التصورات، فيعلم أنه المراد، وكذلك الطلب بأقسامه، فإن كلا يميز بينها ويورد كلا في موضعه، ويجيب عنه بما يطابقه، حتى الصبيان ومن لا يتأتى منه النظر) (10).
والأولى في مثل هذا الاختلاف أن ينظر في تعريف الخبر إلى أوصافه فيعرف بأخصها الذي يميزه عن غيره، وبما أنه من ضروب القول فإنه يشترك معها في كثير من الأوصاف كعموم الإسناد والإفادة، إلا أنه ينفرد عنها بجواز وقوعه جواباً للاستفهام أو الاستخبار كما يعبر عنه بعض أهل اللغة، وبوصفه بالصدق والكذب، وهذا الأخير هو أخص أوصافه، وقد ذكر عبد القاهر الجرجاني أن العقلاء (جعلوا من خاص وصفه أنه يحتمل الصدق والكذب) (11)، وقال ابن وهب: (وليس في صنوف القول وفنونه ما يقع فيه الصدق والكذب غير الخبر والجواب؛ إلا أن "الصدق والكذب" يستعملان في الخبر، ويستعمل مكانهما في الجواب: "الخطأ والصواب"، والمعنى واحد وإن فرق اللفظ بينهما، وكذلك يستعمل في الاعتقاد في موضع "الصدق والكذب": "الحق والباطل"، والمعنى قريب) (12).
ولذا فإن كثيراً من علماء البلاغة وغيرهم وخاصة المتأخرين منهم يرتضي تعريف الخبر بهذا الوصف اللازم له، أي أن الخبر عندهم: ما يحتمل الصدق والكذب.
وقد سبق في كلام السبكي ما أورد على هذا التعريف بهذا اللفظ، إذ ليس كل خبر يحتمل الصدق والكذب، بل من الأخبار ما لا يحتمل أحدهما، خاصة خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم إذ هما صدق لا يحتملان الكذب ألبتة.
إلا أن البلاغيين تخلصاً من هذا الإيراد قيدوا الصدق والكذب بالنظر إلى ذات الخبر لا إلى قائله.
قال السيوطي: (الكلام إما خبر أو إنشاء لا ثالث لهما؛ لأنه إما أن يحتمل الصدق والكذب، أو لا، والأول الخبر، والثاني الإنشاء، وبعضهم يقيد الأول بقوله: لذاته؛ ليخرج الخبر المقطوع بصدقه، كخبر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن سكت عن هذا القيد قال: الخبر من حيث هو يحتملهما وإن خرج بعض أفراده لأمر خارج عنه، ألا ترى أن قول الإنسان مثلاً: "زيد قائم" يحتملهما وإن كان السامع يقطع بصدقه لمشاهدته له قائماً) (13).
ومعنى هذا أن أبلغ كلام أنشئ علم البلاغة لتلمس إعجازه لا يدخل في هذا التعريف، أو يدخل في هذا التعريف من حيث هو كلام من جنس سائر الكلام، لا من حيث هو قرآن تكلم به أصدق القائلين، وقد اكتسب القرآن الصدق من المتكلِّم به عز وجل، لا من مجرد تطابقه مع الواقع، وهكذا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذا ناقش بعض الباحثين هذا القيد غير مسلمين بالتعريف، ومن هؤلاء الدكتور منير سلطان حيث قال: (ما معنى الجملة التي تحتوي على معلومة تحتمل الصدق والكذب لذاتها بغض النظر عن قائلها؟ كيف يكون المتكلم صادقاً والخبر الذي يلقيه كاذباً، أو العكس؟! كيف؟! (14)
لقد وجدوا أمامهم القرآن الكريم والحديث الشريف والمسلمات من الأحكام، فماذا يقولون فيها؟ إن جملة "بغض النظر عن قائلها" لا توقعهم في الحرج، ثم أرادوا أن يريحوا أنفسهم فأخرجوا القرآن الكريم والحديث الشريف والمسلمات من القاعدة، وقالوا: هذا الأخبار علم مسبقاً أنها صادقة. ونسوا أن القاعدة التي تعجز عن احتواء القرآن الكريم قاعدة عابثة) (15) إلا أن الدكتور منير لم يقدم تعريفاً بديلاً عما نقده.
ويرى الدكتور ناصر الخنين أنه (لو لم يكن من هذا القيد الذي أثبتوه إلا سوء الأدب مع كلام الله تعالى وكلام رسوله –عليه الصلاة والسلام-؛ إذ جعلوا كلامهما –المقطوع بصدقه- يحتمل الكذب والصدق مع أن مصدره أصدق القائلين…
فضلاً على أن في هذا المنهج جرأة على كلام الله تعالى من حيث ترك نسبته إليه بدعوى أن ذلك على سبيل الجدل والافتراض والزعم بأنه يحتمل الصدق والكذب حتى يدخل في تعريف الخبر…
فليس من الأدب شرعاً ولا عرفاً أن نفترض في كلام الله أنه منقطع عن قائله أو أنه كلام عادي يحتمل الصدق والكذب كغيره من كلام البشر، ذلك تمحل نهينا عنه شرعاً، وهو منهج يوناني الأصل، اعتزالي النشأة، منطقي الفكرة، مباين للفطرة التي جبل عليها لسان العرب وبيانهم المشرق) (16).
وارتضى الدكتور الخنين أن يعرف الخبر بأنه: (ما تركب من جملة أو أكثر، وأفاد فائدة مباشرة أو ضمنية) وعرف الإنشاء بأنه (ما سوى الخبر مما أفاد طلباً أو قسيمه) (17).
(يُتْبَعُ)
(/)
إلا أن هذا التعريف يرد عليه أنه لا يضع حداً فاصلاً بين الخبر والإنشاء، إذ أن من أنواع الإنشاء التي ذكرها ما يصدق عليه التعريف، فالتعجب مثلاً في قولك: ما أحسن خلق محمد؛ جملة تفيد المخاطب أن محمداً بلغ غاية في حسن الخلق، والمدح في قولك: نعم الرجل محمد؛ جملة تفيد المخاطب مدح محمد، وكذا في الذم، أو في غيرها.
كما أن هذا التعريف يحصر الخبر في فائدتين حيث قال بعد التعريف: (والفائدة المباشرة هي ما يسميه البلغاء: فائدة الخبر، والفائدة الضمنية هي ما يسمونه: لازم الفائدة) والخبر لا يأتي لهاتين الفائدتين وإن كانتا أصليتين عند البلاغيين بالنسبة للفوائد الأخرى، ولذا فما لا ينطبق عليه التعريف فهو من الدلالات المجازية أو خروج الخبر عن مقتضى الظاهر؛ لأن الغرض فيه غير حقيقي.
ومن التعريفات التي استحسنها بعض أهل العلم أن الخبر: ما يتطرق إليه التصديق أو التكذيب (18)، قال الغزالي بعد أن ذكره: (وهو أولى من قولهم: يدخله الصدق والكذب؛ إذ الخبر الواحد لا يدخله كلاهما، بل كلام الله تعالى لا يدخله الكذب أصلاً، والخبر عن المحالات لا يدخله الصدق أصلاً) (19).
وذكر الشيخ ابن عثيمين في الخبر أنه: الكلام الدائر بين النفي والإثبات من قبل المتكلم، المقابل بالتصديق أو التكذيب من قبل المخاطب (20)، وهذا وصف حسن، يجمع بين بعض التعريفات التي ذكرها العلماء، ولا يرد عليه كثير إشكال، ولو اقتصر على الجزء الثاني لكان أسهل وأضبط، فيقال:
الخبر هو: الكلام الذي يقابل بالتصديق أو بالتكذيب.
وهذا ضابط سهل للمتعلمين، لأنه يضبط الخبر بأخص أوصافه الظاهرة، كما أنه لا يوقع في الحرج مع كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن "أو" في التعريف كما يظهر للتنويع ومنع الخلو، فأي كلام لا يخلو إما أن يقابل بالتصديق ومنه كلام الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو يقابل بالتكذيب.
وعلى هذا فإن التصديق والتكذيب ليس مرده إلى مطابقة الواقع، بل يوصف الخبر بالصدق لأن قائله منزه عن الكذب كخبر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومطابقته للواقع تبع لقائله، ويوصف الخبر بالصدق لمطابقته للواقع ولو كان قائله معروفاً بالكذب كما في حديث الشيطان مع أبي هريرة رضي الله عنه المذكور آنفاً في الحاشية.
أسأل الله التوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
-------------------------------
(1) لسان العرب4/ 227 - مادة "خ ب ر".
(2) الصاحبي/289.
(3) انظر: كتاب سيبويه1/ 119 و134 و135، ومعاني القرآن للفراء1/ 335 و2/ 84 و354، وقواعد الشعر لثعلب/31، وانظر: الصاحبي لابن فارس/289، والبرهان للزركشي2/ 425 و433.
(4) لسان العرب4/ 227 - مادة "خ ب ر".
(5) البرهان في وجوه البيان [نقد النثر/44].
(6) علم المعاني/22.
(7) التلخيص/10، وانظر: عروس الأفراح1/ 174.
(8) عروس الأفراح1/ 174.
(9) نزهة الخاطر العاطر شرح روضة الناظر1/ 243.
(10) الفوائد الغياثية/111.
(11) دلائل الإعجاز/531 و533.
(12) البرهان في وجوه البيان [نقد النثر/45].
(13) شرح عقود الجمان/9.
(14) لا عجب أن يكون المتكلم كاذباً بل كذوباً وخبره صدق، وقد ورد ذلك في وصف النبي صلى الله عليه وسلم لشيطان في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم… فذكر الحديث، وفيه: فقال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدقك وهو كذوب، ذاك شيطان» أخرجه البخاري تعليقاً بصيغة الجزم (2311 و3275 و5010).
(15) بلاغة الكلمة والجملة والجمل/88.
(16) النظم القرآني في آيات الجهاد/255.
(17) المصدر السابق/253.
(18) انظر هذا التعريف في: شروح التلخيص1/ 174، وروضة الناظر1/ 347.
(19) المستصفى2/ 131، وانظر: شروح التلخيص1/ 174، وشرح الكوكب المنير2/ 289.
(20) تقريب التدمرية/13، وانظر: التدمرية/3.
----------------------------
وتحية طيبة للشيخ ولأهل الملتقى، ولكل من يفيدني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:17 ص]ـ
ألا من فرق بين الخبر والنبأ؟ هل هما مترادفين تماما "نبأنى العليم الخبير " فالخبير اسم من أسماء الله.والاسم من الفعل -نبأ- ليس كذلك. فهل من اجابة؟ زادكم الله فضلا وعلما.(/)
أوصاف الوجوه يوم القيامة في القرآن الكريم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[15 Jul 2007, 11:54 م]ـ
أوصاف الوجوه يوم القيامة في القرآن الكريم
ذكر الله تعالى وجوه الأشقياء ووجوه السعداء يوم القيامة فقال سبحانه تعالى:
1 ـ ?وجوه يومئذٍ ناضرة * إلى ربها ناظرة ? (القيامة: 22 ـ 23)
?وجوه يومئذٍ ناضرة? أي وجوه صافية تبدي حسن تقويم ربها الذي خلقه عليها، لأن يوم القيامة سيظهر الإنسان على الشكل الذي خلقه الله عز وجل عليه في الأصل عندما قال: ?لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم?.
فـ (النضارة) هي الصفاء المعبّرة عن أحسن تقويم التي خلق عليه الإنسان أصلاً، قال الله تعالى: ?تَعْرِفُ في وُجُوههم نَضْرَةَ النَّعِيم?.
?إلى ربها ناظرة? أي أن الله عز وجل هيأ هذه الوجوه وجعلها صافية لمهمة، فمثلاً عندما أقول لولدي: اغسل وجهك، لأنك ستخرج لترى فلان صاحب المستوى الكبير، فيوم القيامة الله عز وجل يهيئ وجه الإنسان المؤمن من أجل أن ينظر إليه، ليكون على مستوى المنظور إلى الله عز وجل.
?وجوه يومئذٍ ناضرة? صافية لأنها ?إلى ربها ناظرة? أي تتهيأ من أجل أن تنظر إلى ربها عز وجل.
وقد ورد في الحديث الذي يرويه البخاري: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إنكم سترون ربكم عياناً) أي بالعين.
وورد حديث آخر يرويه الشيخان: (أن أناساً قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارّون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ قالوا: لا. قال: فإنكم سترون ربكم كذلك).
لكن على الرغم من هذه الأحاديث هناك بعض العلماء يقولون: ?إلى ربها ناظرة? ليس المراد من الآية النظر، وإنما النظر هنا بمعنى الانتظار، وهذا التفسير غير مقبول في اللغة؛ لأن الفرق شاسع بين النظر بمعنى الانتظار وبين النظر بمعنى المعاينة بالعين؛ وذلك أن النظر حينما يأتي بمعنى الانتظار فإن الفعل يتعدى بنفسه، ومنه
قوله تعالى: ? انْظُرُونا نَقْتَبِسْ من نُوركم ? قال الزجاج: قيل معنى أَنْظِرُونا انْتَظِرُونا؛ ومنه قول عمرو بن كلثوم:
أَبا هِنْدٍ فلا تَعْجَلْ علينا ... وأَنْظِرْنا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا
ولكن حينما أعني بالنظر المعاينة باللعين والبصر فإن الفعل يتعدى بحرف إلى فأقول لك: نظرت إليك. أي عاينتك بعيني، قال أبو منصور: ومن قال إِن معنى قوله: ?إلى ربها ناظرة? يعني منتظرة فقد أَخطأَ، لأَن العرب لا تقول نَظَرْتُ إِلى الشيء بمعنى انتظرته، إِنما تقول نَظَرْتُ فلاناً أَي انتظرته؛ ومنه قول الحطيئة:
نَظَرْتُكُمُ أَبْناءَ صَادِرَةٍ ِلْوِرْدِ ... طَالَ بها حَوْزِي وتَنْساسِي.
2 ـ?ووجوه يومئذ باسرة * تظن أن يفعل بها فاقرة ? (القيامة: 24 ـ 25).
?ووجوه يومئذ باسرة ? أي وجوه هؤلاء مقطبة كالحة مضطربة قلقة.
قال في لسان العرب: وبَسَرَ يَبْسُرُ بَسْراً وبُسُوراً: عَبَسَ. وَوَجْهٌ بَسْرٌ: باسِرٌ، وُصِفَ بالمصدر. وفي التنزيل العزيز: ?ووجوه يومئذ باسرة ?؛ وفيه: ?ثم عَبَسَ وَبَسَرَ ?؛ قال أَبو إِسحق: بَسَرَ أَي نظر بكراهة شديدة. وقوله: ?ووجوه يومئذ باسرة ? أَي مُقَطِّبَةٌ قد أَيقنت أَن العذاب نازل بها. وبَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً أَي كَلَحَ. وفي حديث سعد قال: لما أَسلمتُ رَاغَمَتْني أُمِّي فكانت تلقاني مَرَّةً بالبِشْرِ ومَرَّةً بالبَسْرِ؛ البِشْرُ، بالمعجمة: الطلاقة؛ والبَسْرُ، بالمهملة: القُطُوبُ؛ بَسَرَ وَجْهَهُ يَبْسُرُه. اهـ
عندما ينتظر الإنسان مصيره ومستقبله أو أمراً بالنسبة له خطير جداً؛ سيكون وجهه قلقاً مضطرباً.
لذلك عندما يُقبض على مجرم، ويقاد إلى العدالة سيكون وجهه باسراً مقطباً قلقاً مضطرباً كالحاً، لأنه سيلقى العذاب والعقوبة، وقد فعل ما يستأهل هذه العقوبة.
لماذا وجوه هؤلاء باسرة؟ جاء الجواب الإلهي: ?تظن أن يفعل بها فاقرة? أي تنتظر داهية ستنزل عليها.
?تظن? أي تعتقد. فإن قيل: لماذا عبّر الله عز وجل عن كلمة (تعتقد) بـ ?تظن?؟
قلت: لأنها تريد أن تدفع هذا الاعتقاد، فهي لا تريد، ولكن سيُفعل بها، قال في لسان العرب: قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: ?تظن أن يفعل بها فاقرة?؛ المعنى توقن أَن يُفْعَلَ بها داهية من العذاب. اهـ
هم في الحقيقة يعتقدون ولكن حالهم كحال المجرم، يريد أن يدفع هذا الاعتقاد بالشك والظن، ولكن لا سبيل له.
(يُتْبَعُ)
(/)
?فاقرة? أي: داهية كبيرة تكسر فقرات عظام ظهره ويقال: فَقَرَتْه الفاقِرةُ أَي كسرت فَقَارَظهره.
ونحن نعبّر عن هذا المعنى حينما نقول: فلان جاءته مصيبة كسرت فقرات ظهره.
ولذلك سمي: الفقير فقيراً، لأن فقرات ظهره كسرت معنوياً من خلال ما يعيش به من ضنك وشدة وبؤس وعسر.
3 ـ ?وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية ? (الغاشية: 2ـ 3 ـ 4)
كانوا يتعبون أنفسهم في العبادة وينصبونها , ولا أجر لهم عليها , لما هم عليه من كفر و ضلال، إنها وجوه الكفار كالرهبان وربما تؤولت في أهل البدع كالخوارج.
خاشعة ذليلة بالعذاب. وكل متضائل ساكن خاشع، قال في اللسان:
خشع: خَشَع يَخْشَعُ خُشوعاً واخْتَشَع وتَخَشَّعَ: رمى ببصره نحو الأَرض وغَضَّه وخفَضَ صوته. وقوم خُشَّع: مُتَخَشِّعُون. وخشَع بصرُه: انكسر .... وبَلْدةٌ خاشعة أَي مُغْبَرّة لا مَنْزِل بها. وإِذا يَبِست الأَرض ولم تُمْطَر قيل: قد خَشَعَت.
قال تعالى: ? وترى الأَرض خاشعة فإِذا أَنزلنا عليها الماء اهْتَزّتْ وربَتْ ?. والعرب تقول: رأَينا أَرض بني فلان خاشِعةً هامِدة ما فيها خَضْراءاهـ
وهكذا وجوه الكفار يوم القيامة خاشعة يابسة قاحلة لا خير فيها.
?عاملة ناصبة ? عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: هم الذين أنصبوا أنفسهم في الدنيا على معصية اللّه عز وجل، وعلى الكفر؛ مثل عبدة الأوثان.
قال الحسن وسعيد بن جبير: لم تعمل لله في الدنيا، ولم تنصب له، فأعملها وأنصبها في جهنم.
وروى عن الحسن قال: لما قدم عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - الشام أتاه راهب شيخ كبير متقهل، عليه سواد، فلما رآه عمر بكى. فقال له: يا أمير المؤمنين، ما يبكيك؟ قال: هذا المسكين طلب أمرا فلم يصبه، ورجا رجاء فأخطأه، - وقرأ قول اللّه عز وجل - ?وجوه يومئذ خاشعة * عاملة ناصبة ?
قال الكسائي: التقهل: رثاثة الهيئة، ورجل متقهل: يابس الجلد سيء الحال. اهـ تفسير القرطبي.
وقيل: وجوه في الدنيا خاشعة عاملة ناصبة تصلى يوم القيامة ناراً حامية، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
لو جعل صفة لهم في الدنيا لم يكن في هذا اللفظ ذم فإن هذا إلى المدح أقرب وغايته أنه وصف مشترك بين عباد المؤمنين وعباد الكفار، والذم لا يكون بالوصف المشترك ولو أريد المختص لقيل خاشعة للأوثان مثلاً عاملة لغير الله ناصبة في طاعة الشيطان وليس في الكلام ما يقتضي كون هذا الوصف مختصاً بالكفار ولا كونه مذموماً، وليس في القرآن ذم لهذا الوصف مطلقاً ولا وعيد عليه فحمله على هذا المعنى خروج عن الخطاب المعروف في القرآن.اهـ
4 ـ ?وجوه يومئذ ناعمة * لسعيها راضية * في جنة عالية? (الغاشية: 8 ـ 9 ـ 10)
أي حسنة ذات نعمة، لينة غضة ترتج من نعمتها، وهي وجوه المؤمنين؛ نعمت بما عاينت من عاقبة أمرها وعملها الصالح.
? لسعيها ? أي لعملها الذي عملته في الدنيا ? راضية ? في الآخرة حين أعطيت الجنة بعملها.
5 ـ ? ووجوه يومئذ مسفرة *ضاحكة مستبشرة ? (عبس: 38 ـ 39).
? ووجوه يومئذ مسفرة? أي مشرقة مضيئة، قد علمت مالها من الفوز والنعيم، وهي وجوه المؤمنين.
? ضاحكة ? أي مسرورة فرحة. ? مستبشرة ? أي بما آتاها الله من الكرامة.
وقال عطاء الخراساني: ? مسفرة ? من طول ما اغبرت في سبيل الله جل ثناؤه. ذكره أبو نعيم.
الضحاك: من آثار الوضوء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قيام الليل؛ لما روي في الحديث: [من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار] يقال: أسفر الصبح إذا أضاء. اهـ تفسير القرطبي.
6 ـ ? ووجوه يومئذ عليها غبرة *ترهقها قترة *أولئك هم الكفرة الفجرة ? (عبس: 40 ـ 41 ـ 42) أي غبار ودخان ? ترهقها ? أي تغشاها ? قترة ? أي كسوف وسواد. كذا قال ابن عباس رضي الله عنهما، ? أولئك هم الكفرة الفجرة ? أي الكفرة قلوبهم، الفجرة في أعمالهم.
قال في اللسان: والغُبْرة: اغْبِرار اللوْن يَغْبَرُّ للهمِّ ونحوه. وقوله عز وجل: ? ووجوه يومئذ عليها غبرة *ترهقها قترة ?؛ قال: وقول العامة غُبْرة خطأ. اهـ
قال الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن: الغبرة: وهو ما يعلق بالشيء من الغبار وما كان على لونه، قال: ? ووجوه يومئذ عليها غبرة ? عبس/40، كناية عن تغير الوجه للغم. اهـ
? ترهقها قترة ? قال في اللسان:
(يُتْبَعُ)
(/)
والقَتَرُ: جمع القَتَرةِ، وهي الغَبَرة؛ ومنه قوله تعالى: ? ووجوه يومئذ عليها غبرة *ترهقها قترة ?؛ عن أَبي عبيدة،
وأَنشد للفرزدق:
مُتَوَّج برِداء المُلْكِ يَتْبَعُه ... مَوْجٌ، تَرى فوقَه الرَّاياتِ والقَتَرا
التهذيب: القَتَرةُ غَبَرة يعلوها سواد كالدخان، والقُتارُ ريح القِدْر، وقد يكون من الشِّواءِ والعظم المُحْرَقِ وريح اللحم المشويّ، وفي حديث حقوق الجار: (ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها) رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
7 ـ ? يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ? (آل عمران: 106 ـ 107).
يعني يوم القيامة حين يبعثون من قبورهم تكون وجوه المؤمنين مبيضة ووجوه الكافرين مسودة.
وكل من يكذب على الله تعالى يأتي يوم القيامة ووجهه أسود قال الله تعالى: ? ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله ? (الزمر: 60) أي في دعواهم له شريكاً وولداً ? وجوههم مسودة ? أي مما حاط بهم من غضب الله ونقمته.
وفي ? مسودة ? للعرب لغتان: مسودة، ومسوادة، وهي في أهل الحجاز يقولون فيما ذكر عنهم: قد اسواد وجهه، واحمار، واشهاب.
ويقال: إن ذلك عند قراءة الكتاب، إذ قرأ المؤمن كتابه فرأى في كتابه حسناته استبشر وابيض وجهه، وإذا قرأ الكافر والمنافق كتابه فرأى فيه سيئاته اسود وجهه.
ويقال: إن ذلك عند الميزان إذا رجحت حسناته ابيض وجهه، وإذا رجحت سيئاته اسود وجهه.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة
قال عطاء رحمه الله تعالى: تبيض وجوه المهاجرين والأنصار، وتسود وجوه بني قريظة والنضير.
وفي الحديث: (الكذب يسود الوجه) رواه البيهقي وأبو يعلى.
ومعنى الحديث شائع في الناس حتى في عوامهم بحيث أن الطفل يزجر عن الكذب ويخوف بسواد الوجه، والمراد به في الآخرة.
ويجوز أن يكون في الدنيا لأن الكاذب يظهر كذبه في الغالب فينفضح فيعبر عن الخجل والفضوح بسواد الوجه.
اللهم بيض وجوهنا يوم تسود وجوه العصاة والكاذبين
اللهم اجعل وجوهنا وجوهاً ضاحكة مستبشرة يوم لقائك
اللهم اجعل وجوهنا ناضرة ناعمة لسعيها راضية
ونعوذ بوجهك الكريم أن نكون من أصحاب الجحيم
اللهم لاتكب وجوهنا في النار من بعد السجود لك يا أرحم الراحمين
وحرم وجوهنا عن النار يا أكرم الأكرمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع:
ـ تفسير الطبري.
ـ تفسير القرطبي.
ـ تفسير ابن كثير.
ـ مفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني.
ـ لسان العرب لابن منظور.
ـ مختار الصحاح للرازي.
ـ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـ صحيحي البخاري ومسلم.
ـ[سمر الأرناؤوط]ــــــــ[01 May 2010, 06:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل على هذه المشاركة القيمة وجعلنا وإياك ممن تبيض وجوههم في الدنيا وفي الآخرة(/)
سؤال هام حول كتاب الأخفش
ـ[لطيفة]ــــــــ[16 Jul 2007, 02:40 ص]ـ
ذكر السيوطي في كتابه (الإتقان في علوم القران) أن لأبي الحسن الأخفش كتابا ذكر فيه "جميع" ما وقع في القرآن مفردا، ومفرد ما وقع جمعا، وبودي أن أعرف ما الكتاب الذي عناه السيوطي، أهو كتاب (معاني القران) وإن كنت قد تصفحت الكتاب ولم أجد فيه أثرا لما ذكره السيوطي .. أم أنه يعني كتابا آخر .. وهل هذا الكتاب خاص بالإفراد والجمع، أم أن هذين الموضوعين وردا في ثناياه ,, وهل هو مطبوع أم لا يزال مخطوطا .. ؟
الحقيقة أن هذه الأسئلة تشغلني لارتباطها بقضية مهمة أبحث فيها هذه الأيام .. وأجزم بأني لن أعدم إفادة من الإخوة الكرام (إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا) .. ولكم مني صادق الدعاء ووافر الامتنان.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[16 Jul 2007, 01:46 م]ـ
وقع تصحيف في النسخة المنقول منها
والصواب ( .... كتابا ذكر فيه جمع ما وقع ... ) إلخ
والذي يظهر أن هذا الكتاب ليس هو معاني القرآن، وطريقة السيوطي في ذكر الكتب تأبى هذا الافتراض.
ويبدو أنه أحد الكتب الكثيرة التي فقدت من نفائس الكتب التي ينقل عنها السيوطي، فجزاه الله خيرا.
وهذا المبحث من المباحث الصرفية المتعلقة بالقرآن، ولعلي أوافيكم ببحث فيه قريبا.
ـ[لطيفة]ــــــــ[16 Jul 2007, 04:54 م]ـ
جزيت خيرا أخي (أبو مالك) للتنبيه على ذلك التصحيف ..
مع أنه لا يخل بالمعنى الذي أريده، فأنا أبحث عن كتاب تناول المفردات في القرآن الكريم وجمْعها، سواء كانت استقصاء لـ (جميع) ماورد في القرآن أم مجرد إشارة، وسواء من كتاب الأخفش أو غيره
وفي انتظار إفادتك، رعاك الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Jul 2007, 07:43 م]ـ
لم أجد لكتاب يدل عنوانه على هذا المعنى المقصود في كلام السيوطي ضمن مؤلفات الأخفش سعيد بن مسعدة المعروف بالأخفش الأوسط المتوفى 215هـ ذكراً في مؤلفات التي ذكرها له ابن النديم وهو أوثق من ذكر مؤلفاته، وقد نقلت كلامه الدكتورة هدى قراعة في تحقيقها لمعاني القرآن للأخفش. فلعله من الكتب المفقودة التي صنفها الأخفش الأوسط. وربما يكون المقصود أخفش آخر غير الأوسط فيمكن التحقق من ذلك بمراجعة ما نسب إلى الأخفش الأكبر والأصغر، ومن لقب بالأخفش كثيرون كما هو معروف لديكم.
ولعل كتاب الدكتور الأمين الخضري يؤدي شيئاً من المقصود حيث هو يبحث في (الإعجاز البياني في صيغ الألفاظ - دراسة تحليلية للإفراد والجمع في القرآن الكريم) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=39593).
ولعل الصديق الكريم الدكتور حازم حيدر يتكرم بالتعقيب هنا لكونه قام بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة، فلا شك أنه علق على هذا الموضع من كلام السيوطي، وذكر ما وصل إليه بشأن كتاب الأخفش.
ـ[لطيفة]ــــــــ[17 Jul 2007, 11:57 م]ـ
شكرا الله لك (د. عبد الرحمن)
أما صاحب الكتاب فلم يذكر السيوطي إلا أنه (أبو الحسن الأخفش) ..
أتمنى ألا يكون مفقودا فأنا في حاجة ماسة إليه لإحصاء المفرد والجمع في القرآن الكريم ..
وإن كان كذلك فأسأل الله أن ييسر كتابًا آخر يؤدي الغرض المطلوب ..
وأتمنى أن يكون أهل هذا المنتدى المبارك هم من يقودني إليه ..
في انتظار ك يا أبامالك العوضي ..
في انتظارك يا د. حازم حيدر
والشكر موصول لك د. عبد الرحمن الشهري
وللفائدة العامة، ولتلمس خيوط الحقيقة أورد كلام السيوطي رحمه الله:
قاعدة في الإفراد والجمع من ذلك السماء والأرض حيث وقع في القرآن ذكر الأرض فإنها مفردة ولم تجمع، بخلاف السموات لثقل جمعها وهوأرضون، ولهذا لما أريد ذكر جميع الأرضين قال ومن الأرض مثلهن - وأما السماء فذكرت تارة بصيغة الجمع وتارة بصيغة الإفراد لنكت تليق بذلك المحل كما أوضحته في أسرار التنزيل. والحاصل أنه حيث أريد العدد أتى بصيغة الجمع الدالة على سعة العظمة والكثرة نحو سبح لله ما في السموات - أي جميع سكانها على كثرتهم تسبح له السموات: أي كل واحدة على اختلاف عددها - قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله - إذ المراد نفي علم الغيب عن كل من هوفي واحدة من السموات، وحيث أريد الجهة أتى بصيغة الإفراد نحو وفي السماء رزقكم - أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض - أي من فوقكم. ومن ذلك الريح
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكرت مجموعة ومفردة، فحيث ذكرت في سياق الرحمة جمعت، أوفي سياق العذاب أفردت. أخرج ابن أبي حاتم وغيره عن أبي بن كعب قال: كل شيء في القرآن من الرياح فهي رحمة، وكل شيء فيه من الريح فهوعذاب، ولهذا ورد في الحديث اللهم اجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا. وذكر في حكمة ذلك أن رياح الرحمة مختلفة الصفات والهيئات والمنافع، وإذا هاجت منها ريح أثير لها من مقابلها ما يكسر سورتها، فينشأ ريح من بينهما ريح لطيفة تنفع الحيوان والنبات، فكانت في الرحمة رياحا. وأما في العذاب فإنها تأتي من وجه واحد ولا معارض لها ولا دافع، وقد خرج عن هذه القاعدة قوله تعالى في سورة يونس - وجرين بهم بريح طيبة - وذلك لوجهين: لفظي وهوالمقابلة في قوله (جاءتها ريح عاصف - ورب شيء يجوز في المقابلة ولا يجوز استقلالا نحو ومكروا ومكر الله. ومعنوي وهوأن إتمام الرحمة هناك إنما تحصل بوحدة الريح لا باختلافها، فإن السفينة ال تسير بريح واحدة من وجه واحد، فإن اختلفت عليها الرياح كان سبب الهلاك والمطلوب هنا ريح واحدة، ولهذا أكد هذا المعنى بوصفها بالطيب، وعلى ذلك أيضا جرى قوله (إن يشأ يسكن الريح فيظلن رواكد - وقال ابن المنير: إنه على القاعدة لأن سكون الريح عذاب وشدة على أصحاب السفن. ومن ذلك إفراد النور وجمع الظلمات، وإفراد سبيل الحق وجمع سبل الباطل في قوله تعالى - ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله - لأن طريق الحق واحد وطريق الباطل متشعبة متعددة، والظلمات بمنزلة طرق الباطل، والنور بمنزلة طريق الحق، بل هما هما ولهذا وحد ولي المؤمنين وجمع أولياء الكفار لتعددهم في قوله تعالى - الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات - ومن ذلك إفراد النار حيث وقعت، والجنة وقعت مجموعة ومفردة لأن الجنان مختلفة الأنواع فحسن جمعها، والنار مادة واحدة، ولأن الجنة رحمة والنار عذاب فناسب جمع الأولى وإفراد الثانية على حد الرياح والريح. ومن ذلك إفراد السمع وجمع البصر، لأن السمع غلب عليه المصدرية فأفرد، بخلاف البصر فإنه اشتهر في الجارحة، ولأن، متعلق السمع الأصوات وهي حقيقة واحدة، ومتعلق البصر الألوان والأكوان وهي حقائق مختلفة، فأشار في كل منهما إلى متعلقه. ومن ذلك إفراد الصديق وجمع الشافعين في قوله تعالى - فما لنا من شافعين ولا صديق حميم - وحكمته كثرة الشفعاء في العادة وقلة الصديق. قال الزمخشري: ألا ترى أن الرجل إذا امتحن بإرهاق ظالم نهضت جماعة وافرة من أهل بلده لشفاعته رحمة وإن لم يسبق له بأكثرهم معرفة؟ وأما الصديق فأعز من بيض الأنوق. ومن ذلك الألباب لم يقع إلا مجموعا لأن مفرده ثقيل لفظا. ومن ذلك مجيء المشرق والمغرب بالإفراد والتثنية والجمع، فحيث أفردا فاعتبارا للجهة، وحيث ثنيا فاعتبارا لمشرق الصيف والشتاء ومغربهما، وحيث جمعا فاعتبارا لتعدد المطالع في كل فصل من فصلي السنة. وأما وجه اختصاص كل موضع بما وقع فيه ففي سورة الرحمن وقع بالتثنية، لأن سياق السورة سياق المزدوجين، فإنه سبحانه وتعالى ذكر أولا نوعي الإيجاد وهما الخلق والتعليم، ثم ذكر سراجي الشمس والقمر ثم نوعي النبات ما كان على ساق وما لا ساق له وهما النجم والشجر، ثم نوعي السماء والأرض، ثم نوعي العدل والظلم، ثم نوعي الخارج من الأرض وهما الحبوب والرياحين، ثم نوعي المكلفين وهما الإنس والجان، ثم نوعي المشرق والمغرب، ثم
(1/ 222)
--------------------------------------------------------------------------------
نوعي البحر الملح والعذب، فلهذا سن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة، وجمعا في قوله (فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون - في سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة. وعي البحر الملح والعذب، فلهذا سن تثنية المشرق والمغرب في هذه السورة، وجمعا في قوله (فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون - في سورة الصافات للدلالة على سعة القدرة والعظمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
فائدة حيث ورد البار مجموعا في صفة الآدميين قيل أبرار، وفي صفة الملائكة قيل بررة، ذكره الراغب. ووجهه بأن الثاني أبلغ لأنه جمع بار وهوأبلغ من بر مفرد الأول، وحيث ورد الأخ مجموعا في النسب قيل إخوة، وفي الصداقة قيل إخوان، قاله ابن فارس وغيره. وأورد عليه في الصداقة - إنما المؤمنون أخوة - وفي النسب - أوإخوانهن أوبني إخوانهن - أوبيوت إخوانكم.
فائدة ألف أبو الحسن الأخفش كتابا في الإفراد والجمع ذكر فيه جميع ما وقع في القرآن مفردا، ومفرد ما وقع جمعا، وأكثره من الواضحات، وهذه أمثلة من خفي ذلك: المن لا واحد له. السلوى لم يسمع له بواحد. النصارى قيل جمع نصراني وقيل جمع نصير كنديم. وقيل العوان جمعه عون. الهدى لا واحد له. الأعصار جمعه أعاصير. الأنصار واحده نصير كشريف وأشراف. الأزلام أحدها زلم، ويقال زلم بالضم. مدرارا جمعه مدارير. أساطير واحده أسطورة، وقيل أسطار جمع سطر. الصور جمع صورة، وقيل واحد الأصوار. فرادى جمع فرد. قنوان جمع قنو، وصنوان جمع صنو. وليس في اللغة جمع ومثنى بصيغة واحدة إلا هذان، ولفظ ثالث لم يقع في القرآن قاله ابن خالويه في كتاب ليس الحوايا جمع حاوية، وقيل حاويا. نشرا جمع نشور. عضين وعزين جمع عض وعز. المثاني جمع مثنى. تارة جمعها تارات وتيرا. يقاظا جمع يقظ. الأرائك جمع أريكة سرى جمعه سريان كخصى وخصيان. أناء الليل جمع أنا بالقصر كمعا، وقيل أني كقرد، وقيل أنوة كفرقة. الصياصي جمع صيصية. منسأة جمع مناسي. الحرور جمعه حرور بالضم. غرابيب جمع غربيب. أتراب جمع ترب. الألى جمع إلى كمعا، وقيل إلى كقفى، وقيل إلي كقرد، وقيل ألو. التراقي جمع ترقوة بفتح أوله. الأمشاج جمع مشيج. ألفاف جمع لف بالكسر. العشار جمع عشر. الخنس جمع خانسة وكذا الكنس. الزبانية جمع زبنية، وقيل زابن، وقيل زبان. أشتاتا جمع شت وشتيت. أبابيل لا واحد له، وقيل واحده أبول مثل عجول، وقيل أبيل مثل أكليل.
فائدة ليس في القرآن من الألفاظ المعدولة إلا ألفاظ العدد مثنى وثلاث ورباع ومن غيرها طوى فيما ذكره الأخفش في الكتاب المذكور. ومن الصفات آخر في قوله تعالى - وآخر متشابهات - قال الراغب وغيره: وهي معدولة عن تقدير ما فيه الألف واللام، ولس له نظير في كلامه فإن أفعل إما أن يذكر معه من لفظا أوتقديرا فلا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وتحذف منه من فتدخل عليه الألف واللام ويثنى ويجمع وهذه اللفظة من بين أخواتها جوز فيها ذلك من غير الألف واللام. وقال الكرماني في الآية المذكورة: لا يمتنع كونها معدولة عن الألف واللام مع كونها وصفا لنكرة، لأن ذلك مقدر من وجه غير مقدر من وجه.
ـ[الجكني]ــــــــ[18 Jul 2007, 11:14 ص]ـ
"ولعل الصديق الكريم الدكتور حازم حيدر يتكرم بالتعقيب هنا لكونه قام بتحقيق كتاب الإتقان للسيوطي في مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة، فلا شك أنه علق على هذا الموضع من كلام السيوطي، وذكر ما وصل إليه بشأن كتاب الأخفش".
قلت:
نقلت للدكتور حازم صباح هذا اليوم الأربعاء 4/ 7/1428خلاصة هذا الموضوع وسألته هل الكتاب للأخفش فقال: هناك قرائن تدل على أنه له، وعدم ذكر بعض المصادر ليس دليلاً فيصلاً في المسألة.
والشيخ على وجه سفر فلعله يتحفنا بأكثر من ذلك.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Jul 2007, 12:26 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
لأبي الحسن الأخفش كتابٌ في ذلك، وَسَمَه بـ: (الواحد والجمع في القرآن)
وانظر:
المزهر (2/ 149)
همه الهوامع (1/ 27)
قاله محقق معاني القرآني للأخفش د. عبد الأمير الورد. ط: دار عالم الكتب
ـ[أبو العالية]ــــــــ[18 Jul 2007, 08:29 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أيضاً أيتها الفاضلة:
لو تصفحتِ كتاب المعاني، ونظرتِ في بعض ما يذكره الأخفش في كتابه (معاني القرآن)؛ فإنه كثيراً ما يذكر جمعاً ويقول وواحده كذا.
ولو جمعتِ ذلك كله من الكتاب لربما خرجتِ بأوراق جيدة.
وبما أن الكتاب في عداد المفقود؛ فلعلك تستفيدي مما ذكره الأخفش في كتابه، وتتأملي في ذلك، فقد يفيدك في دراستك. وهذا ميسور لا يسقط بالمعسور.
والله أعلم
ـ[لطيفة]ــــــــ[21 Jul 2007, 04:45 م]ـ
شكر الله للأخوين الفاضلين: (الجكني) و (أبي العالية) على ما تفضلا به من إفادة ..
ولا بأس من إضافة كتاب آخر (غير كتاب معاني القرآن) يتحدث عن مفردات القران وجموعه.
وللجميع وافر الامتنان،،(/)
معنى عسى في القران
ـ[أحمد الخضر]ــــــــ[17 Jul 2007, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وردت كلمة عسى في آيات كثيرة في القران الكريم ومن أمثلة ذلك
سورة الأعراف - الجزء 9 - الآية 129 - الصفحة 165
قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون
سورة الإسراء - الجزء 15 - الآية 8 - الصفحة 283
عسى ربكم أن يرحمكم و إن عدتم عدنا و جعلنا جهنم للكافرين حصيرا
سورة التحريم - الجزء 28 - الآية 8 - الصفحة 561
يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير
فما هو تفسير عسى ربكم؟ وما الحكمة من الرجاء في المواضع السابقة؟
وكذلك قوله تعالى في سورة التحريم
سورة التحريم - الجزء 28 - الآية 5 - الصفحة 560
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[19 Jul 2007, 02:38 ص]ـ
أخي الكريم: انقل لك ما كتبته في كتابي جواباً لسؤالك:
القاعدة السابعة: " عَسَى " مِن الله في القرآنِ وَاجِبة. ()
وذلك في مثل قوله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} (النساء: من الآية84) وفي مثل قوله تعالى: {فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً} (النساء:99). قال الشيخُ ابن عثيمين:" " عَسَى " بمعنى الرجاء إذا وقعتْ مِن المخلوق؛ فإنْ كانت مِن الخالقِ فَهِيَ للوقوعِ ". ()
وذكر أنّ معنى واجبة أي واقعة حَتْمًا (). وعلّل ذلك بأنّ الرجاء في حقِّ الله تعالى غير وارد؛ إذْ إنّه المتصرّف المدبّر، والرجاء إنّما يكون ممّن لا يملك الشيء فيرجوه مِنْ
غيره. ()
وذكر رحمه الله أنّ سبب مجيئها على صيغة التَّرَجِّي: حتى لا يأمنَ الإنسانُ مَكْرَ
الله ?. ()
وقال الزركشيُّ:"والعرب قد تُخْرج الكلام المتيقّن في صورة المشكوك؛لأغراض". ()
وقد نسبَ الشيخُ هذه القاعدة إلى ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهما. ()
وقد استثنى بعضُ المفسّرين () مِنْ هذه القاعدة آيتين هما: قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ} (الإسراء: من الآية8) يعني:بني النضير فما رحمهم الله،بلْ قاتَلهم رَسُول الله ?، وأوْقع عليهم العقوبة.
والثانية: قوله تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنّ} (التحريم: من الآية5) فلَمْ يقع التبديل.
قالَ السيوطيّ:" وأبطل بعضهم الاستثناء، وعمّم القاعدة؛ لأنّ الرحمة كانت مشْروطة بألاّ يعودوا، كما قالَ: {وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا} (الإسراء: من الآية8) وقد عادوا، فوجبَ عليهم العذاب، والتبديلُ مشْروطٌ بأنْ يُطلِّقَ ولَمْ يُطلِّقْ، فلا يجب ". ()
ولِذا فهذه القاعدة كلِّيةٌ لَمْ يُسْتثن منها شيءٌ على الصحيح () والله أعلم.
ـ[أحمد الخضر]ــــــــ[19 Jul 2007, 08:36 ص]ـ
بارك الله فيك وزادك علما ماشاء(/)
تساؤل عن خطبة إبليس الواردة في سورة إبراهيم
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[18 Jul 2007, 11:24 ص]ـ
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال الله تعالى في سورة إبراهيم: (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وماأنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم)
ذكر جمع من المفسرون أن ذهه خطبة إبليس بعد دخول أهل النارِ النارَ ..
لكن التساؤل هنا عن قوله تعالى: (إن الظالمين لهم عذب أليم)
هل هي من جملة خطاب إبليس، أم أنها جملة استئنافية وليست من خطبة إبليس ...
أرجو توضيح المراد مع توثيق النقول إن تيسر ...
ـ[محمد كالو]ــــــــ[18 Jul 2007, 01:10 م]ـ
قال الآلوسي في تفسيره:
الظاهر أنه من تمام كلام إبليس قطعاً لأطماع الكفار من الاغاثة والاعانة وحكى الله تعالى عنه ماسيقوله في ذلك الوقت ليكون تنبيهاً للسامعين وحثاً لهم على النظر في عاقبتهم والاستعداد لما لابد منه وأن يتصوروا ذلك المقام الذي يقول فيه الشيطان مايقول فيخافوا ويعملوا ماينفعهم هناك
وقيل: إنه من كلام الخزنة يوم ذاك
وقيل: إنه ابتداء كلام من جهته تعالى. اهـ
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[19 Jul 2007, 01:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذه الإفادة ...
أسأل الله أن يجزل لك المثوبة ..(/)
الأمية صفة الاستقلالية
ـ[العرابلي]ــــــــ[18 Jul 2007, 02:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمية وصفة الاستقلالية
فهم أمية الرسول صلى الله عليه وسلم لا تكتمل إلا بالنظرة إلى لفظ الأمي على أنه فرع من شجرة يشترك فيها مع الفروع الأخرى في خصائصها ومميزاتها وليس بمعزل عن فروع هذه الشجرة، وهذه الشجرة اللغوية نمت على معنى استقلالية الموصوف ووقوفه على نفسه غير تابع لمثله؛ فمنها:
الإمام: وهو الذي يكون دائمًا متبوعًا غير تابع.
والأمام: وهي الجهة التي تتبعها دائمًا بنظرك أو بسيرك، ولا تكون خلفك.
والأم: وهي المرأة التي لها ابن أو أبناء، فهي أم لهؤلاء الأبناء، فعندما ينسبوها يقال أمه أو أمها فلانة بنت فلان، ولا يرفعوا نسبها إلى امرأة مثلها، فلا يقال أمه فلانة بنت فلانة، فيوقف عند الأم فقط، ولا نتبعها إلى غيرها من الأمهات.
أما الآباء فنتبع بعضهم ببعض إلى آدم عليه السلام ما استطعنا.
أم القرى: تسمية خاصة بمكة المكرمة في قوله تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (92) الأنعام.
ووصفت بذلك لأنها أول قرية لم تقم على أساس زراعي، والقرية إنما سميت بالقرية؛ لأنها تخزن الطعام للفصول التي لا يكون فيها حصاد، بسبب استقرار أهلها الدائم في المكان، وعدم الرحيل عنها، ولذلك يسمى بيت النمل بقرية النمل؛ لأنها أشهر دواب الأرض في خزن الطعام، وما زالت بعض القبائل تسمي الحجرة أو الغرفة المخصصة لخزن طعام أهل الدار، أو علف البهائم بالقرية، على أصل التسمية، لذلك فإن تسمية القرية تطلق على الناس المستقرين لخزنهم الطعام، وتطلق على المكان لخزن الطعام فيه، وفي فعلهم هذا تأمين حاجتهم، وكفايتهم منه طوال العام، ولمن يأتيهم، فلا يضطروا للرحيل عن القرية.
قال تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) الكهف. فالمقصود بالقرى الناس، وهم الذي ظلموا، والهلاك وقع على الناس، وعلى المكان الذي يصبح مهجورًا بعد هلاك الناس فيه، وقال تعالى: (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ (77) الكهف، فالمراد هنا بالقرية المكان دون أهله، أما قوله تعالى: (وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82) يوسف، فالمراد بالقرية؛ الذي جمعوا الطعام معهم ليخزنوه قوتًا لهم، ولو أريد بأهل القرية كما يستشهد بهذه الآية على حذف "أهل" لاقتضى ذلك أن يسافر يعقوب عليه السلام إلى مصر ويسأل أهلها، والأولى لو فعل ذلك أن يسأل ابنه ويسأل عزيز مصر بدلا من سؤال أهلها.
ومكة المكرمة هي أول قرية تخزن غذاءها بشكل دائم، لأنها بواد غير ذي زرع، ولم يتقلب عليها غير أهلها، وكثرت ذرية أول ساكن لها، فكانت منه قبائل كثيرة أنشأت لها قرى كثيرة فكانت مكة المكرمة هي حقًا هي أم القرى.
وجعل الله تعالى نار جهنم أُمًّا للمعذبين في قوله تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11) القارعة، ولا تذكر الأم إلا إذا لمن لم يكن له غيرها يرجع إليه؛ كعيسى ابن مريم عليه السلام، وفي هذا الوصف دلالة قوية على ضعفه، وانقطاعه بهذا المكان الذي انتهى إليه.
والأَمَة: تطلق على المرأة التي لا يعرف من هو أباها؛ إما جهلا بها، فنقول يا أمة الله، أو تكون من السبي التي انقطع نسبها بأهلها.
والأُمّة: هي التي لا تتبع غيرها من الأمم، ولا يكون عملها إلا لنفسها، وقرارها نابع منها، وفق مصالحها ومبادئها ... فإن كانت تابعة لغيرها فلا يصح أن توصف بأنها أمة مهما بلغ عدد أفرادها، وانتشرت مساحة أرضها.
وكل نوع من الطير والحشرات والدواب أمة من الأمم؛ لأن عملها لنفسها وليس لغيرها؛ قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) الأنعام
(يُتْبَعُ)
(/)
وسمي إبراهيم عليه السلام أُمَّة في قوله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) النحل، لأن عمله منبعه العقيدة التي يؤمن بها، ولا يسأل عن غيره، فقد تبرأ من أبيه آزر؛ عندما تبين له أنه عدو لله: (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114) التوبة.
ولما أمر بذبح ابنه قام لتنفيذ الأمر: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) الصافات. فعليه السلام لم يعمل من أجل قومه، ولا والده، ولا بنيه. وهجر قومه وبلده إلى الله ... ولم يجعل بينه وبين الله أحدًا، فهو حقًا أُمَّة لوحده.
ووصف تعالى بالأمة الرعاء الذين لا يعملون إلا لأنفسهم، تاركين من هو محتاج لمساعدتهم: قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) القصص.
ووصف تعالى بالأمة من لا يهتم إلا بنفسه؛ قال تعالى: (قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) الأعراف. حيث انقسم أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إلى ثلاثة أقسام؛ قسم لم يلتزم بنهي الله عن الصيد يوم السبت، وقسم التزم بالنهي، وكان يعظ الفريق الأول الذي لم يلتزم، وقسم ثالث التزم بأمر النهي، ولكنه ترك الفريق الأول وشأنه، ولم ينهه عن المعصية، وهؤلاء هم الذين سموا بالأمة في الآية.
وسمى تعالى بالأمة المدة التي عمل فيها السجين الذي نجا ساقيًا للملك، فلم يلتفت لوصية يوسف عليه السلام بأن يذكره عند ربه، ولم يكن همه فيها إلا نفسه؛ قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ (45) يوسف.
وتسمى بالأمة كل فرقة من الفرق التي تفرقت عن جماعة واحدة؛ إذا كان عملها لنفسها لوحدها دون غيرها من الجماعات الأخرى؛ قال تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ ... (160) الأعراف.
والأمي: هو الذي لا يتبع أحدًا، ولا لأحد عليه فضل يدين له به.
لما كانت القراءة والكتابة هي صنعة من الصناعات كما صنفها ابن خلدون في مقدمته، ولا بد من معلم يعلمها فيكون المتعلم لها تابعًا لمن علمه؛ خرج المتعلم عن الوصف بالأمي لأنه لم يعد مستقلا بنفسه.
وكذلك فإن النصوص تحوي في محتواها علوما متنوعة، فمن يطلع عليها سيكون تابعًا لمن بلغه بها، ومنقادًا لهذه العلوم ومستعينًا بها.
فارتبط لذلك وصف الأمي بمن لم يتعلم القراءة والكتابة؛ لأنه بتعلمه لهما تنتفي صفة الأمي عنه.
ويسمى أميًا من كان عنده كتابًا لا يعلم ما فيه ولا يتبعه، لأن الكتاب في هذا الحال لا أثر له عليه؛ قال تعالى: (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) البقرة.
وفوق ذلك أنهم أتوا من أنفسهم بما نسبوه إلى الله،، فقد جاء بعدها: (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة
(يُتْبَعُ)
(/)
وبالرغم من عدم معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة والكتابة لم يسلم من المشركين؛ قال تعالى: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (6) الفرقان
وقال تعالى: (وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآَيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49) العنكبوت.
ووصف العرب بالأميين لما كانت العرب في جزيرة العرب ليس لهم كتابًا يتبعونه، ولا يتبعون غيرهم من الأمم، ويسيرون أمورهم بما تعارفوا عليه من أعراف، وعادات، وتقاليد، واتصافهم بالبيان والفصاحة بالتربية من غير معلمين متفرغين لذلك، فكان وصفهم بالأميين مطابقًا لحالهم.
ولم يكن وصفهم بالأميين لجهلهم بالقراءة والكتابة .. وقد كانت معرفة القراءة والكتابة في قلة من الناس عند كافة الأمم، وليس عند العرب فقط، وبعد الإسلام كان العرب والمسلمون أكثر الناس معرفة بهما.
ووصف الرسول بالأمي في التوراة والإنجيل عليه الصلاة والسلام، وأمروا باتباعه؛ يتنافى مع المفهوم الخاطئ للأمي بالنقص والجهالة لأنه لا يعرف القراءة والكتابة؛ قال تعالى: (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ .. (157) الأعراف
يفيد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمي الآتي:
- أن هذا النبي لا يعرف الكتابة والقرآن وبعدم علمه بهما ينتفي تعلمه شيئًا من الكتب سرًا أو جهرًا.
- أن هذا النبي لن يكون من أهل الكتاب لأن النبي يختار من أوسط قومه وأفضلهم، وأفضل أهل الكتاب أهل العلم فيهم، الذين تنتفي عنهم صفة الأميين فهو لم يأخذ شيئَا من علمهم قل أم كثر.
- أن هذا النبي لن يكون علمه ودعوته لعائلته أو قبيلته أو قومه بل ستكون دعوة عالمية لكل البشر.
- أنه ذو بيان وفصاحة من غير معلم له.
- أنه ليس لأحد فضل على النبي صلى الله عليه وسلم سوى الله تعالى.
هذا هو الواقع الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام، ووصفه بالنبي له دلالته الاستقلالية عن أهل الكتاب خاصة، وعن جميع الملل والنحل، وهو وصف شرف وصفاء واستقلال للنبي عليه الصلاة والسلام ...
وبناء على المفهوم الخاطئ للأمية، دون معرفة سبب وصف الأمي بهذا الاسم، وانتشار العلوم واتساعها، بحيث لا يمكن أن يتمكن أحد منها، دون أن يعرف القراءة والكتابة، انتشر وعم وصف الجاهل بالقراءة والكتابة بالأمي، وتندر بها أصحاب المسارح والتمثيليات، حتى ترسخ هذا الفهم الخاطئ في عقول العامة جميعًا والمتعلمين، وارتبط وصف الأمي بالتخلف والنقص والجهالة، على خلاف الوضع العربي له، والصحيح أن الأمي هو المستقل بنفسه، العالم بما يكفيه من غير معلم. وليس التبشير في كتب أهل الكتاب بالأمي ودعوتهم لاتباعه هو دعوة لاتباع رجل جاهل لا يعرف القراءة والكتاب .... لقد كان الأمر أعظم من ذلك وأجل ... إنه اتباع من اكتمل مستقلا مبرأ من كل تبعية إلا لله عز وجل.
أبو مسلم/ عبد المجيد العرابلي(/)
شخصية فرعون في القرآن
ـ[إيمان]ــــــــ[18 Jul 2007, 05:39 م]ـ
شخصية فرعون في القرآن
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا على الفكرة وعلى المجهود وأسأل الله سبحانه أن يتقبل منا ومنكم ,
ولى سؤال لماذا قلتم على الملك فى عهد يوسف "فرعون يوسف " وأسميتموه بما لم يسمه به الله فى القرآن ,انه ملك وليس فرعون.وما أراك الا اعتمدت أن لفظه"فرعون "اسم لكل من حكم مصر فهل معنى هذا أنهم كلهم متكبرون طغاة؟!
ان الأسماء التى سماها الله فى القرآن هى خاصة بأصحابها مثل "آدم "فليس هناك آدم على الحقيقة الا أبو البشر.وابليس ليس هناك ابليس على الحقيقة الا واحدا فقط وان كان له ذرية ,وكذلك هامان وقارون كل كان مثلا كامل الحيثيات فيما نسب اليه.,و فرعون أعلى درجة فى الاستكبار والطغيان كانت له ولذلك لا فرعون على الحقيقة الا فرعون الذي ذكر فى القرآن , وهذا لايقدح فيما ذهبت اليه من وجود أشباه له بدرجات متفاوتة فى الفرعنة ولكن الفرعنة الكاملة الحقيقية لم تثبت الا لذلك الملك ولذلك فاسمه علم عليه وصفة له هو فقط ,وان وصفت به أحدهم فلن يكون علما له وان كان علما فلا يمكنك القول بأنه صفه وسلوكا لمن سماه أبواه كذلك. والله أعلم(/)
طلب ترشيح متن في غريب القرآن مناسب للحفظ والاستظهار
ـ[المتفائل]ــــــــ[18 Jul 2007, 06:33 م]ـ
أرجو المشاركة بترشيح كتاب في غريب القرآن (أو جزءاً من كتاب) يكون مناسباً لتكراره حتى الاستظهار أو حفظه؛ ليكون لبنة في التأصيل العلمي لطالب علم التفسير.
ويستحسن أن يكون:
1) مختصرا على ألا يؤدي الاختصار إلى صعوبة الفهم أو الإخلال بالمقصود أو الإخلال بالمعنى.
2) واضح العبارة سهل الأسلوب.
3) حسن الاختيار لمعاني الغريب بحيث تكون المسائل المرجوحة فيه قليلة.
أجِل نظرك في كتب غريب القرآن المختصرة وفيما كتبه ابن جزي الكلبي في المقدمة الثانية لتفسيره في معاني غريب القرآن وما نقله السيوطي في الإتقان عن ابن عباس وغيره في الغريب ثم رشح ما تراه، ويستحسن ذكر أسباب الترشيح لعل طالب علم ينتفع بما كتبت فيظل يدعو لك كلما نظر في الكتاب وانتفع منه.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[18 Jul 2007, 11:14 م]ـ
كتاب ابن قتيبة لاهتمامه بتفسير السلف.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[21 Jul 2007, 03:10 ص]ـ
أثنى كثير من العلماء على كتاب (غريب القرآن) لابن عُزيز السجستاني ...
فهو كتاب مختصر لطيف مرتب على حسب حروف المعجم، مكث مؤلفه فيه سنين عددا ..
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[22 Jul 2007, 05:26 م]ـ
تأييداً لما قاله الأخ/ أبو عبد العزيز الشثري،،
سمعت من أحد الأخوة أن الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله يوصي بهذا الكتاب،
واسم هذا الكتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القران، وله عدة تحقيقات، منها: تحقيق: محمد أديب عبد الواحد جمران
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2007, 05:33 م]ـ
لكن مشكلة كتاب (نزهة القلوب) في ترتيبه. فلو قرأ الطالب كتاب (التبيان في غريب القرآن) لابن الهائم بتحقيق ضاحي عبدالباقي ونشر دار الغرب الإسلامي لكان أجود، لأنه أعاد ترتيب كتاب (نزهة القلوب) للسجستاني على ترتيب السور وهو أسهل للطالب من الترتيب الألف بائي فيما أظن، وأضاف عليه ابن الهائم أشياء قليلة ميزها بحرف (ز) فجاء مختصراً بديعاً في غريب القرآن. والله أعلم.
وإشارة إلى ما تفضل به أخي الشيخ يزيد الصالح حفظه الله ورعاه حول طبعات كتاب نزهة القلوب فأجودها تحقيق المرعشلي للكتاب، ومثله تحقيق الدكتور أحمد عبدالقادر صلاحيه الذي نشرته دار طلاس في سوريا. فالتحقيقان هذان أجود من تحقيق الأستاذ جمران وكلها جيدة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[22 Jul 2007, 05:43 م]ـ
لكن مشكلة كتاب (نزهة القلوب) في ترتيبه. فلو قرأ الطالب كتاب (التبيان في غريب القرآن) لابن الهائم بتحقيق ضاحي عبدالباقي ونشر دار الغرب الإسلامي لكان أجود، لأنه أعاد ترتيب كتاب (نزهة القلوب) للسجستاني على ترتيب السور وهو أسهل للطالب من الترتيب الألف بائي فيما أظن، وأضاف عليه ابن الهائم أشياء قليلة ميزها بحرف (ز) فجاء مختصراً بديعاً في غريب القرآن. والله أعلم. .
مشكلة التبيان لابن الهائم في زياداته؛ حيث إن فيها مخالفات عقدية، وخاصة في تأويل الصفات.
فليته اقتصر على الترتيب، ولم يزد شيئاً.
وأقرب مثال لتأويلاته الخاطئة ما ذكره في تفسير " الرحيم" و"المغضوب عليهم" في سورة الفاتحة؛ حيث أولها على مذهب الأشاعرة في هذا الباب.
ـ[المتفائل]ــــــــ[27 Jul 2007, 06:23 م]ـ
أشكر الأخوة الفضلاء والمشايخ النبلاء على تفاعلهم جزاهم الله خيرا
ولا زلت أطمح إلى مزيد من الترشيح مع ذكر الأسباب
فما رأي الفضلاء في:
تفسير المشكل من غريب القرآن لمكي
وتحفة الأريب لأبي حيان
والترجمان لعبدالباقي اليماني
وغريب القرآن للصنعاني
هل نزهة القلوب أولى منها؟ ولماذا
شاكرا جميل تجاوبكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[28 Jul 2007, 06:05 م]ـ
أشكر أخي الكريم أبو مجاهد على تعقيبه بخصوص كتاب ابن الهائم، وإن كنت أرى أن المواضع التي زادها ابن الهائم قليلة، ولا تخل بقيمة الكتاب الأصلي وهو المقصود، ويمكن استبعاد ما زاده ابن الهائم في بعض المواضع التي يقع فيها ما ذكره أخي الدكتور أبو مجاهد.
أما كتاب (تفسير المشكل من غريب القرآن) لمكي بن أبي طالب فهو مختصر جيد، وهو مبني على كتاب ابن قتيبة رحمه الله دون أدنى إشارة لذلك.
وأما تحفة الأريب لأبي حيان الأندلسي فكتاب قيم، وهو من أشد كتب غريب القرآن اختصاراً ويصلح للحفظ إن شئت لأن أبا حيان لم يذكر إلا معنى الكلمة الغريبة بالتحديد، ويغفل الخلاف المعروف في بعض الكلمات. وهو مرتب على حروف المعجم، على الحروف الأصلية لا الزائدة. وعليك بتحقيق د. سمير طه المجذوب فهو أجود طبعاته دون تحقيق الدكتور أحمد مطلوب. ولو وازنت بين كتاب أبي حيان وكتاب السجستاني لوجدت الفرق ضئيلاً جداً، ويتميز كتاب أبي حيان بحسن الترتيب وسهولته دون كتاب السجستاني، وإن لم أكن واهماً أن أبا حيان قد اعتمد على كتاب ابن قتيبة وكتاب السجستاني ولعلك تتكرم بالموازنة بينهما لتتحقق من ذلك، فعهدي بهما بعيدٌ.
وأما الترجمان لعبدالباقي اليماني فكتاب جيد لكنه أوسع من السابقة.
وكتاب غريب القرآن للصنعاني كتاب قيم أيضاً، وهو متوسط الحجم، وفيه فوائد.
ويبقى كتاب نزهة القلوب عمدة لمن أتى بعده هو وكتاب ابن قتيبة، وبقية الكتب تدور حولها والإضافات قليلة، وفي أحيان كثيرة لا يشير المتأخر إلى اعتماده على من سبقه لكن الموازنة بين هذه المصنفات أظهرت مزية كتب المتقدمين ومنها كتاب نزهة القلوب للسجستاني، وقد كنت تكلمت في حلقتين في قناة المجد العلمية عن غريب القرآن ومصنفاته ومناهجها ومزايا كل مؤلف ومنهجه وأظنها فرغت في موقع قناة المجد كتابة.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[29 Jul 2007, 06:09 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء يا شيخ عبد الرحمن على هذه الدرر والإمتاعات،
أسأل الله أن يبارك في وقتك وعمرك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 Jul 2007, 04:01 م]ـ
وماذا عن نظم الحافظ العراقي؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 Jul 2007, 04:55 م]ـ
قال الشيخ عبدالكريم الخضير: (هذا كتاب ... متعوب عليه).
( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5684)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Aug 2007, 11:37 م]ـ
جزاكم الله خيراً جميعاً على تعقيباتكم وفوائدكم.
أما سؤال أخي العزيز أبي مالك العوضي عن ألفية الحافظ العراقي (ت806هـ) رحمه الله في غريب القرآن فهي نظم لكتاب أبي حيان الغرناطي رحمه الله (تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب)، وهو نظم قيم لجلالة ناظمه رحمه الله وخبرته في النظم التعليمي.
وقد رتبه على الترتيب الألفبائي كما صنع العزيزي السجستاني في (نزهة القلوب) وصنع بعده من دار حول كتابه، وحاول تجاوز صعوبة ترتيبه كما صنع أبو حيان وغيره. وقد حاول العراقي إصلاح الخلل في ترتيب أبي حيان أيضاً فراعى الحرف الأول والثاني والثالث في الكلمة أثناء ترتيبه للمفردات الغريبة في ألفيته. وقد بين منهجه في أول ألفيته فقال رحمه الله:
الحمدُ للهِ أَتَمَّ الحمدِ = على أيادٍ عَظُمَتْ عَنْ عَدِّ
وبعدُ فالعبدُ نوى أنْ يَنْظُما = غَريبَ ألفاظِ القرآنِ عَظُما
جَمْعُ أبي حيانَ وهو رَتَّبَه =ترتيبَ أحرفِ الهِجا ورَتَّبَهْ
لكنَّهُ ما اعتبرَ الثَّوانيا =وما أَتى من الحروفِ تاليا
فاخترتُ ترتيباً على الحُروفِ = الثانيْ والثالثِ في التأليفِ
وربَّما زدتُ لحاجةٍ دَعَتْ = مُمَيِّزاً بقلتُ غالباً أَتَتْ
وأذكرُ الحرفَ بنصِّ المُنْزَلِ= وربَّما أَشَرْتُ إِنْ لم يَسْهُلِ
وإِنَّما أذكرُ منهُ كَلِمَهْ = عندَ أصولِها كذاكَ التَزِمهْ
توراةٌ التراثُ قَرْنٌ واتَّسَقْ= مُتَّكأٌ لا شِيَةَ السِّتُّ اتَّفَقْ
وُقُوعُها في الواوِ، قولُهُ هَلُمّْ =في اللامِ لاتباعِهمْ أَصلَ الكَلِمْ
وأَرْتَجِي النفعَ به في عاجلِ =وآجلٍ واللهُ ذُخْرُ الآمِلِ
فهو قد أشار إلى أنه نظم كتاب أبي حيان (تُحفةُ الأريب) إلا أنه راعى في ترتيبه الألفبائي الحرف الثاني والثالث وهكذا، وهذا ما لم يفعله أبو حيان في كتابه، وقد أضاف العراقي بعض المفردات التي لم يذكرها أبو حيان وبيَّن معانيها، ويُميّزُ زياداته بعبارة (قلتُ) غالباً كما قال إذا ساعفه النظمُ وإِلا يُغفلُ ذلك ويكتفي بفطنةِ القارئ الذي يعرفُ الأصلَ المنظومَ والزيادةَ عليه، وأخذَ ذلك من مفردات الراغب الأصفهاني وغيره والله أعلم.
وهناك منظومة أطول منها للديريني في غريب القرآن، ومنظومة لابن المنير وهما مطبوعتان وقد سبق الحديث عنهما في الملتقى من قبل.
في 21/ 7/1428هـ
ـ[المتفائل]ــــــــ[06 Aug 2007, 12:03 ص]ـ
أجزل الله لك المثوبة يادكتور عبدالرحمن ووفقك في الدنيا والآخرة ورفع قدرك ويسر أمرك(/)
في استعمال الصحابة للقرآن تفسيرا للقرآن
ـ[ياسر برجاس]ــــــــ[19 Jul 2007, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
في قراءتي للعديد من الكتابات عن منهج الصحابة في التفسير، فإن غالب ما ذكر في مصادر التفسير التي يرجعون إليها هي القرآن ثم ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم أو نقل لهم عنه ثم اجتهادهم في فهم النص بما أوتوه من بلاغة لغوية أو فهم يأتيه الله أحدا منهم ثم رجوعهم إلى عرف العرب وعاداتهم التي نزل القرآن لبيان شيء منها ومن أحكامها إقرارا أو ردا.
سؤالي للمشايخ الأفاضل والأخوة الكرماء ...
هل من مثال واضح يبين استخدام الصحابة في الزمان الذي تلا زمان النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن تفسيرا لموضع آخر من القرآن؟
أشهر الأمثلة المدونة في هذا المقام هو آيات الفرائض والمواريث ولكن باب المواريث قد تم تفصيله في القرآن بما لا يدع مجالا للاجتهاد في بيان معناه والمراد منه إلا النزر اليسير. ويورد البعض أمثلة هي أقرب ما تكون من باب الناسخ والمنسوخ ونحو ذلك.
لا شك أن هذا من وسائل التفسير التي استعملها الصحابة على نحو فطري وبدهي، إذ أهل التنزيل، وفي رد بعض آي القرآن على بعض إيضاح لمشكل. وكلام المفسرين من الصحابة متوافر ولكن أرغب في مثال موثق خلاف ما سبق بيانه، على نحو ما يورده المفسرون في كتبهم من جمع للآيات التي تستعرض معنى معينا أو تتكلم في قصة معينة في مكان واحد وخاصة ما أبدع فيه الشيخ الشنقيطي رحمه في أضواء البيان.
وفي معرض الحديث عن استخدام العرف والعادة في التفسير فهل ورد في رجوعهم إلى عرف أو عادات أهل الكتاب من اليهود والنصارى من ذلك شيء؟
أفيدونا مشكورين(/)
الإخلاص في تلاوة القرآن
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[19 Jul 2007, 10:16 ص]ـ
نشرت في منتدى فتيات الإيمان بمنتدى البحوث والدراسات القرآنية
الإخلاص في تلاوة القرآن
الترهيب من الرياء في تعلم القرآن الكريم والعلم وتعليمه ووجوب الإخلاص في ذلك لله عز وجل
? إن الشيطان ليفسد على ضعاف النفوس عبادتهم وطاعتهم، فيبعدهم عن الغاية بما يوسوسه في صدورهم، وبما يزرعه في قلوبهم، من حب الشهرة والظهور، ومراءاة الناس بما حفظوه وبما عملوه وبما جادوا به، فيحبط أعمالهم، فلنكن على حذر من شراكه وحبائله ومصائده، وثَمَّ النجاح والنجاة ? عن سليمان بن يسار قال: تفرَّق الناس عن أبي هريرة، فقال له ناتل أهل الشام أيها الشيخ! حدِّثْنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه، رجل استشهد فأُتي به فَعَرَّفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت فيك حتى استشهدت. قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جرئٌ، فقد قيل. ثم أمر به، فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن. فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن. قال: كذبت ولكنك تعلَّمت العلم؛ ليُقَال عالم، وقرأت القرآن ليقال هو قارئٌ، فقد قيل. ثم أُمر به، فسحب على وجهه حتى أُلقي في النار، ورجل وسَّع الله عليه، وأعطاه من أصناف المال كله. فأُتي به، فَعَرَّفه نعمه فعرفها. قال: فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك، قال: كذبت، ولكنك فعلت ليقال هو جواد، فقد قيل. ثم أمر به، فسحب على وجهه، ثم أُلقي في النار) [مسلم: (3/ 1513و1514) كتاب الإمارة باب من قاتل للرياء والسمعة استحق النار، والحديث برقم (152)]. وناتل أهل الشام: هو ناتل بن قيس الحزامي الشامي: من أهل فلسطين، وهو تابعي، وكان أبوه صحابيا، وكان ناتل كبير قومه (ا. هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم 3/ 1513). ولقد علق الشيخ: محمد فؤاد عبد الباقي (رحمه الله) على هذا الحديث بقوله: (قوله صلى الله عليه وسلم في الغازي والعالم والجواد، وعقابهم على فعلهم ذلك لغير الله وإدخالهم النار، دليل على تغليظ تحريم الرياء، وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال، كما قال الله تعالى: وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) (سورة البينة: الآية الكريمة / 9) وفيه أن العمومات في فضل الجهاد إنما هي لمن أراد الله تعالى بذلك مخلصا، وكذلك الثناء على العلماء، وعلى المنفقين في وجوه الخيرات، كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى، مخلصا) (ا. هـ محمد فؤاد عبد الباقي على صحيح مسلم: 3/ 1514).
الدنيا مواقف: قصة في الإخلاص لله
? روى لنا شيخنا المُعَمَّر، المقرئ، الشيخ: أبو منير؛ محمد السيد إسماعيل (1) ـ حفظه الله وأمد في عمره ـ: (أن السلطان: عبد الحميد العثماني، جمع كبار القراء من أقطار العالم الإسلامي، وذلك في قصر يلدز، (وهو قصر الخلافة العثمانية في استنبول) وطلب السماع منهم، وكان آخرهم قراءة المقرئ الشيخ: حسين موسى شرف الدين المصري الأزهري (وهو أحد مشايخ شيوخ الشيخ محمد راوي القصة؛ والذي يرد ذكره في شجرة القراء وكان مجاورا في المدرسة البادرائية بدمشق) وبعد أن أتم القراءة. صفقت زوجة السلطان من وراء الستارة: أن يقرأ آخر مقرئ مرة أخرى. ولما طلب السلطان من الشيخ إعادة القراءة؛ غضب الشيخ وأبى قائلاً: (قرأنا لله؛ ولا نقرأ لفلان، وفلان)
? أقول: كان هذا من الشيخ رحمه الله: بمثابة بيان عملي؛ أن القرآن إنما أنزل للتدبر والتفكر، وأن القارئ عليه أن يبتغي بتلاوته وجه الله، فيتقرب به إليه سبحانه وتعالى، لا إلى أحد سواه، ولا يطلب الأجر والمكافئة إلا منه سبحانه وتعالى. خاف الشيخ رحمه الله من العجب، وخاف من الرياء، وخاف من الشهرة والسمعة، كما أنه خاف أن تكون القراءة لغير الله؛ ومن أجل فلان أو فلانة من الناس؛ وهو المقرئ المجيد الذي اختاره الشيخ المقرئ: حافظ باشا من بين قراء الشام ليكون أول من يتلقى عنه القراءآت العشر الكبرى في
(يُتْبَعُ)
(/)
البلاد الشامية، في عصرنا؛ وهو المصري المجاور في دمشق الشام (في غرفة صغيرة في المدرسة البادرائية)، طاب له المقام؛ فأقام، وكان شيخ القراء في الشام.فوطن المسلم ديار الإسلام. رغم العوائق والحواجز. لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود؛ إلا بالتقوى أو عمل صالح فالمسلمون يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم هكذا:
(وكلما ذكر اسم الله في بلد=عددت أرجائه من لب أوطاني)
ونعود بعد هذا الاستطراد البسيط، لنعيش مرة أخرى مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ?عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الطُّهُور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن ـ أو تملأ ـ مابين السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها) [مسلم: 1/ 203/ كتاب الطهارة ـ باب الوضوء، والحديث برقم (223)].
? وقد أورد الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم التذكار في أفضل الأذكار أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله.? كما ذكر آداباً ينبغي لصاحب القرآن أن يأخذ نفسه بها نلخصها فيما يلي:
ـ أن يخلص في طلبه لله جل جلاله
? ويأخذ نفسه بقراءة القرآن في ليله ونهاره؛ في الصلاة وغيرها.
? وينبغي له أن يكون خائفا من ذنبه راجيا عفو ربه
? وينبغي له أن يكون حامدا لله ولنعمه شاكرا.
? وينبغي له أن يكون عالما بأهل زمانه. وينبغي أن يكون أهم أموره عنده الورع في دينه، واستعمال تقوى الله عز وجل، ومراقبته فيما أمره به ونهاه ثم أورد قول أعلم الصحابة رضي الله عنهم بكتاب الله عز وجل سيدنا عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون ‘ وبحزنه إذ الناس يفرحون.
? ثم ذكر القرطبي ـ رحمه الله ـ البعد عن طرق الشبهات، وذكر قلة الضحك، والحلم والوقار، والرفق والأدب، والتجافي عن الدنيا ـ إن خاف على نفسه الفتنة ـ والتواضع للفقراء، وترك المراء والجدال؛ لتكون هذه من أخلاق صاحب القرآن. ثم قال (رحمه الله):
? وينبغي أن يكون ممن يؤمن شره، ويرجى خيره ويسلم ضره، وأن لا يسمع من نم عنده، يصاحب من يعاونه على الخير ويدله على الصدق ومكارم الأخلاق ويزينه ولا يشينه (انظر التذكار في أفضل الأذكار: 84 ـ 85).
قال صلاح: وعليه أن يكون صمته فكر، ونطقه ذكر، ومزاحه حق، وحديثه صدق وتوجيه وإرشاد ومعرفة.?
وبعد فيا أيها الأخ الحبيب: إذا أردت أن تكون في منجاة من أمرك فعليك أن تأخذ بهذا العلاج الذي يصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبينه لنا؛ فيأمرنا صلى الله عليه وسلم بأخذ القرآن الكريم عن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كيف لا وهو الذي أصغى لتلاوته سيد ولد آدم وحبيب رب العالمين رسولنا صلى الله عليه وسلم وفي هذا إشارة جلية إلى وجوب التلقي بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى جبريل، إلى رب العزة جل جلاله. فليكن نصب أعيننا العمل الدءوب لحفظ كتاب الله عز وجل وتحصيل الإجازة التي هي مفخرتنا وعزنا في الدنيا والآخرة. والعمل بهذه التوجيات الكريمة من رسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم حتى لايفوتنا القطار، ولكي نسبق الأمم، دنيا وأخرى فلا عزة لنا ولا كرامة؛ إذا ما كنا في منئًً عن كتاب الله عز وجل أوبعدنا عن نهجه، أو خالفنا أمر ربنا جل جلاله فيه أو أننا ـ والعياذ بالله ـ سخرنا من حامل القرآن، فوصفناه بما لا يليق من أوصاف، أو استهزأنا به، ففي كل هذا هلاك للفرد ودمار للأمة إذا رضيت طريق الذل والهوان؛ وياللفوز بسعادة الدنيا ورضوان الله جل جلاله في الآخرة إذا ما تأدبنا بأدب هذا الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وأول حري بهذا الأدب، القراء والمقرءون: أشراف الأمة، الذين يحملون في صدورهم وبين جوانحهم هذه الأمانة العظيمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
(1) الشيخ: أبو منير؛ محمد السيد إسماعيل: وهو من مواليد غوطة دمشق الشرقية ـ عربيل (عربين) 1913 م تقريبا. وهو أحد شيوخي وقد التقناه من حوالي الشهر في مدينة رسول الله صلى الله علية وسلم حيث جاءها زائرا بعد تأديته للعمرة وهو من فضل الله بكامل قواه العقلية والجسمية ولكن الذي أعاقه على العطاء في مجال القراءات ضعف سمعه قليلا بارك الله به وبأمثاله من الصفوة أهل القرآن أهل الله وخاصته.
ولقد أقرأالشيخ أبو منير القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وكان قد تلقاها على شيخ قراء الشام في زمنه العلامة المقريء الشيخ عبد القادر قويدر العربيلي المعروف في دمشق في زمنه بالشيخ عبده العربيني ثم بدأ عليه العشر الكبرى ولكن وافت شيخه المنية فأتم على المقرئ المجيد الشيخ: محمد ياسين الجويجاتي وأقرأالشيخ أبو منير ـ كما يعرف في بلده عربيل إلى الآن ـ بالعشر الكبري ومن أهم طلابه أختي المقرئة بالعشر الكبرى والصغرى: نجاح بنت محمد كرنبه (المقيمة في مدينة الرياض) وقد تلقى عنها العشر الكبرى الدكتورة السعودية المقرئة: أمل هاشم في الرياض) وقد تلقت أختي أيضا العشر الصغرى عن الشيخ شكري لحفي. ومن طلاب الشيخ: أبو منير أيضا بالعشر الكبرى العلامة المقرئ بالعشر الكبرى والصغرى الدكتور الشيخ صفوان عدنان الداودي (الدمشقي) نزيل المدينة المنورة. والشيخ موفق بن محمود عيون (الدومي ـ من مدينة دوما في ضاحية دمشق والشيخ موفق له طلاب من الذكور والإناث تلقوا عنه العشر الكبرى ذكرت جلهم في شجرة القراء الجامعين للقراءات العشر من طريق الطيبة والتقريب والنشر الكبير (من طريق إسلامبول) في كتابي: فضائل القرآن وحملته وتعريف بالأحرف السبعة والقراء بها في طبعته الأخيرة التي طبعت في مطابع رابطة العالم الإسلامي وصدرت مع مطلع هذا العام الهجري 1428هـ ولقد قام أخي الفاضل القارئ الدكتور: إبراهيم الجوريشي مشكورا بنشر الشجدة على صفحات هذا الملتقى القرآني الميمون. وللبحث تفصيلات تجدها أخي الكريم في كتابي المذكور.
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:17 م]ـ
والله صدق القرطبي يرحمه الله:
وقد أورد الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه القيم التذكار في أفضل الأذكار أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: لا ينبغي لحامل القرآن أن يخوض مع من يخوض، ولا يجهل مع من يجهل، ولكن يعفو ويصفح لحق القرآن لأن في جوفه كلام الله.
الله يجزيك خير أخي في لله ....
ونسأل الله ان يرزقنا الأخلاص.
ـ[الجعفري]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:34 ص]ـ
[بارك الله فيك , شكراً أخي الكريم
وجزاك الله خيرا.
ـ[الجكني]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:55 ص]ـ
جزيتم خيراً وبورك فيكم فضيلة الشيخ المقرئء أبو الخير، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل الإخلاص.
ـ[جنى]ــــــــ[22 Jul 2007, 10:58 م]ـ
بارك الله فيكم يا أبا الخير، وحقيقة موضوع الإخلاص موضوع خطير جداً، ولا يزال المرء يعالجه ويحاول بلوغه، نسأل الله تعالى أن يصلح نياتنا. آمين.(/)
هل هو تضمين أم تلميح؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[19 Jul 2007, 03:02 م]ـ
ماورد في هذه الآية الكريمة:
(ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم)
وإذا كان تلميحًا فما هو المثل المشهور الذي أًشير إليه في هذه الآية؟
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[28 Jul 2007, 02:46 م]ـ
وهذا نص يوضح السؤال أكثر
جاء في تفسير البحر المحيط والدر المصون واللباب لابن عادل، - والنص من الدر المصون-: (وفي هذه الآيةِ نوعٌ من البديع يسمى التمليح وهو: أن يُشارَ إلى قصةٍ مشهورة أو مثلٍ سائرٍ أو شعر نادر في فحوى كلامك من غير ذِكْره، ومنه قوله:
2529 - اليومَ خمرٌ ويبدو بعده خَبَرٌ * والدهرُ مِنْ بين إنعامٍ وإبْآسِ
يشير لقول امرىء القيس لَمَّا بلغه قَتْلُ أبه: "اليومَ خمرٌ وغداً أمره"، وقول الآخر:
2530 - فواللَّهِ ما أدري أأحلامُ نائمٍ * أَلَمَّت بنا أم كان في الركب يوشَعُ
يُشير إلى قصة يوشع عليه السلام واستيقافه الشمس. وقول الآخر:
2531 - لعَمْروٌ مع الرَّمْضاءِ والنارُ تَلْتَظِي * أرقُّ وأَحْفَى منكَ في ساعة الكَرْبِ
أشار إلى البيت المشهور:
2532 - المستجيرُ بعمروٍ عند كُرْبته * كالمستجير مِنَ الرَّمْضاءِ بالنار
وكأن هذا الكلامَ وهو "ما على المحسنين من سبيل" اشتهُر ما هو بمعناه بين الناس، فأشار إليه مِنْ غير ذكر لفظه. ولمَّا ذكر الشيخ التمليح لم يُقَيِّده بقوله "بغير ذكره" ولا بد منه، لأنه إذا ذكره بلفظه كان اقتباساً وتضميناً.)
فما هو المثل الذي اشتهر بين الناس بمعنى هذا المثل القرآني؟
ـ[ابن ماجد]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
ونفس السؤال هنا:
فما هو المثل الذي اشتهر بين الناس بمعنى هذا المثل القرآني؟(/)
أصول التفسير ... لابن عثيمين رحمه الله
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 04:22 م]ـ
التفسير لغة: من الفسر، وهو: الكشف عن المغطى.
وفي الاصطلاح. بيان معاني القرآن الكريم.
وتعلم التفسير واجب لقوله تعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (ص:29) ولقوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
وجه الدلالة من الآية الأولى أن الله تعالى بين أن الحكمة من إنزال هذا القرآن المبارك؛ أن يتدبر الناس آياته، ويتعظوا بما فيها.
والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها، فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن، وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها.
ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه.
ووجه الدلالة من الآية الثانية أن الله تعالى وبخ أولئك الذين لا يتدبرون القرآن، وأشار إلى أن ذلك من الإقفال على قلوبهم، وعدم وصول الخير إليها.
وكان سلف الأمة على تلك الطريقة الواجبة، يتعلمون القرآن ألفاظه ومعانيه؛ لأنهم بذلك يتمكنون من العمل بالقرآن على مراد الله به فإن العمل بما لا يعرف معناه غير ممكن.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذي كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما، أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات، لم يجاوزوها، حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعا.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه: والعادة تمنع أن يقرأ قوم كتابا في فن من العلم كالطب والحساب، ولا يستشرحوه فكيف بكلام الله تعالى الذي هو عصمتهم، وبه نجاتهم وسعادتهم وقيام دينهم ودنياهم. ويجب على أهل العلم أن يبينوه للناس عن طريق الكتابة أو المشافهة لقوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ) (آل عمران: الآية 187) وتبيين الكتاب للناس شامل لتبيين ألفاظه ومعانيه، فيكون تفسير القرآن، مما أخذ الله العهد على أهل العلم ببيانه.
والغرض من تعلم التفسير هو الوصول إلى الغايات الحميدة والثمرات الجليلة، وهي التصديق بأخباره والانتفاع بها وتطبيق أحكامه على الوجه الذي أراده الله؛ ليعبد الله بها على بصيره.
الواجب على المسلم في تفسير القرآن
الواجب على المسلم في تفسير القرآن أن يشعر نفسه حين يفسر القرآن بأنه مترجم عن الله تعالى، شاهد عليه بما أراد من كلامه فيكون معظما لهذه الشهادة خائفا من أن يقول على الله بلا علم، فيقع فيما حرم الله، فيخزى بذلك يوم القيامة، قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) وقال تعالى: (وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْمُتَكَبِّرِينَ) (الزمر:60)
المرجع في تفسير القرآن
يرجع في تفسير القرآن إلى ما يأتي:
أ- كلام الله تعالى: فيفسر القرآن بالقرآن، لأن الله تعالى هو الذي أنزله، وهو أعلم بما أراد به. ولذلك أمثلة منها:
1 - قوله تعالى: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62)
فقد فسر أولياء الله بقوله في الآية التي تليها: (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) (يونس:63)
2 - قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ) (الطارق:2) فقد فسر الطارق بقوله في الآية الثانية: (النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (الطارق:3).
3 - قوله تعالى: (وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا) (النازعات:30) فقد فسر دحاها بقوله في الآيتين بعدها: (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا) (النازعات:31) (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا) (النازعات:32).
(يُتْبَعُ)
(/)
ب - كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيفسر القرآن بالسنة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله تعالى، فهو أعلم الناس بمراد الله تعالى كلامه.
ولذلك أمثلة منها:
1 - قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس: الآية 26) ففسر النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى، فيما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم صريحا من حديث أبي موسى (1) وأبي بن كعب (2). ورواه جرير من حديث كعب بن عجرة (3) في " صحيح مسلم " (4) عن صهيب بن سنان عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث قال فيه: " فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل "، ثم تلا هذه الآية (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس:26)
2 - قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (لأنفال: الآية 60) فقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم القوة بالرمي. رواه مسلم (5)، وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
ج- كلام الصحابة رضي الله عنهم لا سيما ذوو العلم منهم والعناية بالتفسير، لأن القرآن نزل بلغتهم وفي عصرهم، ولأنهم بعد الأنبياء أصدق الناس في طلب الحق، وأسلمهم من الأهواء، وأطهرهم من المخالفة التي تحول بين المرء وبين التوفيق للصواب. ولذلك أمثلة كثيرة جدا منها:
1 - قوله تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ) (النساء: الآية 43) فقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه فسر الملامسة بالجماع (6).
د- كلام التابعين الذين اعتنوا بأخذ التفسير عن الصحابة رضي الله عنهم، لأن التابعين خير الناس بعد الصحابة، وأسلم من الأهواء ممن بعدهم. ولم تكن اللغة العربية تغيرت كثيرا في عصرهم، فكانوا أقرب إلى الصواب في فهم القرآن ممن بعدهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه (7): إذا أجمعوا – يعني التابعين – على الشيء فلا يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو ألسنة، أو عموم لغة العرب، أو أقوال الصحابة في ذلك.
وقال أيضا: من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلى ما يخالف ذلك، كان مخطئا في ذلك، بل مبتدعا، وإن كان مجتهدا مغفورا له خطؤة، ثم قال: فمن خالف قولهم وفسر القرآن بخلاف تفسيرهم، فقد أخطأ في الدليل والمدلول جميعا.
هـ - ما تقتضيه الكلمات من المعاني الشرعية أو اللغوية حسب السياق لقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) (النساء: الآية 105) وقوله: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) وقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) (ابراهيم: الآية 4).
فإن اختلف المعنى الشرعي واللغوي، أخذ بما يقتضيه الشرعي، لأن القرآن نزل لبيان الشرع، لا لبيان اللغة إلا أن يكون هناك دليل يترجح به المعنى اللغوي فيؤخذ به.
مثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم الشرعي: قوله تعالى في المنافقين: (وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً) (التوبة: الآية 84) فالصلاة في اللغة الدعاء، وفي الشرع هنا الوقوف على الميت للدعاء له بصفة مخصوصة فيقدم المعنى الشرعي، لأنه المقصود للمتكلم المعهود للمخاطب، وأما منع الدعاء لهم على وجه الإطلاق فمن دليل آخر.
ومثال ما اختلف فيه المعنيان، وقدم فيه اللغوي بالدليل: قوله تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ) (التوبة: الآية 103) فالمراد بالصلاة هنا الدعاء، وبدليل ما رواه مسلم (8) عن عبد الله بن أبي أوفي، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى بصدقة قوم، صلى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: " اللهم صل على آل أبي أوفي ".
وأمثلة ما اتفق فيه المعنيان الشرعي واللغوي كثيرة: كالسماء والأرض والصدق والكذب والحجر والإنسان.
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور
الاختلاف الوارد في التفسير المأثور على ثلاثة أقسام:
(يُتْبَعُ)
(/)
الأول: اختلاف في اللفظ دون المعنى، فهذا لا تأثير له في معنى الآية، مثاله قوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) (الإسراء:23) قال ابن عباس: قضي: أمر، وقال مجاهد: وصي، وقال الربيع بن انس: أوجب، وهذه التفسيرات معناها واحد، او متقارب فلا تأثير لهذا الاختلاف في معنى الآية.
الثاني: اختلاف في اللفظ والمعنى، والآية تحتمل المعنيين لعدم التضاد بينهما، فتحمل الآية عليهما، وتفسر بهما، ويكون الجمع بين هذا الاختلاف أن كل واحد من القولين ذكر على وجه التمثيل، لما تعنيه الآية أو التنويع، مثاله قوله تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) (الأعراف:175) (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ (الأعراف:176) قال ابن مسعود: هو رجل من بني إسرائيل، وعن ابن عباس أنه: رجل من أهل اليمن، وقيل: رجل من أهل البلقاء.
والجمع بين هذه الأقوال: أن تحمل الآية عليها كلها، لأنها تحتملها من غير تضاد، ويكون كل قول ذكر على وجه التمثيل.
ومثال آخر قوله تعالى (وَكَأْساً دِهَاقاً) (النبأ:34) قال ابن عباس: دهاقاً مملوءة، وقال مجاهد: متتابعة، وقال عكرمة: صافية. ولا منافاة بين هذه الأقوال، والآية تحتملها فتحمل عليها جميعاً ويكون كل قول لنوع من المعنى.
القسم الثالث: اختلاف اللفظ والمعنى، والآية لا تحتمل المعنيين معا للتضاد بينهما، فتحمل الآية على الأرجح منهما بدلاله السياق أو غيره.
مثال ذلك: قوله تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (البقرة:173) قال ابن عباس: غير باغ في الميتة ولا عاد من أكله، وقيل: غير خارج على الإمام ولا عاص بسفره والأرجح الأول لأنه لا دليل في الآية على الثاني، ولأن المقصود بحل ما ذكر دفع الضرورة، وهي واقعة في حال الخروج على الإمام، وفي حال السفر المحرم وغير ذلك.
ومثال آخر قوله تعالى: (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ) (البقرة: الآية 237) قال على بن أبي طالب رضي الله عنه في الذي بيده عقدة النكاح: هو الزوج، وقال ابن عباس: هو الولي، والراجح الأول لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ترجمه القرآن
الترجمة لغة: تطلق على معانٍ ترجع إلى البيان والإيضاح. وفي الاصطلاح: التعبير عن الكلام بلغة أخرى. وترجمة القران: التعبير عن معناه بلغة أخرى والترجمة نوعان:
أحدهما: ترجمة حرفية، وذلك بأن يوضع ترجمة كل كلمة بازائها.
الثاني: ترجمة معنوية، أو تفسيرية، وذلك بأن يعبر عن معنى الكلام بلغة أخرى من غير مراعاة المفردات والترتيب.
مثال ذلك: قوله تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) فالترجمة الحرفية: أن يترجم كلمات هذه الآية كلمةً كلمة فيترجم (إنا) ثم (جعلناه) ثم (قرآنا) ثم (عربيا) وهكذا.
والترجمة المعنوية: أن يترجم معنى الآية كلها بقطع النظر عن معنى كل كلمة وترتيبها، وهي قريبة من معنى التفسير الإجمالي.
حكم ترجمة القرآن:
الترجمة الحرفية بالنسبة للقرآن الكريم مستحيلة عند كثير من أهل العلم، وذلك لأنه يشترط في هذا النوع من الترجمة شروط لا يمكن تحققها معها وهي:
أ- وجود مفردات في اللغة المترجم إليها بازاء حروف اللغة المترجم منها.
ب- وجود أدوات للمعاني في اللغة المترجم إليها مساوية أو مشابهة للأدوات في اللغة المترجم منها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- تماثل اللغتين المترجم منها وإليها في ترتيب الكلمات حين تركيبها في الجمل والصفات والإضافات وقال بعض العلماء: إن الترجمة الحرفية يمكن تحققها في بعض آية، أو نحوها، ولكنها وإن أمكن تحققها في نحو ذلك – محرمة لأنها لا يمكن أن تؤدي المعنى بكماله، ولا أن تؤثر في النفوس تأثير القرآن العربي المبين، ولا ضرورة تدعو إليها؛ للاستغناء عنها بالترجمة المعنوية.
وعلى هذا فالترجمة الحرفية إن أمكنت حسا في بعض الكلمات فهي ممنوعة شرعا، اللهم إلا أن يترجم كلمة خاصة بلغة من يخاطبه ليفهمها، من غير أن يترجم التركيب كله فلا بأس.
وأما الترجمة المعنوية للقرآن فهي جائزة في الأصل لأنه لا محذور فيها، وقد تجب حين تكون وسيلة إلى إبلاغ القرآن والإسلام لغير الناطقين باللغة العربية، لأن إبلاغ ذلك واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
لكن يشترط لجواز ذلك شروط:
الأول: أن لا تجعل بديلا عن القرآن بحيث يستغني بها عنه، وعلى هذا فلا بد أن يكتب القرآن باللغة العربية وإلى جانبه هذه الترجمة، لتكون كالتفسير له.
الثاني: أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن. ولا تقبل الترجمة للقرآن الكريم إلا من مأمون عليها، بحيث يكون مسلما مستقيما في دينه.
المشتهرون بالتفسير من الصحابة
اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكر السيوطي منهم: الخلفاء الأربعة أبا بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم، إلا أن الرواية عن الثلاثة الأولين لم تكن كثيرة، لانشغالهم بالخلافة، وقلة الحاجة إلى النقل في ذلك لكثرة العالمين بالتفسير.
ومن المشتهرين بالتفسير من الصحابة أيضا: عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس، فلنترجم لحياة على بن أبي طالب مع هذين رضي الله عنهم.
1 - على بن أبي طالب:
هو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوج فاطمة رضي الله عنه وعنها، وأول من آمن به من قرابته، اشتهر بهذا الاسم. وكنيته أبو الحسن، وأبو تراب.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وتربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد معه المشاهد كلها، وكان صاحب اللواء في معظمها، ولم يتخلف إلا في غزوة تبوك، خلفه النبي صلى الله عليه وسلم في أهله، وقال له: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " (9)، نقل له من المناقب والفضائل ما لم ينقل لغيره، وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذي بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب.
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها، وروى عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أنزلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروي عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب. كان أحد أهل الشورى الذي رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، ثم بويع بالخلافة بعد عثمان حتى قتل شهيدا في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
2 - عبد الله بن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهزلي، وأمه أم عبد كان ينسب إليها أحيانا (10)، وكان من السابقين الأولين في الإسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدرا، وما بعدها من المشاهد.
(يُتْبَعُ)
(/)
تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وسبعين سورة من القرآن، وقال له النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام: " إنك لغلام معلم " (11)، وقال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد " (12)، وفي " صحيح البخاري " (13) أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا ,أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم منى بكتاب
الله تبلغه الإبل لركبت إليه، وكان ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحب نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينا ما نرى عبدالله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم (14)، ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أعرف أحدا أقرب هديا وسمتا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد (15).
بعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة، ليعلمهم أمور دينهم، وبعث عمارا أميراً وقال: إنهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فأقتدوا بهما، ثم أمره عثمان على الكوفة، ثم عزله، وأمره بالرجوع إلى المدينة، فتوفي فيها سنة اثنتين وثلاثين، ودفن بالبقيع وهو ابن بضع وسبعين سنة.
3 - عبد الله بن عباس:
هو ابن عم الرسول الله صلى الله عليه وسلم ولد قبل الهجرة بثلاث سنين لازم النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عمه، وخالته ميمونة تحت النبي صلى الله عليه وسلم، وضمّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال: اللهم علمه الحكمة، وفي رواية: الكتاب (16)، وقال له حين وضع له وضوءه: اللهم فقه في الدين (17)، فكان بهذا الدعاء المبارك حبر الأمة في نشر التفسير والفقه، حيث وفقه الله تعالى للحرص على العلم والجد في طلبه والصبر على تلقيه وبذله، فنال بذلك مكانا عاليا حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يدعوه إلى مجالسه ويأخذ بقوله، فقال المهاجرون: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟! فقال لهم: ذاكم فتى الكهول له لسان سؤول وقلب عقول، ثم دعاهم ذات يوم فأدخله معهم ليريهم منه ما رآه، فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) (النصر:1) حتى ختم السورة، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا فتح علينا، وسكت بعضهم، فقال عمر لابن عباس: أكذلك تقول؟ قال: لا، قال: فما تقول؟ قال: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه الله له إذا جاء نصر الله، والفتح فتح مكة، فذلك علامة أجلك فسبح بحمد ربك، واستغفره إنه كان توابا، قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لنعم ترجمان القرآن ابن عباس، لو أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد، أي ما كان نظيرا له، هذا مع أن ابن عباس عاش بعده ستا وثلاثين سنة، فما ظنك بما اكتسب بعده من العلم.
وقال ابن عمر لسائل سأله عن آية: انطلق إلى ابن عباس فاسأله فإنه اعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وقال عطاء: ما رأيت قط أكرم من مجلس ابن عباس فقها وأعظم خشية، إن أصحاب الفقه عنده، وأصحاب القرآن عنده، وأصحاب الشعر عنده، يصدرهم كلهم من واد واسع.
وقال أبو وائل: خطبنا ابن عباس وهو على الموسم (أي وال على موسم الحج من عثمان رضي الله عنه) فافتتح سورة النور نجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول ما رأيت، ولا سمعت كلام رجل مثله، ولو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت، ولاه عثمان على موسم الحج سنة 35 وولاه علي على البصرة فلما قتل مضى إلى الحجاز، فأقام في مكة، ثم خرج منها إلى الطائف فمات فيها سنة ثمان وستين عن إحدى وسبعين سنة.
\
المشتهرون بالتفسير من التابعين
اشتهر بالتفسير من التابعين كثيرون فمنهم:
أ- أهل مكة وهم أتباع ابن عباس كمجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح.
ب- أهل المدينة وهم اتباع أبي بن كعب، كزيد بن أسلم وأبي العالية ومحمد بن كعب القرظي.
(يُتْبَعُ)
(/)
ج- أهل الكوفة وهم أتباع ابن مسعود، كقتادة وعلقمة، والشعبي. فلنترجم لحياة اثنين من هؤلاء: مجاهد وقتادة.
1 - مجاهد:
هو مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبى السائب المخزومي ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة، وأخذ تفسير القرآن عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى ابن إسحاق عنه أنه قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية وأسأله عنها، وكان سفيان الثوري يقول: إذا جاءت التفسير عن مجاهد فحسبك به، واعتمد تفسيره الشافعي والبخاري وكان كثيرا ما ينقل عنه في " صحيحه" وقال الذهبي في آخر ترجمته: أجمعت الأمة على إمامة مجاهد والاحتجاج به، توفي في مكة وهو ساجد سنة أربع ومائة، عن ثلاث وثمانين سنة.
قتادة:
هو قتادة بن دعامة السدوسي البصري ولد أكمة أي أعمي سنة إحدى وستين، وجد في طلب العلم، وكان له حافظة قوية حتى قال في نفسه: ما قلت لمحدث قط أعد لي، وما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي، وذكره الإمام أحمد فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه، وقال: قلما تجد من يتقدمه أما المثل فلعل، وقال: هو أحفظ أهل البصرة، لم يسمع شيئا إلا حفظه، وتوفي في واسط سنة سبع عشرة ومائة، عن ستة وخمسين سنة.
--------------------------------------------------------------------------------
(1) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره 6/ 1945، حديث رقم 10341، وأخرجه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد المجلد الثاني 3/ 458 - 459، حديث رقم 785
(2) أخرجه الطبري في تفسيره 15/ 69، حديث رقم 17633، والالكائي في شرح أصول الاعتقاد، المجلد الثاني 3/ 456.
(3) أخرجه الطبري في تفسيره 1568، حديث رقم 17631، والالكائي في شرح أصول الاعتقاد، المجلد الثاني 3/ 456.-457
(4) أخرجه مسلم ص 709، كتب الإيمان باب 80: إثبات روية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى، حديث رقم 449 (297) 181، 450 (298) 181.
(5) أخرجه مسلم ص 1020، كتاب الإمارة، باب 52: فضل الرمي والحث عليه ... ، حديث رقم 4946 (167) 1917، والترمذي ص 1963، كتاب تفسير القرآن، باب 8: ومن سورة الأنفال، حديث رقم 3083، باب 23: وفي سند الترمذي مبهم، وأخرجه أبو داؤد ص 1409، كتاب الجهاد، باب 23 في الرمي حديث 2514 وابن ماجه ص 2647 كتاب الجهاد باب 19 الرمي في سبيل الله، حديث رقم 2813، وأخرجه غيرهم أيضا
(6) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (1/ 134)، وابن أبي شيبة في مصنفه (1/ 192)
(7) مجموع الفتاوى.
(8) أخرجه البخاري ص 342، كتاب المغازي، باب 36: غزوة الحديبية، حديث 4166، ومسلم ص 849، كتاب الزكاة، باب 54: الدعاء لمن أتى بصدقة، حديث رقم 2492 (176) 1078.
(1) أخرجه البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة تبوك، حديث رقم (4416)، ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل على بن أبي طالب. حديث رقم (6218).
(2) وذلك لأن أباه مات في الجاهلية، وأدركت أمه الإسلام فأسلمت.
(3) أخرجه أحمد (1/ 379، 462).
(4) أخرجه بن ماجه (138).
(5) أخرجه البخاري ص 433 – 434، كتاب فضائل القرآن، باب 8: القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم 5000.
(1) أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل عائشة رضي الله عنها، حديث رقم (3763)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عبد الله بم مسعود وأمه رضي الله عنهما، حديث رقم (2460).
(2) أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل عائشة حديث رقم (2762).
(3) أخرجه البخاري ن كتاب فضائل أصحاب النبي، باب ذكر ابن عباس رضي الله عنهما. حديث رقم (3756).
(4) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء. حديث رقم (143).
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[20 Jul 2007, 07:41 م]ـ
أشكرك أخي على جهدك
ونحن هنا في هذا الملتقى نرغب في المشاركات الجادة، أما النقل المجرد فهو يسير، والرسالة مطبوعة ومشهورة ومتداولة؛ فلو أضفت شيئاً إلى النقل لكان أحسن.
وفقك الله لما فيه الخير والتقى.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[20 Jul 2007, 11:53 م]ـ
تعريف موجز بكتاب أصول في التفسير لابن عثيمين:
(يُتْبَعُ)
(/)
أصْله مباحثُ متفرّقة ألّفها الشيخُ لطلابِ المعاهدِ العلمية في المرحلة الثانوية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ()، وعبارتهُ سهلةٌ مناسبةٌ للمرحلةِ التعليميةِ التي أُلِّفَ من أَجْلِهَا، وَخَلا مِن الخلافاتِ والأقوالِ مُكتفياً فيهِ بما يَراهُ راجحاً، وقد طُبِعَ الكتابُ عدّة مَرَّاتٍ فَطُبِعَ على شَكْلِ مَوضوعاتٍ ضِمْنَ كتابِ: التفسير؛ المقرر على المعاهد العلميةِ للمرحلة الثانوية؛ عَدَا مُقرر السنةِ الثالثةِ ثانوي فلم يُؤَلِّفْهُ وتبعهُ عدم تأليف مباحث أصول التفسير أيضًا فلم يكتمل، ثم طُبِعَ مُستقلاًّ مُكتملا.
قالَ الشيخُ ابن عثيمين:" وقد كنتُ كتبتُ مِن هذا العلم – أيْ أصول التفسير – ما تيسر لطلابِ المعاهدِ العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فطلبَ مِني بعضُ الناسِ أن أُفرِدَها في رسالةٍ، ليكونَ ذلكَ أيسر وأجمعَ، فأجبته إلى ذلك ". ()
وقد طُبِعَ مُفردًا، وأيضًا ضِمنَ كتابِ: الصيدُ الثمين في رسائل ابن عثيمين. ()
ثم طُبِع أخيراً في مُقدمةِ تفسيرهِ المسمَّى: تفسير القرآن الكريم، وهي الطبعةُ التي اعتمدتُ عليها في هذا البحثِ.
وقد قامَ الشيخُ بشرحهِ أيضًا، وسيأتي الحديث عنه.
وأبرزُ مَلامِح هذا الكتاب
1 - سهولةُ عبارتهِ، والاكتفاءُ بالقولِ الراجح في المسائلِ المذكورةِ؛دونَ التعرُّضِ للخلاف.
مثاله:
قالَ رحمه الله في موضوعِ المكيِّ والمدنيِّ:" قَسَّمَ العلماءُ رحمهم الله تعالى القرآنَ إلى قسمين مَكِّيٌّ ومَدَنِيٌّ:
فالمكيُّ: ما نَزَلَ على النبيِّ ? قبلَ هجرتهِ إلى المدينةِ.
والمدنيُّ: ما نَزَلَ على النبيِّ ? بعد هجرتهِ إلى المدينة ". ()
2 - أكثرُ مَواضيعِ الكتابِ أَلْصَقُ بعلومِ القرآنِ مِنها بأصولِ التفسير، ويتّضحُ ذلكَ بِسَرْدِ المواضيعِ التي تكلم عنها،وقد نصّ عليها في المقدمة بقوله:" ويتلخصُ ذلك فيما يأتي:
•القرآن الكريم:
-مَتى نزلَ القرآنُ على النبي ?، ومَن نزلَ به عليهِ مِن الملائكة.
-أولُ ما نزلَ مِن القرآن.
-نُزول القرآنِ على نوعين: سَبَبِيٌّ وابْتِدَائِيّ.
-القرآنُ مكيٌّ ومدنيٌّ، وبيانُ الحكمةِ مِن نزوله مُفرَّقًا، وترتيبُ القرآن.
-كتابةُ القرآنِ وحفظهِ في عهدِ النبي ?.
-جمعُ القرآنِ في عهدِ أبي بكر وعثمانَ رضي الله عنهما.
•التفسير:
-مَعنى التفسيرُ لغةً واصطلاحاً، وبيانُ حُكْمِهِ، والغرضُ مِنه.
-الواجبُ على المسلمِ في تفسيرِ القرآنِ.
-المرجعُ في التفسير ِإلى مَا يأتي:
أ - كلام الله تعالى بحيث يُفسّر القرآن بالقرآن.
ب - سُنّة الرسولِ ?، لأنّه مُبَلِّغٌ عن الله تعالى، وهو أعلمُ الناسِ بمرادِ الله تعالى في كتابِ الله.
ج - كلامُ الصحابةِ ? لا سِيَّمَا ذَوُو العلمِ مِنهم والعنايةِ بالتفسير؛ لأنّ القرآنَ نزلَ بلغتهم وفي عَصْرِهم.
د- كلامُ كبارِ التابعين الذين اعْتَنَوْا بأخذِ التفسير عن الصحابة ?.
هـ - ما تقتضيه الكلماتُ مِن المعاني الشرعيةِ أو اللغويةِ حسبَ السياقِ، فإنْ اختلفَ الشرعيُّ واللغويُّ؛ أُخِذَ بالمعنى الشرعيِّ إلا بدليلٍ يُرَجِّحُ اللغويَّ.
-أنواعُ الاختلافِ الوارد في التفسيرِ المأثور.
-ترجمةُ القرآنِ: تعريفها، أنواعها، حُكم كلِّ نَوع.
•خمسُ تراجمَ مختصرة للمشهورينَ بالتفسيرِ؛ ثلاثٌ للصحابةِ، واثنتانِ للتابعين.
•رابعًا: أقسامُ القرآنِ مِن حيثُ الإحْكَام والتَّشَابُه.
-مَوقف الراسخين في العلم، والزائغين مِن المتشابه.
-التشابهُ: حقيقيٌّ ونسبيٌّ.
الحِكْمةُ في تنوُّعِ القرآنِ إلى مُحْكَمٍ ومُتشابِه.
•مُوهِمُ التعارضِ مِن القرآنِ، والجوابُ عنه، وأمثلة مِن ذلك.
•القَسَم:
تعريفه، أداته، فائدته.
•القَصَص:
تعريفها، الغرضُ مِنها، الحكمةُ مِن تكرارها واختلافها في الطول والقِصَر والأسلوب.
•ثامنًا: الإسرائيلياتُ التي أُقحمت في التفسيرِ، ومَوقفُ العلماءِ منها.
•تاسعًا: الضَّمِير.
تعريفه، مَرجعه، الإظهارُ في مَوضعِ الإضْمَار وفائدته، الالتفاتُ وفائدته، ضَميرُ الفصْلِ وفائدته ". ()
4 - تَميَّز الكتابِ بذكر أمثلةٍ لِكُلِّ المسائلِ المذكورةِ، وكما قِيلَ: بالمثالِ يَتَّضِحُ المقال، وهذهِ الميزةُ أظْهَرُ مِن أنْ أُمثِّلَ لها؛ فهي ظاهرةٌ جدًّا في كِتَابِه.
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[21 Jul 2007, 06:02 م]ـ
الله يجزيك خير شيخا (أبو المجاهد) وبارك الله سعيك .....
أحب أن أضيفي ولكن مع كلام ابن العثمين لا أستطيع أن أضيف شيئاً لجلالة قدره رحمه الله وأسكنه الله فسيح جنته ...
وأشكر أخي الدكتور (أحمد البريدي) علي هذه الترجمه الموجزه وبارك سعيك .....
محبكم: أبو هريرة(/)
قوله صلى الله عليه وسلم: (خفف على داود القرآن)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[20 Jul 2007, 04:41 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فقد كتب أحد المعاصرين كتاباً بعنوان: (نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: دراسة تطبيقية على بعض أحاديث الصحيحين).
وهو كتاب متهافت، أراد كاتبه الطعن في السنة النبوية من خلال تحكيم العقل واتباع الهوى، ملبساً ذلك بكونه يتبع منهجاً مرسوماً في النقد، والحقيقة أنه إنما اتبع قواعد أهل الابتداع الكثيرة في التعامل مع نصوص السنة النبوية.
وكان من ضمن تلك الأحاديث التي تكلم عنها حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ الذي نحن بصدده، ولكون الحديث قد اشتمل على كلمة (القرآن) فقد يظن بعض القراء أن المراد به القرآن العظيم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقع في الإشكال الذي وقع فيه هذا الكاتب ..
ولذا أحببت الوقوف السريع مع ما ورد في هذا الكتاب حول هذا الحديث، وتجلية الأمر، ولا يفوتني أن أذكر أن الكاتب لم يتبع الأسلوب العلمي في نقد الأحاديث بل كان بشهادة الكثير ممن قرأ الكتاب متبعاً للهوى والعقل نسأل الله السلامة والعافية ...
نص الحديث:
أخرج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " خُفِّفَ على داود عليه السلام القرآنُ، فكان يأمر بداوبِّه، فتسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج دوابه، ولا يأكل إلا من عمل يده" (1).
الشبهات التي أوردها المؤلف:
قال الكاتب: " هذا الحديث الذي تفرد بروايته أبو هريرة، ينسب إلى داود قراءة القرآن مع أن القرآن ما أنزل إلا بعد وفاة داود بألف وستمائة عام!!.
ثم أي قراءة للقرآن هذه التي يختم فيها القرآن كله في هذه الفترة القصيرة! مع أن رسول الله نهى عن ختمه في أقل من ثلاثة أيام، لأن القراءة عندها ستكون هَذَراً بلا تفكر، ولن تكون تلاوة بتدبر! لذلك، أوّل بعض شرَّاح الحديث لفظة القرآن فيه فقالوا إن المقصود هنا هو: (الزبور)، الكتاب الذي أنزله الله على داود، وهو تأويل خلاف الظاهر الذي يعرفه السامعون المسلمون وغير المسلمين من لفظة القرآن! " (2).
ومدار الشبهات التي ذكرها المؤلف تعود إلى أن المقصود بالقرآن هنا هو الكتاب الذي أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وادعى الكاتب أن هذا هو الظاهر الذي يعرفه السامعون المسلمون وغير المسلمين من لفظة القرآن، وبناء على ذلك تتفرع الشبهتان التاليتان:
الشبهة الأولى: كيف يقرأ داود عليه السلام القرآن، ولم ينزل القرآن إلا بعد أزمنة متطاولة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
الشبهة الثانية: كيف يمكن قراءة القرآن في هذه المدة القصيرة، لا سيما مع وقوع النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث.
(الجواب على هذه الشبهات)
الجواب الأول: أنه ليس المقصود في الحديث، القرآن العظيم المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولم يقل بذلك أحدٌ من العلماء:
فلفظ القرآن لا يقصد به المعنى الذي ذكره الكاتب، بل المقصود به هو القراءة، فيكون معنى الحديث، خفف على داود عليه السلام القراءة، أي: الزبور.
وهذا المعنى هو المعروف عند العلماء وشراح الحديث:
قال ابن حجر: " وَالْمُرَاد بِالْقُرْآنِ مَصْدَر الْقِرَاءَة لا الْقُرْآن الْمَعْهُود لِهَذِهِ الْأُمَّة" (3).
وقال ابن بطال: "والمراد بالقرآن فى هذا الحديث الزبور" (4).
وقال في عون المعبود: " وَالْمُرَاد بِالْقُرْآنِ هَهُنَا: الزَّبُور" (5).
وقال ابن الجوزي: " يعني القراءة لكتابه الزبور" (6).
وقال ابن كثير: " والمراد بالقرآن ههنا الزبور الذي أنزل عليه، وأوحي إليه" (7).
فهؤلاء هم أئمة المسلمين وعلماؤهم، ولم يقل منهم أحد بأن المقصود هو القرآن الكريم، ولم يذكر الكاتب أحداً قال بهذا بل دلس وأجمل.
وقد بين العلماء أن هذا المعنى هو المقصود بأمور:
الأمر الأول: ما جاء في رواية الحديث الأخرى: (خفف على داود القراءة) (8).
وبهذه الراوية يتضح معنى الحديث، وتنتفي إرادة معنى القرآن المنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال ابن حجر: "فِي رِوَايَة الْكُشْمِيهَنِيِّ (الْقِرَاءَة) " (9).
(يُتْبَعُ)
(/)
وقال أيضاً: " وَوَقَعَ فِي رِوَايَة لِأَبِي ذَرّ (الْقِرَاءَة) " (10).
وقال العيني: "وفي رواية الإسماعيلي زيادة وهي خفف على داود عليه الصلاة والسلام القراءة" (11).
الأمر الثاني: أن لفظ القرآن في اللغة يطلق ويراد به ما يشمل القرآن الكريم وغيره:
فلفظ القرآن يطلق ويراد به جنس القراءة، كما يطلق ويراد به القرآن الكريم، ويطلق كذلك على الصلاة.
قال ابن الأثير: " قد تكرر في الحديث ذكر (القراءة، والاقتراء، والقارئ، والقرآن) والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء جمعته فقد قرأته، وسمي القرآن قرآناً لأنه جمع القصص، والأمر والنهي، والوعد والوعيد، والآيات والسور بعضها إلى بعض، وهو مصدر كالغفران والكفران، وقد يطلق على الصلاة لأن فيها قراءة، تسمية للشيء ببعضه، وعلى القراءة نفسها يقال: قرأ يقرأ قراءة وقرآناً " (12).
قال ابن حجر: " وَالأصْل فِي هَذِهِ اللَّفْظَة الْجَمْع، وَكُلّ شَيْء جَمَعْته فَقَدْ قَرَأْته ... وَقِرَاءَة كُلّ نَبِيّ تُطْلَق عَلَى كِتَابه الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ" (13).
الأمر الثالث: أن كتب الله السابقة يطلق عليها لفظ القرآن كما يطلق على القرآن لفظ التوراة والإنجيل والزبور:
قال العيني: " وقرآن كل نبي يطلق على كتابه الذي أوحى إليه " (14).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: " فإن لفظ التوراة والإنجيل والقرآن والزبور؛ يراد به الكتب المعينة تارة، ويراد به الجنس تارة. فيعبر بلفظ القرآن عن الزبور وبلفظ التوراة عن القرآن وبلفظ الإنجيل عن القرآن أيضاً، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (خفف على داود القرآن) فكان ما بين أن تسرج دابته إلى أن يركبها يقرأ القرآن فالمراد به قرآنه وهو الزبور. وكذلك قوله في البشارة التي في التوراة: (نبياً أقيم لبني إسرائيل من إخوتهم أنزل عليه توراة مثل توراة موسى)، وكذلك في صفة أمته صلى الله عليه و سلم في الكتب المتقدمة: (أناجيلهم في صدورهم) " (15).
وقال: " ولفظ التوراة والإنجيل والقرآن والزبور قد يراد به الكتب المعينة ويراد به الجنس فيعبر بلفظ القرآن عن الزبور وغيره كما في الحديث الصحيح عن النبي خفف على داود القرآن فكان ما بين أن تسرج دابته إلى أن يركبها يقرأ القرآن والمراد به قرآنه وهو الزبور ليس المراد به القرآن الذي لم ينزل إلا على محمد وكذلك ما جاء في صفة أمة محمد (أناجيلهم في صدورهم) فسمى الكتب التي يقرؤونها وهي القرآن أناجيل، وكذلك في التوراة (إني سأقيم لبني إسرائيل نبيا من إخوتهم أنزل عليه توراة مثل توراة موسى) فسمى الكتاب الثاني توراة" (16).
وقال: " وكذلك لفظ القرآن فيقال على جميعه وعلى بعضه ولو نزل قرآن أكثر من هذا لسمى قرآناً وقد تسمى الكتب القديمة قرآنا كما قال النبي صلي الله عليه وسلم خفف على داود القرآن" (17).
وقال ابن القيم: " والمراد بالقرآن ههنا الزبور، كما أريد بالزبور القرآن في قوله تعالى: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) [الأنبياء: 105] " (18).
وقال ابن كثير: " ثم ليعلم أن كثيراً من السلف يطلقون التوراة على كتب أهل الكتاب المتلوة عندهم، أو أعم من ذلك، كما أن لفظ القرآن يطلق على كتابنا خصوصاً، ويراد به غيره كما في الصحيح: (خفف على داود القرآن فكان يأمر بداوبه فتسرج فيقرأ القرآن مقدار ما يفرغ) وقد بسط هذا في غير هذا الموضع والله أعلم" (19).
الجواب الثاني: أن سرعة قراءته عليه السلام لا تستلزم عدم الفهم والتدبر، ولا تستنكر:
وما توهمه الكاتب بقوله: " لأن القراءة عندها ستكون هَذَراً بلا تفكر، ولن تكون تلاوة بتدبر! "؛ غير مقبول هنا.
فإن داود عليه السلام كغيره من أنبياء الله تعالى قد خصه الله تعالى بخصائص ومعجزات، ولا يمكن إنكارها إلا بإنكار القرآن العظيم، والواجب عند قبول ما هو أعظم من سرعة القراءة مما ورد في القرآن؛ قبول ما جاء به هذا الحديث، إذ العقل السليم لا يرد ذلك، بل إذا صدق بما هو أعظم؛ سهل عليه تصديق ما دون ذلك. وقد استخدم الله تعالى ذلك مع العقول السليمة فقال: (وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) [يس: 78 ـ 79].
(يُتْبَعُ)
(/)
ونحن نقول هنا قد أخبر القرآن عن داود عليه السلام بما هو أعظم من هذه السرعة في القراءة مع الفهم:
قال تعالى: (وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين) [الأنبياء: 79].
وقال تعالى: (ولقد آتينا داود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد) [سبأ: 10].
