العدول في القرآن الكريم
ـ[لطيفة]ــــــــ[02 Sep 2007, 08:39 م]ـ
كثيرا مايثيرني هذا المصطلح، وأتمنى لو أجد له دراسة وافية شاملة تشبع ما لدي من تساؤلات، حول:
تاريخ ميلاد هذا المصطلح .. (؟)
مدى عناية العلماء ـ قديما وحديثاـ به .. (؟)
رأي علماء الدين في القول بالعدول في القرآن الكريم .. (؟)
ضوابط الحكم بالعدول لاسيما في آي الذكر الحكيم .. (؟)
نقاط الاتفاق والاختلاف بينه وبين مصطلح (الخروج على خلاف مقتضى الظاهر) .. (؟)
وقد سمعت برسالة أكاديمية تناولت هذا الموضوع، لا أدري إن كانت قد رأت النور أم لا .. ؟
لكن الذي أدريه أن الموضوع مثير علميٌ ينتظر أنامل المبدعين ..
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[02 Sep 2007, 10:13 م]ـ
لدي كتاب في هذا الموضوع بعنوان"الإعجاز البياني في العدول النحوي السياقي في القرآن الكريم" وهو أطروحتي للدكتوراه وفيه كل الإجابات على أسئلتك هذه بتوسع كبير، مع استقراء لمواضع العدول في النظم القرآني والوقوف عند الأبعاد البلاغية له،والرسالة الآن تطبع في دار الكتاب الثقافي بالأردن اربد وسترى النور بمشيئة الله عز وجل في خلال شهرين إلى ثلاثة أشهر، وقد عنيت بها عناية بالغة أخذت مني وقتا وجهدا كبيرين أسأل الله أن ينفع بها ويكتب الأجر لصاحبها.
ـ[لطيفة]ــــــــ[03 Sep 2007, 12:44 ص]ـ
سعدت كثيرا بماذكرت أخي عبد الله .. وأسأل الله أن ينفع بأطروحتك، وأن ييسر لنا سبل الاطلاع عليها مطبوعة
وقد ذكرني عنوان رسالتك أمرا آخر، وهو أن أغلب العنوانات والمناقشات التي تطرح حول (العدول) ذات وجهة نحوية .. (؟!)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[27 Jul 2008, 02:18 م]ـ
من الكتب القيمة في الموضوع غير كتاب حبيبنا الدكتور عبدالله الهتاري الذي لم نظفر به بعدُ وهذه صورة غلافه
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/647c311060d7df.jpg
الكتابان التاليان:
الأول هو
بلاغة القرآن الكريم: دراسة في أسرار العدول في استعمال صيغ الفعل ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=12467)
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/64889b31fd7282.jpg
والثاني هو
العدول عن المطابقة بين أجزاء الجملة
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6488c571ed8b65.jpg
للباحثة نجلاء محمد نور عبدالغفور عطار. وهي رسالة قيمة في بابها.(/)
جامع البيان في تفسير القرآن للحسيني الأيجي الشافعي (832 - 894هـ)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 Sep 2007, 01:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد،،،
فبنعمة من الله ومنة قامت دار غراس بطباعة كتاب: (جامع البيان في تفسير القرآن) للعلامة السيد معين الدين محمد بن عبدالرحمن الحسيني الأيجي الشافعي رحمه الله (832 - 894هـ)
مع تعليق العلامة السيد محمد بن عبدالله الغزنوي رحمه الله (المتوفى سنة 1296هـ)
وقدم لهذه الطبعة وراجعها: صلاح الدين مقبول أحمد ..
قال في المقدمة:
((جامع البيان في تفسير القرآن) للعلامة السيد معين الدين محمد بن عبدالرحمن الحسني الحسيني الإيجي الشافعي رحمه الله (832 - 894هـ) من أحسن كتب التفسير المأثور وأجمعها مع اختصاره. وهو يحتوي على:
* بيان الصناعة النحوية ووجوه الإعراب والإعجاز، ورفع إشكال ودفع إيراد في تفسير الآية.
* وذكر القول المحقق المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة وسلف الأمة من القرون المشهود لها بالخير.
*والرد على تفسير أهل الاعتزال والفلسفة.
وكل ذلك بأبلغ إشارة وألخص عبارة.)
وقد قال مؤلفه عنه: (فللمبتدئ حظ كثير من هذا التفسير، وللعالم حظوظ)
قال مقدم الطبعة: (إن هذا التفسير بحمد الله من المخالفات العقدية، إلا في موضع من مقدمة مؤلفه وقع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم توسلا غير مشروع كليا. فنبرأ إلى الله من تصرفه هذا. وقد علق عليه المحشي في محله تعليقا جيدا، وبما أن هذا الأمر لاصلة له بالموضوع، فأزلنا تلك العبارة ووضعنا مكانها ثلاث نقط، وكذلك أزلنا التعليق عليها، لأنها كانت خلاف ماذهب إليه المؤلف من تقرير مذهب السلف في هذا التفسير)
(مع أني أجد أنه لو وضعها مع تعليق العلامة الغزنوي لكان أولى وأحرى، إذ أن سياسة الحذف هذه لم أعهدها إلا في كتب الإختصار، وأنتظر تعليق الإخوة الأكارم عن هذا)
وقال عن حواشي الكتاب: (إن الحواشي والتعليقات على هذا التفسير أعدها العلامة السلفي السيد محمد بن عبدالله الغزنوي رحمه الله (المتوفى سنة 1296هـ) -أحد فضلاء عصره من علماء الهند- وهي في غاية من الجودة والإتقان عقيدة وعلما. وقد استفاد في هذه التعليقات من كتب التفاسير المعتبرة، ودواوين السنة المعتمدة، ومن مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية والإمام محمد بن علي الشوكاني والأمير
صديق حسن خان البخاري البوفالي)
--------------------------------------------
وقد طبع الكتاب في مجلد واحد، يقع في 1075صفحة ..
وقد طبعته دار غراس للنشر والتوزيع في حلة قشيبة جزاهم الله خير الجزاء ..
وهذا الكتاب يباع في دار التدمرية بالرياض، ولاأدري إن كان يطبع في غيرها ..
وقد ذكر لي أحد تلامذة العلامة عبدالله بن عقيل -حفظه الله وأمد في عمره- أن هذا التفسير لايفارق الشيخ ابن عقيل لافي حضر ولافي سفر، والذي دل الشيخ ابن عقيل عليه هو الشيخ فيصل بن مبارك رحمه الله رحمة واسعة ..
وأنتظر تعليق الإخوة الأكارم عن هذا الكتاب ..
وأود أن أتوجه بسؤال إلى شيخنا مساعد الطيار:
هل أجعل هذا التفسير مرجعا لي أروح وأغدو فيه حتى أستظهر معانيه ..
أم ثمة تفسير غيره أنفس منه في هذه المرحلة ..
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[النجدية]ــــــــ[03 Sep 2007, 11:47 ص]ـ
بسم الله ...
بارك ربي بكم أستاذنا الفاضل أبو عبد العزيز الشثري، و أعانكم لكل خير!!
أستاذنا و ردت في مشاركتكم الطيبة هذه عبارة، لم أفهمها ... و أعتذر لفهمي القاصر!!
(قال مقدم الطبعة: (إن هذا التفسير بحمد الله من المخالفات العقدية ... ) لعل الصواب: (قال مقدم الطبعة: (إن هذا التفسيرخال بحمد الله من المخالفات العقدية)؟؟؟
و إن كان اعتقادي خاطئ؛ فكيف أفهم العبارة؟؟؟
و جزيتم الجنة.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Sep 2007, 12:30 م]ـ
جزاكم الله خيراً
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9162
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Sep 2007, 02:05 م]ـ
أولاً: استدراك الأخت " النجدية " في محله؛ فتح الله عليها وحفظها.
ثانياً:
قال مقدم الطبعة: (إن هذا التفسير بحمد الله من (المخالفات العقدية، إلا في موضع من مقدمة مؤلفه وقع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم توسلا غير مشروع كليا). فنبرأ إلى الله من تصرفه هذا. وقد علق عليه المحشي في محله تعليقا جيدا، وبما أن هذا الأمر لاصلة له بالموضوع، (فأزلنا تلك العبارة ووضعنا مكانها ثلاث نقط،) وكذلك أزلنا التعليق عليها، لأنها كانت خلاف ماذهب إليه المؤلف من تقرير مذهب السلف في هذا التفسير)
لا تعليق سوى:
ما هذه الخيانة العلمية والتلاعب بكتب العلماء؟ كيف تزيل كلام العالم وتضع بدلاً منه (نقاط) ... ولماذا ثلاثة ليس أقل أو أكثر؟؟
ما حذفته و"نقّطت مكانه " يعتبر قولاً لمؤلفه، الباحث في حاجة إليه لمعرفة "مشرب " المؤلف كما هو في حاجة معرفة رأيه في المسائل العلمية؟ أم أنك تريد من القارئ أن يقرا كتاب الحسيني الإيجي بفهمك أنت له وعنه؟
وجزى الله خيراً من كتب وقال:
(مع أني أجد أنه لو وضعها مع تعليق العلامة الغزنوي لكان أولى وأحرى، إذ أن سياسة الحذف هذه لم أعهدها إلا في كتب الإختصار، وأنتظر تعليق الإخوة الأكارم عن هذا)
ثالثاً:
جعله " التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من " المخالفات العقدية " لا أدري من أين جاء به؟؟؟ ولماذا لم يجعله "كمسائل الفقه " وهو لا يراه كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فضلاً عن وجود الخلاف المشهور وحكاية جوازه رواية عن الإمام أحمد،فهل الإمام أحمد فيه "خلل" عقدي " سبحانك ربي هذا بهتان عظيم؟.
هذا الملتقى ملتقى علمي يجب أن توزن فيه الأقوال والكلمات بدلالاتها العلمية وليست بالآراء والتمذهب الشخصي.
والله من وراء القصد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[03 Sep 2007, 10:56 م]ـ
أختي المباركة النجدية ..
الصواب هو ماقلت: (إن هذا التفسيرخال بحمد الله من المخالفات العقدية)
.................
ما هذه الخيانة العلمية والتلاعب بكتب العلماء؟ كيف تزيل كلام العالم وتضع بدلاً منه (نقاط) ... ولماذا ثلاثة ليس أقل أو أكثر؟؟
ما حذفته و"نقّطت مكانه " يعتبر قولاً لمؤلفه، الباحث في حاجة إليه لمعرفة "مشرب " المؤلف كما هو في حاجة معرفة رأيه في المسائل العلمية؟ أم أنك تريد من القارئ أن يقرا كتاب الحسيني الإيجي بفهمك أنت له وعنه؟
.
الحمد لله الذي جعله يحذف موضعا واحداً لاأكثر ..
ثالثاً:
جعله " التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم من " المخالفات العقدية " لا أدري من أين جاء به؟؟؟ ولماذا لم يجعله "كمسائل الفقه " وهو لا يراه كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، فضلاً عن وجود الخلاف المشهور وحكاية جوازه رواية عن الإمام أحمد،فهل الإمام أحمد فيه "خلل" عقدي " سبحانك ربي هذا بهتان عظيم؟.
هذا الملتقى ملتقى علمي يجب أن توزن فيه الأقوال والكلمات بدلالاتها العلمية وليست بالآراء والتمذهب الشخصي.
والله من وراء القصد.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=25357&highlight=%C7%E1%CA%E6%D3%E1
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Sep 2007, 11:27 م]ـ
جزيت خيراً على الرابط، لكن لم أجد في جميع منقولاته اعتبار التوسل من العقيدة غير جواب للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، خلافاً لغيره من العلماء:شيخا الاسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب رحمهما الله تعالى.
والله أعلم.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[05 Sep 2007, 05:07 م]ـ
سياسة الحذف ووضع النقط من السياسات السيئة في إخراج الكتب، فكان الأحرى التعليق على ما يراه المحقق مخالفًا لرأيه أو معتقده، كما يعلق على أي مسألة علمية، ثم هل ذكرها كما هو رأي المؤلف مطعن على المحقق حتى يتبرأ منها بحذفها، أليس تُذكر في القرآن أقوال أشنع من هذا، ويقع الردُّ عليها؟!
كم أتمنى لو تُرك منهج الحذف هذا، ومن كان له رأي آخر غير رأي المؤلف فليذكره في الحاشية.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 Dec 2009, 11:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد،،،
فبنعمة من الله ومنة قامت دار غراس بطباعة كتاب: (جامع البيان في تفسير القرآن) للعلامة السيد معين الدين محمد بن عبدالرحمن الحسيني الأيجي الشافعي رحمه الله (832 - 894هـ)
مع تعليق العلامة السيد محمد بن عبدالله الغزنوي رحمه الله (المتوفى سنة 1296هـ)
وقدم لهذه الطبعة وراجعها: صلاح الدين مقبول أحمد ..
قال في المقدمة:
((جامع البيان في تفسير القرآن) للعلامة السيد معين الدين محمد بن عبدالرحمن الحسني الحسيني الإيجي الشافعي رحمه الله (832 - 894هـ) من أحسن كتب التفسير المأثور وأجمعها مع اختصاره. وهو يحتوي على:
* بيان الصناعة النحوية ووجوه الإعراب والإعجاز، ورفع إشكال ودفع إيراد في تفسير الآية.
* وذكر القول المحقق المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة وسلف الأمة من القرون المشهود لها بالخير.
*والرد على تفسير أهل الاعتزال والفلسفة.
وكل ذلك بأبلغ إشارة وألخص عبارة.)
وقد قال مؤلفه عنه: (فللمبتدئ حظ كثير من هذا التفسير، وللعالم حظوظ)
قال مقدم الطبعة: (إن هذا التفسير بحمد الله من المخالفات العقدية، إلا في موضع من مقدمة مؤلفه وقع التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم توسلا غير مشروع كليا. فنبرأ إلى الله من تصرفه هذا. وقد علق عليه المحشي في محله تعليقا جيدا، وبما أن هذا الأمر لاصلة له بالموضوع، فأزلنا تلك العبارة ووضعنا مكانها ثلاث نقط، وكذلك أزلنا التعليق عليها، لأنها كانت خلاف ماذهب إليه المؤلف من تقرير مذهب السلف في هذا التفسير)
(مع أني أجد أنه لو وضعها مع تعليق العلامة الغزنوي لكان أولى وأحرى، إذ أن سياسة الحذف هذه لم أعهدها إلا في كتب الإختصار، وأنتظر تعليق الإخوة الأكارم عن هذا)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال عن حواشي الكتاب: (إن الحواشي والتعليقات على هذا التفسير أعدها العلامة السلفي السيد محمد بن عبدالله الغزنوي رحمه الله (المتوفى سنة 1296هـ) -أحد فضلاء عصره من علماء الهند- وهي في غاية من الجودة والإتقان عقيدة وعلما. وقد استفاد في هذه التعليقات من كتب التفاسير المعتبرة، ودواوين السنة المعتمدة، ومن مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن قيم الجوزية والإمام محمد بن علي الشوكاني والأمير
صديق حسن خان البخاري البوفالي)
--------------------------------------------
وقد طبع الكتاب في مجلد واحد، يقع في 1075صفحة ..
وقد طبعته دار غراس للنشر والتوزيع في حلة قشيبة جزاهم الله خير الجزاء ..
وهذا الكتاب يباع في دار التدمرية بالرياض، ولاأدري إن كان يطبع في غيرها ..
وقد ذكر لي أحد تلامذة العلامة عبدالله بن عقيل -حفظه الله وأمد في عمره- أن هذا التفسير لايفارق الشيخ ابن عقيل لافي حضر ولافي سفر، والذي دل الشيخ ابن عقيل عليه هو الشيخ فيصل بن مبارك رحمه الله رحمة واسعة ..
وأنتظر تعليق الإخوة الأكارم عن هذا الكتاب ..
وأود أن أتوجه بسؤال إلى شيخنا مساعد الطيار:
هل أجعل هذا التفسير مرجعا لي أروح وأغدو فيه حتى أستظهر معانيه ..
أم ثمة تفسير غيره أنفس منه في هذه المرحلة ..
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال العلامة عبدالله بن عقيل عن هذا التفسير كما في كشكوله الذي اعتنى بإخرجه / عبدالرحمن العسكر < 26 >:
(كتاب عظيم، اسم على مسمى، فهو جامع لخلاصة ما قيل في تفسير القرآن الكريم على اختصاره، ويمتاز بتحقيق عبارته ولطف إشاراته، ودقة نقله من مراجعه، وجودة اختياراته، وما يحكي من الأقوال الواردة في تفسير بعض الآيات.
وقد ذكر المؤلف أنه اعتمد على نقل الشيخ الناقد عماد الدين ابن كثير ومحيي السنة الإمام البغوي، والمعالم والوسيط والنسفي والكشاف مع شروحه، وتفسير البيضاوي، و قال: (وقلما تجد آية إلا رمزت في تفسيرها إلى رفع إشكال أو تحقيق مقال، بعبارة وجيزة وبعضها أوضحته في الحاشية، فللمبتدي منه حظ كبير وللعالم حظوظ.) انتهى
وعليه حاشية مفيدة للشيخ السلفي محمد بن عبدالله الغزنوي المتوفى عام / 1296 هجرية وقد طبع التفسير أكثر من مرة.
وبعد أن ذكر الشيخ ابن عقيل طبعات هذا التفسير، وكيف اهتدى إليه، قال:
وفي الحقيقة أنه على اختصاره قد جمع من أقوال المفسرين بعبارات مختصرة وواضحة، لكنه يتذبذب عند تفسير آيات الصفات فتارة يؤولها، وتارة يقول: (ونحن على طريقة السلف لا نؤول اليد والقبضة والإصبع ونؤمن بها ونكل علمها إلى الله سبحانه وتعالى، وهي أقرب من السلامة وأبعد من الملامة) ذكره عند قوله تعالى: {والأرض جميعا قبضته يوم القيامة} ولكن هذا لا يوجب الزهد فيه لما فيه من التحقيقات الجيدة، وقد انتدب الابن الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن عقيل لإعادة طبعه، والتعليق عليه، وذلك في مؤسسته المصرية في دار التأصيل، التي أسسها، وحشد لها جمعا من العلماء. انتهى كلام الشيخ ابن عقيل.
ـ[محمدالسعيدي]ــــــــ[14 Dec 2009, 04:19 م]ـ
لماذا لم يكتب الشيخان الفاضلان د/عبد الرحمن الشهري ود/ مساعد الطيار رأييهما في "التفسير " سلباً أو إيجاباً .....
خصوصاً أن أخانا صاحب الموضوع نصص على ذكر الدكتور مساعد الطيار ...(/)
إتحاف الإخوان بمدارسة الأستاذ منصور مهران
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Sep 2007, 07:38 ص]ـ
قال الأستاذ الجليل منصور مهران – حفظه الله – معلقا على موضوع " ابن برجان وتفسيره ... ":
" كثيرا ما يرد في كلامنا (لا زال) بقصد إفادة الاستمرار؛ مثل: لا زال الكتاب مخطوطا، وذلك مما يخالف نهج العربية؛ لأن الفعل (زال) بصيغة الماضي إذا استعمل ناقصاً وسبقته (لا) ينصرف إلى الدعاء، كقولنا: لا زلت ممتعا بالصحة والعافية؛ فهذا دعاء لا غير، والصواب في المثال الأول: لا يزال الكتاب مخطوطا، أو ما زال الكتاب مخطوطا. فإذا جاء الفعل بصيغة المضارع صح دخول النفي بما أو لا لإفادة معنى الاستمرار بلا حرج، وبالله التوفيق." اهـ
قلتُ: نبّه كثيرٌ من العلماء المعاصرين على خطأ استعمال " لا زال " بمعنى الإخبار، وأذكر على سبيل المثال ما قاله الدكتور أحمد مختار عمر في كتابه " أخطاء اللغة العربية المعاصرة عند الكُتَّاب والإذاعيِّين " ص167:
" إذا أريد نفي الفعل الماضي وجب نفيه " بما ". ولا يصح استخدام " لا " إلا إذا تكررت
مثل قوله تعالى: (فلا صدَّق ولا صلى، ولكن كذب وتولى)، أو كانت معطوفة على نفي سابق مثل: " ما جاء الضيف ولا اعتذر ". أما إذا نفى الماضي "بلا"في غير هاتين الحالتين، فإنها تفيد الدعاء كما في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة)، وكما في قولنا: " لا زال فضلك غامرا" ... " اهـ
ويؤيد كلامَ المعاصرين ما قاله الزجاجي في " حروف المعاني " ص 8:
" لا: نفي للمستقبل والحال، وقبيحٌ دخولها على الماضي، لئلا تشبه الدّعاء؛ ألا ترى أنك لو قلت: لا قام زيد، جَرَتْ كأنك دعوتَ عليه " اهـ
لكن أين نذهب بقول عنترة:
وحقك لا زال ظهر الجواد ** مقيلي وسيفي ودرعي وسادي
إلى أن أدوس بلاد العراق ** وأفني حواضرها والبوادي
فهل نعد قول عنترة من القبيح! وعنترة من الفحول الذين يحتج بكلامهم!
أم هل نعده من الشاذ الذي لا يُقاس عليه؟!
كما صرَّح بذلك ابن عاشور في " التحرير والتنوير" عند قوله تعالى: (فلا صدق ولا صلى): " و {لا} نافية دخلت على الفعل الماضي والأكثر في دخولها على الماضي أن يعطف عليها نفي آخر وذلك حين يقصد المتكلم أمرين مثل ما هنا وقول زهير:
فلا هو أخفاها ولم يتقدم
وهذا معنى قول الكسائي «(لا) بمعنى (لَم) ولكنه يقرن بغيره يقول العرب: لا عبدُ الله خارج ولا فلان، ولا يقولون: مررت برجل لا محسن حتى يقال: ولا مجمل» اهـ فإذا لم يعطف عليه نفي آخر فلا يؤتى بعدها بفعل مُضِيٍّ إلاّ في إرادة الدعاء نحو: «لا فُضَّ فُوك» وشذ ما خالف ذلك. " اهـ
(29/ 361)
أرى –والله أعلم - أنّ المسألة تحتاج لتحرير أكثر ... ولعل الأستاذ الكريم منصور -وفقه الله - يجود علينا بما عنده.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[03 Sep 2007, 10:49 ص]ـ
تفضل أخي الأستاذ النابه عمار الخطيب - حفظه الله - بإبداء ملاحظات قيمة حول قول: (لا زال الكتاب مخطوطا)
وعرض ما جاء في شعر عنترة من قوله:
(وحقك لا زال ظهر الجواد = مقيلي ........ )
وشعر عنترة في الصميم من العربية، وقوله هذا يؤيد دعوانا في انصراف أسلوب (لا زال) إلى الدعاء؛
لأن عنترة أراد أن يثبت لعبلة عزمه وإصراره على أن يدوس بلاد العراق ويفني حواضرها والبوادي،
فجاء بالتوكيد الذي هو القسم ليذهب عن نفس عبلة أي شك في ذلك،
وكان من المناسب أن يدعو لنفسه بطول البقاء حتى يحقق مُراده، فجاء بقوله:
(لا زال الجواد مقيلي، وسيفي ودرعي وسادي)
فلا غبار على قوله، ولا مناص من صرف (لا زال) إلى الدعاء،
ومن العجيب أن علماء أجلاء نبهوا على ذلك ووقعوا فيما نهوا عنه.
وكنت وجدت مرة تعليقا على كلام للبيضاوي يقول فيه:
(وكان عليه الصلاة والسلام لا زال يبعث السرايا عليهم .... )
وكان التعليق تنبيها على خطأ ذلك، وسأبحث عنه إن شاء الله وأوافيكم به.
هذا وبالله التوفيق.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[03 Sep 2007, 04:08 م]ـ
لا يزال هناك عدم وضوح- بالنسبة لى - فى المسألة فقد قلت " فإنها تفيد الدعاء كما في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة) فما هوالدعاء هنا؟ ,هل عليه أم له؟ ,أيكون عدم اقتحام العقبة فى أصل هدايته النجدين أم لتقصير منه. ولما هى فك رقبة والاطعام فقط دون باقى الصدقات والعبادات؟
فهل من مزيد ايضاح وجزاك الله خيرا.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Sep 2007, 08:14 م]ـ
وشعر عنترة في الصميم من العربية، وقوله هذا يؤيد دعوانا في انصراف أسلوب (لا زال) إلى الدعاء ...
.
جزاكم الله خيرا أستاذنا الكريم على تحليلكم الجميل، وبارك الله فيكم.
كنتُ قد قرأتُ لأحد النّقَّاد المتميّزين أنَّ (لا زال) لم تفد الدُّعَاء في قول عنترة ذاك ... وهكذا ظهر لي!
وكنتُ أرى أنَّ عنترة الشاعر البطل أراد أن يؤكِّد لعبلة ويثبت لها عزمه وإصراره على أن يدوس بلاد العراق ويفني حواضرها والبوادي، فأقسم بأنه يجوب الأرض جوبا، لا يترجَّل عن جواده، ولا يعرف الكلل والملل، ولا الراحة والاستقرار ... حتى صار ظهر جواده موضع قيلولته، ودرعه وسيفه وساده!
فشاعرنا البطل على حالته تلك التي صوَّرها بقوله (لا زال ظهر الجواد مقيلي ** وسيفي ودرعي وسادي) حتى يحقق ما يريد.
هذا ما ظهر لي أثناء قراءتي للأبيات، ولا أجد بين يديّ أو على (الشبكة) شروحات أرجع إليها، وأستأنس بما جاء فيها في بيت عنترة، فلعلكم – أستاذنا الكريم – تفعلون إن وجدتم ما نبغي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[03 Sep 2007, 08:21 م]ـ
لا يزال هناك عدم وضوح- بالنسبة لى - فى المسألة فقد قلت " فإنها تفيد الدعاء كما في قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة، وما أدراك ما العقبة، فك رقبة) فما هوالدعاء هنا؟ ,هل عليه أم له؟ ,أيكون عدم اقتحام العقبة فى أصل هدايته النجدين أم لتقصير منه. ولما هى فك رقبة والاطعام فقط دون باقى الصدقات والعبادات؟
فهل من مزيد ايضاح وجزاك الله خيرا.
هذا كلام الدكتور أحمد مختار عمار وليس كلامي بارك الله فيك، وهو قولٌ في " فلا اقتحم العقبة ".
قال أبو حيان في " البحر المحيط" 8/ 471:
" والظاهر أن (لا) للنفي، وهو قول أبي عبيدة والفرّاء والزجاج كأنه قال: وهبنا له الجوارح ودللناه على السبيل فما فعل خيراً، أي فلم يقتحم. قال الفرّاء والزجاج: ذكر لا مرة واحدة والعرب لا تكاد تفرد لا مع الفعل الماضي حتى تعيد، كقوله تعالى:
{فلا صدق ولا صلى} [القيامة: 31] وإنما أفردها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله: {ثم كان من الذين آمنوا}، قائماً مقام التكرير، كأنه قال: فلا اقتحم العقبة ولا آمن. وقيل: هو جار مجرى الدعاء، كقوله: لا نجا ولا سلم، دعاء عليه أن لا يفعل خيراً. وقيل: هو تحضيض بـ (ألا) ولا نعرف أن (لا) وحدها تكون للتحضيض وليس معها الهمزة. وقيل: العقبة: جهنم لا ينجي منها إلا هذه الأعمال. قاله الحسن. وقال ابن عباس ومجاهد وكعب: جبل في جهنم. وقال الزمخشري بعد أن تنحل مقالة الفرّاء والزجاج: هي بمعنى لا متكررة في المعنى، لأن معنى {فلا اقتحم العقبة}: فلا فك رقبة ولا أطعم مسكيناً.
ألا ترى أنه فسر اقتحام العقبة بذلك. انتهى.
ولا يتم له هذا إلا على قراءة من قرأ (فك) فعلاً ماضياً." اهـ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Nov 2007, 05:53 م]ـ
ومن العجيب أن علماء أجلاء نبهوا على ذلك ووقعوا فيما نهوا عنه.
وكنت وجدت مرة تعليقا على كلام للبيضاوي يقول فيه:
(وكان عليه الصلاة والسلام لا زال يبعث السرايا عليهم .... )
وكان التعليق تنبيها على خطأ ذلك، وسأبحث عنه إن شاء الله وأوافيكم به.
هذا وبالله التوفيق.
ما زلنا ننتظر غيثكم أستاذنا الكريم.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 Nov 2007, 08:07 م]ـ
وجدت تعليق أحد المعاصرين يخطئ ما ورد في تفسير البيضاوي: (كان لا زال يبعث السرايا ... )
وكنت وعدتُ ببيان ذلك وحجبتني بعض الشواغل عن متابعة الموضوع
وكان الشك يساورني أن يقع ذلك في كلام البيضاوي
وبينما كنت أراجع مسألة في حاشية الشهاب على تفسير البيضاوي:
تذكرت ما كان مني من وعد بالمتابعة فنظرت في الحاشية ج 5 ص 241
فوجدت العبارة على الصواب هكذا:
(كان لا يزال يبعث السرايا عليهم .... )
وتبين لي أن الناقد المعاصر إما أن يكون نقل نقلا خطأ
وإما أن يكون نقله عن مطبوعة مغلوطة
وبذلك يكون استعمال (لا زال) مقصورا على الدعاء
كما جاءت دعواي بذلك حتى يقوم دليل على خلافه.
وبالله التوفيق.(/)
أهل الاعتزال واختلاق القراءات
ـ[البسام]ــــــــ[03 Sep 2007, 10:37 م]ـ
هل كان للمعتزلة دور في اصطناع بعض القراءات، لكون القراءات المتعاورة لا تتآخى وبعض أصول مذهبهم، وباعث هذا السؤال ما وجدته من قراءات عزيت إليهم.
وثمة سؤال موصول السبب بالأول، وهو أن أبا حيان قال بعد إيراده لإحدى القراءات (وقد طعن في هذه القراءة المبرد وابن قتيبة والزجاج وأبو عليّ الفارسي والنحاس، وتبعهم الزمخشري؛ ووهموا القراء وقالوا: حملهم على ذلك كون الذي كتب في هذين الموضعين على اللفظ في من نقل حركة الهمزة إلى اللام وأسقط الهمزة، فتوهم أن اللام من بنية الكلمة ففتح الياء، وكان الصواب أن يجيز، ثم مادّة ل ي ك لم يوجد منها تركيب، فهي مادّة مهملة. كما أهملوا مادّة خ ذ ج منقوطاً، وهذه نزعة اعتزالية، يعتقدون أن بعض القراءة بالرأي لا بالرواية)
ومحل السؤال هو أنه ألحق ابن قتيبة بأهل الاعتزال، وهو من رؤوس أهل السنة كما هو شهير، فهل هذا وهم منه أم تحريف مس كلامه.
ـ[الجكني]ــــــــ[04 Sep 2007, 03:08 م]ـ
عفواً أخي "البسام: لم أفهم معنى كلمة (المتعاورة).
ثانياً:
لا يخفى على الباحث المنصف (تحامل) الإمام أبي حيان رحمه الله على "المعتزلة " في الجانب "القراءات " وخاصة الزمخشري رحمه الله، مع أن المعروف - لواستثنينا - القراءات ذات الصلة بالعقيدة لوجدنا الزمخشري رحمه الله يصدر من "مذهب نحوي " لا مذهب عقدي " وقد قيّض الله تعالى للزمخشري من ينصره من أبي حيان وهو تلميذ من أكابر تلاميذه - أبي حيان - وهو السمين الحلبي رحمه الله في كتابه:الدر المصون.
فالخلاصة:
طعن المعتزلة في القراءات ليسوا وحدهم فيه، بل هناك من هو من أهل القراءات"رواية " ويطعن فيها "دراية " فالقضية هنا ليست مذهبية " عقدية " ألبتة حسب علمي القاصر، وإنما طعنهم هو في "تفسيرها " وتحميلها ما لا تحتمله والأمران بينهما ما بين السماء والأرض،.
والله من وراء القصد.
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[04 Sep 2007, 09:55 م]ـ
السلام عليكم
لايقلل أحد من مكانة الزمخشرى العلمية بحال من الأحوال وما له من فضل كبير في علم التفسير والعربية.
وأيضا لا ننسي تهجمه علي أهل السنة واتهامهم بأبشع الصفات.
وإن كان هناك ثمة اعتراض من بعض القراء أمثال: ابن مجاهد ومكي وأبي شامة وغيرهم من القراء أو من النحاة علي بعض القراءات الواردة ... لا يعد ذلك عذرا للزمخشرى.
ولكن الزمخشري كان يعتقد أن القراء يأخذون بما يهوي لهم كما نقل ذلك الزرقاني:" ... أن القراءات توقيفية وليست اختيارية خلافا لجماعة منهم الزمخشرى حيث ظنوا أنها اختيارية تدور مع اختيار الفصحاء واجتهاد البلغاء ... )) ا. هـ
نعم قد تتبعه الإمام أبو حيان كثيرا ومع ذلك فقد أنصفه في مواطن.
قال د / محمد حسين الذهبى في كتابه الفسير والمفسرون: ((وكثيراً ما يحمل أبو حيان على الزمخشرى حملات ساخرة قاسية من أجل آرائه الاعتزالية (جـ 2 ص 276 ص 85)، ومع ذلك نجده يشيد با للزمخشرى من مهارة فائقة فى تجلية بلاغة القرآن وقوة بيانه. حيث يصفه بأنه أوتى من علم القرآن أوفر حظ، وجمع بين اختراع المعنى وبراعة اللفظ (جـ ص 85).)) ا. هـ
وأيضا قد أنصفه ابن المنير ومدحه في عدة مواضع، فقد أنصفه هؤلاء وغيرهم.
ولكن يبقي في نهاية الأمر اعتزالية الزمخشرى وهجومه الضاري علي أهل السنة.
وانظر ما قاله الصفاقسي في غيث النفع عن الزمخشري.
والسلام عليكم
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Sep 2007, 12:30 ص]ـ
قول شيخنا حفظه الله:
ولكن يبقي في نهاية الأمر اعتزالية الزمخشرى وهجومه الضاري علي أهل السنة
الله تعالى يحب الإنصاف، وليست "اعتزالية " الزمخشري أو غيره من العلماء ممن نختلف عنهم ومعهم "عقدياً " بالتي تبيح "التمادي " في نقده بغير الحق، فهو-الزمخشري - قد صدح بما يراه حقاً بينه وبين الله تعالى في مايراه في القراءات وغيرها فالله حسيبه،نرجو لنا وله المغفرة والرضوان، ولا شك أنه أخطا في ذاك كما أخطأفي مذهبه العقدي.
والسئول عنه هنا هو الجانب المتعلق بالقراءات.
فأين من أهل القراءات من يوجه النقد والاعتراض على تضعيف ابن مجاهد ل (45تقريباً) قراءة متواترة وفعل مثله أبو شامة ومكي وغيرهم من أهل القراءات؟؟
(يُتْبَعُ)
(/)
أما العبد الضعيف فيقول: إن تضعيف هؤلاء - وهم صنعتهم القراءات - إنما هو من جانب "الدراية وليس الرواية وكثير مما فعله الزمخشري هو ذلك نفسه.
أما ما أحالنا عليه شيخنا عبد الحكيم من كلام الصفاقسي رحمه الله، فالكلام ليس له وإنما بالحرف الواحد هو لأبي حيان رحمه الله.
وكنت نظرت قديماً في هذا الكلام ورأيت فيه الشيخ الصفاقسي رحمه الله قد "شط " به قلمه في هجومه على الزمخشري رحمه الله وسجلت هاتين النقطتين أعرضهما على الأخوة للنظر فيهما:
1 - هذا الهجوم العنيف كان بسبب اعتراض الزمخشري على قراءة الإبدال في " ءأنذرتهم " بحجة أنه يؤدي إلى الجمع بين الساكنين، وهذا لم يرضه الصفاقسي فأسأل:
هل هذا ذهب إليه الزمخشري رحمه الله وحده؟ أم شاركه معه غيره؟
2 - قال الشيخ الصفاقسي:" كما يعلم من وقف على الكشاف الكاشف لحاله ورافضيته واعتزاله و (الحواشي المؤلفة للإنتقاد عليه ".اهـ
وأسأل:
هل الحواشي على الكشاف -وحسب علمي أنها تخطت الثلاثين حاشية، فلتحرر- كلها لبيان "اعتزاله؟؟ أما كان يكفي لمن يخالف الزمخشري أن يؤلف لبيان اعتزال الزمخشري (10) حواشي فقط؟ وهل في اعتزالية الكشاف مايحتاج إلى هذا العدد الهائل من الحواشي؟؟؟؟؟
هذه الحواشي ما ألفت إلا "لصعوبة " المرتقى الذي ارتقى إليه الزمخشري في بيان معاني كلام الله تعالى من بيان وبديع وغيره أما الاعتزاليات في كتابه فلا تحتاج لأكثر من مؤلف وهو ماقام به ابن المنير رحمه الله مع أننا في عصر لم نجد فيه الباحثين يشيرون إلى كتاب:
" مختصر الإنتصاف من الكشاف لابن المنير "
وهو كتاب ألفه: علم الدين العراقي يرد فيه على ابن المنير.
ملاحظة:
ابن المنير:أشعري
العراقي: أشعري
وكما تقول الكتب التي ترجمت للعراقي:أن مشايخ عصره غضبوا منه ونقموا عليه لتأليفه هذا الرد - وانظر إلى التعصب الممقوت - فكان رحمه الله يجيبهم: هو رد على الرد؟؟؟؟
و رد العراقي على ابن المنير ليس في الجاب العقدي وإنما هو في المسائل الأخرى التي ألزم فيها ابن المنير الزمخشري ما لا يلزمه أو التي لم يوفق فيها ابن المنير في الرد، فكان العراقي يناقشه فيها ويبين أن الصواب فيها مع الزمخشري، رحم الله الجميع.
فعفواً على إطالة المداخلة، وما غرضي من ذلك إلا بيان أن النقد المبني على الخلاف العقدي نقد باطل متهم لايلتفت إليه مهما كانت مكانة صاحبه لأن الحقيقة غيره.
ـ[شعلة2]ــــــــ[05 Sep 2007, 12:56 ص]ـ
أما العبد الضعيف فيقول: إن تضعيف هؤلاء - وهم صنعتهم القراءات - إنما هو من جانب "الدراية وليس الرواية وكثير مما فعله الزمخشري هو ذلك نفسه.
والبعض شيخنا / الجكني هو عقدي، راجع تكرما الكشاف يتبين لك المراد
وما غرضي من ذلك إلا بيان أن النقد المبني على الخلاف العقدي نقد باطل متهم لايلتفت إليه مهما كانت مكانة صاحبه لأن الحقيقة غيره.
فيه نظر على مذهب البخاري - رحمه الله -
ـ[البسام]ــــــــ[05 Sep 2007, 03:26 م]ـ
شكرا على إجابة الأشياخ الفضلاء، ولكني لا أعني باصطناع القراءات توهينها، وإنما أعني إنشاءهم قراءات جديدة لم تكن موجودة، لكون القراءات الأخرى لا تتفق و مذهبهم، كما في نحو قراءة (من شرٍ ما خلق) بالتنوين، قال مكي: (أجمع القراء المشهورون وغيرهم من أهل الشذوذ على اضافة شر إلى ما خلق وذلك يدل على خلقه للشر وقد فارق عمرو بن عبيد رئيس المعتزلة جماعة المسلمين فقرأ من شر ما خلق بالتنوين ليثبت أن مع الله خالقين يخلقون الشر وهذا إلحاد)(/)
موقع خاص برمضان وما يخص القرآن في رمضان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Sep 2007, 01:02 م]ـ
http://ramadan20089.jeeran.com/706.jpg
هذا الموقع هو عباره عن الموسوعه الرمضانيه
كل مايتعلق برمضان
القرآن، وجداول ختمته، الى حفظه والتمعن به
رمضان وجدول العمل به يوم بيوم
محاضرات وخطب عن رمضان
فقه الصيام
من هنا ( http://ramadan20089.jeeran.com/index.html)
في 22/ 8/1428هـ
ـ[محب القراءات]ــــــــ[04 Sep 2007, 01:54 م]ـ
موقع رائع .. ومتميز .. جزاك الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن , ونفع بكم.
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Sep 2007, 07:29 م]ـ
بسم الله ...
أكرمكم الله أستاذنا عبد الرحمن الشهري، و أرشدكم لكل خير، أفادكم الله، و رعاكم و رفع شأنكم!!
و كل عام و أنتم و كل أعضاء هذا الملتقى الطيب، بخير و عافية ...
اللهم بلغنا رمضان على خير يا رحمن!!
ـ[السامي]ــــــــ[04 Sep 2007, 11:31 م]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالرحمن على هذه الجهود المباركة
ـ[جنتان]ــــــــ[05 Sep 2007, 09:57 م]ـ
جزيتم خيرا ,,ونفع الله بكم ..
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:43 م]ـ
لعل في موقع صيد الفوائد غنية عنه وسلامة مما فيه، وأنتم- يا فضيلة المشرف العام- أعلم وأحكم.
ـ[الغزالي]ــــــــ[12 Sep 2007, 01:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أضيف موقع شيخنا محمد صالح المنجد (رمضانيات) والذي يعمل منذ سنين:
www.ramadan.ws
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Sep 2007, 01:33 م]ـ
بارك الله فيك ..(/)
مقابلة مع الخطاط الكبير عثمان طه كاتب المصحف الشريف في مجلة روائع
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[06 Sep 2007, 01:03 ص]ـ
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos008c.jpg
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طابت أوقاتكم بكل خير
أحييكم من هذا الملتقى المبارك
وأسأل الله أن يجعل اجتماعنا اجتماعا مرحوما
وأن يوفق أعضاء الملتقى لما فيه الخير والصلاح
موضوعنا اليوم هو مقابلة مع خطاط كبير وأستاذ جليل
كرس حياته لخدمة المصحف الشريف
تعجز الأيادي عن وصفه وتقف الأنامل حائرة عن رسمه
إنه الخطاط عثمان طه
التعريف به
هو أبو مروان عثمان بن عبده بن حسين بن طه، خطاط عربي اشتهر بكتابته لمصحف المدينة الذي يصدره مجمع الملك فهد لطباعة المصحف.
ولد في ريف مدينة حلب في سوريا عام 1934م متزوج وله سبعة أولاد، والده هو الشيخ "عبده حسين طه" إمام وخطيب المسجد وشيخ كتاب البلد، حاصل على ليسانس في الشريعة الإسلامية، ودرس اللغة العربية، والرسم، والزخارف الاسلامية.
نال إجازة في حسن الخط من شيخ الخطاطين في العالم الإسلامي الأستاذ: حامد الآمدي عام 1973م، تتلمذ في الخط على يد كل من الخطاطين: محمد علي المولوي، وإبراهيم الرفاعي في حلب، ومحمد بدوي الديراني في دمشق، وهاشم البغدادي. عضو لجنة تحكيم مسابقة الخط العربي الدولية التي تقييمها رابطة العالم الاسلامي.
كتب أول مصحف في عام 1970 م لوزارة الأوقاف السورية. في عام 1988م جاء للمملكة العربية السعودية وعين خطاطاً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة وكاتباً لمصاحف المدينة النبوية، وفي نفس العام عُين عضواً في هيئة التحكيم الدولية لمسابقة الخط العربي التي تجرى في إسطنبول كل ثلاث سنوات.
يمتاز المصحف الذي استخدم خطه بأن كل الآيات تنتهي مع نهاية الصفحة.
وأقول هنيئا لهذا الرجل
كم من الأجور قد حصل
وكم من قارئ قرأ أو حفظ من مصحفه
مئات الآلاف بل ملايين من المسلمين
أسأل الله أن يجعل عمله خالصا لوجهه الكريم
وبعد هذا العرض وهذه المقدمة نشرع في المقابلة
وهي عبارة عن لقاء أجرته مجلة روائع مع الخطاط
http://files.boxstr.com//8735/./1.jpg
http://files.boxstr.com//8735/./2.jpg
http://files.boxstr.com//8735/./3.jpg
http://files.boxstr.com//8735/./4.jpg
http://files.boxstr.com//8735/./5.jpg
وهذه صورة للمصحف القديم
http://farm1.static.flickr.com/57/220959361_dafd0daf0a_m_d.jpg
وهذه للجديد
http://farm1.static.flickr.com/26/63431091_85011f7efa_m_d.jpg
وهنا نماذج من أعمال الخطاط
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos014.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos007.jpg
http://www.qurancomplex.org/gallery/khotout/images/large/Solos010.jpg
وفي الختام أرجو من كل من قرأ الموضوع دعوة صالحة بظهر الغيب
وهذا الموضوع هو خاتمة مواضيعي قبل رمضان والعودة في شوال إن شاء الله
وأعتذر عن المشاركة في رمضان
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبلغنا وإياكم شهر الغفران وأن يجعلنا فيه من عتقائه من النيران
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا يعقوب
وقد تطرق الشيخ أبو الخير كرنبه كذلك في كتابه فضائل القرآن الطبعة الأخيرة لشئ من سيرة الخطاط عثمان طه
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[06 Sep 2007, 06:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا يعقوب
وقد تطرق الشيخ أبو الخير كرنبه كذلك في كتابه فضائل القرآن الطبعة الأخيرة لشئ من سيرة الخطاط عثمان طه
وجزاك كل خير
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[06 Sep 2007, 05:03 م]ـ
لمن لا تظهر عنده صور اللقاء
اضغط هنا
http://salafe.googlepages.com/1.jpg
http://salafe.googlepages.com/2.jpg
http://salafe.googlepages.com/3.jpg
http://salafe.googlepages.com/4.jpg
http://salafe.googlepages.com/5.jpg
وأرجو التعديل من المشرف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2007, 02:56 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يعقوب .. وقد سبق أن لقيت الخطاط عثمان طه وسألته بعض الأسئلة تجدها هنا ..
لقاء علمي مع خطاط مصحف المدينة النبوية عثمان طه وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8161)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[08 Sep 2007, 12:24 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يعقوب .. وقد سبق أن لقيت الخطاط عثمان طه وسألته بعض الأسئلة تجدها هنا ..
لقاء علمي مع خطاط مصحف المدينة النبوية عثمان طه وفقه الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8161)
جزاكم الله خيرا(/)
من عجائب التدبر
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:29 ص]ـ
سبحان الله ..
سبحان منزل الكتاب .. سبحان محكمه .. سبحان القائل {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (1) سورة يونس
سبحان الله .. ما أسعد الذين يقرؤونه ويتدبرونه ويعلمون تأويله
لن أطيل .. ولكني أطلب منكم أن تتدبروا معي هذه الآية:آية 19 من سورة الكهف
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا} (19) سورة الكهف
كلفنا أحد المشائخ حفظه الله من أن نستخرج عدد فتية الكهف من هذه الآية
لن أخبركم بالجواب بل أتمنى من إخوتي الكرام أن يتدبروا هذه الآية ويجدوا الجواب ويتحفونا .. ولكن قبل قراءة الأجوبة أو الرجوع إلى الكتب المرجعية
واعلم أن السر في التدبر والترديد .. أسأل الله أن يفتح على قلوبنا ..
ـ[النجدية]ــــــــ[06 Sep 2007, 08:39 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الرحمن بكم، و بجهودكم أستاذنا صالح بن عبد الله ...
و لكن قفز إلى خلدي سؤال، بمجرد أن أنهيت قراءة هذه السطور الطيبة؛ فأرجو أن تسدد تلميذتكم؛ بالإجابة الصحيحة!!
* كيف يخطر في بال أحدنا محاولة معرفة عدد أهل الكهف؛ و الله تبارك و تعالى قال في محكم كتابه: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، و يقولون خمسة سادسهم كلبهم، رجما بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ... ) الآية (الكهف: 22)
* ثم إننا تعلمنا من الهدي القرآني، الاهتمام بكل ما له أهمية، و ما يترتب عليه فائدة، و ما له انعكاسات علينا، و على حياتنا ... و لا نقحم فكرنا في أمور لا يترتب عليها عمل، أو فائدة، فأي عمل يترتب على معرفتي لعدد فتية أصحاب الكهف -يا رعاكم المولى -؟؟ ...... أليس ذاك كان دأب بني إسرائيل؟؟!!
و دمتم لطلاب العلم خير مسدد!!
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:27 م]ـ
قال قائل هذا واحد.قالوا هؤلاء 3 فأكثر وكذلك قائلوا "ربكم أعلم "فهم حتى الأن على الأقل سبعة والله أعلم
ـ[سلسبيل]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ)) هذا واحد
كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ) هنا ثلاثه لأن قالوا تطلق على الثلاثه أقل شئ
قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ،،،، هنا ثلاثة أخرى
1+ 3 + 3 = 7
المجموع سبعه
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[07 Sep 2007, 12:45 ص]ـ
أختي النجدية .. السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أشكرك أختي على هذه النصيحة أسأل الله أن يبارك لك
اعلمي رحمك الله تعالى أن كتاب الله عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد
أختي نحن مأمورون في أكثر من موضع بتدبر كتاب الله ومعرفته وتعلمه وبذل الجهد في ذلك
أختي لقد استعجلت في كلامك عفا الله عنك .. لقد قلت في نقطتك الثانية
الاهتمام بكل ما له أهمية، و ما يترتب عليه فائدة
كيف نقول أن معرفة عدد أصحاب الكهف ليس له أهمية والله تعالى ذكره في كتابه , وقد جزم أكثر من عالم بأن عددهم سبعة من سياق آية 22 في سورة الكهف, وهذا يعني أن عددهم مثبت من كلام الله كما ذكر ذلك شيخنا الشيخ محمد بن عثيمين عليه رحمة الله .. وسأنقل كلامه , فإذا قلنا ليس له أهمية فإننا نقول أن في كلام الله كلام ليس له أهمية (تعالى كلام ربنا عن ذلك) وأنا أجزم أن هذا سبق لسان منك غفر الله لك
ثم قولك (ما يترتب عليه فائدة) فإضافة على ما سبق فإني سأذكر بعض الفوائد التي نستفيدها من سؤالي في المشاركة الأصلية وهذ أصلاً هو لب الموضوع:
1 - إعمال قواعد اللغة في فهمنا لكتاب الله وهذا أمر مهم.
2 - الإعجاز اللغوي في القرآن
3 - أن هذا القرآن مليء بالدرر وإلى قيام الساعة وكل يوم نكتشف فيه ما يبهر العقول (وأنا عرفت هذه الفائدة من وقت قريب)
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - سؤالي إنما هو دعوة للتفكر في كتاب الله وهذا واضح جداً من العنوان ونص الموضوع
أختي كان من كلامك
و لا نقحم فكرنا في أمور لا يترتب عليها عمل، أو فائدة، فأي عمل يترتب على معرفتي لعدد فتية أصحاب الكهف -يا رعاكم المولى -؟؟
قد أجبت على بعض كلامك من أنه ليس له أهمية وليس له فائدة
أما عن كلامك لا يترتب عليه عمل فإنك ربما تقصدين لا يترتب عليه حكم شرعي ربما
أما عن معرفة عددهم فهذا لا يتأتى إلا بالقراءة والترديد والتدبر وقراءة التفاسير وهذا كله يؤدي إلى عمل ولكن ليس عمل الجوارح بل عمل القلب
أختي كان من كلامك
كيف يخطر في بال أحدنا محاولة معرفة عدد أهل الكهف؛ و الله تبارك و تعالى قال في محكم كتابه: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم، و يقولون خمسة سادسهم كلبهم، رجما بالغيب و يقولون سبعة و ثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل ... ) الآية (الكهف: 22)
وكما وعدتك قبل قليل بذكر قول الشيخ محمد رحمه الله ولمعرفة معنى هذه الآية ولكي يخطر في بالنا معرفة عدد أهل الكهف, سأنقل كلام الشيخ محمد من تفسيره
(سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) (الكهف:22)
سيقولون ثلاثة، أربعة، خمسة: اي أن البعض سيقول: بعضهم ثلاثة رابعهم كلبهم،
ويقول البعض الآخر: خمسة سادسهم كلبهم، ويقول البعض الثالث: سبعة وثامنهم كلبهم.
أو قد يُقصد معنى آخر وهو أنهم سيترددون؛ مرة يقولون: ثلاثة، ومرة يقولون: خمسة،
ومرة يقولون: سبعة. وكلاهما محتمل ولا يتنافيان.
قال الله تعالى: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} قاله في الذين قالوا: {ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} و {خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ}،
كلا القولين قال الله تعالى إنهم قالوه: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} أي راجمين بالغيب، وليس عندهم يقين.
(وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) ولم يقل: رجماً بالغيب، بل سكت سبحانه وتعالى، وهذا يدل على أن عددهم سبعة وثامنهم كلبهم، لأن الله عندما أبطل القولين الأولين، وسكت عن الثالث صار الثالث صواباً ,
نظيره قوله تبارك وتعالى في المشركين إذا فعلوا فاحشة: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا} هذا واحد {وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا} هذا اثنان, قال الله تعالى {قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (28) سورة الأعراف , فأبطل قولهم: {وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا} وسكت عن عن الأول؛ فدل على أن الأول {وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا} صحيح ,
وهنا لما قال: {رَجْماً بِالْغَيْبِ} في القولين الأولين , وسكت عن الثالث دل على أنهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(قُلْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ) يعني إذا حصل نزاع فقل للناس: {ْ رَبِّي أَعْلَم بِعِدَّتِهِمْ} وهل أعلمنا الله بعدتهم؟
الجواب: نعم؛ أعلمنا بأنهم سبعة وثامنهم كلبهم، يعني فإذا كان الله أعلم بعدتهم فالواجب أن نرجع إلى ما أعلمنا الله به، ونقول جازمين بأن عدتهم سبعة وثامنهم كلبهم.
(مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ) أي ما يعلمهم قبل إعلام الله أنهم سبعة وثامنهم كلبهم إلاَّ قليل.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ) أي لا تجادل في شأنهم، في زمانهم، في مكانهم، في مآلهم.
(فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً) أي لا يصل إلى القلب لأنه إذا وصل الجدال إلى القلب اشتد المجادل, وغضب وانتفخت أوداجه وتأثر , لكن لما لم للجدال فيهم كبير فائدة قال الله تعالى (فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِراً) يعني إلا مراءً على اللسان لا يصل إلى القلب.
والله أعلم
ـ[النجدية]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:07 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الرحمن خيرا أستاذنا الفاضل الكريم (صالح بن عبد الله) على هذا التسديد الطيب!!
و إنني و الله أشكر لكم صبركم على زلات طلاب العلم، فأنا طالبة علم سأبقى هكذا في حياتي، إلى أن أُغيَّب تحت الثرى ... و كلي فخر بهذا!!
تعلمنا منكم دقة التدبر في كلام الله تعالى، تقدس و تنزه عن أي نقيصة ... بارك الله بكم.
ولكن أستاذنا رجعت إلى تفسير ابن عاشورفي هذه الآية؛ فأورد -رحمه الله- العبارة التالية:
" ... أبهم على عموم الناس الإعلام بذلك لحكمة، و هي أن تتعود الأمة بترك الاشتغال فيما ليست منه فائدة للدين أو للناس، و دل علم الاستقبال على أن الناس لا يزالون يخوضون في ذلك " ج15، ص291، طبعة دار سحنون.
و يقول الأستاذ عبد الرحمن السعدي -رحمه الله-: " ... أما المماراة المبنية على الجهل و الرجم بالغيب أو التي لا فائدة فيها: إما أن يكون الخصم معاندا أو تكون المسألة لا أهمية فيها و لا تحصل فائدة دينية بمعرفتها، كعدد أصحاب الكهف و نحو ذلك؛ فإن في كثرة المناقشات فيها و البحوث المتسلسلة؛ تضييعا للزمان و تأثيرا في مودة القلوب بغير فائدة."ج 5، ص955، طبعة دار ابن الجوزي (1422ه)
و يقول ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره: " .. (فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر) أي سهلا هينا، فإن الأمر في معرفة ذلك لا يترتب عليه كبير فائدة".المجلد 3، ص108،مكتبة دار الفيحاء، و مكتبة دار السلام-ط2، سنة1418ه.
فكيف أفهم كلام هؤلاء العلماء رحمهم الله في ضوء ما ذكرنا -يا رعاكم الرحمن -؟؟
أستاذنا الفاضل أعتذر إن خرجت عن مقصدكم في هذه الزاوية، و لكنني طالبة علم، و أحتاج التسديد منكم -أساتذتي -و من سواكم لذلك؟؟!!
و إنني و الله لا أطلب من هذا جدالا أو مفاخرة ... و العياذ بالله ... بل نحن نبحث عن الحق ...... و كما علمتمونا: (الحق أحق أن يتبع) ..
و أسأل الله أن يلهمكم الصبر على أسئلتي!!
و دمتم في رعاية ربي و حفظه!!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Sep 2007, 10:28 ص]ـ
بسم الله ...
أسأل الله أن يعين أستاذنا صالح بن عبد الله و ييسر أموره؛ ليجيب على أسئلتنا ...
و أن يرزقه أجر إرشادنا، و تسديدنا!
إنه القادر على كل شيء ...
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 Sep 2007, 04:45 م]ـ
من وجهة نظري القاصرة ..
أرى أن سبب طرح هذا الموضوع ليس التنقيب عن عدد أولائك النفر في المقام الأول ..
لكن لعل الهدف منه إثراء موضوع التدبر وذكر بعض فوائده ونحو ذلك ..
وكلا الطرفين نال قدرا من حسن المقصد في الطرح ..
والله المستعان وعليه التكلان ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Sep 2007, 01:53 ص]ـ
مجرد ملاحظة عددية:
ذكرت الآية الأعداد: 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8: مجموع هذه الأعداد 33 ..
نلاحظ أن عدد كلمات الآية هو ايضا: 33 كلمة ..
الأعداد الأساسية عشرة من 1 - 10 ..
هذا يعني ان الأعداد التي لم تذكر في الآية هي: 1 و 2 و 9 و 10.
مجموع هذه الأعداد 22 ..
نلاحظ ان رقم ترتيب الاية هو: 22 أيضا ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Sep 2007, 02:34 ص]ـ
ومن الملاحظ أيضا:
تأتي الآية التي تتحدث عن عدد الفتية في موقع الترتيب 22 ..
هذا يعني انها جاءت بعد 21 آية من بداية السورة.
الملاحظة هنا: إن مجموع أرقام ترتيب الايات ال 21 هو: 231 أي: 7 × 33
وقد ظهر لنا أن:
عدد الفتية 7 ..
عدد كلمات الآية: 33
مجموع الأعداد المذكورة في الآية: 33 أيضا ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:06 م]ـ
ما رأي أخي الفاضل - أختي الفاضلة بهذه الملاحظة عن العدد في الآية؟
ـ[الغزالي]ــــــــ[26 Sep 2007, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الفائدة ينبغي أن تؤخذ في حجمها وألا تأخذ وقتا كثيرا في الجدل؛ فهي فائدة نفيسة لمن عرفها فيكون
داخلاً في قوله (وما يعلمهم إلا قليل). ومن لم يعرف عددهم فلا يترتب على علمه كثير عمل ولنتأدب بأدب القرآن
(فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا)؛ والذي ينبغي أن يفهمه المرء أن هؤلاء فتية - جمع قلة - دون
العشرة سواء كانوا ثلاثة أو خمسة أو سبعة (وهذا أقرب) فهم عدد قليل هداهم الله فنسأل الله كما ثبتهم في محنتهم
أن يثبتنا كذلك فلينظر في أسباب هدايتهم.
وما أحسن أن لا يتكلف المرء كثيرا من الأمور التي تشغله عما هو أولى وأنفع. وليتدبر ما جاء في سورة الكهف
من قصة الفتية ثم صاحب الجنتين ثم قصة موسى مع الخضر ثم قصة ذو القرنين؛ وتأمل ما الذي يجمع هذه القصص في
سورة واحدة؟ وما وجه كون فواتح هذه السورة مانعة لفتنة المسيح الدجال؟
والله المستعان
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2007, 02:47 م]ـ
[ QUOTE= الغزالي;43222] بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الفائدة ينبغي أن تؤخذ في حجمها وألا تأخذ وقتا كثيرا في الجدل؛ فهي فائدة نفيسة لمن عرفها فيكون
داخلاً في قوله (وما يعلمهم إلا قليل). ومن لم يعرف عددهم فلا يترتب على علمه كثير عمل ولنتأدب بأدب القرآن
(فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا)؛ والذي ينبغي أن يفهمه المرء أن هؤلاء فتية - جمع قلة - دون
العشرة سواء كانوا ثلاثة أو خمسة أو سبعة (وهذا أقرب) فهم عدد قليل هداهم الله فنسأل الله كما ثبتهم في محنتهم
أن يثبتنا كذلك فلينظر في أسباب هدايتهم.
أخي الكريم: العدد 3 غير ال 5 غير ال 7 ...
فلا معنى لاستخدام كلمة سواء ..
وإذا كان الأمر كما تقول فلماذا ذكر القرآن هذه الأعداد، كان استبدلها بكلمة مثل بضع ...
[والشيء بالشيء يذكر: بعد أن ناقش الزرقاني في كتابه مناهل العرفان مسألة ترتيب سور القرآن خرج بالتالي:
وسواء (كما تقول] اكان ترتيب سور القرآن توقيفيا ام اجتهاديا فيجب احترامه .. )
ونقول المسالة ليست سواء، فشتان بين هذا وذاك .. وشتان بين 3 و 5 ...
ومثل هذا قرأت لآخر عن رسم القرآن ...
إوما أحسن أن لا يتكلف المرء كثيرا من الأمور التي تشغله عما هو أولى وأنفع.
أخي الكريم: إن ما قد تراه تكلفا يراه غيرك غير ذلك ..
وليتدبر ما جاء في سورة الكهف من قصة الفتية ثم صاحب الجنتين ثم قصة موسى مع الخضر ثم قصة ذو القرنين؛ وتأمل ما الذي يجمع هذه القصص في سورة واحدة؟
أهذا هو التدبر ولا شيء سواه؟ هل لديك دليل أن التدبر مطلوب فيما ذكرت، وغير مطلوب في غير ذلك؟
وما وجه كون فواتح هذه السورة مانعة لفتنة المسيح الدجال؟
سورة الكهف ليست من سور الفواتح ...
وإذا كنت تعني بالفواتح الآيات الأولى في السورة , فهل تعلم أحدا تدبر هذه الآيات وظهرت له العلاقة بينها وبين فتنة المسيح الدجال؟
أنا شخصيا لا علم لي بشيء من هذا ولو أمضيت بقية عمري في تدبر الآيات الأولى في سورة الكهف فلن أفهم شيئا عن علاقتها بالمسيح الدجال .. أليس هذا هو التكلف؟
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2007, 04:40 ص]ـ
الحمد لله
لعل الجواب ان شاء الله كما قال الائمة في بعض قواعد التفسير ومفاد القاعدة ان الله تبارك و تعالى اذا جاء
في معرض كلامه حكاية لقول باطل او غير صواب فإنه يرده اما اذا حكى قولا صوابا عن شخص ما فإما
أن يؤكده او يسكت عنه فيكون ذلك تقريرا له
أما اذا جاء الكلام فيه حق و باطل فيرد الباطل وقد يسكت عن الحق أو يؤكده وفي كل الاحوال اقر الحق
أمثلة
واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا و الله أمرنا بها ...... قل ان الله لا يامر بالفحشاء
هنا قولان للكفار قول باطل وهو ان الله امر بالفاحشة و الثاني قول حق وهو تقليدهم للاباء ... فرد الله الباطل
وترك القول الاخر ... فاستفدنا انهم وجدوا فعلا اباءهم على ما خكوا
واما في آية الكهف هذه فقد رد الله القولين الاولين بقوله رجما بالغيب و سكت عن الثالث فاستفدنا انهم
سبعة و ثامنهم كلبهم
و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[02 Oct 2007, 02:40 م]ـ
بسم الله ...
أشكر أساتذتي الكرام؛ على ما أفادوني به!!
و أخص بالذكر أستاذنا صالح بن عبد الله الذي أثار هذا الموضوع ... فجزاكم ربي عني كل الخير!!
و أسأل الله تعالى أن يمن علينا بهدايته، و ينير بصائرنا و أبصارنا بنور كتابه ...
إنه القادر على كل شيء .. وهو بكل جميل كفيل ... هو حسبنا و نعم الوكيل.
و دمتم في رعاية الله!(/)
القصص في القرآن الكريم
ـ[إيمان]ــــــــ[06 Sep 2007, 09:19 ص]ـ
كم حيز الذي أخذته قصصالأنبياء والأمم الغابرة وغيرهما من آيات القرآن الكريم؟ هل أخذت حيز الربع أم النصف أم ثلاث أرباع الآيات القرآنية؟(/)
موقع جامعة لايبزيج , المانيا
ـ[موراني]ــــــــ[06 Sep 2007, 10:47 م]ـ
لم يزل هذا الموقع في حكم البناء والتطوير
يمكنكم متابعة الجهود المشكورة في وضع المخطوطات المصورة رقميا التي في حوزة مكتبة جامعة لايبزيج
http://www.islamic-manuscripts.net:8181/content/below/index.xml?lang=ar
هذا , وبناسبة مستهل شهر رمضان المبارك, وهو قريب , تفضلوا جميعا بقبول أطيب التحيات وأعطرها
موراني
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[07 Sep 2007, 12:21 ص]ـ
الأستاذ الفاضل الدكتور موراني تحية طيبة لكم ووفقكم الله لكل خير وشكراً لكم على جهودكم وتهنئتكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:15 ص]ـ
موقع نافع للباحثين.
شكراً لكم يا دكتور موراني على هذه الفائدة.
هل يا ترى سوف تصور المخطوطات كلها تصويراً رقمياً هكذا على الموقع؟
http://www.islamic-manuscripts.net/servlets/MCRFileNodeServlet/IslamHSBook_derivate_00000029/Ms_or_329_0000015r.jpg?hosts=
ـ[موراني]ــــــــ[07 Sep 2007, 12:26 م]ـ
الدكتور عبد الرحمن الشهري المحترم
نعم , حسب برنامج المشروع سيصور جميع المخطوطات المحفوظة في مكتبة الجامعة وسينشر هكذا في الشبكة كاملا
ولكم الخير والعافية
موراني
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2007, 04:32 م]ـ
ماشاء الله، أسأل الله لكم التوفيق د. موراني، وكم هو مفرح أنا نرى كثيرًا من المخطوطات على الشبكة العنكبوتية يستفيد منها طلاب العلم في كل حين، بدل أن تكون حبيسة المكتبات، ولا يوصل إليها إلا بعناء، فالحمد لله على نعمه الجزيلة.
ـ[موراني]ــــــــ[07 Sep 2007, 04:51 م]ـ
الدكتور مساعد الطيار المحترم
أشكر لكم على هذه العبارات الطيبة من جانبكم
من أجل توسيع علاقاتي مع هذه المكتبة عامة ومع هذا المشروع خاصة فإنه من المقرر أن أقوم بزيارة الجامعة ما بين 16 و 19 أكتوبر القادم
وأتمنى أن أخبركم بمزيد من المعلومات حول هذا المشروع الذي دعاني أصحابه للتعاون معهم
بأطيب التهانيء وأخلصها
موراني
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Sep 2007, 12:11 ص]ـ
شكرا جزيلا للدكتور موراني , خبر سار جداً , وننتظر نتائج زيارتك.
ـ[موراني]ــــــــ[25 Oct 2007, 10:24 م]ـ
بعد عودتي من مدينة لايبزيج وبعد زيارتي لمكتبة المخطوطات فيها يمكنني أن أوافيكم بهذه المعلومات القصيرة والموجزة
1) ليس هناك مخطوطات ما ذكرها الشيخ حماد الأنصاري في فهرسه وباحالته على غيره من طلابه إلا أن هناك مخطوطات غير مفهرسة اقتنتها المكتبة التابعة للجامعة قبل أعوام من طريق الشراء من عمان الأردن.
2) من بين المخطوطات غير المفهرسة أود أن أن أشير الى كتابين وهما محفوظتان في المكتبة:
طيبة النشر في القراءات العشر
الدرة المضيئة في قراءات الأئمة الثلاثة
كلاهما للجزري (ت 833 ه) كما هو معلوم لدي الجميع
سيوضع المخطوطات بما فيها ما ذكرتهما على الشبكة في هذه الأيام والعمل لم يزل مستمرا
موراني
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Oct 2007, 11:00 م]ـ
شكرا لك د. موراني
لقد تصفحت المخطوطات الموجودة في الموقع، ولاحظت في التفاصيل المتعلقة بها عدم وجود معلومات حول تاريخ المخطوطات. فهل مثل المعلومة غير متوفرة، أم أنها سهوت عن مشاهدتها.
وقد رغبت في معرفة تواريخ المخطوطات القرىنية الموجودة في الموقع.
مع خالص التحية والتقدير.
ـ[موراني]ــــــــ[26 Oct 2007, 03:05 م]ـ
محمد بن جماعة
جاء ذكر تأريخ النسخ في جميع المخطوطات
إن وجد ....
بتحياتي
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:11 م]ـ
الدكتور موراني وفقه الله ...
هل يمكن زيارة مكتبة جامعة لايبزيج بدون الحاجة إلى إذن أو ترتيب مسبق؟ وهل الزيارة مفتوحة لكل أحد أم هي خاصةٌ بالباحثين؟ ... لأنه إذا أمكن ذلك فسأزورها يوم السبت القادم بإذن الله تعالى .....
شكراً لكم ...
ـ[موراني]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:35 م]ـ
أبو هاجر النجدي وفقكم الله
أيام السبت عادة غير مناسبة لزيارة المكتبة
المكتبة واسمها اليوم:
Albertina
مفتوحة للجميع , من طريق التسجيل.
إن أردت زيارة قسم المخطوطات يجب أن تتصل بمدير القسم
Neuzeitliche Handschriften, Autographen, Inkunabeln, Alte und wertvolle Drucke, Orientalische Handschriften
PD Dr. Thomas Fuchs, Tel.: +49 (0)341 97-30546
بتحياتي
http://www.ub.uni-leipzig.de/
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[27 Oct 2007, 01:42 م]ـ
الدكتور موراني وفقكم الله ...
أشكر لكم تجاوبكم ...(/)
سؤال عن تحزيب القرآن وتقسيمه وجوابه
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وردني قبل مدة طويلة سؤال محال من موقع الإسلام اليوم يقول:
أريد نبذة موجزة عن تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء، وأنصاف الأجزاء متى تم ذلك؟ وهل هو توقيفي لا تجوز مخالفته؟ وما هي الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع؟
فأجبت جواباً مختصراً حينها قلت فيه:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أولاً: متى تم تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء وأنصاف؟
ورد التعبير بالجزء كما في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "قرأت جزءاً من القرآن" رواه أبو داود (1392)، وصححه الألباني. وقول عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة). وقول عائشة رضي الله عنها: (إني لأقرأ جزئي). ومثل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وورد استعمال لفظ الوِرْد، كما في قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (كنت في قضاء وِردي).
وهذه المسألة تعرف عند العلماء بتحزيب القرآن، وقد ورد فيها حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، الذي رواه جمعٌ من الأئمة بينهم الأئمة الستة. البخاري (1976)، ومسلم (1159)، والترمذي (2946)، والنسائي (2399)، وأبو داود (1388)، وابن ماجة (1346)، ولفظ الإمام مسلم: (كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإما أرسل لي، فأتيته، فقال: "ألم أُخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ " فقلت: بلى يا نبي الله؛ ولم أرد إلا الخير، قال: "فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ... ، ثم قال: "واقرأ القرآن في كل شهر"، قال: قلت: يا نبي الله: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: "فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقاً، ولزورك عليك حقاً، ولجسدك عليك حقاً"، قال: فشددت؛ فشدد علي، قال: وقال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-: "لعلك يطول بك العمر"، فصرتُ إلى الذي قال لي النبي-صلى الله عليه وسلم-، فلما كبرت وددت أني قبلت رخصة النبي-صلى الله عليه وسلم-.
وقد أشار الإمام السخاوي إلى أن معنى التجزئة والتحزيب ورد على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قال: "طرأ عليَّ حزبي من القرآن" رواه ابن ماجة (1345) و"إنه قد فاتني الليلة جزئي من القرآن .. " أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (3/ 363). وذكر قصة جمع الحجاج بن يوسف للقراء والحفاظ في عهده، وسؤالهم عن عدد آيات القرآن، وعن منتصف القرآن وربعه وثلثه وغيرها. وقد استند على هذه الحادثة كثير من العلماء الذين كتبوا في تاريخ القرآن، وقالوا بأن أول من أحدث الأجزاء والأحزاب هو الحجاج بن يوسف الثقفي المتوفى سنة 110هـ.
وقال الزركشي في البرهان ذكر عند الحديث عن تحزيب القرآن 1/ 349: (وأما التحزيب والتجزئة فقد اشتهرت الأجزاء من ثلاثين كما في الربعات بالمدارس وغيرها. وقد أخرج أحمد في مسنده وأبو داود وابن ماجة عن أوس بن حذيفة أنه سأل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حياته: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل من (ق) حتى يختم.
وتحدث ابن تيمية في مجموع الفتاوى (13/ 405) حديثاً طويلاً عن تحزيب القرآن، تحسن مراجعته إن أمكن، ذهب فيه إلى أن التحزيب بالسور أفضل من التحزيب الحاصل، والذي يقف فيه القارئ أحياناً على مواضع مرتبطة بما بعدها، والبدء بمواضع لها تعلق بما قبلها، وأشار إلى سبق الحجاج إلى تجزئة القرآن بالحروف.
وقد ذكر السخاوي -رحمه الله- في (جمال القراء) في الكتاب الرابع منه (تجزئة القرآن) كلاماً طويلاً نافعاً عن تفاصيل أجزاء القرآن وأرباعه وأسباعه وأثمانه وغيرها بدقة ينتفع بها الحافظ لكتاب الله، ومن يرغب في حفظه بسهولة ويسر.
ثانياً: هل هذا التحزيب والتقسيم توقيفي؟
الذي عليه العلماء -وهو الصحيح إن شاء الله- أن تجزئة القرآن وتحزيبه وقسمة الأرباع على الصورة التي توجد في مصاحف المسلمين اجتهادية، ولها أصل من فعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، لكن على غير هذه القسمة، وكان السلف يختلفون في ذلك، وليس المعنى فيه تعبدياً، وإنما هو لتيسير أخذ القرآن.
ثالثاً: من الكتب التي تحدثت عن ذلك.
- جمال القراء وكمال الإقراء، للسخاوي (1: 124 ـ 187).
- البرهان في علوم القرآن للزركشي.
- فتاوى ابن تيمية (13/ 405) وما بعدها.
- هناك بحث للشيخ محمد الدويش نشر في مجلة (البيان)، فصَّل فيه جوانب هذه المسألة.
المصدر. ( http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=42242)
وهنا إضافة لطيفة حول مسألة تقسيم القرآن الكريم لفت نظري إليها أخي الكريم الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري ذات يوم، وهي تقسيم القرآن الكريم إلى أثمان وأرباع. وهي مراعاة مدة قراءة الثمن الزمنية، حيث ذكر لي أنه قد لفت نظره أحد المصلين الذين يأتمون به إلى أنه يلاحظ عليه أثناء صلاة القيام أنه يبدأ في وقت محدد وينتهي في وقت محدد، مع إنه لا يراه ينظر إلى الساعة أثناء ذلك. قال: فأخبرته أنني لا أنظر إلى الساعة، وإنما أقرأ في كل ركعة ثمن، ولذلك ينضبط وقت دخولي في الصلاة ووقت فراغي منها.
قال: ثم تأملتُ في هذه الملحوظة فوجدتها مناسبة للتقسيم، حيث إن تقسيم القرآن إلى أثمان لم يكن على حسب عدد الآيات، ولا الحروف، ولا عدد الصفحات بدقة. وأن المدة الزمنية لقراءة الثمن مناسبة لطيفة للتقسيم.
قلتُ: وقد وقع لي أمرٌ قريب من هذا مراراً، غير أني لم أتوقف قط عند التقسيم بناء على الوقت الذي يستغرقه القارئ في قراءة الثمن.
فهل مرت هذه الفائدة أو الملحوظة على أحد منكم؟ أو أشار إليها أحد من العلماء؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[12 Sep 2007, 03:30 م]ـ
أشكر للأ خ الكريم عبد الرحمن إيراد السؤال وجوابه
وهي فعلا اجتهادات قديمة وحديثة في التقسيم ولكل فيها وجهة كمراعاة عدد الكلمات أو الحروف أو الزمن أو المعنى أو عدد السور أو الآيات.
وبما أنها اجتهادية تعددت وكثرت ووقع فيها الاختلاف بين المشارقة والمغاربة، كما وقع بين أبناء المدرسة الواحدة، وقاد هذا الأمر والاختلاف أناسا إلى الدعوة إلى الاصطلاح على تقسيم جديد أدق من التقسيم المتداول الآن، يراعى فيه المعنى وعدد الحروف المحصاة حاسوبيا، وقد يشتد النكير على هذه الدعوة من أناس وقد يؤازرها آخرون، وكل جديد صعب، ومخالفة المألوف من أصعب الأمور، ولكن الأمر إذا ترافق بتأييد ثلة من أهل العلم والاختصاص لعله يلقى قبولا وذيوعا، والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2007, 11:21 ص]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور أحمد ووفقكم لكل خير.
هل تذكرون يا دكتور مَنْ مِن العلماء أشار إلى مراعاة المدة الزمنية لقراءة الثمن من الجزء مثلاً أو الربع، وجعلها هي العمدة في تحزيب القرآن؟
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:17 ص]ـ
لا أذكر الآن من جعل التقسيم بناء على المدة الزمنية لقراءة مقدار ما
وكانت عمدتهم أولا في التقسيم على عدد الحروف وذكروا تساوي الحروف في عدد من الأجزاء وتقاربها جدا في عدد آخر منها.
ولا شك أن القارئ الذي يلتزم طريقة محددة في الأداء يتمكن من ضبط الوقت مع المقدار المقروء بصورة دقيقة، كما نرى في صلاة القيام في الحرمين وغيرهما من المساجد.
وكان إمام مسجد الحي عندنا ذكر لي أنه كان مع مجموعة من الحفظة يسجلون مدة قراءة ربع الحزب لكل منهم، وذكر لي قدرته على إتمام ربع الحزب في دقيقة واحدة، أي الجزء في ثماني دقائق، وهذه حال القراءة لتثبيت الحفظ فقط وليست الطريقة المعتادة له، وجربت ذلك بنفسي وقمت به، ولا يمكن للمرء أن يستمر بهذا المقدار لأكثر من جزء أو اثنين لما سيعتريه من تعب، وإن كنت اقتنيت قبل مدة ختمة مسجلة على أشرطة كاسيت مدتها ست ساعات، وإذا انقطع المستمع قليلا عن المتابعة مع القارئ يصعب عليه معرفة مكان قراءته لفرط سرعته، وهذا الإسراع في القراءة مما لا ينبغي مهما كان السبب الداعي له، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2007, 02:48 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور أحمد على هذه الفوائد.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[18 Sep 2007, 11:50 ص]ـ
قد يكون من المفيد في هذا المقام الإشارة إلى بحث كتبته منذ مدة عن (تحزيب القرآن في المصادر والمصاحف) منشور في العدد الخامس عشر من مجلة الأحمدية، وأعيد نشره في كتاب (أبحاث في علوم القرآن)، وفي كلام بعض العلماء إشارة إلى إحدى فوائد التحزيب، وهي ضبط مقدار القراءة في الصلوات، فقال الأندرابي في كتاب الإيضاح (ص272):" والفائدة للقارئ في معرفة أجزاء القرآن أنه إذا عرف ذلك قدَّر أوراده في التراويح وغيرها تقديراً واحداً "، وقال السخاوي في جمال القراء (1/ 162):"لأن جزء المئة والعشرين جُعِلَ لقراء المساجد"، مع خالص التقدير للدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور أحمد خالد شكري.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Sep 2007, 04:28 ص]ـ
من روائع الترتيب القرآني في هذا الموضوع:
عدد آيات القرآن 6236 آية ..
إذا قمنا بقسمة هذا العدد إلى أربعة أرباع فالناتج 1559 آية مجموع الآيات في كل ربع ..
هذا يعني أن هناك ثماني آيات تحدد بدايات ونهايات الأرباع الأربعة ..
إذا قمنا بجمع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب الآيات الثماني فالناتج هو: 558 ..
أين وجه الإعجاز هنا؟
العدد 558 يساوي: 18 × 31 ..
هذان العددان يشكلان العدد: 3118 .. وهذا العدد هو نصف عدد آيات القرآن!!!
الملاحظة الأخرى التي تدفع الشبهة وتشير إلى القصد في هذا الترتيب:
إن مجموع تربيع الأرقام الثلاثة المؤلفة للعدد 558 هو: 114 وهذا هو عدد سور القرآن الكريم.
(64 + 25 + 25 = 114) ..
نفهم أن مواقع الآيات التي تحدد بدايات ونهايات أرباع القرآن محددة بتدبير وحكمة وقصد .. وتؤكد أن عدد آيات القرآن 6236 آية ..
ومن السهل أن نفهم أن أي تغيير في أي سورة في القرآن سيؤدي إلى إلغاء هذا الإحكام في الترتيب .. حيث تشكل الآيات الثماني سياجا من الحماية ..
ومن الجدير بالذكر أن عدد الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن اعدادا للآيات هو 18 عددا من أصل 31 عددا ..
لاحظوا العددين للمرة الثالثة 18 و 31، ولاحظوا أيضا أن الفرق بين العددين هو 13 وهذا العدد هو محور رئيسي في ترتيب سور القرآن وآياته ..
أكتفي بهذه الملاحظة الخاطفة إلى أن يدرك البعض عظمة الترتيب القرآني ...
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Sep 2007, 02:39 م]ـ
كلام غير مفهوم، وأعداد غير مترابطة!!
وما دخل الأرباع في الموضوع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Sep 2007, 05:29 م]ـ
قال الأستاذ عبدالله جلغوم حفظه الله:
عدد آيات القرآن 6236 آية
واسمح لي أن أسأل:
على أي مذهب من مذاهب أهل " العد " يقوم هذا " الإعجاز؟؟؟
فهناك أقوال في مسألة " عدد آيات القرآن الكريم، ولا شك أن الاختلاف فيها - منطقياً - سيؤدي إلى تغاير في " النتائج " والله أعلم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:01 ص]ـ
كلام غير مفهوم، وأعداد غير مترابطة!!
وما دخل الأرباع في الموضوع؟
الأخ الدكتور الفاضل:
قولك هذا الكلام ليس مفهوما أمر يخصك وليس بالضرورة أن يكون كما وصفته ..
أما أن الأعداد غير مترابطة فسأزيدها توضيحا ..
أما ما دخل الأرباع:
فالموضوع يتناول تقسيم القرْان إلى أجزاء وأحزاب، وربع الحزب وجزء الجزء ..
فإذا كان من المقبول لديك تقسيم القرآن إلى ثلاثين قسما وستين قسما فما العجيب قسمته إلى قسمين أو أربع؟
إن قسمة القرءان إلى أربعة أقسام أولى من الستين ..
في مسألة الأرباع:
عدد آيات القرآن (حسب العد الكوفي والمتبع في مصحف المدينة النبوية الأكثر انتشارا) 6236 ..
نصف هذا العدد هو: 3118 (لاحظ العدد 3118) ..
للقرآن باعتبار عدد آياته أربعة أرباع عدد كل منها 1559 آية [6236 ÷ 4 = 1559] هي:
الربع الأول: من الآية رقم 1 سورة الفاتحة – الآية 86 سورة هود.
الربع الثاني: من الآية 87 سورة هود – الآية186 الشعراء.
الربع الثالث: من الآية 187 سورة الشعراء – الآية 2 سورة الذاريات.
الربع الرابع: من الآية 3 سورة الذاريات – الآية 6 سورة الناس.
ما الإشارة المخزنة في أرقام هذه الآيات المميزة والتي هي بدايات ونهايات أرباع القرآن؟
إن مجموع أرقام هذه الآيات هو: 558 وهذا العدد = 18 × 31.
(1 + 86 + 87 + 186 + 187 + 2 + 3 + 6).
لاحظ العددين 18 و 31: إشارة واضحة إلى العدد: 3118 .. الدال على نصفي القرآن. (وإلى نظام الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن، وهذا موضوع طويل).
والإشارة الثانية الرائعة إلى عدد سور القرآن وعددها 114 المخزنة في العدد 558:
الإشارة إلى عدد سور القرْان بالصورة التالية:
إن ناتج مجموع تربيع الأرقام الثلاثة في العدد 558 هو: 114.
8 تربيع + 5 تربيع + 5 تربيع = 114. (8 × 8) + (5×5) + (5 × 5) = 114.
(64 + 25 + 25 = 114). وسبحان الله العظيم.
إن لغة الأرقام هنا تتفوق على أي لغة أخرى. هكذا أفهمها أنا ....
إن هذه الأرقام الثمانية، تؤكد أن عدد آيات القرآن هو 6236 آية، بل إنها تحدد بدايات أنصاف وأرباع القرآن عل نحو تشكل معه سياجا من الحماية لآيات القرآن، يستحيل معها إحداث أي زيادة أو نقصان في أي سورة، والمحافظة على هذه العلاقات المخزنة فيها، حتى وإن حافظنا على يظل مجموع آيات القرآن 6236 كما هو.
وتزداد هذه الإشارة دقة وإحكاما حينما نتدبر الأعداد المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في سوره (النظام العددي) فعدد الأعداد المستخدمة في القرآن من بين أعداد السلسلة 1 - 114 هو: 64 عددا (8×8: الرقم الأول في العدد 558) وعدد الأعداد غير المستخدمة 50 عددا: 25 عددا زوجيا + 25 عددا فرديا وهو ما نشاهده في الرقمين الثاني والثالث:
5 × 5 و 5 × 5 ..
تأكيد آخر:
ونجد في سورتي الكهف والحجرات ما يؤكد العدد 3118 في جزأيه 18 و 31.
سورة الكهف هي السورة رقم 18 في ترتيب المصحف. إذا أحصينا أعداد الآيات ابتداء من سورة الفاتحة وانتهاء بسورة الكهف السورة رقم 18 , سنجد أن ناتج الجمع هو: 2250 آية.
هذا العدد هو من مضاعفات العدد 18. (125 × 18).
فإذا ابتدأنا ثانية العد من سورة مريم 31 سورة. فالسورة التي سنصل إليها هي سورة الحجرات، السورة رقم 49. المفاجأة هنا أن عدد آيات هذه السورة هو: 18.
لقد روعي في ترتيب سور القرآن العلاقة بين العددين 18 و 31 في موقعي السورتين. السورة رقم 18 والسورة المؤلفة من 18 آية، وقد تم الفصل بينهما بفاصلة من السور عددها 31 سورة.
خلاصة:
تؤكد هذه الحقائق أن ترتيب سور القرآن وآياته يخضع لنظام محكم وبناء عددي مذهل، وانه محاط بسياج من الأنظمة والعلاقات والترابطات التي تؤكد حفظه وانه غير قابل للتبديل أو التغيير أو أي شكل من أشكال التدخل و التحريف والمحافظة على هذه العلاقات. والدليل في هذه السور واضح. فالعددان 13 و 31 يعنيان تماما ما يعنيه العدد 114 عدد سور القرآن ..
ولذلك فقد تم تخزين جانب مهم من إعجاز الترتيب القرآني في جميع السور التي لها علاقة واضحة بهذين العددين كأن يدل أحدهما على موقع ترتيب السورة أو عدد آياتها - في سور الشعراء والرعد ولقمان والمعارج والغاشية والممتحنة والإنسان والكهف والحجرات.
[لدي كتاب مخطوط من 350 صفحة حول إعجاز العدد 13 في القرآن الكريم، لعل الله يفرجها وأقوم بنشره)
أرجو أن تكون المسألة الآن أكثر وضوحا ..
مع التحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:54 ص]ـ
قال الأستاذ عبدالله جلغوم حفظه الله:
واسمح لي أن أسأل:
على أي مذهب من مذاهب أهل " العد " يقوم هذا " الإعجاز؟؟؟
فهناك أقوال في مسألة " عدد آيات القرآن الكريم، ولا شك أن الاختلاف فيها - منطقياً - سيؤدي إلى تغاير في " النتائج " والله أعلم.
الأخ الفاضل الجكني - حفظه الله -
لا شك عندي أنك تعلم ان عدد آي القرآن 6236 حسب عد الكوفيين وهو المعتبر في مصحف المدينة النبوية [وفي اعتقادي أن اعتبار هذا العدد في المصحف الذي تشرف عليه مطابع الملك فهد - رحمه الله - هو توفيق من الله].
لقد أمضيت سنوات في بحث ترتيب القرآن وكان الدافع هو الاختلاف الذي تذكره، لقد اطلعت على ما كتبه القدماء والمتاخرون في هذه المسألة، والتي أثارت لدي كثيرا من التساؤلات، كما واطلعت على ما يثيره خصوم القرآن من شبهات حول جمع القرآن وترتيبه ...
الرحلة طويلة، المهم أنني توصلت إلى كثير من الأدلة التي تؤكد ان عدد آيات القرآن على النحو المعتبر في مصحف المدينة النبوية هو 6236 .. لك ان ترفض دليلا واثنين وعشرة، سيظل ما يكفي من الأدلة ما لا يمكن إنكاره ..
[تأمل العدد 6236: إن أرقامه تقول: نزل القرآن مفرقا في 23 سنة، تقول إن عدد سور الفواتح 29، تقول إن عدد سور القرآن التي خلت من الحروف 85، تقول إن عدد الركعات المفروضة 17 .. )
لا أفهم كيف نتحدث عن تعيين جبريل للرسول صلى الله عليه وسلم موقع الآية والسورة، ثم نجد كل تلك الآراء المتضاربة؟
المشكلة: ماذا عن الأعداد الأخرى؟
نفترض احتمال تعدد الإعجاز بتعدد الأعداد كما هو في تعدد القراءات ..
والسؤال: لماذا تقبل بتعدد القراءات وتعتبرها إعجازا ولا تقبل بتعدد الأعداد؟
ولنفترض أن ما نكشف عنه من إحكام الترتيب القرآني باعتبار العدد 6236 ليس موجودا باعتبار عدد آخر فهذا ليس مبررا لرفضه، مادام لا يخالف القرآن أو أي مسألة اتفق عليها العلماء ..
ولأضرب لك مثلا: عدد آيات سورة الطارق 17 آية باعتبار العدد 6236. يمكنني أن أكشف لك عن جملة من الأسرار المذهلة في ترتيب هذه السورة وعدد آياتها (ولعل سبب تميز هذه السورة بأن عدد آياتها 17 وهو عدد الركعات المفروضة على المسلم في كل يوم وليلة، وتوسطها ترتيبا سور النصف الثاني من القرآن) .. إذا كان هناك من ذهب إلى القول أن عدد آيات سورة الطارق 16، فهل نلغي كل ذلك الإحكام في ترتيبها؟ لماذا؟ ذلك الذي قال أن عدد آياتها 16 هل هو نبي معصوم؟؟ إذا كان العدد 17 يكشف عن دقة بالغة الاتقان والاحكام في ترتيب القرآن وهو مما يعتبر أمرا طبيعيا في كتاب الله الكريم، فهل نضحي بنظام القرآن في ترتيب سوره لأن هناك من قال: اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال؟ ...
وأمر آخر:
إذا سألني سائل (غير مسلم) عن ترتيب سور القرآن فماذا أقول له؟ هل أقول له لقد اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال؟ هل يمكن أن تكون كلها صحيحة؟ كيف سأقنعه بذلك؟
الأخ الفاضل:
أؤكد لك ولكل الغيورين على القرآن أن ترتيب القرآن وجه من وجوه إعجازه لا يقل اهمية عن أي وجه آخر، بل إن اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا يمكن الفصل بينهما ...
وإذا كان هناك من يهمه الأمر فعليه ان يستمع إلى كل ما لدي ...
إن ما لدي حول هذا الموضوع يحتاج إلى فريق من العاملين ومؤسسة تتبناه ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Sep 2007, 11:32 م]ـ
........ وهذه دعوة لك وللأخوة الأفاضل في الملتقى لتدبر الملاحظة التالية:
ورود العدد 6 في القرآن الكريم:
سورة الفاتحة هي السورة الأولى في ترتيب المصحف عدد آياتها 7 , وسورة الناس هي آخر سور القرآن ترتيبا عدد آياتها 6 ..
العددان 7و6 هما محور العلاقة الرياضية بين اول وآخر القرآن ترتيبا .. ومجموعهما 13.
إذا تدبرنا ورود العدد 6 في القرآن سنجد أنه ورد في موضوع واحد هو خلق الكون، وقد ورد في اللفظ " في ستة أيام " في 7 آيات لا غير ...
تأمل وتدبر: ورد العدد 6 في 7 آيات. ليس في 5 ولا في 8 ..
العلاقة نفسها بين اول وآخر القرآن ترتيبا ..
لغة الأرقام تقول هنا: إن خالق الكون هو منزل القرآن ..
ولدفع الشبهة:
أين رتبت الآيات السبع؟
الجواب: رتبت في مواقع مخصوصة بحيث إذا جمعنا الأرقام الدالة على ترتيبها في السور التي وردت فيها فالناتج هو: 169 أي: 13 × 13 ... (تذكر أن 6 + 7 = 13) ..
ولدفع الشبهة أيضا:
إذا جمعنا أعداد الايات في السور السبع حيث وردت الآيات السبع فالناتج هو: 619 ..
وسبحان الله العظيم .. [تدبر العددين جيدا: 169 و 619وقارن بعدد سور القرآن: 114 = 19×6]
ما سر العدد 619؟
العدد 619 (مجموع أعداد الآيات) هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية .. والعدد 114 كما هو معلوم هو عدد سور القرآن الكريم ..
ولدفع الشبهة أيضا:
عدد سور القرآن التي يزيد عدد آيات كل منها عن 114 آية هو: 13 سورة وقد رتبت في المصحف في مواقع مخصوصة بحيث يكون مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيبها هو: 169 أي نفس المجموع الدال على مواقع ترتيب الايات السبع - كما مر -
واما مجموع اعداد آياتها فينقلنا إلى إعجاز بديع ومذهل ..
والآن بعد كشف هذه الحقائق:
فهي دليل (أحد الأدلة) على أن الآيات السبع المميزة مرتبة في مواقع مخصوصة لا تكون في غيرها ..
كما أن السور السبع محددة أعداد الآيات فيها تحديدا لا يقبل زيادة ولا نقصانا ...
إن أي تغيير سيؤدي إلى إلغاء هذا الترتيب المحكم، فهل نلغيه لأن هناك من قال أن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو 617 وليس 619؟
هل نضحي بكل هذا الإحكام في ترتيب سور القرآن؟
إنني مضطر إلى القول: لقد ضحى المسلمون بترتيب القرآن قرونا ومازال البعض يصر على الاستمرار في التضحية؟
.......
وأكرر هنا إن ترتيب سور القرآن وآياته ومسألة الإعجاز العددي ليست على النحو الذي يتخيله الكثيرون من معارضي هذا الإعجاز وليست على النحو الذي يكتبه البعض .. إعجاز الترتيب القرآني غير ذلك كله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[25 Sep 2007, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل د. أنمار
الأخ الفاضل د. محمد الجكني
ما رأيكما؟
هل لديكما تفسير آخر؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:28 ص]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجكني
قال الأستاذ عبدالله جلغوم حفظه الله:
واسمح لي أن أسأل:
على أي مذهب من مذاهب أهل " العد " يقوم هذا " الإعجاز؟؟؟
فهناك أقوال في مسألة " عدد آيات القرآن الكريم، ولا شك أن الاختلاف فيها - منطقياً - سيؤدي إلى تغاير في " النتائج " والله أعلم.
وهذه ملاحظة أخرى أدعوك لتدبرها:
مجموع أعداد الآيات في سور الفواتح التسع والعشرين 2743 آية باعتبار العدد 6236 ...
(تخضع أعداد الآيات في هذه السور إلى نظام رياضي محوره العدد 13 وهذذا ليس موضوعنا)
ما أريد ذكره:
إذا قمنا بتربيع أرقام العدد 2743 فناتج مجموعها هو: 78 ..
العدد 78 - حفظك الله - هو مجموع الحروف المقطعة الواردة في اوائل السور التسع والعشرين ..
توضيح:
3 تربيع + 4 تربيع + 7 تربيع + 2 تربيع = 78
9 + 16 + 49 + 4 = 78.
لا أظن أن عدد الحروف المقطعة مسألة مختلف فيها، فعددها 78 لا غير ..
سؤالي لك ولكل متدبر في القرآن: كيف تفسر لي الإشارة المخزنة في العدد 2743 مجموع أعداد الايات في سور الفواتح إلى العدد 78 مجموع الحروف المقطعة الواردة في أوائلها؟؟؟؟
ملاحظة لدفع الشبهة:
عدد سور القرآن 114 سورة، وجاءت من مجموعتين:
الأولى: 29 سورة المفتتحة بالحرروف.
الثانية: 85 سورة الباقية.
لنتدبر معا:
إذا قمنا بتربيع رقمي العدد 29 فحاصل جمعهما 85 .. أي: العدد 29 يختزن الإشارة إلى العدد 85 ..
9 تربيع + 2 تربيع = 85
81 + 4 = 85 ..
لنتأمل الآن العدد 6236:
يشير هذا العدد إلى العدد 29 من جهتيه على النحو التالي:
6 + 23 = 29.
ويشير إلى العدد 85 بالصورة التالية:
6 تربيع + 3 تربيع + 2 تربيع + 6 تربيع = 85.
36 + 9 + 4 + 36 = 85.
فالعدد 6236 عدد آيات القرآن يشير إلى مجموعتي السور: 29 و 85.
كما أنه يختزن الإشارة إلى مدة نزول القرآن وفترة الدعوة وعدد الركعات المفروضة في كل يوم وليلة ...
سؤالي: كيف تفسر هذه العلاقة بين الأعداد: 29 و 85 و 6236 ...
وأخيرا أنصحك أن تقرأ ما كتبته سابقا في هذا الملتقى عن إعجاز العدد 29 في القرآن الكريم ..
ملاحظة: لا تحكم علي من خلال ما يكتبه الآخرون ..
مع التحية
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:15 ص]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه ... و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.
الموضوع: عدد آي القرآن الكريم و ما يسمى بـ"الإعجاز العددي "
مقدمة:
جوابا على ما جاء في:
أ ـــ تدخل الباحث الأردني الأستاذ عبد الله جلغوم، في موضوع: " سؤال عن تحزيب القرآن وتقسيمه " وأقواله في ما يسمى ب المنظومة السباعية أو الرقمية في الإعجاز العددي أو الرقمي في القرآن الكريم ...
ب ـ تساؤل الأستاذ د. السالم محمد الجنكي في قوله:"على أي مذهب من مذاهب أهل " العد " يقوم هذا " الإعجاز؟؟؟ فهناك أقوال في مسألة " عدد آيات القرآن الكريم، ولا شك أن الاختلاف فيها - منطقياً - سيؤدي إلى تغاير في النتائج " والله أعلم."
ج ـ ملاحظة الدكتور أنمار، في قوله: " كلام غير مفهوم، وأعداد غير مترابطة!! وما دخل الأرباع في الموضوع؟ " ...
أقول و بالله التو فيق و عليه الإعتماد و الإتكال:
قا ل الإمام أبو عمرو الداني رحمه الله، في أرجوزته الموسومة بالمنبهة:
وجملة الآيات في التجميل * ستة آلاف على التحصيل
ومئتان ثم زاد المكي * عشرا وتسعا ذاك دون شك
ثمت زاد المدني الأول * على الحساب المجمل المحصل
عشرا وسبعا ثم زاد الاخر * عشرا وأربعا وذاك ظاهر
وزاد أيضا في الحساب الشامي * خمسا وعشرين على التمام
وزاد فيه أيضا البصري * خمسا وزاد أيضا الكوفي
فيه ثلاثين وستا فاعلمن * وميز الجميع واحفظ وافهمن
فهذا الاختلاف في الأعداد * كما رواه الكل بالإسناد
إذا اعتمدنا قول أبي عمرو الداني هنا [1]، و هو الإمام الحجة في علوم القرآن ... نجد ما يلي:
مجموع الآي في العدد المكي هو: 6219
مجموع الآي في العدد المدني الأول هو: 6217
(يُتْبَعُ)
(/)
مجموع الآي في العدد المدني الأخير هو: 6214
مجموع الآي في العدد الشامي هو: 6225
مجموع الآي في العدد البصري هو: 6205
مجموع الآي في العدد الكوفي هو: 6236
الملاحظة الأولى هي أننا إذا حاولنا تطبيق بعض من هذه العمليات المفهومة عند أستاذنا البحاثة عبد الله جلغوم، و نختار منها من أجل التبسيط عمليتين اثنتين فقط: عملية القسمة على 2 لإيجاد النصف، و على 4 للحصول على أرباع هذه الأعداد المتواترة كلها عن النبي صلى الله عليه و سلم كما رواها عنه أصحابه رضوان الله عليهم و التابعين و تابع التابعين إلى يومنا هذا: {كما رواه الكل بالإسناد} ... أقول: لو طبقنا هاتين العمليتين الحسابيتين فقط، على جميع الأعداد المتواترة و الخاصة بآي القرآن الكريم، فإننا سنصطدم بنتائج مختلفة عن نتائج البحاثة جلغوم، و ذلك كما توقعها ـ منطقيا ـ الدكتورالسالم محمد الجنكي بالضبط ... و ستحتاج هذه العمليات المفهومة لأستاذنا عبد الله جلغوم، و الغير المفهومة عند الدكتور أنمار، إلى بيان جلي سليم و بسط مبسط قويم حتى يمكن فهمها و قبولها و اعتبارها أو اعتمادها بالنسبة للعدد الكوفي نفسه قبل فهما و قبولها في الأعداد الأخرى ...
من بين النقط الأولى الجلية و البسيطة و المفهومة من قبل الجميع إن شاء الله، البحث عن النصف في الأعداد التي لا تقبل القسمة على 2، و بالتالي لا تقبلها على 4، و هي:
1 ـ العدد 6219 في العدد المكي، و نصفه هو 3109 + جزء آية ... و ربعه هو 1554 + جزء آية.
2 ـ العدد 6217 في المدني الأول، و نصفه هو 3108 + جزء آية ... و ربعه هو 1554 + جزء آية.
3 ـ العدد 6205 في العدد البصري، و نصفه هو 3102 + جزء آية ... و ربعه هو 1551 + جزء آية.
4 ـ العدد 6225 في العدد الشامي، و نصفه هو 3112 + جزء آية ... و ربعه هو 1556 + جزء آية.
أما االعددان الباقيان فهما القابلان للقسمة على 2، إلا أن الأول منهما لا يقبل القسمة على 4، حتى و إن قبلها على 2، و هما:
1 ـ العدد 6214 في العدد المدني الأخير، و نصفه 3107 آية ... و ربعه هو 1553 + جزء آية.
2 ـ العدد 6236 في العدد الكوفي، و نصفه 3118 آية ... و ربعه هو 1559 آية ...
السؤال الأول و الأخير بالنسبة لهذا المقام ـ و لكل مقام مقال ـ:
أين هما العددان المعتمدان في إثبات " الإعجازالعددي " هنا، و المشار إلى أهميتهما في أول الحديث و آخره، عند استاذنا البحاثة، و و أصلهما العدد الذي قال عنه البحاثة جلغوم: " (لاحظ العدد 3118) " ... و هما: 18 و 31 ... و أين هو العدد 1559 بالنسبة لأرباع باقي الأعداد؟؟؟
الجواب: لا وجود لهما إلا في العدد الكوفي لا غير ... و العدد الكوفي على ما يبدو ـ و الله أعلم ـ هو العدد الوحيد الذي تصح فيه استنتاجات أستاذنا عبد الله جلغوم، بل و استنتاجات كل المهتمين بهذه العمليات الحسابية المستحدثة، حسب علمي ... و هذا ما لاحظته شخصيا منذ ظهور أول نظرية في الإعجاز العددي في القرآن الكريم من طرف الدكتور رشاد خليفة في فبراير 1980، و كانت رياح الإعجاز عنده تهب و تدور حول العدد 19 ... و إلى مقالة استاذنا جلغوم في آخر شتنبر من سنة 2007، حول العدد 7 ...
و سؤالي هو: أو في العدد الكوفي وحده [2] توجد هذه " المعجزة العددية " أو " الرقمية "؟ ...
أم أنها توجد في باقي الأعداد ... [ـ ما دامت كلها أعداد متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ] ... و إنما يحتاج الأمر إلى ترويض للأرقام، و تعديل في العمليات " الأرتميتيكية " من طرح و جمع و ضرب و قسمة، للحصول على نتائج معدلة تقدم و لو ضمنيا هذه المعجزة العددية أو الرقمية العصرية في باقي الأعداد "؟
...
و للحديث بقية إن شاء الله ...
فهل يا ترى فهمت أقوالي يا: د. أنمار، و هل لما قلته علاقة بالموضوع؟
...
و ما رأي أساتذتي الكرام في هذا العرض، و أولهم الأستاذ عبد الله جلغوم؟
إننا يا إخوتي في الله نتكلم عن و في كتاب الله ... و النصيحة فيه واجبة ...
فأفيدونا يا أهل الذكر و أجركم على الله.
............................................
(يُتْبَعُ)
(/)
[1]: يوجد اختلاف عند أصحاب العدد بالنسبة للعدد المكي الذي قال بعضهم أنه 6221، و العدد البصري الذي قال بعضهم أنه 6204، و العدد الشامي الذي قال بعضهم أنه 6226.
[2]:] [ـ و إلى أن يثبت العكس بالبرهان السليم و الدليل القويم و الكلام المفهوم و الأرقام المترابطة ـ]
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2007, 04:08 م]ـ
[ QUOTE= لحسن بنلفقيه;43331]
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه ... و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه.
الموضوع: عدد آي القرآن الكريم و ما يسمى بـ"الإعجاز العددي "
إذا اعتمدنا قول أبي عمرو الداني هنا [1]، و هو الإمام الحجة في علوم القرآن ... نجد ما يلي:
مجموع الآي في العدد المكي هو: 6219
مجموع الآي في العدد المدني الأول هو: 6217
مجموع الآي في العدد المدني الأخير هو: 6214
مجموع الآي في العدد الشامي هو: 6225
مجموع الآي في العدد البصري هو: 6205
مجموع الآي في العدد الكوفي هو: 6236
............................
و سؤالي هو: أو في العدد الكوفي وحده [2] توجد هذه " المعجزة العددية " أو " الرقمية "؟ ...
أم أنها توجد في باقي الأعداد ... [ـ ما دامت كلها أعداد متواترة عن النبي صلى الله عليه و سلم ـ] ... ...
و للحديث بقية إن شاء الله ...
و ما رأي أساتذتي الكرام في هذا العرض، و أولهم الأستاذ عبد الله جلغوم؟
إننا يا إخوتي في الله نتكلم عن و في كتاب الله ... و النصيحة فيه واجبة ...
فأفيدونا يا أهل الذكر و أجركم على الله.
............................................
الأخ الفاضل:
ليس من المعقول اخي الكريم أن ما ينطبق على العدد 6236 يجب أن ينطبق على العدد 6217 ن بكل بساطة العدد 6217غير العدد 6236 , ولكل خصائصه، والحقيقة أنني أعجب جدا ممن يريد من أي عملية رياضية أن تنطبق على جميع الأعداد ليقبل بها ..
[ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد]
بالنسبة لي (لا يعنيني ما يكتبه الآخرون) لقد كشفت عن مجموعة قوانين رياضية تخضع لها سور القرآن كلها في ترتيبها .. وكل ذلك باعتماد العد الكوفي 6236، وليس من المنطقي أن تنطبق تلك القوانين على باقي الأعداد ..
وعدم انطباقها لا يعتبر خللا، فاعجاز الترتيب في سور القرآن باعتبار تلك الأعداد - على افتراض وجوده - لا بد أن يكون مختلفا .. مما يعني في النهاية تعدد صور الإعجاز بتعدد نلك الأعداد , كما هو الحال في مسألة القراءات ..
التعدد فيها يعتبر إعجازا ... (السؤال هنا: لماذا نقبل بتعدد القراءات ولا نقبل بتعدد الأعداد؟) ..
إننا إذا تعاملنا مع هذا الموضوع بأسلوبك هذا - وقد سبقك اليه آخرون - وهو التشكيك بالنتائج الموجودة في عدد لعدم وجودها في عدد آخر، فإننا سنحبس أنفسنا في دائرة مغلقة ولن نصل إلى أي فهم لترتيب القرآن , فلو افترضنا أن باحثا وصل إلى اكتشافات ذات قيمة باعتبار العدد 6217، فيمكننا رفضها بحجة انها لا تنطبق على العدد 6236، واذا اكتشف آخر شيئا باعتبار عدد آخر فإن في وسعنا رفضه لنفس السبب ..
أترى هذا هو الحل الصحيح؟
النتيجة التي سنصل اليها في هذه الحال: إن جميع الأعداد غير صحيحة.
ماذا لدينا الآن؟؟
لدينا دراسة لباحث يزعم فيها أن عدد آيات القرآن 6236 آية (وسأضيف هنا أن هناك بسملة عامة للقرآن في حالة اعتبارها في العد يصبح العدد 6237] ..
ويزعم الباحث أن لديه ما يكفي من الأدلة ..
ما هو دورنا؟
هل نعلن رفضنا التام حتى دون أن نكلف أنفسنا بقراءة تلك الأدلة؟
ولماذا؟ لأنها لا تنطبق على الأعداد الأخرى؟ أي منطق هذا؟
الأولى والمنطق أن نشك بتلك الأعداد .. بالطبع ليس هذا ما أطالب به، فما دام تلك الأعداد متواترة - كما يقال - إذا لا بد أن يختفي أسرارا. وفي هذه الحال المطلوب إجراء دراسة حول تلك الأعداد لا رفض الموجود مادام صحيحا لا يخالف القرآن أو السنة ..
[ color=#FF0000] ولقد سبق أن قلت: إن جميع هذه الأعداد صحيحة، كل عدد باعتبار الضوابط التي أخذ بها أصحاب ذلك العدد ..
هذا يعني أن العدد 6236 عدد صحيح - على الأقل باعتبار ضوابط العد الكوفي -
وإذا أصر البعض على التشكييك بما تم التوصل اليه باعتماد العدد 6236 فعليهم ان يأتوا بما هو ادق وأصح وما يثبت العكس ...
أخي الفاضل:
لقد تم طرح هذا الموضوع أكثر من مرة، وهذه المرة سأختصر الطريق عليك:
أنا أعتبر عدد آيات سورة الطارق (كمثال) وهو العدد 17 العدد الصحيح (على النحو المعتبر في العد الكوفي) .. ورغم ان هذا العدد هو العدد الفعلي الموجود في المصحف المتداول بين أيدينا .. أستطيع أن أقدم لك ما يكفي من الأدلة الرياضية على انه العدد الصحيح ... وكذلك في سور أخرى ... وفي جميع سور القرآن ..
هناك من يعتبر عدد آيات سورة الطارق: 16 وليس 17 ..
اثبت أنت ذلك .. اثبت أن ما قدمته انا غير صحيح أو أن فيه خطأ .. أما ان تقول العدد 17 ليس صحيحا بحجة أن هناك عدد آخر فهذا لا قيمة له ..
ملاحظة: ليس لدي أبحاث خاصة بالرقم 7 كما جاء في مشاركتك، أبحاثي كلها تدور حول ترتيب سور القرآن ومصدري الوحيد القرآن نفسه، أغلب أبحاثي قابلة للترجمة دون أن تفقد دلالاتها .. لا استخدم حساب الجمل لأن النتائج المترتبة عليه - حتى وإن كانت صحيحة - لا يمكن نقلها بالترجمة ..
ملاحظة ثانية: اعتماد العدد 6236 ليس لهذا السبب الذي جاء في المشاركة، الأسباب كثيرة جدا، وعليك الاطلاع عليها قبل إصدار أي حكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد الشايع]ــــــــ[01 Oct 2007, 08:13 ص]ـ
د / عبد الرحمن سلام عليكم مراعاة الزمن هو الأصل في التحزيب ولذلك قسم المصحف إلى (557) ركوعا
كما هو في المصاحف الهندية الآن وقد ذكر السمرقندي في نجوم البيان أنه من فعل عثمان حيث كان يختم القرآن
في الصلاة وقد جزء عمرو بن عبيد القرآن إلى (360) جزءا للخليفة ابي جعفر المنصور لكي يحفظ القرآن في سنة
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[02 Oct 2007, 11:15 ص]ـ
أريد نبذة موجزة عن تقسيم القرآن الكريم إلى أجزاء، وأنصاف الأجزاء متى تم ذلك؟ وهل هو توقيفي لا تجوز مخالفته؟ وما هي الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع؟
هذا السؤال الذي طرج على فضيلة الاستاذ عبدالرحمن وكانت اجابته موفقة، وعرضه للموضوع لإفادتنا وإضافة ما يمكن حول الموضوع ضمن إجابة السؤال ومع تقدير الجميع للباحث عبدالله جلغوم وفقه الله إلا أن ما كتبه لا علاقة له بالسؤال، وكما ذكر المشائخ من الصعب تطبيق ما يقصده على غير العد الكوفي فهل يفيدنا الباحث وفقه الله عن كيفيه تطبيق الاعجاز العددي على بقية الاعداد
حقيقة قرأت ما كتبه هنا وفي أماكن أخرى وكنت أميل إلى موافقته، وما وصلت لشيء، بل تأخرت عن محاضرتي ورقيب الكلية كما يعرف أبو عبدالله بالمرصاد فوصلني خطاب عتاب وتحذير ظننته خطاب شكر
آمل من الأخ عبدالله وقد قطع شوطا في الإعجاز العددي أن يفيد إخوانه هل هناك قاعدة يمكن تطبيقها للوصول إلى النتائج نفسها من أي باحث كما في العمليات الرياضية ما دام الكلام في الاعداد
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[04 Oct 2007, 02:13 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أعود لأشارك بهذه المقالة على هامش موضوع تحزيب القرآن و تقسيمه، بعد أن تحول إلى حوار حول تلكم العمليات الحسابية المستحدثة و التي يرى فيها أصحابها إعجازا عدديا و ينادون بالأخذ بها و ترك المتواتر من الأخبار و الآثار عن {ترتيب السور} و {علم العدد} في علوم القرآن ...
أجدد الإشتراك في الموضوع بعد النصيحة الموجهة لي شخصيا من طرف الأستاذ جلغوم بقوله:" [ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] ... ".
لقد استبشرت خيرا بهذا الخبر العلمي الرياضي الذي قال عنه الباحث أنه يعتبر أخيرا كل الأعداد، لا العدد الوحيد المعتمد عنده ... و كنت أظنه يقصد الأعداد المصطلح عليها في علم العدد عند علماء السلف ... فتوقعت أن أجد في هذه النظرية الرياضية المبشر بها جوابا شافيا عن هذا الإشكال المشكل المحير للأدهان
...
يقول الأستاذ عبد الله جلغوم في تقديم نظريته:
[" مازال بعض أهل القرآن يتمسك باختلاف القدماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال، رافضين أي جديد، مصرين أن يورثوا الأجيال القادمة كل ما ورثناه من تضارب في الآراء، وقد وصف بعضهم بعض ما كتبته في هذا الملتقى بما لا يليق به .. إليهم هذه المشاركة، دعوة إلى التدبر في ترتيب سورة القلم كمثال على ترتيب سور القرآن"] ...
و جوابي على هذه المقولة [أنا بنلفقيه] هو:
أسأل الله تعالى أن يمن علي بعطفه و كرمه و مَنِّه، فأكون عنده من أهل القرآن ... و من أهل حديث رسوله الكريم كذلك ... و إنها و الله أغلى ما أتمنى في هذه الاحياة الدنيا ... و الله على ما أقول شهيد ... و ما ذلك على الله بعزيز ...
و إن كنت أتمسك بالمتواتر مما صح إسناده و نقله من قراءات و أعداد في القرآن الكريم، و ما ثبت عنها في السنة النبوية الشريفة، فإني أرحب و أستبشر خيرا و أصفق و أشجع كل بحث جديد رصين صحيح الإستنتاج و الدليل، يقبله العقل و لا ينكره الشرع و يتفق و ما جاء في الكتاب و السنة و إجماع الأمة و يزيدنا إيمانا مع إيماننا
...
و أؤكد للأستاذ جلغوم أنني لم يسبق لي قبل مشاركته في موضوع "" سؤال عن تحزيب القرآن وتقسيمه وجوابه "" أن قرأت له في الإعجاز العددي شيئا في هذا الملتقى ... و لم يسبق لي أني قلت ما لا يليق في حق أي كاتب قرأت له ... حتى و إن خالفته الرأي، أو لم أقتنع و لم يقنعني بما يكتب
...
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أؤكد هنا أنني كنت مبهورا و معجبا باستنتاجات النظرية الخاصة بالرقم 19 عند د. رشاد خليفة، و كنت أبحث عن كتاباته في أواخر السبعينات و أوائل الثمانينات من القرن الماضي، و أجد وقتها في قراءتها متعة ما بعدها متعة، لأنها نظرية واضحة و من السهل فهم تحليلها و أدلتها و تقبل نتائجها ... و هي من النمظريات الواردة في كتابات الأخ جلغوم نفسه ... إلا أن الدكتور رشاد خليفة سامحه الله، و غفر لنا و له، زاغ عن النهج العلمي حين بدأ يعتمد على حسابات نظريته ليتكلم عن الغيبيات و التنبؤ بها، و وصل به الأمر إلى تحديد تاريخ قيام الساعة باعتماد استنتاجاته العددية تلك ... عندها لم أعد أهتم بهذه النظريات، و أفضل عدم الخوض فيها ...
و هذه فتوى من موقع إسلام أون لاين. نت ـ إسألوا أهل الذكر في الموضوع:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?pagename=IslamOnline-Arabic-Ask_Scholar/FatwaA/FatwaA&cid=1122528600996
....
و بما أن هذا الموضوع الشائك قد ورد في هذا الملتقى الخاص بتفسير كتاب الله، فلا بأس من بسط القول فيه، لأستفيد و أفيد
... و الله الملهم للصواب ...
...
و للأمانة العلمية ـ و الشهادة لله ـ أقول أنني وجدت الجواب الشافي للكثير من الأسئلة التي كانت تحيرني في هذا الموضع، و كنت أرغب في عرضها عن الباحثين المهتمين بهذه العمليات الحسابية و أطلب منهم التفضل و التكرم بإيضاحها و بيانها حتى يتيسر فهمها و قبولها بيسر ... أقول: وجدت الجواب الشافي هذا في حوار سبق أن تم بين الشيخ رضا أحمد صمدي و الأستاذ عبد الله جلغوم على صفحات موقع www.muslim .net ... بالرابط:
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=163015
و عنوان محتواه الصفحات هو: إلى الشيخ رضا , أفتنا في الإعجاز العددي في القرآن؟!
... موضوع هذا الحوار، كما سيقف عليه القارئ المهتم، فتوى صادرة عن الشيخ رضا في الموضوع، و تدخّل و مناقشة من طرف الأستاذ جلغوم ... و هو حوار طويل جد مفيد في الموضوع ...
و رغم قناعتي التامة بأقوال الشيخ رضا في الموضوع، و تأييدي المطلق لها ... فإنني أؤكد هنا أنه لم يسبق لي قبل قراءتي لهذه الفتوى و مناقشتها ـ خلال هذا الأسبوع ـ أن سمعت بهذا الشيخ رضا أحمد صمدي أو هذا الموقع، و أنني إنما وصلت إليه عن طريق البحث عن كتابات الأستاذ جلغوم لقراءتها و محاولة فهم مضمونها ... و ذلك عملا بنصيحته لي بقراءة كتاباته ...
و بالرجوع إلى بداية مداخلتي هذه أقول، و بالله التوفيق:
كما أنني استبشرت خيرا بنصيحة الأستاذ جلغوم الموجهة إلي، و هي بنصها و و فصها، و لا بأس من التذكير بها:" [ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] " ...
إستبشرت بها خيرا، لأن الأستاذ جلغوم يؤكد فيها أنها:" ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] " ... و كنت أظن أن المقصود بالأعداد هنا هي الأعداد المتواترة و المعروفة عند أصحاب العدد و هي: المدني الأول و المدني الأخير و المكي و الكوفي و البصري و الشامي ... و بأن هذه النظرية ستصح على سور جميع الأعداد كيفما كان عدد آيها، دون تأثسر للفرق المتواتر في ما يخص عدد آي هذه السور في الأعداد الستة المصطلح على صحة سندها و تم الإجماع عليها عند علماء العدد ...
و ما إن قرأت مدخل النظرية و وقفت على بداية أسسها حتى وجدت التحليل مغايرا لما كنت اتوقع ... و السبب كما سأحاول بسطه في ما سيأتي من جداول، هو أن الباحث يعتمد حتى في نظريته هاته على نفس العدد الوحيد المعتمد عنده و هو العدد الكوفي ... و بهذا تبقى هذه النظرية ـ كأخواتها عند الباحث ـ لا تبرهن لا من قريب و لا من بعيد على أنها صحيحة في كل القراءات و في كل الأعداد كما و صفها و قدمها صاحبها ...
و لتبسيط العرض و إظهار مكوناته جليا، حتى تكون واضحة لا لبس فيها، أقدم في الجدول أدناه، لائحة السور 28 المعتمدة في هذه النظرية في استخراج أسس النظرية، و هي السور ذات الحروف المقطعة في النصف الأول من القرآن باعتبار عدد السور 114 في المصحف الشريف و يشار إلى نصفها في النظرية بالعدد 57 ...
(يُتْبَعُ)
(/)
.. و للتذكير فقد تم استبعاد سورة {القلم} في النظرية دائما، و هي السورة 29 ـ لأنها توجد في النصف الثاني من المصحف، و لأنها السورة الوحيدة من بين السور29 ذات الفواتح، التي لم يرد فيها ذكر إسم الجلالة {الله} كما جاء في عرض الأستاذ الباحث ...
و عن السور 28 المعتمدة في النظرية يقول الباحث عبد الله جلغوم:
" لنتدبر الآن الظاهرة التالية:
جاءت هذه السور ال 28 باعتبار أعداد آياتها:
11 سورة زوجية الآيات (عدد الآيات في كل منها عدد زوجي)
17 سورة فردية الآيات (عدد الآيات في كل منها عدد فردي)
نلاحظ أن:
مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات هو: 1196
مجموع أعداد الآيات في السور فردية الآيات هو: 1495
..........................
و أقول [بنلفقيه]:
يكفي إلقاء نظرة على الجدول الآتي أسفله للتأكد من عدم صحة هذا الأساس المعتمد، فسورة {البقرة} مثلا عدد آيها في الكوفي [= 286] زوجي، إلا أنه فردي في باقي الأعداد الخمسة ... و عدد آي سورة {هود} فردي في الكوفي و البصري ـ[و يسميهما البعض بالعدد العراقي]ـ و الشامي، و زوجي في المدنيان و المكي ـ[و يسميهم البعض بالعدد الحجازي]ـ ... ومن المنطقي ـ كما قال الأستاذ د. الجنكي ـ أن تختلف النتائج باختلاف الأعداد المعتبرة ...
فكيف يقال عن هذه النظرية أنها " صحيحة في كل القراءات و كل الأعداد "، كما قدمها صاحبها ... و هي تنطلق أساسا من اعتبار عدد واحد هو العدد الكوفي كما هو حال جميع هذه العمليات الحسابية عنده و عند جميع المهتمين بها ...
و للمزيد من الإيضاح، هذا جدول السور ذات الأعداد الزوجية في العدد الكوفي، و هي المعتمدة في النظرية،
و يبين الجدول أعداد آيها الفردية في باقي منظومات علم العدد المتواتر:
رقم السور إسم السورة المدني 1 المدني 2 المكي الكوفي البصري الشامي فواتح السور
2 البقرة 285 285 285 286 287 285 الم
3 آل عمران 200 200 200 200 200 200 الم
7 الأعراف 206 206 206 206 205 205 المص
14 إبراهيم 54 54 54 52 51 55 الر
19 مريم 98 99 99 98 98 98 كهيعص
28 القصص 88 88 88 88 88 88 طسم
30 الروم 60 59 59 60 60 60 الم
31 لقمان 33 33 33 34 34 34 الم
32 السجدة 30 30 30 30 29 30 الم
38 ص 86 86 86 88 85 86 ص
41 فصلت 53 53 53 54 52 52 حم
.................................................. .................................................. ...................
مجموع آي كل عدد .. : 1193 1193 1193 1196 1189 1193
.................................................. .................................................. ...........................................
و أما السور ذات الأعداد الفردية، بالنسبة لعدد آيها في نطاق النظرية، فهي:
رقم السور إسم السورة المدني 1 المدني 2 المكي الكوفي البصري الشامي فواتح السور
10 يونس 109 109 109 109 109 110 الر
11 هود 122 121 121 123 121 122 الر
12 يوسف 111 111 111 111 111 111 الر
13 الرعد 44 44 44 43 45 7 4 المر
15 الحجر 99 99 99 99 99 99 الر
20 طه 134 134 134 135 132 140 طه
26 الشعراء 227 226 226 227 226 227 طسم
27 النمل 95 95 95 93 93 94 طس
29 العنكبو 69 69 69 69 69 69 الم
36 يس 82 82 82 83 82 82 يس
40 غافر 84 84 84 85 82 86 حم
42 الشور 50 50 50 53 50 50 حم عسق
43 الزخرف 89 89 89 89 89 88 حم
44 الدخان 56 56 56 59 57 56 حم
45 الجاثية 36 36 36 37 36 36 حم
46 الأحقاف 34 34 34 35 34 34 حم
50 ق 45 45 45 45 45 45 ق
.................................................. .................................................. .............
مجموع آي كل عدد: 1486 1484 1484 1495 1481 1496
.................................................. .................................................. .................................
و للحديث بقية ... إن شاء الله.
و الله أعلم ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Oct 2007, 03:57 م]ـ
الأخ الفاضل:
الأخوة الأعضاء في الملتقى ..
فيما يلي نص موضوع ترتيب سور القرآن ..... نسخته من مكانه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ما كتبته في هذه المشاركة هو عن ترتيب سور النصف الأول من القرآن وفصل سورة القلم عن اخواتها .... ومحور الترتيب هما العددان 28 و 29 - العلاقة المجردة الموجودة في العدد 57 .. وكيف تم توزيع أرقام الترتيب من 1 - 57 بين سور الفواتح والسور الباقية بحيث جاء مجموع الأرقام الدالة على ترتيب سور الفواتح من مضاعفات العدد 29 كما جاء مجموع أرقام الترتيب الدالة على مواقع ترتيب باقي السور من مضاعفات العدد 29 .....
لاحظوا أنني أتحدث عن مواقع السور ولم أتعرض لأعداد الآيات فيها ... وبالتالي فمن السهل أن يفهم ما قلته أن ترتيب هذه السور والإعجاز في ترتيبها لا يختلف من مصحف لآخر (باعتبار اعتماد أعداد أخرى لعدد آيات القرآن) ..
وبالتالي فهي تنطبق على جميع الروايات - الأعداد - المصاحف ...
ونصحت الأخ الفاضل أن يقرأ المشاركة ...
وقرأها - ولكنه مع الأسف - انتقل إلى غيرها واختلط عليه الأمر، وظن أنه وجد صيدا ثمينا وفرح به، فهلل وكبر وارتفع صوته عاليا مبشرا العالم بأنه اكتشف أن ما قاله عبدالله جلغوم عن اكتشافه لظاهرة تنطبق على جميع الأعداد غير صحيحة .. إنها تنطبق على العد الكوفي ..
ويبدو أنه قد أتعب نفسه في إعداد رد مطول مفصل، حيث جاء بالأقوال الأخرى في الأعداد وقام بجمعها ليؤكد اختلافها عن العد الكوفي ...
(يا رجل: هل تظن أن ما ذكرته أنت مجهولا لدي؟؟)
ما الذي حدث؟
بعد هذه المشاركة - ترتيب سور النصف الأول - قدمت مشاركتين أو أكثر تحت عنوان: أدلة مساندة .. في هذه المشاركات التالية تحدثت عن أعدد الآيات ولم أقل أن هذه الظاهرة تنطبق على جميع الأعداد ..
أخونا الفاضل اطلع على المشاركة التي أتحدث فيها عن أعداد الآيات، ونسي المشاركة الأصل الأولى التي تحدثت فيها عن ظاهرة ترتيب سور النصف الأول من القرآن ....... وكر وفر وذكر رشاد خليفة والشيخ رضا صمدي الذي أفتى بأن الإعجاز العددي بدعة [من هو الشيخ صمدي حتى يفتي للمسلمين؟ إنه ينكر أن ترتيب القرآن توقيفي وينكر أن جبريل كان يعين للرسول صلى الله عليه وسلم موقع الآية وموقع السورة - ويزعم أن ترتيب سور القرآن اجتهادي ودليله مصحف علي وعبدالله بن مسعود ........... هذا هو الشيخ الذي يؤيده صاحبنا ويحتج بكلامه)
وبالتالي يمكنني القول: إن ما جاء في ردك لا علاقة له بما قلت، وأنصحك الان ثانية أن تتمهل في القراءة وتتأنى حتى تفهم ما يكتبه الآخرون قبل أن ترد عليهم .. واسمح لي أو لا تسمح لا أنت ولا الشيخ صمدي يملك حجة تدل على رجاحة وسلامة رأيه ... واسمح لي أو لا تسمح أن أتحداكما ومن استطعتم أن تجمعوا من الأعوان أمام أهل العلم وعقلائه ..
أنتم وأمثالكم تظنون أنفسكم من المدافعين عن القرآن وأهله كما تقول؟؟!! عجيب وهل تخلف المسلمون إلا لمثل هذا السبب ...
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ......
ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم
--------------------------------------------------------------------------------
الإعجاز في ترتيب سورة القلم
[مازال بعض أهل القرآن يتمسك باختلاف القدماء في ترتيب سور القرآن عللى ثلاثة أقوال، رافضين أي جديد، مصرين أن يورثوا الأجيال القادمة كل ما ورثناه من تضارب في الآراء، وقد وصف بعضهم بعض ما كتبته في هذا الملتقى بما لا يليق به .. إليهم هذه المشاركة، دعوة إلى التدبر في ترتيب سورة القلم كمثال على ترتيب سور القرآن]
....................
سورة القلم هي إحدى سور الفواتح التسع والعشرين المفتتحة بالحروف المقطعة، وهي الوحيدة التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن، بينما رتبت السور الثماني والعشرون الباقية في النصف الأول من القرآن.
ما سر هذا الترتيب وما دلالته؟
لقد جاء ترتيب سور النصف الأول من القرآن (السور ال 57 الأولى في ترتيب المصحف) وفق العلاقة الرياضية الطبيعية الموجودة في العدد 57 ...
يتألف العدد 57 من: 29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا ..
مجموع الأعداد الفردية 841. هذا العدد = 29 × 29.
مجموع الأعداد الزوجية 812. هذا العدد يساوي: 28 × 29.
كلا المجموعين من مضاعفات العدد 29، وهذه العلاقة طبيعية من خصائص العدد وليست موضع إعجاز ...
لنتدبر الآن سور النصف الأول من القرآن:
(يُتْبَعُ)
(/)
إنها 28 سورة من بين سور الفواتح + 29 سورة الباقية (التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة) ..
من السهل ملاحظة أن سور النصف الأول قسمت إلى قسمين هما: 28 و 29 وفق العلاقة المجردة الطبيعية في العدد 57، فهو كما قلنا مؤلف من مجموعتين من الأعداد: 28 و 29 ...
(ألفت الانتباه هنا إلى أن سور الفواتح ال 28 لم ترتب في مواقع الأعداد الزوجية ال 28، فبعضها فردية الترتيب وبعضها زوجية الترتيب) ..
السؤال الآن: ما مجموع الأرقام الدالة على ترتيب كل مجموعة؟
مجموع أرقام ترتيب سور الفواتح ال 28 هو: 754. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 29 فهو يساوي: 26 × 29 ..
مجموع أرقام ترتيب السور الأخرى هو: 899. وهذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 29 فهو يساوي: 31 × 29.
وسبحان الله العظيم ....
لقد رتبت سور كل مجموعة في مواقع محددة ومخصوصة بحيث جاء مجموع كل منها من مضاعفات العدد 29 .. مع ملاحظة أن ترتيب سور كل مجموعة توزع بين الأعداد الفردية والأعداد الزوجية ..
(توضيح لوجه الإعجاز: مجموع الأعداد الزوجية في سلسلة الأعداد من 1 - 57: 28 عددا، مجموعها: 812 وهذا العدد من مضاعفات العدد 29، فلو رتبت سور الفواتح ال 28 جميعها في المواقع التي تدل عليها الأعداد الزوجية وقلنا إن مجموع أرقام ترتيبها من مضاعفات العدد 29، لما كان في ذلك إعجاز لأنه من الطبيعي أن يكون المجموع من مضاعفات العدد 29، ما هو في ترتيب المصحف أن السور ال 28 وزعت بين الأعداد الفردية والزوجية على نحو جاء مجموع أرقام ترتيبها في النهاية من مضاعفات العدد 29، كما جاء مجموع أرقام ترتيب السور الباقية من مضاعفات العدد 29) ..
توضيح آخر بالأرقام:
العدد 57 يتألف من:
28 عددا زوجيا مجموعها 812 = 28 × 29.
29 عددا فرديا مجموعها: 841 = 29 × 29.
سور النصف الأول 57 سورة:
28 سور الفواتح مجموع أرقام ترتيبها 754 = 26 × 29.
29 السور الأخرى، مجموع أرقام ترتيبها 899 = 31 × 29.
نصل هنا إلى فصل سورة القلم عن أخواتها:
لقد أدى فصل سورة القلم إلى تشكيل العلاقة السابقة: أن يكون مجموع أرقام ترتيب كل من سور الفواتح والسور الأخرى من مضاعفات العدد 29، وفق العلاقة المجردة الطبيعية في العدد 57 ....
السؤال: هل يمكن أن نلحق سورة القلم بأخواتها، كأن نستبدلها بأي سورة من السور ال 29 غير الفواتح، ونضع تلك السورة في موقع سورة القلم، ونحافظ على العلاقة السابقة؟
الجواب لا يمكن ذلك ...
لماذا؟ لأن هذا الترتيب هو ترتيب إلهي ..
ومن لديه شك فليجرب ...
عدد السور غير الفواتح في النصف الأول 29 سورة، كل سورة تحمل رقما يدل على ترتيبها، لو حاولنا أن نلحق سورة القلم المفصولة عن أخواتها بأخواتها ونضعها مكان أي سورة (أعني أن نجرب الأعداد ال 29 الدالة على مواقع ترتيب السور واحدا واحدا) فلن يكون مجموع أرقام ترتيب سور الفواتح وكذلك السور الأخرى من مضاعفات العدد 29 ...
لقد حدد موقع كل سورة بعناية إلهية لا يمكن التدخل فيه ..
هذه هي لغة الأرقام هنا ..
والسؤال الأخير: من رتب هذه السور بهذه الطريقة؟ من فصل سورة القلم عن أخواتها؟ لماذا لم تلحق بأخواتها؟ من قسم الأعداد ال 57 إلى مجموعتين مجموع كل منهما من مضاعفات العدد 29؟
والإعجاز في ترتيب سورة القلم لا يتوقف هنا، فهناك المزيد، ولكن فيما ذكرت ما يكفي للدلالة على أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ما كان إلا بالوحي ومن عند الله ..
أرجو أن يكون هذا الدليل واضحا، وأن يتدبره الأخوة الأفاضل الذين اعترضوا على بعض ما كتبت في هذا الملتقى.
إن في ترتيب القرآن من الكنوز ما ينتظر المخلصين لاستخراجها وتدبرها وتوظيفها في خدمة القرآن وأهله، ومازلت أمني النفس بأن يدرك بعض أهل القرآن هذه الحقيقة.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[04 Oct 2007, 07:49 م]ـ
واسمح لي أو لا تسمح لا أنت ولا الشيخ صمدي يملك حجة تدل على رجاحة وسلامة رأيه ... واسمح لي أو لا تسمح أن أتحداكما ومن استطعتم أن تجمعوا من الأعوان أمام أهل العلم وعقلائه ..
أنتم وأمثالكم تظنون أنفسكم من المدافعين عن القرآن وأهله كما تقول؟؟!! عجيب وهل تخلف المسلمون إلا لمثل هذا السبب ...
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ......
(يُتْبَعُ)
(/)
الأستاذ عبد الله جلغوم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
أتعلم أيها الأستاذ الفاضل: أن آفة العالم والمتعلم التعميم، وأن يتكبر الشخص ويرى نفسه بعين الكمال!!
وأنا أتكلم هنا عن أسلوب الحوار لا عن الحوار نفسه
اغتنم هذه الأيام الفضيلة المباركة فيما ينفعك في دنياك وآخرتك
هدانا وهداك الله
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Oct 2007, 08:00 م]ـ
وضحت أن ما جاء في رد الأخ بنلفقيه لا علاقة له بالموضوع الذي رد عليه .... وأن الأمر اختلط عليه، وإذا عاد مجددا إلى ما كتبته سيجده صحيحا ..
فعد يا أخي إليه واقرأه ثانية وكن شجاعا واعلن على الملأ أنه صحيح ..
ولما كان السيد بنلفقيه قد أشار في رده إلى بعض الأسماء أو المسائل فإنني أرى ضرورة التوضيح حتى لا يختلط الأمر على المتابعين:
أعود لأشارك بهذه المقالة على هامش موضوع تحزيب القرآن و تقسيمه، بعد أن تحول إلى حوار حول تلكم العمليات الحسابية المستحدثة و التي يرى فيها أصحابها إعجازا عدديا و ينادون بالأخذ بها و ترك المتواتر من الأخبار و الآثار عن {ترتيب السور} و {علم العدد} في علوم القرآن ...
هذا الكلام غير صحيح، في حدود علمي لا أعرف أحدا يطالب بترك المتواتر وما صح من الأخبار.
أما إن كان في هذه العمليات إعجاز أو لا: فأنا أتحدث عن نفسي .. الإعجاز العددي حقيقة ثابتة في ترتيب سور القرآن وآياته، ولا ينقضها رفض البعض لها، أو جهلهم بها ..
أجدد الإشتراك في الموضوع بعد النصيحة الموجهة لي شخصيا من طرف الأستاذ جلغوم بقوله:" [ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] ... ".
لقد استبشرت خيرا بهذا الخبر العلمي الرياضي الذي قال عنه الباحث أنه يعتبر أخيرا كل الأعداد، لا العدد الوحيد المعتمد عنده ... و كنت أظنه يقصد الأعداد المصطلح عليها في علم العدد عند علماء السلف ... فتوقعت أن أجد في هذه النظرية الرياضية المبشر بها جوابا شافيا عن هذا الإشكال المشكل المحير للأدهان
... لقد أوضحت لك أنك قرأت مسألة، ورددت على مسألة أخرى .. وما قلته أنا يظل صحيحا.
.... فإني أرحب و أستبشر خيرا و أصفق و أشجع كل بحث جديد رصين صحيح الإستنتاج و الدليل، يقبله العقل و لا ينكره الشرع و يتفق و ما جاء في الكتاب و السنة و إجماع الأمة و يزيدنا إيمانا مع إيماننا
...
وما الذي وجدته فيما كتبت لا يقبله العقل أو لا يتفق مع القرآن والسنة ..
إن كل ما كتبت يتفق مع العقل وليس فيه مخالفة للقرآن أو السنة أو ما اتفق عليه العلماء ..
وماذا تعني بالاجماع هنا؟؟
هل أجمعت الأمة على أن للقرآن ستة أعداد مختلفة من الآيات؟ ولا يجوز الخروج على أي منها؟
هل علينا أن نطبع مصحفا يشتمل على الأعداد الستة؟
لماذا تقوم مطابع الملك فهد - رحمه الله - في السعودية بطباعة مصحف عدد آياته حسب العد الكوفي 6236 آية؟ إذا كان هذا العدد غير صحيح فلماذا لا يبحثون عن عدد آخر؟
لقد سبق أن قلت وأكثر من مرة أن هذه الأعداد يمكن أن تكون كلها صحيحة، كل منها باعتبار الضوابط التي اعتمدها أصحاب ذلك العدد ..
وقلت: إن من المحتمل أن يكون في هذه الأعداد إعجاز متعدد بتعدد الأعداد نفسها وكما هو الحال في تعدد القراءات .. ولكن إن من المستحيل أن ما يمكن اكتشافه في عدد ما سيكون هو نفسه (صورة مصدقة طبق الأصل) عما هو في الأعداد الأخرى .. وهذا الأمر مرهون بإجراء دراسات مقارنة ..
[إن بعض الأخوة يدفعونني لقول ما لا أحب قوله، سأحافظ على صبري وأقول للجميع: أبحاثي كلها تدور حول معجزة ترتيب القرآن (والتي مازال الكثيرون مترددون في قبولها) وأنا أعتمد مصحف المدينة النبوية، المطالبة بأن ينطبق ما أكتبه على الأعداد الأخرى مطالبة ساذجة لا يقبلها العقل .. وعدم انطباقها لا يعني أن العدد المعتبر في مصحف المدينة النبوية غير صحيح أو أن ما يتم الكشف عنه فيه غير صحيح ...
إذا أردنا أن نضع عددا ما موضع الشك: يجب أن نستثني العدد 6236 ...
...
(يُتْبَعُ)
(/)
كما أؤكد هنا أنني كنت مبهورا و معجبا باستنتاجات النظرية الخاصة بالرقم 19 عند د. رشاد خليفة، لأنها نظرية واضحة و من السهل فهم تحليلها و أدلتها و تقبل نتائجها ... و هي من النمظريات الواردة في كتابات الأخ جلغوم نفسه ...
ما أكتبه مختلف تماما عما كتبه خليفة أو غير خليفة ..
ما اكتبه غير مسبوق، بل إنني أتحاشى موضوعا كتب فيه غيري ..
وإعجاز الترتيب عندي ليس موضوعه العدد 19، العدد 19 محور رئيسي في ترتيب سور القرآن، وهناك الأعداد 29 و 13 و 17 و 319 و 6 و 7 ...........
وهذه مشكلة الذين يعارضون الإعجاز العددي: العزف الممل على حكاية رشاد خليفة .. تحدثهم عن العدد 29 فيقولون لك رشاد خليفة، تحدثهم عن العدد 7 فيقولون رشاد خليففة، تحدثهم عن العدد 13 فيستنجدون برشاد خليفة ...
إنهم لا يعرفون غير رشاد خليفة وقصة العدد 19 .. رشاد خليفة مات .. ولكنه خلف وراءه عددا من المرضى المصابين بمرض أسميته (عقدة الرقم 19 "] نسأل الله أن يشفيهم ..
و رغم قناعتي التامة بأقوال الشيخ رضا في الموضوع، و تأييدي المطلق لها ...
أنت حر في قناعاتك .. ولكن في اعتقادي: أنت والشيخ رضا ومن تبعكما قد ابتعدوا عن الحقيقة وجانبوا الصواب ..
وحتى لا يذهب الظن بالقراء بعيدا:
الشيخ رضا يرى أن ترتيب سور القرآن اجتهادي بدليل مصحف علي وعبدالله بن مسعود ...
أنا أرى أن ترتيب سور القرآن وآياته ما كان إلا بالوحي وبتوجيهات من جبريل ..
وهو رأي كثير من العلماء ...
الشيخ رضا يرى أن الإعجاز العددي بدعة وافتراء على القرآن والقول بغير علم .. وكذلك كل ما لم يعرفه السلف الصالح.
وأنا أرى أن الإعجاز العددي حقيقة واقعة ثابتة في المصحف وإنكارها دون دليل وحجة نوع من الحماقة ..
الشيخ رضا يرى أن إعجاز القرآن محصور في لغته وبيانه.
وأنا أرى أن إعجاز القرآن متعدد متجدد بتعدد وتجدد العصور لكل زمان فيه نصيب ولكل عصر فيه نصيب ..
[أذكر أيضا أنني نصحت بعض المصفقين للشيخ أن يبيعوا سياراتهم الفارهة ويشتري كل منهم جملا أو ناقة يتنقل بها ويذهب إلى المسجد اقتداء بالقدماء] ..
هذا ملخص لحوار طويل مع الشيخ رضا وبعض أعوانه اطلع عليه الآلاف من القراء ..
فماذا تقولون؟
والسيد بنلفقيه يقول أنه يوافق الشيخ موافقة تامة .. خلاص كن معه والله أعلم بي وبكم ..
و بالرجوع إلى بداية مداخلتي هذه أقول، و بالله التوفيق:
كما أنني استبشرت خيرا بنصيحة الأستاذ جلغوم الموجهة إلي، و هي بنصها و و فصها، و لا بأس من التذكير بها:" [ليتك تقرآ مشاركتي بعنوان: ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم: فقد أوردت فيها ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] " ...
إستبشرت بها خيرا، لأن الأستاذ جلغوم يؤكد فيها أنها:" ظاهرة رياضية في ترتيب سور القرآن تنطبق على جميع الأعداد] ".
أعتقد أنني أوضحت هذه المسألة ..
يبدو أن افتتانك بالشيخ رضا وبأفكاره قد قادك إلى الخلط وسوء الفهم .. فبعد أن قرأت المشاركات الأخيرة نسيت الأولى وبدأت ردك على ما علق في ذهنك من القراءة الأخيرة ..
كلمة أخيرة:
إن كان عندك رد أو رأي منطقي، فأخبر أعضاء المنتدى والقراء:
كيف تعلل أن يكون الفرق بين مجموع العددين في السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات مماثلا للفرق بين عدد مرات ورود لفظ الجلالة في كل منهما وهو في الحالين 299؟؟
وسأضيف لك هنا أن العدد 299 = 13 × 23 ....
23: فترة الدعوة، 13: فترة الدعوة في مكة، 10: فترة الدعوة في المدينة (23 - 13)
كل هذا حسب العد الكوفي ...
وإن استطعت أن تثبت أن ما قلته أنا عن ترتيب سور النصف الأول من القرآن غير صحيح فتفضل .. أعتقد أن بعض القراء يسرهم ذلك ..
فإن تجاوز ردك هاتين المسألتين فلن أرد عليك ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[04 Oct 2007, 08:29 م]ـ
الأستاذ عبد الله جلغوم
سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
أتعلم أيها الأستاذ الفاضل: أن آفة العالم والمتعلم التعميم، وأن يتكبر الشخص ويرى نفسه بعين الكمال!!
وأنا أتكلم هنا عن أسلوب الحوار لا عن الحوار نفسه
اغتنم هذه الأيام الفضيلة المباركة فيما ينفعك في دنياك وآخرتك
هدانا وهداك الله
الأخ الفاضل تاج الروح:
أظن أننا التقينا من قبل ...
ملاحظتك غير دقيقة، فأنا غير متكبر ولا أرى نفسي كما وصفتني ..
لقد أمضيت عمرا في تدبر ترتيب القرآن ولدي من الأدلة ما يكفي لإثبات كل كلمة خطها قلمي ..
ولعلك من المتابعين لكتاباتي ..
أنا أؤكد على حقيقة واحدة، ترتيب سور القرآن وآياته وجه من وجوه إعجاز القرآن، البعض لا يرى ذلك، البعض يسميه تناسقا ..
الذين يحاورونني أو بعضهم يحتج باختلاف اعداد الآيات بين قراءة وأخرى ... حجة واهية واهية جدا ..
بعضهم يصف هذا الإعجاز بالبدعة .. بعضهم بالتكلف ............
وأنا أقول: هذا هو القرآن بيني وبينكم، ألا تقبل بأن نحكم القرآن بيننا؟
لقد أوردت في هذا الملتقى عددا من الأمثلة، وكثيرا ما طالبت بالرد عليها وبالاجابة على تساؤلاتي، يتجاهل المحاور السؤال ويهرب إلى موضوع آخر .. كيف تعلل انت ما يحدث؟
في هذا الموضوع أعطيت مثالا (ترتيب سور النصف الأول وتوزيع أرقام الترتيب على سور الفواتح والسور الباقية وفق العلاقة المجردة الطبيعية في العدد 57] ..
من يريد الرد والمناقشة: عليه أن يثبت خطأ ما كتبت، عليه ان يعود الى المصحف ويدقق، فإن وجد عندي خطأ فليبين للناس ما هو .. وإن كان يرى غير ما ذكرت فليبين ذلك ..
أما ان يحدثني عن رشاد خليفة وعن الشيخ رضا وغيره، فليس هذا ردا ...
ما لم يثبت أحد خطأ عندي او مخالفة للقرآن فما اكتبه صحيح رضي من رضي وغضب من غضب ..
أتدري أنني أصبت بجلطتين حتى الآن، ولبعض هؤلاء دور في ذلك ..
لا أستطيع أن أتخلى عما أكتب - أحيانا أتمنى لو انني لم أكتشف ما اكتشفته في القرآن - لأظل بعيدا عن هذا الصراع، ولكن بما ان الله وفقني لهذا فأنا لا أستطيع أن أكتم هذا العلم، لقد أصبح ايصاله الى الناس واجبا ..
مع التحية
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Oct 2007, 12:45 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
أخي في الله الأستاذ جلغوم:
بعد هذا الحوار الساخن، الذي شاءت الأقدار ـ و لأمر يعلمه الله ـ أن أكون طرفا فيه ... و كل ميسر لما خلق له .... و بعد أن اطلعت على تدخل الأستاذ {تاج الروح} و نصيحته ... و بعد أن اطلعت على مداخلتك الموجهة إلي، و جوابك الأخير على تدخل الأستاذ {تاج الروح} ... و ما جاء فيه في قولكم:"
{أتدري أنني أصبت بجلطتين حتى الآن، ولبعض هؤلاء دور في ذلك ..
لا أستطيع أن أتخلى عما أكتب - أحيانا أتمنى لو انني لم أكتشف ما اكتشفته في القرآن - لأظل بعيدا عن هذا الصراع، ولكن بما ان الله وفقني لهذا فأنا لا أستطيع أن أكتم هذا العلم، لقد أصبح ايصاله الى الناس واجبا .. } ...
أقدم لكم على الملأ، و من قلبي الخالص ـ كما يقول المغاربة ـ أسفي و تأثري البالغ،و طلب الصفح منك، و التفضل بإعلانه على الملأ تكرما منك، عن كل توثر أو قلق سببه تدخلي في هذه المناقشة، و ثق أخي عبد الله أنني لا أشك في صدقك و حسن نيتك و طلبك للحق على قدر همتك و علمك و ما ألهمك الله و قاد خطاك إليه ... قد تختلف الأفهام و وجهات النظر، و النتائج بعد اتخاذ الأسباب ... و المهم في هذا كله ـ كما أرى ـ هو صدق النية، و طلب رضوان الله دنيا و أخرى .... تقبل الله مني و منك ... و أعانك و أعانني و أعان كل طالب للحق إلى ما فيه الخير له و لغيره ...
و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ... و غفر الله لي و لك ... و لجميع المؤمنين ... آمين آمين يارب العالمين ....
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2007, 06:13 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
أخي في الله الأستاذ جلغوم:
بعد هذا الحوار الساخن، الذي شاءت الأقدار ـ و لأمر يعلمه الله ـ أن أكون طرفا فيه ... و كل ميسر لما خلق له .... و بعد أن اطلعت على تدخل الأستاذ {تاج الروح} و نصيحته ... و بعد أن اطلعت على مداخلتك الموجهة إلي، و جوابك الأخير على تدخل الأستاذ {تاج الروح} ... و ما جاء فيه في قولكم:"
{أتدري أنني أصبت بجلطتين حتى الآن، ولبعض هؤلاء دور في ذلك ..
لا أستطيع أن أتخلى عما أكتب - أحيانا أتمنى لو انني لم أكتشف ما اكتشفته في القرآن - لأظل بعيدا عن هذا الصراع، ولكن بما ان الله وفقني لهذا فأنا لا أستطيع أن أكتم هذا العلم، لقد أصبح ايصاله الى الناس واجبا .. } ...
أقدم لكم على الملأ، و من قلبي الخالص ـ كما يقول المغاربة ـ أسفي و تأثري البالغ، .........................................
غفر الله لي و لك ... و لجميع المؤمنين ... آمين آمين يارب العالمين ....
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
أخي الحبيب لحسن بنلفقيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو أن تسامحني إن بدر مني بحقك ما تكره ...
لقد كنت كبيرا رائعا خلوقا طيبا في ردك الذي لا يصدر الا عن أناس بمثل كريم أخلاقك وسموها ..
لك مني خالص الود والتقدير والاحترام
أخوكم في الله
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[05 Oct 2007, 07:28 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أخي الحبيب في الله، البحاثة عبد الله جلغوم
سلام و تحية و احترام، و بعد،
أدعوك ـ و أدعو كل قارئ كريم ـ إلى إلقاء نظرة على موضوع شغلني مثلما شغلك موضوعك، و قضيت في تدبره السنين تلو السنين، و شاء الله أن تظهر هذه التقنية الرقمية فيسرَتْ نشرَه بين عباده ...
و الحقيقة أن هذه الدراسة جعلتني أفهم الحديث الشريف الوارد عن نزول القرآن على سبعة أحرف، بفهم زاد من إيماني ... فلله الحمد و الشكر و له المنة ...
كما أود هنا أن أشير ـ و الشيئ بالشئ يذكر ـ إلى ما سميته في الدراسة بـ " السبورة النحلية "، و التي سبق و سميتها " السبورة الكونية "، و أشير إلى ما شرحته عنها من إمكانية اعتمادها في الكتابة بخط يمكن تسميته بالخط العربي " الكوني " ـ إن جاز التعبير ـ، و ما يمكن أن يكون لهذا الخط من علاقة بموضوع البحث في الخط المزمع اعتماده في كتابة المصحف، و هو الموضوع الذي يشرف عليه العلامة غانم قدوري الحمد بهذا الملتقى المبارك ...
و الموضوع هو المنشور بهذا الرابط:
http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2223
و تقبلوا فائق التقدير و الإحترام.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:14 ص]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أخي الحبيب في الله، البحاثة عبد الله جلغوم
سلام و تحية و احترام، و بعد،
أدعوك ـ و أدعو كل قارئ كريم ـ إلى إلقاء نظرة على موضوع شغلني مثلما شغلك موضوعك، و قضيت في تدبره السنين تلو السنين، و شاء الله أن تظهر هذه التقنية الرقمية فيسرَتْ نشرَه بين عباده ...
و و الموضوع هو المنشور بهذا الرابط:
http://www.alwaraq.net/Core/dg/dg_topic?ID=2223
و تقبلوا فائق التقدير و الإحترام.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد اطلعت على الموضوع على عجل، إنه رائع حقا .. وله ارتباط بترتيب القرآن .. لعلي أعود إليه ثانية بمزيد من البحث.
منذ سنوات كان الشكل السداسي مما يشغلني، والذي لفت انتباهي إليه ان عدد سور القرآن 114 يساوي 19 × 6 ..
كما أن خلق الكون كان في 6 أيام .. وعدد السماوات 7 ..
وقد لاحظت أن هذين العددين هما عددا الآيات في أول وآخر القرآن ..
ولا أنسى أن من بين سور القرآن سورة سميت بسورة النحل ...
أمنياتي لك بالتوفيق
مع خالص الود والتقدير والمحبة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[07 Oct 2007, 07:30 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
ذكر الإمام الداني رحمه الله، في كتابه {البيان في عد آي القرآن} [*]، فوائد كثيرة في هذا الموضوع، في باب سماه:
" ذكر ما جاء في تعشير المصاحف و تخميسها ورسم فواتح السور و رؤوس الآي و من كره ذلك و من رخص فيه من العلماء ".
و أورد الإمام أقوال كثيرة في الموضوع، و هذا قول منها، دون ذكر سنده من باب الإختصار، و بتصرف مني، و هو:
ـ نُقِلَ عن الأوزاعي قولُه: سمعتُ قتادةَ يقول:" بَدَءُوا فنَقّطوا، ثم خَمَّسُوا، ثم عَشَّروا " [ص 130] ... و قال محقق الكتاب، و هو الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد [1]:" و معنى خَمَّسُوا و عَشّروا: وضعوا علامات للخموس و العشور، و الخموس جمع خمْس، و العشور جمع عَشْر، و ذلك بأن توضع علامة عند رأس كل خمس آيات أو عشر آيات [2]، و قد يقال: التخميس أو التعشير " ... / إنتهى قول المحقق ...
و أشير هنا أن مصطلح التخميس ما يزال مستعملا عندنا في المغرب بمعنى آخر غير هذا المعنى الأول ... فالتخميس عندنا في المغرب، يتجسد حاليا في طباعة المصحف مقسما في " كراسات " إن صح التعبير، تسمى عندنا بـ" الخامسات "، في كل " خامسة " منها خمسة أحزاب ...
و هذا محتوى الخامسة الخاصة بتلاميذ التعليم الأساسي، أقدمه كمثال:
ـ بداية الخمس الأول: سورة الجمعة. و يشمل الحزب رقم: 56
ـ بداية الخمس الثاني: سورة الملك. و يشمل الحزب رقم: 57
ـ بداية الخمس الثالث: سورة الجن. و يشمل الحزب رقم: 58
ـ بداية الخمس الرابع: سورة النبأ. و يشمل الحزب رقم: 59
ـ بداية الخمس الأخير: سورة الأعلى. و يشمل الحزب رقم: 60
و لعل أكثر الخامسات إنتشارا عندنا، هي هذه " الخامسة "، المطبوعة من طرف وزارة التربية الوطنية لفائدة تلاميذ التعليم الأساسي ...
كما أن هناك سلسة من الخامسات لنص القرآن الكريم كله [ستون حزبا]، يعتمدها حفاظ القرآن، في ما يسمى بتخريج السلكة، في المناسبات الدينية و غيرها، حيث يجتمع عدد منهم في نفس المكان، و توزع الخامسات بينهم، فيقرأ كل واحد منهم أحزاب الخامسة المقدمة له، بصوت منخفظ، في شبه دندنة، و بهذا تتم قراءة الستين جزبا كلها في جلسة واحدة، و في أقصر وقت ممكن، بعد إتمام قراءة كل مشارك في الجلسة للخمسة أحزاب التي تكلف بقراءتها ...
و تعقد عادة هذه التجمعات لقراءة القرآن باعتماد الخامسات في البيوتات و الزوايا ...
أما بالنسبة لقراءة القرآن في المساجد، و تسمى أيضا بالتحزيب، فهي قراءة حزب واحد بتمامه و كماله مباشرة بعد صلاة المغرب، و قراءة حزب واحد بتمامه و كماله مباشرة بعد صلاة الصبح، و ذلك يوميا و في جميع مساجد المملكة، شمالها و جنوبها، شرقها و غربها ... و بهذه الطريقة، تتم قراءة الستين حزبا كل شهر في كل مسجد من مساجد المغرب.
و هناك تحزاب آخر، باصطلاح المغاربة، و هو قراءة ما يتيسر من الذكر الحكيم، و بصفة جماعية، قبل خطبة الجمعة، و لا يشترط في هذه القراءة حزبا بالتمام و الكمال، و إنما يرجع ذلك إلى ما تسمح بقراءته المدة الفاصلة بين بداية القراءة و دخول الإمام إلى المسجد، قبل وقت الآذان للصلاة مباشرة.
....
