتّاب الأندلس وأدبائها.، والفضل بعد الله تعالى فيهم إنما هو للجاحظ رحمه الله وعفا عنه؛ فمن معينه يَرِدون ويصدرون.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[29 Oct 2007, 11:17 م]ـ
وفقكم الله وزادكم علماً وفضلاً ,,,, قلتم فأجدتم وأحسنتم،،
ونعم ما تفضلتم به ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Oct 2007, 07:34 م]ـ
وفقكم الله أحبائي الكرام الإخوة المشايخ والدكاترة أهل الفضل {مرهف ووائل الحجلاوي و نايف الزهراني والسالم والطعان} وشكر لكم ولعل الإدارة تنتظر مزيدا من الدراسة والتعليق من السادة أعضاء الملتقى لتكون الكلمة الأخيره منها في ضوء ما تتمحور حوله الآراء. ولعلكم معي من أن بعض الكتابات في ملتقي التفسير الآن يؤكد بقوة عمق ما طرحته للنقاش كذا وجاهته، وليس مع العين أين.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[30 Oct 2007, 08:13 م]ـ
أقدر للأ خ الفاضل الكريم عبد الفتاح خضر - الذي تعرفت إليه من خلال هذا الملتقى المبارك وإن لم ألتقه بعد كما هو حالي مع معظم الفضلاء فيه - هذه الاقتراحات الرائعة، كما أقدر الدافع إليها.
ولعلي أقدم اقتراحا وسطا بالنسبة لمشاركات غير المتخصصين والمبتدئين وأضرابهم، بأن تعرض مشاركاتهم على أحد مشرفي الملتقى قبل نشرها فتمر بمرحلة مراجعة فإن أجيزت من المراجع نشرت، وإلا حجبت مع رسالة خاصة لكاتبها فيها نصح وإرشاد، وحث له على التفاعل أحسن وإتقان ما يكتب أكثر، ومثل هذا الأسلوب رأيته مفعلا في بعض المواقع، والله الموفق.(/)
أي الأقوال أولى في تفسير هذه الآية
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[27 Oct 2007, 12:49 م]ـ
كنت وما زلت كلما قرأت تفسير قوله تعالى: (قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي) [طه:96] أتوقف متأملا الأقوال الواردة فيه، وهي – حسب علمي - ثلاثة أقوال في الجملة، ولكل منها ما يجعل القارئ يتردد في قبوله لما فيه من إشكالات، ولذا رغبت في طرح السؤال في المتلقى لعل الحوار والبحث فيه يوصل إلى أقرب الأقوال وأحسنها، والأقوال الثلاثة هي:
1 - أن السامري رأى جبريل عليه السلام (مع تعدد الأقوال في تحديد وقت الرؤية وسببها) راكبا فرسا، فقبض من أثر قدم جبريل عليه السلام، أو من أثر حافر الفرس قبضة، ثم ألقاها في جوف العجل حين صنعه فأصبح يصدر خوارا، أو انقلب إلى عجل حي بسبب هذا الأثر، وأكثر المفسرين على هذا القول.
2 - أنه كان يعلم أمورا لا يعلمها بنو إسرائيل، وأنه تعلم شيئا يسيرا من علم موسى عليه السلام إلا أنه لم يعجبه ونبذ هذا العلم وطرحه بسبب ما زينته له نفسه من صناعة العجل وأمر بني إسرائيل بعبادته.
3 - أن هذا الكلام من السامري كذب وادعاء، فهو لم يبصر ولم يقبض ولم ينبذ شيئا، إنما قال ما قال ليلقي التهمة على غيره، وليتنصل من المسؤولية عما فعل.
فأي هذه الأقوال - أو غيرها إن وجد - أولى في تفسير الآية، ولماذا؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:13 م]ـ
أخي الحبيب د. أحمد .. قرأت ما كتبت .. وأجد أن كلمتي قبضت ونبذت بجرسهما في السمع وظلالهما في الخيال تهديان إلى الراي السليم وأعني به الراي الأول .. أما القولين الآخرين فأجد فيها تكلفا يذهب بالمعنى مذهبا بعيدا إلى حد ما عن مدلول النص .. والله أعلم ..
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[27 Oct 2007, 05:54 م]ـ
أظن أن ترجيح القول الأول يحتاج إلى رد على بعض الإشكالات عليه ومنها:
كيف تمكن السامري من رؤية جبريل عليه السلام، و ذكرُ بعض المفسرين أنه استدراج له بحاجة إلى تأمل.
إن كان المراد ب (بصرت) الرؤية البصرية فلم قال (بما) وما لم (ما)؟
لم يسبق لجبريل عليه السلام ذكر في الآيات؟ فالقول بأنه المراد بلفظ (الرسول) فيه بعد.
ما الذي قبضه السامري ونبذه في العجل، تضطرب الروايات المتعددة فيه وكثير منها لا يصلح الاحتجاج به، ومنهم من قال إن هذا الأثر كان سببا في حصول الحياة في العجل المصنوع، وأظن هذا القول مفتقر إلى دليل قوي يعضده؟(/)
المنطق الاقتصادي في القرآن
ـ[السويلم]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:23 م]ـ
نظرة سريعة في استعمال القرآن للمنطق الاقتصادي.
بسم الله الرحمن الرحيم
المنطق الاقتصادي في القرآن الكريم
سامي السويلم
06/ 10 /1428هـ - 17/ 10 /2007م
بالرغم من أن الاقتصاد علم يُعنى بالأمور الدنيوية والمالية، إلا أن القرآن الكريم قد استخدم المنطق الاقتصادي والمصطلحات الاقتصادية في أبعد الأمور عن الشؤون الدنيوية، وذلك في مجال الآخرة والجنة والنار والهداية والضلال، كما في قوله تعالى: ?أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين?، وقوله: ?أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون?، وقوله: ?من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة?، وقوله: ?إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة?، وقوله: ?إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور?، وقوله: ?يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم؟ تؤمنون بالله ورسوله? الآيات، وغيرها.
وقد ورد في السنة كثير من النصوص بنفس المعنى، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة"، وقوله عليه السلام: "إن من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه"، وقوله: "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته"، وقوله: "أتدرون من المفلس؟ " قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: " المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أُخذ من خطاياهم فطُرحت عليه، ثم طُرح في النار"، وغيرها.
وهذه النصوص من الكثرة والاطراد بما يترجح معه أن هذا الاستعمال ليس على سبيل الاستعارة أو التشبيه، بل هو على سبيل الحقيقة. والمعنى الذي يجمع بين الأمرين هو وجود التعارض بين المصالح المختلفة، مما يستلزم الموازنة والمفاضلة بينها. هذه الموازنة تقتضي في النهاية المبادلة بين المصلحتين المتعارضتين، وهذه المبادلة ( trade off) هي جوهر النظرية الاقتصادية.
وإذا كان القرار الرشيد يستلزم الموازنة والمفاضلة بين المصالح المتعارضة، فالمنطق الاقتصادي يحدد عناصر المفاضلة ومعاييرها من أجل الوصول للنتيجة الأكثر رجحاناً. وهذا يبين تأكيد القرآن الكريم على عقلانية القرار الصحيح، بأن يكون على وفق الموازنة السليمة بين المصالح والمفاسد، أو بين المكاسب والخسائر، وليس على وفق الهوى أو التقليد الأعمى.
ويلاحظ أن استخدام المنطق الاقتصادي يقتصر على المفاضلة في الحياة الدنيا. أما في الآخرة فلا يوجد ثمة بيع ولا شراء، كما قال تعالى: ?يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة?. والسر والله أعلم هو طبيعة الآخرة التي تنتفي فيها القيود التي هي منشأ التعارض بين المصالح ابتداء، وفي هذه الحالة لا يوجد ما يستدعي المبادلة. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن في الجنة سوقاً، لكن ورد بأسانيد ضعيفة أن هذه السوق ليس فيها بيع ولا شراء، بل ما رغبه الواحد من أهل الجنة حصل له فوراً. وهذا يتفق مع سائر النصوص التي تبين انتفاء أي قيود على رغبات أهل الجنة، ومن ثم عدم الحاجة للتبادل أساساً.
والحاصل أن القرآن الكريم وظف المنطق الاقتصادي لدعم القرار المتعلق بالموازنة بين مصالح الدنيا ومصالح الآخرة عند التعارض. وبذلك يكون القرآن قد رفع من شأن المنطق الاقتصادي أكثر بكثير مما تضعه فيه الرأسمالية المعاصرة. فالرأسمالية تحصر المنطق الاقتصادي في الأمور المادية الدنيوية، وتلغي أي اعتبار للقضايا الأخروية أو الأخلاقية، أو تجعلها على أحسن الأحوال تابعة للقضايا الدنيوية. وهذا يجعل دائرة المنطق الاقتصادي ضيقة من جهة، ومادية بحتة من جهة أخرى. أما القرآن فهو يحافظ على جوهر المنطق الاقتصادي السليم، لكنه يوسع نطاقه بما يشمل المصالح الدنيوية والأخروية. فهو بذلك يحترم المنطق الاقتصادي أكثر من الرأسمالية.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Oct 2007, 09:11 م]ـ
ومن هنا نرفض ـ بشدة ـ المنطق العلماني الذي سلَّع كل شيء حتى الإنسان، فمن أنت وكم تساوي، أما الخير الرحمة والتعاون والبذل الذي ينتهي بالإنسان إلى أن لا ينس حظه من الآخرة في التعامل المادي فهذا ما لا يوجد إلا في القرآن ومنطق الاقتصاد فيه هو والسنة النبوية المطهرة.
سلمت أخي العزيز " السويلم " ورجحت كفت ما تفضلت به.(/)
* مساعدة: أين ذكر الطبري أن آية (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ ... )
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[27 Oct 2007, 07:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين ذكر الإمام الطبري أن الآية رقم 106 من سورة المائدة (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُمَا مِن بَعْدِ الصَّلاَةِ فَيُقْسِمَانِ بِاللّهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لاَ نَشْتَرِي بِهِ ثَمَنًا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَلاَ نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللّهِ إِنَّا إِذًا لَّمِنَ الآثِمِينَ)
أنها ليست منسوخة فقد بحثت في تفسيره لهذه الآية ولم أجد كلامه , فأرجو المساعدة بارك الله فيكم
علماً أن الطبعة الموجودة لدي التحقيق بتحقيق الشيخ التركي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Oct 2007, 09:25 م]ـ
تجدها أخي العزيز أبا الخطاب في الجزء التاسع في الصفحة 108 - 109 من تحقيق الدكتور التركي. ونص كلام الإمام العلامة أبي جعفر الطبري رحمه الله:
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك أن حكم الآية غيرُ منسوخ وذلك أن من حكم الله تعالى ذكره الذي عليه أهل الإسلام، من لدن بعث الله تعالى ذكره نبيّه محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، أنّ من ادُّعِي عليه دَعْوى ممَّا يملكه بنو آدم، أنّ المدَّعَى عليه لا يبرئه مما ادُّعي عليه إلا اليمين، إذا لم يكن للمدَّعِي بيّنة تصحح دَعواه = وأنه إن اعترف في يَدِ المدَّعى [عليه] سلعةً له، فادَّعَى أنها له دون الذي في يده، فقال الذي هي في يده:"بل هي لي، اشتريتها من هذا المدَّعِي"، أنّ القول قول من زَعَم الذي هي في يده أنه اشتراها منه، دون من هي في يده مع يمينه، إذا لم يكن للذي هي في يده بيّنة تحقق به دعواه الشراءَ منه.
فإذ كان ذلك حكم الله الذي لا خلافَ فيه بين أهل العلم، وكانت الآيتان اللتان ذكر الله تعالى ذكره فيهما أمرَ وصية الموصِي إلى عدلين من المسلمين، أو إلى آخرين من غيرهم، إنما ألزَم النبي صلى الله عليه وسلم، فيما ذكر عنه، الوصيَّين اليمينَ حين ادَّعَى عليهما الورثة ما ادَّعوا، ثم لم يلزم المدَّعَى عليهما شيئًا إذ حلفا، حتى اعترفت الورثة في أيديهما ما اعترفُوا من الجام أو الإبريق أو غير ذلك من أموالهم، فزعما أنهما اشترياه من ميتهم، فحينئذ ألزم النبيُّ صلى الله عليه وسلم ورثَة الميِّت اليمين، لأن الوصيين تحوَّلا مُدَّعِيين بدعواهما ما وجدَا في أيديهما من مال الميِّت أنه لهما، اشتريَا ذلك منه، فصارَا مُقِرَّين بالمال للميِّت، مدَّعيين منه الشراء، فاحتاجا حينئذ إلى بيِّنةٍ تصحِّح دعواهما، وصارتْ وورثة الميتِ ربِّ السلعة، أولى باليمين منهما.
فذلك قوله تعالى ذكره:"فإن عثر على أنهما استحقا إثمًا فآخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما"، الآية.
فإذ كان تأويل ذلك كذلك، فلا وجه لدعوَى مدَّعٍ أن هذه الآية منسوخة، لأنه غير جائز أن يُقْضَى على حُكم من أحكام الله تعالى ذكره أنه منسوخ، إلا بخبَرٍ يقطع العذرَ: أمّا من عند الله، أو من عند رسوله صلى الله عليه وسلم، أو بورود النَّقل المستفيض بذلك. فأمَّا ولا خبر بذلك، ولا يدفع صحته عقل، فغير جائز أن يقضى عليه بأنه منسوخ.(/)
التفسير والتدبر
ـ[هشام فيصل]ــــــــ[27 Oct 2007, 11:04 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله جميعا
نود من الاخوان ان يبينوا لنا الفرق بين التفسير والتدبر وايهما يكون لاحقا للاخر
احسن الله اليكم(/)
حمل التفسير الميسر .. لجميع الجوالات
ـ[العامر]ــــــــ[27 Oct 2007, 11:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا للاحتياج الشديد للتفسير الميسر .. قمت بعمله في مجلدات وتصفحه على شكل صفحة ويب من خلال الجوال.
التفسير الميسر ... صادر من مطبعة المدينة المنورة للمصحف الشريف باشراف مجموعة من العلماء.
.. حجمه بعد فك الضغط 13 م. ب .. عن طريق ارقام صفحات مصحف المدينة ..
حمل من خلال هذا الرابط ( http://la.joreyat.org/download.php?id=c736226f629586b89de6aaf7ed1fd0f1)
بعد فك الضغط ... حمله على الذاكرة الخارجية لجوالك ومن ثم ادخل الى ((مدير الملفات)) وتصفح ((مجلد التفسير الميسر))
... لاتنسونا من صالح الدعاء ..........
ـ[أبو المهند]ــــــــ[28 Oct 2007, 02:33 م]ـ
جزاكم الله الخير كله أخانا العامر.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Oct 2007, 02:38 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2007, 05:19 م]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بكم أخي العزيز.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:34 م]ـ
أثابك الله،وبورك فيك أخي العامر.
ـ[خالد العمري]ــــــــ[29 Oct 2007, 06:32 ص]ـ
أخي العامر جزاك الله خيرا
هلا شرحت لنا طريقة التحميل والتصفح
ـ[العاني]ــــــــ[29 Oct 2007, 10:10 ص]ـ
نرجو الشرح بالصور لو سمحت
جزاك الله خيرا على هذا البرنامج
ـ[العامر]ــــــــ[29 Oct 2007, 02:49 م]ـ
اخواني ..
لم ابتكر اي برنامج كل ما في الامر اني وجدت موقع فيه ((التفسير الميسر)) يتم عرض التفسير عن طريق ارقام صفحات مصحف المدينة
فقمت بتحميله على جهازي ثم جعلته كمجلدات لاتمكن من تصفحه عن طريق الجوال ... هذا كل ما في الامر ..
اما طريقة تحميله
فبعد دخولك للرابط اعلاه حمل الملف في جهاز الكمبيوتر.
ثم قم بفك الضغط لهذا الملف .. وسيظهر لك مجلد اسمه ((التفسير الميسر)).
ما عليك الا ان تجعل هذا المجلد في الذاكرة الخارجية للجوال.
ومن خلال ((مدير الملفات)) في الجوال .. يمكنك من تصفح التفسير عن طريق اختيار رقم الصفحة كما في مصحف المدينة.
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[08 Nov 2007, 03:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
لقد قمت بتنزيله و فك الضغط عنه و مع ذلك لم يشتغل في جوالي بعد تنزيله
فما العمل؟
بارك الله فيك
ـ[العامر]ــــــــ[08 Nov 2007, 09:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
لقد قمت بتنزيله و فك الضغط عنه و مع ذلك لم يشتغل في جوالي بعد تنزيله
فما العمل؟
بارك الله فيك
لاتنسى .. بعد تحميله في الذاكرة الخارجية لجوالك.
اذهب لـ ((مدير الملفات)) الموجود في الجوال.
ثم انتقل من استعراض ملفات الجوال الى استعراض ملفات الذاكرة الخارجية .. حينها ستجد ((مجلد التفسير الميسر)) على شكل ارقام صفحات المصحف
ويعرض لك التفسير على صيغة HTM اي ((صفحة ويب)).
للعلم جوالي الذي اتصفح به ((التفسير الميسر)) هو n73 ..
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[09 Nov 2007, 01:59 ص]ـ
أثابك الله و أكرمك.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[10 Nov 2007, 04:56 م]ـ
جزاك الله خيراً ونفع بعلمك،،
ـ[العامر]ــــــــ[20 Dec 2007, 01:32 م]ـ
للرفع
حتى يستفيد من هذا التفسير اكبر قدر من الزائرين ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:40 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[23 Dec 2007, 07:16 م]ـ
أحسن الله إليك وبارك جهودك.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Jun 2008, 11:42 ص]ـ
لم أجد الملف في الرابط
ـ[أحمد تيسير]ــــــــ[26 Jun 2008, 02:07 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[العامر]ــــــــ[27 Jun 2008, 04:55 م]ـ
تجديد للرابط
حمل من خلال هذا الموقع ( http://www.mediafire.com/?3sar02rsyyg)
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[27 Jun 2008, 10:16 م]ـ
جزا ك الله خيرا لكن لم استطع أن أحمله أو بالأصح لم أعرف
ـ[جمال القرش]ــــــــ[28 Jun 2008, 04:47 م]ـ
نفع الله بك وزادك حرصا هل من الممكن أن تحوله على الورد ليستفيد منه أكبر شريحة من طلاب العلم؟
ـ[شادي حسن]ــــــــ[28 Jun 2009, 06:20 م]ـ
أكرمك الله و لكن المشكلة أن الرابط لا يعمل.(/)
آية حث بعض المفسرين على تدبرها
ـ[عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[27 Oct 2007, 11:36 م]ـ
لا يخفى على مسلم مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند ربه ,والمتتبع لآيات القرآن التي يخاطب بها المولى عز وجل رسوله الكريم يلمس عظيم قدره صلى الله عليه وسلم ,ولكن هناك آيات في كتاب الله كان الخطاب فيها شديدا ,وهي آيات معدودة تدل على عظم الأمر الذي نزل فيه الخطاب ,كالأمر بالتوحيد وعدم الركون للمشركين والصدع بالحق وتبليغ القرآن دون تحريف ,وهي مواضع جديرة بالبحث والدراسة.
وقد لفت نظري موضع منها كان الخطاب فيه قويا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ,وهو قوله عز شأنه في سورة الإسراء {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا * إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}.
قال الزمخشري: <وفي ذكر الكيدودة وتقليلها مع إتباع الوعيد الشديد بالعذاب المضاعف في الدارين دليل بيّن على أن القبيح يعظم قبحه بمقدار عظم شأن فاعله وارتفاع منزلته .... وفيه دليل على أن أدنى مداهنة للغواة مضادة لله وخروج عن ولايته ,وسبب موجب لغضبه ونكاله , فعلى المؤمن إذا تلى هذه الآية أن يجثو عندها ويتدبرها ,فهي جديرة بالتدبر ,وبأن يستشعر الناظر فيها الخشية وازدياد التصلب في دين الله>.
وتابعه في الأمر بتدبر الآية البقاعي والألوسي في تفسيريهما.
قال ابن الجوزي معلقا على هذه الآية:<وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معصوما ,ولكنه تخويف لأمته لئلا يركن أحد من المؤمنين إلى أحد من المشركين في شيء من أحكام الله وشرائعه>.
فحريٌ بكل مسلم وخاصة أهل العلم والرأي تدبر هذه الآية والتفكر فيها ,فحاجتنا إليها شديدة خصوصا في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن وانتشرت الدعوات المشبوهة للتقارب بين الأديان والتي يبدأ فيها التنازل عن أوامر الدين رويدا رويدا حتى يصل إلى الثوابت عياذا بالله.وقد أبدع صاحب الظلال في بيان معنى الآية وإنزالها على واقع المسلمين اليوم.ولولا خشية الإطالة لنقلت كلامه كله فقد أجاد وأفاد كعادته رحمه الله.
قال النيسابوري في فوائد هذه الآية:<وفيه أنه لا عصمة من المعاصي إلا بتوفيق الله وتثبيته على الحق>.فنسأل الله أن يثبتنا على دينه وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن لا يميتنا إلا وهو راض عنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[28 Oct 2007, 01:00 ص]ـ
قال السعدي رحمه الله في تفسيره
وفي هذه الآيات، دليل على شدة افتقار العبد إلى تثبيت الله إياه، وأنه ينبغي له أن لا يزال متملقًا لربه، أن يثبته على الإيمان، ساعيا في كل سبب موصل إلى ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أكمل الخلق، قال الله له: {وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا} فكيف بغيره؟ "
وفيها تذكير الله لرسوله منته عليه، وعصمته من الشر، فدل ذلك على أن الله يحب من عباده أن يتفطنوا لإنعامه عليهم -عند وجود أسباب الشر - بالعصمة منه، والثبات على الإيمان.
وفيها: أنه بحسب علو مرتبة العبد، وتواتر النعم عليه من الله يعظم إثمه، ويتضاعف جرمه، إذا فعل ما يلام عليه، لأن الله ذكر رسوله لو فعل - وحاشاه من ذلك - بقوله: {إِذًا لأذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا}
وفيها: أن الله إذا أراد إهلاك أمة، تضاعف جرمها، وعظم وكبر، فيحق عليها القول من الله فيوقع بها العقاب، كما هي سنته في الأمم إذا أخرجوا رسولهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Oct 2007, 04:38 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يزيد، فقد أحسنت الاختيار، والأمر كما تفضلتم نسأل الله الثبات على الحق حتى نلقى الله.(/)
ابن الحنبلي و (أسباب النزول)؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 Oct 2007, 12:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(أتعب) الإمام المرداوي علاء الدين - نحرير المذهب الحنبلي في كتابه الإنصاف - محبي كتبه ومصنفاته بهذا الكم الزاخر والهائل من الكتب التي وقف عليها ونقل منها فإذا أردت أن تتصاغر نفسك وتعرف أن المؤلفين المعاصرين حينما يحشدون مراجع بالمئات ليسوا ببدع من الفعل فراجع كتب المرداوي رحمه الله
إلا أنه رحمه الله أجهد قراءه في معرفة بعض الكتب بل هناك من الكتب الفقهية في مذهب الحنابلة نقل منها في كتبه ولا تستطيع أن تجزم باسم مؤلفيها بل لم ينقل قبله أحد منها غيره فأتعب المحققين في معرفتها
كتبت هذا استطرادا
وإلا فإني أردت من هذه المقدمة أن تعيشوا هذه الوقفة التي وقفتها قبل مدة في أحد الكتب التي ذكرها ثم علقت على حاشية الكتاب ما سأذكره لكم فلما قرأته اليوم أحببت أن أذكره لكم لأستفيد منكم بارك الله فيكم
قال الإمام المرداوي: الإنصاف للمرداوي ج3/ص322
فَائِدَتَانِ
إحْدَاهُمَا لو قَدَرَ على الْعِتْقِ في الصِّيَامِ لم يَلْزَمْهُ الِانْتِقَالُ نَصَّ عليه وَيَلْزَمُهُ إنْ قَدَرَ عليه قبل الشُّرُوعِ في الصَّوْمِ
الثَّانِيَةُ لَا يَحْرُمُ الْوَطْءُ هُنَا قبل التكفير وَلَا في لَيَالِي صَوْمِ الْكَفَّارَةِ قال في التَّلْخِيصِ وَهَذِهِ الْكَفَّارَةُ مُرَتَّبَةٌ كَكَفَّارَةِ الظِّهَارِ سَوَاءٌ إلَّا في تَحْرِيمِ الْوَطْءِ قبل التَّكْفِيرِ وفي لَيَالِي الصَّوْمِ إذَا كَفَّرَ بِهِ فإنه يُبَاحُ وَجَزَمَ بِهِ في الرِّعَايَتَيْنِ وَالْحَاوِيَيْنِ وَقَدَّمَهُ في الْفُرُوعِ كَكَفَّارَةِ الْقَتْلِ ذَكَرَهُ فيها الْقَاضِي وَأَصْحَابُهُ
وَذَكَرَ بن الْحَنْبَلِيِّ في كِتَابِ أَسْبَابِ النُّزُولِ أَنَّ ذلك يَحْرُمُ عليه عُقُوبَةً وَجَزَمَ بِهِ
هذا النص نقله المرداوي على عادته في الاستفاد من أبي عبد الله ابن مفلح في كتابه الفروع فقال: الفروع ج3/ص64
وَلَا يَحْرُمُ هُنَا الْوَطْءُ قبل التَّكْفِيرِ وَلَا في لَيَالِي صَوْمِ الْكَفَّارَةِ وذكره في الرِّعَايَةِ وَأَظُنُّهُ في التَّلْخِيصِ وَغَيْرِهِ كَكَفَّارَةِ الْقَتْلِ ذَكَرَهُ فها الْقَاضِي وَأَصْحَابُهُ وَحَرَّمَهُ ابن الْحَنْبَلِيِّ في كِتَابِهِ أَسْبَابُ النُّزُولِ عُقُوبَةً وَعَنْهُ إنَّهَا على التَّخْيِيرِ بين الْعِتْقِ وَالصِّيَامِ وَالْإِطْعَامِ فَبِأَيِّهَا كَفَّرَ أَجْزَأَهُ
وكتبت عنده:
ابن الحنبلي عند الحنابلة يطلق على كثير من العلماء من أشهرهم:
1 0 أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الخزرجي الشيرازي المقدسي صاحب كتاب الجواهر في تفسير القرآن
2 - ولده عبد الوهاب صاحب كتاب استخراج الجدل من القرآن
3 - المحدث اليونيني المشتهر بنسخ صحيح البخاري وتدريسه
4 - علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الشهير بابن البخاري
هذا ما كتبته على هامش نسختي ولم يتحرر لي أيهم
فما إفادتكم نفع الله بكم؟(/)
يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُو
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[28 Oct 2007, 12:23 ص]ـ
وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) سورة الروم
قوله تعالى: وعد الله، مصدر مؤكد لنفسه، لأن قوله قبله: {وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} [الروم: 3] إلى قوله: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المؤمنون بِنَصْرِ الله} [الروم: 45] هو نفس الوعد كما لا يخفى، أي وعد الله ذلك وعداً.
وقد ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أربعة أمور:
الأول: أنه لا يخلف وعده.
والثاني: أن أكثر الناس وهم الكفار لا يعلمون.
والثالث: أنهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا.
والرابع: أنهم غافلون عن الآخرة. وهذه الأمور الأربعة جاءت موضحة في غير هذا الموضع.
أما الأول منها: وهو كونه لا يخلف وعده، فقد جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى: {إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد} [الرعد: 31] وقد بين تعالى أن وعيده للكفار لا يخلف أيضاً في آيات من كتابه كقوله تعالى: {قَالَ لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بالوعيد مَا يُبَدَّلُ القول لَدَيَّ} [ق: 2829] الآية.
والتحقيق: أن القول الذي لا يبدل لديه في هذه الآية الكريمة، هو وعيده للكفار.
وكقوله تعالى: {كُلٌّ كَذَّبَ الرسل فَحَقَّ وَعِيدِ} [ق: 14] وقوله: {إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرسل فَحَقَّ عِقَابِ} [ص: 14]، فقوله: حق هاتين الآيتين. أي وجب وثبت، فلا يمكن تخلفه بحال.
وأما الثاني منها: وهو أن أكثر الناس وهم الكفار لا يعملون، فقد جاء موضحاً في آيات كثيرة، فقد بين تعالى أن أكثر الناس هم الكافرون كقوله تعالى: {ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ} [هود: 17]. وقوله تعالى: {وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الأولين} [الصافات: 71]، وقوله تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ} [الشعراء: 867103139158174ت190]. وقوله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ الله إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظن وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]، وقوله تعالى: {وَمَآ أَكْثَرُ الناس وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 103] إلى غير ذلك من الآيات.
وقد بين جل وعلا أيضاً في آيات من كتابه أن الكفار لا يعلمون كقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [البقرة: 170]. وقوله تعالى: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104]، وقوله تعالى: {وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَآءً وَنِدَآءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171]، وقوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان: 44] وقوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الجن والإنس لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ أولئك كالأنعام بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون} [الأعراف: 179]، وقوله تعالى: {وَقَالُواْ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا في أَصْحَابِ السعير} [الملك: 10] إلى غير ذلك من الآيات.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الثالث منها: وهو كونهم يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا، فقد جاء أيضاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى: {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38]: أي في الدنيا. وقوله تعالى: {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تولى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الحياة الدنيا ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِّنَ العلم إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهتدى} [النجم: 2930] الآية.
وأما الرابع منها: وهو كونهم غافلين عن الآخرة فقد جاء في آيات كثيرة كقوله تعالى عنهم: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا} [المؤمنون: 3637] الآية.
وقوله تعالى عنهم: {وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ} [الدخان: 35]، {وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [الأنعام: 29] و [المؤمنون: 37]، {مَن يُحيِي العظام وَهِيَ رَمِيمٌ} [يس: 78] والآيات في ذلك كثيرة معلومة.
تنبيه
اعلم أنه يجب على كل مسلم في هذا القرآن: أن يتدبر آية الروم تدبراً كثيراً، ويبين ما دلت عليه لكل من استطاع بيانه له من الناس.
وإيضاح ذلك أن من أعظم فتن آخر الزمان التي ابتلى ضعاف العقول من المسلمين شدة إتقان الإفرنج، لأعمال الحياة الدنيا ومهارتهم فيها على كثرتها، واختلاف أنواعها مع عجز المسلمين عن ذلك، فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنه على الحق، وأن من عجز عنها متخلف وليس على الحق، وهذا جهل فاحش، وغلط فادح. وفي هذه الآية الكريمة إيضاح لهذه الفتنة وتخفيف لشأنها أنزله الله في كتابه قبل وقوعها بأزمان كثيرلة، فسبحان الحكيم الخبير ما أعلمه، وما أعظمه، وما أحسن تعليمه.
فقد أوضح جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن أكثر الناس لا يعلمون، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيوية دخولاً أولياً، فقد نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل، لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم، فأبرزهم من العدم إلى الوجود، وزرقهم، وسوف يميتهم، ثم يحييهم، ثم يجازيهم على أعمالهم، ولم يعلموا شيئاً عن مصيرهم الأخير الذي يقيمون فيه إقامة أبدية في عذاب فظيع دائم: ومن غفل عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم كما دلت عليه الآيات القرآنية المذكورة، ثم لما نفى عنهم جل وعلا اسم العلم بمعناه الصحيح الكامل أثبت لهم نوعاً من العلم في غاية الحقارة بالنسبة إلى غيره.
وعاب ذلك النوع من العلم بعيبين عظيمين:
أحدهما: قلته وضيق مجاله، لأنه لا يجاوز ظاهراً من الحياة الدنيا، والعلم المقصور على ظاهر من الحياة الدنيا في غاية الحقارة، وضيق المجال بالنسبة إلى العلم بخالق السماوات والأرض جل وعلا، والعلم بأوامره ونواهيه، وبما يقرب عبده منه، وما يبعده منه، وما يخلد في النعيم الأبدي من أعمال الخير والشر.
والثاني منهما: هو دناءة هدف ذلك العلم، وعدم نيل غايته، لأنه لا يتجاوز الحياة الدنيا، وهي سريعة الانقطاع والزوال ويكفيك من تحقير هذا العلم الدنيوي أن أجود أوجه الإعراب في قوله: {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً} أنه بدل من قوله قبله لا يعلمون، فهذا العلم كلا علم لحقارته.
قال الزمخشري في الكشاف، وقوله: يعلمون بدل من قوله: لا يعلمون، وفي هذا الإبدال من النكته أنه أبدله منه وجعله بحيث يقوم مقامه، ويسد مسده ليعلمك أنه لا فرق بين عدم العلم الذي هو الجهل، وبين وجود العلم الذي لا يتجاوز الدنيا.
وقوله: {ظَاهِرا مِّنَ الحياة الدنيا} يفيد أن الدنيا ظاهراً وباطناً فظاهرها ما يعرفه الجهال من التمتع بزخارفها، والتنعيم بملاذها وباطنها، وحقيتها أنها مجاز إلى الآخرة، يتزود منها إليها بالطاعة والأعمال الصالحة، وفي تنكير الظاهر أنه ملا يعلمون إلا ظاهراً واحداً من ظواهرها. وهم الثانية يجوز أن يكون مبتدأ، وغافلون خبره، والجملة خبر، هم الأولى، وأن يكون تكريراً للأولى، وغافلون: خبر الأولى، وأية كانت فذكرها مناد على أنهم معدن الغفلة عن الآخرة، ومقرها، ومحلها وأنها منهم تنبع وإليهم ترجع. انتهى كلام صاحب الكشاف.
وقال غيره: وفي تنكير قوله: ظاهراً تقليل لمعلومهم، وتقليله يقربه من النفي، حتى يطابق المبدل منه. اه. ووجهه ظاهر.
واعلم أن المسلمين يجب عليهم تعلم هذه العلوم الدنيوية، كما أوضحنا ذلك غاية الإيضاح في سورة مريم في الكلام على قوله تعالى: {أَطَّلَعَ الغيب أَمِ اتخذ عِندَ الرحمن عَهْداً} [مريم: 78] وهذه العلوم الدنيوية التي بينا حقارتها بالنسبة إلى ما غفل عنه أصحابها الكفار، إذا تعلمها المسلمون، وكان كل من تعليمها واستعمالها مطابقاً لما أمر الله به، على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: كانت من أشرف العلوم وأنفعها، لأنها يستعان بها على إعلاء كلمة الله ومرضاته جل وعلا، وإصلاح الدنيا والآخرة، فلا عيب فيها إذن كما قال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا استطعتم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60] فالعمل في إعداد المستطاع من القوة امتثالاً لأمر الله تعالى وسعياً في مرضاته، وإعلاء كلمته ليس من جنس علم الكفار الغافلين عن الآخرة، كما ترى الآيات بمثل ذلك كثيرة. والعلم عند الله تعالى.
المرجع: أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله تعالى.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Oct 2007, 01:41 م]ـ
شكر الله لك أبا عبدالله .. ،وقد سبق طرح هذا التعليق للشنقيطي ـ رحمه الله ـ في هذا الموضوع:
الآية التي قال عنها الشنقيطي: يجب على كل مسلم أن يتدبرها كثيراً ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7832)
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[30 Oct 2007, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك يا دكتور عمر المقبل
والله أني ما كنت أعلم بذلك
وأسأل الله أن ينفع بها ,,,,,,,,,أمين(/)
فهم القرآن .. الطريقة المثلى
ـ[علي جاسم]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:33 ص]ـ
سادتي الأكارم .. ملتقى التفسير وعلوم القرآن ..
ثمة طريقة مثلى لفهم القرآن الكريم .. أشار إليها علماؤنا وكبراؤنا .. ويبدو أن سواد المسلمين لم يتنبهوا لها .. وبالتالي بقي القرآن عند كثير من المسلمين ألغازا وأحاجي تستغلق على فهمه ..
ويخيل لي أن لو سأل سائل مسلما ما في سورة مريم على سبيل المثال .. لماذا وردت قصة زكريا قبل قصة مريم وقصة مريم قبل قصة إبراهيم .. لاستغلق عليه الجواب .. ولو كان هذا المسلم ممن تتبعوا هذه الطريقة إذن لفهم حكمة الترتيب على هذا النحو ..
الطريقة التي أشير إليها سادتي الأكارم وباختصار .. هي طريقة تسقيط الآيات على أزمان وقوعها ..
فالقرآن كما هو معلوم مكي ومدني .. وحال الجماعة المسلمة في مكة هو غير حالها في المدينة .. وأعني بذلك ضعفها وقوتها ..
وهذا يعني أن القرآن المكي تناول جوانب .. وتناول القرآن المدني جوانب أخرى .. وبمعنى أدق .. تناول القرآن المكي تقرير العقيدة .. بينما توسع القرآن المدني فأردف بالعقيدة المنهج ..
فكأن حكمة الله تعالى أرادت أن تري الأمة تنزيلين لكتاب الله .. تنزيل لهذه الأمة أيام ضعفها وهو يعالج العقيدة .. وتنزيل أيام قوتها وهو يتناول مع العقيدة المنهج والحدود والأحكام .. ووراء هذا الكلام كلام أضرب عنه الصفح لضيق المقام ..
إذن فإذا ما قرأ المسلم سورة ما فليتتبع نزولها .. ثم ليرتحل بخياله قبل الدخول في السورة .. ليرتحل بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة .. وليحاول جاهدا أن يعيش شعورا حيا لتلك الفترة حتى كأنه يجلس إلى النبي والصحابة ويخوض معهم معترك العقيدة كما خاضوه .. ثم يشرع بعد ذلك بالقرآءة بروية وتأن .. عندها سيجد للسورة أفقا أوسع بل سيجدها أبين وأجلى وأوضح .. وستنكشف له معميات السورة .. وستحل أمامه ألغازها التي لطالما خفيت عليه .. وكلما كان خياله خصبا وشعوره حيا كلما كان أقرب لفهم دقائق السورة ومقاصدها ..
أقولها سادتي الأفاضل عن تجربة حية تذوقتها مع القرآن .. وتنشأ الملكة بالتعود وطول المران .. وجزاكم الله خيرا
ـ[د. إلياس أنور]ــــــــ[28 Oct 2007, 02:20 م]ـ
يا لبلاغتكم وحسن إيجازكم وفقكم الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[28 Oct 2007, 03:02 م]ـ
يا لضياع الأوقات والدهور في تعلم العلوم وتعليمها وتكبد مشقة تحصيلها .. فقه وأصوله، حديث وعلومه، لغة وفنونها، أصول دين ومناهجه، قراءات وأوجهها ... الخ الخ .. كان يكفي لحظات تأمل بروية ورحلة خيالية لفهم أسرار ودقائق القرآن يصير بها المسلم العامي عالما بكتاب الله تعالى وحكمه وأحكامه ..
راجع الله بنا إلى الرشد والحق.
ـ[طابة]ــــــــ[29 Oct 2007, 01:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[29 Oct 2007, 03:08 م]ـ
أخي أبا عبيدة:
إذا كنت قليل الخبرة .. فلا تكتب
وإذا كنت تريد الشهرة والجدال .. فاتق الله ولا تعد
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Oct 2007, 03:44 م]ـ
الأخ الكريم علي جاسم وفقه الله لكل خير
كتابتك أخي الكريم تدل على عدم معرفتك وخبرتك بتفسير القرآن، وحسن نيتك لا يشفع لك. فإن علم التفسير له أصول لا بد من إتقانها والتمرس بها حتى تكتب ما تكتب، وكون المسلم العامي لا يعلم لماذا قدمت قصة زكريا على قصة مريم ليس لأنه لم يسقط الآيات على الواقع حسب تعبيرك، ومثل هذه الدقائق ليست من علم التفسير رعاك الله وإنما هي أمر وراء ذلك، وتلمسها أمرٌ تختلف فيه أنظار أهل العلم. وألاحظ فيما تكتبه تجهيل الآخرين والتهوين من شأن كتب التفسير وعلماء التفسير وهذا ليس شأن طالب العلم الذي يعرف قدره، ويعرف قدرهم، وقديماً قالوا: رحم الله امرءاً عرف حدَّه فوقف عنده.
وما ذكرتموه أخي الكريم قد قال به أهل العلم، وكرروه في كتب علوم القرآن في موضوع المكي والمدني ونزول القرآن، وطبقه المفسرون، وليس مما خفي عليهم. وسيد قطب رحمه الله يشير إلى هذا في كتابه الظلال، وأنتم أخذتموها منه دون إشارة.
وأحسب تعليقات الزملاء السابقة جاءت تتعجب من ضعف الموضوع مع ضخامة العنوان (فهم القرآن .. الطريقة المثلى)، مع إغفال لأصول التفسير، وقواعده، وهذا ما يعنيه الأخ أبو عبيدة الهاني بتعقيبه حسب فهمي، والأخ أبو عبيدة الهاني - لمن لا يعرفه - طالب علم متميز، له خبرة بالمخطوطات والكتب لا أحسنها أنا على الأقل، ولا كثير ممن أعرفهم، فتعليق الأخ صالح بن عبدالله في غير موضعه في هذه المشاركة وليعذرني حفظه الله.
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[29 Oct 2007, 04:33 م]ـ
الأخ الكريم علي جاسم وفقه الله لكل خير
كتابتك أخي الكريم تدل على عدم معرفتك وخبرتك بتفسير القرآن، وحسن نيتك لا يشفع لك. فإن علم التفسير له أصول لا بد من إتقانها والتمرس بها حتى تكتب ما تكتب، وكون المسلم العامي لا يعلم لماذا قدمت قصة زكريا على قصة مريم ليس لأنه لم يسقط الآيات على الواقع حسب تعبيرك، ومثل هذه الدقائق ليست من علم التفسير رعاك الله وإنما هي أمر وراء ذلك، وتلمسها أمرٌ تختلف فيه أنظار أهل العلم. وألاحظ فيما تكتبه تجهيل الآخرين والتهوين من شأن كتب التفسير وعلماء التفسير وهذا ليس شأن طالب العلم الذي يعرف قدره، ويعرف قدرهم، وقديماً قالوا: رحم الله امرءاً عرف حدَّه فوقف عنده.
وما ذكرتموه أخي الكريم قد قال به أهل العلم، وكرروه في كتب علوم القرآن في موضوع المكي والمدني ونزول القرآن، وطبقه المفسرون، وليس مما خفي عليهم. وسيد قطب رحمه الله يشير إلى هذا في كتابه الظلال، وأنتم أخذتموها منه دون إشارة.
هذا - والله - عين ما قصدته، فجزاكم الله تعالى عني خيرا أخي الكريم الرحيم عبد الرحمن على البيان ...
وأسأل الله تعالى أن يغفر لي إن اسأت التعبير عن فكرتي، وأن يغفر لمن أساء فهمي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[30 Oct 2007, 06:17 ص]ـ
لقد بدأت أسمع في السنوات الماضية بأناس غلب الحماس عليهم, يتكلمون في أمور خطيرة تتعلق بالدين .. فتجدهم يقدسون فناً معيناً وينسفون كل ما عداه أو يتحمسون لشيخ فيكادون يكفرون كل من خالفه .. فإذا رأيت في حالهم فإذا بهم فعلاً متحمسين لكنه حماس غير منضبط ,وإن ظهر الشيب فيهم إلا أن الحكمة منهم براء
وقد أخبر النبي بذلك فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ الرَّجُلُ التَّافِهُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
وفي رواية (قَالَ السَّفِيهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ) وأخرى (الْفُوَيْسِقُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ)
قال السندي في شرحه لسنن ابن ماجه: (الرُّوَيْبِضَة) بِالتَّصْغِيرِ وَقَوْله (فِي أَمْر الْعَامَّة) مُتَعَلِّق بِيَنْطِق وَالتَّافِه الْحَقِير الْيَسِير أَيْ قَلِيل الْعِلْم.
والله لسبق الصدمات علي بسماع ذلك لم أنكر ما قلته أخي أبا عبيدة فأنا لا أعرفك ولم أقرأ لك .. وأعترف بتسرعي وخطأي فأرجوا أن تعذرني, ولا أنسى الشيخ عبدالرحمن فقد كان حكم خير وواسطة إصلاح كما عهدناه
فغفر الله لي وللشيخ ولأبي عبيدة ولعلي جاسم وللناس أجمعين.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2007, 06:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز ووفقك فهذا من أدبك ورجوعك للحق، وهذا من مكارم الأخلاق.
ـ[علي جاسم]ــــــــ[30 Oct 2007, 10:03 ص]ـ
أخي الحبيب .. أبو عبيدة الهاني .. رعاك الله ..
كنت أحسبني أخدم إخوتي .. فإذا بي موضع استخفافهم بل وضحكهم .. وكنت أحسبني طالب علم فإذا بي متطفل على العلم أو على الأقل هكذا فهمت من تعليقك أخي الكريم ..
وقبل أن أدلي بدلوي أخي الحبيب أريد أن أوضح مسألة .. كان كلامي مقتضبا بل وركيكا كما اشرت بطريقة معاكسة لأني إذ أجلس إلى شاشة الإنترنت لست مثلك .. والفارق أخي الحبيب وكما يبدو لي أنك ربما استيقضت صباحا ورحت تتصفح الإنترنت وكوب الشاي الساخن عن يمينك .. ولعلك تقضي شأنا من شؤونك والإنترنت مفتوح ولا ضرر في ذلك عليك .. لا بل ربما كتبت موضوعا ولم يرقك فمسحته ثم رجعت تكتبه من جديد .. بينما أخوك علي جاسم يجلس إل شاشة الإنترنت وضغط الوقت لا يفارقه طول الجلسة .. لأني أنفق ما لا يقل عن خمسة دولارات في كل جلسة .. ولست علم الله استكثرها على العلم أو على مجالس العلم .. لأني لا أستكثر عليه أيامي وجهدي .. وبالتالي تأتي مقالاتي غير مسبوكة سبكا جيدا لأني أكتب لكم .. وعداد الوقت يكتب علي .. وجيبي المسكين يستحلفني أن لا أتركه يعلك الهواء .. فهذا عذري أخي الحبيب أني ضربت الذكر عن الكثير من الكلام وهذا عذري أخي الكريم عن ركاكة التعبير ..
أما بالنسبة للموضوع الذي ذكرت أنا .. فإليك كلامي بشكل أدق ..
القرآن الكريم هو المجتمع المسلم بشكله النظري المكنون بين دفتي المصحف .. والمجتمع المسلم إنما هو القرآن الكريم متمثلا بواقع عملي ونسيج بشري ينمو به ويتحرك .. هذه هي حقيقة القرآن .. وهذه هي غايته ..
أخي الحبيب .. إن هذا القرآن الكريم قد أنزل على مجتمع حي .. مجتمع ينفعل للتنزيل انفعالا واقيعا مثمرا .. ولم ينزل القرآن الكريم على مجتمع يدرسه دراسة بيانية أو فنية .. ولم ينزل القرآن الكريم على مجتمع يتحرى في القرآن الحقائق العلمية .. ولم ينزل القرآن الكريم على مجتمع يدرسه دراسة أركيولوجية كما تفضل أحد الأخوة الأفاضل في غير موضع .. كان المجتمع آنذاك والقرآن كعجلتين مسننتين قد تعشقت إحداهما بالأخرى , تدور الأولى فتدور الثانية ولا بد لها ..
أما بالنسبة لقصة زكريا فكن على يقين أني سأجيبك على ذلك وعلى ضوء الطريقة التي أشرت .. ولكن في جلستي القادمة .. فقد أثخنت في جيبي ولم يبق فيه إلا قطرات ..
تحياتي لك أخي الحبيب ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Oct 2007, 12:25 م]ـ
أحبائي هلا تفضلتم بإبداء الرأي فيما طرحته عليكم مما يمس مقامكم هذا ومقالكم، تحت عنوان: الملتقى الكريم: الوقاية خير من العلاج " أدعوكم مرة ثانية لإبداء الرأي هناك فهل أنتم فاعلون.(/)
غاية التفكر ..
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:53 م]ـ
نقل ابن كثير رحمه الله عند تفسير قوله تعالى ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ (190))) الآيات من سورة آل عمران ..
قال: وهكذا رواه عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار" عن شجاع بن أشرص، به. ثم قال: حدثني الحسن بن عبد العزيز: سمعت سُنَيْدًا يذكر عن سفيان -هو الثوري-رفعه قال: من قرأ آخر آل عمران فلم يتفكر فيه ويْلَه. يعد بأصابعه عشرا. قال الحسن بن عبد العزيز: فأخبرني < 2 - 190 > عُبَيد بن السائب قال: قيل للأوزاعي: ما غاية التفكر فيهن؟ قال: يقرأهن وهو يعقلهن.
قال ابن أبي الدنيا: وحدثني قاسم بن هاشم، حدثنا علي بن عَيَّاش، حدثنا عبد الرحمن بن سليمان قال: سألت الأوزاعي عن أدنى ما يَتَعلق به المتعلق من الفكر فيهن وما ينجيه من هذا الويل؟ فأطرق هُنَيّة ثم قال: يقرؤهن وهو يَعْقلُهُن.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Oct 2007, 02:23 م]ـ
وقال الآلوسي في روح المعاني:
أخرج الطبراني وابن مردويه وغيرهما عن ابن عباس أنه قال: أتت قريش اليهود فقالوا: ما جاءكم به موسى من الآيات؟ قالوا: عصاه ويده بيضاء للناظرين وأتوا النصارى فقالوا: كيف كان عيسى فيكم؟
قالوا: كان يبرىء الأكمة والأبرص ويحيى الموتى،فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم: ادع لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهباً فدعا ربه فنزلت: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـ?وَاتِ وَالأَْرْضِ وَاخْتِلَـ?فِ الَّيْلِ وَالنَّهَارِ لأَيَـ?تٍ لأُِوْلِى الأْلْبَـ?بِ}.
وأخرج ابن حبان في «صحيحه»، وابن عساكر وغيرهما عن عطاء قال: قلت لعائشة رضي الله تعالى عنها: أخبريني بأعجب ما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قالت: وأي شأنه لم يكن عجبا؟ " إنه أتاني ليلة فدخل معي في لحافي ثم قال: ذريني أتعبد لربي فقام فتوضأ ثم قام يصلي فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فأذنه بالصلاة فقلت: يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله تعالى لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟
قال: أفلا أكون عبداً شكوراً ولِمَ لا أفعل وقد أنزل الله تعالى علي في هذه الليلة {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَـ?وَاتِ وَالأَْرْضِ} إلى قوله سبحانه: {فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 190، 191] ثم قال: ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها ".اهـ
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الإضافة أخي الكريم(/)
سؤال عن جهود الحنابلة في تفسير آيات الأحكام
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة لأحبتي في الله
الناظر في كتب أحكام القرآن أو ما اصطلح عليه بكتب تفسير آيات الأحكام
يجد أن المؤلفين في هذا المضمار من علماء المذاهب الثلاثة الحنفية والشافعية والمالكية أما الحنابلة فجهدهم في هذا الباب محدود
وإذا تذكرنا كتب أحكام القرآن تبادر إلى الذهن كتاب الجصاص الحنفي والقرطبي المالكي وابن العربي المالكي والكيا الشافعي.
وهنا سؤال يطرح نفسه عن جهود الحنابلة في هذا المضمار وأبرز مؤلفاتهم في قديما وحديثا.
أتحفونا أسعدكم الله.
ـ[المقرئ]ــــــــ[28 Oct 2007, 11:13 م]ـ
بارك الله فيكم
صحيح، فالحنابلة لهم كتب الأحكام عامة دون تخصيص وقد أكثروا من هذا النوع فكتبهم في الأحكام الكبرى أو الأحكام بإطلاق كثيرة جدا وطرائقها متعددة
أما أحكام القرآن فقد لا تجد سوى أحكام القرآن للقاضي أبي يعلى
وتفسير الخرقي كذا ذكر الشيخ بكر أبو زيد متعه الله بالعافية
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[29 Oct 2007, 12:57 ص]ـ
بارك الله فيكم
صحيح، فالحنابلة لهم كتب الأحكام عامة دون تخصيص وقد أكثروا من هذا النوع فكتبهم في الأحكام الكبرى أو الأحكام بإطلاق كثيرة جدا وطرائقها متعددة
أما أحكام القرآن فقد لا تجد سوى أحكام القرآن للقاضي أبي يعلى
وتفسير الخرقي كذا ذكر الشيخ بكر أبو زيد متعه الله بالعافية
هل الكتابان متوفران أخي الفاضل؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[29 Oct 2007, 09:49 م]ـ
بارك الله فيكما أخي المقرئ وأخي محمد العبادي
وليتنا نجد من يتحفنا بمزيد بيان عن هذين الكتابين وغيرهما إن كان ثمت مؤلفات غيرهما للحنابلة
وقد وددت من أخي المقرئ لو عزا لنا قول الشيخ بكر أبي زيد حفظه الله.
نحن بانتظار مشاركات المشايخ الكبار، وطلبة العلم الأخيار.
ـ[المقرئ]ــــــــ[31 Oct 2007, 11:28 ص]ـ
وفيك أخي أبا معاذ
الكتابان غير مطبوعين ولا أعلمهما في فهارس المخطوطات وقد ذكرهما بكر في كتابه المدخل المفصل
ـ[المقرئ]ــــــــ[31 Oct 2007, 11:37 ص]ـ
ومن تأمل كتاب زاد المسير وجد أن ابن الجوزي وقف قطعا على هذا الكتاب فهو ينقل منه بكثرة وقد اقترحت على أحد الإخوة في أحد الكليات أن يجمعه ليكون في رسالته الدكتوراة
وممن وقف عليه أيضا فيما أظن ابن رزق الله الرسعني في تفسيره رموز الكنوز فهو ينقل منه أيضا إلا أني أشعر أنه استفاد من ابن الجوزي هذه النقول فإنها كلها ذكرها ابن الجوزي
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[31 Oct 2007, 04:14 م]ـ
للشيخ وليد العمري حفظه الله رسالة ماجستير في آيات الأحكام عند ابن تيمية، قسم العبادات والمعاملات جمع ودراسة، من جامعة أم القرى.
وهي رسالة قيمة.
ـ[ماجد]ــــــــ[31 Oct 2007, 05:09 م]ـ
السلام عليكم ..
هناك أيضا رسالة للشيخ العمران في جمع آيات الأحكام من كتاب المغني للموفق ابن قدامة، نُشرت في مجلدين.
وهي رسالة علمية (أظنها ماجستير) من جامعة الإمام بالرياض.
وقد أشار الشيخ المتفنن عبدالكريم الخضير إلى عدم وجود كتاب في آيات الأحكام عند الحنابلة في أحد الأشرطة.
ولعله يقصد مطبوعا متداولا ..
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[31 Oct 2007, 11:46 م]ـ
بارك الله في كل من شارك وأسعده في الدارين
ومن كانت لديه فائدة في هذا الموضوع فلا يبخل بها(/)
كتاب بدائع التفسير
ـ[طابة]ــــــــ[29 Oct 2007, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رابط كتاب بدائع التفسير
الجامع لما فسره الإمام ابن قيم الجوزية
حمل كتاب بدائع التفسير من هنا ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1767)
ولكن هذا الكتاب على تنسيق ال PDF فيجب أن يكون برنامج
( Adobe Reader ) محملا لديك
http://www.adobe.com/products/acrobat/images/reader_icon_special.jpg
فحملوه من هنا ( http://www.adobe.com/products/acrobat/readstep2.html)
Adobe Reader
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Oct 2007, 03:02 ص]ـ
الأخت طابة
طبتِ وطابت جهودكِ وتبوأتِ من الجنة منزلاً
كتاب (بدائع التفسير) بديع في بابه
جزاكِ الله خيراً(/)
في أطراف من فضيلة تلاوة القرآن وحملته ..
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[29 Oct 2007, 12:04 م]ـ
: في أطراف من فضيلة تلاوة القُرآن وحَمَلتهِ ...
قَالَ الله عَز وجلَّ: ((إِنّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأقاموا الصَّلاَة وَانْفَقوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرَّاً وَعَلاَنِية يَرْجُونَ تِجَارةً لَنْ تَبُور لِيُوَفِيّهُمْ أُجُورَهمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ)) [غافر 29، 30].
وَثبتَ في صحيحي البُخاريُّ ومُسلم رحمهم الله عن عثمان رضي الله عنه عن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَه).
وفي الصحيحين، عن عائشة ـ رضي الله عنها قالت: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌ، لَهُ أَجْرَانِ).
وفي الصحيحين، أن رسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَم).
وفي الصحيحينِ عنِ بْنِ عُمر رضي اللهُ عنْهُمَا، عَن النَّبِيِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرْآن؛ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آَنَاءَ اللَيْلِ، وَأَنَاءَ النَّهَار، وَرَجُلٌ آَتَاهُ اللهُ مَالٌ فَهُوَ يُنْفقهُ أَنَاءَ اللَيْلِ وَأَنَاءَ النَّهَار).
وَرَوَياهُ في الصَّحِيحينِ من رِوَاية عَبدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: (لاَ حَسَدَ إِلاَّ في اثْنَتَيْنِ، رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتهِ في الحَقِّ، وَرَجُلاً آَتَاهُ حِكْمَةُ فَهُوَ يَقْضِي بِهَاَ وَيُعَلِّمهَاَ).
وفي صَحِيحِ مسلمٍ عَنْ أَبي أُمَامَة رضي الله عنه، عَنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اقْرَءوا القُرْآن؛ فَإنَّهُ يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعَاً لأَصْحَابَهِ).
وفيهِ عنِ ابْنِ عُمَر رضي الله عنه، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَال: (إنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَاَ الكِتَابِ أَقْوَامَاً، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِين).
وفي كِتاب التِّرمذيُّ، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم (الَّذي لَيْسَ في جَوْفِهِ شَيءٌ مِنَ القُرْآنِ كَالبَيْتِ الخَرِب) قال الترمذيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
منقول عن مختصر التبيان في آداب حملة القرآن(/)
سؤال: ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Oct 2007, 11:19 م]ـ
اقترح أن يتم تحت هذا العنوان مناقشة المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحكم على قيمة الكتب والبحوث الإسلامية، حتى نبتعد عن الذاتية في التقييم ونقترب من الموضوعية.
فكثيرا ما يواجه القارئ حيرة شديدة وصعوبات لمعرفة قيمة الكتاب أو البحث أو المقال في الموضوع الذي يتطرق إليه. وتزداد حيرته حين يبحث أو يعثر على آراء تعرضت لهذا الكتاب أو البحث أو المقال بنقد أو بعرض، خصوصا إذا كانت هذه الآراء لأشخاص غير متخصصين.
ولعل السمة العامة الملاحظة هي استسهال إطلاق الأحكام التعميمية التي ترفع بعض الكتابات أو بعض الكتّاب إلى أفضل مراتب العلم والفائدة والأهمية، أو على العكس من ذلك، تضعهم إلى أدنى المراتب ..
وتتجلى هذه الظاهرة خصوصا في الكتابات المتخصصة في علوم الدين.
ولا يخلو هذا المنتدى وما يطرح فيه، من هذه الظاهرة.
لذلك، فأرجو أن يدور حديث مفيد حول هذا الموضوع. وأطرح هنا جملة من التساؤلات التي قد تساعد على توليد الأفكار، وترتيب الأسئلة غير مقصود، وإنما أطرحها بالترتيب الذي وردت به في خاطري:
* ما الذي يعطي قيمة علمية للكتاب؟ هل هو اسم كاتبه؟ أم المدرسة العقائدية التي ينتمي إليها؟ أم جدة الأفكار أو منهجية الطرح؟ أم ماذا؟
* هل يفيد النظر إلى محتوى الكتاب بدون اعتبار اسم الكاتب، أو انتمائه الفقهي أو العقائدي حتى نبتعد عن إطلاق حكم تعميمي؟
* هل يمكننا تعداد كل العوامل التي يتوجب الاهتمام بها عند الحكم على قيمة الكتاب؟ وكيف نرتب أهمية هذه العوامل في ما بينها حتى لا نسقط في تضخيم عامل على حساب آخر؟
* هل هذه المعايير مشتركة بين الكتابات التاريخية والكتابات المعاصرة؟
* كيف نميز بين كتاب عادي لم يأت بجديد؟ وكتاب بالغ الأهمية؟
أكتفي مؤقتا بهذا القدر من التساؤلات. وأرجو ممن لديه تساؤلات أخرى مشابهة أن يضيفها هنا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[29 Oct 2007, 11:33 م]ـ
أضيف هنا تساؤلات أخرى:
* هل تعطي الدرجة العلمية للكاتب قيمة مضافة لعمله مقارنة بغيره ممن هم أقل درجة علمية منه؟ وهل لكثرة كتبه وبحوثه العلمية ومشاركاته في المؤتمرات قيمة مضافة؟
* هل من المفيد تحديد معايير عقائدية في البحث في علوم الدين؟ ويحضرني هنا جملة من عناوين الكتب والبحوث والرسائل الجامعية، مثل: "كتابات فلان الفلاني في ميزان الإسلام"، و"فلان في ميزان أهل السنة والجماعة" ...
* هل ثناء بعض الدعاة والمشايخ أوذمهم كاف للحكم على قيمة كتاب أو كاتب؟
...
وأعترف مقدما بصعوبة الحديث عن هذه الأمور خصوصا في سياقات الكتابات الإسلامية التي يتم التعامل فيها بحرارة وحمية وغيرة إيمانية، فيصبح المقياس فيها (كل كلامي صواب لا يحتمل الخطأ في أي جزء منه، وكل كلام مخالفي خطأ لا يحتمل الصواب في أي جزء منه).
ولست أدري إن كان من المفيد عرض أمثلة لتقريب الأفهام .. وأرجو أن لا تؤدي إلى مفعول عكسي، والله المستعان:
* لماذا تعتبر كتابات ابن تيمية أفضل الكتب العلمية وأهم منبع لعلوم الدين عند البعض؟ في حين يتبرم البعض الآخر منها؟
* لماذا يعتبر البعض د. يوسف القرضاوي من أفضل من كتب في الدراسات الإسلامية المنهجية؟ في حن يحذر آخرون من القراءة له؟ وقل مثل ذلك عن الألباني، والغزاليين، وسيد قطب، وغيرهم؟
* لماذا يبحث لبعض عن كل ما كتبه أحد الكتاب الذين تأثر بهم، فلا يرى مثلا له في ما كتب .. حتى أنه لا يرى لاي علم أن يقوم سوى بما كتبه هذا العالم، وإن كان بعض كلمات أو أفكار لا يصلح أن تساق دليلا على مساهمته في بناء هذا العلم؟
وقد حضرني هنا سؤال قرأته في أحد المنتديات: "لماذا نسينا دور ابن القيم في علم البديع؟ " وكأن صاحبه يعجب من التقصير في إعطاء ابن القيم حقه وإبراز فضله في هذا العلم؟
...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Oct 2007, 07:38 ص]ـ
دفعة أخرى من الأسئلة:
* ما الفرق بين بحث منشور في مجلة محكّمة وبحث منشور في مجلة غير محكّمة؟ هل للبحث الذي تعرض للمراجعة والتقييم قبل نشره أكثر من قيمة من البحث الذي نشر دون مرور على نقد أو تقييم؟
* ما الفرق بين كتابين أحدهما رسالة ماجستير أو دكتوراه، والآخر منشور بدون أن يمر على مراجعين ونقاد؟
* هل تشفع الخبرة المنهجية الناتجة عن الدراسات العليا (ماجستير أو دكتوراه ... ) لوحدها كي نحكم على جودة التأليف؟
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية عطرة إليك أخي محمد:
هي أسئلة في غاية الأهمية، وأضيف:
ما علاقة أي تأليف بحاجة الأمة، وكيف يتم تحديد هذه الحاجة، هذا بالنسبة للدراسات الإسلامية المعاصرة ...
وأما بالنسبة للتراث والعناية بتحقيقه ونشره، ما هي المعايير المعتمدة في تقديم مخطوط على مخطوط ... ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:44 ص]ـ
الأخ محمد
تحية عطرة
وشكر الله سعيكم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[30 Oct 2007, 07:54 م]ـ
الأخ الفاضل ابن جماعة ود. فوضيل رغم جزمى بأهمية ما تم طرحه إلا أن كثرة الأسئلة التي تفضلتما بطرحها قد ذهب
بالفكر يمنة ويسره لأننا على كل حال نتناقش على شاشة الكمبيوتر وهذه الأسئلة تحتاج إلى كراسة مكتوبة أو طبع
للأسئلة ثم الإجابة عنها مما يؤخر مجرد الرد عليها والإفادة منها، لذا أقترح التفضل بإجمال الأسئلة واختصارها لتتم
الفائدة للجميع مع تحياتي.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Oct 2007, 08:08 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعا.
وجوابا على ما طلبه د. عبد الفتاح خضر، أقول: إنني استعملت أسلوبا معروفا في طرح المواضيع للحوار، تسمى
Brainstorming ولا أدري إن كانت ترجمتها للعربية صحيحة (العصف الذهني أو التفاكر).
وهذا الأسلوب يستخدم عادة للوصول إلى أفكار جديدة لحل مشكلة قائمة أو لتطوير منتج ما أو للوصول إلى أفكار جديدة لاستخدام شيء ما. فعصف الذهن يساعد على توليد أفكار جديدة ولذلك فاستخداماته عديدة.
ومن ميزات هذا الأسلوب في التفكير بصوت عال:
1 - أنه يعتمد على التفكير الجماعي، مما ينتج عنه عدد من الأفكار أكبر مما لو فكر شخص واحد في حل المشكلة.
2 - أنه يتطلب تأجيل عملية تقييم الأفكار إلى ما بعد توليد جميع الأفكار مما يساعد على سيلان الذهن والوصول إلى أفكار كثيرة.
3 - أن فائدته ناتجة عن إشراك أشخاص ذوي تخصصات وخبرات مختلفة في هذه العملية، مما يشجعهم على دعم القرار أو الحل النهائي.
لذا، فأقترح ترك هذه التساؤلات كما هي، لفترة زمنية قبل البدء في تنظيمها. إلا إذا رأيتم رأيا أصوب.
وبما أننا ذكرنا هذا الأسلوب في التفكير الجماعي: يوجد مقال مفيد عن طريقة (العصف الذهني) وفوائدها، يمكن الاطلاع عليه في هذا الرابط ( http://samehar.wordpress.com/2006/05/17/c9/).
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Oct 2007, 11:55 م]ـ
كلام جدير بالتأمل ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[31 Oct 2007, 04:45 ص]ـ
من الأسئلة المتعلقة:
* هل التحيز مذموم مطلقا؟ أو ممدوح مطلقا؟ كيف أميز كطالب العلم في تقييمي لما أقرأ بين ما يمثل تحيزا مسبقا ومذموما، وما يمكن تسميته وعيا نقديا؟
* ومن ناحية أخرى، عند وقوفي على آراء الآخرين، كيف أعرف إن كانوا متحيزين في نقدهم تحيزا سلبيا أو إيجابيا؟
وقد قرأت مقالا جيدا للدكتور عبد الوهاب المسيري بعنوان (فقه التحيز) في هذا الرابط ( http://www.alhadhariya.net/dataarch/dr-alhadharawalnahdha/index17.htm) يعرض فيه جملة من الأفكار المفيدة، ألخصها هنا:
- التحيز حتمي لأنه مرتبط ببنية عقل الإنسان ذاتها ولأنه لصيق باللغة الإنسانية نفسها
-ولكنه ليس بنهائي، بل يمكن تجريده من معانيه السلبية، وعندها لا يصبح نقيصة
والتحيّز أنواع:
1 ـ هناك التحيّز لما يراه الإنسان على أنه الحق، وهذا هو الالتزام. والإنسان المتحيز للحق والحقيقة يمكن أن يتحمس لهما وينفعل بهما، ولكنه على استعداد لأن يخضع ذاته وأحكامه للمنظومية القيمية وللحق الذي يقع خارجه. كما أنه على استعداد لأن يختبر ثمرة بحثه، فهو لا يعتقد أن أحكامه (المتحيزة) هي الحكم النهائي المطلق إذ أن أحكامه أولاً وأخيراً اجتهاد، وهو يدرك ذلك تماماً.
2 ـ وهناك التحيّز للباطل وهذا يأخذ أشكالاً مختلفة، فهناك التحيّز للذات حين يجعل الإنسان نفسه المرجعية الوحيدة المقبولة، ولذا تسقط فكرة الحق المتجاوز ولا يمكن محاكمة الإنسان من أي منظور. يرتبط بهذا فكرة التحيّز للقوة، فإن كان الإنسان منتصراً فإنه يفترض إرادته، أما إذا انهزم فإنه يتحول إلى واقعي (برغماتي) يرضي بأحكام الآخر ويخضع له دون إيمان بأن ما يقوله الآخر هو الحق، فالقوة هي المرجعية الوحيدة (ولذا فهو في حالة تربّص دائمة في انتظار تغير موازين القوى لصالحه). ويرتبط بكل هذا التحيّز للسلطان، فهو تحيز يعبّر عن التخلّي الكامل عن ذاتية الإنسان وعن اختياراته الحرة، بحيث يصبح السلطان هو المرجعية، وما يقول الجالس على الكرسي يصبح هو الحق، رغم إدراكنا أنه ليس كذلك. وفي جميع الأحوال، من يتحيز للباطل ليس على استعداد أن يخضع ذاته وأحكامه لمنظومة قيمية أو مرجعية تقع خارجه، كما أن أحكامه
(يُتْبَعُ)
(/)
لا تقبل الاستئناف فهي نهاية مطلقة.
3 ـ هناك أيضا تحيز واع واضح، وآخر غير واع كامن. أما التحيّز الواعي فهو تحيز من يختار عقيدة بعينها (أيديولوجية) ثم ينظر للعالم من خلالها، ويقوم بعمليات دعاية وتعبئة في إطارها. أما التحيّز غير الواعي، فهو أن يستبطن الإنسان منظومة معرفية بكل أولوياتها وأطروحاتها، وينظر للعالم من خلالها دون أن يكون واعياً بذلك.
والتحيّز الواضح عادة ما يفصح عنه نفسه، كما هو الحال في (البروباجندة)، أي الدعاية الصريحة الرخيص ... أما التحيّز الكامن، فإن المتلقي له يتأثر به دون وعي من جانيه.
4 ـ ويمكن تصنيف التحيّز من ناحية حدّته، فيمكن أن يكون التحيّز حاداً واضحاً، ويكون أقوى ما يكون عادة في ميادين العقائد الدينية والتقاليد والعلاقات الإنسانية، وما يعبر عنها من فنون وآداب وفكر وثقافة. أم الميادين التي تكون درجة تعرضها للتحيز متوسطة القوة فنجدها في التكنولوجيا والتنمية الصناعية، أما أقل اليادين تعرضاً للتحيز فهي العلوم البحتة مثل الفيزياء، والكيمياء، والرياضيات، والتاريخ الطبيعي ومع هذا فهي تحوي قدراً من التحيّز.
5 ـ وهناك تحيّز داخل التحيّز، أي حين ينبني الباحثُ رؤية معينة محدودة من داخل نموذج معرفي متكامل تصبح تحيزاته أكثر اتساعاً. ويظهر التحيّز داخل التحيّز في عملية التركيز على أفكار بعينها دون غيرها داخل المنظومة موضع البحث.
6 ـ وهناك العكس أيضاً، أي أن يتحيز البحث لعدد من الأفكار تنتمي إلى أنساق معرفية مختلفة متناقضة ولكنه يتبناها كلّها دون تمييز أو تفريق بسبب غياب الرؤية المعرفية العميقة.
7 ـ هناك تحيز جزئي وآخر كلّي، والتحيّز لعنصر واحد أو لشيء ما.
ويمكننا القول أن النوع الجزئي من التحيّز هو تحيز الشخص الواثق من نفسه ذي الهوية الواضحة الذي يدور في إطار رؤيته ويقف على أرضيتها، وله تحيزاته المحددة، ثم ينتظر إلى العالم ويأخذ منه ما يريد. فهو يمسك بالميزان ولا يخاف أن يستورد الأفكار والأشياء من الخارج ولكنه يزن ما يستورده بميزانه، ويعيد صياغته بما يتفق مع معاييره، أي أن هذا الشخص ليس ضد الوافد، وليس ضد الاستفادة من الآخر، وليس ضد الانفتاح عليه، ولكنه ضد أن يضع أحدُهم ميزاناً مستورداً في يده ليزن به الأشياء، وضد أن يتحدث عن نفسه بضمير الغائب، وضد إغلاق باب الاجتهاد بالنسبة للآخر ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:27 ص]ـ
هذا الموضوع مهم بلا ريب، لكن سيقع فيه اختلاف موازين النقد (الجرح والتعديل)، فهل كل هذه الموازين متفق عليها، أو لا؟
وما هي الموازين التي نتفق عليها لنحكم بها، فننطلق من المتفق عليه إلى المختلف فيه، ونحرر مناط المتفق عليه، لتقلِّ دائرة الاختلاف في النقد.
فمثلاً: لا نختلف في أن الاتباع أصل الدين، لكن تحقيق مناط هذا الاتباع سيقع فيه خلاف، فهل هذا المؤلف متبع أو غير متبع، فميزان الاتباع قد يختلف فنكون في دور لا ينتهي، وتلك من مشكلات النقد والتقويم للكتب والأشخاص والجماعات؛ لذا نحتاج إلى ضبط مثل هذا الميزان في الاتباع لنسلم من اتساع الاختلاف، وهكذا غيرها من موازين النقد والتقويم، والله يوفقنا إلى ما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2007, 08:03 ص]ـ
هذا الموضوع يعد نواةً لوثيقة عمل بحثية في غاية الجودة لما يثيره من الأسئلة الدقيقة التي ينبني عليها أمر إعادة النظر في موضوع تقويم الكتب والبحوث الإسلامية، وفي ظني أن ما طرحه الأستاذ المبدع محمد بن جماعة من أسئلة لو استثمر على وجهه في مراكز البحوث لعاد بأحسن عائدة على مسألة التقويم العلمي للمؤلفات والبحوث.
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان: (التحكيم العلمي: أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا، وذكر من أهداف هذه الندوة:
1 - التعرف على المعايير العلمية والأخلاقية للتحكيم العلمي.
2 - التعرف على المشكلات التي يواجهها التحكيم العلمي في المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية
وسوف تعقد هذه الندوة يومي 9 - 10 من شهر ذي القعدة المقبل 1428هـ.
محاور هذه الندوة:
المحور الأول: المعايير العلمية للتحكيم:
(يُتْبَعُ)
(/)
1 - ضوابط ومعايير التحكيم لأغراض الترقية في الجامعات السعودية.
2 - ضوابط ومعايير التحكيم للنشر العلمي في المجلات والدوريات العلمية في المؤسسات الأكاديمية المحلية والدولية.
3 - ضوابط ومعايير التحكيم لأغراض تمويل المشروعات البحثية
4 - ضوابط اختيار المحكمين في المؤسسات الأكاديمية والبحثية.
5 - التجارب الدولية في وضع معايير التحكيم العلمية وتطبيقاتها.
المحور الثاني: مشكلات التحكيم العلمي:
1 - المشكلات التي تواجه المحكم.
2 - المشكلات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية والبحثية.
3 - المشكلات التي تواجه المحكم له.
المحور الثالث: أخلاقيات التحكيم العلمي:
1 - الدراسات الميدانية لأراء المحكم لهم حول الممارسات الأخلاقية للمحكمين
2 - الدراسات التحليلية للأبعاد الأخلاقية لتقارير المحكمين
3 - مدونات مقترحة لأخلاقيات التحكيم العلمي
المحور الرابع: واقع تحكيم الرسائل الجامعية في الجامعات المحلية والدولية:
1 - معايير تحكيم الرسائل العلمية في التخصصات المختلفة.
2 - مشكلات تحكيم الرسائل الجامعية.
3 - النماذج العربية والدولية في تحكيم الرسائل العلمية.
ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه الندوة ومواعيدها من خلال موقع الجامعة على هذا الرابط ( http://www.imamu.edu.sa/dsa/nadwahtahkeem/index.htm) .
أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه، وأكرر شكري للزميل العزيز الأستاذ محمد بن جماعة على طرحه الذي يثري الملتقى دوماً في جوانبه العلمية والتقنية والإدارية زاده الله توفيقاً، ونفع به أينما كان، حيث يصلنا بره ونفعه وهو في أوتاوا بكندا وبيننا وبينه مسافات قربها الدين والتقنية فالحمد لله رب العالمين حمداً يملأ ما بين السماء والأرض.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:20 م]ـ
هذا الموضوع مهم بلا ريب، لكن سيقع فيه اختلاف موازين النقد (الجرح والتعديل)، فهل كل هذه الموازين متفق عليها، أو لا؟
وما هي الموازين التي نتفق عليها لنحكم بها، فننطلق من المتفق عليه إلى المختلف فيه، ونحرر مناط المتفق عليه، لتقلِّ دائرة الاختلاف في النقد.
فمثلاً: لا نختلف في أن الاتباع أصل الدين، لكن تحقيق مناط هذا الاتباع سيقع فيه خلاف، فهل هذا المؤلف متبع أو غير متبع، فميزان الاتباع قد يختلف فنكون في دور لا ينتهي، وتلك من مشكلات النقد والتقويم للكتب والأشخاص والجماعات؛ لذا نحتاج إلى ضبط مثل هذا الميزان في الاتباع لنسلم من اتساع الاختلاف، وهكذا غيرها من موازين النقد والتقويم، والله يوفقنا إلى ما يحب ويرضى.
في تقديري: من الوسائل التي ستوصلنا إلى قدر كبير من الدقة والصواب في التقييم، أن نفصل بين أمرين: معايير (الجرح والتعديل) للأشخاص، ومعايير (الجرح والتعديل) للأفكار والآراء.
فما ذنب الحق إن ورد على لسان من ليسوا من أهله؟ وما ذنب الفكرة الجيدة والرأي السديد إن وردت على لسان من لا يعجبنا بقية آرائه؟
وفي المقابل، ما ذنبنا إن أخطأ من نعده من أهل الحق، في إصابة الحق في مسألة من المسائل.
إضافة إلى هذا، يوجد سؤال آخر هام: هل نحتاج لتطبيق نفس معايير (الجرح والتعديل) على الرجال ونفس معايير (الجرح والتعديل) على الآراء في كل التخصصات الشرعية؟ أم أن من الضروري التمييز بين التخصصات؟ ويحضرني هنا: موقف بعض المفسرين من الأخذ بالروايات المختلف في درجتها في أسباب النزول مثلا، وعدم تطبيقهم لنفس قواعد الجرح والتعديل ...
وما دام الحديث عن (الجرح والتعديل) قد فتح، وهو من المداخل اللازمة للحديث في موضوعنا، فأرجو أن يتسع صدركم لفكرة عنت لي من خلال تجربتي البحثية في مجال نظريات اتخاذ القرار ( Decision Making)، وأعتقد أنها ستكون مفيدة لو تم تطبيقها في (الجرح والتعديل) و (درجات الحديث):
فمن الملاحظ أن الألفاظ المستعملة لوصف الأشخاص في علم الجرح والتعديل تندرج جميعها (تقريبا) في إطار التقييم الذاتي، الذي يعطي الحرية للناقد أن يصف الرجل بالألفاظ التي يرى أنها صالحة لوصفه.
ومن هذه الأوصاف المستعملة في التعديل:
(يُتْبَعُ)
(/)
(أوثق الناس، أثبت الناس، إليه المنتهى في التثبت، ثقة ثقة، ثقة حافظ، ثبت حجة، ثقة متقن، ثقة، ثبت، إمام، حجة، عدل حافظ، عدل ضابط، لا بأس به، ليس به بأس، صدوق، خيار، محله الصدق، شيخ، مقارب الحديث، صدوق له أوهام، صدوق يهم، صدوق إن شاء الله، أرجو أنه لا بأس به، ما أعلم به بأساً، صويلح، صالح الحديث ... )
ومن الأوصاف المستعملة في الجرح:
(أكذب الناس، إليه المنتهى في الكذب، هو ركن الكذب، وضاع، كذاب، يضع الحديث، يختلق الحديث، لا شيء، متهم بالكذب، متهم بالوضع، يسرق الحديث، ساقط، هالك، ذاهب الحديث، متروك الحديث، تركوه، فيه نظر، سكتوا عنه، ليس بثقة، ردوا حديثه، ضعيف جداً، واه، تالف، لا تحل الرواية عنه، منكر الحديث، ضعيف، ضعفوه، مضطرب الحديث، لا يحتج به، ليس بالقوي، ليس بحجة، ليس بالمتين، سيئ الحفظ، لين، تعرف وتنكر، ليس بالحافظ ... )
وهذه الأوصاف في أغلبها أوصاف ذاتية، نجدها كثيرا منها متكررا عند علماء الجرح والتعديل، بدون أن يقصدوا به نفس الحكم أو نفس القيمة.
وقد بدر لي السؤال التالي: لم لا يفكر المتخصصون في هذا العصر، في أن يطوروا (بطريقة جماعية) نظاما موحدا جديدا لدرجات الجرح والتعديل، يعتمد الأعداد وليس الألفاظ الوصفية. فيصبح مثلا تقييم الرجل من خلال عدد يسند إليه من 0 إلى 20 (أو إلى 100)، ويكون هذا العدد ناتجا عن جملة من الأعداد الممنوحة حسب بعض المعايير المحددة سلفا.
فلو منحنا الرجل: 2 على المعيار الأول، و10 على المعيار الثاني، و12 على آخر، إلخ، فنجد أننا منحناه في آخر المطاف (مثلا) 72 نقطة؟
وأقول نفس الشيء عن درجات الحديث ومراتبه. فماذا لو أصبح لدينا ترتيب جديد (متفق عليه بين أهل الاختصاص) لدرجات الحديث يعتمد أيضا على الأعداد عوض ألفاظ (صحيح، حسن، ضعيف، آحاد، متواتر ... ). فيكون لنا سلم ترتيب من إلى 20 (أو 100) يسمح بإعادة تقييم جميع الأحاديث التي وصلتنا.
لا شك في أن الموجود حاليا في هذين العلمين وصل غلى درجة جيدة من الدقة، غير أننا نحتاج للوصول إلى نظام أكثر دقة مما نملكه حاليا، وأكثر حساسية للاختلافات الدقيقة ..
ولتقريب الأفهام: فكأننا نستعمل حاليا ميزانا تقليديا، يزن الأمور بالرطل والكيلو، في حين أننا نحتاج لميزان إلكتروني جديد يسمح بتحديد الوزن على مستوى الجرام. ومثال آخر
ومثال آخر: كأننا نحكم على الألوان من خلال قائمة ألفاظ عامة، لا تسمح لنا بالتمييز بين درجات الزرقة داخل نفس اللون الأزرق. فلا يكون حكمنا دقيقا.
في ذهني مجموعة من الأفكار المفيدة جدا في هذا الموضوع، وقد استغرق مني جهدا ذهنيا طويلا، وأشعر أنني قد اقتربت لما يسمى في لغة البرمجة ( Algorithm) قد يصل بنا إلى حل نهائي لاختلاف تقييم الأحاديث من هذا المنطلق. وللأسف، فإن كثرة الاهتمامات، وعدم عثوري (في المدينة التي استقررت بها) على باحثين يهمهم العمل في هذا الاتجاه، جعلني أؤجل يوما بعد يوم كتابة كل الأفكار المتعلقة به.
وقد نبعت لدي هذه الفكرة من خلال اطلاعي ومساعدتي لأحد الأصدقاء في تطوير برنامج أكاديمي مندرج ضمن رسالة الدكتوراه قدمها سنة 2004، وحصل بها في ذلك الحين على جائزة الدولة لأفضل رسالة دكتوراه تمت على مستوى الجامعات الكندية. وقد توصل فيها الباحث وهو مسلم تونسي يدعى (خالد جابر) إلى وضع (خطوات عامة لمساعدة أعضاء مجموعة ما في الوصول إلى نتيجة توافقية في الحكم على أمر ما)، في واقع متعدد المعايير ومتعدد الخصائص. ويمكن تطبيق نتائج هذه الدراسة في مجالات عديدة من البحث.
وقد ألح هذا الموضوع علي طويلا، لقناعتي التامة بأن اعتماد مثل هذه الأبحاث العلمية سيحدث ثورة جديدة في علوم الدين (وخصوصا علوم الحديث، والفقه) لتضييق الخلاف. ولذلك، ورغم عدم وجود الإطار الذي يساعدني على الاقتراب من التخصصات الشرعية (من خلال الدراسة الجامعية)، إلا أنني تمكنت بفضل الله، من دراسة عدد من المسائل بواسطة الدروس العلمية الصوتية المتخصصة الموجودة في عدد من الشبكات الإسلامية. وأصبح لدي إلمام نسبي بهذه المباحث الدقيقة، واطلعت على الصعوبات الكامنة فيهان مما لن يقدر المتخصصون فيها على تجاوزها لحد الآن. وأنا أعذرهم في ذلك، لأنني أعتقد ان الحل يكمن في الاستنجاد بأهل الاختصاص في مجال غير مجالهم، في علوم الكمبيوتر (ميدان التحليل والبرمجة الآلية)، وفي علوم الإدارة (نظريات وأنظمة اتخاذ القرار ... )، لأن هؤلاء وصلوا في القرن العشرين (ووهم مستمرون في الوصول) إلى فتوحات كبيرة في وضع معايير أقرب إلى العدل والدقة والصواب في إطلاق الأحكام واتخاذ القرارات الجماعية.
وأرجو ألا يبدر إلى ذهن أحد أن ما أدعو إليه هو دعوة إلى ترك ما قام به علماء السلف، بل أنا أشهد (ومن خلال تخصصي في علوم الكمبيوتر، أي من خلال بحث علمي بحت) أن ما قام به علماء الجرح والتعديل وعلوم الحديث، يمثل ثورة عظيمة متقدمة تبعث على الفخر والاعتزازا، وفي نفس الوقت على العَجَب كيف توصل إليها هؤلاء العلماء في تلك القرون الماضية؟
على كل، أرجو ألا أكون قد أطلت الحديث في ما لا فائدة فيه. وأعتذر سلفا، لتشعب المواضيع التي أطرحها أو اعلق عليها، فأنا لست متخصصا في مجالكم، وإنما أستفيد كثيرا منكم في مجالكم، وأحاول لفت انتباهكم كمتخصصين في علوم الدين إلى زوايا نظر جديدة ستفتح لكم مجالات أوسع من البحث العلمي.
أسأل الله أن يلهمنا جميعا الرشد والصواب والإخلاص والسداد والحكمة في كل أعمالنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:36 م]ـ
هذا الموضوع يعد نواةً لوثيقة عمل بحثية في غاية الجودة لما يثيره من الأسئلة الدقيقة التي ينبني عليها أمر إعادة النظر في موضوع تقويم الكتب والبحوث الإسلامية، وفي ظني أن ما طرحه الأستاذ المبدع محمد بن جماعة من أسئلة لو استثمر على وجهه في مراكز البحوث لعاد بأحسن عائدة على مسألة التقويم العلمي للمؤلفات والبحوث.
وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان: (التحكيم العلمي: أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا ...
...
أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه، وأكرر شكري للزميل العزيز الأستاذ محمد بن جماعة على طرحه الذي يثري الملتقى دوماً في جوانبه العلمية والتقنية والإدارية زاده الله توفيقاً، ونفع به أينما كان، حيث يصلنا بره ونفعه وهو في أوتاوا بكندا وبيننا وبينه مسافات قربها الدين والتقنية فالحمد لله رب العالمين حمداً يملأ ما بين السماء والأرض.
أخي الحبيب د. عبد الرحمن،
لا تدرك مقدار سعادتي بتسجيلي في منتداكم. وأرجو أن تقبل اعتذاري عما وعدتك به (أنت ود. مساعد الطيار) عندما طلبت الإذن بتسجيلي، حيث قلت إنني لن أثقل عليكم في هذا المنتدى بالمشاركات.
وبخصوص المؤتمر المذكور، ليتكم تسعون للحصول على ورقاته وإفادتنا بها.
كما أرجو أن يلقى هذا الموضوع الاهتمام المأمول، ليقيني بفوائده.
ـ[الكشاف]ــــــــ[04 Nov 2007, 05:58 ص]ـ
موضوع قيم حقاً.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[04 Nov 2007, 07:40 ص]ـ
ما زلت أتطلع للاستفادة منكم في هذا الموضوع، وأرجو أن يكون هذا السكوت ناتجا عن التفكير والتأمل أو الانشغال بمهام أخرى.
والله الموفق.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Nov 2007, 11:36 م]ـ
أضيف بعض الأفكار في هذا العرض غير المرتب:
فقد عدت لتصفح تقرير التنمية العربي، المخصص لموضوع (مجتمع المعرفة) على هذا الرابط ( http://www.un.org/arabic/esa/rbas/ahdr2003/contents.htm)، فوجدت بعض العبارات والإحصائيات التي تستدعي التأمل وربطها بواقع البحث والكتابة في مجال علوم الدين، أسوقها هنا:
1 - إن نفع المعرفة لا يتوقف على مضمونها المجرد، وإنما على مدى إسهام هذا المضمون في إيجاد حلول لقضايا يجري الاهتمام بها في مجتمع معين وفي وقت معين.
2 - عبارة أخرى وردت في التقرير على لسان د. أدوارد سعيد: لا نريد المعرفة كمنتج أو سلعة، ولا نريدها كعملية إصلاح تعني مكتبات أكثر أو عدد أكبر من الحواسيب فقط. المعرفة التي نريد تختلف نوعيا، وتقوم على الفهم عوضا عن السلطة، والتكرار غير الناقد، أو الإنتاج الآلي.
3 - التعلم الجمعي سبيل تنمية رأس المال المعرفي
4 - البشر هم صانعو المعرفة، ولكنهم أيضا صنيعتها
هذه العبارة من أكثر العبارات جلدا للذات، وحري بنا دراسة الجزء الثاني منها، لمعرفة دور العلماء في تردي واقعنا الراهن. وفي تقديري: من الضروري الاعتراف بذلك كشرط أول للخروج من أزمتنا.
5 - إن المجتمع الذي لا يكافئ، بشكل واضح، اكتساب المعرفة وتوظيفها، من خلال التعليم والتعلم والبحث والتطوير التقاني وجميع صنوف التعبير الأدبي والفني، إنما يحكم على نفسه بتردي المعرفة.
6 - ينطوي ترك منظومة اكتساب المعرفة لحافز الربح على خطر قلة إنتاج المعرفة، وحرمان الأضعف اجتماعيا من امتلاكها
7 - يتطلب تحويل الثروة المعرفية إلى رأس مال معرفي وتوظيف رأس المال المعرفي بكفاءة في إنتاج معارف جديدة، عمليتين مجتمعيتين مترابطتين: محور الأولى نشر المعرفة المتاحة، بينما تنصب الثانية على العمليات المباشرة لإنتاج معارف جديدة في مجالات المعرفة جميعها
8 - يعد السياق التنظيمي لنشر المعرفة وإنتاجها أحد أهم محددات إقامة مجتمع المعرفة.
9 - تقوم في اللحظة التاريخية الراهنة معوقات مجتمعية تؤدي إلى الإحجام عن إنتاج المعرفة
(يُتْبَعُ)
(/)
10 - إن أكثر أساليب التنشئة انتشارا في الأسرة العربية هي أساليب التسلط والتذبذب والحماية الزائدة، مما يؤثر على بصورة سلبية على نمو الاستقلال والثقة بالنفس والكفاءة الاجتماعية
يبدو لي أن هذا ليس واقع الأسرة العربية فقط، وإنما ينطبق أيضا على واقع التدريس والبحث العلمي، خصوصا في علوم الدين.
11 - يكمن التحدي الأهم في مجال التعليم في مشكلة تردي نوعية التعليم المتاح، بحيث يفقد التعليم هدفه التنموي والإنساني من أجل تحسين نوعية الحياة وتنمية قدرات الإنسان الخلاقة
12 - تكرس المناهج الدراسية العربية الخضوع والطاعة والتبعية، ولا تشجع التفكير النقدي الحر. ويتجنب محتوى المنهاج تحفيز التلاميذ على النقد، ويقتل فيهم النزعة الاستقلالية والإبداع
13 - يفسر تدني تمويل البحث العلمي من قبل القطاعات الإنتاجية والخدمية في البلدان العربية محدودية النشاط الابتكاري
14 - هناك نوع من التمحور حول الذات لا يكاد يتخلص منه مجال من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية .. ولم يتراكم رصيد علمي عربي عن (الآخر)
15 - يتسم إنتاج الكتب في البلدان العربية بغزارة في المجال الديني، وشح نسبي في الأدب والفن والعلوم الاجتماعية
16 - عملية نشر المعرفة تعتريها صعوبات عديدة في البلاد العربية، من أهما: غياب الرؤية الاستراتيجية التي تعمل على إرساء قواعد متينة في مجالات نشر المعرفة (التعليم، الإعلام، الترجمة) بحيث تصبح هذه المجالات فعالة ومؤثرة في تهيئة المناخ الثقافي والعلمي لإنتاج المعرفة. ويمكن القول: إن الاهتمام الواعي بعنصري (النوعية) و (التميز) في مجالات نشر المعرفة المختلفة، أي التعليم والإعلام والترجمة، هو المفتاح الحقيقي لإرساء أسس مجتمع المعرفة في البلدان العربية.
17 - هناك فقر شديد في إنتاج الكتب في البلدان العربية مقارنة بعدد السكان، وأسوق هنا بعض الإحصائيات اللافتة للانتباه:
* إنتاج الكتب في البلدان العربية لم يتجاوز 1.1 % من الإنتاج العالمي، رغم أن العرب يشكلون نحو 5 % من سكان العالم
* معدل ترجمة الكتب إلى العربية: أقل من كتاب واحد لكل مليون ساكن عربي في السنة (في حين أن هذا المعدل يبلغ: 519 كتابا في المجر، و920 كتابا في إسبانيا، وحوالي 380 كتابا في إسرائيل، لكل مليون ساكن في السنة)
* يتراوح العدد المعتاد لنشر أي كتاب ما بين 1000 و3000 نسخة. ويعتبر الكتاب الذي يوزع 5000 نسخة ناجحا نجاحا باهرا.
* التوزيع النسبي للكتب المنتجة في الدول العربية وفي العالم:
- العلوم: 20 % في الدول العربية (مقابل 21 % في العالم)
- العلوم الاجتماعية: حوالي 18 % (مقابل 22 % في العالم)
- الآداب والفنون: 22 % (مقابل 30 % في العالم)
- الدين: 17 % (مقابل 5 % في بقية العالم)
18 - معوقات انتشار الكتاب العربي عديدة أهمها (انظر ص 82 من التقرير، وفيه بعض المسائل المفيد الاطلاع عليها):
* الرقابة
* العزوف عن القراءة
* سقوط المشروعات الفكرية الكبرى
* نظم التربية والتعليم
* القوة الشرائية
* عدم وجود خطط للتنمية الثقافية
* الاتجاه للاعتماد على وسائل الإعلام عوض المطالعة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Nov 2007, 04:05 ص]ـ
أواصل طرح الأسئلة في هذا الموضوع، وما زلت أتطلع للاستفادة منكم حوله:
* هل القدرة على التمييز بين الكتاب الجيد المتميز والكتاب العادي أمر يعود إلى موهبة فطرية في القراءة والتفكير، أم هي مكتسبة من خلال الدربة؟ فإن كانت مكتسبة فما هي العوامل المساعدة على اكتساب هذه الملكة؟
* في علوم الحديث، يكثر الحديث في علم العلل تشبيه النقاد القادرين على التمييز بين صحيح الحديث وسقيمه، ومعوجه، ومستقيمه، بالصيرفي البصير بصناعته الذي يستطيع التمييز بين الجياد والزيوف والدنانير والفلوس. وعند الحديث عن المحدثين الكبار كالبخاري وغيره، تذكر كتب التراجم حفظهم لعشرات أو مئات الآلاف من الأحاديث، رغم اكتفائهم بتصحيح بضعة آلاف.
كما تذكر كتب الأدب، أن الأديب والشاعر لا يكتسبان ملكة الكتابة أو الشعر إلا بكثرة المطالعة والحفظ مع تنويعهما.
فمن أين تولدت ظاهرة التحذير من المطالعة وتنويعها، والاكتفاء بما يزكيه الشيخ أو الأستاذ؟ وهل هذه الظاهرة تساعد في تكوين قراء لديهم ملكة التمييز بين الغث والسمين؟
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 10:58 ص]ـ
بارك الله في الجميع ..
ان الموضوع المتكلم عنه من الاهمية بمكانة .... لان الاشياء تعرف بما تنسب اليه تحديدا عندما نكتب عن الاسلام والدراسات القرانية .. يبقى السؤال امامنا: هل يوجد تناسب بين العنوان والمحتوى؟ هل يدرك الباحث الفرق بين المنهج والخطة؟.
والسؤال الذي يكون امانة فيما يكتب: لماذا تكتب البحوث وتولف الكتب؟ هل من اجل عرض الحياة الدنيا او من اجل ان يقال وقد قيل.
سؤالي: متى يكون الموضوع ذا هدف ومغزى موضوعي اي الطرح الموضوعي وواقعية المعالجة والمعالجة الواقعية والبناء الفكري البناء لما هو افضل واحسن.
جعلنا الله والاخوة الاعزاء جميعا في الملتقى ممن اثنى الله تعالى عليهم بقوله: (الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه) ...
وبارك الله في الجميع .. واحسن العاقبة لنا في الامور كلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Nov 2007, 08:20 م]ـ
ومن الأسئلة المفيدة في هذا الموضوع:
* هل القيمة العلمية للكتاب أو للبحث الإسلامي تختلف باختلاف المستوى العلمي للقارئ؟
* هل يفيد تخصص دور النشر لمعرفة قيمة الكتب من خلال ناشره؟
* كيف نميز بين أسلوب علمي متجه لتبسيط المفاهيم للعامة، وأسلوب علمي متجه إلى من لهم إلمام متوسط، وأسلوب علمي متجه إلى المتخصصين، وأسلوب رابع غير علمي؟
حضرني هذا السؤال وأنا أقرأ بعض التعليقات في المنتدى على كتابي الدكتور عايض القرني (لا تحزن) و (التفسير الميسر). وتذكرت بعض سلاسل الكتب المنشورة بالإنجليزية والفرنسية، والتي تذكر في الغلاف نوعية القراء الذين يمكنهم الاستفادة من الكتاب.
كما تذكرت أيضا أن بعض الكتب تعرف قيمتها من خلال اسم الناشر، نظرا لتخصص دور النشر، فعندما تجد كتابا منشورا من قبل دار Macgraw Hill مثلا، يسهل عليك معرفة الطبيعة الأكاديمية للكتاب. وعندما تجد كتابا منشورا من قبل دار Mirco Applications تعرف أن الكتاب يتجه لتبسيط العلوم لمتوسطي المعرفة (الطلبة والتلاميذ والموظفين الإداريين ... )، كما توجد سلسلة شهيرة من الكتب ذات عنوان مستفز ( for dummies) أو بالفرنسية ( pour les nuls) ومعناها (لمن ليس له أي معرفة)، وتتجه لمن يريد معرفة المسائل الأولية في تخصص ليس له به أي علاقة.
فهل يفيد تشجيع دور النشر على التخصص؟ أو على الأقل نشر كتبها تحت سلاسل واضحة العنوان وتحدد المستوى العلمي لمحتوى الكتاب المنشور ولمن يتجه، حتى يتم التمييز بين الكتب المطروحة ونتجنب الظلم في التقييم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[10 Nov 2007, 09:20 م]ـ
أخي الكريم الأستاذ محمد بن جماعة. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأهنيك على طرح هذا العنوان الشيق، وعلى خلاصته المركزة، وأرى أن طرحكم له جاء في وقته، ومكانه المناسبين.
أخي الكريم سؤالكم هو: ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟
والفكرة ملخصها: مناقشة المعايير التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند الحكم على قيمة الكتب والبحوث الإسلامية، حتى نبتعد عن الذاتية في التقييم ونقترب من الموضوعية ....
وأرى أن المعايير التي تساءلت عنها ينبغي أن تكون بحسب:
1 - مؤلفات القدماء،
معايير تقييمها يبدو لي أنها تحتاج إلى مجامع علمية ترسم خطوطا لهذا التقييم، تراعي فيها منهج تقييم الأشخاص، وإعادة قراءة المادة العلمية وفق خطة معتمده لدى هذه المجامع، مع التزام ضوابطها التي وضعتها خاصة لهذا الغرض.
هذه المعايير قد تحل مشكلة لدى كثير من الباحثين اليوم عند حكمهم على بعض المؤلفات القديمة بأنها كتاب قيم في بابه، أو فيه مايدعو إلى قراءته،
بناء على إعطاء هذا الحكم ينبغي أن تعمل المجامع العلمية، علىذلك مع تأييد مرئياتها بأدلة ثابتة.
-فبالنسبة لمعايير تقييم الأشخاص القدماء، من خلال استحداث قياس رقمي لرسم درجات الجرح والتعديل، فهذا شيء غير منطقي في حالتهم ولاننسى أن هذه الأوصاف متفاوتة من مؤلف إلى مؤلف، ثم إن العمل بها قد توقف عند زمن معين كما نص عليه محققو اهل الحديث،
ثم أطرح سؤالا في خاطري، هل هناك علاقة بين معايير الجرح والتعديل، وبين تقيم مؤلف كتاب عرف بروايته للحديث، وأدى حسن تاليفه إلى رفع درجته في الجرح والتعديل؟
لذا ارى أن يتجاوز هذا التقييم مرحلة القدماء،بتركها على ماهي عليه،
اللهم إلا إذا كان سيستفيد منها في وضع درجات سلم معين، بترقيم معين يصل به التقييم إلى أرقام حقيقة غير قابلة للتغيير (كما هو الحال في تقييم طلاب مقرر القرآن الكريم فكل سؤال عليه درجة من كذا إلى كذا، وإذا استكمل الطالب الدرجة حصل على الرقم، والمعدل وليس وزن الطالب بالكيلو حين تقييمه).
أما بالنسبة لمعايير تقييم مؤلفات المتأخرين من القرن الرابع عشر فمابعدها ..
-فالذي يظهر أن التقييم السابق وإلى اليوم يكون بحسب ماصنفه صاحبه (رسالة علمية أوبحث ترقية، قام مؤلفه بتحكيمه،أو بعرضه على دار نشر فطبعته، أو استغلته دار نشر فطبعته،
هذه المؤلفات تقييمها يرجع إلى التحكيم العلمي، الذي له خطواته المتبعة في الجهات التعليمية، ودور النشر،
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن المؤسف أن معايير هذا التحكيم كثير منها لازال غامضا؛ فلايوجد له مؤلف يعتني به، ولاتوجد طائفة من المحكمين تقوم على بيانه للباحثين أوتأليفه في مذكرات مساعدة،
بل في كثير من الأحيان مايترك الأمر في التحكيم، للمحكم الخارجي الذي لايعرف فيه هذا المحكم شيئا عن الباحث، وذلك عن طريق وسيط معروف هو المؤسسة العلمية، أو دار النشر، وكثيرا ماتتفاوت التقييمات من محكم لاخر، ومن جهة لجهة، وفي احوال كثيرة تتدخل الجهة الوسيطة لحل بعض إشكالات التحكيم، وهذا مقرر ومعروف عند الباحثين.
وبالنسبة لمعايير تقييم الأشخاص في هذه الحالة، أي حالة الأكاديميين فهي معروفة فهي إدارية، وعلمية وفي مقترح ان يكون التقييم بحسب درجات الاداء فهذا لعله الأسلوب المستخدم حاليا، وإن كنت لاأعلم حقيقته بالتأكيد، لكن ماسمعته من البعض أن هناك معاناة كثيرة من درجات هذا القياس وعدم إدراكهم لحقيقتهم وبالتالي عدم فهمهم لمبررات انخفاض درجاته.
وأما في حالة العلماء المشهورين والمؤلفين البارزين المشهود لهم بجودة التأليف فمعايير تحكيم بحوثهم تأخذ اشكالا مختلفة معروفة لدى دور النشر المسؤولة عن طباعة كتبهم، وهي كذلك معايير تحتاج إلى التأليف والتعريف.
أخيرا: لعل في ماسبق إجابة عن سؤالكم، والعنوان قيم جدا، جزاكم الله خيرا على طرحه في هذا الملتقى. والله أعلم.
ملخص:
- لتقييم الكتب القديمة، وبيان درجات تعديل وجرح القدماء، من المناسب اليوم، إحالة هذا الموضوع بأسئلته إلى المجامع العلمية للإجابة عنه ثم تبني فكرة إعادة تقييمه.
- لتقييم الكتب المؤلفة حديثا من القرن الرابع عشر، وحتى اليوم، فمن المناسب قيام مجموعة من المتخصصين بتاليف معايير هذا التقييم، وطلبه في عدد من الجهات، أوطلب تلك الجهات مبادئه ممن تتعاون معهم في تحكيم البحوث، ثم يكون رسم خطوط معقولة للتعريف بأفضل هذه المعايير، وأكثر جهاتها تطبيقا لجوانبها المميزة،
وأما معايير تقييم الأشخاص فمن المناسب أن تبادر الجهات إلى تعريف منسوبيها ببعض ملامح هذه المعايير المتبعة لديها ,وأن تحاول وتسعى لتطويرها، وفق أفضل الدراسات المعتمدة في هذه المعايير. والله الموفق.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي د. أمين الشنقيطي.
وفعلا من الضروري التمييز بين الكتابات المعاصرة والكتابات السابقة، مع الانتباه إلى أن تقييم الكتابات المعاصرة لا يمكن فقط من خلال التحكيم العلمي الذي لا يمكن تطبيق معاييره إلا على البحوث الأكاديمية. أما الكتابات غير الأكاديمية، فتحتاج هي الأخرى إلى معايير، ولكن أقل دقة وصرامة.
أما إعادة استحداث قياس رقمي لرسم درجات الجرح والتعديل، فاسمح لي أن أخالفك في الحكم بعدم منطقيته، رغم إدراكي للمصاعب الذاتية والموضوعية التي يمكن مواجهتها في مثل هذا المشروع. غير أنه ليس مستحيلا. وأقولها من خلال معرفتي العلمية بتقنيات علوم الكمبيوتر وعلوم الإدارة التي تعرضت لنفس المواضيع التي يخوض فيها علم الجرح والتعديل، ولكن في سياقات أخرى (القرار الإداري في الشركات متعددة الجنسيات، في الشركات الكبرى، في المجال العسكري، ... ).
وأما على يقين تام (وأعني ما أقول) بأن توجه بعض الطلبة والأساتذة نحو هذا الموضوع، سيؤدي إلى ثورة جديدة نحو تصحيح الأحاديث، وما سينعكس من خلاله من تقليص هوة الخلاف في مجالات الفه والعقيدة. وإن كان القرن الثالث للهجرة قرن الفتوحات العلمية في تدوين الحديث وتقعيد قواعده، فإن المرور عبر الاستفادة من علوم الكمبيوتر والإدارة سيؤدي إلى ثورة جديدة تنهي (أو لنقل: تقلص إلى أدنى حد ممكن) حجم الاختلافات في هذه العلوم.
وما تذكره عن اختلاف الأوصاف وتفاوتها من مؤلف إلى مؤلف، فله حلوله من الناحية المنطقية والتقنية. ويمكن تخطي هذه العقبة.
ملخص رأيي: أعتبر أن علوم الحديث والفقه والعقيدة لا يمكن حل الخلافات فيها وقياس حجمها إلا من خلال استنباط مناهج جديدة تستفيد من علوم الكميوتر وعلوم الإدارة.
وسأعود لهذا الموضوع الذي يقض مضجعي منذ أكثر من خمس سنوات، بمزيد من التفاصيل، بإذن الله. وأزعم أنني توصلت إلى بدايات حلول لا أشك في صوابيتها ونجاعتها.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Nov 2007, 06:23 ص]ـ
أواصل طرح الأسئلة:
(يُتْبَعُ)
(/)
* من أساليب الكتابة عند المؤلفين الاسترسال في الحديث، دون توضيح توضيح الأهداف والمنهجية المتبعة منذ البداية. فأيهما أفضل علميا: وضوح المنهجية والأهداف في ذهن الكاتب فقط، مع ترك القارئ يكتشف لوحده المراد من الكتاب؟ أم توضيح الأهداف والمنهجية؟ وهل تتأكد هذه الأفضلية في جميع علوم الدين؟
وهل يفيد معرفة هذا للحكم على جودة الكتاب؟
* هل يمكن الحكم على زلات الأفكار بدون التنقيص من القيمة العلمية للكاتب؟ تذكرت هذا المر عند قراءتي لمقال ذكر صاحبه ضرورة التمييز بين بعض الزلات التي لا تحمل معنى، والزلات الزاخرة بالمعاني. فكيف ينمي القارئ قدراته على التمييز بين هذين النوعين من الزلات؟
* ما تأثير عدم وجود أفكار إبداعية في الكتاب على جودته؟ وكيف نتأكد من أن كتابا ما ذو محتوى إبداعي أم لا؟
للاقتراب من مفهوم الإبداع، وجدت في شبكة الإترنت ملخصا مفيدا لمعرفة خصائص المبدع، أنقله هنا:
=========
خصائص الشخص المبدع
1 - الخصائص العقلية:
1. الحساسية في تلمس المشكلات:
يمتاز المبدع بأنه يدرك الأزمات والمشكلات في المواقف المختلفة أكثر من غيره، فقد يتلمس أكثر من أزمة أو مشكلة تلح على البحث عن حل لها، في حين يرى الآخرون أن "كل شيء على ما يرام"!!، أو يتلمسون مشكلة دون الأخريات.
2. الطلاقة:
وتتمثل في القدرة على استدعاء أكبر عدد ممكن من الأفكار في فترة زمنية قصيرة نسبياً. وبازدياد تلك القدرة يزداد الإبداع وتنمو شجرته. وهذه الطلاقة تنتظم:
- الطلاقة الفكرية: سرعة إنتاج وبلورة عدد كبير من الأفكار.
- طلاقة الكلمات: سرعة إنتاج الكلمات والوحدات التعبيرية واستحضارها بصورة تدعم التفكير.
- طلاقة التعبير: سهولة التعبير عن الأفكار وصياغتها في قالب مفهوم.
3. المرونة:
وتعني القدرة على تغيير زوايا التفكير (من الأعلى إلى الأسفل والعكس، ومن اليمين إلى اليسار والعكس، ومن الداخل إلى الخارج والعكس، وهكذا) من أجل توليد الأفكار، عبر التخلص من "القيود الذهنية المتوهمة" (المرونة التلقائية)، أو من خلال إعادة بناء أجزاء المشكلة (المرونة التكيفية).
4. الأصالة:
وتعني القدرة على إنتاج الأفكار الجديدة - على منتجها - بشرط كونها مفيدة وعملية.
وتشكل هذه الخصائص بمجموعها ما يسمى بالتفكير المنطلق (المتشعب)، وهو استنتاج حلول متعددة قد تكون صحيحة من معلومات معينة، وهذا اللون من التفكير يستخدمه المبدع أكثر من التفكير المحدد (التقاربي)، وهو استنتاج حل واحد صحيح من معلومات معينة.
5. الذكاء:
أثبتت العديد من الدراسات أن الذكاء المرتفع ليس شرطاً للإبداع، إنما يكفي الذكاء العادي لإنتاج الإبداع.
2 - الخصائص النفسية:
يمتاز المبدع نفسياً بما يلي:
1. الثقة بالنفس والاعتداد بقدراتها، ولكن بلا غرور.
2. قوة العزيمة ومضاء الإرادة وحب المغامرة.
3. القدرة العالية على تحمل المسؤوليات.
4. تعدد الميول والاهتمامات.
5. عدم التعصب.
6. الميل إلى الانفراد في أداء بعض أعماله، مع اجتماعية وقدرة عالية على اكتساب الأصدقاء.
7. الاتصاف بالمرح والأريحية.
8. القدرة على نقد الذات والتعرف على عيوبها.
3 - خصائص متفرقة:
1. حب الاستكشاف والاستطلاع بالقراءة والملاحظة والتأمل ...
2. الميل إلى النقاش الهادئ.
3. الإيمان غالبا بأن "بالإمكان أفضل مما كان".
4. دائم التغلب على "العائق الوحيد": وهو العائق الذي يتجدد ويتلوّن لصرفك عن الإنتاج والعطاء.
5. البذل بإخلاص وتفان، وعدم التطلع إلى الوجاهة والنفوذ، بمعنى أن تأثره بالدافع الداخلي (كالرغبة في الإسهام والعطاء، تحقق الذات، لذة الاكتشاف، والانجذاب المعرفي ونحوها) أكثر من الدافع الخارجي (المال، الشهرة، المنصب ونحوها).
4 - هل يلزم توافر هذه السمات جميعها في الإنسان كي يكون مبدعاً؟
1. الخصائص العقلية يلزم توافرها كلها بدرجة معقولة.
2. أما الخصائص الأخرى فيكفي أغلبها ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:09 ص]ـ
السلام عليكم
تحية اخوية .. لقد انست كثيرا لما قرات حول هذا الموضوع المطروح من كثرة الاسئلة وقلة الاجابة ....
ارى والله اعلم ان الموضوعية اليوم في الكتابة اساس كل ذلك ... ثم لابد من انسجام عنوان الكتاب المولف مع محتواه.
اود ان اجد الاجابة الشافية ....
اشكركم.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[15 Nov 2007, 02:06 م]ـ
أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش، بل لم يعطه القراء شيئا يذكر، ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا ..
والأولى تتميما للفائدة إفراد جزء معين بالنقاش ... مثلا: (مواصفات الرسائل العلمية) (الماجستير، الدكتوراه)، المنهجية في الأبحاث العلمية المحكمة .. لتكون دليلا لمن أراد ذلك، وللوصول إلى صيغ متقاربة في أسلوب الكتابة ومنهجها.
ونحو ذلك مثل: تقييم كتب التفسير ..
وسرني كثيرا الندوة التي أشار إليها الدكتور عبدالرحمن الشهري، ونحن متطلعون لنتائجها وما يطرح فيها، وكم أتمنى حضورها ... ولكن المسافة بعيدة، والوقت لا يسمح ...
وجزى الله الجميع خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Nov 2007, 05:44 ص]ـ
أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش، بل لم يعطه القراء شيئا يذكر، ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا ..
والأولى تتميما للفائدة إفراد جزء معين بالنقاش ... مثلا: (مواصفات الرسائل العلمية) (الماجستير، الدكتوراه)، المنهجية في الأبحاث العلمية المحكمة .. لتكون دليلا لمن أراد ذلك، وللوصول إلى صيغ متقاربة في أسلوب الكتابة ومنهجها. ونحو ذلك مثل: تقييم كتب التفسير ..
الأسئلة فعلا متشعبة، وتستدعي مواضيع مختلفة. ولكن ألا ترى، يا د. صالح، أن هناك قواسم مشتركة في الأفكار المعروضة من خلال الأسئلة؟
في تقديري (وقد أكون مخطئا) أن طرح الأسئلة المطروحة بهذا الشكل المتشعب له فوائد عديدة أعرضها باختصار:
1 - تشجع على النظر من زوايا مختلفة في نفس الوقت، مما يعطي فكرة أقرب للاستيعاب عن الموضوع
2 - تسمح بتوسيع مجال النظر إلى أقصى حدوده الممكنة، عوض الاكتفاء بمساحة محدودة قد يؤدي التركيز عليها إلى إضاعة تفاصيل ومساحات محيطة لها أهميتها وتأثيرها على تلك المساحة المحدودة مما يجعل نظرتنا للمساحة المحدودة قاصرة مهما اعتقدنا شدة التركيز وعدم إضاعة تفاصيلها الداخلية.
(وقد ذكرتني هذه النقطة بعبارة جميلة لبيل جيتس، مدير شركة مايكروسوفت عبر بها عن فلسفته في العمل: Think Global, Act Local. أي: فكّر على نطاق عالمي واسع، ثم اعمل في إطارك المحلي).
3 - تحث على اكتشاف الروابط بين الأفكار، وتوليد الأفكار الجديدة
على كل، لا أشك في أن طرح المزيد من الأسئلة يسير نحو النقصان حتى نرى أننا أحطنا بكل جوانب الموضوع في أقصى مداه. وقد بدأت أشعر بذلك لأنني عندما حاولت ترتيب هذه الأسئلة وجدت أن العناصر الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار لاكتمال الصورة موجودة في ما طرحته، وألخصها (في غير ترتيب مقصود) في ما يلي:
- الكاتب
- التكوين العلمي الكاتب
- الخصائص النفسية للكاتب
- الموضوع
- منهجية الكتابة
- أسلوب التحرير
- وضوح الأهداف في إطار رؤية متكاملة
- التأليف الجماعي
- الموضوعية/الذاتية
- التخصص/عدم التخصص
- الناشر (التخصص/العائد المادي ... )
- القارئ (مستواه العلمي، خصائصه النفسية، ... )
- تصنيف القراء ووضوح الشريحة المستهدفة
- تصنيف مادة الموضوع بشكل تصاعدي من مستوى مبتدئ إلى مستوى متقدم
- الإطار الاجتماعي والسياسي (التشجيع على البحث العلمي، التشجيع على الكتابة والنشر، العائد المادي، الحوافز ... )
- تعديد مصادر القراءة
- المقارنة بين أساليب الكتاب ومناهجهم في عرض الأفكار
- القواعد العامة للتفكير
- القواعد العامة للقراءة
- القواعد في مقارنة الأفكار
- ...
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Dec 2007, 07:02 م]ـ
... وبهذه المناسبة أود الإشارة إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ستعقد ندوة علمية تحت عنوان: (التحكيم العلمي: أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) وهو موضوع وثيق الصلة بموضوعنا هذا ...
ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه الندوة ومواعيدها من خلال موقع الجامعة على هذا الرابط ( http://www.imamu.edu.sa/dsa/nadwahtahkeem/index.htm) .
أما مناقشة هذا الموضوع مناقشة علمية هادئة فكل سؤال من الأسئلة المطروحة جدير بموضوع مستقل لنقاشه، وعسى أن يأخذ حظه من الوقت والتأمل، وتتعاون وتتعاضد عقول الزملاء الباحثين في الملتقى للحوار حوله والكتابة فيه ....
هل من جديد بخصوص هذه الندوة؟ فالرابط الذي أحال إليه د. عبد الرحمن الشهري لم يقع تحديثه منذ فترة، وليست هناك أي إشارة إلى الورقات المشاركة.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 05:58 م]ـ
الموضوع قيم جداً وأشكر الأخ الفاضل محمد جماعه على طرحه
وأوأكد على أهمية ما ذكره الأساتذة الفضلاء: د. خضر ود. صالح صواب
فلو أن إدارة االملتقى بالتعاون مع الكاتب الكريم طرحت الموضوع وفق محاور محددة تستطلع فيها الآراء لكان أوفق وأكثر نفعاً
لكني أحب أن أذكر بالنقاط التالية:
1: ينبغي أن يدرك الفرق الكبير بين الواقع والمفروض في تقييم البحوث ولا سيما المعاصرة منها.
2: التقييم الموضوعي المتجرد عزيز جداً، وغالباً ما يكون غير معلن.
(يُتْبَعُ)
(/)
3: من الباحثين من لديه القدرة على النقد، وتمييز البحوث الجيدة من غيرها حسب رؤاه وانتفاعه من بعضها، وعدم انتفاعه من البعض الآخر،
فيعرف الكاتب المتميز الذي يحسن إعداد بحوثه، وتحريرها فتجده يراعي المعايير العلمية المتبعة عرفاً ويتحاشى الوقوع فيما وقع فيه غيره من الأخطاء الجارحة.
كما يعرف الباحث غير المتمكن من خلال استقرائه لبحوثه ....
ومنهم من لا يستقل بالنقد بل تجده يستطلع آراء النقاد قبل أن ينظر في الكتاب، ومن كان هذا حاله فلا يسعه إلا تقليد من يثق فيه حتى يتمرس في البحوث ويكتسب الملكة النقدية.
هذا بالنسبة للنقد الفردي.
4: وأما شيوع الكلام على باحث دون غيره سواء كان مدحاً أو غيره فهذا راجع إلى عدة عوامل أغلبها خارج عن النقد الموضوعي
ومن أعظم المؤثرات فيه ما يمتلكه أولئك النقاد أو أتباعهم من قوة إعلامية ونفوذ،
وهذا أمر معلوم مشاهد، فتجد بعض الكتاب المجيدين لا يعرفهم إلا أصحاب الاختصاص!!
وهذا أمر لا يمكن إلقاء اللوم فيه إلا على أصحاب النفوذ الإعلامي من النقاد الذين يبرزون بعض غير المجيدين من باب تشجيعهم أو استجابة لمطالب بعضهم من كتابة تزكيات علمية ونحوها، وترك الإشادة بالكتاب المجيدين وتعريف الناس بهم،
لأن الناس يتلقون منهم معرفة الكتاب الجيدين والتحذير من السيئين في بحوثهم ومقالاتهم.
وكثير من أولئك لا يستشعرون هذه المسؤولية بل لا يرون أنهم يلزمهم التنويه بالبحوث الجيدة ويقع التواكل في هذا الأمر كثيراً والتنصل منه بهضم النفس والإحالة إلى غير معلوم.
هذا عامل من العوامل، وهناك عوامل أخرى:
منها: ما يجعله الله لبعض الباحثين من القبول وذيوع الصيت وإن لم يكونوا على درجة كبيرة من الإتقان في بحوثهم
ولكن ربما يكون لتحريهم الحق وصلاح نيتهم أو لأعمال صالحة أخرى يعملونها دور في اشتهار كتبهم وبحوثهم.
ومنها: عدم الموضوعية لدى بعض النقاد وهذا أمر وإن كان مشاهداً إلا أنه لا ينبغي تعميمه، فيلاحظ منهم التحامل على بعض الباحثين، وإقصاء بعضهم، وتلميع البعض الآخر، وهذا في نظري أنه يسقط الناقد فلا يلبث أن يكون الناقد غير معتد بنقده ولا يؤبه له مع أنه ربما يكون متقناً لفنه مجيداً فيه.
الخلاصة: أن الذي أحببت أن يتنبه له هو التفريق بين النقد الفردي وبين شيوع النقد واشتهاره وجريان الألسنة به، وأن لذلك أسبابه وعوامله.
أما المعايير التي يتميز بها الباحث المجيد عن غيره فيمكن تلخيصها من وجهة نظري في النقاط التالية:
1: إلمامه بمراجع العلم الذي يبحث فيه، ومعرفته بمناهج مؤلفيها، ومراتبها في الأهمية.
2: معرفته بأئمة هذا الفن الحاذقين به ومراتبهم في ذلك.
3: اكتمال علوم الآلة لديه.
4: سعة الاطلاع وكثرة الاشتغال بهذا العلم.
5: حسن الفهم والقدرة على التحرير العلمي والترجيح
6: تحريه للدقة في العزو والنقل.
7: سلامة بحوثه من الأخطاء العلمية الجارحة وهي كثيرة متنوعة
وهذه أمور يتفاوت الباحثون المجيدون في تحصيلها.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[24 Dec 2007, 10:12 م]ـ
هذه قائمة لمجموعة من الأسئلة، أصدرتها المكتبات الأمريكية، لتمكين القارئ من استخدامها كدليل مساعد لتقييم المعلومات التي يجدها في أي كتاب، أو بحث، أو خبر، أو مصدر معلومات، بهدف الحكم على جودته. وقد استقيتها من ملحق موجود في كتاب بعنوان (المعلومات والتفكير النقدي) من تأليف حسين عبد الرحمن الشيمي، ويمكن تحميله من شبكة المصطفى للكتب المصورة ( http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=004245.pdf) ( اضغط بالزر الأيمن للفأرة لتحميله):
أولا- حدد حاجاتك من المعلومات:
1 - ما هي المعلومة التي تحتاجها؟
2 - ما الذي تعرفه حاليا عن الموضوع بالفعل؟
3 - هل لديك أفكار مسبقة أو قناعات عن الموضوع؟ هل تنحاز إلى وجهة نظر معينة؟
4 - هل أنت بحاجة إلى معلومات عامة أم تحتاج إلى معلومة تتسم بالتخصص؟
5 - ما هي نقطة الارتكاز فيما تحتاج إليه من معلومات؟
6 - ما حجم المعلومات التي تريد أن تجمعها؟
ثانيا- قيّم مصدر المعلومات:
1 - ما هي رؤيتك لمصدر المعلومات (يسير الاستخدام - واضح الأسلوب - صعب الاستخدام – غامض ... )؟ هل استخدمت كشافا ( Index) أو مراجعة ( Review) أو إحالات موجودة في أعمال أخرى؟
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - إلى أي نوع ينتمي المصدر؟ هل هو من الأعمال الخاصة، أو من الكتب المتخصصة، أو المكتوبة في إطار الوظيفة البحثية، أو من الكتابات الحرة، أو من الكتابات الرسمية أو الحكومية التي تمثل موقفا من المواقف أو رؤية مؤسسة ... ؟
3 - متى نشرت المعلومات؟ هل هذه هي الطبعة الأولى منها، أم أنها طبع تمت مراجعتها، أو مجرد إعادة إصدار ( RePrint)؟
4- في أي بلد نشرت أو أنتجت؟
5 - هل يتمتع الناشر أو المنتج بسمعة طيبة؟ هل القائم بالنشر: جامعة أو مطبعة جامعية، أو مؤسسة خاصة، أو جهة سياسية ... ؟
6 - هل تم مراجعة المادة المكتوبة أو تحريرها قبل النشر؟
7 - هل يبدي المصدر، أو يعرف عنه تحيز عقائدي، أو فكري، أو سياسي، أو ثقافي من نوع ما؟
8 - هل يشتمل الكتاب على توثيق بيبليوغرافي أو أي شكل آخر من أشكال التوثيق؟
9 - ما هي أحسن الأشكال ( formats) ( مطبوع، إلكتروني، سمعي بصري ... ) للوصول إلى المعلومات آخذا في الاعتبار التكلفة والزمن ويسر الاستخدام؟
10 - هل التنظيم المتبع في المصدر يمكّن من الوصول بسهولة إلى المعلومات؟
ثالثا- حدد مدى ملاءمة المصدر (الكتاب) لاحتياجاتك:
1 - ما مدى سعة أو تغطية العمل الفكري؟ وما هدفه؟
2 - أي نوع من الجمهور يستهدف؟ الجمهور العام؟ أم الطلاب؟ أم المتخصصين؟ أم الأصحاب المهنة؟ ...
3 - هل تعرض المعلومات في الشكل الأكثر ملاءمة للموضوع (طباعة، شريحة أداة سمعية، استعمال جداول، رسوم، تصميمات، ترتيب العناصر ... )
4 - هل تقدم المعلومات بوضوح وموضوعية؟
5 - هل هي مناسبة لمستوى فهمك للموضوع؟ أم هي مبسطة للغاية؟ أم أنها على درجة كبيرة من الصعوبة؟
6 - هل يمكنك العثور بسهولة على المعلومات المطلوبة في الكتاب من خلال فهرس المحتويات، أو الكشافات الموضوعة فيه، أو الوسائل الأخرى لتحديد مواضع المعلومات؟
7 - هل تتوفر في المصدر (الكتاب) الملامح التي تحتاجها مثل الخرائط والجداول والرسوم التوضيحية ... ؟
8 - هل يحتوي الكتاب على المعلومات التي تبحث عنها؟
9 - هل تتسم المعلومات بدرجة من الحداثة تكفي لتغطية موضوعك؟ أم أنك تحتاج لمعلومات تاريخية؟ وما هي حدود التغطية الجغرافية ... ؟
رابعا- قيّم المحتوى المعلوماتي (محتوى المصدر من المعلومات)
1 - ما هو هدف الكاتب من هذا العمل؟ أو ما هي أطروحته؟
2 - ما هي النقاط أو المفاهيم الرئيسية؟
3 - ما هي الحقائق والآراء التي تم عرضها؟
4 - هل عرض الكاتب وجهات نظر مختلفة؟ وهل كان عرضه لوجهات النظر بطريقة أمينة عادلة؟
5 - هل يعد هذا العمل تقريرا عن بحث أولي (مسح، تجربة، ملاحظة ... )؟
6 - هل يمثل العمل تجميعا لمعلومات تم استقاؤها من مصادر أخرى؟
7 - هل اعتمد المصدر (الكتاب) تنظيما منطقيا للموضوع الذي يتضمنه؟
8 - ما هي أهم النتائج التي توصل إليها؟
9 - هل تجد النتائج ما يبررها في المعلومات المطروحة أو المعروضة؟
10 - هل يوجد توثيق ملائم (بيبلويغرافيا، ملاحظات، تزكيات، اقتباسات، استشهادات ... )
11 - هل هذا العمل (الفكري) يسهم في تحديث المعرفة، أو دعمها، إضافة جديد لها في ذلك الموضوع؟
12 - هل تم تحقيق المعلومات المذكورة في مصادر أخرى؟
13 - هل تحظى النتائج التي تم الوصول إليها بموافقة خبراء آخرين في هذا الموضوع؟
14 - هل يمكن نقل البيانات أو معالجتها بطريقة إلكترونية؟
15 - هل تدعم النتائج التي توصل إليها المصدر (الكتاب) أفكارك الأصلية عن الموضوع؟ أم تخالفها وتناقضها؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Dec 2007, 01:33 ص]ـ
ورد في الكتاب الذي أشرت إليه في مداخلتي السابقة بعض الأفكار المفيدة.
وأنصح بالاطلاع خصوصا على فصل متعلق بتنمية مهارات التقييم النقدي من ص 173 إلى ص 181. وهو من أهم ما وجدته في هذا الكتاب متعلقا بموضوعنا .. وسأكون شاكرا لو تطوع أحد الإخوة أو الأخوات بنقل هذه الصفحات هنا، حتى تتوفر المادة النصية. وله خالص الشكر والدعاء.
وقد وضعت الكتاب في المرفقات لتسهيل الحصول عليه.
===
وأذكر هنا استشهادين من الكتاب، يستدعيان التأمل:
"هناك فريق من الناس يؤمنون بكل ما تكتبه الصحف والمجلات وتذيعه وسائل الإعلام المختلفة، إيمانا يسد عليهم سبل تفكيرهم، ويضع غشاوة على بصرهم وبصيرتهم. فإذا اختلفوا فيما بينهم استشهدوا على صحة آرائهم بما ورد في صحيفة معينة ... " (الدمرداش سرحان ومنير كامل) (كتاب: "المعلومات والتفكير النقدي"، ص 167)
تعليق: ألا يمكن أن ينطبق هذا الكلام على واقع البعض في التعامل مع بعض الكتب الدينية أو بعض الكتّاب بعينهم؟
* * *
"إنني إذا قرأت كتبا عديدة كما يفعل أكثر الناس، فإنني سأكون محدد الذكاء مثلهم. إن عظماء الكتّاب كانوا دائما قراء عظاما. لكن ذلك لا يعني أنهم قرأوا كل الكتب التي كانت مدرجة في أيامهم كشيء لا غنى عنه. وفي حالات عديدة نجد أن كمّ ما قرأوه يقل عما تتطلبه الدراسة في معظم كلياتنا، ولكنهم أجادوا قراءة ما قرأوا .. ولأنهم أتقنوا قراءة هذه الكتب فقد أصبحوا أنداد لكتّابهاـ وتوافرت لديهم القدرة على امتلاك قدراتهم الشخصية .. وعندما تسير الأمور في مجراها الطبيعي، فغالبا ما يصبح الطالب الجيد أستاذا، ويصير القارئ الجيد كاتبا .. " (توماس هوبز، فيلسوف أنجليزي، صاحب فلسفة تجريبية ترد المعلومات إلى الخبرة الحسية وما يحدث لها من روابط) (كتاب: "المعلومات والتفكير النقدي"، ص 171)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jan 2008, 01:50 م]ـ
عقدت ندوة التحكيم العلمي التي أشرتُ إليها في جامعة الإمام مطلع هذا الأسبوع في 28 - 29/ 12/1428هـ. ولم أتمكن من حضور جلساتها للأسف - مع حرصي على ذلك - لتعارضها مع أوقات العمل.
ويمكن الاطلاع على كل البحوث المقدمة وتحميلها على جهازك على صيغة PDF من خلال هذه الصفحة.
بحوث ندوة التحكيم العلمي ( http://superbird.websitewelcome.com/~imamued/pages/index.php?page=researches)
في 1/ 1/1429هـ
ـ[أبو المهند]ــــــــ[09 Jan 2008, 02:37 م]ـ
نفعكم الله بما تفضلتم به يا أبا عبد الله وجزاكم الله خير الجزاء، ولعل هذه البحوث ـ التي هي لا شك قيمة ـ تقوم بحل كثير مما يحتاج إلى تدبر في طرح الأخ الفاضل ابن جماعة وغيره من الأفاضل المشاركين.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Jan 2008, 05:00 م]ـ
عقدت ندوة التحكيم العلمي التي أشرتُ إليها في جامعة الإمام مطلع هذا الأسبوع في 28 - 29/ 12/1428هـ. ولم أتمكن من حضور جلساتها للأسف - مع حرصي على ذلك - لتعارضها مع أوقات العمل.
ويمكن الاطلاع على كل البحوث المقدمة وتحميلها على جهازك على صيغة PDF من خلال هذه الصفحة.
بحوث ندوة التحكيم العلمي ( http://superbird.websitewelcome.com/~imamued/pages/index.php?page=researches)
في 1/ 1/1429هـ
جزاك الله خيرا على الرابط، والعناوين توحي بدسامة المادة وكثرة الفوائد.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Jan 2008, 05:51 ص]ـ
كما توقعت، فمادة البحوث كثيرة الفوائد، والحمد لله.
ولدي ملاحظة حول مصطلح (المحكّم) و (التحكيم). فقد ذكرت بعض البحوث تعريفات لهذا المصطلح، منها:
1 - المحكم: اسم مفعول من (حكّم يحكّم تحكيما).
و (حكم): الحاء والكاف والميم أصل واحد وهو المانع (ينظر: معجم مقاييس اللغة، مادة (حكم)). والحكم: القضاء وهو المنع. يقال: حكمت عليه بكذا إذا منعته من خلافه فلم يقدر على الخروج من ذلك، ومن هذا قيل لمن يحكم بين الناس (حاكم)، لأنه يمنع الظالم من الظلم.
و (التحكيم) لغة مصدر حكّمه في الأمر والشيء: أي جعله حكما، وفوّض الحكم إليه، وحكّموه بينهم أي طلبوا منه أن يحكم بينهم، فهو حكَم، ومحكَّم (ينظر: المصباح المنير، مادة (حكم)).
2 - المحكّم: خبير مؤهل ومستقل (يجري أبحاثا وينشرها في التخصص ذاته) بتقويم البحث من حيث الأصالة والأهمية والصدق والوضوح.
3 - ... وقيل: صاحب الحكمة الذي يضع الأمور في نصابها
4 - أما أكثر الورقات تفصيلا في المعاني اللغوية للفظ (حكم)، فهي ورقة د. عبد الرزاق حسين بعنوان (مدونات مقترحة لأخلاقيات البحث العلمي)، وفيها عرض لكثير مما ذكره صاحب (لسان العرب)، ص 5 - 7. غير أنه، مال في الأخير إلى القول بأن التحكيم يعني: القضاء، أي الحكم والفصل والبت في القضية المعروضة من خلال العلم والفقه بها.
وقد نظرت في جميع البحوث، فوجدت أن الباحثين فاتهم أن من المعاني اللصيقة بمادة (حكم): الإتقان والإحكام. ومن معاني اسم الله عز وجل (الحكيم): أي المتقن للأمور، والمحكم للأشياء. وكذا وصف القرآن الكريم بالمحكم. (ينظر: لسان العرب، مادة (حكم)).
وأجدني أميل إلى تعريف (المحكّم)، بأنه: "شخص خبير مؤهل ومستقل يساعد على إتقان البحث وإحكام محتواه"، أكثر منه قاضيا.
فما رأيكم؟
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 12:43 ص]ـ
أرى أن هذا الموضوع قد كثرت فيه الأسئلة ولم يعط حقه من النقاش،
بل لم يعطه القراء شيئا يذكر،
ولعل السبب والله أعلم سعة الموضوع وتشعبه، وكثرة الأسئلة التي طرحها الكاتب جزاه الله خيرا ..
...
...
بصراحة .. لن يشتغل أحدٌ [ببلاش
كما يقال: ما في مصلي إلاّ وطالب مغفرة]
مثل هذه الأعمال التقعيدية التأصيلية والتغييرية العميقة تحتاج إلى تكاليف معنوية وفكرية وتطبيقية ومادية ضخمة
لا يحققها إلاّ مركز أبحاث ودراسات مدعوم بقوة، وله أهداف استراتيجية بعيدة ..
ولذلك تجدها مهجورة ولا تتبناها مثل هذه الملتقيات والمنتديات
التي ينشط مرتادوها لاستعراض قدراتهم المقتضبة والانتقائية بين الفينة والأخرى ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Sep 2010, 01:08 ص]ـ
مثل هذه الأعمال التقعيدية والتأصيلية تحتاج إلى تكاليف معنوية وفكرية وتطبيقية ومادية ضخمة. لا يحققها إلاّ مركز أبحاث ودراسات مدعوم بقوة، وله أهداف استراتيجية بعيدة ..
صدقت .. ولكن مسير الألف ميل يبدأ دائما بخطوة ..
1 - في اعتقادي أن المشكلة ليست فقط في المال، وإنما أيضا وبشكل أهم، في اختلاف وجهات النظر، وفي تقييم بعض الاعتبارات ..
بالمختصر المفيد: ((تحسبنا جميعا، وقلوبنا شتّى)).
ولذلك، تسمع عن كثير من المؤسسات والمراكز والجمعيات والهيئات التي يطمح أصحابها في رؤيتها ذات إشعاع عالمي، في حين أنها تغرق في المحلية.
هذا الصباح، قرأت بيانا لهيئة عالمية للسنة النبوية، لم يمض على بيانها سوى خمسة أشخاص. وقبلها بيانا لهيئة عالمية للعلماء لا يوجد فيها سوى 20 شخصا من المحسوبين على تيار واحد، ومثله تقريبا في في مكان آخر، وهلم جرّا.
2 - أما الأموال: فتلك مشكلة أخرى، حيث عادة ما يتوفر المال لدى من ليس له مشروع، ويغيب عمن لديه مشروع. والمشكلة ليست مالية، وإنما معرفية، حيث يغلب على أصحاب المال التبرع للمشاريع السهلة والتي يظنون أن جزاء التبرع لها أعظم من التبرع للمشاريع المعرفية، مثل بناء المساجد والتوزيع المجاني لبعض الكتب الدعوية أو سهلة الانتشار، إلخ ..
3 - الحل باختصار: يتمثل في المراكز البحثية التي تجمع أصحاب الاختصصات المختلفة، والتي تستطيع إقناع أصحاب المال بجدواها وقيمتها الحضارية.
وهذا الأمر يحتاج لأشخاص يتحلون بقدرات مختلفة ومتكاملة، وبروح عالية من الصبر والتعاون والانفتاح، والثقة بالنفس وبالآخرين، والرؤية البعيدة.
أما المشاريع الفردية أو قليلة العدد، أو ذات اللون الواحد، فمآلها النهائي الفشل.
...
والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو تيماء]ــــــــ[16 Sep 2010, 01:25 ص]ـ
صدقت .. ولكن مسير الألف ميل يبدأ دائما بخطوة ..
1 - في اعتقادي أن المشكلة ليست فقط في المال، وإنما أيضا وبشكل أهم، في اختلاف وجهات النظر، وفي تقييم بعض الاعتبارات ..
...
...
والله المستعان.
لم أقصد المال فقط بل أردت المحفز أيّاً كان، ولذا أوردت المثل.
حتى لو اختلفت وجهات النظر، وتقييم بعض الاعتبارات
فلتعرض كل مدرسة جهدها وإبداعها، وللقارئ الباحث النظر والمقارنة
ولكن أين أولئك الجبال؟
كما أشرت حفظك الله - أتصور أن ما قام به السلف الصالح رحمهم الله - من ضبط وتقنين للعلوم: مددٌ رباني لا يتكرر
مع الخلف حتى يعتصموا بالحبل ذاته الذي أمدهم بتلك الطاقات التي نعجز في هذا العصر
مع ما وصل إليه ونعجب كيف قاموا به في تلك الظروف الصعبة بالنسبة إلينا!
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Sep 2010, 05:07 ص]ـ
بارك الله في أخي محمد بن جماعة، فهذا الموضوع قيم جداً، ولكن العقبات المذكورة تعوق التقدم وإن كانت عزيمة التطوير قائمة لدى الكثير.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:24 ص]ـ
أحسن الله إليكم د عبد الرحمن ..
لعل إعادة تنشيط هذا الموضوع في الملتقى يساعد في استكماله، من خلال التعليق على الأسئلة التي تم طرحها .. فالموضوع أشار لعدد من النقاط الهامة، ولكن الأسئلة بقيت بدون جواب.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2010, 06:34 ص]ـ
صدقت يا أبا أحمد.
الملتقى مليئ بالأفكار والمشروعات الرائعة التي تنتظر تحقيقها أو بعضها، نسأل الله أن ييسر لنا جميعاً الارتقاء بهذه الجوانب، وأن يعيننا على أنفسنا وتقصيرها وشرودها.
ولي عودة لهذا الموضوع القيم فهو موضوع دسم يحتاج إلى هدوء بال، وطول تأمل.(/)
عرض كتاب: (بلاغة الحال في النظم القرآني) للدكتور عويض العطوي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Oct 2007, 12:58 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فهذا عرض مختصر لكتاب:
بلاغة الحال في النظم القرآني
(رسالة دكتوراة)
للؤلف الدكتور: عويض بن حمود العطوي وفقه الله (عميد كلية المعلمين في تبوك سابقاً).
وأصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها الباحث لنيل درجة الدكتوراة في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وقد نوقشت في يوم السبت الموافق: 9/ 2 / 1421هـ وأجيزت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.
أهمية الموضوع:
قال المؤلف في المقدمة: " وليس يخفى ما في مثل هذه الدراسات من الأهمية؛ وذلك لأنها تتعلق بجانب الإعجاز اللغوي في كتاب الله العظيم، الذي له علينا من الحق ما يوجب خدمته والنصب في سبيل إخراج بعض كنوزه ".
وقال في أسباب اختيار الموضوع: " أن في مثل هذه الدراسات رداً على الدعاوى الباطلة القائلة بجمود البلاغة العربية أو موتها، وما هذه المصطلحات المستحدثة التي يُراد بها أحياناً إقصاء المصطلح الأصيل، وطمس معالم البلاغة، إلا بعض هجمات متوالية على التراث كله، وإلا فجل ما يُكر من مسميات ونظريات من شرق الأرض أوغربها فهو عند التأمل بعضٌ من معين هذه البلاغة الأصيلة، ومرده في النهاية إليها ".
معلومات وإحصاءات عامة عن الرسالة:
بلغت شواهد الرسالة أكثر من ألف وأربعمائة شاهد.
خطة الرسالة:
بنيت الرسالة على مقدمة وتمهيد وستة فصول وخاتمة.
الفصل الأول: دلالة الحال:
المبحث الأول: دلالة الحال المفردة.
المبحث الثاني: دلالة الحال الجملة.
المبحث الثالث: دلالة الحال شبه الجملة.
الفصل الثاني: الحال والنظم:
المبحث الأول: التقديم والتأخير.
المبحث الثاني: الذكر والحذف.
المبحث الثالث: تعدد الحال.
المبحث الرابع: تنوع الرابط.
الفصل الثالث: أسرار التقييد بالحال:
المبحث الأول: التقييد بالحال في الإثبات.
المبحث الثاني: التقييد بالحال في النفي.
المبحث الثالث: التقييد بالحال في النهي.
المبحث الرابع: التقييد بالحال في الاستفهام.
الفصل الرابع: التصوير بالحال:
المبحث الأول: التصوير بطريق التشبيه.
المبحث الثاني: التصوير بطريق المجاز.
المبحث الثالث: التصوير بطريق الكناية.
المبحث الرابع: التصوير بوسائل أخرى.
الفصل الخامس: موازنة بين أسرار التعبير بالحال والتعبير بالصفة:
المبحث الأول: في الدلالة.
المبحث الثاني: في النظم.
المبحث الثالث: في التقييد.
المبحث الرابع: في التصوير.
الفصل السادس: التناسب بين الحال وصاحبها:
المبحث الأول: ما يخص الذات الإلهية.
المبحث الثاني: ما يخص الرسال الكرام.
المبحث الثالث: ما يخص المؤمنين.
المبحث الرابع: ما يخص الملائكة.
المبحث الخامس: ما يخص الكتاب.
المبحث السادس: ما يخص الكافرين.
المبحث السابع: ما يخص ما لا يعقل.
عدد صفحات الكتاب وبيانات الطبع:
بلغت عدد صفحات الكتاب (681) صفحة.
وقد طبع الكتاب بالنادي الأدبي بمنطقة تبوك عام 1427هـ.
وأخيراً يقول المؤلف: " وما من إنسان إلا وله أماني يريد تحقيقها، ورغبات يطمح في الوصول إليها، لكن قد تحول العوائق دون مُنى الإنسان ومطالبه، وحسبي اني بذلت في هذا البحث ما أقدرني الله ... "
ولعلي أعود لأذكر نماذج من الكتاب إن شاء الله تعالى ...
19/ 10 / 1428هـ
ـ[شعلة]ــــــــ[30 Oct 2007, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونحن بانتظار تلك النماذج
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2007, 05:30 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ فهد.
صدر حديثاً كتاب (بلاغة الحال في النظم القرآني – دراسة تحليلية) للدكتور عويض العطوي ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9025)(/)
نص محاضرة: هجران الأمَّة للقرآن، هل من سبيل إلى إزالة أسبابه؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:22 ص]ـ
هجران الأمَّة للقرآن، هل من سبيل إلى إزالة أسبابه؟
أ. د. طه جابر العلواني
محاضرة ألقيت يوم الجمعة الموافق 16 رمضان 1428هـ / 28 سبتمبر 2007.
المصدر: http://www.eiiit.org/eiiit/news_read.asp?id=51
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، نستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. ونصلي ونسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله وصفيِّه وخليله، الرحمة المسداة، والنعمة المهداة، والسراج المنير صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
ثم أما بعد، فإنَّ من أهم ما ابتليت به الأمَّة وأدى إلى بروز كثير من الأزمات، وظهور العديد من الظواهر السلبيَّة والمشكلات "حالة هجر القرآن" التي سقطت فيها من كانت تدعى "أمَّة القرآن" وترَّدت فيها حتى ألفتها فتحولت إلى حالة متأصّلة، وظاهرة ملازمة دون أن يشعر الكثيرون بها.
فالكثيرون يرون أنَّ العلاقة بين القرآن والمسلمين ما تزال علاقة قويَّة متينة، إذ ما من دولة من دول المسلمين إلا وهي تقوم بطبع القرآن الكريم وتوزيعه بأعداد تقل أو تكثر، وتقوم في الكثير منها مدارس لتحفيظ القرآن الكريم والعناية به، وتقدم دروساً قرآنيَّة في مراحل التعليم بأشكال كثيرة وترصد الجوائز لحفظ القرآن وتجويده ... الخ. وبالتالي فإنَّ بعض الناس بل أغلبهم لا يستطيعون أن يلمسوا أو يسلّموا بأنَّ هناك حالة هجر بين القرآن والمسلمين الذين هم الأمَّة التي تكونت بهذا القرآن، خاصَّة وهم يسمعون آيات الكتاب الكريم صباح مساء إن شاؤوا تنطلق من العديد من الفضائيَّات والمحطات الإذاعيَّة المتخصّصة بالقرآن الكريم أو المشتركة مع برامج أخرى. ولذلك فإنَّ حالة الهجر هذه قد لا يسلم الكثيرون بوجودها؛ لكنَّنا -مع أخذ ذلك كلّه بنظر الاعتبار- نؤكد أنَّها حالة قائمة. وأنَّ الدليل عليها سائر المظاهر السلبيَّة التي تنتشر في كياننا الاجتماعيّ كلِّه، وتنخر في سائر جوانبه من انحرافات في العلاقات بين الحاكم والمحكوم، وخروج عن موازين العدل والأمانة في كثير من النظم واضطراب في برامج التعليم والتنمية والاقتصاد والعلائق الاجتماعيَّة، وفساد في الأخلاق ونظم الحياة على اختلافها.
وأود أن أبادر لكي يكون قولي مفهوماً إلى القول بأنَّ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان وكيف تصفه؟! قالت كلمتها الحكيمة الوجيزة العظيمة: "كان خلقه القرآن". وهذا الذي قالته أمُّنا عائشة يمكن تعميمه في جميع جوانب الحياة. فإذا سئلنا عن اعتقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كانت عقيدته القرآن. وإذا سئلنا عن تصوُّره فقد كان تصوره القرآن. وإذا سئلنا عن شريعته فقد كانت شريعته القرآن. وإذا سئلنا عن علمه فقد كان علمه القرآن. وإذا سئلنا عن عبادته فقد كانت عبادته القرآن. وإذا سئلنا عن سنّته وسيرته فإنَّ سنّته وسيرته هي القرآن .. فالقرآن المجيد كان حاضراً مهيمناً بقوة في كل شأن من شئون رسول الله صلى الله عليه وسلم جليلاً كان أم دقيقاً، وكان حاضراً في كل شأن بحيث لا يمكن تجاهله أو تناسيه أو الإعراض عن استدعائه في أيّ شأن من الشئون دون تفريق بين ما يعد شأناً دنيويّاً أو شأناً أخرويّاً، غيبيّاً أو من عالم الشهادة فكانت حياته صلى الله عليه وسلم وحياة أهل بيته وآله وصحابته بصفة عامة القرآن، منه وبه يستمد النور، وبه تصاغ الحياة، وبآياته المحكمة ترسى دعائم المدنيَّة والحضارة، وتبنى الأمَّة وتحقّق شهودها الحضاريّ.
ولذلك كان القرآن المجيد مستقراً في القلوب، حاضراً في المشاعر والوجدان، متحرِّكاً في جوانب الحياة المختلفة. كانوا يقرأون ألفاظه فينزلونها على قلوبهم قبل ألسنتهم، ويديرونها في عقولهم وقلوبهم قبل أفواههم، ويكيّفون بها واقعهم قبل أن يقوموا بزخرفتها وطباعتها بأجمل الخطوط وأحسن الأوراق؛ لأنَّهم أدركوا أنَّ هذا القرآن إنَّما أنزل ليكون مرشد الإنسان وقائده لأداء مهامّه كلّها ابتداءاً من العهد الذي بين الله وبينه في عالم الذر: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ
(يُتْبَعُ)
(/)
أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 172). ثم ميثاق الخلافة في عالم الاستخلاف: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة: 30)، ثم مرحلة الالتزام بالأمانة عند عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها ولما عرضت على الإنسان قبلها ورضي الالتزام بها: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب: 72)، ثم قبول الإنسان مبدأ الابتلاء في مرحلة الابتلاء: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) (الملك:2)، ثم مرحلة الجزاء الأخرويّ: (وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ) (الجاثية: 22). وفي هذه المرحلة يفترق الناس إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير.
كما أدركوا جميعاً أنَّ هذا القرآن هو الهادي للتي هي أقوم في سائر مراحل الحياة، والمنير لكل سبلها، هو دليل هادٍ ملازم ضروريٌّ للبشر، لا ينفصل عن حياتهم، لئلا يضلوا، كما لا يمكن فصله عن الكون والأرض التي استخلف الإنسان فيها. وبالتالي فقد كان القرآن يشكل بالنسبة لهم الروح وآفاقها، والنفس وجوانبها، والحياة بكل ما فيها، والوجود بكل عناصره وما يعتمل فيه: فإذا قرأوه استدعوا وهم يقرؤونه ذلك كلّه، ولاحظوا الصلة بين القرآن وبين كل ذلك والتفاعل الذي يمكن أن يتم بينه وبين سائر تلك العناصر فيجتمع لهم وهم يقرؤونه استحضار أنفسهم وذكرها وتذكيرها، واستحضار الكون وما سخر الله فيه للإنسان، والمهام التي تنتظر الإنسان وهو يتحرك في هذه الأرض إلى أجل مسمى؛ فذكروا الله وذكروا أنفسهم، وذكروا البشريَّة الممتدة ما بين عالم العهد وعالم الجزاء، وذكروا الكون فبرزت لهم عظمة الخالق العظيم سبحانه وتعالى وتحققت لهم حالة الشهود، وفارقوا حالة الغياب التي يتيه فيها الغافلون.
أما القرآن -اليوم- فقد كثر قرّاؤه وقلّ الفاقهون فيه، وكثرت خطوطه ونافس بعضها بعضاً في الجمال والاستقامة وقلّ متدبّروه. وكثرت فضائيَّاته وإذاعاته وقل مرتلوه. وتوثقت العلاقة بألفاظه، وأهملت روحه ومعانيه، وكثر المنادون به وقل التالون له حق تلاوته المنفعلون به الذين يجعلونه نبراس حياتهم ومنطلق شهودهم وشهادتهم، وعطلِّت حاكميَّته، وأهملت شريعته.
* المراد بالهجر:
الهجر والهجران من المفاهيم الهامة التي تعني مفارقة الإنسان غيره. وهذه المفارقة تكون بالبدن وباللسان وبالقلب والوجدان والمشاعر. ولذلك فإنَّه مفهوم يتعلق أحياناً بما هو حسيّ وأحياناً بما هو معنويّ.
وقد استعمل القرآن المجيد المفهوم في الأوجه كلّها.
فمن الهجران الحسيّ والبدنيّ قوله تعالى: (وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ) (النساء: 34).
ومنه قوله تعالى: (وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل: 10). فالأمر يحتمل الثلاثة والوصف بالجميل يعطيه صلى الله عليه وسلم حرية الاختيار لنوع الهجر أو أنواعه دون التفريط بهذا الوصف.
وكذلك قوله تعالى: (وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً) (مريم: 46).
وقوله تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر: 5) ...
فهي حث على القيام بجميع أنواع المفارقة وبالأوجه كلِّها.
وقوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان: 30)، فهي شاملة للهجر باللسان وذلك بعدم القراءة، وبالقلب بعدم التفكُّر والتذكُّر والتدبُّر والتعقُّل والتلاوة والترتيل، وشاملة لهجر الألفاظ وهجر المعاني.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولعل لنا أن نستخلص من كل ما تقدم: أنَّ الأمَّة في وقتها الحالي وإن أكثرت من قراءة القرآن وطباعته ومدارسة تفسيره وقراءته وخصّصت المحطات القرآنيَّة والفضائيّات لترديد آياته، فإنَّها في حالة هجر للقرآن الكريم من حيث العمل به، وتدبُّر معانيه ودلالاته، ومعرفة المراد به وبناء الحياة بمقتضاه وإن انشغلت ألسنتها وأسماعها به. فذلك لا يخرجها من الاتصاف بحالة الهجر. ولن تخرج من ذلك حتى تصبح صلتها به ألفاظاً ومعاني وتأويلاً وتطبيقاً ومعايشة كاملة، فزوال وجه من أوجه الهجر لا يخرجها من صفة الهجر. وهجر القرآن خطيئة كبيرة وخطأ عظيم ما كان لمؤمن ولا مؤمنة أن يقع فيه.