فإذا كان العقل يصدق بتسبيح الجبال والطير مع داود عليه السلام، وأن الحديد قد لان بيده فيصنع منه ما شاء؛ فكيف ينكر بعد ذلك أن يكون قد وهبه الله من القدرة ما يستطيع به قراءة التوراة في مدة يسيرة مع الفهم والتدبر، وليس في ذلك عجبٌ، إذ الأنبياء لهم شأن خاص، وقد أخبر تعالى زيادة على ذلك أن داود عليه السلام صاحب قوة فقال: (واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب) [ص: 17].
قال ابن جرير: " ويعني بقوله: (ذا الأيد): ذا القوّة والبطش الشديد في ذات الله والصبر على طاعته" (20).
وقال السعدي: " ومن أعظم العابدين، نبيُّ اللّه داود عليه الصلاة والسلام، (ذا الأيد) أي: القوة العظيمة على عبادة اللّه تعالى، في بدنه وقلبه" (21).
وقال ابن كثير: " فكان يقرأ الزبور بمقدار ما تسرج الدواب، وهذا أمر سريع مع التدبر والترنم والتغني به على وجه التخشع صلوات الله وسلامه عليه وقد قال الله تعالى: (وآتينا داود زبوراً) [النساء: 163، الإسراء: 55] " (22).
فهنا قد اجتمع العقل مع القرآن العظيم في قبول معنى هذا الحديث الشريف، فما بال الكاتب يرده وقد قال هو في مقدمة كتابه هذا: " المهم أن يكون النقد نقداً بناءً، نقداً مستنداً على القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من أية جهة كانت" (23).
وقد ذكر هو أيضاً حديثاً مرفوعاً: " فما أتاكم عني يوافق القرآن فهو عني " (24).
وقد وقع بعض هذه السرعة لمن هم دون الأنبياء:
قال ابن حجر: " وَفِي الْحَدِيث أَنَّ الْبَرَكَة قَدْ تَقَع فِي الزَّمَن الْيَسِير حَتَّى يَقَع فِيهِ الْعَمَل الْكَثِير. قَالَ النَّوَوِيّ: أَكْثَر مَا بَلَغَنَا مِنْ ذَلِكَ مِنْ كَانَ يَقْرَأ أَرْبَع خَتَمَات بِاللَّيْلِ وَأَرْبَعًا بِالنَّهَارِ، وَقَدْ بَالَغَ بَعْض الصُّوفِيَّة فِي ذَلِكَ فَادَّعَى شَيْئًا مُفْرِطًا، وَالْعِلْم عِنْد اللَّه" (25).
وقال العيني:" وفيه الدلالة على أن الله تعالى يطوي الزمان لمن يشاء من عباده كما يطوي المكان وهذا لا سبيل إلى إدراكه إلا بالفيض الرباني ... ولقد رأيت رجلاً حافظاً قرأ ثلاث ختمات في الوتر في كل ركعة ختمة في ليلة القدر" (26).
والله أعلم ...
ـــــــــــــ
حواشي:
(1) صحيح البخاري: كتاب الأنبياء: باب قول الله: (وآتينا داود زبوراً): (6/ 522) رقم (3417)، وفي التفسير: باب (وآتينا داود زبوراً): (8/ 248 ـ 249) رقم (4713).
(2) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (187).
(3) فتح الباري: (13/ 189).
(4) شرح البخاري: (19/ 360).
(5) عون المعبود: (10/ 186).
(6) كشف المشكل: (1/ 1010).
(7) البداية والنهاية: (2/ 11).
(8) فتح الباري: (6/ 524). وروى هذا الحديث بهذا اللفظ: ابن حبان في صحيحه: (14/ 117) رقم (6225). قال شعيب الأرنؤوط: " صحيح ".
(9) فتح الباري: (6/ 524).
(10) السابق: (13/ 189).
(11) عمدة القاري: (17/ 293).
(12) النهاية: (4/ 30).
(13) فتح الباري: (6/ 524).
(14) عمدة القاري: (23/ 368).
(15) هداية الحيارى: (1/ 79).
(16) الجواب الصحيح: (5/ 157).
(17) مجموع الفتاوى: (7/ 516).
(18) حاشية ابن القيم على سنن أبي داود: (12/ 279). وانظر: عون المعبود: (10/ 186).
(19) البداية والنهاية: (6/ 63).
(20) جامع البيان: (21/ 166).
(21) تفسير السعدي: (1/ 711).
(22) البداية والنهاية: (2/ 11).
(23) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (9).
(24) نحو تفعيل قواعد نقد متن الحديث: (11).
(25) فتح الباري: (6/ 524).
(26) عمدة القاري: (23/ 368).
ـ[أبو هريرة منير البركي]ــــــــ[20 Jul 2007, 04:47 م]ـ
نسال الله أن يحشرنا مع الأنبياء والصدقين وحسن أولئك رفيقاً ...
ونشكر أخانا في الله (فهد الوهبي) في ميزان أعمالك ...
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Jul 2007, 05:27 م]ـ
أحسنت يا أبا سلاف وفقك الله ونفع بك وجزاك خيراً.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Jul 2007, 07:38 م]ـ
الأخ فهد الوهبي أحسنت بارك الله فيك ووفقك وسدد خطاك.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[20 Jul 2007, 10:54 م]ـ
زادك الله علما يا أبا سلاف ونفع بك وبارك فيك
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ فهد على هذا التوضيح والبيان
أسأل الله أن يبارك لك في علمك وأن يهبك مزيدا من الفهم في الكتاب والسنة
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[28 Jul 2007, 02:10 م]ـ
الإخوة الفضلاء أبا هريرة والدكتور عبد الرحمن ومحمد كالو ومحب القراءات وأبا عبد الرحمن جزاكم الله خيراً ..
وتقبل الله دعواتكم ..
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[28 Jul 2007, 02:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[30 Jul 2007, 08:34 م]ـ
كلام مفيد ونظر سديد
جزاك الله تعالى خيرا وتقبل منك وزادك من هذا العلم النافع
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:35 ص]ـ
الشيخ زهير هاشم ريالات ..
والشيخ مصطفى فوضيل ..
جزاكم الله خيراً وتقبل دعواتكم .. ووفقنا وإياكم لفهم كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ..
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:03 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذا البحث الماتع الجميل ووفقك لما يحبه ويرضاه.
ولمثل هؤلاء الكتاب يقال:
وكم من عائب قولاً صحيحا ****وآفته من الفهم السقيم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[08 Aug 2007, 05:53 م]ـ
أخي الجعفري .. جزاك الله خيراً وتقبل منا ومنكم ووفقنا لفقه الكتاب والسنة ..(/)
الشيفره القرآنية
ـ[جنى]ــــــــ[20 Jul 2007, 08:39 م]ـ
مارأي الاخوه الافاضل في الجدل الحاصل حول الشيفره القرآنية؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Jul 2007, 09:00 م]ـ
مارأي الاخوه الافاضل في الجدل الحاصل حول الشيفره القرآنية؟
ألا ذكرت لنا شيئا من ذلك الجدل؟
ـ[جنى]ــــــــ[20 Jul 2007, 09:25 م]ـ
اكتشاف تقدمت به سيده مصريه (هناء -ام نور) يوضح الاعجاز الرقمي للحروف والآيات والسور في القرآن الكريم من خلال استخدام تكنولوجيا الحاسب الالي ويؤكد بالدليل المادي القاطع لغير المسلمين أنه نزل من عند الله تعالى ولا يمكن لإنس أو جان ان يكتب آية او سورة منه بهذه الشفرة التي يمكن من خلالها كشف أي خطأ او تحريف في أي حرف واستخدامها كأداة لاختبار صحه طباعة المصحف.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:35 م]ـ
الشفرة الرقمية:
عودة رشاد خليفة:
بعد أن أجاز مجمع البحوث في الأزهر البصمة الرقمية ..
عاد ليعلن في آخر جلسة له رفضه المطلق لمسألة الشفرة القرآنية ..
فما سبب هذا الانقلاب؟
بعد أن اطلعت على بعض ما كتب عن هذا الموضوع، أستطيع القول أن أعضاء مجمع البحوث في الأزهر الشريف قد اكتشفوا أن رشاد خليفة – بأفكاره المشبوهة والمسمومة والخارجة على الدين – قد عاد إلى بلده مصر ولكن بثوب امرأة تدعى أم نور .. وبمشروع هو أكبر وأخطر، نسخة جديدة تلبس ثوبا جميلا صممه محترفون مهرة.
مشروع آخر يضم إلى مشروع " الفرقان الحق " اليهودي التصميم.
لم يستطع القناع الذي ألبسوه مشروعهم المبرمج أن يخفي حقيقته طويلا، وهذا هو سر الانقلاب في موقف مجمع البحوث الإسلامية.
رجل أعمال يملك سلطة المال، بحيث يستطيع الوصول إلى من يريد وما يريد، حتى وإن كان الأزهر الشريف، يستطيع أن يتخذ من أعضاء المجمع مستشارين لمؤسساته ولأعماله، ويضمنون له التغطية الدينية والشرعية والمصداقية، وامرأة قادمة من جامعات أمريكا وحاراتها، عائدة إلى البلد الاسلامي، مهووسة بالحرية وحقوق المرأة التي أهدرها الإسلام ..
ويبدو أن بعض أعضاء المجمع قد سقط في حفرة هذا المشروع، ليكتشف فيما بعد أنه كان ضحية ما يشبه المؤامرة، فالمشروع كان بحث إعجاز عددي – هكذا ظاهره - لا علاقة له بمسائل الفقه أو التشريع، وفيما بعد، بدا من تصريحات القائمين عليه أنه يتبنى أفكارا غريبة عن الدين تعارض ما اتفق عليه العلماء .. وهو ما جعل أحد أفراد اللجنة التي منحت الإجازة لهذا المشروع يتنصل من موافقته الأولى، وما جعل المجمع في النهاية يعلن عدم مسئوليته عن هذا العمل.
وفي ظني أن أصحاب هذا المشروع – الظاهرين والعاملين في الخفاء – قد استعجلوا حصاد مشروعهم، فسقطوا في الحفرة التي صنعتها أيديهم. لقد أعلنوا أن برنامجهم هذا، والذي يثبت عدم تحريف القرآن، قادر أن يؤدي الفائدة نفسها في مجال الكتب السماوية الأخرى؟! وأنهم قاموا بتطبيقه على مائتي صفحة من التوراة فوجدوا تحريفا،
وحينما استبدلوا كلمة اسحق بكلمة إسماعيل انطبقت الشفرة ..
هل يعني هذا الكلام أن التوراة تصبح غير محرفة إذا قمنا باستبدال كلمة إسحاق بكلمة إسماعيل؟ ومن ناحية أخرى: هل اعتمدوا نسخة التوراة بالعربية أم بالعبرية؟ وفي النهاية كيف يجوز أن تطبقوا شفرة القرآن التي تزعمون اكتشافها على التوراة ومن المعلوم أنها لم تنزل بالعربية؟؟
يكاد المريب أن يقول خذوني ...............
وبعد،
- إن كل ما قيل عن هذا البرنامج العجيب لا قيمة له، لأن ما نعرفه عنه هو تصريحات القائمين عليه، ولا نعلم مدى مصداقية هذا العمل أو ما جاء فيه.
- تعتبر أبحاث رشاد خليفة باطلة، ذلك أنه يبنيها على زعم إضافة الآيتين 128 و 129 في سورة التوبة، وأنهما ليستا منه. ويبدو من هذا العمل أنه يتبنى الأفكار نفسها، وقليلا مما جاء في كتاب محمد شحرور " القرآن قراءة معاصرة " ..
- ومما يستفاد من هذه المسألة: لن يتوقف خصوم القرآن وأعداؤه عن الكيد للقرآن ومحاولة تشويهه والافتراء عليه، بكل وسيلة ممكنة ومن بينها الإعجاز العددي. وفي اعتقادي أن مواجهة هذه الهجمة لا تصلح بمجرد الرفض، وإنكار وجود ما يسمى بالإعجاز العددي جملة وتفصيلا.
- إن إنكارنا لما يسمى بالإعجاز العددي أو الشفرة القرآنية لا يمنع من وجود شفرة قرآنية للقرآن غير معروفة حتى الآن .. كما أنه لن يمنع خصوم القرآن من المضي في مخططاتهم.
ـ[جنى]ــــــــ[21 Jul 2007, 08:10 م]ـ
شكر الله تعالى سعي الشيخ عبد الله على هذا الايضاح.
وللمزيد فلله الحمد والمنة فالأزهر يسحب إعترافه باكتشاف (شفرة القرآن الرقمية) موضحاً أن موضوع الشفرة لم يعرض على مجمع البحوث الاسلامية بكامل هيئته، وإنما على لجنة العلوم الشرعية التي وافقت عليه بعد أن أكدت الشركة المنتجة للبرنامج أنه يمكن استخدامه في جميع أجهزة الكمبيوتر لصالح القرآن الكريم.
ومن جهة أخرى أكدت هيئة الاعجاز العلمي برابطة العالم الاسلامي في مكة المكرمة عدم الموافقة على اطلاق الباتحث وصف المحاكمات على قسم من آي القرآن الكريم التي تقبل حروفها القسمة على سلسلة من الأرقام التي سماها الباحث (الشفرة القرآنية) وطالبته بالتزام الضوابط التفسيرية المقررة كما أكدت الرفض الشرعي المطلق على استعمال حساب الجمل. وقد نشر ذلك في صحيفة الحقيقة التي تصدرها الهيئة العالمية للاعجاز العلمي في القرآن والسنة شهرياً.
وما ذاك إلا لأنه محفوظ من لدن حكيم عليم خبير سبحانه وتعالى جلت قدرته.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jul 2007, 11:11 م]ـ
سبق الحديث عن ذلك أيضا تجديه على هذا الرابط:
برنامج (الشفرة الرقمية للقرآن الكريم)؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8621)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2007, 09:26 م]ـ
الشفرة الرقمية للقرآن .. آفاق جديدة للإيمان بالخالق
القاهرة محمد جمال عرفة
غلاف مجلة المجتمع العدد 1755
آخر هذه الشفرات الرقمية التي كشف عنها عدد من الباحثين الإسلاميين، في شركة "الرسالة الخاتمة" إحدى شركات البرمجيات المصرية، بعد سلسلة بحوث رقمية على القرآن دامت 11 عاماً، والتي تأتي في أعقاب الكشف عن "شفرة" أخرى في آيات "العدة الشرعية" للنساء كدليل على إعجاز القرآن، هي التوصل إلى كشف علمي جديد، يؤكد أن القرآن الكريم نزل من عند الله تعالى يحمل "شفرة رقمية" على سيدنا محمد [يستحيل معها على الإنس والجان التعرض لآيات القرآن الكريم بأي تأويل أو تحريف، مصداقاً لقوله تعالى إنَّا نّحًنٍ نّزَّلًنّا الذٌَكًرّ ّإنَّا لّهٍ لّحّافٌظٍونّ (9) (الحجر عمليات حسابية
البحث الذي كشفته هناء جودة سيد أحمد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة ALM للبرمجيات برئاسة رجل الأعمال المصري الدكتور إبراهيم كامل في مدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية شمال مصر يقوم على أساس إنجاز عمليات حسابية على مشتملات النص القرآني عن طريق قبول القسمة على الرقم 19 الوارد نصها في الآية 30 من سورة المدثر (عليها تسعة عشر).
نموذج رياضي معجز للقرآن
ولهذا رجحت شفرات البحث كما يقول مسؤولو الشركة في بيان حصلت عليه "المجتمع" وجود "نموذج رياضي معجز للقرآن" قالت إنه "جارٍ العمل على التوصل إليه، واستخلاصه من خلال البحث الذي سيطرح خلال ستة شهور في الأسواق في صورة برنامج على قرص مضغوط لفتح آفاق جديدة أمام الباحثين فى مجال الدراسات الموضوعة المستمدة من آيات القرآن الكريم، بما يخدم موضوعات البحث الفقهي المعاصر".
ويقوم دليل البحث على أن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل وأنه كٌتّابِ مَّرًقٍومِ >20 (المطففين) على الآية 9 والآية 20 من سورة المطففين اعتماداً على شفرة تسمى شفرة "التسعة عشر" التي يستحيل على الجن والإنس كتابة نص منطقى مفهوم بها، حتى إن الباحثين يؤكدون أنهم جربوه على نصوص من كتاب التوراة الموجود حالياً، فاكتشفوا أن كتاب (التوراة) الموجود حالياً محرف وفقاً للشفرة الرقمية للقرآن.
وتروي "هناء جودة سيد أحمد"، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة قصة الاكتشاف لهذه الشفرة الرقمية قائلة توصلنا بعد 11عاماً من البحث الدؤوب لفك الشفرات الربانية للقرآن الكريم، التي تركزت في رقم 19 من خلال قوله تعالى عّلّيًهّا تٌسًعّةّ عّشّرّ >30 (المدثر)، وتضيف "حينما قرأنا الآية القائلة لٌيّسًتّيًقٌنّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّيّزًدّادّ الَّذٌينّ آمّنٍوا إيمّانْا ّلا يّرًتّابّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّالًمٍؤًمٌنٍونّ (المدثر30)، وجدنا أن مجموع حروفها هو (57) وأنها تقبل القسمة على الرقم 19.
ثم بحثنا فى ترتيب نزول سورة "المدثر" فوجدناها الرابعة، ثم السورة التالية "الفاتحة"، التي وجهنا المولى عز وجل لأن نجعلها فهرس القرآن لقوله تعالى ّلّقّدً آتّيًنّاكّ سّبًعْا مٌَنّ الًمّثّانٌي ّالًقٍرًآنّ الًعّظٌيمّ >87، فقمنا بجمع حروف القرآن والآيات الشفع والوتر، فظهرت لنا أرقام تقبل القسمة على 19، أيضاً وجدنا مجموع حروف "بسم الله الرحمن الرحيم" 19وهو يقبل القسمة أيضاً على 19.
الجذور
وقد أشار البحث إلى عدد من الأمثلة على استخدام الرقم 19 فى الشفرة، منها عدد سور القرآن الكريم 114 (19 6)، ونماذج من المواضيع الواردة بالقرآن مثل الإيمان (عدد الجذور 114) 19 6، وعدد الجذور يعني عدد المواضيع فى القرآن التي اشتملت على القضية.
وأورد البحث عدة أمثلة أخرى مثل مواضيع المعاملات (عدد الجذور 38) 19 2، ومواضيع الأقضية والأحكام (عدد الجذور 57) 19 3، والعلم (عدد الجذور 76) 19 4، والنظرية الاقتصادية في القرآن (عدد الجذور 38) 19 2، والعلاقة بين الزوجين (عدد الجذور 38) 19 2، والحكم في الإسلام (عدد الجذور 38) 19 2.
سر فواتح السور القرآنية
(يُتْبَعُ)
(/)
وكشف البحث أيضاً سر الحروف الأربعة عشر النورانية، أو الحروف المتقطعة التي وردت فى أول بعض سور القرآن الكريم وهى " أ. ل. ص. ق. ن. ح. المجتمع. ط. س. ه. ي. ع. ر. ك "، والتي لا يمكن تشكيل جملة منطقية مفهومة منها إلا جملة واحدة، هي (ن ص) (ح ك ي م) (ق ا ط ع) (ل ه) (س ر) أي "نص حكيم قاطع له سر"
وأوضح البحث أن هناك عدداً من الثوابت الرقمية المستخدمة في الشفرات القرآنية ودلالاتها، وساق البحث عدداً من هذه الشفرات مثل شفرة لفظ الجلالة وشفرة الحروف النورانية وشفرة الكتاب وشفرة السور وشفرة الآيات وشفرة الكلمات وشفرة الحروف.
شفرة الرقم 5
كما كشف البحث عن أن هناك عدداً من الثوابت الرقمية المستخدمة في الشفرات القرآنية ودلالاتها، منها الرقم "خمسة" الذى يشير إلى أركان الإسلام (الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج) وهو نفس عدد الصلوات اليومية المفروضة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب والعشاء).
المصحف الشريف
أما الرقم "6" الذى يشير إلى عدد أيام الخلق الستة المذكورة فورد في سبع آيات من القرآن (الآية 54 من سورة الأعراف، والآية 3 من سورة يونس، والآية 7 من سورة هود، والآية 59 من سورة الفرقان، والآية 4 من سورة السجدة، والآية 38 من سورة ق، والآية 4 من سورة الحديد).
وبالنسبة للرقم "7" ذكر البحث أنه يوم استوى الله على العرش، والسماوات السبع ومثلهن في الأرض، وهو عدد آيات الفاتحة التي سماها الله "السبع المثاني"، وأيام الأسبوع.
والرقم "95" يشير إلى عدد أسماء الله الحسنى المذكورة في القرآن الكريم، والرقم "99" هو عدد أسماء الله الحسنى ومنها 95 مذكورة في القرآن 4 مذكورة في الحديث الشريف (الصبور، النافع، الضار، الستار) 99.
والرقم "113" يشير إلى عدد سور القرآن الكريم بدون الفاتحة باعتبار الفاتحة فهرساً للقرآن؛ عملاً بالآية 78 من سورة الحجر ّلّقّدً آتّيًنّاكّ سّبًعْا مٌَنّ الًمّثّانٌي ّالًقٍرًآنّ الًعّظٌيمّ >87 والرقم "114" وهو عدد سور القرآن الكريم كله بالفاتحة.
ونوه البحث بأن الشفرات القرآنية دلت لأول مرة على "الآيات المحكمات" التي "هن أم الكتاب" (الآية 7 من سورة آل عمران) والتي هي الأساس الأوحد لتأويله الصحيح، كما شملت الشفرة ولأول مرة تبيان النظام الربانى للجذور اللغوية التي استخدمها الخالق في كل موضوع شكل منه سنة الله التي "لا تبديل ولا تغيير فيها".
وأرجع البحث السبب في تكوين هذه الشفرة إلى الآية 31 من سورة المدثر لٌيّسًتّيًقٌنّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّيّزًدّادّ الَّذٌينّ آمّنٍوا إيمّانْا ّلا يّرًتّابّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّالًمٍؤًمٌنٍونّ ّلٌيّقٍولّ الَّذٌينّ فٌي قٍلٍوبٌهٌم مَّرّضِ ّالًكّافٌرٍونّ مّاذّا أّرّادّ اللَّهٍ بٌهّذّا مّثّلاْ كّذّلٌكّ يٍضٌلٍَ اللَّهٍ مّن يّشّاءٍ ّيّهًدٌي مّن يّشّاءٍ ّمّا يّعًلّمٍ جٍنٍودّ رّبٌَكّ إلاَّ هٍوّ ّمّا هٌيّ إلاَّ ذٌكًرّى لٌلًبّشّرٌ >31.
كما شملت الشفرة، ولأول مرة أيضاً، تبيان النظام الرباني للجذور اللغوية لألفاظ القرآن الكريم في كل موضوع يبين الله به سنة من سننه، التي "لا تبديل ولا تغيير فيها"، الأمر الذي سيحسم كما تقول الدراسة التطرف والتخبط والعداء الذي تفشى بين أتباع الأديان السماوية، ويجدد الحوار الديني، ويجمع أهل الكتاب على وحدانية الله وسنته في شؤون عباده الدينية والدنيوية.
التوراة الحالية محرفة
وتؤكد الباحثة "هناء" إن هذا الاكتشاف العلمي يمثل طفرة تؤكد استحالة تحريف القرآن الكريم، وإمكانية كشف حدوث أي تحريف عن طريق هذه الشفرات الربانية، وكذلك يمكن استخدامها في كشف التحريف في الكتب السماوية الأخرى.
وفي هذا الصدد تؤكد "قمنا بالفعل بتطبيق ذلك على ال 200 صفحة الأولى من التوراة، فوجدنا حدوث تحريف في النص، وحينما حذفت كلمة "إسحاق" كمثال، ووضعنا بدلاً منها "إسماعيل"، تم ضبط الشفرة ومطابقتها للنص
وأوضحت أنه ثبت لديهم يقين رياضي بالإعجاز العددي في القرآن الكريم، مما يؤكد دون أدنى شك أنه مُنزل من عند الله تعالى، ويستحيل على البشر أو الجن الإتيان بمثله، منوهة إلى أن الشفرات الربانية رجحت احتمال وجود "نموذج رياضي معجز للقرآن الكريم"، وأنهم يجرون بحوثهم حالياً لكشف أسرار هذا النموذج الرياضي.
أزهريون أشرفوا على البحث
(يُتْبَعُ)
(/)
وأشارت إلى أنه تم تسجيل الكشف الجديد بحقوق الملكية الفكرية الدولية، باستخدام البصمة الرقمية من خلال اللجنة الشرعية، التي يرأسها الدكتور نصر فريد واصل، مفتي مصر الأسبق، وضمت الدكتور محمد الشحات الجندي العميد السابق لكلية الحقوق بجامعة حلوان، والدكتور عبدالله مبروك النجار أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، وقام بالإشراف على جميع مراحل التدقيق لجنة المصحف الشريف بمجمع البحوث الإسلامية، برئاسة الدكتور أحمد المعصراوي أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر، وشيخ عموم المقارئ المصرية.
وقد أقرت لجنة مشكلة من قبل الأزهر الشريف ومجمع البحوث الإسلامية وفق الشركة بصحة النتائج التي جاءت في "بحث نور الإيمان في الإحكام الرياضي للقرآن" وبرنامج الحاسب الآلي للبصمة الرقمية للرسالة الأخيرة والذي يدل على وجود شفرات في القرآن الكريم تعتمد على منظومة رقمية تم فك بعض رموزها من خلال برنامج كمبيوتر عمل عليه باحثو شركة "أ ل م" أو الرسالة الخاتمة.
حيث شُكلت لجنة بتوجيه من فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي، شيخ الأزهر، ورئيس مجمع البحوث الإسلامية، وأمين مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، برئاسة الأستاذ الدكتور، أحمد المعصراوي، أستاذ علوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف، والدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق، وتمت مراجعة النص المستخدم في ذاكرة الحاسب الآلي، بعد اختباره على شاشة الحاسب الآلي؛ للتأكد من استحالة مغالطة النص الكريم أو تحريفه أو تبديله.
وفى تعليقه فى تقرير لجنة الشريعة على برنامج البصمة الرقمية "الإعجاز الرقمي" للقرآن الكريم، قال الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية السابق ورئيس لجنة الإشراف الشرعي على البحث إن "البرنامج بتقنياته وأبحاثه وإخراجه وأسلوبه يقدم إضافة صحيحة وإفادة للمعنيين والمهتمين بالدراسات القرآنية، والغيورين على حفظ كتاب الله تعالى من التحريف والتبديل، ويعد علامة على الطريق فى هذا المضمار".
العدة الشرعية إعجاز قرآني
ويقول علماء إن هناك أدلة أخرى بدأت تظهر للعالم إعجاز القرآن غير هذه الشفرة الرقمية للقرآن، إذ سبق الكشف عن أن العدة الشرعية دليل آخر على إعجاز القرآن عن طريق اكتشاف أن لكل رجل "شفرة رقمية" خاصة به تختلف عن غيره، ولذا حدد القرآن فترة زمنية لعدة المرأة التي توفي عنها زوجها أو المطلقة.
إذ قال تعالى ّالًمٍطّلَّقّاتٍ يّتّرّبَّصًنّ بٌأّنفٍسٌهٌنَّ ثّلاثّةّ قٍرٍوءُ ّلا يّحٌلٍَ لّهٍنَّ أّن يّكًتٍمًنّ مّا خّلّقّ اللَّهٍ فٌي أّرًحّامٌهٌنَّ إن كٍنَّ يٍؤًمٌنَّ بٌاللَّهٌ ّالًيّوًمٌ الآخٌرٌ ّبٍعٍولّتٍهٍنَّ أّحّقٍَ بٌرّدٌَهٌنَّ فٌي ذّلٌكّ إنً أّرّادٍوا إصًلاحْا ... (البقرة 228).
وقد فسر العلماء والفقهاء عدة النساء التي شرعها الله سبحانه وتعالى بأنها للتأكد من خلو الرحم من جنين، فقد تكون المرأة قد حملت من زوجها قبل الطلاق مباشرة، وهي وزوجها لا يعلمان بوجود الجنين، وإذا حدث ذلك فأزواجهم أحق بردهن، والعدة أيضاً مهلة للصلح بين الزوجين، فقد يتدخل أحد الأطراف للصلح بينهما.
وقد قال تعالى ّالَّذٌينّ يٍتّوّفَّوًنّ مٌنكٍمً ّيّذّرٍونّ أّزًوّاجْا يّتّرّبَّصًنّ بٌأّنفٍسٌهٌنَّ أّرًبّعّةّ أّشًهٍرُ ّعّشًرْا (البقرة 234)، وهنا نجد أن فترة العدة قد اختلفت بين المطلقة والأرملة، فلماذا؟ وهل وجد العلم الحديث تفسيراً علمياً للعدة والاختلاف؟
هنا أثبت علم الحديث أن السائل الذكري يختلف من شخص إلى آخر كما تختلف بصمة الإصبع، وأن لكل رجل شفرة خاصة به، وأن المرأة تحمل داخل جسدها مؤشراً أو ما يطلق عليه جهاز كمبيوتر، يختزن شفرة الرجل الذي يعاشرها ويحفظ تلك الشفرة، وإذا دخل عليه أكثر من شفرة كأنما دخل فيروس إلى جهاز الكمبيوتر فيصاب بالخلل والاضطراب والأمراض الخبيثة، ولذلك فإن جميع النساء التي تمارس الدعارة والرذيلة يصبن بمرض سرطان الرحم.
ومع الدراسات المكثفة للوصول لحل أو علاج لهذه المشكلة، اكتشفوا إعجاز القرآن وهو أن المرأة تحتاج نفس مدة العدة التي شرعها الإسلام حتى تستطيع استقبال شفرة جديدة بدون أن تصاب بأذى، فهي فترة للمرأة كي تنسى تلك الشفرة، كما فسر هذا الاكتشاف لماذا تتزوج المرأة رجلاً واحداً ولا تعدد الأزواج.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما لماذا تختلف مدة العدة بين المطلقة والأرملة؟، فقد أجريت الدراسات على المطلقات والأرامل، فأثبتت التحاليل أن الأرملة تحتاج إلى مدة أطول من المطلقة لنسيان هذه الشفرة، وذلك يرجع إلى حالتها النفسية؛ فهي تكون حزينة على فراق زوجها أكثر من المطلقة، ولذلك اختلفت العدة، وما زالت الأبحاث والدراسات تثبت إعجاز القرآن.>
المصدر ( http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=226836) .
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[30 Jul 2007, 12:22 ص]ـ
الشفرة الرقمية للقرآن .. آفاق جديدة للإيمان بالخالق
القاهرة محمد جمال عرفة
غلاف مجلة المجتمع العدد 1755
آخر هذه الشفرات الرقمية التي كشف عنها عدد من الباحثين الإسلاميين، في شركة "الرسالة الخاتمة" إحدى شركات البرمجيات المصرية، بعد سلسلة بحوث رقمية على القرآن دامت 11 عاماً، .............
نموذج رياضي معجز للقرآن
وتروي "هناء جودة سيد أحمد"، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة قصة الاكتشاف لهذه الشفرة الرقمية قائلة توصلنا بعد 11عاماً من البحث الدؤوب لفك الشفرات الربانية للقرآن الكريم، التي تركزت في رقم 19 من خلال قوله تعالى عّلّيًهّا تٌسًعّةّ عّشّرّ >30 (المدثر)، وتضيف "حينما قرأنا الآية القائلة لٌيّسًتّيًقٌنّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّيّزًدّادّ الَّذٌينّ آمّنٍوا إيمّانْا ّلا يّرًتّابّ الَّذٌينّ أٍوتٍوا الًكٌتّابّ ّالًمٍؤًمٌنٍونّ (المدثر30)، وجدنا أن مجموع حروفها [الصواب: مجموع كلماتها] هو (57) وأنها تقبل القسمة على الرقم 19.
ثم بحثنا فى ترتيب نزول سورة "المدثر" فوجدناها الرابعة، ثم السورة التالية "الفاتحة"، التي وجهنا المولى عز وجل لأن نجعلها فهرس القرآن لقوله تعالى ّلّقّدً آتّيًنّاكّ سّبًعْا مٌَنّ الًمّثّانٌي ّالًقٍرًآنّ الًعّظٌيمّ >87، فقمنا بجمع حروف القرآن والآيات الشفع والوتر، فظهرت لنا أرقام تقبل القسمة على 19، أيضاً وجدنا مجموع حروف "بسم الله الرحمن الرحيم" 19وهو يقبل القسمة أيضاً على 19.
شفرة الرقم 5
كما كشف البحث عن أن هناك عدداً من الثوابت الرقمية المستخدمة في الشفرات القرآنية ودلالاتها، منها الرقم "خمسة" الذى يشير إلى أركان الإسلام (الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج) وهو نفس عدد الصلوات اليومية المفروضة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب والعشاء).
المصحف الشريف
أما الرقم "6" الذى يشير إلى عدد أيام الخلق الستة المذكورة فورد في سبع آيات من القرآن (الآية 54 من سورة الأعراف، والآية 3 من سورة يونس، والآية 7 من سورة هود، والآية 59 من سورة الفرقان، والآية 4 من سورة السجدة، والآية 38 من سورة ق، والآية 4 من سورة الحديد).
وبالنسبة للرقم "7" ذكر البحث أنه يوم استوى الله على العرش، والسماوات السبع ومثلهن في الأرض، وهو عدد آيات الفاتحة التي سماها الله "السبع المثاني"، وأيام الأسبوع.
المصدر ( http://www.almujtamaa-mag.com/Detail.asp?InNewsItemID=226836) .
مجرد ملاحظة: ليست هذه الاكتشافات حول العدد 5 والعدد 6 والعدد 19 ........ [وكذلك الأعداد 23 و 29 و 17 و 13 و 46 ... مما لم يذكر هنا] جديدة جاءت ثمرة 11 عاما من البحث ..
لقد وردت في أبحاثي وأبحاث للشيخ بسام جرار منذ عام 1994 م ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 Jul 2007, 04:03 م]ـ
أخشى أن تكون هذه الشفرة (شماعة) ليكي يُتمكن يوما ما من دعوى اكتشاف خطأ أو تحريف في القرآن لأنه لا يتوافق مع هذه الشفرة!!(/)
(وأنه هو أضحك وأبكى) وقفة .. وبيان-بمناسبة الإجازة-
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[20 Jul 2007, 11:48 م]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
يقول عز وجل: (وأنه هو أضحك وأبكى)
• البيان:
يقول الله تعالى ممتنا على عباده بما هو من خصائص ربوبيته: (وأنه هو أضحك وأبكى) أي أضحك أهل الجنة وأبكى أهل النار.
ومن معانيها: أضحك من شاء من أهل الدنيا، وأبكى من أراد أن يبكيه منهم.
والأصل أن الضحك أثر لسرور النفس, والبكاء أثر للحزن.
• الوقفة: وهذه وقفة تأمل وتذكير للنفس والمجتمع مستوحاة من هذه الآية:
أقبلت الإجازة الصيفية وانتصفت, حاملة بين جنباتها دعوة الناس إلى الترفيه والتنزه, لما تسببه من إذهاب السآمة وتجديد النشاط, بيد انك تتعجب حين ترى واقع كثير من الناس في هذا الترفيه وما اشتمل عليه من منكرات ومعاصٍ في مرافقهم ومنتزهاتهم العامة, وهم في ذلك يبحثون عما يؤنسهم ويبهجهم ويسعدهم .. وتغافلوا أن الله عز وجل إن شاء أسعدهم وإن شاء أحزنهم فهو عز وجل الذي يضحك ويبكي, فلا تُنال سعادة القلب بمعصية الله
ولذلك فإن من يريد السعادة فعليه بطاعة الله حيث كان ومن ذلك الاستمتاع بالمباح من الترفيه. فإن فيه الغنية والكفاية.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا عبد الرحمن على هذه الفائدة.
وفقك الله ونفع بك.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:21 ص]ـ
فلا تُنال سعادة القلب بمعصية الله
صدقت والله ..
اللهم أبدل حزننا فرحاً وسروراً، وابدل كربنا فرجاً وسعة
اللهم آمين
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[21 Jul 2007, 05:09 ص]ـ
اللهم آمين ... واجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة
شكر الله لك أخي تاج الروحي وأخي محب القراءات ونفع الله بكما(/)
بحث (القرآن الكريم المصدر الأول للتفسير) للدكتور محمد بن صالح البراك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:26 م]ـ
في المرفقات بحث للدكتور محمد بن صالح البراك بعنوان:
القرآن الكريم المصدر الأول للتفسير نشر في مجلة الجامعة الإسلامية
أرجو أن تنتفعوا به جزى الله كاتبه خيراً.
في 7/ 7/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2007, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرأ يا أبا عبد الله ..
ـ[جنى]ــــــــ[21 Jul 2007, 01:43 م]ـ
شكراً للدكتور عبد الرحمن الشهري على هذه المعلومة، ويمكن أن تكتب أبحاث أخرى على غرار البحث السابق، مثلاً: (السنة-النبوية أو العامة- المصدر الثاني للتفسير).
ـ[محب القراءات]ــــــــ[21 Jul 2007, 02:37 م]ـ
جزاك الله خيرا يادكتور عبد الرحمن , ونسأل الله أن ينفع بشيخنا البراك أينما كان(/)
مصادر الحافظ ابن رجب في التفسير من خلال جامع العلوم والحكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:28 م]ـ
في المرفقات بحث بعنوان:
مصادر الحافظ ابن رجب في التفسير من خلال جامع العلوم والحكم
بحث منشور بمجلة جامعة أم القرى للدكتور يحيى زمزمي وفقه الله.
ـ[عاطف الفيومي]ــــــــ[17 Jul 2010, 02:46 ص]ـ
جزيتم خيرا شيخ عبد الرحمن وبحث موفق وجيد نفع الله به(/)
المتشابه في القرآن الكريم: مفهومه وأسبابه وحكمته (بحث)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2007, 12:31 م]ـ
في المرفقات بحث بعنوان:
المتشابه في القرآن الكريم: مفهومه وأسبابه وحكمته
للدكتور طه عابدين طه
منشور بمجلة جامعة أم القرى.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 Jul 2007, 01:27 م]ـ
جزاك الله خيرأ يا شيخ عبد الرحمن ..
ـ[شعلة]ــــــــ[22 Jul 2007, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 06:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا لاحرمتم الأجر ,فقد أتحفتمونا بمانبحث عنه ...........(/)
دسك رقمي للقرآن الكريم
ـ[جنى]ــــــــ[21 Jul 2007, 07:33 م]ـ
جهاز صغير جداً رائع يحتوي على القرآن كاملاً بصوت الشيخين السديس، والشريم خفيف المحمل، طوله لا يتجاوز (6) سنتم، وعرضه أقل من ذلكحوالي (4) سنتم، مع سماعة أذن صغيرة، يعمل على بطارية واحدة، نافع جداً لمن أراد المراجعة، أو الاستماع إلى القرآن الكريم أين حل وارتحل دون عناء لسهولة حمله.
من بيت الضمان الدولي
ت 4744428
ف 4744452
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[21 Jul 2007, 10:33 م]ـ
بارك الله فيك، فعلاً رأيته وهو مفيد جداً كما تفضلتم.
ـ[جنتان]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:24 ص]ـ
جزيت خيراً أختي الغالية ..(/)
دروس في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2007, 09:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المنظومات في علوم القرآن ليست كثيرة، ومع قلتها فهي غير مشهورة بين طلب العلم، وقد كنت عنيت بمنظومة الزمزمي زمناً منذ حوالي سبعة عشر عاماً، وجمعت شروحها، وقد شرحها عدد من المشايخ الفضلاء مؤخراً فاشتهرت قليلاً بين طلبة العلم مع إعوازها واختصارها. وقد شرحها الشيخ الدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله في دورة علمية، وتم تفريغ شرحه عن طريق بعض طالبات العلم، وسأضعه لكم في ملتقى أهل التفسير إن شاء الله. وشرحها غيره أيضاً.
فرأيت أن أقوم بشرح منظومة أوسع من هذه المنظومة لأعرف بها بين طلبة العلم، ونكون خلال السنوات الخمس القادمة قد أظهرنا وأبرزنا عدداً من متون علوم القرآن وأصول التفسير المنظومة الجيدة، لسد حاجة طلب العلم المحبين للمنظومات في هذا العلم العزيز. وسوف أبدأ في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) للشيخ الجليل عبدالله بن محمد بن عثمان فودي رحمه الله المولود في نيجيريا سنة 1180 هـ والمتوفى بها سنة -1245هـ.
وسيكون هذا الشرح صوتياً عبر موقع الألوكة جزاهم الله خيراً. ولعلنا نكمل هنا بإذن الله مستقبلاً بعد توفير خدمة البث الصوتي في موقعنا.
ويمكن للزملاء الراغبين في الاستماع التكرم بمتابعة الدروس على هذا الرابط.
الآن يوميّاً من الساعة 9.30 إلى 10.30 مساءً درس الشيخ عبدالرحمن بن معاضة الشهري ( http://alukah.net/majles/showthread.php?t=5161)
والله الموفق سبحانه. وقد أرفقت بهذه المشاركة نصيب الدرس الأول الليلة بعد قليل لمن أراد المتابعة والبقية تأتي.
في 8/ 7/1428هـ الساعة التاسعة وعشر دقائق مساء وبداية الدرس التاسعة والنصف إن شاء الله.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[22 Jul 2007, 10:11 م]ـ
شكر الله د. عبد الرحمن ونفع بك , خطوة رائعة من موقع الألوكة جزاهم الله خيراً.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[23 Jul 2007, 01:47 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم شيخنا الفاضل
هل تضع لنا تسجيلاً للحلقات هنا لو سمحت، مع رابط الحفظ
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2007, 03:37 ص]ـ
شكر الله د. عبد الرحمن ونفع بك , خطوة رائعة من موقع الألوكة جزاهم الله خيراً.
حياكم الله أبا خالد، ولعلنا نطبق الفكرة عندنا لو رأى الأعضاء الفضلاء، تلقى فيها الدروس بشكل دوري إن شاء الله. فربما يكون من المناسب إكمال شرح هذه الألفية في دروس أسبوعية في ملتقى أهل التفسير إن شئتم، وتيسرت الأمور قليلاً.
بارك الله فيكم، ونفع بكم شيخنا الفاضل
هل تضع لنا تسجيلاً للحلقات هنا لو سمحت، مع رابط الحفظ.
شكر الله لكم أختي الكريمة، وبالنسبة لتسجيل الحلقات فهم يقومون بتسجيلها، ثم إتاحتها بعد انتهاء الدورة للجميع مسجلةً إن شاء الله كما ذكروا لي، وشكراً لاهتمامكم.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:10 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا دكتور عبد الرحمن ..
وإذا بالإمكان وضع المنظومة كاملة للتحميل .. وإذا تيسر وضع التعليقات كذلك في ملف متجدد ليعم النفع ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2007, 03:39 ص]ـ
سوف أضع هنا ما أنتهي منه من الشرح بإذن الله، ولعلي أوفق للمواصلة في شرح هذه الألفية حتى أنتهي منها إن شاء الله.
وقد أرفقت بهذه المشاركة متن ألفية المفتاح للتفسير للشيخ عبدالله فودي رحمه الله مصورة عن النسخة المخطوطة بمكتبة الحرم المكي. لمن رغب في الاطلاع عليها، مع حاجتي إلى عونكم في قراءة بعض المواضع المشكلة في النص، ولعله بعد وصول النسخ الأخرى للألفية ولشرحها الذي ألفه الترمسي، يستقيم لنا هذا على وجه أوفى وأكمل.
وأشكر أخي العزيز الشيخ ياسر المطرفي حفظه الله الذي أعانني في الحصول على هذه المخطوطة من مكتبة الحرم المكي، وأشكر الزملاء الفضلاء في موقع الألوكة الذين قاموا بتصويرها على صيغة PDF لنشرها الكترونيا فبارك الله في جهودهم جميعاً.
في 15/ 7/1428هـ
ـ[جنتان]ــــــــ[31 Jul 2007, 03:21 ص]ـ
ماشاء الله لاحول ولاقوة إلا بالله ,,
أسأل العلي القدير أن تكونوا ممن قيّض الله تعالى لهم نشر العلم وإحياؤه ....
وانتم أهل ذلك بحق ...
جعل الباري التوفيق والسداد والفلاح حليفكم في الدارين ... اللهم آمين ..
ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[04 Aug 2007, 12:28 ص]ـ
بارك الله في أساتذتنا وعلمائنا ونفع بهم وأخلفهم في عقبهم خيرًا.
لقد حضرنا الدورة العلمية في موقع الألوكة وكم والله انتفعنا منها خيرًا كثيرًا، حيث أنّه يتيسر السؤال مباشرة عمّا يُشكل، وقد أمتعنا الشيخ حفظه الله بإشاراته النافعة وانتقاءه الأهم في عرض المادة نفع الله به، وكلّل سعيه وجميع علمائنا بالتوفيق والقبول.
وكم هو نافع شيخنا الكريم أن تُقام مثل هذه الدورات في ملتقى "أهل التفسير" فنفعها حقًّا مُجدي فتكون دروس دورية، ودورات متتالية، ويكون محطَّ رحال طلاب العلم في هذا الملتقى المبارك.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فداء]ــــــــ[07 Aug 2007, 11:27 م]ـ
باركَ اللهُ في جهودكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2007, 01:08 م]ـ
بارك الله في أساتذتنا وعلمائنا ونفع بهم وأخلفهم في عقبهم خيرًا.
لقد حضرنا الدورة العلمية في موقع الألوكة وكم والله انتفعنا منها خيرًا كثيرًا، حيث أنّه يتيسر السؤال مباشرة عمّا يُشكل، وقد أمتعنا الشيخ حفظه الله بإشاراته النافعة وانتقاءه الأهم في عرض المادة نفع الله به، وكلّل سعيه وجميع علمائنا بالتوفيق والقبول.
وكم هو نافع شيخنا الكريم أن تُقام مثل هذه الدورات في ملتقى "أهل التفسير" فنفعها حقًّا مُجدي فتكون دروس دورية، ودورات متتالية، ويكون محطَّ رحال طلاب العلم في هذا الملتقى المبارك.
وفقكم الله لكل خير، وجزاكم خيراً على دعواتكم.
سوف أستأنف بإذن الله شرح هذه الألفية قريباً في موقع الألوكة لأنهم هم الذين قدموا الدعوة لهذه الدورة ابتداء، وسوف أطرح الدروس مكتوبة أيضاً هنا وهناك، وسوف ننظر في إضافة خدمة الدروس الصوتية بإذن الله لموقعنا هنا بعد النظر في طريقة ذلك التقنية، وتكلفتها المادية، ولدينا في ملتقى أهل التفسير خبرات علمية متميزة لو بدأنا خدمة الدروس الصوتية فسنسعد بها وبعلمها كثيراً يسر الله ذلك بتوفيقه وفضله.
في 25/ 7/1428هـ
ـ[سليمان خاطر]ــــــــ[11 Aug 2007, 02:46 م]ـ
أسأل الله-عز وجل- أن يوفق ويعين على إخراج الشرح الكامل في نسخة ورقية بعد الصوتية والشبكية؛ لحاجة كثير من أهل القرآن إليه، وكثير منهم لا يتمكنون من الوسائل التقنية. وبارك الله في جهدكم، أخي الدكتور الشهري.
ـ[محمد براء]ــــــــ[23 Nov 2007, 10:44 م]ـ
هل الجزء الذي شرحه الشيخ مكتوب؟
ـ[محمد براء]ــــــــ[17 Feb 2008, 12:10 ص]ـ
هل الجزء الذي شرحه الشيخ مكتوب؟
ما هي أخبار مشروع الدكتور عبد الرحمن في تحقيق الألفية وشرحها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Feb 2008, 06:50 ص]ـ
الحمد لله.
أوشكتُ على إتمام الشرح كتابةً، ولعل الله ييسر إنجازه هذا العام. شاكراً لكم سؤالكم ومتابعتكم.
ـ[غالب بن محمد المزروع]ــــــــ[17 Feb 2008, 04:23 م]ـ
الحمد لله.
أوشكتُ على إتمام الشرح كتابةً، ولعل الله ييسر إنجازه هذا العام. شاكراً لكم سؤالكم ومتابعتكم.
جزاك الله خيرًا يا شيخ عبد الرحمن
ونحن منتظرون هذا الشرح - بارك الله فيك -
ـ[ماجد الحربي]ــــــــ[21 Mar 2008, 11:57 م]ـ
الشكر الجزيل
للشيخ عبد الرحمن الشهري
جزاه الله خيرا على جهوده المتميزة في خدمة طلاب العلم
و نقول له جزاك الله خيرا
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Oct 2008, 12:59 م]ـ
هل طُبعت المنظومة مفردة عن الشرح و هل يتيسر لكم وضعها هنا أو إرسالها على الخاص لعلى أتعاون معكم فى تسجيلها إن شاء الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[16 Oct 2008, 02:48 م]ـ
هل طُبعت المنظومة مفردة عن الشرح و هل يتيسر لكم وضعها هنا أو إرسالها على الخاص لعلى أتعاون معكم فى تسجيلها إن شاء الله.
لم تنته بعدُ وإذا انتهت فستكون بين يديك أخي الحبيب بإذن الله.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Oct 2008, 07:28 م]ـ
بارك الله فيكم و نفع بكم شيخنا الكريم ..
ـ[موفق محمد دخل الله]ــــــــ[06 May 2010, 06:58 م]ـ
هل أنتهى الشيخ عبدالرحمن الشهري من شرح ألفية الفودي.
وهل صدرت بكتاب؟ وأين نجدها؟ وهل موجودة على النت؟(/)
شرح منظومة الزمزمي في علوم القرآن للدكتور عبدالكريم الخضير مكتوباً
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Jul 2007, 05:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احتجت لشرح الدكتور عبدالكريم الخضير حفظه الله على منظومة الزمزمي في علوم القرآن مكتوباً بعد أن سمعته مسجلاً، وذلك للإعداد لدورة علمية في شرح منظومة أخرى في علوم القرآن. فقام عدد من الأخوات من طالبات العلم وفقهن الله بتفريغ هذه الدروس ومراجعتها بارك الله فيهن، وها هي الدروس بعد تفريغها وطباعتها ومراجعتها لينتفع بها الإخوة من طلبة العلم.
وأرجو ألا تنسوا هؤلاء الأخوات من دعواتكم الصالحة جزاء تعبهن في تفريغ هذه الدروس القيمة، وجزى الله الشيخ عبدالكريم الخضير خيراً على هذه الدروس.
(الملف في المرفقات)
موضوع ذو صلة:
- متن منظومة التفسير لعبدالعزيز الزمزمي ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=180) .
- سؤال عن منظومة الزمزمي في التفسير ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2451) .
في 9/ 7/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:13 ص]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا عبد الله ورفع قدرك ..
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[23 Jul 2007, 06:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ..
علما ان موقع الشيخ سينزل فيه باذن الله تعالى كل ماشرحه من متون علمية مفرغة ومخدومة خدمة علمية رائعة.
لاتنسوا القائمين على موقع الشيخ من الدعاء بالتوفيق والسداد والاخلاص في القول والعمل.
ـ[الجعفري]ــــــــ[24 Jul 2007, 06:42 ص]ـ
~*O ôôO*~*OôôO*~ جزاك الله خيرا~*O ôôO*~*OôôO*~
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[24 Jul 2007, 08:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا يا دكتور عبد الرحمن الشهري على هذه الكنوز التي تتحفونا بها دائما، ونسأل الله أن يكتب الأجر الدائم الذي لا ينقطع لكل من شارك في إيصال هذا الشرح مطبوعاً إلينا
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[24 Jul 2007, 10:06 م]ـ
شكر الله لك , لقد كنت أتمنى هذا الشرح مكتوباً منذ فترة وقد يسره الله فلك منا جميل الدعوات بالتوفيق والسداد.
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jul 2007, 12:44 ص]ـ
جزاك الله خيراً على تزويدنا بهذه الشروح العلمية القيمة، وجعلها الله في ميزان حسناتكم ......
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 04:57 ص]ـ
وفقكم الباري لكل خير, ونفع بكم, لاحرمتم الأجر في الدارين ...
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 03:22 ص]ـ
بارك الله فيك أبا عبدالله وزادك علماً .....
ـ[صيد الخاطر]ــــــــ[12 Oct 2010, 05:36 ص]ـ
هل يمكن رفع الشرح مرة أخرى؟
بُورِكتُم
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[12 Oct 2010, 08:52 ص]ـ
جزى الله الجميع خيراً.
الموقع المحال إليه معطوب!
ـ[محمد فال]ــــــــ[12 Oct 2010, 09:10 ص]ـ
جزى الله الجميع خيراً.
الموقع المحال إليه معطوب!
فيرجى بارك الله فيكم رفع الشرح مرة أخرى
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[12 Oct 2010, 12:11 م]ـ
http://saaid.net/book/open.php?cat=2&book=3609
ـ[سعاد عبداللطيف]ــــــــ[12 Oct 2010, 11:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ونفع بكم أجمعين.
وقد شرح الشيخ/ أحمد الحازمي،كذلك هذه المنظومة المهمة.
http://www.alhazmy.net/articles.aspx?article_no=316(/)
الإعجاز البياني في الأحرف المقطعة في فواتح السور
ـ[جنى]ــــــــ[23 Jul 2007, 01:17 م]ـ
الحمد لله الذي نور بكتابه القلوب، وأنزله في أعجز أسلوب وأوجز لفظ، فأعجزت حكمته الحكماء، وأبكمت فصاحته الخطباء، وأعميت بلاغته البلغاء، والصلاة والسلام على رسول الله ورحمته للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فقبل عامين كتبت بحثاً في السنة المنهجية بعنوان (الإعجاز البياني في الأحرف المقطعة في فواتح السور، ولم أقف آنذاك على مصنف أفرد أو خص بذكر الفواتح مع بيان الإعجاز فيها، وإنما وجدت هذا الموضوع ذكر ضمناً في ثنايا المراجع التي رجعت إليها، والآن أود أن أزيد فيه، فمن لديه شيء يفيدني فليتكرم بكتابته شاكراً.
وكان من نتائج هذا البحث ما يلي:
1 - أن أكثر السور المبدوءة بالفواتح- الأحرف المقطعة- نزلت في المرحلة التي بلغ فيها عتو المشركين أقصى المدى، فواجههم القرآن بالتحدي، وعاجزهم مجتمعين ومن ظاهرهم من الجن، وأفحموا فعجزوا جميعاً، رغم أن حروفه حروف معجمهم.
2 - أن هذه الأحرف التي تقرأ مقطعة مفردة أو مركبة لا تعطي دلالة ما، لكنها حين تلأخذ مكانها في القرآن الكريم يتجلى سرها البياني المعجز.
3 - ما من سورة بدأت بالحزوف المقطعة إلا كان فيها احتجاج للقرآن وتقرير لنزوله من عند الله تعالى، ودجحض لدعاوى من جادلوا فيه.
4 - أن الإعجاز البياني هو الوجه الوحيد المتفق عليه بين العلماء لإعجاز القرآن الكريم، وغيرها من الوجوه الأخرى التي تبحث عن مضامين القرآن، وموضوعاته فلم تكن مقصودة بالتحدي.
ومن وجوه الإعجاز القرآني المذكور عند المتأخرين:
- الإعجاز الغيبي: يتضمن الإخبار عن الغيوب ما لا يقدر عليه البشر ولا سبيل لهم إليه.
- الإعجاز العلمي: آيات قرآنية ذات مضامين علمية تتفق مع أحداث الحقائق العلمية المعاصرة، تصدر من النبي الأمي- صلى الله عليه وسلم- هي فوق المستوى العلمي للعرب عصر نزول القرآن الكريم.
- الإعجاز التشريعي: يتضمن تشريعات ومناهج ونظم شملت كافة الحياة على مستوى الفرد، والمجتمع، والدولة، وفي كافة الجوانب (العقيدي، الأخلاقي، السياسي،0000).
- اللإعجاز النفسي: وهو حديث القرآن عن النفس الإنسانية وبيان لصفاتها، وتحليله لها وكشفه لخباياها وخفاياها، وتأثيره فيها سواء كانت مؤمنة أو كافرة، وما ينتج عن هذا التأثير.
-الإعجاز بالهداية: وهو قريب مما سبق.
إلى غير ذلك من وجوه الإعجاز الأخرى كالأعجاز العددي، وووالتي ردها كثير من العلماء.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[23 Jul 2007, 02:18 م]ـ
من الكتب القريبة في هذا الموضوع كتاب: الإعجاز القرآني في فواتح السور وخواتمها
تأليف: أحمد محمد المغيي
الكتاب مطبوع في دار الإيمان، وهو يقع في (114) صفحة.
ولكن لم يتحدث عن الأحرف المقطعة وإنما عن فواتح بعض السور بشكل عام وخواتيمها ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[23 Jul 2007, 03:02 م]ـ
[
جنى
غير ذلك من وجوه الإعجاز الأخرى كالأعجاز العددي، والتي ردها كثير من العلماء
ترتيب سور الفواتح والعدد 13:
سور الفواتح هي السور ال 29 المفتتحة بالحروف الهجائية , وهي إحدى المجموعات المؤلفة من 29 سورة , من الملاحظ في هذه المجموعة أن العدد 13 يشكل محورا مميزا لعدد من العلاقات الرياضية في ترتيب هذه السور وأعداد آياتها – إلى جانب ارتباطاتها الأخرى - على النحو التالي:
1 - مجموع الآيات: إن مجموع آيات السور التسع والعشرين المفتتحة بالحروف الهجائية: 2743 آية على النحو الذي هي عليه في المصحف. هذا العدد هو حاصل ضرب 211 في 13.
2 - عدد الحروف الهجائية المقطعة: لقد ميزت هذه السور من بين سور القرآن بافتتاحها بالحروف الهجائية , إن مجموع هذه الحروف هو 78 حرفا , هذا العدد المميز يأتي من مضاعفات العدد 13, فهو حاصل ضرب 6 في 13.
3 - أول السور الفواتح ترتيبا:
أول سور الفواتح في ترتيب المصحف هي سورة البقرة , هذه السورة المميزة أيضا بأنها الأطول إطلاقا تأتي من عدد محدد من الآيات ب: 286. هذا العدد المميز لأطول سور القرآن هو من مضاعفات العدد 13 فهو حاصل ضرب 22 في 13 .. ومن الملاحظ في آيات سورة البقرة أن عدد ما ورد من بينها مؤلفا من 13 كلمة هو 13 آية لا غير ..
4 - آخر سور الفواتح ترتيبا:
(يُتْبَعُ)
(/)
آخر سور الفواتح في ترتيب المصحف سورة القلم وهي مميزة أيضا بأنها السورة الوحيدة من بين السور التسع والعشرين المرتبة في النصف الثاني من القرآن , عدد آيات هذه السورة 52 آية فقط , وهذا العدد هو أيضا من مضاعفات العدد 13 , فهو حاصل ضرب 4 في 13.
5 - السور زوجية الآيات:
من بين السور التسع والعشرين اثنتا عشرة سورة عدد الآيات في كل منها عدد زوجي ومثال ذلك سورة البقرة , عدد آياتها 286 وهو عدد زوجي.هذه السور هي: البقرة. آل عمران. الأعراف. إبراهيم. مريم. القصص. الروم. لقمان. السجدة.ص. فصلت. القلم.
إن مجموع أعداد الآيات في هذه السور 1248 آية. هذا العدد هو من مضاعفات العدد 13 , إنه حاصل ضرب 96 في 13.
6 - السور فردية الآيات:
السور فردية الآيات " عدد الآيات في كل منها عدد فردي " هي السور الباقية وعددها 17 سورة. إن مجموع أعداد آياتها 1495. وهذا العدد هو من مضاعفات العدد 13 فهو حاصل ضرب 115 في 13.
7 - السور المتجانسة:
وهي السور:
أ – زوجية الآيات زوجية الترتيب. ب- فردية الآيات فردية الترتيب.
بهذا الاعتبار , عدد السور المتجانسة 14 سورة. وهنا أيضا نجد أن مجموع أعداد الآيات فيها من مضاعفات العدد 13. فمجموعها هو: 1209 آيات , عدد هو حاصل ضرب 93 في 13.
8 - السور غير المتجانسة:
وهي السور:أ – زوجية الآيات فردية الترتيب.
ب- فردية الآيات زوجية الترتيب.
بهذا الاعتبار , عدد سور هذه المجموعة: 15 سورة , أما مجموع أعداد آياتها فهو: 1534 آية , عدد هو حاصل ضرب 118 في 13.
9– مواقع ترتيب سور الفواتح:
من الملاحظ في ترتيب سور الفواتح أن 28 سورة منها مرتبة في النصف الأول من القرآن , وسورة واحدة جاء ترتيبها في النصف الثاني وهي سورة القلم (فصل هذه السورة عن أخواتها هو دعوة للتدبر في هذا الفصل، إذا استجبنا إلى هذه الدعوة سنكتشف الإعجاز في ترتيب سورة القلم) ما يعنينا هنا: إن مجموع الأرقام الدالة على مواقع السور ال 28 هو 754. وهذا العدد هو من مضاعفات ال 13 (58 × 13) ..
كيف نفسر اجتماع هذه العلاقات على هذا النحو؟
التفسير الوحيد المعقول أن أعداد الآيات في السور التسع والعشرين قد حدد على نحو يؤدي إلى العدد 13 محور العلاقات العددية , باعتبارات عدة - دون أن يؤدي ذلك إلى أدنى تعارض مع ارتباط سور هذه المجموعة بالأنظمة الأخرى - إذا نظرت إليها جملة واحدة , إذا نظرت إليها باعتبار قانون الزوجية , إذا نظرت إليها باعتبار قانون التجانس , إذا نظرت إليها باعتبار الترتيب , كيفما نظرت إليها يظهر العدد 13. هذا التحديد لأعداد الآيات , لا يمكن تفسيره بالمصادفة , أو أنه جاء هكذا دون قصد أو هدف , إنه الدليل المادي على مصدر القرآن , دليل لغته الأرقام اللغة العالمية المشتركة بين الناس جميعا. يكفي أن نتأكد من ذلك بزيادة آية في أي سورة من هذه السور , لو حدث ذلك لما اكتشفنا كل هذا الترتيب المحكم.
وإعجاز الترتيب لا يتوقف هنا , فلكل سورة نظامها وارتباطاتها الأخرى.
ومن عجائب الترتيب القرآني هنا: قلنا إن مجموع أعداد الايات في سور الفواتح ال 29 هو: 2743 آية.
إذا قمنا بتربيع أرقام العدد 2743 فالناتج هو: 78 .. العدد 78 هو مجموع الحروف التي افتتحت بها هذه السور.
(2743 = 9 + 16 + 49 + 4 = 78) ..
إن كلا العددين دليل على صحة الآخر .. أليس هذا هو التفسير العقلي المنطقي؟
والسؤال: لماذا لا يريد البعض أن يرى ما في هذا الترتيب من التناسق والقصد والدلالة الواضحة؟
أليس هذا هو الحال المعتبر في المصحف؟
يتخذ البعض من الاختلاف في عدد آيات بعض سور القرآن حجة لرفض هذا الترتيب، وهي حجة واهية، والتناقض فيها واضح جدا ..
سؤالي لهذه الفئة: كيف تقبلون العدد 6236 عددا لآيات القرآن كواحد من الأعداد التي تعترفون بها، وترفضونه هنا؟.
ملاحظة: العدد 13 محور رئيسي في الترتيب القرآني، وكذلك العدد 29.(/)
الفوائد المنتقاة من (تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 07:59 م]ـ
(تأويل مشكل القرآن) لابن قتيبة
من الكتب الممتعة لابن قتيبة، كعادته في كتبه جميعا، رحمه الله
كنت أنتقر بعض العبارات التي تعجبني في أثناء القراءة، أحببت أن أشارك بها في هذا الملتقى المبارك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:03 م]ـ
وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه من أوائل الكتب التي اهتمت بعلم الوجوه والنظائر، وكذلك علم الاشتقاق وأصول الكلم، سابقا ابن فارس وابن جني وغيرهم، ويبدو لي - والله أعلم - أنه استفاد ذلك من الخليل رحمه الله.
وكذلك اهتم ابن قتيبة بحروف المعاني في القرآن، وبالألفاظ المشكلة
وكذلك اهتم بكثير من أبواب البلاغة كالمجاز والكناية والإضمار، وهذا مفيد جدا لمن أراد أن يدرس تطور علم البلاغة قبل الجرجاني؛ لأن جميع كتب البلاغة التي جاءت بعده تقريبا جرت على طريقته.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:03 م]ـ
ص 12
وإنما يعرف فضل القرآن من كثُر نظره واتسع علمه وفهم مذاهب العرب وافتنانها في الأساليب وما خص الله به لغتها دون جميع اللغات؛ فإنه ليس في جميع الأمم أمة أوتيت من العارضة والبيان واتساع المجال ما أوتيته العرب خِصِّيصى من الله لما أرهصه في الرسول وأراده من إقامة الدليل على نبوته بالكتاب فجعله علمه كما جعل علم كل نبي من المرسلين من أشبه الأمور بما في زمانه المبعوث فيه
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:03 م]ـ
ص 13
فالخطيب من العرب إذا ارتجل كلاما في نكاح أو حمالة أو تحضيض أو صلح أو ما أشبه ذلك لم يأت به من واد واحد، بل يفتنّ، فيختصر تارة إرادة التخفيف ويطيل تارة إرادة الإفهام، ويكرر تارة إرادة التوكيد ويخفي بعض معانيه حتى يغمض على أكثر السامعين ويكشف بعضها حتى يفهمه بعض الأعجمين، ويشير إلى الشيء ويكني عن الشيء.
وتكون عنايته بالكلام على حسب الحال وقدر الحفل وكثرة الحشد وجلالة المقام
ثم لا يأتي بالكلام كله مهذبا كل التهذيب ومصفى كل التصفية بل تجده يمزج ويشوب ليدل بالناقص على الوافر وبالغث على السمين ولو جعله كله نجرا واحدا لبخسه بهاءه وسلبه ماءه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:05 م]ـ
ص 14
ولها [يعني العرب] الإعراب الذي جعله الله وشيا لكلامها وحلية لنظامها وفارقا في بعض الأحوال بين الكلامين المتكافئين والمعنيين المختلفين كالفاعل والمفعول لا يفرق بينهما إذا تساوت حالاهما في إمكان الفعل أن يكون لكل واحد منهما إلا بالإعراب
ص 17
وقد يكتنف الشيء معان فيشتق لكل معنى منها اسم من أسماء ذلك الشيء كاشتقاقهم من البطن للخميص مبطّن وللعظيم البطن إذا كان خلقة بطين فإذا كان من كثرة الأكل قيل مبطان وللمنهوم بطن وللعليل البطن مبطون.
ويقولون وجدت الضالة ووجدت في الغضب ووجدت في الحزن ووجدت في الاستغناء ثم يجعلون الاسم في الضالة وجودا ووجدانا وفي الحزن وجدا وفي الغضب موجدة وفي الاستغناء وُجدا
ص 17
وللعرب الشعر الذي أقامه الله تعالى لها مقام الكتاب لغيرها / وجعله لعلومها مستودعا ولآدابها حافظا ولأنسابها مقيدا ولأخبارها ديوانا لا يرثّ على الدهر، ولا يبيد على مر الزمان.
وحرسه بالوزن والقوافي وحسن النظم وجودة التحبير من التدليس والتغيير فمن أراد أن يحدث فيه شيئا عسر ذلك عليه ولم يخف له كما يخفى في الكلام المنثور
ص 20
وللعرب المجازات في الكلام، ومعناها طرق القول ومآخذه ففيها الاستعارة والتمثيل والقلب والتقديم والتأخير والحذف والتكرار والإخفاء والإهار والتعريض والإفصاح والكناية والإيضاح ومخاطبة الواحد مخاطبة الجمع والجميع خطاب الواحد والواحد والجميع خطاب الاثنين والقصد بلفظ الخصوص لمعنى العموم وبلفظ العموم / لمعنى الخصوص، مع أشياء كثيرة ستراها في أبواب المجاز إن شاء الله.
وبكل هذه المذاهب نزل القرآن، ولذلك لا يقدر أحد من التراجم على أن ينقله إلى شيء من الألسنة كما نقل الإنجيل عن السريانية إلى الحبشية والرومية وترجمت التوراة والزبور وسائر كتب الله تعالى بالعربية؛ لأن العجم لم تتسع في المجاز اتساع العرب.
ص 33
وقد غلط في تأويل هذا الحديث قوم فقالوا: السبعة الأحرف وعد ووعيد وحلال وحرام ومواعظ وأمثال واحتجاج.
وقال آخرون: هي سبع لغات في الكلمة.
وقال قوم: حلال وحرام وأمر ونهي وخبر ما كان قبل وخبر ما هو كائن بعد وأمثال
/ وليس شيء من هذه المذاهب لهذا الحديث بتأويل
....
وإنما تأويل قوله صلى الله عليه وسلم نزل القرآن على سبعة أحرف على سبعة أوجه من اللغات متفرقة في القرآن
ص 35
والحرف يقع على المثال المقطوع من حروف المعجم، وعلى الكلمة الواحدة ويقع الحرف على الكلمة بأسرها، والخطبة كلها والقصيدة بكمالها.
ص 36
وقد تدبرت وجوه الخلاف في القراءات فوجدتها سبعة أوجه
أولها الاختلاف في إعراب الكلمة أو في حركة بنائها بما لا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها ....
والوجه الثاني أن يكون الاختلاف في إعراب الكلمة وحركات / بنائها بما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها في الكتاب ........ /
والوجه الثالث أن يكون الاختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها بما يغير معناها ولا يزيل صورتها ........
والوجه الرابع أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يغير صورتها في الكتاب ولا يغير معناها ...
والوجه الخامس أن يكون الاختلاف في الكلمة بما يزيل صورتها ومعناها ...
والوجه السادس أن يكون الاختلاف بالتقديم والتأخير ....
/ والوجه السابع أن يكون الاختلاف بالزيادة والنقصان ....
ص 39
والأسدي يقرأ تِعلمون وتِعلم وتِسود وجوه وألم إِعهد إليكم
والتميمي يهمز والقرشي لا يهمز
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:08 م]ـ
ص 39
ولو أن كل فريق من هؤلاء أمر أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه / ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة، وتذليل للسان وقطع للعادة فأراد الله برحمته ولطفه أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات كتيسيره عليهم في الدين حين أجاز لهم على لسان رسوله صلى الله عليه أن يأخذوا باختلاف العلماء من صحابته في فرائضهم وأحكامهم وصلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم وطلاقهم وعتقهم وسائر أمور دينهم.
ص 42
كل ما كان منها موافق لمصحفنا غير خارج من رسم كتابه جاز لنا أن نقرأ به وليس لنا ذلك فيما خالفه لأن المتقدمين من الصحابة والتابعين قرأوا بلغاتهم وجروا على عادتهم وخلّوا أنفسهم وسوم طبائعهم فكان ذلك جائزا لهم ولقوم من القراء بعدهم مأمونين على التنزيل عارفين بالتأويل فأما نحن معشر المتكلفين فقد جمعنا الله بحسن اختيار السلف لنا على مصحف هو آخر العرض وليس لنا أن نعدوه كما كان لهم أن يفسروه وليس لنا أن نفسره.
ولو جاز لنا أن نقرأه بخلاف ما ثبت في مصحفنا لجاز أن نكتبه على الاختلاف والزيادة والنقصان والتقديم والتأخير وهناك يقع ما كرهه لنا الأئمة الموفقون رحمة الله عليهم.
ص 49
ولو أن رجلا كتب في المصحف سورا وترك سورا لم يكتبها لم نر عليه في ذلك وَكْفا إن شاء الله تعالى
ص 51
وكان الحجاج وَكَل عاصما وناجية بن رمح وعلي بن أصمع بتتبع المصاحف وأمرهم أن يقطعوا كل مصحف وجدوه مخالفا لمصحف عثمان ويعطوا صاحبه ستين درهما.
ص 59
منهم رجل ستر الله عليه عند العوام بالصلاح وقربه من القلوب بالدين.
لم أر فيمن تتبعت وجوه قراءته أكثر تخليطا ولا أشد اضطرابا منه
[ذكر المحقق أنه يقصد حمزة الزيات]
ص 86
القرآن نزل بألفاظ العرب ومعانيها ومذاهبها في الإيجاز والاختصار والإطالة والتوكيد والإشارة إلى الشيء وإغماض بعض المعاني حتى لا يظهر عليه إلا اللقن وإظهار بعضها وضرب الأمثال لما خفي.
ولو كان القرآن كله ظاهرا مكشوفا حتى يستوي في معرفته العالم والجاهل لبطل التفاضل بين الناس وسقطت المحنة وماتت الخواطر
ومع الحاجة تقع الفكرة والحيلة ومع الكفاية يقع العجز والبلادة.
....
وكل باب من أبواب العلم من الفقه والحساب والفرائض والنحو فمنه ما يجل ومنه ما يدق ليرتقي المتعلم فيه رتبة بعد رتبة حتى يبلغ منتهاه ويدرك أقصاه ولتكون للعالم فضيلة النظر وحسن الاستخراج ولتقع المثوبة من الله على حسن العناية.
ص 87
ولو كان كل فن من العلوم شيئا واحدا لم يكن عالم ولا متعلم ولا خفي ولا جلي؛ لأن فضائل الأشياء تعرف بأضدادها فالخير يعرف بالشر والنفع بالضر والحلو بالمر والقليل بالكثير والصغير بالكبير والباطن بالظاهر.
وعلى هذا المثال كلام رسول الله صلى الله عليه وكلام صحابته والتابعين وأشعار الشعراء وكلام الخطباء ليس منه شيء إلا وقد يأتي فيه المعنى اللطيف الذي يتحير فيه العالم المتقدم ويقر بالقصور عنه النقاب المبرز.
ص 90
وقال المازني سألت الأخفش عن حرف رواه سيبويه عن الخليل في باب من الابتداء يضمر فيه ما بني على الابتداء وهو قوله ما أغفله عنك شيئا أي دع الشك، ما معناه؟
قال الأخفش: أنا مذ ولدت أسأل عن هذا
وقال المازني سألت الأصمعي وأبا زيد وأبا مالك عنه فقالوا: ما ندري ما هو
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:12 م]ـ
ص 122
ولم تكن العرب طرا مع أفهامها وألبابها لتتواطأ على تخيل وظنون ولا كلها أسمعه الخوف وأراه الجبن، فهذا أبو البلاد الطهوي وتأبط شرا وهما من مردة العرب وشياطين الإنس يصفان الغول ويحليانها ويساورانها
وهذا أبو أيوب الأنصاري يأسرها
/ وهذا عمر رضي الله عنه يصارع الجني
وما جاء في هذا أكثر من أن نحيط به
ص 150
والعرب تقول: أخي وأخوك أينا أبطشُ يريدون أنا وأنت نصطرع فننظر أينا أشد؟ فيكني عن نفسه بأخيه لأن أخاه كنفسه.
ص 172
وكان بعض أهل اللغة يأخذ على الشعراء أشياء من هذا الفن / وينسبها فيه إلى الإفراط وتجاوز المقدار، وما أرى ذلك إلا جائزا حسنا على ما بيناه من مذاهبهم
كقول النابغة في وصف سيوف:
تقد السلوقي المضاعف نسجه وتوقد بالصفاح نار الحباحب
(يُتْبَعُ)
(/)
ذكر أنها تقطع الدروع التي هذه حالها والفارس حتى تبلغ الأرض فتوري النار إذا أصابت الحجارة
وقول النمر بن تولب في صفة سيف:
تظل تحفر عنه إن ضربت به بعد الذراعين والساقين والهادي
يقول: رسب في الأرض بعد أن قطع ما ذكر، واحتاج أن يحفر عنه ليستخرجه من الأرض
ص 219
وهذا قول الفراء [يعني لا يخاف لدي المرسلون بل غيرهم الخائف إلا من ظلم] وهو يبعد؛ لأن العرب إنما تحذف من الكلام ما يدل عليه ما يظهر، وليس في ظاهر هذا الكلام على هذا التأويل دليل على باطنه.
ص 229
والعرب تقول: عددتك مائةً أي عددت لك، وأستغفر الله ذنبي، قال الشاعر:
أستغفر الله ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل
وشبعت خبزا ولحما، وشربت ورويت ماء ولبنا وتعرضت معروفك، ونزلتك ونأيتك، وبت القوم، وغاليت السلعة، وثويت البصرة، وسرقتك مالا، وسعيت القوم، واستجبتك.
ص 336
وربما جاءت الصفة فأرادوا توكيدها واستوحشوا من إعادتها ثانية لأنها كلمة واحدة فغيروا منها حرفا ثم أتبعوها الأولى.
/ كقولهم عطشان نطشان، كرهوا أن يقولو: عطشان عطشان، فأبدلوا من العين نونا.
وكذلك قولهم: حسن بسن، كرهوا أن يقولوا: حسن حسن، فأبدلوا من الحاء باء، وشيطان ليطان في أشباه له كثيرة.
ص 248
والباء تزاد في الكلام والمعنى إلقاؤها
كقوله تعالى: {تَنْبُت بالدهن}
[كذا ضبطها المحقق!! وينظر هذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84206 ]
ص 257
خبرني غير واحد عن الأصمعي أن أبا عمرو بن العلاء وأبا سفيان بن العلاء أسماؤهما كناهما.
وربما كان للرجل الاسم والكنية فغلبت الكنية على الاسم فلم يعرف إلا بها، كأبي سفيان وأبي طالب وأبي ذر وأبي هريرة.
ولذلك كانا يكتبون (علي بن أبو طالب) و (معاوية بن أبو سفيان) لأن الكنية بكمالها صارت اسما، وحظ كل حرف الرفع ما لم ينصبه أو يجره حرف من الأدوات أو الأفعال، فكأنه حين كني قيل: أبو طالب ثم ترك ذلك كهيئته وجعل الاسمان واحدا.
ص 294
وقوله {الآن حصحص الحق ... } هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
ص 302
يستعيرون الكلمة فيضعونها مكان الكلمة لتقارب ما بينهما أو لأن إحداهما سبب للأخرى، فيقولون للمطر سماء؛ لأنه من السماء ينزل، ويقولون للنبات ندى لأنه بالندى ينبت
ص 302
كذلك يستعيرون الحرف في الكلمة مكان الحرف فيقولون: مدهته بمعنى مدحته؛ لأن الحاء والهاء يخرجان جميعا من مخرج واحد / ويقولون للقبر جدث وجدف، ويقولون: ثوم وفوم ومغاثير ومغافير لقرب مخرج الفاء من الثاء.
ص 309
وقد كان قوم من المفسرين يفسرون بعض هذه الحروف فيقولون: طه يا رجل، ويس يا إنسان، ونون الدواة، وقال آخر: الحوت
وحم قضي والله ما هو كائن /
وقاف جبل محيط بالأرض.
وصاد بكسر الدال من المصاداة وهي المعارضة.
وهذا ما لا نعرض فيه؛ لأنا لا ندري كيف هو ولا من أي شيء أخذ، خلا صاد وما ذهب إليه فيها.
ص 313
وكل من تحير في أمر قد اشتبه عليه واستبهم أخرجه من الحيرة فيه أن يسأل ويناظر ثم يفكر ويعتبر.
ص 317
وأسماؤها [يعني الأنواء] عندهم الشَّرَطان والبطين والثريا والدبران والهقعة والهنعة والذراع والنثرة والطرف والجبهة والزبرة والصرفة والعواء والسماك والغفر والزبانى والإكليل والقلب والشولة والنعائم والبلدة وسعد الذابح وسعد بلع وسعد السعود وسعد الأخبية وفرغ الدلو المقدم وفرغ الدلو المؤخر والرشا وهو الحوت.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:13 م]ـ
ص 336
{فقال هذا ربي} يريد أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرفهم خطأهم وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظم ما عظموا وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكل من تابعك على هواك وشايعك على أمرك كنت به أوثق وإليه أسكن وأركن فأنسوا واطمأنوا.
ص 337
ومثل هذا الحواري حين ورد على قوم يعبدون (بدا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله وأراهم الاجتهاد في دينهم فأكرموه وفضلوه وائتمنوه وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدو لهم خافه الملك على مملكته فشاور الحواري في أمره فقال: الرأي أن ندعو إلهنا – يعني البد – حتى يكشف ما قد أظلنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنا نرشحه. فاستكفوا حوله يتضرعون إليه ويجأرون وأمر عدوهم يستفحل وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: ههنا إله آخر أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه، فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ص 346
وذلك أنهم ظنوا أن الله لا ينشر الموتى ولا يقدر على جمع العظام البالية، فقال: بلى فاعلموا أنا نقدر على رد السلاميات على صغرها، ونؤلف بينها حتى يستوي البنان. ومن قدر على هذا فهو على جمع كبار العظام أقدر.
ومثل هذا رجل قلت له: أتراك تقدر على أن تؤلف هذا الحنظل في خيط؟ فيقول لك: نعم وبين الخردل
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:15 م]ـ
ص 374
وأكثر ما تأتي الأسماء من فَعِلَ يفعَل على فَعِل كقوله وجل يوجل فهو وجل وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على فاعل نحو علم يعلم فهو عالم
وربما جاء منه على فعل وفاعل نحو صدي يصدى فهو صد وصاد.
كذلك تقول: عبِدَ يعبَد فهو عبِد وعابد، قال الشاعر:
وأعبَد أن تُهجى تميمٌ بدارم
ص 402
يستوحش كثير من الناس من أن يلحقوا بالأنبياء ذنوبا، ويحملهم التنزيه لهم صلوات الله عليهم على مخالفة كتاب الله جل ذكره واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة التي لا تخيل عليهم أو على من علم منهم أنها ليست لتلك الألفاظ بشكل ولا لتلك المعاني بلِفق.
ص 403
فنحن نقول: عصى وغوى كما قال الله تعالى، ولا نقول: آدم عاص ولا غاو؛ لأن ذلك لم يكن عن اعتقاد متقدم ولا نية صحيحة كما تقول لرجل قطع ثوبا وخاطه قد قطعه وخاطه، ولا تقل: خائط ولا خياط حتى يكون معاودا لذلك الفعل معروفا به.
ص 406
والمفاعلة تكون من اثنين ...
وقد تكون المفاعلة من واحد فتقول: غاضبت من كذا أي غضبت، كما تقول: سافرت وناولت وعاطيت الرجل وشارفت الموضع وجاوزت وضاعفت وظاهرت وعاقبت.
ص 426
في هذه السورة [الجن] إشكال وغموض: بما وقع فيها من تكرار (إن) واختلاف القراء في نصبها وكسرها، واشتباه ما فيها من قول الله تعالى وقول الجن، فاحتجنا إلى تأويل السورة كلها.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:17 م]ـ
ص 485
الرُوح والرِيح والرَوح من أصل واحد اكتنفته معان تقاربت فبُني لكل معنى اسم من ذلك الأصل وخولف بينها في حركة البنية.
والنار والنور من أصل واحد، كما قالوا: المَيْل والميَل وهما جميعا من مال، فجعلوا الميَل بفتح الياء فيما كان خلقة فقالوا: في عنقه ميَل وفي الشجرة ميل وجعلوا الميْ بسكون الياء فيما كان فعلا فقالوا: مال عن الحق ميلا وفيه ميل علي أي تحامل.
وقالوا: اللسَن واللسْن واللِسن، وهذا كله من اللسان، فاللسَن جودة اللسان، واللسْن العذل واللوم، ويقال: لسنت فلانا لسْنا أي عذلته وأخذته بلساني، واللِسن اللغة يقال لكل قوم لسن.
وقالوا: حَمل الشجرة بفتح الحاء وحَمْل المرأة بفتح الحاء، وقالوا لما كان على الظهر حِمل والأصل واحد.
ص 531
وجرُّ العرب بها [الآن] يفسد عليه هذا المذهب؛ لأنهم إذا جروا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزيادة، وإنما هي (لا) زيدت عليها الهاء، كما قالوا: ثم وثمة.
وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر (العاطفون تحين ما من عاطف): إنما هو (العاطفونه) بالهاء، ثم تبتدئ فتقول: (حين ما من عاطف) فإذا وصلته صارت الهاء تاء. وكذلك قوله: (وصلينا كما زعمته) ثم تبتدئ فتقول: لاتا، فإذا وصلته صارت الهاء تاء، وذهبت همزة الآن.
قال: وسمعت الكلابي ينهى رجلا عن عمل فقال: حسبك تلان. أراد حسبكه الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء.
ص 543
أو
... وربما كانت بمعنى واو النسق
كقوله: {فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا} يريد عذرا ونذرا. وقوله {لعله يتذكر أو يخشى} وقوله {لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا} أي لعلهم يتقون ويحدث لهم القرآن ذكره.
ص 556
تعال
........ ثم إن العرب لكثرة استعمالهم إياها صارت عندهم بمنزلة هلم، حتى استجازوا أن يقولوا للرجل وهو فوق شرف: تعال، أي اهبط، وإنما أصلها الصعود
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 Jul 2007, 08:20 م]ـ
ومن كلامه الذي ينتمي لعلم الاشتقاق:
ص 139
وأصل هذا أن من عثر بشيء وهو غافل نظر إليه حتى يعرفه فاستعير العثار مكان التبين والظهور، ومنه يقول الناس: ما عثرت على فلان بسوء قط أي ما ظهرت على ذلك منه.
ص 344
وأصل التزكية الزيادة ومنه يقال: زكا الزرع يزكو إذا كثر رَيعه وزكت النفقة إذا بورك فيها، ومنه زكاة الرجل عن ماله؛ لأنها تثمر ماله وتنميه. وتزكية القاضي للشاهد منه؛ لأنه يرفعه بالتعديل والذكر الجميل.
ص 351
وأصل الهَزْم الكسر، ومنه قيل للنقرة في الأرض هَزْمة أي كسرة، وهزمت الجيش أي كسرتهم، وتهزمت القربة أي انكسرت.
ص 416
وأصل الفيء الرجوع
.......
وأصل السجود التطأطؤ والميل
ص 441
أصل قضى حَتَم
........
ثم يصير الحتم بمعان
........ / ....... وهذه كلها فروع ترجع إلى أصل واحد
ص 443
أصل هدى أرشد
ص 445
أصل الأمة الصنف من الناس والجماعة
........
ثم تصير الأمة الحين .... كأن الأمة من الناس القرن ينقرضون في حين فتقام الأمة مقام الحين
ثم تصير الأمة الإمام والرباني ... لأنه ومن اتبعه أمة فسمي أمة لأنه سبب الاجتماع
وقد يجوز أن يكون سمي أمة لأنه اجتمع عنده من خلال الخير ما يكون مثله في أمة، ومن هذا يقال: فلان أمة وحده، أي هو يقوم مقام أمة.
/
.......
والأمة الدين ........ والأصل أنه يقال للقوم يجتمعون على دين واحد أمة فتقام الأمة مقام الدين
ص 452
ولا أرى أصل هذا الحرف [القنوت] إلا الطاعة؛ لأن جميع هذه الخلال من الصلاة والقيام فيها والدعاء وغير ذلك يكون عنها.
ص 464
السبب أصله الحبل
ثم قيل لكل شيء وصلت به إلى موضع أو حاجة تريدها سبب
ص 467
أصل الظلم في كلام العرب وضع الشيء في غير موضعه
ص 484
الحرج أصله الضيق. ومن الضيق الشك، كقول الله تعالى: {فلا يكن في صدرك حرج منه} أي شك؛ لأن الشاك في الشيء يضيق صدرا به.
ص 495
وهذا [يعني الكرم] وإن اختلف فأصله الشرف
ص 502
الأخذ أصله باليد ثم يستعار في مواضع
فيكون بمعنى القبول ....
ويكون بمعنى الحبس والأسر ....
/ والأخذ التعذيب
ص 507
وأصل الخلق التقدير
ص 508
الرجم أصله الرمي ... ثم يستعار فيوضع موضع القتل .......
ويوضع موضع الشتم؛ لأن الشتم رمي ....
ويوضع موضع الظن ...
والرجم اللعن والطرد ...
ص 510
وأصل هذا كله [يعني السعي] المشي والإسراع
ص 515
وهذا كله وإن اختلف فأصله واحد [يعني الأمر]
ويكنى عن كل شيء بالأمر؛ لأن كل شيء يكون فإنما يكون بأمر الله، فسميت الأشياء أمورا؛ لأن الأمر سببها
ص 551
ويقال: فلان جارم أهله أي كاسبهم وجريمتهم.
ولا أحسب الذنب سمي جرما إلا من هذا؛ لأنه كسب واقتراف
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 Jul 2007, 12:56 م]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب القيم، والحمد لله رب العالمين.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[24 Jul 2007, 01:13 م]ـ
أحسنت في العرض والإنتقاء.
ما هي الطبعة بارك الله فيك؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Jul 2007, 05:08 م]ـ
بارك الله فيكم أبا مالك على هذه الاختيارات، وقديماً قالوا: اختيار الرجل قطعة من عقله. وقد أبنت في اختيارك عن عقلك الوقاد وفقك الله.
وأما الطبعة فما إخال أبا مالك - وقد خبرته - ينقل إلا من طبعة البابي الحلبي التي حققها السيد أحمد صقر رحمه الله.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[30 Jul 2007, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الفاضل
وهي الطبعة الثانية مكتبة دار التراث، 1973، وهي السنة التي ولدت فيها (ابتسامة)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Jul 2007, 04:13 م]ـ
طبعة مكتبة التراث للكتاب مصورة عن طبعة البابي الحلبي بتحقيق السيد صقر رحمه الله.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 06:45 م]ـ
زادك الله من علمه يا أبا مالك ......
وننتظر المزيد ....(/)
لطائف من كتب التفسير
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[24 Jul 2007, 08:24 ص]ـ
أثناء تطواف الواحد منا في كتب التفسير؛ يصدفه بعض اللطائف والنكت متفرقة هنا وهناك. واصطيادها وتقييدها مما يعين على الاستفادة منها؛ حتى لا تضيع وسط هذا الكم الكبير مما نقرأ ونسمع.
ولأن زكاة العلم في نشره؛ أحببت أن أشارك إخواني وأخواتي في كنوز عثرت عليها وأنا أعيش مع كتب التفسير؛ ولا يظنن أحد أن صفة (الإيثار) هي التي دفعتني لهذا الأمر؛ فبضاعتي العلمية مزجاة؛ إنما هو (الطمع) في استثارة علمائنا أعضاء الملتقى ليخرجوا لنا بضاعتهم التي في رحالهم؛ فأوفوا لنا الكيل وتصدقوا علينا إن الله يجزي المتصدقين!!!
والآن مع اللطيفة الأولى
التطور التاريخي للكلمة
يتميز الشهاب الخفاجي -في حاشيته على تفسير البيضاوي- بوقوفه على التطور التاريخي للكلمة، وبيان التدرج في استعمالها عبر الفترات التي مرَّت بها اللغة العربية. والأمثلة على بيانه لأصل المفردة وتطورها في الاستعمال كثيرة اخترت منها المثالين التاليين:
المثال الأول: كلامه عن أصل الوضع اللغوي لكلمة: (الكتاب) وتطور معناها. قال الشهاب - في تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} [البقرة:2]-: قال الراغب (أي في كتابه "المفردات"): "الكَتْبُ: ضم أديم إلى أديم بالخياطة، يقال: (كتبت السقاء). وفي المتعارف: ضم الحروف بعضها إلى بعض، والأصل في الكتابة: النظم بالخط. وقد يقال ذلك للمضموم بعضه إلى بعض باللفظ، لكن قد يستعار كل واحد للآخر؛ ولذا سُمِّي (كتاب الله) وإن لم يكن كتاباً ... " وحاصله أن أصل حقيقته في اللغة: مطلق الضم، ثم خُصَّ بفرد منه وهو ضم الحروف بعضها إلى بعض في الخط، وصار حقيقة فيه لغة أيضاً، ثم شاع في عرف اللغة إطلاقه على الخط والصحيفة المكتوب فيها، فلا يسمى قبل الكتابة كتاباً.
المثال الثاني: قال تعالى: {وَابْتَلُواْ اليَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِكَاحَ فِإنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء:6]. توقف الشهاب عند كلمة: {آنَستُمْ} وتكلم عن معنى الإيناس فقال: أصل معنى الإيناس: النظر من بُعد مع وضع اليد على العين إلى قادم ونحوه مما يُؤنس به، ثم عمَّ في كلامهم. قال الشاعر:
آنستْ نبأةً وأفزعها القناص عصراً وقد دنا الإمساء
أي: أحست أو أبصرت ... ثم استعير للتبين؛ أي: علم الشيء بيّناً؛ إذ الرُّشْد مما يُعلم ولا يُبصر.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[25 Jul 2007, 08:13 ص]ـ
اللطيفة الثانية
إسناد الإرادة في قصة موسى والخَضِر عليهما السلامفي قصة موسى والخَضِر عليهما السلام التي جاءت في سورة الكهف (*)؛ نرى أن الخضر عَلَّلَ خَرْقَه للسفينة بقوله: {فأردتُ أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً} [الآية:79]، وعلل قَتْلَه للغلام بقوله: {فأردنا أن يبدلهما ربهما خيراً منه زكاةً وأقرب رُحماً} [الآية:81]، وعلل إقامته لجدار اليتيمين بقوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما} [الآية:82].
في الآيات السابقة نرى إسنادَ الخضر الإرادةَ أولاً إلى نفسه: {فأردتُ}، وثانياً إلى الله وإلى نفسه: {فأردنا}، وثالثاً إلى الله وحده: {فأراد ربك}! ونحن نعلم أنه ما من لفظ -بل ما من حرف- في القرآن يمكن أن يقوم غيره مقامه. فما سر هذا التغاير في الإسناد؟! هذا ما حاول المفسرون الإجابة عنه، وقد اخترتُ بعض أقوالهم مما ذكره الآلوسي رحمه الله في تفسيره "روح المعاني" ..
قال رحمه الله ما مختصره: قيل: ولعل إسناد الإرادة أولاً إلى ضمير المتكلم وحده أنه الفاعل المباشر للتعييب، وثانياً إلى ضمير المتكلم ومعه غيره؛ لأن إهلاك الغلام بمباشرته وفعله، وتبديل غيره موقوف عليه وهو محض فعل الله وقدرته. وثالثاً إلى الله تعالى وحده؛ لأنه لا مدخل له عليه السلام في بلوغ الغلامين.
وقيل: إن الأول شر؛ فلا يليق إسناده إليه سبحانه وإن كان هو الفاعل جل وعلا، والثالث خير؛ فأفرد إسناده إلى الله عز وجل. والثاني ممتزج خيره -وهو تبديله بخير منه- وشره -وهو القتل-؛ فأسند إلى الله تعالى وإلى نفسه نظراً لهما.
(يُتْبَعُ)
(/)
والذي يخطر ببال العبد الفقير -أي الآلوسي- أنه روعي في الجواب حال الاعتراض وما تضمَّنه وأشار إليه؛ فلما كان الاعتراض الأول بناء على أن لام {لِتُغْرِقَ} [الآية:71] للتعليل متضمناً إسناد إرادة الإغراق إلى الخضر عليه السلام، وكان الإنكار فيه دون الإنكار فيما يليه -بناء على ما اختاره المحققون من أن {نُكْراً} [الآية:74] أبلغ من {إمْراً} [الآية:71]- ناسب أن يشرح بإسناد إرادة التعييب إلى نفسه المشير إلى نفي إرادة الإغراق عنها التي يشير كلام موسى عليه السلام إليها، وأن لا يأتي بما يدل على التعظيم أو ضم أحد معه في الإرادة لعدم تعظيم أمر الإنكار المحوج لأنْ يُقَابَل بما يدل على تعظيم إرادة خلاف ما حسبه عليه السلام وأنكره.
ولما كان الاعتراض الثاني في غاية المبالغة والإنكار ناسب أن يشير إلى أن ما اعتُرض عليه وبولغ في إنكاره قد أريد به أمر عظيم ولو لم يقع لم يؤمَن من وقوع خطب جسيم؛ فلذا أسند الخشية والإرادة إلى ضمير المعظِّم نفسه أو المتكلم ومعه غيره؛ فإن في إسناد الإرادة إلى ذلك تعظيماً لأمرها، وفي تعظيمه تعظيم أمر المراد، وكذا في إسناد الخشية إلى ذلك تعظيم أمرها، وفي تعظيمه تعظيم أمر المخشي.
ولما كان الاعتراض الثالث هينا جداً؛ حيث كان بلفظ لا تصلُّب فيه ولا إزعاج في ظاهره وخافيه، ومع هذا لم يكن على نفس الفعل؛ بل على عدم أخذ الأجرة عليه للاستعانة بها على إقامة جدار البدن وإزالة ما أصابه من الوهن؛ فناسب أن يلين في جوابه المقام ولا ينسب لنفسه -استقلالاً أو مشاركةً- شيئاً ما من الأفعال؛ فلذا أسند الإرادة إلى الرب سبحانه، ولم يكتف بذلك حتى أضافه إلى ضميره عليه السلام، ولا ينافي ذلك ترك النكير والعتاب؛ لأنه متعلق بمجموع ما كان أولاً من ذلك الجناب، هذا والله تعالى أعلم بحقيقة أسرار الكتاب، وهو سبحانه الموفق للصواب.
هامش:
(*) ثبت في الصحيحين أن العبد الصالح الذي جاء ذكره في هذه القصة هو الخضر عليه السلام. انظر: صحيح البخاري، بَاب (مَا ذُكِرَ فِي ذَهَابِ مُوسَى فِي البَحْرِ إِلَى الخَضِرِ) وبَاب (حَدِيثِ الخَضِرِ مَعَ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلام)، وانظر أيضاً: صحيح مسلم، بَاب (مِنْ فَضَائِلِ الخَضِرِ عَلَيْهِ السَّلام).
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[28 Jul 2007, 08:58 ص]ـ
{وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِم نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلى الأَرْضِ وَاتبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذيِنَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلَّهُم يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176].
قال ابن القيم رحمه الله: فشبَّه سبحانه مَن آتاه كتابه وعلَّمه العلمَ الذي منعه غيرَه، فترك العمل به واتَّبع هواه، وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على آخرته، والمخلوق على الخالق، بالكلب الذي هو مِن أخبث الحيوانات، وأوضعها قدراً، وأخسِّها نفساً، وهمَّته لا تتعدى بطنه، وأشدها شرهاً وحرصاً!
ومِن حرصه أنَّه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض؛ يتشمَّم ويستروح حرصاً وشرهاً، ولا يزال يَشُمُّ دبره دون سائر أجزائه، وإذا رميتَ إليه بحجرٍ رجع إليه ليعضه من فرط نهمته. ومِن عجيبِ أمره وحرصه أنَّه إذا رأى ذا هيئةٍ رثةٍ وثيابٍ دنيَّةٍ وحالٍ زرِيَّةٍ؛ نبحه وحمل عليه؛ كأنَّه يتصور مشاركتَه له ومنازعتَه في قُوتِه. وإذا رأى ذا هيئةٍ حسنةٍ وثيابٍ جميلةٍ ورياسةٍ؛ وضع له خطمه بالأرض، وخضع له، ولم يرفع إليه رأسه.
وفي تشبيه مَن آثر الدنيا وعاجلها على اللهِ والدارِ الآخرةِ -مع وفور علمه- بالكلب في حال لهثه سِرٌّ بديعٌ؛ وهو أنَّ هذا الذي حاله ما ذكره الله -مِن انسلاخه مِن آياته واتباعه هواه- إنما كان لشدة لهفه على الدنيا لانقطاع قلبه عن الله والدار الآخرة؛ فهو شديد اللهف عليها. ولهفه نظير لهف الكلب الدائم في حال إزعاجه وتركه. واللهف واللهث شقيقان وأخوان في اللفظ والمعنى.
قال ابن جريج: "الكلبُ منقطعُ الفؤاد، لا فؤاد له، إنْ تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث؛ فهو مثل الذي يترك الهُدى، لا فؤاد له، إنما فؤاده منقطعٌ". قلت: مراده بانقطاع فؤاده أنَّه ليس له فؤادٌ يحمله على الصبر عن الدنيا وترك اللهف عليها؛ فهذا يلهف على الدنيا مِن قلة صبره عنها، وهذا يلهث مِن قلة صبره عن الماء؛ فالكلب مِن أقل الحيوانات صبراً عن الماء، وإذ عطش أكل الثرى من العطش.
وعلى كلِّ حالٍ فهو مِن أشدِّ الحيوانات لهثاً؛ يلهث قائماً وقاعداً، وماشياً وواقفاً؛ وذلك لشدَّة حرصه، فحرارةُ الحرصِ في كبده توجبُ له دوام اللهث. فهكذا مشبَّهه؛ شدةُ الحرص وحرارةُ الشهوة في قلبه توجب له دوام اللهث؛ فإنْ حَمَلْتَ عليه بالموعظة والنصيحة فهو يلهث، وإن تركتَه ولم تعظْه فهو يلهث.
قال مجاهد: "ذلك مثَل الذي أوتي الكتاب ولم يعمل به". وقال ابن عباس: "إنْ تحمل عليه الحكمة لم يحملْها، وإن تتركْه لم يهتدِ إلى خيرٍ؛ كالكلب إنْ كان رابضاً لهث، وإنْ طُرد لهث". وقال الحسن: "هو المنافق لا يثبت على الحقِّ، دُعي أو لم يُدْع، وُعظ أو لم يُوعظ؛ كالكلب يلهث طرداً وتركاً". وقال أبومحمد بن قتيبة: "كلُّ شيءٍ يلهثُ فإنما يلهثُ مِن إعياءٍ أو عطشٍ إلا الكلب؛ فإنَّه يلهث في حالِ الكلال وحالِ الراحة، وحالِ الصحة وحالِ المرض والعطش؛ فَضَرَبَهُ الله مثلاً لمن كذَّب بآياته، وقال: إنْ وعَظْتَه فهو ضالٌّ، وإن ترَكْتَه فهو ضالٌّ؛ كالكلب إنْ طردتَّهُ لهث، وإنْ تركْتَه على حاله لهث. ونظيره قوله سبحانه: {وَإِنْ تَدْعُوهُم إِلى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُم سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُم أَمْ أَنْتُم صَامِتُونَ} [الأعراف:193].
(التفسير القيّم لابن القيّم)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[29 Jul 2007, 08:52 ص]ـ
التعليل اللغوي
القارئ في كثير من التفاسير اللغوية يلحظ لجوء أصحابها إلى التعليل أثناء مناقشتهم لبعض المسائل اللغوية بهدف إيضاح المعنى وزيادة الفائدة؛ فنراهم يبيِّنون معنى اللفظة ويذكرون سبب تسميتها بهذا الاسم. ومن هؤلاء المفسرين شهاب الدين الخفاجي في حاشيته على تفسير البيضاوي المسماة "عناية القاضي وكفاية الراضي". ومن أمثلة تعليلاته اللغوية:
أولاً: تعليل تسمية (الناس) بهذا الاسم: ذكر ذلك عند قوله تعالى: {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَا بِاللهِ وَبِاليَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِين} [البقرة:8]؛ فبيَّن الأقوال في هذه المسألة، وملخص كلامه أن:
1. هذه الكلمة مأخوذة من (أَنِسَ) من (الأُنس) ضد الوحشة؛ لأن الإنسان يأنس بجنسه، واستشهد على ذلك بقول الشاعر:
وما سُمِّي الإنسان إلا لأُنسه ولا القلب إلا أنه يتقلَّب
2. هذه الكلمة مأخوذة من (آنس) بمعنى: أبصر. فسُمِّي الإنسان بذلك؛ لأنه ظاهر محسوس.
3. مِن (نَسِيَ) بالقلب؛ لقوله تعالى في آدم: {فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه:115]. قال الشاعر:
نسيت وعدك والنسيان مغتفر فاغفر فأول ناس أول الناس
ثانياً: تعليله اشتقاق (المَيْسِر): فعند قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنْ الخَمْرِ وَالمَيْسِر} [البقرة:219] ذَكَرَ أن الميسر "مصدر، وفعله: (أيسر) من اليسار؛ لأنه يأخذ ما يأخذه بيسر؛ أي: سهولة، أو الهمزة فيه للسلب؛ لأنه يسلب اليسار".
ثالثاً: بيان سبب تسمية (المسجد الأقصى) بهذا الاسم: ذكره عند قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى} [الإسراء:1]. قال البيضاوي في نفسير الآية: " {إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى}: بيت المقدس؛ لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد".
قال الشهاب: "قوله (لأنه لم يكن حينئذ وراءه مسجد). وجهٌ لتسميته بـ (الأقصى) بمعنى الأبعد؛ فهو أبعد بالنسبة إلى مَن بالحجاز، وفي "تاريخ القدس" أنه سُمِّي به لأنه أبعد المساجد التي تُزار من المسجد، وقيل: لأنه ليس وراءه موضع عبادة، وقيل: لبعده عن الأقذار والخبائث".
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[30 Jul 2007, 09:12 ص]ـ
المناسبة بين سورتي الفيل وقريش
لماذا لم يكن ترتيب آيات القرآن وسوره حسب النزول أو الموضوعات أو غير ذلك مما يتطرق إليه الاحتمال؟! وللإجابة على هذا السؤال كان علم المناسبات بين الآيات والسور؛ أي: وجوه الاتصال والارتباط بين الآيات والسور. فالقرآن آخذٌ بعضه بِحُجَز بعض، وهو نَظْمٌ بديع من أوله إلى آخره، مرتَّب ترتيباً عجيباً ليس وفق أيٍّ من المعايير التي قد تخطر على البال لأول وهلة. وهو يسهم في الكشف عن بعض مظاهر إعجاز هذا القرآن العظيم (الوجيز في علوم الكتاب العزيز، الدكتور محمد المجالي، ص 195 – 202 بتصرف). ومن الأمثلة عليه: المناسبة بين سورتي الفيل وقريش؛ فالاتصال بين السورتين وثيق حتى كأنهما سورة واحدة! ولذا نعلم السرَّ في مجيء سورة قريش بعد سورة الفيل.
قال صديق حسن خان في "تفسيره": {لإيلاف قريش} [قريش:1] اللام: قيل مُتَعَلِّقة بآخر السورة التي قبلها -أي سورة الفيل-، كأنه قال سبحانه: أهلكت أصحاب الفيل لأجل تألف قريش. قال الفرَّاء: "هذه السورة متصلة بالسورة الأولى؛ لأنه ذكَّر سبحانه أهلَ مكة بعظيم نعمته عليهم فيما فعل بالحبشة، ثم قال: {لإيلاف قريش}؛ أي فعلنا ذلك بأصحاب الفيل نعمة منا على قريش". قال الزجاج: "والمعنى: فجعلهم كعصف مأكول لإيلاف قريش؛ أي: أهلك الله أصحاب الفيل لتبقى قريش وما قد ألفوا من رحلة الشتاء والصيف".
فتح البيان في مقاصد القرآن 7/ 553 – 554 بتصرف
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Aug 2007, 09:12 ص]ـ
الحروف المُقَطَّعَة ومقاصد السور
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الأحرف الثلاثة؛ فالألف إذا بُدئ بها أولاً كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الحروف، وهي أشدها اعتماداً على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم. وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين ... مع تضمنها سراً عجيباً
وهو أن الألف البداية واللام التوسط والميم النهاية؛ فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما. وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه -أي التشريع والأوامر-، فتأمل ذلك من البقرة، وآل عمران، والسجدة، والروم.
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف؛ فمن ذلك: سورة (ق)، والسورة مبنية على الكلمات القافية: من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول ومراجعته مراراً، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين قول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقديم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القيل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل والرزق، وذكر القوم وحقوق الوعيد. وسرٌّ آخر وهو: أن كل معاني هذه السور مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعُلُوّ.
وإذا أردت زيادة إيضاحِ هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة (ص) من الخصومات المتعددة؛ فأولها خصومة الكفار مع النبي، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانياً في شأن بنيه وحلفه ليغوينَّهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم.
فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير (ص)، وبسورة (ق) غير حرفها؟! وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف. والله أعلم.
(بدائع الفوائد لابن القيم 3/ 173 - 174بتصرف واختصار)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Aug 2007, 01:09 م]ـ
أعجبتني هذه اللطائف، وخصوصا الفائدتان المنقولتان عن الشهاب الخفاجي في حاشيته، إذ استهوتني فكرتهما جدا، أقصد التطور التاريخي للكلمة، وأصول معاني الكلمات، فهي جامعة لعلم كثير يفيد في اللغة والتفسير وغيرهما، فهل قام أحد بجمع هذه المادة واستقرائها عنده، أو عند غيره من العلماء؟
لعل عند الشيخ مساعد -حفظه الله- خبر بهذا ..
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Aug 2007, 03:58 م]ـ
الأخ العبادي
أحمد الله عز وجل أن نالت هذه اللطائف إعجابك، وبخصوص ما يتعلق بالشهاب الخفاجي -وإن كان في إبداء رأيي تعد على علمائنا الذين نشرف بالتتلمذ عليهم عن طريق هذا الملتقى، ولكن هذه إحدى إيجابيات ملتقانا المبارك؛ أن يدلي كل واحد بما عنده والنتيجة هذا العلم الغزير الذي احتوته هذه الموسوعة القرآنية (ملتقانا) حتى غدا قبلة أهل التفسير والباحثين عن أشرف العلوم أسأل الله أن يجزي القائمين عليه جنة عرضها السماوات والأرض-.
وبعد هذه الجملة المعترضة الطويلة أقول: هذه اللطائف استفدتها بعد صحبة للشهاب استمرت لسنتين؛ فقد كان موضوعي الذي قدمته لرسالة الماجستير، وعندي من هذه اللطائف الكثير وإن كانت بحاجة إلى ترتيب وتنسيق، وأظن أن كل من كتب في منهج مفسر ما لا بد أن يضمن رسالته مثل هذه الأمور التي هي بالأساس أمثلة على قاعدة مطردة في منهج المفسر. ولذا أدعو الإخوة الأعضاء الذين قدموا رسائل علمية في مناهج المفسرين إلى إظهارها لعل إخواننا في الملتقى ينتفعون بها جزى الله الجميع كل خير
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Aug 2007, 05:25 م]ـ
أشكرك أخي الكريم على الإحالة إلى رسالتك القيمة، فقد قرأت للتو تعريفك بها في منتدى الرسائل الجامعية.
وبهذا تكون أنت أولى من أوجه له سؤالي السابق:
هل قام أحد الباحثين بجمع هذه النكت اللغوية ودراستها؟
وهل هي من الكثرة بحيث تستحق الإفراد بمؤلَف؟ أم أنها إشارات عابرة متباعدة من المؤلِف؟
أعانك الله على إثقالي ...
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[02 Aug 2007, 12:39 م]ـ
يمكنك الرجوع إلى الكتب والرسائل التالية:
- النكلاوي، فريد، (1981 م) البيان عند الشهاب الخفاجي في كتابه عناية القاضي وكفاية الراضي، مطبة الأمانة، القاهرة.
- هاشم، هاشم محمد، (1406 هـ - 1986 م) الالتفات في حاشية الشهاب، مطبعة الأمانة، القاهرة.
- القضاة، حاتم، (1997 م) الشهاب الخفاجي نحويًّا، رسالة ماجستير، جامعة مؤتة، الأردن.
- الشهاب الخفاجي وجهوده في البلاغة والنقد، القاهرة، جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية، 1984 (رسالة دكتوراه).
- شهاب الدين الخفاجي وجهوده في اللغة، الباحث السعودي عبد الرزاق بن فراج بن دخيل الصاعديّ، 1412 (الماجستير).
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:27 ص]ـ
سؤال حول "فخشينا ":
ذكرت أن "أردنا "يقصد نفسه مع الله فمن يقصد مع نفسه فى قوله "فخشينا "؟ أحسن الله اليك.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[11 Aug 2007, 09:19 ص]ـ
الأخ مصطفى سعيد حفظه الله
جزاكم الله خيرا على هذه الملاحظة، وما نقلته كان اختصاراً لكلام الآلوسي، وربما كان اختصاراً مخلاً. وأنقل هنا كلامه كاملاً لعل الفكرة تتضح أكثر.
قال الآلوسي: "فلذا أسند الخشية والإرادة إلى ضمير المعظم نفسه أو المتكلم ومعه غيره؛ فإن في إسناد الإرادة إلى ذلك تعظيماً لأمرها، وفي تعظيمه تعظيم أمر المراد، وكذا في إسناد الخشية إلى ذلك تعظيم أمرها، وفي تعظيمه تعظيم أمر المخشي. وربما يقال بناء على إرادة الضم منا: إن في ذلك الإسناد إشارة إلى أن ما يخشى وما يراد قد بلغ من العظم إلى أن يشارك موسى عليه السلام في الخشية منه".
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[18 Aug 2007, 10:16 ص]ـ
إعمال اللفظ في كل واحد من مفهوميه
(يُتْبَعُ)
(/)
بين الشهاب الخفاجي معنى هذه العبارة أثناء كلامه عن استعمال كلمة (السجود) بالمعنيين الحقيقي والمجازي معاً في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ منَ النَّاسِ} [الحج:18]؛ حيث ذكر أن إعمال اللفظ يعني: «جعله دالاً على معنييه الحقيقيين، أو الحقيقي والمجازي، على القول بجواز استعمال المشترك في معنييه، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه».
ودلالة اللفظ على معنييه الحقيقيين يكون عند استعمال المشترك في معنييه، وقد أشار الشهاب إلى هذه المسألة في بعض المواضع من «حاشيته» كما في المثال التالي:
قال تعالى: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس:62]. قال البيضاوي: «{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} الذين يتولونه بالطاعة ويتولاهم بالكرامة».
قال الشهاب: «الولي ضد العدو؛ فهو المحب، ومحبة العباد طاعتهم، ومحبته لهم إكرامه ... وعلى الأول يكون (فعيل) بمعنى (فاعل)، وعلى الثاني بمعنى (مفعول)؛ فهو مشترك؛ فتفسير المصنف رحمه الله له بهما إما بناء على جواز استعمال المشترك في معنييه، وإما باستعماله في أحدهما وإرادة الآخر؛ لأنه لازم له، كما قيل: ما جزاء من يُحِب إلا أن يُحَب».
وأما دلالة اللفظ على معنييه الحقيقي والمجازي فهو استعماله في حقيقته ومجازه كما في المثال التالي: قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} [التوبة:74]. قال البيضاوي -في بيان سبب نزول هذه الآية-: «روي أنه صلى الله عليه وسلم أقام في غزوة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن ويعيب المتخلفين، فقال الجُلاَس بن سويد: لئن كان ما يقول محمد لإخواننا حقاً؛ لَنَحْنُ شرّ من الحمير، فبلغ رسول الله؛ فاستحضره فحلف بالله ما قاله فنزلت؛ فتاب الجلاس وحسنت توبته».
قال الشهاب -بعد أن خرّج الحديث وأعطى تعريفاً مختصراً بالجُلاَس وضبط اسمه-: «إسناد الحلف في الآية للجميع مع صدوره عن الجلاس وحده؛ لأنهم رضوا به واتفقوا عليه، فهو من إسناد الفعل إلى سببه، أو جعل الكل لرضاهم به كأنهم فعلوه، إذ لولا رضاهم ما باشره، ولا حاجة إلى عموم المجاز لأن الجمع بين الحقيقة والمجاز جائز في المجاز العقلي وليس محلاً للخلاف».
وهكذا نرى الشهاب يجمع بين الحقيقة والمجاز، ويرى جواز استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، ولعله يقصر ذلك على المجاز العقلي فقط، كما رأينا هنا عندما قيّد الجواز بالمجاز العقلي، وهذا القيد ذكره الشهاب أيضاً في موضع سابق عندما تكلم عن مسألة (التوسع في الظروف) فقال: «الجمع بين الحقيقة والمجاز في المجاز الحكمي [المجاز الحكمي هو نفسه المجاز العقلي، وسمي حكمياً؛ لأن المجاز ليس في ذوات الكلم وأنفس الألفاظ، ولكن في أحكام أجريت عليها. انظر: معجم المصطلحات البلاغية وتطورها ص598] ليس محل الخلاف» [حاشية الشهاب (1/ 100)]. وقال أيضاً -أثناء كلامه عن قضية نسبة الفعل الواحد إلى فاعلين مختلفين باعتبارين مختلفين أحدهما حقيقياً والآخر مجازياً-: «والجمع بين الحقيقة والمجاز في المجاز العقلي سائغ شائع». [حاشية الشهاب (3/ 183)].
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Aug 2007, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً
جمع طيب وأتمنى من الأخوة أن يحذوا حذوك وممكن أن تصنف إلى فوائد قصيرة وطويلة
وقلت قصيرة حتى يستفاد منها في رسائل الجوال
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[19 Aug 2007, 08:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي صالح
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[01 Sep 2007, 04:04 م]ـ
تفسير القرآن بالقرآن
ذَكَرَ العلماء أن أحسن طرق التفسير أن يُفَسَّرَ القرآنُ بالقرآن؛ فما أُجْمِلَ في موضع فقد فُسِّرَ في موضع آخر. ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين، ثم بالاجتهاد. وبالنسبة لكيفية (تفسير القرآن بالقرآن) فقد بَيَّن العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -في مقدمة تفسيره (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) - أنواعاً كثيرة لذلك منها:
(يُتْبَعُ)
(/)
1. تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، كقوله تعالى في حجارة قوم لوط: (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) [الحجر: 74]. فإنه بيّن أن المراد بالسجيل: الطين، وذلك في قوله تعالى: (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين) [الذاريات: 32 - 33].
2. بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام. ومن أمثلته قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) [البقرة: 37]؛ فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف:23].
3. بيان الإجمال الواقع بسب اشتراك (وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى). ومن أمثلته قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) [البقرة: 7]؛ فإن الواو في: (وعلى سمعهم) و (وعلى أبصارهم) محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف. ولكنه تعالى بيّن -في قوله: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة) [الجاثية: 3]- أن قوله: (على سمعهم) معطوف على (على قلوبهم)، وأن قوله (وعلى أبصارهم غشاوة) جملة مُسْتَأْنَفَة مبتدأ وخبر؛ فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على الأبصار.
4. أن يُذكَر وقوعُ شيء، ثم يُذكر في محل آخر كيفيةُ وقوعه، كقوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده) [البقرة: 51]؛ فإنه لم يبين هنا كيفية الوعد بها: هل كانت مجتمعة أو مُفَرَّقة؟ فبيّنها في قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [الأعراف: 142].
5. أن يُذكَر أمرٌ أو نهي في موضع، ثم يُبَيَّن في موضع آخر هل حصل الامتثال أو لا؟ ومثاله: (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) [النساء: 154]؛ فقد بيَّن أنهم لم يمتثلوا بقوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) [البقرة:65].
6. أن يُحيل تعالى إلى شيء ذكر في آية أخرى. ومن أمثلته: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا ما قصصنا عليك) (النمل: 118]. والمراد به ما قصَّ عليه في قوله تعالى: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا كل ذي ظُفُر ... ) [الأنعام: 146].
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[04 Sep 2007, 02:17 م]ـ
تفسير القرآن بالقرآن
ذَكَرَ العلماء أن أحسن طرق التفسير أن يُفَسَّرَ القرآنُ بالقرآن؛ فما أُجْمِلَ في موضع فقد فُسِّرَ في موضع آخر. ثم تفسير القرآن بالسنة، ثم بأقوال الصحابة والتابعين، ثم بالاجتهاد. وبالنسبة لكيفية (تفسير القرآن بالقرآن) فقد بَيَّن العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي -في مقدمة تفسيره (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) - أنواعاً كثيرة لذلك منها:
1. تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح، كقوله تعالى في حجارة قوم لوط: (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل) [الحجر: 74]. فإنه بيّن أن المراد بالسجيل: الطين، وذلك في قوله تعالى: (قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين. لنرسل عليهم حجارة من طين) [الذاريات: 32 - 33].
2. بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام. ومن أمثلته قوله تعالى: (فتلقى آدم من ربه كلمات) [البقرة: 37]؛ فقد أبهمها هنا وذكرها في قوله: (قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) [الأعراف:23].
3. بيان الإجمال الواقع بسب اشتراك (وهو أن يكون للفظ الواحد أكثر من معنى). ومن أمثلته قوله تعالى: (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة) [البقرة: 7]؛ فإن الواو في: (وعلى سمعهم) و (وعلى أبصارهم) محتملة للعطف على ما قبلها وللاستئناف. ولكنه تعالى بيّن -في قوله: (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة) [الجاثية: 3]- أن قوله: (على سمعهم) معطوف على (على قلوبهم)، وأن قوله (وعلى أبصارهم غشاوة) جملة مُسْتَأْنَفَة مبتدأ وخبر؛ فيكون الختم على القلوب والأسماع، والغشاوة على الأبصار.
4. أن يُذكَر وقوعُ شيء، ثم يُذكر في محل آخر كيفيةُ وقوعه، كقوله تعالى: (وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده) [البقرة: 51]؛ فإنه لم يبين هنا كيفية الوعد بها: هل كانت مجتمعة أو مُفَرَّقة؟ فبيّنها في قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة) [الأعراف: 142].
(يُتْبَعُ)
(/)
5. أن يُذكَر أمرٌ أو نهي في موضع، ثم يُبَيَّن في موضع آخر هل حصل الامتثال أو لا؟ ومثاله: (وقلنا لهم لا تعدوا في السبت) [النساء: 154]؛ فقد بيَّن أنهم لم يمتثلوا بقوله: (ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت) [البقرة:65].
6. أن يُحيل تعالى إلى شيء ذكر في آية أخرى. ومن أمثلته: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا ما قصصنا عليك) (النمل: 118]. والمراد به ما قصَّ عليه في قوله تعالى: (وعلى الذين هادوا حرَّمنا كل ذي ظُفُر ... ) [الأنعام: 146].
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[08 Sep 2007, 09:55 ص]ـ
لطائف من قوله تعالى:
(إياك نعبد وإياك نستعين) (الفاتحة:5)
• لماذا انتقل الخطاب في سورة الفاتحة من أسلوب الغائب في قوله تعالى: (الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين) إلى أسلوب المخاطَب في (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)؟!
• لماذا قُدِّم المفعول فقيل: (إياك نعبد) مع أن الأصل تقديم الفعل: (نعبد إياك)؟!
• لماذا كُرِّر الضمير (إياك)؟!
• لماذا قُدِّمت العبادة على الاستعانة؟!
قال المفسرون -رحمهم الله- إجابةً على ذلك:
"لمّا ذَكَر اللهُ تعالى الحقيقَ بالحمد، ووصَفه بصفات عظام تميّز بها من سائر الذوات؛ تعلَّق العلم بمعلوم معيّن فخوطب بذلك، أي: يا من هذا شأنه، نخصُّك بالعبادة والاستعانة؛ ليكون أدلَّ على الاختصاص، وللترقي من البرهان إلى العَيَان. ومن عادة العرب التفنّن في الكلام، والعدول من أسلوب إلى آخر تنشيطاً للسامع، فَتَعْدِل من الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى التكلم وبالعكس، كقوله تعالى: (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحاباً فسقناه ... ) (فاطر: 9).
وقُدِّم المفعول للتعظيم والاهتمام به، وللدلالة على الحصر (فلا نعبد إلا الله، ولا نستعين إلا بالله)، والتنبيه على أن العابد ينبغي أن يكون نظره إلى المعبود أولاً وبالذات، ومنه إلى العبادة لا من حيث إنها عبادة صدرت عنه، بل من حيث إنها نسبة شريفة إليه، ووصلةٌ بينه وبين الحق.