و للحديث بقية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
: البيان في عد آي القرآن: تأليف إبي عمرو الداني الأندلسي المتوفى سنة 444 هجرية ... ـ رقم 42 ـ منشورات مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ـ الكويت ـ 1414هـ. / 1994 م.
تحقيق: غانم قدوري الحمد ...
تقديم: محمد بن إبراهيم الشيباني، مدير عام مركز المخطوطات و التراث و الوثائق ـ الكويت ـ
[1]: إلى محقق الكتاب، الأستا> الدكتور، غانم قدوري الحمد: تقبل مني أستاذي الكريم، كل آيات التقدير و الإحترام و التبجيل، و جزاك الله خير الجزاء و أوفره، على ما قدمتم و تقدمون من علم و جهد في خدمة كتاب الله و طلابه و محبيه و مريديه ... وتقبل الله منكم و من كل خادم وفيّ لكتاب الله و تعاليمه، و هم كثر و الحمد لله بين طلاب العلم و العلماء من أبناء المسلمين، و أخص بالذكر منهم هنا، الكريم النبيل، و الشهم الجواد، مقدم الكتاب، سيدي و مولاي محمد بن إبراهيم الشيباني حفظه الله و رعاه ...
و من نعم الله علينا و فضله و مَنِّهِ وكرمه، أن يسر هذا الإتصال عبر هذا الموقع المبارك، حفظه الله و حفظ رعاته و المشرفين عليه و رواده. فهذه و رب الكعبة آية من آيات الإعجاز في قوله تعالى في محكم كتابه:" {و لقد يسرنا القرآنَ للذكر فهل من مدكر} " [القمر ـ آية 17] ...
لله الحمد و له الشكر في الأولى و الآخرة.
[2]: و هذا يعني أن مواضع هذه العلامات في المصاحف المخطوطة الأولى ستكون محددة باعتبار العدد المعتمد في كتابة المصحف المخطوط في كل مصر من الأمصار ... و من المنتظر أن يتبع هذا التنقيط للعدد المعتبر عند كاتبه و و الله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Oct 2007, 02:48 م]ـ
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسو الله ...
قال الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري حفظه الله:
{وهنا إضافة لطيفة حول مسألة تقسيم القرآن الكريم لفت نظري إليها أخي الكريم الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخضيري ذات يوم، وهي تقسيم القرآن الكريم إلى أثمان وأرباع. وهي مراعاة مدة قراءة الثمن الزمنية ... }
و إليكم هذه المعلومة عن المدة الزمنية لقراءة عدد من أحزاب القرآن الكريم ... و هي:
لطيفة:
وجدت في نص شعبي، معلومة مفادها ان طلبة المدارس القرآنية المغربية القديمة يقرؤون خمسة أحزاب في ساعة زمنية ... و بقراءة متوسطة السرعة ... جاء هذا الخبر ـ المعلومة ـ على لسان طالب وقف أمام بيت ينتظر من أصحابه أن يقدموا له خبزته اليومية التي يتعهدون بتقديمها له، و هو ما يسمى في نظام المدارس القرآنية المغربية بـ" الرتبية " ... إلا أنه و لسبب ما، لم يُفتح الباب، و بقي الطالب ينتظر ساعة، قرأ خلالها خمسة أحزاب ... و الشاهد هو قول الطالب:
و كرّرْتْ خمْسْ أحزابْ * و عيني تْراعي البابْ
و لا واحَدْ من الأحبابْ * ياتيني بخبزْ رْطابْ
[قال مؤلف الكتاب]: أي انتظر حوالي ساعة زمنية مدة قراءته خمسة أحزاب بسرعة متوسطة.
.....
و أقول [بنلفقيه]:
و هذه المعلومة تعطي معدل: 12 دقيقة لقراءة حزب واحد ... و ثلاث دقائق لقراءة الربع، بمثل تلك السرعة ...
و بالرجوع إلى مقالتي السابقة عن تقسيم المصحف إلى خموس أو " خامسات " و القراءة الجماعية للخامسات: تفيد هذه المعلومة أيضا و ضمنيا، أن القراءة الجماعية باعتماد الخامسات، تُمَكِّن مجموعة من إثنا عشر طالبا، من قراءة ستين حزبا، أي ما بين دفتي المصحف الشريف، في ساعة زمنية، و بسرعة متوسطة، كقراءة الطالب المذكور أعلاه ...
وقمت بعد اطلاعي على هذه الفائدة بقراءة حزب {طه} برواية ورش عن نافع، بسرعة متوسطة و مراعاة أحكام التجويد، فوجدتني قد قضيت مدة 13 دقيقة و نصف الدقيقة في قراءته ...
.......................
[*]: المرجع: الأنصاص القرآنية [رواية ورش]ـ تأليف: الدكتور عبد العزيز العيادي العروسي [ج1 ـ ص 56]ـ الطبعة الثانية: 1998.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 09:39 ص]ـ
الدكتور غانم قدوري الحمد رعاه الله: أشكرك على فوائدك وقد رجعتُ لكتابك وقرأت البحث كاملاً مرة أخرى وفقكم الله وأشكرك على ذلك.
أستاذي الكريم الدكتور محمد الشايع رعاه الله: أشكرك على فوائدك، والكتاب الذي تفضلتم بالإشارة إليه وهو كتاب (نجوم البيان) للسمرقندي الذي حققه أخونا الدكتور محمد السيد تحت إشرافكم كتاب جديرٌ بالنشر لنفاسته وطرافة منهجه. جزاكم الله خيراً.
أخي الكريم لحسن بنلفقيه رعاه الله: أشكرك على فوائدك وتتبعاتك النافعة بارك الله في علمك. وقد رجعتُ لكتاب الأنصاص القرآنية وهو عندي فألفيته نافعاً في هذا الباب وغيره. ومثل هذه الفوائد الشعبية الطريفة لها نظائر كثيرة في حواضر العلم في العالم الإسلامي. لعل الله ييسر ذكر بعضها.(/)
بحث (آيات التقوى في القرآن الكريم) للدكتور حسين الجبوري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:49 ص]ـ
آياتُ التّقوى في القرآن الكريم
للدكتور حسين علي خليف الجبوري
البحث في المرفقات
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[08 Sep 2007, 12:40 ص]ـ
يا شيخ يبدو أن هناك مشكلة .. فمن محاولتين كلاهما يخبرني بمشكلة نفسها
فعلمنا من علم الله الذي آتاك إنا نراك من المحسنين فالموضوع يبدو لي شيق
بوركت(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة الماجستير لزميلنا في الملتقى أبو المعتز القرشي وفقه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بمشيئة الله تعالى وتوفيقه سوف تناقش رسالة الماجستير المقدمة من زميلنا في الملتقى أبي المعتز القرشي يوم الإثنين القادم بجامعة أم القرى في تخصص التفسير. نسأل الله له التوفيق والسداد، ونبارك له مقدماً، وندعو الله أن يجعلها عوناً له على طاعة الله والعلم النافع.
وهذه بيانات المناقشة وتفاصيلها ..
عنوان الرسالة:
مباحث التفسير
لأحمد بن محمد بن المظفر الرازي الحنفي
دراسة وتحقيق
إعداد الطالب: حاتم بن عابد القرشي (أبو المعتز القرشي)
لجنة المناقشة والحكم على الرسالة:
1 - د. أمين محمد باشا / الأستاذ بجامعة أم القرى مشرفاً.
2 - د. عويد المطرفي /جامعة أم القرى.
3 - د. خالد القرشي / جامعة أم القرى.
موعد المناقشة:
بعد صلاة المغرب يوم الإثنين 28/ 8/1428هـ، بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بالعزيزية بمكة المكرمة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[07 Sep 2007, 04:11 م]ـ
أسأل الله للشيخ حاتم التسديد والتوفيق في المناقشة، وأن يجعلها رفعة له في الدنيا والآخرة.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[07 Sep 2007, 07:51 م]ـ
وفقك الله أخي حاتم وسددك وأعانك , ومبارك مقدماً.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[07 Sep 2007, 08:09 م]ـ
وفق الله أخانا أبا المعتز لكل خير وجعل سعيه مشكورا
ـ[الردادي]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:36 م]ـ
أسأل الله العون والتوفيق لأخينا الكريم حاتم ..
مع دعائي بأن ينفع الله به وبعلمه ويكتب له القبول ....
دمتَ للخير ناشراً شيخنا العزيز عبد الرحمن ..
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[07 Sep 2007, 10:57 م]ـ
أسأل الله التوفيق للأخ أبو المعتز
ونفع الله بعلمه
ـ[المحبرة]ــــــــ[08 Sep 2007, 12:00 ص]ـ
أسأل الله الكريم للأخ أبي المعتز القرشي التوفيق والسداد
ومبارك مقدما
ـ[يسري خضر]ــــــــ[08 Sep 2007, 07:21 م]ـ
أسأل الله للشيخ حاتم التسديد والتوفيق في المناقشة، وأن يجعلها رفعة له في الدنيا والآخرة
ـ[عبدالعزيز الضامر]ــــــــ[08 Sep 2007, 07:42 م]ـ
أسأل الله لك التوفيق يا شيخ حاتم , ولاتبتأس فإني مستبشرٌ خيرا, مادام الشيخ أمين هو مشرفك!!
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[08 Sep 2007, 09:00 م]ـ
أسأل الله لك التوفيق والسداد،،
وعقباك الدرجات العليا في الدينا والآخرة،،
وإني أذكر كلمة لشيخي ومشرفي الدكتور/ عويد المطرفي (أحد المناقشين) أهون بها على أخي، قال لي ليلة مناقشة رسالتي: (لن تضام)،،،
وأنا أقول: ما دام مناقشك الشيخ الدكتور عويد المطرفي لن تضام،،
وفقك الله
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[09 Sep 2007, 12:06 ص]ـ
أسأل الله للشيخ حاتم التسديد في المناقشة.
ـ[المنصور]ــــــــ[09 Sep 2007, 11:23 ص]ـ
أسأل الله تعالى أن يوفقك ويرزقني وإياك والإخوة جميعا الإخلاص، وأن يسدد أعمالنا
وأهنئك مقدما. مبروك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2007, 03:41 ص]ـ
بفضل الله وتوفيقه تمت المناقشة مساء أمس الإثنين 28/ 8/1428هـ، وقد قررت اللجنة منح الباحث حاتم القرشي درجة الماجستير بتقدير ممتاز ولله الحمد، أسال الله أن تكون عوناً له على طاعته، وأن ينفعه وينفع به، ويبارك له في هذه الدرجة العلمية.
فجر الثلاثاء 29/ 8/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Sep 2007, 03:47 ص]ـ
مبارك للأخ حاتم القرشي ونسأل الله أن تكون عوناً على الطاعة ...
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2007, 11:35 ص]ـ
نبارك للزميل وللملتقى وإلى الأمام دوما يا أهل القرآن خدمة خالصة لدين الله وحده.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Sep 2007, 02:38 م]ـ
أشكر جميع الإخوة على هذه المشاعر الرائعة، وأسأل الله لهم التوفيق في الدارين.
وأخص بالشكر لأخي الشيخ عبد الله المنصور الذي كان له الفضل - بعد الله - في اختيار موضوع رسالتي، فهو الذي أرشدني إلى هذا المخطوط وزودني بصورته، فجزاه الله خيرا ويسر الله أمره.
وأشكر كذلك الشيخين العزيزين على قلبي د. مساعد الطيار، ود. عبد الرحمن الشهري على توجيهاتهم وتفاعلهم معي وعلى مشاعرهم النبيلة والتي ليست هي بغريبة عليهم. فالله أسأل أن يبارك في أعمارهما وعلمهما وأن ينفع بهما.
ظهر الثلاثاء 29/ 8/1428هـ
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[12 Sep 2007, 02:44 ص]ـ
مبارك لك أخي حاتم وأسأل الله أن يزيدك رفعة في الدنيا والآخرة(/)
أحكام: بسم الله الرحمن الرحيم
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[08 Sep 2007, 09:12 ص]ـ
أحكام: بسم الله الرحمن الرحيم
والأحكام التي يتضمنها قوله {بسم الله الرحمن الرحيم}: الأمر باستفتاح الأمور للتبرك بذلك،
والتعظيم لله عز وجل به، وذكرها على الذبيحة شعار وعلم من أعلام الدين وطرد الشيطان;
لأنه روي عن النبي أنه قال: {إذا سمى الله العبد على طعامه لم ينل
منه الشيطان معه وإذا لم يسمه نال منه معه} وفيه إظهار مخالفة المشركين الذين يفتتحون
أمورهم بذكر الأصنام أو غيرها من المخلوقين الذين كانوا يعبدونهم، وهو مفزع للخائف،
ودلالة من قائله على انقطاعه إلى الله تعالى ولجوئه إليه، وأنس للسامع، وإقرار بالألوهية،
واعتراف بالنعمة، واستعانة بالله تعالى، وعياذة به، وفيه اسمان من أسماء الله تعالى
المخصوصة به لا يسمى بهما غيره، وهما الله والرحمن.
نقلا عن أحكام القرآن للجصاص(/)
منهج مقترح لدراسة التفسير ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 Sep 2007, 12:43 م]ـ
الحمد لله وبعد ...
لبعض مشايخنا طريقة في التفسير أتت ثماراً لم أعهدها في غيرها من الطرق ... وقد تعرضت طريقت للتغيير والتقويم حتى استقرت على التالي:
المرحلة الأولى:
1 - حفظ كتاب كلمات القرآن لمخلوف.
2 - مدارسة وحفظ كتاب الصحيح المسند من أسباب النزول للوادعي.
3 - مدارسة الوجيز للواحدي.
المرحلة الثانية:
1 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن.
2 - فصول في أصول التفسير لمساعد الطيار.
3 - أنواع التصانيف المتعلقة بالقرآن للطيار.
4 - التسهيل لتأويل التنزيل لابن جزي الكلبي.
المرحلة الثالثة:
1 - شرح مقدمة أصول التفسير للطيار.
2 - التفسير والمفسرون للذهبي.
3 - مدارسة وتلخيص تفسير ابن كثير.
وهنا توقف الشيخ ليترك المجال للمتخصصين ليرسموا ملامح مرحلة التخصص.
تنبيه مهم: قبل البدء بالمرحلة الثالثة لابد أن يكون الطالب قد انتهى من المرحلة الأولى في النحو والصرف والبلاغة والفقه والاعتقاد والحديث
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[05 Aug 2010, 08:12 ص]ـ
يُرفع للفائدة
ـ[فهر راشد الأزهري]ــــــــ[05 Aug 2010, 11:03 ص]ـ
أليس من الأفضل أن يكون تفسير الجلالين في المرحلة الثانية؟
ـ[محمد ابو القاسم المقرحى]ــــــــ[05 Aug 2010, 04:26 م]ـ
انا الحقيقة لا ارغب فى هذا التدرج ابدا ابدا
انا لم اتبع هذه الطريقة واما المنهج الذى ارغب فيه فى التفسير ليس الا
دراسة التوحيد والعقيدة وفهم جميع المسائل المتعلقة بهما
مقدمة فى اصول التفسير
دراسة اصول الفقه دراسة كافيه وافيه
دراسة متن الاجرومية فى النحو والبلاغة بشروح ميسره مع دراسة الصرف
العمده فى الفقه او شروح ميسره فى الفقه لكى تجمع بين العلوم بين العلوم لان من المستحيل ان تتقن جميع العلوم
هذه الفنون خاصه يجب اتقانها
________________
الاكليل فى المتشابه والتأويل وهيا رساله صغيره
والتركيز على جانب السنة بل هوا اهم من كل الذى ذكرت بحيث تجد شخص لا يحسن تلك الفنون لكن يحفظ الاحاديث فيعطيك التفسير الصحيح الذى على مذهب اهل الحق(/)
دعوة لحضور مناقشة رسالة دكتوراه
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[09 Sep 2007, 09:33 م]ـ
سوف تناقش بإذن الله غداً الاثنين 28/ 8/1428هـ رسالة دكتوراه بعنوان:
(التوجيهات النحوية والصرفية للقراءات القرآنية في كشف المشكلات للباقولي)
جمعاً و دراسة
للباحث: فهد بن منيع الله الصاعدي
لجنة المناقشة:
د/ عائض بن نافع العمري ـ مشرفاً
أ. د/ السيد محمد ـ مناقشاً خارجياً
أ, د/ ناجح عبدالحافظ مبروك ـ مناقشأ
و ذلك في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بعد صلاة المغرب.
و سأوافيكم بنتيجتها إن شاء الله تعالى
دعاؤنا للباحث بالتوفيق و الدرجات العليا في الدنيا و الآخرة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Sep 2007, 10:22 م]ـ
نسأل الله للباحث التوفيق والسداد، وجزاك الله خيراً أخي العزيز على هذه البشرى، وتهانينا للأخ فهد الصاعدي مقدماً.
ـ[طارق الفريدي]ــــــــ[10 Sep 2007, 11:19 م]ـ
نزف أجمل التهاني لأخينا الزميل فهد الصاعدي على حصوله على شهادة الإجازة العالمية العالية (الدكتوراه) بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى ...
نسأل الله له التوفيق و السداد في الدنيا و الآخرة و أن يبارك في علمه ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Sep 2007, 11:46 م]ـ
مبارك للشيخ فهد الصاعدي نسأل الله له التوفيق والسداد ....
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[11 Sep 2007, 12:06 ص]ـ
مبارك للشيخ فهد الصاعدي نسأل الله له التوفيق والسداد
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2007, 11:38 ص]ـ
بالتوفيق دوما بإذن الله
ـ[يسري خضر]ــــــــ[11 Sep 2007, 01:35 م]ـ
اسال الله لك التوفيق والسداد وان تكون سبيلا الي رضوان الله تعالي
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Sep 2007, 02:48 م]ـ
مبارك للشيخ فهد الصاعدي نسأل الله له التوفيق والسداد(/)
اخفض صوتك
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[10 Sep 2007, 06:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد ورد في القرآن بعض الآيات التي ذكرها الله على لسان قوم مجرمين
من يهود ونصارى وملحدين فيها تطاول على الذات الإلهية
تعالى ربنا عن ذلك علواً كبيرا
ونذكر على سبيل المثال قوله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ} (64) سورة المائدة
وقوله تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ} (30) سورة التوبة
وقوله تعالى {وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُواْ لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ
بِغَيْرِ عِلْمٍ} (100) سورة الأنعام
فنقول هنا للإمام أو لمن يرفعون أصواتهم عند القراءة
اخفض صوتك
والله أعلم
أحببت أن أشارك بهذه المشاركة وأتمنى من الأخوة إتحافنا بما لديهم من آداب عند تلاوة القرآن
ـ[أبوعامر]ــــــــ[11 Sep 2007, 05:00 م]ـ
هذا الكلام ذكره النووي في التبيان في آداب حملة القرآن ص 120 وتبعه السيوطي في الاتقان فنقله عنه ونسبه إليه
قال النووي رحمه الله:
ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل (وقال اليهود عزير ابن الله وقالت النصاري المسيح ابن الله وقالت اليهود يد الله مغلولة وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل أهـ.
والكلام لا يخلو من التكلف وليس عليه العمل بين القراء فيما أعلم.
والله عزوجل نقل من مقالة الكفار واهل الكتاب كثير من المواضع والجميع متعبد بتلاوته
من قبيح صنيع أحد المتصوفة انه كان ينهى طلابه عن تلاوة آيات في معنى عبس وتولى .. عفا الله عنك لم أذنت لهم وذلك صيانة لمقام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!
الحاصل أن هذا التكلف لم يرد عن السلف رحمهم الله
ـ[شعلة2]ــــــــ[11 Sep 2007, 08:37 م]ـ
كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل أهـ
القول منسوب إلى الإمام إبراهيم بن يزيد النخعي جاء في ترجمته " ... وهو القائل ينبغي للقاري إذا قرأ نحو قوله تعالى (وقالت اليهودعزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله) ونحو ذلك من الآيات أن يخفض بها صوته، وهذا من أحسن آداب القراءة ..... " أ. هـ والله اعلم(/)
دلالة الأصالة ودلالة التبع - د. سلمان العودة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Sep 2007, 08:47 ص]ـ
دلالة الأصالة ودلالة التبع
سلمان بن فهد العودة
27/ 8/1428 - 09/ 09/2007
المصدر: موقع الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/pen/show_articles_content.cfm?id=64&catid=38&artid=10043)
يتحدث الأصوليون بما يسمونه: المطابقة، والتضمن، والالتزام.
فلفظ البيت؛ يدل على جميع البيت بطريق المطابقة.
وبالتضمن: يدل البيت على وجود السقف.
وبالالتزام: يدل السقف على وجود حائط، ولابد؛ فإنه لا سقف إلا بحائط.
وقد خطر لي تقسيم آخر، ليس غريباً عن ذوقهم واصطلاحهم, وهو في الوقت ذاته مهم لقراءة النص واستيعابه، والتعامل معه.
ذلك أن النص، ولا أعني هنا الكلمة، بل الجملة والسياق، له دلالة مباشرة، هي أصل المعنى، ويمكن التعبير عنها بأنها " هي مقصود الكلام ".
وفهم المقاصد ضروري لفهم الفروع والتفصيلات، والغفلة عنها تورث خللاً بيّناً في فهم الشريعة، وتناول النصوص.
وهذا ما يمكن تسميته بـ " دلالة الأصالة ".
وثمت معنى آخر، هو موجود بصفة مباشرة, أو غير مباشرة في النص، ولكنه ليس مقصوداً لذاته، وليس تأسيساً، بل هو تكميل, أو تعضيد للمعنى الأول.
وكثيراً ما يتسبب الجدل والصراع الفقهي والكلامي والعملي في إبراز المعنى الثاني التابع وتكريسه؛ حتى إذا مرّ القارئ بالنص لم يتبادر إلى ذهنه سواه، وغاب المعنى الأول أو كاد.
في قول الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء" [سورة المائدة:64]، معنى مقصود أصلاً، وهو إثبات كرم الله سبحانه وتعالى وجوده، فكانت رداً على اليهود في دعوى البخل، وأثبتت كرمَه، وبسط يديه سبحانه وتعالى، ولذا جاء التعقيب بقوله: " يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء".
وفي الآية الكريمة معنى آخر جاء تبعاً؛ وهو ذكر اليدين، وهو دليل على إثبات يدين لله تعالى؛ كما جاء ذلك في مواضع أخرى من الكتاب الكريم، مثل قول الله سبحانه وتعالى: "يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ" [سورة الفتح:10]، وقوله جل وعلا: "لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ" [سورة ص:75]، وقوله سبحانه: "مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا" [سورة يس:71]، وقوله تعالى: "قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ" [سورة آل عمران:73].
ولذا كان منهج الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- والأئمة من بعدهم: الإيمان بهذا المعنى وإثباته، وإمراره كما جاء من غير دخول في " الكَيف " .. ولكن يثبتون أسماء الله وصفاته كما جاءت في الكتاب والسنة بلا تأويل ولا تشبيه.
ونظراً للجدل حول هذا الموضوع؛ أصبح هذا المعنى حاضراً في ذهن المتلقي شديد الحضور، حتى إذا قرأ الآية من كتاب الله، غاب عنه المعنى الأصلي, ولم يكد يستحضره إلا قليلاً، وهو معنى الكرم والجود والتفضل الإلهي؛ وتصدّر المعنى الثاني، واستحضر معه الجدل والكلام الذي دار بين أهل السنة ومخالفيهم، واحتجاجات كل طرف، ورد الطرف الآخر، وهكذا حتى ربما غفل عن صلاته أو قراءته، أو قطع شوطاً في السورة منشغل الذهن باستدعاء ذلك العراك وتذكر الشبهات والردود والأقاويل ..
والسلامة أن يمضي المرء مع النص إيماناً به، وإثباتاً لما أثبت، ونفياً لما نفى، وإعراضاً عن القيل والقال، مع إدراك أن المقصد الأول في الآية هو إثبات كمال الكرم والجود والعطاء لله سبحانه وتعالى، وهو يتضمن إثبات صفة اليد له سبحانه وتعالى، على وجه يليق به، من غير أن يشبه الله بخلقه أو يكيفه، وكل صورة خطرت في ذهنه نفاها, واستعاذ بالله من الجري وراء الغيب.
ومثله قوله سبحانه وتعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [سورة الملك:1] ..
فالنص جاء لإثبات بركة الله، وأن الملك له، وفيه إثبات اليد له، ولولا أن المحل قابل لم يأت ذكر اليد؛ فثبوت هذا المعنى حق، ولكنه لا يجور على المعنى الأصلي المتضمن في الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل قوله سبحانه وتعالى: "وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ" [سورة القلم:51]، فالآية تحكي موقف الكفار من الدعوة وصاحبها، والنظر الحانق المغيظ، والقول الكافر الفاجر باتهام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم بالكذب والجنون.
وأن يأخذ منها بعض المفسرين إثبات حصول العين فهذا محل احتمال، ولا يقطع به، وفيه نظر وتردد, ولكن على فرض ثبوته فليس هو مقصود النص ومراده، وإنما دلالته تبعية.
ومثله قول الله تبارك وتعالى: "لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ" [سورة الرحمن:74]، أخذ منه بعضهم إمكانية التزاوج بين الإنس والجن وفيه بعد، لكن ليس هو المراد من الآية، وإنما المراد ذكر نعيم أهل الجنة وصفة نسائها.
لكن نظراً لكثرة مجادلات العامة – والخاصة أحياناً – في هذه المسائل، تغدو حاضرة في الأذهان، سريعة الاستدعاء، فإذا سمع مثل هذا الاستدلال علق بذهنه، وإذا مرت الآية قفز إليه هذا المعنى الذي قصاراه أن يكون مقصوداً بالتبع لا بالأصالة، وغطى حتى على المعنى الأصلي المقصود أساساً.
والأمثلة المدرسية التي تساق للصغار والمتعلمين ترسخ في عقولهم المعنى التابع الذي سيق النص له، فلا يكاد يدرك الطالب ما وراءه، ويشب ويكبر على هذا المعنى.
وقد نهى الله تعالى عن الاختلاف في الكتاب، وقال: " وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ" [البقرة: من الآية176]، وقال سبحانه وتعالى: " وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ" [البينة:4]. فذكر أن تفرقهم كان مع ورود النص وبيان الحجة الظاهرة، ومرد هذا الاختلاف على الهوى والتعصب، وإعجاب كل فريق بما عنده، وعدم تأهل النظر لسماع المزيد من العلم؛ إعجاباً بالنفس، وإغلاقاً لمنافذ الفهم والبرهان.
والكمال أن يحرص المؤمن على استيعاب كافة المعاني الصحيحة التي يسعها النص، ولا يضيق ذرعاً بشيء منها، ولا يقصرها على بعض معانيها، ولذا كان اختيار كثير من الأئمة، كالشاطبي وابن تيمية وابن القيم والسعدي وجماعة أن الآية إذا احتملت عدة معانٍ كان الأولى حملها على المعاني الصحيحة كلها, والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
salman@islamtoday.net
سلمان بن فهد العودة
25/ 8/1428
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[10 Sep 2007, 03:45 م]ـ
(دلالة الأصالة) من هذا الكلام الجميل هي: الاهتمام بالمعنى الظاهر المباشر والتأثر به, كما كان حال الصحابة رضي الله عنهم, وعدم الإغراق في ما وراء ذلك المعنى من أنواع المستنبطات.
وهذا حق في الجملة؛ فإن أنواعاً من الاستنباطات تعين ولا شك على التأثر والتدبر في الآيات, لكن الإغراق مذموم.
ثم إن آخر الكلام لا يناسب أوله؛ فإن الدعوة إلى تتبع المعنى المباشر والعناية به والبعد عن توابع ذلك = لا يتناسق مع الدعوة إلى استيعاب كافة المعاني الصحيحة التي يحتملها النص.
وشكر الله للشيخ سلمان هذه الإشارة.
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Sep 2007, 09:20 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا محمد بن جماعة؛ فقد اعتدنا على كرمكم، بارك الرحمن بكم!!
و جزى الله تبارك و تعالى الأستاذ سلمان العودة كل الخير ...
و أتساءل:
هل يجوز لي أن أطلب من إدارة الملتقى، استدعاء الأستاذ سلمان العودة؛ للتسجيل في هذا الملتقى المبارك؛ لنستفيد من علمه ... -يا رعاكم الرحمن -؟؟
و دمتم في حفظ الله ...
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:23 م]ـ
*****بارك الله فيكم وفيمن نقلتم عنه.
أنا معكم فيما ذهبتم إليه ولكن هل يكفى قولكم >والكمال أن يحرص المؤمن على استيعاب كافة المعاني الصحيحة التي يسعها النص،< لعلاج هذه المسألة.وأيضا هل هذا يدفع مثلى من غيرا لمتخصصين أكاديميا أن ’يقبل أولا على النص من منطلق الإيمان ثم فهم الألفاظ والتراكيب ثم السياق و’يكوّن فى ذهنه فكرة ثم يقيس مدى صحة فكرته على ما جاء فى الكتب؟؛والى أى مدى يقبل هذا الذى فعله الفاعل بنية التدبر فى كتاب الله؟
والأمثلة المدرسية التي تساق للصغار والمتعلمين ترسخ في عقولهم المعنى التابع الذي سيق النص له، فلا يكاد يدرك الطالب ما وراءه، ويشب ويكبر على هذا المعنى.
هل من لم يقرأ هذه الأمثلة المدرسية يكون أكثر فهما للآيات لأنه لم يحكم معنى سابق وبالتالى فهو أكثر قدرة على التجريد؟.فقط يحكم الإيمان المطلق بأن النص حق وما يصل هو إليه إنما هو محض اجتهاد.(/)
جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[10 Sep 2007, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
معرفة جواب الآيات القرآنية والشهادة عليها، من آداب قراءة القرآن، ونوع من أنواع علوم القرآن التي يذكرها المصنفون في علوم القرآن أو في فضائل القرآن.
والمقصود من هذه المعرفة:
الآيات التي يطلب فيها البارئ سبحانه وتعالى شهادة لحكمه، أو جوابا لسؤاله، أو ردا على قوله.
وقد تكون الآيات طلباً أو استفهاماً.
وقد تكون وعدا أو وعيدا.
وقد تكون قصة أو خبراً.
من أمثلة ذلك المشهورة:
الاستعاذة بالله من النار إذا ورد ذكرها.
وسؤاله الجنة إذا ورد ذكرها.
وقول: آمين بعد قوله تعالى (ولا الضالين)
وقول: الله رب العالمين بعد قوله تعالى (فمن يأتيكم بماء معين) على ما ذكر السيوطي ولم أجد مستنده إلى الآن.
وقول: بلى، بعد قوله تعالى (أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى) .. الخ.
وقد كان أول من علمتُه نوه بذكر هذه الآداب، ودعا للأخذ بها، ونبه على فضيلتها - من المصنفين - الإمام الجامع لأشتات الفنون أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي رحمه الله تعالى، حيث أفرد هذه المعرفة باباً على حيالها في كتابه المشهور: فضائل القرآن.
ثم اقتدى به من جاء بعده ممن صنّف في الفضائل وعلوم القرآن وآداب القراءة.
كالحافظ أبي العباس جعفر المستغفري في فضائل القرآن من تصنيفه، والشيخ محي الدين النووي في مصنفه المسمى: التبيان في آداب حملة القرآن، والعلامة السيوطي في كتابه الحافل: الإتقان في علوم القرآن، وغيرهم كثير.
ولأهل الحديث والأثر مشاركة في ذلك، إذ خرجوا هذه الأحاديث في مصنفاتهم، غالباً ضمن كتاب الصلاة.
وللفقهاء تنبيه وإرشاد إلى هذه الفضائل في كتبهم في الأبواب التي تختص بالقراءة وأحكامها.
وقد سمى الإمام أبو عبيد هذا النوع من علوم القرآن في كتابه فضائل القرآن: الجواب عند الآية والشهادة لها، حيث قال: باب ما يستحب لقارئ القرآن من الجواب عند الآية والشهادة لها.
وتبعه على هذه التسمية الحافظ المستغفري في فضائله، فقال: باب ما يستحب للقارئ من الجواب والشهادة.
وأما البيهقي فقد ذكر هذه الآداب في كتابه العجاب الجامع لشعب الإيمان، وسمى هذه المعرفة: فصل في الاعتراف لله تعالى بما يخبر به عن نفسه.
ولا أعلم بحسب اطلاعي المتواضع من أفرد هذه الآيات في كتاب مستقل، اللهم إلا رسالة لمحدث الهند سيد نذير حسين الملقب: (بشيخ الكل في الكل) لا تتجاوز أربع ورقات ذكر فيها المشهور من هذه الآيات، لم أطلع عليها لكن أخبرني بها بعض مشايخ الهند الثقات، فيكون قصب السبق في تأليف ههذا الفضائل امتيازا له.
وقد فسر بعض أهل العلم ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي وغيره - بسند ضعيف -
: من قرأ القرآن فليسأل الله به، أنه التزام هذه الآداب، والأخذ بتلك الفضائل، في قول آخر في تفسيره.
قال ابن العربي: (من قرأ القرآن فليسأل الله به)، أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة، أو المراد أنه إذا مر بآية رحمة فليسألها من الله تعالى، أو بآية عقوبة فيتعوذ إليه بها منها، وإما أن يدعو الله عقيب القراءة بالأدعية المأثورة، وينبغي أن يكون الدعاء في أمر الآخرة وإصلاح المسلمين في معاشهم ومعادهم اهـ.
وقال العلامة المناوي في فيض القدير: (من قرأ القرآن فليسأل الله به) بأن يدعو بعد ختمه بالأدعية المأثورة، أو أنه كلما قرأ آية رحمة سألها أو آية عذاب تعوذ منه ونحو ذلك، (فإنه سيجئ أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس) قال النووي: يندب الدعاء عقب ختمه وفي أمور الآخرة آكد أهـ.
وقد قيل ايضا إن الاتيان بهذه المسنونات من تلاوة القرآن حق تلاوته:
فذكر القرطبي وابن كثير في تفسير قوله (يتلونه حق تلاوته): عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: هم الذين إذا مروا بآية رحمة سألوها من الله، وإذا مروا بآية عذاب استعاذوا منها أهـ.
وقد وجدت هذا الخبر مسندا في تفسير ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن موسى، وعبد الله بن عمران الأصبهاني، قالا: ثنا يحيى بن يمان، ثنا أسامة بن زيد، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب: (يتلونه حق تلاوته)، قال: إذا مر بذكر الجنة سأل الله الجنة، وإذا مر بذكر النار تعوذ بالله من النار.
والله الموفق
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[10 Sep 2007, 01:15 م]ـ
مناسبة هذا المقال وقوفنا على عتبات شهر القرآن والصيام.
بلغنا الله وإياكم شهر رمضان، وأعاننا فيه على الصيام والقيام، ومن علينا الرحمن بعتق من النيران، وعلى جميع المسلمين.
آمين.
ـ[أحمد بن فارس السلوم]ــــــــ[16 May 2010, 05:27 م]ـ
ذكر في الجلالين أن من السنة إذا قرأ القارئ آخر سورة تبارك (فمن يأتيكم بماء معين) أن يقول: الله رب العالمين كما ورد في الأثر.
فمن وقف على هذا الاثر من الاخوة فليطلعنا عليه بارك الله في الجميع.(/)
مصطلح المكي والمدني بين المكانية والزمانية
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Sep 2007, 05:06 م]ـ
لا يخفى على ذي اطلاع على كتب علوم القرآن ما هي بحاجة إليه من التحرير، وإن علماءنا ـ رحمهم الله ـ قد بذلوا جهدًا في الجمع والتحرير، لكن الأمر لا زال بحاجة إلى زيادة بحث وتحرير.
وإن الدعوة إلى التحرير لا تعني نقض ما توصل إليه السابقون برمته، بل هي دعوة إلى تتميم ما بقي منه بحاجة إلى تقويم وتحرير، ولو كانت فكرة الاكتفاء بما قدمه السابقون في ذهن أسلافنا لما تقدم العلم، ولبقيت كثير من المعلومات أشبه بالعلم التوقيفي الذي لا يجوز تقويمه أو الزيادة عليه، وذلك ما لم يكن في خلدهم رحمهم الله.
وسأدير في هذه المقالة الحديث حول مصطلح المكي والمدني، وأذكر ما توصلت إليه في هذا المقام، فأقول:
قال السيوطي رحمه الله تعالى: (اعلم أن للناس في المكي والمدني اصطلاحات ثلاثة:
أشهرها أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعدها سواء نزل بمكة أم بالمدينة عام الفتح أوعام حجة الوداع أم بسفر من الأسفار. أخرج عثمان بن سعيد الرازي بسنده إلى يحيى بن سلام قال: ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فهومن المكي. وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره بعد ما قدم المدينة فهومن المدني. وهذا أثر لطيف يؤخذ منه أن ما نزل في سفر الهجرة مكي اصطلاحاً.
الثاني: أن المكي ما نزل بمكة ولوبعد الهجرة، والمدني ما نزل بالمدينة، وعلى هذا نثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني). الإتقان، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1: 23).
وقال في موطن آخر: (سورة النساء زعم النحاس أنها مكية، مستنداً إلى أن قوله: (إن الله يأمركم) الآية، نزلت بمكة اتفاقاً في شأن مفتاح الكعبة، وذلك مستند واه لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سورة طويلة نزل معظمها بالمدينة أن تكون مكية، خصوصاً أن الأرجح أن ما نزل بعد الهجرة مدني، ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه. ومما يرد عليه أيضاً ما أخرجه البخاري عن عائشة قالت: ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده، ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقاً. وقيل نزلت عند الهجرة). الإتقان، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم (1: 31).
التعليق:
أولاً: لو سار السيوطي (ت: 911) على عبارته الأولى (اصطلاحات) لكان أولى، لكنه رجَّح بين هذه الاصطلاحات في الموطن الآخر، وجعل الاعتبار الزماني هو المقدَّم.
ثانيًا: لم يذكر من قال بهذه الاصطلاحات، ولا من قال ـ باعتبار المكان ـ بأن ما لم ينزل بمكة ولا المدينة فليس بمكي ولا مدني، وذلك قوله: (وعلى هذا نثبت الواسطة، فما نزل بالأسفار لا يطلق عليه مكي ولا مدني).
ثالثًا: ما نقله عن يحيى بن سلام البصري موجود في مقدمة مختصريه (تفسير هود ابن محكم، وتفسير ابن أبي زمنين)، وهذا هو بتمامه: (قال يحيى: إن ما نزل بمكة وما نزل في طريق المدينة قبل أن يبلغ النبي عليه السلام المدينة فهو من المكي.
وما نزل على النبي عليه السلام في أسفاره بعدما قدم المدينة فهو من المدني وما كان من القرآن (يا أيها الذين آمنوا) فهو مدني، وما كان (يا أيها الناس) ففيه مكي ومدني، وأكثره مكي).
وهذا القول باعتبار الزمان قال به ممن هو في طبقة يحيى بن سلام (ت: 200)، وهو علي بن الحسين بن واقد (ت: 211)، فقد أورده السيوطي في الدر المنثور، قال: (وأخرج ابن مردويه عن علي بن الحسين بن واقد رضي الله عنه (ت: 211) قال: كل القرآن مكي أو مدني غير قوله {إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد} فإنها أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجحفة حين خرج مهاجراً إلى المدينة. فلا هي مكية ولا مدنية، وكل آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة فهي مكية. فنزلت بمكة أو بغيرها من البلدان، وكل آية نزلت بالمدينة بعد الهجرة فإنها مدنية. نزلت بالمدينة أو بغيرها من البلدان).
(يُتْبَعُ)
(/)
رابعًا: بالنظر إلى استعمال هذين المصطلحين عند السلف (الصحابة والتابعين وأتباعهم) نجد أنهم يُعنون بالمكان، ويتضمن قولهم الزمان، بل هم أكثر رعاية لمكان النزول ولو كان خارج هاتين البلدتين؛ لذا قد يحددون الموضع بدقة، كالذي أورده السيوطي ـ أثناء حديثه عن المكي والمدني ـ عن عكرمة، قال: (وقال أيوب: سأل رجل عكرمة عن آية في القرآن فقال: نزلت في سفح ذلك الجبل، وأشار إلى سلع. أخرجه أبو نعيم في الحلية).
وإن تتبع أقوالهم في المكي والمدني يشير إلى تطبيقات عملية فيها العناية بالمكان واعتبار الزمان، ولهم في هذا أمثلة ظاهرة جدًا، منها:
1 ـ قال الطبري: حدثني المثنى قال: حدثنا الحجاج بن المنهال قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر قال: قلت لسعيد بن جبير:"وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" أهو عبد الله بن سَلام؟ قال: هذه السورة مكية، فكيف يكون عبد الله بن سلام! قال: وكان يقرؤها:"وَمِنْ عِنْدِهِ عُلِمَ الكِتَابُ" يقول: مِنْ عند الله).
2 ـ قال الطبري: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جُرَيج، قال: قال الضحاك بن مزاحم: هذه السورة بينها وبين النساء (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا) ثمان حجج. وقال ابن جُرَيج: وأخبرني القاسم بن أبي بزة أنه سأل سعيد بن جُبير: هل لمن قتل مؤمنا متعمدا توبة؟ فقال: لا فقرأ عليه هذه الآية كلها، فقال سعيد بن جُبير: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها علي، فقال: هذه مكية، نسختها آية مدنية، التي في سورة النساء
وهناك أمثلة أخرى غيرها، ويكفي في هذا المقام مثل هذين المثالين.
ومما يحسن لفت النظر إليه ـ في هذا الموضوع ـ ما يأتي:
الأول: أن الاعتماد في التفريق على مصطلح الهجرة متأخر عن زمانهم، فلم يكن إلا في طبقة صغار أتباع التابعين من أبناء الجيل الثاني من القرن الثاني، والذين ورد عنهم هذا المصطلح يحيى بن سلام (ت: 200)، وعلى بن الحسين بن واقد (ت: 211) هم من أبناء هذا الجيل.
الثاني: أن في عمل السلف في اعتبارالمكان المتضمن للزمان أمر مهم، وهو تحديد مكان النزول بدقة، وهذه الفائدة لا تتأتى لو اعتبرت الزمان فحسب؛ لأن مكان نزولها لن يكون مقصدًا للباحث باعتبار الزمان.
الثالث: أننا لسنا أمام قولين مختلفين، بل هما قولان متداخلان من وجه، لذا لسنا بحاجة إلى الترجيح في هذا المقام، بل بيان وجه الارتباط بينهما، الرابع: أن يكون عندنا فكرة البناء على ما عمله السلف ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً، وفي هذا المقام فإن العمل بالقولين واعتبارهما وإعمالهما معًا ـ مع صحتهما ـ أولى من إبطال أحدهما باعتماد الآخر.
وهذا يعني أن نتفهَّم مصطلح السلف، وكيف تعاملوا مع هذه المسألة العلمية، وهذا التفهم يعيننا على بيان تطور المصطلحات، واختلافها من طبقة إلى طبقة، ومعرفة كل قول على وجهه الذي أراده المتكلم به.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Aug 2010, 10:59 ص]ـ
مما يضاف إلى هذا المبحث، ويمكن إثراؤه بها موضوع (الآيات المستثناة)، ولعل أحد الباحثين يخصص لهذا الموضوع وما يتعلق به من أثار علمية مقالة علمية مستقلة، فبعض عبارات السلف يتضح فيها اعتبار الزمان والمكان معًا، وجمعها ودراستها مفيد جدًا في بيان تأصيل هذه المسألة، والله الموفق.
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[09 Aug 2010, 11:51 ص]ـ
مما يضاف إلى هذا المبحث، ويمكن إثراؤه بها موضوع (الآيات المستثناة)، ولعل أحد الباحثين يخصص لهذا الموضوع وما يتعلق به من أثار علمية مقالة علمية مستقلة، فبعض عبارات السلف يتضح فيها اعتبار الزمان والمكان معًا، وجمعها ودراستها مفيد جدًا في بيان تأصيل هذه المسألة، والله الموفق.
يا حبذا أيضاً لو نعلم من هو اول من اعتنى وصنّف القرآن الى مدني ومكي. وهل هذا التصنيف كان مرافقاً لمصحف عثمان أم أن المسألة ظلت على الإجتهاد دون التوقيف؟ وإذا كان ذلك التقسيم قد دُوّن في العهد القريب من النزول. فلماذا هذا الإختلاف الكبير بين ما هو مدني ومكي؟ وهل حقاً أن الأسلوب المدني يختلف عن المكي في كل السور والآيات أم هي فقط صفات غالبة. وأخيراً أظن أن عنوان مصطلح المكي والمدني بين المكانية والزمانية. يُفهم منه أيضاً الظروف والأحوال والمناسبات التي نزلت فيه السور والآيات. إذ ان كلمة زمانيّة تفيد الظرفية وهي ليست بمعنى الزمنيّة التي تعني جزء من وقت.
ـ[نورة العنزي]ــــــــ[19 Dec 2010, 05:22 م]ـ
وإن الدعوة إلى التحرير لا تعني نقض ما توصل إليه السابقون برمته، بل هي دعوة إلى تتميم ما بقي منه بحاجة إلى تقويم وتحرير، ولو كانت فكرة الاكتفاء بما قدمه السابقون في ذهن أسلافنا لما تقدم العلم، ولبقيت كثير من المعلومات أشبه بالعلم التوقيفي الذي لا يجوز تقويمه أو الزيادة عليه، وذلك ما لم يكن في خلدهم رحمهم الله.
كلام نفيس. زادكم الله من فضله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الدرة]ــــــــ[20 Dec 2010, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.(/)
من أين أبدأ وكيف أصل؟؟
ـ[الراجية]ــــــــ[10 Sep 2007, 06:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى القائمين على هذا الملتقى المبارك إن شاء الله
أطلب منكم النصح والمشورة
أتمنى أن أدرس التفسير وأستطيع تدبر كلام الله، لكني لا أدري أي الكتب أحتاجها وأي الكتب أبدأ بها خاصة وأنا أعلم أن كثيرا من أصحاب كتب التفسير عقائدهم مضطربة فلا أستطيع الاقتراب منها إلا ببينة من أهل العلم.
أرجو مساعدتي وإرشادي
وجزاكم الله خيرا
ـ[الراجية]ــــــــ[11 Sep 2007, 08:42 ص]ـ
ألا من مجيب؟؟؟
ـ[السيد محمد على]ــــــــ[11 Sep 2007, 09:09 ص]ـ
أضم صوتى اليك فى هذا الملتقى المبارك 000وأضيف هل من موقع على الانترنت لأكاديميات او جامعات تدرس هذا العلم بأسلوب منهجى صحيح وتعطى شهادة معتمدة 00000000وجزاكم الله خيرا
ـ[الراجية]ــــــــ[13 Oct 2007, 12:52 م]ـ
لعلي أصل!!
ـ[النقبي]ــــــــ[13 Oct 2007, 09:26 م]ـ
بسم الله ...
أين أصحاب الإختصاص! هل من مجيب! هل من سامع! فنحن جميعا قد نستفيد من هذه الكتب
بارك الله فيكم
ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[13 Oct 2007, 10:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
لسنا من أهل الاختصاص لكن نشرًا للخير، ونفعًا للغير علّكم _رعاكم الرحمن_ تبدؤون بأشرطة (مناهج المفسرين) للشيخ: عبد الرحمن الشهري _حفظه الله_ فتأخذون منها فكرة عن كتب التفسير فحينها تعرف ميزة الكتاب وما هي أهم المسائل التي ركز عليها المفسر، وأنا أحدثكم عن تجربة فبسماعنا للأشرطة استفدنا خيرًا كثيرًا، وتعرفنا على كتب قد نكون في يوم من الأيام نتحاشى القراءة فيها.
وهي على الرابط التالي:
http://www.ahlaltafsir.com/TEMP_archives.php?archive_id=44
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن، على ما وصلنا من طيب النفع، وفي جميع مشائخنا وعلمائنا.
وهذه أوّل خطوة، وهي من الأهمية بمكان
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[14 Oct 2007, 12:24 ص]ـ
الأخت الكريمة:
سبب عدم إجابتك هو وضع مشاركتك في الملتقى المفتوح وقد قمت بنقله إلى هنا.
وأما جوابك فتجدينه على هذا الرابط:
كتب مقترحة لدراسة التفسير ومناهج المفسرين وعلوم القرآن [مهم] ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=26)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2007, 02:52 ص]ـ
الحمد لله
العبد الضعيف ليس من اهل الاختصاص لكن قد أفيدكم بذكر بعض المسائل.
أولا ابدأوا بدراسة غريب القرآن ... فهذه هي اللبنة الاولى و الاصل الاصيل لمن يروم علم التفسير ... وليكن معتمدكم
في ذلك كتب الغريب ... ومن اهمها و اشهرها ...
غريب القرآن لابن قتيبة ولو جمعتم معه مشكل التاويل فهذا نور على نور
أو كتاب مفردات الراغب الاصبهاني وهو كتاب قيم ... ما عليكم الا ان تتبعوا غريب القرآن فيه ... وتسجلوه في كراسة
وترتبون دراستكم كما يناسبكم
أو كتاب تفسير غريب القرآن للامير الصنعاني وهو كتاب قيم غني بالمادة اللغوية وهو مرتب حسب الحرف الاول
من الكلمة كما ترد في القرآن ...... فلو حاولتم اعادة ترتيبه على السور لكان عملا قيما ينفعكم و تنفعون به
*****************************************
و انصحكم و انصح نفسي مع هذا كله بالاهتمام بلسان العرب
وابدؤوا في النحو بالاجرومية .... واحب لكم النظم للعمريطي
وادرسوا في البلاغة المثل السائر لابن الاثير مثلا وهو كتاب يفتح لكم ابوابا للفهم في لغة العرب و اسالبهم في الكلام
وادرسوا شيئا من الصرف ولو اليسير الذي يجعلكم تدركون اهمية هذا العلم
وطالعوا في تفاسير السلف .... التي تعتمد اول ما تعتمد عليه كلام الله و كلام رسوله صلى الله
عليه و سلم وهي مشهورة و لله الحمد ... كابن كثير ... واحب لكم مختصره للشيخ احمد شاكر عليه رحمة الله
******************************************
وهذا كله لا ياتي مرة واحدة بل قطرة قطرة
و احب لكم أن تدرسوا القواعد الحسان للشيخ السعدي
وقواعد التفسير للشيخ خالد السبت
وهذه الكتب ان شاء الله ستفتح لكم ابوابا اخرى من الخير و البركة بإذن الله
********************************************
أرجو ان أكون قد فهمت سؤالكم على مرادكم.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[14 Oct 2007, 03:02 ص]ـ
الأخت الراجية:
كيف نجيب على مشارِكة للمرة الثالثة تريد من يهديها إلى خير ما تبدأ به طريقها مع تفسير كتاب الله، وقد قالت قولا عظيما في الجرم حيث تقول " وأنا أعلم أن كثيرا من أصحاب كتب التفسير عقائدهم مضطربة " أولا: استغفري ربك، ثم توبي إليه وبعد ذلك ستجدين الخير كل الخير بمجرد التجرد من حكمك على أكثرية المفسرين باضطراب العقيدة خاصة وأنت على بداية الطريق أو قبل بدايته بمراحل، يجب أن نتعلم قبل أن نحكم ولك كل التحية والإرشاد والتعاون بمجرد أن تقولي قولا مصيباً عن سادتنا علماء التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2007, 01:47 م]ـ
الأخت الراجية:
كيف نجيب على مشارِكة للمرة الثالثة تريد من يهديها إلى خير ما تبدأ به طريقها مع تفسير كتاب الله، وقد قالت قولا عظيما في الجرم حيث تقول " وأنا أعلم أن كثيرا من أصحاب كتب التفسير عقائدهم مضطربة " أولا: استغفري ربك، ثم توبي إليه وبعد ذلك ستجدين الخير كل الخير بمجرد التجرد من حكمك على أكثرية المفسرين باضطراب العقيدة خاصة وأنت على بداية الطريق أو قبل بدايته بمراحل، يجب أن نتعلم قبل أن نحكم ولك كل التحية والإرشاد والتعاون بمجرد أن تقولي قولا مصيباً عن سادتنا علماء التفسير.
بارك الله فيك يا شيخنا الدكتور .... قول في محله ..... ولا ادري كيف لم ينتبه كثير منا الى هذا القول
فالمرجو التادب التام مع علماء الامة ... وألا يلقى القول على عواهنه
وفعلا هذا قول عظيم في حق علماء اول اوصافهم أنهم حملة كتاب الله في صدورهم
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[14 Oct 2007, 05:38 م]ـ
الأخت الراجية:
كيف نجيب على مشارِكة للمرة الثالثة تريد من يهديها إلى خير ما تبدأ به طريقها مع تفسير كتاب الله، وقد قالت قولا عظيما في الجرم حيث تقول " وأنا أعلم أن كثيرا من أصحاب كتب التفسير عقائدهم مضطربة " أولا: استغفري ربك، ثم توبي إليه وبعد ذلك ستجدين الخير كل الخير بمجرد التجرد من حكمك على أكثرية المفسرين باضطراب العقيدة خاصة وأنت على بداية الطريق أو قبل بدايته بمراحل، يجب أن نتعلم قبل أن نحكم ولك كل التحية والإرشاد والتعاون بمجرد أن تقولي قولا مصيباً عن سادتنا علماء التفسير.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل، ورفقا رفقا بمن أخطأ، فالطالب في بداية الطريق يحتاج للمعلم الحاني لكي يدله الطريق، ولا يحتاج للمعنف، فإنه قد يصاب بإحباط إذا عنف من أول المسار، وقد قال الله لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه]
وأنا ألتمس لك العذر بأنك أردت الذب عن علماء الأمة من حملة الكتاب العزيز، ولكن الرفق مطلوب.
ـ[الراجية]ــــــــ[15 Oct 2007, 01:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وشكر لكم حسن تعاونكم
الأستاذ الفاضل د خضر
أستغفر الله وأسأله أن يعفو عن جهلي
لم أقصد الإساءة ولست أهلا للحكم إنما أخاف لا أعرف المفسرين.
بعض المفسرين يقال أنهم أشاعرة والبعض معتزلي وبعض الكتب فيها كل شيء إلا التفسير فلا أعرف أي الكتب أقرأ.
أستاذنا الفاضل ..
لقد قرأت تفسير الصابوني كله " صفوة التفاسير" ثم وجدت تحذيرا منه شديدا لشيخنا ابن باز أو ابن عثيمين رحمهما الله لا أذكر بالضبط.
فجئت أسأل أهل العلم لعلي أكون على بينة.
جزاك الله خيرا يا شيخنا الفاضل، ورفقا رفقا بمن أخطأ، فالطالب في بداية الطريق يحتاج للمعلم الحاني لكي يدله الطريق، ولا يحتاج للمعنف، فإنه قد يصاب بإحباط إذا عنف من أول المسار، وقد قال الله لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه]
وأنا ألتمس لك العذر بأنك أردت الذب عن علماء الأمة من حملة الكتاب العزيز، ولكن الرفق مطلوب.
وهذا ما حدث لي بالفعل وودت أني لم آت ولم أكتب حرفا واحدا حتى قرأت ردكم فجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Oct 2007, 02:16 ص]ـ
على كل أشكر الأحبة المشاركين وأحب أن أقول للأخ الفاضل " أبو عبد الرحمن" نحن معك في الرفق ونحبه ونتواصى به في هذا الملتقى الجامع لأهل الفضل، ولو أنكم تفضلتم بمراجعة مداخلاتي لوجدتموها تنبض بالرفق واحترام الأحبة الجدد من الأعضاء فضلا عن الزملاء المؤسسين، ولكن أؤيدك فيما وصيت كما أؤيد كل من تواصى بالصبر وتواصى بالمرحمة، وللأخت الفاضلة " الراجية عفو ربها " أقول: لا تخافي ولا تحزني فكلنا في هذا الملتقى كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ولكن مع عظيم تقديري لكِ ولسؤالك أحب أن نزن كلامنا مع العلماء لأن لحومهم مسمومة، ومن هنا فالحذر من حكم قد يودي إلى وزر، هذا فقط من باب التناصح في الله ولله، وللحق أقول:
إنني لمست في كتابتك أنها إخفاقة قد لا تكون متعمدة وسبحان من له الكمال المطلق.
وللجواب على سؤالك أقول:
من كتب التفسير التي يهتدي بها المبتدي:
1ـ تفسير الجلالين، والسعدي، ومن أعظم كتب التفسير الميسرة " تفسير مجمع الملك فهد المسمى" التفسير الميسر "
ثم تفسير القرآن العظيم، والقرطبي، ومفاتيح الغيب، والآلوسي، والبحر المحيط ...... وهلم جرا من تفاسير العلماء الذين ندين لهم بالولاء والطاعة فقد حملوا لنا الأصل فلهم علينا عظيم الفضل، وعندما تهضمين هذه التفاسير لا يتوانى العلماء عن إمدادك بالمزيد النافع مما جادت به قرائح أهل السنة والجماعة من المفسرين، وللجميع خالص تقديري. والله يرعانا ويرعاكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الراجية]ــــــــ[15 Oct 2007, 09:35 ص]ـ
الحمد لله أقررتم العين بردودكم وهذا هو الظن فيكم
ونعدكم إن شاء الله ألا نقترب مما قد يظن أنه إساءة
وأسأله سبحانه أن ينفعني بما علمتموني
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Oct 2007, 09:05 م]ـ
السائلة الكريمة:
هذه طريقة نافعة في قراءة كتب التفسير، جربتها ووجدت أثرها ونفعها، وكاتبها من أهل التفسير المتخصصين، وهو فضيلة الشيخ مساعد الطيار، اقتبستها من مشاركة له طويلة في هذا المنتدى، وأنقلها هنا راجيا من الله أن تفيدين منها ويفيد منها كل من أراد أن يسلك هذا الطريق.
أولاً: يخصِّص القارئ كتابًا من كتب التفسير يكون أصلاً له يقرؤه مرة بعد مرة، حتى يستظهر هذا التفسير استظهارًا بالغًا لا يكاد ينِدُّ عنه منه شيء، ويحسن أن يكون هذا التفسير مختصرَا، فإن لم يكن فيكون متوسطًا؛ ليتمكن من قراءته وترداده، فإن الطويل قد يُمِلُّ، كما قد ينقطع عنه العزم.
ومن المختصرات ما يأتي:
1 ـ التفسير الميسر، الذي طُبِع في وزارة الشئون الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
2 ـ الوجيز في التفسير للواحدي.
3 ـ مراح لبيد للجاوي النووي.
4 ـ جامع البيان للأيجي.
ومن التفاسير المتوسطة:
1 ـ تفسير الوسيط للواحدي.
2 ـ تفسير أبي المظفر السمعاني.
3 ـ تفسير البغوي.
4 ـ تفسير ابن جزي الكلبي.
5 ـ تفسير السعدي.
وقد عدلت عن ذكر كتابين مشهورين، وهما تفسير البيضاوي وتفسير الجلالين؛ لأنهما متنان يحتاجان إلى قراءةِ فكٍّ، ولا يصلحان للمبتدئ، وغيرهما أوضح منهما، وهما لطلاب العلم أكثر منهما لعامة القراء.
ثانيًا: أن يختار له كتابًا من كتب غريب القرآن يجعله أصلاً يرجع إليه لمعرفة المراد باللفظة في لغة العرب، وكتب غريب القرآن كثيرة، ويمكن تقسيمها إلى الآتي:
1 ـ كتب مختصرة؛ كتحفة الأريب لأبي حيان، ونزهة القلوب للسجستاني، والترجمان عن غريب القرآن لعبد الباقي اليماني، وغيرها.
2 ـ كتب فيها طول وتحرير علمي للألفاظ؛ كمفردات الراغب الأصفهاني، وعمدة الحفاظ للسمين الحلبي، وتفسير غريب القرآن لأبي بكر الرازي (صاحب مختار الصحاح)، وهو كتاب نفيس للغاية.
3 ـ كتب متقدمة، فيها أسلوب علماء اللغة المتقدمين من أئمة اللغة، فتجد فيها ذلك النَّفس المتقدِّم الذي يحرص على الشاهد العربي من الشعر؛ كمجاز القرآني لأبي عبيد معمر بن المثنى، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة.
ثالثًا: يحدِّد القارئ ميوله العلمي من اتجاهات المفسرين العلمية؛ كالبلاغية والنحوية والفقهية وغيرها، وذلك لأمرين:
الأول: أن يتعرف على التفاسير والكتب المتعلقة بهذا الاتجاه التي تفيده في المجال الذي يرغبه.
الثاني: أن يعلِّق على التفسير الذي اختاره ما يجده من هذه المعلومات التي تلائم ميوله العلمي.
طريقة القراءة:
1 ـ بدء القراءة، والحرص على ختم الكتاب وتفهُّمه، والمداومة على قراءته مرة بعد مرة، حتى يستظهر المتعلم التفسير من خلال هذا الكتاب.
2 ـ ترك الإشكالات التي تعيق عن تمامه، وتقييدها لحلها في المستقبل.
3 ـ معرفة القضايا التي يحرص عليها قارئ التفسير أو الباحث فيه، وترك ما لا ثمرة فيه.
4 ـ التعليق على الكتاب بما يلزم من الفوائد والتعقبات، وعدم الاشتغال بها عن الأصل، وهو استظهار التفسير من خلال هذا الكتاب.
5 ـ لابد من معرفة أنَّ بعض الإشكالات ستبقى عند طالب العلم وقد لا يجد لها حلاًّ، والمراد أنها لا تكون عائقًا عن تعلم التفسير، كما أنها ليست دليلا على الفشل في طلبه. ا. هـ.
ـ[نورة]ــــــــ[15 Oct 2007, 10:13 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العبادي على ماسطرت
والشكر موصول لمعدّ ومرتب هذه الطريقة د/ مساعد أثابه الله خيراً
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Oct 2007, 01:53 ص]ـ
قلت: جزى الله شيخنا " مساعد " خيرا،كذا الناقل عنه، وأضيف نقطة أراها في محز الفائدة ومعقدها لكل طلاب التفسير وهي:
عدم القراءة بدون أستاذ، فلابد من وجود شارح من العلماء بل حتماً، ليتتلمذ على يديه طالب التفسير ويقف أمام حقائق كتاب الله بواسطة فهم الأستاذ المعلم، إذ القاعدة المحفوظة تقول: لا تأخذ العلم من صحفي ولا القرآن من مصحفي" أي: لا يجوز لمن تعلم تعلما ذاتيا أن يُؤخذ عنه العلم، كما لا يجوز تعلم القرآن ممن قرأ القرآن من المصحف بدون التلقي على من شيخ مقريء، فليتدبر ولنشدد الأيدي على هذه القاعدة الأصيلة في العلم والتعلم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Oct 2007, 07:13 ص]ـ
قلت: جزى الله شيخنا " مساعد " خيرا،كذا الناقل عنه، وأضيف نقطة أراها في محز الفائدة ومعقدها لكل طلاب التفسير وهي:
عدم القراءة بدون أستاذ، فلابد من وجود شارح من العلماء بل حتماً، ليتتلمذ على يديه طالب التفسير ويقف أمام حقائق كتاب الله بواسطة فهم الأستاذ المعلم، إذ القاعدة المحفوظة تقول: لا تأخذ العلم من صحفي ولا القرآن من مصحفي" أي: لا يجوز لمن تعلم تعلما ذاتيا أن يُؤخذ عنه العلم، كما لا يجوز تعلم القرآن ممن قرأ القرآن من المصحف بدون التلقي على من شيخ مقريء، فليتدبر ولنشدد الأيدي على هذه القاعدة الأصيلة في العلم والتعلم. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..
أحسنت ياشيخنا الغالي الدكتور خضرا
وأصبت عين الحقيقة، والتي غابت عن كثير من طلاب العلم
وكما تفضلتم وأشرتم؛
فقد أثر عن مشايخنا قولهم:
"لا تأخذ العلم من صحفي، ولا القرآن من مصحفي"؛
أي لا يؤخذ العلم من الكتب دون عالم، ولا يتعلم القرآن من المصحف دون شيخ حافظ.
ولابد من الالتزام على متخصص حافظ للقرآن؛ لأن ذلك سيحملك معظم الأوقات على ألا تكسل أو تقصر؛
على الأقل حياء من شيخك، وحفظا لماء الوجه معه. ثم
إن ذلك يفيدك في ضمان النطق الصحيح والأداء السليم للقرآن، ومن ثمة المتابعة، وعدم الخمول والتقصير
وحل للمشكلات التي تعترضك ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Oct 2007, 02:49 ص]ـ
أحسن الله إليك يا دكتور مروان واثابك خيراً.
ـ[الراجية]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:51 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خير الجزاء
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 Nov 2007, 05:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[12 Jul 2009, 11:12 م]ـ
يرفع للنفع(/)
القرّاء ورمضان .. مشكلة تتجدد في رمضان .. هاتوا نصائحكم يا كرام.
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[11 Sep 2007, 03:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اقبل رمضان ومازالت نفس مشكلة المسجد الذي بجوارنا تتكرر كل عام ..
إنها (البحث عن الخشوع في الصلاة خارج البيت بعد أن تدنت الهمم)
والمسجد القريب للأسف لا يساعد فإمامه لا يملك لا تلاوة مرتلة ولا صوتا حسنا!
و حينما نذهب للمسجد البعيد أجد جاراتي ومن هن بجوار المسجد الأول قد حملهن نفس السبب الذي حملني وأهلي للمجيء لهذا المسجد
فلما كلمنا المحارم فمن قائل ليس من فعل السلف أمر الإمام الراتب بأن يُنصب بدلا عنه ..
ومن قائل أن الصلاة في المسجد القريب وعمارته مهما كان إمامه أفضل لئلا يُترك المسجد
والبقية لا يجدون ضيرا فهم يصلون أينما شاءوا!
فخطر في بالي أن أخط للإمام ورقة أو رقتين أدسها مع أحد طلاب الحلقة أستحثه فيها أن ينيب عنه
(في رمضان فقط وفي التراويح فقط) من يصلي بنا من وهبه الله مزمارا من مزامير آل داود من طلاب حلقات هذا المسجد-وما أكثرهم-
فهل فعلي هذا من الصواب؟
وإن جازت الفكرة وكنتم مكاني فماذا أنتم قائلون له؟
وماذااكتب من النصوص والعبارات التي تجعله يوافق على هذا العرض؟
-خصوصا أنه عرف عنه أنه من النوع الشديد العنيد ..
طبعا معلوم أن صلاة المرأة في بيتها أفضل لكن لو صلينا في البيت فإن النفس و الكسالى والصغار سيجدون العذر لاختصار التراويح أو تركها!
ثم أليس من الأجدر أن يُختار للمسجد في رمضان من القراء الذين يعينون الناس على الخشوع
ويجذبون الشباب لكلام ربهم ويحبرون القرآن تحبيرا-سواء من اُمام أو غيره؟
خاصة في هذا الزمان الذي انشغل كثير من الناس عن العبش مع القرآن وضاق الوقت عن تدبره وشغلت الهموم القلب فما عاد يجد وقتا لتذوق حلاوة كلام رب العالمين .....
عموماً هاتوا ما عندكم والله يبارك فيكم
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[11 Sep 2007, 10:47 م]ـ
تبارك الله!
يبدو أن مشكلة مسجدنا المجاور حالة نادرة
لا تتكرر في بقية المساجد
الله المستعان
ـ[أبوعامر]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:33 ص]ـ
أبدا مشكلة متكررة في كل مكان يتواجد فيه إمام سيء الصوت وأحيانا لا يحسن القراءة ولكن الموضوع محير يمتنع الناس أحيانا حياء من الرجل
لكن النصح عن طريق الايميل او رسائل جوال يمكن يكون أهون
انا لدي ملاحظة اخرى على بعض الأئمة وهي:
أن بعضهم لا يحسنون الوقف ولا الابتداء وهذا يسبب لي إزعاجا بالغا فمن أمثلة الوقف القبيح: الوقف على الفعل دون الفاعل ومن أمثلته:
(وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله .. ) الوقف على الفعل فأكله فهذا يفسد المعنى
(وأعد لهم جنات تجري .. ) الوقف على تجري وهذا أيضا قبيح
وفي نحو ذلك قال ابن الجزري وغير ما تم قبيح أي ما لم يتم لفظه ومعناه
اما الابتداء فالشأن عجيب فكثير ما يقف القارئ على المعنى المكتمل يقف وقفا تاما او كاف ثم يعود إلى لفظة سابقة ليربط الكلام غير المرتبط
مثل من يقرا وقالت اليهود يد الله مغلولة .. ثم يستأنف مغلولة غلة أيدهم
وهذا خطا فالوقف التام والكاف يبدا فيه بما بعده.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Sep 2007, 02:45 ص]ـ
إفعلي يا أختاه وترفقي بالقاريء لأن النصح ثقيل على النفس وفكرتك سديدة، ولقد كثر من لا يحسن القراءة في مجمل مساجدنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:05 ص]ـ
بسم الله ...
إلى الله المشتكى ...
حسبنا الله و نعم الوكيل!!
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:06 ص]ـ
بسم الله ...
نقول: إلى الله المشتكى ...
حسبنا الله و نعم الوكيل!!(/)
يوم الخميس هو الأول من رمضان 1428هـ: بارك الله لكم في رمضان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Sep 2007, 10:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى يعود علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته وخيره وبره ولله الحمد، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم إياه وأن يبارك لنا فيه.
كان بعضنا يتوقع أن تكون هذه الليلة ليلة الأربعاء هي الليلة الأولى من شهر رمضان، ثم تبين أنها ليست كذلك، وأن غداً الأربعاء يكون إكمالاً لعدة ثلاثين يوماً من شهر شعبان، وأن بعد غد الخميس هو غرة شهر رمضان، فالحمد لله رب العالمين،،،
ونحن في ملتقى أهل التفسير نبارك لجميع المشاركين في هذا الملتقى والقراء قدوم شهر رمضان، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لاغتنام هذا الشهر الكريم في الطاعة والخير، وأن يجعلنا من المقبولين عنده سبحانه وتعالى،،
** ** **
الخميس أول رمضان بالسعودية ومعظم الدول العربية
الإسلام اليوم / وكالات
29/ 8/1428 9:8 م
11/ 09/2007
أعلنت السعودية وقطر والأردن واليمن والإمارات والبحرين وفلسطين ومصر ومعظم الأقليات المسلمة حول العالم أن غدا الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان وأن الخميس هو أول أيام شهر رمضان المبارك، بينما أعلنت ليبيا أن يوم غد الأربعاء سيكون أول أيام الشهر الكريم في الجماهيرية.
وأعلن مجلس القضاء الأعلي بالسعودية أن غدا الأربعاء 12 سبتمبر هو المتمم لشهر شعبان وأن بعد غدا الخميس 13 من الشهر نفسه هو أول أيام شهر رمضان الكريم. كما أعلنت دار الإفتاء في مصر أن الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان، وأن يوم الخميس المهو أول أيام شهر رمضان.
وفي اليمن أعلنت لجنة تحري رؤية هلال رمضان بمحافظة الحديدة أن يوم الأربعاء هو المكمل لشهر شعبان، وأن يوم الخميس الموافق 13 سبتمبر هو أول أيام شهر رمضان المبارك. ونقلت وكالة سبأ عن رئيس اللجنة (عبدالرحمن مكرم) قوله انه تم تحري هلال رمضان ولم يتم تبين رؤيته ليكون بذلك يوم الأربعاء هو اخر أيام شهر شعبان وعلى ان يبدأ شهر رمضان المبارك من يوم الخميس القادم بأذن الله تعالى.
أما في ليبيا فقد أعلن المركز الليبي للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء مساء اليوم أن الدراسات والحسابات الفلكية التي أجراها بينت أن الأربعاء هو أول أيام شهر رمضان المبارك في ليبيا.
وفلكيا أعلنت الجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية "إسنا" أن الخميس المقبل هو أول أيام رمضان في بلدان القارة. وقالت في بيان إن "رمضان في أمريكا الشمالية سيمتد على مدار 29 يومًا فقط هذا العام؛ وهو ما يعني أن أول أيام عيد الفطر المبارك هناك سيوافق السبت 13 أكتوبر".
وفي أوروبا، أعلنت جمعية الأئمة بهولندا أن الخميس المقبل يوافق أول أيام رمضان فلكيا، وهو ما أعلنه أيضا المجلس الأوروبي للإفتاء بالنسبة لبلدان الاتحاد السوفيتي السابق. وانفردت كل من الهند وباكستان بإعلان أن يوم الجمعة 14 سبتمبر هو أول رمضان فلكيًّا في الدولتين.
وتتقدم مؤسسة "الإسلام اليوم" بأخلص التهاني لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة حلول الشهر الكريم، أعاده الله علينا وعليكم بالخير والبركات.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=73876)
ـ[أبو يعقوب]ــــــــ[11 Sep 2007, 10:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرة أخرى يعود علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته وخيره وبره ولله الحمد، نسأل الله أن يبلغنا وإياكم إياه وأن يبارك لنا فيه.
كان بعضنا يتوقع أن تكون هذه الليلة ليلة الأربعاء هي الليلة الأولى من شهر رمضان، ثم تبين أنها ليست كذلك، وأن غداً الأربعاء يكون إكمالاً لعدة ثلاثين يوماً من شهر شعبان، وأن بعد غد الخميس هو غرة شهر رمضان، فالحمد لله رب العالمين،،،
ونحن في ملتقى أهل التفسير نبارك لجميع المشاركين في هذا الملتقى والقراء قدوم شهر رمضان، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لاغتنام هذا الشهر الكريم في الطاعة والخير، وأن يجعلنا من المقبولين عنده سبحانه وتعالى،،
** ** **
الخميس أول رمضان بالسعودية ومعظم الدول العربية
الإسلام اليوم / وكالات
29/ 8/1428 9:8 م
11/ 09/2007
المصدر ( http://www.islamtoday.net/albasheer/show_news_content.cfm?id=73876)
الله يبارك فيك
وكل عام وأنتم بخير
جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:38 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
وبارك لنا في شهر رمضان وجعلنا فيه من الفائزين والمخلصين الصادقين والعاملين بإحسان إن شاء الله
ونسأله عز وجل أن يعيننا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان.
يا باغي الخير أقبل ..
فهذا شهر تتتضاعف فيه الحسنات وتتابع الرحمات وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
شهر القرآن ..
شهر الصبر
شهر الريان
شهر المجاهدة
شهر الرياضة
شهر الأخلاق
شهر الدعاء
شهر العبادة
شهر التواصل
شهر المحبة
شهر البذل والعطاء
وفقنا الله جميعاً لحسن القصد وحسن العمل وحسن المآل. آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الموحد 2]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:58 ص]ـ
أسأل الله أن يبلغنا وإياكم شهر رمضان وأن يعيننا فيه على الصيام وعلى القيام وأن يتقبله منا أجمعين. آمين.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[12 Sep 2007, 01:42 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير وعلى الخير ومن أهل الخير ..
تقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا ..
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[12 Sep 2007, 08:38 ص]ـ
مبارك عليكم الشهر , وأعاده الله علينا وعليكم بالخير
وجزاكم الله خير
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
.أتقدم لأخي المشرف العام الدكتور عبد الرحمن الشهري ولسائر الإخوة أعضاء ملتقى التفسير وزواره بأحر التهاني بمناسبة حلول شهر الرحمة رمضان المبارك، سائلا المولى عز وجل أن يتقبل منا جميعا أعمالنا وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Sep 2007, 10:29 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
اللهم سلِّمنا لرمضان
وسلِّم رمضان لنا
وتسلّمه منا متقبلاً
مبارك عليكم أيها الأحباب الشهر الكريم
ونسأل الله أن يستخدمنا في طاعته
وأن يصلح أحوال الأمة في كل مكان
وكل عام وأنت إلى الرحمن أقرب.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:01 م]ـ
اللهم وفقنا لصيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا .. اللهم اجعله شهر خير وبركة على المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها برحمتك يا أرحم الراحمين ...
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[12 Sep 2007, 04:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اعاننا الله على صيامه وقيامه وتلاوة كتابه الكريم
وكل عام وانتم بخير واعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن
ـ[جنتان]ــــــــ[12 Sep 2007, 05:05 م]ـ
كل عام وأنتم إلى الرحمن أقرب
وجعلنا الله وإياكم من الفائزين ..
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Sep 2007, 06:14 م]ـ
مبارك عليكم الشهر , وأعاده الله علينا وعليكم بالخير(/)
انطلاق جوال (تدبر) القرآن مع بداية شهر رمضان 1428هـ بعون الله فشارك معنا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:35 ص]ـ
بعون الله تعالى-ومع بداية شهر رمضان-سينطلق جوال تدبر ( TADABBOR ) وهو يهتم بتدبر القرآن وفهمه وبيان معانيه، ويشرف عليه جمع من أهل العلم، المهتمين بهذا الشأن، منهم:
أ. د.ناصر بن سليمان العمر.
د. محمد بن عبدالعزيز الخضيري.
د. محمد بن عبدالله الربيعة.
د. عصام بن صالح العويد العويد.
د. عمر بن عبدالله المقبل.
د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري.
فقط أرسل
رقم 1
إلى
81800
وستصلك أكثر من رسالة يوميا تعينك على فهم القرآن وتدبره.
علما أن قيمة الاشتراك 12 ريالا شهريا، بواقع 40 هللة يوميا، وما يبقي بعد رسم الاتصالات سيصرف في دعم مشروع التدبر، وهذه الخدمة هي إحدى خدمات الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم.
في 30/ 8/1428هـ
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Sep 2007, 10:21 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ماشاء الله تبارك الله.
نعم الملتقى يتألق يوماً بعد يوم في التَّميز، والرِّفعة، والإبداع.
لك الحمد يا رب على كل توفيقٍ، وخيرٍ، وسدادٍ، وأجملِ دعوة.
شرفٌ والله لي أن أكون عضواً منتسباً _ على عرجة في الطريق _ في هذا الملتقى المبارك، بين ثلة كرام، فضلاء نبلاء.
فرحم الله الإمام الذهبي؛ إذ لو كان بيننا لترجم لجل إخواننا في هذا الملتقى المبارك في سِفْرِه المبارك (سير أعلام النبلاء)
ألآ فليشهد التاريخ حسن صنيع أهل العلم والفضل في ملتقانا المبارك.
فلا حرمنا الله علمه، وفضله، وإخوة في الله أحبابا.
زادكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن، وأثابكم الله على جهودكم وأهل العلم و الفضل من المشايخ الفضلاء كل خير، وبركة في الدنيا والآخرة.
الداعي لكم بكل خير
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[12 Sep 2007, 11:16 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذه الخدمة المباركة ..
أسأل الله العظيم أن يدخلني وإياكم برحمته في عباده الصالحين وأوليائه المتقين ..
جهد مبارك وعمل موفق ..
وخطوة جليله لتفقيه الناس بكتاب ربهم جل جلاله ..
أسأل الله لنا ولكم الإعانة ..
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:02 م]ـ
جهد مبارك .. تم الاشتراك .. بارك الله فيكم فضيلة الدكتور عبد الرحمن وليتكم تضعون له إعلاناً لينقل للمواقع الأخرى ..
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:43 م]ـ
هل الخدمة مقصورة على أهل المملكة؟
ـ[الغزالي]ــــــــ[12 Sep 2007, 12:49 م]ـ
د. عبدالرحمن
ألا يوجد رقم للاشتراك للمشتركين في (موبايلي)؟
فإن لم يوجد؛ فأقترح نقرأ الرسائل في هذا المنتدى ببلاش يوميا (ابتسامة)!!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Sep 2007, 06:18 م]ـ
بابُ جديد للخير نفع الله به ,وجزى الله القائمين عليه خيراً.
ـ[جنتان]ــــــــ[12 Sep 2007, 06:46 م]ـ
بارك الله تعالى في القائمين عليه ,وشكر الله لكم شيخنا الفاضل ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 Sep 2007, 12:51 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا الكريم.
وأسأل الله أن يبارك في المشايخ الفضلاء، وأن يزيدهم من فضله.
وأقترح /
وضع الرسائل - اليومية - المرسلة عبر خدمة جوال (تدبر) في موضوع مثبت خلال شهر رمضان، وذلك ليستفيد من الرسائل من هم خارج البلاد، أو لا يستطيعون المشاركة لأي سبب كان.
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[13 Sep 2007, 05:04 ص]ـ
تم الاشتراك ..
بارك الله سعيكم.
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[13 Sep 2007, 12:14 م]ـ
إني على شوق
وفي شوق لوصول الرسائل ..
متى تصل الرسالة بارك الله فيكم؟
وقد اشتركت أول نزول الإعلان لكن لم يصلني لا رد
ولا شيء كبقية الخدمات التي تُخبر بتمام تسجيلي عندهم.
........
بورك فيكم على هذه الخدمة القيمة بالفعل
واسمحوا لي بنقل هذه البشرى
ملاحظة:
قال أحد الفضلاء عن هذه الفكرة:
كان من الأفضل أن يمولها وقف
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2007, 06:40 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً على دعواتكم وتشجيعكم. ومن لم يستقبل رسالة تأكيد الاشتراك فليكرر المحاولة فقد وقع خلل في الساعات الأولى للخدمة بارك الله فيكم.
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[13 Sep 2007, 11:02 م]ـ
شكر الله سعيكم
كم نحن بحاجة إلى مثل هذا المشروع الجميل الرائع.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[14 Sep 2007, 01:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن على هذه الجهود المباركة , وقد سعدت بهذا الخبر , واشتركت مباشرة دون تردد أو تفكير , وفقكم الله وفتح عليكم , وجعلكم مباركين أينما كنتم
ـ[الموحد 2]ــــــــ[14 Sep 2007, 04:14 ص]ـ
دخلت الملتقى لأسطر لكم شكراً على برنامج بيّنات الرائع،
فإذا بي أسطر لكم شكراً وتقديراً وعرفاناً ـ بعد تسجيلي ووصول رسالة التأكيد ـ في جوال التدبر،
شكراً لكم على كل ما تبذلون،
بل شكراً لكم على ما لم تبذلونه بعدُ فالله جل وعلا يُجازي على النية قبل العمل،
وجعل كل ذلك في موازين أعمالكم.
وأقول كما قال أخي أبو العالية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حسيبة إبراهيم ألتن كسر]ــــــــ[14 Sep 2007, 05:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و بارك الله في أعمالكم الصالحة ,
أكرر سؤال الذي طرحه أحد المندوبين: هل الخدمة مقصورة على أهل المملكة؟ قد حاولت أن أرسل الرسالة من تركيافلم أوفق ,
و جزاكم الله خيرا,
حسيبة إبراهيم
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[14 Sep 2007, 09:38 ص]ـ
بداية أحب أشكركم على الرسائل المباركة التي وصلت من جوال تدبر
فجزاكم الله خيرا وبارك الله في العمل
ولدي نقطتين:
.. ~.~.~.~.~ .. ~.~.~.~
1 - هل يُسمح لي بنقل تلك الرسائل المباركة التي تردني على جوالي على صفحات الشبكة العنكبوتية لتتم الاستفادة منها بشكل أكبر وتصل إلى من لايستطيع الاشتراك بها من دول العالم؟
.. ~ .. ~.~.~.~.~~.~.~.2 - وضعت هذه البشرى في عدة منتديات وقد لفت انتباهي عدة أسئلة في الردود نرجو منكم إفادتنا والرد عليها وهذه بعض منها:
o- ياليت أن تكون هذه الخدمة في عدة دول إسلاميه ولا تقتصر على بلد واحد ...
o- سوأل إرسال رقم 1 إلى 81800 في كل أنحاء العلم أو فقط في السعودية لشبكات اتصال سعودية (موبايلي) و (جوال) .. يعني مثلا أنا في اربيل عندي موبايل ((كورك Korek )) أرسل الرقم (1) إلى نفس الرقم 81800؟
o- لو هذه الخدمة تعمم على جميع الدول العربية مثل خدمة النقال في الفضائيات لكن الخير أكثر واعم وجزاهم الله خيرا
o- أنا من تركيا – الكويت- خارج السعودية-هل تصلني الخدمة
o- فكرة هذه الخدمة جيدة والحمد لله .. ولكن هل هي للمملكة فقط؟ .. أم لعموم أهل الأرض .. يعني هل يستفيد من ذلك الشام واليمن والخليج وغيرها
وباركـ الله فيكم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[14 Sep 2007, 07:41 م]ـ
أستأذن الشيخ عبدالرحمن في الإجابة على هذه الأسئلة باختصار،بحكم قربي من الفريق الفني:
وقبل ذك أشكر جميع الإخوة الذين تفاعلوا مع هذه الخدمة التي لا تستغني عن التسديد والتقويم من الجميع،وخصوصاً من أهل العلم،وعلى رأسهم أهل هذا الملتقى.
1 ـ بداية الخدمة مقتصرة على السعودية،ولمشتركي الاتصالات السعودية،وسنعمل جاهدين في أقرب فرصة أن تكون الخدمة متاحة لمشتركي موبايلي.
2 ـ تعميم الفكرة إلى البلاد العربية والإسلامية ليس مطلباً للإخوة المشتركين فحسب؛ بل هو أمل وغاية للمشرفين على الجوال.
ولكن هذا يحتاج بعض الوقت،والدراسة من جميع النواحي،والتأكد من الإجراءات المطلوبة في كل بلد،والله الموفق والمعين.
3 ـ أما نشر الرسائل في المنتديات، فهي حسنة من الناشر يشكر عليها،وما دام نشرت عبر الجوال فهي متاحة للجميع، راجين أن يشار إلى مصدر الفائدة،مع رقم الخدمة، لأن هذا يساهم في نشرها،والمشروع ـ كما تقدم ـ خيري محض،لا يرجى من ورائه إلا ربح الآخرة، نسأل الله أن لا يحرمنا فضله.
4 ـ أنبه إلى أن في البداية نراعي ـ قدر الطاقة ـ أكبر قدر ممكن من شرائح الناس، من حيث محتوى الرسالة، لذا لا يستغرب بعض الفضلاء أن تكون الرسالة بالنسبة له (عادية)؛ لأننا نرغب في إيضال معاني القرآن،إلى أكبر شريحة ممكنة من الناس، وفيهم عوام ـ غير طلبة العلم الشرعي ـ.
ولعل الله تعالى ييسر إطلاق قناة خاصة بالتدبر الذي صبغته علمية؛ لتكون زاداً لطلاب العلم.
5 ـ أكرر أننا لا نستغني عن تسديدات الإخوة،واقتراحاتهم،فالمشروع ملك للجميع،وتوعية الناس بمعاني كلام ربهم،وربطهم به، وتنزيل آيات القرآن على واقع الناس، همٌّ مشترك لكل من آتاه الله علماً بهذا الكتاب وإن قل ً.
ـ[الراية]ــــــــ[15 Sep 2007, 01:38 م]ـ
وهذه الخدمة هي إحدى خدمات الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم
الرجاء التكرم بتعريفنا لهذه الهيئة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2007, 01:55 م]ـ
الرجاء التكرم بتعريفنا لهذه الهيئة؟
لم نرد الاستعجال في التعريف بهذه الهيئة العالمية حتى ينطلق موقعها الالكتروني وتستكمل بعض الإجراءات الرسمية لها، ولعلك ترى تعريفاً وافياً بها بإذن الله قريباً أخي العزيز على صفحات هذا الملتقى.
ـ[ابوبنان]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:18 ص]ـ
ابداعكم لا حدود له، ما شاء الله عليكم
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Sep 2007, 06:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
وأقول للجميع:
لا تقصر الفائدة على نفسك أنشر الرقم لجميع الأهل والأقارب والأصدقاء والزملاء في العمل دعما للمشروع ونشرا للخير
ـ[نواف الحارثي]ــــــــ[16 Sep 2007, 03:46 م]ـ
مع شهر القرآن .. حين يقبل الناس على تلاوة كتاب ربهم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) ... يفتتح أهل الخير مشروع تدبر ليجمع المسلم بن الحسنيين: تلاوة للقرآن وتدبر لمعانيه
فلا حرم الله كل مساهم أو مشارك أو قارئ الأجر والمثوبة وجعلنا جميعا من أهل القرآن.
قال مالك بن دينار:"ما زرع القرآن في قلوبكم ياأهل القرآن؟ إن القرآن ربيع المؤمن كما أن الغيث ربيع القلوب" (إحياء علوم القرآن 1/ 285 - بواسطة كتاب:مفاتح تدبر القرآن والنجاح في الحياة للدكتور: خالد اللاحم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[17 Sep 2007, 09:27 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وننتظر أن تمتد هذه الخدمة إلى كافة الدول العربية
ـ[المتخصصة]ــــــــ[17 Sep 2007, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيراً وأثابكم
ـ[خادمة القرآن]ــــــــ[19 Sep 2007, 06:13 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
سؤال حفظكم الله: هل فيها خدمة " إهداء "؛ حيث يمكنني أن أُهدي الإشتراك للغير؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 07:43 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء.
سؤال حفظكم الله: هل فيها خدمة " إهداء "؛ حيث يمكنني أن أُهدي الإشتراك للغير؟
لا توجد حالياً هذه الخدمة ما دام المهدى إليه هو الذي يسدد فاتورة هاتفه من حسابه هو، فسوف تخصم قيمة الاشتراك من حسابه لا من حساب المُهدي. ولا أدري هل هذه الإمكانية توجد في أي جوال من الجوالات المتاحة حالياً بحيث يكون خصم قيمة الاشتراك من حساب رقم آخر غير الرقم المشترك؟
لكن الفكرة قيمة بارك الله فيك، ولعل الله ييسر تنفيذها.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Sep 2007, 01:32 م]ـ
فكرة طيبة وجاري الاشتراك فيها وألْمح من حبيب الكل أبي عبد الله الشيخ عبد الرحمن تغيير توقيعه تأثرا بما نقله فضيلته إلينا فتأثرنا به في مسألة الدكترة {لقب دكتور} والغرب والكنيسة فليتدبر وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
ـ[الزياني]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:19 ص]ـ
شكر الله لكم أيها المشايخ الفضلاء:
جعل الله ما تقدمونه في ميزان الحسنات.
وخطوة مباركة وأسأل الله لكم التوفيق والسداد.
تم الإشتراك.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[24 Sep 2007, 10:44 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحة
إن هذه الفكرة من الأفكارالتي تؤكد أن الأمة مقبلة على كتاب ربها، فله الحمد والمنة أن اختارنا لهذا الوقت الذي تعيش فيه الأمة صحوة مع كتاب ربها الكريم، وأسأله أن يجعلنا ممن يصطفيهم لخدمة كتابه الكريم، إنه سميع مجيب.
وإني لأغبط الإخوة الكرام في الهيئة العالمية للتدبر على هذا المشروع الناجح ـ إن شاء الله ـ وأساله أن نشركهم بنوايانا في أجرهم، وأن يروا غبَّ ذلك مثوبة في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 Sep 2007, 05:30 م]ـ
لا توجد حالياً هذه الخدمة ما دام المهدى إليه هو الذي يسدد فاتورة هاتفه من حسابه هو، فسوف تخصم قيمة الاشتراك من حسابه لا من حساب المُهدي. ولا أدري هل هذه الإمكانية توجد في أي جوال من الجوالات المتاحة حالياً بحيث يكون خصم قيمة الاشتراك من حساب رقم آخر غير الرقم المشترك؟
لكن الفكرة قيمة بارك الله فيك، ولعل الله ييسر تنفيذها.
قام بهذه الفكرة القائمون على خدمة جوال زاد التي هي بإشراف الشيخ محمد المنجد حفظه الله ...
ولدي تساؤل:
أين الشيخ مساعد الطيار عن إتحافنا بما من به الله عليه عبر هذه الخدمة؟؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2007, 06:50 م]ـ
سوف نحاول تنفيذ هذه الفكرة بإذن الله لو استطعنا ذلك تقنياً والأمر سهل إن شاء الله.
وأما الدكتور مساعد الطيار فستصلكم بعض تأملاته عبر هذه الرسائل قريباً إن شاء الله يا أبا عبدالعزيز.
ـ[ابو مسلم]ــــــــ[24 Sep 2007, 07:08 م]ـ
نعم اؤكد كلام اخي ابو عبد العزيز فقد بدأ الاخوه في جوال زاد بإشراف الشيخ المنجد نفع الله به في تقديم خدمة إهداء وهو ما سيفتح المجال للكثيرين لتوسيع اشتراكات احبابهم لذا نأمل ان يوفقكم الله الى هذه الخطوة المباركة
ـ[هتاف الضمير]ــــــــ[24 Sep 2007, 09:05 م]ـ
إن لله عباداً فطناً ...
طلقوا الدنيا وعافوا الفتنا ..
نظروا فيها فلما علموا ..
أنها ليست لحيّ وطناً ..
جعلوها لجة واتخذوا ..
صالح الأعمال فيها سفناً ... !!
تم الاشتراك ولله الحمد .. وقد وجدنا فيها درراً ..
أثابكم الباري .. وجزاكم الفردوس ..
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[25 Sep 2007, 04:14 م]ـ
إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير
بارك الله فيكم ... فكرة رائعة أن نحيا لقرآننا ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
في بيوتنا ومعاملاتنا ومحادثاتنا وخطابنا حتى نكون قرآنا يتحرك في المجتمعات
ولقد لمحت تعليقا عن تغيير التوقيع والدكترة من خلال اطلاعي على هذه الصفحة
ولفضيلة القاضي الشيخ: بكر أبو زيد جزاه الله خيرا رسلة لطيفة بعنوان:
تغريب الألفاظ العلمية جديرة بالتأمل والاهتمام بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 10:10 ص]ـ
وفقكم الله جميعاً أيها الأحباب على دعواتكم وتفاعلكم مع هذه الخدمة القرآنية الدعوية.
ونحن في حاجة ماسة إلى دعمكم العلمي للمشروع بما تستطيعون حتى يستمر متميزاً، فنحن لا نريد الاستمرار فحسب، وإنما نريد التميز وتطوير هذه الخدمة مستقبلاً لتشمل شرائح أوسع ومساحات أوسع كذلك. فلا تبخلوا علينا - خاصة بالرسائل الخاصة على البريد الالكتروني للمشروع
tadabbor@gmail.com
باقتراحاتكم وأرائكم ومشاركاتكم العلمية في رسائل الجوال وصياغتها واختيارها من كتب أهل العلم، أسأل الله أن يزرقنا جميعاً الإخلاص والتوفيق.
ولا أنسى أن أشكر أخي العزيز الدكتور عمر المقبل وفقه الله فهو عمود هذا المشروع في الحقيقة الذي يتابعه ويقوم عليه قياماً أسأل الله أن يجعله في موازين حسناته، وأن يضاعف له المثوبة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:05 م]ـ
أثابكم الله ياشيخ عبدالرحمن وبقية القائمين على هذا المشروع العلمي المبارك، وحقا إنها درر لا يكفيها وزن الأرض ذهبا فالله المستعان.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[26 Mar 2008, 01:54 ص]ـ
فلا تبخلوا علينا - خاصة بالرسائل الخاصة على البريد الالكتروني للمشروع
tadabbor@gmail.com
باقتراحاتكم وأرائكم ومشاركاتكم العلمية في رسائل الجوال وصياغتها واختيارها من كتب أهل العلم، أسأل الله أن يزرقنا جميعاً الإخلاص والتوفيق.
.
جعل الله ماتقدمونه في بيض صحائفكم.
لدي سؤال: إذا كان بإمكاننا المشاركة في اختيار هذه الرسائل العلمية، فكيف يمكن إفادتكم بها، هل هي عن طريق إرسالها عبر البريد الإلكتروني الخاص بالخدمة؟
فقد وقفت على عدة لطائف أثناء قراءتي في أحد كتب التفسير، وتصلح لخدمة تدبر؛ لاختصارها وبلاغتها وعظيم أثرها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Mar 2008, 05:56 ص]ـ
عن طريق هذا البريد الالكتروني، فهناك موظف متفرغ لمتابعة هذه الرسائل وترتيبها وعرضها على اللجنة العلمية لاختيار المناسب منها ونشره، بارك الله في جهودكم.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[26 Mar 2008, 06:11 م]ـ
حتى لا يحصل تكرار في الجهود هل بالإمكان معرفة المجالات أو العلماء الذين تم تغطية مؤلفاتهم واستخلاص تأملاتهم؟
هل بالإمكان لاحقا تقسيم وترتيب هذه التأملات على حسب السور إن كان الكلام مرتبطا بآية واحدة؟
جزاكم الله خيرا ونفع بكم. . . .
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[26 Mar 2008, 08:38 م]ـ
هنا رابط يمكن التواصل عن طريقه في طرح اي سؤال يخص جوال تدبر:
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=11409
ـ[هاني العتيبي]ــــــــ[19 Jun 2008, 03:03 ص]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحة
إن هذه الفكرة من الأفكارالتي تؤكد أن الأمة مقبلة على كتاب ربها، فله الحمد والمنة أن اختارنا لهذا الوقت الذي تعيش فيه الأمة صحوة مع كتاب ربها الكريم، وأسأله أن يجعلنا ممن يصطفيهم لخدمة كتابه الكريم، إنه سميع مجيب.
وإني لأغبط الإخوة الكرام في الهيئة العالمية للتدبر على هذا المشروع الناجح ـ إن شاء الله ـ وأساله أن نشركهم بنوايانا في أجرهم، وأن يروا غبَّ ذلك مثوبة في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.
والله اني يوماً بعد يوم، وكلما اقرأ من درر " تدبر " أرى نفسي تتوق بشدّة إلى مسك أحد كتب التفسير والتمعن فيها ..
أحيا الله قلوبهم بالإيمان، كما شوقونا لتدبر القرآن ..
ـ[أبو عبدالرحمن الزهراني]ــــــــ[09 Jun 2009, 10:00 م]ـ
قدر الله علينا وحولنا من شركة (الاتصالات) إلى شركة (موبايلي) فخسرنا خدمة {جوال تدبّر}!!
هل من حل لهذه المشكلة؟؟
ساعدونا ..(/)
.... لآلئ ودرر رمضانية ....
ـ[جنتان]ــــــــ[12 Sep 2007, 06:33 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,أما بعد:
إخوتي الأفاضل قد أظلنا شهر كريم ,وموسم عظيم ,قد خصّه الله عز وجل بما لم يخصّ غيره من الشهور ,فيه تنييب النفوس, وتشحذ العزائم ,وويزداد الأيمان بالإقبال على الطاعات ,والأعمال الصالحات ,فهو شهر البر والخير والرحمةوالصلة والعتق من النار ,فالسعيد من اغتنم تلك النفحات, وجاد بما لديه من الأعطيات ...
لذا إخوتي لاسيما أن المؤمن يغفل وقد تشغله الدنيا ويخوض بملاهيها ,دون أن يعلم ,لذا كان المؤمن قليلاً بنفسه كثيراً بإخوانه ....
فياحبذا لو أنّ كل واحدّ منّا بادر بأن يجود بلؤلؤة من مكنونه يهديها لإخوته قبيل سويعات من هذا الشهر الجليل ,علّها تكون سبب سعادةٍ وفلاح ٍ ونجاةٍ في أمر الدين والدنيا والاخره ...
فجودوا لإخوتكم بما توصون به في هذا الشهر العظيم ....
وافتتح تلك الوصايا (الآلئ) وهاآنذا استمع لأذان المغرب الذي يهل بدخول هذا الشهر الكريم:
اللؤلؤة الأولى:
من أعظم مايفيد المسلم من شهره وصيامه قيام عبودية المراقبة في قلبه ذلك أن الصائم يمسك عن المفطرات طيلة نهاره ,فتراه أمينا على نفسه حريصاً عليها ,متمثللاً هيبة مولاه ,واطلاعه ,فيصل بذلك إلى مرتبة الإحسان ,ولهذا خص الله عز وجل الصيام من بين سائر الأعمال بأنّه له وهو يجزي به فإذا استشعر العبد هذا المعنى العظيم انبعث إلى مراقبة الله عز وجل في شتى شؤونه ,وهو درس عظيم تستفيد منه الأمة عامة ,والأفراد خاصة .....
مباركٌ عليكم الشهر وأسأل العلي القدير أن يجعله عامرا ًبذكره وطاعته ومرضاته ....
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[12 Sep 2007, 08:59 م]ـ
قال تعالى: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون)
(التقوى) لنجعلها غايتنا من الشهر كما أراد ربنا
ومحل التقوى هو القلب(/)
مغلق لأداء شهر رمضان!
ـ[أبو العالية]ــــــــ[12 Sep 2007, 07:33 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
تُرى ما حال القلب الآن وهو يستقبل أعظم ضيف على وجه المعمورة.
والله يا أحباب الفرحة تغمرني بشكل رهيب، صعب الوصف!
حقيقة لا أدري ما أقول.
لكن ليتني أقول:
مغلق لأداء شهر رمضان
ولكن حب الملتقى شغف قلبي، ووصل إلى مداه، ولن أعدم الخير إن شاء الله بين الفينة والاخرى من زيارته.
فأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لأحسن الصيام والقيام والعبادة وقراءة القرآن؛ إنه سبحانه خير مسؤول.
كما وأسأله سبحانه باسمه الأعظم ثلاثاً:
الأولى: أن يعتق رقابنا ورقاب جميع أعضاء هذا الملتقى المبارك خاصة.
والثانية: أن يكتبنا وإياكم في جنان الخلد إخواناً على سرر من ذهب متقابلين بنعمة الإخاء والوداد الأخوي.
والثالثة: أن يهب ربنا الكريم لكل أخ مبارك، أو خت مباركة سُؤلَه أو سُؤلها، وأن يقسم لهم الخير على أفضل مما تمنَّوا.
وبالله يا أحباب لا تحرموا الفقير من دعوة صالحة في ظهر الغيب
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[12 Sep 2007, 11:13 م]ـ
اللهم آمين، جزاك الله خيراً.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Sep 2007, 01:41 ص]ـ
آمين جزاك الله خيراً
ـ[شموخ قلم]ــــــــ[13 Sep 2007, 04:12 ص]ـ
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين ..
بوركت ياكريم
ـ[ابو مسلم]ــــــــ[13 Sep 2007, 02:03 م]ـ
اللهم آمين، اللهم آمين، اللهم آمين ..
بوركت ياكريم
ـ[جنتان]ــــــــ[13 Sep 2007, 02:59 م]ـ
آمين .. آمين ... وإياكم.والمسلمين أجمعين
ـ[النجدية]ــــــــ[14 Sep 2007, 10:28 ص]ـ
بسم الله ...
اللهم آآآآآآآآآآمين ...
أستاذنا الفاضل جزاكم الله خيرا ...
و إنني أختم بعبارتكم الطيبة هذه:
مغلق لأداء شهر رمضان
السمع و البصر و الفؤاد!!!
فجزيتم كل الخير ..
و تقبل الله طاعاتكم أساتذتي، و ندعو الله قائلين:
بلغتنا رمضان منك بمنة؛ فبرحمة منك أعتقنا من النيران .. !!
و دمتم في حفظ المولى(/)
كتاب ممتع فلا يفوتنكم ......
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 Sep 2007, 10:03 م]ـ
اسم الكتاب: دليل فهم القرآن المجيد
اسم المؤلف: أبو عبد الملك أحمد بن مسفر بن معجب العُتيبي.
الناشر: مكتبة الرشد.
وبعد ...
فهذا كتاب مُعْجِب آسر،لكاتب مقل لكنه إذا كتب احتشد، تحدثك بذلك رائعته السابقة: دهاقنة اليمن.
والكتاب مدخل طيب لمن يريد أن يستمتع بالقرآن ...
وفيه فوائد وإشارات وإحالات وتنبيهات لا تخرج إلا من كاتب جمع فأوعى ...
وقد كسره على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: إيقاظ وتنبيه قبل الانتفاع بالقرآن.
الفصل الثاني: المنهج الصحيح لفهم القرآن المجيد.
الفصل الثالث: بحوث ومناقشات في المعارف القرآنية.
فلا يفوتنكم ..
ـ[جنتان]ــــــــ[12 Sep 2007, 10:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم ..
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[07 Nov 2007, 07:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الهديه المباركه.
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Nov 2007, 08:25 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الرحمن بكم!
ولقد جذبت انتباهي عناوين هذه الفصول؛ فسارعت إلى البحث عن رابط التحميل ... فلم أعثر عليه!!
فهلا زودتمونا به، لو تكرمتم؟؟
والله الموفق ...
ـ[البهيجي]ــــــــ[09 Nov 2007, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ...... نرجو أرشادنا الى كيفية الحصول عليه سواءً عن طريق الشبكة العالمية أو عن طريق
المكتبات ..... ولكم الشكر وبارك الله تعالى بكم.
البهيجي
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[10 Nov 2007, 12:52 ص]ـ
سألت الاخوه في مكتبة الرشد بالرياض .. فقالوا ان الكتاب نفد من المكتبات وسوف يطبع قريبا طبعه جديده.
ـ[سالم سرور عالي]ــــــــ[09 Jul 2008, 02:30 م]ـ
بارك الله فيكم. اليوم اقتنيت الطبعه الثانيه من كتاب دليل فهم القران المجيد من مكتبة الرشد بالاحساء. وفق الله الجميع.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[11 Jul 2008, 05:52 ص]ـ
رأيت حوالي عشر نسخ من الكتاب في مكتبة الرشد بأبها
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 Jul 2008, 09:33 م]ـ
المفروض الجماعة بتوع الرشد يعطوني نسبة على كل نسخة تباع ..
ـ[ناصر الربيعان]ــــــــ[23 Jul 2008, 11:40 ص]ـ
كتاب ممتع فلا يفوتنكم ...... صدقت أخي
اقتنيتُ منه خمس نسخ من فرع الرشد في بريدة.
ـ[سلسبيل]ــــــــ[25 Jul 2008, 06:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن هل يوجد الكتاب في الكويت؟ وبأي مكتبة؟(/)
عاجلاً غير آجل: (موقع للقرآن الكريم .. لو تكرمتم)
ـ[لطيفة]ــــــــ[12 Sep 2007, 11:53 م]ـ
هل من موقع أستطيع من خلاله البحث عن كلمة في القرآن الكريم، ومن ثم قص الآية ولصقها في برنامج الكتابة (الوورد) .. ؟
كان في حوزتي قرص رائع بعنوان (المصحف للنشر المكتبي) لكنه معطل الآن: ( ..
أذكر أنني مررت كثيرا بمواقع جيدة في هذا المجال لكنها لاتحضرني ..
فمن يحضره شىء منها فليسعفني .. وله جزيل الشكر ووافر الامتنان.
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[13 Sep 2007, 12:11 ص]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه. وأغتنم هذه الفرصة لتهنئة الأمة الإسلامية عامة، وأهل هذا الملتقى خاصة، بدخول هذا الشهر المبارك الكريم، وأسأله سبحانه وتعالى أن يغفر جميع ذنوبنا، ويستر عيوبنا، ويعتق رقابنا وجميع المؤمنين من النار. آمين يا رب العالمين.
هذا الموقع سيخدم المطلوب إن شاء الله.
http://www.altafsir.com/Quran_Search.asp?LanguageID=1
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Sep 2007, 01:49 ص]ـ
لعلك تحملين المصحف الالكتروني من موقع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
يمكن تحميله من هنا:
اضغط هنا ( http://www.qurancomplex.org/MaterialCMS/viewSection.asp?matId=134&id=135&l=arb&matLang=arb&SecOrder=15&SubSecOrder=2)
ـ[لطيفة]ــــــــ[13 Sep 2007, 03:14 ص]ـ
أخواي الكريمان مصطفى الرافعي، وفهد الوهبي
شكر الله لكما ما تفضلتما به .. ولكن ..
الرابط الذي وضعه الأخ الرافعي لا يعمل
ورابط الأخ الوهبي يحتاج إلى وقت طويل جدا للتحميل (ست ساعات) .. لذا لم أكمل تحميل البرنامج
أذكر أن هناك برنامج جميل جدا من مصحف النور .. ينزل في الوورد مباشرة كأيقونة في الشريط .. وموقع آخر لا يحضرني .. أتمنى لو أجد شبيها لذلك في أسرع وقت .. ولكم أعذب التحايا
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[13 Sep 2007, 07:26 ص]ـ
ابارك لكم ايها الاحباب دخول هذا الشهر الكريم جعله الله تعالى خير شهر وبركة على امة الاسلام جميعها
مرفق مع هذه الرسالة نسخة من القران الكريم على هيئة ملف يمكن نسخه الى الحافظة بسهولة
كما يمكن الافادة منه بالنسخ ايضا بسهولة
ارجو ان ينال اعجابكم وتقبل الله طاعتكم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[13 Sep 2007, 07:39 ص]ـ
تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير
وهذا رابط أسأل الله تعالى أن ينال إعجابكم
http://new.wahatalarab.com/asp/service.aspx
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[13 Sep 2007, 09:08 ص]ـ
الحمد لله حمدا يوافي نعمه، ويكافيء مزيده.
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير صلوات ربي وسلامه عليه.
أما الرابط فإنه يعمل عندي بشكل جيد
تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام والقيام وصالح الأعمال.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Sep 2007, 10:11 ص]ـ
يوجد نسختان منه في مكتبة الشبكة هنا
http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=list&id=29(/)
في مستهل الشهر الكريم: كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 07:21 ص]ـ
الحمد لله الذي بلغنا شهر رمضان بمنّه وكرمه
فيا لها من نعمة عظيمة تستحق من العبد كل الشكر والامتنان لخالقه ومولاه.
اختص الله تبارك وتعالى هذا الشهر بخصائص عديدة، من أجلها وأعظمها هو القرآن الكريم، حيث أنزله فيه، وكان هو الشهر الذي يتدارس فيه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مع جبريل، كما أنه الشهر الذي تجتهد فيه الأمة كلها لتنال نصيبها من القرآن: قراءةً وتدبرا وسماعا وحفظا ... الخ.
وبهذه المناسبة -ونحن نرى الناس بمختلف أعمارهم وتوجهاتهم وأعمالهم يقبلون على كتاب الله- يحق لنا أن نتناصح في أحسن سبيل للانتفاع بالقرآن الكريم.
إن الإقبال على تلاوة كتاب الله مطلب مهم، لكن الأهم هو الوصول إلى الغاية من هذا، ألا وهو التأثر بالقرآن الناتج عن تدبره وفهمه، كما قال تعالى: (كتب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) قال ابن مسعود: (لقد أنزل الله القرآن ليُعمَل به، فاتخذوا تلاوته عملا) وقال الفضيل بن عياض: (إنما أنزل القرآن ليُعمَل به، فاتخذ الناس قراءته عملا).
فمن هذا يتبين لنا أن أعظم ما يجب أن نصرف إليه انتباهنا هو السعي وراء تحقيق هذه الغاية: (الانتفاع بالقرآن والتأثر به).
ولقد اطلعت في هذا الشأن على مجموعة من الرسائل المفيدة، من تأليف: مجدي الهلالي، احتوت على جملة طيبة من التوجيهات والتنبيهات والإضاءات الهامة والجيدة، حاول المؤلف من خلالها أن يدل القارئ على الطريق إلى التأثر بالقرآن والانتفاع به، وكيف حدث هذا التأثر للجيل الأول الذي عاصر التنزيل، وكيف أنه كان السبب الذي ارتقى بهم على الأمم أجمعين، وأنه هو السبيل كذلك لنا إذا أردنا العودة إلى سابق عزنا ومجدنا، لذا فالمعجزة الكبرى للقرآن -في نظر المؤلف- هي: قدرته على التأثير والتغيير -بإذن الله- وبث الروح والحياة الحقيقية، وتوليد الطاقة فيمن يحسن الإقبال عليه.
لذا ارتأيت أن أنقل هنا جملة مما ورد في هذه الرسائل باختصار، راجيا من الله تعالى أن ينفعني وإخواني بما فيها إنه ولي ذلك والقادر عليه ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 01:44 م]ـ
لا يخفى على أحد الواقع المرير الذي تعيشه أمتنا في هذا العصر، فلقد تكالبت عليها الأمم، بعد أن أصبحت بلا قيمة ولا اعتبار.
وهذا الأمر دفع المخلصين من أبنائها إلى البحث عن سبل لنهضتها وخروجها من النفق المظلم الذي تعيش فيه.
وتعددت الأطروحات والمقترحات حول نقطة البداية لمشروع النهضة، فمن قائل: نأخذ بأسباب التقدم العلمي كما أخذ بها الغرب فنصير مثلهم، ومن قائل: بل وجودنا كقوة اقتصادية تفرض نفسها على الجميع هو الحل الأمثل لعودة مجدنا مرة أخرى ...
هذه وغيرها أمثلة للرؤى التي تطرح اليوم، وهي على أهميتها إلا أنها تدفعنا للسؤال: هل سبيل نهضتنا حقا هي هذه السبيل؟ هل نتفق نحن والأمم الأخرى في سبل النهضة؟ أم أن هناك أسبابا وطرقا أخرى نختص بها وتكون هي سبيل نهضتنا؟
هذا ما سيأتي الجواب عنه في السطور القادمة ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 03:00 م]ـ
خلق الله عز وجل الأرض، وجعل القانون الذي يحكمها وينظمها هو قانون السببية، فلكي نحصل على نتيجةٍ ما، لا بد من اتخاذ أسباب بعينها تؤدي إليها.
والأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى حدوث نتائج تنقسم إلى قسمين: مادية ومعنوية.
فالمادية نتائجها في الغالب معروفة ومحددة، كشرب الماء للعطشان، وركوب الدابة للوصول إلى المكان المراد، أما الأسباب المعنوية فمثل الاستغفار والدعاء وغيرهما، ليس لها علاقة ظاهرية بالنتائج التي تحدثها، لكن من شأنها أن تؤدي إلى نتائج مادية محسوسة كما أخبر سبحانه: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) والتمثيل على مثل هذا يطول.
والله تعالى قد خلق كلا النوعين من الأسباب، وأمرنا باتخاذ كليهما، حتى نكوّن الستار الذي لا بد منه لنزول الأقدار، والأسباب بذاتها لا تُحدِث القَدَر، وإنا تهيء لنزوله.
هذا الستار يبدأ بالأسباب المادية أولاً لأنها متاحة للجميع .. المؤمن والكافر، وبالتالي يمكن لأي إنسان أن يحصل على النتائج من خلالها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يأخذ بالأسباب المعنوية ثانيا، ولكن استخدام هذه الأسباب مشروط بالإيمان بالله وصدق التوجه له، وعلى قدر الإيمان والإخلاص تكون النتائج المتحققة.
وإذا جمع الإنسان بين هذين النوعين من الأسباب فهو يزيد من حجم الستار، فيتنزل القَدَر بنتائج لا حدود لها.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 05:22 م]ـ
مما سبق يتبين لنا أن وضعنا كأمة مسلمة يجب أن يختلف عن الأمم الأخرى، فإذا كان الغرب بسعيه في الأرض واستفادته من خيراتها المتاحة قد نجح في امتلاك زمام التقدم والحضارة، فإن هذا لا يعني أن نسير مثلهم في نفس الطريق، ونعطي ذلك الأولوية المطلقة، وذلك لجملة من الأسباب:
1/ أن الله قد اختص هذه الأمة الإسلامية بنعمة عظيمة، لم يختص بها أمة معها على وجه الأرض، ألا وهي رسالة الإسلام التي تعد بمثابة رسالة هداية للبشرية جمعاء (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس).
هذه المزية العظيمة تجعل من أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وتضعها على رأس الأمم الأخرى، مرتبطة بمدى تمثل الرسالة في الأمة، وبمدى تبليغها إياها لسائر الناس، فإن لم تفعل ذلك عاقبها الله بعقوبات كثيرة حتى تفيق من سباتها وتقوم بواجبها، وسيستمر العقاب طالما استمر الإعراض عن القيام بالواجب، وهذا هو التشخيص الحقيقي لواقعنا المرير.
2/ إن مصدر رفعة وعزة الأمة الإسلامية مرتبط بمدى علاقتها بربها، ومدى دخولها في معيته وكفايته، كما قال عمر رضي الله عنه: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله.
وفي المقابل فإن مصدر رفعة الأمم الأخرى في الدنيا على قدر امتلاكها للأسباب المادية (فقط)، فمن الخطأ بمكان أن نسعى للرفعة من خلال تقليدهم والسير وراءهم (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا).
3/ إن باب الأسباب المعنوية نملكه دون غيرنا من الأمم الكافرة بالله (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوات وأن الكافرين لا مولى لهم)
فكيف نترك سر تفوقنا؟!
كيف نترك ما اختصنا الله به ونبحث عما في أيدي الآخري؟!
4/ لو أغلق أمامنا باب الأسباب المعنوية، وتساوينا مع الكفار في السباق نحو امتلاك الأسباب المادية، فستكون النتيجة لصالحهم لا محالة، كما قال عمر رضي الله عنه: إنما تنصرون على عدوكم بطاعتكم لله، فإذا عصيتموه تساويتم.
هذا من ناحية .. ومن ناحية أخرى فنحن حين نترك الأسباب المعنوية ونعتمد على الأسباب المادية فقط فإننا نتعرض للعقوبة من الله بالخذلان وتعسير الأمور، بينما هم لن يعاقبوا مثلنا، لأننا قد خنَّا أمانة عظيمة ائتمننا الله علينا دون غيرنا، قال عمر رضي الله عنه: ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يسلط علينا، فرب قوم سلط الله عليهم من هو شر منهم، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار.
5/ تاريخ أمتنا يؤكد أن العرب التي كانت قبل الإسلام في مؤخرة الأمم لم تنتقل إلى مقدمتها بفضل امتلاكها للأسباب المادية وتفوقها بها على غيرها، بل لأنها دخلت في دائرة المعية والرضا الإلهي، فأوفى الله بعهده معها، وملَّكها الأرض، ودحر الممالك الأخرى من فرس وروم والذين كانوا يملكون من الأسباب المادية ما يفوق ما عند الأمة الإسلامية بأضعاف الأضعاف (ومن أوفي بعهده من الله).
وليس معنى هذا هو أن ترك الأسباب المادية، بل لو تركناها لظللنا في أماكننا وما تقدمنا قيد أنملة، فالأسباب المادية هي التي تقيم الستار وتهيء التربة لنزول القدر الإلهي، لكن المقصد هو إعادة ترتيب الأولويات، وعدم مقارنتنا بالغرب، وأن نوقن أن علاقتنا بالله هي سر تقدمنا.
إذن .. نقطة البداية التي ينبغي ألا نتخطاها هي العودة إلى الله والصلح معه، فصلاح الفرد أولا ثم امتلاك الأسباب ثانيا:
*فالذي يبدأ طريقه بالصلح مع الله فإنه لا يألوا جهدا في ارتياد الأماكن التي من شأنها أن ترفع شأن الإسلام، متجاوزا مجده الشخصي ..
*كما أنه لا يغتر بما سيتحقق له من مظاهر العزة الزائفة من المناصب والأموال، بل يبقى في حال فقره لله وتواضعه للمؤمنين مهما كانت ألقابه ومناصبه ..
*كما أنه سيتحرر من أسر الناس، فتجده يبحث عما يرضي الله ليفعله، بغض النظر عن تقييم الناس لفعله.
وهكذا نجد أن الأمة بحاجة إلى الربانيين أولا ليكونوا بعد ذلك في المكان الذي يقيمهم الله فيه .. مهندسين أو أطباء أو علماء ذرة ... الخ
أما بدون رهبان الليل .. البكائين بالأسحار فلا أمل في تقدم ولا رفعة، بل سيستمر الوضع القائم ويزداد سوءا.
قال سعد بن أبي وقاص يصف المجاهدين في القادسية: كانوا يدوّون بالقرآن إذا جن عليهم الليل كدويّ النحل، وهم آساد في النهار لا تشبههم الأسود، ولا يفضل من مضى منهم من بقي إلا بفضل الشهادة.
ويبقى السؤال: كيف السبيل لتحقيق هذا الإيمان وهذه الربانية؟
وما هو دور القرآن في تحقيقها والوصول بالأمة إلى نهضتها؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[13 Sep 2007, 09:47 م]ـ
إن المعاني الإصلاحية الجيدة والفهم الصحيح لكثير من مسائل الدين –مع أهميتها- لا تكفي وحدها لإحداث التغيير داخل الفرد، ومن ثم عودة الأمة إلى الله، بل لا بد أن يواكبها وجود ضامن وطريقة تتكفل بتنفيذها، ورافد يدعم دوامها وبقاءها، وهذا الضامن لا بد أن يكون نابعا من داخل الفرد، دافعا له دوما إلى التنفيذ طمعا في نيل رضا الله ومثوبته:
لا تنتهي الأنفس عن غيها=ما لم يكن لها من نفسها دافعفمثلا قد يتولد عند أحدنا هذا الدافع عندما يستمع لموعظة بليغة، أو يرى صورة مأساوية، أو يقرأ من كتاب ... الخ فكل هذا من شأنه أن يدفعنا للبكاء والعمل ولكن بصورة وقتية، يعود المرء بعد انتهاء تأثيرها إلى سابق عهده.
ولكي نستمر في حالة التوهج والانتباه ومن ثم القيام بالأعمال المطلوبة منا بذاتية وتلقائية كان لا بد من وجود قوة روحية تتولد داخلنا باستمرار، تضبط تصرفاتنا، وتحثنا على فعل الخيرات، وتطبيق التوصيات التي تلقى على مسامعنا، وهو ما من شأنه أن يقلل من الجهد المبذول، وفي نفس الوقت يزيد من الإنتاج كمّا وكيفا، وهذا ما فعله محمد صلى الله عليه وسلم بنجاح باهر مع الجيل الأول.
فما هو هذا المصدر لهذه القوة الروحية؟
وأين نجده؟
إننا نريد مصدراً يضمن لنا توليد تلك القوة الروحية بصورة دائمة ومستمرة ..
ويكون متاحا للجميع ... الرجل والمرأة، العالم وغيره، العربي والأعجمي ... الخ ..
ولا بد أن يكون مجمعا عليه من سائر أفراد الأمة ..
وأن يكون من مواصفاته ألا يملّ منه أحد ..
ويكون لديه القدرة على التعامل مع المستويات المختلفة لأفراد الأمة في كل زمان ومكان.
فما هو هذا المصدر الفريد الذي يجمع بين هذا كله؟!
... نعم، لا يوجد مصدر لديه القدرة على القيام بهذا الدور الخطير إلا إذا كان شيئا معجزا، خارقا للعادة، ذا قوة تأثيرية جبّارة ومستمرة.
لو تفكرنا في المعجزات السابقة لوجدناها مرتبطة بزمان محدد، أو بحالة محددة، أو بشخص محدد، كعصا موسى، وناقة صالح، وإحياء عيسى للموتى.
كل هذه المعجزات مرتبطة بأصحابها من الرسل، إلا معجزة واحدة اختص الله بها أمتنا الإسلامية، وجعلها صالحة لكل زمان ومكان، ألا وهي القرآن الكريم، وقد تكفل الله بحفظه من التحريف والتبديل لتستمر معجزته في قيامها بدورها الخطير في تغيير الأفراد، وبث الروح فيهم، وتوليد القوة الروحية والدافع الذاتي داخلهم باستمرار في أي زمان ومكان (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Sep 2007, 04:48 م]ـ
تأكد لنا بما سبق أن المصدر الجامع المتفرد لبث الروح في الأمة باستمرار هو القرآن الكريم، ولكن هل نرى أثر هذا في واقعنا؟
الحقيقة أننا نعيش اليوم حصاد موروثات قديمة من التعامل الخاطئ مع القرآن، ابتعد فيها المسلمون شيئا فشيئا عنه وعن دوره في التوجيه والتأثير وقيادة الحياة.
حصر دوره في كونه مصدرا للتبرك والأجر والثواب فقط، وأطلق مصطلح (أهل القرآن) على حفاظ حروفه فقط، وأصبح المقصد من تعلم القرآن وتعليمه هو تعلم أحكام تلاوته ومخارج حروفه والاقتصار على ذلك، وكأننا نعيش المنهج التربوي المعكوس، فالإنسان في الدنيا كلها يقرأ ليتعلم، أما نحن فنتعلم لنقرأ!
أصبح التعامل مع القرآن بالحناجر دون العقول والقلوب، أحسنّا التعامل مع لفظه وهجرنا معجزته، وهذا مصداق شكوى الرسول صلى الله عليه وسلم لربه: (يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا).
ومن هنا اشتدت الحاجة لبذل الجهد الضخم لإزالة تلك الموروثات القاصرة، ولتغيير الأساليب السائدة في التعامل مع القرآن.
وقبل الحديث عن التصورات المقترحة لتفعيل مشروع العودة إلى القرآن والانتفاع بقوة تأثيره الفريدة، والتعامل معه على أنه بداية حقيقية لمشروع النهضة، فإن هناك شرطا لا بد منه لكل من يريد اعتناق وتبني هذا المشروع، ألا وهو ضرورة الانتفاع والتأثر به أولا، وتذوق حلاوة الإيمان من خلاله، وأن يصبح بالفعل مصدرا متفردا للقوة الروحية والدافع الذاتي عند من يريد نشره وإيصاله إلى غيره.
وهذا لا يحتاج إلى كبير عناء، فقط أن تستشعر حاجتك إلى القرآن، ثم تقبل عليه بشغف باحثا عن التأثر من خلال تلاوة آياته، فعلى قدر ما سنعطي القرآن من أوقاتنا وعقولنا ومشاعرنا سيعطينا ويعطينا، وعلى قدر ما سنتواضع أمامه، وندخل عليه دخول الملهوف المتشوق لرؤية معجزته، الباحث عن حياة قلبه ستكون النتيجة المبهرة بمشيئة الله ..
(أمامك عقبة)
من الأمور التي قد تمنع الواحد منا من استشعار حاجته إلى المعجزة القرآنية أنه قد تعود على تدبر القرآن واستخراج معانٍ عظيمة منه، وهذا من شأنه أن يُشعره بأنه قد أدى حق القرآن، ومن ثم لا يقع الحديث عن المعجزة القرآنية موقعه الصحيح من نفسه، ولا يتفاعل معها، بل وقد يعتبر أن الكلام موجها إلى غيره.
لذا من المهم أن يتأكد لدينا أن المقصد من التعامل الصحيح مع القرآن ليس التدبر وحده، بل يجب أن يصحب ذلك حصول التأثر وتجاوب المشاعر مع المعاني التي تفهمها عقولنا.
وقد دلنا القرآن على الجمع بين الأمرين حين أمرنا بالتدبر وبالترتيل، فمخاطبة الفكر تحتاج إلى إعمال العقل عند قراءة الآيات، وهذا هو جوهر التدبر، كما أن الترتيل يقوم بالطرق على المشاعر طرقا شديدا.
فإذا ما قام المرء بقراءة القرآن قراءة هادئة بطيئة مرتلة مع إعمال العقل فيما يقرأ، فسيكون لذلك أعظم الأثر في مزج الفكر بالعاطفة، والوصول لدرجة التأثر والتفاعل مع القراءة، ومن ثم تكون الطاقة والروح الدافعة للعمل ...
وسوف نذكر بمشيئة الله بعض الوسائل المعينة والمساعدة كذلك على الوصول إلى درجة التأثر المطلوب.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[15 Sep 2007, 05:04 م]ـ
هذه بعض الوسائل التي تعين صاحبها على إدارة وجهه للقرآن، والإقبال على مأدبته، والدخول إلى دائرة تأثير معجزته بصورة متدرجة:
أولا: الانشغال بالقرآن:
وذلك بالمداومة اليومية على تلاوته مهما كانت الظروف، وتفريغ أكبر وقت له، فالتغيير القرآني بطيء، هادئ، متدرج، ولكي يؤتي ثماره لا بد من استمرارية التعامل معه.
ثانيا: التهيئة الذهنية والعقلية:
فالذهنية تكون باختيار المكان الهادئ، وأن تكون القراءة في وقت النشاط والتركيز، مع الوضوء والسواك.
والقلبية يقصد منها تهيئة المشاعر لاستقبال القرآن، ولهذا وسائل منها: الدعاء، تذكر الموت، استماع المواعظ، مع التباكي عند القراءة.
ثالثا: القراءة المتأنية:
فلا يكون هم القارئ ختم القرآن، بل يقرأ قراءة هادئة مترسلة مع سلامة النطق وحسن الترتيل.
رابعا: التركيز مع القراءة:
وذلك أن نقرأ بحضور ذهن، فإذا ما سرحنا في وقت من الأوقات فعلينا أن نعيد الآيات التي شردت الأذهان عنها.
خامسا: التجاوب مع القراءة:
فالقرآن يشمل أسئلة وإجابات، ووعد ووعيد، وأوامر ونواه ...
فتجاوبنا يكون بالرد على اسئلته، وتنفيذ أوامره بالتسبيح أو الحمد أو الاستغفار، والسجود عند مواضع السجود، والتامين على الدعاء، والاستعاذة من النار وسؤال الجنة ...
سادسا: أن نجعل المعنى هو المقصود:
وذلك بمعرفة المعنى الإجمالي للآية، التعرف على المعاني الغامضة من خلال السياق، وينبغي الرجوع إلى كتب التفسير لكن في غير وقت القراءة، بل يخصص لها وقت، ثم يكون وقت القراءة مستقلا حتى يكتمل التأثر ولا ينقطع.
سابعا: تريد الآية التي تؤثر في القلب:
فالقرآن من أهم وسائل زيادة الإيمان، فإذا حصل للقلب لحظة تجاوب وانفعال أثناء القراءة فإن علينا أن نستثمر هذه الفرصة، ونعمل على دخول اكبر قدر من نور الإيمان إلى القلب في هذه اللحظات، وذلك من خلال ترديد الآيات التي أثرت فينا، وهذا ما كان السلف يفعلونه.
ـ[محمد العواجي]ــــــــ[15 Sep 2007, 06:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله لكم في أعمالكم وأعماركم وعلمكم
شكر ا لأخي العبادي على هذا الموضوع المتميز في هذه الأيام الفاضلة
وفقك الله أينما كنت وأعانك ونفع بك
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:17 م]ـ
أتأثر ولكن!!
من شأن الوسائل السابقة لو داومنا عليها أن تدخلنا إلى دائرة تأثير القرآن –بإذن الله- في مدة وجيزة.
ولكن قد يقول البعض: إنني بالفعل أتأثر بالقرآن، ولكني لا أشعر بآثار المعجزة ولا بعلامات دخول النور إلى القلب؟!
... نعم، يحدث هذا لنا لأن تأثرنا تأثر وقتي ومحدود وغير متواصل.
لذلك ولكي تصل المعجزة القرآنية إلى قلوبنا لا بد أولا أن توجد عندنا القناعة الأكيدة، والرغبة الجارفة للانتفاع بالقرآن، واستشعار الحاجة الماسة إليه، فعلى قدر هذه الرغبة يكون العطاء من الله تعالى.
ثم يجب أن يستمر التأثر، ويزداد وقته، ويطول أمده يوما بعد يوم، وهذا يستدعي منا أن نعطي القرآن الكثير من الأوقات خاصة في البداية، فتنتقل المشاعر تدريجيا من كفة الهوى إلى كفة الإيمان ... وهكذا حتى نصل لمرحلة غلبة الإيمان على الهوى، وتمكن النور من القلب.
ولنتذكر أن هذا هو فعل الصحابة الكرام، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمح لهم بالانشغال بقراءة شيء غير القرآن حتى يصفو النتاج وتطيب الثمار، فكانوا بعد ذلك بحق الجيل القرآني الفريد.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:49 م]ـ
وبعد أن نتذوق حلاوة الإيمان من خلال القرآن، ونشعر بقيمته، ونرى آثار معجزته في أنفسنا من انتباه ويقظة، ومن قلة رغبة في الدنيا، ومن تعلق بالآخرة ... ومع استمرار هذا الشعور معنا، علينا أن نقوم ببث هذه الروح، والتبشير بهذا المشروع في الأمة.
ومن المقترح أن نقوم بهذه الأعمال:
أولا: أن نقوم بنشر هذا المفهوم الجديد للتعامل مع القرآن لمن حولنا، للزوجة والأولاد والأهل والمعارف والأصدقاء، وأن نأخذ بأيديهم حتى يصلوا إلى ما وصلنا إليه، ليقوموا هم بعد ذلك بنشره إلى من حولهم.
ثانيا: من الوسائل المهمة والتي من شأنها أن تسرع الخطى نحو انتشار روح القرآن في الأمة: اهتمام المربين بهذا الأمر، ووضعه في برامجهم التربوية، وذلك بأن يكون الهدف الذي يسعى إليه الجميع هو السعي وراء التأثر، مع القراءة اليومية الطويلة، ليتم من خلالها توليد القوة الروحية الدافعة للقيام بالواجبات المختلفة.
فلو قام المربون بذلك –بعد أن يجدوه في أنفسهم- وانتشر مفهوم التعامل الصحيح مع القرآن فلا تسل عن النتائج المبهرة التي ستحدث، ولا عن الذاتية والإيجابية التي سيثمرها الأفراد، وسينعكس ذلك على العمل فيزداد النتاج، وتزداد خطوات البناء في مشروع الإصلاح الشامل والمتكامل للأمة.
ثالثا: من الوسائل المهمة كذلك في تفعيل المشروع: إقامة مراكز قرآنية نموذجية تهتم بتحقيق المعجزة، وتخريج نماذج قرآنية تمشي على الأرض –والحديث عن مثل هذه المراكز يحتاج لموضوع مستقل-.
أخيرا أخي الحبيب ..
إن كان القرآن هو سر نهضتنا فهو يحتاج منا بالضرورة إلى من يحمله ويبلغه للناس، فناشدتك الله أن تأخذ الموضوع مأخذ الجد، فالقرآن جاهز لتغييري وتغييرك.
(انتهى ما أردت نقله بتلخيص وتصرف يسير)
الدمام
4/ 9/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:54 م]ـ
شيخي الحبيب محمد ..
الشكر لك أن قمت بالرد والمشاركة ..
وما هذا إلا ثمرة مما غرستموه فينا من علم وأدب ..
جزاكم الله خيرا
ـ[سعد العصيمي]ــــــــ[20 Sep 2007, 03:52 م]ـ
كلمات مضيئة احببت ان انقلها عبر هذا الموضوع البالغ الاهمية اذ ان القران هو اساس هذه الامة وسر نهتضها, متى عادت وتمسكت به:
كيف يمكن للقرآن أن ينهض بالأمة؟
فنبغي لهذه الأمة أن تَرْجع إلى تكوين عنصر الجنديَّة الذي ضاع منها، لا يمكن أن ترجع هذه الأمة إلى سَالِفِ مجدها مِنْ غَيْر أن يكون فيها، ومِنْ غَيْر أن يكون بناؤُها بجنود يجعل الله على يَدِهم النَّصْرَ والغَلَبة، وذلك مَشْروط بقوله - جل وعلا-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد:7]، وقوله سبحانه: {إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
فهذه الآيات ومثلها تُحَدِّد القاعدة التي يمكن للأمة أن تُرْجِع - على ضَوْئها - مجدها، فلا يمكن إطلاقًا لهذه الأمة أن تَتَخَلَّص مما هي فيه، وأن تسترجع عزتها وقوتها إلاَّ إذا أعادت بناءها، وإلا بقيت حيث كانت. فهذه الأمة لم تكن قوية إلاَّ بالقرآن، وبالبناء القرآني، ويوم تعود إلى القرآن وإلى البناء القرآني، فإنها تعود إلى قُوَّتها ومَجْدِها.
فقد أَكَّدَتِ التَّجارِب أنَّه لا يمكن أن نجد حقيقتنا الآدَميَّة، وذاتنا الإسلامية إلاَّ إذا كان يوجهنا القرآن، وتوجهنا الرُّؤيا القُرآنيَّة، والمنهج القرآني، والقِيَم القُرْآنيَّة. لذلك لا يمكن لهذه الأمة أن تَتَخَلَّص مما هي فيه ما لم تراجع ذاتها في ضَوْء القرآن، وضوء قِيَم القرآن، وضوء الحضارة القُرْآنيَّة.(/)
سورة العنكبوت
ـ[الوداع]ــــــــ[13 Sep 2007, 01:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إلى المشرفين الفضلاء، ارجوا منكم الإجابة على هذا التساؤل،
في قوله تعالى في سورة العنكبوت (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) آية (35)
لماذا قال منها ولم يقل فيها، ارجوا الإفادة ولكم جزيل الشكر ....
جزاكم الله خيرا .....
ـ[محمد كالو]ــــــــ[13 Sep 2007, 05:24 م]ـ
قوله تعالى: {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا ءايَةً بَيّنَةً} أي أبقينا من القرية علامة ودلالة بينة وهي الآثار التي بها من الحجارة رجموا بها، وخراب الديار.
قال ابن عباس: هي آثار ديارها الخربة.
وقال الفراء: المعنى تركناها آية كما يقال: إن في السماء آية ويراد أنها آية. وتعقبه أبو حيان بأنه لا يتجه إلا على زيادة {مِنْ} في الواجب نحو قوله:
أمهرت منها جبة وتيساً
يريد أمهرتها.
وقال بعضهم: إن ذلك نظير قولك: رأيت منه أسداً.
وقيل: الآية حكايتها العجيبة الشائعة، وقيل: ضمير {مِنْهَا} للفعلة التي فعلت بهم.
ولا يخفى معنى {مِنْ} على هذه الأقوال.
ـ[الوداع]ــــــــ[14 Sep 2007, 01:10 م]ـ
جزاك الله خيرا على الإفادة ..(/)
ثمرات التدبر. ضع هنا ما لاح لك من فائدة أثناء القراءة أو الصلاة؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Sep 2007, 03:22 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد
فإن قراءة القرآن ومدارسته تكثر في هذا الشهر المبارك ولذا أحببت أن نشترك سويا في ذكر ما يلوح لنا من تأملات وفوائد أثناء القراءة والصلاة.
وهانذا أبدأ بذكر فائدة:
1. استحباب الدعاء حال التلبس بالعمل الصالح: في قوله تعالى " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم " وما يتلوها من الآيات، ففيها إشارة واضحة إلى أن دعاء النبيين الكريمين كان أثناء تلبسهما ببناء البيت ورفع قواعده.
وبانتظار مشاركات الكرام
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[13 Sep 2007, 06:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا صفوت على فتح هذا الموضوع المهم.
لاحت لي فائدة حين قراءة قول الله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} وهي أن من أسباب عدم التوفيق للهداية: الاعتراض على أحكام الله، ويتفرع عليها: أن التسليم لأحكام الله سبب لهداية الله للشخص إلى الصراط المستقيم. والله تعالى أعلم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[14 Sep 2007, 11:13 م]ـ
استوقفتني ولأول مرة في حياتي هذه الجملة {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
في تفسير الطبري رحمه الله:
(قال أبو جعفر: يعني"بالنعم" جل ثناؤه: الإسلام وما فرض من شرائع دينه.
ويعني بقوله:" ومن يُبدّل نعمة الله" ومن يغير ما عاهد الله في نعمته التي هي الإسلام، من العمل والدخول فيه فيكفر به، فإنه مُعاقبُه بما أوْعد على الكفر به من العقوبة، والله شديدٌ عقابه، أليم عذابه.)
قال القرطبي: (قوله تعالى: (ومن يبدل نعمة الله من بعد جاءته) لفظ عام لجميع العامة، وإن كان المشار إليه بنى إسرائيل، لكونهم بدلوا ما في كتبهم وجحدوا أمر محمد صلى الله عليه وسلم، فاللفظ منسحب على كل مبدل نعمة الله تعالى)
ويقول ابن عاشور رحمه الله عند هذه الآية أن نعم الله تعم الآيات وغيرها من نعم الله على عبيده.
قال السعدي عليه رحمة الله: (وسمى الله تعالى كفر النعمة تبديلا لها، لأن من أنعم الله عليه نعمة دينية أو دنيوية، فلم يشكرها، ولم يقم بواجبها، اضمحلت عنه وذهبت، وتبدلت بالكفر والمعاصي، فصار الكفر بدل النعمة، وأما من شكر الله تعالى، وقام بحقها، فإنها تثبت وتستمر، ويزيده الله منها)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Sep 2007, 11:39 م]ـ
أشكركم على على فتح هذا الموضوع.
وقد لفت انتباهي قول الله تعالى في سورة البقرة الآيات 35 - 37:
((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))
وتساءلت: لم قال الله تعالى: ((فتاب عليه))، ولم يقل (فتاب عليهما)؟ فالسياق يتحدث عن آدم عليه السلام وزوجه معا. ولم يتغير إلا عند الحديث عن الوحي (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)، الذي اختص به آدم لأنه نبي يوحى إليه.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Sep 2007, 04:06 م]ـ
أشكركم على على فتح هذا الموضوع.
وقد لفت انتباهي قول الله تعالى في سورة البقرة الآيات 35 - 37:
((وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ
فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ))
وتساءلت: لم قال الله تعالى: ((فتاب عليه))، ولم يقل (فتاب عليهما)؟ فالسياق يتحدث عن آدم عليه السلام وزوجه معا. ولم يتغير إلا عند الحديث عن الوحي (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)، الذي اختص به آدم لأنه نبي يوحى إليه.
لم تذكر توبة حواء هنا مع أنها مذكورة في مواضع أخرى نحو قوله:
{قالا ربنا ظلمنا أنفسنا} [الأعراف: 23] لظهور أنها تتبعه في سائر أحواله وأنه أرشدها إلى ما أرشد إليه، وإنما لم يذكر في هذه الآية لأن الكلام جرى على الابتداء بتكريم آدم وجعله في الأرض خليفة فكان الاعتناء بذكر تقلباته هو الغرض المقصود.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Sep 2007, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا على الإجابة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[16 Sep 2007, 03:15 م]ـ
في قوله تعالى " أولما أصابكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم
بيان أن تسلط الكافرين بسبب ذنوب المسلمين وبقدر الذنوب يكون التسلط وما أبدع مقولة الحسن في هذا المقام حيث قال " هؤلاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله غضاب لله يقاتلون أعداء الله نهوا عن شيء فصنعوه فوالله ما تركوا حتى غموا بهذا الغم فأفسق الفاسقين اليوم يتجرثم كل كبيرة ويركب كل داهية ويسحب عليها ثيابه ويزعم أن لا بأس عليه!! فسوف يعلم" تفسير الطبري 3/ 468
فإذا كانت مخالفة الرماة أمر رسول الله كادت تودي بحياة رسول الله وكانت سببا في قتل سبعين من الصحابة فكيف يكون فعل معاصينا وذنوبنا الكبيرة في أمتنا؟
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[17 Sep 2007, 04:33 م]ـ
بسمِ اللهِ .. والحمدُ لله ..
والصَلاةُ والسّلام على الحبيبِ المُصطفى صلواتُ ربّى وسلامُهُ عليه، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيِّبين الطّاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
السّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
*******************************
ما شاء الله، لا قوّة إلا بالله.
جزاكم الله خيرًا إخواننا الفُضلاء. زادكم الله عِلمًا وفهمًا
ولى عودةٌ - بإذن الله تعالى -
وأرجو رجاءاً شديدًا من كل شيوخنا وأساتذتنا الكِرام أن يفيدونا ويسوقوا إلينا روائع ودرر الوقفات القرآنية مع كتاب الله عزّ وجل ..
وآخِرُ دعوانا أن الحمدُ للهِ ربّ العالمين.
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[17 Sep 2007, 10:37 م]ـ
جزى الله أبا صفوت خير الجزاء على ما فتح من نوافذ الخير، وجعل له من
الخير نصيباً وافراً، وكذا بقية المتداخلين.
اسمحوا لي يا أحباب:
تأملت قول الله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً
مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). [البقرة: 268].
فتفكرت كيف أن العبد مثلاً إذا أقبل على الزواج خوفه الشيطان بثقل المسئولية، ولوّح له
براية الفقر يخوفه بها كما في جزء من الآية الكريمة (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) فإذا نكص
على عقبيه وخاف، انتقل الشيطان للمرحلة الثانية: (وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء).
إذ كيف سيشبع الشاب رغبت الفطرية ما دام قد نكص عن الزواج. فهما طريقان:
إما العفاف بالزواج، أو التعرّض للفتن.
أما الصوم فهو حالة بديلة للزواج وليست أصلاً يقوم مقامه.
فقلت سبحان الله! والله ليست مكيدة التخويف بالفقر إلا مقدمة وتهيئة لمزلة القدم
وانزلاقها نحو الثانية. وهذ صورة عملية لاتباع خطوات الشيطان.
ثم وجدت دواء هذا الأمر في خواتيم الآية: (وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً).
والفضل جاء هنا على صيغة التنكير، (نكرة في سياق التقرير) وفيها دلالة على
شمول الفضل لكل ما يُتصور من فضل الكريم المنّان
وسبحان الله تعالى! تأملت في سورة في سورة النور، وعلى وجه
الخصوص الآية 33: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ
إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
فوجدت ذكر الغنى في النكاح وكيف أنه مربوط بفضل الله تعالى، فعرفت أن
في هذه الآية نوعُ بيان لآية البقرة والله أعلم
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[18 Sep 2007, 10:29 ص]ـ
لا زلت أتساءل عن سبب ذكر الآية: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين))
في وسط آيات أحكام الطلاق؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Sep 2007, 11:43 ص]ـ
لا زلت أتساءل عن سبب ذكر الآية: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين))
في وسط آيات أحكام الطلاق؟
قال البقاعي عليه رحمة الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما ذكرت أحكام النساء وشعبت حتى ضاق فسيح العقل بانتشارها وكاد أن يضيع في متسع مضمارها مع ما هناك من مظنة الميل بالعشق والنفرة بالبغض الحامل على الإحن والشغل بالأولاد وغير ذلك من فتن وبلايا ومحن يضيق عنها نطاق الحصر ويكون بعضها مظنة للتهاون بالصلاة بل وبكل عبادة اقتضى الحال أن يقال: يا رب! إن الإنسان ضعيف وفي بعض ذلك له شاغل عن كل مهم فهل بقي له سعة لعبادتك؟ فقيل: {حافظوا} بصيغة المفاعلة الدالة على غاية العزيمة أي ليسابق بعضكم بعضاً في ذلك ويجوز أن يكون ذلك بالنسبة إلى العبد وربه فيكون المعنى: احفظوا صلاتكم له ليحفظ صلاته عليكم فلا يفعل فيها فعل الناسي فيترك تشريفكم بها، وأخصر منه أن يقال: لما ذكر سبحانه وتعالى ما بين العباد خاصة ذكر ما بينه وبينهم فقال: - وقال الحرالي: لما كان ما أنزل له الكتاب إقامة ثلاثة أمور: إقامة أمر الدين الذي هو ما بين العبد وربه، وتمشية حال الدنيا التي هي دار محنة العبد، وإصلاح حال الآخرة والمعاد الذي هو موضع قرار العبد، صار ما يجري ذكره من أحكام تمشية الدنيا غلساً نجوم إنارته أحكام أمر الدين فلذلك مطلع نجوم خطابات الدين أثناء خطابات أمر الدنيا فيكون خطاب الأمر نجماً خلال خطابات الحرام والحلال في أمر الدنيا؛ وإنما كان نجم هذا الخطاب للمحافظة على الصلاة لأن هذا الاشتجار المذكور بين الأزواج فيما يقع من تكره في الأنفس وتشاح في الأموال إنما وقع من تضييع المحافظة على الصلوات لأن الصلاة بركة في الرزق وسلاح على الأعداء وكراهة الشيطان؛ فهي دافعة للأمور التي منها تتضايق الأنفس وتقبل الوسواس ويطرقها الشح، فكان في إفهام نجم هذا الخطاب أثناء هذه الأحكام الأمر بالمحافظة على الصلوات لتجري أمورهم على سداد يغنيهم عن الارتباك في جملة هذه الأحكام - انتهى. فقال تعالى: {حافظوا} قال الحرالي: من المحافظة مفاعلة من الحفظ وهو رعاية العمل علماً وهيئة ووقتاً وإقامة بجميع ما يحصل به أصله ويتم به عمله وينتهي إليه كماله، وأشار إلى كمال الاستعداد لذلك بأداة الاستعلاء فقال: {على الصلوات} فجمع وعرف حتى يعم جميع أنواعها، أي افعلوا في حفظها فعل من يناظر آخر فيه فإنه لا مندوحة عنها في حال من الأحوال حتى ولا في حال خوف التلف، فإن في المحافظة عليها كمال صلاح أمور الدنيا والآخرة لا سيما إدرار الأرزاق وإذلال الأعداء {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132] و {استعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 193] «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» ولا شك أن اللفظ صالح لدخول صلاة الجنازة فيه، ويزيده وضوحاً اكتناف آيتي الوفاة لهذه الآية سابقاً ولاحقاً.
وقال الألوسي رحمه الله:
وقيل: أمر بها في خلال بيان ما تعلق بالأزواج والأولاد من الأحكام الشرعية المتشابكة إيذاناً بأنها حقيقة بكمال الاعتناء بشأنها والمثابرة عليها من غير اشتغال عنها بشأن أولئك فكأنه قيل: لا يشغلنكم التعلق بالنساء وأحوالهن وتوجهوا إلى مولاكم بالمحافظة على ما هو عماد الدين ومعراج المؤمنين
وقال أبو حيان رحمه الله:
وقيل: مناسبة الأمر بالمحافظة على الصلوات عقيب الأوامر السابقة أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فيكون ذلك عوناً لهم على امتثالها، وصوناً لهم عن مخالفتها، وقيل: وجه ارتباطها بما قبلها وبما بعدها، أنه لما أمر تعالى بالمحافظة على حقوق الخلق بقوله: {ولا تنسوا الفضل بينكم} ناسب أن يأمر بالمحافظة على حقوق الحق، ثم لما كانت حقوق الآدميين منها ما يتعلق بالحياة، وقد ذكره، ومنها ما يتعلق بالممات، ذكره بعده، في قوله: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية} الآية
وقال الرازي رحمه الله:
اعلم أنه سبحانه وتعالى لما بين للمكلفين ما بين من معالم دينه، وأوضح لهم من شرائع شرعه أمرهم بعد ذلك بالمحافظة على الصلوات وذلك لوجوه
أحدها: أن الصلاة لما فيها من القراءة والقيام والركوع والسجود والخضوع والخشوع تفيد انكسار القلب من هيبة الله تعالى، وزوال التمرد عن الطبع، وحصول الانقياد لأوامر الله تعالى والانتهاء عن مناهيه، كما قال: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} [العنكبوت: 45]
والثاني: أن الصلاة تذكر العبد جلالة الربوبية وذلة العبودية وأمر الثواب والعقاب فعند ذلك يسهل عليه الانقياد للطاعة ولذلك قال: {استعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 45]
والثالث: أن كل ما تقدم من بيان النكاح والطلاق والعدة اشتغال بمصالح الدنيا، فأتبع ذلك بذكر الصلاة التي هي مصالح الآخرة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[18 Sep 2007, 02:33 م]ـ
فائدة بشأن الأمثال في القرآن
في البغوي (1/ 283): (في كل سنبلة مائة حبة)، فإن قيل: فما رأينا سنبلة فيها مائة حبة فكيف ضرب المثل به؟ قيل: ذلك متصور، غير مستحيل، وما لايكون مستحيلاً جاز ضرب المثل به وإن لم يوجد. أ. هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[20 Sep 2007, 03:23 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة النحل: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)
لماذا خص هاتين الصفتين - الإيمان والتوكل - بالذكر؟
لعل ذلك والله أعلم لأن الشيطان يأتي للعبد من باب الترغيب والتزيين ومن باب الترهيب والتخويف
فالباب الأول وهو الترغيب بالمعاصي والشهوات وتزيينها في القلب يحجز عنه الإيمان بالله وبموعوده.
والباب الثاني وهو التخويف والترهيب من شتى المخاوف والأوهام كالتخويف من شياطين الجن والإنس ومن بطشهم و مكرهم وأذاهم إنما دواؤه بالتوكل على الله وتفويض الأمر له تعالى ومن توكل على الله كفاه .. وهو وإن كان داخلا في الإيمان إلا أن الله خصه بالذكر لعظم شأنه ولكونه يغلق على القلب بابا عظيما من أبواب الشر والشرك.
أيضا فإن الإيمان يحمل العبد على فعل الطاعات وترك المعاصي والتوكل على الله يحمل العبد على الثبات على ذلك فإذا ترك المسلم مثلا المكاسب والأموال المحرمة خوفه الشيطان من الفقر فكان التوكل على الله في الرزق نعم المعين له على الثبات والله أعلم .. نسأل الله ألا يجعل للشيطان علينا سلطانا.
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[22 Sep 2007, 06:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ,,
هذه ملاحظة أتمنى منكم التفضل بالتعقيب على المشاركة ... إن رأيتم ذلك مناسباً
يرد في القرآن قوله تعالى (( .... تعالى عما يشركون)) النحل 3, ((تعالى الله عما يشركون)) النمل63 ((فتعالى الله عما يشركون)) الأعرف 190 , (فتعالى عما يشركون)) المؤمنون92 ((وتعالى عما يشركون) يونس18 ((وتعالى عما يشركون)) النحل 1 ,القصص 68 الروم 40 الزمر 67 الحشر
ويرد كذلك ((وتعالى عما يصفون)) الأنعام 100 (فسبحان الله رب العرش عما يصفون)) الأنبياء 22 ((سبحان الله عما يصفون)) المؤمنون91 الصافات 159 ((سبحان ربك رب العزة عما يصفون)) الصالفات 180 ((.رب العرش عما يصفون)) الزخرف 82
الملاحظة أنه إذا كان السياق سياق ثناء على الله تعالى وتمجيد له تختم الآية ب (عما يشركون)) وإذا كان السياق سياق تنزيه فتختم بـ ((عما يصفون))
من فوائد معرفة ذلك / للقارئ إذا التبس عليه الأمر بم ختمت الآية يتأمل هذا المعنى ...
ـ[عبد العزيز حامد]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:02 م]ـ
لاحظتُ ارتباطاً بين نهاية الآية التي في البقرة: ((وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم))
والآية التي تليها: ((إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس .. )) الآية. فكل ما ذكر في الآية الثانية من النعم يدل على أن الله عز وجل رحمن رحيم فالمتأمل لخلق السموات والأرض كيف جعل السماء بلا عمد مليئة باللآيات وكيف جعل الأرض ممهدة ذلولا وهكذا كل ما ذكر بالآية الثانية يدل على رحمة الله عز وجل , و مثل هذا الرتباط بين أخر الآية مع الأية التي تليها كثير جدا في القرآن للمتأمل.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[22 Sep 2007, 09:23 م]ـ
قوله تعالى: "" يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ... ""
- هل يمكن تنزيل الآية على ما مارسه و يمارسه الملاحدة والزنادقة من تأليف وتصنيف في الطعن بدين الله عز وجل والتشكيك فيه في القرون الأولى.
- وما تبثه القنوات التنصيرية والمعادية للإسلام اليوم فهناك آلاف القنوات التي تنفخ بآذان الناس للتشكيك في الحق.
- وكذلك المواقع الإلكترونية الكثيرة اليوم والتي خصصت لمحاربة دين الله ..
جهود جبارة يبذلها أعداء الحق لإطفاء نور الله بأفواههم وأقلامهم ....
ولكن كم هم حمقى!
لأنهم يشبهون مجموعة من المجانين الذين يتجهون صوب الشمس بأفواههم ينفخون يريدون إطفاء نورها ...
ويأبى الله ....
والله متم نوره ...
والله أعلم
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[25 Sep 2007, 12:19 ص]ـ
المصائب والهموم قد تكون سبباً في زيادة الإيمان وإن لم تثمر عملاً ظاهراً، وعمل القلب كفيل -وإن لم تتحرك الجوارح- إن هو قوي بدفعها:
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) فتدبر.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2007, 04:30 ص]ـ
الحمد لله وحده
تأملت التشابه بين آيتين من كتاب الله .... ثم تاملت الجملة بعدهما فتيقنت ان دين الاسلام هو ما آمن به الصحابة وفهموه
اليكم الاية الاولى وهي قوله تعالى في آل عمران
قل آمنا بالله وما أنزل علينا و ما انزل على ابراهيم واسماعيل و اسحاق و يعقوب و الاسباط وما اوتي موسى و عيسى و النبيئون من ربهم لا نفرق بين احد منهم و نحن له مسلمون
ثم تلاها مباشرة
ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه
واليكم الاية الثانية وهي في البقرة
قولوا آمنا بالله و ما أنزل الينا و ما انزل الى ابراهيم و اسماعيل و اسحاق و يعقوب و الاسباط وما اوتي موسى و عيسى و ما اوتي النبيئون من ربهم لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون
ثم تلاها مباشرة
فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وان تولوا فإنما هم في شقاق
**************************************************
فمن تأمل الايتين وظهر له التشابه الكبير فيهما ثم سياق الشرط الذي جاء عقبهما لاح له ما ظهر لي و الله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[28 Sep 2007, 04:38 ص]ـ
مشاركة الأخ " حارث ":
فخشوهم فزادهم
الصواب:
فاخشوهم
ـ[فضيلة]ــــــــ[28 Sep 2007, 03:03 م]ـ
اقرؤاإن شئتم الإسراء وماذكرالله فيها من جملة الأخلاق الكريمة العالية وقال تعالى فيها:"ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ... "والحكمة والسفه ضدان قال صلى الله عليه وسلم:"إن الله يحب معالي الأخلاق وينهى عن سفسافها"أوكما قال صلى الله عليه وسلم. وفي البقرة قال تعالى:"يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراكثيرا ومايذكر إلاأولواالألباب"فنسأل الله أن يؤتينا الحكمة وأن يجعلنامن أولي الألباب
وتأملوافي مناسبة هذه الآية لماقبلها ولمابعدها ..
إن الحكمة صيانة وحفظ للدين والعقل بل جميع الضرورات الخمس وضدهايظهرأنه هوسبب كثيرمن مآسيناالدينيةوالدنيوية والله المستعان ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2007, 10:54 م]ـ
قال الله تعالى في سورة النحل: {إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون)
لماذا خص هاتين الصفتين - الإيمان والتوكل - بالذكر؟
لعل ذلك والله أعلم لأن الشيطان يأتي للعبد من باب الترغيب والتزيين ومن باب الترهيب والتخويف
فالباب الأول وهو الترغيب بالمعاصي والشهوات وتزيينها في القلب يحجز عنه الإيمان بالله وبموعوده.
والباب الثاني وهو التخويف والترهيب من شتى المخاوف والأوهام كالتخويف من شياطين الجن والإنس ومن بطشهم و مكرهم وأذاهم إنما دواؤه بالتوكل على الله وتفويض الأمر له تعالى ومن توكل على الله كفاه .. وهو وإن كان داخلا في الإيمان إلا أن الله خصه بالذكر لعظم شأنه ولكونه يغلق على القلب بابا عظيما من أبواب الشر والشرك.
أيضا فإن الإيمان يحمل العبد على فعل الطاعات وترك المعاصي والتوكل على الله يحمل العبد على الثبات على ذلك فإذا ترك المسلم مثلا المكاسب والأموال المحرمة خوفه الشيطان من الفقر فكان التوكل على الله في الرزق نعم المعين له على الثبات والله أعلم .. نسأل الله ألا يجعل للشيطان علينا سلطانا.