إذا تبين هذا فلابد لنا من تتبع مظاهر الهجر لنعرف كيف نتجاوزها، وكيف نتخلص منها، وكيف ننقذ أنفسنا من الوقوع بين أولئك الذين اتخذوا هذا القرآن مهجوراً.
* من مظاهر الهجر للقرآن المجيد:
يعدّ هاجراً للقرآن الكريم كل من لم يعرف قدره ويؤمن بذلك إيماناً قاطعاً يربط به على قلبه بأنَّ هذا القرآن المجيد هو المحجة البيضاء والمنهج الذي يهدي للتي هي أقوم في سائر الشئون والشجون، وأنَّه حبل الله المتين وصراطه المستقيم وأنه الكتاب المهيمن على ما سبق وما لحق، والمرجع للتصديق وإثبات الحق ونفي الباطل في سائر تراث الإنسانيَّة ورسالات النبيِّين ومعطيات الحضارات.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن إيماناً قاطعاً بأنَّه هدى للمتقين وبشرى للمؤمنين وهدى للناس كافَّة وبيّنات من الهدى والفرقان. وأن الله سبحانه وتعالى نزله على قلب نبيِّه مصدِّقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن قلبه بأنَّه كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. وأنَّه كتاب فصَّله الله على علمه فهو محيط بالوجود وحركته، مستوعب للإنسان واحتياجاته.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن قلبه وعقله ووجدانه بأن هذا القرآن أنزل بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور. وأنَّه لا ريب فيه ولا اختلاف فيه بالحق أنزله الله وبالحق نزل، وأنَّه نزل به الروح الأمين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم؛ ليكون من المنذرين، وأنَّه لم يدخله حرف واحد من حروف شياطين الإنس أو الجن أو من غير الشياطين: (وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ) (الشعراء: 210 - 212) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم "تلقى القرآن من لدن حكيم عليم".
ويعد هاجراً للقرآن من لم يمتلئ قلبه بحبه، والتعلُّق بكل حرف فيه والإيمان التام بأنَّه أحسن الحديث (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) (الزمر: 23)، وأنَّه شفاء لما في الصدور، وأنَّ كل آية فيه إنَّما هي آية تامة مثل الشمس ومثل القمر ومثل أيّ آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وأنَّه نزل بالحق والميزان والشرعة والمنهاج، وأنَّه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن الإيمان -كلّه- بأن الله سبحانه وتعالى قد ضرب للناس في هذا القرآن من كل مثل. وأنَّ هذا القرآن كاف للبشريَّة بمنطوقه ومكنونه وبكليّاته وتفصيلاته لو أحسنت البشريَّة التفكر فيه والتدبُّر لآياته، وأدركت أنَّه لو أنزل على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله، فالقلوب التي لا تخبت وهي تتلوه، ولا تخشع وهي تسمعه، ولا ترقُّ وهي ترتله ولا تلين وهي تقرؤه، إنَّما هي قلوب قاسية، النار أولى بها والويل لها.
ويعد هاجراً للقرآن من لا يؤمن ويوقن بأنَّه واجب الإتِّباع وسبيل التزكية ومنبع الحكمة والبركة، وأنَّه الكتاب المبين والقرآن الحكيم دليل المتقين ومرشد المؤمنين لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه لا ريب فيه صرَّف الله فيه للناس من كل مثل. وضرب الله فيه للناس من كل مثل ليحملهم على التفكُّر والتدبُّر.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يوقن بأن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم وأن إتباع غيره موصل إلى الضلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن بأن هذا القرآن كافٍ للمؤمنين لهدايتهم وتوحيد كلمتهم وإصلاح أوضاعهم وإحاطتهم بالرحمة وشمولهم بالمغفرة (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت: 51).
ويعد هاجراً للقرآن من لا يذكر ربه في القرآن وحده، أو الذي لا يسمع له ولا ينصت ولا يسجد إذا قرئ عليه ولا تزيده آياته إيماناً ولا يخشع قلبه حين يسمعه أو يتلوه، ولا يجعل القرآن وبينه وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يؤمن بأنَّ هذا القرآن قد قص على الأمم أكثر الذي كانوا فيه يختلفون فهو مرجع البشريَّة -كلّها- لحسم الاختلافات الأساسيَّة لا يمكن أن يكون المؤمنون على شيء حتى يقيموا القرآن ويتشبثوا بمنهجه ويؤمنوا بعصمته، وأنَّه الكتاب الذي أنزل (قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً) (الفرقان: 6)، وإنه لتذكرة للمتقين وذكر للعالمين (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) (ص: 87 - 88).
ويعد هاجراً للقرآن من لم يتله حق تلاوته ويرتله حق ترتيله ويؤمن باشتماله على الذكر الإلهيّ -كلّه- وأنَّه لا نسخ فيه ولا تبديل يعتريه، وأنَّه كلمة الله تمت صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته. وأنَّ كل ما جاء به هو الحق وهو الأحسن تفسيراً، وهو الأقوم في كل شيء.
ويعد هاجراً للقرآن من لم يلتزم منهجه ويحل حلاله، ويحرم حرامه، ويؤمن به ويتَّبع سبيله ويتمسَّك بشرعته ومنهاجه، ويعتصم بسبيله وبحبله.
ويعد هاجراً للقرآن من لا يجعله مرجعيّته في كل ما يأخذ وفي كل ما يدع وفي كل ما يحل وفي كل ما يحرم فهو الشرعة وهو المنهاج وهو الكافي الوافي في الأخلاق والسلوك ونظم الحياة وتحقيق العدل والأمانة.
* القرآن والإصلاح:
إنَّ الأمَّة المسلمة منذ بدأت حالة الهجر الجزئيّ للقرآن الكريم وتجاوزتها إلى مساحات من الهجر أوسع، تراجعت ففقدت وحدتها وعزتها وكرامتها في فترات كثيرة من التاريخ حتى بلغ التراجع غايته ومنتهاه. وفي عصرنا هذا قامت محاولات تجديدية وإصلاحيَّة كثيرة، بعضها حاولت تقليد الآخر وإتباع نهجه وسلوك سبيله، فما زادها ذلك إلا خبالاً وتشتّتاً وتراجعاً ومع سائر المحاولات التي يقوم الآخر بها لتعزيز هذا الاتجاه فإنَّ الأمَّة قد اقتنعت الاقتناع التام بفشله وعجزه عن تحقيق أي خير لها.
وهناك اتجاه ثانٍ قام على رد فعل للاتجاه الأول تبنَّى فكرة إعادة قراءة التراث وفكّر بعقليَّة سكونيَّة بأنَّ في مقدوره أن يعيد إنتاج التراث، وتحقيق سائر النتائج التي تحققت في الماضي. وفي هذا تجاهل للسنن التي وضعها الله لهذا الكون وأنَّ الحياة سائرة إلى غايتها وأن أيَّ مخلوق في هذا الوجود لن يستطيع إعادة لحظة مرت، أو إعادة إنتاج ما وقع فيها. وأن التفاعل الذي يجري بين الواقع والإنسان والزمان والمكان والأحداث التي تنتج عنها إنَّما هي أمور لا يمكن إعادتها بشخوصها أو إعادة إحيائها فالدنيا مزرعة للآخرة، والناس بآجالهم والعصر الذي ينقضي يأتي عصر غيره.
وكلا السبيلين يشتملان على هجر للقرآن الكريم، سواء أكان سبيل تقليد وإتباع باتجاه الجغرافيا، أو باتجاه إتِّباع التاريخ.
لكن السبيل الوحيد للإصلاح والتجديد يبدأ:
- بالخروج من هجران القرآن وإعادة قراءته وتلاوته حق التلاوة وترتيله حق الترتيل وتدبُّره وتحطيم أقفال القلوب به.
- واستخراج المقاصد القرآنيَّة وقراءته قراءة نبويَّة تتجلى فيها كليّات القرآن ومقاصده وقواعده.
- واتخاذه المصدر الأعظم لإعادة تشكيل الأمة، ومعالجة مشكلاتها، وإعادة بناء حياتها فكريّاً وثقافيّاً وعمرانيّاً وحضاريّاً،
لأنَّ القرآن بما اشتمل عليه وبأنَّه المحجة البيضاء والنبيّ المقيم والرسول الدائم هو الذي سيقودنا إلى الهدى ودين الحق. ويمكنّنا من إعادة البناء والقيام بمهمة الاستخلاف وتحقيق الوسطيَّة والنهوض بالشهادة على الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولابد والحالة هذه من الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي القرآنيّ والهدي النبويّ في إتباعه، وقراءة الوجود بسننه وقوانينه وآياته -وآنذاك- سوف يرى الإنسان آيات الله البيِّنات في النفس البشريَّة والكيان الاجتماعيّ والبناء الأسريّ ومنهج تجديد حال الأمة وإصلاح شأنها كما سيرى ذلك في سنن الكون وقوانينه.
* الأمم المصطفاة وخصائصها:
لقائل أن يقول: لِمَ يربط تقدمنا وتراجعنا بالقرآن المجيد وهناك أمم كثيرة لا تؤمن بالقرآن، ولا تعرفه وقد حققت لنفسها مستويات عالية من التنمية والتقدم؟!
ونقول: إنَّنا أمة لم تنشأ عن فراغ بل إنَّنا امتداد لأمم سبقتنا. فنحن ذريّة من بعدهم. ونحن ذريَّة من حمل الله مع نوح، ونحن على إرث من إبراهيم وبنيه. ولقد اصطفى الله آدم من بين الخلق ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين. وشاءت حكمته في مرحلة من المراحل أن يصطفي بني إسرائيل ويجعل منهم نموذجاً للعالم يمكن لأمم الأرض أن تراه وتتأثَّر به، وتحاول أن تكون مثله تتأسَّى به وتتبَّعه، وتسلك سبيله. لكن التجربة الإسرائيليَّة قد فشلت لأنَّ بني إسرائيل بعد أن استوفوا مؤهّلات الاصطفاء بما صبروا، وجعل الله منهم أئمة وأنبياء وخلفاء وملوكاً وقعوا في حالة هجر لما أوحى إليهم، وخصام مع النبيّين الذين جاءوهم بذلك الوحي، ونسيان وتناسيٍ لبعض ما أنزل إليهم، وتنكروا للتوراة، وتغيّرت علاقاتهم بالكتاب إلى مثل علاقة الحمار بالكتاب لا يملك إلا أن توضع على ظهره حملاً قد يشعر بخفته أو ثقله ليس إلا، أما فهمه واستيعاب معانيه، أو العمل به والسير بمقتضاه فذلك أمر لا تجيده الحمير، ولذلك فقد قام الله سبحانه وتعالى باستبدال تلك الأمَّة بنا، وإزاحتها عن موقعها ليحلّنا محلها فينظر سبحانه وتعالى كيف نعمل!!
وقد حذّرنا تعالى أن نسلك سبيلهم، أو نقع فيما سقطوا فيه، وضربهم لنا مثلاً فقال: (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الجمعة: 5)، وقال في استبدالهم بنا: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (فاطر: 32) لنكون الأمة البديل عن بني إسرائيل فلا نسلك سبيلهم، ولا نسقط فيما سقطوا فيه. فنحن أمة اصطفانا الله ورثة لرسالاته فلا نملك أن ننصرف عن هذه الحالة أو أن نتابع الأمم الأخرى.
ومن حيث العلاقة الحماريَّة بالكتاب الكريم فإنَّهم قد سقطوا في أمرين عظيمين:
الأول: أنَّهم نسوا حظاً مما ذكروا به فتقطعت بينهم روابط الأمَّة، وأغرى الله بينهم العداوة والبغضاء وجاءتهم المصائب من كل جانب فتقطعوا في الأرض أمماً وتشتتوا في جوانبها أشتاتاً بعد أن جمعهم الله في أرض قدّسها.
الثاني: أنَّهم هجروا كتبهم المنزلة التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى وقالوا: "ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم"، وحملوا ما أنزل الله إليهم من كتب حمل الحمير وفقهوا دينهم بمنهج بقريّ أشارت إلى ذلك قصة البقرة.
وما ذكر الله سبحانه وتعالى قصصهم لنا بكل تلك التفاصيل وأعادها مراراً إلا ليحذِّرنا من الوقوع فيما سقطوا فيه. ومن المؤسف أن كل تلك التحذيرات الإلهيَّة والتنبيهات النبويَّة التي وجّهت إلى أمتنا جرى نسيان بعضها، وتجاهل البعض الآخر منها فسقطت أمتنا في الخطيئتين اللّتين سقط فيهما من سبقنا: نسينا حظاً مما أنزل علينا فأغرى ذلك بيننا العداوة البغضاء، وتحلَّلت روابطنا وتفككت علاقاتنا. ثم رجعنا للسقوط في الحالة الأخرى وهي حالة إقامة العلاقة الحماريَّة مع القرآن الكريم بدلاً من العلاقة الإنسانيَّة. والعلاقة الحماريَّة إذا كان لها أن تنتج فقهاً أو فهماً في الكتاب فإنَّ الفقه الذي تنتجه والفهم الذي توجده لا يتجاوز خصائص "الفقه البقريّ" الذي أشرنا إليه.
فهل من سبيل إلى تغيير حالة الهجر ووضع حدٍّ لها ونهاية، والعودة إلى القرآن من جديد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
والجواب اليسير أن نعم؛ إنَّ ذلك ما زال ممكناً بإذن الله ويمكن القيام بما يلي للوصول إلى بعض هذه الغاية، أو الاقتراب منها.
أولاً: لتحقيق ذلك علينا أن نبدأ بإعادة بناء معرفتنا بالقرآن المجيد وذلك بأن ندرك عن اعتقاد يقينيّ أنَّ القرآن المجيد تركه الله فينا بعد رسوله، وبعد ختم النبوة ليكون النبي المقيم والرسول الخالد يحمل إلينا الهداية والتسديد والترشيد والمنهج القويم في كل ما نحن بحاجة إلى هداية وتسديد وترشيد فيه من شئون وشجون الدنيا والآخرة.
ثانياً: اليقين بأنَّنا سوف نجد في القرآن سبيل الهداية إلى كل ما نحن بحاجة إلى الوصول إلى سبيل الهداية فيه فإنّه ما تنزل بأحد من أهل الأرض نازلة إلا وفي القرآن المجيد سبيل الهدى والطريق الأقوم لمعالجتها.
ثالثاً: أن نوقن بأنَّ القرآن الكريم يكفينا عما سواه، ويغنينا عما عداه فنقرؤه وكلّنا ثقة بأنَّنا سوف نجد بغيتنا فيه وسوف نحصل على مرادنا منه إن شاء الله: (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (العنكبوت: 51)، ولا ينبغي أن تستعجل النتائج ونحن نقرأ القرآن، بل نصبر ونقرؤه وننتظر كرمه ونفهم أفهامنا وطاقاتنا، لا القرآن المجيد، ونستمر بالتلاوة والترتيل والتدبُّر حتى يفتح الله سبحانه وتعالى لنا من كرم القرآن ومن رحمته ما يفتح.
رابعاً: أن ندرك أن لهذا القرآن مداخل عديدة لتلاوته "حق التلاوة" وترتيله حق الترتيل ولابد لنا من ملامسة هذه المداخل وإدراكها والتدرُّب على استعمالها، وتذوق حلاوة التلاوة في استحضارها، ومنها: مدخل العبادة، ومدخل الأزمة، ومدخل الجمع بين القراءتين أو القراءات، ومدخل القيم والمقاصد وما إلى ذلك.
كما أن للقرآن المجيد منهجيَّة معرفيَّة قد اشتمل القرآن على محدّداتها لابد للقارئ من إدراكها وفهمها والتدرُّب على استعمالها ومن هذه المحدِّدات "التصديق والهيمنة والاستيعاب والتجاوز". والمسلمون اليوم أحوج ما يكونون لإعادة بناء علاقتهم بالقرآن بشكل سليم، ووضع حد لحالة الهجر والفصام بينهم وبينه وإزالة سائر العوائق والحجب بينهم وبينه. وأن يدركوا أنَّ القرآن الكريم وإن كان الله سبحانه وتعالى قد يسره للذكر لكن قارئه يحتاج مع ذلك التيسير إلى إدراك خصائص القرآن ومعرفة القرآن والإلمام بمنهجيَّته وإدراك خصائص خطابه لعله يتمكن من الوصول إلى حالة النظر الخالي من الشوائب التي تحول بين قلب الإنسان وبين فهم معاني القرآن وملامستها.
خامساً: إنَّ القرآن المجيد "لا يمسُّه إلا المطهرَّون" و"المطهّرون" غير "المتطهرين" فالمتطهّر هو: من طهَّر نفسه بنفسه وهو أمر مطلوب ولاشك مع القرآن المجيد؛ أمّا "المطهَّر" فهو من طهَّره الله سبحانه وتعالى أو من طهّره غيره.
والقرآن المجيد أنزله الله تعالى على قلب نبيّه صلى الله عليه وسلم لأنّه العضو الوحيد في الإنسان القادر على استقبال وتلقي "القول الثقيل" كما أنزله الله، ولابد من تطهره ليتلقّى القرآن الحكيم؛ وهذا التطهّر يقتضي التطهر من الموانع كلّها، ومنها: إبعاد الشياطين ووساوسها عنه، وتنقيته من الأفكار والمسلّمات المغايرة، فهذا الكتاب لا تخالط بشاشته ومعانيه القلب اللّاهي المشغول بسواه، ولا يعطي نفسه لقلب لا يسمع له، وينصت، ولا تغشى أنواره قلباً يعصف به اللّغو فلا يصفو له.
والقلب الذي يستقبل القرآن الكريم قلب لابد أن يستولى عليه الشعور بأنّه حين يقبل على القرآن إنّما يقترب من حضرة القدس، فالقرآن كلام الله تعالى فإن لم يشاهد حضرة القدس، ولم يسمع فإن الله منزل القرآن بسمعه ويراه. فعليك أن تدرك أنّه يسمعك إن أحسنت التلاوة فتلوت القرآن حق تلاوته، أو أسأت الترتيل؛ فإن رضي الله تعالى تلاوتك طهّرك، وهيأ قلبك لاستقبال نفحاته، وجعل بينك وبين الذين لا يؤمنون حجاباً مستوراً فلا يصلك أذاهم ولا ينال منك مكرهم. وطهّرك تطهيراً، وأعانك على استكمال مؤهّلات مسّ معاني وأنوار الكتاب المكنون، وهيأك للعروج إلى عليائه، والانفعال التام به، وجرى في قلبك ووجدانك مجرى الدم فقوّم تصوّرك، ووضحّ رؤيتك، وصحح عقلك ونقَّى عقيدتك، وبارك وأنار فكرك، وتظل تقرأ وترتقي حتى تجد نفسك وكأنّك تلقّى القرآن من المتلقي الأول له صلى الله عليه وسلم. فقراءة وتلاوة وترتيل القرآن الميسَّر للذكر "حق التلاوة" لابد لها من تطهير ربانيّ لا يحظى به إلا المطهرون (وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (الأنفال: 2).
والله ولي التوفيق.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Nov 2007, 09:31 م]ـ
ذكر الدكتور في نهاية المحاضرة عدد منم الأمور التي قد تغير من حالة الهجر وأريد ان أسأل هل هناك بحث ار رسالة علمية عن كيف يكون هذا؟
لو كان العلاج علي المستوي الفردي فالفرد -غالبا -يشفق من إقحام نفسه فيما قد يكون أكبر منه ويؤثر السلامة،وهناك من قد ينحرف برؤيته أو تنحرف رؤيته به إلي غلو أو تفريط،.والطوائف والفرق كلٌ يتبني جزئيه أو منهج مبتسر لايصل إلي ازالة الهجر،
فهل نري معهد علميا يقوم علي وضع منهجية يجتمع عليها الجميع.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[06 Nov 2007, 11:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان ابين منهجية في حياة المعلم الاول نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في تثبيت الصحابة على القران الكريم تعظيما له تبين كيف يمكن ان نتجنب هجر القران .... ومنها:
1 - الامامة والصلاة بالناس يؤمهم اقرءهم للقران الكريم كما هو معروف، ءليس في هذا معنى ينافي الهجر احبتي في الله؟.
2 - طول القنوت وهو القراءة في صلاة التهجد احياء الليل وقضاء الوقت في طاعة الله، اين هذا الامر في حياة الشباب اليوم؟.
3 - حديث اني احب ان اسمعه من غيري مع ابن مسعود رضي الله عنه، وفيه معنى التواضع وكثرة الاستماع عند الرسول وهذا امر ينافي الهجران.
4 - التزويج في حياة النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة اساسه حفظ ايات من القران الكريم.
5 - حتى في باب الموت نجد اثر في حياة نبينا المعلم عليه الصلاة والسلام حينما كثر قتلى المسلمين يوم احد ودفن الرجلان في اللحد الواحد كان الرسول يسال ايهما كان احفظ لكتاب الله تعالى فيجعله الى اللحد اقرب ... فكيف في حياة حافظ القران؟.
6 - الترغيب في قراءة القران الكريم ولو بشئ منه ... كما صح في الحديث من اجل النجاة وطلب السلامة للفم ان يكون كالبيت الخرب: البيت الذي ليس فيه شئ من القران كالبيت الخرب.
هذا والله ولي المؤمنين الصادقين.
فعلينا جمعينا ان نسعى من اجل ان نكون كما كان نبينا ومعلمنا ومرشدنا كان داعية الى كل باب فيه خير المسلمين وسعادتهم في الدارين.(/)
شروط تطوير علوم القرآن (د. عدنان زرزور)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:38 ص]ـ
أنقله من مقالة بعنوان (التعليم الديني: واقع وآفاق) لرياض أدهمي، منشورة في مجلة الرشاد على الرابط التالي ( http://www.alrashad.org/issues/2007/1-Adhami.htm).
أوجز الدكتور عدنان زرزور في بحثه المقدم في مؤتمر علوم الشريعة الشروط التي تعين على تطوير علم تفسير القرآن بأربعة شروط:
1. استحضار الغرض الأساسي الذي نزل القرآن الكريم من أجله، أو انطلاقه من هذا الغرض و تأسيسه عليه، و المتمثل في إخراج الأمة الوسط (النموذج أو المثال) التي تشهد على الناس (سائر الأمم) الأمر الذي يتيح للمفسر أو يفرض عليه الشهود الحضاري الدائم (وليس الغياب التاريخي المذهل). و لا يتحقق مثل هذا الشهود بغير إطراد حركة التفسير، من جهة، و بغير الإلمام بحياة الناس أو الأمم الأخرى القائمة من حول المفسر - أو في عصره - و الوقوف على ثقافاتها، و بخاصة الأمم السائدة على مسرح التاريخ، أو تلك التي نازعت المسلمين حق الغلبة و السيادة من جهة أخرى.
2. يشترط في التفسير المعاصر ملاحظته للموضوع الأساس للقرآن، و هو الإنسان و ليس الطبيعة. أي الثقافة و علوم الإنسان و ليس العلم التجريبي أو علوم الكون. فموضوع القرآن هو الإنسان، وإن الحديث عن الطبيعة جاء في هذا السياق (توجيه الإنسان إلى الطبيعة و الكون فهماً وتجاوباً و تسخيراً). و تأسيساً على هذه الملاحظة أو القاعدة فإن المعاصرة الحقيقية في تفسير القرآن تقتضي الوقوف الطويل - و المقارن - أمام حقائق الإجتماع الإنساني التي جاءت بارزة في القرآن و ممتدة بدءاً بالحديث عن النفس الإنسانية التي كشف القرآن عنها للإنسان، و وقفه على سبل صلاحها و فلاحها، و سبل غوايتها و ضلالها، و مروراً بعد ذلك بالأسرة و روابطها الأخلاقية و الإقتصادية، و انتهاءً بعوامل قيام المجتمعات و سقوط الأمم و الحضارات.
3. و أخيراً فإن من أبرز شروط التفسير المعاصر: محاولته تجاوز عصر الخلاف، أو عصر المذهبية الفكرية في تفسير القرآن التي وقع أصحابها في خطأ المقرر الفكري المسبق. إن معظم المفسرين القدامى دخلوا النص القرآني بمثل هذا المقرر، تأثراً أو استجابةً لنزعة كل منهم الكلامية أو المذهبية. لقد عمدت الفرق الكبرى في الإسلام أو المدارس الكلامية إلى بعض أجزاء صورة الموضوع الواحد، فجعلتها أصلاً كاملاً أو مقرراً فكرياً مسبقاً، الأمر الذي اضطرت معه إلى إدخال سائر أجزاء صورة الموضوع الواحد في باب التأويل.
4. و من هنا فإن أي تفسير أو خضوع مباشر للمدلولات القرآنية، و على النحو الذي ينفي عن آيات القرآن الخلاف أو التعارض، يعد من أبرز ما يناط بنا من أصول التعامل المعاصر مع القرآن، و صولاً أو عودة بهذه الأمة الممزقة إلى عصر الفهم الذي يكون الخلاف فيه خلاف تنوع لا خلاف تضادّ. و إذا صادف أن وجدنا أن المعنى أو المدلول الذي تشير إليه آيات الموضوع الواحد، بعد الجمع والتصنيف، و ملاحظة السياق و السباق، و مقاصد الشريعة و قواعد الكتاب. . . الخ سبق أن قال به أو ذهب إلى مثله معتزلي أو أشعري مثلاً، فهذا تفسير للقرآن، و الذي يذهب إليه من المفسرين و الشّراح في أي عصر لا يسلكه في عداد الأشاعرة أو المعتزلة، و لا يجوز أن يجعل منه - أي المفسر - مكلفاً محسوباً على تلك الفرق التاريخية أو منتمياً إليها. و لا يجوز لنا بحال أن نؤول معاني الآيات أو مدلولاتها لأننا وجدنا هذا المعنى أو المدلول مطابقاً لما ذهب إليه أحد رجالات تلك الفرق، كأن كل هؤلاء معصومون عن الصواب أو متعمدون لمخالفة الكتاب، أو كأن موافقتهم التي جاءت من خلال هذا المنهج السديد في الفهم تحرم و لا تجوز.(/)
أسئلة حول جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن الكريم
ـ[محمد براء]ــــــــ[30 Oct 2007, 09:46 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1 - هل المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله عنه بينها خلاف في الرسم؟.
2. هل ترك النقط سببه إتاحة المجال لتعدد الروايات؟.
3. هل ثبت أنه رضي الله عنه أرسل مع كل مصحف قارئاً؟.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:44 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
1 - هل المصاحف التي أرسلها عثمان رضي الله عنه بينها خلاف في الرسم؟.
نعم في بعض الكلمات، وهي قليلة جداً. من مثل قوله تعالى: (ووصى بها إبراهيم بنيه) [البقرة 122] وفي قراءة (وأوصى). فالخلاف هنا بزيادة حرف الألف. تجده في بعض المصاحف العثمانية دون بعض. ومثلها قوله تعالى في سورة التوبة آية 100: (تجري تحتها الأنهار) وفي قراءة: (تجري من تحتها الأنهار) فالقراءتان لا يحتمل الرسم إلا كتابة إحداهما، فكتب في بعض المصاحف بزيادة الحرف وفي بعضها بتركه، وهذا عندهم له ضوابط وأصول وليس بالتشهي.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
2. هل ترك النقط سببه إتاحة المجال لتعدد الروايات؟
بالطبع لا، لأن الكتابة كلها في زمن كتابة المصاحف العثمانية لم تكن منقوطة فليس المصحف هو الذي ترك نقطه فقط وإنما طبيعة الكتابة هكذا حينذاك. وإنما يصح هذا القول يا أبا الحسنات لو كانت طبيعة الكتابة الإملائية في زمن كتابة المصحف منقوطة، ثم ترك النقط للمصحف لتحقيق هذا الغرض الذي أشرتم إليه، وهو اشتماله على عدد من القراءات، أما وقد كانت الكتابة كلها كذلك في ذلك الوقت، فيكون هذا القول مردوداً.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
3. هل ثبت أنه رضي الله عنه أرسل مع كل مصحف قارئاً؟.
المشهور الذي أعرفه: نعم، أرسل مع كل مصحفٍ قارئاً، ولا أذكر من تتبع ودقق في أسانيد بعثه قارئاً بعينه مع كل مصحفٍ، لكن التلقي الشفهي هو الأصل. أما (هل ثبت) بسندٍ متصلٍ صحيحٍ فلم يسبق لي أن تتبعت هذه المسألة، وهي ليست من المسائل الكبار التي حرص المؤلفون ألا يروون فيها إلا الصحيح تام الصحة من كل وجه.
وقد ذكر أنه أمر زيد بن ثابت أن يٌقرئ بالمصحف الذي بقي في المدينة النبوية، وبعث عبدالله بن السائب بالمصحف إلى أهل مكة ليقرأه لهم ويعلمه إياه، وبعث المغيرة بن شهاب المخزومي مع المصحف الشامي، وأمر أبا عبدالرحمن السلمي أن يقرئ بالمصحف الذي بعثه إلى الكوفة، وبعث عامر بن عبدالقيس مع المصحف البصري وهكذا.
وأدعو القارئ لمراجعة كتب علوم القرآن ورسم المصحف ليجد فيها تفصيلاً أوعب لهذه الأسئلة.(/)
عرض موجز لنشرة مجمع الملك فهد لكتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[30 Oct 2007, 10:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فقد أشار علي الشيخ الكريم د. عبد الرحمن الشهري حينما تم الإعلان عن صدور كتاب الإتقان (1) عن مجمع الملك فهد أن أعرض تعريفا موجزا بالكتاب ومنهج التحقيق ...
وها أنذا أضع بين يديك أخي الكريم هذا العرض الموجز الذي حاولت فيه الاختصار قدر الاستطاعة, وأعتذر عن التأخير في إجابة هذا الطلب, وأحببت أن أجعله في موضوع مستقل ليعم النفع ...
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6472a45f8c64d7.jpg
أولا: التعريف بكتاب الإتقان.
تاريخ تأليف الإتقان:
تعجب السيوطي في زمان طلبه للعلم من أن المتقدمين لم يؤلفوا كتابا في أنواع علوم القرآن كما صنعوا بالنسبة لعلوم الحديث.
وبعد اطلاعه على كتاب: (التيسير في قواعد علم التفسير) للكافيجي , وكتاب: (مواقع العلوم من مواقع النجوم) للبلقيني دعاه ذلك إلى تصنيف كتابه: (التحبير في علم التفسير) , ثم خطر له أن يؤلف كتابا أو سع منه في علوم القرآن يسلك فيه منهج الاستقصاء, وبقي هذا الخاطر حبيس خلده حتى سمع بكتاب البرهان للزركشي, فوقف عليه وسُر به , وقطع عليه تردده في التأليف, وقوي عزمه على إنشاء ما كان يطمح إليه, فألف كتابه (الإتقان) سنة (878 هـ) وعمره (29) عاما.
القيمة العلمية للإتقان:
وتتضح هذه القيمة من خلال ما يلي:
1. زيادات السيوطي في علوم القرآن, وهي كما يلي:
? ما لم يسبق إليه وهي: (الأرضي والسمائي, مانزل من القرآن على لسان بعض الصحابة, ما أنزل منه على بعض الأنبياء, ومالم ينزل منه على أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
? إضافات السيوطي الجديدة إلى ما في البرهان: وهي الصيفي والشتائي, والفراشي والنومي, وما نزل مفرقا وما نزل جمعا, ومعرفة العالي والنازل من أسانيده, وعرفة المشهور والآحاد والموضوع والمدرج, وفي الإدغام والإظهار والإخفاء والإقلاب, وفيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى.
? علوم القرآن التي أصلُها في البرهان, وهي تعتبر إضافات تفريعية إلى الأنواع التي ذكرها الزركشي في البرهان, مثل: الحضر والسفري, والنهاري والليلي.
? إضافات مسائل جديدة في بعض المباحث التي ذكرها الزركشي, وتعتبر هذه المسائل إضافات مهمة في المباحث التي ذكرت فيها وجملتها (150) مسألة.
2. وقفاته التقويمية: ظهر للسيوطي وقفات تقويمية أثناء عرضه لبعض القضايا والمسائل, ومن ذلك: إحكامه الضابط في سبب النزول, وما خرج بهذا الضابط من أسباب, إلى غير ذلك من المسائل.
3. اختياراته: عرف عن السيوطي في كتبه الولع بجمع الأقوال, وبالنسبة لاختياراته فقد نحت منحيين:
الأول: ما أبدى فيه رأيه في ثنايا الإتقان, كقضية الموحى به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم, والمعرّب.
الثاني: ما أبدى فيه رأيه في غير الإتقان, مثل معنى نزول القرآن على سبعة أحرف, فقد أبدى رأيه في شرحه لسنن النسائي.
4. قيمة مصادر الإتقان:
بلغت مصادر الإتقان (50) مصدرا على وجه الإجمال وشملت أحد عشر علما:
في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة, والفقه والأصول والسيرة, والزهد والسلوك, واللغة والتراجم العامة والخاصة, والفنون العامة.
وقد نقل من بعض الكتب التي بخط مؤلفيها كجمال القراء للسخاوي, ومختصر المستدرك للذهبي.
وتتضح القيمة العلمية لهذه المصادر في جوانب عدة, منها:
- حفظ نصوص كثيرة من كتب مفقودة للفريابي.
- إمكانية أخذ تصور عن بعض الكتب المفقودة, فقد نقل عن كتاب المصاحف لابن أشتة (42) نصا.
- إضافة نصوص ناقصة إلى كتب مطبوعة, فقد نقل السيوطي مثلا أربعة أقوال للشافعي في قوله (وأحل الله البيع .. ) والذي في تفسير الماوردي إنما هي ثلاثة أقوال فقط مع نقص في الثالث.
مميزات كتاب الإتقان:
1. إجادته في بعض أنواع علوم القرآن, كعامه وخاصه, وطبقات المفسرين.
2. اهتمامه بالمسائل الكبار, والإعراض في الغالب عن الأمور التي لا يُرى طائل تحتها.
3. انتقاده لبعض الأقوال التي حكاها في كتابه, بسبب ضعف القول أو لأنه لا مستند له, أو لقصور في القول.
4. صدّر كثيرا من المباحث بأهم المصنفات في النوع المندرج تحته.
(يُتْبَعُ)
(/)
5. يسّر السيوطي بما جمعه سبل البحث والدراسة, كونه جمع مادة علمية يصعب على الكثير الاطلاع عليها في مظانها.
6. يعد الإتقان من أمات الكتب المعتمد عليها في الدراسات القرآنية.
7. استطاع السيوطي في كثير من أنواع علوم القرآن تلخيص كلام أهل العلم بعبارة سهلة واضحة.
منهج السيوطي في تأليف الإتقان:
- اتسم منهج السيوطي بظاهرة التلخيص والاختصار في معظم مباحثه, ويؤكد هذه الظاهرة حبه لاستيعاب الأقوال في تأليفه, ولكونه جعل الإتقان مقدمة لتفسيره الكبير (مجمع البحرين) فلم يتأنق في تحبيره كما فعل في غيره من الكتب.
- ويقابل هذه الظاهرة أسلوب النقل المجرد, كصنيعه في نوع إعجاز القرآن فقد سرد فيه (17) قولا دون تعليق, ومع ذلك فقد ظهرت مواقف تدل على ترويه وتأنيه.
- ويلحظ على السيوطي كثرة تكرار المباحث المتشابهة في مؤلفاته المتعددة – وهي صفة عند الكثرين – فقد كرر مباحث من الإتقان في (معترك الأقران).
- ومن منهجه أنه يضيف إلى الإتقان ما ظهر له لاحقا أو توصل إليه من معلومات لم يكن أضافها سابقا.
- ومن منهجه مراعاة التناسب في ارتباط بعض الأنواع ببعض.
- وقد يظهر من منهج السيوطي (أحينا) ترك وفاء المسألة حقها.
- ومن منهجه أنه يسوق كلام بعض المصنفين بأسانيدهم, ويذكر أقوال غير الشافعية في المسائل التكليفية التي ينبني عليها عمل.
- استشهاده ببعض الأبيات الشعرية التي فيها شاهد لقوله.
- عزو الأحاديث والآثار التي ينقلها – غالبا – من مجاميع السنة والأجزاء الحديثية.
- ومن منهجه أنه يوافق الزركشي في ذكر مسألة بعينها لكنه يخالفه في المصدر الذي نقل منه فقد ينقل الزركشي مسألة من كتاب الداني, ثم يذكر السيوطي نفس المسألة لكنه ينقلها من المصاحف لبن أبي داود.
- أحيانا ينقل من البرهان دون ذكر اسم الكتاب أو مؤلفه ويكتفي بعبارة: (قال بعضهم) أو (وقال آخرون) وقد ورد ذلك في (60) موضعا, وقد صرح باسم الزركشي أو بكتابه في (43) موضعا.
- أحيانا ينقل عن الزركشي في موضع بلا تصريح ثم ينقل عنه كلاما في نفس الموضوع بذكر اسمه, فقد نقل عنه في تعريف التفسير بذكر عبارة (قال بعضهم) ثم نقل بعد ذلك تعريفا آخر للتفسير ذكره الزركشي في مقدمة البرهان وصرح باسمه.
- ومن الكتب التي نقل منها الزركشي نصوصا: (المرشد الوجيز, النشر, عروس الأفراح لبهاء الدين السبكي, البرهان, مغني اللبيب, فتح الباري) , ومعظم ما ينقله بالمعنى, فإذا نقله بنصه عقبه بقول: (انتهى) , وحين ينقل بالمعنى فقد يقع بتر في عبارته تغير المعنى المراد.
أثر الإتقان في المؤلفات بعده:
يعد تاب الإتقان أوسع مصنف في علوم القرآن, وقد اعتنى به العلماء لعدة أسباب:
1. سعة مباحثه وكثرة أنواع علوم القرآن فيه.
2. شهرة مؤلفه.
3. تأخر طباعة كتابة البرهان بعد طباعة الإتقان بمائة وستة أعوام, ولم يقتصر تأثير الإتقان في مصنفات أهل العلم في إقليم من الأقاليم بل انتشر في كثير منها.
ومن الكتب التي اتضح فيها أثر كتاب الإتقان:
1. الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي المتوفى (1150هـ) وقد اعتمد في معظم جمعه لأنواع علوم القرآن على كتاب الإتقان.
2. مفتاح السعادة ومصباح السيادة لأحمد بن مصطفى المشهور بـ (طاش كبري زاده) ت (968هـ) وهو من الكتب التي عنيت بتعريف العلوم, فلما تكلم عن فروع علوم التفسير لخص الإتقان تلخيصا موجزا وسرد أنواع علوم القرآن التي سماها السيوطي.
3. التبيان لبعض مباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقانللشيخ طاهر الجزائري ت (1338هـ) فهو يعد مختصرا للإتقان.
المآخذ على الإتقان.
1. حيدته في عدد من المسائل عن اعتقاد السلف الصالح.
2. إيراده عددا من الروايات الواهية والآثار التي لا تصح.
3. توسعه في إيراد بعض الإسرائيليات وبخاصة في مبحث المبهمات.
4. يلحظ على السيوطي رحمه الله التناقض في بعض المسائل التي يبحثها.
5. إيراده بعض الأمور الخاطئة والمنقوضة شرعا.
6. ترك ترتيب بعض الأبواب ترتيبا منسقا متناسبا.
7. ترك الترجيح في بعض المسائل.
8. ترك إيراد تهعاريف بعض أنواع علوم القرآن التي عقدها في كتابه.
9. إيراده أقوالا مردودة في التفسير وعلوم القرآن.
10. إيراده معلومات عديدة دون عزوها لأصحابها.
11. وقعت له أوهام في بعض المسائل.
طبعات الإتقان
(يُتْبَعُ)
(/)
1. طبعة المطبعة المعمدانية بالهند (10) مجلدات سنة (1271) هـ.
2. القاهرة: طبعة عثمان عبد الرزاق سنة (1279 هـ).
3. القاهرة المطبعة الموسوية سنة (1278هـ).
4. المطبعة الميمنية في القاهرة سنة (1317هـ)
5. المطبعة الأزهرية بالقاهرة سنة (1317هـ)
6. طبعة مكتبة محمود توفيق بالقاهرة سنة (1360 هـ).
7. طبعة المكتبة التجارية الكبرى بمطبعة حجازي بالقاهرة عام (1368هـ)
8. طبعة مصطفى البابي الحلبي عام (1370هـ)
9. طبعة مكتبة المشهد الحسيني بالقاهرة عام (1387 هـ).
10. طبعة دار إحياء العلوم ببيروت ومكتبة المعارف بالرياض عام (1407هـ) ت: محمد شريف سكر ومصطفى القصاص.
11. طبعة دار ابن كثير بدمشق عام (1407هـ) ت: مصطفى ديب البغا.
12. طبعة دار الكتاب العربي تحقيق فواز زمرلي عام (1419هـ)
] ثانيا: منهج التحقيق
المخطوطات التي تم الاعتماد عليها وكيفية التعامل معها:
تم الاعتماد على (11) نسخة خطية وهي:
1. نسخة (أ) الأصل: وهي نسخة نفيسة تحتفظ بها المكتبة الآصفية بحيدر آباد بالهند برقم (163) وعدد صفحاتها (472) وعدد الأسطر في كل صفحة (29) سطرا.
2. نسخة المحمودية (م) وهي في المكتبة المحمودية, من المكتبات الوقفية التي تحتفظ بها مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ورقمها (86) محمد بن علي الأزهري ويعود تاريخ نسخها إلى سنة (892هـ) وعدد أوراقها (2260) وعدد الأسطر (29) سطرا.
3. نسخة السليمانية (س) تحتفظ بها مكتبة داماد إبراهيم باشا الملحقة بالمكتبة السليمانية في استانبول وهي برقم (14) وتاريخ نسخها (883هـ) وعدد أوراقها (330) وعدد الأسطر (22).
4. نسخة مكتبة عارف حكمت (ع) الملحقة بمكتبة الملك عبد العزيز برقم (94) وتاريخ نسخها (983هـ) وعدد أوراقها (284) وعدد الأسطر (27).
5. نسخة الحرم المكي (ح) عدد أوراقها (278) برقم (447) وهي نسخة قيمة.
6. نسخة برنستون (ب) في مكتبة جاريت يهودا في جامعة برنستون الأمريكية وهي برقم (1232) وتاريخ نسخها (878هـ)
7. نسخة جامعة الملك سعود بالرياض (ر) برقم (2751) تاريخها (1021) وعدد أوراقها (368)
8. نسخة وزارة الأوقاف الكويتية (ك) برقم (411خ) وتاريخها (1177هـ) وعدد أوراقها 284) وعدد الأسطر (33).
9. نسخة مكتبة الحرم المكي الثانية وهي برقم (448)
10. نسخة عاف حكمت الثانية برقم (95)
11. نسخة مكتبة الأزهر الشريف (ز) وهذه النسخ الثلاث لم تتم الإفادة منها لكثرة ما فيها من الخروم والتصحيفات والأخطاء.
? وقد عدوا نسخة (أ) أما وأثبتوا في الحاشية الاختلافات المهمة التي وقفوا عليها.
? وقد تم الانتخاب من النسخ لكون النسخ كثيرة وإثبات جميع الاختلافات يجعل حجم الكتاب كبيرا.
? الحرص على إثبات أي وجه محتمل من الاختلافات بين النسخ.
? تفضيل ما في النسخ الأخرى أحيانا على نسخة الأم , خصوصا إذا كان الاختلاف يتفق مع المراجع العلمية التي استفاد منها السيوطي.
? إذا أجمعت كل النسخ على لفظة ورأى مركز التحقيق أن غيرها أصوب منها أبقوا على ما في النسخ وأثبتوا ما يرونه في الحاشية مع التدليل على صحة ما ذهبوا إليه.
? أما في مجال خدمة النص فقد اتخذوا منهجا وسطا بين التطويل الإيجاز حسب ما يلي:
1. التعريف بمظان كل نوع من الأنواع التي بنى عليها السيوطي إتقانه من كتب علوم القرآن التي سبقته.
2. عزو الآيات الواردة في الإتقان في متن النص, وإذا أورد السيوطي اسم السورة تذكر رقم الآية فقط.
3. توثيق القرءات المتواترة والشاذة التي وردت في النص مع بيان من قرأ بها.
4. تخريج الأحاديث والآثار والمقاطيع تخريجا علميا وفق الأصول المتبعة عند أهل الفن وقد بلغ مجموعها (1790).
5. بذْل الجهد في ضبط النص لا سيما مشكله وأواخر كلماته.
6. الحرص على تيسير فهم النص وإدراك مراميه بشرح الألفاظ الغريبة, وبيان مقاصده, وإعادة الضمير إلى ماهو له, وتفسير الغامض من جمله وأساليبه ومختصراته.
7. توثيق النقولات التي نقلها السيوطي في كتابه والتصريح باسم الكتاب الذي نقل منه إن لم يذكره, وإن لم يذكر اسم العلم يرجعون النصوص إلى أصحابها إن تيسر ذلك.
8. التعريف الموجز بالأعلام ببيان اسمه واسم أبيه وكنيته ولقبه وشهرة العلم الذي برز فيه وتاريخ وفاته وأهم مصنفاته, والاعتناء بضبط ذلك وقد بلغ عدد الأعلام المترجم لهم أكثر من (1000) علم.
9. التعريف بكل كتاب مما لم يتم التوثيق منه من الكتب التي ورد ذكرها في الإتقان في أول موضع وقد بلغ عدد هذه الكتب قرابة (300) كتاب.
10. التعريف بما يحتاج إلى تعريف من الأماكن والبقاع والقبائل التي وردت في النص.
11. الاجتهاد في تحرير النصوص الفقهية ومسائل أصول الفقه وتوثيقها من أمات المصادر العلمية.
12. تخريج المسائل النحوية والبلاغية وتقويم ما أورده السيوطي من خلال إقامة وزنها وضبطها وتكملة البيت أن أورده ناقصا وتعيين اسم قائله إن اهتدينا إليه ووثقناه من ديوان صاحبه إن كان له ديوان.
13. كتابة النص المحقق وفق السم الإملائي الحديث مع إثبات علامات الترقيم.
14. صناعة الفهارس العلمية والفنية.
والله ولي التوفيق
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـــــــــــــــــــ
(1) صدور كتاب (الإتقان في علوم القرآن) للسيوطي عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=534) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 Oct 2007, 11:00 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز ..
وفيت بما وعدت ..
وأجدت فيما سطرت
فجزاك الله خيرا
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[30 Oct 2007, 11:58 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن بورك فيك فقد أسعدتني بما دبَّجت يمينك
وفقك الله وفتح عليك
وسدد على الخير خطاك
محبك في الله أبو معاذ المدني البلقاوي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:10 ص]ـ
أحسن الله إليك يا أبا عبدالرحمن، على هذا العرض والبيان، لطبعة كتاب الإتقان في علوم القرآن.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:13 ص]ـ
بوركت أبا عبد الرحمن على هذا العرض الموجز، ولا أنسى فضلك في إيصال النسخة الماتعة إليَّ، فبوركت، ثم بوركت.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن , وبارك فيك , وزادك علما وتوفيقا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 Oct 2007, 08:01 ص]ـ
هذا تقرير موجز وفي غاية الحسن والجمال احسن الله تعالى لكاتبه بما افاد واجاد غير انه نسي طبعات اخرى من طبعات الاتقان منها على سبيل
المثال طبعة محمد ابي الفضل ابراهيم الهشة جدا وطبعة مؤسسة النداء بابي ظبي بتحقيق الدكتور محمود قيسية ومحمد اشرف الاتاسي
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Oct 2007, 12:06 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الرحمن على هذا العرض المفيد ..
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[31 Oct 2007, 04:12 م]ـ
المشايخ الكرام والأخوة الأفاضل .....
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم ونفعنا بكم ...
كما أخص الشيخ مساعد بالشكر ففضله بعد الله لا ينسى ولا أفضل من بث العلم ونشره بين الناس ..
وأحب أن أنبه الإخوة أن هذا العرض الموجز إنما هو تلخيص لمقدمة التحقيق ولم أزد شيئا,,, لذا فإن الطبعات التي ذكرتها , إنما نقلتها من مقدمة التحقيق, ومالم يذكروه من الطبعات لم أذكره
وقد يكون هناك طبعات أو معلومات لم يذكرها من حقق الكتاب ,, وإفادتنا بها خير على خير
ـ[أبو المهند]ــــــــ[01 Nov 2007, 05:04 م]ـ
عرض سخي وتقسيم رائع أسأل الله تعالى أن يجعل هذا الجهد في موازين حسناتكم أبا عبد الرحمن المدني
ـ[أبو الحسام]ــــــــ[08 Nov 2007, 06:54 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن المدني .....
وللعلم فإن الكتاب يباع بمبلغ (89) ريال ويقع في سبعة مجلدات.
وعلى الراغبين في الحصول عليه حجز النسخة قبل الشراء لتوفيرها له في يوم آخر.
وتحياتي للإخوة جميعا, ولأسير الخطايا خصوصا,,,,,,,,,,,,
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:44 ص]ـ
ذكر بعض الاخوة أن طبعة الشيخ محمد أبو الفضل ابراهيم لم تذكر في التعريف بالطبعات السابقة للاتقان , وفي الحقيقة أن الطبعة قد ذكرها أخونا (أبو عبدالرحمن المدني) في رقم 9 وهي بعينها طبعة أبو الفضل كما أشار إلى ذلك المعتنون بالتحقيق الجديد 1/ 71.
بل قد أحسنوا صنعاً بأن وضعوا في الهامش الأيسر من صفحات تحقيقهم للكتاب أرقام طبعة أبو الفضل , وهذا في الحقيقة أمر يشكرون عليه؛ فكما هو معلوم أن الطبعة المذكورة هي أشهر طبعات الكتاب وعليها إحالات الباحثين والكتاب. فجزاهم الله خيرا.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[21 Nov 2007, 06:46 ص]ـ
ذكر لي أحد الإخوة الأفاضل أن النسخ قد انتهت من المجمع , ولم ينتشر الكتاب بعد!
ثم إنه لم ينشر في المكتبات التجارية , فهل للمجمع نية قريبة في إعادة طبعة مرة , وتوزيعه على المكتبات بسبب انتهاء النسخ , نفع الله بهم , وأجزل لهم المثوبة ........
أرجو الرد ممن عنده علم بذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Nov 2007, 04:45 ص]ـ
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم
هل من ملحوظات على هذه النشرة الجديدة، من ناحية التحقيق والضبط والمراجعة؟
وكذلك هل من الممكن معرفة اللجنة التي قامت على التحقيق؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Nov 2007, 07:24 ص]ـ
أعرف من أعضاء اللجنة التي قامت على التحقيق:
1 - المحقق الدكتور حازم بن سعيد حيدر وفقه الله.
2 - المحقق الدكتور أحمد بن محمد الخراط.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 Nov 2007, 03:45 م]ـ
الدراسة التي وضعوها في المقدمة من أروع المقدمات الموضوعة للكتب.
(ملحوظة) لم يشيروا في المقدمة لمن نظم الإتقان، مثل الشيخ عبد الله فودي، فضلا عن منظومات أهل شنقيط.
هل من جديد عن الألفية يا شيخنا الفاضل، فنحن في انتظارها بالأشواق؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[22 Oct 2008, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
4. قيمة مصادر الإتقان:
بلغت مصادر الإتقان (50) مصدرا على وجه الإجمال وشملت أحد عشر علما:
في التفسير وعلوم القرآن والعقيدة, والفقه والأصول والسيرة, والزهد والسلوك, واللغة والتراجم العامة والخاصة, والفنون العامة.
وقد نقل من بعض الكتب التي بخط مؤلفيها كجمال القراء للسخاوي, ومختصر المستدرك للذهبي.
.
لعله سبق قلم وإلا فالمصادر غير الحديثية التي صرح السيوطي في مقدمته باعتماده عليها تربو على 150 مصدرا(/)
كلمات القرآن بهامش القرآن. سؤال للإخوة
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[31 Oct 2007, 06:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل:
ماهو أفضل كتاب في كلمات القرآن أو تفسير مختصر بحيث كأنه في المفردات، والشرط أن يكون مطبوعاً بهامش القرآن وموجوداً بالأسواق حالياً؟
بارك الله في علمكم وعملكم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[31 Oct 2007, 08:04 ص]ـ
كلمات القران تفسير وبيان للشيخ حسنين محمد مخلوف طبع منفصلا وبهامش المصحف في طبعات عديدة ببيروت
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:21 ص]ـ
الشيخ الدكتور: جمال شكر الله لك
و لكن هل يوجد غيره، لأني سمعت أن بعض أهل العلم يفضل عليه غيره
فما زلت أطمع في المزيد
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[31 Oct 2007, 08:13 م]ـ
الأخ عبدالله مرحبا بك
وبخلقك الرفيع
خطرات بعض" أهل العلم" قد تكون من التفكير بصوت مسموع مما لا يقصد قائله أن يعممه
فلا تؤخذ على إطلاقها
قد اطلعت على نقود سطرها بعض أعضاء ملتقى أهل الحديث عنه ولم تكن من العلم في شيء
ما رأيت في بابه خيرا منه
والله أعلم
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[01 Nov 2007, 05:01 ص]ـ
الشيخ الدكتور: عبدالرحمن الصالح.
شكر الله لك وأجزل لك المثوبة.
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 Nov 2007, 06:54 م]ـ
بعض هذه المختصرات يوجد بها بعض التأويلات التي تخالف منهج أهل السنة، فليحذر منها.
وأذكر أني كنت أقرأ بعد الجمعة في الجامع الذي يصلي فيه الشيخ عبد العزيز الراجحي في مصحف متوسط منتشر في الجامع وغيره من المساجد وتوقفت عند عبارة فذهبت للشيخ - وهو يتأخر بعد الصلاة - فسألته فقال: هذا تأويل مخالف لمنهج الحق.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[06 Nov 2007, 10:29 ص]ـ
ان احببت المختصر من التفسير وهو الافضل فعليك: مختصر تفسير ابن كثير، فهو انفع لك ولاهل بيتك.
ولا تنسانا من دعاء الخير
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Nov 2007, 11:04 ص]ـ
أخي الكريم
عليك بأحد هذه الكتب:
1 ـ القرآن الكريم وبهامشه صفوة البيان في تفسير كلمات القرآن
الناشر: دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع تاريخ النشر: 01/ 01/2000
2 ـ تفسير كلمات القرآن
الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر تاريخ النشر: 01/ 01/1997
3 ـ الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر تاريخ النشر: 01/ 01/1997
الناشر: دار الفكر المعاصر تاريخ النشر: 01/ 01/1996
ويحتوي على: جداول
4 ـ المصحف الميسر؛ لفضيلة الشيخ الأستاذ عبد الجليل عيسى (من شيوخ الأزهر)
طبع دار الشروق؛ وله أكثر من عشر طبعات، وجاء على صفحة الغلاف:
(ميسر في قراءته، ميسر في فهمه، يشرح اللفظ الغريب، ويوضح المجمل، بعيد عن الخلافات المذهبية، والخرافات الإسرائيلية، التي شوهت جمال كثير من التفاسير.
ثم هو بعد كل ذلك، خفيف حمله، جزيل معناه، فأضحى جديرا بأن يقال عنه:
"زاد المسافر، وأنيس المقيم، من كتاب الله الكريم").
5 ـ القرآن الكريم، بالرسم العثماني، وبهامشه مختصر من تفسير الإمام الطبري، لأبي يحيى، محمد بن صمادح التجيبي، مذيلا بأسباب النزول، للإمام أبي الحسن النيسابوري، والمعجم المفهرس، لكلمات القرآن الكريم، للشيخ علمي زاده فيض الله الحسني، دار الفجر الإسلامي بدمشق، ويليه المعجم المفهرس لموضوعات آيات القرآن الكريم، للدكتور مروان العطية، وله طبعات كثيرة (وأنصح به).(/)
إعلان النتيجة النهائية للمسابقة العلمية لمجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
ـ[مركز الدراسات]ــــــــ[31 Oct 2007, 04:37 م]ـ
إعلان
النتيجة النهائية للمسابقة العلمية لمجلة
معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية
عقدت مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية المحكمة في عددها الثاني مسابقة في البحث العلمي المتصل بالقرآن الكريم وعلومه، وذلك في فرعين:
الفرع الأول: البحوث وتحقيق النصوص، وفيه ثلاث جوائز
الفرع الثاني: الفهارس والأدلة، وفيه جائزتان
وقد شارك في المسابقة (52) باحثاً، خضعت بحوثهم للتحكيم العلمي، ثم ترشحت بحوث (13) منهم للفوز بجوائز المجلة.
وقد عرضت البحوث المرشحة على لجنة ثلاثية من المتخصصين لتحديد البحوث الفائزة بجوائز المجلة، وبعد نظر اللجنة في هذه البحوث وتقارير الفاحصين لها قررت النتيجة النهائية للمسابقة على النحو الآتي:
أولاً: في مجال البحوث وتحقيق النصوص:
الجائزة الأولى:
عنوان البحث: فكرة الصوت الساذج وأثرها في الدرس الصوتي العربي.
اسم الباحث: أ. د. غانم قدوري الحمد – جامعة تكريت بالعراق.
الجائزة الثانية:
عنوان البحث: أثر الاكتشافات العلمية في تفسير القرآن الكريم.
اسم الباحث: د. صالح يحيى صواب – (أستاذ مشارك بقسم الدراسات الإسلامية) كلية الآداب جامعة صنعاء.
الجائزة الثالثة:
عنوان البحث: تحقيق (الشمعة في انفراد الثلاثة عن السبعة لعثمان بن عمر الناشري).
اسم الباحث: إياد سالم السامرائي ـ الأستاذ بكلية الشريعة جامعة تكريت
ويعقوب أحمد السامرائي ـ الأستاذ بكلية التربية سامراء العراق.
ثانياً: في مجال الفهارس والأدلة:
رأت اللجنة حجب جائزة هذا الفرع لعدم وجود بحوث جديرة بالجائزة.
وأوصت اللجنة بإجراء التعديلات التي رآها الفاحصون للبحوث قبل نشرها.
والمجلة إذ تعلن ذلك تهنئ أصحاب البحوث الفائزة، وتشكر جميع من شارك في المسابقة، وتسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع للفوز في الدارين. إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
في 20/ 10/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[31 Oct 2007, 04:46 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله.
ما يقوم به مركز الدراسات القرآنية جهد مشكور، وعمل مبرور. نسأل الله لهم التوفيق، ونبارك للفائزين والمشاركين في هذه المسابقة هذا الفوز وهذه المشاركة. وليتنا نطلع على هذه البحوث الفائزة أو على ملخصات لها إن أمكن حتى ننتفع بها، وقد كنت أرغب المشاركة في هذه المسابقة ولكن تزاحم الأعمال حال بيني وبين تحقيق هذه الرغبة فالحمد لله رب العالمين، ولعل المركز يكررها إن شاء الله ما دامت لقيت هذا القبول حتى نتمكن من المشاركة.
وهذا إعلان المسابقة لمن لم يطلع عليه سابقاً هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=7625) .
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:01 م]ـ
مبارك للأساتذة الفضلاء، وأثني على كلام الدكتور عبد الرحمن في جهود مركز الدراسات القرآنية وفقهم الله لكل خير، كما كنتُ أتمنى أيضاً المشاركة لولا ضيق الوقت، ولعل المركز يكرر مثل هذه البرامج النافعة ...
ـ[إياد السامرائي]ــــــــ[31 Oct 2007, 07:13 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز الدكتور عبد الرحمن الشهري - حفظكم الله - وأحمد الله على هذا الفضل، فلولا فضل الله ثم جهودكم الطيبة في هذا الملتقى ما أمكننا هذه المشاركة، فشكري الجزيل لكل أعضاء الملتقى لما يقدموه من جهد طيب خدمة لكتاب الله، أرسل لك نسخة من تحقيق كتاب (الشمعة) عرفاناً مني بجميلكم الكبير.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:35 م]ـ
أشكر الله تعالى أولا وأخيرا فله الفضل والمنة البالغة
ثم أثني بالشكر للقائمين على المجلة، وللأساتذة الأجلاء المحكمين لحسن الظن، وأجد نفسي عاجزا عن الثناء
وأعتز اعتزازا شديدا بهذه النتيجة، وإن كنت لم أتوقعها في الحقيقة، فلله الحمد والمنة.
ولا شك أن لهذا الموقع فضلا كبيرا في تحفيزنا على كتابة مثل هذه الأبحاث وإبلاغنا بها .. وقد كان له الفضل - بعد الله تعالى - في معرفتي بالملتقى القرآني المصاحب لجائزة الأمير سلطان للحفاظ العسكريين، وتمكنت من المشاركة في الملتقى بحمد الله تعالى.
أشكر أخي الدكتور الفاضل/ عبدالرحمن الشهري ... وجميع القائمين على الموقع ...
بارك الله في الجميع، ونفعنا بهذا العلم ...
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[31 Oct 2007, 10:58 م]ـ
مبارك للأساتذة الكرام, وكلهم أهل لها إن شاء الله, وأعتقد أن في الثلاثة عشر بحثاًالمرشحة من اثنين وخمسين بحثاً لخيرٌ كثيرٌ, نتشوق للاطلاع على جميعها والاستفادة منها, وقد أحسن المعهد في هذه البادرة, فجزاهم الله خيراُ.
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Oct 2007, 11:51 م]ـ
أتقدم بكل الشكر لهذا المعهد المبارك وأدعو الله تعالى أن يوفق القائمين عليه لخدمة كتاب الله تعالى.
وأبارك للأساتذة الكرام الفائزين، وأقول لهم: إلى المزيد من البحوث المباركة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[01 Nov 2007, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، ورضي الله عن الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد فإني أشكر الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري، الذي نقل خبر المسابقة من قبل، ونقل نتيجتها الآن، وأشكر القائمين على معهد الإمام الشاطبي، والمحكمين الأفاضل الذين قرؤوا بحثي، واللجنة التي قررت النتيجة النهائية للمسابقة، كما أشكر الإخوة المهنئين، أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنهم، وأن يوفقنا وإياهم لما يحب ويرضى.
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[01 Nov 2007, 02:33 م]ـ
مبارك للإخوة الفائزين ...
ومبارك للإخوة الباحثين ـ وإن لم يفوزوا في هذه المسابقة ـ إلا إنهم أثروا المكتبة الإسلامية بأبحاثهم التي نتمنى أن ترى النور قريبا ...
كما نشكر معهد الشاطبي على تنظيمه المسابقة ... مع طلب تكرار المسابقة بين فترة وأخرى؛ لبث روح التنافس فيما يعود بالخير على الأمة ... وليت بعض الجمعيات تحذوا حذوهم في مثل هذه المسابقات.
أكرر شكري لكل فائز ومشارك وباحث ومحكم وللجميع بهذا النجاح المبارك والتنافس الشريف، وفق الله الجميع لكل خير،،،،،،،
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Nov 2007, 02:59 م]ـ
نبارك من قلوبنا للفائزين جميعا وهم أهل لكل خير، ونبارك لموقعنا المحبوب، وكم تشوقنا لذكر المركز للعناوين
الفائزة من غير ما تم ذكره.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[02 Nov 2007, 06:03 م]ـ
ما يقوم به مركز الدراسات القرآنية جهد مشكور، وعمل مبرور. نسأل الله لهم التوفيق، ونبارك للفائزين والمشاركين في هذه المسابقة هذا الفوز وهذه المشاركة. وليتنا نطلع على هذه البحوث الفائزة أو على ملخصات لها إن أمكن حتى ننتفع بها
أثني على كلام الأخ الفاضل عبد الرحمن وأبارك للإخوة الفائزين وأشكر الإخوة في مركز الدراسات على جهودهم القيمة الموصولة في خدمة الكتاب العزيز.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Nov 2007, 08:29 م]ـ
جهد مبارك وعمل مشكور جزى الله القائمين عليه خير الجزاء.
ـ[مرهف]ــــــــ[03 Nov 2007, 09:26 م]ـ
مبارك لأساتذتنا الفائزين وشكر الله للقائمين والعاملين ويسر الله للمنتظرين وتقبل الله من الجميع
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Nov 2007, 09:45 ص]ـ
خطوة مباركة قام بها هذا المعهد المتواضع في إمكاناته، الكبير برجالاته، فإن كان من شيء، فإن الانفتاح الإداري والانطلاق بالأفراد إلى تحقيق ذواتهم، وإبراز ابتكاراتهم، وتحملهم لمسؤلية ما ينشئونه من أعمال = كان من أكبر أسباب بروز هذه الأعمال الناجحة، ولا أنسى أن أثني على المهندس عبدالعزيز حنفي رئيس جمعية التحفيظ بجدة، الرجل المحبوب الودود البشوش الذي سخر جهده لخدمة الجمعية، ثم الأستاذ الدكتور سليمان العايد الذي بذل وقته لهذا المعهد وأنشطته، فأثمر بإذن الله، ثم الأخ الدكتور نوح الشهري شعلة النشاط، ثم فريق العمل من ورائهم وعلى رأسهم الأستاذ سالم العماري وزملاؤه العاملون معه (لأني لا أضبط كل أسمائهم أعتذر منهم عن ذكرهم) فأسأل الله أن يبارك لهم في جهودهم، وأن يريهم خيرها في أهلهم ومالهم وأعمالهم.
ثم لا يفوتني أن أبارك لمن قدَّر الله له الفوز، فجعلها الله بشرى خير، وعونًا على الطاعة، وزادهم من فضله.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Nov 2007, 05:41 م]ـ
نبارك للمشايخ الفضلاء فوزهم، ونسأل الله تعالى لهم التوفيق والسداد دائما.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 11:22 ص]ـ
نبارك للمشايخ العلماء الفضلاء نيلهم هذه المرتبة بفوزهم، ونسأل الله تعالى لهم كمال الفوز في الاخرة بالحسنى وزيادة.
اللهم امين يارب العالمين.
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[08 Nov 2007, 11:07 م]ـ
مبارك للمشايخ الفضلاء الفائزين، ولجميع من شارك في المسابقة، وكتب الله الأجر والمثوبة
للقائمين على مركز الامام الشاطبي،
وعندي سؤال: هل سوف تطبع البحوث الفائزة من قبل المركز؟
وهل للأستاذ غانم وفقه الله، وبقية زملاءه رغبة في نشر بحوثهم؟
ـ[صالح صواب]ــــــــ[09 Nov 2007, 01:33 ص]ـ
وعندي سؤال: هل سوف تطبع البحوث الفائزة من قبل المركز؟
وهل للأستاذ غانم وفقه الله، وبقية زملاءه رغبة في نشر بحوثهم؟
الأبحاث مقدمة إلى مجلة علمية محكمة ... وهي مجلة معهد الإمام الشاطبي ... وبالطبع فسوف تطبع الأبحاث بإذن الله تعالى ولكن في أعداد مختلفة من المجلة ...
ولم نقدم الأبحاث إلا من أجل النشر، وهذا أمر طبيعي ... نأمل الاستفادة منها بإذن الله تعالى
ـ[الراية]ــــــــ[09 Nov 2007, 06:26 م]ـ
مبارك للإخوة الفائزين ...
ـ[الميموني]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:42 م]ـ
بورك في المرشحين و في علمهم و بارك الله في المجلة ووفق القائمين عليها.
وجزى الله أخانا الفاc(/)
وتوقف الإمام الطبري؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[01 Nov 2007, 01:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الطبري ولاشك محط أنظار المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، من يستطيع أن يتكلم في آية ويجول فيها متأملا متدبرا دون أن ينظر إلى رأيه واختياره
إمام جمع الله له من العلم وآلاته مالم يجمعه لكثير من المفسرين، من يقرأ في تفسيره يجد أن كلامه على الآية وتحليله لها يستقر في ذهنك دون معالجة أو حتى استدعاء، لا أدري لم هذه الخصيصة وجدتها له وأنا أقرأ في تفسيره بخلاف كثير من كتب التفسير، هل هو لأجل ترتيبه، أم لأجل أسانيده، أم لأجل حجته ومناقشته للأقوال لا أدري قد تكون كلها مجتمعة وقد يكون معها غيرها
ليس هذا بيت القصيد من هذا الموضوع:
متى نقول إن الإمام الطبري توقف في الآية؟
سؤال فكرت فيه كثيرا فأنا أراه في بعض الآيات يسرد\ أقوال المفسرين ولا يرجح أحدها مع أنها اختلاف تنوع فيما بينها
وأحيانا يسرد الخلاف ولا يرجح وهو خلاف تضاد
لو أخذنا مثالا
القول في تأويل قوله تعالى (الصراط المستقيم) قال: وقد اختلفت تراجمة القرآن في المعنى بالصراط المستقيم يشمل معاني جميعهم في ذلك ما اخترنا من التأويل فيه
وقال في قوله تعالى: قوله تعالى (ومتاع إلى حين) قال بعد ذكر الأقوال: والمتاع في كلام العرب كل ما استمتع به من شيء من معاش استمتع به أو رياش أو زينة أو لذة أو غير ذلك فإذ كان ذلك كذلك وكان الله جل ثناؤه قد جعل حياة كل حي متاعا له يستمتع بها أيام حياته وجعل الأرض للإنسان متاعا أيام حياته بقراره عليها واغتذائه بما أخرج الله منها من الأقوات والثمار والتذاذه بما خلق فيها من الملاذ وجعلها من بعد وفاته لجثته كفاتا ولجسمه منزلا وقرارا وكان اسم المتاع يشمل جميع ذلك كان أولى التأويلات بالآية إن لم يكن الله جل ثناؤه وضع دلالة دالة على أنه قصد بقوله ومتاع إلى حين بعضا دون بعض وخاصا دون عام في عقل ولا خبر أن يكون ذلك في معنى العام وأن يكون الخبر أيضا كذلك إلى وقت يطول استمتاع بني آدم وبني إبليس بها وذلك إلى أن تبدل الأرض غير الأرض فإذ كان ذلك أولى التأويلات بالآية لما وصفنا فالواجب إذا أن يكون تأويل الآية ولكن في الأرض منازل ومساكن تستقرون فيها استقراركم كان في السماوات وفي الجنات في منازلكم منها واستمتاع منكم بها وبما أخرجت لكم منها وبما جعلت لكم فيها من المعاش والرياش والزين والملاذ وبما أعطيتكم على ظهرها أيام حياتكم ومن بعد وفاتكم لأرماسكم وأجداثكم تدفنون فيها وتبلغون باستمتاعكم بها إلى أن أبدلكم بها غيرها
وقال في قوله تعالى (ولو شاء الله لأعنتكم) عندما ذكر الأقوال كلها قال وهذه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرت عنه وإن اختلفت ألفاظ قائليها فيها فإنها متقاربات المعاني
وقال في قوله تعالى (أو كصيب من السماء ... ) الآية: وهذه الأقوال التي ذكرنا عمن رويناها عنه فإنها وإن اختلفت فيها ألفاظ قائليها متقاربات المعاني
وقال في قوله تعالى: (قل أتخذتم عند الله عهدا .. ): وكل ذلك وإن اختلفت ألفاظ قائليه فمتفق المعاني على ما قلنا فيه والله تعالى أعلم
وراجع معنى الحبك وغيرها كثير من اختلاف التنوع الظاهر
لكن هناك اختلاف تضاد ولم يرجح فيه الإمام شيئا وفهم منه العلماء أنه توقف منه رحمه الله
مثلا في قوله تعالى (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل)
قال ابن جرير تفسير الطبري ج17/ص73
يعني تعالى ذكره بإسماعيل إسماعيل بن إبراهيم صادق الوعد وبإدريس أخنوخ وبذي الكفل رجلا تكفل من بعض الناس إما من نبي وإما من ملك من صالحي الملوك بعمل من الأعمال فقام به من بعده فأثني الله عليه حسن وفائه بما تكفل به وجعله من المعدودين في عباده مع من حمد صبره على طاعة الله وبالذي قلنا في أمره جاءت الأخبار عن سلف العلماء ذكر الرواية بذلك عنهم ..... )
فهم ابن كثير من هذا الكلام أن ابن جرير توقف فيه فقال تفسير ابن كثير ج3/ص191
فالظاهر من السياق أنه ما قرن مع الأنبياء إلا وهو نبي وقال آخرون إنما كان رجلا صالحا وكان ملكا عادلا وحكما مقسطا وتوقف ابن جرير في ذلك
وهذا ظاهر وله نظائر
فماهي الضوابط التي يمكن أن نضعها لأجل أن نثبت هذا الحكم الجليل وهو توقف ابن جرير الطبري، لأن بعض العلماء قد ينسب إليه ما ليس بتوقف
خذ مثالا على ذلك:
قال ابن كثير رحمه الله: في قوله تعالى (والمرسلات عرفا)
تفسير ابن كثير ج4/ص460:
وتوقف ابن جرير في والمرسلات عرفا هل هي الملائكة إذا أرسلت بالعرف أو كعرف الفرس يتبع بعضهم بعضا أو هي الرياح إذا هبت شيئا فشيئا)
لننظر إلى كلام ابن جرير الطبري:
تفسير الطبري ج29/ص229
(والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال إن الله تعالى ذكره أقسم بالمرسلات عرفا وقد ترسل عرفا الملائكة وترسل كذلك الرياح ولا دلالة تدل على أن المعني بذلك أحد الحزبين دون الآخر وقد عم جل ثناؤه بإقسامه بكل ما كانت صفته ما وصف فكل من كان صفته كذلك فداخل في قسمه ذلك ملكا أو ريحا أو رسولا من بني آدم مرسل
فما تعليقكم نفع الله بكم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:24 م]ـ
في تقديري أن أهم مقومات الحكم على توقف الإمام ابن جرير هو أن يصرح بتوقفه لفظا ويقر بتوقفه هو وإلا فذكر الخلاف دون ترجيح ولو كان الخلاف متعارضا لا نستطيع الجزم معه بأن الإمام متوقف
فإذا كانت عبارة الإمام صريحة في التوقف فلا بأس بإطلاق التوقف
وخذ مثالا على هذا:
في قوله تعالى (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا)
ذكر ابن جرير سبعة أقوال في تفسير الروح ثم قال: والصواب من القول أن يقال إن الله تعالى ذكره أخبر أن خلقه لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والروح خلق من خلقه وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت والله أعلم أي ذلك هو ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعني به دون غيره يجب التسليم له ولا حجة تدل عليه وغير ضائر الجهل به)
لكن إذا ذكر المفسر الخلاف دون ترجيح فحينئذ لا ينسب إلى التوقف في فعله هذا
ولهذا أرى أن العبارة الجامعة أن يقال: وقد ذكر ابن جرير القولين ولم يرجح أحدهما
هذه العبارة أصدق وأضبط، كما يقول حذاق المحدثين في تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم فيما لم يصرح فيه الذهبي بشيء يقولون " ولم يتعقبه الذهبي بشيء) أحسن من قولك " ووافقه الذهبي "
وهكذا في مسألتنا مع الإمام ابن جرير الطبري
ـ[النورس]ــــــــ[04 Nov 2007, 07:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا وهذا موضوع يحتاج نقاش الأخوة
ـ[الجعفري]ــــــــ[04 Nov 2007, 08:35 م]ـ
لكن إذا ذكر المفسر الخلاف دون ترجيح فحينئذ لا ينسب إلى التوقف في فعله هذا
ولهذا أرى أن العبارة الجامعة أن يقال: وقد ذكر ابن جرير القولين ولم يرجح أحدهما
أخي الكريم: لم لا يسمى ذلك توقفاً، هو لم يرجح شيء معنى ذلك توقفه.
ولا مشاحة في الاصطلاح أنت قل لم يرجح وأنا أو غيري يرى ذلك توقفاً.
نعم إذا عرف من طريقة المفسر اختياره للأخير مثلاً أو الأول من الأقوال.
مع الشكر ....(/)
سؤال: (لو كان لابن آدم واديان ... ) قيل إنه قرآن؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Nov 2007, 05:47 م]ـ
أثناء قراءتي لكتاب (شعب الإيمان) للإمام أبو محمد عبد الجليل بن موسى الأندلسي المعروف بالقصري، لفت انتباهي في حديثه عن الشعبة الثلاثين (القناعة) (ص 265) العبارة التالية:
(( ... وورد في الصحيح في هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واديان لابتغى واديا ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب". وقيل إنه قرآن)).
والحديث أطرافه عند البخاري في الصحيح (8/ 115)، مسام في الصحيح (الزكاة 116)، أحمد في المسند (3/ 122)، الترمذي في الجامع (2337)، الدارمي في السنن (3/ 319)، الهيثمي في مجمع الزوائد (10/ 244).
وسؤالي: هل مرّ بكم هذا القول (وقيل إنه قرآن)؟ ومن قائله؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 Nov 2007, 06:49 م]ـ
قال الإمام البخاري في صحيحه:
بَاب مَا يُتَّقَى مِنْ فِتْنَةِ الْمَالِ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ}
- حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَنْ أَبِي حَصِينٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ
- حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ:
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا مَخْلَدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ سَمِعْتُ عَطَاءً يَقُولُ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِثْلَ وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ مِثْلَهُ وَلَا يَمْلَأُ عَيْنَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَلَا أَدْرِي مِنْ الْقُرْآنِ هُوَ أَمْ لَا قَالَ وَسَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُ ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْغَسِيلِ عَنْ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَكَّةَ فِي خُطْبَتِهِ يَقُولُ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ أُعْطِيَ وَادِيًا مَلْئًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَانِيًا وَلَوْ أُعْطِيَ ثَانِيًا أَحَبَّ إِلَيْهِ ثَالِثًا وَلَا يَسُدُّ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ
- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيًا مِنْ ذَهَبٍ أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَادِيَانِ وَلَنْ يَمْلَأَ فَاهُ إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ
وَقَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كُنَّا نَرَى هَذَا مِنْ الْقُرْآنِ حَتَّى نَزَلَتْ أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال ابن حجر: " وَوَجْه ظَنّهمْ أَنَّ الْحَدِيث الْمَذْكُور مِنْ الْقُرْآن مَا تَضَمَّنَهُ مِنْ ذَمّ الْحِرْص عَلَى الِاسْتِكْثَار مِنْ جَمْع الْمَال وَالتَّقْرِيع بِالْمَوْتِ الَّذِي يَقْطَع ذَلِكَ وَلَا بُدّ لِكُلِّ أَحَد مِنْهُ، فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَة وَتَضَمَّنَتْ مَعْنَى ذَلِكَ مَعَ الزِّيَادَة عَلَيْهِ عَلِمُوا أَنَّ الْأَوَّل مِنْ كَلَام النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ شَرَحَهُ بَعْضهمْ عَلَى أَنَّهُ كَانَ قُرْآنًا وَنُسِخَتْ تِلَاوَته لَمَّا نَزَلَتْ (أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُر حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِر) فَاسْتَمَرَّتْ تِلَاوَتهَا فَكَانَتْ نَاسِخَة لِتِلَاوَةِ ذَلِكَ. وَأَمَّا الْحُكْم فِيهِ وَالْمَعْنَى فَلَمْ يُنْسَخ إِذْ نَسْخ التِّلَاوَة لَا يَسْتَلْزِم الْمُعَارَضَة بَيْن النَّاسِخ وَالْمَنْسُوخ كَنَسْخِ الْحُكْم، وَالْأَوَّل أَوْلَى، وَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ النَّسْخ فِي شَيْء. قُلْت: يُؤَيِّد مَا رَدَّهُ مَا أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق زِرّ بْن حُبَيْش " عَنْ أُبَيّ بْن كَعْب أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ إِنَّ اللَّه أَمَرَنِي أَنْ أَقْرَأ عَلَيْك الْقُرْآن فَقَرَأَ عَلَيْهِ (لَمْ يَكُنْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْل الْكِتَاب) قَالَ وَقَرَأَ فِيهَا: إِنَّ الدِّين عِنْد اللَّه الْحَنِيفِيَّة السَّمْحَة " الْحَدِيث، وَفِيهِ " وَقَرَأَ عَلَيْهِ: لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَم وَادِيًا مِنْ مَال " الْحَدِيث وَفِيهِ " وَيَتُوب اللَّه عَلَى مَنْ تَابَ " وَسَنَده جَيِّد، وَالْجَمْع بَيْنه وَبَيْن حَدِيث أَنَس عَنْ أُبَيّ الْمَذْكُور آنِفًا أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون أُبَيّ لَمَّا قَرَأَ عَلَيْهِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَمْ يَكُنْ) وَكَانَ هَذَا الْكَلَام فِي آخِر مَا ذَكَرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِحْتَمَلَ عِنْده أَنْ يَكُون بَقِيَّة السُّورَة وَاحْتَمَلَ أَنْ يَكُون مِنْ كَلَام النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَتَهَيَّأ لَهُ أَنْ يَسْتَفْصِل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ حَتَّى نَزَلَتْ (أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُر) فَلَمْ يَنْتَفِ الِاحْتِمَال. وَمِنْهُ مَا وَقَعَ عِنْد أَحْمَد وَأَبِي عُبَيْد فِي " فَضَائِل الْقُرْآن " مِنْ حَدِيث أَبِي وَاقِد اللَّيْثِيّ قَالَ " كُنَّا نَأْتِي النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ فَيُحَدِّثنَا، فَقَالَ لَنَا ذَات يَوْم: إِنَّ اللَّه قَالَ إِنَّمَا أَنْزَلْنَا الْمَال لِإِقَامِ الصَّلَاة وَإِيتَاء الزَّكَاة، وَلَوْ كَانَ لِابْنِ آدَم وَادٍ لَأَحَبَّ أَنْ يَكُون لَهُ ثَانٍ " الْحَدِيث بِتَمَامِهِ، وَهَذَا يَحْتَمِل أَنْ يَكُون النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِهِ عَنْ اللَّه تَعَالَى عَلَى أَنَّهُ مِنْ الْقُرْآن، وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مِنْ الْأَحَادِيث الْقُدْسِيَّة، وَاَللَّه أَعْلَم وَعَلَى الْأَوَّل فَهُوَ مِمَّا نُسِخَتْ تِلَاوَته جَزْمًا وَإِنْ كَانَ حُكْمه مُسْتَمِرًّا. وَيُؤَيِّد هَذَا الِاحْتِمَال مَا أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْد فِي " فَضَائِل الْقُرْآن " مِنْ حَدِيث أَبِي مُوسَى قَالَ " قَرَأْت سُورَة نَحْو بَرَاءَة فَغِبْت وَحَفِظْت مِنْهَا: وَلَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَم وَادِيَيْنِ مِنْ مَال لَتَمَنَّى وَادِيًا ثَالِثًا " الْحَدِيث، وَمِنْ حَدِيث جَابِر " كُنَّا نَقْرَأ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَم مِلْء وَادٍ مَالًا لَأَحَبَّ إِلَيْهِ مِثْله " الْحَدِيث".
ـ[شعلة2]ــــــــ[01 Nov 2007, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي- وفقه الله- هل رجعت لكتاب "فتح الباري"، عند شرحه لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما- في كتاب الرقاق؟؟؟ قد تجد شيء.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Nov 2007, 07:03 م]ـ
بارك الله فيكما، وجزاكما خيرا.
ـ[شعلة2]ــــــــ[01 Nov 2007, 07:06 م]ـ
اعتذر كنت أفكر في الجواب ولم أعلم أن أخي/ الدمشقي – حفظه الله - سبقني
ـ[موراني]ــــــــ[01 Nov 2007, 07:57 م]ـ
جاء في تفسير القرآن لعبد الله بن وهب , في باب المذكور اعلاه:
وحدثني رجل عن يعقوب بن مجاهد في قول رسول الله:
لو كان لابن آدم واد من ذهب لأحبّ أن يكون له ثاني و فقال: نسخت ب (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر)
وفي فتح الباري عن أبيّ: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت (ألهاكم التكاثر .... )
المصنف لعبد الرزاق , 10 , الرقم 19624: كان فيما أنزل من الوحي ..... إلخ
أنظر أيضا سنن الدارمي , 2 , الرقم 2781 وسنن الترمذي , 4 , الرقم 4337
أما الراوي فهو يعقوب بن مجاهد المدني , ت 149 أو 150: المزي , 32 , ص 361
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Nov 2007, 08:32 م]ـ
شكرا لك د. موراني، ونفع الله بك.
وقد استرعى انتباهي قول أبي بن كعب (إن صحّت هذه الرواية): "كنا نرى"، وفي هذا القول إشارة إلى أن هذا كان رأي أكثر من صحابي. فما سبب هذا الظن، في حين كان النبي صلى الله عليه وسلم موجودا وكان بإمكان الصحابي أن يسأله، ولو كان آية من القرآن لأمرهم النبي صلى الله علي وسلم بوضعها في سياق السورة التي تنتمي، كما هو الشأن في باقي الوحي.
ـ[موراني]ــــــــ[01 Nov 2007, 08:58 م]ـ
محمد بن جماعة ,
التساؤلات في موضعها. كما أرى فقد عرض المستشرق نولدكه هذه المسألة في الفصل الأخير من الجزء الأول لكتابه في تأريخ القرآن عرضا مفصلا وباحالاته على عديد من المصادر في علوم القرآن.
ربما تستفيد مما جاْء هناك بالترجمة العربية للكتاب المذكور , وفقك الله
أنا أتساءل عن سبب إدخال ابن وهب هذه الفقرة في باب الناسخ من القرآن لأنه لم يذكر آية بل ذكر قول رسول الله (كذا بغير تصلية في المخطوط)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Nov 2007, 10:17 م]ـ
محمد بن جماعة ,
التساؤلات في موضعها. كما أرى فقد عرض المستشرق نولدكه هذه المسألة في الفصل الأخير من الجزء الأول لكتابه في تأريخ القرآن عرضا مفصلا وباحالاته على عديد من المصادر في علوم القرآن.
ربما تستفيد مما جاْء هناك بالترجمة العربية للكتاب المذكور , وفقك الله
أنا أتساءل عن سبب إدخال ابن وهب هذه الفقرة في باب الناسخ من القرآن لأنه لم يذكر آية بل ذكر قول رسول الله (كذا بغير تصلية في المخطوط)
نعم، قد وجدت تفصيل الأمر بداية من الصفحة 210 - 211 من الكتاب. وقد ذكر المؤلف اختلاف النصوص في هذا القول، وهذا من دلائل نسبته إلى الحديث النبوي، بخلاف النصوص المنسوبة إلى القرآن الكريم (حتى المنسوخ منها تلاوة) حيث لا يكون الاختلاف في نصه بمثل هذا الحجم.
وأرجو أن أعرف شيئا عن صحة ما نقل عن الصحابي الجليل أبي بن كعب.
أمر آخر لفت انتباهي هو قول أبي بن كعب (إن صح) عن سورة التكاثر: كنا نرى هذا من القرآن حتى نزلت (ألهاكم التكاثر ... )
فإن كان أبي قد أسلم في (أو قبيل) بيعة العقبة الثانية (أرجو ألا أكون مخطئا) في السنة 13 من البعثة، أفلا يكون قوله هذا مرجحا لكون سورة التكاثر مدنية، كما ذكر البخاري، مخالفا قول جمهور المفسرين؟(/)
فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الأحرف السبعة
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 Nov 2007, 09:01 م]ـ
فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في الأحرف السبعة
مجموع الفتاوى (13/ 389 - 404) [الضبط من النسخة المنشورة على الشبكة]
سُئِلَ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " {أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ} " مَا الْمُرَادُ بِهَذِهِ السَّبْعَةِ؟ وَهَلْ هَذِهِ الْقِرَاءَاتُ الْمَنْسُوبَةُ إلَى نَافِعٍ وَعَاصِمٍ وَغَيْرِهِمَا هِيَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهَا؟ وَمَا السَّبَبُ الَّذِي أَوْجَبَ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ الْقُرَّاءِ فِيمَا احْتَمَلَهُ خَطُّ الْمُصْحَفِ؟ وَهَلْ تَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِرِوَايَةِ الْأَعْمَشِ وَابْنِ محيصن وَغَيْرِهِمَا مِنْ الْقِرَاءَاتِ الشَّاذَّةِ أَمْ لَا؟ وَإِذَا جَازَتْ الْقِرَاءَةُ بِهَا فَهَلْ تَجُوزُ الصَّلَاةُ بِهَا أَمْ لَا؟ أَفْتُونَا مَأْجُورِينَ.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هَذِهِ " مَسْأَلَةٌ كَبِيرَةٌ " قَدْ تَكَلَّمَ فِيهَا أَصْنَافُ الْعُلَمَاءِ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْكَلَامِ وَشَرْحِ الْغَرِيبِ وَغَيْرِهِمْ حَتَّى صُنِّفَ فِيهَا التَّصْنِيفُ الْمُفْرَدُ وَمِنْ آخِرِ مَا أُفْرِدَ فِي ذَلِكَ مَا صَنَّفَهُ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي شَامَةَ صَاحِبُ " شَرْحِ الشاطبية ".
[وقبله أبو عمرو الداني، وذكر ابن الجزري في النشر أنه تتبع روايات الحديث في جزء، وممن أفرده من المعاصرين بالتصنيف: حسن ضياء الدين عتر، ومناع القطان و عبد العزيز القاري وغيرهم].
فَأَمَّا ذِكْرُ أَقَاوِيلِ النَّاسِ وَأَدِلَّتِهِمْ وَتَقْرِيرُ الْحَقِّ فِيهَا مَبْسُوطًا فَيَحْتَاجُ مِنْ ذِكْرِ الْأَحَادِيثِ الْوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ وَذِكْرِ أَلْفَاظِهَا وَسَائِرِ الْأَدِلَّةِ إلَى مَا لَا يَتَّسِعُ لَهُ هَذَا الْمَكَانُ وَلَا يَلِيقُ بِمِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ؛ وَلَكِنْ نَذْكُرُ النُّكَتَ الْجَامِعَةَ الَّتِي تُنَبِّهُ عَلَى الْمَقْصُودِ بِالْجَوَابِ. فَنَقُولُ: لَا نِزَاعَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّ " الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ " الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَيْهَا لَيْسَتْ هِيَ " قِرَاءَاتِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورَةَ " بَلْ أَوَّلُ مَنْ جَمَعَ قِرَاءَاتِ هَؤُلَاءِ هُوَ الْإِمَامُ أَبُو بَكْرِ بْنُ مُجَاهِدٍ وَكَانَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ بِبَغْدَادَ فَإِنَّهُ أَحَبَّ أَنْ يَجْمَعَ الْمَشْهُورَ مِنْ قِرَاءَاتِ الْحَرَمَيْنِ وَالْعِرَاقَيْنِ وَالشَّامِ؛ إذْ هَذِهِ الْأَمْصَارُ الْخَمْسَةُ هِيَ الَّتِي خَرَجَ مِنْهَا عِلْمُ النُّبُوَّةِ مِنْ الْقُرْآنِ وَتَفْسِيرِهِ وَالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ مِنْ الْأَعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ وَسَائِرِ الْعُلُومِ الدِّينِيَّةِ فَلَمَّا أَرَادَ ذَلِكَ جَمَعَ قِرَاءَاتِ سَبْعَةِ مَشَاهِيرَ مِنْ أَئِمَّةِ قُرَّاءِ هَذِهِ الْأَمْصَارِ؛ لِيَكُونَ ذَلِكَ مُوَافِقًا لِعَدَدِ الْحُرُوفِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ
[قَالَ أبو العبَّاس المَهدَوِي: لَقَدْ فَعَلَ مُسَبِّع هَذِهِ السَّبْعَة مَا لَا يَنْبَغِي لَهُ، وَأَشْكَلَ الْأَمْر عَلَى الْعَامَّة بِإِيهَامِهِ كُلّ مَنْ قَلَّ نَظَره أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَات هِيَ الْمَذْكُورَة فِي الْخَبَر، وَلَيْتَهُ إِذْ اِقْتَصَرَ نَقَصَ عَنْ السَّبْعَة أَوْ زَادَ لِيُزِيلَ الشُّبْهَة، وَوَقَعَ لَهُ أَيْضًا فِي اِقْتِصَاره عَنْ كُلّ إِمَام عَلَى رَاوِيَيْنِ أَنَّهُ صَارَ مَنْ سَمِعَ قِرَاءَة رَاوٍ ثَالِث غَيْرهمَا أَبْطَلَهَا وَقَدْ تَكُونُ هِيَ أَشْهَر وَأَصَحَّ وَأَظْهَر وَرُبَّمَا بَالَغَ مَنْ لَا يَفْهَم فَخَطَّأَ أَوْ كَفَّرَ]
(يُتْبَعُ)
(/)
لَا لِاعْتِقَادِهِ أَوْ اعْتِقَادِ غَيْرِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هِيَ الْحُرُوفُ السَّبْعَةُ أَوْ أَنَّ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةَ الْمُعَيَّنِينَ هُمْ الَّذِينَ لَا يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِغَيْرِ قِرَاءَتِهِمْ.
[قَالَ أَبُو شَامَة: لَمْ يُرِدْ اِبْنُ مُجَاهِد مَا نُسِبَ إِلَيْهِ، بَلْ أَخْطَأَ مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ ذَلِكَ، وَقَدْ بَالَغَ أَبُو طَاهِر بْن أَبِي هَاشِم صَاحِبُهُ فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ نَسَبَ إِلَيْهِ أَنَّ مُرَاده بِالْقِرَاءَاتِ السَّبْع الْأَحْرُف السَّبْعَة الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث]
وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ: لَوْلَا أَنَّ ابْنَ مُجَاهِدٍ سَبَقَنِي إلَى حَمْزَةَ لَجَعَلْت مَكَانَهُ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيَّ إمَامَ جَامِعِ الْبَصْرَةِ وَإِمَامَ قُرَّاءِ الْبَصْرَةِ فِي زَمَانِهِ فِي رَأْسِ الْمِائَتَيْنِ.
[بيان أن أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ]
وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ أَنَّ الْحُرُوفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ مَعْنَاهَا مُتَّفِقًا أَوْ مُتَقَارِبًا كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: إنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ. وَقَدْ يَكُونُ مَعْنَى أَحَدِهِمَا لَيْسَ هُوَ مَعْنَى الْآخَرِ؛ لَكِنْ كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ حَقٌّ وَهَذَا اخْتِلَافُ تَنَوُّعٍ وَتَغَايُرٍ لَا اخْتِلَافُ تَضَادٍّ وَتَنَاقُضٍ وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا حَدِيثِ: {أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ إنْ قُلْت: غَفُورًا رَحِيمًا أَوْ قُلْت: عَزِيزًا حَكِيمًا فَاَللَّهُ كَذَلِكَ مَا لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِآيَةِ عَذَابٍ أَوْ آيَةَ عَذَابٍ بِآيَةِ رَحْمَةٍ} ".
[بيان أن أَنَّ الْقِرَاءَاتِ الْمَشْهُورَةِ لَا تَتَضَمَّنُ تَنَاقُضَ الْمَعْنَى وَتَضَادَّهُ]
وَهَذَا كَمَا فِي الْقِرَاءَاتِ الْمَشْهُورَةِ (رَبَّنَا بَاعِدْ وَبَاعَد) (إلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا). و (إلَّا أَنْ يُخَافَا أَلَّا يُقِيمَا) (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ -وَلِيَزُولَ - مِنْهُ الْجِبَالُ) و (بَلْ عَجِبْتَ -وَبَلْ عَجِبْتُ -) وَنَحْوِ ذَلِكَ.
وَمِنْ الْقِرَاءَاتِ مَا يَكُونُ الْمَعْنَى فِيهَا مُتَّفِقًا مِنْ وَجْهٍ مُتَبَايِنًا مِنْ وَجْهٍ كَقَوْلِهِ: (يَخْدَعُونَ وَيُخَادِعُونَ) (وَيَكْذِبُونَ وَيُكَذِّبُونَ) (وَلَمَسْتُمْ وَلَامَسْتُمْ) و (حَتَّى يَطْهُرْنَ وَيَطَّهَّرْنَ) وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذِهِ الْقِرَاءَاتُ الَّتِي يَتَغَايَرُ فِيهَا الْمَعْنَى كُلُّهَا حَقٌّ وَكُلُّ قِرَاءَةٍ مِنْهَا مَعَ الْقِرَاءَةِ الْأُخْرَى بِمَنْزِلَةِ الْآيَةِ مَعَ الْآيَةِ يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهَا كُلِّهَا وَاتِّبَاعُ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ الْمَعْنَى عِلْمًا وَعَمَلًا لَا يَجُوزُ تَرْكُ مُوجِبِ إحْدَاهُمَا لِأَجْلِ الْأُخْرَى ظَنًّا أَنَّ ذَلِكَ تَعَارُضٌ، بَلْ كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ كَفَرَ بِحَرْفِ مِنْهُ فَقَدْ كَفَرَ بِهِ كُلِّهِ. [أخرجه أحمد برقم (3845) والطبري برقم (18) وضعف الشيخ أحمد شاكر إسناديهما]
وَأَمَّا مَا اتَّحَدَ لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ وَإِنَّمَا يَتَنَوَّعُ صِفَةُ النُّطْقِ بِهِ كَالْهَمَزَاتِ وَالْمَدَّاتِ وَالْإِمَالَاتِ وَنَقْلِ الْحَرَكَاتِ وَالْإِظْهَارِ وَالْإِدْغَامِ وَالِاخْتِلَاسِ وَتَرْقِيقِ اللَّامَاتِ وَالرَّاءَاتِ: أَوْ تَغْلِيظِهَا وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا يُسَمَّى الْقِرَاءَاتِ الْأُصُولَ فَهَذَا أَظْهَرُ وَأَبْيَنُ فِي أَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ تَنَاقُضٌ وَلَا تَضَادٌّ مِمَّا تَنَوَّعَ فِيهِ اللَّفْظُ أَوْ الْمَعْنَى؛ إذْ هَذِهِ الصِّفَاتُ الْمُتَنَوِّعَةُ فِي أَدَاءِ اللَّفْظِ لَا تُخْرِجُهُ عَنْ أَنْ يَكُونَ
(يُتْبَعُ)
(/)
لَفْظًا وَاحِدًا وَلَا يُعَدُّ ذَلِكَ فِيمَا اخْتَلَفَ لَفْظُهُ وَاتَّحَدَ مَعْنَاهُ أَوْ اخْتَلَفَ مَعْنَاهُ مِنْ الْمُتَرَادِفِ وَنَحْوِهِ وَلِهَذَا كَانَ دُخُولُ هَذَا فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا مِنْ أَوْلَى مَا يَتَنَوَّعُ فِيهِ اللَّفْظُ أَوْ الْمَعْنَى وَإِنْ وَافَقَ رَسْمَ الْمُصْحَفِ وَهُوَ مَا يَخْتَلِفُ فِيهِ النَّقْطُ أَوْ الشَّكْلُ.
[بيان أن القراءة في الصلاة لا يلزم أن يكون متبعاً فيها قراءة من القراءات السبع]
وَلِذَلِكَ لَمْ يَتَنَازَعْ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ الْمَتْبُوعِينَ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ فِي أَنَّهُ لَا يَتَعَيَّنُ أَنْ يَقْرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ الْمُعَيَّنَةِ فِي جَمِيعِ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ؛ بَلْ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَهُ قِرَاءَةُ الْأَعْمَشِ شَيْخِ حَمْزَةَ أَوْ قِرَاءَةُ يَعْقُوبَ بْنِ إسْحَاقَ الْحَضْرَمِيِّ وَنَحْوِهِمَا كَمَا ثَبَتَ عِنْدَهُ قِرَاءَةُ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ فَلَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِهَا بِلَا نِزَاعٍ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ الْمَعْدُودِينَ مِنْ أَهْلِ الْإِجْمَاعِ وَالْخِلَافِ؛ بَلْ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ الْأَئِمَّةِ الَّذِينَ أَدْرَكُوا قِرَاءَةَ حَمْزَةَ كَسُفْيَانَ بْنِ عيينة وَأَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ وَبِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ وَغَيْرِهِمْ يَخْتَارُونَ قِرَاءَةَ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ الْمَدَنِيَّيْنِ وَقِرَاءَةَ الْبَصْرِيِّينَ كَشُيُوخِ يَعْقُوبَ بْنِ إسْحَاقَ وَغَيْرِهِمْ عَلَى قُرَّاءِ حَمْزَةَ وَالْكِسَائِيِّ. وَلِلْعُلَمَاءِ الْأَئِمَّةِ فِي ذَلِكَ مِنْ الْكَلَامِ مَا هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ.
[قَالَ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ: لَيْسَتْ هَذِهِ السَّبْعَة مُتَعَيِّنَة لِلْجَوَازِ حَتَّى لَا يَجُوز غَيْرهَا كَقِرَاءَةِ أَبِي جَعْفَر وَشَيْبَة وَالْأَعْمَش وَنَحْوهمْ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ مِثْلهمْ أَوْ فَوْقهمْ. وَكَذَا قَالَ غَيْر وَاحِد مِنْهُمْ مَكِّيّ بْن أَبِي طَالِبِ وَأَبُو الْعَلَاء الْهَمْدَانِيُّ وَغَيْرهمْ مِنْ أَئِمَّة الْقُرَّاء]
وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ أَهْلِ الْعِرَاقِ الَّذِينَ ثَبَتَتْ عِنْدَهُمْ قِرَاءَاتُ الْعَشَرَةِ أَوْ الْأَحَدَ عَشَرَ كَثُبُوتِ هَذِهِ السَّبْعَةِ يَجْمَعُونَ ذَلِكَ فِي الْكُتُبِ وَيَقْرَءُونَهُ فِي الصَّلَاةِ وَخَارِجَ الصَّلَاةِ وَذَلِكَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ لَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ.
وَأَمَّا الَّذِي ذَكَرَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ وَمَنْ نَقَلَ مِنْ كَلَامِهِ مِنْ الْإِنْكَارِ عَلَى ابْنِ شنبوذ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُ بِالشَّوَاذِّ فِي الصَّلَاةِ فِي أَثْنَاءِ الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ وَجَرَتْ لَهُ قِصَّةٌ مَشْهُورَةٌ فَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ فِي الْقِرَاءَاتِ الشَّاذَّةِ الْخَارِجَةِ عَنْ الْمُصْحَفِ كَمَا سَنُبَيِّنُهُ.
وَلَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ قِرَاءَةَ الْعَشَرَةِ وَلَكِنْ مَنْ [لَمْ] يَكُنْ عَالِمًا بِهَا أَوْ لَمْ تَثْبُتْ عِنْدَهُ كَمَنْ يَكُونُ فِي بَلَدٍ مِنْ بِلَادِ الْإِسْلَامِ بِالْمَغْرِبِ أَوْ غَيْرِهِ وَلَمْ يَتَّصِلْ بِهِ بَعْضُ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَقْرَأَ بِمَا لَا يَعْلَمُهُ فَإِنَّ الْقِرَاءَةَ كَمَا قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: " سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ يَأْخُذُهَا الْآخِرُ عَنْ الْأَوَّلِ " [أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي برقم (3808) وقال البيهقي: وأنما أراد والله أعلم أن أتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو أمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وأن كان غير ذلك سائغا في اللغة أو أظهر منها وبالله التوفيق]
(يُتْبَعُ)
(/)
كَمَا أَنَّ مَا ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَنْوَاعِ الِاسْتِفْتَاحَاتِ فِي الصَّلَاةِ وَمِنْ أَنْوَاعِ صِفَةِ الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ وَصِفَةِ صَلَاةِ الْخَوْفِ وَغَيْرِ ذَلِكَ كُلُّهُ حَسَنٌ يُشْرَعُ الْعَمَلُ بِهِ لِمَنْ عَلِمَهُ وَأَمَّا مَنْ عَلِمَ نَوْعًا وَلَمْ يَعْلَمْ غَيْرَهُ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَعْدِلَ عَمَّا عَلِمَهُ إلَى مَا لَمْ يَعْلَمْهُ وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُنْكِرَ عَلَى مَنْ عَلِمَ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَنْ يُخَالِفَهُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا} ".
[حكم القراءة بالقراءات الشواذ]
وَأَمَّا الْقِرَاءَةُ الشَّاذَّةُ الْخَارِجَةُ عَنْ رَسْمِ الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ مِثْلَ قِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى كَمَا قَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ. وَمِثْلَ قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ (فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ وَكَقِرَاءَتِهِ: (إنْ كَانَتْ إلَّا زقية وَاحِدَةً وَنَحْوِ ذَلِكَ. فَهَذِهِ إذَا ثَبَتَتْ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ فَهَلْ يَجُوزُ أَنْ يُقْرَأَ بِهَا فِي الصَّلَاةِ؟
عَلَى قَوْلَيْنِ لِلْعُلَمَاءِ هُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَرِوَايَتَانِ عَنْ مَالِكٍ.
إحْدَاهُمَا: يَجُوزُ ذَلِكَ لِأَنَّ الصَّحَابَةَ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَقْرَءُونَ بِهَذِهِ الْحُرُوفِ فِي الصَّلَاةِ.
وَالثَّانِيَةُ: لَا يَجُوزُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ أَكْثَرِ الْعُلَمَاءِ؛ لِأَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ لَمْ تَثْبُتْ مُتَوَاتِرَةً عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ ثَبَتَتْ فَإِنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بالعرضة الْآخِرَة، ِ فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ عَنْ عَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَارِضُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ والعرضة الْآخِرَةُ هِيَ قِرَاءَةُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَغَيْرِهِ، وَهِيَ الَّتِي أَمَرَ الْخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَكَتَبَهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ فِي صُحُفٍ أُمِرَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ بِكِتَابَتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ عُثْمَانُ فِي خِلَافَتِهِ بِكِتَابَتِهَا فِي الْمَصَاحِفِ، وَإِرْسَالِهَا إلَى الْأَمْصَار، ِ وَجَمْعِ النَّاسِ عَلَيْهَا، بِاتِّفَاقِ مِنْ الصَّحَابَةِ عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ.
[الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هَلْ هِيَ حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ أَمْ لَا؟]
وَهَذَا النِّزَاعُ لَا بُدَّ أَنْ يُبْنَى عَلَى الْأَصْلِ الَّذِي سَأَلَ عَنْهُ السَّائِلُ وَهُوَ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةَ هَلْ هِيَ حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ أَمْ لَا؟
فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ أَنَّهَا حَرْفٌ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ؛ بَلْ يَقُولُونَ: إنَّ مُصْحَفَ عُثْمَانَ هُوَ أَحَدُ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ وَهُوَ مُتَضَمِّنٌ للعرضة الْآخِرَةِ الَّتِي عَرَضَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى جِبْرِيلَ وَالْأَحَادِيثُ وَالْآثَارُ الْمَشْهُورَةُ الْمُسْتَفِيضَةُ تَدُلُّ عَلَى هَذَا الْقَوْلِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَذَهَبَ طَوَائِفُ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَأَهْلِ الْكَلَامِ إلَى أَنَّ هَذَا الْمُصْحَفَ مُشْتَمِلٌ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَرَّرَ ذَلِكَ طَوَائِفُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ الباقلاني وَغَيْرِهِ؛ بِنَاءً عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَى الْأُمَّةِ أَنْ تُهْمِلَ نَقْلَ شَيْءٍ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ وَقَدْ اتَّفَقُوا عَلَى نَقْلِ هَذَا الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ الْعُثْمَانِيِّ وَتَرْكِ مَا سِوَاهُ حَيْثُ أَمَرَ عُثْمَانُ بِنَقْلِ الْقُرْآنِ مِنْ الصُّحُفِ الَّتِي كَانَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ كَتَبَا الْقُرْآنَ فِيهَا ثُمَّ أَرْسَلَ عُثْمَانُ بِمُشَاوَرَةِ الصَّحَابَةِ إلَى كُلِّ مِصْرٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ بِمُصْحَفِ وَأَمَرَ بِتَرْكِ مَا سِوَى ذَلِكَ. قَالَ هَؤُلَاءِ: وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَنْهَى عَنْ الْقِرَاءَةِ بِبَعْضِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ.
[أجوبة أنصار القول الأول]
وَمَنْ نَصَرَ قَوْلَ الْأَوَّلِينَ يُجِيبُ تَارَةً:
[الجواب الأول]: بِمَا ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ وَغَيْرُهُ مِنْ أَنَّ الْقِرَاءَةَ عَلَى الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَى الْأُمَّةِ وَإِنَّمَا كَانَ جَائِزًا لَهُمْ مُرَخَّصًا لَهُمْ فِيهِ وَقَدْ جُعِلَ إلَيْهِمْ الِاخْتِيَارُ فِي أَيِّ حَرْفٍ اخْتَارُوهُ. [عبارة مُحَمَّد بْنِ جَرِيرٍ في مقدمة تفسيره: الأمة أمرت بحفظ القرآن وقراءته، وخُيِّرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت: فرأت قراءتَهُ بحرف واحدٍ، ورفْضَ القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحْظُرْ قراءته بجميع حروفه على قارئه، بما أذن له في قراءته به]
قال أبو العباس: كَمَا أَنَّ تَرْتِيبَ السُّوَرِ لَمْ يَكُنْ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ مَنْصُوصًا؛ بَلْ مُفَوَّضًا إلَى اجْتِهَادِهِمْ؛ وَلِهَذَا كَانَ تَرْتِيبُ مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ تَرْتِيبِ مُصْحَفِ زَيْدٍ وَكَذَلِكَ مُصْحَفُ غَيْرِهِ.
وَأَمَّا تَرْتِيبُ آيَاتِ السُّوَرِ فَهُوَ مُنَزَّلٌ مَنْصُوصٌ عَلَيْهِ فَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا آيَةً عَلَى آيَةٍ فِي الرَّسْمِ كَمَا قَدَّمُوا سُورَةً عَلَى سُورَةٍ لِأَنَّ تَرْتِيبَ الْآيَاتِ مَأْمُورٌ بِهِ نَصًّا وَأَمَّا تَرْتِيبُ السُّوَرِ فَمُفَوَّضٌ إلَى اجْتِهَادِهِمْ.
قَالُوا: فَكَذَلِكَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ فَلَمَّا رَأَى الصَّحَابَةُ أَنَّ الْأُمَّةَ تَفْتَرِقُ وَتَخْتَلِفُ وَتَتَقَاتَلُ إذَا لَمْ يَجْتَمِعُوا عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ اجْتَمَعُوا عَلَى ذَلِكَ اجْتِمَاعًا سَائِغًا وَهُمْ مَعْصُومُونَ أَنْ يَجْتَمِعُوا عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ تَرْكٌ لِوَاجِبِ وَلَا فِعْلٌ لِمَحْظُورِ.
[الجواب الثاني]: وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ التَّرْخِيصَ فِي الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ كَانَ فِي أَوَّلِ الْإِسْلَامِ؛ لِمَا فِي الْمُحَافَظَةِ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ أَوَّلًا فَلَمَّا تَذَلَّلَتْ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقِرَاءَةِ وَكَانَ اتِّفَاقُهُمْ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ يَسِيرًا عَلَيْهِمْ وَهُوَ أَرْفَقُ بِهِمْ أَجْمَعُوا عَلَى الْحَرْفِ الَّذِي كَانَ فِي العرضة الْآخِرَةِ. وَيَقُولُونَ: إنَّهُ نُسِخَ مَا سِوَى ذَلِكَ.
[قال بهذا أبو جعفر الطحاوي وعبارته في المشكل: وَكَانَتْ هَذِهِ السَّبْعَةُ لِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ فِي عَجْزِهِمْ عَنْ أَخْذِ الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِهَا مِمَّا لَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ لِمَا قَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ فِي هَذَا الْبَابِ وَكَانُوا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى كَثُرَ مَنْ يَكْتُبُ مِنْهُمْ، وَحَتَّى عَادَتْ لُغَاتُهُمْ إلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَرَءُوا بِذَلِكَ عَلَى تَحَفُّظٍ الْقُرْآنَ بِأَلْفَاظِهِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا فَلَمْ يَسَعْهُمْ حِينَئِذٍ أَنْ يَقْرَءُوهُ بِخِلَافِهَا وَبَانَ بِمَا ذَكَرْنَا أَنَّ تِلْكَ السَّبْعَةَ الْأَحْرُفَ إنَّمَا كَانَتْ فِي وَقْتٍ خَاصٍّ لِضَرُورَةٍ دَعَتْ إلَى ذَلِكَ ثُمَّ ارْتَفَعَتْ تِلْكَ الضَّرُورَةُ فَارْتَفَعَ
(يُتْبَعُ)
(/)
حُكْمُ هَذِهِ السَّبْعَةِ الْأَحْرُفِ وَعَادَ مَا يُقْرَأُ بِهِ الْقُرْآنُ عَلَى حَرْفٍ وَاحِدٍ].
وَهَؤُلَاءِ يُوَافِقُ قَوْلُهُمْ قَوْلَ مَنْ يَقُولُ: إنَّ حُرُوفَ أبي بْنِ كَعْبٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا مِمَّا يُخَالِفُ رَسْمَ هَذَا الْمُصْحَفِ مَنْسُوخَةٌ.
وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ كَانَ يَجُوزُ الْقِرَاءَةُ بِالْمَعْنَى فَقَدْ كَذَبَ عَلَيْهِ، وَإِنَّمَا قَالَ: قَدْ نَظَرْت إلَى الْقُرَّاءِ فَرَأَيْت قِرَاءَتَهُمْ مُتَقَارِبَةً وَإِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِ أَحَدِكُمْ: أَقْبِلْ وَهَلُمَّ وَتَعَالَ فَاقْرَءُوا كَمَا عَلِمْتُمْ أَوْ كَمَا قَالَ.
[أخرجه الطبري برقم (48) ولفظه: إني قد سمعت إلى القَرَأةِ، فوجدتُهم متقاربين فاقرأوا كما عُلِّمتم، وإياكم والتنطع، فإنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال].
ثُمَّ مَنْ جَوَّزَ الْقِرَاءَةَ بِمَا يَخْرُجُ عَنْ الْمُصْحَفِ مِمَّا ثَبَتَ عَنْ الصَّحَابَةِ قَالَ يَجُوزُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا
وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزْهُ فَلَهُ ثَلَاثَةُ مَآخِذَ:
تَارَةً يَقُولُ: لَيْسَ هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ.
وَتَارَةً يَقُولُ: هُوَ مِنْ الْحُرُوفِ الْمَنْسُوخَةِ.
وَتَارَةً يَقُولُ: هُوَ مِمَّا انْعَقَدَ إجْمَاعُ الصَّحَابَةِ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُ.
وَتَارَةً يَقُولُ: لَمْ يُنْقَلْ إلَيْنَا نَقْلًا يَثْبُتُ بِمِثْلِهِ الْقُرْآنُ.
وَهَذَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ الْمُتَقَدِّمِينَ والمتأخرين.
وَلِهَذَا كَانَ فِي الْمَسْأَلَةِ قَوْلٌ ثَالِثٌ -وَهُوَ اخْتِيَارُ جَدِّي أَبِي الْبَرَكَاتِ -
[ولهذا فإنه عقد باباً في المنتقى قال فيه: بَابُ الْحُجَّةِ فِي الصَّلَاةِ بِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيُّ وَغَيْرِهِمَا مِمَّنْ أَثْنَى عَلَى قِرَاءَتِهِ] أَنَّهُ إنْ قَرَأَ بِهَذِهِ الْقِرَاءَاتِ فِي الْقِرَاءَةِ الْوَاجِبَةِ - وَهِيَ الْفَاتِحَةُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا - لَمْ تَصِحَّ صَلَاتُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَدَّى الْوَاجِبَ مِنْ الْقِرَاءَةِ لِعَدَمِ ثُبُوتِ الْقُرْآنِ بِذَلِكَ.
وَإِنْ قَرَأَ بِهَا فِيمَا لَا يَجِبُ لَمْ تَبْطُلْ صَلَاتُهُ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَتَيَقَّنْ أَنَّهُ أَتَى فِي الصَّلَاةِ بِمُبْطِلِ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ عَلَيْهَا
وَهَذَا الْقَوْلُ يَنْبَنِي عَلَى " أَصْلٍ " وَهُوَ أَنَّ مَا لَمْ يَثْبُتْ كَوْنُهُ مِنْ الْحُرُوفِ السَّبْعَةِ فَهَلْ يَجِبُ الْقَطْعُ بِكَوْنِهِ لَيْسَ مِنْهَا؟
فَاَلَّذِي عَلَيْهِ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ لَا يَجِبُ الْقَطْعُ بِذَلِكَ إذْ لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا أَوْجَبَ عَلَيْنَا أَنْ يَكُونَ الْعِلْمُ بِهِ فِي النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ قَطْعِيًّا.
وَذَهَبَ فَرِيقٌ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ إلَى وُجُوبِ الْقَطْعِ بِنَفْيِهِ حَتَّى قَطَعَ بَعْضُ هَؤُلَاءِ - كَالْقَاضِي أَبِي بَكْرٍ - بِخَطَأِ الشَّافِعِيِّ وَغَيْرِهِ مِمَّنْ أَثْبَتَ الْبَسْمَلَةَ آيَةً مِنْ الْقُرْآنِ فِي غَيْرِ سُورَةِ النَّمْلِ لِزَعْمِهِمْ أَنَّ مَا كَانَ مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ فِي الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ يَجِبُ الْقَطْعُ بِنَفْيِهِ
[هل الْبَسْمَلَةُ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّه؟]
وَالصَّوَابُ: الْقَطْعُ بِخَطَأِ هَؤُلَاءِ وَأَنَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ حَيْثُ كَتَبَهَا الصَّحَابَةُ فِي الْمُصْحَفِ إذْ لَمْ يَكْتُبُوا فِيهِ إلَّا الْقُرْآنَ وَجَرَّدُوهُ عَمَّا لَيْسَ مِنْهُ كَالتَّخْمِيسِ وَالتَّعْشِيرِ وَأَسْمَاءِ السُّوَرِ؛ وَلَكِنْ مَعَ ذَلِكَ لَا يُقَالُ هِيَ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ السُّورَةِ الَّتِي قَبْلَهَا؛ بَلْ هِيَ كَمَا كُتِبَتْ آيَةٌ أَنْزَلَهَا اللَّهُ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ السُّورَةِ وَهَذَا أَعْدَلُ الْأَقْوَالِ الثَّلَاثَةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَسَوَاءٌ قِيلَ بِالْقَطْعِ فِي النَّفْيِ أَوْ الْإِثْبَاتِ فَذَلِكَ لَا يَمْنَعُ كَوْنَهَا مِنْ مَوَارِدِ الِاجْتِهَادِ الَّتِي لَا تَكْفِيرَ وَلَا تَفْسِيقَ فِيهَا لِلنَّافِي وَلَا لِلْمُثْبِتِ.
بَلْ قَدْ يُقَالُ مَا قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ: إنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ الْقَوْلَيْنِ حَقٌّ وَإِنَّهَا آيَةٌ مِنْ الْقُرْآنِ فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ وَلَيْسَتْ آيَةً فِي بَعْضِ الْقِرَاءَاتِ؛ وَهِيَ قِرَاءَةُ الَّذِينَ يَصِلُونَ وَلَا يَفْصِلُونَ بِهَا بَيْنَ السُّورَتَيْنِ.
[مَا السَّبَبُ الَّذِي أَوْجَبَ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ الْقُرَّاءِ فِيمَا احْتَمَلَهُ خَطُّ الْمُصْحَفِ]
وَأَمَّا قَوْلُ السَّائِلِ: مَا السَّبَبُ الَّذِي أَوْجَبَ الِاخْتِلَافَ بَيْنَ الْقُرَّاءِ فِيمَا احْتَمَلَهُ خَطُّ الْمُصْحَفِ؟
فَهَذَا مَرْجِعُهُ إلَى النَّقْلِ وَاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِتَسْوِيغِ الشَّارِعِ لَهُمْ الْقِرَاءَةَ بِذَلِكَ كُلِّهِ إذْ لَيْسَ لِأَحَدِ أَنْ يَقْرَأَ قِرَاءَةً بِمُجَرَّدِ رَأْيِهِ؛ بَلْ الْقِرَاءَةُ سُنَّةٌ مُتَّبَعَةٌ وَهُمْ إذَا اتَّفَقُوا عَلَى اتِّبَاعِ الْقُرْآنِ الْمَكْتُوبِ فِي الْمُصْحَفِ الْإِمَامِيِّ وَقَدْ قَرَأَ بَعْضُهُمْ بِالْيَاءِ وَبَعْضُهُمْ بِالتَّاءِ لَمْ يَكُنْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا خَارِجًا عَنْ الْمُصْحَفِ. وَمِمَّا يُوَضِّحُ ذَلِكَ أَنَّهُمْ يَتَّفِقُونَ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ عَلَى يَاءٍ أَوْ تَاءٍ وَيَتَنَوَّعُونَ فِي بَعْضٍ كَمَا اتَّفَقُوا فِي قَوْله تَعَالَى {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} فِي مَوْضِعٍ وَتَنَوَّعُوا فِي مَوْضِعَيْنِ.
وَقَدْ بَيَّنَّا أَنَّ الْقِرَاءَتَيْنِ كَالْآيَتَيْنِ فَزِيَادَةُ الْقِرَاءَاتِ كَزِيَادَةِ الْآيَاتِ؛ لَكِنْ إذَا كَانَ الْخَطُّ وَاحِدًا وَاللَّفْظُ مُحْتَمَلًا كَانَ ذَلِكَ أَخْصَرَ فِي الرَّسْمِ.
وَالِاعْتِمَادُ فِي نَقْلِ الْقُرْآنِ عَلَى حِفْظِ الْقُلُوبِ لَا عَلَى الْمَصَاحِفِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {إنَّ رَبِّي قَالَ لِي أَنْ قُمْ فِي قُرَيْشٍ فَأَنْذِرْهُمْ. فَقُلْت: أَيْ رَبِّ إذًا يَثْلَغُوا رَأْسِي - أَيْ يَشْدَخُوا - فَقَالَ: إنِّي مُبْتَلِيك وَمُبْتَلٍ بِك وَمُنْزِلٌ عَلَيْك كِتَابًا لَا يَغْسِلُهُ الْمَاءُ تَقْرَؤُهُ نَائِمًا ويقظانا فَابْعَثْ جُنْدًا أَبْعَثْ مِثْلَيْهِمْ وَقَاتِلْ بِمَنْ أَطَاعَك مَنْ عَصَاك وَأَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْك} " فَأَخْبَرَ أَنَّ كِتَابَهُ لَا يَحْتَاجُ فِي حِفْظِهِ إلَى صَحِيفَةٍ تُغْسَلُ بِالْمَاءِ؛ بَلْ يَقْرَؤُهُ فِي كُلِّ حَالٍ كَمَا جَاءَ فِي نَعْتِ أُمَّتِهِ: " أَنَاجِيلُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ " بِخِلَافِ أَهْلِ الْكِتَابِ الَّذِينَ لَا يَحْفَظُونَهُ إلَّا فِي الْكُتُبِ وَلَا يَقْرَءُونَهُ كُلَّهُ إلَّا نَظَرًا لَا عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ كَالْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ مِنْ الْأَنْصَارِ وَكَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.
فَتَبَيَّنَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ أَنَّ الْقِرَاءَاتِ الْمَنْسُوبَةَ إلَى نَافِعٍ وَعَاصِمٍ لَيْسَتْ هِيَ الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا وَذَلِكَ بِاتِّفَاقِ عُلَمَاءِ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وَكَذَلِكَ لَيْسَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَاتُ السَّبْعَةُ هِيَ مَجْمُوعَ حَرْفٍ وَاحِدٍ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ؛ بَلْ الْقِرَاءَاتُ الثَّابِتَةُ عَنْ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ - كَالْأَعْمَشِ وَيَعْقُوبَ وَخَلَفٍ وَأَبِي جَعْفَرٍ يَزِيدَ بْنِ الْقَعْقَاعِ وَشَيْبَةَ بْنِ نِصَاحٍ وَنَحْوِهِمْ - هِيَ بِمَنْزِلَةِ الْقِرَاءَاتِ الثَّابِتَةِ عَنْ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةِ عِنْدَ مَنْ ثَبَتَ ذَلِكَ عِنْدَهُ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ.
[قال ابن الجزري فِي النَّشْرِ: كُلُّ قِرَاءَةٍ وَافَقَتْ الْعَرَبِيَّةَ وَلَوْ بِوَجْهٍ، ووَافَقَتْ أَحَدَ الْمَصَاحِفِ الْعُثْمَانِيَّةِ وَلَوْ احْتِمَالًا، وَصَحَّ إسْنَادُهَا فَهِيَ الْقِرَاءَةُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي لَا يَجُوزُ رَدُّهَا وَلَا يَحِلُّ إنْكَارُهَا، بَلْ هِيَ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَى النَّاسِ قَبُولُهَا، سَوَاءٌ كَانَتْ عَنْ الْأَئِمَّةِ السَّبْعَةِ أَمْ عَنْ الْعَشَرَةِ أَمْ عَنْ غَيْرِهِمْ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَقْبُولِينَ، وَمَتَى اخْتَلَّ رُكْنٌ مِنْ هَذِهِ الْأَرْكَانِ الثَّلَاثَةِ أُطْلِقَ عَلَيْهَا ضَعِيفَةٌ أَوْ شَاذَّةٌ أَوْ بَاطِلَةٌ سَوَاءٌ كَانَتْ عَنْ السَّبْعَةِ أَوْ عَمَّنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُمْ، هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَ أَئِمَّةِ التَّحْقِيقِ مِنْ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ، صَرَّحَ بِذَلِكَ الْمَدَنِيُّ وَالْمَكِّيُّ وَالْمَهْدَوِيُّ وَأَبُو شَامَةَ وَهُوَ مَذْهَبُ السَّلَفِ الَّذِي لَا يُعْرَفُ مِنْ أَحَدِهِمْ خِلَافُهُ].
وَهَذَا أَيْضًا مِمَّا لَمْ يَتَنَازَعْ فِيهِ الْأَئِمَّةُ الْمَتْبُوعُونَ مِنْ أَئِمَّةِ الْفُقَهَاءِ وَالْقُرَّاءِ وَغَيْرِهِمْ وَإِنَّمَا تَنَازَعَ النَّاسُ مِنْ الْخَلَفِ فِي الْمُصْحَفِ الْعُثْمَانِيِّ الْإِمَامِ الَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالتَّابِعُونَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَالْأُمَّةُ بَعْدَهُمْ هَلْ هُوَ بِمَا فِيهِ مِنْ الْقِرَاءَاتِ السَّبْعَةِ وَتَمَامِ الْعَشَرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ هَلْ هُوَ حَرْفٌ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الَّتِي أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَيْهَا؟ أَوْ هُوَ مَجْمُوعُ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ.
وَالْأَوَّلُ قَوْلُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ وَالْعُلَمَاءِ وَالثَّانِي قَوْلُ طَوَائِفَ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْقُرَّاءِ وَغَيْرِهِمْ
وَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ لَا يُخَالِفُ بَعْضُهَا بَعْضًا خِلَافًا يتضاد فِيهِ الْمَعْنَى وَيَتَنَاقَضُ؛ بَلْ يُصَدِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا كَمَا تُصَدِّقُ الْآيَاتُ بَعْضُهَا بَعْضًا. وَسَبَبُ تَنَوُّعِ الْقِرَاءَاتِ فِيمَا احْتَمَلَهُ خَطُّ الْمُصْحَفِ هُوَ تَجْوِيزُ الشَّارِعِ وَتَسْوِيغُهُ ذَلِكَ لَهُمْ؛ إذْ مَرْجِعُ ذَلِكَ إلَى السُّنَّةِ وَالِاتِّبَاعِ لَا إلَى الرَّأْيِ وَالِابْتِدَاعِ.
[ولهذا قال أبو عمرُو بنُ العلاء: لولا أنَّهُ ليسَ لي أن أقرأ إلا بما قُرِئ به، لقرأتُ حرفَ كذا، وحرفَ كذا.
وقال أبو عمرو الداني: وأئمة القراء لا تعمل في شيء من حروف القرآن على الأفشى في اللغة والأشقيس في العربية بل على الأثبت في الأثر والأصح في النقل وإذا ثبتت الرواية لم يردها قياس عربية ولا فشو لغة لأن القراءة سنة متبعة يلزم قبولها والمصير إليها].
أَمَّا إذَا قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ هِيَ الْأَحْرُفُ السَّبْعَةُ فَظَاهِرٌ وَكَذَلِكَ بِطَرِيقِ الْأَوْلَى إذَا قِيلَ: إنَّ ذَلِكَ حَرْفٌ مِنْ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ فَإِنَّهُ إذَا كَانَ قَدْ سُوِّغَ لَهُمْ أَنْ يَقْرَءُوهُ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ كُلُّهَا شَافٍ كَافٍ مَعَ تَنَوُّعِ الْأَحْرُفِ فِي الرَّسْمِ؛ فَلَأَنْ يُسَوَّغَ ذَلِكَ مَعَ اتِّفَاقِ ذَلِكَ فِي الرَّسْمِ وَتَنَوُّعِهِ فِي اللَّفْظِ أَوْلَى وَأَحْرَى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَهَذَا مِنْ أَسْبَابِ تَرْكِهِمْ الْمَصَاحِفَ أَوَّلَ مَا كُتِبَتْ غَيْرَ مَشْكُولَةٍ وَلَا مَنْقُوطَةٍ؛ لِتَكُونَ صُورَةُ الرَّسْمِ مُحْتَمِلَةً لِلْأَمْرَيْنِ كَالتَّاءِ وَالْيَاءِ وَالْفَتْحِ وَالضَّمِّ وَهُمْ يَضْبِطُونَ بِاللَّفْظِ كِلَا الْأَمْرَيْنِ وَيَكُونُ دَلَالَةُ الْخَطِّ الْوَاحِدِ عَلَى كِلَا اللَّفْظَيْنِ الْمَنْقُولَيْنِ الْمَسْمُوعَيْنِ الْمَتْلُوَّيْنِ شَبِيهًا بِدَلَالَةِ اللَّفْظِ الْوَاحِدِ عَلَى كِلَا الْمَعْنَيَيْنِ الْمَنْقُولَيْنِ الْمَعْقُولَيْنِ الْمَفْهُومَيْنِ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلَقَّوْا عَنْهُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ بِتَبْلِيغِهِ إلَيْهِمْ مِنْ الْقُرْآنِ لَفْظِهِ وَمَعْنَاهُ جَمِيعًا
كَمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السلمي - وَهُوَ الَّذِي رَوَى عَنْ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ} " كَمَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ وَكَانَ يُقْرِئُ الْقُرْآنَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. - قَالَ: حَدَّثَنَا الَّذِينَ كَانُوا يُقْرِئُونَنَا عُثْمَانُ بْنُ عفان وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُهُمَا: أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ لَمْ يُجَاوِزُوهَا حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَا فِيهَا مِنْ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ. قَالُوا: فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا.
[أخرجه الطبري برقم (82) وقال أحمد شاكر: هذا إسناد صحيح متصل]
وَلِهَذَا دَخَلَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ: " {خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ} " تَعْلِيمُ حُرُوفِهِ وَمَعَانِيهِ جَمِيعًا؛ بَلْ تَعَلُّمُ مَعَانِيهِ هُوَ الْمَقْصُودُ الْأَوَّلُ بِتَعْلِيمِ حُرُوفِهِ وَذَلِكَ هُوَ الَّذِي يَزِيدُ الْإِيمَانَ كَمَا قَالَ جُنْدُبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ وَغَيْرُهُمَا: تَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا إيمَانًا وَأَنْتُمْ تَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ ثُمَّ تَتَعَلَّمُونَ الْإِيمَانَ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَيْنِ رَأَيْت أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ حَدَّثَنَا " {أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ} " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ وَلَا تَتَّسِعُ هَذِهِ الْوَرَقَةُ لِذِكْرِ ذَلِكَ.
وَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ مِمَّا بَلَّغَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى النَّاسِ. وَبَلَّغَنَا أَصْحَابُهُ عَنْهُ الْإِيمَانَ وَالْقُرْآنَ حُرُوفَهُ وَمَعَانِيَهُ وَذَلِكَ مِمَّا أَوْحَاهُ اللَّهُ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} وَتَجُوزُ الْقِرَاءَةُ فِي الصَّلَاةِ وَخَارِجَهَا بِالْقِرَاءَاتِ الثَّابِتَةِ الْمُوَافَقَةِ لِرَسْمِ الْمُصْحَفِ كَمَا ثَبَتَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَاتُ وَلَيْسَتْ شَاذَّةً حِينَئِذٍ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[01 Nov 2007, 10:02 م]ـ
بارك اله فيك علي ما نقلت
وقد استفدت قول الشيخ--لَا نِزَاعَ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ أَنَّ " الْأَحْرُفَ السَّبْعَةَ " الَّتِي ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَيْهَا لَيْسَتْ هِيَ " قِرَاءَاتِ الْقُرَّاءِ السَّبْعَةِ الْمَشْهُورَةَ "----
ويبقي السؤال محل بحث!!(/)
حول تسمية بعض السور القرآنية بسورة البقرة والأنعام ونحوها
ـ[البهيجي]ــــــــ[02 Nov 2007, 05:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعزائي الكرام ... القارئات الكريمات
السلام عليكم .... مما قرأت أن هناك روايات عن الرسول الكريم اللهم صل عليه وآله .. تحث على تسمية سورة البقرة
بالسورة التي ذكرت بها البقرة ... وكذلك سورة النحل والنمل والفيل ولكني لاأعلم صحة تلك الروايات
أرجو بيان صحتها .... ولكم الشكر والسلام عليكم.
البهيجي
ـ[د. أنمار]ــــــــ[03 Nov 2007, 01:55 ص]ـ
راجع الأذكار للنووي ففيه تضعيف هذا القول المنقول عن بعض العلماء وبيان أن الصواب هو صحة القول بسورة البقرة لأنه ورد في الأحاديث الصحيحة على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفس هذه التسمية
ـ[البهيجي]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم .... بارك الله بك أخي د أنمار على مشاركتك وسلمت يمينك.
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:28 ص]ـ
حول تسمية السور القرآنية باسم البهائم
العنوان (غير) مستساغ.
والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 Nov 2007, 06:06 م]ـ
العنوان (غير) مستساغ
تماماً .. !
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[06 Nov 2007, 11:28 ص]ـ
نحن طلاب في الدراسات العليا (طلبة الدكتوراه) كان لنا اساتذ يوجهننا في كتابة الهوامش في منهج بحث: لا تكتبوا البقرة وانما سورة البقرة ادبا مع القران الكريم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[06 Nov 2007, 09:24 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتاب الأذكار
فصل: ومن ذلك ما نُقل عن بعض المتقدمين أنه يُكره أن يقولَ: سورة البقرة، وسورة الدخان، والعنكبوت، والروم، والأحزاب، وشبه ذلك؛ قالوا: وإنما يُقال السورة التي يُذكر فيها البقرة، والسورة التي يُذكر فيها النساء وشبه ذلك. قلتُ: وهذا خطأ مخالف للسنّة، فقد ثبت في الأحاديث استعمال ذلك فيما لا يُحصى من المواضع كقوله صلى اللّه عليه وسلم: " الآيَتانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ مَنْ قَرأهُما في لَيْلَةٍ كَفَتَاه " وهذا الحديث في الصحيحين وأشباهُه كثيرة لا تنحصر.
اهـ من كتاب حفظ اللسان
http://www.al-eman.com/islamlib/viewchp.asp?BID=131&CID=36
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[07 Nov 2007, 12:59 ص]ـ
السؤال وجيه والعنوان غير مناسب
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[07 Nov 2007, 01:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم السؤال وجيه والعبارة غير لائقة
في الأول أضم صوتي إلى الإخوان الذين سبقوني وأتفق معهم على أن التأدب مع الله تعالى ومع كتابه الحكيم يستوجبان استعمال الكلمات والعبارات اللآئقة
أما السؤال في حد ذاته فمقبول وقد أنكر بعض الناس من قريش ومن اليهود وسواهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا فقالوا:إن الرب أعظم من أن يذكر الذباب والعنكبوت ونحو ذلك فرد عليهم القرآن الكريم ببيانه المعجز وحجته الدامغة بقول الله عز وجل: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Nov 2007, 05:48 م]ـ
عُدِّل العنوان إلى ما هو أحسن وأليق, وجزاكم الله خيراً.
ـ[البهيجي]ــــــــ[09 Nov 2007, 10:22 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ شكرا لكل من ساهم في المشاركة وأعترف ان صيغة السؤال الآن
أكثر أدباً مع القرآن الكريم ..... وبارك الله بكم وبالملتقى .... والسلام عليكم.(/)
ماهي أحسن طبعة للتفاسير التالية؟
ـ[البهيجي]ــــــــ[02 Nov 2007, 05:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو بيان أحسن الطبعات للتفاسير بن كثير الآلوسي الشوكاني القرطبي رحمهم الله تعالى مع ذكر
أسماء هيئة التحقيق .... وجزاكم الله خيرا.
البهيجي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Nov 2007, 08:41 م]ـ
- أفضل طبعة لتفسير القرطبي هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2565) .
- أفضل طبعات تفسير ابن كثير هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=103) .
- أفضل طبعات تفسير الشوكاني هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=8378) .
- أفضل طبعات تفسير الألوسي حسب علمي هي الطبعة المنيرية، ويمكنك تحميلها من هنا ( http://www.waqfeya.com/open.php?cat=11&book=1314) .
وأرجو منك أخي الكريم ثائر أن تبحث في الملتقى قبل طرح أسئلة جديدة، فكثير من الأسئلة سبق الحديث عنها.
ـ[البهيجي]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الكريم المشرف العام
السلام عليكم ..... جزاك الله خيرا وبارك بك وبهذا الملتقى ... وشكرا.(/)
إلى المشايخ الفضلاء في الأردن .....
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[02 Nov 2007, 10:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشايخ الفضلاء في الأردن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجو ممن يستطيع الإفادة، أن يدلي بدلوه، وله من الله الأجر والثواب، ثم مني الشكر والثناء.
ماهي المكتبات المتخصصة في العلوم الشرعية لا سيما علوم القرآن والتفسير في العاصمة عمّان، وما قرب منها؟
وكذا ماهي الجامعات التي بها قسم دراسات عليا في علوم القرآن والتفسير يمكن الاطلاع فيها على الرسائل العلمية بعمّان؟
ومن يعلم عن رسائل لها تعلق بموضوع دلالة السياق القرآني فلا عدمنا إفادته. (هذا عام لمشايخ الأردن وغيرها)
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[03 Nov 2007, 12:28 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أخي عبد الرحمن
لا توجد مكتبة متخصصة في علوم القرآن في الأردن
فكل المكتبات تقريبا تبيع كتب علوم القرآن و التفسير (إذا كنت تريد شيئا محددا فنحن في الخدمة)
أما بالنسبة للجامعات التي دراسات عليا فأستحضر متها الجامعة الأردنية و جامعة اليرموك و كلية الدعوة و أصول الدين و جامعة آل البيت
و بالنسبة للسيلق القرآني فأذكر الآن كتاب د. المثنى عبد الفتاح، و سأبحث عن المزيد و أوافيك به لاحقا
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:58 م]ـ
المعلومات التي ذكرها الأخ الفاضل موتمباي رجب وافية وتدل على قرب عهده او استمرار إقامته في بلده الأردن
ومن باب الإضافة يحضرني صدور كتاب في الأردن قبل مدة عن السياق وأهميته في فهم الآيات لأبي صفية (نسيت الاسم الأول للمؤلف وأبو صفية هو اسمه الأخير)
ـ[عبدالرحمن المطيري]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:04 م]ـ
الأخ الفاضل / موتمباي رجب وفقه الله
أشكر لكم تعاونكم واهتمامكم.
وكذا أشكركم على إبداء رغبتكم بالمساعدة، وقد بلغت في القلب منزلاً عظيماً، فجزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم.
وسبب هذه الأسئلة أنه مقرر لي زيارة عمّان قريباً بإذن الله، فأردت معرفة الكتبات الشرعية ليتسنى لي زيارتها، وقد سمعت عن "دار عمار" واهتمامها بالكتب المتعلقة بالقرآن وعلومه (ولا أعلم إن كانت هذه المعلومة صحيحة أم لا!)، وكذا الجامعات للاستفادة من الرسائل العلمية المسجلة بها.
وجزاكم الله خير الجزاء على ما أفدتم به من معلومات فيما يخص الجامعات وكذا رسالة الدكتور المثنى
الدكتور الفاضل / أحمد شكري وفقه الله
جزاكم الله خير الجزاء على إضافتكم القيمة، وبارك فيكم وفي علمكم.
ومن لديه إضافات فلا عدمنا خيره.
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[03 Nov 2007, 11:22 م]ـ
قبل نزولك عمان نقول لك كما قال الخريمي - و ليس حاتم كما يظن البعض -:
أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله**** و يخصب عندي و المحل جديب
و ما الخصب للأضياف أن يكثر القرى **** و لكنما وجه الكريم خصيب
و ما ذكرت عن دار عمار فصحيح، فهي تهتم بعلوم القرآن و خاصة القراءات(/)
اقتراح بخصوص العروض الالكترونية لموضوعات الدراسات القرآنية
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[02 Nov 2007, 11:03 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
فلا زال هذا الملتقى المبارك يفيض علينا بالخير والبركات من خلال نشر مسألة علمية أو بحث من البحوث أو الإخبارعما صدر حديثا في الدور والمكتبات فنسأل الله أن يبارك لنا فيه.
ومن هذه المشاركات المفيدة الماتعة تلك البحوث الجميلة والشروح اللطيفة التي تزدان أكثر بأن توضع في قالب برنامج (عرض الشرائح - PowerPoint ) فيزيدها جمالا إلى جمال
ومن ذلك ما أتحفنا به شيخنا أبو مجاهد في شرحه لمقدمة شيخ الإسلام في التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=732&highlight=%E3%DE%CF%E3%C9+%C7%E1%CA%DD%D3%ED%D1)
ولا شك أن أجهزة المشايخ والإخوة الفضلاء لا تخلو من هذه العروض القيمة إما من صنيعهم أو من صيدهم
فما رأيكم - حفظكم الله - لو حُفِظت هذه العروض المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن في هذا الملتقى ليعم نفعه بإذن الله إما بتخصيص قسم له أو أن يضاف لملتقى الكتب والبحوث؟
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[02 Nov 2007, 11:32 م]ـ
فكرة رائعة، يا أبا عبد الرحمن وأنا جاهز لتحميل ما سيشارك به الأعضاء وفقهم الله
أبو مهند
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2007, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً. وهذه فكرة قديمة كنا طرحناها في الشبكة على أن يكون هناك مشروع ما سميناه بالدروس الالكترونية بحيث يعتمد تصميم موحد للدروس يحمل اسم الشبكة، تصمم فيه دروس علوم القرآن وأصول التفسير تصميماً بديعاً سهلاً خالياً من كثرة الصور والمؤثرات ليعرض بطريقة هادئة، ومن أفضل النماذج التي تجدها للفكرة التي طرحت ما قدمه الأستاذ محمد بن جماعة هنا ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=242) في المشاركة رقم 13. والمسألة سهلة التنفيذ، فيمكن تلخيص رؤوس مسائل أي موضوع من موضوعات علوم القرآن كالمكي والمدني وغيره ثم توضع على شرائح الباوربوينت، وترفع على الموقع في المكتبة بقسم خاص بالدروس الالكترونية، بحيث إذا احتاج أحدنا إلى شرح هذا الموضوع أو ذاك ينزل العرض من المكتبة ويقوم هو بشرحه مستعيناً بهذا العرض، وقد بدأت في تحويل دروسي في مناهج المفسرين الذين عرضتهم في برنامج (أهل التفسير) إلى عروض باوربوينت ليستفيد منها من يريد عرض أي مفسر منهم، لكنني أقوم بذلك بمفردي (وطال الطريق على واحدِ).
ولعل الله أن ييسر تنفيذ هذا المشروع شيئاً فشيئاً. وأشكرك على إعادة طرح الفكرة.(/)
اقتراح
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[02 Nov 2007, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أفكر يوما في موضوع جمع ماقاله أهل التفسير حول آية، بحيث يجمع أغلب ماقيل في تفسير كل آية من كتاب الله،
ولا يشترط الجمع من كل كتب التفسير ولكن لو تم اختيار مجموعة من الكتب بناءا على ضوابط يضعها أهل الاختصاص كسلامة التفسير في لغته وعقائده وغير ذلك مما يقرره المختصون،
فلربما يسهل بذلك البحث ويمكن فهم الآية ومعانيها بشكل أوسع
انتظر رأي المشايخ الفضلاء ...............
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[03 Nov 2007, 01:53 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
هذا الاقتراح ذكرني بهذا المقال همة عالية، ومشروع الكتروني لتفسير القرآن لم يكتمل ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8517)
وعسى أن يرى النور قريبا(/)
تفسير آيات الاحكام للأستاذ الدكتور/ القصبي محمود زلط
ـ[يسري خضر]ــــــــ[02 Nov 2007, 11:43 م]ـ
صدر عن دار القلم 1407 هـ /1987 تفسير آيات الاحكام للأستاذ الدكتور القصبي محمود زلط الاستاذ بجامعة الأزهر
وقد قدم لهذا الكتاب الاستاذ الدكتور محمد عجاج الخطيب وقال المؤلف عن هذا الكتاب
(إنه ليس سردا للأحكام وإنما هو عرض لوجهات النظر الفقهية وكيف استنبطت من خلال النصوص القرآنية)
وقد صدرالدكتور القصبي للكتاب بمقدمة أصولية نفيسة عن الاختلاف في الفروع واسبابه وطرق دلالة الالفاظ
على مراد المتكلم والعام والمطلق والمقيد والقياس وغير ذلك من أبواب.
والكتاب يقع في أربعة أجزاء زادت عن ألف وخمسمائة صفحة
فجزاه الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناته يوم القيامة.
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[03 Nov 2007, 03:01 م]ـ
شكرا للأخ يسري على هذه المعلومة الطيبة
والكتاب مقرر في جامعة الإمارات - حيث كان الدكتور القصبي يدرس قبل مدة - وأنا أدرسه حاليا ضمن مساق: تفسير آيات الأحكام، ولكن الطبعة المشار إليها مشحونة بالأخطاء وليتها خلت منها.(/)
أسئلة في تفسير أبي السعود.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - ((( ... وأما " أله " كعبد وزنا ومعنى فمشتق من الإله))) 1/ 10، هل الكلمة (عبد) بفتح العين والباء، أم بضم العين وكسر الباء؟
2 - (( ... وقيل: هو اسم علم على الجليل بذاته سبحانه بحيث لا يمكن إطلاقه على غيره أصلا كاف في ذلك ولا يقدح فيه كون ذلك الاختصاص بطريق الغلبة بعد أن كان اسم جنس في الأصل)) 1/ 10، ما معنى جملة (كاف في ذلك)؟
3 - (( ... وقيل: أصله " لاها " بالسريانية، فعرب بحذف الألف الثانية وإدخال الألف واللام عليه، وتفخيم لامه إذا لم ينكسر ما قبله سنة، وقيل: مطلقا)) 1/ 11 ما معنى جملة وتفخيم لامه إذا لم ينكسر ما قبله سنة، وقيل مطلقا)، وما الضبط الحركي لهذه الكلمات؟
4 - (( ... وحذف ألفه لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين، وقد جاء لضرورة الشعر في قوله:
ألا لا بارك الله في سهيل --- إذا ما الله بارك في الرجال
أين الشاهد في البيت؟ وما وجه الاستشهاد؟ وكيف اضبط التشكيل الحركي لكلمات البيت؟
5 - (((الرحمن الرحيم صفتان مبنيتان من (رحم) بعد جعله لازما بمنزلة الغرائز بنقله إلى (رحم) بالضم كما هو المشهور) 1/ 11. ما معنى (بمنزلة الغرائز)، وأين أضع الضمة في (رحم) هل هي على الراء ام الحاء، وكيف تصبح صورة الكلمة بعد الضبط؟
6 - ((فإن أسماء الله تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي هي انفعالات) 1/ 11، ما معنى الجملة السابقة؟
أرجو أن أجد الإجابة، وأن تعذروني إن رأيتم في بعض الأسئلة ما يجعلكم تتعجبون، إنما أنا سائل أسأل عما يشكل علي.
أرجو أن تعينوني أعانكم الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Nov 2007, 05:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - ((( ... وأما " أله " كعبد وزنا ومعنى فمشتق من الإله))) 1/ 10، هل الكلمة (عبد) بفتح العين والباء، أم بضم العين وكسر الباء؟.
عَبَدَ بفتح العين والباء.
بسم الله الرحمن الرحيم
2 - (( ... وقيل: هو اسم علم على الجليل بذاته سبحانه بحيث لا يمكن إطلاقه على غيره أصلا كاف في ذلك ولا يقدح فيه كون ذلك الاختصاص بطريق الغلبة بعد أن كان اسم جنس في الأصل)) 1/ 10، ما معنى جملة (كاف في ذلك)؟.
أي أن اسم (الله) اسم عَلَمٍ، لا يطلق على أحد غير الله سبحانه وتعالى، وأن هذا الاختصاص به بحيث إنه لا يعرف أحدٌ تسمى بهذا الاسم دليل كافٍ على علميته واختصاصه بالدلالة على الرب سبحانه وتعالى. ولو رجعتَ إلى أنواع العَلَمِ في كتب النحو لزادت معرفتك بأنواع العَلَمِ.
بسم الله الرحمن الرحيم
3 - (( ... وقيل: أصله " لاها " بالسريانية، فعرب بحذف الألف الثانية وإدخال الألف واللام عليه، وتفخيم لامه إذا لم ينكسر ما قبله سنة، وقيل: مطلقا)) 1/ 11 ما معنى جملة وتفخيم لامه إذا لم ينكسر ما قبله سنة، وقيل مطلقا)، وما الضبط الحركي لهذه الكلمات؟.
معناها أنه من السنة أن تفخم لام لفظ الجلالة فتنطقها (الله) بالتفخيم، بشرط ألا يكون ما قبله مكسوراً مثل (بسم الله) فهذا يرقق، وبعضهم يرى تفخيم لام لفظ الجلالة مطلقاً سواء كسر ما قبله أم لا.
بسم الله الرحمن الرحيم
4 - (( ... وحذف ألفه لحن تفسد به الصلاة ولا ينعقد به صريح اليمين، وقد جاء لضرورة الشعر في قوله:
ألا لا بارك الله في سهيل --- إذا ما الله بارك في الرجال
أين الشاهد في البيت؟ وما وجه الاستشهاد؟ وكيف اضبط التشكيل الحركي لكلمات البيت؟.
الشاهد في البيت: لا بارك اْلله ..
حيث حذف حرف الألف في كلمة (الله) في النطق ليستقيم وزن البيت. وضبط البيت هكذا:
أَلا لا بَارَكَ الَّهْ فِيْ سُهَيْلٍ --- إِذا مَا اللهُ بَاركَ في الرِّجالِ
فالألف في (اللاه) حذفت فأصبحت (اله) ليستقيم وزن البيت.
بسم الله الرحمن الرحيم
5 - (((الرحمن الرحيم صفتان مبنيتان من (رحم) بعد جعله لازما بمنزلة الغرائز بنقله إلى (رحم) بالضم كما هو المشهور) 1/ 11. ما معنى (بمنزلة الغرائز)، وأين أضع الضمة في (رحم) هل هي على الراء ام الحاء، وكيف تصبح صورة الكلمة بعد الضبط؟.
بمنزلة الغرائز: أي الطبائع والأخلاق الراسخة في النفس، وتكون على وزن فَعُلَ بفتح الفاء وضم العين وفتح اللام. فتكون الضمة على الحاء.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 Nov 2007, 12:36 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عبد الرحمن، أشكلت علي هذه المواضع وأردت التثبت فيها، ثبتك الله.(/)
حوار بين الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ الشنقيطي رحمهما الله حول فناء النار
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Nov 2007, 09:44 ص]ـ
حوار بين الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ الشنقيطي رحمهما الله حول فناء النار
الكتاب مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي من صفحة 50 إلى صفحة 72
قال الشيخ أحمد بن محمد الأمين:
لقد استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
وحدثني شيخي: أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول:
إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجا وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد , ويقول: هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه.
كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار!
فقال لشيخنا: أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به رحمه الله ما ألطف نكتته هذه.
ولقد أقبل المسؤولون على فضيلة الشيخ محمد الأمين بغاية التقدير والاحترام، وكان هناك مصريٌّ حَضَريٌّ أزهري من أصحاب الشهادات المبروزة، وكان قبل قدوم الشيخ يُعتبر كأنه كبيرُ المدرسين ولما رأى حفاوة المشايخ بفضيلة الشيخ دونه لعل ذلك أخذ بخاطره ـ ولا أظن إلا خيراً ـ، فصار يتحين الفرص له.
أخبرني شيخي عليه رحمة الله، قال: عندما كنت خارجاً من فصلٍ كنتُ فيه في درس تفسير، ودخلتُ غرفة استراحة المدرسين، وكان الشيخان: سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ وأخوه الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، كانا موجودين في غرفة استراحة المدرسين، الأول مفتي الديار السعودية، والثاني المدير العام للمعاهد والكليات، فعندما دخلتُ غرفة الاستراحة، إذا ذلك المصري يقول: يا شنقيطي سمعتك تقرر في الدرس أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع؟.
قلتُ: نعم.
فقال: كيف تسمح لنفسك يا شنقيطي! أن تعلم أولاد المسلمين أن النار أبدية، وعذابها لا ينقطع، وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا استغضبت، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملا، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟؟.
قال: فقال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم: سَمْ؟! وهي بلهجة أهل نجد من مدلولها ما تقول؟.
فقال الشيخ الأمين: فقلتُ لهُ: ذاك إنسان يعي ما يقول!.
قال: وكان (أي: ابن إبراهيم رحمه الله) رجلاً عاقلاً، وقد علم أني مُحْتَدٌ.
فقال سماحته: أطال الله عمرك، منك نستفيد ـ يعني أفدنا ـ.
قال الشيخ الأمين: إني قلت ما قلت بعد أن اطلعتُ على ما استدل به ابن القيم تقريراً لمذهب شيخه.
لقد استدل بآية النبأ (لابثين فيها أحقابا* لا يذوقون فيها برداً ولا شرابا * إلا حميماً وغساقا)، وبآية هو (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد).