وتكرير الضمير للتنصيص على تخصيصه تعالى بكل واحدة من العبادة والاستعانة، ولإبراز الاستلذاذ بالمناجاة والخطاب.
وقُدِّمت العبادة لأن تقديمَ الوسيلة قبل طلب الحاجة أقربُ إلى الإجابة، ولأن العبادة من حقوق الله تعالى، والاستعانة من حقوق المستعين، ولأن العبادة واجبة حتماً، والاستعانة تابعة للمستعان فيه".
(المقتطف من عيون التفاسير (1/ 17 - 18بتصرف).
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[24 Sep 2007, 11:43 ص]ـ
الحروف المُقَطَّعَة ومقاصد السور
تأمل سر (الم) كيف اشتملت على هذه الأحرف الثلاثة؛ فالألف إذا بُدئ بها أولاً كانت همزة، وهي أول المخارج من أقصى الصدر، واللام من وسط مخارج الحروف، وهي أشدها اعتماداً على اللسان، والميم آخر الحروف ومخرجها من الفم. وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني: الحلق واللسان والشفتين ... مع تضمنها سراً عجيباً
وهو أن الألف البداية واللام التوسط والميم النهاية؛ فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما. وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه -أي التشريع والأوامر-، فتأمل ذلك من البقرة، وآل عمران، والسجدة، والروم.
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف؛ فمن ذلك: سورة (ق)، والسورة مبنية على الكلمات القافية: من ذكر القرآن، وذكر الخلق، وتكرير القول ومراجعته مراراً، والقرب من ابن آدم، وتلقي الملكين قول العبد، وذكر الرقيب، وذكر السائق والقرين، والإلقاء في جهنم، والتقديم بالوعيد، وذكر المتقين، وذكر القلب، والقرون، والتنقيب في البلاد، وذكر القيل مرتين، وتشقق الأرض، وإلقاء الرواسي فيها، وبسوق النخل والرزق، وذكر القوم وحقوق الوعيد. وسرٌّ آخر وهو: أن كل معاني هذه السور مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعُلُوّ.
وإذا أردت زيادة إيضاحِ هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة (ص) من الخصومات المتعددة؛ فأولها خصومة الكفار مع النبي، ثم اختصام الخصمين عند داود، ثم تخاصم أهل النار، ثم اختصام الملأ الأعلى، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم، ثم خصامه ثانياً في شأن بنيه وحلفه ليغوينَّهم أجمعين إلا أهل الإخلاص منهم.
فليتأمل اللبيب الفطن هل يليق بهذه السورة غير (ص)، وبسورة (ق) غير حرفها؟! وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف. والله أعلم.
(بدائع التفسير لابن القيم بتصرف واختصار)(/)
إلى مشايخنا المختصين:هل سار الشيخ عبد المجيد الشاذلي في هذا المبحث على جادة المفسرين
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[24 Jul 2007, 11:40 ص]ـ
إلى المختصين من مشائخنا الكرام وطلاب العلم الفضلاء ...
منذ أن قرات كتاب حد الإسلام وحقيقة الإيمان للشيخ عبد المجيد الشاذلي وأنا يراودني هذا السؤال، والكتاب في الحقيقة اصولي يركز على قواعد الأصول وكذا التفسير
فارجو توضيح ما إذا كان هذا المبحث من الكتاب يتوافق مع قواعد المفسرين وأصولهم أم لا؟ والله الموفق:
المبحث على هذا الرابط:
http://www.alshazly.net/upload/had.rar
والمقصود منه أرفقته بهذه المشاركة لطوله.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[28 Jul 2007, 09:13 م]ـ
هو في هذا الكتاب من صفحة 380 إلى 404 وقد أرفقته هنا
وآمل من الإخوان جميعا المشاركة للإستفادة
والله الموفق
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[06 Aug 2007, 05:20 ص]ـ
أرجو أن يطلع الزملاء على البحث والإفادة بجواب الزميل الموحد وفقه الله.(/)
أثر التفسير في بناء الشخصية واتزانها
ـ[أبو العالية]ــــــــ[25 Jul 2007, 08:38 م]ـ
أثر التفسير في بناء الشخصية واتزانها
أحمد بن أحمد شرشال
لما كان التأثير يتم بمقدار عظمة المؤثر ظهر تأثير تفسير القرآن في بناء الإنسان وشخصيته قوياً وكاملاً، ويصعب علينا حصر جميع جوانب التأثير في بناء شخصية الإنسان واتزانها واعتدالها، وسأقتصر على بعض الجوانب. وأقول: إن الاشتغال بفهم القرآن وتفسيره والتفقه فيه يرقق إحساس الطالب ويقوي شعوره، وينمي فيه حب الآخرين؛ بحيث يجعله يتألم لألمهم ويفرح لفرحهم، ويسعد لسعادتهم.
ومن مبتكرات القرآن في التعبير عن هذا الإحساس أن جعل قتل الرجل لغيره قتلاً لنفسه، وجعل إخراج الرجل من داره إخراجاً لنفسه، وجعل ظن السوء بغيره ظناً بنفسه، وجعل لمز غيره لمزاً لنفسه، وجعل السلام على غيره سلاماً على نفسه، وكل ذلك أراده القرآن في تعبيراته.
قال ـ تعالى ـ في سياق أخبار بني إسرائيل: ((وَإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ)) [البقرة: 84، 85]. فجعل دم كل فرد من أفرادهم كأنه دم الآخر عينه حتى إذا سفكه كان كأنه بخع نفسه وانتحر ذاته.
قال القرطبي: (ولما كانت ملتهم واحدة وأمرهم واحداً وكانوا كالشخص الواحد جعل قتل بعضهم بعضاً وإخراج بعضهم بعضاً قتلاً لأنفسهم ونفياً لها) (1).
قال الشيخ ابن عاشور: (وليس المراد النهي عن أن يسفك الإنسان دم نفسه، أو يخرج نفسه من داره؛ لأن مثل هذا مما يزع المرء عنه وازعه الطبعي .. وإنما المراد أن لا يسفك أحد دم غيره ولا يخرج غيره من داره) (2). ومثل هذا السياق قوله ـ تعالى ـ: ((فَاقْتُلُواً أََنفُسَكُمْ)) [البقرة: 54]. ومعناه: فليقتل بعضكم بعضاً بأن يقتل من لم يعبد العجل عابديه؛ فإن قتل المرء لأخيه كقتله نفسه.
قال القرطبي: (وأجمعوا على أنه لم يؤمر كل واحد من عبدة العجل بأن يقتل نفسه بيده) ثم نقل عن الزهري قوله: (أن يقتل من لم يعبد العجل من عبد العجل) (3).
وقال الله ـ تعالى ـ في سياق هذا المعنى: ((وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ)) [النساء: 29] أي لا يقتل بعضكم بعضاً، فجعل قتل الرجل لغيره قتلاً لنفسه، قال القرطبي: (أجمع أهل التأويل على أن المراد بهذه الآية النهي أن يقتل بعض الناس بعضاً، ثم لفظها يتناول أن يقتل الرجل نفسه بقصد منه) (4).
قال الحافظ ابن كثير: (وهو الأشبه بالصواب) (5)، قال الزمخشري: (شبّه الغير بالنفس لشدة اتصال الغير بالنفس في الأصل أو الدين، فإذا قتل المتصل به نسباً أو ديناً فكأنما قتل نفسه) (6) وقال الحافظ ابن كثير: (إن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة) (7).
وقد بين الله أن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً وقال: (( ... كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأََرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) [المائدة: 32].
ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله ـ تعالى ـ: ((يَا أََيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إذَا اهْتَدَيْتُمْ)) [المائدة: 105]. نقل الفخر الرازي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: (هذه أوكد آية في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإنه ـ سبحانه ـ قال: ((عَلَيْكُمْ أََنفُسَكُمْ)) ويعني عليكم أهل دينكم، ولا يضركم من ضل من الكفار، بأن يعظ بعضكم بعضاً، ويرغّب بعضكم بعضاً في الخيرات وينفره عن القبائح والسيئات) (8)؛ لأن المؤمنين إخوة في الدين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الغير قال ـ تعالى ـ: ((فَإذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً)) [النور: 61]. والمعنى: فليسلّم بعضكم على بعض، وهم أهل البيوت التي يدخلونها؛ لأنهم بمنزلة أنفسهم في شدة المحبة والمودة والألفة، ولأنهم منكم في الدين، فكأنكم حين تسلمون عليهم تسلمون على أنفسكم، وقد أنكر الشيخ ابن عاشور على من فهم من الآية أن الداخل يسلم على نفسه، فقال: (ولقد عكف قوم على ظاهر هذا اللفظ، وأهملوا دقيقته؛ فظنوا أن الداخل يسلم على نفسه إذا لم يجد أحداً، وهذا بعيد من أغراض التكليف والآداب) (9).
أقول: وهو المأثور عن سعيد بن جبير والحسن البصري وقتادة والزهري حيث قالوا: (فليسلم بعضكم على بعض) (10).
ومن تعبيرات القرآن بالنفس وإرادة الأخ في الدين قوله ـ تعالى ـ: ((وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ)) [الحجرات: 11]. والإنسان لا يلمز ولا يعيب نفسه وإنما اللاّمز يلمز غيره إشارة إلى أن من عاب أخاه المسلم فكأنما عاب نفسه، فنزل البعض الملموز منزلة نفس الإنسان لتقرير معنى الإحساس بالأخوة وتقوية الشعور بها.
ومن تعبيرات القرآن عن الغير بالنفس قوله ـ تعالى ـ: ((لَوْلا إذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً)) [النور: 12].
المراد بأنفسهم هنا إخوانهم في الدين والعقيدة؛ فهلاّ وقت أن سمعتم حديث الإفك هذا ظننتم بأنفسكم أي بإخوانكم وأخواتكم ظناً حسناً جميلاً؛ إذ لا يظن المرء بنفسه السوء، وفي هذا التعبير عن إخوانهم وأخواتهم في العقيدة بأنفسهم أسمى ألوان الدعوة إلى غرس روح المحبة والمودة والإخاء والإحساس الصادق، حتى لكأن الذي يظن السوء بغيره إنما يظنه بنفسه (11).
قال الرّازي: (فجعل الله المؤمنين كالنفس الواحدة فيما يجري عليها من الأمور، فإذا جرى على أحدهم مكروه فكأنه جرى على جميعهم) (12).
فهذا الأسلوب القرآني وهذا الخطاب الرباني يؤكد معنى وحدة الأمة ويحدث في النفس أثراً وإحساساً يبعثها على الامتثال؛ فالطالب الذي يربى على هذه المعاني وهذه الدقائق القرآنية، لا شك أنها تؤثر فيه وتغرس فيه هذا الإحساس وهذا الشعور.
ومن تدبر هذا الأسلوب القرآني علم أنه لا قوام لهذه الأمة إلا بمثل هذا الشعور وهذا الإحساس، وشعور كل فرد من أفرادها بأن نفسه نفس الآخرين، ودمه دم الآخرين، وظن السوء بهم ظن بنفسه، والسلام عليهم سلام على نفسه، وعيبهم عيب لنفسه.
لا فرق في المحافظة على الروح التي تجول في بدنه والدم الذي يجري في عروقه، وبين الأرواح والدماء التي يحيا بها إخوانه: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ)) [النساء: 1]. وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتواصلهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وكل هذه المعاني وإن كانت كامنة في القرآن فإن التفسير يكشفها ويجليها.
إن الاشتغال بفهم القرآن والتفقه فيه يكون سبباً للطمأنينة والسكينة ويحصل لصاحبه عز الدنيا وسعادة الآخرة؛ كما أخبر بذلك المعلم الأول صلى الله عليه وسلم: (وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده) (13).
وقد دلت التجارب العملية على ذلك؛ فهذا الرازي ينقل لنا تجاربه فيقول: (وأنا نقلت أنواعاً من العلوم النقلية والعقلية فلم يحصل لي بسبب شيء من العلوم من أنواع السعادات في الدين والدنيا مثل ما حصل بسبب خدمة هذا العلم) (14) يعني تفسير القرآن.
وقد نقل هذا النص رشيد رضا، ثم قال مبيناً كلامه: (أي: علم القرآن بتفسيره؛ فليعتبر بهذا من يضيعون جل أوقاتهم في طلب العلم الديني بعلوم الكلام وغيرها، ويرجعوا إلى كتاب الله، ويطلبوا السعادة من فيضه دون غيره. ونسأل الله ـ تعالى ـ أن يوفقنا إلى تفسيره) (15).
ونقله الشيخ الطاهر بن عاشور في تحريره (16)، ومصداق ذلك في كتاب الله: ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ)) [الأنعام: 155].
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد أدرك هذه السعادة الغامرة الإمام القرطبي فعزم واستفرغ قوته ورأى أن يشتغل بالتفسير مدى العمر ـ رحمه الله تعالى ـ (17).
وإن بعض العلماء الذين برزوا في الدعوة إلى الله، وقاموا بنهضة شاملة وإصلاح عامّ اعتمدوا في دعوتهم ـ بعد الله ـ على دروس التفسير، فأثمرت دعوتهم ونالت قبولاً، وأقبل عليها الناس من جميع الأصناف والطبقات، وأحدثت دعوتهم تغييراً إصلاحياً في العقيدة والسلوك، وانتشرت في الشرق والغرب.
وإذا أردنا أن نتجول مع هذا الأثر الحميد فسنجد من بين هؤلاء المبرّزين الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ت 1376هـ. وقد اعتمد في دعوته في نشر التوحيد والإصلاح في ربوع نجد على تفسير القرآن الكريم، فكان ذا عناية فائقة بالتفسير وفنونه وبرع فيه؛ فألف ثلاثة كتب في التفسير وحده: (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان)، و (تيسير اللطيف المنان في خلاصة القرآن)، و (القواعد الحسان لتفسير القرآن) (18).
وإذا انتقلنا غرباً إلى مصر فإننا نجد محمد عبده يعتمد في دروسه على التفسير (19)، فقد ألح عليه تلميذه رشيد رضا أن يلقي دروساً في التفسير، ويعلل لذلك بقوله: (إن الكلام المسموع يؤثر في النفس أكثر مما يؤثر الكلام المقروء) ثم واصل بعده رشيد رضا إلى أن حان أجله دون إكمال التفسير ـ رحم الله الجميع ـ.
وإذا انتقلنا إلى تونس غرباً وجدنا الإمام الطاهر بن عاشور يتأثر بمدرسة رشيد رضا في التفسير، وألف تفسيراً كاملاً سماه: (التحرير والتنوير)، فحرر الناس من الجهل والظلمات ونوّر به البلاد التونسية. وإذا انتقلنا قليلاً إلى الغرب في الجزائر فإننا نجد الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس قد اقتصر عليه في دعوته الإصلاحية الشاملة ابتداءً بتحقيق التوحيد وحقوقه إلى محاربة الاستعمار؛ فقد عكف على تفسير القرآن إلى أن ختمه في ثلاث وعشرين سنة على مدة التنزيل ولم يختم التفسير رواية ودراية في الجزائر غيره منذ أن ختمه أبو عبد الله الشريف التلمساني في المائة الثامنة فتعلم الناس منه كلّ شيء (20).
وإذا عرّجنا جنوباً إلى بلاد شنقيط وجدنا الإمام محمد الأمين الشنقيطي يفسر القرآن بالقرآن ويسميه: (أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن).
فهؤلاء الأئمة ـ رحمهم الله ـ كانوا مجاهدين بالقرآن: بتفسيره وبيانه والتفقه فيه، وقد سمّى القرآن ذلك جهاداً كبيراً فقال: ((وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً)) [الفرقان: 52] أي بالقرآن كما ذكره ابن عباس، وفي هذا منقبة عظيمة لمن يدعو إلى الله ـ تعالى ـ بالقرآن العظيم وتفسيره وتوضيحه للناس فهو مجاهد (21) اقتداءً بالمصطفى صلى الله عليه وسلم؛ حيث أمره الله أن ينذر قومه بالوحي: ((قُلْ إنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ)) [الأنبياء: 45] وقال: ((وَأُوحِيَ إلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)) [الأنعام: 19] فكل من أنذر الناس بغير هذا الوحي فهو مخطئ.
من ثمرات التفسير:
من أهم ما يثمره تفسير القرآن والتفقه فيه في شخصية الطالب التخلص من التعصب والتقليد، بل إذا ابتدأ الطلب بعد حفظ القرآن بعلم تفسيره وبيانه كما رتبه الله في قوله: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ)) لم يجد هذا الهاجس إلى نفسه سبيلاً، وينتفي. وما وُجِدَ التعصب والتقليد إلا بمخالفة المنهج الذي رسمه القرآن في التعليم، وهو التلاوة والتفسير والحكمة والتزكية؛ كما جاء في قوله ـ تعالى ـ: ((رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ)) [البقرة: 129].
فبمخالفتنا لمنهج التربية والتعليم كما رسمه القرآن الكريم نعلّم الطلاب التعصب والتقليد من حيث لا ندري؛ ولذلك نجد كتب التفسير تختلف اختلافاً كبيراً؛ نظراً لكون أصحابها دخلوا باب التفسير بعدما تشبعوا بأفكار ومذاهب ظهرت آثارها في تفسيرهم، في حين أن الذي دخل إلى التفسير كما دخله الصحابة والتابعون ومن تبعهم واقتفى آثارهم ظهرت آثار التفسير فيهم؛ فالسلف تأثروا بتفسير القرآن، وأثّر التفسير فيهم، والخلف أثروا في التفسير، ولم يتأثروا به.
(يُتْبَعُ)
(/)
فظاهرة التعصب والتقليد لا تُمحى إلا بتفسير القرآن وفهمه والتفقه فيه؛ لأن النظر في القرآن نفسه وفي ألفاظه بالذات يجعل الطالب يأخذ الحكم الذي تدل عليه الآية دلالة قطعية أو الحكم الأقرب إلى نص الآية إن اختلفت فيها أنظار العلماء. وفي دروس التفسير والتفقه في القرآن يتعلم الطالب الاستقلال في الأخذ والترجيح، وعدم التبعية والتقليد.
ومما يدل على استقلال شخصية طالب علم التفسير والتفقه في القرآن ما لاحظته عند ابن العربي مع أنه كثيراً ما يتعصب لمذهبه ويحمل على المخالفين، إلا أن أسلوب القرآن وروعة بيانه أرغمه في بعض المواضع من كتابه: (أحكام القرآن) على عدم التعصب وعلى ترجيح مذهب المخالفين لمذهبه مبيناً الوجه والسبب، فقال عند قوله ـ تعالى ـ: ((كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ)) [الأنعام: 141] قال: قال أبو حنيفة: (تجب الزكاة في كل ما تنبته الأرض من المأكولات) ثم تعرّض لذكر بقية المذاهب وصرح بما يخالف مذهبه فقال: (أما أبو حنيفة فجعل الآية مرآته فأبصر الحق) (22).
قال القرطبي: (وأخذ يعضد مذهب الحنفي ويقويه) (23).
هذا هو حال من يطلب فقه القرآن لا فقه الفقه، وهكذا حال كل من يجعل القرآن مرآته؛ فإنه يبصر الحق كما أبصره الإمام أبو حنيفة وابن العربي ـ رحم الله الجميع ـ فما أحوجنا اليوم إلى أن نجعل القرآن مرآتنا لنبصر الحق والهدى والرشاد.
والطالب الذي يتعلم على هذا النمط في التفسير والتفقه في القرآن تكتسب شخصيته اتزاناً واعتدالاً وتكاملاً ولا ينحاز ولا يميل؛ لأن المصدر الذي يتلقى منه علومه واحدٌ، فلا يطغى عليه جانب دون جانب؛ فهو عند آيات الأسماء والصفات يتعلم أسماء الله وصفاته بلا تعطيل ولا تمثيل، وإذا جاء إلى آيات الجهاد تعلم وتفقه في أحكام الجهاد، وإذا جاء إلى آيات الأحكام تعلم الفقه والأحكام الشرعية، وإذا مر على آيات الفرائض تعلم ذلك، ولا شك، وإذا مر على البر والإحسان تعلم ذلك، وتطبع به وعمل به، وإذا مر على الآيات التي يذكر فيها أخبار الأمم السابقة وأحوالهم وما آل إليه أمرهم اعتبر بذلك واتعظ، وتعلم قصص الأنبياء والرسل وما لاقوه في سبيل الدعوة إلى الله ـ عز وجل ـ وعلم طرق الدعوة ووسائلها وأهدافها.
وإذا مر على الآيات التي تدعو إلى التفكر والتأمل والاعتبار لمخلوقات الله الكونية تعلم طرق التدبر والتفكر، فتنمو فيه ملكة التفكير السليم والنظر السدىد والتصور الصحيح، فينعكس ذلك على سلوكه؛ لأن سلوك الإنسان في الحياة مرتبط بتفكيره ارتباطاً وثيقاً: يستقيم باستقامته، ويعوج باعوجاجه، ويثمر بإثماره، ويعقم بعقمه، وأفعالُه ناشئة عن اعتقاداته، وأقواله إعراب عن تلك الاعتقادات.
ومن جهة أخرى؛ فإن الطالب الذي يتفقه في القرآن يمر على جميع الآيات القرآنية فيتكامل الموضوع لديه؛ لأن موضوع الآيات ومقاصدها ليست منسوقة في موضع واحد، وليست الآيات في سياق واحد؛ فتجد أن الآية أو الآيات مفصولة عن الأولى بجملة من الآيات، وهي في الموضوع نفسه، وقد تكون ناسخة، وقد تكون منسوخة، وقد تكون بياناً وتفسيراً، وقد تكون قيداً، وقد تكون إجابة عن شبهة؛ والأمثلة على هذا النمط كثيرة، منها قوله ـ تعالى ـ: ((قُلْ إنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ)) [ص: 65] هي جواب لقول كفار قريش في صدر السورة: ((وَقَالَ الكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ)) [ص: 4]، وقوله ـ عز وجل ـ في آخر السورة: ((وَمَا مِنْ إلَهٍ إلاَّ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ)) [ص: 65، 66]، هي جواب لقولهم في صدر السورة: ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهاً وَاحِداً)) [ص: 5]، وقوله ـ جل وعلا ـ في آخر السورة: ((قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ)) [ص: 67، 68]، هو جواب وتفنيد لقولهم في صدر السورة: ((مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي المِلَّةِ الآخِرَةِ إنْ هَذَا إلاَّ اخْتِلاقٌ)) [ص: 7]، هذا ما وقع في السورة الواحدة نفسها، وبين إثارة الشبهة والجواب عنها أكثر من ستين آية.
(يُتْبَعُ)
(/)
أما ما وقع الجواب عنه في غير السورة التي وردت فيها الشبهة فكثير، ومنه قوله ـ تعالى ـ: ((ن) وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ)) [القلم: 1، 2]، وقوله ـ تعالى ـ: ((وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ)) [التكوير: 22]، فمثل هذه الآيات أجوبة تفند زعمهم الباطل كما حكاه القرآن: ((يَا أَيُّهَا الَذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إنَّكَ لَمَجْنُونٌ)) [الحجر: 6].
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإن القرآن كالسورة الواحدة، وحينئذ يتكامل الموضوع لدى الطالب ويؤثر في بنائه العلمي والنفسي. والله أعلم.
التفسير ووحدة المسلمين:
ومن أهم ما يثمره الاشتغال بالتفقه في القرآن وعلومه وتفسيره الوحدة بين جميع المسلمين: وحدة في الإحساس والشعور، ووحدة في الوجدان والتفكير، ووحدة في السلوك والعمل، فتتقارب النفوس وتستقيم وتتحد نوازعها ومشاربها وتصوراتها لصدورها عن أصل واحد ونبع واحد وهو التفقه في القرآن وعلومه فيزدادون صلة ووداً ومحبة.
التفسير وبناء الشخصية السّويّة:
ولذلك كان أهل القرون الفاضلة إخوة متماسكين، ولم يكن بينهم هذا التباعد وهذا الجفاء وهذا الانفصال الذي نراه اليوم بين طلبة العلم من جهة وبينهم وبين أساتذتهم من جهة أخرى.
تفسير القرآن وفهمه يساهم مساهمة فعالة ترى آثارها بادية في بناء الشخصية السوية المعتدلة؛ لأن القرآن يتضمن علوماً كثيرة ومنوعة ومكررة بمختلف الأساليب، وكل واحد منها يغذي جانباً من جوانب الشخصية مع المحافظة على التوازن والتكامل؛ لأن نظرة القرآن الكريم إلى الإنسان نظرة شاملة تغطي جميع مجالات حياة الإنسان.
ولما كانت الوسطية من مزايا هذه الأمة حث عليها الشرع، وقررها القرآن ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)) [البقرة: 143] وكان لتفسير القرآن وفهمه والتفقه فيه أثر قوي لا ينكر في تحقيق صفة اعتدال الشخصية واتزانها.
وقد تُحْدث دراسةُ العلوم الإسلامية المفصولة عن القرآن الكريم انفصالاً في بعض جوانب الشخصية؛ فقد يتعلق بعضهم بالفقه فقط، والآخر بالحديث، وبعضهم بالعقيدة، ولكن هذه العلوم هي بعض مما تضمنه القرآن وهي جزء من التفسير.
وقد يكون الاقتصار عليها مؤدياً بصاحبه إلى الميل والشطط والغلو والتعصب، وقد حصل شيء من هذا؛ وكل ما نراه من فروق واضحة بين الطلبة يرجع إلى الاختلاف بينهم في تخصصات مفصولة من القرآن، وإن كانت تعتمد على القرآن؛ فالفصل وحده كاف لإحداث هذا، ثم لا يستطيع الإنسان أن يجزم بأن هذه الآية في الأحكام، وهذه في العقيدة.
وإذا كان أولها في الأحكام وآخرها في العقيدة فماذا يفعل؟
ولذلك لم تنضبط آيات الأحكام عند العلماء، وكان من الموفقين في ذلك الإمام القرطبي؛ إذ سمى كتابه: (الجامع لأحكام القرآن)، وفسر القرآن كله ولم يستغن عن بعضه، ولم يستطع أن يسلخ منه هذه الأحكام. كما فعل أبو بكر الجصاص وابن العربي، فإن الفصل وحده كاف لإسقاط بعض المعاني، والربط وحده يتضمن أحكاماً. قال الرازي: (إن أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط).
فالذي يقضي على مظاهر الانحراف والغلو والشذوذ هو الاشتغال بالقرآن فهماً وتفسيراً وتفقهاً.
ومما يؤخذ على من يقتصر على موضوع واحد ومادة واحدة أو تخصص واحد أنه ينعزل وينغلق على ما حبس نفسه فيه، وانزوت شخصيته في دائرة ضيقة من علوم الإسلام؛ وبذلك تنحصر علاقته بالأمة في أشخاص معدودين، وتتقلص مودته إلى العدد القليل من الناس، ولم تكن له مشاركة ولا مساهمة عفوية مع الآخرين، فقد بتر نفسه من جميع بقية فروع المعرفة وعلوم التنزيل التي حواها كتاب الله.
تفسير القرآن وفهمه والتفقه فيه يصل أصحابه بأصحاب التخصصات العلمية الأخرى، ويرتبط بجميع أصناف الناس وطبقاتهم، ويطمئنون للأخذ عنه والاستماع إليه؛ لأنه لا يعلم فناً معيناً بعينه، ويستطيع أن ينشر عقيدة التوحيد على أوسع نطاق من خلال دروس التفسير.
(يُتْبَعُ)
(/)
وانفصال المواد الدراسية على إطلاقه ليس من طبيعة هذا الدين ولا من شأن عمل السلف الصالح؛ فإنهم كانوا يأخذون بالقرآن كلاً لا يتجزأ؛ فلا بد من ربط كل هذه العلوم وهذه المواد الدراسية بالقرآن الكريم، ولا يحقق هذه الغاية إلا تفسير القرآن والتفقه فيه دون سواه؛ فهو وحده الكفيل بتحقيق شمولية التربية والتعليم من جميع النواحي.
ولم يكن للصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كتاب يدرسونه، وكلام محفوظ يتفقهون فيه إلا القرآن وما سمعوه من نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا في مجالسهم يتذاكرون إلا ذلك، فخلف من بعدهم قوم يقرؤون القرآن ولا يفهمونه، وآخرون يتفقهون في كلام غيرهم ويدرسونه، وآخرون يشتغلون في علوم أخرى وصنعة اصطلاحية.
قال الشيخ عبد الرحمن النحلاوي: (فانفصال المواد الدراسية ليس من طبيعة الثقافة الإسلامية، ولا من شأن التربية الإسلامية التي تأخذ بالإسلام كلاً لا يتجزأ، وتعتبر كل العلوم التي تأخذ بالإسلام كلاً لا يتجزأ، وتعتبر كل العلوم التي انبثقت عنه ما تزال وظيفتها توضيح الشريعة الإسلامية والحفاظ عليها فلا بد من ربط كل هذه العلوم بهدف التربية الإسلامية).
إن فصل المواد الدراسية من القرآن والسنة بمرور الزمن قد يُنسي ربطها به، ويتقرر في أذهان الناس استقلالها، وحينئذ يدخلها اجتهادهم واستحسانهم بالتغيير والتبديل والإضافة.
ومن السمات البارزة عند بعض أهل الفرق أنهم لا يفسرون القرآن كله، ولا يتبعونه آية آية؛ لأنهم إن فعلوا فإنهم يصطدمون بالآيات المحكمات التي تناقض مذهبهم وهواهم، فيسلكون مسلك الانتقاء والاختيار، ومن فسر القرآن كله منهم كالزمخشري من المعتزلة والطبرسي من الشيعة وغيرهم، فإنهم يوجهون الآيات التي تصادم مذهبهم بالتأويل ويسلكون في سبيل ذلك كل مسلك انتصاراً لمعتقداتهم؛ فهم من باب قول الحق ـ تبارك وتعالى ـ: ((إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ)) [الأنعام: 159].
قرأ الجمهور: ((فَرَّقُوا دِينَهُمْ)) من التفريق وهو الفصل بين أجزاء الشيء الواحد، وجعله فرقاً وأبعاضاً، وقرأ حمزة والكسائي: [فارقوا] من المفارقة للشيء وهي تركه والانفصال منه، وهي تفيد أن تفريق الدين قد يستلزم مفارقته؛ لأنه واحد لا يتجزأ، ومن التفريق الإيمان ببعض الكتاب دون بعض ولو بالتأويل وترك العمل.
والدين لا يتجزأ، وقد قال الله ـ تعالى ـ: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْض)) [البقرة: 85] وقال: ((كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا القُرْآنَ عِضِينَ)) [الحجر: 90، 91]، وقال: ((إنَّ الَذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً)) [النساء: 150].
قال محمد حسين الذهبي: (إن الباطنية لا يفسرون القرآن كله؛ لأنهم يصدمون بآيات محكمات تردّ مذهبهم).
وقال في بيان موقف الخوارج من التفسير: (لا يأخذون من القرآن إلا بقدر ما ينصر مبادئهم ويدعو إليها. وما رأوه يصادم مذهبهم حاولوا التخلص منه بصرفه وتأويله).
وقد لجأ بعضهم إلى المتشابه لغرض نصرة المذهب الفاسد كما نص على ذلك القرآن المجيد فقال: ((فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَاًوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ)). [آل عمران: 7].
وأهل الزيغ والضلال يفزعون إلى المتشابه الذي بواسطته يمكنهم أن يلبّسوا به، ويصرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها، وما دخلت البدع في دين الله إلا بسبب التعلق ببعض الآيات وإهمال الآيات الأخرى أو سوء فهم لها.
فالمعتزلة تعلقوا بقوله ـ تعالى ـ: ((فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)) [الكهف: 29] وأثبتوا حرية الإنسان، وقالوا: إنه خالق لأفعاله، ونفوا صفة الكلام لله رب العالمين، وتعلقوا بقراءة شاذة ((وكلَّم اللهّ موسى تكليماً)) فجعلوا موسى هو الفاعل المتكلم، وأغمضوا أعينهم عن القراءة المجمع عليها: ((وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ)) [الأعراف: 143].
(يُتْبَعُ)
(/)
ويقابلهم الجبرية فتعلقوا بقوله: ((وَمَا تَشَاءُونَ إلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ)) [الإنسان: 30] ونفوا نسبة الأفعال إلى من صدرت عنه، وقالوا: (الإنسان مجبور وعطلوا الأمر والنهي).
والكرامية لم ينظروا في باب الإيمان إلا في قوله ـ تعالى ـ: ((فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا)) [المائدة: 85]،. وقالوا: (الإيمان قول باللسان فقط دون تصديق ولا عمل).
قال القرطبي: (وهذا منهم قصور وجمود، وترك نظر لما نطق به القرآن والسنة).
وهكذا حال من تعلق ببعض الكتاب دون بعض، وهو انحراف خطير في الفكر وشذوذ في التفكير واعتلال في الشخصية أوجبه الاقتصار على بعض الآيات دون بعض.
قال رشيد رضا: (وفهم القرآن لا يكون صحيحاً إلا بالجمع بين الآيات المتقابلة في الموضوع الواحد الذي يختلف التعبير فيه).
وإزاء هذا وذاك وفق الله المنتسبين لأهل السنة والجماعة في تفسير القرآن بالشمولية والاستيعاب لجميع الآيات القرآنية كلها، ولا يقتصرون على بعضها للاستفادة منها، ومن ثم؛ لم يكن عندهم هذا الشطط وهذا الانحراف وهذا الشذوذ.
فالتفسير وفهم القرآن وحده هو الذي يقضي على ظاهرة التفرق والتحزيب والانتماء إلى فكر معين وتخصص معين؛ فمدرسة التفسير تذوب فيها جميع الفوارق. فإني أتصور الطالب وأتخيله عبداً يملكه شركاء مختلفون وهو بينهم موزع، ولكل منهم فيه توجيه، وعليه تكليف، وهو بينهم حائر لا يستقر على نهج، ولا يستقيم على طريق، ولا يملك أن يرضي أوامرهم المتعارضة التي تمزق اتجاهاته وقواه، وهذا واضح جلي في طلاب الجامعات التي لا تلتزم بمنهج القرآن.
وأتصوره وأتخيله عبداً يملكه سيد واحد، وهو يعلم ما يطلبه منه ويكلفه به وهو مستريح مطمئن مستقر على نهج واحد، وهذا واضح جلي في طلاب الجامعات التي تلتزم بمنهج القرآن الكريم.
ولا شك أن الذي يتلقى علومه وفقهه من القرآن الكريم ـ ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتفسير ـ يخضع لهذه المادة ويتعلم منها، فتربطه بالقرآن، فينعم براحة الاستقامة والمعرفة واليقين وتجمع الطاقة ووحدة الاتجاه ووضوح الطريق، فينشأ سوي الشخصية متزناً معتدلاً.
والذي يتعلم هذه العلوم منفصلة عن القرآن ومن أشخاص مختلفين، فإنه يتأثر بذلك؛ لأن كل أستاذ يلقنه غير الذي يلقنه الآخر، وكل منهم يريده أن يكون على طريقته ومنهجه، فينعكس ذلك على شخصيته، فيتشتت ذهنه، وربما يحدث فيه شذوذاً عن الجادة، لذا يتأكد على رجال التربية والتعليم أن يكثفوا مقررات التفسير.
ولم أرَ علاجاً أنفع لهذه الأمة كفهم القرآن وبيانه وتفسيره، وإن الأمة اليوم تحفظ القرآن وتردده صباح مساء، ولكن لا تفهمه؛ فبينه وبينهم غيوم كثيفة وحجب وعوائق من أهمها وأشدها كثافة: ضعفهم في علوم اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم؛ فكيف يدعو الداعي الناس إلى الشريعة الإسلامية، وهم لا يفهمونها ولا يفهمون مصدرها؟ ولو فهموا ما في القرآن من الأحكام والحكم وما فيه من الأسرار واللطائف لتملكهم القرآن وجرهم إليه جراً كما جر بعض كفار قريش إلى الاستماع إليه في الليالي المظلمة، وكانوا يدفعون تأثيراته باللغو: ((وَقَالَ الَذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا القُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)) [فصلت: 26] فكانوا مغلوبين.
المطلوب منا أن نفسر القرآن ونوضحه ونبينه فقط، وفي ضمنه نتعلم الأحكام والحكم والفقه والعقائد والأخلاق وكل شيء مما يحتاجه الإنسان لسعادته في الدنيا والآخرة.
وبيان القرآن وفهمه هو الكفيل ـ بإذن الله ـ لهداية هذه الأمة الحائرة، وجميع أصناف الناس على مختلف مشاربهم يجدون في علم التفسير ما يروي الظمأ ويشبع الرغبة، وما يعدّل السلوك، وما ينظّم الغرائز والدوافع، ويقوّي الإيمان، ويصحح الاتجاه.
والطريقة الوحيدة التي يستطيع بها الأستاذ أن يبلغ منهج القرآن كاملاً غير منقوص هو علم التفسير؛ فليمتط من أراد الرشد سفينة التفسير؛ ليتعلم ما يسعده في دنياه وآخرته.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
الهوامش:
(1) الجامع للقرطبي، 2/ 19.
(2) التحرير والتنوير، 1/ 585.
(3) الجامع للقرطبي، 1/ 376.
(4) الجامع للقرطبي، 3/ 136.
(5) تفسير ابن كثير، 1/ 524.
(6) التحرير والتنوير، 18/ 376.
(7) تفسير ابن كثير، 1/ 129.
(8) تفسير الرازي، 6/ 118.
(9) التحرير والتنوير، 18/ 376.
(10) تفسير ابن كثير، 3/ 336.
(11) الجامع للقرطبي، 6/ 186.
(12) تفسير الرازي، 12/ 178.
(13) رواه مسلم، ح./ 2699.
(14) تفسير الرازي، 7/ 85.
(15) تفسير المنار، 7/ 370.
(16) التحرير والتنوير، 7/ 370.
(17) الجامع، 1/ 14.
(18) مقدمة تفسير السعدي، 4.
(19) تفسير المنار، 1/ 12.
(20) تفسير ابن باديس، 33.
(21) الجامع للقرطبي، 7/ 56.
(22) أحكام القرآن، لابن العربي، 2/ 759.
(23) الجامع للقرطبي، 4/ 92.
Cd مجلة البيان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[25 Jul 2007, 09:42 م]ـ
فهذا الأسلوب القرآني وهذا الخطاب الرباني يؤكد معنى وحدة الأمة ويحدث في النفس أثراً وإحساساً يبعثها على الامتثال؛ فالطالب الذي يربى على هذه المعاني وهذه الدقائق القرآنية، لا شك أنها تؤثر فيه وتغرس فيه هذا الإحساس وهذا الشعور.
ومن لطيف ما يدل على هذا المعنى قوله تعالى: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل اله لكم قياما)
فإن الله تعالى أضاف المال لولي اليتيم _على أحد وجهي التفسير _حتى يهتم ويعتني في حفظه والعناية به
ثم عبر في الآية الأخرى بقوله: (فإذا دفعتم إليهم أموالهم .. ) فأضاف المال إلى اليتامى حال رشدهم.
وهذا يدل على أن المال حق للأمة يجب حفظه عن الضياع والتلف, وهذا مما يدل على وحدة الأمة وحماية مصالحها
(انظر: التحرير والتنوير ... سورة النساء (5 - 6).
شكر الله لك أخي أبا العالية هذه النقل المبارك
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Jul 2007, 01:37 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أسعدني أيها المحب مرورك الكريم.
وشكر الله لأناملك البيضاء التعقيب الطيب.(/)
إعجاز الترتيب القرآني في سورة مريم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Jul 2007, 12:33 ص]ـ
إعجاز الترتيب في سورة مريم
نموذج لدراسة الترتيب القرآني على مستوى السورة
سورة مريم
سورة مريم هي السورة رقم 19 في ترتيب المصحف , عدد آياتها 98 آية.
موقع ترتيب مميز لارتباطه بالعدد 19 (المثير للجدل) عدة زبانية جهنم.ومن المعلوم أن عدد سور القرآن (114) عدد من مضاعفات العدد 19 ..
السؤال: هل نجد انعكاسا لهذا التميز في السورة التي تحمل الرقم 19 للدلالة على موقع ترتيبها في المصحف؟
العدد 19 في القرآن الكريم: ذكر العدد 19 في القرآن الكريم صراحة في الآية رقم 30 في سورة المدثر وهي قوله تعالى. [عليها تسعة عشر]. موقع يصلح أن ننطلق منه للتدبر في ترتيب سورة مريم , السورة رقم 19.
موقع الآية " عليها تسعة عشر ": المتدبر في موقع الآية " عليها تسعة عشر " يقف على عدة ملاحظات منها: أن الآية التي تذكر العدد 19 رتبت في موقع الترتيب 30. ليس 29 أو 31.
الملاحظة: إن مجموع العددين 19 و 30 هو: 49 ..
إذن هناك علاقة لهذا الترتيب بترتيب سورة مريم .. ما هي:
رقم ترتيب سورة مريم هو 19 وعدد آياتها 98، أي: 2 × 49 ..
من الواضح مراعاة العدد 49 في السورة التي تحمل رقم الترتيب 19، العدد الذي تذكره الآية رقم 30 في سورة المدثر.
[ومما يلاحظ أيضا أن الفرق بين العددين 19 و 30 هو: 11، عدد يمكن ملاحظته في مجموع رقمي العدد 56 عدد آيات سورة المدثر (6 + 5 = 11) وكذلك في مجموع رقمي العدد 74 رقم ترتيب سورة المدثر (4 + 7 = 11) ..
وهذا موضوع آخر يحتاج إلى بحث خاص)
ترتيب سورة مريم بين سور الفواتح: سورة مريم هي إحدى سور الفواتح، فهي مفتتحة بالأحرف " كهيعص " ومن الطبيعي أن يخطر بالبال البحث في ترتيبها بين سور الفواتح .. فماذا نجد؟
سورة مريم باعتبار ترتيب سور الفواتح هي السورة رقم 10.
ملاحظة رائعة .. هذا يعني أن:
عدد السور قبلها 9، هي السورة رقم 10، عدد السور بعدها: 19 ..
والعدد 19 هو رقم ترتيب سورة مريم في المصحف ..
[ومن الملاحظ هنا: إذا قمنا بترتيب سور الفواتح تنازليا من الأطول إلى الأقصر، نجد أن سورة مريم تحتفظ بنفس ترتيبها السابق – رغم التغير في مواقع السور – حيث تظل السورة رقم 10. عدد السور الأطول منها باعتبار أعداد الايات 9 والأقصر 19.].
[لاحظوا الأعداد: 9، 10، 19] ..
عدد الحروف المقطعة:
عدد الحروف المقطعة هو 78 حرفا، نلاحظ أن مجموع الحروف الواردة في أوائل السور الـ 19 التي جاء ترتيبها بعد سورة مريم هو: 49 حرفا ..
للمرة الثالثة يظهر لدينا العدد 49 .. (نستنتج أن عدد الحروف في السور العشرة الأولى هو 29 بعدد سور الفواتح فهي 29) ..
العددان 9 و 10: في ترتيب سورة مريم – كما مر – إيحاء إلى أن العدد 19 مؤلف من العددين 9 و 10 ..
لنتأمل العددين 9 و 10:
العدد 19: عدد أولي، وهو مؤلف من العددين:
9: وهو أكبر الأرقام (1 _ 9) (عدد فردي).
10: أصغر الأعداد (العدد ما هو مؤلف من رقمين فأكثر، نحو: 10، 11، 12 (عدد زوجي) ...
[العددان 9 و 10 يمثلان الأعداد كلها كما يمثلان قانون الزوجية .. ]
البحث في الأعداد الأولية:
عرفنا أن العدد 19 عدد أولي ..
إذا تأملنا الأعداد الأولية نلاحظ أن:
العدد رقم 9 في ترتيب الأعداد الأولية هو: 23، والعدد رقم 10 في ترتيب الأعداد الأولية هو 29 ..
الملاحظة: أن العدد 19 هو مجموع رقمي ترتيب العددين 23 و 29 في تسلسل الأعداد الأولية .. والذي هو رقم ترتيب سورة مريم.
(من المعلوم أن العدد 23 يرتبط في القرآن بفترة الدعوة والرسالة، ويرتبط العدد 29 بمجموعة من السور المفتتحة بالحروف) ..
اكتشاف رائع جدا ...
هل يعني ذلك أن أساس العدد 19 هو العددين 23 و 29؟
ومن الملاحظ أن الفرق بين العددين 23 و 29 هو 6 ...
اكتشاف آخر رائع أيضا ..
هذا يعني أن عدد سور القرآن هو: مجموع رقمي ترتيب العددين 23 و 29 في تسلسل الأعداد الأولية مضروبا في الفرق بينهما. (6 × 19) ..
ونلاحظ هنا: أن العدد 196 الناتج من صف العددين 6 و 19، هو عبارة عن: 4 × 49 .. العدد 49 يظهر للمرة الرابعة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولو قلبت العددين بالصورة: 19 × 6، فالعدد الناتج من صف العددين والذي هو 619 هو العدد 114 في ترتيب الأعداد الأولية ..
السؤال: ما علاقة العددين 23 و 29 بعدد آيات سورة مريم؟
وما مدى صحة هذا التحليل؟
عدد آيات سورة مريم هو: 98 .. [98 = 2 × 49]
المفاجأة:
إذا قمنا بتربيع الأرقام في العددين 23 و 29 فالناتج هو: 98 ..
[29 + 22 + 23 + 22 = 98].
81 + 4 +9 + 4 = 98. وهو عدد آيات سورة مريم.
النتيجة الواضحة:
رقم ترتيب سورة مريم [19] هو مجموع رقمي ترتيب العددين 23 و 29 في تسلسل الأعداد الأولية.
عدد آيات سورة مريم [98]: هو مجموع تربيع أرقام العددين 23 و 29.
أعتقد أننا اكتشفنا سر ترتيب سورة مريم في موقع الترتيب 19 والسر في مجيئها مؤلفة من 98 آية.
تأملوا هذا الترابط بين العددين 23 و 29 والعدد 19! وتذكروا ارتباط العدد23 بفترة الدعوة , والعدد 29 بسور الفواتح ..
هل يمكن نسبة هذا الترتيب والتقدير إلى غير الله؟
لمزيد من الاطمئنان، ولدفع الشبهة:
عرفنا أن عدد آيات سورة مريم هو 98 = 2 × 49.
وقد اكتشفنا أنه مجموع تربيع أرقام العددين 23 و 29 ..
لنتأمل الحقيقة التالية:مجموع العددين 23 و 29 هو: 52.
إذا بحثنا عن السورة التي تحمل رقم الترتيب 52 في المصحف سنجد أنها سورة الطور، والمفاجأة: سنجد أن عدد آياتها هو: 49.
والمفاجأة الأخرى: إذا قمنا بترتيب سور القرآن تنازليا من الأطول إلى الأقصر سنجد أن سورة الطور ستحتل الموقع رقم 49 ..
تأكيد آخر:
إذا بحثنا عن السورتين اللتين تحملان رقمي الترتيب 23 و 29 نجدهما:
السورة رقم 23 سورة المؤمنون، عدد آياتها: 118.
السورة رقم 29 سورة العنكبوت , عدد آياتها 69.
المفاجأة:
إن الفرق بين عددي الآيات في السورتين هو: 49 (118 – 69).
[لاحظوا مراعاة القرآن في ترتيبه للسورة التي تحمل الرقم 52 (23 + 29) أن تأتي من 49 آية .. ومراعاة أن يأتي الفرق بين عددي آيات السورتين اللتين تحملان رقمي الترتيب 23 و 29: 49 أيضا] ..
إن كل ظاهرة هنا تأكيد للأخرى وابتعاد بها عن شبهة المصادفة من ناحية، ودليل على إحكام ترتيب سور القرآن وآياته .. والدلالة على مصدره.
في العددين 19 و 98: مجموع العددين 19 و 98 هو: 117. [9 × 13]
إذا قمنا بتربيع الأرقام في العددين 19 و 98 فالناتج هو: 227.
81 + 1 + 64 + 81 = 227.
العدد 227: هو العدد 49 في ترتيب الأعداد الأولية.
ومن ناحية أخرى هو العدد الأولي الأكبر المستخدم في القرآن عددا لآيات سورة (سورة الشعراء) كما انه العدد الأولي الوحيد من خارج سلسلة الأعداد 1 – 114 أي أكبر من العدد 114. [هذا العدد محور موضوع هام جدا في ترتيب سور القرآن: إعجاز الترتيب في العدد 227].
سورة الحجرات: سورة الحجرات هي السورة رقم 49 في ترتيب المصحف. عدد آياتها: 18 ..
السؤال ما علاقة العدد 18 بالعدد 49؟
العدد 18 = (9 + 4) + (9 – 4) ..
المفاجأة الأخرى:
(49 + 18) + (49 – 18) = 98 ..
98: عدد آيات سورة مريم.
[ليست مصادفة أن يكون عدد آيات السورة رقم 49: 18 آية لا غير] ..
49 آية: السؤال الذي سنطرحه الآن: ما عدد الآيات في القرآن التي يحمل كل منها العدد 49 رقما دالا على ترتيبها في سورتها؟
المفاجأة: عدد هذه الآيات هو 49 آية لا غير.
ملاحظات في العددين 23 و 29:
23: مدة نزول القرآن.
29: عدد السور المفتتحة بالحروف المقطعة.
الفرق بين العددين 6 وحاصل مجموعهما 52. ..
نلاحظ العددين في سورة الفاتحة السورة الأولى في ترتيب المصحف والسورة التي لا تجوز الصلاة بدونها:
يلاحظ العدد 29 في عدد كلمات سورة الفاتحة، فهو 29.
ويلاحظ العدد 23 في آية البسملة، فهي مؤلفة من 19 حرفا و 4 كلمات:مجموع العددين هو: 23. ونلاحظ في البسملة أيضا أن عدد ما ورد فيها من حروف اللغة هو 10 وعدد المكرر هو 9، وهو النظام نفسه الذي شاهدناه في ترتيب سورة مريم ..
ومن الملاحظات الخاطفة:
سورة العنكبوت هي السورة رقم 29 في ترتيب المصحف، نلاحظ أن عدد آياتها هو: 69 أي: 3 × 23 ..
سورة القلم هي السورة رقم 29 باعتبار سور الفواتح، نلاحظ أن عدد آياتها هو 52 أي: 23 + 29.
سورة الحاقة هي السورة رقم 69 (3 × 23) في ترتيب المصحف: نلاحظ أن عدد آياتها هو 52 أي: 23 + 29 ..
من نتائج البحث:- ليس مصادفة ولا دون قصد أو هدف أن يكون رقم ترتيب سورة مريم 19 وعدد آياتها 98 .. [وكذلك سور القرآن].
- العددان 23 و 29 المرتبطان بفترة الدعوة وسور الفواتح عددان أساسيان في الترتيب القرآني.
- نسبة هذا الترتيب إلى غير الله غير ممكنة إلا عنادا واستكبارا.
- ترتيب سور القرآن توقيفي.
- الترتيب القرآني يؤدي ما يؤديه أي وجه من وجوه الإعجاز التي يعترف بها العلماء ..
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[27 Jul 2007, 07:42 م]ـ
أما زال بعض الأخوة عند مواقفهم؟
إضافة إلى ما ذكر، فسورة مريم ترتبط ب:
- النظام العددي.
- قانون الحالات الأربع لسور القرآن.
- العدد 29 ونظام المجموعات.
- ظاهرة الطول والقصر.
- الإطار الداخلي.
بشرط أن يكون عدد آياتها 98 كما هو الحال المعتبر في المصحف (مصحف المدينة النبوية) ..
السؤال:
هل جاء كل هذا الترتيب المحكم بفعل مصادفة، ويريد البعض أن يصححها فيجعل عدد آيات سورة مريم 99؟(/)
أفضل التفاسير وأقرب طرائق الفهم
ـ[إستبرق]ــــــــ[26 Jul 2007, 03:55 ص]ـ
أفضل التفاسير وأقرب طرائق الفهم
قال الإمام الشهيد حسن البنا:
وبعد فلقد سألني أحد الإخوان عن أفضل التفاسير وأقرب طرق الفهم لكتاب الله تبارك وتعالى؟
فكان جوابي على سؤاله هذا .. هذه الكلمة:
قلبك
[ size=4] فقلب المؤمن لاشك هو أفضل التفاسير لكتاب الله تبارك وتعالى، وأقرب طرائق الفهم أن يقرأ القارئ بتدبر وخشوع، وأن يستلهم الله الرشد والسداد، ويجمع شوارد فكره حين التلاوة، وأن يلم مع ذلك بالسيرة النبوية المطهرة، ويعنى بنوع خاص بأسباب النزول وارتباطها بمواضعها من هذه السيرة فسيجد في ذلك أكبر العون على الفهم الصحيح السليم، وإذا قرأ في كتب التفسير بعد ذلك، فللوقوف على معنى لفظ دق عليه أو تركيب خفي أمامه أو استزادة من ثقافة تعينه على الفهم الصحيح لكتاب الله.
فهي مساعدات على الفهم، والفهم بعد ذلك إشراق ينقدح ضوءه في صميم القلب.
ومن وصايا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده رحمه الله لبعض تلامذته: "وأدم قراءة القرآن، وفهم أوامره ونواهيه، ومواعظه وعبره كما كان يتلى على المؤمنين أيام الوحي، وحاذر النظر إلى وجوه التفاسير إلا لفهم لفظ غاب عنك مراد العرب منه، أو ارتباط مفرد بآخر خفي عليك متصله، ثم اذهب إلى ما يشخصك القرآن إليه، واحمل نفسك على ما يحمل عليه".
ولاشك أن من أخذ بهذه الطريقة سيجد أثرها بعد حين في نفسه ملكة تجعل الفهم من سجيته ونورا يستضيء به في دنياه وآخرته إن شاء الله.
المصدر كتاب مقاصد القرآن الكريم للإمام الشهيد حسن البنا (صـ 26ـ27)(/)
أضواء البيان (طبعة دار عالم الفوائد / سلسلة آثار الشيخ) هل فيه سَقْط؟
ـ[رضا التومي]ــــــــ[27 Jul 2007, 08:10 م]ـ
هذا ما واجهني في طبعة أضواء البيان التي طبعتها دار عالم الفوائد و هي آثار الشيخ - رحمه الله -
فعند بحثي عن تفسير قوله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان .. } الآية.
لم أجدها؟
قرأت الآية التي قبلها و ما بعدها لأتأكد و لكنني لم أجد الآية المذكورة!
مع العلم أن تلك الآية دائما ما ينقل الباحثون في تفسيرها من تفسير أضواء البيان للعلامة الشنقيطي. فهل تكلم عن هذه الآية في مواضع أخرى؟ أم أن هذه الطبعة فيها سقط؟
نفع الله بكم وزادكم علمًا.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[27 Jul 2007, 09:38 م]ـ
يبدو أنني استعجلت كثيرًا - كعادة المبتدئين أمثالي - (ابتسامة خجلى)
فالشيخ - رحمه الله- قد تكلم عن هذه الآية أثناء تفسيره لآيات سورة طه المتعلقة بالسحر. (المجلد الرابع , ص 534 و مابعدها)
فلا تبحثوا؛ فقد كفيتكم عناء البحث (ابتسامة).(/)
سؤال: ضوابط التوسع في معاني المفردات القرآنية
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[27 Jul 2007, 11:03 م]ـ
اطلعت اليوم على مقال منشور في أحد المواقع الإسلامية بعنوان (نشوز الزوج ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1181062629076&pagename=Zone-Arabic-AdamEve%2FAEALayout)).
فأثار فيّ هذا الاصطلاح تساؤلا حول ضوابط توسيع معاني المفردات القرآنية.
فمما يلاحظ في مصطلح (النشوز) في القرآن الكريم أنه ورد مقرونا بالحديث عن الزوجة فقط.
وقد خانتني الذاكرة في استحضار مصطلحات شرعية أخرى قام بعض المسلمين بتوسيع مفهومها لتستوعب معاني جديدة غير مذكورة في المعنى الشرعي الأصلي، وذلك رغم تأكدي من فشو هذه الظاهرة خصوصا عند الدعاة والخطباء.
فهل للمسلم أن يستعمل مصطلحا قرآنيا للدلالة على معنى أوسع غير مقصود في معناه الشرعي الأصلي، واعتبار هذا المعنى الجديد داخلا في المعنى الشرعي؟
وإن كان ذلك ممكنا بضوابط، فما هي هذه الضوابط؟
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:52 ص]ـ
"وان امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا"فالرجل أيضا منه نشوز
وفى رأيى المتواضع أن الألفاظ لاتترادف بمعنى لاتتطابق وان تقاربت المعانى.ولذلك أرى ألا تستعمل الا فى المعنى الشرعى وبدقة حتى لا يحدث خلط المفاهيم. ولكن هذا يحتاج الى جهود جبارة لم نسمع عمن طوى فراشه ليجد فى هذاالمجال. وان كان بعض الأفاضل قد أدرك بعضا منه الا انى أرى أن قاعدة انطلاقه كانت على غير ما أقول ,فلولا انطلق من قاعدة "لا ترادف"
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[11 Aug 2007, 01:45 م]ـ
أخي الكريم ابن جماعة, هناك ثلاثة مصطلحات تتنازع هذا الجانب الذي ذكرت: أولها وأكبرها: علم الاستنباط, وثانيها وثالثها: تنزيل الآيات على الواقع, والاستشهاد بالآيات على وقائع مستجدة, وهما متقاربان.
وعسى أن أعود لبيانها عاجلاً بإذن الله, أو يكفيني مؤونتها أحد الأفاضل.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[11 Aug 2007, 05:31 م]ـ
أخي محمد بن جماعة وفقه الله ...
بالنسبة لما سألت عنه فإن المصطلحات الشرعية الواردة في الكتاب والسنة لايجوز توسيع ولا تضييق معناها، لما لذلك من تأثير في دلالة اللفظ ..
ولا يدخل في ذلك تناول العام لجميع أفراده بل ذلك داخل في اللفظ ولا يخرج إلا بنص، كما لا يدخل فيه دخول بعض الصور والأمثلة في معنى المصطلح فهي لا تعد توسيعاً وإنما تعد من باب ضرب الأمثلة ...
والمحظور في ذلك أن يوسع معنى اللفظ ليتناول معنى جديداً لا يدل عليه اللفظ باصطلاحه الشرعي، أو أن يضيق اللفظ فيُخرج منه بعض صوره بلا دليل من مخصص ...
وسأضرب لذلك مثالاً لعله يبين ذلك:
فسر بعض المعاصرين الزاني في قوله تعالى: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) [النور: 1] بأن معناه كثير الزنى ..
كما فسر السارق في قوله تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) بأن المقصود أنه كثير السرقة ..
وبنى على ذلك أنه لا يقع الحد بسبب الزنا مرة واحدة أو بسبب السرقة مرة واحدة، أو لم يكن معروفاً بذلك، وإنما يقع فيمن يتكرر منه هذا الفعل (1) ..
وهذا كما نرى تضييق للمصطلح الشرعي (الزنا) (السرقة) بإخراج بعض أفراده بلا دليل؛ ولا شك أن هذا الأمر لا يجوز في تفسير كتاب الله تعالى إلا بدليل ..
وعليه فإن مثل هذا الصنيع غير مقبول، وإنما تقتصر الألفاظ الشرعية على معانيها الأصلية الواردة عن الشارع جل وعلا كما فهمها الصحابة رضي الله عنهم بلا توسيع ولا تضييق ..
ولكن أنبه مرة أخرى أن إدخال أفراد العام فيه؛ لا يعد توسيعاً للمصطلح الشرعي، وكذا ضرب الأمثلة على المصطلح الشرعي ...
والله أعلم وصلى الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
28/ 7 / 1428هـ
ــــــــــــ
حواشي:
(1) انظر: الفلسفة القرآنية للعقاد: (83)، والانحراف الفكري في التفسير المعاصر ليحيى شطناوي: (1/ 350 ـ 355)، واتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للرومي: (3/ 1094).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[11 Aug 2007, 06:12 م]ـ
جزاكم الله خيرا على ردودكم.
أخي الأستاذ أبا بيان،
وأنا في انتظار المزيد من التفصيل حول التقسيم الذي قدمته.
وليتك تحيلني أيضا إلى بعض المراجع التي عنيت بهذا التقسيم وقدمت أمثلة عليه.
أخي د. فهد الوهبي،
وفي أي الوجود يدخل مصطلح (نشوز الزوجة)؟
فهل هو من باب ضرب الأمثلة على مفهوم (النشوز)، مما يعني شموله للزوج والزوجة؟
أم أن النشوز مفهوم عام في العلاقة الزوجية يدخل فيه جميع أفرادها؟
أم أن اقتراح أن الحديث عن (نشوز الزوج) هو من باب توسيع المصطلح الشرعي؟
ـ[** متفكرة فى خلق الله **]ــــــــ[21 Jul 2008, 10:43 م]ـ
بسمِ اللهِ، والحمدُ لله
والصَّلاة والسَّلام على النَّبىّ المُجتبى، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومن والاه وبأثِرِهِ اقتفى
السَّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته
**********************
شكر الله لكم أساتذتنا الأفضال إثارة هذه النقطة الجَدّ مُهِمّة
ولا سيما عند عموم النَّاس، والكُتَّاب
فإن مما يُدمى له القلب ما نراه من كثرة الأقيِسة والاستشهاد بآيات القُرآن العظيم فى غيرِ موضعها تمامًا
بل وإن كثيرًا من المُنتديات العامة على الشبكة الآن نجدُ فى القسم الإسلامى فيها موضوعات تختص بأن يدخل كل من أراد ويكتب خواطره حول القرآن!
وربما ليس لديه أى خلفية تؤهله لمعرفة صحة أو خطأ ما يقوله، فنجدهم يتوسعون المعانى بطريقةٍ عجيبة وبعيدة جدًا
وسبحان الله .. منذ مدةٍ وأنا أعزم أن أفتح موضوع بخصوص ضوابط قاعدة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب "، لكن سبحان الله قطعتنى القواطع وشغلتنى الشواغل عن ذلك، حتى قرأت هذا الموضوع الطيب.
فنرجو من مشائخنا وأساتذتنا الأفضال أن يمدونا بما يفيد فى هذا الأمر وضوابطه.
جزاكم الله خيرًا، وأحسن الله إليكم.(/)
((وكذلك جعلناكم أمة ً وسطاً))
ـ[إيمان]ــــــــ[28 Jul 2007, 12:34 ص]ـ
((وكذلك جعلناكم أمة ً وسطاً))
**بقلم الشيخ: عبدالعزيز بن ناصر الجليل .... **
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 06:05 ص]ـ
جزاك المولى خير الجزاء ,, لاحرمت الأجر في الدارين ..........(/)
ثبت الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين رقم: (3)
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[28 Jul 2007, 05:00 ص]ـ
فهذا هو القسم الثالث والأخير من: " ثبت الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين رقم: (3) "، وهو خاص بالمقالات المنشورة في المجلات العلمية.
وقد سبقه القسم الأول وهو خاص بالكتب التي تكلمت عن مناهج عدد من المفسرين، والقسم الثاني وهو خاص بالكتب التي تكلمت عن منهج مفسرٍ واحد.
وقد اعتمدت بعد الله في هذا القسم على الكشاف المنشور في مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية العدد الأول - ربيع الآخر - 1427هـ، والذي أعده الدكتور / خالد بن يوسف الواصل - جزاه الله خيراً - مع زيادة يسيرة وقفت عليها.
القسم الثالث: في المقالات المنشورة في المجلات العلمية، التي تكلمت عن مناهج المفسرين:1. " مناهج المفسرين " محمد شلبي، مقال منشور في مجلة البنوك الإسلامية العدد 36، رمضان 1404 هـ، 1984 م.
2. " مناهج المفسرين " حسن عاصي، مقال منشور في مجلة المعارج العدد الثاني 1411 هـ، شباط 1991 م.
3. " مدرسة التفسير بالمدينة المنورة " عبد الرزاق إسماعيل هرماس، مجلة الدارة العدد الأول - محرم - 1418هـ
4. " تفسير القرآن الكريم في كتابات المستشرقين " عبد الرزاق إسماعيل هرماس، مجلة البحوث الإسلامية العدد السابع والستون - رجب - 1423هـ.
5. " نظرات في مدرسة التفسير الحديثة " مصطفى مسلم، مجلة كلية أصول الدين العدد الثاني 1399 - 1400 هـ.
6. " الإسرائيليات في التفسير وموقف الصحابة منها" ناصر بن محمد الحميد، مجلة كلية أصول الدين في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد الثاني (1399# - 1400#) ـ ص63ـ 81.
7. " التفسير بالأثر والرأي وأشهر كتب التفسير فيها " عبد الله بن إبراهيم الوهيبي، مجلة البحوث الإسلامية العدد السابع (رجب - شوال 1403#) ص200 ـ 237.
8. "التفسير العلمي للقرآن الكريم وموقف العلماء منه" محمد السيد بنداري، مجلة كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم العدد الثالث (1403# - 1404#) ص53 - 68.
9. " المذهبية الفقهية وأثرها في تفسير آيات الأحكام قديماً وحديثاً "عبد الرزاق بن إسماعيل هرماس، مجلة البحوث الفقهية المعاصرة العدد السادس والأربعين (محرم ـ ربيع الأول 1421# - يونيو ـ يوليو2000م) ص54 ـ 151.
10." برهان الدين البقاعي وكتابه نظم الدرر " محمد بحيري إبراهيم - كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية بالمدينة المنورة العدد الأول (1402ـ 1403#) ص 261 ـ 294.
11. " البسيط في التفسير للواحدي " بهاء الدين عبد الرحمن، مجلة عالم الكتب المجلد السادس، العدد الرابع (ربيع الثاني 1406 - ديسمبر1985م) ص 508 ـ 513.
12."تأثر أبي حيان بالفخر الرازي في تفسيره البحر المحيط واعتراضاته عليه " بدر بن ناصر البدر، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد الثالث والأربعين - رجب 1424# - ص13 94.
13. " التأليف في التفسير عند المحدثين " عبد الرزاق بن إسماعيل هرماس، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد 26 (ربيع الآخر 1420#) ص13 ـ 94.
14." التفسير الكبير للرماني " زكريا سعيد علي، مجلة عالم الكتب المجلد 14، العدد الثاني (رمضان - شوال 1413#) ص213ـ 215.
15. "تنبيهات الإمام بن كثير على قضايا ومسائل أوردها الإمام الفخر الرازي " شايع بن عبده الأسمري، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد 44 (شوال 1424#) ص13 ـ 107.
16." ابن الجوزي ومنهجه في التفسير " أحمد فهيم مطر، مجلة البحوث الإسلامية العدد الحادي والثلاثين (رجب - شوال1411#) ص229 - 258.
17. " أبو حيان وبحره المحيط " محمد عبد الخالق عظيمة، مجلة كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد السابع (1379# - 1977م) ص13ـ 50.
18." ابن عادل وتفسيره اللباب في علوم الكتاب " محمد عبد الرحمن الشايع، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية العدد السابع عشر (رجب 1417هـ - نوفمبر1996م) ص13ـ 41.
19." العز بن عبد السلام مفسراً " عبد الله بن إبراهيم الوهيبي، مجلة البحوث الإسلامية العدد الحادي والعشرين (ربيع الأول - جمادى الثاني 1408#) ص276 ـ 310.
20. " علم التفسير في كتابات المستشرقين " عبد الرزاق بن إسماعيل هرماس، مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، العدد الخامس والعشرين - الجزء الأول (شوال 1423# - ديسمبر2002م) ص77 ـ 129.
21." في ظلال القرآن " محمد لطفي الصباغ، مجلة أضواء الشريعة، العدد الثاني (1390 - 1391#) ص78.
22. " اللغة في تفسير الطبري " محمود محمد شبكة، مجلة كلية اللغة العربية (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) - العدد الثامن (1398# - 1978م) ص53 - 83.
23. " مدرسة التفسير بالمدينة المنورة " عبد الرزاق إسماعيل هرماس، مجلة الدارة - س23، العدد الأول (محرم - 1418#) ص5 - 54.
24. " منهج ابن عباس في التفسير " عبد الله سلقيني، مجلة كلية أصول الدين (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) العدد الرابع (1402 - 1403#) ص11 - 34.
25." نظرات في مدرسة التفسير الحديثة " مصطفى مسلم، مجلة كلية أصول الدين (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) العدد الثاني (1399 - 1400#) ص 52 - 62.
26. " النيسابوري مفسراً " رسالة ماجستير لعلاء محمد عيد. (عرض)، مجلة عالم الكتب المجلد الحادي عشر، العدد الثالث (محرم - 1411#) ص447 - 449.
27 - " منهج أبي السعود في تفسيره من خلال ما كتب عنه " لفريد بن عبد العزيز الزامل السليم، مجلة الحكمة - العدد 33 - جمادى الثاني - 1427هـ.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جنتان]ــــــــ[28 Jul 2007, 05:16 ص]ـ
جهد مبارك بإذن الله ,بارك الله فيكم ,وسدد خطاكم ,ونفع بكم ...
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[28 Jul 2007, 08:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم إخوتي هذا الكتاب المطبوع::
الشيخ أحمد بن عجيبة ومنهجه في التفسير، لأخي وصديقي الدكتور حسن عزوزي، في جزءين، مطبوعات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الرباط، المغرب: 1422 هـ/ 2001م، وهي في أصلها رسالة أنجزها الباحث لنيل دكتوراه الدولة في الدراسات القرآنية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[03 Aug 2007, 03:21 ص]ـ
شكر الله للأخت جنتان.
وشكر الله لك يادكتور / مصطفى على هذه الإتحافات وننتظر المزيد وإن كان محلها في رقم: (2)، والأمر سهل.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[03 Aug 2007, 04:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إليك المزيد بفضل الله تعالى وتوفيقه:
رسالة لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية تحت عنوان: عبد الله بن فودي: حياته وعلمه، وتحقيق الجزء الأول من كتابه: "كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن". للباحث: الحسن الحاج أبو بكر، دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا، الرباط، المغرب: 1418هـ/ 1998م.
رسالة لنيل التخصص العالي (الماجستير) في القرآن الكريم وعلومه تحت عنوان: "التيسير والتسهيل لمعرفة أحكام التنزيل، تأليف: العلامة محمد بن يحيى بن سيدي بن سليمة الشنقيطي (ت 1354هـ)، للباحث: إبراهيم محمد بوهيتي، كلية الدعوة الإسلامية، شعبة القرآن الكريم وعلومه، الجماهيرية العربية الليبية: 1427هـ/ 1999م.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[04 Aug 2007, 03:22 ص]ـ
شكر الله لك وسلمت يمنك.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[04 Aug 2007, 05:33 ص]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل،،
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[06 Aug 2007, 02:29 ص]ـ
وإياك وجميع القراء.(/)
هل بدأ ابن كثير تفسيره بتفسير سورة الأنعام؟
ـ[ابن جرير العربي]ــــــــ[28 Jul 2007, 02:25 م]ـ
سمعت في دروس الشيخ عبدالكريم الخضير في تفسير سورة الفاتحة من تفسير الجلالين أن ابن كثير بدأ تفسيره بسورة الأنعام ثم لما أكمل عاد وفسر باقي السور من البقرة إلى المائدة.
فهل هذا صحيح؟
مع أنه لما فسر سورة الأعراف قال في أولها: (قد تقدم الكلام في أول "سورة البقرة" على ما يتعلق بالحروف وبسطه، واختلاف الناس فيه.)
أرجو التوضيح.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[01 Aug 2007, 01:36 ص]ـ
لم يظهر لي ما يدل على ما ذكره الشيخ عبدالكريم وفقه الله.
وقد رجعت إلى كتاب الأستاذ الدكتور سليمان اللاحم عن منهج ابن كثير في تفسيره، وإلى مراجع أخرى مع بعض مقدمات محققي التفسير فلم أر أحداً ذكر شيئاً حول هذه القضية.
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[04 Aug 2007, 07:56 م]ـ
ممن تكلم على هذه المسألة بإيجاز الشيخ محمد الفالح في كتابه عن حياة ابن كثيروتفسيره ص69 - 70،والله أعلم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:13 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
وليت أخانا أبا صالح التميمي يتحفنا بنقل ما وجده في الموضوع من الكتاب الذي ذكره وفقه الله.
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[30 Aug 2007, 06:49 ص]ـ
أعتذر عن التأخر في الرد،ويصعب علي النقل لبطئ الشديد في الكتابة فأرجو ممن عنده الكتاب أن ينقل كلام الشيخ.
ـ[شعلة]ــــــــ[30 Aug 2007, 07:23 ص]ـ
إليك كلام د. محمد الفالح في هذه المسألة في كتابه (حياة ابن كثير وكتابه تفسير القرآن العظيم) وأصله مقدمة لتفسير ابن كثير حققه إلى نهاية الجزء الأول من القرآن في رسالته للدكتوراه حيث قال:
(كيف ألف ابن كثير تفسيره:
ما ورد عن ابن كثير – رحمه الله- في تفسيره من عبارات وإحالات وما جاء في بعض مخطوطاته من تحشيات يدل على أن المؤلف لم يبدأ تفسيره بالترتيب المتوقع وأنه بدأه من أوله إلى آخره.
وإنما بدأه من تفسير الآية رقم: مائة من سورة الأنعام، وإلى آخر القرآن ثم عاد ففسر أوله حتى انتهى إلى حيث بدأ.
1 - فقد جاء في حاشية النسخة الخطية:31لوحة [843/أ] المحفوظة في مكتبة السليمانية بتركيا برقم: 123. ((حاشية الأصل: آخر أجزاء المؤلف رحمه الله من هذه السورة – الأنعام- ومن هذه الآية -100 - ابتدأ بتعليق هذا التفسير إلى آخر القرآن العظيم، ثم فسّر من سورة البقرة إلى ههنا ووافق آخر التعليق يوم الجمعة رابع عشر ذو القعدة سنة741هـ فكتب الجميع في نحو أربع سنين)). وهي عبارة صريحة الدلالة.
2 - كما أن ابن كثير قال عند تفسير آية: (29) من سورة البقرة ما نصه: (وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات)).
3 - ثم إن ابن كثير قد أحال في كتابه: البداية والنهاية إلى تفسيره في سورة الرعد، والأحقاف، والبروج.
في حين أنه أحال في أول تفسيره إلى البداية والنهاية، كما دل ذلك إشارته إلى الخلاف في الجنة التي دخلها آدم عليه السلام، هل هي في السماء أو في الأرض؟.) أ. هـ ص69 - 70
وقد علق د. محمد عند قوله (وقد قررنا ذلك في تفسير سورة النازعات)) قال: (أما قول المصنف في التفسير (2/ 197) من الرسالة المذكورة- يعني رسالته للدكتوره – ((وسيأتي تقرير ذلك في سورة الأعراف إن شاء الله)) فهو محمول على أن المصنف ذكر ذلك في مراجعاته للتفسير بعد إكماله.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[30 Aug 2007, 07:45 ص]ـ
سبقتني ياشعلة وقد كنت أكتب ما قاله الشيخ الفالح فلما انتهيت فوجئت بإضافتك بارك الله فيك وجعلني وإياك من المتسابقين في الخيرات ودخول الجنات.
ولعلي أذكر تعليقي على النقل قأقول:
وبه ثبت مصداق كلام شيخنا عبد الكريم الخضير - حفظه الله -.
وفي نظري أن ما ذكره الشيخ الفالح قرائن قوية، وهذه فائدة نفيسة، ولكن هل يترتب عليها شيء؟
أقول: نعم، ومن ذلك:
دفع ما قد يستشكل من إحالة ابن كثير في سورة البقرة على ما حرره في سورة النازعات، ومنها ما لو اختلف رأيه في تفسير الجزء الأخير من القرآن مع ما في أوله فإنه يقدم ما في الأول لأنه الآخر بعكس الأصل في هذا الباب.
والله تعالى أعلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[30 Aug 2007, 12:12 م]ـ
لكن يظل السؤال قائما:
لماذا فعل الحافظ ذلك؟
المعلوم أن المفسر عادة ما يبدأ من أول القرآن، ولا يغير نهجه إلا لنكتة ما.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمثلا تفسير الجلالين معروفة قصته
والشيخ الشعراوي بدأ بجزء قد سمع والأجزاء التي يحفظها معظم المسلمين.
ولم يظهر لي سبب التقطيع الحاصل عند صاحب مفاتيح الغيب، لكن لعلها حسب توفر المادة المطلوبة من القاضايا العقلية والمذاهب الفكرية التي كان يجمعها ليرد عليها كما هو معلوم من منهجه.
لكن الحافظ ابن كثير المادة التفسيرية عنده متوفرة فيما يحفظه بل وبرع فيه من مادة حديثية
ثم خطر لي أن أرجع للآية وأتأملها لعل فيها جوابا فوجدتها (وجعلوا لله شركاء الجن) فلم يظهر لي وجه الإلهام منها مع ما فيها من توحيد المولى الكريم جل وعلا. ثم تذكرت أن القراءة التي كانت منتشرة في بلاد الشام آنذاك هي رواية الدوري وهذه هي الآية مئة
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X330-0/6/99/1.png
وهي هكذا آية (100) في عدد مصحف البصرة الذي عليه قراءة أبي عمرو
فلعل خاتمتها وما فيها من دعوة للتأمل كانت مبتدأ لما فتح الله عليه وأكرمه بهذا التفسير العظيم المبارك والثواب الكبير الذي ما زال يتضاعف له إلى يوم الدين رحمه الله تعالى وأراني أحب مشاركتكم بنقل تفسيره لهذه الآية الكريمة
إذ يقول رحمه الله تعالى:
وقوله تعالى " وهو الذي أنزل من السماء ماء " أي بقدر مباركا ورزقا للعباد وإحياء وغياثا للخلائق رحمة من الله بخلقه " فأخرجنا به نبات كل شيء " كقوله " وجعلنا من الماء كل شيء" " فأخرجنا منه خضرا " أي زرعا وشجرا أخضر ثم بعد ذلك نخلق فيه الحب والثمر ولهذا قال تعالى " نخرج منه حبا متراكبا " أي يركب بعضه بعض كالسنابل ونحوها " ومن النخل من طلعها قنوان" أي جمع قنو وهي عذوق الرطب دانية أي قريبة من المتناول كما قال علي بن أبي طلحة الوالبي عن ابن عباس " قنوان دانية " يعني بالقنوان الدانية فصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض. رواه ابن جرير قال ابن جرير وأهل الحجاز يقولون قنوان وقيس يقول قنوان قال امرؤ القيس: فأثت أعاليه وآدت أصوله ومال بقنوان من البسر أحمرا قال وتميم يقولون قنيان بالياء قال وهي جمع قنو كما أن صنوان جمع صنو وقوله تعالى " وجنات من أعناب " أي ونخرج منه جنات من أعناب وهذان النوعان هما أشرف الثمار عند أهل الحجاز وربما كانا خيار الثمار في الدنيا كما امتن الله بهما على عباده في قوله تعالى " ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا " وكان ذلك قبل تحريم الخمر وقال " وجعلنا فيها جنات من نخيل وأعناب " وقوله تعالى " والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه" قال قتادة وغيره متشابه في الورق والشكل قريب بعضه من بعض ومختلف في الثمار شكلا وطعما وطبعا وقوله تعالى " انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه" أي نضجه قاله البراء بن عازب وابن عباس والضحاك وعطاء الخراساني والسدي وقتادة وغيرهم أي فكروا في قدرة خالقه من العدم إلى الوجود بعد أن كان حطبا صار عنبا ورطبا وغير ذلك مما خلق سبحانه وتعالى من الألوان والأشكال والطعوم والروائح كقوله تعالى " وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل " الآية. ولهذا قال ههنا " إن في ذلكم " أيها الناس " لآيات " أي دلالات على كمال قدرة خالق هذه الأشياء وحكمته ورحمته " لقوم يؤمنون " أي يصدقون به ويتبعون رسله.
اهـ
فجزاه الله عن أمة سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خير الجزاء.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Aug 2007, 12:25 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا البحث الماتع ..
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:57 ص]ـ
الذي يظهر ـ والله أعلم ت أن ابن كثير كان يلقي درس التفسير، وبدا من سورة البقرة، لكن لم يظهر له أن يقيده إلا من الجزء المذكور في سورة الأنعام، وليس المراد أنه ابتدأ التفسير بلا سابق من هذا المقطع.(/)
مجلة الإسلام اليوم تجري لقاء ماتعاً مع فضيلة المشرف العام د. عبد الرحمن الشهري
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:58 ص]ـ
أجرت مجلة الإسلام اليوم ( http://www.islamtoday.net/islamtoday-M/missues.cfm)( العدد: 33 رجب 1428هـ) لقاءً ماتعاً مع فضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري المشرف العام على الملتقى ..
http://www.tafsir.net/images/islamtoday_meeting.jpg
غلاف العدد
وقد قدموا للقاء بهذه الكلمات:
" لكل شخصية مفتاحها، ومفتاح شخصية الأكاديمي السعودي الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري أستاذ الدراسات القرآنية المساعد بكلية التربية بجامعة الملك سعود هو حب القراءة واقتناء الكتاب؛ إذ يجمع هذا الأكاديمي الشاب آلاف الكتب في مكتبته الخاصة، تراوحت بين الكتب المتعلقه بتخصصه في الدراسات القرآنية، التخصصات التي يهوى القراءة فيها مثل الدراسات الأدبية، واللغوية التي تحتل حيزاً كبيراً في مكتبته.
ويعتقد الدكتور عبد الرحمن أن وجود المكتبات في المنازل يحقق الكثير من الفوائد الثقافية والتربوية، أهمها أن الأطفال الذين يولدون في بيت فيه مكتبه تكون فرص تعلقهم بالاطلاع والثقافة أكبر من أولئك الذين لم يجدوا مكتبات في منازلهم، وبكثير من الأسف يوضح الشهري أن أغلب المنازل الآن هي بلا مكتبات حتى (إسكان) أساتذة الجامعات اتضح أن من بناها لم يفكر في تخصيص مكان لتكون فيه مكتبة منزلية، لأن ثقافة المكتبات المنزلية أصبحت ثقافة غير موجودة في المجتمع.
وفي هذا الحوار المطول يسرد الدكتور عبد الرحمن الشهري مسيرته مع الكتاب، وكيف تحمل مشاق السفر لكي يحصل على كتاب أو كتابين، وكيف استطاع أن يجمع بين العديد من التخصصات ليخدم بها في النهاية تخصصه الأساس (الدراسات القرآنية) ".
ولعله يتيسر نقل اللقاء هنا ..
وفقك الله يا أبا عبد الله ...
ـ[أبو عبد الرحمن المدني]ــــــــ[29 Jul 2007, 03:13 ص]ـ
أسأل الله أن ينفع بفضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري وأن يجعله من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته
وإن من حضر أو استمع لدوراته وخصوصا (شواهد التفسير في المعلقات) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8696) ليعلم مدى استفادته من التخصصات وتوظيفها في خدمة كتاب الله.
وجزى الله الناقل خيرا على هذه الفائدة ... ولعلنا نراه قريبا في لقاء ماتع ليتحفنا هو كذلك بكيفية توظيف علم الفقه
وأصوله في خدمة التفسير وعلوم القرآن
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Jul 2007, 07:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أبا سلاف على هذا الخبر
وأسأل الله تعالى أن يوفق الدكتور عبد الرحمن لكل خير ويبارك في علمه وعمله.
وكما يقال: (ليس من سمع كمن رأى) فمن تيسر له مقابلة الدكتور عبد الرحمن والجلوس معه فسيستفيد كثيرا من سمته وعلمه , وقد كان أول لقاء لي بالدكتور حين قدم إلى المدينة في أول الإجازة الصيفية من 26 إلى 28 جمادى الأولى 1428 ليلقي دورته المباركة (شواهد التفسير في المعلقات) فقد رافقته خلال هذه الأيام , وشرفت بصحبته , واستمتعت واستفدت من حواراته القيمة فأسأل الله أن يجعله مباركا أينما كان وأن يزيده علما وخيرا
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[29 Jul 2007, 08:44 ص]ـ
جزى الله الأخ فهد على هذا الخبر الطيب، وأنا متشوق لقراءة الحوار حال نزوله على موقع الإسلام اليوم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Jul 2007, 04:05 م]ـ
قلت: نحن على شوق للوقوف على هذا اللقاء لعالم علم حباه الله من فضله العلم والأدب وسرعة البديهة والمفاكهة مع خفة الظل والذكاء اللماح بارك الله فيه وفي أهل القرآن عامة.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[30 Jul 2007, 09:56 م]ـ
وفق الله الشيخ عبدالرحمن لمزيد من الخير، ولما كان نفع الناس هو من أكبر ما يسعده ويقر عينه، فإني أدعو
الله أن يجعله
نافعا منتفعاً.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[30 Jul 2007, 10:50 م]ـ
ما شاء الله ... اللهم زد وبارك
وفق الله الشيخ عبد الرحمن لما فيه خير الأمة ونفعها وبارك الله في دينه وعلمه وخلقه ومكتبته وأولاده وأهله ووالديه وجيرانه وتلاميذه ومحبيه. اللهم آمين.
ـ[إيمان]ــــــــ[31 Jul 2007, 12:01 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخانا فهد الوهبي على إحاطتنا بكل ماهو جديد عن لقاءات الدكتور: عبدالرحمن، ونأمل من الله جل جلاله أن نرى هذا اللقاء من ضمن مواضيع هذا الملتقى المبارك ......
أسأل الله بمنه وجوده وكرمه أن يبارك للدكتور عبدالرحمن وينفع بعلمه الإسلام والمسلمين .......
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 03:32 ص]ـ
وفق الله الشيخ عبدالرحمن لكل خير ونفعنا بعلمه .......
ـ[تاج الروح]ــــــــ[01 Aug 2007, 02:09 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
زادك الله علماً وفهماً، وبارك جهدك، ورفع قدرك، وأعلى شأنك في الدنيا والآخرة ..
اللهم آمين
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[01 Aug 2007, 11:42 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أسأل الله العلي القدير أن يوفق الشيخ، وكل روَّاد الملتقى لكل خير ونفع وصلاح دين ودنيا.
وأن يستعملهم في طاعته؛ فطوبي لمن استعمله الله في طاعته؛ لنفع الإسلام والمسلمين.
ودمتَ موفقاً للأمام يا شيخ عبد الرحمن.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[04 Aug 2007, 01:00 ص]ـ
قرأت اللقاء كاملاً .. فكان ماتعاً بحق ..
نفع الله بأبي عبدالله ـ وقد فعل ـ وزاده الله من فضله ,,
ـ[النجدية]ــــــــ[04 Aug 2007, 08:49 ص]ـ
بسم لله، و بعد ...
نسأل الله القدير أن يكرم أستاذنا عبد الرحمن الشهري، و يزيده علما طيبا نافعا، و عملا صالحا خيرا!!
فكم نحن فخورون بكم!
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[04 Aug 2007, 09:51 م]ـ
بحمد الله تعالى حصلتُ على نسخة الكترونية من اللقاء على هيئة PDF من الأخ الكريم عبد الحي شاهين مدير تحرير المجلة جزاه الله خيراً. وتم رفعها على الموقع لمن أراد الاطلاع على اللقاء.
لمن يرغب في قراءته على الانترنت دون تنزيله على جهازه من هنا نص لقاء مجلة الإسلام اليوم مع المشرف العام د. عبدالرحمن الشهري ( http://www.tafsir.net/Bookstorge/alshehri_islamtodaymagazine.pdf).
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[04 Aug 2007, 10:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله في أستاذنا، وزاده بسطة في العلم والعمر، ونفع به الإسلام والمسلمين.
وجزاكم الله خيرا أستاذ فهد الوهبي على الرابط، إلا أني وللأسف الشديد لم أتمكن من تزيل اللقاء لا قراءة ولا حفظا، فهو يستمر في التحميل حتى النهاية لكن عندما تقوم بالفتح للمشاهدة تأتيك رسالة الخطأ، ولا تجد شيئا، فأرجو التأكد من صلاح الرابط، وجزاكم الله خيرا، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:26 ص]ـ
أخي محمد الضرير وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تم تعديل الرابط ويمكنكم التحميل من الرابط الثاني بارك الله فيكم
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أستاذي فهد الوهيبي، فإن التحميل جار الآن، وأمتع الله حياتك بكل فائدة و خير، والسلام عليكم ورحمة الله.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 01:52 م]ـ
أشكر أخي الكريم الشيخ فهد الوهبي حفظه الله ورعاه على تنويهه بهذا اللقاء المتواضع في مجلة الإسلام اليوم، وأشكر الدكتور فهد الرومي الذي أشار على الأخ عبدالحي شاهين بإجراء حوار معي لاغتراره بحجم مكتبتي حفظه الله، وكذلك أخي الدكتور مساعد الطيار الذي أشار بذلك عليهم أيضاً، وإلا فأنا عند نفسي أقل من أن يجرى معي مثل هذا اللقاء، وما ذكرته في اللقاء هو قدر مشترك بين الزملاء جميعاً في الموقع، ولكن نسال الله أن يسترنا في الدنيا والآخرة، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وأعتذر للإخوة من الصور المنشورة في اللقاء، وليتنا نستطيع فصلها من الملف، وأستغفر الله العظيم من كل ذنب وخطيئة، وأشكر جميع الزملاء الفضلاء الذين أثنوا ودعوا بخير لأخيهم عندما اطلعوا على اللقاء، واشكر أخي العزيز الدكتور عمر المقبل الذي نبهني على نشر اللقاء في المجلة برسالة جوال فجزاه خيراً.(/)
التصاريف لمعاني الذكر في القرآن الكريم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[29 Jul 2007, 11:33 ص]ـ
الذكر في القرآن الكريم يتصرف على عدة معان ومنها:
الأول: الذكر يعني الطاعة والعمل)
وذلك قوله في سورة البقرة: (فَ?ذْكُرُونِي? أَذْكُرْكُمْ). يقول: اذكروني بالطَّاعة، أطيعوني، أذكركم بالخير.
الثاني: الذكر باللسان)
وذلك قوله في سورة النِّساء: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ ?لصَّلاَةَ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) يعني اذكروه باللِّسان (قِيَاماً وَقُعُوداً). وقال في آل عمران مثل ذلك. وقال في سورة البقرة: (فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) باللِّسان (كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ) بألسنتكم (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) يعني باللِّسَان. وقال في سورة الأَحزاب: (?ذْكُرُواْ ?للَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) يعني باللِّسَان. وقال: (وَ?لذَّاكِرِينَ ?للَّهَ كَثِيراً وَ?لذَّاكِرَاتِ).
الثالث: الذكر بالقلب
وذلك قوله في سورة آل عمران: (وَ?لَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُو?اْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ?للَّهَ) يعني ذكروه في أنفسهم وعملوا أنَّهُ سَائلهم عمّا عملوا.
وذلك قوله في سورة يوسف: (?ذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ). يقول يوسف: اذكر أمري عند الملك. وقال في سورة مريم: (وَ?ذْكُرْ فِي ?لْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ). يقول: اذكر لأَهل مكَّة أمر إِبراهيم. وكذلك أمر مريم وموسى وإِسماعيل وإِدريس.
الخامس: الذكر يعني الحفظ
وذلك قوله في سورة البقرة: (خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَ?كُم بِقُوَّةٍ وَ?ذْكُرُواْ مَا فِيهِ) يعني احفظوا ما فيه، يعني ما في التوراة من الأَمر والنَّهي. وقال في سورة آل عمران: (وَ?ذْكُرُواْ نِعْمَتَ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ) يعني احفظوا. وكذلك التي في سورة البقرة. ونحوه كثير.
السادس: الذكر يعني عظة
وذلك قوله في سورة الأَنعام (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يعني ما وُعِظوا به. ومثلها في الأَعراف: (فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يعني وعظوا به، (أَنجَيْنَا ?لَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ?لسُو?ءِ). وقال في يس: (أَإِن ذُكِّرْتُم) يعني وعظتم. وقال في ق: (فَذَكِّرْ بِ?لْقُرْآنِ) يعني عظ بالقرآن. وقال: (إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ) يعني واعظا (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ). ونحوه كثير.
السابع: الذكر يعني الشرف
وذلك قوله في سورة الزَّخرف: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) يعني لشرف لك ولقومك، يعني القرآن، يعني النبوة. وفي يس. وهو قول سفيان. وكقوله في سورة المؤمنون: (فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ) يعني شرفهم. وقال في سورة الأَنبيَاء: (لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) يعني شرفكم، يعني قريشا.
الثامن: الذكر يعني الخبر
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (هَـ?ذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي) يعني خبر من معي وخبر من قبلي. وكقوله في سورة والصَّافَّات: (لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ?لأَوَّلِينَ) يعني خبرا من الأَوَّلِين. وقال في سورة الكهف: (قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً) يعني خبرا من الأَولين.
التاسع: الذكر يعني الوحي
وذلك قوله في اقتربت السَّاعة: (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا) يعني أأنزل عليه الوحي من بيننا. وكقوله في الصَّافات: (فَ?لتَّالِيَاتِ ذِكْراً) يعني الوحي. وكقوله في والمرسلات: (فَ?لْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) يعني الوحي. وقال في الحجر: (وَقَالُواْ ي?أَيُّهَا ?لَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ?لذِّكْرُ) يعني الوحي، القرآن.
العاشر: الذكر يعني القرآن
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (وَهَـ?ذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ) يعني القرآن وهو قول قتادة. وفيها أيضا (عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ)، القرآن. وقال [في سورة الزخرف: (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ?لذِّكْرَ صَفْحاً) يعني القرآن. وقال في سورة الأَنبياء: (مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ) يعني القرآن وكذلك في سورة الشُّعَراء. ونحوه كثير.
الحادي عشر: الذكر يعني التوراة
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (فَاسْئَلُو?اْ أَهْلَ ?لذِّكْرِ) يعني أهل التَّوراة. وقال الحسن: أهل الكتابين. وقال ابن عباس: (مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ) التوراة، عبد الله بن سلام وأصحابه المؤمنين. ومثلها في سورة النَّحل قال: (إِلَيْهِمْ فَ?سْأَلُواْ أَهْلَ ?لذِّكْرِ) يعني التوراة، عبد الله بن سلاَّم وأصحابه الَّذين أسلموا. وهو قول قتادة.
الثاني عشر: الذكر يعني الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه يعني اللوح المحفوظ
يعني اللَّوح المحفوظ. وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ) يعني من بعد اللَّوح المحفوظ. وهو قول مجاهد.
الثالث عشر: الذكر يعني البيان من الله
وذلك قول نوح لقومه في سورة الأَعراف: (أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ) يعني بيانا من ربِّكُمْ. وقول هود فيها أيضا: (أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ). وقال: (ص? وَ?لْقُرْآنِ ذِي ?لذِّكْرِ) يعني ذي البيان. وقال في ص: (هَـ?ذَا ذِكْرٌ) يعني بيان (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ). ومثله كثير.
الرابع عشر: الذكر يعني التفكر
وذلك قوله في ص: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) يعني ما القرآن إِلاَّ تفكُّر للعالمين اي الغافلين عن الله. ومثلها في إِذا الشَّمس كوّرت: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) يعني تفكُّرا. وقوله في سورة يس: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) يعني ما هو إِلاَّ تفكُّر للعالمين وقرآن مبين.
الخامس عشر: الذكر يعني الصلوات الخمس
وذلك قوله في سورة البقرة: (فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) يعني صلُّوا لله، يعني الصَّلوات الخمس (كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ). وكقوله في سورة النُّور: (رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني عن الصلوات الخمس. وقال في سورة المنافقين: (ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني عن الصَّلوات الخمس، وحضور الجمعة.
السادس عشر: الذكر يعني صلاة واحدة وذلك قوله في سورة الجمعة: (فَ?سْعَوْاْ إِلَى? ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني صلاة الجمعة خاصَّة في هذا الموضع. وقول سليمان: (إِنِّي? أَحْبَبْتُ حُبَّ ?لْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي) يعني عن الصَّلاّة، صلاة العصر خاصة.
جميع هذه التفسيرات والمعاني منقولة من كتاب (التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه) ليحيى بن سلام(/)
بحث بعنوان دلالات الألفاظ في القرآن الكريم من منظور سياقي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2007, 01:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد الأخير من مجلة الدراسات اللغوية (المجلد التابع - العدد الثاني) ربيع الآخر - جمادى الآخرة 1428هـ.
http://www.tafsir.net/images/derasat.jpg
ومن أبحاثه بحث بعنوان: دلالات الألفاظ في القرآن الكريم من منظور سياقي للباحث الدكتور مسعود صحراوي الأستاذ المشارك في علم اللغة بجامعة الأغواط بالجزائر.
وهذا البحث قراءة نقدية لتعامل (محمد أبي القاسم حاج حمد) مع لغة القرآن في كتاب (العالمية الإسلامية الثانية).
في 15/ 7/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيراً فضيلة الدكتور عبد الرحمن
ـ[جنتان]ــــــــ[31 Jul 2007, 04:27 ص]ـ
جزاكم الباري خير الجزاء ...(/)
بحث (منهج القرآن الكريم في التدرج وأثره في التغيير) للدكتور أحمد فريد صالح أبو هزيم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر العدد الأخير (70) من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية التي تصدر عن هذه الكلية بجامعة الكويت (شعبان 1428هـ).
http://www.tafsir.net/images/kwait.jpg
وقد اشتمل على عدد من البحوث منها بحث بعنوان
- منهج القرآن الكريم في التدرج وأثره في التغيير للدكتور أحمد فريد صالح أبو هزيم.
- فوائد في علوم الحديث مستنبطة من قول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) للدكتور زياد عواد عبدالرحمن أبو حماد.
في 15/ 7/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Jul 2007, 02:47 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخ عبد الرحمن على هذه المتابعة لما يكتب في الدراسات القرآنية
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[29 Jul 2007, 05:58 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأيها الشيخ الفاضل، أفدتنا وأمتعتنا ولازلت.(/)
التاء في كلمة (امرأة) في الرسم العثماني
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[29 Jul 2007, 06:24 م]ـ
سمعت من أحد مشايخنا في كلية الشريعة أن لكتابة التاء في كلمة (امرأة) مرة مربوطة ومرة مفتوحة سرًّا، وهو أنها إذا كانت ذات بعل رسمت بالتاء المربوطة وإلا فبالمفتوحة، لكني وجدت أنها مربوطة في قوله تعالى: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا .. )
فهل عند أحد من الإخوان في هذا الشأن شيء فيه مزيد توضيح؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Jul 2007, 07:45 م]ـ
هذه ليست قاعدة على ما أظن
لذلك تجد امرأت بالتاء المفتوحة لمن لها بعل أيضاً كقوله تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {9}) القصص.
اللهم وفقنا لخدمة كتابك وسنة نبيك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[محمد السيد]ــــــــ[29 Jul 2007, 09:25 م]ـ
أشار الكفوي في الكليات إلى ماذكره الأخ مهند دون أن يستقصي في ذلك.والله أعلم
ـ[محمد السيد]ــــــــ[29 Jul 2007, 09:28 م]ـ
لكن ماأود إضافته أن الرسم العثماني والقراءات أمور لايدخلها التعليل، وبالتالي فإنك واجد لامحالة كلمات ليست على قياس اللغة أو الرسم المتعارف عليه، وأمثلة ذلك كثيرة ومعلومة في كتب الرسم.
وقد حاول العلماء الاجتهاد في تعليل ذلك، غير أنه يبقى اجتهاد يعوزه الدليل في كثير من الأحيان.
ـ[محمد عامر]ــــــــ[29 Jul 2007, 10:26 م]ـ
القاعدة التي ذكرها العلماء أن كلمة (امرأة) في القرآن إذا جاءت مضافة لبعلها كامرأت نوح وأمرأت لوط فإنها تكتب بالتاء المفتوحة وإذا لم تضف تكتب بالتاء المربوطة وآية النساء (وإن امرأة خافت من بعلها.) لم تضف لبعلها الاضافة اللغوية التي تفيد التعريف وانما امرأة هنا نكرة للعموم
ومن عنده مزيد إيضاح أو تعليق أو نقولات لأهل العلم فليتحفنا بها لأن ما ذكرناه يعوزه العزو للقائلين به ولكم الشكر
ـ[محمد كالو]ــــــــ[30 Jul 2007, 02:57 ص]ـ
قرأت في رسالة جامعية الكترونية وهي بعنوان: (سمات الاقتصاد اللغوي في العربية ـ دراسة وصفية تحليلية) وهي رسالة ماجستير في اللغويات للطالبة: وردة غديري من الجزائر وقد نوقشت الرسالة عام 1423هـ 1424 هـ بإشراف الدكتور: بلقاسم ليبارير ـ جامعة الحاج لخضر (باتنة) الجزائر، قرأت فيها ما يلي:
ذكر الصبان نقلاً عن شيخه السيد أن كل امرأة في القرآن أضيفت إلى زوجها ترسم بالتاء المفتوحة نحو: (امرأت نوح وامرأت لوط).اهـ
دون أن تنسب الكلام إلى كتاب معين.
ولكن الأخ مهند شيخ يوسف ذكر: أنها إذا كانت ذات بعل رسمت بالتاء المربوطة؟
وهنا إذا أضيفت إلى زوجها ترسم بالتاء المفتوحة وليست المربوطة، فتنبه؟!
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[09 Aug 2007, 12:56 ص]ـ
أشكركم جميعا.
وجدت في (أحكام قراءة القرآن) لمحمود خليل الحصري ما نصه:
- (امرأت) ترسم بالتاء المجرورة، ويوقف عليها بالتاء في سبعة مواضع:
1) امرأت عمران - آل عمران
2) امرأت العزيز - يوسف في موضعين.
4) امرأت فرعون - القصص
5) امرأت لوط - التحريم
6) امرأت نوح - التحريم
7) امرأت فرعون - التحريم
والضابط أن كل امرأة تذكر مقرونة بزوجها ترسم بالتاء المفتوحة، وذلك في المواضع السبعة الآنفة الذكر، وما عدا هذه المواضع تكتب بالتاء المربوطة. اهـ بتصرف يسير.
وعلى كلا القولين في شأن رسم المصحف أتوقيفي أم توفيقي علل بعضهم رسم هذه المواضع بالتاء المفتوحة إشارة إلى أن المتزوجة غير مقصورة في بيتها وخدرها كالخلية - وهي غير ذات الزوج -.
قلت: ولعله إشارة إلى أن الزواج فتح للدين وفتح للعزائم وفتح للمزاج، إذ في العنوسة شر وبيل وعنت. والله أعلم.
ـ[ابن عربي]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المرأة في القرءان تابعة للرجل (الزوج او الا ب او الولي) ولاتكون معرفة الا بزوجها وداخلة تحت ضله وتحت كنفه
ووردت كلمة امرأة سبعة مرات بتاء مبسوطة وهذه تقتضى أن المرأة معرفة بزوجها {قالت امرأت فرعون.قالت امرأت العزير. اذ قالت امرأت عمران ..... } اربعة 4 مرات بتاء مربوطة وتعني امرأة نكرة {وامرأة مومنة .. اني وجدت امرأة تملكهم ......... }
قال تعالى في سورة الاحزاب 31: "ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما " ولم يقل الحق ومن تقنت فقنوطها لا يصح الا بواسطة زوجها لان المراة اسهل ما يكون في الوقوع في حبال الشيطان ان لم تكن محصنة بزوجها او ابيها والقنوت هو الثبات على الايمان
قال تعالى: " ومن يعمل من الصالحات من ذكر اوأنثى وهو مؤمن: النساء 124 وقال "من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن" = (النحل 97) (وغافر40) والضمير يعود في العربية على الاقرب فلم يقل وهي مؤمنة
وكذلك قوله تعالى " المومنون والمومنات بعضهم " (التوبة 71) ولم يقل بعضهن
وقوله تعالى " قال نسوة " النطق للمراة والقول للرجل التي هي تحت حصانته
ولم تخاطب المراة في القرءان الا مرة واحدة
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مهند شيخ يوسف]ــــــــ[10 Aug 2007, 01:57 ص]ـ
جزاك الله خيرًا!
هل من مزيد عند الإخوان؟
ـ[بودفلة فتحي]ــــــــ[21 Sep 2010, 01:11 ص]ـ
أوّلا: موضع الخلاف: اختلفوا في هاءات التأنيث التي تلحق الأسماء المضافة لأسماء ظاهرة متى ترسم هاءً على الأصل ومتى ترسم تاء
1. فلا خلاف في الأفعال أنّها ترسم بالتاء نحو {قالت}
2. ولا خلاف في جمع المؤنث السالم أنّه بالتاء كذلك نحو {جنات عدن}
3. ولا خلاف فيما أضيف من الأسماء للضمائر نحو {رحمتي}
4. ولا خلاف في الأسماء النكرة أنّها بالتاء كذلك نحو {فبما رحمةٍ من الله}
فالخلاف قاصر على الأسماء المؤنثة المضافة لأسماء ظاهرة
ثانيا: {امرأة} هي واحدة من أحرف عدّة وقع فيها الخلاف هي: رحمة , نعمة , سنة , ابنة , شجرة , قرة , بقية , فطرة , لعنة , جنة , معصية , كلمة ... فهي ثلاث عشرة اقتصر عليها الخراز في مورد الظمآن أما الداني في المقنع وأبو داود في التنزيل فزادوا عليه: ذات , مرضات , هيهات , ولات , اللات.
ثالثا: في أيّ باب تندرج هذه المسألة:
في باب الإبدال وهو أحد ستة أبواب استوعبت جميع مسائل الرسم الاصطلاحي1 وهي [الحذف , الزيادة , الإبدال , الفصل , الوصل , اختلاف المصاحف]
والإبدال أن يرسم حرفا بدل حرف آخر كإبدال الألف واوا في نحو {الصلوة , الزكوة , الربوا} وإبدال الألف ياء في نحو {مرسيها , ذكريها , هدى ... } ورسم السين صادا في نحو {الصراط , يبصط} والياء ألفا في نحو {لاهب} والتنوين ألفا أو ياءً في نحو {عوجًا , قيمًا ... قرًى , هدًى ... }
ورسم التاء هاء في نحو: رحمة , ونعمة , سنة ... من هذا القبيل رغم أنّ الصحابة جرو فيه على الأصل في الرسم إذ من قواعد الرسم الأولية أنّ الكلمة ترسم يحسب الابتداء بها والوقف عليها ... ولكن ذلك لا يمنع من إدراجها في باب الإبدال لأنّ ما يقرأ في الوصل هو التاء وقد رسمت هاء ... ولا تنتبه ولا تغتر بالنقاط فوقها وتقول بل هي تاء مربوطة ... لأنّها في زمن الصحابة لم تكن معجمة بل كانت هاءً والتاء المربوطة اصطلاح حادث وتطوّر في رسم العربية وإملاءها ظهر بعد الصحابة رضي الله عنهم ...
رابعا: المواضع التي رسمت فيها تاء {امرأة} هاءً: رسمت تاءً في سبعة مواضع هي:
1. آل عمران 35 {إذ قالت امرأت عمران}
2. يوسف 30 {امرأت العزيز تراود}
3. يوسف 51 {قالت امرأت العزيز}
4. القصص 9 {وقالت امرأت فرعون}
5. التحريم 10 {امرأت نوح}
6. التحريم 10 {امرأت لوط}
7. التحريم 11 {امرأت فرعون إذ قالت}
والمعلومة التي نقلها صاحب الموضوع صحيحة غير أنّه ـ والله أعلم ـ إمّا لم يحسن الاستماع أو أنّ الشيخ لم يحسن الشرح فليس كل امرأة ذي بعل بل كل امرأة أضيفت إلى بعلها وقد اشار إليها غير واحد من علماء الرسم يقول الإمام السخاوي عليه رحمة الله بعد أن عدد ما رسم منها بالتاء: « ... وقل على هذا كل امرأة مع زوجها فهي ممدودة ... »
ما عدا هذه المواضع فهي بالهاء
خامسا: تعليل هذا الخلاف وتوجيهه وهل الأصل هو الهاء أم التاء؟
1. قيل رسمت على نية الوصل لأنّها في الوصل تاء خاصة وأنّ الوقف عليها قبيح وممتنع فهو يفرق بين العامل ومعموله بين المضاف والمضاف إليه ورسمت بالهاء في مواضع أخرى خاصة النكرة التي يجوز في الأصل الوقوف عليها , ذكره السخاوي في (الوسيلة) شرحه على عقيلة الشاطبي في الرسم (دون التعليل بالوقف)
2. وقيل بل رسمت على لغة من يقف عليها تاء كما ينطق بها في الوصل , وهي لغة عامة العرب وقريش تقف عليها هاء , يقولون هذه جاريت وشجرت وخيمت ونعمت وسنت كلّ ذلك بالتاء ومنه قول الشاعر: الله نجّاك بكفّي مُسْلمتْ من بعدما وبعدما وبعدِ متْ
صارتْ نفوسُ القومِ عند العَلصَمَتْ وكادت الحرة أن تدعى أمَت
ورسمت في باقي المواضع بالهاء على لغة قريش
3. يزعم البصريون أنّ ما رسم منها بالتاء فعلى الأصل وأنّ الهاء بدلا منها من أجل الوقف
قال الفراء: «والدليل على أنّها الأصل أنّك تقول: قامت وقعدت فتجد هذا هو الأصل الذي بني عليه ما فيه الهاء»
وقال السخاوي: «والدليل على أنّ التاء هي الأصل أنّ الإعراب إنّما يلحقها ... »
4. يزعم الكوفيون أنّ ما رسم منها بالهاء هو الأصل لأنّه الأكثر والأشهر
5. «قال السخاوي: وقد قال قوم: الهاء في الأسماء المؤنثة هي الأصل ليفرقوا بينها وبين الأفعال فتكون الأسماء بالهاء والأفعال بالتاء»
وجميع هذه التعليلات والتوجيهات لا تخلو من مقال ... لكن يبدو أنّ أظهرها والله أعلم كونها رسمت على لغة بوجه وعلى لغة أخرى بوجه آخر لأنّ هذا التعليل يتماشى ونزول القرآن بسبعة أحرف كما أنّه تعليل لا يختص بهذه المسألة فحسب بل بالعديد من المواطن والمواضع التي اختلف فيها رسم الإمام من مصحف لآخر أو من حرف لآخر ...
والله أعلم بالحق والصواب
سادسا: قراءتها
قرأ هذه التاءات كلّ من ابن كثير وابي عمرو والكسائي ويعقوب واليزيدي وابن محيصن والحسن بالهاء وهي لغة قريش والباقون بالتاء وهي لغة طيء موافقين رسم المصحف موافقة حقيقية 2
الهوامش:
1. (الرسم قياسي واصطلاحي الأول ما وافق فيه اللفظ الرسم والثاني ما خالف الرسم فيه اللفظ)
2. موافقة رسم المصحف ركن من أركان القراءة الصحيحة وهي قسمان الموافقة الحقيقية وهي تطابق القراءة والرسم كقراءة {امرأت فرعون} بالتاء في الوصل والوقف ومثل قراءة {ملك} في الفاتحة بدون ألف بعد الميم وموافقة احتمالية وذلك بتقدير قواعد الرسم التي تقدم ذكرها منها الحذف كما في {ملك} فتمد الميم والزيادة في {أولئك} فلا تمدّ الهمزة في أوّل الكلمة والإبدال كما في {الصلوة} فتقرأ بالألف بدل الواو أو في {امرأت} فتقرأ بالهاء بدل التاء أو في {امرأة} فتقرأ في الوصل بالتاء بدل الهاء ....
مراجع ومصادر:
الوسيلة إلى كشف العقيلة , السخاوي على الشاطبي , دار الصحابة بتحقيق د: نصر سعيد
دليل الحيران على مورد الظمآن , المارغني على الخلراز , دار الكتب العلمية
سمير الطالبين , محمد علي الضباع , المكتبة الأزهرية التراث
إتحاف فضلاء البشر للدمياطي , دار الكتب العلمية(/)
من هم أهل الذكر في النحل والأنبياء؟
ـ[محب]ــــــــ[30 Jul 2007, 12:01 ص]ـ
سؤال:
قال تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) في سورة النحل والأنبياء.
فمن هم أهل الذكر المشار إليهم؟ هل هم:
== علماء أهل الكتاب على العموم.
== مؤمنو أهل الكتاب.
== العلماء على العموم.
== أهل القرآن.
وأيًا كان التفسير: فهل يتضمن مدحًا لأهل الذكر المقصودين؟
وهل للسلف تفسير مشهور لأهل الذكر؟
أفيدونا مشكورين.
ـ[الكشاف]ــــــــ[30 Jul 2007, 01:25 ص]ـ
تفاسير بعض السلف لأهل الذكر أنهم أهل الكتاب أي أهل التوارة والإنجيل، وهم العلماء بها وبما فيها لأن المقصود من السؤال وهو الجواب لا يتحقق إلا منهم دون سائر أهل الكتاب.
وهذا تفسير ابن عباس، وتلميذه مجاهد بن جبر، وسياق الآيات يساعدهم على اختيار هذا القول فيما يبدو لي.
وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم يذهب إلى أن أهل الذكر هم علماء المسلمين، حيث قال: نحن أهل الذكر، ثم استشهد لصحة تفسيره بقوله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) وقرأ (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ) ... الآية. وذهب كثير من المفسرين المتأخرين إلى هذا القول.
لكن الآيتان مكيتان، وقريش لن تصدق المسلمين فيما يقولون لو سألوهم وأجابوهم، فالذي يظهر أن قول ابن عباس ومجاهد هو الصحيح في تفسير هذه الآية. وهو أن المقصود بأهل الذكر هم علماء أهل الكتب السابقة.
غير أنه يصح الاستدلال بهذه الآية على أن أهل العلم بعلمٍ من العلوم يجب أن يرجع إليهم في ذلك العلم، وهي من هذا الوجه أشبه بقاعدة قرآنية، لكن السؤال عن المقصود بها في هذه الآية ابتداءً عندما خوطب به قريش حين نزوله والله أعلم.
وقد كتبت هذا دون مراجعة للتفاسير على سبيل المدارسة.
ـ[محب]ــــــــ[30 Jul 2007, 08:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا على الاهتمام والإجابة.
وأرجو تكرمًا ممن لديه زيادة علم ألا يبخل بها.
ـ[محب]ــــــــ[01 Aug 2007, 10:29 م]ـ
الرأي المذكور هو رأي كثير من المفسرين بالفعل إن لم يكن رأي أكثرهم.
لكن الإشكال حاصل فيه من جهتين:
الأولى - أن وصف (أهل الذكر) فيه نوع مدح لا يخفى، فكيف يمدح القرآن علماء الكتب السابقة وفيهم مكذبون بالنبي عليه الصلاة والسلام؟
والأخرى - أنه ليس من عادة القرآن الإحالة على علماء الكتب السابقة هكذا بإطلاق، بل عادته الغالبة الإحالة على المؤمنين منهم فقط، والاستشهاد بهم وحدهم دون المكذبين منهم.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[02 Aug 2007, 01:58 ص]ـ
يبدو لي أن أهل الذكر في هاتين الآيتين هم أهل التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى كما قاله ابن عباس والحسن والسدي وغيرهم.
إذ كيف يقنع كفار أهل مكة بخبر المسلمين في ذلك وليسوا بأصدق من رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم وهو عليه الصلاة والسلام المشهور فيما بينهم بالأمين.
فالأوجه أن يكون المراد: من لم يسلم من أهل الكتاب لأنهم الذين لا يتهمون عند أهل مكة في أخبارهم بأن الرسل عليهم السلام كانوا رجالاً، وفي ذلك إلزام لهم، وخاصة أن كفار مكة أرسلوا بعد نزول هذه الآية إلى أهل يثرب يسألونهم عن ذلك، والله تعالى أعلم.
ـ[محب]ــــــــ[03 Aug 2007, 09:28 م]ـ
جزى الله خيرًا من أجاب.
ولكن الإشكال ما زال دون إجابة.
يبدو لي أن أهل الذكر في هاتين الآيتين هم أهل التوراة والإنجيل من اليهود والنصارى كما قاله ابن عباس والحسن والسدي وغيرهم.
لكن هل أراد ابن عباس والحسن والسدي من (أهل التوراة والإنجيل) علماءهم عامة بما فيهم من كافرين؟
بالنسبة للسدي مثلاً، فالظاهر والله أعلم، أنه لم يقصد إلا (مؤمني أهل الكتاب) خاصة، كما روي عنه في تفسير (يحيى بن سلام). وفي تفسير (ابن أبى زمنين) عند آية النحل قال: ({وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر} يقوله للمشركين {إن كنتم لا تعلمون}. وأهل الذكر: عبد الله بن سلام وأصحابه الذين أسلموا في تفسير السدي).
ويتأكد الإشكال أكثر بأنا نعلم أن مشركي مكة سألوا أهل الكتاب بالفعل: آلّذي هم عليه خير أم الذي عليه محمد؟ (عليه الصلاة والسلام)، فأجابوهم بالإجابة الفاجرة، فأنزل الله تعالى من سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}. فكيف يُقال إن القرآن أحال إلى الذين يؤمنون بالجبت والطاغوت الذين لعنهم الله؟
كيف يقنع كفار أهل مكة بخبر المسلمين
من آمن من علماء آهل الكتاب ليسوا كباقي المسلمين. فهل تسقط حجية شهادتهم - وهم الأحبار - لمجرد إسلامهم؟ هل تسقط حجية من أسلم من علماء الطب - في علم الطب - بمجرد إسلامهم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مجدي ابو عيشة]ــــــــ[05 Aug 2007, 09:45 م]ـ
" يقول لمشركي قريش: وإن كنتم لا تعلمون أن الذين كنا نرسل إلى من قبلكم من الأمم رجال من بني آدم مثل محمد صلى الله عليه وسلم وقلتم: هم ملائكة: أي ظننتم أن الله كلمهم قبلافاسألوا أهل الذكر، وهم الذين قد قرءوا الكتب من قبلهم: التوراة والإنجيل، وغير ذلك من كتب الله التي أنزلها على عباده.
وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. "1
وروى خلاف ذلك عن ابي جعفر أن أهل الذكر أهل البيت. وآفة الرواية جابر الجعفي.
وروى عن ابن زيد ان الذكر القرآن.
" وقوله (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يقول للقائلين لمحمد صلى الله عليه وسلم في تناجيهم بينهم: هل هذا إلا بشر مثلكم، فإن أنكرتم وجهلتم أمر الرسل الذين كانوا من قبل محمد، فلم تعلموا أيها القوم أمرهم إنسا كانوا أم ملائكة، فاسألوا أهل الكتب من التوراة والإنجيل ما كانوا يخبروكم عنهم."2
" قال أبو جعفر: أراه أنا قال: يخبروكم أن الرسل كانوا رجالا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق.
وقيل: أهل الذكر: أهل القرآن."3
قال ابن كثير:
" يعني: أهل الكتب الماضية ..........................................
وهكذا روي عن مجاهد، عن ابن عباس، أن المراد بأهل الذكر: أهل الكتاب. وقاله مجاهد، والأعمش.
وقول عبد الرحمن بن زيد -الذكر: القرآن واستشهد بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]-صحيح، [و] لكن ليس هو المراد هاهنا؛ لأن المخالف لا يرجع في إثباته بعد إنكاره إليه."4
ثم ذكر ابن كثير توجيها لرواية جابر الجعفي وان كانت التوجيه صحيحا فان انفراد جابر الجعفي بالرواية وروايتها مرة عن ابي جعفر ومرة عن علي مع فساد حاله يغني عن الاستشهاد بكلام جابر الجعفي بتخصيص أهل الذكر بالأئمة المخصوصين عندهم. ولذا لم يعطيه ابن الجوزي اهتماما ولا عده من الأقوال.
اما قول ابن زيد فقد ذُكر انه وجهها للأجماع على أن الذكر في قوله تعلى:" بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ" [النحل/44]
تفسير البغوي
"أي:اسألوا أهل العلم من الأمم كاليهود والنصارى وسائر الطوائف: هل كان الرسل الذين أتوهم بشرًا أو ملائكة؟ إنما كانوا بشرًا، وذلك من تمام نِعمَ الله على خلقه؛ إذ بعث فيهم رسلا منهم يتمكنون من تناول البلاغ منهم والأخذ عنهم."4
" {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} يعني مؤمني أهل الكتاب، {إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} "5
وقال ابن الجوزي:
." {فاسألوا} يامعشر المشركين {أهل الذكر} وفيهم أربعة أقوال:
أحدها: أنهم أهل التوراة والإِنجيل، قاله أبو صالح عن ابن عباس
. والثاني: أهل التوراة، قاله مجاهد
. والثالث: أهل القرآن، قاله ابن زيد.
والرابع: العلماء بأخبار من سلف، ذكره الماوردي."6
وعامة أهل التفسير أن أهل الذكر هم أهل الكتب المنزلة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
أما الاستشكال الذي يطرح كيف يسأل أهل الكتاب؟ فالجواب عليه من وجهين:
الأول:ما كان بالنسبة لخصوص السبب:اي يسألوا أهل الكتاب في أن من أرسل إليهم بشر "رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ "7. فان سألوهم أهم بشر أم ملائكة فان أهل الكتاب سيجيبوا: انهم بشر ورجالا يوحى اليهم. فكان سؤال أهل الشرك لأهل الكتاب هو موضع الاستشهاد على ان المرسل بشر يوحى اليه. وهذا واضح من كلام ابن جرير رحمه الله.
الثاني:ما كان بالنسبة لعموم معنى الآية: فان قوله عز وجل اسألوا هي على سبيل الدلالة على الصدق وهي كقوله تعالى:"وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ"8 وكقوله تعالى:فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ "9 فما شك النبي ولا سأل ولكنه أسلوب القرآن الذي يجعل سامعه يستيقن حقيقة صدق الوحي. فان كان من دعي لاستفسار أول مرة هم كفار قريش فان كفار اليوم يمكنهم ان يستيقنوا من صدق النبي من كون المرسل هو بشر ومن كون القران مصدق لما بين يديه من التوراة والانجيل.
والله أعلم
************************************************** ***************************************
1 - تفسير الطبري - (ج 17 / ص 208)
2 - تفسير الطبري - (ج 18 / ص 413)
3 - تفسير الطبري - (ج 18 / ص 414)
4 - تفسير ابن كثير - (ج 5 / ص 334)
5 - تفسير البغوي - (ج 5 / ص 21)
6 - زاد المسير - (ج 4 / ص 96)
7 - سورة الأنبياء الاية 7
8 - سورة الزخرف الاية 45
9 - سورة [يونس الاية 94
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب]ــــــــ[11 Aug 2007, 02:10 ص]ـ
جزى الله خيرًا من أجاب.
ولكن الإشكال ما زال دون إجابة.
وتفسير أكثر المفسرين لأهل الذكر بأهل الكتابين فيه إشكال من جهتين:
الأولى - أن وصف (أهل الذكر) فيه نوع مدح لا يخفى، فكيف يمدح القرآن علماء الكتب السابقة وفيهم مكذبون بالنبي عليه الصلاة والسلام؟
والأخرى - أنه ليس من عادة القرآن الإحالة على علماء الكتب السابقة هكذا بإطلاق، بل عادته الغالبة الإحالة على المؤمنين منهم فقط، والاستشهاد بهم وحدهم دون المكذبين منهم.
ويتأكد الإشكال أكثر بأنا نعلم أن مشركي مكة سألوا أهل الكتاب بالفعل: آلّذي هم عليه خير أم الذي عليه محمد؟ (عليه الصلاة والسلام)، فأجابوهم بالإجابة الفاجرة، فأنزل الله تعالى من سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا سَبِيلًا (51) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا (52)}. فكيف يُقال إن القرآن أحال إلى الذين يؤمنون بالجبت والطاغوت الذين لعنهم الله؟
ـ[محب]ــــــــ[11 Aug 2007, 02:46 ص]ـ
وقد أورد السعدي - رحمه الله - في تفسيره مجمل الإشكال وأجاب عنه.