ليهنك العلم أخي الكريم لله درك وفتح الله عليك ابواب الفقه و العمل
ماشاء الله لا قوة الا بالله
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[28 Sep 2007, 10:59 م]ـ
الحمد لله
هذه الآية تخوفني كثيرا .... وهي قوله تعالى
ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما اكتسبوا
والذي ظهر للعبد الضعيف ان الله جل وعلا قد يعاقب من تخلى عن طاعته فيتخلى عنه في أشد الاوقات عسرا
وفي وقت يكون فيه هذا العاصي اشد ما يكون حاجة الى عون الله فيخذله الله تعالى جزاء تلك المعصية التي
اكتسبها ويعفو عن كثير
والله اعلم
ـ[السامي]ــــــــ[29 Sep 2007, 02:14 م]ـ
نسأل الله الإعانة على تدبر كتاب الله تعالي:
قال القرطبي رحمه الله في مقدمة تفسيره: (فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه أن يتلوه حق تلاوته، ويتدبر حقائق عبارته، ويتفهم عجائبه، ويتبين غرائبه).
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[30 Sep 2007, 02:38 ص]ـ
جزى الله الإخوة خير الجزاء على ما قدموه من تأملات وفوائد:
أما فائدتي:
فعند قراءة الإمام لسورة يوسف دار في خلدي عدة أسئلة
كيف التقى يوسف بأبويه بعد هذه الفترة الطويلة؟
وقبل ذلك: ما الذي جعل إخوة يوسف يلتقون به فيعرفهم وهم له منكرون؟
وقبل ذلك: ما هو السبب أن أصبح يوسف عليه السلام العزيز؟
وقبل ذلك: لما ذا ذهب الرجل الذي نجا ليوسف عليه السلام ليعبر له رؤيا الملك؟
والجواب عن كل تلك الأسئلة: إنه السعي في حوائج الناس وحل مشاكلهم وتعليمهم العلم بأن أوّل لهم عليه السلام الرؤيا التي رأوها ولم يمنعه حبسه وبلاؤه من بث العلم وحل مشكلتهما وقد قال الله تعالى في أول القصة: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الأحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ... والله تعالى أعلم
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[01 Oct 2007, 03:40 ص]ـ
بسمِ اللهِ .. والحمدُ لله ..
والصَلاةُ والسّلام على الحبيبِ المُصطفى صلواتُ ربّى وسلامُهُ عليه، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيِّبين الطّاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين.
السّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
*******************************
ما شاء الله! جزاكُم الله خيرًا كثيرًا وزادكم من فضلِه .. اللهُمّ آمين
من اللطائف الرائِعة التى وقفتُ عليها فى تفسير الألوسىفى قوله تعالى " عذابى أُصيبُ به من أشاء ورحمتى وسِعت كلّ شىء "
{وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْء} أي شأنها أنها واسعة تبلغ كل شيء ما من مسلم ولا كافر ولا مطيع ولا عاص إلا وهو متقلب في الدنيا بنعمتي، وفي نسبة الإصابة إلى العذاب بصيغة المضارع ونسبة السعة إلى الرحمة بصيغة الماضي إيذان بأن الرحمة مقتضي الذات وأما العذاب فمقتضى معاصي العباد ..
سبحانه جل فى علاه .. ما أرحمه من إله ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Oct 2007, 04:34 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة التوبة: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفوا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لإبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) [113 ـ 114].
ظهر لي أثناء تلاوة هاتين الآيتين مسألة مهمة تتعلق بالاستنباط من القرآن الكريم، وهي مشروعية الاستنباط من أفعال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المحكية في القرآن، وهذا له علاقة بمسألة الاستدلال بشرع من قبلنا، لكنه أخص من ذلك.
ووجه الاستدلال من الآية:
أن الله تعالى نهاهم عن الاستغفار للمشركين، ولما كان إبراهيم عليه السلام قد استغفر لأبيه، فقد بين الله تعالى في هذا الموضع أن ذلك ليس بمشروع لأنه قد كان عن موعدة ثم لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.
ولو لم يكن الاقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام حجةٌ لما نبه الله تعالى إلى فعله هنا وبين علة عدم الاقتداء به ..
اسأل الله أن يوفقنا لتدبر القرآن والانتفاع به.
والله أعلم.
18/ 9 / 1428هـ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[01 Oct 2007, 06:11 ص]ـ
قال الله تعالى في سورة التوبة: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفوا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم، وما كان استغفار إبراهيم لإبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم) [113 ـ 114].
ظهر لي أثناء تلاوة هاتين الآيتين مسألة مهمة تتعلق بالاستنباط من القرآن الكريم، وهي مشروعية الاستنباط من أفعال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام المحكية في القرآن، وهذا له علاقة بمسألة الاستدلال بشرع من قبلنا، لكنه أخص من ذلك.
ووجه الاستدلال من الآية:
أن الله تعالى نهاهم عن الاستغفار للمشركين، ولما كان إبراهيم عليه السلام قد استغفر لأبيه، فقد بين الله تعالى في هذا الموضع أن ذلك ليس بمشروع لأنه قد كان عن موعدة ثم لما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه.
ولو لم يكن الاقتداء بفعله عليه الصلاة والسلام حجةٌ لما نبه الله تعالى إلى فعله هنا وبين علة عدم الاقتداء به ..
اسأل الله أن يوفقنا لتدبر القرآن والانتفاع به.
والله أعلم.
سبحان الله وقع الحافر على الحافر .... لقد دار بقلبي مثل هذا الامر ... بارك الله فيك على تذكيري به
ـ[تاج الروح]ــــــــ[02 Oct 2007, 12:43 ص]ـ
قبل أيام سمعت تلاوة للشيخ سعد الغامدي - حفظه الله -، كان يقرأ من سورة النساء، عندما قرأ هذه الآية الكريمة:
"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ" النساء: 12
كأنني أسمعها للمرة الأولى فقد فصلها بهدوء، ولفت نظري ما يلي - وأرجو أن تصوبوا لي لو أخطأت -:
أن الأساس في التقسيم: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" فالآية تشرح نفسها:
"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ"
"فَإِن كَانَ لَهن وَلَدٌ فَلكم الربعُ"
............
"وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ"
"فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم"
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[02 Oct 2007, 01:16 ص]ـ
قوله تعالى: (قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون. والذين هم عن اللغو معرضون. والذين هم للزكاة فاعلون)
يلوح لي والله أعلم أن مناسبة وقوع الآية الثالثة خلف الثانية قبل الزكاة هو
أن الإعراض عن اللغو يساعد المرء في الخشوع في الصلاة،
وأن اللغو عموما من موانع الخشوع في الصلاة.
والله أعلم.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[02 Oct 2007, 02:14 ص]ـ
بس الله الرحمن الرحيم
ذكّرني الإمام وهو يقرأ مطلع سورة الحج (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم) الحج 1، بقوله تعالى في مطلع سورة النساء (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء .. ) النساء 1.
وبالرجوع إلى القرآن الكريم تأملت في مطالع السور فلم أجد سوى هاتين السورتين بهذا المطلع المتضمن للنداء بيا أيها الناس، مع الأمر بالتقوى. وقد أسفر التدبر عن ترتيب عجيب بين الآيتين؛ فآية النساء لخّصت قصة خلق الإنسان وانتشار ذريته في الأرض، وآية الحج بعدها لخّصت قصة الإقناء والبعث. ومن أهم ثمرات التفكر في الخلق أنه يورث الشعور بجلال النعمة، ومن أهم ثمرات التفكر في الإفناء والبعث أنه يورث الخشية، وهذا كله دافع إلى التقوى.
اللهم انفعنا بما علّمتنا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[02 Oct 2007, 12:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله وحده الذي جعل القران الكريم ميدان التدبر المعجز للبشرية الى يوم الدين.
مما استوقفني في التقابل القراني قوله تعالى (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين) وقوله تعالى (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم) مرة اسم الاشارة للبعيد ومرة للقريب مع ان المشار اليه واحد وهو القران الكريم مع ملاحظة التنوع في استعمال لفظ الكتاب مع اسم الاشارة للبعيد ولفظ القران مع اسم الاشارة للقريب.
ففي فاتحة سورة البقرة نجد قوله (ذلك الكتاب) وهو يفيد تعظيم القران الكريم وبيان منزلته ومكانته عند المومنين لانه منهج حياتهم وطريق سعادتهم في الدارين، وخص لفظ الكتاب لان السورة مدنية وهو من باب اقامة الحجة على اهل الكتاب ودعوتهم الى الايمان بالقران الكريم ومن انزل عليه القران اذا كانوا يومنون بالكتب المنزله اليهم ومما يعاضد هذا المعنى قوله (لاريب فيه) فقد اخر الجار والمجرور ولم يقلا مثلا: لافيه ريب لان تقديم الجار والمجرور يفيد الاختصاص ويكون المعنى انه لاشك في القران الكريم وان الشك في غيره من الكتب السماوية موجود وهذا مناف للايمان وغير مقصود فافاد تاخير الظرف نكتة بلاغية وهي انه لاشك في القران الكريم ولا شك في غيره من الكتب السماوية وهذا من باب الانصاف في القران الكريم وفتح باب الاقبال اليه فقال (هدى للمتقين) ولم يقل للضالين دعوة الى الخير والايمان في قلوب الناس او الغافلين عن القران وتفائلا بالهداية لما فيه.
اما في سورة الاسراء فجاء التعبير القراني باسم الاشارة للقريب ليبين ان القران بما فيه من احكام وتعاليم ونصائح ووعد ووعيد فهي قريبة من النفس الانسانية ومن طبائع الناس التي تومن وجودهم وتفاعلهم الاجتماعي واستعمل لفظ القران في سورة الاسراء لكون السورة مكية وهي دعوة ايضا الى القراءة والتامل والتدبر لان اهل مكة يحسنون القراءة فلماذا لايومنون بالقران الكريم ....
والله اعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[02 Oct 2007, 08:41 م]ـ
قبل أيام سمعت تلاوة للشيخ سعد الغامدي - حفظه الله -، كان يقرأ من سورة النساء، عندما قرأ هذه الآية الكريمة:
"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ" النساء: 12
كأنني أسمعها للمرة الأولى فقد فصلها بهدوء، ولفت نظري ما يلي - وأرجو أن تصوبوا لي لو أخطأت -:
أن الأساس في التقسيم: "لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" فالآية تشرح نفسها:
"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ"
"فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ"
............
"وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ"
"فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم"
الحمد لله
اخي الكريم يظهر لي ان في كتابتك للاية الاولى خطأ فالمرجو ان تعود للمصحف لتصحيحها والله اعلم
ـ[تاج الروح]ــــــــ[03 Oct 2007, 10:54 م]ـ
الحمد لله
اخي الكريم يظهر لي ان في كتابتك للاية الاولى خطأ فالمرجو ان تعود للمصحف لتصحيحها والله اعلم
جزاكم الله خيراً، ونفع بكم
أعتذر .. لم أنتبه، نسختها من أحد البرامج ولم أراجعها
والشكر أيضاً للأستاذ الفاضل فهد الوهبي لتعديله الآية
أختكم ..
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[04 Oct 2007, 01:46 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ {54} فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ {55})
سبحان رب العزّةِ والجلال ..
كم تستوقف المرء معانى هذه الآية الجليلة ..
كنت قد سمعت د / محمود عبد الرازق الرضوانى فى محاضراته عن أسماءِ الله الحُسنى، وكيف أن كل اسم من أسماء الله الحُسنى يختلف عن الآخر وله معنىً يختص به .. ولا يوجد اسم مكرر فى المعنى أبدًا، فاسم الله القادر غير اسم الله القدير غير اسم الله المُقتدر، كذلك فإن اسم الله المالك غير اسم الله الملك غير اسم الله المليك ..
فالفرق بين اسماء الله تعالى: القدير، القادر، المقتدر ,,
أنَّ القادر: هو الذى يُقدِّر الأمور والمقادير ..
والقدير: هو الذى يُنفِّذ بقدرته سبحانه ما سبق تقديره ..
والمُقتدِر: هو الذى يُقدِّر ويُنفِّذ، وهو يجمع بين الدِّلالة على اسمين: اسم الله القادر واسم الله القدير. فهو أبلغ من اسمىْ: القادر والقدير ..
والفرق بين أسماء الله تعالى: المالك، الملك، المليك،،
أنَّ المالك: هو من له الملكية، لكن لا يلزم أن يكونِ له المُلك ..
(فمثلا أى مواطن فى الدولة يكون له ملكيته الخاصة لكن لا يلزم أن يكون هو الملك أو الرئيس على الدّولة .. ولله عز وجلّ المثل الأعلى)
المَلِكْ: من له المُلك ولكن لا يلزم أن يكونَ له الملكية .. والمُلك: هو التصرُّف فى الأمر ..
(فمثلاً رئيس الدولة أو مَلِكها هو من له التصرف فى الأمور لكن لا يلزم أن يكون له كل الملكيات، فرئيس الدولة لا يملك كل شىء فيها ... إلا أنه يكون ملكًا عليها .. ولله عز وجل المثلُ الأعلى)
أما المليك: من له المُلك والملكية معًا .. فيكون له ملكية كل شىء سبحانه، ويكون له التصرُّف فى كل الأمور سبحانه.
وعندما نتدبّر معانى تلك الآية العظيمة، وكيف أن اللهَ عزّ وجل ذكر اسميْه سبحانه " المليك، المقتدر " فى سياق الحديث عن جزاء أهل الجنة " إن المتقين فى جناتٍ ونهر * فى مقعدِ صدقٍ عند مليكٍ مُقتدِر "
سبحان الله .. سبحان الله
فياله من نعيمٍ لا تدركه العقول والأفهام .. سبحانك تباركت ربنا وتعاليْت
فنحن مثلا عندما نكون فى ضيافة شخص كريم جدا وغنىّ جدا وله مُلك واسع ..
كيف سيضيفنا؟
أكيد سيضيفنا فى أكبر وأفخم الأماكن ويأمر لنا بكل الخدمات المُتاحة ووو ..
لكن لنا أن نتخيل كيف سيكون نعيم أهل الجنة ..
وهُم عند مليكٍ مُقتدِر ..
مليكٌ .. له التصرف فى كل أمر سبحانه .. وله ملكية كل أمر ..
مُقتدِر .. يُقدِّرُ كل الأمور ويُنفِذها بقدرته سبحانه ..
سبحانك ربّنا .. تباركت ربنا وتعاليْت
اللهم اجعلنا من عِبادكَ المُتّقين يارب العالمين
واجعل اللهم لنا عندك مقعد صدقٍ فى أعلى عليين يارب العالمين
اللهم آمين .. آمين
ـ[العاصمي النجدي]ــــــــ[08 Oct 2007, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم
الإستنباطات كثيرة ولعلني اشارك بواحده ....
فمثلاً في قوله تعالى في سورة الكهف (وماكنت متخذ المضلين عضدا)
قال أبن سعدي رحمه الله تعالى أنه يجب على المسلم الا يتخذ من غير المؤمنين اعواناً في كل أمر دنيوي او أخروي ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2007, 03:34 ص]ـ
الحمد لله وحده لا شريك له
وبعد
فمن علم أن القرآن هو كلام الله تعالى رب العالمين الحكيم العليم ... علم ان كلامه ليس ككلام بقية المخلوقات
فما من كلمة و لاحرف الا وله حكمة ووراءه نكته علمها من علمها وجهلها من جهلها
وقد قال ابن عباس رضي الله عنه ان من القرآن ما تفهمه العرب من لغاتها ومنه ما لا يعذر أحد بجهله
وعند محمد الامين الشنقيطي حبر القرآن بحث قيم في سورة القتال اي سورة محمد يبين فيها خطأ
من يشترط في التدبر مرتبة الاجتهاد
المهم
هذه المقدمة قدمتها بين يدي قولي بيانا للرد على من يشترط في التدبر ما لم ينزل به الله سلطانا
قال تعالى
ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
هذا كلام الله تعالى في معرض الدفاع عن عرض ام المومنين
ويرى المتدبر ان تنزيه الله تعالى ب سبحانك جاء في ثنايا تنزيه ام المومنين رضي الله عنها
فما السر في ذلك مع ان المقام تنزيه ام المومنين
(يُتْبَعُ)
(/)
الجواب و الله اعلم ان من رمى ام المومنين بما لا يليق بها رضي الله عنها فقد اتهم الله تعالى باختيار بما لا يليق
بخليله وخاتم انبيائه محمد صلى الله عليه و سلم
لذلك والله اعلم جاء تنزيه الله في سياق الكلام لبيان ان من اتهم ام المومنين بذلك فقد اتهم الله تعالى بما لا يليق
وقد عرضت هذا الراي على احد شيوخ القراءات فقال لي انه وقع في قلبه مثل ما ذكرت له .. وكذلك بعض
طلبة العلم قال مثل ذلك و الله اعلم
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[08 Oct 2007, 03:34 ص]ـ
الحمد لله وحده لا شريك له
وبعد
فمن علم أن القرآن هو كلام الله تعالى رب العالمين الحكيم العليم ... علم ان كلامه ليس ككلام بقية المخلوقات
فما من كلمة و لاحرف الا وله حكمة ووراءه نكته علمها من علمها وجهلها من جهلها
وقد قال ابن عباس رضي الله عنه ان من القرآن ما تفهمه العرب من لغاتها ومنه ما لا يعذر أحد بجهله
وعند محمد الامين الشنقيطي حبر القرآن بحث قيم في سورة القتال اي سورة محمد يبين فيها خطأ
من يشترط في التدبر مرتبة الاجتهاد
المهم
هذه المقدمة قدمتها بين يدي قولي بيانا للرد على من يشترط في التدبر ما لم ينزل به الله سلطانا
قال تعالى
ولولا اذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا ان نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم
هذا كلام الله تعالى في معرض الدفاع عن عرض ام المومنين
ويرى المتدبر ان تنزيه الله تعالى ب سبحانك جاء في ثنايا تنزيه ام المومنين رضي الله عنها
فما السر في ذلك مع ان المقام تنزيه ام المومنين
الجواب و الله اعلم ان من رمى ام المومنين بما لا يليق بها رضي الله عنها فقد اتهم الله تعالى باختيار بما لا يليق
بخليله وخاتم انبيائه محمد صلى الله عليه و سلم
لذلك والله اعلم جاء تنزيه الله في سياق الكلام لبيان ان من اتهم ام المومنين بذلك فقد اتهم الله تعالى بما لا يليق
وقد عرضت هذا الراي على احد شيوخ القراءات فقال لي انه وقع في قلبه مثل ما ذكرت له .. وكذلك بعض
طلبة العلم قال مثل ذلك و الله اعلم
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Oct 2007, 12:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله تعالى (واذا الوحوش حشرت) انها ارض يوم القيامة فلماذا الحيوانات ومنها الوحوش؟
ان الحيوان غير مكلف اذا الانسان هو المقصود بلا شك فعليه ان يعتبر ويستعد لاهوال ذلك اليوم العصيب فالوحوش تحشر وتسلب ما من طبعها اي الافتراس فتكون ذليلة منقادة في ذلك اليوم وذكر ابن عاشور نكتة لطيفة مفادها:- ان الوحوش لا تجتمع مع جنسها وفصيلتها في الدنيا فكيف تجتمع مع غيرها من الوحوش؟.
انه من بلاغة القران الكريم في تصوير مشهد من مشاهدها فهل اعتبر الغافل؟ وهل اعتبر العاصي المذنب؟ هل يعتبر الظالمون؟.
والله اعلم
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[09 Oct 2007, 04:00 ص]ـ
قوله تعالى: ((يا أيها الذين ءامنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لِما يُحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)))
بدا لي أثناء تلاوة هذه الآية الكريمة أن من لم يستجب لله وللرسول فإنه يُخشى على قلبه من الزيغ، بل في الآية وعيد لمن لم يستجب.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يحول بين المؤمن وبين الكفر، وبين الكافر وبين الإيمان.
قال البقاعي في "نظم الدرر": (وهو تحريض على المبادرة إلى اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم ما دامت القلوب مقبلة على ذلك خوفاً من تغييرها).
وللفائدة فقد قال الطاهر بن عاشور في "التحرير والتنوير": (وإفراد ضمير {دعاكم} لأن الدعاء من فعل الرسول مباشرة).
وقال: (وافتتحت الجملة باعلموا؛ للاهتمام بما تتضمنه وحث المخاطبين على التأمل فيما بعدَه، وذلك من أساليب الكلام البليغ أن يفتتح بعض الجمل المشتملة على خبر أوْ طلببِ فهم باعْلم أو تَعَلمْ لَفتاً لذهن المخاطب.
وفيه تعريض غالباً بغفلة المخاطب عن أمر مهم فمن المعروف أن المخبر أو الطالب ما يريد إلاّ علمَ المخاطب فالتصريح بالفعل الدال على طلب العلم مقصود للاهتمام، قال تعالى: {اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفورٌ رحيمٌ} [المائدة: 196] وقال {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعبٌ ولهوٌ} [الحديد: 20] الآية وقال في الآية، بعد هذه {واعلموا أن الله شديد العقاب} [الأنفال: 25] وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي مسعود الأنصاري وقد رآه يضرب عبداً له «أعلم أبَا مسعود اعْلَم أبا مسعود: أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام» وقد يفتتحون بتَعَلّم أو تَعَلَمَنَّ).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[09 Oct 2007, 04:10 ص]ـ
كثيراً ما يرد اقتران الإيمان بالعمل الصالح في كتاب الله: ((ءامنوا وعملوا الصالحات))، ((ءامن وعمل صالحاً))
ولكن لا أذكر أنه جاء قَرْن العمل الصالح إلا بأمرين آخرين: الدعوة إلى الله، والصبر
((وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ))
((إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ))
فبدا لي أن هذين العملين مما يتعزز بهما الإيمان ويقوى في نفس العبد. والله أعلم.
ـ[أبو عبدالعزيز الجهني]ــــــــ[09 Oct 2007, 07:15 ص]ـ
قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}
دوماً عندما أتلو هذه الآيتين الكريمة بعد الآية التي سبقتهما: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
يتبادر إلى ذهني أن ثَمَّ ارتباطاً ولو نسبياً بين الآيتين .. وينصرف هذا في الغالب إلى أولئك الذين ينادون إلى تحرر المرأة، وينازعون في أمر فرض الحجاب .. عن قصد وإرادة للسوء
فوجدت في "النكت والعيون": (قوله: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الزناة، قاله عكرمة والسدي.
الثاني: أصحاب الفواحش والقبائح، قاله سلمة بن كهيل.
وفي قوله: {لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} قولان:
أحدهما: عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي.
الثاني: عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق، قاله الحسن وقتادة.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فيهم ثلاثة أقاويل:
: أحدها: أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن، قاله السدي.
الثاني: أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين قاله قتادة.
الثالث: أن الإرجاف التماس الفتنة، قاله ابن عباس، وسيت الأراجيف لاضطراب الأصواب بها وإفاضة الناس فيها).
قلت: وهذا الذي نقله عن سلمة بن كهيل في مصنف عبدالرزاق برقم 35251 - قال: (حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض" قال: أصحاب الفواحش).
ومع أن اللفظ قد يشمل غيرهم إلا أني لا إخالهم خارجين عنه. والله أعلم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:17 م]ـ
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع القيم والتأملات المفيدة، والقرآن الكريم لا تنقضي عجائبه، هأنذا أشارككم بالاطلاع على ما كتبتم أولاً، وأريد أن أشير إلى أمور في تدبر القرآن:
1 - أن تكرار الآية عند قراءتها معين على التفكر فيها والتدبر.
2 - أن التدبر أثناء قراءة القرآن في الصلاة أقرب من خارجها، وهذا لمسته من نفسي خصوصاً مع القراءة المرتلة.
3 - تدبر آيات القرآن لا يعني رفع الصوت بها عند قراءتها جداً - كما يفعل بعض أئمة المساجد.
والله أعلم ...
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[11 Oct 2007, 12:32 ص]ـ
الحمد لله
قوله تعالى الرحمن علم القرآن
قال بعضهم يستفاد منها أنه ينبغي للمعلم أن يكون رحيما لأن الله تعالى أسند فعل التعليم الى اسمه
الرحمن.
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2007, 01:09 ص]ـ
الحمد لله
قوله تعالى الرحمن علم القرآن
قال بعضهم يستفاد منها أنه ينبغي للمعلم أن يكون رحيما لأن الله تعالى أسند فعل التعليم الى اسمه
الرحمن.
والله أعلم
وفقكم الله أخي الكريم. وما ذهبتم إليه صحيح، وصفة الرحمة من أولى الصفات التي ينبغي على المعلم أن يتخلق بها، وقد ظهر لي هذا أيضاُ في مواضع كثيرة في القرآن منها:
- تأمل أن الله سبحانه وتعالى لما أراد أن يختار معلماً لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام وهو من كبار الأنبياء وأولي العزم منهم، تخير له رجلاً - وهو الخضر - وصفه بصفتين:
1 - الرحمة.
2 - العلم.
فقال سبحانه وتعالى: (فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65))
فقدَّم صفة الرحمة في هذا المعلم على العلم الذي أوتيه من لدن الله سبحانه وتعالى. وفي هذا إشارة إلى أن المعلم يجب أن يكون رحيماً رفيقاً جعلنا الله وإياكم منهم. والآيات التي يستفاد منها هذا المعنى كثيرة أيضاً لمن تدبر كلام الله.
في 29/ 9/1428هـ
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:34 ص]ـ
الحمد لله
بارك الله فيك شيخنا الفاضل .. فآية الكهف فيها اشارة قوية الى النكتة ذاتها
وقال تعالى
إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ...
ثم قال بعدها سبحانه
ولو أنهم صبروا حتى تخرج اليهم لكان خيرا لهم
انتفى الصبر فانتفى العقل
فمن اراد ان يكون من زمرة العقلا فليوطن نفسه على الصبر في مواطن البلا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النقبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 10:41 م]ـ
شكرا للأخ الفاظل على هذا الموضوع الجميل و الشيق ,,,, لا أكتمكم سرا كنت في إحدى الليالي أقرأ القرآن و بتمعن حتى إستوقفتني هذه الآية و كأني أول مرة في حياتي أقرأها وهي الآية 31 من سورة النور (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَـ?تِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـ?رِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى? جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ ءَابَآئِهِنَّ أَوْ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَآئِهِنَّ أَوْ أَبْنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى? إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِى أَخَوَ?تِهِنَّ أَوْ نِسَآئِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَـ?نُهُنَّ أَوِ التَّـ?بِعِينَ غَيْرِ أُوْلِى الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُواْ عَلَى? عَوْرَ?تِ النِّسَآءِ وَلاَ يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُو?اْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) إنظرو إلى هذه الآية .... هذه الآية تتكلم عن النساء و هي آية أمر .. و قل يا محمد للمؤمنات يغضضن أبصارهن ......... ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو ... أو .... أو نسائهن ... هن نساء فكيف يبدين زينتهم لنسائهن!!!
لقد تاملت كثيرا هذه الآية و قرأتها مرات عديدة لعلي لم أتقنها أو قرأتها خطأ .... ففي الصباح سألت أحد أصحابي الذي لهم علم وافر في القرآن و لا أزكي على الله أحدا .. فأجابني بسؤال ..... هل تتكشف المرأة المسلمة أمام المرأة الكافرة؟ فأجبته بسرعة لا ... لا يجوز أن تتكشف أمامها فهي عورة .. فقال ذلك تفسير الآية و كلمة نسائهن أي من جنسهن ... ومن ذلك اليوم .. أحاول قدر جهدي أن أقرأ بتمعن.
ـ[النقبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 11:04 م]ـ
وايضا توقفت عند هذه الآية مرة و فكرت فيها كثيرا آية رقم 45 من سورة المائدة و لكن إستحييت أن أسأل عنها لأني قررت أن أبحث عن معنى الآية لوحدي فبيع الأعضاء والتصدق بها حرام بلا شك ... بسم الله الرحمن الرحيم (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَآ أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَْنْفَ بِالأَْنْفِ وَالاُْذُنَ بِالاُْذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّه وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـ??ئِكَ هُمُ الظَّـ?لِمُونَ) يقول الله: (فمن تصدق به ... ) كيف أتصدق بشيء من أعضائي وفي الحقيقة أنا لا أملكها و إنما هي ملك الله و أنا مأتمن عليها!!!
فقرأت في سورة البقرة الآية رقم 178 (ي??أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى? بِالأُنثَى? فَمَنْ عُفِىَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَىْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَـ?نٍ ذَ?لِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى? بَعْدَ ذَ?لِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) فأيقنت أن التصدق المقصود في الآية 45 من سورة المائدة هو العفو المقصود في سورة البقرة ..... هذا ما توصلت إليه بنفسي و الله أعلم ..... الرجاء تنبيهي في حالة الخطأ ... فأنا لست بعالم.
سؤال: أيهما أفضل ..... أن أتصدق و أعفو إن حصل شيء من هذا القبيل المذكور في الآيتين أم آخذ بمثل ما أخذ؟ أعلم أن الجواب الأفضل العفو و التسامح .. و لكن إن طلب صاحب الحق بمثل ما أخذ منه هل هذا يكون من حقه شرعا! و هل يستطيع القضاء أن يمنعه و يعوضة بمبلغ من المال؟
و شكرا!
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Oct 2007, 01:21 م]ـ
الحمد لله
هذه بعض الفوائد من سورة الفاتحة شهد القرآن بصحتها
الفائدة الاولى
قوله جل وعلا اهدنا الصراط المستقيم
الفاتحة اعظم سورة في القرآن بنص الحديث
وهذا هو الدعاء الوحيد فيها
فهو أعظم دعاء يدعو به الانسان ... وأعظم نعمة من الله على الانسان ... لأن الصراط المستقيم موصل الى الجنة
ودخول الجنة و النجاة من النار أعظم نعمة
وقوله تعالى اهدنا فيه نعمة أخرى عظيمة ... قل من يتنبه لها .... وهي نعمة هداية مجموع الامة. الى الحق و الخير
و لا يخفى ما يعني ذلك من ائتلاف و الفة و اخوة وأمر بالمعروف و نهي عن المنكر ونشر للدين و اقامة أمر
الله .... فنعمة هداية الجماعة و الامة أعظم من نعمة هداية الفر اذ الفرد المهتدي يشقى بكثرة الاشقياء و المعاندين
و المخالفين اما اذا ائتلفت الامة فهو الامن و الامان و الامنة .... لذلك تجد الله جل و علا يمن على نبيه و على الصحابة بقوله
سبحانه
واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا
وقال جل و علا
هو الذي أيدك بنصره و بالمومنين و الف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الارض جميعا ما الفت بين قلوبهم و لكن الله ألف
بينهم
وحذر من التنازع بقوله
ولا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم
فإذا كان تأليف قلوب الصحابة على الخير و تآخيهم عليهم قوة و أيدا فاختلاف القلوب فشل و ضعف وهوان
قوله تعالى أنعمت عليهم
يفيد ان اهل الاستقامة على الصراط المستقيم ينعمون في قلوبهم و احوالهم بثمرات الاستقامة كل بحسبه فقراء كانوا او
أغنياء او مرضى او مبتلين
وعلى النقيض من ذلك المغضوب عليهم و الضالون هم اهل الشقاء و التعاسة مهما أوتوا ... وان هملجت بهم البراذين
أبى الله الا ذلك
وقوله تعالى المغضوب عليهم يفيد ان اهل الاستقامة اهل الرضى و الرضوان. و المحبة كل بحسبه ... فالغضب نقيض
الرضى و الحب و المحبة
وقوله تعالى الضالين يفيد ان اهل الاستقامة اهل التوفيق و الهدى و الرشد و الرشاد كل بحسبه اذ الضلال نقيض
الهداية و الرشد و التوفيق
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبدالرحمن]ــــــــ[14 Oct 2007, 05:31 م]ـ
قال تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً}
دوماً عندما أتلو هذه الآيتين الكريمة بعد الآية التي سبقتهما: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}
يتبادر إلى ذهني أن ثَمَّ ارتباطاً ولو نسبياً بين الآيتين .. وينصرف هذا في الغالب إلى أولئك الذين ينادون إلى تحرر المرأة، وينازعون في أمر فرض الحجاب .. عن قصد وإرادة للسوء
فوجدت في "النكت والعيون": (قوله: {لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الزناة، قاله عكرمة والسدي.
الثاني: أصحاب الفواحش والقبائح، قاله سلمة بن كهيل.
وفي قوله: {لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ} قولان:
أحدهما: عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي.
الثاني: عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق، قاله الحسن وقتادة.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} فيهم ثلاثة أقاويل:
: أحدها: أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن، قاله السدي.
الثاني: أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين قاله قتادة.
الثالث: أن الإرجاف التماس الفتنة، قاله ابن عباس، وسيت الأراجيف لاضطراب الأصواب بها وإفاضة الناس فيها).
قلت: وهذا الذي نقله عن سلمة بن كهيل في مصنف عبدالرزاق برقم 35251 - قال: (حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل "لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض" قال: أصحاب الفواحش).
ومع أن اللفظ قد يشمل غيرهم إلا أني لا إخالهم خارجين عنه. والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي أبا عبدالعزيز الجهني على هذا الاستنباط اللطيف، وأذكر أنني سمعت شيخنا الشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله يشير إلى نحو هذا، فوافق الخاطر الخاطر.
وجزى الله خيرا مشايخي الفضلاء على هذه الاستنباطات الرائعة.
وقد وقفت أمام هذه الآية: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ... } فلاحت لي فائدة وهي: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقتضيات الموالاة بين المؤمنين، ومما يزيد أواصر المحبة بينهم، وهذا يقتضي ألا يأمر المحتسب بالمعروف بعنف أو ينهى عن المنكر بعنف بل يستعمل الرفق والأناة، فالذي تأمره وتنهاه هو مؤمن مثلك وقد أثبت الله الولاء بينكم وليس العنف من سمت المتوالين والله أعلم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[14 Oct 2007, 05:58 م]ـ
فلاحت لي فائدة وهي: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من مقتضيات الموالاة بين المؤمنين، ومما يزيد أواصر المحبة بينهم.
الحمد لله
الامر كما ذكرت ايها الاخ الفاضل
فإذا كان سبب لعن الذين كفروا من بني اسرائيل هو عدم التناهي عن منكر فعلوه ... فالمفهوم من ذلك أن الرحمة
تحل على الذين يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر اذ الرحمة نقيض اللعنة ... لذلك تجد في الاية التي تفضلت
بذكر اولها تجد في آخرها ..... أولئك سيرحمهم الله ... وبرحمة الله ينتشر الحب و المحبة و الاخوة عكس الذين قالوا
انا نصارى أخذ الله ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به قال تعالى فأغرينا بينهم العداوة و البغضاء الى يوم
القيامة. الاية .... وهذه حال اليهود ايضا يقول فيهم ربنا و القينا بينهم العداوة و البغضاء الى يوم القيامة الاية
وقال فيهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى
ويظهر هذا المعنى جليا في قوله تعالى
ولتكن منكم امة يدعون الى الخير و يامرون بالمعروف الاية ثم ختمها ببيان حال من ينكص عن ذلك فقال بعدها
مباشرة و لاتكونوا كالذين تفرقوا و اختلفوا من بعد ما جاءهم البينات
فبارك الله فيك و ليهنك العلم و فتح الله قلوبنا للقرآن وشرحها للامر بالمعروف و النهي عن المنكر كما يحب الله
ويرضى
ـ[الجخيدب]ــــــــ[15 Oct 2007, 04:17 ص]ـ
] قال الله تعالى: " {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}، فصفوة خلق الله موسى فيما هو فيه من شدة وعناء يتذكر خير ربه المنعم المتفضل عليه، ويسأله بلسان حاله المزيد، فما يبرح من مكانه إلا ويأتيه الخير والرزق الوفير " فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا "، فسبحانك ربي إني لما أنزلت إلي من خير فقير.
ـ[أم ياسر]ــــــــ[16 Oct 2007, 07:38 ص]ـ
تأمل كيف بدأ سبحانه سورة الفاتحة بالآية التي تورث في القلب المحبة، ثم ثنى بالآية التي تورث في القلب الرجاء، ثم ثلّث بالآية التي تورث في القلب الخوف،
ثم قال سبحانه وتعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُد)
ليُقِرَّ في القلب أنه واجب عليك أن تعبد الله محبة لله، ورجاء في الله، وخوفا من الله، تعبده لهذه الثلاث مجتمعة؛
لا نغلب جانبا عن جانب
وفي تقديم إياك نعبد على إياك نستعين أسرار منها:
1 - تقديم العبادة على الاستعانة من باب تقديم الغايات على الوسائل
2 - لأن الاستعانة جزء من العبادة من غير عكس
3 - لأن العبادة حق الله الذي أوجبه على عباده والاستعانة طلب العون على العبادة
4 - لأن العبودية محفوفة بإعانتين: إعانة قبلها على التزامها والقيام بها، وإعانة بعدها على عبودية أخرى وهكذا .. حتى يقضي العبد نحبه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهُ الله:
إيّاك نعبُد تطرُد الرياء، وإيّاك نستعين تطرُد الكبرياء
(إهدنا الصراط المستقيم)
الدُعاء بالكُليات والنظر إلى الشموليات هذا ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة
مثل قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)
أما التفصيل يأتي في الأحكام
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[16 Oct 2007, 08:51 ص]ـ
[في قوله تعالى: ((بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله)) يونس: 39.
قال رحمه الله: ((وهذه الآية توجب أن الإنسان لايكذب إلا بخبر يعلم ويعرف أنه: كذب. والخبر المجهول يسكت عنه كقوله تعالى ((إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة)) الحجرات: 6. فلا يكذب به , ولا يقفوه ويتبعه , كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيما حدثنا أهل الكتاب)). المرجع: بيان تلبيس الجهمية (8/ 288) ط: المجمع.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[18 Oct 2007, 05:45 م]ـ
تأمل كيف بدأ سبحانه سورة الفاتحة بالآية التي تورث في القلب المحبة، ثم ثنى بالآية التي تورث في القلب الرجاء، ثم ثلّث بالآية التي تورث في القلب الخوف،
ثم قال سبحانه وتعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُد)
ليُقِرَّ في القلب أنه واجب عليك أن تعبد الله محبة لله، ورجاء في الله، وخوفا من الله، تعبده لهذه الثلاث مجتمعة؛
لا نغلب جانبا عن جانب
لااله الا الله
قوية جدا هذه
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[18 Oct 2007, 06:07 م]ـ
تأمل كيف بدأ سبحانه سورة الفاتحة بالآية التي تورث في القلب المحبة، ثم ثنى بالآية التي تورث في القلب الرجاء، ثم ثلّث بالآية التي تورث في القلب الخوف، ثم قال سبحانه وتعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُد) ليُقِرَّ في القلب أنه واجب عليك أن تعبد الله محبة لله، ورجاء في الله، وخوفا من الله، تعبده لهذه الثلاث مجتمعة؛ لا نغلب جانبا عن جانب
فتح الله عليك. وهذه اللطيفة من أفضل ما قرأت عن سورة الفاتحة، زادني الله وإياكم تذوقا لمعاني كتابه الحكيم.
أما أنا، فقد لفت انتباهي عند إعداد خطبة عيد الفطر ورود لفظ (العيد) بمعنى واحد، ولفظ (الفرح) بمعنيين في القرآن الكريم. وأرجو التصويب إن كنت مخطئا، حيث لم أرجع إلى كتب التفسير في ذلك.
فقد وردت كلمة العيد مرة واحدة، وذلك في الحوار بين عيسى عيه السلام وأصحابه. قال تعالى في سورة المائدة: ((قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)). أي تكون عيداً يحتفل به أوّلنا الذين عاشوا الكرامة الإلهية، ويحتفل به آخرنا (من الأجيال اللاحقة) الذين يعيشون على بركة هذه الكرامة.
أما كلمة الفرح فنجدها في القرآن الكريم على معنيين: الفرح الإيجابي والفرح السلبي.
فقد قال الله تعالى متحدثا عن قارون في سورة القصص: ((إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ، وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ، إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ: لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ)) .. فهذه الآية تبين مفهوم الفرح السلبي الذي لا يحبه الله.
أما الفرح الإيجابي الذي يحبه الله، فيدلنا عليه قوله تعالى في سورة يونس: ((قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ))، وقوله تعالى عن الشهداء في سورة آل عمران: ((فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)).
من هنا نفهم أن العيد في الإسلام هو اليوم الذي يريد الله فيه للإنسان أن يفرح برضا الله عنه وإقباله عليه. وبهذا المعنى، لا يعود العيد مجرد يوم في السنة، بل يصبح العيدُ كلَّ يوم يلتزم فيه الإنسان بطاعة الله في عباداته والتزاماته، ومسؤولياته تجاه الآخرين.
وهذا هو معنى قول علي بن أبي طالب عن عيد الفطر: "إنما هو عيد لمن قَبِل الله صيامه وقيامه، وغَفَر له. وكل يوم لا يُعصى الله فيه فهو عيد" ..
أما عن الأعياد التي يتعارف الناس عليها ولا تكون مرتبطة بهذا المعنى، معنى طاعة الله ورضوان الله، فإن القرآن لم يسمها عيدا، بل سماها بلفظ آخر هو: (يوم الزينة)، كما في قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام مخاطبا فرعون: ((قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)).
فكأن الفرح المرتبط بالآخرة هو (العيد) الحقيقي، والفرح المرتبط بغير ذلك هو من (زينةالحياة الدنيا).
ولعل في هذا أحد أسرار تخصيص (الأضحى) و (الفطر) بصفة العيد.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[19 Oct 2007, 01:53 ص]ـ
الحمد لله
قال تعالى
وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم
فدل ذلك أن الصبر حظ عظيم
وهذه المرتبة لم يبلغها المال و لا صاحب المال
وذلك في قوله تعالى
يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون انه لذو حظ عظيم و قال الذين اوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير ..... الاية
والله أعلم(/)
ما صحة هذه الرواية؟ خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في آخر جمعة من شعبان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Sep 2007, 06:14 م]ـ
أرسل إلي أحد الأصدقاء هذه الخطبة غير مسندة، ذاكرا في نقله أنها خطبة للرسول صلى الله عليه وسلم قالها في آخر جمعة من شعبان. وقد بحثت طويلا في الإنترنت، ولم أعثر عن إسناد لها. وأفضل ما وجدت أنها من مرويات جعفر بن محمد الصادق.
فهل لكم أن تفيدوني رحمكم الله إن كان لها أصل أم أنها من الموضوعات؟
وهذا نص الخطبة:
خطبة النبي (صلى الله عليه وسلم) في آخر جمعة من شعبان
في الاستعداد لشهر رمضان
أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله من أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات. هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله. أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب. فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، وقلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فغن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم. واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه
وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه
أيها الناس، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم. واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته ألا يعذب المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين
أيها الناس، من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه. فقيل: يارسول الله، وليس كلنا يقدر على ذلك. فقال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، اتقوا النار ولو بشربة من ماء
أيها الناس، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي ثقل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[14 Sep 2007, 11:24 م]ـ
وردت الخطبة في آخر يوم من شعبان من حديث سلمان رضي الله عنه عند ابن خزيمة برقم 1887 والبيهقي في شعب الإيمان 3608 وفيه بعض فقرات الحديث المذكور
لكن قال عنه ابن خزيمة إن صح الخبر
ويبدو أنه قال ذلك لأنه فيه علي بن زيد بن جدعان ويوسف بن زياد.
وهو في الترغيب والترهيب للمنذري باب الترغيب من صيام رمضان احتسابا
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[14 Sep 2007, 11:28 م]ـ
أحسن الله إليك، أخي د. أنمار
ورمضان مبارك.
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[15 Sep 2007, 02:53 م]ـ
الحديث ضعيف، انظر الضعيفة 2/ 262، وتنقيح الأنصار بضعف حديث رمضان أوله رحمة ... لعلي الحلبي، و 500 حديث لم تثبت في الصيام ..... لأحمد بن عبد الله السلمي، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن آل مرعي]ــــــــ[15 Sep 2007, 03:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان بودي لو كتبت بدل (ص) صلى الله عليه وسلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Sep 2007, 07:34 م]ـ
الحديث ضعيف، انظر الضعيفة 2/ 262، وتنقيح الأنصار بضعف حديث رمضان أوله رحمة ... لعلي الحلبي، و 500 حديث لم تثبت في الصيام ..... لأحمد بن عبد الله السلمي، والله أعلم.
جزاك الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان بودي لو كتبت بدل (ص) صلى الله عليه وسلم
أحترم رأيك، وإن كنت لا أجد أي حرج في كتابة الاختصار (ص) بخلاف (صلعم) التي لا أحب استعمالها.
ـ[محب الطبري]ــــــــ[15 Sep 2007, 09:39 م]ـ
أخي في الله - صدقاً-أخشى أن تذهب هذه الصاد مع مرور الوقت كما ذهبت (رضي الله عنه)، راجع موضوع: [الشيخ والدكتور] وشكرا،،
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Sep 2007, 01:49 ص]ـ
أخي في الله - صدقاً-أخشى أن تذهب هذه الصاد مع مرور الوقت كما ذهبت (رضي الله عنه)، راجع موضوع: [الشيخ والدكتور] وشكرا،،
أخي محب الطبري،
جزاك الله خيرا على التذكير. ولا خير فيّ إن أضعت الصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، لأنني حينها أضيع أمرا من أوامر الله عز وجل، فضلا عن إضاعة كثير من الخير والرحمة والبركة والأجر وإظهار المحبة في قولها. ويبقى التزام قولها والتزام كتابتها أمرين مختلفين في تقديري، وقولها هو الأولى.
وكنت أود ألا ينفتح مثل هذا الحوار، حتى لا يضيع الوقت فيه، وذلك لبداهته.
وفي كل الحالات لا أرى أي وجه للمقارنة بين الصلاة على النبي والترضي على الصحابة.
وأحترم رأيك في كل الحالات.(/)
ما أرجح الأقوال في هذه الآيه؟ وما صحة اسناد الروايات
ـ[سلسبيل]ــــــــ[13 Sep 2007, 10:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أرجح الأقوال في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
وما صحة هذا الإسناد في تفسير الطبري:
(حدثنا هناد بن السريّ, قال: حدثنا حفص بن غياث, عن الفضل بن دَلَهْم, عن الحسن في قوله: يا أيّها الّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: هذا والله أبو بكر وأصحابه.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي, عن الفضل بن دلهم, عن الحسن, مثله.
حدثنا هناد, قال: حدثنا عبد بن سليمان, عن جويبر, عن سهل, عن الحسن في قوله: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: أبو بكر وأصحابه.
حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا حسين بن عليّ, عن أبي موسى, قال: قرأ الحسن: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: هي والله لأبي بكر وأصحابه.
حدثني نصر بن عبد الرحمن الأودي, قال: حدثنا أحمد بن بشير, عن هشام, عن الحسن في قوله: فَسَوفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبّهُمْ ويُحبّونَهُ قال: نزلت في أبي بكر وأصحابه
::::::::
وايضا ما صحة هذا الإسناد الوارد عن سيدنا علي بن ابي طالب رضي الله عنه في تفسير البغوي
(قال الحسن: علم الله تبارك وتعالى أن قوماً يرجعون عن الإسلام بعد موت نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخبر أنه يأتي بقوم يحبهم الله ويحبونه. واختلفوا في أولئك القوم من هم؟ قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و الحسن و قتادة: هم أبو بكر وأصحابه الذين قاتلوا أهل الردة ومانعي الزكاة، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض ارتد عامة العرب إلا أهل مكة والمدينة والبحرين من عبد القيس، ومنع بعضهم من الزكاة، وهم أبو بكر رضي الله عنه بقتالهم فكرة ذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، .... إلى آخر ما قال)
وهل يقصد بالحسن هنا الحسن البصري؟؟
(سواء في الإسناد الأول أو الثاني)
وجزاكم الله كل خير وتقبل طاعاتكم وبارك لكم في شهره الفضيل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 10:33 ص]ـ
[ size=5][align=right] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أرجح الأقوال في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}
الصواب إن شاء الله أن هذه الآية عامة ومعناها: يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه من يرجع منكم عن دينه، ويستبدل به اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك، فلن يضرُّوا الله شيئًا، وسوف يأتي الله بقوم خير منهم يُحِبُّهم ويحبونه، رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين، يجاهدون أعداء الله، ولا يخافون في ذات الله أحدًا. ذلك الإنعام مِن فضل الله يؤتيه من أراد، والله واسع الفضل، عليم بمن يستحقه من عباده.
وأمَّا أعيان هؤلاء الذين ارتدوا وأعيان هؤلاء القوم الذين يأتي بهم الله والذين وصفهم بأنه يحبهم ويحبونه وغيرها من الصفات فالظاهر أن هذه أمثلة لما تدل عليه هذه الآية وليس قصراً لمعناها عليهم والله أعلم.
والإمام الطبري يرجح أن المقصود بالقوم الذين يأتي بهم الله هم أهل اليمن، فيقول:
وأولى الأقوال في ذلك عندنا بالصواب، ما رُوي به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم أهل اليمن، قوم أبي موسى الأشعري. ولولا الخبر الذي روي في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخبر الذي روي عنه، ما كان القول عندي في ذلك إلا قول من قال:"هم أبو بكر وأصحابه". وذلك أنه لم يقاتل قومًا كانوا أظهروا الإسلام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتدوا على أعقابهم كفارًا، غير أبي بكر ومن كان معه ممن قاتل أهل الردة معه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكنا تركنا القول في ذلك للخبر الذي رُوي فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنْ كان صلى الله عليه وسلم مَعْدِن البيان عن تأويل ما أنزل الله من وحيه وآيِ كتابه.
والحسن المراد في الأسانيد التي ذكرها الطبري هو الإمام الحسن البصري رضي الله عنه، والذي يبدو أن الأسانيد التي ذكرها الطبري متصلة إلى الحسن البصري وهو يحتاج إلى مراجعة سماع حفص بن غياث من الفضل بن دَلَهْم وسماع الفضل من الحسن البصري. والأمر فيه واسع إن شاء الله.(/)
آداب تلاوة القرآن
ـ[أبوعامر]ــــــــ[15 Sep 2007, 06:28 م]ـ
آداب تلاوة القرآن
(1) يستحب الإكثار من قراءة القرآن:
• قال تعالى مثنياً على من كان ذلك دأبه (يتلون آيات الله آناء الليل)
• وفي الصحيحين من حديث ابن عمر لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار.
وقدكان للسلف في قدر القراءة عادات فمستقل ومستكثر ولكنهم كانوا يكرهون الختم في أقل من ثلاث ليال.
لما رواه أبوداد وابن ماجه وصححه الألباني من حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث. ويليه من ختم في أربع ثم في خمس ثم في ست ثم في سبع وهذا أوسط الأمور وأحسنها وهو فعل الكثيرين من الصحابة وغيرهم.
أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ القرآن في شهر قلت: إني أجد قوة قال: اقرأه في عشر قلت: إني أجد قوة قال: اقرأه في سبع ولا تزد على ذلك.
وقال النووي في الأذكار: المختار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فمن كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف فليقتصر على قدر يحصل له معه كمال فهم ما يقرأ وكذلك من كان مشغولاً بنشر العلم أو فصل الحكومات أو غير ذلك من مهمات الدين والمصالح العامة فليقتصر على قدر لا يحصل بسببه إخلال بما هو مرصد له ولا فوات كماله وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين فليكثر ما أمكنه من غير خروج إلى حد الملل أو الهذرمة في القراءة.
(2) استحباب تعاهد المحفوظ من القرآن
في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تعاهدوا القرآن فوالذين نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها)، قال بعض العلماء:نسيانه كبيرة لحديث أبي داود وغيره عرضت عليّ ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أوآية أوتيها رجل ثم نسيها. (ضعيف) وروى أيضاً حديث من قرأ القرآن ثم نسيه لقى الله يوم القيامة اجذم (ضعيف) وغاية ما يقال فيه الذم لمن نسي القرآن لأنه فرط في العلم.
(3) يستحب الوضوء لقراءة القرآن لأنه أفضل الإذكار.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يكره أن يذكر الله إلا على طهر كما ثبت في الحديث.
قال إمام الحرمين: ولا تكره القراءة للمحدث لأنه صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ مع الحدث.
وأما الجنب والحائض فتحرم عليهما القراءة نعم يجوز لهما النظر في المصحف وإمراره إلى القلب وأما متنجس الفم فتكره له القراءة وقيل تحرم كمس المصحف باليد النجسة.
(4) تسن القراءة في مكان نظيف وأفضله المسجد. .
(5) يستحب أن يجلس متخشعاً بسكينة ووقار.
(6) يسن أن يستاك تعظيماً وتطهيراً.
وقد روى ابن ماجه عن علي موقوفاً " إن أفواهكم طرق للقرآن فطيبوها بالسواك "صححه الألباني.
(7) يسن التعوذ قبل القراءة.
قال تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " أي أردت قراءته.
قال النووي: فلو مرّ على قوم سلم عليهم وعاد إلى القراءة فإن أعاد التعوذ كان حسناً.
قال: وصفته المختارة: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وكان جماعة من السلف يزيدون السميع العليم انتهى.
وفي النشر لابن الجزري: المختار عند أئمة القراءة الجهر بها وقيل يسر مطلقاً وقيل فيما عدا الفاتحة.
قال: وقد أطلقوا اختيار الجهر بها وقيده أبو شامة بقيد لا بد منه وهو أن يكون بحضرة من يسمعه.
(8) يسن البسملة.
وليحافظ على قراءة البسملة أول كل سورة غير براءة لأن أكثر العلماء على أنها آية فإذا أخل بها كان تاركاً لبعض الختمة عند الأكثرين فإن قرأ من أثناء سورة استحب له.
قال القراء: ويتأكد عند قراءة نحو {إليه يرد علم الساعة}} وهوالذي أنشأ جنات} لما في ذكر ذلك بعد الاستعاذة من البشاعة وإيهام رجوع الضمير إلى الشيطان.
(9) يسن الترتيل في قراءة القرآن.
قال تعالى): ورتل القرآن ترتيلا).
وفي البخاري عن أنس أنه سئل عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كانت مداّ ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.
وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن رجلاً قال له: إني أقرا المفصل في ركعة واحدة فقال: هذا كهذ الشعر إن قوماً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
(يُتْبَعُ)
(/)
وأخرج الآجري في جملة القرآن عن ابن مسعود قال: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذا الشعر قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة.
وأخرج من حديث ابن عمر مرفوعاً يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق في الدرجات ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.
وفي النشر: اختلف هل الأفضل الترتيل وقلة القراءة أو السرعة مع كثرتها وأحسن بعض أئمتنا فقال: إن ثواب قراءة التنزيل أجلّ قدراً وثواب الكثرة أكثر عدداً لأن بكل حرف عشر حسنات.
(10) وتسن القراءة بالتدبر والتفهم
وهو المقصود الأعظم والمطلوب الأهم وبه تنشرح الصدر ووتستنير القلوب قال تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته.
وقال " أفلا يتدبرون القرآن " وصفة ذلك أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به فيعرف معنى كل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك فإن كان مما قصر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر وإذا مرّ بآية رحمة استبشر وسأل أو عذاب أشفق وتعوذّ أو تنزيه نزّه وعظم أو دعاء تضرع وطلب.
أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ثم النساء فقرأها ثم آل عمران فقرأها يقرا مترسلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح وإذا مرّ بسؤال سأل وإذا مرّ بتعوذ تعوذ.
وأخرج الترمذي عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصحابة فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد. صححه الألباني
(11) لا بأس بتكرير الآية وترديدها
روى النسائي وغيره عن أبي ذرّ أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بآية يرددها حتى أصبح إن تعذبهم فإنهم عبادك الآية. صححه الألباني
(12) يستحب البكاء عند قراءة القرآن
والتباكي لمن لا يقدر عليه والحزن والخشوع قال تعالى ويخرون للأذقان يبكون وفي الصحيحين حديث قراءة ابن مسعود على النبي صلى الله عليه وسلم وفيه فإذا عيناه تذرفان.
وفي الشعب للبيهقي عن سعد بن مالك مرفوعاً إن هذا القرآن نزل بحزن وكآبة فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا. ضعيف
قال النووي في شرح المهذب: وطريق تحصيل البكاء أن يتأمل ما يقرأ من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يفكر في تقصيره فيها فإن لم يحضره عند ذلك حزن وبكاء فليبك على فقد ذلك فإنه من المصائب.
(13) يسن تحسين الصوت بالقراءة وتزيينها.
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " زينوا القرآن بأصواتكم ". صححه الألباني
وفي لفظ عند الدرامي حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً. صححه الألباني
وأخرج البزار وغيره حديث حسن الصوت زينة القرآن صححه الألباني.
وأما القراءة بالألحان فنص الشافعي في المختصر أنه لا بأس بها.
قال النووي: ويستحب طلب القراءة من حسن الصوت والإصغاء إليها للحديث الصحيح ولا بأس باجتماع الجماعة في القراءة ولا بإدارتها وهي أن يقرأ بعض الجماعة قطعة ثم البعض قطعة بعدها.
(14) الجهر والاسرار.
وردت أحاديث تقتضي استحباب رفع الصوت بالقراءة وأحاديث تقتضي الإسرار وخفض الصوت.
فمن الأول حديث الصحيحين ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به.
ومن الثاني حديث أبي داود عن عقبة بن عامر:" الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة ". صححه الألباني
قال النووي: والجمع بينهما أن الإخفاء أفضل حيث خاف الرياء أو تأذى مصلون أو نيام بجهره.
والجهر أفضل في غير ذلك لأن العمل فيه أكثر ولأن فائدته تتعدى إلى السامعين ولأنه يوقظ قلب القارئ ويجمع همه إلى الفكر ويصرف سمعه ويطرد النوم ويزيد في النشاط ويدل لهذا الجمع حديث أبي داود بسند صحيح عن أبي سعيد اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: " ألا إن كلكم مناج لربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة ". صححه الألباني
وقال بعضهم: يستحب الجهر ببعض القراءة والإسرار ببعضها لأن المسر قد يمل فيأنس بالجهر والجاهر قد يكل فيستريح بالإسرار.
(يُتْبَعُ)
(/)
(15) القراءة في المصحف أفضل من القراءة من حفظه.
لأن النظر فيه عبادة مطلوبة وقال النووي: هكذا قال أصحابنا والسلف أيضاً ولم أر فيه خلافاً.
قال: ولوقيل إنه يختلف باختلاف الأشخاص فيختار القراءة فيه لمن استوى خشوعه وتدبره في حالة القراءة فيه ومن الحفظ ويختار القراءة من الحفظ لمن يكمل بذلك خشوعه ويزيد على خشوعه وتدبره لوقرأ من المصحف لكان هذا قولاً حسناً.
ومن أدلة القراءة في المصحف وأخرج البيهقي عن ابن مسعود مرفوعاً من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف صححه الألباني.
(16) يكره قطع القراءة لمكالمة أحد.
قال الحليمي: لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره وأيده البيهقي بما في الصحيح: كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه.
ويكره أيضاً الضحك والعبث والنظر إلى ما يلهي.
(17) لا يجوز قراءة القرآن بالعجمية مطلقاً.
سواء أحسن العربية أم لا في الصلاة أم خارجها.
وعن أبي حنيفة أنه يجوز مطلقاً.
وعن أبي يوسف ومحمد: لمن لا يحسن العربي لكن في شارح البزدوي أن أبا حنيفة رجع عن ذلك.
ووجه المنع أنه يذهب إعجازه المقصود منه.
وعن القفال من أصحابنا: إن القراءة بالفارسية لا تتصور قيل له فإذا لا يقدر أحد أن يفسر القرآن قال: ليس كذلك لأن هناك يجوز أن يأتي ببعض مراد الله ويعجز عن البعض.
أما إذا أراد أن يقرأه بالفارسية فلا يمكن أن يأتي بجميع مراد الله تعالى لأن الترجمة إبدال لفظة بلفظة تقوم مقامها وذلك غير ممكن بخلاف التفسير.
(18) لا تجوز القراءة بالشاذ.
نقل ابن عبد البر الإجماع على ذلك لكن ذكر موهوب الجزري جوازها في غير الصلاة قياساً على رواية الحديث بالمعنى.
(19) الأولى أن يقرأ على ترتيب المصحف.
قال في شرح المهذب: لأن ترتيبه لحكمة فلا يتركها إلا فيما ورد فيه الشرع كصلاة صبح يوم الجمعة بآلم تنزيل وهل أتى ونظائره فلو فرق السور أو عكسها جاز وترك الأفضل.
قال: وأما قراءة السورة من آخرها إلى أولها فمتفق على منعه لأن يذهب بعض نوع الإعجاز ويزيل حكمة الترتيب.
أخرج الطبراني بسند صحيح عن ابن مسعود أنه سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوساً قال: ذاك منكوس القلب.
(20) عدم الخلط بين القراءات.
قال الحليمي: يسن استيفاء كل حرف أثبته قارئ ليكون قد أتى على جميع ما هوقرآن.
وقال ابن الصلاح والنووي: إذا ابتدأ بقراءة أحد من القراء فينبغي أن لا يزال على تلك القراءة ما دام الكلام مرتبطاً فإذا انقضى ارتباطه فله أن يقرأ بقراءة أخرى والأولى دوامة على الأولى في هذا المجلس.
قال ابن الجزري: والصواب أن يقال: إن كانت إحدى الطريقتين مرتبطة على الأخرى منع ذلك منع تحريم كمن يقرأ فتلقى آدم من ربه كلمات برفعهما أونصبهما أخذ رفع آدم من قراءة غير ابن كثير ورفع كلمات من قراءته ونحو ذلك مما لا يجوز في العربية واللغة وما لم يكن كذلك فرق فيه بين مقام الرواية وغيرهما فإن كان على سبيل الرواية حرم أيضاً لأنه كذب في الرواية وتخليط وإن كان على سبيل التلاوة جاز.
(21) يسن الاستماع لقراءة القرآن
وترك اللغط والحديث بحضور القراءة قال تعالى وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا.
(22) يسن السجود عند قراءة آية السجدة
وهي أربع عشرة في الأعراف والرعد والنحل والإسراء ومريم وفي الحج سجدتان والفرقان والنمل وآلم تنزيل وفصلت والنجم وإذا السماء انشقت واقرأ باسم ربك وأما ص فمستحبة وليست من عزائم السجود: أي متأكداته.
(23) الأوقات المختارة للقراءة.
قال النووي: الأوقات المختارة للقراءة أفضلها ما كان في الصلاة ثم الليل ثم نصفه الأخير وهي بين المغرب والعشاء محبوبة وأفضل النهار بعد الصبح ولا تكره في شيء من الأوقات لمعنى فيه.
(24) يسن الدعاء عندالختم.
وقال بعضهم والصوم أيضا يوم الختم وعلته أن يجتمع فضلان الصوم والختم فيدعو على هذه الحال وكان أنس رضي الله عنه يجمع أهله عند الختم ويدعو "
وعن مجاهد قال: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقول عنده تنزل الرحمة. صحيح الأسناد
وعن الحكم ابن عتيبة قال أرسل إلي مجاهد وعَبْدَة بن أبي لٌبَابة وقالا: إنا أرسلنا إليك لأنا أردنا أن نختم القرآن، والدعاء يستحب عند ختم القرآن ".صحيح الأسناد
(25) يستحب التكبير من الضحى إلى آخر القرآن.
وهي قراءة المكيين
وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس فأمره بذلك.
وكان سفيان بن عيينه يرى التكبير حتى في الصلاة ولما هم البزي بالترك قال له إن تركته تركت سنة نبيك.
وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أبيّ بن كعب فأمره بذلك.
وعن موسى بن هارون قال: قال لي البزي: قال لي محمد بن إدريس الشافعي: إن تركت التكبير فقدت سنة من سنن نبيك.
وروي أن الأصل في ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم انقطع عنه الوحي فقال المشركون: قلا محمداً ربه فنزلت سورة الضحى فكبر النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الحليمي: نكتة التكبير التشبيه للقراءة بصوم رمضان إذا أكمل عدته يكبر فكذا هنا يكبر إذا أكمل عدة السورة.
قال: وصفته أن يقف بعد كل سورة وقفة ويقول الله أكبر.
(26) يسن إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم
لحديث الترمذي وغيره " أحب الأعمال إلى الله الحال المرتحل الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما أحل ارتحل " حديث حسن.
وأخرج الدارمي بسند حسن عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب أ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ قل أعوذ برب الناس افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى وأولئك هم المفلحون ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام.
(27) يكره اتخاذ القرآن معيشة يتكسب بها.
وأخرج الآجري من حديث عمران بن الحصين مرفوعاً من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيأتي قوم يقرءون القرآن يسألون الناس به.
وروى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديث من قرأ القرآن عند ظالم ليرفع منه لعن بكل
يكره أن يقول نسيت آية كذا
(28) بل يقول أنسيتها لحديث الصحيحين في النهي عن ذلك. .
مختصرا وبتصرف يسير من الاتقان للسيوطي
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Sep 2007, 01:39 م]ـ
أفادكم الله وجزاكم خير الجزاء(/)
القرآن بين ضبط السلوك وضبط التلاوة
ـ[إيمان]ــــــــ[15 Sep 2007, 07:41 م]ـ
القرآن بين ضبط السلوك وضبط التلاوة
أ. د. ناصر العمر
إنّ الأمة تمر بمرحلة من أعصب مراحلها، كيد من أعدائها، وتكالب عليها، وجهل من أبنائها، وتفريط في أسباب مجدها وعزها، والذي يعجب له أن هناك شبه إجماع على أسباب هذا الواقع المرير، وكيفية الخروج منه، فكثير من المسلمين إذ سئل عن سبب واقع الأمة المرير أجاب قائلاً: ذلك لبعدنا عن كتاب ربنا، وإذا سئل فما هو الحل، وكيف نغير هذا الواقع إلى ما نرجوه لأمتنا من الريادة والمجد أجاب قائلاً: يكون ذلك بالرجوع إلى كتاب ربنا، فإذا الداء معروف والدواء معروف فأين تكمن المشكلة؟
المشكلة تكمن في أنا أخذنا قارورة الدواء وصرنا نقرأ فيها، ونتأمل الإرشادات المصاحبة لها، ونستمع إلى الطبيب وهو يحدثنا عن كم مرة يستعمل هذا الدواء في اليوم، وكيف يكون ذلك الاستعمال، ثم اكتفينا بذلك ولم نستعمله، فهل بهذا يستفاد من الدواء، وهل بذا يكون الداء سبباً في الشفاء، إننا جميعاً نؤمن أن القرآن هو الدواء، ولكن اكتفينا بقراءته عن العمل به، فالقرآن جاء ليضبط السلوك ويقوم المنهج، جاء ليصحح تصرفاتنا ويصحح عقائدنا ومعتقداتنا، فأخذنا ألواحه وعكفنا عليها قارئين وتالين دون أن نصحح به معتقدنا أو نقوم به سلوكنا.
إن هذا الداء هو الذي أهلك من كان قبلنا، قال الله تعالى: "مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" (الجمعة:5)، قال ابن عباس: "فجعل الله مثل الذي يقرأ الكتاب ولا يتبع ما فيه كمثل الحمار يحمل كتاب الله الثقيل لا يدري ما فيه" (1)، وقال الله تعالى: "وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ" (البقرة:78)، قال القرطبي في تفسير كلمة أماني التي وردت في هذه الآية: "والأماني جمع أمنية وهي التلاوة" (2) فلقد كان حظ كثير من أهل الكتاب مما أنزل الله عليهم تلاوته فقط، وقد مدح الله منهم فريقاً كانوا يتلونه حق تلاوته، أي يعملون بمقتضى ما يقرءون، قال عمر بن الخطاب في معنى هذه الآية: "يعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه ويكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه" (3).
إن أمر تلاوة القرآن من الأمور المهمة والعظيمة التي يثاب العبد عليها، وليس المقصد أن تقلل الأمة من قراءة القرآن أو تهجر تلاوته، وإنما المقصد أن تتجاوز مرحلة التلاوة وضبطها إلى مرحلة التطبيق والعمل، فإننا نجد النبي صلى الله عليه وسلم قد خفف في أمر ضبط التلاوة فقال: "مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة، ومثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران" (4)، وبالمقابل فقد جاءت الأدلة متنوعة في الأمر باتباع القرآن والعمل به في الكتاب والسنة، وذم من ترك العمل به ولو قرأه فقد صح عند الشيخين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذي قال له اعدل: إنه يخرج من ضئضئ هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية -وأظنه قال- لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر في الحج قوله عليه الصلاة والسلام: وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله.
إنَّ معاناة الأمة ليس بسبب نقص التالين للقرآن، وإنما بسبب نقص العاملين بالقرآن مع التأكيد على أهمية التلاوة وفضلها، ولن تقوم للأمة قائمة ما لم تتجنب داء الأمم من قبلها ممن جعلوا التلاوة فقط هي الغاية، والله المستعان.
موقع المسلم .......(/)
هل يوجد فارق في المعنى
ـ[الوداع]ــــــــ[15 Sep 2007, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الإخوة الكرام أرجوا إفادة عن السؤال التالي:
1_ هل هناك فارق أو تغاير في المعنى بين الكلمات التالية التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواضيع متفرقة
وهي (طبع _ ختم _ أقفالها)
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2007, 04:17 م]ـ
هذه الكلمات تشترك في معنى عام، وهو منع الشيء من الدخول إلى شيء آخر بسبب الختم أو الطبع أو القفل، ثم تنفرد كل كلمة بمعنى خاصٍ بها يمكن استنباطه من استعمالات الكلمات في سياقاتها.
ويلاحظ أن هذه الكلمات الثلاثة قد جاءت مع القلب، ففي الطبع يقول الله تعالى: (وقولهم قلو"بنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم)، وفي الختم قال تعالى: (ختم الله على قلوبهم)، وفي القفل قال تعالى: (أم على قلوب أقفالها).
ومن أكثر العلماء عناية بالفروق الدقيقة بين هذه الكلمات الراغب الاصفهاني، وقد قال في مفرداته:
1 ـ (الطبع: أن تصور الشيء بصورة ما كطبع السكة وطبع الدراهم وهو أعم من الختم وأخص من النقش والطابع والخاتم: ما يطبع ويختم. والطابع: فاعل ذلك وقيل للطابع طابع وذلك كتسمية الفعل إلى الآلة نحو: سيف قاطع. قال تعالى: {فطبع على قلوبهم} [المنافقون / 3] {كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون} [الروم / 59] {كذلك نطبع على قلوب المعتدين} [يونس / 74] وقد تقدم الكلام في قوله: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة / 7] وبه اعتبر الطبع والطبيعة التي هي السجية فإن ذلك هو نقش النفس بصورة ما إما من حيث الخلقة وإما من حيث العادة وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب ولهذا قيل:
- 295 - وتأبى الطباع على الناقل).
2 ـ (الختم والطبع يقال على وجهين: مصدر ختمت وطبعت، وهو تأثير كنقش الخاتم والطابع. والثاني: الأثر الحاصل عن النقش، ويتجوز بذلك تارة في الاستيثاق من الشيء، والمنع منه اعتبارا بما يحصل من المنع بالختم على الكتب والأبواب، نحو: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة/7]، {ختم على سمعه وقلبه} [الجاثية/23]، وتارة في تحصيل أثر عن شيء اعتبارا بالنقش الحاصل، وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر، ومنه قيل: ختمت القرآن، أي: انتهيت إلى آخره، فقوله: {ختم الله على قلوبهم} [البقرة/7]، وقوله تعالى: {قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم} [الأنعام/46]، إشارة إلى ما أجرى الله به العادة أن الإنسان إذا تناهى في اعتقاد باطل، أو ارتكاب محظور - ولا يكون منه تلفت بوجه إلى الحق - يورثه ذلك هيئة تمرنه على استحسان المعاصي، وكأنما يختم بذلك على قلبه، وعلى ذلك: {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم} [النحل/108]، وعلى هذا النحو استعارة الإغفال في قوله عز وجل: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا} [الكهف/28]، واستعارة الكن في قوله تعالى: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه} [الأنعام/25]، واستعارة القساوة في قوله تعالى: {وجعلنا قلوبهم قاسية} [المائدة/13]، قال الجبائي (أبو علي الجبائي، شيخ المعتزلة في زمانه توفي سنة 303 ه. انظر: ترجمته في طبقات المفسرين 2/ 191): يجعل الله ختما على قلوب الكفار؛ ليكون دلالة للملائكة على كفرهم فلا يدعون لهم (وهذا أيضا قول القاضي عبد الجبار من المعتزلة، وقول الحسن البصري. انظر الرازي 2/ 51)، وليس ذلك بشيء فإن هذه الكتابة إن كانت محسوسة فمن حقها أن يدركها أصحاب التشريح، وإن كانت معقولة غير محسوسة فالملائكة باطلاعهم على اعتقاداتهم مستغنية عن الاستدلال. وقال بعضهم: ختمه شهادته تعالى عليه أنه لا يؤمن، وقوله تعالى: {اليوم نختم على أفواههم} [يس/65]، أي: نمنعهم من الكلام، {وخاتم النبيين} [الأحزاب/40]، لأنه ختم النبوة، أي: تممها بمجيئه. وقوله عزوجل: {ختامه مسك} [المطففين/26]، قيل: ما يختم به، أي: يطبع، وإنما معناه: منقطعه وخاتمة شربه، أي: سؤره في الطيب مسك، وقول من قال يختم بالمسك (وهذا قول قتادة أخرجه عنه عبد الرزاق قال: عاقبته مسك، قوم يمزج لهم بالكافور، ويختم لهم بالمسك. راجع: الدر المنثور 8/ 451) أي: يطبع، فليس بشيء؛ لأن الشراب يجب أن يطيب في نفسه، فأما ختمه بالطيب فليس مما يفيده، ولا ينفعه طيب خاتمه ما لم يطب في نفسه.).
3 ـ (لقفل جمعه: أقفال. يقال: أقفلت الباب وقد جعل ذلك مثلا لكل مانع للإنسان من تعاطي فعل فيقال: فلان مقفل عن كذا. قال تعالى: {أم على قلوب أقفالها} [محمد / 24] وقيل للبخيل: مقفل اليدين كما يقال: مغلول اليدين والقفول: الرجوع من السفر والقافلة: الراجعة من السفر والقفيل: اليابس من الشيء إما لكونه بعضه راجعا إلى بعض في اليبوسة وإما لكونه كالمقفل لصلابته يقال: قفل النبات وقفل الفحل (انظر: الأفعال للسرقسطي 2/ 67) وذلك إذا اشتد هياجه فيبس من ذلك وهزل).
ويمكن استظهار الفرق من هذه النقول عن اللراغب، والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الوداع]ــــــــ[19 Sep 2007, 11:05 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتكم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Sep 2007, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه النقول، ولكن الفرق الدقيق بين استخدام طبع وختم لم أفهمه،
واذا ما قرأنا معا قوله تعالى " ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع ... " المنافقون 3 - وكذلك 108 النحل- يتضح أنه استخدام محدد فى فئة معينة وهم المنافقون، ولا يعطى استخدام ختم هنا نفس الدلالة.
وختم فى البقرة 7 جاءت فى الكلام على الكافرين. وربما كان هذا مطردا فى الآيات.
فهل من بحث لاستخداماتهما فى القرآن؟
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[23 Sep 2007, 02:27 ص]ـ
1339 الفرق بين الطبع والختم: أن الطبع أثر يثبت في المطبوع ويلزمه فهو يفيد من معنى الثبات واللزوم ما لا يفيده الختم، ولهذا يقال طبع الدرهم طبعا
وهو الاثر الذي يؤثره فيه فلا يزول عنه، كذلك أيضا قيل طبع الانسان لانه ثابت غير زائل، وقيل طبع فلان على هذا الخلق إذا كان لا يزول عنه، وقال بعضهم: الطبع علامة تدل على كنه الشئ قال وقيل طبع الانسان لدلالته على حقيقة مزاجه من الحرارة والبرودة قال وطبع الدرهم علامة جوازه.
انظر
http://www.islamport.com/b/5/loqhah/%DA%E1%E6%E3%20%C7%E1%E1%DB%C9%20%E6%C7%E1%E3%DA%C 7%CC%E3/%C7%E1%DD%D1%E6%DE%20%C7%E1%E1%DB%E6%ED%C9/%C7%E1%DD%D1%E6%DE%20%C7%E1%E1%DB%E6%ED%C9%20005.h tml
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[23 Sep 2007, 02:40 ص]ـ
قالت ثعلب في فصيحة تقول: أغلقت الباب فهو مغلق، وأقفلته فهو مقفل، فإن معناه: شددته بالغلق وأوثقته وارتجته، وأما أقفلت فمعناه أوثقته بالقفل.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[23 Sep 2007, 02:49 ص]ـ
جاء في شفاء العليل لابن القيم
الباب الخامس عشر في الطبع والختم والقفل والغل والسد والغشاوة والحائل بين الكافر وبين الإيمان وان ذلك مجعول للرب تعالى قال تعالى إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة وقال تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون وقال تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم وقال كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين وقال ونطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون وقال أفلا يتدبرون القآن أم على قلوب أقفالها وقال لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون وقد دخل هذه الآيات ونحوها طائفتا القدرية والجبرية فحرفها القدرية بأنواع من التحريف المبطل لمعانيها وما أريد منها وزعمت الجبرية أن الله أكرهها على ذلك وقهرها عليه وأجبرها من غير فعل منها ولا إرادة ولا اختيار ولا كسب البتة بل حال بينها وبين الهدى ابتداء من غير ذنب ولا سبب من العبد يقتضي ذلك بل أمره وحال مع أمره بينه وين الهدى فلم ييسر إليه سبيلا ولا أعطاه عليه قدره ولا مكنه منه بوجه وأراد بعضهم بل أحب له الضلال والكفر والمعاصي ورضيه منه فهدى أهل السنة والحديث واتباع الرسول لما اختلف فيه هاتان الطائفتان من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
قالت القدرية لا يجوز حمل هذه الآيات على أنه منعهم من الإيمان وحال بينهم وبينه إذ يكون لهم الحجة على الله ويقولون كيف يأمرنا بأمر ثم يحول بيننا وبينه ويعاقبنا عليه وقد منعنا من فعله وكيف يكلفنا بأمر لا قدرة لنا عليه وهل هذا إلا بمثابة من أمر عبده بالدخول من باب ثم سد عليه الباب سدا محكما لا يمكنه الدخول معه البتة ثم عاقبه أشد العقوبة على عدم الدخول وبمنزلة من أمره بالمشي إلى مكان ثم قيده بقيد لا يمكنه معه نقل قدمه ثم أخذ يعاقبه على ترك المشي وإذا كان هذا قبيحا في حق المخلوق الفقير المحتاج فكيف ينسب إلى الرب تعالى مع كمال غناه وعلمه وإحسانه ورحمته قالوا وقد كذب الله سبحانه الذين قالوا قلوبنا غلف وفي أكنة وأنها قد طبع عليها وذمهم على هذا القول فكيف ينسب إليه تعالى ولكن القوم لما أعرضوا وتركوا الاهتداء بهداه الذي بعث به رسله حتى صار ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
الإعراض والنفار كالاف والطبيعة والسجية أشبه حالهم حال من منع عن الشيء وصد عنه وصار هذا وقرا في آذانهم وختما على قلوبهم وغشاوة على أعينهم فلا يخلص إليها الهدى وإنما أضاف الله تعالى ذلك إليه لأن هذه الصفة قد صارت في تمكنها وقوة ثباتها كالخلقة التي خلق عليها العبد قالوا ولهذا قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا
(1/ 85)
--------------------------------------------------------------------------------
يكسبون وقال بل طبع الله عليها بكفرهم وقال فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وقال فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون ولعمر الله أن الذي قاله هؤلاء حقه أكثر من باطله وصحيحه أكثر من سقيمه ولكن لم يوفوه حقه وعظموا الله من جهة وأخلوا بتعظيمه من جهة فعظموه بتنزيهه عن الظلم وخلاف الحكمة وأخلوا بتعظيمه من جهة التوحيد وكمال القدرة ونفوذ المشيئة والقرآن يدل على صحة ما قالوه في الران والطبع والختم من وجه وبطلانه من وجه وأما صحته فإنه سبحانه جعل ذلك عقوبة لهم وجزاء على كفرهم وأعراضهم عن الحق بعد أن عرفوه كما قال تعالى فلما أزاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين وقال كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون وقال ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون وقال ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم وقد اعترف بعض القدرية بأن ذلك خلق الله سبحانه ولكنه عقوبة على كفرهم وإعراضهم السابق فإنه سبحانه يعاقب على الضلال المقدور بإضلال بعده ويثيب على الهدى بهدى بعده كما يعاقب على السيئة بسيئة مثلها ويثيب على الحسنة بحسنة مثلها وقال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم وقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا آن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر ومن الفرقان الهدى الذي يفرق به بين الحق والباطل وقال في ضد ذلك فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا وقال في قلوبهم مرض فزادهم اله مرضا وقال ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم وهذا الذي ذهب إليه هؤلاء حق والقرآن دل عليه وهو موجب العدل والله سبحانه ماض في العبد حكمه عدل في عبده قضاؤه فإنه إذا دعى عبده إلى معرفته ومحبته وذكره وشكره فأبى العبد إلا إعراضا وكفرا قضى عليه بأن أغفل قلبه عن ذكره وصده عن الإيمان به وحال بين قلبه وبين قبول الهدى وذلك عدل منه فيه وتكون عقوبته بالختم والطبع والصد عن الإيمان كعقوبته له بذلك في الآخرة مع دخول النار كما قال كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم أنهم لصالو الجحيم فحجابه عنهم إضلال لهم وصد عن رؤيتهم وكمال معرفته كما عاقب قلوبهم في هذه الدار بصدها عن الإيمان وكذلك عقوبته لهم بصدهم عن السجود له يوم القيامة مع الساجدين هو جزاء امتناعهم من السجود له في الدنيا وكذلك عماهم عن الهدى في الآخرة عقوبة لهم على عماهم في الدنيا ولكن أسباب هذه الجرايم في الدنيا كانت مقدورة لهم واقعة باختيارهم وإرادتهم وفعلهم فإذا وقعت عقوبات لم تكن مقدورة بل قضاء جار عليهم ماض عدل فيهم وقال تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا ومن ههنا ينفتح للعبد باب واسع عظيم النفع جدا في قضاء الله المعصية والكفر والفسوق على العبد وإن ذلك محض عدل فيه وليس المراد بالعدل ما يقوله الجبرية أنه الممكن فكل ما يمكن فعله بالعبد فهو عندهم عدل والظلم هو الممتنع لذاته فهؤلاء قد سدوا على أنفسهم باب الكلام في الأسباب والحكم ولاالمراد به ما تقوله القدرية النفاة أنه إنكار عموم قدرة الله ومشيئته على أفعال عباده وهدايتهم وإضلالهم وعموم مشيته لذلك وأن الأمر إليهم لا إليه وتأمل قول النبي صلى الله عليه و سلم ماض في حكمك عدل في قضائك كيف ذكر العبد في القضاء مع الحكم النافذ وفي ذلك رد لقول الطائفتين القدرة والجبرية فإن العدل الذي أثبتته القدرية مناف للتوحيد معطل
(1/ 86)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
لكمال قدرة الرب وعموم مشيئته والعدل الذي أثبته الجبرية مناف للحكمة والرحمة ولحقيقة العدل والعدل الذي هو اسمه وصفته ونعته سبحانه خارج عن هذا وهذا ولم يعرفه إلا الرسل واتباعهم ولهذا قال هود عليه الصلاة و السلام لقومه إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم فأخبر عن عموم قدرته ونفوذ مشيئته وتصرفه في خلقه كيف شاء ثم أخبر أنه في هذا التصرف والحكم على صراط مستقيم وقال أبو إسحاق أي هو سبحانه وأن كانت قدرته تنالهم بما شاء فإنه لا يشاء إلا العدل وقال ابن الأنباري لما قال هو آخذ بناصيتها كان في معنى لا يخرج من قبضته وأنه قاهر بعظيم سلطانه لكل دابة فاتبع قوله أن ربي على صراط مستقيم قال وهذا نحو كلام العرب إذا وصفوا بحسن السيرة والعدل والإنصاف قالوا فلان على طريقة حسنة وليس ثم طريق ثم ذكر وجها آخر فقال لما ذكر أن سلطانه قد قهر كل دابة أتبع هذا قوله أن ربي على صراط مستقيم أي لا تخفى عليه مشيئته ولا يعدل عنه هارب فذكر الصراط المستقيم وهو يعني به الطريق الذي لا يكون لأحد مسلك إلا عليه كما قال إن ربك بالمرصاد
قلت فعلى هذا القول الأول يكون المراد أنه في تصرفه في ملكه يتصرف بالعدل ومجازات المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ولا يظلم مثقال ذرة ولا يعاقب أحدا بما لم يجنه ولا يهضمه ثواب ما عمله ولا يحمل عليه ذنب غيره ولا يأخذ أحدا بجريرة أحد ولا يكلف نفسا ما لا تطيقه فيكون من باب له الملك وله الحمد ومن باب ماض في حكمك عدل في قضاؤك ومن باب الحمد لله رب العالمين آي كما أنه رب العالمين المتصرف فيهم بقدرته ومشيئته فهو المحمود على هذا التصرف وله الحمد على جميعه وعلى القول الثاني المراد به التهديد والوعيد وأن مصير العباد إليه طريقهم عليه ولا يفوته منهم أحد كما قال تعالى قال هذا صراط على مستقيم قال الفراء يقول مرجعهم إلي فأجازيهم كقوله أن ربك لنا بالمرصاد قال وهذا كما تقول في الكلام طريقك علي وأنا على طريقك لمن أوعدته وكذلك قال الكلبي والكسائي ومثل قوله وعلى الله قصد السبيل على إحدى القولين في الآية وقال مجاهد الحق يرجع إلى الله وعليه طريقه ومنها أي ومن السبيل ما هو جائر عن الحق ولو شاء لهداكم أجمعين فأخبر عن عموم مشيئته وأن طريق الحق عليه موصلة إليه فمن سلكها فإليه يصل ومن عدل عنها فإنه يضل عنه والمقصود أن هذه الآيات تتضمن عدل الرب تعالى وتوحيده والله يتصرف في خلقه بمكله وحمده وعدله وإحسانه فهو على صراط مستقيم في قوله وفعله وشرعه وقدره وثوابه وعقابه يقول الحق ويفعل العدل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل فهذا العدل والتوحيد الذين دل عليهما القرآن لا يتناقضان وأما توحيد أهل القدر والجبر وعدلهم فكل منهما يبطل الآخر ويناقضه
فصل ومن سلك من القدرية هذه الطريق فقد توسط بين الطائفتين لكنه يلزمه الرجوع إلى مثبت القدر قطعا وألا تناقض أبين تناقض فإنه إذا زعم أن الضلال والطبع والختم والقفل والوقر وما يحول بين العبد وببين الإيمان مخلوق لله وهو واقع بقدرته ومشيئته فقد أعطى أن أفعال العباد مخلوقة وأنها واقعة بمشيئته فلا فرق بين الفعل الابتدائي والفعل الجزائي إن كان هذا مقدور الله واقعا بمشيئته والآخر كذلك وإن لم يكن ذاك مقدورا ولا يصح دخوله تحت المشيئة فهذا كذلك والتفريق بين النوعين تناقض محض وقد حكى هذا التفريق عن بعض القدرية أبو القاسم الأنصاري في شرحه
(1/ 87)
--------------------------------------------------------------------------------
الإرشاد فقال ولقد اعترف بعض القدرية بأن الختم والطبع توابع غير أنها عقوبات من الله لأصحاب الجرائم قال وممن صار إلى هذا المذهب عبد الواحد بن زيد البصري وبكر ابن أخته قال وسبيل المعاقبين بذلك سبيل المعاقبين بالنار وهؤلاء قد بقي عليهم درجة واحدة وقد تحيزوا إلى أهل السنة والحديث
فصل وقالت طائفة منهم الكافر هو الذي طبع على قلب نفسه في الحقيقة وختم على قلبه والشيطان ايضا فعل ذلك ولكن لما كان الله سبحانه هو الذي أقدر العبد والشيطان على ذلك نسب الفعل إليه لإقراره للفاعل على ذلك لأنه هو الذي فعله
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أهل السنة والعدل هذا الكلام فيه حق وباطل فلا يقبل مطلقا ولا يرد مطلقا فقولكم أن الله سبحانه أقدر الكافر والشيطان على الطبع والختم كلام باطل فإنه لم يقدره إلا على التزيين والوسوسة والدعوة إلى الكفر ولم يقدره على خلق ذلك في قلب العبد البتة وهو أقل من ذلك وأعجز وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم بعثت داعيا ومبلغا وليس إلي من الهداية شيء وخلق إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شيء فمقدور الشيطان أن يدعو العبد إلى فعل الأسباب التي إذا فعلها ختم الله على قلبه وسمعه وطبع عليه كما يدعوه إلى الأسباب التي إذا فعلها عاقبه الله بالنار فعقابه بالنار كعقابه بالختم والطبع وأسباب العقاب فعله وتزيينها وتحسينها فعل الشيطان والجميع مخلوق لله
وأما ما في هذا الكلام من الحق فهو أن الله سبحانه أقدر العبد على الفعل الذي أوجب الطبع والختم على قلبه فلولا أقدار الله له على ذلك لم يفعله وهذا حق لكن القدرية لم توف هذا الموضوع حقه وقالت أقدره قدرة تصلح للضدين فكان فعل أحدهما باختياره ومشيئته التي لا تدخل تحت مقدور الرب وإن دخلت قدرته الصالحة لهما تحت مقدروه سبحانه فمشيئته واختياره وفعله غير واقع تحت مقدور الرب وهذا من أبطل الباطل فإن كل ما سواه تعالى مخلوق وله داخل تحت قدرته واقع بمشيئته ولو لم يشأ لم يكن
قلت القدرية لما أعرضوا عن التدبر ولم يصغوا إلى التذكر وكان ذلك مقارنا لا يراد الله سبحانه حجته عليهم أضيفت أفعالهم إلى الله لأن حدوثها إنما اتفق عند إيراد الحجة عليهم
قال أهل السنة هذا من أمحل المحال آن يضيف الرب إلى نفسه أمر ألا يضاف إليه البتة لمقارنته ما هو من فعله من المعلوم أن الضد يقارن الضد فالشر يقارن الخير والحق يقارن الباطل والصدق يقارن الكذب وهل يقال أن الله يحب الكفر والفسوق والعصيان لمقارنتها ما يحبه من الإيمان والطاعة وأنه يحب إبليس لمقارنة وجوده لوجود الملائكة فإن قيل قد ينسب الشيء الى الشيء لمقارنته له وإن لم يكن له فيه تأثير كقوله تعالى وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهو يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون ومعلوم أن السورة لم تحدث لهم زيادة رجس بل قارن زيادة رجسهم نزولها فنسب إليها قيل لم ينحصر الأمر في هذين الأمرين اللذين ذكرتموهما وهما أحداث السورة الرجس والثاني مقارنته لنزولها بل ههنا أمر ثالث وهو أن السورة لما أنزلت اقتضى نزولها الإيمان بها والتصديق والإذعان لأوامرها ونواهيها والعمل بما فيها فوطن المؤمنون أنفسهم على ذلك فازدادوا إيمانا بسببها فنسبت زيادة الإيمان إليها إذ هي السبب في زيادته وكذب بها الكافرون وجحدوها وكذبوا من جاء بها ووطنوا أنفسهم على مخالفة ما تضمنته وإنكاره فازدادوا بذلك رجسا فنسب إليها إذ كان نزولها ووصولها إليهم هو السبب في تلك
(1/ 88)
--------------------------------------------------------------------------------
الزيادة فأين هذا من نسبة الأفعال القبيحة عندكم التي لا تجوز نسبتها إلى الله عند دعوتهم إلى الإيمان وتدبر آياته على أن أفعالهم القبيحة لا تنسب إلى الله سبحانه وإنما هي منسوبة إليهم والمنسوب إليه سبحانه أفعاله الحسنة الجميلة المتضمنة للغايات المحمودة والحكم المطلوبة والختم والطبع القفل والإضلال أفعال حسنة من الله وضعها في أليق المواضع بها إذ لا يليق بذلك المحل الخبيث غيرها والشرك والكفر والمعاصي والظلم أفعالهم القبيحة التي لا تنسب إلى الله فعلا وإن نسبت إليه خلقا فخلقها غيرها والخلق غير المخلوق والفعل غير المفعول والقضاء غير المقضي والقدر غير المقدور وستمر بك هذه المسألة مستوفاة إن شاء الله في باب اجتماع الرضاء بالقضاء وسخط الكفر والفسوق والعصيان إن شاء الله
قالت القدرية لما بلغوا في الكفر إلى حيث لم يبق طريق إلى الإيمان لهم الا بالقسر والإلجاء ولم تقتض حكمته تعالى أن يقسرهم على الإيمان لئلا تزول حكمة التكليف عبر عن ترك الألجاء والقسر بالختم والطبع إعلاما لهم بأنهم انتهوا في الكفر والإعراض إلى حيث لا ينتهون عنه إلا بالقسر وتلك الغاية في وصف لجاجهم وتماديهم في الكفر
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أهل السنة هذا كلام باطل فإنه سبحانه قادر على أن يخلق فيهم مشيئة الإيمان وإرادته ومحبته فيؤمنون بغير قسر ولا إلجاء بل إيمان اختيار وطاعة كما قال تعالى ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا وإيمان القسر والإلجاء لا يسمى إيمانا ولهذا يؤمن الناس كلهم يوم القيامة ولا يسمى ذلك إيمانا لأنه عن الجاء واضطرار قال تعال ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها وما يحصل للنفوس من المعرفة والتصديق بطريق الإلجاء والاضطرار والقسر لا يسمى هدى وكذلك قوله أفلم ييأس الذين امنواأن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا فقولكم لم يبق طري إلى الإيمان إلا بالقسر باطل فإنه بقي إلى إيمانهم طريق لم يرهم الله إياه وهو مشيئته وتوفيقه والهامة وإمالة قلوبهم إلى الهدى وإقامتها على الصراط المستقيم وذلك أمر لا يعجز عنه رب كل شيء ومليكه بل هو القادر عليه كقدرته على خلقه ذواتهم وصفاتهم ودرائهم ولكن منعهم ذلك لحكمته وعدله فيهم وعدم استحقاقهم وأهليتهم لبذل ذلك لهم كما منع السفل خصائص العلو ومنع الحار خصائص البارد ومنع الخبيث خصائص الطيب ولا يقال فلم فعل هذا فإن ذلك من لوازم ملكه وربوبيته ومن مقتضيات أسمائه وصفاته وهل يليق بحكمته أن يسوي بين الطيب والخبيث والحسن والقبيح والجيد والرديء ومن لوازم الربوبية خلق الزوجين وتنويع المخلوقات وأخلاقها
فقول القائل لم خلق الرديء والخبيث واللئيم سؤال جاهل بأسمائه وصفاته وملكه وربوبيته وهو سبحانه فرق بين خلقه أعظم تفريق وذلك من كمال قدرته وربوبيته فجعل منه ما يقبل جميع الكمال الممكن ومنه ما لا يقبل شيئا منه وبين ذلك درجات متفاوتة لا يحصيها إلا الخلاق العليم وهدى كل نفس إلى حصول ما هي قابلة له والقابل والمقبول والقبول كله مفعوله ومخلوقه وأثر فعله وخلقه وهذا هو الذي ذهب عن الجبرية والقدرية ولم يهتدوا إليه وبالله التوفيق
قالت القدرية الختم والطبع هو شهادته سبحانه عليهم بأنهم لا يؤمنون وعلى أسماعهم وعلى قلوبهم
قال أهل السنة هذا هو قولكم بأن الختم والطبع هو الإخبار عنهم بذلك وقد تقدم فساد هذا بما فيه كفاية وأنه لا يقال في لغة من لغات الأمم لمن أخبر عن غيره بأنه مطبوع على قلبه وأن عليه ختما أنه قد طبع على قلبه وختم عليه بل هذا كذب على اللغات وعلى القرآن وكذلك قول من قال أن ختمه على قلوبهم اطلاعه على ما فيها من الكفر وكذلك قول من قال أنه إحصاؤه
(1/ 89)
--------------------------------------------------------------------------------
عليهم حتى يجازيهم به وقول من قال أنه أعلامها بعلامة تعرفها بها الملائكة وقد بينا بطلان ذلك بما فيه كفاية
قالت القدرية لا يلزم من الطبع والختم والقفل آن تكون مانعة من الأيمان بل يجوز أن يجعل الله فيهم ذلك من غير آن يكون منعهم من الإيمان بل يكون ذلك من جنس الغفلة والبلادة والغشا في البصر فيورث ذلك إعراضا عن الحق وتعاميا عنه ولو أنعم النظر وتفكر وتدبر لما آثر على الإيمان غيره وهذا الذي قالوه يجوز آن يكون في أول الأمر فإذا تمكن واستحكم من القلب ورسخ فيه امتنع معه الإيمان ومع هذا فهو أثر فعله وإعراضه وغفلته وإيثاره وشهوته وكبره على الحق والهدى فلما تمكن فيه واستحكم صار صفة راسخة وطبعا وختما وقفلا ورانا فكان مبداه غير حائل بينهم وبين الإيمان والإيمان ممكن معه لو شاؤا لآمنوا مع مبادئ تلك الموانع فلما استحكمت لم يبق إلى الإيمان سبيل ونظير هذا أن العبد يستحسن ما يهواه فيميل إليه بعض الميل ففي هذه الحال يمكن صرف الداعية له إذ الأسباب لم تستحكم فإذا استمر على ميله واستدعى أسبابه واستمكنت لم يمكنه صرف قلبه عن الهوى والمحبة فيطبع على قلبه ويختم عليه فلا يبقى فيه محل لغير ما يهواه ويحبه وكان الانصراف مقدورا له في أول المر فلما تمكنت أسبابه لم يبق مقدورا له كما قال الشاعر ... تولع بالعشق حتى عشق ... فلما استقل به لم يطق ... رأى لجة ظنها موجة ... فلما تمكن منها غرق ... فلو أنهم بادروا في مبدأ الأمر إلى مخالفة الأسباب الصادة عن الهدى لسهل عليهم ولما استعصى عليهم ولقدروا عليه ونظير ذلك المبادرة إلى إزالة العلة قبل استحكام أسبابها ولزومها للبدن لزوما لا ينفك منها فإذا استحكمت العلة وصارت كالجزء من البدن عز على الطبيب استنقاذ العليل منها ونظير ذلك
(يُتْبَعُ)
(/)
المتوحل في حمأة فإنه ما لم يدخل تحتها فهو قادر على التخلص فإذا توسط معظمها عز عليه وعلى غيره انقاذه فمبادئ الأمور مقدورة للعبد فإذا استحكمت أسبابها وتمكنت لم يبق الأمر مقدور له فتأمل هذا الموضع حق التأمل فإنه من أنفع الأشياء في باب القدر والله الموفق للصواب والله سبحانه جاعل ذلك كله وخالقه فيهم بأسباب منهم وتلك الأسباب قد تكون أمورا عدمية يكفي فيها عدم مشيئة أضدادها فلا يشاء سبحانه أن يخلق للعبد أسباب الهدى فيبقى على العدم الأصلي وإن أراد من عبده الهداية فهي لا تحصل حتى يريد من نفسه إعانته وتوفيقه فإذا لم يرد سبحانه من نفسه ذلك لم تحصل الهداية
فصل ومما ينبغي أن يعلم أنه لا يمتنع مع الطبع والختم والقفل حصول الإيمان بأن يفك الذي ختم على القلب وطبع عليه وضرب عليه القفل ذلك الختم والطابع والقفل ويهديه بعد ضلاله ويعلمه بعد جهله ويرشده بعد غيه ويفتح قفل قلبه بمفاتيح توفيقه التي هي بيده حتى لو كتب على جبينه الشقاوة والكفر لم يمتنع آن يمحوها ويكتب عليه السعادة والإيمان وقرا قارئ عند عمر بن الخطاب افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها وعنده شاب فقال اللهم عليها أقفالها ومفاتيحها بيدك لا يفتحها سواك فعرفها له عمر وزادته عنده خيرا وكان عمر يقول في دعائه اللهم إن كنت كتبتني شقيا فامحني واكتبني سعيدا فإنك تمحو ما تشاء وتثبت فالرب تعالى فعال لما يريد لا حجر عليه وقد ضل ههنا فريقان القدرية حيث زعمت أن ذلك ليس مقدورا للرب ولا يدخل تحت فعله إذ لو كان مقدورا له ومنعه العبد لناقض جوده ولطفه والجبرية حيث زعمت أنه سبحانه إذا قدر قدرا أو علم
(1/ 90)
--------------------------------------------------------------------------------
شيئا فإنه لا يغيره بعد هذا ولا يتصرف فيه بخلاف ما قدره وعلمه والطائفتان حجرت على كل من لا يدخل تحت حجر أحد أصلا وجميع خلقه تحت حجره شرعا وقدرا وهذه المسألة من أكبر مسائل القدر وسيمر بك إن شاء الله في باب المحو والإثبات ما يشفيك فيها والمقصود انه مع الطبع والختم والقفل لو تعرض العبد أمكنه فك ذلك الختم والطابع وفتح ذلك القفل يفتحه من بيده مفاتيح كل شيء وأسباب الفتح مقدورة للعبد غير ممتنعة عليه وإن كان فك الختم وفتح القفل غير مقدور له كما آن شرب الدواء مقدور له وزوال العلة وحصول العافية غير مقدور فإذا استحكم به المرض وصار صفة لازمة له لم يكن له عذر في تعاطي ما إليه من أسباب الشفاء وإن كان غير مقدور له ولكن لما ألف العلة وساكنها ولم يحب زوالها ولا آثر ضدها عليها مع معرفته بما بينها وبين ضدها من التفاوت فقد سد على نفسه باب الشفاء بالكلية والله سبحانه يهدي عبده إذا كان ضالا وهو يحسب انه على هدى فإذا تبين له الهدى لم يعدل عنه لمحبته وملاءمته لنفسه فإذا عرف الهدى فلم يحبه ولم يرض به وآثر عليه الضلال مع تكرار تعريفه منفعة هذا وخيره ومضرة هذا وشره فقد سد على نفسه باب الهدى بالكلية فلو أنه في هذه الحال تعرض وافتقر إلى من بيده هداه وعلم أنه ليس إليه هدى نفسه وأنه ان لم يهده الله فهو ضال وسأل الله أن يقبل بقلبه وأن يقيه شر نفسه وفقه وهداه بل لو علم الله منه كراهية لما هو عليه من الضلال وأنه مرض قاتل إن لم يشفه منه أهلكه لكانت كراهته وبغضه إياه مع كونه مبتلي به مكن أسباب الشفاء والهداية ولكن من أعظم أسباب الشقاء والضلال محبته له ورضاه به وكراهته الهدى والحق فلو أن المطبوع على قلبه المختوم عليه كره ذلك ورغب إلى الله في فك ذلك عنه وفعل مقدوره لكان هداه أقرب شيء إليه ولكن إذا استحكم الطبع والختم حال بينه وبين كراهة ذلك وسؤال الرب فكه وفتح قلبه
فصل فإن قيل فإذا جوزتم أن يكون الطبع والختم والقفل عقوبة وجزاء على الجرايم الإعراض والكفر السابق على فعل الجرائم
(يُتْبَعُ)
(/)
قيل هذا موضع يغلط فيه أكثر الناس ويظنون بالله سبحانه خلاف موجب أسمائه وصفاته والقرآن من أوله إلى آخره إنما يدل على أن الطبع والختم والغشاوة لم يفعلها الرب سبحانه بعبده من اول وهلة حين أمره بالإيمان آو بينه له وإنما فعله بعد تكرار الدعوة منه سبحانه والتأكيد في البيان والإرشاد وتكرار الإعراض منهم والمبالغة في الكفر والعناد فحينئذ يطبع على قلوبهم ويختم عليها فلا تقبل الهدى بعد ذلك والإعراض والكفر الأول لم يكن مع ختم وطبع بل كان اختيارا فلما تكرر منهم صار طبيعة وسجية فتأمل هذا المعنى في قوله إن الذين كفروا سواء عليهم أءنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ومعلوم أن هذا ليس حكما يعم جميع الكفار بل الذين آمنوا وصدقوا الرسل كان أكثرهم كفارا قبل ذلك ولم يختم على قلوبهم وعلى أسماعهم فهذه الآيات في حق أقوام مخصوصين من الكفار فعل الله بهم ذلك عقوبة منه لهم في الدنيا بهذا النوع من العقوبة العاجلة كما عاقب بعضهم بالمسخ قردة وخنازير وبعضهم بالطمس على أعينهم فهو سبحانه يعاقب بالطمس على القلوب كما يعاقب بالطمس على الأعين وهو سبحانه قد يعاقب بالضلال عن الحق عقوبة دائمة مستمرة وقد يعاقب به إلى وقت ثم يعافي عبده ويهديه كما يعاقب بالعذاب كذلك
(1/ 91)
--------------------------------------------------------------------------------
فصل وههنا عدة أمور عاقب بها لكفار بمنعهم عن الإيمان وهي الختم والطبع والأكنة والغطاء والغلاف والحجاب والوقرة والغشاوه والران والغل والسد والقفل والصمم والبكم والعمي والصد والصرف والشد على القلب والضلال والإغفال والمرض وتقليب الأفئدة والحول بين المرء وقلبه وإزاغة القلوب والخذلان والأركاس والتثبيط والتزيين وعدم إرادة هداهم وتطهيرهم وإماتة قلوبهم بعد خلق الحياة فيها فتبقى على الموت الأصلي وإمساك النور عنها فتبقى في الظلمة الأصلية وجعل القلب قاسيا لا ينطبع فيه مثال الهدى وصورته وجعل الصدر ضيفا حرجا لا يقبل الإيمان وهذه الأمور منها ما يرجع إلى القلب كالختم والطبع والقفل والأكنة والإغفال والمرض ونحوها ومنها ما يرجع إلى رسوله الموصل إليه الهدى كالصمم والوقر ومنها ما يرجع إلى طليعته ورائده كالعمى والغشا ومنها ما يرجع إلى ترجمانه ورسوله المبلغ عنه كالبكم النطقي وهو نتيجة البكم القلبي فإذا بكم القلب بكم اللسان ولا تصغ إلى قول من يقول أن هذه مجازات واستعارات فإنه قال بحسب مبلغه من العلم والفهم عن الله ورسوله وكان هذا القائل حقيقة الفعل عنده أن يكون من حديد والختم أن يكون بشمع أو طين والمرض أن يكون حمى ينافض أو قولنج أو غيرهما من أمراض البدن والموت هو مفارقة الروح للبدن ليس إلا والعمى ذهاب ضوء العين الذي تبصر به وهذه الفرقة من أغلظ الناس حجابا فإن هذه الأمور إذا أضيفت إلى محلها كانت بحسب تلك المحال فنسبة قفل القلب إلى القلب كنسبة قفل الباب إليه وكذلك الختم والطابع الذي عليه هو بالنسبة إليه كالختم والطابع الذي على الباب والصندوق ونحوهما وكذلك نسبة الصمم والعمى إلى الأذن والعين وكذلك موته وحياته نظير موت البدن وحياته بل هذه الأمور ألزم للقلب منها للبدن فلو قيل أنها حقيقة في ذلك مجاز في الأجسام المحسوسة لكان مثل قول هؤلاء وأقوى منه وكلاهما باطل فالعمى في الحقيقة والبكم والموت والقفل للقلب ثم قال تعالى فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور والمعنى أنه معظم العمى وأصله وهذا كقوله صلى الله عليه و سلم إنما الربا في السيئة وقوله إنما الماء من الماء وقوله ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس وقوله ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان إنما المسكين الذي لا يجد ما يعنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه وقوله ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ولم يرد نفي الاسم عن هذه المسميات إنما أراد أن هؤلاء أولى بهذه الأسماء وأحق ممن يسمونه بها فهكذا قوله لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقريب من هذا قوله ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله وباليوم الآخر الآية وعلى التقديرين فقد أثبت للقلب عمي حقيقة وهكذا
(يُتْبَعُ)
(/)
جميع ما نسب إليه ولما كان القلب ملك الأعضاء وهي جنوده وهو الذي يحركها ويستعملها والإرادة والقوى والحركة الاختيارية تنبعث كانت هذه الأمثال أصلا وللأعضاء تبعا فلنذكر هذه الأمور مفصلة ومواقعها في القرآن فقد تقدم الختم قال الأزهري وأصله التغطية وختم البذر في الأرض إذ غطاه قال أبو إسحاق معنى ختم وطبع في اللغة واحد وهو التغطية على الشيء والاستيثاق منه فلا يدخله شيء كما قال تعالى أم على قلوب أقفالها وكذلك قوله طبع الله على قلوبهم قلت الختم والطبع يشتركان فيما ذكر ويفترقان في معنى آخر وهو أن الطبع ختم يصير سجية وطبيعة فهو تأثير لازم لا
(1/ 92)
--------------------------------------------------------------------------------
يفارق وأما الأكنة ففي قوله تعالى وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وهي جمع كنان كعنان وأعنة وأصله من الستر والتغطية ويقال كنة وأكنة وكنان بمعنى واحد بل بينهما فرق فأكنة إذا ستره وأخفاه كقوله تعالى أو أكننتم في أنفسكم وكنة إذا صانه وحفظه كقوله بيض مكنون ويشتركان في الستر والكنان ماأكن الشيء وستره وهو كالغلاف وقد أقروا على أنفسهم بذلك فقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فذكروا غطاء القلب وهي الأكنة وغطاء الأذن وهو الوقر وغطاء العين وهو الحجاب والمعنى لا نفقه كلامك ولا نسمعه ولا نراك والمعنى إنا في ترك القبول منك بمنزلة من لا يفقه ما تقول ولا يراك قال ابن عباس قلوبنا في أكنة مثل الكنانة التي فيها السهام وقال مجاهد كجعبة النبل وقال مقاتل عليها غطاء فلا نفقه ما تقول
فصل وأما الغطاء فقال تعالى وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء من ذكرى وكانوا لا يستطيعون سمعا وهذا يتضمن معنيين أحدهما أن أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله وأدلة توحيده وعجائب قدرته والثاني أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره والاهتداء به وهذا الغطاء للقلب أولا ثم يسري منه إلى العين
فصل وأما الغلاف فقال تعالى وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم وقد اختلف في معنى قولهم قلوبنا غلف فقالت طائفة المعنى قلوبنا أوعية للحكمة والعلم فما بالها لا تفهم عنك ما أتيت به أو لا تحتاج إليك وعلى هذا فيكون غلف جمع غلاف والصحيح قول أكثر المفسرين أن المعنى قلوبنا لا تفقه ولا تفهم ما تقول وعلى هذا فهو جمع أغلف كأحمر وحمر وقال أبو عبيدة كل شيء في غلاف فهو أغلف كما يقال سيف أغلف وقوس أغلف ورجل أغلف غير مختون قال ابن عباس وقتادة ومجاهد على قلوبنا غشاوة فهي في أوعية فلا تعي ولا تفقه ما تقول وهذا هو الصواب في معنى الآية لتكرر نظائره في القرآن كقولهم قلوبنا في أكنة وقوله تعالى كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى ونظائر ذلك وأما قول من قال هي أوعية للحكمة فليس في اللفظ ما يدل عليه البتة وليس له في القرآن نظير يحمل عليه ولا يقال مثل هذا اللفظ في مدح الإنسان نفسه بالعلم والحكمة فأين وجدتم في الاستعمال قول القائل قلبي غلاف وقلوب المؤمنين العالمين غلف أي أوعية للعلم والغلاف قد يكون وعاء للجيد والرديء فلا يلزم من كون القلب غلافا أن يكون داخله العلم والحكمة وهذا ظاهر جدا فإن قيل فالإضراب ببل على هذا القول الذي قويتموه ما معناه وأما على القول الآخر فظاهر آي ليست قلوبكم محلا للعلم والحكمة بل مطبوع عليها قيل وجه الإضراب في غاية الظهور وهو أنهم احتجوا بأن الله لم يفتح لهم الطريق إلى فهم ما جاء به الرسول ومعرفته بل جعل قلوبهم داخلة في غلف فلا تفقهه فكيف تقوم به عليه الحجة وكأنهم ادعوا أن قلوبهم خلقت في غلف فهم معذورون في عدم الإيمان فاكذبهم الله وقال بل طبع الله عليها بكفرهم وفي الآية الأخرى بل لعنهم الله بكفرهم فاخبر سبحانه أن الطبع والإبعاد عن توفيقه وفضله إنما كان بكفرهم الذي اختاروه لأنفسهم وآثروه على الإيمان فعاقبهم عليه بالطبع واللعنة والمعنى لم نخلق قلوبهم غلفا لا تعي ولا تفقه ثم نأمرهم بالإيمان وهم لا يفهمونه ولا يفقهونه بل اكتسبوا أعمالا عاقبناهم عليها بالطبع على القلوب والختم عليها
فصل وأما الحجاب ففي قوله تعالى حكاية عنهم ومن بيننا وبينك حجاب وقوله فإذا قرأت
(1/ 93)
(يُتْبَعُ)
(/)
--------------------------------------------------------------------------------
القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا على أصح القولين والمعنى جعلنا بين القرآن إذا قرأته وبينهم حجابا يحول بينهم وبين فهمه وتدبره والإيمان به ويبينه قوله وجعلنا على قلوبهم أكنة آن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وهذه الثلاثة هي الثلاثة المذكورة في قوله وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فأخبر سبحانه أن ذلك جعله فالحجاب يمنع رؤية الحق والأكنة تمنع من فهمه والوقر يمنع من سماعه وقال الكلبي الحجاب ههنا مانع يمنعهم من الوصول إلى رسول الله بالأذى من الرعب ونحوه مما يصدهم عن الإقدام عليه ووصفه بكونه مستورا فقيل بمعنى ساتر وقيل على النسب أي ذو ستر والصحيح أنه على بابه أي مستورا عن الإبصار فلا يرى ومجيء مفعول بمعنى فاعل لا يثبت والنسب في مفعول لم يشتق من فعله كمكان مهول أي ذي هول ورجل مرطوب أي ذي رطوبة فأما مفعول فهو جار على فعله فهو الذي وقع عليه الفعل كمضروب ومجروح ومستور
فصل وأما الران فقد قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال أبو عبيدة غلب عليها والخمر ترين على عقل السكران والموت يرون على الميت فيذهب به ومن هذا حديث اسيفع جهينة وقول عمر فأصبح قدرين به أي غلب عليه وأحاط به الرين وقال أبو معاذ النحوي الرين أن يسود القلب من الذنوب والطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين والإقفال أشد من الطبع وهو أن يقفل على القلب وقال الفراء كثرت الذنوب والمعاصي منهم فأحاطت بقلوبهم فذلك الرين عليها وقال أبو إسحاق ران غطى يقال ران على قلبه الذنب يرين رينا أي غشيه قال والرين كالغشاء يغشى القلب ومثله الغين قلت أخطأ أبو إسحاق فألغين ألطف شيء وأرقه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه ليغان على قلبي وأني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة وأما الرين والران فهو من أغلظ الحجب على القلب وأكثفها وقال مجاهد هو الذنب على الذنب حتى تحيط الذنوب بالقلب وتغشاه فيموت القلب وقال مقاتل غمرت القلوب أعمالهم الخبيثة وفي سنن النسائي والترمذي من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإن هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه وإن زاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون قال الترمذي هذا حديث صحيح وقال عبد الله بن مسعود كلما أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود القلب كله فأخبر سبحانه أن ذنوبهم التي اكتسبوها أوجبت لهم رينا على قلوبهم فكان سبب الران منهم وهو خلق الله فيهم فهو خالق السبب ومسببه لكن السبب باختيار العبد والمسبب خارج عن قدرته واختياره
فصل وأما الغل فقال تعالى لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون قال الفراء حبسناهم عن الإنفاق في سبيل الله وقال أبو عبيدة منعناهم عن الإيمان بموانع ولما كان الغل مانعا للمغلول من التصرف والتقلب كان الغل الذي على القلب مانعا من الإيمان فإن قيل فالغل المانع من الإيمان هو الذي في القلب فكيف ذكر الغل الذي في العنق قيل لما كان عادة الغل أن يوضع في العنق ناسب ذكر محله والمراد به القلب كقوله تعالى وكل إنسان ألزمناه
(1/ 94)
--------------------------------------------------------------------------------
طائره في عنقه ومن هذا قولهم انما في عنقك وهذا في عنقك ومن هذا قوله ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك شبه الإمساك عن الإنفاق باليد إذا غلت إلى العنق ومن هذا قال الفراء أنا جعلنا في أعناقهم أغلالا حبسناهم عن الإنفاق قال أبو إسحاق وإنما يقال للشيء اللازم هذا في عنق فلان أي لزومه كلزوم القلادة من بين ما يلبس في العنق قال أبو علي هذا مثل قولهم طوقتك كذا وقلدتك كذا ومنه قلده السلطان كذا أي صارت الولاية في لزومها له في موضع القلادة ومكان الطوق قلت ومن هذا قولهم قلدت فلانا حكم كذا وكذا كأنك جعلته طوقا في عنقه وقد سمى الله التكاليف الشاقة أغلالا في قوله ويضع عنهم أصرهم والأغلال التي كانت عليهم فشبهها
(يُتْبَعُ)
(/)
بالأغلال لشدتها وصعوبتها قال الحسن هي الشدائد التي كانت في العبادة كقطع أثر البول وقتل النفس في التوبة وقطع الأعضاء الخاطئة وتتبع العروق من اللحم وقال ابن قتيبة هي تحريم الله سبحانه عليهم كثيرا مما أطلقه لأمة محمد صلى الله عليه و سلم وجعلها أغلا لأن التحريم يمنع كما يقبض الغل اليد وقوله فهي إلى الأذقان قالت طائفة الضمير يعود إلى الأيدي وإن لم تذكر لدلالة السياق عليها قالوا لأن الغل يكون في العنق فتجمع إليه اليد ولذلك سمي جامعة وعلى هذا فالمعنى فأيديهم او فايمنهم مضمومة الى أذقانهم هذا قول الفراء والزجاج وقالت طائفة الضمير يرجع إلى الأغلال وهذا هو الظاهر وقوله فهي إلى الأذقان أي واصلة وملزوزة إليها فهو غل عريض قد أحاط بالعنق حتى وصل إلى الذقن وقوله فهم مقمحون قال الفراء والزجاج المقمح هو الغاض بصره بعد رفع رأسه ومعنى الإقماح في اللغة رفع الرأس وغض البصر يقال أقمح البعير رأسه وقمح وقال الأصمعي بعير قامح إذا رفع رأسه عن الحوض ولم يشرب قال الأزهري لما غلت أيديهم إلى أعناقهم رفعت الأغلال أذقانهم ورؤوسهم صعدا كالإبل الرافعة رؤوسها انتهى فإن قيل فما وجه التشبيه بين هذا وبين حبس القلب عن الهدى والإيمان قيل أحسن وجه وأبينه فإن الغل إذا كان في العنق واليد مجموعة إليها منع اليد عن التصرف والبطش فإذا كان عريضا قد ملأ العنق ووصل إلى الذقن منع الرأس من تصويبه وجعل صاحبه شاخص الرأس منتصبه لا يستطيع له حركة ثم أكد هذا المعنى والحبس بقوله وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا قال ابن عباس منعهم من الهدى لما سبق في علمه والسد الذي جعل من بين أيديهم ومن خلفهم هو الذي سد عليهم طريق الهدى فأخبر سبحانه عن الموانع التي منعهم بها من الإيمان عقوبة لهم ومثلها بأحسن تمثيل وأبلغه وذلك حال قوم قد وضعت الأغلال العريضة الواصلة إلى الأذقان في أعناقهم وضمت أيديهم إليها وجعلوا بين السدين لا يستطيعون النفوذ من بينمها وأغشيت أبصارهم فهم لا يرون شيئا وإذا تأملت حال الكافر الذي عرف الحق وتبين له ثم جحده وكفر به وعاداه أعظم معاداة وجدت هذا المثل مطابقا له أتم مطابقة وانه قد حيل بينه وبين الإيمان كما حيل بين هذا وبين التصرف والله المستعان
فصل وأما القفل فقال تعالى أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها قال ابن عباس يريد على قلوب هؤلاء أقفال وقال مقاتل يعني الطبع على القلب وكأن القلب بمنزلة الباب المرتج الذي قد ضرب عليه قفل فإنه ما لم يفتح القفل لا يمكن فتح الباب والوصول إلى ما وراءه وكذلك ما لم يرفع الختم والقفل عن القلب لم يدخل الإيمان والقرآن وتأمل تنكير القلب وتعريف الأقفال فإن تنكير القلوب يتضمن
(1/ 95)
--------------------------------------------------------------------------------
إرادة قلوب هؤلاء وقلوب من هم بهذه الصفة ولو قال أم على القلوب أقفالها لم تدخل قلوب غيرهم في الجملة وفي قوله أقفالها بالتعريف نوع تأكيد فإنه لو قال اقفال لذهب الوهم إلى ما يعرف بهذا الاسم فلما أضافها إلى القلوب علم أن المراد بها ما هو للقلب بمنزلة القفل للباب فكأنه أراد أقفالها المختصة بها التي لا تكون لغيرها والله أعلم
فصل وأما الصمم والوقر ففي قوله صم بكم عمي وقوله أولئك الذين لعنهم الله فاصمهم وأعمى أبصارهم وقوله ولقد درأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يعقلون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل وأولئك هم الغافلون وقوله والذين لا يؤمنون بالآخرة في آذانهم وقر وهو عليهم عمي أولئك ينادون من مكان بعيد قال ابن عباس في آذانهم صمم عن استماع القرآن وهو عليهم عمي أعمى الله قلوبهم فلا يفقهون أولئك ينادون من مكان بعبد مثل البهيمة التي لا تفهم الادعاء ونداء وقال مجاهد بعيد من قلوبهم وقال الفراء تقول للرجل الذي لا يفهم كذلك أنت تنادي من مكان بعيد قال وجاء في التفسير كأنما ينادون من السماء فلا يسمعون انتهى والمعنى أنهم لا يسمعمون ولا يفهمون كما أن من دعى من مكان بعيد لم يسمع ولم يفهم
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل وأما البكم فقال تعالى صم بكم عمي والبكم جمع أبكم وهو الذي لا ينطق والبكم نوعان بكم القلب وبكم اللسان كما أن النطق نطقان نطق القلب ونطق اللسان وأشدهما بكم القلب كما أن عماه وصممه أشد من عمى العين وصمم الأذن فوصفهم سبحانه بأنهم لا يفقهون الحق ولا تنطق به ألسنتهم والعلم يدخل إلى العبد من ثلاثة أبواب من سمعه وبصره وقلبه وقد عليهم سدت هذه الأبواب الثلاثة فسد السمع بالصمم والبصر بالعمى اوالقلب بالبكم ونظيره قوله تعالى لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها وقد جمع سبحانه بين الثلاثة في قوله وجعلنا لهم سمعا وأبصارا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله فإذا أراد سبحانه هداية عبد فتح قلبه وسمعه وبصره وإذا أراد ضلالة أصمه وأعماه وأبكمه وبالله التوفيق
فصل وأما الغشاوة فهو غطاء العين كما قال تعالى وجعل على بصره غشاوة وهذا الغطاء سري اليها من غطاء القلب فإن ما في القلب يظهر على العين من الخير والشر فالعين مرآة القلب تظهر ما فيه وأنت إذا أبغضت رجلا بغضا شديدا أو أبغضت كلامه ومجالسته تجد على عينك غشاوة عند رؤيته ومخالطته فتلك أثر البغض والإعراض عنه وغلظت على الكفار عقوبة لهم على إعراضهم ونفورهم عن الرسول وجعل الغشاوة عليها يشعر بالإحاطة على ما تحته كالعمامة ولما عشوا عن ذكره الذي أنزله صار ذلك العشاء غشاوة على أعينهم فلا تبصر مواقع الهدى
فصل وأما الصد فقال تعالى وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل قرأ أهل الكوفة على البناء للمفعول حملا على زين وقرأ الباقون وصد بفتح الصاد ويحتمل وجهين أحدهما أعرض فيكون لازما والثاني يكون صد غيره فيكون متعديا والقراءتان كالآيتين لا يتناقضان وأما الشد على القلب ففي قوله تعالى وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في المياه الدنيا ربنا ليضلوا عن
(1/ 96)
--------------------------------------------------------------------------------
سبيلك ربنا أطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما فهذا الشد على القلب هو الصد والمنع ولهذا قال ابن عباس يريدا منعها والمعنى قسها واطبع عليها حتى لا تلين ولا تنشرح للإيمان وهذ ا مطابق لما في التوراة إن الله سبحانه قال لموسى اذهب إلى فرعون فإني سأقسى قلبه فلا يؤمن حتى تظهر آياتي وعجائبي بمصر وهذا الشد والتقسية من كمال عدل الرب سبحانه في أعدائه جعله عقوبة لهم على كفرهم واعراضهم كعقوبته لهم بالمصائب ولهذا كان محمودا عليه فهو حسن منه وأقبح شيء منهم فإنه عدل منه وحكمة وهو ظلم منهم وسفه فالقضاء والقدر فعل عادل حكيم غنى عليم يضع الخير والشر في أليق المواضع بهما والمقضى المقدر يكون ظلما وجورا وسفها وهو فعل جاهل ظالم سفيه
فصل وأما الصرف فقال تعالى وإذا ما أنزلت سورة نظر بعضهم إلى بعض هل يراكم من أحد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون فأخبر سبحانه عن فعلهم وهو الانصراف وعن فعله فيهم وهو صرف قلوبهم عن القرآن وتدبره لأنهم ليسوا أهلا له فالمحل غير صالح ولا قابل فإن صلاحية المحل بشيئين حسن فهم وحسن قصد وهؤلاء قلوبهم لا تفقه وقصودهم سيئة وقد صرح سبحانه بهذا في قوله ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون فأخبر سبحانه عن عدم قابلية الإيمان فيهم وأنهم لا خير فيهم يدخل بسببه إلى قلوبهم فلم يسمعهم سماع إفهام ينتفعون به وإن سمعوه سماعا تقوم به عليهم حجته فسماع الفهم الذي سمعه به والمؤمنون لم يحصل لهم ثم أخبر سبحانه عن مانع آخر قام بقلوبهم يمنعهم من الإيمان لو أسمعهم هذا السماع الخاص وهو الكبر والتولي والإعراض فالأول مانع من الفهم والثاني مانع من الإنقياد والإذعان فإفهام سيئة وقصود ردية وهذه نسخة الضلال وعلم الشقاء كما أن نسخة الهدى وعلم السعادة فهم صحيح وقصد صالح والله المستعان وتأمل قوله سبحانه ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم كيف جعل هذه الجملة الثانية سواء كانت خبرا أو عادة عقوبة لانصرافهم فعاقبهم عليه بصرف آخر غير الصرف الأول فإن انصرافهم كان لعدم إرادته سبحانه ومشيئته لإقبالهم لأنه لا صلاحية فيهم ولا قبول فلم ينلهم الإقبال
(يُتْبَعُ)
(/)
والإذعان فانصرفت قلوبهم بما فيها من الجهل والظلم عن القرآن فجازاهم على ذلك صرفا آخر غير الصرف الأول كما جازاهم على زيغ قلوبهم عن الهدى إزاغة غير الزيغ الأول فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وهكذا إذا أعرض العبد عن ربه سبحانه جازاه بأن يعرض عنه فلا يمكنه من الإقبال عليه ولتكن قصة إبليس منك على ذكر تنتفع بها أتم انتفاع فإنه لما عصى ربه تعالى ولم ينقد لأمره وأصر على ذلك عاقبة بأن جعله داعيا إلى كل معصية فعاقبه على معصيته الأولى بأن جعله داعيا إلى كل معصية وفروعها صغيرها وكبيرها وصار هذا الإعراض والكفر منه عقوبة لذلك الإعراض والكفر السابق فمن عقاب السيئة السيئة بعدها كما أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها فإن قيل فكيف يلتئم إنكاره سبحانه عليهم الانصراف والإعراض عنه وقد قال تعالى فإنى يصرفون وأنى يؤفكون وقال فما لهم عن التذكرة معرضين فإذا كان هو الذي صرفهم وجعلهم معرضين ومأفوكين فكيف ينفي ذلك عليهم قيل هم دائرون بين عدله وحجته عليهم فمكنهم وفتح لهم الباب ونهج لهم الطريق وهيأ لهم الأسباب فأرسل إليهم رسله وأنزل عليهم كتبه ودعاهم على السنة رسلة وجعل لهم عقولا تميز بين الخير والشر والنافع والضار وأسباب
(1/ 97)
--------------------------------------------------------------------------------
الردي وأسباب الفلاح وجعل لهم أسماعا وأبصارا فآثروا الهوى على التقوى واستحبوا العمى على الهدى وقالوا معصيتك آثر عندنا من طاعتك والشرك أحب إلينا من توحيدك وعبادة سواك أنفع لنا في دنيانا من عبادتك فأعرضت قلوبهم عن ربهم وخالقهم ومليكهم وانصرفت عن طاعته ومحبته فهذا عدله فيهم وتلك حجته عليهم فهم سدوا على أنفسهم باب الهدى إرادة منهم واختياره فسده عليهم اضطرارا فخلاهم وما اختاروا لأنفسهم وولاهم ما تولوه ومكنهم فيما ارتضوه وأدخلهم من الباب الذي استبقوا إليه وأغلق عنهم الباب الذي تولوا عنه وهم معرضون فلا أقبح من فعلهم ولا أحسن من فعله ولو شاء لخلقهم على غير هذه الصفة ولأنشأهم على غير هذه النشأة ولكنه سبحانه خالق العلو والسفل والنور والظلمة والنافع والضار والطيب والخبيث والملائكة والشياطين والشاء والذياب ومعطيها آلاتها وصفاتها وقواها وأفعالها ومستعملها فيما خلقت له فبعضها بطباعها وبعضها بإرادتها ومشيئتها وكل ذلك جار على وفق حكمته وهو موجب حمده ومقتضى كماله المقدس وملكه التام ولا نسبة لما علمه الخلق من ذلك إلى ما خفي عليهم بوجه ما أن هو إلا كنقرة عصفور من البحر
فصل وأما الإغفال فقال تعالى ولا تطع من أغفلنا قبله عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا سئل أبو العباس ثعلب عن قوله أغفلنا قلبه عن ذكرنا فقال جعلناه غافلا قال ويكون في الكلام أغفلته سميته غافلا ووجدته غافلا قلت الغفل الشيء الفارغ والأرض الغفل التي لا علامة بها والكتاب الغفل الذي لا شكل عليه فأغفلناه تركناه غفلا عن الذكر فارغا منه فهو ابقاء له على العدم الأصلي لأنه سبحانه لم يشأ له الذكر فبقي غافلا فالغفلة وصفه والإغفال فعل الله فيه بمشيئته وعدم مشيئته لتذكره فكل منهما مقتض لغفلته فإذا لم يشأ له التذ كر لم يتذكر وإذا شاء غفلته امتنع منه الذكر فإن قيل فهل تضاف الغفلة والكفر والإعراض ونحوها إلى عدم مشيئة الرب أضدادها أم إلى مشيئته لوقوعها قيل القرآن قد نطق بهذا وبهذا قال تعالى أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم وقال ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ومن يرد أن يضله فإن قيل فكيف يكون عدم السبب المقتضى موجبا للأثر إن كان وجوديا فلا بد له من مؤثر وجودي وأما العدم فيكفي فيه عدم سببه وموجبه فيبقى على العدم الأصلي فإذا أضيف إليه كان من باب إضافة الشيء إلى دليله فعدم السبب دليل على عدم المسبب وإذا سمي موجبا ومقتضيا بهذا الاعتبار فلا مشاحة في ذلك وأما أن يكون العدم أثرا ومؤثرا فلا وهذا الإغفال ترتب عليه اتباع هواه وتفريطه في أمره قال مجاهد كان أمره فرطا أي ضياعا وقال قتادة أضاع أكبر الضيعة وقال السدة هلاكا وقال أبو الهيثم أمر فرط أي متهاون به مضيع والتفريط تقديم العجز قال أبو اسحاق من قدم العجز في أمر إضاعه وأهلكه قال الليث الفرط الأمر الذي يفرط فيه يقول كل أمر فلان فرط قال الفراء فرطا متروكا يفرط فيما لا ينبغي التفريط
(يُتْبَعُ)
(/)
فيه واتبع مالا ينبغي اتباعه وغفل عما لا يحسن الغفلة عنه
فصل وأما المرض فقال تعالى في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا وقال فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقال ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا ومرض القلب خروج عن صحته واعتداله فإن صحته أن يكون عارفا بالحق محبا له مؤثرا له على غيره فمرضه إما بالشك فيه وإما بإيثار غيره عليه فمرض
(1/ 98)
--------------------------------------------------------------------------------
المنافقين مرض شك وريب ومرض العصاة مرض غي وشهوة وقد سمى الله سبحانه كلا منهما مرضا قال ابن الأنباري أصل المرض في اللغة الفساد مرض فلان فسد جسمه وتغيرت حاله ومرضت بالمرض تغيرت وفسدت قالت ليلى الأخيلية ... إذا هبط الحجاج أرضا مريضة ... تتبع أقصى دائها فشفاها ... وقال آخر ... ألم تر أن الأرض أضحت مريضة ... لفقد الحسين والبلاد اقشعرت ... والمرض يدور على أربعة أشياء فساد وضعف ونقصان وظلمة ومنه مرض الرجل في الأمر إذا ضعف فيه ولم يبالغ وعين مريضة النظر أي فاترة ضعيفة وريح مريضة إذا هب هبوبها كما قال ... راحت لأربعك الرياح مريضة ... أي لينة ضعيفة حتى لا يعفى أثرها وقال ابن الأعرابي أصل المرض النقصان ومنه بدن مريض أي ناقص القوة وقلب مريض ناقص الدين ومرض في حاجتي إذا نقصت حركته وقال الأزهري عن المنذري عن بعض أصحابه المرض أظلام الطبيعة واضطرابها بعد صفائها قال والمرض الظلمة وأنشد ... وليلة مرضت من كل ناحية ... فما يضيء لها شمس ولا قمر ... هذا أصله في اللغة ثم الشك والجهل والحيرة والضلال وإرادة الغي وشهوة الفجور في القلب تعود إلى هذه الأمور الأربعة فيتعاطى العبد أسباب المرض حتى يمرض فيعاقبه الله بزيادة المرض لإيثاره أسبابه وتعاطيه لها
فصل وأما تقليب الأفئدة فقال تعالى ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون وهذا عطف على أنها إذا جاءت لا يؤمنون أي نحول بينهم وبين الإيمان ولو جاءتهم تلك الآية فلا يؤمنون واختلف في قوله كما لم يؤمنوا به أول مرة فقال كثير من المفسرين المعنى نحول بينهم وبين الإيمان لو جاءتهم الآية كما حلنا بينهم وبين الإيمان أول مرة قال ابن عباس في رواية عطاء عنه ونقلب أفئدتهم وأبصارهم حتى يرجعوا إلى ما سبق عليهم من علمي قال وهذا كقوله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وقال آخرون المعنى ونقلب أفئدتهم وأبصارهم لتركهم الإيمان به أول مرة فعاقبناهم بتقليب أفئدتهم وأبصارهم وهذ معنى حسن فإن كاف التشبيه تتضمن نوعا من التلعيل كقوله وأحسن كما أحسن الله إليك وقوله كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم والذ ي حسن اجتماع التعليل والتشبيه الإعلام بأن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر والتقليب تحويل الشيء من وجه إلى وجه وكان الواجب من مقتضى إنزال الآية ووصولهم إليها كما سألوا أن يؤمنوا إذا جاءتهم لأنهم رأوها عيانا وعرفوا أدلتها وتحققوا صدقها فإذا لم يؤمنوا كان تقليبا لقلوبهم وأبصارهم عن وجهها الذي ينبغي أن تكون عليه وقد روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول أن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك وروى الترمذي من حديث أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يقول يا مقلب
(1/ 99)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء قال هذا حديث حسن وروى حماد عن أيوب وهشام ويعلي بن زياد عن الحسن قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها دعوة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يكثر أن يدعو بها يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله دعوة كثيرا ما تدعو بها قال إنه ليس من عبد إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فإذا شاء أن يقيمه أقامه وإذا شاء أن يزيغه أزاغه وقوله ونذرهم في طغيانهم يعمهون قال ابن عباس أخذلهم وأدعهم في ضلالهم يتمادون
فصل وأما إزاغة القلوب فقال تعالى فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم وقال عن عباده المؤمنين أنهم سألوه ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وأصل الزيغ الميل ومنه زاغت الشمس إذا مالت فأزاغه القلب إمالته وزيغه ميله عن الهدى إلى الضلال والزيغ يوصف به القلب والبصر كما قال تعالى وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وقال قتادة ومقاتل شخصت فرقا وهذا تقريب للمعنى فإن الشخوص غير الزيغ وهو أن يفتح عينيه ينظر إلى الشيء فلا يطرق ومنه شخص بصر الميت ولما مالت الأبصار عن كل شيء فلم تنظر إلا إلى هؤلاء الذين أقبلوا إليهم من كل جانب اشتغلت عن النظر إلى شيء آخر فمالت عنه وشخصت بالنظر إلى الأحزاب وقال الكلبي مالت أبصارهم إلا من النظر إليهم وقال الفراء زاغت عن كل شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوها متحيرة تنظر إليه قلت القلب إذا امتلأ رعبا شغله ذلك عن ملاحظة ما سوى المخوف فزاغ البصر عن الوقوع عليه وهو مقابلة
فصل وأما الخذلان فقال تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وأصل الخذلان الترك والتخلية ويقال للبقرة والشاة إذا تخلفت مع ولدها في المرعى وتركت صواحباتها خذول قال محمد بن إسحاق في هذه الآية إن ينصرك الله فلا غالب لك من الناس ولن يضرك خذلان من خذلك وإن يخذلك فلن ينصرك الناس أي لا تترك أمري للناس وارفض الناس لأمري والخذلان أن يخلي الله تعالى بين العبد وبين نفسه ويكله إليها والتوفيق ضده أن لا يدعه ونفسه ولا يكله إليها بل يصنع له ويلطف به ويعينه ويدفع عنه ويكلأه كلاءة الوالد الشفيق للولد العاجز عن نفسه فمن خلى بينه وبين نفسه هلك كل الهلاك ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه و سلم يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا أنت برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسسي طرفة عين ولا إلى أحد من خلقك فالعبد مطروح بين الله وبين عدوه إبليس فإن تولاه الله لم ظفر به عدوه وإن خذله وأعرض عنه افترسه الشيطان كما يفترس الذئب الشاة فإن قيل فما ذنب الشاة إذا خلى الراعي بين الذئب وبينها وهل يمكنها أن تقوى على الذئب وتنجو منه قيل لعمر الله إن الشيطان ذئب الإنسان كما قاله الصادق المصدوق ولكن لم يجعل الله لهذا الذئب اللعين على هذه الشاة سلطانا مع ضعفها فإذا أعطت بيدها وسالمت الذئب ودعاها فلبت دعوته وأجابت أمره ولم تتخلف بل أقبلت نحوه سريعة مطيعة وفارقت حمى الراعي الذي ليس للذئاب عليه سبيل ودخلت في محل الذئاب الذي من دخله كان صيدا لهم فهل الذئب كل الذئب إلا الشاة فكيف والراعي يحذرها ويخوفها وينذرها وقد رآها مصارع الشاة التي انفردت عن الراعي ودخلت وادي
(1/ 100)
--------------------------------------------------------------------------------
الذئاب قال أحمد بن مروان المالكي في كتاب المجالسة سمعت ابن أبي الدنيا يقول أن لله سبحانه من العلوم ما لا يحصى يعطي كل واحد من ذلك ما لا يعطي غيره لقد حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حمد بن سعيد القطان ثنا عبيد الله بن بكر السهمي عن أبيه أن قوما كانوا في سفر فكان فهم رجل يمر بالطائر فيقول أتدرون ما تقول هؤلاء فيقولون لا فيقول تقول كذا وكذا فيحيلنا على شيء لا ندري أصادق فيه هو أم كاذب إلى أن مروا على غنم وفيها شاة قد تخلفت على سخلة لها فجعلت تحنو عنقها إليها وتثغو فقال أتدرون ما تقول هذه الشاة قلنا لا قال تقول للسخلة إلحقي لا يأكلك الذئب كما أكل أخاك عام أول في هذا المكان قال فانتهينا إلى الراعي فقلنا له ولدت هذه الشاة قبل عامك هذا قال نعم ولدت سخلة عام أول فأكلها
(يُتْبَعُ)
(/)
الذئب بهذا المكان ثم أتينا على قوم فيهم ظعينة على جمل لها وهو يرغو ويحنو عنقه إليها فقال أتدرون ما يقول هذا البعير قلنا لا قال فانه يلعن راكبته ويزعم أنها رحلته على مخيط وهو في سنامه قال فانتهينا إليهم فقلنا يا هؤلاء إن صاحبنا هذا يزعم أن هذا البعير يلعن راكبته ويزعم أنها رحلته على مخيط وأنه في سنامه قال فأناخوا البعير وحطوا عنه فإذا هو كما قال فهذه شاة قد حذرت سخلتها من الذئب مرة فحذرت وقد حذر الله سبحانه آدم من ذئبه مرة بعد مره وهو يأبى إلا أن يستجيب له إذا دعاه ويبيت معه ويصبح وقال الشيطان لما قضى الأمر آن الله عدوكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي أني كفرت بما أشركتموني من قبل أن الظالمين لهم عذاب أليم
فصل وأما الأركاس فقال تعالى فمالكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له شبيلا قال الفراء أركسهم ردهم إلى الكفر وقال أبو عبيدة يقال ركست الشيء وأركسته لغتان إذا رددته والركس قلب الشيء على رأسه أورد أوله على آخره والارتكاس الارتداد قال أمية ... فاركسوا في حميم النار إنهم ... كانوا عصاة وقالوا الإفك الزورا ... ومن هذا يقال للروث الركس لأنه رد إلى حال النجاسة ولهذا المعنى سمي رجيعا والركس والنكس والمركوس والمنكوس بمعنى واحد قال الزجاج أركسهم نكسهم وردهم والمعنى أنه ردهم إلى حكم الكفار من الذل والصغار وأخبر سبحانه عن حكمه وقضائه فيهم وعدله وإن كان أركاسه كان بسبب كسبهم وأعمالهم كما قال بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فهذا توحيده وهذا عدله لا ما تقوله القدرية المعطلة من أن التوحيد إنكار الصفات والعدل والتكذيب بالقدر
فصل وأما التثبيط فقال تعالى ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين والتثبيط رد الإنسان عن الشيء الذي يفعله قال ابن عباس يريد خذلهم وكسلهم عن الخروج وقال في رواية أخرى حبسهم قال مقاتل واوحى إلى قلوبهم اقعدوا مع القاعدين وقد بين سبحانه حكمته في هذا التثبيط والخذلان قبل وبعد فقال إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين فلما تركوا الإيمان به بلقائه وارتابوا بما لا ريب فيه ولم يريدوا الخروج في طاعة الله ولم يستعدوا له ولا أخذوا أهبة ذلك كره سبحانه انبعاث من هذا شأنه فإن من لم يرفع به وبرسوله أو كتابه رأسا ولم يقبل هديته التي أهداها إليه على يد أحب
(1/ 101)
--------------------------------------------------------------------------------
خلقه إليه وأكرمهم عليه ولم يعرف قدر هذه النعمة ولا شكرها بل بدلها كفرا فإن طاعة هذا وخروجه مع رسوله يكرهه الله سبحانه فثبطه لئلا يقع ما يكره من خروجه وأوحى إلى قلبه قدرا وكونا أن يقعد مع القاعدين ثم أخبر سبحانه عن الحكمة التي تتعلق بالمؤمنين في تثبيط هؤلاء عنهم فقال لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا ولأوضعوا و الخبال الفساد و الاضطراب فلو خرجوا مع المؤمنين لأفسدوا عليهم أمرهم فأوقعوا بينهم الاضطراب والاختلاف قال ابن عباس ما زادوكم الا خبالا عجزا و جبنا يعني يجبنوهم عن لقاء العدو بتهويل أمرهم و تعظيمهم في صدورهم ثم قال ولا وضعوا خلالكم أي أسرعوا في الدخول بينكم للتفريق والإفساد قال ابن عباس يريد ضعفوا شجاعتكم يعني بالتفريق بينهم لتفريق الكلمة فيجبنوا عن العدو وقال الحسن لا وضعوا خلالكم بالنميمة لإفساد ذات البين وقال الكلبي ساروا بينكم يبغونكم العيب قال لبيد ... أرانا موضعين لختم عيب ... وسحر بالطعام وبالشراب ... أي مسرعين ومنه قول عمر بن أبي ربيعة ... تبا لهن بالعرفان لما عرفني ... وقلن أمرؤ باغ أكل وأوضعا ... أي اسرع حتى كلت مطيته يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم قال قتادة وفيكم من يسمع كلامهم ويطيعهم وقال ابن إسحاق وفيكم قوم أهل محبة لهم وطاعة فيما يدعونهم إليه لشرفهم فيهم ومعناه على هذا القول وفيكم أهل سمع وطاعة لهم لو صحبهم هؤلاء المنافقون أفسدوهم عليكم قلت فتضمن سماعين
(يُتْبَعُ)
(/)
معنى مستجيبين وقال مجاهد وابن زيد والكلبي المعنى وفيكم عيون لهم ينقلون إليهم ما يسمعون منكم أي جواسيس والقول هو الأول كما قال تعالى سماعون للكذب أي قابلون له ولم يكن في المؤمنين جواسيس للمنافقين فان النافقين كانوا مختلطين بالمؤمنين ينزلون معهم ويرحلون ويصلون معهم ويجالسونهم ولم يكونوا متحيزين عنهم قد أرسلوا فيهم العيون ينقلون إليهم أخبارهم فإن هذا إنما يفعله من انحاز عن طائفة ولم يخالطها وأرصد بينهم عيونا له فالقول قول قتادة وابن إسحاق أعلم فإن قيل انبعاثهم إلى طاعته طاعة له فكيف يكرهها وإذا كان سبحانه يكرهها فهو يحب ضدها لا محالة إذ كراهة أحد الضدين تستلزم محبة الضد الآخر فيكون قعودهم محبوبا له فكيف يعاقبهم عليه قيل هذا سؤال له شأن وهو من أكبر الأسئلة في هذا الباب وأجوبة الطوائف على حسب أصولهم فالجبرية تجيب عنه بأن أفعاله لا تعلل بالحكم والمصالح وكل ممكن فهو جائز عليه ويجوز أن يعذبهم على فعل ما يحبه ويرضاه وترك ما يبغضه ويسخطه والجميع بالنسبة إليه سواء وهذه الفرقة قد سدت على نفسها باب الحكمة والتعليل والقدرية تجيب عنه على أصولها بأنه سبحانه لم يثبطهم حقيقة ولم يمنعهم بل هم منعوا أنفسهم وثبطوها عن الخروج وفعلوا ما لا يريد ولما كان في خروجهم المفسدة التي ذكرها الله سبحانه ألقى في نفوسهم كراهة الخروج مع رسوله قالوا وجعل سبحانه إلقاء كراهة الانبعاث في قلوبهم كراهة مشيئة من غيره أن يكره هو سبحانه انبعاثهم فإنه أمرهم به قالوا وكيف يأمرهم بما يكرهه ولا يخفى على من نور الله بصيرته فساد هذين الجوابين وبعدهما من دلالة القرآن فالجواب الصحيح أنه سبحانه أمرهم بالخروج طاعة له ولأمره واتباعا لرسوله صلى الله عليه و سلم ونصرة له وللمؤمنين وأحب لك منهم ورضيه لهم دينا وعلم سبحانه أن خروجهم لو خرجوا لم يقع على هذا
(1/ 102)
--------------------------------------------------------------------------------
الوجه بل يكون خروجهم خروج خذلان لرسوله وللمؤمنين فكان خروجا يتضمن خلاف ما يحبه ويرضاه ويستلزم وقوع ما يكرهه ويبغضه فكان مكروها له من هذا الوجه ومحبوبا له من الوجه الذي خرج عليه أولياؤه وهو يعلم أنه لا يقع منهم إلا على الوجه المكروه إليه فكرهه وعاقبهم على ترك الخروج الذي يحبه ويرضاه لا على ترك الخروج الذي يبغضه ويسخطه وعلى هذا فليس الخروج الذي كرهه منهم طاعة حتى لو فعلوه لم يثبهم عليه ولم يرضه منهم وهذا الخروج المكروه له ضدان أحدهما الخروج المرضي المحبوب وهذا الضد هو الذي يحبه والثاني التخلف عن رسوله والقعود عن الغزو معه وهذا الضد يبغضه ويكرهه أيضا وكراهته للخروج على الوجه الذي كانوا يخرجون عليه لا ينافي كراهته لهذاالضد فيقول للسائل قعودهم مبغوض له ولكن ههنا أمران مكروهان له سبحانه وأحدهما أكره له من الآخر لأنه أعظم مفسدة فإن قعودهم مكروه له وخروجهم على الوجه الذي ذكره أكره إليه ولم يكن لهم بد من أحد المكروهين إليه سبحانه فدفع المكروه الأعلى بالمكروه الأدنى فإن مفسدة قعودهم عنه أصغر من مفسدة خروجهم معه فإن مفسدة قعودهم تختص بهم ومفسدة خروجهم تعود على المؤمنين فتأمل هذا لموضع فإن قلت فهلا وفقهم للخروج الذي يحبه ويرضاه وهو الذي خرج عليه المؤمنون قلت قد تقدم جواب مثل هذا السؤال مرارا وأن حكمته سبحانه تأبى أن يضع التوفيق في غير محله وعند غيرأهله فالله أعلم حيث يجعل هداه وتوفيقه وفضله وليس كل محل يصلح لذلك ووضع الشيء في غير محله لا يليق بحكمته فإن قلت وعلى ذلك فهلا جعل المحال كلها صالحة قلت يأباه كمال ربوبيته وملكه وظهور آثار أسمائه وصفاته في الخلق والأمر وهو سبحانه لو فعل ذلك لكان محبوبا له فإنه يحب أن يذكر ويشكر ويضاع ويوحد ويعبد ولكن كان ذلك يستلزم فوات ما هو أحب إليه من استواء أقدام الخلائق في الطاعة والإيمان وهو محبته لجهاز أعدائه والانتقام منهم وإظهار قدر أوليائه وشرفهم وتخصيصهم بفضله وبذل نفوسهم له في معاداة من عاداه وظهور عزته وقدرته وسطوته وشدة أخذه وأليم عقابه وأضعاف أضعاف هذه الحكم التي لا سبيل للخلق ولو تناهوا في العلم والمعرفة إلى الإحاطة بها ونسبة ما عقلوه منها إلى ما خفي عليهم كنقرة عصفور في بحر
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل وأما التزيين فقال تعالى وكذلك زينا لكل أمة عملهم وقال أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء وقال وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون فأضاف التزيين إليه منه سبحانه خلقا ومشيئة وحذف فاعله تارة ونسبة إلى سببه ومن أجراه على يده تارة وهذا التزيين سبحانه حسن إذ هو ابتلاء واختبار بعيد ليتميز المطيع منهم من العاصي والمؤمن من الكافر كما قال تعالى إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم احسن عملا وهو من الشيطان قبيح وأيضا فتزيينه سبحانه للعبد عمله السيئ عقوبة منه له على إعراضه عن توحيده وعبوديته وإيثار سيء العمل على حسنه فإنه لا بد أن يعرفه سبحانه الشيء من الحسن فإذا آثر القبيح واختاره وأحبه ورضيه لنفسه زينه سبحانه له وأعماه عن رؤية قبحه بعد أن رآه قبيحا وكل ظالم وفاجر وفاسق لا بد أن يريه الله تعالى ظلمه وفجوره وفسقه قبيحا فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤية قبحه من قلبه فربما رآه حسنا عقوبة له فإنه إنما يكشف له عن قبحه بالنور الذي في قلبه وهو حجة الله عليه فإذا تمادى في غيه وظلمه ذهب
(1/ 103)
--------------------------------------------------------------------------------
ذلك النور فلم ير قبحه في ظلمات الجهل والفسوق والظلم ومع هذا فحجة الله قائمة عليه بالرسالة وبالتعريف الأول فتزيين الرب تعالى عدل وعقوبته حكمة وتزيين الشيطان إغواء وظلم وهو السبب الخارج عن العبد والسبب الداخل فيه حبه وبغضه وإعراضه والرب سبحانه خالق الجميع والجميع واقع بمشيئته وقدرته ولو شاء لهدى خلقه أجمعين والمعصوم من عصمه الله والمخذول من خذله الله ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين
فصل
وأما عدم مشيئته سبحانه وإرادته فكما قال تعالى أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم وقال ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا وعدم مشيئته للشيء مستلزم لعدم وجوده كما أن مشيئته تستلزم وجوده فما شاء الله وجب وجوده وما لم يشأ امتنع وجوده وقد أخبر سبحانه أن العباد لا يشاؤن إلا بعد مشيئته ولا يفعلون شيئا إلا بعد مشيئته فقال وما تشاؤن إلا أن يشاء الله وقال وما يذكرون إلا أن يشاء الله فإن قيل فهل يكون الفعل مقدورا للعبد في حال عدم مشيئة الله له أن يفعله قيل إن أريد بكونه مقدورا سلامة آلة العبد التي يتمكن بها من الفعل وصحة أعضائه ووجوده قواه وتمكينه من أسباب الفعل وتهيئة طريق فعله وفتح الطريق له فنعم هو مقدور بهذا الاعتبار وأن أريد بكونه مقدورا القدرة المقارنة للفعل وهي الموجبة له التي إذا وجدت لم يتخلف عنها الفعل فليس بمقدور بهذا الاعتبار وتقرير ذلك أن القدرة نوعان قدرة مصححة وهي قدرة الأسباب والشروط وسلامة الآله وهي مناط التكليف وهذه متقدمة على الفعل غير موجبة له وقدرة مقارنة للفعل مستلزمة له لا يتخلف الفعل عنها وهذه ليست شرطا في التكليف فلا يتوقف صحته وحسنه عليها فايمان من لم يشأ الله إيمانه وطاعة من لم يشأ طاعته مقدور بالاعتبار الأول غير مقدور بالاعتبار الثاني وبهذا التحقيق تزول الشبهة في تكليف ما لا يطاق كما يأتي بيانه في موضعه إن شاء الله تعالى فإذا قيل هل خلق لمن علم أنه لا يؤمن قدرة على الإيمان أم لم يخلق له قدرة قيل خلق له قدرة ومصححه متقدمة على الفعل هي مناط الأمر والنهي ولم يخلق له قدرة موجبة للفعل مستلزمة له لا يتخلف عنها فهذه فضله يؤتيه من يشاء وتلك عدلة التي تقوم بها حجته على عبده فإن قيل فهل يمكنه الفعل ولم يخلق له هذه القدرة قيل هذا هو السؤال السابق بعينه وقد عرفت جوابه وبالله التوفيق
فصل وأما أماتة قلوبهم ففي قوله إنك لا تسمع الموتى وقوله أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها وقوله لينذر من كان حيا وقوله وما أنت بمسمع من في القبور فوصف الكافر بأنه ميت وأنه بمنزلة أصحاب القبور وذلك أن القلب الحي هو الذي يعرف الحق ويقبله ويحبه ويؤثره على غيره فإذا مات القلب لم يبق فيه إحساس ولا تمييز بين الحق والباطل ولا إرادة للحق وكراهة للباطل بمنزلة الجسد الميت الذي لا يحس بلذة الطعام والشراب وألم فقدهما وكذلك وصف سبحانه كتابه ووحيه بأنه روح لحصول حياة القلب به فيكون القلب حيا
(يُتْبَعُ)
(/)
ويزداد حياة بروح الوحي فيحصل له حياة على حياة ونور على نور نور الوحي على نور الفطرة قال يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده وقال وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فجعله روحا لما يحصل
(1/ 104)
--------------------------------------------------------------------------------
به من الحياة ونورا لما يحصل به من الهدى والإضاءة وذلك نور وحياة زائدة على نور الفطرة وحياتها فهو نور على نور وحياة على حياة ولهذا يضرب سبحانه لمن عدم ذلك مثلا بمستوقد النار التي ذهب عنه ضوؤها وبصاحب الصيب الذي كان حظه منه الصواعق والظلمات والرعد والبرق فلا استنار بما أوقد من النار ولا حيي بما في الصيب من الماء ولذلك ضرب هذين المثلين في سورة الرعد لمن استجاب له فحصل على الحياة والنور ولمن لم يستجب له وكان حظه الموت والظلمة فأخبر عمن أمسك عنه نوره بأنه في الظلمة ليس له من نفسه نور فقال تعالى الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ثم ذكر من أمسك عنه هذا النور ولم يجعله له فقال والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله نورا فما له من نور وفي المسند من حديث عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم على علم الله وقال تعالى والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وهذه الظلمات ضد الأنوار التي يتقلب فيها المؤمن فإن نور الإيمان في قلبه ومدخله نور ومخرجه نور وعلمه نور ومشيته من الناس نور وكلامه نور ومصيره إلى نور والكافر بالضد
ولما كان النور من أسمائه الحسنى وصفاته كان دينه نورا ورسوله نورا وكلامه نور وداره نورا يتلألأ والنور يتوقد في قلوب عباده المؤمنين ويجري على ألسنتهم ويظهر على وجوههم وكذلك لما كان الإيمان واسمه المؤمن لم يعطه إلا أحب خلقه إليه وكذلك الإحسان صفته وهو المحسن ويحب المحسنين وهو صابر يحب الصابرين شاكر يحب الشاكرين عفو يحب أهل العفو حي يحب أهل الحياء ستير يحب أهل الستر قوى يحب أهل القوة من المؤمنين عليم يحب أهل العلم من عباده جواد يحب أهل الجود جميل يحب المتجملين بر يحب الأبرار رحيم يحب الرحماء عدل يحب أهل العدل رشيد يحب أهل الرشد وهو الذي جعل من يحبه من خلقه كذلك وأعطاه من هذه الصفات ما شاء وأمسكها عمن يبغضه وجعله على أضدادها فهذا عدله وذاك فضله والله ذو الفضل العظيم
فصل وأما جعله القلب قاسيا فقال تعالى فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به والقسوة الشدة والصلابة في كل شيء يقال حجر قاس وأرض قاسية لا تنبت شيئا قال ابن عباس قاسية عن الإيمان وقال الحسن طبع عليها والقلوب ثلاثة قلب قاس وهو اليابس الصلب الذي لا يقبل صورة الحق ولا تنطبع فيه وضده القلب اللين المتماسك وهو السليم من المرض الذي يقبل صورة الحق بلينه ويحفظه بتماسكه بخلاف المريض الذي لا يحفظ ما ينطبع فيه لميعانه ورخاوته كالمائع الذي إذا طبعت فيه الشيء قبل صورته بما فيه من اللين ولكن رخاوته تمنعه من حفظها فخير القلب الصلب الصافي اللين فهو يرى الحق بصفائه ويقبله بلينه
(1/ 105)
--------------------------------------------------------------------------------
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحفظه بصلابته وفي المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه و سلم القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أصلبها وأرقها وأصفاها وقد ذكر سبحانه أنواع القلوب في قوله ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وأن الظالمين لفي شقاق بعيد وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربهم فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم فذكر القلب المريض وهو الضعيف المنحل الذي لا تثبت فيه صورة الحق والقلب القاسي اليابس الذي لا يقبلها ولا تنطبع فيه فهذان القلبان شقيان معذبان ثم ذكر القلب المخبت المطمئن إليه وهو الذي ينتفع بالقرآن ويزكو به قال الكلبي فتخبت له قلوبهم فترق للقرآن قلوبهم وقد بين سبحانه الأخبات ووصف المخبتين في قوله وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون فذكر للمخبتين أربع علامات وجل قلوبهم عند ذكره والوجل خوف مقرون بهيبة ومحبة وصبرهم على أقداره وإتيانهم بالصلاة قائمة الأركان ظاهرا وباطنا وإحسانهم إلى عباده بالإنفاق مما آتاهم وهذا إنما يتأتى للقلب المخبت قال ابن عباس المخبتين المتواضعين وقال مجاهد المطمئنين إلى الله وقال الأخفش الخاشعين وقال ابن جرير الخاضعين قال الزجاج اشتقاقه من الخبت وهو المنخفض من الأرض وكل مخبت متواضع فالأخبات سكون الجوارح على وجه التواضع والخشوع لله
فإن قيل كان معناه التواضع والخشوع فكيف عدى بالي في قوله واخبتوا إلى ربهم قيل ضمن معنى أنابوا واطمأنوا وتابوا وهذه عبارات السلف في هذا الموضع والمقصود أن القلب المخبت ضد القاسي والمريض وهو سبحانه الذي جعل بعض القلوب مخبتا إليه وبعضها قاسيا وجعل للقسوة آثارا واللأخبات آثارا فمن آثاره القسوة تحريف الكلم عن مواضعه وذلك من سوء الفهم وسوء القصد وكلاهما ناشئ عن قسوة القلب ومنها نسيان ما ذكر به وهو ترك ماأمر به علما وعملا ومن آثار الأخبات وجل القلوب لذكره سبحانه والصبر على أقداره والأخلاص في عبوديته والإحسان إلى خلقه
فصل وأما تضييق الصدر وجعله حرجا لا يقبل الإيمان فقال تعالى فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء والحرج هو الشديد الضيق في قول أهل اللغة جميعهم يقال رجل حرج وحرج أي ضيق الصدر قال الشاعر ... لا حرج حرج الصدر ولا عنيف ... وقال عبيد بن عمير قرأ ابن عباس هذه الآية فقال هل هنا أحد من بني بكر قال رجل نعم قال ما الحرجة فيكم قالوا الوادي الكثير الشجر الذي لا طريق فيه فقال ابن عباس كذلك قلب الكافر وقرأ عمر بن الخطاب الآية فقال ايتوني رجلا من كنانة واجعلوه راعيا فأتوه به فقال عمر يا فتى ما الحرجة فيكم فقال الشجرة تحدق بها الأشجار الكثيرة فلا تصل إليها راعية ولا وحشية فقال عمر كذلك قلب الكافر لا يصل اليه شيء من الخير قال ابن عباس يجعل صدره ضيقا حرجا إذا سمع ذكر الله اشمأز قلبه وان ذكر شيء من عبادة الأصنام ارتاح إلى ذلك ولما كان القلب محلا للمعرفة والعلم والمحبة والإنابة وكانت هذه الأشياء إنما تدخل في القلب إذا اتسع لها فإذا أراد الله هداية عبد وسع صدره وشرحه فدخلت فيه وسكنته وإذا أراد ضلاله ضيق صدره وأحرجه فلم يجد محلا يدخل فيه فيعدل عنه ولا يساكنه وكل إناء فارغ إذا دخل فيه الشيء ضاق به وكلما أفرغت فيه الشيء ضاق إلا القلب اللين فكلما أفرغ فيه الإيمان والعلم اتسع وانفسح
(1/ 106)
--------------------------------------------------------------------------------
وهذا من آيات قدرة الرب تعالى وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه و سلم إذا دخل النور قلبه انفسح وانشرح قالوا فما علامة ذلك يا رسول الله قال الإنابة إلى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله فشرح الصدر من أعظم أسباب الهدى وتضييقه من أسباب الضلال كما ان شرحه من أجل النعم وتضييقه من أعظم النقم فالمؤمن منشرح الصدر منفسحه في هذه الدار على ما ناله من مكروهها وإذا قوى الإيمان وخالطت بشاشته القلوب كان على مكارهها اشرح صدرا منه على شهوتها ومحابها فإذا فارقها كان انفساح روحه والشرح الحاصل له بفراقها أعظم بكثير كحال من خرج من سجن ضيق إلى فضاء واسع موافق له فإنها سجن المؤمن فإذا بعثه الله يوم
(يُتْبَعُ)
(/)
القيامة رأى من انشرح صدره وسعته ما لا نسبة لما قبله اليه فشرح الصدر كما انه سبب الهداية فهو أصل كل نعمة وأساس كل خير وقد سأل كليم الرحمن موسى بن عمران ربه أن يشرح له صدره لما علم انه لا يتمكن من يبلغ رسالته والقيام بأعبائها الا إذا شرح له صدره وقد عدد سبحانه من نعمه على خاتم أنبيائه ورسله شرح صدره له وأخبر عن اتباعه انه شرح صدورهم للإسلام فان قلت فما الأسباب التي تشرح الصدور والتي تضيقه قلت السبب الذي يشرح الصدر النور الذي يقذفه الله فيه فإذا دخله ذلك النور اتسع بحسب قوة النور وضعفه وإذا فقد ذلك النور أظلم وتضايق فان قلت فهل يمكن اكتساب هذا النور أم هو وهبي قلت هو وهبي وكسبي واكتسابه أيضا مجرد موهبة من الله تعالى فالأمر كله لله والحمد كله له والخير كله بيديه وليس مع العبد من نفسه شيء البته بل الله واهب الأسباب ومسبباتها وجاعلها أسبابا ومانحها من يشاء ومانعها من يشاء إذا أراد بعبده خيرا وفقه لاستفراغ وسعه وبذل جهده في الرغبة والرهبة اليه فانهما مادتا التوفيق فبقدر قيام الرغبة والرهبة في القلب يحصل التوفيق فان قلت فالرغبة والرهبة بيده لا بيد العبد قلت نعم والله وهما مجرد فضله ومنته وانما يجعلهما في المحل الذي يليق بهما ويحبسهما عمن لا يصلح لهما فان قلت فما ذنب من لا يصلح قلت أكثر ذنوبه انه لا يصلح لان صلاحيته بما اختاره لنفسه وآثره واحبه من الضلال وألغى على بصيرة من أمره فآثر هواه على حق ربه ومرضاته واستحب العمى على الهدى وكان كفر المنعم عليه بصنوف النعم وجحدا لهيئته والشرك به والسعي في مساخطه أحب اليه من شكره وتوحيده والسعي في مرضاته فهذا من عدم صلاحيته لتوفيق خالقه ومالكه وأي ذنب فوق هذا فإذا أمسك الحكم العدل توفيقه عمن هذا شأنه كان قد عدل فيه وانسدت عليه أبواب الهداية وطرق الرشاد فاظلم قلبه فضاق عن دخول الإسلام والإيمان فيه فلو جاءته كل آية لم تزده الإ ضلال وكفرا وإذا تأمل من شرح الله صدره للإسلام والإيمان هذه الآية وما تضمنته من أسرار التوحيد والعذر والعدل وعظمة شأن الربوبية صار لقلبه عبودية أخرى ومعرفة خاصة وعلم انه عبد من كل وجه وبكل اعتبار وان الرب تعالى رب كل شيء وملكيه من الأعيان والصفات والأفعال والأمر كله بيده والحمد كله له وأزمة الأمور بيده ومرجعها كلها اليه ولهذه الآية شأن فوق عقولنا وأجل من إفهامنا وأعظم مما قال فيها المتكملون الذين ظلموها معناها وأنفسهم كانوا يظلمون تالله لقد غلظ عنها حجابهم وكثفت عنها إفهامهم ومنعتهم من الوصول إلى المراد بها أصولهم التي أصلوها وقواعدهم التي أسسوها فإنها تضمنت إثبات التوحيد والعدل الذي بعث الله به رسله وأنزل به كتبه العدل الذي يقوله معطلو الصفات ونفاه القدر
(1/ 107)
--------------------------------------------------------------------------------
وتضمنت إثبات الحكمة والقدرة والشرع والقدر والسبب والحكم والذنب والعقوبة ففتحت للقلب الصحيح بابا واسعا من معرفة الرب تعالى بأسمائه وصفات كماله ونعوت جلاله وحكمته في شرعه وقدره وعدله في عقابه وفضله في ثوابه وتضمنت كمال توحيده وربوبيته وقيوميته وإلهيته وان مصادر الأمور كلها عن محض إرادته ومردها إلى كمال حكمته وان المهدى من خصه الله بهدايته وشرح صدره لدينه وشريعته وان الضال من جعل صدره ضيقا حرجا عن معرفته ومحبته كأنما يتصاعد في السماء وليس ذلك في قدرته وان ذلك عدل في عقوبته لمن لم يقدره حق قدره وجحد كمال ربويته وكفر بنعمته وآثر عبادة الشيطان على عبوديته فسد عليه باب توفيقه وهدايته وفتح عليه أبواب غيه وضلاله فضاق صدره وقسا قلبه وتعطلت من عبودية ربها جوارحه وامتلأت بالظلمة جوانحه والذنب له حيث أعرض عن الإيمان واستبدل به الكفر والفسوق والعصيان ورضى بموالاة الشيطان وهانت عليه معاداة الرحمن فلا يحدث نفسه بالرجوع إلى مولاه ولا يعزم يوما على إقلاعه عن هواه قد ضاد الله في أمره بحب ما يبغضه وببغض ما يحبه ويوالي من يعاديه ويعادي من يواليه يغضب إذا رضى الرب يرضى إذا غضب هذا وهو يتقلب في إحسانه ويسكن في داره ويتغذى برزقه ويتقوى على معاصيه بنعمه فمن أعدل منه سبحانه عما يصفه به الجاهلون والظالمون إذا جعل الوحي على أمثال هذا من الذين لا يؤمنون
(يُتْبَعُ)
(/)
فصل واذا شرح الله صدر عبده بنوره الذي يقذفه في قلبه أراه في ضوء ذلك النور حقائق الأسماء والصفات التي تضل فيها معرفة العبد إذ لا يمكن أن يعرفها العبد على ما هي عليه في نفس الأمر وأراه في ضوء ذلك النور حقائق الإيمان وحقائق العبودية وما يصححها وما يفسدها وتفاوت معرفة الأسماء والصفات والإيمان والإخلاص وأحكام العبودية بحسب تفاوتهم في هذا النور قال تعالى أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها وقال يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به فيكشف لقلب المؤمن في ضوء ذلك النور عن حقيقة المثل الأعلى مستويا على عرش الإيمان في قلب العبد المؤمن فيشهد بقلبه ربا عظيما قاهرا قادرا أكبر من كل شيء في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله السماوات السبع قبضة إحدى يديه والأرضون السبع قبضة اليد الأخرى يمسك السماوات على أصبع والأرضين على أصبع والجبال على أصبع والشجر على أصبع والثرى على أصبع ثم يهزهن ثم يقول أنا الملك فالسماوات السبع في كفه كخردلة في كف العبد يحيط ولا يحاط به ويحصر خلقه ولا يحصرونه ويدركهم ولا يدركونه لو ان الناس من لدن آدم إلى آخر الخلق قاموا صفا واحد ما أحاطوا به سبحانه ثم يشهده في علمه فوق كل عليم وفي قدرته فوق كل قدير وفي جوده فوق كل جواد وفي رحمته فوق كل رحيم وفي جماله فوق كل جميل حتى لو كان جمال الخلائق كلهم على شخص واحد منهم ثم أعطى الخلق كلهم مثل ذلك الجمال لكانت نسبتة إلى جمال الرب سبحانه دون نسبة سراج ضعيف إلى ضوء الشمس ولو اجتمعت قوى الخلائق على شخص واحد منهم ثم أعطى كل منهم مثل تلك القوة لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش ولو كان جودهم على رجل واحد وكل الخلائق على ذلك الجود لكانت نسبتة إلى جوده دون نسبة قطرة إلى
(1/ 108)
--------------------------------------------------------------------------------
البحر وكذلك علم الخلائق إذا نسبة إلى علمه كان كنقرة عصفور من البحر وكذلك سائر صفاته كحياته وسمعه وبصره وارادته فلو فرض البحر المحيط بالأرض مداد تحيط به سبعة أبحر وجميع أشجار الأرض شيئا بعد شيء أقلام لفني ذلك المداد والأقلام ولا تفنى كلماته ولا تنفد فهو أكبر في علمه من كل عالم وفي قدرته من كل قادر وفي وجوده من كل جواد وفي غناه من كل غنى وفي علوه من كل عال وفي رحمته من كل رحيم استوى على عرشه واستولى على خلقه متفرد بتدبير مملكته فلا قبض ولا بسط ولا منع ولا ضلال ولا سعادة ولا شقاوة ولا موت ولا حياة ولا نفع ولا ضر إلا بيده لا مالك غيره ولا مدبر سواه لا يستقل أحد معه بملك مثقال ذرة في السماوات والأرض ولا له شركة في ملكها ولا يحتاج إلى وزير ولا ظهير ولا معين ولا يغيب فيخلفه غيره ولا يعي فيعينة سواه ولا يتقدم أحد بالشفاعة بين يديه الا من بعد إذنه لمن شاء وفيمن شاء فهو أول مشاهد المعرفة ثم يترقى منه إلى مشهد فوقه لا يتم إلا به وهو مشهد الإلهية فيشهده سبحانه متجليا في كماله بأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفضله في ثوابه فيشهد ربا قيوما متكلما آمرا ناهيا يحب ويبغض ويرضى ويغضب قد أرسل رسله وأنزل كتبه وأقام على عباده الحجة البالغة وأتم عليهم نعمته السابغة يهدى من يشاء منه نعمة وفضلا ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا ينزل إليهم أوامره وتعرض عليه أعمالهم لم يخلقهم عبثا ولم يتركهم سدى بل أمره جار عليهم في حركاتهم وسكناتهم وظواهرهم وبواطنهم فلله عليهم حكم وأمر في كل تحريكة وتسكينة ولحظة ولفظة وينكشف له في هذا النور عدله وحكمته ورحمته ولطفه وإحسانه وبره في شرعه واحكامه وأنها أحكام رب رحيم محسن لطيف حكيم قد بهرت حكمته العقول وأقرت بها الفطر وشهدت لمنزلها بالوحدانية ولمن جاء بها بالرسالة والنبوة وينكشف له في ضوء ذلك النور إثبات صفات الكمال وتنزيهه سبحانه عن النقص والمثال وان كل كمال في الوجود فمعطيه وخالقه أحق به وأولى وكل نقص وعيب فهو سبحانه منزه متعال عنه وينكشف له في ضوء هذا النور حقائق المعاد واليوم الآخر وما أخبر به الرسول عنه حتى كأنه يشاهده عيانا وكأنه يخبر عن الله واسمائه وصفاته وأمره ونهيه ووعده ووعيده إخبار من كأنه قد رأى وعاين وشاهد ما أخبر به فمن أراد سبحانه هدايته شرح صدره لهذا فاتسع له وانفسح ومن أراد ضلالته جعل صدره من ذلك في ضيق وحرج لا يجد فيه مسلكا ولا منفذا والله الموفق المعين وهذا الباب يكفي اللبيب في معرفة القدر والحكمة ويطلعه على العدل والتوحيد الذي تضمنهما قوله شهد الله أنه لا إله هو والملائكة وألو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم ان الدين عند الله الإسلام الباب السادس عشر فيما جاء في السنة من تفرد الرب تعالى بخلق أعمال العباد كما هو منفرد بخلق ذواتهم وصفاتهم قال البخاري في كتاب خلق أفعال العباد حدثنا علي بن عبد الله ثنا مروان بن معاوية ثنا أبو مالك
انظر هذا الرابط
http://islamport.com/d/3/qym/1/25/177.html?zoom_highlightsub=%DE%DD%E1+%E6%CE%CA%E3
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Sep 2007, 12:00 م]ـ
ياأخى نريد خلاصة ,كلمة طبع تفيد أنه يكون جبلة وطبعا ولكن رغم ذلك وردت فيمن كفر بعد إيمانه. وكلمة ختم وردت فيمن لم يستجب إبتداءا فهل هذا صحيح(/)
ماهي آثار ابن فورك في التفسير وعلوم القرآن؟
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[16 Sep 2007, 12:07 ص]ـ
لابن فورك كتاب حل الايات المتشابهات
وكذا غريب القرآن فهل من يدلنا عليه؟
فقد أخبرني بعضهم أنه رآه قديما مطبوع
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:29 م]ـ
هل هناك رسائل علمية اهتمت بابن فورك عقديا أو فقهيا أو أصوليا
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[18 Sep 2007, 05:18 م]ـ
نعم هناك رسائل:
1 - آراء ابن فورك الاعتقادية: عرض و نقد على ضوء عقيدة اهل السنة و الجماعة / اعداد عائشة علي روزي الخوتاني؛ اشراف محمود مزروعة. رسالة (دكتوراه) - جامعة ام القرى، 1420 هـ.