واستدل بأربعة أحاديث ثلاثة منها في غاية الضعف، ولا يمكن الاحتجاج بها، والرابع حديث طاووس عن عبد الله: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها، وينبت في قعرها الجرجير)، وهو حسن السند صالح للاحتجاج به.
واستدل ببيت شعر هو قول الشاعر:
(يُتْبَعُ)
(/)
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي .....
قال: لا مانع من أن يكون ما يجمل عند العرب كله موجود في القرآن، والعرب يجمل عندهم إخلاف الوعيد وإنجاز الوعد، فلا مانع إذا من إخلاف وعيده لأهل النار بالخلود.
قال: وذكر ابن القيم سفسطةً للدهريين هي قولهم: إن الله أعدل من أن يعصيه العبد حقباً من الزمن فيعاقبه بالعذاب الأبدي، قالوا: إن الإنصاف أن يعذبه قدر المدة التي عصاه فيها.
وأنا أُجِلُّ ابن القيم عن أن يكون ذكر هذه السفسطة للاحتجاج بها، وإنما ذكرها استطراداً.
فقال سماحته: أفدنا أطال الله في عمرك.
قال شيخنا: فقلتُ له: إني أصبحت وإياك على طرفي نقيض، أنتم تمثلون طائفة من المسلمين تقول بفناء النار وانقطاع عذابها، وأنا أمثل طائفة من المسلمين تقول النار أبدية وعذابها لا ينقطع، والله تعالى يقول: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) إلى قوله تعالى (ذلك خير وأحسن تأويلا).
فقد أصبحنا يا سماحة الشيخ بمثابة المتناظرين، ولا بد للمتناظرين من حَكَمٍ يُحكمانه بينهما يرجعان إليه لئلا يتسع الخلاف.
قال سماحته: فماذا ترى أن نحكم بيننا؟.
قال شيخنا: أرى أن نحكم بيننا كتاب الله تلاوةً لا تأويلا، معناه أنه لا يقبل من أحدنا الاستدلال إلا بآية يشهد له منطوقها بدلالة المطابقة.
قال سماحة الشيخ محمد: فقد حكمنا بيننا كتاب الله تلاوة لا تأويلا.
فقال الشيخ الأمين: إذا شاء سماحتكم بحثنا هذه المسألة بالدليل الجَدَلي المعروف بالسبر والتقسيم، والذي أتى به صاحب مراقي السعود ـ المسلك الرابع من مسالك العلة ـ حيث يقول:
والسبر والتقسيم قسم رابع أن يحصر الأوصاف فيه جامع
ويبطل الذي لها لا يصلح فما بقي تعيينه متضح
ومعنى البيتين: أن يجمع المتناظران أو المتناظرون الأوصاف التي يحتمل أن تكون مسألة النزاع متصفة بها، فإن اتفقا أو اتفقوا أنَّ أوصاف المسألة محصورة فيما جمعوا، شرعوا في سبرها، أي: في اختبارها، أي: بعرضها واحدة بعد واحدة على المحكم، فما رد منها المحكم وجب رده، وما بقي تعيَّن الأخذ به.
فقال سماحة الشيخ محمد: وافقنا على بحث المسألة بالسبر والتقسيم.
قال شيخنا: قيدوا ما تتفقون عليه من احتمالات للمسألة لتتمكنوا من عرضها على المحكم واحدة بعد الأخرى، فمثلاً:
يحتمل: أن النار تخبو.
ويحتمل: أنها تأكل من أُلقي فيها حتى لا يبقى من أهلها شيء.
ويحتمل: أنهم يخرجون منها فراراً منها.
ويحتمل: أنهم يموتون فيها، والميت لا يحس ولا يتألم.
ويحتمل: أنهم يتعودون حرَّها فلا يبق يؤلمهم.
ويحتمل: أنه لا يقع شيء من ذلك كله، وأنها أبدية وعذابها لا ينقطع.
ولمّا اتفق الحضور على أنه لا يوجد احتمال بعد هذه الاحتمالات الستة المقيدة، ابتدؤوا بعرض الاحتمالات على المحكم.
قالوا: يحتمل أنها تخبو، فإذا المحكم يقول: (كلما خبت زدناهم سعيراً)، ومعلوم أن (كلما) أداة من أدوات التكرار بلا خلاف، فلو قلت لغلامك: كلما جاءك زيد أعطه كذا من مالي، فإذا منعه مرة ظلمه بلا خلاف.
وقالوا: يحتمل أنها تأكلهم حتى لم يبق منهم شيء، فإذا المحكم يقول: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب بموجب هذه الآية.
وقالوا: يحتمل أنهم يخرجون منها هاربين، فإذا المحكم يقول: (كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها)، ويقول: (وما هم منها بمخرجين)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يموتون فيها والميت لا يحس ولا يتألم، فإذا المحكم يقول: (إنه من يأت ربه مجرماً فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحي)، ويقول: (ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت)، فلم يبق لهذا الاحتمال نصيب من الاعتبار.
وقالوا: يحتمل أنهم يتعودون حرها فلم يبق يؤلمهم لتعودهم عليه، فإذا المحكم يقول: (فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)، ويقول: (إن عذابها كان غراماً)، والغرام: الملازم، ومنه جاء تسمية الغريم، ويقول المحكم: (فسوف يكون لزاما)، فلم يبق لهذا الاحتمال أيضاً نصيب من الاعتبار.
قال شيخنا: فلم يبق إلا الاحتمال السادس، وهو أنها أبدية وعذابها لا ينقطع، وقد جاء ذلك مبيناً في كتاب الله العزيز في خمسين موضعاً منه.
فسردها لهم مرتبة بحسب ترتيب مصحف عثمان رضي الله عنه، وكأنها جاءت مسرودة في صفحة واحدة.
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت أنا الفودري سبحان الله سرد الشيخ رحمه الله خمسين آية في مسألة واحدة من أول القرآن إلى آخر القرآن وكأنها في صفحة واحدة بارك الله في ذاكرة العلماء وجعلني الله وإياكم ممن يتمتعون بذاكرة مثلهم
وعند ذلك قال سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية، قال: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله.
فقال شيخنا على رحمة الله: وعلينا أن نجيب عن أدلة ابن القيم، وإلا تركنا المسلمين في حيرة، ولنجيبنَّ عليها بالكتاب تلاوة لا تأويلا، فنقول:
أما آية النبأ، فلا دليل فيها لما يريد الاستدلال بها عليه، إذ غاية ما تفيده آية النبأ هذه، هو: أن أهل النار يمكثون أحقاباً من الزمن في نوع من العذاب هو الحميم والغساق، ثم ينتقلون منه إلى آخر بدليل قوله تعالى في (ص): (هذا فليذوقوه حميم وغساق * وآخر من شكله أزواج)، ومعلوم أن عذاب أهل النار أنواع، وخير ما يفسر به القرآن القرآن.
وأما استدلاله ببيت الشعر فإن ما قاله يمكن اعتباره لولا أننا سمعنا الله تعالى يقول في كتابه: إن وعيده لأهل النار لا يخلف، قال في (ق): (قال لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد)، وقال أيضاً في نفس السورة: (كل كذب الرسل فحق وعيد).
وأما سفسطة الدهريين التي ذكرها استطراداً، فقد تولى الله تعالى الجواب عنها في محكم تنزيله، وهو الذي يعلم المعدوم لو وجد كيف يكون، وقد علم في سابق علمه أن الخُبث قد تأصل في أرومة هؤلاء الخبثاء بحيث إنهم لو عذبوا القدر من الزمن الذي عصوا الله فيه، ثم عادوا إلى الدنيا لعادوا لما يستوجبون به العذاب، لا يستطيعون غير ذلك، قال تعالى في سورة الأنعام: (ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين * بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون).
فيبقى لدينا من أدلة ابن القيم آية هود، وهي قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد)، وحديث أبي داود وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يأتي على النار زمان تخفق أبوابها وينبت في قعرها الجرجير)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، فإنهما دليلان صالحان للاحتجاج بهما، فيجب علينا البحث والتنقيب عن وجه يمكن به الجمع بين الأدلة، لأن إعمال الدليلين أولى من طرح أحدهما كما هو مقرر في فن الأصول، قال في مراقي السعود:
والجمع واجب متى ما أمكنا إلا فللأخير نسخ بينا
إن عندنا أدلة على أن النار أبدية ولا ينقطع عذابها، وهذه الآية التي من سورة هود وهذا الحديث الحسن دليلان يفيدان أن النار تفنى، فما العمل؟.
والجواب: أننا نرى إمكان الجمع بين هذه الأدلة، بحمل آية هود وحديث أبي داود على الدَّرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين، فإنه يخرج منه آخر من بقلبه مثقال ذرة من إيمان، ويخبو وتخفق أبوابه وينبت في قعره الجرجير، أما دركات النار المعدة سجناً وعذاباً للكفار فهي أبدية وعذابها لا ينقطع.
وهنا تنسج الأدلة الشرعية في بوتقة واحدة لا تعارض بينها، ولا يكذب بعضها بعضا، وبالله تعالى التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
فقال سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ: (يا عبداللطيف ـ يعني أخاه المدير العام للمعاهد والكليات ـ الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل، من الآن قرروا أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، وأن تلك الأدلة المراد بها الدرك من النار المخصص لتطهير عصاة المسلمين)، وبالله تعالى التوفيق.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[03 Nov 2007, 01:00 م]ـ
جزاك الله خيرا ابا عبد الله علي هذا النقل النافع وارجو ان تدلني علي الكتاب الذي يتضمنها وجهة طبعه واين يوجد
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[03 Nov 2007, 07:28 م]ـ
جزاك الله خيراً .. وحم الله الشيخين ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 11:03 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا النقل لهذا الحوار النافع ... وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Nov 2007, 10:12 م]ـ
وارجو ان تدلني علي الكتاب الذي يتضمنها وجهة طبعه واين يوجد
أوجه السؤال ذاته إلى الأخ الفاضل أبي عبدالله.
وأود أن أضيف أن هذا الكتاب هو من جمع الشيخ: أحمد بن أحمد الشنقيطي، تلميذ العلامة محمد الأمين الملازم له، وهو عبارة عن مواقف وحوارات جرت مع العلامة الأمين في مناسبات شتى، فكان الشيخ أحمد يقيدها بيده.
والحقيقة إن الكتاب ممتع للغاية، جمع مسائل ودقائق ونكت علمية ندر أن توجد في مكان واحد، مع اشتهر به الشيخ -رحمه الله- من سعة العلم والاطلاع وقوة الحجة.
كما أن مثل هذه الكتابات يتعلم منها طالب العلم مناهج العلماء في مواجهة المستجداتِ ومشكلات المسائل، وإدارة المواقف، والتعامل مع الناس، وأدب الخلاف والمناظرة ... الخ.
والذي عندي نسخة مصورة مما كتبه الشيخ أحمد بيده -وهو حفظه الله ووفقه ما يزال حيّاً باذلا للعلم في المسجد النبوي الشريف- ولا أدري هل طبع هذا الجمع أم لا؟
أرجو من الأخ الكريم صاحب الموضوع أن يبين لنا هذا جزاه الله خيرا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[10 Nov 2007, 09:15 ص]ـ
الكتاب مطبوع ومتداول بين الناس وكان يوزع عند الشيخ أحمد بن أحمد جامعه وعند أولاد الشيخ أيضاً
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Nov 2007, 03:46 م]ـ
[
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية والمجدد محمد بن عبد الوهاب يقرران أنها تخبو وينبت في قعرها الجرجير؟؟.
اقول تعليقاعلي ماسبق
نص كلام شيخ الاسلام في المسالة. (وقد اتفق سلف الامةوائمتهاوسائر اهل السنة والجماعة علي ان من المخلوقات ما لا يعدم ولايفني بالكلية، كالجنة والنار والعرش) مجموع الفتاوي 18/ 307بيان تلبيس الجهمية1/ 581
لم يعقب شيخ الاسلام علي الاشعري عندما نقل عنه قوله (قال اهل الاسلام جميعا: ليس للجنة والنارآخر، وانهما لاتزالان باقيتين) درء تعارض العقل والنقل2/ 358
ولم يعقب كذلك علي ابن حزم في قوله (ان النارحق وانها دار عذاب ابدا لاتفني ولايفني اهلهاابدا بلانهاية)
مراتب الاجماع268
وقد جاء تفصيل المسالة في رسالة رفع الاستارلابطال ادلة القائلين بفناء النار للشيخ محمد اسماعيل الامير الصنعاني تحقيق الالباني
ورسالة كشف الاستار لابطال ادعاء فناء النار المنسوب لشيخ الاسلام وتلميذه ابن القيم
ورسالةلشيخ الاسلام بعنوان الرد علي من قال بفناء الجنة والنار وبيان الاقوال في ذلك
دراسة وتحقيق الدكتور محمد السمهري
وتعلق الدكتور عبد الله الدميجي في كتاب الشريعة3/ 1371 وما بعدها
[
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[12 Nov 2007, 07:29 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذا الكتاب لمن أراد تحميله:
http://www.archive.org/details/mjals
وأنصح بقراءة القصة المؤثرة ص75
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Feb 2010, 05:53 م]ـ
بارك الله فيكم
وهذا الكتاب لمن أراد تحميله:
http://www.archive.org/details/mjals
وأنصح بقراءة القصة المؤثرة ص75
جزاك الله خيرا يا شيخ عبدالرحمن
قرأت في الكتاب فوجدت علماً غزيراً، وقدرة عجيبة من الشيخ رحمه الله تعالى على الاستدلال بآيات القرآن، والرد على المخالف بحجج قوية.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Feb 2010, 09:14 م]ـ
قرأت الكتاب قبل أكثر من سنة، وأطلعتُ شيخنا العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله ـ وهو تلاميذ الشيخ ابن إبراهيم ـ رحمه الله ـ فاستنكر بعض العبارات التي وردت في ثنايا القصة، وهو القول الذي نسب إلى العلامة الشنقيطي،وهو:
(قال الشيخ: وكنتُ آنذاك حديثَ عهد بالصحراء أغضبُ إذا استغضبت، فقلتُ له: يا مصري! من أخبرك أن الرسول الذي أرسل إليَّ، ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الوهاب؟ إن الرسول الذي أرسل إليَّ ووجب عليَّ الإيمان بما جاء به اسمه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، ولد بمكة ولم يولد بحريملا، ودفن بالمدينة ولم يدفن بالدرعية، وجاء بكتاب اسمه القرآن، والقرآن أحمله بين جنبيَّ، وهو الذي يجب عليَّ الإيمان بما جاء به؛ ولما تأملت آياته وجدتها مطبقةً على أن النار أبدية، وأن عذابها لا ينقطع، علمتُ ذلك لأولاد المسلمين لمَّا ائتمنني وليُّ أمر المسلمين على تعليمهم، أسمعتَ يا مصري؟). والله أعلم.(/)
بابٌ: الكلمات التي اختُلف في عَلميتها من عدمه
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا باب مليح ولطيف من مناحي التفسير بطريقة مرتبة
ولا يخفاكم أن هناك من الكلمات ما قيل إنها علم وتدل على واحد معين وبعض المفسرين خالف فيه وفسرها باشتقاقها المعروف سواء كانت اسما أو (فعلا)
وكما قيل بالمثال يتضح المقال
1 - كلمة (السجل) في قوله تعالى
يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده ... ) الآية
اختلف فيه على أقوال هل هو اسم لكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ملك من الملائكة أو هو الرجل
أو هو الصحيفة والكتاب
فهنا اختلف في علَميته
هذا هو موضوع الباب
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 Nov 2007, 02:36 م]ـ
2 - ومثله كلمة (بشرى)
في قوله تعالى (قال يا بشرى هذا غلام) في سورة يوسف
قيل إن (بشرى) اسم لغلام معه فناداه مخبرا له بأنه وجد غلاما
أو هو من البشارة
قال القرطبي في تفسيره: وفي معناه قولان أحدهما اسم الغلام والثاني معناه يا أيتها البشرى هذا حينك وأوانك
وقال ابن كثير عن قول السدي بأنه اسم للرجل قال عنه: إنه غريب ....
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[03 Nov 2007, 03:15 م]ـ
شيء جميل أخي المقريء، أكمل -إن كان ثمة مزيد- بارك الله فيك
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 Nov 2007, 03:50 م]ـ
شيء جميل أخي المقريء، أكمل -إن كان ثمة مزيد- بارك الله فيك
أهلا بأخي موتمباي من الكونغو، سعدت بإعجابك للموضوع والحمد لله أن مثل هذه الوسائل الحديثة أمكنتنا من التواصل مع إخواننا فهي نعمة عظيمة
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[03 Nov 2007, 04:44 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، أحيانا أشط في تفكيري، و أظن أن كل هذه الوسائل الحديثة تخدم الإسلام من حيث لا يدري صانعوها و منتجوها (ابتسامة) فما رأيكم؟(/)
ماذا يحفظ الطالب في علم غريب القرآن الكريم؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[03 Nov 2007, 09:28 م]ـ
ماذا يحفظ الطالب في علم غريب القرآن الكريم؟
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[13 Nov 2007, 10:38 ص]ـ
يمكن حفظ نظم (ضو القناديل في غريب التنزيل) للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن محمد عبد الفتاح الجكني الشنقيطي، فهي منظومة قصيرة نسبيا إذا ما قورنت بغيرها فهي تقع في 377 بيتا، ولا شك أن حفظ المنظومات أسهل بكثير من حفظ النثر.
ويمكنك تحميلها من هنا:
http://www.aslein.net/showthread.php?t=6883
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[17 Nov 2007, 02:25 م]ـ
أفضل ما يحفظه الطالب في علم غريب القرآن
كتاب الامام ابن قتيبة رحمه الله
والله تعالى أعلم
ـ[محمد فال]ــــــــ[18 Nov 2007, 12:46 ص]ـ
يمكن حفظ كتاب التيسير العجيب في تفسير الغريب لناصر الدين أبي العباس أحمد بن محمد المالكي الإسكندراني المعروف بابن المنير المتوفى (683هـ)
فهذا الكتاب قيم في بابه ويغني عن كثير من الكتب والله تعالى أعلم.
وهو مطبوع متداول بين طلاب العلم(/)
القرآن .. وتناغم الحياة ..
ـ[علي جاسم]ــــــــ[04 Nov 2007, 10:11 ص]ـ
سادتي الأكارم ..
ثمة مجتمعا إنسانيا يكمن في سور القرآن وآياته .. مجتمعا كاملا .. بعقيدته وتصوره أولا .. ثم بحركة حياته ومنهجه ثانيا .. ويقيني أن هذا المجتمع القرآني المكنون في سور القرآن وآياته هو الصورة المثلى للمجتمع الإنساني المتناسق المتناغم مع حركة هذا الكون من حوله .. والتخبط الذي تعيشه بعض المجتمعات ناشئ من الانحراف عن سنة الحياة التي استنها الله يوم خلق الخليقة .. ناشئ من تكليف الفطرة ما لا تحتمله .. أو قل ناشئ من تشويه الفطرة الإنسانية المعتدلة السوية ..
نقرأ مثلا الرجال قوامون على النساء .. وهذا قانون حياتي أصيل .. أو قل هذه هي سنة الحياة .. باعتبار تكوين الرجل النفسي والجسدي وباعتبار تكوين المرأة الجدسي والنفسي .. فدعوى مساواة الرجل بالمرأة انحراف عن سنة الحياة قبل كونها انحراف عن نهج القرآن .. ومن هنا ينشأ التخبط في حياة المجتمعات ..
ونقرأ قوله تعالى من سورة النور { .... ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم .... من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء .. الآية} فماذا نجد بالإضافة للجانب الأدبي والتربوي في الآية ..
نجد أن الآية تكاد تضع للمجتمع القرآني توقيتات حركة حياته اليومية .. فلم يقل الله من بعد صلاة الفجر .. لأن عجلة حياة المجتمع القرآني تتحرك مع بزوغ الفجر وتنفس الصبح .. أقول تتحرك عجلة حياته مع دبيب الحركة في كل ما سكن في الليل .. فيتنفس الكون نسائم الصبح وكذلك مجتمع القرآن .. وهو وقت تكون طاقات الإنسان الجسدية والفكرية في ذروتها وفي قمة نشاطها .. وهذا من تناغم مجتمع القرآن مع حركة الحياة ..
فليس مجتمع القرآن هو المجتمع الذي يضع ثيابه بعد الفجر ويهوي لمضجعه ثم لا يستيقظ إلا عند الثامنة أو حتى السابعة .. فينهض ثقيل النفس مترهل الجسد ..
ثم ماذا أيضا .. إن حركة العمل النهارية للمجتمع القرآني تنتهي عند صلاة الظهر وليس عند الثانية أو حتى الثالثة في بعض البلدان .. لماذا .. لأن حدود طاقة الإنسان تصل به إلى هذا الحد وهي في أعلى مستوياتها .. فإذا ما تعدى هذا الحد ثقل عليها العمل .. وناء به الجهد .. وأخل بعمله آخر الأمر .. ثانيا النفس تميل بعد الظهيرة إلى الاستنامة والراحة .. وهذه هي سنة الحياة .. ثم لا ننسى أنه قد باشر العمل مع بزوغ الفجر وهذا الفارق في المتقدم يعوض الفارق في المتأخر ..
ثم ماذا ايضا .. قال الله ومن بعد صلاة العشاء لماذا .. لأن المجتمع القرآني لا يسهر بعد صلاة العشاء حتى منتصف الليل أو ما هو قبلها بقليل .. بل يسكن المجتمع القرآني ليلا ككل الموجودات .. لينهض عند الفجر وقد أخذ كفايته من النوم والراحة .. وهذه من سنة الحياة .. وهذه من صور تناغم مجتمع القرآن وتناسقه مع حركة الحياة ..
والآيات التي تتناول تقرير هذ القضية كثيرة لا يحصرها هذا المقام .. اكتفيت بآيتين فقط لتوضيح المعنى ..
سادتي الأفاضل .. بعد ما تقدم أريد أن أقول كلمتين ..
أولا: أتوافقوني أنه خير لمجتمعاتنا المسلمة أن تنتظم في عملها على هذا التوقيت القرآني .. خصوصا وهو ينبثق من عقيدتنا وتصورنا ..
ثانيا: كان بودي لو أن جهودا خيرة تضافرت وتركزت لتقرير هذه القضية في مجتمعاتنا المسلمة .. تقريرها ابتداءا كثقافة قرآنية تهيء بعد ذلك للتطبيق العملي .. ليفهم سواد المسلمين أن الدعوة إلى كتاب الله إنما هي دعوة لحياة إنسانية رفيعة .. إنما هي دعوة للاستقامة والاعتدال .. إنما هي دعوة للتناسق والتناغم مع هذا الكون البهي الجميل من حولنا ..
ولعل هذه الجهود موجودة ولم أتنبه لها .. والله أعلم ..
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[04 Nov 2007, 10:56 م]ـ
ما شاء الله لقد أجدت وأفدت وما تقوله أوافقك عليه تماماً بل طا لما فكرتُ بذلك ولدي مشروع بحث أفكر به دائماً: القرآن والكينونة الإنسانية وأبعاده واضحة في ذهني وتحدثت فيه مراراً في خطب الجمعة وفي بعض محاضراتي ولكني لم أكتب فيه شيئاً بعد، وملخص ما أعنيه هو: ان هناك تطابقاً بين القرآن الكريم // والتشريع الإسلامي // وأجزاء الكينونة الإنسانية وأعني بالكينونة: الجسد - الروح - العقل - القلب - النفس هذا كفرد = // الإيمان //
ثم الكينونة الإنسانية كمجتمع: الراعي والرعية - العدالة - التعاون - المحبة - القوة - العمل - النظام- الأمانة = // الحضارة //
وفقكم الله أخي علي وحياك وبياك ...(/)
ورد في القرآن جمع أخ على إخوة وإخوان
ـ[محمد عامر]ــــــــ[04 Nov 2007, 07:16 م]ـ
أيها المشايخ الفضلاء تحية طيبة وبعد: ورد في القرآن الكريم جمع (أخ) على إخوة وإخوان فتارة المراد أخوة النسب كما في قوله تعالى (لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين) وكمافي وآخر سورة المجادلة (أو إخوانهم) فالإخوان هنا في النسب، لقرينة ذكر الأبوة والبنوة في السياق،،،،وتارة يذكر اللفظان الإخوة والإخوان والمراد المودة كما في غير موطن والسؤال:
هل هذا من باب التنوع في الخطاب أم أن هناك سر فلعلكم تتفضلون علينا به وجزاكم الله خيراً،
ـ[النورس]ــــــــ[04 Nov 2007, 11:17 م]ـ
سؤال وموضوع مهم من المفيد؟
ـ[محمد عامر]ــــــــ[06 Nov 2007, 11:59 م]ـ
لانزال ننتظر ردودكم يا مشائخنا
ـ[محمد عامر]ــــــــ[17 Nov 2007, 01:47 م]ـ
هل المقصود من السؤال واضح؟(/)
50 فائدة وقاعدة من " مقدمة أصول التفسير " لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[04 Nov 2007, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
50 فائدة وقاعدة
من " مقدمة أصول التفسير "
لشيخ الإسلام ابن تيمية
منقول، كتبه الشيخ أبو طارق إحسان العتيبي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
فهذا ملخص لما احتوته رسالة شيخ الإسلام ابن تيمية والمسماة " مقدمة في أصول التفسير " من قواعد وفوائد، وأسأل الله تعالى أن ينفع بها.
وما بين المعكوفين هو من نص كلام شيخ الإسلام، وما بين القوسين في نص كلامه فهو من بياني وتوضيحي.
1. [فقد سألني بعضُ الإخوان أن أكتبَ له مقدمةً تتضمن ... ].
= قلت: و هذا أحد أسباب التأليف.
مثال آخر «العقيدة الواسطية» فقد كتبها بناء على رغبة أحد قضاة " واسط " تكون عمدة له ولأهل بيته.
و السبب الثاني: أن يكون ذلك ابتداء من المصنف بحسب ما يرى حاجة الناس.
مثاله: «الصارم المسلول» لشيخ الإسلام ابن تيمية.
و السبب الثالث: أن يُسأل المؤلف سؤالا فيجيب برسالة أو مصنف.
مثاله: «المنار المنيف» لابن القيم.
و السبب الرابع: أن يكون المؤَلف رداً على مبتدع أو ضال أو مؤَلف ضار للناس.
مثاله «منهاج السنة» لشيخ الإسلام ابن تيمية.
= وقوله [مقدمة]: يقال في ضبطها:
أ. بفتح الدال المشددة، وتعني أن الكاتب قدَّمها على متن الكتاب.
ب. وبكسر الدال المشددة، وتعني أنها تقدِّم الكتاب.
2. [فإن الكتب المصنفة في التفسير مشحونة بالغث و السمين، و الباطل و الواضح و الحق المبين].
قلت: مثاله: تفسير الزمخشري «الكشاف» و الثعلبي و الفخر الرازي.
3. [و العلم إما نقل مصدق عن معصوم، و إما قول عليه دليل معلوم، و ما سوى ذلك فإما مزيف مردود، و إما موقوف لا يُعلَم أنه بهرج - (مغشوش) - و لا منقود - (الجيد من الدراهم) -].
قلت: الأول: الحديث الشريف.
و الثاني: أقوال العلماء المستندة إلى دليل.
و ماسوى ذلك: إما ضعيف أو موضوع، و إما شيء متوقف فيه: لا يقبل و لايرد.
4. [يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه و سلم بيَّن لأصحابه معاني القرآن كما بيَّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى {لتبين للناس ما نزل إليهم} يتناول هذا و هذا].
= قلت: و المسألة فيها خلاف، و الصواب فيها: أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يبيِّن للأمة كل معاني القرآن و لا ترك تبيينه على الإطلاق و إنما بيَّن ما احتاجوا إليه.
= وقلت: أوجه بيان السنَّة للقرآن:
أ. بيان المجمل: كبيانه صلى الله عليه وسلم لمواقيت الصلاة وعدد ركعاتها، ومقادير الزكاة.
ب. توضيح المشكل: كتوضيحه صلى الله عليه وسلم لما أشكل على عدي بن حاتم في معنى قوله تعالى {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} وأنه بياض النهار وسواد الليل.
ج. تخصيص العام: كتخصيصه صلى الله عليه وسلم عموم الظلم في قوله تعالى {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} بأنه الشرك.
د. تقييد المطلق: كتقييد مطلق اليد في قوله تعالى {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} بأنها اليد اليمنى وإلى الرسغ.
هـ. بيان معاني بعض الألفاظ: كبيانه صلى الله عليه وسلم معنى {المغضوب عليهم} وأنهم اليهود، ومعنى {الضالين} وأنهم النصارى.
و. نسخ أحكام القرآن: كنسخ حكم الثيب الزانية من الحبس في البيوت الوارد في قوله تعالى {حتى يتوفاهن الموت} إلى الرجم.
5. [تدبر القرآن بدون فهم معانيه لا يمكن].
قلت: لذلك روي عن ابن عمر أنه قام على حفظ البقرة عدة سنين، وكان الصحابة رضي الله عنهم لا يتجاوزون العشر آيات حتى يتعلموها و يعملوا بها.
6. [كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جداً، و إن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة].
قلت: و السبب في كثرة الخلاف بين التابعين بالنسبة إلى عصر الصحابة:
أ. دخول العجم و العجمة على اللسان العربي.
ب. كثرة الأهواء و الفتن.
7. [كلما كان العصر أشرف كان الإجتماع والإئتلاف و العلم والبيان فيه أكثر].
8. [قال الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به و لهذا يعتمد على تفسيره: الشافعي و البخاري و غيرهما من أهل العلم و كذلك الإمام أحمد و غيره ممن صنف في التفسير].
(يُتْبَعُ)
(/)
9. [الخلاف بين السلف فى التفسير قليل وخلافهم فى الأحكام أكثر من خلافهم فى التفسير وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع الى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد].
10. [خلاف التنوع صنفان: أحدهما أن يعبر كل واحد منهما - أي من المختلفين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه تدل على معنى فى المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى ... كما قيل فى اسم السيف الصارم (بمعنى القاطع) والمهند (بالنسبة إلى صناعته في الهند)، وذلك مثل أسماء الله الحسنى وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم وأسماء القرآن.
فان أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد فليس دعاؤه باسم من أسمائه الحسنى مضادا
لدعائه باسم آخر بل الامر كما قال تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى} ...
الصنف الثانى: أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه
المستمع على النوع ... مثل سائل أعجمى سأل عن مسمى لفظ الخبز فأرى رغيفا وقيل له هذا فالاشارة الى نوع هذا لا الى هذا الرغيف وحده.]
قلت: وذكر رحمه الله صنفين آخرين من اختلاف التنوع فقال:
[3 - ومن التنازع الموجود عنهم: ما يكون اللفظ فيه محتملا للأمرين: إما لكونه مشتركا فى اللفظ - (اللفظ المشترك: ما اتحد لفظه وتعدد معناه) - كلفظ {قسورة} الذي يراد به الرامي ويراد به الأسد، ولفظ {عسعس} الذي يراد به إقبال الليل وإدباره.
وأما لكونه متواطئا - (المتواطئ: هو الذي طابق لفظه معناه مثل: إنسان، حجر، ... ) - في الأصل، لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين كالضمائر فى قوله {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} - (قال بعضهم: الذي دنا هو الله عز وجل، وقال آخرون: هو جبريل عليه السلام) - وكلفظ {والفجر} - (قال بعضهم: هو النهار، وقال آخرون: هو صلاة الفجر) - و {والشفع والوتر} - (قال بعضهم: المخلوق والخالق، وقال بعضهم: هو العدد) - وما أشبه ذلك.
فمثل هذا قد يجوز أن يراد به كل المعانى التى قالها السلف وقد لا يجوز ذلك.
4 - ومن الأقوال الموجودة عنهم - ويجعلها بعض الناس اختلافا - أن يعبروا عن المعاني بألفاظ متقاربة لا مترادفة ... وقلَّ أن يعبر عن لفظ واحد بلفظ واحد يؤدى جميع معناه بل يكون فيه تقريب لمعناه وهذا من أسباب إعجاز القرآن فإذا قال القائل {يوم تمور السماء موراً} إن المور الحركة كان تقريباً، إذ المور حركة خفيفة سريعة].
11. [وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة - (و هي بهذا الإعتبار مترادفة) - وعلى الصفة التى تضمنها الاسم - (و هي بهذا الإعتبار متباينة) - كالعليم يدل على الذات والعلم، والقدير يدل على الذات والقدرة ... ومن أنكر دلالة أسمائه على صفاته ممن يدعى الظاهر فقوله من جنس قول غلاة الباطنية القرامطة ... فإن أولئك القرامطة الباطنية لا ينكرون اسما هو علم محض كالمضمرات وإنما ينكرون ما فى أسمائه الحسنى من صفات الإثبات].
12. [لم يقل أحد من علماء المسلمين إن عمومات الكتاب والسنة تختص بالشخص المعين وإنما غاية ما يقال أنها تختص بنوع ذلك الشخص فيعم ما يشبهه ولا يكون العموم فيها بحسب اللفظ].
13. [معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية؛ فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب - (أي الآية و الحديث) -].
14. [وقولهم نزلت هذه الآية فى كذا يراد به تارة أنه سبب النزول ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وان لم يكن السبب كما تقول عنى بهذه الآية كذا].
قلت: فللعلماء ثلاث عبارات في سبب النزول إحداها صريحة و الثانية: ظاهرة و الثالثة: محتملة.
فالظاهرة: قولهم "حصل كذا فنزلت الآية"، مثاله: " استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأسرى ((بدر)) فأنزل الله {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض} ".
و الصريحة: قولهم " سبب نزول الآية كذا و كذا"، مثاله: " سبب نزول آية اللعان كذا و كذا ... ".
ج- و المحتملة: قولهم " نزلت هذه الآية في كذا و كذا" - وهو ما جاء في رسالة شيخ الإسلام -، مثاله: قوله تعالى {و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} قال أبو أيوب الأنصاري: نزلت فينا معشر الأنصار، و قال حذيفة: نزلت في النفقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
15. [وقد تنازع العلماء فى قول الصاحب نزلت هذه الآية في كذا هل يجرى مجرى المسند كما يذكر السبب الذى أنزلت لأجله أو يجرى مجرى التفسير منه الذي ليس بمسند فالبخارى يدخله فى المسند وغيره لا يدخله فى المسند وأكثر المساند على هذا الاصطلاح كمسند أحمد وغيره بخلاف ما اذا ذكر سببا نزلت عقبه فانهم كلهم يدخلون مثل هذا في المسند].
16. [وإذا عرف هذا فقول أحدهم نزلت في كذا لا ينافى قول الآخر نزلت في كذا اذا كان اللفظ يتناولهما كما ذكرناه في التفسير بالمثال].
17. [وإذا ذكر أحدهم لها سبباً نزلت لأجله وذكر الآخر سببا فقد يمكن صدقهما بأن تكون نزلت عقب تلك الأسباب].
قلت: مثاله: قوله تعالى {ما كان للنبي و الذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربى} فإنها نزلت بعد وفاة أبي طالب ووعد النبي صلى الله عليه و سلم الاستغفار له.
و نزلت بعد ما استأذن النبي صلى الله عليه و سلم في الاستغفار لأمِّه، هكذا روى الصحابة رضي الله عنهم.
18. [الترادف في اللغة قليل، وأما في ألفاظ القرآن: فإما نادر وإما معدوم].
قلت: والمراد به الترادف في المعاني، أما الترادف في الأعيان - كأسماء الأسد والسيف - فكثير.
19. [والعرب تضمِّن الفعل معنى الفعل وتعديه تعديته، ومن هنا غلط من جعل بعض الحروف تقوم مقام بعض كما يقولون فى قوله {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} أي: مع نعاجه ... والتحقيق: ما قاله نحاة البصرة من التضمين، فسؤال النعجة يتضمن جمعها وضمها مع نعاجه].
20. [والاختلاف قد يكون لخفاء الدليل، أو لذهول عنه، وقد يكون لعدم سماعه، وقد يكون للغلط في فهم النص، وقد يكون لاعتقاد معارض راجح].
قلت: انظر رسالة شيخ الإسلام «رفع الملام عن الأئمة الأعلام».
و رسالة الشيخ ابن عثيمين «اختلاف العلماء و موقفنا منه».
21. [الاختلاف فى التفسير على نوعين: النوع الأول: الخلاف الواقع قي التفسير من جهة النقل، و أما النوع الثاني من سببي الاختلاف: و هو ما يعلم بالإستدلال لا بالنقل].
22. [جنس المنقول سواء كان عن المعصوم أو غير المعصوم - وهذا هو النوع الأول -: منه ما يمكن معرفة الصحيح منه والضعيف ومنه ما لا يمكن معرفة ذلك فيه.
وهذا القسم الثانى من المنقول وهو ما لا طريق لنا الى جزم بالصدق منه عامته مما لا فائدة فيه فالكلام فيه من فضول الكلام وأما ما يحتاج المسلمون الى معرفته فإن الله نصب على الحق فيه دليلا].
23. [فمثال ما لا يفيد ولا دليل على الصحيح منه: اختلافهم في لون كلب أصحاب الكهف، وفي البعض الذي ضَرَبَ به موسى من البقرة، وفي مقدار سفينة نوح وما كان خشبها، وفي اسم الغلام الذى قتله الخضر، ونحو ذلك.
فهذه الأمور طريق العلم بها النقل فما كان من هذا منقولا نقلا صحيحا عن النبى صلى الله عليه وسلم كاسم صاحب موسى أنه الخضر فهذا معلوم.
وما لم يكن كذلك، بل كان مما يؤخذ عن أهل الكتاب ... فهذا لا يجوز تصديقه ولا تكذيبه إلا بحجة كما ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حدَّثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه].
24. [فمتى اختلف التابعون لم يكن بعض أقوالهم حجة على بعض وما نقل فى ذلك عن بعض الصحابة نقلا صحيحا فالنفس إليه أسكن مما نقل عن بعض التابعين،
أ. لأن احتمال أن يكون سمعه من النبى صلى الله عليه وسلم أو من بعض من سمعه منه أقوى.
ب. ولأن نقل الصحابة عن أهل الكتاب أقل من نقل التابعين.].
25. [الاختلاف الذي لا يعلم صحيحه ولا تفيد حكاية الأقوال فيه هو كالمعرفة لما يروى من الحديث الذى لا دليل على صحته].
26. [المنقولات التي يُحتاج إليها فى الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره].
27. [المنقول فى التفسير: أكثره كالمنقول فى المغازي والملاحم، ولهذا قال الإمام أحمد: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي].
28. [أعلم الناس بالمغازى: أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق:
فأهل المدينة أعلم بها لأنها كانت عندهم وأهل الشام كانوا أهل غزو وجهاد].
(يُتْبَعُ)
(/)
29. [وأما التفسير: فإن أعلم الناس به: أهل مكة لأنهم أصحاب ابن عباس كمجاهد وعطاء بن أبى رباح وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم].
30. [و المراسيل إذا تعددت طرقها وخلت عن المواطأة قصداً أو الاتفاق بغير قصد: كانت صحيحة قطعاً].
قلت: ويعرِّف بعضُهم المرسل بأنه الإسناد الذي سقط منه الصحابي، وهو خطأ فلو كان الذي سقط من الإسناد هو صحابي لكان الحديث صحيحاً لعدالة الصحابة وعدم تأثير الجهل به.
والصواب أن المرسل هو ما أضافه التابعي إلى النبي صلى الله عليه من غير واسطة.
31. [لكن مثل هذا - (أي: الروايات المرسلة و المتعددة الجهات) - لا تُضبط به الألفاظ والدقائق التى لا تعلم إلا بهذه الطريق، بل يَحتاج ذلك إلى طريق يثبت بها مثل تلك الألفاظ والدقائق].
32. [الحديث الطويل إذا روي - مثلا - من وجهين مختلفين من غير مواطأة: امتنع عليه أن يكون غلطا، كما امتنع أن يكون كذبا؛ فإن الغلط لا يكون فى قصة طويلة متنوعة، وإنما يكون في بعضها، فإذا روى هذا قصة طويلة متنوعة ورواها الآخر مثلما رواها الأول من غير مواطأة: امتنع الغلط فى جميعها، كما امتنع الكذب فى جميعها من غير مواطأة، ولهذا إنما يقع في مثل ذلك غلط فى بعض ما جرى فى القصة].
33. [ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد اذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له - (إذا كان خبراً) - أو عملا به - (إذا كان طلباً) - أنه يوجب العلم، وهذا هو الذى ذكره المصنفون فى أصول الفقه من أصحاب أبى حنيفة ومالك والشافعى وأحمد إلا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا فى ذلك طائفة من اهل الكلام انكروا ذلك، ولكن كثيرا من أهل الكلام أو أكثرهم يوافقون الفقهاء وأهل الحديث والسلف على ذلك].
34. [وإذا كان الإجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به: فالاعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث، كما أن الاعتبار فى الإجماع على الأحكام بإجماع أهل العلم بالأمر والنهى والإباحة].
35. [وطرف ممن يدعى اتباع الحديث والعمل به كلما وجد لفظاً في حديث قد رواه ثقة أو رأى حديثاً بإسناد ظاهره الصحة يريد أن يجعل ذلك من جنس ما جزم أهل العلم بصحته حتى إذا عارض الصحيح المعروف أخذ يتكلف له التأويلات الباردة أو يجعله دليلا له في مسائل العلم مع أن أهل العلم بالحديث يعرفون أن مثل هذا غلط].
36. [وكما أن على الحديث أدلة يعلم بها أنه صدق، وقد يقطع بذلك، فعليه أدلة يعلم بها أنه كذب ويقطع بذلك].
37. [وفي التفسير من هذه الموضوعات قطعة كبيرة، مثل الحديث الذى يرويه الثعلبى والواحدى والزمخشرى فى فضائل سور القرآن سورة سورة فإنه موضوع باتفاق أهل العلم].
38. [الثعلبي - (وهو: أحمد بن إبراهيم النيسابوري ت 427هـ) - هو في نفسه كان فيه خير ودين وكان حاطب ليل ينقل ما وجد فى كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع.
و الواحدي - (وهو: علي بن أحمد النيسابوري ت 468 هـ) - صاحبه كان أبصر منه بالعربية، لكن هو أبعد عن السلامة واتباع السلف.
والبغوي - (وهو: الحسين بن مسعود الفراء ت 510 هـ) - تفسيره مختصر من الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة].
39. [وأما النوع الثانى من سببي الاختلاف - وهو ما يعلم بالاستدلال لا بالنقل - فهذا أكثر ما فيه الخطأ من جهتين حدثنا بعد تفسير الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان ...
أحدهما: قوم اعتقدوا معانى ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها - (مثل من يعتقد نفي الصفات ثم يستدل بقوله تعالى: {ليس كمثله شيء}، أو يعتقد جواز التوسل البدعي ثم يستدل بقوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة}) -.
و الثاني: قوم فسروا القرآن بمجرد ما يسوغ أن يريده مَن كان مِن الناطقين بلغة العرب بكلامه من غير نظر الى المتكلم بالقرآن - (و هو الله عز و جل) - والمنزل عليه - (و هو النبي صلى الله عليه و سلم) - والمخاطَب به - (و هم المرسل إليهم) -.
فالأولون: راعوا المعنى الذى رأوه من غير نظر إلى ما تستحقه ألفاظ القرآن من الدلالة والبيان.
و الآخرون: راعَوا مجرد اللفظ، وما يجوز أن يريد به عندهم العربى من غير نظر إلى ما يصلح للمتكلم وسياق الكلام].
40. [والأولون صنفان: تارة يسلبون لفظ القرآن ما دل عليه وأريد به.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتارة يحملونه على ما لم يدل عليه ولم يرد به].
41. [أصول المعتزلة خمسة يسمُّونها هم: التوحيد - (و هو نفي الصفات و نفي رؤية الله يوم القيامة، و أن القرآن مخلوق ... ) - و العدل - (و هو عدم خلق الله لأفعال العباد لا خيرها و لا شرها، و أن الله ما أراد إلا ما أمر به شرعا، و ما سوى ذلك فإنه يكون بغير مشيئة) -، و المنزلة بين المنزلتين - (و هي منزلة اخترعوها لمرتكب الكبيرة فلا هو مؤمن و لا هو كافر، و إن كان حكمه في الآخرة عندهم: الخلود في النار!!) - و إنفاذ الوعيد - (كل ما توعد الله به أصحاب الكبائر فإنه نافذ و لا بد) - و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر - (و هو الخروج على ولاة الأمر) -].
42. [ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة، فصيحا، ويدس البدع فى كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون كصاحب «الكشاف» ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير ممن لا يعتقد الباطل من تفاسيرهم الباطلة ما شاء الله، وقد رأيت من العلماء المفسرين وغيرهم من يذكر فى كتابه وكلامه من تفسيرهم ما يوافق أصولهم التى يعلم، أو يعتقد فسادها ولا يهتدى لذلك].
43. [و تفسير ابن عطية وأمثاله: أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشرى ولو ذكر كلام السلف الموجود فى التفاسير المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل].
قلت: ابن عطية هو عبد الحق بن عطية الأندلسي الغرناطي، توفي 546 هـ، وتفسيره هو " تفسير ابن عطية " أو " المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"، وهو مطبوع إلى سورة " الأنفال ".
44. [تفسير ابن جرير الطبرى وهو من أجلِّ التفاسير وأعظمها قدراً].
قلت: هو محمد بن جرير الطبري، توفي 310 هـ، وكتابه هو " جامع البيان في تفسير القرآن ".
45. [من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك كان مخطئا فى ذلك بل مبتدعا وإن كان مجتهداً مغفوراً له خطؤه].
= قلت: ومن مميزات التفسير في عصر الصحابة:
أ. لم يُفسَّر القرآن كله، إنما فسِّر بعض منه وهو ما غمض فهمه.
ب. قلة الاختلاف بينهم في فهم معانيه.
ج. ندرة الاستنباط العلمي للأحكام الفقهية وعدم وجود الانتصار للمذاهب الدينية فليس عنهم أهواء وعقائد ضالة.
د. لم يُدوَّن شيء من التفسير في هذا العصر.
هـ. اتخذ التفسير في هذه المرحلة شكل الحديث من حيث الرواية.
= قلت: أدوات الاجتهاد في التفسير عند الصحابة:
أ. معرفة أوضاع اللغة وأسرارها.
ب. معرفة عادات العرب وأحوال اليهود والنصارى.
ج. قوة الفهم وسعة الإدراك.
د. معرفتهم أسباب النزول.
= قلت: من أسباب نبوغ عبد الله بن عباس في التفسير:
أ. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعلم بالتأويل.
ب. نشأته في بيت النبوة وملازمته للرسول صلى الله عليه وسلم.
ج. ملازمته لأكابر الصحابة رضي الله عنهم.
د. علمه باللغة العربية.
46. [و المقصود هنا: التنبيه على مثار الاختلاف فى التفسير، وإن من أعظم أسبابه: البدع الباطلة التى دعت أهلها الى أن حرفوا الكلم عن مواضعه، وفسروا كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بغير ما أريد به، وتأولوه على غير تأويله].
47. [إن أصح الطرق فى تفسير القرآن:
أ- أن يُفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في مكان فإنه قد فسر فى موضع آخر، وما اختصر من مكان فقد بسط فى موضع آخر.
ب- فإن أعياك ذلك فعليك بالسنَّة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له.
ج- وحينئذ إذا لم نجد التفسير فى القرآن ولا في السنَّة رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التى اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح.
د- إذا لم تجد التفسير فى القرآن ولا فى السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة فى ذلك إلى أقوال التابعين].
48. [الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد].
49. [فإنها على ثلاثة أقسام:
أحدها: ما علمنا صحته مما بأيدينا مما يشهد له بالصدق، فذاك صحيح.
والثانى: ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه.
والثالث: ما هو مسكوت عنه، لا من هذا القبيل ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه وتجوز حكايته وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود الى أمر ديني].
50. [أحسن ما يكون فى حكاية الخلاف أن تُستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبه على الصحيح منها ويبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الأهم، فأما من حكى خلافا فى مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص؛ إذ قد يكون الصواب في الذي تركه أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال فهو ناقص أيضا، فإن صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ].
للمزيد من الشرح يراجع ما استفدنا منه:
أ. " شرح الرسالة " للشيخ محمد الصالح بن عثيمين.
ب. " بحوث في أصول التفسير " للشيخ محمد بن لطفي الصبَّاغ.
ج. " التفسير والمفسرون " للدكتور الذهبي.
وكتب علوم القرآن، ومقدمة " أضواء البيان " للشنقيطي رحمه الله.
وقد تمَّ شرح هذه الرسالة المباركة مراراً، آخرها للإخوة في غرفة " حامل المسك " - في البال توك - وفقهم الله.
مع الشكر للذي طبعها ونسَّقها ونشرها.
المرجع: موقع صيد الفوائد
كتبه
أبو طارق
إحسان بن محمد بن عايش العتيبي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[04 Nov 2007, 10:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أبا معاذ وجزى الله الشيخ إحسان خير الجزاء
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Nov 2007, 09:29 ص]ـ
شكر الله سعيكم أيها الإخوة (الكاتب والناقل)
عندي ملاحظة حول لفظ المتواطئ، قال الشيخ إحسان العتيبي: (وأما لكونه متواطئا - (المتواطئ: هو الذي طابق لفظه معناه مثل: إنسان، حجر، ... ) - في الأصل، لكن المراد به أحد النوعين أو أحد الشيئين كالضمائر فى قوله {ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى} - (قال بعضهم: الذي دنا هو الله عز وجل، وقال آخرون: هو جبريل عليه السلام) - وكلفظ {والفجر} - (قال بعضهم: هو النهار، وقال آخرون: هو صلاة الفجر) - و {والشفع والوتر} - (قال بعضهم: المخلوق والخالق، وقال بعضهم: هو العدد) - وما أشبه ذلك).
أقول: لو كان مراد شيخ الإسلام بالمتواطئ: ما طابق لفظه معناه، فإن هذا لا يمكن أن يُتصَّر فيه اختلاف، وإنما أراد الاصطلاح المنطقي، وقد استخدمه الأصوليون كثيرًا، ومن ذلك قول الغزالي رحمه الله في المستصفى: (وَأَمَّا الْمُتَوَاطِئَةُ فَهِيَ الَّتِي تَنْطَلِقُ عَلَى أَشْيَاءَ مُتَغَايِرَةٍ بِالْعَدَدِ وَلَكِنَّهَا مُتَّفِقَةٌ بِالْمَعْنَى الَّذِي وُضِعَ الِاسْمُ عَلَيْهَا، كَاسْمِ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ يَنْطَلِقُ عَلَى زَيْدٍ وَعَمْرٍو وَبَكْرٍ وَخَالِدٍ، وَاسْمِ الْجِسْمِ يَنْطَلِقُ عَلَى السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَالْإِنْسَانِ، لِاشْتِرَاكِ هَذِهِ الْأَعْيَانِ فِي مَعْنَى الْجِسْمِيَّةِ الَّتِي وُضِعَ الِاسْمُ بِإِزَائِهَا وَكُلُّ اسْمٍ مُطْلَقٍ لَيْسَ بِمُعَيَّنٍ كَمَا سَبَقَ فَإِنَّهُ يَنْطَلِقُ عَلَى آحَادِ مُسَمَّيَاتِهِ الْكَثِيرَةِ بِطَرِيقِ التَّوَاطُؤِ كَاسْمِ اللَّوْنِ لِلسَّوَادِ وَالْبَيَاضِ وَالْحُمْرَةِ فَإِنَّهَا مُتَّفِقَةٌ فِي الْمَعْنَى الَّذِي بِهِ سُمِّيَ اللَّوْنُ لَوْنًا وَلَيْسَ بِطَرِيقِ الِاشْتِرَاكِ أَلْبَتَّةَ).
ويعرفون المتواطئ بأنه: توافق أفراد في مسمى كلي توافقًا متسويًا؛ كإطلاق لفظ الرجل أو الإنسانية على زيد وعمر.
والمتواطئ قريب من المشترك، لكن المشترك يلزم فيه الحكاية عن العرب، والمتواطئ لا يلزم فيه ذلك، بل الدلالة فيه عقلية.
وفي كلام الغزالي تتمات مهمة في هذه المصطلحات لمن أراد أن يرجع إليها.
ومن هنا فانظر إلى كلام شيخ الإسلام من خلال تعريف المتواطئ يكون كالآتي:
الفجر: لفظ متواطئ يطلق على أفراد الفجر من أيام السنة إطلاقًا متساويًا، ففجر يوم النحر لا يحتلف عن فجر يوم عرفة بالنسبة إلى الفجرية، فهذا فجر وذاك فجر.
وكذا الضمير والنسبة إليه لا تختلف من شخص إلى آخر، خصوصًا إذا وقع احتمال عود الضمير على مذكورين، فعوده على أحدهما كعوده على الآخر سواءً لا تفاوت بينهما في نسبة الضمير إليهما، والله أعلم.
ـ[أبو معاذ البلقاوي]ــــــــ[05 Nov 2007, 02:06 م]ـ
بورك فيك أبا عبد الملك وجزيت خيرا على هذه الإضافة
وجزاك الله خيرا أبا عبد الرحمن على مرورك
ـ[محمد سيف]ــــــــ[14 Jun 2010, 06:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وجزى الله خيراً الشيخ مساعد على هذا التوضيح، والعبارة التي اعترضتم عليها في تفسير المتواطئ هي بنصها منقولة من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله (ص55)، وقد أشكل علي الاختلاف في تفسير المتواطئ بين شرحكم وشرح الشيخ، وزال هذا الإشكال بما أوضحتموه هنا.
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم وبارك في علمكم.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[14 Jun 2010, 07:12 م]ـ
بارك الله بأبي طارق خيراً على هذا الشرح. وجزا الله الناقل خير الجزاء(/)
سؤال.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[04 Nov 2007, 11:12 م]ـ
هل الجوهري صاحب كتاب " الصحاح." في اللغة، له كتاب في التفسير؟
المطلوب:
الاسم الكامل للتفسير؟
وإن كان موجودا، فما مصيره؟
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[05 Nov 2007, 04:22 م]ـ
للرفع
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Nov 2007, 06:16 م]ـ
لايعرف للعلامة اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى نحو سنة 400 هـ
أيّ كتاب في التفسير!!!
وأخشى أن الأمر التبس عليك بهذا التفسير للطنطاوي الجوهري:
(الجواهر في تفسير القرآن الكريم:
للشيخ الطنطاوى الجوهرى، ط 2، مصطفى البابى وأولاده بمصر
وطبع سنة 1350 هـ)
ويقع كتاب "الجواهر في تفسير القرآن الكريم"
في نحو ستة وعشرين جزءا وكان قد نشر شذرات متفرقة منه باسم:
"التاج المرصع بجواهر القرآن والعلوم".
وسمى تفسيره "الجواهر في تفسير القرآن الكريم" لأنه يجعل الجوهرة بدل الباب أو الفصل والجوهرة يتفرع عنها الماسة الأولى والماسة الثانية وهكذا.
وطريقته في تفسير القرآن أن يبدأ بالتفسير اللفظي للآيات التي يعرض لها ثم يتلوه بالشرح والإيضاح، أي أنه يشرح متوسعا في الفنون العصرية المتنوعة.
وكان يضع في تفسيره كثيرا من صور النباتات والحيوانات ومناظر الطبيعة وتجارب العلوم بقصد التوضيح والبيان.
فمثلا عند تفسيره لقول الله تعالى "وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد ... الآية" البقرة: 61
نجده يبين الفوائد الطبية في هذه الآية ثم يأخذ في بيان ما أثبته الطب الحديث عن نظريات طبية ويذكر مناهج أطباء أوربا في الطب ثم يقول: "أليست هذه المناهج هي التي نحا نحوها القرآن؟ أو ليس قوله "أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير" رمزا لذلك؟.
ونراه يلوم المسلمين لأنهم اهتموا واعتنوا بالفقه واختلاف الفقهاء، ولم يهتموا بالعلوم والآيات الدالة عليها، رغم أن آيات الأحكام قليلة جدا.
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Nov 2007, 06:55 م]ـ
ونراه يلوم المسلمين لأنهم اهتموا واعتنوا بالفقه واختلاف الفقهاء، ولم يهتموا بالعلوم والآيات الدالة عليها، رغم أن آيات الأحكام قليلة جدا.
ذكّرتني أستاذنا الكريم د/ مروان بكتاب قيّم ومهمّ جداً عندي وهو كتاب:
من ضيّع القرآن "
وقرأته أكثر من مرة لكن نسيت اسم مؤلفه الآن ولم يعد في الذاكرة منه غير " خليل " ولا أدري هل هو اسمه أو اسم أحد آبائه،وأقول له: جزاك الله خيراً وغفر لي ولك.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[05 Nov 2007, 07:17 م]ـ
شكرا لأخي الحبيب الغالي الباحث العالم الدكتور السالم
ماتفضل به من مداخلة طيبة
وصاحب هذا الكتاب هو أخي الحبيب الفاضل
الدكتور شوقي أبو خليل
وتمتاز كتاباته باليسر والسهولة والإمتاع والمؤانسة
ويوضح هذا الكتاب:
(من أضاع القرآن) عن هدفه ومراميه، وهجره تطبيقاً وفهماً صحيحاً ودين حياة ومعاملات
وركيزة بناء من خلال بيان ميزان الشرع ودعوةالقرآن والعلماء في الميزان ما لهم
وما عليهم وما بينهم وثمرة القرآن الأولى، ومن حفظ القرآن من الأمراء والعلماء
ومن شوه الشريعة، وكيفية الاجتهاد والمشكلات المعاصرة.
وها هي ذي هي صفحة مؤلفاته:
http://www.fikr.com/cgi-bin/_authbooks.cgi?id=151
وأنا أنصح بقراءتها، وتقديمها للأخوة والأحباب
في المناسبات ...
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[05 Nov 2007, 11:52 م]ـ
لايعرف للعلامة اللغوي إسماعيل بن حماد الجوهري المتوفى نحو سنة 400 هـ
أيّ كتاب في التفسير!!!
وأخشى أن الأمر التبس عليك بهذا التفسير للطنطاوي الجوهري:
(الجواهر في تفسير القرآن الكريم:
للشيخ الطنطاوى الجوهرى، ط 2، مصطفى البابى وأولاده بمصر
وطبع سنة 1350 هـ)
ويقع كتاب "الجواهر في تفسير القرآن الكريم"
في نحو ستة وعشرين جزءا وكان قد نشر شذرات متفرقة منه باسم:
رفقا فضيلة الدكتور، فالأمر لم يلتبس علي.
فقد ذكر هذا عالِمٌ عَلَمٌ توفي سنة 895هـ، ولست بالذي يجهل كتاب الطنطاوي وهو على رف مكتبتي.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[06 Nov 2007, 10:38 ص]ـ
معذرة ياأخي الكريم صادق الرافعي
وليس هذا ما أريده والله
وأرجو إن تسامحني
ولو تتفضل علينا، بما تفضلت به آنفا:
(فقد ذكر هذا عالِمٌ عَلَمٌ توفي سنة 895هـ)!!!؟
من هو هذا العالم!!؟
وما مصدرك!!؟
{وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} [الإسراء: 85]
وشكرا لك(/)
دعوة .. لندوة فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالمدينة المنورة ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Nov 2007, 12:05 ص]ـ
يسر الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه أن تدعوكم لحضور المحاضرة التي سيلقيها:
الأستاذ الدكتور: فهد بن عبد الرحمن الرومي حفظه الله
بعنوان:
البدهيات والصفة الكاشفة في القرآن الكريم
وذلك في فندق القصر الأخضر يوم الاثنين الموافق 24/ 10 / 1428هـ بعد صلاة العشاء ...
ـ[محب القراءات]ــــــــ[05 Nov 2007, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Nov 2007, 05:41 م]ـ
جزاك الله خيرا ...
ونتمنى ممن حضر المحاضرة أن يلخص لنا محتواها أو أبرز النقاط التي تحدث فيها الدكتور.
ـ[الجكني]ــــــــ[06 Nov 2007, 06:59 م]ـ
كاتب هذه الحروف ممن تشرف بحضور هذه الندوة العلمية " القيمّة والرائعة والمفيدة " بكل ما تحمل هذه الكلمات من معنى، حيث أرسل أستاذنا د/ فهد الرومي حفظه الله إشارات مهمة لطلاب العلم وخاصة المتخصصين في التفسير وبخاصة أكثر خصوصية طلاب الدراسات العليا إلى ما تحت هذين الموضوعين من خفايا تحتاج إلى جهد الباحثين الجادين لإظهار هذه الكنوز المخفية تحت ستار " البدهية " و" الصفة الكاشفة " ومن أهم النقاط التي أعجبتني ورقصت لها طرباً - ولا رقص هناك ولا طرب - عندما قال ما معناه:
إن هذا الموضوع لا يصلح له أو لا يستطيع أن يسير فيه سيراً حثيثاً صحيحاً إلا من تسلّح بسلاح علم البلاغة والعربية وهما الأساس في فهم هذا العلم، وعدم اهتمام كثير طلاب الدراسات العيا بهذين العلمين هو السبب في ندرة الباحثين في هذا المجال ب هو السبب أيضاً في انصراف بعضهم ممن بدأ البحث فيه ولم يتمه.
ثم شارك بعض الحضور بمداخلات علمية زادت من جمال الندوة إضافة إلى أجوبة الدكتور المحاضر على بعض النقاط التي اتضح ان بعض الحاضرين لم يستظهرها أثناء الندوة.
ومن أهم المداخلات - في نظري القاصر - هو الموضوع الذي " أثير " عرضاً ومن باب إثراء المحاضرة عندما قال أستاذنا المحاضر: إن الإمام الزمخشري رحمه الله والإمام أبا حيان رحمه الله " قِرنان " فأشار كاتب هذه الحروف بأصبعه دون همس أو كلام أن:" لا " ففطن له أستاذنا ثم سأله: أليسا قرنان؟ فقال كاتب الحروف: لا، وذكر باختصار أن الفرق بينهما: أن الزمخشري " مبتكر " وأبا حيان " حافظ "، ثم علّق أستاذنا على هذه الجزئية تعليقاً استفاد منه المعترض قبل استفادة الحضور.
هذا باختصار ما لاحظته في الندوة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2007, 08:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً ووفق الله الدكتور فهد الرومي لكل خير، ومثل هذه الندوات واللقاءات ذات فوائد متعددة علمية واجتماعية وتعارف الباحثين والمتخصصين يعينهم على طلب العلم وخدمته، نسأل الله أن يبارك في جهود القائمين على الجمعية وأن ينفع بهم.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[06 Nov 2007, 09:02 م]ـ
جزى الله الأستاذ الدكتور فهد الرومي حفظه الله خيرا على هذه الزيارة المباركة إن شاء الله للمدينة المنورة،
وعلى محاضرته الطيبة، وكم تمنيت الحضور،
فما منعني منه إلا انشغالي بمحاضرة في الجامعة،
كما أثني بالشكر الجزيل لرئيس لجنة فرع جمعية القرآن الكريم الدكتور عماد حافظ حفظه الله على إقامته مثل هذه اللقاءات الطيبة، ودوره في خدمة القرآن الكريم ونشره في المدينة المنورة، على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[07 Nov 2007, 01:07 ص]ـ
تمنيت الحضور ولكن
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ... زاد الله فضيلة الدكتور علما وختم لنا وله بخير(/)
أنواع التفسير للشَّيخِ العَلامةِ مُحَمَّد سَالم وَلدْ عَدُّوْدْ الشَّنقِيطِيُّ
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 Nov 2007, 05:30 م]ـ
أنواع التفسير للشَّيخِ العَلامةِ مُحَمَّد سَالم وَلدْ عَدُّوْدْ الشَّنقِيطِيِّ (بالكسر)
1 ( http://www.chingit.net/sun/128.rm) 2 (http://www.chingit.net/sun/129.rm)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Nov 2007, 05:39 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أبا الحسنات وليتك تنقل لنا ملخص ما في ورد في الشريطين ..
ـ[النورس]ــــــــ[14 Dec 2007, 10:39 ص]ـ
هل يوجد تفريغ لهذه الاشرطة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 May 2009, 08:24 م]ـ
رحمه الله وغفر له.
محاضرات قيمة تدل على علمه وفقهه.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[07 May 2009, 03:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رحم الله فقيدة الأمة شيخنا محمد سالم الذي مات في صمت اللهم ما قام به بعض الإخوة الموريتانيين مشكورين وعلى رأسهم الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو. وما أتحف به الأخ باناعمة من صلى الجمعة الماضية بمسجده في جدة.
فاللهم هييء لهذه الأمة من يعرف لها حق علمائها في حياتهم قبل الممات. حتى لا يظن أحد منا ما قاله الشيخ العَلامةِ مُحَمَّد سَالم وَلدْ عَدُّوْدْ الشَّنقِيطِيِّ:
شباب يحسبون الدين جهلا ****** وشيب يحسبون الجهل دينا
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 May 2009, 10:16 م]ـ
الرابطان معطلان.
لذا يمكن الدخول إليهما من هنا وتحميل محاضرات أخرى للشيخ رحمة الله عليه:
http://www.chingit.net/wmview1.php?ArtCat=297
ـ[احمد زكي]ــــــــ[10 May 2009, 11:04 م]ـ
جزاك الله خيرا بارك الله فيك
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[12 May 2009, 01:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيرا أخي الدمشقي أسأل الله أن يحسن خاتمتك(/)
** طلب من الأخوة في الأردن
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[05 Nov 2007, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من الأخوة في الأردن إن كانوا يعرفون الدكتور (محسن هاشم درويش) محقق كتاب الوقف والابتداء للإمام السجاوندي أن يزودوني برقمه
وقد يتم الحصول على الرقم من عند درا المنهاج فهي التي طبعت الكتاب المذكور
والله الموفق
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[06 Nov 2007, 12:25 م]ـ
أخي الكريم
عمل الأخ الدكتور محسن بعد خروجه من الأردن قبل عدة سنوات في كلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي إلى العام الدراسي الماضي، وسمعت من الأخ الفاضل د. أحمد محمد مفلح القضاة أنه ترك الكلية هذاالعام إلى غيرها، ولعله إن تيسر لي معرفة عنوانه الجديد أعلمك به بإذن الله تعالى.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[06 Nov 2007, 05:48 م]ـ
بارك الله فيك دكتورنا الكريم , وهذا الذي أحزن الشباب هنا ترك الدكتور للكلية
أسأل الله أن ييسر لك أمر الحصول على عنوان الدكتور(/)
دورة علمية (المدخل إلى علوم القرآن) بالشارقة 8 - 13/ 11/1428هـ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Nov 2007, 03:44 م]ـ
ينظم المنتدى الإسلامي بالشارقة دورة علمية تحت شعار (حول مائدة القرآن) حسب الجدول
من يوم السبت 8/ 11/1428هـ الموافق 17/ 11/2007م
إلى الخميس 13/ 11/1428هـ الموافق 13/ 11/2007م
http://www.sharjahevents.com/muntada/quran1.jpg
موقع المنتدى الإسلامي بالشارقة: المنتدى الإسلامي ( http://www.sharjahevents.com/muntada/index.php)
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 Nov 2007, 04:23 م]ـ
يسر الله أموركم، ونفع بكم
ـ[إيمان]ــــــــ[06 Nov 2007, 05:12 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الفاضل الدكتور: عبدالرحمن على إتحفنا بكل ما هو جديد عن الدورات العلمية المتخصصة في الدراسات القرآنية، هل هناك موقع على الشبكة العنكبوتية سينقل الدورة بثاً مباشراً حال بدأها؟
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[06 Nov 2007, 05:31 م]ـ
أسأل الله أن ينفع بكم وأن يجعلكم مباركين أينما كنتم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 Nov 2007, 09:40 م]ـ
مواضيع شيقة، ومشاركون أكفاء
أسأل الله أن يوفقهم أجمعين وينفع بهم.
وأرجو أن نعرف تفاصيل أكثر عن المنتدى، وفكرة هذه الدورة، والمقصود بتقسيمها إلى جانبين: نظري وتطبيقي.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Nov 2007, 06:06 ص]ـ
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Nov 2007, 06:12 ص]ـ
وفقكم الله جميعا، وأرجو أن تشركونا في الاستفادة من هذه الندوة بوضع موادها على الشبكة.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Nov 2007, 10:54 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فتح الله على سفراء التفسير في الأرض كل خير.
وكتب لهم الأجر في كل شؤونهم، وزوَّدهم العلم النافع، والعمل الصالح، والخير العميم، والفضل الكريم، والمغفرة من الربِّ الرحيم.
طوبى لأهل الشارقة؛ تكتحل عيونهم بأهل العلم الفضل.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 11:07 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم.
هل يمكن الحصول على بعض من هذه المحاضرات لاحقا؟.
ليتها تكون كتابا او كراسا يمكن ان نمتع أعيننا بها.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[08 Nov 2007, 09:38 م]ـ
جعلكم الله مباركين أينما كنتم،ونفع بكم.
ـ[معروفي]ــــــــ[16 Nov 2007, 06:48 ص]ـ
دورة في علوم القرآن في المنتدى الإسلامي بالشارقة
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Nov 2007, 02:42 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 Nov 2007, 01:08 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
من دواعي السرور حينما كنت في الشارقة أني وجدت الكم الكبير من إعلانات هذه الدورة في شوارع المدينة وفي داخل جامعة الشارقة بصورة طيبة والحمد لله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:34 ص]ـ
أسأل الله أن يبارك للإخوة المنظمين، وأن يجزيهم خير الجزاء على إقامة هذه الدورة العلمية المتخصصة في علوم القرآن، وأسأل الله أن لا يحرمني وإياهم الأجر والمثوبة.
وأشكر الإخوة الذين علقوا على هذا الموضوع، وأرجو أن تكون هذه الدورة العلمية منارة من منارات العلم، وأن يوفق المقدمين للمعلومات فيها إلى حسن البيان وإثراء الحاضرين والسامعين.
وأتمنى من الإخوة الكرام أن لا ينسوا مقدمي المعلومات في هذه الدورة من الدعاء، أسأل الله لنا جميعًا الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا من المستخدمين في طاعته أينما كنا، إنه سميع مجيب.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[18 Nov 2007, 10:15 م]ـ
نفع الله بكم، وأعانكم لكل مكرمة وخير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:44 م]ـ
للاستماع للدروس مسجلةً من هنا ( http://www.sharjahevents.com/muntada/quran2007.html#sound)
ومن هنا ( http://www.sharjahevents.com/newaudio/sound.php?catid=41)
ويمكن الاستماع للدورس مباشرة ومشاهدتها مصورة من هنا ( http://www.weyak.ae/channels/islamiat/event_nov17.php) .(/)
ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Nov 2007, 08:42 ص]ـ
ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الكردية
الأكراد شعب مسلم عريق له تاريخ حافل مجيد , دخل الإسلام في القرن السابع الميلادي, وأدى دوراً هاماً في محاربة الصليبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى , أنجب هذا الشعب الكثير من العلماء والأئمة , وهم ينتشرون على مساحة من الأرض تساوي مساحة فرنسا , موزعين في خمس دول مختلفة , إيران و العراق وتركيا وسوريا وروسيا.
وقد وفد على بلاد الأكراد إبان الحكم العثماني كثير من المستشرقين والرحالة والمراقبين والقناصل والجمعيات التبشيرية والضباط السياسيين , وأخذوا يتعرفون على عادات هذا الشعب وتقاليده ومعتقداته وآدابه وعلومه , وقد حاول ضابط إنجليزي أن يترجم بعض المختارات من آيات القرآن الكريم , إلى اللغة الكردية.
ولما كان الشعب الكردي يعيش في سلام تحت ظلال الإسلام الوارفة , كان يتقن العربية في كثير من مناطقه , لذلك أنجب الكثير من العلماء والمفسرين الأجلاء , الذين أثروا المكتبة الإسلامية بكثير من الكتب والمؤلفات.
وإذا بهذا الشعب العريق , يحتاج في عصرنا هذا إلى ترجمات لتفسير القرآن باللغة الكردية.
ولقد قام كثير من العلماء بترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره إلى اللغة الكردية.
أما الترجمة الأولى: فهي ترجمة لمعاني بعض آيات القرآن الكريم, نشرت في جريدة (بيشكه وتني سليماني) أي: جريدة التقدم السليمانية, العدد /25/ والترجمة للميجر "سون" E.B. soan . قال المؤرخ الكردي محمد أمين زكي عن " سون ":
(هذا الفاضل يعرف اللغة الكردية كأحد أبنائها , بل إنه أعلم بها من كثير من علماء الكرد أنفسهم , وكمثال على مدى تمكن " سون " من اللغة الكردية , نذكر أنه ترجم إلى اللغة الكردية عدداً من آيات القرآن الكريم ترجمة واضحة مفهومة , وهو أمر يعجز عنه الكثيرون , وقد نشر ترجمته في جريدة [بيشكه وتني سليماني] , العدد / 25 / في 14 / أكتوبر/ 1920م, وقد أصدر هذه الجريدة مصطفى باشا يا ملكي , في أواخر نيسان (أبريل) 1920 م , بتشجيع من " سون " الذي كان حاكماً سياسياً في السليمانية آنذاك , واشترك شخصياً في تحرير الجريدة وتوجيهها) (اهـ خلاصة تاريخ الكرد وكردستان , محمد أمين زكي , ترجمة محمد علي عوني , القاهرة , 1936 م , المجلد الأول, الجزء الثاني , الصفحة / 291 /).
الترجمة الثانية: تفسير مخطوط في ثماني مجلدات بعنوان " تذكاري ئيماني بوقه ومى كوردان " أي: " تذكار الإيمان للأكراد " , وهو للملا محمد بن سعيد الخواهر زاد (البنجويني).
وتفسيره المخطوط محفوظ بجامعة صلاح الدين في أربيل , بالمكتبة المركزية تحت رقم / 6 /, ولم يطبع بعد وهو في / 2171 / صفحة من القطع الكبير , ومؤرخ في عام 1351 هـ.
وقد اهتم بطبعه ولده بشير حسين السعدي , وظهر من هذا التفسير جزءان الأول والثاني , والباقي أربعة أجزاء , وقد انتهى المؤلف من تفسيره عام / 1930 / م.
وللتفسير مقدمة بالكردية وترجمتها بالعربية , والمترجم هو الملا حسين شيخ سعدي فيض الله المولود عام / 1888 / م , و يتصدر التفسير إذن من الشيخ: عبد الكريم محمد المدرس , وهو مدرس في المعهد الإسلامي.
الترجمة الثالثة: وهي تفسير كامل من ثلاثين جزءاً بعدد أجزاء القرآن الكريم , للملا محمد جلي زاده الكوبي (نسبة إلى كوى سنجق) , بعنوان [ته فسيري كوردي مه لا محمدي كويى] والتفسير في شكل مخطوطة محفوظة لدى ولده (الأستاذ مسعود محمد الجلي زاده ـ وهو وزير سابق و رئيس للمجمع العلمي الكردي في بغداد , وهو أديب له العديد من المؤلفات).
ولقد أتم الملا محمد تفسيره قبل وفاته بأشهر قليلة (توفي عام 1943 م) وهو من كبار العلماء الأكراد, وكان من المعجبين بالشيخ محمد عبده , وقد طبع من تفسيره حتى الآن ثلاثة أجزاء في مجلدين, المجلد الأول طبع في بغداد عام 1968 م , وذلك تحت عناية كريمته , والمجلد الثاني (ويشمل تفسير الجزئين الثاني والثالث من القرآن الكريم , وطبع في بغداد عام 1970 م والمترجم هو: جلي زاده محمد بن جمال الدين عبد الله بن ضياء الدين محمد أسعد ابن الواثق بالله عبد الله بن مجد الدين عبد الرحمن الجلي بن عبد الله المشهور بكاك جلي رحمه
(يُتْبَعُ)
(/)
الله, المولود في كوى سنجق, ولا يزال هذا التفسير ينتظر من يعين على إتمام إخراجه إلى النور.
الترجمة الرابعة: أيضاً تفسير القرآن الكريم بعنوان " تفسير زياني ئينسان ته فسيري قورئان " أي: حياة الإنسان , للملا حسين شيخ سعدي فيض الله الأربيلي , 1981 م بغداد عن مطبعة جابخانه ى (الحوادث) , وللتفسير مقدمة في 34 صفحة , أما الجزء الثاني فقد طبع في السليمانية عام / 1972 / م , في 200 صفحة , والجزء الثالث طبع في بغداد عام / 1984 /م في 167 صفحة , ولا يزال باقي التفسير تحت الطبع , وهناك محاولة إعادة كتابة هذا التفسير بلغة كردية حديثة , من مجموعة الدارسين الأكراد في بريطانيا.
الترجمة الخامسة: تفسير للملا عثمان بن ملا عزيز البريسي , ويقيم في حلبكة بالسليمانية , ويعمل إماماً لمسجد الشافعي , وقد حصل الكاتب من تفسيره على الأجزاء / 16 , 17 , 23 , 25 , 26 , ولا بدّ وأن يكون التفسير قد اكتمل الآن.
الترجمة السادسة: للملا محمدي خال وهو عضو المجمع العلمي العراقي , الهيئة الكردية ببغداد , وقد نشر حتى الآن جزئين من هذا التفسير , تحت عنوان " تفسيري خال " , الجزء الأول طبع في بغداد عام 1969 م في 219 صفحة.
الترجمة السابعة: وهي بعنوان " تفسير نامى " في سبعة أجزاء وهي للملا عبد الكريم محمد المشهور بالمدرس , المولود في قرية " تكيه " عام 1323 هـ وقد ظهر من تفسيره بالكردية خمسة أجزاء والجزئين السادس والسابع تحت الطبع , وكلها طبعت في بغداد في أعوام 1980 , 1981 , 1982 م , بدار الحرية للطباعة , والناشر هو محمد علي القرة داغي , والأجزاء الخمسة طبع منها خمسة آلاف نسخة.
والتفاسير السابقة كلها مكتوبة باللغة الكردية بالحرف العربي والهجاء الكردي الحديث. (راجع " الهيئة العالمية للقرآن الكريم ضرورة للدعوة والتبليغ ".د. حسن المعايرجي , الصفحة / 179 / وما بعدها)(/)
أجيبوا عن أسئلتي ..... بارك الله فيكم
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[07 Nov 2007, 09:14 ص]ـ
أستاذتي الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
*أريد منكم التفضل بالإجابة عن الأسئلة التالية ولكم مني جزيل الشكر وصادق الدعوات بأن يحفظكم من كل مكروه وينفع بكم ويدخلكم الجنة بغير حساب .....
*هناك عدد من المفردات القرآنية تحمل معنى عاما واحدا مثل:"جما" و"موفورا" في الكثرة .... هل يوجد من تكلم في هذا الموضوع وجمع المفردات التي تحمل معنى عاما واحدا؟
*كذلك هل هناك كتب تحدثت عن الفروق الدقيقة بين مفردات القرآن وسبب اختيار القرآن لها دون غيرها .. وخاصة من المعاصرين.
*ورد في القرآن الكريم كلمات من أصل واحد ولم تتكرر في القرآن مثل "وقب" لم يأت في القرآن من هذه المادة إلا هذه المفردة، هل يمكن البحث عن سبب التفرد وكيف؟ وما الكتب التي يمكن الاستعانة بها.؟
*ما الكتب التي كتبت عن أبنية ألفاظ القرآن الكريم، (أسماء وأفعال .. )؟
جزاكم الله كل خيرا
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:06 ص]ـ
وعليكم السلام:
هناك كتاب لاساتذنا الفاضل الدكتور فاضل صالح السامرائي بعنوان معاني الابنية في العربية.
وهناك رسالة دكتوراه بعنوان تناوب الصيغ في القران الكريم / جامعة الموصل
وكتاب الافعال المشتقة من اصل لغوي واحد في القران الكريم ....
وكتاب التطور الدلالي بين لغة الشعر والقران الكريم .. وغيرها
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[13 Nov 2007, 09:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور /معن، وبارك الله فيك وفي علمك وأهلك ومالك، وأدخلك الجنة بغير حساب.
محبك/حسين.(/)
بعد هدية الملتقى ... هل يمكننا الحصول على
ـ[ناصر المنيع]ــــــــ[07 Nov 2007, 09:36 ص]ـ
طالعت بغبطة وسعادة ما زفه لنا هذا الملتلقى المبارك من هدية ثمينة وهي صورة في متناول يدك مما يقال أنه صوره عن المصحف العثماني ...
إن هذا العمل النبيل شجعني لأن أحث إخواني على الحصول على مثل هذه النفائس القيمة والمخطوطات المهمة والتواصي على الدلالة عليها وكل يتدخل بماله وجاهه ومعارفه للحصول عليها ... ولا مانع أن يخصص كرسي واحد من كراسي البحث التي بدات في الجامعات السعودية في البحث عن التراث المخطوط في الدراسات القرآنية وإخراجه ..
ومن ذلك ما هو موجود في مجمع العلوم البافاري في ألمانيا الأتحادية فقد قامت فكرة جريئة ومهمة عند المستشرقين الألمان في أوائل ومنتصف القرن الماضي الميلادي لجمع أكبر عدد من المخطوطات المتعلقة بالقرآن الكريم من كتب التفسير وعلوم القرآن والمصاحف القديمة وذلك من أجل مشروع ما يمسى بـ " هوامش نقدية للقرآن الكريم " ...
وقد تحدث عن هذا المشروع المستشرقان الألمانيان بيرجشتراسر واو تو برتسل بإسهاب وكتبا مخططا وافيا وشرحا موسعا في في كتاب "تاريخ القرآن" وفي منشورات مجمع العلوم البافاري وفي مجلة (أسلامكيا) في عام (1934م).
لا أريد الخوض في فكرة هذا المشروع ومخاطره واهدافه .... لكن يهمني هنا ما حدث بعد ذلك:
فقد جمعت هذه المخطوطات القديمة التي أمكن الوصول إليها مصوره على أفلام نيجاتف جمعا منظما في أرشيف وهو أرشيف مصور لمخطوطات تشتمل على النص القرآني بالخط الكوفي؛ حيث قام بيرجشتراسر بتصوير العشرات من المخطوطات العربية في القاهرة واسطنبول والعديد من المخطوطات المتعلقة بالقراءات بيد أن وفاة بيرجشتراسر المفاجئة حالت دون ذلك.وقد تابع أوتو برتسل العمل ولكن الأفلام التي جمعت ضاعت في الحرب العالمية الثانية، وصُرِف النظر عن الموضوع ولا يوجد منها الآن إلا عدد قليل في جامعة برلين تحت رعاية الأستاذة / أنجليكا نويفيرت كما أفاد بذلك الاستاذ الدكتور اشتيفان فيلد في بحثه الجديد (ملاحظات على مساهمات المستشرقين في الدراسات القرآنية) (ص 15) الذي نشره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في الندوة التي أقامها العام الماضي.
فهل يمكن الوصول إلى جامعة برلين أو لهذه الأستاذة للنظر في هذا القليل الباقي فقد يكون فيه خير كثير ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Nov 2007, 09:41 ص]ـ
فكرة موفقة حفظكم الله.
الدكتور ميكلوش موراني هو خير من يساعدنا في الحصول على هذه النفائس المتبقية من ذلك المشروع يا دكتور ناصر، ولعله يكتب تعقيباً يبين لنا فيه كيف يمكنه أن يساعدنا في ذلك مشكوراً.(/)
فهم القرآن .. الطريقة المثلة أوبة من جديد
ـ[علي جاسم]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:14 ص]ـ
[ align=justify] سأل نحوي أعرابيا أيام قامت للنحو مدارس , وظهر هذا العلم كعلم مستقل له ظوابط وأصول .. سأله: أتجر فلسطين؟؟ فقال الأعرابي إني إذن امرؤ قوي!!!! فلم يفهم النحوي قول الأعرابي ولم يكن الأعرابي قد فهم على النحوي .. فسأله النحوي: أتهمز إسرائيل؟؟؟ فقال الأعرابي إني إذن امرؤ سوء!!! وهنا أيضا لم يفهم أحدهما عن الآخر شيئا ..
ولا أحسب أن أبا بكر أو عمر رضي الله عنهم كانوا سيجيبون هذا النحوي غير جواب الأعرابي لو أنه توجه إليهما بالسؤال عينه ..
ما أريد قوله سادتي الأكارم .. ملتقى أهل التفسير ..
هو أن هذه الاصول والظوابط التي وضعت بعد جيل الصحابة -أتكلم عن أصول التفسير أو أصول فهم القرآن-لم يكن أحد من الصحابة يعرفها على هذا النحو من التبويب الفني والتقسيم الأكاديمي ..
لم يكن ابو بكر أو عمر أو عثمان أو بلال .. لم يكن أحدهم أنحى من الكسائي وسيبويه .. ولم يكن أحدهم افقه من أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر .. ولم يكن أحدهم يجاري الزمخشري في بلاغته .. أو ينبري للجرجاني في النظم والبيان .. أو يقارع الغزالي في منطقياته .. أو ابن سنا في عقلياته .. أو يفحم أبو الحسن الأشعري في كلامه وجدلياته ..
كلهم كانوا أبعد مدى في تخصصاتهم هذه من أبي بكر وعمر وعثمان وجمع الصحابة رضي الله عنهم .. ولكن لم يكن أحدهم أفهم لكتاب الله من أبي بكر وعمر وعثمان ..
والسؤال الذي يساق هنا ... لماذا؟؟؟
لماذا كان الجيل الأول أدق فهما لكتاب الله من التابعين و تابعيهم ممن قد أصلوا الأصول وقننوا القوانين وظبطوا الظوابط , أقول لماذا فهموم وهم بعد لم يستوفوا عدة التفسير من الظوابط والأصول والقواعد ..
أقول لكم سادتي الأفاضل لماذا ..
لأنهم كانوا يعيشون التنزيل سورة سورة وآية آية .. كانوا ينفعلون للتنزيل انفعالا حيا واقعيا .. كان يشعرون في قرارة نفوسهم أن القرآن يخاطبهم هم هم لا غير .. وليسوا هم فحسب حتى المنافقين كانوا يشعرون أن الله مطلع على سريرتهم فيحذرون أن ينزل القرآن بما في طويتهم فيفضحهم .. أقول يحذرون ملئ نفوسهم ويخافون ملئ قلوبهم من آيات القرآن لأنها تخاطب مجتمعا حيا لأنها تحاتكي شعور الإنسان ووجدانه بل تخاطب كيان الإنسان جملة وتفصيلا ..
ولذلك لم يكونوا بحاجة إلى هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية ..
سادتي الأكارم .. لست أغض من قدر هذه الأصول وما ينبغي لي .. ولكني أقول أننا إذ نتقيد بهذه الأصول والقواعد التي وضعت بعد جيل الصحابة , سنفهم القرآن فهم التابعين وتابعيهم وهو فهم راق رفيع ولا شك في ذلك , ولكنا وقد تقيدنا بهذه الأصول وحصرنا فهم القرآن بها , لن نفهم القرآن فهم الجيل الأول الذي عاش التنزيل .. وهذه هي الدرجة التي يختلف بها فهم عن فهم ..
وهذا ما كنت اريد قوله وأنا أتكلم عن الطريقة المثلى لفهم القرآن ..
أنا إنما أردت أن يرتحل المسلم بخياله إلى الفترة التي نزلت بها السورة ويعيش ظرف الجماعة المسلمة آنذاك , يجلس إليهم , ينظر للمجتمع الجاهلي يموج من حوله , يعيش عداء الكفار والمشركين , ويعيش أذاهم وبغيهم على المسلمين , يعيش قبل هذا كله عقيدة قد هدمت في قرارته , ويعيش عقيدة جديدة تبنى مكانها , حينئذ سيشعر ولو نسبيا بهذا القرآن يتنزل على سمعه بلون جديد وبإيقاع آخر لم يعهده .. وأرجع وأقول .. كلما كان خياله خصبا واستحظر في شعوره ووجدانه فترة التنزيل كلما انفتحت له أكمام القرآن , وكلما حلت أمامه معمياته وأحاجيه , حينئذ وأن مؤمن بذلك سيفهم القرآن الكريم فهما فوق ما تبلغه إياه هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية .. وفي الموضوع متسع للكلام وسيجيئ كل شيء بأوانه المناسب إن شاء الله ..
وفقنا الله وإياكم -سادتي الأكارم-لفهم كتابه العزيز ..
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Nov 2007, 05:24 م]ـ
أخي علي
لست مجبراً على الكتابة مالم تكن متهيئاً لها, وأعني بذلك كثرة الأخطاء الإملائية من العنوان إلى آخر الموضوع, لكن لا بأس ببعض الأخطاء فربما تكون أدق في وصف الموضوع (المثلة).
ثم هل لديك مشكلة مع تأصيل أصول التفسير وعلوم القرآن الموجودة بين أيدي الناس اليوم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
وهل هي عقبة في سبيل فهم القرآن كما فهمه الصحابة رضي الله عنهم؟
أما قولك: (لم يكن ابو بكر أو عمر أو عثمان أو بلال .. لم يكن أحدهم أنحى من الكسائي وسيبويه .. ولم يكن أحدهم افقه من أبي حنيفة وأبي يوسف وزفر .. ولم يكن أحدهم يجاري الزمخشري في بلاغته .. الخ).
فهذا والله أبطل الباطل, وعين التناقض, أبطل الباطل لأنها مقارنة جائرة بين من جمع منتهى العلم والخيرية ديناً ولغةً وعقلاً, وبين من بعدهم بقرون.
وهي عين التناقض لأنك تدعونا إلى علم الصحابة فقط ثم تقول لنا أن هؤلاء أعلم منهم!!
دعوتك الجائرة هذه تعلمنا أن علوم الأمة التي سبق إليه هؤلاء الأئمة لا خير فيها لأنها ليست من معلومات الصحابة, وأي هدم للعلوم أوضح من هذ؟!
ثم أخي علي -وقد آلمتني بما كتبت- من أين أخذ الكسائي وأبو حنيفة وزفر وأشباههم علومهم؟!
أما قولك: (لماذا كان الجيل الأول أدق فهما لكتاب الله من التابعين و تابعيهم ممن قد أصلوا الأصول وقننوا القوانين وظبطوا الظوابط , أقول لماذا فهموم وهم بعد لم يستوفوا عدة التفسير من الظوابط والأصول والقواعد .. ).
فليس بصواب؛ لأنه لم تؤصل أصول ولا ضوابط ولا قواعد في ذلك العهد, ولم يخرجوا في ذلك العهد عن منهج الصحابة الذي تدعو إليه.
ثم قلت: (ولكني أقول أننا إذ نتقيد بهذه الأصول والقواعد التي وضعت بعد جيل الصحابة , سنفهم القرآن فهم التابعين وتابعيهم وهو فهم راق رفيع ولا شك في ذلك , ولكنا وقد تقيدنا بهذه الأصول وحصرنا فهم القرآن بها , لن نفهم القرآن فهم الجيل الأول الذي عاش التنزيل .. وهذه هي الدرجة التي يختلف بها فهم عن فهم ..
وهذا ما كنت اريد قوله وأنا أتكلم عن الطريقة المثلى لفهم القرآن .. ).
هل لك أن تخبرني أخي: ما الفرق بين تفسير ابن عباس ومجاهد أو عكرمة في الفهم وبيان المعنى؟
وزدت فقلت: (حينئذ وأن مؤمن بذلك سيفهم القرآن الكريم فهما فوق ما تبلغه إياه هذه التقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية .. وفي الموضوع متسع للكلام وسيجيئ كل شيء بأوانه المناسب إن شاء الله .. ).
على ما في العبارة من تخليط لكن يفهم منها: أن فهم القرآن بطريقتك المذكورة فوق فهمه بالتقسيمات الفنية والتبويبات الأكاديمية.
وهذا كلام جاهل بكلا الفهمين: فهم الصحابة وفهم من بعده؛ فإن فهم الصحابة للقرآن ليس معتمداً على معاصرة التنزيل ومعرفة حال من نزل عليهم القرآن فقط, بل انهم يفهمونه بأصول ومصادر غير ذلك. كما أن فهم من بعدهم لم يهمل هذا الجانب كما يفهم من طول المقال وعرضه.
وبعد:
فإن هذا المقال بني على غير علم فجاء بغير الحق, وأجزم بأن عين عالم أو طالب علم لم تقع عليه وإلا لارتاح منه كاتبه وقارئه. والله الموفق.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[07 Nov 2007, 10:08 م]ـ
رفقا بأخينا يا أبا بيان! فما عهدناك إلا حليما كريما.
أخي الكريم علي جاسم – وفقه الله -:
لكل علم أصوله وقواعده، فأنتَ -مثلا - إذا أردتَ أن تقرأ القرآن الكريم قراءةً صحيحة لن ينفع الطّيران (الخياليّ) إلى وقت تنزل القرآن شيئا!
" وكما أنّ غاية التجويد النّطق الصحيح لألفاظ القرآن فإن غاية أصول التفسير الفهم الصحيح لمعانية " (1)
وإنّ مِنْ فوائد علم أصول التفسير -يا أخي الكريم- حفظ القرآن الكريم مِنْ عَبَث العابثين وتطاول المتطاولين ممن يقولون فيه بغير علم ...
أنتَ - يا أخي الكريم - تدعو إلى الأخذ بمنهج الصحابة، أليس كذلك؟
الصَّحابة – أخي الفاضل - كانوا عَرَبا أقحاحا يفهمون القرآن الكريم بفطرتهم وسليقتهم، وبمعرفتهم بأسباب النزول وطبيعة الوحي، وبما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ... وكان لهم منهج واضح محدد، ولم تدع الحاجة في ذلك العهد إلى تأصيل الأصول ووضع القواعد والضوابط ...
ولقد سار التابعون على نهج الصَّحابة واقتدوا بهديهم ...
أخي الكريم ... إنّ القواعد والضوابط التي تراها عائقا أمام فهم القرآن الكريم وُضِعَتْ لي ولك ولغيرنا لترشدنا إلى الطريقة الصحيحة لكشف معانيه وأسراره، واستخراج حِكَمه وأحكامه ...
فكيف تطلب من الملاّحين أن يشقوا عُباب المحيطات مِنْ غير أن يتقنوا أصول وقواعد فنّ الملاحة؟! هل تراهم – إن فعلوا - يصلون لِسِيفِ الأمان؟
بارك الله فيك، وغفر لنا ولك.
_______________________
(يُتْبَعُ)
(/)
(1) فهد بن عبد الرحمن الرومي: بحوث في أصول التفسير ومناهجه ص12
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[08 Nov 2007, 01:54 م]ـ
إلى الأخ الكريم علي جاسم
أقدم لك هذا البحث وأسأل الله الجواد الكريم أن ينفعنا به
في نشأة علوم القرآن وتطورها
للدكتور عبد الرحمن حللي
عضو هيئة التدريس بجامعة حلب كلية الشريعة
نقلا عن موقع الملتقى الفكري
نشأت علوم القرآن تدريجياً بحسب الحاجة لفهم معاني القرآن، فكان العرب والصحابة يفهمون القرآن كونه نزل بلغتهم وقلما يغيب عنهم معنى أو يستشكل ظاهر من القرآن، ومع شروع الصحابة في جمع القرآن بدأ يتشكل علم خاص برسم القرآن، وقد تطور هذا العلم مع تطور الخط العربي ونقط المصحف وإعجامه، كما رافق ذلك الحديث عن إعراب القرآن، ومع انتشار الإسلام وتوسع الفتوحات ودخول الأعاجم في الإسلام، وكذلك توسع المعارف والعلوم، ظهرت أنواع علوم القرآن المختلفة، فظهر مبكراً الحديث عن أسباب النزول والمكي والمدني والناسخ والمنسوخ وعلم الغريب، وكان ذلك متداخلاً مع رواية الحديث التي شكلت في واحد من فصولها نشأة علم التفسير الذي استقل فيما بعد، فكان أقدم ما وصل إلينا مستقلاً من تفسير القرآن كاملاً هو تفسير مقاتل بن سليمان (150هـ)، وأما في موضوعات علوم القرآن فألف أبو عبيدة معمر بن المثنى (209هـ) في مجاز القرآن، وأبو عبيد القاسم بن سلام (224هـ) في الناسخ والمنسوخ وفي القراءات، وعلي بن المديني (234هـ) في أسباب النزول، وينسب صاحب الفهرست إلى محمد بن خلف بن المزربان (309هـ) كتاب "الحاوي في علوم القرآن"، ولعله أقدم استعمال لتعبير علوم القرآن، وجرى بعد ذلك استعمال التعبير المركب "علوم القرآن" في القرن الرابع دون أن يحمل دلالة اصطلاحية، وجاء علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (ت:430هـ) ليؤلف كتابه "البرهان في علوم القرآن"، وهو تفسير يقع في ثلاثين مجلداً يوجد ما يقرب من نصفه مخطوطاً في مصر وغيرها، وقد ضمنه علوم القرآن في تفسير كل سورة، ويرجع الشيخ عبد العظيم الزرقاني إليه بداية إطلاق علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي الشامل لها، لكنه تناولها تطبيقاً في التفسير لا تنظيراً، "فأتى على علوم القرآن ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزعها حتى كأن هذا التأليف تفسير من التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات"، وقد ذكر مصطفى عبد القادر عطا في مقدمة تحقيقه للبرهان للزركشي، أن الزركشي نقل في كتابه البرهان ما قاله الحوفي في كتابه مختصراً إضافة إلى غيره، لكنه لم يذكر مستنده في ذلك، وأستبعد أن يكون عقد مقارنة بين الكتابين لأن كتاب الحوفي مخطوط وناقص وهو كتاب في التفسير، ولم يذكر الزركشي الحوفي في كتابه غير مرتين إحداهما في سياق تأليفه في إعراب القرآن، والثانية ينقل عنه رأياً من تفسيره حول آية القصاص وفصاحة القرآن، ولم أعثر له ذكراً في غير هذين الموضعين، مع ملاحظة اهتمام الزركشي بنسبة الأقوال إلى أصحابها، وكذلك تأريخه لما كتب في علوم القرآن، فيستبعد أن يكون الزركشي لخص كتاب الحوفي ضمن البرهان دون أن يشير إلى ذلك.
وفي القرنين السادس والسابع نجد ابن الجوزي (ت 597هـ) وله: "فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن" و"المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن"، كما صنف علم الدين السخاوي (ت643هـ) "جمال القراء وكمال الإقراء"، و ألف أبو شامة (ت665هـ) "المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقران العزيز"، وهي كتب في جوانب متخصصة من علوم القرآن.
أما في القرن الثامن فنجد بدر الدين الزركشي، (ت794هـ) ، وكتابه "البرهان في علوم القرآن"، وقد كان الزركشي من علماء الأصول والفقه الشافعي، وصنف في عدة علوم كالفقه والأصول والتفسير وغيرها، وأما كتابه البرهان فهو مطبوع في أربعة مجلدات، وقد حققه محمد أبو الفضل إبراهيم، وفيه عرض شامل وموسوعي لعلوم القرآن، حيث اختصر ما ضمنه فيه من معلومات من كتب التفسير واللغة والفقه وغيرها، فجمع آراء العلماء وأضاف إليها، وقد ذكر العشرات من أسماء الكتب والمؤلفين الذين نقل عنهم، فكان كتابه عصارة لفكرهم مضافاً إليها ما رآه الزركشي أو رجحه، لذلك كان كتابه فريداً في موضوعه من حيث كونه أول
(يُتْبَعُ)
(/)
كتاب يشتمل على مختلف علوم القرآن ويعرف بها، ويمكن اعتباره أول من ألف في علوم القرآن بمعناها الاصطلاحي الذي يختص بجمع ضوابط العلوم المتصلة بالقرآن الكريم من ناحية كلية عامة.
وفي القرن التاسع: نجد جلال الدين البلقيني (ت824هـ) وكتابه:"مواقع العلوم من مواقع النجوم"، ومحمد بن سليمان الكافيجي (ت879هـ) وكتابه: "التيسير في قواعد التفسير"، ومع نهاية القرن التاسع وبداية العاشر نجد جلال الدين السيوطي (911 ه (، المعروف بكثرة التأليف في مختلف العلوم وبالخصوص في علمي التفسير والحديث، والمتميز بالجمع والموسوعية في التأليف، وكتابه الشهير "الإتقان في علوم القرآن" الذي يعتبر من أكثر كتب الدراسات القرآنية استيعاباً لعلوم القرآن ومن أحسنها تصنيفاً وتبويباً، وهو اختصار لكتاب آخر أسهب فيه وهو" التحبير في علم التفسير"، وقد ضمن التحبير كتاب شيخه الإمام جلال الدين البلقيني (مواقع العلوم من مواقع النجوم)،كما استفاد فيه من شيخه الكافيجي، ويبدو أنه في أثناء تصنيفه "التحبير" لم يكن قد اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، أما كتاب "الإتقان" فقد صنفه بعد أن اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، فاختصره مع إضافات كثيرة، وجعله مقدمة لتفسير كبير شرع فيه ولم يتمه. ويؤخذ عليه أنه يورد الكثير من الروايات الضعيفة والأحاديث التي لم تثبت دون تعقيب، وكذلك ذكره لبعض الآراء دون ذكر أصحابها أو التعقيب عليها رغم تفردها. ويعتبر كتاب "الإتقان" أهم مصدر للباحثين والكاتبين في علوم القرآن بل إن معظم ما ألف حديثاً في علوم القرآن مقتبس منه. ويعتبر من أوائل الكتب التي طبعت في القرن التاسع عشر فطبع في كلكتا (1271هـ/1854م)، وقد توالى طبعه، ولم يحظ بتحقيق يليق بأهميته.
ثم بعد ذلك لا نجد تأليفاً متميزاً في علوم القرآن إلى أن ظهرت النهضة الحديثة في التأليف في القرن الرابع عشر الهجري، فظهرت عشرات المؤلفات الحديثة التي اختصرت ما تقدم وأضافت إليه، وكان من عوامل تجديد التأليف فيها ظهور موضوعات جديدة وتطور أساليب التدريس، وكانت جهود المستشرقين وما أثاروه من أهم المحفزات لإعادة النظر وتمحيصه في علوم القرآن، كما ظهرت محاولات جديدة تعيد النظر في علوم القرآن من منطلق إعادة النظر في الوحي والقرآن نفسه كمصدر ورسالة وتاريخ، كمحاولات نصر حامد أبو زيد.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أهم ثلاثة كتب حديثة شكلت إضافة في التآليف الحديثة في علوم القرآن وكانت مرجعاً لمعظم المؤلفات الحديثة، وهي:
- مناهل العرفان في علوم القرآن، تأليف الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وهو كتاب جامع يعتمد أسلوباً سهلاً، ضم الكثير من المادة العلمية من كتابي الزركشي والسيوطي، وأضاف إليهما مباحث جديدة لاسيما حول شبهات المستشرقين، وترجمة القرآن.
-مباحث في علوم القرآن، للدكتور صبحي الصالح، وهو بالإضافة إلى الاختصار والجمع من المصادر عني بالتدقيق في مسائل جمع القرآن ووجوه الإعجاز والبلاغة، وتطرق إلى مسائل مثارة في عصره.
- النبأ العظيم، للدكتور محمد عبد الله دراز، وهو طريقة جديدة في تناول القرآن الكريم تركز على خصائص القرآن ومزاياه المعجزة، يتناول بعض علوم القرآن بمنهج جديد، رقيق الأسلوب والتعبير.
ولا تزال علوم القرآن بحاجة إلى جهود علمية أكثر تسد النقص في جوانب من مباحثه، وتعيد النظر في جوانب أخرى، فعلوم القرآن فيها الكثير مما يحتاج إلى المراجعة والدرس.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[09 Nov 2007, 02:43 م]ـ
حتى يتم تصور هذا الموضوع من الإخوة الكرام أود التنبيه إلى ما يأتي:
أولاً: هذا الموضوع يكرر أفكاراً من موضوعات سابقة للأخ علي وفقه الله بعنوان (فهم القرآن .. الطريقة المثلى ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9924)), و (قشور في قشور ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9864)).
ثانياً: بينت في الموضوعات السابقة كما بين غيري من الفضلاء وجه الخطأ في ما ذكره الكاتب بأسلوب سهل واضح تتابع عليه المشاركون الكرام.
ثالثاً: كانت تلك الردود خالصة بالأسلوب اللين ورفيق الكلام , حباً لفائدة أخينا الكاتب وترفقاً بغير أهل هذا الفن, حتى أني حذفت بعضاًمن المشاركات لما في ظاهر لفظها من الإغلاظ.
رابعاً: كان الأولى بالكاتب الكريم الاستفادة من كلام أهل الذكر في هذا العلم خاصة ما تتابعوا عليه, فإن لم يفعل فلا أقل من طيه لهذا الموضوع وعدم إعادته وإشغال الناس به, احتراماً لوقت وجهد المشايخ الكرام.
خامساً: فكرة الأخ علي تتلخص في أن لمعاصرة الصحابة للتنزيل وشهودهم له ومعرفتهم بأحوال من نزل عليهم أثر بالغ في فهمهم للقرآن, وهذا القدر متفقٌ عليه من الجميع, أما الغلو في هذا بأن يجعل ذلك الأمر هو السبيل الوحيد لفهم القرآن كما فهمه الصحابة فلا يوافق عليه كما تبين في كلا الموضوعين.
سادساً: كان من أثر الموضوع الأول للأخ الكاتب أن اقترح أخونا الكريم الدكتور خضر في هذا الموضوع (الملتقى الكريم: الوقاية خيرمن العلاج ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9912)) أن يقوم غير المتخصص بعرض موضوعه على هيئة الإشراف في الملتقى لإعانته على مراده منه, قبل المجازفة بعرضه بعيداً عن أصول هذا العلم وقواعده.
سابعاً: بعد كل ذلك البيان السابق آثرت في هذا الرد هنا اختيار شيء من غليظ القول رحمة بأخي الكاتب ورفقاً به من الإصرار على غير الصواب, وليس فيما ذكرت بحمد الله ما جاوز حد الأدب والاحترام والأخوة الصادقة التي تجمعنا في ظِلال هذا الملتقى؛ وما أجمل العيش في هذه الظِلال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي جاسم]ــــــــ[11 Nov 2007, 10:13 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة الله للعالمين وعلى آله وأصحابه أجمعين .. ثم أما بعد .. سادتي الأكارم .. ممن علقوا مشكورين على ما كتبت ..
الأخ الحبيب أبو بيان .. والأخ العزيز وائل حجلاوي .. والأخ الفاضل عمار الخطيب ..
ألا ترون أنكم قد قولتموني ما لم أقل ..
أولا أذكر أني قلت الطريقة (المثلى) ولم أقل الطريقة الوحيدة .. والكلام لأخي الحبيب أبو بيان .. ولا أعرفر منذ متى كانت المثلى تعني الوحيدة كما ذهبت أخي العزيز ..
ثانيا الأخ الكريم وائل حجلاوي تقريرك جميل وجهدك مشكور ولكنه حجة لي لا علي ..
ثالثا آلمني أن أكتشف أن كتاباتي مضيعة لوقت المشايخ وجهدهم كما نبه أخي الحبيب أبو بيان ..
قال أخي عمار الخطيب ما نصه ((إنّ القواعد والضوابط التي تراها عائقا أمام فهم القرآن الكريم)) فخبروني سادتي الأفاضل هل قلتُ إن هذه الاصول عائق عن فهم القرآن .. وأين تضع أخي الحبيب كلمة ((فهم راق رفيع ولا شك في ذلك)) أين تضعها أخي الحبيب من كلامك .. أنا لم أقل إنها عوائق فلماذا ذهبت أخي هذا المذهب ..
رابعا ما كنت أحسب فلتة مطبعية غير مقصودة توظف توظيفا قاسيا على نحو ما فعل أخي الحبيب أبو بيان في كلمة (مثلة) .. وأقول لك قد أغلظت القول إن كنت تدري ..
خامسا وللأخ أبو بيان عافانا الله وعافاك أقول .. يبدو أخي الحبيب أنك تعاني قصورا في فهم الكلام وهذا واضح في تعليقاتك .. أنا قلت ما نصه (أتكلم عن أصول التفسير أو أصول فهم القرآن-لم يكن أحد من الصحابة يعرفها على هذا النحو من التبويب الفني والتقسيم الأكاديمي) ولعلك أخي الحبيب لم تتنبه لهذه الكلمة كلمة (على هذا النحو) .. ولكن لا بأس عليك .. سأكفيك مئونة الرجوع إليها والتفكير .. كلمة (على هذا النحو) تعني على هذا النحو من التوسع في فروع االعلوم وتأصيل الأصول .. نعم كان أبو بكر نحويا بالسليقة ولا شك في ذلك لكن النحو لم يكن مبوبا مقسما بأبوابه وفنونه التي كان يعرفها الكسائي وسيبويه وليس في ذلك مطعن على أبي بكر ولذلك قلت أن الكسائي أنحى من أبي بكر ..
ولم يكن أبو بكر رضي الله عنه قد توسع في الفقه هذا التوسع الذي شهدته مدرسة الرأي في العراق على يد أبي حنيفة .. حتى أنه كان يتفقه فيما لم يقع بعد تحسبا لوقوعه .. ويكفيك أن أبا حنيفة تكلم عن الصلاة على القمر وكيف يتوجه المسلم إلى القبلة هناك ..
وأبو بكر كان أغنى الناس عن علم الجدل والكلام وهو علم بعضه يهدم بعض كما قال واصل المعتزلي ..
وستأتيك البقية في المقال التالي لطارئ طرأ لي اللحظة ..
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[12 Nov 2007, 12:34 ص]ـ
أخي الكريم / علي جاسم، نفع الله بك وسائر مشائخنا
أقول، وأسأل الله الهدى والسداد:
ذكر ابن جرير بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله) تفسير ابن كثير 1/ 24.
فأما الأخير فكالمتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
وأما الأول فهو الذي تفهمه العامة من العرب حين تقرأ القرآن وهذا كثير في القرآن، قال تعالى (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) مثل قوله تعالى (قل أعوذ برب الناس) و (حدائق وأعناباً) وغيرها الكثير.
وأما الثاني فهو المحكمات من الدين والمعلومة بالضرورة كتحريم الشرك والزنا والعقوق .. ونحوها.
وأما الثالث فهو الشرف الذي تشرفت به العلماء. وهو الفارق والفيصل بين المتدبر للقرآن على حسب فهمه ولغته وبين المتبحر في معاني الآيات حسب قواعد التفسير التي كان الصحابة يعلمونها دون تقنين.
وعلى رأس أولئك العلماء علماء الصحابة رضي الله عن الجميع (فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح .. ) تفسير ابن كثير 1/ 20.
وهذه المكانة ما نالوها إلا بطلب للعلم جاد وسؤال عن كل صغير وكبير في هذا الشأن، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت).
(يُتْبَعُ)
(/)
فسمى هذه التفصيلات الدقيقة (فيمن وأين) علماً، وأقواله منثورة في التفسير. قال في قوله تعالى (إذ يحكمان في الحرث فنفشت فيه غنم القوم): كان ذلك الحرث كرماً قد تدلت عناقيده. ابن كثير 3/ 250.
أترى هذه التفاصيل كرماً، وتدلت عناقيده من القشور؟
ستقول: لا. حتماً، ولو تنزيهاً للقائل.
قد لا تحتاج (أنت) إلى هذا المعنى! نعم، هذا وشأنك، لاتُجبر عليه. وهذا باعتبار الوجه الأول من أوجه التفسير.
لكن أهل العلم يحتاجون إليه ليستنبطوا معانٍ شتى في فروع متنوعة. كما في الوجه الثاني.
وإلا فما الفرق بين العالم وغير العالم!
بل إن ابن عباس رضي الله عنهما وهو من دعى له الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل) والذي يقول ابن مسعود عنه: نعم ترجمان القرآن .. يقول في قوله تعالى (طيراً أبابيل):لهم خراطيم كخراطيم الطير (هكذا) وأكف كأكف الكلب. وصحح إسناده ابن كثير في التفسير 4/ 714.
أتراه قال ما قال معتقداً ذلك من القشور؟!
لا أظن ذلك.
بل قد لاتفهم عمق المعنى في قوله تعالى (ألم يجعل كيدهم في تضليل) حتى لو قرأتها في الظلال، إلا بعد أن تقرأ كامل قصة أبرهة من حين استقل بحكم اليمن وحتى وصل إلى الكعبة كما رواها المفسرون وكما هي في شعر الجاهلية وكما رواها أصحاب التاريخ كابن إسحاق وابن هشام. انظر السيرة النبوية لابن هشام 1/ 74 - 95.
حين أقرأ القرآن وأعيش ظروف الجماعة المسلمة آنذاك فستتجلى لي معانٍ ومعانٍ من هذا القرآن. بلا شك.
وهذا من التدبر الذي هو المقصد الأعظم من إنزال القرآن.
لكن - في المقابل - ستفوتني معانٍ ومعانٍ أُخر أعظم عندما لا أحسن قواعد وأصول وضوابط فهم القرآن. والتي يحسنها أهل العلم بالقرآن تفسيراً وأحكاماً.
وهذا من أعظم التدبر.
وأهل هذا الشأن هم أكثر الناس خشية وعبودية، وأعرفهم بالله، وبدينه. وسيرهم شاهدة على ذلك في القديم والحديث.
بل إن سيد قطب رحمه الله بنى ظلاله في القرآن على إمامين من أئمة التفسير: ابن القيم، وابن كثير .. اللذين هما من مدرسة ابن تيمية رحمهم الله جميعاً.
وما كان له - بعد فتح الله له وتوفيقه - أن يخرج للأمة هذا السفر العظيم لولا تفسير ابن كثير وزاد المعاد.
ثم إن في قراءة كتب التفسير السلفية نفَساً سلفياً هو نفَس أهل السنة والجماعة في التفسير. قد لا يستفاد هذا النفَس إلا بسبرها وإدمان النظر فيها. وهذا ما يسمونه أهل التربية (المنهج الخفي) الذي يتسرب إلى الطباع دون شعور.
وعلى أي حال .. فظني هو أنك تعتني بالوجه الأول من أوجه التفسير ..
فإن كان كذلك فلا تثرب على غيرك، ولا على الأوجه الأخرى.
ونحن وأنت مخاطبون بهذا الوجه.
والله أعلم.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 11:02 ص]ـ
الحمد لله تعالى .. السلام على الاخوة الكرام الطيبين علماء وطلبة علم وقراء .. فالخير في الجميع.
لي كلمة طيبة اريد ان اقول فيها: ان المقصود من تلاوة القران هو التعبد به اولا وهي من بداهة العلم ... ولكن المرقى والتفاضل هو في التدبر والعمل وهذا محور فهم الصحابة للقران الكريم وكما صح عن منهج ابن عباس رضي الله عنه وعن ابيه انه كان يحفظ العشر ايات فلا يجاوزهن حتى يعلمهن ويعمل بهن.
ولا نريد ان نضع اصحاب الرسول اصحاب الوحي جيل النور في ميدان المقارنة المنطقية التي تتحمل الصواب والخطا باعتبار القضايا النسبية او النسبة الى الشئ .... ونحن في غنى عنها.
والله الموفق الى العلم النافع والعمل به.(/)
عرض لكتاب الإسرائيليات في تفسير الطبري وبيان بعض المآخذ عليه
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Nov 2007, 03:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
فهذا عرض لكتاب:
الإسرائيليات في تفسير الطبري دراسة في اللغة والمصادر العبرية
للدكتورة / آمال محمد عبد الرحمن ربيع.
http://www.tafsir.net/images/israeeliat.jpg
وقبل أن أعرض للكتاب أود الإشارة إلى أمور:
أولا: ليس غرضي من عرض الكتاب التقليل من شأنه أو شأن صاحبته فأنا أقل من أفعل ذلك، ولكن غرضي التناقش العلمي المحفوف بالأدب وعدم التعصب والمجرد من العاطفة التي تدفع إلى ما لا تحمد عقباه، وأسأل الله أن يوفقني وإياها وكل مسلم للحق والصواب.
ثانيا: الإنصاف عزيز: ولك أن تطالع كتابات كثير من المعاصرين لترى فيها تسليمهم بالقسمة الثلاثية للإسرائيليات من موافقتها للشرع أو عدم موافقتها، أو كونها متوقفا في أمرها، وتقارن هذا التسليم بما يعتري الكثير من الاشمئزاز والنفرة والغضب لمجرد ذكر مصطلح الإسرائيليات، وصيرورتها إلى مصطلح مرادف للأكاذيب والخرافات، وقد ساعد على هذا شدة البغض لبني إسرائيل ولكل ما يأتي منهم، ولكن قال الله " ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ".
ثالثا: ينبغي أن تقصى العاطفة في مجال البحث العلمي، وإنما يتعامل الباحث مع النصوص وفق أسس وقواعد، وليعلم أن ما يكون من المسلمات الثوابت عنده قد لا يكون مسلما ولا ثابتا عند غيره، وإن كثيرا من الكتابات في هذا الموضوع قد غلبت عليها العاطفة.
رابعا: إن علماءنا مقامهم عالي، والبون بيننا وبينهم بعيد شاسع، ولذا فعلى من يتصدى لنقدهم ألا يكون سطحيا في نقده، غير عميق في تخطئته، فليسوا بمنأى عن النقد، وليسوا بمعصومين من الخطأ، لكن ليس من الإنصاف أن نجردهم من عقولهم ونتصور أن لنا عقولا، أو أن نجردهم من غيرتهم على دينهم، وندعي غيرتنا، لقد ردد كثير من الباحثين أن الطبري ينكر القراءات المتواترة، ونصبوا أنفسهم في موقف الدفاع عن القراءات أمام المفتري عليها، وكل هذا من السذاجة والتسرع وقلة الوعي بمناهج الأئمة. وقس على ذلك، فليس من الصواب أن نتعقب سيبويه بكونه لا يعرف أن الفاعل مرفوع، ولا أن نتعقب البخاري بكونه لا يعرف الحديث الموضوع، ولا أن نتعقب حسان بأنه لا يعرف أوزان الشعر، ونحو ذلك من ردود سطحية نرضي أنفسنا بها عند عجزنا عن حل مشكلة من المشكلات.
وأما الكتاب الذي أعرض له في هذا المقال فهو في الأصل رسالة دكتوراة وقد أشرف على طباعتها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، وقد بذلت صاحبتها جهدا كبيرا أسأل الله أن يجزيها عنه خيرا.
قدم للكتاب الدكتور عبد الصبور مرزوق، ثم تلا ذلك ذكر الدكتورة الفاضلة لخطة العمل ومنهج الدراسة، وذَكَرَتْ أن منهج الدراسة يختلف عما سبقه من وجوه عديدة أهمها:
أولا: تعتمد هذه الدراسة على استقراء كامل لتفسير الطبري دون الاعتماد على مواضع بعينها مما اشتهر بورود الإسرائيليات فيه دون تقرير ما أشير إليه من روايات إسرائيلية في الدراسات السابقة إذا لم يثبت له أصل عبري
ثانيا: الاعتبار بالمتن أولا لا السند بالنسبة لروايات الطبري ورد هذه المتون إلى مصادرها الإسرائيلية، أما ما لم نجد له أصلا - وإن كان الراوي إسرائيليا – فلا يدخل ضمن الإسرائيليات في هذه الدراسة، فصحة سند الرواية لا يخرجها عن الإسرائيليات.
ثالثا: اعتماد منهج مقارنة النصوص ودراستها دراسة لغوية بهدف التأكيد على انتماء روايات الطبري إلى الأصول الإسرائيلية.
رابعا: تصنيف مجالات ورود الإسرائيليات اعتمادا على استقراء الروايات الواردة عند الطبري، ومن ثم التنبيه على أماكنها في تفسيره، وفي نفس الوقت التأكيد على أن مثل هذه الروايات لم تتمكن على الإطلاق من جانب العقيدي أو التشريعي
خطة البحث:
قسمت هذه الدراسة إلى بابين اثنين:
الباب الأول: بعنوان الإطار العام وينقسم إلى خمسة فصول:
الفصل الأول: ويشمل تعريفا بالإمام الطبري - رحمه الله تعالى - صاحب التفسير الذي أجريت عليه الدراسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
الفصل الثاني: عالجت فيه الباحثة بداية ظهور الإسرائيليات، وموقف الإسلام منها، وتكلمت عن معنى مصطلح إسرائيليات، وخالفت فيه من سبقها من الباحثين، وتحدثت عن المواطن التي جاء منها أصحاب هذه الإسرائيليات إلى جزيرة العرب، ثم كيف تسربت هذه الروايات إلى التفاسير في مرحلتي الرواية والتدوين، وتقسيم العلماء للإسرائيليات إلى ما يوافق شريعتنا، وما يخالفها، وما هو مسكوت عنه، كذلك كان الحديث في هذا الفصل عن مواقف أهل العلم من رواية الإسرائيليات، كابن تيمية، وابن حجر العسقلاني، وابن كثير، وغيرهم، كما تناولت الباحثة قضية لغة المصدر الرئيسي للإسرائيليات في التفسير، وهل كانت هناك ترجمة عربية للنصوص العبرية أم لا؟ وهذا المبحث من أهم المباحث التي تفردت بها هذه الرسالة،ثم ختمت الفصل ببيان أثر الإسرائيليات في التفسير بوجه عام.
وفي الفصل الثالث: عرفت الباحثة بأهم المصادر العبرية التي انتقيت منها الروايات الإسرائيلية للتفسير، مثل بعض أسفار العهد القديم، وكتب التفسير العبرية، وبعض فصول التلمود، والكتب الأخرى.
وفي الفصل الرابع: قامت الباحثة بتصنيف المجالات التي وردت فيها الإسرائيليات عند الطبري، من خلال ما تم استخراجه بناء على استقراء كتاب الطبري.
وفي الفصل الخامس: تناولت الباحثة موقف الطبري مما أورده من الإسرائيليات، وكيف واجهها وتعامل معها في كتابه.
أما الباب الثاني: فقد كان بعنوان " الدراسة النصية للإسرائيليات " وقد قسمته الباحثة إلى خمسة فصول .. كما يلي:
الأول: النصوص المتطابقة.
الثاني: النصوص المتفقة في المضمون.
الثالث: النصوص المجملة في الآثار والمفصلة في الأصول العبرية.
الرابع: النصوص المفصلة في الآثار المجملة في الأصول العبرية.
الخامس: الروايات ذات الإضافات والمبالغات.
وقد انتهجت الباحثة في كل فصل من الفصول السابقة ما يلي:
1 - إثبات نص الأثر الوارد عند الطبري كاملا مع الإشارة إلى موضعه من التفسير.
2 - إثبات النص العبري من مصدره.
3 - ترجمة النص العبري إلى العربية.
4 - مقارنة النصوص من ناحية الشكل وذلك بإبراز ما تم أخذه من الأصل العبري للرواية وما تم تركه وما أضيف وما حذف ..
5 - إبداء الملاحظات اللغوية على النصوص عن طريق الإشارة إلى نماذج من الجمل في كلا النصين.
ثم أنهت الباحثة الدراسة بخاتمة، اشتملت على أهم النتائج التي توصلت إليها، والتوصيات التي نصت عليها
ثم ذيلت ذلك بملحقين:
الملحق الأول: قامت فيه الباحثة بحصر ما تأكد لديها تماما من روايات إسرائيلية في تفسير الطبري، من خلال ذكر موضعه في تفسير الطبري، و المصدر العبري الإسرائيلي.
الملحق الثاني: حصرت فيه الباحثة أبرز رواة الإسرائيليات، وفق منهج خاص، فقد أوردت من روى أكثر من خمس روايات إسرائيلية، على اعتبار أن من كان كذلك فقد دخل إلى قائمة من ينبغي التدقيق والتمحيص لرواياتهم.
الملاحظ العلمية حول الرسالة:
1. أهم فائدة في نظري في هذه الرسالة قول الدكتورة الفاضلة " ... الإسرائيليات في جامع الطبري لم نجدها في مجالات العقيدة أو الأحكام أو الشرائع، ولم نجدها في صلب الدين على الإطلاق، وإنما وجدناها في الجانب القصصي من تفسير القرآن الكريم؛ سواء في قصة الخلق أم في قصص الأنبياء أم الأنساب، وبعض القضايا المتفرقة ذات الطابع القصصي كذلك، وهي مجالات لا خشية منها على جوهر الدين " (ص: 138) وهي نتيجة جديرة بالعناية تشير إلى أن الطبري حين إيراد مثل هذه الإسرائيليات كانت له منهجية في إيرادها، وأنه لم ينقل بدون ضوابط وقيود، ولو تتبعت الدكتورة هذا الخيط لتمسك بآخره لربما تغيرت أشياء كثيرة.
? المآخذ العامة على الرسالة:
1. من أهم المآخذ على هذه الرسالة – غفر الله لكاتبتها – أن فكرة بحثها الأساسية وعمادها الذي قامت عليه، المقارنة بين الآثار التي أوردها الطبري والمصادر العبرية التي أوردت هذه الإسرائيليات بهدف – كما ذَكَرَتْ - التأكيد على انتماء هذه الروايات التي أوردها الطبري للأصول الإسرائيلية ص: 8، ولذا فقد استخدمت أمثال هذه العبارات (ويكفينا في هذا المقام أن نورد سطورا قليلة من بعض الآثار التي أوردها الطبري؛ إذ فيها الدليل الدامغ على استقائها من المصدر الإسرائيلي) ص: 127 ( ... نرجح أن الرواية الواردة في هذا الأثر والتي
(يُتْبَعُ)
(/)
نقلها الطبري في جامعه هي رواية إسرائيلية مائة في المائة) ص: 132، وكذا قولها ( ... وأما الأثر رقم 11578 فيعترف صراحة بإسرائيلية الأنساب الواردة فيه) ص: 133، وأقول: لقد وصل جميع الباحثين إلى هذه النتيجة ولم يختلف فيها اثنان بدون عقد هذه المقارنة فلسنا بحاجة إلى الهدف الذي حددته من هذه المقارنة إذ هو مقرر سلفا وغير مختلف فيه، وكذا لسنا بحاجة إلى أمثال عبارات (الدليل الدامغ، فيعترف صراحة بإسرائيليته، إسرائيلية مائة في المائة)، إذ لم يظهر مخالف ينفي كونها من الإسرائيليات حتى يواجه بالدليل الدامغ، وكذا لم ينف إسرائيليتها أحد ولو بنسبة 1% حتى يواجه بعبارة إسرائيلية 100%
ولقد أنفقت الباحثة – جزاها الله خيرا – جهدا كبيرا لتحقيق هذا الهدف المحقق سلفا والمتفق عليه مسبقا.
2. قصر مصطلح الإسرائيليات على الخرافات والأساطير التي أريد بها تشويه جوهر الإسلام وإضلال المسلمين، وهذا فيه من عدم الإنصاف ما فيه، لكون الإسرائيليات منها ما وافق الشرع فهو مقبول، ومنها ما لم يظهر صدقه ولا كذبه، ولكن هذا الذي قررته مسبقا ألجألها إلى عدم اعتبار هذه القسمة الثلاثية للعلماء.
3. القول بأن القسم الذي يوافق الشرع من هذه الإسرائيليات لا يجوز أن نطلق عليه لفظ الإسرائيليات لأنه قد تمت أَسْلَمَتُه. ص: 9، 30. وفيما قالته نظر لأن موافقتها للشرع لا تخرجها عن كونها إسرائيلية، بل هي إسرائيلية في مصدرها وأصلها، ثم إن أهل الكتاب لم ينل التحريف كل كتبهم بل فيها ما هو صحيح يوافق شرعنا، ثم إن القول بهذا يجعل حديث " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " لا فائدة منه. وسبب قولها بهذا: رسوخ فكرة النفرة والاشمئزاز من لفظ الإسرائيليات وقصرها إياها على كل كذب وخرافة، ولذا تحاول تجريد الإسرائيليات الصحيحة الموافقة للشرع من هذه التسمية والابتعاد عنها ما أمكن.
4. عدم اعتبار ما لم تجده في مصدر عبري من الإسرائيليات، وهذا يلزم منه اطلاعها على كل المصادر العبرية، أو معظمها حتى تحكم بخروج ما لم يكن موجودا فيها عن مسمى الإسرائيليات، وأنى لها هذا؟ فضلا عن مخالفتها ما التزمت به في التمثيل للإسرائيليات بقصة تميم الداري ورؤيته للجساسة وإخباره الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك (ص: 29)، وكذا في التمثيل بالروايات الواردة في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش (ص: 163) فهل يا ترى نجد لهذين أصلا في الأصول العبرية
5. النفرة والاشمئزاز من لفظ الإسرائيليات جعلها ترد أشياء، أو توردها في موضع الاستنكار على المفسرين الذين نقلوها دون أن تشعر بمجيء الشرع بإثباتها وموافقتها كما فعلت في ص: 112 عندما ذكرت أن الآثار في قصة دخول إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة مصر وإرادة ملكها سوءا بسارة مأخوذة من سفر التكوين، مع أن السنة الصحيحة قررت هذا كما صحيح البخاري حديث رقم 2217، وكذا قولها ولا نعرف اسم أبي يونس (متى) إلا مما ورد في سفر يونان ... ) مع أن السنة الصحيحة جاءت بإثباته كما في البخاري برقم: 4603، وقد قرأت حوارا معها أجراه موقع الشبكة الإسلامية أنكرت فيه ما ثبت في البخاري من أن إبراهيم عليه السلام جاء لزيارة ولده إسماعيل عليه السلام فلم يجده فترك له رسالة بأن يغير عتبة بابه، وهذا رابط الحوار
http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=1509
6. جعلها العقل هو المعيار والأساس الذي على وفقه ترد الإسرائيليات التي لا نعلم صدقها ولا كذبها. والعقل وحده لا يصلح لمثل هذه المهمة فإن العقول تتفاوت بتفاوت العصور، فهل كان العقل يقبل أن يجري الحجر بثياب موسى عليه السلام كما في صحيح البخاري، وهل كانت عقول السابقين تقبل أن يأتي زمان يقطع المسافر فيه ما كانوا يقطعونه في السنين والشهور في ساعات معدودة.
(يُتْبَعُ)
(/)
7. السطحية في نقد المفسرين الأوائل وبخاصة الطبري، وقد أطلقت عبارات ما كان ينبغي أن تقولها في حق إمام كالطبري، ولست أدعي عصمة الطبري ولا غيره، ولكن عندما ننقد علما كهذا بينا وبينه في العلم كبعد ما بين المشرقين فلينظر أحدنا ما يقول، فليس عيبا أن تنقد إماما مهما كان، لكن العيب أن نكون سطحيين في نقدنا، وأن ننقده بما لا يخفى مثله على أحد من عوام المسلمين، وإليك بعض العبارات الشنيعة:
? (الإعجاز القرآني لم تتحمله بعض العقول ولم تدرك حكمته فكان المدخل الذي ولجت منه الإضافات المأخوذة من الإسرائيليات، وبهدف استكمال ما تتوق إليه النفس البشرية من تفاصيل لا فائدة فيها سوى إشباع الرغبة في معرفة المزيد من الأخبار على ما نجد عند الطفل حال سماعه قصة مثيرة. ومن هذا المنطلق نقل السلف ما نقلوا، وجمع الطبري في تفسيره ما جمع من روايات وأخبار كان إثمها أكبر من نفعها) ص: 141
وإذا كان الإعجاز القرآني لم تتحمله عقول السلف والطبري ولم تدرك حكمته فيا ترى عقول من ستحتمله وتدركه.
? إن الباحثة ألمحت إلى اتهام الطبري بتهمة عظيمة ولأنقل لكم كلامها وأنقل ما قال الطبري واترك الحكم لكم
تقول – غفر الله لها - (ولقد انساق ابن جرير وراء ترديد الإسرائيليات التي رددها في عصرنا للحقت به الاتهامات القاسية. ففي تعليقه على المقصود " بالأرض المقدسة " الواردة في الآية الحادية والعشرين من سورة المائدة يقول " غير أنها لن تخرج عن أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر لإجماع جميع أهل التأويل والسير والعلماء بالأخبار على ذلك "
فتحديد الطبري لموقع الأرض المقدسة بما بين الفرات وعريش مصر لا يختلف كثيرا عما جاء في سفر التكوين 15/ 18، وهو ما يردده صهاينة العصر الحديث من مزاعم تمتد من النيل إلى الفرات. ص: 147
واسمحوا لي أن أذكر ما قاله الطبري قال – رحمه الله – (ثم اختلف أهل التأويل في الأرض التي عناها بالأرض المقدسة فقال بعضهم: عنى بذلك الطور وما حوله ... وقال آخرون: هو الشأم، وقال آخرون: هي أرض أريحا، وقيل: إن {الأرض المقدسة} دمشق وفلسطين وبعض الأردن
... قال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: هي الأرض المقدسة كما قال نبي الله موسى صلى الله عليه؛ لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض لا تدرك حقيقة صحته إلا بالخبر ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به، غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر لإجماع جميع أهل التأويل والسير والعلماء بالأخبار على ذلك) تفسير الطبري 6/ 171، 172.
فالخلاف بين العلماء في تحديد الأرض المقدسة لم يخرج عن هذه الأقوال، والطبري صرح بأنه ليس هناك دليل صريح يعين قولا من هذه الأقوال، غير أنها لن تخرج عن مجموع هذه الأقوال لكون العلماء مجمعين على كونها منحصرة في دائرة هذه الأقوال، فهل يعاب الطبري بهذا وتلحق به الاتهامات القاسية لو كان في عصرنا، ولا أدري ما هي طبيعة هذه الاتهامات؟ هل سيتهم بالعمالة أو الصهيونية أو ... ؟ الله أعلم
ذكرت الروايات التي نقلها الطبري في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش من وقوع إعجابها في قلب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قالت (ولو لم يكن في تفسيره إلا هذه لكفته، كي يعاد النظر فيه على الأقل، وليهبط من تلك المنزلة التي أنزلها له السابقون إلى ما يستحق، جزاء ما نقل من افتراء على رسول الله صلى الله عليه وسلم) ص: 163
ولست هنا بصدد إثبات صحة مثل هذه الروايات أو التسليم بها، لكن في كيفية معالجة الدكتورة – بارك الله فيها – لموقف الطبري، هل وصل الحد إلى أن يرمى الطبري - ذلكم العلم الذي لم تجد الدنيا بمثله، والذي وهب حياته لكتاب الله وسنة نبيه - بالافتراء والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تلك دعوى جائرة وتهمة باطلة، والذي كان ينبغي أن يبحث في مثل هذا لماذا نقل الطبري هذا الكلام وقرره؟ وأقرب إجابة تجدها أن هذا مبني منه على القول بعدم عصمة الأنبياء من الصغائر فيما لا يتعلق بالدعوة والرسالة، وهذا على فرض التسليم بكونها من الصغائر إن كان شيء من ذلك وقع
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن الاعتذار له بمثل هذا يخفف الحدة في الهجوم عليه. وقد تخالفه الباحثة فيما أسس عليه لكنها على الأقل ستعرف ما بنى عليه.
8. التقصير في فهم منهج الإمام الطبري:
إن الدكتورة الفاضلة – سامحها الله – جعلت للطبري أمام الإسرائيليات ثلاثة مواقف: موقف الإقرار دون نقد، وموقف الاستنكار، وموقف التردد، وسأناقشها – وإن كنت لست أهلا لذلك – في ادعائها تردد الطبري وسأسوق الأمثلة الواضحة على دعواها ذلك، تقول " ويبلغ التردد ذروته في تعليق ابن جرير بعد أن ساق ما يقرب من ثمانية وخمسين أثرا حول قول الحق جل شأنه (لولا أن رأى برهان ربه) حيث أورد في هذه الآثار العجب العجاب من الإسرائيليات والمبالغات مما ورد في المصادر العبرية في شأن برهان الله ليوسف. فمن قائل: بأن البرهان هو تمثال صورة وجه يعقوب عليه السلام عاضا على إصبعه، إلى قائل: بأنه تمثال الملك، إلى قائل بأنه خيال اطفير سيده.
يقول الطبري بعد هذه الآثار " وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من الله زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة "
وإلى هنا يحمد له حيث لم يقع في ترديد ما سبقت روايته من الإسرائيليات في هذا المقام، ويا ليته اكتفى بهذا لكنه عاد لينقض تلك الإيجابية بإجازته الروايات السابقة فيقول " ... وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، ولا حجة للعذر قاطعة بأي ذلك كان من أي "
ثم يعود مرة أخرى فيقر الالتزام بما قال الحق سبحانه والإيمان به وترك ما عدا ذلك إلى عالمه "
فإذا كان الله سبحانه لم يقل بتمثال يعقوب أو صورته أو خيال اطفير أو تمثال الملك فكيف يجيز ذلك الطبري) انتهى كلامها ص: 160
وأقول: سبحان الله! إن الطبري لم يخرج عن سنن العلماء في هذا الموضع، فكل هذه الإسرائيليات التي ذكرها من القسم الذي لا يصدق ولا يكذب وتجوز حكايته، والرجل قد نفى القطع بتعيين واحد منها، ولكنه مع هذا لا يستطيع هو ولا غيره تكذيب هذه الإسرائيليات ولا تصديقها فيقول وجائز أن تكون كذا أو كذا من باب إمكان وقوع ذلك دون القطع بصدقه ولا كذبه وسأترك لك عبارته لتتأملها وترى منهجيته يقول ": إن الله جل ثناؤه أخبر عن هم يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربه، وذلك آية من الله زجرته عن ركوب ما هم به يوسف من الفاحشة، وجائز أن تكون تلك الآية صورة يعقوب وجائز أن تكون صورة الملك، وجائز أن يكون الوعيد في الآيات التي ذكرها الله في القرآن على الزنا، ولا حجة للعذر قاطعة بأي ذلك كان من أي والصواب أن يقال في ذلك ما قاله الله تبارك وتعالى والإيمان به وترك ما عدا ذلك إلى عالمه " فهل صار هذا ترددا!!!
يا سادة: إن الطبري ليس طالبا مبتدئا حتى تأتي عبارته الواحدة حاملة للمعنى وضده، فلنبتعد عن مثل هذه السطحيات في نقده ونقد غيره ولنتعب أذهاننا في فهم مناهجهم بدلا من التسرع في إصدار الأحكام والإطلاقات الجائرة عليهم.
لا أقول هذا مدعيا أني فهمت منهجه في الإسرائيليات فمثل هذا يحتاج إلى سنين عددا، ولكن أقول لنفسي ولكل من أحب العلم و العلماء: تريث في انتقادك وانظر ما تقول.
وأخيرا: أسأل الله أن يجزي الدكتورة عن رسالتها وتعبها ومعاناتها خير الجزاء، وأن يتقبل مني ومنها صالح القول والعمل.
والحمد لله أولا وآخرا
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Nov 2007, 04:49 م]ـ
قراءة موفقة أخي أبا صفوت, جزاك الله خيراً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Nov 2007, 07:07 م]ـ
أشكر أخي الفاضل أبا بيان على مشاركته وإطلالته المباركة على الموضوع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Nov 2007, 10:18 م]ـ
أشكر أخي العزيز الأستاذ محمد أبو صفوت على عرضه لهذا الكتاب القيم، وقد اشتريت هذا الكتاب منذ أكثر من خمس سنوات وقرأته حينها كاملاً، وعلقت عليه مواضع كنت أنوي عرضها في الملتقى للمدارسة، وظللت أسوف - والتسويف آفة طالب العلم - حتى سعدتُ بقراءة ما تفضل به أخي الكريم أبو صفوت عن هذا الكتاب.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أتى وفقه الله على أهم النقاط التي لوحظت على الكتاب، وأحب أن أزيد على ما تفضل به أخي أبو صفوت أن هذا الكتاب من الكتب المميزة حقاً في منهجه، ولو وفقت الباحثة إلى معرفة راسخة بأصول منهج الإمام الطبري في التفسير خاصة ومناهج المفسرين عامة، وأتعبت نفسها قليلاً في هذا السبيل لخرجت على المكتبة الإسلامية بكتابٍ فريد مميز، ولسلمت من السلبيات التي كانت من آثار قلة بضاعتها في العلم بالتفسير وأصوله، والباحثة في الأصل متخصصة في اللغة العبرية في دراستها الجامعية، وزوجها كذلك، وكتبت رسالتها في الماجستير في موضوع ذي صلة باللغة العبرية، ثم جاءت في الدكتوراه فكتبت في الإسرائيليات في تفسير الطبري ووازنتها بما في الأصول العبرية التي اطلعت عليها مع قلة بضاعتها في الجانب المتعلق بالتفسير.
وفي الحق إنها قد بذلت جهداً كبيراً في بحثها وعكفت على دراسة مسائله بجدية تحسب لها، وأنجزته - كما قالت - في وقت قياسي، وقد أعجبتني كلمة الدكتور عبدالصبور شاهين للباحثة عندما تقدمت بمخطط بحثها لتسجيله فقال لها كما ذكرتْ هي في مقابلتها: (ده شغل رجالة يا آمال مش شغل ستات!) غير أنها أصرت على بحث هذا الموضوع، فقال لها الدكتور عبدالصبور:أرجو أن تنجحي حتى تحفزي بنات جنسك وتصبح رسالتك الحقيقية أنه ليس هناك مستحيل أمام المرأة المسلمة ولكن أتوقع أن يستغرق ذلك منك وقتاً طويلاً وقد تستنفدين المدة القانونية المسموح لك بها وهي خمس سنوات وربما نمنحك فوقها مهلة أخرى!) والدكتور عبدالصبور شاهين من الباحثين الجادين وقد عرف مضايق البحث العلمي ومصاعبه، فكان أن أنجزت البحث في سنتين وشهرين بالضبط وحسب كما تقول، ولا شك أن من مارس البحث العلمي وعرف ما يتجشمه الباحث من العناء يقدر للباحثة الكريمة ما قامت به، وكما تفضل أخي الكريم أبو صفوت أن الكمال عزيز.
جزى الله الباحثة خيراً، وجزى أبا صفوت خيراً على عرضه للكتاب، وتنبيهه على ما فيه من مؤاخذات علمية بأدب وإنصاف.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[09 Nov 2007, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت ما كتبه الاخ الموفق أبو صفوت، ةكنت قديما قد قرأت الكتاب وعذرت الباحثة لبعد موضوع البحث عن تخصصها وهنا لا املك إلا أن أقول غفرالله لاختنا ما وقع منها وجزاك الله كل خير أبا صفوت
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Nov 2007, 07:59 ص]ـ
جزاك الله خيرًَا أبا صفوت، وجزى الله الكاتبة خيرًا، فقد قدمت خدمة متميزة في هذا الكتاب، مع ما ذكرتم من هذه الأخطاء التي وقعت فيها، و ما ذاك إلا لعدم إلمامها بأصول التفسير ومناهجه، ودخولها إلى الموضوع بمقررات سابقة، وقد تنبهتم لهذا وأوضحتموه في نقدكم.
وأتمنى أن تستفيد الباحثة من مثل هذه الملحوظات.
وأستطرد فأقول: لقد وقعت على كتاب يتكلم عن التفسير والمفسرين، وعجبت له في إدخاله لأشياء في مصطلح (الدخيل) ـ أي: الدخيل على التفسير ـ ولم يبين هذا المصطلح فيما قرأت من كتابه، حتى أدخل علوم الأداء في التفسير، وصار يثبت أصالةً ودخيلاً فيها، فعجبت لذلك.
وأقول: إن من أخطائنا أن تستولي على أذهننا مصطلحات أو مواقف فنعبِّر عن كل شيء من خلالها، ولا نرى إلا من زواياها، فتخرج كتبنا وبحوثنا مليئة بالصفحات التي يمكن اختصارها وتركيز الفائدة العلمية من خلال صفحات أقل.
ولا شكَّ أن هذا يضعف البحث والتحقيق العلمي الذي يصل بالمسائل إلى النقاش الجاد، والهدف المنشود في الوصول إلى الحق.
وإني لأرى أن مبحث الإسرائيليات قد ظُلم في بحوثنا المعاصرة، (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا، اعدلو هو أقرب للتقوى).
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Nov 2007, 02:06 م]ـ
عرض موفق وأدب جم، وتناول علمي عز عن النظير، بل أعتبره مثالا لعفة اللسان مع عمق الرد وقوة الحجة، ولا أملك إلا أن أقول:
لعل الأخت الباحثة كانت ماهرة باللغة العبرية فحفزتها هذه المهارة للدخول فيما ليست ماهرة به، أو توافرت لديها العبرية المعربة، فولجت ميدانا لم تستذكره جيداً، لأن من تصدى قبلها للإسرائيليات والدخيل لم يذهب للتوراة وأسفار اليهود العبرية ـ فيما أعلم ـ ثم عارض، بل يكتفي بمجرد الأخذ بتعريف الإسرائيليات وكونها كل رواية دون الرواية الإسلامية أيا ما كان مصدرها، ولعل أبرز ما يميز البحث مسألة المقارنة، وليت الفاضلة الباحثة من المترددات على هذا الملتقى لتصوِّب أو ترد، فالعلم رحم بين أهله
وأكرر خالص تقدير ي لأبي صفوت، ولو كان الأمر بيدي لرفعته بهذا التقرير مكانا علمياً رفيعا.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[10 Nov 2007, 09:28 م]ـ
أساتذتي الفضلاء الدكتور عبد الرحمن والدكتور فاضل والدكتور مساعد والدكتور خضر:
أشكركم على إطلالتكم المباركة على هذه المقالة وأسأل الله أن ينفعني وينفع المسلمين بعلمكم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:49 م]ـ
جزاك الله خيرًَا أبا صفوت، وجزى الله الكاتبة خيرًا(/)
ما توجيه هذا الإشكال في كلام ابن القيم؟
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[07 Nov 2007, 05:18 م]ـ
قال ابن القيم في إعلام الموقعين (6/ 205): " لا يجب على الانسان التقيد بقراءة السبعة المشهورين باتفاق المسلمين بل اذا وافقت القراءة رسم المصحف الامام وصحت في العربية وصح سندها جازت القراءة بها وصحت الصلاة بها إتفاقا بل لو قرأ بقراءة تخرج عن مصحف عثمان وقد قرأ بها رسول الله صلى الله عليه سلم والصحابة بعده جازت القراءة بها ولم تبطل الصلاة بها على أصح الاقوال والثاني تبطل الصلاة بها، وهاتان روايتان منصوصتان عن الإمام أحمد ... ". أهـ
فما توجيه كلام ابن القيم؟ هل مقصوده مسالة افتراضية؟ أم أن المقصود قبل تسبيع السبعة ووجود قرآءة صحيحة لاسيما وأنه ذكر شروطاً؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[10 Nov 2007, 09:55 م]ـ
أخي الشيخ حاتم لعل في هذا الرابط ما يحل الإشكال:
أركان القراءة المقبولة (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=186)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[10 Nov 2007, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا د. أحمد(/)
ملاحظات على تفسير عائض القرني.
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 12:27 م]ـ
السلام عليكم ........
سمعت من بعض المشايخ ان هناك ملاحظات على تفسير الشيخ عايض القرني. فهل من دال عليها؟.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[08 Nov 2007, 12:30 م]ـ
هل للدكتور عائض تفسير؟
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[08 Nov 2007, 01:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نعم، للدكتور عائض القرني كتاب في التفسير سماه "بهجة التفاسير"، طبعته دار ابن حزم، بيروت، في مجلد واحد، في 179 صفحة، الطبعة الأولى 1425هـ- 2004م، يقول في مقدمته: "وهذا الكتاب الذي أقدمه للقارئ المسلم؛ الذي يعي أهمية أن يتصل المسلم بالحي القيوم، وهو قراءة أدبية شرعية لما بدا لي موافقا لأقوال أهل العلم المعتبرين من المفسرين والفقهاء، سقته مساق الإيمان بالربوبية؛ ليتعرف المسلمون على هذا الرب العظيم، وهذا القرآن الكريم، فقد ضمنت الكتاب الأول هذا: سورة الفاتحة كاملة، وقطعة من سورة البقرة، على أمل أن أكمل هذه الرحلة المباركة مع كتاب الله تعالى، في كتب أخرى تصدر تباعا، إن يسر الله الكريم بفضله ومنه .. "
وقد وصل فيه إلى الآية 88 من سورة البقرة وهي قوله تعالى (وقالوا قلوبنا غلف ... ).
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[08 Nov 2007, 01:43 م]ـ
نعم للشيخ عائض القرني حفظه الله التفسر الميسر
راجع الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5429
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[08 Nov 2007, 06:45 م]ـ
لكن اين الملاحظات؟(/)
"جاءأشراطها"
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Nov 2007, 12:17 ص]ـ
في تفسيره للآية 18 من- سورة محمد-، ذكر العلامة أبو السعود: وقولُه تعالى: {فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا} تعليلٌ لمفاجأتِها، لا لإتيانِها مُطلقاً على معنى أنه لم يبقَ من الأمورِ الموجبةِ للتذكِر أمرٌ مترقبٌ ينتظرونَهُ سوى إتيانِ نفسِ الساعةِ إذْ قد جاءَ أشراطُها فلم يرفعُوا لها رأساً ولم يعدّوها من مبادىءِ إتيانِها فيكون إتيانُها بطريقِ المفاجأةِ لا محالةَ.
وهو ما أفهم منه أن الأشراط كانت موجودة بالفعل عند نزول الآية كما دل علي ذلك صيغة الماضي التي جاء عليها الفعل " جاء " في الآية،وتحقق المجيء لدى المخاطبين لحظة مخاطبتهم به. وهذا لايجعل الآية دليلا في مسألة علامات الساعة(/)
عرض كتاب (مدرسة التفسير في الأندلس) للدكتور مصطفى المشني
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Nov 2007, 10:57 ص]ـ
بسم الله ...
هذا كتاب نافع طيب، اطلعت عليه؛ فأعجبتني فوائده ... !!
تذكرت ملتقى أهل التفسير؛ فأسرعت أعرض نبذة عن هذا الكتاب بين يدي أهله!!
رجاء دعوة صالحة ...
مدرسة التفسير في الأندلس؛ الدكتور مصطفى ابراهيم المشني، مؤسسة الرسالة (1406ه) بيروت
هذا الكتاب عبارة عن رسالة علمية، قدمها الباحث بتمهيد و أربعة أبواب، و خاتمة.
أما التمهيد فقد تناول فيه الحديث عن:
1 - لمحة تاريخية موجزة عن افتتاح الأندلس.
2 - الدول الإسلامية التي تعاقبت على حكم الأندلس، و أثرها في تقدم الناحية العلمية.,
3 - انتقال العلوم العربية و لإسلامية إلى الأندلس، علم اللغة العربية، الحديث، الفقه، القراءات.
وفي الباب الأول، كان حديث الباحث في ثلاثة فصول:
أولها- تكلم فيه عن نشأة التفسير في الأندلس، تدوينه و مراحله.
ثانيها- ترجم الباحث لحياة أعلام المفسرين في الأندلس و مؤلفاتهم، و تحدث بإيجاز عن مناهجهم في التفسيرن و منهم: بقي بن مخلد (ت 276ه)، مكي بن أبي طالب القيسي (ت437ه)،ابن عطية (ت 546ه) ...
و ثالث فصول الباب تحدث فيها عن مصادر التفسير لدى المفسرين الأندلسيين، و قدمه بتمهيد تحدث فيه عن: التفسير بالمأثور، و أسسه، و أهم المفسرين من الصحابة و التابعين، و التفسير بالرأي: شروطه و قواعده، و ذكر المصادر التي اعتمدها المفسرون الأندلسيون من: التفسير، و الحديث، اللغة، الأحكام الفقهية و غيرها ...
و في الباب الثاني درس الباحث أصول منهج التفسير عند مفسري الأندلس، و تناول هذه الفصول بالدراسة على وجه التفصيل، في خمسة فصول:
1 - عناية المفسرين الأندلسيين بالتفسير بالماثور و الرأي.
2 - العناية بالقراءات.
3 - الاهتمام باللغة و النحو.
4 - الاهتمام بالأحكام الفقهية.
5 - موقف المفسرين الأندلسيين من الروايات الإسرائيلية.
و في الباب الثالث درس اتجاهات، و خصائص التفسير عند المفسرين في الأندلس.
ففي الفصل الأول تحدث عن الاتجاهات في التفسير و تمثلت في:
1 - الاتجاه السلفي
2 - الاتجاه اللغوي.
3 - الاتجاه الفقهي.
4 - الاتجاه الإشاري.
5 - الاتجاه الاعتزالي.
و تحدث بالفصل الثاني عن خصائص التفسير عند مفسري الأندلس: من خلال تأثرهم بغيرهم من المفسرين، ثم استقلاليتهم في التفسير.
و أخيرا الباب الرابع -وهو أهم فصل من وجهة نظري -خصصه الباحث لعقد مقارنة بين المفسرين الأندلسيين و المفسرين المشرقيين، ثم تناول القيمة العلمية للتفسير في الأندلس.
فقد أجرى هذه المقارنة بين أربعة من المفسرين المشرقيين (الطبري، الزمخشري، الرازي، النيسابوري) و أربعة من الأندلسيين (ابن العربي، ابن عطية، القرطبي، أبو حيان)، من حيث: المناهج، و الموضوعات؛ ليبين خصائص و مميزات كل من الفريقين، و جوانب التقارب و التباعد بينهما.
و كانت موضوعات دراسة المقارنة هي: التفسير بالمأثور، القراءات، اللغة، موقف كل منهم من الإسرائيليات.
و في الفصل الثاني وضح المؤلف القيمة العلمية للتفسير بالأندلس، و اشتمل على أمرين:
-شهادات العلماء و المؤرخين، و أصحاب التراجم بالمكانة العلمية للمفسرين الأندلسيين و تفاسيرهم.
-مدى تأثر المفسرين الأندلسيين في غيرهم من المفسرين.
و أخيرا كانت الخاتمة التي ضمت النتائج النهائية التي توصل لها الباحث.
هذه النبذة لا تغني عن قراءة هذا الكتاب ...
و الله من وراء القصد!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Nov 2007, 12:26 ص]ـ
جزاكم الله يا أختاه أنت والمؤلف خير الجزاء على تبيين هذا السفر النافع لرجالات التفسير، ولكن أين يباع؟
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Nov 2007, 02:09 م]ـ
بسم الله ...
أعتقد أنه متوفر في محلات بيع الكتب!!
و الطبعة التي بحوزتي هي من طباعة مؤسسة الرسالة، بيروت ..
و الله الموفق
ـ[د على رمضان]ــــــــ[26 Sep 2010, 09:42 م]ـ
هل يمكن لأحد من أهل الفضل أن يحفنا بهذا الكتاب القيم، فالكتاب غير متوفر بمصر على ما أظن، وجزاكم الله خيراً
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[26 Sep 2010, 10:03 م]ـ
هو رسالة دكتوراه في التفسير قدمت في الازهر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Sep 2010, 05:58 ص]ـ
بارك الله فيكم أختي النجدية وأحسن إليكم بعرض محتويات الكتاب.