قال رحمه الله: {فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ} أي: اسأل أهل الكتب المنصفين، والعلماء الراسخين، فإنهم سيقرون لك بصدق ما أخبرت به، وموافقته لما معهم.
فإن قيل: إن كثيرًا من أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، بل ربما كان أكثرهم ومعظمهم كذبوا رسول الله وعاندوه، وردوا عليه دعوته. والله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بهم، وجعل شهادتهم حجة لما جاء به، وبرهانًا على صدقه، فكيف يكون ذلك؟
فالجواب عن هذا، من عدة أوجه:
منها: أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة، أو أهل مذهب، أو بلد ونحوهم، فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم. وأما من عداهم، فلو كانوا أكثر من غيرهم فلا عبرة فيهم، لأن الشهادة مبنية على العدالة والصدق، وقد حصل ذلك بإيمان كثير من أحبارهم الربانيين، كـ "عبد الله بن سلام" [وأصحابه وكثير ممن أسلم في وقت النبي صلى الله عليه وسلم، وخلفائه، ومن بعده] و"كعب الأحبار" وغيرهما.
ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة الذي ينتسبون إليه. فإذا كان موجودًا في التوراة، ما يوافق القرآن ويصدقه، ويشهد له بالصحة، فلو اتفقوا من أولهم لآخرهم على إنكار ذلك، لم يقدح بما جاء به الرسول.
ومنها: أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه، وأظهر ذلك وأعلنه على رءوس الأشهاد. ومن المعلوم أن كثيرًا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلو كان عندهم ما يرد ما ذكره الله، لأبدوه وأظهروه وبينوه، فلما لم يكن شيء من ذلك، كان عدم رد المعادي، وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه.
ومنها: أنه ليس أكثر أهل الكتاب، رد دعوة الرسول، بل أكثرهم استجاب لها، وانقاد طوعًا واختيارًا، فإن الرسول بُعث وأكثر أهل الأرض المتدينين أهل كتاب. فلم يمكث دينه مدة غير كثيرة، حتى انقاد للإسلام أكثر أهل الشام، ومصر، والعراق، وما جاورها من البلدان التي هي مقر دين أهل الكتاب، ولم يبق إلا أهل الرياسات الذين آثروا رياساتهم على الحق، ومن تبعهم من العوام الجهلة، ومن تدين بدينهم اسمًا لا معنى، كالإفرنج الذين حقيقة أمرهم أنهم دهرية منحلون عن جميع أديان الرسل، وإنما انتسبوا للدين المسيحي، ترويجًا لملكهم، وتمويهًا لباطلهم، كما يعرف ذلك من عرف أحوالهم البينة الظاهرة.
وفي إجابته رحمه الله إشكالات:
منها: أن الشهادة إذا أضيفت إلى طائفة، أو أهل مذهب، أو بلد ونحوهم، فإنها إنما تتناول العدول الصادقين منهم
الإشكال هنا في تحديد هؤلاء (العدول)، فالقرآن لا يعدّل إلا مسلمة أهل الكتاب قبل النبي عليه الصلاة والسلام وبعده، والمخاطَبون من مشركي قريش قد يسألون خارج هذا الفريق، فلو سألوهم – وهم عدول عندهم – لما حصلت الإجابة الموافقة للقرآن.
ولا يُقال: لا ضير من إجابة كفار أهل الكتاب في هذه المسألة المخصوصة لأنهم يوافقون القرآن على بشرية الرسل.
لأن العبرة بعموم اللفظ، والقرآن لم يستشهد بهم إلا لأنهم أهل العلم بأحوال الأنبياء والنبوات، فلا حرج على من شك في نبوة محمد عليه الصلاة والسلام، وعمل بأمر القرآن وذهب إليهم يستفتيهم في صحة نبوة محمد عليه الصلاة والسلام.
ومنها: أن شهادة أهل الكتاب للرسول صلى الله عليه وسلم مبنية على كتابهم التوراة
الإشكال هنا في تحديد النسخة غير المحرفة للتوراة، فالقرآن لا يعدّل إلا الصحيح غير المحرف، والمخاطَبون من كفار قريش لا علم لهم بالصحيح من المحرف، وتكليفهم في هذا المقام بالتفرقة سيؤخر في إقامة الحجة، ثم قد لا يهتدون.
ومنها: أن الله تعالى أمر رسوله أن يستشهد بأهل الكتاب على صحة ما جاءه، وأظهر ذلك وأعلنه على رءوس الأشهاد. ومن المعلوم أن كثيرًا منهم من أحرص الناس على إبطال دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فلو كان عندهم ما يردّ ما ذكره الله، لأبدوه وأظهروه وبينوه، فلما لم يكن شيء من ذلك، كان عدم رد المعادي، وإقرار المستجيب من أدل الأدلة على صحة هذا القرآن وصدقه.
دعوى عدم رد المعادي فيها نظر، فما زال كثير من رؤساء أهل الكتاب يدعون مخالفة حال النبي صلى الله عليه وسلم لحال الرسل قبله.
ومنها: أنه ليس أكثر أهل الكتاب، رد دعوة الرسول، بل أكثرهم استجاب لها
هذه الأكثرية التي حصلت بعد الفتوحات، على فرض تسليمها، فلن تنفع المخاطَبين من كفار قريش في هذا الوقت المبكر في مكة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Aug 2007, 05:48 ص]ـ
الحمد لله ...
يقول ربنا في سورة النحل
وما ارسلنا من قبلك الا رجالا يوحى اليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون.
أما سؤال أهل الكتاب المعاندين الكاتمين ما أمرهم الله بيانه فهذا مشكل ... إذ كما كذبوا في قولهم للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا!! فكيف يؤتمنون بعد هذا و أمثاله ?! وقد ذكر بعض المفسرين أن منهم من إن تأمنه بدينار لايوده اليك الا ما دمت عليه قائما .... ذكروا أن في ذلك اشارة أنهم لا يؤتمنون على دنيا فكيف يؤتمنون على الدين.
أما الذي يؤدي القنطار ... فالراجح ان شاء الله انه عبد الله بن سلام أو أمثاله ممن آمن من أهل الكتاب ... ودليل ذلك قوله تعالى في اهل الكتاب ليسوا سواء من اهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ثم وصفهم بالايمان ... ولم يكونوا ليومنوا بالله و اليوم الآخر لو كفروا بالنبي صلى الله عليه و سلم ... فقال فيهم يومنون بالله و اليوم الآخر و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين.
فتنبه أخي الكريم الى ان سياق كلام الله تعالى لا يزال في طائفة نسبها الى اهل الكتاب ولكنه اشار في ثنايا الكلام الى ما يدل على انهم استجابوا لله و للرسول صلى الله عليه و سلم .... اذ كيف يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات وهم على عنادهم وكفرهم ... وكيف يرفعهم الله من الصغار الذي وضعهم فيه ..
وعلى هذا ... فإذا ذكر اهل الكتاب بالثناء و المدح في القرآن فالصواب ان شاء الله أن يتوجه الى الذين استجابوا منهم لدعوة النبي صلى الله عليه و سلم .... يؤكد هذا ايضا ان من اهل الكتاب أميون .... كما أخبر الله تعالى لا علم عندهم حتى بما في ايديهم ... أضلهم الاحبار و الرهبان .. فكيف يحال هؤلاء المخاطبون ايضا على الاحبار و الرهبان الضالين المضلين ?!
أما القول أن موضع النزاع هو بشرية المرسلين .... و ان الله أرشد كفار قريش الى سؤالهم للتثبت ... فهذا القول على وجاهته وقوته فيه نفس الاشكال .. وهو ماالذي يمنع الاحبار و الرهبان من الكذب في ذلك ... أو التمويه على الاقل .. اوحتى الكتمان ... كما كتموا وقالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ?!.
وقد يقال إن مسألة بشرية الانبياء من الامور المشهورة عند اهل الكتاب والتي لا يسعهم انكارها و لا التكذيب بها لذلك أحيلوا في هذه المسألة بالذات مسألة بشرية الانبياء ...
إلا أن القول الذي لا إشكال فيه هو كون أهل الذكر في الآية هم المومنون من اهل الكتاب مثل عبد الله بن سلام رضي الله عنه و غيره ممن آمن .... خصوصا اذا علم أن الاصطلاح القرآني لاهل الكتاب هو اهل الكتاب او اليهود و النصارى ... او الذين هادوا .... او الذين قالوا انا نصارى ... او الاحبار و الرهبان ....... والعبد الضعيف لا يذكر ان اهل الكتاب سموا في القرآن بغير هذه ... أما أهل الذكر فلا أذكر انها قيلت في الاحبار و الرهبان ..
فالعالم الكتابي الذي يومن بالنبي صلى الله عليه و سلم كلامه أدعى الى التصديق لأنه ترك ملة الاباء و الاجداد وخالفهم بل وعداهم و عادوه .. وفارقهم ... ومثل هذا يصدق اكثر ممن بقي على ملته.
والحمد لله ان قال السلف بهذا القول ايضا ... و الا فليس لنا ان ننكب عن طريقهم.
هذا ما يظهر والمرجو ان تصححوا ... ونعوذ بربنا ان نتكلم في القرآن بالرأي
و الله اعلم.
ـ[محب]ــــــــ[14 Aug 2007, 08:51 م]ـ
الحمد لله رب العالمين ..
الذي تحصل لدي من كلام أهل العلم، لا سيما ابن تيمية وابن القيم، يكفي في حل الإشكال إن شاء الله.
ولضيق الوقت أقول في عجالة ما فهمته:
أهل الذكر في الآيتين الكريمتين هم أهل الكتاب كما هو المشهور، والمراد علماؤهم بالطبع.
لكن ليس المراد استنطاق أفرادهم فردًا فردًا، بل المراد هو "الجنس". فجنس علماء أهل الكتاب يشهدون للقرآن بالصدق في تقريراته.
وإثبات شهادة هذا " الجنس " تثبت بشهادة طائفة منه، لا يحتاج إلى شهادة فرد فرد.
فإذا ثبتت هذه الشهادة، لم يضر إنكار بعض الأفراد، ولا حتى الجمع الكثير، بل تكون شهادة الشاهدين حجة على المنكر.
وهذا كما تُطلب شهادة "أهل الطب" في مسألة، فليس المراد استنطاق أفرادهم طبيبًا طبيبًا، بل يكفي شهادة طائفة من علمائهم ينقلون ما تواتر لديهم.
لأن المطلوب على الحقيقة ليس معرفة رأي أهل الطب واحدًا واحدًا، بل المطلوب على الحقيقة معرفة الحقيقة الطبية نفسها، وهذه لا يُحتاج فيها إلى استنطاق كل الأطباء، بل يكفي الطائفة العريضة التي تنقل المتواتر في المسألة.
هذا، وأول مَن سيأتي بالشهادة على وجهها لا شك هم مؤمنو أهل الكتاب، وهذا هو التفسير الثاني الوارد عن السلف، فليس هو معارضًا للأول، بل هو ينبه على أول طوائف أهل الكتاب شهادة للقرآن.
ويمكن أن نوفق بين ما سبق، وبين التفسير القائل بأن أهل الذكر هم عبد الله بن سلام وأصحابه، فليس المراد - والله أعلم - نفس شخص ابن سلام رضي الله عنه، ولكن هذا الصحابي الجليل أصبح علمًا على مؤمني أهل الكتاب، فإذا أراد القائل الإشارة إلى طائفة مؤمني أهل الكتاب مثّل لها بأشهر أفرادها، وهذا كثير في تفاسير السلف.
فإذا ذكر اهل الكتاب بالثناء و المدح في القرآن فالصواب ان شاء الله أن يتوجه الى الذين استجابوا منهم لدعوة النبي صلى الله عليه و سلم
الصحيح أن دائرة المدح تتسع لتشمل الذين سيستجيبون أيضًا للدعوة. وبيان ذلك أن أهل الكتاب ليسوا كلهم كافرين قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام، بل كان فيهم من يؤمن بنبيه قبل النسخ وبغير تبديل، فإن الله قبل البعثة مقت أهل الأرض عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، فبعض أهل الكتاب قبل المبعث كانوا على الهدى، وهؤلاء يحتاجون أن يسمعوا لما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعوه ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق، ويقولون إنا كنا من قبله مسلمين على الإسلام العام.
والمدح يتسع أيضًا ليشمل الذين استجابوا للدعوة لكن منعتهم موانع عن إظهار دينهم، كالنجاشي وغيره.
والله تعالى أعلى وأعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Aug 2007, 02:07 ص]ـ
الحمد لله
بوركت أخي محب
لفت نظري في القرآن أن ربنا جل و علا اذا تكلم عن مومني اهل الكتاب ... يثني عليهم بوصف اهل الكتاب حتى انه ليخيل للمرء بادي الراي ان من اهل الكتاب - المعاندين - من هم اهل الثناء ...
انظر على سبيل المثال الى قوله تعالى
ليسوا سواء. .. من اهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ... يومنون بالله و اليوم الآخر و يامرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و اولئك من الصالحين.
وانظر الى قوله تعالى
ولتجدن أقربهم مودة للذين ىمنوا الذين قالوا ان نصارى ... ذلك بأن منهم قسيسين و رهبانا و انهم لا يستكبرون ...
واذا سمعوا ما انزل الى الرسول ترى اعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ... يقولون ربنا آمنا ... الاية
وانظر الى قوله سبحانه
ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده اليك
فهم مع ايمانهم و اسلامهم بقوا على وصفهم الاول ... اهل الكتاب .... مع الاشارة الى استجابتهم لرسول الله صلى الله عليه و سلم.
لذلك ... فمالمانع ان يحمل قول القائلين في اهل الذكر انهم اهل الكتاب ... مالمانع ان يحمل قولهم على هذه
الطائفة من اهل الكتاب ..... و الله اعلم.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Sep 2007, 02:56 م]ـ
**** فى آية النحل ,الخطاب لمن؟ للمخاطبين بالقرآن ,وما موضوع السؤال ,’هل هو بشرية الرسول؟ , لاأظن فلم يأتى لها ذكر فى السياق. بل السياق يقتضى أن الأمر بالسؤال عن البينات عما حدث للأمم السابقة وأيضا عن الذى لا يعلمون من أمر البعث والحساب. وبالتالى فان "أهل الذكر " فيما يخص موضوع السؤال.
وجاء الذكر فى الآية التالية "وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم ولعلهم يتفكرون" ليبين الفرق فى الدلالة والمعنى , فهل الذكر الأول "أهل الذكر " هو الثانى " وأنزلنا اليك الذكر " ان الثانى خصص بأنه أنزل اليك أما الأول لم يخصص ولذلك فهو عام فى الأخبار والعلوم ... الخ فلما يخص به أهل الكتاب؟
الأخ الشنقيطى" قولك
وقد يقال إن مسألة بشرية الانبياء من الامور المشهورة عند اهل الكتاب والتي لا يسعهم انكارها و لا التكذيب بها لذلك أحيلوا في هذه المسألة بالذات مسألة بشرية الانبياء ...
ان منهم من قال بغير ذلك كقولهم فى عيسى.
وقولك
أن الاصطلاح القرآني لاهل الكتاب هو اهل الكتاب او اليهود و النصارى ... او الذين هادوا .... او الذين قالوا انا نصارى ... او الاحبار و الرهبان ....... والعبد الضعيف لا يذكر ان اهل الكتاب سموا في القرآن بغير هذه ... أما أهل الذكر فلا أذكر انها قيلت في الاحبار و الرهبان ..
هل من أسمائهم أهل الذكر؟ لو كان كذلك اكان مدحا لهم بالفعل. ومن الذين سموا فى سورة يونس " الذين يقرءون الكتاب من قبلك
ـ[ابن عربي]ــــــــ[03 Sep 2007, 12:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى اله وصحبه
وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7) مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَا كَانُوا إِذًا مُنْظَرِينَ (8) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43) بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) النحل
الذكر من اسماء القرءان واهل الذكر هم اهل القرءان المتصفون بالعلم والذاكرين الله كثيرا
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ فَقِيلَ وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَهْلُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ
رواه الامام احمد في مسنده
(يُتْبَعُ)
(/)
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس، يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفون (1) بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم، فيقول: ما يقول عبادي؟ فيقولون: يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: فكيف لو رأوني؟ فيقولون: لو رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا، فيقول: وما يسألوني؟، قال: فيقولون: يسألونك الجنة ....... صحيح ابن حبان،
- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُرَيْثٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ هُوَ ابْنُ أَبِي هِنْدٍ عَنْ زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي بَحْرِيَّةَ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ رواه الترمذي
ثنا إِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ بن نِسْطَاسٍ، حَدَّثَنِي مِرْبَعٌ، عَنْ أُمِّ أَنَسٍ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْصِنِي. قَالَ: اهْجُرِي الْمَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَةِ، وَحَافِظِي عَلَى الْفَرَائِضِ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْجِهَادِ، وَأَكْثِرِي مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ، فَإِنَّكِ لا تَأْتِي اللَّهَ بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ كَثْرَة ذِكْرِهِ
المعجم الكبير للطبراني
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى
قَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَا شَيْءٌ أَنْجَى مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَقَدْ رَوَى بَعْضُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ مِثْلَ هَذَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَرَوَى بَعْضُهُمْ عَنْهُ فَأَرْسَلَهُ(/)
كتب مصورة قيمة جداً في الدراسات القرآنية للتحميل
ـ[الكشاف]ــــــــ[30 Jul 2007, 01:23 ص]ـ
http://www.waqfeya.com/list.php?cat=11
ـ[عبد الكريم محمد الحوصلي]ــــــــ[21 Dec 2010, 07:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الرابط لا يعمل
ولم استطع معرفة هذه الكتب المصورة ولا عناوينها
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[21 Dec 2010, 08:14 ص]ـ
تجدونها هنا ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=23226) .
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Dec 2010, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيكم(/)
سؤالان حول قوله تعالى {ولا تقولن لشيءإني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[30 Jul 2007, 12:40 م]ـ
يقول الله تعالى {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله}
سؤالان
هل يجب أن يقول "إن شاء الله" إذا كان مرتددا في الفعل كأن يقول "ربما سأفعل ذلك"؟ لأن ظاهر الآية يدل على أنه لا يقول ذلك إلا عند الجزم لقوله {إني}
هل يجب أن يقول "إن شاء الله" إذا سأل كأن يقول "ماذا ستفعل غدا"؟(/)
من أدب الدعوة في القرآن الكريم
ـ[إبراهيم الزهراني]ــــــــ[31 Jul 2007, 12:19 ص]ـ
إن الأدب غلاف جميل للحقائق التي يقدمها للناس الداعون إلى الله عز وجل, وأدب الدعوة في القرآن الكريم هو الأدب المتزن الذي يمثل الاعتدال والتوسط بين طرفي نقيض: جفاء الدعوة في تقديم الحقائق, والطرف الآخر تقديم الحقائق مائعة بأسلوب رخيص بدعوى العصرنة والتسامح المبالغ فيه, فالداعية إن قدم للناس الحقائق مجردة من الآداب جافة, يقدمها كأنها حجر صلد يقذف به في وجوه الناس فإنها لا تحظى لديهم بالقبول, وصار الداعية منفراً لا مبشراً, وإن قدمها مائعة رخيصة أضرَّ بها وأضعف من شأنها, لذا كان من الواجب علينا أن نتفرس ملامح أدب الدعوة في القرآن الكريم ونتأدب به, كيف لا وهو أدب سماوي تلقَّاه النبي صلى الله عليه وسلم من ربه عز وجل.
ولنأخذ مثلاً قول الله سبحانه: {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين} 24 سبأ, أُمِرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يقول للقوم المشركين الذين يدعوهم إلى الله عز وجل: لا بد أن يكون أحدنا على هدى, والآخر في ضلال, ليس في ضلال فحسب, بل في ضلال مبين. والنبي عليه الصلاة والسلام على يقين أنه هو المهتدى, وأن هؤلاء القوم هم الضالون, وهذا منه صلى الله عليه وسلم إنصاف في الحجة وتنازل للخصم وإيناس لنفوسهم حتى يستدرجهم إلى الهدى لأنه إنما بُعِثَ رحمة يبتغي من الناس أن يثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا إلى ربهم, والله أعلم, وهو الموفق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[26 Oct 2007, 04:24 م]ـ
بارك الله فيكم أخي العزيز إبراهيم. وهذا الموضوع من الموضوعات الطريفة التي يحسن بك متابعة إفادتنا بها آيةً آيةً على حلقات متسلسلة، وسأشاركك في هذه اللفتة.
في قوله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام وهارون عليه الصلاة والسلام: {فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) فائدة في أسلوب وهي أن القول اللين هو الأصل في الدعوة إلى الله، وأنه هو الطريق الأوسع للقبول والاستجابة والتذكر والخشية. مع علم الله سبحانه وتعالى أن هذا لا ينفع مع فرعون لما كتب الله عليه من الموت على الكفر، فدل هذا على أن هذا هو المنهج الصحيح في الدعوة لأن من دون فرعون أولى بهذا.
وفي القرآن آيات كثيرة مليئة بالفوائد في هذا الجانب وفقكم الله لعرضها في هذه المشاركة.(/)
لأعضاء الملتقى جميعاً ... دعوة للمشاركة (الملتقى بين الواقع والمأمول)
ـ[جنتان]ــــــــ[31 Jul 2007, 06:25 ص]ـ
"الملتقى بين الواقع والمأمول "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ..
وبعد أخوتي الفضلاء وخاصة اخوتنا الأعضاء ..
لاسيّما أنّ كلّ واحدٍ منّا قدعاش لحظات أو ساعات أو أيام وربما تكون شهور وسنوات في هذا الملتقى المبارك ..
لذا فإن ّ ممّا يقوّي أواصرنا أن نتواصل فيما بيننا -وحالنا كذلك ولله الحمد - بشتى الموضوعات التي تجمعنا وتحكي واقعنا ... خاصة مع هذا الصرح الشامخ ..
لذا أودّ من كل عضو أن يحكي خلاصة تجربته في سطور قلائل مع هذا الموقع ,ويبيّن فيه مدى استفادته الواقعية وماذا يأمل من رؤى مستقبلية ,فلعلّ حروفنا هذه تكون بصمة ًلواقع هذالملتقى الفذ ,فتسهم بدورها في سبيل وطريق من طرق الدعوة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وهذه المشاركات نعتبرها هدية نهديها لهذا الملتقى وزواره ,ولمشرفينا الفضلاء اللذين كان لهم الفضل بعد الله عز وجل في دف مسيرة هذا الصرح المبارك.
انتظر منكم ردودكم أخوتي الكرام ..... لتعم الفائدة الجميع ... والله من وراء القصد ...
شارك ولو بسطر ... رعاكم الباري وسدد خطاكم .....
ـ[النجدية]ــــــــ[31 Jul 2007, 09:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي الفاضلة؛ على هذا الاقتراح!!
و أضم صوتي لصوتك؛ حتى نتعلم من أساتذتنا الكرام ...
فأنا حاولت أن أسطر شيئا؛ لكن وجدت أنني - بالمقارنة بهم -، ما زلت طفلة أحبو في رحاب هذا الملتقى!!!
فرعى الله هذا الملتقى و القائمين عليه!
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Jul 2007, 12:27 م]ـ
(خلاصة تجربته في سطور قلائل مع هذا الموقع ,ويبيّن فيه مدى استفادته الواقعية ":
فكرة قيّمة جداً، وأقول:
استفدت:
1 - تعلمت أشياء دقيقة في علم " أصول التفسير " خاصة حيث كنت ممن يرى أنه ليس بالمكانة التي تجعله علماً قائماً بذاته، لكن لما رأيت أطروحات المشايخ والمتخصصين في هذه الجزئية أدركت أن لكل علم رجاله بمعنى الكلمة.
2 - أساليب وجوانب متعددة وآفاق واسعة في البحث والمناظرة وخاصة في المسائل الفكرية.
3 - تيقنت أن هذا الملتقى بمجموع ما فيه من أهل العلم وطلابه وموضوعاته الأصيلة والفرعية يعتبر بمثابة قسم علمي (قد) يعتبر من أقوى علمياً بمراحل من كثير من القسام العلمية في الجامعات الكبرى، إذ لا أعلم قسماً أكاديمياً جمع هذه الزهور والورود في آن واحد ومكان واحد.
4 - احترام وجهة النظر المخالفة لصاحب المقال.
أما ما قدمته شخصياً لهذا الملتقى:
بكل أسف لم أقدم كل ما ترضاه النفس، وما ذاك إلا لقلة البضاعة، ولكن حتى لا يقال تواضع ليس في محله فأرى أن كاتب هذه الحروف:
حاول قدر جهده أن يفتح باباً من البحث في مجال علم القراءات، بتسليطه الضوء على بعض المسائل الخفية في هذا العلم.
هذا باختصار ما حضرني الآن وأشارك به في هذه الفكرة.
والله من وراء القصد.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 02:07 م]ـ
"جزاكم الله خيراً ونفع بعلمكم"
وما قدمتموه شاهد على علمكم وفضلكم،،
ويكفي منه حضوركم المتواصل،،
وصلكم الله بطاعته، ونفعنا بعلمكم،،
وأما ملتقى الخير والبركة ملتقى أهل التفسير فإن القلم يعجز عن وصف فوائده وإبراز فرائده
ولو لم يكن من فوائده إلا أنه يطلعك على كل ما هو جديد في هذا الفن لكفى،،
ومن هنا أسجل شكري للقائمين على هذا الصرح وعلى رأسهم الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري ـ حفظه الله ـ على ما أولى ويولي هذا الملتقى من جهده ووقته، أسأل الله أن يجزل له المثوبة.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[31 Jul 2007, 05:12 م]ـ
إن بضاعتي مزجاة وأنا المتطفل على موائد الكرام
(يُتْبَعُ)
(/)
وإن جَعْبتي لفارغة اللهم إلا مما لابد منه للمؤمن حتى يسير في موكب الحياة سير الكرام ... هذا ولقد وجدت انشراحا كبيرا من اللحظة الأولى لانتسابي وعلمت أن الخير كل الخير إن شاء الله تعالي فيما قدر وقضى سبحانه وتعالى من سرعة استجابة أخي الفاضل المشرف العام لهذا الملتقي فضيلة الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري وذلك في هزيع متأخر من الليل حيث أرسل لي الرقم الذي مكنني بموجبه من الدخول ولم يكن بين اتخاذي القرار للمشاركة وبين رده دقائق لذا أكرر له شكري وامتناني على حسن متابعاته وسهره على تسيير أمور هذا الملتقى القرآني الميمون. وحيث إنني مستجد في انتسابي فأسأل الله أن يكرمني وإياكم بكرامة العلم ويجملننا بالفهم ويجعل أعمالنا جميعا في مرضاته إنه سبحانه وتعالى العليم الحكيم ... والذي لفت انتباهي تلك الورود المتفتحة الفواحة الزاكية العبقة بأريجها التي تسحر العقول وتأخذ باللب بأطروحاتها المتميزة واضرب مثالا واحدا لهذا:
الموضوع: نحو ورقة عمل لدراسة مخطوطات المصاحف القديمة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9083
الكاتب / ألأخ الفاضل: أيمن صالح شعبان.
ويتضمن هذا المقال رابطا مهما وخطيرا في موضوعه فإذا ما أكرمك الله بالاطلاع عليه طالعك بمضمونه وهو الآتي:
العنوان: تدريس رسم المصحف لطلبة الدراسات العليا وتدريبهم على قراءة مخطوطات المصاحف.
http://tafsir.net/vb/showthread.php?p=33069
الكاتب الأخ الفاضل الدكتور: عبد الرحمن الشهري.
وإليكم هذا الرابط مما يتعلق بالموضوع أيضا ... وغيره ... وغيره ..... كثر. وهذا غيض من فيوضات هذا الملتقى الذي أحسبه متميزا بمن فيه من أعلام ولا أزكي على الله أحدا.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8463
فتأمل أخي هذه الروابط فإذا قلبت الطرف في صفحات الموضوع استبان لك ما لا تستطيع حياله إلا أن تقول: ما شاء الله تبارك الله. تجد من المشاركات والتعليقات ما يثري الموضوع ويشيد به وتلحظ تفاعل الأعضاء مع هذا الموضوع الهام في مسيرة الدراسات القرآنيه ولا يفارقك العجب إلا إذا علمت أن هذا العلم (علم الرسم ـ رسم المصف الشريف) هو علم أصيل في الدراسات القرآنية لكل من له أدنى اهتمام في العمل لفهم النص القرآني المجيد.
فياليت شعري .. من انا حتى أقترح أو انظر في غمار هذا الموكب اللجب من العلماء الذين يسيرون سيرة السلف في الحفاظ على هذا المنهج الذي ارتضاه الله عز وجل لنا ولكن قلت في نفسي هم القوم لا يشقى لهم جليس مما جعلني أتابع المسير متمثلا قول إمامي الشافعي وأقولها هنا بأنني شافعي المذهب كما الكثرة الكاثرة من أهالي الشام وإذا صح الحديث فهو مذهبي أتمثل قوله رحمه الله:
أحب الصالحين ولست منهم=وأرجوا أن انال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي=ولو كنا سواء في البضاعة
وعلى العموم وإن كنت ممن لايحق له التقويم لقصر المدة التي مضت على انتسابي ولكن من خلال ما اطلعت عليه فأستطيع أن أقول بأن هذا الملتقى رائد فيما يطرق فيه من موضوعات مع تحفظي على بعض الأمور التي تمنيت فيها أن لا تكون حتى لا تعكر صفو هذا الدراسات النقية التي تذكر بمنهج السلف الصالح في البحث الحر النزيه.
بارك الله فيك أختي الفاضلة: جنتان
على هذا الطرح الجديد والجيد جعل الله ذلك في صحيفة حسناتك وجعل فيه الخير كل الخير لهذا الملتقى القرآني المبارك.
ـ[جنتان]ــــــــ[01 Aug 2007, 02:04 ص]ـ
شكر الله لكم إخوتي جميعاً على ماقدمتموه ...
*شكر الله لك أخيتي النجدية على تفاعلك -لاحرمت الأجر-وكم تمنيت أن تجودي لنا جميعاً بتجربة أو موقف أو رسالة قصيرة تهدينها لأخوتك الأعضاء والمشرفين الأفاضل عن هذا الملتقى ,شكر الله لك أختي الغالية ولازلت اترقب منك ذلك ...
*شكر الله لك شيخنا الفاضل:الجكني ,ولاحرمت أجر ماتفضلت به في الدارين .. ولو لم يكن منكم سوى ماذكرتوه من تجربتكم لكفى ,هذا وقد كنتم مضرب المثل لنا في هذا الملتقى بطيب الأخلاق ورفعتها .. إضافةً إلى ماكنتم تتحفونا به بين الحين والآخر من مسائل علمية قيمة وجمّة, تدل على التأصيل ... جزاكم الباري خيرا ونفع بعلمكم ..
*شكر الله لك أخي الشيخ أ. يزيد الصالح ,على ماتقدمتم به من شكر وامتنان للقائمين على هذا الصرح ,
وكنت آمل منكم المزيد فكلّ منا لايخلو من موقف بنّاء أو تجربة مرّبها .. ولانزال ننتظر منكم المزيد في ذلك .... فأنتم أهل ذلك ...
* شكر الله تعالى لك أخي أبا الخير كرنبة على كلماتك الصريحة التي تبيّن ثمرة فائدتك وخلاصتها الطيبة ,اسأل العلي القدير أن يبارك لك فيها ,وينفعك بها ويزيدك من فضله ..... آمين ..
... ولا زلنا جميعاً أخوتي نترقّب بشوق المزيد من المشاركات القيّمة التي هي خلاصة تجارب مثمرة في هذا الملتقى الفذّ ....
فهبّوا أخوتي وجودوووو بما لديكم ..........
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[01 Aug 2007, 04:59 ص]ـ
اقتراح جدا قيم أختي جنتان، فلعله يضيف إلينا شيئا كثيرا من الفوائد والفرائد التي
مر بها الإخوة جميعا في الملتقى، فلقد كانت بدايتي مع الموقع متواضعة
ولا زالت بسبب انشغالي بالدراسة المنهجية والتحضير للرسالة، وأذكر أن
أحد الزملاء قبل سنتين ونحن في المنهجية ذكر لنا هذا الموقع وأثنى عليه
ورغّبنا بالمشاركة فيه، فما كان منا إلا أن بادرنا لاسيما وأننا بحاجة للمتخصصين
في نفس المجال الذي ندرس فيه، ولقد استفدت من الموقع أمور عدة أذكر منها على سبيل العجالة حسب شرطك:
1. التعرف على أكبر قدر من المشايخ الفضلاء والمتخصصين في التفسير وعلوم القرآن.
2. كان لهذا الموقع دور كبير في تيسير كثير من الاشكالات التي يواجهها طلاب الدراسات العليا في بداية مشوارهم العلمي، لا سيما وأنك تجدك كما قال أولهم " ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء ".
3. التعرف على كل جديد فيما يخص التفسير وعلوم القرآن، حيث يصعب هذا كثيرا لا سيما من كانت حاله كحالي في بلد بعيد عن أهل التخصص وأهل هذا الفن.
4. سهولة الوصول إلى المعلومة التي يحتاجها طالب الدراسات العليا.
5. التنوع الرائع في الأفكار والمشاريع التي يطرحها الإخوة جميعا في الملتقى.
6. وأكبر فائدة أن هذا الملتقى سهل لي الوصول إلى أستاذي وشيخي الفاضل المشرف العام على هذا الملتقى
الذي كان لي الأخ والموجه لا سيما بعد انتقاله إلى جامعة الملك سعود، حيث خفف عني كثيرا من الضغوطات التي
يواجهها غالباً طلاب الدراسات العليا في دراستهم، أسأل الله أن لا يحرمه الأجر والمثوبة، وأن يعيننا على رد جمائله.
الطموح:
1. تفعيل قضية الاشراف على الرسائل عن طريق الموقع ووضع آليات معينة ومحددة لها.
2. تنمية موارد الموقع بفتح باب الاعلانات فيه مما قد يساهم بشكل كبير في عملية تطوير الموقع.
3. الاعلان عن الموقع لا سيما في الجامعات التي فيها تخصص التفسير وعلوم القرآن، بحيث يخاطب رئيس القسم بوضع إعلانات على الأقل في اللوحة الخاصة بطلاب الدراسات العليا.
4. توسيع دائرة المشتركين في الموقع وعدم حصرها في طلاب الدراسات العليا، بحيث تطرح مشاريع تخدم طلاب البكالوريوس في نفس التخصص مثلاً، حيث من الملاحظ قلتهم.
5. تحديد لقاء سنوي خاص بالإخوة أعضاء الملتقى، ولو يكون على هامش لقاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه المقام سنوياً.
وعذرا عن الإطالة ......
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 Aug 2007, 05:23 ص]ـ
اقتراح جيد.
أما أنا فأكثر ما أدخل في الانترنت على هذا المنتدي الغالي مع منتدي أهل الحيث وكم أسعدني انضمامي في ركب أهل التفسير في هذا المنتدى.
أما مشاركاتي فليس ثم إلا الاستمتاع بما يكتبه مشايخنا الكرام فيه.
وفق الله الجميع.
ـ[النجدية]ــــــــ[01 Aug 2007, 08:39 ص]ـ
نصحت منذ سنة (2003) بأن أسجل في هذا الملتقى ...
لكن ترددت جدا، و بقيت أزور الملتقى؛ لأقرأ موضوعاته ... كانت تغريني، و تبهرني!!!
حتى مرت بي الأيام، و التحقت بالماجستير قسم التفسير، و يسر الرحمن لي من لا أنسى فضله؛ فتقدمت خطوة للأمام، و أرسلت طلبا للتسجيل.
و كان ترحيب أستاذنا (عبد ارحمن الشهري) ترحيبا مميزا، جزاه ربي كل الخير!
و كنت بالبداية أخشى عدم القبول من أساتذتي الجهابذة في هذا الملتقى؛ أمثال الأستاذ مساعد الطيار، و أستاذنا السديس، و حتى أستاذنا عبد الرحمن الشهري ... و غيرهم ... كلهم!
حتى لقيت منهم كل الرعاية -حفظهم ربي و رعاهم جميعا! -
فأصبحت أنتظر كل صباح؛ لألتقي بهم على صفحات هذا الملتقى المبارك ...
أخيتي أقول بصدق: إنني سعيدة جدا بكم و بصحبتكم!
سعادتي لا توصف، بارك ربي بكم، و جزاكم عني كل الخير!!
و جمعني بكم -كلكم- في جنان النعيم على سرر متقابلين ...
أختكم ...
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 Aug 2007, 12:50 م]ـ
أستطيع القول إنني عاجز عن وصف بعض الأشخاص والأماكن التي كان لها دور رئيس في بناء جزء كبير من رصيدي العقلي والفكري والمعرفي والنفسي ..
هناك أشخاص قد تفيد منهم معلومة أو فكرة ..
وآخرون قد يكون لهم دور في النصح والتوجيه ..
لكن الأهم والأخطر هو الشخص والمكان الذي يصبغ حياتك كلها بصبغة تجد أثرها أينما ووقتما كنت.
هذا الموقع بالنسبة لي يمثل مدرسة كان لها الأثر القوي في توجيهي وبنائي إذ عرفته في المرحلة الثانوية وما زلت متابعا له حتى تخرجت من الجامعة، وفي كل هذا كنت أجد المكان الملائم الذي آوي إليه وأتزود منه.
أستطيع أن أذكر هنا بعض الأمور التي أدين بها لهذا الموقع ورواده الكرام:
*الحب الشديد والتعلق بالدراسات القرآنية عموما، فمع أنها تخصصي الجامعي لكن ثمت فرق بين من يقدم لك المعلومة ومن يحببها لك، ويثريها عندك، ويستثيرك للبحث والتفتيش وجمع المصادر والمناقشة وسؤال أهل العلم ...
*تكوين خبرة وعقلية مستعدة للدراسة والبحث، واكتساب الملكة، عن طريق معرفة مصادر الدراسات القرآنية، ومناهج الكتاب فيها، والموضوعات المطروقة وغير المطروقة فيها، وإثارة الإشكالات والتساؤلات، ما يضيء جوانب عديدة في التفكير، وهذه في نظري أبرز فائدة جنيتها من هذا الموقع البنّاء.
*التعرف على رفقة صالحة من مشايخ وطلبة علم يلتقط منهم أطايب الثمر من علم وأدب كان لهم دور كبير في رفع الهمة، وإذكاء المنافسة، واكتساب الخصال الحميدة، ولا أخفيكم أنني قد أحببت كثيرا ممن يكتب هنا -دون أن ألقاه- حبا يفوق حب من ألقاه كل يوم! إضافة لما اكتسبته منهم من أدب الحديث، وأسس النقاش العلمي، ومناهج التفكير والاستقراء والاطلاع ...
في الحقيقة، هذا غيض من فيض، ولو أردت سرد الأمثلة لطال الحديث.
وباختصار: هذا الصرح يمثل -في نظري- نقلة نوعية وإضافة تجديدية للدراسات القرآنية.
كتبت هذا استجابةً لما أثاره صاحب الموضوع من شجن ..
ووفاءً لشيء من حق هذا الموقع علي ..
شكرا للأخت صاحبة الفكرة
وشكرا لمشرفنا على التثبيت.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جنتان]ــــــــ[01 Aug 2007, 09:13 م]ـ
حياك الله أخيتي النجدية ,وشكر الله لك حسن استجابتك ,وهذا يدل على حسن أخلاقك ورفعتها ,,لاحرمت الأجر في الدارين ..
شكر الله لك "أخي العبادي ",كما اسأل المولى جل وعلى أن يجزيك خير الجزاء على ما أفدتنا به من تجارب هي خلاصة ثمارك الدانية من هذا الملتقى ... نفعك الباري وزادك من فضله ....
ولازلنا بانتظار إخوتنا الذين نتشوّق لمعرفة خلاصة فائدتهم من هذا الملتقى الطيب المبارك .....
ـ[أبو المهند]ــــــــ[02 Aug 2007, 12:04 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد
فإنه لمن دواعي سروري أن أهبّ مشاركا الأحبة أعضاء الملتقى في تفعيل دعوة الأخت " جنتان" لوجاهة طرحها وأقول:
مما أذكره لملتقانا الحبيب:
ـ إفادته إياي في أمور متعددة منها:
توطيد العلاقات العلمية بين السادة العلماء في مشارق الأرض ومغاربها.
ـ التعرف على مزيد من مكنون الكتب الحديثة في المكتبة القرآنية.
ـ التعرف على أخبار كثير من العلماء فمرة نهنيَّ ومرة نرفع أكف الضراعة ومرة نواسي ونعزي.
ـ القرب من النشاطات العلمية عن طريق نشر هذا الموقع المبارك للمؤتمرات القرآنية.
ـ حميمية النقاش بين الأعضاء.
ـ التقرب أكثر من حل مشكلات تقنية من خلال الملتقى المفتوح.
هذا قليل كثير مما لهذا الملتقى من فضل.
أما مشركات الفقير فهي لا تكاد تكتحل بها العيون ولكن حسبي أني أحب العلماء وقد دعاني حبي لهم أن أشاركهم على استحياء شديد في بعض القضايا التي أثيرت في هذا الملتقى المبارك منها:
الدراسات العليا ومساقاتها الدراسية.
ـ التجاوب اللحظي للانضمام إلى قافلة المتخصصين.
ـ عضوية الجمعية العلمية للقرآن والسنة.
ـ إفادة طلاب في مرحلتى الماجستير والدكتوراه فيما يستشيرون فيه على الموقع أو عبر البريد الألكتروني.
ـ إرساء دعائم محاكمات سرَّاق العلم والمعرفة وتي نفضحهم.
ـ المشاركة في قضايا المخطوطات وطرق جمعها.
ـ المشاركة بإرسال ما يخص عرض خطط الدكتوراه والماجستير على الموقع للإفادة.
وعلى كل حال بارك الله في الجميع وأخص الأخت صاحبة الاقتراح بالتقدير ودمتم جميعا بنعمة العلم إخوانا.
ـ[جنتان]ــــــــ[02 Aug 2007, 11:25 م]ـ
جزاكم الباري خيراً وشكر لكم دكتورنا الفاضل .. ولاشك أن من أبرز ما نلمسه في هذا الملتقى الإلتقاء بعلمائنا ومشائخنا ومعرفتهم عن كثب والاستفادة مما ينهلونه من علم, الاجتماع الأخوي الذي يفتقده الكثير ... شكر الله لك ونفع بعلمك وزادك من فضله .... ولاحرمت الأجر في الدارين ...
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[03 Aug 2007, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أختي الفاضلة " جنتان" على جميل اقتراحك، ويحسن بجميع الأعضاء المشاركة وتفعيل هذا الاقتراح لما سيعود بالمردود الإيجابي علما وقدوة وسلوكا وخبرة لطلبة العلم المطلعين على هذا الموقع المبارك من خلال ما سيطرح من مشاركات، وإني لجد آسف كون انضمامي كان قريبا جدا - وأتوجه بالشكرالجزيل والامتنان الكبير لأستاذي الشهري مثمنا جميل فضله في هذا الانضمام - كما أن وقتي لا يسعفني بتفعيل المشاركة نظرا لانشغالي بالبحث، وقرب المناقشة، ومع ذلك فما استفدته ليس بالقليل، وفي مختلف مجالات العلم وخاصة في موضوع بحثي، فهذا الموقع هو أشبه بجامعة علمية أكاديمية متخصصة حرة، تحوي بساتين وارفة تؤتي ثمارها اليانعة كل حين لطلبة العلم الجادين، ولا أخفيكم إخوتي الأحبة في الله أني أحس بسعادة غامرة، وراحة تجتاح فؤادي وعقلي، وأنا أتصفح هذا الموقع الثري بمواضيعه وكتّابه وقرّاءه،فجزا الله القائمين عليه خير الجزاء، وأثاب المشاركين فيه جميل الثواب، وإني لأدعو من خلال هذه المشاركة أساتذتي القائمين عليه والمساهمين في إخراجه، أن يعلمونا بالنشأة والبدايات كيف كانت ومتى، وما الأهداف والدوافع، وما الصعوبات والعوائق، وما تقييمهم للنتائج؟ ّ (قصة النجاح عموما).
علَّ كل من غامر في شرف مروم، يكون له المسار لتحقيق الفكرة والغايات الشريفة، ووفق الله الجميع لصلاح الدنيا وفلاح الاخرة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[07 Aug 2007, 09:08 ص]ـ
(تعبيرات عن ما عشته في ملتقى التفسير منذ افتتاحه إلى اليوم)
(يُتْبَعُ)
(/)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فتلبية لطلب الأخت الطيبة (جنتان) سلمها الله، بالتعبير عن ما قد عاشه كلّ واحدٍ منّا من لحظات أو ساعات أو أيام، وربما تكون شهور، وسنوات في هذا الملتقى المبارك ..
نظراً لأنهّ ممّا يقوّي أواصرنا أن نتواصل فيما بيننا -وحالنا كذلك ولله الحمد - بشتى الموضوعات التي تجمعنا وتحكي واقعنا ... خاصة مع هذا الصرح الشامخ ..
ولودّها كذلك من كل عضو أن يحكي خلاصة تجربته في سطور قلائل مع هذا الموقع , ويبيّن فيه مدى استفادته الواقعية، وماذا يأمل من رؤى مستقبلية, فلعلّ حروفنا هذه تكون بصمة ًلواقع هذالملتقى الفذ, فتسهم بدورها في سبيل وطريق من طرق الدعوة إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وهي مشاركات نعتبرها هدية نهديها لهذا الملتقى وزواره ,ولمشرفينا الفضلاء اللذين كان لهم الفضل بعد الله عز وجل في دفع مسيرة هذا الصرح المبارك.
ــــــــ
أقول: مضى ولله الحمد على الملتقى ست سنوات تقريبا، لم نكن قبلها نعرف هذه الوسيلة الطيبة (الانترنت، وملتقاياتها العلمية)،
وفي تلك الفترة -الله أعلم - بحجم المعاناة التي كنا نعيشها والمشكلات التي كنا نشاهدها كطلبة علم، بسبب فقدان هذه الوسائل الاتصال المتطورة.
وما أن ظهرت هذه الوسيلة المباركة (الانترنت وملتقاياتها العلمية) حتى هبّ الشيخ عبد الرحمن الشهري حفظه الله، والذي كان حينها محاضرا في جامعة الملك خالد (حاليا) بأبها، وبمساندة مباركة طيبة من الدكتور مساعد الطيار، والدكتور أحمد البريدي، والدكتور الوهبي، والدكتور العبيدي، والشيخ الماجد سلمهم الله جميعا، إلى بناء هذا الملتقى لبنة لبنة، ولأني قد عايشت بعض ذلك كعضو نشيط، ثم فعال، أقول إنني شاهدت ذلك الإصرار العجيب على التقدم بهذا الملتقى مهما كلف الثمن، من وقت وجهد، ومال، حتى وصل إلى ماوصل إليه اليوم، فجزاهم الله خيراً.
وإنه منذ تلك البدايات الأولى المتواضعة، استمرت مسيرة الملتقى من أحسن إلى أحسن في جميع المجالات العلمية، والحوارية، والاجتماعية، والتقنية، والأكاديمية، وذلك بفضل الله، ثم بفضل الجهد الضخم الذي تحمّله فضيلة مشرف الملتقى العام د: عبد الرحمن الشهري حفظه الله، ومعه إخوانه كل في ملتقاه.
وعليه فبعد هذه المعايشة يمكنني القول بعيدا عن المجاملة:
لقد استفدنا عن طريق الحوار العلمي الهادئ، واللقاء الأخوي الطيب بين جميع الإخوة المشرفين، والأعضاء، والزائرين، والتقنيين، معلومات ذات قيمة كبيرة، فتحت مباحث جديدة في مسائل التخصص، ونقلت الرغبة في بحثها، أو الاشتغال بها إلى الآخرين، وساعدت على مطالعة الجديد المفيد، وعلى إرسال الرسائل المنطقية إلى جمهور الباحثين للنظر والتأمل في المسائل المشكلة، وإلى الدخول في حوارات جادة، وأخرى مرنة يقتضيها الموقف.
كل ذلك عبر بوابة مربعة، ملونة مؤطّرة،
تزهو بألوانها الجميلة، وأسمائها اللامعة، وأزرارها الطائعة،
تهدي القديم والجديد، بفكرة البحث السديد،
وأستسمح أختنا الكريمة، ولجنة الإشراف الموقرة، في ذكر شيء ممالا يعجبني في الملتقى فأقول:
- أن تترك المشاركات دون ردود مناسبة، فتضيع دون رد في غايابات الجب الانترنتي العميق.
-ومالايعجبني أيضاً أن أجد حساسية مفرطة من أمر ما، لدى بعض الإخوة دون سبب وجيه أثناء التوجيه.
-وكذلك عدم تعويد الملتقى لأعضائه المشاركين على الكتابة الموسوعية أو مايطلق عليه بالبحوث المشتركة، واقتصاره على تشجيع البحوث التخصصية.
-عدم إرساله لرسائل خاصة متكررة بالرد على المشاركات إلى من يأمل فيهم القدرة على الرد.
-اختفاء أسماء لامعة كثيرة عن لوحات الملتقى وإطارته فترة طويلة، بعد أن كانت تظهر في إطاراته وتزينها، بالرغم من عضويتها، دون إبداء سبب ذلك.
- عدم إيجاد فقرات نشاط (ثقافية) في الملتقى للتدريب على مهارة التعبير، أوالصوت عبر الماسنجر، أو بتدوين البحوث أو الاكتشافات التي تأتي من خلال رحلات الأعضاء في بلادهم أو غيرها، وكذلك خلوه من الدورات التدريبية التي يمكن الاشتراك بها سواء التخصصية أم غيرها، عدا النزر اليسير.
وبالنسبة للمستقبل الواعد، فآمل في أن أرى الجديد المفيد يزين إطارات الملتقى ويسود فراغاته، سيرا على حكمة الجاحظ القائلة: اكتب كل ماتسمع فإن مكان ماتسمع أسود خير منه أبيض.
بناء على هذه الآمال أقترح بعض المقترحات النافعة إن شاء الله وهي:
1 - تعميم فكرة الاستطلاع حول كل مشاركة وفق ماهو في ملتقى المقترحات.
2 - تعميق إدارة الحوار بين المشرف والأعضاء والزائرين في كل مشاركة.
3 - إعطاء إشارة البدء للإشراف العلمي التعاوني على البحوث بعد دراسة من قبل المشرفين وإقرارهم له وفق خطة الملتقى وضوابطه.
4 - أن يكون اختيار الإشراف العلمي على الملتقى، وفق ضوابط محددة.
5 - أرجو أن يكون الملتقى مذكرة تختزن جميع دقائق تخصص القرآن وعلومه (أي أن يكون إرشيفا لتخصص القرآن الكريم وعلومه بمعنى الكلمة، وبدقة متناهية).
6 - أن يستفاد من خبرة الصحف التي لها مواقع على الانترنت والعمل على الإفادة من تجاربها في الأرشفة، والتصحيح، والوجاهة، والمصداقية.
والله أعلم، وهو على كل شيء قدير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 01:47 م]ـ
نسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير، وأعوذ بالله أن نكون ممن ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، فقد اشتغلنا بهذا الموقع عن أمور كثيرة، وأخذ منا زهرة الوقت وزبدته من بدايته فالحمد لله على كل حال.
واستجابة لطلب الأخت الكريمة في هذا الموضوع الطريف، وأنا شخصياً أكثر من استفاد من هذا الملتقى بدون منازع، فقد تعلمت منه من مشايخي وإخواني وأخواتي فيه كثيراً من العلم والأدب والتربية فجزاهم الله خيراً. كما استفدت منه الكثير من الخبرة التقنية والفنية وغيرها ما أحمد الله عليه، وقد نقلت هذه الخبرات بقدر الطاقة لمواقع وجهات أخرى، وما ضننت بشيء منها على أحد.
وقد كتبت أبياتاً ذات ليلة بعد استفادتي من أحد الموضوعات، وهو موضوع من هو مؤلف تفسير (المباني في نظم المعاني) الذي نشر آرثر جفري مقدمته؟ ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=4905)
فقلت:
كُلَّ المواقعِ قد وردتُ، فلم أَجِدْ = كالمُلتقى شَرَفَاً وأَهْلِ المُلتقى
ومُسَدَّدينِ إلى الصَّوابِ فلا تَرى = إِلا جَواباً مُشِرقاً ومُوَّفقا
وعِبارةً تيَّاهَةً مِنْ حُسنِها =ومَسائِلاً تُهْدَى، ودُرَّاً يُنْتَقى
يا ملتقى التفسيرِ يا مَنْ قَد غدا= بين المواقعِ للمَعارِفِ مَشْرِقا
كمْ زائرٍ مُستعْجِلٍ قَيدَّتَهُ = وأَخَذَتَ مِنه عَلى وِصالِكَ مَوْثِقا
هل زُرتَ أَكرمَ منهُ طِيبةَ مَعْشرٍ = أَمْ هَلْ رأيتَ أَدَقَّ مِنهُ وأَعمقا؟
ما زالَ يَكْبُرُ، والأَكابِرُ منكمُ= تَسْقيهِ بالآدابِ حتى أَوْرَقا
كالنُّورِ شَعَّ بُكلِّ أُفْقٍ بِرُّهُ = مَنْ ذا يَصُدُّ الصُّبْحَ عَنْ أَنْ يُشْرِقا؟!
ما كُلُّ مَنْقبةٍ يُحاوَلُ نَيْلُها= تَدْنو، ولا كُلُّ المَنازلِ تُرْتَقى
شَرِّقْ وغَرِّبْ ما تَشاءُ فإِنَّما = زَادُ القُلُوبِ وطِبُّها في المُلتقى
وهناك موضوعات كثيرة كتبتها في محطات متفرقة من تطوير الموقع، أو عمله بعد توقفه منها:
- التذكير بمنهج ملتقى أهل التفسير. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=195)
- حتى لا نفقد الذاكرة! بشرى بعودة ما ضاع من المشاركات والحمد لله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2957).
- اليوم دخل ملتقى أهل التفسير سنته الخامسة: وقفات محاسبة للنفس (أرجو مشاركة الجميع) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7193).
- تطوير شبكة التفسير والدراسات القرآنية وملتقى أهل التفسير: شاركنا برأيك مشكوراً ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3780) .
- مرة أخرى: الإعلان عن شبكة التفسير والدراسات القرآنية ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1545)!
- بدء شبكة التفسير والدراسات القرآنية. سجل رأيك وفقك الله ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=1420) .
- ( شبكة التفسير والدراسات القرآنية) في ثوبها الجديد قريباً. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6333).
- رجاء من الجميع: ضع ملاحظاتك على تصميم الملتقى الجديد هنا وفقك الله. ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=6410)..
وأما تفصيل تجربتي مع هذا الموقع فيطول الحديث عنها، فلعله ييسر الله لها وقتاً آخر بإذن الله، والله الموفق لكل خير سبحانه وتعالى ..
في 26/ 7/1428هـ
ـ[عبداللطيف خضر]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:32 م]ـ
كمشارك جديد أسجل تقديري وحبي للملتقى من خلال أول كتابة لي فيه، ولا أملك سوى الدعاء للقائمين عليه بالتوفيق والسداد.
وفي يوم ما ـ إن شاء الله ـ أسطر فوائد أفدتها ومنافع أحسست بها والله الموفق والمستعان ..
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Aug 2007, 11:36 ص]ـ
أخي الفاضل الكريم د: عبد الرحمن الشهري
المشرف العالم لملتقى أهل التفسير
معجب بتعقباتكم وتعليقاتكم وأيضا بشعركم الذي حرك المشاعر عندي
لأقول كلمتى لكم ولأهل هذا الملتقى وأملى أن تقبلوها على ضعفها
فهي تتقدم نحوكم الهوينا وتمشي على استحياء لتدلي بدلوي بين دلائكم
فإن التشبه بالكرام فلاح ...
لملتقى أهل التفسير
قد حق للشهري فيما حققا=مدح الذين تشرفوا بالملتقى
حيث الأصالة والحجى فيمن جرى=منه المداد وللقراطيس سقى
حتى يحبر جملة محمودة=في علم تفسير الكتاب محقِقَا
فالملتقى شرف بمن قد حله=من ثلة العلماء أصحاب التقى
في خدمة القرآن أشرف منزل=جاء الأمين به لحبي مسبقا
قول حكيم من عظيم جاءنا=فتحيرت فيه العقول بما ارتقى
فإذا أردت الحل في إشكاله=فارجع بها لشيوخ أهل الملتقى
يا ملتقى التفسير أهلك وردة=بالمسك تزكوا مغربا أو مشرقا
يا طود علم شامخ في وجه من=قد صد عن قرآننا وتزندقا
فإليك صوت من فؤآدي نابع=يا منهلا بالبينات ترقرقا
يحميك ربي من شرور مخرف=أو حاسد جهل الكتاب فمزقا
يجزيك بالحسنى إلهي نعمة=دكتورنا الشهري بت موفقا
وزيادة يجزيك خالقنا لما=قد كان منك في افتتاح الملتقى
المدينة المنورة: 30 / رجب الفرد / 1428 من هجرته صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2007, 11:54 ص]ـ
الشيخ الكريم أبا الخير كرنبة رعاه الله، أشكرك على حسن ظنك، وأشكرك على هذه المعاني الرائقة، والأبيات العذبة التي أمتعتني كثيراً، ودلت على جمال الشاعرية والروح.
نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[15 Aug 2007, 01:30 م]ـ
بارك الله فيكم
وأقترح على الشيخ أبي الخير كرنبة تغيير البيت السادس:
وهو: قول قديم من قديم ...
إلى:
قول حكيم من عظيم ...
فهو أولى وأقرب للشرع من تلك الألفاظ.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[15 Aug 2007, 04:26 م]ـ
كلا مك جميل أخي الحبيب الشيخ: عبد الرحمن السديس
وجزاك الله كل خير على إقتراحك ... وأقول مع جمال ما عرضت: سمعا وطاعة .. لأزين قصيدتي
وأطلب من أخي د: عبد الرحمن الشهري التغيير حسب توجيه الشيخ السديس حفظه الله
وإن كان قصدي فيما أوردت البعد عن مسألة الحدوث وخلق القرآن بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Aug 2007, 05:09 م]ـ
شكراً لك يا أبا الخير على سعة صدرك، ورجوعك لقول أخيك الناصح وفقكما الله لكل خير، وقد أصلحتُ البيت حسب توجيهكم الكريم.
ـ[أبو عبدالبر السوسي]ــــــــ[15 Aug 2007, 06:24 م]ـ
لا املك العبارات الدقيقة والمناسبة لابوح لكم مشايخنا الفضلاء عن الاستفادة الكبيرة التي استفدت من هدا الملتقى المبارك
ونحن داءما من المتابعين لكم في كل المواضيع خاصة الرسم وعلم التجويد والقراءات
نسال الله تعالى ان يجزي القاءمين على هده الصرح المبارك خير الجزاء.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[16 Aug 2007, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل د: عبد الرحمن الشهري على استجابتك السريعة
وبارك الله فيك أخي الفاضل الشيخ عبد الرحمن السديس
وقد قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمنون بعضهم لبعض نصحة
وقال أيضا: (المؤمن مرآة أخيه) ... (الكلمة الطيبة صدقة) بارك الله فيكم.
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[16 Aug 2007, 03:41 م]ـ
شكر الله لك ورفع منزلتك في الدنيا والآخرة
ـ[المتخصصة]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:36 م]ـ
وإن كنت غير متخصصة في التفسير وعلومه إلا أني استفدت منه الكثير الكثير من خلال التصفح
وفق الله القائمين على هذا الملتقى المبارك وعلى رأسهم الشيخ الفاضل د/ عبد الرحمن الشهري، وجعل ذلك في موازين حسناتهم.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[23 Aug 2007, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما شاء الله ...
لقد قرأت هذه المشاركات القيمة والتي تفيض بالمحبة والأخوة، فشعرت أنني أعيش في بيتي بين أسرتي، وبالأمس زارني أحد أعضاء الملتقى الأكارم وهو الأخ: عبد العزيز الضامر، وقبل ذلك زارني الصديق العزيز: الدكتور أحمد البريدي، وقبل ذلك التقيت أيضاً مع الأخ العزيز الدكتور: عبد الرحيم الشريف وكل تعارفنا تم عن طريق هذا الملتقى المبارك الذي أسأل الله وجل أن يبارك فيه ولعل سر نشاته هو سر بركته: وهو الإخلاص والنية الصادقة التي يتميز بها المؤسسون لهذا الملتقى الطيب ولا أزكي على الله أحداً ..
لقد أحببت ان أشارك بهذه الكلمات ولا ادري إذا كانت تصلح أن تكون شعراً أم لا؟
روح المحبة رفرفت في الملتقى والغصن في أفيائها قد أورقا
وهذه ثمارها ........... قد أينعت علماً وفضلاً زانه ... أهل التقى
هو جنة أشجارها ....... راسخة في تربة إخلاصها ....... تعمقا
أطيارها تحط في ...... أفنانها تخاف من هم الجهالة ... موبقا
تهفو قلوب الهائمين ..... لظلها تأوي إليها محبة ومودة وتشوقا
أنهارها تختال في عرصاتها تجري فتروي ..... هدأة وتدفقا
ياإخوتي الاكارم إن ما يلزمنا في هذا الملتقى هو التعاون المثمر، وأن يشعر كل واحد منا بالمسؤولية تجاه إخوانه وأمته وأن ينوي ويقصد أن يقدم شيئاً نافعاً والحمد لله أن المنبر موجود وهو من أجمل المنابر وأبهاها منبر الملتقى
الذي بين أيدينا ..
وإ، ما يتميز به هذا الملتقى هو التنوع فلدينا إخوة من المغرب وآخرون من الجزائر ومصر وليبيا وماليزيا وسوريا والسعودية ومن مختلف البلدان ولله الحمد فيمكننا أن نكمل بعضنا بعضاً عن طريق هذا الملتقى ... وإذا كانت الوحدة الإسلامية على أرض الواقع حلم صعب المنال فتعالوا لنحقق هذا الحلم على هذه الشبكة وليكن ذلك خطوة على طريق الوحدة الحقيقية المأمولة ...
على كل واحد منا أن يعد نفسه مسؤولاً عن الملتقى ومعنيٌ بالرقي به وتطويره وتقديم النافع والمفيد
وعلى كل واحد منا أن يعد نفسه سفيراً لإخوانه في بلده الذي هو فيه يطلعهم على ما يجري ويحصل من مستجدات وأخبار وعلوم.
وأن نسعى للتعاون فيما ينفع
كما أدعو إلى مؤتمر سنوي يقيمه الملتقى يطرح فيه موضوعاً ويدعو الباحثين للمشاركة فيه وتكون هذه فرصة للقاء المباشر أولاً
وثانياً تحفيز للباحثين لتقديم بحوث محكمة سنوية خاصة للملتقى
والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد كالو]ــــــــ[23 Aug 2007, 07:08 ص]ـ
جئتكم لأستفيد، هذا قلمي المتواضع الخجول لا يقوى أن يعبر أكثر لكنني خاطبته: سر يا قلمي وأطعني فمن المفترض أن تزهو بكل فخر ودون غرور؛ بغبطة وكل سرور، وتتخلى عن حب الذات والشُهرة والظهور، لأنها مقبرة وقاصمة للظهور، وتتحلى بالشجاعة الأدبية وتكون غزير المداد بكل فكر راسخ وجسور، لأنك ستكتب لقلوب طاهرة بريئة، وعقول نيرة نابغة وفية، ونفوس طموحة ندية وفطر سليمة على السجية هُم معالم نور كالزهور والدر المنثور.
فكم استفدت من كريم تواجدهم، وجميل تفاعلهم، ونور عقولهم، ونبوغ فكرهم وأفكارهم.
كان اللقاء في هذا الملتقى الذي سقى عقلي، ونقى فكري، ورقى بي في مدارج العلم والتقى فكراً وأفكاراً رُقياً وارتقاء.
فرأيت نفسي كزارع الورد أحاول أن أجني أجمله وأعبقه وأزكاه وأروعه لوناً وعبيراً، وكالبحار وصائد الأسماك يحرص على أن يجلب بشباكه أو سنارته أندر الأنواع وألذه وأغلاه، وكجامع اللؤلؤ يسعى جاهداً للعثور على أنفسه وأثمنه وأعلاه.
فيا أهل الملتقى: أزرع في أيديكم جميعاً زهورالمحبة والمودة وورود الصدق والوفاء، وأناديكم وأشد على أياديكم: سيروا على بركة الله واسعوا للدعم والتحفيز والتنظير ومزيد من التنوير.
وفقكم الله * أيدكم الله * آواكم الله * رعاكم الله(/)
نافذة على كنوز التراث في مركز جمعة الماجد (في التفسير وعلوم القرآن)
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[31 Jul 2007, 02:51 م]ـ
إلى الإخوة الإعزاء من رواد الموقع، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
يسرني أن أضع بين أيديكم جملة من عنوانات المخطوطات المصورة المتوفرة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث، جلها في التفسير،عسى أن ينتفع بها بعض المختصين، ومن الله نستمد العون والتمكين، وندعوا لمؤسسه بالخير والنجاة يوم الدين.
نافذة على مخطوطات علوم القرآن
في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي
تشكل مجموعة مخطوطات علوم القرآن في المركز مجموعة قيمة من الناحية العلمية،لأن جلّها قد اختير من مكتبات متفرقة من العالم، بعضها عصي المنال على أيدي الباحثين،
الذين لا يملكون سوى الشكوى من تعذر الوصول إلى غاياتهم، في جمع جميع النسخ لإتمام تحقيقاتهم، غير أن المركز، من فضل الله، استطاع أن يصل إلى كثير من تلك المكتبات ,وأن يحقق لعشاق التراث ومحبيه أسمى الغايات. وهذا ما لدى المركز يقدمه مرتباً على حروف المعجم، إن شاء الله.
1 - إرشاد البرايا لفيض العطايا، مجهولة المؤلف، رسالة تامة في تفسير بعض الآيات الكريمة من سورة البقرة، تقع في (5) ورقات، ضمن مجموع (61 - 65)، في كل صفحة (15) سطراً،أولها: (الحمد لله الذي أرشد عباده للعطايا،ووعدهم عليها بالمزايا …أما بعد فهذا ما فاض به إمداد مداد البنان لبيان معاني بعض أي القرآن، قال الله سبحانه وتعالى: .. من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً)، نسخة تامة، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة جامعة برنستون في أمريكا، تحت رقم (1326)، ورقمها في المركز (4376).
2 - الإرشاد في تفسير القرآن، لابن برّجان عبد السلام بن عبد الرحمن اللخمي،ت 536هـ، مخرومة الطرفين، تقع في (100) ورقة، في كل صفحة (25) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة عنيزة الوطنية، بالقصيم في السعودية، رقمها في المركز (11053).
3 - نسخة أخرى من الكتاب السابق،تقع في (421) ورقة، في كل صفحة (21) سطراً،منسوخة سنة (667) هـ، ناقصة من الآخر، مصورة عن الأصل المحفوظ في المكتبة السليمانية في تركيا،رقمها في المركز (10255).
4 - أسماء الذين نزل فيهم قرآن،لطيفور بن منصور، تقع في (17) ورقة، في كل صفحة (22) سطراً،ناقصة من الآخر، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة مطهري في إيران، تحت رقم (7527)، ورقمها في المركز (10127).
5 - الإشارات الإلهية إلى المباحث الأصلية، للصرصري سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم، ت716 هـ، تقع في (218) ورقة، في كل صفحة (25) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة دار الكتب بالقاهرة، تحت رقم (687)، رقمها في المركز (11393).
6 - اعتراضات الإقرائي على شرح تفسير الكشاف للزمخشري، للإقرائي محمد بن محمد،ت 776هـ، تقع في (90) ورقة، في كل صفحة (21) سطراً،منسوخة سنة (817) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة غازي خسرو في سرايفو،تحت رقم (223)، رقمها في المركز (322).
7 - إعجاز البيان في كشف بعض أسرار أم القرآن، للقونوي محمد بن إسحاق بن محمد،ت 673هـ، تقع في (137) ورقة، في كل صفحة (19) سطراً،ناقصة من الأول، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة المعهد البيروني بطشقند،تحت رقم (3125)، ورقمها في المركز (610).
8 - الإكسير في علم التفسير، للصرصري سليمان بن عبد القوي،ت 716هـ، تقع في (141) ورقة، في كل صفحة (17) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة قره جلي زاده في تركيا، تحت رقم (3)، ورقمها في المركز (11057).
9 - الإكليل في استنباط التنزيل، للسيوطي،ت 911هـ، تقع في (188) ورقة، في كل صفحة (19) سطراً،منسوخة سنة (1145) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة غازي خسرو بسراييفو،تحت رقم (762)، رقمها في المركز (327).
10 - البرهان في تفسير القرآن، للحوفي علي بن إبراهيم،ت 430هـ، تقع في عدة أجزاء كبيرة، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة ليدن في هولندا،تحت رقم (345)، رقمها في المركز (4248) و (3981) وقطعة أخرى منه مصورة من دار الكتب الوطنية بتونس رقم 18487، تقع 179 ورقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - البستان في تفسير سورة يوسف، لإسماعيل الغريب بن أحمد، تقع في (87) ورقة، ضمن مجموع (26 - 113) في كل صفحة (23) سطراً،منسوخة سنة (1034) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة الحرم المكي،تحت رقم (353)، رقمها في المركز (11395).
12 - تأويلات القرآن، للخلوتي إسماعيل بن عبد الله الرومي، ت 899هـ، تقع في (39) ورقة، ضمن مجموع) 1_39) في كل صفحة (21) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة جامعة الإمارات بالعين،تحت رقم (735)، رقمها في المركز (11330).
13 - تبصرة المتذكر وتذكرة المتدبر، للكواشي أحمد بن يوسف،ت680 هـ، تقع في (346) ورقة، في كل صفحة (19) سطراً،منسوخة سنة (727) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة جستربتي في إيرلندا،تحت رقم (3256)، رقمها في المركز (3832)
14 - التحصيل لما في التفصيل، للمهدوي أحمد بن عمار،ت440 هـ، الجزء الثاني،يقع في (177) ورقة،، في كل صفحة (23) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة الأسكوريال مدريد،تحت رقم (1272)، رقمها في المركز (11347).
15 - نسخة أخرى من الكتاب السابق، تمثل الجزء الأخير من الكتاب، تقع في (152) ورقة، في كل صفحة (20) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة جستر بتي في دبلن بإيرلندا،تحت رقم (5449)، رقمها في المركز (299).
16 - تحفة الإخوان في تفسير بعض كلمات القرآن، للبيومي محمد بن محمد بن علي المصري الشافعي،ت 1335هـ، تقع في (30) ورقة، في كل صفحة (27) سطراً، منسوخة سنة (1325) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبةروضة خيري بمصر،تحت رقم (437)، رقمها في المركز (11354).
17 - تحفة الأكياس في تفسير قوله تعالى: إن أول بيت وضع للناس، للحموي أحمد بن محمد مكي الحسيني،ت1098 هـ، تقع في (13) ورقة، ضمن مجموع (1 - 13)، في كل صفحة (17) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة آية الله مرعشي بإيران،تحت رقم (5373)، رقمها في المركز (3712).
18 - تحقيق الخلاف في أصحاب الأعراف، لمرعي الكرمي مرعي بن يوسف بن،ت 1033هـ، تقع في (4) ورقات، ضمن مجموع (267 - 271)، في كل صفحة (21) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة جامعة برنستون بأمريكا،تحت رقم (2992)، رقمها في المركز (3647).
19 - تفسير آية (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً) (الانسان:5) للحموي، أحمد بن مكي الحسيني الحنفي،ت 1098هـ، تقع في (4) ورقات، ضمن مجموع (14 - 17) في كل صفحة (15) سطراً،منسوخة سنة (1089) هـ، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة مرعشي بقم في إيران،تحت رقم (5373)، رقمها في المركز (3712).
20 - تفسير آية (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ) (لأعراف:34) لميرزا أبو الفتح، تقع في ورقة واحدة،ضمن مجموع رقمها (84)، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة مرعشي بقم في إيران،تحت رقم (6543)، رقمها في المركز (10616).
21 - تفسير آية (قد أفلح) لمصطفى بن أحمد الرومي الخادمي الحنفي،ت 1186هـ، تقع في ورقة واحدة،ضمن مجموع رقمها (147)، عدد أسطرها (24) سطراً، مصورة عن الأصل المحفوظ في مكتبة مرعشي بقم في إيران،تحت رقم (2818)، رقمها في المركز (10559).
إعداد الدكتور عمار أمين الددو
نائب رئيس قسم المخطوطات
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[31 Jul 2007, 03:13 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هل هذه القائمة كاملة؟
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[31 Jul 2007, 04:40 م]ـ
جزاك الله خيراً وكما سأل أخي أبو مالك هل هي جميع المخطوطات التي لدى المركز في التفسير؟ ..
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[31 Jul 2007, 06:48 م]ـ
بارك الله فيك ..........
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[01 Aug 2007, 06:50 م]ـ
وسؤال آخر: ما الطريقة المتبعة للحصول على شيء من هذه المخطوطات؟
بارك الله فيك.
ـ[الدكتور عمار أمين الددو]ــــــــ[12 Aug 2007, 05:27 م]ـ
هذه القائمة هي ليست كاملة انما هو اول الغيث ان شاء الله
اما عن طريقة الحصول على المخطوطات يرجى ارسال رسالة موجه الى الدكتور عمار امين الددو
رئيس قسم المخطوطات في مركز جمعة الماجد على رقم فاكس 0097142696950
وحياكم الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[04 Jun 2009, 09:30 م]ـ
حياكم الله يا أستاذنا الدكتور عمار الددو.
سؤال بعد انتقالك الآن للعمل في السعودية بين محبيك، هل لديك فكرة عما حقق من هذه المخطوطات وما لم يحقق بعدُ. وكيفية التواصل مع المركز الآن بعد انتقالكم؟
وفقكم الله ونفع بجهودكم.(/)
الفوائد المنتقاة من (فهم القرآن) للحارث المحاسبي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Aug 2007, 09:44 م]ـ
كتاب (فهم القرآن) للحارث بن أسد المحاسبي رحمه الله
يقول المتخصصون في علوم القرآن إن هذا الكتاب هو أول كتاب مصنف في علوم القرآن.
ذكر ذلك شيخنا الشيخ مساعد الطيار في كتابه (المحرر في علوم القرآن)، وكذلك ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري في محاضراته الماتعة على الألوكة (شرح ألفية الشيخ عبد الله فودي في علوم القرآن).
وهو ليس من كتب علوم القرآن بالمعنى الشائع؛ فإنه لم يتعرض إلا لمباحث يسيرة جدا من علوم القرآن، ومعظم ما فيه يتعلق بمباحث النسخ في القرآن، ولكنه يحتوي على فوائد مهمة، تبين بعض النواحي التاريخية لتطور الكلام في علوم القرآن.
ومن المعروف أن الحارث قد اتجه اتجاه ابن كلاب في مسائل الاعتقاد، وهذا لا يهمنا الآن بقدر ما يهمنا دراسة إشاراته ومباحثاته لمسائل أصول التفسير، وخاصة في النسخ.
وهناك فائدة رائعة أيضا في هذا الكتاب، وهو أنه يحكي عددا من الإجماعات المتنوعة في التفسير وغيره، فمنها إجماعات مطلقة، ومنها إجماعات مستقرة بعد خلاف، وغير ذلك.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[01 Aug 2007, 10:20 م]ـ
266
جعل العقول معادن الحكمة ومقتبس الآراء ومستنبط الفهم ومعقل العلم ونور الأبصار، إليها يأوي كل محصول، وبها يستدل على ما أخبر به من علم الغيوب، فبها يقدرون الأعمال قبل كونها ويعرفون عواقبها قبل وجودها وعنها تصدر الجوارح بالفعال بأمرها فتسارع إلى طاعتها أو تزجرها / فتمسك عن مكروهها
269
ونظروا ببصائرهم إلى ما يشبه الشبهات / من سوء الدلايل ومكايد الشيطان وزخرف المبطلين وكشفوا بمنار دلايله ما وارته الظلمات وغطته الشهوات من خفيات الغيوب ومعالم الطريق المضروب على المحاج الواضحات والبرهان النير، فنظروا بنور هداية كلام الرب جل ذكره وواضح دلايله إلى ما خفي عن الغافلين المؤثرين لأهوائهم على استيضاح كتاب ربهم جل مولانا وتعالى فهتكوا بنوره حجاب كل ظلمة وكشفوا بتبيانه غطاء كل ضلالة وبدعة
274
فأمرهم فيه بالمكارم ونهاهم عن الآثام والمحارم ووعدهم فيه جزيل الثواب وضرب لهم فيه الأمثال وفصل لهم فيه المعاني الدالة على سبيل النجاة وأبان فيه المشكلات وأوضح / لهم فيه الشواهد على علم الغيوب وجعل فيه حياة قلوبهم وعزهم وشرفهم والغنى به عن جميع العباد
277
ثم أخبر أن فيه التكرار عن معاني ما قال إن تنحت قلوبهم عند تلاوة ما في سوره عن فهم معانيه تكرر في سورة أخرى ففهموه فقال (مثاني)
288
قال وحدثنا يزيد بن هرون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن معتب عن كعب قال: عليكم بالقرآن؛ فإنه فهم العقل ونور الحكمة وينابيع العلم وأحدث الكتب بالرحمن عز وجل
305
العلم على قدر العالم؛ فأي العلماء أعلم كان طلب علمه أحب إليه من طلب علم من هو دونه في العلم
307
ومن عقل عن الله جل ذكره ما قال فقد استغنى به عن كل شيء وعز به من كل ذل لا يتغير ولا ينقص حلاوته ولا تخلق جدته في قلوب المؤمنين به على كثرة الترداد والتكرار لتلاوته
312
وقد طُبِعنا طبعا؛ لا نعرف ما نتلو دون أن نصغي إليه بأسماعنا، ولا نفهمه -وإن أصغينا إليه حتى نحضر له عقولنا- إلا بقطعها عن النظر في كل شيء سواه، ولا نفهم قوله دون أن نعظم ما قال في قلوبنا ونعظم قدر رضاه وسخطه ولا يعظم ذلك عندنا مع طول موالاتنا بالدنيا والاشتغال بذكرها وذكر أهلها إلا بتكرار التلاوة والدوام على تقصي العقل تقصي ذلك والتيقظ له حتى نفهم ما قال فينتبه العقل من غفلته ويشاهد علم الغيوب ببصره ويتوهم عظيم الجزاء الثواب والعقاب برؤية بصره
319
لأنك إذا لم تشغل جوارحك بشيء غير ذلك ومنع عقلك عن النظر والفكر في غير ذلك اجتمع همك وحضر وإذا حضر عقلك زكا ذهنك وإذا زكا ذهنك قويت على طلب الفهم واستبان فيه اليقين وصفا فيه الذكر وقوي فيه الفكر
321
فاحرص أن لا يكون فيك خلق ذم الله عز وجل به كافرا وإن كنت مؤمنا فإن من كمال الإيمان مخالفة أهل الكفر بالقول والفعل فيما نهى الله عز وجل عنه
326
ومنه ما لا يعرف معناه إلا بالسنة أو بالإجماع
333
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد جوز فريق من الروافض في أخبار الله جل ثناؤه التناسخ، وهذا الكفر؛ لا يجوز أن ينسخ الله خبره أنه خلق آدم وأسكنه الجنة وأمر الملائكة أن يسجدوا / له فسجدت الملائكة كلها إلا إبليس ولا أخباره عما مضى من الرسل وعما كان في الدهور الخالية مما أخبر أنه كان فنجد أن ذلك لم يكن وكذلك ما أخبر عز وجل أنه سيقيم القيامة وأنه يبعث من في القبور وأنه يصير فريقا في الجنة وفريقا في السعير ولا ما يقول أهل الجنة وأهل النار وأنه يخلد أهل الجنة فيها ويخلد المشركين في العذاب الأليم فيخبر خلاف ذلك كله لأن ذلك يوجب بالخبر الثاني لزوم الكذب في الأول ولزوم البراءة وأنه أراد أن يفعل فاستبدل فأراد أن لا يفعل رجوعا عن قوله والرجوع عن القول الكذب والبداء من الجهل بالعواقب
338
لأنه من ليس له علم بما يريد أن يصنعه كيف يكون يحسن أن يصنعه ومن لم يحسن كيف يصنعه لم يقدر أن يصنعه، وهذا نجده ضرورة في فطرنا فلو لم نر كتابا قط ولم نحسن أن نكتب لم يجز لنا أن نكتب كتابا مؤلفا بمعاني مفهومة بالتخمين أبدا وكذلك جميع الصناعات من لم يرها فيعلمها أو توصف له فيعلمها لم يحسن أن يأتي بها أبدا
340
وذلك موجود فينا ونحن جهال وعلمنا محدث قد علمنا أن كل إنسان ميت فكلما مات إنسان قلنا قد علمنا أنه قد مات من غير أن نكون قبل موته جاهلين أنه سيموت إلا أنا قد يحدث لنا العلم من الروية وحركة القلب إذا نظرنا إليه ميتا بأنه ميت، والله جل ذكره لا تحدث فيه الحوادث لأنا لم نجهل موت من مات أنه سيكون وكذلك علمنا أن النهار سيكون صبيحة ليلتنا ثم يكون فنعلم أنه قد كان من غير جهل منا تقدم أنه سيكون، فكيف بالقديم الأزلي الذي لا يكون موت ولا نهار ولا شيء من الأشياء إلا وهو يخلقه ونحن لا نخلق شيئا
343
والعرب تفعل هذا في مخاطباتها؛ يقول الرجل لآخر: متى تريد أن آتيك فيقول غدا فيسأله في ظاهر المسألة عن وقت إرادته وإنما يريد الوقت الذي فيه المجيء ويجيبه بالوقت الذي يجيء فيه ولو أجابه على ظاهر مسألته إذا قال متى تريد أجيئك لقال الساعة أريد أن تجيئني غدا فأجابه عن وقت المجيء وإنما سأله في الظاهر عن وقت الإرادة وهو يريد وقت المجيء فأجابه عن معنى السؤال ولم يجبه عن ظاهر المسألة
345
ومن ذهب إلى أنه يحدث له استماع مع حدوث المسموع وإبصار مع حدوث المبصر فقد ادعى على الله عز وجل ما لم يقل وإنما على العباد التسليم كما قال وأنه عالم سميع بصير ولا / يريد ما لم يكن وإنما معنى {حتى نعلم} حتى يكون المعلوم وكذلك حتى يكون المبصر والمسموع ولا يخفى على الله عز وجل أن يعلمه موجودا ويراه موجودا ويسمعه موجودا بغير حدوث علم في الله جل وعز ولا سمع ولا بصر ولا يعني حدوثا في ذات الله جل الله عن الحوادث في نفسه وتعالى عن البداوات في علمه وإرادته علوا كبيرا
348
لأن كل من أثبت شيئا في المعنى ثم نفاه بالقول لم يغن عنه نفيه بلسانه وقد تدين لما يلزمه في المعنى بما نفى كالنصارى زعمت أنهم يعبدون ثلاثة وأن ذلك ليس بشرك وأن معنى الثلاثة معنى واحد فلم يغن عنهم نفيهم الشرك بقولهم وقد دانوا به في المعنى وكذلك جميع أهل الضلال ينفون الكفر ويتبرؤون منه وهم كافرون. كذلك جميع أهل البدع ينفون البدع بقولهم ويتبرؤون / منها.
352
ولو أن موسى عليه السلام أخبره أنه في كل مكان بذاته لطلبه في الأرض أو في بيته وبدنه ولم يتعز ببنيان الصرح
356
وقال قوم من أهل السنة بنسخ الأخبار لا على التعمد منهم ولكن عن الإغفال والسهو عن الفحص عن معنى ذلك
359
فالناسخ والمنسوخ لا يجوز أن يكونا إلا في الأحكام في الأمر والنهي والحدود والعقوبات في أحكام الدنيا
368
وكذلك قوله عز وجل: {من جاء بالحسنة فله خير منها} لا يعني خيرا من التوحيد / وإنما يعني له منها خير كما يقال الدراهم خير من المال لا يريد أفضل من المال وإنما يريد الدراهم من المال خير
379
لأنه قال: {كلما ألقي فيها فوج} فعم كل فوج يلقى فيها
385
ونحن نسألكم عن معنى قولكم حتى نقرركم بأن قولكم خلاف الكتاب والسنة وإجماع الأمة وإجماعكم معهم
385
(يُتْبَعُ)
(/)
فنقول لكم أرأيتم يخلو العباد أجمعون من أن يكون لا ينفك أحد منهم أن يكون صاحب كبيرة أو صاحب صغيرة مجتنبا للكبائر فإن قالوا لا قلنا فمن كان منهم صاحب كبيرة هل يجب عليه واجب أن يعلم أنه إن مات عليها ولم يتب أنه في النار لا محالة فإن قالوا كذلك يجب عليه قيل لهم هل يجب عليه أن يخاف الله عز وجل إن مات عليها أن يعذبه بعد موته فإن قالوا نعم قلنا إنما الخوف على الشك فأما من علم أنه معذب لا محالة فلا معنى لخوفه لأنه مستيقن بالعذاب لا شك فيه فكيف يكون خائفا أن يعذب وهو مستيقن بالعذاب إن مات على ذلك / ولو جاز له ذلك لجاز أن يقولوا إنا نخاف أن يعذب الله عز وجل فرعون وهامان قالوا لا يجوز ذلك لأنا مستيقنون بعذاب فرعون وهامان، وقيل يجوز أن يقولوا إن مات الكافر مصرا خفنا عليه العذاب فإن قالوا لا يجوز لأنا مستيقنون ذلك قيل لهم فكذلك صاحب الكبيرة لا يجوز أن يخاف الله عز وجل أن يعذبه عليها فيكون شاكا في وعيد الله عليها فيكفر، ويقال لهم هل يجوز أن يرجو أن يعفو الله عنه وهو مصر عليها ولم يتب بعد فإن قالوا لا لأن رجاءه أن يعفو الله عنه ولم يتب شك في وعيد الله وصدقه ورجا أن يخلف وعده ويكذب قوله قيل لهم فالخوف والرجاء من صاحب الكبيرة ضلال إذن، ويقال لهم أرأيتم إن كان مجتنبا الكبائر هل يجوز أن يخافه قالوا نعم عليه أن يخاف الله قيل لهم يخاف الله أن يعذبه وهو وعده المغفرة والرضى والمدخل الكريم وهو الجنة / فإن قالوا لا يخاف أن يعذبه الله إذا لقيه بالضغائر مجتنبا للكبائر. قلنا فلو جوزتم له الخوف أن يعذبه الله وقد لقيه مجتنبا للكبائر لكان خوفه ضلالا لأن ذلك يوجب عليه الشك في وعد الله تعالى ولا يأمن أن يخلف وعده ويكذب قوله جل وعز عما يقول الظالمون علوا كبيرا. ويقال لهم يجوز أن يرجوا أن يكفر الله عنه سيئاته ويدخله الجنة وهو مجتنب للكبائر والصغائر ولو اجتنب الكبائر والصغائر لكان مغفورا له فنسألكم كذا عنه ولو اجتنب الكبائر وأتى الصغائر أو كان مجتنبا للذنوب كلها هل يجوز له أن يرجو العفو والمغفرة من الله جل وعز، فإن قالوا لا يجب ذلك عليه فقد زعموا أنه لا ينبغي لأحد أن يرجو المغفرة من الله لأن صاحب الكبائر عندهم مؤيس من رحمة الله عز وجل وصاحب الصغائر ومن لم يأت شيئا من الذنوب موقن بمغفرة فلا ينبغي لأحد أن يخاف الله ولا يرجوه بزعمهم فإن قالوا / لا ينبغي له أن ييأس من الله قيل إن الرجاء عندكم لا يكون إلا على الشك لا على اليقين فكيف يجوز أن يرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنة وقد وعده ذلك لئن جاز له ذلك ليجوزن لك أن ترجو الله أن يدخل رسله الجنة وأن يؤاخذهم بذنوب غيرهم ويرجو أن لا يعذبهم بكفر غيرهم من الكفار ويرجو أن لا يعذبكم على الكفر به وأنتم به مؤمنون ولو جاز ذلك لجاز أن يرجو أن يكونوا رجالا وأن يكونوا نساء وهذا كله غير جائز عندهم لأن الرجاء والخوف عندهم لا يكون إلا على الشك ولا يكون على اليقين فإن قالوا لا يجوز ذلك لأن الله جل ذكره أخبر أنه مدخل رسله الجنة وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأنه لا يجزى العباد إلا بما كسبوا ولا يعذبهم بما لم يذنبوا، قيل لهم: وكذلك المجتنب للكبائر لا يجوز له أن يرجو الله أن يغفر الله له وقد وعده ذلك بل يستيقن ذلك والموحدون لا يخلو أحد منهم من أن يكون مجتنبا / للكبائر أو مصرا على بعض الكبائر أو دون ذلك أو كلاهما فحرام عليهم على قولكم الرجاء والخوف فحرام على العباد كلهم بزعمكم الرجاء والخوف لأنه لا يخلو أحد منهم من أن يكون من إحدى المنزلتين وهذا الخروج من الكتاب والسنة وإجماع الأولين والآخرين
392
فإنما أنتم قوم غلطتم فجعلتم الخاص عاما والعام خاصا وادعيتم على من خالفكم أنه قد وصف الله جل وعز أن أخباره تتناسخ وقد دخلتم في مثل ما عبتم وجوزتم تعذيب الرسل عليهم السلام والتائبين لأنه وعد من عصاه النار ولم يستثن أحد إلا أن يقولوا إنه أخبر في آيات أخر أنه لا يعذب الرسل عليهم السلام ولا التائبين من المذنبين فيقال لكم وكذلك قد أخبر أنه يغفر ما دون الشرك لمن يشاء من المذنبين وقد قلتم فيمن أوجب الله لهم العذاب على الظلم إنه لم يرد الرسل عليهم السلام ولا التائبين / ولا أهل الصغائر وإن كانت الآية في ظاهر تلاوتها عامة فلم يعمهم إذ أخبر في آيات أخر أنه لا يعذبهم
(يُتْبَعُ)
(/)
394
حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال ما كان من حد أو فريضة أنزلها الله عز وجل بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والقرون أنزل بمكة
395
قال وحدثنا شريح قال حدثنا سفيان عن معمر عن قتادة قال السور المدنية البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة والرعد والحجر والنحل والنور والأحزاب وسورة محمد صلى الله عليه وسلم والفتح والحجرات والحديد والمجادلة والممتحنة والصف والجمعة والمنافقون والتغابن والنساء القصرى ويا أيها النبي لم تحرم ولم يكن وإذا جاء نصر الله والفتح وقل هو الله أحد وهو يشك في أرأيت
401
وقوله (إنا نستعينك ونستغفرك) يقنت بها المسلمون في صلاتهم
407
من ذلك ما روت عائشة أنه كان فيما أنزل الله ألا يحرم إلا عشر رضعات، والأمة مجمعة أن حكم العشر رضعات [كذا] غير لازم في الكتاب ولا في السنة، وإنما اختلف العلماء في رضعة أو خمس رضعات ولم يقل أحد ما فوق الخمسة
413
والباب السادس [من النسخ] أن يفعل النبي صلى الله عليه وسلم فعلا أو يأمر أمته بفعل ليس بنص في كتاب الله عز وجل فينسخه الله بحكم أنزله في كتابه فيثبت الحكم في الكتاب بالفرض وأباح ما كان محرما كذا / من ذلك صلاته إلى بيت المقدس وإن كان قد قال بعض ما مضى أن الله افترض الصلاة أولا إلى بيت المقدس بقوله: {فأينما تولوا فثم وجه الله} لو لم تجمع الأمة على هذا القول إلا أنها مجمعة أن الله أوجبه بما أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لا يكون إلا عن الله عز وجل وإن لم نجد نصه في كتاب الله فنسخ الله عز وجل ذلك بقوله: {فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره}، ومنه استغفاره لعمه فنسخ ذلك {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} الآية، ومنه كلامه في الصلاة المفروضة فروى زيد بن أرقم أن الله عز وجل نسخ ذلك بقوله: {وقوموا لله قانتين} وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أحدث من أمره ألا تكلموا في الصلاة ولم يبين أنها بعينها نزلت لذلك / ومن ذلك أيضا أنه كان محرما عليهم بغير نص نجده في الكتاب إذا ناموا في ليالي رمضان ألا يأكلوا ولا يشربوا ولا ينكحوا إلى دخول الليل من القابلة ولهم أن يفعلوا من ذلك ما أحبوا قبل أن يناموا ففعل ذلك غير واحد منهم فرفع ذلك عنهم رحمة بهم وعرفهم مع رفعه إياه عنهم أن ما أوجب من ذلك كان يصنعه بعضهم فقال عز من قائل: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فرفعه ونسخه وقررهم بخيانتهم أنفسهم وعفا عنهم خيانتهم أنفسهم فيما كان نهاهم عنه ففعلوه، وكان يؤذن بعضهم بعضا بالصلاة فنسخ ذلك برؤيا عبد الله بن زيد الأنصاري الأذان وأكد رؤياه {وإذا ناديتم إلى الصلاة}
415
والباب السابع [من النسخ] أن يختلفوا في الآيتين أناسخة إحداهما الأخرى أم لم تنسخها وإن أجمعوا أن يستعملوا التي / اختلفوا فيها منسوخة أم لا على التجوز والاحتياط لا على القطع من ذلك قوله: {وأن تجمعوا بين الأختين إلا ما قد سلف إن الله كان غفورا رحيما} ثم قال جل ثناؤه في الآية الأخرى: {إلا ما ملكت أيمانكم} فقال علي: أحلتها آية وحرمتها آية وقال عثمان نحو ذلك.
420
والأمة مجمعة أن عدة الآيسة من المحيض والتي لم تحض ثلاثة قروء
422
والأمة مجمعة أن للمصلي أن يرفع صوته وله أن يخافته ويسمع أذنيه
423
والباب التاسع [من النسخ] أن أصحاب محمد عليه السلام اختلفوا في آيتين هل نسخت إحداهما الأخرى وحكمهما جميعا ثابتان ثم أجمعت العلماء بعد عصرهم من التابعين ومن بعدهم عن سنة النبي عليه السلام أن إحداهما نسخت الأخرى وأنها مبدلة لبعض حكمها من ذلك قول الله عز وجل: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} وقوله: {وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن} فاختلف زيد وابن مسعود وابن عباس / فقال ابن مسعود أن سورة النساء القصرى أنزلت بعد، وقال عتبة تربص آخر الأجلين، والأمة مجمعة اليوم أن الآية في الحامل قد ثبت حكمها وأنها لا تربص آخر الأجلين وذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر سبيعة أن تتزوج بعد وفاة زوجها بأربعين يوما
425
(يُتْبَعُ)
(/)
والأمة مجمعة اليوم أنه لا يحل للموالي أن ينكحوا الأزواج سوى السبايا
426
وقد كان بعض من مضى يرى أن آية الاستئذان منسوخة والعلماء اليوم مجمعة أنها ثابتة إلا أن بعضهم رأى أن دق الباب يجري من الاستيذان
428
والباب العاشر [من النسخ] أن يجمع العلماء على نسخ آية ثم يختلفون في الناسخة ماذا أوجبت من الحكم فيجمعوا على حكم أنها أوجبته ونسخت ما قبله ويختلفون في غيره أثبت بالناسخة أم لا من ذلك قوله عز وجل: {والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا} وكان الأعرابي لا يرث قريبه من المهاجرين وكانوا يتوارثون بالهجرة حتى نزلت {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض} فأجمعوا أن الآية الأولى منسوخة وأن الله جل ثناؤه أثبت الميراث / بالقرابة للمؤمنين لا بالهجرة
430
والباب الحادي عشر [من النسخ] أن يختلف الصدر الأول من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الآيتين أنسخت إحداهما الأخرى أنم لم تنسخها ثم يجمع العلماء بعد أن إحداهما هي المحكمة فمن ذلك قوله: {والزانية لا ينكحها إلا زان} روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها ثابتة لم تنسخ وأنه لا يحل أن ينكح الزانية إلا زان وروي عن ابن مسعود مثل ذلك وقد روي عنه خلاف ذلك أنه سئل عن ذلك فقرأ: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات} / والأمة اليوم مجمعة أنه لا بأس أن يتزوجها هو وغيره لأن أوله حرام وآخره حلال فلا بأس أن يتزوج العفيف والزاني الزانية
433
والعلماء اليوم مجمعة أنها منسوخة [يعني (وأشهدوا إذا تبايعتم)] نسختها {فإن أمن بعضكم بعضا}
435
والأمة مجمعة أن الغزو في الشهر الحرام وغيره حلال وطاعة
435
وقد أجمعت الأمة اليوم أن قوله: {لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام} على نسخها بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم}
438
وقال قوم من أهل الآثار إن هذا لا يجوز أن ينسخ لأنها خبر والخبر لا ينسخ، وقال سائر العلماء هذا وإن كان خبرا فإنه إيجاب حكم من واخذه بحديث النفس ثم رحم الله جل اسمه خلقه فرفع عنهم الحكم بالمواخذة لأنه حكم والحكم يجوز نسخه وإنما معنى {يحاسبكم} يواخذكم به الله ثم رفع الحكم بذلك، والأمة مجمعة أنها منسوخة [يعني (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)]
439
وحدثنا هشيم قال حدثنا منصور عن قتادة عن يحيى بن يعمر قال ثلاث آيات محكمات ضيعهن كثير من الناس منهن هذه [يعني (وإذا حضر القسمة)]
440
والعلماء اليوم مجمعون أن الميراث لأهله ولا يجب إعطاؤهم إلا أن يكون الوارث بالغا فيتطوع فيتصدق على أقربائه ورأى بعضهم أنها ثابتة لم تنسخ وإنما أريد بها الزكاة لا التطوع
442
والأمة اليوم مجمعة أنها ليست بواجبة وإن أراد أن يتطوع فله أن يوصي لمن أحب
443
والعلماء اليوم مجمعة أنها نسختها التوبة [يعني (ومن يقتل مؤمنا متعمدا)] فمن تاب أجمعت جميع الأمة موافقها ومخالفها على قبول التوبة إلا رجل واحد فإنه خرج عن الإجماع
445
عن الحسن {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما}، قال نسخ في براءة وأمر بالقتال، وأبى ذلك العلماء إلا أنه أثنى على المؤمنين بالحلم ولم يرد بذلك قتال المشركين والأمة اليوم مجمعة أنها ليست بمنسوخة إلا الحسن فيدخل في الباب الذي أجمعوا لا أن آخر الأمة غلطت فيه
452
وقد روي عن قتادة أنه نسخ قوله: {ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام / بقوله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} فليس كما قال ما زال أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون إلى عصرنا مجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه قد عادت حرمتها
458
وكذلك قوله: {إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين} نسخها الله فاختلفوا؛ فمنهم من قال بآيات المواريث ومنهم من قال بقول النبي عليه السلام لا وصية لوارث وقال بعض من يتفقه لم تجب قط فتنسخ إنما عنى الله جل ذكره بقوله: {للوالدين والأقربين} العبيد والكفار / من الأخوان الذين لا يرثون فالوصية لهم جائزة على حالها لم تنسخ ولم يقل هذا القول أحد ممن مضى، وقال بعض التابعين نسخ منها كل من يرث وبقي منها القرابة الذين لا يرثون فالوصية لهم واجبة إلا أنهم مجمعون أن الوصية لا تجوز إلا للأقربين الذين لا يرثون ولا تجوز لمن يرث
461
(يُتْبَعُ)
(/)
فلم تزل الأمة مجمعة أن نكاح نساء أهل الكتاب حلال إلا ابن عمر فإنه كرهه وكرهه عمر وغيره بغير التحريم خوفا أن تكون الذمية ليست بعفيفة
[فائدة في إطلاق الكراهة على غير التحريم عند المتقدمين]
464
وكذلك قوله عز وجل: {والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم} كان الرجل يحالف الرجل بقول ترثني وأرثك ويرضيان بذلك ويتعاقدان وعلى ذلك / ابن عباس وقال ابن المسيب نزلت في الأدعياء كانوا رجالا يتبنون رجالا يرثونهم
465
وأجمعت الأمة أن الله عز وجل نسخ ميراث الحلفاء والأدعياء
470
وقال لغة العرب في ذلك جائزة يريد المفعول به فيسمي الفاعل، وأراد جل ذكره الإذن في مخالطتهم في المواكلة؛ فسمى الأعرج والأعمى والمريض وهو يريد من يخالطهم فرخص لهم كما رخص للناس في أسفارهم إذا سافروا وبعضهم يصيب من الطعام أكثر من بعض
475
قد أجد الله عز وجل استثنى لهم المودة وأعوذ بالله أن يكون الله جل ذكره أراد أن المودة في القربى أجر له على دعائه إليه ولكن قوله: {قل لا أسألكم عليه أجرا} منقطع ثم استأنف هذا تسميه العرب استثناء الخلف وإنما هو استئناف
477
ومن ذلك قوله تعالى: {من بعد وصية يوصي بها أو دين} فبدأ في التنزيل بالوصية قبل الدين وقضى النبي عليه السلام بالدين قبل الوصية، والأمة مجمعة ألا وصية إلا فيما فضل من بعد قضاء الدين
480
وكذلك قوله: {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} قال: هو أعلم بالله عز وجل من أن يبدأ باسم سليمان قبل اسم الله عز وجل وإنما معناه الكتاب جاءني من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فأخبرت ممن الكتاب وأن أول صدر الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم بدأ باسم الله عز وجل قبل اسمه وقد كان النبي عليه السلام أولا يكتب باسمك اللهم فلما نزلت {إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم} فكتب النبي عليه السلام بعد ذلك فبدأ باسم الله عز وجل فدل بذلك أنه اتبع ما أخبر الله عن سليمان فهذا دليل قوله: / {إنه من سليمان} وإنه مقدم ومؤخر لأن الله عز وجل يقول لنبيه عليه السلام: {فبهداهم اقتده}، ولم تزل كتب الأئمة العدول وعلماء الأمة إلى عصرنا هذا يبدأ باسم الله أول كتبهم
484
وقوله: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} مقدم ومؤخر وإنما هو في المعنى ولو تملكون أنتم خزائن رحمة ربي
485
وقوله: {خلق الإنسان من عجل} معناه خلق العجل من الإنسان وهي العجلة لأن آدم عليه السلام أراد أن يقوم قبل أن تصير الروح إلى رجليه فقال جل ثناؤه: {خلق الإنسان من عجل}؛ لأن العجل فعل الإنسان بعدما خلق وكذلك قوله: {وكان الإنسان عجولا}
488
ومن كلام الله عز وجل الشيء مسمى باسم يشبهه لا باسمه والعرب تفعل ذلك كقوله تعالى: {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء} فأراد المنعوق وهي الغنم فسمى الناعق وهو الصائح بالغنم
493
فأنزل الله جل ثناؤه كتابه بلسان العرب ليفهموا معاني ما أراد فيما أمر به ونهى عنه ووصف به نفسه ووعده ووعيده وجميع ما نزله فقال عز من قائل: {بلسان عربي مبين} وكلام العرب له فصول ووصول ليبين به المعاني ويفصح به عن المراد فيصل الكلمة بالكلمة إذا كانت الكلمة الأولى لا تبين عن المعنى وحدها حتى تصل بها الكلمة الأخرى، لو قال قائل من لم يدر سامعه ما يريد حتى يصلها من أين جئت ولو قال قلت لم يدر ما قال حتى يقول كذا وكذا ولو قال أحمد لم يدر من / يريد حتى يقول النبي عليه السلام وإني فلان ولو قال سمعت ما درى سامعه ما سمع حتى يقول كذا وكذا، ومنه مفصل يتم المعنى بالكلمة والكلمتين والثلاث فصاعدا فيتم المعنى ثم يريد المتكلم أن يستأنف كلاما آخر يبين عن معنى ثان فيقطع الكلام الأول عند تمام المعنى ثم يستأنف كلاما آخر ثانيا يتبين عن معنى ثان لا على الأول، لو قال قائل أحمد كريم ثم أراد أن يذم إسحاق ولا يدخله في المدح بالكرم فقال أحمد كريم وإسحاق لم يدعه حتى يصله، ولو قال لي على فلان ألف درهم ثم أراد أن يخبر أن فلاما قد أوفاه فقال لي على فلان ألف درهم وفلان فلو سكت على قوله وفلان كان ادعاء عليهما جميعا ألف درهم فإن قال وفلان قد أوفاني كان فصل ما بينهما، وان ادعى على الأول وفصل الآخر منه بالبراءة / له مما كان له وإنما يفصل الثاني من الأول بأن فصل الكلام بكلام ثان تبين به معنى الثاني من الأول كقوله ذهبت أنا وفلان فلو سكت عليه كان قد أخبر أنهما ذهبا جميعا فإن فصله بكلام مستقبل أبان أنه قد فصل الأول؛ ذهبت أنا وفلان لم يذهب معي فلم يقف على فلان فيكون قد أخبر أنه قد ذهب معه ولكي يبين أنه عطف اسمه ليبين ما قطعه عن الذهاب بكلام يدخله بقوله وفلان يخبر أنه لم يذهب معه وأنه هو ذهب وحده، وكذلك قول الله جل ذكره يبين المعنى بالواو فقال: {إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى} ففصل بينهم، ولو قال قائل إن الذين آمنوا وهادوا كان قد فصل بينهما، وكذلك قوله السماء والأرض والذكر والأنثى / ولا يجوز السماء الأرض الذكر الأنثى فيكون معناهما واحدا، وكذلك فصل الله فقال: {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم} وكذلك {بسم الله الرحمن الرحيم} ولا جائز بسم الله [و] الرحمن الرحيم فيوهم أنهما اثنان، وكذلك قوله: {محمد رسول الله} ولا جائز محمد ورسول الله فيكونا اثنين، ولا يجوز الفصل فيما لا يتم إلا بالوصل ولا يجوز الوصل فيما لا يتم معناه إلا بالفصل فيمن لم يجهر بذلك
501
والمبتدأ في أكثر الأخبار مرفوع ولكن هذا الموضع نصب الثاني المقطوع من الأول فجعلهما جميعا في معنى المفعول بهما يخالف بين معناهما
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:21 ص]ـ
بارك الله فيكم يا أبا مالك على هذه الفوائد.
الحارث المحاسبي توفي سنة 243هـ، ولذلك اعتبر بعض الباحثين ما ذكره في كتابه (فهم القرآن) الذي نقلتم بعض فوائده من أوائل الكتب التي أشارت إلى بعض علوم القرآن على وجه الإيجاز. وهو كتاب صغير الحجم كما تفضلتم ونقلتم.
والقطع والجزم بأولية فلان أو فلان في التأليف في علوم القرآن فيه صعوبة، لضياع الكتب القديمة، وعدم وصولها جميعاً إلينا. ولذلك فالأقوال في مثل هذا الموضوع تتفاوت، والاجتهادات تختلف.
وقد ذهب الدكتور حازم حيدر إلى أن كتاب التنبيه على فضل علوم القرآن لابن حبيب النيسابوري المتوفى سنة 406هـ يعد من أول الكتب التي أبرزت مصطلح علوم القرآن من حيث العنوان والمضمون معاً. ولك مراجعة ذلك في كتابه القيم (علوم القرآن بين البرهان والإتقان ص 95 من الطبعة الثانية.
وأكرر شكري مرة أخرى لكم يا أبا مالك على حسن اختياركم وفقكم الله.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[10 Aug 2007, 02:40 ص]ـ
قال أبو مالك حفظه الله:
يقول المتخصصون في علوم القرآن إن هذا الكتاب هو أول كتاب مصنف في علوم القرآن.
ذكر ذلك شيخنا الشيخ مساعد الطيار في كتابه (المحرر في علوم القرآن)، وكذلك ذكر ذلك شيخنا الشيخ عبد الرحمن بن معاضة الشهري في محاضراته الماتعة على الألوكة (شرح ألفية الشيخ عبد الله فودي في علوم القرآن).
قلت:
أول من رأيت إشارته إلى هذه الفائدة الدكتور فاروق حماده في كتابه (مدخل إلى علوم القرآن والتفسير / ص: 10)، قال: (ومن ألصق الكتب المتقدمة بهذا المعنى الإصطلاحي وأحراها أن تكون سابقة في هذا الميدان حتى الآن = كتاب الحارث بن أسد المحاسبي المتوفى سنة 243 هـ، وقد سماه (فهم القرآن).
وقد طبع كتابه سنة 1399هـ.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2007, 01:50 م]ـ
هذه هي الطبعة التي ينقل منها أخي أبو مالك العوضي فيما أحسب بعد الموازنة ببعض الصفحات والنقول التي نقلها، وهي الطبعة الجيدة لهذا الكتاب.
- http://www.tafsir.net/images/fhmmmm.jpg
وقد اشتمل هذا الكتاب على كتابين للحارث المحاسبي:
الأول: العقل. وينتهي بنهاية الصفحة 238 منه.
الثاني: فهم القرآن ومعانيه. ويستغرق بقية الكتاب إلى صفحة 506 من غير الفهارس.
ويعد هذا الكتاب أهم ما وصلنا من كتب الحارث المحاسبي في الرد على أهل البدع. فهو يشير إلى منهج العقل الصحيح وأنه لا يزيغ عن الحق بإذن الله مادام متمسكاً بما جاء به الوحي، ثم يرد على الرافضة ويناقش قولهم في النسخ، ثم يناقش المعتزلة نقاشاً طويلاً يستغرق معظم الكتاب، وقد أطال النقاش معهم حول النسخ في القرآن الكريم وفهمهم له وهكذا إلى نهاية الكتاب الذي يبدو أنه ناقص، فقد أحال في كتاب له آخر إلى كتابه فهم القرآن في مسائل ليست في المطبوع والله أعلم.(/)
أين ذهبت محاضرة (د. الشهري)؟
ـ[لطيفة]ــــــــ[02 Aug 2007, 03:30 ص]ـ
سبق أن قرأت في هذا المنتدى المبارك عن محاضرة للشيخ (د. عبدالرحمن الشهري)
لا أذكر عنوانها تحديدا .. لكن أذكر أنها تدور حول المعلقات و التفسير وما أشبه ذلك ..
وكان في المنتدى تسجيل لتلك المحاضرة .. رأيت رابطه على عجل أملا في العودة إليه لاحقا ..
فلما عدت لم أجد أثرا للرابط.
مع لهفتي الشديدة على المحاضرة .. ثقةً في ملقيها .. وإعجابا بعنوانها .. فهل من يدلني إليها .. وله مني صادق الدعاء ووافر الامتنان
ـ[الجعفري]ــــــــ[02 Aug 2007, 05:39 ص]ـ
لعل هذا الرابط يفيدك.
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8696&highlight=%DA%C8%CF+%C7%E1%D1%CD%E3%E4+%C7%E1%D4%E 5%D1%ED
ـ[لطيفة]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:18 ص]ـ
شكرا أخي الجعفري(/)
كيف يُمكن أنْ أتدبَّر القُرآن؟. الشيخ / عبد الكريم الخضير
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 Aug 2007, 06:00 م]ـ
كيف يُمكن أنْ أتدبَّر القُرآن؟
الشيخ / عبد الكريم الخضير
لا شكَّ أنَّ القراءة على الوجه المأمور به هي القراءة التي تُورث القلب من العلم والإيمان والطمأنينة؛ كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، والهدى كما قال ابن القيم:
فتدبَّر القرآن إنْ رُمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
وجاء الأمرُ بالتَّدبر في آيات، في النِّساء، وفي المؤمنين، وفي ص، وفي محمد، في أربع آيات جاء الأمر بالتدبر،
وجاء الأمرُ بالتَّرتيل، فقراءة القرآن مع التدبر والترتيل هذا هو الوجه المأمُور به، المُشار إليه في كلام شيخ الإسلام.
كيف يتدبَّر القرآن؟.
وليت مثل هذا السؤال يُلقى على أهل القُرآن، الذين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ، الذين يتعاملون مع القُرآن، وهو بالنِّسبة لهم ديدنهم وهجيراهم، أما غيرهم مثلي أصحاب تخليط، مرة تفسير، ومرة تاريخ، ومرة حديث، ومرة أدب، ومرة ثقافة عامَّة؛ لكن يُحسن مثل هذا الجواب مع مثل هذا السُّؤال أهل القرآن، وإنْ كان ابن القيم - رحمه الله تعالى - لهُ نظر و رأي في أهل القرآن، وأنَّ أهل القرآن هُم المُعتنون به قراءةً وإقراءً وفهماً وعملاً، وإنْ لم يحفظُوه، يقول:
لكنْ من عُرف بأنَّهُ من أهل القرآن و شاع وعُرف بين النَّاس أنَّهُ من أهلهِ هو الطَّبيب المُداوي في مثل هذا الدَّاء.
كثير من النَّاس يشكُو أنَّهُ قد يقرأ القُرآن ولا يستحضر شيء، ويحصل معنا ومع غيرنا وإلى المُشتكى أنَّ الإنسان يستفتح سورة يونس فما يُفيق إلا وهو في يوسف مُتجاوزاً سُورة هًود ما كأنَّهُ قرأ منها حرف.
وجاء في الحديث أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- لما قال لهُ أبو بكر: أراكَ شِبْتَ يا رسُول الله، قال: ((شيَّبتني هُود وأخواتها)).
والكلام ليس من فراغ، هذا الكلام له واقع، يدخل الإنسان في الصَّلاة ويخرج وما كأنَّهُ صلَّى، ويفتح المُصحف ولا يدري هُو في الصَّفحة اليُمنى أو في اليُسرى، هذا لا شكَّ أنَّهُ خلل يحتاج إلى علاج، يحتاج إلى عناية.
هذا كلام الله، نقرأ بقلُوبٍ مُنصرفة!!، ونحنُ لو جاءنا تعميم من المسؤول الأرفع إلى المُدير؛ لابدَّ أنْ يُجمع لهُ الوُكلاء، ويُجمع لهُ رُؤساء الأقسام وينظرُون في منطُوقِهِ، ومفهُومِهِ، ووش يُستنبط منه؟ وماذا يُستفاد منه؟ يجتمعُون عليه اللَّيالي والأيَّام.
لو صدر نظام جديد يفعلون به هكذا، وإذا أشكل عليهم شيء استفسرُوا، وجاءت المُذكَّرات التَّفسيريَّة، وهذا كلامُ ربِّنا يقرأ الإنسان وكأنَّهُ يقرأ جريدة.
ولا شكَّ أنَّ القُلُوب مُنصرِفَة، تجد الإنسان في صلاتِهِ لا يُدْرِك منها شيء، في تلاوتِهِ لا يُدرك شيء، في ذِكرِهِ باللِّسان فقط.
والحسن البصري - رحمه الله - يقول: " تفقَّد قلبك في ثلاثة مواطنْ؛ فإنْ وجدته و إلاَّ فاعلم أنَّ الباب مُغلق:
- في الصَّلاة.
- في قراءة القرآن.
- في الذِكر.
كثير من طُلاَّب العلم لو قُلتَ لهُ: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُور ِ} [(8) سورة المدثر] في أي سُورة؟ هو حافِظ للقُرآن، أخذ يستذكِر، ويسترجع، وكم آية بعدها وقبلها، فضلاً عنها هل تُؤثِّر فيه أو لا تُؤثِّر؟.
أحياناً لا تُحرِّك شعرة، في كثير من طُلاب العلم مع الأسف، وزُرارة بن أوفى سمعها من الإمام في صلاة الصُّبح ومات، وبعض النَّاس يُشكِّك في مثل هذهِ القصص؛ لأنَّهُ ما أدْرك حقيقة الأمر، و لا يعرف معناها، وهذا كُلُّهُ سبَبُهُ البُعد والإعراض عنْ النَّظر فيما يُعينُ على فهم كلام الله - جل وعلا -.
والطَّريقة التي ذكرناها في منهجيَّة القراءة في كُتب التَّفسير تُعينهُ - بإذن الله تعالى - على التَّدبُّر.أهـ.
http://www.khudheir.com/ref/136
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 Sep 2007, 07:41 م]ـ
قال سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى:
(فعليك بتدبر القرآن حتى تعرف هذا المعنى، تدبر القرآن من أوله إلى آخره؛ من الفاتحة - وهي أعظم سورة في القرآن، وأفضل سورة فيه - إلى آخر ما في المصحف: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، والمعوذتين.
تدبر القرآن، واقرأه بتدبر وتعقل، ورغبة في العمل والفائدة، لا تقرأه بقلب غافل، اقرأه بقلب حاضر بتفهم وبتعقل، واسأل عما أشكل عليك؛ اسأل أهل العلم عما أشكل عليك، مع أن أكثره – بحمد الله – واضح للعامة والخاصة ممن يعرف اللغة العربية.
مثل قوله - جل وعلا -: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [57]، وقوله - تعالى -: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [58]، وقوله - سبحانه -: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} [59]، وقوله - عز وجل -: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [60]، وقوله - تعالى -: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [61]، وقوله - سبحانه -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [62]، وقوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [63]، وقوله - عز وجل -: {وأحل الله البيع وحرم الربا} [64].
فكله آيات واضحات، بيّن الله سبحانه وتعالى فيها ما حرم على عباده وما أحل لهم، وما أمرهم به وما نهاهم عنه) أ. هـ.
http://www.ibnbaz.org.sa/index.php?p...article&id=364
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[احمد بن حنبل]ــــــــ[22 Sep 2007, 05:51 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 Sep 2007, 01:31 ص]ـ
الشيخ الحبيب / أحمد بن حنبل
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
آيات ينبغي للمُسلم تأملها
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
فَعَلى المُسْلِم أنْ يَتَأَمَّلْ مِثْل هذهِ الآيَاتْ، وهذهِ السُّوَرْ القَصِيرَة فِيها العَجَائِبْ، فِيها العَجَائِبْ لاسِيَّما السُّوَرْ المَكِّيَّة التِّي فِيها هذهِ الأهْوال، السُّوَرْ المَدَنِيَّة فِيها شَيء مِمَّا ذُكِرْ مِمَّا يُوعظُ بِهِ ويُذَكَّرُ بِهِ؛ لَكِنْ الغالِب فيها بَيَانْ الأحكام والشَّرَائِع، أمَّا السُّور المَكِّيَّة فَعَلَى قِصَرِها فَفِيها ما يَسُوطُ القُلُوبْ، ويَزْجُرُ القُلُوبْ، ويَدْفَعُ القُلُوب إلى العَمَلْ؛ لَكِنْ قَلْبُ من؟ اللهُ -جلَّ وعَلا- يقُول: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(45) سورة ق]، فالذِّي يَخَافُ الوَعِيدْ هُو الذِّي يُذَكَّرْ بالقُرْآنْ، أمَّا الذِّي لا يَخَافْ مِمَّنْ مَاتَ قَلْبُهُ، نَسْأل الله السَّلامة والعَافِيَة، مِثل هذا يَقْرَأ قُرآنْ، أوْ يَسْمَع قُرآنْ، أوْ يَسْمَعْ جَرِيدَة، ويَسْمَع تَحْلِيلْ صَحَفِي أوْ غَيْرُهُ لا فَرْق عِنْدَهُ، والله -جلَّ وعَلا- يقول: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ} [(17) سورة القمر]، لَكِنْ لِمَنْ؟ يعنِي هَلْ هُو للغَافِلْ واللاَّهِي والسَّاهِي؟ أو كما قَال الله -جلَّ وعَلا-: {فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} [(17) سورة القمر]؟ يَعْنِي هل مِنْ مُتَذَكِّرْ؟، هل مِنْ مُتَّعِظْ؟، هل مِنْ مُنْزَجِرْ؟ نعم إذا وُجِدَ هذا فالقُرآنْ مُيَسَّرٌ عليهِ، يُسِّرَتْ قِرَاءَتُهُ، يُسِّرَ حِفْظُهُ، يُسِّرَ فَهْمُهُ، يُسِّرَ العَمَلُ بِهِ؛ لَكِنْ لِمَنْ أَرَادَ أنْ يَذَّكَّرْ، لِمَنْ أرادَ أنْ يَتَذَكَّر بالقُرآنْ، يَتَّعِظْ بالقُرآنْ يَسْتَفِيدْ، أمَّا الذِّي يَقْرَأ القُرآنْ لا بهذهِ النِّيَّة فَإنَّ فَائِدَتُهُ وإنْ اسْتَفَادَ أجْرَ قِرَاءةِ الحُرُوفْ فإنَّهُ لا يَسْتَفِيدْ قَلْبُهُ شيء من هذهِ القِرَاءة إلاَّ بِقَدْرِ مَا يَعْقِلُ منها.
http://www.khudheir.com/ref/121
ـ[ابن غامد]ــــــــ[23 Sep 2007, 01:53 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء(/)
استدراكات ابن عطية في المحرر الوجيز على الطبري في جامع البيان
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[03 Aug 2007, 12:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ مدة طويلة تزيد على الخمسة أشهر تقريباً من اليوم - 20/ 7/1428هـ - أهدى إليَّ أخي العزيز الدكتور السالم الجكني الشنقيطي وفقه الله نسخة من كتاب:
استدراكات ابن عطية في المحرر الوجيز على الطبري في جامع البيان
http://www.tafsir.net/images/ateeah.jpg
لصديقي وزميلي العزيز الأستاذ الدكتور شايع بن عبده الأسمري وفقه الله، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الملك خالد بأبها.
وهو رسالته التي تقدم بها للدكتوراه إلى كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية، وقد طبعت ضمن منشورات عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية في مجلدين الطبعة الأولى 1427هـ. ورقم الكتاب في سلسلة إصدارات العمادة 89.
والكتاب حافل بالمسائل العلمية المحررة التي استدركها ابن عطية على الطبري، مع دراسة المؤلف لهذه المسائل ونقله لكلام العلماء حولها.
في 20/ 7/1428هـ
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[03 Aug 2007, 03:40 ص]ـ
أحسن الله إليك أبا عبدالله ....
ـ[الراية]ــــــــ[25 Jan 2008, 07:00 م]ـ
هل الرسالة شاملة لتفسير القران كاملاً؟
شكرا للدكتور عبدالرحمن هذه الافادة
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[25 Jan 2008, 07:08 م]ـ
وكيف يمكن الحصول على هذه الرسالة يا أبا عبد الله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 Jan 2008, 08:30 م]ـ
المعروف عن مطبوعات الجامعة الإسلامية أنها توزع على منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس ومن حولهم، وبعض طلبة الدراسات العليا، ويصعب على من عداهم الحصول عليها، إلا ما ندر.
وهذه سلبية أرجو أن تجد حلاً عاجلا لها، فكم من الكتب القيمة التي نتمنى الحصول عليها بل ويتمنى أصحابها أن تنتشر بين طلبة العلم لكن يحول دون هذا ما نراه من سوء التدبير ... والله المستعان.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[25 Jan 2008, 09:34 م]ـ
لا حظت خلال قراءتي لتفسير ابن عطية كثرة استدراكاته على ابن جرير وعلى أبي العباس المهدوي , وبما أن الموضوع الأول بحث بهذه الرسالة فيمكن تسجيل الموضوع الآخر برسالة علمية وإن كان أقل قيمة من سابقه.
ـ[عبد الرحمن الداخل]ــــــــ[16 Sep 2009, 06:02 ص]ـ
حبذا لو تتحفونا في الملتقى بصفحات من هذا الكتاب تبين أمثلة من استدراكات ابن عطية ودراسة الدكتور شايع لها وجزيتم خيراً .....