2 - الاستاذ ابو بكر ابن فورك و آراؤه الاصولية / اعداد محمد بشير آدم؛ اشراف احمد محمود عبدالوهاب. رسالة (دكتوراه) - الجامعة الاسلامية، 1423 هـ.
3 - ابو بكر بن فورك و آرؤه الاصولية / محمد بن سعيد بن عواض آل مانعة الغامدي؛ اشراف سعيد مصيلحي. رسالة (ماجستير) - جامعة ام القرى، 1421 هـ.
وغيرها من الرسائل ولعلي أذكرها فيما بعد ...
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بكم
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[23 Sep 2007, 10:53 م]ـ
الامام أبوبكر محمد بن الحسن بن فورك و أثره في المدرسة الأاشعرية
لللسيد احمد محمود عبدالغفار -:
هذه رسالة علمية لكن لاأدري من أي جامعة؟
ومازلت أبحث عن الكتابين والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2007, 05:10 م]ـ
لا أدري عن الكتابين اللذين ذكرتهما لابن فورك أخي ابن الجزري. لكن الذي أعرفه أن لابن فورك كتاباً معروفاً في تفسير القرآن، احتفل به العلماء ونقلوا منه وممن نقل عنه ابن عطية في تفسيره المحرر الوجيز: انظر: 2/ 9، 8/ 542 من طبعة قطر الأولى للكتاب، ونقل منه ابن عرفة في تفسيره أيضاً 1/ 173، 351ولعله نقل منه بواسطة ابن عطية.
وهو لم يصل كاملاً، والموجود منه لا يزال مخطوطاً - حسب علمي - وهو محفوظ في مكتبة فيض الله أفندي باستأنبول برقم 50، ويقع في 200 ورقة. وتكمن أهمية هذا التفسير في كونه اعتمد اعتماداً كلياً على تفسير أبي الحسن الأشعري.
يقول القاضي ابن العربي المالكي في قانون التأويل: (وكتاب ابن فورك - أي التفسير - وهو أقلها حجماً، وأكثرها علماً، وأبدعها تحقيقاً، وهو ملامح من كتاب (المختزن) الذي جمعه في التفسير الشيخ أبو الحسن الأشعري في خمسمئة مجلد). انظر ص 119 من قانون التأويل.
وهذا التفسير قد كتبه ابن فورك بأسلوب تربوي على طريقة السؤال والجواب.
ولعلك تراجع كتاب الحدود في ألأصول لابن فورك بتحقيق الدكتور محمد السليماني فقد فصل القول في كتب ابن فورك ومواضعها وفقك الله، والله أعلم.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[29 Sep 2007, 06:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ووفقكم الله لكل خير
ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[29 Sep 2007, 12:29 م]ـ
كتاب (المختزن) الذي جمعه في التفسير الشيخ أبو الحسن الأشعري في خمسمئة مجلد.
سبحان الله!
لم يكن إماما لأهل السنة والجماعة من لا شيء ...
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[30 Sep 2007, 03:21 ص]ـ
الخير المحض قليل أونادر والشر المحض قليل أونادر
والتفسير جامع والأمة تستوعب ولكل مجتهد نصيب.
وقدقال أنه عاد وأنه على مذهب الإمام أحمد واقرأ الإبانة تغنيك عن الإجابة
ولاعصمة لأحد
وسبحان الله والحمد لله ولاإله إلا الله والله أكبر
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[26 Oct 2007, 09:01 م]ـ
هل لكتاب المختزن وجود؟
وهل هناك نسخة أخرى من مخطوطة تفسير ابن فورك
لم أجد إلا مصورة من هذه النسخة فمن علم لها نسخة أخرى فليفدنا مأجورا
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[26 Oct 2007, 10:49 م]ـ
"حل الآيات المتشابهات"؛ لابن فورك (406هـ). مخطوط في 74 ورقة بخزانة عاطف باستنبول تحت رقم 433
ولابن فورك، كتاب:
"مشكل القرآن ". ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان (1/ 237)، بيروت، دار الفكر(/)
صحوة في علم التفسير على يد ..... !
ـ[ابوبنان]ــــــــ[16 Sep 2007, 04:37 ص]ـ
في المرحلة الثانوية كنت شغوفا بمتابعة حلقات التفسير للشيخ الشعراوي رحمه الله
لكن بعد الدراسة التخصصية في أصول الدين وحضور دروس في التفسير للشيخ ابن عثمين وابن باز رحمهم الله
وبعض الدكاترة، حزنت كثيرا للضعف العلمي الشرعي في دروس الشعراوي رحمه الله مع تشويقها
والقوة العلمية المؤصلة عند مشايخنا مع ضعف جانب التشويق فيها
بحثت لفترة عن دروس مؤصلة في الجانب العقدي والشرعي لتفسير كتاب الله مع الاهتمام بالتوجيه والتربوي والايماني
لكني لم أجد، في كل مروة يذكر لي أحد الزملاء شيخا فاضلا، لكني لا أجد بغيتي
حتى ظهرت قناة المجد وعرفتنا على نخبة من أعلام التفسير في هذا العصر
جمعوا بين العلم المؤصل واللغة الجميلة والتشويق الرائع لهذا العلم الذي كاد يندرس في مساجدنا مقارنة بالفقه والحديث
وهم الشيخ صالح المغامسي، والشيخ عبدالرحمن الشهري، والشيخ مساعد الطيار، والشيخ محمد الخضيري
وفقكم الله فإني أرصد صحوة في علم التفسير في بلادي بوجود أمثالكم
محبكم أبو بنان
ـ[دمعة الأقصى]ــــــــ[16 Sep 2007, 06:28 ص]ـ
صدقت أبا بنان وبرنامج بينات الذي يبث في هذا الشهر الكريم شاهد على ذلك فقد تميز بروعة الطرح وجودة الأسلوب مع التشويق وفق الله مشايخنا لكل خير وبارك فيهم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Sep 2007, 10:28 ص]ـ
في المرحلة الثانوية كنت شغوفا بمتابعة حلقات التفسير للشيخ الشعراوي رحمه الله
لكن بعد الدراسة التخصصية في أصول الدين وحضور دروس في التفسير للشيخ ابن عثمين وابن باز رحمهم الله
وبعض الدكاترة، حزنت كثيرا للضعف العلمي الشرعي في دروس الشعراوي رحمه الله مع تشويقها
والقوة العلمية المؤصلة عند مشايخنا مع ضعف جانب التشويق فيها
ما هكذا حق الشيخ على تلميذه أبا بنان , .. !!
تأخذ من الشعراوي رحمه الله وتصفه بالضعف العلمي الشرعي, ثم تأخذ من ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله وتصفهما بضعف جانب التشويق, فهذا تقييم الأستاذ لطلبته لا الطالب لشيوخه, وليتك لم تُسَمِّ أشخاصا لئلاَّ يتحرج أحد من كلامك وتقييمك لمشايخك رحمهم الله تعالى, وأنا أجزم أنك لا تقصد شيئاً غير الفائدة ولكننا في هذا المنتدى اسرة واحدة يقوم بعضها اعوجاج بعض في أجواء ألفة ينعدم نظيرها في الملتقيات الأخرى
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Sep 2007, 10:37 ص]ـ
سددك الله أبا بنان واسمع لمحبِّك د. محمود الشنقيطي فهو ناصح أمين، والناس بخير ما تناصحوا، وقد يري غيرك عين ما يخالفك، وهذه بدايات الفرقة بين العلماء ـ لا قدر الله ـ حفظ الله كل المخلصين من العلماء، واترك الناس ينهلون فوائد كل عالم، والكمال أبى أن يكون إلا لله. فالله الله في حرمة العلماء.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Sep 2007, 11:57 ص]ـ
كتب ما كتبته مع كامل تقديري للسادة العلماء المشايخ أهل الفضل د. عبد الرحمن ود. مساعد ود. محمد الخضيري
فنحن ننهل من علومهم الكثير الطيب بارك الله فيهم وعليهم ورحم شيخنا الشعراوي وأسكنه فسيح جناته. مع رفضنا المطلق لعبارة" للضعف العلمي الشرعي في دروس الشعراوي رحمه الله مع تشويقها " فكما لم يسجِّل القرآن الكريم قاريء قبل شيخنا محمود خليل الحصري، ومن وجهة نظري لم يُدخِل أحد من العلماء التفسير في بيوت الناس قبل الشعراوي، والفضل لمن سبق فتدبر، ومثلي لا يستطيع أن يحكم على علم شيخ مشايخنا الشعراوي مع جزمي أن الشعراوي رحمه الله تعالى بشر له وعليه.
ـ[ابوبنان]ــــــــ[16 Sep 2007, 03:11 م]ـ
لم أقصد الإساءة لأهل العلم بل وصف للحال
دروس الشيخين الفاضلين ابن باز وابن العثيمين رحمهما الله على علمهما
موجهة لطلبة العلم لتأصيلها القوي وليس لعامة الناس،وغير المتخصصين من بقية المسلمين
أما الشيخ الشعراوي رحمه الله حبب لنا التفسير في أسلوبه الشيق البديع
مع غياب واضح للتفسير بالمأثور، ولمخالفته لأهل السنة في باب الايمان والصفات وبعض الغيبيات
أما من ذكرت من أهل الفضل فقد كان تميزهم بالجمع بين الأمرين العلم المؤصل وصحة المعتقد
وحسن الأسلوب الذي حبب الناس في هذا العلم ويشهد على ذلك
الإقبال الشديد على برنامج يدارسونه بينهم قبل رمضان وبرنامج بينات في رمضان
(يُتْبَعُ)
(/)
وبرنامج محاسن التأويل، ووالله لم أقصد الإساءة بل سقط في التعبير، وسوء في البيان
وأستغفر الله
محبكم "أبو بنان"
ـ[أبو المهند]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:03 ص]ـ
ألزمنا الله الصواب دائما، والشكر موصول لك على هذا البيان يا أبا بنان وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[مرهف]ــــــــ[17 Sep 2007, 03:07 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
إنا لله , وإنا إليه راجعون
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2007, 03:21 م]ـ
أشكر الأخ الكريم أبا بنان لحسن ظنه في إخوانه، وأشكر الإخوة الذين عقبوا على مشاركته ببيان وجهة نظرهم في الموضوع.
وليسمح لي أولاً الأخ أبو بنان أن من ذكرتهم في ثناءك وهم من الزملاء الفضلاء الذين أعرفهم جيداً لا يدعون لأنفسهم شيئاً مما ذكرت، وهم طلبة علم في بداية الطريق بخلاف من أشرتم إليه من المفسرين الكبار وهم العلامة المفسر اللغوي محمد متولي الشعراوي رحمه الله، وكذلك العلامة المفسر محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وكذلك العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله مع قلة مشاركته في التفسير موازنة بهما.
وهؤلاء العلماء الكبار أخي الحبيب لهم قدم صدق في العلم، والسبق والتفسير، وفضلهم أشهر من أن يدل عليه. أما من يشارك في قناة المجد من الزملاء فهم ما زالوا في بداية الطريق، ونحن نرجو أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى لخدمة كتابه ونشر علومه بالتي هي أحسن، والعلم بحر لا ساحل له لا يحق لأحد أن يدعي الإحاطة به.
وأنا أعلم يا أخي الحبيب أنه قد دفعك لما سطرته رغبتك الصادقة في تشجيع إخوانك وحثهم على بذل المزيد من الجهد في خدمة علم التفسير وعلوم القرآن، ورسالتك قد وصلت حفظكم الله ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم يا أبا بنان التوفيق والإخلاص.
وأحب أن أشير إلى نقطة مهمة في علم العلامة محمد متولي الشعراوي ومعرفته الواسعة بالتفسير، وهي أنه صاحب وقفات دقيقة وعميقة في تدبر القرآن من جوانبه البلاغية والأسلوبية قلَّ أن تجدها لغيره، مع قدرته على التبسط في العبارة لإفهام العامة، وأما عنايته في تفسيره بآثار الصحابة وأقوال السلف فلم تكن مغفلة تماماً في تفسيره رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وأجدها فرصة سانحة لحث إخواني للاستماع لدروسه في التفسير والاستفادة منها ففيها علم غزير.
أسأل الله في هذا الشهر الكريم أن يغفر للشيخ محمد الشعراوي والشيخ محمد بن عثيمين والشيخ ابن باز ولأخي أبي بنان ولكل من قرأ وشارك في هذا الموضوع، وأن يكفينا شر أنفسنا وشر أقلامنا فهو الموفق سبحانه وتعالى.
في 5 رمضان 1428هـ
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[17 Sep 2007, 10:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت ما كتبه الشيخ أبو بيان فشعرت بشيء مما شعر به من عقب، وعذرته لمتابعتي لما يكتبه وفقه الله وما المس في موضوعاته من صدق ووضوح، وخشيت أن يتجاوز أهل الفضل أعضاء الملتقى في ردودهم وبعد فراغي من قرأة ما كتب شعرت - والله يعلم - بكثير من الفرح والسرور لما وصل اليه هذا الملتقى المبارك من محبة وصفاء بين أعضائه، وما يكنونه لعلمائنا من حب وتقدير وإجلال، ولا مانع أن يذكر كل منا ما يراه فان أصاب فهو مراده، وإن جانبه الصواب وجد من إخوانه ومحبيه من يبصره ويرشده والمرء كثير بإخوانه
وفقكم الله وسددكم وألف بين قلونكم
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:57 م]ـ
أود لفت النظر إلى أن الملتقى سعد بعضوين كريمين تشابهت كنيتهما
أولهما الأخ الفاضل أبو بنان كاتب هذا الموضوع _ بارك الله فيه وحفظه -
الثاني: الأخ الفاضل أبو بيان نايف حفظه الله وبارك فيه
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Sep 2007, 10:39 م]ـ
كان بعض السلف يدعوا بـ:
اللهم استر علي عيب شيخي .. وبارك لي في علمي
لله درهم(/)
حول السامية: تصرفات بعض الأئمة تساهم في إخفاء مكانة العربية وعتاقتها
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[16 Sep 2007, 09:53 ص]ـ
أثارت عندي مقالات الدكتور مساعد الطيار - جزاه الله خيرا - في هذا الملتقى بعض سوانح الفكر حول قدم العربية وأصالتها، فجالت في خاطري لطائف علمية رأيت أن أرقمها هنا لينظر فيها، تكميلاً للفائدة. فأقول بعون الله: إن المتتبع ليجد أنه يعزب ملحظ أصالة كثير من الألفاظ العربية وقدمها وانتشارها عن نظر بعض المفسرين، لظنهم أن العربية شيء غير السريانية و العبرية، هم يعرفون أن لبعضها تتعلق ببعض، ولكنهم ربما جهلوا أصلها العام المشترك الذي تعود إليه في أزمان غابرة، وهو العربية نفسها، فيحكمون على أمثال هذه الألفاظ بكونها أعجمية. فعندما يقرأ ابن عامر "إبراهيم" على أنها " إبراهام" [1] فهي عربية عتيقة لا تعدو كونها راجعة إلى أسلوب نطق عربي عن لهجة من لهجاته الضاربة بأصولها في عمق التاريخ. ولكنك تجد البغوي- رحمه الله- يقول: عن قراءة ابن عامر: قرأ ابن عامر" إبراهام" بالألف في أكثر المواضع، وهو اسم أعجمي، ولذلك لا يجر [2]. ومثله أيضاً ما نقله عن عكرمة أن أوائل أسماء الملائكة: جبريل، ميكائيل، إسرافيل، وهي "جبر"، "ميك"، "إسراف" تعني عبد بالسريانية، وأما "إيل" فتعني الله تعالى [3]. وهنا لي تعليقات:
صحيح تماماً ما قيل في معاني هذه الأوائل، ولكن قبل اصطلاح من تأخر من الناس على تسمية اللغات بعربية وسريانية وعبرية، أقول هذه عربية لا سريانية، هي سريانية اصطلاحاً، ولكن حقيقتها عربية أصيلة، لعدة اعتبارات لطيفة أذكرها فيما يلي:
1 - جبر: فيها معنى الإكراه والقهر، وهو معنى لصيق بدلالة العبودية، قال تعالى عن السموات والأرض (ائتيا طوعا أو كرها).
2 - ميك: أميل شخصياً إلى أنها عربية عتيقة، أحياها القرآن، مع أنها لم تكن تعرفها العرب وقت التنزيل وقبله، ولكنها كانت معروفة عند اليهود ولذلك قالوا لعمر رضي الله عنه: وأما ميكائيل إذا جاء جاء بالخصب والمغنم [4]. ولكن كيف عرفنا أن معناها "عبد"؟ هنا سأستنتج طريقة عجيبة تفتح الباب على نكتة مهمة ومعلومة خطيرة، وهي أني لما رأيت "ميك" تذكرت كلمة " meek" في الانجليزية [5]، وهي متطابقة تماماً نطقاً ومعنى مع هذه الكلمة، فهي تعني "عبودية" أو "استسلام"، ثم إني لم أكتف بهذا، بل ذهبت إلى معجم المفردات "السنسكريتية"، التي يقولون أنها أقدم لغة في العالم، فوجدت كلمة " mekhalam" أو "ميكالام"، ومعناها: رق أو ربط، وهي تحمل دلالة تتقاطع مع معنى العبودية، فالرق والعبودية كذلك، ثم لك الآن أن تلحظ هذه السلسلة التي تربط العربية بالسنسكريتية بالانجليزية، فيا ترى ماذا تحمل من دلالة؟ تحتاج لمزيد سبر وتفتيش.
3 - أسر: من أسر يأسر أسراً وهكذا هو العبد أسير لربه أو سيده، وهذه دلالة تتواءم مع "ميك" من حيث أنها في السنسكريتية تعني: الرق أو الربط والوثق.
4 - كلمة "إيل": عربية أصيلة وهذا من أكبر الأدلة على قدم العربية وكونها اللغة الأم لشعوب المنطقة بأسرها. عندما رأيتها تذكرت قول حسان بن ثابت عن قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم:
وأشهد أن إلّك من قريش = = كإلّ السقب من رأل النعام
والشاهد قوله "إلّك" و "إلّ"، ومعنى "إلّ" في لغة العرب: القرابة والأصل، وزاد الفيروزآبادي: والربوبية، واسم الله تعالى، وكل اسم آخره إل أو إيل فمضاف إلى الله تعالى [6]. هذا ولمزيد من التأصيل كنت قد بحثت هذا في كتابي " Truth Exposed" ، وفيه أنا عندما نفتش في ما يسمى بالآارمية – على الاصطلاح اللساني الذي درج عليه الناس - نجد أن قوم عيسى يقولون " alaha" أو "الله" ولكن بإشباع آخرها فتحاً، وأما في العبرية فيقول قوم موسى " eloha" أو "إلوها"، وعندنا في العربية أقربها قولنا "إله" ومنه قراءة ابن عباس (ويذرك وإلاهتك) أي عبادتك، ولذلك يقول جيرالد ديركس، القس الأمريكي الذي أسلم، في كتابه (الهلال والصليب): وهنا نرى التشابه الكبير بين أشياء جاءت في الكتب الثلاثة القرآن والعهد القديم والجديد [7]. وقد اختلف العلماء في أصل لفظ الجلالة، فذهب الخليل وغيره إلى أنه اسم علم على الباري جل في علاه، وذهب قوم إلى أنه مشتق ولكن اختلفوا في اشتقاقه
(يُتْبَعُ)
(/)
فقال قوم هو من قولنا أله إلاهة أي عبد عبادة،وقال قوم هو من إله إذا قلنا ألهت إلى فلان أي سكنت إليه واطمأننت إليه، وقال قوم هو من قولك ولاه من الوله وهو شدة الحاجة يقال: وله الطفل إلى أمه، ولكن في الحقيقة لا خلاف كبير لمن تأملها، فإنها كلها تشتمل في أصلها على معنى الحاجة والانجذاب والافتقار وكلها معان تدور عليها عبودية الآدمي لربه.
قبل الختام، أود التنبيه على أمر مهم، ألا وهو إسهام التقعيد النحوي من بداية ظهوره إلى يومنا هذا في ضرب نوع من الغبش على حقيقة أصول كثير من الألفاظ في لغة العرب، وخاصة تحت الباب المعروف في كتب النحو بـ "ما ينصرف ومالا ينصرف"، حتى صارت الأسماء العربية الأصل لكثير من الأعلام - ومنهم بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - أعجمية فهي - مع العلمية - لا تقبل الصرف. وأنا لا أرى حاجة إلى جعل "الأعجمية" هي العلة النحوية هنا، إضافة إلى أنها تخدعنا بجعلنا نظن أنها غير عربية، ولكن لنقل هي لفظة عربية لا تستوي سلاسة وسلامة النطق إلا بعدم صرفها، وهذه علة صوتية (فونيتيكية) [8] في حقيقة الأمر أكثر من كونها علة تتعلق بالعجمة من عدمها. هذا بالإضافة إلى كثير من المباحث الأصولية والمعاجم والمصنفات التي تورد ألفاظاً عربية من القرآن وتدعي أنها أعجمية الأصل عُرّبت، وجرى بها اللسان العربي فكيّفها على الطريقة العربية، أو أنها هكذا وفقاً لمبدأ التوافق بين اللغات، كل هذه عوامل ساهمت بطريقة ما في تحديد طبيعة الإطار البحثي الذي ننظر نحن المتأخرون من خلاله للأشياء.
======================
[1] وهكذا تنطق تماماً في الانجليزية مع اختلاف يسير للغاية.
[2] معالم التنزيل، ص100.
[3] معالم التنزيل، ص 80.
[4] معالم التنزيل، ص 80.
[5] انظر Merriam Webster.
[6] القاموس المحيط، ص 962.
[7] Truth Exposed، ص52.
[8] phonetics علم الأصوات، والمشكلة أن هناك خلط بين محاولات التعليل العقلي والتبرير الصوتي لوضع الكلمة نطقاً، ربما ساهم فيه امتزاج علوم المنطق والفلسفة بعلم اللغة عند الأوائل.
ـ[محمد سعيد الأبرش]ــــــــ[17 Sep 2007, 09:04 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك، ولعل في هذين الرابطين ما يثلج فؤادك:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article382&var_recherche=%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88 %D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2202&var_recherche=%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88 %D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[17 Sep 2007, 01:54 م]ـ
جبر: فيها معنى الإكراه والقهر، وهو معنى لصيق بدلالة العبودية، قال تعالى عن السموات والأرض (ائتيا طوعا أو كرها).
وفي قاموس الكتاب المقدس [1]: جبريل: اسم عبري معناه ((رجل الله أو اظهر الله ذاته جباراً)).
وهو من الجبر، أصل للجبار، صاحب القوة، وقد جاء التعبير عنها في القرآن بلفظ "مِرّة" بكسر الميم، قال تعالى ((ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى))
قال الطبري رحمه الله: حدثنا ابن حميد , قال: ثنا مهران عن سفيان {ذو مرة} قال: ذو قوة. 25102 - حدثني يونس , قال: أخبرنا ابن وهب , قال: قال ابن زيد , في قوله: {ذو مرة فاستوى} قال: ذو قوة , المرة: القوة. 25103 - حدثنا ابن حميد , قال: ثنا حكام عن أبي جعفر عن الربيع {ذو مرة فاستوى} جبريل عليه السلام. وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: عنى بالمرة: صحة الجسم وسلامته من الآفات والعاهات , والجسم إذا كان كذلك من الإنسان , كان قويا , وإنما قلنا إن ذلك كذلك ; لأن المرة واحدة المرر , وإنما أريد به: ذو مرة سوية , وإذا كانت المرة صحيحة , كان الإنسان صحيحا , ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تحل الصدقة لغني , ولا لذي مرة سوي ". أ. هـ.
=========================
[1] من الشبكة: http://popekirillos.net/ar/bible/dictionary/search.php
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 12:01 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك، ولعل في هذين الرابطين ما يثلج فؤادك:
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article382&var_recherche=%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88 %D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9
http://www.diwanalarab.com/spip.php?article2202&var_recherche=%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%88 %D8%BA%D9%84%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9
أحسن الله إليك أخي محمد، سأحتاج بعض الوقت لتأمل مادة إحالاتك أعلاه، والله يرعاك وينفعك وينفع بك.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 01:30 م]ـ
ثم إني لم أكتف بهذا، بل ذهبت إلى معجم المفردات "السنسكريتية"، التي يقولون أنها أقدم لغة في العالم، فوجدت كلمة " mekhalam" أو "ميكالام"، ومعناها: رق أو ربط،
ومحتمل أن يتبادر إلى أذهان القراء الكرام مبدأ (التوافق بين اللغات)، فيقول القائل: هذا مثال متكلّف في الربط بين العربية والسنسكريتية، فأقول: إن شاء الله أنه ليس بمتكلف، واطمئن الإخوة أن هذه الجرأة من قِبلي على استنتاج كهذا تولدت من دراسة مقارنة لعشرات الأمثلة من اللغتين، تسنى لي ذلك عندما كنت أحضر دراساتي في المملكة المتحدة، فوجدت مطابقات ومشابهات صوتية أثارت عندي فضولاً عميقاً، حتى أني وجدت كلمة "وضوء" بمعنى التطهر في السنسكريتية وكذا وجدت "كهف" متطابقة لفظاً - إلا يسيراً جداً - ومعنى مع نظيرتها في السنسكريتية، والأمثلة كثيرة، ولكني فقدت الأوراق التي دونت فيها ملاحظاتي، والحمد لله على كل حال، وسأجتهد في البدء من جديد، وعلى الله التكلان وأسأله الإخلاص في القول والعمل. .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2007, 04:22 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله، لعلك تستطيع الحصول على كتاب (العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن) لرؤوف أبو سعدة، فهو من الكتب الممتعة جدًا، فهو يحلق بك في فضاءات تاريخية ولغوية وثقافات دينية متعددة، وفيه شيء مما ذكرته حول تحليل اسم جبريل.
وهذا الكتاب أقول فيه: من اشتراه ولم يستمتع به فعلي غرمه (ماليًّا).
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Sep 2007, 05:17 م]ـ
حدد السعر عشان ما يصير غرر.!!
شهركم مبارك وبالقبول د. مساعد
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[22 Sep 2007, 09:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، ولن نعدم منكم ما يفيد، وسأحرص على اقتناء الكتاب استجابة لتوصيتك المميزة.
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[22 Sep 2007, 11:11 م]ـ
الأخ الفاضل عبد الله، لعلك تستطيع الحصول على كتاب (العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن) لرؤوف أبو سعدة، فهو من الكتب الممتعة جدًا، فهو يحلق بك في فضاءات تاريخية ولغوية وثقافات دينية متعددة، وفيه شيء مما ذكرته حول تحليل اسم جبريل.
وهذا الكتاب أقول فيه: من اشتراه ولم يستمتع به فعلي غرمه (ماليًّا).
شيخنا الفاضل مساعد الطيار، هلا أخبرتنا عن ناشر الكتاب و متى نشر؟ بارك الله فيكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[23 Sep 2007, 06:16 ص]ـ
شهركم مبارك دكتور انمار، والسعر سعر الكتاب طبعًا، وإن كان هناك تكاليف بريدية فهي ضمن الغرم أيضًا.
والأخ موتمباي الكتاب من منشورات دار الهلال بمصر.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[23 Sep 2007, 01:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا د. مساعد على الإحالة، وقد عثرت على مقتطفات مطولة من كتاب أبي سعدة على الرابط التالي:
http://e3gaz1.blogspot.com
وقد جمعتها في ملف واحد تجدونه في المرفقات.
ويوجد كتاب آخر في نفس الموضوع (وليت أحدا يقوم بمقارنة بين الكتابين) يحمل عنوان (الأعلام الأعجمية في القرآن) للدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، من منشورات دار القلم، يمكن شراؤه على الإنترنت من متجر النيل والفرات ( http://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb142955-103450&search=books)، أين يمكن قراءة هذا الملخص للكتاب:
من المعلوم أن الله أرسل كل رسول من السابقين إلى قومه، بلغتهم ولسانهم، فكان الرسول يخاطب القوم بلغتهم ليبين لهم. وأنزل الله القرآن على رسوله صلى الله عليه وسلم بلسان قومه، فجاء القرآن عربياً، بلسان عربي مبين، ودل هذا على فضل وشرف اللغة العربية، باعتبارها أفضل اللغات وأوضحها وأفصحها. وقد وقف العلماء أمام أسلوب القرآن متدبرين، وتساءلوا: هل كل ما في القرآن من كلمات وألفاظ عربي أصيل؟ أم فيه كلمات من لغات أخرى، عربها القرآن عندما أوردها في آياته؟
أشغلت هذه المسألة العلماء قديماً وحديثاً، وانقسموا أمامها إلى ثلاثة أقسام: فمنهم من قال: في القرآن من كل اللغات، كالفارسية والرومية والحبشية والآرامية والعبرانية، وفيه كلمات أعجمية عديدة، من الأعلام وغيرها. ومنهم من قال: كل ما في القرآن عربي، وليس فيه كلمات أعجمية معربة، فكل كلماته عربية أصيلة، لأن الله أنزله بلسان عربي مبين، ووجود كلمات أعجمية يتعارض مع الآيات التي نصت على عربية القرآن! والراجح هو أن كل ما في القرآن من ألفاظ وكلمات فإنها هو عربي أصيل.
الأعلام الأعجمية موجودة في القرآن، وهذا باتفاق وإجماع العلماء، ووجود هذه الأعلام الأعجمية لا يتعارض مع عربية القرآن، لأن هذه الأعلام الأعجمية لا يتعارض مع عربية القرآن، لأن هذه الأعلام واحدة في جميع اللغات، ولا فرق بينها في اللغات إلا في حروفها فقط، حيث تلفظ وتكتب بحروف متوافقة مع تلك اللغة. والمراد بالأعلام أسماء الأشخاص والأماكن والبقاع والبلدان. وقد ذكر القرآن كثيراً من تلك الأعلام.
(يُتْبَعُ)
(/)
والكتاب الذي بين يدينا يضم دراسة طافت في مفردات ألفاظ القرآن، وذلك لتستخرج منها "الأعلام الأعجمية" بهدف بيان أعجميتها وتعريفها وذكر ورودها، وخلاصة قصتها في القرآن، ولتحقيق هذه الأهداف سارة الدراسة على منهاج معين هو: في معناه عند من قالوا بعربيته واشتقاقه، وترجيح القول بأعجميته، والاستدلال على ذلك، وأخذ ذلك من أمهات كتب اللغة والتفسير، مثل: (مقاييس اللغة) لابن فارس، و (مفردات ألفاظ القرآن) للراغب الأصفهاني، و (عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ) للسمين الحلبي، و (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز) للفيروزآبادي، و (لسان العرب) لابن منظور، و (المعجم الوسيط) الذي أعده مجمع اللغة العربية في القاهرة، و (تفسير الكشاف) للزمخشري، و (تفسير البحر المحيط) لأبي حيان الأندلسي، و (تفسير الدر المصون في علوم الكتاب المكنون) للسمين الحلبي، و (تفسير التحرير والتنوير) لمحمد الطاهر ابن عاشور.
بعد ذلك يتم ذكر مرات ورود العلم الأعجمي في القرآن، ومواضعها، والتعريف بذلك العلم الأعجمي، وتبيان خلاصة قصته بصورة مجملة موجزة جداً والحرص على البقاء مع القرآن والحديث الصحيح، وعدم ذكر شيء من الإسرائيليات والروايات والأخبار غير الصحيحة، والتي ليس عليها دليل، كما فعل بعض من تكلموا على الأعلام القرآنية، الذين توسعوا في الحديث عنها.
ولا بد من التأكيد أخيراً على أن الأعلام الأعجمية الواردة في القرآن جاءت على قسمين: القسم الأول: الأعلام الأعجمية الممنوعة من الصرف: وهي لم ترد في القرآن إلا ممنوعة من الصرف، للعلمية والعجمية.
وهذه الأعلام الأعجمية الممنوعة من الصرف اثنان وأربعون علماً، مرتبة كما يلي: إبراهيم إبليس، إدريس، آدم، إرم، آزر، إسحاق، إسرائيل، إسماعيل، إلياس، إليسع، أيوب، بابل، جالوت، جبريل، جهنم، داود، زكريا، سليمان، سيناء، طالوت، طوى، عمران، عيسى، فرعون، قارون، لقمان، مأجوج، ماروت، مريم، مصر، موسى، ميكال، هاروت، هارون، هامان، يأجوج، يعقوب، يعوق، يغوث، يوسف، يونس.
القسم الثاني: الأعلام الأعجمية المصروفة، إما للتأنيث، وإما لدخول (أل التعريف) عليها، وهي ستة عشر علماً، مرتبة على حروف المعجم كما يلي: الإنجيل، التوراة، الجودي، الروم، الزبور، السامري، سواع، الطور، عزير، لوط، المجوس، النصارى، نسر، نوح، ود، اليهود.
إن الأعلام الأعجمية المذكورة في القرآن ثمانية وخمسون علماً فقط، وهذه وحدها الكلمات الأعجمية في القرآن، فليس في القرآن من الكلمات الأعجمية إلا الأعلام، وهي كما لاحظنا قليلة وليست كثيرة، وكم أخطأ الذين أوصلوا الكلمات الأعجمية في القرآن إلى مئات، من غير الأعلام!! ".
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Sep 2007, 05:04 م]ـ
كتاب الدكتور صلاح يهتم بجمع ما يخص العلم الأعجمي من أقوال العلماء، وما ورد بشأنه في القرآن، وهو مختلف في المنهج والغرض عن كتاب أبي سعدة.
فهذا الأخير عبارة عن دراسة موسعة اجتهد صاحبها في الوصول إلى معنى العلم الأعجمي من خلال القرآن نفسه، مع دراسة ما يخص العَلَم في اللغات الأخرى كالعبرية والسريانية وغيرهما، إضافة إلى تعقيبه على ما يذكره المفسرون عند حديثهم عن كل عَلَم أعجمي، وبيان السبب الذي أوقعهم في الخطأ في تفسير أي عَلَم.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[24 Sep 2007, 09:20 ص]ـ
قبل الختام، أود التنبيه على أمر مهم، ألا وهو إسهام التقعيد النحوي من بداية ظهوره إلى يومنا هذا في ضرب نوع من الغبش على حقيقة أصول كثير من الألفاظ في لغة العرب، وخاصة تحت الباب المعروف في كتب النحو بـ "ما ينصرف ومالا ينصرف"، حتى صارت الأسماء العربية الأصل لكثير من الأعلام - ومنهم بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - أعجمية فهي - مع العلمية - لا تقبل الصرف.
جزاكم الله خيرا، وأشكر الأخ محمد بن جماعة على جمعه لمقتطفات الكتاب، وقد قرأت المقتطفات فوجدت فيها نفس الملاحظة التي نبهتُ عليها أعلاه، يقول أبو سعدة:
((وقد اختلف مفسرو القرآن في "إدريس" (راجع تفسير القرطبي للآية 56 من سورة مريم)، أعجمي اسمه أم عربي، سبق نوحا أم كان من ذرية نوح. والمشهور عند الرواة أن اسمه في العبرية "أخنوخ"، وأنه أول نبي من ذرية آدم سابق على نوح. ومنهم من أصر على أن "إدريس" لفظ أعجمي لأنه ممنوع من الصرف في القرآن لغير علة إلا العجمة، دون أن يذكروا من أي لغة أعجمية هو، كدأبهم حين يعضل الاشتقاق عليهم)).
ـ[الحنيفية]ــــــــ[09 Sep 2008, 01:35 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخنا
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[21 Jan 2010, 02:03 ص]ـ
فائدة: قال أبو بكر الأنباري عن كلمة "المسيح": (واللغويون لا يعرفون هذا، قال: ولعل هذا كان يستعمل في بعض الأزمان فدَرَس فيما درس من الكلام، قال: وقال الكسائي: قد درس من كلام العرب كثير).
[لسان العرب: جـ 14، ص 69]
وهذا شاهد مهم يؤكد ما كنت أقرره دائماً - ولست وحدي في هذا الشأن - من أن لغة العرب عتيقة جداً منها ما يندثر ثم لا يلبث أن يعود من طُرُق أخرى في لغات أخرى بعد شيء من التغيير، لعوامل كثيرة وبأسباب بسطها عند المختصين في علم اللسانيات. والقرآن، كلام ربي عز وجل العالم بكل شيء، يحي شيئاً من مفردات العربية الأولى التي هي من صميم العربية وإن كانت لم تعرفها قريش أو قبائل العرب والسبب هو تقدمها - أي هذه المفردات العربية - عليهم ثم اندثارها أو خمولها، ثم القرآن يبعثها من مرقدها لأنه لا فرق في علم الله المحيط بين عربية موغلة في القدم أو عربية متأخرة، ولا فرق في علمه تعالى بين ما يندرس عندنا وما لم يندرس، فالكل لسان عربي مبين.(/)
مواصلة القرآن في التراويح بالقراءة في الفرائض ليس من عمل السلف (فتاوى)
ـ[ابواحمد]ــــــــ[16 Sep 2007, 05:13 م]ـ
فتاوى العلماء في وصل القرآن في التراويح والفرائض
السؤال: إمامٌ يصلي صلاة الفجر والعشاء بالمصحف حتى يكمل قراءة القرآن في صلاة التراويح؟
الجواب: نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الحكمة والعلم النافع، يظن بعض الناس أن التراويح لابد فيها من الختمة، وأقول: لم يرد في السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا عن الخلفاء الراشدين فيما أعلم، بل ولا عن الصحابة أنهم كانوا يلازمون الختمة في التراويح، حسب قراءتنا، ربما يختمون مرة أو مرتين أو لا يختمون، لكن بعض العلماء رحمهم الله قال: ينبغي ألا يقصر عن الختمة في التراويح، ليس في صلاة الفرض، لأنه قد يقرأ في صلاة الفرض من قراءة التراويح وخلفه من لا يصلي معه التراويح، أو يكون هناك إنسان يحضر بعد الفريضة ويكون قد فاته شيءٌ من الختمة، فهذا اجتهاد في غير محله، بل الأولى على الإمام أن يجعل قراءة الفريضة على العادة، وقراءة التراويح وحدها، إن ختم فذاك، وإن لم يختم فلا يضر.
(العثيمين جلسات رمضانية 21/ 15)
وسئل العثيمين رحمه الله: أحسن الله إليكم وبارك فيكم هذا السائل للبرنامج يقول هل الأفضل في التراويح أن أكمل القرآن في رمضان وأنا إمام لأحد المساجد؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم العلماء رحمهم الله يقولون الأفضل أن يقرأ القرآن كله بالجماعة حتى يدركوا سماعه كله ولكن هذا استحسان من بعض العلماء فإن تيسر فهو خير وإلا فليس بواجب وكثيرٌ من الناس يحبون أن يختموا القرآن من أجل دعاء الختمة التي تكون في الصلاة مع أن الختمة التي تكون في الصلاة عند انتهاء القرآن محل خلافٍ بين العلماء منهم من استحبها ومنهم من لم يستحبها لكن من الشيء الذي يُنكر أن بعض الأئمة يقرأ القرآن كله لكن يوزعه يقرأ به في الفرائض يعني يقرأ من قراءته في التراويح في الفرائض فيكون هنا لا أَسمَعَ الجماعة ولا ختم بهم القرآن وهو تصرفٌ ليس عليه دليل فالأولى أن يقرأ بما تيسر وأن لا تحمله قراءته على أن يسرع إسراعاً يجعل القرآن هذاً فيبقى القرآن ليس له طعم ولا لذة ويكون ليس همُّ الإمام إلا أن يخلص ما كان مقرراً قراءته. (العثيمين فتاوى نور على الدرب 8/ 2)
سؤال الى العلامة الفوزان حفظه الله: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة، ذكر العلماء أنه يُستحب للإمام في رمضان أن يُسمع المصلين القرآن كاملاً، وهذا يكون شاقاً على بعض الأئمة لو قصر ذلك على التراويح والقيام فقط، فهل لهم أن يقرءوا القرآن من أوله في الصلوات الجهرية المفروضة ثم يكملون منه في التراويح وهكذا؟
الجواب: يا أخوان الذي ما يستطيع يقرأ القرآن في التراويح من أول الشهر إلى آخره لا يصير إماماً، يترك الإمامة، يخليها لمن يستطيع، أما إدخال الصلوات الجهرية في التراويح وأن يقرأ فيها من القرآن حتى يختمه هذا شيء لم يفعله السلف ولا هو معروف، ونحن لا نُحدث شيئاً من عندنا، القرآن يُقرأ كله في التراويح من أول ليلة إلى آخر ليلة، يختم في آخر ليلة في التراويح، وقراءة الفرائض هذه مستقلة قراءة أخرى، وأما الذي ما هو مستعد إنه يختم القرآن في التراويح وفي صلاة التهجد فهذا لا يصير إماماً يدور إماماً آخر يستطيع القيام بهذا.
(الفوزان اسئلة الاداب الشرعية الشريط الاول)
منقوول
ـ[ابواحمد]ــــــــ[25 Sep 2007, 03:04 ص]ـ
ويضاف الى ماسبق:
وأجاب سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن ما اذا كان يجوز وصل القران متتابعا في الصلوات الجهرية ليختم فقال: أفيدك بالنسبة لسؤالك عن قراءة القرآن متتابعا في صلوات المغرب والعشاء والفجر حتى تختمه، أن الأولى ترك ذلك؛ لأنه لم يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه الراشدين رضي الله عنهم، وكل الخير في اتباع سيرته عليه الصلاة والسلام وسيرة خلفائه رضي الله عنهم، وإذا تيسر لك أن تختم القرآن في التهجد فذلك خير لك في الدنيا والآخرة وفي إمكانك إن شاء الله أن تختمه مرات كثيرة قبل رمضان. (الفتاوى12/ 145)
وجاء في مسائل الإمام أحمد بن حنبل رواية ابنه عبدالله (ص 83 - 84): {{قال: سألت أبي عن الرجل يقرأ القرآن كله في صلاة الفريضة؟ قال: لا أعلم أحدًا فعل هذا. وقد روي عن عثمان: أنه كان يقرأ من بعض القرآن سورًا على التأليف، سور معروفة على التأليف.
وقال معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله:
فليس من السنة وليس من عمل السلف أن يعمل الختمة بإدخال صلاة المغرب والعشاء والفجر في القراءة بعضهم يأتي ويقرأ في المغرب من ختمته والعشاء وصلاة التراويح والفجر وهذا لم يجر عليه عمل أحد من أهل الإسلام في القرون المفضلة وما أقربه إلى أن يكون محدثاً وبدعة لأن صلاة المغرب لها قراءتها, صلاة العشاء لها قراءتها والتراويح لها قراءتها. (شريط وصايا للأئمة والمؤذنين).(/)
شارك معنا في صياغة رسائل جوال (تدبر القرآن)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Sep 2007, 02:40 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مشروع جوال (تدبر القرآن)
http://www.ammar-ca.com/banner.gif (http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9532)
مشروع يهدف إلى نشر وترسيخ تدبر القرآن الكريم، والتوقف عند معانيه ومقاصده. وقد رأينا في اللجنة العلمية المكلفة بالإشراف على صياغة هذه الرسائل ومراجعتها علمياً قبل إرسالها طرح فكرة المشاركة في هذا المشروع على الزملاء في ملتقى أهل التفسير رغبة في أن يشاركو في الأجر. فإن هذا المشروع تشير أوائله إلى نجاحه بإذن الله وانتشاره، وقد لقينا من أنواع الدعم والتشجيع ما يغري بالاستمرار وبذل المزيد من الجهد لنجاح هذا المشروع، وتوسيع دائرته خارج حدود السعودية، ولكن لا بد من التدرج في التنفيذ خطوة خطوة.
فمن كانت له رغبة في المشاركة معنا في صياغة هذه الرسائل التي تدور حول تدبر القرآن وتأمل آياته، فليرسل ما لديه من رسائل إلى البريد الالكتروني الخاص بالمشروع وهو
tadabbor@gmail.com
شروط الرسالة:
1 - ألا يزيد عدد حروفها عن 200 حرفاً تقريباً.
2 - ضرورة ذكر المصدر إن كانت من منقولك للتحقق والمراجعة، وإن كانت من تدبرك أنت واستنباطك فلا تذكر المصدر.
3 - الحرص والعناية بسلامتها من حيث اللغة والصياغة، ومراعاة مناسبتها لأفهام جمهور الناس، دون قصرها على طلبة العلم ومن في حكمهم.
4 - للجنة المشرفة حق التصرف في الصياغة بحيث لا تخل بأصل المعنى.
5 - وصول الرسالة من المشاركين لا يعني بالضرورة لزوم نشرها، علماً أن الرسائل المجدولة حالياً تكفي لمدة طويلة قادمة.
والرسالة التي تفقد شرطاً من هذه الشروط سوف تستبعد.
وفق الله الجميع لتدبر كلامه والعمل به على الوجه الذي يرضيه عنا سبحانه وتعالى.
في 5 رمضان 1428هـ
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Sep 2007, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا عبد الله ونفع بك وجعلك مباركا أنت وكل محب للقرآن أينما حللتم وكنتم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Sep 2007, 02:39 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله في جهودكم
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[25 Sep 2007, 02:32 ص]ـ
أسأل الله أن يرفع قدركم ويبارك في جهودكم يادكتور عبدالرحمن ......
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Nov 2007, 04:10 م]ـ
هل من بشائر حول هذا المشروع.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Nov 2007, 06:53 م]ـ
مثل ماذا أبا خالد؟!
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[02 Nov 2007, 08:31 م]ـ
كعدد المشتركين وما لمستم من تفاعل الجمهور معه ونحو ذلك.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[02 Nov 2007, 10:45 م]ـ
أولاً:
أشكر لك ابا خالد تفاعلك مع هذا الموضوع.
ثانياً:
ربما لا يناسب كشف العدد؛ لأنه يزيد وينقص،ولكنني أبشركم أنه في العشرين ألف الثانية،رغم تواضع الدعاية،وكثرة المطروح في السوق من خدمات،فقد نزلنا للسوق وفيه عشرات الخدمات التي سبقتنا،وتُقدم إما باسم أحد الدعاة،أو بإشرافه ـ زادهم الله توفيقاً وسداداً ـ.
ثالثاً:
ومن المهم هنا أن نلاحظ أن الجوال فيه نوع تخصص،وهذا كما أنه ميزة من جهة فهو ـ عند البعض ـ مما يسبب الملل،والناس في عصرنا سريعوا الملل،وقد صرح لي أكثر من شاب بأنه يحب التغيير،فلا يكاد يثبت شهرا كاملا على جوال معين.
والذي استغربته ـ بعض الشيء ـ هو ضعف تواصل إخواننا في هذا الملتقى مع هذه الخدمة، ولا أدري ما السبب؟!
إن كان ضعف المحتوى،فليتهم نبهونا؛ وتواصوا معنا بترقيته،إما ببيان الملاحظات،أو بإرسال ما يرونه معينا على ترقية المحتوى.
وإن كانت المشكلة تمكن في عدم القناعة أصلاً بمثل هذه الخدمة، فهذه وجهة نظر تخص صاحبها،والأمر قابل للاجتهاد.
وإن كانت المشكلة بعدم الاشتراك ... ! فلا تعليق [وما على المحسنين من سبيل].
مع أنني أؤكد على أمر ـ سبق التنبيه عليه ـ وهو: أننا نخاطب في جوال تدبر شريحة كبيرة من غير أهل العلم،لذا نراعي في ذلك هذا الأمر بشكل كبير.
وأجدها فرصة مناسبة لأشكر الإخوة الكرام من المشايخ الذين شاركونا ببعض ما فتح الله عليهم،وأخص بالشكر أخي الكريم الدكتور مساعد الطيار،والذي وعد بتواصل أكثر مما سبق.
أما عن رسائل التواصل الإيجابية،فهي بحمد الله كثيرة،وتثلج الصدر،أقتطف منها اثنتان:
الأولى:
قال صاحبها: أنني أقرأالقرآن منذ 20 سنة،ولم اشعر بلذة القراءة إلا هذه السنة،بفضل خدمة تدبر.
الثانية:
يقول صاحبها أو صاحبتها:
(أناأشكركم على هذه الرسائل الهادفه،التي أيقظتني من غفلتي! والله .. لاتدرون كم أثرت فيّ! وغيرت مجرى حياتي) وغير ذلك كثير بحمد الله.
ولدي بشارة أخص بها أهل الملتقى،وسأفرد لها موضوعا مستقلاً؛ لأنها كذلك (موضوع مستقل).
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Nov 2007, 08:43 م]ـ
وفقكم الله يا دكتور عمر وأعانكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[06 Nov 2007, 01:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا هل لي أن أنقل استنباطات أحد من العلماء بنصها كاملا وإن زادت على القدر الذي أردتموه ويكون الاختصار من قبلكم؟ أم أقوم بالإختصار ثم أرسلها؟
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[06 Nov 2007, 02:18 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله , وفقكم الله وزادكم من فضله.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[06 Nov 2007, 06:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا هل لي أن أنقل استنباطات أحد من العلماء بنصها كاملا وإن زادت على القدر الذي أردتموه ويكون الاختصار من قبلكم؟ أم أقوم بالإختصار ثم أرسلها؟
الخيار الثاني هو المفضل،وما على المحسنين من سبيل.
جزاك الله خيرا وأثابك.
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[11 Nov 2007, 01:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأثابكم .. وفكرة المشروع رائعة وفقكم الله وسدد خطاكم وأشكركم على إتاحة التواصل والمشاركة(/)
المجموعة الثانية من مواعظ المفسرين
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Sep 2007, 03:11 م]ـ
مواعظ المفسرين ـ المجموعة الثانية [1/ 4] (*)
الحمد لله القائل: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس/57، 58]،والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الوعاظ،نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
"فإن مواعظ القرآن أعظم المواعظ على الإطلاق، وأوامره ونواهيه محتوية على الحكم والمصالح المقرونة بها، وهي من أسهل شيء على النفوس، وأيسرها على الأبدان، خالية من التكلف لا تناقض فيها ولا اختلاف، ولا صعوبة فيها ولا اعتساف، تصلح لكل زمان ومكان، وتليق لكل أحد" (1).
ومن هنا جاءت هذه المجموعة الثانية من مواعظ المفسرين؛ لتضاف إلى أخواتها الخمس عشرة ـ وهي تمثل المجموعة الأولى من هذه المواعظ ـ جمعتها من كلام بعض المفسرين ـ رحمهم الله ـ حينما يسيل قلم أحدهم بكلمات تتصل بالجانب الوعظي في الآية،والذي يثمر ـ كما ينبغي أن يكون الأمر ـ حثاً على طاعة أو زجراً عن معصية،أو زيادة إيمان في قلب العبد،حينما يعيش في سَبْحٍ من التأملات لكلام الله العظيم.
وإن من المحزن أن البعض يهوّن من شأن الوعظ لأسباب كثيرة ـ ليس هذا محل ذكرها ـ ولكن الذي أود أن أنوه به،هو التذكير بأن من أعظم مقاصد تنزيل الكتاب هو تدبره،والاتعاظ به، والامتثال لما دل عليه، ولذا قال ابن جرير الطبري رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ) [الأنفال/21 - 23]ـ:
" يقول تعالى ذكره ـ للمؤمنين بالله ورسوله من أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم ـ: لا تكونوا ـ أيها المؤمنون ـ في مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كالمشركين الذين إذا سمعوا كتاب الله يتلى عليهم قالوا: "قد سمعنا"، بآذاننا= "وهم لا يسمعون"، يقول: وهم لا يعتبرون ما يسمعون بآذانهم ولا ينتفعون به، لإعراضهم عنه، وتركهم أن يُوعُوه قلوبهم ويتدبروه.
فجعلهم الله، إذ لم ينتفعوا بمواعظ القرآن ـ وإن كانوا قد سمعوها بأذانهم ـ بمنزلة من لم يسمعها، يقول جل ثناؤه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا أنتم في الإعراض عن أمر رسول الله، وترك الانتهاء إليه وأنتم تسمعونه بآذانكم، كهؤلاء المشركين الذين يسمعون مواعظ كتاب الله بآذانهم، ويقولون: "قد سمعنا"، وهم عن الاستماع لها والاتعاظ بها معرضون كمن لا يسمَعُها ...
ولو علم الله في هؤلاء القائلين خيرًا، لأسمعهم مواعظ القرآن وعِبَره، حتى يعقلوا عن الله عز وجل حججه منه، ولكنه قد علم أنه لا خير فيهم، وأنهم ممن كتب لهم الشقاء فهم لا يؤمنون، ولو أفهمهم ذلك حتى يعلموا ويفهموا، لتولوا عن الله وعن رسوله، وهم معرضون عن الإيمان بما دلَّهم على صحته مواعظُ الله،وعبره وحججه، معاندون للحق بعد العلم به" (2).
وقال رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد/24]:
"يقول تعالى ذكره: أفلا يتدبر هؤلاء المنافقون مواعظ الله التي يعظهم بها في آي القرآن الذي أنزله على نبيه عليه الصلاة والسلام، ويتفكَّرون في حُججه التي بيَّنها لهم في تنزيله فيعلموا بها خطأ ما هم عليه مقيمون؟! (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا؟!) يقول: أم أقفل الله على قلوبهم فلا يعقلون ما أنزل الله في كتابه من المواعظ والعِبَر" (3)
ثم ساق بسنده عن قتادة في تفسير هذه الآية أنه قال: "إذا والله يجدون في القرآن زاجرا عن معصية الله، لو تدبره القوم فعقلوه، ولكنهم أخذوا بالمتشابه فهلكوا عند ذلك" (4).
ومن جميل ما يذكر في تفسير هذه الآية ـ أيضاً ـ ما رواه ابن جرير ـ أيضاً ـ عن خالد بن معدان أنه قال: "ما من آدميّ إلا وله أربع أعين: عينان في رأسه لدنياه، وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه لدينه، وما وعد الله من الغيب، فإذا أراد الله بعبد خيرا أبصرت عيناه اللتان في قلبه، وإذا أراد الله به غير ذلك طَمسَ عليهما، فذلك قوله (أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (5).
والمقصود من هذا،التنبه إلى أهمية الوعظ بالقرآن،والاتعاظ به،وخطورة الاقتصار على مجرد التلاوة من غير عمل،فإن ذلك قصورٌ وتقصير،ينبغي للمؤمن أن يترفع عنه، نذكر بهذا أنفسنا،وإخواننا المسلمين،في كل وقت وخصوصاً مع إقبال هذا الشهر الكريم.
ولعل في هذه المجموعة ـ بالإضافة إلى المجموعة السابقة ـ ما يحرك هذا المعنى في نفوسنا إذا قرأنا كلام ربنا،نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتعظ بكتابه،ويتلوه حق تلاوته،والحمد لله رب العالمين.
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=24&catid=202&artid=10139#11)
--------------------------------------------------------------------------------
(*) تنبيه:
في كل حلقة من حلقات هذه المجموعة سيجد القارئ موعظتين من مواعظ المفسرين وستميز بداية الموعظة بتلوين اسم المفسر.
(1) من تفسير العلامة السعدي للآية رقم (21) من سورة الحشر، ص: (1015).
(2) تفسير الطبري 11/ 98 - 130 باختصار.
(3) تفسير الطبري 21/ 215.
(4) تفسير الطبري 21/ 216.
(5) تفسير الطبري 21/ 216.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[17 Sep 2007, 03:14 م]ـ
الحلقة الأولى من المجموعة الثانية:
قال الإمام العلامة أبو عبدالله القرطبي في مقدمة تفسيره:
"فما أحق من عَلِمَ كتاب الله أن يزدجر بنواهيه، ويتذكر ما شرح له فيه، ويخشى الله ويتقيه، ويراقبه ويستحييه،فإنه حُمِّلَ أعباءَ الرسل، وصار شهيداً في القيامة على من خالف من أهل الملل، قال الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة/143].
ألَا وإن الحجة على من علمه فأغفله، أوكدُ منها على من قصر عنه وجهله،ومن أوتي علم القرآن فلم ينتفع، وزجرته نواهيه فلم يرتدع، وارتكب من المآثم قبيحاً، ومن الجرائم فضوحاً، كان القرآن حجة عليه، وخصماً لديه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "القرآن حجة لك أو عليك" خرجه مسلم.
فالواجب على من خصه الله بحفظ كتابه، أن يتلوه حق تلاوته، ويتدبر حقائق عبارته، ويتفهم عجائبه، ويتبين غرائبه، قال الله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص/29].
وقال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد/24].
جعلنا الله ممن يرعاه حق رعايته، ويتدبره حق تدبره، ويقوم بقسطه، ويفي بشرطه، ولا يلتمس الهدى في غيره، وهدانا لأعلامه الظاهرة، وأحكامه القاطعة الباهرة، وجمع لنا به خير الدنيا والآخرة، فانه أهل التقوى وأهل المغفرة ... ثم تحدث ـ رحمه الله ـ عما يعين على تدبره وفهمه،فقال:
فأول ذلك أن يستشعر المؤمن من فضل القرآن أنه كلام رب العالمين، ... فهو من نور ذاته جل وعز،ولولا أنه - سبحانه - جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله، ليتدبروه وليعتبروا به، وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته، يقول - تعالى جده - وقوله الحق: (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ) [الحشر/21].
فأين قوت القلوب من قوة الجبال؟! ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم، فضلا منه ورحمة؟! " (6).
الموعظة الثانية:
قال العلامة الشنقيطي ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [المائدة/105]:
اعلم أن كلا من الآمر والمأمور يجب عليه اتباع الحق المأمور به، وقد دلت السنة الصحيحة على «أن من يأمر بالمعروف ولا يفعله وينهى عن المنكر ويفعله أنه حمار من حمر جهنم يجر أمعاءه فيها».
وقد دل القرآن العظيم على أن المأمور المعرض عن التذكرة حمار ـ أيضاً ـ.
أما السنة المذكورة فقوله صلى الله عليه وسلم «يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان ما أصابك، ألم تكن تامرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر، فيقول: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه»، أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما.
ومعنى تندلق أقتابه: تتدلى أمعاؤه، أعاذنا الله والمسلمين من كل سوء، وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «رأيت ليلة أسرى بي رجالا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمِ بِمَقَارِيضَ مِن نار كلما قُرِضَتْ رجعت فقلت لجبريل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خُطَبَاء من أمتك كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون» أخرجه الإمام أحمد، وغيره.
واعلم أن التحقيق أن هذا الوعيد الشديد ـ الذي ذكرنا من اندلاق الأمعاء في النار،وقرض الشفاه بمقاريض النار، ليس على الأمر بالمعروف، وإنما هو على ارتكابه المنكر عالماً بذلك، ينصح الناس عنه، فالحق أن الأمر بالمعروف غير ساقط عن صالح، ولا طالح، والوعيد على المعصية، لا على الأمر بالمعروف، لأنه في حد ذاته ليس فيه إلا الخير ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وأما الآية الدالة على أن المعرض عن التذكير كالحمار أيضاً، فهي قوله تعالى {فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ} [المدثر: 49 - 51] والعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، فيجب على المذكر - بالكسر - والمذكر - بالفتح - أن يعملا بمقتضى التذكرة، وأن يتحفظا من عدم المبالاة بها، لئلا يكونا حمارين من حمر جهنم.
ــــــــــــــــــــــــ
(6) تفسير القرطبي 1/ 6 - 9، ط. الرسالة، بتصرف واختصار.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:55 ص]ـ
مواعظ المفسرين [المجموعة الثانية] 2/ 4 (*)
الموعظة الثالثة:
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى: (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (*) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات 54 - 55]:
"والتذكير نوعان:
تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول، فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به، من الخير والحسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.
والنوع الثاني من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع.
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين، لأن ما معهم من الإيمان والخشية والإنابة، واتباع رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: "فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الأشْقَى" [ص 813]
وأما من ليس له معه إيمان ولا استعداد لقبول التذكير، فهذا لا ينفع تذكيره، بمنزلة الأرض السبخة، التي لا يفيدها المطر شيئًا، وهؤلاء الصنف، لو جاءتهم كل آية، لم يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم" (1).
============
الموعظة الرابعة:
قال العلامة الطاهر ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى: (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ... ):
ومقصد الإسلام من الأمر ببر الوالدين وبصلة الرحم ينحل إلى مقصدين:
أحدهما: نفساني وهو تربية نفوس الأمة على الاعتراف بالجميل لصانعه، وهو الشكر، تخلقاً بأخلاق الباري تعالى في اسمه الشكور، فكما أمر بشكر الله على نعمة الخلق والرزق أمر بشكر الوالدين على نعمة الإيجاد الصوري ونعمة التربية والرحمة.
وفي الأمر بشكر الفضائل تنويه بها وتنبيه على المنافسة في إسدائها.
والمقصد الثاني عمراني، وهو أن تكون أواصر العائلة قوية العُرى مشدودة الوثوق فأمر بما يحقق ذلك الوثوق بين أفراد العائلة، وهو حسن المعاشرة ليربي في نفوسهم من التحاب والتواد ما يقوم مقام عاطفة الأمومة الغريزية في الأم، ثم عاطفة الأبوة المنبعثة عن إحساسسٍ بعضه غريزي ضعيف وبعضه عقلي قوي حتى أن أثر ذلك الإحساس ليساوي بمجموعه أثر عاطفة الأم الغريزية أو يفوقها في حالة كبر الابن. ثم وزع الإسلام ما دعا إليه من ذلك بين بقية مراتب القرابة على حسب الدنو في القرب النسبي بما شرعه من صلة الرحم، وقد عزز الله قابلية الانسياق إلى تلك الشرعة في النفوس ...
وفي هذا التكوين لأواصر القرابة صلاح عظيم للأمة تظهر آثاره في مواساة بعضهم بعضاً، وفي اتحاد بعضهم مع بعض، قال تعالى: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" [الحجرات: 13].
وزاده الإسلام توثيقاً بما في تضاعيف الشريعة من تأكيد شد أواصر القرابة أكثر مما حاوله كل دين سلف (2).
ــــــــــ
(1) تفسير السعدي: (966).
(2) التحرير والتنوير 14/ 59 - 60 بتصرف يسير.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[29 Sep 2007, 05:08 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال العلامة السعدي ـ رحمه الله ـ في تفسيره لقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46) قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) [سبأ/46 - 48]:
أي (قُلْ) يا أيها الرسول، لهؤلاء المكذبين المعاندين، المتصدين لرد الحق وتكذيبه، والقدح بمن جاء به: "إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ" أي: بخصلة واحدة، أشير عليكم بها، وأنصح لكم في سلوكها، وهي طريق نصف، لست أدعوكم بها إلى اتباع قولي، ولا إلى ترك قولكم، من دون موجب لذلك، وهي: "أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى" أي: تنهضوا بهمة، ونشاط، وقصد لاتباع الصواب، وإخلاص للّه، مجتمعين، ومتباحثين في ذلك، ومتناظرين، وفرادى، كل واحد يخاطب نفسه بذلك.
فإذا قمتم للّه، مثنى وفرادى، استعملتم فكركم، وأجلتموه، وتدبرتم أحوال رسولكم، هل هو مجنون، فيه صفات المجانين من كلامه، وهيئته، وصفته؟ أم هو نبي صادق، منذر لكم ما يضركم، مما أمامكم من العذاب الشديد؟
فلو قبلوا هذه الموعظة، واستعملوها، لتبين لهم أكثر من غيرهم، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ليس بمجنون، لأن هيئاته ليست كهيئات المجانين، في خنقهم، واختلاجهم، ونظرهم، بل هيئته أحسن الهيئات، وحركاته أجل الحركات، وهو أكمل الخلق، أدبا، وسكينة، وتواضعا، ووقارا، لا يكون إلا لأرزن الرجال عقلا.
ثم إذا تأملوا كلامه الفصيح، ولفظه المليح، وكلماته التي تملأ القلوب، أمنا، وإيمانا، وتزكى النفوس، وتطهر القلوب، وتبعث على مكارم الأخلاق، وتحث على محاسن الشيم، وترهب عن مساوئ الأخلاق ورذائلها، إذا تكلم رمقته العيون، هيبة وإجلالا وتعظيما.
فهل هذا يشبه هذيان المجانين، وعربدتهم، وكلامهم الذي يشبه أحوالهم؟!
فكل من تدبر أحواله ومقصده استعلام هل هو رسول اللّه أم لا؟ سواء تفكر وحده، أو مع غيره، جزم بأنه رسول اللّه حقا، ونبيه صدقا، خصوصا المخاطبين، الذي هو صاحبهم يعرفون أول أمره وآخره.
وثَمَّ مانع للنفوس آخر عن اتباع الداعي إلى الحق، وهو أنه يأخذ أموال من يستجيب له، ويأخذ أجرة على دعوته. فبين اللّه تعالى نزاهة رسوله صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر فقال: "قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ" أي: على اتباعكم للحق "فَهُوَ لَكُمْ" أي: فأشهدكم أن ذلك الأجر - على التقدير - أنه لكم، "إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" أي: محيط علمه بما أدعو إليه، فلو كنت كاذبا، لأخذني بعقوبته، وشهيد أيضا على أعمالكم، سيحفظها عليكم، ثم يجازيكم بها.
ولما بين البراهين الدالة على صحة الحق، وبطلان الباطل، أخبر تعالى أن هذه سنته وعادته أن "يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ" لأنه بين من الحق في هذا الموضع، ورد به أقوال المكذبين، ما كان عبرة للمعتبرين، وآية للمتأملين. فإنك كما ترى، كيف اضمحلت أقوال المكذبين، وتبين كذبهم وعنادهم، وظهر الحق وسطع، وبطل الباطل وانقمع، وذلك بسبب بيان "عَلامُ الْغُيُوبِ" الذي يعلم ما تنطوي عليه القلوب، من الوساوس والشبه، ويعلم ما يقابل ذلك، ويدفعه من الحجج" (1).
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في معرض ذكره للفوائد التي تستفاد من قوله تعالى: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (*) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة/65، 66]:
" ومنها ـ أي من فوائد هاتين الآيتين ـ:
أن الذين ينتفعون بمثل هذه المواعظ هم المتقون.
ومنها: أن المواعظ قسمان:
كونية، وشرعية؛ فالموعظة هنا كونية قدرية؛ لأن الله أحل بهم العقوبة التي تكون نكالاً لما بين يديها، وما خلفها، وموعظة للمتقين.
وأما الشرعية فمثل قوله تعالى: "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور" [يونس: 57].
والمواعظ الكونية أشد تأثيراً لأصحاب القلوب القاسية؛ أما المواعظ الشرعية فهي أعظم تأثيراً في قلوب العارفين بالله اللينة قلوبهم؛ لأن انتفاع المؤمن بالشرائع أعظم من انتفاعه بالمقدورات.
ومن فوائد الآيتين:
أن الذين ينتفعون بالمواعظ هم المتقون؛ وأما غير المتقي فإنه لا ينتفع لا بالمواعظ الكونية، ولا بالمواعظ الشرعية؛ قد ينتفع بالمواعظ الكونية اضطراراً، وإكراهاً؛ وقد لا ينتفع؛ وقد يقول: هذه الأشياء ظواهر كونية طبيعية عادية، كما قال تعالى: "وإن يروا كسفاً من السماء ساقطاً يقولوا سحاب مركوم" [الطور: 44]؛ وقد ينتفع، ويرجع إلى الله تعالى، كما قال تعالى: "فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجَّاهم إلى البر إذا هم يشركون" [العنكبوت: 65]، وقال تعالى: "وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجَّاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختَّار كفور" [لقمان: 32].
ومن فوائد الآيتين: أن من فوائد التقوى ـ وما أكثر فوائدها ـ أن المتقي يتعظ بآيات الله سبحانه وتعالى الكونية، والشرعية" (2).(/)
سؤال للعلماء والأساتذة في الملتقى
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[17 Sep 2007, 09:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله، وشهر مبارك، وأعان الله الجميع فيه لما يحبه ويرضاه، وبعد:
أشكل علي فهم معنى ورد على لسان ابن عباس ضمن مسائل ابن الأزرق التي لم يذكرها السيوطي وأشار إليها في إتقانه بأنه حذف منها يسيرا، وقد وجدت في نفس المخطوطة التي اعتمد عليها السيوطي قول ابن الأزرق: يا ابن عباس أخبرني عن قول اللّه عزوجل: (إن الساعة آتية أكاد أخفيها).
قال: من كل أحد، وفيها كلمة عربية يا ابن الازرق لعلك لا تحتملها، قال: بلى يا ابن عباس فاخبرني بها، قال: نعم "أخفيها من علمي" قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت الشاعر وهو يقول:
فإن تدفنوا الداء لا نخفه ... وإن تبعثوا الحرب لا نقعد.
فما المقصود بـ"أخفيها من علمي"؟
شاكرا لأساتذتنا العلماء في الملتقى جميل اهتمامهم بالإجابة، وجزا الله الجميع خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 08:22 ص]ـ
حياكم الله أخي الكريم، وأسأل الله لكم التوفيق ولجميع الزملاء.
معنى قول ابن عباس في تفسير قوله تعالى: (أكاد أُُخفيها) أنها بمعنى: (أخفيها من علمي). أي أخفيها حتى عن نفسي، وهذا قد جاء في روايات أخرى عن ابن عباس تبين الكلمة التي سألت عنها، وهذا مبالغة في شدة كتمان خبر الساعة عن كل أحد حتى عن الملائكة المقربين عليهم السلام. وهذا القول هو قول معظم مفسري السلف رحمهم الله، قال الطبري: (بمعنى: أكاد أخفيها من نفسي، لئلا يطلع عليها أحد، وبذلك جاء تأويل أكثر أهل العلم.) ومنهم ابن عباس، ومجاهد بن جبر، وقتادة بن دعامة السدوسي وغيرهم.
وقد جرى الكلام في هذه الآية على عادة العرب في خطابها، وهذا القول هو الذي اختاره ورجحه الإمام الطبري، حيث قال: (والذي هو أولى بتأويل الآية من القول، قول من قال: معناه: أكاد أخفيها من نفسي، لأن تأويل أهل التأويل بذلك جاء، والذي ذُكر عن سعيد بن جبير من قراءة ذلك بفتح الألف قراءة لا أستجيز القراءة بها لخلافها قراءة الحجة التي لا يجوز خلافها فيما جاءت به نقلا مستفيضا).
وسبب قول ابن عباس لابن الأزرق: (وفيها كلمة عربية يا ابن الازرق لعلك لا تحتملها، قال: بلى يا ابن عباس فاخبرني بها)
فذلك لأن بعض الناس قد يستغرب أن يقال أنه يخفيها حتى من نفسه، فكيف يكون ذلك مع علمه بها؟
وقد بين الطبري وجه هذا القول فقال:
(فإن قال قائل: ولم وجهت تأويل قوله (أَكَادُ أُخْفِيهَا) بضم الألف إلى معنى: أكاد أخفيها من نفسي، دون توجيهه إلى معنى: أكاد أظهرها، وقد علمت أن للإخفاء في كلام العرب وجهين:
أحدهما الإظهار، والآخر الكتمان.
وأن الإظهار في هذا الموضع أشبه بمعنى الكلام، إذ كان الإخفاء من نفسه يكاد عند السامعين أن يستحيل معناه، إذ كان محالا أن يخفي أحد عن نفسه شيئا هو به عالم، والله تعالى ذكره لا يخفى عليه خافية؟
قيل: الأمر في ذلك بخلاف ما ظننت، وإنما وجَّهنا معنى (أُخْفِيها) بضمّ الألف إلى معنى: أسترها من نفسي، لأن المعروف من معنى الإخفاء في كلام العرب: الستر. يقال: قد أخفيت الشيء: إذا سترته، وأن الذين وجَّهوا معناه إلى الإظهار، اعتمدوا على بيت لامرئ القيس ابن عابس الكندي.
حُدثت عن معمر بن المثنى أنه قال: أنشدنيه أبو الخطاب، عن أهله في بلده:
فإنْ تُدْفِنُوا الدَّاءَ لا نُخْفِهِ ... وإنْ تَبْعَثُوا الحَرْبَ لا نَقْعُد (1)
بضمّ النون من لا نخفه، ومعناه: لا نظهره، فكان اعتمادهم في توجيه الإخفاء في هذا الموضع إلى الإظهار على ما ذكروا من سماعهم هذا البيت، على ما وصفت
ن ضم النون من نخفه، وقد أنشدني الثقة عن الفرّاء:
فإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لا نَخْفِهِ
بفتح النون من نخفه، من خفيته أخفيه، وهو أولى بالصواب لأنه المعروف من كلام العرب.
فإذا كان ذلك كذلك، وكان الفتح في الألف من أخفيها غير جائز عندنا لما ذكرنا، ثبت وصحّ الوجه الآخر، وهو أن معنى ذلك. أكاد استرها من نفسي.
وأما وجه صحة القول في ذلك، فهو أن الله تعالى ذكره خاطب بالقرآن العرب على ما يعرفونه من كلامهم وجرى به خطابهم بينهم، فلما كان معروفا في كلامهم أن يقول أحدهم إذا أراد المبالغة في الخبر عن إخفائه شيئا هو له مسرّ: قد كدت أن أخفي هذا الأمر عن نفسي من شدّة استسراري به، ولو قدرت أخفيه عن نفسي أخفيته، خاطبهم على حسب ما قد جرى به استعمالهم في ذلك من الكلام بينهم، وما قد عرفوه في منطقهم وقد قيل في ذلك أقوال غير ما قلنا. وإنما اخترنا هذا القول على غيره من الأقوال لموافقة أقوال أهل العلم من الصحابة والتابعين، إذ كنا لا نستجيز الخلاف عليهم، فيما استفاض القول به منهم، وجاء عنهم مجيئا يقطع العذر). انتهى كلام الطبري رحمه الله، وهو من أجود من أبان عن معنى هذه الآية في تفسيره.
وامرؤ القيس بن عابس الكندي الذي نسب له الشاهد الشعري هو معدود من الصحابة رضي الله عنهم، وهو أحد الشعراء الذين سموا بامرئ القيس، وقد ذكرهم الآمدي في المؤتلف والمختلف وغيره كالبغدادي في خزانة الأدب. قال البغدادي: (ذكر الآمدي في "المؤتلف والمختلف" عشرة من الشعراء ممن اسمهم امرؤ القيس واحد منهم صحابي، وهو امرؤ القيس بن عابس الكندي. وزاد صاحب القاموس على ما قال الآمدي اثنين وهما صحابيان: أحدهما: امرؤ القيس بن الأصبغ الكلبي، وامرؤ القيس بن الفاخر بن الطماح).
ولعلك لاحظت أخي الكريم الخلاف بين المفسرين في ضبط الشاهد الشعري والاستشهاد به على المعنى اللغوي، وهو الشاهد الرئيس الذي اعتمد عليه القائلون بأن معنى أخفيها أظهرها، فالذين احتجوا به على أن (أُخفيها) بمعنى أظهرها رووه بضم النون (لا نُخْفِه)، في حين إن الطبري يروي عن الفراء الكوفي أنه روى الشاهد بفتح النون (نخفه) فيبطل الاستشهاد به على المعنى الذي ذهبوا إليه، ويسلم للطبري رحمه الله اختياره الذي اختاره. وهذه من مسائل الاستشهاد بالشعر في كتب التفسير ولها أمثلة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يسري خضر]ــــــــ[19 Sep 2007, 09:37 ص]ـ
بارك الله فيك يادكتور عبد الرحمن ونفع بجهودك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[23 Sep 2007, 06:24 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخ عبد الرحمن، ولقد شفيت وكفيت كعادتك،ولا أملك لك إلا أن أقول شكرا وامتنانا
أجبتم، أفدتم لا حرمنا علومكم نفعتم فكنتم للعقول ضياء
ثم أستاذي الكريم، كيف توجه استعانة ابن جرير - رحمه الله- في بعض المسائل بأبي عبيدة كما حدث هنا، رغم أنه في كثير من المواضع يذمه ويكون قاسيا في الحكم عليه، وإن لم يصرح باسمه، ناهيك أنه في كثير من المواضع التي يأخذ عنه لا ينسب ذلك إليه، شاكرا سلفا اهتمامكم، وبارك الله في علمكم، وحفظكم، واعانكم لكل خير، والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2007, 06:47 م]ـ
هذا من المواضع النادرة في تفسير الطبري التي ينسب القول فيها لأبي عبيدة باسمه الصريح، وإن كان في مواضع كثيرة جداً من تفسيره ينقل قوله دون نسبته إليه باسمه، وإنما بمثل قوله (بعض أهل العربية) أو (بعض أهل االعلم بالعربية من أهل البصرة) أو نحو هذه العبارات.
ولستُ أدري سبباً بعينه لمثل هذا التصرف من ابن جرير، وإن كان يصنع هذا مع غير أبي عبيدة أيضاً، وانظر إلى الإمام أحمد بن يحيى ثعلب مثلاً، فالطبري لم يشر إليه في تفسيره، وإن كان هو أكبر أساتذة الطبري في العربية ومعرفة الشعر خصوصاً، وقد قرأ عليه معظم دواوين الشعر في أول طلبه للعلم. ومع ذلك فلم ينسب له قولاً في تفسيره في شرحه للشعر ولا لمسائل العربية الأخرى. وهذا منهج سار عليه الطبري في إغفاله لنسبة الأقوال للعلماء الذين أخذها عنهم مباشرة أو عن طريق مصنفاتهم إلا ما ندر.
ولعل أخي الدكتور مساعد الطيار يتكرم بالتعقيب وبسط الجواب على هذه المسألة إن تيسر له ذلك مشكوراً.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[24 Sep 2007, 04:12 ص]ـ
جزيت خيرا أستاذي الفاضل، وأشكر لك حرصك واهتمامك، وبارك الله في علمك ووقتك، وحبذا لو يتحفنا الدكتور الطيار بما يمتعنا به في ذلك، ويفيدنا بما عنده من العلم، وجزاكم الله الخير جميعا، ووفق لكل ما يحبه ويرضاه(/)
نماذج من رسائل جوال تدبر (لمن لايستطيع الاشتراك)
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:01 م]ـ
هذا ماوصلني على الجوال من رسائل هذه الخدمة المباركة الطيِّبة!
أضعها هنا بعد استئذان المشرفين ليستفيد منها من هم خارج البلاد أو ممن لايستطيع الاشتراك ..
***************
مامعنى التدبر؟
قال العلامة العثيمين:
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك،فاتت الحكمة
من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه)
*********
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقّله
وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم، ولا تدبر قال تعالى
{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
................................
البقرة 19/ (كصيب):
أي مطر لأنه يصوب إلى الأرض أي ينزل وهو مثل ما جاء به الرسول من الهدى والعلم
البقرة36/ (فأزلهما):
أي استجرهم الشيطان حتى وقعوا في الزلل.
البقرة48/عدل:
أي بدل، والبدل هنا الفدية سميت بذلك لأنها تعادل وتساوي ما دفعت عوضا عنه.
..............................
تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف،وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم، وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته
(ابن سعدي)
(ما حقيقة التدبر؟ الجواب غدا بإذن الله)
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حقيقة التدبر:
إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله، وما تدبر آياته إلا بإتباعه، وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: لقد قرأت القرآن فما استطعت منه حرفا وقد_ والله_ أسقطه كله، ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل
(الحسن البصري)
....................
قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه/فكيف بمن يقرأ كتاب الله- تعالى - الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل والخير والشر؟
فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى
(ابن تيمية)
..............................
علق ابن كثير على قوله تعالى
(وإذا سألك عبادي عني فإني
قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)
فقال:
وفي ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء، متخللة بين أحكام الصيام،إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة، بل وعند كل فطر.
..............................
دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام بعد أن دعا بعدة أدعية (ربنا وتقبل دعاء)
..............
تأمل!
جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع،
بل تشقق وتصدع، وقلبك هذا، الذي هو –في حجمه- كقطعة صغيرة من هذا الجبل، كم سمع القرآن وفرأه؟
ومع ذلك لم يخشع ولم يتأثر؟
والسر في ذلك كلمة واحدة:
إنه لم يتدبر.
(أ. د.ناصر العمر)
................................
جمع الله تعالى الحمد لنفسه في الزمان والمكان كله فقال (وله الحمد في السماوات والأرض) -الروم18 -
وقال (وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة) القصص70
فتبين بهذا أن الألف واللام في (الحمد) مستغرقة لجميع أنواع المحامد وهو ثناء أثنى به تعالى على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه به
(الأمين الشنقيطي)
المرسل:
جوال تدبر
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[17 Sep 2007, 11:33 م]ـ
جزيت خيرا
وبداية موفقة ومنوعة
وجزى الله خيرا القائمين عليها
ـ[تاج الروح]ــــــــ[18 Sep 2007, 01:25 ص]ـ
التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه، وجمع الفكر على تدبره وتعقّله
وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم، ولا تدبر قال تعالى
{كتاب أنزلناه إليك [ color=#FF0000] منارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}
رجاء كتابة الآية الكريمة بشكلٍ صحيح
"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ"
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Sep 2007, 09:31 ص]ـ
بسم الله ...
سلمت يمينك يا مضيئة!!
و جزاك الله الجنة، و بارك ربي في هذا الملتقى الطيب، و سدد على الخير خطاه!!
و دمتم في رعاية ربي.
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[18 Sep 2007, 10:23 ص]ـ
[ align=center] ...
(يُتْبَعُ)
(/)
الخطأ تم تصحيحه ولله الحمد ولقد حدث ذلك
- رغم حرصي- لإن الضوء عندي ضعيف
بورك فيكم
وفي الرابط التالي هدية لكمـ:
res://C:\Program%20Files\Internet%20Explorer\mui\0401\sh doclc.dll/dnserror.htm#http://www.islamway.com/?iw_s=outdoor&iw_a=directlistenQuran&type=rm&id=13400&name= الزمر& type=rm&number=1&M_id=115&C_id=39&moshaf= ماهر المعيقلي& rm_number=1&rm_size=2.87&mp3_number=1&mp3_size=5.46
...
...
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[24 Sep 2007, 02:43 ص]ـ
تابع من رسائل (تدبر)
تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة
في دعاء عباد الرحمن
– أواخر سورة الفرقان –
(واجعلنا للمتقين إماما)
ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء!
فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟
ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه،
جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين.
(د. محمد العواجي)
......................
تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى
(سرابيلهم من قطران) إبراهيم /50
وذلك – والله – أعلم - لأن له أربع خصائص:
حار على الجلد، وسريع الاشتعال في النار، ومنتن الريح، وأسود اللون، تطلى به أجسامهم حتى تكون
كالسرابيل!
ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة،
كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة!
(الزمخشري)
..........................
وصية من إمام عاش مع القرآن:
عليك بتدبر القرآن حتى تعرف المعنى، تدبره من أوله إلى آخره، واقرأه بتدبر وتعقل،
ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر، واسأل أهل العلم
عما أشكل عليك
مع إن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية
(ابن باز)
..........................
من مفاتيح التدبر التأني قي القراءة:
روى الترمذي وصححه أن أم سلمه نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا وهذا كقول أنس - كما في البخاري:
كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا.
وقال ابن أبي مليكة:
سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل،فيقرأ القرآن حرفا حرفا،
ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا.
......................
المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه،فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح
فما خوفه به مولاه من عقابه خافه،
وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه،
فمن كانت هذه صفته
– أو ما قاربها-
فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا ونفع نفسه، وأهله،
وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة"
(الإمام الآجري)
......................
قال تعالى:
(ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا)
الإنسان 19
تأمل ..
هذا وصف الخدم فما ظنك بالمخدومين؟
لا شك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى!
جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم.
المرسل:
جوال تدبر
81800
( tadabbor )
ـ[خالد البكري]ــــــــ[25 Sep 2007, 12:13 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع الله بك
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[29 Sep 2007, 03:49 م]ـ
تابع من رسائلهم:
.................
إذا حبست عن طاعة
فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله
و ثبطهم عن الطاعة كما ثبط
المنافقين عن الخروج للجهاد قال تعالى
(ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن
كره الله انبعاثهم
فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين)
(د. مساعد الطيار)
...... ...... ......
بقي الشيخ العلامة
محمد الأمين الشنقيطي
-رحمه الله -
يبكي مابين المغرب والعشاء
لما بدأ بتفسير قوله تعالى
(ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)
وأخذ يردد:
الأرض أصلحها الله، فأفسدها الناس!!
والسؤال أخي
وبعد قراءة هذه القصة المعبرة:
هل تسموا همتك لتكون ممن يساهم
في إصلاح الأرض بعد إفسادها؟!.
...... ...... ......
في سورة الشعراء آية 52
قال تعالى في قصة أصحاب موسى:
{أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي}
فلما ضعف توكلهم، ولم يستشعروا كفاية الله لهم، سلبهم هذا الوصف الشريف
فقال عنهم آية61
(قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)
(د. محمد بن عبدالله بن
جابر القحطاني)
...... ...... ......
قال حازم بن دينار:
رأيت رجلا قام يصلي من الليل،
فافتتح سورة الواقعة،فلم يجاوز قوله
(خافضة رافعة)
حتى أصبح، فخرج من المسجد،فتبعته
فقلت:
بأبي أنت وأمي!
(يُتْبَعُ)
(/)
ما
(خافضة رافعة)
أي لماذا استمررت طول الليل ترددها؟ -
فقال:
إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا،
ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا،
فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز
رحمه الله.
...... ...... ......
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)
النور-35
تأمل
وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون
هم أذكى منك!
و أكثر اطلاعا منك!
وأقوى منك!
وأغنى منك.
فاثبت على هذا النور حتى تأتي
-بفضل الله-
يوم القيامة مع
(النبي والذين آمنوا معه نورهم
يسعى بين أيديهم
و بأيمانهم)
التحريم-8
...... ...... ......
إياك – يا أخي –ثم إياك،
أن يزهدك في كتاب الله كثرة الزاهدين فيه،
ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه،
واعلم أن العاقل، الكيس،الحكيم،لا يكترث
بانتقاد المجانين.
(الأمين الشنقيطي)
...... ...... ......
وقد أعلم الله تعالى خلقه أن من تلا القرآن،
وأراد به متاجرة مولاه الكريم،
فإنه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويعرفه
بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة)
(الإمام الآجري)
..................
ما أحسن وقع القرآن، وبل نداه على القلوب
التي ما تحجرت، ولا غلب عليها الأشر والبطر،
والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد!
هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له، والمؤمنين به، يغذيها بالإيمان، والتقوى لله تعالى،
ويحميها من التعفن والفساد ويحملها على
كل خير وفضيلة.
(الشيخ صالح البليهي)
............................
القلب لايدخله حقائق الإيمان إذا كان فيه
ما ينجسه من الكبر والحسد
قال تعالى
{أولئك الذين لم يُرد الله أن يطهّر قلوبهم}
وقال تعالى
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ
بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا
وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا}
وأمثال ذلك
(ابن تيمية)
............
إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن
لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف ولا أنفع ولا
ألذ ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز،
و فهم معاني قوله تعظيما وحبا له، وإجلالا،
إذ كان تعالى قائله،فحب القول على قدر
حب قائله.
(الحارث المحاسبي)
........................
الصبر زاد لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين
بالصلاة
الخاشعة؛ لتمد الصبر وتقويه:
{واستعينوا بالصبر والصلاة،
وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين}
(د. محمد الخضيري)
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:04 م]ـ
جزاك الله خيرا يا مضيئة
ونرجو من المشايخ المشرفين تثبيت هذا الموضوع لتعم الفائدة للجميع
ـ[سلسبيل]ــــــــ[01 Oct 2007, 07:36 ص]ـ
جزاك الله كل خير اختي مضيئه وقد قمت بنقل الموضوع لمنتدى بناء لتعم الفائدة ونشرا لهذه الفوائد الجمة
http://www.benaa.com/Read.asp?PID=359573&Sec=4
وجزى الله القائمين على هذا الجوال المبارك كل خير
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 Oct 2007, 10:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذه بقية من رسائل التدبر:
((إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن، لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف، ولا أنفع، ولا ألذ، ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له، وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله [الحارث المحاسبي])).
((إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]))
((من النصح لكتاب الله: شدة حبه، وتعظيم قدره، والرغبة في فهمه، والعناية بتدبره؛ لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه، وكذلك الناصح من الناس يفهم وصية من ينصحه، وإن ورد عليه كتاب منه، عني بفهمه؛ ليقوم عليه بما كتب به فيه إليه، فكذلك الناصح لكتاب ربه، يعنى بفهمه؛ ليقوم لله بما أمر به كما يحب ويرضى، ويتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه [ابن رجب]))
((تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة في دعاء عباد الرحمن - أواخر سورة الفرقان - {واجعلنا للمتقين إماما} ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء! فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه، جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين. [د. محمد العواجي]))
((المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]))
((تأمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال: {مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن، والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك الله القوي العظيم [ابن عثيمين])).
((ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة [النووي]))
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[02 Oct 2007, 11:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ أبو مالك العوضي السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
فمنتدى الألوكة منذ أسبوع تقريباً وأنا أحاول الدخول إليه فلا أستطيع هل هناك مشكلة في المنتدى أم تم حجبه في سوريا؟
وفقكم الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 Oct 2007, 09:49 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سأبلغ رسالتك للمشرف التقني يا أخي الفاضل
وفقك الله
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[08 Oct 2007, 09:05 ص]ـ
بوركتم
ـ[مثنى الزيدي]ــــــــ[23 Aug 2010, 12:50 ص]ـ
هل من مزيد؟
فإن لهذه الكلمات حلاوة.
ـ[العطاء]ــــــــ[23 Aug 2010, 02:33 ص]ـ
بارك الله فيكم وجعل ماسطرتم ثقلا في موازين حسناتكم
سؤال: كيف أشترك في جوال تدبر؟
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Aug 2010, 07:33 ص]ـ
(إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي) وإنما قال إبراهيم (ومن ذريتي) ولم يقل (وذريتي) لأنه يعلم أن حكمة الله لم تجر بأن يكون جميع نسل الإنسان ممن يصلحون لأن يقتدى بهم فلم يسأل ما هو مستحيل عادة، لأن سؤال ذلك ليس من آداب الدعاء (إبن عاشور)
إحذر (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء) سأل عمر أعرابياً ما الحرجة؟ قال الحرجة فينا الشجرة تكون بين الأشجار التي لا تصل إليها راعية ولا وحشية ولا شيء! فقال عمر: كذلك قلب المنافق لا يصل إليه شيء من الخير.
لقد أدركنا أقواماً ما كان على الأرض عمل يقدرون على أن يكون سراً فيكون جهراً أبداً ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء فى يسمع لهم صوت. إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم وذلك أن الله تعالى يقول (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية) الحسن البصري.
مع الأسماء الحسنى (البصير) تقدس إسمه الذي أحاط بصره بكل شيء فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويرى جميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة ويرى نياط عروقها ويرى ما هو أصغر وأدق من ذلك. فهل يورثك هذا العلم بعظيم بصره مراقبة له في سرك وعلنك؟
القرآن غيّرني: كنت في ما مضى لاهياً غافلاً لا أفكر إلا في مصالحي وذات مرة وأنا أصلي سمعت الإمام يتلو قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم) وكنت ممن يحفظون من كتاب الله لكني مقصر في العمل فخشع قلبي لها ومن ذلك الحين بدأت حياتي تتغير وبدأت أخضع في صلاتي ولله الحمد والمنة.
كان بعض الصالحين إذا رجع من الجمعة في حرّ الظهيرة يذكر انصراف الناس من موقف الحساب إلى الجنة أو النار فإن الساعة تقوم في يوم الجمعة ولا ينتصف ذلك النهار حتى يقيل أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار، قاله ابن مسعود وتلا قوله تعالى (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقراً وأحسن مقيلا)
(إُدع إلى سبيل ربك) فعلى الداعية أن يشعر نفسه بأنه يدعو إلى الله لا إلى فرض السيطرة أو إتمام الكلمة أو إبراد الغيرة لأن هذا خطأ بل (ادع إلى سبيل ربك) فأي وسيلة يحصل بها المقصود ولو كان فيها غضاضة عليك فاعملها (ابن عثيمين)
إذا رأيت أن علم الغيب لا يزيد إيمانك ويقينك وثباتك فراجع قلبك خشية أن يكون قد أُشرب فتنة، تدبر (وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب وازداد الذين آمنوا إيماناً ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) أ. د. ناصر العمر
معاني القرآن للقلوب بمنزلة الماء ليسقي الأشجار فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت بل ربما تلفت وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة فكذلك القلب يحتاج دائماً إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القرآن لم يقع منه موقعاً ولم تحصل النتيجة منه (ابن سعدي)
أعظم أمنيات الداعية الصادق تحقيق السعادة للمدعوين (قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين) قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشّاً، لما عاين ما عاين من كرامة الله تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله له.
لو أن المسلمين استقاموا على تدبر القرآن والاهتداء به في كل زمان لما فسدت أخلاقهم وآدابهم ولما زال ملكهم وسلطانهم ولما صاروا عالة في معايشهم وأسبابها على سواهم (محمد رشيد رضا)
القرآن يعلمنا وخاصة في رمضان أن لا نغتر بصيامنا ولا بكثرة قيامنا بل يزداد خوفنا بازدياد طاعتنا لأننا نحيا بقول الله تعالى (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون)
في قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) دلالات مهمة منها:
1 - أن تعلم كتاب الله إقراء وحفظاً وفهماً لا عجلة فيه بل هي الأناة والتؤدة.
2 - أن درجات العلم تبدأ بكتاب الله حفظاً وفهماً ثم يتزود الإنسان من العلم ما شاء. ولذلك أتبع في هذه الآية تلقي القرآن بطلب التزود من العلم (د. محمد الربيعة)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جليسة العلم]ــــــــ[23 Aug 2010, 05:47 م]ـ
بارك الله فيكم وجعل ماسطرتم ثقلا في موازين حسناتكم
سؤال: كيف أشترك في جوال تدبر؟
يمكنك الإشتراك بإرسال رسالة فارغة لـ:
الاتصالات: 81800
موبايلي: 607106
زين:708001
ـ[العطاء]ــــــــ[23 Aug 2010, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا أختي جليسة العلم
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Aug 2010, 06:48 م]ـ
غزوة بدر تربي في العبد عبودية التسليم والانقياد الأمر الشرعي والكوني وإن وقع على خلاف المراد، ألم يقل الله (وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون * كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون)؟ ولكنهم لا يدركون أن القدر يسوقهم إلى أعز نصر ستدركه الدعوة الإسلامية في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم (محمد الغزالي).
القرآن غيّرني (6): بعد سلوكي الاستقامة هجرني القريب ولامني البعيد وأحسست بالوحشة بدأت ألوم نفسي لعلني أخطأت الطريق وفي يوم بلغ الأمر مبلغه وأنا أقرأ حزبي من القرآن استوقفتني آية (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تكيلوا ميلا عظيما) فعاد السكون إلى قلبي وأحسست ببرد اليقين.
ضعف الرجل بيّن في أمر النساء، ولذا لما ذكر النكاح والشهوة والإحصان وحد الزنا في سورة النساء ختمها بقوله (وخلق الإنسان ضعيفا) فعلى المتعفف الخائف على دينه أن لا يستهين بأمرهنّ ثقة برجولته وتمام عقله وكمال عفّته فكم من متعثر غرته التجربة وغرّه بالله الغرور (د. محمد الخضيري)
إنكشاف مآرب أهل الباطل وظهورهم على حقيقتهم يتيح لأهل الحق بناء مشاريعهم على أرض صلبة وأسس متينة لا على أوهام وجرف هار. تدبر (أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أمن أسس بنيانه على شفا جرف هار) (أ. د. ناصر العمر)
(يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينا) يستنير به القلب والوجه والطريق إلى الله عز وجل (إبن عثيمين) فابحث عن أثر هذا النور في قلبك ووجهك وحياتك كلها.
كيف يمنع أحد زكاته وهو يقرأ (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم) ولم يقل تحمى في نار جهنم ليدل ذلك على أنها مع حرارة نار جهنم تستعمل لها الآلآت المحمية فيضاعف حرها ويشتد عذابها (السعدي)
ثقافة التكاثر في عدد المصلين والمشاهدين والحاضرين والحافظين والمشتركين والتي نقلت الكثرة والقلة من كونها "نبضًا" إلى كونها "معيارًا" للنجاح والفضل، وقلبت المتبوع إلى تابع جاءت (ألهاكم التكاثر) لتعري حقيقة هذه "اللهاية" والتي سيتلوها (علم اليقين) فلقد تكرر لفظ العلم والرؤية في التكاثر ست مرات! (د. عصام العويد)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 10:53 م]ـ
هل أعجبتك كثرة عملك؟ تأمل قوله تعالى (ولا تمنن تستكثر) قال الحسن: لا تستكثر عملك فإنك لا تعلم ما قُبِل منه وما رُدّ منه فلم يُقبل.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[28 Aug 2010, 11:08 م]ـ
طوبى لمن تشبّه بما نعت الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال (تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضواناً سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قد أثّرت العبادة من كثرتها وحسنها في وجوههم حتى استنارت فلما استنارت بالصلاة بواطنهم استنارت بالجلال ظواهرهم (إبن سعدي)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Sep 2010, 12:38 م]ـ
من طال وقوفه في الصلاة ليلا ونهارًا لله وتحمّل لأجله المشاقّ خفّ عليه الوقوف في ذلك اليوم. وإن آثر الراحة هنا والدعة والبطالة والنعمة طال عليه الوقوف هناك واشتدت مشقته وقد أشار الله إلى ذلك في قوله (ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون يومًا ثقيلا) (إبن القيم)
استنبط العلامة السعدي من قوله تعالى في آيات الإذن بالجِماع ليلة الصيام (وابتغوا ما كتب الله لكم) أنه يدخل فيها ابتغاء ليلة القدر، فإياكم أن تنشغلوا بهذه اللذة وتوابعها وتضيعوا ليلة القدر وهي مما كتبه الله لهذه الأمة وفيها من الخير العظيم ما يعد تفويته من أعظم الخسران. فاللذة مُدركة وليلة القدر إذا فاتت لم تُدرك ولم يعوض عنها شيء.
تعظيم السلف لليلة القدر: كان تميم الداري رضي الله عنه يتأول قوله تعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) فقد اشترى حُلّة بألف درهم يلبسها في الليلة التي ترجى فيها ليلة القدر وبعض الناس يأتي بثياب نومه للمسجد مع قدرته!
(ليلة القدر خير من ألف شهر) والله ما يغلو في طلبها عشر لا والله ولا شهر لا والله ولا دهر! (إبن الجوزي) علّق العلامة السعدي على كلامه قائلا: وصدق رحمه الله فلو أنفق الإنسان عمره في طلبها لما قدرها حق قدرها!
ليلة القدر خير من ألف شهر، هل تدري كم تساوي ألف شهر في مقياس الساعات؟ إنها تعادل 720.000 ساعة أي أكثر من 43.200000دقيقة أي أن دقيقة من دقائق ليلة القدر في ليالينا هذه =70.144دقيقة في غيرها! فيا حسرة على المفرطين! (.د محمد الربيعة)
القرآن غيّرني: هذه الآية (وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم) غيّرت حياتي فأصبحت عباداتي وشؤون حياتي اليومية مع زوجي وأبنائي ومع الصغير والكبير بل والقريب والبعيد على أساس تعظيم شأن كل طاعة ومعروف وإحسان وبر مهما صغر ولم يؤبه له وكذا تعظيم المعصية والإثم والسيئة والأذى مهما قلل أو احتقر شأنها الآخرون فصرت أنصح وآمر وأُنكِر بها.
ها ضاق صدرك من ذنوبك؟ هل قنّطك الشيطان كم رحمة ربك؟ تدبر هذه الاية (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم) فمن الذي ما أساء قطّ؟ إنما يأتي الخوف عندما ينهمك العبد في ذنوبه دون ندم على ما مضى منه فهذا خطر عظيم، فبشرى للنادمين! (تفسير السعدي)
طوبى لمن تشبّه بما نعت الله به نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال (تراهم ركعًا سجدًا يبتغون فضلًا من ربهم ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قد أثّرت العبادة كم كثرتها وحسنها في وجوههم حتى استنارت فلما استنارت بالصلاة بواطنهم استنارت بالحلال ظواهرهم (ابن سعدي)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[03 Sep 2010, 07:48 م]ـ
(فيها يفرق كل أمر حكيم) فتأمل في قوله (حكيم) ليتبين للمؤمن أن أوامره محكمة متقنة ليس فيها خلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل ذلك تقدير العزيز العليم (ابن عثيمين)
إلى من عاش إلى هذه اللحظات: تأمل! (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) من عرف شرف العمر وقيمته لم يفرط في لحظة منه فلينظر الشاب في حراسة بضاعته وليحتفظ الكهل بقدر استطاعته وليتزود الشيخ للحاق جماعته ولينظر الهرم أن يؤخذ من ساعته (إبن الجوزي)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[07 Sep 2010, 05:03 م]ـ
(إن رحمة الله قريب من المحسنين) فقال (قريب) ولم يقل (قريبة) لأنه ضمن الرحمة معنى الثواب أو لأنها مضافة إلى الله فلهذا قال قريب من المحسنين (إبن كثير)
لن نُعدم خيرًا من رب بشّرنا على لسان نبيه (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلًا كبيرًا) وقد بيّن الله تعالى الفضل الكبير في قوله (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في رمضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير)
(إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله يرجون رحمت الله والله غفور رحيم) من رجا شيئًا استلزم رجاؤه ثلاثة أمور: محبة من يرجوه وخوفه من فواته ةسعيه في تحصيله بحسب الإمكان. وأما رجاء لا يقارنه بشيء من ذلك فهو من باب الأماني والرجاء شيء والأماني شيء آخر، فكل راجٍ خائف. والسائر على الطريق إذا خاف أسرع السير مخافة الفوات (إبن القيم)
(ادعوا ربكم تضرعًأ وخفية) قال الحسن البصري علمكم كيف تدعون ربكم وقال لعبد صالح رضي دعاءه (إذ نادى ربه نداء خفيًا) ثم قال: كانوا يجتهدون في الدعاء ولا يسمع إلا همسًا.
القرآن غيّرني (9): تغيرت حياتي بسبب قوله تعالى (أم حسبتم أن تدخلا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) فقد كنت مقصرة وأظن أن الالتزام صعب فتدبرت هذه الآية فأثرت فيّ كثيرًا وتفكرت ماذا سيصيبني مقابل ما حصل للصحابة وما هي الصعوبة التي أمامي؟ لا شيء! وأحسست أن الله شكر لي التغيير اليسير مني ووفقني للإلتزام بالشرع كله بإذنه تعالى.
(وأنتم عاكفون في المساجد) لقد جعل الإسلام هذه العزلة في إطار المسجد فلم يسمح بانقطاع في غار أو في غابة وذلك حتى لا ننهي صلاة المسلم بالجماعة. (محمد الغزالي)
مع الأسماء الحسنى (المجيب) جلا وعلا: الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويغيث الملهوف إذا ناداه حتى ولو كان في حالة اضطراره مشركًا فكيف إذا كان الداعي مؤمنًا موحدًا؟ إن الله لا يخفى عليه شيء من أحوالنا لكنه يحب وهو الغني عنا أن يسمع دعاءنا وأن نُظهر له اضطرارنا.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 06:51 م]ـ
إذا كان الوعيد الذي نزل في شأن من قذفوا السيدة عائشة رضي الله عنها بهذه الشدة والتهديد والآيات لم تنزل إلا بعد حدوث الإفك فكيف سيكون الحال فيمن قذفها بعد نزول الآيات الصريحة في براءتها؟!
قف وتدبر قصة التيه، وموقف بني إسرائيل من موسى وهارون عليهما السلام. بعد هذه المسيرة الطويلة والجهاد العظيم تجد فيها تسلية وعزاء لكل عالم وداعية وإمام وهي برهان على الثبات على المنهج من قبل الرواد والأئمة مهما كانت التجاوب الظاهر سلبيًا (فلا تأس على القوم الفاسقين)."أ. د. ناصر العمر"
(ولن يتمنوه أبدًا بما قدمت أيديهم) فدلّ على أنه يكره الموت من له ذنوب يخاف القدوم عليها كما قال بعض السلف: ما يكره الموت إلا مريب. (إبن رجب)
(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) إذا أُمِر الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستمساك بالحق وهو المؤيّد بالوحي وبالآيات المضمون له أعلى المقامات – فكيف بمن ليس له مؤيدات ولا ضمانات وقد احتوشته الشهوات والشبهات؟! (د. عبد الله السكاكر)
(ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا) ولم يقل (أموالهم) مع أنها أموال السفهاء لقوله بعدها (فإن آنستم منهم رشدًا فادفعوا إليهم أموالهم) فأضافها إليهم حين صاروا رشداء. (إبن عاشور)
لا يقر الخطأ، سواء في جاهلية أو إسلام، وانظر كيف جمع بين ذكر خطأين في سياق واحد (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) وهذا من أفعال الجاهلية كانوا يرثون المرأة كالمتاع، ثم قال (ولا تعضلوهن) أي لا تمنعوهن التزويج وهذا يقع فيه أهل الجاهلية وأهل الإسلام. (د. محمد الخضيري).
تأملت قوله تعالى (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فقلت الحمد لله الذي لم يمنع عنا فضله بالعبودية والتقرب له وتكثير الأجور بانقضاء مواسم الخير بل جعل مقام العبودية له قائمًا حتى بعد الممات: الصدقة الجارية، العلم الذي ينتفع به والولد الصالح الذي يدعو له!. (د. عبد العزيز العويد)
مع الأسماء الحسنى (المحيط) جل في علاه الذي أحاط بكل شيء علمًا وقدرة ورحمة وقهرًا وهذا يورث العبد:
1. خوفًا من الله وحياء منه
2. الحذر من ظلم العباد والاعتداء عليهم لأنه تعالى محيط به فما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها
3. عدم تضخيم قوة الأعداء مهما بلغت مع الأخذ بأسباب دفع شرّهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 06:52 م]ـ
"ولو فلّيت القرآن كله وفتشت عما أوعد به العصاة لم تر الله تعالى قد غلظ في شيء تغليظه في إفك عائشة رضي الله عنها ولا أنزل من الآيات القوارع المشحونة بالوعيد الشديد والعتاب البليغ والزجر العنيف واستفظاع ما أقدم عليه ما أنزل فيه على طرق مختلفة كل واحد منها كافٍ في بابه" (الزمخشري) وبيان هذا في الرسالة التالية:
1. حيث جعل القذفة ملعونين في الدارين جميعًا
2. توعدهم بالعذاب العظيم في الآخرة
3. أن ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم تشهد عليهم بما أفكوا وبهتوا
4. أنه يوفيهم جزاءهم الحق الواجب حتى يعلموا (إن الله هو الحق المبين)
فأوجز في ذلك وأشبع وفصّل وأجمل وأكّد وكرر وما ذاك إلا لأمر (الزمخشري).
ليست العبرة كم ختمت القرآن من مرة في رمضان؟ وإنما الغنيمة والظفر بمقدار أي تغيّر إيجابي تجده في نفسك من أثر تلاوته وتدبره؟ قف مع نفسك بصدق واعرضها على هذه الآية (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياتنا زادتهم إيمانًا). (أ. د. ناصر العمر)
كم هو مبهج ما يرى من غضب إسلامي تجاه حرق المصحف من قبل بعض النصارى! إلا أنه من المهم أيضًا أن نفتش عن غيرتنا على احتراق بعض مقاصده في قلوبنا: كم بذلنا من وقت لتعلمه وفهمه؟ كم تدبرناه؟ كم طبقنا أوامره؟ كم أنتهينا عما نهانا عنه؟ كم علّمناه أهلنا؟ كم دعونا الناس به وإليه؟. (د. عبد المحسن الأحمد).
إذا زكّى إمام من الأئمة أحدًا فهذه منقبة وإذا كان المُزكي هو الرسول صلى الله عليه وسلم فلا سبيل إلى الحرج فكيف إذا كان المزكي والشاهد بالفضل هو الله جل وعلا؟ هذا ما وقع لجميع أمهات المؤمنين، وخصوصًا عائشة رضي الله عنها التي أنزل الله في براءتها 16 آية من سورة النور. (د. عمر المقبل)
أكثر ما يدفع الإنسان لخيانة الله ورسوله والأمانة التي حملها ماله وولده (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله ورسوله وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون * واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده أجر عظيم)
تأمل كيف يحمي الله كتابه وينصر دينه! فقد أثار إعلان القس الأميركي بإحراق المصحف استنكار العالم. ثم تراجع عن ذلك تحت هذا الضغط الهائل. وهنا سيتساءل ملايين البشر ما هو هذا المصحف؟ وماذا يتضمن؟ ولم تراجع عن إحراقه؟ ولنتدبر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وانظر (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). (أ. د. ناصر العمر)
(فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّا) اتبعوها أرادوها وصارت هي همّهم وانقادوا لها وصاروا مطيعين لها فلذلك قال (اتبعوا) ولم يقل (تناولوا وأكلوا) ونحو ذلك. لهذا المعنى. (السعدي) فهل يعي هذا من قلبوا أفراح الأعياد إلى انكباب على الشهوات؟!
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 06:52 م]ـ
تكبير الله على هدايته جاء في ثنايا آيات الصيام (ولتكبروا الله على ما هداكم) وفي ثنايا آيات الحج (لتكبروا الله على ما هداكم) فإذا أردت أن تعرف موقع هاتين الآيتين الكريمتين، فيكفي أن نتذكر أن هناك خمس مليارات من البشر محرومون من هذه الهدية! فلمن المنّة؟ (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين. (د. عمر المقبل)
كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول (إنما يتقبل الله من المتقين)؟. (علي بن أبي طالب).
(وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) قد يقول قائل في الصوم مشقة فكيف يؤمر العبد بالشكر؟ فيقال من نظر في الثمرات العظيمة التي ترتبت على هذه الفريضة من حلاوة المناجاة وتلاوة القرآن وأنواع الإحسان التي وفق لها العبد ومواهب الرحمن والعتق من النار عرف أن الله وحده يستحق الشكر على واسع فضله وعظيم نعمائه. (الشعراوي)
بالأمس أقبل رمضان وكان أمر الخالق بصيامه معلّلًا بـ (لعلكم تتقون) واليوم حين شارفت ايامه على الانقضاء بدأت الأنفس تتشوف إلى قبول صيامه وقيامه فلنفتش عن نصيبنا من قول الله عز وجل (إنما يتقبل الله من المتقين). (أ. د. إبتسام الجابري).
لا قنوط! (ورحمتي وسعت كل شيء) قال ابن عباس: يقول الله عز وجل: أنا أهل أن أُتّقى فإن عُصيت فأنا أهل أن أغفر.
(فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثًا) فلو كان المؤمنون لا يفقهونه – أيضًا – لكانوا مشاركين للكفار والمنافقين فيما ذمّهم الله تعالى به. (إبن تيمية)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 06:54 م]ـ
أهل القرآن مع رمضان قصص وأخبار، فحدّثونا يا أهل القرآن وقد انقضى الشهر عن: آية أبكتكم أو أثّرت فيكم أو دفعتكم لطاعة أو أبعدتكم عن معصية أو حلّت لكم مشكلة في حياتكم. وحبذا ذكر وجه التغيير الذي أحدثته فيكم وسنكون سعداء وداعين إن أرسلتموها على:
0504646386
أو بريد التواصل:
twasl@tadabbor.com
وإذا اجتمع من ذلك عدد مناسب فنستطيع مسقبلًا جمعها في كتاب بإذن الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 Oct 2010, 06:55 م]ـ
القرآن غيّرني: كثيرًا ما أشعر بتأنيب لنفسي عند كسلي في القيام بما يجب من مثلي وأنا أقرأ قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) فكنت إذا قلت قولًا ثم تكاسلت في فعله أهذّب نفسي بهذه الآية فأفعل هذا الأمر من غير تكاسل ولله الحمد.
لن نعدم خيرًا من رب بشّرنا على لسان نبيه (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلًا كبيرًا) قال ابن عطية: قال لي أبي هذه أرجى آية عندي في كتاب الله لأن الله قد أمر نبيه أن يبشر المؤمنين بأن لهم عنده فضلًا كبيرًا وقد بيّن الله تعالى الفضل الكبير في قوله (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير).
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[02 Oct 2010, 05:12 م]ـ
ماشاء الله، تبارك الله.
بارك الله في جهود كل من شارك في هذا الخير المبارك، جهد نافع.
تقبله منكم وضاعف الكريم لكم الأجر.
ـ[أم عبدالباري]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:11 م]ـ
ما شاء الله! اللهم بارك لهم وزدهم من فضلك
شكر الله لكم هذه الفوائد القرآنية
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يُثَّقل بهذا العمل موازين أعمال القائمين على هذا المشروع المبارك
http://tadabbor.com/view/default/images/newhome/jawal.jpg
الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم
http://tadabbor.com/nhome
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Oct 2010, 07:55 ص]ـ
ثمة علاقة وثيقة بين المشاريع التخريبية وبين قلوب أصحابها، تأمل (لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (110) التوبة) (د. عمر المقبل)
قال العلامة السعدي" تأملت في تكرار التقوى ثلاث مرات في هذه الآية (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) المائدة) فوقع لي وجهين ثم أطال في بيانهما بيانًا تحسن مراجعته في "المواهب الربانية"، ص: 100.
القرآن غيّرني: كنت معجبًا جدًا بالغرب وحضارته وفي يوم من الأيام كانت جدتي معي في سيارتي فأخذت أحدثها عن حضارة الغرب وتقدمهم فتلت عليّ قوله تعالى من سورة الروم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) فأيقنتُ أن لا شيء يعدل الإيمان.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (37) ق) ولم يقل (إستمع) لأن إلقاء السمع أي يرسل سمعه ولا يمسكه وإن لم يقصد السماع، أي تحصل الذكرى لمن له سمع، وهو تعريض بتمثيل المشركين بمن ليس له قلب وبمن لا يلقي سمعه. (إبن عاشور)
قد تسلّف أيادي بيضاء لبعض الناس وتبذل جهدًا محمودًا في سوقها حتى إذا استقرت في أيديهم نظروا إياك جامدين أو ودّعوك بكلمات باردة ثم ولوا عند مدبرين! هل يغضبك هذا المسلك؟ هكذا صنعوا قبلًا مع ربك وربهم فقال (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ). (محمد الغزالي)
لو رأيتك رجلًا يقرأ جريدة من أولها إلى آخرها ثم لما فرغ سألتموه ما أخبارها؟ قال لا أدري! لم أحاول أن أتفهم معناها، فما تقولون فيه؟! أما تنكرون عليه؟! فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يتم الختمة وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ما فهم من معانيها شيئًا؟! من أين جاءت هذه المصيبة؟ وكيف حُرِمَ المسلمون من قرآنهم وهو بين أيديهم وملء أنظارهم وأسماعهم؟!. (علي الطنطاوي)
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (33) يوسف) من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله – كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين – كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة وكا ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا. (إبن تيمية)
(يُتْبَعُ)
(/)
مع الأسماء الحسنى (المبين) جل جلاله: الذي أبان لعباده الأدلة في الآفاق وفي الأنفس على وجوده ووحدانيته وهو المبين سبحانه الذي أظهر الحق للخلق وأبانه لهم على ألسنة رسله وفي كتبه التي أعظمها القرآن الذي وصفه الله بأني (مبين) و (تبيان) وكل هذا الذي يثمر في قلب المؤمن طمأنينة على قيام الحجة في الفطرة وفي الوحي المنزل.
في الأعراف (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف) وفي الصحيحين "إذا قام أحدكم يصلي فإن الله قبل وجهه"، جبلٌ في لحظة يندم وعين حتى اللحظة لم تبك! إن خشوع صلاتك في استشعار معنى أن (الله) بينك وبين قِبلتك. (د. عصام العويد)
إذا رأيت الرجل يتناقض في مواقفه وآرائه فاعلم أنه لا ينطلق من قاعدة صلبة أو رؤية واضحة وإنما يعيش لحظته وتتحكم به الظروف المحيطة. تأمل قوله سبحانه (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) ق) ثم تدبر ما بعدها من آيات تجد عجبًا. (أ. د. ناصر العمر)
ما أعظم أثر التدبر! أحد العلمانيين وباقتراح من أحد العلماء يقرأ القرآن قرآءة تدبرية في ظرف أسبوع فيقرر بعدها التراجع عما كان يحمله من أفكار منحرفة! إنه أسلوب عظيم يمكن سلوكه مه كل من يحمل فكرًا منحرفًا. أليس الله يصفه بأنه هدى وشفاء؟
تدبر عملي: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ (45) البقرة) كان عالم القصيم في وقته الشيخ عمر ابن سليم رحمه الله إذا أصيب بمصيبة فإنه يستعين عليها بكثرة الصلاة وقد يترك التدريس بين العشاءين ويفزع إلى صلاته من المغرب إلى العشاء.
(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (11) النور) هذه الجملة جاءت في أول آية من الآيات التي نزلت في قصة الإفك، الذي يجدد طرحها أهل إفك آخرون هذه الأيام ممن كذبوا القرآن الذي برّأها. وصدق الله (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فكم كان لهذا الحدث من أثر في يقظة الأمة وتبصيرها بحقيقة القوم وغيرها من الحكم. (د. محمد الربيعة).
قال الكاتب والشاعر النصراني أمين تخلة: "كلما قرأت لقرآن قلت لنفسي: ويحك إنجي، فإنك على النصرانية! " إنتهى. وصدق الله إذ يقول (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) القصص)
حقيقٌ بمن منّ الله عليهم بشيء من العلم أن يكونوا أسرع الناس انقيادًا للحق وأبعد الناس عن الباطل، ولهذا شدد الله الذمّ بمخالفة هذين الأمرين على أهل العلم كقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ (44) النساء). (السعدي).
قال عبد الله بن واقد" لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالًا فخورًا وتلا (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء) ولا عاقّا إلا وجدته جبارًا شقيًا وتلا (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) مريم).
مع الأسماء الحسنى (الحسيب) جل جلاله: بمعنى الكافي عبده همومه وغمومه وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين وهو الذي يحفظ أعمال عباده ويحاسبهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشرّ. الحاسب لعباده فرحم الله عبدًا حاسب نفسه قبل أن تُحاسَب وأن تتذكر لحظة يبهت فيها أهل الإجرام حين يوضع الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة!
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[06 Oct 2010, 05:42 م]ـ
بارك الله بك اختي أكثر من رائع
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:06 ص]ـ
ثمة علاقة وثيقة بين المشاريع التخريبية وبين قلوب أصحابها، تأمل (لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (110) التوبة) (د. عمر المقبل)
قال العلامة السعدي" تأملت في تكرار التقوى ثلاث مرات في هذه الآية (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ إِذَا مَا اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّآمَنُواْ ثُمَّ اتَّقَواْ وَّأَحْسَنُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93) المائدة) فوقع لي وجهين ثم أطال في بيانهما بيانًا تحسن مراجعته في "المواهب الربانية"، ص: 100.
(يُتْبَعُ)
(/)
القرآن غيّرني: كنت معجبًا جدًا بالغرب وحضارته وفي يوم من الأيام كانت جدتي معي في سيارتي فأخذت أحدثها عن حضارة الغرب وتقدمهم فتلت عليّ قوله تعالى من سورة الروم (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7)) فأيقنتُ أن لا شيء يعدل الإيمان.
(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ (37) ق) ولم يقل (إستمع) لأن إلقاء السمع أي يرسل سمعه ولا يمسكه وإن لم يقصد السماع، أي تحصل الذكرى لمن له سمع، وهو تعريض بتمثيل المشركين بمن ليس له قلب وبمن لا يلقي سمعه. (إبن عاشور)
قد تسلّف أيادي بيضاء لبعض الناس وتبذل جهدًا محمودًا في سوقها حتى إذا استقرت في أيديهم نظروا إياك جامدين أو ودّعوك بكلمات باردة ثم ولوا عند مدبرين! هل يغضبك هذا المسلك؟ هكذا صنعوا قبلًا مع ربك وربهم فقال (وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) سبأ). (محمد الغزالي)
لو رأيتك رجلًا يقرأ جريدة من أولها إلى آخرها ثم لما فرغ سألتموه ما أخبارها؟ قال لا أدري! لم أحاول أن أتفهم معناها، فما تقولون فيه؟! أما تنكرون عليه؟! فكيف لا تنكرون على من يعكف على المصحف حتى يتم الختمة وقد خرج منها بمثل ما دخل فيها ما فهم من معانيها شيئًا؟! من أين جاءت هذه المصيبة؟ وكيف حُرِمَ المسلمون من قرآنهم وهو بين أيديهم وملء أنظارهم وأسماعهم؟!. (علي الطنطاوي)
(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ (33) يوسف) من احتمل الهوان والأذى في طاعة الله على الكرامة والعز في معصية الله – كما فعل يوسف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين – كانت العاقبة له في الدنيا والآخرة وكل ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا. (إبن تيمية)
مع الأسماء الحسنى (المبين) جل جلاله: الذي أبان لعباده الأدلة في الآفاق وفي الأنفس على وجوده ووحدانيته وهو المبين سبحانه الذي أظهر الحق للخلق وأبانه لهم على ألسنة رسله وفي كتبه التي أعظمها القرآن الذي وصفه الله بأني (مبين) و (تبيان) وكل هذا الذي يثمر في قلب المؤمن طمأنينة على قيام الحجة في الفطرة وفي الوحي المنزل.
في الأعراف (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا (143) الأعراف) وفي الصحيحين "إذا قام أحدكم يصلي فإن الله قبل وجهه"، جبلٌ في لحظة يندم وعين حتى اللحظة لم تبك! إن خشوع صلاتك في استشعار معنى أن (الله) بينك وبين قِبلتك. (د. عصام العويد)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:06 ص]ـ
إذا رأيت الرجل يتناقض في مواقفه وآرائه فاعلم أنه لا ينطلق من قاعدة صلبة أو رؤية واضحة وإنما يعيش لحظته وتتحكم به الظروف المحيطة. تأمل قوله سبحانه (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَّرِيجٍ (5) ق) ثم تدبر ما بعدها من آيات تجد عجبًا. (أ. د. ناصر العمر)
ما أعظم أثر التدبر! أحد العلمانيين وباقتراح من أحد العلماء يقرأ القرآن قرآءة تدبرية في ظرف أسبوع فيقرر بعدها التراجع عما كان يحمله من أفكار منحرفة! إنه أسلوب عظيم يمكن سلوكه مه كل من يحمل فكرًا منحرفًا. أليس الله يصفه بأنه هدى وشفاء؟
تدبر عملي: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ (45) البقرة) كان عالم القصيم في وقته الشيخ عمر ابن سليم رحمه الله إذا أصيب بمصيبة فإنه يستعين عليها بكثرة الصلاة وقد يترك التدريس بين العشاءين ويفزع إلى صلاته من المغرب إلى العشاء.
(لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ (11) النور) هذه الجملة جاءت في أول آية من الآيات التي نزلت في قصة الإفك، الذي يجدد طرحها أهل إفك آخرون هذه الأيام ممن كذبوا القرآن الذي برّأها. وصدق الله (بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ) فكم كان لهذا الحدث من أثر في يقظة الأمة وتبصيرها بحقيقة القوم وغيرها من الحكم. (د. محمد الربيعة).
قال الكاتب والشاعر النصراني أمين تخلة: "كلما قرأت لقرآن قلت لنفسي: ويحك إنجي، فإنك على النصرانية! " إنتهى. وصدق الله إذ يقول (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) القصص)
حقيقٌ بمن منّ الله عليهم بشيء من العلم أن يكونوا أسرع الناس انقيادًا للحق وأبعد الناس عن الباطل، ولهذا شدد الله الذمّ بمخالفة هذين الأمرين على أهل العلم كقوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ (44) النساء). (السعدي).
قال عبد الله بن واقد" لا تجد سيء الملكة إلا وجدته مختالًا فخورًا وتلا (وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (36) النساء) ولا عاقّا إلا وجدته جبارًا شقيًا وتلا (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) مريم).
مع الأسماء الحسنى (الحسيب) جل جلاله: بمعنى الكافي عبده همومه وغمومه وأخص من ذلك أنه الحسيب للمتوكلين وهو الذي يحفظ أعمال عباده ويحاسبهم إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشرّ. الحاسب لعباده فرحم الله عبدًا حاسب نفسه قبل أن تُحاسَب وأن تتذكر لحظة يبهت فيها أهل الإجرام حين يوضع الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[11 Oct 2010, 11:07 ص]ـ
إذا انغلق عليك أمر مشروع أو ترددت به شكّا في عدم قدرتك فاعزم وتوكل (فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين). (أ. د. ناصر العمر)
من أقبح الخلال تعنيف المذنبين والمخطئين بعد اعترافهم وتوبتهم وقد يدعوهم ذلك إلى معاودة الذنب أو الخطأ (فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابًا رحيمًا). (د. محمد الخضيري)
أركان الأخلاق:
1 - حفظ المراتب" كحفظ مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم (لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبي)
2 - مراعاة العواقب: (ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرًا لهم)
3 - تحري المناقب وتجنب المثالب: (ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب)
(د. مصطفى البحياوي)
فهم عميق: يقول سعيد بن جبير: كنت لا أسمع بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت تصديقه في القرآن، فبلغني حديث "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي إلا دخل النار" فجعلت أقول أين مصداقه في كتاب الله؟ حتى وجدت هذه الآية (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده).
(وإذا قرأ القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقههو وفي آذانهم وقرًا وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا) فتدبر ما ذكره أعداء الرسل من نفي فقههم وتكذيبهم تجد بعض ذلك فيمن أعرض عن ذكر الله وعن تدبر كتابه واتبع ما تتلوه الشياطين وما توحيه إلى أوليائهم. (إبن تيمية).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[16 Oct 2010, 06:38 ص]ـ
فيما قصّه الله تعالى في سورة سبأ من شأن داوود وانشغاله بالصناعات عبرة! ذلك أن الفقه في الدنيا جزء من العقل الذي يفقه الآخرة ولن يستطيع نصرة الايمان أبله ولا قاعد! وعندما تحول المسلمون إلى عالم ثالث أو رابع نال منهم خصومهم وأمسوا معرّة لدينهم!! (محمد الغزالي)
(فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) من رضي عمل قوم حُشِر معهم كما حُشِرت امرأة لوط معهم ولم تكن تعمل فاحشة اللواط، فإن ذلك لا يقع من المرأة! لكنها لما رضيت فِعلهم عمّها العذاب معهم. (إبن تيمية)
إذا قارف العبد الذنب ولم يبادر إلى التوبة فلا يأمن أن يسلّط الله عليه الشيطان فيستزلّه ويغويه (إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم. (د. عبد الله السكاكر)
رسالة للدعاة الذين يقبضون ثمن نجاحهم! فسّر عمر وابن عباس رضي الله عنهما سورة النصر بأجل النبي صلى الله عليه وسلم ومن أسرار ذلك والله أعلم أن الانتصار تعقبه غنائم جمّة فحتى لا يتعجّل شيئًا من غنيمة الدنيا المتحققة تلقائيًا - لادّخارها له كاملة يوم القيامة – توفّاه قبل أن يتنعّم بشيء من مكاسب الانتصار الدنيوية. (أ. د. ناصر العمر)
قول الملأ من قوم نوح (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي) ليس بمذمّة ولا عيب، لأن الحق إذا وضح لا يبقى للرأي ولا للفكر مجال، بل لا بد من اتّباع الحق -والحالة هذه- لكل ذي زكاء وذكاء بل لا يفكّر ههنا إلا غبي أو عيي. (إبن كثير).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[27 Oct 2010, 08:30 ص]ـ
القرآن غيرني: كادت الشهوة ترديني الهاوية عياذًا بالله حتى تدبرت قوله تعالى (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131) طه) جعلت أردد وأتدبر (خير وأبقى) فصغرت في عيني الشهوة.
قال تعالى في شأن أصحاب الأعراف (وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ (47)) وفي التعبير (صُرِفَتْ) إشارة إلى أنهم أُجبروا على أن ينظروا إلى أهل النار لأن الهول شديد ومنظر النار فظيع جدًا لا ينظر إليه أحد باختياره، بينما قال في حالهم مع أهل الجنة (وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ (46)). (الشنقيطي)
(ويحرم عليهم الخبائث) رأيت أحد المدخنين عندما أراد الدخول للمسجد وضع علبة الدخان داخل حذائه! فماذا يعني هذا؟ الخبيث ترفضه الفِطَر السليمة. (متدبر)
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر ابن القيم رحمه الله أربع آيات ثم قال عنها "فهذه أربعة مواضع ذكر الله تعالى فيها أنه يجزي المحسن بإحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة" حاول أن تستخرجها من السور التالية: في سورة هود، وفي النحل مرتين وفي الزمر. وسنذكر تحديدها في رسالة الغد إن شاء الله.
الآيات التي ذكر إبن القيم أنها ذكرت أن المحسن يجزى بإحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الآخرة هي: في هود آية 3، في النحل آية 41 و97 وفي الزمر آية 10. اللهم اجعلنا ممن يؤتى أجره مرتين
القرآن غيّرني: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) والله الذي لا إله غيره لقد جرّبت الحالتين فلمست الفرق الذي أثبتته هذه الآية حين نفت التمتثل بين حالة العاصي وحالة المؤمن.
إذا جهل القلب عظمة الربّ تجرأ فخاض ثم انغمس، فافتح لقلبك أبواب المعرفة بربك من حلال: إدامة النظر في كونه وإطالة التدبر في آي كتابه. فبهذا افتتح العليم كتابه في سورة العِلم (إقرأ). (د. عصام العويد)
من أعظم أسباب انحراف بعض الدعاة عن الطريق المستقيم جعل كثرة الأتباع مقياس النجاح والفشل فاتباع الشيطان وحده أكثر من أتباع الأنبياء والمرسلين مجتمعين! تدبر (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) فمن اغترّ بالكثرة واعتبرها مقياسه أصبح تابعًا ومطيعًا لها شاء أم أبى. (أ. د. ناصر العمر)
(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) قال قتادة: أهل رحمة الله أهل الجماعة وإن تفرقت ديارهم وأبدانهم وأهل معصيته أهل فرقة وإن اجتمعت ديارهم وأبدانهم.
القرآن غيّرني: حاولت بعد عدة محاولات الامتثال لقول الحق جل جلاله (إن رحمة الله قريب من المحسنين) فوجدت ما سرّني مع أني لم أحسن إلا بالقليل إلا أن رحمة الله كانت أسبق فسبحانه جلّ في علاه.
(وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون) و (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب) ضع هاتين الجملتين (فاتبعوه) و (ليدبروا آياته) بين قوسين لعل قارئها يستشعر أن هاتين الآيتين هما جواز الداخل إلى أقطار القرآن ويعرف حق القرآن عليه! ووظيفته التي يجب أن يقوم بها نحوه وهي التدبر لمعانيه واتّباعه). (البشير الإبراهيمي)
قال حمزة الكناني: خرّجت حديثًا واحدًا عن النبي صلى الله عليه وسلم من نحو مئتي طريق فداخلني لذلك من الفرح غير قليل وأُعجبت بذلك فرأيت يحيى بن معين في المنام فقلت: يا أبا زكريا خرّجت حديثًا من مئتي طريق! فسكت عني ساعة ثم قال: أخشلا أن تدخل هذه تحت (ألهاكم التكاثر).
ما سرّ تحصيص الناصية بالأخذ دون سائر الجسد في قول هود لقومه (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها)؟ يجيب إبن جرير: لأن العرب كانت تستعمل ذلك فيمن وصفته بالذلة والخضوع فتقول: ما ناصية فلان إلا بيد فلان، أي هو له مطيع يصرفه كيف يشاء. وكانوا إذا أسروا الأسير فأردوا إطلاقه والمنّ عليه جزّوا ناصيته ليعتدوا بذلك عليه فخرَا عند المفاخرة.
القرآن غيّرني: طفلة صغيرة عمرها خمس سنوات ضربها أخوها الذي يكبرها قليلًا وحينما أرادت الأم أن تعاقب ابن فوجئت بصغيرتها تقول لقد سامحته كما فعل يوسف وسامح إخوته! وكانت الأم قد قصّت عليها قصة يوسف قبل ذلك.
*********************
منهج في التربية: جاءت امرأة إلى ابن مسعود فقالت: تنهى عن الواصلة؟ قال: نعم! قالت: فعله بعض نسائك! فقال: ما حفظت وصة العبد الصالح إذن (وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه)
مع الأسماء الحسنى (القريب) جل جلاله فهو قريب من خلقه بعلمه وخبرته وهو قريب من عابديه وسائليه ومجيبيه وهذا القرب يقتضي محبتهم ونصرتهم وحسن ثوابهم فيا عبد الله! هذا ربك القريب وهو الغني (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) فأرِ الله من نفسك خيرًا خصوصًا في هذه الليالي المباركة.
قال تعالى في قصة مريم (يخلق ما يشاء) ولم يقل (يفعل) كما في قصة زكريا بل نصّ ههنا على أنه يخلق لئلا يبقى لمبطل شبهة وأكّد ذلك بقوله (إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون). (إبن كثير).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2010, 08:22 ص]ـ
القرآن غيّرني: حدث بيني وبين أحد سوء تفاهم فأرسل رسالة جوال تحمل إتهامات باطلة وظنونًا سيئة وكلمات مؤلمة فغضبت وكدت أن أدفع الإساءة بمثلها فقرأت قول أحد ابني آدم (لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) فعلمت أن المؤمن يجب أن يجعل خوف الله نصب عينيه ولا تغلبه حظوظ النفس وتأخذه العزة بالإثم فآثرت كظم غيظي والعفو عنه واحسان إليه.
قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب لأن الله تعالى يقول (وإنه لكتاب عزيز). (محمد الراوي)
(إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) ومن لطائف القرآن الاقتصار في الوصف (سريع العقاب) على مؤكِّد واحد وتعزيز وصف (الغفور الرحيم) بمؤكدات ثلاثة وهي: إنّ ولام الابتداء والتوكيد اللفظي لأن الرحيم يؤكد معنى الغفور ليطمئن أهل العمل الصالح إلى مغفرة الله ورحمته وليستدعي أهل الإعراض والصدوف إلى الإقلاع عما هم فيه.
تربية القلب بالقرآن: مرّ الحسين بن علي رضي الله عنهما على مساكين يأكلون فدعوه فأجابهم وأكل معهم وتلا (إنه لا يحب المستكبرين) ثم دعاهم إلى منزله فأطعمهم وأكرمهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[02 Nov 2010, 08:22 ص]ـ
القرآن غيرني: كنت على أحد الأرصفة مع زملائي وصدري أضيق من سم الخياط! فأتى أحد الدعاة لا أعرفه من قبل فوعظنا وقرأ قوله تعالى (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا من أصحاب السعير) فتأملتها ووقفت معها كثيرًا وكانت سبب رجوعي إلى الله.
قال ابن تيمية: "وصف الله أهل الفواحش –الذين لا يغضون أبصارهم ولا يحفظون فروجهم – بخمسة عشر وصفًا: السكرة والعمه والجهالة وعدم العقل وعدم الرشد والبغض وطمس الأبصار والخبث والفسوق والعدوان والإسراف والسوء والفحش والفساد والإجرام .. "أ. ه. ثم ذكر الآيات. أليس وصف واحد من هذه الأوصافكاف في البعد عنها؟
"شيبتني هود وأخواتها"! عهدنا شيوخنا وهم يقرأون سورة هود لهم وضع آخلا، المساجد تمتلئ وهم لا يسمعون الصوت بدون مكبرات لكن يسمعون البكاء والتأثر، والله المستعان. (د. عبد الكريم الخضير)
منهج القرآن في التفاؤل الذاتي في نفوس المؤمنين – مهما كانت الظروف والأحوال المحيطة به – يؤسس حصانة متينة دون التردي في الهزيمة النفسية وآثارها السلبية على الفرد والأمة، والآيات في ذلك متعددة متواترة، تدبر – مثلًا – (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جكعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا) الآيات، ثم انظر كيف كانت النتيجة! (أ. د. ناصر العمر)
ـ[أم أبيّ]ــــــــ[02 Nov 2010, 03:38 م]ـ
ا (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جكعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا)
جزيتي الجنة أختي ليتك تصححي خطأ الآية
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Nov 2010, 12:12 م]ـ
شكر الله لك أختي الكريمة أم أبي على التنبيه للخطأ لكنه للأسف فات أوان التعديل عندي لذا أرجو من أحد المشرفين الأفاضل إن مر بهذه المشاركة أن يصحح الخطأ غير المقصود.
بارك الله بك
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Nov 2010, 12:12 م]ـ
القرآن غيّرني: حدث بيني وبين أحد سوء تفاهم فأرسل رسالة جوال تحمل إتهامات باطلة وظنونًا سيئة وكلمات مؤلمة فغضبت وكدت أن أدفع الإساءة بمثلها فقرأت قول أحد ابني آدم (لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك) فعلمت أن المؤمن يجب أن يجعل خوف الله نصب عينيه ولا تغلبه حظوظ النفس وتأخذه العزة بالإثم فآثرت كظم غيظي والعفو عنه واحسان إليه.
قد تمر أوقات تنهزم فيها الأمة وتضعف لكن لا يمكن أن تمر لحظة واحدة ينهزم فيها هذا الكتاب لأن الله تعالى يقول (وإنه لكتاب عزيز). (محمد الراوي)
(إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم) ومن لطائف القرآن الاقتصار في الوصف (سريع العقاب) على مؤكِّد واحد وتعزيز وصف (الغفور الرحيم) بمؤكدات ثلاثة وهي: إنّ ولام الابتداء والتوكيد اللفظي لأن الرحيم يؤكد معنى الغفور ليطمئن أهل العمل الصالح إلى مغفرة الله ورحمته وليستدعي أهل الإعراض والصدوف إلى الإقلاع عما هم فيه.
تربية القلب بالقرآن: مرّ الحسين بن علي رضي الله عنهما على مساكين يأكلون فدعوه فأجابهم وأكل معهم وتلا (إنه لا يحب المستكبرين) ثم دعاهم إلى منزله فأطعمهم وأكرمهم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Nov 2010, 12:32 م]ـ
تدبّر هذه الآية (فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا) ثم تأمل الجدل الإعلامي حول أشخاص أشربوا الفتنة وأركسوا فيها، تدرك مدى البعد عن هدى القرآن ودلالته وتنزيل واقع الناس عليه. (أ. د. ناصر العمر)
عن أنس أن ثابتًا قال له: إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم، فقال: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، فأعاد عليه! فقال: تريدون أن أشقق لكم الأمور؟! إذا آتاكم الله في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ووقاكم عذاب النار فقد آتاكم الخير كله. (الدر المنثور).
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[04 Dec 2010, 07:00 ص]ـ
القرآن غيّرني: عالجت مشكلة ضعف الخشوع في صلاتي بتذكر هذه الآية (وعُرضوا على ربك صفّا) فكلما تذكرت الوقوف بين يدي الله والعرض عليه -وأنا أصلّي- زاد خشوعي حينها، لأن صفة العرض في الصلاة تشبه صفة العرض يوم القيامة.
بخل عريض، فاحذر! (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) قد تؤولت في البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه، وهي تعمّ البخل بكل ما ينفع في الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك (إبن تيمية).
(وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال) فيها فضل البكور والمبادرة بالعمل من أول النهار، وفيها العناية بتوديع الأهل عند الخروج للسفر وفيها إيثار حق الله على حق من سواه فإن العبد يخرج من أحب الناس إليه إلى شيء تكرهه النفوس، تقديمًا لما يحبه الله على ما تحبه نفوسهم. (د. محمد الخضيري)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:01 م]ـ
إنتبه قبل أن يموت قلبك! قال الحسن البصري في قوله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) الذنب على الذنب حتى يعمى القلب فيموت. (تفسير الطبري)
إذا رأيت الإنسان على باطل ويتحدث عن ماضيه وحاضره بلغة المعجب والمفتخر وكأنه مُحسن فاعلم أنه ممن احتوشته الشياطين. قال تعالى (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم). (تفسير ابن كثير).
ما أسفه من ركب المفازة! فإن رأى طريقًا مستقيمًا أعرض عنه وتركه وإن رأى معتسفًا مرديًا أخذ فيه وسلكه، وفاعل نحو ذلك في دينه أسفه، قال تعالى (وإن يروا سبيل الرشد يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا) (الزمخشري)
قال قتادة: يقال: خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض)، (تفسير الطبري)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفي صلاح الدين]ــــــــ[06 Dec 2010, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعلني وإياك وأهل هذا الملتقي جميعا ممن تأثروا بالقرآن فكانوا من أهل ربهم وخاصته.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:48 ص]ـ
سباق من نوع آخر: السابق إلى ربه حري بأن يرضى الله عنه، تأمل (وعجلت إليك رب لترضى) فإذا قرنت هذه الآية مع قوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح "سبق المفرّدون" ثم فسرهم بأنهم الذاكرون الله كثيرا والذاكرات تحصل لك أن أسبق الناس إلى الله هم الذاكرون الله كثيرًا ومن كان كذلك رضي الله عنه. (د. محمد القحطاني)
(وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج) تأمل كيف بيّن شدة الاختلاف والتباين بين البحرين ثم صرف أنظارنا إلى أجمل وأفضل ما فيها (ومن كل تأكلون لحمًا طريا) فلو أننا ركزنا على الوجه المشرق لما نعايشه في حياتنا واستثمرنا ذلك بإيجابية وواقعية لاختلفت نظرتنا للحياة مهما كانت الظروف المحيطة بنا. (أ. د. ناصر العمر)
نشر أحد المواقع الإلكترونية خبرًأ مفاده أن فليبينيًا أشهر إسلامه بعد أن تدبر معاني القرآن في أحد كتب الترجمة عثر عليه مصادفة داخل سكن أحد اصدقائه في مدينة الرياض. تعليق: اهتدى هذا الأخ بسبب تدبر المعاني فكيف بمن يمنّ الله عليه بذوق معاني الألفاظ؟ ومعرفة المعاني دون ترجمة؟!!