ـ[التواقة]ــــــــ[27 Sep 2010, 09:48 م]ـ
بارك الله فيكم أختي النجدية وأحسن إليكم بعرض محتويات الكتاب.
هل اطلعتم عليه فضيلة شيخنا؟
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2010, 07:02 ص]ـ
شكرا جزيلا تفاعلكم يا كرام
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[11 Oct 2010, 04:24 ص]ـ
الدكتور مصطفى المشني أستاذي، درست عنده أكثر من مادة في قسم التفسير وقبل ذلك في مرحلة البكالوريوس، وهو ممن يجيد عرض خصائص القرآن البيانية وبدائعه اللغوية وكذا تمليك الطالب خيوط الملكة التفسيرية. وأسلوبه متميز جدا في إلقاء محاضراته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[07 Nov 2010, 12:16 م]ـ
شكرا جزيلا لمروركم حضرة الأخ الفاضل مهند
ونرجو الله أن يكرمنا بالتتلمذ على يديه
دمتم مع الله
ـ[د على رمضان]ــــــــ[08 Nov 2010, 11:40 ص]ـ
هل يمكن أن تتحفونا بالكتاب للأهمية، فلقد سألت عنه فى معرض القاهرة الدولى الماضى فقيل لى إن نسخه قد نفدت كلها، وجزاكم الله خيرا 0
ـ[ام ليان]ــــــــ[10 Nov 2010, 07:11 ص]ـ
الشلام عليكم
ماهي المراجع التي تتحدث عن مدرسة التفسير المدنيه مميزاتها ماهي مناهجهم ف ي التفسير؟ ومصادرهم؟ موسسها؟ تلاميذها؟ يعني كل شي يتحدث عنها
الي عندو اي معلومه يقدمها وجزيتم خيرا
ـ[د على رمضان]ــــــــ[25 Nov 2010, 05:34 م]ـ
مدرسة التفسير بالمدينة المنورة خلال القرن الأول الهجري - هرماس
http://aldarahmagazine.com/file/1-1418/5-53.pdf (http://aldarahmagazine.com/file/1-1418/5-53.pdf)
ـ[د على رمضان]ــــــــ[25 Nov 2010, 05:35 م]ـ
هل من خبر عن كتاب مدرسة التفسير فى الأندلس؟؟؟؟؟
ـ[د على رمضان]ــــــــ[10 Dec 2010, 08:37 م]ـ
هل من خبر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Dec 2010, 06:11 ص]ـ
هل من خبر عن كتاب مدرسة التفسير فى الأندلس؟؟؟؟؟
سوف يتم تصوير الكتاب ورفعه لكم قريباً إن شاء الله.(/)
تحريم استخدام آيات القرآن الكريم للتنبيه والانتظار في الهواتف الجوالة وما في حكمها
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Nov 2007, 01:19 م]ـ
ضمن خلاصة قرارات المجمع الفقهي في دورته التاسعة عشرة جاء في الفقرة الثانية ما يلي:
تحريم استخدام آيات القرآن الكريم للتنبيه والانتظار في الهواتف الجوالة وما في حكمها. أما تسجيل القرآن الكريم في الهاتف للتلاوة منه أو الاستماع إليه فلا حرج فيه.
ولعله يكون في القرار التفصيلي تفاصيل الاستدلال لهذا الحكم الذي صدر.
المصدر ( http://www.islamfeqh.com/news.php?go=fullnews&newsid=90)
أما التنبيه فأظن هذا من فعل صاحب الهاتف نفسه، فلا يجوز له أن يضع نغمة التنبيه في جواله مقطعاً قرآنياً.
وأما الانتظار فأظنه من فعل شركة الاتصالات فهي التي تتيح مثل هذه الأصوات للانتظار فيجب أن تنبه لذلك.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Nov 2007, 03:32 م]ـ
وهو الأليق بمكانة القرآن الكريم وتعظيمه الواجب.
فجزاهم الله خير الجزاء
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Nov 2007, 06:31 م]ـ
كم كنا بحاجة إلى مثل هذه الفتوى
بارك الله فيهم
وبارك الله فيك شيخنا الكريم
الدكتور عبد الرحمن الشهري
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[09 Nov 2007, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبد الله على النقل ومن باب المذاكرة فإني لم أقف في الموقع المحال عليه على الحكمة من تحريم استعمال آيات القرآن الكريم للانتظار، حيث إن سماع الآيات في وقت الانتظار قد يصادف قلبا غافلا فيفتح الله عليه، وإن كان المنع لقصد عدم امتهان القرآن فما وجه الامتهان حينما يكون هناك مقطع من آيات قرآنية يستمعها المتصل حتى يرد عليه.
للمذاكرة وحسب وأعلم أن علماءنا في المجمع لهم وجهة نظر ربما خفيت علينا، والله أعلم.
ـ[خالد البكري]ــــــــ[09 Nov 2007, 09:44 م]ـ
جزاك الله خير الشيخ عبدالرحمن ونفع الله بك والله لا يحرمك الاجر
وإن شاء الله الكل ينتبه منه بارك الله فيك
ـ[العيدان]ــــــــ[09 Nov 2007, 09:58 م]ـ
شيخنا عبدالرحمن ..
لا أظن أن الانتظار مقتصراً على الشركة نفسها، و إنما قد يتصور في السنترالات ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Nov 2007, 03:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ولعل الحكمة من وراء التحريم ألا يجعل الناسُ القرآن عضيناً فتأمل
ـ[محمد كالو]ــــــــ[10 Nov 2007, 03:13 م]ـ
أظن أن نغمة الأذان للجوال كذلك محظورة لأنها عبادة
فما رأي الأحبة؟؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[10 Nov 2007, 03:30 م]ـ
من وجهة نظرى لا مانع من الآذان من حيثية أنه يدخل تحت باب التذكير بأن الله أكبر من كل كبير، وليس للآذان ما للقرآن فتدبر، أما النغمة فتأخذ حكم الموسيقى
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Nov 2007, 11:23 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أوافق الشيخ الدكتور أحمد القصير. في قوله: (قد يصادف قلبا غافلا فيفتح الله عليه)
ومن خلال التجربة؛ ففي هاتفي انتظار الدعاء: (اللهم أنك عفو تحبُّ العفو؛ فاعف عنَّا)
وفي رمضان اتصل بي شخصٌ، وذكر أن هذا الدعاء غيَّر مسار حياته! فصادف الدعاء قلبه، ففتح الله عليه ووفقه للأوبة والإنابة.
فأسأل الله أن يجعلنا وإياكم مفاتيح خير للعباد للرجوع إلى ربهم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2007, 12:50 م]ـ
مصدر الفتوى: المجمع الفقهي الاسلامي.
تاريخ النشر: 27/ 10/1428هـ الموافق 8/ 11/2007م.
بشأن موضوع: استعمال الآيات القرآنية وما فيه ذكر للزينة وفي وسائل الاتصال الحديثة وبيعها
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده؛ نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن مجلس المجمع الفقهي الإسلامي في دورته التاسعة عشرة المنعقدة بمقر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في 22ـ27 شوال 1428هـ التي يوافقها 3ـ8 نوفمبر2007م قد نظر في الاستفتاء الوارد لأمانة المجمع من شركة سابك حول حكم بيع آيات قرآنية على شكل ديكور.
(يُتْبَعُ)
(/)
وبعد أن استمع المجلس إلى الأبحاث المقدمة في الموضوع المسؤول عنه، والمناقشات المستفيضة في ذلك حوله يؤكد على وجوب تعظيم كتاب الله واتباع هديه، والالتزام بمقاصده؛ فقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن ليكون موعظة وعبرة، و شفاء لما في الصدور، وليهتدي به الناس في عباداتهم ومعاملاتهم، ويطبقونه في جميع أمور حياتهم، ويتلوه حق تلاوته تدبراً وتذكراً ويسترشدوا به في جميع شؤونهم ويأخذوا أنفسهم بالعمل به في كل أحوالهم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) وقال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً) وقال: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمىً أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب ِ) ويؤكد المجلس أن على المسلمين أن يعرفوا لكتاب ربهم منزلته، ويقدروه قدره، ويجعلوا مقاصده نصب أعينهم، ويتخذوا منه ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم مناراً يهتدون بهما والمجلس إذ يذكر بهذا ليهيب بالمسلمين القيام بما يجب عليهم تجاه الآيات القرآنية من احترامها و المحافظة عليها من الامتهان والعبث ويقرر ما يلي:
أولاً:
جواز كتابة الآيات القرآنية وزخرفتها، واستخدامها لمقصد مشروع كأن تكون وسائل إيضاح لتعلم القرآن وتعليمه، وللقراءة والتذكير والاتعاظ، وفق الضوابط الآتية:
1ـ أن تعامل اللوحات المكتوب فيها القرآن من حيث الصناعة والنقل .. معاملة طباعة المصحف، وهذا يوجب اتخاذ الإجراءات التي تضمن احترام الآيات المكتوبة، وصيانتها عن الامتهان.
2 ـ عدم التهاون بألفاظ القرآن ومعانيه فلا تصرف عن مدلولها الشرعي، ولا تبتر عن سياقها.
3 ـ أن لا تصنع بمواد نجسة أو يحرم استعمالها.
4 ـ أن لا تدخل في باب العبث كتقطيع الحروف وإدخال بعض الكلمات في بعض، وأن لا يبالغ في زخرفتها بحيث تصعب قراءتها.
5 ـ أن لا تجعل على صورة ذوات الأرواح كما لو جعلت اللوحة القرآنية على شكل إنسان، أو على شكل طائر أو حيوان؛ ونحو ذلك من الأشكال التي لا يليق وضعها قالباً لآيات القرآن الكريم.
6 ـ أن لا تصنع للتعاويذ المبتدعة وسائر المعتقدات الباطلة، ولا للصناعات المبتذلة ولا لترويج البضائع وإغراء الناس بالشراء.
ثانياً: لا حرج في بيعها وشرائها بالضوابط السابق ذكرها وفق الراجح من أقوال العلماء في بيع المصحف وشرائه.
ثالثاً: لا يجوز استخدام آيات القرآن الكريم للتنبيه والانتظار في الهواتف الجوالة وما في حكمها؛ وذلك لما في هذا الاستعمال من تعريض القرآن للابتذال والامتهان بقطع التلاوة وإهمالها، ولأنه قد تتلى الآيات في مواطن لا تليق بها.
وأما تسجيل القرآن الكريم في الهاتف للتلاوة منه أو الاستماع إليه فلا حرج فيه بل هو عون على نشر القرآن واستماعه وتدبره، ويحصل الثواب بالاستماع إليه؛ ففيه تذكير وتعليم، وإذاعة له بين المسلمين.
ويوصي المجمع الجهات المسؤولة في الدول الإسلامية بضرورة مراقبة صناعة اللوحات القرآنية بما يكفلُ عدم حدوث تجاوزات فيها، ومنع استيراد اللوحات القرآنية وما شابهها من الجهات والدول التي لا تحترم ما في اللوحات من آيات كريمة.
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر. ( http://www.themwl.org/Fatwa/default.aspx?d=1&cidi=163&l=AR&cid=11)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:11 م]ـ
وهذه ثلاثة بحوث جيدة حول موضوعات قريبة من الموضوع أعلاه يمكن الحصول عليها من رابطة العالم الإسلامي.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fe0c66f873.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fe0c6c6ad0.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6474fe0c69a7dd.jpg
ـ[صالح صواب]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:37 م]ـ
أوافق الأخ الدكتور/ احمد القصير فيما يتعلق بمسألة الاستماع إلى القرآن حال الانتظار ... سواء كان ذلك في الهاتف الثابت (السنترال) وما شابهه أو الهاتف الجوال، بل ربما كان ذلك الأمر مستحسنا، والاستماع إلى القرآن حال الانتظار أو الدعاء أولى من الاستماع إلى الموسيقى أو نحوها ... ولا أرى مانعا يمنع من ذلك.
ولا يكفي ما استند إليه بعض القائلين بالتحريم
ولذلك فالمسألة بحاجة إلى مزيد بحث، بحيث ينظر في المصالح والمفاسد المترتبة على ذلك(/)
لماذا التدرج في الأحكام لا يسمى نسخاً؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Nov 2007, 08:00 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ذكر بعض العلماء أن التدرج في الأحكام لا يسمى نسخاً، مثل آيات تحريم الخمر، وآيات الجهاد، لكن أليس النسخ هو " رَفْعِ الحُكْمِ الثَّابِتِ بِالْخِطَابِ الْمُتَقَدِّمِ عَلَى وَجْهٍ لَوْلاهُ لَكَانَ ثَابِتًا مَعَ تَرَاخِيهِ عَنْهِ " وهذا يصدق عليها؟.
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[10 Nov 2007, 10:24 م]ـ
سؤال جيد ولا ريب
وقد أحسن من لم يعدّه نسخا
ذلك أن التدرج في الحكم إنما هو توسعة لمجال الحكم من حالة خاصة إلى جميع الحالات وليس إلغاء لها.
خذ مثلا آيات الخمر
(لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى) تحريم السكر قبل الصلاة
(إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) تحريم للخمر مطلقاً
فالآية الثانية توسعة لمجال النهي ليشمل جميع الأوقات، أما آية لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فهي نهي في حالة
خاصة هي وقت الصلاة.
وحكمها باق.
هب أنّ مسلما قد خالف التحريم فشرب خمرا وسكر، فهل يجوز له أن يصلي؟
الجواب لا يجوز له أن يصلي حتى يعلم ما يقول لقوله تعالى (لا تقربوا. . .)
فقد بقي حكمها الخاص، وآية التحريم هي آية أخرى لها حكمها ومجالها.
فليست الآيتان من الناسخ والمنسوخ لأن الثانية لم تلغ حكم الأولى
وبعبارة أيسر الأولى تبين حكم الصلاة للسكران فهي في فقه العبادات
والثانية تبين حكم الخمر فهي في فقه الأطعمة والأشربة
وقد أحسن من قال ما قال
والله أعلى وأعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Nov 2007, 11:45 م]ـ
ولله درك
هذا كلام طيب وتحليل دقيق ومقنع
ويبقي أنه يمكن أن ينطبق علي كل ما سمي الناسخ والمنسوخ ولكن قد يعوزنا مثل هذا التحليل الدقيق لكل الأحكام
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[11 Nov 2007, 11:02 ص]ـ
لقد ذكر الإمام الزركشي رحمه الله في كتابه البحر المحيط في أصول الفقه ما نصه: (لا يتحقق النسخ إلا مع التعارض فأما مع إمكان الجمع فلا) ج4 ص74
فلما كان من الممكن الجمع بين الأدلة حال التدرج لم يجز اعتبار المتأخر منها ناسخاً للمتقدم
فما وجهه الأخ الدكتور عبد الرحمن الصالح من أن بعض آيات التدرج يخص حكما وآخرها يبقى حكماً عاما هو تطبيق ما ذكره الإمام الزركشي رحمه الله من أن إمكان الجمع يمنع النسخ
والله تعالى أعلم(/)
ما رأي المشايخ الأفاضل بهذا النظم في غريب القرآن؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[10 Nov 2007, 11:38 م]ـ
ضوء القناديل على غريب التنزيل
للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الفتاح الجكني
حملها من هنا ( http://www.4shared.com/file/24365445/ca954f70/Dhawolqanadeel.html?dirPwdVerified=54141d14)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[11 Nov 2007, 11:14 م]ـ
لم أتمكن من تحميل ا لكتاب من هذا الرابط فهل من رابط آخر؟ ولكم جزيل الشكر
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 Dec 2007, 09:17 م]ـ
لم أتمكن من تحميل ا لكتاب من هذا الرابط فهل من رابط آخر؟ ولكم جزيل الشكر
أخي الرابط يعمل اختر عند فتحه: Download file وسينزل بإذن الله تعالى.
سألت الأخ البوني الشنقيطي:
ما رأيكم بهذا النظم؟ ومن هو ناظمه؟
فأجاب:
بسم الله
اخي الكريم النظم الذي أشرت إليه ضوء القنديل هو لأحد الشباب الشناقطة ممن سبقت لهم إقامة في دولة الإمارات
وهو من حيث سلاسة النظم جيد إلا أن الملاحظة التي تلاحظ عليه أن التزم في مقدمته أن يشرح ما كان غريبا عنده وبين أن الأمر في ذلك اعتباري فقد يظن الشخص امرا ما غريبا ولا يكون غريبا عندآخرإلا أنه عد في الغريب ما لا يستغربه عوام الناس كالحمد والرب والملك في سورة الفاتحة وكالريب في بداية البقرة
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:59 ص]ـ
الحمد لله
تجد أخي الكريم ما يفيدك في هذا الرابط .... فسارع بالتحميل
http://www.4shared.com/file/24365445/ca954f70/Dhawolqanadeel.html?dirPwdVerified=54141d14
المصدر
http://www.almashhed.com/vb/showthread.php?t=17730
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[09 Dec 2007, 12:44 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا الحسنات
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك(/)
إلى أهل التفسير و المتخصصين في التفسير تفضلوا بالدخول مشكورين
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[11 Nov 2007, 03:21 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
المشايخ الفضلاء المتخصصين في التفسير و المحققين في التفسير و علوم القرآن لنا طلب لمن يستطيع أن يلبيه لنا ..
لقد تم إفتتاح ((جمعية رعاية المصحف الشريف)) منذ شهور في مملكة البحرين، و من ضمن اختصاصاتها
استكتاب المتخصصين و الباحثين في علوم القرآن و التفسير،
فنرجوا أن نجد في هذا المنتدى المبارك من يكتب في مجال علوم القرآن و التفسير و أي قضايا تخص القرآن و للجمعية
طريقان في ذلك حيث ستقوم بإصدار نشرة دورية صغيرة و يمكن أن تحوي مقالات و بحوث صغيرة، و ممكن أن تصدر
كتب لمن يريد نشر كتبه حول القرآن و علومه و القضايا التي تخصه.
فأين الباحثين و المتخصصين الراغبين في نشر كتبهم و بحوثهم؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Nov 2007, 06:00 ص]ـ
طالب علوم القرآن
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذه الخطوة المباركة، وجعله الله تعالى في ميزان حسناتكم
كيف التواصل لو سمحتم؟
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[11 Nov 2007, 10:52 ص]ـ
الأخ الكريم طالب علوم القرآن جزاك الله خيرا أرجو اطلاعنا على كيفية التواصل لنشر البحوث أو ما شابه وهل لهذه الجمعية من نشاطات على صعيد الندوات
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[12 Nov 2007, 02:05 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء أخي (طالب علوم القرآن)، وهذه خطوة مباركة مطلوبة لخدمة كتاب الله، وكما أسلف الإخوة، حبذا لو تعمل على تبيين طريقة التواصل مع الجمعية المذكورة في ذلك، وتقبل الله من الجميع صالح الأعمال.
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[13 Nov 2007, 02:12 ص]ـ
بارك الله في الجهود ونفع الله بها الأمة، وما الطريق الموصل إليكم
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[13 Nov 2007, 09:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
ماشاء الله، و الله ما توقعت أن يكون التفاعل بهذه الصورة .. جزاكم الله خيرا على هذا التفاعل
الإخوان:محمد كالو، أم حبيبة، ضياء الدين، أبو حذيفة ..
جزاكم الله خيرا
حاليا تستطيعون التواصل عن طريقي، و لو أحببتم أعطيتكم بريدي الألكتروني حيث قمت باستشارة رئيس الجمعية و قال لي أن حاليا يمكن التواصل عن طريق البريد الالكتروني لأي عضو من أعضاء الجمعية، و الموقع الالكتروني الخاص بالجمعية لم يتم تدشينه بعد و للعلم يا دكتور أبا حذيفة فكنية رئيس الجمعية أبو حذيفة أيضا (إبتسامة) ..
و إجابة لسؤال الأخت أم حبيبة فالجمعية في مراحلها الأولى و في بداية النشاطات و حاليا بدأت بمشاريع توزيع المصاحف داخل البحرين و خارجها للدول التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المصاحف و الطلبات كثيرة و كبيرة، و تم التفاهم مع بعض المشايخ في البحرين لإلقاء دوروس في تفسير سور و آيات مخصوصة تماشيا مع كل مناسبة ليتم ربط الناس بالقرآن و أحكامه و فهم معانيه و في بداية هذه الدروس سيكون تفسير آيات أحكام الحج لقرب موسم الحج و حاليا يتم جمع البحوث القصيرة و المقالات لأول نشرة للجمعية، و بالنسبة للكتب فقد تمت الموافقة على طباعة كتاب تفسير العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الل لآية:" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " لعظم شرح هذا العالم لهذه الآية و توسعه في استنباط أحكامها و فوائدها التي تظهر عظمة هذا القرآن و تعلقه بجميع شؤون حياة المسلمين و كيفية هدايته، و كذلك سيتم وضع لوحات عليها آيات و تفسير لها مبسط في أماكن تتعلق بها أحكام هذه الآيات أيضا لربك المسلم بالقرآن ..
هذا توضيح تفصيلي تقريبا يا أختي عن الخطوات الأولى التي قامت بها الجمعية و مشاريعها ..
و أكرر شكري لتفاعلكم و اهتمامكم الواضح .. فجزاكم الله خيرا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[13 Nov 2007, 10:48 م]ـ
بارك الله فيك، ونعم أحب إعطائي بريدك الإلكتروني، بما يمكن من لتواصل معكم، ولا أظن أساتذتنا في الملتقى يمانعون من وضعك له على العام، ووفق الله الجميع لكل خير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:38 م]ـ
نسأل الله لكم التوفيق والسداد، وأن ينفع بجهودكم.
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[14 Nov 2007, 12:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي ضياء الدين
و جزا الله المشرف العام الشيخ عبد الرحمن الشهري خير الجزاء
و هذا هو بريدي لمن أراد التواصل بخصوص الموضوع المذكور almoslime@gmail.com
ـ[صالح صواب]ــــــــ[15 Nov 2007, 01:55 م]ـ
هذا مشروع طيب لخدمة القرآن الكريم .. وأسأل الله تعالى أن ينفع به ..
أنا - شخصيا - مستعد للتعاون مع الجمعية، وأعتقد أن كثيرا من الزملاء الباحثين مستعدون لذلك، ولكن - في نظري - أن مشاريع هذه الجمعية لا يزال في البداية، وما زالت بحاجة إلى تخطيط وتفصيل ووضوح، لكي يتبين الأمر أكثر.
أتمنى التوفيق والنجاح للقائمين على هذه الجمعية، ولكل من ساهم في خدمة كتاب الله تعالى
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[15 Nov 2007, 02:55 م]ـ
وفقكم الله وأيدكم وكلل بالنجاح والفلاح جهودكم ...
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:21 م]ـ
وفقكم الله.
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[17 Nov 2007, 12:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ..
المشايخ الفضلاء الدكاترة: صالح، أحمد الطعان، أحمد البريدي .. جزاكم الله خيرا على التفاعل و الدعوة الصالحة ..
الدكتور صالح نحن نتشرف لاستقبال أي فكرة أو مشورة أو مشروع من فضيلتكم أو أي نصيحة، بارك الله فيكم و نفع بكم
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[18 Nov 2007, 08:12 ص]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[طالب علوم القرآن]ــــــــ[19 Nov 2007, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي غانم الغانم على التفاعل مع الموضوع(/)
موقعٌ جميلٌ ..
ـ[ماجد]ــــــــ[11 Nov 2007, 06:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
دللت على موقع جميل، يهتم بالكتاب العزيز؛ تدبرا وفهما، وتلاوة وحفظا ..
ومن أجمل ما رأيت فيه فكرة بديعة:
آية واحدة، وتحتها ستة نقول من ستة تفاسير!
ويا ليتها في مستقبل الأيام تزداد أكثر ..
دونكم الموقع:
http://ozkorallah.net/default.asp
والفكرة المشار إليها هنا:
http://ozkorallah.net/fl_list.asp?lang=ar&folder_id=71&parent_id=71(/)
تخريج الأخبار الواردة في نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا د/ عبد الله علي المطيري
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[11 Nov 2007, 01:42 م]ـ
تخريج الأخبار الواردة في نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا د/ عبد الله بن علي الميموني المطيري
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[11 Nov 2007, 08:28 م]ـ
بارك الله فيكم يادكتور عبد الله، بحث مفيد ماتع.
وشكر الله سعيكم يا أبا عبد الله على نقله للملتقى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Nov 2007, 01:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الله ..
وليتكم تتكرمون بوضعه هنا ليعم الانتفاع به ..
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Nov 2007, 08:04 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فضيلة الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد مصطفى أثابكم الله و رفع قدركم
فضيلة الشيخ الدكتور مساعد الطيار فضيلة الشيخ الدكتور فهد الوهيبي. جزاكم الله خيراً أنتم ممن نحبه و سنستفيد من ملاحظاتكم.
و بالنسبة للهذه الرسالة فقد اشتملت على تخريج الآثار عن ابن عباس رضي الله عنه وعمن قال بمثل قوله في معنى الآية كسعيد بن جبير و عكرمة والشعبي في رواية صحيحة عنه والسدي و ابن زيد والربيع بن أنس.
مع بيان كلام العلماء في معنى الآيات المتعلقة بذلك ثم الإشارة لبعض ما استنبطوه اجتهادا في الحكمة في ذلك. و بيان أمور تتعلق بمسألة نزول القرآن جملة و منها تخريج الحديث الوارد في المسند للإمام أحمد وغيره عن واثلة بن الأسقع رضي الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (نزلت صُحُف إبراهيم أَوّلَ ليلة من شهر رمضان، وأُنزلت التوراةُ لست مَضَين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاثَ عَشرة خلت، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان). لأن كثيراً من المفسّرين وغيرهم استدلوا به على تقوية الخبر المذكور عن ابن عباس في نزول القرآن جملة وكان من دواعي ذلك ما سمعته من بعض أهل العلم في رمضان هذا العام عام 1428هـ من إنكار صحة الخبر المذكور عن ابن عباس رضي الله عنه و الإنكار على من قال به و غير ذلك مما لا داعي لذكره. فأشار علي بعض أهل العلم بكتابة بحث في هذا في آخر شهر رمضان المبارك من هذا العام فكان هذا البحث الوجيز. وطلب مني فضيلة الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد مصطفى أن أنشره في الانترنت فشغلت عنه فتكرم بنشره.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Nov 2007, 06:05 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم، فعددٌ من المشتغلين بعلوم القرآن يصلون إلى مبحث نزول القرآن فينكرون النزول الجُملي استنادا على أمور أبرزها تضعيف أثر ابن عباس، وبهذا كانت الحاجة إلى بحث هذا الأثر وتخريجه.
وقد ذكر أحد الأساتذة في أحد الجامعات أن إنكار النزول الجُملي هو رأي الشيخ ابن عثيمين، فرجعت بهذا لأحد تلاميذه وأخبرني أن الشيخ لم يجزم بهذا، بل قال: لو صح أثر ابن عباس لقلنا به وهو لا يتناقض مع إثبات سماع جبريل مباشرة من الله تعالى، لأن هذا من أمور الغيب التي لا تؤخذ بالعقل والقياس.
وقد ذكر الشيخ مساعد في المحرر كلاما جميلا حول هذه النقطة فليراجع.
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[14 Nov 2007, 08:49 م]ـ
أضم صوتي لصوت الاخ الوهبي في وضع هذا البحث مباشرة هنا،لانني حملت الملف عدة مرات ولم يفتح؟؟ وأنا بحاجة الى الاطلاع على هذا التخريج لهذه المسألة الان،فهل يتكرم الدكتورعبدالله،أومن نقل الخبر بذلك مشكورا، لان لي تعليقا حول هذه المسألة ولكني انتظر أن أطلع هذا بحث فضيلة الدكتور .........
مع شكري سلفا للدكتورالميموني، والشيخ أبي عبدالله مصطفى
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 Nov 2007, 11:19 م]ـ
وقد ذكر أحد الأساتذة في أحد الجامعات أن إنكار النزول الجُملي هو رأي الشيخ ابن عثيمين، فرجعت بهذا لأحد تلاميذه وأخبرني أن الشيخ لم يجزم بهذا، بل قال: لو صح أثر ابن عباس لقلنا به وهو لا يتناقض مع إثبات سماع جبريل مباشرة من الله تعالى، لأن هذا من أمور الغيب التي لا تؤخذ بالعقل والقياس.
.
سئل الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى: ينسب إليكم أنكم ضعفتم قول ابن عباس - رضي الله عنهما - بأن القرآن أنزله الله في رمضان جملة واحدة إلى السماء الدنيا، فهل هذا صحيح؟ وهل من دليل على خلافه؟.
فأجاب بقوله: (نعم، الأدلة على خلافه أن الله سبحانه وتعالى يتكلم بالقرآن حين إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم، والدليل على أنه يتكلم به حين إنزاله أنه يتكلم سبحانه وتعالى عن حوادث وقعت مثل قوله تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ ا؟ لْمُؤْمِنِينَ مَقَـ! ــعِدَ لِلْقِتَالِ)} [آل عمران: 121] و {إذ} ظرف لما مضى يتحدث الله عزوجل عن شيء مضى من الرسول عليه الصلاة والسلام، وقوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَدِلُكَ فِي زَوْجِهَا} [المجادلة: 1] هل يصح أن يقال: قد سمع بشيء لم يخلق صاحبه بعد؟ لايكون سمعٌ إلاَّ بعد صوت، وهذا يدل على أن الله تكلم بهذه الآية بعد أن تكلمت التي تجادل.
{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ} [آل عمران: 181] لقد سمع، واللام مؤكدة، وقد مؤكدة، والقسم المحذوف مؤكد أنه سمع قول الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، فتكون هذه الآية نزلت بعد قولهم، وأمثال ذلك من السياقات الدالة على أن الله تعالى تكلم بالقرآن حين إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم.
فهذا هو الذي يجعلني أشك في صحة الحديث المروي عن ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا في بيت العزة، وهذا يحتاج إلى أحاديث صحيحة لانشك فيها حتى نضطر إلى تأويل الآيات التي تدل على أن القرآن نزل بعد حدوث الحوادث التي يتكلم الله عنها)
من كتاب اللقاء الشهري مع فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رقم [3] ص 30، 31.
ولي عودة بإذن الله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Nov 2007, 08:46 ص]ـ
الأخ أبو الحسنات الدمشقي حفظك الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القول بأن أثر ابن عباس يخالف الأدلة قول فيه نظر لأنه لا يوجد دليل منطوق يخالفه، وقد بلغني أن الشيخ محمد صالح بن عثيمين رحمه الله رجع إلى القول به في آخر عمره مع أن العبرة بالأدلة لا بكلام العلماء لأن كلام العلماء رحمهم الله يستدل له لا يستدل به، ولاشك أن أفضل ما يفسر به القرآن هو القرآن ثم السنة ثم أقوال الصحابة، وكيفية إنزال القرآن جاءت مجملة في القرآن وقد صح عن ابن عباس حبر هذه الأمة رضي الله عنه تفصيل ذلك الإجمال في قوله نزل جملة واحدة لسماء الدنيا ولم نجد مخالفاً له من الصحابة ومثل هذا لا مجال فيه للرأي فهو في حكم المرفوع، وابن عباس رضي الله عنه محل القدوة والتأسي وقد قال بقوله هذا جمهور العلماء بل حكى البعض عليه الإجماع كما ذكره القرطبي والسيوطي وإن كان فيه نظر وقد فصل ذلك الشيخ الدكتور عبد الله الميموني جزاه الله خيراً، وإليك أقوال بعض العلماء في تفسير الصحابي وأنه في حكم المرفوع إذا تعلق بسبب النزول قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: " والمقرر في علوم الحديث أن تفسير الصحابي الذي له تعلق بسبب النزول له حكم الرفع كما عقده صاحب طلعة الأنوار بقوله الرجز:
تفسير صاحب له تعلق ** بالسبب الرفع له محقق.
أضواء البيان ج1/ص92
وقال العراقي في ألفيته:
وعد ما فسره الصحابي ** رفعاً فمحمول على الأسباب
وقال الحاكم ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند. المستدرك على الصحيحين رقم (3021) 2/ 283.
وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح: ما يعد مسندا من تفسير الصحابي قوله ص ما قيل من أن تفسير الصحابي رضي الله عنه مسند إنما هو في تفسير يتعلق بسبب نزول آية أو نحو ذلك قلت تبع المصنف في ذلك الخطيب وكذا قال الأستاذ أبو منصور البغدادي إذا أخبر الصحابي رضي الله عنه عن سبب وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو أخبر عن نزول آية له بذلك مسند لكن أطلق الحاكم النقل عن البخاري ومسلم أن تفسير الصحابي رضي الله عنه الذي شهد الوحي والتنزيل حديث مسند، والحق أن ضابط ما يفسره الصحابي رضي الله عنه إن كان مما لا مجال للاجتهاد فيه ولا منقولا عن لسان العرب فحكمه الرفع وإلا فلا كالاخبار عن الأمور الماضية من بدء الخلق وقصص الأنبياء وعن الأمور الآتية
كالملاحم والفتن والبعث وصفة الجنة والنار والاخبار عن عمل يحصل به ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص فهذه الأشياء لا مجال للاجتهاد فيها فيحكم لها بالرفع، قال أبو عمرو الداني: قد يحكي الصحابي رضي الله عنه قولا يوقفه فيخرجه أهل الحديث في المسند لامتناع أن يكون الصحابي رضي الله عنه قاله إلا بتوقيف كما روى أبو صالح السمان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات لا يجدن عرف الجنة الحديث لأن مثل هذا لا يقال بالرأي فيكون من جملة المسند.
النكت على ابن الصلاح ج2/ص530.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[15 Nov 2007, 09:14 ص]ـ
الملف المرفق فيه خلل, أرجو إعادة تنزيله وتحديد نوعه.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:20 ص]ـ
الملف يعمل ولعلك تعيد المحاولة مرة اخرى يفتح إن شاء الله
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[16 Nov 2007, 12:02 ص]ـ
نفع الله بك يا أبا عبد الله وكتب لك الأجر , وبارك في الشيخ د/ عبد الله بن علي الميموني المطيري على هذا البحث الثمين
لمن أراد فتح الملف بعد حفظه أن يحوله إلى مجلد بالضغط على الزر الأيمن من الفأرة (الماوس).
ـ[الميموني]ــــــــ[16 Nov 2007, 12:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بالنسبة للملف فهو يعمل لكن إذا لم يكن الجهاز المحمل عليه ليس فيه وورد 2007 فسيكون فيه مشكلة عند فتحه
وعندي رجاء ممن لديه ملاحظة أن يناقش ذلك من خلال المنتدى أو يراسلني و طلب آخر وهو ممن استفاد من البحث المذكور أن لا ينسى الدعاء بظهر الغيب، و لا يترك نسبة ما استفاده منه و الله المستعان.
وبالنسبة للاعتراضات التي أوردها فضيلة شيخنا الإمام ابن عثيمين رحمه الله فقد أجبت عليها في الرسالة إجابة موجزة كافية.
و لسنا نلزم أحدا بترجيح قول يحتمل اللفظ غيره ولو كان احتمالا مرجوحاً ولكن قول ابن عباس اشتهر بلا مخالف و تابعه فيه جلة من علماء التابعين ثم تتابع على نقله الأئمة موافقين له فهو لهذا أقوى من غيره مع احتمال اللفظ القرآني له ولغيره. و المقصود أنا لاننكر على من لم يقل بها مالم يضعفه سنداً لثبوته ثبوتا بينا أو يطعن في معناه طعنا يفضي للتثريب على من قال به ... و فيما سوى ذلك ففي الأمر نوع سعة.
رزقنا الله جميعا العلم الذي نساق به لمرضاة ربنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[16 Nov 2007, 01:50 م]ـ
د/عبدالله
ليس لدينا وورد 2007 فما الحل؟؟ جزيت خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[16 Nov 2007, 03:09 م]ـ
استأذن الأخ الكريم أبا عبد الله في وضع البحث هنا ...
تخريج الأخبار الواردة في نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا
وبيان أقوال المفسرين في معنى الآيات المخبرة بنزول القرآن
في شهر رمضان
أعده
د/ عبد الله بن علي الميموني المطيري
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله علّم القرآن و خلق الإنسان و علّمه البيان والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للإنس والجان وعلى آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أمّا بعد فإنّ من الأخبار المشتهرة عند أهل العلم قول ابن عباس رضي الله عنهما: (أُنزِلَ القرآن جملةً واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدّنيا و كان بمواقع النُّجوم و كان الله ينزّله على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض) اهـ. وقد أردتُ أن أخرّجه وأذكر طرقه لتتجلى صحته عن ترجمان القرآن وحبر الأمة و أبين من وافق ابن عباس رضي الله عنهما في نقله نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا من علماء التابعين وأتباعهم.
وأضيف إلى ذلك تخريج الحديث الوارد في المسند للإمام أحمد وغيره عن واثلة بن الأسقع رضي الله عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (نزلت صُحُف إبراهيم أَوّلَ ليلة من شهر رمضان، وأُنزلت التوراةُ لست مَضَين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاثَ عَشرة خلت، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان). لأن كثيراً من المفسّرين وغيرهم استدلوا به على تقوية الخبر المذكور عن ابن عباس في نزول القرآن جملة، و سأذكر مع ذلك نبذة مما ذكره العلماء حول بيان الحكمة من نزول القرآن جملة.
وبالله أستعين و أستهدي و عليه تعالى أتّكل لا حول ولا قوة إلا به.
فصل
هذا الخبر مرويٌّ عن حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما من طريق سعيد بن جبير و عكرمة ومِقسم وقد صح ذلك عنهم جميعاً -كما سيتبين عند تخريجه و بيان طرقه- و ممن صحح الرواية بذلك عن ابن عباس رضي الله عنه من العلماء المشهورين أبو جعفر أحمد بن النحاس (ت: 338هـ) في معاني القرآن و الحافظ أبو شامة المقدسي و الحافظ ابن كثير والحافظ ابن حجر والسيوطي.
ومن طرقه المشهورة طريق جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
ورواه جماعة من الثقات منهم يزيد بن هارون و يزيد بن زريع وغيرهما عن داود بن أبي هند الإمام المتفق على توثيقه عن عكرمة عن ابن عباس، و من طرقه عن عكرمة أيضا طريق الإمام حماد بن زيد عن أيوب السختياني عن عكرمة عن ابن عباس. و ثبت مثل ذلك أيضاً عن جماعة من علماء التابعين ومفسِّريهم منهم الشعبي في رواية صحيحة عنه و سعيد بن جبير ثم عن ابن جريج و عن عبد الرحمن بن زيد و السدّي الكبير، ورُوي أيضا عن إبراهيم النخعي.
وذكره بلا نكير أئمة التفسير من أهل السّنة كالطبري وابن أبي حاتم وغيرهم ممن يطول تعدادهم ولا نحتاج إلى سرد أسمائهم لشهرة هذا في كتب التفاسير قاطبة لأهل السنة و لغيرهم. وكذلك ذكروه في كتب علوم القرآن واعتمدوه و في كثير من التصانيف في الحديث وغيره و قد حكى الإمام القرطبي في تفسيره إجماع العلماء على نزول القرآن على الصفة التي ذكرها ابن عباس فإنه قال: (ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر - على ما بيناه جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجماً نجماً في الأوامر والنواهي والأسباب) اهـ. (1)
ثم ذكر القرطبي قول مقاتل في قوله تعالى: " شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن " قال أنزل من اللوح المحفوظ كل عام في ليلة القدر إلى سماء الدنيا، ثم نزل إلى السفرة من اللوح المحفوظ في عشرين شهرا، ونزل به جبريل في عشرين سنة) اهـ. وقال: (قول مقاتل هذا خلاف ما نقل من الإجماع " أن القرآن أنزل جملة واحدة " والله أعلم) اهـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا الذي صحّ عن ابن عباس رضي الله عنهما و عن جماعة من التابعين و أتباعهم يقويه أنه الظاهر من قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) (الدخان- 3) وقوله جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [سورة القدر: 1] و من قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ). (البقرة- 185) وهذا أشهر التفسيرين الواردين عن السلف في تفسير قوله تعالى: "إنا أنزلناه في ليلة القدر" (1 - القدر)، وقوله: "إنا أنزلناه في ليلة مباركة" (3 - الدخان) وقوله: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن) فإنّ المراد بقوله تعالى: (أنزلناه) لا يخلو في ظاهره من أحد احتمالين الأوّل أنْ يكونَ المراد بذلك الخبر عن نزول القرآن كلّه أو الخبر عن نزول بعضه و على القول بأنّ المراد الإخبار عن نزول بعضه فيكون المراد بذلك الإخبار عن ابتداء نزوله في شهر رمضان في ليلة القدر منه وأكثر المفسرين من السلف على القول المروي عن ابن عباس من أنّ الله تعالى أنزل القرآن جملة في ليلة القَدْر إلى السماء الدّنيا ثم نزل مفرّقا بعد ذلك على النبي صلى الله عليه و سلم. وممن قال به في معنى الآية سعيد بن جبير و عكرمة والشعبي في رواية صحيحة عنه والسدي و ابن زيد والربيع بن أنس وسيأتي تخريجها.
وأما القول بأن معنى الآية أنه ابتدأ نزول القرآن في شهر رمضان فقول مروي عن الشعبي و هو ظاهر كلام ابن إسحاق في السيرة له و في تهذيبها لابن هشام (1/ 257). و نسبه ابن الجوزي (1/ 187) إلى ابن إسحاق وأبي سليمان الدمشقي و لم ينسبه للشعبي وهذا من دقة الإمام ابن الجوزي في كتابه زاد المسير فإنه من أدقّ كتب التفسير عزواً للأقوال وتصنيفاً لها وحصراً وتعديدا (2) فإن القول الأول أصح سنداً عن الشعبي وهو الموافق للرواية عن ابن عباس وغيره قال الطبري (حدثنا يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي قال: بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا) اهـ. رواه في موضعين (3) وهذا سند متفق على ثقة رجاله. وأما القول الآخر المروي عنه أن المقصود ابتداء نزول القرآن في شهر رمضان ففي سنده مقال و لا يقاوم هذا فقد رواه الطبري من طريق عمران أبي العوام ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، أنه قال في قول الله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: (نزل أول القرآن في ليلة القدر) اهـ. (4) وعمران القطان أبو العوّام في روايته ضعفٌ فقد ضعفه يحيى و النسائي،وفي التقريب صدوق يَهِم ورمي برأي الخوارج (5154). وسيرد تفصيل أقوالهم في تعديله و تجريحه عند تخريج حديث واثلة قريباً.
وقد خالفه اسماعيل بن عليّه وهو أحفظ منه بدرجات فرواه عن داود بن أبي هند باللفظ المتقدم الموافق لقول ابن عباس و غيره. واسماعيل بن عليه ثقة ثبت. و على هذا فمعنى الإنزال هنا هو على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون القرآن مما عبر بكله عن بعضه، والمعنى بدئ بإنزاله فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم (5).
فهذان هما القولان المشهوران الأقرب حظّاً من ظاهر ألفاظ الكتاب العزيز وقد حكى جماعة من المفسرين مع هذين القولين أقوالاً في بعضها غرابة فذكر بعضهم قول من قال إن معناه أُنزِل في فضله القرآن هدى للناس نقله القشيري (465هـ) في التفسير الكبير – ولم يطبع بعد (6) – و الواحدي (ت: 468هـ) في البسيط (7) والرازي في تفسيره: 5/ 85و أبو حيان في البحر:2/ 39 قال الواحدي في البسيط: (قال سفيان بن عيينة: {أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} معناه: أنزل في فضله القرآن. وهذا اختيار الحسين بن الفضل (8)، قال: ومثله: أن تقول: أنزل في الصديق كذا آية، تريد في فضله) اهـ.
وقيل في الآية أيضا قول آخر وهو أن معناه أنه أنزل القرآن بفرض صيامه و يعزى لمجاهد و الضحاك و ابن الأنباري (ت: 328هـ) فقد نقله الماوردي: 1/ 240 وعزاه لمجاهد وحده وعزاه الواحدي في البسيط لابن الأنباري و عزاه ابن الجوزي: 1/ 187 وأبو حيان: 2/ 39 لمجاهد والضحاك (9). وذكره أبو المظفر السمعاني في تفسيره ولم يعزُه: 1/ 183 وقول الضحاك رواه ابن أبي حاتم: 1/ 311 في تفسيره.
(يُتْبَعُ)
(/)
لكنّ هذين القولين فيهما خروج عن الظاهر و لم يذكرهما الإمام الطبري في تفسيره وليعلم أن هذا القول الأخير وهو أن المراد أنزل في فرض صومه لا يتأتى القول به في آية سورة الدخان ولا سورة القدر فهو صالح فقط في آية سورة البقرة وحدها هذا مع كونه مرجوحاً، و أما القول الآخر وهو أن المراد أنزل في فضله القرآن فقد ذكر ابن عطية في المحرر الوجيز: أنّ جماعة من المتأوّلين قالوا: (إن المعنى إنا أنزلنا هذه السورة في شأن ليلة القدر وفي فضلها) اهـ.
وقال أبو جعفر بن النحاس: (في معنى هذه الآية ثلاثة أقوال: أ - فمن أصحها ما رواه حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة. وهذا إسناد لا يدفع.
ب - وقيل المعنى إنا أنزلناه قرآنا في تفضيل ليلة القدر وهو قوله تعالى (ليلة القدر خير من ألف شهر) فهذان قولان.
ج - وقيل المعنى إنّا ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر كما تقول أنا أخرج إلى مكة غدا أي أنا ابتدأ الخروج) اهـ. معاني القرآن: 6/ 395
ومن الواضح لمن تدبّر أننا لو رجحنا أن المراد بالآيات بيان ابتداء نزول القرآن لأنه نزل أول ما نزل في هذا الشهر الكريم في ليلة القدر منه فلا يمكن إنكار القول الآخر ولا دفعه لأن له حظاً من اللفظ و لجلالة و شهرة القائلين به، ثم لا يلزم من القول بأن المراد بالآيات بيان ابتداء نزول القرآن القدحَ في خبر ابن عباس وغيره لأنه خبرٌ مستقل بنفسه يخبر عن نزول القرآن إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزوله مفرقاً.
و المقصود أنّ أصحّ التفاسير للآيات وأشهرها هما القولان المتقدِّم ذكرُهما وأرجحهما رواية و نظراً القول المروي عن ابن عباس وأئمة التفسير من تلاميذه و غيرهم و لذا قال الحافظ أبو شامة: (إن تفسير الآية بذلك – يعني بالقول بأن المراد ابتداء نزول القرآن – بعيد مع ما قد صح من الآثار عن ابن عباس: أنه نزل جملة إلى السماء الدنيا) اهـ. صـ 20.
وبعض المفسرين يستدلُّ على ترجيح القول الأول بأنه لا يحتاج إلى تقدير محذوف. فيقول إننا إذا قلنا إن معنى قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} ابتدأنا إنزاله. فلابدّ من تقدير محذوف وهو ابتدأنا، قال: وهو يقتضي حمل القرآن على أن المراد به بعض أجزائه وأقسامه فقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} أي أنزلنا بعضه. (التفسير الكبير للرازي (5/ 85).
تنبيه:
للقائلين بأن القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا قولان:
فالقول أنه نزل إلى السماء الدنيا في ثلاث وعشرين ليلة قدر ينزل في كل ليلة ما يقدّر الله إنزاله في كل السنة قاله مقاتل و تقدم ردّه وأصح منه القول الأول بأنه نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا كما هو مروي عن ابن عباس و غيره و هو الصحيح المعتمد كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: 9/ 4. قال الزركشي: (والقول الأول أشهر وأصح وإليه ذهب الأكثرون) اهـ. البرهان: 1/ 228
تنبيه آخر:
والليلة المباركة هي ليلة القدر بلا تردّد وهو قول جمهور العلماء، وأما القول بأن المراد بالليلة المباركة في سورة الدخان ليلة النصف من شعبان فهو قول ضعيف لقوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) مع قوله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) و ممن أبطله ودفعه الإمام أبو بكر ابن العربي في أحكام القرآن عند سورة الدخان: 4/ 1690و الإمام أبو شامة في المرشد الوجيز: صـ 9 والإمام الشوكاني في تفسيره وغيرهم.
فصل
و كل محذورٍ يُدّعَى على هذا القول المشهور عند السلف و العلماء فليس بصحيح لأن أهل السنة والاتباع يؤمنون أنّ جبريل عليه السلام تلقّاه من الله تعالى وحياً سمعه من رب الأرباب و نؤمن بحمد الله بذلك و نصدّق أيضاً أنه أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله بعد ذلك مفرقًا بحسب الحوادث وكذلك نؤمن أنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج: 21،22] وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 77، 87]، وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 11ـ 16] وقال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] ولا تنافي بين ذلك فإذا كان مشكلا علينا أن نتخيل إنزاله مجموعاً إلى بيت العزة قبل وقوع أسباب تنزّله البشرية من وقعة أحد و ما فيها أو سماع محاورة المجادلة لزوجها أو قصة زينب أو غير ذلك فكذلك يمكن أن نستشكِل كونه مكتوباً في الذكر الحكيم قبل وقوع تلك الأحداث و الوقائع التي بسببها نزلت الآيات و إنما ينفع في مثل هذا التسليم للنصوص والأخبار الصحيحة ما لم يعارضها ما خبر هو أصح منها، فإن قدرة ربنا تعالى مما نعجز عن إدراكه وهذا كما نقول في المشكل من مسائل القدر فنقطع أن الله تعالى لم يظلم أحداً فالنصوص قد دلت على ذلك بكثرة و دلت على أنه تعالى يجازي كلاّ بعمله و يعفو تفضلا إذا شاء وأنه تعالى لا يُسأل عما يفعل و هم يسألون وأنّ له الأمر كلَّه وهو تعالى يختار ما يشاء بحكمة بالغة تقصر دونها الأفهام وتحار فيها العقول كما قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (القصص: آية:68).
و نعلم أن العلم قد أحاط بأهل الجنة قبل خلقهم وبأهل النار قبل خلقهم فسيعودون جميعا إلى سابق علمه و تقديره تعالى كما قال: (وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ (29) فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ) قال أبو العالية: {كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ} رُدُّوا إلى علمه فيهم. يعني إلى سابق علمه و هذا على أحدِ الأقوال في معنى الآية. و المقصود أن التسليم و الإيمان والخضوع هو المنجاة للمسلم مما يشكل عليه من ذلك مما صحت به الأخبار فالقدر سر الله أخفاه عن عباده و بين لهم أنه لا يظلمهم كما قال سليمان التيمي التابعي -فيما صح عنه- لو كشف الحجاب لعلمت القدرية أن الله لم يظلم أحداً. رواه الفريابي في القدر و غيره. وذكر ابن عبد البر في التمهيد قول وهب بن منبه: (نظرت في القدر فتحيرت ثم نظرت فيه فتحيرت ووجدت أعلم الناس بالقدر أكفهم عنه وأجهل الناس به أنطقهم فيه) اهـ. 6/ 67
و للإمام البيهقي كلام حسن حول دفع بعض الاستشكالات في الخبر فإنه قال: (وقوله عز وجل: {بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ} فأخبر أن القرآن كان في اللوح المحفوظ يريد مكتوبا فيه، وذلك قبل الحاجة إليه، وفيه ما فيه من الأمر والنهي والوعد والوعيد، والخبر والاستخبار) اهـ. ثم قال أيضا (وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} يريد به- والله أعلم- إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل) اهـ. الأسماء والصفات: 1/ 561
فصل
تخريج الأخبار و بيان طرقها بإيجاز
تخريج حديث واثلة رضي الله عنه المرفوع في نزول القرآن في رمضان:
وليعلم أنه ورد في الباب حديث مرفوع استدل به جمع من المفسرين و من العلماء على ما تضمنه خبر ابن عباس المتقدّم ولكن في سنده ضعفاً.
فقد روى عمران أبو العوام القطان عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"نزلت صُحُف إبراهيم أَوّلَ ليلة من شهر رمضان، وأُنزلت التوراةُ لست مَضَين من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاثَ عَشرة خَلت، وأنزل القرآن لأربع وعشرين من رمضان). رواه الإمام أحمد 28/ 191 و الطبري: 3/ 189 و ابن أبي حاتم في مواضع من تفسيره منها عند آية سورة البقرة: 1/ 310 و الطبراني في الكبير:22/ 75 و البيهقي في شعب الإيمان (2248) وقد صححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيقه للطبري: 3/ 446 وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (1575) و حسن سنده. وذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري و سكت عليه: 9/ 5 و ذكره الهيثمي وقال: (رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عمران بن داود القطان ضعفه يحيى، ووثقه ابن حبان وقال أحمد: أرجو أن يكون صالح الحديث. وبقية رجاله ثقات) اهـ. مجمع الزوائد:1/ 465ولكن عِمران بن داور - بفتح الدال والواو وبعدها راء - أبو العوام القطّان فيه ضعف وتفرده بمثل هذا عن مثل قتادة غير مقبول. وقد اختلفوا فيه فضعفه يحيى والنسائي و قال الإمامُ أحمد بن حنبل:
(يُتْبَعُ)
(/)
أرجو أن يكون صالح الحديث، وقال ابن عدي: يكتب حديثه وقال عمرو بن على الفلاس: كان عبد الرحمن بن مهدى يحدث عنه، و كان يحيى لا يحدث عنه. و يحيى وعبد الرحمن بن مهدي إمامي أهل زمانهما في معرفة الحديث وهما شيخا علي بن المديني و أحمد وابن معين و غيرهما و تحديث عبد الرحمن بن مهدي عنه مما يقوي أمره ولذا قوى أمره الإمام أحمد وقال ابن عدي هو ممن يكتب حديثه.
و ترجمته في الكامل في الضعفاء لابن عدي: 5/ 88 تهذيب الكمال: 22/ 328 وسير أعلام النبلاء:7/ 280 وفي التقريب صدوق يَهِم ورمي برأي الخوارج (5154). ولكن ورد ما يشهد له فذكر له الحافظ ابن كثير شاهدا من حديث جابر بن عبد الله وفيه: أن الزبور أنزل لثنتَي عشرة [ليلة] خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة، والباقي كما في حديث واثلة. وعزاه لابن مردويه وحديث جابر هذا رواه أبو يعلى:4/ 135 وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف. وبه ضعفه البوصيري في اتحاف الخيرة: 1/ 68 والهيثمي:1/ 465 وفيه علة أخرى وهي أن راويه عن أبي المليح هو عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك. و ليعلم أن حديث جابر موقوف عليه عند أبي يعلى كما أن مخرجه عن أبي المليح من طريق قتادة أصحّ و يخشى أن عبيد الله هذا وهم فيه فجعله عن جابر. و عليه فقد عاد الحديث إلى طريق قتادة وفيها ما تقدم.
وله طريق أخرى فقد روى أبو عبيد في فضائل القرآن: صـ 368 من طريق نعيم عن بقية عن عتبة بن أبي حكيم قال حدثنا شيخ منا عن واثلة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وزاد أن الزبور أنزلت في اثنتي عشرة من شهر رمضان. وفيه علل منها جهالة الراوي عن الصحابي وتدليس بقية.
وثبت معناه عن قتادة عند الطبري: 21/ 6 في تفسير سورة الدخان. و روى ابن الضريس في فضائل القرآن: صـ 129 بسنده عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة حدثنا صاحب لنا عن أبي الجلد: فذكر نحوه. فالحديث ضعيف لما في عمران من الكلام و لتفرده به.
وثبت بعضه عن أبي قلابة التابعي الجليل فقد روى ابن أبي شيبة في المصنف: (حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال: نزلت التوراة لست خلون من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين) اهـ.7/ 191 وهذا سند صحيح
تخريج خبر ابن عباس رضي الله عنه
ثبت عن داود بن أبي هند الإمام الثقة الزاهد (10) عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: (أُنزِلَ الله القرآن إلى السّماءِ الدُّنيا في ليلة القَدَرِ، فكانَ الله إذا أراد أنْ يُوحِيَ منه شيئًا أوحاه، فهو قوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [سورة القدر: 1].
و في لفظ: «نزل القرآن جملة إلى السماء الدنيا، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة وقال عز وجل: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا)) قال: (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا») اهـ. وله طرق صحيحة عن داود بن أبي هند منها طريق يزيد بن هارون رواها أبو عبيد: في فضائل القرآن صـ368 و النسائي في الكبرى:6/ 421 و الحاكم: 2/ 222 وصححه وابن منده في كتاب الإيمان:2/ 704 و البيهقي في الأسماء و الصفات: (ح 497) جميعهم من طريق الإمام يزيد بن هارون به قال ابن كثير هذا إسناد صحيح: 1/ 17. وتابع يزيد بن هارون عن داود جماعة آخرين منهم محمد بن إبراهيم بن أبى عدى من رجال الشيخين رواه من طريقه النسائي في الكبرى: (ح 7989) و الطبري: 3/ 190 وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف عند ابن الضريس في فضائل القرآن:ص 125 والطبري:3/ 477 و الحاكم:2/ 222 وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) ووافقه الذهبي.
وعبد الوهاب الخفاف حسن الحديث روى له مسلم و أصحاب السنن و قد وثقه ابن معين وقال البخارى: ليس بالقوى عندهم، و هو يحتمل.و قال النسائى: ليس بالقوى. و رواه أيضا يزيد بن زريع الإمام ذكر روايته ابن منده في كتاب الإيمان (برقم: (713) وله طرق أخرى عن داود بن أبي هند عند ابن الضريس والطبري و البيهقي وغيرهم تركتها اختصاراً.
و لم يتفرد به داود عن عكرمة بل تابعه أيوب فذكر ابن النحاس طريق حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس: (قال أنزل القرآن في ليلة القدر إلى السماء الدنيا جملة واحدة ثم نزل به جبرائيل في عشرين سنة) ثم قال ابن النحاس: (وهذا إسناد لا يدفع) اهـ.:6/ 395
و رواه عن ابن عباس أيضا سعيد بن جبير:
(يُتْبَعُ)
(/)
فقد روى ابن الضريس: صـ 125 و النسائي في الكبرى: (11689) و من طريقه ابن عبد البر في التمهيد: 17/ 50 والطبري: 24/ 543 - 544 والحاكم في المستدرك:2/ 242 و البيهقي في دلائل النبوة: 4/ 172 بالسند الصحيح من طريق أبي بكر بن أبي شيبة و عثمان بن أبي شيبة و قتيبة وغيرهم قالوا حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ـ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا وكان بموقع النجوم و كان الله ينزله على رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضه في أثر بعض قال: و قالوا: {لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك و رتلناه ترتيلا} قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرطهما و لم يخرجاه ووافقه الذهبي. قلت:وهذا سند على شرط الشيخين. ورواية قتيبة عند الواحدي في الوسيط: 5/ 533
وله طريق أخرى أيضا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس من طريق الأعمش عن حسان بن أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:عند ابن أبي شيبة: 10/ 533 و ابن الضريس: صـ 126، 127 والنسائي: (7991) والطبري: 3/ 189 و الحاكم: 1/ 223. و له طرق أخرى عن سعيد بن جبير عند ابن الضريس و الطبري و الحاكم لا أطيل بسردها فبعض ما تقدم كاف.
وورد من طريق مقسم أيضا عن ابن عباس فقد روى الطبري: 3/ 191 – 192 و ابن أبي حاتم: 1/ 310 و البيهقي في الأسماء و الصفات (501) جميعهم من طريق عبيد الله بن موسى – وهو من رجال الشيخين المعروفين، عن إسرائيل –ثقة مشهور من رجال الشيخين فيه كلام يسير-، عن السدي الكبير وهو اسماعيل بن عبد الرحمن وهو ثقة، عن محمد بن أبي المجالد وهو ثقة، عن مقسم، عن ابن عباس، قال له رجل: إنه قد وقع في قلبي الشك من قوله:"شهرُ رَمضان الذي أنزل فيه القرآن"، وقوله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) وقوله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، وقد أنزل الله في شوّال وذي القعدة وغيره! قال: إنما أنزل في رمضان في ليلة القدر وليلة مباركة جملة واحدةً، ثم أنزل على مَواقع النجوم رَسَلا في الشهور والأيام) اهـ. و رواه الواحدي في الوسيط: 1/ 280 - 281 من طريق يحي بن أبي زائدة عن إسرائيل به. وزاد ابن كثير عزوه لابن مردويه: 1/ 501 و ينظر: الدر: 1/ 189
ومعنى: رَسَلا: أي فِرَقا متقطّعة يتبع بعضهم بعضا (النهاية: 2/ 222)
وروى الطبري: 3/ 190 عن السدي الكبير أيضا أن ابن عباس قال ذلك. وهو منقطع لكن الطريق الماضية تعضده و يعضدها فإن السدي معروف بالتفسير و يرسل كثيراً.
ورواه من المتروكين الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: رواه من طريقه يحيى بن سلام كما في مختصره لابن أبي زمينين: 4/ 198. وممن ذكر أن خبر ابن عباس ثابت عنه الحافظ ابن حجر:فتح الباري في كتاب بدء الوحي (1/ 31). و ذكر جملة من هذه الأخبار عن ابن عباس السيوطي في الإتقان:1/ 131 وقال كلها صحيحة.
وممن ذكر مثل الذي ذكره ابن عباس رضي الله عنهما من السلف الشعبي و سعيد بن جبير وابن جريج وابن زيد و الربيع بن أنس:
أما الشعبي فقد تقدم تخريج قوله و بيان صحته في أول هذه الرسالة عند ذكر الأقوال.
وأما الرواية عن سعيد بن جبير فقد روى الطبري: 24/ 532 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم، عن سعيد بن جُبير: أنزل القرآن جملة واحدة، ثم أنزل ربنا في ليلة القدر: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ).
و تقدم أن الطبري: 3/ 190 روى عن السدي الكبير أن ابن عباس قال ذلك. ومعنى ذلك أن السدي يقول به و إلا لم يقتصر عليه.
و أما قول قول عبد الرحمن بن زيد فرواه الطبري: بسنده المعروف عنه قال حدثني يونس أخبرنا عبد الله بن وهب قال: قال ابن زيد، في قوله عزّ وجلّ (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ) قال: تلك الليلة ليلة القدر، أنزل الله هذا القرآن من أمّ الكتاب في ليلة القدر، ثم أنزله على نبيه في الليالي والأيام، وفي غير ليلة القدر) اهـ.21/ 6وهذا سند معلوم صحته عن ابن زيد.
و أما الرواية عن ابن جريج فهي عند الطبري: 3/ 190 وابن عبد البر في التمهيد: 17/ 50
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر السيوطي في الدر: (أن عبد بن حميد أخرج عن الربيع بن أنس {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل الله القرآن جملة في ليلة القدر كله {ليلة القدر خير من ألف شهر}) اهـ.8/ 567
الحكمة من نزوله جملة
تلمس العلماء حكمة لنزول القرآن جملة إلى السماء الدّنيا فذكروا أموراً منها ما ذكره الإمام أبو الحسن السخاوي: (ت: 64هـ) في (جمال القرآن): 1/ 20.
فإنه قال (في نزول القرآن إلى السماء جملة تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ... وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام البررة وإنساخهم إياه وتلاوتهم له.
قال: وفيه أيضا إعلام عباده من الملائكة أنه علام الغيوب إذ كان في هذا الكتاب ذكر الأشياء قبل وقوعها.
و فيه أيضا التسوية بين نبينا وبين موسى في إنزال كتابه جملة، والتفضيل لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم في إنزاله عليه منجما ليحفظه. و فيه أيضا ما يوقع في النفس تعظيم شأن الربوبية) اهـ. بنوع اختصار يسير. و نقله عنه الصالحي في سبيل الهدى و الرشاد: 2/ 252
و ذكر الحافظ أبو شامة المقدسي بعض ما ذكره شيخه السخاوي و مما قاله: (إن فيه تفخيم شأن المنزل وهو القرآن الكريم، وتعظيم قدر من سوف ينزل عليه وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، وتكريم من سوف ينزل إليهم وهم المسلمون. وذلك بإعلام سكان السماوات بأن هذا القرآن آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم) اهـ. المرشد الوجيز: صـ24
قال الزركشي: (فإن قيل ما السر في إنزاله جملة إلى السماء قيل فيه تفخيم لأمره وأمر من نزل عليه وذلك بإعلان سكان السموات السبع أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم) 1/ 230
ــــــــــــــــــ
حواشي:
(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: 2/ 297
(2) استفاد ابن الجوزي من تفسير الثعلبي ومن الماوردي وغيرهما ما يتعلق بنسبة الأقوال وزاد عليهما فهو من جهة حصر الأقوال في الآية و نسبتها لقائليها من أحسن التفاسير.
(3) تفسير الطبري: 3/ 191 و 24/ 543
(4) الطبري: 24/ 543
(5) البحر: 2/ 39
(6) من أوله إلى نهاية سورة البقرة كان رسالة علمية تقدمت بها لدرجة– الدكتوراه - و قد انتهيت – ولله الحمد -من تحقيق أكثر ما بقي منه مما عثر عليه. وهو إلى أوائل سورة الأنعام.
(7) مخطوط وهو محقق رسائل علمية و لم يطبع بعد ذكر ذلك عند (الآية- 185) من سورة البقرة.
(8) الحسين بن الفضل بن عُمير البجلي النيسابوري: (176 - 282هـ) إمام جليل ومفسر مشهور وواعظ معمَّر، قال الذهبي في العبر: (وكان آية في معاني القرآن، صاحب فنون وتعبد، قيل إنه كان يصلي في اليوم والليلة ستمائة ركعة، وعاش مائة وأربع سنين، روى عن يزيد بن هارون والكبار) اهـ. و نقل الذهبي في السير قول الحاكم في تاريخ نيسابور: (إمام عصره في معاني القرآن) اهـ. ترجمته في: الأنساب للسمعاني: (في البجلي): 1/ 285 مختصراً،=
= و سير النبلاء: 13/ 414 و العبر للذهبي: 2/ 406 و لسان الميزان: 2/ 307 ذكره ليدافع عنه لقول الذهبي المتقدّم و طبقات المفسرين للسيوطي: ترجمة: (33): 1/ 156 و شذرات الذهب: 2/ 178 و الأعلام للزركلي: 2/ 251
(9) ذكر ابن عطية في المحرر: 1/ 254 قول الضحاك.
(10) دواد هو ابن أبي هند وقع مصرحا به مرارا في الروايات و ليس هو بداود بن الحصين فذاك راو آخر في روايته عن عكرمة مقال.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:19 م]ـ
لكن ما الجواب عى هذا الكلام؟.
قال الدكتور فضل عباس في (إتقان البرهان في علوم القرآن): " لكي يتبين لنا هذا الأمر تبيناً تاماً ينبغي أن نقف أمام هذه الآيات الكريمة:
1 - قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (سورة البقرة/ 185).
2 - قال سبحانه (حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين ... ) (سورة الدخان/ 1 - 3).
3 - قال سبحانه (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
هذه الآيات الكريمة تبين أن القرآن الكريم أنزل في رمضان، وأنه أنزل في ليلة مباركة، وأن هذه الليلة المباركة هي ليلة القدر.
ولكن ما معنى نزول القرآن في ليلة القدر؟ اختلف العلماء في ذلك على أقوال:
(يُتْبَعُ)
(/)
القول الأولى: ذهب بعض العلماء إلى أن القرآن الكريم نزل كلُّه دفعة واحدة في ليلة القدر، من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا.
ثم نزل من سماء الدنيا على قلب النبي صلى الله عليه وسلم منجماً في بضع وعشرين سنة. وقد استدلوا على ما ذهبوا إليه بآثار موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما وبعض الأحاديث المرفوعة التي لم تصح.
القول الثاني: إن هناك تنزلاً واحداً للقرآن الكريم، وهو نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر، في شهر رمضان، ولكن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم إنما هي الآيات الأولى من سورة اقرأ، فكيف تفسر قوله؟ قالوا إن الأمور العظيمة والشؤون الخطيرة يؤرخ دائماً ببدئها فمعنى قوله سبحانه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) أي الذي ابتُدِئَ فيه نزول القرآن عليك أيها النبي.
وكذلك يقال في قوله سبحانه (إنا أنزلناه في ليلة القدر) و (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) أي ابتدأنا إنزاله.
القول الثالث: يجمع العلماء على أن القرآن الكريم كما يطلق على القرآن كله فإنه يطلق على الآية والآيتين، وعلى هذا المعنى قوله سبحانه (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنزلنا الآيات الأولى وهي الآيات الخمس من سورة العلق.
الموازنة بين هذه الأقوال:
ونحن إذ نوازن بين هذه الأقوال يبدو لنا والله أعلم بالصواب أننا نختار القولين الأخيرين فهما متقاربان بل يكادان يكونان قولاً واحداً. فإن ابتداء الإنزال في الشهر الكريم والليلة المباركة معناه أنزل الآيات وإنما اخترت هذا القول لما يلي:
أولاً: لأن القول بأن القرآن الكريم أنزل من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر في رمضان، لم يصل إلينا من كتاب أو سنة صحيحة وإنما وردت آثار موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما وهي تحتاج إلى تمحيص من حيث أسانيدها. والقول بأن مثل هذا لا يمكن أن يكون رأياً لابن عبّاس غير مسلمّ، فقد يكون ابن عباس فهم الآية هذا الفهم إن صحت هذه الأقوال عنه.
ثانياً: يلزم على القول الأول وهو أن القرآن الكريم أُنزل في شهر رمضان دفعة واحدة إلى السماء الدنيا، عدم نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في رمضان لأنهم يرون أن الذي ذكرته الآيات في حديثها عن نزول القرآن في رمضان هو نزوله دفعة واحدة إلى السماء الدنيا.
وهذا غير مُسلم به فإن الذي أجمعت عليه الأمة إجماعاً مستنداً إلى السنة الصحيحة وإلى الكتاب الكريم هو أن القرآن نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رمضان.
ثالثاً: إن المتدبر للآية الكريمة يجزم بما لا يحتمل شكاً بأنها تتحدث عن نزول القرآن على النبي عليه وآله الصلاة والسلام، فلنتدبر هذه الآية الكريمة: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فلو كان المقصود نزوله إلى سماء الدنيا لم يكن هناك كبير فائدة في قوله تعالى (هدى للناس) إنما الأمر الذي يطمئن إليه القلب وتستريح إليه النفس هو أن القرآن نزل على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هدى للناس.
رابعاً: إن الله تبارك وتعالى يمّن علينا بالهداية بأن كرّمنا بهذا القرآن الكريم "بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان". وهذه المنّة إنما تتحقق بإنزال القرآن لنتعظ منه ونعتبر وهذا أمر غير متحقق بنزوله إلى سماء الدنيا، يقول السيد محمد رشيد رضا رحمه الله:
"وأما معنى إنزال القرآن في رمضان مع أن المعروف باليقين أن القرآن نزل منجماً متفرقاً في مدة البعثة كلها فهو أن ابتداء نزوله كان في رمضان وذلك في ليلة منه سميت ليلة القدر، أي الشرف، والليلة المباركة، كما في آيات أخرى، وهذا المعنى ظاهر لا إشكال فيه، على أن لفظ القرآن يطلق على هذا الكتاب كله. ويطلق على بعضه. وقد ظن الذين تصدوا للتفسير منذ عصر الرواية أن الآية مشكلة ورأوا في حل الإشكال أن القرآن نزل ليلة القدر من رمضان إلى سماء الدنيا، وكان في اللوح المحفوظ فوق سبع سماوات ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم منجماً بالتدريج وظاهر قولهم هذا أنه لم ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان منه شيء خلافاً لظاهر الآيات، ولا تظهر المنة علينا ولا الحكمة في جعل رمضان شهر الصوم على قولهم هذا لأن وجود القرآن في سماء الدنيا كوجوده في غيرها من السماوات أو اللوح المحفوظ من حيث إنه لم يكن هداية لنا، ولا
(يُتْبَعُ)
(/)
تظهر لنا فائدة في هذا الإنزال ولا في الإخبار به، وقد زادوا على هذا روايات في كون جميع الكتب السماوية أنزلت في رمضان. كما قالوا إن الأمم السابقة كلفت صيام رمضان [تفسير المنار ج2 ص161.]
وأياً ما كان الأمر فإنه لا يتعلق بهذه القضية أمرّ ذو بال فلا يضير المسلم أي المسلكين سلكه وإنما أحببت أن أنبه على هذا لأن كثيراً من المسلمين يحسبون أن كون القرآن الكريم له عدة تنزلات أمر لا يجوز مخالفته ".
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[17 Nov 2007, 10:26 ص]ـ
الأخ أبو الحسنات الدمشقي حفظك الله المسألة لا تحتاج إلى إطالة وقد صح أثر ابن عباس رضي الله عنه كما ذكره الدكتور عبد الله الميموني في بحثه جزاه الله خيراً ولا يوجد له مخالف من الصحابة، ولا يخفاك أن تفسير الصحابي الذي ليس له مخالف من الصحابة معتبر، قال البهوتي: " يلزم الرجوع إلى تفسير الصحابي لأنهم شاهدوا التنزيل وحضروا التأويل. كشاف القناع للبهوتي 1/ 434.
وقال الحاكم ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند. المستدرك على الصحيحين رقم (3021) 2/ 283، وقد سبق هذا في المشاركة السابقة.
وقال الزركشي: " اعلم أن القرآن قسمان احدهما ورد تفسيره بالنقل عمن يعتبر تفسيره وقسم لم يرد والأول ثلاثة أنواع أما أن يرد التفسير عن النبي صلى الله عيه وسلم أو عن الصحابة أو عن رءوس التابعين فالأول يبحث في عن صحة السند والثاني ينظر في تفسير الصحابي فإن فسره من حيث اللغة فهم أهل اللسان فلا شك في اعتمادهم وإن فسره بما شاهده من الأسباب والقرائن فلا شك فيه وحينئذ إن تعارضت أقوال جماعة من الصحابة فإن أمكن الجمع فذاك وإن تعذر قدم ابن عباس لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بذلك حيث قال اللهم علمه التأويل.
البرهان في علوم القرآن للزركشي 2/ 172، وانظر: الإتقان في علوم القرآن للسيوطي 2/ 483.
ـ[الميموني]ــــــــ[18 Nov 2007, 01:08 م]ـ
أولا أشكر سعادة الدكتور الشيخ فهد الوهيبي على تكرمه بوضع البحث لإخواننا أثابكم الله يا دكتور فهد وقد كنت أريد ذلك فتأخرت فيه لأجل الحواشي
لكون البحث منسوخا من ملف وورد.
وأما فيما يتعلق بما نقله الشيخ أبو الحسنات ففيه ملاحظات منها:
1 - ما هو الفرق بين القولين الثاني و الثالث الذين ذكرهما الشيخ فضل عباس لقد كرر القولين وجعلهما قولا واحداً؟
2 - قوله: (وإنما وردت آثار موقوفة عن ابن عباس رضي الله عنهما وهي تحتاج إلى تمحيص من حيث أسانيدها). قلت أسانيدها صحيحة بينة الصحة فقد نظرنا فيها في الرسالة الموجودة بالمنتدى.
3 - ابن عباس وافقه جماعة من كبار التابعين المعروفين بأنهم من أعلم مفسري السلف بمعاني القرآن. وتتابع الأئمة على نقله من غير نكير.
4 - هذا أمر غيبي لا مدخل للاجتهاد فيه.
5 - قوله: (يلزم على القول الأول وهو أن القرآن الكريم أُنزل في شهر رمضان دفعة واحدة إلى السماء الدنيا، عدم نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، في رمضان .. ) انتهى. هذا غير صحيح بل لا يلزم من قولهم أن الق {آن نزل جملة إلى السماء الدنيا أنه لم ينزل أول ما نزل في شهر رمضان ومن قال من الأئمة المشهورين فضلا عن ابن عباس و غيره من السلف القائلين بنزول القرآن جملة إن القرآن لم ينزل في شهر رمضان و إنما هناك قول ضعيف متروك رده العلماء المححقون أن القرآن نزل أول ما نزل في شعبان وفسروا به الليلة البماركة و ذكرت في الرسالة بعض من رده وليس هو قول ابن عباس رضي الله عنه.
وأما بقية كلامه فمن نظر في الحكم التي قالها العلماء اجتهادا يتبين له بعض الحكمة الإلهية في ذلك وفي الرسالة بعض عباراتهم. ولست ممن يحبذ الإطالة في الردود لضيق وقتي ووقت المشايخ المتابعين للموضوعات المنشورة بالمنتدى.
ـ[الميموني]ــــــــ[25 Nov 2007, 08:40 م]ـ
فائدة تتعلق بذلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
من القائلين بقول ابن عباس أن القرآن نزل جملة إلى السماء الدنيا ثم نزل مفرقا بحسب الوقاع شيخ الإسلام ابن تيمية و من القائلين بذلك في العصر الحاضر الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي البلاد السعودية في عصره في رسالته التي نقد بها القول الذي ذكره السيوطي في الإتقان من أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ ولم يسمعه من الله. وجاء به إلى محمد صلى الله عليه و سلم ومما جاء فيها رسالة الشيخ محمد بن إبراهيم:
(أَما بعد: فقد سأَلني من تعينت إجابته عن ما وقع في ((كتاب الاتقان للسيوطي)) في بحث كيفية إنزال القرآن الكريم حاكيًا له في جملة أَقوال من غير رد له ولا إنكار من أَن جبريل عليه السلام أَخذه من اللوح المحفوظ وجاءَ به إلى محمد صلى الله عليه وسلم: هل هذا من أَقوال أَهل السنة والجماعة، ومما ثبت عن سلف هذه الأُمة وأَئمتها، أَو هو من أَقوال أَهل البدع، وما حقيقة ذلك، وأَي شيء ترجع إليه هذه المقالة. فأقول ومن الله أَستمد الصواب، وهو حسبي ونعم الوكيل:
هذه ((المقالة)) اغتر بها كثير من الجهلة وراجت عليهم. والسيوطي رحمه الله مع طول باعه وسعة اطلاعه وكثرة مؤلفاته ليس ممن يعتمد عليه في مثل هذه الأصول العظيمة. وهذه ((المقالة)) مبنية على أَصل فاسد، وهو القول بخلق القرآن، وهذه هي مقالة الجهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم. وهذه المقالة الخاطئة حقيقتها إنكار أَن يكون الله متكلمًا حقيقة ... ) اهـ. ثم ذكر في الرسالة بعد ذلك قول شيخ الإسلام ابن تيمة
مقرا بما فيه ونصه: (وهذا لا ينافي ما جاءَ عن ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: (. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أنه أَنزله إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم أَنزله بعد ذلك منجمًا مفرقًا بحسب الحوادث. ولا ينافي أَنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) الآية وقال: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الآية وقال (إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) الآية (261) وقال (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) الآية (262). وكونه مكتوبًا في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافي أَن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أَن يرسل به جبريل وغير ذلك، وإذا كان قد أَنزله مكتوبًا إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أَن ينزله، والله تعالى يعلم ما كان وما لا يكون أَن لو كان كيف كان يكون .. ) اهـ.
ينظر: رسالة الشيخ الجواب الواضح المستقيم في التحقيق في كيفية إنزال القرآن الكريم. موجودة ضمن فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم.
وإنما أوضحت هذا لئلا يتوهم أحد أن الشيخ ابن إبراهيم ينكر القول المروي عن ابن عباس و غيره من السلف.
وقد قلت سابقاً
(كل محذورٍ يُدّعَى على هذا القول المشهور عند السلف و العلماء فليس بصحيح لأن أهل السنة والاتباع يؤمنون أنّ جبريل عليه السلام تلقّاه من الله تعالى وحياً سمعه من رب الأرباب و نؤمن بحمد الله بذلك و نصدّق أيضاً أنه أنزله إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم أنزله بعد ذلك مفرقًا بحسب الحوادث وكذلك نؤمن أنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ} [البروج: 21،22] وقال تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} [الواقعة: 77، 87]، وقال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء ذَكَرَهُ فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ} [عبس: 11ـ 16] وقال تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف: 4] ولا تنافي بين ذلك فإذا كان مشكلا علينا أن نتخيل إنزاله مجموعاً إلى بيت العزة قبل وقوع أسباب تنزّله البشرية من وقعة أحد و ما فيها أو سماع محاورة المجادلة لزوجها أو قصة زينب أو غير ذلك فكذلك يمكن أن نستشكِل كونه مكتوباً في الذكر الحكيم قبل وقوع تلك الأحداث و الوقائع التي بسببها نزلت الآيات و إنما ينفع في مثل هذا التسليم للنصوص والأخبار الصحيحة ما لم يعارضها ما خبر هو أصح منها، فإن قدرة ربنا تعالى مما نعجز عن إدراكه) اهـ
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 Nov 2007, 10:52 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(وذكره بلا نكير أئمة التفسير من أهل السّنة كالطبري وابن أبي حاتم وغيرهم ممن يطول تعدادهم ولا نحتاج إلى سرد أسمائهم لشهرة هذا في كتب التفاسير قاطبة لأهل السنة و لغيرهم. وكذلك ذكروه في كتب علوم القرآن واعتمدوه و في كثير من التصانيف في الحديث وغيره و قد حكى الإمام القرطبي في تفسيره إجماع العلماء على نزول القرآن على الصفة التي ذكرها ابن عباس فإنه قال: (ولا خلاف أن القرآن أنزل من اللوح المحفوظ ليلة القدر - على ما بيناه جملة واحدة، فوضع في بيت العزة في سماء الدنيا، ثم كان جبريل صلى الله عليه وسلم ينزل به نجماً نجماً في الأوامر والنواهي والأسباب) اهـ. (1))
----------------------------
فائدة
قال الآجري
((اعلم رحمك الله أنه ينبغي لك أن تعلم أن القرآن نزل جملة في ليلة القدر في شهر رمضان إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة، ثم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في نيف وعشرين سنة،))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[27 Nov 2007, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ ابن وهب أنتم من درر هذا المنتدى و ذلكم المنتدى.
و من العجائب أن بعض الشيوخ في عصرنا يلمح إلى ذم إمام المفسرين الطبري لروايته ذلك كأنه قد انفرد برواية هذا الخبر عن ابن عباس و عن غيره من التابعين وهو موجود في كتب أئمة المسلمين وحفاظ الحديث كالنسائي و ابن عبد البرو البيهقي ومن قبلهم و من لا يكاد يحصرهم عد .....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2007, 07:12 م]ـ
للشيخ العلامة: مصطفى البحياوي كلام جميل رائق في هذه المسألة، استمع إليه عبر هذا الرابط:
الدرس الأول من شرح مختصر الإتقان ( http://sharjahevents.com/newaudio/details.php?linkid=388)
ـ[همام حسين]ــــــــ[29 Nov 2007, 07:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على البحث الماتع
ولمن طلبوه ثانية .. هو في المرفقات ..
وهو يعمل - إن شاء الله - على أي إصدار من Word .. وقد فتح عندي والحمد لله على XP
فلا علاقة لمشكلة فتحه بإصدار الأوفيس.
----
ولكن مشكلة التحميل سببها أن اسمه باللغة العربية في المرفقات، لذا أنصح إخواني بجعل اسم المرفقات باللغة الإنجليزية بضعة أحرف قليلة .. لأنه إذا كان بالعربية وخاصة إذا كان طويلا .. قد لا يمكن تحميله من قبل عامة الإخوة الأفاضل ..
حفظكم الله جميعا وبارك فيكم ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الميموني]ــــــــ[01 Dec 2007, 01:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ياشيخ همام حسين
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[04 Dec 2007, 05:23 م]ـ
فضيلة الشيخ د/عبد الله بن علي المطيري (أبو محمد الميموني)
ـ أحسبه ولاأزكي على الله أحدا ـ
من أهل التفسير القلائل المعتنين بعلم الحديث وما يتعلق به من مصطلح ورجال وجرح وتعديل وطبقات وكذا علم التاريخ والسير وما يتبع ذلك.
أسأل أن ينفعني وإخواني في الملتقى بعلومه وإفاداته
وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه.
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Dec 2007, 10:43 م]ـ
ولم يثبت عن صحابي أو تابعي ما يخالف هذا القول في تفسير الآيات التي تخبر بنزول القرآن.
بل فسروها على أن المراد نزوله جملة إلى السماء الدنيا. و أما القول المروي عن الشعبي أنه فسر الآية بأن المراد ابتداء نزول القرآن ففيه علة و في سنده ضعف وقد بينت العلة وأنها بسبب مخالفة رواية أصح عن الشعبي من نفس الطريق إليه و بينت أيضا سبب ضعف سندها.
فلم أجد عن تابعي قولا صحيحا فضلا عن صحابي أنه فسر الآيات بغير المروي عن ابن عباس و غيره و من وجده بسند لم نذكره فليفدنا مشكوراً.
(وقد قلت سابقا: (قال الطبري (حدثنا يعقوب قال، حدثنا ابن علية، عن داود، عن الشعبي قال: بلغنا أن القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا) اهـ. رواه في موضعين (3) وهذا سند متفق على ثقة رجاله. وأما القول الآخر المروي عنه أن المقصود ابتداء نزول القرآن في شهر رمضان ففي سنده مقال و لا يقاوم هذا فقد رواه الطبري من طريق عمران أبي العوام ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبيّ، أنه قال في قول الله: (إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: (نزل أول القرآن في ليلة القدر) اهـ. (4) وعمران القطان أبو العوّام في روايته ضعفٌ فقد ضعفه يحيى و النسائي،وفي التقريب صدوق يَهِم ورمي برأي الخوارج (5154). وسيرد تفصيل أقوالهم في تعديله و تجريحه عند تخريج حديث واثلة قريباً.
وقد خالفه اسماعيل بن عليّه وهو أحفظ منه بدرجات فرواه عن داود بن أبي هند باللفظ المتقدم الموافق لقول ابن عباس و غيره. واسماعيل بن عليه ثقة ثبت) اهـ.
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[21 May 2008, 11:11 م]ـ
أشكركم شكرا جزيلا
فقد استفدت من علمكم كثيرا وجزيتم خير الجزاء
ـ[الميموني]ــــــــ[01 Jun 2008, 12:35 ص]ـ
حياكم الله وجزاكم الله خيرا يا شيخ: عبد السلام شيث
بالنيابة عن أخي د/ عبد الرحمن الشهري وغيره من المشرفين أرحب بكم و إذا كان لديكم إضافة أو ملاحظ تفيد في الموضوع فتفضلوا مشكورين(/)
الآية التي اشتملت على جل مسائل أصول الفقه!
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[11 Nov 2007, 02:38 م]ـ
الحمد لله،وبعد:
فإن الفخر الرازي ـ رحمه الله ـ لما سال قلمه في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)) ذكر طرفا كثيرا من المسائل الأصولية، ثم قال:
فهذه المسائل الأصولية استنبطناها من هذه الآية في أقل من ساعتين، ولعل الانسان إذا استعمل الفكر على الاستقصاء أمكنه استنباط أكثر مسائل أصول الفقه من هذه الآية. .
ومما يذكر في هذا المقام أن أحد زملائنا في الكلية ـ في قسم أصول الفقه ـ قد بنى أحد بحوثه على هذه الآية،فاستخرج منها عشرات المسائل الأصولية، فسبحان من يفتح على من شاء من عباده.
ـ[المتخصصة]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:00 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:27 ص]ـ
هل من الممكن الاطلاع على بحوث زميلكم وما توصل إليه وجزاكم الله خيرا
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده على ما انزل من الايات البينات وفتح باب الاقبال اليه بالفهم والتدبر رحمة بالعباد.
تحية الى الاخ عمر المقبل اقبل الله تعالى عليك بعوائد النفع والخير ....
اود ان ارى على صفحات الملتقى الفوائد العشر التي ذكرتها لتعم الفائدة ان شاء الله ... واود الان ان اسجل عشر فوائد بلاغية في الاية مشاركة في الاجر والثواب:
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59))
1 - بلاغة نداء المؤمنين المباشر وهو نداء تكريم وتشريف وكذلك تعظيم الايمان، فقد ورد في القران انواع من النداء منها (يااهل الكتاب) (يابني اسرائيل) (ياايها الذين اوتو الكتاب).
2 - جمالية الامر المنادى من اجله تمثل باسلوب الامر وبلاغة الوصل اي اقتران طاعة الرسول مع طاعة الله تعالى مع جمالية تكرار فعل الامر من اجل تنبية المخاطبين الى مكانة الطاعة الذي يظهروا بها فضل الايمان عليهم.
3 - جمالية العطف (وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) مع الايجاز اي دون ذكر فعل الطاعة لانها متضمنتة للطاعة الله والرسول، وقال (منكم) وهي من نعم الاسلام علينا.
4 - اسلوب الشرط (ان) مع انتقاء صيغة تفاعلتم (تنازعتم) التي تدل على المشاركة بين اثنين وجاء بالنكرة تعريضا باي امر حل بين المسلمين او نزل بهم ان لا يوصلهم الى التنازع والشقاق والخلاف.
5 - جمالية جواب الشرط تمثل في ذكر العلاج العاجل للامراض النفوس (فردوه) والى من .. (الله ورسوله) اي المنهج السليم بل الدعوة الى الصراط المستقيم.
6 - لم يذكر اولي الامر هنا وهذا يبين كمال المنهج باعتبار الوحي والتكليف وليس بعد حكم الله ورسوله حكم او قول يقال ... فهل نعتبر من هذا؟؟.
7 - بيان فضل الايمان مرة اخرى لانه الفيصل الذي تطمئن اليه النفوس وبه تنشرح الصدور (ان كنتم تومنون بالله).
8 - جمالية العطف بذكر يوم القيامة مع ذكر الايمان بالله تعالى تذكيرا بالجزاء والوقوف بين يدى الله تعالى وتحفيزا لهمم المومنين ان يعملوا من اجل ذلك اليوم الشديد.
9 - جمالية اسم الاشارة للبعيد تعظيما لكل خلق نبيل ولكل من يتخلق بدعوة القران الى التحلى بمثل هذا الموقف الذي يرجو منه النجاة في الدنيا من كيد لشيطان وفي الاخرة برضى الرحمن.
10 - الخيرية وحسن التاويل وليس بعد هذا شئ يقال.
ابارك للاخي عمر ما بدا به ... وارجو الدعاء.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Nov 2007, 02:08 م]ـ
هل من الممكن الاطلاع على بحوث زميلكم وما توصل إليه وجزاكم الله خيرا
هو الآن في طور البحث،ولم ينته بعد حسب فهمي لكلامه.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[13 Nov 2007, 02:14 م]ـ
تحية الى الاخ عمر المقبل اقبل الله تعالى عليك بعوائد النفع والخير ....
اود ان ارى على صفحات الملتقى الفوائد العشر التي ذكرتها لتعم الفائدة ان شاء الله ...
ابارك للاخي عمر ما بدا به ... وارجو الدعاء.
أشكر لك أخي معن ما تفضلت به ..
وأما بالنسبة لنقل هذه المسائل العشر فهو سهل وميسور ـ مع الأقراص الحاسوبية ـ لكنه قد يطول جدا،لذا آثرت عدم نقله هنا،وهو موجود في تفسيره في ذلك الموضع المشار إليه،فإن أبيت إلا التقل نقلته،والله الموفق.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[15 Nov 2007, 10:47 ص]ـ
بارك الله فيك اخونا عمر المقبل ... وما زلت اطمع في المزيد من القراءة لما قدمت.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Jun 2010, 12:06 م]ـ
البحث المشار إليه نشر في العدد الأخير من مجلة معهد الشاطبي، وهو لفضيلة الدكتور / عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم العويّد، وفقه الله ونفع به.
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الأستاذ الدكتورعمر المقبل ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أشكر لفضيلتكم هذا المجهود القيم.
وفقنا الله جميعا لخدمة كتابه الكريم.
و تفضلوا أخي الكريم بقبول تحياتي و تقديري لشخصكم الكريم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Jun 2010, 01:24 م]ـ
.
أشكر لفضيلتكم هذا المجهود القيم.
.
أي جهدٍ أيها الفاضل؟
إنما أنا ناقل خبر، ولكن ماذا أصنع بكريم أخلاقك؟
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:08 م]ـ
المسألة الثانية: اعلم أن هذه الآية آية شريفة مشتملة على أكثر علم أصول الفقه، وذلك لأن الفقهاء زعموا أن أصول الشريعة أربعة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، وهذه الآية مشتملة على تقرير هذه الأصول الأربعة بهذا الترتيب. أما الكتاب والسنة فقد وقعت الإشارة إليهما بقوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول}.
فان قيل: أليس أن طاعة الرسول هي طاعة الله، فما معنى هذا العطف؟
قلنا: قال القاضي: الفائدة في ذلك بيان الدلالتين، فالكتاب يدل على أمر الله، ثم نعلم منه أمر الرسول لا محالة، والسنة تدل على أمر الرسول، ثم نعلم منه أمر الله لا محالة، فثبت بما ذكرنا أن قوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} يدل على وجوب متابعة الكتاب والسنة.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:10 م]ـ
المسألة الثالثة: اعلم أن قوله: {وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} يدل عندنا على أن إجماع الأمة حجة، والدليل على ذلك أن الله تعالى أمر بطاعة أولى الأمر على سبيل الجزم في هذه الآية ومن أمر الله بطاعته على سبيل الجزم والقطع لا بد وأن يكون معصوما عن الخطأ، إذ لو لم يكن معصوما عن الخطأ كان بتقدير إقدامه على الخطأ يكون قد أمر الله بمتابعته، فيكون ذلك أمرا بفعل ذلك الخطأ والخطأ لكونه خطأ منهي عنه، فهذا يفضي إلى اجتماع الأمر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد، وانه محال، فثبت أن الله تعالى أمر بطاعة أولي الأمر على سبيل الجزم، وثبت أن كل من أمر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوما عن الخطأ، فثبت قطعاً أن أولي الأمر المذكور في هذه الآية لا بد وأن يكون معصوما، ثم نقول: ذلك المعصوم إما مجموع الأمة أو بعض الأمة، لا جائز أن يكون بعض الأمة؛ لأنا بينا أن الله تعالى أوجب طاعة أولي الأمر في هذه الآية قطعاً، وإيجاب طاعتهم قطعاً مشروط بكوننا عارفين بهم قادرين على الوصول إليهم والاستفادة منهم، ونحن نعلم بالضرورة أنا في زماننا هذا عاجزون عن معرفة الإمام المعصوم، عاجزون عن الوصول إليهم، عاجزون عن استفادة الدين والعلم منهم، وإذا كان الأمر كذلك علمنا أن المعصوم الذي أمر الله المؤمنين بطاعته ليس بعضا من أبعاض الأمة، ولا طائفة من طوائفهم. ولما بطل هذا وجب أن يكون ذلك المعصوم الذي هو المراد بقوله: {وَأُوْلِى الأمر} أهل الحل والعقد من الأمة، وذلك يوجب القطع بأن إجماع الأمة حجة.
فإن قيل: المفسرون ذكروا في {أُوْلِى الأمر} وجوها أخرى سوى ما ذكرتم: أحدها: أن المراد من أولي الأمر الخلفاء الراشدون، والثاني: المراد أمراء السرايا، قال سعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في عبد الله بن حذافة السهمي إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على سرية. وعن ابن عباس أنها نزلت في خالد بن الوليد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا على سرية وفيها عمار بن ياسر، فجرى بينهما اختلاف في شيء، فنزلت هذه الآية وأمر بطاعة أولي الأمر. وثالثها: المراد العلماء الذين يفتون في الأحكام الشرعية ويعلمون الناس دينهم، وهذا رواية الثعلبي عن ابن عباس وقول الحسن ومجاهد والضحاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ورابعها: نقل عن الروافض أن المراد به الأئمة المعصومون، ولما كانت أقوال الأمة في تفسير هذه الآية محصورة في هذه الوجوه، وكان القول الذي نصرتموه خارجا عنها كان ذلك بإجماع الأمة باطلا.
السؤال الثاني: أن نقول: حمل أولي الأمر على الأمراء والسلاطين أولى مما ذكرتم. ويدل عليه وجوه: الأول: أن الأمراء والسلاطين أوامرهم نافذة على الخلق، فهم في الحقيقة أولو الأمر أما أهل الإجماع فليس لهم أمر نافذ على الخلق، فكان حمل اللفظ على الأمراء والسلاطين أولى. والثاني: أن أول الآية وآخرها يناسب ما ذكرناه، أما أول الآية فهو أنه تعالى أمر الحكام بأداء الأمانات وبرعاية العدل، وأما آخر الآية فهو أنه تعالى أمر بالرد إلى الكتاب والسنة فيما أشكل، وهذا إنما يليق بالأمراء لا بأهل الإجماع. الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم بالغ في الترغيب في طاعة الأمراء، فقال:
«من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاني فقد عصى الله ومن عصى أميري فقد عصاني» فهذا ما يمكن ذكره من السؤال على الاستدلال الذي ذكرناه.
والجواب: أنه لا نزاع أن جماعة من الصحابة والتابعين حملوا قوله: {وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} على العلماء، فإذا قلنا: المراد منه جميع العلماء من أهل العقد والحل لم يكن هذا قولا خارجا عن أقوال الأمة، بل كان هذا اختياراً لأحد أقوالهم وتصحيحا له بالحجة القاطعة، فاندفع السؤال الأول: وأما سؤالهم الثاني فهو مدفوع، لأن الوجوه التي ذكروها وجوه ضعيفة، والذي ذكرناه برهان قاطع، فكان قولنا أولى، على أنا نعارض تلك الوجوه بوجوه أخرى أقوى منها: فأحدها: أن الأمة مجمعة على أن الأمراء والسلاطين إنما يجب طاعتهم فيما علم بالدليل أنه حق وصواب، وذلك الدليل ليس إلا الكتاب والسنة، فحينئذ لا يكون هذا قسما منفصلا عن طاعة الكتاب والسنة، وعن طاعة الله وطاعة رسوله، بل يكون داخلا فيه، كما أن وجوب طاعة الزوجة للزوج والولد للوالدين، والتلميذ للأستاذ داخل في طاعة الله وطاعة الرسول، أما إذا حملناه على الإجماع لم يكن هذا القسم داخلا تحتها، لأنه ربما دل الإجماع على حكم بحيث لا يكون في الكتاب والسنة دلالة عليه، فحينئذ أمكن جعل هذا القسم منفصلا عن القسمين الأولين، فهذا أولى. وثانيها: أن حمل الآية على طاعة الأمراء يقتضي إدخال الشرط في الآية، لأن طاعة الأمراء إنما تجب إذا كانوا مع الحق، فإذا حملناه على الإجماع لا يدخل الشرط في الآية، فكان هذا أولى. وثالثها: أن قوله من بعد: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله} مشعر بإجماع مقدم يخالف حكمه حكم هذا التنازع. ورابعها: أن طاعة الله وطاعة رسوله واجبة قطعا، وعندنا أن طاعة أهل الإجماع واجبة قطعا، وأما طاعة الأمراء والسلاطين فغير واجبة قطعا، بل الأكثر أنها تكون محرمة لأنهم لا يأمرون إلا بالظلم، وفي الأقل تكون واجبة بحسب الظن الضعيف، فكان حمل الآية على الإجماع أولى، لأنه أدخل الرسول وأولي الأمر في لفظ واحد وهو قوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر} فكان حمل أولي الأمر الذي هو مقرون بالرسول على المعصوم أولى من حمله على الفاجر الفاسق. وخامسها: أن أعمال الأمراء والسلاطين موقوفة على فتاوى العلماء، والعلماء في الحقيقة أمراء الأمراء، فكان حمل لفظ أولي الأمر عليهم أولى، وأما حمل الآية على الأئمة المعصومين على ما تقوله الروافض ففي غاية البعد لوجوه: أحدها: ما ذكرناه أن طاعتهم مشروطة بمعرفتهم وقدرة الوصول إليهم، فلو أوجب علينا طاعتهم قبل معرفتهم كان هذا تكليف ما لا يطاق، ولو أوجب علينا طاعتهم إذا صرنا عارفين بهم وبمذاهبهم صار هذا الإيجاب مشروطا، وظاهر قوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} يقتضي الإطلاق، وأيضا ففي الآية ما يدفع هذا الاحتمال، وذلك لأنه تعالى أمر بطاعة الرسول وطاعة أولي الأمر في لفظة واحدة، وهو قوله: {وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} واللفظة الواحدة لا يجوز أن تكون مطلقة ومشروطة معا، فلما كانت هذه اللفظة مطلقة في حق الرسول وجب أن تكون مطلقة في حق أولي الأمر. الثاني: أنه تعالى أمر بطاعة
(يُتْبَعُ)
(/)
أولي الأمر، وأولو الأمر جمع، وعندهم لا يكون في الزمان إلا إمام واحد، وحمل الجمع على الفرد خلاف الظاهر. وثالثها: أنه قال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} ولو كان المراد بأولي الأمر الإمام المعصوم لوجب أن يقال: فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الإمام، فثبت أن الحق تفسير الآية بما ذكرناه.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:11 م]ـ
المسألة الرابعة: اعلم أن قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} يدل عندنا على أن القياس حجة، والذي يدل على ذلك أن قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء} إما أن يكون المراد فان اختلفتم في شيء حكمه منصوص عليه في الكتاب أو السنة أو الإجماع، أو المراد فان اختلفتم في شيء حكمه غير منصوص عليه في شيء من هذه الثلاثة، والأول باطل لأن على ذلك التقدير وجب عليه طاعته فكان ذلك داخلا تحت قوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} وحينئذ يصير قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} إعادة لعين ما مضى، وإنه غير جائز. وإذا بطل هذا القسم تعين الثاني وهو أن المراد: فان تنازعتم في شيء حكمه غير مذكور في الكتاب والسنة والإجماع، وإذا كان كذلك لم يكن المراد من قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} طلب حكمه من نصوص الكتاب والسنة. فوجب أن يكون المراد رد حكمه إلى الأحكام المنصوصة في الوقائع المشابهة له، وذلك هو القياس، فثبت أن الآية دالة على الأمر بالقياس.
فان قيل: لم لا يجوز أن يكون المراد بقوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} أي فوضوا علمه إلى الله واسكتوا عنه ولا تتعرضوا له؟ وأيضاً فلم لا يجوز إن يكون المراد فردوا غير المنصوص إلى المنصوص في أنه لا يحكم فيه إلا بالنص؟ وأيضا لم لا يجوز أن يكون المراد فردوا هذه الأحكام إلى البراءة الأصلية؟
قلنا: أما الأول فمدفوع، وذلك لأن هذه الآية دلت على أنه تعالى جعل الوقائع قسمين، منها ما يكون حكمها منصوصا عليه، ومنها ما لا يكون كذلك، ثم أمر في القسم الأول بالطاعة والانقياد، وأمر في القسم الثاني بالرد إلى الله وإلى الرسول، ولا يجوز أن يكون المراد بهذا الرد السكوت، لأن الواقعة ربما كانت لا تحتمل ذلك، بل لا بد من قطع الشغب والخصومة فيها بنفي أو إثبات، وإذا كان كذلك امتنع حمل الرد إلى الله على السكوت عن تلك الواقعة، وبهذا الجواب يظهر فساد السؤال الثالث.
وأما السؤال الثاني: فجوابه أن البراءة الأصلية معلومة بحكم العقل، فلا يكون رد الواقعة إليها ردا إلى الله بوجه من الوجوه، أما إذا رددنا حكم الواقعة إلى الأحكام المنصوص عليها كان هذا ردا للواقعة على أحكام الله تعالى، فكان حمل اللفظ على هذا الوجه أولى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:13 م]ـ
المسألة الخامسة: هذه الآية دالة على أن الكتاب والسنة مقدمان على القياس مطلقا، فلا يجوز ترك العمل يهما بسبب القياس، ولا يجوز تخصيصهما بسبب القياس ألبتة، سواء كان القياس جليا أو خفيا، سواء كان ذلك النص مخصوصا قبل ذلك أم لا، ويدل عليه أنا بينا أن قوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} أمر بطاعة الكتاب والسنة، وهذا الأمر مطلق، فثبت أن متابعة الكتاب والسنة سواء حصل قياس يعارضهما أو يخصصهما أو لم يوجد واجبة، ومما يؤكد ذلك وجوه أخرى: أحدها: أن كلمة «إن» على قول كثير من الناس للاشتراط، وعلى هذا المذهب كان قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} صريح في أنه لا يجوز العدول إلى القياس إلا عند فقدان الأصول. الثاني: أنه تعالى أخر ذكر القياس عن ذكر الأصول الثلاثة، وهذا مشعر بأن العمل به مؤخر عن الأصول الثلاثة. الثالث: أنه صلى الله عليه وسلم اعتبر هذا الترتيب في قصة معاذ حيث أخر الاجتهاد عن الكتاب، وعلق جوازه على عدم وجدان الكتاب والسنة بقوله: «فإن لم تجد» الرابع: أنه تعالى أمر الملائكة بالسجود لآدم حيث قال: {وَإِذ قُلْنَا للملائكة اسجدوا لآِدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ} [البقرة: 34] ثم إن إبليس لم يدفع هذا النص بالكلية، بل خصص
(يُتْبَعُ)
(/)
نفسه عن ذلك العموم بقياس هو قوله: {خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} [الأعراف: 12] ثم أجمع العقلاء على أنه جعل القياس مقدما على النص وصار بذلك السبب ملعونا، وهذا يدل على أن تخصيص النص بالقياس تقديم للقياس على النص وانه غير جائز. الخامس: أن القرآن مقطوع في متنه لأنه ثبت بالتواتر، والقياس ليس كذلك، بل هو مظنون من جميع الجهات، والمقطوع راجح على المظنون.
السادس: قوله تعالى {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ الله فأولئك هُمُ الظالمون} [المائدة: 45] وإذا وجدنا عموم الكتاب حاصلا في الواقعة ثم إنا لا نحكم به بل حكمنا بالقياس لزم الدخول تحت هذا العموم. السابع: قوله تعالى: {يا أيها الذين ءامَنُواْ لاَ تُقَدّمُواْ بَيْنَ يَدَي الله وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] فإذا كان عموم القرآن حاضر، ثم قدمنا القياس المخصص لزم التقديم بين يدي الله ورسوله. الثامن: قوله تعالى: {سَيَقُولُ الذين أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء الله} [الأنعام: 148] إلى قوله: {إِن تَتَّبِعُونَ إلى الظن} [الأنعام: 148] جعل اتباع الظن من صفات الكفار، ومن الموجبات القوية في مذمتهم، فهذا يقتضي أن لا يجوز العمل بالقياس ألبتة ترك هذا النص لما بينا أنه يدل على جواز العمل بالقياس، لكنه إنما دل على ذلك عند فقدان النصوص، فوجب عند وجدانها أن يبقى على الأصل. التاسع: أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا روي عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فاقبلوه وإلا ذروه» ولا شك أن الحديث أقوى من القياس، فإذا كان الحديث الذي لا يوافقه الكتاب مردوداً فالقياس أولى به. العاشر: أن القرآن كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والقياس يفرق عقل الإنسان الضعيف، وكل من له عقل سليم عُلِمَ أن الأول أقوى بالمتابعة وأحرى.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:14 م]ـ
المسألة السادسة: هذه الآية دالة على أن ما سوى هذه الأصول الأربعة: أعني الكتاب والسنة والإجماع والقياس مردود باطل، وذلك لأنه تعالى جعل الوقائع قسمين: أحدهما: ما تكون أحكامها منصوصة عليها وأمر فيها بالطاعة وهو قوله: {يا أيها الذين ءامَنُواْ أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} والثاني: ما لا تكون أحكامها منصوصة عليها وأمر فيها بالاجتهاد وهو قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} فإذا كان لا مزيد على هذين القسمين وقد أمر الله تعالى في كل واحد منهما بتكليف خاص معين دل ذلك على أنه ليس للمكلف أن يتمسك بشيء سوى هذه الأصول الأربعة، وإذا ثبت هذا فنقول: القول بالاستحسان الذي يقول به أبو حنيفة رضي الله عنه، والقول بالاستصلاح الذي يقول به مالك رحمه الله إن كان المراد به أحد هذه الأمور الأربعة فهو تغيير عبارة ولا فائدة فيه، وإن كان مغايراً لهذه الأربعة كان القول به باطلا قطعاً لدلالة هذه الآية على بطلانه كما ذكرنا.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:15 م]ـ
المسألة السابعة: زعم كثير من الفقهاء أن قوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} يدل على أن ظاهر الأمر للوجوب، واعترض المتكلمون عليه فقالوا: قوله: {أَطِيعُواْ الله} فهذا لا يدل على الإيجاب إلا إذا ثبت أن الأمر للوجوب. وهذا يقتضي افتقار الدليل إلى المدلول وهو باطل، وللفقهاء أن يجيبوا عنه من وجهين: الأول: أن الأوامر الواردة في الوقائع المخصوصة دالة على الندبية فقوله: {أَطِيعُواْ} لو كان معناه أن الإتيان بالمأمورات مندوب فحينئذ لا يبقى لهذه الآية فائدة. لأن مجرد الندبية كان معلوما من تلك الأوامر، فوجب حملها على إفادة الوجوب حتى يقال: إن الأوامر دلت على أن فعل تلك المأمورات أولى من تركها، وهذه الآية دلت على المنع من تركها فحينئذ يبقى لهذه الآية فائدة. والثاني: أنه تعالى ختم الآية بقوله: {إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر} وهو وعيد، فكما أن احتمال اختصاصه بقوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله} قائم، فكذلك احتمال عوده إلى الجملتين أعني قوله: {أَطِيعُواْ الله} وقوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله} قائم، ولا شك أن الاحتياط فيه، وإذا حكمنا بعود ذلك الوعيد إلى الكل صار قوله: {أَطِيعُواْ الله} موجبا للوجوب، فثبت أن هذه الآية دالة على أن ظاهر الأمر للوجوب، ولا شك أنه أصل معتبر في الشرع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:16 م]ـ
المسألة الثامنة: اعلم أن المنقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم إما القول وإما الفعل، أما القول فيجب إطاعته لقوله تعالى: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} وأما الفعل فيجب على الأمة الاقتداء به إلا ما خصه الدليل. وذلك لأنا بينا إن قوله: {أَطِيعُواْ} يدل على أن أوامر الله للوجوب ثم انه تعالى قال في آية أخرى في صفة محمد عليه الصلاة والسلام: {فاتبعوه} وهذا أمر، فوجب أن يكون للوجوب، فثبت أن متابعته واجبة، والمتابعة عبارة عن الإتيان بمثل فعل الغير لأجل أن ذلك الغير فعله، فثبت إن قوله {أَطِيعُواْ الله} يوجب الاقتداء بالرسول في كل أفعاله، وقوله: {وَأَطِيعُواْ الرسول} يوجب الاقتداء به في جميع أقواله، ولا شك أنهما أصلان معتبران في الشريعة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:17 م]ـ
المسألة التاسعة: اعلم أن ظاهر الأمر وإن كان في أصل الوضع لا يفيد التكرار ولا الفور إلا أنه في عرف الشرع يدل عليه، ويدل عليه وجوه: الأول: أن قوله: {أَطِيعُواْ الله} يصح منه استثناء أي وقت كان، وحكم الاستثناء إخراج ما لولاه لدخل، فوجب أن يكون قوله: {أَطِيعُواْ الله} متناولا لكل الأوقات، وذلك يقتضي التكرار، والتكرار يقتضي الفور. الثاني: أنه لو لم يفد ذلك لصارت الآية مجملة، لأن الوقت المخصوص والكيفية المخصوصة غير مذكورة، أما لو حملناه على العموم كانت الآية مبينة، وحمل كلام الله على الوجه الذي يكون مبينا أولى من حمله على الوجه الذي به يصير مجملا مجهولا، أقصى ما في الباب أنه يدخله التخصيص، والتخصيص خير من الإجمال. الثالث: أن قوله: {أَطِيعُواْ الله} أضاف لفظ الطاعة إلى لفظ الله، فهذا يقتضي أن وجوب الطاعة علينا له إنما كان لكوننا عبيدا له ولكونه إلها، فثبت من هذا الوجه أن المنشأ لوجوب الطاعة هو العبودية والربوبية، وذلك يقتضي دوام وجوب الطاعة على جميع المكلفين إلى قيام القيامة وهذا أصل معتبر في الشرع.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:19 م]ـ
المسألة العاشرة: أنه قال: {أَطِيعُواْ الله} فأفرده في الذكر، ثم قال: {وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} وهذا تعليم من الله سبحانه لهذا الأدب، وهو أن لا يجمعوا في الذكر بين اسمه سبحانه وبين اسم غيره، وأما إذا آل الأمر إلى المخلوقين فيجوز ذلك، بدليل انه قال: {وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} وهذا تعليم لهذا الأدب، ولذلك روي أن واحدا ذكر عند الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: من أطاع الله والرسول فقد رشد، ومن عصاهما فقد غوى، فقال عليه الصلاة والسلام: «بئس الخطيب أنت هلا قلت من عصى الله وعصى رسوله» أو لفظ هذا معناه، وتحقيق القول فيه أن الجمع بين الذكرين في اللفظ يوهم نوع مناسبة ومجانسة، وهو سبحانه متعال عن ذلك.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:20 م]ـ
المسألة الحادية عشرة: قد دللنا على أن قوله: {وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} يدل على أن الإجماع حجة فنقول: كما أنه دل على هذا الأصل فكذلك دل على مسائل كثيرة من فروع القول بالإجماع، ونحن نذكر بعضها:
الفرع الأول: مذهبنا أن الإجماع لا ينعقد إلا بقول العلماء الذين يمكنهم استنباط أحكام الله من نصوص الكتاب والسنة، وهؤلاء هم المسمون بأهل الحل والعقد في كتب أصول الفقه نقول: الآية دالة عليه لأنه تعالى أوجب طاعة أولي الأمر، والذين لهم الأمر والنهي في الشرع ليس إلا هذا الصنف من العلماء، لأن المتكلم الذي لا معرفة له بكيفية استنباط الأحكام من النصوص لا اعتبار بأمره ونهيه، وكذلك المفسر والمحدث الذي لا قدرة له على استنباط الأحكام من القرآن والحديث، فدل على ما ذكرناه، فلما دلت الآية على أن إجماع أولي الأمر حجة علمنا دلالة الآية على أن ينعقد الإجماع بمجرد قول هذه الطائفة من العلماء. وأما دلالة الآية على أن العامي غير داخل فيه فظاهر؛ لأنه من الظاهر أنهم ليسوا من أولي الأمر.
الفرع الثاني: اختلفوا في أن الإجماع الحاصل عقيب الخلاف هل هو حجة؟ والأصح أنه حجة، والدليل عليه هذه الآية، وذلك لأنا بينا أن قوله: {وَأَطِيعُواْ الرسول وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} يقتضي وجوب طاعة جملة أهل الحل والعقد من الأمة، وهذا يدخل فيه ما حصل بعد الخلاف وما لم يكن كذلك، فوجب أن يكون الكل حجة.
الفرع الثالث: اختلفوا في أن انقراض أهل العصر هل هو شرط؟ والأصح أنه ليس بشرط، والدليل عليه هذه الآية، وذلك لأنها تدل على وجوب طاعة المجمعين، وذلك يدخل فيه ما إذا انقرض العصر وما إذا لم ينقرض.
الفرع الرابع: دلت الآية على أن العبرة بإجماع المؤمنين لأنه تعالى قال في أول الآية: {يا أيها الذين آمنوا} ثم قال: {وَأُوْلِى الأمر مِنْكُمْ} فدل هذا على أن العبرة بإجماع المؤمنين، فأما سائر الفرق الذين يشك في إيمانهم فلا عبرة بهم.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:22 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
لمسألة الثانية عشرة: ذكرنا أن قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} يدل على صحة العمل بالقياس، فنقول: كما أن هذه الآية دلت على هذا الأصل، فكذلك دلت على مسائل كثيرة من فروع القول بالقياس، ونحن نذكر بعضها:
الفرع الأول: قد ذكرنا أن قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله} معناه فردوه إلى واقعة بين الله حكمها، ولا بد وأن يكون المراد فردوها إلى واقعة تشبهها، إذ لو كان المراد بردها ردها إلى واقعة تخالفها في الصورة والصفة، فحينئذ لم يكن ردها إلى بعض الصور أولى من ردها إلى الباقي، وحينئذ يتعذر الرد، فعلمنا أنه لا بد وأن يكون المراد: فردوها إلى واقعة تشبهها في الصورة والصفة. ثم إن هذا المعنى الذي قلناه يؤكد بالخبر والأثر، أما الخبر فأنهم لما سألوه صلى الله عليه وسلم عن قبلة الصائم فقال عليه الصلاة والسلام: «أرأيت لو تمضمضت» يعني المضمضة مقدمة الأكل، كما أن القبلة مقدمة الجماع، فكما أن تلك المضمضة لم تنقض الصوم، فكذا القبلة. ولما سألته الخثعمية عن الحج فقال عليه الصلاة والسلام: «أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته هل يجزى» فقالت نعم: قال عليه الصلاة والسلام: «فدين الله أحق بالقضاء» وأما الأثر فما روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: اعرف الأشباه والنظائر وقس الأمور برأيك، فدل مجموع ما ذكرناه من دلالة هذه الآية ودلالة الخبر ودلالة الأثر على أن قوله: {فَرُدُّوهُ} أمر برد الشيء إلى شبيهه، وإذا ثبت هذا فقد جعل الله المشابهة في الصورة والصفة دليلا على أن الحكم في غير محل النص مشابه للحكم في محل النص، وهذا هو الذي يسميه الشافعي رحمه الله قياس الأشباه، ويسميه أكثر الفقهاء قياس الطرد، ودلت هذه الآية على صحته لأنه لما ثبت بالدليل أن المراد من قوله: {فَرُدُّوهُ} هو أنه ردوه إلى شبيهه علمنا أن الأصل المعول عليه في باب القياس محض المشابهة، وهذا بحث فيه طول، ومرادنا بيان كيفية استنباط المسائل من الآيات، فأما الاستقصاء فيها فمذكور في سائر الكتب.
الفرع الثاني: دلت الآية على أن شرط الاستدلال بالقياس في المسألة أن لا يكون فيها نص من الكتاب والسنة لأن قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء فَرُدُّوهُ} مشعر بهذا الاشتراط.
الفرع الثالث: دلت الآية على أنه إذا لم يوجد في الواقعة نص من الكتاب والسنة والإجماع جاز استعمال القياس فيه كيف كان، وبطل به قول من قال: لا يجوز استعمال القياس في الكفارات والحدود وغيرهما؛ لأن قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ في شَىْء} عام في كل واقعة لا نص فيها.
الفرع الرابع: دلت الآية على أن من أثبت الحكم في صورة بالقياس فلا بد وأن يقيسه على صورة ثبت الحكم فيها بالنص، ولا يجوز أن يقيسه على صورة ثبت الحكم فيها بالقياس لأن قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} ظاهره مشعر بأنه يجب رده إلى الحكم الذي ثبت بنص الله ونص رسوله.
الفرع الخامس: دلت الآية على أن القياس على الأصل الذي ثبت حكمه بالقرآن، والقياس على الأصل الذي ثبت حكمه بالسنة إذا تعارضا كان القياس على القرآن مقدما على القياس على الخبر لأنه تعالى قدم الكتاب على السنة في قوله: {وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} وفي قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول} وكذلك في خبر معاذ.
الفرع السادس: دلت الآية على أنه إذا تعارض قياسان أحدهما تأيد بإيماء في كتاب الله والآخر تأيد بإيماء خبر من أخبار رسول الله، فإن الأول مقدم على الثاني، يعني كما ذكرناه في الفرع الخامس، فهذه المسائل الأصولية استنبطناها من هذه الآية في أقل من ساعتين، ولعل الإنسان إذا استعمل الفكر على الاستقصاء أمكنه استنباط أكثر مسائل أصول الفقه من هذه الآية.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:23 م]ـ
المسألة الثالثة عشرة: قوله: {وَأُوْلِى الأمر} معناه ذوو الأمر وأولو جمع، وواحدة ذو على غير القياس، كالنساء والإبل والخيل، كلها أسماء للجمع ولا واحد له في اللفظ.
ـ[أبو سعد الغامدي]ــــــــ[26 Jun 2010, 04:24 م]ـ
المسألة الرابعة عشرة: قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ} قال الزجاج: اختلفتم وقال كل فريق: القول قولي واشتقاق المنازعة من النزع الذي هو الجذب، والمنازعة عبارة عن مجاذبة كل واحد من الخصمين لحجة مصححة لقوله، أو محاولة جذب قوله ونزعه إياه عما يفسده.
ثم قال تعالى: {إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر} وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: هذا الوعيد يحتمل أن يكون عائدا إلى قوله: {أَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول} وإلى قوله: {فَرُدُّوهُ إِلَى الله والرسول}، والله أعلم.(/)
فوائد من رسالة الإمام ابن العربي إلى الإمام الرازي.
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Nov 2007, 03:14 م]ـ
بسم الله ...
هذه رسالة أرسل بها الشيخ محيي الدين ابن العربي (1) إلى الإمام الرازي، قرأتها في كتاب (الإمام الحكيم فخر الدين الرازي من خلال تفسيره)؛ تأليف عبد العزيز المجدوب، الدار العربية للكتاب، ليبيا-تونس (1400ه).
و لقد تضمنت هذه الرسالة (2) فوائدة عدة؛ آثرت أن أعرض بعضا، و أنا أعتقد أن هذه الرسالة حقيقة بالدراسة؛ لما فيها من فوائدة طيبة يفيد منها طلاب العلم ...
مناسبة الرسالة:
هذه الرسالة كتبها الإمام محيي الدين بن العربي؛ لما بلغه أن الإمام الفخر الرازي كان ذات يوم جالسا بين أحبابه و خواص أصحابه، فبكى بكاء شديدا حتى كاد يغشى عليه، و خاف عليه من كان لديه، فلما أفاق و كفكف دمعه المرّ المهراق، سأله بعض جلسائه عن سبب بكائه، فقال: مسألة اعتقدتها منذ ثلاثين سنة تبين لي الساعة بدليل لاح لي أن الأمر بخلاف ما عندي، فبكيت و قلت في نفسي: لعل هذا الذي لاح لي يكون مثل الأول."
فلما بلغ الشيخ محيي الدين -رضي الله عنه- ذلك انتهز الفرصة في ايقاظه بإعراضه عن العلوم النظرية و أمره بالتعرض للنفحات الإلهية، و قطع كل رابطة، و الأخذ عن الله بغير واسطة.
من فوائد الرسالة:
1 - شيوع روح الأدب في النصح، و هذا ما على طالب العلم التنبه إليه ...
فقد كان كثير الدعاء للإمام الرازي بقوله: "وفقك الله" ..
2 - كان يدعو إلى الارتباط بالله، و لا يخفى أثر هذا عليكم، يا رعاكم الله ...
فقال: "ينبغي -للعاقل- أن لا يتعلق بالأخذ عن فقير أصلا. و كل ما لا كمال له إلا بغيره فهو فقير: فهذا حال كل ما سوى الله تعالى؛ فارفع الهمة في أن لا تأخذ علما إلا من الله على الكشف"
3 - كان يحث على الخلوة و الاعتزال.
قوله: "و من المحال على العارف بمرتبة العقل و الفكر أن يسكن أو يستريح، و لا سيما في معرفة الله تعالى. و من المحال أن تعرف ماهيته بطريق النظر. فما لك يا أخي تبقي هذه الورطة و لا تدخل في باب الرياضة و المجاهدات و الخلوات التي شرعها رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ فتنال ما نال من قال فيه الله تعالى: (عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا و علمناه من لدنا علما) و مثلك من يتعرض لهذه الخطة الشريفة و المرتبة العظيمة الرفيعة".
4 - " ينبغي للعاقل أن لا يطلب من العلوم إلا ما يكمّل به ذاته، و ينتقل معه حيث انتقل؛ و ليس ذلك إلا العلم بالله تعالى حيث الوهب و المشاهدة" و هذه فوائدها ظاهرة!
5 - و في قوله: "و كذلك الاشتغال بكل علم تتركه النفس عند انتقالها إلى عالم الآخرة، فينبغي للعاقل ألا يأخذ منه إلا ما مسّت الحاجة الضرورية إليه، و ليجتهد في تحصيل ما ينتقل معه حيث انتقل. و ليس ذلك إلا علمان؛ خاصة العلم بالله تعالى، و العلم بمواطن الآخرة"
فهذا -طبعا- لا يقلل من قيمة العلوم الدنيوية، بل يشجع على أن نجمع بين العلوم الدنيوية و الأخروية معا!
و الحمد لله رب العالمين .. !
...................................
(1) الشيخُ الأكبر محيي الدين ابن العربي هو محمدُ بن عليّ بن محمد بن أحمد بن عبد الله الحاتمي الطائي، ويُكنّى أبا عبد الله وأبا بكر ويُعرف بالحاتمي أو الطائي وبابن عربي وفي المغرب بابن العربي وفي الأندلس بابن سراقة، وكذلك يُدعى بسلطان العارفين وإمام المتقين.
(2) "توجد هذ الرسالة بالورقة 123 من لمخطوطة بها مجموعة رسائل في التصوف لابن العربي تحت رقم 5110 ضمن مخطوطات المطتبة العبدلية بالمكتبة الوطنية بتونس. و اعتمادنا كان على مخطوطة الرباط و هي أقل أخطاء"هامش كتاب الإمام الحكيم فخر الدين الرازي، ص180.
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Nov 2007, 05:40 م]ـ
هذه الرسالة هي لابن (عربي) الصوفي، وليس " العربي " الفقيه، وهي عندي مطبوعة بمفردها.
وكان الله في عون أختنا " النجدية " إذا اتجهت نحوها سهام المنتقدين على عبارتها " الإمام " و " الشيخ الأكبر" و " محي الدين ".
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 Nov 2007, 10:03 م]ـ
أختي الكريمة: لعلك تراجعين ما خطه يراع الإمام المفسر برهان الدين البقاعي في ابن عربي
انظريه هنا ( http://ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=17840&d=1124061567)
[color=#00008B] فلما بلغ الشيخ محيي الدين -رضي الله عنه- ذلك انتهز الفرصة في ايقاظه بإعراضه عن العلوم النظرية و أمره بالتعرض للنفحات الإلهية، و قطع كل رابطة، و الأخذ عن الله بغير واسطة.
[ color=#00008B] فارفع الهمة في أن لا تأخذ علما إلا من الله على الكشف"
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Nov 2007, 10:32 م]ـ
مجموعة رسائل في التصوف لابن العربي
هذه الرسائل مطبوعة.
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:04 ص]ـ
بسم الله ...
أسأل الله أن يجزيكم عني خير الجزاء؛ فلولا أن تكرم الله علي بتسديدكم لتماديت في زلتي!!
و لكن ما أحدث هذا الخطأ: هو أن المؤلف عبد العزيز أثبت أل التعريف؛ فسبق الذهن إلى غير ابن عربي الصوفي؛ فلما قرأت الرسالة خطرت في الذهن فوائد؛ فتسرعت في كتابتها ...
في الحقيقة أكرر شكري للملتقى و أهله؛ فطالب العلم يخطئ؛ ليتعلم ... هذا حال البشر!
و لكن هناك سؤال:
هل تلك المعاني التي استنبطت من الرسالة صحيحة؟
و هل كل التصوف مذموم؟ أم أن التصوف ألوان؟؟؟
و الله المسدد ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية اخوية طيبة:
من جميل قول النصحاء: خذ ما صفى ودع ما كدر ................ وكفى بالقران الكريم واحايث الرسول الكريم خير منهج ودليل الى اي موضوع.
قال تعالى:- (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم) وقال تعالى:-. (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة)(/)
وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 Nov 2007, 11:44 م]ـ
قرأت ما ذكر الألوسي في تفسير الآية 27 من سورة الروم {وهُوَ ?لَّذِى يَبْدَؤاْ ?لْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} بعد الموت؛
*والتكرير لزيادة التقرير لشدة إنكارهم البعث والتمهيد لما بعده من قوله تعالى: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} *الضمير المرفوع للإعادة
*وتذكيره لرعاية الخبر أو لأنها مؤولة بأن والفعل وهو في حكم المصدر المذكر أو لتأويلها بالبعث ونحوه،
*وكونه راجعاً إلى مصدر مفهوم من {يُعِيدُ} وهو لم يذكر بلفظ الإعادة لا يفيد على ما قيل لأنه اشتهر به فكأنه إذا فهم منه يلاحظ فيه خصوص لفظه
· والضمير المجرور لله تعالى شأنه،
· و {أَهْوَنُ} للتفضيل أي والإعادة أسهل على الله تعالى من المبدأ،
فعود الضمير -هو -علي الاعادة حاول تبريره ولكن عوده علي الخلق أقرب لكونه – الضمير- معرفة فيعود علي أقرب معرفة مذكور – وهو في الآية الخلق-
وعود الضمير علي الخلق وليس الاعادة يجعل أفعل التفضيل من الهوان وليس من الهون(/)
تراث الشناقطة المنظوم.
ـ[البسام]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:28 م]ـ
من الأمور القمينة بعناية طلاب العلم جمعًا وحفظًا ودراسةً ما تركه الشناقطة من تراث منظوم في العلوم المختلفة، ولا سيما التفسير وعلوم اللغة سواءً أكان نظمًا لفن معين، أم نظمًا لكتاب، أم نظمًا لفكرة محددة، أم نظمًا مستدركًا فيه صاحبه على نظم سابق له.
ولا يخفى على كريم علم الكثير أن نظمهم يَمِيزُه من غيره طول نفسه المستغرق لجزيئات الفن المراد نظمه، وجزالة الألفاظ، وحسن السبك.
ومما اطلعت عليه أخيرًا نظم ضوء القناديل في غريب التنزيل للشيخ عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الفتاح الجكني الشنقيطي، وموضوعه تفسير غريب القرآن الكريم وقد بلغت أبياته زهاء (374) بيتًا، وهو مطبوع.
وإن لأرجو من إخواني النبلاء في هذا الملتقى أن يدعوا فيه ما يعرفونه من هذه المنظومات ومظانها لتعم الفائدة.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:28 م]ـ
مما يمتاز به النظم الشنقيطي هو كثرة استخدام التفعيلات الباردة والتوسع في الزحافات والعلل مما يقلل من شان المنظومة ويعسر تلحينها. كالاكثار من تفعيلة "متعلن" في الاراجيز.
وهذا شائع في كثير من المنظومات الشنقيطية.
وإن كان مثل هذا قد حصل في نظم من سبقهم من النظامين الكبار كابن مالك وابن الجزري وغيرهم إلا أنك تجده قليلا عندهم وليس بهذه الصورة التي نراها في نظمهم.
وقداعترف بعضهم واعتذر عن ذلك في مقدمة منظومة له.
وهذا قديكون له فايدة بعض الاحيان كجمع ما يجمع في ثلاثة أبيات في بيتين , وهو في الحقيقة ناشئ عن التعمق في العروض.
ولكن بعد هذا النقد الذي قد لا يستيسغه بعض الناس , أبشركم بصدور طبعة جميلة لنظم "هدي الابرار على طلعة الانوار "مع شرحها للعلامة عبدالله العلوي الشينقيطي. بتحقيق الدكتور إبراهيم أبا حسين.
وهي منظومة رائعة اختصر فيها نظم العراقي في المصطلح.وهو صاحب "مراقي السعود".(/)
في نشأة علوم القرآن وتطورها (عبد الرحمن حللي)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Nov 2007, 09:45 م]ـ
في نشأة علوم القرآن وتطورها
عبد الرحمن حللي - كاتب سوري
المصدر: موقع الملتقى الفكري ( http://www.almultaka.net/home.php?subaction=showfull&id=1194255928&archive=&start_from=&ucat=3&)
نشأت علوم القرآن تدريجياً بحسب الحاجة لفهم معاني القرآن، فكان العرب والصحابة يفهمون القرآن كونه نزل بلغتهم وقلما يغيب عنهم معنى أو يستشكل ظاهر من القرآن، ومع شروع الصحابة في جمع القرآن بدأ يتشكل علم خاص برسم القرآن، وقد تطور هذا العلم مع تطور الخط العربي ونقط المصحف وإعجامه، كما رافق ذلك الحديث عن إعراب القرآن، ومع انتشار الإسلام وتوسع الفتوحات ودخول الأعاجم في الإسلام، وكذلك توسع المعارف والعلوم، ظهرت أنواع علوم القرآن المختلفة، فظهر مبكراً الحديث عن أسباب النزول والمكي والمدني والناسخ والمنسوخ وعلم الغريب، وكان ذلك متداخلاً مع رواية الحديث التي شكلت في واحد من فصولها نشأة علم التفسير الذي استقل فيما بعد، فكان أقدم ما وصل إلينا مستقلاً من تفسير القرآن كاملاً هو تفسير مقاتل بن سليمان (150هـ)، وأما في موضوعات علوم القرآن فألف أبو عبيدة معمر بن المثنى (209هـ) في مجاز القرآن، وأبو عبيد القاسم بن سلام (224هـ) في الناسخ والمنسوخ وفي القراءات، وعلي بن المديني (234هـ) في أسباب النزول، وينسب صاحب الفهرست إلى محمد بن خلف بن المزربان (309هـ) كتاب "الحاوي في علوم القرآن"، ولعله أقدم استعمال لتعبير علوم القرآن، وجرى بعد ذلك استعمال التعبير المركب "علوم القرآن" في القرن الرابع دون أن يحمل دلالة اصطلاحية، وجاء علي بن إبراهيم بن سعيد الحوفي (ت:430هـ) ليؤلف كتابه "البرهان في علوم القرآن"، وهو تفسير يقع في ثلاثين مجلداً يوجد ما يقرب من نصفه مخطوطاً في مصر وغيرها، وقد ضمنه علوم القرآن في تفسير كل سورة، ويرجع الشيخ عبد العظيم الزرقاني إليه بداية إطلاق علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي الشامل لها، لكنه تناولها تطبيقاً في التفسير لا تنظيراً، "فأتى على علوم القرآن ولكن لا على طريقة ضم النظائر والأشباه بعضها إلى بعض تحت عنوان واحد لنوع واحد بل على طريقة النشر والتوزيع تبعا لانتشار الألفاظ المتشاكلة في القرآن وتوزعها حتى كأن هذا التأليف تفسير من التفاسير عرض فيه صاحبه لأنواع من علوم القرآن عند المناسبات"، وقد ذكر مصطفى عبد القادر عطا في مقدمة تحقيقه للبرهان للزركشي، أن الزركشي نقل في كتابه البرهان ما قاله الحوفي في كتابه مختصراً إضافة إلى غيره، لكنه لم يذكر مستنده في ذلك، وأستبعد أن يكون عقد مقارنة بين الكتابين لأن كتاب الحوفي مخطوط وناقص وهو كتاب في التفسير، ولم يذكر الزركشي الحوفي في كتابه غير مرتين إحداهما في سياق تأليفه في إعراب القرآن، والثانية ينقل عنه رأياً من تفسيره حول آية القصاص وفصاحة القرآن، ولم أعثر له ذكراً في غير هذين الموضعين، مع ملاحظة اهتمام الزركشي بنسبة الأقوال إلى أصحابها، وكذلك تأريخه لما كتب في علوم القرآن، فيستبعد أن يكون الزركشي لخص كتاب الحوفي ضمن البرهان دون أن يشير إلى ذلك.
وفي القرنين السادس والسابع نجد ابن الجوزي (ت 597هـ) وله: "فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن" و"المجتبى في علوم تتعلق بالقرآن"، كما صنف علم الدين السخاوي (ت643هـ) "جمال القراء وكمال الإقراء"، و ألف أبو شامة (ت665هـ) "المرشد الوجيز فيما يتعلق بالقران العزيز"، وهي كتب في جوانب متخصصة من علوم القرآن.
أما في القرن الثامن فنجد بدر الدين الزركشي، (ت794هـ) ، وكتابه "البرهان في علوم القرآن"، وقد كان الزركشي من علماء الأصول والفقه الشافعي، وصنف في عدة علوم كالفقه والأصول والتفسير وغيرها، وأما كتابه البرهان فهو مطبوع في أربعة مجلدات، وقد حققه محمد أبو الفضل إبراهيم، وفيه عرض شامل وموسوعي لعلوم القرآن، حيث اختصر ما ضمنه فيه من معلومات من كتب التفسير واللغة والفقه وغيرها، فجمع آراء العلماء وأضاف إليها، وقد ذكر العشرات من أسماء الكتب والمؤلفين الذين نقل عنهم، فكان كتابه عصارة لفكرهم مضافاً إليها ما رآه الزركشي أو رجحه، لذلك كان كتابه فريداً في موضوعه من حيث كونه أول كتاب يشتمل على مختلف علوم القرآن
(يُتْبَعُ)
(/)
ويعرف بها، ويمكن اعتباره أول من ألف في علوم القرآن بمعناها الاصطلاحي الذي يختص بجمع ضوابط العلوم المتصلة بالقرآن الكريم من ناحية كلية عامة.
وفي القرن التاسع: نجد جلال الدين البلقيني (ت824هـ) وكتابه:"مواقع العلوم من مواقع النجوم"، ومحمد بن سليمان الكافيجي (ت879هـ) وكتابه: "التيسير في قواعد التفسير"، ومع نهاية القرن التاسع وبداية العاشر نجد جلال الدين السيوطي (911 ه (، المعروف بكثرة التأليف في مختلف العلوم وبالخصوص في علمي التفسير والحديث، والمتميز بالجمع والموسوعية في التأليف، وكتابه الشهير "الإتقان في علوم القرآن" الذي يعتبر من أكثر كتب الدراسات القرآنية استيعاباً لعلوم القرآن ومن أحسنها تصنيفاً وتبويباً، وهو اختصار لكتاب آخر أسهب فيه وهو" التحبير في علم التفسير"، وقد ضمن التحبير كتاب شيخه الإمام جلال الدين البلقيني (مواقع العلوم من مواقع النجوم)،كما استفاد فيه من شيخه الكافيجي، ويبدو أنه في أثناء تصنيفه "التحبير" لم يكن قد اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، أما كتاب "الإتقان" فقد صنفه بعد أن اطلع على كتاب البرهان للإمام الزركشي، فاختصره مع إضافات كثيرة، وجعله مقدمة لتفسير كبير شرع فيه ولم يتمه. ويؤخذ عليه أنه يورد الكثير من الروايات الضعيفة والأحاديث التي لم تثبت دون تعقيب، وكذلك ذكره لبعض الآراء دون ذكر أصحابها أو التعقيب عليها رغم تفردها. ويعتبر كتاب "الإتقان" أهم مصدر للباحثين والكاتبين في علوم القرآن بل إن معظم ما ألف حديثاً في علوم القرآن مقتبس منه. ويعتبر من أوائل الكتب التي طبعت في القرن التاسع عشر فطبع في كلكتا (1271هـ/1854م)، وقد توالى طبعه، ولم يحظ بتحقيق يليق بأهميته.
ثم بعد ذلك لا نجد تأليفاً متميزاً في علوم القرآن إلى أن ظهرت النهضة الحديثة في التأليف في القرن الرابع عشر الهجري، فظهرت عشرات المؤلفات الحديثة التي اختصرت ما تقدم وأضافت إليه، وكان من عوامل تجديد التأليف فيها ظهور موضوعات جديدة وتطور أساليب التدريس، وكانت جهود المستشرقين وما أثاروه من أهم المحفزات لإعادة النظر وتمحيصه في علوم القرآن، كما ظهرت محاولات جديدة تعيد النظر في علوم القرآن من منطلق إعادة النظر في الوحي والقرآن نفسه كمصدر ورسالة وتاريخ، كمحاولات نصر حامد أبو زيد.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أهم ثلاثة كتب حديثة شكلت إضافة في التآليف الحديثة في علوم القرآن وكانت مرجعاً لمعظم المؤلفات الحديثة، وهي:
- مناهل العرفان في علوم القرآن، تأليف الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وهو كتاب جامع يعتمد أسلوباً سهلاً، ضم الكثير من المادة العلمية من كتابي الزركشي والسيوطي، وأضاف إليهما مباحث جديدة لاسيما حول شبهات المستشرقين، وترجمة القرآن.
-مباحث في علوم القرآن، للدكتور صبحي الصالح، وهو بالإضافة إلى الاختصار والجمع من المصادر عني بالتدقيق في مسائل جمع القرآن ووجوه الإعجاز والبلاغة، وتطرق إلى مسائل مثارة في عصره.
- النبأ العظيم، للدكتور محمد عبد الله دراز، وهو طريقة جديدة في تناول القرآن الكريم تركز على خصائص القرآن ومزاياه المعجزة، يتناول بعض علوم القرآن بمنهج جديد، رقيق الأسلوب والتعبير.
ولا تزال علوم القرآن بحاجة إلى جهود علمية أكثر تسد النقص في جوانب من مباحثه، وتعيد النظر في جوانب أخرى، فعلوم القرآن فيها الكثير مما يحتاج إلى المراجعة والدرس.
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:17 ص]ـ
التعريف بالباحث
الدكتور: عبد الرحمن حللي
التخصص: التفسير
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة حلب - سوريا
حصل على إجازة في الشريعة من جامعة دمشق عام 1994
وحصل على درجة الماجستير عام 1998 من جامعة الزيتونة بتونس
وحصل على درجة الدكتوراه عام 2004 من جامعة الزيتونة بتونس بتقدير: مشرف جداً
وكانت رسالته: دعوة الرسل بين الخصوصية والتكامل في القرآن الكريم
الكتب التي ألفها (عدا الماجستير والدكتوراه)
حجية مذهب الصحابي – المكتب الإسلامي – بيروت 1997
مفهوم الكنز في الإسلام - المكتب الإسلامي – بيروت 1997
خطاب التجديد الإسلامي (بالاشتراك) – دار الفكر – دمشق 2004
الإسلام والإرهاب – تحت الطبع
باحث مشارك في الموسوعة الإسلامية الميسرة الصادرة في حلب 1997.
باحث مشارك في موسوعة أعلام العرب والمسلمين التي تعدها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (السكو).
وله العديد من البحوث في المجلات العلمية المحكمة
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[19 Sep 2008, 04:58 م]ـ
جزيتم خيراً
قد يكون ما وصل إليه الدكتور حللي هو ما توصل إليه د. محمد يوسف الشربجي في بحث منشور محكم في مجلة جامعة دمشق 1996/ من أن أول من ألف في علوم القرآن بالمعنى الاصطلاحي هو ابن الجوزي في القرن السادس عندما وضع كتابه فنون الأفنان في عيون علوم القرآن وناقش في بحثه هذا جميع الأقول بهذه الأولية، والله أعلم بالصواب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[11 Jul 2010, 09:37 م]ـ
وهناك مقال آخر للكاتب، مشور في رابطة أدباء الشام، أحببت نقله هنا.
المصدر ( http://www.odabasham.net/show.php?sid=28784)
في نشأة علم «أصول التفسير»
وصلته بالعلوم الأخرى
عبد الرحمن حللي *
التأمل في الخطاب القرآني المتعلق بالنظر والمعرفة كموجه ومرشد يبرز الآفاق الرحبة التي لا حدود لها في الحضِّ على المعرفة والتأمل في الآفاق والأنفس، بل وفي النص نفسه وتدبر كلماته وآياته، وفي ذلك اشارة صريحة الى وجوب البحث، مع الإقرار باستحالة انسداد آفاقه سواء في النص أو الكون، ففيهما أسرار إلهية ومعان وسنن جعلها الله منارات يصل من خلالها الإنسان الى المعرفة والقوانين التي أقام الله الحياة على أساسها، من هذا المنطلق القرآني تحركت المعرفة في سياقها الحضارية الإسلامي، منضبطة بالقيم والمحفزات القرآنية دون أن تكون أسيرة لنصه أو متعسفة في البحث فيه عما أرشد الى وجوده في غيره.
وقد سارت الحضارة الإسلامية وتعاقبت طبقات التاريخ بين مد وجزر الى أن آلت الى مراحل تراجعت فيها المعرفة، دون أن تنهار العلاقة القدسية مع النص، لكن هذه العلاقة أخذت النص الى مسار مختلف لم يأت من أجله، فجعلت منه كتاباً يحوي كل العلوم، واتجه التأويل لاستخراج العلوم منه من دون لحظ طبيعة النص وخصائصه والرسالة التي جاء من أجلها، فحل الإسقاط على النص محل الاستمداد منه، وتم الأمر نفسه لدواع أخرى مذهبية أو سياسية أو غيرها، بوعي أو من دونه، لكن هذا الإسقاط متنوع المظاهر والدواعي لا يلغي وجود صلة ما بين النص وبين المجالات التي رُبط بها، على أن هذه الصلة ينبغي أن تؤخذ ضمن مسارها الطبيعي المرتبط بمسار النص كحامل للرسالة الخاتمة.
ومما يعزز هذه الصلة بين القرآن والمعرفة عموماً، الأثر الذي تركه القرآن في مختلف العلوم والمعارف، فأصبح علم التفسير الحاضن الأساسي للعلوم التي ولدت في الحضارة الإسلامية، فعاشت تلك العلوم في كنفه الى أن بلغت الرشد واستقلت بذاتها، وأصبحت علماً له قوانينه التي لا بد لدارس القرآن من معرفتها.
ومع ظهور إفراد تفسير القرآن بالتأليف في القرن الثاني للهجرة، بدأت تظهر حاجة المفسرين الى العلوم الأخرى، بحسب موضوعات القرآن، بل ولد من رحم تفسير القرآن علوم جديدة اختصت بالقرآن الكريم، وذلك في ضوء الحاجة الى ذلك، وفي القرن الثامن الهجري ظهر اصطلاح علمي خاص يجمع أصول هذه العلوم التي تدور حول القرآن وما يحتاجه المفسر، ويعرِّف بها في علم واحد هو «علوم القرآن»، وذلك مع الإمام بدر الدين الزركشي (ت 794هـ)، صاحب «البرهان في علوم القرآن»، فكان أول من ألف في علوم القرآن بمعناها الاصطلاحي الذي يختص بجمع ضوابط العلوم المتصلة بالقرآن الكريم من ناحية كلية عامة، ودرج من بعده الحديث عن علوم القرآن كمصطلح خاص.
وكان من بين القضايا التي تطرقت اليها كتب علوم القرآن شروط المفسر، والأصول والقواعد والضوابط التي يحتاجها المفسر، وهي موضوعات سبق وتطرقت اليه كتب خاصة، وهي بعض ما غدا يعرف حديثاً بـ «أصول التفسير»، أو ما كان يسمى «القواعد الكلية» بحسب ابن تيمية، أو «قانون التأويل» بحسب تسمية الغزالي وتلميذه ابن العربي، أو «علم التفسير» بحسب تسمية الطوخي.
فأصول التفسير مبحث تفرقت موضوعاته في مقدمات بعض المفسرين لتفاسيرهم، وفي كتب علوم القرآن وكتب اللغة وأصول الفقه، ويتناول دراسة الشروط الواجب توفرها في المفسر، والعلوم التي يحتاج اليها المفسر، وأهم قواعد التفسير، اللغوية والأصولية والاستقرائية، فموضوعه «قواعد كلية تعين على فهم القرآن ومعرفة تفسيره ومعانيه»، فهو أحد علوم القرآن، وقد ضمن المصنفون - المتقدمون والمتأخرون - في علوم القرآن موضوعاته ضمن كتبهم، فثمة تداخل بين أصول التفسير وعلوم القرآن، لكن علوم القرآن أشمل، وقد تتوسع بعض كتب أصول التفسير الى مسائل من علوم القرآن، كما أن من علوم القرآن ما لا علاقة له بالتفسير، انما هو من قبيل الإحصاء والتوثيق والتأريخ، وأهم وظيفة يؤديها علم أصول التفسير هي ضبط الاستنباط والفهم، والترجيح عند الاختلاف، إذ فيه الأسس والقواعد التي يعرف بها تفسير كلام الله، والشروط والمقدمات العلمية التي يحتاجها المفسر. وقد أصبح البحث عن أصول للتفسير
(يُتْبَعُ)
(/)
والتأويل هاجساً لدى المشتغلين بالتفسير حديثاً، وقد اهتم به من المتأخرين المعلم عبدالحميد الفراهي الهندي في كتابه «التكميل في أصول التأويل»، لكن هذا المشروع لم يكتمل مساره، رغم كثرة اللبنات في بنائه، إذ المطلوب من هذا العلم أن يعمل في التفسير ما عملته أصول الفقه في الفقه، وأصول الحديث في الحديث، أي أن يصبح هذا العلم بمثابة قانون يضبط العملية التفسيرية.
لكن عدم اكتمال بناء أصول التفسير كعلم لا يعني عدم وجود تلك الأصول والضوابط والمعايير، والتي تمثل كليات في العلوم التي يحتاجها المفسر، لذلك كانوا يشترطون لمن يمارس التفسير أن يكون عالماً بتلك العلوم، لكن العلم بها لا يغني عن استخلاصها وتجريدها كمبادئ ذات صلة مباشرة بالتفسير.
وتبرز أهمية العناية بأصول التفسير في العصر الحديث من ناحيتين، الأولى صعوبة إحاطة المفسر بالعلوم التي ذكرت كشرط للتفسير نظراً لتطور هذه العلوم واتساعها، ومن ناحية ثانية انه عندما يتعمق الباحث بواحد من هذه العلوم يطغى على العلوم الأخرى ويترك أثره في تفسيره، وهذا ما نلمسه في مناهج المفسرين المتقدمين، حتى أصبحت التفاسير توسم بالعلم الذي اصطبغت به أو أثر ذلك العلم فيها، كالتفسير اللغوي، والتفسير الفقهي، والتفسير بالمأثور، والتفسير الصوفي ... ، وهذا ان كان لوناً من التفسير إلا أنه ليس التفسير الأمثل الذي تقتضيه الضوابط التي وضعها المفسرون، بل لا يصح واحد منها ما لم يلتزم بمقتضيات العلوم الأخرى.
هذا التواشج بين العلوم وبين التفسير والجدل التاريخي بينها (استيلاداً للعلوم أو توظيفاً لها) أصبح في العصر الحديث أشد الحاحاً وأعمق إشكالاً، من ناحيتي دعوى احتواء القرآن على بعض العلوم أو كلها أو صلاحية أي علم لأن يوظف في فهم القرآن، وقد وجد المخلص والمسيء بين مدعي كل من الإشكالين أو معارضيهما، كما وجد العالم والمتعالم في تعاطيهما، لكن الدقة تقتضي الحذر في الأحكام المطلقة في القضيتين، وارجاع تعاطيهما الى اعتبارين أساسيين في أي مقاربة للقرآن: الأول هو لحظ طبيعة القرآن عند درسه وهي كونه حاملاً لرسالة إلهية، وخطاباً للعالمين يتضمن محتوى يطلب من المخاطب التعاطي معه، وأي تجاوز لهذا المستوى يدخل في اسقاط معنى على القرآن لم يأت لبيانه وإن كان أشار اليه. والاعتبار الثاني هو لحظ كون القرآن انما هو نص صيغ بلغة عربية لها قوانينها ومعانيها وأساليبها، ولا يستقيم فهم القرآن من غير الأخذ في الاعتبار البعد النصي والبعد اللغوي للقرآن، ففي البعد النصي ينبغي لحظ تكامل النص وإفصاح بعضه عن بعضه، وأثر بنيته في فهمه، وكيفية صوغ أساليبه وخطابه، وفي البعد اللغوي ينبغي لحظ لغة عصر نزوله وما قبلها، ولغة القرآن في علاقته مع هذه اللغة، فضلاً عن قوانين العربية ومعاني مفرداتها.
وعند مرعاة هذين المعيارين يمكن نقد الدراسات المعاصرة للقرآن ومدى الدقة العلمية فيها على تنوع مناهجها وتخصصاتها. ولا بد للدارس عند مراعاتهما أن يلحظ متفرعات عنهما ولوازم لهما، وستكون مشكلات كالتي يثيرها ما يسمى التفسير أو الإعجاز العلمي، أو القراءة المعاصرة للقرآن، أو استخدام العلوم الحديثة في فهم القرآن، غير ذات بال أو أثر لأن لحظ البعد الإلهي والهدائي للقرآن كرسالة سيبعد نسبة شيء الى القرآن لا يدخل في هذا الإطار، وكذلك الشأن في لحظ الضابط النصي واللغوي يمنع الإسقاط ويساهم في الاستمداد المنهجي للمعنى من القرآن، وهذا هو موضوع «أصول التفسير» كعلم لم يكتمل بناؤه.
http://www.odabasham.net/images/adab18.gifhttp://www.odabasham.net/images/adab18.gifhttp://www.odabasham.net/images/adab18.gif
* كاتب سوري.(/)
الكوارث: د محمد العواجي
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[13 Nov 2007, 03:48 ص]ـ
غدا يوم الثلاثاء 3 - 11بعد المغرب يلقي فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالعزيز العواجي محاضرة بعنوان (الكوارث والطوفان آية من آيات الله المتلوة والمشاهدة)
المكان
المدينة النبوية
مسجد علياء السويدي بالعزيزية
وأصل المحاضرة بحث محكم ومجاز للنشر من عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية
68ص؛ 17/ 24سم
وطبع في دار طيبة الخضراء
فعسى الله ان ينفع بشيخنا المبارك وينشر علمه كما انتشر أدبه وخلقه والله المستعان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Nov 2007, 06:43 ص]ـ
أسأل الله له التوفيق والسداد.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:59 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مهند ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[13 Nov 2007, 12:58 م]ـ
موضوع رائع شكر الله للدكتور محمد , ونحن بحاجة للبحث نطلع عليه.
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[13 Nov 2007, 02:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا مهند
الشيخ/ أحمد البريدي للاطلاع على خطة البحث راجع هذا الرابط
بحثان جديدان لشيخنا: د. محمد العواجي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9800)
وفق الله الجميع ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Nov 2007, 11:14 ص]ـ
انها دعوة الى الخير والفضيلة .. بارك الله فيكم.
نود ان نطلع علي البحث ان امكن لاحقا.(/)
بين قوله تعالى يغفر لكم ذنوبكم و يغفر لكم من ذنوبكم
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[13 Nov 2007, 03:18 م]ـ
بين قوله تعالى يغفر لكم ذنوبكم و يغفر لكم من ذنوبكم
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت هذه الآيات في ستة مواضع في القرآن الكريم وهي الآتي:
(يغفر لكم ذنوبكم)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) سورة آل عمران
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) الأحزاب
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الصف
(يغفر لكم من ذنوبكم)
قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آَبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (10) إبراهيم
يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (31) الأحقاف
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) نوح
فالثلاث الأولى ذكرت في سياق ذكر المؤمنين
والثلاث التالية ذكرت في سياق ذكر الكافرين
وترتيبها حسب المصحف مرة بمرة
فما علة التخصيص بمن
ـ[العامر]ــــــــ[16 Nov 2007, 05:22 م]ـ
في قوله ((يغفر لكم من ذنوبكم)) الرسل ضمنت لقومهم بان الله يغفر الذنوب كلها واستثنوا حقوق العباد ....