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[18 Jan 2010, 06:23 م]ـ
هل من سبيل للحصول على الرسالة؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 Jan 2010, 09:05 ص]ـ
الحمد لله،وبعد ..
لعل الإخوة ينشطون لتصويرها ورفعها حتى لا نحرم خيرها وغيرها.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[03 Feb 2010, 05:49 م]ـ
نرجو من الأخوة الكرام أصحاب الأيادى البيضاء أن يتكرموا على إخوانهم برفع الرسالة فى الموقع حتى يفيدوا إخوانهم ممن لا يتيسر لهم الحصول على الرسالة، أو يخبرنا أحدهم أين تباع فى معرض القاهرة الدولى للكتاب؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وجزاكم الله خيراً.
ـ[د على رمضان]ــــــــ[03 Feb 2010, 05:52 م]ـ
و أضم صوتى لصوت الأخ الكريم حبذا لو تتحفونا في الملتقى بصفحات من هذا الكتاب تبين أمثلة من استدراكات ابن عطية ودراسة الدكتور شايع لها وجزيتم خيراً .....
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[03 Feb 2010, 08:35 م]ـ
الرسالة تباع ضمن مبيعات كتب الجامعة الإسلامية
وتباع بأسعار مخفضة إن لم تخن الداكرة
اشتريت الكتاب قبل عامين في معرض الكتاب
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:15 ص]ـ
كم يشتاق هذا الموضوع إلى مساهمات المساهم - بارك الله فيه -.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Jul 2010, 06:19 ص]ـ
ليتك أخبرتني بحاجتك له يا أبا صفوت قبل إرسال الكتب الأخيرة.
لكن لا بأس المساهم لن يقصر وفقه الله وإياكم لكل خير.(/)
التصاريف لمعاني الذكر في القرآن الكريم
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[03 Aug 2007, 01:05 ص]ـ
قد تتصرف الكلمة الواحدة في القرآن الكريم لعدة معان ومن ذلك معنى كلمة الذكر وقد بين العلامة ابن سلام معاني هذه الكلمة في القرآن الكريم على الوجوه التالية:
الأول: الذكر يعني الطاعة والعمل)
وذلك قوله في سورة البقرة: (فَ?ذْكُرُونِي? أَذْكُرْكُمْ). يقول: اذكروني بالطَّاعة، أطيعوني، أذكركم بالخير.
الثاني: الذكر باللسان)
وذلك قوله في سورة النِّساء: (فَإِذَا قَضَيْتُمُ ?لصَّلاَةَ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) يعني اذكروه باللِّسان (قِيَاماً وَقُعُوداً). وقال في آل عمران مثل ذلك. وقال في سورة البقرة: (فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) باللِّسان (كَذِكْرِكُمْ آبَآءَكُمْ) بألسنتكم (أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً) يعني باللِّسَان. وقال في سورة الأَحزاب: (?ذْكُرُواْ ?للَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) يعني باللِّسَان. وقال: (وَ?لذَّاكِرِينَ ?للَّهَ كَثِيراً وَ?لذَّاكِرَاتِ).
الثالث: الذكر بالقلب
وذلك قوله في سورة آل عمران: (وَ?لَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُو?اْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ?للَّهَ) يعني ذكروه في أنفسهم وعملوا أنَّهُ سَائلهم عمّا عملوا.
وذلك قوله في سورة يوسف: (?ذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ). يقول يوسف: اذكر أمري عند الملك. وقال في سورة مريم: (وَ?ذْكُرْ فِي ?لْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ). يقول: اذكر لأَهل مكَّة أمر إِبراهيم. وكذلك أمر مريم وموسى وإِسماعيل وإِدريس.
الخامس: الذكر يعني الحفظ
وذلك قوله في سورة البقرة: (خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَ?كُم بِقُوَّةٍ وَ?ذْكُرُواْ مَا فِيهِ) يعني احفظوا ما فيه، يعني ما في التوراة من الأَمر والنَّهي. وقال في سورة آل عمران: (وَ?ذْكُرُواْ نِعْمَتَ ?للَّهِ عَلَيْكُمْ) يعني احفظوا. وكذلك التي في سورة البقرة. ونحوه كثير.
السادس: الذكر يعني عظة
وذلك قوله في سورة الأَنعام (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يعني ما وُعِظوا به. ومثلها في الأَعراف: (فَلَماَّ نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ) يعني وعظوا به، (أَنجَيْنَا ?لَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ ?لسُو?ءِ). وقال في يس: (أَإِن ذُكِّرْتُم) يعني وعظتم. وقال في ق: (فَذَكِّرْ بِ?لْقُرْآنِ) يعني عظ بالقرآن. وقال: (إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ) يعني واعظا (لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ). ونحوه كثير.
السابع: الذكر يعني الشرف
وذلك قوله في سورة الزَّخرف: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) يعني لشرف لك ولقومك، يعني القرآن، يعني النبوة. وفي يس. وهو قول سفيان. وكقوله في سورة المؤمنون: (فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ) يعني شرفهم. وقال في سورة الأَنبيَاء: (لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ) يعني شرفكم، يعني قريشا.
الثامن: الذكر يعني الخبر
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (هَـ?ذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي) يعني خبر من معي وخبر من قبلي. وكقوله في سورة والصَّافَّات: (لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ?لأَوَّلِينَ) يعني خبرا من الأَوَّلِين. وقال في سورة الكهف: (قُلْ سَأَتْلُواْ عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً) يعني خبرا من الأَولين.
التاسع: الذكر يعني الوحي
وذلك قوله في اقتربت السَّاعة: (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا) يعني أأنزل عليه الوحي من بيننا. وكقوله في الصَّافات: (فَ?لتَّالِيَاتِ ذِكْراً) يعني الوحي. وكقوله في والمرسلات: (فَ?لْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً) يعني الوحي. وقال في الحجر: (وَقَالُواْ ي?أَيُّهَا ?لَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ?لذِّكْرُ) يعني الوحي، القرآن.
العاشر: الذكر يعني القرآن
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (وَهَـ?ذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ) يعني القرآن وهو قول قتادة. وفيها أيضا (عَن ذِكْرِ رَبِّهِمْ مُّعْرِضُونَ)، القرآن. وقال [في سورة الزخرف: (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ?لذِّكْرَ صَفْحاً) يعني القرآن. وقال في سورة الأَنبياء: (مَا يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ) يعني القرآن وكذلك في سورة الشُّعَراء. ونحوه كثير.
الحادي عشر: الذكر يعني التوراة
(يُتْبَعُ)
(/)
وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (فَاسْئَلُو?اْ أَهْلَ ?لذِّكْرِ) يعني أهل التَّوراة. وقال الحسن: أهل الكتابين. وقال ابن عباس: (مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ) التوراة، عبد الله بن سلام وأصحابه المؤمنين. ومثلها في سورة النَّحل قال: (إِلَيْهِمْ فَ?سْأَلُواْ أَهْلَ ?لذِّكْرِ) يعني التوراة، عبد الله بن سلاَّم وأصحابه الَّذين أسلموا. وهو قول قتادة.
الثاني عشر: الذكر يعني الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه يعني اللوح المحفوظ
يعني اللَّوح المحفوظ. وذلك قوله في سورة الأَنبياء: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ?لزَّبُورِ مِن بَعْدِ ?لذِّكْرِ) يعني من بعد اللَّوح المحفوظ. وهو قول مجاهد.
الثالث عشر: الذكر يعني البيان من الله
وذلك قول نوح لقومه في سورة الأَعراف: (أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ) يعني بيانا من ربِّكُمْ. وقول هود فيها أيضا: (أَوَ عَجِبْتُمْ أَن جَآءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ). وقال: (ص? وَ?لْقُرْآنِ ذِي ?لذِّكْرِ) يعني ذي البيان. وقال في ص: (هَـ?ذَا ذِكْرٌ) يعني بيان (وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ). ومثله كثير.
الرابع عشر: الذكر يعني التفكر
وذلك قوله في ص: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) يعني ما القرآن إِلاَّ تفكُّر للعالمين اي الغافلين عن الله. ومثلها في إِذا الشَّمس كوّرت: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) يعني تفكُّرا. وقوله في سورة يس: (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) يعني ما هو إِلاَّ تفكُّر للعالمين وقرآن مبين.
الخامس عشر: الذكر يعني الصلوات الخمس
وذلك قوله في سورة البقرة: (فَإِذَآ أَمِنتُمْ فَ?ذْكُرُواْ ?للَّهَ) يعني صلُّوا لله، يعني الصَّلوات الخمس (كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ). وكقوله في سورة النُّور: (رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني عن الصلوات الخمس. وقال في سورة المنافقين: (ي?أَيُّهَا ?لَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني عن الصَّلوات الخمس، وحضور الجمعة.
السادس عشر: الذكر يعني صلاة واحدة وذلك قوله في سورة الجمعة: (فَ?سْعَوْاْ إِلَى? ذِكْرِ ?للَّهِ) يعني صلاة الجمعة خاصَّة في هذا الموضع. وقول سليمان: (إِنِّي? أَحْبَبْتُ حُبَّ ?لْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي) يعني عن الصَّلاّة، صلاة العصر خاصة.
المرجع: كتاب (التصاريف لتفسير القرآن مما اشتبهت أسمائه وتصرفت معانيه) ليحيى بن سلام.(/)
شيخ زادة والشهاب
ـ[أبو المهند]ــــــــ[04 Aug 2007, 12:49 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
أرجو التفضل بالإجابة على هذا السؤال:
هل صنف أحد في المقارنة بين الشهاب وزادة؟؟
وهل أُفرد الشهاب أو شيخ زادة بمؤلَّف؟ أرجو الإفادة. والله الموفق.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[06 Aug 2007, 03:36 م]ـ
الشهاب الخفاجي ومنهجه في التفسير رسالة ماجستير لم تطبع بعد للأخ زهير هاشم عودة ريالات وهو عضو في هذا الملتقى المبارك يمكن التواصل معه للإفادة وشكرا.
-
ـ[أبو المهند]ــــــــ[06 Aug 2007, 07:43 م]ـ
أشكرللأخ الكريم عبد الرحمن المحيميد على الإفادة ولعلنا نجد موضوع الشهاب لزميلنا ريالات مطبوعا في القريب إن شاء الله تعالى لنفيد منه.
ولعلنا ـ أيضا ـ نقف على من صنف في المقارنة بين الشهاب وزادة ـ إن كانت هناك دراسة قد انجزت في هذا الشأن
والله الموفق
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[07 Aug 2007, 02:45 م]ـ
الأخ الدكتور خضر حفظه الله
بخصوص سؤالكم: هل صنف أحد في المقارنة بين الشهاب وشيخ زادة؟ فلم أطلع على مصنف أفرد لهذا الأمر، أو عرض له أثناء تناوله لإحدى الحاشيتين.
أما سؤالكم: هل أُفرد الشهاب أو شيخ زادة بمؤلَّف؟ فلم أطلع على مصنف كتب في شيخ زادة، أما الشهاب فكان موضوع رسالتي للماجستير كما ذكر الإخوة.
كما كتبت مجموعة من الكتب والرسائل في حاشية الشهاب منها:
- النكلاوي، فريد، (1981م) البيان عند الشهاب الخفاجي في كتابه عناية القاضي وكفاية الراضي، مطبعة الأمانة، القاهرة.
- هاشم، هاشم محمد، (1406 هـ - 1986م) الالتفات في حاشية الشهاب، مطبعة الأمانة، القاهرة.
- القضاة، حاتم، (1997 م) الشهاب الخفاجي نحويًّا، رسالة ماجستير، جامعة مؤتة، الأردن.
- الشهاب الخفاجي وجهوده في البلاغة والنقد، القاهرة، جامعة الأزهر - كلية اللغة العربية، 1984 (رسالة دكتوراه).
- شهاب الدين الخفاجي وجهوده في اللغة، للباحث السعودي عبد الرزاق بن فراج بن دخيل الصاعديّ، 1412 (رسالة ماجستير).
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:06 ص]ـ
بين الشهاب وشيخ زاده
استكمالاً لموضوع المقارنة بين الشهاب وشيخ زاده؛ حقيقة كان هذا الأمر في ذهني عند وضع خطة الرسالة، إلا أني عدلت عن ذلك وجعلت المقارنة بين الشهاب (المحشّي) والبيضاوي (الماتن).
ومن القضايا التي نبحثها عند إجراء مقارنة بين كتابين؛ معرفة مدى تأثر اللاحق بالسابق، واللاحق هنا الشهاب (ت1069هـ) أما السابق فهو شيخ زاده (ت951هـ).
ومن الأمور التي لفتت انتباهي خلو حاشية الشهاب من ذكر لشيخ زاده! لذا لم أذكره من المصادر التي اعتمد عليها الشهاب في حاشيته، مع اعترافي بأن استقرائي لم يكن كاملاً، وإنما كان استعراضاً سريعاً جداً للحاشية، وتسجيلاً للمصادر على بطاقات، علماً بأن منهج الشهاب في ذكر مصادره كان كما يلي:
أولاً: ذكر المصدر والمؤلف: فيقول مثلاً: قال النووي في «الأذكار».
ثانيًا: ذكر المصدر فقط: فيقول مثلاً: قال في «المغني».
ثالثاً: ذكر المؤلف فقط: فيقول مثلاً: قال ابن جني.
رابعًا: عدم ذكر المصدر: فيقول مثلاً: «ولذا قيل»، أو «أجابوا عنه»، أو «وهو المنقول عن ابن عباس» أو «وقد ساقه بعضهم». وهذا النوع الأخير يجعل أمر معرفة المصدر ليس بالشيء اليسير.
وهذا وقد أعادني طرق هذا الموضوع إلى ذكريات خلت، وأيام لا تنسى؛ فأخرجت أمس البطاقات التي سجلتها؛ للتأكد من خلوها من اسم شيخ زاده، ونثرتها على الطاولة، واستعرضتها واحدة واحدة -وهي تزيد على الخمسمئة-؛ فلم أجد اسمه رحمه الله.
ولكن هذا لا يمنع من كون الشهاب اعتمد على شيخ زاده؛ فكثيراً ما كان الشهاب يعزو إلى "بعض أرباب الحواشي"، وقد يكون شيخ زاده أحد هؤلاء "الأرباب". وهذا يذكرني بصنيع القونوي في حاشيته أيضاً على البيضاوي؛ فقد استقرأت جزءاً منها -أثناء بحثي في موضوع (أثر الشهاب فيمن جاء بعده) - ووجدت أنه ينقل كثيراً عن الشهاب بدون عزو، أو بعزو عام لا يُعرف مصدره إلا بالمقارنة بين الكلامين.
ما أريد الوصول إليه هو أنني سأذكر الآن بعض المواضع التي عزا فيها الشهاب لبعض المحشّين؛ لعل في ذلك تيسيراً على المهتمين بالمقارنة بين الشهاب وشيخ زاده -فيما يتعلق بأثر الثاني على الأول- وذلك بأن يقوموا بتتبع هذه المواضع ومعرفة أيّها كان مصدرها شيخ زاده؟ علماً بأن العزو سيكون لطبعة دار صادر- لبنان المصورة عن طبعة بولاق المطبوعة سنة (1283هـ).
المواضع كلها في الجزء الأول من الحاشية وأرقام الصفحات هي: (14، 22، 40، 47، 56، 60، 62، 63، 94، 97، 100، 121، 129، 132).(/)
فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم
ـ[إيمان]ــــــــ[04 Aug 2007, 03:43 م]ـ
فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[04 Aug 2007, 06:34 م]ـ
بحث قيم لا حرمك الله الأجر .....
ـ[إيمان]ــــــــ[05 Aug 2007, 01:52 م]ـ
بحث قيم لا حرمك الله الأجر .....
اللهم آميـ ـــن وإياكم(/)
من أسرار الكلمة القرآنية
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[05 Aug 2007, 01:18 ص]ـ
من أسرار القرآن الكريم ووجوه إعجازه:
أنه يتضمن المعاني العديدة في الكلمات المعدودة،
وأنه لو نزعت منه لفظة واحدة ثم أدير لسان العرب في أن يوجد احسن منها لا يوجد والأمثلة التي تدل على هذا لا تعد ولا تحصى ومنها ما يكشفه لنا المثال التالي:
قال تعالى (وليطوفوا بالبيت العتيق)
والمقصود بذلك الكعبة المشرفة عند جميع المفسرين.
والسؤال: لماذا قال (العتيق) ولم يقل القديم مثلا؟
والجواب: لأن في هذا الكلمة معاني متعددة لا توجد في غيرها من الكلمات الأخرى لتسد مكانها
ولذلك اختلف المفسرون في وجه صفة البيت الحرام بالعتيق على أقوال متعددة:
القول الأول
قال الحسن و ابن زيد: سمي به لأنه قديم وهو أول بيت وضع للناس يقال: دينار عتيق وسيف عتيق أي قديم.
قال ابن عطية والقرطبي: وهذا قول يعضده النظر
وفي الصحيح: (أنه أول مسجد وضع في الأرض)
والقول الثاني
سمي عتيقا، لأن الله أعتقه من أن يتسلط عليه جبار بالهوان إلى انقضاء الزمان، قال معناه ابن الزبير وابن عباس ومجاهد وقتادة.
وفي الترمذي عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما سمي البيت العتيق لأنه لم يظهر عليه جبار) قال: هذا حديث حسن صحيح، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا
قال العلماء: وقد قصده تبع ليهدمه فأصابه الفالج فأشير عليه أن يكف عنه
وقيل: له رب يمنعه فتركه وكساه وهو أول من كساه
وقصده أبرهة فأصابه ما أصابه
فإن ذكر ذاكر الحجاج بن يوسف ونصبه المنجنيق على الكعبة حتى كسرها قيل له: إنما أعتقها عن كفار الجبابرة لأنهم إذا أتوا بأنفسهم متمردين ولحرمة البيت غير معتقدين وقصدوا الكعبة بالسوء فعصمت منهم ولم تنلها أيديهم كان ذلك دلالة على أن الله عزّ وجل صرفهم عنها قسرا فأما المسلمون الذين اعتقدوا حرمتها فإنهم إن كفوا عنها لم يكن في ذلك من الدلالة على منزلتها عند الله مثل ما يكون منها في كف الأعداء فقصر الله تعالى هذه الطائفة عن الكف بالنهي والوعيد ولم يتجاوزه إلى الصرف بالإلجاء والاضطرار وجعل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر
والقول الثالث
سمي عتيقا لأنه لم يملك موضعه قط
قاله مجاهد وسفيان الثوري
والقول الرابع
سمي عتيقا لأن الله عزّ وجل يعتق فيه رقاب المذنبين من العذاب
فهو على هذا فعيل بمعنى مفعل أي معتق رقاب المذنبين ونسبة الإعتاق إليه مجاز لأنه تعالى يعتق رقابهم بسبب الطواف به
والقول الخامس
سمي عتيقا لأنه أعتق من غرق الطوفان
قاله ابن جبير
والقول السادس
العتيق الكريم والعتق الكرم قال طرفة يصف أذن الفرس:
(مؤللتان تعرف العتق فيهما ... كسامعتي مذعورة وسط ربرب)
وعتق الرقيق: الخروج من ذل الرق إلى كرم الحرية
والقول السابع
ويحتمل أن يكون العتيق صفة مدح تقتضي جودة الشيء كما قال عمر: حملت على فرس عتيق الحديث
قال ابن عطية والقرطبي: والقول الأول أصح للنظر والحديث الصحيح
و قال مجاهد: خلق الله البيت قبل الأرض بألفي عام وسمي عتيقا لهذا
والله أعلم
والقول الثامن
عن ابن جبير أن العتيق بمعنى الجيد من قولهم: عتاق الخيل وعتاق الطير
والأفضل أن نفسر الأية الكريمة بجميع هذه الأقوال لأنها لا تتعارض وهذا من إعجاز القرآن الكريم
فجميع هذه الأقوال صحيحة وتنطبق على الكعبة المشرفة
فانظر ما أعظم هذا الكتاب وما أكثر أسراره
كلمة واحدة تعبر عن جميع هذه الأقوال وكلها تنطبق على الكعبة المشرفة ولا تتعارض.(/)
الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم ... هل من بيان عنها؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:54 ص]ـ
في آخر اللقاء الماتع المفيد للمشرف العام على شبكة التفسير د. عبد الرحمن الشهري, في مجلة (الإسلام اليوم) عدد رجب (عُرِّف عنه في هذا الموضوع ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9114)), رأيت في البطاقة التعريفية للشيخ وفقه الله: عضو المجلس التأسيسي للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم. وأظن أنها حديثة عهد بالتأسيس, فهل لدى أحد بيان أكثر عنها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Aug 2007, 03:01 م]ـ
هذه الهيئة يا أبا بيان كما هو عنوانها تعنى بنشر ثقافة وأصول وأدبيات تدبر القرآن الكريم عالمياً بين المسلمين بطرق ووسائل كثيرة يأتيك بيانها قريباً، ونحن على وشك الانتهاء من تصميم موقعها الالكتروني، وستجد فيها وفي أهدافها وأخبارها وتفصيلاتها والقائمين عليها ما يسرك ويسر كل محب للقرآن الكريم وعلومه بإذن الله، ولكن أمهلنا قليلاً رعاك الله حتى يأتيك التفصيل على وجهه، وهي تتكامل مع شبكة التفسير والدراسات القرآنية في أهدافها ولله الحمد.
في 22/ 7/1428هـ
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[05 Aug 2007, 05:45 م]ـ
بانتظارك با أبا عبد الله،،
(واجعلني مباركاً أينما كنت)
ـ[أم ياسر]ــــــــ[29 Apr 2009, 01:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
نتمنى أن نعرف ما أخبار الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم ... وهل من بيان عنها؟
أنشطتها .. موقعها الالكتروني .. كيفية التواصل معها؟
جزاكم الله خيرا
ـ[سُدف فكر]ــــــــ[29 Apr 2009, 02:20 ص]ـ
زادكم الله من فضله مشرفنا الفاضل وحبذا أن تتحفنا بما في هذه المؤسسة وهل لها مشاريع خارجية وخصوصا في حلق تحفيظ القرآن الذي هو من أعظم الفرص لو استغل
وكذلك نتمنى ان كان هناك من مساعدة أن نخدمكم بكل ما نستطيع
فهو في سبيل خدمة كتاب الله ويكفينا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Apr 2009, 11:30 ص]ـ
تركت التفصيل لأخي الدكتور محمد بن عبدالله الربيعة الأمين العام للهيئة حتى لا أذكر شيئاً لا يريده أو نحو ذلك. ولعله يتكرم بالإفادة بالتفاصيل قريباً بعد أن صدر الترخيص الرسمي للهيئة.
وأشكركم جميعاً على حرصكم، ولن تستغني الهيئة عن جهودكم وتعاونكم.
ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[01 May 2009, 01:50 م]ـ
فأشكر لأخي الشيخ نايف والأخوة اهتمامهم، وأشكر لأخي الدكتور عبدالرحمن الشهري بيانه.
وبالنسبة للهيئة، فقد تم بحمد الله استخراج التصريح لها قريباً، وهي تعني بنشر شعيرة التدبر في الأمة، وربط الأمة بكتاب الله تعالى ليكون منهج حياة.
وللهيئة مجلس تأسيسي يضمن نخبة من العلماء والمتخصصين على رأسهم الدكتور ناصر بن سليمان العمر.
وحيث إن الهيئة في مرحلة التأسيس فقد كلف فريق من الخبراء الإداريين ببناء نظام الهيئة وخطتها الاستراتيجية، وتطبيق نظام بطاقات الأداء المتوازن، ونظام الجودة، لتحقيق النظام المؤسسي المتكامل وضمان الجودة في المخرجات بإذن الله تعالى وما توفيقنا إلا بالله.
وقد بدأت الهيئة مشاريعها بأربعة مشروعات:
1 - جوال تدبر بقناتيه العامة، وناشيء، وقد لاقى بحمد الله قبولاً كبيراً، لتخصصه وتميزه في مجال تدبر كتاب الله.
فأما قناة تدبر العامة: فهي تعني بإثراء المشاركين برسائل تدبرية: علمية، وإيمانية، واجتماعية، وواقعية، ويشارك فيها نخبة من المشايخ والمتخصصين. . وللمشاركة يمكن إرسال 1 إلى 81800.
وأما قناة ناشيء فهي تعني بالرسائل التربوية لطلاب وطالبات حلقات تحفيظ القرآن الكريم. وللمشاركة يمكن إرسال 2إلى 81800
2 - ملتقى التدبر الأول حول مفهوم التدبر: وقد حضره نخبة من العلماء والمتخصصين. وقد كان بحمد الله انطلاقة وتعريفاً للهيئة ورسالتها بين المتخصصين، ولاقينا فيه تفاعلاً كبيراً من المشاركين.
وسيقام الملتقى الثاني بإذن الله حول (مناهج التدبر وبرامجه) بعد شهر رمضان القادم، وسيعلن عنه في الموقع بإذن الله
3 - موقع تدبر: وهو الموقع الرسمي للهيئة، وسيكون انطلاقه في بداية شهر رمضان المبارك القادم بإذن الله تعالى، ونرجو أن يكون موقعا متميزاً في بنائه ومضمونه، وقد حرصنا أن يكون متميزاً بمنهج تفاعلي جماهيري ليحقق الرؤية والهدف التي نصبو إليها.
4 - طباعة ونشر كتب التدبر: وقد تم بحمد الله طباعة الجزء الأول من مجموع رسائل الجوال للعام الماضي، ولجنة النشر بصدد إخراج أربعة كتب منها الجزء الثاني للرسائل، وكتاب ملتقى التدبر الأول. وستخرج قريباً بإذن الله تعالى.
وستفتح الهيئة باب العضوية للمهتمين والمتخصصين والمشاركين في مشاريعها فيما بعد بإذن الله.
و نسأل الله تعالى أن يبارك بالجهود ويسدد الخطى ويحقق الآمال، ويجعل هذا المشروع خالصاً نافعاً للإسلام والمسلمين. [
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[05 Jun 2010, 06:18 ص]ـ
و نسأل الله تعالى أن يبارك بالجهود ويسدد الخطى ويحقق الآمال، ويجعل هذا المشروع خالصاً نافعاً للإسلام والمسلمين
اللهم أمين ماأجمل أن يربط العالم بأسره بأعظم كتاب؟(/)
ما سر ابن حزم في قراءة أبي عمرو؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Aug 2007, 06:27 ص]ـ
ممَّا اشتهر نقله عن الإمام أبي محمد ابن حزم رحمه الله قوله:
(يقال: من تختَّم بالعقيق, وقرأ لأبي عمرو, وحفظ قصيدة ابن زريق = فقد استكمل الظرف) ثمرات الأوراق, لابن حجة الحموي (ص:474).
فتسائلت ما وجه الكلام؟ وما سر الاختصاص لقراءة أبي عمرو رحمه الله؟
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Aug 2007, 07:42 ص]ـ
- أما العقيق فهذا منه:
http://www.vitabeads.com/images/FLP%20dbc.JPG
- وأما قصيدة ابن زريق فلو قال ابن حزم جازماً: من حفظ قصيدة ابن زريق فقد استكمل الظرف. لصدق؛ فإنها من أجمل الشعر وأبهاه, وأعذبه وأشجاه, ولعل المشرف الأديب أبا عبد الله يمتعنا بلماسته الأدبية الرائقة لهذه القصيدة:
لا تعذليه فإن العذلَ يولِعُهُ=قد قُلتِ حقاً ولكن ليس يسمعُهُ
جاوزت في لومه حداًَ يضر به=من حيث قدرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلاً=من عنفه فهو مضني القلب موجعه
قد كان مضطلعاً بالبين يحمله=فضلعت بخطوب البين أضلعه
يكفيه من روعة التفنيد أن له=من النوى كل يوم ما يروعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه=رأىٌ إلى سفر بالعزم يجمعه
كأنما هو من حل ومرتحل=موكل بفضاء الأرض يذرعه
إذا الزمان أراه في الرحيل غنى=ولو إلى السند أضحى وهو يزمعه
تأبى المطامع إلا أن تجشمه=للرزق كداً وكم ممن يودعه
وما مجاهدة الإنسان واصلة=رزقاً ولا دعة الإنسان تقطعه
والله قسم بين الخلق رزقهم=لم يخلق الله مخلوقا يضيعه
لكنهم ملئوا حرصاً فلست ترى=مسترزقاً وسوى الفاقات تقنعه
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه=يوماً ويطعمه من حيث يمنعه
وأجمل ما فيها مما لا يكاد يُلحق فيه:
أستودع الله في بغداد لي قمراً=بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودي لو يودعني=صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفع بي أن لا أفارقه=وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى=وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق=عني بفرقته لكن أرقعه
إني أوسع عذري في جنايته=بالبين عني وقلبي لا يوسعه
ثم يقول:
أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته=وكل من لا يسوس الملك يخلعه
ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا=شكر عليه فعنه الله ينزعه
اعتضت من وجه خلي بعد فرقته=كأسا تجرع منها ما أجرعه
كم قائل لي ذقت البين قلت له=الذنب والله ذنبي لست أرقعه
إني لأقطع أيامي وأنفذها=بحسرة منه في قلبي تقطعه
بمن إذا هجع النوام أبت له=بلوعة منه ليلى لست أهجعه
لا يطمئن بجنبي مضجع وكذا=لا يطمئن له مذ بنت مضجعه
ما كنت أحسب ريب الدهر يفجعني= به ولا أن بي الأيام تفجعه
حتى جرى البين فيما بيننا بيد=عسراء تمنعني حظي وتمنعه
بالله يا منزل القصر الذي درست=آثاره وعفت مذ بنت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا=أم الليالي التي أمضت ترجعه
في ذمة الله من أصبحت منزله=وجاد غيث على مغناك يمرعه
من عنده لي عهد لا يضيعه=كما له عهد صدق لا أضيعه
ومن يصدع قلبي ذكره وإذا=جرى على قلبه ذكرى يصدعه
لأصبرن لدهر لا يمتعني=به كما أنه بي لا يمتعه
علماً بأن اصطباري معقب فرجاً=فأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا=جسمي تجمعني يوما وتجمعه
وإن ينل أحد منا منيته=فما الذي في قضاء الله يصنعه
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2007, 10:13 ص]ـ
وفي رواية أخرى: " من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو، وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق فقد استكمل
الظرف "
ذكرها الصفدي في ترجمته لابن زريق (21/ 77)
أما قصيدة ابن زريق يا أبا بيان فالحديث عنها ذو شجون!
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[05 Aug 2007, 01:49 م]ـ
وهذه قصيدة ابن زريق بإلقاء العشماوي (من هنا ( http://www.7ammil.com/download.php?id=6NNG8QHXDG)) .
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[05 Aug 2007, 03:36 م]ـ
بارك الله فيك أبا بيان، وبانتظار لمسات الأديب ........
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2007, 07:20 م]ـ
عدتُ لأسأل:
أي القصيدتين أقرب لقلب الشيخ الكريم أبي بيان - وفقه الله -؛ قصيدة ابن زريق أم نونية ابن زيدون؟
أم أنّ الشيخ يجمع بين الشمس والقمر كعادته!(/)
إتحاف الإخوة والأخوات بالألفاظ الفصيحة في العاميات
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2007, 09:47 ص]ـ
الحمد لله الذي علّم بالقلم، عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم، والصَّلاة والسَّلام على ناشِرِ الضيا وماحي الظُّلَم، مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد:
فإني – والحمد لله – كثير النَّظَرِ في أمهات معاجم اللغة، أتنقَّل بين رياضها العَطِرَةِ
جَذِلا، وأخطر بين حقولها النَّضِرَةِ ثَمِلا؛ أغازل الغِيدَ الحِسَان، من بنات الفصاحة والبيان، وأشْتَمّ عَبَقَ الزّهور، وأستمع لشَدْوِ الطّيور؛ فينتشي القلب، وتطرب الرّوح ...
وكثيرا ما تقع عَيْنِي - أثناء التجوال – على كلمات تجري على ألسنة النّاس في لهجاتهم
الدّارجة، يحسبها البعض ألفاظا فاسدة غير فصيحة؛ فَعَنَّ لي أن أضَعَ بين أيديكم ما اقتنصتُه؛ لِنَمِيزَ الخبيث
من الطَّيب.
ولعلَّ الإخوة الفضلاء والمشايخ الأجلاء يمطروننا بوابل علمهم، وفيوض جودهم
وكرمهم.
والله الموفّق للصواب.
لعلنا - أيها الإخوة – نُصَدِّر القائمة بكلمةٍ يعرفها إخواننا في بلاد الحَرَمين، كلمة
كنتُ أسمعها كثيرا في المدارس والأزقّة! ... إنها " الطَنْزُ "!
جاء في لسان العرب – مادة " طنز": " طَنَزَ يَطْنِزُ طَنْزًا: كلّمه باستهزاء، فهو
طَنَّازٌ ... والطَّنْزُ: السّخرية " اهـ
ثمّ دعوني – أيها الكرام - أعرِّجُ على كلمةٍ أخرى كنا نهدّد ونتوعّد بها من تسوّل له نفسه أنْ يَطْنِزَ بنا!
إنها " الكَفْخُ"!
جاء في لسان العرب – مادة " كفخ ": " قال أبو تراب (1): كَفَخَهُ كَفْخًا إذا
ضربه. " اهـ
نكتفي بهذا اليوم، والسلام عليكم ورحمة الله.
__________________________
(1) أبو تراب (اللغوي): محمد بن الفرج بن الوليد الشعراني، ينظر ترجمته: الصَّفدي: " الوافي بالوفيّات " 4/ 226 - 227
ـ[الجكني]ــــــــ[05 Aug 2007, 02:42 م]ـ
مما له علاقة بالموضوع:
هناك برنامج إذاعي تقدمه إذاعة المملكة العربية السعودية - أظنه عن طريق إذاعة البرنامج الثاني من جدة - بعنوان:
" العاميات في اللغة العربية "
من إعداد وتقديم الأستاذ الدكتور: محمد يعقوب تركستاني؛ الأستاذ في كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
والبرنامج وصل في حلقاته حتى شهر جمادى الثانية من هذا العام (1428) إلى الحلقة (212).
وفكرته هي نفس الفكرة التي أشار إليها أخي عمار الخطيب.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Aug 2007, 06:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على إفادتك، فإني لم أسمع بهذا البرنامج الإذاعي قبل اليوم.
ولعل كلامكم - يا شيخنا الكريم - تشجيع لي لأقدم!
ـ[المتفائل]ــــــــ[06 Aug 2007, 12:19 ص]ـ
موضوع طريف ومفيد
واصل كتابتك جزاك الله خيرا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2007, 06:55 م]ـ
موضوع طريف ومفيد
واصل كتابتك جزاك الله خيرا
وجزاك خيرا، وبارك فيك.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[06 Aug 2007, 06:56 م]ـ
استراحة قصيرة ثم نعود بعد ذلك إلى موضوعنا ...
ذكر الأنباري في نزهة الألباء (ص69) قصةً مليحةً في ترجمته لأبي الحسن عليّ بن حمزة الكسائي، قال: " كان عند المهديّ مؤدّب يؤدّب الرّشيد، فدعاه يوما المهدي وهو يستاك، فقال له: كيف تأمر من السِّواك؟ فقال: اسْتَكْ يا أمير المؤمنين، فقال المهدي: إنا لله وإنا إليه راجعون! ثم قال: التمسوا لنا من هو أفهم من هذا الرجل، فقالوا: رجل يقال له عليّ بن حمزة الكسائي من أهل الكوفة، قدم من البادية قريبا. فكتب بإزعاجه (1) من الكوفة، فساعة دخل عليه، قال: يا علي بن حمزة! قال: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: كيف تأمر من السِّواك؟ فقال: "سَكْ فاك يا أمير المؤمنين"، فقال: أحسنتَ وأصبت! وأمر له بعشرة آلاف درهم. "
وأنا أقول: سَكْ فاكَ أيها القارئ الكريم.
__________________________
(1) إزعاجه: أي: إشخاصه، قال الجوهري في الصحاح – مادة "زعج": " أزْعَجَهُ، أي أقلقه وقلعه من مكانه. "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:18 م]ـ
تقولُ العامّة: " فلانٌ شَحَّاد " بالدال المهملة.
وأصلها الفصيح " شَحَّاذ " أو " شَحَّاث "، لكن العامَّة قَلَبَت الذال أو الثاء دالاً!
وكان بعضُ العلماء يُخَطِّئُ مَنْ يقولُ " شحَّاث " بالثاء المعجمة بثلاثٍ.
قال الحريري في " درة الغواص في أوهام الخواص ":
" ويقولون فلانٌ شَحَّاث بالثاء المعجمة بثلاث: والصواب فيه شَحَّاذ " اهـ
نقلا عن: " حواشي ابن بَرِّي وابن ظَفَر على درة الغواص في أوهام الخواص للحريري " ص205.
لكن ابن ظَفَرٍ خَرَّجها على جهة الإبدال:
" والشحاث كالشحاذ على البدل ... " اهـ
" المصدر السابق " ص 205 - 206
وقال الصفدي في " تصحيح التصحيف وتحرير التحريف" ص323:
"ويقولون: " شَحَّاث "، بالثاء المعجمة بثلاث. والصواب " شَحَّاذ " بالذال المعجمة، من قولك: شحذت السيف، إذا بالغتَ في إحداده، فكأن الشحاذ مُبالِغٌ في
طلب الصَّدقة. " اهـ
والصَّوابُ أنّ كلا اللفظين صحيح، قال الزبيدي في تاج العروس – مادة " شحث ":
" فقد صحَّحَ غير واحد لفظ شَحَّاث، وأوضَحَ كونه لغة صحيحة، على أنَّه من الإبدال، فإن الذّال تُبْدَلُ ثاءً بلا غَلَطٍ فيه ولا لَحْن، وصرّح به الخَفَاجيّ في العنايةوغيره.
وفي الأساس: رجلٌ شَحَّاذٌ: مُلِحٌ في مسألته. " اهـ
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[12 Aug 2007, 05:25 ص]ـ
استراحة قصيرة ثم نعود بعدها إلى موضوعنا ...
قال أبو البركات كمال الدين:
" ويُحْكى أنّ أبا الطيّب اجتمع هو وأبو عليّ الفارسيّ، فقال له أبو عليّ: كم جاء من الجمع على وَزْنِ فِعْلَى؟ فقال: حِجْلَى، وَظِرْبَى، جمع حَجَل وظربان.
قال أبو عليّ: فسهرتُ تلك الليلة ألتمس لها ثالثا فلم أجد، وقال في حقه: ما رأيتُ رجلا في معناه مثله! وهذا من مثل أبي عليّ كثير في حق المتنبي. " اهـ
(نزهة الألباء: ص 258)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:14 ص]ـ
أخي عمار:هدي اعصابك, أراك بدأت الموضوع ب"طنز" و"كفخ" .. ابتسامة
لي عودة إلى موضوعك ريثما تتحصل لدي كلمات عامية فصحى ..
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:34 ص]ـ
طِيش
هذه الكلمة الآتية أتحف بها أخي عمار بعد مداخلتي معه الجدية في بحث "الشبيه بالمثقل " فنخرج من جد إلى هزل:
عندنا في المدينة المنورة لعبة يلعبها الأطفال نسميها " لبّلْبيك: ومشهور عند غير أهل المدينة ب " الدحل " وهي مجموعة من الكرات - جمع كرة - وأعتذر إن كان جمعي لها خطأ لغة فلست في مجال التحقيق - وهذه الكرات من شيء شبيه بالزجاج أو هو زجاج وطريقة اللعب بها:
توضع هذه الكرات في دائرة كبيرة بحسب عدد الكرات حيث كل لاعب يضع عدداص معيناً ثم يوضع خط بعيد عنها نسبياً، ثم يرمي كل واحد من اللاعبين بواحد من كرته - لها اسم لكن نسيته لطول العهد به - فمن جاءت كرته على الخط فهذا هو الأول وله الحق في اللعب أولاً ويسمّى مجيء الكرة على الخط: (قح) 0 بضم القاف المعقودة كنطق المصريين للجيم) ثم هكذا من جاء بعده حسب القرب من الدائرة:
أما من جاءت كرته بعد الخط بحيث يكون الخط بينها وبين الدائرة فهذا يسمونه: جا - يعني جاء - طِيش:
وطيش: بكسر الشين وبعدها ياء ساكنة ثم شين معجمة:
وهذه الكلمة: طيش بهذا المعنى وهو تجاوز الكرة الخط المرسوم لها كلمة عربية فصيحة لكنها يظهر أنها بفتح الطاء:
قال في القاموس وشرحه:
الطيش: جواز السهم الهدف، وقد طاش عنه إذا عدل ولم يقصد الرمية وأطاشه الرامي: أماله عنه.
وهناك كلمات ربما يسمح بها الوقت لاحقاً.
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:05 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
ما أمتع استراحات أساتذتي، و ما أطيب فوائدهم!!
إني -و الله- أدرك كم لغتنا العربية عظيمة، و خالدة؛ بخلود القرآن الكريم ... فالحمد لله!!
و أشكر لأستاذنا عمار الخطيب هذا الموضوع المفيد.
أستاذنا الفاضل الجكني، إن هذه الكرات نسميها في بلدي ب (القُلول) بضم القاف. أو (البَنانير).
و دمتم في حفظ الله!!
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:43 ص]ـ
أخي عمار:هدي اعصابك, أراك بدأت الموضوع ب"طنز" و"كفخ" .. ابتسامة
لي عودة إلى موضوعك ريثما تتحصل لدي كلمات عامية فصحى ..
يا مرحبا بأخي محمود ... وأضحك الله سنك.
أردتُ أن أبدأ بالكلمات " الحَامِية " لينشط الإخوة للمشاركة في هذا الموضوع!
أنتظر عودتك ... حفظك الله.
--------------------------------------------------------
شيخنا الكريم الجكني ...
جزاكَ الله خيرا على المشاركة، وأتمنى أن تشرّفني بمشاركات أخرى ...
بورك فيكم.
-------------------------------------------------------
جزاكِ الله خيرا أختنا الكريمة " النجدية " على المرور والتعليق.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 Aug 2007, 09:26 ص]ـ
استراحة قصيرة ثم نعود بعدها إلى موضوعنا ...
" دخل أبو يوسف الفقيه على الرشيد وعنده الكسائي يحدثه، فقال: يا أمير المؤمنين، قد سعد بك هذا الكوفيّ وشَغَلك. فقال الرّشيد: النحو يستفرغني، أستدلّ به على القرآن والشعر. فقال الكسائيّ: إِنْ رأى أمير المؤمنين أن يأمره بجوابي في مسألةٍ من الفقه.
فضحك الرشيد فقال: أبلغتَ إلى هذا يا كسائي، يا أبا يوسف أجبه. فقال: ما تقول في رجل قال لامرأته: أنت طالقٌ إن دخلتِ الدار؟ قال: فقال أبو يوسف:
إن دخَلَتْ فقد طلقت. فقال الكسائي: خطأ، إذا فُتِحَتْ أنْ فقد وجب الأمر، وإذا كُسرت فإنه لم يقع بعد.
فنظر أبو يوسف بعد ذلك في النحو. " اهـ
(أبو القاسم الزجاجي: " مجالس العلماء " ص275)
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:24 م]ـ
أولأً: شكراً لأختي " النجدية " على الإفادة " اللغوية القيمة.
ثانياً:
نحن الآن بحمد الله في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوّها في هذه الأيام معروف بشدة الحرارة -والحمد لله أنها بدون رطوبة - ومن يخرج من بيته لابد وأن يقف عند بائع العصيرات فيشتري ما يبرد به - مصائب قوم عند قوم فوائد -.
واليوم وفي عزّ الحرارة دخلت وزميل لي محل بيع العصيرات الطازجة فطلب عصيراً وطلبت عصير " خربز " ونطقته بكسر الخاء والباء فضحك زميلي وقال: إيش (وطبعاً هذه كلمة عربية تكلمت بها العرب) خربز؟ قل: خربز:فضم الخاء والباء، وسألني ك هل هي عربية أم مولدة؟ فقلت: لا أدري والله. فتذكرت عمار الخطيب وصفحته.
ولما رجعت إلى مكتبتي فتحت " تاج العروس: خربز " فوجدته قال:
" (الخربز: بالكسر) ": أهمله الجوهري ونقل الصاغاني عن الكسائي هو (البطيخ) وقال (عربي صحيح أو أصله فارسي) قاله أبو حنيفة وقد جرى في كلامهم وجاء ذكره في حديث أنس رضي الله عنه: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرطب والخربز " اهـ
لكن عندنا الخربز ليس هو البطيخ وهو مانسميه " حبحب " وقد يكونا من فصيلة واحدة؛ لا أدري.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تاج الروح]ــــــــ[16 Aug 2007, 08:19 م]ـ
لكن عندنا الخربز ليس هو البطيخ وهو مانسميه " حبحب " وقد يكونا من فصيلة واحدة؛ لا أدري.
البطيخ أو الحبحب أو الجح كما يسميه البعض: لونه أحمر قان .. صورة رقم (1)
الخربز أو الشمام: لونه من الداخل برتقالي فاتح أو أصفر شاحب .. صورة رقم (2)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[16 Aug 2007, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكم يا أخانا الكريم " تاج الروح ".
لعلك – يا شيخنا الجكني - تقصد " الشمام " أو " البطيخ الأصفر " وكلاهما من فصيلة القرعيات.
أمّا " البطيخ " فكنّا نسميه " جُحًّا ".
جاء في " لسان العرب " – مادة " جحح ":
" والجُحُّ: صغار البطيخ، والحنظل، قبل نضجه، واحدته جُحَّة ... " اهـ
وذكرها صاحب "تاج العروس" – مادة " جحح ":
الجَحّ: بَسْطُ الشيء. وقال الأزهريّ: جَحَّ الرَّجُلُ، إذا أكل الجُحَّ، وهو بالضّمّ البِطِّيخ
الصغير المُشَنَّج. أو الحنظل قبل نضجه، واحدته جُحَّةٌ، وهو الذي يسمّيه أهل نجد الحَدَجُ.
والجُحّ عندهم: كلّ شجرٍ انبسط على وجه الأرض، كأنهم يريدون: انجَحَّ على الأرض، أي انسحب. " اهـ
فالذي يظهر أنها كلمةٌ فصيحةٌ تذكرها المعاجم ... لكنّها تُسْتَخْدَمُ في " العاميّة " للنَّاضج وغير الناضج من البطيخ!
ـ[الجكني]ــــــــ[16 Aug 2007, 10:04 م]ـ
[ quote] الخربز أو الشمام: لونه من الداخل برتقالي فاتح أو أصفر شاحب [/ quo
الذي عندنا في أسواق الخضرة في المدينة المنورة أن " الخربز " شي و" الشمام " شيء آخر، ولو جئت للبائع وعاقبت بينهما لضحك علي لفرط جهلي بعدم التفرقة بينهما، وهما وإن كانا في الشكل والمظهر سواء إلا أنهما مختلفا الأُكل والطعم والسعر.
ويذكرني ذلك بالشبه القريب بين "الكزبرة " والبقدونس" في الشكل ن وفي عدم وجود الرائحة حسب علمي القاصر.
وعلى ذكر " الكزبرة " فهي عربية:
قال في تاج العروس: (الكزبرة وقد تفتح الباء) عربية معروفة، قاله أبو حنيفة، وهو لغة في الكسبرة، وقال الجوهري:الكزبرة (من الأبازير) بضم الباء وقد تفتح وأظنه معرباً " اهـ
أما:البقدونس فلا أدري عنها شيئا، بل لا أعرفها بمفردها أهي هي أم الكزيرة ..
ملاحظة مهمة:
ربما أنقل كثيراً عن كتاب " تاج العروس " وهو ينقل كثيراً عن " أبي حنيفة ":
وأبو حنيفة هذا هو الدينوري إمام اللغة والأدب والتاريخ، وليس النعمان إمام المذهب الفقهي المشهور، لذا جرى التنبيه، والله أعلم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Aug 2007, 06:04 ص]ـ
أرى أنَّ " الخربز " قد أوقعنا في حيص بيص!
" الخربز " عندكم ليس " بطيخا " ولا " شمّاما "! فماذا يكون؟
أما " الكُزْبَُرَة " – بفتح الباء أو ضمِّها – فقد جاء وصفها في " المعجم الوسيط":
" بقلة زراعية حولية من الفصيلة الخَيْمِيَّة، تضاف أوراقها إلى بعض الأطعمة، وتستعمل بزورها في الطّعام
والصيدلة " اهـ
ولا أذكر أنّ أمهات معاجم اللغة ذَكَرَتْ " البقدونس "! فالذي يظهر – والله أعلم – أنها
ليست عربيّة.
أرى أننا دخلنا في فقه " الطَّبْخ " يا شيخنا الجكني!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Aug 2007, 11:01 ص]ـ
ومن المشتهر في العامية "الدَّعْسُ" وهو الوطأُ بالرجل , يقول أحدهم مهدداً " لا أدعَسْ عليك" أي انته عما أنت عليه وإلا وطأتك بقدمي , كنايةً عن تمكنه من إهانة خصمه ومبالغته في ذلك.
وجاء في اللسان:
(وقد يكنى بالدَّعْسِ عن الجماع ودَعَسَ فلان جاريته دَعْساً إِذا نكحها والدَّعْسُ شدة الوطء ودَعَسَت الإِبل الطريقَ تَدْعَسُه دَعْساً وَطِئَتْه وَطْأً شديداً) 6/ 83
وفي القاموس: (الدَّعْسُ كالمَنْعِ: حَشْوُ الوِعاء وشِدَّةُ الوَطْءِ) 1/ 702
وفي تاج العروس: (وأَرْضٌ دَعْسَةٌ ومَدْعُوسةٌ: سَهْلَةٌ أَو قد دَعَسَتْها القَوَائِمُ وكَثُرَتْ فيها الآثارُ. ويقال: المَدْعُوسُ مِن الأَرَضِينَ: الذي قد كَثُرَ فيه الناسُ ورَعَاه المالُ حتى أَفْسَدَه وكَثُرت فيه أَورْاَثُه وأَبُوَالُه وهم يكرَهُونَه إِلاَّ أَنْ يَجْمَعَهُم أَثَرُ سَحَابَةٍ لا يَجِدُون منها بُدًّ) ا1/ 3490
والله تعالى أعلم
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[17 Aug 2007, 02:04 م]ـ
ومن المشتهر في العامية "الدَّعْسُ" وهو الوطأُ بالرجل , يقول أحدهم مهدداً " لا أدعَسْ عليك" أي انته عما أنت عليه وإلا وطأتك بقدمي , كنايةً عن تمكنه من إهانة خصمه ومبالغته في ذلك.
ذكرها هشام النحاس في " معجم فصاح العامية " - مادة (دعس) ص294
جزاكَ الله خيرا أخي محمود.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Aug 2007, 01:46 م]ـ
وأحسِب إن لم أهِمْ أن من تلك الألفاظ لفظ الكابوس وجمعه عند العامة كوابيس, قال في اللسان:
(والكابُوس ما يقع على النائم بالليل ويقال هو مقدَمة الصَّرَع قال بعض اللغويين ولا أَحسبه عربيّاً إِنما هو النِّيدِلان وهو الباروك والجاثُوم) 6/ 190
وفي القموس (والكابوسُ: ما يَقَعُ على الا نسانِ بالليل لا يَقْدِرُ معه أن يَتَحَرَّكَ مُقَدّمَةٌ للصَّرْعِ وضَرْبٌ من الجماعِ. وقد كَبَسَها يَكْبِسُهَا: جامَعَهَا مرَّةً) 1/ 734
وتقول العامة: دفَّ الرجلُ الرَّجلَ إذا دفعه, ويسمون الدفعَ بالدفِّ, وهو فصيح عربي, قال في اللسان:
(وذافَفْتُ الرَّجُلَ مُذافَّةً أَجْهَزْتُ عليه وفي الحديث أَنَّ خُبَيباً قال وهو أَسيرٌ بمكة ابْغُوني حَديدةً أَسْتَطِيبُ بها فأُعْطِيَ مُوسَى فاسْتَدَفَّ بها أَي حلَق عانته واسْتَأْصَلَ حَلْقها وهو من دَفَّفْتُ على الأَسير ودافَفْتُه ودافَيْتُه على التحويل دافَعْتُه) 9/ 104
قال في تاج العروس:
(الدَّفُّ: نَسْفُ الشَّيْءِ واسْتِئْصَالُهُ) 5948
وقال:
(وتَدَافُّوا: رَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضَاً) 5949
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د. أنمار]ــــــــ[19 Aug 2007, 06:54 م]ـ
كان في النية أن أقوم لأبحث عن البقدونس حيث كانت والدتي تطلب مني البقدونس (أو الكزبرة ما زلت أخلط بينهما) وتعدد لي الفرق بينها وبين الكزبرة وحين أصل للخضرجي أذهل أيهما التي خصائصها كذا وكذا فينتهي بي المطاف أن أطلب من بائع الخضرة أن يحدد لي مرادي فأشتريها معتمدا على كلامه.
وتذكرت موقعا فيه المعاجم مجموعة فهاكم ما يسهل عليكم المهمة ويختصر عليكم الوقت
http://lexicons.sakhr.com/
ضع كلمة البحث في أعلى الصفحة على اليسار مثلا البقدونس
فتجد في لسان العرب:
البَقْدُوْنِسُ والبَقْدَنُوسُ بقلٌ حارٌ يُؤكَل بالخلّ والملح مع غيرها وأصله دواءٌ محلّلِ للرياح الواحدة بقدونسةٌ أو بقدونوسةٌ.
وفي المحيط:
البَقْدُونَسُ: نبات عشبيّ زراعي من فصيلة الخيميات يزرع لفائدته في الطعام (معـ).
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Aug 2007, 08:11 م]ـ
شكراً الدكتور المقرئ أنمار على هذه المعلومةوخاصة هذا الموقع المفيد.
ـ[الجكني]ــــــــ[19 Aug 2007, 08:25 م]ـ
الدلع:
يقال في لهجة الحجاز وبعض الأقطار العربية:
فلان " مدلع "والبنت: مدلعة "
وذلك للشخص الذي ربما يقل أدبه في بعض تصرفاته خاصة مع من هو أكبر منه وخاصة أخص: الذي لا ينهاه أبواه عن الإساءة للآخرين وما شابه ذلك.
وهناك معنى آخر يقال: فتاة " مدلعة " إذا كثر غنجها سواء طبيعة أم تطبعاً، وهذا قريب من " الدلال" عندهن، فهل حصل " تعاقب " بين الدال والعين في الكلمة أم لا؟ لا أدري.
وبالرجوع لكتب اللغة لمعرفة أصل هذه الكلمة وجدت أنها عربية صحيحة لكن ليس بالمعنى الذي تستخدم فيه عند العامة. فوجدت الزبيدي رحمه الله قال:
"والمُدَلَّعُ، كمُعَظَّمٍ: المُتَرَبِّي فِي العِزِّ والنّعْمَةِ، مُوَلَّدَةٌ، والاسْمُ: الدَّلاَعَةُ، بالفَتْحِ."
وهي بهذا المعنى قريبة من المعنى المستخدم لأن غالبية " المدلَّعين " إنما جاء دلعهم بسبب العز والنعمة. ولا شك أن "الجمال " عند الفتيات وخاصة " الزوجات " منهن نعمة قد تسبب لإحداهن التصرف ب " دلع " و " دلال " وكان الله في عون من لا يملك أسباب " الدلع " أو " الدلال ".
.
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[19 Aug 2007, 11:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والشكر للأساتذة الأفاضل على عنايتهم باللغة العربية وتسهيلها على العامة ..
ولما رأيت أن الموضوع لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالملتقى فإني أقترح أن يكون الموضوع عن استعمال العوام لألفاظ القرآن وتعبيراته، مما يدل على أثر القرآن في تعلم اللغة واكتساب ثروة لغوية.
ومن ذلك مثلاً قولهم: صم بكم، في مقام عدم الاستجابة وقصور الفهم.
وقولهم: والصلح خير، في مقام الدعوة إلى الصلح.
وقولهم: ما على الرسول إلا البلاغ، حين يبلغون ما يستثقله المخاطب ويعترض عليه.
وقولهم: ذهب هباء منثورًا،
وطامة كبرى،
ولا يسمن ولا يغني من جوع،
وقاب قوسين،
وما على المحسنين من سبيل،
وأن تعفوا أقرب للتقوى،
وإن أكرمكم عند الله أتقاكم،
والذكرى تنفع المؤمنين،
وإن بعض الظن إثم،
والإنسان على نفسه بصيرة،
ويخلق ما لا تعلمون،
وغيرها كثير.
أرجو أن يكون الاقتراح مفيدًا ..
والشكر مرة أخرى للأساتذة الفضلاء على اهتمامهم وعنايتهم بالفصحى، والله ولي التوفيق ..
ـ[د. أنمار]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:37 ص]ـ
وفي الشاطبية كلمة سبهللا، لم أسمع بها إلا في الحجاز
في قوله:
فيا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا
وأوردها أصحاب اللغة معزوة لسيدنا عمر بن الخطاب.
جاء سَبَهْلَلاً أَي بلا شيء , وقيل بلا سلاح ولا عصا. أَبو الهيثم: يقال للفارغ النَّشيط الفَرِح سَبَهْلَلٌ ابن سيده: وكلُّ فارغٍ سَبَهْلَلٌ ; عن السيرافي ; وأَنشد الكسائي: إِذا الجار لم يَعْلَمْ مُجِيراً يُجِيرُه ,
فصار حَرِيباً في الديار سَبَهْلَلا
قَطَعْنا له من عَفْوَة المالِ عِيشةً ,
فأَثْرَى , فلا يَبْغي سِوانا مُحَوَّلا
وقال ابن الأَعرابي: جاء سَبَهْلَلاً أَي غير محمود المجيء. وأَنت في الضَّلال بنِ الأَلال بن السَّبَهْلَل يعني الباطل ; ويقال: هو الضَّلال بنُ السَّبَهْلَل أَي الباطل. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً لا شيء معه. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً يعني الباطل. ويقال: جاء فلان سَبَهْلَلاً أَي ضالاًّ لا يدري أَيْن يَتَوَجَّه. ويقال: جاء سَبَهْلَلاً وسَبَغْلَلاً أَي فارغاً , يقال للفارغ النَّشِيط الفَرِح. وفي الحديث: لا يَجِيئَنَّ أَحدكم يوم القيامة سَبَهْلَلاً وفُسِّر فارغاً ليس معه من عمل الآخرة شيء. ورويى عن عمر أَنه قال: إِني لأَكره أَن أَرى أَحَدَكم سَبَهْلَلاً لا في عَمَل دُنْيا ولا في عَمَل آخرة ; قال ابن الأَثير: التنكير في دنيا وآخرة يَرْجِع إِلى المضاف إِليهما , وهو العَمَل كأَنه قال لا في عمل من أَعمال الدنيا ولا في عمل من أعمال الآخرة. قال الأَصمعي وأَبو عمرو: جاء الرجلُ يمشي سَبَهْلَلاً إِذا جاء وذهب في غير شيء. الأَزهري عن أَبي زيد: رأَيت فلاناً يمشي سَبَهْلَلاً وهو المُخْتال في مِشْيته. يقال: مَشَى فلان السِّبَهْلى كما تقول السَّبَطْرَى , والسِّبَطْرى: الانبساط في المشي , والسِّبَهْلى: التبختُر.
سبهلل - جاءَ الرجل سَبَهْلَلاً أي سبغللاً أو مختالاً غير مكترثٍ أو لا في عمل دنيا ولا آخرة. وأنشد الكسائيُّ
إذا الجار لم يعلم مجيرًا يجيرهُ
فصار حريبًا في الديار سَبَهْلَلا
قطعنا لهُ من عفوة المال عيشةً
فأَثرَى فلا يبغي سوانا محُوَّلا
ويقال هو يمشي سَبَهْلَلاً إذا جاءَ وذهب في غير شيء.
والضلال بن السَّبَهْلَل عَلَمٌ للباطل
اهـ من اللسان والمحيط
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2007, 02:07 ص]ـ
وتذكرت موقعا فيه المعاجم مجموعة فهاكم ما يسهل عليكم المهمة ويختصر عليكم الوقت
http://lexicons.sakhr.com/
ضع كلمة البحث في أعلى الصفحة على اليسار مثلا البقدونس
فتجد في لسان العرب:
البَقْدُوْنِسُ والبَقْدَنُوسُ بقلٌ حارٌ يُؤكَل بالخلّ والملح مع غيرها وأصله دواءٌ محلّلِ للرياح الواحدة بقدونسةٌ أو بقدونوسةٌ.
وفي المحيط:
البَقْدُونَسُ: نبات عشبيّ زراعي من فصيلة الخيميات يزرع لفائدته في الطعام (معـ).
بارك الله فيك د. أنمار ...
كنتُ أعتمدُ على هذا الموقع في القديم، لكنّ ثقتي فيه تزعزعت حين بحثتُ في مُحَرِّكِ البحث عن كلمه " هلك "، ووجدتُ في " لسان العرب ":
"يهلَك (من باب علِم) هَلاكًا وهُلْكًا وتُهْلُوكًا وهُلُوكًا ومَهْلِكًا ومَهْلِكَةً وتَهْلِكَةً مثلثات اللام مات. ولا يكون إلا في ميتة سوءٍ. ولهذا لا يُستعمَل للأنبياءِ العظام " اهـ
رجعتُ إلى نسختي (طبعة دار المعارف) ... فلم أجد أثرا لـ: " ولا يكون إلا في ميتة سوءٍ. ولهذا لا يُستعمَل للأنبياءِ العظام "!
وقد رجعتُ إلى " لسان العرب" و " تاج العروس " لأبحث عن " البقدونس " ... فلم أجد شيئا!
وكنتُ قد أرسلتُ بريدا لإدارة الموقع للاستفسار عن طبعة " لسان العرب" ... لكن لا حياة لمن تنادي!
ولذا أرجو من الإخوة أن يعتمدوا على " المطبوع " بارك الله في الجميع.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2007, 02:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
والشكر للأساتذة الأفاضل على عنايتهم باللغة العربية وتسهيلها على العامة ..
ولما رأيت أن الموضوع لا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالملتقى فإني أقترح أن يكون الموضوع عن استعمال العوام لألفاظ القرآن وتعبيراته، مما يدل على أثر القرآن في تعلم اللغة واكتساب ثروة لغوية.
ومن ذلك مثلاً قولهم: صم بكم ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...
حياك الله أستاذنا الكريم، وجزاك الله خيرا على اقتراحكم الجميل ...
كان في نيتي طلب نقل الموضوع إلى " الملتقى المفتوح "؛ لأنّ مكانه المناسب هناك كما أشرتم بارك الله فيكم.
ولعلكم -أستاذنا الكريم - تتكرّمون علينا بتنفيذ ما اقترحتم في هذه الصفحة أو في موضوع جديد.
ونحن لكم من الشاكرين.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2007, 06:02 ص]ـ
لكن عندنا الخربز ليس هو البطيخ وهو مانسميه " حبحب " وقد يكونا من فصيلة واحدة؛ لا أدري.
جاء في " تاج العروس " – مادة (فقس):
"والفَقُّوسُ، كَتَنُّور: البِطِّيخُ الشّامي، أي الذي يُقال له: البطيخ الهندي، لغةٌ مصرية، وأهل اليمن يُسَمُّونه (الحَبْحَب)، هكذا نقله الصّاغاني. " اهـ
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Aug 2007, 06:11 ص]ـ
[ AREA] فإني أقترح أن يكون الموضوع عن استعمال العوام لألفاظ القرآن وتعبيراته، مما يدل على أثر القرآن في تعلم اللغة واكتساب ثروة لغوية. [/ AREA
مع احترامي وتقديري لأخي يوسف ووجاهة ما تفضل به، أرى أن بقاء الصفحة كما هي عليه في موضوعها أفضل، وذلك لسببين:
1 - أنها قريبة من " الاستراحة " وهي مثل ما نجده في كتب التفسير من إدخال بعض المعلومات لتنشيط القارئء وصرف الملل عنه من جراء المسائل الجدية وهي مايسميه بعضهم: الطرائف" أو " النكت العلمية وعليه فلنعتبرأن هذه الصفحة هي من قبيل ذاك.
2 - الخروج من خلاف العلماء في مسألة استخدام بعض المفردات القرآنية، وهذا بحث طويل معروف، فأرى أنه من باب " تنزيه كلام الله تعالى " عدم الخوض فيه بالصورة التي ذكرتموها.
والله من وراء القصد.
ـ[الجكني]ــــــــ[20 Aug 2007, 06:12 ص]ـ
[] [ quote] فإني أقترح أن يكون الموضوع عن استعمال العوام لألفاظ القرآن وتعبيراته، مما يدل على أثر القرآن في تعلم اللغة واكتساب ثروة لغوية. [/ quote
مع احترامي وتقديري لأخي يوسف ووجاهة ما تفضل به، أرى أن بقاء الصفحة كما هي عليه في موضوعها أفضل، وذلك لسببين:
1 - أنها قريبة من " الاستراحة " وهي مثل ما نجده في كتب التفسير من إدخال بعض المعلومات لتنشيط القارئء وصرف الملل عنه من جراء المسائل الجدية وهي مايسميه بعضهم: الطرائف" أو " النكت العلمية وعليه فلنعتبرأن هذه الصفحة هي من قبيل ذاك.
2 - الخروج من خلاف العلماء في مسألة استخدام بعض المفردات القرآنية، وهذا بحث طويل معروف، فأرى أنه من باب " تنزيه كلام الله تعالى " عدم الخوض فيه بالصورة التي ذكرتموها.
والله من وراء القصد.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2007, 06:37 ص]ـ
جاء في " معجم الأخطاء الشائعة " للعدناني، ص40:
" ويُطْلِقون على النبات المعروف اسم بقدونس، بينما تُجْمِعُ المعاجم على أنّ الصواب
هو: مَقْدونس ... " اهـ
وذكرها أصحاب " المعجم الوسيط ":
" (المقدونس): بقلة من الفصيلة الخيمية، تزرع لرائحة ورقها، وهي من الخُضَر المشهورة." اهـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 Aug 2007, 12:38 م]ـ
جزى الله الشيخ عمارا خيرا على هذا الموضوع الماتع، وسائر الإخوة على مشاركتهم خيرا.
واسمحوا لي بالمشاركة:
في مصر يقولون: فلان مبسوط، ويبسطه ... أي يسره، ولها أصل في لغة العرب، قال في اللسان:
[وإِنه ليَبْسُطُني ما بسَطَك ويَقْبِضُني ما قبَضَك أَي يَسُرُّني ما سَرَّك ويسُوءُني ما ساءك وفي حديث فاطمة رِضْوانُ اللّه عليها يبسُطُني ما يبسُطُها أَي يسُرُّني ما يسُرُّها لأَن الإِنسان إِذا سُرَّ انبسط وجهُه واستَبْشر]. انتهى المقصود.
وفي العراق يقولون: تدّهدَه أي تدحرج، ولها أصل، قال في " اللسان ":
[دَهْدَهْتُ الحجارة ودَهْدَيْتُها إذا دَحْرَجْتَها فتَدَهْدَه الحجر وتَدَهْدَى قال رؤبة:
دَهْدَهْنَ جَوْلانَ الحَصَى المُدَهْدَهِ.
وفي حديث الرؤيا فيَتَدَهْدَى الحجرُ فيَتْبَعُه فيأْخُذُه أَي يَتَدَحْرَجُ والدَّهْدَهَةُ قَذْفُك الحجارةَ من أَعلى إلى أَسفل دَحْرجةً وأَنشد:
يُدَهْدِهْنَ الرُّؤوسَ كما تُدَهْدِي حَزاوِرَةٌ بأَبْطَحِها].انتهى.
قلت وحديث الرؤيا: هو حديث سمرة بن جندب المتفق على صحته: [رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني إلى الأرض المقدسة فإذا رجل جالس و رجل قائم على رأسه بيده كلوب من حديد فيدخله في شدقه فيشقه حتى يخرجه من قفاه ثم يخرجه فيدخله في شدقه الآخر و يلتئم هذا الشدق فهو يفعل ذلك به فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق ; فانطلقت معهما فإذا رجل مستلق على قفاه و رجل قائم بيده فهر أو صخرة فيشدخ بها رأسه فيتدهده الحجر فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان فيصنع مثل ذلك ........ ] إلى آخره.
وعند النسائي وابن ماجة - وصححه الألباني - عن أبي هريرة قال: جاء رجل فقال إني رأيت رأسي ضرب فرأيته يتدهده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: [يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهول له ثم يغدو يخبر الناس].
ـ[تاج الروح]ــــــــ[20 Aug 2007, 03:42 م]ـ
البسط في اللهجة العراقية تعني الضرب
فيقال: بسطه أي ضربه، والمبسوط هو: الشخص المضروب!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 Aug 2007, 05:06 م]ـ
البسط في اللهجة العراقية تعني الضرب
فيقال: بسطه أي ضربه، والمبسوط هو: الشخص المضروب!!
لكن أخي: هل لها معنى مطابق في اللغة العربية؟، وحد علمي قد يكون لها معنى بالاستلزام، فإن من معنى البسط المد قال في " اللسان ": [وبسط فلان يده بما يحب ويكره وبسَط إِليَّ يده بما أُحِبّ وأَكره وبسطُها مَدُّها وفي التنزيل العزيز: {لئن بسطْتَ إِليَّ يدك لتقتلني}.] انتهى المقصود،فيكون المراد مد اليدين، فيكون المراد بالبسط في اللهجة العراقية الذي يوافق لغة العرب هو لازمه، فمن لازم بسط اليدين الضرب:).
والله أعلم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[20 Aug 2007, 05:57 م]ـ
البسط في اللهجة العراقية تعني الضرب
فيقال: بسطه أي ضربه، والمبسوط هو: الشخص المضروب!!
لعل أصلها ما جاء في " تاج العروس " – مادة (سبط):
"ويُقال: ضَرَبْتُه حتّى أَسْبَطَ، أي (انْبَسَطَ) وامْتَدَّ على وجه الأرض ووقع عليها فلم يقدر أن يَتَحَرَّكَ من الضَّعْف. " اهـ
.................................................. .......
الأخ الكريم " علي الفضلي" مرحبا بك بين إخوانك، وجُزيتَ خيرا على المشاركة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ويقول العراقيون: أنطى، وينطي، وأنطوا، بمعنى أعطى، ويعطي، وأعطوا، وهي لغة صحيحة في أعطى؛
قال في " تاج العروس ":
[(وأنطى) لغة في (أعطى)، قال الجوهري: هي لغة اليمن؛ وقال غيره هي لغة سعد بن بكر؛ والجمع بينهما انه يجوز كونها لهما نقله شيخنا عن شرح الشفاء * قلت: هي لغة سعد بن بكر، وهذيل، والأزد، وقيس.
والأنصار يجعلون العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء، وقد مر ذكر ذلك في المقصد الخامس من خطبة هذا الكتاب، وهؤلاء من قبائل اليمن ما عدا هذيل، وقد شرفها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روى الشعبي أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال لرجل: " أنطه كذا وكذا " أي: أعطه.
وفى الحديث آخر: " وأن مال الله مسؤول ومنطىً " أي: معطىً.
وفى حديث الدعاء: " لا مانع لما أنطيت ".
وفى حديث آخر: " اليد المنطية خير من اليد السفلى ".
وفى كتابه لوائل: " وأنطوا الثبجة ".
وفى كتابه لتميم الداري: " هذا ما أنطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..... إلى آخره "، ويسمون هذا: الإنطاء الشريف، وهو محفوظ عند أولاده.
قال شيخنا: وقرئ بها شاذا: {إنا أنطيناك الكوثر}].
انتهى من " تاج العروس ".
قلت: ولا يوجد - فيما أعلم - بلد الآن غير العراق، يتكلم بهذه اللغة.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[21 Aug 2007, 04:51 م]ـ
في الحجاز نستعمل كلمة يدس الشي ودس أغراضه أي أخفاءها ودسها (بضم أوله للأمر) أي خبئها
وذكر قريبا من هذا المعنى جماعة من المفسرين عند قوله تعالى وقد خاب من دساها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Aug 2007, 09:09 م]ـ
وفي الحجاز كذلك وفي غيره يقال (حشَكْتُك وحشَكْناهُ حشكةً) بمعنى القبض على المرء والإمساك به وعدم إمكانه الفرار من (حاشكِه أو حاشكيه) .. !!
وفي اللسان:
(الحشَك شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع وقيل سرعة تجمُّع اللبن فيه وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً وهي حَشُوك جمعته)
وفيه أيضاً (قال الفراء حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً بفتح الشين اجتمعوا)
وفيه أيضاً (قال الجوهري الحِشَاك الشِّبَامُ عن ابن دريد وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في قفاه يمنعه من الرضاع)
وفي تاج العروس (وتَقُولُ العَرَبُ: اللَّهُمّ اغْفِر لِي قَبلَ حَشْكِ النَّفَسِ وأَزِّ العُروقِ أي: قَبل اجْتِهادِها في النَّزْعِ الشَّدِيدِ)
وفي كتاب العين قال الفراهيدي الحَشَكُ: تَرْكُكَ النّاقَةَ لا تَحلُبُها حتّى يجتَمعَ لَبَنُها وهي مَحْشُوكةٌ. والحَشَك: اسم للدِرّةِ المُجتَمعة)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[22 Aug 2007, 02:42 ص]ـ
وفي الحجاز كذلك وفي غيره يقال (حشَكْتُك وحشَكْناهُ حشكةً) بمعنى القبض على المرء والإمساك به وعدم إمكانه الفرار من (حاشكِه أو حاشكيه) .. !!
وفي اللسان:
(الحشَك شدة الدِّرَّةِ في الضَّرْع وقيل سرعة تجمُّع اللبن فيه وحَشَكَت الناقةُ في ضرعها لبناً تَحْشكه حَشْكاً وحُشُوكاً وهي حَشُوك جمعته)
وفيه أيضاً (قال الفراء حَشَك القومُ وحَشَدوا بمعنى واحد وحَشَكَ القوم على مياههم حَشَكاً بفتح الشين اجتمعوا)
وفيه أيضاً (قال الجوهري الحِشَاك الشِّبَامُ عن ابن دريد وهو عود يُعَرَّض في فم الجدي ويشد في قفاه يمنعه من الرضاع)
وفي تاج العروس (وتَقُولُ العَرَبُ: اللَّهُمّ اغْفِر لِي قَبلَ حَشْكِ النَّفَسِ وأَزِّ العُروقِ أي: قَبل اجْتِهادِها في النَّزْعِ الشَّدِيدِ)
وفي كتاب العين قال الفراهيدي الحَشَكُ: تَرْكُكَ النّاقَةَ لا تَحلُبُها حتّى يجتَمعَ لَبَنُها وهي مَحْشُوكةٌ. والحَشَك: اسم للدِرّةِ المُجتَمعة)
أرى أنَّ " العاميّة الحجازية " لم تحافظ على المعنى الأصلي لهذه الكلمة!
وهي تُسْتَعْمَلُ في " العاميّة السوريّة " بمعناها الفصيح.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 Aug 2007, 07:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وفي طائفة من دول الخليج، يسمون المسجد: مسيد، فيقلبون الجيم ياء، وهي لغة فصيحة للمسجد:
قال في "تاج العروس" ج 1 ص 2273:
[والمَسِيد كأَمِيرٍ لغةٌ في المَسْجِد في لُغَة مِصْر، وفي لغة الغَرْبِ هو الكِتَاب أَشار له شيخنا في س ج د].
وقال النووي في " تحرير ألفاظ التنبيه":
[المسجد بكسر الجيم وفتحها، وقيل بالفتح اسم لمكان السجود، وبالكسر اسم الموضع المتخذ مسجدا، قال الإمام أبو حفص عمر بن خلف بن مكي الصقلي في كتابه " تثقيف اللسان ": ويقال للمسجد مسيد بفتح الميم وحكاه غير واحد من أهل اللغة].
وقال الإمام عبدالله شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي في " المطلع على أبواب المقنع":
[المسجد بكسر الجيم وفتحها المكان المتخذ للصلاة حكاهما الجوهري وغيره، وقال أبو حفص الصقلي: ويقال مسيد بفتح الميم حكاه غير واحد].
والله الموفق.
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:19 م]ـ
سبحان الله ك
حتى في لهجة "الشناقطة " يقولون للمسجد: امسيد.
ـ[الجكني]ــــــــ[25 Aug 2007, 08:26 م]ـ
عندنا في المدينة المنورة وفي ينبع وجدة طعام يسمىّ:
الصيادية
وهو رزّ مطبوخ بالسمك لونه بني غامق؛ ما ألذه وأطيبه مع البصل والليمون خاصة بعد صلاة الجمعة.إذ بالملاحظة والمشاهدة لا نكهة له في غير هذا الوقت.
قال في تاج العروس:
الصيد: السمك يمانية سمعته ممن أثق به من عرب اليمن و (الصيادية): أرز يطبخ بالسمك:عامية.اهـ
قلت: وسبب ذكري لها وهي عامية الإشارة إلى أنها:أكلة قديمة معروفة منذ زمن.
وأعتذر لأخي عمار.خاصة وأن رمضان على الأبواب بلغنا الله جميعاً صومه ورضاه.
ـ[غانم قدوري الحمد]ــــــــ[28 Aug 2007, 10:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم، وبعد فقد ذكرني الموضوع الذي عرضه الأستاذ عمار الخطيب ببحث قديم للدكتور إبراهيم السامرائي - رحمه الله - عنوانه:"ما حفظته العامية من الفصيح المنسي "، وهو منشور في كتابه: (مباحث لغوية - طبع النجف 1391هـ = 1971م ص99 - 121) تناول فيه مئة وثمانية ألفاظ من العامية العراقية، مرتبة على حروف المعجم. يذكر اللفظ في العربية الفصحى، ثم يذكر استعماله في العامية. وشرطه في ذكر هذه الألفاظ أن تكون مما لا يستعمل في العربية الفصحى المتداولة في زماننا.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Aug 2007, 03:36 م]ـ
هذا الموضوع غاية في الطرافة، وهو كما قال أخي الفاضل الدكتور السالم الجكني: (استراحة)، وهو يدخل في الإحماض الذي قيل إن ابن عباس إذا أكثروا عليه في العلم قال: (أحمضوا يا أهل القرآن)، فيذهبون إلى إنشاد الشعر وأخبار العرب، وهذا المنسوب إليه لم أجده مع حرصي على الوقوف عليه، ولعل بعض أعضاء الملتقى يكون له من هذا الخبر خبراً.
وياحبذا إذا ذكر أحدهم لهجة أن يحدد منطقته، ففي بعض المشاركات لا يظهر منها المنطقة التي ينسب إليها الكلام.
وكذلك يحسن عدم النفي المطلق، بل الصواب إثبات المعلوم دون غيره، فكثير من العاميات لا تنفرد بها مجموعة دون أخرى، وإن تباعدت الديار.
وموضوع هذه المشاركة مرتبط بموضوع آخر، وهو (الصوتيات) فكثيرٌ من الصوتيات التي نسمعها في القراءات العشر منثورة في أرجاء هذا الوطن العربي الكبير، فلو كان لمن له عناية بالقرءات ــ مثل: الدكتور الجكني والدكتور انمار، وغيرهم ـ بيان عن اتصال هذه الصوتيات؛ كالإمالة وغيرها إلى وقتنا هذا، فهذا حسن أيضًا.
وأسأل الله التوفيق للجميع.
ظهر الأربعاء 16: 8: 1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:36 م]ـ
عندنا في المدينة المنورة وفي ينبع وجدة طعام يسمىّ:
الصيادية
وهو رزّ مطبوخ بالسمك لونه بني غامق؛ ما ألذه وأطيبه مع البصل والليمون خاصة بعد صلاة الجمعة.إذ بالملاحظة والمشاهدة لا نكهة له في غير هذا الوقت.
قال في تاج العروس:
الصيد: السمك يمانية سمعته ممن أثق به من عرب اليمن و (الصيادية): أرز يطبخ بالسمك:عامية.اهـ
قلت: وسبب ذكري لها وهي عامية الإشارة إلى أنها:أكلة قديمة معروفة منذ زمن.
وأعتذر لأخي عمار.خاصة وأن رمضان على الأبواب بلغنا الله جميعاً صومه ورضاه.
خالفت الشروط يا شيخنا الكريم! وأجعتنا بـ: "صياديتكم"!
غفر الله لك.
لعلك تقريني يا شيخ إن زرتكم في المدينة إن شاء الله.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم، وبعد فقد ذكرني الموضوع الذي عرضه الأستاذ عمار الخطيب ببحث قديم للدكتور إبراهيم السامرائي - رحمه الله - عنوانه:"ما حفظته العامية من الفصيح المنسي "، وهو منشور في كتابه: (مباحث لغوية - طبع النجف 1391هـ = 1971م ص99 - 121) تناول فيه مئة وثمانية ألفاظ من العامية العراقية، مرتبة على حروف المعجم. يذكر اللفظ في العربية الفصحى، ثم يذكر استعماله في العامية. وشرطه في ذكر هذه الألفاظ أن تكون مما لا يستعمل في العربية الفصحى المتداولة في زماننا.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد
فبارك الله فيكم يا شيخنا الحبيب، وجزاكم خيرا على إفادتكم.
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:45 م]ـ
الآن قرأت مداخلة أخي الكريم د/مساعد الطيار حفظه الله وأعجبني قوله:
فلو كان لمن له عناية بالقرءات ــ مثل: الدكتور الجكني والدكتور انمار، وغيرهم ـ بيان عن اتصال هذه الصوتيات؛ كالإمالة وغيرها إلى وقتنا هذا، فهذا حسن أيضًا.
فاستحضرت للتو هذه المعلومة:
قرأ حمزة رحمه الله كلمة " بمصرخيّ " في سورة إبراهيم، بكسر الياء، وهي لغة استشهدوا لها بقول الشاعر:
قال لها هل لك يا تا (فيِّ) ... قالت له ما أنت بالمرضيِّ
والشاهد: كسر الياء من " فيِّ"
وهذه اللغة لازلنا نسمعها عند إخواننا الشاميين وخاصة اللبنانيين؛ فيقولون: شو بدك " بيِّ" فيكسرون الياء من " بيّ" بمعنى: بي
ويقولون: ما (فيِّ) أعمل هيك، فيكسرون الياء من (فيٍّ.)
أما (إمالة) مثل: (عماد) فأيضاً لازالت عند الشاميين، وهي لغة حكاها سيبويه رحمه الله.
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:49 م]ـ
لعلك تقريني يا شيخ إن زرتكم في المدينة إن شاء الله
والله العظيم، وبكل سرور فالقلب والباب مفتوح لكم ولكل من يأتي المدينة،فالشرف لي.
وهذه دعوة عامة للجميع.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:05 م]ـ
هذا الموضوع غاية في الطرافة، وهو كما قال أخي الفاضل الدكتور السالم الجكني: (استراحة)، وهو يدخل في الإحماض الذي قيل إن ابن عباس إذا أكثروا عليه في العلم قال: (أحمضوا يا أهل القرآن)، فيذهبون إلى إنشاد الشعر وأخبار العرب، وهذا المنسوب إليه لم أجده مع حرصي على الوقوف عليه، ولعل بعض أعضاء الملتقى يكون له من هذا الخبر خبراً.
1 - قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين" (لقمان: 6)
لما بين أن القرآن كتاب حكيم يشتمل على آيات حكمية بين من حال الكفار أنهم يتركون ذلك ويشتغلون بغيره، ثم إن فيه ما يبين سوء صنيعهم من وجوه (الأول): أن ترك الحكمة والاشتغال بحديث آخر قبيح (الثاني): هو أن الحديث إذا كان لهوا لا فائدة فيه كان أقبح (الثالث): هو أن اللهو قد يقصد به الإحماض كما ينقل عن ابن عباس أنه قال أحمضوا ونقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " روحوا القلوب ساعة فساعة" ... " اهـ
المصدر: " مفاتيح الغيب " للرازي، (25/ 141 - 142)
2 - " كان يقول: إذا أفاض مَنْ عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أحمضوا. " اهـ
المصدر: " الفائق في غريب الحديث " للزمخشري، (1/ 320)
3 - " حمض: حَمُضَ الشيء وحَمَضَ. وحَمَضتِ الإبل وأحْمَضَتْ: رعت الحمض، وهم نبت فيه ملوحة تتفكه به وتشرب عليه ...
ومن المجاز: أحمض القوم: أفاضوا فيما يؤنسهم من الحديث. وكان ابن عباس رضي الله تعالى عنهما يقول لأصحابه: أحْمِضوا، فيأخذون في الأشعار وأيام العرب." اهـ
المصدر: " أساس البلاغة " للزمخشري، (1/ 213)
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:28 م]ـ
4 - " حمض: في حديث ابن عباس: " كان يقول إذا أفاض مَنْ عنده في الحديث بعد القرآن والتفسير: أحمضوا" يقال: أحمض القوم إحماضا إذا أفاضوا فيما يؤنسهم من الكلام والأخبار ... " اهـ
المصدر: " النهاية في غريب الحديث والأثر " لابن الأثير، ص441
ولم أقف على قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في كتب الحديث المسندة.
ولعل غيري يأتيك به!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تاج الروح]ــــــــ[30 Aug 2007, 05:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
قلت: ولا يوجد - فيما أعلم - بلد الآن غير العراق، يتكلم بهذه اللغة.
جزاك الله الجنة
بلى يوجد .. بدو الشام يتكلمون هكذا
ـ[تاج الروح]ــــــــ[30 Aug 2007, 05:32 م]ـ
عندنا في المدينة المنورة وفي ينبع وجدة طعام يسمىّ:
الصيادية
وهو رزّ مطبوخ بالسمك لونه بني غامق؛ ما ألذه وأطيبه مع البصل والليمون خاصة بعد صلاة الجمعة.إذ بالملاحظة والمشاهدة لا نكهة له في غير هذا الوقت.
قال في تاج العروس:
الصيد: السمك يمانية سمعته ممن أثق به من عرب اليمن و (الصيادية): أرز يطبخ بالسمك:عامية.اهـ
قلت: وسبب ذكري لها وهي عامية الإشارة إلى أنها:أكلة قديمة معروفة منذ زمن.
وأعتذر لأخي عمار.خاصة وأن رمضان على الأبواب بلغنا الله جميعاً صومه ورضاه.
أضيف بعد إذنك أستاذنا الفاضل ..
أن سمك الصيادية بدون شوك، وأن البصل والسمك من يعطي الرز لونه البني وطعمه اللذيذ ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2007, 02:39 م]ـ
في الحجاز يقالُ: (فقشتُ الرجلَ فقشةً) إذا أدميتُ رأسه بضربة ودمغتُه, والفقشُ لفظ فصيح له نفس المدلول الشائع هذا.
قال في تاج العروس:
(فَقَشَ البَيْضَةَ يَفْقِشُهَا فَقْشاً أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَاِنّي عن ابن دُرَيْدٍ: أَيْ فَضَخَها وكَسَرَها بيَدِهِ لُغَةٌ في فَقَسَهَا بالسِّين).
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Aug 2007, 02:40 م]ـ
في العامية يقالُ: (فقشتُ الرجلَ فقشةً) إذا أدميتُ رأسه بضربة ودمغتُه, والفقشُ لفظٌ فصيح له نفس المدلول الشائع هذا.
قال في تاج العروس:
(فَقَشَ البَيْضَةَ يَفْقِشُهَا فَقْشاً أَهمله الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَاِنّي عن ابن دُرَيْدٍ: أَيْ فَضَخَها وكَسَرَها بيَدِهِ لُغَةٌ في فَقَسَهَا بالسِّين).
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:54 م]ـ
استراحة:
فائدة لطيفة يجود بها علينا أبو السعادات هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة العلوي الحسني المعروف "بابن الشجري":
يقول: " فأما ما في الجسد منه اثنان، فتثنيته إذا ثنَّيتَ المضاف إليه واجبة، تقول: فقأتُ عينيهما، وقطعت أذنيهما، لأنك لو قلت: أعينهما وآذانهما، لالتبس بأنك أوقعتَ الفعل بالأربع.
فإن قيل: فقد جاء في القرآن: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما) فجمع اليد، وفي الجسد يدان، فهذا يُوجب بظاهر اللفظ إيقاع القطع بالأربع.
الجواب: أن المراد: فاقطعوا أيمانهما، وكذلك هي في مصحف عبد الله (1)، فلما عُلِمَ بالدَّليل الشرعي أن القطع محله اليمين، وليس في الجسد إلا يمين واحدة، جرت مجرى آحاد الجسد فجُمِعَتْ كما جُمِعَ الوجه والظهر والقلب." اهـ
" الأمالي" 1/ 18
__________________________
(1) يعني: عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -، ينظر: " تفسير الطبري " 8/ 407
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[05 Jun 2008, 08:20 م]ـ
فقه الفراء!
قال الأنباري في " نزهة الألباء " ص93:
" ويروى عن بشر المريسيّ أنه قال للفراء: يا أبا زكريا، أريد أن أسألك مسألة في الفقه، فقال: سَلْ، فقال: ما تقول في رجل سها في سجدتي السهو؟ قال: لا شيء عليه، قال: مِنْ أين قلتَ ذلك؟ قال: قستُه على مذاهبنا في العربية، وذلك أنّ المصغر لا يصغر، وكذلك لا يلتفت إلى السهو في السهو، فسكت. " اهـ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Oct 2008, 09:50 م]ـ
نقول في العامية السورية " فَرَزَ "، بمعنى: عَزَلَ الشَّيءَ عن غيره.
قال ابن فارس (مقاييس اللغة 4/ 485):
" الفاء والراء والزاء أصيلٌ يدل على عَزْل الشيء عن غيره.
يُقال: فَرَزْت الشيء فرزا، وهو مفروز ... "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Nov 2009, 09:42 ص]ـ
مِنْ شعر الإخوانيات (إميل ناصف: أروع ما قيل في الإخوانيات ص76):
" بعث أحمد شوقي، وهو في منفاه في إسبانيا، إلى صديقه الشاعر حافظ إبراهيم الأبيات الثلاثة التالية:
يا ساكني مِصْرَ إنَّا لا نزالُ على ** عَهْدِ الوفاء، وإنْ غِبْنَا، مُقيمينا
هَلاَّ بَعَثْتُمْ لنا مِِنْ ماء نَهْرِكُمُ ** شيئا نَبُلُّ بِهِ أحشاء صادينا
كُلُّ المناهل بعد النِّيل آسنةٌ ** ما أبعدَ النِّيل إلا عنْ أمانينا
فأجابه حافظ إبراهيم على الوزن نفسه، والقافية نفسها:
عَجبْتُ للنِّيل يدري أنَّ بُلْبُلَهُ ** صادٍ، ويسقي رُبا مِصْرٍ ويسقينا
والله ما طاب للأصحاب مورِدُهُ ** ولا اترضوا بعدكم مِنْ عيشهم لينا
لم تَنْأَ عنه، وإنْ فارقْتَ شاطِئَهُ ** وقد نَأَيْنَا، وإنْ كُنَّا مُقيمينا "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Nov 2009, 05:59 م]ـ
والله ما طاب للأصحاب مورِدُهُ ** ولا اترضوا بعدكم مِنْ عيشهم لينا
أعتذر عن الخطأ الطباعي في هذا البيت:
ولا اترضوا = ولا ارتضوا
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[19 Nov 2009, 06:43 م]ـ
الآن قرأت مداخلة أخي الكريم د/مساعد الطيار حفظه الله وأعجبني قوله:
فاستحضرت للتو هذه المعلومة:
قرأ حمزة رحمه الله كلمة " بمصرخيّ " في سورة إبراهيم، بكسر الياء، وهي لغة استشهدوا لها بقول الشاعر:
قال لها هل لك يا تا (فيِّ) ... قالت له ما أنت بالمرضيِّ
والشاهد: كسر الياء من " فيِّ"
وهذه اللغة لازلنا نسمعها عند إخواننا الشاميين وخاصة اللبنانيين؛ فيقولون: شو بدك " بيِّ" فيكسرون الياء من " بيّ" بمعنى: بي
ويقولون: ما (فيِّ) أعمل هيك، فيكسرون الياء من (فيٍّ.)
أما (إمالة) مثل: (عماد) فأيضاً لازالت عند الشاميين، وهي لغة حكاها سيبويه رحمه الله.
جزاكم الله خيرا.
شيخنا الجكني، يظهر لي أننا لا نزال في لهجتنا المحلية السورية محافظين على مذهب الكسائي في إمالة ما يقع قبل هاء التأنيث مِنْ حروف (فجثت زينب لذود شمس)، خذ على سبيل المثال قولنا " أكْلِة طَيْبِة " بإمالة اللام في (أكلة)، والباء في (طيبة)، أو قولنا: " حَرَامِيِّة" بإمالة الياء، ولاحظتُ أيضا أننا نميل كلمة (كبيرة) و (صغيرة) ونحوهما، ولا يخفى أنَّ الكسائي له إمالة حروف (أكهر) بشرط أن يقع قبلها ياء ساكنة أو كسرة متصلة أو منفصلة بساكن.
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[فهد الحمود]ــــــــ[22 Nov 2009, 11:27 ص]ـ
(زَرَطَ) عندنا في نجد:
في القاموس المحيط: (زَرَطَ) اللُّقمَةَ يزْرِطُها ابْتلَعَها.
زرط: زَرَطَ اللُّقْمَةَ يَزْرِطُها زَرْطاً، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ، وقالَ الأّزْهَرِيّ: أَي ابْتَلَعَها،
كسَرَطَها وزَرَدَها،
في لسان العرب: (زرط) التهذيب يقال سَرَطَ اللُّقْمةَ وزَرَطَها وزَرَدَها
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[24 Nov 2009, 06:19 م]ـ
استراحة تاريخية:
هل تعرف البطل الفلبيني لابولابو؟
يقول مؤلفا كتاب " تاريخ الشرق الأقصى الحديث والمعاصر " ص260:
" ابتدأ الاستعمار الإسباني للفلبين في 17 آذار (مارس) 1521 بقيادة القائد الإسباني ماجلان مبعوثا من الملك الإسباني فيليب، وذلك لأهداف اقتصادية وسياسية ودينية. وقد استطاع ماجلان بدهائه وحنكته وقوته العسكرية نشر المسيحية في بعض مناطق الفلبين ... فقد تنصر في 14 نيسان 1521 ما يقارب 500 من أهل المنطقة، ثم تزايد عدد المتنصرين، لذلك حاول ماجلان وبالقوة تنصير القبائل الأخرى بما فيها القبائل الإسلامية ... فأذعن الكثير للأمر، باستثناء الملك لابولابو ملك جزيرة "مكتن" الذي رفض الإذعان لأنه وأتباعه كانوا من المسلمين المؤمنين، فجرد ماجلان حملة عسكرية مؤلفة من عدة سفن حربية لإخضاع الجزيرة الإسلامية وملكها، غير أن المقاومة الإسلامية بقيادة لابولابو أجهضت الحملة العسكرية، واستطاع المسلمون الذود عن مناطقهم وقتل ماجلان في عام 1521." اهـ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[14 Apr 2010, 11:08 م]ـ
استراحة:
قال أبو حيان (البصائر والذخائر: 1/ 119): " قال محمد بن مسعر: كنتُ أنا ويحيى بن أكثم عند سفيان، فبكى سفيان، فقال له يحيى: ما يُبْكيكَ يا أبا محمد؟ فقال له: بعد مجالستي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بُلِيتُ بمجالستكم، فقال له يحيى، وكان حدثا: فمصيبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجالستهم إياك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظمُ من مصيبتك بمجالستنا، فقال سفيان: يا غلام، أظنُّ السلطان سيحتاج إليك. " اهـ
أيها الإخوة، يُرْوى أنَّ أعرابيا قال: حق الجليس إذا دنا أنْ يُرَحَّبَ به، وإذا جلس أنْ يُوَسَّعَ له، وإذا حَدَّثَ أَنْ يُقْبَلَ عليه. فَهَلاَّ أَقْبَلْتُمْ بفوائدكم، أحسنَ الله جزاءكم.
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[13 May 2010, 08:58 ص]ـ
يُقالُ في العامِيَّة السعودية (خَشَّ)، يعني: دَخَلَ.
قال ابن فارس (مقاييس اللغة 2/ 151):
" الْخَاءُ والشِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ الْوُلُوجُ والدُّخُولُ ". اهـ
ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
ورأى العُيونَ وقد وَنَى تقريبها ** ظمأً فَخَشَّ بها خِلالَ الغَرْقَدِ
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[14 Dec 2010, 10:12 م]ـ
حِمَارٌ يُلْقِي قَصِيدَةً! (محمد العيد الخطراوي: قراءة في دفاتر بعض الحمير ص15):
" ... يروى عن الشاعر حافظ إبراهيم، قالوا: كان يلقي إحدى قصائده في إحدى المناسبات، والنوافذ مفتوحة، وكان قريبا من تلك الصالة موقف للحمير، وفي أحد مقاطع القصيدة نهق أحدها بصوتٍ عالٍ غَطَّى على الشاعر، فما كان من حافظ إلا أن توقف عن الإلقاء قائلا: ننظر حتى ينهي أخونا قصيدته. فضحك الناس، ثم والى إلقاءه. " اهـ(/)
الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[05 Aug 2007, 12:17 م]ـ
الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن:
عدد الأعداد الأولية في سلسلة الأعداد 1 – 114:
في مشاركتنا " النظام العددي " قلنا أن العدد 114 (عدد سور القرآن) يتألف من مجموعتين من الأعداد:
الأعداد الزوجية وعددها 57: استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
الأعداد الفردية وعددها 57 عددا استخدم القرآن من بينها 32 عددا وترك 25.
وقلنا أن القرآن استخدم 13 عددا لا غير من خارج السلسلة (كل منها أكبر من العدد 114) وقد نشأ عن ذلك مجموعة من السور هي الأطول في القرآن باعتبار عدد آياتها وقد رتبت في مواقع مخصوصة بحيث جاء مجموع الأرقام الدالة على ترتيبها 169 أي 13 × 13 ...........
وكرر استخدام بعض الأعداد وفق نظام محكم، وقد نشأ عن ذلك اشتراك عدد ما من السور في العدد الواحد من الآيات ..
السؤال الذي نود طرحه الآن:
ما الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن أعدادا للآيات في سوره؟
عدد الأعداد الأولية في السلسلة 1 - 114 ثلاثون عددا هي:
2/ 3/5/ 7/11/ 13/17/ 19/23/ 29/31/ 37/41/ 43/47/ 53/59/ 61/67/ 71/73/ 79/83/ 89/97/ 101/103/ 107/109/ 113.
الأعداد الأولية من خارج السلسلة 1 – 114:
قلنا إن عدد الأعداد المستخدمة في القرآن كل منها أكبر من العدد 114 - كما مر - هو: 13 عددا. من بينها عدد واحد أولى هو العدد 227.
(فإذا أضفنا العدد الأولي227 وهو الوحيد من خارج السلسلة إلى عدد الأعداد الأولية في السلسلة 1 - 114،يصبح عدد الأعداد الأولية 31 عددا، استخدم القرآن منها 18 وترك 13. (17 عددا من داخل السلسلة + عدد واحد من خارج السلسلة]
لاحظوا جيدا:
- عدد الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة: 13 ..
- مجموع مواقع ترتيب السور الـ 13 هو: 169 أي 13 في 13.
- استخدم القرآن من بين الأعداد الأولية الـ 31، استخدم 18 وترك 13 ..
- عدد السور التي استخدمت فيها الأعداد الأولية الـ 17هو: 31 سورة. (لاحظوا أن العدد 31 هو عكس العدد 13)
- العدد الأولي الوحيد المستخدم من خارج السلسلة هو العدد 227 وقد ارتبط بسورة الشعراء، السورة التي أخذت موقع الترتيب 26 أي 2 × 13 ..
العدد 227: لماذا هو مميز؟
العدد 227 هو أكبر عدد أولي مستخدم في القرآن عددا لآيات سورة. وهذا كقولنا أن العدد 286 هو أكبر عدد لآيات سورة في القرآن. وفي هذا ما يكفي لأن يكون العدد 227 عددا مميزا. ومن الملاحظات التي أفترض أنها تستدعي التدبر والتوقف عندها أن أعداد الآيات في سور القرآن تتدرج من العدد 3 إلى العدد 227 .. هنا نلاحظ مساحة انقطاع، حيث يتوقف مجيء سور من الأعداد التالية للعدد 227 وحتى نصل إلى العدد 286 عدد آيات سورة البقرة ..
هل هذه الظاهرة صعبة وبعيدة حتى لا يلاحظها الكثيرون؟؟؟
إشارة في العدد 227 إلى عدد سور القرآن:
إذا تأملنا أعداد الآيات في سور القرآن الكريم نلاحظ أن العدد 3 وهو أصغر عدد أولي مستخدم في القرآن هو عدد آيات أقصر سور القرآن (سورة الكوثر) بعد ذلك تتدرج أعداد الآيات في سور القرآن ابتداء من العدد 3 عدد الآيات في أقصر سور القرآن، إلى العدد 227 عدد آيات سورة الشعراء. بعد هذا العدد يتوقف مجيء سور قرآنية مؤلفة من أي واحد من الأعداد التالية له (228، 229، 230، 231، ..... 285) إلى أن نصل إلى العدد 286، حيث عدد آيات أطول سور القرآن سورة البقرة. بعبارة أخرى هناك مساحة انقطاع بين عدد آيات سورة الشعراء وعدد آيات سورة البقرة قدرها 58 عددا (2 × 29) .. لم يستخدم أي منها عددا لآيات سورة في القرآن. .
لماذا حدث الانقطاع عند العدد 227 وليس عند العدد 229 مثلا؟
هل هي المصادفة أم هو التدبير المحكم؟
إذا قمنا بجمع الأرقام المتسلسلة من 1 إلى 227: 1 + 2 + 3 + 4 .. . + 227 فالناتج هو: 25878.
هذا المجموع يساوي: 227 × 114. تأمل هذه الإشارة البديعة: 227 × 114.
227: عدد آيات سورة الشعراء، 114: عدد سور القرآن الكريم.
عند الوصول إلى هذا الموقع المميز بإشارة مركبة إلى عدد آيات سورة الشعراء وإلى عدد سور القرآن، تبدأ مساحة انقطاع طويلة إلى أن نصل إلى العدد 286.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن السهل أن ندرك أن هذه الإشارة البديعة المحكمة تختفي لو افترضنا أن عدد آيات سورة الشعراء 226 آية.
[ملاحظة خاطفة: كلا العددين 227 و 286 يختزن الإشارة إلى العدد 114 عدد سور القرآن، وتربطهما علاقات رياضية بديعة منها: إن العدد الناتج من صفهما هو: 286227. أو. 227286 (العكس) إن كلا العددين يقسم على 9 دون باق].
السؤال هنا:
هل هي مصادفة أن يكون العدد الأولي 227 هو العدد الأكبر المستخدم في القرآن، أم أنه التدبير والترتيب المحكم في القرآن الكريم؟ لماذا لم يكن العدد 229 مثلا؟ فهو عدد أولي وقريب جدا من العدد 227.
مجموع الأعداد الأولية المستخدمة ودلالتها على إعجاز الترتيب القرآني:
بعد أن عرفنا الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات في سور ه، يمكننا أن نتأمل الحقيقة التالية:
أصغر عدد أولي مستخدم عددا لآيات سورة في القرآن هو العدد 3 عدد آيات سورة الكوثر.
أكبر عدد أولي مستخدم هو العدد 227 (عدد آيات سورة الشعراء).
ما السر في ذلك؟:
إن حاصل ضرب العدد الأولي 3 (الأصغر) في العدد الأولي 227 (الأكبر) = 681 .. هذا الناتج هو مجموع الأعداد الأولية كلها المستخدمة في القرآن من بين سلسلة الأعداد 1 – 114.
[بماذا نصف هذه الحقيقة؟ هل نصفها بالتكلف ومما لا فائدة فيه؟ أم أنه الترتيب الإلهي المحكم لكتابه الكريم؟]
أعتقد أننا في رحاب إحدى روائع القرآن في ترتيبه. وما نلمسه هنا هو إحصاء قرآني للأعداد الأولية المستخدمة في القرآن؟.
الأعداد الأولية المستخدمة الـ 17 هي:
3/ 5/7/ 11/13/ 17/19/ 29/31/ 37/43/ 53/59/ 73/83/ 89/109.
مجموع الأعداد الأولية غير المستخدمة:
عرفنا أن عدد الأعداد الأولية -من بين سلسلة الأعداد 1 - 114 - غير المستخدمة في القرآن للدلالة على أعداد الآيات هو: 13 عددا، عدد متوازن تماما مع الأعداد المستخدمة من خارج السلسلة 1 – 114، فهي أيضا 13 عددا، وقد ارتبطت بعدد من سور القرآن هو 13، مجموع الأرقام الدالة على مواقعها في ترتيب المصحف (169) عدد هو: 13 × 13 ........
هل هذا هو وجه الإعجاز الوحيد هنا؟
لا، إن في انتظارنا مفاجأة رائعة، يمكننا اكتشافها إذا جمعنا الأعداد الأولية الثلاثة عشر غير المستخدمة في القرآن. هذه الأعداد هي:
2/ 23/41/ 47/61/ 67/71/ 79/97/ 101/103/ 107/113.
إن مجموعها هو: 912. هذا العدد هو حاصل ضرب 8 في 114.الإشارة إلى عدد سور القرآن واضحة لا تحتاج إلى دليل.
وهنا أيضا يظهر التدبير المحكم فيما استخدمه القرآن من الأعداد الأولية وفيما لم يستخدمه.
والقول هنا: هل أحصى الرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابته رضي الله عنهم الأعداد الأولية في سلسلة الأعداد من 1 - 114 ثم اختاروا منها 17 عددا يساوي مجموعها ثلاثة أضعاف العدد 227 العدد الأولي الوحيد المستخدم في القرآن من خارج السلسلة 1 - 114؟ هل اختاروا العدد 3 عددا لأقصر سور القرآن لأن هذا العدد يعبر عن أول عملية جمع بين أصغر عدد فردي وأصغر عدد زوجي (1 + 2)؟ [والشفع والوتر] أليست الأعداد الأولية من معارف هذا العصر؟ هل جاء مجموع الأعداد الأولية المستخدمة في القرآن عددا من مضاعفات العدد 227 بحساب بشر أم بتدبير رب العالمين؟
والسؤال الأهم: إلى متى هذا التنكر من قبل بعض المسلمين للحقيقة الثابتة الموجودة في المصحف الذي يتلونه ليل نهار؟
أليس في هذه الحقائق فائدة؟ أليس فيها ما يدفع الشبهات التي تثار حول جمع القرآن وترتيبه؟
إن نسبة ترتيب سور القرآن وآياته إلى غير الله سبحانه لا يقبلها العقل السليم ..
ونقول هنا ثانية: إذا كان من المستحيل نسبة هذا الترتيب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى صحابته رضي الله عنهم مجردا من العناية الإلهية الفاعلة، فكيف بما يزعمه المفترون بالتأليف؟ إن أول ما يترتب على نفي نسبة الترتيب سقوط شبهة التأليف التي يتغنى بها خصوم القرآن، وفي هذه الحقائق من الوضوح ما لا يستطيع أحد أن ينكره.
إن لغة الأرقام هنا تتفوق على لغة الحروف. وإذا كان هناك من لم يجد في الحروف ما يرشده إلى ما يبحث عنه، فلعله يجد في لغة الأرقام هنا ما يقدم له العون.
ومما يدفع الشبهة هنا:
الأعداد الأولية في سور الفواتح:
سورة الشعراء هي إحدى سور الفواتح التسع والعشرين , وقد صار من المعلوم لدينا أن العدد 227 عدد آيات سورة الشعراء عدد أولي، سؤالنا هنا:ما السور التي أعداد الآيات فيها أعداد أولية من بين سور الفواتح؟
كشف لنا البحث عن ثماني سور هي التالية:
الجاثية 45/ 37 الرعد 13/ 43 الشورى 42/ 53 الدخان 44/ 59 يس 36/ 83 الزخرف 43/ 89 يونس 10/ 109 الشعراء 26/ 227.
(العدد الأول: رقم ترتيب السورة، العدد الثاني: عدد آيات السورة)
إن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو: 700. (7 × 100).
من السهل أن نستنتج أن عدد سور الفواتح الباقية هو 21 سورة، عدد من مضاعفات الرقم 7 (3 × 7) .. وأن مجموع أعداد الآيات في هذه السور هو: 2043. (2743 – 700).
المفاجأة هنا أن العدد 2043 والذي هو مجموع أعداد الآيات غير الأولية يساوي:
9 × 227.
العدد 227 عدد آيات سورة الشعراء، العدد الأولي الأكبر المستخدم في القرآن من خارج سلسلة الأعداد 1 - 114.
وفي هذه العلاقة ما يدفع الشبهة عن العدد 227 ...
أكتفي بهذا القدر، ومازال في الجعبة الكثير ..
وأخيرا أرجو من الأخوة الأفاضل – الذين يتنكرون لهذا الإعجاز – أن يعودوا إلى الآية 32 في سورة الفرقان وهي قوله تعالى: " وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا " ويبحثوا جيدا عن تفسير قوله تعالى " ورتلناه ترتيلا " ...
والرجاء الآخر: هل يجدون فيما أكتب مخالفة لما هو موجود في المصحف، أو خطا في الحساب؟
ملاحظة: موضوعي القادم - إن شاء الله -: الترتيل يعني الترتيب وليس تجويد التلاوة حصرا ...(/)
كذلك يضرب الحق والباطل
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[05 Aug 2007, 04:59 م]ـ
الثلاثاء:24/ 07/2007
(الشبكة الإسلامية) >> القرآن الكريم >> أمثال قرآنية
كذلك يضرب الحق والباطل
تناولت الأمثال القرآنية كثيرًا من القضايا التي تحيط بالإنسان في هذه الحياة؛ كقضايا الكفر والإيمان، والإيمان والنفاق، والهدى والضلال، والعلم والجهل، والخير والشر، والغنى والفقر، والحياة الدنيا والحياة الآخرة، وغير ذلك من القضايا.
ومن بين تلك القضايا التي تناولتها الأمثلة القرآنية قضية الحق والباطل، قال تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال} (الرعد:14).
هذه الآية الكريمة في جملتها تبين أن الذي يصح ويبقى في هذه الحياة، وينتفع به الناس غاية الانتفاع إنما هو الحق. وبالمقابل فإن كل ما كان خلاف ذلك من أنواع الباطل لا وزن له ولا قيمة ولا اعتبار، وسرعان ما يزول ويضمحل.
فهذه الآية تضمنت مثلين حسيَّين، يراد منهما إيصال فكرة واحدة، مفادها: أن الحق هو المنتصر في النهاية، وهو صاحب الكلمة الفصل في معركة الحياة، وأن الباطل هو الخاسر والمنهزم في المحصلة؛ فالمثل الأول وهو قوله تعالى: {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا} مضروب للماء الذي يُنزله الله من السماء، فيتدفق في الأرض، فيملأ الأودية التي تشكل سيولاً جارفة، تحمل معها كل ما تصادفه في طريقها من القش والورق والفضلات وغير ذلك مما لا قيمة له في الحقيقة. ثم إن هذه السيول الجارفة تشكل على سطحها رغوة بيضاء على شكل فقاعات، سرعان ما يتلاشى شكلها، وينطفئ لونها. ويبقى الماء وحده هو الذي ينتفع به الناس، حيث يرفد الأنهار، ويغذي الينابيع، ويحمل معه الخير، فيحلُّ الخصب بعد الجدب، والنماء بعد القحط، والخير بعد الشح.
والمثل الثاني هو قوله تعالى: {ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله} ضربه سبحانه للنار الحامية التي تعرض عليها المعادن بأنواعها، ومنها الذهب والفضة، بقصد إزالة شوائبها وما خبث فيها، وفي أثناء عرضها على تلك النار تطفو على سطحها طبقة سائلة أشبه بالرغوة البيضاء التي تطفو على سطح الماء، لكنها سرعان ما تتلاشى في الهواء وتضمحل هنا وهناك، ويبقى جوهر المعدن الأصيل الذي ينتفع به الناس، فيصنعون منه أدواتهم، ويستعينون به على قضاء حوائجهم.
كذلك الحق والباطل في هذه الحياة؛ فالباطل قد يظهر، ويعلو، ويبدو أنه صاحب الجولة والكلمة، لكنه أشبه ما يكون بتلك الرغوة البيضاء التي تطفو على سطح ماء السيل، والمعدن المذاب، سرعان ما تذهب وتغيب، من غير أن يلتفت إليها أحد. في حين أن الحق، وإن بدا لبعضهم أنه قد انزوى أو غاب أو ضاع أو مات، لكنه هو الذي يبقى في النهاية، كما يبقى الماء الذي تحيى به الأرض بعد موتها، والمعدن الصافي الذي يستفيد منه الناس في معاشهم حلية أو متاعاً.
على أن في الآية الكريمة - غير ما تقدم - وجهاً آخر من التمثيل، ذكره بعض أهل العلم، وهو أن الماء الذي ضرب الله به المثل في هذه الآية، إنما المراد منه العلم والهدى الذي يبعثه الله على عباده عن طريق أنبيائه ورسله ودعاته، فيأخذ الناس منه حظهم، بقدر ما ييسرهم الله له، ويوفقهم إليه. فتكون عناصر التمثيل في هذه الآية - بحسب هذا الوجه - وفق التالي: الماء مراد به العلم والهدى. والأودية مراد منها القلوب التي تتلقى العلم والهدى. وسيلان الأودية بقدرها مراد منه حظ القلوب في قبول وتلقي ذلك العلم. والزبد الذي يطفو على سطح الماء والمعادن مراد منه الأباطيل والشكوك والشبهات والشهوات التي تنتاب الإنسان. وما يبقى من الماء الصافي بعد مضي السيل، والمعدن النقي بعد عرضه على النار مراد منه الحق الذي يبقى على مر الأيام والسنين؛ لأن من صفاته الثبات ومن خصائصه البقاء.
(يُتْبَعُ)
(/)
ووجه التمثيل - وفق هذا المسلك - أن السيل الجارف والمعدن المذاب كما يذهب زبدهما هنا وهناك، من غير اكتراث ولا اهتمام، فكذلك الأباطيل والشكوك تذهب من قلب المؤمن وتتلاشى ليحل مكانها الإيمان والهدى، الذي ينفع صاحبه، وينتفع به غيره.
وقد روى الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله في هذه الآية: هذا مثل ضربه الله، احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها. فأما الشك فلا ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله، وهو قوله: {فأما الزبد فيذهب جفاء}، وهو الشك، {وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}، وهو اليقين، كما يجعل الحلي في النار، فيؤخذ خالصة، ويترك خبثه في النار. فكذلك يقبل الله اليقين ويترك الشك.
وعلى نحو هذا التمثيل في الآية جاء قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) متفق عليه.
والذي يستفاد من التمثيل الوارد في الآية جملة أمور:
أولها: أن العاقبة للمؤمنين، وأن الحق منتصر لا شك في ذلك، وإن كان الواقع يدل على غير ذلك؛ وأن الباطل لا محالة زائل، وإن كان في يوم من الأيام ممسكاً بالراية ورافعاً لها.
ثانيها: أن العمل الصالح هو الذي يبقى لصاحبه، وهو الذي يرجى منه الخير في الدنيا والآخرة، وأن العمل السيئ يذهب ولا يفيد صاحبه شيئاً.
ثالثها: أن العلم والهدى هو الذي ينفع المؤمن في هذه الحياة، وأن الشك والباطل لا يغنيا ولن يغنيا من الحق شيئاً.
أخيراً، يقول ابن القيم: إن من لم يفقه هذين المثلين ولم يتدبرهما ويعرف ما يراد منهما فليس من أهلهما.
وقد قال بعض السلف: كنت إذا قرأت مثلاً من القرآن فلم أفهمه، بكيت على نفسي؛ لأن الله تعالى يقول: {وما يعقلها إلا العالمون} (العنكبوت:43). منقول(/)
منهج الاستدلال بالإعجاز العلمي على النبوة
ـ[سعود العريفي]ــــــــ[05 Aug 2007, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقصود بالإعجاز العلمي هو الموافقة الحاصلة بين المكتشفات العلمية التي لم تكن معلومة في زمن النبوة ولا قبله وبين القرآن الكريم والسنة النبوية الثابتة، فإن هذه الموافقة شاهدة بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يك ينطق عن الهوى، وأنه مرسل من ربه، وهذه الشهادة تتحقق على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن التطور الهائل الذي جرى في العلوم التجريبية وما تضمنه من اكتشافات علمية عظيمة في مختلف التخصصات لم يتعارض أيٌ من الحقائق التي قررها مع أيٍّ من دلالات النصوص الصريحة في القرآن والسنة، رغم أنهما اشتملا على إشارات كثيرة إلى المخلوقات بأنواعها، ورغم أن المرحلة الزمنية التي ظهرت فيها النبوة كانت مليئة بالتصورات الخرافية للكون والحياة التي أبطلها العلم الحديث.
وهذا الوجه محل اتفاق بين المسلمين، وهو داخل في عموم قوله تعالى: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}، وإنما يعترض عليه غير المسلمين من جهة تحميل بعض ظواهر القرآن والسنة ما ظنوه مصادما للعلم الحديث، مستغلين أخطاء بعض العلماء في فهم تلك النصوص.
الوجه الثاني: أن المنهج العلمي القرآني القائم على الاستدلال والنظر والتأمل والاعتبار وإعمال العقل ونبذ التعصب والتقليد الأعمى ومحاربة الخرافة والجهل هو نفس المنهج الذي أثمر هذه الثورة العلمية الهائلة، وإنما ولدت هذه الثورة لدى غير المسلمين بسبب إهمالهم لهذا المنهج في العصور المتأخرة، كما أن تأثير هذا المنهج على أوروبا كان له الفضل السابق في التمهيد لخروج هذه الثورة.
وهذا الوجه أيضا محل اتفاق بين الباحثين المنصفين، وإن كان غير متداول بين عامة المثقفين؛ لدقته وتعلقه بالناحية المنهجية التي يختص بها قلة من العلماء والباحثين.
الوجه الثالث: الموافقة التفصيلية بين المكتشفات العلمية الحديثة والنصوص القرآنية والنبوية، بأن تكون الآية أو الحديث مشيرا إلى حقيقة علمية جديدة بعينها.
وعلى هذا الوجه غلب إطلاق مصطلح "الإعجاز العلمي" حتى لا يكاد يتصور بدونه، وهو وجه مختلف فيه؛ لتلازمه مع تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية بتلك الحقائق العلمية المكتشفة، وهي مسألة ثار الخلاف فيها بين علماء المسلمين منذ ظهور تلك المكتشفات.
فرأى بعضهم ضرورة المبادرة إلى الربط بين هذه المكتشفات والنصوص القرآنية والنبوية، وأيدوا رأيهم هذا بالحجج التالية:
1 - أن القرآن والسنة اشتملا على إشارات كثيرة إلى خلق الإنسان والحيوان والكون وسائر المخلوقات، في عبارات عامة يمكن أن تشمل الحقائق العلمية المكتشفة.
2 - أن دلائل النبوة الأخرى مرتبط تأثيرها بزمنها، فالمعجزات الحسية لا تشاهد الآن، وإعجاز القرآن البياني لم يعد مستوعبا من أكثر المسلمين فضلا عن غيرهم، وإذا كانت المعجزات تتناسب مع روح العصر فعصرنا هذا عصر العلم التجريبي، فناسب أن تكون معجزته علمية.
3 - أن في هذا النهج إفحاما للملحدين بنفس الحجة التي ظنوها معارضة للدين.
4 - أن في هذا التوجه تأكيدا على أن الإسلام دين العلم والتقدم والمعرفة.
5 - أن في هذا حدا من افتتان شباب المسلمين بالثقافة الغربية المدلة بالمنهج العلمي.
6 - أن الله تعالى قد هدى بسبب الإعجاز المبني على التفسير العلمي فئاما من الناس إلى الإسلام، وزاد في يقين آخرين، والشيء يُعرف بأثره.
ورأى آخرون خطورة هذا التوجه على الدين نفسه، واعترضوا على الحجج السابقة بما يلي:
1 - أن القرآن لم ينزل لشرح العلوم التجريبية، وإنما هو كتاب هداية في العلوم الإلهية، فسياق الآيات التي تتحدث عن المخلوقات غرضه غير ما يقرره أصحاب التفسير العلمي، وهكذا السنة النبوية.
2 - أن في هذا اللون من التفسير تحميلا لسياق القرآن وألفاظه ما لا تحتمل، إلا من جهة التأويل المتكلف الذي لا تسيغه اللغة في الكلام الفصيح البليغ، فكيف بمعجز الفصحاء والبلغاء؟!.
(يُتْبَعُ)
(/)
3 - أن الحقائق العلمية المحمّلة لآيات القرآن إنما حُكم بقطعيتها في ضوء معطيات قابلة للتطور والتبدل بحسب ما يستجد من وسائل إدراك معِينة للحواس، ووسائلِ استقراء وتأمل ومقارنة معِينة للقياس، فجزْم العلماء التجريبين بهذه الحقائق لا ينبغي أن يُنظر إليه على أنه يقينيات من جنس ما يعرفه علماء العقائد، ويعتمدون فيه على أوليات فطرية وبدهيات عقلية.
4 - أن كثيرا من المكتشفات العلمية المزعومة في حقيقتها غير مكتشفات، بل معلومات معروفة قديما للأطباء والفلاسفة والمعتنين بالعلوم الطبيعية، وإنما زادها المستكشفون دقة وتحديدا وتأكيدا وبرهنة بما فُتح عليهم من الآلات المعِينة للحواس المدركة، ووسائل التواصل الذي يتيح الاطلاع على ما أدركه الآخرون واكتشفوه، لكن جرى الوهم بأن كل ما عند الغرب مكتشف بسبب التقصير في الاطلاع على جهود السابقين، وأيسر طريقة للوقوف على ذلك تتبع ما ذكره المفسرون - وخصوصا الفخر الرازي- والشراح قديما عند كلامهم عن النصوص المستشهد بها في الإعجاز العلمي.
5 - أن ما يذكره المنتصرون للتفسير العلمي من مبررات ومصالح ودواعٍ وإعجاز يتحقق بالمقام السلبي في هذا الباب: وهو أن القرآن العزيز على كثرة ما فيه من ذكر الظواهر الكونية وأنواع المخلوقات، وعلى أنه ظهر في مرحلة زمنية مليئة بالخرافات والأساطير المصادمة للعقل والعلم، مع ذلك كله لم تنهض واحدة من الحقائق العلمية المكتشفة حديثا على كثرتها للقدح في شيء مما صرح به القرآن أو أشار إليه.
6 - أن ادعاء خفاء الوجه الصحيح للآيات المنبهة على المكتشفات العلمية على الأقدمين يكذبه سياق الآيات الصريح في مخاطبة أهل ذلك الزمان بما يفهمونه، والاحتجاج عليهم بما يعرفونه، كما في قوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} وقوله: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها}، وقوله: {إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم} أفتراه يبين لهم ما لا يفهمه على الوجه الصحيح إلا من جاء بعدهم بأحقاب، أو يحتج عليهم في إثبات الربوبية والبعث بما لا يعرفونه إلا من الوحي؟!.