هو حديث يتكرر عن عام مضى وقدوم آخر، لكن انظر إلى بعض طرق القرآن وهو يربي أهله حين يتحدث عن الزمن (أولم يعمركم ما يتذكر فيه من تذكر)؟! يا له من سؤال! ويا لحسرة المفرّطين!. (د. عمر المقبل)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[14 Dec 2010, 08:48 ص]ـ
كل حكاية وقعت في القرآن فلا يخلو أن يقع قبلها أو بعدها – وهو الأكثر- ردّ لها أو لا، فإن وقع رد فلا إشكال في بطلان ذلك المحكي وكذبه وإن لم يقع معها رد فذلك دليل ثحة المحكي وصدقه. ومن قرأ القرآن وأحضره في ذهنه عرف هذا بيسر. (الشاطبي)
(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) نحن لا نخشى ضياع القرآن فإن الله تكفل بحفظه وإنما نخشى إعراض المسلمين عن تلاوته وجههلهم لما اشتمل عليه من أصول وحقائق وآداب. (محمد الخضر حسين)
إن القلب المقفر من الإخلاص لا ينبت قبولًا كالحجر المكسو بالتراب لا يخرج زرعًا (فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا). (محمد الغزالي)
قبل أن تخرج إلى الاستسقاء تدبر هذه الآية: (ادعوا ربكم تضرعًا وخفية إنه لا يحب المعتدين). أتدري ما الحكمة من التنصيص على هاتين الحالين: التضرع والخفية؟ لأن المقصود من الدعاء أن يشاهد العبد حاجته وعجزه وفقره لربه ذي القدرة الباهرة والرحمة الواسعة وإذا حصل له ذلك فلا بد من صونه عن الرياء وذلك بالاختفاء وتوصلًا للإخلاص والله أعلم. (القاسمي)
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) وفي قوله (وهو شهيد) إشارة إلى أن مجرد الإصغاء لا يفيد ما لم يكن المصغي حاضرًا بفطنته وذهنه وفي الآية ترتيب حسن لأنه إن كان ذا قلب ذكي يستخرج المعاني بتدبره وفكره فذاك وإلا فلا بد أن يكون مستمعًأ مصغيًا إلى كلام المنذِر ليحصل له التذكير. (النيسابوري).
القرآن غيرني: في ظل التقلبات والاضطرابات العالمية والإقليمية ما قرأت هذه الآية إلا أضافت إلى نفسي نوعًأ من الاطمئنان وهي قول الحق تعالى (ولله جنود السموات والأرض).
أرض وقلب: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا) فشبه سبحانه الوحي الذي أنزله من السماء على القلوب بالماء الذي أنزله على الأرض بحصول الحياة بهذا وهذا. فالمؤمن إذا سمع القرآن وعقله وتدبره بان أثره عليه فشبه بالبلد الطيب الذي يمرع ويخصب ويحسن أثر المطر عليه قينبت من كل زوج كريم والمُعرِض عن الوحي عكسه. (إبن القيم)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Dec 2010, 12:30 م]ـ
(وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا) ولما مات صلى الله عليه وسلم زار أبو بكر وعمر أم أيمن رضي الله عنها فوجداها تبكي فقالا: ألا تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله؟ قالت بلى ولكني أبكي لانقطاع الوحي من السماء!! فتأمل جوابها العجيب ثم انظر كم في المسلمين من تمر عليه الأيام والأشهر دون أن يتأثر قلبه لعدم اتصاله بهذا الوحي! فضلًا عن أن يبكي. (د. عمر المقبل)
النجاة والنصر بين (لا) و (كلا): لما خاف موسى من أعدائه المخالفين قال له رب (لا تخافا إنني معكما) ولما قال بعض أصحابه (إنا لمدركون) قال (كلا إن معي ربي سيهدين) فلا نجاة ولا نضر إلا بقول (لا) للأعداء وبقول (كلا) لمن ضعف إيمانهم أو أصابتهم حمى التخذيل. فالمخذلون أحيانًا قد يؤثرون أكثر من الأعداء! فتأمل هذا ثم اقرنه بحديث: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم" تعرف الطريق. (أ. د. محمد القحطاني)
(فإن طبن لكم عن شيء من نفسًا فكلوه هنيئًا مريئًا) لو تدبر هذه الآية أولئك الذين يأخذون أموال الضعفة ممن تحت أيديهم وبدون طيبة أنفس منهم –وإن أذنوا ظاهرًا- لعلموا أنهم ربما أكلوه غصّة فأعقبهم وبالًا. (أ. د. ناصر العمر)
(إن في ذلك لآية لقوم يسمعون) أي سماع تدبر وإنصاف ونظر لأن سماع القلوب هو النافع لا سماع الآذان. فمن سمع آيات القرآن بقلبه وتدبرها وتفكّر فيها انتفع، ومن لم يسمع بقلبه فكأنه أصم لم يسمع فلم ينتفع بالآيات. (الخطيب الشربيني).
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[23 Dec 2010, 12:31 م]ـ
أول ما يبدأ الإنسان بالمعصية يقدم عليها غالبًا مترددًا خائفًا وجِلًا حتى يستمرئها ثم يهرول إليها هرولة، تدبر (وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات). (أ. د. ناصر العمر)
القرآن غيّرني: آية تستوقفني كثيرًا (أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) يا له من مشهد فظيع من مشاهد المعذبين في جهنم! الأيدي مغلولة فلا يتهيأ له أن يتقي النار إلا بوجهه! إنه مشهد يكفي لردع العاصي عن معصيته لو تخيل أنه ربما يقع له.
الغدر ينزع الثقة ويثير الفوضى ويمزق الأواصر ويرد الأقوياء ضعافًا واهنين (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا) (محمد الغزالي)
تهديد للرجال! (إن الله كان عليًا كبيرًا) هكذا ختمت آية النشوز، التي تهدد الرجال من ظلم نسائهم فإنهن إن ضعفن عن دفع ظلمكم وعجزن عن الإنصاف منكم فالله عليٌ كبير قادر ينتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن فلا تغتروا بكونكم أعلى يدًا منهن وأكبر درجة منهن فإن الله أعلى منكم وأقدر منكم عليهن، فختم الآية بهذين الإسمين فيه تمام المناسبة. (القاسمي).
قال ابن عباس: كان في نفسي شيء من صلاة الضحى حتى وجدتها في القرآن (يسبحن بالعشي والإشراق).
تعليق: وهذا محمول على أن ابن عباس لم تبلغه أحديث صلاة الضحى.
القرآن غيّرني: عندما أسمع أو أقرأ هاتين الآيتين (إنهم كانوا يسارعون في الخيرات) و (السابقون السابقون أولئك المقربون في جنات النعيم) أتساءل: كم سبقنا إلى الرحمن من سابق وتعب في مجاهدته نفسه ولكنه الآن صار من المقربين؟! فأعود إلأى نفسي وأحتقرها إذا تذكرت شديد تقصيرها وأقول يا ترى أين أنا؟!
(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا) فقاس من حمله – سبحانه – كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه ثم خالف ذلك ولم يحمله إلا عن ظهر قلب فقراءته بغير تدبر ولا تفهّم ولا اتّباع ولا تحكيمله وعمل بموجبه كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فسها وحظّه منها حملها على ظهره ليس إلّا. (إبن القيم)
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[26 Dec 2010, 10:22 ص]ـ
حين تغيّر آية مجرى حياة: عن أبي نضرة قال: قرأت هذه الآية في سورة النحل (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام) فلم أزل أخاف الفُتيا إلى يومي هذا. (تفسير إبن حاتم)
(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) فإن المعٌرِض عن القرآن إما أن يُعرِض عنه كِبْرًا فجزاؤه أن يقصمه الله أو طلبًا للهدى من غيره فجزاؤه أن يضلّه الله وشاهده حديث عليّ رضي الله عنه: من تركه من جبّار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضلّه الله". (إبن القيّم)
قضية وثائق ويكيلكس مهما كانت دوافعها وأسبابها ومصداقيتها لا تخرج عن سنن الله الماضية التي سطّرها القرآن (قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنيانهم من القواعد) (ولا يزال الذين ظلموا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبًا من دارهم) (وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا) (وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر). (أ. د. محمد البشير)
القرآن غيّرني: كلما قرأت هذه الآية (فريق في الجنة وفريق في السعير) أو سمعتها أو ذكرتها أحس قلبي يتقطع إذ لا أعلم من أي الفريقين سأكون؟ أسأل الله أن يجعلنا من الذين (لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
من أخذ بالعدل كان حريّا بالهداية لمفهوم المخالفة في قوله تعالى (والله لا يهدي القوم الظالمين) فإذا كان الظالم لا يهديه الله فصاحب العدل حريٌ بأن يهديه الله عز وجل فإن الإنسان الذي يريد الحق ويتبع الحق والحق هو العدل غالبًا يُهدى ويوفّق للهداية. (ابن عثيمين)(/)
السر والسرور والسرير
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Sep 2007, 02:29 ص]ـ
السر والسرور والسرير
اللغة العربية لغة ثرية واسعة ومشتقاتها كثيرة ومتشابهة، من ذلك (السر) يشتق منه (السرور)، ومن السرور يشتق (السرير) وهكذا نجد أن أصل الكلمة ثلاثة حروف هي (س ر ر).
وقد ورد السرّ فى القرآن على أَوجه:
الأَوّل: بمعنى النكاح: {لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً}، أَى نكاحاً.
الثَّاني: بمعنى ضِدّ العلانيّة: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} ومعناه أَنَّ السّر ما تُكلّم به فى خفاء، وأَخفى منه ما أُضمر: {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}. وله نظائر.
والسّرور مأخوذ من السِّرِّ؛ لأَنَّ المراد: ما ينكتم من الفرح.
وقد ورد فى القرآن على أَوجه:
الأَوّل: {صَفْرَآءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ}.
الثَّاني: سرور أَهل الدنيا بدنياهم: {إِنَّهُ كَانَ فِي? أَهْلِهِ مَسْرُوراً}.
الثالث: سرور المطيعين بنعيم الْعُقْبى: {وَيَنقَلِبُ إِلَى? أَهْلِهِ مَسْرُوراً}. وفيه تنبيه على أَنَّ سرور الآخرة يُضادّ سرور الدّنيا.
الرابع: سرور النجاة من المِحْنَة والبلوَى: {قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّآءُ وَالسَّرَّآءُ}.
والسرير: الَّذى يُجلس عليه، مأَخوذ من السّرور؛ إِذ كان ذلك لأُولى النَعْمة، وجمعه: أَسِرَّة وسُرُر. إِلاَّ أَنَّ بعضهم يستثقل اجتماع الضَّمّتين مع التضعيف، فيردّ الأُولى منهما إِلى الفتح لخفَّته فيقول: سُرَر، وكذلك ما أَشبهه من الجمع؛ مثل ذليل وذُلَل.
قال الله تعالى: {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ}.
قال الشاعر:
أَتذكر إِذ لباسُك جلدُ شاةٍ * * * وإِذا نعلاكَ من جلد البعيرِ
فسبحان الذى أَعطاك مُلكاً * * * وعَلَّمك الجلوسَ على السّرير
وقد ورد السّرير فى القرآن على وجوه:
الأَوّل: التُّخْوت المصطفّة: {مُتَّكِئِينَ عَلَى? سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ}.
الثَّاني: تخوت عليها ثياب منسوجة بالذهب: {عَلَى? سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ}.
الثالث: تُخوت معلاَّة في الهواءِ: {فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ}.
الرابع: أماكن الأَولياءِ العالية: {إِخْوَاناً عَلَى? سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}.
الخامس: قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ. وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ}.(/)
نموذج مهم في كيفية ترتيب وتقييد فوائد الملتقى على جهازك
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Sep 2007, 04:01 ص]ـ
إنه كنز ثمين .. نعم كنز!! لكن من نوع آخر
ملتقى أهل التفسبر
ما أكثر الفوائد في هذا الملتقى .. فوائد لا تقدر بثمن .. صنعها رجال ونساء من شتى أقطار العالم الإسلامي
] كم هي الفوائد التي استوقفتنا .. بهرت عقولنا .. ذكرنا الله عند قراءتنا لها ثم حمدناه
فلك اللهم الحمد أولاً وآخراً
كم مرة أردت أن تلقي فائدة على أصحابك لكنك لم تكملها فقد نسيتها .. ذهبت لتبحث عنها .. بعد ساعات وجدتها
بل أحياناً لم تجدها
يقول الشاعر:
العلم صيد والكتابة قيده +++ قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة +++ وتتركها بين الخلائق طالقة
من هنا أردت أن أضع نموذج لتقييد الفوائد من هذا الملتقى أسأل الله أن ينفع به (وهو في الملف المرفق)
وحول هذه الفوائد أضع بعض الملاحظات
1 - قراءة هذه الفوائد من فترة لإخرى
2 - الاختيار منها لأن بعضها قد يكون كتب في فترة متقدمة فيكون من المعلومات الجديدة وهو الآن معلومة ثابتة مستقرة لديك
3 - من الأفضل طباعتها وجمعها في دوسيه خاص
4 - هذه الطريقة تحفظ لك العلم وتساعد في الرجوع السريع للفوائد
ملحوظة:
1 - حاولت أن أضع صورة مباشرة للملف لكن لم أستطع .. وأتمنى لمن يعرف أن يضعها لتتضح الفكرة أكثر
2 - لكل طريقته في حفظ الفوائد وأقصد فوائد الإنترنت فأتمنى لمن عنده فكرة أن يتحفنا بها .. والله من وراء القصد
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Sep 2007, 09:20 ص]ـ
بسم الله ...
بارك الرحمن جهودكم أستاذنا الفاضل ...
فهذه فكرة طيبة!!
جزاكم الرحمن صالحة.
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Sep 2007, 10:25 م]ـ
هذه إضافة
إذا لم تستطع طباعة الأوراق فلا أقل من حفظها على جهازك في ملف خاص
وهذه طريقة مميزة لحفظ صفحات الإنترنت بشكل رائع بعكس الطريقة التقليدية التي يعرفها
أغلبنا ورغم أن المسافة قريبة جداً بين الطريقتين إلا أن الكثير منا يجهلها
والطريقة التقليدية لمن لا يعرفها هي:
بأن تحفظ الصفحة عن طريق حفظ بإسم ثم نضغط حفظ وسوف نجد أن الصفحة حفظت على الجهاز
وسنرى بأن الملفات في مجلد مستقل وهي الصور وغيرها ولو فقد الملف لن تظهر الصفحة بشكل جيد وبعد حفظ عدد
من الصفحات ستجد أن المجلد الذي تحفظ فيه الصفحات أصبح أشبه بالفوضى لكثرة الصفحات والمجلدات ولكن الطريقة
الرائعة التي سوف تتعرفون عليها الآن ستجعلكم أكثر راحة وانشراحاً
عندما تدخلون لمجلد حفظ الصفحات لشكلها المنظم والمرتب جداً.
والطريقة لا تبعد كثيراً عن الأولى ويكمن الفرق في تغيير امتداد حفظ الصفحة حيث
عليك أن تغيره من htm , html إلى نظام
الأرشفة mht
web archive من حفظ كنوع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 07:38 ص]ـ
أحسنتَ أخي الكريم صالح.
أحسنَ اللهُ إليك، فكرة جميلة في الحفظ والأرشفة للصفحات.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[19 Sep 2007, 04:00 م]ـ
فكرة جميلة، وكم نحن بحاجة إلى تقييد الفوائد وتنظيمها، إذ كم من فائدة نذكر انها مرة علينا لكن لا نستطيع الوصول إليها بسبب عدم التقييد أو عدم التنظيم، وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[20 Sep 2007, 12:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه بعض الدرر اللتي كنت قد جمعتها من الملتقى المبارك و الكثير منها لايزال متفرق هنا و هناك سأحاول جمعها إن شاء الله
و السلام عليكم
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[20 Sep 2007, 01:28 م]ـ
فائدة جميلة
ومن واقع تجربة خاصة أذكر طريقتي في التعامل مع الملتقى منذ أن افتتح عام 1423 وحتى الآن, وذلك أني جعلت مجلداً خاصاً في محرك الأقراص الآخر ( D) وأسميته (التفسير) , ثم صنفت داخله مجلدات تحتوى كافة موضوعات هذا العلم, وجعلتها كما يأتي:
- أصول التفسير.
- التفسير.
- علوم القرآن.
- التجويد وعلم الأداء.
- القراءات والقراء.
- رسم المصحف وضبطه.
- الملتقى (وفيه ماعدا الموضوعات السابقة من موضوعات الملتقى).
وكلما رأيت موضوعاً جديداً في الملتقى حفظته في مجلده الخاص منها, وليس عليك بعد ذلك عند أي مسألة في هذا العلم إلا أن تبحث عنها في هذا المجلد, وما أكثر ما انتفعت بهذا التصنيف ولله الحمد.
ـ[أبوعامر]ــــــــ[21 Sep 2007, 06:45 ص]ـ
هذا برنامج لطيف يساعد على حفظ الفوائد العلمية بشكل منظم
للتحميل:
http://www.dorar.net/files/mok2000.zip
تقبل طاعتكم
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[30 Sep 2007, 09:19 م]ـ
ما شاءَ الله .. جزاكم الله خيرًا
للرفع ..
(سبحان الله وبحمدِه .. سبحان الله العظيم)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 09:56 ص]ـ
الطريقة التي سلكها الأخ أبو أميرة ممتازة ولكن كيف يمكن تطبيقها؟
وطريقة أبي بيان كذلك فيها فوائد. جزاكم الله خيراً جميعاً.
وشكراً للأخ أبي عامر البرنامج الذي دلنا عليه ولعلي أجربه إن شاء الله.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[18 Oct 2007, 07:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقوم في الوقت الحالي بجمع المجموعة الثانية من درر من ملتقى أهل التفسير وبعد ذلك أقوم بإدخالها إلى برنامج المكتبة الشاملة ثم أخرجها في شكل كتاب إلكتروني يقرأ بواسطة قارئ كتب الشاملة viewer
وإن يسر الله فسأقوم بإخراج كل فرع من فروع الملتقى في كتاب إلكتروني مستقل لتسهيل الرجوع إليه عند الحاجة(/)
رسول من عند الله
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[18 Sep 2007, 04:12 م]ـ
فى الآية 100 من سورة البقرة فال تعالى " .... رسول من عند الله مصدق لما معهم .. "فما دلالة -من عند -وما الفرق بينها وبين من فى قوله تعالى فى سورة البينة "رسول من الله يتلو صحفا مطهرة "؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[23 Sep 2007, 12:24 ص]ـ
" ولما جاءهم رسول من عند الله "هل النبى صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله أم رسول من الله كما جاء فى سورة البينة " رسول من الله "
" من عند " فلم ترد إلا فى هذه.فما معنى العندية فيها وهل يمكن أن يقال أن الرسول فى الآية هو القرآن كما فى آية آل عمران " والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا ... :" فالذى من عند ربنا هو القرآن(/)
ماهي آثار الواحدي المطبوعة والمخطوطة؟
ـ[العنزي]ــــــــ[18 Sep 2007, 11:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أبارك للأخوة الأفاضل بشهر الخير والبركة
وبعد: أود الإجابة على هذا السؤال:
ماهي آثار الواحدي المخطوطة و المطبوعة وما أفضل طبعاتها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Sep 2007, 08:00 ص]ـ
آثار الواحدي المطبوعة:
1 - أسباب نزول القرآن. وله طبعتان جيدتان، طبعة السيد أحمد صقر، وطبعة الدكتور ماهر الفحل التي صدرت مؤخراً عن دار الميمان هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4101) .
2- الوجيز في التفسير. طبع في دار القلم في مجلدين، بتحقيق صفوان داوودي.
3 - الوسيط في التفسير. طبع كاملاً في أربعة مجلدات في دار الكتب العلمية بتحقيق عدد من الباحثين، وهو تحقيق جيد. وطبع بعض أجزائه في وزارة الشؤون الإسلامية المصرية.
4 - البسيط في التفسير، تحت الطباعة الآن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولم يطبع من قبل.
5 - شرح ديوان المتنبي، وأفضل طبعاته هي طبعة دار الرائد اللبنانية في خمسة مجلدات.
6 - كتاب الأمثال. طبع بتحقيق عفيف عبدالرحمن منسوباً للواحدي، وقد شكك الباحثون في نسبته للواحدي.
أما كتبه التي ذكرت في ترجمته ولم توجد بعدُ فهي كثيرة ذكرها المحققون لكتبه، إن كان يمكنك مراجعتها وإلا ذكرتُها لك.
ـ[العنزي]ــــــــ[20 Sep 2007, 09:55 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخنا على الإفادة والكتب التي ذكرها المحققون يمكنني مراجعتها.
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[28 Sep 2007, 04:24 ص]ـ
رفع الله قدركم يا شيخ عبد الرحمن
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[11 Jan 2008, 04:38 م]ـ
البسيط في التفسير، تحت الطباعة الآن في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ولم يطبع من قبل
هل طُبع الآن؟
الأمر ضروري
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Jan 2008, 04:57 م]ـ
لم يخرج بعدُ وهو في مراحله النهائية أخي الكريم ابن ماجد، وذلك لكبر حجمه حيث سيخرج في 25 مجلداً.
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[11 Jan 2008, 04:59 م]ـ
شكر الله لك
إذن سأًقيد ذلك في بحثي الذي أكتبه
ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[12 Jan 2008, 09:07 م]ـ
يسر الله لك، وإذا كنت تريد شيئاً من مقدمتي لأسباب نزول القرآن للواحدي أرسله لك في ملف مرفق.
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[12 Jan 2008, 09:12 م]ـ
يسر الله لك، وإذا كنت تريد شيئاً من مقدمتي لأسباب نزول القرآن للواحدي أرسله لك في ملف مرفق.
نعم أريد
أثقل الله موازين حسناتك، وجزاك خيرًا
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[13 Aug 2008, 04:56 م]ـ
ما هي آخر أخبار البسيط فقد مضى وقت كثير على مراحله النهائية وأخشى ان تكون نهائية
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Aug 2008, 05:17 م]ـ
أمر الطباعة والنشر لا يمكن التنبؤ به أبداً والمواعيد فيه (عرقوبية) بل أشد، وأظن عرقوباً كان وفياً لو وازنته بهم. ولذلك لم أعد أسأل عنه، والمرحلة التي وصلها أنه انتهى من المراجعة والصف والفهرسة ولم يبق إلا طباعته وتجليده وهي من مسؤليات مطابع جامعة الإمام وأرجو ألا يطول بإذن الله مع مراعاة حجم الكتاب يا أبا صفوت.
بالمناسبة فقد طبع مؤخراً كتاب للواحدي نسيت عنوانه بدقة لعلي ألحقه إن شاء الله.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[14 Aug 2008, 04:16 ص]ـ
لعله كتاب الدعوات والفصول، بتحقيق الدكتور عادل الفريجات، يادكتور عبد الرحمن ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2008, 05:39 ص]ـ
نعم هو ذاك بارك الله فيك.
ـ[د. عبد الله الجيوسي]ــــــــ[14 Aug 2008, 03:41 م]ـ
بارك الله فيك ياأبا عبد الله، وهنا أزيد في بيان تفاصيل الطبعات مما توافر عندي، عل السائل يفيد منها، تفصيلها في الآتي:
توجد طبعات أخرى
أسباب النزول / تأليف الواحدي؛ تحقيق أيمن شعبان. - ط. 1. - القاهرة، مصر: دار الحديث، [1995]. - 411 ص. (دار الحديث - القاهرة -
وأخرى تعليق مصطفى البغا. - ط. 2. - دمشق، سوريا: دار ابن كثير، 1993. - 390 ص. (دار ابن كثير - دمشق
وثالثة أسباب نزول القرآن / تأليف أبو الحسن الواحدي؛ تحقيق كمال زغلول. - ط. 1. - بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية، 1991. - 568 ص. (دار الكتب العلمية / ب - بيروت
(يُتْبَعُ)
(/)
أسباب النزول، للواحدي، تحقيق: عصام بن عبد المحسن. دار الإصلاح، الطبعة الأولى، 1411هـ.
وهناك طبعة قديمة غير التي أشار إليها فضيلة المشرف:
1389هجري/ 1969م……دار الكتاب الجديد…574ص……القاهرة…تحقيق السيد احمد صقر
وهناك طبعة
أسباب النزول للواحدي وبهامشها الناسخ والمنسوخ لهبة الله بن سلامة: 48 ط عالم الكتب - بيروت.
أما الوسيط في تفسير القرآن المجيد / تأليف الواحدي النيسابوري؛ تحقيق عادل عبد الموجود ... [وآخرون]. - ط. 1. - بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية، 1994. - 4ج. (دار الكتب العلمية / ب - بيروت
أسباب نزول القرآن / أبو الحسن علي بن الواحدي 487 هـ/ ط. الثانية 1404هـ/ دار القبلة.
أما الوسيط:
الوسيط في تفسير القرآن المجيد / تأليف الواحدي النيسابوري؛ تحقيق عادل عبد الموجود ... [وآخرون]. - ط. 1. - بيروت، لبنان: دار الكتب العلمية، 1994. - 4ج. (دار الكتب العلمية / ب - بيروت.
الوسيط في تفسير القرآن المجيد…النيسابوري ,'أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي ; تحقيق عادل أحمد عبدالموجود ... وآخرون…1994 "دار الكتب
وأخرى عام 1415هجري/1995م.
وأما تفصيل طبعات الوجيز:
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز…الواحدي , أبي الحسن علي بن أحمد / داوودي , صفوان عدنان…1995…قرآن - تفاسير …دار القلم…2
* الوجيز: للواحدي. تحقيق: صفوان الداوودي. ط (1): 1415هـ. دار القلم: دمشق. الدار الشاميّة: بيروت.
وأما شرح ديوان المتنبي المعروف المشهور بشرح الواحدي باعتناء عبد الحسين حسام الدين وفيه ترجمة المتنبي نقلا عن ابن خلكان - طبع حجر بمبئ 1271 ص
ديوان أبي الطيب المتنبي بشرح الواحدي اعتنى بنشره الاستاذ فريدريخ ديتريشي (2) برلين 61/ 1858 وله مقدمة باللغة اللاتينية وفهارس واسعة هذا ديوان امام الفضلاء أبو الطيب المتنبي وعلى هامشه شروح باعتناء مولوي جلال الدين طبع حجر بمبئ 1289 ص 296 و 1310 ص
قال صاحب كشف الظنون: وسنذ كر ما وجدنا على ديوان المتنبي من الشروح.
فأجلها نفعا واكثرهما فائدة شرح الامام أبي الحسن علي بن احمد الواحدي المتوفى سنة 468 - ليس في شروحه مع كثرتها مثله اه.
وذكر له السيوطي في الطبقات غير التصانيف المذكورة
المغازي و الإعراب عن الإعراب و شرح الأسماء الحسنى و نفي التحريف عن القرآن الشريف
وزاد السبكي في طبقات الشافعية على ماتقدم
له كتاب تفسير النبي (صلى الله عليه وسلم).(/)
سؤال عن كتاب حول تفسير القرطبي
ـ[أبو جواد]ــــــــ[19 Sep 2007, 07:12 ص]ـ
تحية طيبة أيها الإخوة، وشهر مبارك
أين أجد كتاب "القرطبي المفسر وكتابه الجامع" للشيخ الفاضل الدكتور الصادق الغرياني في مكتبات السعودية أو على النت؟
بوركتم ..
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Sep 2007, 01:20 م]ـ
حتى يجيب من رأى الكتاب المشار إليه أدلك عل كتاب القرطبي ومنهجه في التفسير للأستاذ الدكتور القصبي محمود زلط نائب رئيس جامعة الأزهر سابقا، ولا أدري مكانه هنا في مكتبات المملكة. مع تحياتي(/)
هل جنة المأوى ...... ؟
ـ[الوداع]ــــــــ[19 Sep 2007, 11:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نرجوا الإفادة
هل جنة المأوى وجنة الخلد، هي من اسماء درجات الجنان كا لفردوس، أم هي تطلق على الجنه وصف لحال من يدخل
الجنة ..
وجزاكم الله عنا كل خير .......
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Sep 2007, 02:19 ص]ـ
ورد فى البحر المحيط:قال الحسن: هي الجنة التي وعدها الله المؤمنين. وقال ابن عباس: بخلاف عنه؛ وقتادة: هي جنة تأوي إليها أرواح الشهداء، وليست بالتي وعد المتقون
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[16 Nov 2007, 09:23 م]ـ
ذكر الشيخ خالد السبت أن هذه الأسماء (المأوى - عدن - الخلد .. ) تصلح أن تكون أوصافا للجنة، كما تصلح أن تكون أسماء لدرجات ومنازل معينة فيها، فهي مثل كلمة (ويل) تأتي بمعنى: (هلاك) كما أنه اسم لوادٍ في جهنم.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[20 Nov 2007, 10:47 ص]ـ
قال تعالى في سورة النجم (عندها جنة الماوى) فهي من الجنان كما صرح القران الكريم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Nov 2007, 01:29 م]ـ
جاء في كتاب:
ثمار القلوب في المضاف والمنسوب؛ للثعالبيّ:
(جنة المأوى:
قال بعض المفسرين:
أخص الجنان وأعلاها جنة المأوى، لقوله تعالى:
"ولقد رآه نزلة أخرى، عند سدرة المنتهى، عندها جنة المأوى"؛
فما كانت السدرة غاية لتلك المواطن، وعندها جنة المأوى،
علمنا أنها أخص الجنان .. ).
وفي كتاب: النهاية في الفتن والملاحم؛ لابن كثير:
(سِدرَة المُنْتَهى:
قال الله تعالى: "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلةً أخْرَى عِنْدَ سدْرَةِ المُنْتَهَى عِنْدَها جَنَّة الْمَأوى إذ يَغْشَى السدْرَةَ مَا يغْشَى مَا زَاغَ الْبصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأى مِنْ آيَاتِ رَبهِ الكُبْرى".
وذكرنا في التفسير: أنه غشيها نور الرب جل جلاله، وأنه غشيتها الملائكة، عليها مثل الغربان، يعني كثرة- وأنه غشيتها فراش من ذهب، وغشيتها ألوان متعددة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يغشاها الألوان، لا أدري ماهي، ما يستطيع أحد أن ينعتها".).
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[20 Nov 2007, 05:55 م]ـ
وفي السيرة الحلبية؛ لنور الدين الحلبيّ:
(قد جاءت أم حارثة وهي عمة أنس بن مالك إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقالت: يا رسول الله حدثني عن حارثة؛ فان يكن في الجنة لم أبك عليه؛ ولكن أحزن
وإن يكن في النار بكيت ما عشت في دار الدنيا!!!
وفي رواية إن يكن في الجنة صبرت، وإن يكن غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء،
فقال: يا أم حارثة إنها ليست بجنة، ولكنها جنات، وحارثة في الفردوس الأعلى،
فرجعت، وهي تضحك، وتقول: بخ بخ لك يا حارثة!!!
وهذا قد يخالف قول ابن القيم كالزمخشري:
إن الجنة التي هي دار الثواب واحدة بالذات، كثيرة بالأسماء والصفات،
وهذا الاسم الذي هو الجنة يجمعها!!!
ومن أسمائها:
جنة عدن والفردوس والمأوى ودار السلام ودار الخلد ودار المقامة ودار النعيم
ومقعد صدق، وغير ذلك، مما يزيد على عشرين اسما .. ).(/)
لطيفة: هل تفرد ا الإمام ابن عاشور رحمه الله؟ أم سبقه أحد؟
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[21 Sep 2007, 03:48 م]ـ
التحرير والتنوير - (ج 14 / ص 82)
وعندي أن هذه الآيات من قوله: {واستمع يوم يناد المنادي} إلى قوله {المصير} مكان قريب هي مع ما تفيده من تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم مبشر بطريقة التوجيه البديعي إلى تهديد المشركين بعذاب يحلّ بهم في الدنيا عقب نداء يفزعهم فيلقَون إثره حتفهم، وهو عذاب يوم بدر فخوطب النبي صلى الله عليه وسلم بترقب يوممٍ يناديهم فيه منادٍ إلى الخروج وهو نداء الصريخ الذي صَرخ بأبي جهل ومن معه بمكة بأنّ عِير قريش وفيها أبو سفيان قد لقيها المسلمون ببدر وكان المنادي ضمضم بن عمرو الغفاري إذ جاء على بعيره فصرخ ببطن الوادي: يا معشر قريش اللطيمةَ اللطيمةَ، أموالُكم مع أبي سفيان قد عَرض لها محمد وأصحابه.فتجهز الناس سراعاً وخرجوا إلى بدر. فالمكان القريب هو بطن الوادي فإنه قريب من مكة.
والخروج: خروجهم لبدر، وتعريف اليوم بالإضافة إلى الخروج لتهويل أمر ذلك الخروج الذي كان استئصالُ سادتهم عقبه. وتكون جملة {إنا نحن نحيي ونميت} وعيدا بأن الله يميت سادتهم وأنه يبقي من قَدّر إسلامه فيما بعدُ فهو يحييه إلى يوم أجله.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[22 Sep 2007, 10:37 م]ـ
السيلق في الآيات السابقة عن يوم القيامة
وقوله تعالى واستمع يوم ينادي المنادي أي يوم القيامة. وعلى هذا أغلب المفسرين
فهل هذا تفرد من الإمام ام سبقه أحد؟
وإن تفرد فحق له وهو الإمام(/)
عاجل جزاكم الله خيرًا
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[21 Sep 2007, 09:06 م]ـ
من يأتيني بنص ما قاله الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - عن الاقتباس من القرآن والحديث مشكورًا؟(/)
دواء لداء عظيم خطير قلّ أن يسلم منه أحد تجده في آيتين من كتاب الله .. فتأمّل
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[22 Sep 2007, 01:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
كثير مايشغل بالي موضوع (الرياء) ..
كيف لا، وهو هاجس أرق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عن صحابته ..
حتى إن ابن أبي مليكة رحمه الله قال: (أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه)
وفي ليلة من تيك الليالي الرمضانية وأنا أصلي خلف أحد الأئمة، إذا هو يتجول بنا في أرجاء سورة النساء ومافيها من عظيم العظات وإيضاح كثير من المهمات ..
إلى أن بلغ قول الله تعالى: (والذين ينفقون مالهم رئاء الناس ولايؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ... )
ثم قرأ بعدها: (وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما*إن الله لايظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما)
ياسبحان الله ..
في الآية الأولى شخص الله الداء ..
وفي تالياها بين الدواء، والدواء بيّن لكل من تأملهما جيدا ..
فتأمل يارعاك الله ..
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...(/)
الهدى المنهاجي في القرآن الكريم
ـ[محمد البويسفي]ــــــــ[22 Sep 2007, 02:08 ص]ـ
الهدى المنهاجي في القرآن الكريم
للدكتور الشاهد البوشيخي
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، اللهم افتح لنا أبواب الرحمة وأنطقنا بالحكمة، واجعلنا من الراشدين فضلا منك ونعمة، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
موضوع هذه الكلمة أيها الأحبة هو: الهدى المنهاجي في القرآن الكريم. ومدارها على خمس نقط:
-1 النقطة الأولى في شدة حاجة الأمة اليوم إلى الهدى المنهاجي
- 2 النقطة الثانية: مفهوم الهدى المنهاجي
- 3 النقطة الثالثة: مصادر الهدى المنهاجي
- 4 النقطة الرابعة لوازم استنباط الهدى المنهاجي
- 5 النقطة الخامسة خاتمة في ضرورة التركيز في الدرس القرآني على الهدى المنهاجي.
شدة حاجة الأمة اليوم إلى الهدى المنهاجي:
أيها الأحبة أمتنا اليوم لها واقع ولها موقع جعلها الله تعالى في موقع علي هو الشهادة على الناس لأن النبي صلى الله عليه وسلم، خاتم النبيين وإمام المرسلين، لا نبي بعده، فمن يقوم بوظيفة البيان؟ ومن يقوم بوظيفة البلاغ؟ ون يقوم بوظيفة الإنذار؟ ومن يقوم بوظيفة الشهادة على الناس؟ كما قال الله عز وجل:" وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" – البقرة 143 - ، فقد شهد صلى الله عليه وسلم، واشهد أمته في زمانه على ذلك، فقال صلى الله عليه وسلم فيما هو معلوم مشهور: " ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد"، بعد الرسول صلى الله عليه وسلم لا بد أن تشهد الأجيال عبر العصور حتى تقوم الساعة بنفس وظيفته صلى الله عليه وسلم، التي نهض بها وحده أولا، وتنهض بها الأمة جمعاء من بعده، عبر الأجيال كلها. أما الأمة اليوم فليست في هذا الموقع العلي، واقعها بعيد جدا عن هذا الموقع، فكيف تنتقل من هذا الموقع الأليم إلى ذلك الموقع العلي؟ ها هنا أمامنا كتاب ربنا، فيه كل الهدى اللازم لهذا الانتقال الفردي والجماعي، على مستوى وعلى الأمة جمعاء، هذا الكتاب فيه كل ما يلزم لهذا" إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم"، هذا هو الهدي، فيجب اتباع الهدى ليحصل الاهتداء، " يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام" أما الذي لم يتبع فلا هداية له.
الأمة اليوم في أشد وأمس الحاجة إلى هذا الهدى لتنتقل على كل المستويات، هي في حاجة إلى هذا الهدى على مستوى التفكير، تفكير الأفراد والجماعات والأمة جمعاء، هي في حاجة إلى هدى القرآن، لتنتقل من مستوى الاهتمام بما هي خائضة فيه الآن من التافهات – ولا بأس أن أعبر هكذا، فقد عشت اثنتين وستين سنة في هذا الوضع العام، أتفاعل معه ويتفاعل معي.
الأمة خائضة فيما لا ينبغي أن تخوض فيه، يجب ان ترتقي إلى المستوى الذي كان فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم، يجب أن ترتقي إلى ذلك المستوى من الاهتمام، فتجعل الآخرة هي المبتغى، "وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون"، هذه ليست هي الحياة، " يوم يتذكر الإنسان ما سعى يقول يا ليتني قدمت لحياتي يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى"، يوم يستيقظ حقا، نحن الآن في وضع السكارى، نحن غافلون، نحن نيام .. للأسف الشديد، لا بد من الاستيقاظ، والاستيقاظ يقتضي أن نعلم علم اليقين أن هذه ليست هي الحياة، قد سمها الله الحياة الدنيا، ليست هي الحياة، لأن الحياة الحقيقية لا موت فيها، " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى" سبق قبل، تلك هي الحياة، وتلك هي التي ينبغي أن تحركنا في الصغيرة والكبيرة، عندما شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، حال الأمة في مثل حالنا اليوم، شخصها بمرض إسمه الوهن، " قيل وما الوهن يا رسول الله. قال: حب الدنيا وكراهية الموت"، الارتباط بالدنيا، الاقتصار في الهم على الدنيا، حبس كل الهموم والطاقات والنفقات .. في تحصيل الدنيا، ليس هذا الوضع الصحيح الذي للمسلمين، المسلمون في حقيقته أخرويون، وليسوا دنيويين، قال الله تعال: " وابتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصبك في الدنيا"، فإذا اسرفت في طلب الآخرة إذاك يقال لك، " ولا تنسى نصيبك من الدنيا"، أما الابتغاء فهو للآخرة، لا لسواها.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذه نقطة تصحيحية للتفكير الكلي الضخم، لا بد أن يصبح التفكير في منتهاه واضحا، وفي مبتدئه واضحا، وفي الارتباط بالله والهدى الذي جاءنا منها .. لابد أن يكون في غاية الوضوح.
لابد ان يصحح التفكير، ولابد ا يصحح أيضا التعبير، في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه المشهور، حينما قال له الرسول صلى الله عليه ولم:" ألا أدلك على ملاك ذلك كله؟ " قلت بلى يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسل:" كف عليك هذا" وأخذ بطرف لسانه، فقال: أو أنا لمآخذون بما نقول يا رسول الله. قال" ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم" أو كم ا قال صلى الله عليه وسلم.
لو تأملنا في الآيات المتعلقة بهذا المجال، مثل " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم"، أو في الأحاديث مثل" من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"، إذا تأملنا قليلا في مثل هذا، ندرك بوضوح أن المسلم الفرد يمثل محطة تصفية للنفايات القولية، للشر، للباطل، لا يمكن للمسلم أن يرسل إلا الحق، إلا ما ظهرت خيريته. أما لم يكن غير ذلك فيرمى جانبا، إلى أن يكثر الخير في التداول، ويقل الشر في التداول أيضا. إن المسلم –كما قلت- محطة تصفية في الوجود، لا يسمح للشر بالمرور ولو استقبله لضرورة، لأن الله جعلت أجهزت الاستقبال لا تغلق، أما أجهزت الإرسال فهي تغلق، يمكن التحكم فيه، يمكن للمسلم أن يستقبل الخير والشر، لكن لا يرسل إلا الخير، فإذا حاصرت أنت الشر، وحاصرته أنا، وحاصره غيرنا فما الذي سيتداول؟ سيتداول الخير.
نحن في حاجة إذن لهذا الهدى المنهاجي أيضا في التعبير، ونحتاجه في التدبير، وذلك لأمور ثلاث مهمة:
- لتيسير الذكر، لقد حملت هذه الأمة الأمانة، ويجب أن تيسرها للناس، تحملها هي بجدارة ثم تبلغا للناس، قال تعالى" ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر"، ثم تعمير الأرض وفق هذا الذكر نفسه، وكذلك تسخير الكون كله وفق هذا الهدى نفسه.
كل ذلك مطلوب وهو صلب التدبير، فأي فعل صدر من العبد في أي اتجاه، يجب أن يحكمه هدى القرآن الكريم.
والأمة اليوم في تدبيراتها، على كل المستويات، على مستوى مؤسسات المجتمع المدني، ومستوى الحكومات، وعلى مستوى أهل الأمانة .. في أنحاء العالم الإسلامي وفي أنحاء الأرض كلها، هل هم اليوم يهتدون بهدي القرآن في أمورهم الخاصة والعامة. هذا لا يمكن أن ندعيه.
مفهوم الهدى المنهاجي:
مفهوم الهدى المنهاجي الذي نتحدث عنهن فيه ثلاث نقط أيضا:
أولا: ما الهدى؟
مدار الهدى في القرآن على الدلالة والبيان والإرشاد. هداه يهديه: دله بلطف، كما قال الراغب الإصفهاني، حيث قال" الهداية: هي الدلالة بلطف"، وهي التي تلائم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلامو أتباع المرسلين، فهذه الدلالة بلطفن او هذا البيان الحكيم، كل ذلك من محتويات الهدى بصفة عامة.
ثانيا: ما المنهاج؟
فهناك ثلاثة ألفاظ تستعمل: هناك النهج، وهناك المنهج، وهناك المنهاج
النهج هو الطريق، والمنهج هو الطريق، والمنهاج هو الطريق .. هذا من حيث اللغة، لكن المنهج هو فأغلب استعماله في المجال الفكري، وأغلب استعمال النهج في الطرق مطلقا، وأغلب استعمال المنهاج في الطريق العملي الذي له اصل في الفكري طبعا، لكن الذي هو في البؤرة هو الطريق العملي، والذي هو في البؤرة بالنسبة للمنهج هو الطريق النظري: الطريقة النظرية التي يتم الوصول وفقها إلى حقائق معينة، أما النهج فهو الطريق التي يصار عليها للوصل إلى مقاصد بعينها.
أما إذا ركبنا الأمر وقلنا الهدى المنهاجي، يصير الأمر تلقائيا أن المقصود به: الطريقة المثلى في التفكير والتعبير والتدبير، أو الطريقة المثلى في أداء الخلافة، والطرقة المثلى في أداء العبادة، والطريقة المثلى في أداء الشهادة على الناس.
مطلوب منا –نحن المسلمين- الأداء العام كما لجميع البشر قبل أداء وظيفة الخلافة، ومطلوب أيضا أداء العبادة داخل أداء الخلافة، ومطلوب أداء وظيفة الشهادة داخل إطار الخلافة والعبادة. هذه الشهادة لها طريقة معينة يمكن التأهل لها، ويمكن أداؤها تبعا لذلك التأهل.
(يُتْبَعُ)
(/)
فالطريقة المثلى إذن التي يرشد إليها كلام الله عز وجل، وبيانه السنة الصحيحة، والتي ترشد المسلمين خاصة والمسلمين عامة إلى الأفضل والأقوم في مختلف المجالات: التفكيرية والتعبيرية والتدبيرية، من أجل تيسير الذكر وتعمير الأرض وتسخير الكون .. كل ذلك كامن في كتاب الله عز وجل، وعلى المسلمين استخراجه.
مصادر الهدى المنهاجي:
تتلخص هذه المصادر في ثلاث مصادر ايضا: القصص القرآني، والقصص الحديثي، والسيرة النبوية. في هذه المصادر الثلاث تركز الهدى المنهاجي، وإلا فهو موجود في كتاب الله عز وجل كله، وموجود في السنة النبوي كلها، وموجود في السيرة النبوي الصحيحة كلها كذلك، لأن السيرة النبوية هي الوجه العملي، أو هي السنة المنظومة في الزمن.
إذا كان ما في صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث يمثل الإسلام في الوضع الأفقي، كما نقول على مستوى الرؤية، أي يستجيب للقضايا الفقهية، كل ذلك هو عرض للصورة التي انتهى إليها، لكن السيرة النبوية تعرض ذلك نفسه بطريقة تنمو وتتطور منذ أن ابتدأ نزول القرآن إلى أن اكتمل نزوله. كل ما قاله صلى الله عليه وسلم، قاله بين "إقرأ بسم ربك" وبين "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"، قاله بين بداية بعثته صلى الله عليه وسلم وبين انتهاء نزول الوحي، في تلك الفترة كل ما قاله مما نجده في كتب السنة، قاله في تلك الفترة، وقاله عبر زمان، وفي ظروف بعينها، وكان يحلل ما يتنزل من القرآن على أرض الواقع، يجعله واقعا في الحياة التي كانت تتشكل حينئذ وفق الهدى المنهاجي الذي جاء في القرآن.
فإذن يتركز الهدى المنهاجي في القصص القرآني، لأن الله تعالى قال لرسول وقال للأمة جمعاء: " أؤلئك الذين هدى الله فبهدام اقتده"، ونحن نقرأ في كل ركعة في سورة الفاتحة: " اهدنا الصراط المستقيم" أي صراط؟ " صراط الذين أنعمت عليهم"، هؤلاء الذين أنعم الله عليه، كما في الآية الأخرى: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً} النساء 69.هؤلاء الذين أنعم الله تعالى عليه رأسهم الأنبياء والمرسلون. فأين يتركز الهدى المنهاجي إذن؟ أقول يوجد مركزا في القصص القرآني" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب" من هناك ينبغي أن يستفاد، في كل قصة فوائد غزيرة، وفي مجموع القصص فوائد أكثر، وعندما يرتبط ذلك بما هو آت يصبح أعظم فائدة.
ويوجد الهدى المنهاجي أيضا في القصص الحديثي والأمثال النبوي أيضا.
والمصدر الثالث هو السيرة النبوية، والتي هي الإطار الزمني لنزول الوحي، والإطار الزمني للبيان النبوي. لما؟ لأنها قصة النبي الخاتم، والسيرة النبوية صدى عملي للقرآن الكريم، الذي نزل أولا من القرآن صار أولا من السيرة، والذي نزل بعده صار واقعا بعده، إلى أن تمت النعمة واكتمل الدين. هذه الحقيقة تجعلنا ننظر إلى السيرة النبوية في علاقتها بالقرآن الكريم نظرة جديدة مهمة في زمننا هذا، لأن لابد من الانتقال من واقع الأمة اليوم إلى الموقع الذي يريد الله منا أن نكون فيه، وهو موقع الشهادة على الناس، وسبيل هذا الانتقال هو الاستفادة من هدى السيرة النبوية مربوطة بالقرآن الكريم، أو من القرآن الكريم مربوطا بالسيرة النبوية، لأن كثرا من الوقائع موجودة مفصلة في القرآن الكريم. انظر إلى غزوة أحد وما فيها من الحكم والأحكام والعبر في سورة آل عمران. انظر إلى غزوة الأحزاب في سورة الأحزاب. انظر إلى غزوة بدر في سورة الأنفال .. وقائع كثيرة في النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة والعامة في الفترة المكية والفترة المدنية مفصلة في القرآن الكريم أكثر مما هي مفصلة في السيرة نفسها. فلا يمكن دراسة السيرة بمعزل عن القرآن، ولا يمكن دراسة القرآن من هذه الزاوية بمعزل عن السيرة.
فهذه النقطة في غاية الأهمية ولابد من الالتفات إليها.
لوازم استنباط الهدى المنهاجي:
فما الذي يلزم لاستنباط الهدى المنهاجي؟ هو أمر متيسر لكنه يأتي بعد تلاوة القرآن الكريم، وبعد فهمه والعمل به. فما الذي يلزم لهذا الاستنباط؟
(يُتْبَعُ)
(/)
يلزم إتقان ما يلزم لفهم القرآن بدأ باللسان، واللسان في القرآن هو ما نسميه اليوم باللغة، " وإنه لتزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين تكون من المنذرين بسلن عربي مبين" فهم أي نص لابد من التمكن من المقال والتمكن من المقام، فيلزم التمكن من علوم المقال وعلوم المقام. لابد من إتقان اللغة العربية، الذي لا يتقن اللغة العربية يحال بينه وبين استنباط هذا الهدى، ولذلك لابد من السير في هذا الاتجاه بقوة، لابد من التمكين للغة العربية في مختلف المجالات: في التعليم والإعلام والإدارة .. وفي الحياة العامة، لإيجاد مستوى لغوي عربي عام يؤهل الإنسان لتلقي القرآن، ويحضره للمراحل القادمة للاستنباط من القرآن. هذه النقطة في غاية الأهمية والخطورة في الأمة اليوم، ولذلك تصدى لها الاحتلال بقوة وزاحمها بالعاميات، وزاحمها بالغات الأجنبية ولازال يزاحمها، لكن على المسلمين أن يفقهوا الخطر، ويكونوا في مستوى التحدي. هذا عن المقال.
ثم التمكن من المقام الذي نزل فيه القرآن، يجب أن نعلم أن المتكلم بالقرآن هو الله جل جلاله، وفيه دليله: " أو لم يكفيهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم" اقرؤوا القرآن ستجدون بوضوح أن القرآن ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن أن يكون كلام العرب، جميعا شعراء وخطباء.
النبي صلى الله عليه وسلم ينطق بالقرآن وينطق بالسنة، اقرأ هذا، واقرأ هذا ستجد البون شاسعا بينهما، اقرأ القرآن الكريم، واقرأ صحيح البخاري أو صحيح مسلم، ستجد الفرق، القرآن الكريم له بناء خاص، جزئي وكلي، بناء خاص له مقدمة وخاتمة ... لابد من اليقين بأن المتكلم هو الله جل جلاله، لأن فهم الخطاب يتطلب معرفة صاحبه، ثم لابد من معرفة من المخاطب- بفتح الطاء- سواء النبي صلى الله عليه وسلم، أو الفترة بكاملها، من العرب إذاك؟ ما مكة؟ ما المدينة؟ كيف كان حال العرب؟ كيف هم وكيف عاداتهم في الخطاب؟ لابد أن نعرف هذا المقام، فهذه الأمور مما يدخل في علوم القرآن بصفة عامة، خصوصا ظروف النزول، وما يتصل بالنزول، وما يتصل بالتدوين .. كل ذاك لابد من العلم به، لتسير هذه الخطوة. هذا الشرط الأول: إتقان ما يلزم لفهم القرآن بدا باللسان.
النقطة الثانية هي الإيمان بالقرآن وارتداء لباس القرآن، وعبرت باللباس لأن الله عبر باللباس " ولباس التقوى ذلك خير". والنبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، والتقوى لباس يلبس، بمعنى يجب أن يكون ظاهرا في كل جوارح العبد.
قلت لابد من الإيمان لأن الله تعالى قال" قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد" فلا يسمعون، لأن لا صلة لهم بالقرآن. فالذي لا يؤمن بالقرآن لا يمكن أن يفهم القرآن، وذلك لا يمكن أن نأخذ عنه علم القرآن. والذي لا يعمل بالقرآن لا يمكن ان يؤخذ عنه لا القرآن ولا علم القرآن. لأن العمل بالقرآن يعطي نورا" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتيكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به"، وهذا النور لا يكون بغير التقوى، لذلك فالإيمان بالقرآن والعمل به شرط في فهم القرآن نفسه.
النقطة الثالثة: هي فقه حاجة الأمة في هذا الزمان. إن الذي يتصدى لاستنباط الهدى المنهاجي لا يكفيه أن يكون عليما باللغة العربية، عليما بعلوم القرآن، مؤمنا بالقرآن وبهذا الدين، عاملا به، بل لابد ان يكون فقيها بظروف زمانه وفي حاجات الأمة اليوم، يعيش معانات الأمة، ويعرف واقعها، وهذا يقتضي المعاصرة التامة والمعايشة التامة لزمانه، لأن عملية تنزيل النص على الواقع التنزيل الصحيح يقتضي العلم بالواقع المنزل عليه، ليكون القرآن حلا للمشكلات والمعضلات، حتى تصعد الأمة لموقع الوحدة والشهادة على الناس، لأنه مطلوب منها أن تصير يوما أمة واحدة، كيف تكون الولايات في أمريكا متحدة؟ وكيف تصبح أوربا متحدة؟ والأمة التي هي في الأصل واحدة ليست كذلك، لابد أن تتوحد الأمة بهجود المسلمين جميعا، حكاما ومحكومين، لابد أن يتعاون الجميع على هذا البر، لكي تعود الأمة واحدة رائدة شاهدة على غيرها.
خاتمة في ضرورة التركيز في الدرس القرآني على الهدى المنهاجي:
عندنا في الدرس القرآني ثلاث علاقات: علاقة بتراثنا القرآني، وعلاقة بحاضرنا, وعلاقة بمستقبلنا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ينبغي أن نركز على الهدى المنهاجي عند علمائنا الأقدمون، سواء في التفاسير أو في غير التفاسير، يجب أن نبحث وننقب عن الهدى الذي يمكن أن نستفيد منه اليوم، ويدلنا الدلالة الصحيحة على كيف ننهض من جديد، وكيف نعود من جديد إلى الصراط المستقيم.
ويجب التركيز على الهدى المنهاجي في معالجة أدواء الحاضر، وأخص الذين يبحثون ويفكرون والذين يجتمعون على الخير .. كل الذين يحملون هم الأمة ويعملون على معالجته، يجب أن يعالجه على ضوء ما استخلصه من القرآن الكريم، فلا ينبغي أن نعالجه أدواء الأمة بما هو غربي أو شرقي، يجب أن نعالج أدواءنا بالهدى القرآني الذي هو من عند الله. أما الفهوم والحلول البشرية لا تستطيع ان تعالج العلاج الشافي، لأنهم لا يعلمون كل شيء، لا يعلمون الغد، ولا يعلمون الحاضر ولا الماضي، أما الله جل جلاله الذي يعلم السر وأخفى " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير". فالدراسات والبحوث والمؤتمرات يجب أن تركز على هذا الأمر.
وكذلك الأمر في علاقتنا بالمستقبل، إذا استشرفنا المستقبل نستشره على ضوء الهدى المنهاجي، استنبطاناه من كتاب الله عز وجل، لنبني غدنا على أساس متين، موصولا بحاضرنا وماضينا، لا قطيعة فيه، لأن هذه الأمة عزها في دينها، فإذا فرطت فيه ضاع عزها كما نرى اليوم، وإن ما نراه اليوم من التشتت والضعف ما هي إلا نتائج لغياب هذا الهدى.
نحن الآن لا نعلم الأمة القرآن، التعليم اليوم لا يجاوز أربعة أحزاب فقط وتعطى في المرحلة الابتدائية حيث الطفل لا يستطيع أن يستفيد شيأ من هذا الذي نتحدث عنه، فهل ستة وخمسون حزبا ليست من القرآن؟ هل يوجد شيء أهم في حياة الأمة من القرآن حتى نقدمه على القرآن؟ هل يوجد؟ لا وجود له. يجب أن يصبح القرآن هو الأساس في التعليم وفي بناء الشخصية في الأمة. هذه حقيقة، وحقيقة نعلنها، هذا عين الحق الذي يجب أن يتبع، وماذا بعد الحق إلا الضلال.
هذا الاستشراف يجب أن يتعاون عليه التعليم بالدرجة الأولى، والبحث العلمي، والإعلام، ومؤسسات المجتمع المدني بصفة عامة، لنتجه جميعا اتجاه قبلة واحدة هي التركيز على القرآن الكريم واستفادة ما يمكن الاستفادة منه.
فالإدلاج الإدلاج وعند الصباح يحمد القوم السرى.(/)
من أقوال ابن كثير رحمه الله
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[23 Sep 2007, 04:02 ص]ـ
اقرأ أخي ما قاله أبي الفداء اسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى (كلا لما يقض ما أمره)
يقول رحمه الله:
وقوله تعالى (كلا لما يقض ما أمره) قال بن جرير يقول جل ثناؤه كلا ليس الأمر كما يقول هذا الإنسان الكافر من أنه قد أدى حق الله عليه في نفسه وماله (لما يقض ما أمره) يقول لم يؤد ما فرض عليه عز وجل من الفرائض لربه عز وجل ثم روى هو وبن أبي حاتم من طريق بن أبي نجيح عن مجاهد قوله تعالى (كلا لما يقض ما أمره) قال لا يقضي أحدا أبدا كل ما افترض عليه وحكاه البغوي عن الحسن البصري بنحو من هذا ولم أجد للمتقدمين فيه كلاما سوى هذا والذي يقع لي في معنى ذلك والله أعلم أن المعنى (ثم إذا شاء أنشره) أي بعثه (كلا لما يقض ما أمره) أي لا يفعله الآن حتى تنقضي المدة ويفرغ القدر من بني آدم ممن كتب الله أن سيوجد منهم ويخرج إلى الدنيا وقد أمر به تعالى كونا وقدرا فإذا تناهى ذلك عند الله أنشر الله الخلائق وأعادهم كما بدأهم وقد روى بن أبي حاتم عن وهب بن منبه قال قال عزير عليه السلام قال الملك الذي جاءني فإن القبور هي بطن الأرض وإن الأرض هي أم الخلق فإذا خلق الله ما أراد أن يخلق وتمت هذه القبور التي مد الله لها انقطعت الدنيا ومات من عليها ولفظت الأرض ما في جوفها وأخرجت القبور ما فيها وهذا شبيه بما قلناه من معنى الآية والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
نعم علينا بقراءة كتب السلف الصالح والأخذ عنهم والإستنارة بفهمهم(/)
التفسير الجامع بين العلم والتربية (دعوة للمشاركة)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 Sep 2007, 05:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أيها الأحبة الكرام والمشايخ الفضلاء ..
جال في خلدي تساؤل أحببت نهل إجابته من معين علومكم و جليل فهومكم ..
ماهي التفاسير التي جمعت بين الجانب العلمي والجانب التربوي الإيماني؟؟
أنتظر إجاباتكم المباركة على أحر من الجمر ...
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:30 ص]ـ
كتاب تفسير ابن كثير رحمه الله
كتاب العذب النمير للشنقيطي رحمه الله
فيه من المواعظ واللفتات التربوية التي هي أغلى وأعمق من الدرر والجواهر.
كتاب تفسير السعدي رحمه الله كذلك.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Oct 2007, 12:14 م]ـ
أبرز الكتب في هذا الجانب:
- تفسير (في ظلال القرآن) لسيد قطب رحمه الله.
- تفسير سورة الأنفال, للدكتور محمد أمين المصري رحمه الله.
- جملة من رسائل محمد قطب في التعليق على بعض الآيات والسور.
- سورة الأحزاب, دراسة موضوعية, للدكتور ناصر العمر.
وعموماً أنت تبحث عن لونين من ألوان الكتب المصنفة في التفسير وهما:
كتب الاستنباط في التفسير - وكتب التفسير الموضوعي.
وفقك الله ويسر لك هذا المقصد الجليل.
ـ[الكشاف]ــــــــ[24 Jan 2008, 10:38 ص]ـ
كتب التفسير الموضوعي ودراساته حفلت بعناية بالجوانب التربوية أيضاً، بل هذا من أجود جوانبها ويتفاوت الباحثون في إبرازه بحسب الموضوعات التي تناولوها.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[24 Jan 2008, 07:58 م]ـ
من الكتب البديعة في هذا المجال كتاب الضوء المنير على التفسير
الذي جمعه الشيخ علي الصالحي من كتب ابن القيم رحمه الله
وأمضى في جمعه خمسة عشراً عاماً ومات قبل طباعته كاملاً رحمه الله رحمة واسعة
ولكن الكتاب يحتاج إلى تقريب واختصار وتهذيب فلو أن أحد الإخوة الفضلاء أو مجموعة منهم قاموا بذلك
بأسلوب علمي تربوي لرجوت أن يكون فيه نفع عظيم
وبالله التوفيق
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[24 Jan 2008, 10:23 م]ـ
الحمد لله
ومن كتب التفسير التربوية ايضا تفسير ابن مخلوف الثعالبي رحمه الله
ففيه من الاشارات التربوية ما يحرك القلب.(/)
استفسار للدكتور الطيار
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[25 Sep 2007, 08:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
فهذا استفسار خاص أوجهه للدكتور الفاضل/ مساعد الطيار، وقبل طرحه أود أعلامكم شيخنا الجليل بمحبتي لكم في الله، ثم أني اطلعت بفضل تعاون الدكتور عبد الرحمن الشهري - جزاه الله خيرا-على كتابكم القيم (التفسير اللغوي) ولكم استمتعت به وأفدت منه، وأثناء قراءتي وقفت على قولكم ص515: السلوى:طير، بإجماع من مفسري السلف.
ولعلكم أستاذنا اعتمدتم على مقولة ابن عطية في ذلك، ولكن القرطبي رد ذلك، وهو ماحكاه عنه الشوكاني في فتحه، ولم يعلق عليه وسكوته موافقة له كما أظن، ثم أنكم ذكرتم بعد قولكم ذاك: أن مؤرج السدوسي قال: إنه العسل .. ، مما أثار لدي تساؤلا، وأحببت أن استفسر كم عن حكمكم بالاجماع، وكيف أقبل صحته؟ أرجو أن تفيدوني، شاكرا سلفا اهتمامكم، وجعل الله ذلك في ميزان حسناتكم، ووفقكم لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[28 Sep 2007, 04:00 ص]ـ
أخي الكريم ضياء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد: فأشكر لكم ثناءكم على الكتاب، وأما ما تفضلتم به فأقول: إن الإجماع قد انعقد قبل المؤرج (ت: 195) فقد أجمع الصحابة والتابعون ـ وتابعهم أتباع التابعين ـ على هذا المعنى، لذا لا أرى أن قوله يخرم الإجماع، والله أعلم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Sep 2007, 06:48 م]ـ
شكر الله لكم شيخنا الفاضل اهتمامكم، و جزاكم خيرا لبيانكم.
ثم هل تتكرموا بتوضيح: اطلاق السلف، ماذا تعني بالظبط؟ وهل من الممكن تحديدها بتاريخ زمني معين ضمن خير القرون؟ لأني وجدت من يعتبر أو يفهم أن خيرالقرون زمنيا تمتد إلى نهاية القرن الثالث الهجري؟ وجزاكم الله خير.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Oct 2007, 05:53 م]ـ
في اللغة: كُلُّ من سبقك فهو سلف.
وفي الاصطلاح تعددت التعاريف, وأصحها أن المراد بالسلف:
الصحابة, والتابعون, وتابعوا التابعين- ممن التزم الكتاب والسنة ولم يتلبس ببدعة -, ومن تبع نَهجهم والتزم فهمهم بإحسان. فهذا إطلاق اصطلاحي يدل على الفضل والزكاء وإصابة الحق , وله تعلقٌ ظاهر بحديث ابن مسعود في الصحيحين: (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم).
أما التحديد الزمني فإن إطلاق السلف يتحدد بطبقة الصحابة والتابعين وأتباعهم, وهم خير القرون كما في النص السابق, وإذا أطلق هذا اللفظ (السلف) على غيرهم فيراد به أحد أمرين: إما الاطلاق اللغوي, وإما الاصطلاحي من حيث إنه تابع لأهل القرون الثلاثة غير مخالف لهم.
وبالنسبة لمراد الشيخ من إطلاق السلف فقد بينه في رسالته المتميزة (ص:58) , فقال:
(وإذا أُطلق مصطلح «السلف» في علم التفسير فإن المراد به علماء هذه الطبقات الثلاث- أي: الصحابة والتابعون وأتباعهم-؛ لأن أصحابها أوّلُ علماء المسلمين الذين تعرضوا لبيان القرآن, وكان لهم فيه اجتهاد بارز, وقَلَّ أن تجد في علماء الطبقة التي تليهم من كان مشهوراً بالتفسير والاجتهاد فيه, بل كان الغالب على عمل من جاء بعدهم في علم التفسير نقل أقوال علماء التفسير في هذه الطبقات الثلاث, أو التخيّر منها والترجيح بينها, كما فعل الإمام محمد بن جرير الطبري (ت:310)).
وهذا هو المراد بالسلف في كتب التفسير واستعمالات المفسرين. والله أعلم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Oct 2007, 06:09 م]ـ
شكر الله لك أبا بيان ,واجزل مثوبتك على هذا البيان، وأود لو أعلم: هل من تحديد زمني لوفاة آخر من ينطبق عليه مصطلح تابعي التابعين؟ كما هو معروف مثلا وفاة آخر صحابي وهكذا، وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[02 Oct 2007, 01:13 م]ـ
من الصعوبة بمكان تحديد سنة ينتهي بها عصر السلف بحيث يقال: من مات قبلها فهو من السلف ومن مات بعدها فليس من زمنهم, وقد حاول بعض العلماء شيئاً من ذلك تجده موسعاً في شروح الصحيحين عند شرح حديث ابن مسعود, إلا أن لفظ الحديث حين عبَّر بـ (القرون) ترك متسعاً من الزمن معروف المعنى بلا تحديد, وأراه أيسر في التطبيق. والله أعلم.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Oct 2007, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء أبا بيان، ووفق الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 Oct 2007, 11:17 ص]ـ
قال ابن حجر:» واتفقوا أنَّ آخِر مَن كان من أتباع التابعين ممن يُقبلُ قوله: مَن عاش إلى حدود العشرين ومائتين، وفي هذا الوقت ظَهرَتِ البدع ظهورًا فاشيًا، وأطلَقَتِ المعتزلة ألسنتَها، ورَفَعَتِ الفلاسفة رءوسها، وامتُحِنَ أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن، وتغيرت الأحوال تغيُّرًا شديدًا، ولم يَزل الأمر في نقص إلى الآن، والله المستعان «فتح الباري 7/ 6 بتصرف يسير
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Oct 2007, 08:00 م]ـ
هذا نص في غاية الاهمية، فبارك الله فيك أبا صفوت، وجزاك خير الجزاء.(/)
موافقة السنة للقرآن الكريم ,اكتب ما لاح لك واستنتجته مشكوراً مأجوراً إن شاء الله
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[25 Sep 2007, 09:39 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خير خلق الله أجمعين نبينا محمد وآله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين, وبعد:
فقد كان فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله الحكمة - نفع الله به ونفعه- يرشدني وزملائي الطلاب إلى محاولة التأمل في القرآن واستخراج المواطن التي تتفق منه مع نصوص السنة في المعنى والمراد , ووجدت في ذلك فائدة كبيرة ومتعة جميلة أسأل الله أن لا يحرم الشيخ أجرها , ومن باب تدارس القرآن والتعاون على استخراج نفائسه ودرره الطاهرة رأيتُ أن أشترك ومشايخي الكرام في هذا الملتقى في ضم ما يستنتجه كل منا لبعضٍ, لتعم به الإفادة ويتحقق به النفع, وسأبدأ بذكر ما وقفت عليه اللية أثناء الصلاة وألحق به السابق وأرجو من إخوتي وأخواتي المشاركة وإثراء الموضوع.
قال الله تعالى (ما عندكم ينفد وما عند الله باق)
قال ابن كثير رحمه الله: {أي يفرغ وينقضي فإنه إلى أجل معدود محصور مقدر متناه {وما عند الله باق} أي وثوابه لكم في الجنة باق لا انقطاع ولا نفاد له فإنه دائم لا يحول ولا يزول}
وهذا المعنى نفسه موجود في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وصححه ووافقه في تصحيحه الألباني -رحم الله الجميع -عن عائشة: أنهم ذبحوا شاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما بقي منها؟ قالت ما بقي منها إلا كتفها قال صلى الله عليه وسلم: بقي كلها غير كتفها} قال النووي عليه رحمة الله:ومعناه: تصدقوا بها إلا كتفها فقال: بقيت لنا في الآخرة إلا كتفها. انتهى
وكذلك نجد هذا المعنى في قوله صلى الله عليه وسلم حين قرأ: {ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر} فقال يقول بن آدم مالي مالي, وإنما مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت}
ففي قوله أكلت فأفنيت ولبست فأبليت وتصدقت فأمضيت , دلالة واضحة على أن ما كان لعاجلة أمرك من الدنيا فهو الفاني والبالي , وما جعلته لله من الصدقة فهو ما أمضيته وأبقيته وجعلته أمامك ذخرا لك ساعة لقاء الله تعالى.
والله أعلم ولي عودة بعد جمع آيات أخر كنت قيدتها قبل أيام والله أسأل النفع والانتفاع والقبول إنه ولي ذلك والقادر عليه
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Sep 2007, 12:05 ص]ـ
ومن مواطن هذا التوافق ما نجده بين قول الله تعالى في سورة النحل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا}
وبين حديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ رضي الله عنه - عند الترمذي - قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ يَقُولُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ اصْحَبْنَا فِي سَفَرِنَا وَاخْلُفْنَا فِي أَهْلِنَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرَ وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ وَمِنْ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ وَمِنْ دَعْوَةِ الْمَظْلُومِ وَمِنْ سُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمَالِ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَيُرْوَى الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ أَيْضًا وَمَعْنَى قَوْلِهِ الْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْنِ أَوْ الْكَوْرِ وَكِلَاهُمَا لَهُ وَجْهٌ يُقَالُ إِنَّمَا هُوَ الرُّجُوعُ مِنْ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ أَوْ مِنْ الطَّاعَةِ إِلَى الْمَعْصِيَةِ إِنَّمَا يَعْنِي مِنْ الرُّجُوعِ مِنْ شَيْءٍ إِلَى شَيْءٍ مِنْ الشَّرِّ.
والآية والحديث تدلاَّن على مغبة الإساءة بعد الإحسان , والمثل الذي ضربه الله تعالى أبلغ ما يمكن به تصوير حال المسيء بعد إحسانه في جنب الله تعالى , إلاَّ أن هذه التي نقضت غزلها لا تضر إلا نفسها خلافا لنا نحن فبإسائتنا وعصياننا وجنايتنا على انفسنا نحبس القطر عن البهائم ونمنع رحمة الله عن عباده و فتتعدانا أضرار المعصية إلى غيرنا ولا حول ولا قوة إلا بالله, ونسأل الله أن يهب إسائتنا لعفوه, وهذا المثل القرىني جدير بالإذاعة والتدارس في هذا الشهر سيما ونحن نلاحظ خلفاء كثيرين لهذه الحمقاء التي نقضت زلها من بعد قوة أنكاثاً, ومنهم:
1 - شاب يصوم نهاره وينتهي فيه عن الفحش والبذاءة وما إن تغرب عليه شمس نهاره حتى يرتع في أوحال البذاءة واللغط والسباب واللعن مع زملائه بدعوى المزح والترويح, وتراه كالذي يتخبطه الشيطان من المس يترنح ذات اليمين وذات الشمال وما هو بسكران ولكن الغفلة والتقليد الأعمى انتهى به إلى هذه الحالة المخزية التي سُلب معها حيائه من الناس وحيائه من الله قبل ذلك, فأي صيام وتقرب إلى الله بقي لخليفة هذه التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
2 - فتاة تصوم نهارها وتؤدي فرضها ثم تخرج كاسية عارية بلباس يفضح أكثر مما يستر ,تتسكع في الأسواق تتمايل وتتغنج وتفتِن وتُفتَن, فأي أجر بقي لهذه الخليفة للتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً
3 - بائع يمضي نهاره في متجره يستمع لآيات القرآن ويمسك عن الغش والخداع حتى إذا أمسى اشتغل بالتزوير والحلف على الكذب لترويج بضاعتهفأين ثواب هذا الخليفة للتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً.
4 - قارئ للقرآن يمضي نهاره في المراجعة والتلاوة والحفظ حتى إذا وقف في محرابه خل الشيطان في قلبه وبكى للناس لا لله ,واصبح همه أن يتحدث عنه الناس ويجتمعوا لديه , ويجمل لهم صوته ويتظاهر بالخشية والخشوع والله يعلم أن قلبه في أشد ما تكون الغفلة, فما الذي يؤمله هذا الخليفة للتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً من أجر ومثوبة
وقس على هؤلاء العشرات العشرات من الناس, ولكنهم بمجموعهم ولله الحمد قليل في عداد أبناء هذه الأمة الولود للبررة الأخيار الذين سترتفع وتنتفع وتنتصر بهم أمتهم وما ذلك على الله بعزيز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[26 Sep 2007, 02:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدُ لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، حمدًا كثيرًا دائمًا ما تتابع الليل والنهار، كلّما حمد الله جل وعلا الحامدون، وكلّما غفل عن حمده سبحانه الغافلون.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يومِ الدين.
وبعدُ؛
فسلامُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ وبركاته ..
ما شاء الله .. اللهُمّ بارِك!
جزاكم الله خيرًا الأخ الفاضِل: محمود الشنقيطىّ، وأجزل الله تعالى لكم الأجرَ والمثوبة.
ونفع الله بعُلمائنا ومشايخنا وأساتِذتنا الفُضلاء .. وجزاهم عنا - بفضله سبحانه - خير الجزاء .. اللهم آمين.
من أجمل الوقفات التى سمعتها من قبل من أحد الدُّعاة الصالحين فى آياتِ سورة البقرة،
فى قوله تعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153))
أننا إذا تأمّلنا دُعاء النّبى - صلى الله عليه وسلَّم - الذى أوصى به مُعاذًا - رضىَ اللهُ عنه وأرضاه -: " اللهُمّ أعِنّى على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسن عِبادتِك " سنجِدُ أنه موافقًا تمامًا لهذه الآيات .. فلنتدبّر:
"اللهم أعنِّى على ذِكرِك >>>>>> " فاذكرونى أذكركم "
وشُكرِك >>>>>> " واشكروا لى ولا تكفرون "
وحُسنِ عبادتِك >>>>> "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة "
وصدق الحق جَلّ فى عُلاه إذ يقول: " وما ينطِقُ عن الهوى * إن هُوَ إلا وحىٌ يوحى "
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربّ العالمين.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:14 م]ـ
شكر الله لك يا ** متفكرة فى خلق الله ** وجزاك خيراً على ما خطت أناملك ..
قال الله تعالى {مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ}
وهذه الآية تتوافق والنصوص النبوية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى كقوله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع {اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت} وكما في صحيح مسلم من حديث عمر بن ميمون عن عبدالله قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسند ظهره إلى قبة أدم فقال ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة اللهم هل بلغت؟ اللهم اشهد أتحبون أنكم ربع أهل الجنة؟ فقلنا نعم يا رسول الله فقال أتحبون أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ قالوا نعم يا رسول الله قال: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة ما أنتم في سواكم من الأمم إلا كالشعرة السوداء في الثور الأبيض أو كالشعرة البيضاء في الثور الأسود}
وغير هذين النصين من عشرات النصوص التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد اللهَ فيها على البلاغ للناس.
وقوله تعالى (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وقوله {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ}
ظاهِراَ التوافقِ مع ما صحَّ في السنة من أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ فِي أذْكَارِ دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ,وفي أذكار الرفع من الركوع: {اللَّهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ}
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:01 م]ـ
قال الحق تعالى {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ} وهذا من سنن الله تعالى مع الظلمة الكافرين الجاحدين أن يستدرجهم بنعمه وينسيهم عاقبة ظلمهم لأنفسهم حتى إذا قضى الله قضائه بإنزال العقوبة وإحلال السوء بهم أخذهم على حين غفلة ,كما قال الله تعالى {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}
وهاتان الآيتان تتوافقان وحديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن الله عز وجل يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
وهذا الوعيد وإن كان للكافرين إلا أن المسلم الظالم لنفسه وغيره قد يناله منه حظ بقدر مظالمه للناس , وياليت من يوليه الله أمر إخوته المسلمين في أي عمل أو مجال تعليمٍ أو تدريبٍ أو غيره ويمارس عليهم سلطته بالتعنت والتجبر والكبرياء ولسان حاله يقول ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد , ليته وأمثاله يتأملون هذه الآية كثيراً , بل ليت من أخذ على نفسه العهدة عند توليه أمر إخوته أن لا ييسر ولا يسهل وألزم نفسه المشقة والحرج على المسلمين ليته يرتدع من أن تحل به عاقبة السوء هذه وهو لا يشعر لاهٍ ساهٍ في سكرة كرسيه الدوَّار .. !!
قال العيني رحمه الله شارحاً الحديث: (ولم يفلته بضم الياء أي لم يخلصه أبدا بوجه لكثرة مظالمه حتى الشرك أو لم يخلصه مدة طويلة إن كان مؤمنا)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[29 Sep 2007, 06:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليدفع بالمؤمن الصالح عن مئةِ أهلِ بيت من جيرانه البلاءَ"، ثم قرأ ابن عمر:"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن للشيطان لمة من ابن آدم، وللملك لمة: فأما لمة الشيطان، فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق. وأما لمة الملك، فإيعاد بالخير، وتصديق بالحق. فمن وجد ذلك، فليعلم أنه من الله وليحمد الله، ومن وجد الأخرى فليتعوذ بالله من الشيطان، ثم قرأ:"الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء".
عن عائشة قالت: تلا النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هُنّ أم الكتاب"، ثم قرأ إلى آخر الآيات، فقال:"إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمَّى الله، فاحذروهم.
عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا مقلِّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك! ثم قرأ:"ربنا لا تُزغ قُلوبنا بعدَ إذ هديتنا"، إلى آخر الآية.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مولود يولد إلا وقد عَصَره الشيطان عَصرةً أو عصرتين، إلا عيسى ابن مريم ومريم. ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبيّ ولاةً من النبيين، وإن وليِّي منهم أبِي وخليل رَبّي، ثم قرأ:"إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ذي رحم يأتي ذا رحمِه فيسأله من فضل أعطاه الله إياه، فيبخل به عليه، إلا أخرج له يوم القيامة شجاع من النار يتلمظ حتى يطوِّقه". ثم قرأ:"ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله" حتى انتهى إلى قوله:"سيطوَّقون ما بخلوا به يوم القيامة".
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن علي بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم" قال: حَرّم الله من النسب سبعًا ومن الصهر سبعًا. ثم قرأ:"وأمهات نسائكم وربائبكم"
حدثني المثنى قال، حدثنا [الحماني] قال، حدثنا شريك، عن سالم، عن سعيد بن جبير قال: الجنب يمرّ في المسجد ولا يجلس فيه. ثم ق:"ولا جنبًا إلا عابري سبيل".
حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن سفيان، عن جابر، عن عامر، عن علي رضي الله عنه: يستتاب المرتد ثلاثًا. ثم قرأ"إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرًا"
خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا خطًّا فقال هذا سبيل الله. ثم خط عن يمين ذلك الخطّ وعن شماله خطوطًا فقال: هذه سُبُل، على كل سبيل منها شيطانٌ يدعو إليها. ثم قرأ هذه الآية (وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله).
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يُحْشر الناس عُراة غُرْلا وأوّل مَنْ يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم. ثم قرأ (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)
حدثنا أبو كريب قال، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن المنهال، عن زاذان، عن البراء: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبضَ روح الفاجر، وأنه يصعد بها إلى السماء، قال: فيصعدون بها، فلا يمرّون على ملإ من الملائكة إلا قالوا:"ما هذا الروح الخبيث"؟ فيقولون:"فلان"، بأقبح أسمائه التي كان يُدعى بها في الدنيا، حتى ينتهوا بها إلى السماء، فيستفتحون له فلا يفتح له. ثم قرأ رسول الله (لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية فغنموا، خمَّس الغنيمة، فضرب ذلك الخمس في خمسة. ثم قرأ"واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول".
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[29 Sep 2007, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال رسول صلى الله عليه وسلم " يُؤْتَى بالأكُولِ الشَّرُوب الطَّوِيلِ، فَيُوزَنُ فلا يَزِنُ جناح بعوضة" ثم قرأ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"عُدِلَتْ شَهادَةُ الزُّورِ بالشِّرِك باللهِ" ثم قرأ: (فاجْتَنِبُوا الرّجْسَ مِنَ الأوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ).
قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بأبْوابِ الخَيْرِ: الصَّوْمُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الخَطِيئَةَ، وَقِيامُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ).
قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم"الدُّعاءُ هُوَ العِبادَةُ، ثم قرأ هذه الآية (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) ".
قال: كنا جلوسا مع النبيّ صلى الله عليه وسلم، فتناول شيئا من الأرض بيده، فقال: "ما مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ إلا وَقَدْ عَلِمَ مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ والنَّارِ " قالوا: يا نبيّ الله، أفلا نتكل؟ قال: "لا اعْمَلُوا فَكُلّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ"، ثم قرأ: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) ... الآيتين.
عن أم سلمة، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول"يا مُقَلِّبَ القلوب ثَبِّتْ قلبي على دينك" ثم قرأ: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}
عن أبي عبيدة بن الجراح، رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، أي الناس أشد عذابا يوم القيامة؟ قال: "رَجلٌ قَتَلَ نَبِيا أوْ مَنْ أمر بِالمْعْرُوفِ ونَهَى عَنِ المُنْكَر". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
حدثنا أبي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا الأسود بن شَيْبَان، حدثنا يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير قال: قال مُطَرِّف: كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت: يا أبا ذر، بلغني أنك تزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثكم: "إن الله يحب ثلاثة ويُبْغض ثلاثة"؟ قال: أجل، فلا إخالنى (1) أكذب على خليلي، ثلاثا. قلت: من الثلاثة الذين يبغض الله؟ قال: المختال الفخور، أوليس تجدونه عندكم في كتاب الله المنزل؟ ثم قرأ الآية: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالا فَخُورًا}
عن الحسن، عن عمران بن حصين؛ أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال: "أخبركم بأكبر الكبائر: الشرك بالله" (5) ثم قرأ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} وعقوق الوالدين". ثم قرأ: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}
وفي حديث عمر [رضي الله عنه] (1) أن جبريل حين تَبدَّى له في صورة أعرابي فسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال له: "خمس لا يعلمهن إلا الله "، ثم قرأ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} الآية
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[30 Sep 2007, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله ليُملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يُفلته"، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}
في الصحيحين من غير وجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة شجرة، يسير الراكب المجد الجواد المضمر السريع في ظلها مائة عام لا يقطعها"، ثم قرأ: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}
(يُتْبَعُ)
(/)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء الله من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام! فقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع) الله ما قالوا، فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا: يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا". قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِين رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ})
قال ابن أبي حاتم: حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا محمد بن كثير العَبْدي، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتقوا فِرَاسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله". ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ}
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن عصام الأصفهاني، حدثنا المؤمل بن إسماعيل]، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله قبض عبد بأرض، جعل له إليها حاجة، فلم ينته حتى يقدمها". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنزلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}
قال البخاري: قوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} حدثنا آدم، حدثنا شيبان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد: إنا نجد أن الله عز وجل يجعل السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع. فيقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، تصديقا لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}
قال عبد الله بن الإمام أحمد:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا حمد بن فُضَيْل، عن محمد بن عثمان، عن زاذان، عن علي قال: سألتْ خديجة النبي صلى الله عليه وسلم، عن ولدين ماتا لها في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هما في النار". فلما رأى الكراهة في وجهها قال: "لو رأيت مكانهما لأبغضتهما". قالت: يا رسول الله، فولدي منك. قال: " في الجنة". قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار". ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مررت ليلة أسري بي في الجنة بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه السلام عليك يا رسول الله فقلت: يا جبريل من هؤلاء قال هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن في أن يسلمن عليك فأذن لهن فقلن نحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا أزواج رجال كرام) ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم (حور مقصورات في الخيام) أي محبوسات حبس صيانة وتكرمة.
وفي الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وجوه يومئذ ناضرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل أخبرنا إسحاق بن منصور أخبرنا أبو أسامة قال الأعمش أخبرنا أبو صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجاء بنوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم يا رب، فيسأل أمته هل بلغكم؟ فيقولون: ما جاءنا من نذير، فيقال: من شهودك فيقول محمد وأمته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فيجاء بكم فتشهدون" ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[30 Sep 2007, 02:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عليكم بالسنة فإن السنة مفتاح القرآن
حَمْدًا لِرَبّي خَالِقِ الأَكْوَانِ******حَمْدًا يَزِيدُ الثِّقْلَ في المِيزَانِ
ثُمَّ الصلاةُ والتَّحيَّاتُ عَلَى******خَيْرِ العِبَادِ المُصْطَفَى العَدْنَانِي
كذَا عَلى الِ النَّبِيّ وصحْبِهِ*****ومَنِ اقْتَدَى بِهِمُ عَلَى الإيمانِ
يَا حَائِرًا في هَذِهِ الدُّنيَا وَمَنْ*****يَبْغِي نَجَاةً مِنء لَظَى النيرَانِ
أقْبِلْ عَلَى هَدْي النَّبِيِّ مُحمَّدٍ****مَنْ خُصَّ بَيْنَ الخَلْقِ بالقُرْآنِ
فَهُوَ الّذي يُعْطِيكَ عِزًّا دَائِمًا****لا سيَّمَا في حَضْرَةِ الرَّحْمنِ
في هَدْيِهِ سُبُلُ الحَيَاةِ كَرِيمَةٌ*****خُطَّتء لنَا مِنْ خالقٍ دَيَّانِ
هُوَ خَالِقٌ هُوَ مُبْدِعٌ هَوَ مَنْ لَنَا ... وَضَعَ السَّبِيلَ بأَحْسَنِ التِّبْيَانِ
مَنْ سَارَ مُقْتَفِيًا خُطَى سَلفٍ لَنَا ... قَدْ فَازُوا في الدَّارَيْنِ بِالرّضْوَانِ
أمِنَ العِثَارَ لأَنّهُ نَهْجٌ لَهُ*****ضُمِنَ الهُدَى مِنء مُبْدِعِ مَنَّانِ
فَعَلَيْكُمُ بِالسُّنَّة مَا إنْ تَمَـ****ـسَّكتُمْ بِهَا نِلْتُمْ هُدَى الرَّحْمنِ
مَوْعِظَةٌ قَدْ قالَها خَيرُ الوَرَى****فَامْسِكْ بِهَا بالأيْدِي وَالأسْنَانِ
أعْنِي كتَابَ رَبِّنَا فِيهِ الهُدَى****والسُّنَّةَ القَويمَةَ البُنْيَانِ
سُنةُ خَيْرِ الخَلْقِ ظَلَّتْ تَوْأمًا******لِكِتَاب رَبِّي الخَالِقِ الدَّيَّانِ
فَالسُّنَّةُ الْغَرَّاءُ لِلْقُرْآنِ كَالْـ*****ـمِفْتَاحِ لِلْكَنْزِ فَخُذْ تِبْيَاني
في آيهِ الْمُطْلَقُ وَالْمُجْمَلُ، فَا*****لتَّقْييدُ والتَّبْيِينُ كَالبُرْهَانِ
كَذَلِكَ الْمَنْسُوخُ وَالعَامُ وَمَا*****يَحْتَاجُ للتَّخصيص وَالإتْقانِ
كُونُوا حُمَاةَ السُّنَّةِ الْغَرَّاءِ لا*****تُلْقُوا بِهَا في عَالَم النسْيَانِ
فَالدينُ قالَ اللهُ قالَ رَسُولُهُ*****فَكِلاهُمَا مُستَوْجِبَا الإذْعانِ
فافْهَمْ كِتَابَ الله فَهْمًا جَيْدًا*****واعْمَلْ بِمَا فيهِ بلا نُقْصَانِ
والسُّنَّةَ الغَرَّاءَ لا تُهمِلْ فَلِلْـ***** إسْلامٍ والدينِ هُمَا أصْلانِ
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:50 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله. موضوع ممتع وطريف أرجو مواصلته ثم إعادة تحريره في مقال واحد.
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[01 Oct 2007, 03:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«سيكون قوم يعتدون في الدعاء» زاد ابن عطية والزمخشري في هذا الحديث «وحسب المرء أن يقول اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل» ثم قرأ {إنه لا يحب المعتدين}.
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ من عباد الله عباداً ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله» قالوا: يا رسول الله ومن هم؟ قال: «قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام ولا أموال يتعاطونها، فوالله إنّ وجوههم لتنور، وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، ثم قرأ: ألا إن أولياء الله "
أخرج مسلم، وغيره من حديث جابر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل ثلاثة أشواط ومشى أربعاً، حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم، فصلى خلفه ركعتين، ثم قرأ: {واتخذوا مِن مَّقَامِ إبراهيم مُصَلًّى}»
(يُتْبَعُ)
(/)
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن أم سلمة: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك، ثم قرأ: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا}
أخرج ابن أبي حاتم، عن الحكم بن ميناء؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا معشر قريش إن أولى الناس بالنبيّ المتقون، فكونوا أنتم سبيل ذلك، فانظروا أن لا يلقاني الناس يحملون الأعمال، وتلقوني بالدنيا تحملونها، فأصدّ عنكم بوجهي، ثم قرأ عليهم: {إِنَّ أَوْلَى الناس بإبراهيم}
عن أبي بكر الصديق سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من رجل يذنب ذنباً، ثم يقوم عند ذكر ذنبه فيتطهر، ثم يصلى ركعتين، ثم يستغفر الله من ذنبه ذلك إلا غفر الله له،» ثم قرأ هذه الآية: {والذين إِذَا فَعَلُواْ فاحشة.
أخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه، عن أسامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يتوارث أهل ملتين، ولا يرث مسلم كافراً، ولا كافر مسلماً، ثم قرأ {والذين كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} الآية»
أخرج ابن جرير، وعبد الرزاق عن مسلم بن يسار يرفعه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من بث لم يصبر،» ثم قرأ {إِنَّمَا أَشْكُو بَثّى وَحُزْنِى إِلَى الله}
أخرج البخاري، في التاريخ، والترمذي، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن السني، وأبو نعيم، وابن مردويه، والخطيب عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ: {إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيات لِلْمُتَوَسّمِينَ}
أخرج الترمذي، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سلوا الله لي الوسيلة، قالوا وما الوسيلة؟ قال القرب من الله، ثم قرأ {يَبْتَغُونَ إلى رَبّهِمُ الوسيلة أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}
أخرج الطيالسي، وأحمد، وابن أبي الدنيا، والطبراني، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي عن شدّاد بن أوس أيضاً قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدّق يرائي فقد أشرك، ثم قرأ {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبّهِ}
أخرج أحمد والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن أيمن بن خريم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً فقال: «يا أيها الناس، عدلت شهادة الزور شركاً بالله» «ثلاثاً، ثم قرأ: {فاجتنبوا الرجس مِنَ الأوثان واجتنبوا قَوْلَ الزور
أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الهالك في الفترة يقول: ربّ لم يأتني كتاب ولا رسول»، ثم قرأ هذه الآية {رَبَّنَا لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً}
أخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن مردويه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرّم القينة وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها»، ثم قرأ {وَمِنَ الناس مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الحديث}
أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن ابن مسعود قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يحمل السماوات يوم القيامة على أصبع، والشجر على أصبع، والماء والثرى على أصبع، وسائر الخلق على أصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُواْ الله حَقَّ قَدْرِهِ والأرض جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القيامة}
أخرج أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المستبان ما قالا من شيء، فعلى البادىء حتى يعتدي المظلوم»، ثم قرأ: {وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا}.
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[01 Oct 2007, 03:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
الحمدُ لله الذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا، حمدًا كثيرًا دائمًا ما تتابع الليل والنهار، كلّما حمد الله جل وعلا الحامدون، وكلّما غفل عن حمده سبحانه الغافلون.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلى يومِ الدين.
وبعدُ؛
فسلامُ اللهِ عليكُم ورحمتُهُ وبركاته ..
ما شاء الله .. جزاكُم اللهُ خيرًا كثيرا ..
قال تعالى: (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14)) سورةُ الأنعام ..
في حديث سُهَيْل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة [رضي الله عنه] قال: دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فانطلقنا معه، فلما طعم النبي صلى الله عليه وسلم وغسل يديه قال:
"الحمد لله الذي يُطعِم ولا يَطْعَم، ومَنَّ علينا فهدانا، وأطعمنا وسَقانا وكلّ بَلاء حَسَن أبلانا، الحمد لله غير مُودّع ولا مكافَأ ولا مكفور ولا مُسْتَغْنًى عنه، الحمد لله الذي أطعمنا من الطعام، وسقانا من الشراب، وكسانا من العري، وهدانا من الضلال، وبَصَّرنا من العَمَى، وفَضَّلنا على كثير ممن خلق تفضيلا الحمد لله رب العالمين"
رواه النسائي في السنن الكبرى برقم (10132) وابن حبان في صحيحه برقم (1352) من طريق سهيل بن أبي صالح به.(/)
نظرات في الرسم القرءاني
ـ[ابن عربي]ــــــــ[25 Sep 2007, 11:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين
أيها – أيه
وردت كلمة (أيها) بشكلها المعتاد في القرآن الكريم كل 150 مرة غير أنها وردت بشكل مختلف (أيه) بنقص الألف التي في آخرها في ثلاث مواضع وهي:
- {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّه الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
في كل الايات كان الخطاب ب " ياأيها الذين امنوا " وهذه الاية الوحيدة ب " ايه المؤمنون"
نظري المتواضع انها جاءت بهذا الشكل بحدف الالف لان المؤمنين ليسوا سواسية في الايما ن هذا ايمانه اقوى من هذا وهذا اقوى من الاخر , وتوبة هذا قبل هذا كما ان فلاح هذا اكبر من هذا
- {وَقَالُوا يأَيُّه السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ} [الزخرف: 49].
حذفت الألف أي صلة الوصل بين الصفة والمتهم بها لأن فرعون وقومه ادعاؤهم باطل وزعمهم كاذب:موسى ليس بساحر
كما ورد في الاية طه 63: ان هذان لساحران , وبما انهم ليسوا ساحران خالف القرءان اللغة العربية
- {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّه الثَّقَلَانِ} [الرحمن: 31].
حدفت الالف هنا لان المخاطبين ليسوا من جنس واحد فالجن من مارج من نار والانس من تراب
والله اعلم(/)
مع الرسم القرءاني
ـ[ابن عربي]ــــــــ[25 Sep 2007, 11:31 م]ـ
نظرات في الرسم القرءاني
سعوا – سعو
وردت (سعوا) هكذا مرة واحدة، ووردت (سعو) هكذا بدون ألف في آخرها مرة واحدة أيضاً في القرآن الكريم كله،
- {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [الحج: 51].
اظن انها تشير الى ان مجادلة هاته الفئة في الايات القرءانية كانت اشد واقوى وانهم استعملوا جميع الوسائل (مادية ومعنوية) للطعن في القرءان والتنقيص منه فهم بدون مناقشة اصحاب الجحيم
ووردت في سورة سبأ 38:" والذين يسعون في ءايتنا معاجزين اولئك في العذاب محضرون "واستعمل في هذه الاية المضارع ليبقى كل من سعى معاجزا في الايات الله من اصحاب الجحيم الى اخر الدهر
- {وَالَّذِينَ سَعَوْ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ} [سبأ: 5].
- سعي هؤلاء القوم في المجادلة في ايات الله كان اقل من الفرقة السابقة لهذا حدفت الالف ولم يقل الحق تعالى اولئك اصحاب الجحيم بل وعدهم بعذاب من رجز اليم
- ومما يمكن ان يؤيد ما ذهبت اليه قوله تعالى" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} الجمعة9 فرسمت فاسعوا في حق المؤمنين بالالف بعد الواو اشارة الى ان السعي يوم الجمعة الى الصلاة والى ذكر الله يجب ان يكون قلبا وقالبا حسا ومعنى
وان لا يشغله تجارته عن ذكر الله قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} المنافقون9
والله اعلم
-(/)
لماذا وردت آية (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ.) وسط آيات الصيام؟
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[26 Sep 2007, 12:08 ص]ـ
وردت في ثنايا آيات الصيام آيةٌ عظيمة وهي قوله تعالى:
(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
ولعل في ذلك إشارةٌ إلى قرب الله من عباده الصائمين القائمين، وكثرة إجابته للدعاء في شهر رمضان المبارك بشرطين وردا في الآية وهما الاستجابة لله والإيمان به فهما طريق الرشاد والهداية لما فيه مصالح العباد في دينهم ودنياهم.
ولاشك أن الله سبحانه وتعالى قريبٌ من عباده في كل وقتٍ و أنه يُجيب دعاءَهم، وهناك أوقاتٌ وأحوال يكون العبد فيها أقربَ لإجابة دعائه ومن تلك الأوقات شهر رمضان، ومن الأحوال حال تقرب العبد لربه بالعبادات والأعمال الصالحة ولذا ورد الحث على الإكثار من الدعاء حال السجود فإنه قمنٌ أن يُستجاب للعبد، فكيف إذا كان صائماً ساجداً لله في نهار رمضان يدعو ربه، أو كان قائماً لله في ليالي رمضان يدعو أثناء سجوده في الثلث الأخير من الليل، مع ما يتحقق له من الإخلاص والتقوى بسبب تلك العبادة العظيمة الصوم.
أسأل الله الكريم أن يوفقني وإخواني المسلمين وأخواتي المسلمات في هذا الشهر الكريم للإخلاص والتقوى ولكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الصالحة وأن يوفقنا لتلاوة كتابه الكريم وتدبر معانيه والعمل بما فيه، وأن يرزقنا توبةً نصوحاً وعملاً صالحاً وأن يتقبل منا إنه هو السميع العليم.
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/442X500-0/2/183/1.png
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:48 م]ـ
سلام عليك أخي الفاضل
شكرا لك على هذه المشاركة، وصدقت فورود آية الدعاء بين آيات الصيام سر من أسرار القرآن الكريم، وقد أُمرنا
بالنظر فيه تأملا وتدبراً، وللعلماء كثير من الأقوال الرائعة والنافعة في هذه المسألة، وكل قد أصاب وأجاد فيما قال
وسأتناول هذه المسألة ـ إن شاء الله تعالى ـ في سلسلة لي في هذا الملتقى تحت عنوان (وقفات بلاغية في آيات الصيام) وقد نشرت الموضوع الأول وهو خاص في الاية الأولى من آيات الصيام ـ وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[أبو عبدالوهاب]ــــــــ[30 Sep 2007, 10:12 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو يزيد د. عبدالعزيز العمار وفقك الله
اطلعت على مقالك (وقفات بلاغية في آيات الصيام)، فجزاك الله خيراً على ما ضمنته من معلومات وفوائد
أسأل الله أن ينفع بعلمك وأن يجعلنا ممن يتدبرون كتابه ويعملون به.
وما أوردته في هذا الموضوع هو جزء من مقال نشرته بالساحة الإسلامية وفي مدونتي: http://alhomiani.maktoobblog.com/?post=519015
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Oct 2007, 09:39 ص]ـ
سر مجيء آية الدعاء في مقطع آيات الصيام
الدكتور المثنى عبد الفتاح محمود محمود
almuthnna100@yahoo.com
يستوقفنا مقطع آيات الصيام مع آية من آياته جاءت في منتصفه وهي قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُون} [البقرة:186]. حيث تحدثت عن موضوع آخر سوى موضوع الصيام وهو موضوع الدعاء! فعلام كان هذا؟! ولأي غرض توسطت آية الدعاء آيات الصيام؟!
ولا بد لنا من وقفة مع الآيات، فبعد أن تحدثت الآيات مخاطبة المؤمنين آمرةً إياهم بالصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُون} [البقرة: 183 - 184]. شرعت في الحديث عن فضل شهر رمضان وحكمة إنزال القرآن فيه؛ فقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى
(يُتْبَعُ)
(/)
وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ الله بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا الله عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة:185].
بعد هذا كله جاءت هذه الآية لتقول لنا: إذا كان شأن نهار شهر رمضان عبادة الصيام؛ فإن شأن ليل شهر رمضان عبادة الدعاء، وإذا كان الامتناع عن الطعام والشراب في النهار له غاية؛ فإن أعظم الغايات تقوى الله، وبرهانها التوجه إلى الله بالدعاء والإنابة، وبهذا فإن شهر رمضان قد اكتمل نهاره بليله، وتجمَّل ليله بنهاره، ومن علامات تحقيق التقوى في شهر الصيام انطلاق اللسان بالدعاء، وكما قال ابن عطاء الله السكندري في "حِكَمه": "متى أطلق لسانك بالطلب؛ فاعلم أنه يريد أن يعطيك".
فإنه لا ينطلق اللسان بالطلب من العزيز الكريم إلا بعد أن تُحَلُّ عنه عقدة الصمت، ولا تحل هذه العقدة إلا بتحقيق التقوى؛ فإذا ما بدأ المسلم يدعو ربه بأن يهبه الخير والنعم، وأن يُذهب عنه البلاء والفتن؛ فليعلم حينئذ بأن الله سبحانه وتعالى قد وهبه نعمتين: نعمة الدعاء والتوجه والقيام بحق الربوبية وتحقيق معاني العبودية، ونعمة العطاء من الكريم الرزاق، ولا ينطلق اللسان بالتوجه والدعاء إلا بعد أن يطهر قلبه، وينقي سريرته، ويغسل خطاياه بماء التوبة والإنابة، فمن طُهِّر قلبه فُرِّج كربه، ومن تطلَّع إلى الله بعين الذل والصغار والافتقار؛ نظر إليه ربه نظر الرحمة والمغفرة، وأدخله في دائرة العابدين التائبين، جعلنا الله منهم آمين.
فما أحلاك يا شهر رمضان! وما أروعك يا شهر الكرم والاقتراب؛ فنهارك صيام وافتقار بمعرفة ضعف الأبدان، وليلك دعاء وافتقار بمعرفة ضعف النفوس والأرواح، وأعْظِم به من ربٍّ شرع لعباده شهراً يكون لهم عوناً على بلوغ مراتب العبودية والقيام بواجب الربوبية.
فهذا هو السر في توسُّط آية الدعاء مقطع آيات الصيام، ليعلم الناس أن شهر رمضان ليس هو صيام وحسب وإنما هو صيام يتبعه دعاء وقيام، وبهذا يكتمل هذا، وبانفراد أحدهما عن الآخر فإن العبادة لم تُعطَ حقها، وبالفعل فإن شهر رمضان لا يتسع إلا لنفسه، جعلنا الله ممن يفهم مراده من ترتيبه كتابه. آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد في الأولين والآخرين.
المصدر: مجلة الفرقان - الأردن/ العدد 68
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[01 Oct 2007, 12:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
يبقى القران الكريم مدار التامل والبحث، ومن نعم الله دوام السؤال عن ايات القران ومنها علم المناسبة التي هي نوع من انواع اعجاز القران الكريم ان ترد اية الدعاء بعد ذكر ايات الصوم ويمكن ان نقف عند معاني الصوم قرانيا حتى نصل الى الاية (واذا سالك عبادي عني) والسؤال البلاغي: لماذا جاء ببلاغة الوصل هنا؟،قررت الايات التي سبقت اية الدعاء امر الايمان الذي اساس عبادة الصوم (تمثل في بلاغة النداء)، وفضل الصوم في ترقية المومنين الى مراتب التقوى (لعلكم تتقون) وكلها عبادة محلها القلب لذا ناسب بينها في مطلع الحديث عن عبادة الصوم بقوله (ياايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ثم اعقبه الحديث عن نزول القران في شهر رمضان تعظيما للقران وبيانا لمكانة الصيام عند الله تعالى اذ فرض فيه.
ويمكن ان نجد لمسة بلاغية من هذه المعاني التي تعد مدراج لتربية النفس ومجاهدة الهوى وبيان الصراط المستقيم والمنهج القويم لكل انسان بل لاي مجتمع ناجح كما يقال اليوم، فهي من الاسس-الايمان الصوم التقوى القران - التي تجعل العبد سعيدا طيب النفس منشرح الصدر مقبلا الى الله تعالى، ومن علامات ادامة الاقبال والمسارعة الى رضى الله تعالى كثرة الدعاء التي تيبن ذلة العبد الى خالقة وحده فبعد ان تخلق بالولاء صائما واستمع القران راجيا فليكن للدعاء خلقا في سلوكه فاننا نرى والله اعلة ان الدعاء ثمرة من ثمرات عبادة الصوم.
ومن جهة اخرى فان سياق الاية الكريمة يتحدث عن السؤال والقرب والدعاء باب من ابوابه اي فاذا تقرب العباد بالصوم في رمضان وسماع ايات القران فعليهم ان لا يغفلوا عن الدعاء (لعلهم يرشدون) وهنا سر الاية والله اعلم.
لا تنسونا وسائر المسلمين من دعاء الخير
ـ[النجدية]ــــــــ[02 Oct 2007, 02:14 م]ـ
بسم الله ...
رعاكم ربي أساتذتي الكرام
و لا حرمنا من فضلكم ...
و دمتم في حفظ المولى(/)
أين أجد كتاب غريب القرآن لابن عزيز
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:38 ص]ـ
من يدلني على مكان وجوده؟ جزاه الله خيرا
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:13 م]ـ
ما زلت أبحث عن الكتاب على الشبكة ولم أجده، أرجو ممن وجده أن يبين لي في اي موقع؟
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:14 م]ـ
أرجو ممن وجده أن يبين لي الموقع
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:52 م]ـ
أخي العزيز انظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86627
ـ[العنزي]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:21 ص]ـ
الكتاب موجود عندي اشتريته قبل سنة من مكتبة الأسدي في مكة المكرمة.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[30 Sep 2007, 03:15 ص]ـ
أخي الكريم
فيما أعلم أن أحسن طبعاته:
الأولى: بتحقيق الدكتور أحمد عبد القادر صلاحية، نشر دار طلاس / دمشق ـ سوريا.
وعندي أن هذه الطبعة أحسن ىتحقيقًا وإخراجًا.
والمحقق قد ترك تعليقات العلماء المتأخرين كما هي في نص المخطوط بين ثنايا كلام المؤلف، ومن ذلك ما نقل عن أبي عمر الزاهد (ت: 345)، وابن خالوية (ت: 370) في بيان معنى كلمة (أيامى).
وههنا فائدة، وهي: إن المؤلفين القدماء لما كانوا يأمنون الخلط من طلاب العلم الذين يقرؤون مثل هذه الكتب لم يكن عندهم من الحرج في إدخال تعليقات بعض العلماء المتأخرين ـ ممن قرئ عليه الكتاب أو من علق على الكتاب ـ في نص الكتاب، وتجد ذلك في مثل كتاب غريب القرآن لابن قتيبة، وتفسير مقاتل بن سليمان، وغيرهما.
الثانية: تحقيق الدكتور يوسف مرعشلي، وقد قال عنها الدكتور المحقق حازم حيدر: (طبع اكثر من مرة، وأجودها طبعة دار المعرفة ببيروت، بتحقيق الدكتور يوسف مرعشلي) ينظر حاشية 1 ص 237 ط2 من كتاب الدكتور حازم حيدر: علوم القرآن بين البرهان والإتقان.
الثالثة: تحقيق محمد أديب جمران، دار قتيبة دمشق 1416هـ.
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[03 Oct 2007, 11:00 ص]ـ
الله يجزاكم خير
ـ[أبو عاتكة]ــــــــ[16 Oct 2007, 05:43 م]ـ
وجدته في مكتبة العبيكان بجدة بعد طول بحث
تحقيق الدكتور عبد الرحمن عميرة مرتبا على حسب السور
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[17 Oct 2007, 11:52 ص]ـ
وللعلم؛ فقد اقتنيت منه مصورة
عن مخطوطة محفوظة في مركز الملك فيصل
هي أجود من كل ماطبع من هذا الكتاب حتى الآن
كمالا وجمالا وإتقانا
ـ[أبو طلال العنزي]ــــــــ[19 Oct 2007, 05:00 ص]ـ
كيف يمكنني يا دكتور مروان أن أحصل على مثل هذه المصورة لهذا الكتاب؟
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[19 Oct 2007, 08:55 م]ـ
الكتاب بتحقيق الدكتور أحمد عبد القادر صلاحية تجده يا أبا طلال في مكتبة التدمرية بالرياض، وبتحقيق الدكتور يوسف مرعشلي في دار الأخيار في شرق الرياض حي الروضة شارع الحسن بن علي.(/)
ندوة في المغرب تحت عنوان " أفلا يتدبرون القرْآن "
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:24 م]ـ
ندوات في المغرب تحت عنوان " أفلا يتدبرون القرءان "
تنظم الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرءان والسنة سلسلة من الندوات حول الإعجاز العلمي والعددي ما بين 21 و 31 أكتوبر 2007 تحت عنوان:
" أفلا يتدبرون القرءان "
ومن بين المحاضرين المشاركين في هذه التظاهرة العلمية تستضيف الندوة الأستاذ عبدالله جلغوم الباحث الأردني ..
نسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل.
وأن يجزي القائمين على الهيئة خيرا وبركة
ـ[أبو المهند]ــــــــ[26 Sep 2007, 01:34 م]ـ
أجرى الله على أيديكم الخير ونحن في انتظار بحوث هذا المؤتمر العلمي ومحاوره، كتب الله للجميع التوفيق، وجزاكم الله خيراً.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[26 Sep 2007, 04:47 م]ـ
بارك الله فيكم، وأين ستقام هذه الندوة المباركة، هل في نفس مقر الهيئة، أم أين بالظبط؟.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Sep 2007, 08:43 م]ـ
بارك الله فيكم، وأين ستقام هذه الندوة المباركة، هل في نفس مقر الهيئة، أم أين بالظبط؟.
أشكرك أخي الفاضل على اهتمامك، كما وأشكر الأخ الفاضل د. خضر على طيب كلماته ..
المعلومة المتوفرة لدي أنها تظاهرة علمية أو سلسلة من الفعاليات ستقام في أربع مدن مغربية ..
وسأوافيكم بكل جديد إن شاء الله في حينه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[26 Sep 2007, 11:15 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم، ونحن بانتظارك.
ـ[الراية]ــــــــ[27 Sep 2007, 03:57 م]ـ
هل سيتم نقلها على احد المواقع في الانترنت؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2007, 04:07 ص]ـ
الرباط في: 2/ 9 / 2007
بسم الله الرحمن الرحيم
ينظم فرع الرباط لمؤسسة مولاي عبد الله الشريف للدراسات والأبحاث العلمية
بالتعاون مع الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة سلسلة من الندوات
في الإعجاز العلمي والعددي تحت شعار (أفلا يتدبرون القرآن) وفق البرنامج التالي:
عنوان المحاضرات المحاضرون الساعة المدينة اليوم
الاثنين 22/ 10
ظاهرة البرق: م: عبد الدائم الكحيل 6 مساء الدار البيضاء الاثنين 22/ 10
أسرار ترتيب القرآن: أ. عبدالله جلغوم = = =
السبع من المثاني دراسة عددية: م. حسن عبدالفتاح = =
الأربعاء 24/ 10
نماذج من الإعجاز العلمي: د. زايد الحسين 6 مساء مراكش 24/ 10
النسيج الكوني: م. عبدالدائم الكحيل = = =
أسرار ترتيب القرآن: عبدالله جلغوم = = =
الخميس 25/ 10
أسرار ترتيب القرآن أ: عبد الله جلغوم 6 مساء الرباط 25/ 10
محاضرة عامة حول الإعجاز العلمي:. عبدالدائم الكحيل
السبع من المثاني دراسة عددية: م: حسن فتاح
الأحد 28/ 10 الساعة 4 فاس 28/ 10
أ: عبد الله جلغوم: إعجاز العدد 29 في القرآن الكريم
م: عبد الدائم الكحيل: البناء السباعي في القرآن
د. ربيع الأندلسي: علم الأجنة
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[29 Sep 2007, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل، ونسأل الله أعانتا على حضور ماتيسر منها، وما أسعفنا وقتنا لذلك، ووفق الجميع لكل مايحب ويرضى.(/)
اعتراض السخاوي (ت: 643 هـ) على القول بأن (لعل) من الله واجبة ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[27 Sep 2007, 03:29 م]ـ
اعترض السخاوي رحمه الله أثناء رده على مكي بن أبي طالب وقوله بنسخ قوله تعالى: (يسألونك عن الخمر والميسر) الآية على من يقول بأن (لعل) من الله واجبة.
قال رحمه الله: " وقوله (لعل) من الله ـ عز وجل ـ واجبةٌ؛ ليس بصحيح، فقد قال ـ عز وجل ـ: (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) [طه: 44]، وقد ألانا له القول: (فكذب وعصى، ثم أدبر يسعى، فحشر فنادى، فقال أنا ربكم الأعلى) [النازعات: 21 ـ 24] وإنما معنى قوله تعالى: (لعلكم تفلحون): فاجتنبوه راجين الفلاح، او: فاجتنبوه وانووا إرادة الفلاح ".
(جمال القراء: 1/ 259 ـ 260)(/)
وقفاتٌ بلاغيةٌ مع آيات الصيام (1)
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[27 Sep 2007, 04:33 م]ـ
[إلى الأخوة الفضلاء في هذا الملتقى المبارك؛ سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فيسرني
أن أشارك بهذه المشاركة، ولها في نفسي مكانة سامقة، ومنزلة عالية؛ وذلك لسببين، الأولى: أنها تتحدث عن آيات الصيام، ونحن في شهر رمضان المبارك، وأدعوه – سبحانه – أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا ممن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً. الثاني: أن هذه المشاركة في البلاغة القرآنية، تلك البلاغة التي شرفتُ بالانتساب إليها، والانضواء تحت لوائها، وقد شغفت بها وتعلقت، وقد قضيت شطراً من عمري في القراءة فيها، وإنعام النظر في آيات هذا الكتاب العزيز تأملا وتدبراً؛ للوقوف عند درر بيانه، وفرائد فصاحته، بيد أن عجائب هذا الكتاب لا تنقضي، كما أن فيه مطمعاً للراغبين، ومنهلا للواردين، فإن نبعه لم ينضب ولن ينضب، فحيّّ هلا ثم أهلا فإن المستشرف عزيز والغاية نبيلة، والله من وراء القصد.
چ يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ?
استُفتحتْ آيات الصيام بنداء المؤمنين في قوله ? يا أيها الذين آمنو ?، وفي ذلك مزيد عناية بهم، وتشريف لهم بوصفهم بالإيمان، ومناداتهم به، كما أن في ذلك توطئة لأمرهم بالصيام، وتهيئة نفوسهم لتقبل هذه الأحكام، ومن ثَم العمل بها، فكأنه يقول لهم: لأنكم مؤمنون منقادون مسلمون، فقد أمرتكم بالصيام، وفرضته عليكم، ومن لوازم إيمانهم بربهم، وإذعانهم له قبولهم هذه الأحكام، والعمل بها، والرضا التام بها، ولذا فلسان حالهم يقول: سمعنا وأطعنا، ومن هنا جاء مناداتهم بالإيمان في هذا المقام إشارة إلى المعنى، ودلالة عليه، ولعل هذا هو السرّ في ورود النداء مع كثير من الأحكام الشرعية، كما تجلى ذلك في آيات القصاص، وفي غيرها من الأحكام الشرعية.
وفي إسناد الفعل ? كُتب ? إلى مالم يُسمَّ فاعله لطيفة مهمة، وإشارة بالغة في مقام الأمر والتكليف، فقد حُذف الفاعل؛ وذلك لأسرار بلاغية؛ وذلك للعلم به، وهو الله – سبحانه وتعالى -، فهو وحده الذي يكلف عباده، بيد أن ثمة سراً لطيفاً في مجيئه بهذه الصورة، وبيان ذلك: أن في هذه الآيات تكليفاً شاقاً على نفوس المؤمنين؛ وذلك أن فيه منعاً لهم من التمتع بملاذ الأكل والشرب، كما أن فيه منعاً لهم من التمتع بالنساء، فكان من البلاغة في ذلك ألاَّ تُنسب هذه التكاليف الشاقة إليه – سبحانه -، فهو أهل المغفرة والرحمة، ولعل هذا هو السرّ في مجيء لفظة ? كُتب ? بهذه الصيغة في كثير من التكاليف الشرعية، كما تجلى ذلك في آيات القصاص في قوله ?يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ... ?، وكذلك في آيات الوصية في قوله ? كُتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف? ... ?، ومن العجيب في هذا الباب - وذلك سرٌّ من أسرار القرآن الكريم، ولطيفة من لطائف البيان كما يذكر ذلك أبو حيان الأندلسي (1) – مجيء لفظة " كَتَبَ " مبنية للمعلوم في سياق الامتنان والرحمة بالمؤمنين، ومن ذلك قوله ? كَتبَ ربكم على نفسه الرحمة ... ? (2)، وقوله ? كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ... ? (3)، وقوله ? أولئك كتب في قلوبهم الإيمان ... ? (4) وغيرها من الآيات.
وفي تقدم الجار والمجرور " عليكم" على كلمة " الصيام" في قوله ? كُتب عليكم الصيام ? في ذلك إشارة إلى الاهتمام بأمر المؤمنين، ومزيد عناية بهم وحفاوة؛ وذلك أن الأمر يخصهم، فهم المأمورون بالصيام، فهم الذين قد كُلفوا بذلك، وهم الذين ناداهم ربهم في هذا السياق، كما أن في تأخير لفظة "الصيام" تشويقاً لها، فستظل نفوس المؤمنين مترقبة لها، منتظرة الأمر، فيأتي الأمر بعد ترقب وتشوق، وحينها يستقر الأمر في وجدانها، وتعتنقه أتم اعتناق، وتقوم به على الوجه المطلوب منها في الأداء.
وقد تضمن قوله ? كُتب عليكم ? اِلإيجاب القاطع، والدلالة النصية بفرضية الصيام على المؤمنين، ففي لفظة "كُتب" الإشارة إلى الوجوب، وذلك أن معنى ? كُتب عليكم ? أي فُرض عليكم، وذلك هو معنى الكلمة في القرآن الكريم حيثما وقعت فيه كما يذكر ذلك الفراء. (5)
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أكد هذا المعنى وأظهره حرف الجر "على" – بدلالته على الاستعلاء – في قوله ? عليكم ?؛ وذلك أن فيه ((دليلاً على وجوب هيمنة هذا الحكم على الأمة المسلمة، وعدم التسامح فيه، والتهاون في تنفيذه)). (6)
جاء التشبيه في قوله ? كما كُتب على الذين من قبلكم ? تأكيداً للوجوب، ومتمماً له، وبيان ذلك: أن فيه الإشارة إلى أن الصيام فريضة قديمة، كتبها الله على الأنبياء والأمم من قبلنا جميعاً، وما أخلى الله أمة من الأمم السابقة من إيجابه عليهم، ولم يكن فرض الصيام على هذه الأمة وحدها (7)، وفي هذا إشارة إلى أن الأمة الإسلامية امتداد للأمم المؤمنة التي سبقتها، فهي تسير على خطاها، وتقتفي أثرها، وتلتزم بما التزمت به، ولهذا فهاهو الصوم يُفرض عليها كما فُرض على الذين من قبلها، وهذه الأمة خير الأمم فلا غرو أن يُفرض عليها، ولا غرو أن تقوم به خير قيام.
وإن كان المعنى الذي وقع عليه التشبيه هو: مدة الصيام فقط دون غيره، كما يذكر ذلك الطبري، ويرجحه على غيره، فقد ذكر في تفسيره ((أن التشبيه إنما وقع على الوقت؛ وذلك أن من كان قبلنا إنما فُرض عليه صوم شهر رمضان مثل الذي فُرض علينا سواء)). (8)
وقد دلَّ التشبيه على أهمية الصيام، ففيه الإشارة إلى عِظم الصيام، وما تضمنه من الحِكَم والمصالح، تشهد بذلك العقول السليمة، والفطر المستقيمة، ولذا شرعه الله، وفرضه عليهم؛ رحمة بهم وإحساناً (9)، وفي ذلك دلالة على أن الصوم ركن ركين في كل دين، فهو من أقوى العبادات، كما أنه وسيلة مهمة في تهذيب النفس وإصلاحها، ولذا فرضه الله علينا، وعلى الأمم السابقة، كما أن فيه إشارة إلى وحدة الدين في مصدره، وفي أصوله ومقاصده، وفي هذا تأكيد لفرضية الصيام، وترغيب فيه. (10)
وقد أشار الطاهر بن عاشور إلى أغراض التشبيه في قوله ? كما كُتب على الذين من قبلكم ? وبيّن مقاصده وحِكمه، وذكر ((أغراضاً ثلاثة تضمنها التشبيه:
أحدها: الاهتمام بهذه العبادة، والتنويه بها، فقد شرعها الله قبل الإسلام لمن كانوا قبل الإسلام، وشرعها للمسلمين؛ وذلك يقتضي اطراد صلاحها، ووفرة ثوابها، وإنهاض همم المسلمين لتلقي هذه العبادة؛ كي لا يتميز بها من كان قبلهم.
الغرض الثاني: أن في التشبيه بالسابقين تهويناً على المكلفين بهذه العبادة أن يستثقلوا هذا الصوم.
الغرض الثالث: إثارة العزائم؛ للقيام بهذه الفريضة؛ حتى لا يكونوا مقصرين في قبول هذا الفرض؛ بل ليأخذوه بقوة تفوق ما أدى به الأمم السابقة)). (11)
وسيظل في هذا التشبيه ? كما كُتب على الذين من قبلكم ? مزيداً لمن يتأمله، وينعم النظر فيه، كما أن فيه إشارة مهمة في هذا السياق ستأتي الإشارة إليها في موضع آخر من آيات الصيام أتركها لذلك المقام؛ لأنها به ألصق وأعلق.
ثم بيّن – سبحانه – في خاتمة الآية الغاية من فرضية الصيام في قوله ? لعلكم تتقون ? و" لعل" هنا للترجي، وهو ترجٍ في حق العباد، فموضعه هنا المخاطبون لا المتكلم، فهم المأمورون بالصيام، وهم الذين يترقبون بصيامهم منزلة التقوى. (12)
كما أنه يُهوِّن لذائذ الدنيا ويصغرها في عين الصائم؛ لكونه يحدُّ من شهوة البطن والفرج، فمن هان عليه هذان الأمران خفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعاً له عن ارتكاب المحرمات والفواحش، وكان ذلك سبباً في امتثال الأوامر، واجتناب النواهي، وتلك هي التقوى، وهي الغاية من فرضية الصيام. (13)
حُذف متعلق " تتقون " في قوله ? لعلكم تتقون ? فلم تُذكر الأمور التي يتقيها المسلمون بصيامهم، وثمة سرٌّ لطيف وراء هذا الحذف، وهو إرادة العموم، فالمراد بذلك: أن يتقوا كل شيء من شأنه أن يقربهم من سخط مولاهم عليهم، وهي كثيرة لا حصر لها، ولو ذُكر متعلق " تتقون " لانحصر الذهن في المذكور، وهذا لا يصح، ولذا فإن الغرض من هذا الحذف هو: أن تذهب النفس في تقديره كل مذهب، لكي تحذر كل المحظورات وتتجنبها، وتبتعد عنها كل البعد، ولا تواقعها، وتلك هي التقوى الذي جُعل الصوم سبباً موصلاً إليها.
إذن فالغرض من الصيام تحقيق التقوى بنص القرآن الكريم، فالمسلم من خلال صيامه يجعل بينه وبين سخط الله وعذابه وقاية؛ لِما فيه من قهر النفس، وقمع الهوى، ولذا فهو من أكبر الأسباب الرادعة عن مواقعة السوء، والوقوع في الفحشاء. (14)
(يُتْبَعُ)
(/)
وللشيخ عبدالرحمن السعدي كلام نفيس أشار فيه إلى بلاغة هذا الحذف، وبيّن أنه طريقة من طرق التعبير القرآني، وقاعدة من قواعده التي يسير عليها، فذكر أن من بلاغة القرآن الكريم أنه يحذف متعلق المعمول، ذكر ذلك في كتابه " القواعد الحسان لتفسير القرآن"، ذكر فيه سبعين قاعدة من قواعد القرآن الكريم، وذكر هذه القاعدة، وجعلها الرابعة عشرة، وفي تقديمها علىغيرها؛ إشارة إلى أهميتها، وأنه من القواعد الأساسية في تعبير القرآن عن مقاصده، يقول: ((حذف متعلق المعمول فيه يفيد تعميم المعنى المناسب له، وهذه قاعدة مفيدة جداً متى اعتبرها الإنسان في الآيات القرآنية أكسبته فوائد جليلة؛ وذلك أن الفعل وما هو معناه متى قُيِّد بشيء تقيد به، فإذا أطلقه الله –تعالى -، وحذف المتعلق كان القصد من ذلك: التعميم، ويكون الحذف هنا أحسن، وأفيد كثيراً من التصريح بالمتعلقات، وأجمع للمعاني النافعة)). (15)
وساق لذلك كثيراً من الشواهد، وكان مما ذكره من الشواهد: آية الصوم التي معنا، وهي قوله:
چ يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ? فأشار إلى بلاغة حذف المتعلق في قوله ? لعلكم تتقون ? فبين حكمته وأسراره قائلاً: ((يفيد كل ما قيل في حكمة الصيام، أي لعلكم تتقون المحارم عموماً، ولعلكم تتقون ماحرم الله للصائمين من قول الزور، والعمل به، ومن كل الأحوال السيئة والخبيثة، وتتقون وتتجنبون المفطرات، والممنوعات، ولعلكم تتصفون بصفة التقوى، وتحصلون على ما يقيكم مما تكرهون، وتتخلقون بأخلاقها)). (16)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الحواشي والتعليقات:
(1) انظر: البحر المحيط: 2/ 35.
(2) الأنعام: 54.
(3) المجادلة: 21.
(4) المجادلة: 22.
(5) انظر: معاني القرآن: 1/ 110، للفراء.
(6) تأملات في سورة البقرة: 2/ 973.
(7) انظر: الكشاف: 1/ 334، و: التفسير الكبير: 5/ 95.
(8) جامع البيان: 2/ 156.
(9) انظر: محاسن التأويل: 3/ 414.
(10) انظر: تفسير القرآن الحكيم: 2/ 143.
(11) التحرير والتنوير: 2/ 157.
(12) انظر: معاني القرآن: 1/ 252، للزجاج، و: تفسير القرآن الحكيم: 2/ 143.
(13) انظر: التفسير الكبير: 5/ 60، و: تيسير الكريم الرحمن: 1/ 143.
(14) انظر: محاسن التأويل: 1/ 149.
(15) القواعد الحسان لتفسير القرآن: 46.
(16) المصدر السابق: 47. [/ font]
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:11 م]ـ
أسعد الله قلبك ونفعك كما نفعتنا بهذه اللطائف والنِّكَات البلاغية العذبة, ونستزيدك إن أذنت مما اجتمع لديك منها.
ـ[البلاغية]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:22 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور الفاضل عبدالعزيز العمار
سرد رااااائع لتلك الآية الكريمة
التي جاءت في وقتها المناسب
لأول مرة أرى هذه الأية الكريمة بهذه الزاوية الرائعة
أحسست بجمالها و بإبداع الخالق ورحمته سبحانه
ننتظر بقية الآيات
أسأل المولى أن يجعله بموازينك
وأن يضاعف لك الأجر والثواب في هذا الشهر الفضيل
جوزيت الجنان وحور الحسان
ـ[فهد الناصر]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:38 م]ـ
بارك الله فيكم يا دكتور على هذه الوقفات والتأملات البلاغية.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[02 Oct 2007, 11:21 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك ونفع المسلمين بك وزادك خيرا في الدنيا والاخرة ............ وجعل خير ايامنا الانشغال والاشتغال بالقران الكريم.
امين
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوة في الله ما اجمل ان نلقتي في ظلال القران الكريم تسمو به نفوسنا وترتقي افكارنا وتنار به حياتنا ونسعد كما سعد الاولون من رعيل الامة المحمدية.
اود ان ابين جانبا تربوية في القران الكريم يمكن ان نفيد منه من خلال تامل الاية التي ساذكرها لاحقا في معنى من معاني التربية الرمضانية (احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نسائكم ......... ) فمن العجيب اننا اذا ارادنا الحديث عن هذه الاية الكريمة قد ينكر علينا بعض الناس بحجة ايام رمضان ولا داعي لهذا الامر الذي يحرك الغريزة ......... علينا معاشر المسلمين ان ندرك ان الاية الكريمة جاءت بعد الحديث ايات الصوم ولابد ان نفقه سر مجي الاية بعد ايات الصوم اولا.
ان الاسلام في جانب من جوانب التشريع لايغفل عن القضايا الاجتماعية حتى يظهر اثر العبادة في سلوك الانسان ويظهر خلق الصوم عند الصائم وهي من الموازنة بين العبادات والمعاملات هذا من جانب ومن جانب اخر افادة الاية معنى تنظيم الغريزة عند الانسان المسلم وكما جاء في اسباب النزول ان سيدنا الفاروق عمر رضي الله عنه اراد ان يعتزل النساء في رمضان فنزل قوله تعالى (علم الله انكم كنتم تختانون انفسكم فتاب عليكم).
اود ان انصح ان الحديث عن معاني القران الكريم ليس امر هينا كما يتصور بعض الناس.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالعزيز العمار]ــــــــ[02 Sep 2008, 01:35 م]ـ
السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير، وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام و صالح الأعمال. وبعد: فقد سبقت المشاركة بهذه الآيات في العام المنصرم، وأحببت إعادة ذكرها، ورفعها مرة أخرى؛ لمناسبتها، وسيعقب هذه المشاركة مشاركات أخرى في بقية آيات الصيام إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Sep 2008, 01:34 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا يزيد وفي انتظار بقية التأملات هذه الأيام المباركة.(/)
قائمة بأسماء الكتب المطبوعة في غريب القرآن ومعانيه والوجوه والنظائر
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[27 Sep 2007, 05:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي في ملتقانا المبارك، إليكم هذه القائمة التي جمعت فيها ما هو مطبوع من كتب غريب القرآن الكريم ومعانيه والوجوه والنظائر، مرتبة ترتيبا تاريخيا. أسأل الله تعالى أن ينفع بها.
القرن 2
1 - تفسير غريب القرآن - للإمام مالك بن أنس (ت 179هـ) طبع تحت عنوان: مرويات الإمام مالك بن أنس في التفسير. جَمْع محمد بن رزق الطرهوني، و د.حكمت بشير، دار المؤيد بالرياض: 1415هـ /1995هـ.
2 - الأشباه والنظائر في القرآن الكريم/ لمقاتل بن سليمان البلخي (ت 150هـ)، تنقيح تلميذه أبي النصر، تحقيق د. عبد الله محمود شحاته، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1395هـ- 1975م.
القرن 3
3 - معاني القرآن للفراء، يحيى بن زياد، أبي زكريا (ت207هـ)، تحقيق محمد علي النجار، وأحمد يوسف نجاتي، ونشرته دار الكتب المصرية: 1955م وعالم الكتب ببيروت: 1980م.
4 - مجاز القرآن/ لأبي عبيدة، معمر بن المثنى (ت210هـ) تحقيق الدكتور محمد فؤاد سزكين، وطبع غير مرة.
5 - معاني القرآن/ للأخفش الأوسط، سعيد بن مسعدة، أبي الحسن، النحوي (ت215هـ). تحقيق الدكتور فائز فارس، دار البشير والأمل بالكويت: 1400هـ/1979م.
6 - غريب القرآن/ لعبد الله بن يحيى بن المبارك، العدوي، البغدادي، المعروف باليزيدي (ت237هـ). تحقيق محمد سليم الحاج، عالم الكتب ببيروت: 1405هـ / 1985م.
7 - تأويل مشكل القرآن/ لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم بن قتيبة، أبي محمد الدِّيْنَوري (ت 276ه (.
8 - تفسير غريب القرآن/ لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم أبي محمد الدِّيْنَوري (ت 276هـ)، تحقيق السيد أحمد صقر، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة، 1958م. وصدر في غير طبعة.
9 - كتاب المسائل في معاني غريب القرآن والحديث مما لم يقع في كتاب الغريب أو كتاب المسائل والأجوبة / لابن قتيبة، عبد الله بن مسلم أبي محمد الدِّيْنَوري (ت 276هـ)، منشور في مجلة المورد العراقية، العدد الرابع من المجلد الثالث.
10 - التصاريف: تفسير القرآن مما اشتبهت أسماؤه وتصرفت معانيه/ ليحيى بن سلام البصري (ت 280هـ)، تحقيق هند شلبي، الشركة التونسية للتوزيع 1400هـ- 1980م.
11 - ما اتفق لفظه واختلف معناه من القرآن/ لأبي العباس بن يزيد المبرد (ت 285هـ)، تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي، السلفية، القاهرة، 1350هـ.
القرن 4
12 - معاني القرآن وإعرابه/ للزجّاج، أبي إسحاق إبراهيم بن السرّى (ت311هـ). تحقيق د. عبد الجليل شلبي، الهيئة العامة للمطابع الأميرية بالقاهرة سنة 1974م، ثم أعيد نشره، عن طريق: عالم الكتب ببيروت: 1408هـ / 1988م.
13 - تحصيل نظائر القرآن/ للحكيم الترمذي (ت 319 أو 320هـ)، تحقيق حسني نصر زيدان، ط 1، 1389هـ- 1969م.
ملحوظة: أشار شواخ إلى اختلاف في تاريخ وفاته بين 285هـ وبين 315هـ. انظر معجم مصنفات القرآن الكريم 4/ 256.
14 - نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العظيم/ للسجستاني، أبي بكر: محمد بن عُزيّز (ت330هـ). طبع على هامش مصحف شريف، بمراجعة عبد الحليم بسيوني سنة 1337هـ. وحققه د. يوسف مرعشلي، ونشرته دار المعرفة ببيروت: 1410هـ/ 1990م.
15 - معاني القرآن/ للنحاس: أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبي جعفر، المعروف: بالمرادي، المصري، النحوي (ت338هـ). تحقيق الشيخ محمد علي الصابوني، جامعة أم القرى: 1408هـ/1988م.
16 - ياقوتة الصراط في غريب القرآن/ لغلام ثعلب، أبي عمر، محمد بن عبد الواحد، المعروف بالزاهد، المطرز (ت 345هـ)، تحقيق د. محمد بن يعقوب تركستاني.
17 - غريب القرآن/ لابن خالويه، أبي عبد الله، الحسين بن أحمد بن حمدان، الهمذاني (ت370هـ)، تحقيق محمود الطناحي، وعبد الفتاح الحلو.
القرن 5
18 - كتاب الغريبين: غريب القرآن والحديث/ للهروي، أبي عبيد، أحمد ابن محمد (ت401هـ). طبع غير طبعة، وآخر طبعاته: طبعة في ستة أجزاء، بتحقيق: أحمد فريد المزيدي، مكتبة الباز بمكة المكرمة: 1419هـ /1999م.
(يُتْبَعُ)
(/)
19 - تلخيص البيان في مجازات القرآن/ للشريف الرضي (406هـ)، أبي الحسن، محمد بن الحسين بن موسى بن محمد العلوي الحسيني الموسوي، وقد طبع مرّات أحسنها ما قام بطبعه موَتمر الذكرى الاَلفيّة للسيد الشريف الرضي عام (1406هـ).
20 - اختصار في غريب القرآن/ لابن صُمادح التُّجِيبي، محمد بن أحمد بن عبد الرحمن، أبي يحيى الأندلسي (ت419ه (. مطبوع على حاشية المصحف في بعض طبعاته، استخرجه من تفسير الطبري.
21 - العمدة في غريب القرآن/ لأبي محمد، مكيّ بن أبي طالب القيسيّ (ت437هـ).
تحقيق د. يوسف المرعشلي، مؤسسة الرسالة ببيروت: 1401هـ/1981م ثم أعادت طباعته: 1404هـ/1984م.
وقد شكك بعض الباحثين في نسبة هذا الكتاب إلى مكيّ ابن أبي طالب؛ كالدكتور أحمد حسن فرحات ()، والدكتور علي حسين البواب () لأن من أرخوا لمكيّ لم ينسبوه إليه، بالإضافة إلى اختلاف الشرح والتناول - في هذا الكتاب - عن باقي كتب مكيّ، التي ألّفها في الموضوع نفسه.
22 - تفسير المشكل من غريب القرآن - لمكيّ بن أبي طالب القيسيّ (ت437هـ). تحقيق د. علي حسين البواب، مكتبة المعارف بالرياض: 1406هـ/1985م.
23 - كتاب: القُرطين/ لمحمد بن أحمد بن مطرف الكتاني، وقيل: الكناني (بالنون) (ت454هـ). جمع فيه بين كتابي: غريب القرآن، ومشكل القرآن، لابن قتيبة، ولم يتصرف في أي من الكتابين بزيادة أو نقص، وإنما جمع - فقط - بين أقوالهما في كل مسألة، مع تمييز ما في الغريب: بحرف (غ) وما في المشكل: بحرف (ش). وقد طبع الكتاب في جزأين، ونشرته دار المعرفة ببيروت، دون تأريخ، أو تحقيق.
24 - الزوائد والنظائر في غريب القرآن/ للدامغاني، محمد بن علي بن محمد بن حسين بن عبد الملك (ت478هـ)، وقد حَقق الكتاب –تحت هذا الاسم- محمد حسن أبو العزم، ونشره: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر: 1416هـ/1996م ثم حققته فاطمة يوسف الخيمي، تحت اسم: الوجوه والنظائر لألفاظ كتاب الله العزيز ومعانيها، ونشرته مكتبة الفارابي بدمشق: 1419هـ/ 1998م. والكتاب مرتب على حروف المعجم.
25 - إصلاح الوجوه والنظائر في القرآن الكريم/ الحسين بن محمد الدامغاني، تحقيق عبد العزيز سيد الأهل، بيروت، دار العلم للملايين، 1970م وطبعة ثانية 1977م.
وطبع في إيران بتصحيح: أكبر بهروز.، تبريز: جامعة تبريز، ط 1، 889 صفحة.
ملحوظة: في ترجمة هذا العلم إشكال في علاقته بالسابق، لم أهتد إلى حله.
القرن 6
26 - مفردات ألفاظ القرآن/ للراغب الأصفهاني، الحسين بن محمد، أبي القاسم (ت 502هـ). ظهر في طبعات عديدة، ومنها طبعة محققة تحقيقاً جيداً، عن طريق: صفوان الداوودي، ونشرتها:دار القلم بدمشق، والدار الشامية ببيروت: 1412هـ/1992م.
27 - إيجاز البيان في معاني القرآن/ لبيان الحق النَّيْسابوري، أبي القاسم، محمود بن أبي الحسين، نجم الدين (كان حياً 553ه (. مطبوع.
28 - البيان في غريب القرآن/ لابن الأنباري، أبي البركات (ت577هـ)، تحقيق طه عبد الحميد، الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة 1969م.
29 - المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث/ للأصفهاني، أبي موسى محمد بن أبي بكر بن عيسى، المديني (ت581هـ)، تحقيق د. عبد الكريم العزباوي، جامعة أم القرى: 1406هـ /1986م. جمع فيه ما فات أبا عبيد الهروي.
30 - نَفَس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه/ لابن عبد الصمد، أحمد بن عبد الصمد بن محمد (أبي عبيدة)، أبي جعفر المالكي الخَزْرَجي (ت 582ه (. مطبوع، وهو مختصر مهذب بديع المنزع في تفسير غريب ألفاظ القرآن، مرتب وفق سور القرآن الكريم في المصحف الشريف.
31 - تذكرة الأريب في تفسير الغريب/ لابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد، القُرشي، أبي الفرج (ت 597هـ). تحقيق د. علي حسين البواب، مكتبة المعارف بالرياض: 1407هـ.
32 - منتخب قرة العيون النواظر في الوجوه والنظائر في القرآن الكريم/ لابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي بن محمد، القُرشي، أبي الفرج (ت 597هـ). تحقيق ودراسة محمد السيد الصفطاوي والدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد، منشأة المعارف بالإسكندرية، مصر.
القرن 7
(يُتْبَعُ)
(/)
33 - تفسير غريب القرآن/ الرازي: محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، أبو عبدالله زين الدين الحَنَفي (ت بعد 666ه (. رتبه ترتيب صاحب الصحاح، وضم إليه شيئاً من الإعراب والمعاني. ونشر - أيضاً -قسماً منه - ينتهي بحرف الشين - الدكتور عبد الرحمن الحجيلي، وعنوانه في معجم المؤلفين «روضة الفصاحة في غريب القرآن».
34 - فوائد في مشكل القرآن/ للعز بن عبد السلام، عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم، أبي محمد عز الدين الشافعي (ت 660هـ). وهذا المطبوع قطعة من أماليه.
القرن 8
35 - تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب/ لأبي حيان، محمد بن يوسف بن علي بن حيان، الغرناطي، الجياني، الأندلسي (ت745هـ). طبعه محمد سعيد بن مصطفى الوردي النعساني 1936م. وحقق، وطبع غير مرة.
36 - بهجة الأريب في بيان ما في كتاب الله العزيز من الغريب/ لابن التركماني، علاء الدين، علي بن عثمان بن إبراهيم، المارديني المصري، (ت750هـ)، حُقق، وطبع غير مرة.
37 - عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ/ للسمين الحلبي أحمد بن يوسف بن عبد الدائم، (ت756هـ) سار على نهج الراغب الأصفهاني، وأخذ من مفرداته. وقد طبع الكتاب طبعتين إحداهما بتحقيق د. محمد آلتونجي نشرتها عالم الكتب (الجزء الأول عام 1414هـ، والأجزاء الثلاثة الباقية عام 1993م)، والأخرى بتحقيق محمد باسل عيون السود نشرتها دار الكتب العلمية بيروت (عام 1417هـ – 1996)، وهي كذلك في أربعة أجزاء. كما حُقق هذا الكتاب في رسالة (ماجستير) من إعداد الباحث: طلال بن مصطفى عرقسوس، قُدمت للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة: 1401هـ.
القرن 9
38 - ألفية في غريب القرآن/ للعراقي، عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن، أبي الفضل (ت806هـ). وهو مطبوع بهامش كتاب: التيسير في علوم التفسير - للدريني. عيسى البابي الحلبي بمصر 1925م.
وقد التزم العراقي - في ألفيته - أن يرتب ألفاظها، وفقاً لحروفها الأصول، بالتدرج من أولها إلى آخرها.
كما التزم أن يذكر الألفاظ، بصورتها التي هي عليها -في القرآن- ما أمكنه ذلك.
وكان يقتصر علىذكر الكلمة، وشرحها، باختصار.
وقد نثرت هذه الألفية في رسالة لمصطفى بن حنفي، الذهبي، المصري (ت1280هـ)
39 - التبيان في غريب القرآن/ لابن الهائم المصري: أحمد بن محمد (ت815هـ). تحقيق د. فتحي الدابولي، دار الصحابة للتراث بطنطا:1412هـ /1992م. وقد اعتَمد فيه على كتاب محمد بن عُزيّز السجستاني (ت330هـ) ولكنه هذبه واختصره وزاده ترتيباً.
40 - بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز/ للفيروزآبادي، محمد بن يعقوب (ت 817هـ)، تحقيق محمد علي النجار، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة 1383هـ.
41 - كشف السرائر في معنى الوجوه والأشباه والنظائر في القرآن الكريم/ لابن العماد المصري (ت 878هـ) تحقيق الدكتور فؤاد عبد المنعم، الإسكندرية 1397هـ- 1977م.
القرن 10
42 - مفحمات الأقران في مبهمات القرآن - لجلال الدين السيوطي (ت911هـ). تحقيق د. مصطفى ديب البُغا، مؤسسة علوم القرآن بدمشق 1403هـ /1982م. ورُتب هذا الكتاب حسب ترتيب سور القرآن وآياته.
القرن 11
43 - مجمع البحرين ومطلع النيرين في غريب الحديث والقرآن الشريفين () – للطريحي، فخر الدين، طريح بن محمد بن أحمد بن طريح، الرماحي، المسهلي، الإمامي، (ت1085هـ) طبع في ستة أجزاء.
44 - غريب القرآن / للشيخ فخر الدين الطريحي المتوفّى عام (1085هـ)، وقد طبع في النجف الاَشرف في جزء واحد عام 1372هـ، وأسماه الموَلّف بـ"نزهة الخاطر وسرور الناظر وتحفة الحاضر".
القرن 13
45 - كلم القرآن/ الآلوسي، محمود شكري بن عبد الله (ت1270هـ)،، مطبعة المنار، مصر، 1322هـ.
46 - رسالة في تفسير غريب القرآن العظيم/ لمصطفى بن حنفي بن حسن، الذهبي، المصري (ت1280هـ).
وهي رسالة صغيرة، نثر فيها صاحبها: ألفية العراقي -السابقة الذكر - وسار على ترتيبها، إلا أنه: اختصرها؛ فحذف بعض ألفاظها، وبعض أقوالها في التفسيرات المختلفة. طبعت على حجر في مطبعة: السيد محمد شعراوي، بالقاهرة. وفي فهرس مجمع الملك فهد: (سماه إقبال «حل ألفية الزين العراقي في غريب القرآن»).
القرن 14
47 - تفسير غريب القرآن/ لمحمود إبراهيم وهبه-طبع الكتاب:1332هـ/1913م في مصر، وهو مرتب حسب السور القرآنية.
(يُتْبَعُ)
(/)
48 - هداية الإخوان في تفسير ما أبهم على العامة من ألفاظ القرآن/ لمصطفى بن يوسف بن عبد القادر، الأسير، الحسيني، البيروتي (ت1333) وقد طبع الكتاب غير طبعة.
ملحوظة: تاريخ وفاته عند شواخ 4/ 221: " (307هـ).
49 - قرة العين من البيضاوي والجلالين في تفسير غريب القرآن/ للنَّبْهاني: يوسف بن إسماعيل بن يوسف، أبي محمد (ت 1350ه (. مطبوع، وهو من تفاسير الصوفيه التي تضمنت تفسيراً إشارياً.
50 - حسن البيان في تفسير مفردات من القرآن/ للخاني، محيي الدين بن أحمد بن محمد الدمشقي (ت 1350هـ).
51 - معجم القرآن/ لعبد الرؤوف المصري. وهو قاموس لشرح مفردات القرآن وغريبه. وقد رتبه صاحبه حسب الترتيب الألفبائي، وطبع-في جزأين-ط2 سنة 1367هـ/ 1948م.
52 - غريب القرآن/ فكري ياسين، الأزهري المصري (1314 - 1370ه (. مطبوع.
53 - معجم غريب القرآن مستخرجاً من صحيح البخاري/ لمحمد فؤاد عبد الباقي. وقد طُبع بدار إحياء الكتب العربية بالقاهرة: 1370هـ/1950م. وهو يجمع بين ما أخذه البخاري من صحيفة على بن أبي طلحة ومسائل نافع بن الأزرق، في كتاب واحد. ولكنه لا يذكرها بنصها؛ بل يذكر المادة، ثم الآية المذكورة فيها، ويتبعها رقم الآية، ثم رقم السورة، في صلب الكتاب، ثم يذكر تفسير اللفظ الغريب في الهامش الأسفل للصفحات. وقد رتب ما أخذه من البخاري، ثم ما أخذه من مسائل نافع: ترتيباً ألفبائياً.
54 - البيان في شرح غريب القرآن/ للشيخ قاسم بن حسن آل محيي الدين طبع بالنجف عام (1374هـ)، بإشراف وتصحيح مرتضى الحكمي.
55 - تفسير غريب القرآن الكريم - لحمدي عبيد الدمشقي (1391هـ). دار عالم الكتب، اختاره من كتب أئمة اللغة، وعلماء التفسير. وطبع على هوامش مصحف شريف، حسب ترتيب السور وآياتها. لكنه أخطأ في أرقام الآيات الموجودة بجوار كلماتها المفسرة؛ إذ كان يذكر الرقم السابق للآية! والمعروف - في المصاحف- أن أرقام الآيات تتلوها، ولا تسبقها.
56 - بيان المشتبه من معاني القرآن الكريم (قاموس قرآني) / جمع وتأليف: حسن محمد موسى، طبع بالإسكندرية: 1386هـ/1966م.
57 - معجم ألفاظ القرآن الكريم/ وضعته لجنة من أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، على رأسها: الشيخ إبراهيم حمروش – يرحمه الله – وطبعته الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر – طبعة كاملة – في مجلدين سنة 1390هـ/1970م. وهو معجم مرتب على حروف الهجاء؛ لشرح معاني ألفاظ القرآن الكريم على الإجمال، مع الدلالة على موضع كل كلمة في الآيات والسور التي ذكرت فيها.
58 - القرآن وتفسير غريبه/ للدمشقي، حمدي عبيد بن محمد حسن (ت 1391هـ)، دمشق 1963.
59 - القرآن الكريم مع موجز البيان في معاني القرآن/ القُوْصي: أحمد حنفي نصّار (كان حياً 1384ه (.مطبوع، على حاشية المصحف، فسَّر فيه بعض كلمات القرآن في عبارة موجزة.
60 - غريب القرآن - للشيخ نديم الجسر. طبع قبل عام 1394هـ /1974م.
61 - معجم الألفاظ والأعلام القرآنية/ إبراهيم محمد إسماعيل، 1969م.
62 - أوضح البيان لألفاظ القرآن، قاموس مختصر في تفسير ألفاظ القرآن/ جمعه من تفاسير المتقدمين ورتبه على السور – القاهرة 1323هـ. انظر أعلام الدراسات القرآنية 323 ذكر الصاوي أنه ألَّفه بعض فضلاء المصريين.
63 - الهادي إلى تفسير غريب القرآن/ لإسماعيل، شعبان محمد ومحمد سالم محيسن، مصر 1980م. وهو مرتب حسب السور القرآنية.
64 - المعجم الجامع لغريب مفردات القرآن الكريم/ للسيروان، عبد العزيز عزالدين، دار العلم للملايين، بيروت، 1986م.
65 - قاموس غريب القرآن حسب ترتيب السور/ قمحاوي: محمد الصادق المصري (ت 1405ه (، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده بمصر1400هـ- 1980م.
ملحوظة: وهم الدكتور حسين نصار - في بحثه «كتب غريب القرآن»: 14 ضمن ندوة عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم- في نسبته لمحمد الصادق عرجون!!
66 - تفسير غريب القرآن المعروف بقاموس أوضح التبيان في ألفاظ القرآن/ المصري، محمد، مكتبة الهلال 1934م.
القرن 15
67 - كلمات القرآن: تفسير وبيان/ للشيخ مخلوف: حسنين بن محمد حسنين، المالكي مفتي الديار المصرية (ت 1410ه (. وقد رُتب حسب ترتيب السور، ثم الآيات في داخلها. وهو مختصر، وصغير الحجم، وقد طبع غير طبعة، وتم تأليفه: 1375هـ/1956م.
68 - صفوة البيان لمعاني القرآن/ للشيخ مخلوف: حسنين بن محمد حسنين، المالكي مفتي الديار المصرية (ت 1410ه (. مطبوع.
69 - معاني القرآن/ جَلال الحنفي: جلال البغدادي إمام مسجد الخلفاء (ولد 1334ه (. طبع الجزء الأول منه.
70 - أوضح البيان في شرح مفردات وجمل القرآن/ لمحمد كريم راجح. طبع على هامش مصحف شريف، حسب ترتيب السور، ثم الآيات، ونشرته: دار المعرفة ببيروت: 1403هـ / 1983م.
71 - منظومات في مسائل قرآنية/ للشيخ محمد الطاهر، التليلي، السوني، الجزائري المؤسسة الوطنية للكتاب، بالجزائر: 1407هـ / 1986م. وهو يتضمن عدة أقسام منظومة، تدور حول القرآن الكريم، ومنها، قسم خاص بنظم غريب القرآن.
72 - عقد الجمان في تبيان غريب القرآن/ للحديدي الطير: مصطفى بن محمد، الشافعي المفسر المصري (ت 1409ه (.
73 - ردّ الأذهان إلى معاني القرآن/ لجُومي: أبي بكر بن محمود النيجيري (ت 1413ه (. مطبوع.
74 - المفتاح النوراني على المدخل الربّاني للمفرد الغريب في القرآن/ للشيخ محمد باي بلعالم - انتهى من تأليفه في: صفر 1417هـ/1996م. وطبع في باتنه بالجزائر، وخرج في جزأين. وهو شرح لمنظومة.
75 - المختار من غريب القرآن: حسب ترتيب السور/ الإدارة العامة للمعاهد الأزهرية. مطبوع، يذكر المفردات الصعبة في كل سورة ويشرحها بإيجاز، وُضِع للطلبة.
76 - غريب القرآن/ للعروضي، أبي الحسن إبراهيم بن عبد الرحيم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[27 Sep 2007, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى، وإذا استقصينا المؤلفات في حدود جهدنا وطاقاتنا سنجدها أكثر مما ذكرت، حتى أن الشارح والمعلق على كتاب (العمدة في غريب القرآن) لأبي محمد مكي بن أبي طالب (ت437هـ)، قد أوصلها إلى خمس وثمانين مؤلفا، ولو تسنى لنا الوقت لقارنا بين ما ذكرته- أخي الكريم- وما جاء في الكتاب لإضافة مالم يذكر، وقد نأتي بما نعرف مما أورده الباحثون في رسائلهم، لتعم الفائدة، ووفق الله الجميع لكل خير.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[28 Sep 2007, 09:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه
الأخ الكريم وفقه الله تعالى
أشكرك على تعقيبك واسمح لي بالتعليق عليه بما يلي:
1 - أنك لو بذلت أخي الكريم جهدا بسيطا في تأمل عبارة العنوان لوجدت أن الكلام منحصر في المطبوع من تلك الكتب. وهنا تتميز القائمة عما ذكرته؛ لأن الباحثين يبحثون أول ما يبحثون في أي علم عن المطبوع، ثم عن المخطوط - وأهميته لا تخفى-، ثم عن المفقود لما له من فائدة على المستوى التاريخي للعلم. وفي نيتي تنمية هذه القائمة بناء على هذا التصنيف.
2 - وبناء عليه فإن هذه القائمة اعتنيت فيها بالمطبوع أساسا؛ بينما جمع الأستاذ يوسف المرعشلي في كتابه الذي ذكرته كل ما وصل إليه علمه من كتب الغريب سواء أكانت مطبوعة أم مخطوطة أم في حكم المفقود، وقد بلغ بها خمسة وثمانين 85 تأليفا كما ذكرتَ أنتَ.
3 - أن دراسة هذا العدد أسفرت عما يلي:
أ- 29 كتابا مطبوعا.
ب- 25 كتابا مخطوطا.
ج- 31 كتابا مفقودا أو في حكم المفقود.
ولك أن تقارن بين عدد المطبوع هنا وهو 29 وعدد المطبوع الذي خصصتُ له القائمة وهو 76، ثم أترك لك بعد ذلك واسع النظر.
4 - أن كتاب الأستاذ مرعشلي طبع سنة 1401هـ- 1981م، وقد مضى عليه نحو ستة وعشرين سنة، فلا عجب أن تتبدل الأحوال فيصير المخطوط مطبوعا، والمفقود موجودا، وهكذا ... ويصير المطبوع أيضا متعدد الطبعات والتحقيقات، كما يتم الكشف عن نسخ جديدة للمخطوط الواحد وهكذا ...
وهنا لابد من الاعتراف للسابق بالفضل؛ فقد أفدت كثيرا من كتاب الأستاذ مرعشلي جزاه الله تعالى بأفضل الجزاء. إلا أنه كان مرجعا من بين مراجع أخرى أيضا، وهكذا ينمو العلم ويزكو ببناء السابق على اللاحق مع زيادة التنظيم والتنسيق والتصنيف والتحرير، خدمة للباحثين وتوفيرا للجهود.
5 - أن الأستاذ مرعشلي ذكر في الرقم: 47 من قائمته ص 29 كتاب: إعراب ثلاثين سورة من القرآن لابن خالويه ت 370هـ. ولا أدري وجه إدراجه ضمن كتب الغريب.
6 - وأما قولك - أخي الكريم - بأننا "إذا استقصينا المؤلفات في حدود جهدنا وطاقاتنا سنجدها أكثر مما ذكرت" فهذا كلام طيب جميل، ننتظر منك إفادتنا به بشرط مراعاة التصنيف المذكور.
ودمت في رعاية الله تعالى وحفظه.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[28 Sep 2007, 10:45 م]ـ
شكر الله لك أستاذنا هذا التنبيه، وفعلا لم أنتبه لما قيدته، نظرا لانشغالي الشديد بالبحث الذي اشتغل عليه وقد قرب موعد مناقشته، ولكن الفوائد اليومية التي استقيها من هذا الموقع المبارك، تجبرني على دخوله وعلى الأقل المشاركة السريعة بالتعليقات المقتضبة، وبإذن الله عقيب تفرغي أهتم بمتابعة هذا الموضوع ونصب عيني شرطك الهام والمفيد، واعذرني على تطفلي، وجزاك الله خيرا، ووفقنا جميعا لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[28 Sep 2007, 11:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم ضياء الدين حفظه الله تعالى
جزاك الله تعالى خيرا على حسن تقبلك للتعليق، وقد كان تعقيبك دافعا لي إلى مزيد من التحقق والمراجعة. وأود أن أؤكد لك أني دائما في انتظار تعاونك وملاحظاتك من أجل تنمية هذه القائمة وغيرها مما يفيد الباحثين.
أسأل الله تعالى أن يكلل بحثك بالتوفيق والنجاح وأن تمر المناقشة في أحسن الأحوال، وأن تنال فيها أحسن الدرجات.
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:09 ص]ـ
الأستاذ الفاضل: مصطفى
بارك الله فيك
ولو طالعت مقدمة المحقق الكبير الشيخ محمد صبحي حلاق لتفسير غريب القرآن للصنعاني فقد حشد كماً هائلاً ممن كتب في الغريب، أوصلهم إلى (185) مصنف.
فقد تستفيد منه.
وأقبل فائق تحياتي
ـ[أبو فاطمة الأزهري]ــــــــ[29 Sep 2007, 05:38 م]ـ
أحسن الله إليكم
ومما هو مطبوع كذلك ولم يذكر فيما تقدم:
ــ الوجوه والنظائر في القرآن الكريم عن هارون بن موسى القاريء (أواخر القرن الثاني الهجري) تحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن وقد نشر ضمن سلسلة خزانة دار صدام للمخطوطات (2) وزارة الثقافة والإعلام، دائرة الآثار والتراث 1409هـ = 1988م.
ــ وجوه القرآن الكريم تأليف أبي عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الضرير الحيري النيسابوري المتوفى بعد سنة 430هـ بيسير تحقيق فاطمة يوسف الخيمي، دار السقا دمشق الطبعة الأولى سنة 1996م.