بينما الله في قوله ((يغفر لكم ذنوبكم)) يمتن على المؤمنين بانه يغفر الذنوب كلها ولم يستثن شيئاً ....
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Nov 2007, 05:51 م]ـ
ورد في القرآن الكريم {يغفر لكم ذنوبكم} و {يغفر لكم من ذنوبكم}
والفرق بين الأسلوبين:
أنه حيثما كان الخطاب في الآية من المؤمنين أو للمؤمنين؛ فإن التعبير يكون بلفظ {يغفر لكم ذنوبكم} لأن المؤمن إذا استغفر الله غفرت له جميع ذنوبه.
وحيثما كان الخطاب في الآية للكافرين؛ فإن التعبير يكون بلفظ: {يغفر لكم من ذنوبكم}، وذلك لأن الكافر لا تغفر جميع ذنوبه وهو متلبس بكفره. [بدائع الفوائد (2/ 53)]
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[16 Nov 2007, 05:56 م]ـ
يرد على كلام الأخ العامر قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم} [آل عمران:31]
فإنه أمر من الله تعالى لنبيه أن يقول للناس فهو خطاب من النبي لقومه
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Nov 2007, 06:43 م]ـ
ولم يسثني شيئاً
أو
ولم يستثنِ شيئا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2007, 06:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً.
قد أصلحت الخطأ النحوي يا أستاذ منصور بارك الله فيكم.(/)
رأيكم في كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
ـ[الراجية]ــــــــ[13 Nov 2007, 03:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو تكرمتم
رأيكم في كتاب التبيان في آداب حملة القرآن
للإمام النووي رحمه الله
جزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[13 Nov 2007, 09:45 م]ـ
هو من أفضل الكتب المؤلفة في هذا الباب ويمتاز بالشمول وسهولة العبارة، وقد ضمنه مؤلفه- رحمه الله- زبدة ما في الكتب المتقدمة عليه، وحرر فيه بعض المسائل، وأضاف إضافات قيمة ولا سيما في المسائل الفقهية، ونحن نوصي كل حافظ للقرآن باقتنائه وقراءته،ومن أفضل طبعاته الطبعة التي حققها الأستاذ محمد رضوان عرقسوسي.
ـ[الراجية]ــــــــ[13 Nov 2007, 10:21 م]ـ
بارك الله فيكم أستاذنا الفاضل وجزاكم عنا خير الجزاء
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:58 م]ـ
هذا كتاب لا يستغني عنه حامل للقرآن.
ـ[الجعفري]ــــــــ[15 Nov 2007, 08:04 ص]ـ
ممتاز جدا(/)
تفسير سورة الأنفال لفضيلة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي
ـ[محمد براء]ــــــــ[13 Nov 2007, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دروس في فقه التأويل: سورة الأنفال كاملة .. لفضيلة الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي حفظه الله تعالى، كان البدء فيها عصر يوم الإثنين 15/ 10/1425هـ
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116349)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[14 Nov 2007, 01:52 ص]ـ
بارك الله فيك وهذه الروابط المحال إليها:
الشريط الأول: تعريف بسورة الانفال وتفسير الآية (1)
http://www.archive.org/download/http...vb_vbr_mp3.zip
الشريط الثاني: تفسير الآية (1)، (2).
http://www.archive.org/download/alan...-3_vbr_mp3.zip
الشريط الثالث:
http://www.archive.org/download/alanfal2-8_25/23.mp3 .
الشريط الرابع:
http://www.archive.org/download/alanfal3-4/45.mp3 .
الشريط الخامس:
http://www.archive.org/download/alanfal5-6/56.mp3 .
الشريط السادس:
http://www.archive.org/download/alanfal7-8/78.mp3 .
الشريط السابع:
http://www.archive.org/download/alanfal8-9/89.mp3
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[15 Nov 2007, 11:19 ص]ـ
بارك الله بكم ونفع بكم.
ـ[ابوالحارث]ــــــــ[19 Nov 2007, 10:39 م]ـ
اخي الغالي ابو الحسنات هل انت ساكن في الاردن؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:04 ص]ـ
اخي الغالي ابو الحسنات هل انت ساكن في الاردن؟
نعم.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2007, 12:33 ص]ـ
الشريط الثامن ( http://www.archive.org/download/Alanfal8/110.mp3)
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:44 ص]ـ
- الشريط التاسع: الآية 11. ( http://www.archive.org/download/Alanfal99/11.mp3)
- الشريط العاشر: الآية 12. ( http://www.archive.org/download/Alanfal10/12.mp3)
- الشريط الحادي عشر: الآيتان 13 – 14 (30 ميغا بايت). ( http://www.archive.org/download/Alanfal11/1314.mp3)
- الشريط الثاني عشر: الآيتان 15 - 16. ( http://www.archive.org/download/Alanfal12/1516.mp3)
- الشريط الثالث عشر: الآية 16. ( http://www.archive.org/download/Alanfal15/16.mp3)
- الشريط الخامس عشر: الآية 19. ( http://www.archive.org/download/Alanfal14/19.mp3)
- الشريط الرابع عشر: الآيتان 17 - 18. ( http://www.archive.org/download/Alanfal13/1718.mp3)
- الشريط السادس عشر: الآيتان 20 - 21. ( http://www.archive.org/download/Alanfal116/2021.mp3)(/)
الحواشي على تفسير البيضاوي
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[14 Nov 2007, 10:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الأفاضل أرجو منكم معلومات حول حاشية شهاب الدين الخفاجي المصري على البيضاوي و حاشية عبد الله بن حسن العفيف الكازروني على البيضاوي
أيهما أفضل
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[15 Nov 2007, 09:11 ص]ـ
أخي الكريم ..
حول حاشية شهاب الدين الخفاجي المصري على البيضاويّ
انظر هذا الرابط:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=40708(/)
درر التفسير من ملتقى أهل التفسير
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[15 Nov 2007, 02:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا الجزء الثاني من درر ملتقى أهل التفسير و الخاصة بقسم التفسير حسب الفهرس الذي تفضل به فضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري حتى تاريخ 26 أكتوبر 2003
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[16 Nov 2007, 12:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا أميرة على هذا الجهد الطيب
ولعل هذا العمل يكون بداية لإخراج هذه الدرر في موسوعة على ( CD) كما اقترحت في هذا الرابط
اقتراح بخصوص جمع مقالات الملتقى في قرص ( CD) (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10049)
أسأل الله أن ينفع بك
وهذا رابط الجزء الأول ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9869)(/)
ما هو التوجيه اللائق للمنسوب لابن عباس أن الكاتب نعس وهو يكتب (ييأس)
ـ[محمد فال]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد: فهل عند أحد من الإخوة الأفاضل، توجيه لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما بإسناد صححه ابن حجر-رحمه الله- في الفتح (13/ 156) من أنه كان رضي الله عنه يقرأ قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَيْئَسِ الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [سورة الرعد: 31] "أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" () ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Nov 2007, 11:51 ص]ـ
قال الزمخشري في كشافه، في تفسير هذه الآية (1/ 617):
(ويدل عليه أن عليا وابن عباس وجماعة من الصحابة والتابعين قرؤا:
أفلم يتبين وهو تفسير أفلم ييئس وقيل:
إنما كتبه الكاتب وهو ناعس مستوى السينات وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام.
وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء وهذه والله فرية ما فيها مرية.
ويجوز أن يتعلق " لو أن يشاء " بآمنوا على أو لم يقنط عن إيمان هؤلاء الكفرة الذين آمنوا بأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا ولهداهم " تصيبهم بما صنعوا " من كفرهم وسوء أعمالهم " قارعة " داهية تقرعهم بما يحل الله بهم في كل وقت من صنوف البلايا والمصائب في نفوسهم وأولادهم وأموالهم " أو تحل " القارعة " قريبا " منهم فيفزعون ويضطربون ويتطاير إليهم شرارها ويتعدى إليهم شرورها " حتى يأتي وعد الله " وهو موتهم أو القيامة. وقيل: ولا يزال كفار مكة تصيبهم بما صنعوا برسول الله صلى الله عليه و سلم من العداوة والتكذيب قارعة لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان لا يزال يبعث السرايا فتغير حول مكة وتختطف منهم وتصيب من مواشيهم. أو تحل أنت يا محمد قريبا من دارهم بجيشك كما حل بالحديبية حتى يأتي وعد الله وهو فتح مكة وكان الله قد وعده ذلك ... ).
ـ[منصور مهران]ــــــــ[16 Nov 2007, 01:02 م]ـ
كلام الزمخشري تعليقا على قول ابن عباس في القراءة المزعومة عن ابن عباس: (أفلم يأس)، وأن الكاتب كتبها: ييأس وهو ناعس، وأن الكاتب زاد سنة واحدة، فصار (ييأس) فقرئ كذلك. حسبما رواه الرازي.
وليس القول متعلقا بقراءة يتبين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:53 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الكيلانية:
" إِنَّ السَّلَفَ أَخْطَأَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمَسَائِلِ وَاتَّفَقُوا عَلَى عَدَمِ التَّكْفِيرِ بِذَلِكَ:
1) مِثْلُ مَا أَنْكَرَ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَنْ يَكُونَ الْمَيِّتُ يَسْمَعُ نِدَاءَ الْحَيِّ.
2) وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ أَنْ يَكُونَ الْمِعْرَاجُ يَقَظَةً.
3) وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمْ رُؤْيَةَ مُحَمَّدٍ رَبَّهُ.
4) وَلِبَعْضِهِمْ فِي الْخِلَافَةِ وَالتَّفْضِيلِ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ.
5) وَكَذَلِكَ لِبَعْضِهِمْ فِي قِتَالِ بَعْضٍ وَلَعْنِ بَعْضٍ وَإِطْلَاقِ تَكْفِيرِ بَعْضِ أَقْوَالٍ مَعْرُوفَةٍ.
6) وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ: {بَلْ عَجِبْتَ} وَيَقُولُ: إنَّ اللَّهَ لَا يَعْجَبُ؛ فَبَلَغَ ذَلِكَ إبْرَاهِيمَ النخعي فَقَالَ: إنَّمَا شريح شَاعِر يُعْجِبُهُ عِلْمُهُ. كَانَ عَبْد اللَّه أُفُقه مِنْهُ فَكَانَ يَقُولُ: {بَلْ عَجِبْتَ} فَهَذَا قَدْ أَنْكَرَ قِرَاءَةً ثَابِتَةً وَأَنْكَرَ صِفَةً دَلَّ عَلَيْهَا الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ وَاتَّفَقَتْ الْأُمَّةُ عَلَى أَنَّهُ إمَامٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ.
7) وَكَذَلِكَ بَعْضُ السَّلَفِ أَنْكَرَ بَعْضُهُمْ حُرُوفَ الْقُرْآنِ:
أ- مِثْلَ إنْكَارِ بَعْضِهِمْ قَوْلَهُ: {أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} وَقَالَ: إنَّمَا هِيَ: أو لَمْ يَتَبَيَّنْ الَّذِينَ آمَنُوا.ب- وَإِنْكَارِ الْآخَرِ قِرَاءَةَ قَوْلِهِ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلَّا إيَّاهُ} وَقَالَ: إنَّمَا هِيَ: وَوَصَّى رَبُّك.
ج - وَبَعْضُهُمْ كَانَ حَذَفَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَآخَرُ يَكْتُبُ سُورَةَ الْقُنُوتِ.
وَهَذَا خَطَأٌ مَعْلُومٌ بِالْإِجْمَاعِ وَالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ، وَمَعَ هَذَا فَلَمَّا لَمْ يَكُنْ قَدْ تَوَاتَرَ النَّقْلُ عِنْدَهُمْ بِذَلِكَ لَمْ يُكَفَّرُوا، وَإِنْ كَانَ يَكْفُرُ بِذَلِكَ مَنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ بِالنَّقْلِ الْمُتَوَاتِرِ ".
فعلى ما ذكره ابن تيمية هنا يكون هذا خطأ من ابن عباس رضي الله عنهما ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Nov 2007, 06:16 ص]ـ
6) وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ: {بَلْ عَجِبْتَ}
لعله خطأ طباعي، والصواب:وَكَانَ الْقَاضِي شريح يُنْكِرُ قِرَاءَةَ مَنْ قَرَأَ: {بَلْ عَجِبْتُ} بضم التاء.
ـ[محمد فال]ــــــــ[18 Nov 2007, 01:06 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وبارك فيكم وزادكم علما وتقى
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:08 ص]ـ
هذا المتن فيه نكارة شديدة جدًا، النكارة بادية فيه من وجوه:
الأول: إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه (ييأس).
الثاني: هل خفي على غير ابن عباس، وظهر له فقط، مع حرصهم على تدوين كتاب الله، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة؟
ومن المعلوم أن صحة السند ـ في مثل هذا الحال ـ لا تكفي، إذ القضية التي يتحدث عنها ليست جزئية قد تغيب عن كثيرين، بل هي جزئية يعلمها كثيرون، فكيف خفيت عليهم؟
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:01 م]ـ
الذي ينبغي ان يدور عليه الكلام اولا ما مدى صحة هذا الاثر المنكر عن ابن عباس ثم بعد ذلك الاجوبة كثيرة عنه
وقد كتبت بحثا بعنوان الجواب عما خطأت به عائشة كتاب المصاحف وارسلته منذ زمن بعيد لشيخنا الشهري ولا ادري اين صار وكتبت بحثا اخر بعنوان دراسة ما روي عن عثمان في شان لحن القران وهو منشور في شبكة التفسير
وعلى العموم ارجو ان اكون بما كتبت قد فتحت الاذهان لدراسة مثل هذه الروايات
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Nov 2007, 05:39 م]ـ
لقد تكفل الله تعالى بحفظ ا لقرآن الكريم كما هو معلوم بالنص وقد تمت كتابته من قبل كتاب الوحي بإملاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم في جو تحيط به الحراسة الإلهية حتى إن عبد الله بن سعد بن أبي سرح ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يملي عليه "عزيز حكيم "فيقول أو "عليم حكيم؟ فيقول نعم، كل صواب وكل هذا كذب فضحه الوحي الى رسول الله فأهدر دمه هو وعبد الله بن خطل ومقيس بن حبابة ولووجدوا تحت أستار الكعبة .. الى آخر قصة توبة ابن أبي سرح وحسن إسلامه
إن مثل هذه المحاولات التي باءت كلها بالفشل تدل على عدم صحة ما نسب الى ابن عباس وغيره في كتابة الكاتب وهو ناعس أو خطئه في أمور ... لأن عين الله كانت تحرس كتابة القرآن من أوله الى آخره والله أعلم
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[31 Dec 2007, 07:32 ص]ـ
ما هو إسناده؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[01 Jan 2008, 02:02 ص]ـ
هذا هو الإسناد
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16/ 452]
والأثر لا مطعن في إسناده عند أهل الحديث، رجاله رجال الصحيحين غير القاسم بن سلام وهو إمام ثقة
وهذه العبارة تدخل في علم توجيه القراءات وهو علم له قواعده وأصوله وضوابطه
ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك
ولهذه المسألة نظير عن ابن عباس أيضاً في قراءة (وقضى ربك) وكان يقرأها (ووصى ربك) قال: التصقت الواو بالصاد
ولها نظائر عن بعض الصحابة كإنكار بعضهم أن تكون المعوذتين من القرآن، قالوا: إنما كانت تعاويذ يتعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم
وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده
وهذه المسألة حالها كحال كثير من المسائل التي يعلم العالم فيها دليلاً ويخفى عليه دليل آخر مؤثر في الحكم فربما سارع إلى الإنكار
لا سيما مع كثرة التحديث
وقد بين الإمام مسلم طرفاً من ذلك في مقدمة صحيحه، وزاده توضيحاً وتقريراً شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه العظيم: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)
والقاعدة المتقررة في مثل هذه المسائل أن المثبت مقدم قوله على النافي
والقراءة إذا ثبتت بإسناد صحيح فهي صحيحة
وأما الخلاف المعروف في مسألة القراءة بما يخالف المصحف الإمام مما صح سنده فإنه لا يقتضي عدم صحة تلك القراءة؛ فليتفطن إلى ذلك.
ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.
وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار
والمقصود الأعظم أن كل هذه المسائل لا تقدح في عصمة القرءان وأنه محفوظ بحفظ الله له
والقراءة التي في المصحف قد ثبتت بالتواتر اليقيني فلا مطعن فيها
وقراءة أفلم يتبين صحيحة ثابتة أيضاً
وأما ردود العلماء بعضهم على بعض فهو أمر آخر غير أمر الرواية يدخله الاجتهاد والخطأ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[03 Jan 2008, 07:59 م]ـ
وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده
صوابه وهشام بن حكيم
للتنبيه فقط، بعد إذن كاتبه، وجلّ من لا يسهو
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Jan 2008, 04:32 ص]ـ
أحسنت بالتنبيه جزاك الله خيراً وبارك فيك
هو هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنه
والحفظ خوان
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[05 Jan 2008, 02:57 ص]ـ
ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك
ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.
وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار
هذا كلام ينقض بعضه بعضا .... لو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس ... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[05 Jan 2008, 11:18 م]ـ
هذا كلام ينقض بعضه بعضا .... لو كان يقرئها " أفلم ييأس " لما أنكرها ولما ادعى أن الكاتب قد نعس ... وهو ادعاء سخيف فلا يمكن ادعاء حدوث مثل هذا الخطأ في كل المصاحف ثم يخطئ القراء جميعا
لا أدري ما وجه التناقض عندك
ولا من هو صاحب الادعاء السخيف
والتوجيه الذي ذكرته أشار إليه محمود شاكر حتى إنه أعد كتاباً بسبب هذه المسألة ذكره في تعليقه على هذا الأثر ولكنه لم يطبع
وأنا قلت إنه من الأوجه المعتبرة ومعنى المعتبرة أي التي لها حظ من النظر والاعتبار
وفرق بين المعتبرة والمعتمدة
والأستاذ محمود شاكر معروف بنظره العميق وحسن تحليله وتدقيقه وسعة اطلاعه
وأنا أوردت عليه إشكالين ربما تضعفان القول به وربما توجد إجابة عليهما لدى أهل البحث والنظر
والأثر ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما من جهة الرواية
وفي جميع الحالات لا يطعن هذا الأثر في صحة القراءة بالسين فهي ثابتة بالتواتر من غير طريق ابن عباس كما سبق ذكره
وذكرت أيضاً صحتها عن ابن عباس وقد صحح الرواية بذلك عنه ابن حجر في الفتح وغيره
ونحتاج إلى النظر في تأريخ الروايتين عنه لتمييز أيهما المتقدم على الآخر فقد يفيد ذلك في تصويب التوجيه أو تخطئته
وأكرر:
لا أحد من الإخوة يدعي أن ما في المصاحف خطأ
الكلام كله في توجيه أثر ابن عباس مع جزمنا بصحة القراءة بالسين وصحة كتابتها كذلك في المصاحف
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[28 Aug 2008, 09:33 ص]ـ
الأولى أن يقال أن الراوي عن عكرمة قد أصابه النعاس وغلط في الرواية
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[02 Sep 2008, 11:01 م]ـ
"أفلم يتبين" بدل "أفلم ييئس" () ويقول: (كتبها الكاتب وهو ناعس)
نعم لو كان ابن عباس يقرأ (ييئس) لما ساغ له أن يتهم الكاتب بأنه ناعس، ويحتاج الامر إلى معرفة متى قال هذا، وهل قراءته متأخرة ام متقدمة
أما قول أبي عمرو الشامي: وهو ادعاء سخيف 0 فأجزم بأن مراده ادعاء أن الكاتب نعس لا ما قاله الأخ عبدالعزيز الداخل، ويحتاج الأمر لتثبت ودقة في العبارة والله أعلم
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 Sep 2008, 01:23 ص]ـ
هذا المتن فيه نكارة شديدة جدًا، النكارة بادية فيه من وجوه:
الأول: إذا كان الكاتب نعس وهو يكتب مصحفًا، فما بال المصاحف الباقية التي فيها الحرف نفسه (ييأس).
الثاني: هل خفي على غير ابن عباس، وظهر له فقط، مع حرصهم على تدوين كتاب الله، وقراءتهم لهذا المرسوم مرة بعد مرة، وتصحيحهم له على زيد بن ثابت في المدينة؟
ومن المعلوم أن صحة السند ـ في مثل هذا الحال ـ لا تكفي، إذ القضية التي يتحدث عنها ليست جزئية قد تغيب عن كثيرين، بل هي جزئية يعلمها كثيرون، فكيف خفيت عليهم؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
رد الزمخشري هذه الرواية عن ابن عباس رضي الله عنهما لنفس الأسباب ..
قال رحمه الله تعالى وعفا عنه:
وهذا ونحوه مما لا يصدق في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ..
وكيف يخفى مثل هذا حتى يبقى ثابتا بين دفتي الإمام ..
وكان متقلبا في أيدي أولئك الأعلام المحتاطين في دين الله المهيمنين عليه لا يغفلون عن جلائله ودقائقه ..
خصوصا عن القانون الذي إليه المرجع والقاعدة التي عليها البناء ..
وهذه والله فرية ما فيها مرية.
وقال عنها أبو حيان في تفسيره:
بل هو قول ملحد زنديق!
ووافقه الآلوسي فقال بعد نقل كلامه:
وعليه فرواية ذلك ... غير صحيحة!
كذلك مما يرد هذه الرواية أن القراءة الصحيحة المتواترة صحت عن ابن عباس ..
فلو كان ما نُسب إليه صحيحًا لما قرأ بها ..
قَالَ أَبُو بَكْر الْأَنْبَارِيّ [كما في تفسير القرطبي]:
رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح أَنَّهُ قَرَأَ - " أَفَلَمْ يَتَبَيَّن الَّذِينَ آمَنُوا " وَبِهَا اِحْتَجَّ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ الصَّوَاب فِي التِّلَاوَة ; وَهُوَ بَاطِل عَنْ ابْن عَبَّاس , لِأَنَّ مُجَاهِدًا وَسَعِيد بْن جُبَيْر حَكَيَا الْحَرْف عَنْ اِبْن عَبَّاس , عَلَى مَا هُوَ فِي الْمُصْحَف بِقِرَاءَةِ أَبِي عَمْرو وَرِوَايَته عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس.
كذلك وردت هذه اللفظة في مسائل نافع بن الأزرق لابن عباس ..
ولو كانت هذه الرواية ثابتة لاستنكر ابن عباس اللفظة ..
ولما كان فسرها ولا استشهد لها بأشعار العرب.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[03 Sep 2008, 04:21 ص]ـ
هذا هو الإسناد
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16/ 452]
والأثر لا مطعن في إسناده عند أهل الحديث، رجاله رجال الصحيحين غير القاسم بن سلام وهو إمام ثقة
وهذه العبارة تدخل في علم توجيه القراءات وهو علم له قواعده وأصوله وضوابطه
ومن الأوجه المعتبرة التي أشار إليها بعض الباحثين أن ابن عباس كان يقرأ بقراءة (أفلم يتبين) ولما سئل عن قراءة (أفلم ييأس) أنكرها والتمس تخريج سببها، وأخطأ في ذلك
ولهذه المسألة نظير عن ابن عباس أيضاً في قراءة (وقضى ربك) وكان يقرأها (ووصى ربك) قال: التصقت الواو بالصاد
ولها نظائر عن بعض الصحابة كإنكار بعضهم أن تكون المعوذتين من القرآن، قالوا: إنما كانت تعاويذ يتعوذ بها النبي صلى الله عليه وسلم
وكان بعض الصحابة ينكر ما لا يعرفه من القراءات وهذا لا يبطلها إذا ثبتت بإسناد صحيح
وقصة عمر بن الخطاب والحارث بن هشام معروفة في الصحيح وكانت بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم فما بالك بما كان بعده
وهذه المسألة حالها كحال كثير من المسائل التي يعلم العالم فيها دليلاً ويخفى عليه دليل آخر مؤثر في الحكم فربما سارع إلى الإنكار
لا سيما مع كثرة التحديث
وقد بين الإمام مسلم طرفاً من ذلك في مقدمة صحيحه، وزاده توضيحاً وتقريراً شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه العظيم: (رفع الملام عن الأئمة الأعلام)
والقاعدة المتقررة في مثل هذه المسائل أن المثبت مقدم قوله على النافي
والقراءة إذا ثبتت بإسناد صحيح فهي صحيحة
وأما الخلاف المعروف في مسألة القراءة بما يخالف المصحف الإمام مما صح سنده فإنه لا يقتضي عدم صحة تلك القراءة؛ فليتفطن إلى ذلك.
ولكن هذا الوجه يشكل عليه أمران:
الأول: أن قراءة (أفلم ييأس) قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً
الأمر الثاني: أن ابن عباس كان من صغار الصحابة سناً وقد قرأ على كبارهم كأبي بن كعب وزيد بن ثابت وطلب العلم عن عدد منهم؛ فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة.
وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار
والمقصود الأعظم أن كل هذه المسائل لا تقدح في عصمة القرءان وأنه محفوظ بحفظ الله له
والقراءة التي في المصحف قد ثبتت بالتواتر اليقيني فلا مطعن فيها
وقراءة أفلم يتبين صحيحة ثابتة أيضاً
وأما ردود العلماء بعضهم على بعض فهو أمر آخر غير أمر الرواية يدخله الاجتهاد والخطأ
جزاك الله خيرا. صحة الإسناد، ولو كان مسلسلاً بالثقات، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث، وكلام الشيخ مساعد في محله، جارٍ على الجادة.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Sep 2008, 09:59 ص]ـ
أحيي الإخوة الفضلاء على مناقشتهم، ومثل هذه المناقشات والنقول تثري البحث ويجد فيها من يقرأ الموضوع بعدنا مادة علمية قيمة ربما تغنيه عن مطالعة عدد كبير من الكتب
وللتوضيح مرة أخرى أقول:
التوجيه الذي سبق بيانه ذكره الأستاذ محمود شاكر رحمه الله
وأوردت عليه إشكالين:
أحدهما: أن القراءة بالسين صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما
والآخر: أن ابن عباس رضي الله عنهما من صغار الصحابة سناً وأكثرهم سؤالاً وعلماً وقد قرأ على عدد من قراء الصحابة فيبعد جداً أن تخفى عليه هذه القراءة (أفلم ييأس)
وقلت: إن هذين الإشكالين ربما تضعفان القول بهذا التوجيه، وربما يوجد من أهل البحث والنظر من يجيب عنهما، فيصح.
وإنما قلت ذلك لمعرفتي بعمق كتابات الأستاذ محمود شاكر، وحرصه على التثبت والتحرير وبعده عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.
ويكفي أنه ألف كتاباً بسبب هذه المسألة!
فلم أر من الأدب العلمي أن تلغى النتيجة التي توصل إليها ويهدر بحثه بحكم يطلقه المتعجل في دقائق معدودة إن لم تكن ثوانٍ
لذلك اكتفيت بإيراد الإشكالين، لما أظنه أن في رواد هذا الملتقى الكريم من أوتوا حظاً وافراً من سعة الاطلاع وحسن النظر والتحرير والبعد عن الاستعجال في إطلاق الأحكام.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقلت: (وأقرب منه أن يكون توجيهه توجيه اختيار لا توجيه إنكار)
وكنت أتمنى أن ينقد هذا الاحتمال ويعطى حقه من النظر، وإن رأى أحد الباحثين المتأهلين غيره أرجح منه ذكره.
ولشرحه أقول: إن ابن عباس كان يختار القراءة بـ (أفلم يتبين) وقرأها كذلك على بعض الصحابة، كما قرأ أيضاً (أفلم ييأس) لكنه يختار الأولى، ولعلها كانت أشهر لما يدل عليه ما روي عن ابن كثير رحمه الله أنها القراءة الأولى، فلما سئل عنها ابن عباس قال ما قال باعتبار أن المختار عنده وعند عدد من الصحابة ما كان يقرؤه، واستغرب أن تكتب القراءة الثانية).
وهذا الاحتمال لم أجزم به، وإنما هو مطروح للمناقشة.
وأما قول أخي الفاضل د. فاضل: (نعم لو كان ابن عباس يقرأ (ييئس) لما ساغ له أن يتهم الكاتب بأنه ناعس)
فلعله أراد أن يبين لي وجه التناقض الذي أشار إليه أخونا أبو عمرو
فإن كان هذا مراده فالقراءة بالسين قد صحت عن ابن عباس رضي الله عنهما من عدة طرق، ولو لم تصح عنه لكان الأمر أهون في توجيه كلامه.
وأما قول أخي الفاضل: عبد الله الشهري: (صحة الإسناد، ولو كان مسلسلاً بالثقات، لا تعصمه بالضرورة من علّة النكارة، ولذلك أمثلة كثيرة مظانها علم أصول الحديث، وكلام الشيخ مساعد في محله، جارٍ على الجادة)
فأقول: كلام الشيخ مساعد وجيه، وله حظ من النظر وهو سائر على الجادة كما تفضلت، بمعنى أنه بنى كلامه على أساس علمي، والكلام الذي ذكره دقيق، وإن كان متوجها إلى الدفاع عن قراءة السين، وليس هذا محل خلاف، لكنه قد يفيد من يدرس الأثر دراسة حديثية نقدية
إذ من المعلوم في علم العلل أنه لا ينبغي أن يُتعجل برد الحديث والأثر وإعلاله بمجرد استغراب المتن قبل أن تجمع طرقه وألفاظه، وقبل أن يكون له توجيه صحيح يحمل عليه.
فمن أعله والحالة هذه كان متعجلاً في حكمه.
أما من جمع طرقه وأقوال الأئمة فيه ودرسه رواية ودراية وكان من أهل الاجتهاد في هذا الشأن فله أن يحكم بما أدى إليه اجتهاده.
وهو بذلك محسن في البيان، مجتهد مأجور إن شاء الله تعالى.
وللفائدة أنقل كلام ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، حيث قال: (8/ 474): (وروى الطبري وعبد بن حميد ـ بإسناده صحيح كلّهم من رجال البخاري ـ عن ابن عبّاس: أنّه كان يقرؤها: أفلم يتبيّن: ويقول: كتبها الكاتب وهو ناعس. ومن طريق ابن جريح، قال: زعم ابن كثير وغيره أنّها القراءة الاولى: وهذه القراءة جاءت عن علي وابن عبّاس وعكرمة وابن أبي مليكة وعلي بن بديمة وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيد وحفيده جعفر بن محمد، في آخرين قرؤوا كلّهم: أفلم يتبيّن.
وأمّا ما أسنده الطبري عن ابن عبّاس فقد اشتدّ إنكار جماعة ممّن لا علم له بالرجال صحّته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته، إلى أن قال: وهي والله فرية ما فيها مرية، وتبعه جماعة بعده، والله المستعان.
وقد جاء عن بن عبّاس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربّك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه) قال: (ووصّى) التزقت الواو في الصاد. أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيّد عنه.
وهذه الإشياء ـ وإن كان غيرها المعتمد ـ لكن تكذيب المنقول بعد صحّته ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق به).
فائدة: فسر مجاهد رحمه الله قوله تعالى (أفلم ييأس)، بـ (أفلم يتبين) وهو من باب تفسير إحدى القراءتين بالأخرى باعتبار مؤداهما.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[10 Sep 2008, 03:01 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أورد ابن حجر هذه الراوية عن الطبري وعلق عليها انها مروية عن طريق الثقات ورجال البخاري، لكن بالبحث عنها في صحيح البخاري لم نجدها فيه. لنا أن نسأل لماذا لم يوردها البخاري في صحيحه إن كان رجالها من الثقات؟
هذه واحدة، الثانية إن صحت هذه الرواية عن ابن عباس وهو المتوفى عام 65 هجرية، بمعنى أنه شهد جمع القرآن على عهد أبي بكر وعثمان وكتابة المصحف الإمام، إن صحت هذه الراوية عنه وأنكره كونها "ييأس" هل نظن أن هذا الرأي لم يصل للصحابة ولم يصدعوا به إن كلن صحيحا؟ وهنا أشير إلى تعليق قاله أحد الإخوة عن الترتيب الزمني في آراء ابن عباس، فمن المؤكد- إن صحت هذذه الرواية عنه- أنه قال في زمن متأخر وأن الصحابة الآخرين ممن لهم مزيد على وتفصيل إحاطة بالقرآن قد أعلموه بخطأه ولذا صحت عنه القراء بـ "ييأس".
ونحن نعلم أن الصحابة لم يخافوا في الله لومة لائم، فلو صح الزعم الوارد في الرواية واستقر دون تصحيح من الصحابة، لما هدأ ابن عباس حتى يغير المكتوب من القرآن حتى يتوافق شكلا موضوعا مع المنطوق منه.
هدانا الله جميعا إلى سبيل الرشاد
وليد شحاته بيومي
masri_mau@yahoo.com
ـ[شمس الدين]ــــــــ[11 Sep 2008, 06:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك، وأرجو أن تتسع صدور مشايخنا الفضلاء، فنحن والله نحبكم ونحب العلم الذي عندكم بارك الله فيكم.
لقد أدلى مشايخنا بدلائهم في المسألة، وقد أفادوا جزاهم الله خيرا.
وعندي بعض التساؤلات، وأرجو تصويبي إن أخطأت:
أولا: إن كان شرط الحديث الصحيح -أو الأثر الصحيح- أن يكون خاليا من الشذوذ والعلة، أوليس هذا بخبر شاذ مستغرب عن ابن عباس رضي الله عنهما؟
ثانيا: ألا يُحتمل أن يكون ابن عباس رضي الله عنها، قد قال ما قال، قبل أن يصله التواتر، أي قرأ الآية قراءة من صحيفة ورجح ما يراه أقرب معنى، لكن بعد وصول التواتر تراجع عن قوله؟
فما رأيكم جزاكم الله خيرا؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 Sep 2008, 06:57 ص]ـ
الأثر في فضائل القرآن لأبي عبيد وليس فيه هذا الحرف
قال أبو عبيد
حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ «أفلم يتبين (1) الذين آمنوا»
حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: «إنما هي» أفلم يتبين (1) «)
انتهى
بينما هو عند ابن جرير الطبري
حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت= أو يعلى بن حكيم=، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ. (3)
انتهى
فهذا الحرف
(قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعسٌ)
غير موجود في فضائل القرآن
فلينظر وليحرر وليتأمل
في الدر المنثور (8/ 457هجر)
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1965&stc=1&d=1221277766
وقد ذكر في الاتقان
(وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 Sep 2008, 10:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
إضافة إلى تنبيه الشيخ ابن وهب، وهو تنبيه يستحق الدراسة، أتمنى التأكد من أن عبارة "كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس" هي مقولة ابن عباس بالفعل، فأنتم تعلمون أن المدرج من أنواع الزيادات التي تأتي من أحد الرواة - إما تعليقاً أو إيضاحاً أو إنكاراً ونحو ذلك - ثم يحسب القاريء عندما يرى الزيادة في ذيل الحديث أو الأثر أنها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابي الموقوف عليه الخبر. ومن تأمل إسناد الطبري يجده صحيحاً ولكن لا يجد وضوحاً في المراد بكلمة "قال"، من هو هذا الذي قال؟ أهو ابن عباس؟ أم عكرمة؟ أم أحد الرواة ممن دونه إلى أحمد بن يوسف؟ خاصة وأن الأثر من طريق أبي عبيد - كما تفضل الشيخ ابن وهب مشكوراً - لا توجد فيه هذه الزيادة مما قد يميل بكفة الترجيح نحو كون كلمة "قال" مدرجة من غير ابن عباس [1]. انظر الأثر أدناه، تجد أن "قال" تحتمل أن يكون المراد بها ابن عباس كما تحتمل أن تكون من أحد الرواة.
قال محمد بن جرير الطبري: (حدثنا أحمد بن يوسف قال: حدثنا القاسم قال: حدثنا يزيد، عن جرير بن حازم، عن الزبير بن الخِرِّيت أو يعلى بن حكيم، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها:"أَفَلَمْ يَتَبيَّنِ الَّذِينَ آمنُوا"؛ قال: كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس) [جامع البيان: 16/ 452]
أتمنى حصر كل الطرق الممكنة ودراستها ولتكن هذه الجزئية على بال.
= = = = = = = = = = = = = = = = = = = =
[1] "أسبغوا الوضوء"، مثلاً من مدرج أبي هريرة رضي الله عنه، وهذا المدرج أكثر خفاءً من زيادة "قال" الواردة في أثر ابن عباس - في حال افترضناها مدرجة من غيره - لأن الأخيرة هذه يطرقها الاحتمال من ظاهر الناظر إلى الإسناد بمفرده أما مدرج أبي هريرة فلا يتبين إلا من خلال طرق أخرى ليس فيها. فما بالك لو أضفنا قرينة الأثر من طريق أبي عبيد. ومن القرائن كذلك أنه لم يذكر قضية النعاس [كناية عن الغفلة] غير ابن عباس من الصحابة، وقرينة أخرى ورود الأثر عن ابن عباس نفسه بقراءة ييأس.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[14 Sep 2008, 11:19 ص]ـ
في حال ثبوت الكلام المذكور عن ابن عباس رضي الله عنه، فإن للعدول إلى التأويل والتوجيه سعة تذيب رعونات الافتراق و تَبرُد خشونة الاختلاف.
يقول السمين الحلبي رحمه الله (عمد الحفاظ:4/ 349)): "قال بعضهم اليأس بمعنى العلم لغةً للنجع، وأنشد لجابر بن سحيم: [من الطويل]
أقول لهم بالشِّعب إذ ييسرونني = = = ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدمِ
أي ألم يعلموا، وهو قول قتادة" أ. هـ.
هكذا نرى هامشاً دلالالياً عاماً يستوعب معنى "تبين" من البيان و "علم" من العلم، ومعلوم - في الجملة - أن من تبيّن علِم، ومن علِم فقد تبيّن. وهناك توجيهات أخر ولكني انتقيت هذا التوجيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 Sep 2008, 06:04 م]ـ
الشيخ الفاضل عبد الرحمن الشهري - وفقه الله -
بارك الله فيكم ونفع بكم
ولكن رواية ابن الأنباري في المصاحف أصرح
ففي الإتقان
(يُتْبَعُ)
(/)
(وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ - أفلم يتبين الذين آمنوا أن لويشاء الله لهدى الناس جميعاً - فقيل له إنها في المصحف: أفلم ييأس، فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
انتهى
وكتاب ابن الأنباري مفقود
ولكن ذكر ابن حجر - رحمه الله - رواية عبد بن حميد في تفسيره
وعبد بن حميد متابع لأبي عبيد فهو يروي عن يزيد بن هارون
وهذا الجزء من تفسير عبد بن حميد مفقود
وممن روى الأثر سعيد بن منصور وكتابه ليس بين يدي الآن ولكن سعيد يرويه عن يزيد بن هارون
(في الغالب)
وابن المنذر وأيضا الجزء الذي فيه الأثر من كتاب ابن المنذر مفقود
وإن كان في الغالب أن رواية ابن المنذر من طريق سعيد بن منصور
فإذا رواية أبي عبيد في فضائل القرآن ورواية سعيد بن منصور وابن المنذر ليس فيه هذا الحرف
بينما نجد في رواية عبد بن حميد وابن الأنباري وابن جرير زيادة
(أظن الكاتب كتبها وهوناعس)
وقفت على مصدر آخر إن صح ما في كتاب السمرقندي
ألا هو كتاب عيسى بن أبان الفقيه الحنفي (ت220)
وعيسى أيضا في الغالب يرويه عن يزيد بن هارون
قال السمرقندي الحنفي
(وروى ابن أبان بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه كان يقرأ {أَفَلَمْ * يَتَبَيَّنَ} فقيل له: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ} فقال: إني لأَرى الكاتب كتبها وهو ناعس)
انتهى
وهذا هو المصدر الوحيد الذي أجد فيه من ينقل رواية عن عيسى بن أبان
وعيسى بن أبان أحد فقهاء الحنفية الذين ردوا على الإمام الشافعي - رحمه الله -
وقد رجحت في موضع آخر أنه من أهم مصادر الإمام الطحاوي في كتبه
وخاصة في كتابه شرح معاني الآثار وكتابه أحكام القرآن
وإن لم يصرح باسمه فإنه كان يأخذ منه ما يسمى بلغة العصر الفكرة العامة
وقد رد على عيسى الفقيه الشافعي المشهور ابن سريج
وعيسى بن أبان أحد من لهم أراء أصولية
انتهى
فالخلاصة أن الزيادة في كتاب عبد بن حميد (الفتح (8\ 873)
ابن جرير من طريق أبي عبيد
(ومصدر ابن جرير في هذه الراوية هو كتاب القراءات لأبي عبيد أو كتاب آخر غير كتاب الفضائل فيما أظن وابن الأنباري (الإتقان والدر المنثور) وعيسى بن أبان (تفسير السمرقندي الحنفي)
)
بينما في كتاب فضائل القرآن لأبي عبيد وسعيد بن منصور وابن المنذر فليس فيه هذا الحرف
ونتلخص مما سبق (وكما واضح بعضه طريقه الظن لا القطع لعدم وقوفنا على المصدر)
الراوة عن يزيد بن هارون
1\ سعيد بن منصور (لم أتحقق منه)
2\القاسم بن سلام
3\ عيسى بن أبان (لم أقف عليه)
4\ عبد بن حميد
عيسى بن أبان روى الزيادة
عبد بن حميد روى الزيادة
سعيد لم يذكر الزيادة
أبو عبيد
(في فضائل القرآن له لم يذكرالزيادة , بينما نجد الزيادة في رواية الطبري من طريق أبي عبيد في كتاب القراءت أو كتاب آخر غير فضائل القرآن)
انتهى
تنبيه:
في رواية عيسى بن أبان زيادة فقيل له: {وَلَوْ أَنَّ قُرْانًا سُيّرَتْ}
تنبيه: فات السيوطي- رحمه الله - في الدر المنثور ذكر عبد بن حميد ولهذا نظائر وهذا فيه رد على من زعم أن السيوطي استوعب فإن الإنسان معرض للخطأ والوهم والنسيان
فهذا كتاب عبد بن حميد بين يدي السيوطي ومع هذا فاته ذكر عبد بن حميد
تنبيه آخر: يزيد بن هارون من شيوخ سعيد بن منصور وقد فات المزي - رحمه الله - ذكر سعيد بن منصور ضمن تلاميذ يزيد بن هارون
وفاته ذكر يزيد بن هارون ضمن شيوخ سعيد بن منصور
(نعم المزي لم يقصد أن يستوعب الشيوخ ولكني ذكرت هذا للفائدة)
والله أعلم بالصواب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 Sep 2008, 07:07 م]ـ
وبعد مراجعة سنن سعيد بن منصور تبين أن كل ما ذكرته خطأ ومبني على ظن خاطىء
السنن (5\ 439 - 440) تحقيق الشيخ سعد الحميد - وفقه الله -
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1968&stc=1&d=1221408899
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=1971&stc=1&d=1221409988
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 Sep 2008, 11:05 م]ـ
تنبيه: نجد في رواية سعيد بن منصور (فليتبين) بينما نجد في الروايات الأخرى أفلم يتبين
فليحرر المطبوع
فائدة: عيسى بن أبان نقل عنه ابن التركماني
قال ابن التركماني
في حديث
(أربع لا لعان بينهن وبين أزواجهن اليهودية والنصرانية تحت المسلم والحرة تحت العبد والأمة عند الحر والنصرانية عند النصراني)
قال ابن التركماني
(وقد روى هذا الحديث عبد الباقي بن قانع وعيسى بن أبان من حديث حماد بن خالد الخياط عن معاوية بن صالح عن صدقة أبى توبة عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده عنه عليه السلام)
انتهى
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[19 Oct 2008, 10:25 ص]ـ
هل يمكنك أن تلخص لنا كلامك بعد تصحيح الخطأ؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 Oct 2008, 06:42 ص]ـ
بارك الله فيكم
تنبيه: هذا ص 440 من سنن سعيد بن منصور
http://www.tafsir.org/vb/attachment.php?attachmentid=2082&stc=1&d=1224733101(/)
الفرق بين التكرار والمتشابه اللفظي ....
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[16 Nov 2007, 07:30 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأرجو من المشايخ الفضلاء، والأساتذة الكرماء، والإخوة الأعزاء بيان الفرق بين:
- التكرار و المتشابه اللفظي ... مع ذكر الأمثلة ..... وحبذا لو أنكم تحيلون إلى مظان هذه المسألة ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[16 Nov 2007, 08:10 م]ـ
عرفه الزركش في البرهان فقال:
هو إيراد القصة الواحدة في صور شتى وفواصل مختلفة ويكثر في إيراد القصص والأنباء.
ومراده في التعريف بالقصة الواحدة: اللفظ القرآني المعيَّن يرد بصور متشابهة. ومعنى التشابه فيها الاختلاف بين ألفاظها بالزيادة والنقص أو الإبدال أو التقديم والتأخير وهذا كله مما يشكل على القارئ الحافظ فيحتاج معه إلى المراجعة ومزيد الضبط، ولهذا يسمى القراءُ هذا النوع المُشكِل.
- وهناك أيضاً [المكرَّر] وهو ما تكرر فيه لفظ بعينه دون اختلاف في عدة مواضع من القرآن كتكرير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} … (الرحمن:13) وهذا هو التكرار اللفظي من غير اختلاف.
- ومن المكرر ما تكرر فيه المعنى مع اختلاف في الألفاظ بفروق يسيرة متشابهة وهو عين المتشابه اللفظي.
- أما ما تكرر فيه المعنى دون الألفاظ - كتكرار قصص الأنبياء عليهم السلام بأساليب مختلفة وألفاظ متباينة - فهو خارج عن حد المتشابه اللفظي.(/)
أسئلة عن آية: إنما المؤمنون إخوة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:39 م]ـ
استوقفتني الآية العاشرة من سورة الحجرات: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
فبم تعلقت الرحمة في الآية: بالإصلاح بين الإخوة، أم بالتقوى؟ أم بالاثنين معها؟
وهل لهذا التعلق صلة بالوقف الموجود بعد (أَخَوَيْكُمْ َ)؟
هل هذا الوقف وارد في جميع القراءات؟
وهل يجوز وصل (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) إذا أردنا لفت الانتباه إلى تعلق الرحمة بالأمرين معا؟
هل يمكن فهم (وَاتَّقُوا اللَّهَ) على أنها جملة تفسيرية للإصلاح بين الإخوة، أي: (أصلحوا بين أخويكم إن كنتم تتقون الله حقا)
جزاكم الله خيرا.
(لا أدري إن كان الأولى أن أطرح هذا السؤال في قسم التفسير أو قسم القراءات، فمعذرة).
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[17 Nov 2007, 08:08 ص]ـ
استوقفتني الآية العاشرة من سورة الحجرات: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
فبم تعلقت الرحمة في الآية: بالإصلاح بين الإخوة، أم بالتقوى؟ أم بالاثنين معها؟
- الواضح أنها متعلقة بكليهما فاتقوا لأن أخوتكم في الإيمان وهي أقوى من أخوة النسب واتقوا الله في الإصلاح من حيث الصدق في طلبه والحرص عليه.
وهل لهذا التعلق صلة بالوقف الموجود بعد (أَخَوَيْكُمْ َ)؟
- الوقف يفيد التأمل في الأخوة والإصلاح والاستعداد للتقوى لتحصيل الرحمة.
هل هذا الوقف وارد في جميع القراءات؟
- لا أدري
وهل يجوز وصل (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) إذا أردنا لفت الانتباه إلى تعلق الرحمة بالأمرين معا؟
- لا شك في جواز ذلك فالوقف بالجيم الصغيرة الموجودة فوق السطر يفيد جواز الوقف وليس وجوبه.
هل يمكن فهم (وَاتَّقُوا اللَّهَ) على أنها جملة تفسيرية للإصلاح بين الإخوة، أي: (أصلحوا بين أخويكم إن كنتم تتقون الله حقا)
- نعم وأكثر التفاسير تؤكد ذلك
جزاكم الله خيرا.
- وإياكم.
(لا أدري إن كان الأولى أن أطرح هذا السؤال في قسم التفسير أو قسم القراءات، فمعذرة).
في الحقيقة لم أجد إجابة دقيقة في كتب التفسير عن سؤالكم وقد نقلت بعض النقول التي يمكن أن تفيد في عموم فهم الآية:
وهذه نماذج من كتب التفسير:
من تفسير الآلوسي:
{واتقوا الله} في كل ما تأتون وما تذرون من الأمور التي من جملتها ما أمرتم به من الإصلاح، والظاهر أن هذا عطف على {فَأَصْلِحُواْ} وقال الطيبي: هو تذييل للكلام كأنه قيل: هذا الإصلاح من جملة التقوى فإذا فعلتم التقوى دخل فيه هذا التواصل، ويجوز أن يكون عطفاً على {فَأَصْلِحُواْ} أي واصلوا بين أخويكم بالصلح واحذروا الله تعالى من أن تتهاونوا فيه {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي لأجل أن ترحموا على تقواكم أو راجين أن ترحموا عليها.
من تفسير الرازي:
المسألة الثانية: عند إصلاح الفريقين والطائفتين لم يقل اتقوا، وقال ههنا اتقوا مع أن ذلك أهم؟ نقول الفائدة هو أن الاقتتال بين طائفتين يفضي إلى أن تعم المفسدة ويلحق كل مؤمن منها شيء وكل يسعى في الإصلاح لأمر نفسه فلم يؤكد بالأمر بالتقوى، وأما عند تخاصم رجلين لا يخاف الناس ذلك وربما يزيد بعضهم تأكد الخصام بين الخصوم لغرض فاسد فقال: {فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ واتقوا الله} أو نقول قوله {فَأَصْلِحُواْ} إشارة إلى الصلح، وقوله {واتقوا الله} إشارة إلى ما يصونهم عن التشاجر، لأن من اتقى الله شغله تقواه عن الاشتغال بغيره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه و (يده)» لأن المسلم يكون منقاداً لأمر الله مقبلاً على عباد الله فيشغله عيبه عن عيوب الناس ويمنعه أن يرهب الأخ المؤمن، وإليه أشار النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن من يأمن جاره بوائقه» يعني اتق الله فلا تتفرغ لغيره.
من تفسير اللباب لابن عادل ويبدو أنه ينقل حرفياً عن الرازي:
إن قيل: عند إصلاح الفريقين والطائفتين لم يقل: اتَّقُوا وقال هَهُننَا اتَّقوا مع أنَّ ذلك أهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
فالجواب: أنّ الاقتتال بين طائفتين يُفضي إلى أنْ تَعُمَّ المفسدة ويلحق كل من مؤمن منها شيء وكل يسعى في الإصلاح لأمر نفسه فلم يؤكد بالأمر بالتقوى وأما عند تخاصم رَجُلَيْن لا يخاف الناس ذلك وربما يريد بعضهم تأكيد الخِصَام بين الخصوم ولغرض فاسد، فقال: {فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله} أو يقال: قوله: وأصْلِحُوا إشارة الإصلاح، وقوله: «وَاتَّقُوا اللهَ» إشارة ما يصيبهم عن المُشَاجَرَة، وإيذاء قلب الأخ؛ لأن من اتقى الله شغله تقواه عن الاشتغال بغيره، قال عليه الصلاة والسلام: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهٍ»
من تفسير البيضاوي:
{إِنَّمَا المؤمنون إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} هذا تقرير لما ألزمه من تولي الإصلاح بين من وقعت بينهم المشاقة من المؤمنين، وبيان أن الإيمان قد عقد بين أهله من السبب القريب والنسب اللاصق ما إن لم يفضل الإخوة لم ينقص عنها. ثم قد جرت العادة على أنه إذا نشب مثل ذلك بين الأخوين ولاداً لزم السائر أن يتناهضوا في رفعه وإزاحته بالصلح بينهما فالإخوة في الدين أحق بذلك، {أخوتكم} يعقوب {واتقوا الله لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي واتقوا الله، فالتقوى تحملكم على التواصل والائتلاف وكان عند فعلكم ذلك وصول رحمة الله إليكم مرجواً،
من تفسير السعدي:
أمر بالتقوى عمومًا، ورتب على القيام بحقوق المؤمنين وبتقوى الله، الرحمة [فقال: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} وإذا حصلت الرحمة، حصل خير الدنيا والآخرة، ودل ذلك، على أن عدم القيام بحقوق المؤمنين، من أعظم حواجب الرحمة.
وفي هاتين الآيتين من الفوائد، غير ما تقدم: أن الاقتتال بين المؤمنين مناف للأخوة الإيمانية، ولهذا، كان من أكبر الكبائر، وأن الإيمان، والأخوة الإيمانية، لا تزول مع وجود القتال كغيره من الذنوب الكبار، التي دون الشرك، وعلى ذلك مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى وجوب الإصلاح، بين المؤمنين بالعدل، وعلى وجوب قتال البغاة، حتى يرجعوا إلى أمر الله، وعلى أنهم لو رجعوا، لغير أمر الله، بأن رجعوا على وجه لا يجوز الإقرار عليه والتزامه، أنه لا يجوز ذلك، وأن أموالهم معصومة، لأن الله أباح دماءهم وقت استمرارهم على بغيهم خاصة، دون أموالهم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Nov 2007, 08:19 ص]ـ
هل يمكن فهم (وَاتَّقُوا اللَّهَ) على أنها جملة تفسيرية للإصلاح بين الإخوة، أي: (أصلحوا بين أخويكم إن كنتم تتقون الله حقا)
بل هي جملة معطوفة، على الجملة (الآية)
السابقة لها .. ليس غير
وشكرا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[20 Nov 2007, 02:50 ص]ـ
جزاكما الله خيرا.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Nov 2007, 10:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل في كتابه العزيز: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُم، وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
من جمالية التعبير القراني تعلق الكلم بعضه ببعض وهذا ما يعرف بنظرية النظم عند البلاغيين، فقد بدات الاية الكريمة باسلوب القصر تنبيها لما بعدها انه امر يستدعى الانتباه.
فقررت الاية من مطلعها نعمة من نعم الايمان وهي: التاكيد على عوائد الايمان باستشعار الاخوة في الدين، ليكون امر الاصلاح بين الاخوان من توفيق الله تعالى وهو من الايمان.
لان الايمان ما صفت به النفوس واطمئنت به الى الله تعالى وكذلك الاصلاح بين الاخوة وهو من التناسب البليغ بين استعمال المفردات ..... مع كل ذلك ما زالت وصية الله تعالى فينا وهي التزام التقوى ومراقبة الله تعالى لان الدنيا فانية وفاني ما فيه الا ذكر الله وما والاه فلماذا الخلاف والشقاق؟، بعد هذا اراد الله تعالى ان يبين لعباده سعة رحمته بهم جميعا من باب الترغيب في الصلح وترك الشحناء بين الاخوان فقال (لعلكم ترحمون) اي ان من مواطن الرحمة الاسراع الى امتثال الطاعة في هذا الموقف وعدم ترك الاخوة متخاصمين من اجل عرض الحياة الدنيا. والله اعلم(/)
من خواطر الشعراوي
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[17 Nov 2007, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من خواطر الشعراوي كتاب للمكتبة الشاملة
هي بعض الخواطر للشيخ الشعراوي جمعتها من مواقع مختلفة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Nov 2007, 01:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وطيب الله ثرى شيخنا.(/)
التصنيف في علم أسباب النزول
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يلاحظ الباحث منذ الوهلة الأولى قلة المؤلفات المستقلة في علم أسباب النزول بالمقارنة مع غيره من علوم القرآن وقد حاولت من أكثر من عشر سنوات خلت جمع أهم وأشهرالمؤلفات فيه فألفيتها لا تبلغ العشرين مصنفا، فقلت مع نفسي لعل السيوطي عنى ذلك عندما قال عن هذا العلم:"أفرده بالتصنيف جماعة " وهو الذي قال عن علوم أخرى مثل "غريب القرآن" أو " الناسخ والمنسوخ" على سبيل المثال:"أفرده بالتصنيف خلائق لا يحصون "
وبعد فهذه قائمة بأهم ما وقفت عليه من مؤلفات في علم أسباب النزول مرتبة ترتيبا زمنيا آملا أن يغنيها الإخوة العلماء بما فاتني ليستفيد منها المهتمون من الباحثين:
1 - " أسباب النزول "لأبي الحسن علي بن المديني {ت234هـ} وهو أقدم مؤلف في الموضوع كما قال السيوطي في الإتقان
2 - "القصص والأسباب التي نزل من أجلها القرآن "لأبي المطرف عبدالرحمن بن محمد بن عيسى بن أصبغ القرطبي الأندلسي {ت 402هـ} ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون
3 - "أسباب النزول "لأبي الحسن الواحدي {ت468هـ} قال السيوطي:"ومن أشهرها كتاب الواحدي على ما فيه من إعواز " وقد طبع مرارا وقام بدراسته وتحقيقه د. كمال بسيوني زغلول / دار الكتب العلمية
يتبع
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Nov 2007, 02:43 ص]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الدكتور ووفقك لكل خير واسمح لي أن أضيف ما يلي:
من الكتب في أسباب النزول:
1 - تفصيل لأسباب التنزيل عن ميمون بن مهران (ت: 117هـ) وهو مخطوط. وقد ذكر محقق العجاب في بيان الأسباب وهو عبد الحكيم محمد الأنيس أنه اطلع عليه.
2 - أسباب النزول والقصص الفرقانية لأبي المظفر محمد بن أسعد العراقي الحنفي الحكيمي (ت: 567 هـ). وهو كتاب يخلو من الأسانيد تماماً.
3 - الأسباب والنزول على مذهب آل الرسول لأبي جعفر محمد بن علي بن شهر آشوب الطبري الشيعي (ت: 588هـ).
4 - أساب النزول لأبي الفرج ابن الجوزي (ت: 597هـ).
5 - أسباب نزول الآي للأرتقي (ت: 619هـ). وهو مختصر من الواحدي.
6 - عجائب النقول في أسباب النزول لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (ت: 732 هـ) ذكر السيوطي أنه اختصره من كتاب الواحدي فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئاً.
7 - سبب النزول في تبليغ الرسول لابن الفصيح: فخر الدين أحمد بن علي بن أحمد الكوفي (ت: 755هـ).
8 - رسالة في أسباب النزول لعلي بن شهاب الدين حسن بن محمد الهمذاني (ت: 786 هـ).
9 - العجاب في بيان الأسباب للحافظ ابن حجر (ت: 852هـ).
10 - مدد الرحمن في أسباب نزول القرآن للقاضي زين الدين عبد الرحمن بن علي بن إسحاق التميمي الداري الخليلي المقدسي الشافعي (ت: 876 هـ).
11 - لباب النقول في أسباب النزل للسيوطي (ت: 911 هـ).
12 - إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ المتشابه وتجويد القرآن لعطية الله بن عطية البرهاني الشافعي الأجهوري (ت: 1190هـ).
13 - أسباب النزول لأحمد بن علي بن أحمد بن محمود الحنفي (مجهول الوفاة).
14 - أسباب النزول لعبد الجليل النقشبندي.
ومن الكتب الحديثة:
15 - الصحيح المسند من أسباب النزول للشيخ مقبل بن هادي الوادعي.
16 - أسباب النزول وأثرها في التفسير للدكتور عاصم الحميدان (رسالة جامعية).
17 - أسباب النزول أسانيدها وأثرها في تفسير القرآن الكريم للدكتور جمعة سهل (رسالة جامعية).
18 - جامع النقول في أسباب النزول للشيخ ابن خليفة عليوي.
19 - أسباب النزول عن الصحابة والمفسرين للشيخ عبد الفتاح القاضي.
20 - أسباب النزول القرآني للدكتور غازي عناية.
21 - أسباب نزول القرآن للدكتور حماد عبد الخالق حلوة.
22 - أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص للدكتور عماد الدين محمد الرشيد.
23 - تسهيل الوصول إلى معرفة أسباب النزول للشيخ خالد عبد الرحمن العك.
24 - المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب الستة دراسة الأسباب رواية ودراية للدكتور خالد بن سليمان المزيني (وهو رسالة دكتوراة مطبوع حصل على جائزة أفضل رسالة علمية من الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه عام 1427هـ) وعنه نقلت المعلومات السابقة ولعله أجمع ما كُتب في هذا الموضوع.
والله أعلم ...
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 04:08 ص]ـ
شكر الله لك أخي فهد الوهبي على هذه الخدمة الجليلة التي اختصرت بها علي الكثير وقبل أن أواصل الحديث عن هذا الموضوع والتعريف ببعض الكتب التي ما تزال مخطوطة أسأل عن كتاب "أسباب النزول والقصص الفرقانية " قال حاجي خليفة في كشف الظنون إنه لمحمد بن أسعد القرافي {ت667هـ} وحقق الدكتور عصام أحمد أحمد غانم كتابا بالعنوان نفسه لمحمد بن أسعد العراقي {ت567هـ}
أنا لم أقف على الكتاب وقد طبع الجزء الأول منه سنة 2000م لكني لم أقف عليه فهل الأمر يتعلق بكتاب واحد وأخطأ حاجي خليفة أو الناسخ أو الطابع لكشف الظنون فجعل القرافي مكان العراقي؟ أتمنى أن يوضح بعض الإخوة الذين وقفوا على الكتاب هذا الأمر مأجورين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:06 ص]ـ
أسباب النزول والقصص الفرقانية؛ لمحمد بن أسعد العراقي (567هـ) - الجزء الأول
تحقق الدكتور عصام أحمد أحمد غانم،
طبع دار الوفاء للطباعة والنشر،
تاريخ النشر: 01/ 01/2000 ..
وقال النعيميّ في كتابه:
الدارس في تاريخ المدارس:
(قال الذهبي في سنة سبع وستين وخمسمائة:
وأبو المظفر محمد بن أسعد بن الحكيم العراقي الحنفي الواعظ كان
له القبول التام في الوعظ بدمشق ودرس بالصادرية والطرخانية والمعينية
سمع أبا علي بن نبهان وجماعة وروى المقامات عن الحريري وصنف لها شرحاً
وصنف تفسير القرآن عاش نيفاً وثمانين سنة انتهى .. ).
وفي الوافي بالوفيات؛ للصفديّ:
(شارح المقامات محمد بن أسعد بن محمد بن نصر:
الفقيه أبو المظفر ابن الحكيم البغدادي العراقي الحنفي الواعظ نزيل دمشق،
كان يعظ بها ودرس بالطرخانية وبالصادرية بني له الأمير معين الدين انزر مدرسته،
وشرح المقامات وذكر انه سمعها من الحريري،
توفي سنة سبع وستين وخمس ماية ودفن بباب الصغير بدمشق .... ).
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 03:37 م]ـ
بارك الله في الأخ الدكتور مروان لكن بقي أن نعرف هل هناك كتاب أخر باسم "أسباب النزول والقصص الفرقانية " لمحمد بن أسعد القرافي -ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون أرجو أن نحقق الأمر
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 04:30 م]ـ
* - " تقريب المأمول في ترتيب النزول" لأبي إسحاق الجعبري {ت732هـ} والكتاب عبارة عن منظومة أولها:
مكيها ست وثمانون اعتلت * * * نظمت على وفق النزول لمن تلا
يوجد منه نسخة مخطوطة بخزانة تطوان العامة تحت رقم: {6/ 458}
*- "العجاب في بيان الأسباب" لأبي الفضل شهاب الدين أحمد بن حجر العسقلاني {ت852هـ} وقد سبق لي أن نشرت بطاقة تعريف عنه بمجلة دعوة الحق المغربية بالعدد:323 / ص:121125 / جمادى الثانية 1417= نونبر 1996 وفيها وصف لمخطوطة الكتاب بخزانة ابن يوف بمراكش رقم:258 - وذلك قبل صدور الكتاب بتحقيق أخي وصديقي الفاضل الدكتور عبد الحكيم محمد الأنيس سنة 1997م عن دار ابن الجوزي ...
*- "أسباب النزول " لأبي القاسم محمد بن إبراهيم القمارشي
هنا أقف قبل أن أواصل الحديث عسى أن أجد من يساعدني على الوصول إلى ترجمة هذا الرجل
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 05:48 م]ـ
أريد أن يساعدنا الإخوة الكرام على الوصول الى ترجمة كاملة لهذا الرجل لأن كتابه أسباب النزول - سياتي الحديث عن نسخه المخطوطة - من أوسع وأشمل ما ألف في أسباب النزول
لمزيد من البيان فيما يتعلق بالمؤلف أهم المعطيات التي وصلت إليها: هو أبو القاسم محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عيسى الأشعري القمارشي نسبة الى قمارش شرق إقليم مالقة، وفي "ثبت" أبي جعفر الوادي آشي {ت938هـ} جاء ذكره ضمن الأسانيد ووصفه ب"الأستاذ المصنف" وأنه يحمل عنه أبو إسحاق إبراهيم بن كامل الأنصاري البرساني {ت888هـ} وعلى هذا يكون القمارشي من رجال القرن التاسع الهجري أتمنى الوصول الى مزيد من المعلومات التي تساعد على إقامة ترجمة هذا المؤلف في أسباب النزول ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[18 Nov 2007, 07:53 م]ـ
كتاب أسباب النزول للشيخ إبراهيم العلي رحمه الله تعالى، طبعته دار القلم في دمشق، وقد ذكر الدكتور صلاح الخالدي في مقدمته له أنه أفضل كتاب في أسباب النزول.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:54 م]ـ
الاستيعاب في بيان الأسباب لسليم الهلالي، ومحمد آل نصر
لكنهم أدخلوا فيه ما ليس من قبيل الأسباب.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:32 م]ـ
أسباب النزول للقمارشي: يوجد منه نسخة مخطوطة بخزانة ابن يوسف بمراكش تحت رقم {73} عدد أوراقه {203} آخره سورة الحشر وقد أوشك الأستاذ صالح فنان من الانتهاء من تحقيقه على هذه النسخة وأخرى تامة وتقديمه لنيل الدكتوراه ...
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Nov 2007, 08:58 ص]ـ
ليت أخي الحبيب الدكتور محمد عز الدين المعيار
يطلع على هذا البحث، وهو حول الموضوع ذاته؛
ولعل فيه مايكمل ماتفضل به مشكورا:
http://www.u-of-islam.net/uofislam/behoth/behoth_quran/04_5.htm
وهو هنا بالتفصيل أيضا:
http://www.u-of-islam.net/uofislam/behoth/behoth_quran/04_fehr.htm
وشكرا
ـ[عادل التركي]ــــــــ[19 Nov 2007, 04:49 م]ـ
الأخوة الأفاضل
هل لبحث الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المزيني
المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب الستة دراسة الأسباب رواية ودراية
وجود على صفحات النت؟
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Nov 2007, 05:09 م]ـ
نعم أخي الدكتور مروان شاهدت البحث وأسعى بتعاونكم الى ذكر كتب أخرى لم تكن معروفة وبشكل يقدم معلومات عن المخطوط منها والمطبوع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[19 Nov 2007, 06:14 م]ـ
أخانا الفاضل المفضال الدكتور محمد عز الدين المعيار
جزاك الله خيرا، وأحسن إليك
وأما بالنسبة
لمحمد بن أسعد القرافي {ت667هـ}؛
فأظنه تصحيف عن محمد بن أسعد العراقي
وخاصة أنني لم أجد للأول أي ذكر في كتب التراجم
وأن كتاب كشف الظنون ملآن بالتصحيفات والتحريفات والنقصان
وحتى سنة الوفاة لو دققت فيها؛ لوجدتها هي وفاة العراقي
وهي سنة 567 هـ، وهذا كذلك كثير في مثل هذا الكتاب!!!
والذين يعملون في التحقيق يعرفون ذلك فيه ...
والله أعلم
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Nov 2007, 09:19 م]ـ
أخانا الفاضل الكريم الدكتور مروان شكرا لك على مشاركاتك المفيدة التي من شأنها أن تغني هذا الموضوع وتسير به خطوات موفقة الى الأمام
أما ما جاء في كشف الظنون فكما قلتم الراجع فيه أن العراقي تصحفت فأصبحت القرافي
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[20 Nov 2007, 12:21 ص]ـ
من المصنفات في أسباب النزول أيضا:
*- يتيمة الدرر في النزول وآيات السور " لأبي عبدالله الحنبلي - يوجدمنه نسخة مخطوطة بمكتبة جستربيتي دبلن
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Nov 2007, 12:44 م]ـ
مما يذكر من التآليف المعاصره في أسباب النزول كتاب الدكتور أبو نادي عمر الأزهري الذي عنوانه ـ على ما أذكر ـ صحيح أسباب النزول، وكتاب: ضعيف أسباب النزول في مجلدين، وضمنهما النفع العظيم في بابه.
ـ[نزار حمادي]ــــــــ[24 Feb 2009, 03:08 م]ـ
6 - عجائب النقول في أسباب النزول لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (ت: 732 هـ) ذكر السيوطي أنه اختصره من كتاب الواحدي فحذف أسانيده ولم يزد عليه شيئاً.
والاسم الكامل لهذا الكتاب:
بدائع أفهام الألباب في نسخ الشرائع والأحكام والأسباب
ـ[حكيم بن منصور]ــــــــ[24 Feb 2009, 07:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومن هذا السرد المفيد حقا نعلم بطلان من يريد أن يغير مصطلحات العلماء فيلزم تغيير مصطلح أسباب النزول إلى مناسبات التنزيل أو غيرها.
وهذه فائدة جليلة
بارك الله فيكم جميعا
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[27 Feb 2009, 10:41 م]ـ
هل كتاب أسباب النزول لعلي بن المديني مطبوع أومفقود.؟
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[01 Jun 2010, 06:27 ص]ـ
للفائدة:
قال: أ. د محمد علي في كتابه المنار في علوم القرآن:
" ثم جاء ابن حجر العسقلاني ... وكتب كتابه العجب العجاب في بيان الأسباب .. ومن خلال اطلاعي ... وجدتها ليس مثل كتابه فتح الباري، بل سود صفحات كثيرة في أشياء لا تمت إلى سبب النزول بصلة، مثل ذكره عن كوكب الزهرة ... وقد أطال هجومه على من ضعفوا ورود هذه الرواية " أهـ
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[08 Jun 2010, 11:42 م]ـ
مرد القضية أن لفظ النزول مصطلح متسع جدا عند السلف وبعض من أتى بعدهم فيطلقون النزول ويقصدون به:
1) سبب النزول
2) التفسير أي أن المعنى الذي تدل عليه الآية يدخل فيه حادثة من الحوادث أو قصة من القصص ولو كانت حادثة قبله أو بعده لكون المعنى الذي دلت عليه داخل في معنى الآية.
وهذا الإطلاق الثاني أكثر في كلامهم من الإطلاق الأول، وبتأمل ذلك وتحرير الفرق بين الإطلاقين يخرج كثير من الأمثلة التي ينتقد بعض الباحثين فيها المصنفين في أسباب النزول لإدخالهم في أسباب النزول ما لا ينطبق عليه شروطها، والحقيقة أنهم لم يدخلوها على أنها سبب للنزول بل على أن فيها معنى دلت عليه الآية. والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jun 2010, 08:46 ص]ـ
من المصنفات في أسباب النزول أيضا:
*- يتيمة الدرر في النزول وآيات السور " لأبي عبدالله الحنبلي - يوجدمنه نسخة مخطوطة بمكتبة جستربيتي دبلن
حقق هذا الكتاب الصغير ونشره الأستاذ الدكتور محمد بن صالح البراك الأستاذ بالجامعة الإسلامية بالمدنية المنورة وبعث بنسخة من تحقيقه لي منذ مدة جزاه الله خيراً.(/)
هل يلزم أن تكون معجزة النبي (عليه السلام) مما برع به قومه؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 10:19 ص]ـ
لقد اشتهر في كتابة من كتب عن معجزات الأنبياء أن ينبه على أن معجزة النبي (عليه السلام) تكون من جنس ما برع به قومه، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه:
الأول: أن بعض الأنبياء (عليهم السلام) كان لهم أكثر من معجزة، ولا يلزم أن تكون كل معجزاتهم هذه من جنس ما برع بها أقوامهم، ومن ذلك: أن خروج إبراهيم (عليه السلام) من النار كان معجزة، فمالذي برع به قومه في هذا المجال؟!
الثاني: أن من يُمثِّل لهذه المسألة يذكر بروع قوم موسى (عليه السلام) بالسحر، وقوم عيسى (عليه السلام) بالطب، والعرب بالفصاحة والبلاغة بالنظم وتصريف القول، فجاءت معجزة كلٍّ من هؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) وِفْقَ ما برع به قومه، وهذا الكلام يدخله النقد السابق، ويضاف إليه الآتي:
1 ـ من أين جاء أن قوم عيسى (عليه السلام) برعوا بالطب؟ إن عيسى (عليه السلام) قد أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يشتهر عنهم أنهم برعوا بالطب.
ولعل أول من قال بهذا كان في ذهنه أن معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الكبرى كانت من جنس ما برع به قومه، فأجرى ذلك على غيره، ولما رأى من عيسى (عليه السلام) إبراء الأكمه والأبرص ظنَّ أن قومه برعوا بالطب.
2 ـ لو كان ما قالوه صحيحًا، فهل برع قوم عيسى (عليه السلام) بالكهانة ودعوى علم الغيب، وهو يقول لهم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)؟!
صباح الأحد 8: 11: 1428
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[18 Nov 2007, 08:56 م]ـ
منذ زمن بعيد وانا اعتقد بهذا الذي تقول يا ابا عبد الملك
واضيف من الذي قال ان معجزة موسى عليه السلام لها علاقة بالسحر لو سلم جدلا ان بني اسرائيل قد برعوا في السحر؟
ومن معجزات عيسى عليه السلام احياء الموتى فما علاقة هذا بالطب؟
واضيف سؤالا ربما يكون فيه حرج هل البيان القراني من جنس ما برع فيه العرب حتى تاتي المعجزة متوافقة مع ذلك الذي يقولون؟ واذا كانوا برعوا فيه فما الذي اعجزهم عنه؟
لعل لنا لقاء آخر نبث فيه بعض الهموم حول تلك القضية فان في طرحها للبحث خير كثير
وشكرا للاخ الفاضل الدكتور الطيار على ما تفضل به
ـ[صالح صواب]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:01 م]ـ
قبل أن أبدأ في طرح رأيي ... أضيف إلى ما سبق أن بعض الكتاب ذكروا أن معجزة صالح عليه السلام (الناقة) جاءت مناسبة لحالهم في البادية وفي الجزيرة ... واهتمامهم بالإبل .. وهذا - في نظري - بعيد جدا.
وقد وقفت على كلام لابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية بالمعنى الذي ذكره الدكتور مساعد، ولا أدري هل نقله عن غيره أم لا .. وهذا نص كلام ابن كثير - رحمه الله - حيث يقول:
"كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان، فذكروا أن موسى عليه السلام كانت معجزته مما يناسب أهل زمانه، وكانوا سحرة أذكياء، فبُعِث بآيات بهرت الأبصار، وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه، وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل، الذي لا يمكن صدوره إلا عمّن أيّده الله وأجرى الخارق على يديه، تصديقا له، أسلموا ولم يتلعثموا.
وهكذا عيسى بن مريم، بُعث في زمن الطباعية الحكماء، فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وأنّى لحكيم إبراء الأكمه الذي هو أسوأ حالا من الأعمى؟ والأبرص؟ والمجذوم؟ وَمن به مرض مزمن؟ وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن يقيم الميت من قبره؟ هذا مما يعلم كل أحد معجزة دالة على صدق من قامت به، وعلى قدرة من أرسله.
وهكذا محمد ? وعليهم أجمعين، بعث في زمن الفصحاء البلغاء، فأنزل الله عليه القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فلفظه معجز، تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وقطع عليهم بأنهم لا يقدرون لا في الحال ولا في الاستقبال، فلم يفعلوا ولن يفعلوا…)
وتعليقا على ما سبق ... أقول والله أعلم: أنه لا يلزم أن تكون معجزة النبي أو الرسول من جنس ما برع فيه قومه، وهناك معجزات كثيرة لا علاقة لها بالفن الذي برع فيه القوم.
ولكن ذلك لا يمنع أن تكون المعجزة من جنس ما برع فيه القوم، وهذا قد ينطبق على بعض المعجزات؛ وليس كلها.
ومن الواضح أن المعجزة إذا كان بما يشبه ما برع فيه القوم، فإنه أدعى إلى معرفتهم بحقيقة المعجزة، كما كان من السحرة الذين كانوا أول من آمن بموسى عليه السلام. ثم إن ذلك هو الأنسب في التحدي، إذ التحدي يكون لمن برع في هذا الفن.
وللتفريق بين الأمرين .. أقول: إن من المعجزات ما يكون فيه التحدي، ومثل هذا يكون مما برع فيه القوم .. ومن المعجزات ما يكون آية دالة على النبوة، غير مصحوب بالتحدي وهذا لا يلزم منه أن يكون مما برع فيه القوم ..
وكل ما قلته اجتهاد .. فإن أصبت فبتوفيق الله .. وإن أخطأت فأستغفر الله، وأرجو من إخواني المعذرة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:16 م]ـ
لقد طرح الأخ الفاضل الدكتور مساعد الطيار موضوعا يستحق التدبر والمناقشة لكن يبدو أن مفتاح فهم ذلك هو معرفة طبيعة المعجزة وهنا أسوق للاستئناس هذا النص للشيخ محمد متولي الشعراوي:"حين ياتي إنسان ويقول إنه رسول من عند الله جاء ليبلغ منهجه .. أنصدقه؟ .. أم أننا نطالبه بإثبات ما يقول؟ .. إذن كان لابد أن تجيء مع كل رسول معجزة تثبت صدقه في رسالته وفق بلاغه عن الله ..
ومعجزات الله تتميز عن أي معجزات أخرى تمييزا واضحا قادرا .. فهي أولا تاتي وتتحدى من أرسل فيهم الرسول فيما نبغوا فيه .. لماذا؟ لأن التحدي فيما لاينبغ فيه القوم لا يعتير تحديا .. فمثلا إذا جئنا ببطل العالم في رفع الأثقال .. وتحدينا به رجلا عاديا .. لا يكون هناك مجال للتحدي .. لماذا؟ لأن المتحدى لم ينبغ في نفس جنس العمل الذي أريد أن يتم فيه التحدي .. ولكننا إذا جئنا ببطلين من أبطال العالم .. فإن التحدي يكون بينهما واضحا .. ويكون له معنى ... "
إن المعجزة في الاصطلاح -كما هو معلوم - أمر خارق للعادة مقترن بالتحدي سالم من المعارضة .. فكيف نفهم التحدي دون نبوغ المتحدى في ما تحدي به؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Nov 2007, 01:44 ص]ـ
لقد اشتهر في كتابة من كتب عن معجزات الأنبياء أن ينبه على أن معجزة النبي (عليه السلام) تكون من جنس ما برع به قومه، وهذا الكلام فيه نظر من وجوه:
الأول: أن بعض الأنبياء (عليهم السلام) كان لهم أكثر من معجزة، ولا يلزم أن تكون كل معجزاتهم هذه من جنس ما برع بها أقوامهم، ومن ذلك: أن خروج إبراهيم (عليه السلام) من النار كان معجزة، فمالذي برع به قومه في هذا المجال؟!
الثاني: أن من يُمثِّل لهذه المسألة يذكر بروع قوم موسى (عليه السلام) بالسحر، وقوم عيسى (عليه السلام) بالطب، والعرب بالفصاحة والبلاغة بالنظم وتصريف القول، فجاءت معجزة كلٍّ من هؤلاء الأنبياء (عليهم السلام) وِفْقَ ما برع به قومه، وهذا الكلام يدخله النقد السابق، ويضاف إليه الآتي:
1 ـ من أين جاء أن قوم عيسى (عليه السلام) برعوا بالطب؟ إن عيسى (عليه السلام) قد أرسل إلى بني إسرائيل، ولم يشتهر عنهم أنهم برعوا بالطب.
ولعل أول من قال بهذا كان في ذهنه أن معجزة نبينا (صلى الله عليه وسلم) الكبرى كانت من جنس ما برع به قومه، فأجرى ذلك على غيره، ولما رأى من عيسى (عليه السلام) إبراء الأكمه والأبرص ظنَّ أن قومه برعوا بالطب.
2 ـ لو كان ما قالوه صحيحًا، فهل برع قوم عيسى (عليه السلام) بالكهانة ودعوى علم الغيب، وهو يقول لهم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ)؟!
صباح الأحد 8: 11: 1428
الحمد لله، ها أنا أقرأ للمرة الأولى تحليلا دقيقا صحيحا يقترب من تحديد مفهوم واضح لمسألة التحدي .. لقد كتبت حول هذا الموضوع بما يتفق مع رأي الدكتور مساعد الطيار في كتابي أسرار ترتيب القرآن قراءة معاصرة المطبوع عام 1994 تحت عنوان: الإعجاز والتحدي .. وكالعادة دائما وجدت الرافضين لكل جديد مسلحين بالموروث في انتظاري ...
وهو ما يحدث معي الآن في موضوع ترتيب القرآن الكريم ..
علي أن أنتظر بضع سنوات ليدرك بعض الناس الحقيقة أو جزءا منها ..
شكرا للدكتور مساعد الطيار.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[19 Nov 2007, 02:50 ص]ـ
إن هذا الطرح سيكون من ورائه- فعلا - خير كثير لكن الرجاء أن يتم تناوله بالحكمة والبرهان وفسح المجال لنقاش تسوده المودة وتقال فيه الكبوة بما يعود على البحث بفتح مبين على أن لا يعتبر كل قديم باطلا وكل جديد صوابا ...
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[19 Nov 2007, 06:40 ص]ـ
ما المانع أن يكون قول من قال: " إن معجزات الأنبياء تكون من جنس ما برع به قومه " أغلبيا و ليس مطردا؟
ثم كون السحرة كانوا في قوم موسى أكثر من غيرهم من الأمم هذا أمر ظاهر نوعا ما والله أعلم،
أرجو من المشايخ الفضلاء إثراء الموضوع أكثر، من حيث النقل، ومن حيث التحرير
ـ[أبو علي]ــــــــ[19 Nov 2007, 10:49 ص]ـ
السلام عليكم
الإخوة الكرام مشرفين وأعضاء.
لم يرسل الله مع رسوله موسى عليه السلام آية العصا التي تتحول إلى حية لأن قوم فرعون برعوا في السحر ولكن لهذه الأسباب:
فرعون ادعى أنه إلها، والإله ينبغي أن يكون ربا خلق، فالذي خلق هو الذي ينبغي أن يكون له الأمر (إله). فآتى الله رسوله موسى آية يتبين منها عملية خلق كائن حي من مادة ميتة، فإن كنت يا فرعون ربا فاخلق وهب الحياة لما خلقت، فإن فعلت عندئذ تستحق أن تكون إلها.
وليبرهن لفرعون أن الذي خلق من العصا حية هو رب موسى ورب العالمين فإنه آتى موسى آية في نفسه (يدخل يده في جيبه تخرج بيضاء من غير سوء، فإن كنت يا فرعون ربا وإلها فافعل مثل ذلك في موسى أو في غيره.
ولو ذهب موسى إلى فرعون وهو مازال ثقيل اللسان يتأتأ في الكلام لسخر فرعون من موسى وقال له: لو كان ربك هو الذي كلمك لأصلح العيب الذي في لسانك.
ولو ذهب موسى إلى فرعون لوحده لقال فرعون ومن معه: لو كان موسى صادقا لجاء معه أخوه مصدقا له ولما اكثرت بما يمكن أن أفعل بهما لأن إلههما معهما.
إذن فكل الآيات جاءت لتكذب ألوهية فرعون، لو كنت يا فرعون إلها
لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن الصبي الذي ربيته سيكون عدوا لك.
ولو كنت يا فرعون إلها لكنت تعلم الغيب ولعلمت أن امرأتك ستؤمن بموسى.
الحكمة تقتضي أن يكون الوحي من الله إلى موسى بالتكليم المباشر لأن المرسل إليه يدعي أنه إلها، فلو كان الوحي من الله إلى موسى بواسطة جبريل لقال فرعون لموسى: كذب عليك جبريل هذا فلا إله غيري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Nov 2007, 10:31 ص]ـ
باركم الله في الجميع.
ان هذا الموضوع يحتاج الى مراجعة لمظان الكتب وامهاتها ... بل مراجعة اهل التخصص من الفن بهذا العلم.
اود ان اسمع المزيد ....
واود ان اسمع سائلا فضيلة الدكتور: جمال ابو حسان فيما طرح بقوله: ((واضيف سؤالا ربما يكون فيه حرج هل البيان القراني من جنس ما برع فيه العرب حتى تاتي المعجزة متوافقة مع ذلك الذي يقولون؟))
ما المانع من ان يكون البيان العربي لسان القوم ونزل القران معجزة ....
ـ[طارق عبدالله]ــــــــ[22 Nov 2007, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
جزاك الله أستاذنا الفاضل الدكتور مساعد حفظك الله ورعاك
أرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص وبين مايغنينا عن كثير من الاجتهاد في المسألة حيث قال: ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة.الحديث والفهم المتبادر من هذا النص أن المعجزة إنما تساق لتكون شاهد صدق للرسول في دعواه النبوة فلا يشترط كونها مما برع به القوم كما لا يمنع من ذلك وإنما يشترط فيها أن تكون كافية في إقامة الدلالات والبينات وحجة بالغة تبلغ بالمرسل إليهم مقام الإيمان بالله وبالرسول وبما جاء به.
ثانيا أن ما تميزت به معجزته صلى الله عليه وسلم هو أنها كانت وحياً يتلى عليهم إلى يوم القيامة وفيه من الدلالات ما يكفي لإيمانهم وتحقيق اتباعهم واستجابتهم بدليل قوله تعالى: (أولم يكفهم أنا أنزلنا إليك الكتاب يتلى عليهم) ..
فلذا أقول يشترط في المعجزة أن يكون فيها الكفاية لإقامة البرهان والحجة بما يعقلونه ويتيقنون أن ما جاء به الرسول هو الحق من ربهم
ـ[المستكشف]ــــــــ[23 Nov 2007, 07:42 م]ـ
مشاركات ممتعة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 Dec 2007, 02:52 م]ـ
أرى أن ما ذكره الدكتور صالح صواب، والأخ جاسم آل سحاق من أن ذلك ممكن وليس بلازم، أو أنه أغلبي وليس مطردا قد قارب الحقيقة والصواب
وقد وقفت على كلام لابن قتيبة ذكر فيه هذه المسألة فقال متحدثا عن فضل القرآن وإعجاز فقال " ... فجعله -يعني القرآن- عَلَمَه كما جعل عَلَمَ كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه، فكان موسى عليه السلام فلق البحر واليد والعصا وتفجر الحجر في التيه بالماء الرواء إلى سائر أعلامه زمن السحر.
وكان لعيسى عليه السلام إحياء الموتى وخلق الطير من الطين وإبراء الأكمه والأبرص إلى سائرأعلامه زمن الطب ... " تأويل مشكل القرآن ص: 12
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Dec 2007, 01:48 ص]ـ
الحمد لله
سؤال أخينا الفاضل هل يلزم أن تكون معجزة النبي مما برع فيه قومه ..... لو أردنا أن نفصله لكان التقدير:
هل يلزم الله أن يجعل معجزة الرسل من جنس ما برع فيه المرسل اليهم?
لا احد يجادل في أن الله تعالى لا يسأل عما يفعل ... فضلا على ان يلزمه أحد بشيء .... تعالى ربنا علوا كبيرا.
ثانيا المعجزة من النبي قد تكون أمرايخالف النواميس الطبيعية و السنن الكونية دونما حاجة الى اشترط تفوق المرسل اليهم فيما يشبه هذه
المعجزة .... فيكفي ان تخرق هذه المعجزة القوانين الكونية الثابتة كعدم الاحتراق بالنار لابراهيم عليه السلام .... او انشقاق القمر لمحمد صلى الله
عليه و سلم ..... او ضرب ميت ببعض بقرة كما لموسى .. والطوفان و الجراد و القمل و الضفادع و الدم من الايات التسع التي اوتيها موسى عليه
السلام ...
وهذا أمر ظاهر و الله أعلم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[08 Dec 2007, 11:58 ص]ـ
أشكر الإخوة على التفاعل مع الموضوع، وأطرح هنا أمرين:
الأول: ما لاحظه الاخ المجلسي الشنقيطي دقيق، ولكن ليس هو مرادي / ولا من مراد من أطلقه قبلي، وإنما المراد أنه من لوزم المعجزة، لا مما يلزم على الله تعالى الله علوًّا كبيرًا.
ثانيًا: ما نقله الأخ أبو صفوت عن ابن قتيبه رأيت أصله عند شيخه المعتزلي الجاحظ، فقد قال في فصل من صدر رسالته في خلق القرآن: (ولما كان أعجب الأمور عند قوم فرعون السحر، ولم يكن أصحابه قط في زمان أشد استحكاماً فيه منهم في زمانه، بعث الله موسى عليه السلام على إبطاله وتوهينه، وكشف ضعفه وإظهاره، ونقض أصله لردع الأغبياء من القوم، ولمن نشأ على ذلك من السفلة والطغام.
لأنه لو كان أتاهم بكل شيء، ولم يأتهم بمعارضة السحر حتى يفصل بين الحجة والحيلة، لكانت نفوسهم إلى ذلك متطلعة، ولاعتل به أصحاب الأشغاب، ولشغلوا به بال الضعيف، ولكن الله تعالى جده، أراد حسم الداء، وقطع المادة، وأن لا يجد المبطلون متعلقا، ولا إلى اختداع الضعفاء سبيلاً، مع ما أعطى الله موسى عليه السلام من سائر البرهانات، وضروب العلامات.
وكذلك زمن عيسى عليه السلام كان الأغلب على أهله، وعلى خاصة علمائه الطب، وكانت عوامهم تعظم على ذلك خواصهم، فأرسله الله عز وجل بإحياء الموتى، إذ كانت غايتهم علاج المرضى.
وأبرأ لهم الأكمه إذ كانت غايتهم علاج الرمد، مع ما أعطاه الله عز وجل من سائر العلامات، وضروب الآيات؛ لأن الخاصة إذا بخعت بالطاعة، وقهرتها الحجة، وعرفت موضع العجز والقوة، وفصل ما بين الآية والحيلة، كان أنجع للعامة، وأجدر أن لا يبقى في أنفسهم بقية
وكذلك دهر محمد صلى الله عليه وسلم، كان أغلب الأمور عليهم، وأحسنها عندهم، وأجلها في صدورهم، حسن البيان، ونظم ضروب الكلام، مع علمهم له، وانفرادهم به. فحين استحكمت لفهمهم وشاعت البلاغة فيهم، وكثر شعراؤهم، وفاق الناس خطباؤهم، بعثه الله عز وجل، فتحداهم بما كانوا لا يشكون أنهم يقدرون على أكثر منه). وهي موجودة ضمن رسائل الجاحظ.
وأقول: إن هذا الافتراض لا زال يحتاج إلى دليل، وما دمنا نرى أن كثيرًامن آيات الأنبياء ليست على هذا الافتراض، فلماذا نلتزم به.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[شمس الدين]ــــــــ[12 Sep 2008, 06:18 ص]ـ
قبل أن أبدأ في طرح رأيي ... أضيف إلى ما سبق أن بعض الكتاب ذكروا أن معجزة صالح عليه السلام (الناقة) جاءت مناسبة لحالهم في البادية وفي الجزيرة ... واهتمامهم بالإبل .. وهذا - في نظري - بعيد جدا.
وقد وقفت على كلام لابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية بالمعنى الذي ذكره الدكتور مساعد، ولا أدري هل نقله عن غيره أم لا .. وهذا نص كلام ابن كثير - رحمه الله - حيث يقول:
"كانت معجزة كل نبي في زمانه بما يناسب أهل ذلك الزمان، فذكروا أن موسى عليه السلام كانت معجزته مما يناسب أهل زمانه، وكانوا سحرة أذكياء، فبُعِث بآيات بهرت الأبصار، وخضعت لها الرقاب، ولما كان السحرة خبيرين بفنون السحر وما ينتهي إليه، وعاينوا ما عاينوا من الأمر الباهر الهائل، الذي لا يمكن صدوره إلا عمّن أيّده الله وأجرى الخارق على يديه، تصديقا له، أسلموا ولم يتلعثموا.
وهكذا عيسى بن مريم، بُعث في زمن الطباعية الحكماء، فأرسل بمعجزات لا يستطيعونها ولا يهتدون إليها، وأنّى لحكيم إبراء الأكمه الذي هو أسوأ حالا من الأعمى؟ والأبرص؟ والمجذوم؟ وَمن به مرض مزمن؟ وكيف يتوصل أحد من الخلق إلى أن يقيم الميت من قبره؟ هذا مما يعلم كل أحد معجزة دالة على صدق من قامت به، وعلى قدرة من أرسله.
وهكذا محمد ? وعليهم أجمعين، بعث في زمن الفصحاء البلغاء، فأنزل الله عليه القرآن العظيم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فلفظه معجز، تحدى به الإنس والجن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة، وقطع عليهم بأنهم لا يقدرون لا في الحال ولا في الاستقبال، فلم يفعلوا ولن يفعلوا…)
وتعليقا على ما سبق ... أقول والله أعلم: أنه لا يلزم أن تكون معجزة النبي أو الرسول من جنس ما برع فيه قومه، وهناك معجزات كثيرة لا علاقة لها بالفن الذي برع فيه القوم.
ولكن ذلك لا يمنع أن تكون المعجزة من جنس ما برع فيه القوم، وهذا قد ينطبق على بعض المعجزات؛ وليس كلها.
ومن الواضح أن المعجزة إذا كان بما يشبه ما برع فيه القوم، فإنه أدعى إلى معرفتهم بحقيقة المعجزة، كما كان من السحرة الذين كانوا أول من آمن بموسى عليه السلام. ثم إن ذلك هو الأنسب في التحدي، إذ التحدي يكون لمن برع في هذا الفن.
وللتفريق بين الأمرين .. أقول: إن من المعجزات ما يكون فيه التحدي، ومثل هذا يكون مما برع فيه القوم .. ومن المعجزات ما يكون آية دالة على النبوة، غير مصحوب بالتحدي وهذا لا يلزم منه أن يكون مما برع فيه القوم ..
وكل ما قلته اجتهاد .. فإن أصبت فبتوفيق الله .. وإن أخطأت فأستغفر الله، وأرجو من إخواني المعذرة ..
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل، كلام يُكتب بماء الذهب، وربما يصلح أن نمثل بمعجزتين من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، الأولى: القرآن الكريم، حيث تحدى الله به العرب الفصحاء البلغاء أصحاب المعلقات التي علقوها على البيت العتيق، ومع ذلك قال الوليد بن المغيرة: "سمعت منه -يعني النبي صلى الله عليه وآله وسلم- كلاما ليس من كلام الإنس ولا من كلام الجن، والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى".
فهذه المعجزة البيانية قد تحدى الله تعالى بها العرب بأن يأتوا بسورة من مثله، أو آيات على الأقل، فعجزوا عن ذلك، فحصل الإعجاز، والحمدلله، وهذا من باب التحدي، لأن القرآن من جنس ما برعت به العرب آنذاك.
ولنأخذ في الجانب الآخر، المعجزة الأخرى: معجزة إنشقاق القمر، فهل كان من عادة العرب شق القمر أو السيطرة على غيره من الكواكب؟! بل كانوا يعبدونها: "مطرنا بالكوب .. "، فهنا يتجلى الفرق بين المعجزتين، فانشقاق القمر، وتسبيح الحصى بين اليدين الشرفتين، وغيرها من المعجزات، وإن كانت تحمل وجها من وجوه التحدي، لكن يغلب عليها الطابع التعجيزي منذ الوهلة الأولى، ومصداق ذلك -أي تفاوت أنواع المعجزات من نوع من جنس ما برع به قوم النبي ونوع آخر معجز من غير ما برعوا به- مصداق ذلك قوله تعال: ((إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين))، فدل على أنه إن شاء جل جلاله لنزل عليهم آية لا يستطيعون معها جحودا ولا استكبارا، وقال تعالى: ((وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون)).
هذا فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ وزلل، فمن نفسي ومن الشيطان، وجزى الله شيخنا الكريم فضيلة الدكتور مساعد الطيار خيرا على هذه المواضيع الغنية بالعلم والتفكر في آيات الله، وزاده الله علما ونورا.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد، والحمدلله رب العالمين.
ـ[جند الله]ــــــــ[14 Sep 2008, 08:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يلزم أن تكون معجزة الأنبياء عليهم السلام فيما برع فيه قومهم فقط .. وهذا لا ينفي أن تكون المعجزة فيما برع فيه قومهم .. وعلى هذا يمكن أن نقسم المعجزات على قسمين (معجزات على العموم) و (معجزات على الخصوص)
المعجزات على العموم:
هي الإتيان بما يعجز عنه عموم البشر، وما ينقض نواميس الكون والطبيعة.
فالنار تحرق البشر .. وهذا ناموس عام يعجز البشر عن إتيانه .. فتأتي المعجزة فتغير من ناموس الطبيعة .. وهذه معجزة عامة تشمل البشر جميعا كما في معجزة خروج إبراهيم عليه السلام من النار سالما
الإسراء والمعراج وشق القمر من المعجزات العامة والتي يعجز البشر بعمومهم في كل زمان ومكان عن الإتيان بها
المعجزات على الخصوص:
هي الإتيان بما يعجز عنه قوم في أمر برعوا ونبغوا فيه .. كما برع العرب في اللغة العربية فجاء القرآن معجز لهم
فبني إسرائيل عبر كل زمان ومكان برعوا في السحر وفنونه ما لم يحصل لأحد غيرهم .. هذا وإن كان السحر قد عرف من قبلهم من خلال المجوس .. فاتبعوا ما تتلوا الشياطين من السحر .. قال تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة: 102].
حتى ظهرت منهم فرقا صوفية باطنية بنيت على السحر مثل (الكابالا Kabbalah) ولها كتاب من عدة مجلدات ضخمة تضم الكثير من فنون السحر وتعاليمه يسمى (الزوهار Zohar)
http://www.po-ip.co.il/images/netivot/products/sefer_zohar_2.jpg
كتاب الزوهار
فجاءت معجزة موسى عليه السلام فنقضت السحر وأبطلته ..
قال تعالى: (فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ * فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ * وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [يونس: 80: 82]
ففرعون وسحرة فرعون كانوا من بني إسرائيل .. لأن الأمر بالخروج شملهم مع قوم موسى عليه السلام
قال تعالى: (قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى) [طه: 63].
والأمر بالخروج شمل فرعون نفسه، فقد تكلم فرعون عن الخروج بصيغة الجمع (لِتُخْرِجَنَا) بحيث يشمل الخروج فرعون وملأه وقومه وبني إسرائيل، قال تعالى: (قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى) [طه: 57]. وتارة تكلم بصيغة الجمع بحيث يشمل الخروج الملأ حوله (يُخْرِجَكُم)، قال تعالى: (قَالَ لِلْمَلإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ) [الشعراء: 34، 35]. نفهم من صيغة الجمع هنا أن فرعون كان مخاطبا بالخروج مع بني إسرائيل، أي أن فرعون كان ملكا من ملوك بني إسرائيل، مما يلزم منه أن قوم موسى منهم من وصلوا إلى سدة الحكم، فكان منهم ملوكا، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]. فقوله (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) اختلف المفسرون في تأويلها، فلم يتفقوا على قول جامع، ولم يصلوا إلى معنى يستقيم مع ظاهر النص، والذي يشير إلى أن من بني إسرائيل من جعلهم الله ملوكا يحكمون البلاد بعد أن جاؤوا من البدو، بداية من يوسف عليه السلام الذي كان عزيزا على خزائن الأرض، وآخرهم كان فرعون في زمن موسى عليه السلام، وبينهما ملوكا لا نعلم لهم سميا.
فلو احتمل قوله تعالى (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) معنى مغاير لمعنى الوصول إلى سدة الحكم، لبطل المعنى تماما، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل، قال تعالى: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 22]، فلا يستقيم المعنى أن يكونوا عبيدا وملوكا في آن واحد، إلا في حالة تفرق بني إسرائيل شيعا، شيعة المؤمنين، وشيعة الكافرين، فيعلو بعضهم على بعض، وهذا ما ثبت في حق فرعون، قال تعالى: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) [القصص: 4]. وقوله تعالى (شِيَعًا) يفيد الكثرة وتعدد الشيع، لكن فرعون استضعف طائفة منهم، ألا وهي طائفة المؤمنين من بني إسرائيل، بينما باقي الشيع يعبد كل منهم إلاها من آلهة فرعون المتعددة تقربا إليه من دون الله تبارك وتعالى، فكانوا على ملة واحد من الكفر، وموالية لفرعون ضد شيعة المؤمنين، قال تعالى: (وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ) [الأعراف: 127].
وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن
وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر
هذه كلها معجزات على الخصوص لا تنفي المعجزات على العموم .. كأصحاب الكهف .. وطوفان نوح .. والإسراء والمعراج .. كلها لا علاقة لها فيما برع فيه القوم .. لذلك يجب تقسيم المعجزات .. لا حصرها في وحدة واحدة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[15 Sep 2008, 02:11 ص]ـ
أخي الكريم جند الله
قولكم: (وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن
وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر)
هاتان القضيتان فيهما إشكال:
أما الأولى، فإنه قد وقع النص على تسحير الشياطين والجن معًّا، فقد قال الله تعالى: (والشياطين كل بناء وغواص)، وقال تعالى: (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه).
وأما الثانية، فينقصها التحقيق التاريخي في انتشار التداوي والعلاج بواسطة السحر في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم.
ـ[قول فصل]ــــــــ[15 Sep 2008, 07:41 ص]ـ
الأخ الكريم الطيار
بوركت وبارك الله فيكم على تلك الشجاعة الفذة في اختيار الموضوع
فليس هنالك أصلا معجزة في ما برع فيه القوم
وهو حق تماما والله يحكم ما يريد لو طلبوا أو لم يطلبوا
بل كأني بك والمنتدى وسائر المسلمين نقر أن الله لا يعجزه شئ حتى أن لفظ معجزة هو وقاحة مع رب قال آية وآيات ولم أعرف متى نشأت تلك اللفظة الغربية على من أوتى جوامع الكلم
فمن قال بالتحدى من كبير متعال متكبر علي أعلى قهار أنكر من اسماء الله الحسنى ولم يسلم عائدا للإسلام
فالله أرسل النبي بالقرآن الكريم فإن كنتم في ريب فآتوا بسورة من مثله فهل هذا تحدي
بل أعظكم بما وعظ الله به تعالوا نقوم لله فرادى ومثاني ندعوه الهداية للحق
فأين التحدى ممن هم والدنيا لا يساووا عند الله جناح بعوضة إلا وجوب إحقاق الحق لله الخلاق الوهاب
فلا تمسك في دعوة وادعوا شركائكم فقد قيلت تحت شعار إن كنتم في ريب
القرآن الكريم ليعلو ومن لم يصدق فليتفضل ما لم يؤمن به وهذا من أحدى مناهج الدعوة لا التحدى
ولا أطيل ولكن من الواجب الدعاء لكم ورواد المنتدى ولي معكم بجنة الفردوس نزولا مغفرة وعفوا ورضوانا ومنا ممن نحب ونقدس ونجل ونقدم وصلى الله على محمد وصحبه إمام أهل الهدى
ـ[جند الله]ــــــــ[15 Sep 2008, 10:28 ص]ـ
أخي الكريم جند الله
قولكم: (وجاء سليمان عليه السلام فسخر الله له الشياطين وكان الجن المؤمن من جنوده .. وكشف زيف تسخير السحرة للجن
وجاء عيسى عليه السلام بمعجزات الشفاء وإحياء الموتى .. فكشف زيف وبطلان السحر الطبي Shamanism .. أو التداوي والعلاج بواسطة السحر)
هاتان القضيتان فيهما إشكال:
أما الأولى، فإنه قد وقع النص على تسحير الشياطين والجن معًّا، فقد قال الله تعالى: (والشياطين كل بناء وغواص)، وقال تعالى: (ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه).
وأما الثانية، فينقصها التحقيق التاريخي في انتشار التداوي والعلاج بواسطة السحر في عهد عيسى صلى الله عليه وسلم.
أخي الفاضل:
أما المسالة الأولى:
تنقسم إلى شطرين، (مفهوم التسخير) و (التفرق بين الجن والشياطين)
مفهوم التسخير:
التسخير في لسان العرب (السخرة: ما تسخرت من دابة أو خادم بلا أجر ولا ثمن. ويقال: سخرته بمعنى سخرته أي قهرته وذللته).
وبكل تأكيد فالجن المسلم سعيد مسرور بطاعة نبي الله سليمان، لا يحتاج إلى قهر وإذلال، ولا ينتظر من نبي الله أجرا إنما اجره على الله تبارك وتعالى. وهذا خلاف الشيطان الذي يقتضي تسخيره القهر والإذلال، ولا أجر له في الدنيا ولا الآخرة.
التفريق بين الجن والشيطان:
الجن اسم كائن حي، أما الشيطان فاسم موصوف متفرع عن الجن، فمن البشر والجن شياطين قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) [الأنعام: 112]
فالجن فيهم مؤمن وشياطين، قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا) [الجن: 11].
وهناك أمرين في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) [سبا: 12]
الأول: قوله (وَمِنَ الْجِنِّ) (وَمِنَ) تفيد التبعيض، أن بعضا من الجن يعمل بين يديه وليس كلهم على وجه العموم.
(يُتْبَعُ)
(/)
الثاني: قوله (وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ) وعذاب السعير كعقوبة سواء في الدنيا أو الآخرة، وعيد في حق العصاة من الجن، ولا يحتمل الجن المؤمن، وهنا يحتاج التخصيص إلى استدلال وهو في قوله تعالى: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ *وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) [ص: 36: 38]. فقوله (فَسَخَّرْنَا لَهُ) تعو على (الشَّيَاطِينَ) كما عادت على (الرِّيحَ) وبينهما واو الإضافة فيصير معنى الشاهد (فسخرنا له الشياطين) ويتأكد هذا التسخير في حق الشياطين من قوله تعالى (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ) كناية عن القهر والإذلال.
بينما الجن المسلم لم يكونوا قيد السخرة مطلقا، بل كانوا من ملأ سليمان عليه السلام، يسارعون لتلبية أمره وطاعته، ليس عن سخرة وقهر وإذلال، بل عن محبة وطاعة لله تعالى، فحين طلب سليمان عليه السلام أن يأتي عرش ملكة سبأ إليه سارع الجن المؤمن إلى تلبية أمره وطاعته، وهذا يتنافى مع التسخير، ويثبت التخيير، قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَؤُاْ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل: 38: 40]
وكان الجن يحشرون لسليمان عليه السلام، وجنود سليمان الذين يقاتلون معه حتما ولابد أنهم جنود مؤمنون يقاتلون حزب الشيطان، قال تعالى: (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) [النمل: 17] والحشر هو دعوة جنوده وتلبيتهم النداء، وهذا عن طاعة وليس عن قهر وذل، فلا يستقيم تسخير الشياطين مع مفهوم الحشر وخصوصا أن الجهاد فريضة على المؤمنين ضد الكافرين.
أما المسألة الثانية:
الأمر فعلا يحتاج إلى بحث تاريخي لإثبات انتشار السحر الطبي في زمن المسيح عليه السلام، وهذا جهد غير متاح أمامي حاليا، فإن الإغريق واليونانيون قد برعوا في فنون الطب قبل ميلاد المسيح، وسجلوا ما تصولوا إليه من معلومات في كتب ترجمها العرب بعد ظهور الإسلام. وقد عبد اليونان الإله (إسكليبيوس Asclepius) إله الطب، وتتخذ اليوم عصاه الملتف حولها حية كشعار ورمز طبي عالمي.
بعث الله تعالى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إلى اليهود بمعجزة الطب، لبين الفارق بين الطب الرحماني، الشفاء فيه قائم على عبادة الله تعالى، وبين الطب الشيطاني، الشفاء فيه قائم على السحر وعبادة الشيطان، وإن كان الشفاء في كلا الحالتين مصدره الله تعالى، إلا أن الوسيلة في حصول الشفاء مختلفة، ما بين مريض يطلب الشفاء بعبادة الله تعالى، وبين مريض يطلب الشفاء بعبادة الشيطان، (وفي بلاد الإغريق القدماء، ذكر المؤرخ الإغريقي الشهير هيرودوت؛ أن طريقة علاج الأمراض عند الفراعنة قد استرعت انتباههم، فقاموا بنقلها إلى بلادهم، وقاموا ببناء معابد خاصة لعلاج مرضاهم، وأسموها ((أسكليبيا)) (نسبة إلى إله الطب الإغريقي أسكليبيوس، والذي ساووه بإله الطب المصري أمنحوتب)، وكان المريض الإغريقي يسمح له أن ينام في المعبد، حيث يزوره في أحلامه الإله أسكليبيوس، ثم يصف له العلاج بعد تشخيص مرضه، وكان المريض الذي يتم شفاؤه يقوم بكتابة لوحة بعلاج مرضه، ثم يعلقها على جدران المعبد، وتحفظ نسخة منها في سجلاته، كما كان يحدث دائمًا في معبد إيبداروس الإغريقي (نقلاً عن طريقة قدماء المصريين في الاستفادة من طريقة شفاء المريض حيث يمكن تطبيق نفس العلاج لنفس المرض)، ولقد ظلت هذه الطريقة التقليدية سائدة لقرون طويلة في الكنائس الكاثوليكية الرومانية طوال العصور الوسطى في أوربا. وكان المريض أثناء علاجه في معابد العلاج الإغريقية يتبع نظامًا خاصًا في التغذية، حيث كان يمنع من
(يُتْبَعُ)
(/)
تناول الطعام الدسم والنبيذ، ويقوم بالاستحمام الساخن اليومي، مع التدليك، والتبخير، وأداء الصلوات الخاصة، والغناء الترتيلي، كما كان يقدم الأضحية من الكباش، وينام ليلاً على فراء كبش أضحيته. وفي معبد كوس الإغريقي، تعلم الطبيب الإغريقي أبقراط (والمعروف بأبي الطب الإغريقي)، حيث جمع العديد من السجلات التي تركها المرضى بعد شفائهم، ثم قام بدراستها جيدًا، ووضع في النهاية قوانينه الشهيرة عن طرق علاج الأمراض بالوسائل الطبيعية). ()
وما كان هؤلاء يعبدون إلا شيطانًا مريدًا، قال تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا * لَّعَنَهُ اللّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) [النساء: 117، 118]، يقدمون له الذبائح والقرابين، ويشخص لهم الداء، ويصف لهم الدواء في أحلامهم، فأسكليبيوس هذا الإله المزعوم ليس هو رب العالمين، وليس هو الله الشافي، بل هو شيطان مريد من شياطين الجن، كانوا يعبدونه من دون الله، وأمنحتب هذا الطبيب الفرعوني في مصر القديمة، لم يكن إلا ساحرًا في أعلى درجات السحرة، حيث ألهه المصريين، فصار بسحره في فرع (الطب السحري shamanism) معبودًا من دون الله تعالى، أي أنه كان متصلاً بالشياطين، وتلقى علوم الطب منهم، فإذا كان أبقراط هذا الطبيب الوثني عابد الشيطان، وأبو الطب ومنشئه في العصر القديم، قد جمع ما خلفه المرضى من معلومات في الألواح بعد شفائهم، ولإقرار اليهود بعبادة الإله (يهوه)، والذي آثروا عبادته على عبادة الله سبحانه وتعالى، وما هو إلا سفيه من شياطين الجن، هذا بخلاف تكتمهم على نصوص (التلمود) السحرية، ذلك الكتاب الوضعي الذي صاغوه بأيديهم، وفضلوا اتباع ما فيه من باطل على التوراة الحقة والمحرفة، إذًا فمصدر نشوء العلوم الطبية عند هؤلاء هم الجن، والشياطين على وجه التحديد.
فقد كانت الشياطين تستعبد الناس بما لديهم من علوم طبية فائقة، وبعلمهم بأدوائهم وطرق علاجاتها، في مقابل بعض العبادات والقرابين الوثنية، والتي لن تنتفع بها الشياطين، ولكن الهدف منها صرف العبادة إلى غير الله تعالى، فكانت الشياطين تأتي المرضى منامًا، فيشخصون لهم الداء، ثم يصفون لهم الدواء، فالجن قد تعلم بعض الأدوية الناجعة، مما لم يصل إليه علم الإنس بعد، وهذا يؤكد أن الأحلام التي كان يراها هؤلاء الوثنيين، ما كانت إلا إحدى وسائل الاتصال بالجن، وإلا فكيف للإنسان البدائي في العصور القديمة قد وصل إلى أدوية وعلاجات تعد بنسبة لعصرهم متطورة؟! في حين يفتقدون أدنى مبادئ علوم التشريح، ويجهلون بالوظائف العضوية لأجهزة الجسم، والخصائص الطبية والكيميائية للنباتات والأعشاب، ولا يمتلكون أجهزة تشخيصية وتحليلية كما لدينا اليوم.
إذًا فهؤلاء القوم كانوا يتلقون هذه العلوم من مصادر أعلى منهم قدرة وأوسع علمًا، وهم الجن والشياطين، فعن أبي سعيد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى لم ينزل داء إلا أنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام، وهو الموت)، () فباب العلم مفتوح أمام الثقلين الإنس والجن، ولأن النص عام مطلق غير مقيد، فمعرفة الدواء غير قاصرة على أطباء الإنس فقط، إلا أن قضية تبادل المعلومات بين الإنس والجن كانت ولا تزال قائمة، والشاهد على هذا (سحر التنجيم) الذي تنتقل فيه المعلومات الغيبية المسترقة من الملائكة عن طريق شياطين الجن إلى شياطين الإنس، وهكذا كانت الشياطين تستغل البشر ولا زالت، العلم في مقابل العبادة، فتقنيات التخريب والتدمير والإفساد في العالم اليوم، ما هي إلا أحد نماذج الوحي الشيطاني لعباده، خاصة من اليهود، والذين يعود إليهم نسبة أكثر الاكتشافات العلمية في عصرنا الحالي، أو سرقتها من غيرهم ثم نسبتها إلي سفهائهم، فكيف إذا عرفنا أن الإله (يهوه) ما هو إلا أحد علماء الكيمياء من شياطين الجن، يتعبده اليهود تقربًا بعبادته من إبليس، هذا حسبما وصلت إليه من معلومات عن عالم الجن، فقد مكنني الله تعالى منه، وفضح سره، حتى إبليس لا يشرفه أن يتعبده اليهود مباشرة بلا وسيط.
http://depaj.spaces.live.com/blog/cns!E8E4EE1E04938846!271.entry
(يُتْبَعُ)
(/)
نخلص من هذا أن الطب فيما قبل ظهور المسيح حتى ميلاده كان قائما على السحر والاستعانة بالشياطين، لا على العلم التجريبي كما كان بعد ظهور الإسلام، وهناك كان طب الأيورفيدا Ayurveda في الهند أيضا قبل الميلاد بحوالي 2500 سنة، وبغض النظر عن الوثنية التي ينتمي إليها هذا الطب، إلا انه يعتمد على التداوي بالعشب الواحد، واستخدام تقنيات الكشف والعلاج اليدوي، كالنظر في الأصابع والعينين وتفرس الوجه، والعلاج بالضغط والوخز والتدليك. وكان منتشرا في الدول العربية، حتى الطب النبوي يعتمد على العشبة الواحدة لا على التراكيب الدوائية والخلطات كما في الطب اليوناني، ولا يزال طب الأيورفيدا يمارس حتى اليوم، ويحصل فيه على أعلى الدرجات العلمية، فهو لم يكن قائما على السحر خلاف الطب اليوناني.
http://niramayaayurveda.com/images/ayurveda-medicine.jpg
طب الأيوروفيدا يعتمد على العشب الواحد لا على التراكيب الدوائية
ولكن في زمن المسيح عليه السلام شاع السحر الطبي بأقسامه وفروعه، في مصر والشام والعراق وما حولهم من بلدان محتلة من اليونانيين. راجع في هذا الباب (قطوف من تاريخ الطب) للكاتب د. بول غليونجي .. وكتاب (تاريخ الطب والصيدلة المصرية) للكاتب د. سمير يحيى الجمال من أربع اجزاء
والسحر الطبي، هو نوع من الطب الديني الوثني، ينقسم إلى أنواع وأقسام عديدة، أوجز بعضا منها على سبيل المثال (سحر الإمراض) فيصيب الساحر المريض بأنواع شتى من الأمراض بسحره وتسليط الشياطين عليه. (سحر التشخيص) حيث يتنبأ الساحر بما سيحل من أمراض وأوبئة ستحل بالبلاد، ويشخص عن طريق الكهانة والعرافة نوع المرض، ويتنبأ بعلاجه. (السحر العلاجي) ويصف في الساحر الوصفات السحرية لعلاج المرضى، (السحر الوقائي) وهو سحر تستخدم فيه التعاويذ والتمائم لمنع الإصابة بالأمراض وخصوصا الأمراض السحرية. راجع في هذا الباب إن شئت كتاب (بخور الآلهة دراسة في الطب والسحر والأسطورة والدين) تأليف خزعل الماجدي
على كل الأحوال فاليهود لنبوغهم في السحر على مر العصور، وشهرتهم زائعة الصيت، فمن الطبيعي أنهم كانوا يشكلون المنافس الكبير للطب اليوناني السحري الوثني، هذا بصفتهم أهل كتاب، فامتزج السحر بالدين السماوي، واختلط الحق فيه بلباطل، فكان مجيء المسيح عليه السلام بمعجزاته الطبية ضربة نجلاء في صلب ممارستهم الشيطانية، وداحضة لنبوغهم في الطب في ذاك الزمان، وكشفا للعقيدة الفاسدة.
قال تعالى: (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران: 49].
قال تعالى: (إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [المائدة: 110].(/)
دسيسة اعتزال ... ؟؟
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:03 ص]ـ
بسم الله ...
أورد الإمام أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) في قوله تعالى: (ألم تر أن الله يسجد له من في السموات و من في الأرض ... إن الله يفعل ما يشاء) الحج:18
تعليقا على تفسير الزمخشري في هذه الآية فقال: "قال الزمخشري: و من أهانه الله كتب عليه الشقاوة لما سبق من علمه من كفره أو فسقه، فقد بقي مهانا لن تجد له مكرما ... أنه (يفعل ما يشاء) من الإكرام و الإهانة، ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين. أنتهى و فيه دسيسة الاعتزال"
ولم يبين هذه الدسيسة!! فهلا تكرمتم علي ببيان يوضح ما يقصده الإمام؟؟
و جزاكم الله خيرا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Nov 2007, 01:54 م]ـ
ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين
هذا من عقيدة المعتزلة في أن العبد يخلق أفعاله وأن مشيئة الله فيها تابعة لمشيئة العبد
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[20 Nov 2007, 08:25 م]ـ
بسم الله ...
"قال الزمخشري: و من أهانه الله كتب عليه الشقاوة لما سبق من علمه من كفره أو فسقه، فقد بقي مهانا لن تجد له مكرما ... أنه (يفعل ما يشاء) من الإكرام و الإهانة، ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين."
هذا من دقيق العلم وجليله فإنّ
مسائل العقائد خاض في القول فيها من هبّ ودبّ، وكثير منهم لو وسعه السكوت لكان ذا فضل على
العالمين،، مما حمل من لهم قدرة على الاجتهاد فيها
أن يلزموا أرضهم صيانة لأعراضهم، وممن بسط بعض الناس عليه ألسنتهم بالنكير الزمخشري
رحمه الله، ليس بسبب انحراف عقيدته في القدر فهذا ما برأه منه تسليمه بشمول علم الله تعالى
، وقد قال الشافعي [حسبما نقله عنه ابن حجر في فتح الباري] إذا سلم القدريّ العلمَ خُصِم.
وفسرها ابن حجر بقوله يعني أنه قد وافق معتقد أهل السنةـ والزمخشري كما يعلم أهل
التفسير يسلم بالعلم ويقر بشموله ـ من أول التفسير إلى آخره.
ولكن لأسباب سأحاول أن ألقي الضوء على ما بدا لي أهمها، ذلكم أن أبا
القاسم نفسه قد انجرّ بردّ فعل على من صادروا كل خير لدى المعتزلة تطرفا وتعصباً،
وآخذوا فضلاءهم بجريرة منحرفيهم، فكان الزمخشري مجتهدا أن يدافع عن أهل الفضل منهم
فقام بالنيل من أهل السنة فقام كثيرون بالرد عليه دفاعا عن قومهم، وحملهم الغضب أن قالوا
فيه أقبح ما علموا.
هذا ما جلب البلوى على أبي القاسم رحمه الله
نقل ابن خلكان أن الزمخشري رحمه الله كان إذا زار أحد إخوانه يقول للخادم، قل له أبو القاسم
المعتزلي بالباب!
ولكن يحسن التذكير هنا أن موضوع الردّ على الزمخشري والدفاع عنه موضوع غني، فقد ردّ ناس
على ابن المنير ووصفوه بالتعصب عليه وكانوا محقين، ومن وجهة نظر كاتب هذه السطور أننا نحتاج مع
الزمخشري خصوصاً ومع كتب المعتزلة عموماً أن نتعامل مع الفكرة فنردّ عليها أو نقبلها ولا ننجرّ
إلى ما انجرّ إليه الناس بعد الانقلاب على المعتزلة في عهد المتوكل، فذلك عصر قد مضى
ولنا عصرنا الذي عليه أن يكون أهدأ وأقرب إلى الحق ولا سيما أننا ندعو إلى مذهب السلف الصالح
وهم من قالوا اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال.
وفي هذا المثال أعلاه يحسن أن نفهم قول الزمخشري في ضوء قول الرسول عليه الصلاة والسلام
اعملوا فكل ميسر لما خلق له، وعليه فلا دسيسة ولا اعتزال بل عذب زلال فإن الله تعالى قد جرت
حكمته أن لا يشاء إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين.
فدسيسة الاعتزال هي من وجهة نظر أبي حيان وهو متعصب على أبي القاسم متشكك في ما يبدر منه
ـ ولا شك أن لنا نحن اليوم في مقولة الإمام الشافعي مستند ـ ونعما هوـ في فهم مثل هذه المسائل
ونسأل الله السلامة
ـ[محمد براء]ــــــــ[20 Nov 2007, 08:54 م]ـ
ليس بسبب انحراف عقيدته في القدر فهذا ما برأه منه تسليمه بشمول علم الله تعالى
، وقد قال الشافعي [حسبما نقله عنه ابن حجر في فتح الباري] إذا سلم القدريّ العلمَ خُصِم.
وفسرها ابن حجر بقوله يعني أنه قد وافق معتقد أهل السنةـ[ U]
قال الإمام زين الدين ابن رجب رحمه الله تعالى في جامع العلوم والحكم:
"الإيمانُ بالقدرِ على درجتين:
إحداهما: الإيمان بأنَّ الله تعالى سبقَ في علمه ما يَعمَلُهُ العبادُ من خَيرٍوشرٍّ وطاعةٍ ومعصيةٍ قبلَ خلقهِم وإيجادهم، ومَنْ هُو منهم مِنْ أهلِ الجنَّةِ، ومِنْ أهلِ النَّارِ، وأعدَّ لهُم الثَّوابَ والعقابَ جزاءً لأعمالهم قبل خلقِهم وتكوينهم، وأنَّه كتبَ ذلك عندَه وأحصاهُ، وأنَّ أعمالَ العباد تجري على ما سبق في علمه وكتابه.
والدرجةُ الثانية: أنَّ الله تعالى خلقَ أفعالَ عبادِهِ كلَّها مِنَ الكُفر والإيمانِ والطاعةِ والعصيانِ وشاءها منهم، فهذه الدَّرجةُ يُثبِتُها أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ، ويُنكرها القدريةُ، والدرجةُ الأولى أثبتها كثيرٌ مِنَ القدريَّةِ، ونفاها غُلاتُهم، كمعبدٍ الجُهنيِّ، الذي سُئِل ابنُ عمرَ عنْ مقالتِهِ، وكعمرو بن عُبيدٍ وغيره.
وقد قال كثيرٌ من أئمة السّلفِ: ناظرُوا القدريَّةَ بالعلمِ، فإنْ أقرُّوا به خُصِمُوا، وإنْ جحدوه، فقد كفروا، يريدونَ أنَّ مَنْ أنكَرَ العلمَ القديمَ السَّابِقَ بأفعالِ العبادِ، وأنَّ الله قَسمهم قبلَ خلقِهم إلى شقيٍّ وسعيدٍ، وكتبَ ذلك عندَه في كتابٍ حفيظٍ، فقد كذَّب بالقُرآن، فيكفُرُ بذلك، وإنْ أقرُّوا بذلك، وأنكروا أنَّ الله خلق أفعالَ عباده، وشاءها، وأرادها منهم إرادةً كونيةً قدريةً، فقد خصمُوا؛ لأنَّ ما أقرُّوا به حُجَّةٌ عليهم فيما أنكروه. وفي تكفير هؤلاءِ نزاعٌ مشهورٌ بينَ العُلماءِ.
وأمّا من أنكرَ العلمَ القديمَ، فنصَّ الشّافعيُّ وأحمدُ على تكفيرِهِ، وكذلك غيرُهما مِنْ أئمةِ الإسلام".
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[20 Nov 2007, 09:00 م]ـ
والله يا دكتور عبد الرحمن ان كلامك لحسن لكن كيف نتخلص من ارث قديم صار يجري في عروقنا جريان الدم نسال الله السلامة
وبالمناسبة الشخص المشار اليه في زيارات الزمخشري هو محمد بن محمد النسفي صاحب العقائد النسفية ومع ما كان يقوله الزمخشري وهو راس المعتزلة في زمانه فان النسفي كان راسا ايضا في زمانه وهو ماتريدي العقيدة كما هو بين من عقيدته الا انه كان يستقبل الزمخشري خير استقبال
فمتى تصير عندنا هذه الروح (الرياضية) في معاملة الخصوم
شكرا للدكتور عبد الرحمن الذي هيّج في نفسي هذا الكلام
فكان منه نفثة مصدور على صفحة تملؤها السطور.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[20 Nov 2007, 09:12 م]ـ
يا دكتور عبد الرحمن الرجل عليه رحمة الله يزخر تفسيره بدسائس كهذه بل وقد صرّح بما لا يقبل التأويل من شنائع هذا المذهب زيادةً منه في التقرير للاعتزال , وأنتم حفظكم الله تقولون: (وعليه فلا دسيسة ولا اعتزال بل عذب زلال)
وهذه اللا النافية التي كررتَها ذكرتني بمثالٍ شنيع من موارد تصريحه سامحه الله بفظائع معتقده إذ يقول عند آية الكرسي فقي تفسير الكرسي:
({وَسِعَ كُرْسِيُّهُ} أربعة أوجه: أحدها أنّ كرسيه لم يضق عن السموات والأرض لبسطته وسعته، وما هو إلا تصوير لعظمته وتخييل فقط، ولا كرسي ثمة, ولا قعود، ولا قاعد)
وللفائدة فهناك رسالة علمية كاملة في مخالفات الزمخشري العقدية في تفسيره الكشاف لباحث أظنّ اسمَه: احمد الغامدي في قسم العقيدة بجامعة الإمام.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[20 Nov 2007, 09:26 م]ـ
وممن بسط بعض الناس عليه ألسنتهم بالنكير الزمخشري
رحمه الله،] ليس بسبب انحراف عقيدته في القدر فهذا ما برأه منه تسليمه بشمول علم الله تعالى
،وقد قال الشافعي [حسبما [كذا] نقله عنه ابن حجر في فتح الباري] إذا سلم القدريّ العلمَ خُصِم.
وفسرها ابن حجر بقوله يعني أنه قد وافق معتقد أهل السنة [/ size] ـ والزمخشري كما يعلم أهل
التفسير يسلم بالعلم ويقر بشموله ـ من أول التفسير إلى آخره.
[/ size]
بل لم يسلم من انحراف العقيدة حتى وإن سلم بعلم الله تعالى فقد قال الشيخ صالح آل الشيخ ـ بارك الله فيه ـ في شرح العقيدة الطحاوية:
والقدرية ... صنفان:
قدرية غلاة: وهم الذين ينكرون علم الله السابق، ويقولون الأمر مستأنف جديد، والخير والشر مقدر؟ لا، إنما هو مستأنف جديد، لا يعلم الله الخير حتى يقع، ولا يعلم الشر حتى يقع، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا " وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا " [الأحزاب:40] سبحانه وتعالى، هؤلاء هم الذين صاح بهم السلف وكفروهم فقال فيهم الشافعي: ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروا العلم -يعني علم الله جل وعلا- كفروا. هؤلاء فرقة كانت موجودة وانتهت.
الفرقة الثانية المعتزلة وأشباه المعتزلة: وهم الذين يسمون القدرية، وهم الذين يقولون: إن الإنسان يخلق فعل نفسه، وأن الله جل وعلا لا يضاف إليه خلقا كل ما هو سيئ، لا يضاف إليه خلقا الشر ولا القتل ولا إلى آخره، ويقولون أيضا: إن فعل العبد واستطاعة العبد وقدرة العبد، هذه ليس لله جل وعلا فيها مأخذ؛ بل قدرة المطيع وقدرة العاصي وقدرة المؤمن وقدرة الكافر، إرادة المؤمن إرادة الكافر للعمل واحدة، وهذا الأصل الذي قالوه وذهبوا إليه لأجل شبهة عندهم وضلال عندهم، وهو أنهم قالوا: إن العدل يوجب على الله جل وعلا أن يساوي بين العباد، والظلم بالتفريق ما بين هذا وهذا، ما بين المؤمن والكافر والمطيع والعاصي هذا ظلم، فحكّموا عقولهم وآراءهم في فعل الله جل وعلا وفي تصرّفه وصفاته جل وعلا، والله سبحانه وتعالى يقول: " فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ" [هود:107، البروج:16] ويقول جل وعلا " لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ" [الأنبياء:23] وقوله: "لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ" للجهتين:
الأولى: أن الله جل وعلا له التصرف في ملكه كيف يشاء.
والجهة الثانية: أن الله جل وعلا له الحكمة البالغة فيما يفعل، وفيما يجريه في ملكوته ويشاؤه، والعباد قاصرون عن معرفة الحكم بأنفسهم، فكيف بالحكم في أفعال الله جل وعلا وصفاته وتصرفه في ملكوته، وهؤلاء المعتزلة هم الذين يكثر رد الأشاعرة عليهم في مسائل القدر وهم كالأشاعرة في المخالفة لما دلت عليه الأدلة. أهـ
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[22 Nov 2007, 07:23 ص]ـ
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في حديث عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَقِبَهُ عَنْ اِبْن وَهْب سَمِعْت مَالِكًا وَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَهْل الْأَهْوَاء يَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِهَذَا الْحَدِيث يَعْنِي قَوْله " فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ " فَقَالَ مَالِك: اِحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِآخِرِهِ " اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ". وَوَجْه ذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْقَدَر اِسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ اللَّه فَطَرَ الْعِبَاد عَلَى الْإِسْلَام وَأَنَّهُ لَا يُضِلّ أَحَدًا وَإِنَّمَا يُضِلّ الْكَافِرَ أَبَوَاهُ، فَأَشَارَ مَالِك إِلَى الرَّدّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ " اللَّه أَعْلَم " فَهُوَ دَالّ عَلَى أَنَّهُ يَعْلَم بِمَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ بَعْد إِيجَادهمْ عَلَى الْفِطْرَة، فَهُوَ دَلِيل عَلَى تَقَدَّمَ الْعِلْم الَّذِي يُنْكِرهُ غُلَاتهمْ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيّ: أَهْل الْقَدَر إِنْ أَثْبَتُوا الْعِلْم خُصِمُوا.أهـ
فدل قوله على أن غلاتهم هم الذين ينكرون العلم وليس فيه أن من أقر منهم بالعلم فقد وافق أهل السنة والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عبدالرحمن الصالح]ــــــــ[22 Nov 2007, 11:35 ص]ـ
الإخوة الكرام،،
النجدية لتساؤلها الموفّق
الأخ أبا صفوت لابتدائه التعليق
الإخوة الشنقيطي وأبا حسان وأبا الحسنات لتعليقاتهم المفيدة
شكرا لمروركم الكريم
الأخ أبا فاطمة شكر الله سعيكم وحسن نيتكم، وإن كان لأخيك عليك عتاب هذا بيانه
قلتم،،
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في حديث عَطَاءُ بْنُ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ
سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَرَارِيِّ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: " اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ "
وَأَخْرَجَ أَبُو دَاوُدَ عَقِبَهُ عَنْ اِبْن وَهْب سَمِعْت مَالِكًا وَقِيلَ لَهُ إِنَّ أَهْل الْأَهْوَاء يَحْتَجُّونَ عَلَيْنَا بِهَذَا الْحَدِيث يَعْنِي قَوْله " فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ " فَقَالَ مَالِك: اِحْتَجَّ عَلَيْهِمْ بِآخِرِهِ " اللَّه أَعْلَم بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ ". وَوَجْه ذَلِكَ أَنَّ أَهْل الْقَدَر اِسْتَدَلُّوا عَلَى أَنَّ اللَّه فَطَرَ الْعِبَاد عَلَى الْإِسْلَام وَأَنَّهُ لَا يُضِلّ أَحَدًا وَإِنَّمَا يُضِلّ الْكَافِرَ أَبَوَاهُ، فَأَشَارَ مَالِك إِلَى الرَّدّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ " اللَّه أَعْلَم " فَهُوَ دَالّ عَلَى أَنَّهُ يَعْلَم بِمَا يَصِيرُونَ إِلَيْهِ بَعْد إِيجَادهمْ عَلَى الْفِطْرَة، فَهُوَ دَلِيل عَلَى تَقَدَّمَ الْعِلْم الَّذِي يُنْكِرهُ غُلَاتهمْ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيّ: أَهْل الْقَدَر إِنْ أَثْبَتُوا الْعِلْم خُصِمُوا.أهـ
فدل قوله على أن غلاتهم هم الذين ينكرون العلم وليس فيه أن من أقر منهم بالعلم فقد وافق أهل السنة والله أعلم.
سامحك الله أخي الكريم،،
لك الحق في التتبع ولكن ليس لك ولا لغيرك الحق في التشكيك في نقل الناس قبل الاستقراء الكامل، لأننا
لو فعلنا ما فعلت لما بقي من العلم شيء، فقبل أن نردّ على أحد علينا أنْ نستفرغ جهدنا في البحث.
قال الحافظ ابن حجر في شرح كتاب الإيمان
باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام
"وقد حكى المصنفون في المقالات عن طوائف من القدرية إنكار كون البارئ عالما بشيء من أعمال العباد
قبل وقوعها منهم. وإنما يعلمها بعد كونها. قال القرطبي وغيره: قد انقرض هذا المذهب ولا نعرف أحدا
ينسب إليه من المتأخرين. قال: والقدرية اليوم مطبقون على أن الله عالم بأفعال العباد قبل وقوعها وإنما
خالفوا السلف في زعمهم بأن أفعال العباد مقدورة لهم وواقعة منهم على جهة الاستقلال وهو مع كونه مذهبا
باطلا أخف من المذهب الأول. وأما المتأخرون منهم فأنكروا تعلق الإرادة بأفعال العباد فرارا من تعلق القديم
بالمحدث وهم مخصومون بما قال الشافعي: إن سلم القدري العلم خصم. يعني يقال له:
أيجوز أن يقع في الوجود خلاف ما تضمنه العلم؟ فإن منع وافق قول أهل السنة
وإن أجاز لزمه نسبة الجهل تعالى الله عن ذلك".
< http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=9&ID=28021&SearchText= الشافعي%20القدر%20خصم& SearchType=root&Scope=all&Offset=20&SearchLevel=QBE >
وفقنا الله تعالى لمراضيه، وجعل مستقبل حالنا خيراً من ماضيه .. وغفر لنا وللمسلمين
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[23 Nov 2007, 03:00 ص]ـ
1 - الزمخشري إمام من أئمة المعتزلة وقد أودع في كشافه مقالات المعتزلة وصاغها باسلوب أدبي وبلاغة رائعة حتى أصبح اكتشافها عسيراً على كثير من طلبة العلم.وقد تتبعة في ذلك ابن المنير، والطيبي وبينا كثيراً من تلك الإعتزاليات، وفاتهما بعض الشيء
2 - الزمخشري عفا الله عنه بدأ كتابه بقوله (الحمد لله الذي خلق القرآن) فنبهه بعض المقربين منه إلى أن هذا المطلع مدعاة إلى النفور من الكتاب فغيره، ذكر ذلك الطيبي في فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب.
3 - يلحظ القاريء للكشاف قلة الآثار، وكثرة الآراء الكلامية والعبارات الموحشة.
4 - الزمخشري زهد بالأحاديث النبوية فلم يورد منها إلا القليل وقد يورد قطعة من الحديث دون إشارة إلى أنه حديث، وكثير من تلك الأحاديث موضوعة أو ضعيفة، وقد تتبعه فيها ابن حجر في كتابه الشاف الكافي.
5 - عرض في تفسيره لكثير من القراءات ولم يقتصر على الثابت منها بل شحنه بالقراءات الشاذة
6 - اعتني بالبلاغة عناية فائقة، واهتم باللغة والإعراب.
7 - لم يتوسع في ذكر الروايات الإسرائيلية.
8 - في كشاف الزمخشري فوائد لا توجد في غيره، و طوام لا توجد إلا فيه.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[23 Nov 2007, 10:24 ص]ـ
الدكتور عبد الرحمن أحسن الله إليكم
بالفعل قد تعجلت في التعقيب بما ذكرته من مشاركة نبهتني فيها ـ جزاك الله خيراً ـ إلى ضرورة استفراغ الوسع في البحث.
ولكنني بالجمع بين ما ذكره ابن حجر في الموضع الذي ذكرته والآخر الذي تفضلت بذكره تبين لي مقصود ابن حجر من قوله: وافق قول أهل السنة
وذلك أنه قال:
فَهُوَ دَلِيل عَلَى تَقَدَّمَ الْعِلْم الَّذِي يُنْكِرهُ غُلَاتهمْ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيّ: أَهْل الْقَدَر إِنْ أَثْبَتُوا الْعِلْم خُصِمُوا.أهـ
فهذا يفيد أن منهم غلاة ومنهم غير غلاة وهذا ما ذكرته في النقل السابق عن الشيخ صالح آل الشيخ.
وأيضاً قال:
وهم مخصومون بما قال الشافعي: إن سلم القدري العلم خصم. يعني يقال له:
أيجوز أن يقع في الوجود خلاف ما تضمنه العلم؟ فإن منع وافق قول أهل السنة.أهـ
فبان أن قوله: وافق أهل السنة أي في إثبات العلم وليس بلازم أن يوافقهم في كل ما يقولون وليس بلازم منه أن ينفى عنه أن يكون من المعتزلة غير الغلاة أو أن ينفى عنه الانحراف في الاعتقاد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:54 م]ـ
أين تعليق الإدارة وأين الإخوة المشرفون؟!!!
النجدية، د. عبدالرحمن الصالح
إن الله عز وجل أرسل نبيه صلى الله عليه وسلم إلينا ليبين لنا الدين الحق، وأنزل إليه كتابه المبين ليخرج الناس من الظلمات إلى النور
فاتبعه أصحابه رضي الله عنهم فنجوا، ومن اتبعهم بإحسان نجا كما نجوا، ومن خالف هديهم واتبع غير سبيلهم هلك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الفرقة الناجية: (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) وقال تعالى: (ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً).
والذي يزعم أن العبد يخلق فعل نفسه وأنه إذا شاء أن يفعل الطاعة فعلها ولو لم يأذن الله، ولو شاء أن يعصي عصى ولو لم يأذن الله، وأنه هو الذي يهدي نفسه أو يضلها بغير إذن الله تعالى
فقد افترى على الله الكذب، وقال قولاً عظيماً وإفكاً مبيناً،
ولا ينفعه أن يتحايل على ذلك بقوله إن الله لا يشاء غير ما يريده المكلف من الطاعة أو المعصية كما فعل الزمخشري
فإن هذا اتهام لله بالباطل أنه لا يهدي ولا يضل إلا وفق مشيئة العبد وهذه مخالفة صريحة لنصوص الكتاب والسنة
وأهل العلم قد أفاضوا في بيان العقيدة الصحيحة في هذه المسألة في كتب العقيدة وهي واضحة لطالب الحق وضوح الشمس
قال الله تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)
وقال: (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً)
وقال: (لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاؤون إلا أن يشاء الله)
فقدرة العبد وإرادته خاضعة لمشيئة الله تعالى
وهي محكومة لا حاكمة، والله يوفق من يشاء لطاعته، ويخذل من يشاء كما قال تعالى: (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء)
وهداية الله تعالى وإضلاله لمن يشاء ليس عبثاً ولا تعنتاً ولا ظلماً (وما ربك بظلام للعبيد) (وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين)
بل بين الله تعالى لنا في كتابه الكريم أسباب الهداية وأسباب الإضلال
وبين لنا أصناف الذين يهديهم الله، وبين لنا أصناف الذين يضلهم
والأدلة في ذلك كثيرة ظاهرة في القرآن الكريم
وهي كذلك بينة ظاهرة في السنة المشرفة، وقد اعتنى بها السلف الكرام عناية بالغة، وهي ليست بالمسألة الهينة التي يتغاضى عنها، وإلا لما بدع السلف المعتزلة وكفروا من قامت عليه الحجة منهم وأصر على الإنكار والمخالفة لأنه حينئذ يكون مكذباً لله تعالى زاعماً أن الحق في غير ما جاء به القرآن الكريم وغير ما بينته السنة النبوية واعتقده الصحابة الكرام.
وأنا أنصح النجدية بعدم إثارة الفتن ببعض المواضيع ولتعلم أن رواد هذا الملتقى يقرؤن ما بين السطور ويعرفون مشرب كل ذي شرب من منطوقه
ومن يرد الحق يبين له، ومن يرد إثارة الفتن فليس هذا مكانها.
ومن احتاج إلى مزيد توضيح وتبيين بينا له، ومن كان مستشكلاً أمراً أجبنا على استشكاله، والحق واضح أبلج ولله الحمد.
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Dec 2007, 10:34 م]ـ
أخي عبدالعزيز حفظكم الله: قولكم:
وأنا أنصح النجدية بعدم إثارة الفتن ببعض المواضيع
هذا ليس نصيحة بل هو " تكميم للأفواه،وإلقاء الأوامر.
ليس من حق أحد أن يقول لأحد؛ لا في هذا الملتقى ولا في غيره:لا تسأل عن كذا وكذا، أو لا تقل كذا أو كذا، أو قل كذا وكذا؟؟؟
بل من حق أي طالب علم أو غير طالب علم في الملتقى وغير الملتقى أن يسأل عما يشاء ولكل أحد أن يجيب بما يشاء لا بالأوامر والنواهي؟؟؟
ثم على طالب العلم العارف المتمكن الإجابة على الأسئلة بالعلم والدليل وليس ب ......
ويا ترى: إذا لم نسأل عن الشبه التي تصادفنا في الكتب التي نقرؤها ومقررة علينا في المدارس والجامعات فنسأل عن ماذا؟؟ أعن الأمور والمسائل الواضحة؟؟؟ أم عن الأسئلة التي " تعجب " بعض الناس دون بعض؟؟؟
العلم لله تعالى، والتعلم حق للجميع.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:56 ص]ـ
أخي د. السالم الجكني حفظه الله
سلام عليك أما بعد:
فإن السائل إذا سأل مسترشدا مريدا للحق فإنا نتقرب إلى الله تعالى بالإجابة على سؤاله حسب مبلغنا من العلم
ونتقرب إلى الله تعالى بالرفق معه، حسبما تقتضيه الأخوة الإسلامية.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا ظهر لنا من خلال طرحه وتعليقه ما يدعونا للخوف أن يقذف في قلوب رواد الملتقى شبهة أو يكون في المشاركات نصرة للبدعة من بعض المشاركين على حين غفلة من المشرفين كما في هذا الموضوع فإنه ينبغي التنبيه على ذلك، ونصرة الحق بما يكفي ويشفي، وليس في قول الحق ظلم لأحد، لا سيما إذا كان المناضل عن الحق يراعي الآداب الشرعية.
أما لو ترك الأمر على عواهنه كما دعوت إليه في ردك علي وكثر عليكم أهل البدع وصاروا يروجون لبدعهم وكثرت غفلتكم، وصرتم تنبرون للرد على من يرد عليهم لا للرد على من ينصر البدعة كما حصل في هذا الموضوع لصار هذا الملتقى داعياً للبدعة
وأنا أربأ بك أن تريد هذا حفظك الله وعافاك.
ونصيحتي بعدم إثارة الفتن هي من مراعاة المقاصد الشرعية، وأنا تعمدت التعبير بلفظ النصيحة وأنا أقصد هذا التعبير وأعرف ما أكتب، ولم أكتب إلا ما أعتقده
وقولي إن هذا الملتقى ليس مكاناً لإثارة الفتن لا أظن أنك تخالفني فيه
وطلبت من مثيرة الموضوع عدم إثارة الفتن بهذه الاستشكالات لما علمته من تتبع مشاركاتها وأسلوبها في الطرح ولا سيما المشاركة الأخيرة (في الاستفسار عن كتاب المدرسة القرآنية لمحمد باقر الصدر، وأسلوبها في الاستفسار) ما دعاني إلى إبداء هذه النصيحة، وإيصال الرسالة إليها، ولم أتبع أسلوباً يخالف الذوق العام.
فجنحت أنت عن الموضوع برمته، ولمزتني بما لمزت سامحك الله.
وعلى كل،
وقولك: (ثم على طالب العلم العارف المتمكن الإجابة على الأسئلة بالعلم والدليل وليس ب ...... )
لا أدري ما الجملة التي استحييت من كتابتها؟!!
فإن كنت تظن أني أجبت بلا علم ولا دليل فلتكن لديك الشجاعة الكافية للتصريح بذلك، وأنا أتقبله بصدر رحب، أما إن كان في مشاركتي ما يخالف سياسة هذا الملتقى، فهذا أمر آخر.
أسأل الله تعالى لي ولك التوفيق، وأن يجعلنا من أهل الصدق والنصح.
التمست رأي الإدارة والمشرفين فجاءني هذا الرد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[05 Dec 2007, 03:17 ص]ـ
السؤال مشروع، وكل سؤال عن مسألة علمية مشروع. ولو اكتفي بما أجاب به أول متدخل (أبو صفوت) لكان كافيا. فهو يجيب تماماعلى مطلوب النجدية.
وكنت أود لو لم يُعمَد إلى تتبع مداخلات النجدية لاستكشاف نواياها، وأرى أن هذا مما يحسن تجنبه من قبل أهل العلم وطلبته. وليس في طرح مثل هذه المواضيع أي فتنة.
وأرجو من النجدية ألا تتهيب من طرح تساؤلاتها، بعد الآن، طالما وجدت رغبة في مزيد الفهم.
مع خالص التحية والمودة للجميع.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[05 Dec 2007, 04:52 ص]ـ
...
(يفعل ما يشاء) من الإكرام و الإهانة، ولا يشاء من ذلك إلا ما يقتضيه عمل العاملين واعتقاد المعتقدين.
لحمد لله
هذا الكلام بادي الراي يظهر انه على العكس من قوله تعالى
وما تشاؤون الا ان يشاء الله
لكن للانصاف فهو ليس كاف في الحكم ..... اذ قد تخون الكاتب العبارة .... و قد لا يقصد المتبادر منها و قد ... وقد ..
لكن قرأت ردا شديدا جدا للشيخ الشنقيطي رحمه الله في اضواء البيان يبطل فيه قولا منحرفا للزمخشري ...
لدرجة ان الشيخ الشنقيطي وصفه ب هذا الانسان في قوله ... فانظر رحمك الله الله الى كلام هذا الانسان ... او
شيء مثل هذا
وليس عندي الكتاب الان ... فالمرجو ممن كان قرا رد الشيخ الشنقيطي ان ينقله فهو مفيد جدا
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Dec 2007, 07:24 ص]ـ
أخي الكريم عبدالعزيز الدخيل حفظه الله ورعاه:
اعلم أخي الكريم أني لا أكتب حرفاً في هذا الملتقى بكوني أحدالمشرفين فيه على منتدى من منتدياته، وإنما أكتب - مثلك - ما أراه بيني وبين الله تعالى صواباً وحقاً، لا أتكلم بلسان غيري وغيري لا يتكلم بلساني، ومن التسرع أن تعتبر مداخلتي هي " رأي للإدارة والمشرفين ".
أخي الكريم:
لم أعترض على ردك على الأخت في جوهر السؤال المطروح وهو "وجود دسيسة من عدمها "، أبداً أبداً، وإنما تكلمت عن أسلوبك وما أسميته أنت " نصيحة "- ولا أشك في صلاح نيتك ولا أزكي على الله أحداً - فهنا اعتراضي الشخصي المتواضع.
ولا يخفى عليكم أخي الكريم أننا جميعاً نتعامل مع أسماء كثير منها قد يكون " وهمياً " وبعضها قد يكون " مدسوساً " كما أن بعضها قد يكون " حقيقياً " فلذا أرى أن نترك جانب البحث عن " النوايا " جانباً ونركز على الموضوع المطروح مهما كان فيه من " خبث" و " سوء ظن " لأنه بما أنه طرح في الملتقى فلا بد من بيانه صحة وخطأ ثم بعد ذلك يظهر المصيب من المخطئ وصالح النية من عكسه.
أما ما سألت عنه من الجملة التي قلتً أني " استحييت " من ذكرها؟؟؟ فثق تماماً أخي أن كاتب هذه الحروف لا يستحيي من ذكر ماهو حق، والكلام المحذوف واضح سياقه وهو:عدم الرد ب: سوء الظن وماشابهها مما نراه في كثير من ردود بعض الناس فيقول للسائل:كان ينبغي لك كذا وكذا، ولا ينبغي لك كذا وكذا، وكأن السائل يسأله عما ينبغي وما لاينبغي.
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[05 Dec 2007, 01:04 م]ـ
بسم الله ...
أسأل الله أن يجزيكم خيرا؛ على مساعدتي في فهم كلام الإمام أبي حيان -رحمه الله-
أما بالنسبة لسؤالي، و ما دفعني إليه:
هو أنني كنت أقرأ كلام أبي حيان في (البحر المحيط)؛ فما فهمت مقصوده؛ حاولت فهم مقصوده لوحدي؛ فخشيت أن أتعثر ... !!
فطلبت مساعدة أهل الملقى؛ فجُلُّهم أساتذة و علماء -نفع الرحمن بهم، و زادهم علما طيبا، و عملا صالحا .. -
و لا أظن في هذا خطأ؛ فما تعلمناه أن الخطأ هو: التزام الصمت و الكسل أمام ما لا نفهمه، مما يعترضنا في درب العلم.
نحن طلاب علم، نفخر بالسؤال عن كل ما نجهله .... و لكم الأجر عند الله في تجلية العلوم لنا، و الإجابة على تساؤلاتنا!!!!
و تلك عبارةٌ - عبارة أبي حيان- أشكل فهمها عليّ؛ فسألت، و أجابني أهل الفضل، و ناقش غيرهم مسائل متعلقة بالزمخشري ... -ما كان سؤالي عنها أصلا-؛ فتعلمت من مناقشتهم -جزاهم الله خيرا.
و أخيرا
أسأل الله أن يحمي هذا الملتقى من البدع، ما خفي منها و ما ظهر ... إنه حسبنا و نعم الوكيل!!!
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:00 م]ـ
دعوة الزمخشري لمذهب المعتزلة و شدته في الرد على مخال من أهل السنيه بالتصريح أو التلميح و تضعيفه لأحاديث في الصحيحين بينة لمن قرأ كتابه .... حتى أن بعض أئمة الأشاعرة كالعلامة تقي الدين السبكي والد صاحب الطبقات امتنع من إقراء تفسير الزمخشري تأثما في آخر حياته بعد أن كان يقرأه زمانا ثم ترك ذلك واعتذر عنه بما بينه ابنه في ترجمته لوادله و نقل كلاما مفيدا في ذلك وأما ردود و تعقبات العلماء من أهل السنة و غيرهم عليه فباب طويل ...
و لبعض أئمة الحنابلة في القرن السابع و ما بعده ممن صنف في التفسير كالرسعني و غيره عبارات لاذعة أوجبها موقفه من بعض الأحاديث المتفق عليها كرده لحديث أن كل مولود ينخسه الشيطان حين ويلد بقوله: (لو كان ذلك صحيحا لامتلأت الدنيا عياطا)؟؟! .. وغير ذلك مما هو بين ومن قد أحسن ابن المنير والطيبي و أبي حيان و غيرهم في تعقبه ورد اتهامه لأئمة المسلمين بالحشوية .....
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Dec 2007, 02:21 م]ـ
تصويب لأخطاء مطبعية:
دعوة الزمخشري لمذهب المعتزلة و شدته في الرد على مخالفيه من أهل السنيه بالتصريح أو التلميح و تضعيفه لأحاديث في الصحيحين بينة لمن قرأ كتابه .... حتى أن بعض أئمة الأشاعرة كالعلامة تقي الدين السبكي والد صاحب الطبقات امتنع من إقراء تفسير الزمخشري تأثما في آخر حياته بعد أن كان يقرأه زمانا ثم ترك ذلك واعتذر عنه بما بينه ابنه في ترجمته لوادله و نقل كلاما مفيدا في ذلك وأما ردود و تعقبات العلماء من أهل السنة و غيرهم عليه فباب طويل ...
و كذلك يوجد لبعض أئمة الحنابلة في القرن السابع و ما بعده ممن صنف في التفسير كالرسعني و غيره عبارات لاذعة في الزمخشري في تفاسيرهم أوجبها أمور منها موقفه من بعض الأحاديث المتفق عليها كرده لحديث أن كل مولود ينخسه الشيطان حين ويلد إلا ابن مريم وقوله: (لو كان ذلك صحيحا لامتلأت الدنيا عياطا)؟؟! .. وغير ذلك مما هو بين في كشافه وقد أحسن ابن المنير والطيبي و أبي حيان و غيرهم في تعقبه ورد اتهامه لأئمة المسلمين و لأهل السنة بقوله: الحشوية .....