7 - أن العرب الذين خوطبوا بجميع ما في القرآن منذ نزوله لم يفهموا تلك المعاني المدّعاة في التفسير العلمي، وإلا لزم أن تظهر هذه المكتشفات على أيديهم منذ فهموها من القرآن، وإذا كانت البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال لم يجز أن تكون هذه المعاني مرادة من الآيات حين أنزلت، وإذا لم تكن مرادة آنذاك، فما الدليل على أنها مرادة في هذا الزمان، هذا على فرض احتمال القرآن لها.
أما ادعاء أنها جميعا مرادة جزما للمتكلم، كل منها في زمانه، وأنه أراد بكلامه جميع محامله السائغة على وجه التعيين فمن أعجب العجب؛ لأنه مبني على التسليم بعصمة المتكلم وكمال علمه، وذلك هو معنى كون القرآن كلام الله، وهي القضية المطلوب إثباتها بالإعجاز، فجعلها من مقدمات الدليل على الإعجاز من الدور الممتنع.
8 - أن التمسك بمجرد احتمال القرآن والسنة لهذه المكتشفات يتيح للمكذب التمسك بالاحتمال أيضا في تقرير التعارض بين الدين والعلم، خصوصا وأن كثيرا من النصوص قد أشكلت على العلماء قديما وحديثا، حتى طلبوا لها الحل والتأويل، كنصوص العلو والنزول وسجود الشمس واستئذانها للطلوع كل يوم وردم يأجوج ومأجوج والتخويف بكسوف الشمس وغيرها كثير، فإذا كنا نعتذر عنها بأن هذا التعارض إنما هو احتمال متوهم، لم يعجز المكذب أن يقول: وكذا الإعجاز المدعى إنما هو احتمال متوهم.
9 - أن المطالب العقدية الكبرى لا يصلح الاستدلال لها بالأدلة المظنونة المحتملة، كما قال سبحانه: {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا}، وذكر عن الكفار قولهم: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}.
10 - أنه يلزم من التفسير العلمي القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد فاته بعض معاني القرآن، أو أنه علمها ولم يعلمها أمته، كما يلزم تجهيل السلف ببعض معاني القرآن، وأن الحق قد يخرج عن مجموعهم.
(يُتْبَعُ)
(/)
11 - أن الدافع للتفسير العلمي التجريبي للقرآن إنما هو الهزيمة النفسية أمام فتوحات العلم الحديث، وغياب الاستعلاء بالإيمان واليقين من واقع الأمة، وربما أشار إلى ثقة مهزوزة لدى المعتنين به بما تحظى به العقائد الإسلامية من دلائل تقليدية.
12 - أن في تسمية هذا إعجازا إشكالا؛ من جهة أن العلم الحديث لم يعجز عن الوصول إلى هذه الحقائق.
13 - أن في الإعجاز البياني وغيره من الوجوه اليقينية الصريحة لدلالة القرآن على النبوة وسائر دلائل النبوة المعروفة قديما الكفايةَ والغَناء، ولا يزيدها الزمن إلا رسوخا وقطعية، والعجب كيف تُبرر مزاحمتها بالإعجاز العلمي بحجة تقادم العهد، ثم إذا أبدى منتقدو الإعجاز تخوفهم من تبدّل النظريات العلمية أجيب بأن هذه حقائق علمية ثابتة لا يضرها تطور الزمن، فما باله أضر بدلائل النبوة التقليدية عندهم، فما عادت تفي بمدلولها هذا الزمان، مع أن الإعجاز العلمي التفصيلي لو صح فإنما يدل على النبوة دون تفريق ذاتي بين القرآن والسنة، أما الإعجاز البياني فيزيد بالدلالة على أن القرآن جميعه ليس من قول البشر، كما أن الدلالة فيه سارية في جميع القرآن، بخلاف الإعجاز العلمي لو صح القول به.
14 - أن حصول الأثر الحسن ببعض الأدلة المهزوزة لا يزكيها، ولا يمنع من نقدها؛ لأن هذا الأثر إنما يظهر في غير المتخصصين، وهؤلاء سبيلهم الوعظ غالبا، أما العارفون بموارد الأدلة ومصادرها ومناهجها وعيوبها وهم الطائفة الأهم فلا تروج عليهم، ونظير ذلك الأثر الحسن لكثير من الأحاديث الموضوعة في فضائل الأعمال، فهل يسكت عن التنبيه عليها وتحذير الناس منها لئلا يزول هذا الأثر الحسن، على أن الحصيف لن يعدم وسيلة يجمع بها الحسنين.
وبالتأمل في هذه الاعتراضات يظهر أن تقرير الإعجاز العلمي على الوجه الثالث المشهور لا يستقيم إلا في نص كان مسوقا أصلا باعتباره خبرا من أخبار الغيب التي ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها ولا قومه من قبل أن يوحى إليه، فيكون معناه مفهوما تماما للمخاطبين، لكن تصديقه فرع عن إيمانهم بالوحي، فإذا وقع وتحقق، أو انكشفت حقيقته من مصدر آخر غير الوحي موافقا لخبر النبي، انقلب الإخبار به إلى برهان صدق ينضم إلى شواهد النبوة، أما أن يُساق النص أصلا للاحتجاج به على المخاطبين في التوحيد أو البعث، فهذا ما لا يستقيم منهجا كما سبق.
وعلى هذا يكون لقبول دعوى الإعجاز العلمي في نص خمسة شروط:
1 - أن يكون النص مفهوم المعنى تماما لمجموع المخاطبين به منذ صدوره.
2 - أن يكون المعنى الإعجازي مدلولا متعينا للنص.
3 - ألا يكون صدق هذا المعنى ومطابقته للواقع في نفس الأمر معلوما من قبل للمخاطبين.
4 - إذا ادعي الإعجاز في حديث نبوي شريف لزم انتفاء احتمال صدوره بظن واجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - إجماع المختصين على كون هذا الاكتشاف حقيقة علمية ثابتة ثباتا نهائيا يمتنع نقضه، واشتهار ذلك الإجماع عنهم بالتواتر، بحيث تنتفي شبهة التقول عليهم.
فيُردّ بالشرط الأول كل إعجاز علمي يُزعم فيه فوات المعنى الصحيح للآية على من خوطبوا بها أيام التنزيل، كالذي عبر عنه الدكتور أحمد جمال العمري بقوله: (والذي لا شك فيه أن القرآن العظيم يضم آيات كثيرة لم تُفهم بوضوح إلا بعد أن تقدمت العلوم التجريبية في عصرنا الحاضر ... ، ومن ثم نقول – على سبيل القطع -: إن كثيرا من آيات القرآن الكريم ستُفهم بصورة أدق وأكمل بعد تقدم العلوم التجريبية أكثر فأكثر).
ومثاله الإعجاز المدّعى في اكتشاف العلماء كون (المضغة) المذكورة في أطوار خلق الجنين على شكل ما يمضغ وهيئته، ففيها كأثر الأسنان في العلك، لا على قدر ما يُمضغ كما فهم السابقون، بل هي أصغر من قدر اللقمة بكثير.
ومثاله أيضا الإعجاز المدّعى في كون زمن أطوار الجنين الثلاثة مجتمعة = 40، لا 120 كما فهم الأقدمون قاطبة من روايات الحديث، قال عياض: اختلفت ألفاظ هذا الحديث في مواضع، ولم يُختلف أن نفخ الروح فيه بعد مائة وعشرين يوما، وذلك في تمام أربعة أشهر ودخوله في الخامس، وهذا موجود بالمشاهدة، وعليه يعول فيما يُحتاج إليه من الأحكام، في الاستلحاق عند التنازع وغير ذلك بحركة الجنين في الجوف.
فمثل هذا لو صح اكتشافه يكون إشكالا في الحديث لا إعجازا!!.
(يُتْبَعُ)
(/)
ويُردّ بالشرط الثاني كل إعجاز علمي مبني على معنى محتمَل في الآية، حتى لو التزم صاحبه بصحة المعنى الآخر الذي فهمه السابقون أو بعضهم من الآية؛ لاحتمال أن يكون وحده هو مراد الله تعالى من الآية دون غيره من المعاني المحتملة، وإذا دخل الاحتمال سقط الاستدلال.
ومثال ذلك الإعجاز المدّعى في قوله تعالى: {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض} [النور]، وأن المراد بها الموج الباطني والموج السطحي؛ فإن عامة المفسرين على أن المراد بالموج الذي من فوقه موج هو هذه الأمواج المترادفة المتراكبة المتتابعة المتلاطمة، التي يشاهدها مباشرة كل من نظر إلى بحر هائج، فهي مراد للآية قطعا؛ وإلا لم يكن المثل المضروب للكافر مفهوما لمن لا يعرف الموج الباطني.
وهكذا الإعجاز المدّعى في قوله تعالى {كأنما يصّعّد في السماء}؛ وأن المراد بها الضغط الجوي!، مع أن الآية تضرب مثلا ليفهمه السامعون منذ نزلت، وقال بعدها: {قد فصلنا الآيات لقوم يذّكرون}، فليت شعري ما ذا فهموا من الآية إن كان مرادها الضغط الجوي؟ وإن كان ما فهموه حقا وهو أن صدره يضيق عن الإيمان ضيقا معنويا لا حسيا، فيمتنع عليه الإيمان امتناع التصعد في السماء، لم يبق للإعجاز العلمي إلا الاحتمال البعيد المتكلف.
ويُردّ بالشرط الثالث كل إعجاز علمي مبنيٍّ على معنىً كان الناس يعرفون مطابقته للواقع في نفس الأمر قبل تحّدث النبي صلى الله عليه وسلم به.
ومثال ذلك الإعجاز المدّعى في الآيات التي تتحدث عن أطوار خلق الإنسان؛ فإنها ذُكرت في سياق يقتضي معرفة المخاطبين السابقة بحقيقة هذه الأطوار، وهو سياق الاحتجاج بخلق الإنسان أول مرة على إعادة خلقه بعد الموت، سواء قلنا إن قومه علموها من النبوات السابقة أو بالحس، فعلى كلا الوجهين لا تكون برهانا على النبوة وهم يعلمون حقيقتها قبل أن يذكرها لهم.
ومثاله أيضا الإعجاز المدعى في قوله تعالى: {إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث}، من جهة أنه يشير إلى حقيقة علمية مكتشفة عن الكلب، وهو أنه ليس له غدد عرقية تذكر كبقية الحيوانات، فلذلك يلهث، فالسؤال هنا: ما الذي زادته الآية عما فهمه الناس قديما عن لهث الكلب؟ أليس ضرب المثل مؤكدا فهمهم التام للمعنى؟ {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}.
ويرد بالشرط الرابع كل إعجاز علمي مدعىً في حديث نبوي ليس في شأن ديننا؛ مما يَحتمل أن يكون مقولا على سبيل الظن والاجتهاد، لا بوحي من الله تعالى.
ومثاله كل إعجاز علمي مدعى في أحاديث طب الأبدان التي لم يرد فيها تصريح بأنها وحي من الله تعالى.
ويرد بالشرط الخامس كل إعجاز علمي لم توثَّق فيه الحقيقة العلمية على وجه يمنع خفاءها والخلاف حولها والمراجعة فيها من العقلاء، ويسوّغ التحدّي بثباتها ويقينيتها على صدق النبوة.
ومثال ذلك ما راج مؤخرا من الإعجاز المدّعى في نصوص عذاب البرزخ، المبني على صوت مسجّل من باطن الأرض يُسمع فيه ما يشبه الصراخ واللغط، وأنه صوت المعذبين في البرزخ، التقطته أجهزة قياس الموجات الصوتية مصادفة.
ومما قد يصلح مثالا لانطباق هذه الشروط قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الذباب: (إن في أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء)، وإن كان من تردد فيه فإنما هو من قبل تحقق الشرط الخامس؛ فإن المطلوب اشتهار ذلك بقدر شهرة نقل الذباب للأمراض، الذي دأبنا على سماعه والتحذير منه، أما أن يُعتمد فيه على باحث قد يخالفه ألف باحث فلا.
وبعد، فبالتأمل في عامة ما يتداوله المتحمسون للإعجاز العلمي يظهر أنهم لا يراعون هذه الملاحظات المنهجية، وأنه لا يكاد يستقيم لهم مثال صالح للدلالة اليقينية على النبوة، وإنما تصلح عامة أمثلتهم للدلالة على الربوبية، من جهة توسيع مدلول الدعوة القرآنية للتدبر في خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة، بحيث تشمل على وجه العموم التفاصيل الدقيقة المكتشفة، وتلك قضية مغايرة تماما لقضية الإعجاز والدلالة على النبوة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[العيدان]ــــــــ[05 Aug 2007, 07:42 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 Aug 2007, 07:47 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أرحب بأخي العزيز فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن عبدالعزيز العريفي رئيس قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى في ملتقى أهل التفسير بين إخوانه وأحبابه، وأسأل الله أن ينفع بعلمه، فهو من الباحثين الجادين الذين نحبهم في الله، ونسعد بقراءة ما يكتبون. وهو صاحب كتاب (الأدلة العقلية النقلية على أصول الاعتقاد) الذي نشرته دار عالم الفوائد بمكة المكرمة في رجب عام 1419هـ.
http://www.tafsir.net/images/adellla.jpg
وهو رسالته التي تقدم بها لنيل درجة الماجستير، وهو كتاب قيم أنصح الإخوة الفضلاء بقراءته والاستفادة منه جزى الله مؤلفه خيراً.
ثانياً: أشكر الدكتور سعود العريفي على طرحه لموضوعه هذا حول منهجية الاستدلال بالإعجاز العلمي على نبوة سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والتي يسلكها وينتهجها الباحثون في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، وما يتوجه إليها من النقد العلمي الذي يسعى إلى تصحيح مسار هذه الدراسات المتعلقة بكتاب الله وتفسيره وفهمه.
ونحن في ملتقى أهل التفسير سعينا وما زلنا لإثارة مثل هذا الموضوع الذي نحرص فيه على بيان المنهج الصحيح، وإثارة الإشكالات العلمية الدقيقة التي تتوجه إلى الدراسات المنشورة في الإعجاز العلمي، والتي تمثل سمة مشتركة بينها، رغبة في العلم الصحيح المبني على أصول راسخة في التعامل مع القرآن الكريم، ورغبة في الاستفادة من العلماء الأجلاء المشاركين في هذا الموقع والمطلعين عليه أيضاً. وقد سبق للملتقى أن أجرى حواراً علمياً يعنى بهذه القضية مع الدكتور زغلول النجار (1) حفظه الله، طرح فيه بعض القضايا المنهجية في التفسير العلمي، وحظي هذا اللقاء بمتابعة جيدة من الجميع، واستفيد منه في حوارات إعلامية على بعض الفضائيات دون الإشارة للموقع.
كما كتب في ذلك الدكتور مساعد الطيار بعض المقالات والبحوث العلمية المحكمة التي تعد من أجود ما كتب في تقويم بحوث الإعجاز العلمي ومنهجية الكتابة فيه. (2)
غير أن مثل هذه البحوث والدراسات التصحيحية لم تحظ بالقبول لدى القائمين على مثل هذه الدراسات والجهات الراعية لها وأخص منها الهيئة العالمية للإعجاز في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي التي يقوم عليها شيخي وأستاذي الجليل الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح حفظه الله ورعاه وسدد خطاه، فهم ينفرون من مثل هذه الدعوات التي تدعو إلى التأني والتريث في طرح مثل هذه البحوث، والمبالغة في ترسيخها بمثل هذه المنهجية في المؤتمرات والبحوث والكتب التي تنشرها.
وإنه لمن نعم الله علينا أن يوجد بيننا من الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية والعقدية من يطرح مثل هذه البحوث النقدية الهادفة التي توجه الأعين لمواطن الخلل والقصور في أعمالنا العلمية المتعلقة بالقرآن الكريم حتى لا نؤتى من ضعف وخلل وعجز فينا وفي بحوثنا ومنهجيتنا.
بل إن في بحوث بعض من ليس من أهل هذين العلمين ما يدل على بعض مواضع الخلل (3)، لو أحسن المعنيون بهذه القضايا استثمارها والانتفاع بها، دون إعراض عنها، وتسفيه لها، فإن الحق يقبل ويشكر من أسداه عند العقلاء وأهل الإنصاف، ورحم الله أخاً أهدى إليَّ عيوبي.
وقد رأيتُ من الأستاذ الدكتور زغلول النجار حفظه الله - وهو من أبرز من يكتب ويحاضر في شأن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ويحتفى به في كل مكان يذهب إليه وهو أهل لكل فضيلة ومكرمة وفقه الله - مواقف أحزنتني في رده القاسي، وامتعاضه الشديد ممن يدعو إلى تصحيح مسار الدراسات المتعلقة بالإعجاز العلمي، ومناقشة هذه القضايا المنهجية فيه، وتسليط الضوء على جوانب الخلل فيه، ورده البارد على المداخلات والاعتراضات في الندوات العلمية. وهذه الطريقة تؤدي إلى خلاف ما يسعى إلى تحقيقه، وكما قال الدكتور سعود العريفي في ملخص بحثه الذي طرحه هنا: (أن حصول الأثر الحسن ببعض الأدلة المهزوزة لا يزكيها، ولا يمنع من نقدها؛ لأن هذا الأثر إنما يظهر في غير المتخصصين، وهؤلاء سبيلهم الوعظ غالبا، أما العارفون بموارد الأدلة ومصادرها ومناهجها وعيوبها وهم الطائفة الأهم فلا تروج عليهم).
وإني لأرجو أن يكون طرح هذا الموضوع في الملتقى، وتبادل الحوار العلمي المثمر حوله، والسعي لإثارة مثل هذه المسألة العلمية والتنبيه عليها سبيلاً لإنارة الأفكار، وتصحيح المسار، واستجابة الزملاء الباحثين في الإعجاز العلمي، حتى لا يقع الخطأ في تعاملنا مع آيات القرآن وفهمها على غير وجهها، وتحميلها ما لا تحتمل من المعاني مع حسن النية، والرغبة في الخير.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، وبارك في الدكتور سعود العريفي وأمثاله من الناصحين.
في 22/ 7/1428هـ
ـــ الحواشي ــــــــــــ
(1) لقاء شبكة التفسير والدراسات القرآنية مع الأستاذ الدكتور زغلول النجار حول الإعجاز العلمي وبعض قضاياه ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=interviews&action=read&id=2).
(2) مقال د. مساعد الطيار في ملحق الرسالة بجريدة المدينة عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3738) . كما كتب الدكتور مساعد الطيار بحثاً منشوراً في العدد الثاني من مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية كما سبقت الإشارة إليه هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7623) بعنوان: تصحيح طريقة معالجة تفسير السلف في بحوث الإعجاز العلمي. وكتب هنا أيضاً: نقد ما يسمى بالتفسير العلمي للقرآن ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384).
(3) انظر مقال (العجزة) لحمزة المزيني هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3730) .
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سعود العريفي]ــــــــ[06 Aug 2007, 01:05 م]ـ
أشكر لفضيلة د. عبدالرحمن الشهري ترحيبه الكريم وأرجو للجميع التوفيق.
وهذا رابط لمقال في نفس الموضوع في موقع إسلام أون لاين بعنوان (الإعجاز العلمي .. الجذور وخلفيات النقد) للدكتور عبدالرحمن حللي:
http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/science/2007/01/02.shtml
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Aug 2007, 03:37 م]ـ
مرحباً بالشيخ الكريم د. سعود العريفي, وإنا لنسعد بمشاركة مثله في عقله وفهمه وخلقه معنا في هذا الملتقى.
وهذا البحث من البحوث الجيدة الأصيلة في هذا الموضوع, والتي أظهرت أثر الجانب الاعتقادي في مسألة الإعجاز العلمي الحديثة, وكنت أتمنى لو وُسِّع البحث أكثر في هذا الجانب على الخصوص؛ إذ إن الجانب التفسيري فيما يتعلق بقضية الإعجاز العلمي قد بحث كثيراً واستوعبته كتبٌ ومؤتمرات وبحوث متكاثرة.
وقد توقفت عند عدد من نقاط هذا البحث المتميز, وأحببت أن أبرزها للإيضاح والبيان من الباحث الكريم:
7 - أن العرب الذين خوطبوا بجميع ما في القرآن منذ نزوله لم يفهموا تلك المعاني المدّعاة في التفسير العلمي، وإلا لزم أن تظهر هذه المكتشفات على أيديهم منذ فهموها من القرآن، وإذا كانت البلاغة هي مطابقة الكلام لمقتضى الحال لم يجز أن تكون هذه المعاني مرادة من الآيات حين أنزلت، وإذا لم تكن مرادة آنذاك، فما الدليل على أنها مرادة في هذا الزمان، هذا على فرض احتمال القرآن لها.
أما ادعاء أنها جميعا مرادة جزما للمتكلم، كل منها في زمانه، وأنه أراد بكلامه جميع محامله السائغة على وجه التعيين فمن أعجب العجب؛ لأنه مبني على التسليم بعصمة المتكلم وكمال علمه، وذلك هو معنى كون القرآن كلام الله، وهي القضية المطلوب إثباتها بالإعجاز، فجعلها من مقدمات الدليل على الإعجاز من الدور الممتنع.
ما حدود استيعاب الآيات لمعاني مستجدة بعد زمن التنزيل يحتملها لفظ القرآن؟
9 - أن المطالب العقدية الكبرى لا يصلح الاستدلال لها بالأدلة المظنونة المحتملة، كما قال سبحانه: {وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا}، وذكر عن الكفار قولهم: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}.
هل هناك مطالب عقدية يصلح الاستدلال لها بالأدلة المظنونة المحتملة؟
وما رأي الباحث الكريم في إيراد مُدَّعي الإعجاز أنهم يقصدون بهذا النوع من الأدلة زيادة إيمان المؤمنين, لا تأسيس إيمان الكافرين؟
10 - أنه يلزم من التفسير العلمي القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد فاته بعض معاني القرآن، أو أنه علمها ولم يعلمها أمته، كما يلزم تجهيل السلف ببعض معاني القرآن، وأن الحق قد يخرج عن مجموعهم.
الملاحظة هنا راجعة إلى الملاحظة الأولى حول: احتمال الآيات لمعاني صحيحة بعد زمن التنزيل, ومترتبة على موقف الباحث الكريم منها.
13 - أن في الإعجاز البياني وغيره من الوجوه اليقينية الصريحة لدلالة القرآن على النبوة وسائر دلائل النبوة المعروفة قديما الكفايةَ والغَناء، ولا يزيدها الزمن إلا رسوخا وقطعية، والعجب كيف تُبرر مزاحمتها بالإعجاز العلمي بحجة تقادم العهد، ثم إذا أبدى منتقدو الإعجاز تخوفهم من تبدّل النظريات العلمية أجيب بأن هذه حقائق علمية ثابتة لا يضرها تطور الزمن، فما باله أضر بدلائل النبوة التقليدية عندهم، فما عادت تفي بمدلولها هذا الزمان، مع أن الإعجاز العلمي التفصيلي لو صح فإنما يدل على النبوة دون تفريق ذاتي بين القرآن والسنة، أما الإعجاز البياني فيزيد بالدلالة على أن القرآن جميعه ليس من قول البشر، كما أن الدلالة فيه سارية في جميع القرآن، بخلاف الإعجاز العلمي لو صح القول به.
14 - أن حصول الأثر الحسن ببعض الأدلة المهزوزة لا يزكيها، ولا يمنع من نقدها؛ لأن هذا الأثر إنما يظهر في غير المتخصصين، وهؤلاء سبيلهم الوعظ غالبا، أما العارفون بموارد الأدلة ومصادرها ومناهجها وعيوبها وهم الطائفة الأهم فلا تروج عليهم، ونظير ذلك الأثر الحسن لكثير من الأحاديث الموضوعة في فضائل الأعمال، فهل يسكت عن التنبيه عليها وتحذير الناس منها لئلا يزول هذا الأثر الحسن، على أن الحصيف لن يعدم وسيلة يجمع بها الحسنين.
(يُتْبَعُ)
(/)
هذان الوجهان من أجمل ما ذكر المؤلف, ولو أنصف مدعوا الإعجاز العلمي من أنفسهم لرأينا منهم ما يجمل بمثلهم من أهل الخير والفضل؛ من لزوم الجادة, واعتماد الأدلة اليقينية الصريحة في الدلالة على مسائل النبوة والربوبية ونحوها من أصول الدين, ولأثروا بذلك وجوه الدلالة اليقينية في بيان القرآن, والتي لا يزيدها الزمن إلا رسوخاً.
وعلى هذا يكون لقبول دعوى الإعجاز العلمي في نص خمسة شروط:
1 - أن يكون النص مفهوم المعنى تماما لمجموع المخاطبين به منذ صدوره.
2 - أن يكون المعنى الإعجازي مدلولا متعينا للنص.
3 - ألا يكون صدق هذا المعنى ومطابقته للواقع في نفس الأمر معلوما من قبل للمخاطبين.
4 - إذا ادعي الإعجاز في حديث نبوي شريف لزم انتفاء احتمال صدوره بظن واجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم.
5 - إجماع المختصين على كون هذا الاكتشاف حقيقة علمية ثابتة ثباتا نهائيا يمتنع نقضه، واشتهار ذلك الإجماع عنهم بالتواتر، بحيث تنتفي شبهة التقول عليهم.
ينبغي تحرير الشرط الأول على رأي الباحث وفقه الله فيقال: 1 - أن يكون المعنى الإعجازي مفهوماً تماماً لمجموع المخاطبين به منذ صدوره. أما مجرد النص فهو معلوم المعنى تماما للمخاطبين به منذ صدوره.
ولو حرر الباحث الكريم المسألة المتكررة سابقاً حول توسيع معاني الآيات لتغير الشرط الأول والثاني إلى ما يوافق روح البحث وعموده العلمي.
ويُردّ بالشرط الثاني كل إعجاز علمي مبني على معنى محتمَل في الآية، حتى لو التزم صاحبه بصحة المعنى الآخر الذي فهمه السابقون أو بعضهم من الآية؛ لاحتمال أن يكون وحده هو مراد الله تعالى من الآية دون غيره من المعاني المحتملة، وإذا دخل الاحتمال سقط الاستدلال.
نفس الإشكال السابق.
وبعد، فبالتأمل في عامة ما يتداوله المتحمسون للإعجاز العلمي يظهر أنهم لا يراعون هذه الملاحظات المنهجية، وأنه لا يكاد يستقيم لهم مثال صالح للدلالة اليقينية على النبوة، وإنما تصلح عامة أمثلتهم للدلالة على الربوبية، من جهة توسيع مدلول الدعوة القرآنية للتدبر في خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة، بحيث تشمل على وجه العموم التفاصيل الدقيقة المكتشفة، وتلك قضية مغايرة تماما لقضية الإعجاز والدلالة على النبوة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
هذه النتيجة الصريحة في ختام هذا البحث مما يستدل بها على وفور عقل المؤلف وثاقب فهمه جزاه الله خيراً, كما أنها تدع القاريْ في استعراض تطبيقي شامل لهذا التراث الإعجازي الضخم من زمن طنطاوي جوهري وحتى المؤسسات القائمة على هذا الموضوع في عصرنا هذا, ليصل في آخر أمره إلى هذه النتيجة المختصرة, والتي لم تكن غائبة عن أهل العلم المحقق والنظر الثاقب منذ ذلك الزمن, إلا أن طائفة عريضة من أبناء هذه الأمة لا تكاد تستفيد من تاريخها, وتجارب الماضين منها, حتى تعاني ما عانوه وترى بنفسها ما رأوه, ثم هناك ترجع لأصولها ومنهج الحق فيها, ولكن بعد أزمان وأعمار ونهايات مؤلمة. والله المستعان.
ـ[أبو حاتم]ــــــــ[10 Aug 2007, 03:34 ص]ـ
شكر الله لشيخنا الفاضل هذا الطرح المتميز ..
وهذا ليس بغريب عليه فمجالسه عامرة بالعلم والمعرفة
والنقاش البناء .. زاده الله علما وبصيرة
ـ[فضيلة]ــــــــ[11 Aug 2007, 09:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا فضيلة الدكتورفهذه المواضيع في غاية النفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Jan 2008, 11:23 م]ـ
أخبرني أخي الدكتور سعود العريفي حفظه الله في مكالمة هاتفية قبل أسبوع تقريباً من اليوم (1/ 1/1429هـ) أن أصل هذا البحث المختصر قد نشر في آخر أعداد مجلة جامعة أم القرى للشريعة واللغة العربية، ولعله يطرحه كاملاً بأدلته وتفاصيله بإذن الله هنا قريباً.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[10 Jan 2008, 12:49 ص]ـ
ما شاء الله مدارسة قيمة وتعقيبات نافعة أرجو أن ننتفع بها ونصحح مواقفنا ...
أخي د. الشهري لقد أشرتم إلى بحوث في هذا المجال للدكتور مساعد الطيار، هل هي منشورة في الملتقى؟ وفقكم الله ...
أمر آخر خارج عن النطاق: لقد راسلتكم على الخاص ولا أدري هل رسائلي لا تصل لأن بريدكم ممتلئ؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Jan 2008, 01:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا البحث القيم.
ـ[العيدان]ــــــــ[10 Jan 2008, 12:19 م]ـ
هذا بحث د. سعود وفقه الله ..
http://www.uqu.edu.sa/majalat/shariaramag/mag43/6.pdf(/)
هل حب المشركين سنة نبوية؟!
ـ[القندهاري]ــــــــ[06 Aug 2007, 01:18 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
سمعت بعض المتصدرين للعلم يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الناس وهو يقصد المشركين وسبب دعوته هو حبه للناس وإستشهد بقوله تعالى ((إنك لا تهدي من أحببت)) ولما رجعت لتفسير الآية وجدت أن جل المفسرين إن لم يكونوا كلهم قالوا إنك لا تهدي من أحببت هدايته فبينوا أن الحب هو للهداية وليس للشخص أي أبو طالب.
السؤال: وجدت من ضمن كلام شيخ المفسرين أقصد الطبري طبعا يقول هذه العبارة ((ولو قيل: معناه: إنك لا تهدي من أحببته , لقرابته منك , ولكن الله يهدي من يشاء , كان مذهبا.)) فأتمنى من الإخوة التعليق على هذا الموضوع وخاصة طلبة العلم والمشائخ الفضلاء بارك الله في الجميع.
أخوكم / أبو أسامة القندهاري.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[06 Aug 2007, 06:52 ص]ـ
تحتمل الآية من المعاني:
- (إنك لا تهدي من أحببت هدايته) وهو معنىً صحيح وعليه أكثر المفسرين, ويدل عليه ظاهر اللفظ, وسبب النزول- في عمِّ النبي صلى الله عليه وسلم: أبي طالب -, وسياق الآية؛ فإنه في سباقها ولحاقها حديثٌ عن الهداية والمهتدين.
- (إنك لا تهدي من أحببته لقرابته منك وبذله لدينك) وهو معنىً صحيح تحتمله الآية وسبب النزول, ويشهد له قوله تعالى {قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}.
- (إنك لا تهدي الناس كلَّهم الذين تحبهم) وهذا معنىً باطل, لم يقل به أحد من المفسرين, وهل كان يظن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيهدي الناس كلهم حتى ينبه على عدم وقوع ذلك! فأين جمهرة الآيات الصريحة في ضلال أكثر أهل الأرض وغوايتهم, إن هذه السنة الكونية ما كانت لتخفى على من عرف طرفاً من تلك الآيات, فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم!
والآية الدالة على هذا المعنى والمطابقة للمعنى الأشهر للآية السابقة هي قوله تعالى {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} أي: ولو حرصت على إيمانهم وهدايتهم.
فليس في الآية مستدل على ما ذكره المتكلم, وتبقى هذه العبارة محل نظر حتى تأذن الحجة بقبولها.
ـ[القندهاري]ــــــــ[07 Aug 2007, 01:54 ص]ـ
الحمد لله.
أحسن الله إليك يا أبا بيان على هذا البيان
.لكن يبقى الإشكال هل النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عمه المشرك؟ وهل يجوز لي أن أحب قريبي أو أخي
أو صديقي المشرك؟ أم أن النبي كان يحب له الهداية وهل هناك فرق بين المحبة والموادة لأن الله نهى في القرآن
عن موادات المشكرين أرجوا من الإخوان أن يدلوا بدلوهم بارك الله في الجميع ونفع.(/)
هل لدينا في ملتقى أهل التفسير مجاملات؟ شارك برأيك
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2007, 01:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تجربة ملتقى أهل التفسير تجربة ممتعة ولله الحمد، نشعر جميعاً نحن أعضاء الملتقى بالسعادة لمشاركتنا في إنجاحها لما نسمعه من الآخرين من الثناء والتقدير لهذه التجربة العلمية، وميزة هذا المشروع أن لكل واحد من الأعضاء مشاركة في إنجاحها، فهي أشبه بالشركة المساهمة العلمية، لكل منا فيها أسهم علمية يحرص على تنميتها والاستفادة منها بقدر الوسع والطاقة، مستفيداً مما يكتبه الجميع، ومحاولاً بذل العلم الذي حصل عليه بتوفيق الله لإخوانه وزملائه المشاركين في الملتقى.
وبين الحين والآخر يحسن بنا التوقف عند بعض الملحوظات التي قد تثار حول الملتقى من بعض المحبين الذين يحرصون على تألق الملتقى واستمرار نجاحه، ومن ذلك ما سمعته من بعض الزملاء من قولهم إننا ربما نجامل بعضنا في الملتقى في بعض النقاشات والموضوعات، على حساب الجانب العلمي. وهذا يضعف الملتقى، ويقلل الثقة بما يطرح فيه أحياناً، ولو التزم الملتقى سياسة الطرح العلمي الصريح في بعض الموضوعات لكان أقوى للموقع، وأدعى لنجاحه.
فشكرتهم على هذه الملحوظة، وأضمرت في نفسي أن أطرح هذه الملحوظة بين أيديكم للنقاش والحوار.
هل لدينا في ملتقى أهل التفسير مجاملات للأشخاص أو للمؤلفات أو للهيئات على حساب العلم؟
وإن كان الجواب بنعم فما هي الطريقة المناسبة لتجاوز هذه الإشكالية إن كانت؟
وهل ترى أن الطرح الصريح مع الأدب الجم، والاحترام والتقدير للجميع هو المناسب في الموضوعات المطروحة؟ أم أن هناك تحفظاً في بعض القضايا التي تطرح؟
وهل هناك أمثلة لموضوعات طرحت وظهرت فيها روح المجاملة التي من هذا القبيل؟
والهدف من طرح هذا الموضوع هو التصحيح والتقويم ومعرفة الواقع على وجهه.
وفقكم الله جميعاً ونفع بكم وبعلمكم، ولا نستغني عن معرفة رأي واحد منكم ولو بكلمة.
في 24/ 7/1428هـ
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[07 Aug 2007, 03:19 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبد الرحمن على جهودك المباركة التي تقوم بها وعلى هذه المكاشفة التي يقصد منها الرقي بالملتقى والأخذ به بعيداً عن المواطن التي قد تضعفه.
وفي رأيي أنه ينبغي التفريق بين ما يلي:
1) المجاملة التي يضمحل معها الجانب العلمي.
2) الأدب والتقدير والاحترام.
3) التشجيع.
فالأول هو محط الكلام وينبغي ألا يوجد، والثاني هو المطلوب، والثالث قد يغتفر معه ما لا يغتفر في الأول.
وفي رأيي أن الطريقة المناسبة هي ما ذكرته ياشيخ عبد الرحمن: الطرح الصريح مع الأدب الجم، والاحترام والتقدير للجميع هو المناسب في الموضوعات المطروحة.
وشكر الله لك هذه الصراحة في الطرح.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[07 Aug 2007, 04:10 ص]ـ
شكر الله لك أبا عبدالله ....... جهودك الواضحة والمثمرة
لم أر للمجاملات نصيب كبير في مشاركات الإخوة المشايخ الفضلاء
بل ظهرت المصداقية والموضوعية والطرح الصريح الذي صاحبه
الأدب والخلق الرفيع، ولا أبالغ إن قلت إنه تجلى في هذا الملتقى
الرائع ما قيل " أن الخلاف لا يفسد للود قضية "، فكم اختلفت الآراء
وكتب كل واحد منّا ما يعتقد صوابه، وبقي الود والاحترام متبادلاً بيننا،
وإن وجد شيء من المجاملات ـ كما يعتقد البعض ـ فبنسب ضيئلة لا يمكن
أن تكون ظاهرة تناقش ويطلب لها العلاج .......
وفقكم الله وسدد على طريق الخير خطاكم ......
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[07 Aug 2007, 05:39 ص]ـ
بارك الله فيك أخي د. عبد الرحمن على هذا الموضوع. وما طرحك له بهذا الأسلوب إلا وجه آخر من وجوه الأدب الجم وحسن الخلق، _هدانا الله جميعا لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال، لا يهدي لأحسنها إلا هو_.
ولو لم يكن لهذا المنتدى من حسنات وفوائد إلا هذا الخلق الحسن الذي يطبعه ويزينه مقارنة بأغلب المنتديات الإسلامية، لكان ذلك كافيا عند من يقرأ لكم في هذا المنتدى، وعند الله تعالى.
وإن أعجب لأمر، فلمن يرى أن المجاملة لا تليق بالحوارات العلمية، وكأن الحوارات العلمية محكوم عليها بالحدة والجدية والصرامة والغلظة عند الاختلاف.
(يُتْبَعُ)
(/)
فإذا كانت المجاملة عفة في اللسان والقلم يكسو المرء بها لفظه، ويبين عن طيب معدنه وسلامة قصده، وحرصه على الهداية، وبعده عن الهوى والحظ الشخصي، فما العيب فيها؟
وهل أصبحت "المجاملة" خلقا ذميما حتى يشتكى من وجودها في منتدى شرعي وعلمي؟
ولعل مرد هذا الظن يرجع إلى الخلط الناشئ عند الكثيرين من أن المجاملة تعني النفاق والمداهنة. وهذا الخلط أدى إلى آفة سلوكية لدى كثير من المتدينين، بل والدعاة وطلبة العلم والعلماء، للأسف الشديد. وما ذاك إلا لجهل الكثيرين بالفروق الللغوية، مما يؤدي إلى استعمال العبارات الممدوحة في مقام الذم، فتفقد معناها الأصلي، وينشأ الخلط.
المجاملة تعني معاملة الآخرين بالجميل، والجميل لا يمكن أن يكون مذموما أو مقبوحا.
والمجاملة مبعثها حالة نفسية ترغب في إظهار حسن معاشرة الناس، ببسط الوجه لهم، وتخيّر أطيب الكلام عند مخاطبتهم، ومجادلتهم (عندما يستلزم الأمر مجادلتهم) بالتي هي أحسن. وهل هناك أسلوب أحسن من الملاطفة والتودد والمجاملة لاستمالتهم إلى الحق الذي نراه؟
والمجاملة نوع من أنواع الرفق، والرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما انتزع من شيء إلا شانه.
والمجاملة من التواضع، والتواضع من شعب الإيمان.
والمجاملة أسلوب لتحاشي المراء، وترك الرجل المراء ولو كان محقا جزاؤه بيت في ربض الجنة، كما في الحديث.
والمجاملة واجبة تجاه من أسدى إلينا معروفا. وهل هناك من هو أحق بإخلاص الود والمجاملة ممن يفيدنا بعلمه، وأو يحيلنا إلى شرح آية أو حديث، أو إلى معلومة، أو مقالة أو فائدة في كتاب أو رابط على الإنترنت؟ بل وأيضا ممن يهدي إلينا عيوبنا؟
والمجاملة مظهر من مظاهر حسن الخلق وسماحته، ولين العريكة، وكرم المعاشرة.
وفي الحديث: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا".
ولو عددت مكارم الأخلاق التي لها صلة بالمجاملة لوجدت أن كثيرا منها يمس منها بطرف. ولا عجب في ذلك، فالمجاملة مشتقة من الجمال، فكل خلق جميل في معاملة الناس هو من المجاملة.
والمجاملة تكون للمؤمن، أيا كان. وهي للأخ والصديق أوجب. أو ليس أكثر أعضاء هذا المنتدى ممن جمعتهم الأخوة في الله والصداقة والزمالة؟
والمجاملة حين تكون مع المؤمنين، تصبح مظهرا من مظاهر الحب في الله.
وحين تكون مع الغير المؤمنين، تصبح أسلوبا مفيدا لاستدراجهم واستمالتهم إلى الحق. وهي من خلق الأنبياء في معاملة أقوامهم. أما الغلظة فهي استثناء يخص المحاربين فقط، لا أجد في نصوص القرآن والسنة دليلا على جعلها قاعدة أخلاقية في التعامل مع غير المؤمنين، فكيف بمن لا يحل لأحد إخراجهم من دائرة الإيمان، بحجة مخالفتهم أو بدعتهم؟
ولعل مما امتحنا به في تراثنا الإسلامي تفشي سوء الخلق في سلوك الكثير من العلماء خصوصا في ردهم على مخالفيهم. وقد أخطأ الكثيرون في الاقتداء بهؤلاء العلماء في سوء خلقهم، ظنا منهم أن ذلك من الدين، ولو أخذوا منهم علمهم وتركوا سوء خلقهم لكان خيرا لهم. وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف.
ولقد تذكرت وأنا أقرأ هذا الموضوع، كلاما لطيفا لابن الأثير في كتابه (المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر)، مفاده أن مدار البلاغة (هو الانتفاع بإيراد الألفاظ المليحة الرائقة والمعاني اللطيفة الدقيقة في استدراج المخاطب). وهل هناك ما هو أدعى إلى استدراج المخاطب واستمالته من عبارة تجامله، وتدعو له بخير، وإن أخطأ في الفهم أو في التعبير أو في السؤال؟
وقد أشار ابن الأثير إلى بعض الشواهد القرآنية التي تعرض مجاملات من المؤمنين للمشركين كنوع من أنواع الاستدراج والاستمالة لهم، منها قول مؤمن آل فرعون لقومه: " وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب ".
ومنها قول إبراهيم عليه السلام لأبيه: " واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا "
ويمكن الاطلاع على الفوائد التي ذكرها في تفسيره (أو استنباطاته ... لا أعرف أي العبارتين أصوب في هذا المقام) من الآيتين على هذا الرابط ( http://www.al-eman.com/islamLib/viewchp.asp?BID=233&CID=8#s6).
وأما إخواننا الذين لا يرون في حسن الخلق أسلوبا لائقا بالحوارات العلمية، فأقول لهم: ((إنكم لن تسعوا الناس بعلمكم، فسعوهم بأخلاقكم))
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Aug 2007, 02:29 م]ـ
د. عبد الرحمن شكر الله لك طرح هذا الموضوع.
لقد أصبح الأدب وحسن الحوار بحمد الله من سمات الملتقى ومميزاته شهد بذلك كل من أطلع عليه إلا أنه من المهم جداً بعد هذه المدة الزمنية في عمر الملتقى أن يكون هناك وقفة مراجعة ومحاسبة لعلمنا جميعاً أن ما بين أيدينا عملٌ بشري يعتريه ما يعتري أعمال البشر وإني لأرجو أن يكون هذا الموضوع هو بداية المراجعة يتبعه موضوعات أخرى شبيهة به مما قد يؤخذ على الملتقى , على أن يتم طرح ذلك من خلال التنسيق مع المشرف العام حتى يحصل المقصود من المراجعة والتصحيح , كما أتمنى أن يخلو نقاش موضوع المجاملة من المجاملة وفق الله الجميع في الدارين لكل خير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محب الطبري]ــــــــ[07 Aug 2007, 03:08 م]ـ
نعم لدينا مجاملات، ولكنها مقبولة في الجملة وقليلة
ولعل منها ما تضمنتها بعض التعقيبات السابقة
ومنها المبالغة في إطراء بعض الأعمال والكتابات من أجل أسماء أصحابها
ومن ذلك تقديس ما يصدر من بعض المشرفين الكرام ولا سيما القطبان الكبيران صاحبا الفضيلة ((د: مساعد وعبد الرحمن))
ومن ذلك الثناء على بعض الكتب لمجرد أنه صدر حديثاً ولو كان مسروقا
ومن ذلك التضييق والإنكار على من يخرج عن خط المجاملة في بعض الأحيان
ومن ذلك أمور لا تحضرني الآن وكنت أخاف من التنبيه عليها في حينها
وأشكر المشرف العام على طرح هذا الموضوع والسماح لنا في التحليق في غير جو المجاملة
ـ[محب]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:27 م]ـ
لدينا في الملتقى بعض الصور التي قد تندرج تحت المجاملات المذمومة ..
من ذلك: السكوت عن نقد آراء لأشخاص يشاركون في الملتقى، مثل السكوت عن نقد بعض المواقع لبعض أعضاء الملتقى.
لست أعني أن الشخص يدلي برأي فاسد فيتلقى التهنئة على ذلك .. كلا .. وإنما أعني " عدم التعرض " للموضوع ولا المشاركة فيه أصلاً، مع أن الأمل معقود على هذا الملتقى في نقد المواقع التي تتعرض للقرآن ولو لم تلصق بعض محتوياتها في الملتقى.
وإنما قلت ((قد تندرج)) ولم أجزم، لأن السبب في الصورة المذكورة قد لا يكون المجاملة، وإنما قد يرجع السبب إلى طبع غالب على ملتقى أهل التفسير، مفاده قلة الجانب النقدي، حتى أن افتتاح قسم (الانتصار للقرآن) أثار العجب بقدر ما أثار من الفرح. وقد يرجع السبب إلى طبع آخر غالب على الملتقى، وهو تحاشي الموضوعات التي تتطلب التحرير والتحقيق، أو بعبارة أخرى: الانشغال بأخبار التفسير وبحوثه أكثر من التفسير نفسه.
(القلة التي عنيتها في الطبعين الغالبين هي قلة نسبية، فهي قليلة بالنسبة إلى ما كان منتظرًا من الملتقى لا سيما أعضائه الكبار)
والسكوت عن النقد أو تحاشيه، قد يكون سببه (دعوة) الشخص المطلوب نقد آرائه، والحرص على عدم نفرته. لكن المشكلة أن هذا الشخص المطلوب نقده يغتر بهذا السكوت وربما احتج به.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً، ونسأل الله أن يوفقنا لأحسن الأقوال والأعمال.
أشكر الجميع ونترقب ما يحرره الزملاء بكل رحابة صدر، وقبول للتوجيه الذي لا أشك أنه من أجل الرقي بالموقع، وأرجو ألا يتحرج أحد منكم في قول ما يدور في ذهنه حول هذا الموضوع مهما كانت درجة صراحته، ولكم علينا أن نأخذ ما يكتب بعين العناية والاهتمام، والتقدير والشكر أيضاً فلا تحرمونا من نصيحتكم وخبرتكم وفقكم الله لكل خير.
في 25/ 7/1428هـ
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:01 م]ـ
من يكتب باسمه الصريح سيضطر يوما ما للمجاملة ولو بالسكوت.
وقد أصبحت مشاعر الناس اليوم رهيفة حساسة لا تحتمل النقد والاعتراض ولو كان وجيها.
لا ننكر وجود المجاملة عندنا في الملتقى ولكنها من باب الأدب والبعد عن خدش المشاعر وهو مقصد نبيل لكن ينبغي أن يكون له حدود.
وينبغي أن تتسع صدورنا للنقد البناء ونحسن الظن بصاحبه.
والسلام عليكم أجمعين،،،
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:08 م]ـ
من يكتب باسمه الصريح سيضطر يوما ما للمجاملة ولو بالسكوت.
الله المستعان، مصداقاً لهذا يا أبا سلمان، وقعتُ قريباً جداً على سرقة علمية مضحكة لأحد الباحثين المتخصصين في الدراسات القرآنية للأسف الشديد، وهي بالنسبة لي سرقة علمية لا أشك فيها لأن لها أخوات، ولكنني أصبحت أخشى أن أكون ممن تتبع عورات إخوانه المسلمين، فطويت الأمر وسكت، ليس مجاملة للباحث نفسه فالأمر في هذا أهون، ولكن تقديرا لأمور كثيرة أخرى طرحها الزملاء عندما كتبت يوماً عن سرقة علمية في الملتقى وكثرت حولها الآراء والأقوال. وعلى كل حال، أرجو أن ننتفع في تصحيح منهجيتنا في هذا الجانب في الملتقى بعد اكتمال آراء الجميع في هذا الموضوع هنا والله الموفق والمعين.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:25 م]ـ
أشكر أخي الدكتور عبد الرحمن على طرح هذه المصارحة في الملتقى، وأشكر الإخوة الذين شاركوا في هذا بالنقد الماتع، ولي مع هذا الموضوع وقفات:
أولاً: إن موقعًا يضم أعدادًا معتبرة من طلبة العلم، ومنازع ومشارب مختلفة لا يمكن أن يخلو من المجاملة البتة.
ثانيًا: إن المجاملة تكون مذمومة إذا كانت على حساب القضية العلمية، أو كانت ظاهرةً في شخص أو أشخاص، أو من أجل بعض الأشخاص دون غيرهم.
ثالثًا: مما يحسن النظر فيه أن الصراحة المطلقة في كل الأمور غير ممكنة، ولو كان المرء سيكون صريحًا دائمًا لما لقي من يصاحبه، وقديما قال النابغة:
وَلَستَ بِمُستَبقٍ أَخاً لا تَلُمَّهُ ** عَلى شَعَثٍ أَيُّ الرِجالِ المُهَذَّبُ
ومن ثَمَّ، فإن المجاملة ـ على حدود مقبولة ـ مطلوبة لبقاء الود والتآلف، لذا قد يكون تقدير المصلحة أحيانًا مورثًا للمجاملة.
رابعًا: إن الإعجاب لا يلزم منه التقديس مطلقًا، كما أن الأصل أنه لا يلزم منه عدم النقد، وإن كان توجيه النقد في هذا الحال صعبًا؛ لأنه من المعلوم بين البشر أن الإعجاب قد يسدُّ الصواب عنك فلا تراه.
والإعجاب لا يمكن الانفكاك منه بسهولة، فكيف بما يقع من لوازمه التي تكون ـ في بعض الأحيان ـ مشينة.
خامسًا: يحسن بمن يلمس مثل هذه الأمور أن يستخدم الرسائل الخاصة في التنبيه على ذلك، ولقد رأيت أن هذه الطريقة من أنفع الطرق في بيان بعض الملاحظات الخاصة التي تعني الشخص، ولا تلحق غيره، ولم أجد ـ بحمد الله ـ إلا الحب والتقدير والشكر ممن أرسلت لهم التنبيه على البريد الخاص.
وأخيرًا، فإن أهم أمر في هذا الموضوع أن نلتزم بسنة حبيبنا وسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأن نكون حلماء رفقاء، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزِع من شيء إلا شانه.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[09 Aug 2007, 04:57 م]ـ
يا أبا عبد الله ابعث بهذا السارق إلينا فإنا لا نخشى في السُّراق لومة لائم.
أو ليس للمسروق منه حق!
ـ[فضيلة]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:13 م]ـ
المجاملات سلاح ذو حدين، والصدق والصراحة في الملتقى أظهر وأبين، والنية الصالحة أوضدها عامل قوي ومؤثر في الحكم على الأشياء، وقد قال تعالى:"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا", وقديما قال زهير:
ومن لم يصانع في أمور كثيرة ... يضرس بأنياب ويوطأبمنسم
وكل النس يجاملون سواء للمحبة أو الخوف أو سواهما، لكن في نظري أن الفيصل هنا هو ما كان حقا أوباطلاً في المجاملات وغلب إحدى الجانبين، فالممدوح ممدوح والمذموم مذموم ويعرف ذلك كل الناس. والله أسأل أن يكلل جهود القائمين عليه، وجزى الله د. عبدالرحمن الشهري خيرا.
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[09 Aug 2007, 09:34 م]ـ
من مقتضى الشريعة "المجاملة " وهي مطلوبة من حيث الجملة، وتلحق بالقسم المذموم إذا كانت على حساب تقرير الحق، أما الثناء على باحث أو بحث وذكر ما اشتمل عليه من المحاسن من الطرح العلمي وتقرير المسائل والدلائل، فلا يلحق بالقسم المذموم، وكذلك الرد بالتي هي أحسن إذ بغية المشاركين في هذا الصرح العلمي الحق، ولقد وقفت وغيري على بعض التعقيبات لبعض البحوث المنشورة وعلى بعض الردود ولكنها والحق الحق أقول اشتملت على الآدب الرفيع والكلمة الطيبة هذا مطلوب شرعا
وبالله التوفيق
ـ[عبدالرحمن السديس]ــــــــ[10 Aug 2007, 01:23 م]ـ
أرى أن المجاملات موجودة وظاهرة
ولست أعني اللطف والثناء المتوازن والتشجيع عند المشاركة لمن يستحق = فهذا أمر حسن؛ بل أعني الإحجام عن الحوار والنقد والرد على موضوعات بحاجة لذلك.
ولكم أن تنظروا عدد المواضيع المطروحة خلال السنين الماضية ونسبة ما فيه حوار منها، مقابل ما ترك من غير تعقيب، أو كانت غالب المشاركات للتأييد والمدح والثناء، خصوصا من الأسماء الصريحة.
فهل يعقل أن تكون الأفكار متفقة إلى هذه الدرجة؟
نعم قد لا يكون السبب الوحيد هو المجاملة؛ بل قد يكون هناك أسباب أخرى منها: شح كثير من المشايخ بأوقاتهم على مثل هذه الحوارات، أو عدم اقتناعهم بجدواها مقابل الوقت الذي تستغرقه، أو الخوف "الحساسيات" وغيرها من الأسباب.
وأشكر الدكتور عبد الرحمن على طرح هذا الموضوع
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[13 Aug 2007, 09:19 ص]ـ
شكر الله لك ياشيخ عبد الرحمن على جهودك المباركة التي تقوم بها وعلى هذه المكاشفة التي يقصد منها الرقي بالملتقى والأخذ به بعيداً عن المواطن التي قد تضعفه.
وفي رأيي أنه ينبغي التفريق بين ما يلي:
1) المجاملة التي يضمحل معها الجانب العلمي.
2) الأدب والتقدير والاحترام.
3) التشجيع.
فالأول هو محط الكلام وينبغي ألا يوجد، والثاني هو المطلوب، والثالث قد يغتفر معه ما لا يغتفر في الأول.
وفي رأيي أن الطريقة المناسبة هي ما ذكرته ياشيخ عبد الرحمن: الطرح الصريح مع الأدب الجم، والاحترام والتقدير للجميع هو المناسب في الموضوعات المطروحة.
وشكر الله لك هذه الصراحة في الطرح. كلام جد راآآآآآآآآئع حتى لا نغمط الحق
وهناك ملاحظة هامة في النقل والحديث عن السرقات العلمية وهي: أنه قد يكون الباحث قد أكثر النقل عن ثقة ونوه في مقدمة بحثه أنه في معظم ما أتى به في موضوع كذا ... كان قد نقله عن كتاب كذا ليستغني عن تكرار ذكر المرجع هذا وإن كان التوثيق يقتضي العزو في كل عبارة وإشارة إلا أن المسألة هنا تختلف في شكلها ومضمونها عمن نقل وطمس الحقائق.
بارك الله فيكم أحبي في الله. وجزاك الله خيرا أخي الفاضل د: عبد الرحمن الشهري على هذا الطرح الجيد والمتابعة الحسنة.
ـ[الجنيدالله]ــــــــ[14 Aug 2007, 01:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ندعو الله ان يحفظ الملتقى واهله
وان يعيذنا من ان نكون ممن عناهم مالك بن دينار رحمه الله (افتضحوا فاصطلحوا)
او ممن عناهم من قال:
ذهب الرجال المقتدى بفعالهم = والمنكرون لكل امر منكر
وبقيت في خلف يُزيّن بعضهم = بعضا ليدفع مُعور عن معوروفقنا الله لما يحب ويرضى
ـ[مرهف]ــــــــ[14 Aug 2007, 10:38 م]ـ
المتابع للمناقشات التي تحصل في الملتقى يلاحظ وجود مجاملات قد يصل بعضها إلى تقديس الأفكار لبعض الأشخاص الذي يضر بالمصلحة العلمية، ويبعد بطالب العلم عن البحث عن الدليل إلى البحث عن الأشخاص، ويتجلى ذلك بكثر الثناء والإطراء على الفكرة وصاحبها واعتبارها الحق دون غيرها.وأشار لذلك الأخ محب الطبري
ومن جهة أخرى فإن ثمة موضوع آخر ينبغي أن يناقش أيضاً وله علاقة بمضمون المواضيع التي تطرح وهذا الموضوع أراه حساساً نوعاً ما فقد وجدت أن بعض المناقشين يصنف المشاركين باتجاهات معينة حسب ما يفهمه من المشاركات المكتوبة، فإن دافع بشراسة عن ابن تيمية فهو سلفي وإن دافع عن الرازي فهو أشعري وإن نقد ابن القيم فهو صوفي وإن .... وهكذا، وأنتم تعلمون أن عصرنا اليوم فيه من الشتات أكثر مما نحسب فينبغي التأكيد على موضوع النقاش العلمي المتجرد عن الخلفيات وإن كتب أحد الأخوة وله مقصد غير علمي فإن كان كلامه حقاً فنأخذ بالحق لا بما يقصد وإن كان غير ذلك فيعرى علمياً بالحجة على أن يكون القارئ والمناقش على وعي وفقه بواقع حال المسلمين والموجات الفكرية التي تخوض فيهم وأسأل الله أن أكون مصيباً والله المستعان
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الكشاف]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:11 ص]ـ
أولاً أشكرك على طرح هذا الموضوع، وهذه الصراحة.
وثانياً: فكما تفضل الذين سبقوني في التعليق أن الأدب يقتضي المجاملة في حدود مقبولة لا أرى المنتدى قد حرج عنها. ولا ينبغي أن يمنعنا الأدب من النقد العلمي في موضعه إن اقتضى الموضوع ذلك. وأما المجاملة وحسن الخطاب فكما تفضل الأستاذ محمد بن جماعة فينبغي أن يكون هو المنهج الذي نسلكه دوماً، وأن يكون خروجنا عنه خطأ نرجع عنه ونستغفر منه فرابطة الأخوة في الإسلام أكبر من الخلافات الجانبية في مسائل العلم. والله أعلم
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[21 Aug 2007, 06:23 م]ـ
قرأت اليوم كلاما حكيما للأستاذ عصام العطار، وهو أحد الدعاة المقيمين في الغرب، ذا صلة بهذا الموضوع.
فهو يقول في بعض كلماته (منقولة من هذا الرابط، وأنصح بالاطلاع على بقية الكلمات ( http://www.iid-alraid.de/Alraid/Html/a259ai1n05.mht)):
الذين يُعْطون المحبةَ ليسوا أقلَّ شأناً ممن يعطون العلمَ والمعرفة، وإن كانوا لا يقرأون ولا يكتبون
* * *
ما نغرسه في قلوب الناس من الْحُبّ بالحُبّ يعود إلينا أزهاراَ من أجمل الأزهار وثماراً من أطيب الثمار
* * *
ما تبذله من الحبّ، وماتفعله من الخير، سعادةٌ في النفس، وراحةٌ في الضمير، وثوابٌ من الله؛ فلا تطلُبْ ثوابَه من الناس
ـ[أبو المهند]ــــــــ[25 Aug 2007, 12:56 م]ـ
شكر الله للدكتور أبي عبد الله طرحه هذه الموضوع الذي به يزيد الموقع صلابة وشموخاً، وتقدماً وازدهاراً
وأحب أن أضم صوتي إلى أصوات الأحبة الذين سبقوني بالتعليق من أن المجاملة مطلوبة لرجوعها إلى مادة الجيم والميم واللام، والتي تفارق وتباين النفاق والتصنع، ومن وجهة نظري:
الموقع جاد ومثمر وعلى أعلى درجات الرقي الفكري إلا أنني أعترف بلون من الهرولة تجاه كتّاب محترمين مميزين
قد يتخلف تميزهم في بعض حلقات كتاباتهم ـ وهذا شأن البشر ـ وبالرغم من ذلك يظل الإطراء الشديد هو هو لا يتخلف مطلقاً، والعيب ليس فيمن كتب بل فيمن علّق.
هذه وجهة نظري وقد أكون ممن جانبه الصواب في رأيه، ومن باب الحب الذي يعني بقاء المجاملة عدم ذكر نماذج رغم وجودها لدي، لأن كل لبيب بالإشارة يفهم، ويقيني أن أهل الملتقي ألباء فطناء أكنّ لهم التقدير والاحترام، والناس بخير ما تناصحوا، والملتقى بخير ما دام يحمل مثل هذه الموضوعات.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Sep 2007, 01:25 م]ـ
اعتدنا استعمال المدلول العامى للكلمة "مجامله" = محاباة فيها تمييز قد يكون على غير مقتضى الانصاف. وانطلاقا من هذا المفهوم فقد رصدت مجاملة فى الردود , فمنا من يعرض سؤال أو شبهة اعترضته ولا يرد أحد حتى لو طلب ذلك صراحة " ما رأى مشايخنا " وأضرب مثل: لقد علقت على موضوع الموالاة بقولى >لدى اشكال فى " ... ولى ولا نصير " فالعطف يقتضى المغايرة اذن الولى غير النصير.< ورد الأخ الموحد السلفى بما وسع اجتهاده , وناشد المشائخ أن يدلوا بدلوهم , وناشدتهم معه , ولم يعلق احد, فهل هكذا سيكون الحال لو أن المناشدة من أحد المشايخ؟ بالطبع سيكون هناك مزيد اهتمام وعناية.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[10 Jan 2008, 11:26 م]ـ
طرح د عبد الرحمن سؤالا حول وجود مجاملات. وأود أن أطرح سؤالا آخر للتأمل:
هل يوجد في المقابل جفاء في المنتدى؟
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Jan 2008, 01:02 ص]ـ
قلت: أبى الكمال أن يكون إلا لله يا أستاذ ابن جماعه فتدبر وتأمل.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[12 Jan 2008, 12:58 ص]ـ
الحمد لله
هل تقصد يا شيخنا الكريم المداهنة على حساب بيان الحق
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Jan 2008, 01:14 ص]ـ
الحمد لله،
هل تقصد يا شيخنا الكريم المداهنة على حساب بيان الحق
تكلم اثنان، فمن تقصد؟ ود. خضر شيخ علما (وأظنه سنا أيضا، بما أنه ذكر مراسلات بينه وبين ابني عاشور الوالد والابن):) (أقوله للدعابة فقط). أما أنا فلست شيخا بأي معنى من المعنيين:)
وإن قصدتني بالسؤال: فلا أقصد بسؤالي (المداهنة على حساب بيان الحق) .. وأظن أن عبارتي لا تستدعي هذا المحمل.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[12 Jan 2008, 02:39 م]ـ
قلت: أخي الفاضل المجلسي الشنقيطي، والأستاذ محمد حفظكما الله تعالى بالنسبة لإجابتي على سؤال:
هل يوجد في المقابل جفاء في المنتدى؟ والذي قلت فيه: أبى الكمال أن يكون إلا لله، أعني: أن من الجفاء الواقع من بعض الأحبة:
! ـ الانتصار للذات وعدم التسليم للغير، لدرجة أنني أجد نقاشات قد يلزمها الدور والتسلسل إلى ما لا ينتهي فأعلق بمشاركة محتواها عبارة " والله أعلم " يعني كفانا هدرا للوقت وإيغاراً للصدر، فالنقاش له حدود إن زاد عنها انقلب إلى الضد.
2ـ من الجفوة عدم الاعتبار أو النظر لرأي من سبقني، كمن يدخل في مسلسل نقاش جار لمسألة علمية ثم لا يعتبر رأي من سبق ولا يهتم به، في حين تكمن حقيقة مؤداها أن النقاش التسلسلي لا يصلح أبدا أن يدخل عليه مناقش دون وضع الحلقة الأخيرة في الحلقة التي سبقتها لتتم الفائدة، ويتناغم المناقشون فائدة وحباً. {كأن يقول الأخير " جزى الله خيراً من سبقني " ولكن أقول: أو ما شابه ذلك .......
3ـ من الجفوة مسح جهود بعض العلماء بجرة قلم.
4ـ من الجفوة ـ أو السلبية ـ تتبع بعض العلماء في أولادهم ووصفه بما لا يليق، مع ذكر ذلك في الملتقى دون نكير. ولكن تبقى وشائج المودة موصوله من خلال الرحم العلمية التي جمعت بيننا.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد عز الدين المعيار]ــــــــ[12 Jan 2008, 03:08 م]ـ
أخي الدكتور عبد الرحمن: قد تكو ن هناك مجاملات وتحيز في هذا الملتقى، والكمال لله لكنه بكل صدق من أكثر المنتديات موضوعية واعتدالا واحتراما لأعضائه.(/)
حكم الاستعاذة عند الاستشهاد بآية أثناء الخطب والمواعظ والحديث؟
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[07 Aug 2007, 04:16 ص]ـ
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيّنا محمّدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد:
فكثيراً ما نسمعُ بعض الخطباء، والوعّاظ، والمتحدّثين، وغيرهم يذكرون الاستعاذة قبل استشهادهم بآية من كتاب الله أثناء حديثهم، وخطبهم خصوصاً عندما تكون الآية، أو الآيات في آخر الحديث ويريد المتحدث أو الخطيب أن يختم بها.
وقد كنتُ أتساءل: هل لهذا العمل مستند، وهل لذكر الاستعاذة وجهٌ هاهنا؟
فوفقني الله تعالى للوقوف على فتيا في ورقتين لأحد العلماء المشهورين في هذه المسألة فقمت بتحقيقها وتخريج أحاديثها ووضع دراسة لها. وسوف أضع الرسالة من غير التخريج وقسماً من الدراسة هنا لأستفيد أولاً ويستفيد غيري ثانياً، وأتمنى قبل وضعها أن يذكر الأخوة آرائهم بادي الرأي من غير كثير بحث من باب التشويق والإفادة فقد يذكر الأخوة ما لم يخطر ببالي.
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[07 Aug 2007, 06:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخ محمد،،
الذي يظهر أنها داخلة في عموم قوله تعالى: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
والله تعالى أعلم،،
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[08 Aug 2007, 07:29 م]ـ
شكر الله مرورك أخي يزيد ..
وقبل الدخول في المسألة أذكر تحرير محل النزاع فأقول: لا يخلو من أراد أين يقرأ شيئاً من القرآن من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: أن يكون ذلك لقصد التلاوة فهنا تشرع الاستعاذة. وهذه الحالة ليست محل البحث.
الحالة الثانية: أن يكون ذلك في قراءة الفاتحة في الصلاة، فإن كان في أول ركعة فالاستعاذة مستحبة عند الجميع، ويروى عن مالك أنه لا يستعيذ في المكتوبة، وإن كان ذلك في الركعات الثانية وما بعدها ففيه خلاف، وهذه الحالة ليست محل البحث.
الحالة الثالثة: أن لا يكون ذلك للتلاوة، ولا في الصلاة وإنما استشهاداً في حديث، أو موعظة، أو خطبة، أو سؤال عن آية، ونحو ذلك فهذه الحالة هي محل البحث.
أما الكلام عن المسألة فالظاهر عموم قوله تعالى: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ? لكن جاء في كثير من الأحاديث المرفوعة والآثار الموقوفة الاستشهاد بآي من القرآن أثناء الحديث والكلام دونما ذكر للاستعاذة، وفعل النبي - ^ - من مخصصات العموم عند جمهور الأصوليين - ولم يذكر الخلاف إلا عن أفراد منهم - كما في المراجع التالية:
الإشارة في معرفة الأصول لأبي الوليد الباجي: ص 202، والمستصفى للغزالي: (2/ 106 - 109)، والمحصول للرازي: (3/ 81)، والإحكام للآمدي: (2/ 354 - 356)، وفواتح الرحموت: (1/ 354)، العدة لأبي يعلى: (2/ 573 - 578)، الواضح لأبي الوفاء: (3/ 394 - 396)، وروضة الناظر: (2/ 732)، و المسودة: (1/ 295)، وشرح الروضة: (2/ 569)، وشرح الكوكب المنير: (3/ 371 - 373)، وإرشاد الفحول: (2/ 689).
ومن نظر نظرةً عابرة في كتاب التفسير من دواوين السنة كالصحيحين وجامع الترمذي وسنن النسائي الكبرى ومجمع الزوائد والمطالب العالية وغيرها، لرأى من الأحاديث والآثار عدداً كثيراً، وسأقتصر هنا على خمسة أحاديث، وخمسة آثار عن الصحابة، مما أخرجه الشيخان، أو أحدهما، من سورة الفاتحة و البقرة فقط:
أولاً: الأحاديث النبوية:
1 - ما أخرجه البخاري رقم: [4703] عن أبي سعيد بن المعلى ? قال: كنت أصلي في المسجد، فدعاني رسول الله – ? – فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: ((ألم يقل الله: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ?))، ثم قال: ((ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد)) فذكّرته فقال: ((الحمد لله رب العالمين)) هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.
(يُتْبَعُ)
(/)
2 - ما أخرجه البخاري رقم: [4479] عن أبي هريرة ?، عن النبي ? قال: ((قيل لبني إسرائيل: ? وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُواْ حِطَّةٌ ?. فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا: حطة، حبة في شعرة)).
3 - ما أخرجه البخاري رقم: [4485] عن أبي هريرة ? قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله - ? -: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: ? آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا ? الآية).
4 - ما أخرجه البخاري رقم: [4487] عن أبي سعيد الخدري ? قال: قال رسول الله ?: ((يدعى نوح يوم القيامة، فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلّغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلّغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير، فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ: ? وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ?. فذلك قوله جل ذكره: ? وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ?)). والوسط: العدل.
5 - ما أخرجه البخاري رقم: [4537] عن أبي هريرة ? قال: قال رسول الله ?: ((نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ?? رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ?)).
ثانياً: الآثار عن الصحابة:
1 - ما أخرجه البخاري رقم: [4481] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال عمر ?: أقرؤنا أُبَيّ، وأقضانا عليٌّ، وإنا لندع من قول أُبَي، وذاك أن أُبيّاً يقول: لا أدع شيئاً سمعته من رسول الله ?، وقد قال الله تعالى:
? مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا ?.
2 - ما أخرجه البخاري عن أنس ? قال: قال عمر ?: وافقت الله في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلت: يا رسول الله! لَوِ اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، وقلت: يا رسول الله! يدخل عليك البَرُّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي ? بعض نسائه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتن أو ليبدلن الله رسوله ? خيراً منكن، حتى أتيت إحدى نسائه، قالت: يا عمر! أما في رسول الله ? ما يعظ نساءه، حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله: ? عَسَى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ ?. الآية.
3 - ما أخرجه البخاري رقم: [4486] عن البراء ?: أن رسول الله ? صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، أو سبعة عشر شهراً، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَلَ البيت، وأنه صلى، أو صلاها، صلاة العصر وصلى معه قوم، فخرج رجل ممن كان صلى معه فمر على أهل المسجد وهم راكعون، قال: أشهد بالله، لقد صليت مع النبي ? قِبَلَ مكة، فداروا كما هم قِبَل البيت، وكان الذي مات على القبلة قبل أن تُحَوّل قِبَلَ البيت رجال قتلوا، لم ندر ما نقول فيهم، فأنزل الله: ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ?.
4 - ما أخرجه البخاري رقم: [4495] عن هشام بن عروة، عن أبيه أنه قال: قلت لعائشة زوج النبي ? ورضي الله عنها، وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ?. فما أرى على أحد شيئاً أن لا يطوف بهما؟ فقالت عائشة: كلا، لو كانت كما تقول، كانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، إنما أُنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله ? عن ذلك، فأنزل الله: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ?.
(يُتْبَعُ)
(/)
5 - ما أخرجه البخاري رقم: [4496] عن عاصم بن سليمان قال: سألت أنس بن مالك ? عن الصفا والمروة؟ فقال: كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى: ? إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ?.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[08 Aug 2007, 07:31 م]ـ
وأما الفتوى التي وقفت عليها فهي لجلال الدين السيوطي ضمن كتابه الحاوي في الفتاوي: (1/ 297 - 298) وهي لا تتجاوز الورقة ونصف، ووضع لها العنوان التالي: " القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة " وقد أعانني الله على تحقيقها والعناية بها وتخريج أحاديثها، وهذا هو نصها مجردة من التعليق والتخريج.
(القذاذة في تحقيق محل الاستعاذة)
الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى.
وقع السؤال عما يقع من الناس كثيراً إذا أرادوا إيراد آية قالوا: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويذكرون الآية، هل (بعد) هذه جائزة قبل الاستعاذة أم لا؟ وهل أصاب في ذلك أو أخطأ؟
فأقول: الذي ظهر لي من حيث النقل، والاستدلال أن الصواب أن يقول: قال الله تعالى ويذكر الآية، ولا يذكر الاستعاذة، فهذا هو الثابت في الأحاديث والآثار من فعل النبي – ? – والصحابة، والتابعين فمن بعدهم.
1 / أخرج أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، عن أنس – ? – قال: قال أبو طلحة: " يا رسول الله! إن الله يقول: ? َلن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ? وإن أحب أموالي إليَّ بيرحاء ... )) الحديث.
2 / وأخرج عبد بن حميد، والبزار عن حمزة بن عبد الله بن عمر قال: قال عبد الله بن عمر - ? -: " حضرتني هذه الآية: ? لن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ? فذكرت ما أعطاني الله فلم أجد أحب إلي من جارية لي رومية فأعتقتها ".
3 / وأخرج ابن المنذر عن نافع قال: " كان ابن عمر- ? - يشتري السكر فيتصدق به فيقول له لو اشتريت لهم بثمنه طعاماً ما كان أنفع لهم؟
فيقول إني أعرف الذي تقولون، ولكني سمعت الله يقول: ? لن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ ? وإن ابن عمر يحب السكر ".
4 / وأخرج الترمذي عن عليٍ - ? - قال: قال رسول الله - ? -:
من ملك زاداً، أو راحلة ولم يحج بيت الله فلا يضره مات يهودياً، أو نصرانياً، وذلك بأن الله قال: ? وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ?.
5 / وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رفع الحديث إلى النبي - ? - إن الله قضى على نفسه أنه من آمن به هداه، ومن وثق به أنجاه، قال الربيع: وتصديق ذلك في كتاب الله: ? وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ?.
6 / وأخرج ابن أبي حاتم عن سماك ابن الوليد أنه سأل ابن عباس- ? - ما تقول في سلطان علينا يظلموننا ويعتدون علينا في صدقاتنا، أفلا نمنعهم؟
قال: لا، الجماعة الجماعة، إنما هلكت الأمم الخالية بتفرقها، أما سمعت قول الله: ? وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ ?.
7 / وأخرج أبو يعلى عن أنس – ? –، عن النبي – ? – قال: ((لا تستضيئوا بنار المشركين))، قال الحسن: وتصديق ذلك في كتاب الله: ? يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ ?.
8 / وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عمرو - رضي الله عنهما – أن النبي - ? - قال في الجمعة: ((هي كفارة إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام، وذلك لأن الله يقول: ? مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ?.
والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصر فالصواب الاقتصار على إيراد الآية من غير استعاذة اتباعاً للوارد في ذلك فإن الباب باب
(اتباع)، والاستعاذة المأمور بها في قوله تعالى: ? فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ .. ? إنما هي عند قراءة القرآن للتلاوة، أما إيراد آية ما منه للاحتجاج، والاستدلال على حكم فلا.
وأيضاً فإن قوله: (قال الله تعالى بعد أعوذ بالله) تركيب لا معنى له، وليس فيه متعلق للظرف وإن قدر تعليقه بقال ففيه الفساد الآتي، وإن قال: (قال الله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم) وذكر الآية ففيه من الفساد جعل الاستعاذة مقولاً لله وليست من قوله، وإن قدم الاستعاذة ثم عقبها بقوله: قال الله وذكر الآية فهو أنسب من الصورتين غير أنه خلاف الوارد، وخلاف المعهود من وصل آخر الاستعاذة بأول المقروء من غير تخلل فاصل، ولا شك أن الفرق بين قراءة القرآن للتلاوة وبين إيراد آية منه للاحتجاج جليٌ واضح. والله أعلم.
أ. هـ كلام السيوطي.
وهذا تلخيص أحوال من يذكر الاستعاذة عند الاستشهاد بآية من كتاب الله:
لا يخلو من أراد أن يذكر الاستعاذة قبل الاستشهاد بآية من كتاب الله في حديث، أو موعظة، أو خطبة من ثلاثة أحوال:
الحالة الأولى: أن يقول هكذا: قال الله تعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الحالة الثانية: أن يقول هكذا: قال الله تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
الحالة الثالثة: أن يقول هكذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يذكر الآية.
وهذه الحالات بعضها أسوأ من بعض كما نبه على هذا السيوطي في الرسالة السابقة.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[إبراهيم الحميضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 08:33 م]ـ
أحسنت ياأخي محمد على هذا البحث المحرر المفيد.
ولعله يلحق بهذه المسألة ترتيل الآيات عند الاستشهاد بها في الدروس والمواعظ والله أعلم.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أستشكل ما استشكله أخي محمد بارك الله فيه وأظن أن كلام الإمام السيوطي كلام شافي والله أعلم
وأيضا ما ذكره الأخ إبراهيم من لحوق هذه المسألة بترتيل الآيات في المواعظ والمحاضرات والخطب ..
بل قد يكون هناك استشكال عند الاستشهاد بالآيات وذلك من حيث تلاوتها باحكام التجويد خاصة عند من يرى وجوب
الأخذ بالتجويد.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:07 ص]ـ
سبق مناقشة هذه المسألة ومسائل أخرى حول الاستعاذة هنا:
أبو مجاهد العبيدي: احذر الوقوع في هذا الخطأ!! (مع تنبيهات متعلقة بالاستعاذة) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=1727#post1727)
وأشكر الأخ الشيخ الطاسان على إضافته هذه.
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[09 Aug 2007, 07:15 ص]ـ
شكر الله لك يا أبا مجاهد ..
وقد تعمدت وضع عنوان للموضوع ثم وضعه بعد قرابة يومين حتى يكون هناك نوع تشويق، ولكي أتلاشى التكرار إن كان الموضوع قد طرح من قبل، فأصرف جهدي ووقتي في أمرٍ آخر أحسبه أنفع، مع العلم أن بحثي للمسألة كان قبل عامين.
ولكن ..(/)
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[07 Aug 2007, 08:16 ص]ـ
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
--------------------------------------------------------------------------------
القاعدة في الوصف الخاص بالمؤنث أن لا تلحقه علامة التأنيث، فلا يقال: امرأة حائضة، ولا امرأة مطلقة وهكذا، يقول السيوطي (1):"والغالب ألا تلحق الوصف الخاص بالمؤنث كحائض
و طالق وطامث ومرضع، لعدم الحاجة إليها بأمن اللبس".
ويعلل أحد الباحثين ذلك بقوله (2):" ولعل هذا راجع إلى مرحلة قديمة من عمر اللغة لم تكن فيها علامات التأنيث قد استخدمت بعد، فقد كان المؤنث لغويا يعامل به المذكر ".
وقد وهم هذا الباحث إذ العكس هو الصحيح، فالأصل المفترض في التفكير اللغوي الأولي القديم أن يجنح العقل اللغوي البدائي إلى التمييز بين المذكر والمؤنث بالعلامة، ثم تأتي مرحلة متطورة من الدرس اللغوي، تحذف هذه العلامة من بعض الاستعمالات، لوجود أمن اللبس وإعمال الفكر في أن هذه الصفات مما اختصت به الأنثى عن الذكر فتحذف العلامة، بدليل ما نجده من استعمال الفصحى كلمات (طالق – حامل – طامث – مرضع ..... )، وما نسمعه في العامية من قولهم: طالقة، حاملة، فالاستعمال العامي يشير إلى مرحلة أولية قديمة في التفكير اللغوي لا إلى مرحلة متطورة في التفكير.
وما حصل من خروج عن الفصيح الأغلب لهذه القاعدة وذلك من إدخال علامة التأنيث على الوصف الخاص بالمؤنث، يمكننا تفسيره دلاليا لا أن نقف في تفسيره عند حدود الأصل التاريخي، ولبست علة الاطراد هي السبب في ذلك كما ذهب إليه الباحث السابق بقوله (3):"ولعل الرغبة في أن تطرد القاعدة هي التي جعلت الاستعمال اللغوي يميل إلى إدخال علامة التأنيث على كثير من الألفاظ المؤنثة تأنيثا سماعيا، أي المؤنثة بدون علامة التأنيث".
فقد وهم هذا الباحث مرة ثانية إذ جعل الاطراد هو العلة المسببة لدخول علامة التأنيث على الوصف الخاص بالمؤنث، فإذا كان هذا التعليل مقبولا في تفسير استعمال الناس ذلك، فكيف يمكن قبوله في تفسير ما ورد في محكم التنزيل، وذلك في قوله تعالى:" يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ". (الحج2)
والذي يظهر لي – والله اعلم- أن الخروج عن القاعدة في هذا السياق القرآني جاء لملمح دلالي في الذكر الحكيم، وذلك أن المولى - عز وجل- أراد أن يصور حال المرضع وهي تلقم ثديها وليدها وقد ذهلت عنه وشغلت ودهشت لهول الموقف في الحساب يوم القيامة، لا أنه يذكر وصفا لمرضع، أي من كان حالها الإرضاع فحسب، وإنما يصور المرضع وهي تباشر الإرضاع بثديها في تلك اللحظة، فهذا الخروج في التركيب ولد خروجا في المعنى الدلالي، قصد منه إبراز الوصف وتوضيح الصورة بوضوح وجلاء، ترهيبا وتخويفا لهول الموقف في الجزاء.
(1) الهمع 3/ 291
(2) ظاهرة التأنيث في العربية واللغات السامية. د. إسماعيل عمايرة ص 34.
(3) المصدر السابق.ص 41
__________________
د عبدالله علي الهتاري
أستاذ اللغة والنحو والبيان القرآني
كلية الآداب جامعة ذمار - اليمن
ahetary@yahoo.com
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[07 Aug 2007, 06:27 م]ـ
قال الزمخشري في الكشّاف (4/ 174 - 175):
" فإن قلتَ: لم قيل: {مُرْضِعَةٍ} دون مرضع؟
قلتُ: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي. والمرضع: التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به فقيل: مرضعة؛ ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة "
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[08 Aug 2007, 01:51 ص]ـ
لفتة لطيفة، شكر الله لكما، وأجزل لكما الأجر والمثوبة.
ـ[لطيفة]ــــــــ[08 Aug 2007, 05:20 ص]ـ
القول الذي ذكره الأستاذ (عمار الخطيب) للزمخشري من الأقوال المشهورة، والمتداولة بين كثير من البلاغيين
ولكني أتساءل: إذا كانت المرضع هي التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به
فلماذا وصفت (حليمة) بأنها مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم توصف بأنها مرضع مع أن ذلك الوصف أطلق عليها بعد تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم مرحلة الإرضاع .. ؟
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[09 Aug 2007, 03:31 ص]ـ
ولكني أتساءل: إذا كانت المرضع هي التي شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به فلماذا وصفت (حليمة) بأنها مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم توصف بأنها مرضع مع أن ذلك الوصف أطلق عليها بعد تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم مرحلة الإرضاع .. ؟
لعلهم أطلقوا عليها لقب مرضعة النبي صلى الله عليه وسلم باعتبار ما كان!
ولعلك تراجعين ما قاله ابن قتيبة في أدب الكاتب - باب أوصاف المؤنث بغير هاء، ص291
وكذلك ما قاله الزبيدي في تاج العروس - مادة " رضع"
والله أعلم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:36 ص]ـ
لقد تميز الأسلوب القرآني بدقة الاستعمال لأساليب خاصة ارتقى فيها عن الاستعمال العربي لها،لذلك ليس عجبا أن لا نجد هذا الاستعمال أو غيره بهذه الدقة والروعة قد جرى في لسان العرب، وهنا مكمن الإعجاز في النظم.(/)
ترجمة الشيخ عبدالله فودي الصكتي رحمه الله صاحب (ألفية المفتاح للتفسير)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Aug 2007, 04:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شرعتُ في يوم الأحد 8/ 7/1428هـ في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) (1) للشيخ الجليل عبدالله بن محمد بن عثمان بن صالح فودي الصكتي النيجيري رحمه الله تعالى المولود في شمال نيجيريا عام 1180هـ والمتوفى سنة 1245هـ. وهو أخو المجاهد عثمان بن فودي مؤسسة الدولة الفودية في نيجيريا، وكلمة فودي معناها الفقيه أو العالم بلغة أهل نيجيريا.
و ينحدر الشيخ عبدالله فودي من قبيلة توردب الفلانية، وهي من القبائل المهاجرة من السنغال إلى الشرق واستقرت في بلاد حوس كما ذكر الشيخ نفسه، في كتابه إيداع النسوخ.
وقد كتب الشيخ عبدالله فودي عدة مؤلفات في التفسير هي:
1 - نظم عدة منظومات في علوم القرآن الكريم، أوسعها ألفيته (المفتاح للتفسير) نظم فيها ما اشتمل عليه كتاب النقاية وكتاب الإتقان للسيوطي رحمه الله، وهي التي أقوم بشرحها ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9068) ، وقد شرحها أيضاً الترمسي شارح ألفية السيوطي في الحديث، ولم أعثر بعدُ على شرحه.
2 - له منظومة بعنوان (الفرائد الجليلة وسائط الفوائد الجميلة في علوم القرآن) وقد طبعتُ بتحقيق الدكتور عبدالعلي عبدالحميد.
http://www.tafsir.net/images/wsaet.jpg
وهي منظومة في علوم القرآن بلغ عدد أبياتها 393 بيتاً من بحر الرجز، وقد نظم فيها كتاب الفوائد الجميلة من الآيات الجليلة لأبي علي الحسين بن علي بن طلحة الرجراجي الشوشاوي المطبوع بتحقيق الدكتور إدريس عزوزي.
3 - سلالة المفتاح، وهي منظومة فيها تلخيص لمفتاح التفسير، ولم أطلع عليها فلا أدري كم عدد أبياتها، ولا الداعي إلى اختصاره.
وله مؤلفات أخرى في التفسير غير منظومة هي:
1 - نيل السول من تفاسير الرسول. وهو تلخيص لما ختم به السيوطي كتابه الإتقان في علوم القرآن، ويتضمن أقوال النبي في تفسير آيات مبينة، وأدرج عبدالله فودي في آخره كلاماً عن تطور التفسير وأشهر المفسرين.
2 - ضياء التأويل في معاني التنزيل. وهو من أكبر كتب عبدالله فودي ومن روائعه، وهو تفسير للقرآن كامل للقرآن صنفه معتمداً على عدد من كتب التفسير المعتمدة
3 - كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن، وهو تلخيص لكتابه السابق ضياء التأويل. وقد ذكر الدكتور الفاضل مصطفى فوضيل أن هناك رسالة لنيل دكتوراه الدولة في العلوم الإسلامية تحت عنوان: عبد الله بن فودي: حياته وعلمه، وتحقيق الجزء الأول من كتابه: "كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن". للباحث: الحسن الحاج أبو بكر، دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا، الرباط، المغرب: 1418هـ/ 1998م، وليتني أستطيع الحصول على هذه الرسالة العلمية.
وقد انتهيتُ بمساعدة عدد من الأخوات الفاضلات في موقع الألوكة ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5242) جزاهن الله خيراً كثيراً بنسخ الألفية كاملةً وطباعتها، وفرغت من شرح ما يقارب 200 بيت من الألفية، شرحاً يكشف معانيها، وينبه على أهم مسائلها وغريب ألفاظها، وأنوي إن شاء الله الفراغ من هذا الشرح قبل نهاية هذا العام إن يسر الله ووفق.
والذي أطلبه من إخواني الباحثين في هذا الملتقى مساعدتي بما يلي:
1 - أي كتاب يتحدث عن التفسير في نيجيريا وما حولها، علماً أن كتاب (التفسير والمفسرون في غرب أفريقيا) للدكتور الطرهوني لم يتعرض لها.
2 - أي كتاب أو بحث يتحدث عن ترجمة الشيخ عبدالله فودي رحمه الله.
3 - الحصول على أي كتاب للشيخ عبدالله فودي رحمه الله مخطوطاً أو مطبوعاً فليس عندي له إلا منظومته المطبوعة أعلاه.
4 - دلالتي على الباحثين المعنيين بالعلم في نيجيريا، مثل الدكتور الفاضل عبدالعلي عبدالحميد أستاذ مادتي التفسير والحديث بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة بايروكانو في نيجيريا. وكذلك روابط لمواقع الكترونية للجامعات أو معاهد العلم في نيجيريا.
سائلاً الله تعالى بحوله وقوته أن يوفقكم جميعاً لكل خير، وأن يجزي من يمد لي يد العون في إنجاز هذا المشروع العلمي خير الجزاء، وأن يستعملنا فيما يرضيه عنا.
في 24/ 7/1428هـ
ـــ الحواشي ــــــــــــ
(1) كان ذلك ضمن الدورة العلمية التأصيلية الأولى بالمجلس العلمي بموقع الألوكة الالكتروني ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=5242) . جزاهم الله خيراً.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2007, 04:39 م]ـ
للرفع طلباً للمساعدة من الزملاء الباحثين وفقهم الله.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:23 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ..
هل تفيد هذه الروابط شيخنا الفاضل؟ ..
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2005/09/article04.SHTML
http://www.islamonline.net/arabic/famous/2005/09/article04a.shtml
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:26 م]ـ
نعم تفيد بارك الله فيك أختي الكريمة، وجزاك الله خيراً.
. وننتظر بقية الفوائد من الجميع.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:30 م]ـ
بارك الله في عمرك وعملك
إذن حاول مراسلة الأخ الفاضل أبو حذيفة
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=40912
الأمر الآخر ..
حدد لي الكتب التي تُريد من مؤلفاته وسأرسل في طلبها، هناك من سيسافر بعد يومين للأردن ويمكنهم البحث هناك، أيضاً يمكنني طلب المساعدة من أهل المغرب ومصر
ـ[تاج الروح]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:44 م]ـ
وجدت هذا أيضاً
"ضياء التأويل في معاني التنزيل" (1)."كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن" (2)
__________
(1) طبعته دار الاستقامة بالقاهرة في مجلدين عام 1380 هـ/ 1960 م.
(2) مخطوط، مجموعة كنسديل، مجلد رقم (1، 2)، مظروف رقم (1)، مشروع بحث تاريخ شمال نيجيريا، جامعة أحمدو بيللو، زاريا، نيجيريا؛ انظر: عثمان سيد أحمد البيلي، فهرست المخطوطات العربية، مشروع بحث تاريخ شمال نيجيريا، جامعة الخرطوم، الخرطوم، ط 1، 1984، ص. 40.
(1/ 4092)
--------------------------------------------------------------------------------
."الفرائد الجليلة ووسائط الفوائد الجميلة" (1)."مفتاح التفسير. نظم ما في الإتقان والنقابة للإمام السيوطي" (2)
__________
(1) ... مخطوط، مجلد رقم (119)، مظروف رقم (10)، مشروع بحث تاريخ شمال نيجيريا، جامعة أحمدو بيللو، زاريا، نيجيريا؛ وانظر: عثمان سيد أحمد البيلي، المرجع السابق، ص. 36.
(2) مخطوط، غير مصنف، دار الوثائق، جمهورية نيجيريا، صكتو؛ وانظر: بشير عثمان أحمد، الإسهام الفكري للشيخ عبد الله بن فودي، دراسة ببليوغرافية، المؤتمر الإسلامي عن حياة الشيخ عبد الله بن فودي وأعماله، المركز الإسلامي، صكتو، 8 ـ 11 مارس 1984 م، ص. 19؛ وعلي أبو بكر، الثقافة العربية في نيجيريا، رسالة دكتوراه، جامعة القاهرة، القاهرة، 1957 م، ص. 168.
المصدر:
http://www.islamport.com/b/4/aammah/%DF%CA%C8%20%DA%C7%E3%C9/%E3%CC%E1%C9%20%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE%20%C7%E1%DA%D 1%C8%ED/%E3%CC%E1%C9%20%C7%E1%CA%C7%D1%ED%CE%20%C7%E1%DA%D 1%C8%ED%20025.html
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Aug 2007, 08:02 م]ـ
وجدت في مكتبتي هذه الكتب، وكنت قد اشتريتها من نيجيريا قبل أكثر من (14) عاماً:
1 - الحصن الرصين في علم الصرف:
مكتوب على غلافه:
للشيخ العلامة الإمام الفقير إلى الله: عبد الله بن محمد الملقب بفودي بن عثمان النيجاري- كذا -
وألحق بآخر الكتاب:"تحفة الأطفال في بيان حقائق الأفعال للحاج إبراهيم بن عبد الله التجاني الكولخي.
2 - إحياء السنة وإخماد البدعة:
تأليف العالم الورع المجاهد الداعي إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة:
الشيخ: عثمان بن فودي تغمده الله برحمته.
طبع بإذن حفيد المؤلف: الحاج أحمد بلو سردوني سوكوتو.
3 - إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور:
تأليف: الإمام محمد بلو بن عثمان بن فودي.
فهذه كلها أخي الكريم د/ عبد الرحمن بين أيديكم إن أردتموها.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2007, 10:36 م]ـ
الأخت الكريمة تاج الروح أشكرك على هذه الفوائد التي افدت منها كثيراً بارك الله فيكم.
الأخ العزيز الدكتور السالم حفظه الله: لا أستغني عن هذه الخدمات العلمية، وهي مؤلفات لعبدالله فودي ولأخيه الشيخ عثمان فودي رحمهم الله. ولو احتجتها منك فهي قريبة وفقكم الله ورعاكم.
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[11 Aug 2007, 10:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عندي له: ضياء السالك، و في مقدمتها دراسة جيدة عن الشيخ رحمه الله تعالى
وله ثبت لشيوخه و أسانيده موجود مخطوطا في جامعة أحمد كانو
بالنسبة للأخت تاج الروح أستطيع أن أدل الشخص الذي سيأتي إلى الأردن إلى مكان الحصول على ضياء السالك و أفيده عن المجاهد فودي كثيرا
و عندي كتب بالفرنسية عن الشيخ و لكن كيف ستفيدون منها؟
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2007, 11:42 م]ـ
أخي العزيز موتمباي رجب مسامبا رعاه الله، وأشكرك على تعقيبك وإفادتك، وليتني أحصل على كتابه نهج الساك هذا بدراسته التي في مقدمته.وأكون لك من الشاكرين حفظك الله.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[11 Aug 2007, 11:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بالنسبة للأخت تاج الروح أستطيع أن أدل الشخص الذي سيأتي إلى الأردن إلى مكان الحصول على ضياء السالك و أفيده عن المجاهد فودي كثيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الفاضل، ليتك تفعل وأكون لك من الشاكرين
اكتب لي - لو سمحت - العنوان بالتفصيل هنا أو على الخاص الليلة لو أمكنك ذلك فالسفر صباح الاثنين بإذن الله
بالانتظار أخي ... جزاك الله خيراً
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تاج الروح]ــــــــ[11 Aug 2007, 11:57 م]ـ
الأخت الكريمة تاج الروح أشكرك على هذه الفوائد التي افدت منها كثيراً بارك الله فيكم.
.
الشكر لله
بارك الله في عمرك وعملك
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[12 Aug 2007, 04:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أخي الفاضل، ليتك تفعل وأكون لك من الشاكرين
اكتب لي - لو سمحت - العنوان بالتفصيل هنا أو على الخاص الليلة لو أمكنك ذلك فالسفر صباح الاثنين بإذن الله
بالانتظار أخي ... جزاك الله خيراً
أختي الفاضلة
اقرئي الخاصة
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[12 Aug 2007, 04:30 م]ـ
أخي العزيز موتمباي رجب مسامبا رعاه الله، وأشكرك على تعقيبك وإفادتك، وليتني أحصل على كتابه نهج الساك هذا بدراسته التي في مقدمته.وأكون لك من الشاكرين حفظك الله.
سأوصله لك مع الشخص الذي سيأتي الى الأردن من طرف الأخت تاج الروح
و إن كنت مستعجلا عليه، فاقرأ الخاصة
ـ[تاج الروح]ــــــــ[12 Aug 2007, 08:48 م]ـ
أختي الفاضلة
اقرئي الخاصة
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
لن أنسى كرم أخلاقك وحُسن صنيعك بارك الله بيك
حماك الله
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[20 Aug 2007, 11:15 ص]ـ
بارك الله فيكم على تعاونكم البناء وجعله في موازين حسناتكم ولكم مني خالص الدعاء بالتوفيق والسداد دوماً.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[01 Sep 2007, 09:15 م]ـ
بارك الله فيكم على تعاونكم البناء وجعله في موازين حسناتكم ولكم مني خالص الدعاء بالتوفيق والسداد دوماً.
اللهم آمين ..
بارك الله في عمرك وعلمك وعملك شيخنا الفاضل
ـ[تاج الروح]ــــــــ[01 Sep 2007, 09:22 م]ـ
للأخ الفاضل موتمباي رجب مسامبا
بارك الله لك في عمرك وعلمك وعملك، ويسر لك أمرك، ورفع قدرك، وأعلى شأنك
كفيت ووفيت يا طيب الأصل
ـ[مها]ــــــــ[22 Mar 2008, 10:07 م]ـ
ورد في كشاف "الرسائل الجامعية في الدراسات القرآنية" رسالتان:
1 - عبدالله بن فودي و جهوده في التفسير و علوم القرآن.
للباحث: محمد نور الدين موسى، إشراف أحمد محمد الوراق، رسالة دكتوراه، االسودان - أم درمان 2002 - (347 صفحة).
2 - مفتاح التفسير للشيخ عبد الله بن فودي - دراسة و تحقيق و شرح -
للباحث: السر الطاهر محمد الماحي، إشراف أحمد خالد بابكر، ر سالة دكتوراه، السودان- 1999.
ـ[عبدالرحمن الرويشد]ــــــــ[23 Mar 2008, 03:34 ص]ـ
على هذا الرابط تجد شيخنا الكريم روابط الجامعات النيجيرية (حوالي 50 جامعة) لكن للأسف المواقع الرسمية باللغة الانجليزية فقط ..
http://www.webometrics.info/university_by_country.asp?country=ng
وهذا رابط جامعة أحمدو بيللو ( http://www.abu.edu.ng/) بنيجيريا
ـ[المنصور]ــــــــ[23 Mar 2008, 01:27 م]ـ
أظن تفسيره الكبير في مكتبة الحرم
وسبق أن استشارني الأخ على الحربي صاحب مكتبة أضواء السلف حول طباعة تفسير فودي
ولا أدري هل هو عبد الله أم عثمان
فلعل لديه أحدا عرض عليه الكتاب أو يكون لديه المزيد من المعلومات
وفقكم الله تعالى.
ـ[المنصور]ــــــــ[24 Mar 2008, 11:12 ص]ـ
هل هذا هو المطلوب
انظر المرفقات
ـ[المنصور]ــــــــ[24 Mar 2008, 11:49 ص]ـ
وهذا رابط مهم فيما أرى
http://islamport.com/w/amm/Web/2540/4034.htm
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2008, 01:22 م]ـ
أشكر جميع من شارك في التعقيب والإفادة حول هذا السؤال المطروح قبل سبعة أشهر تقريباً، ومنذ ذلك اليوم وحتى الآن حصلت على معلومات نفيسة جداً حول هذا الموضوع، وحصلت على مؤلفات الشيخ عبدالله فودي رحمه الله، والتقيت بالدكتور المؤرخ محمد بن علي السكاكر وفقه الله المختص بتاريخ أسرة آل فودي في نيجيريا وحصلت على رسالتيه للماجستير والدكتوراه في الموضوع وهما من مطبوعات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وله بحوث منشورة أيضاً حول الموضوع، وحصلت على مخطوطات المنظومة من نيجيريا بواسطة أحد الباحثين النيجيرين جزاه الله خيراً.
بقيت لدي حاجة للكتب التالية:
1 - شرح الترمسي على هذه المنظومة المسمى (فتح الخبير بشرح مفتاح التفسير) فلم أستطع التوصل إليه، لعدم وجوده في مكتبة الحرم المكي وقد بلغني أنه فيها، ولم أجد النسخة التي يملكها الدكتور علي بن صالح المحمادي أستاذ أصول الفقه بجامعة أم القرى، وقد سئل عنها فذكر أنه بحث عنها ولم يجدها بين كتبه وأنه ربما أعارها لمن لم يعدها إليه. وقد عثرت على خبر وجودها لديه من القسم الدراسي الذي كتبه في تحقيقه لجزء من كتاب (إسعاف المطالع بشرح البدر اللامع نظم جمع الجوامع) في أصول الفقه للترمسي نفسه. فمن استطاع أن يساعدني بالحصول على هذا الشرح أكن له من الشاكرين، وقد ذكر أنه يقع في 300 صفحة.
2 - عبدالله بن فودي و جهوده في التفسير و علوم القرآن، لمحمد نور الدين موسى، إشراف أحمد محمد الوراق، رسالة دكتوراه، االسودان - أم درمان 2002 - (347 صفحة). التي ذُكرت في مشاركة ذرة ضوء مشكوراً.
3 - مفتاح التفسير للشيخ عبد الله بن فودي - دراسة و تحقيق و شرح، للباحث: السر الطاهر محمد الماحي، إشراف أحمد خالد بابكر، ر سالة دكتوراه، السودان- 1999.
فمن أعانني في الحصول عليها فجزاه الله خيراً، وقد انتهيتُ من مقابلة المنظومة منذ مدة وقاربت على الانتهاء من شرح ألف بيت منها، وأرجو أن يعينني الله على إتمام هذا الشرح قريباً فكثرة الصوارف لا تبقي للكتابة إلا النزر القليل من الوقت، والله المستعان.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[المنصور]ــــــــ[24 Mar 2008, 05:44 م]ـ
ماشاء الله
الحمد لله
سنسعى للبحث عن ماتحتاجه إن شاءالله تعالى
وفق الله الجميع لكل خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Mar 2008, 05:57 م]ـ
كتب الله لكم الأجر يا أبا أحمد واقدر عنايتك وحرصك جزاك الله خيراً، وأنا على ثقة أنك ستصل لما لا أصلُ إليه فبارك الله فيك.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[26 Mar 2008, 12:19 م]ـ
شيخنا الكريم لعل هذه الفهارس تفيدك
فهرس مخطوطات دار الوثائق القومية النيجيرية بكادونا
فهرس مخطوطات مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية بتنبكتو
من مطبوعات مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي - لندن
ـ[صالح الفايز]ــــــــ[06 Apr 2008, 12:45 ص]ـ
فضيلة الدكتور وفقك الله ونفع الله بك الأمة
كتاب ضياء التأويل في معاني التنزيل مطبوع في ثلاث مجلدات بتحقيق أحمد أحمد أبو السعود و عثمان الطيب
طبع بمطبعة الإستقامة بالقاهرة 1380 هـ وعندي منه نسخة وقد قمت بدراسة الكتاب والمؤلف رحمه الله وتناولت منهجه في كتابه، واطلعت على كتابه كفاية ضعفاء السودان في بيان تفسير القرآن وهو مخطوط بالمغرب.وللمؤلف عندي ترجمة وافية لعل الله أن يسهل فانزلها في هذا الملتقى المبارك
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[16 Oct 2008, 01:07 م]ـ
هل طُبعت المنظومة مفردة عن الشرح و هل يتيسر لكم وضعها هنا أو إرسالها على الخاص لعلى أتعاون معكم فى تسجيلها إن شاء الله.
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[10 Jan 2009, 03:15 ص]ـ
للرفع و هل من جديد عن المنظومة؟
ـ[عبدالسلام شيث]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:45 م]ـ
يا شيخنا الفاضل من الكتب التي تحدثت عن ترجمة الشيخ لكن باختصار كتاب: الإسلام في نيجيريا تأليف الشيخ آدم عبدالله الألوري, كتاب إنفاق الميسور في تاريخ بلاد التكرور تأليف الشيخ محمد بللو بن عثمان بن فودي. لي ثلاثة نسخ مخطوطة لكتاب الشيخ كنت أردت أن أقدمها لنيل درجة الماجستير لكن لم أوفق لذلك لأسباب. وسمعت مؤخرا أن الكتاب أخذ رسالة علمية في الجامعة الإسلامية بالنيجير.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2010, 01:58 م]ـ
بارك الله فيكم أخي عبدالسلام ونفع بكم.
كتبتُ بعد ذلك بحثاً بعنوان (منهج الشيخ عبدالله بن محمد فودي في نظمه (مفتاح التفسير)) ونشرته في مجلة كلية دار العلوم بالقاهرة، ولعلي أنشره في كتاب لاحقاً إن شاء الله.
وضبطتُ ألفيته في علوم القرآن وأرجو أن تطبع قريباً إن شاء الله. وجمعتُ أهمَّ المؤلفات التي تحدثت عنه وعن نشأته ومنها إنفاق الميسور وغيره، كما جمعت كتبه المطبوعة والمخطوطة، وأفادني بأكثرها أخي الدكتور محمد السكاكر وفقه الله.
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[16 Aug 2010, 03:32 ص]ـ
من باب الفائدة:
الشيخ عبد الله بن محمد فودي وآثاره الفكرية
الدكتور محمد بن علي السكاكر
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية العلوم العربية والاجتماعية بالقصيم
http://www.attarikh-alarabi.ma/Html/adad20partie9.htm
ـ[رياض محمد الغامدي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:23 م]ـ
فضيلة الشيخ. عبد الرحمن الشهري.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنسبة لمختصر (ضياء التأويل في معاني التنزيل) للشيخ عبد الله فودي.
والذي سمَّاه (كفاية أهل الإيمان في تفسير القرآن) أو (كفاية ضعفاء أهل السودان)
http://dc12.arabsh.com/i/02334/97y6c5orumpt.jpg
هل تملَّكت نسخة منه أم لا؟
أرجو الرد
وفقكم الله وبارك فيكم
ـ[الجنوبي]ــــــــ[24 Nov 2010, 03:34 م]ـ
المفسر عبد الله بن فودة وأثره الديني في نيجيريا الإسلامية
http://tafsir.net/mlffat/files/259.pdf
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Nov 2010, 06:42 م]ـ
هل تملَّكت نسخة منه أم لا؟
أرجو الرد
وفقكم الله وبارك فيكم
للأسف أنني لم أجده بعدُ وفقك الله.
المفسر عبد الله بن فودة وأثره الديني في نيجيريا الإسلامية
http://tafsir.net/mlffat/files/259.pdf
بيض الله وجهك أخي العزيز وجزاك خيراً على هذا وأمثاله مما تحفنا به دوماً.
ـ[عبدالرحمن علي عبدالفتاح]ــــــــ[25 Nov 2010, 01:07 ص]ـ
شيخنا الحبيب .. ماأخبار منظومة (ألفية المفتاح)؟؟ متى سيطبع المتن منفردا؟
لقد طال انتظارها جدا .. فهلا بشرتنا شيخنا ..
جزاكم الله خيرا, ورفع درجاتكم فى الدنيا والاخرة
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Nov 2010, 07:12 ص]ـ
شيخنا الحبيب .. ماأخبار منظومة (ألفية المفتاح)؟؟ متى سيطبع المتن منفردا؟
لقد طال انتظارها جدا .. فهلا بشرتنا شيخنا ..
جزاكم الله خيرا, ورفع درجاتكم فى الدنيا والاخرة
حياكم الله أخي العزيز.
أنجزتها وأرجو أن تراها قريباً بإذن الله، ولا تنسني من دعواتك الطيبة حفظك الله وكتب أجرك.
ـ[عبدالرحمن علي عبدالفتاح]ــــــــ[25 Nov 2010, 10:23 م]ـ
بشرك الله بالخير ياشيخنا العزيز.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[د على رمضان]ــــــــ[27 Nov 2010, 07:29 م]ـ
وللمؤلف عندي ترجمة وافية لعل الله أن يسهل فانزلها في هذا الملتقى المبارك
نرجو أستاذنا أن تتحفنا بها، وبارك الله فيكم 0(/)
التعريف بأشهر كتب التفسير
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[07 Aug 2007, 05:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرة
التعريف بأشهر كتب التفسير
محمد بن علي خربوش
بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرّة
"التعريف بأشهر كتب التفسير"
• "جامع البيان عن تأويل أيّ القرآن"
هكذا ورد اسم الكتاب، واشتهر عند كثير من المؤلفين
ب"جامع البيان في تفسير القرآن، و أيضا ب"تفسير الطبري"
و جامعه هو الإمام العلامة شيخ المفسَرين، الحافظ الحجَة أبو جعفر محمَد
ابن جرير بن يزيد الطبري "224. 31"، من الأئمة الذين يرجع إلى أقوالهم في التفسير. و كتابه عمدة من عمد التفسير، و أشهرها و أوفاها.
قال أبو حامد الإسفراييني: " لو سافر رجل إلى الصَين حتَى يحصَل تفسير محَمد بن جرير لم يكن كثيرا ".
و قال أبو محمَد الفرغاني: " تمَ من كتب محمَد بن جرير كتاب " التفسير " الذي لو ادَعى عالم أن يصنَف منه عشرة كتب، كلَ كتاب منها يحتوي على علم مفرد مستقل لفعل "
و قال الإمام النَووي " كتاب ابن جرير في التفسير لم يصَنف أحد مثله "
و قال الحافظ الكبير ابن خزيمة: " نظرت فيه من أوَله إلى آخره فما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير "
و أقوال العلماء في تفسير ابن جرير رحمه اللَه من الشَرق و من الغرب. كثيرة تجمع على عظيم قيمته، و تتفق على انَه المرجع لا غنى عنه لطالب التفسير.
ونستطيع القول بأن تفسير ابن جرير هو التفسير الأول بين الكتب، زمنا وفنا وصناعة.
أما أوليته زمنا فلأنه أقدم كتاب في التفسير وصل إلينا وما سبقه من محاولات ذهبت بمرور الزمن، أما أوليته من ناحية الفن والصناعة، فذلك عائد لما يمتاز به
• مميزات تفسير الطبري:
يمتاز تفسير الطبري رحمه الله تعالى عن غيره من التفاسير بأشياء نجملها فيما يلي:
1. العناعة بالتفسير المأثور.
تتجلى عنايته بالمأثور بوضوح، فإذا أراد أن يفسر الآية من القرآن يستشهد بما يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ولو كان في الآية أكثر من آية.
2. ذكر اللغات ووجوه الإعراب والاستشهاد بأشعار العرب.
3. الترجيح بين الأقوال المختلفة.
سواء في أوجه القراءات أو معاني الآيات أو ما يتعلق بالأحكام الفقهية، العقدية.
4. إبداء رأيه في تفسير الآية بصراحة و استقلال، لا يتقيَد إلا بالدليل من كتاب و السنَة أو لغة العرب.
5. انصرافه عما لا فائدة فيه.
• بعض ما انتقد عليه رحمة الله:
• و ممَا انتقد عليه بعض العلماء كالحافظ عبد الله بن الصديق الغماري رحمة الله. ترجيحه بين القراءات و تضعيف بعضها. وهذا منه يقتضي أنَه يرى القراءات موكولة إلى رأي القرَاء. و اجتهادا تهم فيما يختارونه من لغات العرب و لهجاتهم، والصواب، أن القراءات موقوفة على النَقل، وحيث تواثرت قراءة عن النبي صلى الله عليه و سلَم، لم يجز تضعيفها، لأنَ القراءة سنة متبعة "
• ومنها أنه لا يتعقب الأسانيد التي يوردها في كتابه بتصحيح أو تضعيف إلا نادرا.
واعتذر له رحمه الله تعالى بأن من أسند فقد أحال.
• ومنها اعتماده على ما ينقله عن كعب الأحبار ووهب بن منبه وغيرهما من مسلمة أهل الكتاب، في رواية الإسرائيليات في التفسير.
واعتذر له أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أذن في الرواية عنهم.
• طبعات الكتاب:
لقد اعتنى الناس بهذا التفسير العظيم الحافل فتعددت طبعاته وكثرت وانتشرت بينهم في ثلاثين جزءا، ولعل أحسنها وأجودها من حيث التجليد ونوعية الأوراق والكتابة"طبعة دار الفكر- بيروت –لبنان.
ووجدت في ترجمة شيخ العربية الأديب الألمعي محمود شاكر رحمه الله تعالى أنه قام بتخريج أحاديث الكتاب بالتعاون.
وطبع. ولكني لم أظفر به والله الموفق.
• مختصرات الكتاب:
وممن اختصره العلامة الفقيه أبو يحي محمد بن صمادح التجيبي السرقسطي "ت 419"
والكتاب مطبوع "مختصر من تفسير الإمام الطبري" بتحقيق محمد حسن أبو العزم الزنيتي، نشر الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر. قدم له وراجعه د/جودة عبد الرحمن هلال.
واختصره أيضا الشيخ محمد علي الصابوني في ثلاث مجلدات كبار، تعددت طبعاته ونشر باسم مختصر تفسير الطبري" وانتقد عليه مسائل تتعلق بالأسماء والصفات والله أعلم.
2 - "الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل"
(يُتْبَعُ)
(/)
ومؤلفه العلامة اللغوي شيخ المعتزلة أبو القاسم محمود بن عمر ابن عمر الخوارزمي الملقب بجار الله لمجاورته الكعبة الشريفة، ولد سنة 467 وتوفي سنة 538.اشتهر الكتاب عند الناس باسم " الكشاف" وهو كشاف حقيقة، كشف عن وجوه إعجاز القرآن.
وقد لفت إليه أنظار العلماء وعلق به قلوب المفسرين لما امتاز به الزمخشري من الإحاطة بعلوم البلاغة والإعراب والبيان والأدب، وكتابه بصرف النظر عما فيه من الاعتزال تفسير لم يسبقه إليه أحد، بين فيه وجوه الإعجاز وأظهر فيه جمال النظم القرآني وبلاغته، وأبدع في بيان نكتها ما شاء الله له أن يبدع، خصوصا النصف الأول منه، فقد اعتراه في النصف الثاني ملال
وله عذره فقد أتمه في سنتين وأربعة أشهر.
ويمكن أن نقول غير مسرفين كل من كتب في التفسير بعده من الناحية البلاغية فهو عالة عليه.
وهو إلى ذلك خال من الإسرائيليات التي تكثر في كتب التفاسير.
قال الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله:"وهذا أبو القاسم ... أجل من صنف في علم التفسير، وأفضل من تعرض للتنقيح والتحرير، وقد اشتهرا ولا كاشتهار الشمس.
• بعض ما انتقد عليه.
ومما انتقده العلماء على الزمخشري في تفسيره ما يلي:
- محاولته تطبيق آيات القرآن على مذهب المعتزلة، وتأييده له بكل ما يملك من قوة الحجة وسلطان البلاغة، بعبارة لا يهتدي إليها أكثر الناس.
قال الإمام البلقيني رحمه الله:" استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش".
ولم يكن مع هذا ليّنا في خصومته لأهل السنة، بل كان حادا عنيفا يتهمهم بالزيغ والضلال.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"وأما الزمخشري فتفسيره محشو بالبدعة، وعلى طريفة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، و أنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد، وغير ذلك من أصول المعتزلة".
- ولعه بحكاية القراءات الشاذة، وتكلف توجيهها بغرائب اللغة ونوادر الإعراب.
-تهجمه على بعض القراءات المتواترة أو توجيهه لبعضها مما يفيد أن القراءة عنده مسألة اجتهادية.
- ذكره للأحاديث الموضوعة، وقلة النقل عن الصحابة والتابعين.
• طبعات الكتاب
تعددت طبعات الكتاب و تنوعت و لعل أحسنها و أجودها الطبعة التي اعتنت بطبع كتاب "الإنصاف فيما تظمنّه الكشاف من الاعتزال "معه و الله الموفق.
3 - تفسير الفخر الرازي.
اشتهر بين الناس بهذا الاسم، وباسم" التفسير الكبير ومفاتيح الغيب".
ومؤلفه هو العلامة المفسر شيخ المتكلمين، فخر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن التميمي البكري الطبرستان الرازي الشافعي،ولد سنة 544 وتوفي سنة 606.
وتفسيره في اثنين وثلاثين جزءا، طبع وانتشر بين أهل العلم وطلابه.
وتضاربت الأقوال في كون التفسير كله من تأليف الفخر الرازي، أو لم يتمه، وأكمله تلميذه العلامة شمس الدين أحمد بن خليل الخويي"ت 637"، وتكملة أخرى للعلامة نجم الدين أحمد بن محمد القمولي"ت 727".
وإن كذلك، فالتفسير المتداول الكامل مشتمل على الأصل والتكملة، فهل يعرف أحدهما من الآخر؟
على القول الأول بأن التفسير كله للفخر، واختار هذا القول الباحث الدكتور علي محمد حسن العماريز. لا إشكال.
وعلى الثاني الذي نصّ عليه ابن خلكان"ت 681"، واختاره العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحي المعلمي اليمني، بعد استقراء تام للكتاب، وتوصل إلى أن القدر الذي هو من تصنيف الفخر الرازي من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة القصص، ثم من أول تفسير سورة الصافات إلى آخر تفسير سورة الأحقاف، ثم تفسير سورة الحديد والمجادلة والحشر، ثم من أول تفسير سورة الملك إلى آخر الكتاب، وما عدا ذلك فهو من تصنيف أحمد بن خليل الخويي والله أعلم.
وللحكم على أي من القولين أولى بالصواب يتوقف على استقراء تام للكتاب والله أعلم.
• مميزات الكتاب.
أ - اعتنائه بتحرير المسائل الكلامية، وهذا فنه الذي برز فيه.
ب - توسعه حين البحث وفي نواح متعددة من العلم. من الاستطراد وتصريف الأقوال والإبعاد في الجدل والنقاش.
ت - ذكر أوجه القراءات المختلفة وتوجيهها نحويا مع استخراج الفوائد منها.
ث - استشهاده بالأشعار.
ج - اعتناؤه بأسباب النزول
ح - رده على المعتزلة، وإن كان بعض العلماء لا يراه شافيا ولا كافيا، حتى قال بعضهم: يورد الشبهة نقدا ويحلها نسيئة" وهذا مما انتقد عليه.
• ما انتقد عليه:
(يُتْبَعُ)
(/)
أ - انتقد عليه العلماء أشياء كثيرة، حتى قال بعضهم: فيه كل شيء إلا التفسير"، وفي هذا القول غلو ومبالغة.
ومن جملة ما انتقد عليه تسميته الكتاب ب" مفاتيح الغيب".
ب - ومنها أنه يقرر في الآية معنى صح الحديث بخلافه، وعذره أنه لا يعرف علم الحديث.
ت - ومنها تهجمه على بعض علماء الحديث أحيانا.
ث - ومنها إيراده شبه المخالفين في المذهب والدين، على غاية ما يكون من التحقيق، ثم يورد مذهب أهل السنة والحق على غاية من الوهاء.
• طبعات الكتاب.
تعددت طبعات الكتاب ولعل أحسنها من حيث التجليد و نوعية الورق والخط، طبعة دار الفكر- بيروت- لبنان- مقدمة الشيخ خليل الميس.
4 - البحر المحيط في التفسير.
ومؤلفه هو الإمام العلامة البحر اللغوي النحوي المحدث المفسر المقرئ أثير الدين
أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف الغرناطي الجياني النفري،
ولد بمطخشارش من أعمال غرناطة سنة 654، قرء القرآن وبرع في القراءات، وسمع الحديث والنحو واللغة حتى بلغ الغاية، وتنقل بالمغرب ومصر والشام والحجاز، وسمع من نحو 450 شيخا.
وتولى التدريس وصنف التصانيف وانتشرت واشتهرت، وقرئت عليه، كان ظاهري المذهب، وتحول بمصر شافعا.
توفي بالقاهرة بعد أن كف بصره سنة 745.
من آثاره كتابه الحافل الماتع في التفسير" البحر المحيط".
طبع عدت طبعات، وهو تفسير جميل جدا،
• مميزات الكتاب.
عني رحمه الله تعالى بحكاية القراءات المشهورة وتوجيهها، مع بيان الإعراب بيانا شافيا، وتفسير الآيات مع ذكر سبب نزولها، إن كان له سبب، ونسخها ومناسبتها وارتباطها بما قبلها، ناقلا أقاويل السلف والخلف في فهم معانيها مع بيان ما تعلق بها من الأحكام الشرعية وأقوال الفقهاء، محيلا على الدلائل التي في كتب الفقه، مختتما الآيات بما ذكروا فيها من علم البيان والبديع ملخصا، مع اشتماله على تحقيقات نفيسة، ومناقشة الزمخشري فيما أخطأ من ذلك. ويتحرى التنبيه على الإسرائيليات، ويقال أنه تعرض فيه لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولا يوجد ذلك في المطبوع من التفسير الذي بين أيدينا، ويقال أن القائمين على طبعه حذفوا منه ذم شيخ الإسلام ابن تيمية والله أعلم.
ومما انتقد عليه رحمه الله تعالى على ما أفادنا به شيخنا الدكتور مساعد الطيار حفظه الله تعالى، أنه شحن تفسيره بعلل النحو أو أصول الدين أو أصول الفقه، وهذه إضافة للتفسير ما ليس منه.
• طبعات الكتاب.
تنوعت طبعات الكتاب وتعددت، ولعل أردأها طبعة المطبعة التجارية، وسمعت شيخنا الدكتور مساعد الطيار يقول عنها" طبعة سقيمة".
5 - تفسير ابن كثير.
هكذا اشتهر بين الناس، وباسم" تفسير القرآن العظيم".
ومؤلفه هو الإمام العلامة المحدث المؤرخ المفسر الكبير الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصروي الدمشقي، ولد سنة 701 وتوفي 774".
وتفسيره من أجل التفاسير، يقرب تفسير الطبري، وربما يفوقه في بعض الأمور.
جمع فيه بين التفسير والتأويل والرواية والدراية، مع العناية التامة بذكر الأسانيد، وبيان صحيحها من ضعيفها، ونقد الرجال والجرح والتعديل، واستيفاء الآيات في الموضع الأول، وتفسير القرآن بالقرآن، مع حسن البيان وعدم التعقيد وعدم التشعيب في المسائل، والاستطراد الكثير، مع التنبيه على الإسرائيليات والموضوعات في التفسير، وقد تعقب ابن جرير الطبري مع إمامته وتقدمه في بعض الإسرائيليات التي ذكرها في تفسيره.
وانتقد عليه في مسائل ولكنها ليست بشيء والله أعلم.
• طبعات الكتاب.
تعددت طبعات الكتاب وتنوعت، ولعل أحسنها وأجودها من حيث التحقيق وندرة الأخطاء المطبعية وجودة الأوراق، طبعة دار الفيحاء ومكتبة دار السلام- دمشق- الرياض، والتي قام بتحقيقها شيخنا العلامة عبد القادر الأرناؤوط رحمه الله تعالى.
• مختصرات الكتاب.
اعتنى العلماء بكتابه فاختصروه، وأشهر المختصرات مختصر العلامة المحقق أحمد محمد شاكر رحمه الله وسماه" عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير" وطبع في ثلاث مجلدات، ويعتبر من أحسن المختصرات الجديرة بالدراسة.
واختصره أيضا الشيخ محمد علي الصابوني، وطبع في ثلاث مجلدات كبار، وهو متداول بين الناس، وانتقد عليه أشياء منها مخالفته لصاحب الأصل في سلوك طريق السلف في الصفات والله أعلم.
6 - تفسير المنار.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجامعه هو العلامة الإمام العالم المشهور الملقب بحجة الإسلام محمد رشيد بن علي رضا محمد شمس الدين بن منلا علي خليفة القلموني، البغدادي الأصل، الحسيني النسب.
ولد بقلمون من أعمال طرابلس الشام سنة 1282 ونشأ بها، وفيها تلقى العلم عن شيوخها وعلمائها.