ــ التيسير العجيب في تفسير الغريب (منظومة في غريب القرآن) تأليف ناصر الدين أبي العباس أحمد بن محمد المالكي الاسكندراني المعروف بابن المنيِّر المتوفى سنة 683هـ تحقيق سليمان ملا إبراهيم أوغلو. دار الغرب الإسلامي بيروت الطبعة الأولى 1994م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[29 Sep 2007, 08:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل عبد العلي حفظه الله تعالى
جزاك الله خيرا على التنبيه على هذا الكتاب، وسأجتهد في الوصول إليه والاستفادة منه، وأرجو منك أخي الكريم أن تمدني بما تستطيع من المعلومات عنه. بل إني أطمع في أن تخصص لنا قسطا من وقتك الثمين للمقارنة بين ما ورد فيه وما هو وارد في القائمة لإضافة ما يمكن إضافته. وتصحيح ما يمكن تصحيحه.
وأما أخي الفاضل أبو فاطمة فله الشكر الجزيل على الإضافة، وأنا في انتظار المزيد منه ومن سائر الفضلاء.
ودمتم جميعا في رعاية الله تعالى وحفظه
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:56 م]ـ
جزاك الله خيراً يادكتور،، وجعله في ميزان حسناتك،،
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[30 Sep 2007, 05:43 م]ـ
آمين، وأشكرك من صميم قلبي، وجزاك الله خيرا، وأجزل مثوبتك لما تبذله من جهد له إسهامه في نشر العلم الشريف، وإفادة الباحثين.
ثم تقبل مني أستاذي الفاضل، هذه الإضافة على عجالة وفرصة سنحت لي، وقد لاحظت: أن القائمة المباركة خلت من إضافة القرن الثاني عشر، ربما لعدم الحصول على مطبوع يمثل هذا العصر، مما حفزني للتنقيب السريع، وبفضل الله ثم بجهود الدكتور الشهري في بحثه القيم والمفيد غاية الفائدة في موضوعه (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) ص569، والذي سيصدر قريبا في حلة أنيقة مباركة .. وقفت على ذكرمطبوع مبارك لشيخ علم فاضل وممن لهم أثر كبير في شتى العلوم الشرعية من علماء اليمن وهم كثر، ولا أطيل بتفصيل ما أنتم والقراء الأكارم أعلم به، وتفاصيل المطبوع على النحو الآتي:
تفسير غريب القرآن لمحمد بن إسماعيل الصنعاني (ت1182هـ)، طبع بتحقيق محمد صبحي حلاق، وصدر عن دار ابن كثير بدمشق سنة 1421هـ.
وسامحوني عن تقصيري، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Sep 2007, 05:51 م]ـ
جزاك الله الجزاء الأوفى على هذه الإضافة المفيدة
ونرجو أن يستمر هذا التواصل المثمر
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[01 Oct 2007, 03:09 م]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور على هذا الجهد المبارك
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[01 Oct 2007, 07:14 م]ـ
وصفتم أستاذي الكريم مصطفى الكتاب (30) في القائمة المباركة بأنه:" مختصر مهذب بديع المنزع في تفسير غريب ألفاظ القرآن"، وقد وقفت على مطبوع آخر له بتحقيق أستاذي الفاضل محمد عز الدين المعيار الإدريسي بالمملكة المغربية، وكانت طباعته سنة 1414ه/1994م، ولكون المذكور في القائمة غير محدد تاريخه،فلم أعرف لأيهما السبق في إخراجه، وعموما بياناته على النحو الآتي:
(نفس الصباح في غريب القرآن وناسخه ومنسوخه " لأبي جعفرأحمد بن عبد الصمد الخزرجي / دراسة وتحقيق: محمد عزالدين المعيار الإدريسي/ مطبعة فضالة بالمحمدية- المملكة الغربية -ط1:=1994م
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[01 Oct 2007, 11:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكما الله أخواي الكريمان يزيد الصالح وعبد العزيز اليحيى وبارك فيكما، وأرجو منكما دعوة بظهر الغيب
وأما أنت أخي ضياء الدين فشكر الله لك حرصك
وبالنسبة لكتاب نفس الصباح فأعتقد أنه نفس الكتاب المطبوع الذي ذكرته في القائمة، إلا أني ذكرتُه خاليا عن معلومات الطبع، فذكرتَها أنت جزاك الله خيرا.
وهذا هو الذي أرجوه من الإخوة أعني الاستدراك سواء بذكر كتاب مطبوع لم أصل إليه، أو ذكر معلومات الطبع لكتاب لم أذكرها فيه، أو تصحيح خطأ في معلومة ما، وهكذا ... سعيا إلى عرض هذه المادة العلمية في صورة أقرب ما تكون إلى الصحة.
وأسأل الله تعالى أن يجزي كل مسهم في هذا العمل بالجزاء الأوفى.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[02 Oct 2007, 05:43 م]ـ
أحسن الله إليك، وهذا أقل ما يميله علينا واجبنا، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[07 Oct 2007, 08:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في الأخ الفاضل مصطفى فوضيل على هذا العمل المفيد الذي هيأه للباحثين مختصرا عليهم بذلك مشقة البحث عن المطبوعات في غريب القرآن.
وبعد التنويه بهذا العمل والثناء عليه أقترح تعزيزه بعملين في عمل واحد وهو ذكر كل ما ألف في غريب القرآن موثقا بالمعلومات اللازمة عن المصادر التي أشارت إليه والتنصيص في الوقت ذاته على المخطوط منها ومكان وجوده وكل ما هو ضروري في هذا الباب والله ولي التوفيق
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[07 Oct 2007, 11:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحبا بأخينا الكريم الدكتور محمد عز الدين المعيار حفظه الله عز وجل، وقد هبت معه نسائم العلم المتين من مراكش، وأهل مراكش لهم مكانة خاصة في قلوبنا.
أخي الكريم أرجو أن أكون قد قدمت بعض ما يجب في حق الباحثين في أشرف العلوم، والأمر كما قلت يحتاج إلى التكميل والتنقيح، وأنا بحمد الله تعالى أجتهد في ذلك أسأل الله تعالى أن ييسر الأمر ويشرح الصدر ويزيح الموانع. ولا تنسونا من دعواتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[08 Oct 2007, 12:39 ص]ـ
هذا من لطفك أخي الدكتور مصطفى حفظك الله ورعاك وجعلنا جميعا من خدام كتاب الله عزوجل
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[27 Oct 2007, 10:27 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ...
أريد كتبا كتبت حول معنى المفردة القرآنية من حيث الأصل اللغوي عند أهل اللغة وبين معناها عند المفسرين ...
كذلك كتب كتبت حول أبنية ألفاظ القرآن الكريم ..
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[28 Oct 2007, 10:53 م]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[عمر بن رحال]ــــــــ[11 Mar 2008, 03:38 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[11 Mar 2008, 11:36 م]ـ
كتاب غريب القرآن لابن فورك
أخبرني أحدهم أنه رآه قديما مطبوع والله أعلم
فهل رآه أحد؟
ـ[السائح]ــــــــ[11 May 2008, 01:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الجمع الطيب.
بقي أن أسأل: هل طبعت هذه الكتب:
– الوجوه والنظائر للعباس بن الفضل الأنصاري.
– اللغات في القرآن للفراء.
– اللغات للهيثم بن عدي.
– غريب القرآن للترمذي.
– غريب القرآن لمؤرّج بن عمرو.
ـ[إبراهيم عبدالرحيم]ــــــــ[10 Jun 2009, 12:35 م]ـ
أحببت المشاركة بكتاب وجدته مطبوعا
وهو كتاب (تفسير غريب القرآن) للإمام سراج الدين ابن الملقن المتوفى سنة 804هـ
صاحب المؤلفات الكثيرة في الحديث والفقه وغيرها
وهو كتاب في الغريب سار فيه مؤلفه على طريقة الكاتبين في غريب القرآن
وطبعته دار عالم الكتب بتحقيق الدكتور سمير طه المجذوب
وقد قام بتحقيقه لنيل درجة الدكتوراه في بيروت
والطبعة الأولى كانت في سنة 1408 هـ
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[18 Aug 2010, 03:08 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوجئت و أنا بمكتبة الألفية الثالثة بمدينة الرباط، و عيني تقع على هذا العنوان: "تفسير الخزرجي " فأسرعت إلى إخراج الكتاب من الرف فإدا بي أحصل على وثيقة إثبات سرقة لكتاب:" نفس الصباح في غريب القرآن و ناسخه و منسوخه "لأبي جعفر ابن عبد الحق الخزرجي {ت582هـ} الذي كان لي شرف تحقيقه منذ أكثر من عشرين عاما و طبعته وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية سنة:1414هـ = 1994م، ثم يدعى اليوم شخص اسمه أحمد فريد المزيدي تحقيقه و طبعه بدار الكتب العلمية ببيروت (1429هـ = 2008م) تحت عنوان:"تفسير الخزرجي المسمى نفس الصباح في غريب القرآن ناسخه ومتسوخه "
و دون حياء أو خجل قال: و أصل الكتاب نسخة خزانة ابن يوسف بمراكش المحفوظة تحت رقم (225) و بها آثار رطوبة و خرم بتر و كشط وغير ذلك، وقد وضعت بعض الزيادات لإيضاح المعنى و إتمام السياق ـ يقول هذا و هو لم يقف على المخطوطة ولا شاهدها ـ لوهو ما لا يسعنا معه في مثل هذا إلا أن نقول له و لأمثاله:إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
و هو لم يخف ـ في الوقت ذاته ـ وجود عمل سابق حيث قال في سطر كله أخطاء و هو ـ بعد تصحيح أخطائه ـ: و النسخة المطبوعة بالمغرب بها جهد طيب نافع يستفيد منه كل طالب علم.
و الواقع أن هذ الشخص لم يتورع في الإغارة على الكتاب بشكل سافر و سافل، بالحجم الذي سأتحدث عنه بتفصيل في مناسبات قادمة بحول الله
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[18 Aug 2010, 02:09 م]ـ
شكر الله سعيكم يادكتور مصطفى
وهناك ملحوظات، ثم إضافة.
أولاً: الملحوظات:
1 ـ ذكرتم (غريب القرآن الكريم ومعانيه والوجوه والنظائر)، وقد أدخلتم فيها كتبًا أخرى، كمجاز الشريف الرضي، وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، وكذا مشكل القرآن للعز بن عبد السلام.
ولو تتبعنا الكتب المطبوعة في هذين المجالين لوجدنا غيرها أيضًا.
وقد تركتم كتب توجيه القراءات، وهي ـ في نظري ـ تدخل في تصنيفكم.
والمقصود أن المعيار الذي يندرج فيه الكتاب في قائمتكم يحتاج إلى تحديد، وإن كانت هذه التي ذكرتموها، وكذا ما ذكرت لكم تدخل، فإن القائمة تحتاج إلى تكميل المطبوع في هذه المجالات.
2 ـ تفسير غريب القرآن المنسوب لمالك بن أنس، ليس هو الذي طبعه الطرهوني، فالطرهوني جامع لتفسير مالك فقط، لذا أرى أن نسب ما جمعه الطرهوني إلى الكتاب المنسوب إلى مالك فيه نظر.
3 ـ وفاة يحيى بن سلام (200)، ولعله اختلط عليكم بوفاة غيره من أبناء يحيى أو أحفاده.
4 ـ كتاب ابن الأنباري هو البيان في غريب إعراب القرآن، وهو كتاب في الإعراب.
ثانيًا: الإضافات:
1 ـ كتاب اللغات المنسوب لابن عباس، حققه صلاح الدين المنجد.
2 ـ المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث لأبي موسى محمد بن أبي بكر المديني الأصفهاني (ت: 581).
3 ـ مجمع بحار الأنوار في غريب التنزيل ولطائف الأخبار لمحمد طاهر الصديقي (ت: 986).
4 ـ المعجم الموسوعي لأفاظ القرآن الكريم وقراءاته، لأحمد مختار عمر.
5 ـ المعجم الفريد لمعاني كلمات القرآن المجيد لكامل محمد النجار.
6 ـ بديع البيان لما عسى أن يخفى من القرآن لمحمد بدر الدين ابن الملا درويش.
7 ـ دقائق لغة القرآن من تفسير ابن جرير لعبدالرحمن عميرة.
8 ـ شواهد القرآن لأبي تراب الظاهري.
9 ـ وجه النهار الكاشف عن معاني كلام الواحد القهار، لعبد العزيز الحربي.
10 ـ تفسير غريب القرآن لكاملة الكواري.
11 ـ السراج في بيان غريب القرآن لمحمد بن عبدالعزيز الخضيري.
12 ـ الموضح في التفسير المنسوب لأحمد بن محمد السمرقندي.
13 ـ التحقيق في كلمات القرآن الكريم (يبحث عن الأصل الواحد في كل كلمة وتطوره وتطبيقه على مختلف موارد الاستعمال في كلماته تعالى) للمصطفوي، وهو في 13 جزءً.
14 ـ نزهة الأعين النواظر في علم الوجوه والنظائر لابن الجوزي.
وأخيرًا: أرجو أن لا أكون كررت كتابًا مذكورًا، فقائمتكم ـ بارك الله فيكم ـ طويلة، وهي مظنة لوقوع التكرار من المشاركين بعدكم.(/)
غريب القرآن وتأصيله وتاريخه هل كُتِب فيه رسالة علمية؟ للضرورة
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[27 Sep 2007, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي أهل الفضل والعلم
أنوي الكتابة في رسالتي العلمية في (غريب القرآن وتأصيله وتاريخه)
فهل هناك دراسات علمية فيه.
وجزى الله من دلني على منبع انتفع منه.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[27 Sep 2007, 10:07 م]ـ
يوجد رسالة ماجستر في جامعة الإمام بعنوان (غريب القرآن بين الراغب والسمين الحلبي) للدكتور: محمد بن حمد المحيميد عضو هيئة التدريس في جامعة القصيم.
ـ[عبد العلي الحضيري]ــــــــ[29 Sep 2007, 11:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن
هذه دراسة بين كتابين
وأنا اريد من أصَّل لهذا العلم من علوم القرآن.
وأشكرك على تجاوبك،وهل طبعت الرسالة؟
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:32 ص]ـ
.
..
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:37 ص]ـ
.
..(/)
ترتيب سور القرآن توقيفي والدليل سورة القلم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Sep 2007, 01:18 ص]ـ
الإعجاز في ترتيب سورة القلم
[مازال بعض أهل القرآن يتمسك باختلاف القدماء في ترتيب سور القرآن عللى ثلاثة أقوال، رافضين أي جديد، مصرين أن يورثوا الأجيال القادمة كل ما ورثناه من تضارب في الآراء، وقد وصف بعضهم بعض ما كتبته في هذا الملتقى بما لا يليق به .. إليهم هذه المشاركة، دعوة إلى التدبر في ترتيب سورة القلم كمثال على ترتيب سور القرآن]
....................
سورة القلم هي إحدى سور الفواتح التسع والعشرين المفتتحة بالحروف المقطعة، وهي الوحيدة التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن، بينما رتبت السور الثماني والعشرون الباقية في النصف الأول من القرآن.
ما سر هذا الترتيب وما دلالته؟
لقد جاء ترتيب سور النصف الأول من القرآن (السور ال 57 الأولى في ترتيب المصحف) وفق العلاقة الرياضية الطبيعية الموجودة في العدد 57 ...
يتألف العدد 57 من: 29 عددا فرديا + 28 عددا زوجيا ..
مجموع الأعداد الفردية 841. هذا العدد = 29 × 29.
مجموع الأعداد الزوجية 812. هذا العدد يساوي: 28 × 29.
كلا المجموعين من مضاعفات العدد 29، وهذه العلاقة طبيعية من خصائص العدد وليست موضع إعجاز ...
لنتدبر الآن سور النصف الأول من القرآن:
إنها 28 سورة من بين سور الفواتح + 29 سورة الباقية (التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة) ..
من السهل ملاحظة أن سور النصف الأول قسمت إلى قسمين هما: 28 و 29 وفق العلاقة المجردة الطبيعية في العدد 57، فهو كما قلنا مؤلف من مجموعتين من الأعداد: 28 و 29 ...
(ألفت الانتباه هنا إلى أن سور الفواتح ال 28 لم ترتب في مواقع الأعداد الزوجية ال 28، فبعضها فردية الترتيب وبعضها زوجية الترتيب) ..
السؤال الآن: ما مجموع الأرقام الدالة على ترتيب كل مجموعة؟
مجموع أرقام ترتيب سور الفواتح ال 28 هو: 754. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 29 فهو يساوي: 26 × 29 ..
مجموع أرقام ترتيب السور الأخرى هو: 899. وهذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 29 فهو يساوي: 31 × 29.
وسبحان الله العظيم ....
لقد رتبت سور كل مجموعة في مواقع محددة ومخصوصة بحيث جاء مجموع كل منها من مضاعفات العدد 29 .. مع ملاحظة أن ترتيب سور كل مجموعة توزع بين الأعداد الفردية والأعداد الزوجية ..
(توضيح لوجه الإعجاز: مجموع الأعداد الزوجية في سلسلة الأعداد من 1 - 57: 28 عددا، مجموعها: 812 وهذا العدد من مضاعفات العدد 29، فلو رتبت سور الفواتح ال 28 جميعها في المواقع التي تدل عليها الأعداد الزوجية وقلنا إن مجموع أرقام ترتيبها من مضاعفات العدد 29، لما كان في ذلك إعجاز لأنه من الطبيعي أن يكون المجموع من مضاعفات العدد 29، ما هو في ترتيب المصحف أن السور ال 28 وزعت بين الأعداد الفردية والزوجية على نحو جاء مجموع أرقام ترتيبها في النهاية من مضاعفات العدد 29، كما جاء مجموع أرقام ترتيب السور الباقية من مضاعفات العدد 29) ..
توضيح آخر بالأرقام:
العدد 57 يتألف من:
28 عددا زوجيا مجموعها 812 = 28 × 29.
29 عددا فرديا مجموعها: 841 = 29 × 29.
سور النصف الأول 57 سورة:
28 سور الفواتح مجموع أرقام ترتيبها 754 = 26 × 29.
29 السور الأخرى، مجموع أرقام ترتيبها 899 = 31 × 29.
نصل هنا إلى فصل سورة القلم عن أخواتها:
لقد أدى فصل سورة القلم إلى تشكيل العلاقة السابقة: أن يكون مجموع أرقام ترتيب كل من سور الفواتح والسور الأخرى من مضاعفات العدد 29، وفق العلاقة المجردة الطبيعية في العدد 57 ....
السؤال: هل يمكن أن نلحق سورة القلم بأخواتها، كأن نستبدلها بأي سورة من السور ال 29 غير الفواتح، ونضع تلك السورة في موقع سورة القلم، ونحافظ على العلاقة السابقة؟
الجواب لا يمكن ذلك ...
لماذا؟ لأن هذا الترتيب هو ترتيب إلهي ..
ومن لديه شك فليجرب ...
عدد السور غير الفواتح في النصف الأول 29 سورة، كل سورة تحمل رقما يدل على ترتيبها، لو حاولنا أن نلحق سورة القلم المفصولة عن أخواتها بأخواتها ونضعها مكان أي سورة (أعني أن نجرب الأعداد ال 29 الدالة على مواقع ترتيب السور واحدا واحدا) فلن يكون مجموع أرقام ترتيب سور الفواتح وكذلك السور الأخرى من مضاعفات العدد 29 ...
لقد حدد موقع كل سورة بعناية إلهية لا يمكن التدخل فيه ..
هذه هي لغة الأرقام هنا ..
والسؤال الأخير: من رتب هذه السور بهذه الطريقة؟ من فصل سورة القلم عن أخواتها؟ لماذا لم تلحق بأخواتها؟ من قسم الأعداد ال 57 إلى مجموعتين مجموع كل منهما من مضاعفات العدد 29؟
والإعجاز في ترتيب سورة القلم لا يتوقف هنا، فهناك المزيد، ولكن فيما ذكرت ما يكفي للدلالة على أن ترتيب سور القرآن هو ترتيب توقيفي ما كان إلا بالوحي ومن عند الله ..
أرجو أن يكون هذا الدليل واضحا، وأن يتدبره الأخوة الأفاضل الذين اعترضوا على بعض ما كتبت في هذا الملتقى.
إن في ترتيب القرآن من الكنوز ما ينتظر المخلصين لاستخراجها وتدبرها وتوظيفها في خدمة القرآن وأهله، ومازلت أمني النفس بأن يدرك بعض أهل القرآن هذه الحقيقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2007, 01:46 ص]ـ
إلى الأفاضل معارضي الإعجاز العددي (إعجاز الترتيب القرآني) ..
تعدد القراءات وما يتصل بها من الاختلاف في عدد آيات القرآن إحدى الحجج التي تبررون بها موقفكم من الإعجاز العددي ذلك أن ما ينطبق على قراءة لا ينطبق على الأخرى ..
الظاهرة التي أوردتها: ترتيب سور الفواتح وفصل سورة القلم وباقي السور: الإعجاز في هذه الظاهرة لا يتأثر بتعدد القراءات ولا بالاختلاف في عدد آيات القرآن .. إنها تنطبق عليها جميعها ..
فماذا تقولون؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2007, 08:29 م]ـ
.....
لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن يثبت أن هذا الترتيب ليس توقيفيا ومن عند الله.
وإذا كان هناك من يملك ذلك فليتفضل ..
فإن لم يستطع احد إثبات ذلك، فهذا يعني أنه قد آن الأوان للتخلص من تضارب الاراء في هذه المسألة، وأن يكف المؤلفون في علوم القرآن عن القول: لقد اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال ......
إن مصلحة المسلمين في هذه المسألة أن يتفقوا على رأي يمكنهم نقله إلى الاخرين والدفاع عنه ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[29 Sep 2007, 09:10 م]ـ
الأدلة المساندة:
في ترتيب القرآن هناك اهتمام بأدق التفاصيل وبتقديم مزيد من الأدلة تدفع الشبهة عن أي ظاهرة مكتشفة ..
فيما يتعلق بمسألة ترتيب سورة القلم وترتيب سور النصف الأول نجد ما يؤكد القصد في ذلك الترتيب ...
لنتدبر ورود لفظ الجلالة في السور المفتتحة بالحروف:
عدد السور المفتتحة بالحروف 29 سورة , ورد لفظ الجلالة في 28 سورة من بين هذه السور , بينما خلت سورة واحدة منه وهي سورة القلم , وهي السورة الوحيدة المرتبة في النصف الثاني من القرآن.
[لاحظوا أن سورة القلم هي الوحيدة التي لم يرد فيها لفظ الجلالة وهي الوحيدة المرتبة في النصف الثاني] ..
هذا يعني أن لفظ الجلالة " الله " ورد في 28 سورة من بين سور الفواتح ...
لنتدبر الآن الظاهرة التالية:
جاءت هذه السور ال 28 باعتبار أعداد آياتها:
11 سورة زوجية الآيات (عدد الآيات في كل منها عدد زوجي)
17 سورة فردية الآيات (عدد الآيات في كل منها عدد فردي)
نلاحظ أن:
مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات هو: 1196
مجموع أعداد الآيات في السور فردية الآيات هو: 1495
الفرق بين المجموعين هو: 299.
لنحتفظ بهذا العدد قليلا .. ونتأمل الملاحظة التالية:
إن عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور زوجية الآيات هو: 695 مرة.
وفي السور فردية الآيات: 396 مرة.
المفاجأة العظيمة الزاخرة بالدلالات:
إن الفرق بين العددين هو أيضا: 299.
ماذا نفهم هنا؟
نفهم من هذه النتيجة أن أعداد الآيات في هذه السور محددة وفق نظام مخصوص بحيث يأتي الفرق بين مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات مماثلا للفرق بين عددي مرات ورود لفظ الجلالة في كل منهما , والناتج في الحالين: 299 ...
ونفهم أيضا أن أعداد الآيات في هذه السور غير قابلة للزيادة أو النقصان تحت أي اعتبار .. كان كافيا لإخفاء هذا النظام المحكم زيادة آية أو نقصان آية في أي سورة , وكذلك أي زيادة أو نقصان في عدد مرات تكرار لفظ الجلالة .. فما معنى أن ذلك لم يحدث؟ ذلك يعني أن القرآن بأعداد آياته وكلماته قد وصلنا محفوظا بقدرة الله .. ليختلف الناس ولتتعدد الأقوال , إن ذلك لن يضير القرآن في شيء , ذلك انه محفوظ وفيه ما يؤكد هذه الحقيقة بالأدلة الكافية ..
وأي دليل بعد على إعجاز القرآن في ترتيب سوره وآياته؟ وأن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق نظام هو تحديدا قانون الزوجية , القانون الذي يحكم كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون , وليس من الصعب أن نفهم أن خالق هذا الكون هو منزل القرآن , وقد نظمه ورتبه وفق القانون الملاحظ في مخلوقاته ..
هذا هو لفظ الجلالة يشهد بذلك .. ألا تكفينا هذه الشهادة؟؟
ودليل آخر:
قلنا أن سورة القلم هي السورة الوحيدة التي لم يرد فيها لفظ الجلالة. ماذا يترتب على خلو سورة القلم (الوحيدة) من ورود لفظ الجلالة؟
ورد لفظ الجلالة في 85 سورة من بين سور القرآن الكريم بينما خلت 29 سورة منه ..
إذا تاملنا العدد 29 نجد أنه:
28 سورة من بين السور التي خلت أوائلها من الحروف المقطعة.
1 سورة واحدة من بين سور الفواتح (القلم)
كيف رتبت سور الفواتح ال 29 في القرآن:
28 سورة في النصف الأول
1 سورة واحدة في النصف الثاني ...
وتقودنا هذه الظاهرة إلى ظاهرة أخرى:
عدد سور القرآن القصيرة التي عدد الايات في كل منها أقل من 17 آية 29 سورة ..
كيف رتبت هذه السور في المصحف؟
28 سورة في النصف الثاني
1 سورة واحدة في النصف الأول (سورة الفاتحة) ..
وبعد: أليس هذا بكاف؟
إنني مضطر إلى القول: من يملك أن يثبت خطأ في هذا البحث وفي غيره، فليتفضل ..
إنني أدعو الجميع إلى القبول بالحق ونصرة كتاب الله الكريم دون تعصب أو محاباة. لقد ادخر القرآن لنا في ترتيبه ما يدفع عنه كل ما جد ويجد من الشبهات والافتراءات، وفي وسعنا ان نوظف كل ذلك في خدمة القرآن الكريم ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:14 ص]ـ
الهدف من هذه المشاركة أن أنقذ موضوع سورة القلم وترتيب سور النصف الأول من القرآن من المصير المؤسف الذي آلت إليه مواضيع اخرى لا تقل عنه اهمية .. الانتقال إلى الصفحات الخلفية، والابتعاد عن عيون القراء.
هي محاولة للعودة بالموضوع إلى الصفحة الأولى، فلعل أحد أعضاء الملتقى يمتلك الجرأة والشجاعة ويعبر عن رأيه بموضوعية وحياد تام .. ويعلن ان ترتيب سور القرآن توقيفي (بأدلة وفيرة]. وأن اللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل احدهما عن الاخر ...
وما لم يثبت احد عكس ما جاء في هذا الموضوع - وفي غيره - فهو دليل على صحة كل ما جاء فيه ...(/)
رسالة ماجستير مصورة (البحث الدلالي في كتب معاني القرآن لأبي عبيدة والأخفش والفراء)
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:43 ص]ـ
الى محبي اللغة وعلوم القرآن يسرنا ان نقدم لكم نسخة مصورة عن رسالتنا الموسومة ب (البحث الدلالي في كتب معاني القرآن لأبي عبيدة والأخفش والفراء)
تأليف عمار أمين الددو
حمل من هنا ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=225)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[28 Sep 2007, 12:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الهدية القيمة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Sep 2007, 01:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور عمار على هذه الهدية، وقد نقلتها إلى مكتبة الموقع حتى تبقى وينتفع بها طلاب العلم. ويمكن تحميلها من هذا الرابط
البحث الدلالي في كتب معاني القرآن لأبي عبيدة والأخفش والفراء ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=225)
شكر الله لكم ونفع بعلمكم.
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[24 Oct 2007, 12:58 م]ـ
شكرًا لك فضلية الدكتور على ماقمت به من جهد، ونسأل الله لكم الأجر، أخوكم عمار
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[24 Oct 2007, 01:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الإحتساب في نشر العلم
أسأل الله أن يبارك في علمكم وينفع بكم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[24 Oct 2007, 01:41 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[18 Nov 2010, 12:29 ص]ـ
صدر هذا الكتاب عن دار عالم الكتب الحديث بالأردن، الطبعة الأولى 1431هـ.
وأصله رسالة ماجستير بالجامعة المستنصرية ببغداد سنة 1415هـ.
وأرجو من الإخوة المختصين التكرم بتصحيح الرابط المشار إليه أعلاه.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[مصطفى محمد صالح]ــــــــ[18 Nov 2010, 01:15 ص]ـ
الرابط لا يعمل، أرجو أن يعدل، وجزاكم الله كل خير.(/)
كيف توفق بين ... وبين ... سؤال وجيه للسادة العلماء
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[28 Sep 2007, 02:15 م]ـ
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثير) والصلاة والسلام على رسوله الكريم الذي بلغنا هذا الدين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فقد سألني بعض الفضلاء من العلماء عن سؤال وجهه إليه بعض المغرضين والمشككين في الدين مفاده أن الله سبحانه وتعالى قال في كتبه الكريم (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهذه الآية تفيد أن الجن مكلفون، ولكن يعارضها قوله تعالى في سورة الأحزاب (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) فظاهرها يفيد أن الإنسان وحده المكلف لأنه قد إلتزم بأداء الأمانة والإستعداد لها دون السموات والأرض وغير ذلك كالجن مثلا بل الجن لا يوجد لهم ذكر في الآية. ومع هذا كان الإنسان ظلوما جهولا.
فلماذا اقتصر على ذكر الإنسان؟
أريد إجابات علمية مقنعة وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 07:57 م]ـ
الاخ الفاضل أعرض عليك ما جاء في التحرير والتنوير في أية الاحزاب وأية الذاريات ثم أترك لأهل العلم الاضافة والتعليق
أولا: قال الطاهر بن عاشور: في أية الاحزاب وقد عدت هذه الآية من مشكلات القرآن وتردد المفسرون في تأويلها ترددا دل على الحيرة في تقويم معناها. ومرجع ذلك إلى تقويم معنى العرض على السماوات والأرض والجبال، وإلى معرفة معنى الأمانة، ومعرفة معنى الإباء والإشفاق.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:02 م]ـ
ثانيا: وموقع هذه الآية عقب ما قبلها وفي آخر هذه السورة يقتضي أن لمضمونها ارتباطا بمضمون ما قبلها، ويصلح عونا لاكتشاف دقيق معناها وإزالة ستور الرمز عن المراد منها، ولو بتقليل الاحتمال، والمصير إلى المآل.
والافتتاح بحرف التوكيد للاهتمام بالخبر أو تنزيله لغرابة شأنه منزلة ما قد ينكره السامع.
وافتتاح الآية بمادة العرض، وصوغها في صيغة المضي، وجعل متعلقها السماوات والأرض والجبال والإنسان يومئ إلى أن متعلق هذا العرض كان في صعيد واحد فيقتضي أنه عرض أزلي في مبدأ التكوين عند تعلق القدرة الربانية بإيجاد الموجودات الأرضية وإيداعها فصولها المقومة لمواهبها وخصائصها ومميزاتها الملائمة لوفائها بما خلقت لأجله كما حمل قوله) وإذ أخذ ربك من بين آدم من ظهور ذرياتهم (الآية. واختتام الآية بالعلة من قوله) ليعذب الله المنافقين والمنافقات (إلى نهاية السورة يقتضي أن للأمانة المذكورة في هذه الآية مزيد اختصاص بالعبرة في أحوال المنافقين والمشركين من بين نوع الإنسان في رعي الأمانة وإضاعتها.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:06 م]ـ
ثالثا: ثم يقول: فحقيق بنا أن نقول: إن هذا العرض كان في مبدأ تكوين العالم ونوع الإنسان لأنه لما ذكرت فيه السماوات والأرض والجبال مع الإنسان علم أن المراد بالإنسان نوعه لأنه لو أريد بعض أفراده ولو في أول النشأة لما كان في تحمل ذلك الفرد الأمانة، بتعذيب المنافقين والمشركين، ولما كان في تحمل بعض أفراده دون بعض الأمانة حكمة مناسبة لتصرفات الله تعالى.
فتعريف الإنسان تعريف الجنس، أي نوع الإنسان.
والعرض: حقيقته إحضار شيء لآخر ليختاره أو يقبله ومنه عرض الحوض على الناقة، أي عرضه عليها أن تشرب منه، وعرض المجندين على الأمير لقبول من تأهل منهم. وفي حديث ابن عمر: عرضت على رسول الله وأنا ابن أربع عشرة فردني وعرضت عليه وأنا ابن خمس عشرة فأجازني. وتقدم عند قوله تعالى) أولئك يعرضون على ربهم (في سورة هود، وقوله) وعرضوا على ربك صفا (في سورة الكهف.
فقوله) عرضنا (هنا استعارة تمثيلية لوضع شيء في شيء لأنه أهل له دون بقية الأشياء، وعدم وضعه في بقية الأشياء لعدم تأهلها لذلك الشيء، فشبهت حالة صرف تحميل الأمانة عن السماوات والأرض والجبال ووضعها في الإنسان بحالة من يعرض شيئا على أناس فيرفضه بعضهم ويقبله واحد منهم على طريقة التمثيلية، أو تمثيل لتعلق علم الله تعالى بعدم صلاحية السماوات والأرض والجبال لإناطة ما عبر عنه بالأمانة بها وصلاحية الإنسان لذلك، فشهبت حالة تعلق علم الله بمخالفة قابلية السماوات والأرض والجبال بحمل الأمانة لقابلية الإنسان ذلك بعرض شيء على أشياء لاستظهار مقدار صلاحية أحد تلك الأشياء للتلبس بالشيء المعروض عليها.
وفائدة هذا التمثيل تعظيم أمر هذه الأمانة إذ بلغت أن لا يطيق تحملها ما هو أعظم ما يبصره الناس من أجناس الموجودات. فتخصيص) السماوات والأرض (بالذكر من بين الموجودات لأنهما أعظم المعروف للناس من الموجودات، وعطف) الجبال (على) الأرض (وهي منها لأن الجبال أعظم الأجزاء المعروفة من ظاهر الأرض وهي التي تشاهد الأبصار عظمتها إذ الأبصار لا ترى الكرة الأرضية كما قال تعالى) لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله (.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:08 م]ـ
رابعا: في تعريف الامانة قال: وأما الأمانة فهي ما يؤتمن عليه ويطالب بحفظه والوفاء دون إضاعة ولا إجحاف، وقد اختلف فيها المفسرون على عشرين قولا وبعضها متداخل في بعض ولنبتدئ بالإلمام بها ثم نعطف إلى تمحيصها وبيانها.
فقيل: الأمانة الطاعة، وقيل: الصلاة، وقيل: مجموع الصلاة والصوم والاغتسال، وقيل: جميع الفرائض، وقيل الانقياد إلى الدين، وقيل: حفظ الفرج، وقيل: الأمانة التوحيد، أو دلائل الوحدانية، أو تجليات الله بأسمائه، وقيل: ما يؤتمن عليه ومنه الوفاء بالعهد، ومنه انتفاء الغش بالعمل، وقيل: الأمانة العقل، وقيل: الخلافة، أي خلافة الله في الأرض التي أودعها الإنسان كما قال تعالى) وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة (الآية.
وهذه الأقوال ترجع إلى أصناف: صنف الطاعات والشرائع، وصنف العقائد، وصنف ضد الخيانة، وصنف العقل، وصنف خلافة الأرض.
ويجب أن يطرح منها صنف الشرائع لأنها ليست لازمة لفطرة الإنسان فطالما خلت أمم عن التكليف بالشرائع وهم أهل الفتر فتسقط ستة أقوال وهي ما في الصنف الأول.
ويبقى سائر الأصناف لأنها مرتكزة في طبع الإنسان وفطرته؛ فيجوز أن تكون الأمانة أمانة الإيمان، أي توحيد الله، وهي العهد الذي أخذه الله على جنس بني آدم وهو الذي في قوله تعالى) وإذ أخذ ربك من بني أدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا (وتقدم في سورة الأعراف. فالمعنى: أن الله أودع في نفوس الناس دلائل الوحدانية فهي ملازمة للفكر البشري فكأنها عهد الله لهم به وكأنه أمانة ائتمنهم عليها لأنه أودعها في الجبلة ملازمة لها، وهذه الأمانة لم تودع في السماوات والأرض والجبال لأن هذه الأمانة من قبيل المعارف والمعارف من العلم الذي لا يتصف به إلا من قامت به صفة الحياة لأنها مصححة الإدراك لمن قامت به، ويناسب هذا المحمل قوله) ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات (، فإن هذين الفريقين خالون من الإيمان بوحدانية الله.
ويجوز أن تكون الأمانة هي العقل وتسميته أمانة تعظيم لشأنه ولأن الأشياء النفسية تودع عند من يحتفظ بها.
والمعنى: أن الحكمة اقتضت أن يكون الإنسان مستودع العقل من بين الموجودات العظيمة لأن خلقته ملائمة لأن يكون عاقلا فإن العقل يبعث على التغير والانتقال من حال إلى حال ومن مكان إلى غيره، فلو جعل ذلك في سماء من السماوات أو في الأرض أو في جبل من الجبال أو جميعها لكان سببا في اضطراب العوالم واندكاكها. وأقرب الموجودات التي تحمل العقل أنواع الحيوان ما عدا الإنسان فلو أودع فيها العقل لما سمحت هيئات أجسامها بمطاوعة ما يأمرها العقل به. فلنفرض أن العقل يسول للفرس أن لا ينتظر علفه أو سومه وأن يخرج إلى حناط يشتري منه علفا، فإنه لا يستطيع في الإفهام ثم لا يتمكن من تسليم العوض بيده إلى فرس غيره. وكذلك إذا كانت معاملته مع أحد من نوع الإنسان.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:10 م]ـ
ثم يضيف في موضوع الامانة فيقول: ويجوز أن تكون الأمانة ما يؤتمن عليه، وذلك أن الإنسان مدني بالطبع مخالط لبني جنسه فهو لا يخلو عن ائتمان أو أمانة فكان الإنسان متحملا لصفة الأمانة بفطرته والناس متفاوتون في الوفاء لما ائتمنوا عليه كما في الحديث إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة أي إذا انقرضت الأمانة كان انقراضها علامة على اختلال الفطرة، فكان في جملة الاختلالات المنذرة بدنو الساعة مثل تكوير الشمس وانكدار النجوم ودك الجبال.
والذي بين هذا المعنى قول حذيفة: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الأخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة، وحدثنا عن رفعها فقال: ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبرا وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة فيقال:إن في بني فلان رجلا أمينا ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان أي من أمانة لأن الإيمان من الأمانة لأنه عهد الله.
ومعنى عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال يندرج في معنى تفسير الأمانة بالعقل، لأن الأمانة بهذا المعنى من الأخلاق التي يجمعها العقل ويصرفها، وحينئذ فتخصيصها بالذكر للتنبيه على أهميتها في أخلاق العقل.
والقول في حمل معنى الأمانة على خلافة الله تعالى في الأرض مثل القول في العقل لأن تلك الخلافة ما هيأ الإنسان لها إلا العقل كما أشار إليه قوله تعالى) وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة (ثم قوله) وعلم آدم الأسماء كلها (فالخلافة في الأرض هي القيام بحفظ عمرانها ووضع الموجودات فيها في مواضعها، واستعمالها فيما استعدت إليه غرائزها.
وبقية الأمور التي فسر بها بعض المفسرون الأمانة يعتبر تفسيرها من قبيل ذكر الأمثلة الجزئية للمعاني الكلية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:37 م]ـ
خامسا: في أيات الذاريات يقول: وما ذكر الله الجن هنا إلا لتنبيه المشركين بأن الجن غير خارجين عن العبودية لله تعالى.
وقد حكى الله عن الجن في سورة الجن فقال قائلهم (وإنه كان يقول سفيهنا على الله شططا).
وتقديم الجن في الذكر في قوله (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) للاهتمام بهذا الخبر الغريب عند المشركين الذين كانوا يعبدون الجن، ليعلموا أن الجن عباد الله تعالى، فهو نظير قوله (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون).
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:43 م]ـ
وعند قوله تعالى (فليس بمعجز في الأرض) يقول: ومعنى (فليس بمعجز في الأرض) أنه لا ينجو من عقاب الله على عدم إجابته داعيه، فمفعول (معجز) مقدر دل عليه المضاف إليه في قوله (داعي الله) أي فليس بمعجز الله، وقال في سورة الجن (أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا) وهو نفي لأن يكون يعجز طالبه، أي ناجيا من قدرة الله عليه. والكلام كناية عن المؤاخذة بالعقاب.
والمقصود من قوله (في الأرض) تعميم الجهات فجرى على أسلوب استعمال الكلام العربي وإلا فإن مكان الجن غير معين.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:45 م]ـ
ويقول: واختلفوا في جزاء الجن على الإحسان فقال أبو حنيفة: ليس للجن ثواب إلا أن يجاروا من عذاب النار ثم يقال لهم كونوا ترابا مثل البهائم، وقال مالك والشافعي وابن أبي ليلى والضحاك: كما يجازون على الإساءة يجازون على الإحسان فيدخلون الجنة. وحكى الفخر أن مناظرة جرت في هذه المسألة بين أبي حنيفة ومالك ولم أره لغيره.
وهذه مسألة لا جدوى لها ولا يجب على المسلم اعتقاد شيء منها سوى أن العالم إذا مرت بها الآيات يتعين عليه فهمها.
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[28 Sep 2007, 08:46 م]ـ
ويقول: وحكاية الله هذا عن الجن تقرير لما قالوه فيدل على أن للجن إدراكا للمعاني وعلى أن ما تدل عليه أدلة العقل من الإلهيات واجب على الجن اعتقاده لأن مناط التكليف بالإلهيات العقلية هو الإدراك، وأنه يجب اعتقاد المدركات إذا توجهت مداركهم إليها أو إذا نبهوا إليها كما دلت عليه قصة إبليس. وهؤلاء قد نبهوا إليها بصرفهم إلى استماع القرآن وهم قد نبهوا قومهم إليها بإبلاغ ما سمعوه من القرآن وعلى حسب هذا المعنى يترتب الجزاء بالعقاب كما قال تعالى) لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (، وقال في خطاب الشيطان) لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين (، فأما فروع الشريعة فغير لائقة بجنس الجن. وظاهر الآية أن هؤلاء الذين بلغتهم دعوة القرآن مؤاخذون إذا لم يعملوا بها وأنهم يعذبون.
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[28 Sep 2007, 10:15 م]ـ
أشكر أخي الكريم أبا احمد على ما تكرم به من نقول من كتب التفسير ولكنه لم يجبني على سؤالي المحدد أرجو أن تكون الإجابة محددة في حل الإشكال فقط وأنا لا أريد تفسيرا للآية فكتب التفسير كثيرة والبحث فيها ميسور إن شاء الله. ولكن لم يمر علي كلاما من العلماء السابقين في التوفيق بين الآيتين ولعلنا نجد جوابا مقنعا عند أساتذتنا الكرام بجواب من السابقين أو بفتح من رب العالمين.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:21 ص]ـ
سمعت القول التالى من أحد العلماء " وحملها الانسان " تعنى أن الانسان ممن عرضت عليه الأمانة.وعلى ذلك ففى قوله " إنا عرضنا الأمانة على .... " محذوف مقدر هو -أهل - ويكون المقصود أهل السموات من الملائكة وأهل الأرض من الانس وأهل الجبال من الجن.و على اعتماد أن الأمانة هى السيادة على الأرض وعمارتها فقد صلح لها الانسان. والوجوه الأخرى لإحتمالات الأمانة لم يقطع بقوتها.
وسؤالك يا أخ أحمد فى محله تماما لو كانت الأمانة هى العقل أو الاختيار أو التكليف فلايمكن القول أن الجن ليس فيهم أى منها.وأقول يختلف الانس عن الجن فى أمرين الأول عمارة الأرض. والثانى كون الانس أعقد فى التكوين حيث يزيدون على الجن بكون فيهم تراب وماء.هذان هما الفرقان.أما كلاهما له قلب ويعقل ومكلف بالعبادة وسيحاسب ويدخل الجنة أو النار.فهل أحد هذين الفرقين يكون هو الأمانة فى الآية؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالمناسبة ياأخ أبو أحمد القول بأن الانسان خليفة الله فى الأرض قول فيه كلام، لأن من يخلفه غيره فقد غاب والله لم يغب. بل يخلف بعضه بعضا توضحها " خلائف الارض " فخلف من بعدهم خلف، والله أعلم
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[30 Sep 2007, 03:23 م]ـ
الخلاصة
1 - آيات الأحزاب من مشكلات القرآن وتردد المفسرون في تأويلها تردد دل على الحيرة في تقويم معناها.
2 - هناك فرق بين كلمة "خلق" في قوله تعالى " وما خلقت الجن والأنس " وبين كلمة " عرضنا " في قوله تعالى " إن عرضنا الأمانة "
3 - هناك فرق بين كلمة " الأمانة " في الأحزاب وبين كلمة "العبادة" في الذاريات فقد اختلف في تعريف الأمانة على عشرين قولا فقد قيل إنها " الطاعة – الصلاة " مجموع الصلاة والصوم والاغتسال – جميع الفرائض – الانقياد إلى الدين – التوحيد، الوفاء بالعهد، عدم الغش بالعمل – العقل والقول بِأنها العقل تعظيما لشأنه وهي بهذا المعنى من الأخلاق التي يجمعها العقل.
4 - يجب أن يطرح من معنى الأمانة صنف الشرائع لأنها ليست لازمة لفطرة الإنسان فطالما خلت أمم عن التكليف بالشرائع وهم أهل الفترة، فتكون الأمانة بمعنى توحيد الله. فالمعنى أن الله ائتمن الناس على التوحيد وهذه الأمانة من قبيل المعارف من العلم الذي لا يتصف به إلا من قامت به صفة الحياة.
5 - قال القرطبي " ما ملخصه لما بين تعالى في هذه السورة ما بين أمر بالتزام أوامره والأمانة تعم جميع وظائف الدين على صحيح من الأقوال وهو الراجح من قول الجمهور.
6 - وفي قوله تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "
للعلماء في هذه الآية أقوال منها
1 - إني ما أوجدت الجن والإنس إلا وهم مهيئون لعبادتي وطاعتي بسبب ما ركبت فيهم من عقول تعقل وبسبب ما أرسلت إليهم من رسل.
2 - إني ما خلقت الجن والإنس إلا ليقروا لي بالعبودية طوعا أو كرها، لأن المؤمن يطيع باختياره، والكافر مذعن لقضاء ربه كما قال تعالى " ولله يسجد من في السموات والأرض طوعا وكرها "
3 - ومنهم من يرى معناها: إني ما خلقت الجن والإنس إلا ليعرفوني
قال القرطبي ما ملخصه " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " قيل إن هذا خاص فيمن سبق في علم الله أن يعبدوه. فجاء بلفظ العموم وأراد الخصوص
وقال الامام على رضي الله عنه أي: وما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بعبادتي قال تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء
والله تعالى أعلم(/)
مع الشيخ سعود الشريم في تأملاته واستنباطاته
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[29 Sep 2007, 02:32 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد
فقد خطب فضيلة الشيخ سعود الشريم يوم الجمعة الموافق 16/ 9/1428هـ خطبة رائعة عن (اغتنام الأعمار قبل انقضاء الآجال)
وقد أشرت إليها في هذا الملتقى المبارك لما فيها من تأملات جميلة واستنباطات موفقة من القرآن الكريم
وإليكم الرابط: خطبة الحرم 16/ 9 ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42192)
أسأل الله أن يحفظ الشيخ ويوفقه ويبارك فيه
ـ[المحبرة]ــــــــ[29 Sep 2007, 03:09 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Sep 2007, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[رحمة]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:52 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم خيراً(/)
من يفيدنا في تفسير قوله تعالى (إن في ذلك لذكرى ... )
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[30 Sep 2007, 10:23 ص]ـ
(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
لماذا (أو) بدل (و).
بارك الله في علمكم وعملكم ووقتكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[30 Sep 2007, 12:39 م]ـ
هذا الذي تعنيه أخي الكريم في حالة أن (أو) جاءت للعطف كما في قوله تعالى (ولا تطع منهم آثماً أو كفوراً) قوله تعالى {فهي كالحجارة أو أشد قسوة} و كما قال {عذرا أو نذرا} وكماقال الشاعر:
(نال الخلافة أو كانت له قدرا)
أي وكانت له قدراً
وكما في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (كنت له شفيعا أو شهيدا)
لكن أو هنا للتقسيم لا للعطف
قال ابن عاشور عليه رحمة الله عند هذه الآية ما نصه:
{وموقع (أو) للتقسيم لأن المتذكر إما أن يتذكر بما دلت عليه الدلائل العقلية من فهم أدلة القرآن ومن الاعتبار بأدلة الآثار على أصحابها كآثار الأمم مثل ديار ثمود قال تعالى (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) فقوله (ألقى السمع) استعارة عزيزة شبه توجيه السمع لتلك الأخبار دون اشتغال بغيرها بإلقاء الشيء لمن أخذه فهو من قسم من له قلب وإما أن يتذكر بما يبلغه من الأخبار عن الأمم كأحاديث القرون الخالية. وقيل المراد بمن ألقى السمع وهو شهيد خصوص أهل الكتاب الذين ألقوا سمعهم لهذه الذكرى وشهدوا بصحتها لعلمهم بها من التوراة وسائر كتبهم فيكون (شهيد) من الشهادة لا من المشاهدة. وقال الفخر: تنكير (قلب) للتعظيم والكمال. والمعنى: لمن كان له قلب ذكي واع يستخرج بذكائه أو لمن ألقى السمع إلى المنذر فيتذكر وإنما قال و (ألقى السمع) ولم يقل: استمع لأن إلقاء السمع أي يرسل سمعه ولا يمسكه وإن لم يقصد السماع أي تحصل الذكرى لمن له سمع وهو تعريض بتمثيل المشركين بمن ليس له قلب وبمن لا يلقي سمعه}
ـ[شعلة2]ــــــــ[30 Sep 2007, 12:55 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[30 Sep 2007, 01:43 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمود
ونطمع في المزيد من الإخوة
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[30 Sep 2007, 06:49 م]ـ
قال ابن القيم رحمة الله في كتاب الفوائد:
قال تعالى:إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد) وذلك أن تمام التأثير لما كان موقفا على مؤثر مقتض ومحل قابل وشرط لحصول الاثر وانتفاء المانع الذى يمنع منه تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد فقوله (إن في ذلك لذكرى) اشارة إلى ما تقدم من أول السورة إلى ههنا وهذا هو المؤثر، وقوله (لمن كان له قلب) فهذا المحل القابل والمراد به القلب الحي الذى يعقل عن الله كما قال تعالى (إن هو الا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا) أي حي القلب، وقوله (أو ألقى السمع) أي وجه سمعه وأصغى حاسة سمعه الى ما يقال له، وهذا شرط التاثر بالكلام، وقوله (وهو شهيد) اي شاهد القلب حاضر غير غائب
قال ابن قتيبة: استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم ليس بغافل ولاساه، وهو اشارة الة المانع من حصول التاثير وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتامله فاذا حصل المؤثر وهو القرآن والمحل وهو القابل وهو القلب الحي ووجد الشرط وهو الاصغاء وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه الى شيء آخر حصل الاثر وهو الانتفاع والتذكر
فان قيل: اذا كان التاثير انما يتم بمجموع هذه فما وجه دخول اداة او في قوله (او القى السمع) والموضع موضع واو الجمع لاموضع او التى هي لاحد الشيئين؟ قيل: هذا سؤال جيد والجواب عنه أن يقال:
خرج الكلام بأو باعتبار حال المخاطب المدعو فان من الناس من يكون حي القلب واعيه تام الفطرة فاذا فكر بقلبه دله قلبه وعقله على صحة القران وانه الحق وشهد قلبه بما اخبر به القرآن فكان ورود القران على قلبه نورا على نور الفطرة ...
وبقي كلام نفيس فليراجع في أول كتاب الفوائد
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[01 Oct 2007, 10:32 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اما بعد
يمكن الوقوف عند جمالية الحروف في التعبير القراني من خلال تحديد مناسبة الاية باعتبار سابقتها في الحديث عن مشاهد يوم القيامة والجزاء الابدي لكل انسان ومكلف والتعريض بالجبابرة والمتكبرين.
فجاءت الاية تعاضدها في بيان نهاية المكلف وتقرير نجاته في الدنيا والاخرة مبينةً سبيلاً من سبل النجاة وهي الذكرى تمثلت باسلوب التوكيد تقريرا لهذه الحقيقة وقرعا لقلوبهم لاجل الالتفات اليها, وبين القران الكريم سبيل ذلك في امرين:
1 - استحضار القلب لما فيه من بوادر قبول الايمان والاستعداد الفطري لتلقي تكاليف الوحي لذا قدم القلب لان الاصل شهود القلب لنوازل الذكرى اي الانتفاع منها لذا حبب الايمان اليه.
2 - عطف السمع لانه بوابة لدخول الذكرى الى القلب ,وان اشد ما ينتفع الانسان به او يتاثر به هو السماع , ولما كانت قلوب الكافرين او المعرضين قاسية استعمل (او) ليبين ان سماعهم كان سماع الاعراض والانكار وليس سماع التدبر , فلو جاء التعبير مثلا بالواو لافاد سرعة التاثير وانتقال الموعظة والذكرى الى قلوبهم كما في قوله تعالى (وقالوا سمعنا وهم لا يسمعون) اي سماع الاذن دون القلب والعمل، وهذا من باب اقامة الحجة على المنكرين لذا ختم بقوله (وهو شهيد)، ومن جهة اخرى اراد القران الكريم ان يكشف لنا عن طرق تلقى العلم والانتفاع به من خلال ذكر القلب والسمع ليجمع بين الايمان والعمل تميزا له من الكافر والمنافق.
والله اعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[01 Oct 2007, 10:39 ص]ـ
جزى الله د. معن على ماقدم من جواهر
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Oct 2007, 12:58 م]ـ
اذا شاهد الانسان آية مقبلا عليها غير معرض فسيفهمها فى حالتين إما ان يكون له قلب يفقه أو يكون له سمع يلقيه إلى قول من يفقه فتقدريها - له قلب وهو شهيد أو له سمع وهو شهيد،ولذلك أو على حقيقتها من التخير بينهما والله أعلم
ـ[عبدالله عبدالرحيم]ــــــــ[03 Oct 2007, 09:43 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وما زلنا نطمع في المزيد
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرة اخرى نلتقي في رحاب في القران الكريم ومع الاية الكريمة (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)
فقد تكلمنا عن بعض النكت فيها ونود اليوم ان نبين مفاتيح للدراسة والتامل علنا نفع السائل بما يريد:
1 - دقة انتقاء اسم الاشارة للبعيد وهذا مقصود في التعبير القراني وملاحظة تقديم الظرف (في ذلك) على الذكرى معنى اخر ....
2 - التقديم والتاخير اي قلب له مرة اخرى تقديم الظرف وهذا يفيد معنى الاختصاص وان غيره محروم من عوائد الذكرى والخير الكثير.
3 - جمالية ادراك معنى الاستعارة في القاء السمع تفهم من خلال معايشة معنى شهيد باعتبار صيغة المبالغة.
هذا ما اردت بيانه على ما سبق.
والحمد لله اولا واخر وقبل كل شئ وبعد كل شئ
من جامعة الموصل/العراق(/)
الآيات الجامعة ..... جاهزة للعلم والعمل والدعوة
ـ[أخوكم]ــــــــ[30 Sep 2007, 08:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وإله الأولين والآخرين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم نسألك الخير ونعوذ بك من الشر
كنت قد اجتهدت فتصفحت القرآن من أوله لآخره لأستخرج منه آيات متوالية النظم توصف بأنها جامعة للأحكام والأوامر
حتى وصفها الكثير من أهل العلم بأنها منهج حياة متكامل لكل مسلم.
فحاولت تجمعيها ليذكر المسلم نفسه بها كل حين
ويذكر بها الناس حوله متى ما سنحت فرصة لذلك
سواء في مجلس أو مسجد أو محاضرة أو درس أو خطبةأو أي مكان.
كما يمكن أن توضع كمقدمة المقال أو داخل مضمون أو خاتمة له
ومن المزايا لهذه الآيات الجامعة إمكانية سردها متواصلة كموضوع واحد متكامل في مجلس واحد
وإمكانية الوقوف مع كل جملة فيها على مجالس عدة.
فمن شاء أن ينسخها من هنا فله ذلك
ومن شاء أن يحملها بصيغة الوورد فقد أرفقت الملف الخاص بها في نهاية هذا الموضوع
اللهم اجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه
الآيات
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (
(يُتْبَعُ)
(/)
لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181) فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (182) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (262) قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآَتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (265) أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (266) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآَخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (268) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو
(يُتْبَعُ)
(/)
الْأَلْبَابِ (269) وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (270) إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (271) لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272) لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (131) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (132) وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)
وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا (36) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (37)
(يُتْبَعُ)
(/)
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73) فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83) فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا (84) مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85) وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا
(يُتْبَعُ)
(/)
ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآَمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112) مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)
فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19) الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (21) وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (92) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) وَلَا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (94) وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (95) مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (96) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97) فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ
(يُتْبَعُ)
(/)
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (100)
فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)
وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (24) رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا (25) وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (31) وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32) وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا (33) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35) وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37) كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38) ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا
(يُتْبَعُ)
(/)
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)
إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)
وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (15) يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16) يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ
(يُتْبَعُ)
(/)
اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)
أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10) قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ (16) وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (17) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (19) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (21) أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (22) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ
(يُتْبَعُ)
(/)
وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (29) وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (33)
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)
فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)
فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ
(يُتْبَعُ)
(/)
عَزْمِ الْأُمُورِ (43)
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (14) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16) وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آَمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (19) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ (20)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (8) وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11) يَا
(يُتْبَعُ)
(/)
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18)
إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (10) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)
(يُتْبَعُ)
(/)
رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (7) لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (1) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (3) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4) عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا (5) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ
(يُتْبَعُ)
(/)
النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (9) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10) وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11) وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12)
فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15)
إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34)
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4) إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (5) إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)
عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20)
يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7)
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)
فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا (20)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Oct 2007, 03:27 م]ـ
للتذكير بكلام الله أنفع الكلام وأنفع المحاضرات وأنفع الدروس وأنفع الفقه وأنفع الحديث
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Oct 2007, 09:21 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
هل بالإمكان أن تذكر لنا الطريقة التي سلكتها في استخراج هذه الآيات الكريمة ..
وفقك الله لكل خير ..
ـ[أخوكم]ــــــــ[04 Jul 2008, 12:15 م]ـ
قد ذكرت ذلك أخي الكريم
1 - فتصفحت القرآن من أوله لآخره لأستخرج منه
2 - آيات متوالية النظم
3 - توصف بأنها جامعة للأحكام والأوامر(/)
نصائح في الاواخر العشر
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[02 Oct 2007, 11:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من باب الوصية بالحق والتناصح في ديننا الحنيف والنصيحة لكل مسلم، ومن انوار النبوة والمعلم نهتدي ا ن نغتم كما علمنا رسولنا الكريم (فراغك قبل شغلك) ... اود ان اطرح فكرة عساها تكون بذرة خير واصلاح وهي:
نصائح رمضانية في الاواخر العشر
على بركة الله سبحانه ابدا بخير الكلام كلام الوحي والتنزيل مع اجواء جمالية المفردة القرانية ومع رحاب سورة القدر نقف عند اهم الدروس والعبر في موضوع: لمسات بلاغية في سورة قرانية سورة القدر انموذجا.
1 - قوله تعالى (انا انزلناه في ليلة القدر) جمالية التاكيد مع التعظيم تمهيدا لما بعده وتقريرا لاهمية الامر الذي يتعلق بهذا التعظيم وقد تمثل بنزول القران الكريم وليلة القدر ....... فلا نغفل عن هذا الامر الذي عظمه خالقنا ونحن نقبل الى الاواخر (ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب).
2 - قوله تعالى (وما ادراك ما ليلة القدر) جمالية الادب القراني في خطاب الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ب (ما) في موضعين رفعة لهمم المخاطب وتعليم الامة المحمدية فضل الله عليها وما خصها من المزايا دون غيرها من الامم، و مفاده في الدرس البلاغي تنبيه المخاطب واستعداه لسماع منزله هذه الليلة عند الله تعالى ولاجل التبليغ ..... الا يقع كلام الله تعالى في نفوسنا موقع الاستعداد والعمل.
3 - قوله تعالى (ليلة القدر خير من الف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربه من كل امر) ما اجل الله وما ارحم الله وما اعظم الله سبحانه وتعالى ان يبين لنا ما تنشرح له النفوس وتطمئن اليه قلوب المومنين الصادقين انها: الخيرية والافضلية عنوان ليلة القدر تامل اخي المسلم الصائم ما ينتظرك من الخير والرحمة وليس هذا فحسب بل الملائكة والروح اي جبريل بالاذن ينزل ... انها ليلة العمر ليلة من ليالي السعداء ....
4 - قوله تعالى (سلام هي حتى مطلع الفجر) انها ليله السلام والامان ...... وما احونا ان نحقق الامان في عبادتنا اولا وطمئنين مع الله تعالى ثم مع اهلنا واطفالنا ثم مع مجتمعنا ........ انها دعوة القران الكريم الينا جميعا ان نحقق السلام ونحن اهل لذلك.
هذا ما اردت ان ابين واذكر فما كان فيه من صواب فمن الله تعالى وحده التوفيق والسداد وما كان فيه من الزلل والنقص من نفسي وما ابرئ نفسي.
ارجو الدعاء واخالص الدعاء لسائر المسلمين.
ـ[النجدية]ــــــــ[02 Oct 2007, 02:17 م]ـ
بسم الله ...
جزاكم الرحمن خيرا أستاذنا الفاضل أحمد النعيمي ..
و لكن أعتذر عن عدم تمكني من قراءة المشاركة؛ فالخط صغير، غير واضح!!
و دمتم في فضل الله.(/)
أريد أسماء كتب حول الموضوعات التالية
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[02 Oct 2007, 01:34 م]ـ
بسم الله ..
هناك عدد من المفردات القرآنية تحمل معنى عاما واحدا مثل:"جما" و"موفورا" في الكثرة ....
هل يوجد من تكلم في هذا الموضوع وجمع المفردات التي تحمل معنى عاما واحدا؟
كذلك هل هناك كتب تحدثت عن الفروق الدقيقة بين مفردات القرآن وسبب اختيار القرآن لها دون غيرها .. وخاصة من المعاصرين.
أخيرا ورد في القرآن الكريم كلمات من أصل واحد ولم تتكرر في القرآن مثل "وقب" لم يأت في القرآن من هذه المادة إلا هذه المفردة، هل يمكن البحث عن سبب التفرد وكيف؟ وما الكتب التي يمكن الاستعانة بها.؟
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[02 Oct 2007, 05:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ حسين بارك الله فيك
جميل جدا أن تشتغل بهذا الموضوع لكونه مظهرا عظيما من مظاهر الإعجاز
وفي الجواب عن السؤال الثاني إليك هذان الكتابان فقد تجد فيها بعض ما تريد:
- الترادف في القرآن الكريم بين النظرية والتطبيق/ محمد نور الدين المنجد، دار الفكر، دمشق، الطبعة الأولى 1417هـ- 1997م.
- الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم/ د. محمد بن عبد الرحمن بن صالح الشايع، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة الأولى 1414هـ- 1993م.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[03 Oct 2007, 05:56 م]ـ
وكذاك كتاب: مفردات القرآن , للعلامة عبد الحميد الفراهي رحمه الله.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[04 Oct 2007, 06:07 ص]ـ
[ QUOTE=
كذلك هل هناك كتب تحدثت عن الفروق الدقيقة بين مفردات القرآن وسبب اختيار القرآن لها دون غيرها .. وخاصة من المعاصرين.
؟ [/ QUOTE]
نعم للدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطيء) جهد متميز في هذا الجانب في (التفسير البياني للقرآن الكريم).
ـ[عبدالعزيز اليحيى]ــــــــ[06 Oct 2007, 05:48 ص]ـ
وكذلك رسالة الماجستير للشيخ محمد بن صالح الراشد
وعنوانها - تقريبا-: الأفعال المترادفة في الآية الواحدة في القرآن الكريم عرض ودراسة.
مثل: (وليعفوا وليصفحوا) و (ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم) ونحوها.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2007, 01:37 ص]ـ
من أجمل الكتابات التي تحدثت عن المفردة القرآنية: كتاب (جماليات المفردة القرآنية) من تأليف: أحمد ياسوف.
وهي دراسة مركزة متخصصة سبر فيها المؤلف غور كثير من الكتب في علوم عديدة، وسعى من خلالها إلى تأصيل فكرة: أن المفردة القرآنية بحد ذاتها لها دورها الجمالي الذي لا يمكن أن يؤديه غيرها من المفردات المترادفة معها.
والحقيقة أن الجهد المبذول في الرسالة واضح جدا، يبرز في الكم الذي اطلع عليه المؤلف من الكتابات القديمة والمعاصرة سواء في كتب التفسير أو اللغة والبلاغة أو غيرها من العلوم والفنون، ومحاولة تلخيص الآراء والجهود المبذولة في هذا المجال، وجمعاها في سياق واحد منتظم، مع ضرب الأمثلة المقربة للمراد.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2007, 04:33 م]ـ
ومما يصب في الطلب الثاني للسائل الكريم:
كتب الدكتور فاضل صالح السامرائي:
(التعبير القرآني)
(بلاغة الكلمة في التعبير القرآني)
(لمسات بيانية في نصوص التنزيل)
وكذا كتاب الدكتور محمد بن علي الصامل: (من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن).
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[18 Oct 2007, 04:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير وفي خير.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[18 Oct 2007, 04:23 ص]ـ
لا زلت انتظر المساعدة ....(/)
حال غريب مع كلام ربه! + ماذا تقول إذا دعى الإمام بهذا الدعاء؟
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:00 ص]ـ
سمعت هذه الحادثة بأذني
يقول أ. مهدي بخاري عن د. عمر أن أربعة إخوةشباب
من الشيشان منهم المهندس ومنهم الطبيب
جاؤوا إلى الشارقةمن أجل أن يقصوا على الدكتور عمر
حادثة عجيبة حدثت بينما كانوا يدفنون جدهم في الشيشان
وطوال فترة الدفن كان سرب طائر من الحمام يحلق فوق القبر
من بداية الدفن حتى انتهائهم فأصاب الحاضرين الاستغراب جعل
الإخوة الأربعة يذهبون إلى جدتهم ليسألوها عما كان يفعله جدهم
في
حياته ولا يعلمه الناس عنه.
قالت لهم جدتهم أنه في الأيام التي كان يختبئ فيها كبار
مدينةقروزني في الأقبية والغرف الأرضية ليقرءوا القرآن ويصلون
بعيدا عن أعين الشيعيون
ولم يكن في قروزني كلها غيرأربعة مصاحف فقط!
وكان هؤلاء الرجال الكبار يختارونكل يوم من يخبئونها عنده
بالقرعة لئلا تكشفهم
الشيعيون إذا حدث تفتيش أو اعتقالات وعندما كان يجيءوقت
جدهم الذي
لا يتكلم العربية أبداكان يقضي ليلته تلك
.
.
.
. بأن يفتح المصحف من صفحته الأولى ويمرر إصبعه السبابة على كل
سطر من سطور المصحف هامسا باللغة الشيشانية
.
.
.
كلام ربي كلام عظيم ..
كلام ربي كلام عظيم
كلام ربي كلام عظيم ..
ويظل يرددها حتى يختم المصحف كاملا!!!.
........
الله
المستعان!
هذه حاله فكيف
حالنامع كلام ربي
الكلام العظيم
..........................
هذا وقد خطر في بالي قبل
4سنوات
أن أقرأمن تفسير السعدي الجزء الذي
كان
سيصلي به الإمام فصرتُ أجد خشوعا ومعنى
للآيات
وراحةعجيبةفصرت أحث من أعرف
بهذه الطريقة
فاللهم لك الحمد
وهذا التفسير صغيربحجم
يد الرجُل
بإمكان المسلم حمله معه
للمسجد
هنا صورة تفسير
الكريم الرحمن الحجم الصغير
للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/MH646678.jpg
http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/udh46839.jpg
ـــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
قبل الختام هذه هدية العشر لكم
فاقبلوها:
ماذا أقول في ركوع وسجود صلاة القيام
الطويلة؟
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/343.htm
ماذا تقول إذا دعى إلإمام بهذاالدعاء؟
http://www.w7m.org/2007/Jun/1191101912.rm
...............(/)
الترتيل: يعني الترتيب وليس تجويد التلاوة حصرا
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2007, 12:42 ص]ـ
الترتيل يعني الترتيب وليس تجويد التلاوة
ما معنى الترتيل؟
الترتيل مصدر " رتل " والراء والتاء واللام في لغة العرب جذر لغوي يدل على التنسيق والترتيب. وعلى حسن الأداء إذا حمل على الكلام، فالأصل هو الترتيب. قالت العرب: ثغر رتل أي مفلج الأسنان منتظمها، بين كل سن وسن فواصل دقيقة لكنها ملحوظة على نسق ونظام مرتبين.
(فسر بعضهم قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير. صبحي الصالح مباحث في علوم القرآن ص 70 نقلا عن الزركشي: البرهان 1/ 259).
(رتل: استوى وانتظم وحسن تأليفه، ورتل الشيء: نسقه ونظمه. ورتل: جود تلاوته. المعجم الوسيط 1/ 327).
فهذا هو الأصل في الوضع اللغوي، معنى الترتيل هو: الترتيب والتنسيق. ومنه استعيرت بقية الصور في الكلام، ومنها التجويد وتحسين التلاوة.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا غاب معنى الترتيب وهو الأصل، لصالح المعنى المستعار وهو التجويد وتحسين التلاوة؟
قصة الترتيل:
يختلف ترتيب سور وآيات القرآن الكريم في المصحف – على النحو الذي هو عليه الآن – عن ترتيب النزول اختلافا بعيدا.فمن المعلوم أن القرآن الكريم قد نزل منجما (مفرقا) في ثلاث وعشرين سنة حسب الأحداث والوقائع وحاجات الناس , ثم جمع أخيرا على نحو مغاير لترتيب نزوله.
هذه الظاهرة أثارت عددا من التساؤلات ومنذ القديم. بدأت بالسؤال الذي أثاره المشركون عن علة التنجيم (سبب نزول القرآن مفرقا وليس جملة) بقصد التشكيك بالقرآن. فرد عليهم القرآن: (سورة الفرقان 25/ 32)
(وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرءان جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) الفرقان 25/ 32.
إجابة قرآنية حسمت الموقف حسما نهائيا: لنثبت به فؤادك.
فالتثبيت هو علة التنجيم.
السؤال التالي التي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني: ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟
لقد كان ممكنا أن ينزل القرآن مفرقا ويحقق التثبيت الذي تذكره الآية ويرتب أولا بأول .. إلا أنه لم يكن ذلك ..
المتدبر في الآية يلاحظ أن الآية بعد أن تذكر نزول القرآن مفرقا وتبين علة نزوله على هذا النحو .. تضيف شيئا آخر هو " ورتلناه ترتيلا " .. أي فضلا عن نزول القرآن مفرقا – على تؤدة وتمهل كما يقول المفسرون – فهناك شيء آخر هو الترتيل وهو غير النزول مفرقا .. وهو غير التؤدة والتمهل والتيسير وغير ذلك ..
فما معنى الترتيل الذي تذكره الآية؟ معناه الترتيب وليس تجويد التلاوة كما هو في المفهوم السائد حصرا ..
قرأت لبعضهم أن الله قد نسب الترتيل إلى نفسه للدلالة على عظمة التجويد. لماذا لا يكون ذلك للدلالة على عظمة الترتيب؟ أليس القرآن كتاب الله الكريم؟ فإذا كان الله قد رتب كل شيء في هذا الكون ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة، فهل يترك ترتيب كتابه لأحد من الناس يرتبه على هواه؟ أليس من المنطق أن يتولى هو ترتيب كتابه؟ وليكون هذا الترتيب مما يليق بالكتاب المعجز؟
هل يرتب الله كل شيء في الكون ويستثني من ذلك كتابه الكريم؟
هل عدم اكتشافنا لأسرار هذا الترتيب تعني أنه غير موجود؟
لقد تعهد الله سبحانه بحفظ القرآن الكريم. وأعتقد أن معنى الحفظ يشمل الترتيب، أم أن الله تعهد بحفظ كتابه ولكن من دون ترتيب؟
كما تعهد بجمعه وقرآنه (إن علينا جمعه وقرآنه) فهل هو جمع فوضوي أم جمع وفق ترتيب محدد؟
السؤال:
ما هي لغة الترتيب؟
لغة الترتيب هي العد والإحصاء والحساب. يقول سبحانه:
" .. وكفى بنا حاسبين " الأنبياء 21/ 47
" .. وهو أسرع الحاسبين " الأنعام 6/ 62.
" .. وأحصى كل شيء عددا " الجن 72/ 28.
هذا كلام الله عن نفسه، فكل شيء عنده بحساب، إنه أسرع الحاسبين ..
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليس من الطبيعي أن يكون ترتيب القرآن بحساب؟ سوره وآياته وكلماته وحروفه وكل شيء فيه ..
(يُتْبَعُ)
(/)
يقول سبحانه (الشمس والقمر بحسبان) أي تخضعان لنظام وترتيب محسوب .. فهم هذا الترتيب لا يكون بمقالة أدبية ولا بقصيدة شعر ولا بأنشودة. السبيل إلى فهم هذا النظام هو الحساب. وهو فهم مرتبط بتقدم العلوم والمعرفة، بدأ هذا الفهم بالنظر إلى القمر وانتهى بالنزول على سطحه ..
وكذلك ترتيب القرآن، السبيل إلى فهمه هو الحساب، وليس تدبيج الخطب الرنانة الفارغة. من السهل أن يطلع احدنا ليقول: إن كل سورة في القرآن في مكانها وكل آية وكل كلمة، إن القرآن لا يقبل زيادة ولا نقصانا، ولا يقبل تقديما ولا تأخيرا .. كلام جميل خطابي حماسي، والسؤال هو: كيف؟
إن على من يقول ذلك – على صحته – أن يبين لنا – مسلمين وغير مسلمين عربا وغير عرب - كيف ذلك؟
ما الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟
إن نزول القرآن منجما (مفرقا) قد حال دون ظهور ترتيبه فيما لو انزل جملة واحدة. فلو نزل القرآن جملة لظهر ترتيبه كذلك جملة واحدة , إلا أن نزوله بالصورة الأخرى قد ربط ظهور ترتيبه باكتمال نزول القرآن لحكمة إلهية. هذه الحكمة من وراء إخفاء ترتيب القرآن وإبقائه زمنا مجهولا قد يطول وقد يقصر هي: التثبيت أيضا. وبذلك يمكننا أن نتصور أن ترتيب القرآن كان يتشكل بالتدريج , تشكلا يرتبط بنزول سور وآيات القرآن وتتابعها خلال ثلاث وعشرين سنة ويسايرها , وانه كان في تغير مستمر تبعا لاستمرار نزول الآيات وتتابعها واتخاذها مواقع جديدة في التشكيل (البناء المرحلي) بتوقيف من جبريل عليه السلام.
فالتشكيل (الترتيب) كان في حركة دائمة متغيرة , يساير نزول سور وآيات القرآن , ويتغير تبعا للتوجيهات التي كان ينقلها جبريل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم , ومراحل إدخالها في التشكيل , واستحداث مواقع جديدة لها.
إن فهمنا لظاهرة الترتيب يجعلنا نفسر قوله تعالى: ورتلناه ترتيلا ..
أي: رتبناه ترتيبا محكما. دون أن نقصر ذلك على معنى التجويد وتحسين التلاوة.
ونذهب إلى أن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله هي: التثبيت. وبما أن هذا الترتيب (ترتيل الآيات وجمعها في تشكيلات محددة) لن يظهر قبل اكتمال نزول القرآن , وقد يتأخر الكشف عنه إلى زمن ما غير زمن نزول القرآن , فالتثبيت هنا هو " تثبيت مستقبلي " يعنى بالمستقبل والأجيال والمؤمنين في العصور القادمة , وانه مرتبط بالكشف عن أسرار ترتيب القرآن. وفي حالة حدوث ذلك , سيجد فيه المؤمنون " تثبيتا " جديدا لهم , كما وجد الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنون – في الزمن الماضي – في نزول القرآن مفرقا ما يثبتهم.
فالحكمة من نزول القرآن مفرقا , ومن ترتيبه على غير ترتيب النزول هي: التثبيت.
في المرحلة الأولى: ارتبط نزول القرآن حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , بما يحقق التثبيت الملائم والمناسب لتلك المرحلة.
في المرحلة التالية: حيث يتم التشكيل النهائي والموجه للترتيب (ترتيب التلاوة الآن) فارتباط الآيات هنا يتجاوز الأحداث والوقائع إلى ارتباطات جديدة وعلاقات جديدة , ويستند إلى قوانين وأسس وقواعد , تناسب هذه المرحلة , والمراحل التالية لها وتخاطبها بما يلائمها ويحقق " التثبيت " أيضا – دون انقطاع عن الماضي -.هذه القوانين والأسس تحديدا: قوانين وعلاقات رياضية لغتها العد والإحصاء والأرقام لغة هذا العصر اللغة المشتركة بين الناس جميعا على اختلاف عقائدهم ومذاهبهم.
وبالمنظور نفسه , فان الرد القرآني على الاعتراض على تنجيمه ومخالفته للمألوف, يتسع هو الآخر و ويمتد متجاوزا زمن الاعتراض الأول (زمن النزول) إلى زمن الاعتراض التالي (المستقبلي) , حيث سيكون ترتيل القرآن (ترتيبه) هو الرد القرآني الذي يناسب هذه المرحلة , ويتولى دفع ما يجد من شبهات وافتراءات على القرآن.
السؤال الثالث الذي أثارته ظاهرة الترتيب القرآني فيما بعد:
هل تم ترتيب القرآن بالوحي أم باجتهاد من الصحابة؟
(يُتْبَعُ)
(/)
إن بداية التساؤل عن ترتيب القرآن على هذا النحو قد ادخل قضية ترتيب القرآن في دوامة من الآراء والاختلافات لم تخرج منها إلى الآن , بل لقد طغى البحث في تلك الاختلافات على البحث في ترتيب القرآن , بسبب ما حمله التساؤل من توهم البعض أن ترتيب القرآن أو بعضه كان من عمل الصحابة واجتهادهم الشخصي. وقد أدى كل ذلك إلي ابتعاد إجباري وشبه كامل عن البحث في ظاهرة الترتيب القرآني (الترتيل) واستبعاد الترتيب كوجه من وجوه إعجاز القرآن , وسبب ذلك أن القول: أن ترتيب سور القرآن أو بعضها كان من عمل الصحابة واجتهادهم (من عمل البشر) أضفى عليه صفة بشرية , وبالتالي نفى عنه صفة الإعجاز , وحوله في النهاية إلى مسألة خلافية (موضع اختلاف بين العلماء).
وكان من الطبيعي وهذه الحال أن يسود المعنى الآخر للترتيل الذي ذكره القرآن , وهو: تجويد التلاوة طيلة القرون السابقة , رغم إدراك البعض أن الترتيل الذي أشار إليه القرآن في آية سورة الفرقان هو الترتيب , إلا أن أصحاب هذا الرأي لم يتمكنوا من تقديم الأدلة الكافية التي تحسم الموقف لصالحهم.
( ... كان جبريل ينزل بالآيات على الرسول صلى الله عليه وسلم , ويرشده إلى موضع كل آية من سورتها , ثم يقرؤها النبي على أصحابه , ويأمر كتاب الوحي بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية , وموضع الآية من هذه السورة. وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه في العام الأخير مرتين .. الزرقاني / مناهل العرفان 1/ 346).
(كانت الآية تنزل لأمر يحدث ,والآية جوابا لمستخبر , ويوقف جبريل النبي صلى الله عليه وسلم على موضع الآية والسورة , فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صلى الله عليه وسلم , فمن قدم سورة أو أخرها فقد افسد نظم القرآن .. وقال ابن الحصار: ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي .. الإتقان: السيوطي 1/ 136).
نفهم من هذا الكلام: أنه لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم ولا للصحابة من بعده رضي الله عنهم جميعا أي دور في ترتيب القرآن اللهم تنفيذ التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم , والنبي بدوره ينقلها إلى كتبة الوحي. إلا أن تضارب آراء العلماء وتعدد الاجتهادات والأقوال في الإجابة على التساؤل: " هل تم هذا الترتيب بالوحي أم باجتهاد من الصحابة " أدى إلى دخول مسألة الترتيب في نفق لم تخرج منه حتى الآن , بل تحولت إلى مسألة خلافية , واضطر معها الجميع إلى الابتعاد عن البحث عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب النزول.
وورث المتاخرون هذه التناقضات وحافظوا عليها , ودافع البعض عنها , وفي النهاية: وجد البعض أن حل هذه المعضلة يكمن في التضحية بترتيب القرآن واعتباره مسالة ثانوية لا أهمية لها , فالقرآن هو القرآن سواء أكان ترتيبه كذا أو كذا وسواء أكان عدد آياته كذا أو كذا .. ومن الواضح أن مثل هذا الكلام ليس اكثر من هروب من مواجهة المشكلة , فالفرق كبير جدا بين أن يكون ترتيب القرآن من عند الله أو أن يكون باجتهاد من الصحابة؟؟؟
ومن الطبيعي وهذه النهاية أن يستبعد ترتيب القرآن من دائرة الاهتمام , وأن تختفي الإجابة على التساؤل عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب النزول قرونا طويلة ..
النهاية: إن التوجيهات التي كان ينقلها جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم , والتي كان النبي ينقلها إلى كتبة الوحي , تحولت إلى مجرد رواية يتناقلها الدارسون يمرون عليها دون أن يتساءلوا ما الهدف من تلك التوجيهات؟ هل يمكن أن تكون بلا هدف ولا قصد؟ وإذا كانت كذلك افتراضا فما ضرورتها إذن؟
إن الهدف من تلك التوجيهات بكل بساطة: الانتهاء بترتيب سور القرآن وآياته إلى الحال الذي هو عليه الآن , وهو ترتيب قدره الله سبحانه وتعالى ليكون معجزة القرآن الموجهة إلى جميع الناس في الزمن الملائم , الزمن الذي يستطيعون فيه فهم أسرار هذا الترتيب ودلالاته , هذا الزمن هو زماننا هذا. أما لغة هذه المعجزة فهي الأرقام لغة هذا العصر , اللغة المشتركة بين أمم الأرض كلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
في عصرنا هذا سيجد الناس في ترتيب القرآن ما يثبت لهم أن هذا الكتاب هو كتاب الهي وليس كما يزعم خصوم القرآن والمشككون فيه وهم كثيرون .. وهذه هي وظيفة المعجزة , إنجاز الخطوة الأولى باتجاه رسالة ما وتصديقها , يتوجه من يؤمن بها بعد ذلك إلى كتاب الله واتباع كل ما جاء فيه , يصل بعد ذلك إلى مرحلة تبدو معها المعجزة وكأنها فقدت دورها في حياته , وهذا هو السر في قول بعضهم: أنا مؤمن بالقرآن ولست بحاجة إلى أي معجزة جديدة.
ويواجه القرآن حملات من التشويه والافتراء وإثارة الشبهات من حوله بقصد التشكيك فيه , ويزعم المرتابون والمشككون في القرآن ضياع بعض أجزائه بحجة كتابته على الحجارة وسعف النخل واستخدام أدوات بدائية في حفظه مما كان متوفرا زمن نزوله ... وتتسع دائرة التشويه إلى حد الزعم أن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم , وقد أعانه عليه بعض معاصريه ...
ومن الطبيعي أن تجد هذه الافتراءات آذانا صاغية من قبل الكثيرين الذين لا يعرفون عن القرآن غير ما يصلهم عن طريق هذه الفئة , ويزداد التأثير على هؤلاء في حالة غياب البديل , أعني دور المؤسسات الإسلامية في تقديم الصورة الحقيقية للقرآن الكريم , واستغلال كل ما من شأنه توضيح هذه الصورة , وفي مقدمة ذلك ترتيب القرآن , وجه الإعجاز الذي ادخره لهذا العصر , ومخاطبتهم باللغة التي يفهمونها لغة الأرقام ..
لنقرأ بعض ما يكتب عن القرآن: (نقلا عن الإنترنت)
" ومما لا ريب فيه ولا ينبغي أن يختلف فيه اثنان أن محمدا هو في الحقيقة مصنف القرآن وأول واضعيه , وان كان لا يبعد أن غيره أعانه عليه كما اتهمته العرب ....... "
" ولما قام الحجاج بنصرة بني أميه لم يبق مصحفا إلا جمعه واسقط منه أشياء كانت نزلت فيهم وزاد أشياء ليست منه. وكتب ستة مصاحف جديدة بتأليف ما أراده وهي القرآن المتداول اليوم .... "
" وهذا الكتاب كما اعتراه النقص تطرقت إليه الزيادة أيضا وذلك أن الخلفاء الذين أمروا بجمعه أولا لم يكفهم انهم حذفوا منه كل ما رأوا المصلحة في حذفه حتى زادوا فيه ما ليس منه ... "
" ويترتب على ما مر من التناقض والغلط والجهل أن القرآن كلام البشر لا كلام الله وانه من حيث المعنى تصنيف رجال مختلفي المقاصد من عرب ومجوس ونساطرة ويهود ... وكم وكم في القرآن من كلام لا ينبغي أن يتردد أحد في الجزم بأنه لمحمد نفسه , وكم وكم فيه من كلام لكتبة محمد .... "
وقد تصدى علماء المسلمين للرد على هذه الشبهات كل قدر استطاعته , إلا أن هذه الردود على كثرتها ظلت قاصرة عن مواجهة حملات التشكيك في جمع القرآن وترتيبه بسبب غياب حقيقة الترتيب القرآني , هذه الحقيقة التي بدأت تتكشف أسرارها حديثا ..
إن في ترتيب سور القرآن وآياته من الأدلة المادية الملموسة على مصدر القرآن وألوهيته ما لا يمكن إنكاره , انه وجه الإعجاز القرآني الذي يمكن نقله إلي الآخرين باللغة التي يفهمونها دون أن يفقد دلالاته , وهي ميزة تستدعي الاهتمام بهذا الوجه وتوظيفه في خدمة القرآن وأهله.
ولا بد أن يثير ترتيب القرآن – حين الاطلاع عليه – التساؤل: كيف جاء ترتيب القرآن على هذا النحو مع ما نعلمه من نزول القرآن مفرقا حسب الوقائع والأحداث وحاجات الناس , وترتيبه على نحو مغاير لترتيب النزول؟ ..
هل يتفق هذا الترتيب المحكم مع ما يزعمه المشككون بالقرآن , والزاعمون بأن القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم؟ هل يتفق هذا الترتيب مع القول بتحريف القرآن وتعرضه للزيادة والحذف التي يروج لها المشككون؟ هل يتفق هذا الترتيب مع الطريقة التي يزعم المشككون أن محمدا اتبعها في تأليف القرآن؟
إن ما أثير حول القرآن من شبهات سيبدو مضحكا وغير مقبول حين نحتكم إلى ترتيب القرآن , ونيسر للآخرين الاطلاع عليه , وهذه المهمة تتطلب دورا فاعلا من المؤسسات الإسلامية , وأقل ما يمكنها تقديمه في هذا المجال: دعم الباحثين والدراسات الجادة في هذه المسألة.
إن من المؤسف حقا أن يكون بعض أهل القرآن هم أول من يتخلى عن الباحث في هذا المجال , هذا إذا لم يحاربوه بصورة أو بأخرى ,. ومما قد يترتب على مثل هذا الموقف أن ينقطع الباحث عن إتمام عمل ما قد يكون فيه فوائد جمة للقرآن وأهله، وبقاء حقيقة ترتيب القرآن غائبة عن القيام بدورها في خدمة القرآن وأهله.
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[03 Oct 2007, 03:52 ص]ـ
بينما أقرا هذا الموضوع يعرض لي حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (نحن أمة أمية لا نعرف الحساب ... )
القوانين والعلاقات الرياضية ليست لغة مشتركة بين جميع الناس بل هي لغة معقدة العارفون لها قليل، ولم يأت في فضلها أثر.
أخشى أن نقع أحيانا تحت تأثير ضغط الواقع.
والواقع غير ثابت، من الممكن تغييره.
بمعنى أن لغة العصر: الأرقام هي لغة زمن محدود له قبل وبعد، ما بينهما قصير في عمر الأمم،
فإذا كان له تأثير في زمن ما فسوف ينتهي هذا التأثير ..
هذا إن صح أن لغة العصر هي الأرقام؛ وإلا فإنه بالسبر (حتى في هذا العصر) اتضح أن البيان هو اللغة المؤثرة في الحقيقة.
على أي حال قد تكون المسألة نسبية؛ أعني لغة العصر.
وصيتان:
1 - لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام.
2 - لا تحقر الأقوال والآراء الأخرى والتي وراءها أئمة وفحول.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[03 Oct 2007, 11:08 م]ـ
[أبو عبد العزيز; بينما أقرا هذا الموضوع يعرض لي حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: (نحن أمة أمية لا نعرف الحساب ... )
القوانين والعلاقات الرياضية ليست لغة مشتركة بين جميع الناس بل هي لغة معقدة العارفون لها قليل، ولم يأت في فضلها أثر.
لا أحد ينكر ان كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون تخضع للحساب، أتريدنا ان نتنكر لعصرنا ولعلوم عصرنا ..
ألا ترى أن النظام الكوني (الشمس والقمر بحسبان) هو ما سمح لنا بالتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف وإعداد التقاويم لمئات السنين القادمة؟
هل كنا نستطيع ذلك لو لم يكن الكون منظم بعلاقات رياضية ...
وإذا كنا نؤمن بأن الكون منظم ويخضع إلى قوانين، وخالق الكون هو منزل القرآن ن فما الغريب ان يكون القرآن منظم ومرتب كما هو الحال في الكون؟
وهل كان العرب يعرفون في الفيزياء والكيمياء والذرة؟ إذن لماذا نزعج أنفسنا ونتعلم هذه العلوم؟
هذا إن صح أن لغة العصر هي الأرقام؛ وإلا فإنه بالسبر (حتى في هذا العصر) اتضح أن البيان هو اللغة المؤثرة في الحقيقة.
لغة الأرقام اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا هي لغة الترتيب والتنظيم والتخطيط والإحصاء ...
والإعجاز في ترتيب القرآن ليس بديلا لأي وجه من وجوه الإعجاز وإنما هو إغناء لها ..
إن إعجاز الترتيب في القرآن هو امر طبيعي، ذلك أن كتاب الله لا بد أن يكون مرتبا على نحو يليق بصاحب الكتاب ...
وقد أخبرنا الله سبحانه أنه رتب كتابه في الآية 32 من سورة الفرقان ... على النحو الذي أوضحته سابقا ..
وأخيرا لا أعتقد انه سيأتي يوم يصبح فيه مجموع 6 + 6 = 13 .. سيبقى 12 إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها،.
وصيتان:
1 - لا تقل في مسألة ليس لك فيها إمام.
2 - لا تحقر الأقوال والآراء الأخرى والتي وراءها أئمة وفحول
بالنسبة للأولى: فكل ما أكتبه عن ترتيب القرآن هو مما لم يسبقني إليه أحد .. فمن أين آتي بالإمام ..
بالنسبة للثانية: انا أجل القدماء وأقر بجليل ما قدموه، ولكن ذلك لا يعني ان نتوقف عند الحدود التي وصلوا إليها ..
وحينما أقول ان ترتيب القرآن معجز، فانا اوافق ما قاله بعض القدماء .. وليس فيما كتبت شيئا يخالف القرآن أو السنة أو ما اجمع عليه العلماء ..
فأي مأخذ لك علي؟ ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[04 Oct 2007, 02:30 ص]ـ
مسألة الترتيب والدقة مجزوم بها ولكن هل هي أرقام؟!!! إن الحروف أدق وأكثر مرونة وأكثر بيانا من الأرقام.فالحروف تحمل المعاني أما الأرقام تحتاج تمييز. ولو قلنا أن لغة الكمبيوتر رقمية لكنها بلا معنى حتى تتحول إلى حروف أو صور أو أي مخرجات مفهومة
ودقة الحروف والكلمات هي ما أتصوره نابع من عدم الترادف لا في الألفاظ ولا في التراكيب. وعجزنا عن إدراك الدقة لا ينفى وجودها ولا يدعونا لافتراض صور للدقة غير مستمدة من كون القرآن كلام الله وليس أرقام ولا أي شيء آخر
فأنا معك في كل ما قلت ولكن الأرقام هذه في صدري شيء منها
وأنظر إلي الدقة في " الخالق البارئ المصور " خلق برأ صور سوى ركب ذرأ. قد تتقارب ولكن مع المدققون لكل منها دلالة محددة بدقة
والتركيب " فنفخنا فيها من روحنا "" فنفخنا فيه من روحنا "هى هى مريم العذراء فلماذا جاءت هكذا؟!
أنا لا أسألك ولكنى أدلل أن الحروف أدق من الأرقام والله أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[05 Oct 2007, 03:16 ص]ـ
أؤيد أن ترتيب القرآن بآياته وسوره وكلماته من عند الله وليس باجتهاد البشر.
فهل من مزيد في الموضوع؟
- نحن في الانتظار
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2007, 03:43 ص]ـ
أؤيد أن ترتيب القرآن بآياته وسوره وكلماته من عند الله وليس باجتهاد البشر.
فهل من مزيد في الموضوع؟
- نحن في الانتظار
أشكرك أخي الدكتور أنبار على هذا التأييد، ولنقل على هذا الرأي المبارك والصائب ..
لماذا أشكرك؟
لقد أمضيت شهورا في منتدى التوحيد وفي منتدى أنا المسلم للظفر من أحدهم بما قلت فلم اظفر به، فأغلبهم يميلون إلى قول من قال: إن ترتيب سور القرآن باجتهاد من الصحابة، وبعضهم يفضل البقاء عند قول من قال: لقد اختلف القدماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال , وبما أن القدماء استقروا عند هذه الأقوال ورضوا بها فما علينا لو بقينا واقفين عندها ..
إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق ...
ماذا علينا الآن - حينما ننتهي إلى هذا الرأي -؟
سيكون أمامنا جدول من الأعمال ... وأولها حسم الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة، ثم البحث عن الحكمة من ترتيب الله لكتابه وعدم ترك ذلك للبشر،والبحث في عظمة هذا الترتيب وتوضيحه ما أمكن للناس، ومن ثم كيف نوظف هذه المعلومة في خدمة كتاب الله والرد على افتراءات المشككين بجمع القرآن وترتيبه ......
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Oct 2007, 01:57 م]ـ
ماذا علينا الآن - حينما ننتهي إلى هذا الرأي -؟
سيكون أمامنا جدول من الأعمال ... وأولها حسم الاختلاف بين العلماء في هذه المسألة
حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟
ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟ قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء, فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره, وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غيرما مشاركة, فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 Oct 2007, 02:28 م]ـ
نعم يا أستاذ، سيبقى دائما (6+6=12)، ولن يأتي اليوم الذي يصير فيه (6+6=13).
وكذلك أيضا لن يأتي اليوم الذي يتحول فيه علماء القرآن والسنة إلى معامل الرياضيات ليدرسوا نظريات جاوس ونيوتن وليبنتز ولابلاس وكوشي.
ولن يأتي اليوم الذي يفهم منه أحد أن قولنا: 6+6=12 يفهم منه أن الجنة حق والنار حق، وأن القرآن حق ومحمدا حق!
الرياضيات علم بشري يا أستاذي الفاضل، علم بشري من ألفه إلى يائه، وليس معجزا للبشر في شيء.
والقرآن معجز لجميع البشر، معجز لهم الآن كما كان معجزا لهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ولن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه عالم الرياضيات - باستعمال الحاسوب - أن يضع برنامجا لمحاكاة القرآن في الإعجاز العددي!!
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Oct 2007, 05:41 م]ـ
< p> حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟ </ p> <p> ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟ قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء, فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره, وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غيرما مشاركة, فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.</ p> <p> </p> <p> والله ما رأيت أحدا يملك مثل جرأتك يا أبا بيان في قول الباطل وقول الزور وظلم الناس .. </ p> <p> أحتفظ بحقي في الرد على مزاعمك الفاسدة ... </ p>
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[06 Oct 2007, 12:47 ص]ـ
...............
حسم الخلاف بين العلماء لا يكون إلا على يدي عالم, فهل ترى في نفسك ذلك؟
ليس شخصي الذي سيحسم الخلاف بل أبحاثي في ترتيب سور القرآن وآياته، ومن هو العالم الذي تريد أن يحسم الخلاف على يديه؟ القرآن بين أيدينا منذ أربعة عشر قرنا، وحتى هذه اللحظة ما زال التكرار والنقل عن كتب القدماء هو البضاعة الرائجة , أنا لم أكرر القديم ولم أسرق من مؤلفاتهم: لقد أنتجت وأبدعت دراسات غير مسبوقة في ترتيب القرآن .. ولم أزعم أنني عالم، ولكنني في هذه الناحية أعرف ما لا يعرفه أحد وما أكتبه – وما لم اكتبه – يشهد لي بذلك .. إن من واجبك – وأنت من أهل القرآن – أن تشكرني، هذا إذا كنت تريد الحق. في حالة واحدة لك الحق أن تهاجمني كما تفعل إذا وجدت في كلامي مخالفة للقرآن، أو وجدت خطأ في حساباتي .. ولن تجد.
..
ثم هل يلزم من اختيارنا لقول إبطال ما عداه؟
في مسألة ترتيب القرآن نعم ..
ليس من المعقول ولا من مصلحة المسلمين أن تكون إجابتنا لسائل عن ترتيب سور القرآن: لقد اختلف العلماء في ترتيب سور القرآن على ثلاثة أقوال ثم نقوم بتعدادها .. إن تقديم ترتيب القرآن إلى الآخرين بهذه الصورة سبب للتشكيك بها كلها ..
هل يمكن أن تكون الأقوال الثلاثة صحيحة؟ [هل تمتلك الشجاعة الكافية لإبداء رأيك؟] غيرك من المسلمين يصر على أن الترتيب اجتهادي، وهذا الرأي هو المفضل لدى أعداء القرآن، لأنه إن كان كذلك اجتهادا بشريا والبشر ليسوا معصومين عن الخطأ فما المانع أن يكون قد وقع في ترتيب القرآن أخطاء ..
شتان يا صاحبي بين أن يكون ترتيب سور القرآن توقيفيا وبين أن يكون اجتهاديا؟ الفرق كبير ولا أدري لماذا يصعب على البعض إدراكه؟
قلت هذا وأنا أنظر إلى عنوان الموضوع, فإذا أضفت إلى هذا وذاك قولك في شكرك السابق: (إن الكثيرين يفتقرون إلى شجاعتك في قول الحق) يتأكد للقارئ ما تتحلى به من جرأة مذمومة, وتجاسر على العلماء,
عن أي جرأة تتحدث؟ وأين هو التجاسر على العلماء؟
كل ما أكتبه يدور حول حقيقة واحدة: ترتيب سور القرآن وآياته توقيفي ومن عند الله .. هل ترى في ذلك خطأ وجرأة وتجاسرا؟
إن كنت تملك رأيا يفند أقوالي فتفضل، أعضاء الملتقى وزائروه بانتظارك ..
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد عرضت كثيرا من الظواهر في ترتيب القرآن وكثيرا من الأسئلة، هل تملك أن تثبت عكسها؟ هل لديك ما هو أدق منها .. يسرني أن أسمعك ..
هل تريدني أن أقول كما قال الزرقاني (وسواء كان ترتيب القرآن توقيفيا أم اجتهاديا فإنه يجب احترامه)؟
هل تريدني أن أقول: إن ترتيب بعض سور القرآن توقيفي وبعضها اجتهادي وإلى هذا ذهب فطاحل العلماء؟
هل تريدني أن أقول: إن مسألة الترتيب مسألة ثانوية لا فائدة فيها؟
ليس عندي غير قول واحد: ترتيب سور القرآن توقيفي كآياته ..
فليس في المسألة علم مهجور يحتاج إلى من يظهره,
بل هناك علم مهجور هو علم الترتيب القرآني، ولا بد أن تظهره الأيام عاجلا أم آجلا .. هذا أوانه.
وليس فيها علم جبن عنه أهل العلم أن يظهروه, وليس ثمة حق ولا باطل, وإنما هو رأيٌ تراه لا أعلم أحداً - فضلاً عن عالم - وافقك عليه, وذلك بشهادتك أنت في غير ما مشاركة,
وكيف تريد من أحد أن يظهر شيئا لا يعرفه؟
أما أن أحدا لا يوافقني فهذا غير صحيح، أنت الذي لا تريد أن تعرف الحقيقة .. ولن أشك لحظة في أن ترتيب سور القرآن وآياته هو ترتيب من عند الله، وبما أنه كذلك فلا بد أن يكون معجزا .. مسألة إدراك وقبول هذا الوجه من الإعجاز هي مسألة وقت ليس إلا .. وإنكار البعض لها أو رفضها لن يغير شيئا .. كثيرون لا يؤمنون ببلاغة القرآن التي تعترف بها أنت فهل إنكارهم لها يعني أنها غير موجودة؟
إنني فخور بأن اكون أول من اكتشف إعجاز القرآن في ترتيبه .. (ليتك تعرف إعجاز الترتيب في الآية 31 سورة المدثر فلعلك تغير رأيك) ..
فعسى أن تلتفت باركك الله إلى ما هو خيرٌ وأعظم أجراً, وتعطي نفسك حظها من معاني الآيات وهداياتها, بدلاً من حساب حروفها وجمعها وقسمتها, وفقك الله ورعاك.
وأنا بدوري أدعوك وأدعو كل محبي القرآن والمخلصين للتعاون معي وإظهار حقيقة ترتيب القرآن وتوظيفها في خدمة القرآن وأهله.
وأخيرا:
لك ولجميع أعضاء هذا الملتقى وزائريه تحية خالصة، والسلام عليكم.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[13 Oct 2007, 06:57 م]ـ
أبو مالك العوضي.
ولن يأتي اليوم الذي يستطيع فيه عالم الرياضيات - باستعمال الحاسوب - أن يضع برنامجا لمحاكاة القرآن في الإعجاز العددي.]
كلام صحيح، ورأي صائب ...
ولهذا فإن علينا أن نتعرف إلى هذا الوجه من الإعجاز، ونضع له الضوابط، ونوظفه في خدمة القرآن والدفاع عنه.
وأن يكف البعض عن محاربة الباحثين في هذا الوجه دون سند أو حجة، اللهم أن الأمر لا يروق لهم او انه جاء عن غير طريقهم .. يجب على الجميع القبول بالحق ونصرته.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Oct 2007, 05:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمم
فيما يلي منطلقات وضوابط الإعجاز العددي التي شارك في إعدادها الباحثون في ندوة الإعجاز التي أقيمت برعاية جائزة دبي الدولية ...
منطلقات البحث في الإعجاز العددي:-
أن يستشعر الباحث عظمة الله الذي يبحث في كتابه.
-أن يعتقد الباحث أنه أمام كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير.
- أن يعلم الباحث أن هذا الكتاب مليء بالحكم والأسرارالتي تتكشف يوما بعد يوم.
-أن يوقن الباحث أنه إنما يهدف من بحثه إلى اكتشاف الحقائق المودعة في هذا الكتاب الكريم.
-أن يعرف الباحث أن تصحيح النية وصدق التوجه إلى الله أول مراحل الطريق القاصد.
- أن يستحضر الباحث دائما مقاصد القرآن وهداياته وأن يجعل ذلك نصب عينيه في كل المراحل
-أن يؤمن الباحث بأنه كمالاتفاوت في خلق الله، فكذلك لااختلاف في كتاب الله. وأن البحث العلمي الصحيح لابد أن ينتهي إلى التوافق بينهما.
-أن ينطلق الباحث من أهمية العدد في اعتبار القرآن، إذجميع أمور العالم مقدرة بالأعداد. كذلك للعدد اعتبار عظيم في الكتب المقدسة، وكذلك عند الحكماء.
ضوابط البحث في الإعجاز العددي:
اتفق ا الباحثون في ندوة جائزة دبي للإعجاز العددي على الضوابط التالية:
1. الالتزام بالعد طبقا للرسم العثماني للقرآن الكريم.
2. اتباع منهج واحد في الإحصاء إما للمرسوم خطا، أو للمتلو لفظا.
3. الالتزام بترتيب الآيات والسور كماهي مرتبة في المصحف الشريف.
4. الالتزام بقراءة واحدة في كل دراسة، ولايجمع بين القراءات إلا بقصد المقارنة.
5. مراعاة ثوابت العقيدة الإسلامية، ومقاصد االتشريع.وعدم الإخلال بما جاء فيهما.
6. الالتزام بقواعد اللغة العربيّة في الفهم والاستنباط، و في إحصاء الكلمات والحروف.
7. الالتزام بثوابت علوم القرآن، وأصول التأويل والتفسير. وماصح من السنة النبوية.
8. الالتزام بالموضوعية العلمية، والتجرد عن الأهواء، والعصبيات، والأفكار المغرضة.
9. ذكر الحقائق كماهي، وبكل أمانة، والبعد عن المبالغات، والأوهام، والغرائب.
10التزام الاستقراء الكامل، دون الاستقراء الناقص،ليكون الاستنتاج صحيحا.
11مراعاة الأسس والنظم الرياضيّة العلميّة، وعدم الإخلال بها.
12بناء الأبحاث على مقدمات ومنطلقات سليمة، لتكون النتائج صحيحة ومقبولة.
13التأكّد من صحة أية معلومة علميّة أو تاريخيّة عند توظيفها في الأبحاث العدديّة، وعدم استخدام فرضيات تخالف حقائق علميّة أو تاريخيّة ثابتة.
14تحّري الدقّة في المعلومات الإحصائيّة المستخدمة.
15الابتعاد عن التكلّف والتمحّل.
16التمييز بين ما هو مصادفة من جهة، وبين ماهو متناسق ومعجز من جهة أخرى. ويمكن الاستعانة بأدوات إحصائيّة لحساب احتمالات الصدفة.
17يشترط في الأنظمة العددية التي يستخدمها الباحثون (مثل احتساب القيم العددية للحروف أو طريقة احتساب الكلمات وغير ذلك):
أ. أن توافق الرسم العثماني وأحد وجوه اللغة العربيّة.
ب. أن يتم استخدامها باتّساق (بدون تناقض) وباضطّراد (في كل الأحوال التي تستدعي ذلك وليس بانتقائيّة)
ج. أن تظهر جدارتها عبر الأمثلة المقنعة.(/)
وصايا نفيسة لأهل القرآن .. متجدد
ـ[أبو عبد العزيز]ــــــــ[04 Oct 2007, 05:23 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (الفوائد 154):
أفضل ما اكتسبته النفوس
وحصلته القلوب
ونال به العبد الرفعةَ في الدنيا والآخرة
هو العلم والإيمان.
ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله:
(وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث) ..
وقوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ..
وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه، والمؤهلون للمراتب العالية. أهـ
فيارب وفقنا للجمع بين العلم والإيمان.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك ابو عبد العزيز: لقد ذكرتنا بقوله تعالى (شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو).
فقدشهد الحق سبحانه وتعالى لنفسه بالوحدانية وشهدت له ملائكتة بالوحدانية ثم ثلث القران ترتيبا باهل العلم والفضل ... فهل بعد هذا التشريف والتكريم تكريم؟.
الحمد لله.(/)
بحث جديد لشيخنا أ. د. عماد زهير حافظ
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[05 Oct 2007, 05:51 ص]ـ
دراسة علمية عن البيان في كتاب الله تؤكد:
تفسير القرآن بالقرآن له أهمية بالغة في بيان آيات الله
المدينة - خاص «الجزيرة»
دعت دراسة علمية إلى الاعتناء بأصل العدل والأمر بالإحسان الشامل لمعنييه من اتقان العبادة لله تعالى ومراقبته والقيام بالطاعات والنوافل على أحسن الوجوه وأفضلها، وإعطائه المزيد من الدراسات القرآنية التي تبين من خلاله منهج الوسطية لهذا الدين عقيدة وشرائع وعبادات ومعاملات، وذلك بالتأمل والتدقيق والتدبر في الآيات واستخراج الدلالات والمقاصد الشرعية الدالة عليها.
جاء ذلك في دراسة بعنوان: (البيان والتفصيل لأجمع آية في الأمر والنهي بالقرآن الكريم) من إعداد الأستاذ الدكتور عماد بن زهير حافظ الأستاذ في كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية تضمنها مجلة (الجامعة الإسلامية) في عددها الجديد الذي صدر حديثاً عن الجامعة بالمدينة المنورة.
وبينت الدراسة أن الآية المتمثلة في قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} آية عظيمة جامعة من آيات القرآن الكريم مثلت صورة كاملة وأنموذجاً رائعاً من نماذج وصور الإعجاز القرآني في إيجاز اللفظ مع عمق المعنى وشموله، ورسمت للمؤمنين منهاج شرعهم وسبيل نجاتهم، فما من أمر بالخير وأصل للحق والصلاح إلا أمرت به، وما من نهي عن الشر وأصل للباطل والفساد إلا ونهت عنه، وما يملك المؤمن صاحب القلب السليم حين يقرؤها، أو تلقى على مسمعه إلا الخشوع لعظمة قائلها - عز وجل - في ذاته وصفاته، وإعجازه وبيانه، وفي شرعه وأحكامه.
كما أن تلك الآية هي كلمات موجزة ومعاني محيطة شاملة .. بيان وهدى ورحمة وبشرى .. آية يختم بها أغلب الخطباء الجمع خطبهم لكونها جامعة لأصول التكاليف الشرعية ومبادئ العلاقات والآداب الإسلامية، فيما حوته من الهدي الكامل والتشريع الجامع، وكذا بعض التابعين - رحمهم الله تعالى - وجمع من أهل العلم بياناً لأهميتها وإقراراً بوجوب جعلها قاعدة شرعية ينضوي تحتها كل أمر ونهي.
ولما كان شأن هذه الآية الكريمة من الأهمية والفضل والقدر، فقد قام الدارس بدراستها وبيان ألفاظها الموجزة ومعانيها الواسعة الجامعة وذكر ما تهدي إليه وتدعو له متتبعاً أقوال أهل العلم والتفسير في الحديث عنها؛ مؤملاً أن يستفيد منها ويفيد بها كل طالب علم وراغب في الحق واتباع الشرع، وراجياً أن يشارك بها في وضع لبنة صالحة من لبنات بناء الفهم والفقه لكتاب الله تعالى الداعي إلى تدبره والعمل به والوقوف عند أحكامه وصياغة الحياة بهديه ومنهاجه.
وبالنظر إلى ما حوته الآية الكريمة من الجمل والمعاني فقد قسم الدارس البحث في هذه الدراسة القرآنية إلى تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، أما التمهيد فقد جعله في مبحثين: المبحث الأول: كلمات في أهمية هذه الآية الكريمة وفضلها، المبحث الثاني: مناسبتها في موضعها من السورة.
وأما الفصول الثلاثة فهي على مايلي: الفصل الأول: المأمورات الثلاث؛ وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: العدل، المبحث الثاني: الإحسان، المبحث الثالث: إيتاء ذي القربى.
الفصل الثانيك المنهيات الثلاث؛ وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: الفحشاء، المبحث الثاني: المنكر، المبحث الثالث: البغي، الفصل الثالث: خاتمة الآية ومناسبتها لما بعدها؛ وفيه مبحثان: المبحث الأول: خاتمة الآية، المبحث الثاني: مناسبتها لما بعدها.
وأما الخاتمة فضمنها الدارس أهم النتائج والمقترحات.
وقد كان منهج الدارس في البحث تمثل فيما يلي:
(1) الاعتماد على الأقوال الصحيحة والراجحة من أقوال المفسرين وأهل العلم والتي يؤيدها الدليل والحجة والسياق القرآني.
(2) العناية بذكر تفسير القرآن بالقرآن لما له من أهمية بالغة في بيان مراد الله تعالى من كلامه والفهم الصحيح الشامل له.
(3) الاستشهاد بالروايات الصحيحة والحسنة دون الضعيفة في الأحاديث والآثار حفاظاً على قوة البحث ودلالاته.
(4) العناية بذكر اللطائف اللغوية والبلاغية وما يراه من الفوائد والاستنباطات وبعض الدلالات الهادفة.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Oct 2007, 10:39 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن على الإشارة للبحث وهل بالإمكان نشر البحث هنا لتعم الفائدة
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Oct 2007, 10:39 ص]ـ
مشروع طيب ومبارك ... وما احوجنا الى مثل هذا التفسير الى يوسع المعرفة ويظهر فضل القران الكريم.
بارك الله فيكم.(/)
تعريف التأويل
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2007, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
تعريف التأويل:
لغة: أصله من الأَوْل، وهو الرجوع إلى الأصل،ومنه المآلُ: الموضع الذي يرجع إليه، ومن معانيه: العاقبة والعود والمصير، وكلها متقاربة الدلالة.
ويستخدم التأويل بمعنى رد الشيء إلى الغاية المرادة منه سواء كان الشيء علماً أو فعلاً، ففي العلم
نحو قوله تعالى: ? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ ? [آل عمران:7].أي ولا يعلم المراد الحقيقي مما تشابه من آيات القرآن إلا الله.
وفي الفعل نحو قوله تعالى:?هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ? [الأعراف:53]، أي يوم يأتي بيانه الذي هو غايته المقصودة منه.
ويأتي بمعنى التفسير والبيان،"فكأن التأويل: جمعُ معان مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه، قال الليث (التأوّل والتأويل: تفسير الكلام الذي تختلف معانيه) ".
وبهذين المعنيين ـ أي المآل والعاقبة والمصير،ومعنى التفسير ـ استخدم التأويل في السنة كما في دعائه صلى الله عليه وسلم لابن عباس (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)،أي التفسير.
وفي تفسيره صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:? قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ? [الأنعام:65]، قال صلى الله عليه وسلم: (أما أنها كائنة ولم يأت تأويلها بعد)، أي مصيرها و مآلها وحصولها في الواقع.
ويأتي بمعنى التدبير والتقدير، يقال: تأول الكلام تأويلاً وتأوله: دبره وقدره.
وقيل أصله من الإيالة وهي السياسة فكأن المؤول للكلام ساسه ووضع المعنى فيه موضعه.
التأويل اصطلاحاً:
اختلفت تعريفات العلماء للتأويل،وأشهر هذه التعريفات:
هو نقل ظاهر اللفظ عن وضعه الأصلي إلى ما يحتاج إلى دليل؛ لولاه ما ترك ظاهر اللفظ، وهذا تعريف الأصوليين واختيارهم.
ومفاد التعريف هو الخروج من معنى النص القريب إلى مجازه بقرينة أو بدليل لولاه ما جاز هذا الخروج، أو هو الخروج من الحقيقة إلى المجاز بدليل.
وعرفه آخرون: رد واحد الاحتمالين إلى ما يطابق الظاهر، وهذا التعريف أقرب إلى اصطلاح اللغويين.
بينما يرى بعضهم أن تعريف التأويل هو: صرف اللفظ إلى ما يمكن أن يتحمله من معنى
وفي تعريف آخر: أنه بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد والنظر الدقيق.
وللترجيح بين التعريفات السابقة لا بد من إلقاء نظرة سريعة لمعنى التأويل في القرآن، فقد تكررت كلمة التأويل في القرآن في أربع سور، مرة واحدة في كل سورة منها، وهي: النساء والأعراف ويونس والإسراء، وتكررت في سورة يوسف في ثمانية مواضع، وفي سورة الكهف مرتين،وبدراسة لمعاني التأويل الواردة في الآيات السابقة " نجد أن لفظ التأويل لم يستعمل إلا بمعنى المآل والمرجع والمصير، أو العاقبة والجزاء،أو مآلاً لأحاديث الناس وتعبيراً لرؤياهم ".
أي في المعنى الحقيقي للشيء والأثر الواقعي فيه،وفي الأمور الدقيقة الخافية التي لا تظهر إلا لخواص الناس كما في تعبير الأحلام. وهذا أحد المعاني اللغوية الأساسية للتأويل.
" وإنما قرن القرآن استعمال هذه المادة بالآيات المتشابهات وبالرؤى والأحلام، ثم بالمصير المجهول؛لأن الألفاظ الدالة على المعاني في هذه المواضع الثلاثة لم تعد أن تكون إلا رموزاً تحتاج إلى الرقة البالغة في بيان ما وراءها "
وبذلك نجد أن تعريف التأويل الأخير (أنه بيان ما يرجع إليه معنى القرآن بمقتضى القواعد والنظر الدقيق)؛ أرجح التعاريف لمقاربته للمعاني اللغوية، ومعنى التأويل في القرآن، ولا يمنع ذلك من استخدام التأويل بمعنى التفسير، إذ التعريف يحتمله ضمناً. والله أعلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ـ[مرهف]ــــــــ[05 Oct 2007, 03:46 م]ـ
لم تظهر حاشية المراجع مع المشاركة ولذلك أرفقت هنا ملفاً فيه المشاركة مع الحواشي(/)
طلب مساعدة في البحث عن مراجع التفسير
ـ[النقبي]ــــــــ[05 Oct 2007, 11:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني العلماء، المشرفين، أخواني الأعضاء ... أنا مشترك جديد و أريد منكم المساعدة و الفائدة
أنا طالب جامعي في البكلريوس في إحدى كليات دولة الإمارات العربية المتحدة و قد طلب منا دكتور مادة اللغة العربية بحث يختص باللغة و قد أحببت أن أقدم بحثي الأول في القرآن الكريم كأن أضع تفسيرا لغويا و بيانيا و ذكر المعجزات القرآنية في السورة و قد ترددت كثيرا بين سورة (النصر) و سورة (الشمس) و لكن ليست مشكلتي هنا ... إنما أجد المشكلة في المراجع التي ينبغي علي الرجوع إليها و الإستناد إليها في بحثي و الذي اسأل الله لي التوفيق و السداد فيه، و كذلك هل هناك إسلوب للبحوث العلمية! إذا كان الجواب نعم. فكيف يكون إسلوب البحث؟
علما دكتور المادة إشترط علينا على الأقل الرجوع إلى 4 كتب و قال (الإنترنت ليس مرجعا) و أنا في حيرة من أمري فلا أعرف ما هي الكتب المفيد لتقديم البحث و كذلك إشترط أن يكون البحث من 6 صفحات على أقل تقدير.
و بصراحة ... هذا أول بحث سيكون في حياتي و أرجوا منكم المساعدة و مد يد العون لأخيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:58 م]ـ
أخي الكريم مرحباً بك أخاً عزيزاً في ملتقى أهل التفسير.
سؤالك هذا يحتاج إلى أمور:
أولاً: يجب عليك أن تبدأ بالقراءة أولاً في كتاب من الكتب التي تعلمك كيفية كتابة البحث العلمي فإن له قواعداً يجب عليك معرفتها والتقيد بها ما استطعت. ومن هذه الكتب خذ هذين الكتابين مثلاً:
1 - كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية للدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان ( http://s205400330.onlinehome.us/books/19/71/0071.rar) .
2- لمحات في المكتبة والبحث والمصادر لمحمد عجاج الخطيب ( http://s205400330.onlinehome.us/books/19/25/0025.rar).
ثانياً: أما البحث فيمكن كتابة أربع صفحات عن سورة النصر تتحدث فيه عن فضلها - تسميتها - سبب نزولها - وتفسيرها تفسيراً كاملاً من خلال عدد من كتب التفسير وعلوم القرآن تجدها كلها هنا ( http://www.waqfeya.com/list.php?cat=11) .
وإجابتي هذه لا تكفي لكن لعلك تعيننا على نفسك بالقراءة الواعية للكتابين الأولين أو أحدهما وتحاول تطبيق ما تقرأه فيهما عن كيفية وضع خطة البحث وتوثيق المعلومات وطريقة الاقتباس من المراجع وهكذا. ولعلها تكون بداية لتدريبك على كتابة البحوث المتوسطة والمطولة بعد ذلك إن شاء الله.
وفقك الله لكل خير ونفع بك.
ـ[النجدية]ــــــــ[10 Oct 2007, 06:06 م]ـ
بسم الله ...
و هناك كتاب سهل هو:
كيف تكتب بحثاً أو رسالة (دراسة منهجية)؛ للدكتور أحمد شلبي، مكتبة النهضة المصرية، ط21، 1992م
و كتاب آخر مفيد و ماتع، هو كتاب مناهج البحث في علوم الشريعة؛ للدكتور محمد الدسوقي.
وأنصح بقراءتهما قبل الشروع بالبحث ...
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Oct 2007, 01:42 م]ـ
بسم الله ...
الكتاب الذي أشرت إليه أخيرا هذا توثيقه:
منهج البحث في العلوم الإسلامية؛ الدكتور محمد الدسوقي، دار الثقافة، الدوحة، ط2، السنة 1424ه.
و إن من الأمور التي يغفل عنها كثير من طلاب العلم في أبحاثهم، إتقان علامات الترقيم؛ و إليكم هذا الكتاب النافع:
الإملاء و الترقيم في كتابة العربية؛ عبد العليم ابراهيم، مكتبة غريب، القاهرة، سنة1395ه.
و أسأل الله التيسير ...
ـ[النقبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 01:50 م]ـ
شكرا جزيلا لكم لمساعدتكم الطيبة ... و إن شاء الله أرتقي معكم إلى الأفضل
بارك الله فيكم سأحاول قصار جهدي كي استطيع أن أقدم البحث بصورة تليق بمعنى بحث و تليق بتفسير سورة من سور القرآن الكريم
و بمناسبة عيد الفطر السعد اقول لكم و للجميع: كل عام و أنتم بخير و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال(/)
مصادر التفسير لفضيلة الشيخ / مساعد الطيار
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:38 ص]ـ
يراد بمصادر التفسير: المراجع الأولية التي يرجع إليها المفسر عند تفسيره لكتاب الله، وهذه المصادر هي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين وتابعيهم، واللغة، والرأي والاجتهاد. وإنما قيل: "المراجع الأولية"؛ لئلا تدخل كتب التفسير؛ لأنها تعتبر مصادر، ولكن الحديث هنا ليس عنها.
وقد اصطلح شيخ الإسلام ابن تيمية [ت: 728ه] على تسميتها ب [طرق التفسير]، ذكر منها أربعة، وهي: القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين في التفسير [1].
وجعلها بدر الدين الزركشي [ت: 794ه] مآخذ التفسير، وذكر أمهاته، وهي أربع: النقل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم الأخذ بقول الصحابة، ثم الأخذ بمطلق اللغة، ثم التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع [2]. وسيكون الحديث عن هذه المصادر متتابعًا -إن شاء الله تعالى-.
تفسير القرآن بالقرآن:
يعتبر القرآن أول مصدر لبيان تفسيره؛ لأن المتكلم به هو أولى من يوضّح مراده بكلامه؛ فإذا تبيّن مراده به منه، فإنه لا يُعدل عنه إلى غيره.
ولذا عدّه بعض العلماء أول طريق من طرق تفسير القرآن [3]، وقال آخر: إنه من أبلغ التفاسير [4]، وإنما يُرْجَع إلى القرآن لبيان القرآن؛ لأنه قد يَرِدُ إجمال في آية تبيّنه آية أخرى، وإبهام في آية توضّحه آية أخرى، وهكذا.
وسأطرح في هذا الموضوع قضيتين:
الأولى: بيان المصطلح.
الثانية: طريقة الوصول إلى تفسير القرآن بالقرآن.
بيان المصطلح:
التفسير: كشفٌ وبيانٌ لأمر يحتاج إلى الإيضاح، والمفَسّر حينما يُجْري عملية التفسير، فإنه يبيّن المعنى المراد ويوضّحه.
فتفسير المفسر لمعنى» عُطّلت «في قوله -تعالى-: ?وَإذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ? [التكوير: 4] بأنها: أُهمِلت، هو بيان وتوضيح لمعنى هذه اللفظة القرآنية.
وفي هذا المثال يُقَال: تفسير القرآن بقول فلان؛ لأنه هو الذي قام ببيان معنى اللفظة في الآية.
ومن هن، فهل كل ما قيل فيه: [تفسير القرآن بالقرآن] يعني أن البيان عن شيء في الآية وقع بآية أخرى فسّرته، أم أن هذا المصطلح أوسع من البيان؟
ولكي يتضح المراد بهذا الاستفسار استعرض معي هذه الأمثلة:
المثال الأول: عن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: لما نزلت ?الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ? [الأنعام: 82].
قلنا: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أيّنا لم يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون، ?لم يلبسوا إيمانهم بظلم?: بشرك، أو لم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: ?يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? [لقمان: 13] «[5].
المثال الثاني: قال الشيخ الشنقيطي [ت: 1393ه]: [ومن أنواع البيان المذكورة أن يكون الله خلق شيئًا لحِكَمٍ متعددة، فيذكر بعضها في موضع، فإننا نُبيّن البقية المذكورة في المواضع الأُخر].
ومثاله: قوله تعالى: ?وَهُوَ الَذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَ? [الأنعام: 97].
فإن من حِكَمِ خلق النجوم تزيين السماء الدني، ورجم الشياطين أيض، كما بينّه -تعالى- بقوله: ?وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ? [الملك: 5] وقوله: ?إنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِب * وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ? [الصافات: 6، 7] [6].
المثال الثالث: قال الشيخ محمد حسين الذهبي: «ومن تفسير القرآن بالقرآن: الجمع بين ما يُتَوهم أنه مختلف؛ كخلق آدم من تراب في بعضٍ، ومن طينٍ في غيره، ومن حمأ مسنون، ومن صلصالٍ، فإن هذا ذِكْرٌ للأطوار التي مرّ بها آدم من مبدأ خلقه إلى نفخ الروح فيه» [7].
نقد الأمثلة:
إذا فحصت هذه الأمثلة فإنه سيظهر لك من خلال الفحص ما يلي:
ستجد أن المثال الأول وقع فيه البيان عن المراد بالظلم بآية أخرى، أي: إن القرآن وضّح القرآن.
لكنك هل تجد في المثالين الآخرين وقوع بيان عن آية بآية أخرى؟
ففي المثال الثاني: تجد أن المفَسّر جمع عدة آيات يربطها موضوع واحد، وهو حكمة خلق النجوم، فهل وقع بيان لآية بآية أخرى في هذا الجمع؟
(يُتْبَعُ)
(/)
لاشك أنه لم يقع هذا البيان، لأن الأية الأولى التي جمع المفسر معها ما يوافقها في الموضوع لم يكن فيها ما يحتاج إلى بيان قرآني آخر.
وفي المثال الثالث: تجد أن المفَسّر جمع بين عدّة آيات تُوهم بالاختلاف، لكن هل وقع في جمع هذه الآيات تفسير بعضها ببعض؟ أم أن تفسيرها جاء من مصدر آخر خارج عن الآيات؟
الذي يبدو أن جمع هذه الآيات أثار الإشكال؛ إذ التراب لا يُُفسّّر بالطين، ولا بالحمأ المسنون ... إلخ، كما أن كل واحدٍ من الآخرين لا يُفسّر بالآخر؛ لأنه مختلف عنه. ولما كان الخبر عن خلق آدم والإخبار عنه مختلف احتاج المفسر إلى الربط بين الآيات ومحاولة حلّ الإشكال الوارد فيه، ولكن الحلّ لم يكن بآية أخرى تزيل هذا الإشكال، بل كان حلّه بالنظر العقلي المعتمد على دلالة هذه المتغايرات وترتيبها في الوجود، مما جعل المفسر لهذه الآيات ينتهي إلى أنها مراحل خلق آدم عليه السلام، وأن كل آية تتحدث عن مرحلة من هذه المراحل، حيث كان آدم تراب، ثم طين، ثم ... إلخ.
وبهذا يظهر جليًّا أنّ جمع الآيات لم يكن فيه بيان آية بآية أخرى، وإن كان في هذا الجمع إفادة في التفسير.
وبعد .. فإن النتيجة التي تظهر من هذه الأمثلة: أن كل ما قيل فيه: إنه تفسير قرآن بقرآن، إذا لم يتحقق فيه معنى البيان عن شيء في الآية بآية أخرى، فإنه ليس تعبيرًا مطابقًا لهذا المصطلح، بل هو من التوسع الذي يكون في تطبيقات المصطلح.
تفسير القرآن بالقرآن عند المفسرين:
ظهر مما سبق أن مصطلح [تفسير القرآن بالقرآن] قد استُعمل بتوسع في تطبيقاته، ويبرز هذا من استقراء تفاسير المفسرين، خاصة من نصّ على هذا المصطلح أو إشار إليه في تفسيره؛ كابن كثير [ت: 774ه]، والأمير الصنعاني [ت: 1182ه]، والشنقيطي [ت: 1393ه].
ويبدو أن كل استفادة من آيات القرآن؛ كالاستشهاد أو الاستدلال بها يكون داخلًا ضمن تفسير القرآن بالقرآن.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره الصنعاني في تفسير قوله تعالى: ?لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ? [الشعراء: 3] حيث قال: «أي قاتلها لعدم إيمان قومك».
تكرر هذا المعنى في القرآن في مواضع: ?وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ? [الحجر: 88] وفي الكهف: ?فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَف? [الكهف: 6]. وفي فاطر: ?فَلاتَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ? [فاطر: 8]. ونحوه: ?إن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَن يُضِلّ? [النحل: 37]. ونحو ذلك مما هو دليل على شفقته على الأمة، ومحبته لإسلامهم، وشدة حرصه على هدايتهم مع تصريح الله له بأنه ليس عليه إلا البلاغ [8].
ويمكن القول: إنه ليس هناك ضابط يضبط المصطلح المتوسع بحيث يمكن أن يقال: هذا يدخل في تفسير القرآن بالقرآن، وهذا لا يدخل فيه؛ ولذا يمكن اعتبار كتب [متشابه القرآن] [9]، وكتب [الوجوه والنظائر] من كتب تفسير القرآن بالقرآن بسبب التوسع في المصطلح.
فكتب [متشابه القرآن] توازن بين آيتين متشابهتين أو أكثر، وقد يقع الخلاف بينهما في حرف أو كلمة، فيبين المفسر سبب ذلك الاختلاف.
وكتب [الوجوه والنظائر] تبيّن معنى اللفظ في عدة آيات، وتذكر وجه الفرق فيها في كل موضع.
* المفسرون المعتنون بهذا المصدر:
إنَّ مراجعة روايات التفسير المروية عن السلف تدل على أن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم [ت: 182ه] كان من أكثر السلف اعتناءً بتفسير القرآن بالقرآن.
ومن أمثلة ذلك ما رواه عنه الطبري [ت: 310ه] بسنده في تفسير قوله تعالى: ?وَالْبَحْرِ المَسْجُورِ? [الطور: 6] قال: «الموقَد، وقرأ قول الله تعالى: ?وَإذَا البِحَارُ سُجِّرَتْ? [التكوير: 6] قال: أُوقِدَتْ» [10].
أما كتب التفسير، فإن من أبرز من اعتنى به ثلاثة من المفسرين هم:
[1] الحافظ ابن كثير [ت: 774ه] في كتابه [تفسير القرآن العظيم].
[2] الأمير الصنعاني [ت: 1182ه] في كتابه: [مفاتح الرضوان في تفسير الذكر بالآثار والقرآن].
[3] الشيخ محمد الأمين الشنقيطي [ت1393ه] في كتابه: [أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن] [11].
* بيان بعض الأمثلة التي تدخل في المصطلَحَين:
سبق البيان عن مصطلح [تفسير القرآن بالقرآن]، وأنه ينقسم إلى نوعين:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: ما يعتمد على البيان، والمراد أن وقوع البيان عن آية بآية أخرى يُعَدّ تعبيرًا دقيقًا عن هذا المصطلح.
الثاني: ما لم يكن فيه بيان عن آية بآية أخرى، وهو بهذا مصطلح مفتوح، يشمل أمثلة كثيرة.
وقد مضى أن هذا التوسع هو الموجود في كتب التفسير، وأنها قد سارت عليه، وفي هذه الفِقْرة سأطرح محاولة اجتهادية لفرز بعض أمثلة هذا المصطلح.
أولًا: الأمثلة التي يَصْدُقُ إدخالها في المصطلح المطابق:
يمكن أن يدخل في هذا المصطلح ما يلي:
1 - الآية المخصصة لآية عامة:
ورد لفظ الظلم عامًا في قوله تعالى: ?الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ? [الأنعام: 82]. وقد خصّه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك، واستدل له بقوله تعالى: ?إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? [لقمان: 13].
ـ وفي قوله تعالى: ?وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَ? [الإسراء: 24].عموم يشمل كل أبٍ: مسلم وكافر، وهو مخصوص بقوله تعالى: ?مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى? [التوبة: 113].فخرج بهذا الاستغفار للأبوين الكافرين، وظهر أن المراد بها الأبوان المؤمنان [12].
2 - الآية المبيّنة لآية مجملة:
ـ أجمل الله القدر الذي ينبغي إنْفَاقُهُ في قوله تعالى: ?وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ? [البقرة: 3]، وبين في مواضع أخر: أن القدر الذي ينبغي إنفاقه هو الزائد عن الحاجة وسدّ حاجة الخَلّة التي لابد منه، وذلك كقوله: ?وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ? [البقرة: 219] والمراد بالعفو: الزائد على قدر الحاجة التي لابدّ منه، على أصحّ التفسيرات، وهو مذهب الجمهور ... [13].
ـ وفي قوله تعالى: ?أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ? [المائدة: 1]، إجمال في المتلو، وقد بيّنه قوله تعالى: ?حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ? [المائدة: 3].
3 - الآية المقيدة لآية مطلقة:
ـ أطلق الله استغفار الملائكة لمن في الأرض، كما في قوله تعالى: ?وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُون لِمَن فِي الأَرْضِ? [الشورى: 5]، وقد قيّد هذا الإطلاق بالمؤمنين في قوله تعالى: ?الَّذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُو? [غافر: 7].
ـ وفي قوله تعالى: ?إنَّ الَذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ? [آل عمران: 90]، إطلاق في عدم قبول التوبة، وهو مقيّد في قول بعض العلماء بأنه إذا أخّروا التوبة إلى حضور الموت، ودليل التقييد قوله تعالى: ?وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ إنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ? [النساء: 14].
4 - تفسير لفظة غريبة في آية بلفظة أشهر منها في آية أخرى:
ورد لفظ» سِجّيل «في قوله تعالى: ?وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ? [هود: 82]، والممطر عليهم هم قوم لوط [عليه الصلاة والسلام]، وقد وردت القصة في الذاريات وبان أن المراد بالسجيل: الطين، في قوله تعالى: ?قَالُوا إنَّا أُرْسِلْنَا إلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ*لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ? [الذاريات: 32، 33] [15].
5 - تفسير معنى آية بآية أخرى:
التسوية في قوله تعالى: ?يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ? [النساء: 42]، يراد بها: أن يكونوا كالتراب، والمعنى: يودّون لو جُعِلوا والأرض سواءً، ويوضح هذا المعنى قوله تعالى: ?وَيَقُولُ الكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاب? [النبأ: 40] [16].
ثانيًا: أمثلة للمصطلح المتوسع:
(يُتْبَعُ)
(/)
يمكن أن يدخل في هذا النوع كل آية قرنت بأخرى على سبيل التفسير، وإن لم يكن في الآية ما يشكل فتُبَيّنُهُ الآية الأخرى، ومن أمثلته ما يلي:
1 - الجمع بين ما يُتوهم أنه مختلف:
سبق مثال في ذلك، وهو: مراحل خلق آدم [17]، ومن أمثلته عصا موسى [عليه الصلاة والسلام]؛ حيث وصفها مرة بأنها ?حَيَّةٌ تَسْعَى? [طه: 20]، ومرة بأنها ?تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانّ? [النمل: 10]، ومرة بأنها ?ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ? [الأعراف: 107]، فاختلف الوصف والحدث واحد، وقد جمع المفسرون بين هذه الآيات: أن الله [سبحانه] جعل عصا موسى كالحية في سعيه، وكالثعبان في عِظَمه، وكالجان [وهو: صغار الحيّات] في خِفّتِه [18].
2 - تتميم أحداث القصة:
إذا تكرر عرض قصة ما في القرآن فإنها لا تتكرر بنفس أحداثه، بل قد يزاد فيها أو ينقص في الموضع الآخر، ويَعْمَدُ بعض المفسرين إلى ذكر أحداث القصة متكاملة كما عرضها القرآن في المواضع المختلفة، ومثال ذلك:
قوله -تعالى-: ?إذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ? [طه: 40]، حيث ورد في سورة القصص ثلاثة أمور غير واردة في هذه الآية، وهي:
1 - أنها مرسلة من قبل أمها.
2 - أنها أبصرته من بُعدٍ وهم لا يشعرون.
3 - أن الله حرّم عليه المراضع.
وذلك في قوله -تعالى-: ?وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ [11] وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ المَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ? [القصص: 11، 12] [19].
3 - جمع الآيات المتشابهة في موضوعها:
قال الشنقيطي في قوله -تعالى-: ?قَدْ نَعْلَمُ إنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَذِي يَقُولُونَ? [الأنعام: 33].
قال:» صرح -تعالى- في هذه الآية الكريمة بأنه يعلم أن رسوله يَحْزُنُه ما يقوله الكفار في تكذيبه، وقد نهاه عن هذا الحزن المفرط في مواضع أخرى كقوله: ?فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَات? [فاطر: 8]، وقوله: ?فَلا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ? [المائدة: 68]، وقوله: ?فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَف? [الكهف: 6]، وقوله: ?لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ? [الشعراء: 3].
والباخع: المهلك نفسه ... إلخ [21].
4 - جمع موارد اللفظة القرآنية:
قد يورد المفَسّر» وصفًا «وُصف به شيء، ثم يذكر الأشياء الأخرى التي وصفت به، أو يعمد إلى لفظة فيذكر أماكن وروده، ومن أمثلة الأول:
* قال: الأمير الصنعاني: والبقعة مباركة [لم] [21] وصفها الله لما أفاض -تعالى-[فيه] [22] من بركة الوحي وكلام الكليم فيها.
كما وصف أرض الشام بالبركة، حيث قال: ?وَنَجَّيْنَاهُ? أي: إبراهيم ?وَلُوطًا إلَى الأَرْضِ الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ? [الأنبياء: 71]
ووصف بيته العتيق بالبركة في قوله: ?إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ? [ال عمران: 96].
ووصف شجرة الزيت بالبركة في قوله: ?شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ? [النور: 35] [23].
* ومن أمثلة الثاني قوله: وسمّى الله كتابه هدى في آيات: ?ذَلِكَ الكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ? [البقرة: 2]، ?إنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ? [الإسراء: 9]، ?قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ? [فصلت: 44]، وفي لقمان: ?هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ? [لقمان: 3]، وفي النحل: ?تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ? [النحل: 89]، فهو هدى وبشرى للمسلمين والمحسنين، وفي يونس: ?يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ? [يونس: 57] [24].
طريقة الوصول إلى تفسير القرآن بالقرآن:
التفسير إما أن يكون طريقه النقل، وإما أن يكون طريقه الاستدلال.
والأول: يطلق عليه [التفسير المأثور]،
والثاني: يطلق عليه [التفسير بالرأي].
ومن هنا فإن تصنيف [تفسير القرآن بالقرآن]، في أحدهما يكون بالنظر إلى القائل به أول، لا إلى طريقة وصوله إلى ما بعد القائل؛ لأن ذلك طريقهُ الأثر.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتفسير القرآن بالقرآن ينسب إلى الذي فسّر به، فالمفَسّر هو الذي عَمَدَ -اجتهادًا منه- إلى الربط بين آية وآية، وجعل إحداهما تفسر الآخرى.
وبهذا فإن طريق الوصول إليه هو الرأي والاستنباط، وعليه فإنه لا يلزم قبول كل قول يرى أن هذه الآية تفسر هذه الآية؛ لأن هذا الاجتهاد قد يكون غير صواب.
كما أنه إذا ورد تفسير القرآن بالقرآن عن مفسر مشهور معتمد عليه فإنه يدلّ على علو ذلك الاجتهاد؛ لأنه من ذلك المفسر.
فورود التفسير به عن عمر بن الخطاب أقوى من وروده عن من بعده من التابعين وغيرهم، وهكذا.
حُجّيّةُ تَفْسير القرآن بالقرآن:
كلما كان تفسير القرآن بالقرآن صحيح، فإنه يكون أبلغ التفاسير، ولذا: فإن ورُود تفسير القرآن بالقرآن عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أبلغ من وروده عن غيره؛ لأن ما صح مما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مَحَلّهُ القبول.
بيد أن قبوله لم يكن لأنه تفسير قرآن بقرآن، بل لأن المفسّر به هو النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ومن أمثلة تفسيره القرآن بالقرآن ما رواه ابن مسعود: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: [مفاتح الغيب] [26] خمسٌ، ?إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ? [لقمان: 34] [26].
أما ورود تفسير القرآن بالقرآن عن غير الرسول فإنه قد قيل باجتهاد المفسر، والاجتهاد معرض للخطأ.
وبهذا لا يمكن القول بحجيّة تفسير القرآن بالقرآن مطلق، بحيث يجب قبوله ممن هو دون النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو مقيد بأن يكون ضمن الأنواع التي يجب الأخذ بها في التفسير [27].
هذا .. وقد سبق البيان أن تفسير القرآن بالقرآن يكون أبلغ التفاسير إذا كان المفسّرُ به من كبار المفسرين من الصحابة ومن بعدهم من التابعين.
وأخيرًا:
فإن كون تفسير القرآن بالقرآن من التفسير بالرأي، لا يعني صعوبة الوصول إليه في كل حالٍ، بل قد يوجد من الآيات ما تفسّر غيرها ـ ولا يكاد يختلف في تفسيرها اثنان، مثل تفسير "الطارق" في قوله -تعالى-: ?وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ? [الطارق: 1] بأنه يُفسر بقوله -تعالى-: ?النَّجْمُ الثَّاقِبُ? [الطارق: 3]، ومثل هذا كثيرٌ في القرآن، والله أعلم.
ثلاث مسائل متممة للحديث عن التفسير بالسنة:
المسألة الأولى: التفسير بالسنة عند المحدّثين:
يورد المحدثون التفسير النبوي والتفسير بالسنة في كتبهم تحت كتاب يعنونونه ب (كتاب التفسير).
وممَّن كتب في هذا الباب: الإمام البخاري في صحيحه، والنسائي في سننه الكبرى، والترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه (1).
وما أريد إبرازه هنا أمران:
الأول: أن استعمالهم للتفسير بالسنة كثير.
الثاني: أن ربطهم معنى الحديث بالآية وذكر ذلك تحت آية من الآيات التي يعنونون بها الأبواب هو اجتهاد خاص بهم، مما يعني أنهم شاركوا في هذا الجانب من التفسير.
وقد كان هؤلاء المحدّثون يحرصون على إيراد مايصلح من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- تفسيراً لآية، ولو من طرف خفي.
بل كانوا يذهبون إلى أبعد من ذلك، حيث يوردون مايتعلق بالآية من الأحاديث لأي سبب كان؛ كذكر بعض لفظ الآية في الحديث أو ذكر قراءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتلك الآية في زمن مخصوص، أو غير ذلك من الأسباب، وهذا يدل على مدى حرصهم واهتمامهم بربط الآية بما يتعلق بها من الحديث النبوي، وإن لم يكن جائياً في مساق التفسير، وقد أشار إلى هذا بعض شراح صحيح الإمام البخاري، ومنهم:
1 - أبو مسعود الكنهكوهي (ت: 1323)، قال: ثم الذي ينبغي التنبه له: أن التفسير عند هؤلاء الكرام أعمّ من أن يكون شرح كلمة، أو بيان مايُقرأ بعد تمام سورة، ولا أقّل من أن يكون لفظ القرآن وارداً في الحديث.
وكون الأمور المتقدمة من التفسير ظاهر (2)، وإنما الخفاء في هذا الأخير والنكتة فيه: أن لفظ الحديث يفسر لفظ القرآن بحيث يُعلم منه أن المراد في الموضعين واحد، وكثيرا مايُكشف معنى اللفظ بوقوعه في قصة وكلام لايتضح مراده لو وقع هذا اللفظ في غير تلك القصة؛ فإذا لاحظ الرجل الآية والرواية معا كانت له مُكنة على تحصيل المعنى (3).
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقال (صاحب الفيض): «ثم اعلم أنَّ تفسير المصنف (أي: البخاري) ليس على شاكلة تفسير المتأخرين في كشف المغلقات، وتقرير المسائل، بل قصد فيه إخراج حديث مناسب متعلق به ولو بوجه» (4).
وبهذا يتلخص أن المحدّثين يوردون من كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يصلح أن يكون تفسيرا، كما يوردون ما يتعلق بالآية من كلامه أوفعله لأدنى سبب.
ومن أمثلة الأول (ما يصلح من كلامه تفسير):
1 - ترجم البخاري في باب: ذكر إدريس -عليه السلام- بقوله -تعالى-: ?ورفعناه مكانْا علي? [مريم: 57] ثم روى تحت هذا الباب حديث المعراج، وفيه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجد في السموات إدريس وموسى وعيسى .... )
2 - وذكر النسائي تحت قوله -تعالى-: ?فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ? [النساء: 140] حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ويلٌ للذي يحدث القوم فيكذب، فيضحك به القوم، ويلٌ له، ويلٌ له) (6).
3 - وذكر الترمذي في تفسير قوله -تعالى-: ?فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ? [السجدة: 17] حديث المغيرة بن شعبة، يرفعه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقول: (إن موسى عليه السلام سأل ربه، فقال: أي رب، أي أهل الجنة أدنى منزلة؟ قال: رجل يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: أدخل الجنة.
فيقول: كيف أدخل الجنة وقد نزلوا منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، قال: فيقال له: أترضى أن يكون لك ما كان لملك من ملوك الدنيا؟
فيقول: نعم، أي ربّ، قد رضيت. فيقال له: فإن لك هذا، ومثله، فيقول رضيت أَيْ ربّ.
فيقال له: فإن لك هذا، وعشرة أمثاله. فيقول: رضيت أي ربّ، فيقال له: فإن لك مع هذا ما اشتهت نفسك، ولذت عينك) (7).
ومن أمثلة الثاني (مايكون لأدنى سبب):
1 - ماذكره البخاري تحت باب ?وهوألد الخصام? [البقرة: 204]، من حديث عائشة (رضي الله عنه)، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أبغضُ الرجال إلى الله الألد الخَصِم) (8).
2 - وتحت تفسير قوله -تعالى-: ?قالوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأََنَّنَا مُسْلِمُونَ? [المائدة: 111] أورد النسائي أثر ابن عباس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في ركعتي الفجر: في الأولى منهما إلى قوله: ?قولوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إلَيْنَ? [البقرة: 136] إلى آخر الآية، وفي الأخرى ?قالوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأََنَّنَا مُسْلِمُونَ? [المائدة:111] (9).
المسألة الثانية: نظرة وصفية لأمثلة التفسير النبوي:
من خلال إلقاء نظرة سريعة على الوارد من التفسير النبوي يمكن فهرسة الأمثلة تحت عناوين كالتالي:
1 - بيان معنى لفظة:
إن المتأمل في ما نقله الصحابة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلاحظ أنهم لم يوردوا عنه تفسيراً للألفاظ، ويظهر والله أعلم أن ذلك بسبب معرفتهم المعاني اللغوية؛ لأنهم عرب يفهمون معاني الخطاب، ولو ورد لهم استشكال في فهم ألفاظه أو مدلولاته اللغوية لسألوا عنها، ومما يدل على ذلك حديث ابن مسعود في نزول آية: ?الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ? [الأنعام: 82] فهم فهموا الظلم بمعناه العام في لغتهم -أي: أنهم استشكلوا مدلول لفظة: الظلم- فشق عليهم هذا الخطاب حتى بينه لهم رسول الله.
إذن .. لم يكن الصحابة بحاجة إلى بيان المفردات اللغوية، ولذا لم يرد في التفسير النبوي إلا نادراً، ومنه ماجاء عن أبي سعيد الخدري من تفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- للفظة (وسط) من قوله -تعالى-:-?وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَط? [البقرة: 143] قال (والوسط العدل) (10).
2 - بيان حكم فقهي في الآية:
قد يرد الحكم في آية مطلقا فيذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- مزيد بيان له، وذلك إما بتحديد مقدار الحكم الفقهي، أو تخصيص اللفظ العام أو غير ذلك.
ومن تحديد المقدار: مارواه البخاري في تفسير قوله -تعالى-: ?فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أََوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّاًسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أوْ صَدَقَةٍ أََوْ نُسُكٍ? [البقرة: 196] عن كعب بن عجرة قال: حملت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- والقمل يتناثر على وجهي، فقال: ماكنت أرى أن الجهد قد بلغ بك هذا، أما تجد شاه؟
قلت: لا
(يُتْبَعُ)
(/)
قال: صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من طعام واحلق رأسك) فنزلت فيّ خاصة، وهي لكم عامة (11).
فأنت ترى أن البيان القرآني لم يحدد المقدار في الفدية، فلما فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسرها بالمقدار، وأنت تعلم أن هذا أحد أنواع بيان السنة للقرآن.
ومن تخصيص العام في الحكم الفقهي، مارواه مسلم عن أنس قال: كانت اليهود إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوهن في البيوت، فسأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله (عز وجل) ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ? [البقرة: 222] إلى آخر الآية، فقال رسول الله: (اصنعوا كل شيء إلا النكاح) (12).
فلو أُخذ بظاهر العموم في قوله (فاعتزلو) لفهم أن اعتزال المرأة عام: في مؤاكلتها ومشاربتها ومخالطتها ومجامعتها، فكان هذا البيان النبوي مخصصا لذلك العموم القرآني.
3 - بيان المشكل:
إنما يعرف المشكل بسؤال الصحابة عنه؛ لأن السؤال لايقع إلا بعد استشكال في الغالب ومن أمثلة ماسأل عنه الصحابة: حياة الشهداء.
قال مسروق: سألنا عبد الله عن هذه الآية: ?ولا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ? [آل عمران: 169] فقال: أما إنا قد سألنا عن ذلك، فأخبرنا أن أرواحهم في جوف طير خضرٍ، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل .. ) الحديث (13).
وعن المغيرة بن شعبة -رضى الله عنه- قال: لما قدمتُ نجران سألوني: إنكم تقرؤون: ?ياأخت هارون? [مريم: 28] وموسى قبل عيسى بكذا وكذا.
فلما قدمت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سألته عن ذلك فقال: إنهم كانوا يسمون بأسماء أنبيائهم والصالحين قبلهم) (14).
4 - ذكر مصداق كلامه من القرآن:
ورد في تفسير النبي -صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة يذكر فيها مصداق كلامه من القرآن، وتأتي عبارات: (ثم قر) (اقرؤا إن شئتم) (مصداق ذلك من كتاب الله)، ومن ذلك مارواه ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان، وقال عبد الله: ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مصداق ذلك من كتاب الله جل ذكره: ?إنَّ الَذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ .. ? [آل عمران: 77] (15).
5 - بيان مبهم:
القاعدة الغالبة أن ما أبهمه القرآن فلا فائدة عملية تنال من ذكره، ومع ذلك فإنه ورد سؤال الصحابة عن ذلك، إلا أنه نادر، ومن ذلك ما رواه مسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، قال: مرّ بي عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، قال: قلت له: كيف سمعت أباك يذكر المسجد الذي أسس على التقوى؟.
قال: قال أبي: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بيت بعض نسائه، فقلت: يارسول الله، أي المسجدين الذي أسس على التقوى؟
قال: فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: هو مسجدكم هذا؛ لمسجد المدينة.
قال: فقلت: أشهد أني سمعت أباك هكذا يذكره) (16).
أخيراً ..
هذه بعض الأمثلة للتفسير النبوي، والموضوع يحتاج إلى جمع وتأمل لتحديد نوع المثال، مما يفيد في معرفة ماكان يحتاجه الصحابة من البيان النبوي للقرآن، ولعل أقرب ما يذكر هنا هو ندرة ماورد عنه صلى الله عليه وسلم من بيان معنى غريب القرآن؛ مما يترتب عليه أن فهم عربية القرآن كان موكولًا للصحابة (رضي الله عنهم)، والله أعلم.
المسألة الثالثة: ما يستفاد من التفسير النبوي في أصول التفسير:
إن النظر في التفسير النبوي، واستنطاق الأمثلة التفسيرية فيه يفيد في جوانب عدة، ومما يفيده هنا أن طريقة التفسير النبوي أصل معتمد في التفسير، فإذا ورد عنه تعميم للفظ، أو تفسير بمثاٍل، أو غير ذلك، حُكِم بصحة هذه الأساليب التفسيرية في التفسير، وأنها في المجال الذي يمكن الاقتداء به ولاقياس عليه.
كما أنه يفيد في بيان صحة بعض الأساليب التي اعتمدها المفسرون من السلف.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم إن هذا يفيد في تصحيح بعض مرويات السلف التي جاءت مخالفة للعبارة النبوية في التفسير، ذلك أن تحرير هذه الأساليب في التفسير النبوي يبين مدى احتمال النص لغير عبارة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيما أظن حسب علمي أن (فِقهَ النصّ التفسيري) من التفسير النبوي لم يلق عناية من هذا الجانب، ولذا قمت بهذه المحاولة الاجتهادية لبيان هذه الفكرة من خلال أمثلة توضح ذلك.
إن مثل هذه الدراسة السريعة لا تكفي في تأصيل قضية كهذه، ولكنه جهد المقل، وبذرة ألقيها لتجد طريقها إلى النماء إن شاء الله وإليك أخي القارئ عرض الأمثلة:
* المثال الأول:
عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: (سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يقول: ?وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةُ? [الأنفال: 60] ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) (17).
وجاء عن جمع من السلف ما يلي:
1 - لقوة: الرمي من القوة (مكحول).
2 - لقوة: الرمي والسيوف والسلاح (ابن عباس)
3 - مرهم بإعداد الخيل (عبّاد بن عبد الله ابن الزبير)
4 - لقوة: ذكور الخيل (عكرمة ومجاهد).
5 - لقوة: الفرس إلى السهم ومادونه (سعيد بن المسيب) (18).
لقد فسر الرسول -صلى الله عليه وسلم- القوة بالرمي، فهل يُطّرح ماورد عن السلف من عبارات مخالفة لما جاء عنه -صلى الله عليه وسلم-، ويقال: مادام النص قد ثبت طاح ما دونه.
أم يقال: إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أراد أن يشير إلى القوة التي هي أنكى أنواع القوة، وأشدها تأثيراً في الحرب؟.
الذي يظهر والله أعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أراد هذا، وقد أشار إلى ذلك الإمام الطبري فقال: (والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله أمر المؤمنين بإعداد الجهاد وآلة الحرب، ومايتقوون به على جهاد عدوه وعدوهم من المشركين من السلاح والرمي، وغير ذلك، ورباط الخيل.
ولا وجه لأن يقال: عنى بالقوة معنى من معاني القوة، وقد عمّ الله الأمر بها.
فإن قال قائل: فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد بين أن ذلك مراداً به الخصوص؛ بقوله: (ألا إن القوة الرمي). قيل له: إن الخبر وإن كان قد جاء بذلك، فليس في الخبر مايدل على أنه مراد به الرمي خاصة دون سائر معاني القوة عليهم، فإن الرمي أحد معاني القوة؛ لأنه إنما قيل في الخبر: (ألا إن القوة الرمي) ولم يقل: دون غيرها.
ومن القوة أيضا: السيف والرمح والحربة، وكل ماكان معونة على قتال المشركين، كمعونة الرمي، أو أبلغ من الرمي فيهم وفي النكاية منهم. هذا مع وهاء سند الخبر بذلك عن رسول الله) (19).
وبهذا يمكن القول أنه لما لم يكن في تفسير الرسول -صلى الله عليه وسلم- مايدل على التخصيص، دل ذلك على أن مراده التمثيل، ولما مثل للقوة ذكر أعلى القوة وأشدها.
وإذا كان ذلك كذلك فإن روايات السلف لاتكون معارضة للتفسير النبوي، ولذا يصح قبولها والتفسير بها؛ لأنها تدخل في عموم القوة.
ونتيجة القول: أن التفسير بالمثال أسلوب صحيح في التفسير؛ لأنه وارد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مثل هذا الحديث، والله أعلم
* المثال الثاني:
عن ابن عمر -رضي الله عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: مفاتح الغيب خمس: ?إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ? [لقمان: 34] (.2).
في هذا المثال تجد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسر (مفاتح الغيب) في قوله تعالى: ?وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ... ? [الأنعام: 59] بآية لقمان: ?إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ... ? [لقمان: 34].
ويمكن القول: إن تفسير القرآن بالقرآن مسلك صحيح من مسالك التفسير بناء على هذا المثال.
ولعلك تقول: إن هذا المسلك واضح ومعروف مشهور.
فأقول لك: إن المراد هنا تأصيله بوروده عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، إذ في وروده عنه ماينبه إلى استعمال هذا المسلك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على ذلك أن الصحابة لما استشكلوا قوله -تعالى-: ?الذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ? [الأنعام: 82] قال لهم: إنه ليس بذاك ألا تسمعُ إلى قول لقمان لابنه: ?إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ? [لقمان: 13] (21).
فكأنه -صلى الله عليه وسلم- يرشدهم إلى هذا المسلك بقوله: (ألا تسمع)، وكان يمكن إجابتهم وحل إشكالهم بدون الإشارة إلى الآية والله أعلم.
وأخيراً ..
إذا كان يمكن استنباط بعض الأساليب التفسيرية في التفسير النبوي والقياس عليها، فإن هناك مالايقاس عليه، ومنه:
أولاً: أن يكون التفسير في بيان حكم شرعي:
عن أنس بن مالك قال: (كانت اليهود إذا حاضت المرأة منهم لم يؤاكلوها، ولم يجامعوهن في البيوت. فسأل أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأنزل الله عز وجل ?ويَسْأَلُونَكَ عَنِ المَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ? [البقرة: 222].
فقال رسول الله: اصنعوا كل شيء إلا النكاح) (22).
إنَّ قول الله -تعالى-: ?فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ? لفظ عام، ويمكن أن يفهم منه اعتزال النساء في المؤاكلة والمنام والبيوت، فذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على تخصيص الاعتزال بالمجامعة دون غيرها من المعاشرة.
ثانيا: أن يكون التفسير لبيان أمر غيبي:
عن مسروق قال: سألنا عبد الله بن مسعود عن هذا الآية ?ولا تَحْسَبَنَّ الَذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ? [ال عمران: 169]. فقال:
أما إنا قد سألنا عن ذلك، فقال: أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسر ح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل) (23).