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Dec 2007, 02:36 م]ـ
الإمام السبكي الأب رحمه الله ترك قراءة "الكشاف " ليس لاعتزال مؤلفه أو ما سطره فيه من كلامه على " خصومه " وإنما بسبب ما كتبه المؤلف - الزمخشري رحمه الله - على الايات في سورة " التكوير " فقد شطح قلمه أيما شطح فيما يخص النبي صلى الله عليه وسلم، أما بقية المسائل في الكشاف فالسبكي لم ينظرإليها نظرة المتأثم بل نظرة المناقش والمجادل.والله أعلم.
وأما الإشارة دائماً والقول ب:
وقد أحسن ابن المنير والطيبي و أبي حيان و غيرهم في تعقبه ورد اتهامه لأئمة المسلمين و لأهل السنة بقوله: الحشوية .....
فهذا قصور في البحث العلمي والمصداقية في الطرح - ولا أعني شخصاً بعينه-، بل أعني التركيز دائماً على ذكر الدراسات التي " تنتقد " أو التي " تمجد وتمدح " والصواب وخاصة في مثل هذا الملتقى العلمي الأكاديمي أن يذكر الشيئان: النقد والمدح.
والقصور الثاني هو أننا نادراً ما نقرأ ونسمع خاصة في المنتديات المخالفة للمعتزلة الإشارة إلى بعض الدراسات التي " تعقبت " المتعقبين على الزمخشري وشكل أكثر خصوصية ابن المنير رحمه الله.
والله من وراء القصد.
ـ[الجكني]ــــــــ[13 Dec 2007, 02:36 م]ـ
الإمام السبكي الأب رحمه الله ترك قراءة "الكشاف " ليس لاعتزال مؤلفه أو ما سطره فيه من كلامه على " خصومه " وإنما بسبب ما كتبه المؤلف - الزمخشري رحمه الله - على الايات في سورة " التكوير " فقد شطح قلمه أيما شطح فيما يخص النبي صلى الله عليه وسلم، أما بقية المسائل في الكشاف فالسبكي لم ينظرإليها نظرة المتأثم بل نظرة المناقش والمجادل.والله أعلم.
وأما الإشارة دائماً والقول ب:
وقد أحسن ابن المنير والطيبي و أبي حيان و غيرهم في تعقبه ورد اتهامه لأئمة المسلمين و لأهل السنة بقوله: الحشوية .....
فهذا قصور في البحث العلمي والمصداقية في الطرح - ولا أعني شخصاً بعينه-، بل أعني التركيز دائماً على ذكر الدراسات التي " تنتقد " أو التي " تمجد وتمدح " والصواب وخاصة في مثل هذا الملتقى العلمي الأكاديمي أن يذكر الشيئان: النقد والمدح.
والقصور الثاني هو أننا نادراً ما نقرأ ونسمع خاصة في المنتديات المخالفة للمعتزلة الإشارة إلى بعض الدراسات التي " تعقبت " المتعقبين على الزمخشري وبشكل أكثر خصوصية ابن المنير رحمه الله.
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الميموني]ــــــــ[14 Dec 2007, 01:01 ص]ـ
تقي الدين السبكي ألف رسالة: اسمها: سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف
وقد بين فيها سبب تركه لإقراء الكشاف ونقل ابنه عنه غضبه من كثرة دسائسه في الاعتزال و غيره وأنه سبب تركه تدريسه
ومما قاله في رسالته الموجزة هذه وهي موجودة في بعض كتب السيوطي وهو كتابه: (تحفة الأديب في نحاة مغني اللبيب) في ترجمة الزمخشري.
قال تقي الدين السبكي: (و كنت أحضر قرائته عند قاضي القضاة شمس الدين أحمد السروجي , و كان له به عناية و معرفة , ثم لم أزل أسمع دروس الكشاف المذكور , و أبحث فيه , و لي فيه غرام لما إشتمل عليه من الفوائد و الفضائل التي لم يسبق إليها , و النكت البديعة و الدقائق التي بعد الحصول عليها , و أتجنب ما فيه من الإعتزال , و أتحرج الكدر , و أشرب الصفو الزلال , و فيه ما لا يعجبني مثل كلامه في قوله تعالى (عفا الله عنك) (التوبة 43).
و طلب مني مرة بعض أهل المدينة نسخة من الكشاف , فأشرت عليه بأن لا يفعل حياء من النبي صلى الله عليه و سلم أن يحمل إليه كتاب فيه ذلك الكلام.
ثم صار هذا الكتاب يقرأ علي و أنا أسفر عن فوائده و أعوم به حتى وصل إلى تفسير سورة التحريم , و قد تكلم في الزلة , فحصل لي بذلك الكلام مغص ... ) الخ.
-------
وأما نقل المدح و القدح فلا يتسع له المقام لطوله و الزمخشري بارع في البلاغة و البيان وأما مذاهب المعتزلة فلا يتورع عن ذكرها تصريحا و تلميحا سامحه الله.
وقد وصف العلماء المحققون كتابه بأنه محشو بالبدعة على ما فيه من فوائد و ممن قال بأنه محشو بالبدعة شيخ الإسلام ابن تيمية و غيره
وممن حذر من كتابه الذهبي في ميزان الاعتدال قائلا:
(محمود بن عمر الزمخشري المفسر النحوي.
صالح، لكنه داعية إلى الاعتزال.
أجارنا الله. فكن حذرا من كشافه). 4/ 78
ونقله الحافظ ابن ناصر الدين و الحافظ ابن حجر وغيرهم.مؤيدين لعبارة الذهبي.
فلا تثريب على من حذر الناس من الاغترار ببدعته أو التأثر بكلامه حتى أن الحافظ ابن حجر اختار أن يورد في ميزان الاعتدال قول من نهى عن مطالعة كتاب الزمخشري كالشيخ العلامة أبي محمد بن أبي جمرة قال الحافظ ابن حجر: (قال الإمام أبو محمد بن أبي حمزة في شرح البخاري له لما ذكر قوما من العلماء يغلطون في أمور كثيرة قال ومنهم من يرى مطالعة كتاب الزمخشري ويؤثره على غيره من السادة كابن عطية ويسمى كتابه الكشاف تعظيما له قال والناظر في الكشاف إن كان عارفا بدسائسه فلا يحل له أن ينظر فيه لأنه لا يأمن الغفلة فتسبق إليه تلك الدسائس وهو لا يشعر أو يحمل الجهال بنظره فيه على تعظيمه ... وإن كان غير عارف بدسائسه فلا يحل له النظر فيه لأن تلك الدسائس تسبق إليه وهو لا يشعر فيصير معتزليا مرجئا والله الموفق) اهـ. لسان الميزان: 6/ 5
و المقصود أن العلماء أنصفوا الزمخشري فشكروا له ما أصاب فيه من البلاغة و البيان و بينوا خطأه و لاموه على أمرو منها بالإضافة إلى ما تقدم
ضعف عنايته بالحديث و إكثاره من نقل المنكر و الضعيف ....
و الخلاصة:
كما قال المقري رحمه الله: قد تصدى للرد عليه من أهل السنة رضي الله عنهم جم وافر وأبدوا ما يؤيد مذهبهم الظافر وتركوا المبتدع يحك رأسه بغير أظافر
وصار للعلماء في كتابه مهيعان: إما إقرائه و قراءته مع الحذر من اعتزالياته كنفي الرؤية و كثير من الصفات و غير ذلك
أو الاستغناء عنه بكتب من هم أولى و أجل منه وفيها كفاية ووفاء.
فائدة قال الزمخشري:
(قد شبهوه بخلقه وتخوفوا ... شنع الورى فتستروا بالبلكفه)
فرد عليه جمع منهم
ما ذكره صاحب كتاب التمييز لما أودعه الزمخشري في كتابه من الاعتزال في الكتاب العزيز أبي علي عمر بن محمد بن خليل قال أجابه عم والدي وهو يحيى بن أحمد الملقب بخليل بهذه القصيدة ولوالدي فيها تكميل ولي فيها تتميم وتذييل
(شبهتَ جهلا صدرَ أمة أحمد ... وذوي البصائر بالحمير الموكفه)
(وزعمتَ أن قد شبهوا معبودهم ... وتخوفوا فتستروا بالبلكفه)
(ورميتهم عن نبعة سويتها ... رمي الوليد غدا يمزق مصحفه)
نطق الكتاب وأنت تنطق بالهوى ** فهوى الهوى بك في المهاوي المتلفه
(وجب الخسار عليك فانظر منصفا ... في آية الأعراف فهي المنصفه
(أترى الكليم أتى بجهل ما أتى ... وأتى شيوخك ما أتوا عن معرفه)
(خلق الحجاب فمن وراء حجابه ... سمع الكليم كلامه إذ شرفه)
(خلق الحجاب بخلقه سبحانه ... فتشوفته الأنفس المستشرفه)
(من لا يرى قل كيف يحجب خلقه ... نهنه نهى أشياخك المتكلفه)
(المنع من إدراكه معنى به ... حجب النواظر يا أصبيع زعنفه)
(والمنع مختص بدار بعدها ... لك لا أبا لك موعد لن تخلفه)
(ملك يهدد بالحجاب عباده ... أترى محالا أن يرى بالزخرفه)
(وبآية الأعراف ويك خذلتم ... فوقعتم دون المراقي المزلفه)
(لو كان كالمعلوم عندك لا يرى ... ذهب التمدح في هنات السفسفه)
(عطلت أو أيست يا مغرور إذ ... ضاهيت في الإلحاد أهل الفلسفه)
(إن الوجوه إليه ناظرة بذا ... جاء الكتاب فقلتم هذا سفه)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[14 Dec 2007, 01:54 ص]ـ
تقي الدين السبكي ألف رسالة: اسمها: سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف
المعروف أن " سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف " ليس " رسالة بالمعنى المتبادر بل هي "ورقة " كما صرح بذلك الإمام تاج الدين السبكي ابن مؤلفها رحمهما الله تعالى، ولا شك أنه أدرى بكتب أبيه من غيره.
قال تاج الدين رحمه الله: اعلم أن " الكشاف " كتاب عظيم في بابه، ومصنفه إمام في فنه، إلا أنه رجل مبتدع متجاهر ببدعته، يضع من قدر النبوة كثيراً ويسيئ أدبه على أهل السنة والجماعة، والواجب كشط مافي كتابه الكشاف من ذلك كله، ولقد كان الشيخ الإمام - يقصد والده تقي الدين السبكي رحمه الله - (يقرئه) فلما انتهى إلى الكلام على قوله تعالى في سورة التكوير " إنه لقول رسول كريم " أعرض عنه صفحاً وكتب ورقة حسنة سماها " سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف " وقال فيها: " رأيت كلامه على قوله تعالى " عفا الله عنك " وكلامه في سورة التحريم في الزلة وغير ذلك من الأماكن التي أساء أدبه فيها على خير خلق الله تعالى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعرضت عن إقراء كتابه حياء من النبي صلى الله عليه وسلم مع ما في كتابه من الفوائد والنكت البديعة " اهـ (معيد النعم:66
ملاحظة مهمة:
استعمال السبكي لمصطلح " أهل السنة والجماعة " يختلف عن استخدامه المعاصر، لذا جرى التنبيه حتى يفهم كلامه على وفق مراده وليس على وفق المصطلح المشهور الآن.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[18 Dec 2007, 11:15 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39879
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Dec 2007, 03:24 م]ـ
ملاحظة مهمة:
استعمال السبكي لمصطلح " أهل السنة والجماعة " يختلف عن استخدامه المعاصر، لذا جرى التنبيه حتى يفهم كلامه على وفق مراده وليس على وفق المصطلح المشهور الآن.
والله من وراء القصد.
بارك الرحمن بكم؛ على ما أفدتمونا به!!
رجائي لفضيلة الدكتور الجكني: توضيح ملاحظته؛ فمن عنى السبكي -رحمه الله- بقوله: "أهل السنة و الجماعة"؟؟ -لو تكرمتم-
و جزيتم خيرا
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Dec 2007, 06:43 م]ـ
أختي "النجدية ":
"أهل السنة والجماعة" في كتابات تاج الدين السبكي رحمه الله هم: الأشعرية والماتريدية -بغض النظر عن مذاهبهم الفقهية حتى ولو كانوا حنابلة - فمن ينقل نصاً عنه وفيه هذا المصطلح عليه أن ينتبه لذلك حتى لا تختلط الأمور مع ما هو مستخدم الآن، لأن الاهتمام بالمصطلحات أمر ضروري في دقة المعلومة. والله أعلم.
ـ[النورس]ــــــــ[20 Dec 2007, 02:54 م]ـ
نقاش وحوار مثمر مفيد
ـ[الميموني]ــــــــ[23 Dec 2007, 10:24 ص]ـ
قد سماها التاج السبكي رسالة عند سرد مصنفات والده.
وهي ورقتان فقط وقد بينت أنها مطبوعة ونقلت بعض نصها.
وهي موجودة في الرابط الذي أحال عليه الأخ أبو فاطمة الأزهري
هم يد واحدة على المعتزلة و الجهمية والخوارج و غيرهم هذا مع مع معرفتنا بالخلافات الكثيرة التي بينهم ....
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 Dec 2007, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(/)
اقتراح
ـ[علي جاسم]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:22 ص]ـ
سادتي الأكارم .. أهل الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن ..
برغم ما تطرحوه في ملتقاكم من مقالات نافعة وعلوم دقيقة نفيسة .. لكني -كقارئ على الأقل- أجد أن لو توظف بعض هذه الجهود للتأليف والإصدار .. أقصد أن نخرج قليلا من بطون الأسفار ومن دقائق المعارف .. إلى واقع الأمة الحاضر .. نحدد مواضع الداء من الأمة .. ثم نعمل بعد ذلك على وضع الحلول القرآنية الناجعة لها برؤية قرآنية خالصة بكتاب يصدر عن ملتقاكم المبارك .. ..
ولكم الشكر الجزيل ..
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[18 Nov 2007, 08:30 م]ـ
همة عالية، وطموح يذكر بطموح نور الدين رحمه الله ..
واقتراح حسنٌ في مبدأه.
ولو تبلورت أفكاره واتحدت اتجاهاته لكان أحسن.(/)
هديتي لقراء الملتقى (معالم الدعوة في سورة نوح عليه السلام) بحث منشور
ـ[صالح صواب]ــــــــ[18 Nov 2007, 07:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
إخواني الكرام أهديكم هذا البحث المتواضع، بعنوان: (معالم الدعوة في سورة نوح عليه السلام)، وهو بحث محكم، منشور في مجلة كلية دار العلوم جامعة القاهرة، العدد (26) عام 1426هـ 2005م
وهي هدية متواضعة من حيث كاتبها، لكنها عظيمة لتعلقها بكتاب الله تعالى، ولكي لا أطيل على القراء فإنني أكتفي بذكر مقدمة البحث والتي اشتملت على أهمية البحث، وبيان مباحثه ومطالبه، مرفقا بذلك البحث كاملا، لمن أراد قراءته ..
أسأل الله تعالى أن ينفع به القارئ والكاتب، وأعتذر لإخوتي ومشايخي عن التقصير، فهو عمل يعتريه الخطأ والقصور، والله يحفظكم جميعا ..
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى قد قص علينا في القرآن الكريم أخبارا كثيرة، للاعتبار بما جاء فيها، والاستفادة من القصص الواردة فيها، قال سبحانه وتعالى: ?لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ ِلأَوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ? (يوسف/111).
ومن أهم وأبرز القصص القرآني: قصص الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فهي المنهج الذي يجب السير عليه، والاهتداء بهديه، كما قال سبحانه وتعالى: ?أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمْ اقْتَدِهِ? (الأنعام/90)، وقال سبحانه: ?قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ? (يوسف/108)، ففيها الدروس والعبر الكثيرة التي يستفيد منها السائرون في الدعوة إلى الله تعالى، ذلك أن الأنبياء هم الصفوة من الخلق الذين اختارهم الله تعالى لتبليغ رسالته، وعصمهم من الوقوع في الخطأ، وترفعوا عن الأهواء، واهتدوا بهدي الله، واستناروا بنور الله تعالى.
ولقد تفاوت عرض القرآن لقصص الأنبياء، واختلف كثرة وقلة، إيجازا وإطنابا.
ومن الأنبياء الذين كثر الحديث عنهم في القرآن نوح عليه السلام، فقد جاء الحديث عنه – عليه السلام – في سور كثيرة، ذلك أنه – عليه السلام – أول الرسل، وهو من أولي العزم منهم، وقد نصّ الله على اصطفائه – عليه السلام – على العالمين، إضافة إلى آدم وآل إبراهيم وآل عمران، كما قال سبحانه: ?إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ? (آل عمران/33).
وقد لبث نوح – عليه السلام – فترة طويلة يدعو فيها قومه، وهي تسعمائة وخمسون عاما، كما أخبر الله عز وجل بذلك في قوله: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمْ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُون? (العنكبوت/14).
وورد ذكر نوح – عليه السلام – في القرآن الكريم في سور كثيرة، تحدثت عن قصته مع قومه، وحواره معهم، وصبره عليهم، وأبرزت نهايته ونهايتهم ..
ومن أبرز هذه السور (سورة نوح) هذه السورة التي سميت باسمه عليه السلام، والتي اشتملت على كثير من الدروس والعبر، وبخاصة فيما يستفيد منه الداعية في دعوته إلى الله تعالى.
فقد اشتملت هذه السورة على ذكر معالم للدعوة، سواء فيما يتعلق بمهمة الداعية، أو أسلوبه، أو صبره على قومه، وحرصه على هدايتهم، واستمراره في الدعوة، أو وصف أساليب المكذبين، ونهايتهم، ووصفت دعوة نوح عليه السلام بأدق الأوصاف وأجمعها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أردت أن أكتب عن معالم الدعوة في هذه السورة، ليستنير بها الدعاة في طريقهم ودعوتهم إلى الله تعالى، ولإبراز المنهج الرباني الذي سار عليه الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين – في دعوة أقوامهم، وكيف ضحوا وتعبوا من أجل الدعوة، وإقامة الحجة، وبيان حرصهم على هداية أقوامهم، واتخاذ الوسائل والأساليب المناسبة التي يمكن من خلالها تحقيق مصلحة الدعوة، وما يجب على الداعية تجاه المتغيرات المتعددة.
وقد جعلت هذا البحث في مقدمة، وتمهيد، وأربعة مباحث، وخاتمة.
التمهيد: (بين يدي السورة)، وفيه نبذة عن سورة نوح في أربعة مطالب:
1 – اسم السورة.
2 – مكان نزولها.
3 – عدد آياتها.
4 – موضوع السورة وأغراضها.
المبحث الأول: شخصية الداعية، وفيه سبعة مطالب:
المطلب الأول: وظيفة الرسل ..
المطلب الثاني: الرسول مبلغ عن الله عز وجل.
المطلب الثالث: وجوب المسارعة لتنفيذ أمر الله:
المطلب الرابع: إفصاح الداعية عن شخصيته ووظيفته.
المطلب الخامس: وضوح الطلب ..
المطلب السادس: اهتمام الداعية بقومه وأقاربه ..
المطلب السابع: حرص الداعية على حماية الأجيال جميعا من الضلال.
المبحث الثاني: أساليب الدعوة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الترغيب.
أولا: الترغيب في ثواب الآخرة.
ثانيا: الترغيب في خير الدنيا.
1 – الوعد بتأخير الأجل ودفع العذاب.
2 – إنزال المطر وكثرة الخير.
3 – الإمداد بالمال والبنين.
4 – الجنات والأنهار.
المطلب الثاني: الترهيب.
المطلب الثالث: تنويع أساليب الدعوة.
أولا: استعطاف الداعية لقومه.
ثانيا: استغلال عموم الأوقات المناسبة للدعوة إلى الله.
ثالثا: اختيار الأسلوب المناسب والأقرب للاستجابة.
رابعا: التدرج في أساليب الدعوة.
خامسا: إعلان الدعوة.
سادسا: العتاب والتوبيخ.
سابعا: الاستدلال على الربوبية والألوهية:
1 – النفس.
2 – الكون.
3 - بدء خلق الإنسان ونهايته.
4 – بسط الأرض.
ثامنا: سدّ الذارئع المفضية إلى الشرك.
المبحث الثالث: طبيعة المكذبين ونهايتهم.
المطلب الأول: الفرار من الدعوة.
المطلب الثاني: زيادة العناد عند سماع الدعوة.
المطلب الثالث: الإصرار على الباطل.
المطلب الرابع: الاستكبار عن الحق.
المطلب الخامس: اتباع السادة والكبراء.
المطلب السادس: التآمر على الدعوة والدعاة.
المطلب السابع: الدعوة إلى التمسك بالباطل.
المطلب الثامن: نهاية المكذبين.
المبحث الرابع: موقف الداعية من إصرار قومه على التكذيب، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: التوجه بالشكوى إلى الله عز وجل.
المطلب الثاني: الدعاء على القوم المكذبين.
المطلب الثالث: الدعاء للنفس والوالدين والصالحين والأقارب.
الخاتمة ..
ومن المهم الإشارة إلى أن هذه السورة قد اشتملت على كثير من الدروس والعبر المستفادة، في مجالات شتى، إلا أنني أردت قصر حديثي عن معالم الدعوة فيها.
ومع ذلك فقد حاولت التركيز على الفوائد المستنبطة من هذه السورة، مراعاة للاختصار وعدم الإطالة، دون تفاصيل طويلة في الحديث عن الدعوة وأساليبها.
ولكون هذه السورة من سور المفصل، التي لا يصعب الرجوع إلى مواضع آياتها، لم أذكر أرقام الآيات داخل البحث، بل اكتفيت بكتابة نص السورة في بداية البحث.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المنتفعين بكتابه، العاملين به، وأن يجعله شفيعا لنا يوم القيامة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[18 Nov 2007, 08:18 م]ـ
أخي الكريم
جزاك الله خيراً
غير أن الملف لم يعمل بعد تحميله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Nov 2007, 08:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا أبا أيمن على هذه الهدية.
والملف يعمل يا أبا عبدالعزيز عندي وعدد صفحات البحث 56 صفحة فأعد تنزيله فربما يعمل وإلا بعثت لك به على بريدك.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو الحسام]ــــــــ[18 Nov 2007, 09:37 م]ـ
جزاك الله خيرا
و الملف يعمل عندي والحمد لله ,,,
وننتظر منك المزيد والمفيد,,
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[18 Nov 2007, 10:08 م]ـ
تم تحميله مرة أخرى وتصفحه.
شاكراً لكم.
ـ[ابراهيم عبد القادر]ــــــــ[24 Oct 2008, 06:03 م]ـ
ما شاء الله وجزاك الله عني وعن بلد الايمان والحكمه خير الجزاء د. صالح
وجعل ما كتبته في ميزان حسناتك ونفع الله بك الامه الاسلاميه
فانت من يستحق التقدير والاحترام
فأرجوا من كل من هو ملتحق بهذا الملتقى المبارك ان يتابع ويتابع بل ويلزم كل ما يكتبه الدكتور صالح فهو والله بحر يحوي كل درر وثمين والارض تشتكي من تواضعه أحسبه كذلك ولا أزكي على الله
أحدا
بارك الله فيك شيخي (اتمنى ان انهل من علمك ان شاء الله) د. صالح على ما اتحفتنا
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[25 Oct 2008, 12:54 ص]ـ
بارك الله فيك، بحث قيم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فارس مجزع العمار]ــــــــ[21 Oct 2010, 04:58 م]ـ
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[مالك حسين]ــــــــ[21 Oct 2010, 07:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
موضوع جميل، وفكرة بحث جيدة.
ـ[هاني درغام]ــــــــ[21 Oct 2010, 09:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[21 Oct 2010, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الدكتور:صالح على هذه الفوائد والدرر.
ـ[علي يحي صالح]ــــــــ[23 Oct 2010, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا الكريم.
نسأل الله ان ينفع بك حيث كنت.
فلا تزال بصمات محاضراتك لنا في التفسير بالكلية العليا للقران حاضرة في الذهن.
ومزيدا من الهدايا القيمة.
ـ[العزيزه بالله]ــــــــ[27 Oct 2010, 07:52 ص]ـ
اشكر الاخ صالح وفقه الله
على الهديه وما اعظمها من هديه اسأل الله ان يكتب لك الحسنى وزياده
كما ابشره ان البحث تم نشره في ست متديات كامسابقه
جزاك الله خير وجميع القائيمين على هذا الملتقى المباك
فلقد استفدة منه
ـ[عبد الكريم محمد الحوصلي]ــــــــ[21 Dec 2010, 07:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
بحث جميل وقيم، نفع الله بعلمك يا دكتور
ونتمنى المزيد من مثل هذه الأبحاث ونشرها بين الشباب
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[21 Dec 2010, 01:45 م]ـ
جزاك الله كل خير .. ،،،(/)
ما هي مؤلفات علي بن عبدالكافي السبكي في التفسير وهل طبعت؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[18 Nov 2007, 11:09 م]ـ
السلام عليكم
يثني أهل التراجم كثيراً على العلامة علي بن عبدالكافي السبكي رحمه الله والد عبدالوهاب السبكي صاحب طبقات الشافعية الكبرى. ويذكرون له كتباً في التفسير. فمن يتكرم فيخبرني بكتبه المطبوعة في التفسير خاصة وسائر كتبه المطبوعة عامة لأشتريها وله مني دعوات صالحات بظهر الغيب علماً أنني قرأت كتابه السيف المسلول على شاتم الرسول بتحقيق إياد الغوج فأعجبت به كثيراً رحمه الله.
أرجو ألا يطول انتظار أخيكم يا أهل التفسير وما عهدتكم إلا سباقين لكل مكرمة.
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[20 Nov 2007, 02:55 م]ـ
للرفع مشكورين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Nov 2007, 01:12 م]ـ
أخي الكريم فهد وفقه الله
راجعتُ دراسة محقق كتاب (السيف المسلول) الذي أشرتم إليه للسبكي رحمه الله فوجدت المحقق قد ذكر مؤلفاته ورسائله في التفسير على النحو التالي:
1 - الإقناع في تفسير قوله تعالى: (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) مطبوع.
2 - بذل الهمة في إفراد العم وجمع العمة. مطبوع.
3 - تأويل الفطنة في تفسير الفتنة. مطبوع.
4 - التعظيم والمنة في (لتؤمنن به ولتنصرنه) مطبوع.
5 - تفسير سورة القدر، مخطوط.
6 - الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم، مخطوط.
7 - رسالة في تفسير قوله تعالى: (يا أيها الرسل لكوا من الطيبات واعملوا).
8 - رسالة في تفسير قوله تعالى: (لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن). مطبوع.
9 - سبب الانكفاف عن إقراء الكشاف. مخطوط.
10 - الفهم السديد من إنزال الحديد. مطبوع.
11 - القول الصحيح في تعيين الذبيح. مخطوط.
12 - الكلام على قوله تعالى: (استطعما أهلها). مطبوع.
ولم أطلع إلا على رسالته (الانكفاف عن إقراء الكشاف) وهي منشورة ضمن ترجمته في كتاب تراجم نحاة مغني اللبيب للسيوطي رحمه الله. وتفسيره الدر النظيم مخطوط بمكتبة الأمبروزيانا بميلانو في إيطاليا، وهو مخطوط في عداد المفقود لتعذر الحصول عليه إن لم يكن استحالة الوصول إليه، وذلك لأنه في حالة لا يمكن تصويرها، كما أفاد بذلك القائمون على هذه المكتبة.
ولعل الإخوة الفضلاء يفيدونا برسائله المطبوعة هذه أين طبعت حيث إني لا أذكر أين طبعت هذه الرسائل القصيرة للسبكي. والله أعلم.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[27 Nov 2007, 04:25 م]ـ
رسائل السبكي في التفسير مما اشرتم اليه كله او يكاد مطبوع ضمن فتاوى السبكي وهو كتاب كبير في مجلدين طبع في دار المعرفة ببيروت
لكن الطباعة رديئة وليس ثمة اعتناء بالكتاب من حيث التحقيق والتقويم
فلعل بغية السائل وما طلبه الشيخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن يوجد في ذلك الكتاب وخصوصا الجزء الاول منه
واقبلوا تحياتي
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[29 Nov 2007, 07:06 ص]ـ
كل الشكر للمشرف العام على جوابه الشافي الكافي، وشكراً للدكتور جمال على جوابه جزاكم الله خيراً.
وأسأل: هل فتاوى السبكي متوفرة في المكتبات؟
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[23 Jun 2010, 08:27 ص]ـ
ما زال سؤال عن طبعة هذه الفتاوى قائماً يا إخوان فهل من جواب جزيتم خيرا.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Jun 2010, 12:00 م]ـ
نعم عندنا الكتاب متوفر في مكتبات الاردن ويوجد في بيروت ومصر ايضا(/)
كتب المعاني والتفسير وفرق ما بينهما؟
ـ[البسام]ــــــــ[19 Nov 2007, 04:07 م]ـ
في أثناء قراءاتي لإحدى الرسائل العلمية المطبوعة لفتني حديث مؤلفها في مقدمته عن المصادر التي أفاد منها في بحثه، وأورد جملة من كتب المعاني المعروفة، ولكنه سماها تفاسير، فقال: تفسير الفراء، وتفسير الزجاج ... إلخ، وهو ظاهر صنيع مؤلف الكتاب النفيس جدًا (النحو وكتب التفسير)، حيث أسلك في التفسير كتب معاني القرآن الكريم.
وسؤالي هنا: هل يصح عند المتخصصين في التفسير وعلومه أن تُسمى كتب المعاني تفاسير، وهل ثمة ما يميز أحدها عن الآخر؟.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 10:59 ص]ـ
أخي البسام حياك الله
لقد نظرت في هذه المسألة أثناء كتابتي لرسالة الدكتوراة (التفسير اللغوي)، وخرجت بأن كتب المعاني مغايرة لكتب التفسير، ويمكن ملاحظة الفرق من الوجوه الآتية:
1 ـ المادة العلمية التي في كتب المعاني مصدرها علوم العربية، أما كتب التفسير فتضيف مصادر نقلية أخرى كالقرآن والسنة وأسباب النزول وأقوال السلف.
2 ـ كتب المعاني تُعنى ببيان الوجه العربي لمجموع الآيات التي تنعرض لها؛ لذا قد تفترض الوجوه العربية الصحيحة؛ كقولهم: ولو قيل كذا لجاز، أما كتب التفسير فتعنى ببيان المعنى المراد بالآية في سياقها دون النظر إلى مثل هذه المحتملات اللغوية.
3 ـ لا يوجد كتاب في معاني القرآن قد شمل القرآن آية آية، بخلاف كتب التفسير، فقد كان من أوائل ما ظهر ـ وهو مطبوع ـ تفسير مقاتل بن سليمان، وهو تفسير شامل للقرآن آية آية.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:15 ص]ـ
وثمة أمر آخر ياأخي الكريم
إن كتب المعاني غايتها توضيح المعنى
في الآيات الكريمة، وتقليبها من الناحية اللغوية
فهي أقرب إلى التصنيف المعجمي، وخاصة
عندما كان في بداياته
ولايخفى عليك أن أغلب المؤلفين فيها
من اللغويين والنحويين
وشكرا لك
وأخي العالم الدكتور مساعد
ودمتم سالمين
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:23 ص]ـ
أخي الكريم والحبيب البسام
ليتك تنظر إلى هذا الرابط:
عرض كتاب (معاني القرآن الكريم - تفسير لغوي موجز)
http://tafsir.org/vb/showthread.php?p=43890
ـ[منصور مهران]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:55 ص]ـ
(حيث أسلك في التفسير كتب معاني القرآن الكريم.)
سلك و أسلك: لغتان،
من الأولى قول ربنا عز وجل:
(فسلكه ينابيع في الأرض)
وقوله:
(ما سلككم في سقر)
ومن الثانية قول ساعدة بن العجلان:
وهم منعوا الطريق وأسلكوهم
على شمّاءَ مهواها بعيد
فالأستاذ البسام اختار لغة (أسلك) وهي صحيحة جيدة.
ـ[البسام]ــــــــ[24 Nov 2007, 04:38 م]ـ
شكرا لكم جميعا.
ـ[البسام]ــــــــ[24 Nov 2007, 04:54 م]ـ
وثمة سؤال موصول الأسباب بما سبق، وهو أنني لاحظت عددا من الباحثين لايضمون إلى كتب المعاني كتاب مجاز القرآن الكريم لأبي عبيدة، على الرغم أنه لايكاد يختلف عنها في كثير من الأمور، فهو يشتمل على بيان المعنى والإعراب وتوجيه القراءات وغير ذلك مما تتضمنه كتب المعاني الأخرى، وإن كان لايبلغ مُدَّها.
فهل ثمة تفسير لذلك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[01 Dec 2007, 04:39 م]ـ
المفسرون الذين يحيلون إلى كتاب (مجاز القرآن) لأبي عبيدة يحيلون إليه ضمن كتاب (معاني القرآن)، ففي البسيط للواحدي وغيره تجدهم يقولون مثلاً: وهذا رأي (أهل المعاني) كأبي عبيدة والفراء، ثم تجد القول في كتاب (مجاز القرآن). فمجاز القرآن في الواقع من كتب معاني القرآن، ولكن الغالب عليه العناية بالغريب لا بالنحو، ولذلك لو رجعت إلى كتاب الدكتور نهاد الموسى عن نحو أبي عبيدة لوجدت شحاً ظاهراً في مسائل النحو عنده من خلال كتاب المجاز بخلاف الغريب. وإلا فهو في الجملة يدرج ضمن كتب المعاني بحسب إحالات معظم المفسرين الذين وقفت على كتبهم كالطبري والواحدي وغيرهما والله أعلم.
ـ[الميموني]ــــــــ[08 Dec 2007, 03:19 م]ـ
الفرق الحقيقي المشهور بين كتب معاني القرآن و كتب التفسير أن مصنفي كتب معاني القرآن من أئمة العربية و النحو المشهورين بها و وقد سموا كتبهم باسم معاني القرآن فلذلك اشتهرت بذلك اللهم إلا كتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة فلم يسم بهذا الاسم هذا مع دخوله عند كثير من المفسرين و غيرهم في مسمى كتب معاني القرآن لكنه أوجز من غيره لتقدم تصنيفه
و لكن من السمات العامة في كتب معاني القرآن عنايتها بجانب اللغة و الإعراب وإقلالها من ذكر الأحاديث و الأسانيد
و أما القول (بأنه لا يوجد كتاب في معاني القرآن قد شمل القرآن آية آية، بخلاف كتب التفسير، فقد كان من أوائل ما ظهر ـ وهو مطبوع ـ تفسير مقاتل بن سليمان، وهو تفسير شامل للقرآن آية آية) اهـ.
فما ذكرتموه سعادة الأستاذ الشيخ مساعد الطيار ليس بفرق حقيقي فمثلا كتاب الزجاج فيه تفسير أشمل للآيات و أكثر مما في تفسير مقاتل
وكذلك معاني القرآن لابن النحاس.
ومن تأمل كتاب الزجاج وهو من أجل ما صنف في هذا النوع و قد اعتنى بنقل ما فيه من اللغة إمام أهل اللعة الآزهري في كتابه العظيم تهذيب اللغة و غيره.
أقول من تأمله وتأمل كتاب ابن النحاس بعد يجد أن الفرق الحقيقي إنما هو فيما ذكرته سابقاً وأما غير ذلك فسمات أغلبية فقط.
و إذا كان من كتب من النحاة في ذلك له نوع عناية بنقل خلاف السلف لعلو سنده و مشاركته في علوم الحديث و الرواية كالإمام أبي بكر محمد بن القاسم (ت: 328هـ) أو لتوفر بعض المصادر لديه كابن النحاس فستجد في كلامه اختلافا عن كلام مثل الفراء و الأخفش الأوسط و غيرهم و من له عناية ودرية في النظر الكثير في هذه الكتب يقطع بذلك. وكلام ابن الأنباري ممن يعتني بنقل نفائس منه ابن الجوزي في زاد المسير و قبل الواحدي في البسيط و القشيري و غيرهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[البسام]ــــــــ[08 Dec 2007, 06:31 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[الميموني]ــــــــ[13 Dec 2007, 12:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[13 Dec 2007, 04:06 م]ـ
أخي الدكتور عبد الله الميموني حفظه الله
احسنت في التنبيه، فلقد كنت ناسيًا لكتاب النحاس في معاني القرآن، وهو يكاد يكون في معاني القرآن آية آية.
أما كتاب الزجاج فليس يشمل كل آية ككتاب مقاتل الذي ما ترك آية إلا فسرها، وهذا هو مرادي بالشمول.
ومن ثَمَّ، فتصحيحكم لعبارتي في استدرككم عليَّ بكتاب (معاني القرآن) للنحاس= في محله، ولعلكم تنظرون في الثاني، وهو معاني الزجاج، فهل يأتي عليه ما أردتُ أو لا؟
ـ[الميموني]ــــــــ[14 Dec 2007, 12:36 ص]ـ
فضيلة أخي الدكتور: مساعد حفظه الله
نعم أيضا معاني القرآن للزجاج فيه تفسير شامل لكل ما يحتاج إلى تبيين و تفسير و بشكل أكبر وأوسع من تفسير مقاتل اللهم إلا في باب القصص ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[14 Dec 2007, 12:46 ص]ـ
أخي الفاضل الشيخ الدكتور عبد الله الميموني
الشمول الذي أقصده هو المرور على كل آية وتفسيرها، وهذا ليس موجودًا في معاني القرآن للزجاج، فهو يترك آياتٍ لا يتعرض لها، بخلاف مقاتل بن سليمان، فهو يمر على الآيات آية آية من او الفاتحة إلى نهاية الناس، وهذا هو مرادي بالشمول.
أما تعريفكم للشمول بأنه كل ما يحتاج إلى تبيين وتفسير، وكونه أوسع من مقاتل فهذا صحيح لكنه ليس هو مرادي بالشمول.(/)
حديث (المائدة من آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[19 Nov 2007, 08:18 م]ـ
ذكر القاسم بن سلام في كتابه الناسخ والمنسوخ (أخبرنا علي قال: حدثنا أبو عبيدة قال: حدثنا أبو اليمان عن أبي بكر بن عبدالله بن أبي مريم عن ضميرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المائدة من آخر القرآن نزولاً فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)
ص 161 طبعة الرشد
فهل هذا الحديث ذكر في كتب السنن , لأني بحثت ولم أجده , وأرجو ذكر كلام العلماء على الحديث مع ذكر المصدر
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[19 Nov 2007, 10:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا يونس قال: حدثنا ابن وهب قال: حدثني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير قال: حججت، فدخلت على عائشة رضي الله عنها، فقالت لي: «يا جبير، هل تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم. فقالت:» أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه «. حدثنا فهد قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال: حدثنا معاوية بن صالح، ثم ذكر بإسناده مثله. فكان في هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن المائدة آخر سورة نزلت
مشكل الآثار للطحاوي(/)
حواراتنا غير المكتملة: جهد مهدور
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[19 Nov 2007, 08:57 م]ـ
في الرابط التالي حول موضوع (كتاب الرد على القرضاوي والجديع حول الغناء ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?p=46198))، كتبت تعليقا حول ظاهرة (الحوارات غير المكتملة) في المنتديات الإسلامية، والأضرار المنجرة عنها.
ولأهمية الموضوع، في تقديري، ارتأيت إعادة طرحه في موضوع مستقل، عسى أن يجد حظه من التأمل والتعليق:
=========
من يقرأ الحوارات في المنتديات الإسلامية يصطدم بكونها أكثرها مبتورة، غير كاملة. وعادة ما ينتهي فيها الأمر إلى تخلص أحد المشاركين من استكمال الحديث لسبب أو لآخر.
فما الذي يحصل في نهاية مثل هذه الحوارات؟
الجواب: تصبح جهدا مهدورا، تضيع فائدته التي انطلق من أجل تحصيلها .. لأن موضوع الحوار يقبى عنصر اختلاف بين المتحاورين. فيتأجل الكلام، ويبقى كل واحد على رأيه، فيضيع الهدف الذي من أجله انطلق الحوار، وهو:
1 - إقناع أحد الطرفين للآخر بوجهة نظره،
2 - أو على الأقل تقريب وجهتي النظر، فيتصبح المسافة بين المتحاورين أقرب مما كانت عليه قبل الحوار.
ولتقريب الفكرة إلى الذهن، أسوقها بالترتيب التالي (وهو ترتيب رياضي، اعتمدته في بعض حواراتي السابقة، في سياق مختلف):
1 - يعرض أحدنا، ولنسمه ( X) موضوعا، أو تعليقا، أو مقالا، يحتوي على وجهة نظر أو فكرة، ولنسمها: ( Op1)
2- يقرأ أحدنا، ولنسمه ( Y)، فيحصل لديه "انطباع" حول الرأي ( Op1)
3- من خلال الانطباع الذي تولد لدى (2)، يقرر أن يقف على مسافة من الرأي ( Op1)، لنسمها: D1:Y-Op
4- اعتمادا على انطباعه حول الرأي ( Op1)، يعتقد الثاني Y أن رأي الأول X ( الذي سميناه Op1) بعيد عن الرأي الصائب (أو لنسمه: الحقيقة) Op_Absolute
فيرى أن المسافة بين Op و Op_Absolute تساوي عددا أكبر من صفر. (وفي نفس الوقت: يحدد مسافة بين رأي X و بين نقيض الصواب أو الحقيقة. فيحدد له مسافات أخرى تقربه إلى دائرة الانحراف، أو الزيغ، أو الانحراف.
ثم يقرر الثاني ( Y)، اعتمادا على ذلك، أن يقف أيضا على مسافة نسميها: ( D1:X-Y من الكاتب ( X)
5- انطلاقا من انطباعه حول الرأي ( Op1) والكاتب ( X)، يكتب القارئ ( Y) ردا أو تعليقا، يوضح فيه المسافتين التي قررهما لنفسه تجاه الرأي وتجاه الكاتب D1:Y-Op و D1:Y-X
6- في بعض الأحيان، لا يرد الأول X على الثاني لتوضيح رأيه Op، فيقطع بالتالي الحوار.
في هذه الحالة، تكون النتيجة أن المسافة بين المتحاورين تبقى كما حددها الثاني (اعتمادا على انطباعه)، أي: D1:Y-X
فإن كانت هذه المسافة متباعدة، فمن الذي يلام عليها في هذه الحالة؟
في تقديري: الملوم هو الأول X لأنه تخلى عن واجب توضيح رأيه، فترك الثاني محتفظا بانطباعه عن المسافة بينهما، في حين أن واقع الأمر قد لا يكون كذلك لو وضح رأيه أكثر.
بالتالي، فعوض أن تكون المسافة بين المتحاورين مسافة حقيقية (واقعية، موضوعية)، تصبح مسافة انطباعية مغلوطة، لأنها لا تعبر عن المسافة الحقيقية.
7 - أما في الحالة الثانية، أي عندما يبذل الأول X مجهود توضيح رأيه للثاني Y فيشرح أدلته، ليبين أن Y مخطئ في تقدير مسافته الانطباعية حول الرأي Op1 ، ويعرض عليه أن تصبح هذه المسافة D2:Y-Op1 بدل المسافة الأصلية التي وضعها Y لنفسه D1:Y-Op1 بحيث تكون هذه المسافة الثانية أقصر من المسافة الأولى، أي:
D2:Y-Op1 < D1:Y-Op1
في هذه الحالة، واعتمادا على تقريب المسافة وتصويب فهم الفرأي، يقترح X على Y أن يغير أيضا انطباعه حن الكاتب نفسه ( X)، داعيا إياه أن تصبح المسافة بين المتحاورين: D2:Y-X عوض أن تبقى على حالها D1:Y-X، بحيث تكون هذه المسافة الثانية أقصر من المسافة الأولى، أي:
D2:Y-X < D1:Y-X
وفي انتظار جواب الرجل الثاني Y، ما الذي يحصل في ذهن (أو في انطباع) الرجل الأول X؟
ما يحصل هو أنه يكون لنفسه انطباعا حول الثاني Y، نسميه: D2:X-Y
بحيث تكون المسافة الناتجة عن انطباع الشخص الأول حول الشخص الثاني، مختلفة عن المسافة الناتجة عن انطباع الشخص الثاني حول الشخص الأول، أي:
D2:X-Y < D2:Y-X
وفي هذه الحالة، يرى الأول (في انطباعه) أنه قرب المسافة بينه وبين الثاني، في حين أن الثاني بقي انطباعه كما هو، لم يتغير.
8 - الآن: ماذا يمكن أن تكون ردة فعل الثاني Y عند قراءة رد الأول X؟
إما أن لا يبذل الجهد لتعجيل انطباعه اعتمادا على المعلومات الجيدة التي أضافها X، أو أن يترك الرد.
فإن ترك الرد (وما ينتج عنه من تعديل للمسافات بين المتحاورين)، فما يحصل هو التالي:
لم يعد للمتحاورين نفس الانطباع حول المسافة بينهما، وبالتالي فإن المسافة الحقيقية بينهما، بدل أن يتم معرفتها بشكل جيد، تصبح مسافة انطباعية، مختلف في تقديرها وقياسها بين المتحاورين، لأن الأول يعتقد أنها D2:X-Y في حين يرى الثاني أنها D2:Y-X
وفي غالب الأحيان تكون المسافتان الانطباعيتان مختلفتين عن المسافة الحقيقية بين الرجلين (وهذا الأمر من الضروري التأكيد عليه)
في هذه الحالة، يصبح الحوار غير مفيد، بل يصبح ضارا، إن لم نقل خطيرا، لأنه ينجر عنه أخطاء كثيرة في تقييم الرأي وتقييم الرجال بعضهم لبعض.
لماذا؟ لأن الحوار في أصله ينطلق إما لرغبة في تقريب وجهات النظر أو في تقريب بين المتحاورين. أي أن الحوار يُعتمَد لحساب المسافات الجقيقية بين الأفكار أو بين الرجال. فإذا تخلى أحد المتحاورين (أو كلاهما) عن استكمال عملية تعديل المسافة للوصول إلى المسافة الحقيقية، فإن الحوار يصحب ضارا.
إذن: في هذه الحالة (أي عندما لا يرد الثاني Y)، من يقع عليه اللوم؟
لا شك أنه الرجل الثاني Y
من هنا، أسوق قاعدة عامة في الحوارات كي تكون ناجحة:
لحساب المسافة الحقيقية بيننا (كمتحاورين)، نحتاج للاستمرار في توضيح الافكار (في مسار ذهاب وإياب) لعدة مرات، حتى نضمن لأنفسنا الاستفادة من حواراتنا.
أرجو أن تكون الفكرة واضحة بهذا الشكل المنطقي، وأعتذر لمن يرى فيه نوعا من التعقيد. وعذري أنني أعتقد أن مثل هذا (التجريد) بالغ الأهمية في بعض الأحيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Nov 2007, 04:10 ص]ـ
وفقك الله
الفكرة اتضحت بعد قراءتها مرتين
ولكنك أهملت إحدى الحالات التي تحدث كثيرا في النقاش في المنتديات، وقد عاينتها بنفسي كثيرا جدا في معظم الحوارات، وهي أن المسافة تزداد اتساعا كلما ازداد المتناقشان في الكلام.
ومثال ذلك أن يقول (أ) قولا، يرى (ب) أنه بعيد عن الصواب مسافة قصيرة، فيرد عليه ردا مقتضبا بأن قوله مخالف للصواب؛ لأنه مثلا مخالف لقوله تعالى كذا، أو لحديث النبي صلى الله عليه وسلم كذا، أو لأنه مخالف للإجماع الذي نقله العالم الفلاني، أو لأن قوله مبني على مغالطة في كذا، أو لغير ذلك من الأسباب.
إلى الآن تظهر المسافة بين القولين وكأنها قصيرة نوعا ما.
ولكننا نفاجأ بالطرف الأول يرد أحيانا بما يلي:
- الحديث الذي استدللت به حديث آحاد، ولا يفيد اليقين!!
- الإجماع الذي نقلته عن فلان مسلم، ولكني لا أحتج بالإجماع أصلا!!
- الآية التي ذكرتها مؤولة لمخالفتها للقاطع العقلي!!
ونحو ذلك من الردود التي تظهر توجه الطرف الأول، وأنه بعيد تماما عن القواعد والأصول التي بنى عليها الطرف الثاني اعتراضه.
إلى هنا نرى أن المسافة ازدادت كثيرا جدا بين الطرفين، ولم تتقلص، وهذه الحالة لم تأخذها في اعتبارك مع أنها كثيرا ما تحدث.
وفي هذه الحالة قد يفضل الطرف الثاني أن يترك النقاش؛ لأنه قد يرى أنه لا فائدة منه بعد أن وصلوا إلى طريق مسدود.
أو يرى أن الطرف الأول يناقش في قواعد لا تحتمل النقاش، وأن مجال النقاش فيها طويل الذيل لا تحتمله المنتديات، بل صنفت فيه المصنفات وكتبت فيه المطولات، فمن العبث تضييع الوقت في ذلك في المنتديات؛ لأن المعتاد أن القارئ لا يكمل قراءة الموضوعات المطولة إلى نهايتها، لا سيما إن كانت في مثل هذه الأصول.
هذه خاطرة وردت على بالي، فأردت إثباتها هنا فقط على هامش الموضوع.
وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Nov 2007, 12:00 ص]ـ
... ولكنك أهملت إحدى الحالات التي تحدث كثيرا في النقاش في المنتديات، وقد عاينتها بنفسي كثيرا جدا في معظم الحوارات، وهي أن المسافة تزداد اتساعا كلما ازداد المتناقشان في الكلام ..
لم أهمل شيئا، ولكن المثال الذي طرحته في مداخلتي الأولى يعرض مقطعا نموذجيا واحدا من عملية الحوار، أي:
- عرض فكرة
- نقد الفكرة
- إعادة توضيح الفكرة
وهذا المقطع يمكن أن يكون في بداية عملية الحوار، أو أثناءها، أو في نهايتها.
ولو كررنا هذا المقطع مرات ومرات، فلا شك أننا سنجد حالات متعددة، تبين في آخر المطاف أن عملية الحوار، عندما تنطلق في لحظة ما، تؤدي إلى سلسلة متحركة من حساب المسافات الحقيقية والانطباعية بين الأفكار، والمسافات الحقيقية والانطباعية بين المتحاورين.
فالحوار ميدان حراك سريع، وعندما نريد بدءه مع أحد الأشخاص، يجب أن نقوم به بوعي ويقظة، كي لا يؤدي إلى نتائج عكسية. ومن الخطوات التي تهيء لنجاحه إدراك المسائل التالية:
1 - ما هو الهدف الذي أسعى لتحقيقه من الحوار؟
- أهو معرفة المسافة بيني وبين محاوري؟
- أم تطوير علاقتي به لمزيدالتقارب؟
- أم تصحيح المسافة بيننا؟
- أم توجيه رسالة لمحاوري بأننا متباعدان؟
- أم توجيه رسالة لآخرين يطلعون على هذا الحوار، من باب: (إياك أعني وافهمي يا جارة)؟
- أم من باب تقريب مستمع لصفي وإبعاده عن صف محاوري؟
...
2 - الحرص على وضوح التعبير عن الفكرة، حتى يفهم محاوري فكرتي تماما كما أردت له أن يفهمها (وهذا الأمر هو أصعب المراحل، لأنه يستدعي معرفة كافية بأسلوب تفكير المحاور).
3 - عدم تفويت الفرص أثناء الحوار لفرز النقاط المتفق عليها والتركيز عليها وتذكير المحاور بها. وهذا على عكس ما يجري في العادة من التركيز على نقاط الخلاف وإن كانت ثانوية، وإغفال نقاط التلاقي، وإن كانت كبيرة ورئيسية. لأن استدعاء نقاط دون أخرى يؤدي دائما إلى خطإ كبير في حساب المسافات بين الأفكار والأشخاص.
4 - الدخول في عملية الحوار بروح إيجابية متفائلة، تحسن الظن بالآخر، ولا تفسر أي خطإ في التعبير أو في التفكير بأنه ناتج عن انحراف أصيل.
5 - التنبه إلى ضرورة قياس أهمية (أو قيمة) كل فكرة قبل التركيز عليها في ما يلي من عملية الحوار:
(يُتْبَعُ)
(/)
- أهي هامة مقارنة بالأفكار الأخرى التي يجب التركيز عليها؟
- إن كان التركيز على فكرة مختلف فيها سيؤدي حتما إلى تباعد وتنافر، فلماذا لا يتجنب الحديث فيها حرصا على عدم التباعد؟
- ...
4 - عدم إنهاء الحوار في اللحظة التي يكون فيها حساب المسافات ضارا بالعلاقة بين المتحاورين، أي عندما تصبح المسافة الجديدة الناتجة عن الحوار أبعد من المسافة التي انطُلٍق منها.
5 - عند الاضطرار لقطع الحوار، لسبب أو لآخر، فمن الضروري تلخيص ما تم التوصل إليه، وإيضاح الأمر حتى لا يؤدي قطع الحوار إلى توجيه رسالة سلبية وخاطئة للمحاور، قد لا تعبر عن حقيقة السبب الذي أدى إلى قطعه.
ويبقى أهم المسائل (في تقديري) في نجاح الحوار أن يتم التعامل مع المحاور كشخص مستقل عن غيره، وأن لا نحاكمه إلى أنماط جاهزة من الأشخاص نظن أنه يشبهها أو يعبر عنها، فيصبح حوارنا معه أشبه بالحوار مع الآخرين.
ومثال ذلك أن نعمد إلى البحث عن فكرة أو عبارة في كلام المحاور فنستنتج أنه ينتمي إلى فرقة أو مذهب أو طائفة، أو شيخ، فنعمد نتيجة ذلك إلى استحضار كل المقولات السائدة عن هذه الفرقة أو المذهب أو الطائفة أو الشيخ، ونستكمل حوارا معه على أساس هذه المقولات التي لم يقلها بالضرورة ... وهذا من أخطر الأساليب في الحوار، وعادة ما يؤدي إلى أحكام ظالمة في تقييم الأشخاص.
أعلم أن هذا الموضوع شديد الحساسية، لأنه يستدعي منا، نحن المسلمين، إعادة التفكير في ما اصطلح عليه بـ (علم الفرق) وتصنيف الفرق والمعتقدات إلى غير ذلك. ولعلي أعرض يوما ما، ما يزيد هذه الفكرة وضوحا. غير أنني أكتفي بقول ما يلي في هذا الخصوص:
بقطع النظر عن دراسة حديث الافتراق، أعتبر أن تصنيف الناس من خلال المقولات المشتركة أمر مستحيل منطقيا. وأنا أعتبر أن عقيدة الشخص هي بمثابة البصمة الشخصية التي لا يمكن لاثنين أن يشتركا فيها، وذلك من خلال استقرائي لعدد من النصوص الشرعية. ذلك لأن عقيدة الشخص ميدان متحرك على الدوام لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمحصلته في لحظة ما، فما بالك بتحديده على فترة زمنية ممتدة لبضعة أيام أو شهور أو سنوات؟ فما بالك بتحديدها في آخر حياة شخص ما؟
ما يمكن لنا، كبشر، أن نقوله لتصنيف معتقدات الآخرين لا يتجاوز الحكم العام الذي نجده في القرآن الكريم، والذي يصنف البشر في أحد ثلاثة دوائر: الإيمان، الكفر، النفاق. ووضع شخص بعينه في أحد هذه الدوائر هو أقصى ما يمكن أن يصل إليه أحد في الحكم على الآخرين بدون أن يظلمهم أو يعتدي عليهم. وهو أصلا صعب للغاية لاستحالة الإحاطة بجميع المعتقدات الفكرية والعملية لأي شخص، حتى لو كان الأمر متعلقا بذواتنا، فكيف بغيرنا. فلو كان لأحدنا القدرة على تحديد محصلة معتقداته لكان له القدرة على معرفة حقيقة مآله في الآخرة، وهذا الأمر مستحيل. فكيف بنا إذا تعلق الأمر بالآخرين؟
أكتفي بهذا القدر، وسأعود لاستكمال حديثي لاحقا، بإذن الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Dec 2007, 02:22 م]ـ
أشكرك أخي الكريم على طرح موضوع (الحوار) للحوار في الملتقى، وهو موضوع جدير بالتأمل والنقاش، وإن كنت لم أستطع التركيز في رموزك التي فهمتُ بعضها، وأصل الموضوع ذو أهميةٍ للمتحاورين في المنتديات على الانترنت كثيراً ولا سيما مثل ملتقى أهل التفسير الذي يغلب عليه العناية بالحوارات العلمية الجادة، ويحرص القائمون عليه على استبعاد غيرها من الحوارات التي ليست كذلك بقدر المستطاع.
وليتنا نستطيع أن نناقش هذا الموضوع حتى نخرج بنتائج عملية يمكن تطبيقها، بحيث نستفيد منها قبل وأثناء وبعد الحوارات، علماً أن كثيراً من الموضوعات المطروحة ليست ذات طبيعة حوارية كالأخبار العلمية.
الموضوع ذو شجون أخي الكريم، وأرجو أن نقرأ في التعقيبات عليه قواعد عملية للحوارات العلمية، وقد كتب في موضوع الحوار وآدابه الكثير من البحوث والكتب، وليت بعض الإخوة يلخصها لنا هنا مشكوراً.
ولا شك أن الكمال هو في استكمال هذه الحوارات بأدب وعلم حتى تؤتي ثمارها نسأل الله أن يوفق لذلك بفضله.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[24 Dec 2007, 02:38 م]ـ
حواراتنا تحتاج إلى:
أولا: تصوير المسألة المتنازع فيها.
ثانيا: تحديد المحل المتنازع فيه.
ثالثا: سوق الأدلة الصحيحة الصريحة.
رابعا: الجمود على ظاهر النصوص دون الغوص في المعاني.
خامسا: مراعاة سنة الاختلاف. فهي سنة كونية وضرورة شرعية.(/)
" ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد "
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[19 Nov 2007, 09:01 م]ـ
ماالقول في كلام ابن خلدون هذا ـ بارك الله فيكم ـ؟
فصل وأبعد من ذلك وأعرق في الوهم ما يتناقله المفسرون في تفسير سورة الفجر في قوله تعالى: " ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد " فيجعلون لفظة إرم اسما لمدينة وصفت بأنها ذات عماد أي أساطين وينقلون أنه كان لعاد بن عوص بن إرم ابنان هما شديد وشداد ملكا من بعده وهلك شديد فخلص الملك لشداد ودانت له ملوكهم وسمع وصف الجنة فقال لأبنين مثلها فبنى مدينة إرم في صحارى عدن في مدة ثلثمائة سنة وكان عمره تسعمائة سنة وأنها مدينة عظيمة قصورها من الذهب وأساطينها من الزبرجد والياقوت وفيها أصناف الشجر والأنهار المطردة ولما تم بناؤها سار إليها بأهل مملكته حتى إذا كان منها على مسيرة يوم وليلة بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا كلهم ذكر ذلك الطبري والثعالبي والزمخشري وغيرهم من المفسرين وينقلون عن عبد الله بن قلابة من الصحابة أنه خرج في طلب إبل له فوقع عليها وحمل منها ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فأحضره وقص عليه فبحث عن كعب الاحبار وسأله عن ذلك فقال هي إرم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين أحمر أشقر قصير على حاجبه خال وعلى عنقه خال يخرج في طلب إبل له ثم التفت فأبصر ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شئ من بقاع الارض وصحارى عدن التي زعموا أنها بنيت فيها هي في وسط اليمن ومازال عمرانه متعاقبا والأدلاء تقص طرقه من كل وجه ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ولاذكرها أحد من الاخباريين ولامن الامم ولو قالوا إنها درست فيما درس من الاثار لكان أشبه إلا ان ظاهر كلامهم أنها موجودة وبعضهم يقول إنها دمشق بناء على أن قوم عاد ملكوها وقد ينتهي الهذيان ببعضهم إلى أنها غائبة وإنما يعثر عليها أهل الرياضة والسحر مزاعم كلها أشبه بالخرافات والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الإعراب في لفظة: "ذات العماد " أنها صفة " إرم " وحملوا العماد على الاساطين فتعين أن يكون بناء ورشح لهم ذلك قراءة ابن الزبير " عاد إرم " على الاضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي أشبه بالأقاصيص الموضوعة التي هي أقرب إلى الكذب المنقولة في عداد المضحكات وإلا فالعماد هي عماد الأخبية بل الخيام وإن أريد بها الأساطين فلا بدع في وصفهم بأنهم أهل بناء وأساطين على العموم بما اشتهر من قوتهم لأنه بناء خاص في مدينة معينة أو غيرها وإن اضيفت كما في قراءة ابن الزبير فعلى إضافة الفصيلة إلى القبيلة كما تقول قريش كنانة وإلياس مضر وربيعة نزار وأي ضرورة إلى هذا المحمل البعيد الذي تمحلت لتوجيهه لأمثال هذه الحكايات الواهية التي ينزه كتاب الله عن مثلها لبعدها عن الصحة أهـ من المقدمة
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[19 Nov 2007, 10:28 م]ـ
اقترح الرجوع الى الدكتور زغلول النجار واظنه كتب مقالا حول هذه القضية وما تم اكتشافه في خصوص هذه المدينة التي وصفها الله تعالى بقوله (لم يخلق مثلها في البلاد)
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:07 ص]ـ
مكرر
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[03 Dec 2007, 05:11 ص]ـ
اقترح الرجوع الى الدكتور زغلول النجار واظنه كتب مقالا حول هذه القضية وما تم اكتشافه في خصوص هذه المدينة التي وصفها الله تعالى بقوله (لم يخلق مثلها في البلاد)
أحسن الله إليكم
المفهوم من كلام ابن خلدون النزاع في ذلك ـ في كونها مدينة ـ.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[03 Mar 2008, 12:14 م]ـ
؟؟؟؟؟
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Mar 2008, 01:58 م]ـ
القو بأنها مدينة فيه ضعف من جهة السياق، إذ المعطوف عليه أسماء قبائل أو أفراد، وعاد هذه هي (عاد إرم)، وقوله (ذات العماد) أي عاد المعروفة بعاد إرم صاحبة البنيان الطويل؛ سواء أكان من الخيام أم كان من غيره، وهذا يتناسب مع بسطة الجسم التي آتاه الله لهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أن الصحيح في إعراب (إرم) ما ذكره السمين الحلبي في الدر المصون ـ قال: ((قوله: {بِعَادٍ إِرَمَ}: قرأ العامَّةُ "بعادٍ" مصروفاً "إرَمَ" بكسرِ الهمزة وفتح الراءِ والميم، فـ"عاد" اسمٌ لرجلٍ في الأصل، ثم أُطْلِقَ على القبيلة أو الحيِّ، وقد تقدَّم الكلامُ عليه. وأمَّا "إرَمُ" فقيل: هو اسمُ قبيلةٍ. وقيل: اسمُ مدينةٍ: واخْتُلف في التفسير في تعنيينِها. فإن كانَتْ اسمَ قبيلةٍ كانت بدلاً أو عطفَ بيانٍ، أو منصوبةً بإضمارِ "إعني"، وإن كانَتْ اسمَ مدينةٍ فيقلَقُ الإِعراب من عاد، وتخريجُه على حَذْفِ مضافٍ، كأنه قيل: بعادٍ أهلِ إرمَ، قاله الزمخشري، وهو حَسَنٌ ويَبْعُدُ أَنْ يكونَ بدلاً مِنْ "عاد" بدلَ اشتمال إذا لا ضميرَ، وتقديرُه قَلِقٌ. وقد يقال: إنه لَمَّا كان المَعْنِيُّ بعادٍ مدينتَهم؛ لأنَّ إرمَ قائمةٌ مَقامَ ذلك صَحَّ البدلُ)).
وإرم متميز معروف في شعر العرب قبل الإسلام وبعده، فقد ورد عن جمع منهم على أنه اسم شخص أو قبيلة:
1 ـ قال زهير:
وآخَرِين تَرَى الماذيَّ عِدَّتَهْمْ * مِنْ نَسْجِ داوُدَ أو ما أَوْرَثَتْ إرَمُ
2 ـ قال حسان:
فَأَنبَوا بِعادٍ وَأَشياعِها ثَمودَ وَبَعضِ بَقايا إِرَم
3: وقال الأغلب العجلي:
جاؤوا بزَورَيهم وجئنا بالأَصَم
شيخ لنا كالليثِ من باقي إرم
4، وقال قيس الرقيات:
مَجْداً تليداً بناه أوَّلُوه له * أَدْرَكَ عاداً وساماً قبلَه إرَما
5 ـ وقال علباء بن أرقم:
وَقالَ صِحابي إِنَّكَ اليَومَ كائِنٌ عَلَينا كَما عَفّى قُدارٌ عَلى إِرَم
6 ـ وقال عمرو الزبيدي:
أَنا ابنُ ذي التَقليد في الشَهم الأَصَم
أَنا ابنُ ذي الأكليل قَتَّال البهم
مَن يَلقَني يُودِ كَما أَودَت اِرَم
أَترُكُهُ لَحماً عَلى ظَهر وَضَم
7 ـ وقال عمرو بن قمئة:
لَو دامَ لِتُبَّعٍ وَذَوي ال أَصناعِ مِن عادٍ وَمِن إِرَمِ
8 ـ وقال لبيد:
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
9 ـ وقال أيضًا:
كَما سُحِرَت بِهِ إِرَمٌ وَعادٌ فَأَضحَوا مِثلَ أَحلامِ النِيامِ
وكل هذه الأشعار كما ترى، لا تشير إلى كونها مدينة، وكونها قبيلة هو الذي مال إليه الطبري، فقال: ((وأشبه الأقوال فيه بالصواب عندي أنها اسم قبيلة من عاد، ولذلك جاءت القراءة بترك إضافة عاد إليها، وترك إجرائها، كما يقال: ألم تر ما فعل ربك بتميم نهشل؟ فيترك إجراء نهشل، وهي قبيلة، فترك إجراؤها لذلك، وهي في موضع خفض بالردّ على تميم، ولو كانت إرم اسم بلدة، أو اسم جدّ لعاد لجاءت القراءة بإضافة عاد إليها، كما يقال: هذا عمروُ زبيدٍ وحاتمُ طيئ، وأعشى هَمْدانَ، ولكنها اسم قبيلة منها فيما أرى، كما قال قتادة، والله أعلم، فلذلك أجمعت القرّاء فيها على ترك الإضافة وترك الإجراء)). والله أعلم
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Mar 2008, 02:43 م]ـ
جاءني قبل مدة صور لهذه المدينة كما ذكروا فإن كان ضوابط المنتدى تسمح أدرجتها هنا ..
آمل الافادة
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[03 Mar 2008, 04:51 م]ـ
أدرجها يا أبا عاتكة، لكن من يمكنه أن يثبت أن هذه هي مساكن قوم عاد؟!
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[03 Mar 2008, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ مساعد وبالتأكيد لا يوجد ما يؤكد إنما هي صور منتشرة في الايميلات بين عدد كبير على أنها لقوم عاد ارم فأردت أن أطلعكم على الصور .. تفضلوا:
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/1932ac8fa2.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/b39537f9a2.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/3e8973b131.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/17c6e1d24b.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/86256401c7.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/bc02b1571b.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/954492d880.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
http://www.al-amakn.net/up2/uploads/25025bb538.jpg (http://www.al-amakn.net/up2)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[04 Mar 2008, 11:10 ص]ـ
هل هذه الصور هي التي اخبر عنها الدكتور زغلول وان هذه المباني وجدت مطمورة في الصحراء ما بين عمان بضم العين والسعودية
واذا كان الجواب بلا فاين تقع هذه الآثار
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[16 Mar 2008, 02:08 م]ـ
في مثل ديار المعذبين إشكال فقهي
هل النهي عن زيارتها إلا للمعتبر يشمل تفحص صورها وتداولها؟؟
بارك الله فيكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[17 Mar 2008, 12:14 م]ـ
ما ذكره شيخنا الطيار صواب وهو وجه في التفسير لكن مقابله من الوجوه محتمل بل يقويه بعض العلماء النحارير في اللغة كما فعل الراغب في المفردات اذ قال: الإرم علم يبنى من الحجارة وقوله تعالى"ارم ذات العماد" اشارة الى عمد مرفوعة مزخرفة. اهـ. قلت وهل تكون العمد المزخرفة الا في مدينة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[18 Mar 2008, 12:04 ص]ـ
يؤيد ذلك ما ذكره ابن قدامة في المغني أن عادا كثيرة الآثار ومراده المشاهدة المنظورة كما يفيده سياق الكلام
ـ[خليل إسماعيل الياس]ــــــــ[23 Mar 2008, 09:16 م]ـ
قلت: وقد روى قصتها ابو الشيخ في العظمة مطولة. وهي قصة طويلة استغرقت عدة صفحات ملخصها كما ذكره ابو السعود عن عبد الله بن قلابة انه خرج في طلب ابل له فوقع على مدينة ارم وكانت مدينة عظيمة قصورها من الذهب والفضة فحمل ما قدر عليه وبلغ خبره معاوية فاستحضره فقص عليه فبعث إلى كعب فسأله فقال هي ارم ذات العماد وسيدخلها رجل من المسلمين في زمانك احمر اشقر قصير على حاجبه خال وعلى عقبه خال يخرج في طلب ابل له ثم التفت إلى ابن قلابة فقال هذا والله ذلك الرجل.
قال ابن حجر: رواه الثعلبي عن طريق عثمان الدارمي عن عبد الله بن ابي صالح عن ابن لهيعة عن خالد بن ابي عمران عن وهب بن منبه عن عبد الله بن قلابة فذكره مطولاً قال ابن حجر: آثار الوضع عليه لائحة.
وفي سنده ابن لهيعة وابو صالح وكلاهما ضعيف تكلم فيه وراوي الأثر عبد الله بن قلابة من المجهولين. وقد انكر ابن كثير وجود هذه المدينة.
قال الشوكاني: وهذا كذب على كذب وافتراء على افتراء وقد اصيب الإسلام واهله بداهية دهياء وفاقرة عظمى ورزية كبرى من أمثال هؤلاء الكذابين الدجالين الذين يجترؤن على الكذب، تارة على بني إسرائيل، وتارة على الأنبياء، وتارة على الصالحين، وتارة على رب العالمين.
وقد ذكر ابن خلدون قصة مدينة إرم وجعلها من الوهم الذي تناقله بعض المفسرين لسورة الفجر ثم قال: والذي حمل المفسرين على ذلك ما اقتضته صناعة الاعراب في لفظة ذات العماد انها صفة ارم وحملوا العماد على الاساطين فتعين ان يكون بناء ورشح لهم ذلك قراءة ابن الزبير عاد ارم على الإضافة من غير تنوين ثم وقفوا على تلك الحكايات التي هي اشبه بالأقاصيص الموضوعة التي هي اقرب إلى الكذب المنقولة.
وقد ذكر ابن خلدون ان هذه القصة نقلت عن عبد الله بن قلابة من الصحابة، ولا أدري كيف غاب عن ابن خلدون ان ابن قلابة من المجهولين، وقد نص على ذلك ابن حجر رحمه الله. مع ما نقلنا عنه قوله بأن آثار الوضع عليه لائحة علما أن هذا الأثر لم تثبت نسبته الى كعب ومع هذا فهو من قبيل المسكوت عنه، ولماذا هذا التهويل من الشوكاني حتى تستحق مثل هذه القصة ان تكون الداهية الدهياء ... الخ(/)
هل كتاب الأجهوري مطبوع
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[20 Nov 2007, 10:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل" كتاب إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن" مطبوع؟
وإن كان مخطوطاً فأين أجد أصله،،
أفيدوني مشكورين فلي اهتمام بهذا الموضوع؟
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[20 Nov 2007, 08:49 م]ـ
نوقشت رسالة ماجستير قبل عدة سنوات في تحقيق جزء منه من أول القران إلى آخر سورة آل عمران في كلية التربية
للبنات بالدمام ولا أدري هل سجل باقيه أم لم يسجل
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[21 Nov 2007, 10:26 ص]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك،،
وكيف تعرف عناوين الرسائل المسجلة في كليات البنات؟
أرجو مزيد إفادة ممن يعرف شيئاً عن هذا الكتاب،،
جزاكم الله خيراً،،
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Nov 2007, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
هل" كتاب إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه وتجويد القرآن" مطبوع؟
وإن كان مخطوطاً فأين أجد أصله،،
أفيدوني مشكورين فلي اهتمام بهذا الموضوع؟
إرشاد الرحمن لأسباب النزول والنسخ والمتشابه من القرآن؛ للشيخ عطية الله البرهاني الشافعي،
فقيه فاضل من أهل أجهور، تعلم وتوفي بالقاهرة سنة (1190هـ)،
يوجد لكتابه نسخة مخطوطة في الخزانة التيمورية تحت رقم (42) تفسير ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[21 Nov 2007, 11:42 ص]ـ
وانظر هذا الرابط:
(مخطوطات مكتبة الدكتورأحمد عروة):
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6049
وهذا الرابط أيضا:
http://awkaf.org/7d.htm
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[23 Nov 2007, 07:06 م]ـ
د. مروان جزاك الله خيراً.
كنت اطلعت على هذه المعلومات عن طريق البحث بالقوقل،،
ولكن هل أجد من أعضاء المنتدى المبارك من يعرف صاحبة التحقيق الذي ذكره أ. د. فهد الرومي ـ حفظه الله ـ أو كيفية الاتصال بالكلية وأخذ المعلومات منها،،
أفيدوني جزيتم خيراً(/)
لقاء ماتع مع فضيلة الدكتور مساعد الطيار في مجلة الإسلام اليوم فإلى ذلك اللقاء
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[20 Nov 2007, 11:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقابلة للدكتور مساعد الطيار في مجلة الإسلام اليوم في عددها الأخير السابع والثلاثين جلبتها لكم لتستفيدوا منها, أسأل الله أن ينفع بها
والآن نترككم مع اللقاء
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab0cdda7.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab0f1014.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab130dc2.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab17574b.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab1c8b2c.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab218aa6.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab26b2cf.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab2ae4e9.jpg
-
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64746fab2f3e14.jpg
هذه بعض محتويات مكتبة الدكتور
1 - البحر المحيط في أصول الفقه
2 - موقف الشيعة الإثني عشرية من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم
3 - شرح الهداية في توجيه القراءات
4 - بسكويت دايجستف: D
ـ[محمد براء]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:01 ص]ـ
أودأن أسأل الشيخ حفظه الله تعالى سؤالاً:
هل موسوعات الكتب الإلكترونية ونحوها تغني طالب العلم عن تكوين مكتبة خاصة به؟
ولا يخفى أن من أهم مزاياها:
1 - سهولة البحث.
2. قلة الكلفة.
3. المساعدة في التأليف والكتابة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:10 ص]ـ
لقاء د. مساعد الطيار في مجلة الاسلام اليوم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=10099)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Nov 2007, 12:31 ص]ـ
هذه بعض محتويات مكتبة الدكتور:
...
4 - بسكويت دايجستف: D
هل هو طبعة ورقية أم مجلدة؟: D
أضحك الله سنك. لقد جعلتني أبحث عنه في الصور حتى وجدته: D
وجزاك الله خيرا.
لفت انتباهي رأي د. مساعد الطيار حول التفرغ لمن هم في تخصص علوم القرآن. حيث وجه نداء لأساتذته وزملائه في تخصص الدراسات القرآنية، قائلا:
(إن الله قد من علينا جميعا بأن اختارنا لهذا التخصص الشريف الذي هو مطلب كل عالم، فحري بي وبكم أن نحيي علوم هذا التخصص، وأن نتفرغ له، وألا تشغلنا الأمور الدعوية والاجتماعية وغيرها مما يمكن أن يقوم به غيرنا، وأن نجدد في هذا العلم ما نستطيع. فكم آسى على زميل لي ينشغل بلجنة إغاثة يمكن لغيره أن يقوم بها، ويترك ما من الله عليه بالتخصص في القرآن وعلومه، فلا يقوم بتعليم الناس والتأليف لهم في هذا المجال).
فهل تتفقون معه في هذا الرأي؟
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Nov 2007, 02:32 ص]ـ
حقا إنه لقاء ماتع.
جزى الله الدكتور / مساعد خير الجزاء , وبارك فيه وفي علمه.
ـ[غانم الغانم]ــــــــ[21 Nov 2007, 06:12 ص]ـ
مع أنه لقاء قصير؛ إلا أن فيه قواعد وفوائد لطالب العلم في غاية الأهمية , فهي خلاصة من خاض غمار القراءة والعلم
فجزى الله شيخنا د: مساعد خير الجزاء , ونفع به الإسلام والمسلمين
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[21 Nov 2007, 07:33 م]ـ
أشكر الإخوة
أبو الحسنات الدمشقي
العبادي
محب القراءات
غانم الغانم
على مرورهم الكريم
وأشكر الأخ محمد بن جماعة:)
لفت انتباهي رأي د. مساعد الطيار حول التفرغ لمن هم في تخصص علوم القرآن. حيث وجه نداء لأساتذته وزملائه في تخصص الدراسات القرآنية، قائلا:
(إن الله قد من علينا جميعا بأن اختارنا لهذا التخصص الشريف الذي هو مطلب كل عالم، فحري بي وبكم أن نحيي علوم هذا التخصص، وأن نتفرغ له، وألا تشغلنا الأمور الدعوية والاجتماعية وغيرها مما يمكن أن يقوم به غيرنا، وأن نجدد في هذا العلم ما نستطيع. فكم آسى على زميل لي ينشغل بلجنة إغاثة يمكن لغيره أن يقوم بها، ويترك ما من الله عليه بالتخصص في القرآن وعلومه، فلا يقوم بتعليم الناس والتأليف لهم في هذا المجال).
فهل تتفقون معه في هذا الرأي؟
أنا أتفق معه في هذا الرأي خصوصا مع ندرة من يتخصص في مجال القرآن والقراءات فلا بد لنا أن نسد الثغرة قدر ما استطعنا
ـ[إيمان]ــــــــ[22 Nov 2007, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيراً أخينا الكريم أبا يعقوب على نقل هذا الحوار المفيد النافع .....
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[22 Nov 2007, 08:01 م]ـ
جزاك الله خيراً أخينا الكريم أبا يعقوب على نقل هذا الحوار المفيد النافع .....
وجزاك أخي الكريم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Nov 2007, 02:27 ص]ـ
نضر الله وجهك أخي أبا يعقوب على نقل هذا اللقاء الماتع مع فضيلة الدكتور المحقق مساعد الطيار ...
والحقيقة أن اللقاء كان قصيراً جداً، وليته كان موسعاً لتسليط الضوء على أجزاء مما يتمتع به الدكتور وفقه الله من جوانب مضيئة: في طلب العلم، والبحث، ودماثة الخلق، وحب المدارسة، والتواضع الجمّ ..
وفق الله الشيخ مساعد ورعاه، وأعلى منزلته في دنياه وأخراه ..
فقلت لهم دعوني إن قلبي=من العي الصراح اليوم صاحي
ولي شغلٌ بأبكار عذارى=كأن وجوهها ضوء الصباح
أراها في المهارق لابسات=براقع من معانيها الصحاح
أبيت مفكراً فيها فتضحى=لفهم الفدم خافضة الجناح
أبحت حريمها جبراً عليها=وما كان الحريم بمستباح
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Nov 2007, 07:03 م]ـ
لقاء ماتع جزى الله الدكتور مساعد الطيار خيراً على هذه الفوائد.
وأشكر الأخ الكريم أبي يعقوب على نقله لنا ونشره فبارك الله فيه، وعذراً للإخوة الذين لا يرغبون في ظهور الصور في المقابلة فلا حيلة لنا في ذلك.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[24 Nov 2007, 12:35 م]ـ
نضر الله وجهك أخي أبا يعقوب على نقل هذا اللقاء الماتع مع فضيلة الدكتور المحقق مساعد الطيار ...
والحقيقة أن اللقاء كان قصيراً جداً، وليته كان موسعاً لتسليط الضوء على أجزاء مما يتمتع به الدكتور وفقه الله من جوانب مضيئة: في طلب العلم، والبحث، ودماثة الخلق، وحب المدارسة، والتواضع الجمّ ..
وفق الله الشيخ مساعد ورعاه، وأعلى منزلته في دنياه وأخراه ..
[/]
حياك الله شيخ فهد
وبالفعل اللقاء كان قصير جدا
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[24 Nov 2007, 12:39 م]ـ
لقاء ماتع جزى الله الدكتور مساعد الطيار خيراً على هذه الفوائد.
وأشكر الأخ الكريم أبي يعقوب على نقله لنا ونشره فبارك الله فيه، وعذراً للإخوة الذين لا يرغبون في ظهور الصور في المقابلة فلا حيلة لنا في ذلك.
وأنا بدوري أشكر الأخ الدكتور عبدالرحمن على رفع الصور على سيرفر المنتدى
جزاك الله خيرا(/)
قوله صلى الله عليه وسلم: (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: رب أرني كيف تحيي الموتى)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Nov 2007, 04:19 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فلا يخفى أن التفسير النبوي هو أوثق أنواع التفسير، وأصحها، ومن الأحاديث التي يمكن أن تندرج في هذا الباب هذا الحديث الذي نحن بصدده، وقد وجه إليه صاحب كتاب (نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث) نقداً نابعاً من اتباع العقل والهوى، كما هو شأن كثير ممن يقدح في أحاديث الصحيحين .. وقد أحببت بيان معنى هذا الحديث لتعلقه بالآيات الواردة في نصه، والإجابة على ما طرحه صاحب الكتاب، وقد سبق أن ذكرت شبهاته والجواب عليها حول حديث آخر في موضوع:
قوله صلى الله عليه وسلم: (خفف على داود القرآن) ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=9051)
اسأل الله أن يهدينا سواء السبيل ...
نص الحديث:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: (رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) [البقرة: 260]، ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد، ولو لبثتُ في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي" (1).
الشبهات التي أوردها الكاتب:
قال صاحب الكتاب: " أول بعضهم هذا الحديث بتأويلات مختلفة لأن ظاهره مرفوض، فالآية لا تدل على أن إن إبراهيم شكّ، بل تفيد أنه أراد رؤية معجزة الإحياء الكبرى بعيني رأسه، ليقوى إيمانه، وينتقل من علم اليقين لعين اليقين، بدليل أن الحقَّ لما سأله أولم تؤمن؟ قال: بلى، ولا شك أنه صادق مصدَّقٌ في قوله، فكيف يُدّعى أنه شكّ؟ وهل يمكن أن يخفى فهم الآية لهذه الدرجة على سيدنا رسول الله وهو سيد الفصحاء؟! والأنكى من ذلك أن الراوي (2) لم يكتف باتهام إبراهيم بالشك، بل نسب لرسول الله أنه أكثر وأحق بالشك منه!! فكيف يُنسَبُ لإبراهيم أبي الأنبياء وخليل الرحمن ولمحمد خاتم الأنبياء وحبيب الرحمن الشَّكُّ بوعد الله بالبعث أو بقدرته تعالى على إحياء الموتى في حين أن المؤمن العادي منا الذي لا يدنو من مقامهما مقدار أنملة ليس عنده ذرة شك في ذلك؟!.
ثم كيف يجوز رمي لوط بأنه كان يجهل أن الله تعالى ركْنُه ومأواه؟ وكذلك لا يصح أن يكون سيدنا رسول الله أقل مقاماً من يوسف الذي رفض بكل وجه حق أن يخرج من السجن إلا بعد أن تثبت للجميع براءته، فينسب الراوي إليه أنه يقول: لو كنت مكانه لخرجت بسرعة ولم أنتظر!.
إن في هذا الحديث انتقاصاً من قدر أنبياء الله عليهم السلام عموماً، ومن قدر خاتمهم سيدنا محمد، إنه حديث مظلمٌ بعيد عن نور النبوة، وهذه علة قادحة في متنه تكفي للحكم بعدم صحته. اللهم إلا أن يؤول تأويلات خلاف ظاهره. ولا ننسى أن هذه عادة شراح الأحاديث!! " (3).
مدار الشبهات التي أوردها المؤلف أن الحديث ينتقص من قدر الأنبياء عليهم السلام فهو يفيد في نظره: إثبات الشك لأنبياء الله: إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، واتهام لوط عليه السلام بالجهل بأن الله ركنه ومأواه، كما يفيد ـ في نظره القاصر ـ أن يكون يوسف عليه السلام أفضل من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجعل ما يفهمه المؤلف هنا ظلمة في الحديث وعلة قادحة في متنه تكفي للحكم بعدم صحته.
ولا شك أن هذا الفهم؛ فهمُ من لا عِلْم عنده كما قال ابن كثير: " فليس المراد ههنا بالشك: ما قد يفهمه من لا علم عنده، بلا خلاف" (4).
كما يتبين في نص كلامه طعنه أكثر من مرة لأبي هريرة رضي الله عنه كما في قوله: "والأنكى من ذلك أن الراوي لم يكتف باتهام إبراهيم بالشك، بل نسب لرسول الله أنه أكثر وأحق بالشك منه!! "، ولشراح الحديث النبوي كما في قوله: " اللهم إلا أن يؤول تأويلات خلاف ظاهره. ولا ننسى أن هذه عادة شراح الأحاديث!! ".
ولا بد في الجواب على هذه الشبهات أن نقدم بهذا التمهيد:
تمهيد
إن سبب هذا الفهم عند الكردي هو الخطأ المركب من عدة أمور هي:
(يُتْبَعُ)
(/)
الخطأ في تفسير الآية الكريمة المذكورة في الحديث، ومن ثمَّ الخطأ في مقصود النبي صلى الله عليه وسلم من سياق الآية والاستدلال بها، ثم الخطأ في معرفة تفسير الآية في قصة لوط عليه السلام والتي بنى عليها الكاتب أن الحديث يدل على إنقاص قدر النبي لوط صلى الله عليه وسلم، والخطأ في فهم مقصود النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث عن يوسف عليه السلام.
وحتى ينجلي الأمر ويتبين تهافت هذا الفهم الذي قرره صاحب الكتاب هنا لا بد من التمهيد بهذه النقاط:
أولاً: معاني الشك في لغة العرب والقرآن العظيم:
الشك في لغة العرب أوسع معنى منه في الاصطلاح، فهو في الاصطلاح ما تساوى فيه كلا الاحتمالين، ولم يترجح فيه أحد الطرفين (5).
أما في لغة العرب واستخدامات القرآن فهو أوسع استعمالاً، إذ الشك خلاف اليقين، فيطلق على الظن، وعلى الجهل وعدم العلم بالشيء أيضاً.
قال تعالى: (وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علمٍ إلا اتباع الظن) [النساء: 157]. قال البيضاوي في تفسير هذه الآية: " الشك كما يطلق على ما لا يرجح أحد طرفيه، يطلق على مطلق التردد، وعلى ما يقابل العلم، ولذلك أكده بقوله (ما لهم بذلك من علم) ... ويجوز أن يفسر الشك بالجهل، والعلم بالاعتقاد الذي تسكن إليه النفس جزماً كان أو غيره " (6).
وقال تعالى أيضاً عن الكافرين: (بل ادراك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون) [النمل]. قال ابن جرير الطبري: " أي لم يتتابع بذلك ولم يعلموه، بل غاب علمهم عنه، وضل فلم يبلغوه ولم يدركوه. بل هم في شك منها يقول: بل هؤلاء المشركون الذين يسألونك عن الساعة في شك من قيامها لا يوقنون بها ولا يصدقون بأنهم مبعوثون من بعد الموت " (7).
وكذا قوله تعالى في على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم مخاطباً المشركين: (إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) [يونس: 104] فليس الشك هنا بمعنى التردد فإنهم كانوا جاحدين كافرين به وبدينه.
وكذا قوله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) [يونس: 94] أي: إن كنت يا محمد لا علم عندك بما جاء في التوراة والإنجيل من صفاتك وشأنك، فاسأل أهل الكتاب عن ذلك، فإنهم على علم بك لما ورد في كتبهم من خبرك وصفاتك، فإنهم يعرفونك كما يعرفون أبناءهم، وهذا كقوله تعالى: (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون. بالبينات والزبر) [النحل: 43 ـ 44] (8).
ثانياً: بيان معنى الآية الواردة في الحديث:
قال تعالى: (رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) [البقرة: 260]:
ليس المقصود هنا أن إبراهيم عليه السلام يشك في قدرة الله تعالى على الإحياء.
ويظهر هذا من وجهين (9):
الأول: أن إبراهيم عليه السلام قد قال (بلى)، وهذا يزيل كل لبس، وينفي كل توهم في نسبة الشك في القدرة إلى إبراهيم عليه السلام.
والاستفهام في قوله تعالى: (أولم تؤمن) للتقرير، وليس للإنكار ولا للنفي، فهو كقوله تعالى: (ألم نشرح لك صدرك) [الشرح: 1] يعني: قد شرحنا لك، فمعنى (أولم تؤمن): ألست قد آمنت. لتقرير إيمان إبراهيم عليه السلام (10).
قال ابن عطية: " إحياء الموتى إنما يثبت بالسمع، وقد كان إبراهيم أعلم به، يدلك على ذلك قوله: (ربي الذي يحيي ويميت) [البقرة: 258]، فالشك يبعد على من ثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف بمرتبة النبوة والخلة، والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعاً" (11).
الثاني: أن سؤال إبراهيم عليه السلام إنما هو عن الكيفية، لا عن الإمكان كما هو صريح قوله: (كيف تحيي الموتى).
قال ابن عطية: " وإذا تأملت سؤاله عليه السلام، وسائر ألفاظ الآية لم تعط شكاً، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو عن حال شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسؤول. نحو قولك: كيف علم زيد؟ وكيف نسج الثوب؟ ونحو هذا، ومتى قلت كيف ثوبك وكيف زيد فإنما السؤال عن حال من أحواله ... و (كيف) في هذه الآية إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء، والإحياء متقرر" (12).
إذا علم ذلك فيبقى السؤال: ما سبب سؤال إبراهيم عليه السلام؟:
والجواب:
(يُتْبَعُ)
(/)
أنه قد اختلف العلماء في ذلك على عدة أقوال أهمها (13):
1 - أنه سأل عن كيفية الإحياء، ليزداد بذلك إيماناً ويقيناً، ويترقى من علم اليقين إلى عين اليقين، وذلك عندما يرى كيفية الإحياء، ولم يكن بذلك شاكاً في القدرة، ولا جاهلاً بمعنى الإحياء. وعلى هذا القول جمهور أهل العلم (14).
ويكون معنى قوله: (ليطمئن قلبي): ليزداد إيماناً مع إيمانه، ويقيناً مع يقينه.
2 - أنه عندما بُشّر بأن الله عز وجل قد اتخذه خليلاً؛ سأل ربه هذا السؤال، لتكون إجابة دعائه وإحياء الموتى بسؤاله دليلاً وعلامة على خلته، وعظيم منزلته عند الله تعالى، وعلى هذا يكون معنى قوله تعالى: (ليطمئن قلبي): أي: بالخلة وعلو المنزلة (15).
وإلى هذا القول ذهب الطحاوي (16)، وهو مروي عن السدي (17)، وسعيد بن جبير (18)، وعبد الله بن المبارك (19).
3 - أن سبب سؤاله عليه السلام: المناظرة والمحاجة التي جرت بينه وبين النمرود، فطلب إبراهيم عليه السلام من ربه أن يريه كيف يحيي الموتى؛ ليتضح استدلاله عياناً بعد أن كان بياناً (20).
الشبهات التي أوردها المؤلف:
الشبهة الأولى: أن في هذا الحديث اتهام للنبيين الكريمين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام بالشك:
ركّب الكردي هذه الشبهة من مجموع مقدمات فاسدة وهي: أن الحديث يثبت الشك لإبراهيم، والشك المقصود في الحديث هو الشَّكُّ بوعد الله بالبعث أو بقدرته تعالى على إحياء الموتى، ثم زعم أن تسمية ما ورد في الآية شكاً لا يمكن أن يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم إذ هو جهل بمعنى الآية.
الجواب عن هذه الشبهة:
قد سبق بيان معنى الآية، وأنه ليس المراد من السؤال في الآية الشك في القدرة، بل لم يكن السؤال عن القدرة وإنما كان عن الكيفية.
ولكن ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " نحن أحق بالشك من إبراهيم ". ولماذا أورد صلى الله عليه وسلم الآية بعد هذا الكلام؟.
والجواب: أن العلماء رحمهم الله قد بينوا معنى هذا الحديث بل وعدوه من فضائل إبراهيم عليه السلام (21).
وقالوا المراد من الحديث: تنزيه إبراهيم عليه السلام ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن الشك في قدرة الله على إحياء الموتى، والقطع بعدم دلالة الحديث على ذلك، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم. ولكنهم اختلفوا في معنى الحديث على عدة أقوال أقواها:
القول الأول: أن المراد بهذا الحديث نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام، فكأنه صلى الله عليه وسلم قال: إن إبراهيم عليه السلام لم يشك، ولو كان الشك متطرقاً إليه لكنا نحن أحق بالشك منه، فإذا كنا نحن لم نشك في قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، فإبراهيم عليه السلام من باب أولى ألا يشك. قال ذلك صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع وهضم النفس.
وإلى هذا القول ذهب جمهور العلماء كابن قتيبة (22)، والطحاوي (23)، والخطابي (24)، والحميدي (25)، وابن عطية (26)، وابن حزم (27)، والقاضي عياض (28)، وابن الجوزي (29)، والنووي (30)، وصفي الرحمن المباركفوري (31)، وابن عثيمين (32)، وغيرهم (33).
قال الخطابي: " مذهب الحديث التواضع والهضم من النفس، وليس في قوله: (نحن أحق بالشك من إبراهيم)؛ اعتراف بالشك على نفسه، ولا على إبراهيم عليه السلام، لكن فيه نفي الشك عن كل واحد منهما" (34).
وقال ابن الجوزي: " مخرج هذا الحديث مخرج التواضع وكسر النفس" (35).
القول الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم سمّى التفاوت بين الإيمان والاطمئنان شكاً، فأطلق على ما دون طمأنينة القلب التي طلبها إبراهيم عليه السلام اسمَ الشك، وإلا فإبراهيم كان مؤمناً موقناً، ليس عنده شك يقدح في يقينه، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم عبّر عن هذا المعنى بهذه العبارة.
وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية (36) وابن القيم (37).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " ومعلوم أن إبراهيم كان مؤمناً كما أخبر الله عنه بقوله: (أولم تؤمن قال بلى) ولكن طلب طمأنينة قلبه كما قال: (ولكن ليطمئن قلبي) فالتفاوت بين الإيمان والاطمئنان سماه النبي صلى الله عليه وسلم شكاً لذلك بإحياء الموتى" (38).
الشبهة الثانية: أن في الحديث انتقاصاً من قدر لوط عليه السلام:
وهنا يزعم الكردي أن هذا الحديث يدل على أن لوطاً عليه السلام " كان يجهل أن الله تعالى ركنه ومأواه".
الجواب عن هذه الشبهة:
(يُتْبَعُ)
(/)
وحتى يتبين المقصود بالحديث لا بد من بيان معنى الآية التي أشار إليها هذا الحديث وهي قوله تعالى: (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80].
قال المفسرون: أراد لوط عليه السلام بقوله: (أو آوي إلى ركن شديد) أي: قبيلة قوية مانعة، تمنعكم من الوصول لأضيافي، وذلك أن الملائكة لما جاءت لوطاً عليه السلام في صورة شباب حِسان، في غاية الجمال والكمال ـ وهو لا يدري أنهم ملائكة ـ (وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب) [هود: 77] أي: شديدٌ حرجه، لأنه يعلم أن قومه لا يتركونهم، فكان ما خشي، حيث جاءه قومه (يهرعون إليه) [هود: 78] أي: مسرعين مبادرين، يريدون أضيافه بعملهم الخبيث، فاشتد قلق لوط عليه السلام وخوفه على أضيافه، فقال: (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) [هود: 80] أي قبيلة مانعة لمنعتكم، وعندها أخبرته الملائكة بحالهم، ليطمئن قلبه: (قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك) [هود: 81] (39).
ولا شك أن العصبة والقبيلة منعت بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من أعداءهم، قال تعالى في قصة هود عليه السلام: (قالوا يا شعيب ما نفقه كثيراً مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفاً ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز) [هود: 91].
قال الشيخ الأمين الشنقيطي: " بين تعالى في هذه الآية الكريمة: أن نبيه شعيباً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام منعه الله من الكفار، وأعز جانبه بسبب العواطف العصية، والأواصر النسبية من قومه الذين هم كفار. وهو دليل على المتمسك بدينه قد يعينه الله ويعزه بنصرة قريبه الكافر، كما بينه تعالى في مواضع أخر. كقوله في صالح وقومه: (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله) [النمل: 49] الآية.
ففي الآية دليل على أنهم لا قدرة لهم على أن يفعلوا السوء بصالح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام إلا في حال الخفاء، وأنهم لو فعلوا به ذلك خفاء وسرقة لكانوا يحلفون لأوليائه الذين هم عصبته أنهم ما فعلوا به سوءاً، ولا شهدوا ذلك ولا حضروه خوفاً من عصبته. فهو عزيز الجانب بسبب عصبته الكفار. وقد قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم: (ألم يجدك يتيماً فآوى) [الضحى: 6] أي: آواك بأن ضمك إلى عمك أبي طالب. وذلك بسبب العواطف العصبية، والأواصر النسبية، ولا صلة له بالدين ألبتة ... لهذا لما كان نبي الله لوط عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ليس له عصبة في قومه الذين أرسل إليهم، ظهر فيه أثر عدم العصبة. بدليل قوله تعالى عنه: (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80]. وهذه الآيات القرآنية تدل على أن المسلمين قد تنفعهم عصبية إخوانهم الكافرين" (40).
فإذا كان هذا هو معنى الآية وله نظائر في كتاب الله تعالى، وقد استجار النبي صلى الله عليه وسلم بالمطعم بن عدي لما جاء من الطائف (41)، فما المنكر في أن يتمنى لوطٌ عليه السلام أن يكون له عشيرة تحميه من قومه كما كان لغيره من الأنبياء عليهم والسلام، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى لُوطٍ إِنْ كَانَ ليأوي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ إِذْ قَالَ لقومه: (لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80] ومَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ من نبي إِلاَّ في ثروة مِنْ قَوْمِهِ" (42).
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: (ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد). فقد اختلف العلماء في معناه على عدة أقوال وهي كما يلي (43):
القول الأول: أن المعنى: رحمه الله على هذا التمني الذي فرط منه في وقت الضيق والشدة، حيث سها فذكر الأسباب المحسوسة، من قومه وعشيرته، مع أنه كان يأوي إلى أشد الأركان وأقواها، وهو الله تعالى.
وإلى هذا القول ذهب ابن قتيبة (44)، والبغوي (45)، والقاضي عياض (46)، وابن الأثير (47)، والقرطبي (48)، وهو ظاهر كلام الطحاوي (49)، وجوّزه النووي (50)، ورجحه ابن حجر (51)، وغيره (52).
قال ابن قتيبة في معنى ترحمه صلى الله عليه وسلم على لوط: " يريد سهوه في هذا الوقت الذي ضاق فيه صدره، واشتد جزعه بما دهمه من قومه" (53).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال ابن الأثير: " وإنما ترحم عليه؛ لسهوه حين ضاق صدره من قومه، حتى قال: (أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80] أراد العشيرة الذين يُستند إليهم كما يستند إلى الركن من الحائط" (54).
واستشهد هؤلاء بالحديث السابق والذي فيه: " ومَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ من نبي إِلاَّ في ثروة مِنْ قَوْمِهِ".
القول الثاني: ما ذهب إليه ابن حزم من أنه لا تثريب على لوط في قوله هذا، ولم يقصد النبي صلى الله عليه وسلم لومه عليه، وإنما أراد الإخبار بأن لوطاً كان في نصر من الله بالملائكة، لكنه لم يكن يعلم ذلك.
قال رحمه الله: " لأن لوطاً عليه السلام إنما أراد منعة عاجلة يمنع بها قومه مما هم عليه من الفواحش، من قرابة أو عشيرة أو أتباع مؤمنين، وما جهل قط لوط عليه السلام أنه يأوي من ربه تعالى إلى أمنع قوة، وأشد ركن، ولا جناح على لوط عليه السلام في طلب قوة من الناس فقد قال تعالى (ولولى دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض). فهذا الذي طلب لوط عليه السلام، وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار والمهاجرين منعة حتى يبلغ كلام ربه تعالى، فكيف ينكر على لوط أمراً هو فعله عليه السلام، تالله ما أنكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أخبر عليه السلام أن لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد، يعني من نصر الله له بالملائكة، ولم يكن لوط علم بذلك، ومن اعتقد أن لوطاً كان يعتقد أنه ليس له من الله ركن شديد؛ فقد كفر، إذ نسب إلى نبي من الأنبياء هذا الكفر، وهذا أيضاً ظن سخيف إذ من الممتنع أن يظن برب أراه المعجزات وهو دائباً يدعو إليه؛ هذا الظن" (55).
القول الثالث: ما ذهب ابن الجوزي من أن لوطاً عليه السلام لم يغفل عن الله تعالى، ولم يترك التوكل عليه، لكن لما كان ظاهر كلامه قد يفهم منه نسيانه لله تعالى؛ أراد النبي صلى الله عليه وسلم منا ألا نقول ما يوهم ذلك.
قال رحمه الله: " أما قصة لوط؛ فإن لوطاً لم يغفل عن الله عز وجل، ولم يترك التوكل عليه، وإنما ذكر السبب، وذكره للسبب وحده يتخايل منه السامع نسيانه لله، فأراد نبينا عليه السلام ألا نقول ما يوهم هذا " (56).
القول الرابع: ما ذهب إليه الأبيّ وهو: أن لوطاً عليه السلام قصد من قوله هذا؛ إظهار العذر لأضيافه، وتطييب نفوسهم، ولم يكن قط معرضاً عن الله تعالى، والاعتماد إليه، وأما قول الرسول صلى الله عليه وسلم هنا؛ فإنما أراد منه المدح والثناء (57).
هذه أهم الأقوال في الحديث وحاصلها:-
الاتفاق على أن لوطاً عني بقوله: (أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80]: عشيرته وقومه.
- وأن الرسول صلى الله عليه وسلم عني بقوله: (ويرحم الله لوطاً، لقد كان يأوي إلى ركنٍ شديد): الله تعالى، فهو أقوى الأركان وأشدها.
- أنه لا خلاف في أن لوطاً عليه السلام؛ لم يكن يعتقد أنه ليس له من الله ركنٌ شديد، كيف وهو يركن ويأوي إليه في كل وقت وحين، ولذا قال ابن حزم ـ كما سبق ـ: " ومن ظن أن لوطاً عليه السلام اعتقد أنه ليس له من الله ركنٌ شديد فقد كفر".
وإنما موطن الخلاف في الآية هو: تلك اللحظة الحرجة التي تعرض لها لوط عليه السلام، هل نسي فيها ربه عندما قال ـ مشيراً إلى عشيرته وقبيلته ـ أو آوي إلى ركنٍ شديد) [هود: 80] أو لا؟ وعلى هذا ينبني معنى الحديث.
فحرف المسألة في الحديث: هل قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لائماً للوط عليه السلام، وسائلاً له الرحمة، أم قاله منافحاً عنه، ومخبراً عن حاله، حتى لا يتوهم متوهم أن لوطاً في قوله هذا قد ترك الاعتماد على الله تعالى.
أكثر أهل العلم قالوا بالأول، والثاني أليق بمقام النبوة، وعليه يدل السياق، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك في سياق الثناء والمدح لهؤلاء الأنبياء عليهم السلام، ونفي ما قد يتوهم في حقهم من الباطل (58).
الشبهة الثالثة: أن الحديث يدل على أن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أقل مقاماً من يوسف عليه السلام وهذا لا يصح:
قال الكردي: " وكذلك لا يصح أن يكون سيدنا رسول الله أقل مقاماً من يوسف الذي رفض بكل وجه حق أن يخرج من السجن إلا بعد أن تثبت للجميع براءته، فينسب الراوي إليه أنه يقول: لو كنت مكانه لخرجت بسرعة ولم أنتظر! ".
والجواب على هذه الشبهة:
(يُتْبَعُ)
(/)
أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بهذا: الثناء على يوسف عليه السلام، وبيان فضله، وقوة صبره وحزمه، حيث إنه لما جاءه رسول الملك، آذِناً له بالخروج، لم يبادر إلى الخروج ـ كما هو مقتضى الطبيعة ـ مع أنه مكث في السجن بضع سنين، بل قال: (ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) [يوسف: 50]، قال ذلك: حتى تظهر براءته وتتبين مظلمته، فيخرج خروج من له حجة، لا خروج من قد عُفي عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم تواضعاً منه وأدباً: (لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف؛ لأجبت الداعي) أي: لأسرعت الإجابة في الخروج من السجن، ولما قدمت طلب البراءة.
هذا هو معنى الحديث عند أهل العلم، كابن قتيبة (59)، والطحاوي (60)، والخطابي (61)، والبغوي (62)، وابن عطية (63)، والمزري (64)، والقاضي عياض (65)، وابن الجوزي (66)، والنووي (67)، والأبيّ (68)، وابن حجر (69)، وابن عثيمين (70)، وغيرهم (71).
قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: (وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن) [يوسف: 50]: " يقول تعالى إخبارًا عن الملك لما رجعوا إليه بتعبير رؤياه، التي كان رآها، بما أعجبه وأيقنه، فعرف فضل يوسف عليه السلام، وعلمه وحسن اطلاعه على رؤياه، وحسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه، فقال: (ائتوني به) أي: أخرجوه من السجن وأحضروه. فلما جاءه الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته، ونزاهة عرضه، مما نسب إليه من جهة امرأة العزيز، وأن هذا السجن لم يكن على أمر يقتضيه، بل كان ظلما وعدوانا، قال: (ارجع إلى ربك فسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم) وقد وردت السنة بمدحه على ذلك، والتنبيه على فضله وشرفه، وعُلُوّ قدره وصبره، صلوات الله وسلامه عليه" (72). ثم ذكر هذا الحديث.
وختاماً .. فإن الكردي يصف الحديث بأنه مظلمٌ! فيقول: " إنه حديث مظلمٌ بعيد عن نور النبوة، وهذه علة قادحة في متنه تكفي للحكم بعدم صحته".
وقد اتضح معنى الحديث ولله الحمد بما لا يتوهم معه الانتقاص من قدر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، بل هو من باب بيان فضائلهم عليهم السلام، وعلو منزلتهم عند الله تعالى.
وهذا المعنى المذكور في هذا الحديث؛ مذكورٌ في عدد من الآيات التي هي نور من الله تعالى، قال تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [الأنبياء: 87].
وقال تعالى: (قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين) [هود: 46].
فأيهما أشد استبعاداً في عقل الكردي، ما جاء عن لوط عليه السلام في هذا الحديث أم ما ورد في هذه الآيات!!. وهل يجرؤ الكردي أن يصف ما ورد في هذه الآيات وأمثالها بأنه مظلم!، وقد قال تعالى: (قد جاءكم من الله نورٌ وكتاب مبين) [المائدة: 15].
ولكننا نقول صدق الله إذ يقول: (ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور) [النور: 40].
فجر الخميس: 12/ 11 / 1428هـ
ـــــ حواشي ــــــــــــ
(1) رواه البخاري في الأنبياء: باب قول الله عز وجل: (ونبئهم عن ضيف إبراهيم) [الحجر: 51]: (12/ 42): رقم (3372)، وفي التفسير: باب قوله: (فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك) [يوسف: 50]: (15/ 337) رقم (4694) وليس فيه لفظ الشك، ومسلم في الإيمان: باب زيادة طمأنينة القلب بتظاهر الأدلة: (1/ 481) رقم (399) وفي الفضائل: باب من فضائل إبراهيم الخليل: (15/ 427) رقم (6291).
(2) يلاحظ طعنه هنا في أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (193 ـ 194).
(4) تفسير القرآن العظيم: (1/ 698).
(5) انظر: التوقيف على مهمات التعاريف: (436)، التعريفات للجرجاني: (168).
(6) تفسير البيضاوي: (1/ 167).
(7) جامع البيان: (10/ 9).
(8) البيان لمشكلات الحرية أو الطوفان: (5).
(9) انظرهما في: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: (409 ـ 410) وقد استفدت من هذا الكتاب كثيراً.
(10) تفسير القرآن لابن عثيمين: (3/ 299 ـ 300).
(11) المحرر الوجيز: (2/ 303).
(يُتْبَعُ)
(/)
(12) المحرر الوجيز: (2/ 303).
(13) انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: (403).
(14) انظر: جامع البيان: (3/ 49)، والمحرر الوجيز: (2/ 301، 303)، وشرح صحيح البخاري لابن بطال: (9/ 525)، والفصل لابن حزم: (2/ 292)، ومعالم التنزيل للبغوي: (1/ 247، 248)، وكشف المشكل لابن الجوزي: (3/ 358)، والجامع لأحكام القرآن: (3/ 297، 299)، وشرح النووي على مسلم: (2/ 542 ـ 543)، وفتح الباري: (6/ 413)، وتفسير السعدي: (1/ 323)، وتفسير القرآن لابن عثيمين: (3/ 303).
(15) انظر: الجامع لأحكام القرآن: (3/ 300)، وشرح النووي على مسلم: (2/ 542 ـ 543).
(16) شرح مشكل الآثار: (1/ 184).
(17) جامع البيان: (3/ 50)، والجامع لأحكام القرآن: (3/ 300).
(18) أعلام الحديث للخطابي: (3/ 1546)، وشرح السنة للبغوي: (1/ 116).
(19) أعلام الحديث للخطابي: (3/ 1546)، والأسماء والصفات للبيهقي: (2/ 488)، وشرح السنة للبغوي: (1/ 116).
(20) جامع البيان: (3/ 49 ـ 50).
(21) ولذلك رواه مسلم كما سبق في كتاب الفضائل: باب من فضائل إبراهيم عليه السلام.
(22) تأويل مختلف الحديث: (91 ـ 92).
(23) شرح مشكل الآثار: (1/ 184).
(24) أعلام الحديث: (3/ 1545 ـ 1546).
(25) تفسير غريب ما في الصحيحين: (292).
(26) المحرر الوجيز: (2/ 303).
(27) الفصل: (2/ 292 ـ 293).
(28) الشفاء: (310).
(29) كشف المشكل: (3/ 358).
(30) شرح النووي على مسلم: (2/ 542).
(31) منة المنعم في شرح صحيح مسلم: (1/ 133)، (4/ 63).
(32) تفسير القرآن له: (3/ 305)، والقول المفيد على كتاب التوحيد: (1/ 219).
(33) انظر: شرح صحيح البخاري لابن بطال: (9/ 525)، والأسماء والصفات للبيهقي: (2/ 488)، ومعالم التنزيل: (1/ 248)، وإكمال المعلم للقاضي عياض: (1/ 465)، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (3/ 298 ـ 299)، وشرح النووي على مسلم: (2/ 542)، وفتح الباري: (6/ 412).
(34) أعلام الحديث: (3/ 1545 ـ 1546).
(35) كشف المشكل: (3/ 358).
(36) مجموع الفتاوى: (15/ 178).
(37) مدارج السالكين: (1/ 507).
(38) مجموع الفتاوى: (15/ 178).
(39) جامع البيان: (7/ 79 ـ 87)، والمحرر الوجيز: (9/ 195 ـ 198)، ومعالم التنزيل: (2/ 394 ـ 396)، والجامع لأحكام القرآن: (9/ 73 ـ 79)، وتفسير القرآن العظيم: (2/ 701 ـ 702)، وفتح القدير: (2/ 513 ـ 515)، تيسير الكريم الرحمن: (3/ 444 ـ 445)، وأحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: (414).
(40) أضواء البيان: (2/ 311).
(41) سيرة ابن هشام: (1/ 381).
(42) رواه أحمد في المسند: (18/ 147) رقم (8616)، والترمذي في تفسير القرآن: باب ومن سورة يوسف: (11/ 383) رقم (3404)،، والحاكم في مستدره: (3/ 458) والبخاري في الأدب المفرد: (1/ 212) رقم (605) مختصراً، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد: (1/ 138)، وفي السلسلة الصحيحة: (14/ 152).
(43) انظرها في: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: (415 ـ 418).
(44) تأويل مختلف الحديث: (92).
(45) شرح السنة: (1/ 117).
(46) إكمال المعلم: (1/ 466).
(47) النهاية في غريب الحديث: (2/ 260).
(48) الجامع لأحكام القرآن: (9/ 78).
(49) شرح مشكل الآثار: (1/ 185 ـ 187).
(50) شرح النووي على مسلم: (2/ 543).
(51) فتح الباري: (6/ 415).
(52) انظر: تحفة الأحوذي: (8/ 541)، ومنة المنعم: (1/ 133)، و (4/ 63)، والقواعد الحسان للسعدي: (157).
(53) تأويل مختلف الحديث: (92).
(54) النهاية في غريب الحديث: (2/ 260).
(55) الفصل: (1/ 138).
(56) كشف المشكل: (3/ 358 ـ 359).
(57) انظر: إكمال إكمال المعلم: (1/ 436)، وشرح النووي على مسلم: (2/ 543).
(58) انظر: أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين: (418 ـ 419).
(59) تأويل مختلف الحديث: (93).
(60) شرح مشكل الآثار: (1/ 187).
(61) أعلام الحديث: (3/ 1546 ـ 1547).
(62) شرح السنة: (1/ 116).
(63) المحرر الوجيز: (9/ 316 ـ 318).
(64) المعلم: (1/ 213).
(65) إكمال المعلم: (1/ 465).
(66) كشف المشكل: (3/ 359).
(67) شرح مسلم: (2/ 543 ـ 544).
(68) إكمال إكمال المعلم: (1/ 437).
(69) فتح الباري: (6/ 413).
(70) تفسير القرآن: (3/ 305).
(71) انظر: جامع البيان: (7/ 232 ـ 233)، وشرح صحيح الباخري لابن بطال: (9/ 524)، وتفسير القرآن العظيم: (2/ 744)، والجامع لأحكام القرآن: (9/ 206 ـ 207)، وفتح القدير: (3/ 33)، وتحفة الأحوذي: (8/ 540)، ومنة المنعم: (4/ 63).
(72) تفسير القرآن العظيم: (2/ 744).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Nov 2007, 12:55 م]ـ
بارك الله فيك يا دكتور / فهد على هذا البيان الشافي والجواب الكافي.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Nov 2007, 01:17 ص]ـ
أخي الكريم أرجو أن يتسع صدرك لي تعليقي ليس إلا من أجل العلم
وأسألك عن الجزأية الأخيرة
(لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف؛ لأجبت الداعي)
هو ثناء علي يوسف نعم ولكن معني لو لبثت " ... لفعلت غير الذي فعل فأي الفعلين أصوب
وإذا كان مسلما في نفس الموقف ماذا يفعل هل يخرج ويكون متبعا للسنة حسب نص الحديث أم يفعل كما فعل يوسف ويكون مخالفا للحديث
وهل رفض الامام أحمد ان يقول بخلق القرآن علي خلاف ما يعتقد لكي يخرج من السجن يدخل في هذه المسالة فقد قرأت أنه عرض عليه ذلك ويعفو الخليفة عنه فرفض
وقولك وهذا المعنى المذكور في هذا الحديث؛ مذكورٌ في عدد من الآيات التي هي نور من الله تعالى، قال تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [الأنبياء: 87].
لاوجه للمقارنة حيث الآية تقررماكان وحكمه ونتيجته أما الحديث فيقارن بين مافعل يوسف وماكان سيفعل النبي صلي الله عليه وسلم لو لبث ...
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[23 Nov 2007, 02:37 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين
لقد كتبت بحثا في الآية الكريمة وهو بعنوان (التبيان لسؤال الخليل الإطمئنان) ومعدرة على عدم ظهور الحواشي وإليكم البحث
الفصل الأول
بيان معنى الآية الكريمة
المبحث الأول:
تفسير الآية الكريمة.
قال الله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}
يخبر ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام سأله عن كيفية أحياء الموتى فقال: {رب أرني كيف تحيي الموتى}.
أي واذكر إذ سأل الخليل عليه الصلاة والسلام ربه قائلاً "رب أرني " كيف تحيي الموتى () لقد سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى.
والرؤية: إدراك المرئي بالنظر إليه بالعين أو بالقلب () والمراد بها في الآية الرؤية بالعين.
قال القرطبي في تفسيره: (لم يُرد رؤية القلب وإنما أراد رؤية العين) ().
وقال الشوكاني: (ولا يصح أن يراد الرؤية القلبية هنا، لأن مقصود إبراهيم أن يشاهد الإحياء لتحصل له الطمأنينة) (). وقال أبو السعود والآلوسي: ("أرني" من الرؤية البصرية) ().
وسؤال الخليل عليه الصلاة و السلام ربه ذلك كان بدافع طلب زيادة اليقين على اليقين، لأنه مؤمن بالبعث وإحياء الأموات، بل هو عليه السلام أب الموحدين المؤمنين.
قال صاحب الينبوع (): (هذا سؤال عن كيفية الإحياء لا عن الإحياء لأنه مؤمن بالإحياء) ().
ولذا لما سأل الخليل عليه السلام ربه ذلك قال له سبحانه وتعالى "أولم تؤمن" أي أنت قد آمنت وصدقت بقدرتي على إحياء الموتى.
قال ابن الجوزي: (أي أولست قد آمنت أني أحيي الموتى) ().
و ذكر السعدي: أن الله قال له: {أولم تؤمن} ليزيل الشبهة عن خليله ().
فالخليل كان تواقاً إلى مشاهدة الإحياء عياناً ليجمع بين يقين القلب والنظر، ومن هنا قال مجيباً على سؤال الله له: {بلى ولكن ليطمئن قلبي} أي أنا مصدق ومؤمن بذلك، ولكن سألت ليطمئن قلبي بمشاهدة ذلك عياناً.
والطمأنينة: السكون وعدم الانزعاج () قاله الراغب.
وقال ابن منظور: (اطمأن الرجل اطمئنانا و طمأنينة أي سكن ... وقوله عز وجل {ولكن ليطمئن قلبي} أي ليسكن إلى المعاينة بعد الإيمان بالغيب) (). وكذا قال الواحدي ().
وقال الطبري: (معنى قوله {ليطمئن قلبي} ليسكن ويهدأ باليقين الذي يستيقنه) ().
وقد جاء عن السلف رحمهم الله مثل ذلك
قال الضحاك () والربيع (): ليزداد يقينا ().
وقال سعيد بن جبير (): ليوفق، وفي رواية ليزداد يقيني، وفي رواية قال: لأزداد إيمانا مع إيماني ()، وكذا عن مجاهد ().
وعن قتادة () قال: أراد نبي الله إبراهيم ليزداد يقيناً إلى يقينه. وقال الحسن ():كان إبراهيم موقناً ولكن ليس الخبر كالمعاينة ().
وذكر الشوكاني أنه قال: بلى علمت وآمنت بأنك قادر على ذلك، ولكن سألت ليطمئن قلبي باجتماع دليل العيان إلى دلائل الإيمان ().
(يُتْبَعُ)
(/)
واللام في " ليطمئن "متعلق بمحذوف، والتقدير: سألت ذلك إرادة طمأنينة القلب،لتزول عنه الخواطر التي تعرض للمستدل عن شيء بالسؤال عنه، وإلا فاليقين حاصل منه عليه السلام، ومتحقق سأل أو لم يسأل ().
قال القاسمي:) معناه ليزول عن قلبي الفكر في كيفية الحياة،لأني إذا شاهدتها سكن قلبي عن الجولان في كيفيتها المتخيلة، وتعينت عندي بالتصوير المشاهد) ().
وقال القرطبي: (والطمأنينة: اعتدال وسكون، فطمأنينة الأعضاء معروفة، وطمأنينة القلب: هي أن يسكن فكره في الشيء المعتقد. والفكر في صورة الإحياء غير محظور كما لنا نحن اليوم أن نفكر فيها، إذ هي فكر فيها عبر، فأراد الخليل أن يعاين فيذهب فكره في صورة الإحياء) ().
فمعنى الطمأنينة التي رامها الخليل حينئذ: سكون القلب عن الجولان في كيفيات الإحياء بظهور التصوير المشاهد لها عياناً. وعدم حصول هذه الطمأنينة قبل المشاهدة لا ينافي حصول الإيمان بالقدرة على الإحياء على أكمل الوجوه.
ولما كان مراد الخليل مشاهدة كيفية الإحياء عياناً أمره سبحانه أن يأخذ أربعة من الطير () فقال له: {فخذ أربعة من الطير} وأمره بأن يقطع تلك الطيور فقال: {فصرهن إليك}.
والصير: الشق، قاله الراغب ()، وذكر الزجاج أن أكثر أهل اللغة قالوا: معنى " صرهن إليك " أملهن واجمعهن إليك، وقال بعضهم: "صرهن إليك " إقطعهن ()، وعند أبي عبيدة أن المعنى: ضمهن إليك ثم اقطعهن ().
وفي الصحاح: (صرى بوله صرياً إذا قطعه ... وصريت الماء إذا استقيته ثم قطعته ... وصريت ما بينهم صريا أي فصلت. يقال: اختصمنا إلى الحاكم فصرى ما بيننا، أي قطع ما بيننا وفصل) (). وقال الفيروزبادي: (الصرة: الجماعة المنضم بعضهم إلى بعض، كأنهم صروا أي جمعوا في وعاء) ().
وجاء في لسان العرب أن صاره بمعنى أماله، وصار وجهه يصور أي أقبل به و {صرهن إليك} أي: وجههن ().
وفي " صرهن " قراءتان: بكسر الصاد وبضمها ().
وذكر الطبري عن بعض أهل اللغة أن قراءة الضم بمعنى وجههن، وقراءة الكسر بمعنى قطعهن ().
وذكر أيضاً: أن ضم الصاد من قول القائل: صرت إلى هذا الأمر إذا ملت إليه أصور صورا، ويقال: إني إليكم لأصور أي مشتاق مائل، ومعنى {فصرهن إليك} بالضم: اضممهن إليك، ووجههن نحوك، كما يقال: صر وجهك إلي أي أقبل به إلي، وعلى هذا يكون في الآية محذوف قد ترك ذكره استغناءً بدلالة الظاهر عليه، ويكون المعنى حينئذ: خذ أربعة من الطير، فصرهن إليك،ثم قطعهن،ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا،وأما " صرهن " بالكسر فمعناها: قطعهن. وأشار إلى أن كثيرا من أهل اللغة لا يعرفون فرقاً بين الضم والكسر، وأنهما لغتان إحداهما:صار يصور،والأخرى: صار يصير،وصرت الشيء أملته وقطعته ().
قال الفراء: (هما لغتان، فأما الضم فكثير ... وأما الكسر يفسر: معناها قطعهن، ويقال: وجههن) ().
وقال ابن منظور: (والمعروف أنهما لغتان بمعنى واحد وكلهم فسروا فصرهن أملهن، والكسر فسر بمعنى قطعهن) ().
وقد جاء عن السلف رحمهم الله تعالى ما يؤيد ذلك.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: صرهن: شققهن (). وكذا قال الضحاك ()، وقال مجاهد وسعيد بن جبير والسدي () والربيع: قطعهن ومزقهن ().
ومما سبق يتبين أن معنى {فصرهن إليك} اضممهن إليك وأملهن واجمعهن، وقيل معناه قطعهن ().
ولذا لما أوثقهن الخليل عليه الصلاة و السلام ذبحهن، ثم قطعهن ونتف ريشهن، ومزقهن، وخلط بعضهن ببعض، ثم جزأهن كما أمره الله تعالى بقوله: {ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا} وجعل على كل جبل منهن جزءا ()، وتلك الجبال قيل أربعة أجبل، وقيل سبعة، وقيل غير ذلك ().ثم أمره الله عز وجل أن يدعوهن، فدعاهن، فجعل ينظر إلى الأجزاء من كل طائر من تلك الطيور يتصل بعضها ببعض والتحمت ببعضها، وعاد كل جزء إلى ما كان عليه قبل التقطيع، حتى قام كل طائر على حدته، وأتينه يمشين سعياً كما قال الله تعالى: {ثم ادعهن يأتينك سعيا} ليكون أبلغ له في الرؤية التي سألها عليه السلام، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: {واعلم أن الله عزيز حكيم} أي عزيز لا يغلبه شيء ولا يمتنع عنه شيء وما شاء كان بلا ممانع لأنه القاهر لكل شيء،حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ().
المبحث الثاني:
سبب سؤال الخليل عليه السلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
في الآية الكريمة السابق ذكرها بيان أن خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام سأل ربه سبحانه وتعالى أن يريه كيفية إحياء الموتى، وسبب سؤاله ذلك هو ما سنتناوله في هذا المبحث. وقد ذكر أهل العلم رحمهم الله تعالى في ذلك أقوالاً إليك بيان أشهرها:
القول الأول:
كان السبب أن الخليل عليه السلام رأى دابة () قد تقسمتها السباع والطير، فسأل ربه أن يريه كيفية إحيائه إياها مع تفرق لحومها في بطون السباع والطيور، ليرى ذلك عيانا فيزداد يقينا برؤيته ذلك عيانا إلى علمه به خبرا فأراه الله ذلك ().
وقد ساق الطبري روايات عن السلف في ذلك منها:
ما أثر عن قتادة أنه قال: ذكر لنا أن خليل الله إبراهيم عليه السلام أتى على دابة توزعتها الدواب والسباع فقال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} ().
وعن الضحاك قال: مر إبراهيم عليه السلام على دابة ميتة قد بليت وتقسمتها الرياح والسباع فقام ينظر فقال: سبحان الله كيف يحيي الله هذه، وقد علم أن الله قادر على ذلك فذلك قوله {رب أرني كيف تحيي الموتى} ().
القول الثاني:
كان سبب مسألته ربه ذلك المناظرة والمحاجة التي جرت بينه وبين النمرود ().
وتلك المناظرة قد ذكرها الله في قوله تعالى: {ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين} ().
قال ابن كثير: (ذكروا لسؤال إبراهيم عليه السلام أسباباً منها: أنه لما قال لنمرود: {ربي الذي يحيي ويميت} أحب أن يترقى من علم اليقين بذلك إلى عين اليقين، وأن يرى ذلك مشاهدة، فقال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}) ().
وقد ورد أنه لما جرى بين إبراهيم عليه السلام وبين قومه ما جرى مما قصه الله في سورة الأنبياء () قال له النمرود: أرأيت إلهك هذا الذي تعبد، وتدعو إلى عبادته، وتذكر من قدرته ما تذكر ما هو؟ قال له إبراهيم عليه السلام: ربي الذي يحيي ويميت،فقال النمرود: أنا أحيي وأميت،فقال له إبراهيم عليه السلام: كيف تحيي وتميت؟ فقتل رجلاً وأطلق آخر. فقال إبراهيم عليه السلام:إن الله يحيى الميت، فقال النمرود هل عاينته؟ فلم يقدر أن يقول نعم، فانتقل إلى حجة أخرى، ثم قال بعد ذلك: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} من غير شك في الله تعالى ذكره، ولا في قدرته، ولكنه أحب أن يعلم ذلك وتاق إليه قلبه فقال ليطمئن قلبي ().
القول الثالث:
كانت مسألته ربه ذلك عند البشارة التي أتته من الله سبحانه بأنه اتخذه خليلا، فسأل ربه أن يريه علامة على ذلك يطمئن قلبه بأنه قد اصطفاه لنفسه خليلا،ويكون ذلك مؤيدا لما عنده من اليقين ().
وقد جاء في " زاد المسير" أن إبراهيم عليه السلام لما بشر باتخاذ الله له خليلا سأل ربه ذلك السؤال ليعلم صحة البشارة. وهذا منسوب لابن مسعود، و ابن عباس رضي الله عنهما، وروي عن سعيد بن جبير أنه لما بشر بذلك قال: ما علامة ذلك؟ قال: أن يجيب الله دعاءك ويحيي الموتى بسؤالك فسأل هذا السؤال ().
وذكر الطبري في تفسيره والسيوطي في "الدر المنثور"رواية عن السدي مفادها: أن الله لما اتخذ إبراهيم خليلاً، وجاءه ملك الموت ليبشره بذلك طلب الخليل من ملك الموت أن يريه كيف يقبض أرواح العباد، فأخبره الملك أنه لا يطيق ذلك، فقال إبراهيم عليه السلام: بلى أطيق، فقال له: أعرض، فأعرض إبراهيم،ثم تمثل ملك الموت بالصورة المخيفة التي يتمثل بها عند قبض أرواح الكفار، فلما رآه إبراهيم عليه السلام غشي عليه ثم أفاق فتمثل له الملك بالصورة الحسنة التي يقبض فيها أرواح المؤمنين، ثم إن إبراهيم عليه السلام بعد ذهاب الملك أخذ يدعو ربه ويقول: رب أرني كيف تحيي الموتى حتى أعلم أني خليلك قال: أولم تؤمن قال: بلى ولكن ليطمئن قلبي بخلولتك ().
القول الرابع:
سأل لأنه كان مشتاقاً ومحباً أن يرى ذلك.
ذكر ابن الجوزي: أن قلب الخليل كان متعلقا برؤية إحياء الموتى، فأراد أن يطمئن قلبه بالنظر، وقيل كانت نفسه تائقة إلى رؤية ذلك، وطالب الشيء قلق إلى أن يظفر بطلبته ().
القول الخامس:
(يُتْبَعُ)
(/)
كان سبب المسألة ليعلم هل يجيب الله دعاءه.
جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى {ولكن ليطمئن قلبي} يقول: لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك وتعطيني إذا سألتك ().
القول السادس: سأل ذلك لتذهب عنه شدة الخوف ().
القول السابع: سأل من أجل أن يطمئن قلبه بأن قومه يعلمون أن الله يحيي الموتى ().
ومن المعلوم أن أقوام الأنبياء كثيراً ما يسألونهم، ويطلبون منهم أموراً باطلة تارة، وتارة حقا، كما سأل بنو إسرائيل موسى عليه السلام أن يريهم الله جهرة،وكما سأل أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشياء كثيرة من مثل ذلك، فقد يكون إبراهيم عليه السلام سئل ذلك، فأراد أن يشاهدوه فيزول الإنكار عن قلوبهم ().
هذه أشهر الأقوال التي ذكرت في سبب سؤال الخليل عليه السلام لربه ذلك السؤال، ويرد عليها أمور:
1 – أن بعضها ورد مجهول النسبة فلا يعرف من قال به بل أورده بعض المفسرين بصيغة التمريض.
2 – ما ورد من روايات في ذلك منسوبة للسلف لا تخلو من ضعف في أسانيدها.
3 – هذه الأقوال – وخاصة المنسوبة للسلف- مأخوذة من الأخبار الإسرائيلية، وليس فيها شيء مرفوع إلى الصادق صلى الله عليه وسلم.
4 - يمكن أن يكون أحد تلك الأقوال هو الحق، ويمكن أن يكون سأل لسبب آخر لم يذكر، أو سأل بدون سبب، وليس في تقديم أحد الأقوال على غيره دليل صحيح يعتمد عليه.
وعلى كل حال، ولأي سبب سأل الخليل عليه الصلاة والسلام ربه ذلك السؤال لا يعود نقص عليه من ذلك، ولا يقدح في عصمته عليه الصلاة والسلام.
الفصل الثاني
مصدر سؤال الخليل
المبحث الأول:
حجة من يثبت شك الخليل عليه السلام.
عرفنا فيما مضى معنى الآية الكريمة، ويرد على ظاهرها إشكال قد يتبادر إلى أذهان البعض، وهذا الإشكال هو: أن الخليل عليه الصلاة والسلام طلب من ربه أن يريه إحياء الموتى عيانا لكي يطمئن قلبه، فهل كان عليه السلام يشك في إحياء الموتى - وهو النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام - كما قد يفهم من ظاهر الآية؟
والجواب: أن العلماء اختلفوا في سؤال إبراهيم لربه هل صدر ذلك السؤال عن شك منه في قدرة الله على إحياء
الأموات أم لا؟ فذهب إلى القول بالشك البعض () وذهب إلى نفيه آخرون.
وفي هذا المبحث سنتناول بيان الأدلة التي اعتمد عليها من يقول إن الخليل شك في قدرة الله على إحياء الموتى، لأن الشيطان قذف ذلك في قلبه ()، فقد استدلوا على قولهم بالأدلة التالية:
1 – ظاهر الآية فقد سأل الخليل عليه السلام ربه أن يريه إحياء الموتى، وعلل رغبته تلك بأنه يريد الحصول على الاطمئنان.
2 – ما ورد من روايات تدل على ذلك ومنها:
ما رواه الطبري عن ابن زيد أن الخليل صلى الله عليه وسلم مر بحوت، نصفه في البر،ونصفه في البحر،فما كان منه في البحر فدواب البحر تأكله،وما كان منه في البر فالسباع ودواب البر تأكله، فقال له الخبيث: يا إبراهيم متى
يجمع الله هذا من بطون هؤلاء؟ فقال: يا رب أرني كيف تحيي الموتى {قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} ().
فالباعث على سؤال إبراهيم لربه ما دخل قلبه - مما يدخل قلوب البشر - من وساوس الشيطان، حيث قال له إبليس الخبيث ذلك.
وإلى هذا أشار ابن الجوزي بقوله: (سأل ذلك ليزيل عوارض الوسواس) ().
3 - أن بعض السلف جعل هذه الآية أرجى آية في كتاب الله.
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ما في القرآن عندي آية أرجي منها ().
وعن سعيد بن المسيب قال: اتعد عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن يجتمعا قال: ونحن يومئذ شبيبة فقال أحدهما لصاحبه: أي آية في كتاب الله أرجى لهذه الأمة؟ فقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} () حتى ختم الآية، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: أما إن كنت تقول إنها، وإن أرجى منها لهذه الأمة قول إبراهيم: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي} ().
4– حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: {رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي}، ورحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي)) ().
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد مال الطبري إلى ترجيح هذا القول فقال: (وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية ما صح به الخبر عن رسول الله أنه قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم {قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن}،وأن تكون مسألته ربه ما سأله أن يريه من إحياء الموتى لعارض من الشيطان عرض في قلبه كما ذكر، فسؤال إبراهيم حينئذ ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ليعاين ذلك عيانا،فلا يقدر بعد ذلك الشيطان أن يلقي في قلبه مثل الذي ألقى فيه عند رؤيته ما رأى من ذلك، فقال له ربه: {أولم تؤمن} يقول: أولم تصدق يا إبراهيم بأني على ذلك قادر، قال: بلى يا رب، لكن سألتك أن تريني ذلك ليطمئن قلبي فلا يقدر الشيطان أن يلقي في قلبي مثل الذي فعل عند رؤيتي هذا الحوت) ().
وكل دليل من تلك الأدلة لا يسلم من نقد ورد وإليك بيان ذلك:
أولاً: أن ما استدلوا به من أن ظاهر الآية يدل على ما ذهبوا إليه لا يسلم، فإن الرؤية إما أن تكون قلبية أو بصرية - كما مر معنا بيان ذلك - وإبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم إنما أراد الرؤية البصرية، وهذه لا يتعلق بها شك، والشك إنما يتعلق بالرؤية القلبية، وهذا منتف قطعاً عن الخليل وقد أثبته بقوله {بلى} أي بلى أؤمن بذلك.
وأما الطمأنينة التي رامها الخليل من سؤاله فهي: السكون باجتماع دليل العيان مع دليل القلب ليس إلا.وقد مر معنا أن السلف فسروها بذلك، فلا دليل في الآية إذا على ما ذهبوا إليه.
ثانياُ: استدلالهم بما ورد عن ابن زيد وغيره ليس فيه دلالة ظاهرة على ما ذهبوا إليه، بل فيه إشارة إلى أن إبليس لعنه الله قذف في قلب إبراهيم عليه السلام شيئا مما يقذفه في قلوب البشر، ويمكن أن يحمل ذلك على حب المعاينة ومشاهدة كيفية الإحياء ()، وأما حمله على الشك فلا يسلم به خاصة والقضية تتعلق بنبي معصوم.
ثم إن هذه الرواية من باب الأخبار الإسرائيلية، فلا تقبل إذا خالفت شيئاً مما ثبت في ديننا، وقد ثبت أن الله عصم أنبياءه من المعاصي، والقول بأن الشيطان قذف في قلب الخليل الشك في إحياء الأموات يخالف ما ثبت من عصمة الأنبياء.
ثالثاً: دليلهم أن بعض السلف جعل الآية أرجى آية، يجاب عليه بما يلي:
1 - أن قول ابن عباس رضي الله عنهما: أنها أرجى آية. مقابل بقول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن آية سورة الزمر هي أرجى آية، فابن عباس وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما كل منهم اجتهد، وذكر ما يعتقد، وقبول قول أحدهما وتقديمه على الآخر يحتاج إلى نص قاطع عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، أو قرينة يستند عليها، والنص غير موجود، والقرينة تدل على رجحان ما ذهب إليه عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، لأن قول ابن عباس رضي الله عنهما يفهم منه أن شيئاً من الشك تسرب إلى قلب إبراهيم عليه السلام، وهذا قدح في الخليل، ومردود بعصمة الأنبياء.
2 – ما سبق يعارض بما نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما حيث قال في قوله {ولكن ليطمئن قلبي}: لأعلم أنك تجيبني إذا دعوتك، وتعطيني إذا سألتك ()، فبين السبب الذي من أجله سأل.
3 - قول عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما مؤيد بما نقل عن علي رضي الله عنه أنه قال: أي آية أوسع؟ فجعلوا يذكرون آيات من القرآن، فقال رضي الله عنه: ما في القرآن أوسع من {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ... الآية} ().
4 - جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: إن أكبر آية فرجا في القرآن {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ... الآية} ().
5 - نقل عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أرجى آية في القرآن قوله تعالى: {وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ... الآية} ().
6 – يمكن أن يحمل قول ابن عباس رضي الله عنهما:"أنها أرجى آية "من حيث أن الإيمان كاف لا يحتاج معه إلى تنقير وبحث ()، ولذلك قال: فرضى من إبراهيم قوله "بلى"
وبما ذكر يتضح أن استدلالهم بقول ابن عباس رضي الله عنهما لا يسلم لهم لمقابلته بقوله الآخر، وبتفرده بما قال، ولكثرة من وافق عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، ولأن قول ابن عمرو رضي الله عنهما لا يوقع في محذور، بخلاف قول ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعاً: استدلالهم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه " نحن أحق بالشك من إبراهيم " لا يستقيم لهم فقد ذكر الحافظ ابن كثير أن لفظة الشك الواردة فيه لا تفهم على ظاهرها فقال في ذلك: (ليس المراد ههنا بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف) ().
ولو فهم الحديث على ظاهره لكان النبي صلى الله عليه وسلم شاكاً أيضاً- معاذ الله – وقد فسر العلماء قوله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) وبينوا المراد منه.
قال النووي: (اختلف أهل العلم في معنى " نحن أحق بالشك من إبراهيم " على أقوال كثيرة: أحسنها وأصحها ... أن الشك مستحيل في حق إبراهيم، فإن الشك في إحياء الموتى لو كان متطرقا إلى الأنبياء لكنت أنا أحق به من إبراهيم، وقد علمتم أني لم أشك، فاعلموا أن إبراهيم عليه السلام لم يشك) ().
فالحديث فيه نفي الشك عنهما عليهما الصلاة والسلام، وإنما قال ذلك صلى الله عليه وسلم على سبيل التواضع،والهضم من النفس، وكذلك قوله: " لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي "،وفيها الإعلام أن المسألة من إبراهيم عليه السلام لم تعرض من جهة الشك،ولكن من قبل زيادة العلم بالعيان، فإن العيان يفيد من المعرفة والطمأنينة ما لا يفيد الاستدلال ().
وقال ابن ظفر: حسم بكلمته صلى الله عليه وسلم ترامي الظنون إلى إبراهيم عليه السلام حينما سأل ربه عز وجل أن يريه كيف يحي الموتى لشك طرأ عليه،وعرف سامعيه ومن بلغه كلامه، أنهم متى ظنوا ذلك كانوا أولى بالشك من إبراهيم، وأحصر من هذا أن يقال: هو كقولك لمن زعم أنك لمته نحن أولى باللوم منك،فهو أبلغ من قولك لم نلمك ().
وقيل لما نزلت هذه الآية قال قوم: شك إبراهيم ولم يشك نبينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا القول تواضعا منه،وتقديما لإبراهيم على نفسه ().
وأورد الحافظ في الفتح أن المراد ما جرت به العادة في المخاطبة لمن أراد أن يدفع عن آخر شيئاً قال: مهما أردت أن تقوله لفلان فقله لي، ومقصوده لا تقل ذلك ().
فقوله صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم)) معناه: أنه لو كان شاكا لكنا نحن أحق به، ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام أحرى ألا يشك، فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم ().
وقيل المراد بالحديث: أمته صلى الله عليه وسلم الذين يجوز عليهم الشك ()، وخروجه منها بدلالة العصمة له عن ذلك ().
وقيل المعنى: هذا الذي ترون أنه شك أنا أولى به، لأنه ليس بشك،إنما هو طلب لمزيد البيان ().
وجاء في كتاب الفصل لابن حزم (هذا الحديث حجة لنا على نفي الشك عن إبراهيم، أي لو كان الكلام من إبراهيم عليه السلام شكاً لكان من لم يشاهد من القدرة ما شاهد إبراهيم عليه السلام أحق بالشك،فإذا كان من لم يشاهد من القدرة ما شاهد إبراهيم غير شاك، فإبراهيم عليه السلام أبعد من الشك) ().
وقال الحافظ ابن حجر: (حكى بعض علماء العربية أن أفعل ربما جاءت لنفي المعنى عن الشيئين، نحو قوله تعالى: {أهم خير أم قوم تبع} الآية ()، أي لا خير في الفريقين، ونحو قول القائل: الشيطان خير من فلان أي لا خير فيهما، فعلى هذا معنى قوله: " نحن أحق بالشك من إبراهيم " لا شك عندنا جميعاً) ().
وبما ذكر يتبين أن ما استدل به أصحاب هذا القول مردود لا يسلم لهم.
المبحث الثاني:
حجة من ينفي الشك عن الخليل عليه السلام.
مر في المبحث السابق أدلة من يقول سؤال الخليل عليه السلام كان عن شك، وفي هذا المبحث سنتناول أدلة من ينفى الشك عن الخليل ويجعل السؤال الذي صدر منه عليه السلام من أجل المعاينة ()، وتلك الأدلة هي:
1 - أن قوله: {كيف تحي الموتى} سؤال عن كيفية الإحياء وصورته وليس عن وقوعه.
قال ابن عطية: (وإذا تأملت سؤاله عليه السلام، وسائر ألفاظ الآية، لم تعط شكا، وذلك أن الاستفهام بكيف إنما هو سؤال عن حال شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول، نحو قولك: كيف علم زيد؟ وكيف نسج الثوب؟ ونحو هذا، ومتى قلت: كيف ثوبك، وكيف زيد فإنما السؤال عن حال من أحواله ... وقد تكون " كيف " خبرا عن شيء شأنه أن يستفهم عنه " بكيف "، نحو قولك: كيف شئت فكن) ().
ومما يدل على أنه لم يسأل لشك أنه قال: {أرني كيف تحيي الموتى} وما قال هل تحيي الموتى ().
(يُتْبَعُ)
(/)
فإبراهيم عليه السلام إنما سأل أن يشاهد كيفية جمع أجزاء الموتى بعد تفريقها، وإيصال الأعصاب والجلود بعد تمزيقها، فأراد عليه السلام أن يترقى من علم اليقين إلى عين اليقين. فقوله" أرني كيف " طلب مشاهدة الكيفية ().
وفي كتاب التسهيل قوله: "كيف" سؤال عن حال الإحياء وصورته لا عن وقوعه ().
وعند الآلوسي: أن الاستفهام هنا عن هيئة الإحياء المتقرر عند السائل، والمعنى: بصرني كيفية إحيائك للموتى، وإنما سأله عليه السلام لينتقل من مرتبة علم اليقين إلى عين اليقين ().
وفي محاسن التأويل: أن سؤال الخليل صلى الله عليه وسلم بقوله: " كيف تحيي الموتى " ليس عن شك في قدرة الله على الإحياء، ولكنه سؤال عن كيفية الإحياء ().
2 – أن الألف في قوله: {أولم تؤمن} للتقرير.
قال أبو المظفر: (قوله تعالى: {قال أولم تؤمن} يعني: قد آمنت فلم تسأل؟ وهذا مثل قول الشاعر
ألستم خير من ركب المطايا. يعني: أنتم كذلك) ().
وفي" النكت والعيون " أن الألف في قوله: {أولم تؤمن} ليست ألف استفهام وإنما هي ألف إيجاب وتقرير ().
3 - أن سؤال إبراهيم عليه الصلاة والسلام من أجل المعاينة ليس إلا.
وهذا ما أثبته جل أهل التفسير رحمهم الله. قال أبو المظفر السمعاني: (فإن قال قائل: أكان إبراهيم شاكا فيه حتى احتاج إلى السؤال؟ ... فالجواب أنه لم يكن شاكاً فيه، ولكنه إنما آمن بالخبر والاستدلال، فأراد أن يعرفه عياناً) ().
وقد أخبر عليه السلام عن نفسه أنه مؤمن مصدق، وإنما أراد أن يرى الهيئة كما أننا لا نشك في صحة وجود الفيل مثلا، والتمساح،والكسوف، وزيادة النهر، ونصر الله للمؤمنين وغير ذلك، ثم يرغب من لم يشاهد ذلك منا أن يرى كل ذلك، ولا يشك في أنه حق، لكن ليرى العجب الذي يتمثله ولم تقع عليه حاسة بصره فقط ().
وقيل: إنما طلب المعاينة، لأن النفوس مستشرفة إلى رؤية ما أخبرت به ().
وقيل إنما سأل ليطمئن قلبه بحصول الفرق بين المعلوم برهانا والمعلوم عيانا ().
وفي كتاب التسهيل:لم يشك إبراهيم في إحياء الموتى، وإنما طلب المعاينة ().
وقال البيضاوي: (إنما سأل ذلك ليصير علمه عياناً) ().
وقال السعدي): قال إبراهيم "بلى" يارب قد آمنت أنك على كل شيء قدير، وأنك تحيي الموتى، وتجازي العباد، ولكن أريد أن يطمئن قلبي، وأصل إلى درجة عين اليقين، فأجاب الله دعوته كرامة له، ورحمة بالعباد) ().
هذه أدلة من ينفي أن يكون سؤال الخليل عليه السلام صدر عن شك، وإلى هذا ذهب الجمهور. وهو الراجح.
ومما يؤيد رجحانه إضافة إلى تلك الأدلة أمور منها.
1 – أن القول به لا يجر إلى محذور شرعي بخلاف القول الأول - الذي فيه قدح بالنبي المعصوم خليل الرحمن صلى الله عليه وسلم - وهذا بحد ذاته كاف في ظهور هذا القول وبطلان القول الآخر، فكيف إذا انضاف إليه غيره.
2 - كثرة القائلين به، بل هو قول الجمهور ().
3 - ضعف الأدلة التي استدل بها أصحاب القول الأول.
4 - أن إحياء الموتى إنما يثبت بالسمع،وقد كان إبراهيم عليه السلام أعلم به،يدل على ذلك قوله: {ربي الذي يحيي ويميت} فالشك يبعد على من تثبتت قدمه في الإيمان فقط، فكيف بمرتبة النبوة والخلة ().
5 - الأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا ()، ولا يجوز عليهم مثل هذا الشك فإنه كفر، والأنبياء متفقون على الإيمان بالبعث ().
6 - قد أخبر الله تعالى أن أنبياءه وأولياءه ليس للشيطان عليهم سبيل فقال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} () وذكر أن اللعين لن يغوي عباده المخلصين فقال: {إلا عبادك منهم المخلصين} (). وإذا لم يكن للشيطان سلطة عليهم فكيف يشككهم، بل كيف يلقى في قلب الخليل عليه السلام ما يجعله يشك في إحياء الموتى.
وبهذا يتضح لنا رجحان هذا القول والله أعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:09 ص]ـ
بارك الله فيك
هلا دللتنى علي كيفية الاحياء التي رأها الخليل.
ـ[محمد فال]ــــــــ[23 Nov 2007, 10:08 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا الجزاء على نشر العلم، ودحض الشبهات
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Dec 2007, 04:58 ص]ـ
وقولك وهذا المعنى المذكور في هذا الحديث؛ مذكورٌ في عدد من الآيات التي هي نور من الله تعالى، قال تعالى: (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) [الأنبياء: 87].
لاوجه للمقارنة حيث الآية تقررماكان وحكمه ونتيجته أما الحديث فيقارن بين مافعل يوسف وماكان سيفعل النبي صلي الله عليه وسلم لو لبث ...
المقصود أخي الكريم مصطفى؛ أن ما استبعده الكاتب هنا وهو ذكر بعض ما وقع فيه بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الحديث كما وقع من لوط عليه السلام من تمنيه العصبة المانعة من قومه، مذكورٌ معناه في كثير من الآيات إذ هم بشر، وقد ذكر الله ذلك في مواطن من كتابه وليس ذلك انتقاصاً منهم عليه صلوات الله وسلامه، بل قد ذكر القرآن عتاباً لأفضل الخلق عليه الصلاة والسلام وليس ذلك انتقاصاً حاشاه عليه الصلاة والسلام ...
آمل أن يكون قد اتضح ما أردت ..(/)
احتاج تفريغ محاضرات الشيخ خالد على مقدمه اصول التفسير لابن تيمية
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[22 Nov 2007, 10:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمدمن يتكرم وينزل لنا لنا تفريغ محاضرات الشيخ خالد على مقدمه اصول التفسير لابن تيمية
للضرورة يا إخوة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Nov 2007, 06:06 م]ـ
أخي الكريم ..
أشرطة الشيخ خالد لا يُنشر منها إلا ما عُرض على الشيخ وقرأه وأصبح مناسبا للنشر.
فليس من المناسب أن تفرّغ الأشرطة كما هي، لأن الكلام عندما يُلقى لا يُفهم إلا بسماعه، بخلاف الكلام الذي يُكتب ويؤلَّف.
وحسب علمي فإن أحد الإخوة يعمل الآن -وأظنه انتهى-على التفريغ والترتيب لهذا الشرح.
ولو قمت بنفسك بهذا العمل لحصلت خيرا كبيرا ..
وفقك الله وسددك.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 Nov 2007, 10:19 م]ـ
أخي الكريم ..
أشرطة الشيخ خالد لا يُنشر منها إلا ما عُرض على الشيخ وقرأه وأصبح مناسبا للنشر.
فليس من المناسب أن تفرّغ الأشرطة كما هي، لأن الكلام عندما يُلقى لا يُفهم إلا بسماعه، بخلاف الكلام الذي يُكتب ويؤلَّف.
وحسب علمي فإن أحد الإخوة يعمل الآن -وأظنه انتهى-على التفريغ والترتيب لهذا الشرح.
ولو قمت بنفسك بهذا العمل لحصلت خيرا كبيرا ..
وفقك الله وسددك.
بفضل الله وصلت للأخ الذي يحضرها الأن وقرب موعد اخراجها
جزاك الله خيرا
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Nov 2007, 11:35 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
قبل يومين هاتفت شيخنا المفضال خالد السبت _ حفظه الله ونفعنا بعلمه والمسلمين _ فأخبرني _ رفع الله قدره _ قرب نشرها جداً إن شاء الله، وهي موكلة لأحد المشايخ الفضلاء لإعدادها، ووعد شيخنا أنه سينظر في عدة أوراق ليعتمد ما يتنشر.
وسألته عما لو فرَّغ أحدهم بعض الأشرطة التي صدرت من فضيلته حفظه الله، ونشرها لمسيس الحاجة إليها؛ فقال لا بأس شريطة أنه يكتب عليها (لم يطلع عليها الشيخ)
فنسأل الله جل في علاه أن يُعَجّل بنشر علم شيخنا وأن يكتب له القبول والتوفيق.(/)
تفسير الإمام مالك بن أنس
ـ[فيصل العمري]ــــــــ[22 Nov 2007, 03:29 م]ـ
تفسير الإمام
مالك بن أنس
تجده على الرابط
http://www.islamlight.net/index.php?option=content&task=view&id=5473&Itemid=34
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Nov 2007, 07:45 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا مهند ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Nov 2007, 07:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الكريم
وأحسن إليك
وغفر لك ولوالديك
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[27 Nov 2008, 07:23 م]ـ
جزاك الله كل خير وكفاك ما أهمك
والله الهادي إلى سبيل الرشاد(/)
بشرى أهل القرآن بملتقى علمه البيان
ـ[إيمان]ــــــــ[22 Nov 2007, 04:14 م]ـ
تقيم دارالبيان النسائية لتحفيظ القرآن الكريم بمدينة الرياض بالتعاون مع دار السموالنسائية الملتقى الأول بعنوان (علمه البيان) > > والذي يشارك فيه نخبة من الأكاديميين المهتمين بشأن القرآن الكريم. ويستهدف بالدرجة الأولى منسوبات الدور النسائية والمهتمات بالقرآن الكريم تعلماً ومدارسة وحفظاً.وهو عبارة عن محاضرات ودورات تدريبية. ويشارك في المحاضرات كل من:
د: علي الشبيلي جامعة الإمام بالر ياض كيف تبني المرأة نفسها بالقرآن الكريم السبت 14/ 11
د: ابراهيم الأخضر الجامعة الإسلامية أساليب مشوقة لفهم القرآن الكريم الأحد 15/ 11
د: ثريا الشافعي الجامعة الإسلامية رحلتي مع القرآن الكريم الإثنين 16/ 11
د: أماني الطويل جامعة الإمام التربية القرآنية وأثرها على السلوك الثلاثاء 17/ 11
كمايشارك في الدورات التدريبية وهي خاصة بمنسوبات الدور النسائية فقط كل من:
د: علي الشبيلي - المديرات بين العمل الجماعي والبناء الفردي دورة للمديرات
أ: خديجة الصغير - المعلمة المتميزة دورة للمعلمات
أ: هيا الرشيد - مهارات إعلامية دورة لمشرفات النشاط
أ: دلال العنقري - السكرتيرة الناجحة. دورة للإداريات
وللتسجيل في الدورات التدريبية يرجى إرسال رسالة نصية تحتوي على: الإسم – اسم الدار – الحي – الوظيفة في الدار وذلك على الرقم 0505698535
علماً بأن مدة الدورات 4 أيام فقط من الساعة 7:30 إلى 9:30> > الموقع: الدائري الشرقي - مخرج 15 - حي الصفا - مقابل جامع الراجحي الجديد>
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[22 Nov 2007, 04:17 م]ـ
من باب التصحيح , ففضيلة الوالد الشيخ المقرئ/ إبراهيم الأخضر القيم , ليس من منسوبي الجامعة الإسلامية كما هو مكتوب في الجدول, فهو شيخ قراء المسجد النبوي الشريف بالمدينة النبوية
ونفع الله الجميع بهذه الجهود الطيبة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Nov 2007, 07:45 م]ـ
نفع الله بجهودكم ..