وجلس للناس يفيدهم بعلمه ويرشدهم بنصحه ووعظه، ولقد بلغ من الفقه الديني والتمكن من علوم الكتاب والسنة والخبرة بأحوال الزمان منزلة ما تخال أنها تتاح لأحد بعده إلا في دهر طويل.
ورحل إلى مصر وهو عالم مفكر وكاتب متبصر، فصحب الأستاذ الإمام محمد عبده صحبة العالم الصغير للعالم الكبير.
فكان من أول آثاره إصداره للصحيفة الإصلاحية التي كان يستمد روحها من الأستاذ الإمام، ثم رغبته في إلقاء دروس التفسير التي كانت أساسا لتفسير المنار ورغبته إليه في إقراء علم البلاغة من كتابي إمامها"دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة" فكانت قراءتهما فتحا جديدا في العربية كما كانت دروس التفسير فتحا جديدا في الدين".
واستمر السيد على وفائه للأستاذ الإمام بعد وفاته كما كان له في حياته، وما عرف المصريين وغير المصريين قدر الأستاذ، وحفظ عليهم أمانته وخلد لهم آثاره إلا السيد رشيد، وكان إلى آخر حياته- وقد فاق أستاذه في نواح عديد من العلم- لا يفتر يلهج بأستاذه حتى كاد ينسي الناس نفسه وآثره الخاص.
ومن آثاره رحمه الله تعالى ما نشره من تفسير القرآن الحكيم، على صفحات المنار، وما كتب في المنار وغير المنار، هم الذي جلى الإسلام بصفاته الحقيقية للمسلمين وغير المسلمين، وهو الذي لفت المسلمين إلى هداية القرآن، وهو الذي دحر خصوم الإسلام، من المنتمين إليه وغبر المنتمين إليه، وهتك أستارهم حتى صاروا لا يحرك أحد منهم أو من أشباههم يده إلا أخذ بجنايته، فهذه الحركة الدينية الإسلامية الكبرى اليوم في العالم إصلاحا وهداية وبيانا ودفاعا من آثاره.
توفي رحمه الله تعالى سنة 1354.
وتفسيره المسمى بتفسير القرآن الحكيم" والمشهور" بتفسير المنار" طبع في اثني عشر مجلدا، ابتدأ بأول القرآن وانتهى عند قوله تعالى في الآية 101 من سورة يوسف {رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت ولي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين} ثم عالجته المنية قبل أن يتم تفسير القرآن كله.
وتفسيره يعتبر طريقة مبتكرة من طرق التفسير، يقول:" فكانت الحاجة شديدة إلى تفسير تتوجه العناية الأولى فيه إلى هداية القرآن على الوجه الذي يتفق مع الآيات الكريمة المنزلة في وصفه، وما أنزل لأجله من الإنذار والتبشير والهداية والإصلاح.
وقال في موضع آخر:"إن قصدنا من التفسير بيان معنى القرآن وطرق الاهتداء به في هذا الزمان.
وأما عن منهجه في التفسير فيقول:" هذا وإنني لما استقللت بالعمل بعد وفاته بعد وفاته خالفت منهجه رحمه الله بالتوسع فيما يتعلق بالآية من السنة الصحيحة، سواء كان تفسيرا لها أو في حكمها، وفي تحقيق بعض المفردات أو الجمل اللغوية والمسائل الخلافية بين العلماء، وفي الإكثار من شواهد الآيات في السور المختلفة وفي بعض الاستطرادات لتحقيق مسائل تشتد حاجة المسلمين إلى تحقيقها، بما يثبتهم بهداية دينهم في هذا العصر، أو يقوي حجتهم على خصومه من الكفار والمبتدعة، أو يحل بعض المشكلات التي أعيا حلها بما يطمئن به القلب وتسكن إليه النفس".
• ما انتقد عليه.
انتقد عليه العلماء أشياء نجملها فيما يلي:
أ - إتيانه بأفكار غريبة في تفسير القرآن.
ب - مخالفته لأهل السنة في مسائل، كخلود أكل الربا وقتل العمد في النار، والسحر هل له حقيقة أو ضربا من التمويه والخداع، والمعجزات.
ت - مخالفته لجمهور الفقهاء في بعض المسائل الفقهية وتمسكه ببعض الآراء الضعيفة.
ث - تذرعه بالمجاز والتشبيه، فيصرف بعض ألفاظ القرآن عن ظواهرها.
ج - شرحه لمبهمات القرآن بما جاء في التوراة والإنجيل.
وانتقد عليه أشياء ليست بشيء، أضربنا عليها فلم نوردها في مذّكرتنا والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم.
وأختم القول على تفسير المنار بكلمة قالها إمام النهضة الإصلاحية في المغرب الإسلامي العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى " .. هو الذي جلى الإسلام بصفاته الحقيقية للمسلمين وغير المسلمين، وهو الذي لفت المسلمين إلى هداية القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
7 - في ظلال القرآن.
ومؤلفه هو الأستاذ الكبير الكاتب الأديب الألمعي سيد بن قطب ابن إبراهيم.
من كبار المفكرين الإسلاميين والأدباء في مصر في الثلث الثاني من القرن الماضي، ولد في قرية موشا في أسيوط سنة 1324 - 1906م، تعلم بالقاهرة، وتخرج من كلية دار العلوم سنة 1353 - 1934م.
انضم إلى جماعة الإخوان المسلمين، وترأّس قسم نشر الدعوة، وتولى تحرير جريدة "المسلمون" [1953م-1954م].
سجن عدت مرات لصدعه بكلمة الحق، وأخرها 1964م، فاستمر فيه إلى أن صدر الأمر بقتله شنقا، من طرف الرئيس المصري جمال عبد الناصر، ونفذ فيه حكم القتل في سحر ليلة الإثنين 29 أوت 1966م، وفاضت روحه إلى بارئها، ولم تكن حياة قاتله بأطول من حياته، وبقيت كلماته ترددها الأجيال من بعده، وصدق فلما قال:" إن كلماتنا تبقى أعراسا كالشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت وعاشت بين الأحياء".
ترك مؤلفات كثيرة في الدفاع عن الإسلام والتعريف به، وأشهر مؤلفاته المتداولة بين الناس، تفسيره لكتاب الله العزيز" في ظلال القرآن" طبع مرات، وطبعته الأخيرة الصادرة عن دار الشروق،
تتضمن إضافات وتنقيحات، تركها المؤلف وتنشر للمرة الأولى، والكتاب في ست مجلدات كبار،
وتفسيره من أهم التفاسير لكتاب الله، وإنه يمثل لونا جديدا في التفسير، ونقلة بعيدة فيه، وأساسا لمدرسة جديدة متميزة في التفسير هي"مدرسة التفسير الحركي".
ولمحات موفقة في فهم أسلوب القرآن في التعبير والتصوير مع اعتناء بذكر الآثار النبوية، وذكر الوقائع التاريخية واستخرج ما حوته الآيات من فوائد، وربط بعضها ببعض بأسلوب رائع رفيع.
• ما انتقد عليه.
انتقد عليه رحمة الله عليه أشياء نجملها فيما يلي:
أ - استخدام عبارات أدبية وألفاظ مولدة في عرض مسائل العقيدة، والأحكام الشريعة، كعبارة" التفت" في حق الله تعالى، و" الحقيقة الكبرى" على الله تعالى، وعبارة " لغة موسيقية، إيقاع موسيقي، منظومة موسيقية، إيقاع فيه خشونة" في وصف القرآن العظيم، وعبارة"ضريبة اجتماعية"على الزكاة،
ب - الاستطراد في بحث بعض الموضوعات الخاصة المتعلقة بالدعوة، أو الحركة أو الواقع المعاصر.
ت - تكرار الحديث عن بعض الموضوعات.
ث - عدم إيراده لبعض الروايات المأثورة أحيانا.
ج - ترجيحه بين الروايات.
ح - ترك عزو الأحاديث إلى الكتب المعتمدة.
خ - عدم إتباعه طريقة موحدة في تسجيل دلالات الدرس وحقائقه.
د - عدم إتباعه طريقة موحدة في تفسير غريب القرآن.
ذ - اختياراته.
ر - موقفه من خبر الآحاد والنسخ.
وهناك انتقادات أخرى جمعها في عصرنا د/ ربيع بن هادي المدخلي، والله أعلم.
- وقد عمل عليه عبد العزيز بن شاكر البغدادي منتقى سماه "القطوف الحسان من في ظلال القرآن" طبع في مجلدين.
- وقام علوي السقاف جزاه الله خيرا بتخريج أحاديث وآثار كتاب" في ظلال القرآن" طبع في مجلد، وبالله التوفيق.
خاتمة في تفسير ابن عباس رضي الله عنهما.
حيث أطلق فالمراد به من ولد العباس رضي الله عنه الحبر ترجمان القرآن عبد الله القرشي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، مات بالطائف سنة 68.
من أعلم الصحابة بتفسير القرآن، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:"نعم ترجمان القرآن ابن عباس".
وكانت له مدرسة لها سماتها وخصائصها، وأصحاب يقومون بعلمه، ويقولون بقوله، ونشروا علمه على أوسع ما يكون النشر.
وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في التفسير ما لا يحصى كثرة، وفيه روايات وطرق مختلفة، فيها الصحيح والضعيف بل والموضوع شيء كثير.
فمن جيدها طريق علي بن أبي طلحة الهاشمي عنه.
وطريق شبل بن عباد المكي عن أبي نجيح عن مجاهد عن
ابن عباس قريب إلى الصحة.
وتفسير عطاء بن دينار يكتب ويحتج به.
وتفسير أبي ورق نحو جزء صححوه.
وأيضا رواية ثقات أصحابه، كمجاهد وابن جبير وعكرمة وعطاء ابن أبي رباح إذا صح السند إليهم.
وأما ألأوهاها وأضعفها ما يرويه محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب ومحمد بن مروان السدي الصغير متهم بالكذب، ومقاتل بن سليمان نسبوه إلى الكذب.
والتفسير الذي جمعه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني من التفاسير الواهية".
وفيه التفسير المطبوع في مجلد كبير، ينسب لأبي طاهر محمد ابن يعقوب الفيروز آبادي صاحب القاموس"729 - 818".
ففي صحة نسبته له فيه شك كبير، فقد شكك فيه غير واحد من أهل العلم،
(يُتْبَعُ)
(/)
أضف إلى ذلك روايته عن محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما.
وإلى هنا توقف بنا القلم، في ذكر أشهر كتب التفاسير في مجالس، آخرها بعد منتصف ليلة الأحد 26 ذي الحجة 1425، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه محمد بن علي خر بوش.
الهوامش:
"بدع التفاسير ص 154" للشيخ الغماري.
تاريخ الطبع 1390 - 1970م طبع في مجلدين من الحجم الكبير.
"بع التفاسير 156" للشيخ عبد الله الغماري.
" بدع التفاسير 156".
"البحر المحيط 1/ 20".عند حديثه عن الزمخشري وابن عطية الأندلسي.
"مجموع الفتاوى 13/ 386".
"بدع التفاسير156" للغماري.
"بدع التفاسير ص 156". للغماري.
"مجموع الفتاوى 13/ 387" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
"بحث حول تفسير الرازي" طبع ضمن مجموع رسائل العلامة المعلمي اليمني. تعليق ونشر ماجد بن عبد العزيز الزيادي. طبع المكتبة المكية- السعودية- سنة 1417".
"في علوم القرآن ص 301"د كفاني، وأ/ عبد الله الشريف.
"مقدمة تفسير الرازي، للشيخ خليل الميس.
"بدع التفاسير ص 157" و"الإتقان 2/ 190" للسيوطي و"البحر المحيط "لأبي حيان.
"لسان الميزان:4/ 500" للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى.
"شذرات الذهب 6/ 145" لبن عماد الحنبلي. و"معجم المفسرين 2/ 655"لنويهض.
"مقدمة التفسير" لأبي حيان و"بدع التفاسير ص 158 - 159" للشيخ الغماري.
مجالس دراسة مناهج المفسرين- دورة المعابدة العلمية- مسجد الملك عبد العزيز- مكة المكرمة- جمادى الأولى 1425.
مرجع سابق.
"الإسرائيليات والموضوعات في كتب التقسير ص 129" د/ محمد بن محمد أبو شهبة. و"مقدمة تفسير ابن كثير" و"عمدة التفسير" لأحمد شاكر و"بدع التفاسير 158" للغماري.
" معجم المفسرين 2/ 529" لعادل النويهض.
" آثار الإمام عبد الحميد بن باديس: 3/ 88" وقع تاريخ ولادته 1291".
"آثار الإمام عبد الحميد بن باديس رحمه الله 3/ 94".
مرجع سابق.
"تفسير المنار 1/ 10"للسيد محمد رشيد رضا، و" التفسير والمفسرون:2/ 578" للشيخ محمد حسين الذهبي.
" تفسير المنار1/ 16".
"التفسير والمفسرون:2/ 583". للشيخ محمد حسين الذهبي.
"التفسير والمفسرون:2/ 588 - 589". للشيخ محمد حسين الذهبي.
"آثار الإمام عبد الحميد بن باديس:3/ 96".
"معجم المفسرين:1/ 219 - 220" لنويهض، و"عملاق الفكر الإسلامي" للعلامة الشيخ عبد الله عزام رحمه الله تعالى.
"في ظلال القرآن في الميزان: ص5" و"مدخل إلى ظلال القرآن" د/ صلاح عبد الفتاح الخالددي.
تنبيه: مصطلح "التفسير الحركي" جديد، لا عهد للسابقين به، و لا أدري ما المراد به عند من يستعمله.
"المورد العذب الزلال في التنبيه على أخطاء الظلال" للشيخ عبد الله بن محمد الدويش، و"معجم المنهي اللفظية ص116"للعلامة بكر بن عبد الله أبو زيد.
"في ظلال القرآن في الميزان: ص 278 - 304" د/ صلاح عبد الفتاح الخالدي.
"في ظلال القرآن، دراسة وتقويم" د/الخالدي، و "عملاق الفكر الإسلامي" للشيخ د/عبد الله عزام، و" الخطاب الذهبي" للعلامة الكبير بكر
ابن عبد الله أبو زيد.
ومؤلفات د/ ربيع المدخلي في سيد قطب وكتبه، مطبوعة.
ثقة، رمي بالقدر، من الخامسة، قيل مات سنة 148"التقريب رقم 2737" للحافظ ابن حجر.
صدوق إلا روايته عن سعيد بن جبير من صحيفة، من السادسة، مات سنة 126."التقريب رقم:4589"ز
متهم بالكذب، رمي بالرفض، من السادسة، مات سنة 146."التقريب رقم:598".للحافظ ابن حجر.
كوفي متهم بالكذب، من الثامنة."التقريب رقم:6284".
كذبوه وهجروه، رمي بالتجسيم، من السابعة، مات سنة 150،"التقريب رقم:6868".
ليس بثقة، قال ابن حبان فقيه: دجال، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتابا في التفسير"."الميزان 4/ 213" للحافظ الذهبي.
"الإتقان 2/ 179 - 188" للحافظ السيوطي.
"الإسرائليات والموضوعات في كتب التفسير ص:62"و"معجم المفسرين 2/ 651" لنويهض.
ـ[أحمد البريدي]ــــــــ[07 Aug 2007, 06:38 م]ـ
كنت ألقيت دورة عرفت فيها بأشهر كتب التفسير ربما تضيف جديدا تجدها على هذا الرابط:
التعريف بكتب التفسير ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=15266)
ـ[أبو تيمية محمد بن علي خرب]ــــــــ[08 Aug 2007, 01:31 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[عبير ال جعال]ــــــــ[01 May 2010, 01:12 م]ـ
نفع الله بكم الأسلام والمسلمين(/)
الفوائد المنتقاة من (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) لابن الوزير اليماني
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:12 ص]ـ
الفوائد المنتقاة من (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان)
لابن الوزير اليماني
وجزى الله خيرا فضيلة شيخنا (عبد الرحمن الشهري) لتفضله علىَّ بإعارتي هذا الكتاب
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:16 ص]ـ
11
والعوج بكسر العين يختص المعاني وبفتحها يختص الأجسام
14
العقلاء ما زالوا يستدلون على حسن الكتب وعظم نفعها بمقدار صاحبها
15
ولم يزل العلماء يتداولونه، فهو مع شهرته في شرط أهل الحديث متلقى بالقبول عند علماء الأصول، فصار صحيح المعنى في مقتضى الإجماع والمنقول والمعقول
19
[القاضي عبد الجبار] واتفق فيه أيضا استنباط الأدلة التي توافق العقول وموافقته ما تضمنه لأحكام العقل على وجه يبهر ذوي العقول ويحيرهم فإن الله سبحانه بينه على المعاني التي يستخرجها المتكلمون بمعاناة وجهد بألفاظ سهلة قليلة تحتوي على معان كثيرة كما ذكره عز وجل في نقض مذاهب الطبيعيين في قوله تعالى: {وفي الأرض قطع متجاورات}
20
[الفخر الرازي] بل أقر الكل بأنه لا يمكن أن يزاد في تقرير الدلائل على ما ورد في القرآن
22
[صاحب الوظائف] فأدلة القرآن والسنة مثل الغذاء ينتفع به كل إنسان، بل كالماء الذي ينتفع به الصبي والرضيع والرجل القوي ولهذا كانت أدلة القرآن سائغة جلية، ألا ترى أن من قدر على الابتداء فهو على الإعادة أقدر، وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه، وأن التدبير لا ينتظم في دار واحدة بمدبرين فكيف ينتظم في جميع العالم، وأن من خلق علم ثم خلق كما قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} فهذه أدلة تجري مجرى الماء الذي جعل الله منه كل شيء حيا إلى آخر كلامه
23
وتأوله ابن أبي الحديد بما يستحيى من ذكره: من أن ذلك لعلم علي عليه السلام بقصور ولده الحسن عليه السلام من درك هذا العلم. وكفى شاهدا على بطلان هذه البدعة ما أدت إليه من تفضيل شرار القرون في قواعد الإيمان على ريحانة المصطفى سيد شباب أهل الجنة المجمع على إمامته بعد أبيه عليهما السلام
28
قال محمد [في كتاب الجملة] وكذلك سمعنا عن إبراهيم بن عبد الله أنه سئل عن بعض ما يختلف الناس فيه من المذاهب، فلم يجبه فيه وقال: أعينوني على ما اجتمعنا عليه حتى نتفرغ فيه لما اختلفنا.
29
فمن ذلك قول السيد العلامة يحيى بن منصور بن العفيف بن مفضل رحمه الله تعالى في ذكر المعتزلة:
/
ما باله حتى السواك أتى به ........... وقواعد الإسلام لم تتقرر
...
لا يخدعنك زخرف متصور ........... شتان بين تيقن وتصور
إن الخلاف بكل فن ممكن ........... إلا الأصول فإنه لم يؤثر
فدع الخلاف إلى الوفاق تورعا ........... فطريقه الإجماع غير منكر
كم بين معتمد لقول ظاهر ........... ومقال حق واضح لم ينكر
34
ومما قلت في ذلك وقد سألني بعض الإخوان القراءة علي في بعض كتب المنطق:
/
والعلم عقل ونقل ليس غيرهما ........... والعقل فيك وليس العقل في الصين
أمرت أن أطلب العلم الشريف ولو ........... بالصين إن كان علم الدين في الصين
..........
وقوم عيسى أرادوا منه مائدة ........... ليطمئنوا بها لا وضع قانون
/
فواضح العقل معروف وغامضه ........... مواقف ومجازات لذي الدين
إن البصائر كالأبصار ليس ترى الـ ........... خفي جدا سوى رجم وتظنين
لذا تخالف أهل العقل واضطربوا ........... فيه كعادتهم في كل مظنون
فليت ذا العلم من بعد الرسوخ به ........... واعتضت بالذكر منه غير مغبون
ما فيه إلا عبارات مزخرفة ........... أتى بهن ابن حزم بالتبايين
كم من فتى منطقي الذهن ما خطرت ........... بالبال منه اصطلاحات القوانين
وكم فتى منطقي كافر نجس ........... كالكالب بل هو شر منه في الهون
يرى وساوس أهل الكفر منقبة ........... فهما ويسخر من طه ويس
.....
وربما كان في التدقيق مفسدة ........... للقلب أو لافتراق الناس في الدين
39
ومن الجائز بالإجماع أن ترد هذه الشبهة على دقائق علم الكلام، وتحير المبرز فيه، وتبلد المعجب به، وربما تولدت من تدقيقه على قدره، وكان بالنظر فيه كالباحث عن حتفه بظلفه.
وبيان هذا أن مثل المستعد للشبهة المجهولة بتقديم النظر في الدلائل مثل من يستعد للسموم القاتلة بشرب الأدوية الحادة التي ربما قتلت شاربها حين لا يجد ضدها بدفع طبيعتها ويستحيل تقديم التداوي من داء لم يتعين، ولم يعرف أهو من قبيل الحرارة أو البرودة أو غيرهما من الطبائع أو هو متركب من الطبيعتين وربما ورد داء يعجز عنه الطبيب الماهر باتفاق الأطباء، ولذلك تجد أكثر الضالين في أنفسهم المضلين لغيرهم من أهل النظر، وأكثر أهل السلامة بإقرار أهل النظر من أهل الجمل، ولذا قال أبو القاسم البلخي في مقالته في ذكر العامة: هنيئا لهم السلامة ومن ثم لم يرد عن الرسل عليهم السلام الخوض الكبير في علمي الطب والكلام.
40
ومن جحد آيات الله وبراهين القرآن الجلية، فهو لدقائق الكلام أجحد، ومن قبولها أبعد
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:16 ص]ـ
41
أن في المتكلمين من المعتزلة وغيرهم طوائف لا يوجبون النظر في علم الكلام منهم أهل المعارف الضرورية
........
فإن الإخبار بالمعلومات لا تصح، ودخول المؤكدات على الإخبار بها لا يحسن لولا أنه نزل المخاطبين لشدة غفلتهم عن هذه المعلومات منزلة الجاحدين المنكرين لها، كما ذكره علماء المعاني في قول الشاعر:
جاء شقيق عارضا رمحه ........... إن بني عمك فيهم رماح
42
ولقد صنف الجاحظ وهو ممن يقول إن المعارف ضرورية كتاب (العبر والاعتبار) فأتى فيه بما يقضي له بعلو القدر في العلم وتعمقه في التفكر في عجائب المخلوقات الضرورية، وكذلك النظر في علم التشريح، وعجيب خلق الإنسان والتأمل لما يدرك من ذلك بالعيان.
43
فاحتج [الهدهد] بحدوث هذين الأمرين [الخبء في السموات والأرض يعني المطر والنبات] المعلوم حدوثهما مع تكررهما وحاجة جميع الحيوانات إليهما مع أنه ما قرأ في المنطق ولا عرف علم الكلام
44
فهذا أسلوب الأنبياء والأولياء والأئمة والسلف في النظر، وخالفهم بعض المتكلمين وأنواع المبتدعة، فتكلفوا وتعمقوا وعبروا عن المعاني الجلية بالعبارات الخفية، ورجعوا بعد السفر البعيد إلى الشك والحيرة والتعادي والتكاذب وقد اعترف أكثر المتكلمين بالوقوع في الحيرة والأمور المشكلة المتعارضة.
45
ودفع المضرة المظنونة واجب عقلا
47
وقد حكى الله سبحانه وتعالى مجادلة الأنبياء في كتابه لأنواع الجاحدين فلم يكن فيها شيء يتوقف على معرفة دقائق الكلام والمتكلمين.
49
وتمثلت بقول الزمخشري رحمه الله حيث يقول:
اطلب أبا القاسم الخمول ودع ........... غيرك يطلب أساميا وكنى
شبه ببعض الأموات شخصك لا ........... تبرز إن كنت عاقلا فطنا
علك تطفئ ما أنت موقده ........... إذ أنت في الجهد تخلع الرسنا
إدفنه في البيت قبل ميتته ........... واجعل له من خموله كفنا
50
ولا ريب أن بعض الفنون أحب إلى بعض الناس من بعض، بل بعض كتب الفن الواحد أحب إلى بعض أهله لما فيه من الخواص
.........
وخشيت أن أقطع العمر في الوسائل وما وصلت إلى المتوسل إليه، وتعوقني العوائق والعياذ بالله عما لا يعول إلا عليه، فأكون كمن بالغ في الوضوء وابتدع، حتى خرج وقت الصلاة وضاق عليه ما اتسع.
52
وما زلت في زمن الحداثة وأيام الغرارة أسد سمعي عن كل نصيحة وأرد بطبعي في هذا كل حجة صحيحة، وحبك الشيء يعمي ويصم، ولا ينجو من الهوى إلا من عصم، حتى أسفر لي وجه الخبرة عن أحوال الرجال، فنادى مؤذن التجارب الصلاة في الرحال، وأمر الفصحاء برفع الأصوات بالنذارة من كل منارة، فتارة وعيت فتول عنهم فما أنت بملوم {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا} {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون من دون الله فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا} وتارة أسمع (يوشك أن يكون خير مال الرجل المسلم غنم يتتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن، ائتمروا بينكم بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ودع عنك أمر العامة، واعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على جذر شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك والزم بيتك وخذ ما تعرف واترك ما تنكر ليسعك بيتك وابك على خطئيتك)
.......... / فعقدت على ذلك اعتقادي وعزمت على لزومه بعد أن همت في كل وادي وقنعت من الغنيمة بالإياب، حتى سلمت في سفري من الذئاب المدلسة بلبس الثياب، وإنها والله بدليلي العقل والحس أخبث نوعي هذا الجنس، لا سيما من كان ظاهره بالزهادة متحليا وباطنه من حلية الإخلاص متخليا
54
وقد قلت في ذلك مجيبا على من لام وعاب من الأهل والأحباب:
لامني الأهل والأحبة طرا ........... في اعتزالي مجالس التدريس
قلت لا تعذلوا فما ذاك مني ........... رغبة عن علوم تلك الدروس
هي رياض الجنان من غير شك ........... وسناها يزري بنور الشموس
غير أن الرياض تأوي الأفاعي ........... وجوار الحيات غير أنيس
حبذا العلم لو أمنت وصاحبـ ........... ـت إماما في العلم كالقاموس
غير أني خبرت كل جليس ........... فوجدت الكتاب خير جليس
ورضيت المروي عن جدي القا ........... سم من جامع علوم الرسوس
(يُتْبَعُ)
(/)
فدعوني فقد رضيت كتابي ........... عوضا لي عن أنس كل أنيس
56
الخلاف بين الخصمين إذا كان في الأمور الخفية لم يحسن من واحد منهما أن يتهم الآخر بالعناد والعصبية ووجب اجتناب ما يدل على ذلك من التلون في العلل وإنكار المعلومات لإقامة الجدل، فإن حصل الاتفاق مع لين الجانب وسهولة الأخلاق وإلا احتاجا إلى حاكم يقطع الشجار غير متهم بشيء من الجهل والهوى والاستكبار، والاغترار بالطبع المجبول على الاحتقار بمن جاء بما فيه أدنى استنكار. ألا ترى أن داود عليه السلام لما أخطأ في التأويل. وكان هو الحاكم والمرجوع إليه في التنزيل علم الرب اللطيف سبحانه وتعالى أنه قد تعذر على خصمه التوسل إلى عتابه والتوصل إلى الانتصاب من عزيز جنابه فأرسل الله تعالى ملائكته فتلطفوا حتى يحكم بالظلم على من فعل مثل فعله وانطلق بالتصريح بذلك مسرعا إليه بمحض عقله وعدله، ولو سئل عن ذنبه بالتصريح ولم يتوسل إليه بذلك التدريب والتلويح، عارضه بما علق بطباعه من تمهيد لعذره بالتأويل المرجح له ما كان من أمره فلم يؤمن أن يبطئ بالإقرار ولا يبادر بالاعتراف حق البدار.
وأصرح من ذلك وأولى بالاعتبار ما قصه الله سبحانه علينا من استنكار كليمه لما فعله الخضر عليهما السلام بعد الأخبار والأعذار على أن المخبر له بتفضيل الخضر عليه السلام هو الصادق الذي لا يجوز عليه الخلف في الأخبار، ما ذلك إلا لغلبة الطبع البشري لما يطرأ عليه من المعارف المخالفة لحيلته البعيدة عن مألفه وعادته، فكيف لا يتهم المصنف نفسه ويوقظ للاحتراز من هذا الطبع القوي حسه، ولا يأنف إن طلبت منه البينة على أقواله والمحاكمة إلى خير أجناسه وأمثاله.
57
فلم يكن في بقاء كل على حجته بعد سماع حجة خصمه ما يدل على عناد، ولا أطالوا الخوض في المراء على جهة اللجاج ولا على جهة الاسترشاد.
أما المراء فإنه لا خير فيه لأنه اسم لما نظن أنه يفيد، وأما الاسترشاد فإنه عبارة عن طلب الرشاد، وهو يحصل في الظنيات بأول أمارة، والإشارة تغني فيه عن تطويل العبارة، والمراد من كل واحد ما قوي في ظنه ورجح في فهمه والنكير عليه بعد إبدائه لمستنده وإبقائه عليه خروج عن منهاج السلف الصالح ومخالفة لإجماعهم العقلي في هذه المسالك، وقد يقوم الود والعدل والتناصف والعقل إذا صفت مواردها عن أكدار المعاوضات، وأشرب الخصمان حب النظافة من رذائل القرائن المنفردات مقام الحاكم العادل الجامع الكامل فلا ينبغي حينئذ أن يكون أحدهما صاحب قطيعة ولا ريبة فضلا عن أن يكون صاحب بغض وغيبة، ولا يكون أحدهما صديقا لعدو ولا عدوا لصديق ولا مجهول الخبرة محتاجا إلى تعديل وتوثيق ولا منقطعا إلى خصوم صاحبه في ليله ونهاره ومحله وقراره وتدريبه في العلم وإنظاره.
58
وقرينة هذا [الميل القلبي بأول عارض] أنك ترى الطائفة العظيمة في الأزمان الطويلة على مذهب بعض المتكلمين في المشكلات الدقيقة والمعضلات العويصة لا يخالفه منهم ناظر مدقق ولا يميل عنه في جميع خفيات مداركه محقق، مع مخالفة من هو أعلم منهم له وأخَصُّ به كوالده الشيخ أبي علي فإنه كثير الخلاف لولده الشيخ أبي هاشم ما ذاك إلا لخروج شائبة التقليد من بينهما، ودخولها من غير شعور على من دوهنهما. ولذلك ترى أكابر العلماء الشيوخ يختلفون كثيرا، وألوف الألوف من الأتباع على منهج رجل واحد لا يخالفونه يسيرا بل يجتمعون على لوم من خالفه وذم من نازعه.
واعلم يا ولدي أني كنت مثلك طالب علم صغير السن كثير الجدل قليل التجارب، وما كنت مثلي طالب سلامة كبير السن قليل الجدل طويل التجارب، وأعني بقولي طالب سلامة أني غير ملتفت إلى غيرها من الفوائد على حد قول القائل: (رضيت من الغنيمة بالإياب) ولذلك قيل (طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم) والمجرب لا يعدل بالسلامة ولا يرتاع من عدوان الظلامة والملامة.
ومن كملت فيه النهى لا يسره ........... نعيم ولا يرتاع للحدثان
فأنت في مناظرتك تطلب مني تجريب المجرب، وما لي داع بعد تقديم تجربتي إلى تجريب لولا محبة الإسعاف لك على سبيل التقرب إلى الله / تعالى والتقريب. وربما انتفع غيري وغيرك بما دار بيني وبينك وقد أحسن من قال في طلب المآرب:
أرى غفلات العيش قبل التجارب
وسوف إن طال بك الزمان وجمعت بين البرهان والقرآن والإخبات إلى الرحمن والزيادة في الإيمان تذكر ما قلته لك من الفرق بين الحالين والتمييز بين المقامين وهذا مقام لا دليل فيه إلا التجربة المنزهة معارفها عن طرو الشبه، وهو مقام الرياضات والتجريبات وهو أحد أقسام العلوم الضروريات والمدارك العقليات، يختص بعضها بمن اختص به من العقلاء كبعض المتواترات والكلام في هذه الأمور وإن طال فهو مناسب لمقتضى الحال
60
فإن للام أربعة معان مشهورة عند أهل العربية والمعاني والبيان وأوضحها وأشهرها وأثبتها وأكثرها (إفادة العهد) الذي قصدته في أبياتي
[يقصد:
أصول ديني كتاب الله لا العرض ........... وليس لي في أصول بعده غرض]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:17 ص]ـ
62
إلا في صورة واحدة وهي إذا تقدم لفظ (كل) مضافا إلى مفرد مثل: كل رجل لم يقم، فإنه يتوجه إلى الإفراد دون الشمول، بخلاف ما لو قدم النفي، فقلنا: لم يقم كل رجل، فإنه ينصرف إلى الشمول، ولا يدل على انتفاء المجيء عن كل فرد، وقد اضطرب صاحب التلخيص في الفرق بينهما، وتوهم بعضهم أن العلة مجرد تقديم المسند إليه وتأخير النفي، وليس كذلك فإنك لو قدمته وجعلته جمعا لانصرف إلى الشمول كقولنا: كل الرجال لم يقوموا، وإنما هو عرف لغوي مقيد بقيدين: أحدهما تقديم المسند إليه وثانيهما إفراده مؤكدا بكل.
وأحسن ما وجه به أنه حينئذ نفي لفعل الكل، أي لفعل كل واحد وقولنا: لم يقم كل أحد نفي الكل عن الفعل، وهذا الثاني هو الذي دل عليه الباب لم يخرج منه إلا تلك الصورة الواحدة وجميع الأمثلة وإن كررت من هذه الصورة كقوله ? كل ذلك لم يكن
وقول أبي النجم:
قد أصبحت أم الخيار تدعي ........... علي ذنبا كله لم أصنع
برفع كل ولو نصب انصرف إلى الشمول كأنه يخص المبتدأ والخبر
وكذلك يجب إفراد الخبر من قولنا كل رجل قائم، ويمتنع قائمون وهو يحتمل زيادة في النظر والله الفتاح ومنه:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه ........... تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
ومنه ما جاء القوم كلهم ولم آخذ كل الدراهم وكل الدراهم لم آخذ، النفي فيه متوجه إلى الشمول خاصة، كما قاله عبد القاهر، وقولنا: ما جاء القوم كلهم مما نص عليه عبد القاهر وهو / نظير قولي (لا العرض) متى كان بمعنى الأعراض كلها إلا أني لم أؤكده بكل، وكل في هذا الموضع للتوكيد لا للتأسيس قطعا وفاقا لأنها متأخرة فلا يخل سقوطها بمعنى ما قبلها ولا يغيره بدخولها.
63
ويوضح ما ذكرت أنك إذا قلت في النفي: ما جاء رجل أفاد العموم، فإذا جعلت الرجال موضع رجل تغير المعنى، فيتغير العموم، وقد ذكره مختار في المجتبى وقال: هو مثل ما جاء عشرة رجال لا يفيد مجيء التسعة فما دونها وأجاب عن قوله {لا تدركه الأبصار} بأن العموم مستفاد من معنى المدح كقولنا: فلان لا يفعل القبائح فإنه يعلم من معنى المدح أنه لا يراد أن يفعل بعضها.
64
فجعلت دليل المعجزات أقرب وأقوى وأجلى وأقطع للحجاج وأولى، كما اعتمدها إن شاء الله تعالى عند القصد إلى إفحام الخصوم / وقطع اللجاج، وكذلك الاستدلال بما في هذا العالم من عجائب المصنوعات وغرائب المخلوقات، وما في جميعها من الإحكام والإتقان المعلوم بالفطر حاجته إلى صانع أحكمه وعليم قدره، وهذان الطريقان صحيحان، أما الاستدلال بالمعجز فلا أعلم فيه خلافا، وأما الاستدلال بالأجسام من جهة الإحكام فكذلك لا أعلم وجها للخلاف فيه، إلا أن في عبارة ابن متويه إشعارا بخلاف أبي هاشم وحده في ذلك وما هو عندي بصحيح عنه إن شاء الله تعالى، كما دل عليه ابن متوية في أوائل المحيط
66
وإذا جاز الخطأ على أبي علي فيما يقطع فيه أنه من المشاهدات وعلى أبي هاشم فيما كان يقطع على أنه من الضروريات فالخطأ عليهما في الاستدلاليات الخفيات أقرب، وحصر الطرق إلى الله تعالى في هذا الأمر الخفي أغرب وأعجب، وليس القصد بهذا خفضي رفيع منزلتهما ولا القدح في عظيم علمهما، وإنما القصد أمران: تهوين أمر المخالفة في هذه الدقائق على السائل، وأن المخالف فيها جدير أن يسلك به مسالك من تقدمه من المختلفين في هذه المسائل في تطلب وجوه المحامل وأن لا يخص بذلك الأوائل، وثانيهما أن لا يرجحا على جميع من خالفهما من الأئمة وعلماء الأمة، ولا تغتر بكثرة مقلديهما في هذه البلاد ممن ادعى أنه لا يقلد في الاعتقاد، وهو لهما أو لأحدهما أو لمن لا يساوي آثارهما أتبع من الظل وأطوع من النعل، بل كيف لنا أن لا نعارض بهما رحمهما الله الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام والبراهين العظام، وما أشد كراهتهما لذلك وللسالكين هذه المسالك، فلو اقتدى بهما مقلدوهما ما قلدوهما، ولو لم يقلدوهما لاختلفوا كما اختلفا، وتحيروا وترددوا كما تحيرا وترددا، على ما جرت به العوائد في أحوال الخائضين في هذه الدقائق، والله أعلم.
74
(يُتْبَعُ)
(/)
فكيف يشتمل الكتاب الذي جاء به على أدلة قاصرة ما فيها دليل واحد يشفي ولا يكفي!! وكيف لم يقدح بذلك أحد من أهل عصره لا من أعدائه ولا من أصدقائه مع ما في الفريقين من الأذكياء النبلاء حتى يأتي بعض الشيوخ المتأخرين بعد ثلاثمائة سنة من الهجرة فيستدرك على الله ورسله صلوات الله عليهم أجميعن وجميع العقلاء ما كانوا عنه غافلين.
78
وعندي أن البدع كلها معلوم ابتداعها بالضرورة التي لا يستطيع أحد النزاع فيها، ولكن كل مبتدع يعتذر لبدعته فمن ترك الأعذار سلك الجادة، ألا ترى أن الصوفية لا يستطيعون أن يدعون أن رسول الله ? ولا أصحابه ولا التابعين كانوا يصنعون صنعهم في السماع، لكنهم يعتذرون بأنه يصلح قلوبهم ويقويها، ولا يقوم غيره مقامه مع وجود الاختلاف في جوازه بين أهل العلم وتعارض الأخبار فيه ونحو ذلك، والملوك لا يقدرون على دعوى أن النبي ? والخلفاء بعده كانوا على مثل أحوالهم في الرسوم الملكية والأمور المصلحية لكنهم يعتذرون بفساد أهل الزمان، وقصد التهيب والتوصل إلى المصالح / على حسب الرأي تارة، وعلى حسب الضرورة أخرى، وكذلك أهل الوسوسة في الوضوء من المتعبدين والعارفين، وأهل التدقيق فيما لا يقع غالبا بين الفرضيين والمتفقهين.
وكذلك علماء الكلام والجدليون والمنطقيون لا يستطيعون أن يدعوا على السلف أنهم خاضوا في علمهم ولا مهدوا له قاعدة ولو كان شيء من ذلك لنقلوا نصوصهم في ذلك ولو وافق الجبائيين الصحابة والتابعون في إثبات الأكوان ومن قال بقول الإمام يحيى وأبي الحسين لنقلت أقوالهم في ذلك كما نقلت في الفقه والتفسير، ولما أطبقوا على تغليق هذه الأبواب كما أطبقت الرسل صلوات الله عليهم وخلت عنه كتب الله المنزلة أولها وآخرها، ولم يحسن من المسلم الممعظم لكتب الله ورسله صلوات الله عليهم والسلف الصالح أن يقطع على قبح حال من تشبه بهم في هذه الخصلة، وإن كان مقصرا في غيرها فالسيئة لا تقبح الحسنة لصدورهما عن فاعل واحد، والعاقل يعرف الرجال بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. وإنما ذكرتُ الحجة بالكتب والرسل والسلف لأن المخاطب بحمد الله يعرف أنهم على الحق، وأنا كذلك وليس يحسن منا أن نفرض أنفسنا من جملة أهل الجاهلية بعد أن من الله علينا بالإسلام، ولو فرض ذلك جاهل لدلته البراهين الصحيحة على ملازمة من ذكرته للحق ..............
[المؤيد] فإن معرفة احتياج الإحكام إلى محكم من العلوم الضرورية الأولية قال: لأنه يجوز من طريق الاتفاق أن يسقط كوز من علو فينكسر ولا يصح من طريق الاتفاق أن يصير الخشب دواة.
80
ومن جوز في بديع خلق الإنسان أنه من طبع كمن جوز في كتابة المصحف المحكم أنه بمنزلة جمود المداد في الاستناد إلى الطبع فهو معاند موسوس لا يداوى بالنظر
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:18 ص]ـ
81
فإن اختصاص جميع العقلاء في ذلك الزمان بأمر لا يوجد في واحد من العقلاء في هذا الزمان من خوارق العادة الممتنعة عقلا، ولم تختلف إلا في اللغة العربية، وقد كانوا في البلادة بحيث عبدوا الجماد الذين هم أشرف منه بالضرورة
83
فكيف يكون ما اشتد اختلافهم فيه وعلمت دقته وغموضه كاشفا وموضحا ومجليا لما أجمعوا على وضوحه وسهولته؟ وقد نص ابن متويه على كثرة الشبه في دليل الأكوان.
85
إلا أنه يلزم من كل نوع خاص حصوص جنسه العام، ويستحيل وجود النوع الخاص مع امتناع جنسه العام، إذ لو استحال وجود جنس الحيوان لاستحال وجود نوع الإنسان، وكذلك لو استحال في مسألتنا وجود جنس الشك في الاستدلالي لاستحال وجود نوع الشك المستقبل.
وهذه طريقة للمتكلمين في الاستدلال، وفيها عندي نظر ليس هذا موضع تحقيقه، وأوضح من ذلك أن تجويز ورود الشبهة لا يختص بوقت معين في البعد والقرب، فلذلك يجوز في كل وقت مستقبل وحاضر، ودخل في ذلك حال العلم وما بعده، وذلك مستلزم تجويزه في الحال وإنما اختص الاستقبال بمعرفة الوارد من الشبه بعينه وتأثيره ومعرفة أثره.
.........
والعلم الحق ما جمع ثلاثة أشياء: الجزم والمطابقة والثبات عند التشكيك، وببطلان واحد منها يبطل العلم فتأمل ذلك وجود فيه النظر
88
(يُتْبَعُ)
(/)
قال تقي الأئمة العجالي: إن كل من سمع ذلك من العقلاء قبل أن يتلوث خاطره بالاعتقادات التقليدية، فإنه يقطع ببطلان هذه المذاهب، ويتعجب أن يكون في الوجود عاقل تسمح نفسه بمثل هذه الاعتقادات ويلزمهم أن يجوزوا فيما شاهخدوه من الأجسام والأعراض أن تكون كلها معدومة، لأن الوجود غير مدرك عندهم، وإلا لزم أن يرى الله لوجوده، بل إنما يتناوله الإدراك للصفة المقتضاة عندهم وهي صفة التحيز، وهيئة السواد والبياض فيهما، غاية الأمر أن الجوهرية عند بعضهم تقتضي التحيز بشرط الوجود، ولكن الترتيب في الوجود لا يقتضي الترتيب في العلم، كما في صفة الحياة والعلم، فيلزمهم أن يشكوا بعد هذه المشاهدة في وجودها. وكل مذهب يؤدي إلى هذه التمحلات، والخصم مع هذا يريد سفاهة ولجاجا، فالواجب على العاقل الفطن الإعراض عنه والتمسك بقوله تعالى: {فإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلام} ومن ذم من السلف الصالح الكلام والمتكلمين، إنما عنوا أمثال هؤلاء ظاهرا والله الموفق انتهى بحروفه. وهذا كلام أئمة الاعتزال بعضهم في بعض، وفيه اعتراف بذم السلف الصالح للكلام والمتكلمين، وتأويل ذلك بالغلو في الكلام، ومن ذلك ما قدمنا عن القاسم والهادي والناصر من ذم الكلام، وما ذكره صاحب الجامع الكافي عن متقدمي العترة من ذلك كزين العابدين وزيد بن علي والصادق والباقر وعبد الله بن موسى وأحمد بن عيسى والحسن بن يحيى وصنف محمد بن المنصور في ذلك كتاب الجملة والألفة، ونقل عن هؤلاء وغيرهم النهي والكراهية للكلام والخوض فيه، وكذا فقهاء الإسلام وأئمة الحديث وجميع السلف المتقدمين كانوا على ترك هذا، وبعضهم ينهى وبعضهم يقرر الناهي وهو من أصح الإجماعات السكوتية والله أعلم.
90
وما صارت السوفسطائية إلى إنكار العلوم، إلا من شدة البحث بدليل أنه ليس في أهل الجمل من ينكر الضرورة، ولا من ألزم إنكارها
91
ومن لم ينفعه الدواء الرباني والنبوي لم ينفعه الدواء الجبائي والمتّوي. لا يقال أبطلتم النظر كله ببعضه، لأنا لم ننف النظر كله، بل أثبتنا النظر في أوائل الأدلة على طريقة السلف، كما نبه عليه القرآن، وإنما منعنا التعمق في إثبات الأمور الجلية في النظر بطرائق أخفى منها، وبينا بالتجارب وغيرها أن شدة التعمق لا تنفع في الوساوس ولا تداويها، بل تزيدها في حق كثير.
92
والمعجز حادث بالضرورة ومخالف للطبع والعوائد بالضرورة.
92
ولم يقل أحد من جميع فرق المسلمين من المتكلمين وغير المتكلمين إن النظر في فعل الله تعالى المعجز ليس بطريق إلى معرفة الله تعالى.
92
وظهر أن الفرق بين النبي والساحر ضروري، لكنه تارة يرجع إلى العلم ببراءة / النبي ? من علم السحر، كما يعلم الإنسان براءة كثير من أهله وصحبه من ذلك، وهذا يحصل لمعاصريه بالخبرة ولنا بالتواتر وإليه الإشارة بقوله تعالى: {أم لم يعلموا رسولهم فهم له منكرون}، وقوله: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون} وذلك لأن السحر ليس من علوم العقل، ولا بد من تعلمه من شيوخه ... وقد ألفت في هذا المعنى مصنفا مفردا سميته (البرهان القاطع في معرفة الصانع وجميع ما جاءت به الشرائع)
93
وممن جود الكلام في النبوات الجاحظ، فيبحث عن كتابه في ذلك
96
وقد ذكر الغزالي شبه السوفسطائية، وذكر أنه لم يتمكن من دفعها من نفسه إلا بنور قذفه الله تعالى في قلبه، وقد شاهدنا من شك في الضروريات من الموسوسين.
99
وكيف يجوز في العادات أن تنصرم الدهور وكتب الله خالية عن التصريح بأمر لا يعرف الله بسواه، ورسله المبعوثة بالهدى لا تذكره لأحد ممن اتبعها وتعلم الهدى منها، وكذلك من عاصرهم وكلام الله أبلغ الكلام، والبلاغة مشتقة من بلوغ المتكلم بكلامه إلى بيان مراده ووضوح مقصده وتخليصه من نقص الخطأ والتقصير عن إصابة الشواكل ولصق المفاصل
99
(يُتْبَعُ)
(/)
ولذلك قال الزمخشري رحمه الله في كشافه في رد بعض تأولاتهم مما لا يطابق البلاغة، وما هذا إلا من ضيق الفطر / والمسافرة عن علم البيان مسافة أعوام، وبالجملة فالقوم من علماء الإسلام، ولكل خطأ وصواب، وفي كل كلام قشر ولباب، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا من عصم الله تعالى. ولنا من الخطأ أكثر مما هو لهم، وليس القصد تزكية النفس والإزراء بمن لا نساوي ولا نقارب أدنى مراتبه، وإنما القصد ترك الغلو منهم المخرج لهم في المعنى عن حد البشر، وإن كان المعظم لا يصرح بذلك في لفظه فقد كاد يعاملهم تلك المعاملة أو يخاف من وقوع ذلك من غيره ولو في المستقبل، فإن المحقرات وسائل إلى العظائم.
100
وإنما استكثرت من نسبة الأدلة إلى العلماء، وإن كانت الأدلة كافية بأنفسها لما رأيت في طباع الناس من الاستئناس بالقائلين بالأدلة، وجربت ذلك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:19 ص]ـ
106
قوله: لم قلتم كان هذا الإجماع حجة. قلنا: لأن المتكلمين المعتزلة والسنية والفقهاء يستدلون به وهذا آية كونه حجة.
107
فلا يلزم من ثبوت حكم ما في ألف ألف صورة ثبوته في غيرها فكيف يلزم من ثبوته في صورة واحدة ثبوته في غيرها، ألا ترى أن الحيوانات العنصرية تحرك فكها الأسفل في مضغها، والتمساح وحده يحرك فكه الأعلى في مضغه
108
أما جعل القدرة على التبع علة للقدرة على الأصل فمما تستبعده العقول السليمة والطباع المستقيمة عند تظاهر الأمارات عليه، فكيف إذا لم يكن شبه أمارة، وكان من وساوس النفس الأمارة!
109
لا نسلم بأن الدوران دليل علية المدار للأثر الدائر وليس كذلك، ألا ترى أن الحكم يدور مع الشرط، والعلة المساوية تدور مع المعلول وجودا وعدما، وأحد الحكمين المتلازمين يدور مع الآخر وجودا وعدما، وإن لم يكن شيء من ذلك علة وكذلك التحرك يدور مع الاعتماد وإن لم يكن علة له عندكم.
111
ولقد صدق الشيخ أبو الحسين رحمه الله تعالى في مقالته: أني لو اقتصرت على ذكر أدلتهم وعللهم لكفى الناظر فيها في العلم بأنها لا تثمر ظنا فضلا عن علم، أترى قلوبهم تسكن ونفوسهم تطمئن عندها؟ ثم قال تقي الأئمة العجالي رحمه الله: فإن هذه الحجج التي قنعوا بها في إثبات هذا الأصل العظيم ليس يصلح إيرادها عند ملاعب الصبيان في ترويح الخيال، فكيف بمثل أصل هو أساس الإسلام
118
إن من أحسن من عبر عن هذه المسألة الكبرى شارح (جمع الجوامع) لكن النساخ غيروا بعض ألفاظه، فشككت في بعض ألفاظه مع معرفة مراده، فجعلت العبارة لي وزدت اليسير حيث تصح الزيادة وتجوز وتحسن، ولم أتظنن في موضع لا يحل فيه الظن، ويتوقف فيه على النقل
121
وكلامهم مجرد دعوى والدليل عليهم في هذا المقام، فإن أبدوه وجب علينا نقضه، وإن لم يبدوه لم يلزمنا شيء من مجرد الدعوى بغير حجة ولا هدى ولا كتاب منير.
124
وليس شيء مثل المسميات بأسمائه في الدنيا، فكيف بمعاني أسماء الله وصفاته، لكن الإخبار عن الغائب لا يفهم إن لم يعبر عنه بالأسماء المعلومة معانيها في الشاهد ويعلم بها ما في الغائب بواسطة العلم بما في الشاهد مع الفارق المميز.
125
والإحكام الخاص هو الفصل بينهما بحيث لا يشتبه أحدهما بالآخر، يعني على من عرف هذا الفصل. وهذا التشابه الخاص إنما يكون بقدر مشترك بين الشيئين مع وجود الفاصل بينهما، ثم من الناس من لا يتهدي إلى ذلك الفاصل فيكون مشتبها عليه ومنهم من يهتدي له فيكون محكما في حقه فالتشابه حينئذ يكون من الأمور الإضافية
127
وليس عدم الوجدان عند الطلب في علم الطالب يدل على عدم وجود المطلوب في علم الله تعالى
129
فأما الاحتمال فلا يسمى علما البتة لا حقيقة ولا مجازا، وأما الظن فقد يسمى علما مجازا .... ولا يجوز في اللفظة الواحدة أن يراد بها كلا معنييها على الصحيح، ولا يقوم على خلاف ذلك دليل من اللغة البتة، على أن أبا هاشم قال: إنه محال عقلا، ومجرد احتمال ذلك عقلا أو لغة ليس بدليل قطعا.
131
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذا يرجع إلى تجويز وجود الجنس مع عدم جميع أنواعه مثل حيوان ليس بناطق ولا أعجمي ولا أرضي ولا بحري ولا سمائي، وذلك محال عند الجميع، ولو قبل مثل ذلك قبل قول ابن عربي الطائي صاحب كتاب (الفصوص) من أن الحروف أمة من الأمم مبعوث إليها رسول منها لدليل جملي ويمتنع صحة الدليل الجملي مع امتناع التعيين، كما يمتنع إثبات الجنس مع امتناع الأنواع كلها وهو المسمى بالوجود المرسل، وهو أحد المحالات والمنصف يجد من الجهل بمعنى هذه الحروف الذي أراده الله على التعيين
131
المتأول بتأويل معين إما أن يقطع على أن تأويله ذلك هو مراد الله تعالى ويقطع ببطلان كل تأويل سواه، فهذه [كذا] لا قائل به، ولو قال به أحد ما ساعده الدليل لأنه من قبيل الاستدلال بعدم الوجدان في نفس الطالب على عدم وجود المطلوب في علم الله تعالى، وقد مر إبطاله
132
أما التجويز فليس من العلم في شيء وهو محض الجهل إذ لا معنى للجهل إلا احتمال أحد النقيضين من غير ترجيح أو نحوه، فاعتقاد أنه علم ولا سيما في تفسير كلام الله تعالى والاطلاع على مراده غاية الغرور
134
قال زيد بن علي عليه السلام في كتاب (المجاز) من رواية أبي عبد الله جعفر بن محمد بن هارون المقري ما لفظه: والقرآن على أربعة أوجه، حلال وحرام لا يتبع الناس جهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وعربية يعرفها المعرب، وتأويله لا يعلمه إلا الله تعالى.
134
وأما من ذهب إلى غير هذا المذهب من الزيدية فلإعراضهم عن كتب أئمتهم الموجودة بين أظهرهم وإقبالهم على كتب غيرهم، فالله المستعان.
136
ولو كان علمهم بتأويله حاصلا كعلمهم بتأويل المحكم لم تقع هذه الجملة هذا الموقع من البلاغة.
136
فكما لم يرد القرآن بأنه لا إله إلا الله ولا نبي إلا من أوحى إليه الله أو نحو ذلك لكثرة الأنبياء وعدم فائدة صيغة القصر أو عدم بلاغتها وفصاحتها حينئذ فكذلك هذا، وذلك أن علماء المعاني والبيان نصوا على أن قصر الصفة على الموصوف لا يخاطب به إلا من يعتقد الشركة، ولذلك سمي قصر إفراد لقطع الشركة / وليس في الوجود مخاطب يعتقد أن العوام العمي يشاركون الله والراسخون في علم تأويل المتشابه حتى يرد اعتقاده بهذا القصر، وإنما الموجود من يعتقد أن الراسخين يشاركون الله تعالى في ذلك، فحسن قصره على الله لقطع اعتقاد من جعل لله فيه شركاء، فافهم ذلك وتأمله فإنه جيد.
138
وقد ثبت جواز حذف (إما) مع إثبات قسيمها مع القرينة الدالة على ذلك بغير الآية الكريمة، وأما حذف القسيم فلم يصح قط إلا مجرد دعوى في هذه الآية، وذلك مجرد احتمال لم يثبت له رجحان البتة فلا يكون له دليل
138
وإن صح نادرا فقواعد البصرية من النحاة وجوب تأويل ما سد [كذا والصواب شذ] عن الأصل بما يلائم الأصل
139
وهذا المثال نص عليه وعلى ما ذكرته فيه ابن هشام أحد كبار النحاة في كتابه (مغني اللبيب)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:20 ص]ـ
140
وإذا كان أصل أما للتفصيل وفاقا لم يصح دليل على خلاف الأصل، لأن المدعي له مستغن عن إقامة الحجة لبقائه على الأصل، ووجبت الحجة على أن [كذا] من ادعى خلاف الأصل.
141
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {ويقول الراسخون في العلم آمنا به كل من عند ربنا} وابن عباس ترجمان القرآن وهذه قراءة لا تفسير، فهي في حكم المرفوع إلى النبي ? وهي ترجح أحد الاحتمالين في الآية كالخبر الآحادي، وإن لم تتواتر قراءته قرآنا، لكن الصحيح وجوب العمل بها لقوة الظن بصدقه، كما هو مقرر في الحجة بخبر الواحد في فطر العقول وشريعة المصطفى وإجماع المسلمين بعده.
141
ومن عادة الزمخشري التقوي بالقراءات العربية [الصواب الغريبة] على المعاني فكيف بالمشهورة المصححة والحمد لله كثيرا.
142
الدليل السادس عشر: وهو ما يبطل دعواهم لذلك بحجة واضحة يعبر عنها بحروف مقطعة من جنس ما فهموه عن الله تعالى، فإن فهموا عنا مرادنا فيها سلمنا لهم، وإن لم يفهموا وضح الحق، فنقول في احتجاجنا عليهم {ألم، وكهيعص}
143
ولم يرد التعبد بالتقليد في غير العمليات، بل ورد النهي عنه وذم من عمل بغير علم
144
وأقل من هذا يكفي المنصف، وأكثر منه لا يكفي المتعسف
144
(يُتْبَعُ)
(/)
وأجمع الكل من الشيعة والمعتزلة وطوائف الأشعرية الأرقبعة على أن العبد فاعل مختار، وهذا غريب لا يكاد يصدقه الواقف عليه ويبادر إلى تكذيب راويه حتى يبحث البحث التام فيأخذ تحقيق المذاهب من كلام محققي أئمتهم وحوافل مصنفاتهم، ومع غرابته قد نص عليه السيد صاحب (شرح الأصول) في أوائل الفصل الثاني في العدل في الكلام على التحسين والتقبيح، وقال فيه ما لفظه / وبعد فلا خلاف بيننا وبينكم في أن هذه التصرفات محتاجة إلينا ومتعلقة بنا وأنا مختارون فيها وإنما الخلاف في جهة التعلق أكسب أم حدوث، هذا نصه بحروفه، وقد جمعت هذه المسألة ولخصتها في سنين عديدة، وجمعت فيها مصنفا مفردا وبان لي أنه لا يوجد جبري محقق، إلا أن تكون فرقة شاذة كالمطرفية والحسينية من الزيدية ونادرا كالرازي وحده في أحد قوليه، وقد رجع عنه في نهاية العقول، وفي وصيته التي مات عليها، أو عامي لا يدري كالمشبه من عوام الزيدية والمعتزلة
148
الشرط في قرينة المجاز أن تكون متقررة عند من وجه الخطاب إليه معلوما عنده بطلان ظاهر الكلام، كما في قولك في وصف الكريم: إنه بحر عذب أو مزن ثجاج، بحيث لا يرتاب في ذلك السامع، لكن الكلام إذا صدر ممن يعلم ما لا يعلمه، ويقدر على ما لا يقدر عليه، وقد جربنا خرق العادات من جهته، وعقدنا ضمائرنا / على الإيمان بما لا تحتمله عقولنا من أخباره، حتى صدقناه في خروج العالم من العدم وثبوت موجود لا أول لوجوده من القدم وحياة الموتى وثبوت الدار الآخرة فهنا لك تنهد القرينة العقلية ولا تتماسك ضعفا في مقام الآي القرآنية
149
ولو أنا أعددنا هذا وأمثاله من حنين الجذع وتسبيح الحصى وكلام الذراع على المجاز لأدى هذا إلى الاستهزاء برسول الله ? وحاشا مقامه العزيز من ذلك، لأن كلام هذه الأشياء المجازي ممكن حتى مع الكفار
150
وذلك مع إمكانه متعين، لأن المجاز خلاف الأصل الظاهر، ولا يحل المصير إليه مع إمكان الحقيقة وفي ذلك صون جلالة التنزيل من تجرؤ كل فرقة على مستبعد التأويل أدنى شبهة يتوهمون أنها تستحق اسم الدليل، فأين خصائص النبوة وما فائدة الإخبار بالمجاز الذي يمكن كل واحد أن يخبر بمثله؟
151
الوجه الأول: أنه الظاهر، ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل مانع منه بإجماع المسلمين، ولو جاز العدول إلى المجاز بمجرد الاستحسان مع جواز الحقيقة لصح مذهب الباطنية، أو أمثالهم، ولم يوثق لله سبحانه وتعالى بخبر البتة ....
فما أعجب ما صنع [الزمخشري] فإن كانت الحقيقة عنده جائزة غير مستحيلة، فما يسوغ له صرف كلام الله عز وجل عن حقائقه، ولا يحل له تقديم رأيه على صوادع القرآن ونواطقه، وإن كان الظاهر عنده من المحالات بالأدلة العقلية القاطعة، فما يحل له أن ينسب إلى رسول الله ? قول المحال الذي نزه عنه نفسه، ثم لا يزيفه لأن القول بوجود ذلك عنده كذب وزور بالأدلة القطعية، وجدير أن لا تسود له تفاسير الكتب الربانية، وهذه طريقة الزمخشري في كثير من تفاسيره وله بالمجاز ولع كبير، حتى إنه ذكر أن خلق الله عز وجل للخلق مجاز، وأن الحقيقة إنما هي في خلق أحدنا الأديم، ونحوه ذكره في أساس البلاغة، وهذا يقتضي أن تسمية الله تعالى بالخالق مجاز يجوز نفيه عنه بغير قرينة، ويكون الحق وصف الله بأنه غير خالق على التحقيق، وإنما الخالق الحق من لا أحب ذكره هنا من صناع الجلود ... فقد صار الخالق يطلق على الله تعالى في الحقيقة العرفية، بل في الحقيقة الشرعية، وهي أقدم الحقائق وكلتاهما مقدم على الحقيقة / اللغوية كما هو مقرر في علم أصول الفقه من الأسماء الحسنى
153
والظاهر أن الوحي لفظة مشتركة بين معان على الحقيقة حيث هي الأصل ولا يثبت المجاز إلا بدليل
154
وقد اعترف [الزمخشري] أن الكلمة الواحدة لا تكون حقيقة ومجازا في حال واحد، وقد التزم بهذا أن تسبيح المكلفين مجاز وماذا أولى من عكسه، ولا يعجز خصمه عن مثل دعواه
156
وقوله في هذه الآية {وكثير من الناس} دليل على الحقيقة لأنا لو حملنا سجود الجمادات على المجاز الذي هو نفوذ مراد الله تعالى من فعله فيها من غير اختيارها لدخل الكفار في ذلك
156
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد اشترط علماء هذا اللسان وضوح القرينة ولذلك منعوا تسمية أبخر الفم أسدا، لأجل اشتراكهما في البخر وليس في لغة العرب أن يقول: سجدت لي الأرض إذا كان متمكنا من عمارتها وخرابها وزرعها ونحو ذلك
161
فيا هذا [الزمخشري] إن كان مثل هذا جائزا عندك داخلا في مقدور الله، فما أحل لك تأويل {علمنا منطق الطير} وأوجب عليك الإيمان بكلام النملة، وإن كان هذا الجنس عندك من المحال، فكيف صح عندك الإيمان به في هذه الآية وحدها، وإن كان هذا تفسير المسمى بالعلامة المشهود له في علوم المعاني والبيان بالإمامة، وهو كذلك في هذا الفن، فكلمة الحق لا نجحدها ولا / نحسده عليها، فما ظنك بكثير من المفسرين الذين لم يعضوا على هذا العلم بناجذ قاطع، ولا حظوا من الإتقان له بطرف صالح، فما أحق الناظر في كتاب الله تعالى بعدم الاتكال على تقليد الرجال، أو عتلى الترك لما لا يعرفه والاقتصار على الإيمان به والتلاوة وليتدبر جلالة التعبير وليعلم أنها مرتبة تقارب مرتبة النبوة لأن مرتبة النبوة التبليغ عن الله تعالى لكلامه، ولا شك أن معظم المقصود من كلام الله معناه فالمفسر له كالمبلغ عن الله سبحانه
163
ولم أقصد بالتطويل في هذا نقيصة عالم، وإنما قصدت أن يكون تالي كتاب الله تعالى عارفا بما اشتملت عليه التفاسير من الحشو الكثير حذرا من البدع يقظا فيما يحتاج إلى النظر لا يتبع كل ناعق ولا ينقاد لكل سائق، والله عند لسان كل ناطق وقلبه ونيته
164
فصل في الإشارة إلى ما يعرف به المجاز من الحقيقة
اعلم أن اللغاتبأسرها ما وضعت إلا لبيان المقاصد وإيضاحها، وأن المجاز لو صح على الإطلاق من غير شرط ولا دليل عليه لبطلت الفوائد المأخوذة من الكتاب والسنة، بل لبطل فهم بعضنا من بعض، وإذا أردت أن تعلم أن الأمر في ذلك غير ملتبس لولا الأهواء والعصبيات فانظر إلى أشعار الفصحاء وخطب البلغاء كيف يبين فيها المجاز من الحقيقة من غي لبس، فكيف يقع اللبس الشديد في كلام المعصوم من التلبيس على المخلوقين المبعوث رحمة للعالمين ? بل في كلام الله جل جلاله الذي جعله شفاء لما في الصدور ونورا لا يطفأ إذا طفئ كل نور، فقد وصفه الله أصدق الواصفين بما يجزي الصادين عنه والمتشككين من الأحكام والفصل والفرقان والنور والهدى والتبيين والعقل يدرك هذا لو لم يرد منصوصا في القرآن المبين.
فإذا عرفت هذا فاعلم أن شرط الحسن في المجاز أن يكون معلوما عند السامعين غير ملتبس بمقاصد المتخاطبين، ألا ترى أنه لا يلتبس المجاز في قوله تعالى: {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} ولا الحقيقة في قوله تعالى: {ولا طائر يطير بجناحيه} وقوله تعالى: {أولي أجنحة} وكذلك لا تخفى عليك في قوله تعالى: {إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا} وعدم التجوز في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وكذلك لا يخفى التجوز في قوله {فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض} ولا الحقيقة في / قوله {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها} أو أمثال ذلك مما لا حاجة إلى استقصائه من غير تعلم لعلوم المعاني والبيان ولا تقليد لعلماء هذا الشأن، بل لبقاء سامع هذه النصوص على الفطرة، وعدم ثبوت الفهم السليم بما يعمي عن البصيرة ويورث الحيرة، فهذا الأصل هو المعتمد عليه الجملي، ولذلك يفرق العامة بين قولك زيد أسد وبين قولك من غير قرينة: إن الأسد عدا على الناس ومتى قال القائل: دخلت على الملك ورأيت البلاد في يده لم يشك من لم يسمع بعلم المعاني أنه مجاز ومتى قال: دخلت على الملك فرأيت كتابا في يده أو سيفا أو خاتما لم يشك المبرز في علم المعاني أنه عنى الحقيقة، بل الباطنية الغلاة الذين يزعمون أن كل الكلام مجاز مضطرون إلى سلوك الجادة التي عليها العامة، وإلا لما وجدوا إلى فهم كلام أئمتهم ودعاتهم سبيلا البتة، فإذا تطلعت إلى معرفة ما لخصه علماء المعاني في هذا فهو البناء على الحقيقة إلا عند وضوح إحدى القرائن وهي ثلاثة لا رابع لها:
إحداها العقلية، وهي ما يعلم المتخاطبون استحالة ظاهره من غير كلفة مثل قولهم: إن البلاد في أيدي الملوك، وإن الكلام الحسن الترصيف دررا منظوم من الملاحة في سلوك، ومنه تسمية الشجعان بالأسود السود، والكرماء بغيث الوفود، ومنه: واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها أي أهلها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثانيها: القرينة العرفية، وهي ما جاز في العقل وامتنع في العرف مثل مباشرة الملوك الكبار لبعض الأعمال تقول: عمر الخليفة بنى دارا، أي أمر بذلك، ومنه قوله تعالى حكاية عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا} أي مر من يبني.
ثالثها: القرينة اللفظية: كقول الشاعر:
لدى أسد شاكي السلاح مقدف [كذا] ........... له لبد أظفاره لم تقلم
/ فقوله شاكي السلاح قرينة لفظية تدل على أن الممدوح رجل شجاع لا سبع وذلك كثير.
ومنه قوله تعالى: {الله نور السموات والأرض} أي منورهما بدليل قوله تعالى: {مثل نوره} لأن إضافة النور إليه تدل على أنه رب النور وخالقه، وأراد بالنور هنا نور العلم والهدى بدليل قوله {يهدي الله لنوره من يشاء} وقد تكون منفصلة في العموم والخصوص كقوله {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} في بيان المراد من قوله تعالى: {في يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} فهذا في بيان المراد من نفي الخلة وإنه عن غير المتقين، وكذلك قد ورد م يبين أن نفي الشفاعة غير عام، وذلك قوله تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} وقوله: {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} وغير ذلك، وقد تكون قرينة التخصيص في كلام رسول الله ? كما في تخصيص الحائض بتحريم الصلاة مع عموم الأمر بها في عمومات القرآن والسنة وتخصيص ما لا تجب فيه الزكاة من الأموال مع عموم خذ من أموالهم صدقة وفي الحديث لا يأتي رجل مترف متك على أريكته يقول لا أعرف إلا هذا القرآن فما أحله أحللته وما حرمه حرمته ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا وإن الله حرم كل ذي ناب من السباع ومخلف من الطير، وهذا مخصص ومبين لقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه} الآية فينبغي لحامل كتاب الله تعالى أن يستكمل العلم بمعرفة السنة، فإن رسول الله ? هو المبين لما أجمل من القرآن قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول / فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 02:22 ص]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس، والحمد لله رب العالمين
[تنبيه]
الكتاب طبعة دار الكتب العلمية بدون تحقيق، وهي طبعة سقيمة، ومليئة بالتصحيف والتحريف، وأكثرها ظاهر للقارئ، والحمد لله.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:36 ص]ـ
الحمد لله، وبعد
جزاك الله خيراً يا أبا مالك، ونفع الله بك.
اختيارك للكتب مُوفَّق. فتح الله عليك.
وحبذا لو تشرع في الكتاب الآخر الذي هو من أنفس ما صنَّفه ابن الوزير (إيثار الحق على الخلق) فهذا الكتاب كنز على الحقيقة.
وأحب دوام قراءته لما فيه من فرائد عزيزة، ونكت فريدة، وإن كانت طبعته التي اقتنيها قديمة سقيمة.
وسمعت أن هناك طبعة محققة أظنها رسالة علمية ولكن لم استوثق الخبر.
فليتك تفعل أيها الحبيب الأريب.
أما كتاب ترجيح أساليب القرآن؛ فقد طبعة احد أبناء الجزائر على ما أذكر طبعة جيدة.
ودمت لأبي العالية خيِّراً نافعاً مُرشِداً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، وأسأل الله لي ولك التوفيق يا أخي الكريم
والحقيقة أنني قرأت (إيثار الحق) قديما، ولكني لم أذكره هنا لأنه قليل التعلق بالتفسير وعلوم القرآن.
وقد شرعتُ في سلسلة موضوعات من تلخيص الكتب في ملتقى أهل الحديث على هذا الرابط لمن أراد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=107944
ولكني لم أضع هنا إلا ما له علاقة بالتفسير، ولكن بما أنك طلبت فطاعتك لازمة، فأبشر!
وأقول لك أيضا: إنني قرأت لابن الوزير كتاب (الروض الباسم) وهو من أنفس الكتب، وأراه أروع من إيثار الحق، وهو مختصر من كتابه الآخر (العواصم والقواصم).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:50 ص]ـ
هذه طبعة أخرى للكتاب، ولكنها غير الطبعة التي رجعتُ إليها
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=23363
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:02 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
أحسن الله إليك.
رمتُ الكتاب وجَرْد نفائسه بأسلوبك الطيب النافع؛ لأن كنوزه محتاج لها كل طالب علم، في كافة الفنون، وهو من باب الترويح بين الكتب المتخصصة الغزيرة العلم، والذي نفعتنا بها بارك الله فيك وأحسن إليك.
وأشكرك على لطفك مع أخيك؛ ولكن؛ فلتكن الطاعة للأنفع رفع ربي قدرك سيَّما أنَّ فهمك أجود من فهمي، ونظرك أحسن وأثقب، واختيارك أصوب.
(وأنت فصِّل ونحن نلبس، وأشِّر ْ ونحن نقشر!!) فابق على ما تراه مناسباً جزاك ربي خيراً.
وأضيف مداعبة:
قال لي شيخنا الشيخ شعيب الأرنؤوط حفظه الله أثناء قراءتي عليه كتاب (توضيح الأفكار):
(أنَّ من أنفس كتب ابن الوزير رحمه الله؛ كتاب العواصم من القواصم، وقد حققته في تسع مجلدات)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[08 Aug 2007, 12:09 م]ـ
هذا من أدبكم بارك الله فيكم
(تنبيه)
الكتاب اسمه (العواصم والقواصم)، وليس (العواصم من القواصم)، فالأخير كتاب ابن العربي.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:05 ص]ـ
أحسنت يا أبا مالك فقد أجدت الاختيار بارك الله فيك ونفع بك.
وأما كتاب العواصم والقواصم فهو من أروع كتب ابن الوزير بدون شك، ولا سيما طبعته البديعة التي أشار إليها أخي أبو العالية حفظه الله بعناية العلامة شعيب الأرنأووط وكم فيه من نفائس.
ـ[عبدالله الشهري]ــــــــ[20 May 2008, 10:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وبارك الله في اليمن وأهل اليمن.
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[21 May 2008, 09:44 ص]ـ
وأبشركم أن كتاب ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان لابن الوزير هو موضوع رسالة للماجستير لطالب نجيب في جامعتنا يقوم بتحقيقه والتعليق والشرح لبعض عبارات ابن الوزير النفيسة وكله نفائس وقد قرب موعد مناقشة الرسالة وسوف أضع عرضا للرسالة بعد مناقشتها لاحقا بمشيئة الله عز وجل
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 May 2008, 01:25 م]ـ
انتهت الفوائد المنتقاة من هذا الكتاب النفيس، والحمد لله رب العالمين
[تنبيه]
الكتاب طبعة دار الكتب العلمية بدون تحقيق، وهي طبعة سقيمة، ومليئة بالتصحيف والتحريف، وأكثرها ظاهر للقارئ، والحمد لله.
بارك الله فيكم يا أبا مالك، وهناك طبعة أخرى للكتاب لعلها من حيث النص أجود والله أعلم.
http://www.tafsir.net/vb/imagehosting/6483e83efd47a4.jpg
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[05 May 2010, 06:53 م]ـ
وهناك طبعة أخرى محققة أصدرتها مؤسسة المختار للنشر والتوزيع بمصر، بتحقيق ودراسة الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي الغامدي، وتاريخ نشرها 1428هـ. وقد اعتمد في نشره على ثلاث نسخ خطية للكتاب، وكان موضع رسالته للماجستير وكانت بعنوان (قواعد المنهج عند ابن الوزير اليماني بين النظرية والتطبيق مع تحقيق لمخطوط ترجيح أساليب القرآن).(/)
سؤال وجوابه
ـ[عمار اكرم مصطفى]ــــــــ[08 Aug 2007, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله
من المعلوم انَّ البسملة جائت في كتاب الله بداية كل سورة باستثناء سورة التوبة
وسياتي تفصيلها في حينها من هذا الموضوع سؤالي
اولا: هل بسم هي اصلا مشتقة من اسم ام من سمة وما الدليل الراجح وما الفرق بينهما
ثانيا: لفظ الجلالة {الله} ما اصل هذه الكلمة قرات في عدَّة كتب ولم اقتنع بتحليل الاسم يقولون انَّ اصل الاسم مشتق من ألَهَ أي عبد
ثالثا: ما الفرق بين معنى الرحمن والرحيم
رابعا: اعراب الاية وانا احتاج الاعراب الذي يوافق الكتاب والسنة اي المعاني التي لا تخالفهما
واشكر كل من يجيب عن هذه الاسئلة مقدما وجزاكم الله كل خير(/)
ندوة بجامعة القرآن عن (وسائل تثبيت رواية الدوري ونشرها)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:11 م]ـ
ندوة بجامعة القرآن عن (وسائل تثبيت رواية الدوري ونشرها)
أقام مركز بحوث القرآن الكريم والسنة النبوية دائرة تعليم القرآن الكريم ندوة علمية بعنوان (وسائل تثبيت رواية الدوري ونشرها) رأس الجلسة بروفيسور أحمد علي الإمام، وذلك يوم 7 مايو 2007م، بقاعة الشهداء - أم درمان، وتحدث في الجلسة عدد من المختصين. والجدير بالذكر أن تعليم القرآن بالسودان قد بدأ ببداية الهجرات العربية الإسلامية إليه من الشرق والشمال والغرب قادمين من الحجاز والعراق ومصر والمغرب العربي، فتعددت الروايات في قراءة القرآن بمناطق السودان المختلفة فنجد رواية الدوري " بوسط السودان "وورش " بشمال وغرب السودان بينما عمت رواية " حفص " معظم السودان وخاصة بالمدن الكبرى.
الصورة: غلاف مصحف افريقيا
ومن أهم الجهود لحفظ رواية الدوري بالسودان إنشاء دار مصحف أفريقيا، وهو دار للعناية بالقرآن ومطبعة لطباعة المصحف براوية الدوري.
وكانت بداية هذه الدار تتمثل في جهود شخصيات سعت لجمع مبالغ من المال لطباعة مصاحف، وذلك لأنهم لاحظوا أن المصاحف الموجودة بالمساجد قد استهلكت، وأن رواية الدوري التي يقرأ بها معظم طلاب الكتاتيب في السودان كانت تختلط بالروايات الأخرى خاصة رواية حفص التي تسمع في الإعلام، وبتوفيق من الله تمت طباعة عدد كبير من المصاحف برواية الدوري، ثم توكل القائمون على هذا الأمر على الله وقرروا إنشاء مطبعة متخصصة في طباعة المصحف الشريف،
وبفضل الله وجهود المحسنين قامت هذه الدار المؤهلة بأحدث الماكينات في الطباعة والتجليد، وطاقاتها 14مليون نسخة في السنة، ومن اهداف الدار طباعة وترجمة وتسجيل القرآن الكريم لتصبح ميسرة خاصة في أفريقيا ذات الكثافة الإسلامية التي تفوق كل القارات إلا أنه يندر وجود المصاحف فيها.
وهذه نماذج من صفحات هذا المصحف:
http://sudansite.net/index.php?option=com_content&task=view&id=517&Itemid=61
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 01:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم.
وهذا موضوع عن مصحف إفريقيا في الملتقى
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7424(/)
مكتبة الجامع الكبير الإسلامية ... أكبر مكتبة جامعة للكتب الإسلامية علي الشبكة
ـ[صوت القلم]ــــــــ[08 Aug 2007, 11:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة ...
جزاكم الله تعالي كل خير .. علي ما تقومون به من جهد في التفسير والقرأن وعلوم الدين ...
يشرفني أن أضع لكم رابط ... مكتبة إسلامية كبيرة مجانية التحميل وسهلة جداً ...
المكتبة تعتبر جديدة علي الشبكة لكن قبولها بحمد الله تعالي عند طلبة العلم كبييييير جداً ...
وهي بحق تعتبر أكبر مكتبة جامعه لروابط كتب العلم الشرعي علي الشبكة .. وكذا المخطوطات الإسلامية ..
وهي مكتبة الجامع الكبير الإسلامية ... أسأل الله تعالي أن تنتفعوا بها ...
مكتبة الجامع الكبير الإسلامية ( http://www.3lsooot.com/book)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:03 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم، ففي هذا الموقع فوائد وفرائد بارك الله فيك.
ـ[محمد عمر الضرير]ــــــــ[10 Aug 2007, 07:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخي (صوت القلم) وهي حقا كما ذكرت، وانصح إخوتي طلبة العلم بدخولها والاستفادة منها، وجزاكم الله خيرا.وأعاننا وإياكم لما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:20 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[رحمة]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:41 م]ـ
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك بارك الله فيك
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[12 Aug 2007, 04:32 م]ـ
تعجز الكلمات عن شكركم
جزاكم الله خيرا(/)
أيهما أشد تفلتا
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[09 Aug 2007, 12:18 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه
كان قد جال في خاطري عند قول الله تعالى ((ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)) سؤال وهو أنه لا شك أن الله يسر حفظ كتابه وتلاوته على الألسن وكما قال ابن عباس رضي الله عنهما في معنى كلامه ((لولا أن الله يسر هذا القران لما استطاع أحد أن يتلو كلام الله)) ولقد ذكر صلى الله عليه وسلم ((أنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها))
وباالمقابل نجد أن بعض العلوم فيها من الصعوبة ما الله به عليم ولا شك أن هذا يختلف بختلاف الناس.
فإذا حصل الإنسان وفتح الله عليه في الحفظ للقران وحصل من العلوم ما علمه الله اياه يأتي السؤال وهو ((أيهما أشد تفلتا هل القران الكريم أم هذه العلوم التي حصلها))؟؟
أسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Aug 2007, 06:53 ص]ـ
قال ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد تعليقا على حديث: " إنَّما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت ":
(وفي هذا الحديث دليل على أن من لم يتعاهد علمه ذهب عنه أي علم كان؛ لأن علمهم كان ذلك الوقت القرآن لا غير.
وإذا كان الميسر للذكر يذهب إن لم يتعاهد، فما ظنك بغيره من العلوم المعهودة.)
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[10 Aug 2007, 12:10 ص]ـ
أشكر أخي د. محمد بن عبدالله بن جابر القحطاني على هذه الفائدة والنقل وياحبذا لوكان هناك نقل إضافة إلى ماذكر
وجزاك الله كل خير(/)
أسئلة تحتاج إلى جواب ...
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:24 ص]ـ
أتشرف أن أكون أحد أعضاء هذا المنتدى،وأدع الله أن أفيد وأستفيد ...
في البداية أحب أن أسأل الأخوة الأعضاء مجموعة أسئلة:
الأول: هل هناك كتب تبحث في كلمات القرآن الكريم من حيث الأصل في اللغة والمعنى عند المفسرين ويربط بين الأصل والمعنى؟
الثاني: هل هناك كتب تبحث في اختيار القرآن لكلمات دون غيرها من المترادف ...
الثالث: هل يوجد هناك معجم لمعاني كلمات القرآن، قلت للكلمات وليس الموضوعات.
أرجو الإجابة في أقرب فرصة والله يرعاكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 09:51 ص]ـ
أتشرف أن أكون أحد أعضاء هذا المنتدى،وأدع الله أن أفيد وأستفيد ...
ونحن يسعدنا أن تكون معنا في هذا الملتقى، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
الأول: هل هناك كتب تبحث في كلمات القرآن الكريم من حيث الأصل في اللغة والمعنى عند المفسرين ويربط بين الأصل والمعنى؟.
نعم، هناك كتب كثيرة عنيت بهذا الأمر، وهي كتب غريب القرآن مثل كتاب (مفردات القرآن الكريم) للراغب الأصفهاني، ومثل كتاب عمدة الحفاظ في تفسير أشرف الألفاظ للسمين الحلبي المتوفى (756) هـ. وكلاهما مطبوع. ومعظم كتب غريب القرآن تبين هذا، ولكنها تتفاوت في التفصيل والمنهج. وكذلك كتب التفسير الموسعة عنيت بهذا الجانب على تفاوت، ومن أجودها في هذا تفسير الطبري، والواحدي في كتابه البسيط وغيرهما.
الثاني: هل هناك كتب تبحث في اختيار القرآن لكلمات دون غيرها من المترادف ...
هناك كتب تبحث في هذا، وبحوث متفرقة، لكنها ليست كثيرة كالتي قبلها. وقد كتب فيها أبحاث في الملتقى تحت عنوان (العدول في ألفظ القرآن) أو نحو هذا العنوان. أي لماذ عدل عن استخدام كذا إلى كذا وأسراره البلاغية مثل:
- العدول في التعبير القرآني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=5904) .
- العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم "6" ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8637)
- العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن الكريم "5" ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8545)
- العدول في حروف المعاني مظهر من مظاهر الإعجاز البياني في القرآن "1" ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7922).
ولعل الدكتور عامر العلواني والدكتور عبدالله الهتاري حفظهما الله يدلاننا على الكتب التي عاجلت هذا الموضوع فهما أعلم بهذا.
الثالث: هل يوجد هناك معجم لمعاني كلمات القرآن، قلت للكلمات وليس الموضوعات.
أما هذه فكثيرة، ومن أجمعها وأدقها ما أشرف عليه الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر وطبع طبعة فاخرة في مجلد واحد كبير ملون وهو مطبوع.
ومن أقدمها معجم ألفاظ القرآن الذي أشرف على إعداده مجمع اللغة العربية في القاهرة وطبع قديماً.
ومنها معجم ألفاظ القرآن الكريم لحامد عبدالقادر رحمه الله الذي طبع عام 1389هـ.
ولو رجعت إلى كتاب معجم المعاجم لأحمد الشرقاوي المطبوع في دار المغرب الإسلامي ـ الجمعية المغربية للتأليف لوجدت معاجم كثيرة جداً عنيت بألفاظ القرآن عامة وخاصة.
والله أعلم.
ـ[حسين الدرمحي]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أستاذي الكريم.
في السؤال الثالث حفظك الله أقصد أن هناك كلمات قرآنية تحمل معنى عاما واحدا مثل:"جما" و"موفورا" في الكثرة ....
هل يوجد من تكلم في هذا الموضوع وجمع المفردات التي تحمل معنى عاما واحد؟
كذلك هل يوجد من كتب عن الفروق الدقيقة بين مفردات القرآن وسبب اختيار القرآن لها دون غيرها .. وخاصة من المعاصرين.
أخيرا ورد في القرآن الكريم كلمات من أصل واحد ولم تتكرر في القرآن مثل "وقب" لم يأت في القرآن من هذه المادة إلا هذه المفردة، هل يمكن البحث عن سبب التفرد وكيف؟ وما الكتب التي يمكن الاستعانة بها.؟
لي عودة بإذن الله ..
محبكم في الله: أبو جهاد(/)
"تحولات الإعراب في السياق القرآني وأثرها البلاغي"
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:26 ص]ـ
قريبا بإذن الله عز وجل سأبدأ حلقات حول "تحولات الإعراب في السياق القرآني وأثرها البلاغي"
أسأل الله العون والتوفيق.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:31 ص]ـ
أسأل الله أن يوفقك وأن يفتح عليك من فتوحاته.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Aug 2007, 02:39 م]ـ
أسأل الله أن يوفقك , وارجو -ان أمكن - العروج الى أثرها الدلالى
ـ[سلسبيل]ــــــــ[11 Aug 2007, 07:01 م]ـ
ننتظرها بشغف وجزاكم الله خيرا
ـ[موتمباي رجب مسامبا]ــــــــ[11 Aug 2007, 10:43 م]ـ
و ماذا تنتظر أيها الفاضل الهتاري، شمر الساعد و اركب مطية التوكل و التوفيق حليفك إن شاء المولى(/)
اسئلة في الكهف ارجوكم ساعدوني
ـ[بنت الفلوجة]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم
اخوتي بارك الله بيكم وجزاكم الله خير على هايه الموقع
الله يجعله بميزان حسناتكم ان شا ءالله
اخوتي اسالكم بالله مساعدتي في حل هذه الاسئلة
بحلول مختصره ونافعه واليوم الخميس اخر موعدها
بس ياريت الله يخليكم تكتبون تحت كل ايه ماخذين تفسيرها من وين؟
س3/ما الدروس التربوية والإيمانية المستفادة من قصة الفتيةأصحاب الكهف؟ يكتفى بنقطتين فقط ..
س4/ما الدروسالتربوية والإيمانية المستفادة من قصة موسى عليه السلام مع الخضر؟ يكتفى بنقطتين فقط ..
س5/كيف كانت سورة الكهف منجية من فتنة المسيح الدجال؟
اخوتي لا تقصرون
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:59 ص]ـ
السلام عليكم
اخوتي بارك الله بيكم وجزاكم الله خير على هايه الموقع
الله يجعله بميزان حسناتكم ان شا ءالله
وعليكم السلام ونسال الله لكم التوفيق.
س3/ما الدروس التربوية والإيمانية المستفادة من قصة الفتية أصحاب الكهف؟ يكتفى بنقطتين فقط ..
1 - مشروعية الهجرة والفرار بالدين من الفتن التي تصد عنه.
2 - العاقبة الحميدة للصبر في الدنيا والآخرة، فقد صبر هؤلاء الفتية على دينهم فرفع الله ذكرهم في الدنيا والآخرة.
س4/ما الدروس التربوية والإيمانية المستفادة من قصة موسى عليه السلام مع الخضر؟ يكتفى بنقطتين فقط ..
1 - تواضع طالب العلم وأخذه للعلم عمن هو دونه، فموسى طلب العلم من الخضر مع فضل موسى وكونه أحد أولي العزم من الرسل بخلاف الخضر فهو دونه في هذه المنزلة.
2 - أهمية الرحمة وتقديمها على العلم في صفات المعلم، لقوله تعالى: (آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً). فقدم صفة الرحمة على صفة العلم في معلم موسى عليه الصلاة والسلام.
3 - أهمية الرحلة في طلب العلم وفضلها.
ويمكن أن يكتب المصدر مثلاً:
- قصص القرآن لأحمد فريد، دار ابن الجوزي. فقد ذكر هذه الفوائد وغيرها إن شاء الله.
وقد أجبت عن هذه الأسئلة مع شكي أنها مسابقة علمية تقديراً لكون هذه المشاركة للأخت بنت الفلوجة هي أول مشاركة لها في الملتقى، فما أحببنا أن نردها، وإلا فأسئلة المسابقات لا تكون فائدتها إلا إذا اجتهد المتسابق في جوابها بنفسه وانتفع بذلك.
ـ[النجدية]ــــــــ[09 Aug 2007, 11:03 ص]ـ
بسم الله، و بعد ...
أختي الفاضلة أهلا بك في هذا الملتقى المبارك!!
أتوجه إليك بنصيحة صغيرة، و أرجو الله أن تفبليها مني؛ بصدر رحب!! -بارك ربي بك! -
أخيتي ...
الأسئلة جوابها سهل ميسور جدا، و لا تحرمي نفسك لذة النظر و البحث؛ ففي هذا متعة عظيمة، و أجر طلب العلم، و الصبر عليه!!
و التفاسير كثيرة، و أنصحك ب: تفسير ابن عاشور، التحرير و التنوير- مثلا -
و اقبلي من أختك فائق الاحترام
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 11:04 ص]ـ
س5/كيف كانت سورة الكهف منجية من فتنة المسيح الدجال؟
سورة الكهف بمضمونها واسمها تدل على العصمة من الفتن، فاسمها (الكهف) فيه معنى التحصن من الفتن فالكهف هو الغار في الجبل، وهو مادياً حصن حصين من الأعداء.
وقصص السورة كلها تدل على كيفية العصمة من الفتن بأنواعها:
فقصة الفتية فيها فرار بالدين من الفتن.
وقصة موسى مع الخضر فيها الفرار من فتنة العلم بإرجاعه لله، والتواضع في طلبه ونحو ذلك.
وقصة صاحب الجنتين فيها الفرار من فتنة المال بشكر الله، وإعادة الفضل له سبحانه وتعالى.
وقصة ذي القرنين فيها الفرار من فتنة الملك والسلطان بتسخيره في طاعة الله سبحانه وتعالى.
وبقية محاور هذه السورة العظيمة تقوي هذا الأمر وهو كيفية الاعتصام من الفتن والله أعلم.
ولعل المرجع المناسب في ذلك مثلاً:
- التحرير والتنوير لابن عاشور.
- نظم الدرر للبقاعي في التفسير.
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[09 Aug 2007, 12:42 م]ـ
المرجع الاحسن من هذا وذاك يا شيخ عبد الرحمن في هذه الجزئية كتاب الفه على الخصوص للجواب عن هذه المسالة المرحوم الشيخ ابو الحسن الندوي واسمه صراع بين المادية والايمان
وتقبل تحياتي
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[09 Aug 2007, 12:47 م]ـ
جزاك الله خيراً يا أبا محمد على هذه الفائدة، وصدقت فكتاب أبي الحسن الندوي هذا من الكتب الجيدة في هذا الموضوع فعلاً بارك الله فيك، وإنما كتبت ما كتبت أعلاه على وجه السرعة ولم أراجع فيه الكتب، والكتب التي كتبت في فوائد هذه السورة كثيرة، وللحديث عنها موضع آخر إن شاء الله.
ـ[بنت الفلوجة]ــــــــ[11 Aug 2007, 06:41 م]ـ
وعليكم السلام ونسال الله لكم التوفيق.
1 - مشروعية الهجرة والفرار بالدين من الفتن التي تصد عنه.
2 - العاقبة الحميدة للصبر في الدنيا والآخرة، فقد صبر هؤلاء الفتية على دينهم فرفع الله ذكرهم في الدنيا والآخرة.
1 - تواضع طالب العلم وأخذه للعلم عمن هو دونه، فموسى طلب العلم من الخضر مع فضل موسى وكونه أحد أولي العزم من الرسل بخلاف الخضر فهو دونه في هذه المنزلة.
2 - أهمية الرحمة وتقديمها على العلم في صفات المعلم، لقوله تعالى: (آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً). فقدم صفة الرحمة على صفة العلم في معلم موسى عليه الصلاة والسلام.
3 - أهمية الرحلة في طلب العلم وفضلها.
ويمكن أن يكتب المصدر مثلاً:
- قصص القرآن لأحمد فريد، دار ابن الجوزي. فقد ذكر هذه الفوائد وغيرها إن شاء الله.
وقد أجبت عن هذه الأسئلة مع شكي أنها مسابقة علمية تقديراً لكون هذه المشاركة للأخت بنت الفلوجة هي أول مشاركة لها في الملتقى، فما أحببنا أن نردها، وإلا فأسئلة المسابقات لا تكون فائدتها إلا إذا اجتهد المتسابق في جوابها بنفسه وانتفع بذلك.
الله يطول عمرك ويرحم والديك ما قصرت يابه
الله يجزيك كل خير يابه على تعبيرك ليه
الف الف شكر الك
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[بنت الفلوجة]ــــــــ[11 Aug 2007, 06:44 م]ـ
بسم الله، و بعد ...
أختي الفاضلة أهلا بك في هذا الملتقى المبارك!!
أتوجه إليك بنصيحة صغيرة، و أرجو الله أن تفبليها مني؛ بصدر رحب!! -بارك ربي بك! -
أخيتي ...
الأسئلة جوابها سهل ميسور جدا، و لا تحرمي نفسك لذة النظر و البحث؛ ففي هذا متعة عظيمة، و أجر طلب العلم، و الصبر عليه!!
و التفاسير كثيرة، و أنصحك ب: تفسير ابن عاشور، التحرير و التنوير- مثلا -
و اقبلي من أختك فائق الاحترام
كل الهلاء بيج خيه نجديه
والله عويناتي اني كلش اجتهدت وبحثت بالتفسير ابن كثير والسعدي والطبري
لكن والله العظيم ما عرف اطلع منهم هواي
لان قبل هايه المرة طلعت الاجوبه وطلع عندي هواي غلطات والله
وخسرت
والا والله العظيم اني كل مسابقة ادش بيها اني ابحث باجوبتها واتعب عليها لكن والله هايه ما عرفت الها
اشكرج خيه على النصيحه
اودعناج حبيبه
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Aug 2007, 09:51 ص]ـ
أخيتي الفاضلة بنت الفلوجة العزيزة ...
أكرمك ربي، و زادك علما نافعا، و خيرا و صلاحا ...
و كم أنا مسرورة بوجودك معنا، أختا في رحاب هذا الملتقى الطيب ... !
و اقبلي من أختك النجدية كل المعزة و الاحترام ...(/)
اسم الاشارة فى قوله تعالى "لأقرب من هذا رشدا"
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[09 Aug 2007, 03:09 م]ـ
شغلنى ما يشير اليه اسم لاشاره فى قوله تعالى "وقل عسى أن يهدينى ربى لأقرب من هذا رشدا "
وقد قرأت فى البحر المحيط مايلى:
"" {?واذْكُرْ * رَبَّكَ} عند نسيانه بأن تقول {عَسَى?أَن * يَهْدِيَنِى * رَبّى} لشيء آخر بدل هذا المنسي أقرب منه {رَشَدًا} وأدنى خيراً أو منفعة،}
. وقال الزمخشري: وهذا إشارة إلى بناء أهل الكهف، ومعناه لعل الله يؤتيني من البينات والحجج على أني نبيّ صادق ما هو أعظم في الدلالة وأقرب رشداً من بناء أصحاب الكهف، وقد فعل ذلك حيث آتاد من قصص الأنبياء والأخبار بالغيوب ما هو أعظم من ذلك وأدل انتهى. وهذا تقدمه إليه الزجاج قال المعنى: {عَسَى} أن ييسر الله من الأدلة على نبوّتي أقرب من دليل أصحاب الكهف .. وقال ابن الأنباري: {عَسَى} أن يعرفني جواب مسائلكم قبل الوقت الذي حددته لكم ويعجل لي من جهته الرشاد. وقال محمد الكوفي المفسر: هي بألفاظها مما أمر أن يقولها كل من لم يستثن وإنها كفارة لنسيان الاستثناء. ""
وقد سألت أحد المنتسبين الى العلم فقال::ان الفتية -أصحاب الكهف-سألوا الله "وهيئ لنا من أمرنا رشدا " واتخذوا لهم سبيلا وهو اعتزال القوم. فكان أن عزلهم الله فى الكهف ولكن هذا السبيل ليس للأنبياء والرسل اذ هم غير مأمورين بالانعزال بل بأقرب من هذا وهو الدعوة المباشرة وهذا درجة أعلى من الرشد وهكذا يكون اعراب كلمة رشد على أنه تمييز.
فما هو رأيكم فى هذا القول؟!
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:53 م]ـ
من الناحية الإعرابية ياأخي الكريم
قوله تعالى:
لأقرب: متعلة بيهديني،
ومن هذا: متعلقان بأقرب،
ورشدا: تمييز؛أو مفعول مطلق،أي:
يهديني هداية، فيكون ملاقيا لعامله بهذاالمعنى،
والأول أقرب، أي:
لشيء أقرب إرشادا للناس، ودلالة على ذلك،
والإشارة في قوله:
هذا لما تقدم من نبأ أصحاب الكهف
وقصتهم العجيبة في سياق القصة القرآنية
والتي جاءت ختامها الآن ..
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[04 Mar 2008, 04:54 م]ـ
من الناحية الإعرابية ياأخي الكريم
قوله تعالى:
لأقرب: متعلة بيهديني،
ومن هذا: متعلقان بأقرب،
ورشدا: تمييز؛أو مفعول مطلق،أي:
يهديني هداية، فيكون ملاقيا لعامله بهذاالمعنى،
والأول أقرب، أي:
لشيء أقرب إرشادا للناس، ودلالة على ذلك،
والإشارة في قوله:
هذا لما تقدم من نبأ أصحاب الكهف
وقصتهم العجيبة في سياق القصة القرآنية
والتي جاء ختامها الآن ..
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[05 Mar 2008, 12:29 ص]ـ
هذا لما تقدم من نبأ أصحاب الكهف
وقصتهم العجيبة في سياق القصة القرآنية
هل يكون ذلك كما نقل عن الزجاج -- قال [ quote] المعنى: {عَسَى} أن ييسر الله من الأدلة على نبوّتي أقرب من دليل أصحاب الكهف .. [/ quote
] فجعل هذا كأنها تشير إلي الدليل علي النبوة المستفاد من القصة(/)
كتاب الشوكاني فتح القدير
ـ[صالح بن سعيد]ــــــــ[09 Aug 2007, 05:24 م]ـ
تفسير الشوكاني فتح القدير هل توجد ملحوظات عليه ارجو افادتي بارك الله فيكم
حيث ان هذا التفسير مقرر عندنا في جامعة الامام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 Aug 2007, 05:41 م]ـ
أخي السائل الكريم ...
مرحبا بك أولا في ملتقى أهل التفسير ..
وجعلك الله مباركا ...
بالنسبة لما سألت عنه فهناك موضوعات عديدة تحدثت عن تفسير الشوكاني، يمكنك أن تجدها عن طريق الاستفادة من خدمة البحث في الموقع، عن طريق إدخال مفردات معينة مثل: فتح القدير، الشوكاني ... الخ
وستجد بإذن الله بغيتك.
ـ[د/ إبراهيم الشافعي]ــــــــ[09 Aug 2007, 05:53 م]ـ
] [®] [^] [®] [جزاكم الله خيراً وجعله الله في ميزان حسناتكم
فهو ولي ذلك والقادر عليه] [®] [^] [®] [
ـ[صالح بن سعيد]ــــــــ[10 Aug 2007, 12:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[صالح بن سعيد]ــــــــ[11 Aug 2007, 01:12 ص]ـ
لكن هل كان الشوكاني متشيعا
فلفت التدقيق في تفسيره بعض الملاحات الخطره
ـ[الجكني]ــــــــ[11 Aug 2007, 01:37 ص]ـ
عفواً أخي صالح سعيد:
كررت اسم الإمام الشوكاني رحمه الله أكثر من مرة ولم تتعب قلمك بذكر الترحم عليه ولو مرة واحدة؛ وكأن الحديث عن صاحب أو صديق أو ابن؟؟؟ ليس هذا من حق العلماء علينا.
وإني اربأ بك أخي الكريم أن تكون مثل بعضهم ممن "حقق - حسب زعمه - كتاباً " للإمام القرطبي رحمه الله وطبعه أو طبع له في جزءين كبيرين وقدم له بدراسة يسأل عنها أمام الله تعالى بما فيها من الجراءة وقلة الأدب مع أسياده العلماء - ولم يكلف نفسه طيلة البحث الترحم على الإمام والله العظيم ولا مرة واحدة، ويا ليته إذ فعل هذا اكتفى؛ بل الطامة الكبرى أنه اعترض على الإمام الذهبي رحمه الله لأنه وصف القرطبي رحمه الله بالإمامة، فما كان من هذا إلا أن غص وشرق وقال كلمة حشى بها كلام الإمام: رحمك الله - يقصد الذهبي - وهل 0 الأشاعرة) علماء؟؟؟؟؟؟
ما هذا المنهج السقيم والفكر ال .......
ثم:
هل هذه "الملاحات " - كذا - وأظنك تقصد "الملاحظات "الخطرة - حسب رأيك - غابت عن الأمة وعلمائها حتى انتبهت لها؟؟؟
وثم أيضاً:
ألا يكفيك توثيقاً للإمام الشوكاني رحمه الله أن قررت جامعة الإمام وهي هي تدريسه وقررته عليكم؟؟؟ أم أنك مستعجل عن أن يأتي إليكم الشيخ الذي سيقوم بتدريسكم ويبين لكم مالهذا الكتاب وما هو عليه؟؟
أخي الكريم: نصيحة من أخ لأخيه:
ثق أن العصمة ليست لأحد من الخلق غير رسول الله سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن غيره من البشر يؤخذ من قولهم ويترك، فإذا تيقنت ذلك - وأنا على يقين أنك متيقنه - ستستريح من (وساوس) تتبع عثرات العلماء والملاحظات "الخطرة " - حسب رأيك -عليهم؟؟؟
والله من وراء القصد.
ـ[صالح بن سعيد]ــــــــ[11 Aug 2007, 06:27 م]ـ
الاخ العبادي بارك الله فيك لم اجد المادة العلمية التي ابحث عنها فهل تساعدني
وفقك الله لكل ما يحبه ويرضاه
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[11 Aug 2007, 07:47 م]ـ
تفسير الشوكاني ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2167&highlight=%C7%E1%D4%E6%DF%C7%E4%ED)
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Aug 2007, 03:46 ص]ـ
أرى أن السؤال عن منهج المؤلف أو معتقده لا غبار عليه، ولا يقع النقد على السائل إلا إذا كان ديدنه تتبع أخطاء العلماء، ولعله ليس كذلك.
وألاحظ أن أخي الدكتور السالم ـ حفظه الله ـ عنده حساسية من نقد العلماء لا أرى لها داعيًا؛ إذ القصد الوصول إلى الحق، والوصول إلى الحق مطلب كل واحد منَّا؛ لذا فإن السؤال عن حال العالم ليس فيه سوء أدب ـ إن شاء الله ـ وإنما يكون ذلك إذا وقع التطاول على العالم ونُسي له فضله، وأُظهِر من حاله ما يظن الناقد عواره، ولاشك أن تلك بلية قد وقعت لبعض طلبة العلم، أسأل الله لي ولإخواني الخلاص منها.
وإذا كان المسؤول عنه الجانب العقدي في التفسير، ففي ذلك أبحاث يمكن للأخ الرجوع إليها، أما التشيع فليس بمعروف عنه، فإنه ـ رحمه الله ـ قد ترك مذهب الزيدية وعمد إلى الاجتهاد وعدم التقيد بمذهب معين.
وإذا كان المسؤول عن الجانب التفسير، فإن في التفسير ملاحظ من أهمها:
الأول: اعتماده على تفسير القرطبي ـ رحمه الله ـ حتى كاد أن يكون تلخيصًا له في بعض المواطن.
الثاني: اختلال ترتيب المعلومات العلمية ـ أحيانًا ـ حتى إنك ترى الحديث عن المسألة ينقطع باستطرادات، ثم عودٍ إليها دون إشعار بالانقطاع ولا العود.
الثالث: وهو أهمها، وهو أنه ـ رحمه الله ـ أخَّر كلام السلف، ولم يدمجه في التفسير، فجعل أقوالهم هي الرواية، وأقوال غيرهم هي الدراية، وذلك صنيعه في عنوان كتابه حيث سماه (فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية)، ومع أنه قدَّم الرواية في العنوان إلا أنه اخَّرها في التفسير.
وهذا الصنيع جعل تفسير السلف بلا قيمة تُذكر، سوى معرفة المنقول، وشاهد ذلك حال من يفسِّر الكتاب في الجامعات، فترى قليلاً منهم من يرجع إلى تلك الروايات ويعتمدها.
وعلى كل حال، فإننا لا زلنا في هذا الموقع ندعو إلى العدل في العلم، وأن يُعطى كل ذي حق حقه، ولا ينزعج الواحد منا بسبب النقد العلمي الهادف العادل، وإلا لما تقوَّمت العلوم، ولما نمت الفهوم، وليس أحد من الأمة معصوم، فالله الله بالعدل والاحترام لأولي العلم والفضل، أسأل الله لي ولكم وللشوكاني الرحمة والغفران، والنجاة من النيران، والفوز برضى الرحمن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Aug 2007, 09:59 ص]ـ
قد قرات مرة في نيل الاوطار له رحمه الله ما يشعر باعتداده بكتاب الجفر الذي تنسبه الشيعة لعي رضي الله عنه لكني نسيت الموضع ولعله في باب قيام الليل وهذا ربما اوهم شيئا ما عنه رحمه الله
ـ[الجكني]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:54 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الحبيب د/مساعد حفظك الله.
صدقت أخي: والله إن عندي حساسية وشديدة أيضاً من توجيه النقد للعلماء وخاصة الجبال منهم، ولا شك عندي أن الإمام الشوكاني رحمه الله منهم لأنه ببساطة: مَن ينقد مَن؟؟.
وتفصيل أسباب هذه الحساسية ومنشؤها عندي ليس هذا محل بيانه لأنه لا يهم أحداً من القراء الكرام، ولكن من يلاحظ كثرة "الأتربة والغبار " التي تصدر من بعض المناهج المعاصرة والمتمثلة في تتبع "عقائد الناس والعلماء منهم بالذات ومن ثمّ فتح باب السب والشتم لهم وعليهم يدرك أخي أن هذا النوع من " الحساسية " لا يبرأ ولا تنفع فيه ولا معه المضادات الحيوية أو غيرها.
أخي الكريم:
تعليقي في الأساس كان على نقطة لمحتها وهي تكرر ذكر العالم ولا نكلف أنفسنا ولو مرة واحدة الدعاء له بالرحمة وهو في مكان أحوج ما يكون للدعاء ولو كان المذكور ممن ليس عليه "ملاحظات خطرة؟؟؟؟ لأشبعنا الصفحات بالدعاء له، لا بل - أستغفر الله - لعبرنا عنه بعبارات وكأننا ضمنا له السلامة والجنة.
عفواً أخي الدكتور مساعد:هذا باب أدعو الله تعالى أن يكون مغلقاً ولا يفتح، فالحساسية شديدة، والذي ليس عنده حساسية من نوع حساسيتي فقطعاً عنده حساسية "مضادة " من نوع آخر،اسأل الله الشفاء لجميع المسلمين.
والله من وراء القصد.
ـ[صالح صواب]ــــــــ[12 Aug 2007, 04:12 م]ـ
جزى الله جميع الإخوة خير الجزاء وكتب أجر الجميع ..
وقد أجاد الدكتور/ مساعد الطيار، ولكن ليسمح لي أن أعلق على كلامه بنقطتين:
الأولى: عندما نتحدث عن الملاحظات عن هذا الكتاب أو غيره من الكتب التي لها مكانة علمية معترف بها، فإن من الواجب أن يشار إلى محاسن الكتاب ومزاياه جملة، حتى لا يتمسك بعض طلبة العلم بهذه الملاحظات، ويترك المحاسن الكثيرة.
وأعتقد أن كتاب الشوكاني - رحمه الله - أفضل كتاب يصلح أن يكون كتابا منهجيا في المرحلة الجامعية؛ وذلك لأنه قد جمع علوما عديدة، ففيه المسائل العقدية، وفيه اللغة، والنحو، والبيان، والفقه، والقراءات، ومعالجة كثير من القضايا التي عاصرها .. الخ، ولم يطغ فيه جانب على جانب، بخلاف بعض الكتب التي غلب عليها الطابع النحوي أو اللغوي أو الفقهي أو نحو ذلك، كما أن له اجتهادات واضحة وترجيحات صائبة.
النقطة الثانية، وهي الأهم: أرى - وهو رأيي الشخصي - أن للشوكاني - رحمه الله - عذرا في تقديم التفسير بالدراية على التفسير بالرواية، ولا أرى في ذلك مأخذا بل أراه هو الصواب، حيث جعل الشوكاني - رحمه الله تعالى - التفسير بالدراية أساسا شاملا لمعنى الآية، وهو في الوقت نفسه مشتمل على المأثور وإن لم تكن بصيغة الروايات الحديثية في البداية، ثم يؤيد ذلك بما روي عن السلف، ولعل هذا أولى من أن يأتي بكلام السلف المشتمل على تفسير بعض الكلمات، ثم يتبعه بذكر الآراء والاجتهادات المختلفة ...
وأكرر أن هذا ما أراه، وقد يخالفني فيه غيري ..
أسأل الله تعالى أن ينفعنا جميعا بالعلم النافع الذي كتبه علماؤنا في الماضي والحاضر
ـ[صالح بن سعيد]ــــــــ[12 Aug 2007, 08:08 م]ـ
الله يبيض وجهك ياشيخ مساعد الطيار
والله اني احبك في الله وانا ابحث في هذا التفسير منذ زمن وانا أعرف فضل الشيخ الشوكاني رحمه الله لكني ابحث عن الحق وقد نصحني احد الاخوان بالاستماع الى بعض الدورات التي سجلت لشيخ مساعد الطيار في التفسير ولقد استمعت اليها والفيتها مفيده جدا لطالب العلم
فجزاك الله خيرا واسال الله ان يجازيك على حسن خلقك وتعاملك مع اعضاء المنتدى
اخوك
صالح بن سعيد
ـ[أبو إسحاق الحضرمي]ــــــــ[13 Jun 2009, 12:06 م]ـ
تفسير الإمام الشوكاني - رحمه الله - (فتح القدير) قيد الطباعة بدار ابن الجوزي بالدمام، من تحقيق شيخنا المحقق محمد صبحي بن حسن حلاق - وفقه الله - وهو في نظري من أعلم الناس بالإمام الشوكاني حيث حقق جميع كتبه، وهويعرف خط الشوكاني من غيره، ورآه في المنام غير مرة، وهو أعلم به هل في الزيدية أم لا؟ لعله يتطرق لهذا في تحقيقه.
وفق الله الجمع لما يحبه ويرضاه.(/)
أسئلة عن القلب ..
ـ[تاج الروح]ــــــــ[09 Aug 2007, 10:33 م]ـ
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أحتاج مساعدتكم بارك الله بيكم
1 - هل القلب الذي هو محل الفكر هو القلب العضوي أم غير ذلك؟
2 - إن كان القلب ليس القلب العضوي فما الجواب عن حديث:
أ) (المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله التقوى هاهنا وأومأ بيده إلى القلب وحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)
ب) (إن في الجسد مضغة إذا صلحت .. ) الحديث.
جـ) حديث شق الصدر.
3 - و إن كان القلب هو القلب العضوي فهل الأفعال التي نسبت إليه من الختم و الطبع والقفل عليه، و الاكتساب و العمى هي على الحقيقة أم لا؟
4 - ما تفسير قوله تعالى: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" الحج: 46
جزاكم الله خيراً ..
ـ[طموح مسلمة]ــــــــ[10 Aug 2007, 01:50 ص]ـ
أختنا الفاضله حفظها الرحمن قد يشفي تسألك هذا البيان الذي ذكره شيخنا الشيخ العثيمين رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في قوله تعالى {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} الأنعام151
ما المراد بالعقل هنا؟
نحن نعلم أن العقل نوعان:
_عقل إدراك.
_ وعقل رشد.
فعقل الإدراك ما يدرك به الإنسان الأشياء، وهذا الذي يمر كثيرًا في شروط العبادات، يقول: من شرطها الإسلام والعقل والتمييز، هذا هو عقل الإدراك وضده الجنون.
والثاني عقل رشد. بحيث يحسن الإنسان التصرف ويكون حكيمًا في تصرفه وضد هذا السفه لا الجنون.
فالمراد بالعقل بهذه الآية، المراد عقل الرشد لأنه لم يوجه إلينا الخطاب إلا ونحن نعقل عقل إدراك، لكن هل كان من وجه إليه الخطاب، يعقل عقل رشد؟ لا قد لا يعقل عقل الرشد، الكفار كلهم غير عقلاء عقل رشد كما قال الله تعالى في وصفهم: {بكم عمي فهم لا يعقلون} [سورة البقرة، الآية: 171] لكن ليس معناه ليس عندهم عقل إدراك بل قد يكون عندهم عقل إدراك قوي وذكاء مفرط لكن ليس عندهم عقل رشد.
وما هو العقل النافع للإنسان؟
عقل الرشد لأن عقل الإدراك قد يكون ضررًا عليه إذا كان ذكيًا فاهمًا ولكنه والعياذ بالله ليس عنده حسن تصرف ولا رشد في تصرفه وقد يكون أعظم من إنسان ذكاؤه دون ذلك وهنا نسأل عن مسألة كثر السؤال عنها هل العقل في الدماغ أو العقل في القلب؟
قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس: في الدماغ، وكل منهم له دليل، الذين قالوا: إنه في القلب قالوا: لأن الله تعالى يقول: {أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. [سورة الحج، الآية: 46].
قال: {قلوب يعقلون بها} ثم قال: {تعمى القلوب التي في الصدور}. إذًا العقل في القلب، والقلب في الصدر فكان العقل في القلب.
وقال بعضهم: بل العقل في الدماغ لأن الإنسان إذا اختل دماغه اختل تصرفه ولأننا نشاهد في الزمن الأخير نشاهد الرجل يزال قلبه ويزرع له قلب جديد ونجد عقله لا يختلف عقله وتفكيره هو الأول. نجد إنسانًا يزرع له قلب شخص مجنون لا يحسن يتصرف، ويبقى هذا الذي زرع فيه القلب عاقلًا فكيف يكون العقل في القلب؟ إذًا العقل في الدماغ لأنه إذا اختل الدماغ اختل التصرف، اختل العقل.
ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه من غيره كما قال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} ولأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله). فالعقل في القلب والقلب في الصدر لكن الدماغ يستقبل ويتصور ثم يرسل هذا التصور إلى القلب، لينظر أوامره ثم ترجع الأوامر من القلب إلى الدماغ ثم ينفذ الدماغ إذًا الدماغ بمنزلة السكرتير ينظم المعاملات ويرتبها ثم يرسلها إلى القلب، إلى المسؤول الذي فوقه هذا القلب يوقع، يمضي، أو يرد ثم يدفع المعاملة إلى الدماغ والدماغ يأمر الأعصاب وتتمشى، وهذا القول هو الذي تطمئن إليه النفس وهو الموافق للواقع وقد أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله في كتبه، والإمام أحمد أشار إليه إشارة عامة فقال: محل العقل القلب وله اتصال بالدماغ. لكن التفصيل الأول واضح جدًا الذي يقبل الأشياء ويتصورها ويمحصها هو الدماغ ثم يرسل النتيجة إلى القلب ثم القلب يأمر إما بالتنفيذ وإما بالمنع لقول الرسول عليه الصلاة والسلام: إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله] أهـ.
فتاوى ابن عثيمين
المجلد السابع
(189 من 380)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[تاج الروح]ــــــــ[10 Aug 2007, 03:33 ص]ـ
[ size=3] أختنا الفاضله حفظها الرحمن قد يشفي تسألك هذا البيان الذي ذكره شيخنا الشيخ العثيمين رحمه الله رحمة واسعة ورفع درجته
حفظك الرحمن وحماكِ أختي الكريمة، ورحم الله الشيخ العثيمين ورفع قدره في عليين ..
ما ذكرته مهم، وجدت هذه الفتوى أيضاً، وبانتظار آراء الأخوة الفضلاء
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[10 Aug 2007, 04:52 ص]ـ
المتتبع لاستعمال العقل فى القرآن يجده عمل وسيرورة أداء أو عمل وسلوك وليس مكان أو موضع يكون محل وعى أو فكر. ولذلك لانقول العقل فى القلب لأنه يفهم أن العقل عضو أو مكان بل نقول العقل من القلب أو القلب يعقل كما دلت آيات القرآن عليه.
" يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "فهذه أعمال صدرت ممن تتحدث عنهم الآية ,سمع وعقلا ثم تحريفا على علم. " صم بكم عمى فهم لايعقلون "وهذه تحدد لوازم العقل. "وما يعقلها الا العالمون"فلا عقل الا بعلم فالعلم يسبق العقل ولابد منه وهذا يمثل الحد الفاصل بين عمل الدماغ وعمل القلب ولابد من معلوم حتى يعقل قبولا أو ردا. فالذى علم بعد أن شاهد وعاين وأحس وانتبه وادرك وعلم ثم خزن ماعلمه فى ذاكرته دون تبصر ودون تعقل ودون انتفاع به قد وصفه الله " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا "
لابد من عقل ولابد للعقل من علم صحيح "والله أخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا "ولاتعقلون فلابد للعقل من علم " وجعل لكم السمع وا؟ لأبصار والأفئدة "آلات لتحصيل العلم
والرد على شبهة زراعة القلب لم تغير من الأمر شيئا ,نقول بل هى قدمت الدليل على أنه هناك شيئ فوق القلب المادى وزراعة قلب صناعى قدم دليلا آخر حيث حدث أن الذين زرع لهم قد تغيروا تماما وفقدوا الكلام والفهم وقد تكتمت الدوائر الطبية هذا حتى يدرسوا لما حدث ذلك. وابحث على النت عن القلب الصناعى أو prosthetic heart تجد هذا وان كان فيه شيئ من التعمية خاصة من شركات أنفقت المليارات على الأبحاث ومازالت تأمل فى النجاح
أما نحن بفضل الله علينا نؤمن بكلام ربنا , لعلمنا أن روح القدس نزل على قلب الرسول بالقرآن فنعلم أن القلب كان موضع هذا الاتصال ونستنبط أن القلب هو موضع اتصال الروح بالبدن وتجربة القلب الصناعى الذى ذكرت قدمت دليلا قويا وفتحت مجالا أوسع للبحث " وهكذا نقرر أن العقل من الروح ويلزمه العلم الذى يقدمه الوعى والادراك بالحواس المعروفة
وندعو الباحثين لاثراء الموضوع حيث لازالت كثير من الأفكار تفتقد الا التأصيل مثل استعمال القلب والفؤاد فى القرآن , فقد دأبنا ودأبت معاجم اللغة على جعلهما مترادفين ولكن القرآن فرق بينهما "وأصبح فؤاد أم موسى فارغا ان كادت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها " فالآية فرقت بين القلب والفؤاد
وكذلك اذا قررنا أن العقل من الروح فهل يجوز لنا أن نستخدم تعبير " علم الروح " قياسا على "علم النفس" المتعارف عليه بين الناس؟
ـ[تاج الروح]ــــــــ[14 Aug 2007, 12:02 ص]ـ
المتتبع لاستعمال العقل فى القرآن يجده عمل وسيرورة أداء أو عمل وسلوك وليس مكان أو موضع يكون محل وعى أو فكر. ولذلك لانقول العقل فى القلب لأنه يفهم أن العقل عضو أو مكان بل نقول العقل من القلب أو القلب يعقل كما دلت آيات القرآن عليه.
" يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "فهذه أعمال صدرت ممن تتحدث عنهم الآية ,سمع وعقلا ثم تحريفا على علم. " صم بكم عمى فهم لايعقلون "وهذه تحدد لوازم العقل. "وما يعقلها الا العالمون"فلا عقل الا بعلم فالعلم يسبق العقل ولابد منه وهذا يمثل الحد الفاصل بين عمل الدماغ وعمل القلب ولابد من معلوم حتى يعقل قبولا أو ردا. فالذى علم بعد أن شاهد وعاين وأحس وانتبه وادرك وعلم ثم خزن ماعلمه فى ذاكرته دون تبصر ودون تعقل ودون انتفاع به قد وصفه الله " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا "
لابد من عقل ولابد للعقل من علم صحيح "والله أخرجكم من بطون امهاتكم لاتعلمون شيئا "ولاتعقلون فلابد للعقل من علم " وجعل لكم السمع وا؟ لأبصار والأفئدة "آلات لتحصيل العلم
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
جزاك الله خيراً ونفع بك
(يُتْبَعُ)
(/)
لكن على ماذا اعتمدت بارك الله بيك في قولك أن العقل ليس في القلب بل نقول العقل من القلب؟
أقصد هل هناك نصوص اعتمدت عليها حضرتك؟
والرد على شبهة زراعة القلب لم تغير من الأمر شيئا ,نقول بل هى قدمت الدليل على أنه هناك شيئ فوق القلب المادى وزراعة قلب صناعى قدم دليلا آخر حيث حدث أن الذين زرع لهم قد تغيروا تماما وفقدوا الكلام والفهم وقد تكتمت الدوائر الطبية هذا حتى يدرسوا لما حدث ذلك. وابحث على النت عن القلب الصناعى أو prosthetic heart تجد هذا وان كان فيه شيئ من التعمية خاصة من شركات أنفقت المليارات على الأبحاث ومازالت تأمل فى النجاح
للرد على هذه الشبهة، أنقل لك قول الشيخ الدكتور خالد السبت وقد وضعه احد الأخوة في ملتقى أهل الحديث:
قال الشيخ الدكتور خالد السبت:
الأمرالأول: وهو تحديد المراد بالقلب: والمقصود بهذا الاستفهام هو بيان العضو المسئول عن التأثر والاستجابة الشعورية، وعن المحل الذي يحصل به التعقل والتفكير والفهم، وعن المحل الذي يحصل به العقل والتدبر والإخبات والتوكل والثقة، وما إلى ذلك من الأمور التي نجدها في قلوبنا .. هل هو القلب الذي في الصدر أم هو الدماغ؟؟
أقول: القلب له معنيان [انظر: المقاييس في اللغة]:
المعنى الأول: وهو أن هذه اللفظة تدل على خالص الشيء وشريفه، فالشيء الخالص الشريف يقال له قلب.