إن صفة حياة هؤلاء الشهداء لايمكن إدراكها إلا عن سماع من النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولذا سأل الصحابة عن هذه الحياة الخاصة بالشهداء.
إنه في مثل هذين المثالين لايمكن استنباط (أسلوب تفسيري) لأن المجال في هذا ليس مفتوحا بحيث يمكن الاستنباط منه، بل هو محدد لبيان حكم شرعي أو أمر غيبي، ولذا يقف المفسر عند النص ولايمكنه تجاوزه، ليستفيد منه في نص آخر يقيسه عليه.
راجع الموضوع بالهوامش من خلال هذا الرابط
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Category&id=38&lang=
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[النقبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 01:38 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الموضوع القيم ..
و جعل في موازين أعمالك.
وبمناسبة عيد الفطر السعيد أقول: كل عام و انتم بخير
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[12 Oct 2007, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا الموضوع القيم(/)
أثر التأويل في ظهور الفرق بحث للاطلاع
ـ[مرهف]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:52 ص]ـ
أثر التأويل في ظهور الفرق
بحث مقدم للمؤتمر العلمي الدولي
"النص بين التحليل والتأويل والتلقي"
الذي تنظمه جامعة الأقصى – غزة – فلسطين
الدكتور / محمد حسن بخيت
الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين
الجامعة الإسلامية – غزة
1427هـ-2006م
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص
يبين هذا البحث حقيقة التأويل الصحيح، وهو الموافق للقرآن الكريم والسنة المطهرة، والتأويل الفاسد وهو المخالف للقرآن والسنة، وموقف علماء السلف من التأويل، وهو رفض الباطل واتباع الصحيح، كما يبين أثر التأويل الفاسد في ظهور الفرق، وكيفية استخدامه لتزييف أباطيلهم مما أدى إلى اختلاف الأمة وانقسامها، كما سلط الضوء على فرق قديمة ومعاصرة، وذكرت أمثلة من تأويلهم للآيات القرآنية، تأويلاً يخالف الحق بهدف إثبات معتقداتهم، وأفكارهم المتمثلة في ادعاء النبوة، أو الألوهية لزعمائهم، أو إنكار اليوم الآخر، إلى غير ذلك من المعتقدات الباطلة، وقد تبين التقاء هذه الفرق في الأهداف والمبادئ، والهدف الأساس هو تقويض الإسلام بالتأويلات الباطلة الفاسدة.
Abstract
This research shows the fact of correct interpretation, it goes side by side with Qoran and sunna, that incorrect interpretation whis is completely differ from Qoran and sunna, the atidude of the old scientistis from the interpretations to rejet the sins and go after the correct.
It also showes the effect of bad interpretation and it is role in the purising of group, and how it is used for their sins which lead to divide there nation, and it shows the atitude from old and modern group.
The research men honed and example of their interpretation Qoranic verses which goes against the right interpretation to prove the misconsuption and bad thought, they claim of their prophecy and monotheism for their leaders, or deny the last day ets.
Finally this research concludes that those groups had common objectives and principles, and their main gool is to destroy Islam through their misunderstanding and bad interpretation.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد r وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يتحدث هذا البحث عن التأويل وأثره في ظهور الفرق، حيث يبين استخدام الفرق الضالة للتأويل الفاسد المخالف للكتاب والسنة من أجل ظهورها، وتزييف أباطيلها معتمدة على نصوص القرآن الكريم في الاستدلال للتمويه على الجهلة وأصحاب الهوى، مما أدى إلى اختلاف الأمة وافتراقها إلى فرق متعددة حيث خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وظهر العديد من الفرق في القديم والحديث، وهذا ما سنحاول بيانه في هذا البحث بإذن الله تعالى.
سبب اختيار الموضوع: ويرجع سبب اختيار هذا البحث إلى إعلان جامعة الأقصى عن مؤتمرها الذي بعنوان: (النص بين التحليل والتأويل والتلقي) فقررت تناول موضوع التأويل واستغلال الفرق الضالة له كوسيلة للخروج عن الحق واتباع الهوى.
منهج البحث: اعتمد الباحث على المنهج الوصفي لكونه من أفضل المناهج في هذه البحوث والأكثر أهمية وموضوعية، إلى جانب المنهج التاريخي حيث بيان نشأة كل فرقة من الناحية التاريخية.
خطة البحث: أما خطة البحث فقد اشتملت على مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة.
التمهيد: ويشتمل على:
أولاً: التأويل لغة واصطلاحاً. ثانياً: موقف علماء السلف من تأويل المتكلمين.
المبحث الأول: أثر التأويل في ظهور الفرق القديمة. المطلب الأول: الشيعة الاثنا عشرية.
المطلب الثاني: الإسماعيلية. المطلب الثالث: الدروز.
المطلب الرابع: النصيرية. المطلب الخامس: الخوارج.
المطلب السادس: المعتزلة.
المبحث الثاني: أثر التأويل في ظهور الفرق المعاصرة.
المطلب الأول: البابية. المطلب الثاني: البهائية.
المطلب الثالث: القاديانية. المطلب الرابع: الجمهوريون.
المطلب الخامس: التكفير والهجرة "جماعة المسلمين".
(يُتْبَعُ)
(/)
الخاتمة: وفيها أهم النتائج.
التمهيد
أولاً: التأويل لغة واصطلاحاً:
التأويل لغة:
ورد التأويل في معاجم اللغة على عدة معانٍ تركز بمجملها على التفسير والرجوع ففي لسان العرب: " التأويل فهو تفعيل من أَوَّل يؤوِّل تأويلاً ... والتأويل والمعنى والتفسير واحد ... يقال أُلْتُ الشيء أَؤُوله إذا جمعته وأصلحته، فكان التأويل جمع معاني ألفاظ أشكلت بلفظ واحد لا إِشكال فيه ... والتأويل تفسير الكلام الذي تختلف معانيه ولا يصح إلا ببيان غير لفظه" (ابن منظور، 11/ 33).
وفي القاموس المحيط: " و أول الكلام تأويلاً وتأوله، دبره وقدره وفسره" (الفيروز أبادي، 1978: 3/ 331).
وأما مختار الصحاح فحدد التأويل بمعنى الرجوع بقوله:" التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء " (الرازي، 33).
كما أن الجرجاني حدد التأويل بمعنى الترجيع فقال: " التأويل في الأصل الترجيع" (الجرجاني، 1405هـ، 72).
نلاحظ مما سبق أن علماء اللغة حددوا الجانب اللغوي للتأويل وبينوا أنه بمعنى التفسير أو الرجوع أو بيان المعنى أو التدبير والتقدير.
التأويل اصطلاحاً:
اختلف العلماء حول تعريف التأويل إلى منهجين هما منهج السلف ومنهج المتكلمين.
التأويل عند السلف:
يقرر الإمام ابن تيمية أن التأويل عند السلف على معنيين:
الأول: تفسير الكلام وبيان معناه سواء وافق ظاهره أو خالفه فيكون التفسير والتأويل متقاربان أو مترادفان.
الثاني: هو نفس المراد بالكلام، فإن الكلام إن كان طلباً كان تأويله نفس الفعل المطلوب، وإن كان خبراً كان تأويله الشيء المخبر به. كما قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده " سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي " (مسلم، 1/ 350، رقم 484). يتأول القرآن (ابن تيمية، 1398هـ: 13/ 288 ـ 289 ابن المرتضي، 1318هـ: 91). والفارق بين المعنيين هو أن المعنى الأول يكون فيه التأويل من باب العلم والكلام كالتفسير والشرح والإيضاح وأما المعنى الثاني فالتأويل فيه نفس الأمور الموجودة في الخارج.
التأويل عند علماء الكلام:
عرفه الإمام الغزالي بقوله: " التأويل عبارة عن احتمال يعضده دليل يصير به أغلب على الظن من المعنى الذي يدل عليه الظاهر ويشبه أن يكون كل تأويل صرفاً للفظ عن الحقيقة إلى المجاز" (الغزالي، 1413هـ:1/ 196).
وعرفه الإمام الرازي بالقول: " والتأويل عبارة عن احتمال يعضده دليل يصير به أغلب على الظن من المعنى الذي دل عليه الظاهر" (الرازي، 1400هـ:3/ 232).
وذكر ابن تيمية تعريف المتكلمين بالقول: " هو صرف اللفظ من المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به" (ابن تيمية، 1398هـ:13/ 288).
كما عرفه الجرجاني في تعريفاته بالقول: " صرف اللفظ عن معناه الظاهر إلى معنى يحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه موافقاً للكتاب والسنة" (الجرجاني، 1405هـ:72) ومن الملاحظ في تعريف الجرجاني أنه وضع ضابط للتأويل هو موافقة الكتاب السنة.
ثانياً: موقف علماء السلف من تأويل المتكلمين:
للسلف موقف واضح من التأويل وهو أنه إذا وافق الكتاب والسنة قبلوه، وأما إذا خالف الكتاب والسنة رفضوه.
يقول الإمام ابن القيم: " فالتأويل الذي يوافق ما دلت عليه النصوص وجاءت به السنة هو التأويل الصحيح وغيره هو الفاسد " (ابن القيم الجوزية 1/ 14).
ويقول شارح الطحاوية: " فالتأويل الصحيح منه الذي يوافق ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وما خالف ذلك فهو التأويل الفاسد " (ابن أبي العز الحنفي، 1400هـ: 335).
فمراد السلف ترك التأويل الذي هو التخريف والتعطيل، وليس المراد ترك كل ما يسمى تأويلاً، بل المراد ترك التأويلات الفاسدة المبتدعة المخالفة لمذهب السلف التي يدل الكتاب والسنة على فسادها " (ابن أبي الغز الحنفي، 1400هـ:232).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولكن لماذا وقف علماء السلف من تأويل المتكلمين هذا الموقف المعارض؟ يجيب على ذلك شارح الطحاوية بالقول: " فإنه قد صار اصطلاح المتأخرين في معنى التأويل: أنه صرف اللفظ عن ظاهره، وبهذا تسلط المحرفون على النصوص، وقالوا نحن نتأول ما يخالف قولنا، فسموا التحريف تأويلاً تزييناً له ليقبل، وقد ذم الله الذين زخرفوا الباطل قال تعالى:} وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً {(الأنعام: 112) والعبرة للمعاني لا للألفاظ فكم من باطل أقيم عليه دليل مزخرف عورض به دليل الحق " (ابن أبي العز الحنفي، 1400هـ: 232).
ويقول الإمام الشعري:" فإن الزائفين عن الحق من المعتزلة وأهل القدر مالت بهم أهواؤهم إلى تقليد رؤسائهم ومن مضى من أسلافهم، فتأولوا القرآن على آرائهم تأويلاً لم ينزل الله به سلطاناً، ولا أوضح به برهانا، ولا نقلوه عن رسول رب العالمين، ولا عن السلف المتقدمين " (الأشعري، 1990م:13).
لقد كان للتأويل الفاسد المخالف للكتاب والسنة الدور الكبير في افتراق الأمة الإسلامية على ثلاث وسبعين فرقة؛ الآن من أراد أن يتأول نصوص القرآن والسنة عن مواضعها ويحرفها يجد إلى ذلك سبيلا " وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية. فهل قُتِلَ عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل،وصفين، ومقتل الحسن، والحرة؟ وهل خرجت الخوارج، واعتزلت المعتزلة، ورفضت الروافض، وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، إلا بالتأويل الفاسد؟! " (ابن أبي العز الحنفي، 1400هـ:204).
ومن أمثلة التأويل الفاسد والباطل تأويل أهل الشام قوله صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر رضي الله عنه:" تقتلك الفئة الباغية" (مسلم، 4/ 2236: رقم 2916) فقالوا نحن لم نقتله إنما قتلة من جاء به حتى أوقعه بين رماحنا وهذا التأويل مخالف لحقيقة اللفظ وظاهره، فإن الذي قتله هو الذي باشر قتله لا من استنصر به، ولهذا رد عليهم من هو أولى بالحق والحقيقة منهم فقالوا: أفيكون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه هم الذين قتلوا حمزة والشهداء معه لأنهم أتوا بهم حتى أوقعوهم تحت سيوف المشركين؟!! " (ابن قيم الجوزية، 1/ 13).
المبحث الأول
الفرق القديمة
لقد كان التأويل الفاسد، عاملاً أساسياً في افتراق الأمة إلى فرق كثيرة ومتعددة، لأنه نابع من الهوى والتعصب للرأي، أو بمكر ماكر للإسلام وأهله، مما أنتج قديماً العديد من الفرق التي حاولت أن تظهر عن طريق تأويل النصوص حسب الهوى ليوافق أفكارها، ومبادئها المخالفة للحق، وكان من هذه الفرق القديمة التي سنحاول إلقاء الضوء عليها: الاثنا عشرية والإسماعيلية والدروز والنصيرية والخوارج والمعتزلة وهذه الفرق تعتبر أمهات لفرق خرجت عنها.
المطلب الأول: الشيعة الاثنا عشرية
أولاً: التسمية والنشأة:
هي إحدى فرق الشيعة التي أخذت أفكارها ومعتقداتها من الفكر الفارسي واليهودي، حيث كان لعبد الله بن سبأ اليهودي الأثر الواضح في فكر الشيعة، وسميت بهذا الاسم لكونها تؤمن بأن الإمامة محصورة في اثني عشر إماماً أولهم على بن أبي طالب رضي الله عنه، وآخر هم محمد بن الحسن العسكري الذي يعتقدون أنه اختبأ في السرداب وينتظرون عودته، وقد أطلق عليهم عدة ألقاب ومنها الإمامية لإيمانهم بأن الإمامة ركن من أركان الإيمان، والرافضة لأنهم رفضوا إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلى جانب سبهما. (ابن حزم، 1985: 5/ 37، الأشعري، 1969: 1/ 89، ابن تيمية 1398هـ:4/ 435).
ثانياً: من تأويلاتهم:
اعتمد الشيعة التأويل طريقاً لتحقيق أهدافهم ونشر عقائدهم الضالة ومن الأمثلة على ذلك:
تأويلهم النصوص لإثبات خلافة على رضي الله عنه بعد رسول الله r وإنكار خلافة أبي بكر وعمر وعثمان t .
قوله تعالى:} إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ {(المائدة:55).
(يُتْبَعُ)
(/)
يطلق الاثنا عشرية على هذه الآية اسم آية الولاية، ويعتمدون عليها في إثبات أن علياً رضي الله عنه هو وصي الرسول صلى الله عليه وسلم وخليفته من بعده، ولذلك زعموا أنها نزلت في على رضي الله عنه وفي إثبات إمامته على وجه الخصوص بل قالوا إنه ثبت من خلال سبب النزول أن المراد بالذين آمنوا على رضي الله عنه فالنص إذا ً أثبت إمامة على، وقوله " الذين آمنوا " يوجب أن الذي خوطب بالآية هو الذي جُعلت له الولاية " (الطبرسي، 6/ 127ـ ابن تيمية، 4/ 3).
قوله تعالى:" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته" (المائدة: 67). تسمى الشيعة هذه بآية غدير خم لنزولها عند غدير خم كما يزعمون، ومعنى الآية عند هم بلغ ما أنزل إليك من ربك في إمامة على كما يسمونها آية التبليغ، وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطاع أمر ربه تعالى فبلغ الناس بعد الانصراف من حجة الوداع وذلك عند غدير خم. (الطبرسي، 6/ 153 - ابن تيمية: 4/ 9).
ولم يكتفوا بالتأويل بل حرفوا النصوص وأضافوا إليها حيث ورد في كتابهم المعتمد الكافي للكليني فيما ينسبه إلى جعفر الصادق في سورة الأحزاب الآية (71) " ومن يطع الله ورسوله " (في ولاية على والأئمة من بعده) " فقد فاز فوزاً عظيماً " هكذا نزلت (الكليني، 1992م:1/ 477 - رقم 8) حيث أضافوا للآية ما ليس منها وهذا في أوثق الكتب عندهم.
كما يروي الكلينى عن جعفر الصادق أنه عندما سأله جابر بن يزيد الجعفى لم تسمى على بن أبي طالب أمير المؤمنين؟ قال الله سماه وهكذا أنزل في كتابه:" وإذ أخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم " (وأن محمداً رسولي وأن علياً أمير المؤمنين) (الكليني، 1992م: 1/ 475 - رقم 4).
هـ- واتجهوا أيضاً إلى تأويل السنة النبوية فأولو قوله النبي صلى الله عليه وسلم لعلى رضي الله عنه:" أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى " (مسلم، 4/ 1870 - رقم 2404) قالوا:" فالحديث يدل على خلافة على رضي الله عنه " (الطبرسي، 19/ 188 - ابن تيمية، 4/ 87) مع أن هذا القول قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه تطييباً لخاطره وقلبه وترضية لنفسه، لأن المنافقين عندما علموا باستخلاف علي رضي الله عنه على المدينة في غزوة تبوك أشاعوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفه مع الصبيان والنساء؛ لأنه يبغضه، فجاء علي t للرسول r معاتباً، فرد عليه الرسول r لتطييب خاطره (ابن تيمية، 4/ 88).
و- كما أن علياً t يرد بلسانه على مزاعم القوم حيث روى مسلم في صحيحه قال سئل على t أخصكم رسول الله r بشيء؟ فقال: " ما خصنا رسول الله r بشيء لم يعم الناس به كافةً (مسلم، 3/ 1567:رقم 1978).
وأما الحديث الآخر فيرويه البخاري عن ابن عباس t أن علياً خرج من عند رسول الله r في وجعه الذي مات فيه، فقال الناس يا أبا الحسن كيف أصبح رسول الله r قال: قد أصبح بحمد الله بارئاً، فأخذ بيده العباس وقال وإني والله لأرى رسول الله سيتوفى في وجعه هذا فاذهب بنا نسأله فيمن هذا الأمر، فإن كان فينا علمناه، وإن كان في غيرنا كلمناه فأوصي بنا، فقال على t :" إنا والله لئن سألناها رسول الله r فمنعناها، لم يعطناها الناس من بعده، وإني والله لا أسألها رسول الله r "( البخاري،5/ 140 - 141، ابن كثير، 1402هـ:5/ 227).
يلاحظ من الجوابين السابقين لعلي t أن رسول الله r لم يخص علي بالخلافة كما أنه لا دليل معه يدل على خلافته، ولو فهم على t ما فهم الشيعة من الوصاية له بالخلافة لما أجاب العباس بهذا الجواب بل لأخذه إلى الرسول r وأشهد المسلمين على الوصاية له.
تأويلهم النصوص للطعن في صحابة رسول الله r ومن ذلك:
يروى الكليني عن جعفر الصادق في قول الله عزوجل:" إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفرو ثم ازدادوا كفراً ... " (النساء:137) قال نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي r أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية حين قال النبي r :" من كنت مولاه فعلى مولاه" ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام، ثم كفروا حين مضى رسول الله r وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء" (الكليني، 1/ 485 - رقم42) ويبين شارح الكافي أن المراد بفلان وفلان وفلان أبو بكر
(يُتْبَعُ)
(/)
وعمر وعثمان (ظهير، 1403هـ:211) بل ذكر محمد الباقر المجلسي أحد علماء الشيعة الاثنا عشرية:" أن أبا بكر وعمر هما فرعون وهامان " (التونسي،65).
كما عمدوا إلى آيات القرآن الكريم ففسروها بما يتلائم مع ضلالهم وخبثهم وتعديهم على صحابة رسول الله r ومن ذلك تفسيرهم لقوله تعالى:"تبت يدا أبي لهب وتب " (المسد:1)، بأن يدا أبي لهب هما أبو بكر وعمر، وقوله تعالى:" لئن أشركت ليحبطن عملك " (الزمر:65) أي أشركت بين أبي بكر وعلى في الخلافة، وقوله تعالى:" إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " (البقرة:67)، بأن البقرة هي عائشة t ، وأن أئمة الكفر في قوله تعالى:" فقاتلوا أئمة الكفر " (التوبة: 12)، هما طلحة والزبير (ابن تيمية، 1398هـ:13/ 359).
إن الذين وجه الشيعة لهم الطعن هم خيرة أصحاب رسول الله r ويكفي قول الرسول r فيهم حيث يروى البخاري عن أنس بن مالك أن النبي r صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم، فقال أثبت أحد فإنما عليك نبي وصَديقٌ وشهيدان" (البخاري، 4/ 197) كما أن النبي r نهى عن سب أصحابه لما لهم من فضل ومكانه فقال:" لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق
مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" (البخاري، 4/ 195).
تأويلهم النصوص لإثبات غيبة إمامهم محمد بن الحسن العسكري حيث زعموا فيما يرويه الكليني عن موسى بن جعفر الصادق في قوله عز وجل:" قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين" (الملك:30) قال: إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد " (الكليني، 1/ 400 - 401، رقم 14) كما نسب للإمام جعفر الصادق القول:" إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها" (الكليني، 1/ 401). ومن المعلوم بطلان هذه التأويلات حيث ورد عن أبن عباس t في قوله (إن أصبح ماؤكم غوراً) قال داخلاً في الأرض (فمن يأتيكم بماء معين) قال: الجاري" (الشوكاني، 5/ 266).
المطلب الثاني: الإسماعيلية
أولاً: التسمية والنشأة:
فرقة من فرق الشيعة سميت بهذا الاسم نسبه إلى إسماعيل بن جعفر الصادق، الذي لم تعترف الشيعة الاثنا عشرية بإمامته، بينما وقف الإسماعيليون عند إمامته فسموا لذلك بالسبعية، قالوا أنه مات في حياة أبيه فانتقلت الإمامة إلى ابنه محمد بن إسماعيل، وقيل لم يمت وإنما غيبه أبوه خوفاً عليه من العباسيين. وأطلق على الإسماعيليين لقلب الباطنية لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطن وغرضهم من ذلك أبطال العقائد والشرائع، وقد أثر في الإسماعيلية شخصية تدعى بأبي الخطاب، وهو محمد بن أبي زينب، وهو مؤسس فرقة الخطابية التي تحولت بعد ذلك إلى فرقة الإسماعيلية، وتقوم هذه الفرقة بتأليه البشر، وإنكار اليوم الآخر، وتأول كل ما يتعلق بذلك تأويلاً باطنياً. (الغزالي، 1993م:11 - البغدادي، 63 - 64، الأشعري، 1969م:1/ 101، الشهدستاني، 2000م:1/ 135).
ثانياً: من تأويلاتهم:
اعتقادهم بوجود إلهين اثنين قديمين لا أول لوجودهما من حيث الزمان، الله تعلى والعقل الكلي والنفس الكلية، ولكن إذا ذكر الله عندهم فالمقصود هو العقل الكلي ولذلك زعموا أن توحيد الله الصحيح هو معرفة حدوده، وسلب الأسماء والصفات عنه تنزيهه. ولذلك أولوا الآيات القرآنية لتتفق مع معتقداتهم ومن ذلك:
قوله تعالى:" ن والقلم وما يسطرون" (القلم:1) قالت الإسماعيلية: " والعقل الأول هو الذي رمز إليه الله تعالى ب (القلم) في الآية الكريمة، وعلى هذا فالقلم هو الخالق المصور وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز القرآن إليها (باللوح المحفوظ) " (الخطيب، 1984م:87).
قوله تعالى:" سبح اسم ربك الأعلى" (سورة الأعلى:1) قالوا": إشارة إلى السابق من الإلهين، فإنه الأعلى، ولولا أن معه إلهاً آخر له العلو أيضاً لما انتظم إطلاق الأعلى" (الغزالي، 1993م:26).
قوله تعالى:" ولله الأسماء الحسنى فادعوا بها " (الأعراف الآية:180) قالوا:" إن المقصود بالأسماء هم الحدود أي تطلبون توحيد الله من جهتهم. (الخطيب، 1984م:86).
(يُتْبَعُ)
(/)
يعتقد الإسماعيليون بأن الله تعالى أقام العالم العلوي بخمسة حدود هي السابق والتالي والجد والفتح والخيال وقد استندوا في ذلك إلى تأويل قوله تعالى:" وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء" (الشورى:51) فزعموا أن المقصود بالوحي في الآية رتبة (الجد) وأما الحجاب فهو رتبة (الفتح) ويرسل رسولاً رتبة (الخيال) (الخطيب، 1984: 87).
إن اعتقاد الإسماعيلية بوجود إلهين لهذا العالم هو كفر صريح لذلك قال الأمام الغزالي:" أما القول بإلهين فكفر صريح لا يتوقف فيه ... والذي نختاره ونقطع به أنه لا يجوز التوقف في تكفير من يعتقد شيئاً من ذلك؛ لأنه تكذيب صريح لصاحب الشرع وبجميع كلمات القرآن من أولها إلى آخرها" (الغزالي، 1993م:93).
المحور الثاني الذي تدور عليه عقائد الإسماعيلية هو الإمامة، لأنها تدور عليها العقائد الإسماعيلية، وترتب على هذا الاعتقاد الولاية التي هي اعتقاد وصاية على t ، وإمامة الأئمة المنصوص عليهم من ذرية على بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله r ، لذلك أولوا الآيات لتتفق مع معتقدهم ومن ذلك:
قوله تعالى:" ذلك الكتاب لا ريب فيه " (البقرة:2) فأولوا الآية بقولهم:" أن ذلك الكتاب الناطق المترجم عن هذا الكتاب الصامت لا ريب فيه وأنه مختار من الله لمحمد وصياً كاختيار محمد من الله سبحانه نبياً" (الخطيب، 1984:101 - 102).
قوله تعالى:" هذا كتابنا ينطق عليك بالحق" (الجاثية:29) قالوا:" لما انتهت القراءة بالإمام على t إلى هذه الآية ترك المصحف على رأسه وقال له: يا كتاب الله انطق، وكررها ثلاث مرات، فأشار بهذا إلى أنه هو الكتاب الناطق، وأن القرآن هو الكتاب الصامت" (الخطيب، 1984م:102)
زعموا أن أبا بكر t أراد أن يرد الخلافة إلى على t ولكن عمر t أغراه ومنعه على أن يلي الأمر بعده، فكان عمر خليل أبي بكر وفيهما أنزل الله تعالى:" ياويلتا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً" (الفرقان:28) يعنى الظالم الثاني (أي عمر) (الخطيب، 1984م:110).
أما القيامة والمعاد، فأولوا القيامة وقالوا إنها رمز إلى خروج الإمام وقيام قائم الزمان وهو إمامهم السابع، وأما المعاد فهو عود كل شيء إلى أصله، وأولوا آيات العذاب بتناسخ الأرواح وهذا يكون للنفوس المنكوسة في عالم الطبيعة المعرضة عن الأئمة المعصومين، فإنها تبقى أبد الدهر في النار أي تبقى في العالم الجسماني تتناسخها الأبدان، فلا تزال تتعرض فيها للألم والأسقام فلا تفارق جسداً إلا ويتلقها آخر ولذلك قال تعالى:" كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب (النساء:56) أما النفس العاقلة في الإنسان التي جانبت الهوى والشهوات وغذيت بمعارف الأئمة الهداه فتتحد بالعالم الروحاني عند مفارقة الجسد وتسعد بالعود إلى وطنها الأصلي ولذلك سمي رجوعاً فقيل:" ارجعي إلى ربك راضية مرضية" (الفجر:27) وهي الجنة (الغزالي، 1993م:29 - 30).
وهكذا يتبين لنا مدى انحراف هذه الفرقة المسماة بالإسماعيلية واستخدامها التأويل لصرف الناس عن الحق وإضلالهم ولذلك فإنهم مثلوا اتجاهاً خطيراً في الكيد للإسلام والمسلمين عن طريق التدثر باسم الإسلام، يقول الإمام الرازي:" اعلم أن الفساد اللازم من هؤلاء على الدين الحنفي أكثر من الفساد اللازم عليه من جميع الكفار ومقصودهم على الإطلاق إبطال الشرائع بأسرها، ونفي الصانع، ولا يؤمنون بشيء من الملل ولا يعترفون بالقيامة" (الفخر الرازي، 1398هـ:119).
المطلب الثالث: الدروز
أولاً: التسمية والنشأة:
فرقة باطنية تؤله الحاكم بأمر الله الفاطمي، أخذت جل عقائدها عن الإسماعيلية، سميت بهذا الاسم نسبة إلى محمد نشتكين الدرزي، نشأت هذه الفرقة في مصر، لكنها لم تلبث أن هاجرت إلى بلاد الشام، عقائدها خليط من عدة أديان وأفكار، كما أنها تؤمن بسرية أفكارها فلا تنشرها على الناس، ولا تعلمها حتى لأبنائها إلا إذا بلغوا سن الأربعين، محور عقيدة الدروز تدور حول تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي ويعتبر المؤسس الفعلي لهذه العقيدة حمزة بن على الزوزني، وهو الذي أعلن ألوهية الحاكم سنة 408هـ ودعا إليها وألف كتب العقائد الدرزية، ويعتبر كمال جنبلاط من الزعماء المعاصرين لهذه الفرقة الباطنية. وهذه الفرقة تنكر الأنبياء كما يحقدون على جميع الديانات الأخرى وخاصة
(يُتْبَعُ)
(/)
المسلمين، كما ينكرون اليوم الآخر (النجار، 1965م/83 - الشكعة، 1996م:208 - الخطيب، 1400هـ:12).
ثانياً: من تأويلاتهم:
حاول الدروز تأويل الآيات القرآنية لتتفق مع عقيدتهم الضالة والكافرة ومن ذلك:
1 - تأويل الآيات لتتفق مع عقيدتهم في تأليه الحاكم بأمر الله الفاطمي وحدوده:
يقول عبد الله النجارـ من طائفة الدروز، شغل مناصب متعددة في لبنان، قتل بسبب كتابه مذهب الدروز والتوحيد ـ:" وإني لأذكر عتاب كبير الأشياخ الثقات لأني ذكرت في أحد الكتب المطبوعة أن أم الحاكم كانت صقلية إذ قال لي إن الحاكم لا أم له، مردداً ما جاء في الرسالة 26:" حاشا مولانا جل ذكره من الأب والابن والعم والخال." لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" (الإخلاص:3 - 4) (النجار، 1965:105 - 106).
قوله تعالى في سورة لقمان:} يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {(لقمان:17) قال الدروز في تأويلهم الباطني:" والعامة – يقصدون أهل السنة – يرون أن هذه الآية حكاية عن لقمان الحكيم لولده، فكذبوا وحرفوا القول إنما هو قول السابق سلمان لمحمد:" أقم الصلاة" إشارة إلى توحيد مولانا جل ذكره (وآتي الزكاة) يعنى طهر قلبك لمولانا جل ذكره ولحدوده ودعاته، (وأمر بالمعروف) توحيد مولانا جل ذكره، (وأنه عن المنكر) يعني شريعته وما جاء به من الناموس والتكليف (إن ذلك من عزم الأمور) يعني الحقائق وما فيها من نجاة الأرواح من نطق الناطق" (الخطيب،1400هـ:67).
ولحقدهم على رسولنا محمد r قالوا:" ثم أقام دعامة الولاية لقوله:" وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" (سورة التغابن:12) على زعمهم أن الله فوق السماء، ومحمداً رسولا الله، كذبوا لعنهم الله فما في السماء ولا في الأرض إله إلا الحاكم جل ذكره" (الخطيب، 1400هـ: 171).
تأويلهم لقوله تعالي: خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذرعاً فاسلكوه " (الحاقة: 30 - 31) فقالوا فهؤلاء الحدود السبعون التي ذكرناهم، يعني حدود دعوة التوحيد - هم أذرع السلسلة الذي قال في القرآن (خذوه فغلوه) أي ضد الإمام إذا بلغ غايته وتمت نظرته، خذوه بالحجج العقلية وغلوه بالعهد وهو الذبح الذي قالوا بأن القائم يذبح إبليس الأبالسة:" (ثم الجحيم صلوه) أي غوامض علوم قائم الزمان الذي يتحتم العلماء والفهماء عند علمه أي يصمتوا ويتحيروا (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعاً فاسلكوه) أي ميثاق قائم الزمان الذي هو سلسله بعضها في بعض وهم سبعون رجلاً في دعوة التوحيد" (الخطيب، 1400هـ: 155).
2 - إنكار اليوم الآخر وقولهم بعقيدة التقمص والتناسخ: يحاول الدروز أن يجعلوا من آيات القرآن الكريم التي تدل على البعث والنشور، دليلاً على اعتقادهم بالتقمص، ومن هذه الآيات قوله تعالى: " كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون" (البقرة: 28) وقوله تعالى:" يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون" (الروم:19) يزعم أحد كتابهم المعاصرين فؤاد الأطرش بعد مجيئه بهذه الآيات بقوله: " إن تشبيه النفس بالأرض إثبات مادي على التقمص لا يقبل الجدل، فلنتأمل في أدوار الأرض ومواسمها وموتها ثم حياتها". (الخطيب، 1984م:243).
3 - تهجمهم على الصحابة وخاصة الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم حيث يقولون:" إن الفحشاء والمنكر هما أبي بكر وعمر، وأن الآية الكريمة التي تقول: " إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان " (المائدة: 90) يراد بذلك الخلفاء الراشدين الأربعة، وأنهم من عمل محمد بن عبد الله" (الخطيب، 1400هـ: 171 - 172). يتضح مما سبق حقيقة الدروز وتأويلاتهم، فهدفهم الأساس هو محاربة الإسلام في عقائده وشرائعه والاستهزاء بأركانه وبرسوله r وهذه الفرقة أعظم كفراً من اليهود والنصارى بل قال عنهم الإمام ابن تيمية:" كفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون، بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون ... فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا ويلعنون كما وصفوا، ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا
(يُتْبَعُ)
(/)
غيرهم" (ابن تيمية، 1398هـ: 35/ 162).
المطلب الرابع: النصيرية
أولاً: التسمية والنشأة:
النصيرية فرقة باطنية ظهرت في القرن الثالث للجهرة، أصحابها يعدون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهياً في على t و ألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقص عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين، ولقد أطلق عليهم الاستعمار الفرنسي لسوريا اسم العلويين تمويهاً لحقيقتهم الباطنية، ويعتبر مؤسس هذه الفرقة أبو شعيب محمد بن نصير المتوفى سنة 270هـ حيث سميت النصيرية نسبة إليه، ادعى النبوة والرسالة وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية. (الحلبي، 33 - جلي، 1988م:243).
ثانياً: من تأويلاتهم:
تأليه على بن أبي طالب t وتأويل النصوص لتحقيق فكرهم ومعتقدهم:
يفسرون قوله تعالى:} قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي {(الكهف: 109) بأن الكلمات هي الظهورات التي ظهر فيها الله البشرية" (الخطيب، 1984م: 342).
أما معنى قوله تعالى:" وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة" (مريم:55) " فالصلاة أمير المؤمنين، والزكاة معرفته، وأما إقامة الصلاة فهي معرفتنا وإقامتنا. (عواجي، 1997م: 1/ 434).
وتزعم النصيرية أن الحكمة من ظهور الله تعالى في البشر " عدلاً منه وإنصافا لئلا يكون على الله حجة بعد الرسل، منطق من البشر وظهر بالمعجزات والقدرة ليدلهم على ذاته، فكان ظهوره قدره ونطقه حكمة، ودلالته على ذاته رحمة وغيبتة عظمة، ويستدلون على ذلك بقوله تعالى" وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " (الزخرف:84) (الخطيب، 1984م:342).
إن استدلال النصيرية بالقرآن الكريم على مفترياتهم وكذبهم وضلالهم ليدل بوضوح على تأويلهم لآيات القرآن الكريم تأويلاً يتفق مع أهوائهم وأهدافهم، فالآية لا تدل على حلول الذات الإلهية في الإنسان كما يزعمون، وإنما الإخبار عن إلاهية الله تعالى، بمعنى أنه معبود أو مستحق للعبادة، ولذلك يقول الشوكاني في تفسيره للآية: "والمعنى، وهو الذي معبود في السماء ومعبود في الأرض، أو مستحق للعبادة في السماء والعبادة في الأرض" (الشوكاني:4/ 567).
ينكر النصيريون اليوم الآخر وما يترتب عليه وآمنوا بالتناسخ ولذلك أولوا الآيات لتتفق مع معتقدهم ومن ذلك:
قوله تعالى:} يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين {(الانفطار:6 - 12) قالوا:" فمسخهم الله لتكذيبهم بالدين لأن الدين المذكور في الآية الكريمة ـ كما يزعمون ـ هو أمير المؤمنين على بن أبي طالب " (الخطيب / 1984م: 357ومن المعلوم أن المقصود بالدين في الآية الكريمة هو يوم الحشر، يوم الجزاء والحساب، يوم يجازي الناس على معتقداتهم وأعمالهم.
قوله تعالى: " كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً آخر مما يكبر في صدوركم" (الإسراء:50 - 51) ويعتبرون الخلق الذي يكبر في الصدور الذهب والقضة باعتبارهما من معادن الجبال لقوله تعالى:" وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ" (سورة فاطر:27) فالجبال في نظرهم هم الجبابرة والطواغيت الذين ظلموا أهل الحق – النصيرية- فمسخوا على هذه الحال حتى ينتهي هذا الدور، فيمسخوا مرة أخرى حيوانات تؤكل وتشرب" (الخطيب، 1984م:375).
قوله تعالى:" وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ" (فاطر: 37) يقول النصيريون:" فالكافرون يقولون لربهم أخرجنا من الأبدان المسوخية ومن هذا العذاب إلى الأبدان الناسوتية لكي نعمل صالحاً:" (الخطيب، 1984م: 358) وهكذا يتبين مدى انحراف النصيرية عن الحق في تأويلاتهم للقرآن الكريم.
(يُتْبَعُ)
(/)
3. تأويل القرآن لإسقاط التكاليف الشرعية ومن ذلك قوله تعالى:" وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى" (سورة النجم: 42) " أن الرجل إذا عرف ربه، فقد انتهى للمطلوب، ورفعت عنه الأغلال والقيود (الخطيب، 1984م:390) هذه هي حقيقة النصيرية وتأويلاتها وصدق فيهم الإمام ابن تيمية عندما قال:" هؤلاء القوم المسمون النصيرية هم وسائر أصناف القرامطة الباطنية أكفر من اليهود والنصارى بل أكفر من كثير من المشركين وضررهم على أمة محمد r أعظم من ضرر والكفار المحاربين" (ابن تيمية، 1398هـ:35/ 149).
المطلب الخامس: الخوارج
أولاً: التسمية والنشأة:
يرجع سبب تسميتهم بالخوارج لخروجهم على الإمام على t بعد قبوله التحكيم، حيث انتهى بهم الأمر إلى الخروج من معسكرة وقد قبل الخوارج هذه التسمية، ولكن فسروا الخروج بأنه خروج من بيوتهم جهاداً في سبيل الله وفقاً لقوله تعالى} ... وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ ... {(النساء:100) وقد أطلق عليهم عدة أسماء منها الحرورية لنزولهم بحر وراء في أول أمرهم، والمارقة؛ لأنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، والمحكمة لإنكارهم الحكمين، وقولهم لا حكم إلا لله.
أما نشأتهم فارتبطت بالإحداث التي قامت بين على بن أبي طالب t ومعاوية بن أبي سفيان t وقبول على t التحكيم ورفض الخوارج الذين كانوا في صف على t للتحكيم ثم إعلانهم الخروج على علي t ومحاربته (الأشعري، 1969م:206 - 207 – البغدادي، 72 - الشهرستاني، 1982:1/ 91).
ثانياً: من تأويلاتهم:
اعتمد الخوارج التأويل ليدافعوا عن أفكارهم ومعتقداتهم حالهم كحال من سبقهم من الفرق ومن ذلك:
تأويلهم لقوله تعالى} ... إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّه ... ِ {(الأنعام:57) وكان قصدهم تخطئة الإمام على t وتكفيره لقبوله التحكيم والتحلل من الالتزام بإمرة معينة، ولذلك قالوا بأنه يجب على الإمام على t أن يستمر في القتال حتى يظهر حكم الله. (البغدادي، 78 - 79 - جلي، 1988: 40 - 41). وقد رد عليهم الإمام على t وعلى شعارهم لا حكم إلا لله بقوله: كلمة حق أريد بها باطل" (مسلم، 2/ 749: رقم 1066).
استدلوا بالآيات ليؤيدوا ما ذهبوا إليه من تكفير مرتكب الكبيرة والمعاصي دون النظر إلى عمل الرسول r وسنته التي تبين القرآن وتفسره من ذلك:
قوله تعالى: …} وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ {(سورة آل عمران:97) قالوا:" إن الله وصف تارك الحج بالكفر وترك الحج ذنب، فإذا كل مرتكب للذنب كافر" (أبو زهرة، 66 - جلى، 51:1988).
قوله تعالى:} يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ {(سورة آل عمران:106) قالوا: والفاسق لا يجوز أن يكون ممن ابيضت وجوههم فوجب أن يكون ممن اسودت وجوههم ووجب أن يسمى كافراً (أبو زهرة، 66 - جلى، 1988م:51).
أطلق الخوارج أحكام الكفر دون أن ينظروا إلى الكفر الأصغر والكفر الأكبر المخرج من الملة بل اعتبروا الكل كفراً مخرج من ملة الإسلام وهذا مخالف لآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي r .
وهذا دفع فرقة الأزارقة من الخوارج إلى تكفير الإمام على t ، وتأويل الآيات لتتفق مع أهوائهم ومبادئهم حيث قالوا إن الله أنزل في شأنه:} وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ {(سورة البقرة:204) كما صوبوا ابن ملجم قاتل الإمام على t وقالوا إن الله أنزل في شأنه:} وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ {(البقرة:207) (الشهرستاني، 1982م: 1/ 96).
(يُتْبَعُ)
(/)
إن قول الأزارقة ليشير بوضوح إلى التأويلات الفاسدة للقرآن الكريم، وافترائهم الواضح على علي t ، فإن زعمهم أن الآية نزلت في على t فهذا محض افتراء وجهل واضح بالقرآن ونزوله؛ لأن هذه الآية نزلت في الأخنس بن شريق الذي أظهر الإسلام وأبطن خلاف ذلك، وعن ابن عباس t أنها نزلت في نفر من المنافقين تكلموا في خبيب وأصحابه الذين قتلوا بالرجيع وعابوهم. (الشوكاني، 1/ 207).
وأما الآية الثانية فنزلت في صهيب الرومي t وذلك عندما أسلم وأراد منعه الناس أن يهاجر بماله فأعطاهم ماله فأنزل الله فيه هذه الآية. (الشوكاني، 1/ 207).
المطلب السادس: المعتزلة
أولاً: التسمية والنشأة:
سمى المعتزلة بهذا الاسم لأن واصل بن عطاء اعتزل مجلس أستاذه الحسن البصري، حيث كان الناس مختلفين حول مرتكب الكبيرة ففرقة تكفره وأخرى ترجئه لاعتقادهم أنه لا يضر مع الإيمان ذنب وأما علماء السلف فيثبتون له الإيمان ولا يخرجونه من الإسلام ويقولون هو فاسق بكبيرته، ولكن خرج واصل عن اعتقاد أهل السنة والجماعة وزعم أن مرتكب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر بل في منزلة بين المنزلتين، فلما سمع الأمام الحسن البصري من واصل بدعته طرده من مجلسة فأعتزل عند سارية المسجد فقال الناس اعتزل قول الأمة، وقال الحسن البصري اعتزلنا واصل فسموا معتزلة.
وقد نشأت المعتزلة في البصرة في حدود المئة الأولى للهجرة في العصر الأموي، وشغلت الفكر الإسلامي في العصر العباسي زمناً طويلاً، وقد اختلف العلماء في بداية ظهورها فالبعض يرى أن بدايتها كانت في قوم من أصحاب على t اعتزلوا السياسة، ولكن الصحيح أنها بدأت فكرة الاعتزال بسبب الحكم على مرتكب الكبيرة. (البغدادي، 117 - 118 - الشهرستاني، 1982م:1/ 42 - أبو زهرة، 124).
ثانياً: من تأويلاتهم:
لقد تأثر المعتزلة بالفلسفة اليوناينة كثيرا مما حدا بهم إلى الاعتماد على العقل وتقديمه على الشرع في الاستدلال لإثبات العقائد، لثقتهم الكبيرة بالعقل، فإذا عرضت عليهم مسألة عرضوها على العقل فإن قبلها أخذوا بها وإن رفضها ردوها، وإن الدارس لكتب المعتزلة لا يكاد يفرق بينها وبين كتب الفلسفة، حيث يقرأ صفحات عديدة دون أن يعثر على آية قرآنية أو حديث نبوي شريف إلا قليلاً، وهذا القليل ليس للاستدلال الحق، وإنما لتأويل المعنى، ليوافق ما ذهبوا إليه من آراء أو الدفاع عنها.
إن اسم المعتزلة اسم ذم إلا أن المعتزلة عندما رأوا ولع الناس بتسميتهم به أخذوا يدللون على أنه اسم مدح بمعنى الاعتزال عن الشرور والمحدثات والفتن والمبتدعين لقوله تعالى:} ... وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً {(سورة المزمل:10). (عواجي، 1997م:2/ 1022).
قولهم بالوجوب على الله تعالى أي يجب على الله تعالى أن ينفذ وعده مستدلين على باطلهم هذا بقوله تعالى:} وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً {(سورة النساء: 100) يقول الزمخشري:" (فقد وقع أجره على الله) فقد وجب ثوابه عليه ... والمعنى فقد علم الله كيف يثيبه وذلك واجب عليه" (الزمخشري، 1/ 277).
وهذا ناتج عن قولهم يجب على الله فعل الأصلح، ومعلوم أن هذا القول باطل لأنه لا يوجب على الله أحد، بل رحمته ومغفرته هي المقدمة وهذا يؤكده قول عائشة t أن رسول الله r قال:" سددوا وقاربوا وابشروا، فإنه لا يدخل أحداً الجنة عمله، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال:" ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة" (مسلم، 4/ 2170 - رقم 2816).
أنكر المعتزلة خلق الله تعالى لأفعال العباد بل العباد يخلقوا أفعالهم مستدلين على ذلك بقوله تعالى:} ... وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ {(البقرة:205). يقول القاضي عبد الجبار:" أفعال العباد غير مخلوقة فيهم، وأنهم هم المحدثون لها" (عبد الجبار، 1988م:323) ويرجع السبب بالقول:" إن في أفعال العباد ما هو ظلم وجور، فلو كان الله تعالى خالقاً لها لوجب أن يكون ظالماً جائراً" (عبد الجبار، 1988م:325).
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قرر القاضي عبد الجبار أن من قال بأن الله يخلق أفعال العباد فقد عظم خطؤه فقال:" وأن من قال: إن الله سبحانه خالقها ومحدثها فقد عظم خطؤه" (عبد الجبار، 1962:8/ 3).
وقد رد على قولهم هذا القرآن الكريم حيث قال الله تعالى:" والله خلقكم وما تعملون (الصافات:96) وقد كتب الإمام البخاري كتاب سماه خلق أفعال العباد ليردد على المعتزلة وغيرهم.
وهذه بعض تأويلات المعتزلة التي تشير بوضوح إلى مخالفة الحق ليس إلا لنصرة مذهبهم ومعتقدهم وظهور فرقتهم تحت بند تأويل النصوص القرآنية ابتغاء الفتنة وتمزيق صف الأمة، وكذلك كان موقف الفرق القديمة في تناولها للنص وتأويله.
المبحث الثاني
الفرق المعاصرة
لم تكن الفرق المعاصرة أقل خطأً في التأويل الفاسد لتحقيق أهدافها وإظهار نفسها من الفرق القديمة بل اعتمدت تأويل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بطريقة تهدف إلى استدراج من قلة بضاعته في الدين لتجذبه إليها أو تشككه في معتقده، ومن هذه الفرق البابية والبهائية والقاديانية والجمهوريون والتكفير والهجرة.
المطلب الأول: البابية
ظهرت البابية في إيران، التي كانت مرتعاً خصباً لنزعات الباطنية والأفكار الشيعية، وموطناً صالحاً للفرق الضالة الملحدة، والمذاهب الباطلة الهدامة. وتنسب إلى مؤسسها على محمد الشيرازي الملقب (بالباب) والذي ولد بمدينة شيراز جنوب إيران سنة 1819م مدعياً انتسابه إلى آل البيت، درس كتب الصوفية، استطاعت روسيا أن تسقطه عن طريق عميلين روسيين أظهرا التشيع وهما أحمد الإحسائي وكاظم الرشتي، وهذا يدل على مدى تأثير روسيا في إيران آنذاك، ودور أعداد الإسلام في نشر الفكر الباطني، ادعى أولاً: أنه الباب إلى محمد بن الحسن العسكري ثم زعم أنه المهدي بعينه، ثم ادعى أن الذات الإلهية حلت فيه، وقد تم إعدامه سنة 1266هـ سنة1850م. (ظهير، 1981م:49 - فاضل، 1986:163 - يكن، 1983:2/ 119).
ثانياً: من تأويلاتهم:
لقب الشيرازي نفسه بالذكر: زاعماً أنه المراد من الآية الكريمة:} إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون {(النحل:43) (فاضل،1986: 167 - الطير،17).
زعم أن الله تعالى نزل عليه كتاباً يسمى بالبيان، وأنه المشار إليه في بقوله تعالى:} الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ {(الرحمن:1 - 4) فزعم الإنسان هو محمد – نفسه – والبيان هو هذا الكتاب المنزل على الباب. (فاضل، 1986م:166).
قول الباب في تفسير لسورة يوسف} إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ {(يوسف:4) قال الباب: وقد قصد الرحمن من ذكر يوسف نفس الرسول وثمرة البتول حسين بن علي بن أبي طالب مشهوداً ... وإن الله قد أراد بالشمس فاطمة وبالقمر محمد وبالنجوم أئمة الحق في أم الكتاب معروفاً. فهم الذين يبكون على يوسف بإذن الله سجداً وقياماً وإن الناس يبكون بمثل ظل الفيئ على الحسين سجداً" (فاضل، 1986م:166).
جعلوا لكل لفظه في القرآن تأويلاً حيث يزعم الباب:" بأن المراد من كل ما ورد في القرآن من ألفاظ: القيامة، والساعة، والبعث والحشر وما جرى مجراها، إنما هو ظهوره بالأمر، وقيامه بالدعوة، وأن الجنة كناية عن الدخول في دينه، والنار كناية عن الكفر به، واليوم الآخر كناية عن يوم ظهوره، ولقاء الله تعالى كناية عن لقائه، والنفخ في الصور كناية عن الجهر بدعوته والمناداة بها وصعق من في السموات والأرض كناية عن نسخ الأديان بدينه، وقيام أمته مقام الأمم" (ظهير، 1981م:196 - فاضل، 1986م:221).
فأنظر وتأمل في هذه التأويلات الضالة المخالفة لدين الله تعالى والتي تهدف إلى زعزعة العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين على أيدي عملاء لروسيا وبريطانيا.
المطلب الثاني: البهائية
أولاً: التسمية والنشأة:
فرقة ورثت البابية بهذا الاسم وهي تنسب إلى البهاء وهو رجل يدعى حسين بن على ابن المرزا عباس المازنداراني ولد بايران سنة1817م لما كبر البهاء اتجه إلى التصوف ثم اندمج في سلك البابيين فلقبه الباب بالبهاء، وكان من أنشط دعاة البابية.
(يُتْبَعُ)
(/)
سجن البهاء في إيران بعد محاولة قتل الشاه ثم نفي تحت ضغط السفارة الروسية إلى بغداد ثم إلى القسطنطينة ثم نفي وأتباعه إلى عكا. أخذ البهاء يتدرج من منصب إلى منصب حيث ادعى خلافته للباب ثم ادعى انه المهدي المنتظر، ثم ادعى النبوة والرسالة ثم الألوهية والربوبية والعياذ بالله، ولقد سلط الله تعالى عليه جرثومة الحمى لتقضي عليه سنة 1892م، ودفن في عكا موصياً بعده بالأمر لأبنه عباس، وكان للبهائيين علاقة قوية بروسيا وبريطانيا والصهيونية العالمية. (الطير، 53 - ظهير، 1981م:258 - الوكيل، 1986:136 - 137).
ثانياً: من تأويلاتهم:
لم تختلف البهائية عن البابية كثيراً في تأويلاتها لنصوص القرآن الكريم ومن ذلك:
قوله تعالى:} الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ {(الرحمن:5) يقول البهاء عن العلماء:" إنهم نوعان، أما الأول فهم الشموس العالية الحاكون عن الحقيقة الإلهية، وأما الآخرون فهم شموس سجين ثم يستشهد على قوله بالآية" (الوكيل،1986م:272).
ومن المعلوم بطلان قول البهاء وتأويله حيث إن معنى الآية أن الشمس والقمر يجريان بحساب ومنازل لا يعدوانها ويحيدان عنه، ويدلان بذلك على عدد الشهور والسنين. (الشوكاني، 5/ 131).
قوله تعالى:} وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ {(الأعراف:142) قال البهائي:" إن هذه الليالي المتممة للأربعين عبارة عن الأربعين سنة التي غابت فيها شمس الحقيقة الإلهية ثم إن شمس هذه الحقيقة قد تجلت في موسى عليه السلام بعد أن بلغ أربعين سنة" (الوكيل، 1986:273).
وهذه مجموعة من تأويلاتهم للآيات التي تتحدث عن اليوم الآخر يؤولونها لتحقيق أهدافهم منها:
قوله تعالى:} إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ {(التكوير:1) أي ذهب ضوؤها: أي انتهت الشريعة المحمدية وجاءت الشريعة البهائية.
قوله تعالى:} وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ {(التكوير:7) أي اجتمعت اليهود والنصارى والمجوس على دين واحد فامتزجوا في دين البهاء.
قوله تعالى:} وَإِذَا السَّمَاء كُشِطَتْ {(التكوير:11) أي انقشعت، أي أن الشريعة الإسلامية لم يعد يستظل بها أحد.
قوله تعالى:} يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ {(إبراهيم:27) قالوا: الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد r والآخرة هي الإيمان بميرزا حسين على (البهاء).
هـ- قوله تعالى:} وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ {(الزمر:67) قالوا:" القصد منها الأديان السبعة: البرهمية والبوذية، والكونفوشستية، واليهودية والنصرانية والإسلام، أنها مطويات جميعاً بيمن البهاء" (عواجي،1997م:1/ 574 - 577 - عبد الرحمن،1986م:277).
فهذه التأويلات من البهائية وشياطينها تدل بوضوح على هدفهم المعلن وهو تغيير معتقدات المسلمين وبدعم ومساندة الدول الكبرى ومن يحركها من الضالين اليهود.
المطلب الثالث القاديانية
أولاً: التسمية والنشأة:
استطاع الإنجليز في منتصف القرن التاسع عشر الاستيلاء على الهند، وبذلك تكون قد سقطت إحدى الدول الإسلامية الكبرى التي قامت في القرن السادس عشر الميلادي، ولكن المسلمين رفضوا الاستلام فقاوموا بشتى الطرق، وقاموا بإعداد المجاهدين لمحاربة الإنجليز، فاتجه الإنجليز إلى طريقتهم المعهودة (فّرِق تَشُدْ) فاتجهوا إلى تمزيق وحدة المسلمين بزرع المنافقين ومدهم بالمال والمساعدات، فوقع الإختيار على غلام أحمد خان القادياني المولود بمدينة قاديان سنة 1835تقريباً، وقد قام بالدور المطلوب منه فأسس فرقة القاديانية لتكون معول هدم للإسلام وتفريق المسلمين، فادعى أولاً أنه مجدد العصر ثم أنه مأمور من الله، ثم أعلن أنه المسيح الموعود والمهدي المعهود، ثم ادعى النبوة وأن الله تعالى يكلمه مباشرة. كانت علاقته قوية بالإنجليز واليهود، مات القادياني سنة 1908م بمرض (الكوليرا). ليترك بعده فرقة ضاله تسمى القاديانية، تعمل لخدمة أعداد الإسلام. (البهي، 1973م:40 - 41 - يكن، 1983م:111 - المودودي، 19).
ثانياً: من تأويلاتهم:
تعمد الفرق الباطنية الضالة دائماً لتأويل آيات القرآن الكريم لتحقيق أهدافها ومطامعها ولتنشر ضلالاتها بسلاح التأويل الفاسد ومن ذلك:
(يُتْبَعُ)
(/)
ادعى القادياني النبوة، فحدث نقاش بين أتباعه حول نبوته فقال المولوي عبد الكريم القادياني:" أنا أعتقد أنك نبي ورسول، فإن كنت مخطئاً نبهني على ذلك قال الميرزا القادياني:" هذا الذي أدين به وأدعيه " وعند ما ارتفع صوت المخالف لذلك وهو الشيخ محمد أحسن خرج القادياني من بيته وهو يقرأ " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" (الحجرات:2) (الندوي، 1983م:72 - 73، الطير، 1986م:123) بل زعم القادياني بأنه أفضل من الأنبياء والمرسلين بقوله:" أنا أفضل من جميع الأنبياء والرسل" (يكن، 1983م:113) وهذا الكلام معلوم بطلانه بالقرآن والسنة النبوية.
إنكار القادياني جسمانية الجنة والنار وحقيقتهما فيقول في تأويل قوله تعالى:} وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ {(البقرة:25):" إن الله تعالى قد شبه هنا الإيمان بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار ... بل إن جنة الإنسان تنشأ في باطن الإنسان نفسه، وإن جنة المرء إنما هي إيمانه وأعماله الصالحات التي يبدأ بالتلذذ بها في نفس هذا العالم" (القادياني، 1996م:85) وأما قوله تعالى} أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ {(الصافات:62 - 64) يقول القادياني مؤولاً هذه الآيات بحسب هواه:" إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم، أي تنشأ من الكبر والزهو لأنهما جذور جهنم ... إن الله تعلى مثل كلمة الكفر التي في هذه الدنيا بالزقوم واعتبرها شجرة الجحيم، كما مثل كلمة الإيمان التي هي في هذه الدنيا بالجنة المثمرة " (القادياني، 1996:87 - 88) ثم يقول مصرحاً عن اعتقاده بوضوح في كتابه فلسفة تعاليم الإسلام:" إننا لا نؤمن بجنة هي عبارة عن أشجار مغروسة غرساً ظاهرياً، ولا نؤمن بجحيم فيها أحجار من كبريت مادي، بل الجنة والجحيم هما انعكاسات للأعمال التي يعملها الإنسان في الحياة الدنيا" (القادياني، 1996م:111).
ومن تأويلات القادياني للقرآن الكريم تأويله للمسجد الأقصى في سورة الإسراء بمسجد قاديان في الهند حيث يقول:" إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى:} سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ... {(الإسراء:1) هو مسجد قاديان، وإذا كانت قاديان تناهض البلد الحرام وربما تفوق عليه، فلا بد أن السفر إليها يساوي الحج بل يفوق عليه: (الندوي وآخرون،42).
إن هذه التأويلات الباطنية تخالف بوضوح المنقول والواقع حيث إن الأقصى مسجد معروف في فلسطين أُسري برسول الله محمد r إليه، وعرج منه إلى السموات السبع ولا يخالف في ذلك إلا مكابر ومعاند كالقادياني وأتباعه.
إن القاديانية امتداد للفرق الباطنية التي أنتجها إعداد الإسلام لمحاربة الإسلام ولا شك عاقل بكفرها وكفر من يعتقد بأفكارها ومعتقداتها ولذلك يقول أبو الأعلى المودودي أمير الجماعة الإسلامية بباكستان رحمه الله: " إن موالاة القاديانيين للإنجليز- العدو التقليدي للمسلمين- ثم لإسرائيل لدليل قاطع بأنهم غير مسلمين" (المودودي، 65).
المطلب الرابع: الجمهوريون
أولاً: التسمية والنشأة
فرقة الجمهوريين فرقة باطنية نشأت في السودان في عهد الاستعمار البريطاني الذي كان وراء الدعوات الباطنية الهدامة العاملة على نشر الفساد والإلحاد في العالم الإسلامي.
مؤسس هذه الفرقة محمود محمد طه الذي ولد عام 1911م، وقد ولدت هذه الفرقة الضالة سنة 1945م تحت اسم الحزب الجمهوري الاشتراكي وبدأ يتحول إلى فرقة باطنية، ذات الاتجاه الباطني المخالف للإسلام سنة 1952م، وهو العام الذي أعلن زعيمهم محمود بأنه استقام أمر نفسه وأصبح على مشارف الوصول للمعية بالذات الإلهية، وقد نجح محمود في تعبئة أتباعه بالفكر الباطني الإلحادي الذي آخذه من الفرق الباطنية في القديم والحديث، ومن الفلسفات الإلحادية، كما استطاع أن يبقى رئيساً لهذه الفرقة إلى حين إعدامه سنة 1985م، يطلق الجمهوريون على أنفسهم اسم " المسلمون" وكذلك "الرسالة الثانية" لزعمهم أن الرسالة الأولى كانت للإيمان، وبعد إعدام زعيم هذه الفرقة الضالة قل أتباعها" (عبد
(يُتْبَعُ)
(/)
المجيد، 1994:30، الندوة العالمية، 183 - أحمد6 - 15).
ثانياً: من تأويلاتهم:
يعتقد محمود طه بوحدة الوجود، وأن الذات الإلهية تتجسد في صورة الإنسان الكامل، وقد اتجه لتأويل الآيات لتتفق مع معتقده قائلاً إن الرحمن هو إله الأرض، وأن الله هو إله السماء وهما إله واحد، فقال في تفسير قوله تعالى:} وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ {(الزخرف:84) فإله الأرض إله الإرادة ... وإله السماء إله الرضا وإله الأرض الرحمن ... وإله السماء الله. وإنما هو إله واحد" (الرومي، 1407هـ:1/ 264).
وأكد معتقده في موضع آخر بقوله:"الله هو الإنسان الكامل الذي ليس بينه وبين ذات الله المطلقة أحد، وهو بين الذات وبين سائر الخلق، وهو الذي يتولى حسابهم نيابة عن الإنسان الكامل المسمى الله وهو المعني في المقام الأول بقوله تعالى} هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ {(البقرة:210) (الرومي،1407هـ:1/ 264).
وهنا يعلن بصراحة عقيدة الحلول فيقول:" فهو حين يدخل من مدخل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله يجاهد ليرقى بإتقان هذا التقليد حتى يرقي بشهادة التوحيد إلى مرتبة يتخلى فيها عن الشهادة ولا يرى إلا أن الشاهد هو المشهود، وعندئذ يقف على العتبات ويخاطب كفاحاً بغير حجاب:" قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون" (سورة الأنعام: 91) وقل هنا تعني كن " (المطيعي، 1986م:79) تعالى الله عن قوله علواً كبيراً.
هذه هي عقيدة زعيم الجمهوريين في الله تعالى بل زعم أن عبادة الأصنام مرضية عند الله بقوله:" وقد مر وقت كانت عبادة الصنم مرضية عند الله وذلك بحكم الوقت" (الرومي، 1407هـ:1/ 265).
أما موقفه من القرآن فيتضح عند موقفه من قوله تعالى:} أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ {(الطور:30) فيقول " وأنت إذا جئت لدقائق القرآن فإنه الشعر ... وما نفاه الله عن القرآن ليس كونه شعراً، وإنما نفي عنه ملابسات الشعر في عدم الالتزام وعدم الصدق " (أحمد، 18 - الندوة العالمية:187).
وأما الساعة عند محمود طه فلها تأويل آخر حيث يقول" والساعة ساعتان ساعة التعمير وساعة التخريب، فأما ساعة التعمير فهي لحظة مجيء المسيح ليرد الأشياء إلى ربها .. وأما ساعة التخريب فهي لحظة مجيئ المسيح للمرة الثانية ليرد الأشياء إلى الله حساً وقد أبطأ المعنى وذلك} يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ {" (سورة الأنبياء:104).
والساعتان منضويتان في بعضها في سياق القرآن فهو عندما يقول " الساعة إنما يعني المعنى القريب للساعة وهي ساعة التعمير، والمعنى البعيد للساعة وهي ساعة التخريب، وإنما يقع التمييز بينمها عند القادرين عليه بفضل الله ثم بفضل التفرد في التوحيد" (الرومي، 1407هـ: 1/ 261).
هذه هي تأويلات فرقة الجمهوريين التي توضح كفر وضلال هذه الفرقة التي اعتمدت على تأويل آيات القرآن الكريم لإضلال الناس عن الحق وتحقيق أهداف هذه الفرقة الضالة.
المطلب الخامس: التكفير والهجرة " جماعة المسلمين"
أولاً: التسمية والنشأة:
تعد جماعة التكفير والهجرة امتداداً لفرقة الخوارج حيث ورثت أفكارها ومبادئها، وقد أطلق عليهم هذا الاسم وسائل الإعلام حيث اشتهدوا به ولكنهم أطلقوا على أنفسهم " جماعة المسلمين" وهو الاسم الذي أطلقه الخوارج على أنفسهم من قبل. ويعد شكري مصطفى مؤسس وقائد لهذه الفرقة، وقد تولدت أفكاره التكفيرية داخل السجون المصرية، وقد أعد نفسه كمصلح اجتماعي ومهدي الأمة المنتظر، وأخذ أتباعه يروجون لذلك حتى بايعوه أميراً للمؤمنين وقائداً لجماعة المسلمين، وقد انتهى به الأمر إلى أن أعدم هو وزملاؤه من قادة جماعة التكفير في سنة 1978 بتهمة اغتيال الدكتور/ محمد حسين الذهبي الذي كان وزيراً للأوقاف آنذاك. (القرضاوي، 1406هـ:13، زين العابدين، 1407هـ:216، جلى 1988م:110 - 111، البهنساوي، 1415هـ:145).
ثانياً: من تأويلاتهم:
(يُتْبَعُ)
(/)
اعتمدت جماعة التكفير والهجرة على آيات وأحاديث لتحكم على مرتكب الكبيرة بالكفر والخروج من ملة الإسلام دون النظر في الآيات والأحاديث الأخرى والجمع بينهما وذلك كما فعل أسلافهم من الخوارج ومن ذلك:
احتجوا بما يعرف لديهم بدليل البيعة وهو قوله تعالى:} يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {(الممتحنة:12) قالوا: إن هذه الآية تحتوي على أمرين:
ألا بشر من بالله شيئاً وفيها المحرمات قطعاً.
ألا يعصين في معروف وفيها الفرائض.
وبنوا على ذلك أن من لم يستكمل شروط البيعة ويؤدي الفرائض جميعها لا يعتبر مسلماً" (جلي، 114:1988 - 115).
كما استدلوا بقوله تعالى:} وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً {(الجن:23) فقالوا هذه الآية تدل على كفر من نقض فريضة أو اجترح محرماً وتقول بخلوده في النار. (جلي، 1988م: 116).
وهذه الآيات التي يستدلون بها لا حجة لهم فيها لأن المراد بالمعصية هنا "المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص الأخرى المحكمة، وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي r ، وأجمع عليه سلف الأمة، وأئمة هذه الأمة" (السعدي،7/ 465).
كما استدلوا بالأحاديث النبوية ومن ذلك:" من حمل علينا السلاح فليس منا " (مسلم، 1/ 98 - رقم 98) بمعنى أنه ليس من جماعة المسلمين" (جلي، 1988م:114).
كما أنهم قالوا أن المسلم متى ارتكب معصية كبيرة أو صغيرة فيلزمه التوبة و إلا صار كافراً واستدلوا بقوله تعالى:} إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً {(النساء:17) وفهموا القريب هنا، بالقرب الفوري فمن لم يتب في رأيهم فوراً فهو كافر" (البهنساوي، 1415هـ:124 - جلي،1988م:142).
وقد أهمل هؤلاء أو جهلوا النصوص الموضحة لهذه الآية والتي تفتح باب التوبة حتى غرغرة الموت أو ظهور علامات الساعة الكبرى كطلوع الشمس من مغربها لقول الرسول r :" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه" (مسلم، 4/ 2076رقم2703) وقال أيضاً:"إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" (الترمذي، رقم 3531).
لهم أخطاء شنيعة تدل على الجهل والسذاجة ومن ذلك مثلاً قولهم في تفسير الآية:} وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ {(القصص:59) فقد قالوا بأن (أم القرى) في الشرق الأوسط الآن، وهي التي تطلع عليها باقي الأمة العربية، ويتوزع منها الكفر إلى أقطار الأمة العربية، هي مصر" (جلي، 1988م:142) ومن المعلوم أن أم القرى الواردة في الآية هي مكة المكرمة.
وهكذا يتبين مدى انحراف من ترك التأويل الحق الموافق للكتاب والسنة واتبع طريق الهوى ليضل عن سبيل الله سواءً كان فرقاً باطنية قديمة أم حديثة معاصرة.
الخاتمة
لله الحمد والشكر على ما أنعم ويسر، وبعد فقد ناقش هذا البحث أثر التأويل في ظهور الفرق، وقد توصل الباحث إلى العديد من النتائج يجملها فيما يأتي:
1 - التأويل الصحيح هو ما وافق الكتاب والسنة، وأما ما يخالف الكتاب والسنة فهو التأويل الفاسد المرفوض.
2 - موقف علماء السلف من التأويل يتمثل في أنه إذا وافق الكتاب والسنة قبلوه، وإذا خالف رفضوه، فمقصودهم هو ترك التأويل الذي يؤدي إلى تحريف النصوص أو تعطيلها تحت ذريعة الظاهر والباطن.
3 - إن أصل الخلاف والافتراق يرجع إلى الابتعاد عن الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، واتباع التأويل الفاسد الناتج عن الهوى والضلال مما أدى إلى افتراق الأمة إلى فرق كثيرة.
(يُتْبَعُ)
(/)
4 - عمد كثير من الفرق إلى نصوص القرآن الكريم متأولين لها تحت قاعدة لكل ظاهر باطن ولكل تنزيل تأويل، لإثبات العقائد التي يؤمنون بها كتأليه زعمائهم أو ادعاء نبوتهم، أو إنكار اليوم الآخر، أو مهاجمة خصومهم وغير ذلك من الأفكار والمعتقدات الضالة التي أخرجتهم من ملة الإسلام.
5 - إن الانحراف عن طريق الهداية يبدأ يسيراً، ثم لا يلبث أن يتعمق حتى يبعد صاحبه عن الإسلام، الأمر الذي يحتم ضرورة التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله r ، وتأويلهما على مراد الله تعالى وعلى مراد رسوله r .
6- إن الدارس لأفكار وعقائد الفرق الباطنية الضالة سواء كانت قديمة أو معاصرة يتبين له أنها جميعاً مثل وجهي العملة كيفما تقلبه لا يتغير رغم اختلاف الوجه الأول عن الآخر، كما أن اختلافها في الأسماء والألقاب لا يدل على تنافر عقائدها، وهذا يدل على أن جميع هذه الفرق تتفق في الأهداف والغايات فضلاً عن اتفاقها في المصدر والأساس.
7 - لقد كان لليهود والاستعمار الأثر الواضح في ظهور الفرق الباطنية إلى جانب التأويل، لتشويه الإسلام في نفوس أهله تمهيداً لتقويضه لأنه الجدار المانع لطموحاتهم معتمدين قاعدتهم الاستراتيجية "دمروا الإسلام أبيدوا أهله".
وبعد: هذا ما يسره الله تعالى من كتابة البحث، فما كان فيه من صواب، فهو من الله تعالى وما كان فيه من خطأ، فهو من نفسي ومن الشيطان، وأسأل الله المغفرة، ولا أزعم أني أوفيت البحث حقه، وإنما حاولت بذل الجهد في الوصول إلى الحق، والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصادر والمراجع
ابن تيمية، أحمد، 1398هـ، مجموع الفتاوى، الطبعة الأولى، دار الإفتاء، الرياض.
منهاج السنة النبوية، بدون طبعة، دار الكتب العلمية، بيروت.
ابن حزم على بن أحمد، 1985م سنة 1405هـ، الفصل في الملل والأهواء والنحل، الطبعة الأولى، دار الجيل، بيروت.
ابن قيم الجورية، محمد، مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، طبعة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والرياض.
ابن المرتضي أبي عبد الله محمد، إثيار الحق على الخلق، دار الكتب العلمية، بيروت.
ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، الطبعة الأولى، دار صادر، بيروت.
أبو زهرة، محمد، تاريخ المذاهب الإسلامية، دار الفكر العربي، بيروت.
أحمد، النور محمد، الفكر الجمهوري تحت المجهر، إتحاد طلاب جامعة أم درمان الإسلامية، السودان.
الأشعري، أبو الحسن على، 1990م، الإبانة عن أصول الديانة، الطبعة الثانية، دار الكتاب العربي، بيروت، ـ 1389هـ - 1969م، مقالات الإسلاميين، الطبعة الثانية مكتبة النهضة المصرية، القاهرة.
البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، الفرق بين الفرق، دار المعرفة، بيروت.
البهنساوي، سالم، 1415هـ 1982م، الحكم وقضية تكفير المسلم، الطبعة الثانية، دار الوفاء، المنصورة.
البهي، د. محمد، 1973، الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار، الطبعة السادسة، دار الفكر، بيروت.
التونسي، محمد، بطلان عقائد الشيعة، دار النشر الإسلامية العالمية باكستان.
الجرجاني، 1405هـ، التعريفات، الطبعة الأولى، دار الكتاب العربي، بيروت.
جلي، د. أحمد، 1988م، دراسة عن الفرق وتاريخ المسلمين، الطبعة الثانية، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
الحلبي، د. سليمان، طائفة النصيرية، المطبعة السلفية، القاهرة.
الحنفي، صدر الدين محمد، 1400هـ، شرح العقيدة الطحاوية، الطبعة السادسة، المكتب الإسلامي، بيروت.
الخطيب، د. محمد، 1404هـ-1984م، الحركات الباطنية في العالم الإسلامي، الطبعة الأولى، مكتبة الأقصى، الأردن، ـ 1400هـ - 1980م، عقيدة الدروز عرض ونقض، الطبعة الأولى مكتبة الأقصى، الأردن.
الرازي، فخر الدين، 1398هـ -1978م، اعتقادات فرق المسلمين والمشركين، مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة.
ـ 1400هـ، المحصول في علم الأصول، الطبعة الأولى، جامعة الإمام محمد بن سعود.
الرازي، محمد، مختار الصحاح، دار الكتب العلمية –بيروت.
الرومي، د. محمد، 1407هـ، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، الطبعة الأولى، دار الإفتاء، السعودية.
الزمخشري، محمود بن عمر، الكشاف، دار الفكر ـ بيروت.
(يُتْبَعُ)
(/)
زين العابدين، محمد، 1407هـ، الحكم بغير ما أنزل الله، الطبعة الأولى دار الأرقم- الممكلة المتحدة.
السعدي، عبد الرحمن به ناصر، تفسير كلام المنان، المؤسسة السعدية، الرياض.
السميري، د. جابر، 1995م، الصفات الخبرية بين المثبتين والمؤوِّلين، الطبعة الأولى، الدار السورانية للكتب- الخرطوم.
الشكعة، د. مصطفى، 1416هـ-1996م، إسلام بلا مذاهب، الطبعة الثانية، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة.
الشهرسناني، محمد بن أحمد، 1402هـ -1982م، الملل والنحل، دار المعرفة، بيروت.
الشوكاني، محمد، فتح القدير، دار المعرفة، بيروت.
الطبرسي، أبو على الفضل، مجمع البيان في تفسير القرآن، دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان.
الطير، د. مصطفى، 1406هـ، 1986م، القول الحق في البابية والبهائية والقاديانية الطبعة الأولى، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة.
ظهير، إحسان، 1981م، البابية عرض ونقد، الطبعة الثانية، لاهور، باكستان- 1399هـ، 1979م، الشيعة والسنة، دار الأنصار.
عواجي، د: غالب، 1997م، فرق معاصرة تنتسب للإسلام، الطبعة الثانية، دار البينة للنشر والتوزيع، دمنهور.
عبد الجبار ن القاضي، 1408هـ، 1988م، شرح الأصول الخمسة، الطبعة الثانية، مكتبة وهبة، القاهرة.
ـ 1962م، المغني في أبواب العدل والتوحيد، الطبعة الأولى، المؤسسة المصرية للطباعة والنشر.
عبد الرحمن، عائشة، 1986، قراءة في وثائق البهائية، الطبعة الأولى مركز الأهرام، القاهرة.
عبد المجيد، د. شوقي، 1994م، العقيدة والمذاهب المعاصرة، الطبعة الأولى، مطبة نيوستار، الخرطوم.
الغزالي، أبوحامد، 1413هـ-1993، فضائح الباطنية، الطبعة الأولى دار البشير-عمان، الأردن، 1413هـ، المستصفى، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت.
فاضل، محمد، 1407هـ-1978م، الحراب في صدر البهاء والباب، الطبعة الثانية دار المدني للطباعة والنشر، القاهرة.
الفيروزآبادي، مجد الدين محمد، 1978م، القاموس المحيط، دار الفكر، بيروت.
القادياني، أحمد، 1416هـ، 1996م، فلسفة تعاليم الإسلام، الطبعة الأولى الشركة الإسلامية المحدودة.
القرضاوي، د. يوسف، 1406هـ، 1985م، ظاهرة الغلو في التكفير، الطبعة الثانية، مكتبة وهبة، القاهرة.
الكليني، محمد، 1413، 1992، الكافي، الطبعة الأولى، دار الأضواء، بيروت.
المودودي، أبو الأعلى، ما هي القاديانية، دار القلم، الكويت.
المطيعي، محمد، 1986م، حقيقة محمود طه، الطبعة الأولى، بدون دار نشر.
النجار، عبدالله، 1965م، مذهب الدروز والتوحيد، دار المعارف، مصر.
الندوة العالمية، الموسوعة الميسرة، الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الرياض.
الندوي، أبو الحسن على، وآخرون، القاديانية، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة.
- 1983م، القادياني و القاديانية، الطبعة الخامسة، الدار السعودية للنشر.
الوكيل، عبد الرحمن، 1986م، البهائية، الطبعة الثانية، دار المدني، جدة.
يكن، فتحي، 1403هـ -1983م، الموسوعة الحركية، الطبعة الأولى، دار البشير عمان، الأردن.
ـ[وليد شحاتة بيومي]ــــــــ[07 Nov 2008, 01:19 ص]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد،
البحث ما شاء الله، لكن رجاء مراجعة الجزء الذي كتب باللغة الإنجليزية في مقدمة البحث، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون،
ورأيي أن يحذف هذا الجزء حتى تتم مراجعته وتصويبه لأن فيه أخطاء جسيمة،
It would be better to delete this abstract as it gives an improper image of the research.
Later, it can be added if necessary, after due proofreading and correction.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
ـ[مرهف]ــــــــ[09 Nov 2008, 09:47 ص]ـ
شكر الله لك أخانا وليد ويرجى من المشرفين اللاطلاع واتخاذ اللازم(/)
سؤال في قوله تعالى: لئن بسطت إلي يدك لتقتلني؟؟
ـ[أبولمار]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:29 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يقو صاحب نظم درر البقاع في تفسيره لهذه الآية (لئن بسطت إلي يدك ... ) الآية 28 المائدة
" {لئن بسطت إليّ} أي خاصة {يدك لتقتلني} أي لتوجد ذلك بأيّ وجه كان، ثم بالغ في إعلامه بامتناعه من الممانعة فقال: {ما أنا} وأغرق في النفي فقال: {بباسط} أي أصلاً، وقدم المفعول به تعميماً، ثم خص المتعلق لمناسبة الحال فقال: {يدي إليك لأقتلك} أي في أيّ وقت من الأوقات، ولعله أتى بالجملة الاسمية المفيدة لنفي الثبات والدوام أدباً مع الله في عدم الحكم على المستقبل."
سؤالي: أشكلت علي كلمة خاصة إلى ماذا تعود و كذلك عبارة "قدم المفعول به تعميما" ماذا قصد بالتعميم؟؟
وجزيتم خيرا ...
ـ[أبولمار]ــــــــ[08 Oct 2007, 02:48 م]ـ
هل من مجيب؟؟؟؟؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 Oct 2007, 06:23 ص]ـ
خاصة =إدراكى أنك تفعل ذلك لي أنا خاصة أو للقتل خاصة وليس للمصافحة مثلا
قدم المفعول به تعميما"=لكل الأحوال أي هذه الحال وغيرها فلن يكون مني أبدا مهما كانت الدوافع والأسباب أن أبسط يدي إليك قاصدا قتلك
ـ[أبولمار]ــــــــ[14 Oct 2007, 06:53 ص]ـ
بورك فيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[19 Oct 2007, 10:39 ص]ـ
رابط له صلة بالآية ..
من روائع التراث المخطوط: (1) مسألة (بسطت) والجواب [عليها] ( http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=870)
ـ[أبولمار]ــــــــ[20 Oct 2007, 02:30 م]ـ
شكر الله لك يا د. عبدالرحمن
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[20 Oct 2007, 05:39 م]ـ
المقصود المقارنة بين العبارتين، ففي الأولى قدم لفظ الجار والمجرور بقوله: "لئن بسطت إلي يدك"، وفي الثانية أخر الجار والمجرور وقدم المفعول بقوله: "ما أنا بباسط يدي إليك" .. ولما كان للتقديم والتأخير صلة قوية بالتعميم والتخصيص بينه البقاعي رحمه الله.
فقوله: "لئن بسطت إلي" قدم الجار والمجرور ليفيد أن الكلام في قتل أخيه له خاصة لا في قتل غيره.
وقوله: "ما أنا بباسط يدي" قدم المفعول ليفيد أنه لا يبسط يده لا إلى أخيه ولا إلى غير أخيه، فهو بريء من القتل عمومًا.
وفي تقديم الجار والمجرور في العبارة الأولى نكتة خلقية، وهو أنه لم ينسب إلى أخيه صفة القاتل، بل جعل القتل عارضًا وقع له.(/)
إليك و عليك
ـ[أبولمار]ــــــــ[06 Oct 2007, 01:51 م]ـ
السلام عليكم
يلاحظ أنه عندما يذكر تعالى انزال الكتب أو الملائكة تارة يضيف لها حرف الجر "على" و تارة أخرى "إلى".
مثال:
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق ... ) النساء
أنزل الله عليك الكتاب و الحكمة .. ) النساء
و غيرها كثير في كتاب الله
و أما ما يتعلق بإنزال الملائكة فلقد ذكرت بصيغ الإفراد في موضعين أحدهما مضاف إلى حرف الجر "إلى" و الآخر إلى "على"
أنزل عليه ملك ... ) الانعام
أنزل إليه ملك ... ) الفرقان
السؤال: لماذا هذا التنويع في استخدام حروف الجر؟ علما بأن شيخ الاسلام كما تعلمون يقرر بأن حروف الجر لا تنوب عن بعضها في القرآن.
و جزيتم خيرا
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[06 Oct 2007, 11:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الفرق من الناحية البيانية بين (أنزلنا إليك) و (أنزلنا عليك)؟
هناك أمران يحددان استعمال إلى أو على:
1. (إلى) لم تستعمل في القرآن الكريم إلا مع العاقل (وأنزلنا إليك الكتاب) أما (على) فهي استعملت للعاقل وغير العاقل (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) و (الأرض أنزلنا عليها الماء).
2. (على) قد تستعمل في العقوبات (فأنزلنا عليهم رجزاً من السماء) وقوله تعالى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين.
من برنامج لمسات بيانية في نصوص من التنزيل
للدكتور / فاضل صالح السامرائي
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[07 Oct 2007, 10:58 م]ـ
إذا كانت علة الإنزال هى الحكم بين الناس أو ليبين للناس -في حال كون الوحي مازال يتنزل فتأتي -إليك_
إِنَّآ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ?لْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَآ أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُنْ لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً 105 النساء فقد أراه الله الحكم قبل الحدث في مثل هذه الأمر ,ولكن مازال ينزّل بدليل نزول هذه الأية بعد الحدث
بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ النحل 44
نزل علي يحمل معني الفرض والأمر "كتاب الله عليكم " تأتى مع القرآن وكذلك: فرض علي،" فرض عليك القرآن " وكذلك تمام المنزل سواء كان الكتاب هو القرآن " وَمَآ أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ "النحل 64
وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً113 النساء
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى? رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي? أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً 136 النساء
أو كتاب تكليف أو الحكم الفصل في قضية ما
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَ?بِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى? يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ للَّهَ جَامِعُ الْمُنَ?فِقِينَ وَالْكَ?فِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً 140 النساء قال المفسرون أن المقصود هو الأمر في {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِى ءايَـ?تِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ الأنعام 68
يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَآءِ ...... 153 مثلها " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه ... "الأنعام7 هذا إنزال مادي
اما قوله تعالى "وقالوا لولا أنزل عليه ملك " فهو ليس علي الرسول ولكن يقصدون دليلا علي ماكذبوا به يحدده السياق
ـ[أبولمار]ــــــــ[08 Oct 2007, 02:53 م]ـ
جزيتم خيرا
و لكن لازلت احتاج لمزيد بيان خصوصا من الناحية البلاغية
ـ[أبولمار]ــــــــ[20 Oct 2007, 02:33 م]ـ
أظن أن المشرفين لم يمروا على موضوعي و لذا رفعته
ـ[فايز العمير]ــــــــ[21 Oct 2007, 07:55 ص]ـ
حقا الموضوع يحتاج إلى بحث أكثر وهكذا كتاب الله تعالى فهو لا تنقضي عجائبه
ولكني أحب أن أذكر طريقة تسهل حفظ كتاب الله تعالى وهي قواعد عامة أحيانا أو ضوابط أغلبية
ومنها كل ما ورد في سورة البقرة ـ إلى ـ عدا قوله تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما أنزل علينا)
وكل ما ورد في آل عمران ـ على ـ والله أعلم ـ(/)
سؤال في الشاهد الشعري للدكتور الشهري
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[06 Oct 2007, 06:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وخواتم مباركة، وتقبل الله من الجميع الصيام والقيام وسائر صالح الأعمال، وبعد:
أستاذي الفاضل: نجد أحيانا تحريفا أو تصحيفا لبعض الشواهد الشعرية، فما خطورة ذلك على تفسير كلام الله؟
وهل من أمثلة حية تبين مقدار هذه الخطورة؟
وجزاكم الله خيرا.
ثم السؤال موجهٌ لكل من يمكنه إفادتي من الأساتذة، واالأعضاء الأفاضل، وبارك الله في علمكم، ووفق الجميع لكل ما يحبه ويرضاه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Oct 2007, 07:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليس هناك خطورة على كتاب الله عز وجل من هذا ولله الحمد، فالقرآن محفوظ بحفظ الله له. وقد سمَّيتُ مثل هذا في كتاب (الشاهد الشعري في كتب التفسير) بعيوب الشاهد الشعري.
فالتحريف أو التصحيف قد يقع في شواهد الشعر التي يستشهد بها على بيان معاني القرآن الكريم وغيرها من مسائل النحو واللغة، ويؤثر هذا في فهم المستشهِد بها، وقد رأيت المفسرين يتعقبون مثل هذا الفهم الخاطئ ويصححونه ويصوبون رواية الشعر لمن وقع في الخطأ. ولعلي أذكر لك أمثلة في وقت لاحق لأن الوقت الآن يضيق عن التفصيل لقرب صلاة العشاء. وفقنا الله وإياك للعمل الصالح.
في ليلة 25 رمضان 1428هـ
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[06 Oct 2007, 07:27 م]ـ
وقد سمَّيتُ مثل هذا في كتاب (الشاهد الشعري في كتب التفسير) بعيوب الشاهد الشعري.
جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل، وهل أفهم من خلال عبارتك أعلاه أن كتابكم المنتظر بحمد الله قد صدر.(/)
وقفات في الرد على مبحث مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني ...
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[07 Oct 2007, 03:43 م]ـ
هذه بعض مشاركات مجموعة لي في سياق التعليق على مبحث (مناط الكفر في الموالاة للشيخ عبد الله القرني) حاولت أن أوفق بينها لتكون في سياق مؤتلف يسهل الاستفادة منها - إن وجد فيها شيء يستفاد منه - وهذا بناءا على طلب بعض الإخوان ... والله الموفق
***************
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وأعمالنا والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإن الشيخ عبد الله القرني وفقه الله من أهل العلم الفضلاء وإني وإن لم أتشرف بلقائه والحديث معه فلقد رأيته مرة واحدة في مدينة جدة منذ قرابة العشر سنوات وهممت بعد التعرف عليه والثناء على جهده أن اذكر له بعض الملاحظات على كتابه الضوابط كي يتم الكتاب على ما ينبغي أن يكون مرجعا صحيحا خاليا من الشوائب خاصة في هذه المسائل، ولكن كعادة أهل العلم بعد المحاضرة يلتف الناس حولهم ولم تكن ثمة فرصة غير هذه للقائه فقدر الله وما شاء فعل ...
ولعل في التعليق على مبحث الشيخ (مناط الكفر بموالاة الكفار) أتعرض لبعض المؤاخذات على كتابه الضوابط فإن هذا المبحث يعد كالتطبيق لما قد قرره الشيخ من أصول أعتقد أنها خاطئة في الكتاب المذكور وأسأل الله أن يتسع صدر الشيخ لنا في هذه التعليقات وأن يسامحنا إن تجاوزنا حدود الأدب أو اللياقة وان يصحح لنا ما قد نخطئ فيه والله ولينا ومولانا وهو المستعان سبحانه ...
واشرع في التعليق على مبحث (مناط الكفر بموالاة الكفار) فإن الشيخ وفقه الله قد أقامه على أصلين ذكرهما في مقدمة مبحثه وفي آخره وكررهما في ثناياه ...
أولهما:
أن المولاة والمعاداة أصلها في القلب وهي في أصلها المحبة والبغض أو القرب والبعد ..
ثم بنى وفقه الله على هذا الأصل (مسألته): وهي أن من أتى بالمحبة للمؤمنين والبغض للكافرين فقد أتى بأصل الولاء وما دون ذلك من الأعمال الظاهرة والباطنة فإنه يدخل في كمال الولاء ...
والأصل الثاني: هو دلالة قصة حاطب رضي الله عنه على أن الكفر بالموالاة ومظاهرة المشركين مقيد بأن يكون على الدين وأنه إذا كان لغرض دنيوي فإنه يكون كفرا دون كفر أو معصية من المعاصي ....
قال وفقه الله:
" ويستند التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لغرض دنيوي إلى أساسين:
- أحدهما: حقيقة أصل الولاء والبراء، وما يقتضيه بيان تلك الحقيقة من التفريق بين ما ينافي أصل الولاء والبراء وما ينافي كماله، ......
- وأما الأساس الثاني للدلالة على التفريق بين موالاة الكفار على دينهم وموالاتهم لمجرد غرض دنيوي فيستند إلى دلالة النصوص على أن موالاة الكفار لغرض دنيوي ليست كفراً لذاتها، ويكفي في الدلالة على ذلك ما جاء في قصة حاطب ? ..... "
- وقرر الشيخ وفقه الله في ثنايا بحثه " أصلا ثالثا" وإن لم يسمه أصلا وهو أن الكفر المتعلق بهذه المسالة كفر باطن لا تعلق له بالظاهر (كالنفاق ولا يدل عليه عمل ظاهر وليس من سبيل لمعرفة هذا لكفر الباطن إلا بإقرار صاحبه واستفصاله ...
حيث قال: " والمقصود هنا أن النهي عن موالاة الكافرين جاء في سياق أنه من صفات المنافقين، الذين لم يحققوا الإيمان الباطن وإن أظهروا الإسلام، ومع أن كفر المنافقين باطن فقد ذكر الله من موالاتهم للكفار ما هو من الموالاة الظاهرة لهم، كقعودهم معهم وهم يستهزئون بآيات الله، ونصرتهم للكافرين، حتى أمكن أن يقولوا لهم ما ذكره الله عنهم أنهم قالوا للكفار {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) [النساء:141]، وجاء في وصفهم كما في السياق السابق من سورة المائدة قوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ
(يُتْبَعُ)
(/)
مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)} [المائدة:2 5] قال الإمام ابن جرير: (يعني بمسارعتهم فيهم مسارعتهم في موالاتهم ومصانعتهم) ().
ومقتضى ذلك ألا يكون في مجرد ما يظهرونه من موالاة الكفار ما يدل لذاته على كفرهم في الظاهر، ولذا كان كفرهم باطناً لا ظاهراً، وإذا كان الكفر بما يظهره المنافقون من موالاة الكفار مقيداً بالباطن أمكن أن تحصل الموالاة للكفار في الظاهر ممن يضعف إيمانه من المؤمنين، دون أن يلزم من ذلك الكفر، لا في الظاهر ولا في الباطن، فيمكن على هذا أن تحصل من المؤمن المظاهرة للمشركين وإعانتهم على المسلمين، لمجرد غرض دنيوي، مع ثبوت أصل البراءة من الكفار.
وإذا كان الكفر قد يكون باطناً دون أن يكون عليه دليل في الظاهر، كحال المنافقين، وقد يكون ظاهراً، بحيث يمكن العلم به من حال المعين، مما يظهر منه من قول أو فعل، فإنه لا يجوز الحكم على معين بالكفر لمجرد ما يظن أنه حقيقة حاله في الباطن، وإنما يحكم عليه بالكفر استناداً إلى ما يقتضي الحكم عليه بذلك في الظاهر، ... "
فهذه هي الأصول التي كانت منطلق الشيخ في مبحثه ...
الأول راجع لحقيقة ومعنى الولاء والبراء، وأنهما في القلب ...
والثالث راجع أن من أنواع الكفر وان منه كفر باطن لا تدل عليه الأعمال الظاهرة ولا يستلزم شيئا منها ...
والثاني راجع لدلالة قصة حاطب رضي الله عنه في أن المولاة ليس منها شيء مكفرا إلا إذا كان مقيدا بمحبة الكفار على دينهم لا لغرض دنيوي ...
فهي في الحقيقة مقدمات يبنى بعضها على بعض ...
وسيكون الرد على هذا أيضا مقسما على قسمين قسم يختص بالأصل الأول والثالث والقسم الأخر حول قصة حاطب رضي الله عنه وإبطال الاستدلال بهذه القصة على ما ذهب إليه الشيخ وفقه الله ..
فأما الأصل الأول وما يتعلق به مما هو في الأصل الثالث فالرد عليه من وجوه:
الأول: تقرير قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وبيان أن الشيخ وفقه الله قد اخطأ تقريرها في كتابه " ضوابط التكفير" وأهمل إعمالها في هذه المسالة!!!
فإن قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن هي القاعدة المحكمة والفاصلة بين أهل السنة والمرجئة، ولعل هذا البحث كان ثمرة لهذا الخطأ!
فالشيخ وفقه الله قد قسم هذه القاعدة في كتابه إلى أربعة أقسام مما أذهب بقاعدتيها وكونها أصلا فاصلا بين أهل السنة والمرجئة!
يقول الشيخ وفقه الله في كتابه:
الحالة الأولى: الكفر الباطن.
وذلك كحال المنافقين، الذين هم في حقيقة أمرهم كفار، لكن لا يمكن الحكم عليهم بالكفر لتظاهرهم بالإسلام. ..
- الحالة الثانية: الدلالة القطعية للظاهر على الباطن.
وذلك كسب الله أو رسوله أو دينه، فإن ذلك كفر ظاهر، ولا يمكن أن يصدر عن مؤمن يحب الله ورسوله ودينه. فإن السب بغض وكراهية، ولا يكون إيمان أبداً في قلب من لم يحب الله ورسوله ودينه. ولا ينظر هنا إلى استحلاله أو عدمه، فإن السب كفر بذاته، وهو دال دلالة قطعية على قصد من تلبس به، وإذا اجتمع الكفر الظاهر مع القطع بأن القصد غير محتمل غير ما به الكفر لزم تكفير من تحقق منه ذلك.
الحالة الثالثة: الاحتمال في الفعل الظاهر.
وذلك بأن يكون الفعل داخلاً في عموم المخالفة، لكن لا يكون قاطعاً في الدلالة على أنه كفر، ...
الحالة الرابعة: الاحتمال في القصد.
في هذه الحالة يفترق الحكم على الفعل عن الحكم على الفاعل. فقد يكون الفعل كفراً بالأدلة الشرعية على ذلك، لكن لا يكون القصد بالفعل مطابقاً للفعل. ا. هـ
فهذه الحالات الأربع في الحقيقة تبطل قاعدة التلازم!
وهذا التقسيم لا دليل عليه وهو محض تحكم لم يسبق اليه شيخنا وفقه الله
فالحالة الأولى والثالثة والرابعة لا تلازم فيها بين الباطن والظاهر ..
والحالة الثانية التلازم فيها مطلق (هكذا تحكما)!!
فأربعة أقسام قسم واحد لأهل السنة وثلاثة أقسام هدية سلفية لأهل الإرجاء!
وأصل هذه كله هو الخلط بين الكفر على الحقيقة والكفر الحكمي المبني على الظاهر وكفر النوع وكفر المعين وأحكام الدنيا وأحكام الآخرة ...
ومنشأه إعمال قواعد هذه في هذه ...
فالتلازم بين الظاهر والباطن حكم يخص العموم والحقيقة لا العين والحكم ..
(يُتْبَعُ)
(/)
كقولنا حقيقة الإيمان قول وعمل واعتقاد فنحن نقرر الحقيقة وندخل فيها الاعتقاد وإن كنا لا نطلع عليه وليس لنا ان نشق عن الصدور ونقف على الاعتقاد بل نتعامل فقط عند الحكم على الناس مع العمل الظاهر والقول الظاهر كأسباب ظاهرة ولكن عند تقرير الحقيقة فإننا نقررها كما هي في الظاهر والباطن ...
والتلازم بين الظاهر والباطن من هذا القبيل .. فنحن نقرر التلازم لتقرير حقيقة الإيمان والربط بين أجزائها لا للتحقق من موافقة الظاهر للباطن وتعليق الأحكام عليها لموافقة الحقيقة بل الأحكام تكون على الظاهر على كل حال بإجماع المسلمين ...
والذي يقرر أن بعض أعمال القلوب لا تستلزم أعمال الجوارح الظاهرة التي تحققها أو تنافيها هو كمن يقول أن كل أعمال القلوب لا تستلزم أيا من أعمال الجوارح تماما!
أو كمن يقول عدم التلازم أصلا!!!
ومعلوم أن هذه القاعدة هي من أهم قواعد أهل السنة في الرد على المرجئة الذي يخرجون العمل الظاهر من الإيمان ...
والشيخ هنا في هذا المبحث يجعل المحبة التي هي أعظم أعمال القلوب - كما قرر هو- في كتابه والتي هي أصل جميع أعمال القلوب واصل الولاء والبراء لا تستلزم أعمالا ظاهرة تحققها أو تنافيها! فإن كان هذا العمل الجليل القدر العظيم الشأن الذي يقوم عليه مدار الدين كله لا يستلزم أعمالا في الظاهر تحققه فما الذي يستلزم من بقية الأعمال؟
وماذا بقي من التلازم إذا كانت أصل جميع الأعمال لا تلازم بينه وبين الظاهر؟!
فهذا خرق لهذه القاعدة على الحقيقة مهما قيل أننا نقررها ونحتج بها ...
ثانيا:
ذكر الشيخ وفقه الله في كتابه الضوابط تقريرا لهذه المسالة واحتج لها ببعض الأقوال عن شيخ الإسلام رحمه الله فأنقلها وما يليها حيث قال:
(فلو بطلت مسألة المحبة بطلت جميع مقامات الإيمان و الإحسان ولتعطلت منازل السير إلى الله. فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها بل هي حقيقة الإخلاص. بل هي نفس الإسلام. فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله. فمن لا محبة له لا إسلام له البتة. بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله، فإن الإله هو الذي يألهه العباد حباً وذلاً وخوفاً ورجاءً وتعظيماً وطاعة له مألوه، وهو الذي تألهه القلوب أي تحبه وتذل له. و أصل التأله التعبد. والتعبد آخر مراتب الحب، يقال عبده الحب وتيمه إذا ملكه وذلله لمحبوبه. فالمحبة حقيقة العبودية)
ومن عجيب الأمر أن الشيخ وفقه الله قد جعل المحبة القلبية أصل أعمال القلوب جميعها بل أصل الدين كله! .. ليس فقط أصل الولاء .. كما في هذا المبحث وقرر وفقه الله أن هذه المحبة لها لوازم ظاهرة وباطنة بدونها تكون هذه المحبة غير معتبرة، ولا أدري لماذا رجع في هذا المبحث القهقري وأبطل ما كان قرره في كتابه؟!
يقول الشيخ وفقه الله في كتابه الضوابط:
(إذا كانت حقيقة العلاقة بين العبد وربه هي المحبة لله والافتقار إليه فإن لها لوازم وعلائم لا تصح إلا معها. إذ ليست مجرد دعوى يدعيها العبد بلا بينة ولا تحقيق. بل لابد لتحقيق هذا الأصل من تحقيق لوازمه ومقتضياته الظاهرة والباطنة.
فأما للوازم الباطنة فأعمال القلوب من الرجاء والخوف والإنابة والإخلاص وغيرها، لأنه إذا تحققت المحبة وصحت تبعها عمل القلب ويندرج في هذا جميع أعمال القلوب، فهي كلها تابعة للمحبة نابعة عنها. لأن المحبة هي مدار الدين كله ظاهره وباطنه.
و إذا لم تتحقق أعمال القلوب لم تكن المحبة حقيقية ولا صادقة، ..................
وأما اللوازم الظاهرة فتتلخص في إتباع أوامر الله واجتناب نواهيه والدعوة إلى دين الله.
وأصل ذلك أن من أحب الله حقيقة لا بد أن تكون إرادته تابعة لإرادة الله ومحبته، فما أحبه الله وأمر به أحبه العبد والتزم به. وما كرهه الله ونهى عنه كرهه العبد وانتهى عنه.
(يُتْبَعُ)
(/)
وتحقيق ذلك بإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم والالتزام بالشريعة، وقد قال تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}. فمن أحب الله حقيقة فلا بد أن يتبع رسوله، فعلم أن من لم يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يلتزم بشريعته فليس محباً لله. فلا تكون المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بتحقيق المحبة، كما لا تصح المحبة إلا بتحقيق الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم فهما أمران متلازمان لا يصح أحدهما إلا بالآخر.
وعلى قدر قوة المحبة وضعفها يكون الإتباع كذلك، وفي هذا المقام يتفاوت الناس تفاوتاً عظيماً. وهذه هي حقيقة زيادة الإيمان ونقصانه، حتى إذا انتفى الإتباع بالكلية انتفت المحبة بالكلية ............................. فكما لا يصرف المؤمن عن ربه محبوبات الدنيا وشهواتها، فكذلك لا يصرفه خوف لو كان التحريق بالنار عن محبته و الإيمان به.
وهكذا تبين من كل ما تقدم من البحث عن حقيقة الإلوهية – أو العبودية – أنها محبة لله تستلزم طاعته والالتزام بشرعه. أو قل هي كمال
الطاعة لكمال المحبة. فالمحبة هي الأصل في العلاقة بين العبد والرب والطاعة ناشئة عنها ولازمة لها.)
وهذا النقل يوضح أن ثمة تناقض أو قل اختلاف في أقوال الشيخ سواء في نفس الكتاب أو بين الكتاب وبين هذا المبحث فتأمل قول الشيخ: " فلا تكون المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم إلا بتحقيق المحبة، كما لا تصح المحبة إلا بتحقيق الإتباع للرسول صلى الله عليه وسلم فهما أمران متلازمان لا يصح أحدهما إلا بالآخر."
كيف لمن يقرر هذا التقرير البديع أن يتوصل في مبحث كهذا أن من يقود الجيوش ضد هذا الرسول ليقاتله أو يقاتل أتباعه فيبذل نفسه أو ماله في سبيل إظهار الكفار عليه أو على المؤمنين من الممكن أن يكون لديه المحبة وأصل الولاء له؟!
- وهذا الاختلاف يظهر بالمقارنة بين شقي كتاب الضوابط، ..
الشق الأول: وهو الجزء البديع من الكتاب - إلا هنات قليلة – وهو الباب الأول والثاني وفيه تقرير لحقيقة الإيمان الكفر والرد على المرجئة والخوارج في بابين من أبدع ما يكون وفيه تقرير لقاعدة التلازم على وفق منهج أهل السنة والجماعة وحق لهما أن يكونا مرجعا علميا للباحثين عن الحق في هذه المسائل خاصة وان تقريرهما من قرابة عقدين من الزمان يوم أن كان هذا الكلام عزيزا جدا ..
الشق الثاني: وهو يبدأ من باب ضوابط تكفير المعين وشروط التكفير وموانعه والمدقق فيه يشك أن شخصا آخر هو الذي كتب هذا المبحث ليس هو من قرر هذا التقرير البديع في أول الكتاب!
وأنا إن كنت لا أحب أن أجعل التعليق هنا تعلقا على الكتاب ولكن أجدني مضطرا لشيء من ذلك وسأحاول أن يكون بقدر الإمكان متعلقا بما في هذا المبحث ..
فالشيخ وفقه الله قرر تقريرا بديعا لمسالة التلازم في أول كتابه واحتج به على المرجئة وقرره بما يتوافق مع كلام أهل السنة والجماعة تلازما مطلقا في إطار تقرير مسالة الإيمان وجنس العمل، ثم جاء في الباب الثالث (ضوابط التكفير) وأقحم هذه القاعدة وقيدها بشروط وموانع لا دليل عليها بما يرجع على هذه القاعدة بالنقض!!!
... والأهم من ذلك هو أن مسالة التلازم بين الظاهر والباطن لا دخل لها في الحكم على المعين بالكفر والإسلام،فهذا باب آخر لا علاقة له بهذه القاعدة إطلاقا كما سبقت الإشارة إلى ذلك ...
فمحل القاعدة كما سبق هو بيان حقيقة الإيمان والكفر من جهة التنظير والرد على أهل البدع الذين اخرجوا موجب أعمال القلوب الباطنة من الإيمان بحجة أن هذا يستلزم تجزيء الحقيقة الواحدة وفصلوا بين الظاهر والباطن فكانت هذه القاعدة المطلقة للتتميز بين أهل السنة والمرجئة في هذا الباب كغيرها من حقائق الدين كالتوحيد والإيمان وأنواع الكفر ... ...
أما الحكم على المعين فبابه العمل الظاهر فقط ...
... وهذا من أظهر الأخطاء في هذا المبحث!
ولكن من يتأمل ما جاء به الشيخ يجد أنه يبني أخطاء على أخطاء فهو وفقه الله لما فرق بين الحكم بالإسلام وبين الحكم بالكفر فجعل الأول على الظاهر فقط، بينما الحكم بالكفر يكون على الظاهر والباطن معا! كان لابد أن يقحم هذه القاعدة حيث لا مجال لها ...
وكما هو معلوم أن الأحكام الدنيوية جميعها هي على الظاهر كما هو إجماع أهل السنة والأدلة المعتبرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ومعلوم أيضا أن الشروط والموانع التي وضعها أهل السنة لتكفير المعين شيء آخر لا دخل لها بمسالة التلازم كما أنها لم توضع لأجل التحقق من الكفر الباطن أصلا كما يقرر الشيخ فهذا خطأ شنيع ما كان ليصدر من مثله ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله: " وبالجملة فأصل هذه المسائل أن تعلم أن الكفر نوعان: كفر ظاهر، وكفر نفاق، فإذا تُكلم في أحكام الآخرة كان حكم المنافق حكم الكفار، وأما في أحكام الدنيا فقد تجري على المنافق أحكام المسلمين".
ويقول: "وهكذا كان حكمه ? في دمائهم وأموالهم كحكمه في دماء غيرهم، لا يستحل منها شيئاً إلا بأمر ظاهر، مع أنه كان يعلم نفاق كثير منهم".
ويقول الشاطبي: "إن أصل الحكم بالظاهر مقطوع به في الأحكام خصوصاً، وبالنسبة إلى الاعتقاد في الغير عموماً، فإن سيد البشر مع إعلامه بالوحي، يُجري الأمور على ظواهرها في المنافقين وغيرهم، وإن علم بواطن أحوالهم، ولم يكن ذلك بمخرجه عن جريان الظواهر على ما جرت عليه". الموافقات (2/ 205)
يقول الحافظ ابن حجر ((من بدل دينه فاقتلوه)).: " هو عام، يُخَص منه من بدله في الباطن ولم يثبت عليه ذلك في الظاهر، فإنه تجرى عليه أحكام الظاهر ... وإظهار الإيمان يحصن من القتل، وكلهم أجمعوا على أحكام الدنيا على الظاهر، والله يتولى السرائر". فتح الباري (12/ 273 - 274)
فهذا إجماع صريح في أن الأحكام في الدنيا سواء كانت في الكفر كما تقدم أو الإسلام على الظاهر فلزم بيان خطأ الشيخ وفقه الله في هذه المسالة وما بناه عليها فهو خطا لا شك فيه
كما أن استحداث الشيخ شرط القصد بالفعل أو الباعث على الفعل وهو في الحقيقة
(قصد الكفر) في إجراء الأحكام الظاهرة من أكبر المؤاخذات عليه ولا دليل على اعتبار هذا القصد إطلاقا، وهو قد لجأ إليه لما قرر أن الحكم بالكفر يكون على الظاهر والباطن معا وليس على الظاهر فحسب كما سبق، وإن تجاوزنا اللفظ فيكون في الأعمال المحتملة الدلالة على مراد فاعلها فحسب فما بال الشيخ يفتح الباب على مصراعيه؟!
وكما سبق فإن تقسيم الشيخ لحالات التلازم الأربع هي من عجائبه!
ودليها محض تحكم فما الذي يمنع مثلا أن تدخل الحالة الثانية في الحالة الرابعة إلا محض التحكم ولماذا لا يرد الاحتمال في القصد على الساب؟! .. لماذا؟ اللأن هذا غير معقول كما يقول الشيخ؟ ... هل هذا تأصيل علمي مقبول؟!
وهل يرد هذا الاحتمال على من يقول جاهلا إن الله ثالث ثلاثة؟ أو إن المسيح ابن الله؟ أو يرد على من يسجد للصنم؟
فما فعله الشيخ وفقه الله في هذه القاعدة نقض لها وتفتيت لا دليل عليه والصحيح الذي هو مقتضى عموم الأدلة الشرعية وكلام أهل العلم والمحققين منهم أن التلازم بين الظاهر والباطن تلازم مطلق، وأن هذا لا دخل له في مسالة تكفير المعين ولا شروطه وموانعه فهذا كله خلط لا دليل عليه ...
وللمرجئة الذي احتج عليهم الشيخ بالتلازم أن يرجعوا عليه في مسالة جنس العمل ويقولوا أن تخلف العمل الظاهر لا يلزم منه بالضرورة تخلف الإيمان الباطن .. فكما أن الكفر الأكبر الذي في القلب (موالاة الكفار) لا يوجب في الظاهر عملا مع وجوده في الباطن فكذلك قد يوجد أصل الإيمان في الباطن مع تخلف موجبه في الظاهر ..
وجواب الشيخ عن هذا هو جوابنا في هذه المسالة ..
ولكن خطورة هذا الكلام أنه في مقام التأصيل ووضع الضوابط ومع ذلك فأدلته لا تساعد على تقريره ...
والتلازم في الحالة الرابعة يفتح الباب لجميع النواقض المكفرة أن تتعلق بالباطن رغم تكرار الشيخ انه بهذا لا يعلق الحكم على الأمور الباطنة ولكنا نقول إن لم يكن هذا كذلك فماذا يكون؟!
ومحاولة جعل السب وبعض الإعمال في حالة خاصة وتسميتها بالقطعية واستثنائها من الحالة الرابعة ليس بصحيح ولا يسلم للشيخ فيها!
بل نجعل الحالة الثانية (القطعية) حجة على الحالة الرابعة إذ لا فرق بينها فكلها نواقض مكفرة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، فجعل بعضها قطعي الدلالة على القصد والأخرى ليست قطعية تحكم بلا دليل، ومن فرق فعليه الدليل.
ولا دليل على ذلك إلا الرأي المجرد فضلا أنه لا دليل على هذا التقسيم أصلا ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وعليه فإذا كانت جميع المكفرات تتوقف على إقرار صاحبها بقصده للكفر فهي بذلك ترجع جميعا إلى الحالة الثالثة وهي مسالة العمل المحتمل الدلالة والقصد المحتمل والتي يتوقف فيها الحكم على المكلف وقصده من عمله،وفي هذا إبطال لدلالة الأعمال المكفرة على ذلك وجعلها بمنزلة الأعمال محتملة الدلالة التي يستفصل عن قصد صاحبها من عمله هل أراد به الكفر أم لا؟!
.... وهذا كله لم يسبق إليه الشيخ وفقه الله ...
- قال شيخ الإسلام رحمه الله:
" الإيمان والنفاق أصله في القلب وإنما الذي يظهر من القول والفعل فرعٌ له ودليل عليه، فإذا ظهر من الرجل شيء من ذلك ترتب الحكم عليه. ومعلومٌ أنه إذا حصل فرع الشيء ودليله حصل أصله المدلولُ عليه اهـ 2/ 453
- وقال رحمه الله:
" فلا يجوز أن يدعى أنه يكون في القلب إيمان ينافي الكفر بدون أمور ظاهرة لا قول ولا عمل وهذا هو المطلوب، وذلك لأن القلب إذا تحقق ما فيه أثر في الظاهر ضرورة لا يمكن انفكاك أحدهما من الآخر فالإرادة الجازمة للفعل مع القدرة التامة توجب وقوع المقدور " 7/ 645
- وقال:
" وهنا أصول تنازع الناس فيها، منها إن القلب هل يقوم به تصديق أو تكذيب ولا يظهر قط منه شيء على اللسان والجوارح وإنما يظهر نقيضه من غير خوف. فالذي عليه السلف والأئمة وجمهور الناس أنه لا بد من ظهور موجب ذلك على الجوارح "
- قال ابن القيم رحمه الله:
(الإيمان له ظاهر وباطن، وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته فلا ينفع ظاهر لا باطن له وان حقن به الدماء وعصم به المال والذرية.
ولا يجزىء باطن لا ظاهر له الا اذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف هلاك فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل علي فساد الباطن وخلوه من الايمان. الفوائد ص 117
- وما يقال في الإيمان يقال في الولاء فإنه ركن فيه فيقال فيه أيضا" ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه "
أما كفر النفاق والذي بنى عليه الشيخ الحالة الأولى من حالات عدم التلازم ثم بنى على ذلك أن ثمة كفر باطن لا يستلزم عملا ظاهرا فهذا من أعجب ما رأيت!!
فإنه من المعلوم أن ليس ثمة عمل في القلب اسمه " نفاق " وإنما هو نوع يرجع إلى تخلف بعض الأعمال القلبية أو فسادها كأصل الإخلاص والتعظيم والمحبة وغير ذلك وكل هذا أعمال للقلوب تستلزم في الظاهر ما يحققها بحسب قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن .. فإن كان ثمة عارض منع ذلك كخشية السيف،فإنها لا تظهر أو تظهر على وجه لا تقوم به البينة الشرعية ..
وهذا لا يقال فيه أنه لا تلازم بين الظاهر والباطن لوجود العارض والمانع الذي لا يعود على القاعدة بالإبطال أو حتى الاستثناء كما فعل الشيخ وجعله قسما في المسالة ..
والنفاق كما قلنا يرجع لتخلف أعمال القلوب ولذا حكى الله سبحانه عن المنافقين أعمال الكفر كالاستهزاء والسب وغير ذلك مما جاءت به الآيات فهل يقال أنه كفر باطن ليس من الأعمال ما يدل عليه كما فعل الشيخ بالمحبة؟!
وهذا كما يقال إن توحيد الربوبية يستلزم توحيد الالوهية ومعلوم أن كثير من المشركين قد يحقق الكثير من معاني توحيد الربوبية ومع ذلك لا يوحد الله في الإلوهية لوجود العارض ولا يعود ذلك على القاعدة بالإبطال ..
- وأيضا فإن تصديق القلب يستلزم عمله من المحبة الانقياد أو بحسب الأمر المصدق به فهذا كله ما لم يكن ثمة عارض فإذا وجد عارض يحول بين تصديق القلب ومحبته وانقياده فإن هذا لا يعود على التلازم الذي بينهما بالإبطال ...
ومسالة أن هذا كفر نفاق لا يعني أن هذا الكفر كفر باطني كما يقرر الشيخ ولا يستدل بأي من الأعمال عليه وإلا فالكثير من المكفرات المجمع عليها قد ترجع في الأصل إلى كفر النفاق ككفر السب والاستهزاء:
قال تعالى:
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون * أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)
فالاستهزاء في الأصل هو من عمل المنافقين فهل يقال له هو كفر نفاق باطن؟
وقال تعالى:
" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم "
قال شيخ الإسلام:
(يُتْبَعُ)
(/)
(و أيضا فإن المنافقين الذين نزل فيهم قوله تعالى: (و منهم الذين يؤذون النبي و يقولون هو أذن قل أذن خير لكم ـ إلى قوله ـ لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)
وقال -رحمه الله
: وقول من يقول عن مثل هذه الآيات أنهم كفروا بعد إيمانهم بلسانهم مع كفرهم أولا بقلوبهم لا يصح لأن الإيمان باللسان مع كفر القلب قد قارنه الكفر فلا يقال قد كفرتم بعد إيمانكم فإنهم لم يزالوا كافرين فى نفس الأمر وان أريد أنكم أظهرتم الكفر بعد إظهاركم الإيمان فهم لم يظهروا للناس إلا لخواصهم وهم مع خواصهم ما زالوا هكذا بل لما نافقوا وحذروا أن تنزل سورة تبين ما فى قلوبهم من النفاق وتكلموا بالإستهزاء صاروا كافرين بعد إيمانهم ولا يدل اللفظ على أنهم ما زالوا منافقين وقد قال تعالى يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا الا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما فى الدنيا والآخرة فهنا قال وكفروا بعد إسلامهم فهذا الإسلام قد يكون من جنس إسلام الأعراب فيكون قوله بعد إيمانهم وبعد إسلامهم سواء وقد يكونون ما زالوا منافقين فلم يكن لهم حال كان معهم فيها من الإيمان شيء لكونهم أظهروا الكفر والردة ولهذا دعاهم الى التوبة فقال فإن يتوبوا يك خير لهم وان يتولوا بعد التوبة عن التوبة يعذبهم عذابا أليما فى الدنيا والآخرة وهذا انما هو لمن أظهر الكفر فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة .. "
فما الفرق بين هذا وبين قوله تعالى " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا "
فكونهم منافقين لا يعني ان كفرهم باطن وانهم لا يصدر منهم أعمالا تدل على نفاقهم وكفرهم
ثالثا:
وعلى فرض أن الشيخ وفقه الله أصر على أن أصل الولاء والبراء الذي هو ركن التوحيد والإيمان لا يستلزم عملا ظاهرا ثبوتيا يحققه ولا منافيا يناقضه وجعله مدفونا هكذا في القلب لا يظهر إلا كماله ولا ينقض إلا بزواله!
فرغم بطلان ما سبق ...
فإنا نحتج على الشيخ وفقه الله بالأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بما تنقض هذا الأصل وتثبت أن لأصل الولاء صور ظاهرة لا محالة تنقضه وتبطله ويلزم من وجودها في الظاهر زواله وبطلانه في الباطن ..
قال تعالى:
" لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة"
فهذه الآية نص في كفر من يتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين إلا ما كان مكرها على ذلك فله حكم المكره.
قال الإمام الطبري رحمه الله:
إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل
قال الإمام البغوي رحمه الله:
ومعنى الآية أن الله تعالى نهى المؤمنين عن موالاة الكفار ومداهنتهم ومباطنتهم إلا أن يكون الكفار غالبين ظاهرين أو يكون المؤمن في قوم كفار يخافهم فيداريهم باللسان وقلبه مطمئن بالإيمان دفعا عن نفسه من غير أن يستحل دما حراما أو مالا حراما أو يظهر الكفار على عورة المسلمين والتقية لا تكون إلا مع خوف القتل وسلامة النية قال الله تعالى إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ثم هذا رخصة فلو صبر حتى قتل فله أجر عظيم
قال ابن كثير رحمه الله:
" أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته "
وهذا التفسير من الأئمة يوضح بجلاء أن المولاة تكون ظاهرا وباطنا وأن المسلم منهي عنها في الظاهر والباطن ...
فلو قيل إن الموالاة التي تستحق أن يكون المرء ليس من الله في شيء - يعني كافرا - هي الموالاة الباطنة لما كان لقوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة معنى!
فهي كقوله سبحانه وتعالى: من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من اكره " كما ذكر أكثر المفسرين ...
فلو كان الكفر المذكور في الباطن كما يقول الشيخ لما كان لاستثناء المكره فائدة لأن الإكراه لا يكون على ما في الباطن ..
(يُتْبَعُ)
(/)
واستثناء الإكراه والتقية في كلا الآيتين يدل على أن الكفر المقصود هو الكفر الظاهر لا الباطن وإلا لما كان للاستثناء معنى وهذا يجليه قول الامام الطبري السابق:
(ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل
)
فهذه الآية قاطعة في أن الكفر في مسالة الولاء يكون باطنا وظاهرا وان قول الشيخ أنه كفر نفاق أو كفر باطن لا يعني أنه لا يستلزم كفر في الظاهر .. وهذا واضح مع ما سبق بفضل الله ..
ومما هو جدير بالذكر أن الشيخ وفقه الله كان ينبغي عليه في مبحثه أن يطرح كل ما في الموضوع من آراء، ثم يرجح أيا ما يشاء! لا أن يخلي البحث إلا من قوله وكان المسألة ليس فيها إلا ما أبداه، فهل يخفى على الشيخ وفقه الله أقوال أهل العلم في التكفير بمظاهرة المشركين على المسلمين مجردة عن الاعتقاد
هل يخفى على الشيخ حفظه الله نواقض الإسلام العشرة للشيخ محمد ابن عبد الوهاب ومنها مظاهرة المشركين على المسلمين .. أم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قيد النواقض كلها بالاعتقاد؟!
هل يخفى على الشيخ وفقه الله الإجماع الذي ذكره الشيخ ابن باز في كفر من أعان الكفار بأي نوع من أنواع المعاونة ومن قبله إجماع ابن حزم وغيره
فإن خفي عليه وأظنه لا يخفى إن شاء الله فنذكره بطرف من ذلك ونحيله على البقية ...
لان في قلوبنا حزن أن يصف الشيخ مخالفه بأن لديه غلو في التكفير والله المستعان:
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
(وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم) مجموع الفتاوى والمقالات 1/ 274
فهل مثل هذا الإجماع يترك ولا يشار إليه ويستدل بكلام غيره من المعاصرين؟!!
إن قوة هذا النقل ليست في أنه رأي عالم مثل الشيخ رحمه الله ولكن قوته تكمن في أنه ينقل إجماعا يقضي على كل خلاف ...
وحتى لو كان رأيا مجردا للشيخ فهو من القوة بمكان ألا يهمل فضلا من أن يوصف صاحبه بأن لديه غلو في التكفير!
وهذا الإجماع منقول ومقرر معناه ويفسر بعضه بعضا ودليه واحد عبر القرون وهو قوله تعالى: " ومن يتولهم منكم فإنه منهم "
- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين".). الدرر السنية 10/ 92
- وقال أيضا:
(إن الأدلة على كفر المسلم إذا أشرك بالله أو صار مع المشركين على المسلمين ـ ولو لم يشرك ـ أكثر من أن تحصر من كلام الله وكلام رسوله وكلام أهل العلم المعتمدين). الرسائل الشخصية ص 272
وتأمل هذا النقل الصريح للشيخ رحمه الله والذي يقطع الطريق على كل من يوهم بأن الشيخ يقيد كفر الموالاة باية قيود:
- قال رحمه الله في رسالته للشريف:
"" النوع الثالث: من عرف التوحيد وأحبه واتبعه. وعرف الشرك وتركه, ولكن يكره من دخل في التوحيد ويحب من بقي على الشرك. فهذا أيضاً كافر, وهو ممن ورد فيه قوله تعالى:
(ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم).
النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده مصرحون بعداوة التوحيد واتباع أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أن تركه وطنه يشق عليه, فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه. فهذا أيضاً كافر .. "
فتأمل النوع الرابع الذي ذكر الشيخ عنه أن صاحبه ممن عرف التوحيد وأحبه واتبعه وعرف الشرك وتركه وسلم من كره الموحدين وبغض المشركين لكنه فقط قاتل أهل التوحيد مع أهل بلدته من المشركين فكان كافرا ... فهل الشيخ محمد ابن عبد الوهاب غال في التكفير؟ وهل مثل هذه الأقوال الصريحة تترك وينقل عن غيره؟!
- وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمهم الله (الدرر8/ 326): "فمن أعان الكفار أو جرّهم إلى بلاد أهل الإسلام أنها ردة صريحة بالاتفاق"
- وقال الشيخ عبد الله بن حميد رحمه الله (الدرر15/ 479): فيمن تولى الكفار ونصرهم وأعانهم على المسلمين أن هذه ردة من فاعله يجب أن تجرى عليه أحكام المرتدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة المقتدى بهم" ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- وقال الشيخ سفر الحوالي حفظه الله "إن نصرة الكفار على المسلمين - بأي نوع من أنواع النصرة أو المعاونة ولو كانت بالكلام المجرد - هي كفر بواح، ونفاق صراح، وفاعلها مرتكب لناقض من نواقض الإسلام - كما نص عليه أئمة الدعوة وغيرهم - غير مؤمن بعقيدة الولاء والبراء" .. , وما أكثر ما يختلف الشيخ مع شيخه في هذه المسالة وفي غيرها!!
لاحظ معي اخي الكريم أن ما سبق كله تقرير من اهل العلم - ومنهم المحققون بلا شك - أن المسالة مجمع عليها وكلهم يفسر التولي المكفر بالنصر والمظاهرة والمعاونة وكلهم يستدل بالآية نفسها على وقوع الكفر بمجرد الفعل ...
وأخيرا نصل إلى أقدم إجماع في المسالة ألا وهو:
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى (11/ 138):
(صح أن قوله تعالى "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُم" إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين)
ولقد أثار البعض شغبا حول هذا الإجماع ومراد ابن حزم رحمه الله من معنى التولي حتى أنهم حملوه وفسروه على أن التولي المذكور في الآية هو التولي على الدين!
ولكي أبين خطا هذا التوجه أنقل من كلام ابن حزم نفسه ما يوضح أنه رحمه الله قد عمل بمقتضى هذا الإجماع رغم وضوحه:
قال رحمه الله:
(وكذلك من سكن بأرض الهند والسند والترك والسودان والروم من المسلمين، فإن كان لا يقدر على الخروج من هنالك لثقل ظهر أو لقلة مال أو لضعف جسم أو لامتناع طريق؛ فهو معذور، فإن كان هنالك محاربا للمسلمين معينا للكفار بخدمة أو كتابة؛ فهو كافر) اهـ.
المحلى 11/ 200
وقال أيضا: (ولو أن كافرا غلب على دار من دور الإسلام وأقر المسلمين بها على حالهم، إلا أنه هو المالك لها المنفرد بنفسه في ضبطها، وهو معلن بدين غير الإسلام؛ لكفر بالبقاء معه كل من عاونه وأقام معه، وإن ادعى أنه مسلم) [اهـ.
فهل يقال بعد ذلك أن من يذهب لتكفر المعاون والمناصر والمظاهر للكفار عنده غلو في التكفير؟!
هذا ولا أظن يخفى عليكم عشرات النقولات عن الأئمة رحمهم الله في هذا المعنى
رابعاً:
أقول الأصل الأول الذي انطلق منها الشيخ حفظه الله في معنى الموالاة قاصر!
فالولاء وإن كان أصله القرب والمحبة والقرب إلا أنه أنواع وصور متعددة وهو كما فسر بالمحبة فقد فسر بغيرها واستعمل فيها أكثر مم استعملت في المحبة كالنصرة والمعاونة فهي أيضا من معانيه في أصل الوضع ...
وكون اللفظ أصله في اللغة كذا لا يعني بالضرورة أن ترجع جميع معانية على ذلك الصل لأنه قد ينتقل في استعمل الشرع عن هذا الأصل كما هو معلوم ومن ذلك لفظ افيمان في اللغة والصلاة والحج وغير ذلك ... فكيف إذا كانت النصرة هي اظهر معاني الولاء في اللغة والشرع؟!
وقد عرفه العلماء بهذا وهذا وغيره من المعاني لكن ما يهمنا التركيز عليه هو معنى النصرة والمظاهرة التي أطبق المفسرون على تفسير آيات التولي بها والتي يغفلها كل من يتكلم من المخالفين ...
والعجيب أن الشيخ حفظه الله قد نقل من أقوال أهل اللغة ما يعضد ذلك ولكنه حصر جميع هذه المعاني في المعنى الذي أراده وجعله أصله ومنطلقه ...
قال الشيخ وفقه الله في رسالته:
وجاء في الصحاح: (الوَلْيُ: القرب والدنو، يقال: تباعد بعد وَلْيٍ والوليّ ضد العدو، والموالاة ضد المعاداة والمولى الحليفُ)
) والوِلاية بالكسر: السلطان. والوَلاية والوِلاية: النصرة. يقال: هم عليَّ وِلاية أي: مجتمعون في النصرة) فما بال الشيخ وفقه الله اختزل كل هذه المعاني في المحبة ...
وأزيد هنا ما جاء في لسان العرب من معنى الولاء:
" قال: والمَوْلى الحَلِيفُ، وهو من انْضَمَّ إِليك فعَزَّ بعِزِّك وامتنع بمَنَعَتك؛ قال عامر الخَصَفِي من بني خَصَفَةَ:
همُ المَوْلى وإِنْ جَنَفُوا عَلَيْنا وإِنَّا مِنْ لِقائِهم لَزُورُ
(يُتْبَعُ)
(/)
قال أَبو عبيدة: يعني المَوالِي أَي بني العم، وهو كقوله تعالى: {ثم يخرجكم طِفْلاً والمَوْلى: المُعْتَقُ انتسب بنسبك، ولهذا قيل للمُعْتَقِين المَوالي، قال: وقال أَبو الهيثم المَوْلى على ستة أَوجه: المَوْلى ابن العم والعمُّ والأَخُ والابنُ والعَصباتُ كلهم، والمَوْلى الناصر، والمولى الولي الذي يَلِي عليك أَمرك، قال: ورجل وَلاء وقوم وَلاء في معنى وَلِيَّ وأَوْلِياء لأَن الوَلاء مصدر، والمَوْلى مَوْلى المُوالاة وهو الذي يُسْلِمُ على يدك ويُواليك، "
وجاء في القاموس المحيط:
"الوَلْيُ: ي القُرْبُ، والدُّنُوُّ، والمَطَرُ بعدَ المَطَرِ، وُلِيَتِ الأرضُ، بالضم. والوَلِيُّ: الاسمُ منه والمُحِبُّ، والصَّدِيقُ، والنَّصيرُ. ووَلِيَ الشيءَ، وـ عليه وِلايَةً وَوَلايَةً، أَو هي المَصْدَرُ، وبالكسر: الخُطَّةُ، والإمارَةُ، والسُّلطانُ. وأوْلَيْتُه الأمْرَ: وَلَّيْتُه إياهُ. والوَلاءُ: المِلْكُ. والمَوْلَى: المالِكُ، والعَبْدُ، والمُعْتِقُ، والمُعْتَقُ، والصاحِبُ، والقريبُ كابنِ العَمِّ ونحوِه، والجارُ، والحَليفُ، والابنُ، والعَمُّ، والنَّزيلُ، والشَّريكُ، وابنُ الأُخْتِ، والوَلِيُّ، والرَّبُّ، والناصِرُ، والمُنْعِمُ والمُنْعَمُ عليه، والمُحِبُّ، والتابِعُ، والصِّهْرُ"
فإذا كان الولاء له كل هذه المعاني والتي كانت النصرة من أبرز معانيه مع المحبة وغير ذلك مما ذكر وكل هذا في أصل الوضع ...
فمن الخطأ أن نقرر أن هذا اللفظ أصله كذا في اللغة ثم نحمل كل استعمالات الشارع عليه!
وهذا كمن فسروا الإيمان فقالوا إن أصله في اللغة هو التصديق وإن الله سبحانه وتعالى قد خاطب العرب بهذه اللغة فيكون معنى الإيمان في استعمالات الشارع ومراده هو التصديق فاخطئوا خطا بينا!
وكان جواب أهل السنة عليهم انه لا يلزم أن يكون اللفظ في اللغة على معنى أن يكون في الشرع على نفس هذا لمعنى وضربوا الأمثلة على ذلك بلفظ الحج والصلاة وغيرها … محتجين عليهم أن اللفظ قد ينتقل عن معناه في أصل الوضع ...
بل ذكر المحققون منهم أن الإيمان في اللغة عند التدقيق ليس معناه التصديق فحسب بل فيه معنى زائد على ذلك وهو الأمن ... وكل هذا مقرر في مظانه من كتب شيخ الإسلام
** ففي هذه المسألة .. فإذا كان الولاء في اللغة هو المحبة فهذا لا يلزم أن يكون في الشرع كذلك، فلقد استعمل على غير هذا المعنى في مواطن عديدة من كتاب الله،
ولا أدل من إطباق المفسرين على تفسير آيات التولي بالنصرة والمعاونة ...
فكيف إذا انضم ألى ذلك أن الولاء في اللغة أيضا يكون على معنى النصرة والمعاونة؟!
فالواجب أن نحدد استعمال الشرع لأي من هذه المعاني بدلا من أن نجعلها في صورة واحدة ونغض الطرف عن بقية الصور وكأن هذه الصور والمعاني ليست من معناه ... فأين التحقيق العلمي؟
فإن قيل في قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء " يعني نصراء وأحلاف فهو تفسير صحيح لغة واصطلاحا،إن قيل أحبابا فهو أيضا صحيح لغة واصطلاحا وإن قيل موالي لكان صحيحا لغة واصطلاحا ...
ولكن أيهم انسب للسياق وأيهم مراد الشارع والذي يستحق حكم الكفر لمن يفعله بقوله " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " هذه مهمة المحققين من أهل العلم
ولقد فسر المفسرون هذا الموالاة بمقتضى ما سبق من معاني ...
فجاء في تفسير القرطبي رحمه الله:
" قوله تعالى {ومن يتولهم منكم} أي يعضدهم على المسلمين {فإنه منهم} بين تعالى أن حكمه كحكمهم؛ وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد، وكان الذي تولاهم "ابن أبي" ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع الموالاة؛ وقد قال تعالى {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} (هود: 113) وقال تعالى في (آل عمران) {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} (آل عمران: 28) وقال تعالى {لا تتخذوا بطانة من دونكم} (آل عمران: 118) وقد مضى القول فيه. وقيل: إن معنى {بعضهم أولياء بعض} أي في النصر {ومن يتولهم منكم فإنه منهم} شرط وجوابه؛ أي أنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا، ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم، ووجبت له النار كما وجبت لهم؛ فصار منهم أي من أصحابهم " ا. هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
وكثير من المفسرين على ذلك منهم من يفسرها بالمحبة ومنهم من يفسرها بالنصرة ومنهم من يفسرها بالولاء (العتق)
ولكن لما كان الحكم المقرر لهذا العمل هو الكفر فقد يقيد البعض هذه المعاني بما يضبطه، كالمحبة مثلا فلما كانت المحبة قد تختلط بالمحبة الفطرية أو غيرها من أنواع المحبة الجائزة أو المباحة أو حتى المحرمة قيدت بالمحبة على الدين ليكون السياق متفق مع الحكم الذي حكم الله به.وهذا لا إشكال فيه وأكثر صور الولاء على هذا القيد ومع ذلك فهذا لا يتعارض مع التكفير بالنصرة والمظاهرة فهي من أبرز معاني التولي، فمن فسر بالمحبة وقيدها بالمحبة الدينية لم يمنع تفسيرها بالنصرة بدون هذا القيد بل جعل بعضهم النصرة لازمة للمحبة على الدين أو إرادة ظهور الكافرين وإن لم يحب دينهم ويرضاه في الحقيقة كما ذكر الإمام الطبري وقد يستخدم هذا المعنى في سياق والمعنى الأخر في سياق آخر وكلها صحيحة فيقيد هنا ولا يقيد هناك كما سبق عن القرطبي في تفسيره لآيات التولي وفي قصة حاطب ...
وسيأتي مزيد بيان حول هذا إن شاء الله ... والله اعلم
هذا وإن المشكلة أحيانا تحصل من أن تهيمن فكرة معينة على الباحث عند بحثه فيتخذها مرتكزا ويجعلها منطلقا، وهذا يجعل الباحث أحيانا في تعامله مع النصوص وأقوال أهل العلم حاكما عليها لا محتكما إليها وهو أشبه بمن قيل فيه " اعتقد ثم استدل"، ولذا تجده يعتصر النص أو النقل حتى يخرج بما يشبه الفكرة التي سيطرت عليه فإن وجد فيها إشارة أو ذكر لما يريد ولو لم يكن له صله بالموضوع عظمه وكبره وسلط الضوء عليه، ولذا تجده يحيط بالنص إحاطة السوار بالمعصم، فيوجه القارئ قبل النقل وبعده وربما أثناءه ويفسر قول العالم في هذا المكان بقول آخر له في سياق مختلف بل لعله يفسره بنقل لعالم آخر!
ليتصور القارئ وكأنه أمام سياق واحد في نقل واحد فلا يعطي للقارئ فرصة أن يتأمل المعنى أو يتدبر ما أمامه، وهو مع كل ذلك لا يدعي انه استنباط أو تأويل أو ملحظ بل يزعم دائما انه نص الآية ومنطوقها ...
و الذي يحزن القلب أن يحصل هذا من الفضلاء أهل العلم والفضل يتبعون مثل هذا الأسلوب (أحيانا) فهو يعلم أن للعالم هذا مخالفون كثر أو أنه أوثق منه ,وأضبط بل إن لهذا العالم أقوالا واضحة وصريحة فيبدأ بما يتوافق معه من متشابه كلام العالم ومحتمله ثم يضعه في صورة المحكم بالأسلوب الذي سبق الإشارة إليه ثم يحمل كلامه الأخر على هذا المعنى ليحمل القارئ على ما أراد هو من النقل لا ما أراد صاحبه فيتصور القارئ أن ليس في المسالة غير هذا وأنها على قول واحد لا يرد عليه اختلاف بل ويزيد أن المخالف لهذا غال وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
و لو سألنا عن معنى التولي الذي فسره العلماء في قوله تعالى:
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض "
أهو المحبة؟! أهو النصرة والمعونة؟ أهو الميراث؟ أهو العتق؟ أهو الولاية والسلطان؟
أي من هذه المعاني التي هي من معنى التولي لغة واصطلاحا أراد الله سبحانه وتعالى؟
نجد الشيخ وفقه الله وغيره لم يتعرض لهذا إطلاقا!
إنما التركيز على نقطة معينة هي المنطلق والأساس أن التولي على الدين هو ما يستحق حكم الآية!
ما معنى هذا التولي؟
لماذا لا تطرح التفاسير المعتمدة لهذه الآية وتترك للمتأمل أن يتأملها والقارئ أن يتدبرها؟!
هذا وإن منطلقنا دائما وحجتنا الباقية والمتوافقة مع كلام أهل العلم وقواعدهم في الأصول والتفسير أن التولي في الآية هو" النصرة والمعونة" وهو ما عليه عامة المفسرين على اختلاف عباراتهم، وان هذا المعنى الذي فسروا به التولي هو لغة واصطلاحا من معاني الولاء، وأن الحكم في الآية ومن يتولهم منكم فإنه منهم صريح في تكفير من يظاهر الكفار وينصرهم ويعاونهم على المسلمين دون قيود، وانه باعتراف الشيخ وفقه الله ليس ثمة دليل على أية قيود وإنما الأمر كما ذكر وفقه الله يرجع لمعنى التولي!
قال الشيخ في مبحثه:
" والحاصل مما تقدم أن تقييد الكفر بموالاة الكفار بأن تكون الموالاة لأجل دين الكفار إنما يستند إلى حقيقة الولاء و البراء .....
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال: وهذا معنى ما قرره العلماء في النقول السابقة عنهم، على اختلاف عباراتهم، ويبين استنادهم إلى هذا الوجه، وكونه كافيا عندهم في الدلالة على تقييد الكفر بموالاة الكفار لأجل دينهم أنهم لم يذكروا في مستند تقييدهم للموالاة أنه قد وردت نصوص أخرى تقيد الإطلاق في الآيات الواردة في الحكم بالكفر بموالاة الكفار، وأهمية ذلك أن يعلم أنه ولو لم يستدل بالنصوص الدالة على عدم الكفر بموالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي فإن مجرد العلم بحقيقة الولاء والبراء، والتفريق بين ما ينافي أصله وبين ما ينافي كماله فيه الدلالة الكافية على أن الكفر بموالاة الكفار ليس مطلقاً، بحيث يشمل كل موالاة لهم، وإنما هو مقيد بموالاتهم لأجل دينهم ". ا.هـ
يعني ليس ثمة نصوص مقيدة
وقد أثبتنا فيما سبق الكثير من معاني التولي في أصل الوضع والاصطلاح ..
وبعد هذا نزعم أن معنى الآية واضح وصريح ومدعم بإجماع الأمة الذي سبق نقله فأي حجة بعد هذه الحجة وأي وضوح بعد هذا الوضوح ...
وقد سبق طرف من كلام أهل العلم حول هذا المعنى ..
بعدما أظهرنا المنطلق الذي ننطلق منه وهو بإبراز معاني الولاء لغة وشرعا وبينا أن هذه المعاني قد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم وأن المعنى المتفق عليه بين المفسرين في معنى الولاء في الآية هو النصرة والمعونة ...
نذكر هنا منطلقا أخر يمليه العمل بمقتضى قواعد الأصول ألا وهو:
أن لفظ الولاء هنا (يتولهم) لفظا مطلقا (يشتمل كل معاني الولاء المذكورة سابقا) وعلى فرض أن السياق أو نص الآيات لم تحدد أيا من هذه المعاني هو المقصود ..
وقد حكم الله سبحانه وتعالى على من يتخذ الكفار أولياء بالكفر وانه منهم ..
فالأصل أن يكون هذا الحكم على إطلاقه في كل صورة من صور الولاء إلا ما استثنى الشارع نفسه ..
هذا هو الأصل وهو الذي تدل عليه قواعد أصول الفقه واللغة ..
فإن جاء وقال البعض أنتم تكفرون بكل صور الولاء نقول له: نعم هذا هو الأصل إلا ما دل الدليل على إخراجه من هذا الأصل،كمحبة الأب والأم الكافرين الفطرية وإكرامهم والانبساط لهم وطاعتهم في الحدود التي ذكر الشرع ... وكقصة حاطب رضي الله عنه وما روري عن ابي لبابة رضي الله عنهم أجمعين وغير ذلك ....
على تفصيل يرجع كله لهذا الأصل ..
وهذا طرف من كلام آهل العلم:
قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير الآية:
1 - والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى ذكره نهى المؤمنين جميعا أن يتخذوا اليهود والنصارى أنصارا وحلفاء على أهل الإيمان بالله ورسوله، وأخبر أنه من اتخذهم نصيرا وحليفا ووليا من دون الله ورسوله والمؤمنين، فإنَّه منهم في التحزّب على الله وعلى رسوله والمؤمنين، وأن الله ورسوله منه بريئان. وقد يجوز أن تكون الآية نزلت في شأن عُبادة بن الصامت وعبد الله بن أبيّ ابن سلول وحلفائهما من اليهود، ويجوز أن تكون نزلت في أبي لُبابة بسبب فعله في بني قريظة، ويجوز أن تكون نزلت في شأن الرجلين اللذين ذكر السدّيّ أن أحدهما همّ باللحاق بدهلك اليهودي والآخر بنصراني بالشأم، ولم يصحّ بواحد من هذه الأقوال الثلاثة خبر يثبت بمثله حجة فيسلم لصحته القول بأنه كما قيل. فإذ كان ذلك كذلك فالصواب أن يُحْكم لظاهر التنزيل بالعموم على ما عمّ، ويجوز ما قاله أهل التأويل فيه من القول الذي لا علم عندنا بخلافه غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهودَ أو نصارى، خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذلك قوله: فَتَرى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أنْ تُصِيبَنا دَائِرَةٌ ... الآية.
فهذا تفسير صريح من إمام المفسرين لمعنى التولي في هذه الآية بلا شك ..
القول في تأويل قوله تعالى: إنَّ اللّهَ لا يَهْدِى القَوْمَ الظَّالِمِينَ.
2 - يعني تعالى ذكره بذلك، أن الله لا يوفق من وضع الولاية في غير موضعها فوالَى اليهود والنصارى مع عداوتهم الله ورسوله والمؤمنين على المؤمنين، وكان لهم ظهيرا ونصيرا، لأن من تولاهم فهو لله ولرسوله وللمؤمنين حرب.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أُولئكَ بعضُهمْ أوْلياءُ بَعْضٍ يقول: هاتان الفرقتان، يعني المهاجرين والأنصار، بعضهم أنصار بعض، وأعوان على من سواهم من المشركين، وأيديهم واحدة على من كفر بالله، وبعضهم إخوان لبعض دون أقربائهم الكفار. وقد قيل: إنما عنى بذلك أن بعضهم أولى بميراث بعض، وأن الله ورَّث بعضهم من بعض بالهجرة والنصرة دون القرابة والأرحام، ...
4 - والَّذِينَ آمَنُوا الذين صدقوا بالله ورسوله، ولَمْ يُهاجِرُوا قومهم الكفار، ولم يفارقوا دار الكفر إلى دار الإسلام. ما لَكُمْ أيها المؤمنون بالله ورسوله المهاجرون قومهم المشركين وأرضَ الحرب، مِنْ وَلايَتِهِمْ يعني: من نصرتهم وميراثهم. وقد ذكرت قول بعض من قال: معنى الولاية ههنا الميراث،
5 - القول في تأويل قوله تعالى:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي ?لأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
يقول تعالى ذكره: وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله ورسوله، بَعْضُهُمْ أوْلِياءُ بَعْضٍ يقول: بعضهم أعوان بعض وأنصاره، وأحقّ به من المؤمنين بالله ورسوله.
6 - (من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرهم على المسلمين فليس من الله في شيء، أي قد برئ من الله وبرئ الله منه بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر)
وقوله على دينهم لا إشكال فيه لأنه قال بعد ذلك: (ومن تولى اليهود والنصارى من دون المؤمنين فإنه منهم، أي من أهل دينهم وملتهم. فإنه لا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض، وإذا رضيه ورضي دينه فقد عادى ما خالفه وسخطه، وصار حكمه حكمه)
فهذا هو المفهوم الصحيح لكلام هذا الإمام فلا يتولى متولٍ أحداً إلا وهو به وبدينه وما هو عليه راض ...
شاء أم أبى لأنه لازم له لا محيد له عنه لا أنه قيد!!!
- الإمام النسفي:
1 - {ياأيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء} أي لا تتخذوهم أولياء تنصرونهم وتستنصرونهم وتؤاخونهم وتعاشرونهم معاشرة المؤمنين. ثم علل النهي بقوله {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37] وكلهم أعداء المؤمنين، وفيه دليل على أن الكفر كله ملة واحدة {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:15] من جملتهم وحكمه حكمهم، وهذا تغليظ من الله وتشديد في وجوب مجانبة المخالف في الدين {إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ} [المائدة:15] لا يرشد الذين ظلموا أنفسهم بموالاة الكفرة {فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} [المائدة:25] نفاق {يُسَـ?رِعُونَ} حال أو مفعول ثانٍ لاحتمال أن يكون من رؤية العين أو القلب {فِيهِمْ} في معاونتهم على المسلمين وموالاتهم {يَقُولُونَ} أي في أنفسهم لقوله على «ما أسروا» {نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} [المائدة:25] أي حادثة تدور بالحال التي يكونون عليها {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ} [المائدة.
2 - {أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:27] أي يتولى بعضهم بعضاً في الميراث، وكان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة وبالنصرة دون ذوي القرابات حتى نسخ ذلك بقوله {وَأُوْلُو ?لاْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ} [الأحزاب:6] وقيل: أراد به النصرة والمعاونة.
البيضاوي:
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِى ?لاٌّرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
{وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} في الميراث أو المؤازرة، وهو بمفهومه يدل على منع التوارث أو المؤازرة بينهم وبين المسلمين. {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} إلا تفعلوا ما أمرتم به من التواصل بينكم وتولى بعضكم لبعض حتى في التوارث وقطع العلائق بينكم وبين الكفار.
الثعالبي:
1 - وقوله سبحانه: {وَ?لَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [الانفال:37]؛ وذلك يجمع الموارثَةَ والمعاوَنَةَ والنُّصْرة،
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - وقوله سبحانه: {يَـ?أَيُّهَا ?لَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ?لْيَهُودَ وَ?لنَّصَـ?رَى? أَوْلِيَاء} [المائدة:15]: نهى اللَّه سبحانه المؤمنين بهذه الآية عَن اتخاذِ اليهودِ والنصارَى? أولياءَ في النُّصْرة والخُلْطة المؤدِّية إلى الِ?متزاج والمعاضَدَة، وحُكْمُ هذه الآيةِ باقٍ، وكلُّ مَنْ أكثر مخالطةَ هذَيْن الصِّنْفين، فله حَظُّه من هذا المَقْت الذي تضمَّنه قوله تعالى: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ..
- القرطبي:
وقد سبق النقل عنه وأيضا قال رحمه الله:
{أُوْلَـ?ئِكَ} رفع بالابتداء. {بَعْضُهُمْ} ابتداء ثان {أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} خبره، والجميع خبر «إنّ». قال ?بن عباس: «أولياء بعض» في الميراث؛ فكانوا يتوارثون بالهجرة، وكان لا يرث من آمن ولم يهاجر من هاجر فنسخ الله ذلك بقوله «وَأُولُوا الاٌّرْحَامِ» الآية. أخرجه أبو داود. وصار الميراث لذوي الأرحام من المؤمنين. ولا يتوارث أهل ملّتين شيئاً. ثم جاء قوله عليه السلام:
«ألحِقوا الفرائض بأهلها»
على ما تقدّم بيانه في آية المواريث. وقيل: ليس هنا نسخ، وإنما معناه في النصرة والمعونة؛ كما تقدّم في «النساء». {وَ?لَّذِينَ آمَنُواْ} ابتداء والخبر {مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ} وقرأ يحيى بن وثَّاب والأعمش وحمزة «من وِلايتهم» بكسر الواو. وقيل هي لغة. وقيل: هي من وليت الشيء؛ يقال: ولِيٌّ بيّن الوَلاية. ووالٍ بيّن الوِلاية. والفتح في هذا أبيَن وأحسن؛ لأنه بمعنى النصرة والنسب. وقد تطلق الوِلاية والوَلاية بمعنى الإمارة .............................. الرابعة ـ قوله تعالى: {إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} الضمير عائد على الموارثة والتزامها. المعنى: إلا تتركوهم يتوارثون كما كانوا يتوارثون؛ قاله ?بن زيد. وقيل: هي عائدة على التناصر والمؤازرة والمعاونة و?تصال الأيدي.
ولتراجع الآية وكلام القرطبي رحمه الله ففيها تنوع استخدام أهل العلم لمعنى الولاء للكثير من معانيه ...
الإمام البغوي:
1 - {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، في العون والنصرة ويدهم واحدة على المسلمين، {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مِّنكُمْ}، فيوافقهم ويعينهم، {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ ?للَّهَ لاَ يَهْدِى ?لْقَوْمَ ?لظَّـ?لِمِينَ}.
{فَتَرَى ?لَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ}، أي: نفاق يعني عبد الله بن أُبي وأصحابه من المنافقين الذين يُوالون اليهود، {يُسَـ?رِعُونَ فِيهِمْ}، (أي في معونتهم وموالاتهم، {يَقُولُونَ نَخْشَى? أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ}، دولة، يعني: أن يدول الدهر دولته فنحتاج إلى نصرهم إيّانا، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه نخشى أن لا يتمّ أمر محمد فيدور الأمر علينا، وقيل: نخشى أن يدور الدهر علينا بمكروه من جدب وقحط، ولا يعطنا الميرة والقرض، {فَعَسَى ?للَّهُ أَن يَأْتِىَ بِ?لْفَتْحِ}، قال قتادة ومقاتل: بالقضاء الفصل من نصر محمد على من خالفه، وقال الكلبي والسدي: فتح مكة، وقال الضحاك: فتح قرى اليهود مثل خيبر وفدك، {أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ}، قيل: بإتمام أمر محمد، وقيل: (هذا) عذاب لهم، وقيل: إجلاء بني النضير، {فَيُصْبِحُواْ}، يعني: هؤلاء المنافقين، {عَلَى? مَآ أَسَرُّواْ فِى? أَنفُسِهِمْ}، من موالاة اليهود ودسّ الأخبار إليهم، {نَـ?دِمِينَ}.
2 - {أُوْلَـ?ئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ}، دون أقربائهم من الكفار. قيل: في العون والنصرة. وقال ابن عباس: في الميراث وكانوا يتوارثون بالهجرة، فكان المهاجرون والأنصار يتوارثون دون ذوي الأرحام، وكان من آمن ولم يهاجر لا يرث من قريبه المهاجر حتى كان فتح مكّة انقطعت الهجرة وتوارثوا بالأرحام حيث ما كانوا، وصار ذلك منسوخاً بقوله عزّ وجلّ: {وَأُوْلُواْ ?لأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى? بِبَعْضٍ فِي كِتَـ?بِ ?للَّهِ} (الأنفال: 75)، {وَ?لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلـ?يَتِهِم مِّن شَىْءٍ}، يعني: في الميراث، {حَتَّى? يُهَاجِرُواْ}، قرأ حمزة: {وَلـ?يَتِهِم} بكسر الواو والباقون بالفتح، وهما واحد كالدلالة والدلالة. {وَإِنِ ?سْتَنصَرُوكُمْ فِى ?لدِّينِ}، أي: استنصركم المؤمنون الذين لم يهاجروا ...
وألخص ما سبق لننتقل إلى قضية الغرض الدنيوي وأثرها في التكفير وضوابطه:
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت فيما سبق أن كون الولاء أصله المحبة الباطنة يجاب عليه بأمرين:
الأول: أن هذا لا يعني أن لا يستلزم أعمالا ظاهرة تدل عليه ..
والثاني: أن الولاء من معانية في أصل الوضع والاصطلاح النصرة والمعاونة
- وذكرت أن الانطلاق في البحث من هذا المنطلق خطا ظاهر وغير منضبط ...
- واظهر دليل بالإضافة إلى ما سبق أن أصل الإيمان في القلب ولم يقل أن من حققه في الباطن فقد حقق أصل الإيمان إلا أهل التجهم والإرجاء
أيضا فإن العبادة أصلها الخضوع والتذلل ولا يقال أن من حقق هذا الخضوع وهذا التذلل في القلب فقد حقق العبادة المطلوبة ..
- بل إن أصل الإيمان في عبارات ابن القيم رحمه الله في كتاب الصلاة جعله التصديق والمحبة وعبر بلفظ المحبة عن أعمال القلوب ولا يقال طبعا أن من حقق المحبة المذكورة دون لوازمها فقد حقق أصل الإيمان
- الولاء لا يقتصر معناه على المحبة فقط بل إن من معانيه في اللغة والاصطلاح النصرة وإن لم تكن ثمة محبة فقد تتلازم مع المحبة وقد لا تتلازم كما قال الله سبحانه وتعالى عن الكافرين من اليهود والنصارى " بعضهم أولياء بعض " مع قوله سبحانه وتعالى في اليهود {وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} وقال في النصارى {فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة}.
والآيات في ذلك كثيرة ...
وكذلك من معاني الولاء العتق والسلطان والميراث وغير ذلك من المعاني وقد نقلت من ذلك شيئا فيما سبق ..
- وذكرت أن تفسير العلماء للولاء بالنصرة في آية التولي وغيرها هو الصحيح وهو ما يتوافق مع السياق ومنهم من يفسرها بالمحبة والمودة ويقيدها بأن تكون على الدين وهذا صحيح لا إشكال فيه ولا تعارض بين التفسيرين فالنصرة والمحبة من معاني الولاء وكذا الميراث والعتق وقد فسرت الآية وغيرها على كل هذه المعاني فما كان يستحق التقيد بأن يكون على الدين كالمحبة وغيرها قيد وما كان لا يلزم منه ذلك كالنصرة والمظاهرة فلا يقيد والأصل عدم التقييد ...
- علما بأن أخر الآية يؤكد صدق تفسير الولاء بالنصرة والمعونة للكافرين على المسلمين،
وأن التولي المذكور لم يكن على الدين بل كان لغرض دنيوي وهو نص لا ادري كيف تذهب بنا الغفلة فنتجاوزه إلى التقاط الكلمات من هنا وهناك ...
فقوله سبحانه:" فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم ..... " ... لم يسارعون فيهم؟ هل لأجل محبتهم أو محبة دينهم أبدا والله بل كانوا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في حرب ضروس وبغضاء وتقاتل فهل جاء الإسلام ليحبب المشركين في اليهود ودينهم؟!!!
بل كما ذكر الله سبحانه وتعالى سبب المسارعة وهو قوله سبحانه " يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة "
فمن أصدق من الله قيلا؟
- وذكرت ايضا ان المنطلق الصحيح المتوافق مع أصول البحث والاستدلال على فرض عدم التسليم بهذا التفسير هو أن يقال أن لفظ الموالاه هنا عام مطلق يشمل كل معاني التولي بلا قيود ومن يتولهم بأي نوع من التولي فهو منهم فيقال أن جميع الصور تدخل في الآية ولا يستثنى منها إلا بنص فتكون كل صور التولي مكفرة إلا ما يدل الشرع على إخراجه من هذه الصور .... وهذا أصل
******************
الغرض الديني أو الدنيوي وتأثير على الأحكام الظاهرة:
أولا: الغرض الديني أو الدنيوي لا اعتبار له في الأحكام الظاهرة لأنه أولا:
أمر باطن والأحكام تناط بالأعمال الظاهرة بإجماع أهل السنة ..
فهو ليس وصفا ظاهرا تناط به الأحكام وهذا يعتبر علة قادحة في التعليل بمثله كما هو معلوم عند كافة الأصوليين ...
وثانيا: الغرض الدنيوي ليس وصفا منضبطا له حدود يمكن أن تناط به الأحكام فلا هو ظاهر ولا هو منضبط وأي منهما يبطل اعتباره في الأحكام الظاهرة ..
ثالثا: لا دليل صريح على اعتبار الغرض الديني أو الدنيوي في الأحكام الظاهرة ..
بل الأدلة على عدم اعتباره وهو أشبه بالأوصاف الطردية التي لا تعلل بها الأحكام لعدم مناسبتها وإذا اعتبرت فيتعلق الحكم بمظنتها لا بها لخفائها وعدم ضبطها.