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[26 Nov 2007, 11:57 ص]ـ
بشرك الله بما بشرت ... وعلمنا من البيان ما تنشرح له النفوس امين.(/)
مختصر الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Nov 2007, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن دورة (المدخل إلى علوم القرآن) اختصر قسم البحوث والدراسات بالمنتدى الإسلامي بالشارقة كتاب الإتقان للسيوطي
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64745da0e6929e.jpg
وطبعوا هذا المختصر لتوزيعه على طلبة الدورة. وقد تم تحويل المختصر إلى صيغة PDF يمكنكم تحميلها من المرفقات.
في 12/ 11/1428هـ
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Nov 2007, 11:38 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخا الكريم
وجزاك الله خيرا
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Nov 2007, 11:40 م]ـ
بورك فيكم أبا عبدالله، هل الكتاب يباع؟ وأين؟ وما رأيكم فيه؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[22 Nov 2007, 11:41 م]ـ
ما شاء الله ..
جزاكم الله خيرا
ما هو منهج المختصِر؟
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[23 Nov 2007, 12:21 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم فضيلة الشيخ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Nov 2007, 02:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Nov 2007, 07:29 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
هذا المختصر لا يباع وإنما يوزع على طلبة هذه الدورة العلمية، حيث أخبرني الأخ الكريم أبو بكر سعداوي المشرف على هذه الدورة أنه طبع منه ألف نسخة فقط لهذا الغرض.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Nov 2007, 04:24 م]ـ
الحقيقة فكرة رائدة للدورات العلمية، وحبذا لو تحذو كثير من الدورات نحو هذه الطريقة بأن يسند الأمر إلى المتخصصين لعمل مختصر في علم ما، هذا إن لم يكن في المطولات كفاية ..(/)
دعوة للكتابة: (القرآن والتأويل: الاتجاهات والقضايا الجديدة)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[22 Nov 2007, 10:41 م]ـ
المصدر: مجلة رؤى ( http://www.roua.net/)
دعوة للكتابة في العدد الثامن والعشرين من مجلة رؤى:
القرآن والتأويل: الاتجاهات والقضايا الجديدة
يتجه النظر في الدراسات القرآنية المعاصرة إلى تجديد المقاربات التأويلية للنص القرآني على خلفية تجاوز المرجعية الوحيدة لتراث التفسير ومناهج المدارس الكلامية الأولى، نحو الاستفادة من مدارس التأويل للنص الديني في الثقافة الغربية المعاصرة واعتماد أدوات العلوم الألسنية والأنثربولوجية. ولئن كانت أغراض هذه الدعاوى تختلف بين وجهة التأصيل ونزعة التغريب، فهي تلتقي ضمن طموح إحياء القراءة القرآنية المعاصرة الموافقة لتطور ثقافة المجتمعات الإسلامية والمسائلة لتحديات المعاصرة.
وبعيدا عن الجدال الإيديولوجي الذي يقوم على احتكار الصفة المعرفية أو القدسية للحقيقة وعلى نفي المغايرة، تفرض الرؤية البنائية والاستشرافية التي تتبناها "رؤى" منهجا في هضم الاختلاف وتفعيله، استكتاب جميع الاتجاهات الجادة في طرح مشكلة المعرفة القرآنية ومناهج استنباطها المعاصرة. إن إعادة إثارة السؤال حول طبيعة القرآن، نصا أو خطابا، وعلاقة التاريخي السببي بالثابت الأزلي في تأويل منطوقه إنما يمكن أن يمثل مدخلا جديدا لتأسيس نظر معاصر لفلسفة الإسلام.
ولا يمكن أن يتحقق مقصد الكلية في استيعاب مشكلات الواقع الإسلامي المعاصر والكونية في التصور الإسلامي البديل، دون فتح مجال البحث المتعدد والمتداخل في تخصصاته، والقادر على وصل المقاربة الشرعية والتراثية بالمقاربة الاجتماعية والإنسانية الحديثة.
وبعد، فهذه دعوة للمساهمة في إنضاج النقاش حول قضية القرآن في الزمن المعاصر، ولتوجيه النظر المنهجي للتجديد نحو الطابع المركب لمشكلات الفكر الإسلامي المعاصر والذي يفرض اتساعا في الأفق المعرفي ورحابة في قبول الاختلاف بين عقلاء المسلمين.
يرجى من الأساتذة الأفاضل التقيد بالمواصفات العلمية للبحث، وذلك ضمن حدود كمية تتراوح بين 2000 و6000 كلمة، وزمنية لا تتجاوز 31 يوليو 2006.
سائلين من العلي القدير السداد في التعاون بين الجميع، وآملين منكم حسن التفاعل، تقبلوا أساتذتنا الأجلاء أسمى مشاعر التقدير لجهودكم وعطائكم من أجل مستقبل البناء المعرفي الحضاري.
الحجم: من 2000 إلى 6000 كلمة
===
مجلة رؤى صادرة عن مركز الدراسات الحضارية بباريس:
مؤسسة علمية وثقافية مستقلة، تدرس من مقاربات إنسانية وبمنطلقات حضارية مختلفة، تطور قضايا الثقافة العربية الإسلامية التراثية منها والمعاصرة، ومنتدى للتواصل داخل المختصين والمثقفين المهتمين بذلك، أفرادا وهيئات. أنشئت في باريس في مستهل العام 1999 م الموافق لرمضان 1419 هـ.(/)
هل شروح الدكتور مساعد تامة؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2007, 08:38 م]ـ
هل شروح الشيخ مساعد الطيار الموجودة في موقع البث الإسلامي تامة؟.
ـ[محمد براء]ــــــــ[28 Nov 2007, 08:53 م]ـ
للرفع وإرادة النفع(/)
(ألا له الخلق والأمر) هل تكون للاستفهام؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Nov 2007, 08:43 م]ـ
قرأت في أحد الكتب هذه العبارة: " (ألا له الخلق)؟ بلى إن له الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات ... ".
فهل نص أحد من المفسرين على أن هذه الجملة من الآية الكريمة يمكن أن يراد بها الاستفهام؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Nov 2007, 01:26 ص]ـ
المعروف أن " ألا " هنا للاستفتاح فحسب، والمعنى: هو الذى خلق الأشياء كلها وله الأمر كله. والعلم عند الله تعالى.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Nov 2007, 05:30 م]ـ
أشكرك فضيلة الدكتور عبدالفتاح.
وما ذكرتَه هو الذي أعرفه، وهو الذي ذكره المفسرون الذين بحثت في كتبهم، ولم يذكروا غيره.
وقد ذكر ابن هشام في المغني أن من أوجه (ألا) هو أن تأتي للاستفهام عن النفي وذلك مع الجملة الاسمية، ومثل بقول الشاعر:
ألاَ اصْطِبَارَ لِسَلْمَى أَمْ لَهَا جَلَدٌ=إذَا أُلاقِي الذِي لاقَاهُ أَمْثَالي؟
ويبقى السؤال:
هل يصح في قوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر) أن تكون (ألا) للاستفهام؟
أو أننا نعتبرها همزة استفهام دخلت على (لا) النافية؟
أم أن التعبير هنا ليس فيه استفهام وإنما جاءت (ألا) للاستفتاح؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[26 Nov 2007, 12:06 ص]ـ
الحمد لله
أحسب ان القاعدة في مثل هذه المسائل أن ينظر الى المعنى هل هو صحيح
ثم ينظر الى موافقته لنصوص القرآن
بعد ذلك يقال
اذا احتملت الاية أكثر من معنى و لم تتضارب هذه المعاني او تتعارض حمل عليها جميعا
ومثل سؤالك أخي ذكر في قوله تعالى
ما أغنى عنه ماله و ما كسب .... على الاستفهام
ويشبه أيضا قوله تعالى .... وما تغني الآيات و النذر عن قوم لا يومنون /يونس
فقد يعبر عن النفي بالاستفهام وهو معروف في علم المعاني ..... والله اعلم
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[26 Nov 2007, 11:44 ص]ـ
الاقرب للمعنى انها اداة استفتاح يراد منها التنبيه.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2007, 05:51 م]ـ
أخي الفاضل البليغ معن
أشكرك على تعليقك، وما ذكرتَه هو الذي لا يجري على لساني سواه!
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2007, 05:59 م]ـ
أخي الكريم (المجلسي الشنقيطي)
أشكرك على جوابك القيم.
وأنا أدرك ما ذكرتَه جيدا، ولم يكن سؤالي عن صحة المعنى لو أردنا الاستفهام، فلن يتغير المعنى لو أردناه.
إنما كان سؤالي متعلقا بصحة دخول (ألا) الاستفهامية على مثل هذا التعبير، لأن ما أعرفه هو أنها قد تدخل على الجملة الاسمية فتعمل عمل (لا) التي لنفي الجنس كما جاء في المثال الذي ذكره ابن هشام، وقد تدخل على الجملة الفعلية كقوله تعالى: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) وهي كذلك للاستفهام.
لكن في هذه الآية هل يصح أصلا أن تكون استفهامية؟
هل يصلح أن تباشر حرف الجر (اللام)؟
هذا ما دعاني للسؤال، وقد يكون بسبب عدم اعتياد هذا الأسلوب، لأننا اعتدنا في مثل هذا المقام أن يقال: أليس له كذا؟ أما له كذا؟ ولم نعتد: ألا له كذا؟
أرجو أن أجد من يصحح لي لساني!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[27 Nov 2007, 01:15 ص]ـ
فهل نص أحد من المفسرين على أن هذه الجملة من الآية الكريمة يمكن أن يراد بها الاستفهام؟
لحمد لله
عذرا على سوء فهمي لسؤالك اخي الكريم ولكن هذا ما فهمته من الفاظك
و يبقى السؤال مطروحا .... وهو سؤال جيد نسأل الله أن نجد له جوابا
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[29 Nov 2007, 01:53 م]ـ
الحمد لله
أذكر قاعدة جليلة أخرى أشار اليها الامام ابن جرير الطبري غيره وهي ان كلام الله تعالى يحمل على الاشهر و الافصح و الاغلب و ليس على النادر ... وهذه تنفع ان شاء الله في هذه المسألة فيكون ألا للاستفتاح ان شاء الله
والعلم عند الله تعالى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 Nov 2007, 05:22 م]ـ
جميل جدا ..
والقاعدة معروفة ومشهورة وأشكرك على إيرادها.
ويبقى معرفة صحة استعمال هذه الأداة في مثل هذا الأسلوب، ثم لو صح بحثنا في صحة حمل الآية عليه.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[04 Dec 2007, 11:53 م]ـ
الحمد لله
وبعد
أخي الكريم العبادي حفظك الله
لا يزال سؤالك يعاودني ... ويعاودني .... ثم إنه ظهرت لي بعض الامور أحببت ان أعرضها عليك لعلها تهدينا الى
الصواب في مسألتك .......... فأقول
(يُتْبَعُ)
(/)
سؤالك أخي الكريم عن قوله تعالى ألا له الخلق و الأمر .......... هل يليق أن يكون استفهاما
هذا السؤال يتفرع عنه سؤال آخر متى اهتدينا الى الجواب عنه ... فقد اهتدينا الى الصواب في السؤال الاصلي
و السؤال المتفرع يكون بنزع اداة الاستفهام المفترض أنها اداة استفهام و ليست همزة ألا التي هي للاستفتاح
وهذا السؤال هو هو
هل من الفصيح أن تقال هذه العبارة لا له كذا ...... دون تكرار لا ...........
هل يصح هذا التركيب في العربية
وهذا يقودنا الى دراسة لا النافية وعملها
أولا إذا افترضنا ان لا عاملة عمل إن
فهل يصح مثل هذا التركيب
الجواب لا يصح مثل هذا التركيب لان لا النافية للجنس تعمل في النكرة .. سواء كررت هذه النكرة مثل لا حول و لا
قوة الا بالله او غير مكررة مثل لا رجل في الدار .... ثم إنها تركب مع هذه النكرة. اذا كانت مفردة .. فتكون هذه النكرة مبنية على ما تنصب به ... واذا
فصل بينها و بين اسمها .. أو كان اسمها معرفة يجب تكرار لا ورفع اسمها .. وتصير بذلك لا عاملة عمل ليس ... فتكون ملغاة في العمل ....
وكل هذه الشروط معدومة هاهنا
قال ابن مالك
عمل إن اجعل للا في نكره ... مفردة جاءتك او مكرره
وقال
وركب المفرد فاتحا كلا ... حول و لا قوة ..... الخ
وقال ابن هشام في شروطها في مغني اللبيب
- أنها لا تعمل الا في النكرات
-أن خبرها لا يتقدم على اسمها ولو كان ظرفا او مجرورا ....
وعلى هذا فاذا افترضنا ان لا في قول القائل ... ألا له ...... إذا افترضنا ان الهمزة للاستفهام و لا نافية للجنس
فهذا التركيب ليس بعربي .... لأن كلمة الخلق .... التي يفترض أن تكون اسم لا هي معرفة ...... ثم إنه لا يتقدم خبرها
على اسمها كما قاله ان هشام.
وخلاصة الكلام ..... لا له كذا وكذا ..... تركيب غير صحيح اذا اعتبرنا لا نافية للجنس
فيكون هذا جوابا على السؤال المتفرع
و بذلك يتبين الجواب على السؤال الاصلي
ألا له الخلق و الامر ........ الهمزة فيه لا يمكن أن تكون للسؤال .... اذ لا يمكن ان تكون لا هنا نافية كما سبق
قال ابن مالك
واعط لا مع همزة استفهام ... ما تستحق دون الاستفهام
وهذا يعني بوضوح ان شروط لا دون همزة استفهام هي نفسها شروطها مع همزة استفهام
و اما بيت الشعر ..... ألا اصبار لسلمى ...... فإن الشروط المذكورة متوفرة ... وقد عملت لا في اسمها ... فهو اسم نكرة
.. ولم يفصل بينها و بينه ...... الخ
ثانيا اذا افترضنا ان لا عاملة عمل ليس
يكفي في ابطال هذا الامر ما ذكره ابن عقيل في شروط عملها
أولا ان يكون اسمها و خبرها نكرتين هنا ...... /وهذا معدوم .. فالخلق معرفة
ثانياالا يتقدم خبرها على اسمها .... /وهو ايضا معدوم فقد تقدم الخبر المزعوم ... له ... على اسمها المزعوم .... الخلق
الا ينتقض النفي ب إلا
وبهذا يتبين إن شاء الله بما يقطع الشك أن ألا في قوله تعالى ألا له الخلق و الامر ..... هي للاستفتاح
و ليست تركيب كلمتين هما همزة الاستفهام و لا النافية
و الله اعلم(/)
رأي الشيخ خالد السبت في الكشاف
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:22 م]ـ
قال ما معناه: إنه لا يستحق هذه الحفاوة التي احتفاها الناس به، وأنه عندما يقرأه يكتئب!.
من محاضرة نظرات في كتب التفسير (4)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:54 م]ـ
هذا راي يخالف ما تواردت عليه القرون من ثناء العلماء على كشاف الزمخشري ولا اظن يضيره ان الشيخ السبت يلقي قولا كهذا
وهؤلاء علماء الاسلام كلهم عالة عليه في باب البلاغة القرانية
فهل ينكر الشيخ السبت هذا الامر
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Nov 2007, 11:59 م]ـ
الكتاب بحاجة إلى التهذيب،وانتقاء النافع المفيد منه،وفي الرابط التالي ما يفيد في نقد وتقويم هذا الكتاب:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4284&highlight=%CA%DD%D3%ED%D1+%C7%E1%DF%D4%C7%DD
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Nov 2007, 01:13 ص]ـ
لا شك أن ابن المنير قد انتقش ما في الكشاف من الاعتزال بالمنقاش، فأزال الحزن عن المحزونين، وبعث الأمل والعلم في صدور الطالبين، ولن أبالغ عندما أثنِّي على ما قاله د. جمال أبو سلطان وفقه الله هو والدكتور المقبل فأقول: إن علماء البلاغة وأربابها كالخطيب القزويني وغيره قد نهلوا من علم الزمخشري صاحب الفنقلات التي فتحت أبواب كنوز التفسير على مصارعها فتأمل، أما قول أحد السادة العلماء:" إنه لا يستحق هذه الحفاوة التي احتفاها الناس به، وأنه عندما يقرأه يكتئب!
فنسأل الله أن يثلج صدره ويسعد حاله وفي نهاية المطاف هي واقعة حال ـ أرى أنها ـ لا عموم لها ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Nov 2007, 03:10 ص]ـ
أخي ابا الحسنات بارك الله فيك ..
أرى أن النقل من الأشرطة ينبغي ألا يعتمد عليه ـ إلا بعد المراجعة من المحاضر ـ ومثل الدكتور خالد السبت وفقه الله لو سئل سؤالاً مستقلاً عن الكشاف لبين ما له وما عليه ..
ولا شك أن الزمخشري ـ عفا الله عنه ـ كان يبث عقيدته الاعتزالية من خلال الكشاف، لكن ذلك لا يمنع وجود ما يميزه عن غيره وقد أثنى عليه كثير من العلماء في جانب البلاغة ...
فلعل الدكتور خالد قصد ما فيه من الاعتزاليات، ولا يشمل ذلك ما فيه من الاستنباطات البلاغية ..
والله أعلم ..
14/ 11/1428هـ
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[24 Nov 2007, 03:29 ص]ـ
ليست مشكلة الكشاف في اعتزالياته فحسب.
ـ[أم حبيبة]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:47 ص]ـ
ليست مشكلة الكشاف في اعتزالياته فحسب.
إذا لم تكن اعتزالياته فما هي
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[محمد براء]ــــــــ[24 Nov 2007, 12:15 م]ـ
أخي ابا الحسنات بارك الله فيك ..
أرى أن النقل من الأشرطة ينبغي ألا يعتمد عليه ـ إلا بعد المراجعة من المحاضر ـ ومثل الدكتور خالد السبت وفقه الله لو سئل سؤالاً مستقلاً عن الكشاف لبين ما له وما عليه ..
ولا شك أن الزمخشري ـ عفا الله عنه ـ كان يبث عقيدته الاعتزالية من خلال الكشاف، لكن ذلك لا يمنع وجود ما يميزه عن غيره وقد أثنى عليه كثير من العلماء في جانب البلاغة ...
فلعل الدكتور خالد قصد ما فيه من الاعتزاليات، ولا يشمل ذلك ما فيه من الاستنباطات البلاغية ..
والله أعلم ..
14/ 11/1428هـ
وفيكم بارك.
أخي الكريم: الذي ذكره الشيخ في المحاضرة قطعي، و (لو) هذه ظنية، فكيف أقدم الظني على القطعي؟.
لعلك تراجع الشريط بارك الله فيك.
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[24 Nov 2007, 05:50 م]ـ
إذا لم تكن اعتزالياته فما هي
أفيدونا جزاكم الله خيرا
وجزاكم الله خيراً
بالإضافة إلى اعتزالياته فإن له فيه كلاماً تعرض به لمقام النبي صلى الله عليه وسلم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=39879
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Nov 2007, 05:48 م]ـ
وفي نهاية المطاف هي واقعة حال ـ أرى أنها ـ لا عموم لها ..
من سمع كلام الشيخ يعلم أنه هو -حفظه الله- أشار لهذا، فهو لما تكلم عن الكشاف أشار في معرض حديثه إلى أن هذه هي وجهة نظره الخاصة، وأنه قد يكون مخطئا فيها، لكن هذا هو ما يجده في نفسه عندما يطالع هذا التفسير، بخلاف ما يكون عليه حاله عندما يطالع التحرير والتنوير لابن عاشور مثلا، مع أن كليهما من أساطين البلاغة والبيان.
(يُتْبَعُ)
(/)
وإذا أردنا النقل عن أحد فلا نعمد إلى عبارة مجتزأة من كلامه ثم نعممها ونعتبرها نهائية أو (قطعية) في التعبير عن رأيه، بل الصحيح أن نعرضها كاملة في سياقها الذي جاءت فيه.
كما أننا إذا أردنا وجهة نظر كاملة فإننا نعتمد على كلام مكتوب ومُراجَع من صاحبه، أما الكلام المسجل صوتياً فإنه يعتريه ما يعتريه -كما ذكر الشيخ فهد-، ولا يمكن أن يُفهم إلا بسماعه كاملا، مع إدراك لطبيعة الدرس والحال التي ألقي فيها وحال المستمعين ... الخ.
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 Nov 2007, 09:24 م]ـ
كما أننا إذا أردنا وجهة نظر كاملة فإننا نعتمد على كلام مكتوب ومُراجَع من صاحبه، أما الكلام المسجل صوتياً فإنه يعتريه ما يعتريه -كما ذكر الشيخ فهد-، ولا يمكن أن يُفهم إلا بسماعه كاملا، مع إدراك لطبيعة الدرس والحال التي ألقي فيها وحال المستمعين ... الخ.
هذا كلام الشيخ بحروفه .. وقد أضعت ساعتين في نقله .. ولا بأس أن يسأل طلبة الشيخ أو من يعرفه عن رأيه في الكشاف ويأتينا به (مكتوباً مراجعاً) ..
الله المستعان!
نظرات في كتب التفسير (4) [(من الدقيقة (26) والثانية (15 (إلى الدقيقة (38) والثانية (45)]
قال الشيخ: " نبدأ بجملة من الكتب الآن .. نعم .. [يعني كتب التفسير بالرأي]
من هذه الكتب كتاب تفسير (الكشَّاف عن حقائق التنزيل) للزمخشري، وهو أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الخوارزمي الحنفي، ولد في رجب سنة 467، توفي في سنة 538، فرغ من تأليفه في سنتين وأربعة أشهر.
الذين تكلموا عن كتاب الزمخشري – اللي هو الكشاف، موجود ومطبوع في أربع مجلدات -، ذكروا أنه .. يعني .. ذكر أشياء .. يعني أمور فواقر .. وأمور جرأة عظيمة جداً في التفسير .. على السلف الصالح وعلى التحريف وعلى .. لكن كثيراً مما يذكرونه غير موجود في الكتاب .. أين هو إذاً؟
السبب أن الزمخشري حينما كان .. جاء إلى مكة .. في الطريق نزل في مكان، يطلبون منه أن يفسر، رجل صاحب بلاغة وصاحب بيان .. فيطلبون منه .. فكان يفسر القرآن. وكتب أشياء .. طلبوا منه أن يكتب فكتب .. فكانت كتابته فجَّة .. في غاية الجرأة .. في إظهار عقيدته الاعتزالية .. وتحريف النصوص .. والطعن في سلف الأمة .. فقامت عليه قيامة أهل الغيرة .. وواجه إنكاراً شديداً .. فقال: لأضعنَّ لهم تفسيراً لا يستخرجون منه هذه الأمور (يعني عقيدة المعتزلة) .. يعني يدسها في طريقة في غاية الخفاء؛ يأتي يفسر (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) مثلاً، يقول: " وليس بعد دخول الجنة من نعيم " .. [قال أبو الحسنات: قال ذلك عند قوله تعالى: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز) وليس عند هذه الآية، وعبارته: " ولا غاية للفوز وراء النجاة من سخط الله والعذاب السرمد ونيل رضوان الله والنعيم المخلد. اللهم وفقنا لم ندرك به عندك الفوز في المآب "، والذي ذكره الشيخ قاله الحافظ البلقيني فيما نقله عنه السيوطي في الإتقان: قال البلقيني: " استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش من قوله تعالى في تفسير: (فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز): " وأي فوز أعظم من دخول الجنة ".أشار به إلى عدم الرؤية] تقرأه تقول ماشاء الله! تبارك الله! كلام ممتاز!، وهو ماذا يقصد بها؟ يقصد نفي رؤية الله عز وجل، أن المؤمنين لا يرونه، هذه عقيدة المعتزلة. وهو يقول: " ما بعد دخول الجنة من نعيم " .. ما بعد نعيم الجنة من نعيم .. اللي يسمعه يهز راسه يقول ما شاء الله، كلام صحيح، وهو يقصد هذا المعنى الباطل .. بهذه الطريقة .. وإن كان يوجد فيه أشياء ظاهرة .. وسأذكر بعض الأمثلة .. على كل حال .. لما وصل إلى مكة، طلب منه أميرها أن يكتب في التفسير .. فجاور بمكة مدة – ولهذا يقال له جار الله .. لهذا السبب - .. فبدأ يكتب بهذه الطريقة الخفية، يدس الاعتزاليات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولهذا تتبعه كثيرون، وللأسف .. الذين تتبعوه .. حواشي الكشاف .. سواء الذين يضيفون في المعاني .. أو الذين .. يعني .. يتكلمون على شواهده الشعرية، أو الذين يناقشونه في قضايا الاعتزال: من الأشاعرة .. حواشي الكشاف كثيرة جدأ .. تتعب في فهارس المخطوطات إذا وصلت عند كتابين: الكشاف والبيضاوي .. تمل وأنت تقلب الصفحات .. حاشية على الكشاف .. حاشية على الكشاف .. حاشية على الكشاف .. تمشي مسافة طويلة من الصفحات .. حاشية على الكشاف .. وإذا انتهيت تمشي في البيضاوي: أعانك الله على كثرة الحواشي ..
بعض الحواشي مثل حاشية الطيبي مخطوط في اثنتي عشرة مجلدة ... اثنا عشر مجلد مخطوط .. اشترك .. حُقِّق في رسائل جامعية في ما يقرب من اثنا عشر رسالة جامعية أو أكثر .. بين ماجستير ودكتوراة .. حاشية على الكشاف.
طبعاً هذه الحواشي فيها فوائد .. فيها علم .. فيها قضايا .. شواهد شعرية كثيرة جداً .. فيها .. لكن اعتنوا به عناية كبيرة .. وكثير من الذين جاؤوا بعده إذا نقلوا عن صاحب الكشاف .. إذا نقلوا عنه .. تشعر أنه وهو ينقل .. يطربون عند ذكر الكشاف والزمخشري.
ربما أكون مخطئاً: من خلال قراءاتي في الكشاف ومقارنة .. والله يقول: " ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا " لم أر شيئاً يُطرِب .. ما رأيت شيئاً يستحق هذه السمعة والعناية بكتاب الكشاف، إطلاقاً، وليس هذا لأنه معتزلي .. لكن أتحدث عن شيء أعتقدُه ورأيتُه بـ .. والناس يتفاوتون على كل حال .. كل إنسان ينبؤ عما يجد في نفسه .. بخلاف مثل تفسير ابن عاشور .. ابن عاشور رحمه الله لم يكن على عقيدة أهل السنة .. كان على عقيدة الأشاعرة .. وهو متأخر .. متوفى سنة 1393 كما سيأتي ... لكن إذا أردت كتاباً تملأ بيديك من العلم؛ تقرأ في تفسير ابن عاشور .. التحرير والتنوير .. كتاب مُلىء بالعلم .. مُلىء مُلىء بالعلم .. وإن كان أشعرياً. [قال أبو الحسنات: كيف لو لم يكن الكشاف من مراجع ابن عاشور الرئيسة كما صرح في مقدمة تفسيره!]
نحن لا نقول هذا لأن صاحب الكشاف نختلف معه في الاعتقاد .. الله أمرنا بالعدل، لكن ما رأيت شيئاً يُطرِب، ويستحق هذه العناية، بل إذا قرأت فيه اكتأبت!.
فالحاصل أن هذا الكتاب يبرز وجوه الإعجاز .. يعني .. يحاول ذلك .. لايميز بين الحديث الصحيح والمكذوب .. ولهذا جاء بالحديث الطويل في فضائل السور .. الموضوع .. قطعه وجزأه .. العجيب ما حطه في أول كل سورة بل في آخرها .. كل جزء يتعلق بكل سورة وضعه في آخرها.
يشتم أعلام الأمة وسلفها كما سترون.
يسهب في المعنى الوجيز.
ينسب المعاني - طبعاً - لنفسه .. ويكتب محرراً .. ما يقول قال فلان وقال فلان وقال فلان.
تأويلاته كثيرة ولذلك تتبعوه. من الذين تتبعوه ابن المنَيِّر، وهو من الأشاعرة رحمه الله، يقول:" استخرجت اعتزالياته بالمناقيش ". وهو مطبوع في حاشية الكشاف.
ويشير أحياناًَ إلى الخلافات الفقهية.
يذكر الروايات الإسرائلية بقلة.
لكن إذا أردتم بعض النماذج من الكلام الذي يذكره .. نعم .. هنا .. أعطيكم مثالاً أو مثالين.
يقول – نسأل الله العافية – هنا .. في رد التفسير النبوي .. ويرد على الصحابة في مواضع .. يقول صاحب الكشاف في تفسير قوله تعالى: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم "، النبي صلى الله عليه وسلم فسر الظلم بإيش؟ بالشرك، وإذا جاء نهر الله بطل نهر معقل، المعتزلة بماذا يفسرونه بناء على عقيدتهم الفاسدة أن صاحب الكبيرة مخلد في النار؟ " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " الظلم الذي هو ليس الشرك!،بينما الظلم .. الظالم عندهم مخلد في النار .. جيد .. فيقول الله عز وجل: " أولئك لهم الأمن وهم مهتدون " يقول: " وأبى تفسيرَ الظلم بالكفر لفظُ اللبس " ... الآن يرد التفسير النبوي .. يقول: " ولم يلبسوا يقول: .. يعني .. " ولم يخلطوا " .. يقول " لفظ اللبس يأبى تفسير الظلم بالكفر " .. يردُ على مَن؟ على النبي صلى الله عليه وسلم.
وله أشياء من هذا، يرد على الصحابة مثلاً، يقول: - مع أنه حاول أن يخفي هذه الأشياء – .. نعم .. يقول عند قوله تعالى: خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ " في سورة هود: " ولا يخدعنك [عنه] قول المجبرة. إنّ المراد بالاستثناء خروج أهل الكبائر من النار (يسميهم المجبرة .. جيد) [بالشفاعة]، يقول: " فإنّ الاستثناء الثاني ينادي على تكذيبهم ويسجل بافترائهم. وما ظنك بقوم نبذوا كتاب الله لِمَا روى لهم بعض الثوابت [كذا قال الشيخ] عن ابن عمرو: " ليأتين على جهنم يوم تصفق فيه أبوابها ليس فيها أحد" ثم قال: " وأقول: ما كان لابن عمرو في سيفيه، ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ما يشغله عن تسيير هذا الحديث ". يعني عن افتراء هذا الحديث .. يقول: " يكفيه .. يعني .. مقاتلته لعلي بن أبي طالب .. مو يروح يكذب ويفتري حديثاً " .. يتكلم على .. طبعاً الحديث ما يصح .. الحديث ما يصح .. لكن انظر إلى كلامه على عبد الله بن عمرو يقول: " ما كان لابن عمرو في سيفيه، ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ما يشغله عن تسيير هذا الحديث " يعني عن اختلاقه والكذب.
وله أشياء من هذا القبيل على كل حال .. والله المستعان.
أعطيكم مثال آخر والا يكفي؟
نعم .. هنا يحكم على بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بالبطلان، ويتكلم بجهل في هذه القضايا.
نعم .. على كل حال .. ".
حمل المحاضرة من هنا ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=38383)(/)
النسخ في القرآن الكريم
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتير علم ناسخ القرآن ومنسوخه من أهم علوم القرآن التي استأثرت باهتمام العلماء والباحثين قديما وحديثا وذلك لتوقف فهم أحكام القرآن عليه
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:" إنما يفتي أحد ثلاثة: رجل تعلم منسوخ القرآن وذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورجل قاض لا يجد من القضاء بدا ورجل متكلف فلست بالرجلين وأكره أن أكون الثالث "
من هنا رأى العلماء أنه لايحل لمسلم يومن بالله واليوم الآخر أن يقول في شيء من القرآن والسنة هذا منسوخ إلا بيقين كما قال أبو محمد بن حزم
والمعتمد عليه في ذلك ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابي وما أجمعت الأمة عليه و لايعتمد في ذلك على الاجتهاد أو الأقوال غير الثابتة
والجمهور على جواز النسخ عقلا ووقوعه شرعا وشذ قديما أبو مسلم الأصفهاني فقال بجوازه عقلا وأنكر وقوعه شرعا وبعد حوالي عشرة قرون ظهر عدد من الباحثين المعاصرين أنكروا بدورهم النسخ ... فما مدى قوة دليل القائلين بالنسخ؟ وما هي البراهين التي يقدمها المنكرو ن للنسخ بين يدي دعواهم؟
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 07:34 م]ـ
الرجاء نقل هذا الموضوع الى الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن بارك الله فيكم وجازاكم خيرا
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:45 م]ـ
عالج أبو البقاء الكفوي النسخ في" الكليات" بشكل دقيق فأحببت إغناء لهذا الموضوع أن أنقل من كلامه بعض الأمور التي تستحق الذكر وتنفع في توسيع الرؤية وهي كالآتي:
1 - المراد بالنسخ الخطاب القاطع لحكم خطاب شرعي سابق على وجه الخطاب القاطع لاستمرار ذلك الحكم
وليس قطع الاستمرار راجعا الى الكلام القديم الذي هو صفة الرب لاستحالة عدم القديم بل إنما هو عائد الى قطع تعلقه بالمكلف وكف الخطاب عنه وذلك غير مستحيل
2 - إنما يجري النسخ في الأحكام الشرعية التي لها جواز أن لاتكون مشروعة دون الأحكام العقلية كوجوب الإيمان وحرمة الكفر وما يمكن معرفته بمجرد العقل من غير دليل السمع وكذلك ما بقي من الأحكام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الانتساخ بالوحي وقد انقطع بعده
3 - فائدة النسخ:إما على تقدير كون الأحكام الشرعية معللة بمصالح العباد واللطف بهم فيجوز أن تختلف مصالح الأوقات فتختلف الأحكام بحسبها كمعالجة الطبيب.
وأما أن الأحكام مستندة الى محض إرادة الله من غير داع وباعث فالأمر هين لأنه تعالى هو الحاكم المطلق الفعال لما يريد ...
ثم بعد خاتم النبيين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم انغلق باب النسخ لما أنه بعث ليتمم مكارم الأخلاق فصار جامعا بين الظاهر والباطن على الإطلاق ... والنسخ في الحقيقة بيان وتخصيص في الأزمان ...
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[26 Nov 2007, 07:52 م]ـ
في سياق حديثه عن النسخ في القرآن يقول الدكتور محمد عابد الجابري: لادليل في القرآن على وقوع النسخ فيه ويبدا بمعنى "الآية" فيقول":" نقطة البداية في إثبات وجود أو عدم وجود النسخ في القرآن هي تحديد معنى الآية " ... "وليس في القرآن قط ذكر لما اصطلح على تسميته آية بمعنى " قطعة من القرآن " ... " أما لفظ آية الذي تكرر فيه كثيرا بمعنى العلامة والحجة والمعجزة الخ ... فلم يرد قط بالمعنى الاصطلاحي {آية من القرآن} لا مفردا ولا جمعا " مواقف:ع 67/ ص7 - 9
لقد استغربت لهذا الجزم القاطع من فيلسوفنا الكبير!
يقول الله تعالى {الركتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} هود:1 ألا يتعلق الأمر هنا بالجملة القرآنية المحكمةالبناء،قال أبو عبيدة في المجاز:"الآية من القرآن إنما سميت آية لأنها كلام متصل الى انقطاعه "
ويقول سبحانه: {ولوجعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين ءامنوا هدى والذين لا يومنون في ءاذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد} فصلت:44
وقال تعالى: {هوالذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات} الآية -آل عمران:7
فهل تدل الآيات هنا عن شيء آخر غير جمل القرآن؟
وجاءت لفظة "آية " - بمعنى الجملة القرآنية أو نحو ذلك كما سيأتي في مناسبة أخرى - في أحاديث نبوية صحيحة مثل قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه:"يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ " قال: قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري وقال:" والله ليهنك العلم أبا المنذر " رواه الإمام مسلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Nov 2007, 01:14 م]ـ
تم نقل الموضوع هنا(/)
سؤال حول المفردات الإسلامية التي لم تعرفها العرب قبل الإسلام.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله جميع أوقاتكم بكل خير.
أساتذتي الكرام:
ماالألفاظ الإسلامية في القرآن الكريم غير كلمة سلسبيلا؟
أعني تلك الألفاظ التي لم تكن في كلام العرب قبل القرآن.
وما الكتب التي يمكن الاستفادة منها في هذا الموضوع؟
أجيبوا على سؤالي جزاكم الله خيرا.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:54 ص]ـ
أخي الكريم حسين الدرمحي
هذه هي أهم المؤلفات في المعرب والدخيل:
من العلماء من أفرد هذا الموضوع بمؤلف خاص، ومن الكتب المؤلفة في هذا ما يلي:
1 - المُعَرَّب: لأبي منصور الجواليقي ت450هـ فهذا الكتاب أقدم وأشهر مؤلف في هذا الباب.
وكان الغرض من تأليفه جمع الألفاظ المعربة؛ حيث ساق فيه مؤلفه جملة من الألفاظ التي يرى أنها معربة، وتحدث في المقدمة عن الخلاف في المعرب، وعن مذاهب العرب فيه، وعن العلامات التي يعرف بها الأعجمي من الألفاظ.
وقد قال عنه السيوطي - رحمه الله -: "وقد ألف في هذا النوع الإمام أبو منصور الجواليقي كتابه (المعرب) في مجلد واحد، وهو حسن مفيد، وقد رأيت عليه تعقباً في عدة كراريس".
والكتاب مطبوع، ولعل من طبعاته طبعة دار الكتب العلمية بيروت تعليق: خليل عمران المنصور، ويقع في 176 صفحة، وهو مرتب على حروف المعجم.
2 - في التعريب والمعرب: وهو المعروف بـ (حاشية ابن برِّي على كتاب (المعرب) لابن الجواليقي.
وهذا الكتاب مصنف صغير عَرَض فيه ابن بري لكتاب (المعرب) للجواليقي، فتعقب أقواله، فأورد حواشيه عليه منسوقة على حروف المعجم؛ حيث درج فيها على إيراد قول الجواليقي، ثم يعقبها مصححاً تارة، ومضيفاً تارة أخرى.
وقد قدم لهذه الحواشي بنبذة يسيرة في طرائق التعريب عند العرب، وكيف تصرفوا في الأعجمي.
والمؤلف من أهل القرن الخامس حيث توفي سنة 499هـ.
والكتاب خرج بعناية وتعليق د. إبراهيم السامرائي.
3 - المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب: للسيوطي - رحمه الله -.
وقد لخص فوائده في كتابه (الإتقان في علوم القرآن).
هذه أشهر الكتب في المعرب، وأما الكتب التي تكلمت عليه ضمن موضوعات أخرى فكثيرة، ككتاب الصاحبي لابن فارس؛ حيث تكلم على المعرب في عدة أبواب خصوصاً في (باب القول في اللغة التي نزل بها القرآن).
وكذلك السيوطي في كتابيه المزهر، والإتقان؛ فقد أفرد النوع التاسع عشر من المزهر في (معرفة المعرب).
وعقد باباً من كتابه (الإتقان في علوم القرآن): وهو (الباب الثامن والثلاثون: فيما وقع بغير لغة العرب).
وانظر أيضا هذا الرابط:
http://www.islamweb.net/ver2/archive/readArt.php?id=82442
وأهلا وسهلا ومرحبا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2007, 12:13 م]ـ
وهذا هو رابط كتاب:
المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب؛
لجلال الدين السيوطيّ:
وحمله من هنا:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=7&book=1114
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 08:41 م]ـ
لعل أهم كتاب في الموضوع هو "الزينة في الكلمات الإسلامية العربية لأبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي {ت322هـ} وقد حققه حسين بن فيض الله الهممذاني اليعبري الحرازي - مطابع دار الكتاب العربي بمصر - القاهرة - الطبعة الثانية {1957 م}
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:49 م]ـ
شكر الله لأخوي د. مروان ود. عز الدين وبالفعل مؤلف الرازي الذي تفضل بذكره د. المعيار أهم مؤلف في هذا الباب وقد حصَّلته في البلد الذي كان مخطوطا فيه أولا ثم مطبوعا لأول مرة في صنعاء اليمن سنة 1993م، وهو من أمتع الكتب التي عنيت بالألفاظ الإسلامية والله الموفق.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[24 Nov 2007, 11:47 م]ـ
لعل أهم كتاب في الموضوع هو "الزينة في الكلمات الإسلامية العربية لأبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي {ت322هـ} وقد حققه حسين بن فيض الله الهممذاني اليعبري الحرازي - مطابع دار الكتاب العربي بمصر - القاهرة - الطبعة الثانية {1957 م}
هذه الطبعة يا أخي الحبيب الدكتور عز الدين المعيار
صدرت في جزأين:
الأول في 154 صفحة
والثاني في 235 صفحة
ثم صدر بعدئذ
الجزء الثالث في 123 صفحة
وهو بتقيق الدكتور عبدالله سلوم السامرائي
وهو المتعلق بأصحاب الأهواء والمذاهب؛
والذي اشتمل على معنى المذهب والفرقة
ووضح الفرق الإسلامية، والفرق التي تفرعت عنها
من أهل الأهواء والنحل المختلفة ...
وطبع في العراق
وشكرا
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:48 ص]ـ
الأستاذ الفاضل: د. مروان الظفيري:
جزاك الله كل خير، ..... أنا كنت أقصد تلك الكلمات العربية التي لم يعرفها العرب إلا في القرآن الكريم، ولم يكن لها وجود قبل ذلك .....
وأشكرك على ذكرك تلك الكتب، لأنها فعلا تهمني وذلك لأن من أسباب تفرد بعض الكلمات في القرآن كونها أعجمية ...
لكن هل كتب في المعرب أحد من المعاصرين؟؟
الأستاذان الفاضلان: د. محمد عز الدين المعيار .. ود. عبد الفتاح خضر ..
جزاكما الله كل خير، ... الكتاب الذي ذكرتما لم أجد منه سوى الجزء الأول فقط،
فأين أجد البقية في السعودية؟
وهل يوجد غيره تكلم في هذا الموضوع من القدماء والمعاصرين؟
أنتظر الرد بارك الله في الجميع ....
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Nov 2007, 12:57 م]ـ
أخي الفاضل حسين أكرمه الله كتاب الزينة الذي في مكتبتي في مجلد واحد فقط ولا أدري أنه طبع في أكثر من ذلك.
وفقنا الله وإياكم.(/)
سؤال حول أسباب تفرد بعض كلمات القرآن.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:25 ص]ـ
أساتذتي الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هناك كلمات في القرآن الكريم لم تتكرر أصولها ..... وقد جعلت من أسباب ذلك غرابتها لقلت استخدامها في كلام العرب ..
مالطريقة الصحيحة للبحث في هذا الموضوع؟
وهل يمكن النظر إلى كتب غريب القرآن الأولى لمعرفة ذلك؟
فالكلمات التي تكررت في أكثر من كتاب فهي غريبة عندهم ...
حول هذا الموضوع أرجو المساعدة .....
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:55 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[26 Nov 2007, 11:41 ص]ـ
مثل ماذا تقصد؟
وما وجه الغرابة فيها؟
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:45 ص]ـ
د/معن ......................... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعتذر عن التأخير ...........
مثاله كلمة "يضاهئون"لم يرد في القرآن من هذا الأصل إلا هذه المفردة ...
هل يمكن اعتبار هذه الكلمة غريبة عند العرب،بمعنى أنها لم تكن معروفة أو مشهورة عندهم لذلك لم يأت منها إلا كلمة واحدة في القرآن؟؟
كذلك ورد مفردات في القرآن سئل عن معناها رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع أن القرآن نزل بلغة العرب ومع ذلك سألوا عن معناها ...(/)
مسألة هل القرآن نزل جملة واحدة لسماء الدنيا؟ للشيخ عبد القادر شيبة الحمد
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:41 ص]ـ
هذا المقال للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله أرسله لي وطلب مني نشره في هذا الملتقى وأطلب من الإخوة الأعضاء والقراء الكرام الأطلاع عليه وإبداء رأيهم بشكل علمي وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
مسألة هل القرآن نزل جملة واحدة لسماء الدنيا؟ للشيخ عبد القادر شيبة الحمد
(هل يكون الحديث صحيحاً إذا قيل فيه: رجاله ثقات)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فإن الحديث الصحيح هو ما يرويه الثقة عن الثقة من أول السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير شذوذ ولا علة فهل إذا قيل: هذا الحديث رجاله ثقات لا يكون حكماً على الحديث بالصحة إلا إذا خلا من الشذوذ أو العلة فإذا كان الحديث رجاله ثقات لكنه خالفه الملأ من المحدثين الثقات فإنه يحكم على هذا الحديث بأنه شاذ أي غير مقبول وكذلك إذا قيل هذا الحديث رجاله ثقات لكنه اعترته إحدى العلل القادحة فيه كأن يكون أحد رواته ثقة لكنه عنعن وهو مدلس أو كان ثقة لكنه غير مقبول في أحد شيوخه وحده مثل ما روى الطبراني في المعجم الكبير من حديث إسحاق بن إسماعيل الطالقاني المعروف باليتيم من حديث جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خلق الله آدم على صورة الرحمن، فإن الحافظ ابن حجر في فتح الباري في آخر كتاب العتق ذكر إن القرطبي نفى صحة هذا الحديث وأشار إلى أنه بهذا اللفظ موضوع قال: أخرجه الطبراني بسند رجاله ثقات وبعد مراجعته تبين أنه من رواية إسحاق بن إسماعيل الطالقاني وقد قال الحافظ في تقريب التهذيب إنه ثقة إلا في جرير والحديث من روايته عنه فلا يكون هذا الحديث صحيحاً.
وكذلك ما رواه ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) عن ابن عباس رضي الله عنهما إن القرآن نزل جملة واحدة ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا فإن أكثر رواة هذا الأثر من طريق داود بن الحصين وهو ثقة إلا في عكرمة وهو إنما رواه عن عكرمة عن ابن عباس. فقد قال الحافظ في التقريب عنه وهو ثقة إلا في عكرمة وهذا الأثر من روايته عنه فلا يكون صحيحاً علماً بأن داود هذا قد رمي واتهم برأي الخوارج كما أشار الحافظ بالتقريب، والخوارج ممن يقول بأن القرآن مخلوق وهذا الأثر يؤيد مذهبهم، وقد روي هذا الأثر أيضاً من رواية أبي بكر بن عياش وهو ثقة إلا أنه لما كبر ساء حفظه، علماً بأن ابن جرير أشار إلى أنه من قول السدي نفسه كما ساقه ابن جرير عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وقد وصف الحافظ بن حجر حكيم بن جبير بأنه ضعيف وقد ذكر بعض العلماء عن أثر ابن عباس بأنه صحيح مع ما رأيت في أسانيده علماً بأن مفتي الديار السعودية السابق الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ألف رسالة ذكر فيها إن القول بأن القرآن نزل من اللوح المحفوظ إلى محمد صلى الله عليه وسلم هو مبني على أصل فاسد لإنكار أن يكون الله متكلماً وهو كفر وإلحاد وإنكار للرسالة، وقد سماها: الجواب الواضح المستقيم في كيفية إنزال القرآن الكريم أو نقد السيوطي في الإتقان: إن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
فإلحاقا للمقال الذي نشرته لي جريدة الحياة يوم الجمعة 22/ 10/1428هـ بدأت في مراجعة تفسير ابن جرير لقوله تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ورأيت أنه قال في أول كلامه على قوله عز وجل (الذي أنزل فيه القرآن) أنه نزل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا في ليلة القدر من شهر رمضان ثم أنزل إلى محمد صلى الله عليه وسلم على ما أراد الله إنزاله إليه ثم أخذ يسوق الآثار الواردة في ذلك، فبدأت في تتبع أسانيده لعلمي بأنه قد يورد أثاراً مخالفة للحق كآثاره في قصة الغرانيق الباطلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وفي قصة زواج زينب بنت جحش من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ما نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعلق قلبه بزينب بنت جحش مما يتبرأ منه عامة الناس فضلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدأت في تتبع أسانيده في كيفية إنزال القران وتأكد لي أنها خالية من الصحة ومن بين هذه الآثار أربعة أسانيد فيها داود غير منسوب فبدأت بتتبع تفسير ابن جرير من أوله للوقوف على من اسمه داود منسوباً أو غير منسوب فوقفت على ما يلي:
1 - داود بن الجراح في صفحة 68 طبع المكتبة التجارية التي نشرتها دار الفكر والتي قدم لها خليل الميس في ذكر أسماء السور وبحثت عنه فلم أجد له ذكراً في التقريب.
2 - داود بن الحصين ذكر في تفسير قوله تعالى (وما يضل به إلا الفاسقين) صفحه 262وفي صفحة 465 وفي صفحة 470وفي صفحة 475 وفي صفحة 478 فغلب على ظني أنه داود الوارد في تفسير قوله تعالى (الذي أنزل فيه القرآن) وقد وصفه الحافظ ابن حجر في التقريب بأنه ثقة إلا في عكرمة ورمي برأي الخوارج فيكون في هذا الأثر علتان كونه غير ثقة في عكرمة وكونه رمي برأي الخوارج وهم يقولون بخلق القرآن ولما واصلت في قراءة تفسير بن جرير وجدته ذكر داود بن أبي هند في صفحه 608منسوبا ثم ذكره غير منسوب في صفحة 609وفي صفحة 723وقد لاحظت أن الطبري لما ساق أسانيده عن طريق داود غير منسوب ذكر في الأول والثاني والثالث روايته عن عكرمة وذكر في السند الرابع أنه رواه عن الشعبي والثابت عن الشعبي خلاف ذلك في تفسير هذه الآية فالمعروف عن الشعبي في تفسير: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أنه ابتدأ إنزاله وقد قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
وقال الشعبي: المعنى ابتدأنا إنزاله في ليلة القدر ثم قال القرطبي وقيل بل نزل به جبريل عليه السلام جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة وأملاه جبريل على السفرة ثم كان جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم نجوماً نجوماً ثم قال القرطبي: قال ابن العربي وهذا باطل ليس بين جبريل وبين الله واسطة ولا بين جبريل ومحمد عليهما السلام واسطة وقد قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب عند كلامه على داود بن أبي هند إنه ثقة كان يهم بآخره وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب عنه وقال الأثرم عن أحمد: كان كثير الاضطراب والخلاف. ولا شك أن ما أسنده عن الشعبي يؤكد ما ذكره ابن حجر علماً بأن الله امتن على عباده بأنه أنزل القرآن في ليلة القدر فهل إنزاله إلى اللوح المحفوظ أو إلى بيت العزة يعتبر إنزالاً على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ولما قال الكفار لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة رد الله عليهم بأنه لم ينزله جملة إنما فرقه ليثبت به فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد تابعت أسانيد ابن جرير ووجدته قد ذكر في سورة الحج قصة الغرانيق أورد فيها ثلاثة أسانيد من طريق داود بن أبي هند في صفحة 246 - 247 من المجلد العاشر،وذكر أن الشيطان ألقى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى، وهذا كاف في إثبات ما قال الأثرم عن أحمد في داود بن أبي هند إنه كان كثير الاضطراب والخلاف، قال القاضي أبو بكر ابن العربي عن قصة الغرانيق:ذكر الطبري في ذلك روايات كثيرة باطلة لا أصل لها.
وقال القاضي عياض عن حديث الغرانيق: هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل الصحة ولا رواه ثقة بسند سليم متصل مع ضعف نقلته واضطراب رواياته وانقطاع إسناده وقال: من حملت عنه هذه القصة من التابعين والمفسرين لم يسندها أحد منهم ولا رفعها إلى صاحب وأكثر الطرق عنهم في ذلك ضعيفة واهية. والله أعلم، والحمد لله رب العالمين.
عبد القادر شيبة الحمد
عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية سابقاً
والمدرس في المسجد النبوي الشريف
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:08 ص]ـ
انظر: لهذا الرابط ففيه بعض المناقشات في هذه المسألة: http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=67373#post67373
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?goto=lastpost&t=10079
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Nov 2007, 09:06 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117277 هذا الرابط في ملتقى أهل الحديث ستجد فيه بعض المناقشات من بعض القراء والمشاركين في هذه المسألة.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[27 Nov 2007, 10:09 ص]ـ
مرحبا بشخنا الفاضل شيبة الحمد وبكاتبه الأمين أبي عبد الله رعاه الله وأقول في مثل هذه المسألة لا نعول كثيراً على المرويات بقدر تعويلنا على القرآن ذاته، فكما هو معلوم ـ بداهة ـ أن أفضل أنواع التفسير وأشرفها على الإطلاق تفسير كلام الله بكلام الله، وعلى هذا فإننا نعقد أن كل الأيات التي تحدثت عن نزول القرآن الكريم نزول القرآن الكريم مبينة في ضوء قوله تعالى: " نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" وسواء أنزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا إلى قلب نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أم نزل من اللوح المحفوظ إلى قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مباشرة دون المرور بمواقع النجوم أو ....... فإن هذه أقوال ضعف منها ما ضعف وقوي منها ما قوي، وفي نهاية المطاف القرآن نزل على قلب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ محفوفاً بحفظ الله ورعاية كما هو بين الدفين الآن والله الموفق للصواب. والباب مفتوح للعلم والإفادة والمدارسة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Dec 2007, 12:07 م]ـ
إلحقاً لما سبق وتكملة له هذا مقال للشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله
هل جاء في القران الكريم أو صحيحي البخاري ومسلم أو أبي داود أو الترمذي أو ابن ماجة أو في النسائي في المجتبي شيء اسمه (بيت العزة في السماء الدنيا)؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين الذي لم يخرج من الدنيا إلا بعد أن أكمل الله له الدين وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد فانه مما لاشك فيه انه لم يرد في القران العظيم ولا في صحيحي البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي في المجتبي وابن ماجة ذكر لبيت العزة في السماء الدنيا وقد جاء ذكر اللوح المحفوظ والبيت المعمور في القران العظيم وفي الصحيحين ولا سيما في ليلة المعراج ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر صحيح مسند عن بيت العزة في السماء الدنيا ولا انه ذكر أيام حياته صلوات الله وسلامه عليه.
وقد جاء في المعجم الكبير للطبراني قال حدثنا عبدالله بن محمد بن سعيد ابن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن الأعمش عن حسان أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: فصل القران من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزله على النبي صلى الله عليه وسلم يرتله ترتيلا انتهى.
وأول رجال هذا السند كذاب يروي الأباطيل كما جاء في كتاب الكامل للضعفاء انه يحدث عن الفريابي وغيره بالبواطيل،وجاء في لسان الميزان قال:قال ابن عدي أما أن يكون مغفلاً أو متعمدا فاني رأيت له مناكير انتهى.
وأما حسان أبو الأشرس فانه لم يرو له احد من أصحاب الكتب الستة إلا النسائي في الكبرى والمعروف أن النسائي لما ألف السنن الكبرى أهداها إلى أمير الرملة فقال له الأمير: هل فيها حديث ضعيف؟ قال نعم فطلب منه أن يجردها من الضعيف فألف المجتبي ولم يورد هذا الحديث فيه مع أن سنده في الكبرى من طريق الفريابي عن سفيان وقد أشار في التقريب عن الفريابي انه ثقة وفيه مقال في روايته عن سفيان وحده.
وأما السند الثاني للطبراني في المعجم الكبير ففيه جمهور بن منصور وعمرو بن عبدالغفار وكلاهما لا ذكر له في التقريب.
وقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف من طريق معاوية بن هشام قال في التقريب: صدوق له أوهام. وفي هذا السند أيضا عمار ابن رزيق قال في التقريب: مقبول يروي المراسيل. وأما ما رواه الحاكم في المستدرك ففيه الحسن ابن حفص وهو لا وجود له في التقريب. وفي السند الثاني في المستدرك إسحاق ابن الحسن وهولا وجود له في التقريب أيضا وكلا السندين فيهما حسان أبو الأشرس علما بأن الخطيب البغدادي ذكر أن الحاكم كان يميل إلى التشيع، والله أعلم.
عبدالقادر شيبة الحمد
المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة التدريس
بقسم الدراسات العلياء بالجامعة الإسلامية سابقاً
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[03 Dec 2007, 10:56 م]ـ
إلحقاً لما سبق وتتمة له قال الشيخ عبد القادر شيبة الحمد حفظه الله: قال ابن كثير في البداية والنهاية: قال الخطيب البغدادي: كان ابن البيع يميل إلى التشيع, فحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي, قال: جمع الحاكم أبوعبدالله أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم, يلزمهما إخراجها في صحيحيهما, فمنها حديث الطير, "ومن كنت مولاه فعلي مولاه", فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا إلى قوله ولاموه في فعله.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: قال الحاكم: حديث الطير لم يخرج في الصحيح وهو صحيح, قال ابن طاهر: بل موضوع لا يروى إلا عن إسقاط أهل الكوفة من المجاهيل, عن أنس, فإن كان الحاكم لا يعرف هذا فهو جاهل, وإلا فهو معاند كذاب.
2 - وفي طبقات الشافعية: قال الخطيب البغدادي كان ثقة وكان يميل إلى التشيع قال الذهبي: هو معظم للشيخين بيقين ولذي النورين وإنما تكلم في معاوية فأوذي قال: وفي المستدرك جملة وافرة على شرطهما وجملة وافرة على شرط أحدهما لعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب وفيه نحو الربع مما صح سنده وفيه بعض الشيء معلل وما بقي _ وهو الربع _ مناكير وواهيات لا تصح وفي ذلك بعض الموضوعات قد أعلمت عليها لما اختصرته.
3 - وقال صاحب كتاب الوافي في الوفيات: قال ياقوت: قال محمد بن طاهر المقدسي: سألت الإمام أبا إسماعيل عبدالله بن محمد الأنصاري بهراة عن أبي عبدالله الحاكم النيسابوري فقال: ثقة في الحديث رافضي خبيث قال: وكان الحاكم شديد التعصب للشيعة في الباطن وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفاً عن معاوية غالياً فيه وفي أهل بيته يتظاهر به ولا يعتذر منه. وقال ابن طاهر: ومن بحث عن تصانيفه رأى فيها العجايب من هذا المعنى خاصة الكتاب الذي صنفه وسماه فيما زعم المستدرك على الصحيحين لعل أكثره إنما قصد به ثلب أقوام ومدح أقوام وقال أبو سعد الماليني: طالعت كتاب المستدرك على الشيخين الذي صنفه الحاكم من أوله إلى آخره فلم أر فيه حديثاً على شرطهما.
و الله اعلم.
عبدالقادر شيبة الحمد
المدرس بالمسجد النبوي وعضو هيئة التدريس
بقسم الدراسات العلياء بالجامعة الإسلامية سابقا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[04 Dec 2007, 08:01 ص]ـ
ملتقى أهل الحديث رابط نفس الموضوع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117277(/)
بشرى الانطلاق التجريبي لموقع موسوعة القران الرقمية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Nov 2007, 01:47 م]ـ
أرسل لي أخي الدكتور يوسف الحوشان البشرى بالانطلاق التجريبي لموقع:
www.quran1.net
ويشتمل على:
جميع القراءات
عرض القران بجميع الروايات وباكثر من 20لغة
معاني الكلمات (ملون)
اعراب القران
تحفيظ القران
البحث العادي والموضوعي
وخدمات أخرى كثيرة.
وجميل ان نسمع من الاخوة اقتراحاتهم لتطوير الموقع
تنبيه:
الجدير بالذكر ان الدار هي التي طورت مصحف المعوقين (مصحف بانعمة)
عند الدخول على الموقع انتظر حتى يتم التحميل ثم قلبه بالمؤشر بالسحب من اطراف الصفحة
استعمل F11 لتكبير الشاشة
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[24 Nov 2007, 08:48 م]ـ
جزى الله القائمين على هذا الموقع خير الجزاء،فكم لهذه المواقع الموثوقة من الآثار الطيبة في أرجاء الدنيا.
نسأل الله تعالى أن لا يحرمهم الأجر والمثوبة،وأن يضاعف حسناتهم،ويرفع درجاتهم.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك فضيلة الشيخ على هذا الموقع المتميز
وقد أرفقت في المرفقات إعراب سورة الفاتحة من الموقع
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[25 Nov 2007, 10:36 ص]ـ
بارك الله في أعمالهم وأعمارهم، ونفع الله بهذا الموقع المسلمين.
وجزاك الله خيرا يا د. مساعد على هذه الفائدة.
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[26 Nov 2007, 04:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Nov 2007, 01:26 ص]ـ
اكرمكم الله وكثر خيركم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[06 Dec 2007, 07:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبشركم بالخير ..
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Dec 2007, 09:49 م]ـ
توجد أخطاء مطبعية غير قليلة في إعراب الفاتحة
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 11:23 م]ـ
بارك الله فيك فضيلة الشيخ على هذا الموقع المتميز(/)
أين فاعل " نزل " في قوله تعالى (وما نَزَل من الحق)؟؟
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[24 Nov 2007, 06:41 م]ـ
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[24 Nov 2007, 08:23 م]ـ
قال الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- في أضواء البيان:
إنّ هذا من عطف الشيء على الشيء ذاته أي: أن ذكر الله الذي هو القرآن أو الإسلام هو نفسه ما نزل من الحق , وعليه: فالفاعل هو ذكرُ الله , وقد عُبّر عنه بجملة (ما نزل من الحق).
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Nov 2007, 08:47 م]ـ
الفاعل: ضمير مستتر تقديره: (هو) يعود على القرآن الكريم.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[24 Nov 2007, 08:50 م]ـ
وقال مكي في الكشف:" .. وفي (نزل) ضمير (ما) يعود عليها وهو القرآن" ا ه،فالفاعل على هذا ضمير مستتر تقديره" هو" يعود على الموصول (ما) والمراد به القرآن، والله أعلم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[24 Nov 2007, 09:39 م]ـ
شكر الله لمن سبق وجزاهم خيرا وهذه بعض النقول المؤكدة لما تفضلوا به:
قال القيسي:" وفي نزل ضمير الفاعل يعود على ما، ولا يجوز أن يكون " ما " مع الفعل مصدرا؛ لأن الفعل يبقى بغير فاعل، ومن قرأ نزَّل بالتشديد جعل في نزل اسم الله جل ذكره مضمرا وقدر هاء محذوفة تعود على "ما "؛ لأن الفعل لما شدد تعدى إلى مفعول. انظر مشكل إعراب القرآن - القيسي ج2/ص718
وقال الشوكاني:" قيل المراد بالذكر هو القرآن فيكون هذا العطف من باب عطف التفسير أو باعتبار تغاير المفهومين، قرأ الجمهور نزَّل مشددا مبنيا للفاعل، وقرأ نافع وحفص بالتخفيف مبنيا للفاعل، وقرأ الجحدري وأبو جعفر والأعمش وأبو عمرو في رواية عنه مشددا مبنيا للمفعول وقرأ بن مسعود أنزل مبنيا للفاعل. انظر فتح القدير - الشوكاني ج5/ص172
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Nov 2007, 06:07 م]ـ
وعلى ما سبق يمكن اختصار القول بأن الفاعل: ضمير مستتر تقديره: (هو)، يعود في قراءة التخفيف على (ما) المراد بها االقرآن الكريم، وفي قراءة التشديد على اسم الله -جل ذكره-.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[25 Nov 2007, 09:53 م]ـ
المشايخ الأفاضل الأحباب:
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم.
لكن لي سؤال اّخر:
شبه الجملة (من الحق) ماذا سيكون موقعها؟؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[25 Nov 2007, 10:50 م]ـ
متعلق بمحذوف حال من فاعل (نزل) وأجاز بعضهم أن يكون تمييزاً للموصول، والله أعلم.
ـ[محمد إبراهيم العبادي]ــــــــ[27 Nov 2007, 11:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(/)
أسماء القرآن وأوصافه بين التوقيف والاجتهاد
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[25 Nov 2007, 10:49 ص]ـ
هذه المسألة لم أجد أحداً تطرق إليها، أو تحدث عنها، عدا الأستاذ الدكتور: فهد الرومي-حفظه الله-،واقتصر على قول: «وأسماء القرآن الكريم وصفاته توقيفية لا نسميه ولا نصفه إلا بما جاء في الكتاب أو في السنة النبوية الشريفة» [دراسات في علوم القرآن27]. فاجتهدت في بحثها ودراستها، وهاهي الخلاصة:
ورد في كتاب الله تعالى ما يقارب الخمسين ما بين اسم ووصف لكتاب الله تعالى، بلْه ما اختلف فيه، أو ذكر أنه اسم أو وصف ولم يثبت أصلاً .. وورد في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أحاديث فيها ذكر لأوصاف القرآن، ومن ذلك حديث الحارث الأعور قال: مَرَرْتُ في الْمَسْجِدِ فإذا الناس يَخُوضُونَ في الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ على عَلِيٍّ، فقلت: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ألا تَرَى أَنَّ الناس قد خَاضُوا في الْأَحَادِيثِ، قال: وقد فَعَلُوهَا؟ قلت: نعم، قال: أَمَا إني قد سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (ألا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ) فقلت: ما الْمَخْرَجُ منها يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: (كِتَابُ اللَّهِ فيه نَبَأُ ما كان قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ وهو الْفَصْلُ ليس بِالْهَزْلِ من تَرَكَهُ من جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى في غَيْرِهِ أَضَلَّهُ الله وهو حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وهو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وهو الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هو الذي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ ولا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ ولا يَشْبَعُ منه الْعُلَمَاءُ ولا يَخْلَقُ على كَثْرَةِ الرَّدِّ ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هو الذي لم تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حتى قالوا (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إلى الرُّشْدِ) من قال بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إليه هَدَى إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) خُذْهَا إِلَيْكَ يا أَعْوَرُ. قال أبو عِيسَى هذا حَدِيثٌ لَا نَعْرِفُهُ إلا من هذا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وفي الحرث مَقَالٌ [سنن الترمذي 5/ 172 وضعفه الشيخ الألباني].
وحديث أبي الْأَحْوَصِ عن عبد اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال: إن هذا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا من مَأْدُبَتِهِ ما اسْتَطَعْتُمْ، إن هذا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ وَالنُّورُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ عصمه لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ وَنَجَاةٌ لِمَنْ اتَّبَعَهُ لَا يزيع فَيَسْتَعْتِبُ ولا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ولا يَخْلَقُ عن كَثْرَةِ الرَّدِّ فاتلوه فإن اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ على تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا اني لَا أَقُولُ ألم حرف وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وَلَامٍ وَمِيمٍ) [رواه الدارمي في سننه2/ 523وغيره].
ولكن هل يتقيد بما ذكر في الوحيين فقط ويمنع إحداث زيادة عليها، أم هو خاضع لاجتهادات العلماء واستنباطات المتأملين، فمنهم من يسميه بالتوراة الحديثة، ومنهم من يصفه بـ (الجامع) ويريد جمعه لخيري الدنيا والآخرة ... الخ.
والذي يظهر لي –والله أعلم- القول الأول، وذلك لأمور:
1/أنه إذا ورد في الوحيين أسماء أو أوصاف لشيء ما فالأولى الاقتصار عليها، وعدم تجاوزها؛ ولذا عاب النبي صلى الله عليه وسلم على من سمى صلاة العشاء بالعتمة، وقد وردت في كتاب الله تعالى بهذا الاسم، فعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قال: رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (لَا تَغْلِبَنَّكُمْ الْأَعْرَابُ على اسْمِ صَلَاتِكُمْ الْعِشَاءِ فَإِنَّهَا في كِتَابِ اللَّهِ الْعِشَاءُ وَإِنَّهَا تُعْتِمُ بِحِلَابِ الْإِبِلِ) رواه الإمام مسلم.
2/أنه لم يرد وصف القرآن على لسان الصحابة –رضي الله عنهم- وذلك بعد البحث والمطالعة، إلا عن ابن مسعود رضي الله عنه في الحديث السابق، وقد اختلف في رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ووقفه، فبعضهم يرويه مرفوعاً كالحاكم في مستدركه [ح2040،1/ 741] وابن أبي شيبة في مصنفه [ح30008، 6/ 125]،وبعضهم موقوفاً كالدارمي في سننه [ح3315، 2/ 523] وعبد الرزاق في مصنفه [ح5998، 3/ 368] ... والأوصاف المذكورة في هذا الحديث قد وردت في حديث الأعور عن علي رضي الله عنه بنصها، أو بمعناها في بعض الجمل، وإن كان آخر الحديث يشهد له بالرفع حكماً؛ لأنه لا يمكن أن يقال بالرأي وهي قول (أَمَا اني لَا أَقُولُ ألم حرف وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وَلَامٍ وَمِيم) والله أعلم. مما يدل على الاكتفاء بما ورد عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وغيرهم من باب أولى.
3/قال الإمام الزركشي –رحمه الله- عن أسماء سور القرآن: «وينبغي البحث عن تعدد الأسامي: هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسمائها، وهو بعيد» [البرهان 1/ 270] وقال الإمام السيوطي –رحمه الله-: «وقد ثبت أن جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار .. » [الإتقان1/ 166].
وأسماء القرآن تقاس على أسماء سور القرآن بجامع أن كليهما ورد له تسمية في الوحيين فيقتصر عليهما ولا يتجاوز إلى غيرهما. والله أعلم.
هذا ما توصلت إليه بعد البحث والدراسة، فإن وفقت وأصبت فمن الله وحده، وإن أخطأت أو زللت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه .. ويسعدني الزيادة والاستدراك على الموضوع حتى يكتمل]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[26 Nov 2007, 11:53 ص]ـ
بحث طيب وبارك الله فيك.
ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[28 Nov 2007, 04:04 م]ـ
أراه بحثاً موفقاً والله أعلم
وأي توفيق كتوفيقك إلى التزام الكتاب والسنة و ترك كل مُحدث
جزاك الله خيراً
ولعلّك توافينا بما جمعته من تلك الاسماء الخمسين مأجوراً مشكوراً بإذن الله تعالى
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[28 Nov 2007, 04:46 م]ـ
شكر الله للأخوين الفاضلين، والشيخين الكريمين ..
أما عن طلبك أخي فهي مضمنة في رسالتي الماجستير والتي بعنوان: أسماء القرآن وأوصافه في القرآن، وهي في طريقها إلى الطباعة قريباً بإذن الله تعالى .. يسر الله ذلك ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[28 Nov 2007, 10:16 م]ـ
الحمد لله وحده، وله الفضل والمنة والصلاة والسلام على نبي الأمة أما بعد:
فأشكر الشيخ عمر على هذا البحث الجميل ولدي بعض المداخلات آمل أن يتسع لها الصدر لتحقيق التعاون وليكمل بعضنا بعضاً فإن المحاضرات والمناقشات الهادئة والهادفة من أعظم روافد التحصيل العلمي لدى المتحاضرين والمطالعين، إذا سلم المقصد وحسن الأسلوب
وقد تسمى هذه المداخلات فوائد إضافية ذات صلة بالموضوع:
المداخلة الأولى:
أنه ينبغي أن يفرق بين التسمية والوصف الذي يسمى الإخبار؛ فالإخبار عن القرآن الكريم بأوصاف تتوافق مع نصوص الوحي أمر جائز لا بأس به، وذلك لأمرين:
الأول: أن الإخبار عن الله تعالى إذا لم يخالف مقتضى النصوص ليس بتوقيفي كما هو متقرر في علم العقيدة؛ فكذلك الإخبار عن القرآن الكريم، لأنه صفة من صفاته الفعلية.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (ما يُطْلَقُ عليهِ في بابِ الأسماءِ والصفاتِ تَوْقِيفِيٌّ، وما يُطْلَقُ عليهِ مِن الإخبارِ لا يَجِبُ أن يكونَ تَوْقِيفِيًّا كالقديمِ والشيءِ والموجودِ والقائمِ بنفسِهِ؛ فهذا فصْلُ الخطابِ في مسألةِ أسمائِهِ هلْ هيَ توقيفيَّةٌ أوْ يَجوزُ أن يُطْلَقَ عليهِ منها بعضُ ما لم يَرِدْ بهِ السمْعُ) [بدائع الفوائد:1/ 62]
والمسألة فيها بحث طويل ليس هذا موضع بسطه، ولكن الخلاصة ما ذكره ابن القيم رحمه الله تعالى، ويضاف إلى تمثيله مثل وصف الله تعالى بالشرف والسمو والأمانة ونحو ذلك مما لم يرد لفظه في النصوص ومعناه صحيح ينزه الله تعالى عن ضده.
وأولى منه إثبات عكس الصفات المنفية.
وكذلك: وصف صفات الله تعالى وأسمائه؛ فلو وصفت رحمة الله تعالى بوصف صحيح لا يخالف مقتضى الدليل الصحيح لم يكن في ذلك حرج، بل قد يكون مطلوبا حين يستفسر عن معناها ولذلك تكلم العلماء في شرح أسماء الله تعالى وصفاته وشرحوا ذلك بكلمات ليست توقيفية لكنها صحيحة تبين مقتضى الدليل الصحيح إما من جهة اللفظ وإما من جهة المعنى، وإما للرد على تأويلات أهل الأهواء، كوصف رحمة الله تعالى بأنها رحمة حقيقية رداً على من قال بأنها مجازية، وكذلك وصف كلامه جل وعلا بأنه بحرف وصوت، وأن ذاته تعالى بائنة عن خلقه ونحو ذلك، واستدل لذلك بعض العلماء بقوله تعالى: (سبحان الله عما يصفون، إلا عباد الله المخلصين) ومنهم من منع الاستدلال بهذه الآية وقال: عباد الله المخلصون لا يصفونه بغير ما وصف به نفسه، وكلا القولين راجعان إلى قول واحد والخلاف لفظي، وفي المسألة تفصيل أكثر.
والمقصود أن الوصف الصادق الذي فيه تمجيد ومدح وتحبيب للموصوف مقبول ما لم يخالف الدليل الصحيح، ويسميه العلماء باب الإخبار.
وتمجيد القرآن ووصفه هو من هذا الباب، فليس القرآن كتاباً مجرداً له أسماء وأوصاف محصورة لا يجوز أن يوصف بغيرها، بل إذا وصف بما يتوافق مع النصوص فلا بأس ولا حرج، مع الاعتقاد بأن أفضل وأبلغ ما وصف به القرآن هو ما وصفه الله تعالى به.
الأمر الثاني: أن أسماء القرآن الكريم ليست أسماء مجردة بل هي أسماء متضمنة لأوصاف فتسميته بالقرآن، والفرقان، والحق، ونحو ذلك هي أسماء وأوصاف لها مدلولاتها، وهذه الأوصاف يجوز أن يعبر عنها بما يبين معناها وإن لم تكن تلك الألفاظُ المفسِّرةُ توقيفيةً، وكذلك يجوز أن تترجم معاني هذه الأسماء إلى اللغات الأخرى، وهو أمر لا أعلم فيه خلافاً، ولو قيل بأن وصف القرآن توقيفي لم يجز ذلك!
فهذا يدل على أن وصف القرآن بما لا يخالف مقتضى الأدلة جائز لا حرج فيه.
(يُتْبَعُ)
(/)
المداخلة الثانية: قول الباحث الكريم: (وقال الإمام السيوطي –رحمه الله-: «وقد ثبت أن جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار .. » [الإتقان1/ 166].
وأسماء القرآن تقاس على أسماء سور القرآن بجامع أن كليهما ورد له تسمية في الوحيين فيقتصر عليهما ولا يتجاوز إلى غيرهما. والله أعلم (.
قلت: السيوطي على جلالته وبراعته في جمع أقوال أهل العلم له أوهام كثيرة وإطلاقات لا تصح يخالفها هو في مواضع أخرى من كتبه.
لذلك ينبغي أن ينتفع بنقله وجمعه وتلخيصه، وينظر بعين بصيرة إلى حكمه في المسائل وإطلاقاته، فقوله: (وقد ثبت .... إلخ) أين مستند هذا الثبوت؟!!
وليت أن الباحث الكريم استقرأ مناهج العلماء في تسميات السور وهل كانوا يراعون التوقيف فيها، قبل أن يعتبرَ كلام السيوطي دليلاً ويقيسَ عليه
وسأعدُّ موضوعاً جديداً بإذن الله تعالى في مناهج العلماء في تسمية السور من عهد ما قبل التدوين إلى عصرنا الحاضر، بشيء من التفصيل والتمثيل ومناقشة بعض المسائل المتعلقة بذلك.
لكني أحب أن أذكر ههنا بعض الفوائد التي ربما تجلي بعض الحقائق حول ما نحن بصدده:
فالسيوطي نفسه قال في نفس الكتاب [الإتقان:1/ 64]: على سبيل المثال: ((عَمَّ) يُقَالُ لَهَا النَّبَأُ والتَّسَاؤلُ والمُعْصِرَاتُ)
مع أن تسميتها في الأحاديث والآثار: سورة {عم يتساءلون}
وهذا بيانها بشيء من الاختصار
أولاً: الأحاديث
قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ ابنِ أَبي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوصِ عَن أَبي إِسْحَاقَ عَن عِكْرِمَةَ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ قالَ: قالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللهِ! مَا شَيَّبَكَ؟ قال: ((شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ، وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}))). [مصنف ابن أبي شيبة:7/ 201]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عليِّ بنِ أحمدَ ابْنُ طُولُونَ الصَّالِحِيُّ (ت: 953هـ): (وَفِي التِّرْمِذِيِّ وَالْحِلْيَةِ لأَبِي نُعَيْمٍ مِنْ حَدِيثِ شَيْبَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ شِبْتَ؟ قَالَ: ((شَيَّبَتْنِي هُودٌ وَالْوَاقِعَةُ وَالْمُرْسَلاتُ، وَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}، وَ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ})) وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: إِنَّهُ حَسَنٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ). [الشَّذْرَةُ: 1/ 350]
قالَ محمَّدُ نَاصِرُ الدِّينِ الألبانيُّ (ت: 1421هـ): (أَخْرجَهُ التِّرْمِذِيُّ (2/ 225) و ابنُ سَعْدٍ في (الطَّبَقَاتِ:1/ 435) وأبو نعيم في (الحليةِ:4/ 350) و الحاكمُ (2/ 344) والضِّيَاءُ في (الأحاديثِ المختارةِ:66/ 75/1) مِن طريقِ شَيْبَانَ عن أبي إِسحاقَ عن عِكْرِمَةَ عن ابنِ عباسٍ قالَ: ((قالَ أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنه: يا رسولَ اللهِ قد شبتَ؟ قال .. )) فَذَكَرَهُ، وقالَ الترمذيُّ: ((هَذَا حديثٌ حَسَنٌ غَريبٌ لا نَعْرِفُهُ من حديثِ ابنِ عباسٍ إلا مِنْ هَذَا الوَجْهِ)). قلت: قَدْ تَابَعَهُ أَبُو الأحوصِ عن أبي إسحاقَ الهَمْدَانيِّ به، أخرجَهُ الحاكِمُ (2/ 476) و قالَ: ((صحيحٌ على شرطِ البخاريِّ)) وَوافَقَهُ الذَّهَبِيُّ، وهوَ كَمَا قالا، وإِنْ كانَ قَدْ أُعِلَّ بالاختلافِ في إسنادِهِ). [السلسلة الصحيحة:2/ 676]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ، عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ قَيْسٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَنَساً عَنْ مِقْدَارِ صَلاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ؛ فأَمَرَ أَحَدَ بَنِيهِ فصَلَّى بِنَا الظُّهْرَ أَوِ العَصْرَ، فقَرَأَ بِنَا {وَالمُرْسَلاتِ} و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}). [الدر المنثور: 15/ 189]
وفي الباب حديث أبيّ بن كعب وهو موضوع وحديث أبي سعيد الخدري وفيه ضعف فلا أطيل بسردهما وما قيل فيهما
ثانياً: الآثار
أثر ابن عباس
(يُتْبَعُ)
(/)
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَيُّوب ابنُ الضّريسِ البَجَلِيُّ (ت:294هـ): (أَخْبرنَا أَحمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ، قالَ: أَخبرَنَا مُحَمَّدُ بنُ عبدُ اللهِ بنُ أَبي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، قالَ: قالَ عُمَرُ بنُ هارُونَ قالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بنُ عَطَاءٍ، عَن أَبِيهِ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «وكانَ أَوَّلَ مَا أُنزِلَ مِنَ القُرْآنِ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ ... ثُمَّ {سَأَلَ سَائِلٌ} ثُمَّ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثُمَّ النَّازِعَات ... فَهَذَا مَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَكَّةَ)) .... أَخْبَرنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ، قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ أَبي جَعْفَرٍ، قالَ: قالَ عَمْرو: حَدَّثَنِي ابنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ، عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ بِنَحْوِه). [فضائل القرآن:21]
- أثر عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت:911هـ): (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: ((نَزَلَتْ سُورةُ {عَمَّ يَتَساءَلُونَ} بمَكَّةَ))). [الدر المنثور: 15/ 189]
- أثر الزهري رحمه الله
قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَسْعَدَةَ الفَزَارِيُّ (ت:): (حَدَّثَنَا إِبرَاهِيمُ بنُ الحُسَينِ، حَدَّثَنَا أَبُو يَزِيدَ الهُذَلِيُّ، ثَنَا الوَلِيدُ بنُ مُحَمَّدُ المُوَقّريُّ قالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ قالَ: ((هَذَا كِتَابُ تَنزِيلِ القُرْآنِ، ومَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى أَنْ يَعَلَمَ النَّاسُ مَا أُنزِلَ بِمَكَّةَ وَمَا أُنزِلَ بِالمَدِينَةِ؛ فَأَوَّلُ مَا أَنْزلَ اللهُ بِمَكَّةَ: [1] {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} ثُمَّ ... ثُمَّ [78] سُورَةَ {سَأَلَ سَائِلٌ}،ثُمَّ [79] سُورَةَ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} ثُمَّ [80] سُورَةَ النَّازِعَاتُ))). [تنزيل القرآن للزهري:29 - 31]
- أثر أبي سليمان الداراني رحمه الله
قالَ مُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ المروَزِيُّ (ت:294هـ): (وَقَالَ أَبُو سُلَيمَانَ: ((مَا رَأَيْتُ أَحَداً الخوفُ عَليهِ أَظْهرُ عَلَى وَجْهِهِ والخشوعُ مِنَ الحَسَنِ بنِ حَيٍّ رَحِمَه اللهُ، قَامَ لَيلَةً حَتَّى الصَّبَاحِ بـ {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} يُرَدِّدُهَا، ثُمَّ غُشِيَ عَلَيهِ، ثُمَّ عَادَ فَعَادَ إِليهَا فَغُشِيَ عَلَيهِ، فَلَمْ يَخْتِمْها حَتَّى طَلَعَ الفَجْرُ))). [مختصر قيام الليل:1/ 215]
فهذا اسم السورة زمن النبوة وزمن الخلافة الراشدة وزمن خلافة بني أمية، لم أجد أحداً سماها بغير ذلك مع أني رجعت لأكثر من ألف مرجع!
وهذا الاسم هو المشهور عند المحدثين والقراء الأول وعلماء اللغة المتقدمين
فأشهر من سَمَّى السُّورَةَ بهَذَا الاسْمِ:
مِنَ القُرَّاءِ: ابن مجاهد، وأبو علي الفارسي، وابن غلبون، وابن زنجلة، ومكي بن أبي طالب.
وَمِنَ المُفَسِّرينَ: أبو عبيدة، وهود بن محََكَّمٍ، وابن جرير (وسميت في بعض طبعاته بغير ذلك)، والقصاب، وابن أبي زمنين، والزمخشري، والخازن.
ومن المحَدِّثِينَ: والبخاريُّ، والنَّسَائِيُّ، والحاكم.
وَمِنَ الُّلغَوِيِّينَ: الفَرَّاءُ، وابْنُ المُبَارَكِ اليَزِيْدِيُّ، وابن الأنباري، والنحاس، وغلام ثعلب، وابن خالويه، والأزهري، وابن جني، والباقولي)
ولا أطيل عليكم بذكر المراجع، ومن أرادها فهي موجودة لدي
ثم شاع اختصار هذه التسمية فسميت {عم} وأشهر من سَمَّى السُّورَةَ بهَذَا الاسْمِ:
مِنَ القُرَّاءِ: أبو العلاء الكرماني، وابن الديبع.
وَمِنَ المُفَسِّرينَ: الحدادي، وبيان الحق النيسابوري.
ومن المحَدِّثِينَ: ابن عساكر، والهيثمي).
أما أكثر أسماء هذه السورة تداولا وشهرة عند العامة والخاصة فهو سورة {النبأ} ولم أجد له أثراً قبل زمن الخلافة العباسية، ومع ذلك تلقاه العلماء بالقبول من غير نكير حتى أدرج في أكثر طبعات المصاحف، ولا يحصى عدد من سمى السورة بهذا الاسم كثرة، وأشهر من سمَّى السورة بهذا الاسم:
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنَ القُرَّاءِ: ابن غلبون في التذكرة، ومكي بن أبي طالب في تفسير المشكل، وأبو عمرو الداني، وابن شريح الرعيني، وأبو معشر الطبري، وابن بليمة، والفحام، وابن الباذش، وابن الأبزازي، والشاطبي، وشعلة، وأبو شامة، وابن الجزري.
وَمِنَ المُفَسِّرينَ: أبو الليث السمرقندي، والثعلبي، والخطيب الإسكافي، والماوردي، والواحدي، وأبو المظفر السمعاني، والبغوي، والكرماني، وابن العربي، وابن عطية، وابن الجوزي، والرازي، والبيضاوي، وابن كثير.
ومن المحَدِّثِينَ: ابن حجر، والعيني، والمناوي.
وَمنَ اللُّغَوِيِّينَ: الأخفش، وأبو عبيد، وابن قتيبة، والنحاس في القطع والائتناف، وقوام السنة الأصبهاني، وأبو البركات الأنباري، والعكبري).
ناهيك عمن سمى السورة بغير ذلك، كسورة التساؤل وسورة المعصرات وغير ذلك
فكيف نقول إن تسمية السور توقيفي، وأئمة الإسلام في شتى الأقطار على خلاف ذلك،
نعم ينبغي لنا أن نسمي السور بما سماها به النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فهو أكمل في الاتباع، ولقد أحببت أن يراعي القائمون على مجمَّع طباعة المصحف الشريف، ولو راعوه لأمكن تدارك الأمر، ولاشتهرت التسمية النبوية للسورة في أقطار الأرض.
ولكن لما لم يرد دليل على تحريم التسمية بغير ذلك، وجرى عمل علماء الإسلام على عدم الإنكار في هذه المسألة وسعنا ما وسعهم من عدم الإنكار، وقبلنا ما قبلوه.
ونظير هذه المسألة مسألة بناء الكعبة فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الفتح أن يعيد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام، ومنعه أن القوم حديثوا عهد بالإسلام فخشي أن يعرضهم للفتنة، فلما كان زمن ابن الزبير أعاد بناءها على قواعد إبراهيم عليه السلام، فلما هدمها الحجاج أعاد بناءها عبد الملك بن مروان على بناء قريش، فلما جاء زمن أبي جعفر المنصور أراد أن يعيدها على بناء ابن الزبير واستفتى الإمام مالك، فأفتاه أن يتركها على حالها لئلا تكون الكعبة لعبة بأيدي الحكَّام كلما جاء حاكم خالَف من قبله، فتركها وبقيت على ذلك إلى اليوم من غير نكير من العلماء، مع أن العلماء يعلمون ما كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من بنائها على قواعد إبراهيم عليه السلام، ولكن منعهم ما منعه عليه الصلاة والسلام من خشية إحداث فتنة بين المسلمين.
وطال البحث ولي عودة إن شاء الله تعالى
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[28 Nov 2007, 11:03 م]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه،
أما بعد: فهذا بعض ما كتبته يوما على هذا الرابط: http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6141
أولا: العلاقة بين الأسماء والمعاني:
قال ابن القيم: " فلما كانت الأسماء قوالب للمعاني، ودالةً عليها، اقتضت الحكمة أن يكون بينها وبينها ارتباطٌ وتناسبٌ، وأن لا يكون المعنى معها بمنزلة الأجنبي المحض الذي لا تعلّق له بها، فإن حكمة الحكيم تأبى ذ?لك، والواقع يشهد بخلافه، بل للأسماء تأثيرٌ في المسميات، وللمسميات تأثّر عن أسمائها في الحسن والقبح، والخفة والثقل، واللطافة والكثافة، كما قيل:
وقلما أبصرت عيناك ذا لقبٍ ... إلا ومعناه إن فكرت في لقبه.…ولما كان بين الأسماء والمسميات من الارتباط والتناسب والقرابة، ما بين قوالب الأشياء وحقائقها، وما بين الأرواح والأجسام، عبر العقل من كل منهما إلى الآخر، كما كان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت، فلا يكاد يخطىء، وضدّ هذا العبور من الاسم إلى مسماه " (1)
ثانيا: اشتقاق الاسم ومدلوله عند الإمام البقاعي.
جرت عادة العلماء أن يتكلموا عن " الاسم "، ومن أين اشتقاقه، والمسألة خلافية وقديمة بين أهل البصرة و الكوفة، وملخص ذلك ماذكره القرطبي في تفسيره حيث قال: " اختلفوا في اشتقاق الاسم على وجهين؛ فقال البصريون: هو مشتق من السُّمُوّ وهو العلوّ والرفعة، فقيل: اسم لأن صاحبه بمنزلة المرتفع به. وقيل: لأن الاسم يسمو بالمسمّى فيرفعه عن غيره. وقيل: إنما سُمِّيَ الاسم اسما لأنه علا بقوّته على قسمي الكلام: الحرف والفعل؛ والاسم أقوى منهما بالإجماع لأنه الأصل؛ فلِعلُوّه عليهما سمى اسماً؛ فهذه ثلاثة أقوال. وقال الكوفيون: إنه مشتق من السِّمَة وهي العلامة؛ لأن
(يُتْبَعُ)
(/)
الاسم علامة لمن وضع له؛ فأصل اسم على هذا «وسم».والأوّل أصح؛ لأنه يقال في التصغير سمي وفي الجمع أسماء؛ والجمع والتصغير يردّان الأشياء إلى أصولها؛ فلا يقال: وسيم ولا أوسام " (2)
ولكن الإمام البقاعي أدرك أن المذهبين ليس بينهماتعارض بل هما يخدمان المقصود الذي يهدف إليه-والذي هومقصود السور، فنقل عن الأستاذ الحرالي – كما كان يحل له ان يلقبه-رأيا ثالثا يجمع بينهما فقال في تفسير قوله تعالى: " وعلم آدم الاسمآء كلها " الأسماء: وهو جمع اسم وهو ما يجمع اشتقاقين من السمة والسمو؛ فهو بالنظر إلى اللفظ وسم وبالنظر إلى الحظ من ذات الشيء سمو، وذلك السمو هو مدلول الاسم الذي هو الوسم الذي ترادفه التسمية- قاله الحرالي" (3)، ويضيف ناقلا عن الإمام أبي حاتم أحمد بن حمدان الرازي في كتابه الزينة ليثبت هذا المعنى فيقول: ويقال إن الاسم مأخوذ من السمو وهو العلو والرفعة، وإنما جعل الاسم تنويهاً بالدلالة على معنى الاسم لأن المعنى تحت الاسم - هذا قول النحويين؛ والسمة تدل على صاحبها، لأنهما حرفان سين وميم، فالسين من السناء والميم من المجد وهو لب الشيء، فكأنه سمى اسماً لأنه يضيء لك عن لب الشيء ويترجم عن مكنونه، وليس شيء إلا وقد وسمه الله بسمة تدل على ما فيه من الجوهر؛ فاحتوت الأسماء على جميع العلم بالأشياء، فعلمها الله آدم وأبرز فضيلته على الملائكة عليهم السلام " (4)
ثالثا: العارف بالأسماء وبحقائقها ومدلولاتها هوالعالم بحق:
وتعلم الأسماء ومعرفة مدلولاتها هو العلم الحقيقي عند الإمام البقاعي، وهو الذي خص الله عز وجل به آدم دون سائر المخلوقات " وعلم آدم الأسماء كلها " بينما خصت الملائكة بالإنباء " فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَؤُلاءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ "، وهناتظهر براعة الإمام الحرالي الذي ينقل عنه الإمام البقاعي هذا المعنى النفيس بقوله في كتابه أصول الفقه:" وهو عند آدم علم وعند الملائكة، ومن لا يعلم حقيقة الاسم المعروض توقيف ونبأ. " (5)
رابعا: ليس في مقدور كل أحد أن يسمي.
اطلاق الأسماء ليس بالأمر السهل ولا الهين ولذلك يقول الإمام البقاعي رحمه الله: " وكما أنه ليس لكل أحد مُنّة أن يصف فكذلك ليس لكل أحد منة أن يسمي " (6)
ولذلك كانت تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض السور بأسماء مختلفة هو من باب العلم الذي علمه الله كما علم أباه-آدم عليه السلام- " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً " [النساء: 113]
خامسا: تعدد الأسماء دال على شرف المسمى.
قال الامام البقاعي: " أنَّ الاسم دال على المسمى، وأن تعدد أسماء الشيء دال على شرفه " (7)
سادسا: أسماء السور هل هو توقيفي أواجتهادي.
والمسألة أيضا قديمة، وقد ذكر العلماء في هذه المسألة قولين.
القول الأول: أنها توقيفية وهو رأي الطبري، والزركشي، والسيوطي، والكثير من أهل العلم
يقول الطبري:" لسور القرآن أسماء سماها بها رسول الله صلى الله عليه وسلم". (8)
ويقول الإمام الزركشي:" ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات؟ فإن كان الثاني؛ فلن يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها، وهو بعيد " (9)
وقال السيوطي: "وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار" (10)
القول الثاني:وهو رأي عمر، وابن عباس، وابن عمر رضي الله عنهم
وتسميتهم لسورة الحشر بسورة النضير ولسورة التوبة بأسماء تفوق العشرة وقد نقل الإمام السيوطي في الاتقان كلامهم (11)، أما الامام البقاعي فإنه لم يفصح عن مذهبه في المسألة مع أهميتها في اكتشاف مقصد السورة ومن ثم اكتشاف وجوه المناسبات بين آيها.
سابعا: نموذج (أسماء سورة البقرة)
1 - البقرة: وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة. وهو أشهر أسمائها
2 - الزهراء.
(يُتْبَعُ)
(/)
عن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ:" اقْرَأُوا الْقُرْآنَ. فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعاً لأَصْحَابِهِ. اقْرَأُوا الزَّهْرَاوَيْنِ: الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ. فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ. أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ. َوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ. تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَأُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ. فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ. وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ. وَلاَ يَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ".قَالَ مُعَاوِيةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ. (12)
قال الإمام القرطبي: للعلماء في تسمية «البقرة وآل عمران» بالَّزهرَاوَيْن ثلاثة أقوال:
الأول: أنهما النّيِّرتان، مأخوذ من الزّهْر والزُّهْرَةِ؛ فإمّا لهدايتهما قارئهما بما يزهر له من أنوارهما، أي من معانيهما. وإما لِما يترتب على قراءتهما من النور التامّ يوم القيامة، وهو القول الثاني.
الثالث: سُمّيتا بذلك لأنهما ?شركتا فيما تضمنه ?سم الله الأعظم، كما ذكره أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اسِمَ الله الأعظم في هاتين الآيتين "وَإِلَـ?هُكُمْ إِلَـ?هٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لرَّحْمَـ?نُ ?لرَّحِيمُ" والتي في آل عمران " ?للَّهُ لا? إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَيُّ ?لْقَيُّومُ" أخرجه ابن ماجه " (13)
3 - سنام القرآن
- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شيء سناماً وإن سنام القرآن البقرة وإن من قرأها في بيته ليلة لم يدخله الشيطان ثلاث ليال ومن قرأها في بيته نهاراً لم يدخله الشيطان ثلاثة أيام. " (14)
-عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " البقرة سنام القرآن وذروته، نزل مع كل آية منها ثمانون ملكاً، واستخرجت " ?للَّهُ لا إِلَـ?هَ إِلاَّ هُوَ ?لْحَىُّ ?لْقَيُّومُ " [آل عمران:2] من تحت العرش فوصلت بها ـ أو فوصلت بسورة البقرة ـ ويس قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفرله، واقرؤوها على موتاكم " (15)
- روى الترمذي من حديث حكيم بن جبير وفيه ضعف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل شيءٍ سنام وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن آية الكرسي. " (16)
- عنْ عبدِاللَّهِ بن مسعود:" أنَّهُ قالَ: إنَّ لكلّ شيءٍ سَناماً، وإنَّ سنامَ القرآنِ سورةُ البقرةِ، وإنَّ لكلّ شيءٍ لُباباً، وإنَّ لبابَ القرآنَ المفصَّلُ. " (17)
قال ابن منظور: " سنام كل شيء أَعلاه؛ وفي شعر حسَّان:
وإِن سَنامَ المَجْدِ من آلِ هاشِمٍ ... بَنُو بِنتِ مَخْزومٍ ووالدُك العَبْدُ
أَي: أَعلى المجد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
* قَضى القُضاة أَنها سَنامُها * فسَّره فقال معناه خِيارُها لأَن السَّنام خِيارُ ما في البعير سَنَّم الشيءَ رَفَعَه " (18)
4 - ذروة القرآن.
- حديث معقل بن يسار سبق ذكره: " البقرة سنام القرآن وذروته ... " (19)
5 - فسطاط القرآن.
- رواه الديلمي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا: " السورة التي تذ كر فيها البقرة فسطاط القرآن فتعلموها؛ فإن تعلمها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة " (20)
- روى الدارمي عَنْ خالدِ بنِ معدانَ قالَ:"سورةُ البقرةِ تعليمُهَا بركَةٌ وتركُهَا حسرةٌ، وَلاَ يستطيعُهَا البَطَلَةُ وهِيَ فُسطاطُ القرآنِ" (21)
الفُسْطاط هو بالضم والكسر: المدينة التي فيها مُجْتَمَع الناس. وكل مدينة فُسْطاط. وقال الزمخشري: هو ضَرْب من الابنْيِةَ في السَّفر دون السُّرادِق وبه سُمِّيت المدينه. ويقال لمِصْروالبَصْرة: الفُسْطاط " (22)
6 - سيد ة سورالقرآن.
-عن علي مرفوعا: " سيدُ البشر آدمُ وسيد العربِ محمدٌ ولا فخرٌ وسيدُ الفُرس سلمانُ وسيدُ الرومِ صُهيبٌ وسيدُ الحبشةِ بلالٌ وسيد الجبال الطورُ وسيدُ الأيام يومُ الجمعة وسيدُ القرآنِ سورةُ البقرة وسيدُ البقرةِ آيةُ الكرسي ". (23)
فهل استطاع الإمام البقاعي أن يستفيد من هذه الأسماء ليستخرج المقصود من سورة البقرة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
نجد الإمام البقاعي يعدد أسماء سورة البقرة فيقول: " سورة البقرة: وتسمى: السنام، والذروة، والزهراء، والفسطاط " (24)
وأما في كتابه التطبيقي- نظم الدرر-، فهو لا يسردها كما فعل في مصاعد النظر، بل يذكر ها كلما احتاج إليها في اكتشاف المناسبة؛ فلا نراه يتعرض لتسميتها ب" البقرة " و" الزهراء " مع أن الأحاديث الواردة بذلك صحيحة، ولم يتعرض لاسم الزهراء إلا حينما تعرض لتفسير سورة آل عمران،والتي المقصود منها التوحيد حيث قال، وهي تشارك البقرة في هذا الاسم حيث قال:" والتوحيد موجب لزهرة المتحلي به فلذلك سميت الزهراء " (25).
وقد تعرض لأسمائها الأخر في تفسير قوله تعالى: " مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .... إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " (26)
ناقلا عن الاستاذ الحرالي قوله: " وذلك لأن هذه السورة هي فسطاط القرآن الجامعة لجميع ما تفصّل فيه؛ وهي سنام القرآن، وسنام الشيء أعلاه؛ وهي سيدة سور القرآن؛ ففيها لذلك جوامع ينتظم بعضها ببعض أثر تفاصيله خلالها في سنامية معانيها وسيادة خطابها. " (27)
وهو يرى رحمه الله أن سر تسميتها بـ" الفسطاط، والسنام "لكونها تضمنت:" خطابَ إجمال يناسب مورد السورة التي موضوعها إجمالات ما يتفسر فيها وفي سائر القرآن من حيث إنها فسطاطه وسنامه " (26)
ويعلن في آخر السورة عن ذلك النظام الذي تميزت به السورة، ومطابقة اسم " السنام " لهذا النظام الموزع بقوله: " وسر ترتيب سورة السنام على هذا النظام أنه لما افتتحها سبحانه وتعالى بتصنيف الناس الذين هم للدين كالقوائم الحاملة لذي السنام فاستوى وقام ابتداء المقصود بذكر أقرب السنام إلى أفهام أهل القيام فقال مخاطباً لجميع الأصناف التي قدمها " يا أيها الناس اعبدوا ربكم " [البقرة: 21] واستمر إلى أن بان الأمر غاية البيان فأخذ يذكر مننه سبحانه على الناس ... ، فلما تزكوا فترقوا فتأهلوا لأنواع المعارف قال معلياً لهم من مصاعد الربوبية إلى معارج الإلهية " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو " [البقرة: 163]، فلما تسنموا هذا الشرف لقنهم العبادات المزكية .... فحث على أشياء أكثرها من وادي الإحسان الذي هو مقام أولي العرفان." (27)
وفي آخر تفسيره لسورة البقرة بين معنى كونها السنام بقوله: " فلذلك كانت سورة البقرة سناماً له والسنام أعلى ما في الحيوان المنكب وأجمله جملة وهو البعير، وكانت سورة آل عمران تاج القرآن والتاج هو أعلى ما في المخلوقات من الخلق القائم المستخلف في الأرض ظاهره وفي جميع المكون إحاطته؛ فوقع انتظام هاتين السورتين على نحو من انتظام الآي .... وكانت منزلة سورة آل عمران منزله تاج الراكب وكان منزله سورة البقرة منزلة سنام المطية؛ قال صلى الله عليه وسلم: " لكل شيء سنام وسنام القرآن سورة البقرة، لكل شيء تاج وتاج القرآن سورة آل عمران " (28)
ـــــــــــــــــــ
(1) زاد المعاد في هدي خير العباد (2/ 323 - 324).ط:الأولى (1419هـ،1998م) بيروت، لبنان.
(2) الجامع لأحكام القرآن الكريم لأبي عبد الله القرطبي (4/ 5) طبعة دار الفكر (1415هـ-1995م)
(3) نظم الدررللإمام البقاعي (1/ 34)
(4) المرجع نفسه (1/ 35)
(5)) المرجع نفسه (1/ 34)
(6) المرجع نفسه (1/ 36)، قال صاحب القاموس (ص: 1235: المُنَّةُ بالضم: القوة)
(7) مصاعد النظر (1/ 98)
(8) تفسير الطبري (1/ 100)
(9) البرهان في علوم القرآن (1/ 270)
(10) الاتقان في علوم القرآ ن (1/ 115)
(11) المرجع نفسه (1/ 117 - 123)
(12) رواه مسلم الحديث رقم (804) وابن حبان (1/ 35) والحاكم في مستدركه (1/ 752) والطبراني في معجمه الأوسط (1/ 150) وأحمد (5/ 249) الطبراني في معجمه الكبير (8/ 118).
(13) تفسير القرطبي (4/ 5) طبعة دار الفكر (1415هـ-1995م)
(14) رواه ابن حبان في صحيحه (1/ 188)
(15) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201
(16) سنن الترمذي الحديث رقم (2878)
(17) رواه الدارمي رقم الحديث (3372)
(18) لسان العرب (12/ 306) النهاية في غريب الحديث لابن الاثير (2/ 409)
(19) رواه النسائي في اليوم والليلة ص:201
(20) في مسند الفردوس ص:55
(21) سنن الدارمي رقم الحديث (3371)
(22) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (3/ 445) لسان العرب (7/ 372).
(23) مفاتيح الغيب للرازي (2/ 56)
(24) مصاعد النظر (2/ 48)
(25) نظم الدرر (2/ 2)
(26) نظم الدرر (1/ 139)
(27) نظم (1/ 274)
(28) المرجع نفسه (1/ 274)
ـ[عمر الدهيشي]ــــــــ[29 Nov 2007, 03:51 م]ـ
شكر الله للشيخين مداخلتهما وفوائدهما التي استفدت منها في ما يتعلق بالمسألة، وفي خارجها .. نفع الله بالجميع،،وبانتظار المزيد ..(/)
المصحف (بطبعة المدينة المنورة) على شاشة جوالك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Nov 2007, 10:26 م]ـ
كثير من الناس -وأنا منهم- يحرصون على توفير نسخة الكترونية من المصحف على أجهزتهم النقَّالة، ويكون حرصهم أكبر على أن تكون النسخة سليمة وخالية من الأخطاء ..
أما أن يكون على جهازك صورة "طبق الأصل" من (مصحف المدينة النبوية) فهذا خير مطلب!
(مصحف الجوال)
فكرة رائدة قام بها أحد الفضلاء بلا مقابل مادي سوى طلب الأجر والدعاء.
فمن مميزات هذا البرنامج:
* صورة طبق الأصل من المصحف بطبعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة.
* سهل الاستخدام.
* إمكانية البحث النصي.
* إمكانية البحث الموضوعي.
* تشغيل دائم لإضاءة الشاشة أثناء القراءة.
* ميزة القراءة الليلية.
وغيرها من المزايا كميزة التلاوة الصوتية، وذلك عن طريق تشغيلها من الإنترنت دون الحاجة لتنزيل ملفات الصوت على الجوال.
للحصول على البرنامج كل ما عليك هو التسجيل في الموقع الرسمي ( http://www.benefit-ms.com/)، ثم اتباع الإرشادات التالية.
إرشادات التحميل:
* حمل من هنا ( http://www.benefit-ms.com/dload.php?action=file&file_id=38) إذا كان جهازك أحد الأصناف التالية:
- الأجهزة ذات شاشات 176*208:
Nokia 6600, 6620, 6630, 6260, 6670, 7610, 6680, 6681, 6682
Nokia N70, N72, N90, N912 3250
- الأجهزة ذات الشاشات الكبيرة:
Nokia Symbian 3ed: E50, E60, E61, E62, E70, N71, N73, N75, N80, N92, N93, N95, 5500
Nokia 7390, 6300, 5300
- الأجهزة الكفية بنظام Windows Mobile
ملاحظة: البرنامج يحتاج الى برنامج FlashLite v2.1 لكى يعمل على جهازك، ويمكنك تحميل هذا البرنامج من هنا ( http://www.benefit-ms.com/dload.php?action=file&file_id=28).
* بالنسبة للأجهزة التي لم تذكر أعلاه كجوالات الجيل الثاني فيمكنك الاختيار والتحميل عن طريق هذا الرابط ( http://www.benefit-ms.com/viewforum.php?f=1).
وفي هذا الرابط ( http://www.benefit-ms.com/viewtopic.php?t=123) تجد شرحا لطريقة التثبيت.
وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Nov 2007, 02:28 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[26 Nov 2007, 11:47 ص]ـ
ادام الله عزكم ورفع قدركم وبارك في ايامكم واعمالكم
ـ[المنصور]ــــــــ[26 Nov 2007, 02:41 م]ـ
أخي الكريم
حاولت التسجيل مرارا ولكن لم أستطع
تأتي الرسالة التالية
استعلام خاطئ. الرجاء اعادة ادخال الفورم.
الكلمة التي قمت بكتابتها لا تتوافق مع الكلمة المعروضة, فضلاً أعد كتابتها من جديد
مع أني حاولت الكتابة بدقة تكرارا ومرارا
فآمل حذف هذه الطريقة المتعبة وتسهيل الأمر
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2007, 05:22 م]ـ
الأخوين الكريمين: فهد ومعن
أشكركما على المرور وأثمن نبل أخلاقكما.
.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2007, 06:02 م]ـ
الكلمة التي قمت بكتابتها لا تتوافق مع الكلمة المعروضة, فضلاً أعد كتابتها من جديد
أخي الفاضل: عبد الله المنصور
الرسالة أعلاه تدل على أنك أخطأت في إدخال الكلمة التأكدية.
هناك كلمة مكتوبة بطريقة عشوائية تجدها بعد كتابة نوع جهازك، يطلب منك الموقع إعادة إدخالها وحسب.
وهذه طريقة متبعة في كثير من المواقع يقصد منها التأكد مِن أن الذي يقوم بالتسجيل شخص وليس جهازاً آلياً.
وليس في المسألة أي تعقيد، وقد قمت الآن بالتسجيل مرة أخرى باسم جديد ونجحت في غضون دقائق.
فبإمكانك المحاولة مرة أخرى ..
وإذا أحببت أن أقوم بتسجيلك فأنا رهن إشارتك.
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[26 Nov 2007, 07:56 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيراً
وما أحوج الكثير من الناس ان يكون القرآن معه يغنيه عن غيره مما لا يحسن بالمسلم أن يحمله فضلاً عن أن ينقله أو يشاهده
كتب الله لك الأجر والمثوبة.
ـ[أبو عبيدة]ــــــــ[28 Nov 2007, 04:59 م]ـ
أخي بارك الله فيك
لقد حاولت مرارا التسجيل و لكن دون فائدة
وأتمنى أن تقوم بتسجيلي
جزاك الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2007, 08:08 م]ـ
أخي الكريم ..
راجع الخاص(/)
أين الخبر في هذه الاية
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[25 Nov 2007, 11:52 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
أتمنى من الاخوة الافاضل افادتي بخبر الاسم الموصول في قوله تعالى
والذين يتوفون منكم و يذرون ازواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[26 Nov 2007, 09:33 ص]ـ
الأخ المجلس الشنقيطي خبر الإسم الموصول في قوله تعالى والذين يتوفون منكم و يذرون ازواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا فالخبر هو قوله تعالى: يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[27 Nov 2007, 08:16 ص]ـ
وفي إعراب هذه الآية عدة أقوال قال العكبري (والذين يتوفون منكم) في هذه الآية أقوال: أحدها أن الذين مبتدأ، والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم، ومثله " السارق والسارقة " والزانية والزانى " وقوله (يتربصن) بيان الحكم المتلو وهذا قول سيبويه.
والثانى أن المبتدأ محذوف، والذين قام مقامه تقديره: وأزواج الذين يتوفون منكم، والخبر يتربصن، ودل على المحذوف قوله " ويذرون أزواجا ".
والثالث أن الذين مبتدأ ويتربصن الخبر، والعائد محذوف تقديره: يتربصن بعدهم أو بعد موتهم.
والرابع أن الذين مبتدأ، وتقدير الخبر: أزواجهم يتربصن، فأزواجهم مبتدأ، ويتربصن الخبر، فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه.
والخامس أنه ترك الإخبار عن الذين، وأخبر عن الزوجات المتصل ذكرهن بالذين، لأن الحديث معهن في الاعتداد بالأشهر، فجاء الإخبار عما هو المقصود، وهذا قول الفراء.
والجمهور على ضم الياء في يتوفون على ما لم يسم فاعله، ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل، والمعنى: يستوفون آجالهم.
و (منكم) في موضع الحال من الفاعل المضمر، (وعشرا) أي عشر ليال، لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أول الشهر واليوم تبع لها (بالمعروف) حال من الضمير المؤنث في الفعل، أو مفعول به، أو نعت لمصدر محذوف.
إملاء ما من به الرحمن من وجوه الإعراب والقراءات في جميع القرآن لأبي البقاء عبد الله بن الحسين العكبري 1/ 98.(/)
تأملاتٌ في توجيه القرآن للعصاة والمجرمين , شارك بما تصل إليه.!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Nov 2007, 06:45 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سينا وقدوتنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه, وبعد:
فإن القرآن سلك مع العصاة مسلكاً بديعاً في التبصرة والتذكير وسلك مع كل صنف منهم مسلكاً رفيعاً في التوجيه والإرشاد, وسأوجز الحديث عن كل أسلوب استطعت تمييزه بما يتضح معه مرادي وإن كان صواباً فلا فضل فيه ولا حول ولا قوة إلا لله ,وإن كان غير ذلك فلا حظ فيه لغير نفسي والشيطان, واللهُ ورسوله منه بَراء.
1 - ولاية الإنسان للشيطان وعاقبتها السيئة عليه:
لقد اتخذ القرآن في ثنايا الحديث عن المعاصي والذنوب طريقاً يجعل النفس السليمة التي تتأثر وتتدبر تحمل تصوراً عن المعصية أنها تبعية مقيتة لعدوٍّ متربصٍ لا يريد لتابعه خيراً, بل يريد أن يُضله ويغويه ليكون شريكاً له في عذاب جهنم والمقام فيها كما قال الله (إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) وهذا التعبير الدقيق الذي حصر الله فيه مقصد إبليس من غواية الخلق يدل على غدر الشيطان الرجيم ومكره فلا مقصد له إلا شراكة من يغويهم معه في عذاب السعير, ولذلك نجد آيات كثيرة في القرآن تجعل متولي كبر الأوزار هو إبليس باعتباره الباعث والموسوس والموحي للبشرية بتزيين التمرد على أوامر الله , واقتحام زواجره ومناهيه, وهذا الأسلوب فيه إيحاءٌ للعاصي بأنه ضحيةٌ ولو كان آثماً ومرتكباً لما يوجب له العقوبة فلا يتعاظمْ ذنبه أمام عفو الله, ولا يقارن نفسه بمن غرَّر به فهذا الموسوس لا فكاك له من عذاب الله خلافاً لك أيها الضحية فلا زال الباب مفتوحاً أمامك لإصلاح الحال واستقامته, وهذا في الحقيقة أدعى إلى الأوبة والرجوع مما لو كان العاصي هو المدبر والمزين والفاعل والآثم وحده , ومن موارد ذلك قوله تعالى (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) وقوله تعالى (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه) وقوله تعالى (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) وقوله تعالى (ويريد الشطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً) وقوله تعالى (وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون) وقوله تعالى حكايةً عن إبليس (لأحتنكنَّ ذريته إلا قليلاً) وقوله تعالى (لأغوينهم أجمعين) وقوله تعالى (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) وقوله تعالى (وكان الشيطان للإنسان خذولاً) وقوله تعالى (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله) وقوله تعالى (ولقد أضل منكم جبلاً كثيراً) وقوله تعالى (إن الشيطان لكم عدوٌّ فاتخذوه عدواً) وقوله (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) , وقوله تعالى (وما يعدهم الشيطان إلا غروراً) قال ابن عاشور في تفسير الغرور: إظهار الشيء المكروه في صورة المحبوب الحسن. انتهى , وهذا إخبار من الله لعباده العاصين المتبعين خطوات الشيطان بأن موعوداته التي يعدهم إياها ليست إلا ضرباً من الأباطيل والأكاذيب , وهذا لو تأملناه اليوم لوجدناه سبباً رئيساً في بعد الكثيرين عن الله وتنكبهم طريق الهداية والرشاد , فلو علم الزاني يقيناً أن الزنا إلى جنب ما فيه من سخط الله وانتهاك محارمه ليس إلا حسرةً ومرضاً يجده الزاني في نفسه وربما في بدنه بعد انقضاء شهوته لما عاد إليه, لكن لعدم اليقين بأن وعد الشيطان بحصول لذة لا تتهيأ بغير الزنى محض غرور وزور يعود الزاني إلى جرمه ترقباً لموعود الشيطان بحصول اللذة ونيلها وأنى له, وكذلك حال شارب المخدرات فهو في هم وغم وذهاب عقل ومرض وفقر ومع ذلك يركض ويضحي بكل شيء ترقباً لحصول موعود الشطيان بنسيان الهموم والمشاكل وأنى لذلك الوعد أن يتحقق وقس على ذلك كل المعاصي, وغير ذلك من عشرات الآيات التي لا يمكن حصر جميعها.
2 - بيان أن تبعة المعصية وضررها يكون على العاصي وعلى المجتمع أيضاً:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن هنا يجب التذكير بما تورثه المعصية من أخطار وأضرار على الفرد والمجتمع والأمة والحيوانات والبراري والبحار , ولو استشعر الناس اليوم حقيقة هذا التهديد الفظيع - كاستشعارهم لمشاكل ثقب الأوزون والتلوث البيئي وغيرها من الكوارث التي الله أعلم بصحتها– لانمحت من العالم اليوم كثيرٌ من الأوبئة الحسية والمعنوية التي تنهش جسد الأمة وتنتشر فيه انتشار النار في الهشيم بسبب الذنوب, ومن موارد ذلك في القرآن حكايته عن العاقبة التي باء بها المذنبون المداومون على المعاصي والذين لم يتوبوا أو يستغفروا ويقلعوا, بل أصرُّوا على الإقامة على المعصية والذنب, فمن خطرها على الفرد:
أ- الطبع على القلب إذا أشرب حب المعصية والتعلق بها فلا ينفد إليه الحق: كقول الله تعالى (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً) وقوله (كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) وقوله (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم فهم لا يعلمون) وقوله (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) ومن السنة ما يدل على أن الذنب تلو الذنب يؤثر في القلب حتى يفسده ويختَم عليه قال صلى الله عليه وسلم (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض والاخر أسود مرباد كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا)
ب- الحجب عن التوبة وعدم التوفيق لها, كقول الله على لسان آدم (وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين) وقوله تعالى (فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين) قال الألوسي رحمه الله: (الفضل التوفيق للتوبة والرحمة قبولها) انتهى.
فمعنى ذلك أم من لم يوفق للتوبة بعد المعصية بصدق اللجإ والإقبال فسيخسر خسراناً مبيناً, ويكتب له الله عدم الإعانة على التوبة وتطهير قلبه من أدران الخطيئة كما قال تعالى (أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذابٌ عظيم)
ج- الإمعان في الضلال , مصداقا لقول الله (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً) قال الإمام البغوي رحمنا الله وإياه: (ذهب عن الطريق وحرم الخير كله) 1/ 287 ويؤكد هذا المعنى قول الله أيضاً (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً بعيداً) قال أبو السعود رحما الله وإياه (بعيدا عن المقصد بحيث لا يكاد يعود إلى طريقه) 2/ 243وهذا أشد ما يكون الخسران والعياذ بالله تعالى.
د- حرمان البركة وزوالها وفي ذلك يقول الله (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا) قال الإمام القرطبي رحمه الله (وصف الله تعالى ما يأخذونه بالقلة إما لفنائه وعدم ثباته, وإما لكونه حراما لأن الحرام لا بركة فيه ولا يربو عند الله) 2/ 11
وقوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) قال القرطبي رحمه الله (وقيل: إن الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة ونحوه قال ابن عباس قال: هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتربوا قال النحاس: وهو أحسن ما قيل في الآية وعنه أيضا: أن الفساد في البحر انقطاع صيده بذنوب بني آدم وقال عطية: فإذا قل المطر قل الغوص عنده وأخفق الصيادون وعميت دواب البحر وقال ابن عباس: إذا أمطرت السماء تفتحت الأصداف في البحر فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ وقيل: الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش وقيل: الفساد المعاصي وقطع السبيل والظلم أي صار هذا العمل مانعا من الزرع والعمارات والتجارات والمعنى كله متقارب) 14/ 38
هـ- تعرضه للجزاء الدنيوي بالحد فيما ترتب على فعله حد كالسرقة والزنا وشرب الخمر وقتل النفس وإتلاف بعض أعضاء الغير كالسن والأنف والأذن , أو التعزير من قبل القاضي وهو قد يصل به للقتل, أو العقاب الأخروي المترتب على معاصيه كالنميمة والكذب والنوم عن الصلاة وأكل الربا وغير ذلك من القبائح.
3 - ومن ضررها على المجتمع:
أ- تبدل أحوال المم إذا كثرت فيها المعاصي:
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ذلك أن الله أهبط آدم إلى الأرض وأخرجه من الجنة بسبب المعصية والانقياد لوساوس الشيطان وقصَّ الله علينا خبر ذلك في القرآن ليكون زاجراً فعالاً في النفوس ومحذراً لها من المصير إلى الشدة بعد الرخاء ومن الأمن إلى الخوف ومن الاجتماع إلى الفرقة ومن الأنس إلى الوحشة, وهكذا ..
ب- إفساد الأرض ومحق البركات وذلك معنى قول الله (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) قال مجاهد عليه رحمة الله فيما أورده عنه الطبري عند قوله تعالى (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) قال: إذا تولى سعى في الأرض بالعدوان والظلم فيحبس الله بذلك القطر فيهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد قال: ثم قرأ مجاهد: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} قال: ثم قال: أما والله ما هو بحركم هذا ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر). وأضف إلى ذلك قول الله تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) فمفهوم المخالفة لذلك أن التنكب للشريعة والصد عنها وترك الإلزام والالتزام بها مجلبة للآفات وتعرض للفاقات, وإلا لما وعد الله على الطاعة انتشار الخير وعموم الرخاء وبركة الأرزاق في غير آية من القرآن منها: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب) (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءا غدقا) وهذا وإن لم يكن مطرداً لاحتمال استدراج الله أقواماً يعصونه ويحاربونه بالنعم لينسيهم الشكر والتوبة ثم يأخذهم على حين غرة فلا يفلتون كما قال الله (ثم بدلنا مكان السيئة حسنةً حتى إذا عفوا وقالوا قد مس آبائنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون) , كما أن امتحان الله لأوليائه وأصفيائه بضيق العيش لاستخراج الرضى عنه والتسليم له منهم كثير الوقوع ولا أدل على ذلك من حال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومن حال أبأس أهل الدنيا الذي جاء في الصحيح أنه (يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط)
ج- تعريض المجتمعات للمصائب والبلايا مؤاخذة لها ببعض ما كسبت ولو آخذها الله بجميع سيئاتها لما بقي على الأرض مخلوق طرفة عين, وهذا من أعز وأندر ما يتناوله الناس بالحديث والاهتمام اليوم بل إن كل عقوبة وبلاء تحصل في الأرض إنما هي بسبب معصية, قال تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) قال شيخ الإسلام رحمه الله: (و القرآن يبين فى غير موضع أن الله لم يهلك أحدا و لم يعذبه إلا بذنب) 14/ 424
ومن المؤسف اليوم أن ترجع أسباب كل ذلك إلى الطبيعة والأسباب الحسية المشاهدة المبنية على التخمين وينسى فيها جانب العظة والتذكير والتخويف بالله , ومن ثمار هذا التناسي رصد المواقع لمتابعة الكسوف ومشاهدته والاجتماع لذلك مع أن النص الشرعي أثبت أنه آية يخوف الله بها عباده فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولكن الله تعالى يخوف بهما عباده) رواه البخاري, فلا حول ولا قوة إلا بالله ,واللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا, قال الله تعالى (وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً) قال قتادة رحمه الله (إن الله تعالى يخوف الناس بما شاء من الايات لعلهم يعتبرون ويذكرون ويرجعون ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال: يا أيها الناس إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه, وهكذا روي أن المدينة زلزلت على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرات فقال عمر: أحدثتم والله لئن عادت لأفعلن ولأفعلن) ابن كثير3/ 67 , ومن موارد حصول الكوارث بسبب العصيان قوله تعالى عن أهل سبأ الذين كفروا بالنعمة وتجرأوا على الله , فقلب حالهم وبين سبب تغير أحوالهم من الرغد والرخاء والشبع ودنو الأسفار إلى الشدة والفاقة والجفاف وانقطاع الأرض بهم, بقوله تعالى (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) وقوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا
(يُتْبَعُ)
(/)
مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وقوله (و لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قربيا من دارهم) وقوله (فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم) وقوله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) وقوله (وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقوله (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون) وقوله (وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور) وهذه الآيات تعم جميع المعاصي وجميعَ العقوبات العاجلة عليها سواءاً كانت في المعائش أو الأبدان أو الذراري أو غير ذلك قال بان كثير رحمه الله تعالى (وقوله عز وجل {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما هي عن سيئات تقدمت لكم {ويعفو عن كثير} أي من السيئات فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها {ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة}) 4/ 147 والناس اليوم أحوج ما يكونون إلى استدامة النعم واستدفاع الآفات والنقم بالتوبة إلى الله وهذا واجب المربين والمعلمين والخطباء ومن المؤسف كما أسلفت إغراقنا في السبب الحسي المشاهد وغفلتنا عن هذه الأسباب الخفية, وهذا ربما يجعل الحديث عنها ضرباً من الجنون أحياناً, كما لو قام الآن واعظ وذكر أن من أسباب انهيار الأسهم تقصير الناس في أداء حقوق الخدم والسائقين وأكل أموال العمالة بالباطل فجعل الله جزاء عاملي ذلك من جنس أعمالهم لرُمي بالغفلة والسذاجة والجنون أما لو جاء محلل اقتصادي وأعاد سبب ذلك إلى الازدحام الالكتروني واضطراب القيمة الفعلية للسهم والشائعات الكيدية والتنافس المحموم بين المستثمرين وتوجهات الهوامير للاستغلال لاسترسل الناس معه في حديثه وربما كان كله باطلا ً, ومن أدلة السنة في حصول الهلاك بسبب المعاصي قول زينب بنت جحش رضي الله عنها حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال نعم إذا كثر الخبث) والتعبير في السؤال هنا بلفظ (الصالحون) يدل على أن وجود الصالح في نفسه لا تستدفع به نقم الله وإهلاكه بل لا بد من القيام لله بالإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وهذا مصداق قول الله (وما كان ربك مهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون) كما اشار بعض المفسرين كأبي السعود والألوسي رحمهما الله إلى أن المراد منها وجود من يعظ ويبين المنكرَ وينهى عنه.
وما أحوجنا إلى استيقان أن انتشار الأوبئة والأمراض المستعصية الفتاكة كالإيدز والسل والكبد الوبائي وغيرها من الأدواء المستعصية المستجدة قد يكون نتيجة طبيعية لتفشي المعصية والتعود عليها بحيث لم تعد أمراً مستنكراً عند البعض, ومجرد اليقين الصادق بأن تجدد ظهور الأمراض الغريبة القاتلة من موروثات المعصية أمرٌ لا يلقاه إلا ذو حظ عظيم كيف لا وبه يتم التصديق بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت تصرَف فيه الأنظار إلى الحس والمشاهدة فقط, قال صلى الله عليه وسلم فيما روته عائشة رضي الله عنها عند أحمد رحمه الله في المسند: (لا تزال أمتي بخير ما لم يفش فيهم ولد الزنا فإذا فشا فيهم ولد الزنا أوشك أن يعمهم الله بعقاب) قال ابن حجر: وسنده جيد, ولفظ (عقاب) جاء هنا نكرة وهي تفيد العموم ولنا أن نتأمل كم من المصائب التي حلت بالناس اليوم يمكن أن تكون المعاصي والآثام سبباً مباشراً لها
د- وقوع التناحر والبغضاء بين أفراد المجتمع:
وفي ذلك يقول الله (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة)
هـ- انعدام الثقة والطمأنينة بين الناس.
و- تسليط الأعداء ونزع المهابة, قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى (إن الله سبحانه لا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا منه إلا أن يتواصوا بالباطل ولا يتناهوا عن المنكر ويتقاعدوا من التوبة فيكون تسليط العدو من قبلهم كما قال تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} قال ابن العربي: وهذا نفيس جدا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت: ويدل عليه [قوله عليه السلام في حديث ثوبان حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا] وذلك أن حتى غاية فيقتضي ظاهر الكلام أنه لا يسلط عليهم عدوهم فيستبيحهم إلا إذا كان منهم إهلاك بعضهم لبعض وسبي بعضهم لبعض وقد وجد ذلك في هذه الأزمان بالفتن الواقعة بين المسلمين فغلظت شوكة الكافرين واستولوا على بلاد المسلمين حتى لم يبق من الإسلام إلا قلة فنسأل الله أن يتداركنا بعفوه ونصره ولطفه) 5/ 396
• توجيه القرآن لمن وقع في المعاصي:
1 - الترهيب من المعصية والعقاب المترتب عليها, ومخاطبة المشتغلين بها لعلهم أن يحدثوا توبةً تمنع عنهم عاقبة السوء التي باء بها من سلف.
ومنه قول الله تعالى (أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذابمن حيث لا يشعرون * أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين * أو يأخذهم على تخوف فإن ربكم لرؤوف رحيم) قال ابن كثير رحمه الله في تفسير ختم الآية بهذين الاسمين الكريمين ({فإن ربكم لرؤوف رحيم} أي حيث لم يعاجلكم بالعقوبة كما ثبت في الصحيحين [لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنهم يجعلون له ولدا وهو يرزقهم ويعافيهم]).
وقوله تعالى (أءمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير) وقوله (أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) قال القرطبي رحمه الله تعالى: والتقدير: ما أغنى عنهم الزمان الذي كانوا يمتعونه وعن الزهري: إن عمر بن عبد العزيز كان إذا أصبح أمسك بلحيته ثم قرأ: {أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} ثم يبكي ويقول:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
فلا أنت في الأيقاظ يقظان حازم ... ولا أنت في النوام ناج فسالم
تسر بما يفنى وتفرح بالمنى ... كما سر باللذات في النوم حالم
وتسعى إلى ما سوف تكره غبه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
قال ابن الجوزي في تذكرة الأريب عند قول الله (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض): ولولا دفع الله الناس يدفع بمن اطاعه عمن عصاه كما دفع عن المتخلفين عن طالوت بمن اطاعه لهلك العصاة بسرعة العقوبه.
2 - مسلك الترغيب في الإقلاع وفتح أبواب التوبة واستقامة الحال.
وهذا المسلك لمخاطبة المتسخين بأدران الذنوب المخالطين لها الذين ربما دبَّ اليأس والقنوط في نفس أحدهم حتى يسول له الشيطان عدم قبول توبته عند الله تعالى, وهذه من مصائد ومكائد الشيطان التي يعمر بها القلوب ليحول بينها وبين التضرع والرجوع إلى الله وأوْلى آيات القرآن بالذكر في هذا الموضوع هي أرجى آيات القرآن كما حكاه غير واحد من أئمة السلف وهي قوله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) وقال عنها علي بن أبي طالب: ما في القرآن آية أوسع من هذه الآية, كما حكاه القرطبي, وهذه الآية لا تستثني أحداً من الخليقة فالكل عبيد لله ولاتستثني ذنباً ولا معصية فكل ما خرج بالعبد عن جادة الطاعة والامتثال فهو إسراف على النفس وتحميل لها لما لا تطيقه من الأوزار, وإن كان يختلف الجرم باختلاف الخطيئة, والعجيب في هذه الآية تودد الله لعباده العاصين وتحببهم إليه بإضافتهم إلى نفسه رغم إسرافهم على أنفسهم وتحميلهم لها ما لا تطيقه من الأوزار, وهذا أبلغ ما يكون التودد والترغيب في التوبة والإقلاع عن زواجر الله ومناهيه.
(وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب) هذه الجملة من الآية متضمنة معنى الدعوة إلى التوبة ومتضمنة الإرشاد إلى عدم القنوط من رحمة الله تعالى مهما جنى العبد واقترف, ومتضمنة خطورة الملازمة والبقاء على حال المعصية لئلا تحل بصاحبها العقوبة من الله سواءاً كانت حسيةً أو معنويةً بأن يبلغ مبلغاً من الجحود يحجبه الله به عن التوبة إليه.
وقوله (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال الحافظ ابن كثير (أي كل من تاب إلي تبت عليه من أي ذنب كان ,حتى أنه تاب تعالى على من عبد العجل من بني إسرائيل)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقوله تعالى (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله) وهذه الآية جاءت خطاباً للمشركين الذين عبدوا آلهة غير الله كما حكاه الطبري والقرطبي, ودخول جميع العصاة فيها أمرٌ لا شك فيه لأن الشرك بالله أقبح المعاصي وأفظعها وأشنعها ومع ذلك وعد الله التائبين منه بالمتاع الحسن وطيب العيش كما قال نوح لقومه (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً * يرسل السماء عليكم مدراراً * ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) وهذا من أنفع أساليب الدعوة بالترغيب ,كما أن قوله تعالى (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً) بعد الوعيد في قوله (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً) فيه ترغيب وحث على تجديد العهد مع الله والإقلاع عما سلف من ارتكاب الآثام واجتراح السيئات لتكون هذ التوبة نجاةً من الغي والخسران, ومن أعظم آيات الترغيب التي وردت في القرآن إن لم تكن أعظمها قول الله في سورة الفرقان (إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً) فما الذي يريده العبد غير عفو الله عنه وتجاوزه عن دنوبه لكن الله لبالغ كرمه وجمال جوده وإحسانه يزيده على العفو والمغفرة تيديل كل سيئة بحسنة , وأحسبُ أن من لم ترغبه هذه الآية في التوبة فهو أصمُّ أبكمُ أعمى بل ميتٌ وإن كان حيا في الظاهر للناس , قال شيخ الإسلم رحمه الله (وقد ثبت فى الصحيح حديث الذي يعرض الله صغار ذنوبه ويخبأ عنه كبارها وهو مشفق من كبارها أن تظهر فيقول الله له إني قد غفرتها لك وأبدلتك مكان كل سيئة حسنة فيقول أي رب إن لي سيئات لم أرها إذا رأى تبديل السيئآت بالحسنات طلب رؤية الذنوب الكبار التى كان مشفقا منها أن تظهر ومعلوم أن حاله هذه مع هذا التبديل أعظم من حاله لو لم تقع السيئات ولا التبديل) 10/ 294
ومن أسلوب القرآن في توجيه العصاة حكايته لهم أحوال المشركين وما احتجوا به من حجج وما رد به الله عليهم لئلا يكون منهم الاحتجاج بما احتج به المشركون, ومن ذلك قول الله تعالى (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا) وقوله تعالى (وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون) قال ابن عاشور رحمه الله: لأن هذه حقيقة كاشفة عن الواقع لا تصلح عذرا لمن طلب منهم أن لا يكونوا في عداد الذين لم يشأ الله أن يرشدهم. انتهى
وإشارة ذلك تدل العاصي إلى أن التشبث بمشيئة الله لا تصلح له عذراً على ما هو مقيمٌ عليه من المعصية, لأن الله جعل له مشيئةً تابعةً لمشيئة الله يهتدي بها لأيِّ الطريقين شاء , وله اختيارٌ في ذلك كما قال الله تعالى (إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً) وكقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كل الناس يغدو فبائعٌ نفسه فموبقها أو معتقها) إلى غير ذلك من النصوص المشيرة إلى أن لِضلال العبد وهدايته بعد قدر الله تعلقاً بمشيئة العبد واختياره, ولا أدل على ذلك من قوله تعالى (فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً وما تشاؤون إلا أن يشاء) وقوله تعالى (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين ناراً) فهذا التخيير فيه نوع من التحذير والنهي عن الكفر وطرقه فتهديد الله لمن اختار الكفر , وذكره للوعيد المترتب على هذه المشيئة, وتسميته لمختار الكفر ظالماً , وإظهار عدم المبالاة بمآلهم إلى جهنم وعذابها, قال الألوسي رحمه الله في تفسيره: وقال مكي: المراد به التوفيق والخذلان أي قل التوفيق والخذلان من عند الله تعالى يهدي من يشاء فيوفقه فيؤمن ويضل من يشاء فيخذله فيكفر ليس إلى من ذلك شيء وليس بشيئ كما لا يخفى وجوز أن يكون قوله سبحانه فمن شاء فليؤمن الخ تهديدا من جهته تعالى غير داخل تحت القول المأمور به فالفاء لترتيب ما بعدها من التهديد على نفس الأمر أي قل لهم ذلك وبعد ذلك من شاء أن يؤمن به أو أن يصدقك فيه فليفعل ومن شاء فليكفر به أو أن يكذبك فيه فليفعل وعلى الوجهين ليس المراد حقيقة الأمر والتخيير وهو ظاهر وذكر الخفاجي أن الأمر بالكفر غير مراد وهو استعارة للخذلان والتخليه بتشبيه حال من هو كذلك بحال المأمور
(يُتْبَعُ)
(/)
بالمخالفة ووجه الشبه في عدم المبالاة والاعتناء هذا كقول كثير: أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت) وإلى هذا المعنى ذاته أشار الطاهر بن عاشور بقوله (وقوله (ولو شاء الله ما أشركوا) عطف على جملة (وأعرض عن المشركين). وهذا تلطف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وإزالة لما يلقاه من الكدر من استمرارهم على الشرك وقلة إغناء آيات القرآن ونذره في قلوبهم فذكره الله بأن الله قادر على أن يحول قلوبهم فتقبل الإسلام بتكوين آخر ولكن الله أراد أن يحصل الإيمان ممن يؤمن بالأسباب المعتادة في الإرشاد والاهتداء ليميز الله الخبيث من الطيب وتظهر مراتب النفوس في ميادين التلقي فأراد الله أن تختلف النفوس في الخير والشر اختلافا ناشئا عن اختلاف كيفيات الخلقة والخلق والنشأة والقبول وعن مراتب اتصال العباد بخالقهم ورجائهم منه)
ومن أسلوب القرآن في توجيه العصاة تبيان أن تحصيل الهداية لا يكون مصادفة ولا عفويا بل له سنن تتمثل في محاربة شهوات النفس ومصارعة نزواتها والاستعانة في ثنايا ذلك برب الخلائق وإصلاح الباطن الذي هو محل نظره سبحانه حتى إذا اطلع الله على صدق الرغبة في الهدى وجدِّ الإنسان في تحصيلها سهل له طرائق الهداية والرشاد قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) وشاهد ذلك من واقعنا قول بعض الناس لمن يدعوه وينصحه أو لمن يظن به الصلاح اسأل الله لي الهداية ولا يبذل في تحصيلها شيئاً ويظن أنها تتنزل عفواً بدون طلب منه ومجاهدة لتحصيلها, فعلى تفسير من قال بنزول هذه الآية قبل فرض القتال وأن المراد بها الجهاد للنفس والقيامَ بأمر الطاعة يلزم من التوفيق للهداية أن يسعى لها الإنسان ويطلبها ويبذل جهده وسعته في الوصول لطرقها ليتحقق له وعد الله الذي أكده في هذه الآية باللام ونون التوكيد الثقيلة لإرشاد الخلق وطمأنتهم مع أنه لا أحد أصدق من الله قيلاً ولا أوفي بعهده منه إلى أن من جاهد نفسه واطلع الله منه على صدق المجاهدة لن يخيب سعيه بل لا بد له أن ينال من توفيق الله ما طلبه.
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 Nov 2007, 10:22 م]ـ
كلام جميل، وحديث مناسب للوقت، فكم من البلايا والرزايا التي تئن الأمة اليوم تحت وطأتها، على مستوى الداخل والخارج ..
إنها هي رسالة رب العالمين إلى عبيد أجمعين، فأين المعتبرون؟
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[29 Nov 2007, 06:14 م]ـ
وفقك الله يالغالي
ويسر أمرك ونفع بعلمك
وهذا مصداق لقوله تعالى (أفلم يدبروا القول أم على قلوب أقفالها)
فالمحروم من حرم الاهتداء بهذا النور المبين
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[29 Nov 2007, 07:40 م]ـ
شكر الله لكم فضيلة شيخنا المبارك ولا حرمكم الله أجر تحفيزكم المعتاد لأبنائكم.
ـ[أبو عبد الله محمد مصطفى]ــــــــ[30 Nov 2007, 10:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع المهم وتصحيحاً لنص الآيتين اللتين أوردهما الأخ محمد العواجي وهما قوله تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) سورة محمد آية 24. والآية الثانية التي أورد جزءاً منها وهي قوله تعالى (أفلم يدبراو القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين) سورة المؤمنين آية 68.(/)
قائمة مراجع التفسير وعلوم القرآن
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكم جميعاً رواد هذا الملتقى العامر
الذي شرق ذكره في البلاد وغرب
وطار بأقطار البسيطة نفعه
وسار مسير الشمس في كل حيز
وصار لطلاب العلم منهلاً عذبا ومنتدى رحباً
كيف لا وهو يضم نخبة من نبلاء طلاب العلم
كتبوا فأجادوا وتعاونوا فأفادوا
وتحابوا وتوادوا فآتى تعاونهم المبارك ثماره الطيبة
فيسرني أن أنضم إليهم لأكون واحداً منهم
وأرجو أن تجدوا مني ما يسركم
وأجد لديكم الترحيب والقبول
وهذه أول مشاركة لي فآمل أن تكون مشاركة نافعة
وهي قائمة منسقة بالوورد لمراجع التفسير وعلوم القرآن مرتبة حسب تأريخ الوفاة
فمن لديه إضافة عليها فليتحفنا بها
وآمل أن تخصص صفحة تفاعلية لبيانات هذه الكتب فمن أراد أن يضيف مرجعاً يتمكن من إضافته
ومن أراد أن يضيف تعريفاً بالكتاب أو نبذة عنه أو تنبيها أو غير ذلك يجد حقلاً مخصصاً لذلك
الملف مرفق
وبانتظار رأي الإدارة الموقرة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[26 Nov 2007, 08:19 م]ـ
أحسنت أخي الشيخ عبد العزيز الداخل .. ومرحباً بك في ملتقى أهل التفسير ..
وننتظر مشاركاتكم المفيدة بإذن الله تعالى ..
والقائمة جميلة ومفيدة وهي بداية جميلة لمشروع حصر الدراسات القرآنية، وقد قام مجمع الملك فهد بإصدار فهرس مصنفات تفسير القرآن الكريم فهل أطلعتم عليه؟.
وأرى أنكم أدخلتم كتب الأحاديث والآثار في هذه القائمة وهي مرجع مساعد في جمع أقوال السلف رحمهم الله في التفسير، لكنكم اقتصرتم في الغالب على كتب شروح الحديث، ولو ذكرتم ـ إن كان هناك حاجة ـ كتب الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم لكان أولى في نظري والعلم عند الله ..
وفقكم الله لكل خير ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Nov 2007, 09:41 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله وبياكم بين إخوانكم ومحبيكم، وأشكرك على هذه القائمة المنسقة، وسأقرؤها بتمعن إن شاء الله وأفيد منها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Nov 2007, 12:06 ص]ـ
أخي الشيخ/ فهد الوهبي
بارك الله فيك وأشكرك على هذا الترحيب الأخوي
وأما بالنسبة لإصدار المجمع فإن كان مطبوعاً فلم أطلع عليه
وإن كان ما تضمنه موقع المجمع فقد اطلعت عليه
وهو معتمد على نظام البحث وقد اعتمدوا فيه على المراجع الجامعة
ولذلك ذكر فيه عدد من الكتب المفقودة والمنسوبة، وهو عمل جليل لا أقلل من أهميته
لكني أجدني مضطراً لتوضيح بعض الأمور لعلها تجيب عن بعض الاستفسارات التي قد ترد:
- هذه القائمة أعددتها لأرجع إليها في إعداد كتابي الكبير (مجمع التفاسير)
والذي سأنقل لكم منه بعض النماذج حتى نتدارسها جميعاً ونفيد من نقدكم واقتراحاتكم؛ لذلك أخليتها من ذكر الكتب المفقودة، والمخطوطة.
- اعتمدت فيها الكتب المصنفة على ترتيب سور المصحف ما عدا كتب غريب القرآن لسهولة الرجوع إلى المراد فيها، وبعض الكتب التي جعلت أمامها علامة في حقل الملاحظات لأمر يحتاج فيه إلى نظر
- ولذلك تجد الكتب المذكورة في صنف: بلاغة القرآن قليلة
مع أنها في الواقع كثيرة لكني ذكرت منها ما وجدته مرتبا على سور القرآن.
لأن غرضي من الكتاب جمع ما قيل في كل آية من آيات الكتاب العزيز من هذه القائمة، وكذلك قائمة أخرى نؤجل الكلام عليها لحينه كقائمة المؤلفات المفردة في بعض السور والآيات وغيرها،،،،
- الكتب المجموعة في التفسير لصاحبي أو تابعي أو عالم من العلماء، لم أدرجها بإطلاق، ولم أخل القائمة منها بإطلاق؛ بل إذا وجدت مراجعه لا تزيد عن القائمة المذكورة لم أدرجه، وإذا كانت مراجعه خارجة عنه أردجته.
-لم أدرج من كتب أهل الأهواء إلا ما كان رائجا لدى أهل السنة؛ فذلك لا ينبغي إغفاله، لما ظهر لي بالتتبع من أن مصدر بعض الأقوال التي شاعت في القرون المتأخرة هو النقل عن مثل هذه الكتب، وأما ما أعرض عنه أهل السنة في غالب تفاسيرهم فقد أعرضت عنه.
- بالنسب لكتب الأحاديث والآثار وكذلك شروح الأحاديث وما يتصل بها
فقد ذكرت منها ما كان مؤلفاً على ترتيب سور المصحف
وهي مراجع أصيلة عندي في كتب التفسير كتبها علماء أجلاء لا ينبغي إغفال مؤلفاتهم، وهي في حقيقة مؤلفات في التفسير ولا يعني أن مؤلفيها جعلوها كتباً في الجوامع أن تهمل ويوكل الاهتمام بها إلى المختصين بعلم الحديث
لذلك لم أذكر المسانيد والمعاجم لأنها لا تتضمن كتباً في التفسير ولم أذكر الموطأ ولا سنن أبي داوود ولا سنن ابن ماجه،،،
فلعل المراد قد اتضح أخي فهد؟
أما المعاجم فاستفدت منها بطريقة أخرى، وهي باستلال ما يتعلق بالآيات منها وترتيبه على سور المصحف، وهو عمل مضني، ولكن قطعت فيها شوطاً لا بأس به.
أعلم أن ما أعد لغرضٍ لا يكون هو عين المطلوب في أغراض أخرى
لكن هذا لا يعني أن يكون نافعاً ومقرباً لتحقيق ذلك الغرض
أرجو أن يقدر ذلك.
ولأجل ذلك اقترحت أن تخصص صفحة تفاعلية للمراجع تصمم بطريقة تعين
على الإضافة إليها، وتحديثها،،،
ولدي ملاحظات علمية حول عدد من الكتب أرجو أن تكون مفيدة ونفيد أيضاً
من ملاحظات رواد هذا الملتقى الكريم
علماً بأني قد اجتهدت في إعدادها فلم أغادر مكتبة ذات شأن في نجد والحجاز إلا وزرتها أو وكلت من يزورها، وقد شارك معي في إعداد هذه القائمة نخبة من الباحثين
واستغرق إعدادها عدة أشهر، فلم يكن الأمر وليد يوم وليلة.
ولدي قائمة أخرى فيها تفصيل أكثر قد يفيد بعض الباحثين
كاختيار أفضل الطبعات وذكر محققها وناشرها وسنة الطبع وعدد الأجزاء ومتوسط عدد الصفحات في الجزء
وهي تحتاج إلى مزيد تنسيق وتنقيح
وسأنقلها لكم بإذن الله تعالى
وقد ظهر لي بعد إعدادها بعض المراجع التي لم تدرج
والكمال عزيز ولو بقيت أنتظره لم أخرج لكم شيئاً
أسأل الله تعالى أن يتولاني وإياكم بحفظه وأن يعيننا وإياكم
على حسن التعلم والتعليم.
الشيخ: د. عبد الرحمن الشهري أشكرك على هذا الترحيب الكريم
وأنتظر ملاحظاتكم ونقدكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[16 Dec 2007, 10:50 م]ـ
فضيلة الشيخ: عبد العزيز الداخل
جزاكم الله خيرا على هذه القائمة
ولدي استفساران بحكم بضاعتي المزجاة
ولولا أنه كان لي اهتمام وتتبع لبعض كتب التفسير وما يتعلق بها في سنوات خلت
لم أسأل.
س1: هل يرجو فضيلتكم من عرض هذه القائمة الاستقصاء؟
س2: لو أردت إضافة أسماء بعض الكتب هل أضيفها في هذه الصفحة؟
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[17 Dec 2007, 01:11 ص]ـ
وأنت فجزاك الله خيراً
ولا تحقرين ما لديك من العلم والخير
وجواباً لسؤاليك أقول: أنا أعددت هذه القائمة منذ زمن لغرض بينته في المشاركة، وحتى يستفاد من هذا الجهد بأكثر من وجه وضعته في هذا الملتقى
وأما أنا فأردت الاستقصاء في حدود ذكرت بعضها في المشاركة
وهذه القائمة تحتاج إلى تتميم فلعلكم تتممونها بما ييسره الله لكم
لا سيما كتب المتقدمين وما طبع حديثاً منها
ونستفيد جميعاً من هذا التتميم
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[17 Dec 2007, 05:42 م]ـ
أحسن الله إليكم
* وقفت على هذه الكتب:
1 - تفسير ابن المنذر طبعة دار المآثر/ المدينة النبوية - وهي قطعة من تفسيره فيها جزء من سورتي آل عمران والنساء.
2 - فضائل القرآن للنسائي
3 - كتاب المصاحف لابن أبي داود (وله عدة طبعات إحداها: رسالة علمية)
4 - معجم القراءات د. عبد اللطيف الخطيب (وهذا الكتاب وفق شرط فضيلتكم من حيث تصنيفه على سور القرآن والوقوف عليها آية آية، وذكر ما فيها من قراءات، سواءً كانت أصولا أو فرشا مع العزو والتوثيق لمواضع لذكرها).
* بالنسبة لقائمة المراجع: يا حبذا لو يتم تمييز التفاسير المؤلفة ابتداءً في التفسير عن التفاسير التي هي عبارة عن جمع لأقوال المفسر مما تفرق من كتبه مثل:
1 - بدائع التفسير لابن القيم
2 - مرويات الإمام أحمد في التفسير وغيرها
لو توضح بوضعها بين قوسين، أو بالإشارة إلى اسم معدها وجامعها، حتى لا يظن القارئ أن هؤلاء الأئمة أفردوا كتبا في التفسير، وهو أيسر عليه في البحث عنها.
* ورد في القائمة: تفسير النسائي - فمتى طبع هذا التفسير وأي دار طبعته؟
جزاكم الله خيرا،، وبارك لكم في هذا العمل ونفع به الأمة.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Dec 2007, 02:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك
وسأدرجها في القائمة لدي
وأما تفسير النسائي فمطبوع في مجلدين طبعته مؤسسة الكتب الثقافية بتحقيق سيد صبري والجليمي
سنة 1410هـ
وكتاب معجم القراءات لم أدرجه لأن مراجعه لم تتعد القائمة المذكورة ولوجود بعض الأخطاء في نسبة بعض القراءات
لكنه كتاب نافع ومفيد وينبغي أن لا تخلو منه مكتبة طالب علم القراءات
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[22 Dec 2007, 11:36 م]ـ
وفيكم بارك الله ونفع بعلمكم
وييسر لكم هذا التفسير
ـ[درة الرسالة]ــــــــ[30 Dec 2008, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير ونفع بعلمكم وزادكم من فضله.
أحتاج هذا البحث عاجلاً .. فأين أجده حفظكم الله.؟
أيضا هل أجد لديكم مختصر مفيد لمناهج المفسرين في تفاسيرهم؟
وفق الله الجميع ونصر دينه وكتابه وسنة نبيه. آمين
أختكم
درة الرسالة
ـ[أبو بكر الأمريكي]ــــــــ[30 Dec 2008, 04:18 م]ـ
لا أرى القائمة المشار إليها فدلني عليها
وشكراً
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[30 Dec 2008, 05:57 م]ـ
وفقك الله وسددك ولكن اين الملف؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[30 Dec 2008, 11:40 م]ـ
أين الملف .. ؟
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Dec 2008, 03:06 ص]ـ
لا أدري ماسبب انحذاف الملف
وعسى أن يكون خيراً
فقد وردتني بعض الفوائد والتتمات والملاحظات والاقتراحات
ومنها أن يعتنى بهذه القائمة وتطور وتعطى حقها من التتميم والتوسع
وقد أبدى بعض الباحثين الأفاضل تعاونهم في تتميمها وجمع ما أمكنهم من الفوائد والتنبيهات والملاحظات التي ذكرها أهل العلم عن تلك الكتب مع فوائد أخرى تفيد الباحثين بإذن الله.
وأنا ساعٍ في تنفيذ ما اقترح علي، وأسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد
وقد أرفقت نسخة في المرفقات لعلها تفي ببعض الغرض لحين إتمام العمل المقصود
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Jan 2009, 12:01 م]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بكم وبمشروعكم العلمي أخي عبدالعزيز.
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[05 Jan 2009, 08:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فضيلة الأستاذ: عبد العزيز الداخل إلى حد الآن لم أتوفق في حفظ القائمة: خط غير مقروء أخي الفاضل. فهل لك أن تشير علينا بكيفية التوصل إلى حفظها من أجل الاطلاع عليها.
وجزاكم الله خيرا أخي عبد العزيز
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[08 Jan 2009, 11:40 ص]ـ
بارك الله في جهودكم ونفع بكم وبمشروعكم العلمي أخي عبدالعزيز.
جزاكم الله خيراً على دعواتكم الطيبة
وأنا أستفيد من ملحوظاتكم واقتراحاتكم بارك الله فيكم
أخي يوسف حفظك الله
أرفقت لك نسخة مصورة ( pdf)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يوسف محمد مازي]ــــــــ[09 Jan 2009, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي عبد العزيز لا أجد إلا: جزاكم الله خيرا
ـ[جمال القرش]ــــــــ[09 Jan 2009, 11:01 م]ـ
أسأل الله أن يبارك في جهودك وينفع بكم
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[31 Mar 2009, 07:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
وهذه نسخة مُحدَّثة وفيها بيانات الناشر والمحقق وبعض الملاحظات اليسيرة
ولا زلت أعمل على استكمال الملاحظات والفوائد حول بعض الكتب عسى الله أن يهيئ نشرها لينتفع بها طلاب العلم.
ـ[إبراهيم المصري]ــــــــ[13 Apr 2009, 08:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك في جهودك الطيبة(/)
مدرس التحفيظ ودوره في تربية الأجيال
ـ[أبو الياس]ــــــــ[27 Nov 2007, 04:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلامأ أخوتي من القلب إلى القلب
سلاما أهديه لكل من بهدي الكتاب التزم
وبعد
ما أود طرحه هو ..
أنني مدرس لتحفيط القرآن المجيد، وأرى أنني مقصر في هذه الٍأمانه التي كلفت و شرفت بها
أود من السادة الأعضاء مساعدتي ومساعدة كل مدرس تحفيظ في توعية هذا الجيل ليزرع في نفوسهم ان هذا الكتاب ليس للحفظ فحسب بل هو منهج للحياة ... !!
أود منكم مساعدتي من خلال برامج أو دورات أو مسابقات أو أشياء للحفظ غير القرآن تخدم هذا الهدف
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 Nov 2007, 07:41 ص]ـ
أخي الفاضل ..
أولا: هنيئا لك على هذا الشرف الذي اختاره الله لك، وما سؤالك هنا إلا دليل على حرصك وشعورك بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقك، فأنت تحمل مشعل النور والهداية لتضيء به عقولا وقلوبا يكون لها الأثر بعد ذلك إن شاء الله.
ثانيا: هناك شرط لا بد منه لكل من أراد تبني مشروع التأثير والتربية بالقرآن الكريم، ألا وهو ضرورة الانتفاع والتأثر به أولا، وتذوق حلاوة الإيمان من خلاله، وأن يصبح بالفعل مصدرا متفردا للقوة الروحية والدافع الذاتي عند من يريد نشره وإيصاله إلى غيره، فإذا تشبع المعلم بهذا حقا أمكنه بعدها أن ينقله إلى تلاميذه بإذن الله.
وأنا بهذا الصدد أنصح بكتاب (إنه القرآن سر نهضتنا) للأستاذ الفاضل: مجدي الهلالي، فقد قسم كتابه إلى قسمين، تحدث في الأول عن كيفية التأثر بالقران، وفي الثاني عن آلية العمل في مشروع التأثر بالقرآن عن طريق المدارس.
ثالثا: إليك هذين الموضعين مما يصب في طلبك:
طريقة مقترحة لتدبر القرآن الكريم والتدريب عليه في حلق تحفيظ القرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9839)
حلقات التحفيظ مشكلاتها ووسائل تطويرها ( http://saaid.net/Quran/14.htm)
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
ـ[أبو الياس]ــــــــ[01 Dec 2007, 03:08 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي] [] [O°^°O] [] [العبادي] [] [O°^°O] [] [وأسٍأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يكتب أجرك ويغلي منزلتك(/)
فائدة في عد الكلمات والحروف
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[27 Nov 2007, 11:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلاحظ قراء كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم الاختلاف الظاهر في عدد كلمات السور وحروفها، وهذا الأمر وإن كان لا ينبني عليه عمل إلا إني أحببت توضيح هذه المسألة وبيان سبب الاختلاف بشيء من التفصيل والتمثيل من باب تتميم الفوائد، لمن كان يعنيه بحث هذه المسألة.
أرفقت الملف لما لم أتمكن من إدراجه
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Nov 2007, 02:21 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد العزيز ..
واسمح لي بأن أدرج الملف هنا ليعم الانتفاع به:
فائدة في عد الكلمات والحروف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يلاحظ قراء كتب التفسير وعلوم القرآن الكريم الاختلاف الظاهر في عدد كلمات السور وحروفها، وهذا الأمر وإن كان لا ينبني عليه عمل إلا إني أحببت توضيح هذه المسألة وبيان سبب الاختلاف بشيء من التفصيل والتمثيل من باب تتميم الفوائد، لمن كان يعنيه بحث هذه المسألة.
فلنأخذ مثالاً على سورة من السور القصار لسهولة المراجعة والتحقق من صحة ما يذكر، ولتكن سورة (النصر)
فنجد العلماء قد اختلفوا في عدد كلماتها على ستة أقوال حسب ما اطلعت عليه وهي كالتالي:
القول الأول: أنها تسع عشر ة كلمة
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): (وهي ... تسعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً). [الكشف والبيان: 10/ 318]
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وَكَلِمُهَا تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً). [البيان:294]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وكَلِمَاتُهَا تِسْعَ عَشَرَ كَلِمَةً). [القول الوجيز:360]
القول الثاني: سبع عشرة كلمة
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت: 725هـ): (وهيَ ... سبعَ عَشْرَةَ كلمةً) [لباب التأويل: 4/ 487]
القول الثالث: تسع وعشرون كلمة
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ القُمِّيُّ (ت: 728هـ): (كَلِمُها تِسْعٌ وعِشرونَ) [غرائب القرآن: 30/ 205]
القول الرابع: ثلاث وعشرون كلمة
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (وَكَلِمَاتُهَا ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ) [تنوير المقباس: 603]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت: 1316هـ): (كلماتها ثَلاثٌ وعِشرونَ كَلِمَةً) [مراح لبيد: 2/ 673]
القول الخامس: ست عشر كلمة
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وَهِيَ ... سِتَّ عَشْرَةَ كَلِمَةً). [عمدة القاري: 20/ 5]
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (وَهي ... سِتَّ عَشْرَةَ كَلِمَةً) [اللباب: 20/ 537]
القول السادس: اثنان وعشرون كلمة
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وهي ... اثنانِ وعشرونَ كلمةً) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 600]
قلت: (هذا الاختلاف الكبير راجع إلى الاختلاف في منهج العد:
- فإذا اعتبرت حروف المعاني المفردة المتصلة بالكلمة جزءا منها سواء كانت متصلة في الرسم نحو الفاء من قوله: {فسبح} أو منفصلة نحو الواو من قوله: {واستغفره} وألغيت الضمائر المتصلة فعدد كلمات السورة تسع عشرة كلمة.
- وإذا ألغيت حروف المعاني كلها فعدد كلمات السورة سبع عشرة كلمة.
- وإذا ألغيت حروف المعاني والضمائر فعدد كلمات السورة ست عشرة كلمة.
- وإذا حسبت حروف المعاني المفردة المنفصلة رسما دون المتصلة كلمات؛ فعدد كلمات السورة اثنتان وعشرون كلمة.
- وإذا ألغيت حروف المعاني المفردة، وحسبت الضمائر المتصلة كلمات؛ فعدد كلمات السورة ثلاث وعشرون كلمة.
- وإذا حسبت حروف المعاني المتصلة والمنفصلة والضمائر المتصلة كلمات؛ فعدد كلمات السورة تسع وعشرون كلمة).
*************************************
وكذلك الحال في عدد الحروف فقد بلغت أقوالهم في عدد حروف هذه السورة خمسة أقوال، وهي كالتالي:
القول الأول: سبعة وتسعون حرفاً
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبِيُّ (ت: 427هـ): (وهي سبعةٌ وتسعونَ حرفاًَ). [الكشف والبيان: 10/ 318]
القول الثاني: سبعة وسبعون حرفاً
(يُتْبَعُ)
(/)
قَالَ عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (وَحُرُوفُهَا سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفًا، كَحُرُوفِ الْمَسَدِ). [البيان:294]
قالَ عَلِيُّ بنُ مُحَمَّدٍ الخََازِنُ (ت: 725هـ): (وهيَ ... سبعةٌ وسبعونَ حرفاً) [لباب التأويل: 4/ 487]
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): ((وَحُرُوفُهَا سَبْعَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفًا) [تنوير المقباس: 603]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (وحُرُوفُهَا سَبْعَةٌ وسَبْعُونَ حَرْفًا). [القول الوجيز:360]
القول الثالث: تسعة وتسعون حرفاً
قالَ نِظَامُ الدِّينِ الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ القُمِّيُّ (ت: 728هـ): (حُرُوفُها تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ) [غرائب القرآن: 30/ 205]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وَهِيَ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ حَرْفًا). [عمدة القاري: 20/ 5]
القول الرابع: تسعة وستون حرفاً
قالَ عُمَرُ بنُ عَلِيِّ بْنِ عَادِلٍ الدِّمَشْقِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت: 880هـ): (وَهي ... تِسْعَةٌ وَسُتُّونَ حَرْفًا) [اللباب: 20/ 537]
القول الخامس: تسعة وسبعون حرفاً
قالَ الخَطِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشِّرْبِينِيُّ (ت: 977هـ): (وَهيَ ... تسعةٌ وسبعونَ حرفًا) [تفسير القرآن الكريم: 4/ 600]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الجَاوِيُّ (ت: 1316هـ): (حروفها تِسْعَةٌ وسَبْعُونَ حَرْفًا) [مراح لبيد: 2/ 673]
قلت: (مناهج العلماء في عد الحروف مختلفة:
-فبعضهم يحسب الحرف المشدد حرفين، وبعضهم يحسبه حرفاً واحداً.
-وبعضهم لا يحسب الحروف التي لا تنطق كاللام الشمسية وألف واو الجماعة ونحوهما، وبعضهم يحسبها.
-وبعضهم يحسب المد حرفين على أنه همزة بعدها ألف، وبعضهم يحسبه حرفاً واحداً.
-وبعضهم يعد التنوين حرفاً وبعضهم لا يعده؛
فاختلافهم فيما سبق أدى إلى تفاوت الأقوال في عدد الحروف).
تنبيه مهم: عدد الكلمات والحروف المذكورة في بعض كتب التفسير من تصرف بعض الناشرين غفر الله لهم، حيث كانوا يعمدون إلى تصوير رأس كل سورة من بعض المصاحف التي تذكر عدد الكلمات والحروف كمصحف الحرمين ويجعلونه في مقدمة تفسير كل سورة اجتهاداً منهم في تجميل الطباعة، فقد يطن قارئ التفسير أن العدد من قول مؤلف الكتاب وليس الأمر كذلك.
ـ[يسري خضر]ــــــــ[28 Nov 2007, 08:34 ص]ـ
جزاكما الله خيرا
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[28 Nov 2007, 04:52 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
شكرا لك يا شيخنا عبد العزيز على هذه المعلومات القيمة المفيدة و الجديدة في بابها.
بارك الله فيك و نفع بك ...
و شكرا للأستاذ فهد الوهبي على تطوعه لتقريب هذه الفوائد من القراء و تسهيل الوصول إليها ليعم نفعها ...
و قل رب زدني علما ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Nov 2007, 05:16 م]ـ
هل لعدد كلمات القرآن من فائدة؟
الجواب: نعم.
لعل السخاوي - في حدود علمي - هو اول من ذهب إلى القول بأنه لا فائدة لعدد الكلمات، وقوله هو " لا أعلم لعدد الكلمات من فائدة لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يحتمل الزيادة والنقصان والقرآن لا يحتمل ذلك " ..
ويبدو أن رأي السخاوي هذا هو السائد .. وفي رأيي إنه اجتهاد غير صحيح ..
ذلك أن القرآن معجز في عدد كلمات سوره وآياته وترتيبها ..
ولدي ما يكفي من الأدلة على إثبات هذا الرأي ..
ما أود قوله هنا: عدد كلمات القرآن بما في ذلك البسملة 77436 كلمة حسب إحصاء عبدالله جلغوم، وقد صنفت في ذلك كتابا اسميته المعجم الإحصائي وهو منشور في موقع الأرقام وفي موقع الهيئة المغربية للإعجاز في القرآ ن والسنة ...
أما مجموع أرقام آيات القرآن البالغة 6236 آية فهو: 333667 ولهذا العدد أهمية خاصة في إعجاز الترتيب القرآني.
وأنا أعتبر هذا الإحصاء هو أدق إحصاء لعدد كلمات القرآن [وعلى من يرى غير ذلك أن يأتي بما لديه] ..
لا أقول هذا من قبيل التعصب أو الغرور أو الادعاء، إنها الحقيقة ...
ومما أوردته في هذا المعجم فهرسا بعدد الآيات المتماثلة في عدد كلماتها، الآيات المؤلفة من كلمة، من كلمتين، من ثلاث، ... إلى ان ننتهي إلى اطول آية في القرآن المؤلفة من 128 كلمة ...
ولو أخذنا الآيات المؤلفة كل منها من 19 كلمة وبحثنا في مواقع ترتيبها والسور التي وردت فيها فسنجد أنها جاءت وفق نظام رياضي مذهل زاخر بالمفاجآت .. والمعنى أن كل آية في القرآن جاءت في موقع لا تكون إلا فيه ... كما أن كل سورة جاءت في موقع لا تكون إلا فيه، ومن عدد من الآيات لا تكون إلا منه ...
وبالنسبة للمثال الذي ذكره الأخ الفاضل وهو هنا: سورة النصر، فعدد كلماتها حسب المنهج الثابت المتبع لدي في عد كلمات القرآن هو 19 كلمة ... وهناك من الأدلة الرياضية ما يثبت أن هذا العدد هو العدد الصحيح ..
ملخص الكلام: القرآن معجز في ترتيب سوره وآياته وكلماته. لا شيء في القرآن دون فائدة .. وأتمنى أن يدرك البعض هذه الحقيقة ..
إعجاز الترتيب القرآني هو دليل العصر على أن القرآن هو كتاب الله الكريم وليس من تأليف النبي صلى الله عليه وسلم كما يزعم أعداء القرآن، وهو دليل رقمي باللغة التي يفهمها الجميع بغض النظر عن لغاتهم ومعتقداتهم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Nov 2007, 09:15 م]ـ
[ QUOTE= فهد الوهبي;46642] جزاك الله خيراً يا شيخ عبد العزيز ..
واسمح لي بأن أدرج الملف هنا ليعم الانتفاع به:
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْفَيْرُوزَآباَدِيُّ (ت: 817 هـ): (وَكَلِمَاتُهَا ثَلاثٌ وَعِشْرُونَ) [تنوير المقباس: 603]
قلت: (هذا الاختلاف الكبير راجع إلى الاختلاف في منهج العد:
-
ليس الاختلاف في منهج العد هو السبب الوحيد، السبب الأهم هو عدم دقة هذه الإحصاءات ..
لقد تتبعت الاحصاءات الواردة في تنوير المقباس كمثال، فاتفقت مع تلك الاحصاءات في 48 سورة واختلفت معها في 66 سورة، وهذا يعني اتباع منهج واحد في العد .. ويعني من ناحية أخرى أن تلك الاحصاءات غير صحيحة تحت أي اعتبار ..
أمثلة:
عدد كلمات سورة البقرة في تنوير المقباس 3100. الصحيح: 6117 (لاحظوا الفرق)
سورة آل عمران 3460 الصحيح 3481 (لاحظوا أن عدد كللماات سورة آل عمران أكثر من سورة البقرة في تنوير المقباس) ..
النساء 3940 الصحيح 3748 ...
الأنعام 3050 الصحيح 3050 (لاحظوا العدد واحد عندي وعند تنوير المقباس مما يعني كما قلت المنهج الواحد)
الأعراف 3625 الصحيح 3320 (لاحظوا الفرق بين العددين)
الأنفال 1130 الصحيح 1234
هود 1625 الصحيح 1917 (لاحظوا الفرق الكبير) ...
الفرقان 392 الصحيح 894
القصص 441 الصحيح 1430
لقمان 748 الصحيح 546
الجاثية 644 الصحيح 488
الواقعة 878 الصحيح 379 .................................
وجملة القول أيها الأفاضل: الاحصاءات الواردة في تلك الكتب غير صحيحة ولا يعتمد عليها ولا يجوز بناء اي حكم باعتبار اي منها. ووجود مثل هذه الاحصاءات في كتبنا لا يخدم القرآن في شيء هذا ان لم تكن هذه الاحصاءات سبب للتشكيك في القرآن من قبل أعدائه ..
العجيب يا دكتور فهد أن أحد الأخوة يورد ملاحظة بسيطة وتنهال عليه الدعوات بالخير من قبلكم، أما من أمضى سنوات لوضع إحصاء دقيق لعدد كلمات القرآن فلا يفوز بكلمة شكر واحدة ...
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[30 Nov 2007, 01:18 م]ـ
أشكر الشيخ فهد على تفضله بإدراج البحث،
وكذلك الأساتذة الفضلاء د. يسري، ولحسن بلفقيه، د. عبد الله جلغوم على اطلاعهم ومشاركتهم فجزاكم الله خيراً جميعاً، وسررت بتفاعلكم مع الموضوع.
أخي الأستاذ القدير: عبد الله جلغوم، حياك الله وبياك، وسعدت بالتعرف عليك من خلال هذا الموضوع، وأنا أحيي فيك هذه المثابرة وهذا الجد في الانكباب على كتاب الله تعالى، للإفادة من علومه وكنوزه، وفقنا الله وإياك، وسدد أقوالنا وأعمالنا، ورزقنا الإخلاص والقبول.
ويكفيك فخراً أخي الكريم اشتغالك بكتاب الله تعالى، وعنايتك به، نفع الله بك، ويسر لك سبل الخير، ونحن لم نشترك في هذا الملتقى إلا لنستفيد ونفيد، ويقوم بعضنا بعضاً، ويكمل بعضنا بعضاً، حتى نكون كما أراد الله عز وجل لنا خير أمة أخرجت للناس، ومن صور هذا التقويم أن يبين بعضنا لبعض ما يراه من مواضع الخلل في بحوثه لا ليثبطه عما يعمل، وإنما ليقوم ما لديه، ويطور ما عنده، حتى يخرج عمله على أكمل وجه ممكن ...
وإني لأسعد إذا بينت لي ملاحظة ما أستفيد منها، وأظن أن هذا الشعور لديك أيضاً
وقد تأملت فائدة عناية بعض العلماء بعد الحروف فوجدت أنها تبرز عناية علماء هذه الأمة بحفظ كتاب الله تعالى، حتى وصل الأمر إلى عد كلماته وحروفه، بخلاف أهل الكتاب الذين ضيعوا ما استحفظوا عليه من كتاب الله تعالى.
فإن كان لديك فوائد أخرى فنأمل أن تبينها لنا بشيء من التوضيح والتمثيل حتى نستفيد جميعاً.
(وأترك مناقشة بعض القضايا المتعلقة بالفوائد لحينها)
وأما طرحي لهذا الموضوع فمن فوائده: الذب عن علماء الإسلام الأجلاء لئلا يظن ظان أن اختلافهم سببه عدم الضبط، أو الاضطراب في عد الكلمات، أو يشكك في ضبط المصحف.
بل اختلافهم في العد راجع إلى اختلافهم في منهج العد، واختلافهم في منهج العد راجع إلى الخلاف المعروف في مصطلح الكلمة عند علماء كل فن:
- فالكلمة عند النحاة لها مدلول محدد.
- وعند علماء اللغة لها مدلول آخر.
- وعند علماء النظم والتقطيع لها مدلول آخر.
- وعند علماء الأداء (اللفظي والرسمي) لها مدلول آخر
وهذا المدلول جاء به مصرحاً عند بعضهم، ويمكن استنتاجه بالاستقراء والتتبع عند البعض الآخر.
وأما تجهيل هؤلاء الأئمة الأعلام واعتبارهم غير متحري الدقة والضبط فيما يكتبون فهو اتهام لهم بالباطل، ينبغي أن يذب عنهم في ذلك، فمنهم من اعترف له بالإمامة في اللغة ومنهم من اعترف له بالإمامة في القراءات، ومنهم من اعترف له بالإمامة في التفسير، فينبغي للباحث أن يتعرف على منهجهم في العد قبل أن يسارع إلى الطعن فيهم.
وقولك: (اختلاف المنهج ليس هو السبب الوحيد) إقرار بأن اختلاف المنهج سبب معتبر في اختلاف العد.
ولم توضح الأسباب الأخرى سوى أنهم مخطئون أو واهمون وتعديت ذلك إلى أن له لوازم خطيرة!!
فليتك توضح لنا الأسباب العلمية الأخرى.
وتوضح لنا منهجك في العد وسبب اختيارك لهذا المنهج دون سواه.
بارك الله في الجميع
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Dec 2007, 08:48 م]ـ
[
وأما تجهيل هؤلاء الأئمة الأعلام واعتبارهم غير متحري الدقة والضبط فيما يكتبون فهو اتهام لهم بالباطل، ينبغي أن يذب عنهم في ذلك، فمنهم من اعترف له بالإمامة في اللغة ومنهم من اعترف له بالإمامة في القراءات، ومنهم من اعترف له بالإمامة في التفسير، فينبغي للباحث أن يتعرف على منهجهم في العد قبل أن يسارع إلى الطعن فيهم.
وقولك: (اختلاف المنهج ليس هو السبب الوحيد) إقرار بأن اختلاف المنهج سبب معتبر في اختلاف العد.
ولم توضح الأسباب الأخرى سوى أنهم مخطئون أو واهمون وتعديت ذلك إلى أن له لوازم خطيرة!!
الأخ عبدالعزيز المحترم
لقد استخدمت في مقالتك هذه كلمات: تجهيل - اتهام لهم بالباطل - الطعن - انهم مخطئون أو واهمون ........
سؤالي لك: هل ااستخدمت انا هذه الكلمات؟
كلامي واضح: ليس الاختلاف في منهج العد هو السبب الوحيد، السبب الأهم هو عدم دقة هذه الإحصاءات ..
لقد تتبعت الاحصاءات الواردة في تنوير المقباس كمثال، فاتفقت مع تلك الاحصاءات في 48 سورة واختلفت معها في 66 سورة، وهذا يعني اتباع منهج واحد في العد .. ويعني من ناحية أخرى أن تلك الاحصاءات غير صحيحة تحت أي اعتبار .. أمثلة:
عدد كلمات سورة البقرة في تنوير المقباس 3100. الصحيح: 6117 (لاحظوا الفرق)
سورة آل عمران 3460 الصحيح 3481 (لاحظوا أن عدد كللماات سورة آل عمران أكثر من سورة البقرة في تنوير المقباس) ..
النساء 3940 الصحيح 3748 ...
الأنعام 3050 الصحيح 3050 (لاحظوا العدد واحد عندي وعند تنوير المقباس مما يعني كما قلت المنهج الواحد)
الأعراف 3625 الصحيح 3320 (لاحظوا الفرق بين العددين)
الأنفال 1130 الصحيح 1234
هود 1625 الصحيح 1917 (لاحظوا الفرق الكبير) ...
الفرقان 392 الصحيح 894
القصص 441 الصحيح 1430
لقمان 748 الصحيح 546
الجاثية 644 الصحيح 488
الواقعة 878 الصحيح 379 .................................
فيا أخي الكريم: أعطيتك مثالا مما نجده في تنوير المقباس بغض النظر عن صاحب الإحصاء .. القرآن بين يديك وفي وسعك أن تتاكد بنفسك، عد واقرأ: كلمات سورة البقرة في كتاب تنوير المقباس 3100، أقول لك: هذا العدد غير صحيح تحت أي اعتبار وتحت أي منهج ... وبغض النظر عن صاحبه ومن اين جاء ..
هل ستقول لي: هذا اتهام للعلماء؟!
اذا كان هذا العدد صحيحا فهذا يعني ان نصف سورة البقرة ليس منها!!
ـ[صالح صواب]ــــــــ[11 Dec 2007, 10:01 م]ـ
أحسن الله إلى الجميع ..
يمكن الاستفادة من مثل هذه المقالة الجميلة فيما يتعلق بالإعجاز العددي ..
والمسألة المهمة في هذا: أن يبين المشتغلون بهذا النوع من الإعجاز على منهج واحد محدد، بحيث ينطبق على سائر المسائل.
أما ما يحصل من بعضهم باتخاذ منهج يتناسب مع ما يهدف إليه ويخدم فكرته دون توحيد المنهج، فهو أمر خطأ.
والسلام عليكم
ـ[الميموني]ــــــــ[12 Dec 2007, 10:41 م]ـ
ممن يرى أنه لا فائدة في ذلك مع السخاوي السيوطي وغيره. و مشكلة الاختلاف في العدد الاختلاف في الاجتهاد المتعلق باعتبار ما ليس من الكلمة منها أو العكس. و بعض الكتب المهمة في هذا الموضوع لم تطبع وسجلت كرسالة علمية.
و المهم أن للاختلاف أسبابا أوضحها الشيخ عبد العزيز و أما الإعجاز العددي فإثباته صعب و القراءات السبع توهنه و اختلاف العلماء يضعفه
لو ثبت لم ينتفع به إلا القليل .....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Dec 2007, 10:45 م]ـ
ممن يرى أنه لا فائدة في ذلك مع السخاوي السيوطي وغيره. و مشكلة الاختلاف في العدد الاختلاف في الاجتهاد المتعلق باعتبار ما ليس من الكلمة منها أو العكس. و بعض الكتب المهمة في هذا الموضوع لم تطبع وسجلت كرسالة علمية.
و المهم أن للاختلاف أسبابا أوضحها الشيخ عبد العزيز و أما الإعجاز العددي فإثباته صعب و القراءات السبع توهنه و اختلاف العلماء يضعفه
لو ثبت لم ينتفع به إلا القليل .....
لنتأمل الفقرة التالية نقلا عن الاتقان للسيوطي 1/ 152:
[وعد قوم كلمات القرآن 77439 وقيل 77437 وقيل 77277 وقيل غير ذلك .... وقيل وسبب الاختلاف في عد الكلمات ان الكلمة لها حقيقة ومجاز ولفظ ورسم واعتبار] ..
أيها الأفاضل:
(يُتْبَعُ)
(/)
لا يمكن أن تكون هذه الأعداد ناتجة عن أسباب الاختلاف التي أشرتم إليها، الخطأ والتصحيف أمران واردان ..
والأعداد الثلاثة هذه تمت بمنهج واحد ...
العدد الذي توصلت اليه هو: 77436 إنه يقل عن أحد هذه الأعداد رقما واحدا ..
هناك باحث آخر وصل الى العدد 77432 بفارق اربع كلمات وهي المكتوبة في رسم القرآن هكذا (ما ل) ..
فلماذا كل هذه المراوغة؟؟
القرآن بين ايديكم فلماذا لا تتاكدون من العدد الصحيح؟ لماذا لا تتوقفون عن ذكر اعداد من المؤكد أنها ليست صحيحة؟
هل تخشون من نسبة الخطأ الى القدماء؟
وللعلم: العدد الصحيح يملك الأدلة على صحته ..
وللعلم تخضع سور القرآن باعتبار أعداد الكلمات للنظام نفسه الذي تخضع له باعتبار أعداد الآيات، في إطارها العام ..
وأما مقولة أن إثبات الاعجاز العددي غير ممكن فمقولة خاطئة ..
ومرة أخرى أكرر: إعجاز الترتيب القرآني في سوره وآياته وكلماته هو الوجه الثاني لإعجاز القرآن الكريم، وبعبارة أخرى اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل أحدهما عن الاخر ..
ولتبسيط المسألة اكثر أقول:
ليست مصادفة أن تأتي الآية الأولى في القرآن المؤلفة من 19 كلمة في رقم الترتيب 13 (الآية 13 سورة البقرة) وبعد 19 آية من بداية المصحف ...
يتأكد لنا ذلك حينما نكتشف أن الآية الأخيرة المؤلفة من 19 كلمة في ترتيب آيات القرآن هي الآية رقم 13 في سورة الممتحنة، السورة الوحيدة في القرآن المؤلفة من 13 آية ....
ونتاكد أكثر حينما نلاحظ أن الآية الأولى في ترتيب آيات القرآن - باعتبار عدد الحروف - مؤلفة من 19 حرفا وأن الآية الأخيرة مؤلفة من 13 حرفا .. [بسم الله الرحمن الرحيم - من الجنة والناس]
هذا يعني أن:
رقم الآية مهم وله غاية ..
عدد كلمات الآية مهم وله غاية .. كذلك عدد الحروف
كذلك رقم السورة وعدد آياتها ..
الملاحظة الأولى - التي ذكرناها - هي دعوة القرآن للتدبر ...
إذا تتبعنا الملاحظة سنكتشف من أسرار ترتيب القرآن ما لا يخطر على البال ....
وللكلمة دور:
مثال: عدد آيات سورة البقرة 286 آية ..
يمكننا ملاحظة الاشارة المخزنة الى عدد سور القرآن في هذا العدد من خلال جمع العددين 86 + 28 = 114 ...
قد يجد البعض هذا النوع من الحساب غير مألوف ...
نذهب الى السورة رقم 88 في ترتيب المصحف (الرقمان في الوسط] نجد أن عدد آياتها 26 [الرقمان في الطرفين] ..
نصاب بالتردد .. بشيء من الحيرة ..
- إذا أحصينا عدد مرات ورود لفظ الجلالة في سورة البقرة نجد أنه ورد في 114 آية لا غير ..
ملاحظة تؤكد الاشارات السابقة ..
ما زال لدينا بعض التردد ..
- من السهل أن نستنتج أن عدد الايات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة [الله] في سورة البقرة هو: 172 آية ..
من لديه حس رياضي سيقول سبحان الله العظيم .. لماذا؟
لأن العدد 172 يساوي: 86 × 2 ..
هل تلاحظون كيف عدنا الى العدد 286؟؟؟
ليست مصادفة أن يرد لفظ الجلالة في 114 آية وليس 113 ..
إعجاز الترتيب هنا واضح وضوح الشمس ..
وهذه ظاهرة واحدة فقط في سورة البقرة ومثلها الكثير بحيث لا تدع مجالا للشك لدى كل عاقل ..
أرجو أن أكون واهما حينما أظن أن إقناع غير المسلم بعظمة الترتيب القرآني قد يكون أسهل من إقناع المسلم ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Dec 2007, 04:19 ص]ـ
الحمد لله
أرى و الله اعلم ان كل علم قامت دواعيه في عصر النبوة ولم يتعلمه الصحابة والقرون الثلاثة
المفضلة .. ولم تحتج الامة بعدهم اليه لحمل اعباء الفهم في دين الله وتبليغه فهو من قبيل ما
لا ينفع العلم به و لا يضر جهله. و احسب هذا الامر المتكلم فيه من ذلك.
ثانيا ... أريد أن أسال الاخ جلغوم عن عدد كلمات سورة الحديد .... و عدد كلمات سورة التوبة
بحسب إحصاءاته التي قام بها نفسه. فأرجو منه ان يفيدني بالجواب في هاتين المسألتين
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[14 Dec 2007, 09:48 ص]ـ
الحمد لله
أرى و الله اعلم ان كل علم قامت دواعيه في عصر النبوة ولم يتعلمه الصحابة والقرون الثلاثة
المفضلة .. ولم تحتج الامة بعدهم اليه لحمل اعباء الفهم في دين الله وتبليغه فهو من قبيل ما
لا ينفع العلم به و لا يضر جهله.
نحن بحاجة إلى كلام منهجي في هذا الموضوع .. من قبيل هذا.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[14 Dec 2007, 11:02 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
[المجلسي الشنقيطي
أرى و الله اعلم ان كل علم قامت دواعيه في عصر النبوة ولم يتعلمه الصحابة والقرون الثلاثة
المفضلة .. ولم تحتج الامة بعدهم اليه لحمل اعباء الفهم في دين الله وتبليغه فهو من قبيل ما
لا ينفع العلم به و لا يضر جهله. و احسب هذا الامر المتكلم فيه من ذلك.
هذا يعني التوقف في فهمنا للقرآن وإعجازه عند حدود القرن الثالث والتنكر للزمن ومتغيرات العصر وأدوات المعرفة، والتنكر كذلك لعالمية الرسالة.
أما مسألة أنه علم لا ينفع العلم به فقول خاص بك، فما لا ينفعك قد ينفع سواك، ونحن لسنا وحدنا في هذا العالم ..
العالم اليوم لم يعد قرية صغيرة بل أصبح غرفة صغيرة وعلينا كمسلمين ان نوظف كل ما من شانه خدمة القرآن ...
وسؤالي لك: كم من المسلمين الذين ينتفعون ببلاغة القرآن ويفهمونها؟ هل يحق لهم أن يدعوا أنه علم لا ينفعهم وليسوا بحاجة اليه؟
ثانيا ... أريد أن أسال الاخ جلغوم عن عدد كلمات سورة الحديد .... و عدد كلمات سورة التوبة
بحسب إحصاءاته التي قام بها نفسه. فأرجو منه ان يفيدني بالجواب في هاتين المسألتين]
عدد كلمات سورة الحديد هو: 435 كلمة
عدد كلمات سورة التوبة: 2498 كلمة
مسألة: تلاحظ أخي الكريم في ترتيب المصحف تجميع السور القصيرة في نهاية المصحف والطويلة في أوله .. ما سر هذا الترتيب؟؟؟
ماذا قال العلماء - قديما وحديثا - في هذه المسالة؟
رأيي أنا أنه ترتيب رياضي في غاية الاحكام ...
إذا استطعت انت او سواك أن يثبت خطأ هذا الرأي فليتفضل وانا معه ..
أنا سأقدم تفسيرا، وهات انت ما لديك ..
أما أن تقول هذا مما لم تعرفه القرون الأولى وليس في نفعه فائدة فليس تفسيرا ..
ومسألة أخرى:
العلماء القدماء مختلفون في البسملة على النحو الذي تعرفه ...
أنا أقول: البسملة آية زاخرة بالإعجاز العددي، وبلغة العصر إنها المفتاح الذي يختزن إشارات خاصة لأنظمة الترتيب القرآني .. هذا الكلام هو من الجديد الذي لم يعرفه القدماء ولا حتى المعاصرون. فهل سترفضه؟ لك ان ترفضه فقط في حالة ان تثبت انه غير صحيح او انه يخالف القرآن او ما اتفق عليه العلماء ...
" ليس العجيب أن يكون ترتيب القرآن معجزا .. العجيب أن لا يكون "
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Dec 2007, 04:49 م]ـ
[
عدد كلمات سورة الحديد هو: 435 كلمة
عدد كلمات سورة التوبة: 2498 كلمة
" [/ U][/color]
لا أدري كيف ستخرج من الاشكال الآتي
اعلم اخي الكريم أن كلمة " هو " في سورة الحديد مثبتة في قراءة نافع ومحذوفة عند عاصم في قوله تعالى .... ومن يتول فإن الله الغني الحميد ..... هذا عند نافع .... اما عند عاصم فالاية هكذا .... ومن يتول فإن الله الغني الحميد ... بدون كلمة هو.
و الاشكال نفسه تقع فيه في التوبة في آية و السابقون الاولون ........ ففيها عند ابن كثير ..... تجري من تحتها الانهار ..... وفيها قراءة أخرى متواترة بدون من اي ..... تجري تحتها الانهار.
ومثل هذا كثير ... فأرجو أن تجيبني على هذين الاشكالين
ـ[البتول]ــــــــ[14 Dec 2007, 09:04 م]ـ
من الأمور التي حيرتني حقا استناد بعض المفسرين لما يسمى بعد الكلمات في الآيات أو في السور كما فعل البقاعي في تفسيره نظم الدرر، وربما كان قصده من ذلك الإشارة الى بعض الموافقات بين الأرقام و الوقائع.ولم يكن لذلك أثر في فهم كتاب الله، لذا كان الاولى لعالم كالبقاعي أن يترك ذلك
خاصة لو علمنا أن هذا الباب قد يلج منه أهل الأهواء بل أهل الديانات الأخرى فيستدلون بها لإثبات أصولهم ولهدم أصولنا، فهل نستعين بطريق حتى وان قيل أنه يثبت به الإعجاز ونقره ليستعمله الغير ضدنا، أليس الأولى أن نتركه بل الواجب أن نسده وكل وسيلة مؤدية الى مفسدة هي محرمة حتى ان خالطت المفسدة مصلحة وهي هنا اثبات الإعجاز.
وفي الأخير أقول وقفت في مرة على موقع نصاراني في الأنترنت يثبتون بالعد أصولا نصارانية من خلال القرآن.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Dec 2007, 09:38 م]ـ
الحمد لله
كلام نافع للشيخ خالد السبت حفظه الله في الاعجاز العددي
http://www.khaledalsabt.com/mat/58
http://www.khaledalsabt.com/mat/84
http://www.khaledalsabt.com/mat/57
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2007, 12:25 ص]ـ
الحمد لله
كلام نافع للشيخ خالد السبت حفظه الله في الاعجاز العددي
http://www.khaledalsabt.com/mat/58
http://www.khaledalsabt.com/mat/84
http://www.khaledalsabt.com/mat/57
لقد اطلعت على محتوى هذه الروابط ويرى فيها الشيخ:
- رسم القرآن اصطلاحي.
- ترتيب سور القرآن اجتهادي.
- ترك المجال مفتوحا لاختلاف القدماء في سور القرآن.
- استدل على بطلان الاعجاز العددي بامثلة رديئة لا تمثل الاعجاز العددي ..............
- ولقد رأيته يستشهد بكتاب اسمه: الاعجاز العددي بين الحقيقة والوهم (رسالة ما جستير) انتقد صاحبها الشيخ بسام جرار والباحث صدقي البيك متهما اياهما بالخطأ في العد، وقد رد عليه كلاهما واثبتوا له ولغيره انه هو المخطيء ..
والمعنى ان ذلك الكتاب لا قيمة له، فلماذا يستشهد به؟
والسؤال:
لماذا يبيح الدكتور خالد السبت لنفسه أن القول بأن ترتيب سور القرآن اجتهادي رغم أن العلماء مختلفون في ذلك، ولا يبيح لغيره القول بأن ترتيب سور القرآن توقيفي؟؟
بنفس منطقه نقول له لا يحق لك ذلك لأن هذه المسألة مختلف فيها ..
لست أنا الوحيد الذي يرى أن ترتيب سور القرآن توقيفي، فمن القدماء من يرى ذلك، وكثير من المعاصرين يرى ذلك أيضا .. وربما انت ترى ذلك أيضا ..
فهل ردك أن الشيخ خالد السبت يرى غير ذلك؟
على أي حال:
لك ولغيرك الزعم ان ترتيب سور القرآن اجتهادي، ولكن يظل عليكما تفسير كثير من الحقائق الرياضية المحكمة في الترتيب القرآني ..
أما أنا فأرىأن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي وقد تم بالوحي وعدد سور القرآن 114 سورة، ومن المستحيل أن يكون غير ذلك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2007, 01:19 ص]ـ
إلى أعضاء وزائري الملتقى:
من يفسر لي الظاهرة التالية (في موضوع عدد الكلمات] .. ؟
مدخل:
القرآن نصفان باعتبار عدد السور كل نصف 57 سورة (19 × 3) (هذه قاعدة مهمة لفهم ترتيب سور القرآن الكريم) ..
- النصف الأول 57 سورة (السور من 1 - 57] والنصف الثاني 57 سورة [58 - 114]
- باعتبار قانون الزوجية: سور القرآن:
57 سورة فردية الترتيب + 57 سورة زوجية الترتيب ..
- باعتبار ظاهرة الطول والقصر، سور القرآن:
57 سورة طويلة + 57 سورة قصيرة.
- باعتبار ظاهرة التجانس، سور القرآن:
57 سورة متجانسة + 57 سورة غير متجانسة.
[التماثل هو في العدد وليس في السور)
الظاهرة التي أود ذكرها:
بعد أن نقوم بإحصاء لأعداد الكلمات في جميع آيات سور القرآن، وفق منهج واضح محدد، سنكتشف أن من بين آيات القرآن آيتان فقط تتألف كل منهما من 57 كلمة ..
[الآيتان تمثلان عدديا 57 + 57].
هل هذه مصادفة؟ لنفترض، ولكن لنتابع ..
الآيتان هما:
الآية رقم 31 في سورة المدثر [وهي الآية الشارحة للحكمة من ذكر العدد 19]، والثانية الآية رقم 217 في سورة البقرة ..
ماذا نلاحظ؟
رقم الآية في سورة البقرة هو 217 أي: 7 × 31. [لاحظوا أن رقم الآية في سورة المدثر هو 31)
هل هذه مصادفة؟ لنتابع
- نلاحظ أن إحدى الآيتين وردت في السورة الأطول في النصف الأول من القرآن، والثانية في السورة الأطول في النصف الثاني من القرآن ..
وهل هذه مصادفة؟
-نلاحظ أن رقم ترتيب سورة البقرة 2 ورقم ترتيب سورة المدثر 74. مجموع العددين 76 أي: 4× 19 ..
- ونلاحظ أن:
عدد آيات سورة البقرة 286 وعدد آيات سورة المدثر هو 56 ..
مجموع العددين = 342 ..
هذا العدد = 3 × 114 (إشارة واضحة إلى عدد سور القرآن) وهو كذلك عدد من مضاعفات ال 19 ..
هل هذه مصادفة أيضا؟
- ولنتأمل الآية رقم 30 في سورة المدثر وهي الآية التي تذكر العدد 19 ..
إنها قوله تعالى: " عليها تسعة عشر "
نلاحظ:
- إذا كتبنا تحت كل كلمة عدد حروفها ينتج لدينا العدد 345 ..
عليها - تسعة - عشر
5 - 4 - 3
- إن حاصل ضرب 345 في 19 = 6555 .. العدد 6555 هو مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الكريم (1 + 2 + 3 + 4 + 5 ............ + 114) ..
هل هذه مصادفة؟
الآية التي تذكر العدد 19 ترسم كلماتها العدد 345؟
[تشير البسملة الى العدد 345 من خلال عدد حروفها وعدد كلماتها: (19 + 4) × (19 - 4) = 345) ..
- تأتي الآية التي تذكر العدد 19 في رقم الترتيب 30 ..
-نلاحظ أن الفرق بين العددين 30 و 19 هو 11 ..
-عدد آيات سورة المدثر هو 56، عدد يتألف من رقمين مجموعهما 11 ..
-رقم ترتيب سورة المدثر 74، عدد مؤلف من رقمين مجموعهما 11 ..
-من بين آيات سورة المدثر آية واحدة مؤلفة من 11 كلمة .. إنها الآية رقم 56 (6 + 5 = 11) وليست 55.
هل هذه مصادفة؟
- تتألف الآية " عليها تسعة عشر " من 12 حرفا: 3 أحرف مكررة + 9 أحرف هجائية ..
- شهادة (لا إله إلا الله) عبارة تتألف من 12 حرفا: 3 أحرف هجائية + 9 مكررة.
- شهادة (محمد رسول الله) عبارة تتألف من 12 حرفا: 3 أحرف مكررة + 9 أحرف هجائية ..
وهل هذه مصادفة؟
إما أن يكون كل هذا مصادفة، وفي هذه الحالة القرآن زاخر بالمصادفات العجيبة ... وإما أن يكون هذا قد تم وفق حساب مخصوص وله غايات وأهداف؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Dec 2007, 01:45 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
أجبني اولا على اشكالاتي التي طرحتها لك بخصوص عدد كلمات سورة التوبة
فكلمة / من / توجد في حرف ابن كثير في آية و السابقون الاولون .......... تجري من تحتها الانهار
وليست هذه الكلمة /من / مثبتة في حرف نافع مثلا .... ففيه ...... تجري تختها الانهار
و الواو محذوف في حرف نافع في قوله تعالى في التوبة /الذين اتخذوا مسجدا ضرارا /
وهو مثبت عند عاصم في الاية نفسها فيقرأ / والذين اتخذوا مسجدا ضرارا /
الا ترى ان الواو من القرآن في حرف و ليس من القرآن في حرف ... وكذلك / من / يعتبر قرآنا في قراءة و ليس قرآنا
في قراءة أخرى .... وكل هذا في سورة واحدة ..... وابحث و ارجع الى كتب القراءات و تأكد بنفسك.
و الشيء ذاته قلته لك في كلمة / هو / في سورة الحديد ....
فكيف تتخلص من هذا الاشكال
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2007, 02:14 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
أجبني اولا على اشكالاتي التي طرحتها لك بخصوص عدد كلمات سورة التوبة
فكلمة / من / توجد في حرف ابن كثير في آية و السابقون الاولون .......... تجري من تحتها الانهار
وليست هذه الكلمة /من / مثبتة في حرف نافع مثلا .... ففيه ...... تجري تختها الانهار
و الشيء ذاته قلته لك في كلمة / هو / في سورة الحديد ....
فكيف تتخلص من هذا الاشكال
- أولا: هذه ليست مشكلتي.
- ثانيا: أنت من استعجل بوضع عدد من الروابط والتي تراها علما نافعا وأنا لا أراها كذلك.
- ثالثا: انت لم تجب على أي ملاحظة ذكرتها لك.
- رابعا: الأمثلة التي أوردتها لك موجودة فعلا في المصحف (مصحف المدينة النبوية) فهل عدم وجودها او انطباقها في قراءة أخرى يلغيها؟
- لقد اكتشفت من أسرار الترتيب القرآني في المصحف برواية حفص ما يكفي من الأدلة لإثبات أن ترتيب القرآن بسوره وآياته وكلماته توقيفي ولا يمكن أن يكون مصادفة ... [ومن يملك أن يثبت غير ذلك فليأت بما عنده]
مسألة ما هو غير موجود في رواية أو قراءة أخرى لا يلغي ما هو موجود في رواية أو قراءة أخرى .. ولا أظن أنك ستشكك برواية حفص .. بسبب أن ما نجده في ترتيب القرآن باعتبارها لا نجده في غيرها ..
المطلوب منك أنت أن تحل لنا هذا الاشكال ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2007, 02:15 م]ـ
[البتول
.... لو علمنا أن هذا الباب قد يلج منه أهل الأهواء بل أهل الديانات الأخرى فيستدلون بها لإثبات أصولهم ولهدم أصولنا، فهل نستعين بطريق حتى وان قيل أنه يثبت به الإعجاز ونقره ليستعمله الغير ضدنا، أليس الأولى أن نتركه بل الواجب أن نسده ..
ألست واثقة بأن القرآن الكريم كتاب الله المحفوظ؟ ألست واثقة من انك على الحق؟ فكيف يمكن لأهل الأهواء أن يثبتوا اصولهم ويهدموا اصولنا؟ ألهذا الحد تخشينهم؟ الواثق مما لديه لا يخشى الآخرين ..
لقد ادخر القرآن لنا ما يكفي من الأسلحة لمواجهة خصومنا .. كنوزا من الأسرار مازالت مخبأة تنتظر المخلصين لاستخراجها ..
وإذا كان اهل الأهواء ماضون في إثارة الشبهات حول كتاب الله الذي نؤمن به، متسلحين بما لدى بعضنا - كما ترين - فهل مواجهتهم تكون بالهروب، وترك الساحة فارغة لهم يصولون ويجولون فيها كما يشاؤون؟
إن من واجبنا في هذه الحالة أن نبين للناس وجه الحق ولا يكون ذلك إلا بدراسات جديدة جادة هادفة تبين مواطن الخلل والفساد وإظهار الحقيقة والحق ...
هناك من يقدس العدد 19 .. ولا يتورع أن يلفق ويفسد ويفتري لغايات خاصة به ..
هل نتركه يفعل ما يفعل ونقف نتفرج عليه؟ ونترك غيرنا يسقطون في شباكه؟
أم أن واجبنا أن نسد عليه الطريق ونكشف للناس زيفه وبطلانه؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Dec 2007, 05:05 م]ـ
[
...
أنا أقول: البسملة آية زاخرة بالإعجاز العددي، وبلغة العصر إنها المفتاح الذي يختزن إشارات خاصة لأنظمة الترتيب القرآني .. هذا الكلام هو من الجديد الذي لم يعرفه القدماء ولا حتى المعاصرون. [/ U][/color]
الحمد لله
أخي الكريم
البسملة آية أين ?
فلا أرى انضباطا واطرادا في مسألة التعداد هذه بالطريقة التي تعتمدها.
فتارة تعتمد العد الذي في مصحف المدينة وتقول البقرة عدد آياتها 286 ..... لكنك تنقض هذا المصدر الذي تعتمد
عليه وتقول البسملة آية ... و المصحف المكتوب برواية حفص ليس فيه ترقيم البسملة في سورة البقرة على أنها
آية ..... بل أول آية في البقرة هي الحروف المقطعة .... فإذا جعلتها انت آية في رواية حفص في البقرة فسيكون عدد
آيات البقرة 287 و ليس 286.
هذا مثال يسير لما يظهر من التناقض و عدم الانضباط في دعوى اسرار الاعداد هذه.
وتقبل مني فائق الاحترام.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[15 Dec 2007, 10:24 م]ـ
الحمد لله
أخي الكريم
البسملة آية أين ?
فلا أرى انضباطا واطرادا في مسألة التعداد هذه بالطريقة التي تعتمدها.
فتارة تعتمد العد الذي في مصحف المدينة وتقول البقرة عدد آياتها 286 ..... لكنك تنقض هذا المصدر الذي تعتمد
عليه وتقول البسملة آية ... و المصحف المكتوب برواية حفص ليس فيه ترقيم البسملة في سورة البقرة على أنها
آية ..... بل أول آية في البقرة هي الحروف المقطعة .... فإذا جعلتها انت آية في رواية حفص في البقرة فسيكون عدد
آيات البقرة 287 و ليس 286.
هذا مثال يسير لما يظهر من التناقض و عدم الانضباط في دعوى اسرار الاعداد هذه.
وتقبل مني فائق الاحترام.
يا أيها الرجل المحترم
من أين فهمت اني أقول أن البسملة هي الآية الأولى في سورة البقرة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل فيما قرأته ما يقودك الى هذا الفهم؟ أرجو أن تكون بخير وعافية ..
لقد قلت: البسملة آية زاخرة بالإعجاز العددي
هل معنى قولي هذا أن البسملة هي الآية الأولى في سورة البقرة؟؟؟
اقرأ كل مشاركاتي في هذا الملتقى، لم يفهم احد ما فهمته أنت ..
البسملة في رأيي: هي الآية الأولى في سورة الفاتحة وهي زاخرة بإشارات الإعجاز، ولا تعد البسملة آية في باقي سور القرآن .. ولعلمك مجموع أرقام آيات القرآن البالغة 6236 آية هو: 333667 وأنا أول من وصل الى هذا العدد ..
رقم البسملة 1، مجموع ارقام آيات القرآن الباقية هو: 333666 .. فتامل ..
ولي عليك حق الاعتذار ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Dec 2007, 10:48 م]ـ
هل يمكنني باختصار أن أفهم أن الإعجاز الذي يشير إليه الأستاذ عبد الله جلغوم إنما هو مختص برواية محددة هي رواية حفص عن عاصم، وبطريقة واحدة في العد هي طريقة الأستاذ عبدالله جلغوم ومن وافقه؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Dec 2007, 01:45 ص]ـ
الحمد لله
(يُتْبَعُ)
(/)
خيرا أخي الكريم
وما لي ألا أعتذر ... بل و أعتذر بشدة ....
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Dec 2007, 02:01 ص]ـ
الحمد لله
خيرا أخي الكريم
وما لي ألا أعتذر ... بل و أعتذر بشدة ....
أرجو أن تتقبل مني كل الود والمحبة، وفائق التقدير والاحترام
فهدفنا واحد وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[16 Dec 2007, 04:30 ص]ـ
يبدو أن الموضوع قد خرج عن مساره كثيراً
وأنا إنما أردت بيان سبب الاختلاف في العد
ولم أتطرق لقضية الإعجاز العددي لأن لي عليها عدة تحفظات
لكن قبل بيان هذه التحفظات أحب أن أعقب على بعض ما ذكره الإخوة الفضلاء وأذكر بعض الفوائد المهمة في هذا الباب:
أولاً: مع أني لا أدري ما سر تركيز د. عبد الله جلغوم على كتاب تنوير المقباس فقط وعدم تطرقه للكتب الأخرى مع أن فيها ما يفيد الباحث ويزيده بياناُ
وتنوير المقباس طبع عدة طبعات واحتمال الخطأ الطباعي والتصحيف وارد كما أشار إليه د. جلغوم وأنا أوافقه على هذا وعانيت منه كثيراً في بحوثي
لكن مما يسهل اكتشاف الخطأ الطباعي جمع الأقوال في المسألة من مصادر شتى لا سيما المصادر الأصول التي يكثر نقل المؤلفين منها –إن تيسر ذلك-وقد قال إمام أهل الحديث في العلل علي بن المديني وقد سئل: كيف تعرفون علة الحديث؟
قال: إنما تعرف العلة بجمع الطرق؟
وصدق رحمه الله، وهذا الأمر ينبغي أن يطبق في جميع المسائل الاجتهادية التي يختلف فيها أهل الاجتهاد، فكلما كان الباحث واسع الاطلاع حسن الفهم كانت بحوثه أكثر نفعاً وفائدة.
ولعل من هذا القبيل ما لاحظه د. عبد الله جلغوم على بعض طبعات تنوير المقباس، ولعلي أكتفي بذكر مثالين:
المثال الأول: عدد كلمات سورة البقرة في تنوير المقباس:: 3100 كلمة، وحروفها: 25500 حرف (حسب الطبعة الباكستانية/ص 4)
وينبغي أن تراجع الطبعات الأخرى للكتاب فإذا تكرر وجود الخطأ فهذا يدل على أن التصحيف وقع في أصل المخطوط
ومما يدل على أنه خطأ طباعي اتفاق غالب العلماء الذين ذكروا العد معه في عدد حروف السورة، واختلافهم معه في عدد كلماتها
ففي تفسير الثعلبي [1/ 135] وتفسير ابن عادل الحنبلي [1/ 250] ووتفسير الخازن [1/ 19] وعمدة القارئ للعيني [18/ 82]: عدد حروف سورة البقرة: 25500 حرف، فتوافقوا في عدد الحروف، وعدد كلمات السورة عندهم جميعاً: 6121 كلمة، وهذا يدل دلالة واضحة على أن ما في تنوير المقباس في هذا الموضع خطأ طباعي.
المثال الثاني: سورة القصص
فعند الثعلبي [7/ 232] والخازن [3/ 423] والشربيني [5/ 119] وابن عادل الحنبلي [15/ 212] والعيني [19/ 104]:
عدد كلمات السورة: 1441 كلمة. وعدد حروفها: 5800 حرف
وفي تنوير المقباس: عدد كلمات السورة: 441 كلمة، وعدد حروفها: 5800 حرف
فهذا يدل دلالة واضحة على أن سقوط الألف كان خطأ طباعياً
والأخطاء الطباعية تتكرر كثيراً في الكتب، ومنها ما يسهل اكتشافه، ومنها ما لا يتفطن له إلا الحذاق من الباحثين، وتلك نعمة يمن بها الله على من يشاء من عباده.
وأنا استوقفني أمر وهو كثرة التوافق بينهم في السور الطوال وكثرة الاختلاف في السور القصار
ولعلهم اعتمدوا في السور الطوال على النقل للمشقة الظاهرة في عد كلماتها وحروفها
وأما السور القصار فنشطوا لعدها لسهولة ذلك.
الأمر الثاني وهو مهم جداً
أني طلبت من د. عبد الله جلغوم أن يبين لنا منهجه في العد ولم يبين ذلك لنا، ونحن نلمتس له العذر
ونعتب عليه اتهامه لنا بالمراوغة (فلنا عليه حق الاعتذار)، فليس لدينا ما نتهرب منه، لأنا نقبل الحق ممن جاء به، ونفرح به، لكنا لا نقبل أن يلبس علينا، ولا نقبل كل ما يلقى إلينا
بل نفحص قول القائل فحصاً دقيقاً فإذا وافق الحق قبلناه، وإذا خالف خالفناه ورفضناه
وأنا سأخبركم بمفاجأة عجيبة
وهي أني لما رأيت دزجلغوم حاد عن إخبارنا بمنهجه عمدت إلى طريقة أستكشف بها منهجه في العد
وفوجئت بهذا الأمر:
وهو أني عمدت إلى المصحف الإلكتروني المنسوخ على الوورد، وهو مشهور في الشبكة لمن أراده
فاستخرجت سبع سور منه لغرض المقارنة (من السور التي ذكر لنا د. جلغوم عده لها)
وجعلت تلك السور كل سورة منها في ملف وورد مستقل وهي سور: البقرة، آل عمران، النساء، الفرقان، القصص، لقمان، الجاثية
(يُتْبَعُ)
(/)
وحذفت أرقام الآية وكافة الرموز الملحقة وأبقيت آيات تلك السور فقط (دون البسملة) واستخرجت عدد كلمات كل سورة بالإحصاء الآلي الموجود في الوورد (ملف/خصائص/إحصائيات) وبعد ذلك يظهر عدد الكلمات
فخرجت بالنتيجة التالية:
عدد كلمات سورة البقرة عند د. جلغوم: 6117 كلمة وبالعد الآلي: 6116
عدد كلمات سورة آل عمران عند د. جلغوم: 3481 كلمة وبالعد الآلي: 3481
عدد كلمات سورة النساء عند د. جلغوم: 3748 كلمة وبالعد الآلي: 3747
عدد كلمات سورة الفرقان عند د. جلغوم: 894 كلمة وبالعدالآلي: 894
عدد كلمات سورة القصص عند د. جلغوم: 1430 كلمة وبالعد الآلي: 1430
عدد كلمات سورة لقمان عند د. جلغوم: 546 كلمة وبالعد الآلي: 546
عدد كلمات سورة الجاثية عند د. جلغوم: 488 كلمة وبالعد الآلي: 488
والملفات موجودة لدي ويمكن إرفاقها لمن أراد التوثق.
فإن كان د. جلغوم قد اعتمد في عده العد الآلي فليتق الله عز وجل وليجله جل وعلا عن هذه الترهات، فإن العد الآلي لا يمكن أن يعتمد عليه لأسباب كثيرة
وأنا من المختصين أكاديمياً بتقنية المعلومات مع ممارسة عملية عدة سنوات في هذا المجال وأجريت عدة بحوث لخدمة علوم الشريعة بتقنية المعلومات
فالعد الآلي والتخريج الآلي للأحاديث والتصريف الآلي ونحوها من المشاريع لا يمكن الاعتماد عليها في ضوء التحليل المتبع في تلك المشاريع
ويمكن أن نفيد من التقنية أموراً جمة الفوائد عظيمة النفع كثيرة التطبيقات جداً لكنها تحتاج إلى تحليل علمي متقن ومتخصص من الناحيتين العلمية الشرعية والتقنية
وهذا لا يمكن في ضوء تخاذل من أنيطت بهم مسؤولية ذلك
وسيعلمون غداً ماذا جنوا على الأمة بتخاذلهم وانشغالهم بما جلب لهم المقت، ومحق عليهم بركة الوقت،
وعوداً إلى د. جلغوم
فإن ادعاء الإعجاز العددي يجب أن يكون قائماً على إثبات أن هذا العد عليه برهان من الله، ودليل صحيح يعتد به، وأنى لك هذا، والله تعالى يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)
والعد الآلي ليس دقيقاً بل فيه أخطاء كثيرة، ويدخلها الخطأ بأسباب كثيرة.
وما حصل لك من توافقات تعجبت منها فيمكن حصول مثله في أي عد فإن الأرقام إذا كثرت أمكن إيجاد نوع من التناسب بين بعضها بأنواع من الطرق الحسابية
ولذلك لا يمكنك أن تدعي الاطراد في كل ما ذكرته
لذلك يبقى ما اعتمد عليه من العد ليس يقينياً فاتباعه إنما هو اتباع للظن (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى)
فنحن قد جاءنا الهدى من الله جل وعلا وهو هذا القرآن لنخرج به من الظلمات إلى النور، ومن الذلة إلى العز، فمتى ما أخذناه بقوة، وارتضيناه منهجاً لنا، نتخلق بأخلاقه، ونتأدب بآدابه، ونحل حلاله، ونحرم حرامه، ونعمل بمحكمه، ونؤمن بمتشابهه، وظهر هذا فينا ارتفعت أمتنا وعلت، وظهر عزها وانتصرت، وظهر شرفها على كل الأمم، وحينئذ يكون لقولنا وزن، ولحياتنا معنى.
وأما ادعاء الإعجاز العددي:
فأقول: مَن مِنَ العادين يستطيع أن يثبت أن منهجه في العد عليه دليل صحيح معتبر في الشرع؟
فإنه إذا لم يثبت ذلك لم يجز أن يقبل كلامه على أنه من الشرع، وأن الله جعل ترتيب القرآن هكذا ليصل هو إلى هذه النتيجة؟
بل يظل اجتهاداً تستطرف منه الطرائف، ولا ينبني عليه عمل.
ثم مع كثرة الكلمات في القرآن من يستطيع أن يدعي العصمة من الخطأ في العد؟!!
فيظل عده ظنياً وما بني على الظن فهو ظني، وقد نهينا عن اتباع الظن.
إنه من المتقرر في علم المنطق ولدى جميع العقلاء أن النتيجة لا يمكن أن تكون قطعية يقينية حتى تكون مقدماتها قطعية يقينية
والقائلين بالإعجاز العددي لم يبنوا إلا على مقدمات ظنية
وطال الكلام لي عودة إن شاء الله تعالى
وآمل أن لا يعتبر د. عبد الله هذا الكلام تهجما شخصيا على شخصه الكريم
بل نظل إخوة نتحاب في الله ونتواد
وإن اختلفنا في بعض المسائل
وإن أنكر بعضنا على بعض
فأرجو أن يكون هدفنا واحداً
والاختلاف لا يفسد للود قضية
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Dec 2007, 12:31 م]ـ
[عبدالعزيز الداخل
] يبدو أن الموضوع قد خرج عن مساره كثيراً
وأنا إنما أردت بيان سبب الاختلاف في العد
ولم أتطرق لقضية الإعجاز العددي لأن لي عليها عدة تحفظات
(يُتْبَعُ)
(/)
كذلك انا، فلم يكن هدفي من الرد هذا التوسع إلا أن مداخلات الزملاء قادتنا جميعا إلى ذلك .. وه أنا مضطر لتوضيح ما التبس عليك ..
أولاً: مع أني لا أدري ما سر تركيز د. عبد الله جلغوم على كتاب تنوير المقباس فقط وعدم تطرقه للكتب الأخرى مع أن فيها ما يفيد الباحث ويزيده بياناُ
ليس في الأمر تركيز، هو مجرد مثال، وقد اتفقنا أنه لم يكن من أهدافنا التوسع في المسألة ..
من ناحية اخرى: فرغم أنني صنفت المعجم الاحصائي عام 1990 م، إلا أن أبحاثي كلها تدور حول مسألة ترتيب سور القرآن أما مسألة عدد الكلمات فقد تركتها إلى حين ..
الأمر الثاني وهو مهم جداً
أني طلبت من د. عبد الله جلغوم أن يبين لنا منهجه في العد ولم يبين ذلك لنا، ونحن نلمتس له العذر
ونعتب عليه اتهامه لنا بالمراوغة (فلنا عليه حق الاعتذار)، فليس لدينا ما نتهرب منه، لأنا نقبل الحق ممن جاء به، ونفرح به، لكنا لا نقبل أن يلبس علينا، ولا نقبل كل ما يلقى إلينا
بل نفحص قول القائل فحصاً دقيقاً فإذا وافق الحق قبلناه، وإذا خالف خالفناه ورفضناه
هو السبب نفسه، لم يكن الهدف التوسع في بحث المسألة، وليس هناك ما أتهرب منه ..
منهجي في العد هو نفس منهج مركز نون، ولكن هناك اختلاف بيننا، فمركز نون يعد (ما لم) وأمثالها كلمة واحدة بينما أعدها أنا كلمتين .. ومن هنا جاء الاختلاف في النتيجة النهائية .. فعدد كلمات القرآن عند مركز نون 77404 وعندي 77436 .. وحول هذين الاحصائين قام احد الباحثين بعمل برنامج يعطيك عدد كلمات الآية حسب إحصاء جرار أو حسب إحصاء جلغوم ويبين لك موضع الاختلاف .. وهو منشور في اكثر من موقع على الانترنت ..
وأنا سأخبركم بمفاجأة عجيبة
وهي أني لما رأيت دزجلغوم حاد عن إخبارنا بمنهجه عمدت إلى طريقة أستكشف بها منهجه في العد
وفوجئت بهذا الأمر:
وهو أني عمدت إلى المصحف الإلكتروني المنسوخ على الوورد، وهو مشهور في الشبكة لمن أراده
فاستخرجت سبع سور منه لغرض المقارنة (من السور التي ذكر لنا د. جلغوم عده لها)
وجعلت تلك السور كل سورة منها في ملف وورد مستقل وهي سور: البقرة، آل عمران، النساء، الفرقان، القصص، لقمان، الجاثية
وحذفت أرقام الآية وكافة الرموز الملحقة وأبقيت آيات تلك السور فقط (دون البسملة) واستخرجت عدد كلمات كل سورة بالإحصاء الآلي الموجود في الوورد (ملف/خصائص/إحصائيات) وبعد ذلك يظهر عدد الكلمات
فخرجت بالنتيجة التالية:
عدد كلمات سورة البقرة عند د. جلغوم: 6117 كلمة وبالعد الآلي: 6116
عدد كلمات سورة آل عمران عند د. جلغوم: 3481 كلمة وبالعد الآلي: 3481
عدد كلمات سورة النساء عند د. جلغوم: 3748 كلمة وبالعد الآلي: 3747
عدد كلمات سورة الفرقان عند د. جلغوم: 894 كلمة وبالعدالآلي: 894
عدد كلمات سورة القصص عند د. جلغوم: 1430 كلمة وبالعد الآلي: 1430
عدد كلمات سورة لقمان عند د. جلغوم: 546 كلمة وبالعد الآلي: 546
عدد كلمات سورة الجاثية عند د. جلغوم: 488 كلمة وبالعد الآلي: 488
والملفات موجودة لدي ويمكن إرفاقها لمن أراد التوثق.
فإن كان د. جلغوم قد اعتمد في عده العد الآلي فليتق الله عز وجل وليجله جل وعلا عن هذه الترهات، فإن العد الآلي لا يمكن أن يعتمد عليه لأسباب كثيرة
أي مفاجأة عجيبة هذه التي تتحدث عنها؟
تتحدث عن الظن وعن وعن، فما الذي تفعله؟
أنا لا أعتمد على العد الآلي ولم ألجأ إليه ولا أستخدمه ولا أثق بعمل أي كان ..
الكمبيوتر جهاز يعطيك بناء على ما تقدمه له ..
[ألا ترى أنك متسرع في حكمك؟ ولو كنت اعتمدت العد الآلي فلماذا هذا الاختلاف إذن؟]
عدي لكلمات القرآن منشور على موقع الأرقام منذ سنوات، البرامج التي تتحدث عنها ربما لم تكن قد ظهرت بعد ..
حتى انا لا أعرف كيف تستخدم .. وأكرر لك أنني لن ألجأ إلى استخدام العد الآلي ولا يعنيني ..
أما سبب الاختلاف الذي اكتشفته فهو على ما يبدو أن البرنامج الذي لجأت إليه يعتمد نفس منهج مركز نون فيعد (ما لم) (ما لكم) ما ل) كلمة واحدة وأنا أعدها كلمتين ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك خرجت انت بنتيجة: عدد كلمات سورة البقرة 6116 فيي العد الآلي وهو كذلك عند مركز نون بينما عندي هو 6117، والسبب أنني عددت وما لنا في (وما لنا ألا نقاتل) كلمتين بينما مركز نون والعد الآلي الذي تتحدث عنه يعتبرها كلمة واحدة ..
هل عرفت سبب الاختلاف في العد؟؟ وكيف أنك تتسرع بالحكم على الآخرين؟
وأكرر عدي هو الصحيح .. والقرآن بيني وبينك ..
وعوداً إلى د. جلغوم
فإن ادعاء الإعجاز العددي يجب أن يكون قائماً على إثبات أن هذا العد عليه برهان من الله، ودليل صحيح يعتد به، وأنى لك هذا، والله تعالى يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)
والعد الآلي ليس دقيقاً بل فيه أخطاء كثيرة، ويدخلها الخطأ بأسباب كثيرة.
أنا لا أستخدم الكمبيوتر سوى لغرض واحد هو الطباعة، ولا أثق بعمل إن لم أراجعه بنفسي عدة مرات ..
وما حصل لك من توافقات تعجبت منها فيمكن حصول مثله في أي عد فإن الأرقام إذا كثرت أمكن إيجاد نوع من التناسب بين بعضها بأنواع من الطرق الحسابية
المسألة ليست مجرد موافقات، فأنت لا تعرف ماذا لدي ..
أنا أعطيتك مثالا ..
فنحن قد جاءنا الهدى من الله جل وعلا وهو هذا القرآن لنخرج به من الظلمات إلى النور، ومن الذلة إلى العز، فمتى ما أخذناه بقوة، وارتضيناه منهجاً لنا، نتخلق بأخلاقه، ونتأدب بآدابه، ونحل حلاله، ونحرم حرامه، ونعمل بمحكمه، ونؤمن بمتشابهه، وظهر هذا فينا ارتفعت أمتنا وعلت، وظهر عزها وانتصرت، وظهر شرفها على كل الأمم، وحينئذ يكون لقولنا وزن، ولحياتنا معنى.
لا يتعارض ما تذكره مع أن يكون القرآن معجز ا في ترتيبه فهو كتاب إلهي ومن الطبيعي أن يليق ترتيب الكتاب بصاحبه
وأما ادعاء الإعجاز العددي:
فأقول: مَن مِنَ العادين يستطيع أن يثبت أن منهجه في العد عليه دليل صحيح معتبر في الشرع؟
فإنه إذا لم يثبت ذلك لم يجز أن يقبل كلامه على أنه من الشرع، وأن الله جعل ترتيب القرآن هكذا ليصل هو إلى هذه النتيجة؟
الإعجاز العددي حقيقة نملك عليها ما يكفي من الأدلة ولن يغير إنكار البعض لها من ثباتها ..
المطلوب فقط أن لا نحكم على الأبحاث الجادة بالأبحاث الرديئة ..
ليس كل ما يكتب عن الإعجاز العددي صحيحا وليس كل ما يكتب عن الإعجاز العلمي صحيحا ... ولكنهما موجودان لا يمكن إنكارهما.
وفي النهاية:
في موضوع عدد كلمات القرآن لدي ما لا يمكن تفسيره بالمصادفات او الموافقات، ومع ذلك فإنني مقتصر حاليا على البحث في مسألة ترتيب سور القرآن، ورغم أنني متفرغ لهذا العمل فالوقت لا يكفي للعملين معا .. إنه عمل يحتاج إلى فريق من الباحثين ومؤسسة ترعاه ..
مع التحية
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[16 Dec 2007, 04:32 م]ـ
كيف أكون متسرعاً وأنا لم أكتب إلا بعد أن توفر لي ما يستحق أن يكتب
وأنا قلت: فإن كان د. جلغوم قد اعتمد العد الآلي ... إلخ (راجع كلامي في المشاركة السابقة)
هذه صيغة شرط في كلام العرب
فأين التسرع؟!
مع أنه لو كان أحد في محلي لربما جزم بأنك تعتمد العد الآلي بدلالة هذه التطابق العجيب بين هذه الأمثلة؟
فلا تحكم علي بالتسرع وأنا حريص على التثبت
وإلى الآن لم توضح لنا منهجك في العد؟
ولا سبب اختيارك لهذا المنهج دون سواه من مناهج العد؟
وما الدليل الصحيح الذي يعتمد عليه اختيارك لهذا المنهج
وأنت أحلت على منهج (نون) فبين لنا هذا المنهج ما هو؟
وأنت قد بنيت على هذا المنهج أموراً كثيرة فيجب أن تكون واثقاً من صحة منهج العد لديك، وتبين لنا أدلة صحته.
ولماذا كان عد الآخرين خطأ؟
فبالإجابة على هذه الأسئلة يمكن التعاطي مع الموضوع، وبدونها لا يوجد لدينا ما نبني عليه
وخذ هذه الفائدة:
الكلمة عند النحاة تنقسم إلى: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى
وذلك أن الحروف على قسمين:
القسم الأول: حروف المباني: وهي التي تدخل في تركيب الكلمة نحو الألف والسين والدال من لفظة (أسد) فهذه الأحرف لا يعد كل حرف منها كلمة عند النحاة
والقسم الثاني: حروف المعاني، وهي الحروف التي تدل على معنى في نفسها أو بتعلقها كحروف الاستفهام والقسم والتشبيه والشرط والعطف وحروف النفي الجازمة والناصبة والحروف الناسخة ... إلخ
فهذه كل حرف منها يعد كلمة عند النحاة
(يُتْبَعُ)
(/)
والأسماء بأنواعها ومنها الضمائر المتصلة والمنفصلة يعد كل اسم منها كلمة عند النحاة
والأفعال بأنواعها (الماضي والمضارع والأمر) كل فعل منها يعد كلمة عند النحاة
فعلى سبيل المثال: قوله تعالى: (فلننبئن)
الفاء: كلمة لأنها حرف شرط
واللام: كلمة لأنها حرف توكيد موطئ لجواب قسم مقدر
ننبئ: كلمة لأنها فعل
والنون الأخيرة: كلمة لأنها حرف توكيد
فعلى اصطلاح النحاة تحتوى هذه اللفظة على أربع كلمات
واصطلاح النحاة حادث لأن نشأة هذا التقسيم كانت في أواخر زمن الخلافة الراشدة على أقدم الأقوال إن صح أثر أبي الأسود الدؤلي عن علي رضي الله عنه
وإلا فتكون أول نشأته في زمن الخلافة الأموية.
وأما عند أهل اللغة فالكلمة لها معنى آخر مختلف، فإنهم يشترطون الإفادة فلا تعتبر الكلمة كلمة حتى تفيد معنى، وهذا لا يتأتى إلا في الجملة المفيدة، فيعدون الجملة المفيدة كلمة
وعلى هذا جرى استعمال العرب في كلامهم وورد هذا الاستعمال في القرآن الكريم وفي السنة النبوية وعليه شواهد كثيرة من كلام العرب
وانا أذكر لك بعض هذه الأدلة من باب التمثيل:
فمن القرآن الكريم:
1: قال تعالى: (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت، كلا إنها كلمة هو قائلها) فسمى الجملة كلمة.
2: قوله تعالى: (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم) ومعلوم أنها لا تعتبر كلمة كفر حتى تفيد معنى الكفر
3: قوله تعالى: (وينذر الذين قالوا اتخذا الله ولداً ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم) فسمى تلك الجملة كلمة.
فهذا معنى الكلمة في كلام الله تعالى
وهي كذلك في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ومن شواهد ذلك:
1: قوله صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب عند وفاته: (يا عم قل: (لا إله إلا الله) كلمة أشهد لك بها عند الله) رواه البخاري من حديث المسيب بن حزن رضي الله عنه
2: وعن سليمان بن صرد رضي الله عنه قال: كنت جالساًَ مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، ولو قال: أعوذ بالله من الشيطان، ذهب عنه ما يجد) رواه البخاري أيضاً
3: وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: (ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) متفق عليه
4: ومن أصرح الأدلة في هذا ما أخرجه مسلم من حديث عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ كُهَيْلٍ حَدَّثَهُ أَنَّ كُرَيْبًا حَدَّثَهُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَسَكَبَ مِنْهَا فَتَوَضَّأَ وَلَمْ يُكْثِرْ مِنْ الْمَاءِ وَلَمْ يُقَصِّرْ فِي الْوُضُوءِ وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ قَالَ وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَتَئِذٍ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً قَالَ سَلَمَةُ حَدَّثَنِيهَا كُرَيْبٌ فَحَفِظْتُ مِنْهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ وَنَسِيتُ مَا بَقِيَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُورًا وَفِي لِسَانِي نُورًا وَفِي سَمْعِي نُورًا وَفِي بَصَرِي نُورًا وَمِنْ فَوْقِي نُورًا وَمِنْ تَحْتِي نُورًا وَعَنْ يَمِينِي نُورًا وَعَنْ شِمَالِي نُورًا وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُورًا وَمِنْ خَلْفِي نُورًا وَاجْعَلْ فِي نَفْسِي نُورًا وَأَعْظِمْ لِي نُورًا)
وهي كذلك في كلام العرب، ومن شواهد ذلك:
1: قول أبو ذؤيب الهذلي:
وما أم خشف بالعلاية ترتعي وترمق أحياناً مخاتلة الحبل
بأحسن منها يوم قالت كُلَيمَة: أتصرم حبلي أم تدوم على الوصل
فسمى هذه الجملة كُلَيمة، مع أنها جملة مفيدة
2: وقول: جحاش بن قيس لامرأته وذلك في فتح مكة:
إنك لو شهدت يوم الخندمة إذ فر صفوان وفر عكرمة
واستقبلتهم السيوف المسلمة تقطع كل ساعد وجمجمة
ضرباً فلا يسمع إلا غمغمة لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة
ومعلوم أن االكلمة لا تفيد معنى اللوم حتى تكون جملة مفيدة لمعنى اللوم
3: وقول عروة بن أذينة:
يا ديار الحي بالأجمة لم يكلم سائلاً كلمة
وجواب السائل لا يكون إلا بجملة مفيدة
فهذا إطلاق الكلمة في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلام العرب الذين أنزل القرآن بلغتهم.
ولسنا بصدد تحقيق لغوي حتى نسهب أكثر ولو احتيج إلى ذلك فهو متيسر بحمد الله تعالى.
ولكن خذ هذه الفائدة أيضاً:
قال البيهقي في سننه [2/ 44]: (أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المقرئ ببغداد ثنا أحمد بن سلمان ثنا محمد بن إسمعيل السلمى ثنا عبد الله بن رجاء ثنا همام بن يحيى عن ابن جريج عن ابن ابى مليكة عن أم سلمة رضى الله عنها أن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين) يعني كلمة كلمة).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Dec 2007, 10:11 م]ـ
المعجم الإحصائي: عبدالله ابراهيم جلغوم
كتاب مخطوط للمؤلف. 211.021
دائرة المكتبات والوثائق الأردنية / مركز الإيداع القانوني 27/ 2/1990
رقم الإجازة (132/ 2 / 1990]
[ملاحظة: الأستاذ المؤلف عبد الله إبراهيم جلغوم ينوه إلى أنه أخذ بالآتي عند عمل الإحصاء:
(ما لك): يعتبرها كلمتين، حيث (ما) كلمة واحدة، و (لك) كلمة أخرى.
(ما له): يعتبرها كلمتين، حيث (ما) كلمة واحدة، و (له) كلمة أخرى ....... إلخ.
نحن موقع الأرقام اعتمدنا هذه الإحصائية المرجع الصحيح، وسوف نبين لكم لاحقا إن شاء الله الفروفات التي حصلت بين إحصائيات الأستاذ الجلغوم وبين الإحصائيات التي أدرجناها بالموقع سابقا من مصادر أخرى.]
المعجم الإحصائي - عبدالله جلغوم
يتكون من عدة فهارس
1 الفهرس الأول - سور وآيات وكلمات القرآن الكريم
2 الفهرس الثاني - تماثل الآيات في القرآن الكريم (فهرس مختصر)
3 الفهرس الثالث - عدد الكلمات في الآيات والسور ومجاميع أرقام الآيات
4 الفهرس التفصيلي لتماثل الآيات في عدد الكلمات
http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/index.htm
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[17 Dec 2007, 04:17 ص]ـ
[
[عبد العزيز الدخيل
فأين التسرع؟!
مع أنه لو كان أحد في محلي لربما جزم بأنك تعتمد العد الآلي بدلالة هذه التطابق العجيب بين هذه الأمثلة؟
فلا تحكم علي بالتسرع وأنا حريص على التثبت]
أيها الفاضل:
من الواضح جدا أنك حريص على التثبت ..
لنعد إلى النتيجة العجيبة التي اكتشفتها:
فخرجت بالنتيجة التالية:
عدد كلمات سورة البقرة عند د. جلغوم: 6117 كلمة وبالعد الآلي: 6116
عدد كلمات سورة آل عمران عند د. جلغوم: 3481 كلمة وبالعد الآلي: 3481
عدد كلمات سورة النساء عند د. جلغوم: 3748 كلمة وبالعد الآلي: 3747
عدد كلمات سورة الفرقان عند د. جلغوم: 894 كلمة وبالعدالآلي: 894
عدد كلمات سورة القصص عند د. جلغوم: 1430 كلمة وبالعد الآلي: 1430
عدد كلمات سورة لقمان عند د. جلغوم: 546 كلمة وبالعد الآلي: 546
عدد كلمات سورة الجاثية عند د. جلغوم: 488 كلمة وبالعد الآلي: 488
التطابق الذي تصفه بالعجيب هو دليل اعتماد منهج واحد في العد .. وليس دليلا على اعتماد العد الآلي .. ثم لماذا تريد أن يكون هناك اختلاف كبير في العد؟
لقد أوضحت لك سبب الاختلاف ولكن يبدو أنك لم تقرأ الرد ..
وللتوضيح أكثر:
عدد كلمات سورة البقرة بالعد الآلي هو 6116 وهو نفس العدد لدى مركز نون ..
عدد كلمات سورة النساء بالعد الآلي هو 3747 وهو نفس العدد لدى مركز نون
[هل اتضح لك الأمر؟ الأعداد التي حصلت عليها أنت بالعد الآلي هي نفسها الأعداد لدى مركز نون .. أي التطابق مائة بالمائة، فماذا ستقول:
هل ستقول أن مركز نون اعتمد العد الآلي، بسبب هذا التطابق؟
لدي نسخة مصورة من المصحف الذي اعتمده مركز نون في العد حصلت عليها من الاستاذ بهاء الدين البكري الذي مثل مركز نون في ندوة الاعجاز العددي التي عقدت في دبي بتنظيم جائزة دبي ..
المعنى: أن مركز نون لم يعتمد العد الآلي أيضا ...
ولنعد قرونا إلى الوراء: توصل بعض القدماء إلى أن عدد كلمات القرآن 77437 كلمة ..
وهو نفس العدد لدى الجوهري (باحث مصري) فهل استخدم القدماء العد الآلي لأن عددهم مطابق للعد الآلي الذي تبرع فيه؟
كلمة أخيرة:
عدد كلمات القرآن:
77437 لدى بعض القدماء
77437 لدى باحث مصري [نفس العدد]
77436 عبدالله جلغوم
77407 لدى مركز نون.
77432 لدى باحث أظن اسمه فاكر ..
وجميع هذه الأعداد مصممة ببرامج على الانترنت ...
الأعداد كما ترى متقاربة جدا، بدليل المنهج الواحد، والاختلاف بين الجميع في بضع كلمات نحو (ما لم) [بعد ما] ..
لك أن ترفضها أو تقبلها أو تضع منهجا خاصا بك ..
وفي كل حال، إذا كان لديك ما هو أدق منها فلا تحرمنا من الانتفاع والاستفادة ..
وفقك الله، والسلام عليكم.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[21 Dec 2007, 10:32 ص]ـ
أخي د. جلغوم
كل عام وأنت بخير
قولك: (التطابق الذي تصفه بالعجيب هو دليل
اعتماد منهج واحد في العد .. وليس دليلا على
اعتماد العد الآلي .. ثم لماذا تريد أن يكون
هناك اختلاف كبير في العد؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد أوضحت لك سبب الاختلاف ولكن يبدو أنك لم تقرأ الرد .. ).
هل تظن أني فقدت عقلي حتى أرد على كلام لم أقرأه؟!!
بل قرأته قراءة فاحصة
وقد قلتَ: (أما سبب الاختلاف الذي اكتشفته فهو على ما يبدو أن البرنامج الذي لجأت إليه يعتمد نفس منهج مركز نون فيعد
(ما لم) (ما لكم) ما ل) كلمة واحدة وأنا أعدها كلمتين ..
ولذلك خرجت انت بنتيجة: عدد كلمات سورة البقرة 6116 فيي العد الآلي وهو كذلك عند مركز نون بينما عندي هو 6117، والسبب أنني
عددت وما لنا في (وما لنا ألا نقاتل) كلمتين بينما مركز نون والعد الآلي الذي تتحدث عنه يعتبرها كلمة واحدة ..
هل عرفت سبب الاختلاف في العد؟؟)
فأقول: اسمح لي بالملاحظات التالية:
1: لم تذكر سبب اختيارك ولماذا كان اختيار غيرك خطأ
كما ألمحت إليه بقولك: (
وأكرر عدي هو الصحيح .. والقرآن بيني وبينك .. )
وعبارة (هو الصحيح) أسلوب حصر في لغة العرب أي أن غيره خطأ
ولم تفسر سبب كونه خطأ.
2: ذكر مثال أو مثالين لا يعد بياناً للمنهج فبيان المنهج أمر أعظم من ذلك
وأنت بنيت على هذا المنهج استنتاجات كثيرة وبذلت في العد جهداً كبيراً كما ذكرت
فينبغي أن يكون المنهج الذي اعتمدته قائما على أساس صحيح تستطيع بيانه
وذكر أدلته
وأنا ذكرت لك اختلاف العلماء في أمور أساسية في منهج العد
واختيار منهج دون غيره بلا دليل تحكم غير مقبول
3: مكمن الخطورة في ادعاء الإعجاز العددي يتضح من خلال أمرين:
الأمرالأول: أن العاد ينسب إلى الله عز وجل ما توصل إليه من النتائج
وأن تلك النتائج مرادة لله عز وجل، وأن رقم تلك الكلمة هو كذا عند الله عز وجل من غير بينة ولا برهان يذكره العاد
ويبني على هذا الرقم نتائج أخرى، والله تعالى يقول: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)
ومع اختلاف العادين فإن الإنسان لا يستطيع الجزم بأن عده هو الصحيح إلا بدليل يدين الله عز وجل به
وإلا كان قوله دعوى واتباع للظن
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من تقول علي ما لم أقل فليلج النار) فما بالك
بمن يتقول على الله عز وجل أنه أراد هذا العد وهو لا يملك دليلاً على صدق قوله
فالمسألة خطيرة جداً من هذا الجانب.
الأمر الثاني: أن العاد غير معصوم واختلاف العد له أسباب كثيرة والقليل من هذه الأسباب كاف في اختلاف النتائج اختلافاً كثيراً
فإذا ادعى مدع منهم أمراً عجيباً وشاع وانتشر واستلطفه الناس وتعجبوا منه
وظن بعضهم أن هذا دليل على أن القرآن حق ثم ظهر بعد ذلك أن هذا العد خطأ فكيف يكون وقع هذا الأمر على ضعاف الإيمان؟
وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسلوه) رواه البخاري
فيكون العاد المخطئ قد جنى جناية عظيمه بتسببه في تكذيب الله ورسوله تعالى جل وتقدس
وقد آسفني ما ادعاه بعضهم من ذكر بعض العجائب في العد واشتهار ذلك ولما أردت التثبت
وجدت الأمر بخلاف ذلك ولدي بعض الأمثلة سأذكرها بإذن الله تعالى قريبا
وأنا لا أستبعد أن يكون لأعداء الدين يد خفية وراء هذا الأمر كما فعلوا من قبل
والعبد في عافية ما لم يتكلم فإذا تكلم فإما له وإما عليه فكيف إذا كان الأمر في نسبة أمر لله عز وجل أنه أراده
4: علماء الضبط السابقون اختلفوا في ضبط بعض الكلمات هل تكتب موصولة أو مفصولة في عدد من المواضع
ولم تتطرق لشيء من ذلك.
ولي عودة إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[23 Dec 2007, 10:16 ص]ـ
5: من الأمور التي ينتقد بها منهج العد هو الاضطراب فيه، ويبرز هذا الاضطراب في جانبين:
الجانب الأول: أن لا يسير فيه على وتيرة واحدة في المثال الواحد فمثلاً يعد –ما- وما بعدها كلمة واحدة في بعض المواضع، ويعدها كلمتين في البعض الآخر.
الجانب الثاني: أن يفرق بين المتماثلات، فمثلاً يكون له منهج في – ما – وما يتبعها، ومنهج آخر في – يا- وما يتبعها
6: هل العبرة في العد بالرسم أو بالنطق؟ وبينهما فرق كبير.
7: التطابق العجيب بين العد الآلي وما ذكره أولئك ليس دليلاً على صحة منهج العد، بل هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد ذكرت أن العد الآلي لا يمكن الاعتماد عليه في التمييز بين ما هو كلمة وما ليس بكلمة؛ فإن منهج العد لدى مايكروسوفت مختلف تماما عن جميع مناهج العلماء في العد:
وهي أنها تعد كل ما كان محفوفاً بمسافتين كلمة، وإن كان نقطة أو قوساً أو أي رمز من الرموز، وإذا حصل خطأ ما فحذفت مسافة بين كلمتين فإنه يعدهما كلمة واحدة
فهل يجوز اعتماد هذا المنهج ودعاء أن ما يحصل به من نتائج لعدد الكلمات مراد لله تعالى؟
ألا فلنتق الله عز وجل ولنحذر من هذه الترهات التي ينسبها إلى كتاب الله عز وجل من لم يقدر هذا الأمر قدره، ولم يعظم الله عز وجل حق تعظيمه.
وأما الذين لم يعتمدوا العد الآلي فنحن نتدارس معهم، فإن وجدنا في بحوثهم ما يستند إلى دليل صحيح معتبر قبلناه وفرحنا به وأيدناه.
وإن لم يأتوا بدليل على صحة ما لديهم فكما قال أحمد شوقي:
والدعاوى ما لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء
تتميما للفائدة أحب أن أنبه على أمر، من باب الاستطراد المفيد
لمن يقرأ هذا الموضوع، ولا تعلق له بمسألة منهج العد.
وهو أني لما رأيت بعض الأمثلة العجيبة التي يذكرها بعض أصحاب العدد، تعجبت منها وأردت التثبت والتحقق حتى لا تنتشر في الناس، يتحدثون بها، ويتعجبون منها ويظنون أنها دليل على إعجاز القرأن ثم نفاجأ بعد فترة من الزمن أنها مجرد أغاليط عبث بها عابث وتلقفها كل متلقف
فمن باب الذب عن كتاب الله تعالى، ونفي انتحال المبطلين عنه، عزمت على التحقق من صحة ما ذكروه:
فوجدت بعضهم يدعي تماثل ورود ذكر الجنة والنار في القرآن، وكذلك الموت والحياة، وكذلك الملائكة والشياطين، وغيرها
وأعجب منها ادعاؤهم أن عدد ذكر كلمة البحر يعادل ضعفي عدد ورود كلمة البر في القرآن الكريم، وهو ما يعادل التناسب المعروف بين الماء واليابسة في الأرض
وأشياء عجيبة من هذا النوع
وأنا أدلكم على طريقة سهلة لا تحتاجون معها إلى متخصص في البرمجة وتقنية المعلومات تتمكنون بها من التحقق من كلام هؤلاء فيما يستجد من المسائل:
فإذا كان لديك المصحف الإلكتروني على ملف وورد وأردت استخراج عدد مرات ورود كلمة ما في القرآن الكريم اكتب تلك الكلمة في حقل البحث
من القائمة: تحرير/بحث/استبدال/
واكتب تلك الكلمة واستبدلها بنفسها واضغط على زر- استبدال الكل- فالرقم الذي ينتج لك هو عدد مرات ورود تلك الكلمة في المصحف.
لكن ينبغي التنبه إلى تجريد المصحف من المقدمات واللواحق وغيرها فلا يبقى إلا الآيات فقط
وبالكشف عن عدد بعض تلك الكلمات حصلت على النتائج التالية:
وسأكتفي بذكر الكلمة وعدد مرات ذكرها في المصحف
وأترك لكم التعليق:
الجنة: 57
النار: 105
جنة: 79
نار: 146
الملائكة: 53
الشياطين: 15
ملائكة: 68
شياطين: 18
الموت: 53
الحياة: 67
موت: 87
حياة: 71
الدنيا: 115
الآخرة: 112
البحر: 28
البر: 37
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
ولا أستبعد أن يكون لأعداء الدين يد خفية خلف انتشار مثل هذه الأمور.
والله المستعان على ما يصفون.
ـ[الميموني]ــــــــ[23 Dec 2007, 11:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد العزيز
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Dec 2007, 05:11 م]ـ
[عبدالعزيز الداخل
من الأمور التي ينتقد بها منهج العد هو الاضطراب فيه، ويبرز هذا الاضطراب في جانبين:
الجانب الأول: أن لا يسير فيه على وتيرة واحدة في المثال الواحد فمثلاً يعد –ما- وما بعدها كلمة واحدة في بعض المواضع، ويعدها كلمتين في البعض الآخر.
الجانب الثاني: أن يفرق بين المتماثلات، فمثلاً يكون له منهج في – ما – وما يتبعها، ومنهج آخر في – يا- وما يتبعها
من من العادين ينطبق عليه كلامك هذا؟
اذكره ولا تترك القارىء يظن أنه ينطبق على الجميع .. هذا في رأيي نوع من الخداع.
6: هل العبرة في العد بالرسم أو بالنطق؟ وبينهما فرق كبير.
وهنا أيضا لك أن تسأل؟ أنت توهم القاريء أن العاد لا يتبع الرسم أو اللفظ وربما يخلط بين الاثنين ..
أهذا ما تريد أن توصله للقارىء؟ ولماذا تريد ذلك؟
7: التطابق العجيب بين العد الآلي وما ذكره أولئك ليس دليلاً على صحة منهج العد، بل هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً
استنتاج خطأ ومن العجيب أنك تصر عليه .. ممارسة الخداع أيضا ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد ذكرت لك أن من القدماء من وصل الى العدد 77437 وهو نفس ما وصل اليه البعض، بناء على اللغة التي تفكر فيها فالقدماء أيضا استخدموا العد الآلي ..
وأما الذين لم يعتمدوا العد الآلي فنحن نتدارس معهم، فإن وجدنا في بحوثهم ما يستند إلى دليل صحيح معتبر قبلناه وفرحنا به وأيدناه.
كلام جميل ولكن كيف يمكنهم أن يقنعوا فضيلتك بأنهم لم يستخدموا العد الآلي؟
تتميما للفائدة أحب أن أنبه على أمر، من باب الاستطراد المفيد
فمن باب الذب عن كتاب الله تعالى، ونفي انتحال المبطلين عنه، عزمت على التحقق من صحة ما ذكروه:
فوجدت بعضهم يدعي تماثل ورود ذكر الجنة والنار في القرآن، وكذلك الموت والحياة، وكذلك الملائكة والشياطين، وغيرها
وبالكشف عن عدد بعض تلك الكلمات حصلت على النتائج التالية:
وسأكتفي بذكر الكلمة وعدد مرات ذكرها في المصحف
وأترك لكم التعليق:
الجنة: 57
النار: 105
جنة: 79
نار: 146
الملائكة: 53
الشياطين: 15
ملائكة: 68
شياطين: 18
الموت: 53
الحياة: 67
موت: 87
حياة: 71
الدنيا: 115
الآخرة: 112
البحر: 28
البر: 37
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
ولا أستبعد أن يكون لأعداء الدين يد خفية خلف انتشار مثل هذه الأمور.
والله المستعان على ما يصفون. [/ QUOTE]
هذا التي تذكره لا علاقة له بموضوعنا .. موضوعنا تحديدا: ما عدد كلمات القرآن؟
والأمثلة التي ذكرتها لا علاقة لها بأي عدد من الأعداد التي ذكرتها لك ..
تنسب مثل هذه الدراسة (التماثل في عدد بعض كلمات القرآن) لعبد الرزاق نوفل وبعضهم ينسبها لطارق سويدان ..
وسؤالي لك: هل قرأت لي أو لأحد الذين ذكرتهم لك كلاما في هذه المسألة؟
يا أخ عبد العزيز
لقد ذكرت لك ما هو مشهور من عدد كلمات القرآن وكل ذلك باعتبار الرسم العثماني والاختلاف في (ما لك .. وأمثالها، وقد وردت في القرآن 32 مرة) ...
وذهبت انت تعدد لي: الاعتبارات في مفهوم الكلمة ...
لا أحد عد كلمات القرآن حسب الاعتبارات التي ذكرتها ..
ووجود هذه الاعتبارات لا يغير مما ذكرته لك .. وأما بشأن قولك: مثال او اثنين لا يكفي ..
أؤكد لك أن هناك الكثير من الأمثلة ..
وأكرر لك:
العدد الصحيح يملك الأدلة على صحته ...
كما أن العدد الصحيح لآيات القرآن يملك الأدلة على صحته ..
المسألة الأخيرة:
رغم أننا نتكلم لغة واحدة ونكتب بنفس اللغة إلا أن أحدنا لن يفهم الاخر، ذلك لأننا نفكر بلغتين مختلفتين. ...
وأخيرا أرجو أن لا تفهم أنني أدافع عن أصحاب تلك الأعداد أو عمن يكتب في الإعجاز العددي ..
أنا مسؤول عما اكتبه فقط .. ولعلمك فأنا لا أعتبر كثيرا مما يكتب - ومنه ما ذكرت - دليلا على الإعجاز العددي.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[24 Dec 2007, 10:14 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم ..
لا يكفي في الرد مجرد التعليق على الهفوات التي وقع فيها المقابل، بل المطلوب هو الجواب المقنع على جوهر القضية الذي يريده وينادي به، وإلا لم يكن من الكلام فائدة سوى المراء والتطويل الذي لا فائدة تحته.
وأنا أرى أنك في جُلّ ردودك تتخذ منهج "الإسكات" لو صح التعبير دون أن تصل بالقارئ والمتابع إلى فائدة حقيقة يخرج بها.
والخلاصة: أنه لا زال في كل ما ذكرتَه الكثير من الإشكالات التي لم تقم بالجواب عليها، ونحن هنا طلاب علم ومحبّون لخدمة القرآن ونفرح بكل ما جاء من هذا القبيل بشرط أن يكون عن علم وبينة، أما الجدال بحد ذاته فلا يبني شيئا .. وأنت أعرف مني بهذا.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Dec 2007, 04:21 ص]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم ..
لا يكفي في الرد مجرد التعليق على الهفوات التي وقع فيها المقابل، بل المطلوب هو الجواب المقنع على جوهر القضية الذي يريده وينادي به، وإلا لم يكن من الكلام فائدة سوى المراء والتطويل الذي لا فائدة تحته.
وأنا أرى أنك في جُلّ ردودك تتخذ منهج "الإسكات" لو صح التعبير دون أن تصل بالقارئ والمتابع إلى فائدة حقيقة يخرج بها.
(يُتْبَعُ)
(/)
والخلاصة: أنه لا زال في كل ما ذكرتَه الكثير من الإشكالات التي لم تقم بالجواب عليها، ونحن هنا طلاب علم ومحبّون لخدمة القرآن ونفرح بكل ما جاء من هذا القبيل بشرط أن يكون عن علم وبينة، أما الجدال بحد ذاته فلا يبني شيئا .. وأنت أعرف مني بهذا.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
الأخ الفاضل العبادي
أنا مثلك لست راض عن كثير مما جاء في هذا الموضوع مما لا ضرورة له ..
طرح الشيخ عبدالعزيز في المشاركة الأولى مسألة الاختلاف في عدد كلمات السور وحروفها وأشار إلى أن سبب الاختلاف هو الاختلاف في منهج العد وفي المشاركة الثانية اورد مثالا على ذلك (عدد كلمات سورة النصر) ..
وذكر في عدد كلماتها الأعداد التالية:
17 - 19 - 29 - 23 - 16 - 22 ..
حيث يمثل كل عدد منهجا محددا ..
نفهم أن العدد 19 يمثل منهجا محددا هنا ..
الجزء المفقود هنا: هل تم عد كلمات سور القرآن كلها بهذه الاعتبارات أم أن الأمر اقتصر على بعض السور القصيرة؟
لم يذكر الشيخ عبدالعزيز شيئا عن ذلك ..
بعبارة أخرى: ما عدد كلمات سورة البقرة مثلا باعتبار أن الكلمة: اسم وفعل وحرف؟ هل هناك من استخدم مصطلح الكلمة النحوي في عد كلمات سورة البقرة؟
- في المشاركة الخامسة ذكرت أن عدد كلمات القرآن حسب عدي (وهو المنهج الذي يرى أن عدد كلمات سورة النصر هو 19 كلمة باعتبار الرسم العثماني - وهو المنهج المتبع لدى العادين من القدماء والمتأخرين) هو 77436 .. وأن مجموع أرقام آيات القرىن كلها البالغة 6236 آية هو: 333667 ....
وذكرت شيئا عن المعجم الاحصائي: كتاب لي في عدد كلمات القرآن ويتألف من مجموعة فهارس ...
-وذكرت أن من أسباب الاختلاف في العد الطباعة والتصحيف وعدم الدقة ..
وذكرت خمسة أعداد هي ما توصل إليه العادون وأن أصحابها اتبعوا منهجا واحدا .. وقد ذكره الشيخ عبدالعزيز حينما ذكر أن عدد كلمات سورة النصر هو 19 كلمة ............
وأشرت إلى أن الاختلاف هو في كلمة ما: هل تعد منفصلة أم تعد مع الكلمة التالية لها، وقلت أن مركز نون يعد (مالكم) كلمة وأنا اعدها كلمتين .. ومواضع هذا الاختلاف ترد في القرآن 32 مرة ..
- يصر الشيخ عبدالعزيز ان العادين يستخدمون العد الآلي ... بسبب الوصول إلى أعداد متماثلة أو متقاربة ..
وقلنا للشيخ: من القدماء من توصل الى العدد 77437 وهو نفس ما وصل اليه بعض المعاصرين فهل استخدم القدماء العد الآلي؟
ويصر شيخنا الحبيب على موقفه ويدعو من يستخدم العد الآلي أن يتقي الله ..
- وأود أن أسأل الشيخ:
هل باستطاعة العد الآلي أن يحدد لنا عدد الآيات المؤلفة من 19 كلمة، والمؤلفة من 17 والمؤلفة من 16 والمؤلفة من 15 .. ثم عدد السور التي وردت فيها، ومجموع أرقام ترتيب كل مجموعة، والعلاقة بين هذه المجموعات؟؟؟
- أنا شخصيا قمت بحصر كل مجموعة من الآيات متماثلة في عدد كلماتها وبينت مجموع أرقام تلك الآيات وعدد السور التي وردت فيها ن وقمت كذلك بتقسيم آيات كل سورة في مجموعات حسب التماثل في عدد كللماتها ..
سؤالي: هل يمكن عمل ذلك بالعد الآلي؟؟؟؟
أنا حتى الان لا أعرف كيف أرفق جدولا في مشاركاتي ..
لماذا هذا العناد والاصرار؟
هذا الأسلوب يجعلك تفكر بترك الحوار حيث لا فائدة ...
- تدخل بعض الأعضاء وطرحوا رأيهم الرافض للإعجاز العددي .. أي لقد شتتوا الموضوع .. وبعضهم وصل إلى استنتاجات عجيبة وغريبة ...
- أحد الأعضاء وضع عددا من الروابط المهمة النافعة للشيخ خالد السبت .. هو يراها نافعة، بالنسبة لي: أنها لا قيمة لها، يرى صاحبها أن رسم القرآن اصطلاحي وكذلك ترتيبه ...
هذا الرأي هو كارثة ..
.. - وفي النهاية ذهب الشيخ عبدالعزيز يطلق الكلام جزافا: فالعادون لا منهج لهم، يخلطون بين مناهج العد، يعدون حسب ما يوافقهم .. واستشهد بأمثلة لا علاقة لها بموضوعنا ............................
ويتشعب الحوار الذي أصبح لا غاية له ..
وها أنت تقول: أنه لا زال في كل ما ذكرتَه الكثير من الإشكالات التي لم تقم بالجواب عليها،
رغم أن الآخرين لم يجيبوا على أي ملاحظة ذكرتها لهم ..
فإنني أرحب بما لديك .. ما الذي تريدني أن أجيب عليه؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Dec 2007, 11:14 ص]ـ
عبدالعزيز الداخل
(يُتْبَعُ)
(/)
من الأمور التي ينتقد بها منهج العد هو الاضطراب فيه ......... :
الجانب الثاني: أن يفرق بين المتماثلات .....................
7: التطابق العجيب بين العد الآلي وما ذكره أولئك ليس دليلاً على صحة منهج العد، بل هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً ...........................
تتميما للفائدة أحب أن أنبه على أمر، من باب الاستطراد المفيد
وهو أني لما رأيت بعض الأمثلة العجيبة التي يذكرها بعض أصحاب العدد، تعجبت منها وأردت التثبت والتحقق حتى لا تنتشر في الناس، يتحدثون بها، ويتعجبون منها ويظنون أنها دليل على إعجاز القرأن ثم نفاجأ بعد فترة من الزمن أنها مجرد أغاليط عبث بها عابث وتلقفها كل متلقف
فمن باب الذب عن كتاب الله تعالى، ونفي انتحال المبطلين عنه، عزمت على التحقق من صحة ما ذكروه:
فوجدت بعضهم يدعي تماثل ورود ذكر الجنة والنار في القرآن، وكذلك الموت والحياة، وكذلك الملائكة والشياطين، وغيرها
...........
وأشياء عجيبة من هذا النوع
وأنا أدلكم على طريقة سهلة لا تحتاجون معها إلى متخصص في البرمجة وتقنية المعلومات تتمكنون بها من التحقق من كلام هؤلاء فيما يستجد من المسائل:
وبالكشف عن عدد بعض تلك الكلمات حصلت على النتائج التالية:
وسأكتفي بذكر الكلمة وعدد مرات ذكرها في المصحف
وأترك لكم التعليق:
الجنة: 57
النار: 105
جنة: 79
نار: 146
...........................
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
ولا أستبعد أن يكون لأعداء الدين يد خفية خلف انتشار مثل هذه الأمور.
والله المستعان على ما يصفون]
تعالوا أيها الأفاضل نتحقق من إحصاء الشيخ عبدالعزيز لكلمتي الجنة والنار بناء على طلبه بالرجوع الى المعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبدالباقي ... ومن كان لديه تعليق فلا يبخل به على الشيخ ..
جنة:
وردت كلمة جنة في القرآن الكريم 66 مرة ..
يشمل هذا العدد كلمة جنة + الجنة .. ص 180 ..
إحصاء الشيخ عبدالعزيز الآلي يقول: الجنة 57، وجنة: 79 ..
هل تدرون ماذا فعل الشيخ عبدالعزيز:؟
في عده لكلمة جنة، عد معها كلمات " جنة " بكسر الجيم، وبضم الجيم، وعد مع كلمة الجنة كلمات " الجنة " بكسر
الجيم ..
وكان أن خرج بعدد لا يمت الى الحقيقة بصلة والمصيبة أنه يظنه صوابا ويستدل به على خطأ العادين .. ولعلكم اكتشفتم أنه هو المخطيء لا ريب في ذلك ..
وفي كلمة النار:
وردت كلمة (النار، نار) بالفتح والضم والكسر: 126 مرة - المعجم المفهرس، ووردت 19 مرة بلفظ: نارا ..
إحصاء الشيخ عبد العزيز يقول غير ذلك: النار 146 مرة + النار 105 ...
شيء عجيب فعلا، من أين جاء الشيخ عبد العزيز بهذين العددين؟ الوحيد الذي يملك الاجابة على هذا السؤال هو الشيخ نفسه ..
التعليق:
أنت من يريد منا ان نعلق فلا تغضب: إحصاءاتك هي الفاسدة، ولعلك اكتشفت أنك حتى الآن لا تفرق بين الجنة بفتح الجيم وكسرها ... وهذا دليل جديد على تسرعك بالحكم على الاخرين، ونقول كما تقول:
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
ولا أظن أننا بحاجة للتأكد من باقي إحصاءاتك ونضيع اوقاتنا فيما لا نفع فيه فما ذكرناه يكفي ..
وما دمت حريصا على القرآن فلا بأس أن تبين للآخرين العدد الصحيح وأن تصحح المعلومات التي اوردتها لهم ..
ولا بأس أن تحدد لهم أين يقف أعداء الدين هنا ..
مع فائق التقدير لشخصك الكريم ولكل محبيك
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Dec 2007, 12:32 م]ـ
عبد العزيز الداخل
تتميما للفائدة أحب أن أنبه على أمر، من باب الاستطراد المفيد
وهو أني لما رأيت بعض الأمثلة العجيبة التي يذكرها بعض أصحاب العدد، تعجبت منها وأردت التثبت والتحقق حتى لا تنتشر في الناس، يتحدثون بها، ويتعجبون منها ويظنون أنها دليل على إعجاز القرأن ثم نفاجأ بعد فترة من الزمن أنها مجرد أغاليط عبث بها عابث وتلقفها كل متلقف
فمن باب الذب عن كتاب الله تعالى، ونفي انتحال المبطلين عنه، عزمت على التحقق من صحة ما ذكروه:
فوجدت بعضهم يدعي تماثل ورود ذكر الجنة والنار في القرآن، وكذلك الموت والحياة، وكذلك الملائكة والشياطين، وغيرها
...........
وأشياء عجيبة من هذا النوع
(يُتْبَعُ)
(/)
وأنا أدلكم على طريقة سهلة لا تحتاجون معها إلى متخصص في البرمجة وتقنية المعلومات تتمكنون بها من التحقق من كلام هؤلاء فيما يستجد من المسائل:
وبالكشف عن عدد بعض تلك الكلمات حصلت على النتائج التالية:
وسأكتفي بذكر الكلمة وعدد مرات ذكرها في المصحف
وأترك لكم التعليق:
الجنة: 57
جنة: 79
...........................
فحسبنا الله ونعم الوكيل على من أراد أن يجري الناس خلف أوهام وأكاذيب لمآرب يريدها
تحذير
كمبيوتر غبي وإحصاءات غبية
ولمزيد من التوضيح، بحثت عن برنامج من النوع الذي دلنا عليه الشيخ عبدالعزيز ونصحنا باعتماده للتاكد من الإحصاءات فوجدت: المصحف الرقمي ...
ماذا وجدت؟
كلمة جنة: وردت 77 مرة - على ذمة البرنامج _
كلمة الجنة: 55 مرة ..
أذكركم: العد الذي زودنا به الشيخ عبدالعزيز: جنة 79 مرة، الجنة: 57 مرة ..
أرجو ان تكونوا قد اكتشفتم الحقيقة: برامج غبية وإحصاءات غبية، ولا أدري كيف يريد الشيخ منكم أن تستخدموا هذه البرامج للتأكد من عدد كلمات لفظة في القرآن ..
أرجو أن لا يكون بعضكم قد استمع إلى نصيحة الشيخ ..
لعل من يتساءل عن الخطأ في هذه الاحصاءات ..
إذا طلبت من البرنامج أن يعطيك تكرار كلمة " جنة "، ولأنه غبي فهو لا يفرق بين جنة بفتح الجيم وجنة بكسر الجيم نحو (ما بصاحبكم من جنة .. 184 الأعراف)، ولا بين الجنة بفتح الجيم نحو (اسكن انت وزوجك الجنة .. 35 البقرة) والجنة بكسر الجيم نحو (لقد علمت الجنة .. الصافات 158) ...
فإن عدت وطلبت تكرار كلمة (الجنة) وقع في الخلط ثانية ...
ما أريد قوله:
أحذركم من نصيحة الشيخ عبدالعزيز ومن برامج الاحصاء الغبية الآلية ...
والآن يا شيخنا الحبيب: ما تعليقك؟
مع وافر التقدير والاحترام لشخصك الكريم ...
أدعوك لتصفح كتابي المعجم الإحصائي وقد أعطيتك الرابط: دقة - منهج ثابت محدد ... إذا اكتشفت خطأ فأعلنه،فإن لم تكتشف، فكن شجاعا وقل لي فقط: جزاك الله خيرا ..
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[26 Dec 2007, 03:04 م]ـ
كنت قد عزمت على ترك النقاش
ولكني أراني مضطراً لتوضيح بعض الأمور
من من العادين ينطبق عليه كلامك هذا؟
اذكره ولا تترك القارىء يظن أنه ينطبق على الجميع .. هذا في رأيي نوع من الخداع.
عفا الله عنك، ليتك لم تستخدم هذا الأسلوب،
ولو أنك حاولت أن تفهم الكلام في سياقه الصحيح رجوت أن يتبين لك سبب ذكري لهذا الأمر.
فإنك لما لم تبين لنا منهجك في العد كما طلبت منك مراراً، ولم تبين لنا مفهوم الكلمة عندك، وما الذي تعده كلمة وما الذي لا تعده، أحببت أن أفيدك بفائدة تأخذها بعين الاعتبار ويتبصر بها من يعنيه الأمر من القراء وهي قاعدة عامة فالاضطراب موجب للضعف كما هو معلوم
فهل راعيت الجانبين المذكورين؟ أجب بنعم أو لا، ولا تقابل السؤال بسؤال آخر
وأنا كل الذي يعنيني في الأمر أن لا تنسب إلى الله عز وجل شيئاً بلا برهان
فإنك مهما حاولت ذلك بكثرة الادعاءات فإن الله يأبى ذلك ويأباه المؤمنون
وأما إن أردت سلوك سبيل الدليل الصحيح والبرهان الحق فأنا معك ولست ضدك حتى نصل إلى نتيجة حق عندها عليها دليل صحيح ندين الله عز وجل به.
فهل اتضح لك موقفي يا أخ عبد الله؟
وهنا أيضا لك أن تسأل؟ أنت توهم القاريء أن العاد لا يتبع الرسم أو اللفظ وربما يخلط بين الاثنين ..
أهذا ما تريد أن توصله للقارىء؟ ولماذا تريد ذلك؟
لا لم أقصد ذلك
وأستغرب من أين حصلت على هذا الفهم؟
ولكن الفرق الكبير بين الأداء والرسم فالأداء اللفظي منقول بالتواتر عن النبي صلى اللله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم تلقاه عن جبريل بالأحرف السبعة وجبريل أنزله من عند الله جل وعلا فهو كلام الله تعالى
وأما الرسم الذي بين أيدينا فلم يكن توقيفياً
فهل فهمت الأمر؟
7: التطابق العجيب بين العد الآلي وما ذكره أولئك ليس دليلاً على صحة منهج العد، بل هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً
استنتاج خطأ ومن العجيب أنك تصر عليه .. ممارسة الخداع أيضا ..
لقد ذكرت لك أن من القدماء من وصل الى العدد 77437 وهو نفس ما وصل اليه البعض، بناء على اللغة التي تفكر فيها فالقدماء أيضا استخدموا العد الآلي ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ما أدري مالذي يدفعك لهذا الحماس المستميت الذي يمنعك من التفكير والتأمل ويجعلك تطلق الأحكام جزافاً دون تروي وتأمل
فنحن في بحث علمي ولسنا في حلبة مصارعة
فأقول لك: أعطني تفسيراً مقبولاً لتطابق عد أولئك لكلمات السور مع العد الآلي في جميع السور التي ذكرناها
لذلك من باب عدم التسرع قلت: (هو أقرب إلى كونهم يعتمدون العد الآلي منهجاً)
ليتك تدرس اللغة العربية أكثر حتى لا تقع في بعض المزالق في الفهم
والأقوال في عدد كلمات القرآن الإجمالي كثيرة في القديم والحديث فهل إذا تطابق أحد هذه الأقوال مع العد الآلي على منهج مايكروسوفت يكون ذلك دليلاً على صحة ذلك الرقم؟!!
كما حصل في سورة النصر تطابق العد الآلي مع رقم من هذه الأرقام وهذا ليس دليلاً على صحته.
أنت إلى الآن لم تفقه لب المسألة؟ وهو هل منهج العد الذي تسلكه عليه دليل صحيح معتبر في الشرع تستطيع بموجبه أن تنسب النتائج التي توصلت إليها أنها مرادة لله تعالى أم لا؟
إذا لم تثبت ذلك فكل هذه الأرقام التي تحصل عليها لا قيمة لها ولا اعتبار
كلام جميل ولكن كيف يمكنهم أن يقنعوا فضيلتك بأنهم لم يستخدموا العد الآلي؟
ومرة أخرى تسيء الفهم
أنا لا أريدك أن تقنعني أنك لا تستخدم العد الآلي
أريدك أن تثبت لي أن منهجك في العد صحيح
وأكرر لك:
العدد الصحيح يملك الأدلة على صحته ...
كما أن العدد الصحيح لآيات القرآن يملك الأدلة على صحته ..
ما هي هذه الأدلة السرية الصحيحة؟
أنا لا أريدك أن تأتيني بأرقام جمعتها ليست مبنية على أساس صحيح
فكل ما كان على غير أساس صحيح فهو هباء لا قيمة له
وأود أن أسأل الشيخ:
هل باستطاعة العد الآلي أن يحدد لنا عدد الآيات المؤلفة من 19 كلمة، والمؤلفة من 17 والمؤلفة من 16 والمؤلفة من 15 .. ثم عدد السور التي وردت فيها، ومجموع أرقام ترتيب كل مجموعة، والعلاقة بين هذه المجموعات؟؟؟
نعم يمكن ذلك وبكل سهولة
تحتاج فقط إلى قاعدة بيانات وكود بسيط
جنة:
وردت كلمة جنة في القرآن الكريم 66 مرة ..
يشمل هذا العدد كلمة جنة + الجنة .. ص 180 ..
إحصاء الشيخ عبدالعزيز الآلي يقول: الجنة 57، وجنة: 79 ..
وردت كلمة (النار، نار) بالفتح والضم والكسر: 126 مرة - المعجم المفهرس، ووردت 19 مرة بلفظ: نارا ..
إحصاء الشيخ عبد العزيز يقول غير ذلك: النار 146 مرة + النار 105 ...
شيء عجيب فعلا، من أين جاء الشيخ عبد العزيز بهذين العددين؟ الوحيد الذي يملك الاجابة على هذا السؤال هو الشيخ نفسه ..
عجيب منك هذا الكلام
وهل تستطيع أنت تثبت بموجبه تماثل عدد كلمات الجنة والنار في القرآن الكريم؟
وهذا هو المراد
لا أني أدعي أن لي إحصاء خاص بي
أولئك ادعوا تماثلها
فلو جمعت كلمة الجنة بجميع الحركات وفيها أيضاً ما هو بالفتح ولا يراد به جنة الآخرة أيضاً
ومع ذلك لا يبلغ عدد مرات ورودها قريباً من ذكر النار فكيف يتماثلان؟
هل فهمت؟
وهل حصل ذلك مع بقية الأمثلة؟
ولمزيد من التوضيح، بحثت عن برنامج من النوع الذي دلنا عليه الشيخ عبدالعزيز ونصحنا باعتماده للتاكد من الإحصاءات فوجدت: المصحف الرقمي ...
ماذا وجدت؟
لقد ناديت مراراً بعدم اعتماد العد الآلي
فكيف تنسب لي خلاف ما أنادي به؟
ولا أريد أن أستخدم أسلوبك
ولكن المتابع الكريم يعرف ما قصدته بهذا الحوار والمبادئ التي ناديت بها
أشكر الإخوة المشاركين الذين أبدوا ملاحظاتهم
أشكر الشيخ: عبد الله الميموني وهو من أهل العلم بهذا الشأن وبحوثه لها قيمتها ووزنها العلمي
وأشكر الشيخ العبادي على مداخلته
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Dec 2007, 08:37 م]ـ
توضيح:
- عدد كلمات القرآن حسب المنهج الذي اتبعته هو: 77436.
- ليس لدي إحصاء بعدد تكرار أي لفظة في القرآن باستثناء لفظ الجلالة " الله " فمثل هذا العمل يحتاج إلى فريق.
- الحوار الذي دار حول تماثل ألفاظ محددة في القرآن نحو " الجنة والنار " يظهر عدم دقتها.
- الإحصاءات المبرمجة أيضا ليست صحيحة.
- الطريقة الوحيدة للتأكد من إحصاء عدد كلمات آية أو سورة هو القرآن الكريم.
- يجب التزام منهج واحد ثابت في العد لدى العاد، مما يعني الوصول إلى أكثر من عدد صحيح ولكن كل عدد حسب المنهج المعتمد.
(يُتْبَعُ)
(/)
- الخلط بين منهجين في العد مهما كان يلغي جميع النتائج التي يتوصل اليها العاد.
-لا وجود لإحصاء لعدد كلمات القرآن باعتبار مفهوم الكلمة النحوي.
توضيح مختصر لمنهجي في عد كلمات القرآن:
منهجي في إحصاء كلمات القرآن
1. المصحف المعتمد لدي هو المعروف بمصحف المدينة النبوية وهو برواية حفص عن عاصم، وفي عدّ الآيات على ما جاء في المصحف المذكور، والذي يعتمد العدد الكوفي وعدد آيات القرآن الكريم وفق العدّ الكوفي هو: (6236) آية.
2. أستند في إحصاء الكلمات والحروف إلى رسم المصحف، المسمّى بالرسم العثماني.
3. عند إحصاء للحروف في المصحف أهمل الإضافات التي أضيفت على الرسم العثماني بقصد التوضيح؛ فالألف الصغيرة التي تُرسم فوق بعض الحروف لا تُحصى، لأنها دخيلة على الرسم؛ فكلمة إسماعيل، مثلاً، تكتب في المصحف هكذا: (إسمعيل)، وعليه تتألف الكلمة من ستة حروف، وليس من سبعة.
4. عند إحصاء الكلمات أراعي الرسم، وعليه أقوم بالعدّ وفق ما تتم به عملية طباعة المصاحف اليوم، لأنّها توافق الرسم. فحرف الجرّ (في)، مثلاً، يُحصى كلمة، لأنّه يُرسم منفرداً غير متصل بغيره من الكلمات. أمّا حرف (الباء)، مثلاً، فهو يَلحَقُ في الرسم الكلمة التي تليه، مثل: (بالله)، فهي في الرسم كلمة واحدة.
5. وعليه فعبارة مثل: (يا أيها)، تعتبر كلمة واحدة، لأنّ المصحف يرسمها وحدة واحدة، هكذا: (يأيها). وكذلك عبارة مثل (يا رب)، يرسمها المصحف (يرب). ... الخ.
6. بما أنّ الدراسات العدديّة تتعلق برسم المصحف، فإنني أحصي الحرف المشدد حرفاً واحداً؛ فكلمة مثل: (مَدَّ) تتألف من حرفين رسماً، أمّا لفظاً فهي ثلاثة حروف.
7. كلمات مثل: (أوَلَم، أوَكُلّما، أوَليس ... ) هي كلمة واحدة فقط. ألفت الانتباه إلى أنّ (أوْ) تختلف عن (أوَ) في المعنى، وفي الرسم. فـ (أوْ) ترسم كلمة منفصلة، وفيها معنى التخيير. أمّا (أوَ) فهي ترسم ملحقة بما بعدها، وهي همزة استفهام مع واو العطف.
8. جملة: (من بَعْدِ ما) هي ثلاث كلمات. وكلمة (بَعْدَما)، تُحصى كلمتين.
1. عند إحصاء ألفاظ مثل: " مالك، مالكم ... ما ل " .. اعتبرت ما كلمة وما بعدها كلمة. دون تفريق بين ما النافية أو ما الاستفهامية.
جملة مثل قوله تعالى: "ما لهذا الرسول؟ " تُكتب، في المصحف، هكذا: "مالِ هذا الرسول؟ "، هي أربع كلمات .. وقد تكرر هذا في أربع آيات.
منهج العد لدى مركز نون هو نفس المنهج السابق والاختلاف بيني وبينه في المسألة التالية:
. [عند إحصائنا لكلمات القرآن الكريم لم نصادف إشكالاً إلا في ألفاظ مثل: " مالك، مالكم ... " فإذا كانت (ما) نافية فلا إشكال، حيث تُحصى (ما) كلمة، و (لكم) كلمة أخرى، وذلك في مثل قوله تعالى:" ما لكم من دون الله من وليّ". أمّا إذا كانت (ما) استفهاميّة، فهنا قد يكون الإشكال، الذي يمكن حلّه بالرجوع إلى رسم المصحف؛ فقد وجدنا أنّ جملة مثل قوله تعالى: "ما لهذا الرسول؟ " تُكتب، في المصحف، هكذا: "مالِ هذا الرسول؟ "، وقد تكرر هذا في أكثر من موضع. وإلحاق اللام بما الاستفهاميّة يدل قرآنيّاً على أنّ جملة مثل: "مالك؟ " هي في الرسم كلمة واحدة. وقد لفتنا الانتباه إلى هذا من أجل مراعاة ذلك، لمن أراد أن يتحقّق من عدد الكلمات في سور القرآن الكريم.]
أمثلة توضيحية:
[بسم. الله. الرحمن. الرحيم]
عدد الكلمات: 4، عدد الحروف: 19.
ب س م ا ل ل هـ ا ل ر ح م ن ا ل ر ح ي م
- الآية 13 سورة البقرة عدد كلماتها 19:
(وإذا. قيل. لهم. ءامنوا. كما. ءامن. الناس. قالوا. أنؤمن. كما. ءامن. السفهاء. ألا. إنهم. هم. السفهاء. ولكن. لا. يعلمون).
- هذا الأسلوب في العد هو الأقرب إلى فهم جميع الناس بغض النظر عن ثقافتهم.
- يرى بعض المشايخ أن عدد حروف البسملة ليست 19 ...
في مواجهة هذا الاختلاف وأمثاله على كل فريق أن يأتي بما يؤيد رأيه من أدلة ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Dec 2007, 06:11 م]ـ
سورة الماعون
مثال على منهج عد الكلمات والحروف
رقم السورة: 107
عدد آياتها: 7
عدد كلماتها: 25
عدد حروفها: 114
الآية 1 [أرءيت الذي يكذب بالدين]
عدد الكلمات 4: أرءيت - الذي - يكذب - بالدين
عدد الحروف 19: أ. ر. ء. ي. ت. ا. ل. ذ. ي. ي. ك.ذ. ب. ب. ا.ل. د.ي. ن.
الآية 2: [فذلك الذي يدع اليتيم]
عدد الكلمات 4: فذلك – الذي - يدع - اليتيم
عدد الحروف17: ف. ذ. ل. ك. ا. ل. ذ. ي. ي. د. ع. ا. ل. ي. ت. ي. م.
الآية 3: [ولا يحض على طعام المسكين]
عدد الكلمات 5: ولا - يحض - على - طعام - المسكين
عدد الحروف 20: و.ل. ا. ي. ح.ض.ع. ل ى. ط. ع. ا. م. ا. ل. م. س. ك.ي. ن.
الآية 4: [فويل للمصلين]
عدد الكلمات 2: فويل - للمصلين
عدد الحروف 11: ف. و.ي. ل ل. ل.م ص. ل. ي. ن.
الآية 5: [الذين هم عن صلاتهم ساهون]
عدد الكلمات: 5 الذين - هم - عن - صلاتهم - ساهون
عدد الحروف 20: ا. ل.ذ. ي.ن. ه.م. ع.ن. ص.ل. ا.ت. ه.م. س.ا. ه.و. ن.
الآية 6: [الذين هم يراءون]
عدد الكلمات 3: الذين - هم - يراءون
عدد الحروف 13: ا. ل.ذ. ي.ن. ه.م. ي.ر. ا.ء. و.ن
الآية 7: [ويمنعون الماعون]
عدد الكلمات2: ويمنعون – الماعون
عدد الحروف 14: و. ي.م. ن.ع. و.ن. ا.ل. م.ا. ع.و. ن.
السؤال الآن:
هل ترتيب سورة الماعون في موقع الترتيب 107 مجرد مصادفة؟
هل مجيئها مؤلفة من 7 آيات و 25 كلمة و 114 حرفا.، مجرد مصادفات؟
وللعلم عدد آيات سورة الماعون برواية ورش ست آيات , حيث جمعت الآيتان 6 و 7 في آية واحدة .. وعدد حروفها 113 حرفا بسبب حذف حرف الهمزة من كلمة [أرءيت] في الآية الأولى ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Dec 2007, 09:24 م]ـ
إعجاز الترتيب في سورتي الفاتحة والماعون.
سورة الفاتحة:
سورة الفاتحة،هي السورة الأولى في ترتيب المصحف، والسورة التي نتلوها في كل ركعة، عدد آياتها 7، وعدد كلماتها 29، وعدد حروفها 139 حرفا. - على النحو الذي هي عليه في المصحف الذي بين أيدينا " مصحف المدينة النبوية "-. فلا عجب أن تكون سورة الفاتحة ملأى بالأسرار العددية، ومفتاحا لكثير من أسرار القرآن في ترتيبه، وأن تتعدد الاكتشافات فيها بتعدد الباحثين واختلاف مناهجهم.
الرقم 7 رقم مميز:
للرقم 7 دلالات كثيرة في الكون والحياة، ففي الكون: جعل الله عدد السماوات 7، وعدد الأراضين 7. وأبواب جهنم 7 ... كما أن عدد أيام الأسبوع 7 , وعدد العلامات الموسيقية 7 وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هو 7. وقد اكتشف علماء الأرض حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من 7 طبقات، كما أن الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من 7 طبقات إلكترونية .. وفي الحج حيث تمثل هذه العبادة الركن الخامس من أركان الإسلام. في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام 7 أشواط. ويسعى بين الصفا والمروة 7 أشواط أيضاً، ويرمي 7 جمرات. وقد ورد ذكر هذا الرقم في أكثر من آية في القرآن الكريم.
.... ما يعنينا هنا أن عدد آيات سورة الفاتحة المميزة في القرآن – التي نتلوها في كل ركعة – قد حدد برقم مميز جدا في القرآن والكون هو الرقم 7.
ارتباط سورة الفاتحة بالعدد 7:
يلاحظ الرقم 7 في سورة الفاتحة في أكثر من صورة. فعدد آياتها 7، وعدد ما ورد فيها من الحروف الهجائية 21 حرفا أي: 3 × 7 , ومن السهل أن نستنتج أن عدد الأحرف العربية التي لم ترد في السورة هو أيضا: 7 أحرف هي (ث. ج. خ. ز. ش. ظ. ف).
ومن الملاحظات في سورة الفاتحة أن أحرف لفظ الجلالة " الله " تكررت في السورة 49 مرة أي: 7 × 7 .. ومن الملاحظات أيضا تكرار الحروف المقطعة في سورة الفاتحة ..
الحروف المقطعة:
افتتحت من بين سور القرآن 29 سورة (بعدد كلمات سورة الفاتحة) بأحرف عرفت بالحروف المقطعة أو النورانية , عدد هذه الحروف من غير تكرار 14 حرفا (2 × 7)، الملاحظة هنا أن جميع هذه الحروف قد وردت في سورة الفاتحة، وإذا أحصينا عدد تكرار هذه الحروف في السورة سنجدها 119 حرفا أي 17 × 7.
(لاحظ أن عدد الحروف الواردة في الفاتحة 21 وأنها: 14 حرفا هي عدد الحروف المقطعة + 7 عدد الحروف الباقية).
علاقات كثيرة تربط سورة الفاتحة بالرقم 7. وقد تحمس من المعاصرين لهذا العدد الأخ الباحث المهندس عبد الدائم الكحيل الذي أورد كثيرا من العلاقات الجديدة لسورة الفاتحة بالرقم 7.
عدد من الأسئلة:
كل هذا كان الموجه لنا لطرح الأسئلة التالية: ما عدد سور القرآن التي عدد آيات كل منها أقل من 7 آيات , عدد الآيات في سورة الفاتحة؟ هل بين سور القرآن سورة مؤلفة من 7 آيات غير الفاتحة؟ ما علاقة ترتيب سورة الفاتحة بغيرها من سور القرآن؟
يعنينا هنا الإجابة على السؤال الثاني:
ترتيب سورتي الفاتحة والماعون:
تبين لنا بعد البحث أن من بين سور القرآن سورة أخرى فقط تتألف من 7 آيات غير سورة الفاتحة، إنها سورة الماعون، ما السر في ذلك؟ هل هي دعوة القرآن لنا للتدبر في ترتيب هذه السورة – ترتيب القرآن؟
لقد فهمتُ الإشارة على هذا النحو، وقادني التدبر إلى الملاحظات التالية:
الملاحظة الأولى: (ترتيب سورة الماعون)
أول ما يلفت الانتباه هنا أن سورة الماعون قد رتبت في المصحف في موقع الترتيب 107، وبذلك يشير مجموع الرقمين الدالين على عدد آياتها وموقع ترتيبها إلى العدد 114 (7 + 107)، وهذا هو عدد سور القرآن الكريم.
(هذه الملاحظة ستقودنا إلى ملاحظة في غاية الأهمية كما سنرى بعد قليل)
الملاحظة الثانية: (عدد حروف سورة الماعون)
إذا أحصينا عدد حروف سورة الماعون، سنجدها: 114 حرفا .. وهو مما يؤكد الملاحظة الأولى.
[ألا يعني ذلك أن عدد آيات سورة الماعون عدد محدد؟ وكذلك ترتيبها وعدد حروفها؟ أم أن ما نكتشفه هو مجرد مصادفة جميلة]
الملاحظة الثالثة: (عدد السور بعد سورة الماعون)
(يُتْبَعُ)
(/)
إن عدد السور التي جاء ترتيبها في المصحف بعد سورة الماعون هو 7 سور فقط، ملاحظة ثانية تدفع عن سابقتها شبهة المصادفة.
[هل مجيء السورة الوحيدة غير الفاتحة المؤلفة من 7 آيات في ترتيب المصحف قبل نهاية المصحف ب 7 سور مصادفة؟]
الملاحظة الرابعة: (مواقع ترتيب السور ال 7)
" إحدى روائع القرآن في ترتيبه ": إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور السبع هو: 777 .. وهذا العدد يساوي: 111 × 7.
الملاحظة الخامسة: (فاصلة من السور)
إن عدد السور الفاصلة بين سورة الفاتحة بعدد آياتها ال 7 وسورة الماعون الوحيدة المؤلفة من عدد من الآيات هو 7 والمرتبة قبل نهاية المصحف بعدد من السور هو 7، هو 105 سور .. وهذا العدد يساوي 15 × 7.
الملاحظة السادسة: (ترتيب السور ال 105)
ومن الإحكام في الترتيب القرآني أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب هذه السور ال 105 يأتي عددا من مضاعفات الرقم 7 (5670 أي: 810 × 7).
الملاحظة السابعة: (ترتيب سور القرآن)
" إحدى روائع القرآن في ترتيبه "
(لمن يشك بأن ترتيب القرآن بسوره وآياته هو ترتيب توقيفي) ..
من المعلوم أن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن وهي الأرقام من 1 إلى 114 هو 6555، ماذا نكتشف لو استثنينا العدد 777 (مجموع أرقام ترتيب السور السبع) من هذا العدد؟ سنجد أن مجموع أرقام ترتيب سور القرآن الباقية وعددها 107 هو: 5778.
هذا العدد 5778 = 54 × 107؟!
لنتدبر هذه النتيجة جيدا.
العدد الذي ظهر لنا هو العدد 107 .. إنه عدد السور .. وهو كذلك الرقم الدال على ترتيب سورة الماعون (المميزة بالعدد 7)
والسؤال هنا:
عرفنا ماذا يعني العدد 107 .. فما سر العدد 54؟
إنه مجموع عددي الكلمات في سورتي الفاتحة والماعون (29 عدد كلمات سورة الفاتحة + 25 عدد كلمات سورة الماعون).
[أليس لعدد الكلمات من فائدة؟]
الملاحظة الثامنة: (خمس سور مميزة)
سورة الماعون هي إحدى سور خمس مميزة في ترتيب القرآن بأن مجموع الرقمين الدالين على رقم ترتيب السورة وعدد آياتها في كل منها = 114: أي يختزن الإشارة إلى عدد سور القرآن الكريم، هذه السور هي:
الحجر 15/ 99، الزمر 39/ 75، المعارج 70/ 44، الغاشية 88/ 26، الماعون 107/ 7.
ما وجه الإعجاز هنا؟
إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور الخمس هو: 319 ..
ماذا ينتج لدينا إذا طرحنا العدد319 من مجموع أرقام ترتيب سور القرآن كلها والذي هو: 6555؟.
(6555 - 319 = 6236).
العدد الناتج لدينا هو عدد آيات القرآن الكريم.
الملاحظة التاسعة:
قلنا أن عدد كلمات سورة الفاتحة 29 وعدد كلمات سورة الماعون 25 ..
ما العدد الذي ينتج لدينا لو قمنا بتربيع هذه الأرقام الأربعة وجمعناها؟
العدد الناتج هو: 81 + 4 + 25 + 4 = 114.
العدد 114 هو عدد سور القرآن الكريم.
[أليس في هذه الملاحظة ما يؤكد الفائدة في عد الكلمات؟ وما يؤكد صحة المنهج الذي اتبعناه في عد كلمات سورتي الفاتحة والماعون؟]
.... أرجو أن تكونوا قد أدركتم السر في ترتيب سورة الماعون في موقع الترتيب 107، والسر أن عدد آياتها 7، وأن عدد السور المرتبة بعدها 7، وأن مجموع الأرقام الدالة على ترتيبها 777 عدد من مضاعفات العدد 7 .. وأن عدد السور المحصورة بينها وبين سورة الفاتحة عدد من مضاعفات الرقم 7، مجموع أرقام ترتيبها عدد من مضاعفات الرقم 7 ..
السر أننا في رحاب ترتيب إلهي لا يمكن إنكاره.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
بماذا نفسر هذه العلاقات؟ هل يمكن أن يكون اجتماعها على هذا النحو بفعل مصادفة عمياء؟ هل يمكن نسبة هذا الترتيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى الصحابة – رضي الله عنهم - دون أن نربط ذلك بتوجيهات جبريل عليه السلام للنبي بوضع هذه السورة هنا وتلك هناك؟
ألا تؤكد كل هذه العلاقات وهذا الترتيب أن عدد آيات سورة الفاتحة هو 7 كما أن عدد آيات سورة الماعون هو 7 أيضا؟
أليس في هذه العلاقات دليل واضح على أن ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي؟
وأن للعدد فائدة بل فوائد؟
وللعلم:
ما ذكرته هو جانب من إعجاز الترتيب في قصار السور ..
لنفترض أن عدد آيات سورة الماعون 6 ...
ماذا يترتب على ذلك؟
أترك التعليق لكم .................
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Dec 2007, 11:35 ص]ـ
11سورة أقصر سور القرآن:
طرحنا في المشاركة السابقة السؤال: ما عدد سور القرآن التي يقل عدد آيات كل منها عن 7 آيات؟
1 - الحقيقة الأولى المكتشفة أن عدد سور القرآن التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 7 آيات هو: 11 سورة. ومن المثير جدا أن مجموع أعداد آياتها هو: 49 آية لا غير، أي: 7 × 7.
كيف نفسر هذه الظاهرة؟ لماذا يأتي مجموع أعداد الآيات في هذه السور التي يقل عدد الآيات في كل منها عن 7 آيات 49 آية أي 7 × 7؟
لا تفسير لهذا الاكتشاف سوى أن أعداد الآيات في هذه السور ال 11 محددة على نحو يؤدي إلى هذه العلاقة المحكمة مع سورة الفاتحة والرقم 7.
[أذكركم بأن تكرار أحرف لفظ الجلالة " الله " في سورة الفاتحة هو 49]
2 - الحقيقة الثانية المكتشفة أن مجموع أعداد الكلمات في السور ال 11 هو: 220 كلمة، أي: 20 × 11. إشارة صريحة إلى عدد هذه المجموعة من السور.
وهنا أيضا يمكننا القول أن أعداد الكلمات في هذه السور قد حددت على نحو يؤدي إلى هذه العلاقة، وما تدل عليه من أن أعداد الكلمات في هذه السور محددة بحساب وتدبير بعيد عن المصادفة والاحتمالات. كان كافيا زيادة أو نقصان كلمة في أي من هذه السور لإخفاء العلاقة بالرقم 11، كما أن زيادة أو نقصان آية كان كافيا لإخفاء العلاقة بالرقم 7.
[أذكركم بأن المنهج الذي نستند إليه هو منهج ثابت محدد على النحو الذي أوضحناه في
سورة الماعون]
3 - الحقيقة الثالثة: المكتشفة أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور ال 11 هو: 1188 عدد من مضاعفات الرقم 11 أيضا، فهو يساوي (108 × 11).
4 - الحقيقة الرابعة: جاءت هذه السور في مجموعتين: 6 سور فردية الترتيب مجموع أرقام ترتيبها 638 عدد من مضاعفات الرقم 11 (58 × 11) و 5 سور زوجية الترتيب مجموع أرقام ترتيبها 550 عدد من مضاعفات العدد 11 أيضا (50 × 11).
أربع حقائق يمكن ملاحظتها بسهولة تكفي للدلالة على أن أعداد الآيات كما أعداد الكلمات كما مواقع الترتيب، كل ذلك محدد وفق نظام وتدبير إلهي لا مجال فيه للرأي والاجتهاد. بل هي دليل على صحة هذه الأعداد وعدم تعرضها لزيادة أو نقصان أو تحريف.
أعداد الكلمات وإعجاز الترتيب القرآني:فيما يلي جدول بالسور ال 11: يظهر فيه اسم السورة فرقم ترتيبها فعدد آياتها فعدد كلماتها:
السور التي عدد الآيات في كل منها اقل من 7 آيات
الرقم السورة ترتيبها آياتها كلماتها
1 الكافرون - 109 - 6 - 26
2 الناس - 114 - 6 - 20
3 القدر 97 - 5 - 30
4 الفيل 105 - 5 - 23
5 المسد 111 - 5 - 23
6 الفلق 113 - 5 - 23
7 قريش 106 - 4 - 17
8 الإخلاص 112 - 4 - 15
9 العصر 103 - 3 - 14
10 الكوثر 108 - 3 - 10
11 النصر 110 - 3 - 19
المجموع 1188 - 49 - 220
ماذا نقرا في الجدول السابق؟
إضافة إلى الحقائق الأربع التي ذكرناها سابقا:
1 - يمكننا ملاحظة أربع مجموعات في مجموعة السور ال11 باعتبار التماثل في أعداد آياتها:
1 – ثلاث سور مؤلفة كل منها من 3 آيات.
2 – سورتان مؤلفة كل منها من 4 آيات.
3 – أربع سور مؤلفة كل منها من 5 آيات.
4 – سورتان مؤلفة كل منهما من 6 آيات.
ماذا في هذه الأعداد؟
1 - نلاحظ في الجدول أربع سور تشترك في عدد واحد من الآيات هو 5، ومن العجيب أن مجموع الكلمات في هذه السور هو: 99 أي (9 × 11).
سورة القدر عدد كلماتها 30، سور الفيل والمسد والفلق عدد كلمات كل منها 23.
وهذه هي الحقيقة الخامسة ..
(ومن المعلوم أن العدد 99 (9 × 11) هو عدد أسماء الله الحسنى. فما هي الدلالة التي يختزنها الرقم 11 غير دلالته على الوحدانية وان الله واحد أحد؟).
وهذا يعني أن عدد الكلمات في السور السبع الباقية هو: 121 كلمة (220 – 99) أي: 11 × 11. ومجموع آياتها هو 29 بعدد كلمات سورة الفاتحة. (لاحظوا أن مجموع رقمي العدد 29 هو 11).
وهذه هي الحقيقة السادسة ..
هل هناك مجال للشك أن الإشارات إلى الرقم 11 إشارات مقصودة وهادفة؟
[يعتبر العدد 29 من أهم محاور إعجاز الترتيب القرآني]
وقفة تأمل في السور السبع:
(يُتْبَعُ)
(/)
إذا استثنينا السور الأربع المؤلفة كل منها من 5 آيات يبقى لدينا ثلاث مجموعات من السور: مجموعة من سورتين تتألف كل منهما من 6 آيات، المجموعة الثانية سورتان تتألف كل منهما من 4 آيات، المجموعة الثالثة ثلاث سور تتألف كل منها من ثلاث آيات , في الجدول التالي بيان بعدد كلمات كل سورة.
جدول رقم 2
الرقم السورة ترتيبها آياتها عدد كلمات
السورة عدد كلمات المجموعة
1 الكافرون 109 - 6 - 26 -
2 الناس 114 - 6 - 20 - 46
3 قريش 106 - 4 - 17 -
4 الإخلاص 112 - 4 - 15 - 32
5 العصر 103 - 3 - 14 -
6 الكوثر 108 - 3 - 10 -
7 النصر 110 - 3 - 19 - 43
المجموع 762 - 29 - 121 - 121
أعداد من الكلمات عجيبة:
للوهلة الأولى يلاحظ المتأمل في الجدول رقم 1 أحد عشر عددا وفي الجدول رقم 2 سبعة أعداد مختلفة هي أعداد الكلمات في السور الإحدى عشرة وفي السور السبع، ليس أي عدد منها 11 أو من مضاعفات الرقم 11 مما يوهم بعدم وجود علاقة لهذه الأعداد بالرقم 11، وهذا ما ظننته بعد إعداد الجدولين. إلا أن التدبر في هذه الأعداد قادني إلى اكتشاف العلاقة العجيبة التالية لهذه الأعداد بالعدد 11. هذه العلاقة هي:
إن العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد ومهما غيرنا في مواقعها في المصفوفة العددية، يأتي دائما من مضاعفات الرقم 11.
[أليس هذا دليلا قاطعا على أعداد الكلمات في هذه السور؟؟؟؟]
ومن روائع الإعجاز العددي هنا أن العدد الناتج من صف أعداد الكلمات في السور الأربع يأتي من مضاعفات العدد 11، كما أن العدد الناتج من صف أعداد الكلمات في السور السبع يأتي من مضاعفات العدد 11 , كما أن العدد الناتج من صف أعداد الكلمات في المجموعات الأربع، أو أعداد الكلمات في المجموعات الثلاث، يأتي أيضا من مضاعفات العدد 11.
لنتأمل فيما يلي جزءا من هذه الظاهرة:
1 - أعداد الكلمات في السور الإحدى عشرة:
26 - 20 - 30 - 23 - 23 - 23 - 17 - 15 - 14 - 10 - 19
العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد يعطينا عددا مؤلفا من 22 خانة هو من مضاعفات الرقم 11:
2620302323231715141019 = 238209302111974103729 × 11
معكوس الترتيب:
1910141517232323302026 = 173649228839302118366 × 11
2 - أعداد الكلمات في السور الأربع (المتماثلة في عدد الآيات 5) هي:
23 – 23 – 23 – 30.
العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد:
30232323 = 2748393 × 11
معكوس الترتيب:
23232330 = 2112130 × 11.
3 - أعداد الكلمات في السور السبع هي: 26 –20 - 17 - 15 - 14 - 10 - 19
العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد:
19101415172026 =1736492288366 × 11
معكوس الترتيب:
26201715141019 =2381974103729 × 11
4 - أعداد الكلمات في المجموعات الأربع هي: 46 – 99 – 32 - 43.
العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد:
43329946 = 3939086 × 11
معكوس الترتيب:
46993243 = 4272113 × 11.
5 – أعداد الكلمات في المجموعات الثلاث هي: 46، 32، 43.
العدد الناتج من صف هذه الأزواج من الأعداد:
433246 = 39386 × 11
معكوس الترتيب:
463243 = 42113 × 11.
عظمة هذا الترتيب:
لندرك عظمة هذا الترتيب وإحكامه، لنأخذ مثلا أعداد الكلمات في السور السبع ثم نستبعد منها في كل مرة عددا، ونقوم بصف أزواج الأعداد الباقية، سنجد أن الأعداد الناتجة لدينا كلها، لا يقسم أي منها على 11.
والسؤال هنا: هل يحتمل أن يكون مجيء أعداد الكلمات في هذه السور والتي يؤدي صفها في أي ترتيب وبأكثر من اعتبار إلى عدد من مضاعفات الرقم 11 مصادفة؟ أم أنه الترتيب الإلهي المحكم؟ وتأكيد الإشارة المخزنة في العدد 11 إلى وحدانية الله وأنه الواحد الأحد (1 - 1)؟
إن زيادة أو نقصان كلمة في أي من هذه السور كان كافيا لإخفاء كل هذه العلاقات المحكمة هنا. فلماذا لم تتدخل المصادفة هنا بزيادة أو نقصان كلمة لتختفي هذه الإشارات العجيبة إلى الرقم 11؟
وللحديث بقية فالعلاقة الرياضية في القرآن علاقة متشابكة على امتداد سور القرآن ..
والآن أيها الأفاضل:- وقد أوضحنا لكم منهجنا في العد - ما تعليقكم؟
أليس لعدد الكلمات من فائدة؟
إن على من يزعم أنه لا يترتب على عدد الكلمات أو الآيات من فائدة أن يفسر لنا مجيء هذه السور على هذا النحو الذي أوضحناه ..
وللمرة المائة أقول: القرآن الكريم معجز في ترتيبه وعدد آياته وعدد كلماته ... ترتيب القرآن هو ترتيب إلهي تم بالوحي لا علاقة لأحد فيه اللهم تنفيذ توجيهات جبريل عليه السلام ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Dec 2007, 07:28 م]ـ
عبدالله جلغوم
السؤال هنا: هل يحتمل أن يكون مجيء أعداد الكلمات في هذه السور والتي يؤدي صفها في أي ترتيب وبأكثر من اعتبار إلى عدد من مضاعفات الرقم 11 مصادفة؟ أم أنه الترتيب الإلهي المحكم؟ وتأكيد الإشارة المخزنة في العدد 11 إلى وحدانية الله وأنه الواحد الأحد (1 - 1)؟
إن زيادة أو نقصان كلمة في أي من هذه السور كان كافيا لإخفاء كل هذه العلاقات المحكمة هنا. فلماذا لم تتدخل المصادفة هنا بزيادة أو نقصان كلمة لتختفي هذه الإشارات العجيبة إلى الرقم 11؟ على امتداد سور القرآن ..
والآن أيها الأفاضل:- وقد أوضحنا لكم منهجنا في العد - ما تعليقكم؟
أليس لعدد الكلمات من فائدة؟
إن على من يزعم أنه لا يترتب على عدد الكلمات أو الآيات من فائدة أن يفسر لنا مجيء هذه السور على هذا النحو الذي أوضحناه ..
ما زلت أنتظر تعليق الأخوة الأفاضل الذين أتحفونا بمشاركاتهم في هذا الموضوع ..
بعد ذلك: فالإعجاز العددي في سورتي الفاتحة والناس، أول وآخر سور القرآن ترتيبا ...
ماذا يخفي افتتاح القرآن بسورة مؤلفة من 7 آيات، وختمه بسورة مؤلفة من 6آيات؟
عدد كلمات سورة الفاتحة باعتبار آية البسملة رقم 1: 29 كلمة , وعدد كلمات سورة الناس 20 كلمة ..
ماذا يخفي هذان العددان من أسرار الترتيب القرآني؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jan 2008, 12:21 م]ـ
الحقيقة واضحة وضوح الشمس ...
وكما هي العادة، انسحب المحاورون ...
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Jan 2008, 01:37 م]ـ
د. عبدالله جلغوم وفقكم الله
حقيقة أنني أتابع الموضوع منذ بدايته
والمحاورون لا يؤمنون بالإعجاز العددي في القرآن
وحضرتكم تأملون إقناعهم من خلال ما توردون من أمثلة
ولو استمر النقاش بينكم وبينهم لكان جدالا عقيما لأن كلا منكم مقتنع برأيه
فالعزوف عن المشاركة ليس معناه الإذعان لنتائجكم، ولا أن الإعجاز العددي حقيقة كالشمس، لكن لأن لا فائدة من المشاركة
صحيح أنكم بينتم منهجكم في العد باعتبار الرسم العثماني
وقد كان اختياركم موفقا لتسلموا من كثير من الإشكالات التي قد ترد عليكم حيث أن القراءات المتواترة توافق الرسم العثماني ولو احتمالا
ولو كان منهجكم غير اعتماد الرسم العثماني لأصبح الاختلاف في عد القرآن في كل قراءة من القراءات مختلفا
فلا يمكنكم الإلزام بمنهج معين في العد
وفتح الباب بالقول بالإعجاز العددي ما فائدته؟ وما الثمرة التي نجنيها منه؟
ألا تراه من إضاعة الأوقات وصرف الناس عن الغاية العظمى التي من أجلها أنزل القرآن
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
نريد من الأمة أن تعود للتدبر والعمل بالقرآن أصلح الله أحوال الأمة وردها إليه ردا جميلا
ـ[أمة الرحمن]ــــــــ[01 Jan 2008, 01:37 م]ـ
مشاركة مكررة
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[01 Jan 2008, 11:32 م]ـ
[أمة الرحمن
حقيقة أنني أتابع الموضوع منذ بدايته
والمحاورون لا يؤمنون بالإعجاز العددي في القرآن
وحضرتكم تأملون إقناعهم من خلال ما توردون من أمثلة
الأخت الفاضلة: إن عدم إيمان البعض بما يسمى بالإعجاز العددي لا ينفي وجود هذا الوجه من الإعجاز في القرآن، كما أن إنكار البعض لإعجاز القرآن البياني أو البلاغي لا يعني أن هذا الوجه غير موجود في القرآن.
أنا على يقين من وجود هذا الوجه من الإعجاز في القرآن الكريم، وهو يعني لدي (بعيدا عما يكتبه غيري) إعجاز الترتيب القرآني بمستوياته المختلفه [مستوى الحرف - الكلمة - الآية - السورة - المجموعة من السور - المستوى العام الشامل]، وهنا لا يكفي أن يقتنع كل فريق بما لديه، هناك حقائق ليس إنكارها سوى عنادا واستكبارا، غيرنا من أهل المذاهب والديانات مقتنعون بما لديهم، فهل يكفي ذلك ليكونوا على صواب؟
المطلوب أن يبرر كل أسباب قناعته بشرط أن لا يتعارض ذلك مع العقل والمنطق، قمت انا بطرح بعض الأمثلة البسيطة [خطوة اولى] والتي أرى فيها دليلا يخدم رأيي، على الطرف الآخر الذي يرى غير ذلك أن يفسر لنا وجود تلك الأمثلة في القرآن، وأن يفسر لنا انتهاء القرآن إلى ترتيبه الحالي والذي يخضع إلى أنظمة رياضية مع ما نعلمه من نزول القرآن مفرقا في 23 سنة وجمعه في النهاية على نحو مغاير لترتيب النزول ....
أما مسألة ما فائدة الإعجاز العددي [إعجاز الترتيب القرآني] فملخص ذلك في رأيي: أن ما يترتب من فائدة على أي وجه إعجازي معترف فيه ينطبق على هذا الوجه، بل إن هذا الوجه من الإعجاز قابل للترجمة إلى أي لغة دون أن يفقد دلالاته .. [طبعا أنا لا أعني الأمثلة التي ذكرتها، فلدي أبحاث يمكن ترجمتها دون أن تفقد دلالاتها] ..
أما مسألة أن القرآن قد دعا إلى التدبر في كثير من الآيات .. فهذا صحيح تماما، ولكن لماذا يحصر البعض معنى التدبر ويضيق من دلالاته؟ التدبر يشمل كل شيء في القرآن بما في ذلك ترتيبه ..
هذا التضييق من مساحة التدبر هو ما نجده أيضا لدى البعض حينما يفسرون قوله تعالى [قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ... ]
يقولون: بمثل هذا القرآن أي بمثل فصاحته وبيانه .. ما الدليل على هذا المعنى؟ القرآن لم يحدد الوجه الذي يتحدى به بل ترك الباب مفتوحا ليستوعب العصور والأجيال المتعاقبة، فلماذا نضيق هذه المساحة من الفهم؟
نريد من الأمة أن تعود للتدبر والعمل بالقرآن أصلح الله أحوال الأمة وردها إليه ردا جميلا
وهل يمنعنا هذا الوجه من الإعجاز من العودة للتدبر والعمل في القرآن؟ أنا أرى فيه سببا قويا للعودة .. نحن في زمن ابتعد العربي عن لغته، لم يعد للبلاغة مكان، هناك من يدعي الجهل بالعربية، هناك من لا يؤمن إلا بالمادي المحسوس .. وجه الإعجاز العددي [إعجاز الترتيب القرآني] يقدم العون إلى كل هؤلاء ..
لقد أيد الله رسله بمعجزات تثبت صدقهم، والمعجزة ضرورية للرسول كما هي ضرورية للناس، معجزة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تختلف عن غيرها بأنها المعجزة الخالدة المتجددة المناسبة لكل عصر وجيل، في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كانت اللغة هي ما لفت انتباه من عاصر نزول القرآن ورأى فيها دليلا على صدق النبي فآمن بما جاء به، كان كافيا مثلا أن يتحقق قبوله للدعوة بسماع آية أو آيات، ومتى تحقق ذلك فسيقبل بكل ما بعد ذلك ... في زمننا هذا قد يجد البعض حين يفهم ترتيب القرآن أن هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم - كما يزعم خصوم القرآن - وأنه كتاب الله الكريم ..
(يُتْبَعُ)
(/)