رابعا: إذا كانت الأعمال الظاهرة كمظاهرة الكافرين على المشركين ومعاونتهم بالنفس والمال والسلاح وغير ذلك كما يقول الشيخ هي من قبيل المعاصي دون الكفر ولا تدل بذاتها على محبة ظهور الكافرين أو محبة دينهم فما هو تاثيرالغرض الدنيوي أو الديني هنا؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولماذا إقحامه إذا تقرر أن العمل في أصله معصية؟
فإن قيل أنه معصية إذا كان لغرض دنيوي قلنا فما حكم هذا العمل في الأصل؟
فإن قيل هو كفر في الأصل وإذا كان لغرض دنيوي فهو معصية قلنا ما الدليل على كونه كفر في الأصل؟ فإن قيل الآيات تدل على ذلك قلنا وما بال المحبة القلبية هنا؟ ولماذا لم تفسر بها الموالاة؟
وإن قيل هو في الأصل معصية قيل فما تأثير الغرض هاهنا إذا كان العمل في اصله معصية؟
فإن قيل إذا دخل الغرض الديني عليه صار كفر ا
قلنا وهل يصح أن نقول على هذا الاعتبار أن جميع المعاصي كفر على اعتبار إن استحلها أصحابها؟ بمعنى أن نقول الزنا كفر والسرقة كفر وشرب الخمر كفر وعقوق الوالدين كفر باعتبار إذا استحلها أصحابها؟!
والخلاصة
أن الأعمال في ذاتها مجردة عن الغرض الديني والغرض الدنيوي إما أن تكون كفرا وإما أن تكون معصية هذا من جهة الدليل الشرعي ...
وفي مسالة الولاء كذلك إما أن يكون موالاة الكافرين كفرا وإما أن تكون معصية دون الكفر وإما أن تنقسم إلى صور يكون منها كفرا ومنها دون ذلك ...
فإن كانت كفرا فلا تأثير لأي من الغرضين لأن المرجع هو الدليل وإن كانت معصية فلا تأثير أيضا لأن المرجع هو الدليل، وإن قيل أن ثمة صور محتملة للكفر وغيره يعمل فيها بمثل هذا الغرض فيقال هذا هو المطلوب ... وليس كل الأعمال على هذه الصورة ...
خامسا: قد قيد آخرون جميع المكفرات بنفس القيد الذي قيد به الشيخ الكفر في مسالة الموالاة واستدلوا بنفس دليله على أن الكفر إذا كان لغرض دنيوي فلا يكون كفرا مخرجا من الملة فبماذا يرد الشيخ وفقه الله على ذلك؟
فإن قال هو دليل خاص قيل لا دليل على التخصيص والأصل أن لا تخصيص إلا بنص ... فإن قال نعم هو عام في جميع المكفرات - وهذا ما نلزمه به - فقد ولج بابا عظيما من الإرجاء لم يسبق إليه ونحن يقينا ننزه الشيخ عن ذلك ولكن يبقى أن يبقى أنه يوافق هؤلاء على شيء من منهجهم الباطل ...
سادسا: الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة تدل على عدم اعتبار هذا الغرض في الأحكام الظاهرة، بل جعله الله سبحانه وتعالى في غير ما آية سببا لكفر جميع الكفار بل للمعاندين منهم الذين هم أشد الناس كفرا وجحودا ..
قال تعالى عن الكفار:
{مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}
فأخبر سبحانه أنه لم يحملهم على الكفر إلا حظوظ الدنيا، فآثروها على الآخرة ... فكيف يكون سبب كفرهم عذرا لهم ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وقال أيضاً: ((قوله: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَليْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللهِ وَلهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ. أُوْلئِكَ الذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُوْلئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ. لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الْخَاسِرُونَ}، فقد ذكر تعالى من كفر بالله من بعدِ إيمانِهِ وذكر وعيدَه في الآخرة، ثم قال: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلى الآخِرَةِ} وبَيَّن تعالى أَنَّ الوعيد استحقوه بهذا.
ومعلومٌ أَنَّ باب التَّصديق والتَّكذيب والعلم والجهل ليس هو من باب الحبِّ والبُغْضِ، وهؤلاء يقولون إِنَّما استحقُّوا الوعيدَ لزوال التَّصديق والإيمان من قلوبهم، وإِنْ كان ذلك قد يكون سببه حبَُ الدُّنيا على الآخرة، والله سبحانه وتعالى جعل استحبابَ الدُّنيا على الآخرة هو الأصل الموجب للخُسْران. واستحباب الدُّنيا على الآخرة قد يكون مع العلم والتَّصديق بأَنَّ الكفر يضرُّ في الآخرة، وبأَنَّه مالَه في الآخرة من خَلاق.
(يُتْبَعُ)
(/)
و "أيضاً" فإِنَّه سبحانه استثنى المكْرَه من الكفار، ولو كان الكفر لا يكون إلاّ بتكذيب القلب وجهله لم يُسْتَثْنَ منه المُكرَه، لأَنَّ الإكراه على ذلك ممتنعٌ فعُلِمَ أَنَّ التَّكلُّم بالكفر كفر إلاَّ في حال الإكراه.
وقوله تعالى: {وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا}. أي: لاستحبابه الدُّنيا على الآخرة، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينَه بعَرَضٍ من الدُّنيا) فمن تكلَّم بدون الإكراه، لم يتكلَّم إلاَّ وصدرُه منشرحٌ به))
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله:
والثانية قوله تعالى: ((ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة)).
فصرح أن هذا الكفر والعذاب لم يكن بسبب الاعتقاد أو الجهل أو البغض للدين أو محبة الكفر، وإنما سببه أن له في ذلك حظاً من حظوظ الدنيا فآثره على الدين. (كشف الشبهات)
وقال تعالى في اليهود: " {أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}."
وقال تعالى: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهما مما يكسبون " فهل هناك أصرح من هذا؟!
وقال تعالى: "من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون * أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون"
وقال جل شأنه: "وويل للكافرين من عذاب شديد * الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك في ضلال مبين"
وقال تعالى: (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ... ) وهذا نص في مسالة المولاة
- وقال تعالى: " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا "
وهذا أيضا نص في الموالاة ...
قال الطيري رحمه الله: (القول في تأويل قوله تعالى الذين يتخذون الكافرين أوليآء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا)
أما قوله جل ثناؤه الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين فمن صفة المنافقين
يقول الله لنبيه يا محمد بشر المنافقين الذين يتخذون أهل الكفر بي والإلحاد في ديني أولياء يعني أنصارا وأخلاء من دون المؤمنين يعني من غير المؤمنين
أيبتغون عندهم العزة يقول أيطلبون عندهم المنعة والقوة باتخاذهم إياهم أولياء من دون أهل الإيمان بي فإن العزة لله جميعا يقول فإن الذين اتخذوهم من الكافرين أولياء ابتغاء العزة عندهم هم الأذلاء الأقلاء فهلا اتخذوا الأولياء من المؤمنين فيلتمسوا العزة والمنعة والنصرة من عند الله الذي له العزة والمنعة الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء فيعزهم ويمنعهم وأصل العزة الشدة ... "
وقال الإمام البغوي:
" (الذين يتخذون الكافرين أولياء) يعني يتخذون اليهود أولياء وأنصارا أو بطانة (من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة) أي المعونة والظهور على محمد ? وأصحابه وقيل أيطلبون عندهم القوة (فإن العزة) أي الغلبة والقوة والقدرة (لله جميعا) "
قال أبو السعود في تفسيره:
(أيبتغون عندهم العزة) إنكار لرأيهم وإبطال له وبيان لخيبة رجائهم وقطع لأطماعهم الفارغة والجملة معترضة مقررة لما قبلها أى أيطلبون بموالاة الكفرة القوة والغلبة قال الواحدى أصل العزة الشدة ومنه قيل للأرض الشديدة الصلبة عزاز .. "
وقال الشيخ السعدي:
" أي الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر بأقبح بشارة وأسوئها وهو العذاب الأليم وذلك بسبب محبتهم الكفار وموالاتهم ونصرتهم وتركهم لموالاة المؤمنين فأي شيء حملهم على ذلك (أيبتغون عندهم العزة) وهذا هو الواقع من أحوال المنافقين ساء ظنهم بالله وضعف يقينهم بنصر الله لعباده المؤمنين ولحظوا بعض الأسباب التي عند الكافرين وقصر نظرهم عما وراء ذلك فاتخذوا الكافرين أولياء يتعززون بهم ويستنصرون .. "
وقوله (فأي شيء حملهم على ذلك) أليس هو الباعث الذي جعله الشيخ مانعا من التكفير؟
!
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال صلى الله عليه وسلم: "بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر ويمسي مؤمنا ويصبح كافر يبيع دينه بعرض من الدنيا " الحديث
قال الشيخ ابن باز رحمه الله " وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً، ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافراً أو يمسي كذلك، أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم، حتى يعطيه المال الكثير فيكون ولياً للكافرين وعدواً للمؤمنين، وأنواع الردة كثيرة جداً، وغالباً ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛ ...
فهذه آيات من كتاب الله تعالى وأحاديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم تبين بجلاء ان سبب اتخاذ الكافرين أولياء ومسارعتهم فيها هو الأغراض الدنيوية من المال والعزة والقوة، ولم يجعل أيا منها مانعا من التكفير أي من علماء الإسلام ...
واختم بكلام لشيخ الاسلام رحمه الله:
"- والنبي إذا أمر بالقتل أو غيره من العقوبات والكفارات عقب فعل وصف له صالح لترتب ذلك الجزاء عليه كان ذلك الفعل هو المقتضي لذلك الجزاء لا غيره كما أن الأعرابي لما وصف له الجماع في رمضان أمره بالكفارة، ولما أقر عنده ماعز والغامدية وغيرهما بالزنا أمر بالرجم، وهذا مما لا خلاف فيه بين الناس نعلمه، نعم قد يختلفون في نفس الموجب هل هو مجموع تلك الأوصاف أو بعضها، وهو نوع من تنقيح المناط، فأما أن يجعل ذلك الفعل عديم التأثير والموجب لتلك العقوبة غيره الذي لم يذكر فهذا فاسد بالضرورة.
لكن يمكن أن يقال فيه ما هو أقرب من هذا: وهو أن هذا الرجل كذب على النبي كذبا يتضمن انتقاصه وعيبه، لأنه زعم أن النبي حكمه في دمائهم وأموالهم، وأذن له أن يبيت حيث شاء من بيوتهم و مقصودة بذلك أن يبيت عند تلك المرأة ليفجر بها، ولا يمكنهم الإنكار عليه إذا كان محكما في الدماء والأموال.
ومعلوم أن النبي لا يحلل الحرام، ومن زعم أنه أحل المحرمات من الدماء والأموال والفواحش فقد انتقصه وعابه، ونسب النبي إلى أنه يأذن له أن يبيت عند امرأة أجنبية خاليا بها، وأنه يحكم بما شاء في قوم مسلمين، وهذا طعن على النبي وعيب له، وعلى هذا التقدير فقد أمر بقتل من عابه وطعن عليه من غير استتابة وهو المقصود في هذا المكان، فثبت أن الحديث نص في قتل الطاعن عليه من غير استتابة على كلا القولين.
ومما يؤيد القول الثاني أن القوم لو ظهر لهم أن هذا الكلام سب وطعن لبادروا إلى الإنكار عليه، ويمكن أن يقال: ربهم أمره، فتوقفوا حتى استبانوا ذلك من النبي لما تعارض وجوب طاعة الرسول وعظم ما أتاهم به هذا اللعين، ومن نصر القول الأول قال: كل كذب عليه فإنه متضمن للطعن عليه كما تقدم.
ثم إن هذا الرجل لم يذكر في الحديث أنه قصد الطعن والإزراء، وإنما قصد تحصيل شهوته بالكذب عليه وهذا شأن كل من تعمد الكذب عليه فإنه إنما يقصد تحصيل غرض له إن لم يقصد الاستهزاء به، والأغراض في الغالب إما مال أو شرف كما أن المسيء إنما يقصد - إذا لم يقصد مجرد الإضلال - إما الرياسة بنفاذ الأمر وحصول التعظيم، أو تحصيل الشهوات الظاهرة، وبالجملة فمن قال أو فعل ما هو كُفر كَفر بذلك وإن لم يقصد أن يكون كافرا إذ لا يقصد الكفر أحد إلا ما شاء الله. "
************************************************** *****
قصة حاطب رضي الله عنه
ذكر الشيخ وفقه الله حديث علي رضي الله عنه: (بعثني رسول الله والزبير والمقداد بن الأسود، وقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوه منها، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب. فقلنا: لتخرجن الكتاب فإذا فيه: من حاطب بن?أو لنلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها، فأتينا به رسول الله:?، فقال رسول الله ?أبي بلتعة إلى أناس من أهل مكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله يا حاطب ما هذا؟ قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءًا ملصقًا في قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم
(يُتْبَعُ)
(/)
قرابات بمكة، يحمون بها أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول: قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق. قال: إنه قد?الله شهد بدرًا، وما يدريك لعل الله أن يكون قد أطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)
وعلق الشيخ وفقه الله: وفي هذا الحديث الدلالة على أصلين، هما قوام الاستدلال على أن موالاة الكفار لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا. فأما الأصل من مكاتبة قريش وإفشاء سر رسول الله?الأول فما دل عليه الحديث من أن ما فعله حاطب داخل في عموم موالاة الكفار ومظاهرتهم على المسلمين، وأما الأصل الثاني فما دل? لم يكفر بتلك الموالاة؛ لأنها لم تكن موالاة للمشركين?عليه الحديث من أن حاطبًا على دينهم، وإنما كانت لمجرد غرض دنيوي وهو حماية أهله وماله بمكة.
والتعليق على هذا أقول:
أما الأصل الأول وهو دخول فعل حاطب رضي الله عنه في عموم الموالاة فنعم وأهل العلم في التفريق بين الموالاة والتولي على حالين:
فمنهم من يفرق بينهما ويجعل التولي كفرا والمولاة ليست بكفر إلا أن تكون على الدين
ومنهم من يجعله بابا واحدا ويقسمه إلى موالاة مكفر ة ومولاة غير مكفرة ..
وهذا التقسيم بحد ذاته والذي يقول به بعض من يحتج بهم الشيخ وفقه الله على مذهبه
كالعلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ هو حجة على من يجعل كل صور الموالاة أو التولي دون الكفر ...
وعلى ذلك فأن إدراج بعض العلماء لفعل حاطب في باب الموالاة الغير مكفرة ليس معناه انه يعد جميع الصور كذلك .. فينبغي معرفة منهج من يحتج بكلامه في هذا الباب .. وسيأتي كلام الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ ...
والفعل قد يكون جنسه كفرا وهو ليس بكفر كالحلف بغير الله فهو كما جاء في الحديث "من حلف بغير الله فقد أشرك " ومع ذلك فهو ليس بشرك اكبر إلا على أوجه ذكرها أهل العلم
أو كالطواف حول القبر وغير ذلك
وفعل حاطب يدخل في عموم الموالاة بل في عموم الإعانة أيضا ومع ذلك فقد يصل إلى الكفر وقد لا يصل لأنه حالة خاصة و صورة محتملة كما سيأتي ... ..
والصورة المحتملة تختلف عن القطعية في أن القطعية واضحة الدلالة على الإعانة وإرادة ظهور الكفار كمن يقاتل في صفوف الكفار أو يتبرع لهم بماله وسلاحه ورأيه،فهذا لا يشك عاقل في انه قصد أعانتهم ومظاهرتهم أراد ظهورهم وانتصارهم، أما المحتملة فهي وإن كانت من هذا الجنس إلا أنها لا يقطع معها بهذا المعنى لما يحيط بها من قرائن تدل على ذلك وهذه الصور المحتملة هي التي يجب فيها الإستفصال دون غيرها لورود الاحتمال على دلالتها ...
و لان التكفير لا يقع بالظنون ولا بما يحتمل، بل لا بد من القطع عند ورود الاحتمال ...
أما الصور الظاهرة القاطعة فلا يقال فيها بالاستفصال لأنها ظاهرة الدلالة وهذا أمر معروف لا يخفى على أحد ..
والمخالف يقول لكن المكاتبة وما فعله حاطب هو إعانة فعلية ولها أثرها في الحروب ... والجواب عليه أننا لم نقل أن فاعلها مسلم مطلقا بل قلنا كما قال الشافعي ليس هذا بكفر بين ... فعله محتمل للكفر وغيره يدل على عظم عمله وخطورته ... هذا أولا
وثانيا:أن كون عمله إعانة فعلية لا يغير من الأمر شيئا فكونه لا يقصد الإعانة أو أن عمله لا يدل على ذلك بصورة قاطعة هو مناط الحكم عليه أما كونه إعانة للكفار فقد يعينهم بالكثير من الطرق عن طريق الخطأ فقد يمكن الكفار من المسلمين بجهله وحماقته إذا كان قائدا وكل هذا لا يعني أنه ظاهرهم أو أعانهم على المسلمين وأبواب الإعانة الفعلية كثيرة كالتجارات والكثير من المعاملات وغيرها فهي إعانة فعلية ولكن هذا باب آخر يختلف عن ما نحن فيه ..
والصور المحتملة مثل ما يقال في ألفاظ السب الصريح والمحتمل فما كان صريحا في السب والاستهزاء فانه قاطع في استحقاق الحكم بالكفر على قائله ولو ادعى خلافه أما ما كان محتملا فالقول قول قائله ويجب هنا الاستفصال لورود الاحتمال في قصده للمعنى المكفر من اللفظ لا لقصده الكفر! ولذا قال سبحانه وتعالى " لا تقولوا راعنا " لما كان اليهود يقصدون به الاستهزاء بالنبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ لأنهم يعنون به الرعونة ..
(يُتْبَعُ)
(/)
وأبدله سبحانه بقوله " وقولوا انظرنا " .. والألفاظ قد تكون في أصل الوضع على معنى وفي الاستعمال والاصطلاح على معاني أخرى، فيراعى معنى اللفظ في عرف الاستعمال خاصة في ألفاظ السب والتنقص وهل هذا اللفظ صريح في هذا المعنى أو لا في عرف الاستعمال فإن كان صريحا اخذ به وإلا فلابد من الاستفصال عند احتمال اللفظ لأكثر من معنى ...
وهذا أصل (أي التفريق بين الصريح في الدلالة والمحتمل) جاءت به الشريعة وقررته في الكثير من أبوابها ...
فمثلا في باب الشرك اختلف العلماء في صورة الطواف بالقبر هل هي شرك بذاتها أم أنها بدعة لا تكون شركا إلا إذا قصد تعظيم المقبور واتفقوا على الكثير من صور الشرك الصريح كالدعاء والذبح وغير ذلك
فإذا جاء وقال قائل نستفصل في كل صور الشرك فلا شك انه مخطئ ويحتاج أن يراجع أصوله ...
وهنا في قصة حاطب رضي الله عنه جاء الشيخ وفقه الله مع إقراره أن فعل حاطب - محتمل الدلالة - وسحب حكم فعل حاطب على جميع صور الموالاة وجعلها جميعا في حكم المحتمل من الأفعال ولم يراعي أنه صورة محتملة من جنس صور قطعية ...
فنحن لدينا ثلاثة أنواع من صور الموالاة:
1 - صور قطعية الدلالة على المولاة أو التولي وحكمها كفر مخرج من الملة ومن أظهرها التصريح بمحبة دين الكافرين والرضى به وكذلك من ينصرهم الكفار ويظاهرهم على المسلمين بالرأي والنفس والمال وغير ذلك .. وإن كان لا يحب دينهم أو يرضى به فهذا كفر مخرج من الملة ...
2 - صور محتملة الدلالة على الموالاة فهي تدخل في عمومها وهي من جنس الصور السابقة كما أن الحلف والريا من جنس الشرك ولكنها تكون تارة على وجه الكفر وتارة تكون كبيرة من الكبائر والفرق بينها وبين التي تليها أن ذات العمل محتمل بحسب القرائن وما يحيطه فتارة يكون موالاة ومظاهرة وتارة لا يكون كذلك كفعل حاطب رضي الله عنه
3 - صور محرمة تدخل في عموم الموالاة كبعض أنواع التشبه والمصادقة والركون والبشاشة والمحبة وغير ذلك ..
فإذا رجعنا إلى فعل حاطب رضي الله عنه فنجده فعلا يدخل في عموم الموالاة وهو من جنس المعاونة والمظاهرة إلا انه فعلا محتملا في ذاته على هذا المعنى الأخير والشيخ يقر بذلك ..
والدليل على أن فعل حاطب من هذا النوع (الثاني) من صور الموالاة:
أذكر دلالتين على ذلك الأولى من كلام الشافعي رحمه الله:
والثانية هي اختلاف العلماء في حكم فعل حاطب
وكلا الدلالتين تقضيان أن صورة فعل حاطب رضي الله عنه من الصور المحتملة ... وهذا لا يعني أن لا يوجد صور صريحة ... هذا بالضرورة
قال الشافعي رحمه الله: " في هذا الحديث - مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون؛ لأنه لما كان" الكتاب يحتمل" أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام , وأنه فعله ليمنع أهله , ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام , " واحتمل المعنى الأقبح ," " كان القول قوله فيما احتمل فعله" , وحكم رسول الله فيه بأن لم يقتله ولم يستعمل عليه الأغلب "
وفي سؤال الربيع وجواب الشافعي رحمه الله درر كثيرة ازعم أنها تحل الإشكال في هذه المسالة لمن يتأملها حق التأمل منها:
1 - قول الربيع رحمه الله في بداية النقل: " قيل للشافعي رحمة الله عليه: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو بالعورة من عوراتهم، هل يحل ذلك دمه، ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين؟.
" فقوله " ويكون ذلك دلالة على ممالأة المشركين على المسلمين " تدل أن ممالأة المشركين بمعنى مظاهرتهم ونصرتهم على المسلمين كفر وأن هذا مقرر عند الشافعي والربيع والإشكال في دلالة هذه الأعمال على هذا المعنى المكفر ....
ولو قيل فقط ممالة المشركين لكان يمكن تفسيرها على المحبة أو الموافقة ولكن العبارة " ممالأة المشركين على المسلمين " فهل هناك أوضح من ذلك؟
2 - أن الشافعي بنى حكمه وكلامه على كتاب حاطب الذي يضعف الشيخ وفقه الله سند ثبوته وشنع على من ذكره من أهلا لعلم حيث قال:
(يُتْبَعُ)
(/)
" وأما ما استند إليه في تبرير إخراج فعل حاطب عن كونه موالاة للكفار من أن حاطبًا قد كتب إلى المشركين يتوعدهم، ويدعوهم إلى الإسلام، فلم يذكر لقوله إسنادًا يحكم عليه، وقد ذكر الإمام القرطبي نحو ما ذكره، وقال بعده: (ذكره بعض المفسرين). وذكره الحافظ ابن حجر ونسبه إلى بعض أهل المغازي، ولم يحكم عليه، وحكاه الشوكاني عن السهيلي، ولم يحكم عليه أيضًا (فأي حجة في مثل هذا. "
فالشيخ هنا لا يقر بما ورد عن كتاب حاطب للمشركين ومع هذا فإنه نقل كلام الإمام الشافعي الذي يدورجل كلامه على كتاب حاطب وما يحتويه!!!
هل يترك كلام الشافعي رحمه الله كله لأنه بناه على ما لا يحتج به عنده؟!
هذا أمر هام غفل عنه الشيخ ونحن نتظر تعليق الشيخ على هذا ..
3 - الشافعي رحمه الله صرح بان الكتاب الذي أرسله للكفار وما يحتويه يتضمن احتمال ثلاثة أوجه وهي:
- يحتمل أن يكون ما قال حاطب كما قال من أنه لم يفعله شاكاً في الإسلام , وأنه فعله ليمنع أهله
- ويحتمل أن يكون زلة لا رغبة عن الإسلام
- ويحتمل أن يكون على المعنى القبيح
فالشافعي رحمه الله يتكلم هنا عن كتاب وما يحتويه من كلمات ... يعني ركن مادي وعمل ظاهر، وذكر أن هذا الكتاب يحتمل أن يكون على الثلاثة أوجه السابقة فالمرجع في احتمالية العمل هو الكتاب وما تحيطه من قرائن ظاهرة مقالية وحالية تدل على صدق حاطب فيما اخبر عند الاستفصال ولذا قال رحمه الله: في هذا الحديث مع ما وصفنا لك طرح الحكم باستعمال الظنون، فالحكم كان على الظاهر وبني على عمل ظاهر .. فأين محل الغرض الدنيوي في كلام الشافعي رحمه الله؟
4 - الإمام الشافعي رحمه الله يؤصل القاعدة التي سبق ذكرها وهي أن العمل يكون فيه الاستفصال عند ورود الاحتمال على دلالته وذلك بقوله " كان القول قال: ((قد?قوله فيما احتمل فعله" وقوله ": أفرأيت إن قال قائل: إن رسول الله صدق)) إنما تركه لمعرفته بصدقه، لا بأن فعله كان يحتمل الصدق وغيره، فيقال له: قد في? أن المنافقين كاذبون، وحقن دماءهم بالظاهر، فلو كان حكم النبي ?علم رسول الله حاطب بالعلم بصدقه كان حكمه على المنافقين بالعلم بكذبهم، ولكنه إنما حكم في كل منهم السرائر"?بالظاهر، وتولى الله
5 - الاحتمال هنا في العمل ودلالته كما ذكر الشافعي رحمه الله وهو مضمون كتاب حاطب الذي بنى الشافعي حكمه عليه وذكر ما يتضمنه من احتمالات " كعمل ظاهر" وذكر أن هذا الحديث فيه طرح الحكم باستعمال الظنون، والقرائن تدل على صدقه من أنه كان لصيقا في قريش ولم يكن منها وان له أموالا وأولادا يريد أن يحفظها بهذا الكتاب وانه يوقن بأن الله ناصر دينه ومعلي كلمته فالقرائن الحالية والمقالية تدل على صدقه مع احتمال الوجه القبيح ... كل هذا في " عمل ظاهر " رسالة مكتوبة "
ولكن الشيخ وفقه الله غض الطرف عن كل هذا وجعل الاحتمال ليس في عمل حاطب الظاهر" الكتاب وما يحتويه " ولكن في " قصد حاطب " الباطن فجعل مدار الأمر على قصد الكفر أو مودة الكافرين لدينهم دون اعتبار للعمل الظاهر! ... وهذا خطأ ظاهر لمن يتأمله!
وليته وفقه الله قصر هذا الأمر على فعل حاطب بل سحب حكمه على كل صور المولاة هكذا بضربة لازب
لا فرق بين محتمل الدلالة ولا قطعيها ولا ادري ما فائدة أن يقرر الشيخ وفقه الله احتمالية فعل حاطب بقوله:
" وما ذكره الإمام الشافعي في دلالة قصة حاطب ? على الاحتمال في فعله، وأن النبي ? لم يكفر حاطبًا؛ لأن فعله يحتمل الكفر وما دونه فقه متين، والدلالة فيه واضحة، لا ينكرها إلا جاهل بما بينه الإمام الشافعي أو جاحد معاند.
."
فأي فقه استفيد من كلام الشافعي وكلامه رحمه الله عن الحكم الظاهر وكلام الشيخ كله الحكم بالظنون والبواطن والأغراض؟!
6 - مما يؤكد أن فعل حاطب رضي الله عنه كان فعلا محتملا قول الشافعي رحمه الله:
" وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن.
"
فقوله ليس بكفر بين يعني أمورا منها:
- أن من صور الموالاة ما يكون كفرا بينا في الظاهر وهي مظاهرة المشركين وممالأتهم على المسلمين كما سبق من التعليق على السؤال الذي أجاب عنه الإمام ..
(يُتْبَعُ)
(/)
- ويعني أيضا أن فعل حاطب ليس بكفر بين ومثل هذا لا يقال في الذنوب والمعاصي فمثلا الزنا وغيره من الكبائر لا يقال فيه ليس بكفر بين بل يقطع أنه ليس بكفر فقوله ليس بكفر بين يدل على انه يحتمل الكفر بذاته ويحتمل أن يكون غير ذلك بحسب القرائن على ما سبق عنه رحمه الله ورضي الله عنه ..
7 - قول الشيخ وفقه الله "وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين. وإنما قال الإمام الشافعي إن التقدم في نكاية المسلمين ليس بكفر بين " مغالطة واضحة أسأل الله أن يغفر له
فقول الشافعي رحمه الله "" وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن. " فقوله أو يتقدم عائد على الكافر الذي يحذر الغرة لا على المسلم الذي يدل على العورة والدليل على ذلك استدلاله بحديث حاطب رضي الله وليس فيه سوى الدلالة ..
وأيضا السؤال الذي ذكره الربيع رحمه الله كان حكم المكاتبة إلى الكفار ومدى دلالتها على ممالأة المشركين على المسلمين وذلك بقوله: " قيل للشافعي رحمة الله عليه: أرأيت المسلم يكتب إلى المشركين من أهل الحرب بأن المسلمين يريدون غزوهم، أو بالعورة من عوراتهم " فكيف يقال أن الشافعي أجاب عن حكم ممالأة المشركين على المسلمين رأسا واستدل بفعل حاطب ففهم الشيخ وفقه الله أن النكاية بالمسلمين حصلت من المسلم خطا والله أعلم ..
وما بناه على ذلك أيضا خطا وتكرار الشيخ أن الشافعي أجاب عن حكم " مظاهرة المشركين" مرارا لا إيهام لا ينفعه، وليس بصحيح، فالشافعي أجاب عن سؤال واضح بإجابة سبق التعليق عليها والدليل مطابق لما سئل عنه ...
ولذلك فإن قول الشيخ:
-))) وكان جواب الإمام الشافعي بأن ما ذكر مما هو من مظاهرة المشركين، وما هو أبلغ منه في المظاهرة، وهو التقدم في نكاية المسلمين، بأن يقاتل المسلمين مع المشركين ليس من الكفر البين ...
- ومقتضى قول الإمام الشافعي هذا أنه يجزم بالإحكام في دلالة حديث حاطب على عدم التكفير بمظاهرة المشركين لغرض دنيوي
- على أن مظاهرة المشركين ليست من الكفر البين?ومستند الإمام الشافعي في قصة حاطب لم يحكم بكفر حاطب بمجرد ما حصل منه من مظاهرة المشركين، مع أنه لا أحد?أن النبي يمكن أن يأتي في مظاهرة المشركين ...
- ومع تشديد الإمام الشافعي في شأن ما حصل من حاطب من مظاهرة المشركين إلا أن ذلك عنده ليس من الكفر البيّن؛ لأن فعل ....
- ثم نبه الإمام الشافعي بعد ذلك على أمر مهم، وهو أنه قد يقع في النفس ترجيح الاحتمال بالكفر بمجرد الموالاة الظاهرة للمشركين، ...
ويحذر الإمام الشافعي من الاستناد إلى مجرد دلالة الفعل في ذلك، وإن غلب على النفوس من ذلك ما يغلب، والاكتفاء بدلالة القول، لكونه وحده المنبئ عن الاعتقاد الباطن في حال مظاهرة المشركين لأجل دينهم .... ))) ا. هـ
* كل ما سبق وغيره إيهام أو إيحاء للقارئ بإغراقه بالتكرار أن الشافعي أجاب عن حكم " مظاهرة المشركين" خطا يؤخذ على الشيخ غفر الله له ونجل الشيخ أن يفعل مثل هذا ...
ومن يتأمل السؤال والجواب ودليله ينبغي أن يجل الإمام الشافعي رحمه الله ويحفظ له قدره ...
ولكن الإشكال في نظري هو في تركيب المعاني! فلما جزم الشيخ وفقه الله أن المكاتبة والدلالة هي من جنس المظاهرة (وهذا صحيح) بل جعلها اشد أنواع المظاهرة ضررا بالمسلمين فتصور - مع ما سبق التنبيه عليه - أن الشافعي أجاب عن حكم المظاهرة واخذ يكرر هذا ويستعمله في أكثر من عشر مواضع في صفحة أو صفحتين وهذا خطأ قصده الشيخ أم لم يقصده ...
فليس من شك أن تأمل السؤال والجواب واجب وانعام النظر فيهما يقتضي أنه إذا كان السؤال عن مدى دلالة هذه الأعمال على المظاهرة أو الممالأة وكان الجواب هو أن هذه الأعمال محتملة الدلالة على ذلك المعنى والدليل هو حديث حاطب فكيف جاء هذا الفهم الغريب؟!
فالدلالة وما فعل حاطب عمل ظاهر وهو من جنس المظاهرة والموالاة والممالأة لا شك ولكن الشافعي جعله محتملا بذاته على هذه المعاني فكيف نسحب حكم هذه الصورة على الأصل الذي لم تتحقق دلالة هذه الصورة عليه؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ولا شك أن ثمة أعمال هي اقطع في الدلالة منه فمن يقود جيوش الكفار رافعا رايتهم لقتال المسلمين أو يمدهم بالسلاح والرأي والمشورة تبرعا منه أظهر في الدلالة على الممالأة والموالاة من من يكاتبهم من بعيد وفي خفيه ومقابل مال مثلا على إرادة ظهور الكفار ورفع راية الكفر وإن كانوا في الكفر سواء ... إلا أن يدل دليل ظاهر أو قرائن حالية أو مقالية على أن الأخير كان كفعل حاطب وأنى له. .
8 - قول الشيخ بناءا على ما سبق:
" وما ذكره الإمام الشافعي هنا عام في التفريق بين ما هو كفر لذاته وبين ما يكون الكفر به متعلقًا بالباطن، بحيث لا يحكم على فاعله بالكفر إلا من جهة دلالة القول على الكفر الباطن. فما كان كفرًا لذاته لم يشترط في تكفير المعين به التثبت من اعتقاده الباطن بدلالة القول عليه، وإنما يكتفى بالتثبت من تحقق شروط التكفير وانتفاء موانعه في حقه، بخلاف الذنوب التي دون الكفر، فإنها لا تكون كفرًا لذاتها، وإنما يكون الكفر بما يكون في الباطن من الاعتقاد الذي هو كفر، كاستحلال المعصية"
* أقول تقسيم الكفر إلى ما هو كفر لذاته وبين ما يكون الكفر به متعلقًا بالباطن ... يفهم منه أن جميع المعاصي والذنوب يمكن أن يطلق عليها أنها كفر مخرج من الملة ولكن على قسمين قسم هو كفر لذاته وقسم يكون الكفر فيه متعلقا بالباطن .. وهذا تقسيم محدث لم يسبق إليه!!!
فالذنوب تنقسم إلى كفر وما دون الكفر أي معاصي وذنوب وليس هناك نوع كفر يسمى كفر متعلق بالباطن بل الأعمال على قسمين كفر أكبر مخرج من الملة، وذنوب دون ذلك ..
كبائر وصغائر لا تكون كفر إلا بالاستحلال أو الجحود ...
ولا تسمى كفرا متعلقا بالباطن يعني لا تعد نوعا من الكفر وإلا فجميع الذنوب قد نعدها من هذا النوع من الكفر ... ولم يقل بذلك احد!
والشيخ وفقه الله في غالب مباحثه وكتبه يميل إلى تأصيل نظرياته بوضعها أصولا وقواعد كما في كتابا لضوابط وهذا مكمن خطورته وهو أيضا ما يستدعي التدقيق في كلامه وفقه الله ..
فأراد الشيخ هنا وفقه الله أن يحدث نوعا من الكفر متعلقا بالباطن ليقول بعد ذلك أن الكفر في الموالاة كفر نفاق باطن وان هذه الأعمال تدخل في هذا النوع وان كلها ليست دليلا عليه بذاتها بل تفتقر إلى الإستفصال كما حدث مع حاطب، بحيث لا يحكم على فاعله بالكفر إلا من جهة دلالة القول على الكفر الباطن للتحقق من كفر الباطن الذي ذكره وهذا كلام غير مسئول وبعيد عن التحقيق العلمي تماما ....
وقول الشيخ:" فما كان كفرًا لذاته لم يشترط في تكفير المعين به التثبت من اعتقاده الباطن " خطا أيضا لانه لا دخل للباطن في كلا الحالتين سواء في الكفر بذاته أو ما كان الكفر فيه بالاستحلال وغيره فالحكم كله على الظاهر فمن استحل المحرمات كفر بالاستحلال وقوله أني استحل هذا في الباطن أو لا، لا اعتبار له في الأحكام الظاهرة ومسالة الإستفصل ليست للتحقق من الباطن كما يذهب الشيخ بل هي للتحقق من قصد المكلف للعمل المكفر أو المعنى المكفر لعدم قطعية دلالة العمل على هذا ...
فلو قال لفظا يحتمل التنقص للنبي صلى الله عليه وسلم أو قال كلاما يحتمل الإقرار بحاكمية غيرا لله سبحانه وتعالى كلفظ الديمقراطية مثلا فالإستفصل هو عن المعنى المقصود من اللفظ وهل هو يقصد المعنى المكفر من اللفظ أم المعنى الأخر فإن قال أقصد بالديمقراطية الحرية والتمدن والاستفادة مما فيها من تكنولوجيا تخدم الدعوة والإسلام مثلا فقد قصد معنى يحتمله اللفظ لا سيما وهو لفظ محدث، كان القول قوله فيما احتمل ...
ولا نقول هنا كل الألفاظ ترجع إلى هذه القاعدة أو أن جميع الألفاظ مبنية على هذا اللفظ ... فهذا خطا لا شك في ذلك
والصحيح هو ما قرر بفضل الله من كلام الشافعي رحمه الله من أن نفس كتاب حاطب والذي هو "العمل الظاهر" يحتمل في نفسه ما ذكره فكان الإستفصال في مورد الاحتمال لا أن الحكم متعلق بالباطن وان الإشكال في القصد والغرض أو غير ذلك ...
وكانت صورة الدلالة أو المكاتبة تحتمل أن تكون كفرا وتلحق بالممالأة أو المظاهرة ويحتمل أن تكون غير ذلك بحسب القرائن الظاهرة ويكون حكم فعل حاطب أصلا في هذه الصورة فقط لا سيما وهي قضية عين، وتبقى دلالة النصوص في صورة المظاهرة والنصرة على ما هي عليه بحسب ما سبق .. والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
فيما سبق سلطنا الضوء على كلام الإمام الشافعي رحمه الله وأظهرنا دلالته ..
وبينا أن الشافعي رحمه الله بنى كلامه وحكمه مبني على ما احتواه كتاب حاطب رضي الله عنه وأن هذا هو الظاهر الذي بنى عليه الرسول عليه الصلاة والسلام حكمه مع قول حاطب لما استفصل منه
وذكرنا أن الشافعي رحمه الله قرر أن فعل حاطب من الأفعال المحتمة للكفر وغيره وان هذا أصل في هذه القاعدة
وهذا دليل في حد ذاته على أن من الأعمال ما هو قطعي في الدلالة لمن يتأمل ..
وبينا خطا الشيخ وفقه الله في سحب هذه القاعدة على الأعمال الصريحة الدلالة ...
وبينا أن الدلالة والمكاتبة للكفار بعورات المسلمين هي وإن كانت من جنس المعاونة والموالاة إلا أنها قد تحتمل معنى آخر إذا كانت على مثل فعل حاطب، وذكرنا أمثلة على ذلك
وذكرت أن الشيخ وفقه الله (فيما أرى) قد اختلط عليه كلام الشافعي رحمه الله مما ذهب به إلى ان الشافعي يقرر حكم مظاهرة المشركين على المسلمين وليس كذلك كا سبق ... وهذا من خلال أمرين:
الأول: قول الشافعي رحمه الله " وليس الدلالة على عورة مسلم، ولا تأييد كافر بأن يحذر أن المسلمين يريدون منه غرة ليحذرها، أو يتقدم في نكاية المسلمين بكفر بيّن.
" فظن وفقه الله أن قول الشافعي رحمه الله " أو يتقدم في نكاية المسلمين " عائد على المسلم الذي دل وخابر والصحيح انه يعود على الكافر وقد سبق بيان الدليل
والثاني: أنه ظن أنه طالما ان الدلالة والمكاتبة قد تكون اخطر على المسلمين من غيرها من الصور وأنها من جنس المناصرة والمظاهرة فإن كلام الشافعي يشملها تضمينا أو لزوما وهذا خطا وقد بينا انه لا يلزم أن يكون الشيء من جنس معين أن يكون له حكمه وكلام شيخ الاسلام السابق يوضح ذلك ...
والمسالة لا تقاس بالخطورة إطلاقا!!!
وهذا خطا يقع فيه الكثير من الفضلاء فإن المرء يكفر بمجرد محبة دين الكافرين أو إرادة ظهور الكفار وهو عمل قلبي لا يمثل أيه خطورة وينتقض معه ولاء المسلم ويكفر ويخرج من الملة ويكون بذلك عدوا لله ولرسوله وللمسلمين ...
وفي الجهة المقابلة قد يقتل المسلم النفر الكثير من المسلمين ويهدم منازلهم ويستولي على أموالهم ويظلمهم ويرتكب العظائم كما فعل الحجاج بن يوسف أكثر من ذلك ومع كل هذا لم يكفره احد من أهل العلم رغم كل ما فعله ومن كفره كفره لغير هذا المعنى ... بل عد هذا من فسوقه وضرب به المثل في الظلم …
فالقضية ليست خطورة العمل -وإن كان لها وزنها من جهة تغليظ العقوبة - وهي شبهة استحكمت على الكثير ...
القضية أن إرادة ظهور الكفار على المسلمين كفر مخرج من الملة وهو عمل قلبي مكفر ...
وهذا العمل القلبي له لوازم في الظاهر تحققه شأنه شان جميع أعمال القلوب ....
هذه اللوازم بالضرورة هي أعمال ظاهرة، قد تكون قطعية الدلالة على تحقيق هذا العمل القلبي وقد تكون محتملة ومنها أعمال محرمة ليست ملزومة له
الشيخ وفقه الله يجعل هذا العمل لقلبي دفين القلب ليس له لازم يحققه قياسا على النفاق .... وهذا خطا سبق بيانه ...
والإشكال ليس في هذا المبحث بل الإشكال راجع لكتاب الضوابط حيث خرق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وفتتها وأبطلها وكسر الحاجز المميز بين أهل السنة والمرجئة فلم يبقي لنا من قاعدة التلازم أي تلازم! ... واحتاجت الضوابط إلى ضوابط وروابط! وليس هذا حديثنا ولكن الشيخ وفقه الله هذا منطلقه والله يوفقنا واياه إلى سواء السبيل ..
هذا العمل القلبي وهو إرادة ظهور الكفار وانتصارهم على المسلمين يحققه قطعا مظاهرتهم ومناصرتهم ومعونتهم بالنفس والمال والرأي والمشورة ولذا كان الإجماع على كفر من يظاهر المشركين على المسلمين ظاهرا وأدلته واضحة والفتوى على ذلك على مر العصور، وكان من المقررات في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أن من نواقض الإسلام العشرة: الناقض الثامن:ـ هو مظاهرة المشركين على المسلمين والدليل هو قوله تعالى " ومن يتولهم منكم فإنه منهم " ولما سأله الشرفاء على ماذا يقاتل ومن يقاتل لخص دعوته وأجمل كلامه وقال بوضوح: النوع الرابع: من سلم من هذا كله ولكن أهل بلده مصرحون بعداوة التوحيد وإتباع أهل الشرك وساعون في قتالهم ويتعذر أن تركه وطنه يشق عليه, فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده ويجاهد بماله ونفسه. فهذا أيضاً كافر .. " وتوارث هذا الفقه أجيال
(يُتْبَعُ)
(/)
من بعده، حتى جاء الشيخ وفقه الله مع بعض " الشرفاء " الذين لم يتأملوا رسالة جدهم وقالوا هذا كله غلو في التكفير!!! فإنا لله وإنا إليه راجعون ..
- هذا العمل القلبي (إرادة ظهور الكفار) هو كالتعظيم وما ينافيه من أعمال في الظاهر كالسب وغيره هو من لوازمه وهكذا في كل أعمال القلوب كما هي قاعدة أهل السنة والجماعة في تلازم الظاهر بالباطن ...
ومع ذلك كله قد تأتي أعمال محتمله في السب والشرك والحكم والموالاة وسائر أعمال الكفر يستفصل فيها عن قصد قائلها أو فاعلها لاحتمالها وعدم قطعية دلالتها على هذا العمل القلبي المكفر ..
وهذا الإستفصال عن القصد ليس هو " قصد الكفر " كما يقول البعض و ليس للتعرف على الباطن كما يقول الشيخ!
بل للتحقق من أنه قصد المعنى المكفر الذي يحتمله القول أو الفعل أو قصد المعنى الآخر الذي يحتمله أيضا القول أو الفعل ...
فاحتمالية العمل تسبق احتمالية القصد .. لا أن العمل قد يكون قطعيا والقصد يحتمل كما يقرر الشيخ في الضوابط!
والحكم بالظاهر على طول الخط وليس للباطن أي اتصال بالحكم الظاهر إلا قصد العمل وإرادة المعنى والذي قد يكون العمل قطعي الدلالة عليه وقد يحتمل فيستفصل ...
هذا ما اردت تثبيته لتصور فعل حاطب رضي الله عنه ووضعه في موضعه الصحيح مع ما سبق من تعليق على كلام الشافعي رحمه الله ...
- يقول الشيخ وفقه الله: "والذي يستنتج من كلام الإمام الشافعي أن الكفر بموالاة الكفار عنده هو من الكفر الباطن، الذي يكون به النفاق وإن لم يدل عليه دليل في الظاهر، وأن ما يكون في الظاهر من موالاة الكفار لا يكفي لذاته عند الإمام الشافعي دليلًا على الكفر الباطن، وأنه لا سبيل إلى ذلك إلا بدلالة القول"
والتعليق على هذا
أنه قد سبق بيان بطلان ذلك وان ليس في كلام الشافعي أن ثمة نوع من أنواع الكفر يسمى كفر الباطن يبقى دفين القلب لا لوازم له تنقضه في الظاهر،
وإذا تجاوزنا هذا اللفظ فنقول إن هذا يكون كما قرر الشافعي بلفظه في صور محتملة يكون فيها الاستفصال عن (الكفر الباطن) لا يجري حكمها بالضرورة على الصور الواضحة والصريحة والتي من أبرز صورها مظاهرة المشركين على المسلمين بالنفس والمال والسلاح والرأي والمشورة ...
وذكرت فيما سبق أن ليس هناك شيء اسمه كفر باطن لا دليل عليه في الظاهر، .. فلا تعلق لأي من أنواع الكفر بالباطن حتى النفاق وهو كفر باطن له في الظاهر ما يلزمه من أعمال وإن أخفاها المنافق تحت عارض السيف ولكن كما قال سبحانه " وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزؤن " فالمنافق يظهر ما في باطنه من كفر ونفاق فما أسر من سريرة إلا ظهرت على صفحات وجهه وفلتات لسانه ... وقال سبحانه " ولتعرفنهم في لحن القول "
فلا يقول بمسألة الكفر الباطن إلا من خرق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن وقد سبق الإشارة إلى موقف الشيخ وفقه الله وأنه وفقه الله جعلها مرقا بيننا وبين أهل الإرجاء فأعطانا جزءا وجعل لأهل الإرجاء منها ثلاثة أجزاء - هدية للمرجئة من عالم سلفي - بعد أن كانت قاعدة مصمتة لا ترى فيها عوجا ولا أمتا نضرب بها في وجوه المرجئة أو من تأثر بهم فالله المستعان
وقول الشيخ واستنباطه:
" .. فإنه إذا كان ما فعله حاطب من مظاهرة المشركين هو أظهر ما يكون من موالاة الكفار في الظاهر، ولم يمكن الحكم على حاطب بالكفر لعدم إمكان دلالة الفعل لذاته على ذلك لم يمكن الحكم على شيء من الموالاة الظاهرة للكفار أنها كفر لذاتها، لأنها دون ما حصل من حاطب من. وهذه النتيجة المستنبطة من قصة حاطب عند الإمام?مظاهرة المشركين على رسول الله الشافعي تتفق مع ما سبق تقريره في بيان دلالة الآيات الواردة في الحكم بالكفر بموالاة الكفار، وأنها مقيدة بموالاة الكفار على دينهم، على ما سبق تفصيله."
هذا كلام غير صحيح والشافعي رحمه الله لم يتعرض إطلاقا لحكم مظاهرة المشركين والذي يتأمل السؤال والجواب والدليل الذي هو قصة حاطب يعرف ذلك جيدا.
يقول الشيخ وفقه الله:
(يُتْبَعُ)
(/)
وتأمّل بإنصاف جواب حاطب ? للنبي ?، وأنه قد فرق بين موالاة الكفار لأجل دينهم وبين موالاتهم لمجرد غرض دنيوي، حيث نفى عن نفسه أن يكون قد ظاهر المشركين عن شكٍّ في الإسلام وردة عنه، لكنه أقرَّ بأنه قد فعل ما فعل لحماية أهله وماله بمكة، ومع علمه أن موالاة الكفار لغرض دنيوي معصية شنيعة إلا أنه يعلم أيضًا أنها ليست كفرًا، ولو كان حكمهما عنده واحدًا ما كان لاعتذاره وتفريقه بين الحالين معنى، وقد أقرّه النبي ? على هذا التفريق، وأخبر بصدقه في نفي النفاق عن نفسه، وأخبر بأن ما حصل منه من المعصية التي دون الكفر قد غفرها الله له بشهوده بدرًا، فأي حجّة لمن يدّعي المساواة بين موالاة الكفار على دينهم وبين موالاتهم لمجرد غرض دنيوي بعد هذا؟!
أقول الإنصاف عن هذا الاستنتاج بعيد!
فمن تأمل بإنصاف يجد أن رد حاطب يؤكد أن هذا العمل مستقر في نفسه أنه كفر مخرج عن الملة ولذا ذهب يصرفه عن نفسه ..
ولو كان على معصية الزنا مثلا وضبط متلبسا فلن يكون رده أني لم افعله ردة عن ديني ولا شكا في إسلامي سيكون الجواب غير ذلك بالضرورة ولكن لما كان متقررا في نفوس الصحابة أن هذا العمل جنسه كفر كان هذا الجواب من حاطب وكان هذا لموقف الصريح من عمر حيث قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق ...
ولا يقال مثل هذا في المعاصي مهما كبرت ....
هذا مقتضى الإنصاف بل هو مقتضى اللغة وفقه المسألة والبحث العلمي الدقيق ... فما بالنا نترك هذا للإنصاف الذي هو أعز ما يكون في هذا الزمان؟!
والشيخ وفقه الله لما بنى بحثه كله على أن فعل حاطب مظاهرة للمشركين وان حكمها متعلق بالغرض الدنيوي وجودا وعدما اخذ يحمل كل أقوال العلماء الواردة في قصة حاطب رضي الله عنه على أنها في مظاهرة المشركين وهذا إن كان الشيخ يعلم أن مخالفه لا يسلم له بذلك فهو منقصة للشيخ نربأ به أن يقع فيها ..
فالعلماء على ما سبق القول في مسالة الموالاة يجعلون منها الصور المكفرة ومنها دون ذلك كما سبق
وعليه فما قرره عن شيخ الإسلام وابن كثير والقرطبي والشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمهم الله تعالى أن كلامهم في مظاهرة المشركين ليس صحيحا وهو قائم على طريقة انتقائية لأقوالهم وسنضرب لذلك أمثلة من أقوالهم توضح ذلك ولنبدا بالإمام القرطبي رحمه الله:
قال الشيخ وفقه الله: " وممن نص على أن مظاهرة المشركين لمجرد غرض دنيوي ليست كفرًا استنادًا إلى قصة حاطب الإمام القرطبي، حيث قال: (من كثر تطلعه على عورات المسلمين، وينبه عليهم، ويعرف عدوهم بأخبارهم، لم يكن بذلك كافرًا، إذا كان فعله لغرض دنيوي، واعتقاده على ذلك سليم، كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتخاذ اليد، ولم ينو الردة عن الدين)
وهذا خطأ لا شك فيه فليس كلام القرطبي رحمه الله عن مظاهرة المشركين على المسلمين ولكن سبق ذكر طريقة الشيخ في اعتماد هذا الأسلوب الغير لائق بمثله وإذا رجعنا لتفسر آيات التولي عند الإمام القرطبي رحمه الله نجده على أصول الشيخ غال في التكفير بل ومتناقض تناقضا شديدا حيث فسر التولي بالنصرة وجعله ردة عن الإسلام ...
قال القرطبي رحمه الله:
الثانية قوله تعالى (ومن يتولهم منكم) أي " يعضدهم" على المسلمين (فإنه منهم) بين تعالى أن حكمه كحكمهم وهو يمنع إثبات الميراث للمسلم من المرتد وكان الذي تولاهم بن أبي ثم هذا الحكم باق إلى يوم القيامة في قطع المولاة وقد قال تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار هود وقال تعالى في آل عمران لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين آل عمران وقال تعالى لا تتخذوا بطانة من دونكم وقد مضى القول فيه وقيل إن معنى (بعضهم أولياء بعض) أي في" النصر" (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) شرط وجوابه أي لأنه قد خالف الله تعالى ورسوله كما خالفوا ووجبت معاداته كما وجبت معاداتهم ووجبت له النار كما وجبت لهم فصار منهم أي من أصحابهم
قوله تعالى (فترى الذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق وقد تقدم في البقرة والمراد بن أبي وأصحابه (يسارعون فيهم) أي في موالاتهم ومعاونتهم (يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة) أي يدور الدهر علينا إما بقحط فلا يميروننا ولا يفضلوا علينا وإما أن يظفر اليهود بالمسلمين فلا يدوم الأمر لمحمد e وهذا القول أشبه بالمعنى كأنه من دارت تدور أي نخشى أن يدور الأمر "
(يُتْبَعُ)
(/)
ومثل هذا عند شيخ اسلام رحمه الله وغيره ممن تكلم في حكم فعل حاطب رضي الله عنه
ومثالا آخر وهو الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ حيث نقل الشيخ وفقه الله عنه قوله:
" وللشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ رسالة مفردة في حكم موالاة الكفار وبعض مسائل التكفير، ذكر في أولها أن الباعث له على كتابتها أن بعض أهل زمانه ممّن يدعي العلم غلوا في التكفير، حيث كفروا حكام زمانهم، بحجة أنهم يكاتبون من يعتقد أولئك الغلاة كفرهم، بل إنهم كفروا من خالط من كاتبهم من مشايخ المسلمين، وذكر عنهم أنهم خاضوا في مسائل من هذا الباب، كالكلام في الموالاة والمعاداة، والمصالحة، والمكاتبات، وبذل الأموال والهدايا ().
وقد ذكر في الرد عليهم دلالة قصة حاطب ? على عدم التكفير بمطلق الموالاة، وأن ما فعله حاطب ? لم يكن من الكفر؛ لأنه «إنما فعل ذلك لغرض دنيوي»، ثم بين أن الآيات الواردة في التكفير بموالاة الكفار لا تعارض ذلك، لأنها مقيدة بالموالاة المطلقة العامة.
"وهذا الذي ذكره الشيخ حق لا شك فيه ولكنه غفل وفقه الله أن الشيخ العلامة عبد اللطيف يقسم أعمال الموالاة إلى قسمين كفر وما دون الكفر ... وهذا التقسيم بحد ذاته حجة عليه لمن يتأمل!
فجعل بعض الأعمال كفرا مخرجا من الملة دون قيود وجعل غيرها معاصي وكبائر
وأدرج فعل حاطب في الموالاة الغير مكفرة وقيدها بما تكون المعاصي كفرا فما حجة الشيخ في ذلك؟!
وهذا نتف من كلام الإمام حيث قال رحمه الله: "
( ... وعرفتم أن مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة، منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات، وعرفتم قوله تعالي {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) الممتحنة 1 وأنها نزلت فيمن كاتب المشركين بسر الرسول صلى الله عليه وسلم وقد جعل ذلك من "الموالاة المحرمة " وإن اطمئن قلبه بالإيمان .... ) الدرر صـ 8/ 342
"
فليس أوضح من قوله رحمه الله منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية ومنها ما دون ذلك وقد عد الشيخ رحمه الله فعل حاطب من الموالاة المحرمة ولذا قيدها بما تكون كفرا ولم يقل أنها مظاهرة للمشركين ولا أن جميع صور الموالاة مقيدة بمحبة دين الكافرين كما يذهب الشيخ فالحقيقة أن كلام الشيخ عبد اللطيف يتفق ما ما قررته لا مع ما قرره الشيخ وفقه الله ...
قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله:
"وتعزيرهم وتوقيرهم – يعني الكفار – تحته أنواع أيضاً:
أعظمها رفع شأنهم، ونصرتهم على أهل الإسلام ومبانيه، وتصويب ما هم عليه، فهذا وجنسه من المكفرات. ودونه مراتب من التوقير بالأمور الجزئية، كلياقة الدواة ونحوه "
(الدرر 8/ 360)
وما يهمني في النقل ليس فقط أن مذهب الإمام عبد اللطيف يختلف ويتناقض مع ما ذهب إليه الشيخ وفقه الله في مبحثه بل أيضا إبطال نظرية الشيخ أن الموالاة من الكفر الباطن الذي لا يدل عليه عمل ظاهر ويرجع فيه عند الإستفصال لمعرفة الباطن إلى القول فقط .... ولعل هذا واضح في كلام الشيخ السابق بلا إشكال
وقال الإمام عبد اللطيف رحمه الله:
(قال شيخ الإسلام في اختياراته: من جمز إلى معسكر التتار ولحق بهم، أرتد وحل دماه ودمه) (الدرر السنية 8/ 338)
ولهذا لم أنقل عن شيخ الإسلام ابن تيمية ما ينقض ما فهمه الشيخ وفقه الله عنه في كلامه عن حاطب وتركت النقل لهذا الإمام عنه فلعله قد وضح ألان أن كلام أهل العلم عن حكم فعل حاطب رضي الله عنه ليس هو عن مظاهرة المشركين وإن كانت من جنسها.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[08 Oct 2007, 06:35 ص]ـ
الأخ .. الموحد السلفي ...
أولا:
جزاك الله خيرا على الإيضاح ... وحسن الأسلوب .. وهدوء النقاش ...
وكم نحتاج مثل هذا الأسلوب مع مشايخنا ... والرد عليهم ...
ثانيا:
ليتك .. تكشف لي سر تقديم الشيخ سفر له .. في كتابه الضوابط ...
مع عدم موافقة الشيخ له ...
ثالثا:
ألا ترى .. إشكالية في تقرير الشيخ عبد اللطيف في هذه المسألة ..
تختلف عن بعض فتاوية ... فإن قلنا بخطئه .. فأين علماء نجد عن الرد عليه ...
ون قلنا بصوابه .. فاين من يوافقه منهم ... أرجو الإيضاح .. لكنها مشكلة عندي ..
أخيرا:
أجزل الله لك المثوبة ...
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[08 Oct 2007, 04:09 م]ـ
الأخ عقيل وفقه الله
بارك الله فيك واحسن إليك
أما عن سر تقديم الشيخ سفر فلا علم لي به
أما الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ فلم يخطئ رحمه الله في تقريره ..
وهو رحمه الله يقسم موضوع الموالاة إلى نوعين:
قسم منها مكفر الكفر الكبر المخرج من الملة وقسم آخر دون ذلك:
يقول رحمه الله:
( ... وعرفتم أن مسمى الموالاة يقع على شعب متفاوتة، منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات) الدرر صـ 8/ 342
ثم يقرر رحمه الله أن فعل حاطب من نوع الموالاة الغير مكفرة ....
وهذا لا يعني كما يفهم البعض أن بقية صور الموالاة عنده غير مكفرة كذلك!
وكيف يفهم ذلك وقد قرر رحمه الله بوضوح ان مسمى المولاة يقع على شعب متفاوتة منها ما يوجب الردة وذهاب الإسلام بالكلية ومنها دون ذلك؟! ونقلت عنه في الوقفات بعض أقواله في ذلك ..
فتقرير الشيخ رحمه الله مستقيم لا غبار عليه
والله الموفق
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2007, 04:26 م]ـ
فإن العقول الراجحة إذا تناولت فكرة علمية، أو مسألة من المسائل الشائكة مع الإخلاص والتجرد فإنها تنضجها، وتكشف جوانبها التي قد تغيب على العقل الواحد إذا انفرد ببحثها.
جزاكم الله خيرا
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Oct 2007, 10:03 م]ـ
رغم كثرة الكتب والآراء والدراسات والأبحاث والرسائل الجامعية في هذا الموضوع إلا أن الأمر مازال ملتبسا علي
أيها السادة العلماء هل هناك فعلا أعظم من فعل حاطب يمكن أن يأتيه إنسان ليكون حجة لنا علي القول بأن موالاة الكفار كفر. إن الرجل أفشي سر رسول لأعدائه. وأنا لا أناقش ما فعله ولكن أسألكم هل يمكن لي أنا أن آتي أمرا أشد من هذا. العجيب أنكم تقولون هو ليس بكافر وإذا زرت أنا مريض نصراني فهناك من يقول بكفري لذلك العمل
لانريد مناقشة الأقوال والآراء ولكن نزلوا النصوص في الواقع حتي نعلم ما نأتي وما ندع. والله أسأل الهدى والرشاد
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[08 Oct 2007, 10:43 م]ـ
الأخ العبادي بارك الله فيك
الأخ مصطفى بارك الله فيك
وارجوا ان تتأمل البحث مليا، فلو كان الامر كم تقول لما كان على أحد أن يكتب في الموضوع واكتفى كل واحد برايه!
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[09 Oct 2007, 06:02 ص]ـ
تعقيبا على الأخ مصطفى سعيد ... وفقه الله ..
أولا:
تنزيل النص ... يكون بقراءة النص كاملا ... فإن قرأه الإنسان كاملا .. تبين له ..
ثانيا:
تنزيلا لقاعدة ابن تيمية .. رحمه الله وهي:
أن مامن دليل يستدل به أحد استدلالا خاطئا ... إلا كان في ذلك الدليل ما يرد عليه ...
ويتبين ذلك بالأمر الثالث.
ثالثا:
من يقول أنه لا يكفر .. واستدل بفعل حاطب ...
نسي قول حاطب " وما فعلت ذلك كفرًا، ولا ارتدادًا، ولا رضًا بالكفر بعد الإسلام " ...
وهذا يدل على أن حاطب:
علم أن هذه الأفعال قد تكون كفرا وارتدادا ... وإلا لماذا يعتذر؟
لو لم تكن كفر .. لما اعتذر؟ أو لاعتذر بأنها يارسول الله لا تصل للكفر ...
ولو لم تكن كفر لما سماه عمر " منافق "
ولما أقره النبي على هذه التسمية ...
لأن النبي أنكر على عمر القتل ... ولم ينكر التسمية ...
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:16 م]ـ
في الحروب الحديثة الجواسيس يعدمون. فهل هذا شرعي أم ننكره عليهم؟!
وهل إفشاء سر الجيش ينطبق عليه مصطلح الخيانة العظمي؟
أما النية والقصد فلا يعلمها إلا الله
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[21 Oct 2007, 11:27 ص]ـ
ومما جاء في معنى الممالأة:
قال الإمام أبو منصور محمد ابن أحمد الأزهري في كتابه " تهذيب اللغة: 15/ 404 - 406. ":
الملأ: أشراف الناس ووجوههم؛ قال الله - عز وجل -: (أَلَمْ تَرَ إلَى المَلأِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ) [البقرة: 246]، وقال: (قَالَ المَلأُ مِن قَوْمِهِ) [الأعراف: 60].
ورُوي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رجلاً من الأنصار - مرجعه من غزوة بدر- يقول: ما قتلنا إلا عجائز صلعاً، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أولئك الملأ من قريش، لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك).
والملأ أيضاً: الخُلُق: يقال: أحسنْ مَلأك أيها الرجل، وأحسنوا أملاءكم، وفي حديث أبي قتادة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما تكابُّوا على الماء في تلك الغزاة - خيبر - لعطش نالهم، قال: (أحسنوا أملاءكم فكلكم سيروى) أي أحسنوا أخلاقكم.
ومنها قول الشاعر: تنادَوا يالَ بُهثة إذ رأَوْنا فقلنا أحسِني مَلأً جُهيِنا ويقال: أراد: أحسني ممالأة، أي معاونة، من قولك: مالأتُ فلاناً، أي عاونته وظاهرته. وفي حديث عمر - رضي الله عنه - أنه قتل سبعة نفر بصبي قتلوه غيلة، وقال: لو تمالأ عليه أهل صنعاء لقتلتهم به.
والملأ: الرؤساء، سُمُّوا بذلك لأنهم مِلاء بما يحتاج إليه.
قال أبو إسحاق: الملأ: الخَلْق.
قال أبو عبيد: يقال للقوم إذا تتابعوا برأيهم على أمر: قد تمالؤوا عليه.
وقال شَمِر: يقال: فلان أملأ لعيني من فلان، أي: أتم في كل شيء، منظراً وحسناً.
وهو مالئ للعين، إذا أعجبك حسنه وبهجته.
وقال ابن الأعرابي: (مالأه، إذا عاونه).
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن - 473:
(يُتْبَعُ)
(/)
الملأ: جماعة يجتمعون على رأي، فيملئون العيون رواءً ومنظراً، والنفوس بهاءً وجلالاً، قال - تعالى -: (أَلَمْ تَرَ إلَى المَلأِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ) [البقرة: 246] وقال: (وقَالَ المَلأُ مِن قَوْمِهِ) [المؤمنون: 33]، (إنَّ المَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ) [القصص: 20]، (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ) [النمل: 29] .. الخ.
يقال: فلان مِلء العيون: أي مُعظَّم عند من رآه، كأنه ملأ عينه من رؤيته، ومنه قيل: شاب مالئ العين.
والملأ: الخَلق المملوء جمالاً، قال الشاعر: فقلنا أحسني ملأ جهينا ..
ومالأته: عاونته وصرت من ملئه: أي جمعه، نحو شايعته: أي صرت من شيعته
وقال العلامة اللُّغوي ابن منظور في لسان العرب: 1/ 153 – 155:
الملأ: الرؤساء، سموا بذلك لأنهم مِلاء بما يُحتاج إليه. والملأ مهموز ومقصور: الجماعة. وقيل: أشراف القوم ووجوههم ورؤساؤهم، ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم .. والجمع: أملاء. وحكى أحمد بن يحيى قال: رجل مالئ: جليل العين بجُهرته، وشابّ مالئ العين: إذا كان فخماً حسناً، ويقال: فلان أملأ لعيني من فلان: أي أتمُّ في كل شيء، منظراً وحسناً. وهو رجل مالئ العين: إذا أعجبك حسنه وبهجته. وحكى: ملأه على الأمر يملؤه و مالأه. وكذلك الملأ: إنما هم القوم ذوو الشأن والتجمع للإدارة. والملأ على هذا صفة غالبة، وقد مالأته على الأمر ممالأة: ساعدته عليه وشايعته، وتمالأنا: اجتمعنا، والملأ في كلام العرب: الخُلُق، والملأ: العِلْيَة. وما كان هذا الأمر عن ملاً منا: أي عن تشاور واجتماع
وقال الآلوسي في روح المعاني: 2/ 164:
الملأ من القوم: وجوههم وأشرافهم، وهو اسم للجماعة لا واحد له من لفظه، وأصل الباب: الاجتماع فيما لا يحتمل المزيد. وإنما سمي الأشراف بذلك؛ لأن هيبتهم تملأ الصدور، أو لأنهم يتمالئون: أي يتعاونون بما لا مزيد عليه
وقال الإمام الخطابي في غريب الحديث: 2/ 151
(لو تمالأت عليه أهل صنعاء .. )، تمالأ: مهموز من الملأ: أي لو صاروا كلهم ملأً واحداً في قتله، ويقال: مالأتُ الرجل على الشيء إذا واطأتُه عليه [7]. ما مالأت: معناه طابقت وساعدت، وأصله مالأتُ - مهموزاً - من ملأ القوم، يريد أنه لم يدخل في مِلأئهم، ولم يطابقهم على رأيهم. ويقال: ما كان هذا الأمر عن ملاء منا: أي تشاور واجتماع عليه
هذا ولا شك أن الممالأة في كلام الربيع رحمه الله هي على هذا المعنى الوارد في كلامهم .. المظاهرة والمشايعة والمعاونة كما سبق ..
- وانا أشكر الأخ ناصر وفقه الله أن ردنا إلى المصدر الأصلي لنقل الشافعي رحمه الله وفيه الإقتصار على قول الربيع:ويكون في ذلك دلالة على ممالاة المشركين؟ وليس كما جاء في كلام الشيخ عبد الله القرني وفقه الله وتابعنه عليه خطأ أنه: ويكون في ذلك (أي المكاتبة) دلالة على ممالاة المشركين على المسلمين؟
ولقد ذكرت في ثنايا الرد أنه لو كان اقتصر القول على " ممالأة المشركين" لكان يمكن تفسيرة بالمحبة أو الموافقه وعند التأمل والرجوع لتفسير الممالأة كما سبق وجدت أنه لا يخرج عما ذهبت اليه من معنى المظاهرة والمعاونة والمشايعة وخاصة في هذا السياق الذي ورددت فيه من كلام الربيع ...
والله أعلم
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[10 Aug 2008, 03:42 ص]ـ
أخي الموحد:بحث مسدد موفق ولو جعلته على شكل رسالة وورد نكون لك شاكرين.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[23 Jun 2010, 02:55 ص]ـ
كيف لمن يقرر هذا التقرير البديع أن يتوصل في مبحث كهذا أن من يقود الجيوش ضد هذا الرسول ليقاتله أو يقاتل أتباعه فيبذل نفسه أو ماله في سبيل إظهار الكفار عليه أو على المؤمنين من الممكن أن يكون لديه المحبة وأصل الولاء له؟!
إدخال الرسول صلى الله عليه وسلم هاهنا لا وجه له، وليس في كتاب القرني كله ذكر لكون مقاتلة الرسول ليست كفراً وإنما هذا تهويل في عرض قول الشيخ بغرض التبشيع، وهذا ليس من مسالك الإنصاف ..
وفي البحث أوجه ضعف أخرى، ولكن لا أحب عرضها إلا إن كان الأخ الفاضل الموحد حاضراً ..(/)
التفسير الموضوعي في 14 جزء
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[08 Oct 2007, 03:34 ص]ـ
لقد وجدته على هذا الرابط
http://www.adabwafan.com/display/product.asp?id=13447
فهل من أي معلومات عن هذا الكتاب، وطريقته، بارك الله فيكم
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[25 Nov 2007, 04:35 م]ـ
للرفع(/)
سؤال: الشاهد الشعري في دراسة الحديث النبوي
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Oct 2007, 09:34 ص]ـ
هل يوجد من كتب عن الشاهد الشعري في دراسة الحديث النبوي؟
وهل يوجد في بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم تشابه مع بعض العبارات المشتهرة عند العرب قبل البعثة؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Oct 2007, 06:16 م]ـ
لم أجد من بحث موضوع الشاهد الشعري في شروح الحديث النبوي، وقد سألتُ وسُئلتُ عن هذا كثيراً، غير أنني لاحظت قلة صنيع شراح الحديث بذلك موازنة بالمفسرين. ولعل تنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر وحفظه له قد انعكس على شراح أقواله عليه الصلاة والسلام.
ولو تتبع باحثٌ استشهاد شارح الحديث بالشعر لربما وجد مادة علميةً، ومثلها في كتب السيرة كسيرة ابن هشام.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[08 Oct 2007, 08:05 م]ـ
شيء مؤسف ألا يوجد أي جهد مذكور من العلماء في هذا الموضوع طيلة هذه القرون، ولا أرى عذرا، لأن القرآن الكريم أولى بالتنزيه من النبي صلى الله عليه وسلم، وكلاهما منزه ولا شك .. ولكن هذا البحث ضروري لسببين: أولهما لدفع والشبهات، وثانيهما للتفسير. ولا فرق بين القرآن والحديث إن سلّمنا بالتفوق البلاغي للقرآن الكريم وكلام النبي صلى الله عليه وسلم على كلام العرب.
ومن المباحث المتعلقة بها أيضا، يبدر في ذهني تساؤلات آخرى عن مصادر بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان متأثرا ببعض البلغاء قبل البعثة (وقد يكونون من الخطباء أو الشعراء)؟ أم أن التأثير الأقوى جاء نتيجة تشبعه ببلاغة القرآن الكريم بعد البعثة؟ وهل حفظت لنا لنا كتب السيرة والحديث كثيرا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة؟
وقد كنت في تعليق على كتاب الدكتور إبراهيم عوض (القرآن والحديث: مقارنة أسلوبية) في هذا الرابط ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=7260) ذكرت أمورا متعلقة بهذا الأمر. وأرجو أن ينهض بعض الأساتذة والطلبة للبحث في هذا الموضوع.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[09 Oct 2007, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فمما يناسب ذكره في هذا المقام ما أخرج ابن غطريف قال ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي شيبة ببغداد حدثنا أبو الفضل حاتم بن الليث الجوهري حدثنا حماد بن أبي حمزة اليشكري علي بن الحسين بن واقد حدثنا أبي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله مالك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا قال كانت لغة إسماعيل قد درست فجاء بها جبريل فحفظنيها فحفظتها
جزء ابن غطريف ص 94
ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ج 3 ص 94
وأخرجه الحاكم في معرفة علوم الحديث ص 116
من طريق حاتم بن الليث به.
وعللاه بوروده عن ابن واقد بلاغا عن عمر.
وأضاف السيوطي في الخصائص الكبرى باب الآية في لسانه الشريف صلى الله عليه وسلم عزوه إلى ابن منده وأبي نعيم
وقال: في بعض طرقه عن بريدة قال سمعت عمر بن الخطاب يقول يا رسول الله إلخ فجعله من مسند بريدة
قلت لكن ما وقفت عليه عند أبي نعيم ما رواه في تاريخ أصبهان من طريق أحمد بن يحيى بن الحجاج الجرواءاني بسند إلى مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال قال عمر يا نبي الله ما لك أفصحنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم جاءني جبريل فلقنني لغة أبي إسماعيل
تاريخ أصبهان ج 1 ص153 وعده من مناكير الجرواءاني ومثله في لسان الميزان ج 1 ص 321
وقال السخاوي في المقاصد ص 73 سنده ضعيف
ووجدت له شاهدا من حديث علي رضي الله عنه ذكره الزركشي في اللآلئ المنثورة في الأحاديث المشهورة ذكره مطولا فيما اسند العلامة شمس الدين يوسف من حديث علي بن أبي طالب في كتاب مرآة الزمان من طرق كلها تدور على السدي عن أبي عمارة الحيواني عن علي بن أبي طالب وفيه فقال علي رضي الله عنه يا رسول الله انك تكلم الوفود بكلام أو بلسان لا نفهم اكثره فقال ان الله ادبني فأحسن تأديبي ونشأت في بني سعيد بن بكر فقال له عمر يا رسول الله كلها من العرب فما بالك افصحنا فقال اتاني جبريل بلغة اسماعيل وغيرها من اللغات فعلمني اياها
قال السبط والسدي اسمه اسماعيل بن عبد الرحمن كان اماما في كل فن وعنه نقل التفسير والقصص وغيرها وقد ذكره جدي في زاد المسير وعامة كتبه وكذا عامة العلماء ووثقه الترمذي في كتاب السنن وقد تكلم على هذا الحديث الاصمعي وابو عمرو ابن العلاء والازهري وصححه أبو الفضل ابن ناصر وتكلم عليه وجعله من معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم وختم به .. كتابه المسمى المنتخب ثم تكلم عليه وشرح الفاظه
التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص 161
لكن قال في المقاصد الحسنة بعد عزوه للعسكري ص 73
سنده ضعيف جدا وإن اقتصر شيخنا على الحكم عليه بالغرابة في بعض فتاويه ولكن معناه صحيح وكذا جزم ابن الأثير بحكايته في خطبة النهاية وغيرها
قلت ثم استشهد له بحديث عمر أعلاه.
قلت وعزاه مختصرا السيوطي للبيهقي في شعب الإيمان وابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن أبي حاتم والخطيب في كتاب النجوم وابن عساكر عن محمد بن إبراهيم التيمي قال قالوا يا رسول الله ما رأينا الذي هو أفصح منك قال ما يمنعني وإنما أنزل القرآن بلساني بلسان عربي مبين
الخصائص الكبرى ج 1 ص 109 فلتراجع بقية طرقه وأسانيده
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Oct 2007, 06:54 ص]ـ
أحسنت، أخي د. أنمار، أحسن الله إليك.
وقد بدا لي من هذه الأسانيد أنها كلها ضعيفة، ولعلي أكون مخطئا ..
وبانتظار المزيد، زادكم الله علما وتقوى.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ان طرح مثل هذه الافكار ليس من السهل البت فيها واصدار الاحكام ... فهي مازالت قيد التفكير والبحث والدراسة والتحليل ... ادعو السائل الى دراسة نماذج على سبيل التقصي ثم البت فيه.
واتصور انه نادر وقليل ... الا اذا كانت عند الباحث رغبة في تناول الموضوع من جهة اخرى .. والله اعلم.
بارك الله في الجميع على هذا الاثراء المعرفي.
ـ[موراني]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:20 م]ـ
هناك شواهد شعرية كثيرة في غريب الحديث لأبي عبيد القاسم بن سلام
أم كان المقصود غير ذلك؟
موراني
ـ[منصور مهران]ــــــــ[09 Oct 2007, 01:16 م]ـ
أذكر أني قرأت يوما كتابا يجمع الأحاديث التي تتصل بالشعر والشعراء من الصحيحين، ومنها أحاديث ورد فيها بعضٌ من الشعر.
والكتاب من جمع الدكتور عبد الله أبو داهش. ولا يحضرني عنوان الكتاب الآن فقد بحثت عنه في مكتبتي ولم أهتدِ إلى مكانه.
وربما يكون هذا الكتاب نواة للعمل؛ وذلك بتتبع شروح الصحيحين والوقوف على أقوال الشراح وشواهدهم عند كل موضع، فلربما ينجلي الأمر قليلا ثم تتضح الرؤية.
وأذكر أني قرأت مقالة موسعة لأخ من العراق عرض فيها لهذا الموضوع. وقد أعود إليكم بإيضاح أكثر جلاء عن المقالة وكاتبها فيما بعد إن شاء الله.
وبالله التوفيق.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Oct 2007, 02:06 م]ـ
. وقد أعود إليكم بإيضاح أكثر جلاء عن المقالة وكاتبها فيما بعد إن شاء الله.
وبالله التوفيق.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أستاذنا الجليل: منصور مهران،
سلام و تحية و تقدير و احترام،
نحن في انتظار ما تجودون به كعادتكم من وافر علمكم ... بارك الله فيكم.
أخوكم: لحسن بنلفقيه.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2007, 02:19 م]ـ
مع التحية والتقدير للأخ الكريم منصور مهران وبقية الزملاء
ما جمعه الدكتور عبدالله أبو داهش حفظه الله في كتابه هو الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواقف وهي قليلة جداً، ولذلك جاء كتابه صغير الحجم. وموضوع الشاهد الشعري في شروح الأحاديث المقصود به دراسة توظيف شراح الحديث للشعر في بيان معاني أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يدخل فيه الشعر الذي استشهد به الذين صنفوا في غريب الحديث كما أشار الدكتور موراني. وأما الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم أو قيلت فيه فهي كثيرة، وهي مدروسة ومجموعة في مصنفات وبحوث متفرقة وفي كتب شروح السيرة كثير من ذلك كما في الروض الأنف للسهيلي وغيره والله أعلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[09 Oct 2007, 04:46 م]ـ
... الا اذا كانت عند الباحث رغبة في تناول الموضوع من جهة اخرى ..
.
أنا أبحث عن إشباع رغبتي في الفهم والعلم وتوجيه الآخرين إلى ما أرى فيه بعض الفائدة .. وبما أنني لست متخصصا، فأعمد إلى استنهاض همم المتخصصين كي يقوموا بهذا العمل.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[09 Oct 2007, 04:59 م]ـ
[هل يوجد من كتب عن الشاهد الشعري في دراسة الحديث النبوي؟
.................................................. ....
بسم الله و الحمد لله:
بعد اطلاعي على هذا الموضوع الشيق، و الحقيقة أنني لأول مرة أقرأ عنه … إستغربت عدم تطرق الباحثين لمادته، مع أنها و لا شك غنية و متنوعة و جد مفيدة بالنسبة لوفرة كتب شروح الحديث في المكتبة العلمية الإسلامية و في الشبكة الرقمية، و سهولة البحث فيها … و كخطوة أولى في البحث في هذا الميدان، من باب الفضول، رجعت إلى نسخة رقمية لكتاب {فتح الباري} لإبن حجر العسقلاني من 13 جزء، أحتفظ بها في حاسوبي، و بحثت عن كلمة {الشاعر} في الجزء الأول منه، و عنوانه " هدى الساري، مقدمة فتح الباري، فوجدت ما يلي:
وقال الشاعر"
تأوه آهة الرجل الحزين ...
و بالبحث في الشبكة هذه المرة، و جدت بموقع، أن الشاعر هو المثقف العبدي،
(يُتْبَعُ)
(/)
و أن البيت بأتمه [من الوافر] هو:
إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين
و وجدت في موقع آخر ما نصه:
وقال المثقب العبدي:
إذا ما قمت أرحلها بليل*تأوه آهة الرجل الحزين.
وفي الحديث: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، سجد فركبه الحسن فأبطأ في سجوده، فلما فرغ سئل عنه فقال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله، أي جعلني كالراحلة فركب على ظهري.
و بالمقدمة أيضا، قول الشاعر:
فإن لم يبتئر رؤسا قريش * فليس لسائر الناس ابتئار
و وجدت فيها قول الشاعر:
والعالم المدعو حبرا إنما * سماه باسم الحبر حمل المحبر
و فيها، قال الشاعر:
فإنك إن تبأر لنفسك مرة * تجدها إذا ما غيبتك المقابر
................................
و وجدت بالجزء الثاني من هذه النسخة من كتاب {فتح الباري}، ما يلي:
....
التغاير يقع تارة باللفظ وهو الأكثر وتارة بالمعنى ويفهم ذلك من السياق ومن أمثلته قوله تعالى {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} وهو مؤول على إرادة المعهود المستقر في النفس كقولهم أنت أنت أي الصديق الخالص وقولهم هم هم أي الذين لا يقدر قدرهم وقول الشاعر:
أنا أبو النجم وشعري شعري ...
................
و فيه، كقول الشاعر:
خليلي خليلي دون ريب وربما * ألان أمرؤ قولا فظن خليلا
و فيه، ومثله قول الشاعر:
إن دعوت إلى جلى ومكرمة يوما سراة كرام الناس فادعينا
.........................
و فيه، ومنه قول الشاعر:
وأنا لمما نضرب الكبش ضربة * على وجهه يلقى اللسان من الفم
. ..........................
و فيه، وأولوا قول الشاعر:
وإنما يدافع عن أحسابهم أنا ومثلي
بان الاستثناء فيه مقدر أي وما يدافع عن احسابهم الا أنا ....
و فيه، وقال الشاعر:
فإن كنت ندماني فبالاكبر اسقني
و فيه، وقال الشاعر:
صاح هل ريت أو سمعت براع * رد في الضرع ما فرى في الحلاب
و فيه:
واستشهد الخطابي للشافعي بقول الشاعر:
فقلت لقومي هذه صدقاتكم * مصررة أخلافها لم تجرد
.....................
و فيه، قال الشاعر: {يا من يدل عزبا على عزب}
..................
.... و لا شك أن باقي الأجزاء فيها و فيها و فيها ....
.................................................. .................................
و بعد هذا الصيد في أقل من عجالة، أتساءل:
فهل ياترى هذا هو الشاهد الشعري الغائب الحاضر، موضوع السؤال، أم أن السؤال يعنى شيئا آخر غير الذي فهمته؟ ...
فإن كان هو، فبشرى لنا بهذا المنجم البكر ... و إن كان غير هذا، فحسبي أن أقول:
{و قل رب زدني علما} .... و انتظر ما ستأتي به المشاركات القادمة من خبر يقين ... إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Oct 2007, 07:25 م]ـ
[فهل ياترى هذا هو الشاهد الشعري الغائب الحاضر، موضوع السؤال؟.
نعم هو بعينه بارك الله فيك.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[10 Oct 2007, 12:44 م]ـ
الشاهد الشعري في صحيح البخاري: مدخل و مقدمة.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
{فرب حامل فقه لا فقه له ... و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه}
أساتذتي الكرام، إخواني الباحثين:
صحيح أن السؤال ورد عن الشاهد الشعري عند شراح الحديث ... لكن، و بما أن الموضوع موضوع " الحديث "، تساءلت عن مدى حضور الشاهد الشعري في متن الحديث نفسه، قبل ظهوره عند شراحه ... و متن الحديث هو أول سدة في نسيج شرحه ... كانت مجرد فكرة ... فجاء الرد بعد بحث أولي في متن {صحيح البخاري} ... و جاءت المفاجأة بالنسبة لفضولي مثلي متمثلة ً في كثرة هذه الأرجاز و الأشعار عند إمام المحدثين، أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله.
ترددت كثيرا في اختيار الطريقة الأنسب في نشر هذه الشواهد الشعرية في الأحاديث النبوية، في هذا الملتقى المبارك ...
.
هل الأفضل نشر كل حديث حديث، حتى يتسنى للأساتذة الباحثين المختصين المهتمين بسط الكلام فيه خاصة و من كل الوجوه؟ ...
أم تنشر كل الأحاديث التي تيسر لي العثور عليها، في مشاركة واحدة، لتبقى مرجعا ميسر ا يعتمده كل طالب و باحث ... و أيضا لكي يُعرف هذا العدد الأولي، و يبحث عن الأحاديث الأخرى التي وردت فيها الشواهد الشعرية عند الإمام البخاري نفسه و لم أتمكن من التعرف عليها؟ ...
و أخيرا استقر رأيي و اطمأن قلبي إلى نشرها على شكل مجموعات، ليسهل علي تنسيقها و إظهار أبياتها قبل نشرها ... و حتى يتقبل و يتحمل القارئ مراجعتها من غير ملل ... و الله الموفق للصواب.
...
بقي أن أشير إلى أن جل هذه المقتطفات هي أحاديث تامة، بسندها و متنها و رقمها و رقم صفحتها في الكتاب الرقمي، بالنسبة للأحاديث ذوات الحجم المتوسط أو الصغير ... أما بالنسبة للأحاديث الطويلة، فإني اكتفيت باستخراج شواهدها الشعرية و تحديدها في المرجع، على أن يرجع الباحث إليها في أصلها عند الحاجة لكامل نصها ...
و أخيرا أثير إنتباه القارئ الكريم، إلى أن جل المنشورات الرقمية ـ كما هو معلمم ـ لا تخلو من أخطاء و تحريف و تصحيف ... و عليه فالمرجو التحري و التثبت و التأكد من صحة محتوى الحديث المنشور هنا، سندا و متنا، بمقارنته بما هو عليه في أمهات الكتب المحققة، و الميسرة و الحمد لله ...
و حسبي أنني هنا مجرد حامل فقه إلى من هو أفقه مني ...
[يتبع]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[10 Oct 2007, 12:56 م]ـ
1 ــ الشواهد الشعرية في الجزء 2/ 1 من صحيح البخاري
3 - باب: سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.
963 - حدثنا عمرو بن علي قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه قال:
سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وقال عمر بن حمزة: حدثنا سالم، عن أبيه: ربما ذكرت قول الشاعر، وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي، فما ينزل حتى يجيش كل ميزاب:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل
وهو قول أبي طالب.
..............................
16 - باب: هل تنبش قبور مشركي الجاهلية، ويتخذ مكانها مساجد.
ص: 123/ 1082
418 - حدثنا مسدد قال: حدثنا عبد الوارث، عن أبي التياح، عن أنس قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فنزل أعلى المدينة في حي يقال لهم بنو عمرو بن عوف، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة، ثم أرسل إلى بني النجار، فجاؤوا متقلدي السيوف، كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته، وأبو بكر ردفه، وملأ بني النجار حوله، حتى ألقى بفناء أبي أيوب، وكان يحب أن يصلي حيث أدركته الصلاة، ويصلي في مرابض الغنم، وأنه أمر ببناء المسجد، فأرسل إلى ملأ من بني النجار، فقال: (يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا). قالوا: لا والله، لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فقال أنس: فكان فيه ما أقول لكم، قبور المشركين، وفيه خرب، وفيه نخل، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنشبت، ثم بالخرب فسويت، وبالنخل فقطع، فصفوا النخل قبلة المسجد، وجعلوا عضادتيه الحجارة، وجعلوا ينقلون الصخر وهم يرتجزون، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يقول
اللهم لا خير إلا خير الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة.
[1769، 2000، 2619، 2622، 2627، 3717].
..............................
24 - باب: نوم المرأة في المسجد.
ص 126/ 1082
428 - حدثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون، حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا * ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة: فقلت لها: ما شأنك، لا تقعدين معي مقعدا إلا قلت هذا؟ قالت: فحدثتني بهذا الحديث.
[يتبع]
[3623].
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[10 Oct 2007, 02:01 م]ـ
ملاحظة و سؤال:
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلاة على رسول الله
الأساتذة الأفاضل الكرام:
من البديهي و المؤكد و المسلم به، أن تخريج الأحاديث و الكلام في رتبها و درجاتها و كل ما يتعلق بدراستها هو من اختصاص أهل الحديث و علمائه ... فمنهم يستمد العون في إيضاح المبهمات و شرح المفردات، و إصدار الأحكام و التعاليق و الملاحظات عن المتون و الأسانيد ...
و نتيجة لبحث أولي نموذجى عن مفردة الوشاح بمحرك البحث في موقع " الدرر السنية "، حصلت على هذا الحديث رقم {115100} المنشور أسفله ... و بمقارنته مع الحديث الذي سبق و نشرته في الحلقة الأخيرة في هذا الملف،، و رقمه 428 ... وجدت اختلافا في المتن و الرقم ... و بحثت عن الرقم 115100 في صحيح البخاري عندي فلم أجده ... فهل من بيان في الموضوع ... يا أهل الحديث ... بارك الله فيكم ...
ــــــــــــــــــــ
حديث موقع " الدرر السنية " هو:
115100 – عن عائشة رضي الله عنها قالت: أسلمت امرأة سوداء لبعض العرب، وكان لها حفش في المسجد، قالت: فكانت تأتينا فتحدث عندنا، فإذا فرغت من حديثها قالت:
ويوم الوشاح من تعاجيب ربنا ... ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
. فلما أكثرت، قالت لها عائشة: وما يوم الوشاح؟ قالت: خرجت جويرية لبعض أهلي وعليها وشاح من أدم، فسقط منها، فانحطت عليه الحديا وهي تحسبه لحما، فأخذته، فاتهموني به فعذبوني، حتى بلغ من أمري أنهم طلبوا في قبلي، فبينا هم حولي وأنا في كربي، إذ أقبلت الحديا حتى وازت برؤوسنا، ثم ألقته، فأخذوه، فقلت لهم: هذا الذي اتهمتموني به وأنا منه برئية.
الراوي: عروة بن الزبير - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3835
...................................
و الحديث المستخرج من مرجعي هو:
ص 126/ 1082
428 - : حدثنا عبيد بن إسماعيل قال: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة:
أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب، فأعتقوها فكانت معهم، قالت: فخرجت صبية لهم، عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته، أو وقع منها، فمرت به حدياة وهو ملقى، فحسبته لحما فخطفته، قالت: فالتمسوه فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به، قالت: فطفقوا يفتشون، حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم، إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت: فقلت: هذا الذي اتهمتموني به، زعمتم وأنا منه بريئة، وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، قالت عائشة: فكان لها خباء في المسجد أو حفش، قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسا، إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا * ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Oct 2007, 03:08 م]ـ
أنا أبحث عن إشباع رغبتي في الفهم والعلم وتوجيه الآخرين إلى ما أرى فيه بعض الفائدة .. وبما أنني لست متخصصا، فأعمد إلى استنهاض همم المتخصصين كي يقوموا بهذا العمل.
{بلغوا عني و لو آية}
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول:
خير ما أشرت به أيها الأستاذ الكريم ... و الدّال على الخير كفاعله ...
و أنا و الله مثلك، لست من المتخصصين ... إلا أن ما طلبت يدفع أمثالي إلى التشبه بالأخيار، و بذل الجهد على قدر المستطاع، لتذليل الصعاب، و تهيئة السبل، أمام الباحثين الكرام ...
و إليكم هذه الخواطر.
موضوع الشاهد الشعري في متن الحديث و شرحه ... موضوع مفيد شيق و ممتع ... و البحث في الشعر و مفهوم ألفاظه في اللغة، و عن الشعراء و عصورهم في علم التاريخ، قد يكون وسيلة ناجعة لتقريب متن الحديث إلى قراء جدد من المهتمين أساسا باللغة و الشعر و الشعراء و التاريخ، و سيجد هؤلاء القراء و الباحثون و هم يتتبعون مواد تخصصهم، أحاديث نبوية شريفة، سيحتفظون بها بدورهم كشواهد، بعد أن يكونوا قد اطلعوا على محتواها ... و في اطلاعهم هذا على أقوال نبيهم،الخير كل الخير ... و تبليغ لأقواله، صلى الله عليه و سلم .... و بهذا سيتسع حقل قراء الأحاديث و يعم نفعها لا محالة ...
و مما يزيد الموضوع خيرا و بركة، سهولة الحصول على متون كتب الحديث و شروحها في الشبكة، و سهولة البحث فيها باعتماد التقنية الرقمية ... فيكثر الباحثون عن هذه الشواهد و عرضها أمام الباحثين المختصين، كل في ميدان اهتمامه، ليجودوا بعلمهم و يوصلوه إلى أكبر عدد ممكن من القراء عبر الشبكة العنكبوتية هذه ... فتسخير هذه الشبكة لنشر العلم النافع الصحيح هو و الله نعمة من النعم الظاهرة إذا نحن استعملناها الإستعمال الصحيح ...
و إليكم هذا الرابط و فيه الخير كل الخير، لمن أراد خيرا:
http://www.dorar.net/book_list.php?book_type=2&cat0=3
و أشير بالمناسبة إلى أن نسخة كتاب {صحيح البخاري} المعتمدة في بحثي عن الشاهد الشعري، هي النسخة المعروضة في الرابط أعلاه ... و به وجب الإعلام .... و السلام.
أخوكم: لحسن بنلفقيه
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[11 Oct 2007, 08:09 م]ـ
سؤال هام: إلى الفاضل السيد المشرف العام.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
راجعت قول المشرف العام حفظه الله، و نصه: {ما جمعه الدكتور عبدالله أبو داهش حفظه الله في كتابه هو الأشعار التي تمثل بها النبي صلى الله عليه وسلم في بعض المواقف وهي قليلة جداً ... }، و ذلك بعد إرسالي للمشاركة الأولى في موضوع الشاهد الشعري عند البخاري، فخشيت أن أكون قد خرجت عن الموضوع بذكري لأشعار ترد في متن الأحاديث، لا في شرحها ... يُتَمَثّل بها أو يُسْتشْهَدُ بها ... ؟
سؤالي: هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " استشهد " من معنى " تمثل " فأستمر في عرض هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية ... أم أكتفي بذكر ما أجد منها في كتب " شروح الحديث " فقط؟
... أفيدوني حفظكم الله و رعاكم ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2007, 08:34 م]ـ
بل نكتفي بهذا حفظكم الله وسدد خطاكم فالموضوع طويل لو استرسلتم في بحثه وهو خارجٌ عن صلب الملتقى، وإنما أشار إليه الأستاذ محمد بن جماعة وفقه الله عَرَضَاً.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Oct 2007, 12:46 م]ـ
سؤال هام: إلى الفاضل السيد المشرف العام.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
سؤالي هو: هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " استشهد " من معنى " تمثل " فأعتبر هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية ... ؟ ...
... أفيدوني حفظكم الله و رعاكم ...
.................................................. .................................................. ..........
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الفاضل: المشرف العام.
أرجو الجواب على سؤالي أعلاه ... لأني أنوي تتبع هذه الشواهد في عمل شخصي ... إن شاء الله ...
...
سعدت بالتعرف عليكم ... و قد يتجدد اللقاء ...
و عيدكم مبارك سعيد.
ـ[لحسن بنلفقيه]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:25 م]ـ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحسن بنلفقيه
سؤال هام: إلى الفاضل السيد المشرف العام.
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
سؤالي هو: هل من الجائز و المقبول تقريب معنى " استشهد " من معنى " تمثل " فأعتبر هذه الأشعار الواردة في صحيح البخاري على أنها شواهد شعرية ... ؟ ...
... أفيدوني حفظكم الله و رعاكم ...
.................................................. .................................................. ..........
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
الفاضل: المشرف العام.
أرجو الجواب على سؤالي أعلاه ... لأني أنوي تتبع هذه الشواهد في عمل شخصي ... إن شاء الله ...
...
سعدت بالتعرف عليكم ... و قد يتجدد اللقاء ...
و عيدكم مبارك سعيد.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[16 Oct 2007, 03:16 م]ـ
بارك الله فيكم أيها الكرام، ألتزم برأي الأخ المشرف بالاكتفاء بما قيل هنا عن هذا الموضوع الطويل؛ لخروجه عن اختصاص الملتقى، وليسمح لي أن أذكر أن القاضي عياضا ممن عنوا بذكر الشواهد الشعرية في خدمة الحديث النبوي، خاصة في كتابيه: مشارق الأنوار على صحاح الآثار، وبغية الرائد لما في حديث أم زرع من الفوائد.(/)
اية استوقفتني
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Oct 2007, 12:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
فمن سعادة العبد المكلف ان يعيش في ظلال القران الكريم ومع اية يجد فيها الانسان فضل الله تعالى على خلقه وسعة احسانه الذي غمرهم به ومن بين تلك الايات قوله تعالى (انما يتقبل الله من المتقين)، فمن جمالية التعبير القراني نجد ما الاتي:
1 - جمالية اسلوب القصر بانما تمهيدا لما بعده اي انه امر يستدعي الانتباه ولفت الفكر الى ايجاد غاية اسلوب القصر.
2 - جمالية التعبير عن سعة رحمة الله تعالى بالقبول وهذا التجد في الاستعمال الذي يدعو الانسان الى ايجاد النية الصادقة في كل وقت ويقرنها بالعمل الصالح لان ابواب القبول مفتوحة لمن اراد ان يتقرب، وضمان لقبول العمل.
3 - جمالية العدول في الاية في ختامها (من المتقين) بدل: المتقين او التقي، وذلك ايضا من سعة رحمة الله تعالى بعباده الذين تحلو بحلة التقوى وسارعوا الى كل ما فيه رضى الله واجتنبوا ما فيه سخط الله فكان اتقياء.
4 - جمالية الاظهار في مقام الاضمار بذكر لفظ الجلالة بدل الضمير وذلك لنكتة بلاغية وهي تعظيم هذا الامر عند المكلف وحتى المعرضين لانها دعوة الى الاقبال وفتح لباب من ابواب الرجاء لكل محسن ومسي ... فلماذا لا نحسن بالعمل الى الله جميعا؟.
4 - من هذا يتبين لنا منة الله تعالى فقد تقدم ذكر القبول على صفة المتقين وهذا يدل على ان احسانه بالقبول الذي سبق اقبال العبد اليه سبحانه وتعالى وهذا يذكرنا بقوله تعالى (واحسن كما احسن الله اليك).
والله اعلم
انها دعوة لكل الاخوة في الملتقى الى المشاركة وابداء النصح والراي ومن الله التوفيق.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[08 Oct 2007, 10:28 م]ـ
هذا الجزء من الآية جاء تعليلا علي لسان بن آدم الذى تقبل منه قربانه
وما القربان إنه ليس قربة ولكن قربان إنه نموذج حياة متكامل علي شرع الله تم خطوة خطوة فى سباق ومنافسة بينهما وكلاهما ظن أنه قد أحسن صنعا ولكن أحدهما وصل بعمله أن يكون من المتقين والآخر لم يدركها
اذن هي مجاهدة ومصابرة حتي تدرك درجات المتقين ثم المحسنين ثم الأبرار جعلني الله وإياك منهم وألحقنا بالصالحين بفضله سبحانه
هذه الجملة:فلماذا لا نحسن بالعمل الى الله جميعا؟.لعل الخطأ فيها غير مقصود فنحن لا نحسن إلي الله وتصحيحها -فلماذا لا نحسن العمل جميعا طاعة وتقوى لله. والله اعلم
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 10:51 ص]ـ
هذا الجزء من الآية جاء تعليلا علي لسان بن آدم الذى تقبل منه قربانه
وما القربان إنه ليس قربة ولكن قربان إنه نموذج حياة متكامل علي شرع الله تم خطوة خطوة فى سباق ومنافسة بينهما وكلاهما ظن أنه قد أحسن صنعا ولكن أحدهما وصل بعمله أن يكون من المتقين والآخر لم يدركها
اذن هي مجاهدة ومصابرة حتي تدرك درجات المتقين ثم المحسنين ثم الأبرار جعلني الله وإياك منهم وألحقنا بالصالحين بفضله سبحانه
هذه الجملة:فلماذا لا نحسن بالعمل الى الله جميعا؟.لعل الخطأ فيها غير مقصود فنحن لا نحسن إلي الله وتصحيحها -فلماذا لا نحسن العمل جميعا طاعة وتقوى لله. والله اعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ مصطفى سعيد تحية اخوية طيبة رمضانية:- بارك الله لك في علمك ورزقنا العمل ... اشكرك على هذه الاضاءة المعرفية واود ان اقول موضحا ان قصدي من الجملة (فلماذا لا نحسن العمل): ان نكون محسنين نرجو القبول اذا العبرة ليست في العمل فحسب وكما تعلم فان القران الكريم دائما يؤكد على صفة الصلاح للعمل بقوله تعالى (وعملوا الصالحات)، والا فلا نوجب على الله تعالى ما لايجب .... والله من وراء القصد
ووفقكم الله لكل خير ... واجاب سؤالك وجعلنا من الصالحين.
اخوك في الله دمعن(/)
مفهوم العيد قرانيا
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[08 Oct 2007, 01:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي فصل لنا في القران كل شي ودعانا الى البحث واعمال الفكر من اجل التدبر والخشوع.
ومن بين المفاهيم التي نحب ان نذكر بها ونحن نقبل الى ايام عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا باليمن والخير والبركة ورزقنا فيه الطاعات واجتناب المنكرات.
قال تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)
فمن الاية نرتب المفاهيم الايمانية التي تصح بها حياتنا وافراحنا بمراد الله تعالى وليس الهوى وما تريد الانفس:-
1 - اليسر في ديننا وفي شعائرنا تمثل في تقديم المسند على المسند اليه وهو لفظ الجلالة مع جمالية بلاغة الطباق السلبي بين يريد ولا يريد ان فيها معاني المنهج لكل مسلم ماذا يريد وماذا لايريد.
2 - اكمال العدة وهو جانب تهذيبي بليغ في القران الكريم استعدادا لفرحة العيد والانتقال من طاعة الى طاعة لان فيه اكمال لمرادالحق سبحانه وقد تمثل بما بعده قربة لله تعالى.
3 - التكبير وتعظيم الله تعالى واظهار شعائر الدين في يوم العيد لماذا؟ كل ذلك لاجل الهداية والتوفيق الى العبادة واسيتشعار ما فيها من الرحمة ... انها من النعم العظيمة التي توجب التكبير:- الهداية والايمان.
4 - الغاية في حياتك اخي المسلم ليس العبث واللهو المفرط وضياع العبادة وحقوق الله تعالى بل اسمع (لعلكم تشكرون) وكيف نشكر الله ونعصيه؟ وكيف نشكر الله ولا نقيم شرعه؟
احببت ان اذكر نفسي واخوتي واود ان اسمع الى نصائح ننتفع منها جميعا في ضوابط قرانية لمعنى العيد .... ان في القران الخير كله.
ومن الله التوفيق والسداد والحمد لله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[08 Oct 2007, 04:43 م]ـ
سبحان الله العظيم
ما أسرع مرور الأيام وتصرمها!
وما أشد فراق المحبوب!
شكرا لك أخي على هذه اللفتات الجميلة ..
ورائع أن نقرأ القرآن وندرك من جماله وروعة بيانه ما يعيننا على تلاوته حق التلاوة، والتأثر به سلوكا حيا في حركاتنا وسكناتنا وجميع أحوالنا ...
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:47 ص]ـ
سبحان الله العظيم
ما أسرع مرور الأيام وتصرمها!
وما أشد فراق المحبوب!
شكرا لك أخي على هذه اللفتات الجميلة ..
ورائع أن نقرأ القرآن وندرك من جماله وروعة بيانه ما يعيننا على تلاوته حق التلاوة، والتأثر به سلوكا حيا في حركاتنا وسكناتنا وجميع أحوالنا ...
اشكرك على حسن الثناء بانتقاء الكلمات ... وبارك الله فيك وفي مشاركاتك الفعالة(/)
ادعوا للمسلمين من قلوبكم
ـ[أبو أحمد عبدالمقصود]ــــــــ[09 Oct 2007, 01:12 ص]ـ
في هذه اللحظات أرجوا منكم الدعاء للمسلمين بإخلاص
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[18 Oct 2007, 12:03 م]ـ
ادعو الله لنا بلحظة الاخلاص حتى بدعو باخلاص ........... اشكرك على حسن ظنك بنا بالدعاء.
اللهم يا مجيب الدعاء ويا مفرج الكروب ويا رافع السماء .. نسالك من الخير كله ان يصيب المسلمين في كل مكان ونعوذ بك من الشر كله اب يصيب المسلمين.
الله لنا ولسائر المسلمين في كل مكان.
اللهم ارزقنا جوامع الكلم في الدعاء.
امين(/)
أين أجد كتاب [ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل)]؟
ـ[العنزي]ــــــــ[09 Oct 2007, 06:31 ص]ـ
السلام عليكم
أين أجد كتاب ملتقط جامع التأويل لمحكم التنزيل لـ سعيد الأنصاري؟
وشكرا لكم.
ـ[العنزي]ــــــــ[15 Oct 2007, 08:38 م]ـ
كل عام وأنتم بخير
مضى أكثر من أسبوع ولم أجد مجيب
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[16 Oct 2007, 08:02 ص]ـ
تجد المعلوملات عنه في كتاب فهرست مصنفات تفسير القران الكريم الصادر بمجمع الملك فهد في الجزء الثالث الصفحة 1254 برقم 5532 وقد اشاروا الى انه كتاب مطبوع ولم يعينوا موضع الطباعة
وقد ذكر صاحب معجم المفسرين ان الكتاب طبع في جزء صغير وان مادته مجموعة من تفسير الرازي ولعل التفسير المطبوع للاصفهاني والمشار اليه في هذا الملتقى يغني عن تطلب الكتاب كما يمكن الحصول عليه كاملا عبر الشبكة بالبحث في تفسير الرازي عبر الحاسوب
والله تعالى اعلم(/)
ندم الإمام أبي بكر بن العربي ... كلام جميل
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[09 Oct 2007, 07:21 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
مر بي أثناء قراءة في كتاب الناسخ والمنسوخ لابن العربي (ت: 543 هـ) نفثة ندم لهذا الإمام رحمه الله، وهي تخص أهل القراءات وليتهم يدلون بدلوهم.
قال رحمه الله: " وقد بينا في غير موضع أن هذه الرواية ضعيفة وأن القراءة الشاذة لا تعتبر في رسم ولا يبنى عليها حكم. وإنما شغف بها الذين أرادوا الاشتغال عن التفقه في القرآن بحروفه الصحيحة. فما أقنعهم ذلك حتى صور عليهم من لا يتقي الله كلَّ ما يجوز في اللغة. وقد كان ذلك جائزاً حياة النبي صلى الله عليه وسلم على ما بيناه في (المشكلين) فما وراء ذلك مطرح قرآناً وحكماً بما حفظ الله علينا كتابنا وفضلنا به على جميع الأمم.
وقد كنت أيام الطلب جمعت من ذلك عظيماً، وياليتني أفنيت الزمان في غيره وتركته، ولكن الرشد لا يتبين ببادي الرأي لكل أحد حتى تحكمه المعرفة وتحنكه التجربة ". أ. هـ
[الناسخ والمنسوخ بتحقيق الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري ـ مكتبة الثقافة الدينية: 2/ 169]
27/ 9 / 1428هـ
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[14 Oct 2007, 11:43 م]ـ
الاخ الكريم فهد الوهبى
سلام الله عليك و رحمته و بركاته
جزاك الله خيرا على ما نقلت من قول الامام لكن لا بد عند توبة العالم ن يضاف الى شروطها البيان و التبيين و الاصلاح
و لعلك اذ ذكرت ذلك يكون درسا لعلمائنا فى الرجوع عن الاراء الخاطئة فى مقتبل حياتهم العلمية
و جزاك الله خيرا
ـ[أبو المهند]ــــــــ[15 Oct 2007, 02:20 ص]ـ
نستطيع أن نتعلم مما سبق فضيلة الرجوع إلى الحق
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[19 Oct 2007, 10:54 م]ـ
الاخ الكريم فهد الوهبى
سلام الله عليك و رحمته و بركاته
جزاك الله خيرا على ما نقلت من قول الامام لكن لا بد عند توبة العالم ن يضاف الى شروطها البيان و التبيين و الاصلاح
و لعلك اذ ذكرت ذلك يكون درسا لعلمائنا فى الرجوع عن الاراء الخاطئة فى مقتبل حياتهم العلمية
و جزاك الله خيرا
أشكرك أخي الكريم ولكن كلام الإمام ابن العربي في بيان حسرته على اشتغاله فيما يراه مفضولاً على الفاضل وليس الحديث في التوبة من المعاصي(/)
تعالوا نؤمن
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[09 Oct 2007, 11:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله القائل في كتابه العزيز: (ياايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
تعد الاية الكريمة من التوجيهات القرانية التي ترشد الى ما فيه سعادة المكلف في الدنيا والاخرة ومحور ذلك هو الايمان والاطمئنان، ويمكن ان نسجل اهم النكت البلاغية فيها (ولا يخفى على القارئ سبب نزول الاية الكريمة فقد وردت بعد الحديث عن المتخلفين عن غزوة تبوك وثبات كعب رضي الله عنه وصدق توبته والتجاءه الى الله تعالى ومحبتة لرسول الله عليه الصلاة والسلام واراد ان ينفق ماله كله في سبيل الله فرحا بنزول اية التوبة):-
1 - جمالية الاسلوب الانشائي الطلبي الذي تمثل باسلوب النداء المباشر (ياايها الذين امنوا) وفيه تشريف وتكريم لمن اتصف بصفة الايمان فلم يقل مثلا: ياايها المؤمنون او يااهل القران كما خاطب غيرنا من اهل الكتاب بهذا الوصف، وذلك لما في الايمان من بوادر الاستعداد الفطري لتلقي التعاليم والتكاليف الشرعية، وكذلك تمهيد وبيان لما بعده انه امر استدعى هذا النداء.
2 - جمالية الامر المنادى من اجله وقد تمثل باسلوب الامر بقوله (اتقوا الله) مع بلاغة اظهار لفظ الجلالة تعظيما لله تعالى وارشادا للعبد ان يتقى الله عز وجل ويخشى بطشه ومكره، وهي دعوة من اجل المسارعة الى كل ما فيه اشراقات التقوى او ان يكون العبد متصفا بالتقوى من اجل ان يكون مغتنما لصفات الايمان وفائزا بشرف النداء الالهي فيكون مؤمنا ولا يفوته حظ المؤمنين قال تعالى (فسوف يؤتي الله المؤمنين اجرا عظيما).
3 - حسن ختام الاية الكريمة باسلوب الامر ايضا (وكونوا مع الصادقين) انه الامر بالكينونة اي والله اعلم التخلق والمعاشرة والصحبة ... فما ابلغ القران في الايجاز ان ترد كلمة تعجز لغتنا ان تصفها (كونوا) الاعتبار ماذا نكون يا رب؟ وبم نتصف؟ ياتي البيان القراني بقوله (من الصادقين) انها مدرسة الصدق ودوحة الصادقين بابها الايمان وميدانها العمل بالتقوى وثمرتهاالصدق ..... فما اسعدنا بالقران الكريم ..
ومن جمالية التعبير القراني العدول عن قوله: كونوا صادقين، وهنا ادعو اخوتي في الملتقى الى المشاركة من اجل استكمال جمالية المفردة القرانية واكتمال الصورة البلاغية باعتبار المنهج القويم في تعاليم القران الكريم.والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
هذا جهد المقل .. وحسبي الله ونعم الوكيل ... اسال الله تعالى بحرمة هذه الايام من اواخر رمضان شهر الايمان والتقوى ان يرزقنا الايمان والعمل به وان يجعلنا من المتقين الصادقين العاملين ... آمين.
اخوك في الله دمعن
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:55 م]ـ
بسم الله ...
و لكن ما سر التعبير بقوله تعالى: (كونوا مع الصادقين) ... دون قوله: كونوا صادقين؟؟
وجزيتم خيرا(/)
برا بالوالدين أم إحسانا إليهما
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Oct 2007, 12:36 م]ـ
دائما ما نسمع ونقرأ عن " بر الوالدين " والأمر فى القرآن جاء بصيغة " وبالوالدين إحسانا "فهل هناك من فرق؟
هل فطن أحد الباحثين وبحث هذه المسألة؟.وجزاكم الله خيرا
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Oct 2007, 02:01 م]ـ
بسم الله ...
ورد قوله تعالى في سورة مريم: "و برا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا"14.
و قوله: "و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا"32
و لم ترد الإشارة إلى بر الوالدين؛ باستخدام الفعل (برّ) إلا بهذه السورة.
و من الفروق بين البر و الإحسان للوالدين، -كما هو عند الراغب الأصفهاني-:
بر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما، و ضده العقوق ...
و الإحسان أن يعطي أكثر مما عليه، و يأخذ أقل مما له ...
... و الله أعلم ...
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[10 Oct 2007, 10:24 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ان الوقوف عند جمالية المفردة القرانية يدعونا الى تامل سياق كل اية حتى يتبين لنا كيف يمكن الجمع بين البر والاحسان، فقد ورد لفظ البر مع الوالدين في التعبير القراني مرة مع يحيى عليه السلام تزكية من الله تعالى في جانب المعاملة مع اقرب الناس اليه واحقهم بالاحسان وهم الوالدين، ومرة مع المسيح عليه السلام جاءت حكاية عنه في بيان الوصية وما هو مكلف به كما هو مفصل في سورة مريم، اما الاحسان فقد اقترن مع العقيدة والتوحيد كما في قوله تعالى (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) وفي ذلك نكتة بلاغية:
1 - باعتبار العمل وطلب رضى الوالدين فان الابن مكلف هنا بالسعي بارا لهما في كل ما يريدان منه وكل ذلك في طاعة الله تعالى وان اشد المواطن التي تدعونا الى البر يجب ان تكون مع الوالدين، وهذا باب اقتران النية مع العمل، اما مراد الله تعالى من العبد هو الاحسان الذي لا ينظر الابن الى مايقدمه الى والديه من العطف والمودة اليهما بل غايته رضى الله تعالى بان يكون محسنا اليهما.
2 - من جمالية الاية الكريمة ان (احسانا) مصدر نائب عن فعل الامر المحذوف ويعرب مفعولا مطلقا والتقدير: احسنوا احسانا، ولا يخفى التفريق بين الفعل والمصدر ان المصدر هو الحدث المجرد من الزمان بخلاف الفعل وهذا يناسب الاحسان الى الوالدين وليس له وقت او زمن محدد.
3 - جاء التصوير القراني يبين لنا ويصف وقفة الابن مع والدية وجعلها القران الكريم من مواطن الرحمة التي ترتجيها اي انسان لينال الفوز والسعادة الابدية فقال تعالى (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) وليس هذا فحسب بل عليك بالدعاء كما علمك الحق سبحانه وتعالى (وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا) وشتان بين رعاية الابن لوالديه وهما مقبلان الى النهاية وبين رعاية الاباء للابناء وهم يرعوهم لذا جاءت الوصية في القران للابناء وليس للاباء (ووصينا الانسان بوالديه).
4 - اود الاشارة الى جمالية اخرى في التعبير القراني من باب فتح باب المنافسة ......... وهي انه استخدم مرة (وبالوالدين احسانا) ومرة قال في حقهما (وصاحبهما في الدنيا معروفا)، فلماذا استخدم مرة الاحسان ومرة استخدم المعروف.
ادعو اخوتي الى المشاركة ... ولكم الاجر والثواب ... زيادة في العلم وحسن استماع.
والله اعلم ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Oct 2007, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل التكليف القرآني بالبر أم بالاحسان؟ أي هل المسلم العادي مكلف بالاحسان؟. وكون يحيى وعيسى عليهما السلام كانا بارين يجعل ذلك البر ذروة يسابق إليها من أراد ولبس تكليفا
وطلب رضى الوالدينهذا بعد أو من خلال رضا الله وليس مطلوبا لذاته
وان اشد المواطن التي تدعونا الى البر يجب ان تكون مع الوالدين، هل ورد ذكر بر الوالدين في آية " .... ولكن البر من آمن ... "
" وصاحبهما في الدنيا معروفا " في حال كونهما جاهداك علي أن تشرك بالله ما ليس لك به علم. فلك أن تبرأ من أمرهما ولكن في الدنيا والمعايش فلهما حق العدل والضرورة وليس الاحسان. والله أعلم
ـ[أخوكم]ــــــــ[10 Oct 2007, 03:23 م]ـ
إخواني بارك الله تقبلوا مني هذه المشاركة بصدر رحب وحب وإخاء
بالنسبة للكلمات المترادفة من أمثال الإحسان والبر
فهذه لا يلزم البحث والتفريق بينهما إلا إذا وجد نص شرعي جمع بينهما مثل
الإيمان والإسلام - الإيمان والعمل الصالح - النبي والرسول - ... الخ
وأما إذا لم يوجد نص شرعي جمع بين الكلمتين المترادفتين فإن البحث فيهما يكون صعبا جدا لكثرة الكلمات المترادفة
لذا فالأمر سهل إن شاء الله فالبر هو الإحسان
نسأل الله أن يجعلنا بارين بآبائنا وأمهاتنا
وأن يعيننا على خفض جناح الذل لهم
وأن يحل الله علينا رضاهم
وأن يغفر ويرفع درجة من مات منهم(/)
ماهو نسيان الترك
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[11 Oct 2007, 01:21 ص]ـ
قرأت في ملتقي أهل الحديث فيما نقل أحد الأخوة عن الشيخ ابن عثيمين القول التالي:
فإن قال قائل: ما الجواب عن قول الله تعالى: (نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ) (التوبة: الآية67) فأثبت لنفسه النسيان؟.
الجواب: أن المراد: النسيان هنا نسيان الترك، يعني تركوا الله فتركهم. فهؤلاء تعمدوا الشرك وترك الواجب، ولم يفعلوا ذلك نسياناً. إذاً: (نَسُوا اللَّهَ) [التوبة:67] أي تركوا دين الله (فَنَسِيَهُمْ) أي فتركهم.
لم أفهم جواب الشيخ،ما معنى تركهم هل لا يرزقهم؟، هل لا يسجل عليهم أعمالهم.، هل لن يحاسبهم عليها،؟ هل لن يغرى المسلمين بهم،؟ هل لن يخزهم وينصر المسلمين عليهم؟.
.أرى الجواب قد زاد المسألة غموضا.ولم يتعرض لتحليل النص. ما هو النسيان؟ ما الفرق بينه وبين السهو والغفلة؟.ولما العدول عن المقصود –حسب جواب الشيخ وهو الترك –إلي التعبير بالنسيان، ما النكتة البلاغية أو الدلالية في هذا؟
ـ[النجدية]ــــــــ[11 Oct 2007, 01:21 م]ـ
بسم الله ...
ألا يعتبر هذا الأسلوب من أساليب البلاغة، و هو من باب المشاكلة؟؟؟
كقوله تعالى في سورة البقرة " و إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون*الله يستهزئ بهم ... "
نسبة الإستهزاء للفظ الجلالة كانت من باب المقابلة؛ و هذا أسلوب بلاغي عربي!!؟؟
و جزيتم خيرا
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 Oct 2007, 05:07 م]ـ
الأصل في النسيان هو أن الذهول عن الشيء دون قصد منك
بينما نسيان الترك فهو أن تتقصد ترك الشيء استهانة به
وهو أسلوب لغوي معروف تقول لمن رأيته يفكر في شيء ما) انس الموضوع أي اتركه لأنه لا يستحق التفكير
والنسيان المضاف إلى الله تبارك وتعالى هو نسيان الترك المتضمن عدم التأييد والتوفيق والهداية فهو عقوبة وزجر والله أعلم
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Oct 2007, 08:55 م]ـ
وما هي أقوال السلف والمفسرين الأوائل في معنى الآية؟
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Oct 2007, 09:10 م]ـ
ثم خطر لي أن أجمع ما قيل في الآية فوقفت على ما يلي
قال ابن أبي حاتم في تفسيره:
قَوْلُهُ تَعَالَى: ?نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ?
10565 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: ?نَسُوا اللَّهَ? يَقُولُ:"تَرَكُوا اللَّهَ".
10566 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ: ?نَسُوا اللَّهَ? قَالَ:"تَرَكُوا طَاعَةَ اللَّهِ".
قَوْلُهُ تَعَالَى: ?فَنَسِيَهُمْ?
10567 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا مِنْجَابٌ، أَنْبَأَ بِشْرٌ، عَنِ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَوْلُهُ: ?فَنَسِيَهُمْ? يَقُولُ:"تَرَكَهُمْ مِنْ ثَوَابِهِ وَكَرَامَتِهِ".
10568 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: ?فَنَسِيَهُمْ?"نُسُوا مِنْ كُلِ خَيْرٍ، وَلَمْ يَنْسُوا مِنَ الشَّرِّ".
الطبري
وأما قوله: (نسوا الله فنسيهم)، فإن معناه: تركوا الله أن يطيعوه ويتبعوا أمره, فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته.
وقد دللنا فيما مضى على أن معنى " النسيان "، الترك، بشواهده, فأغنى ذلك عن إعادته ههنا. (28)
وكان قتادة يقول في ذلك ما:- حدثنا بشر قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, قتادة قوله: (نسوا الله فنسيهم)، نُسُوا من الخير, ولم ينسوا من الشرّ.
البغوي
"نسوا الله فنسيهم"، تركوا طاعة الله، فتركهم الله من توفيقه وهدايته في الدنيا، ومن رحمته في الآخرة، وتركهم في عذابه،
الماوردي
{نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} أي تركوا أمره فترك رحمتهم.
الواحدي
{نسوا الله فنسيهم} تركوا أمر الله فتركهم من كل خير وخذلهم
الرازي
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم قال: {نسوا الله فنسيهم} واعلم أن هدا الكلام لا يمكن إجراؤه على ظاهره لأنا لو حملناه على النسيان على الحقيقة لما استحقوا عليه ذما، لأن النسيان ليس في وسع البشر، وأيضا فهو في حق الله تعالى محال فلا بد من التأويل، وهو من وجهين: الأول: معناه أنهم تركوا أمره حتى صار بمنزلة المنسي، فجازاهم بأن صيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه ورحمته، وجاء هذا على أوجه الكلام كقوله: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} (الشورى: 40) الثاني: النسيان ضد الذكر، فلما تركوا ذكر الله بالعبادة والثناء على الله، ترك الله ذكرهم بالرحمة والإحسان، وإنما حسن جعل النسيان كناية عن ترك الذكر لأن من نسي شيئا لم يذكره، فجعل اسم الملزوم كناية عن اللازم.
الزمخشري
" نسوا الله " أغفلوا ذكره " فنسيهم " فتركهم من رحمته وفضله
النسفي
نسوا الله تركوا امره أو غفلوا ذكره فنسيهم فتركهم من رحمته وفضله
القرطبي
والنسيان: الترك هنا , أي تركوا ما أمرهم الله به فتركهم في الشك. وقيل: إنهم تركوا أمره حتى صار كالمنسي فصيرهم بمنزلة المنسي من ثوابه. وقال قتادة: " نسيهم " أي من الخير , فأما من الشر فلم ينسهم.
ابن حيان
والنسيان هنا الترك. قال قتادة: تركوا طاعة الله وطاعة رسوله فنسيهم، أي: تركهم من الخير، أما من الشر فلم ينسهم. وقال الزمخشري: أغفلوا ذكره فنسيهم تركهم من رحمته وفضله، ويغبر بالنسيان عن الترك مبالغة في أنه لا يخطر ذلك ببال.
ابن كثير
"نسوا الله" أي نسوا ذكر الله" فنسيهم "أي عاملهم معاملة من نسيهم كقوله تعالى"فاليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا"
الجلالين
(نسوا الله) تركوا طاعته (فنسيهم) تركهم من لطفه
الشوكاني
والنسيان الترك: أي تركوا ما أمرهم به، فتركهم من رحمته وفضله، لأن النسيان الحقيقي لا يصح إطلاقه على الله سبحانه، وإنما أطلق عليه هنا من باب المشاكلة المعروفة في علم البيان
السيوطي في موسوعته الأثرية:
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ويقبضون أيديهم} قال: لا يبسطونها بخير {نسوا الله فنسيهم} قال: نسوا من كل خير ولم ينسوا من الشر.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {نسوا الله فنسيهم} قال: تركوا الله فتركهم من كرامته وثوابه.
وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {نسوا الله} " قال: تركوا أمر الله {فنسيهم} تركهم من رحمته أن يعطيهم إيمانا وعملا صالحا.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال: إن الله لا ينسى من خلقه ولكن نسيهم من الخير يوم القيامة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: نسوا في العذاب.
والله أعلم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[20 Oct 2007, 12:08 ص]ـ
معلوم أنه - رٍٍفع عنا الخطأ والنسيان ..... " إذن هذا نسيان غير مرفوع بدليل أن من ءاتاه فسينساه الله وهناك السهو غير مرفوع " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون "
ولنبحث من البداية ما النسيان وما الفرق بينه وبين السهو والغفلة؟
هؤلاء الذين نزلت فيهم الآية " نسوا الله فنسيهم " هم المنافقون كان كل همهم أن يرضى عنهم الرسول والمؤمنون ونسوا الله فالله نسيهم من عطاء الألوهية وهو هو ماسيحدث في الآخرة " اليوم ننساكم ... " أما عطاء الربوبية في الدنيا فهو لهم بالحق،ولذلك أري أن نسي = ترك قد لا تفي بالمطلوب،والله أعلم.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[22 Oct 2007, 07:16 م]ـ
وجاء في كتاب: أنوار البروق في أنواع الفروق؛
لشهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس المشهور بالقرافي (684هـ-1285م):
(أما النسيان الذي هو الترك مع الغفلة الذي هو مشتهر في العرف لا يجوز طلب العفو فيه لأن طلب العفو فيه وعنه قد علم بالنص والإجماع).
(يُتْبَعُ)
(/)
قلت لقائل أن يقول النسيان العرفي الذي ذكره هنا لا يخلو أن يكون مما لا تسبب فيه أو مما له فيه تسبب , فإن كان من الأول فهو مفتقر إلى دليل على أنه ممنوع طلب العفو عنه ; لأن ذلك قلة أدب , وإن كان من الثاني فلا شك [ص: 276] أن طلب العفو إنما هو طلب العفو عن التسبب وطلب العفو عن ذلك طلب للعفو عما لم يعلم العفو عنه والله تعالى أعلم. قال (وكذلك إذا أراد بقوله ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به أيا من البلايا والرزايا والمكروهات جاز ; لأنه لم تدل النصوص على نفي ذلك) قلت ما قاله هنا صحيح. قال (بخلاف التكاليف الشرعية فإنها مرفوعة بقوله تعالى {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} فيقتضي طلب رفع ذلك , فإن أطلق العموم من غير تخصيص لا بالنية ولا بالعادة عصى لاشتمال العموم على ما لا يجوز فيكون ذلك حراما ; لأن فيه طلب تحصيل الحاصل , فإن قلت فقد قال تعالى حكاية عن قوم في سياق المدح {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد} ووعد الله سبحانه لا بد من وقوعه فقد طلبوا تحصيل الحاصل وهو عين ما نحن فيه , وقد مدحهم الله تعالى فدل على جواز ذلك وأنت تمنعه قال قلت إنما جاز لهم سؤال ما وعدهم الله به ; لأن حصوله لهم مشروط بالوفاة على الإيمان , وهذا شرط مشكوك فيه والشك في الشرط يوجب الشك في المشروط فما طلبوا إلا مشكوكا في حصوله لا معلوم الحصول. وأما ما نحن فيه فليس فيه شرط مجهول بل علم من الشريعة بالضرورة ترك المؤاخذة الخطأ والنسيان مطلقا , فإن قلت فإذا جوزت [ص: 277] ذلك بناء على الجهالة بالشرط فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخبر بذلك مطلقا , وإنما أخبر بالرفع عن أمته , وكون الداعي يموت وهو من أمته مجهول فما طلب إلا مجهول بناء على التقرير المتقدم. قلت كونه من الأمة ليس شرطا في هذا الرفع ودلالة الخبر على ذلك إنما هي من جهة المفهوم ونحن نمنع كون المفهوم حجة لاختلاف العلماء فيه سلمنا أنه حجة لكنه متروك هاهنا إجماعا وتقريره أن نقول الكفار إما أن نقول إنهم مخاطبون بفروع الشريعة أو ما هم مخاطبون بها , فإن قلنا إنهم ليسوا مخاطبين بها فالرفع حاصل لهم في جميع الفروع: النسيان وغيره , فبطل المفهوم واستوت الخلائق في الرفع حينئذ , وإن قلنا إنهم مخاطبون بها فلا يكون قد شرع في حقهم ما ليس سببا في حقنا بل كل ما هو سبب الوجوب في حقنا هو سبب الوجوب في حقهم , وما هو سبب التحريم في حقنا هو سبب التحريم في حقهم , وكذلك سبب الترخص والإباحة فعلى هذا التقدير لا يكون خصوص الأمة شرطا في الرفع ولم يقل أحد إن الكفار في الفروع أشد حالا من الأمة فظهر أن هذا المفهوم باطل اتفاقا فليس هناك في النسيان والخطإ شرط مجهول فيكون الشارع [ص: 278] قد أخبر بالرفع في هذه الأمور مطلقا فيحرم الدعاء به).
قلت ليس ما قاله شهاب الدين في هذا الجواب وأطال فيه بصحيح ; لأن مساق الحديث مشعر بالمدح لهذه الأمة فيتعين لذلك اختصاصها بذلك الرفع ويلزم القول بهذا المفهوم لقرينة المدح ويكون هنا في هذا المقام شرط مجهول كما قاله السائل ويبطل جوابه والله تعالى أعلم ... ).
وللفائدة:
كتاب أنوار البروق في أنواع الفروق، اشتهر بالفروق وهو في القواعد الفقهية والفروق بين المسائل والمواضيع المتشابهة مع بيان أحكامها على المذهب المالكي والمقارنة أحيانا مع بقية المذاهب ويشتمل على 274 فرقا فيها (540) قاعدة وضح فيها القواعد الفقهية وما يناسبها من الفروع وقدم له بمقدمة عن علم أصول الفقه وفائدة القواعد ومعنى الفروق لغة واصطلاحا وبدأه بقاعدة الفرق بين الشهادة والرواية وختمه بالفرق بين قاعدة ما هو مكروه والدعاء وقاعدة ما ليس بمكروه وجاء الشيخ قاسم بن عبد الله المعروف بابن الشاط (723هـ) وعلق على كتاب الفروق لتصحيح بعض الأحكام وتنقيح بعض المسائل في كتاب سماه " إدرار الشروق على أنوار الفروق " وقام الشيخ محمد بن علي بن حسين مفتى المالكية بمكة المكرمة (1367هـ) فاختصر الفروق ولخصه وهذبه ووضح بعض معانيه في كتابه:
" تهذيب الفروق والقواعد السنية في الأسرار الفقهية ".(/)
أسرار ترتيب القرآن: عرض بالباوربوينت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[11 Oct 2007, 02:39 ص]ـ
أسرار ترتييب القرآن: عرض بالباوربوينت
http://www.alargam.com/sorts/jalghoom/8/asrar/index.htm
ـ[معروفي]ــــــــ[11 Oct 2007, 04:36 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خير الجزاء.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Oct 2007, 06:59 م]ـ
أحسن الله إليك، وبارك في أعمالك.(/)
هدية عيد الفطر 1428هـ - صورة كاملة للمصحف المنسوب لعثمان بن عفان بالمشهد الحسيني بمصر
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Oct 2007, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله سبحانه وتعالى الذي منَّ علينا جميعاً بإكمال صيام شهر رمضان، ونسأل الله أن يتقبل منا ومنكم. ونبارك لكم جميعاً بعيد الفطر المبارك، جعله الله عيد عزة وتمكين لأمة الإسلام، وقد ثبت أن يوم غدٍ الجمعة هو الأول من شهر شوال 1428هـ.
هدية عيد الفطر 1428هـ من ملتقى أهل التفسير
http://www.tafsir.net/images/moshaaaf1.jpg
نسخة كاملة من المصحف المنسوب لعثمان بن عفان رضي الله عنه المحفوظ بالقاهرة بالمشهد الحسيني. وهو نسخة ثمينة نادرة تشمل كل سور القرآن الكريم مكتوبة بالخط الكوفي الذي كتبت به المصاحف في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه كما يذهب بعض الدارسين، يستفيد منها دارس رسم المصحف العثماني فائدة كبيرة.
تعريف بهذا المصحف كما ورد في تقديم القائمين عليه في وزاةر الأوقاف المصرية:
مصحف ثالث الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
هذا المصحف نسخة من المصاحف الستة التي نسخت بأمر عثمان رضي الله عنه ثم أرسل أربعةً منها إلى الأمصار، وبقي اثنان منها في المدينة. وكان هذا المصحف محفوظاً في خزانة الكتب المدرسة الفاضلية التي بناها القاضي الفاضل عبدالرحيم البيساني العسقلاني - في العصر الأيوبي- ثم نقله السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغوري - آخر سلاطين الدولة المملوكية - إلى القبة التي أنشأها تجاه مدرسته بقرب الأقباعيين داخل باب زويلة، ونقل إليها أيضاً الآثار النبوية، وعمل له جلدة خاصةً به نقش عليها أنها عملت بعد كتابة المصحف العثماني بثمانمائة وأربعة وسبعين عاماً - أي أنها عملت سنة 909هـ وظل محفوظاً بها لمدة ثلاثة قرون، وهي هذه:
http://www.tafsir.net/images/moshaaaf4.jpg
وفي عام 1305هـ استقر المصحف والجلدة والآثار النبوية بعد نقلها إلى مشهد الإمام الحسين رضوان الله عليه.
وفي عام 1427هـ قامت المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بنقله إلى المكتبة حيث تم توثيقه وتصوير صفحاته لأول مرة على أقراص مدمجة CD .
وصف المصحف:
هذا المصحف يتكون من 1087 ورقة من الرق من القطع الكبير، وقياسها 57سم ×68 سم، وعدد الأسطر 12 سطراً، وارتفاعه 40 سم، ووزنه 80 كجم، ومكتوب بمداد داكن، وبخط مكي يناسب القرن الهجري الأول، خال من النقط والزخارف الخطية، وتوجد فواصل بين السور عبارة عن رسوم نباتية متعددة الألوان.
تحمل الملف على جهازك:
نظراً لكبر حجم الملف (أكثر من 55 ميجا قليلاً) فقد قسمت الملف إلى أربعة أقسام، بحيث تقوم بتنزيلها جميعاً على جهازك، ثم تقوم بإنشاء مجلد على جهازك سمه مثلاً (المصحف العثماني) ثم قم بفك هذه الملفات الأربعة داخل هذا المجلد، ثم قم بتشغيل البرنامج بواسطة ملف Library الذي يظهر لك ضمن هذه الملفات. واستخدام البرنامج في غاية السهولة بعد ذلك.
http://www.tafsir.net/images/moshaaaf2.jpg
لتحميل الملف اضغط زر الفأرة الأيمن ثم اختر حفظ باسم.
الجزء الأول ( http://tafsir.org/Bookstorge/othmani_1.zip)
الجزء الثاني ( http://tafsir.org/Bookstorge/othmani_2.zip)
الجزء الثالث ( http://tafsir.org/Bookstorge/othmani_3.zip)
الجزء الرابع ( http://tafsir.org/Bookstorge/othmani_4.zip)
http://www.tafsir.net/images/moshaaaf3.jpg
وقد ذكر الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه (رسم المصحف) المصاحف المخطوطة التي اعتمد عليها في دراسته، وذكر منها مصحفنا هذا في الحاشية رقم 138 ص 192 ومما قاله في التعليق على ذلك وعدم تمكنه من الاطلاع على هذا المصحف:
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6470e281c968f1.jpg
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6470e281c8865f.jpg
ونحن نهدي هذا المصحف للجميع، ونهديه خاصةً للأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد - حفظه الله - للاطلاع عليه بعد أكثر من خمس وثلاثين سنة من محاولته الاطلاع عليه وعدم تمكنه من ذلك عندما كان يكتب رسالته الماجستير بالقاهرة، حيث نوقشت الرسالة في 6/ 10/1396هـ.
ويحضرني بهذه المناسبة ما ذكره ابن خلكان في ترجمة أبي زيد محمد بن أحمد المروزي، حيث ذكر أنه كان في فاقة في أول أمره ثم لما كبر وأسنَّ أقبلت عليه الدنيا بعد أن زهد فيها وقلت رغبته في متاعها. واستشهد ابن خلكان بقول الشاعر:
ما كنتُ أرجوهُ إذ كنتُ ابنَ عشرينا= ملكتُه بعدَ أنْ جاوزتُ سبعينا
تطيفُ بي من بني الأتراك أغزلةٌ= مثلُ الغصون على كُثبان يبرينا
قالوا أنينُك طولَ الليل يقلقنا= فما الذي تشتكي؟ قلتُ الثمانينا
وأرجو ألا يكون طول العهد بالرغبة في الاطلاع على هذا المصحف الثمين يزهد الدكتور غانم في الاطلاع على هذا المصحف، فما عهدته إلا مقبلاً على العلم والبحث كأول عهده زاده الله توفيقاً.
أرجو أن ينتفع بهذه النسخة جميع الزملاء في هذا الموقع والزائرين له، وأسأل الله للجميع القبول والتوفيق. وأشكر أخي العزيز الأستاذ أيمن صالح شعبان الذي سعى للحصول على هذه النسخة فجزاه الله عنا خير الجزاء والحمد لله رب العالمين.
ليلة عيد الفطر المبارك 1428هـ
من العايدين الفائزين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[11 Oct 2007, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور عبدالرحمن، ونعم الهدية المباركة، في هذا العيد المبارك. أعاده الله على الجميع في الملتقى والأمة الإسلامية، بالصحة والرحمة والمغفرة والعافية.
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[11 Oct 2007, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيرا دكتور عبدالرحمن، ونعم الهدية المباركة، في هذا العيد المبارك. أعاده الله على الجميع في الملتقى والأمة الإسلامية، بالصحة والرحمة والمغفرة والعافية.
جزاك الله خيراً.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[11 Oct 2007, 09:03 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن، ونعمت الهدية.
فلا حرمنا خيركم وفضلكم وعلمكم وأخوَّتكم
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[11 Oct 2007, 09:58 م]ـ
أسعدتني رؤية صورة مصحف سيدنا عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وإنني أشكر الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري جزيل الشكر على هذه المفاجأة السارة والهدية الرائعة، وأهنئه وأهنئ الإخوة رواد الملتقى بحلول عيد الفطر وبرؤية هذا المصحف الشريف، وأرجو أن أتمكن من تعويض ما فاتني من قبل من القراءة فيه، وأتوقع أن يقدم هذا المصحف المبارك فوائد علمية جمة للمهتمين بتاريخ المصحف ورسمه وضبطه، والحمد لله رب العالمين.
ـ[حسام خوجة]ــــــــ[11 Oct 2007, 10:55 م]ـ
بصراحة ..
هدية لا تقدر بثمن ..
أسأل الله أن يكتب لك بكل ثانية تحميل لهذه الملفات الأربع الأجر والمثوبة
سأسعد كثيرا بعدما ينتهي التحميل وأطلع عليها
فهي مما يهمني كثيرا .. خصوصا أنني في تخصص القراءات
أسأل الله التيسير والمعونة
وكل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[11 Oct 2007, 11:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي د. عبد الرحمن على هذه الهدية الثمينة وأكرمكم الله ....
كل عام وأنتم إخوتي جميعاً بخير
أعاده الله علينا باليمن والبركة والنصر
وفقكم الله وأسعد أيامكم
ـ[أمين]ــــــــ[12 Oct 2007, 12:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و كل عام و أنتم بخير
ـ[خالد المقبل]ــــــــ[12 Oct 2007, 01:16 ص]ـ
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم
نعمت الهدية لعيد الفطر أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير والازدياد من الطاعة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Oct 2007, 01:22 ص]ـ
اللهم صل على محمد وعلى آله. ما شاء الله! تبارك الله!
أحسن الله إليكما (عبد الرحمن وأيمن)، ولا أدري كيف نكافئكم على هديتكم.
ولكن أقول: غفر الله لكما، فستتركونني أنتظر من الآن هدية العيد القادم التي أرجو أن تكون شبيهة بها، بحيث يجتمع لدينا في خلال بضعة أعياد كل المخطوطات الأصلية من القرآن الكريم.
وقد ذكرتني، يا شيخ عبد الرحمن بما اقترحته عليك يوما ما، بمحاولة الاتصال أحد المستشرقين الروس لمعرفة تفاصيل أكثر عن النسخة الموجودة في طشقند.
فقد كنت حينها أبحث في المداخلات المنشورة على موقع التفسير، وعثرت على مداخلة بعنوان: ((مستشرق روسي يقول: إن أقدم نسخه للمصحف كتبت عام 36هـ وتم العثور عليها في اليمن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4112)))، والمداخلة تتحدث عن أعمال الباحث الروسي ((يفيم رضوان)).
فوددت حينها لو أنكم في إدارة الملتقى تحاولون الاتصال بهذا الباحث للحوار معه في موضوع بحوثه حول نسخة مصحف عثمان الموجودة في طشقند .. وقد علمت من خلال خبر منشور عنه على الإنترنت أن لديه فيلما تسجيليا عن أبحاثه في قرص مدمج، عرضه على لجنة الأزهر الشريف للحوار بين الأديان. وقد نشر الخبر في وكالة نوفوستي للأنباء:
http://www.ru4arab.ru/cp/eng.php?id=20050108044947&art=20050118170951
ولعل وكالة نوفوستي تساعد في الحصول على عنوان الباحث: info@ru4arab.ru
وحين طلبت مني القيام بذلك، قمت بعدة محاولات باءت كلها بالفشل.
لذلك، أرجو أن يسعى بعض الإخوة الآخرين للعثور عليها، ويجعلوها هدية العيد القادم:) جعل الله أيامكم كلها عيدا.
ـ[أم ياسر]ــــــــ[12 Oct 2007, 01:39 ص]ـ
http://www.hadiith.net/montada/images/smilies/sss-15.gif
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:10 ص]ـ
غفر الله لك د عبدالرحمن ولاخي ايمن وعيد مبارك لكل احبة الملتقى
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:24 ص]ـ
كل عام وأسرة الملتقي بخير، وجزى الله أخانا المفضال د. عبد الرحمن، ومن عاونه خير ا الجزاء، وصدق
الله العظيم:" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:27 ص]ـ
هدية ثمينة , والحمد لله على ما يسر وجاد.
ـ[نورة]ــــــــ[12 Oct 2007, 03:52 ص]ـ
هدية قيمة جداً
جزى الله كل من سعى في الحصول عليها الجزاء الأوفى ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 Oct 2007, 07:39 ص]ـ
أحسن الله إليكم، وجزاكم خير الجزاء
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مرهف]ــــــــ[12 Oct 2007, 10:07 ص]ـ
كل عام وأنتم بخير وأعاده الله على المسلمين بالفرج واللطف
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[12 Oct 2007, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا د. عبدالرحمنالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعمت الهدية لعيد الفطر أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير
ـ[النقبي]ــــــــ[12 Oct 2007, 02:13 م]ـ
يقول الله تبارك و تعالى في سورة الحجر آية رقم 9 (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ?لذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَـ?فِظُونَ)
سبحان الله .... شكرا أخي الفاضل و نعم الهدية هذه
بارك الله فيك و غفر الله لنا جميعا
ـ[مصطفى الزكاف]ــــــــ[12 Oct 2007, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
دمتم أعيادا ونلتم أمجادا
ليهنك عيدٌ لو تناجت سعوده ... لما اقترحت إلا سماءك مطلعا
فليهنك الخير يأبا الخير وجعلنا ممن يشملهم قول العلي الأعلى: وإنا له لحافظون
والسلام
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[12 Oct 2007, 09:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونعمت الهدية لعيد الفطر المبارك
وأسأل الله الكريم أن يعيده علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات
http://www.twaqe3.com/data/thumbnails/13/kll.gif
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[13 Oct 2007, 01:26 ص]ـ
بارك الله في الشيخ عبد الرحمن الشهري على هذه الهدية النادرة.
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[13 Oct 2007, 01:59 ص]ـ
الأخوة الكرام مشرفى و اعضاء الملتقى:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا يا أستاذنا الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهرى
و نعمت الهدية بالعيد فعلا
و حقا لقد أتممت فرحتنا بالعيد بهديتك النفيسة الغالية
و ان شاء الله نتطلع لهدية عيد الاضحى
و تقبل الله منكم و جزاكم الله خيرا
و دامت قلوبكم عامرة بحب الله و رسوله و كتابه و المؤمنين
ـ[المتخصصة]ــــــــ[13 Oct 2007, 06:14 ص]ـ
جزاك الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[13 Oct 2007, 08:49 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، ونفعنا وإياكم بهذا العلم.
وأرجو التكرم بتنزيل هذه الملفات وتجربة تشغيلها وموافاتي هنا بأي إشكالات قد تحدث أثناء تشغيل البرنامج، وطمأنتي على عمله بشكل جيد. فأخشى أن يكون لدى بعضكم صعوبة في تشغيله لعلنا نتعاون في حلها.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[13 Oct 2007, 08:56 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، ونفعنا وإياكم بهذا العلم.
وأرجو التكرم بتنزيل هذه الملفات وتجربة تشغيلها وموافاتي هنا بأي إشكالات قد تحدث أثناء تشغيل البرنامج، وطمأنتي على عمله بشكل جيد. فأخشى أن يكون لدى بعضكم صعوبة في تشغيله لعلنا نتعاون في حلها.
نعم شيخنا الغالي الكريم الحبيب الدكتور عبد الرحمن
هنا صعوبة وإشكالات في تنزيل مثل هذه الملفات
وأعتقد أنها تحتاج إلى شرح وتبسيط
ولولا أنني استعنت بأولادي
لما استطعت فتحها
وجزاك الله خيرا
وكل عام وأنتم بخير
ـ[وائل حجلاوي]ــــــــ[13 Oct 2007, 09:12 ص]ـ
جزى الله الدكتور عبد الرحمن كل خير
وجزى كل الإخوة في الملتقى كل خير
والحمد لله على نعمة الأخوة والألفة والمودة بين أعضاء الملتقى
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا ويغفر لنا إنه جواد كريم
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[13 Oct 2007, 09:15 م]ـ
شيخنا أبا عبد الله
حملت الملفات ثم وضعتها في مجلد وفكيت الضغط ثم حاولت فتحها عن طريق البرنامج المذكور (فتح باستخدام) وتفتح صفحة فيها صورة مسجد قلعة محمد علي! وحاولت أكثر من مرة ونفس النتيجة!
ـ[أحمد القصير]ــــــــ[14 Oct 2007, 04:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا دكتور عبد الرحمن على ما تفضلتم به، وبحق فإنها هدية ثمينة وقد تصفحت البرنامج فوجدت أن هناك نقصاً يكمن في سورة النمل فلا أدري أهو خلل في التحميل أم لا وعند فك الملفات يعطي إفادة بأن هناك ملفات مكررة.
فرغبة في اكتمال الهدية آمل إعادة النظر فيها، ودمتم بحفظ الله ورعايته.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Oct 2007, 06:39 ص]ـ
نزولاً عند رغبتكم قمت بتصوير خطوات تشغيل البرنامج.
أولاً: قم بإنشاء مجلد لوضع الملفات بداخله وسمه إن شئت (المصحف العثماني) كما في الصورة.
http://www.tafsir.net/images/othmani1.jpg
ثانياً: سيظهر كما هنا تقريباً.
http://www.tafsir.net/images/othmani2.jpg
ثالثاً:
http://www.tafsir.net/images/othmani3.jpg
رابعاً:
http://www.tafsir.net/images/othmani4.jpg
خامساً:
http://www.tafsir.net/images/othmani5.jpg
سادساً: ستظهر لك نافذتان، عليا وسفلى. العليا تختار منها السورة والسفلى تختار منها صفحات السورة.
http://www.tafsir.net/images/othmani7.jpg
سابعاً: يمكنك اختيار سورة المائدة مثلاً من النافذة العليا، وصفحاتها من النافذة السفلى.
http://www.tafsir.net/images/othmani8.jpg
ثامناً: وستظهر لك الصفحة الأولى من سورة المائدة بهذه الصورة. وتنتقل للصفحة التالية باختيار كملة تالي في أعلى النافذة.
http://www.tafsir.net/images/othmani9.jpg
وأما ملاحظة أخي الكريم الدكتور أحمد القصير بسقوط سورة النمل من البرنامج فصحيح، والخلل من المصدر، وأرجو من الزملاء الذين يطلعون على البرنامج ويجدون ملاحظات عليه تدوينها هنا حتى يتمكن الأستاذ أيمن صالح شعبان من مراسلة القائمين على تصوير المصحف لتدارك الخلل وإضافته للبرنامج بسهولة بإذن الله.
في 3/ 10/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[حاتم القرشي]ــــــــ[14 Oct 2007, 08:57 ص]ـ
فعلا فتحت الصفحات. وبقي مشكلة:
لم يظهر في قائمة أسماء السور إلا من الفاتحة إلى يونس وبعدها علامة (_ _) فهل المشكلة في تحميل الملفات؟ علماً أني تأكدت من تحميلها على الترتيب.
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[14 Oct 2007, 02:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيد فطر سعيد
هديّة جليلة وعمل مبارك وجهد عظيم
جعله الله في ميزان حسنات كلّ من ساهم وأسهم في عرض هذا المصحف (مصحف القاهرة الكبير) على أكمل وجه وأتمّ صورة على موقع ملتقى أهل التفسير، ليتمكّن أهل المعرفة والاختصاص من الاطّلاع عليه غرض البحث والدراسة.
يجدر التنبيه هنا أنّ سورة النمل غير ساقطة في البرنامج، بل هي موجودة فيه. كلّ ما في الأمر أنّه ثمّة قفزة واحدة عفويّة في تسلسل عناوين السور؛ فعلى القائمين على برجمة هذا البرنامج حذف عنوان سورة النمل من مكانه الحاليّ وإعادة كتابة عنوانها مكان السورة التالية لها (في هذه الحالة سورة القصص) وهكذا دواليك، فيستقيم الأمر بذلك.
كذلك تجدر الإشارة بصدد البرنامج إلى أنّ عنصر (نصّ وصورة) فيه لا يعمل. ما يظهر بعد الضغط عليه بياض؛ فلينتبه إلى ذلك وليفحص من جديد غرض تحسين مستواه في الأداء!
دمتم مع أطيب الأوقات وأسعدها، والسلام عليكم!
ـ[مسك]ــــــــ[14 Oct 2007, 04:39 م]ـ
جزاك الله خير يا شيخ عبدالرحمن ونفع الله بك ..
ـ[درر]ــــــــ[14 Oct 2007, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولا حرمت الاجر
ـ[أيمن صالح شعبان]ــــــــ[14 Oct 2007, 10:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا مولانا المفضال د عبد الرحمن الشهري وسدد خطاكم وتقبل منكم عملك الطيب ولا أجد والله من القول ما يوافيك حقك ولا حق إخواننا المشرفين في المنتدى
أسأل الله تعالى القبول والتوفيق والسدد.
وكلمة حق:
الحمد لله أن جعلكم سببا وعونا للحصول على تلك المصورة، وأنت صاحب الفضل جزاك الله خيرا.
فضيلة العلامة أد غانم قدوري الحمد حفظكم الله ورعاكم أردت أن استخرج كنزك من المصورات فاستخرجت أنت كنزنا من القاهرة .. (ابتسامة)
وعن مداخلة فضيلة الدكتور عمر حمدان حفظه الله عن خاصية نص بأنها لا تعمل ... البرنامج لم يكتمل بعد فهو في طور التنفيذ وصرح لي وزير الأوقاف حفظه الله تعالى باستلام النسخة على وضعها ... ولا نحرم الفائدة في التمتع بهذا المصحف ...
ولعلي أذكر أول فائدة فيه:
هذا مصحف رواية ... لا مصحف إمامي.
وهو من مصاحف قراء الكوفة .. رسم على رواية ......
وهذا من الألغاز سأجعل فيه مكافأة!!!. (ابتسامة)
ـ[البحر الرائق]ــــــــ[14 Oct 2007, 11:20 م]ـ
السلام عليكم ور حمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا يا دكتور عبدالرحمن
نتعلم منك علم ديننا و نحملك هم جهلنا بالكمبيوتر فتحملنا و لك الاجر و الثواب و ربنا يتقبل منك ان شاء الله
انا فعلا لم استطع فتح الملفات الا بعد مراجعة شرحكم المبارك
فجزاكم الله خيرا
ـ[حسن هبشان]ــــــــ[15 Oct 2007, 06:04 م]ـ
جزاك الله كل خير شيخنا الوفي للعلم وطلابه بهذه الهدية الطيبة وتوقيتها الرائع .. وإن سمحت لي: أقول لك
جزيت خيراً وزوجت بكراً لم تحض ولم تلد ... العفو حورية ياشيخنا ..
ـ[حسن هبشان]ــــــــ[15 Oct 2007, 07:33 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
وكل سنة وأنتم بخير
ـ[المنهوم]ــــــــ[15 Oct 2007, 09:32 م]ـ
شكر الله لك شيخنا الدكتور عبدالرحمن
وما زال التحميل جاري
ونهنئكم جميعا بالعيد
ـ[جنتان]ــــــــ[16 Oct 2007, 07:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ..
ـ[سامي السلمان]ــــــــ[16 Oct 2007, 11:09 ص]ـ
نرجو من الله أن ييسر لشيخنا العلامة الدكتور غانم قدوري الحمد دراسة هذه النسخة ويخرج لنا كتاباً عنها , لعله تخرج بنتائج مهمة في علم رسم المصحف وتاريخه.
ـ[محمد الجمل]ــــــــ[16 Oct 2007, 12:49 م]ـ
تقبلوا خالص تحياتي
أخوكم] [®] [^] [®] [جزاكم الله خيرا وادام النفع بكم] [®] [^] [®] [
ـ[طارق مصطفى حميدة]ــــــــ[16 Oct 2007, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن الشهري وأجزل الله المثوبة وتقبل الله الطاعات من الجميع
طارق حميدة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[18 Oct 2007, 09:32 ص]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أشكركم جميعاً على دعواتكم الطيبة نسأل الله أن يتقبلها وأن يكافأكم عليها أحسن المكافأة.
نرجو من الله أن ييسر لشيخنا العلامة الدكتور غانم قدوري الحمد دراسة هذه النسخة ويخرج لنا كتاباً عنها , لعله تخرج بنتائج مهمة في علم رسم المصحف وتاريخه.
قد وعدني الدكتور غانم بهذا بإذن الله وندعو الله أن يوفقه لإنجازه في وقت قريب، وسيسعدنا أن نتولى طباعته ونشره في شبكة التفسير، أعاننا الله جميعاً على العمل بالعلم.
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[18 Oct 2007, 03:21 م]ـ
الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري
و الإخوة الكرام
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
و بعد
فقد تلقيت شاكرا – مثل باقي الإخوة أعضاء الملتقى – تهنئة طيبة بعيد الفطر المبارك من الأخ الفاضل الدكتور عبد الرحمن الشهري – المشرف العام – و تلقيت معها رابط الهدية القيّمة: نسخة مصورة من مصحف سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، المحفوظ بحجرة المقتنيات النبوية الشريفة بمسجد سيدنا الحسين بن علي رضي الله عنهما، بالقاهرة
فأنعم بها من هدية
و جزى الله مهديها خيرا
• و قد نشرت صحيفة " أخبار اليوم " المصرية تحقيقا عن تلك الحجرة المحتوية على بعض المقتنيات النبوية الشريفة بالمسجد الحسيني بالقاهرة؛ مثل العضب: أحد سيوف النبي صلى الله عليه و سلم، و عصاه، و بعض شعرات رأسه الشريفة
و يوجد أيضا مصحف سيدنا عثمان – الذي أهدانا د. عبد الرحمن الشهري أكرمه الله و من عاونه نسخة مصورة له – متوقفة عندي عند سورة " يونس "؟
كما يوجد مصحف آخر منسوب لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه
= و إليكم رابط ذلك المقال (التحقيق الصحفي):
http://66.102.9.104/search?q=cache:xOODPJBt-xsJ:www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/issues/3280/0900.html+%22+%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1+%D8%A 7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85+%22+%2B+%22+%D8%AD%D8%AC %D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%86% D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%88%D 9%8A%D8%A9+%22&hl=ar&ct=clnk&cd=1&gl=sa
و الرابط الأصلي:
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/issues/3280/0900.html
و لعل بعض الإخوة يقومون بتحقيق و توثيق نسبتها؛ فقد كنت اطلعت منذ زمن مضي على مقال عن تلك النسخة من المصحف الشريف كانت قد استولت عليها روسيا القيصرية في حروبها مع الدول و الممالك الإسلامية، ثم أعيدت في احتفال مهيب إلى المسلمين في طشقند في العشرينيات من القرن الميلادي الماضي أثناء حكم البلاشفة؛ استمالة للمسلمين الواقعين تحت حكمهم وقتئذ
و كل عام و أنتم بكل خير
و سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
أخوكم
د. أبو بكر بن عبد الستار بن محمد آل خليل
ـ[مشبب آل ناصر]ــــــــ[19 Oct 2007, 12:53 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم الدكتور عبدالرحمن على هذا الجهد , وسبحان الله العظيم كم تتوق الأنفس لمثل هذا الكتاب الكريم ,,,
نسأل الله تعالى أن يكون لنا شفيعاً يوم القيامة.
أخوكم
ـ[رحمة]ــــــــ[21 Oct 2007, 02:14 م]ـ
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم
نعمت الهدية لعيد الفطر أسأل الله أن يعيده علينا وعليكم بالخير والازدياد من الطاعة
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[22 Oct 2007, 08:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا أستاذي الكريم
وكل عام وأنت بخير وفي خير
نفع الله بك الإسلام والمسلمين
ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[22 Oct 2007, 09:27 ص]ـ
تنبيه: بحث منقول
http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab7/T7.HTM
أضواء على مصحف عثمان "رضىالله عنه" و رحلته شرقا وغربا
بحث مختصر قدمته الدكتورة / سحر السيد عبد العزيز سالم
فى ندوه تاريخ الأمه الأ سلأ ميه بين الموضوعيه والتحيز فى الفتره من 21/ 10: 23/ 10 سنه 1989 فى الزقازيق.
تجمع المصادر العربيه على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من آيات.
وكان يتولى كتابة الآيات أربعه لايختلف فيهم أبى بن كعب ومعاذ بن جبل و زيد بن ثابت وأبوزيد (1) , وكلهم من الأنصار, واختلفوا فى رجلين من ثلاثة هما أبو الدرداء (2) وعثمان.
(يُتْبَعُ)
(/)