والمعنى الآخر: يدل على رد شيء على شيء من جهة إلى جهة، كما أقلب هذه الحقيبة أقول قلبتها، وقلبت الثوب .. فهذا من معاني القلب.
والمقصود هنا: هو المعنى الأول، فقلب الإنسان وقلب غير الإنسان سمي بذلك لأنه أخلص شيء فيه وأرفعه؛ لأن الخالص من كل شئ والأشرف من كل شيء يقال له: قلب .. إذًا: المراد بالقلب هنا هو المعنى الأول من هذين المعنيين.
ولربما قيل له قلب لكثرة تقلبه، فهو كثير التقلب بالخواطر والواردات والأفكار والعقائد، ويتقلب على صاحبه في النيات والإرادات كثيراً، كما أنه كثير التقلب من حال إلى حال، يتقلب من هدى إلى ضلالة، ومن إيمان إلى كفر أو نفاق، ولهذا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: [يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ] رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد. وذلك لكثرة تقلب هذا القلب .. وكما أنه يقال له الفؤاد ربما لكثرة تفؤده أي كثرة توقده في الخواطر والإرادات والأفكار .. والإنسان قد يستطيع أن يصم أذنه فلا يسمع، وقد يستطيع أن يغمض عينه فلا يبصر، ولكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه من الفكر في الواردات والخواطر، فهي تعرض له شاء صاحبه أم أبى .. ولهذا قيل له فؤاد:} إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [36] {[سورة الإسراء].
وما سمى القلب إلا من تقلبه والرأي يصرف بالإنسان أطواراً
وقد كثر الكلام في كتاب الله عز وجل، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم عن القلب، وهذا الحديث هل يراد به هذا العضو الصنوبري المعروف، أم أن المراد به الدماغ، أم أن المراد به معنى لطيفاً يتعلق بهذا العضو الصنوبري بحيث يقال: هو لطيفة ربانية لها بهذا القلب، وهو العضو الصنوبري الجسماني .. تعلق وثيق كما أن لها تعلقاً بالدماغ وبإشاراته الحسية والعصبية، وعلى نحو لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.
وعقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ. وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على ذلك حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ... ] قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ. رواه مسلم وللبخاري نحوه.
فهذا واضح في الدلالة على أن المراد بالقلب هو القلب الذي في الصدر، فشق صدره فاستخرج قلبه، فأخرج منه تلك العلقة، وقال: [هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ]، فدل على أن الهدى والضلال يتعلق بهذا القلب الذي داخل الصدر، وهو هذا العضو الذي نعرفه جميعاً.
وقد ذكر جماعة من المفسرين هذه الحادثة حديث أنس رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى:} أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ [1] {[سورة الشرح]. ففسروه بشق صدر النبي صلى الله عليه وسلم، واستخراج ذلك من قلبه .. وهذا الفعل الذي فعله جبريل عليه الصلاة والسلام يدل دلالة واضحة على أن هذا العضو في الإنسان به لطيفة غيبية تؤثر في أفعال الإنسان، فهذه العلقة التي استخرجها جبريل قد تكون حسية, مع أننا نعرف معنى العلقة وهي القطعة من الدم الجامد وهذا من الأمور الغيبية، والله عز وجل يقول:} فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [46] {[سورة الحج]. وما قال: ولكن تعمى القلوب التي في الأدمغة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ ... أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ] رواه البخاري ومسلم. فقول النبي صلى الله عليه وسلم: [ ... مُضْغَةً ... ] نص في القلب الحسي اللحمي المعروف .. والمضغة هي القطعة من اللحم على قدر ما يمضغ ويقول الحافظ بن حجر رحمه الله في الفتح 1/ 211: ويستدل به- أي: الحديث- على أن العقل في القلب، والله عز وجل يقول:} أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا ... [46] {[سورة الحج]. فجعل القلب محلاً للعقل. والنبي صلى الله عليه وسلم حينما ذكر التقوى أشار بيده صلى الله عليه وسلم إلى صدره كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَا تَحَاسَدُوا- إلى أن قال-: التَّقْوَى هَاهُنَا- وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ... ] رواه مسلم .. [التَّقْوَى هَاهُنَا] ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم: [التَّقْوَى هَاهُنَا] فيكون مشيراً إلى دماغه، كما يفعل كثير من الناس إذا أراد أن يشير إلى كمال عقله فإنه يشير إلى رأسه وهذا خطأ، الإشارة الصحيحة تكون بالإشارة إلى القلب الذي في الصدر؛ لأنه محل للعقل.
ومعلوم أن:' المرء بأصغريه'، وهما: قلبه ولسانه، ولا يقال: قلبه وعقله، أو يقال: لسانه وعقله، أو يقال: لسانه ودماغه، وإنما يقال: قلبه الذي هو محل للعقل .. أما الطب الحديث فهو لم يتوصل إلى حقيقة هذه القضية، ولن يتوصل إليها إطلاقاً لأنها من الأمور الغيبية .. ما الذي يؤثر على أعمال الإنسان المعنوية وإرادته، أين وكيف تقع أمور الخوف والرجاء والمحبة والرضا والسرور والانقباض وغير ذلك من الأمور كيف تقع للإنسان؟ لا يستطيع الطب أن يحدد ذلك، وإنما غاية ما يقرره الطب: أن المكان الذي يؤثر على الأفعال الحسية هو الدماغ، وهذا لا يمنع أن يكون للقلب تعلق بهذه الأمور، لكن الطب لم يتوصل إليها ومعلوم أن الطب يتعلق بالأمور التي يمكنه أن يصل إليها دون الأمور الغيبية؛ لأنه لا يطلع عليها إلا الله عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ولما كانت حياة الإنسان الظاهرة متعلقة بالقلب والدماغ معاً على نحو ظاهر؛ فيمكن بذلك أن تتعلق إرادته وإحساساته بالقلب والدماغ معاً، فإن الإنسان لا يستطيع أن يعيش على نحو سوي إلا بسلامة قلبه ودماغه، فما المانع أن يكون بين قلبه ودماغه تعلق وثيق مؤثر على أفعاله وتصرفاته المعنوية وكذا ما نسميه بالأمراض القلبية والإحساسات والمشاعر الداخلية، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:' قِيلَ: إنَّ الْعَقْلَ فِي الدِّمَاغِ. كَمَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنْ الْأَطِبَّاءِ وَنُقِلَ ذَلِكَ عَنْ الْإِمَامِ أَحْمَد وَيَقُولُ طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ: إنَّ أَصْلَ الْعَقْلِ فِي الْقَلْبِ فَإِذَا كَمُلَ انْتَهَى إلَى الدِّمَاغِ. وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الرُّوحَ الَّتِي هِيَ النَّفْسُ لَهَا تَعَلُّقٌ بِهَذَا وَهَذَا وَمَا يَتَّصِفُ مِنْ الْعَقْلِ بِهِ يَتَعَلَّقُ بِهَذَا وَهَذَا لَكِنَّ مَبْدَأَ الْفِكْرِ وَالنَّظَرِ فِي الدِّمَاغِ وَمَبْدَأَ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ. وَالْعَقْلُ يُرَادُ بِهِ الْعِلْمُ وَيُرَادُ بِهِ الْعَمَلُ فَالْعِلْمُ وَالْعَمَلُ الِاخْتِيَارِيُّ أَصْلُهُ الْإِرَادَةُ وَأَصْلُ الْإِرَادَةِ فِي الْقَلْبِ وَالْمُرِيدُ لَا يَكُونُ مُرِيدًا إلَّا بَعْدَ تَصَوُّرِ الْمُرَادِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الْقَلْبُ مُتَصَوِّرًا فَيَكُونُ مِنْهُ هَذَا وَهَذَا ' [الفتاوى 9/ 303]. ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله:'الأفئدة هي العقول التي مركزها القلب على الصحيح وقيل الدماغ' [تفسير ابن كثير 4/ 508].
فعلى كل حال: هذه الأدلة جميعاً تدل على أن محل الإرادات والخواطر وما يقع للإنسان من محبة وبغض ورضا وإنابة وما إلى ذلك أن محل ذلك جميعاً هو القلب .. وهذا القلب ليس ثمة مانع أن يكون له اتصال بالدماغ. الله عز وجل أعلم به ويدل على ذلك أن الإنسان إذا ضرب على دماغه لربما فقد عقله فهذا يدل على وجود نوع اتصال بينهما لكن ليس معنى ذلك أن محل العقل هو ذلك الدماغ فحسب، وإنما لهما اتصال، والقلب هو مستقر الإرادات، وهو محل هذه الأعمال التي نتحدث عنها.
بعد ذلك أقول: إذا كان القلب محل الإيمان والتقوى، أو الكفر والنفاق والشرك، وما إلى ذلك، فقد يسأل بعضكم: لو قطع قلب إنسان، ثم وضع له قلب إنسان كافر، فهل معنى ذلك أن هذا الإنسان سيتحول إلى عقيدة ذلك الكافر فيكون كافراً مثله؟
الجواب: لا .. والطب الحديث له تجارب في ذلك لربما قطع قلب الإنسان مدة من الزمان ثم أعمل فيه محل هذا القلب مؤقتاً آلة تضخ الدم ريثما يوضع له قلب آخر وهذا شئ سمعته من بعض الأطباء المشتغلين بطب القلوب، وأيضاً جرب الأطباء استبدال القلب لربما نزعوا قلب رجل، ووضعوا فيه قلب رجل آخر فماذا كانت النتيجة؟؟ قرأت في بعض التحقيقات والتقريرات الطبية في ذلك يقولون: إن الإنسان يعيش مدة محدودة ثم هو لا يكاد يتكلم ويتصرف ويعبر عن مكنوناته كما كان قبل ذلك، وإنما يغلب عليه لربما شئ من السكون والركود، ومن ثم لا يعرف كثيراً مدى التغير الذي حصل له بسبب تغير هذا القلب، والتأثر الذي ناله من صاحب ذلك القلب الذي نقل إليه، والذي أظنه- والله تعالى أعلم- هو أن الإنسان لا يتحول من الإيمان إلى الكفر، أو العكس، أو غير ذلك إذا نقل إليه قلب إنسان آخر، فلو جئنا بإنسان كافر ووضعنا له قلب إنسان مؤمن؛ فإن هذا الكافر إن قدر له أن يعيش ولو مدة محدودة، فإنه لا يتحول إلى إنسان مؤمن، وإنما يبقى على كفره، وتبقى له أرجاسه وأدناسه، وهكذا لو عكسنا القضية، ولكن لا يبعد أن يتأثر صاحبه بعض الأثر ,كيف لا والإنسان يتأثر بالمخالطة والنظر، ويتأثر بما يسمع، ويتأثر بالشم كما يتأثر بما يأكل، فأكل الحلال يؤثر بالإنسان كما يؤثر أكله الحرام في قلبه، كما أن اللغة أيضاً تؤثر في عقله وقلبه، ولذلك لما رأى الإمام أحمد رحمه الله ابنه عبد الله ترضعه جارية أخذه أخذة منها، ونزعه نزعاً شديداً ثم وضع أصبعه في فمه حتى استفرغ تلك الرضعة وقال لا آمن عليه من هذه الرضعة، ولما كبر عبد الله كان يعتريه شئ في بعض الأحيان، فكان الإمام أحمد يقول: 'لا آمن أن تكون من تلك الرضعة'. فلاحظ كيف تؤثر رضعة! كيف تؤثر في هذا الإنسان، ولربما في سلوكه، وفي عقله، فكيف إذا نقل إليه قلب بكامله؟! هذا خلاصة ما أظنه في هذه المسألة التي طالما سأل الناس عنها، وهذا يدل على أن القضية ترتبط بهذا العضو الصنوبري، ولكنه ليس هو القلب وحده، وإنما يتعلق به أمر معنوي يتعلق به تعلقاً مباشراً، ولهذا قال بعضهم عن القلب: هو نور وضعه الله طبعاً، وغريزة يبصر به، ويعبر به، فهو نور في القلب كالنور في العين الذي هو البصر، فالعقل نور في القلب، والبصر نور في العين ... هكذا قال بعض العلماء. [انظر مفهوم العقل والقلب ص 266].
وبغض النظر عن عبارة هذا القائل إلا أنه لاشك أن هذه القطعة يتعلق بها أمر معنوي، والدليل عليه هو الواقع الذي نشاهده.
لتحميل الكتاب ..
http://saaid.net/book/open.php?cat=82&book=1575
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[14 Aug 2007, 12:26 م]ـ
الأخت الفاضلة بارك الله فيك
لقد قصدت الصياغة اللغوية, لأا نقول العقل فىولكن قل من القلب حيث أن العقل ليس عضوا بل وظيفة
وكلامى ينصب على التسليم بعقيدة أهل السنة فى أنه من وظائف القلب
وأحاول تأصيل كيف يتم هذا من خلال المعطيات الآتية:
العضو الصنوبري فى الصدر -ربما - لا يكون بكامله هو المقصود حيث ثبت أن تغييره لايغير العقل والعواطف
النص يقول "مضغة اذا صلحت ...... "والمضغة =قدر ما يمضغ ,اذن ليس العضو بكامله لأنه أكبر من ذلك
استبدال القلب الطبيعى بقلب صناعى أدى الى تغير كبير فى المتلقى
والسؤال:لماذا لم يتغير الشخص المتلقى لقلب من شخص آخر فى حين تغير المتلقى لقلب صناعى
اذن القلب الطبيعى فيه شيئ ليس فى الصناعى , اذن أنه ليس مجرد مضخة.فماذا عساه أن يكون فيه:قلت فى المداخلة أن آية"نزله روح القدس من ربك .... " وآية"نزل به الروح الآمين على قلبك"اذن القلب فيه موضع اتصال الروح حيث أن أمين الوحى روح بل هو روح القدس ونزل على القلب
ولذلك فهذا الكلام صحيح:: "هذا خلاصة ما أظنه في هذه المسألة التي طالما سأل الناس عنها، وهذا يدل على أن القضية ترتبط بهذا العضو الصنوبري، ولكنه ليس هو القلب وحده، وإنما يتعلق به أمر معنوي يتعلق به تعلقاً مباشراً، ولهذا قال بعضهم عن القلب: هو نور وضعه الله طبعاً، وغريزة يبصر به، ويعبر به، فهو نور في القلب كالنور في العين الذي هو البصر، فالعقل نور في القلب، والبصر نور في العين ... هكذا قال بعض العلماء. [انظر مفهوم العقل والقلب ص 266]."
ولكن نحاول فهم الكيفية والله أسأل الهدى والسداد
ـ[فضيلة]ــــــــ[14 Aug 2007, 02:30 م]ـ
الأخت الكريمة السائلة علمت أن الدكتور خالد الجبير له بحث منذ مدة طويلة في هذه المسائل فلو سألتيه قد تجدين عنده مايمكن أن يفيدك ...
ـ[تاج الروح]ــــــــ[14 Aug 2007, 03:00 م]ـ
الأخت الكريمة السائلة علمت أن الدكتور خالد الجبير له بحث منذ مدة طويلة في هذه المسائل فلو سألتيه قد تجدين عنده مايمكن أن يفيدك ...
حياك الله أختي الكريمة
كيف يمكنني الوصول للدكتور خالد الجبير حفظه الله؟
عندي بعض محاضراته فقط
ـ[فضيلة]ــــــــ[14 Aug 2007, 04:53 م]ـ
إن كنت في الرياض فهوعندكم في الرياض والوصول إليه ميسور وفقك الله وأعانك ...
ـ[تاج الروح]ــــــــ[14 Aug 2007, 05:24 م]ـ
إن كنت في الرياض فهوعندكم في الرياض والوصول إليه ميسور وفقك الله وأعانك ...
للأسف لست من سكان الرياض
لا بأس .. سأجد طريقة للوصول إليه
شكراً جزيلاً أختي الكريمة
حماكِ الله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[14 Aug 2007, 05:55 م]ـ
هناك رسالة علمية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عنوانها: (القلب في القرآن الكريم) أو (حديث القرآن عن القلب) من إعداد الدكتور: عادل الجهني ...
لعل الأخت السائلة تجد فيها بغيتها إن شاء الله، فقد قرأت فيها مواضع عديدة، ووجدت الباحث بذل جهدا طيبا في بحث وتأصيل المسألة.
ـ[تاج الروح]ــــــــ[14 Aug 2007, 06:15 م]ـ
هناك رسالة علمية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عنوانها: (القلب في القرآن الكريم) أو (حديث القرآن عن القلب) من إعداد الدكتور: عادل الجهني ...
لعل الأخت السائلة تجد فيها بغيتها إن شاء الله، فقد قرأت فيها مواضع عديدة، ووجدت الباحث بذل جهدا طيبا في بحث وتأصيل المسألة.
حسناً ..
الموضوع باختصار، أريد كل ما يتعلق بموضوع القلب والعقل، جمعت نقولات كثيرة بمساعدة الأخوة الفضلاء من الألوكة وملتقى أهل الحديث ومن هنا أيضاً لكن أحتاج أن أعرف أكثر حول هذه المسألة
هل هذه الرسالة مطبوعة؟ وأين يمكنني الحصول عليها؟
جزاك الله خيراً
ـ[الجكني]ــــــــ[15 Aug 2007, 02:42 ص]ـ
لي مداخلتان على هذا الكلام:
وعقيدة أهل السنة والجماعة- وهو الذي دل عليه القرآن هو- أن العقول في الصدور، وليست في الأدمغة .. وأما الفلاسفة من القدماء وكما يقرره الأطباء في هذا العصر- إلا من رحم الله عز وجل- يقولون، ويقول الفلاسفة: إن العقل بالدماغ. وأما الذي عليه أهل السنة والجماعة هو أن العقل في القلب، وهو الذي دل عليه القرآن.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومما يدل على ذلك حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَتَاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ الْقَلْبَ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ: هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ ... ] قَالَ أَنَسٌ: وَقَدْ كُنْتُ أَرَى أَثَرَ ذَلِكَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ. رواه مسلم وللبخاري نحوه.
فهذا واضح في الدلالة على أن المراد بالقلب هو القلب الذي في الصدر، فشق صدره فاستخرج قلبه، فأخرج منه تلك العلقة، وقال: [هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ]، فدل على أن الهدى والضلال يتعلق بهذا القلب الذي داخل الصدر، وهو هذا العضو الذي نعرفه جميعاً.
الأولى:
ربط الدليل وهو الحديث الشريف بالقضية المراد الاستدلال عليها به غير واضح عندي فالحديث الشريف واضح الدلالة على أن الذي شق منه صلى الله عليه وسلم هو " القلب " وأن الذي أخذ منه صلوات الله وسلامه عليه هو " علقة " وليس في الحديث الشريف ذكر " العقل "ألبتة، أم يا ترى هل يجوز لنا أن نقول:إن الملك لما شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عقله؟؟؟
الثانية:
لما ذا نجعل الاختلاف في المسألة هو اختلاف أو خلاف بين أهل السنة والجماعة وبين الفلاسفة والأطباء؟ أليس في الجانبين من يقول بقول الآخر؟؟؟
وآمل التكرم بالتمعن في كلام الشيخ الإمام ابن عثيمين رحمه الله ففيه التصوير الحقيقي للخلاف وطرفيه كالتالي:
1 - قال رحمه الله:
"قال بعض الناس في القلب وقال بعض الناس: في الدماغ، وكل منهم له دليل،
فانظرإلى قوله " الناس " وقوله رحمه الله:"وكل منهم له دليل "
فالشيخ لم يجعل الخلاف لأهل السنة والجماعة مع غيرهم، وإلا لو كان ذلك كذلك - حسب ما أفهم من منهج الشيخ رحمه الله لشار إليه للتحذير منه ولبيان خطورة وضلال ذلك، ولكنه عبر ب " الناس " ومعلوم أن هذه العبارة عند العلماء الكبار لا يقصد بها العوام وإنما يقصد بها من ينتسب للعلم، وأيضاً لاحظت أن الشيخ رحمه الله صرح بأن لكلا القولين دليلاً، بغض النظر عن عدم صحة أحد الدليلين وهو ما سيشير إليه رحمه الله بعد قليل.
الثانية: الشيخ رحمه الله قال:
ولكن بعض أهل العلم قال: إن العقل في القلب ولا يمكن أن نحيد عما قال الله عز وجل لأن الله تعالى وهو الخالق وهو أعلم بمخلوقه
ويفهم من كلامه أن بعض أهل العلم قال قولاً آخر، ولم يقل عنهم الشيخ إنهم ليسوا من أهل السنة والجماعة.
خلاصة القول:
يجب أن لا " نقحم " مذهب أهل السنة والجماعة في كل مسألة، ولا أن نصور كل مسألة اجتهادية مختلف فيها بين قول أهل السنة وغيرهم؟؟؟؟؟.
الخلاف الحقيقي بين أهل السنة والجماعة وبين الفلاسفة في " العقل " ليس من منظور هذه الجزئية وليس في " محل " العقل " بل هو في شيء أخطر من ذلك وأعظم، يعرفه من عرف نظرية " العقل " في الفلسفة " تعالى الله عما يقول الفلاسفة وأذنابهم علواً كبيراً.
والله من وراء القصد.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2007, 03:06 م]ـ
الكلام في هذه المسألة وأمثالها مما يتعلق بجوانب لا سبيل إلى الوصول إلى معرفتها والوصول إليها لاستئثار الله بمعرفتها - (قل الروح من أمر ربي) - يكتنفه كثير من الفرضيات والغموض والإغراب الذي لا دليل قاطعاً عليه.
فالعقل والروح والقلب وحقيقة المقصود بها فيه مجال واسع للنظر والافتراض، ولكن الجزم بقول دون آخر فيه مجازفة لاحتمال الأدلة.
وأذكر أنني اشتريت كتاباً عام 1413هـ بعنوان (النظرية الروحية) للدكتور راتب السمان، أطال فيه الحديث عن حقيقة الروح، وأنه وصل إلى أنها ليست (وهماً أو خيالاً أو صورة عقلية أو وصفاً، بل هي شيء محدد له وجود مادي من نوع خاص، وله تركيب وبنية محددة، وله وظيفة وعمل محدد، إن هذا الشيء هو شيء مختلف عن المادة والطاقة المعروفة، وهو كنه أو مكونة ثالثة أخرى إضافية للمادة والطاقة، وهذا الشيء هو الذي يقوم بالوظائف النفسية للكائنات الحية المختلفة، من إدراك ووعي وتفكير ومتعة، وتعلم وذاكرة، وسلوك حركي وانفعالي، وهو يسكن ضمن أو حول الكائنات التي تتمتع بالمظاهر النفسية السابقة (بعضها أو كلها) ويتشارك معها العمل والوظيفة بشكل محدد، بحيث إن الكائنات المختلفة تقوم بوظيفة الاستقبال والإرسال من وإلى الروح، وتقوم الروح بوظيفة وعي وخزن المعلومات والتفاعل معها وتحليلها وبناء وتركيب شكل الاستجابة اللازمة).
وأذكر أنه شبه ذلك بجهاز الحاسب الآلي، وأن الروح هي وحدة المعالجة المركزية التي يختصرونها بـ C P U . وأطال في الاستدلال والحديث، وقد ناقش هذه المسألة من وجهة نظر عدد من التخصصات العلمية هي:
علم النفس، وعلم النفس الحيوي، والفيزيولوجيا العصبية، وعلم الأعصاب السريري، والجراحة العصبية، وعلم الأمراض النفسية، والفيزياء.
وقد كتب على الغلاف الداخلي لكتابه:
(إذا لم تكن لديك القدرة أو الوقت الكافي لقراءة هذه النظرية فالرجاء عدم انتقادها لأنه من الخطأ إبداء رأيك فيما لا تعرف عنه شيئاً).
وأنا من هؤلاء فلم أقرأ الكتاب كاملاً، ولذلك أدع الحكم عليه لمن فعل ذلك. ونسال الله أن يهدينا دوماً للعلم النافع في الدنيا والآخرة.(/)
الإعجاز العلمي .. إشكالات المنهج والتطبيق حوار مع أد. زغلول النجار (منقول)
ـ[المستكشف]ــــــــ[10 Aug 2007, 05:36 م]ـ
الإعجاز العلمي .. إشكالات المنهج والتطبيق
حوار مع د. زغلول النجار
حسام تمام
11/ 08/2005
المصدر: http://www.islamonline.net/Arabic/contemporary/2005/08/article01a.shtml#7
التفسير العلمي والإعجاز العلمي
** كثر الجدل في قضية العلاقة بين العلم والدين، وأنتم تفرقون بين "الإعجاز العلمي" و"التفسير العلمي"؟ فما الفارق وما فلسفتك في هذا التمييز؟
* التفسير العلمي للقرآن الكريم هو محاولة بشرية لفهم دلالة الآيات الكونية في كتاب الله، وهي آيات تمثل ثلث القرآن الكريم في أكثر من ألف آية قرآنية كريمة، وقلت: إن هذه الآيات لا يمكن أن تفهم فهما صحيحا في إطار اللغة وحدها .. نعم القرآن الكريم نزل بلغة عربية، ولكن اللغة وحدها لا يمكن أن تعطي للإنسان القدرة على أن يفهم دلالات الآيات الكونية؛ لأن الآيات الكونية تتحدث عن أشياء وظواهر كونية لا يمكن أن تفهم إلا في إطار ما حققه العلم من إنجازات في فهم هذه الظواهر.
إذن فالتفسير العلمي محاولة بشرية لحسن فهم دلالة الآية الكونية، ونحن نحرص في التفسير العلمي على أن نوظف كل الحقائق العلمية المتاحة، لكن بما أن العلم لم يصل لكل الحقيقة في كل أمر من الأمور تبقى قضايا كثيرة عند حدود الظن، ويقف فيها العلم عند حدود النظرية أو الفرْض، فإذا لم يصل العلم إلي الحقيقة في قضية من القضايا التي تتعرض لها الآيات فأنا لا أرى ضيرا أبدا في توظيف النظرية السائدة أو الفرْضية السائدة حتى أفهم دلالة الآية، وإذا ثبت بعد ذلك أن النظرية كانت خاطئة فلا يمس هذا من جلال القرآن الكريم أو ينال منه في شيء؛ لأن التفسير عمل بشري يصيب فيه الفرد وقد يخطئ.
أما الإعجاز العلمي فهو موقف تحد نتحدى به الناس كافة؛ مسلمين وغير مسلمين، بأن كتابا نزل قبل أربعة عشر قرنا على نبي أمي -صلى الله عليه وسلم- في أمة كان غالبيتها أميين، وهذا الكتاب يحوي حقيقة كونية لم يصل إليها علم الإنسان إلا منذ سنين قليلة، ولم يكن لعقل أن يتخيل مصدرا لهذه الحقيقة الكونية في هذا الزمن السحيق إلا الله الخالق سبحانه وتعالى.
لذلك أقول: إنه لا يجوز لنا في الإعجاز العلمي أن نوظف النظريات والفرضيات، بل لا بد من توظيف الحقائق العلمية الثابتة القاطعة التي لا رجعة فيها، إلا في حالة واحدة وهي حالة الآيات التي تتحدث عن الخلق بأبعاده الثلاثة (الكون، الإنسان، الحياة) لأن الخلق عملية غيبية غيبة مطلقة لم يشهدها أحد من الإنس أو الجن، ولأنها لا تقع تحت إدراك الإنسان فلا يمكن أن يصل فيها بالعلم الكسبي إلى حقيقة أبدا، وهذه الأبعاد الثلاثة يدور فيها الإنسان في مدار النظرية والفرض، وتختلف هذه الفروض والنظريات باختلاف مفسرها وواضعها؛ هل هو مؤمن أم كافر، موحد أم مشرك، جاد أم هازل، سعيد أم شقي، وكل هذا يظهر في صياغة النظرية والفرضية.
ويبقى للمسلمين نور من الله سبحانه وتعالى في آية قرآنية أو في حديث شريف، ما يعيننا على أن نرجح نظرية ونرتقي بها إلى مقام الحقيقة، لا لأن العلم الكسبي قد أثبت علميا أنها حقيقة ولكن لظهورها في كتاب الله أو سنة رسوله؛ لأن الله هو خالق الكون وأدرى بصنعته من كل من سواه.
** هل يمكن أن تقدم لنا نماذج أو أمثلة توضح هذا التمييز؟
* مثلا يقول الله عز وجل:) وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (، وفي تفسيرها قال الأقدمون: هو انصداعها عن النبات، وهذا صحيح حيث نضع البذرة في الأرض ونرويها فتنتفش التربة -بإذن الله وما أودعها من خصائص- وتزيد في الحجم وترتفع لأعلى وترق حتى تنشق وتفسح الطريق للنبتة الجديدة الطرية المنبثقة من البذرة، ولكن بعد الحرب العالمية نزل العلماء إلى قيعان البحار والمحيطات فوجدوا أن قيعان الأرض متصدعة بشبكة كبيرة من الصدوع تتراوح أعماقها من 64 إلى 150 كيلومترا وتحيط إحاطة كاملة بالأرض ... وهذا بعد جديد للتفسير لم يكن معروفا زمن الوحي والتفسير، قابل للتغير مع الزمن.
أما الإعجاز العلمي فنجده مثلا في قوله تعالي:) والبحرِ المسجورِ (، والمسجور هو المتقد نارا، ثم يأتي العلم الآن ليثبت أن كل قيعان البحار والمحيطات مسجرة تسجيرا خفيا بالنيران.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن ناحية الارتقاء بنظرية من النظريات وجعلها حقيقة علمية نجد قوله تعالى:) أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ (؛ وهو ما نجده في نظرية تفسير نشأة الكون بالانفجار العظيم، وهو ما يرتفع بهذه النظرية إلى مصاف الحقيقة.
الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية
** ما طرحته يثير إشكالية يجب التوقف أمامها؛ فما هي "الحقيقة العلمية" وما تعريفك لها؟ وكيف يمكنك وضعها بإزاء "الحقيقة القرآنية"؟ وكيف تفرق بين "الحقيقة العلمية" و"الحقيقة القرآنية"؟
* كثيرا ما يخلط الناس بين قضايا كثيرة .. القرآن الكريم ليس كتاب علم أو هندسة أو طب أو فلك، ولكنه كتاب هداية من الله للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها أي ضوابط؛ مثل قضايا العقيدة وكلها غيب، وقضايا العبادة وكلها أوامر، وقضايا الأخلاق والمعاملات وكلها سلوكيات، وهذه هي رسالة القرآن الأساسية.
أما ما جاء في القرآن غير ذلك؛ من إشارات كونية أو ذكر للأمم السابقة .. ، فكل هذه نماذج تأتي لتأكيد الفكرة الأساسية، وهي أن هذا الكلام كلام رب العالمين، وأقول إن الآيات الكونية في القرآن الكريم لم ترد للإنسان من قبيل الإخبار العلمي المباشر؛ لأن الله تبارك وتعالى يعلم أن العلم من المجالات التي يستطيع الإنسان أن يصل إليها بعقله وبجهده منفردا؛ فالقرآن الكريم هو بيان من الله تعالى للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه أية ضوابط.
الحقيقة القرآنية هي غيب لا يمكن أن أصل إليه، أو أمر إلهي لا يمكن أن أحاكيه، أو ضابط أخلاقي سلوكي لا أخالفه، ما عدا ذلك من حقائق لا بد أن أرجع فيه إلى العلم الكسبي.
** لكن هناك مشكلة أساسية في تعريفك تتجاهل أن العلم في أبسط تعريف له هو "القابلية للخطأ" أو هو "الفرْض الذي أثبتت التجربة صحته"، وهذا مختلف تماما عن "الحقيقة القرآنية" التي هي "إطلاقية" و"نهائية" لا تقبل البرهنة عليها أساسا حتى يمكن أن نصفها بالصحة أو الخطأ؟ فكيف يمكن أن تطابق بين حقيقتين لا علاقة بينهما أصلا؟
* هذا كلام يقوله غير العلميين؛ لأنهم يتخيلون أن العلم كله فروض ونظريات، صحيح أن العلم يبدأ فروضا لكن الفروض قد ترتقي لتصبح نظرية، وترتقي النظرية لتصبح حقيقة، ثم تصبح الحقيقة قانونا، وإذا وصل العلم لمستوى الحقيقة فلا رجعة فيه ولا جدال.
** إحدى سمات العلم أنه تاريخي وله مراحل أو طبقات، فما كان حقيقة يوما ما، صار غير ذلك، وما هو فرض الآن ربما يتحول لحقيقة علمية يوما ما، وهناك ما يعرف بتاريخ العلم، بينما الحقيقة القرآنية مطلقة بمجرد نزولها من عند الله، وفي لحظتها، فهي متجاوزة للتاريخ، هي في كل لحظة حقيقة غير قابلة للاختبار أو المراجعة أو إعادة النظر، فما العلاقة بين الحقيقتين وكيف أمكنك المطابقة بينهما؟
* أقول هنا إنه إذا وصل العلم التجريبي أو الكشفي إلى مصاف الحقيقة أو القانون أصبح حقيقة يقوم عليها الدليل.
** هل تصل الحقيقة العلمية إلى حقيقة يجب الإيمان بها؟ هل نؤمن بالحقيقة العلمية مثلا؟
* طبعا طبعا .. وهل تشك في كروية الأرض الآن؟.
** وإذا قلت لك –فرضا- إنني لا أومن بحقيقة أن الأرض كروية فما رأيك؟ وما حكمي؟
** لا شيء!
** طبعا ستصفني بالجهل .. لكن ماذا إذا قلت: إن الله ليس واحدا (تعالى سبحانه علوا كبيرا)؟
* هذا كفر طبعا!
** إذن أنت تتفق معي أن هناك مستويين للحقيقة، وأنه لا يصح أن نتكلم عن تطابق بين الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية؟
* ولكن يا أخي تبقى الحقيقة حقيقة، الحقيقة هي كل أمر يقوم عليه الدليل ويدعمه البرهان وتؤكده الحجة ويقبله العقل السليم.
** هذا فيما يخص الحقيقة العلمية يا سيدي، ولا بد أن نفرق دائما بين العلم والنص الديني، العلم نسبي وتاريخي وطريق الوصول إليه التجربة والحكم على حقائقه بالخطأ والصواب، أما القرآن فهو مطلق لا تاريخي طريق الوصول إليه الوحي فقط، كما أن الحكم على حقائقه بالإيمان والكفر فهو لا يقبل البرهنة عليها أو تجريبها!
(يُتْبَعُ)
(/)
* أريد أن أقول إن القرآن نزل لنا لنفهمه، فالقرآن ليس طلاسم؛ فهو بيان من الله ونزل في حدود طاقة القدرة الإنسانية وهو غير متجاوز لقدرة الإنسان.
** عفوا .. القرآن يمكن أن يتجاوز قدرة الإنسان؛ على الأقل في فترة معينة، فهو -مثلا- نزل على أهل الصحراء والبدو، ومن المنطقي أن يصعب عليهم فهم بعض الأشياء التي يفهمها أهل عصرنا مثلا، على الأقل وفق منهج الإعجاز العلمي الذي تتبناه! فما تدعو له الآن لم يكن واردا أن يفهمه أهل البدو والصحراء! والله يفتح على الناس في كل زمن بفهم جديد، والقرآن لا تنقطع عجائبه ولا يَخلق على كثرة الرد.
* رسالة القرآن المحددة هي الدين، وركائز الدين أربع، أساسيات أربعة؛ هي العقيدة، العبادة، الأخلاق، المعاملات، هذه القضايا صاغها الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه صياغة محكمة منضبطة لا تقبل التأويل، فمثلا (أقم الصلاة) تعني إقامة الصلاة وليس لها معنيان، و (كتب عليكم الصيام) تعني كتب عليكم الصيام، وهكذا (وآتوا الزكاة) و (لله على الناس حج البيت) .. فهذا يفهمه البدوي ويفهمه أستاذ التفسير .. هذا ما أريد قوله .. لب القرآن الكريم قضايا محكمة واضحة الدلالة لا تحتاج إلى جهد بشري حتى يفهمها الإنسان، ولكن الذي يحتاج إلى جهد هو الإشارات الكونية وذكر الأمم السابقة والقضايا النفسية والقضايا التربوية.
** كيف يمكن أن تتحول الإشارات الكونية التي كنا نفهمها في إطار الدعوة الإلهية للتفكر والتدبر في خلق الله، لتصبح إعجازا علينا الإيمان به كحقيقة منتهية رغم أننا عرفناها وفق ما قرره علماء هذا العصر أو غيره؟ هل يمكن أن تتحول الاكتشافات العلمية إلى مطلق لا بد أن أومن به؟ أتفهم مثلا أنه إذا ثبتت حقيقة علمية يمكن أن نجد إشارة قرآنية لها أن تكون مما يزيدنا إيمانا بالله وما جاء به الوحي، لكن كيف يمكن أن تتحول إلى مطلق: مثلها مثل النص لا حيلة لنا أمامه سوى الإيمان به؟ ألا يؤدي ذلك إلى تطابق النسبي والمطلق؟ وكيف يمكن لنا أن نزعم تطابقا بين نص طريقه الوحي وآخر طريقه أفهام واجتهادات البشر قابلة للتغير؟
* يحدث جدا وبمنتهي السهولة .. وما المشكلة؟ .. القرآن حمّال أوجه بنص كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، بمعنى أن الآية القرآنية ترد بألفاظ محددة يَفهم منها أبناء كل جيل معنى من المعاني، وتظل هذه المعاني تتسع مع اتساع المعرفة الإنسانية في تكامل لا يعرف التضاد .. والقرآن يدعونا إلى تدبر النص القرآني) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (و) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ( .. نحن مطالبون بنص القرآن أن نفهم هذه الآيات ونتدبرها وألا نحفظها دون فهم، لنفهم الحقائق الكونية التي وراءها، لكن فهمها أو عدم فهمها لا علاقة له بإيمانك.
** ما تفعلونه أنتم يعطي للحقيقة العلمية إطلاقية ليست لها، وإنما للآية التي طابقتم الحقيقة عليها، فأنا أومن بأن عسل النحل فيه شفاء للناس؛ لأن القرآن يقول:) يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (، وليس لأن العلماء اكتشفوا بتجاربهم أن العسل فيه شفاء .. الإطلاق والتسليم يجب أن يكون للنص وليس للحقيقة العلمية كما أفهمه من كلامكم.
* ولو أثبت العلم هذا الشفاء فهل يضر هذا بالقرآن أم يدعمه؟
** لا يهمني أن يثبته العلم أو ينفيه!
* مقاطعا: لماذا تتهرب من إجابة السؤال: ماذا لو أثبت العلم هذا؟
** ولو أثبته فسأقول: إن ثبت فهذا ما قال ربي وصدق الله، ولكن هذا حين يكون من نص قطعي الدلالة كما في هذه الآية.
* وهل يدعم القرآن أم يضره؟
** هذا لا يدعم القرآن ولا يضره!
* محتجا: لا لا .. هذا عندك أنت!
** في كل حديثك يبدو وكأنك تؤمن وتؤكد على فكرة أن الحقيقة العلمية يمكن أن تكون ثابتة ومطلقة ألا يتنافى ذلك مع كون العلم متغيرًا؟
* العلم يمكن أن يتغير في مرحلة الفروض والنظريات، لكن إذا وصل العلم لمرحلة القانون فلن يتغير، مثل: 1+1=2.
** وهل هذا علم؟
* نعم هذا علم .. علم الرياضة .. وهذه حقيقة مطلقة .. وكذلك وصول العلم إلي كروية الأرض وقياسه لأقطارها .. هذه حقيقة علمية لن تتغير أبدا!
(يُتْبَعُ)
(/)
** ألا يمكن أو يحق إعادة النظر فيما يسمى "حقائق" علمية؟
* لا .. لا يعاد النظر في الحقائق العلمية، لكن يعاد في الفروض والنظريات أو عند الكشف عن حقائق جديدة.
** لكن هذا يوقف حركة العلم!
* بالعكس .. لا يوقفها .. إطلاقا .. بل يضبطها؛ فالعلم إذا وصل إلى مرحلة القانون انتهى لأنه يكون قد وصل إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه وممكن أن يصل إلى الحقيقة المطلقة.
** ما رأيك في القول بأن الاتجاه الذي تمثله يمثل تأثر الإسلاميين بروح وفلسفة الحداثة الغربية، حيث الإيمان بالعلم وإطلاقيته وأنه –العلم- مدخل الدين، بحيث لا بد للنص من علم يدعمه؟
* الآيات التي يحتاج الإنسان في فهمها إلى معارف علمية هي الآيات الكونية فقط، أما الآيات المتعلقة بالدين بركائزه الأساسية فلا يحتاج فيها إلى فهم اللغة، أما الآيات الكونية فلا يمكن أن تفهم فهما صحيحا في إطار اللغة فقط، وليس معنى هذا أننا نفرض العلم على القرآن.
الإعجاز العلمي .. ودلالات المعجم اللغوي
** هناك خطأ منهجي يقع فيه دعاة الإعجاز العلمي يتمثل في الخروج على دلالات المعجم القرآني التي كثيرا ما تكون دلالات توقيفية، فالقول بالإعجاز العلمي في قوله تعالى:) فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (، باعتبار أن القرآن سبق العلم في تقرير أن الذرة هي أصغر وحدة في المادة يتجاوز المعجم الدلالي لألفاظ القرآن الكريم والذي اعتمد عليه المفسرون في كل عصر من أن الذرة هي التراب أو النمل، ونحن في النهاية محكومون بدلالات الألفاظ وقت نزول القرآن؟.
* المفسرون فسروا هذه الآية في حدود علمهم وقتها وبلغة عصرهم، ولم يعرفوا أن الذرة هي أصغر كيان للمادة حتى إنك لا تراه!.
** ولكن ماذا لو جاء بعد زمن من العلماء من اكتشف أن هناك وحدة أقل وأصغر من الذرة؟
* لا .. لا يوجد شيء كهذا!.
** أنت الآن تحكم وتصادر على العلم بمعايير هذه اللحظة رغم أنه يمكن أن يتغير ويتبدل بعد زمن طال أو قصر؟
* هناك قضايا إذا أثبتت ثبتت، فإذا وصل العلم إلى مرحلة الحقيقة أو القانون فلا تستطيع أن تضيف له شيئا، ويمكنك البحث في اتجاه آخر وستجد آلاف القضايا الأخرى تستحق أن تبحث، لكن القضايا التي وصلت إلى الحقيقة ليس لها أو فيها إضافة.
** لكن هذا تجاوز خطير للدلالة المعجمية لألفاظ القرآن يمكن أن يؤدي للعبث بها .. نعم يمكن أن نتكلم عن فهم متجدد ومتغير للآيات ومعاني الألفاظ، ألسنا محكومين بالمعجم الدلالي لكلمة ذرة على أنها حبة رمل؛ فالقرآن يفهم بلغة عصره، فبهذا الإعجاز العلمي يكون مدخلاً لكسر المعجم اللغوي؟
* لا يكسره أبدا .. بالعكس، فأنا إذا لم أفهم اللغة فهما صحيحا فلن أستطيع فهم الإعجاز العلمي، فإذا لم أفهم من اللغة ما معنى نطفة أو مضغة أو علقة أو عظام أو كسوة العظام لحما فلن أفهم ما هي دلالات الآية، فاللغة شرط أساسي لفهم دلالات الآيات .. لكن أنا لا أقف عند حدود اللغة وحدها؛ لأننا إذا وقفنا عند حدود اللغة وحدها فلن نصل إلى الفهم الصحيح للآية. فأنا لا أستطيع أن أقف عند فهم الأقدمين.
** أنا لا أقصد فهم الأقدمين، ما أقصده هو المعجم الدلالي للألفاظ وقتها؟
* لا بد أن أستخدم اللفظة بدلالتها في المعاجم بدقة شديدة حتى أفهم الإعجاز العلمي، لكن كل التفاسير القديمة خلطت بين النجم والكون وكذلك بين الضياء والنور .. وقضايا كثيرة العلم يحسمها الآن، والقرآن الكريم فصل فصلا كاملا بين الضياء والنور في مئات الآيات.
** لكن هل يكون الفهم الجديد ذلك بالقفز على الدلالة اللغوية؟
* لا .. هذا ليس قفزا على الدلالة اللغوية.
** اسم الذرة التي تتحدث عنها هي (الأتومي atomy) اختير بالمواضعة بين الناس وكان يمكن أن يسميها العلماء -أو المترجمون على الأصح- بأي اسم غير الذرة!
* لكن الذرة موجودة في اللغة وفي القرآن.
** الذرة التي في اللغة وفي القرآن كانت تعني التراب أو النمل؟
(يُتْبَعُ)
(/)
* لا .. كان يقصد بها أصغر شيء ولكنهم ضربوا النمل والتراب كمثل، الله يقول:) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ (فهل معنى هذا أن أظل متوقفا عند تفسير ابن كثير طول عمري؟! .. هذا مستحيل، إذا فعلت ذلك فسأنعزل عن زماني وعصري وهذا غير مطلوب، أنا لا أتجاوز اللغة أبدا، فأنا أوظف اللغة قبل التفسير العلمي؛ لأن اللغة أساس، لكن في القضايا الكونية يجب أن ألجأ إلى العلم أيضا.
** أعود للسؤال ثانية ألا تتفق معي أن الإعجاز العلمي بهذه الصورة هو أحد تجليات التأثر الإسلامي بالحداثة الغربية، من حيث الإيمان بالعلم كمطلق واتخاذه أساسا لتفسير النص وربما دليلا له؟
* لا يا أخي .. أنا أحد أقدم من تحدثوا بالإعجاز العلمي ولم أتأثر بالحداثة أبدا؛ لأنني رجل مؤمن إيمانًا عميقًا بالله وبأن القرآن هو كلام الله تعالى وبرسالة خاتم المرسلين .. ولا توجد حداثة أثرت فيَّ على الإطلاق، أين هي الحداثة؟ فهل لكوني أستخدم وأوظف حقائق علمية قائمة يفسر هذا على أنني تأثرت بالحداثة؟.
** سؤال يبدو غريبا: ما أهمية الإعجاز العلمي؟
* أولا يفيد المسلم في فهم دلالة الآيات فهما عميقا، ويثبت له صدق القرآن الكريم بالإشارة إلى هذه الحقيقة ويزيد الإيمان في قلبه ويزيده يقينا بالقرآن الكريم، ويدعو غير المسلمين لقراءة القرآن الكريم من مدخل الآيات الكونية كما حدث مع عشرات العلماء، مثل موريس بوكاي وكيت مور وكثير من الذين أسلموا.
العلم والهداية .. ووجه العلاقة بينهما
** وهل تؤمن بأن العلم يمكن أن يكون سببا للهداية؟
* طبعا فالعلم والمعرفة سبب للهداية.
** كيف؟
* لو ثبت لعالم غربي حقيقة كونية لم تكن معروفة قبل 100 سنة مثلا، وأن هناك كتابا قبل ألف وأربعمائة سنة يتحدث عنها فسيقنعه هذا بجدية هذا الكتاب وسيدفعه لقراءته، وقد يكون ذلك مدخله للإيمان.
** وما رأيك في القول بأنه لا علاقة شرطية أو طردية أو من أي نوع بين الإيمان والعلم وأن الثابت أن أكثر أهل العلم غير مسلمين، بل وربما غير مؤمنين من الأصل؟
* لا لا .. عفوا .. أنت تخلط بين قضيتين مختلفتين .. أولا: نحن في العالم العربي نعاني من ازدواجية خطيرة في التعليم، فنحن نخرج علماء لغويين وشرعيين على أعلى مستوى، لكن لا يعرفون شيئا عن معطيات العلوم الحديثة، ونخرج علماء مدنيين على أعلى مستوى لكنهم لا يعرفون دينهم، هذا الفصل هو الذي أدى الى هذا الكم الكبير من المثقفين غير المتدينين .. في نفس الوقت نرى في الغرب أن الصراع الذي قام بين الكنيسة ورجال العلم واضطهاد العلماء وقتلهم وسجنهم وتعذيبهم .. جعل العالم ينطلق بعيدا عن العقيدة وجعل الناس هناك ترفض التعامل إلا مع المادي الملموس المدرك؛ فعزل الغربيين عن الدين وعزل المتعلمين عندنا عن الدين وعزل أهل الدين عن العلم .. هذا هو سبب الأزمة التي نمر بها، وما كان للعلم أن يعادي الدين أبدا.
** ومن قال ذلك؟ أنا لم أقل معاداة العلم للدين؟ بل قلت إنهما مجالان منفصلان؛ أي من طبيعتين مختلفتين؟
* لا .. لا .. أبدا .. هذا الخلط راجع لازدواجية التعليم.
** ليكن .. هل لي أن أتعامل مع النص الديني كما أتعامل مع معطى علمي؛ أي من خلال المشاهدة والتجربة والبرهان؟
* إذا كان النص آية كونية أتعامل معه بالتجربة والمشاهدة والبرهان، وهناك مثال في الحديث النبوي الصحيح: "كل بني آدم يبلى عظمة إلا عجب الذنب" هذا الحديث وضعه كل علماء الحديث في غريب الحديث وشككوا فيه، ثم نفاجأ بأن عالما ألمانيا "هانز سبيمان" حاز جائزة نوبل 1935م حقق هذا الحديث تجريبيا علميا دون أن يعلم به؛ إذ لاحظ أن هذه العظمة يخلق منها في الجنين كل أعضاء الجسم وأنها لا تبلى أبدا، فأعطوه جائزة نوبل، وكذلك ما جاء في قوله تعالي:) فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ (في سورة النحل حيث يثبت العلم صحة هذا القول .. أليس هذا دعما للآية الكريمة؟!.
** إذا صحت هذه الحالة ألا يكون الإيمان هنا إيمانًا بالآية وما قاله الله تعالى وليس إيمانا بالعلم؟
* طبعا .. طبعا .. لكن يوجد من هو غير مؤمن بهذا ولا يؤمن بالقرآن أصلا، وأنت مطالب بتبليغه ودعوته إلى الإسلام "بلغوا عني ولو آية" .. ووسيلتي في الدعوة أن أحلل له العسل وأثبت له صحة الآية، وبالفعل فقد حللوا وأثبتوا صحة هذه الآية.
(يُتْبَعُ)
(/)
** فهل ترى أننا إذا جمعنا العلماء في المجالات العلمية المختلفة وشرحنا لهم الآيات الكونية فسيكون هذا سببا في إسلامهم؟!
* طبعا .. طبعا فأنا أشبه المعرفة الإنسانية بشكل هرمي قاعدته العلوم البحثية التطبيقية .. لا احتقارا لها ولا استهانة بشأنها، ولكنها هي وسيلة الإنسان لإعمار الأرض، وفوقه تأتي رسالة العلوم بمعنى استنتاج الحكمة من الشواهد المادية في الكون، فلا أستطيع أن أكتفي بالقول إن هذا الكون الشاسع دقيق البناء محكم الحركة، بل يلزم أن أشير إلى أن هذا الكون لم يوجد نفسه، بل لا بد من موجد عظيم .. وهذا الموجد العظيم لا بد أن يكون مغايرا لخلقه لا يحده المكان ولا يحده الزمان ولا تصنعه المادة ولا تشكله الطاقة، وفوق هذه العلوم الإنسانية كلها؛ لأن الإنسان مخلوق مكرم والمتعلق بالمكرم مكرم، وفي قمة الهرم وحي السماء وهو بيان من الله للإنسان في القضايا التي لا يستطيع الإنسان أن يصل فيها إلى الطريق الصحيح .. وكل مثقف عليه أن يتخصص في شريحة من الشرائح، لكن لا يجوز له أن يعزل نفسه عن بقيتها .. ومأساة العالم هذا العزل.
الحقائق العلمية والقرآنية وحكم رفضها
** ماذا لو رفضت – كمسلم- هذه الحقائق العلمية ولم أومن بها؟
* عزلت نفسك عن زمانك ودفنت رأسك في الرمل.
** هل لهذا حكم شرعي؟ هل يمكن أن أكفر مثلا؟!
* لا .. ولكن صرت جاهلا!
** لكن ماذا لو جئت فضيلتك وطابقت إحدى هذه الحقائق العلمية بحقيقة قرآنية لما تراه من "إعجاز علمي"، ثم جئت أنا ورفضت هذا الكلام؟!
* إذا كان تفسيرًا علميًّا فلا مشكلة لأن التفسير يتعدد ويتغير.
** لا .. أنا أتحدث عن الإعجاز العلمي وليس التفسير؟
* الإعجاز العلمي لا ينقض!
** على سبيل المثال إذا أنا رفضت نظرية الانفجار العظيم لتفسير نشأة الكون التي ترى أن القرآن سبقها ويؤيدها، ألا يضعني هذا في مأزق ديني؟ وما الحكم هنا؟
* .. وهل هذه النظرية الوحيدة القائمة في تفسير الكون؟!! .. هناك مئات النظريات في تفسير الكون، ولكنني اخترت هذه النظرية لأن لها رباطًا بالقرآن الكريم (!!).
** ألا يعني ذلك إلغاء وتجاهل النظريات العلمية الأخرى بمبررات دينية؟
* طبعا .. طبعا .. بناء على وضوح نص الآية.
** إذن فقد حدث التطابق وصرت أنا ملزما به ما دامت الآية واضحة وتؤيد هذه النظرية .. كيف لي أن أعارضها؟!
* أنت لست ملزما بشيء .. لكن بالرجوع إلى الآية) أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ (. نجد أن تفسير الآية في كتب التفسير جاء بدائيًّا وسطحيًّا، ولا يقدم أي شيء من الحقيقة، والتفسير الأقرب لها الآن هو نظرية الانفجار العظيم .. والنظرية هنا تبقى نظرية، وإذا وصل العلم إلى حقيقة فهذا تفسير .. وأنا لم أقل إن هذا قطعي ويعد إعجازا علميا .. ولكن النظرية قائمة على شواهد صحيحة وهذه الشواهد تكلم القرآن عنها .. والتوسع في السماء حقيقة .. فحين نزل قول الله تعالى:) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (، لم يفهمها البدو والعرب أيام الرسول على أن الكون يتسع، بل فهم أن الكون شاسع على الإنسان، لكن موسع اسم فاعل وموسعون صيغة مصدرية توحي بالاستمرارية وهو ما يؤكده العلم الحديث!.
** لكن هذا التفسير الأخير تفسير لغوى! فهم قواعد اللغة يؤكد اتساع الكون أو يقبل القول به.
* وهو تفسير علمي أيضا! فلماذا لم تقل في الماضي؟ ولماذا لم يقل أحد من المفسرين القدامى إن الكون يتسع؟.
** ربما غاب عن المفسرين ولم يكن الله قد فتح عليهم!
* لا لا ... لقد قلنا هذا الكلام حين اكتشفنا أن اتساع السماء حقيقة كونية .. ولم يقل أحد من المفسرين به من قبل.
بين ثبات النص المقدس ومتغيرات العلم
** أليست مفارقة أن موجة الإعجاز العلمي في القرآن تلت موجة مشابهة لها شهدها الغرب قبل عقدين من الزمان، كانت تسعى إلى إثبات صحة النصوص المقدسة من خلال العلم؟
(يُتْبَعُ)
(/)
* لا توجد مقارنة بين نزاهة القرآن وبين هزاءة ورداءة ما يسمى بالكتاب المقدس، فهو مثل الكشكول جمعه اليهود للنصارى وجمعوا فيه فترة زمنية تمتد أكثر من 3000 سنة .. لكن من الذي جمعه؟ ومن الذي كتبه؟ .. غير معروف .. فهو كتاب مليء بالأخطاء العلمية والأخطاء الدينية والأخطاء اللغوية .. فلا يقارن أبدا بالقرآن الكريم .. وهم أنفسهم لا يعتبرون أن هذا نص سماوي، بل نصوص بشرية تعبر عن رسالات نبوية سابقة.
** من قال هذا؟ هو نص مقدس عندهم مثلما القرآن مقدس بالنسبة لي، بصرف النظر عن إيماننا بصحة اعتقادهم من عدمه!
* لا لا .. هم لا يعترفون أنه نص سماوي مقدس .. مجلة النيوزويك نشرت منذ 6 أشهر مقالا يقول: إن الكتاب المقدس ليس نصا سماويا فهو كتاب كتب بأقلام متعددة في أماكن متفرقة في أزمنة متباعدة .. لا تنظر لنصارى مصر فقط، فغالبية علمائهم (المسيحيين) لا يعترفون بأنه نص سماوي .. وكل الوحي السماوي الذي نزل قبل القرآن الكريم نزل على ألواح مكتوبة من السماء .. فأين هذه الألواح؟ بل نزل بلغة غير المكتوب بها الآن.
ثم لا تحاسبني بأخطاء الغربيين .. نحن لا نقلد الغرب في شيء؛ فعملية الإعجاز العلمي بدأت في القرن الثاني إلى الآن .. منذ الفخر الرازي والغزالي الذين تكلما عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، لكن لعدم رعاية الموضوع فهو يظهر بشكل موجة؛ يظهر لفترة ثم يختفي .. فمثلا طنطاوي الجوهري ظهر في العشرينيات من القرن العشرين ومات في أوائل الخمسينيات وقد هوجم من الأزهر وقبرت تجربته وكانت تجربة رائدة بالغ فيها أحيانا لكن بشجاعته استطاع أن يوظف الإعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم.
** أخشى أن الاستشهاد بتجربة طنطاوي جوهري وما فيها من أخطاء بل وكوارث، لن يكون لصالحك!
* ما قاله طنطاوي جوهري كان تفسيرا وليس إعجازا .. وهو قال ذلك كثيرا، فقد حاول أن يفسر الآيات الكونية بالعلم، ولم يكن العلم قد وصل إلى ما وصل إليه الآن فأصاب وأخطأ، وهذا وارد، لكن الذين اكتفوا في التفسير باللغة جاءت كتبهم مليئة بالأخطاء.
** هناك من يتحدث الآن عن الإعجاز العلمي في الطب النبوي أو الطب الإسلامي .. وهذه إشكالية كبرى أن العالم يتحدث عن خلافات وأخطاء في الطب نفسه ونحن نتحدث –مستندين- على الطب عن الإعجاز العلمي في الطب النبوي .. كيف يستقيم هذا؟
* الأمة تمر بفترة تخلف والمتخلف يتخلف في كل مناحي الحياة، الأمة متخلفة علميا وتقنيا وتعليميا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا فماذا ننتظر منها؟ ما تنفقه أمريكا على العلم في سنة يوازي جميع العالم الإسلامي مضروب في مائة، نحن لا ننفق على العلم، فإذا جئت أنا في ظل هذا التخلف واستطعت أن أعز الإسلام بأن أبرز أن له السبق في تحقيق نظرية مثل انفجار الكون حتى لو وصل إليها (س) أو (ص) من الغربيين أو الشرقيين فهذا لا يضر الإسلام، بل العكس .. هذا يعز الإسلام ويدعو هؤلاء الناس لاحترام القرآن والاطلاع عليه.
** يا سيدي الطب والدواء محل خلاف حتى بين من صنعوه .. فكيف لي أن أتحدث عن إعجاز علمي بناء عليه؟!
* أنا لا أتكلم عن الأدوية .. لكن خذ -على سبيل المثال- وصف مراحل الجنين في القرآن الكريم، وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو من الأشياء التي هزت مئات الغربيين من الأعماق، فقد وقف رجل مثل كيث مور، وهو كندي أكبر عالم أجنة معاصر وله كتاب اسمه "تطور البشرية" يدرس في أغلب كليات الطب في العالم وترجم لأكثر من 25 لغة؛ وقف هذا العالم في مؤتمر عالمي في موسكو ليقول: إن توصيف القرآن لمراحل الجنين تصل إلى الدقة والكمال بما لم يصل إليه العلم الحديث .. فماذا نريد أكثر من ذلك؟! .. القرآن يقول: نطفة وعلقة .. ثم يأتي العلم ليؤكد ذلك .. فتوصيف كلمة علقة وهي تشبه الدودة وتعيش على امتصاص الدم من الأم بسبب التصاقها بجدار رحم الأم ولا أجد لها توصيفا أفضل من ذلك، ثم مضغة كأنها قطعة لحم، مضغة في الفم، فمن عرف هذا الكلام للرسول الكريم؟ قارن هذا بتعريف المفسرين القدامى لكلمة علقة على أنها قطعة من الدم وتعريف مضغة على أنها قطعة لحم في حجم ما يمضغ .. ستراه تعريفا لن يعطيها حقها. خاصة إذا عرضناه على ما يصفه المنظار الإلكتروني الذي عرفها بأنها -المضغة- كقطعة اللبان الممضوغة!.
(يُتْبَعُ)
(/)
** وهل تعتقد أن هذا الوصف العلمي نهائي ووصل لدرجة الحقيقة المطلقة؟
* طبعا .. طبعا .. لقد صورت إلكترونيا!.
** فماذا لو جاء عالم بتطور علمي جديد ليقول بعد سنوات مثلا إن هناك شكلاً مغايرًا للجنين؟
* كيف؟ لا يمكن .. هذا تم تصويره إلكترونيا داخل رحم الأم .. والصورة لن تتغير!.
** هل نحن أشد إيمانا بالعلم من أهله؟!! يا سيدي كل فلاسفة العلم يقرون بأن كل شيء في العلم قابل للتطور والتغير؟
* لأن الفلسفة شيء مختلف تماما عن العلم ... هذا كلام فلاسفة وليس علماء.
** أنا أتحدث عن فلاسفة العلوم!.
* ومن فلاسفة العلم؟ هم فلاسفة في الأصل وعندهم بعض العلم، لا يوجد عالم يقول هذا الكلام، العالم التجريبي يؤمن بأن تجاربه إذا وصلت للحقيقة أو وصلت لمرحلة القانون فهي غير قابلة للرفض أو التراجع، أما الذين درسوا دراسات أدبية لا يدركون هذا لأنهم بعيدون عن هذا المجال.
الإعجاز العلمي وخطايا التطبيق
** يكفي هذا في قضية المنهج ولننتقل للتطبيق .. وسنرى ساعتها قدرًا هائلاً من الدرامية والمبالغة فيما يقوله العاملون في مجال الإعجاز العلمي؛ فالصورة التي يرسمونها أن العالم التجريبي ما إن يسمع بأن ما يقوله موجود في القرآن حتى يسلم، ليس هذا فحسب بل تحدث حالة من الإسلام الجماعي التي يدخل فيها الجميع في دين الله بسبب الإعجاز العلمي .. وهذا المشهد به إشكالات كبيرة؛ فلم يكن العلم -أبدا- سببا ضروريا للهداية بحيث من يناله يهتدي، كما أن ظاهرة الإسلام الجماعي هذه غريبة جدا، وربما لا نجد لها نظيرا في التاريخ الإسلامي .. ما تعليقك؟
* أنا أفرق تفريقا كبيرا بين العلم والهداية .. فقد يكون الإنسان أعلم أهل الأرض ولا يريد الله أن يهديه .. فالهداية يمن الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان الجاد الذي يبحث عن الحقيقة بصدق .. هذه هي الهداية. وبعض الناس تعرضوا لحقائق علمية في القرآن ولم تؤثر فيهم إطلاقا، والبعض الآخر تأثر لأن الغرب ليس كله شياطين، لأنه يوجد بينهم أناس لديهم حس إنساني كبير يبحثون عن الحقيقة بشمعة في وضح النهار، ومثل هؤلاء يحتاجون لأن تضع أيديهم على الحقيقة؛ فالذين أسلموا بالإعجاز عشرات من الناس والذين لم يسلموا مئات أو آلاف، فأنت عليك البلاغ وليس النتيجة، والقول بأن أغلب العلماء كفار هذا سببه أنهم لم يصلهم الدين وأننا لم نوصل هذا الدين.
** لكن يمكن أن أقرأ القرآن على شخص وأبصره بكل ما تقوله من إعجاز علمي فيه ولا يسلم .. أعتقد أنه لا علاقة بين الهداية والعلم التجريبي؟
* العلم هو إحدى الوسائل .. أنا أعرف سيدة أسلمت بسماع الأذان في مسجد مجاور، ولكن هناك مئات سمعوا الأذان ولم يسلموا .. إذن القضية هداية من الله.
** إذن هناك انفصال بين الاثنين: العلم والهداية؟
* لا يوجد انفصال؛ فالعلم إحدى وسائل توصيل الهداية إلى عقول الناس، وهناك من يهتدي ومن لا يهتدي، وأنت مطالب بالتبليغ، إحدى وسائل التبليغ الجيدة الآن هي العلم .. فمثلا العالم مورس بوكاي صاحب كتاب "التوراة والإنجيل والقرآن والعلم" كان يعالج بعض المومياوات وكشف عن مومياء فرعون موسى فقال: إنه مات غريقا فقالوا له: إن القرآن أثبت ذلك، فقال أنا وجدت جوفه مليئا بملح البحر، وبحسه العلمي ركز بوكاي على الآيات الكونية وأخرج هذا الكتاب.
وفي مقدمة كتابه أقر بأن الإنجيل كتاب سماوي، ولكنه تعرض للتحريف، أما القرآن الكريم فهو مليء بالحقائق، وبعد سنتين أسلم. فالعلم وسيلة لتبليغ الإسلام للناس بلغة العصر وأيسر وأبسط وسيلة للدعوة إلى الله، ولكن ليس هو الوسيلة الوحيدة؛ فلماذا أرفض العلم كمدخل وهو أثبت جدواه ونجاحه في كثير من المؤتمرات، ومؤتمر دبي الأخير الذي عقد في مارس 2004 كان من أفشل المؤتمرات، ولكن وقفت امرأة في نهاية الجلسات لتعلن إسلامها!.
** أنا عرفت تفاصيل هذا المؤتمر وكان هناك بعض الزميلات حضرنه، وأكدن لي من خلال معرفة ولقاء بهذه السيدة أنها كانت قد أسلمت قبله بأسبوعين، ولكن إدارة المؤتمر أجلت إعلان إسلامها للجلسات الختامية، إضافة إلى أن العلماء الذين حضروه أكدوا -وخاصة الأجانب منهم- أن معظم أبحاثه كانت مليئة بالمغالطات والأخطاء العلمية.
(يُتْبَعُ)
(/)
* لا لا .. لم تسلم قبلها .. نعم المؤتمر كان فاشلا لأنه لم يتم الإعداد الجيد له ولم تتم مراجعة هذه الأبحاث وكانت الترجمة مليئة بالأخطاء، ولكن هذا المؤتمر كان محفزا لهذه السيدة على إعلان إسلامها ... هي كانت تسمع عن الإسلام من قبل ولكن جاء المؤتمر فهزها.
** قرأت لك حوارا في مجلة (نصف الدنيا) القاهرية أجراه الزميل عبد الرحمن سعد، وقد ذكرت فيه أنه بسبب دروس الإعجاز العلمي التي قدمتموها أثناء حرب الخليج الثانية (سنة 1991) أسلم 10 آلاف جندي أمريكي؟
* نعم .. بل أسلم 20 ألفا من جنود وضباط؛ من جنود إلي ضباط ولواءات ومن رجال ونساء ومن بيض وسود، أثناء الحرب .. ولكن على فترات.
** لكن ظاهرة الإسلام الجماعي لم تظهر بهذا الشكل في التاريخ الإسلامي .. في حين ينسب لك أكثر من مرة ظاهرة وحوادث الإسلام الجماعي؟
* لم يسلموا كلهم في جلسة واحدة ولكن على مراحل ودفعات ...
** هل تم الإسلام بشكل فردي أم جماعي؟ أنا سمعتك تتحدث عن إسلام جماعي حدث أيضا في محاضرة بروسيا في الثمانينيات .. أسلم فيها عشرات من كبار العلماء!
* لم يسلموا كلهم مرة واحدة .. في مؤتمر موسكو أسلم عالم وأربعة مترجمين، لكن المكتب الروسي لهيئة الإعجاز قال: إن التليفزيون الروسي أعاد بث المحاضرة على الناس عدة مرات؛ وهو ما أدى الى إسلام 150 روسيًّا على فترات.
** وكيف ترى مستقبل الإعجاز العلمي؟ هل قلتم فيه الكلمة الأخيرة أم بقي ما يقال؟
* لا ... لا .. الإعجاز العلمي في القرآن لن ينتهي بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرآن لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد".
--------------------------------------------------------------------------------
أنهيت حواري مع الدكتور زغلول النجار وقد زادت تساؤلاتي واعتراضاتي حول الإعجاز منهجا وتطبيقا، وأري أن الاستشهادات التي وردت بحاجة للمراجعة فحين عدت إلى حيثيات حصول هانز سبيمان علي الجائزة وجدت أنه حصل على الجائزة "لدوره في اكتشاف التأثير المنظِّم في تطور الأجنة" ولم يرد بها مطلقا أي حديث عن عظمة الذنب التي ذكرت في الحوار.
وما زلت لاأستسيغ ظاهرة الإسلام الجماعي هذه فكتب السيرة تقدر عدد من أسلموا علي يد الرسول صلي الله عليه وسلم - صاحب الدعوة - مباشرة ببضع وسبعين صحابيا ولم تسجل حادثة إسلام جماعي علي يديه! كما أن الأرقام التي ذكرت تحتاج لمراجعة إذ قدر عدد الجنود الأمريكان المشاركين في حرب الخليج بنحو 50 - 60 ألف جندي، وقدرت إحصائية أجراها الإمام عبد الرشيد المرشد الديني للمسلمين في الجيش الأمريكي عددهم عشية غزو أفغانستان – أي بعد عشر سنوات من حرب الخليج – بنحو 13 ألف مسلم فقط!
وبالنسبة لي ربما كانت المرة الأولي التي أسمع فيها أن روسيا "الشيوعية" كانت تذيع محاضرات الإعجاز العلمي في التلفزيون الرسمي!!
وأخيرا .. هذه بداية نسأل الله أن تفتح الباب لنقاش أوسع حول هذه الظاهرة بما يفيد الإسلام والمسلمين.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:50 م]ـ
لقد كان المحاور محقا حين قرر فى النهاية "أنهيت حواري مع الدكتور زغلول النجار وقد زادت تساؤلاتي واعتراضاتي حول الإعجاز منهجا وتطبيقا، " والضيف فى بعض النقاط استخدم من الأساليب ما أنكره على السابقين مثل قوله فى الكلام عن الذرة " ليس هناك أصغر " ولم يعلم أن فى القرآن أصغر " ولا أصغر من ذلك ولا أكبر"وفى العلم أيضا حتى وعلمنا الميونات والبوزيترونات و ..... والكواركات بأنواعها وقد يصل الأمر الى اعتبار أن الفوتون الذى هو جسيم الضوء هو أصغر وحدة " كان الله ولا شيئ معه فقال ليكن نور "فالنور هو أول كائن. فكما قال المضيف للضيف وهو محق ** أنت الآن تحكم وتصادر على العلم بمعايير هذه اللحظة رغم أنه يمكن أن يتغير ويتبدل بعد زمن طال أو قصر؟
وفى المقابل فان المحاور يريد أن يحكم ويصادر على الضيف وعلى العلم بمعايير اللحظة أو اللحظات السالفة.!!!!(/)
استشارة مهمة
ـ[طالب الحق]ــــــــ[10 Aug 2007, 07:25 م]ـ
السلام عليكم ...
أحد الإخوة الفضلاء ..
طلب مني استشارتكم في دورة علمية سيلقيها بعنوان:
وقفات مع آيات
والمادة جاهزة بحمد الله
لكن يستشير في نوعية الطرح هل يكون موضوعيا ..
ام الافضل اختيار مقطع من آية وبناء موضوع كامل عنها
ماهو الطرح المؤثر برئيكم .. ؟؟
علما انها ستلقى في أحد الجوامع ..
نتقبل جميع الاراء والملحوظات
لاعدمتكم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[10 Aug 2007, 07:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فيما يبدو لي أنه لو جعل وقفاته في نقاط وتوسع في بيانها وشرحها بما يناسب مستوى الحضور العلمي، ولا بد أنه قد جعل هذه الوقفات مختلفة: تربوية، وعلمية، وتفسيرية، وقواعد علمية وهكذا، ولو قال في كل محاضرة: سنقف عشر وقفات مع هاتين الآيتين مثلاً، لكان هذا أدعى لنشاط السامع بحيث يشعر المتابع بالانتقال من فائدة إلى أخرى دون ملل، وهكذا.
وقد جربت يوماً وقفات مع قصة يوسف عليه الصلاة والسلام في أحد الجوامع هنا في الرياض، فجعلتها بهذه الصورة، فاستحسن الحضور ذلك، وطلبوا مواصلة ذلك الطرح في بقية المحاضرات، وباب الاستنباط في مثل هذه الوقفات واسع ومفيد. والله أعلم.
ولعل الإخوة الفضلاء في الملتقى يثرون هذا الباب، ويجيبون على سؤالك واستشارة صاحبك وفقكما الله.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:06 م]ـ
جزاك الله خيرا فضيلة الشيخ د. عبد الرحمن الطريقة التي شرحتها جيدة ولعلي أضيف إلى ذلك بأنه يمكن للأخ طالب الحق
أيضا يستفيد من طريقة شرح الشيخ عبد الكريم بكار لأن له عدد من الآيات قام بشرحها بعنوان إشراقات قرآنية وذلك في موقع صيد الفوائدوهذا الرابط.موقع صيد الفوائد ( http://saaid.net/Doat/bakkar/a.htm)(/)
سؤال للتأمل
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[10 Aug 2007, 11:39 م]ـ
وأطرح هنا سؤالا للتأمل في كتاب الله عز وجل وهو من متشابه النظم وهو قوله تعالى "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم "الصف 8
وقوله تعالى "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم"التوبة32
ما سر اختلاف النظم في الآيتين "يريدون أن " "ويريدون ل"
هذا ما أتركه للتأمل لأعضاء المنتدى الفضلاء.(/)
هل أجد إجابة؟ حول أثر أسباب النزول في التفسير
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[11 Aug 2007, 03:08 ص]ـ
هل من دراسة حول أثر أسباب النزول في التفسير غير دراسة الأخ / عصام الحميدان.
أرجوا الإفادة، وشكرأ.
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:21 ص]ـ
هناك رسالة بالعنوان نفسه للدكتور سهل جمعة، وهو من أعضاء قسم القرآن وعلومه بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض.
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[17 Aug 2007, 05:55 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالملك .....
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[28 Aug 2007, 06:15 م]ـ
للرفع
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[23 Sep 2007, 02:56 م]ـ
كما تفضل أخي الدكتور مساعد بأن الدكتور الشيخ بن جمعة سهل كتب رسالته في الدكتوراه بعنوان (أسباب النزول أسانيدها وأثرها في تفسير القرآن الكريم)، وقدمت لقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى عام 1402 - 1403هـ. وقد اجتهدت في الحصول عليها لكم. ويمكنك تنزيلها من الرابط المرسل لكم على بريدك الخاص هنا وفقكم الله ونفعنا وإياكم بالعلم.
في 11/ 9/1428هـ
ـ[ابن الجزري]ــــــــ[23 Sep 2007, 03:36 م]ـ
لو عممت الرابط د. عبد الرحمن ليعم النفع إن لم يكن هناك مانع
وجزيت خيرا
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Sep 2007, 01:22 ص]ـ
أبشر رعاك الله، وجامعة أم القرى تتيح الرسالة على موقعها.
يمكن تنزيل الرسالة من هنا ( http://www.ahlaltafsir.com/images/nzooool.zip) .(/)
بحوث مجلة الحكمة المتعلقة بعلوم القرآن 1 - 35
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[11 Aug 2007, 11:03 ص]ـ
أيه الأخوة الأكارم .. السلام عليكم ورحمة الله ...
يسعدني أن أقدم لإخواني .. في هذا الملتقى الفذ .. عناوين البحوث المتعلقة ..
بعلوم القرآن ... والتي طبعت في مجلة الحكمة .. من العدد (1) إلى العدد (35) ...
وكما هو معلوم قوة مجلة الحكمة .. العلمية .. وفي العدد الأخير فهرسة كاملة للبحوث أخذت منها ما يخصنا:
1ـ دلائل الألوان في آيات القرآن ... د. أحمد عطية السعودي .. ع20.
2ـ أفراد كلمات القرآن ... أحمد فارس ... ع22.
3ـ مختصر تفسير المعوذتين لابن القيم .. لمحمد بن عبد الوهاب .. تحقيق إياد القيسي .. ع14.
4ـ رأي شيخ الإسلام في التفاسير المطبوعة .. بشير القيسي ... ع 7.
5ـ مع الكلمة القرآنية .. توفيق حمارشة .. ع 29.
6ـ اللغة العربية لسان الوحي ... توفيق حمارشة .. ع 31.
7ـ مصادر التفسير ... د. توفيق أبو أروى .. ع 26.
8ـ القراءات القرآنية عند ابن جني .. د. جايد مخلف .. ع 9.
9ـ مقدمة في المنهج التعريفي عند المقرئين ... د. جايد مخلف .. ع 10.
10ـ الوقف وأهميته في تغيير الحكم الشرعي .. د. جايد مخلف .. ع 11.
11ـ الإشاعة والتعامل معها في ضوء القرآن ... د. الحسن الموكلي .. ع 31.
12ـ معاني الجهل في القرآن .. د. راشد العدواني .. ع 33.
13ـ صور وأنماط من الإعجاز العلمي .. سليمان الجبوري .. ع 19.
14ـ آية الحقوق العشرة .. سليمان اللاحم .. ع 26.
15ـ الدليل العاصم عن التخليط في قراءة الإمام عاصم .. للهروي .. تحقيق شايع السمري .. ع 30.
16ـ قالون .. للهروي .. تحقيق شايع الأسمري .. ع 33.
17ـ الأحرف السبعة .. صفوت الشوادفي .. ع 7.
18ـ التفسير الموضوعي بين الفكرة والتطبيق .. د. عبد الغفار يوسف .. ع 9.
19ـ حياة العلامة محمود الألوسي .. عبد الله آل غازي .. ع 5.
20 ـ الشيخ نعمان خير الألوسي .. عبد الله آل غازي .. ع 11.
21 ـ من مصادر التفسير: السيرة النبوية .. د. عصام الحميدان .. ع 27.
22ـ ما ضعفه الفراء من قراءات القراء .. د. علي أبا الخيل .. ع 18.
23 ـ كتاب الرد على من خالف مصحف عثمان .. لابن الأنباري .. د. تحقيق غانم الحمد .. ع 9.
24ـ مناهج العلماء في دراسة إعجاز القرآن .. د. غانم الحمد 18.
25ـ أصل القراءات القرآنية بين حقائق التاريخ ودعاوى المبطلين .. د. غانم الحمد .. ع 20.
26ـ الدر المرصوف في وصف مخارج الحروف .. للموصلي. تحقيق د. غانم الحمد .. ع 25.
27ـ الإعجاز العددي في القرآن حقيقة أم توهم .. د. غانم الحمد .. ع28.
28ـ كتاب في تجويد القراءة ومخارج الحروف .. لابن وثيق الأندلسي .. تحيق د. غانم .. ع 35.
29ـ معاني التقديم والتأخير في كتاب الله .. قاسم الكبيسي .. ع4.
30ـ انفراد القراء السبعة ويعقوب .. لابن غلبون .. تحقيق د. محمد المشهداني .. ع27.
31ـ ماذا في قصة موسى .. مصطفى السيد .. ع 2.
وآخر مشاريعهم:
تحقيق كتاب " درج الدرر في تفسير الآي والسور .. لعبد القادر الجرجاني .. وهو تحت الطبع ..
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح ...
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[11 Aug 2007, 12:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[القندهاري]ــــــــ[11 Aug 2007, 12:23 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[14 Aug 2007, 10:23 م]ـ
بارك الله فيكم يا شيخُ عقيل على هذا الترتيب لهذه البحوث المنشورة، وهل يا ترى للمجلة موقع على الانترنت به نسخ الكترونية من البحوث؟
ـ[تاج الروح]ــــــــ[14 Aug 2007, 11:10 م]ـ
مخْتَصَرُ تَفْسِيْرُ المُعَوِذَتَيْنِ(/)
سؤال عن ترجمة ابن زيد
ـ[أبو عمر الكردي]ــــــــ[11 Aug 2007, 05:32 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على أشرف الأبنياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
في تفسير القرطبي رحمه الله تعالى، في تفسير قوله تعالى (قال اخرج منها مذءوما مدحورا) الأعراف: 18
يقول: ((ومذءوماً أي: مذوماً، والذأم: العيب بتخفيف الميم، قال ابن زيد: مذؤوما ومذوماً سواء ..... )
فمن هو ابن زيد هذا الذي ذكره القرطبي رحمه الله؟
أرجو من لديه معلومة حول هذا الموضوع أن يفيدنا، وله منا الدعاء إن شاء الله ..
غفر الله لي وللجميع ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[11 Aug 2007, 05:45 م]ـ
إذا أطلق (ابن زيد) في كتب التفسير فالمقصود به عبدالرحمن بن زيد بن أسلم العدوي رحمه الله المتوفى سنة 182هـ. وهو مفسر من أتباع التابعين، روى عن أبيه المفسر زيد بن أسلم. وقد روى عن عبدالرحمن عدد من المفسرين مثل عبدالرزاق بن همام الصنعاني صاحب التفسير، وعبدالله بن وهب رحمه الله المتوفى سنة 197هـ. وقد أورد له الطبري 1800 رواية في التفسير ولا سيما اللغوي منه كما ذكر فؤاد سزكين، واسمه يتردد كثيراً في كتب التفسير الأولى كالطبري وعبدالرزاق والثعلبي وغيرهم.
انظر ترجمته في: معجم المفسرين لعادل نويهض 1/ 265، تهذيب التهذيب لابن حجر 6/ 177، طبقات المفسرين للداوودي 1/ 265.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[11 Aug 2007, 05:51 م]ـ
أظن أنه حماد بن زيد من أئمة السلف، ومن أتقن الحفاظ وأعدلهم، وأعدمهم غلطاً، على سعة ما روى -رحمه الله تعالى - مولده في سنة ثمان وتسعين.
وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة وفاقاً في شهر رمضان.
وفيه يقول ابن المبارك رحمه الله تعالى:
أيها الطالب علماً
إيت حماد بن زيد
تقتبس حلماً وعلماً
ثم قيده بقيد
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عمر الكردي]ــــــــ[11 Aug 2007, 06:05 م]ـ
الحمد لله
جزاكم الله خيراً ونفع بكم أجمعين
وللدكتور عبدالرحمن الدعاء بالتوفيق والسداد في الدارين
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[12 Aug 2007, 03:20 ص]ـ
إذا ورد ابن زيد في الكتب التي تنقل تفسير السلف فهو عبد الرحمن بن زيد بن أسلم بلا ريب في ذلك، وتفسيره من أنفس تفاسير المتقدمين من جهتين: العناية بالقرآن والعناية باللغة بشكل يظهر للقارئ في تفسيره رحمه الله تعالى، والمقصود أن الأمر كما ذهب إليه أخي عبد الرحمن اللشهري، أما حماد بن زيد فلا يُذكر له رأي في التفسير، وإن كان، فهو نادر جدًا، وهو مشهور في رواة الأخبار، والله أعلم.
ـ[أبو عمر الكردي]ــــــــ[12 Aug 2007, 09:09 ص]ـ
الحمد لله
جزاكم الله خيراَ شيخنا الفاضل ونفع الله بكم وبعلكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[12 Aug 2007, 09:54 ص]ـ
القول ما قال الشيخان الشهري والطيار في خصوص هذه المسالة وفقهما الله تعالى وسائر المسلمين(/)
سؤال حول عدم ذكر الجنة والنار في سورة يوسف
ـ[عبد العلي]ــــــــ[11 Aug 2007, 09:36 م]ـ
السلام عليكم
قيل ان جميع السور المئين ذكر فيها الجنة والنار الا سورة يوسف
فما النكتة في عدم ذكر الجنة والنار في هذه السورة
وجزاكم الله خيرا
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:02 ص]ـ
أخي الكريم
إن الجنة لم تذكر باسمها لكنها ذكرت بالمعنى والألفاظ إنما يراد بها الوصول للمعاني, ومن معاني الجنة في سورة يوسف قول الله تعالى {ولدار الآخرة خير للذين اتقواأفلا تعقلون}
والله تعالى أعلم
ـ[النجدية]ــــــــ[19 Aug 2007, 10:36 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ...
بارك الرحمن بكم أساتذتنا ...
أتساءل ... و أنتظر منكم التصويب -رعاكم المولى! -:
لو رجعنا للظرف الذي نزلت به سورة يوسف، عام الحزن ... كان النبي -عليه الصلاة و السلام - أشد ما تكون حاجته للمواساة، و تخفيف الآلام عنه؛ فهل يصح أن نقول: بأن عدم ذكر النار في هذه السورة؛ كان ليتناسب مع حال النبي عليه الصلاة و السلام، و ظروفه؟
و دمتم في حفظ الله!!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[19 Aug 2007, 01:12 م]ـ
لا أظن ذلك أختاه, والله أعلم وأحسب أن بالإمكان القول في ذكر النار بما قيل في ذكر الجنة , فلم ترد الإشارة لها بلفظها بل وردت بالمعنى والألفاظ إنما يراد بها الوصول للمعاني, والله تعالى قال (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون) فالتخويف بإتيان الساعة بغتةً إنما هو لما سيعقب قيامها من قفل أبواب التوبة وانقضاء زمن الإمهال الذي سينتج عنه المصير إلى جهنم للمسلم المفرط -إن لم تتداركه عناية الله - والخلود فيها للكافر الجاحد.
قال ابن عاشور-رحمه الله -عند هذه الآية: (فكأنهم في إعراضهم عن توقع حصول غضب الله بهم آمنون أن تأتيهم غاشية من عذابه في الدنيا, أو تأتيهم الساعة بغتة فتحول بينهم وبين التوبة ويصيرون إلى العذاب الخالد)
وكذلك قوله تعالى (ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) , فهو بمعنى العذاب , قال الثعالبي رحمه الله: (البأس:العذاب)
ويعم ذلك انتقام الله من المشركين والفجرة في الدنيا بما شاء من جنوده, وتعذيبهم بالنار يوم القيامة, قال القرطبي عليه رحمة الله عند هذه الآية:
( .. {ولا يرد بأسنا} أي عذابنا {عن القوم المجرمين} أي الكافرين المشركين).
ـ[عبد الحكيم عبد الرازق]ــــــــ[20 Aug 2007, 11:14 م]ـ
السلام عليكم
لقد خطرت لي خاطرة في عدم ذكر الجنة والنار، نظرت في سبب نزول السورة فوجدت سببها:
(قوله تعالى (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ) الآية. أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار، عن عمرو بن قيس الملائي، عن عمرو بن مرة، عن مصعب بن سعد، عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ)
قال: أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو قصصت، فأنزل الله تعالى (الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ) إلى قوله (نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ) الآية، فتلاه عليهم زماناً، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى (اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً) قال: كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن. رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري، عن محمد بن عبد السلام، عن إسحاق بن إبراهيم.
وقال عون بن عبد الله: مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا، فأنزل الله تعالى (اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ) الآية، قال: ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن، يعنون القصص، فأنزل الله تعالى (نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ) فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث، وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.))
فلعلهم طلبوا الترويح عن أنفسهم بسماع القصص فأراد الله أن يحكي لهم قصة يعتبرون به دون أن يكون فيه وعيد أو تخويف حتي تكون قصة ذات طابع خاص من الترويح عن النفس مع العبرة.
فالنفوس دائما تميل إلي القصة التي ليس فيها تخويف أو وعيد.
وما ذكره د/ محمود الشنقيطي من ذكرهما بالمعني، يدل علي ما قدمنا. ثم هذا الوعيد موجه للكافرين صراحة. والسلام عليكم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2007, 05:20 م]ـ
السلام عليكم
قيل ان جميع السور المئين ذكر فيها الجنة والنار الا سورة يوسف
فما النكتة في عدم ذكر الجنة والنار في هذه السورة
وجزاكم الله خيرا
ليس هدفي من هذا الرد محاولة الإجابة على هذا التساؤل ..
هدفي هو السؤال التالي
لماذا يحتج البعض - إلى درجة التنكر والرفض - عند طرح التساؤل عن السر في ان يكون عدد آيات أطول سور القرآن 286 آية، يليها في العدد سورة الشعراء 227 آية .. (لاحظ المساحة الفاصلة بين العددين) وأقصر سور القرآن 3 آيات وليس أربع ..
والسؤال نفسه يمكن طرحه لباقي سور القرآن ..
بينما نجد هنا من يحاول التخمين في الإجابة على هذا التساؤل، دون أدنى احتجاج؟
هل يفيد المسلمين كثيرا ان يعرفوا لماذا خلت سورة يوسف من ذكر الجنة صراحة؟ ولا يفيدهم أن يعرفوا السر في الحد الأعلى لعدد الآيات في سور القرآن والحد الأدنى؟
إذا كان مهما أن نعرف لماذا خلت سورة يوسف من ذكر الجنة والنار صراحة، فالأولى أن نعرف لماذا خلت سورة القلم وهي إحدى سور الفواتح من ذكر لفظ الجلالة " الله " بينما ذكر في باقي سور الفواتح الثماني والعشرين .. ؟
ومن باب اولى ان نعرف لماذا رتبت سورة القلم في النصف الثاني من القرآن في حين رتبت السور الباقية كلها في النصف الأول؟ ..
ومن باب اولى أن نعرف لماذا رتبت السور القصيرة في آخر المصحف وليس في أوله .....
ومن باب أولى أن نعرف شيئا عن الحكمة من ترتيب القرآن على غير ترتيب نزوله؟
وأسئلة أخرى كثيرة ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Aug 2007, 08:59 م]ـ
يا أستاذ عبد الله بارك الله لك وفيك ونفعنا بشريف علمكم
اتفق الأصوليون - فيما أعلم- على أن شرط صحة القياس أن يكون الأصل والفرع نظيرين , وليس ما خُمنَ الجوابُ عنه هنا بصريح معاني ألفاظ السورة وتفسير المفسرين لها نظيراً فيما يبدو لي لمسألة العدد , إذ خلوُّ السورة من ذكر لفظي الجنة والنار محل اتفاق , والإشارة إليهما في السورة ذاتها بألفاظٍ أخر محل اتفاق كذلك, أما مسألة العدد فالخلاف فيها مستقر ثابت جرى عليه العمل عند أهل هذا الفن , فلذلك صعب علي فهم وجه قياسك ما نحن بصدده على مسألة العدد والترتيب, فهلاَّ وضحتم لنا أكثر بارك الله فيكم ...
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:21 م]ـ
الأخ الفاضل محمود الشنقيطي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصدت في كلامي إلا خيرا، فأحسن الظن بي ..
لا اعتراض لي على ما ما تفضلت به من تعليل لخلو سورة يوسف من ذكر الجنة او النار صراحة، ولا أراك إلا قد احسنت القول، بارك الله بك ..
اما ذكري لسورة القلم كمثال، فلسببين:
1 - أنها السورة الوحيدة من بين سور الفواتح التي تخلو من ذكر لفظ الجلالة " الله ". وهذه الملاحظة شبيهة بالملاحظة في سورة يوسف، وليست محل اختلاف ..
2 - أنها السورة الوحيدة التي جاء ترتيبها في النصف الثاني من القرآن، وهذه الملاحظة أيضا ليست محل اختلاف ..
هاتان الملاحظتان - في رأيي - هما دعوة القرآن للتدبر في: خلو سورة القلم من ذكر لفظ الجلالة، والسر في ترتيبها المميز وفصلها عن اخواتها سور الفواتح ...
كما أن خلو سورة يوسف يختزن الدعوة ذاتها ..
اعتراضي بصورة عامة على البعض الذين يقصرون التدبر على ناحية ما في القرآن دون غيرها ..
فإذا كان البحث في سر خلو سورة يوسف من ذكر الجنة والنار صراحة مقبولا، فالبحث في سر عدم ذكر لفظ الجلالة في سورة القلم يفترض أن يكون مقبولا أ يضا ... -
فلماذا الاعتراض على البحث في سر ترتيب سورة القلم وفصلها عن أخواتها؟ ألأن آلية البحث هي العدد؟ وكيف يمكن أن نفهم أسرار الترتيب والأعداد بدون أن نستخدم لغة الأرقام؟
مع فائق التقدير والاحترام
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Aug 2007, 11:15 م]ـ
شيخنا الكريم, ما أظن بك وبأمثالك من الأفاضل إلا كل خير ..
أحسن الله إليكم ونفع بعلمكم وشكر الله لكم ما تقومون به من جهود, ولكن اقترح ان لا يقتصر البحث على سورة القلم وحدها بل يتعداها لجميع سور القرآن التي خلت من ذكر لفظ الجلالة صراحةً كالكوثر والقدر والطارق وعبس ... الخ لعل الباحث في ذلك ان يهتدي إلى جامع بين مجموع تلك السور غير البحث في أنها الوحيدة من الفواتح التي جاءت كذلك
وإن كانت تلك السور يرد فيها ذكره تعالى بألفاظ أخرى تؤدي المعنى ذاته كقول الله تعالى في القلم (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) وقوله (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين) وقوله (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون) وقوله (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين) وقوله (عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون) وقوله (إن للمتقين عند ربهم جنات النعيم) وقوله (فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون)
وسؤالي لكم حفظكم الله وبارك فيكم:
ما الداعي للبحث عن خلوها من اسم الله, مادام ذكره تعالى ورد بغير هذا الاسم كاسم الرب المتكرر والضمائر العائدة عليه سبحانه وتعالى .. ؟؟
مع فائق التقدير والاحترام لفضيلتكم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[21 Aug 2007, 11:18 م]ـ
وما ذكره د/ محمود الشنقيطي من ذكرهما بالمعني، يدل علي ما قدمنا. ثم هذا الوعيد موجه للكافرين صراحة. والسلام عليكم
لست دكتوراً اخي الفاضل , واللهَ أسأل ان يعينني على مراضيه ومحابه ويوفقني وإياك في الدارين
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[22 Aug 2007, 01:11 ص]ـ
شيخنا الكريم, ما أظن بك وبأمثالك من الأفاضل إلا كل خير ..
(يُتْبَعُ)
(/)
أحسن الله إليكم ونفع بعلمكم وشكر الله لكم ما تقومون به من جهود, ولكن اقترح ان لا يقتصر البحث على سورة القلم وحدها بل يتعداها لجميع سور القرآن التي خلت من ذكر لفظ الجلالة صراحةً كالكوثر والقدر والطارق وعبس ... الخ لعل الباحث في ذلك ان يهتدي إلى جامع بين مجموع تلك السور غير البحث في أنها الوحيدة من الفواتح التي جاءت كذلك
مع فائق التقدير والاحترام لفضيلتكم
المسألة أخي الفاضل لها علاقة بالترتيب القرآني، فلفظ الجلالة " الله " ذكر 2699 مرة وفق نظام محدد .. وقد وزع هذا العدد من المرات في 85 سورة، بينما خلت منه 29 ..
بعيدا عن التفاصيل، سأذكر لك الفقرة التالية:
عدد سور القرآن 114 سورة، 29 سورة المفتتحة بالحروف + 85 الباقية ..
العدد 85 هو عبارة عن 5 × 17 (لاحظ أن عدد أوقات الصلاة هو 5 وعدد الركعات المفروضة في كل يوم وليلة هو 17]
إذا اتخذنا من العدد 17 محورا لقياس اعداد الايات في سور القرآن، نلاحظ ان:
عدد السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 هو 29، وعدد السور التي عدد الآيات في كل منها 17 فأكثر: 85 ..
باعتبار ورود لفظ الجلالة " الله " فسور القرآن:
29 سورة لم يرد في أي منها لفظ الجلالة ..
85 سورة ورد في كل منها مرة أو أكثر ..
[لاحظ النظام نفسه يتكرر ثلاث مرات مع اختلاف السور] ..
إذا تدبرنا ترتيب مجموعات السور المؤلفة كل منها من 29 سورة في المصحف نلاحظ أن:
1 - رتبت السور المفتتحة بالحروف:
28 سورة في النصف الأول.
1 سورة واحدة في النصف الثاني. [هذه الملاحظة ليست محل اختلاف]
2 - رتبت السور التي عدد الآيات في كل منها أقل من 17 آية:
28 سورة في النصف الثاني.
1 سورة واحدة في النصف الأول. (الفاتحة)
3 - مجموعة السور التي خلت من ذكر لفظ الجلالة " الله ":
28 سورة خلت اوائلها من الحروف المقطعة.
1 سورة واحدة مفتتحة بالحروف ... [وهذه ليست محل اختلاف]
[لاحظ التوزيع: 1/ 28 .. ]
ولاحظ أن لدينا ملاحظتين ليستا محل اختلاف، يحتج البعض بالاختلاف في أعداد آيات بعض سور القرآن ويتوقف عند الملاحظة الثالثة. ألا ترى أن الملاحظتين اللتين لا اختلاف حولهما تؤكدان الملاحظة الثالثة وتقومان دليلا على صحتها؟
ولك مني كل التقدير وفائق الاحترام.(/)
مناهج كتب إعراب القرآن
ـ[الأزهري]ــــــــ[12 Aug 2007, 01:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا أنعمنا النظر في هذه الكتب التي عُنيت بإعراب القرآن الكريم خاصة سنجد أنه قد تباينت مناهج العلماء فيها، فمنهم من لم يمحِّض كتابه للإعراب فقط، بل خلطه بإيضاح المعاني وشرحها، كمعاني القرآن للأخفش ومعاني القرآن للفراء، ومنهم من اقتصر على إعراب الغريب والمُشْكِل الغامض فقط، كغريب إعراب القرآن للأنباري ومشكل إعراب القرآن لمكي القيسي، ومنهم من قصد إعرابه كاملاً مفردات وجملاً كالعكبري في (التبيان)، ومنهم من عَرَضَ أشكال الإعراب، وجعل لكل شكل باباً، وأدرج في كل باب ما يناسبه من الآيات الكريمة، مبينًا ما لها من أحكام نحوية، وتقديرات إعرابية، كإعراب القرآن المنسوب خطأً للزجاج، ومنهم من جمع بين أوجه القراءات والإعراب.
فمن يتحفنا بدراسات حول مناهج هذه الكتب؟
ولكم منا جزيل الشكر.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[12 Aug 2007, 01:42 م]ـ
هناك رسالة علمية مطبوعة لعلك تجدها في مكتبة الرشد أو التدمرية بعنوان (إعراب القرآن) تطرق فيها الباحث إلى الكتب المؤلفة في إعراب القرآن ومناهجها لكني لاأتذكر مؤلفها وشكرا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:07 م]ـ
علم إعراب القرآن تأصيل وبيان ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=33435#post33435)
ـ[الأزهري]ــــــــ[12 Aug 2007, 02:14 م]ـ
شكرًا لكما أخويَّ على هذه الإفادة، وأعلمكم أني من مصر ولا أستطيع الحصول على هذه الكتب.
ولكن إن وجدت دراسات على الشبكة فأرجو أن تدلوني عليها، إما بصيغة الوورد أو PDF .
ولكم مني خالص الشكر(/)
"سأل بـ" و"سأل عن" في القرآن الكريم
ـ[الريح عبد القادر عثمان]ــــــــ[12 Aug 2007, 10:55 م]ـ
الباء في قوله تعالي: "سأل سائلٌ بعذاب واقع"
وقوله تعالى: "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ"
الأخوة العلماء والأساتذة الأجلاء،
سلام الله عليكم،
وبعد، النص التالي جاء في إطار بحث لغوي. ولما كان موضوعه آيتين كريمتين من آي الذكر الحكيم، ولما لم أكن مفسّراً أو مشتغلاً بالتفسير، بل كنت أتناول الآيتين الكريمتين بالشرح اللغوي والبياني في معرض الحديث عن إحلال حروف الجر بعضها محل بعضها، من واقع كوني باحثاً لغوياً، فإنني أسمح لنفسي باقتباسه هنا، راجياً كريم تفضلكم بإبداء كل ما يمكن إبداؤه من النصائح والآراء من وجهة النظر التفسيرية.
وشكر الله جهدكم، وجزاكم عني خير الجزاء دنيا وأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
"سأل عن" و "سأل بـ"
ورد الفعل "سأل" ومشتقاته، أكثر ما ورد، متلوّاً بحرف الجر "عن"، قال تعالى:
- "ثم لتسألنّ يومئذ عن النعيم"
- "عمّ يتساءلون؟ عن النبأ العظيم"
لكن هذا الفعل قد ورد، على نحو استثنائي، متلواً بالباء في قوله تعالى:
- "سأل سائل بعذابٍ واقع"
- "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ .. "
فما الفرق ما بين "سأل عن" و"سأل بـ"، ولأي غرض تصرّف التنزيل الحكيم في حرفي الجر على هذا النحو؟
تفيد "عن" التجاوز والبعد والمفارقة؛ فلو قلنا "سأل سائل عن عذاب واقع" ربما يدل ذلك على أن العذاب بعيد عن هذا الشخص الذي يسأل، ولعله لا يسأل عنه سؤال إنكار، بل سؤال الجاهل به، الذي يريد أن يعرف ما جهل بصورة موضوعية. لكن العلم الرباني يحيط بالأشياء، ويعلم بأن هذا العذاب الذي يسأل عنه ذلك الشخص إنما هو عذاب قريب منه، بل ملتصق به، ولا فكاك له منه، وإن هذا الشخص إنما يسأل، سؤال إنكار، عن شيء هو في الحقيقة آيل إليه لا محالة. فلهذا السبب لم يستخدم التنزيل حرف الجر "عن"، لأنه يفيد التجاوز والبعد والمفارقة، وهذا عكس مراد التنزيل الحكيم، بل استخدم حرف جر آخر يفيد القرب والالتصاق، ألا وهو الباء. ويتضح التفارق بين معاني الباء/"عن" من خلال الأمثلة التالية:
- هو بالبيت > دلالة على الحلول والوجود بالمكان
- ماذا به؟ > السؤال عن الحال المحيطة بالشخص
- ماذا عنه؟ > الشخص المسؤول عنه موضوعٌ بمعزل، من أجل النظر في أمره أو التعرف عليه
- إلىّ به > جئني به، قربه مني، ألصقه بي
- عليك به > خذه إليك، قربه منك ... ألخ
- إليك عني > أبعد عنى
وفي المثال القرآني الثاني، نجد قوله تعالى " اللهَ الذي تساءلون به" ينطلق من نفس التفارق الدلالي ما بين الباء و"عن". تطلب الآية من الناس جميعاً أن يتقوا الله الذي يسأل كل شخص نفسه عنه. فلعل الآية الكريمة تعيد طرح أن التساؤل عن الله بوصفه أمر فطري لدى عموم الناس، فالناس يتساءلون فيما بينهم عن الله، أو يسأل الواحد منهم نفسه عنه، أو يتفكر في السموات والأرض بحثاً عن الله. لكن هل الله، بعيد عن هؤلاء المتسائلين؟ قد يكون بعيداً من وجهة النظر الخاطئة والضالة لبعضٍ منهم، لكن من واقع حق الله السميع العليم، الذي يعلم غيب السموات والأرض، والمحيط علماً بالناس وبالأشياء، فإنه تعالي قريب منهم جميعاً، خبير بتساؤلاتهم: "ونحن أقرب إليه من حبل الوريد". فلعل هذا السبب بالضبط اختارت بلاغة التنزيل الحكيم الباء في هذا السياق ولم تختر "عن".
أما قول عنترة:
هلا سألت الخيل يا ابنة مالكٍ ... إن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمي؟
فلعله هو الذي مهّد لهذا التداخل في الاستخدام ما بين "عن" والباء، وإحلال الثانية محل الأولى لأغراض تتعلق بالبيان. فسياق البيت يتحمل وجهين:
1 - سألتِ بما لم تعلمي 2 - جهلتِ بما لم تعلمي
الأمر الأقرب إلى الظن أن يتعلق الفعل "جهل" بالباء، لأن الشيء المجهول به إنما هو أمر كان ينبغي أن يكون قريباً وملتصقاً بالشخص، أي أن يكون الشخص عالماً به. ولعل الباء تعبر عن الاقتراب المفترض ما بين الجاهل بالشيء والشيء المجهول به؛ أما الفعل سأل" فهو أحق بـ "عن" لأن السائل إنما يسأل عن شيء بعد عنه، وتجاوز إدراك، فـ "عن" تعبّر عن هذا البعد الحاصل ما بين السائل والسؤال.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومع أن تعلق الباء بـ "جاهلة" في هذا البيت من قصيدة عنترة قد يكون هو الأقرب للمنطق، ولا يمكن الزعم بإن الباء إنما تتعلق، بالضرورة، بـ "سأل"، إلا أن هذا البيت قد يكون مما هيأ الناس لتقبل إحلال الباء محل "عن" لأغراض بلاغية، كما رأينا، لم تجد تجسيداً لها في اللغة العربية أفضل مما رأيناه في الآيتين أعلاه.
أما أن تكون الأية الأخرى "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامَ" تشير إلى كون العرب في الجاهلية كان يسأل بعضهم بعضاً بالله، فهو قول لبعض المفسرين. ونظن ظناً – مستعيذين به تعالى من كل ظن آثم - أنه قول يشوبه بعض الضعيف؛ والسبب أن الآية الكريمة إنما تخاطب الناس، كل الناس، ولا تخاطب عرب الجاهلية وحدهم. فبما أن الخطاب موجه للناس أجمعين، بمختلف لغاتهم وعاداتهم، أفلا يكون من الأنسب أن يكون التساؤل المقصود هو ذلك التساؤل الوجودي الذي يشترك فيه الناس جميعاً: التساؤل عن وجود الله؟ وقد قال بذلك بعض المفسرين [إحالة ومراجع]، وإن كانوا قد فهموا الباء على أساس أنها حلت محل "عن". فلعل الآية تقول للناس بجميع أعراقهم ولغاتهم: إنكم، في عموم أمركم، لا يفتأ الواحد منكم يسأل نفسه ويسأل غيره عن وجود الله، فها قد جاءكم هديٌ ونور من ربكم، فآمنوا بالله واتقوه. ألا يبدو هذا الفهم أنسب لحقيقة أن الرسالة المحمدية رسالة عالمية لم تتوجه، فحسب، إلى عرب الجاهلية؟
لكن هناك من يقول من اللغويون والمفسرين إن التساؤل المقصود هو سؤال العرب - في زمن البعثة الشريفة، وماقبله، أي في العصر الجاهلي - بعضهم بعضاً بالله في نحو قولهم "أسألك بالله ألا فعلتَ لي كذا". لكن نحن نعلم جيداً أن العرب في جاهليتهم، وإن أقسموا بالله، فإنهم كانوا مشركين به، مخالفين لأوامره ونواهيه! فكيف يكون ذلك "الإيمان بالله المقرون بالشرك به" هو وحده مقصد الآية الكريمة؟ إلا يمكن أن يكون قصده تبارك وتعالى - وهو الأعلم بما يقصد ونعوذ به من التطاول على مقاصده العلية بغير علم- ذلك الشعور الذي يولد به عموم الناس ويجعلهم يبحثون عن الله، على نحو ما بحث خليل الله إبراهيم عليه السلام.
هذا، واستغفر الله العظيم لي وللمسلمين، وصدق الله في كتابه في ما قصده وهو الأعلم بقصده،
فنوّرونا أنار الله طريقكم
ولكم خالص التحية والتقدير
أخوكم/ الرّيَّح عبد القادر عثمان(/)
قريبا ... درسان للدكتور مساعد الطيار في الرياض
ـ[ابو حنيفة]ــــــــ[12 Aug 2007, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ضمن الدروس المنهجيه لطالب العلوم الشرعية بجامع عبد الله بن الزبير بحي الخليج بشرق الرياض:
1/ شرح كتاب مقدمة التفسير للعلامه عبد الرحمن القاسم رحمه الله
لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار
من يوم السبت 19/ 8 إلى الثلاثاء 22/ 8 ((بعد المغرب))
************************************************** *************
وفي الدورة العلمية في جامع الراجحي بحي الجزيرة
شرح كتاب الاتقان للسيوطي
لفضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار
من يوم السبت 19/ 8 إلى الثلاثاء 22/ 8 ((بعد العشاء))
نسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح
ـ[عبدالله الرومي]ــــــــ[13 Aug 2007, 01:10 ص]ـ
يحتاج كثير من طلاب العلم لمزيد من التعليقات على كتاب: الإتقان، ولعل د. مساعد، يتحف الجميع بالجديد من الإضافات.
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[13 Aug 2007, 02:20 ص]ـ
بارك الله في جهود الشيخ مساعد الطيار ونفع به الإسلام والمسلمين ...
ـ[فضيلة]ــــــــ[13 Aug 2007, 05:41 ص]ـ
لدي بعض الأسئلة حول هذين الدرسين حفظكم الله .... 1ـهل ستبث عن طريق أحد المواقع؟
2ـهل هناك منهجية جديدة للشيخ في شرحه هذا لحاشية المقدمة أويعتزم على إضافات مؤثرة على شرحه الذي في الأسواق؟
3ـتعليقات الشيخ في هذه الدورة في أي جزئية من الإتقان وهل ماسبق له من تعليقات موجود في المكتبات؟ أرجو من الشيخ أو ممن عرف منه إفادتي شكر الله لكم.
ـ[ابو معاذ يوسف الحربي]ــــــــ[13 Aug 2007, 08:15 ص]ـ
سبق و أن شرح الشيخ حفظه الله حاشية مقدمة التفسير للعلامة محمد بن قاسم و الشرح خرج الشرح في اشرطة من تسجيلات الراية. بالرياض فمن أراد ان يستعد للدورة فليسمع هذه الأشرطة و أظنها إما ثمانية أشرطة أو اثني عشر شريطا.
و أما عن الدورة العلمية الثانية. فإن الشيخ سيشرح إن شاء الله متن علوم القران من كتاب النقاية للسيوطي و ليس الاتقان. و هذا حسب الإعلان الذي اُعلن في جامع الراجحي بالرياض. و الإعلان مطبوع و وُزع.
و هذه هي التي تُسمى أصول التفسير للسيوطي و خرجت مستقلة في كتاب المتون العلمية.
أيضا كتاب النقاية للسيوطي يحتوى على أربعة عشر علما منها ما يتعلق بعلوم القران و هو الذي سيشرحه الشيخ مساعد الطيار حفظه الله-
و هذا المتن اي أصو ل التفسير للسيوطي من شروحه:
شرح للسيوطي نفسه (اتمام الدراية) شرح كتابه النقاية.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله في اربعة أشرطه.
شرح الشيخ خالد السبت حفظه الله في ستة أشرطة و موجود على موقع البث الاسلامي.
أيضا نُظم هذا المتن و اسم المنظومة (منظومة الزمزمي) و شُرحت هذه المنظومه و من شروحها:
فيض الخبير للسيد المالكي.
شرح الشيخ عبدالكريم الخضير في سبعة أشرطه و قد فُرغت و نُشرت هنا في الملتقى.
شرح الشيخ الحازمي في موقعه على الشيكة.
و فق الله الجميع للعلم النافع و العمل الصالح. و حفظ الشيخ مساعد الطيار و جزاه خيرا على ما يقدم لطلاب العلم.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Aug 2007, 05:38 م]ـ
بارك الله في هذا العمل، والرجاء توفير مادة هذه المحاضرات الصوتية على الإنترنت حتى تكتمل الفائدة.
ـ[النورس]ــــــــ[12 Dec 2007, 04:58 م]ـ
للإفادة عن جديد دروس ومناشط الشيخ حفظه الله(/)
سؤال عن ... أولم ... أفلم ... في القرآن
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Aug 2007, 04:44 ص]ـ
الحمد لله
شيوخنا الافاضل
كثيرا ما ترد صيغة أفلم و أولم في القرآن ... مثل أفلم يسيروا .... أولم ينظروا ...
فما هي النكتة في هذا التركيب من اداة الاستفهام ثم العطف ثم النفي
قرأت قديما قولا للزمخشري بتقدير فعل محذوف يعطف عليه الفعل بعد خرف العطف ... مثل ... أولم ينظروا ...
فسره ب ... أعموا ولم ينظروا ..... وهكذا في بقية التراكيب .... الا ان بعض العلماء جعله متكلفا ... فهل من قول يروي الغليل.
بارك الله فيكم
ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[14 Aug 2007, 10:08 ص]ـ
المسالة قد ذكرها ابن هشام في مغني اللبيب وذكر الشراح كلاما لاباس به به هناك وقد ذكرها ابن هشام عند حرف العطف الواو على ما اذكر الانااا
العطف الواو على ما اذكره الان وقد استخدم ابو السعود هذا الاسلوب كثيرا في تفسيره تبعا للكشاف ويمكن مراجعة ما كك
كتبه الشيخ زادة في حواشي التفسير وكذا الشيخ الشهاب في حواشيه على البيضاوي(/)
هل يمدح الكافر في القرآن
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[13 Aug 2007, 05:59 ص]ـ
الحمد لله
المرجو من الافاضل ممن عنده علم ان يفيدني و اخوتي في هذه المسالة
بوركتم
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 06:31 م]ـ
الذي يظهر والعلم عند الله تعالى:
أن المدح إن كنت تقصد به: الثناء بالقرآن على الجميل قصداً , فلا أظن ذلك يقع في القرآن لكون المدح لهم على ذلك الوجه مخالفا لمقصد إنزال القرآن , وإن كان القصد بالمدح مطلق ذكر الكفرة بجميلٍ لا على سبيل القصد, كما في قول الله تعالى (دعوا الله مخلصين له الدين) فلإخلاص محمدة يمدح بها لكن ذكرها هنا ووصف المشركين بها لم يكن مقصوداًللمدح بل هو طرف من جملة أريد بمجموع تركيبها ذمهم وإظهار قبائحهم في نقض العهد مع الله, والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم ..
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 11:28 م]ـ
الحمد لله
قصدي أخي الكريم المدح المتبادر الى الظاهر
فلا احسب قوله تعالى ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده اليك .... لا احسبه في كفرة اهل الكتاب .... بل في مومنيهم ... وامثالها ... هذا ما اسال عنه اخي الفاضل
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 11:35 م]ـ
الحمد لله
قصدي أخي الكرمي المدح المتبادر الى الظاهر
فلا احسب قوله تعالى ومن اهل الكتاب من ان تامنه بقنطار يوده اليك .... لا احسبه في كفرة اهل الكتاب .... بل في مومنيهم ... وامثالها ... هذا ما اسال عنه اخي الفاضل
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Aug 2007, 12:06 ص]ـ
ما دمتَ تريد المتبادر للذهن وهو المدح المعرَّف بالثناء قصداً على الجميل الاختياري كما في التعريفات, أو حسن الثناءفإن هذا النوع فيما أحسب والعلم عند الله تعالى لا يكون في القرآن وذلك لأن المدح على هذا الوجه الذي تسال أنت عنه في القرآن يقتضي التعظيم والرضى والمحبة - هذا إن كان المدح من الله لغيره, اما مدح المخلوق للمخلوق فهو يقتضي التعظيم دون المحبة لورود دخول المجاملة والطمع والملق والتزلف فيه, والذي يعنينا هو الأول ..
وما دام الأمر كذلك فإن الله أنزل القرآن لبيان طريق الحق وحمل الناس على سلوكه بالثناء على أهله, وبيان طرق الغواية وذم أهلها وحملهم على الابتعاد عن مقاربتها, وهذا يقتضي أن لايمدح سالكوا هذه السبل المفضية إلى سخط الله لما في ذلك من إغراء لسامع هذا المدح على مشابهتهم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وختاماً قال الله تعالى (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)
قال ابن كثير رحمة الله عليه وغيره من المفسرين: (أي يثني عليهم ويمدحهم) 1/ 280
وقال القرطبي (وقال الزجاج: لا يثنى عليهم خيرا ولا يسميهم أزكياء) 2/ 230
وقال البغوي (أي: لا يثني عليهم بالجميل) 1/ 57
أما آيات ذمهمفاكثر من أن تحصر وتعد, منها قول الله (أو لئك هم شر البرية)
وقول الله (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً)
وقول الله (أولئك كالأنعام بل هم أضل)
بل إن الله تعالى لا يثني على مرتكبي ما هو دون الكفر من الكبائر والموبقات مع ما في قلوبهم من إيمان, وإن قلَّ, كا في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل ثم قرأ هذه الآية إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا)
والله تعالى أعلمم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم(/)
دار مصحف إفريقيا
ـ[عيسى الدريبي]ــــــــ[13 Aug 2007, 01:17 م]ـ
الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن هدى وضياء، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وبعد:
فقد يسر الله لي زيارة دار مصحف إفريقيا، في السودان، هذه الدار هي مؤسسة خيرية عالمية، أسست عام 1415هـ والموافق لعام (1994م) إسهاما لخدمة كتاب الله، وطباعة المصحف الشريف وتوفيره لملايين المسلمين في أفريقيا، وتتخذ من الخرطوم_عاصمة السودان_مقراً لها.
يشرف على إدارة الدار مجلس أمناء والذي يتكون من (45) عضواً يمثلون منظمات عالمية وشخصيات من ذوي الكفاءة والمعرفة بتعليم القرآن ونشره، ويعاون المجلس مجلس إدارة بالإضافة إلى إدارة تنفيذية.
تم افتتاح الدار في 25 ربيع الثاني 1422هـ، والموافق 16 يوليو 2001م.
• (فكرة الدار):
انبعثت فكرة تأسيس الدار من إحساس عميق بمدى المعاناة التي يجدها المسلم في كثير من البلاد الإفريقية في الحصول على مصحف يتعلم منه أمور دينه، ويعبد الله بتلاوة آياته الكريمة، خاصة وأن أفريقيا مع ما تعانيه من فقر وحاجة يقرأ أهلها القرآن بأربع روايات، وإنه لمن أوجب الواجبات توفير المصاحف لهم بهذه الروايات التي يتلون بها القرآن الكريم، ولا يتم ذلك إلا بالطباعة.
• (أهداف الدار):
1 - طباعة المصحف الشريف بمختلف الروايات السائدة، وجعله في متناول المسلمين عامة ومسلمي أفريقيا خاصة.
2 - توفير التسجيلات الصوتية للقرآن الكريم بالروايات المتواترة.
3 - طباعة ترجمات معاني القرآن الكريم.
4 - تشجيع البحث العلمي المتعلق بعلوم القرآن الكريم.
• إفريقيا ودارها
يقول أ. د / أحمد علي الإمام _رئيس مجلس الأمناء_ (إن دار مصحف إفريقيا، بفضل الله قد بوأها موقعها بالسودان في قلب إفريقيا لتكون مركزا لإشعاع القرآن، في إفريقيا بأجمعها، تضيء بالمصحف الشريف شعابها، وتنشره بين شعوبها المحرومة من اقتناء المصاحف في مساجدها ودورها حتى إن المصاحف تبلغ حد الندرة في بعضها، فتخلو القرية كاملة من مصحف واحد ... ، وإفريقيا في اتساق مع فطرتها استجابت لدين الإسلام، واستقبلته، في تاريخ انتشاره، بحسن الاهتداء والإتباع، وقاومت شعوبها المسلمة الحملات الصهيونية والصليبية والتغريبية، وهي تستهدف سلخها من كتاب الله العظيم.
ولقد كانت الخلوة والكتاب والمحضرة في أطراف إفريقيا وأعماقها مثابات لحفظ القرآن الكريم ومنارات لفهم علومه، ولا تزال المصاحف المخطوطة، في مظانها الكريمة بربوع أفريقيا المسلمة تشهد برسوخ هذا الكتاب الكريم في وجدان شعوبها، وقد تعددت في إفريقيا روايات القرآن الكريم، وتجذرت بأسانيدها، واتسعت بحفاظها .... فالشعوب الإفريقية المسلمة تمجد القرآن، وتكرم أهل القرآن، وهي لا تعدل به كتاباً أو مرجعاً آخر.
إن الغزو التخريبي الصليبي يستهدف الإسلام، وكتابه القرآن في هذه القارة البكر التي توافق فطرتها السليمة هذا الدين ... دين الفطرة (فطرت الله التي فطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلك الدين القيم)، فإفريقيا بإذن الله على موعد مع العصر الذهبي للإسلام، وهو مستقبل مرجو ومنظور ومرتقب، حيث تكون هذه القارة إحدى قلاعه المنيعة رغم كل مكر يمكر بها وكيد يكاد لها.
والدعوة مفتوحة لسائر الأفراد والجماعات إلى إعانة هذه الدر التي تضطلع بهذه الرسالة الكريمة حيث يرعاها ويخطط لمستقبلها (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً)، لاستكمال رسالتها، حتى تغمر القرى والمدن في إفريقيا بنور القرآن، تحمله المصاحف الشريفة والصدور الحكيمة، ويظل المصحف هو الحصن الأول في درء الغزو الثقافي والاستلاب الاجتماعي).
• إشارات سريعة:
1 - طبع الإنجيل بأكثر من 650 لغة ولهجة أفريقية، ومعاني القرآن لم تترجم إلا بنحو سبع لغات أفريقية فقط.
2 - أفريقيا القارة الوحيدة التي تتلوا القرآن بأربع روايات هي: حفص عن عاصم، وقالون وورش عن نافع، والدوري عن أبي عمرو، كالتالي:
- قراءة أبي عمرو البصري برواية الدوري في السودان والصومال وإريتريا وتشاد وكينيا.
- قراءة نافع برواية قالون: في تونس وليبيا.
- قراءة نافع برواية ورش: في السودان، وشمال وغرب إفريقيا.
- قراءة عاصم برواية حفص: في معظم بلاد القارة الإفريقية.
3 - زرت الدار قبل أربع سنوات في بداية إنتاج الدار، ويسر الله لي زيارة ثانية قبل أ شهر وسعدت بإطلاعي على توسع الدار في الإنتاج وتنوعه وطموح مسئوليه وعلى رأسهم الدكتور/ حسن محمد علي محمود_المدير العام_ الذي رحب بدعم المختصين من أهل القرآن والتجويد والتفسير كل بما يستطيعه وقد وعدته بالكتابة التعريفية بالدار في ملتقانا ملتقى أهل التفسير.
• طرق دعم الدار:
1 - إقامة مؤسسات وقفية يعود ريعها لصالح الدار. (وقد بدأهذا المشروع في الخرطوم)
2 - تمويل طباعة المصاحف الوقفية.
3 - وقف معدات طباعة.
• عناوين الدار:
ص. ب (2870) الخرطوم، السودان.
هاتف: 183233371 (00249)، فاكس: 183233372 (00249)
البريد الالكتروني: mushafrkia@sudanmail.net
وأخيرا: أنا على استعداد تام لتوصيل من يريدون من الإخوة والمختصين زيارة الدار أو دعمها بالمدير العام للدار.
وآمل من الإخوة الأفاضل ممن يطلع على هذا التعريف نشره فيما يستطيع من مواقع ومنتديات الانترنت، كتب الله الأجر للجميع.
كتبه:
د/ عيسى بن ناصر الدريبي.
الرياض 30/ 7/ 1428هـ
عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين _ جامعة الملك سعود.
ورئيس اللجنة الفرعية بمدينة الرياض للهيئة العالمية لتحفيظ القران الكريم / font][/size]
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[13 Aug 2007, 06:52 م]ـ
من المفيد لمثل هذه المؤسسات أن تقيم علاقات شراكة مع المؤسسات الإسلامية الأخرى حتى يستفاد من خبرات الآخرين.
وأقترح (إن لم يوجد هذا الأمر) إقامة شراكة مع مجمع الملك فهد، ومع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وغيرها من المؤسسات التي لها خبرات مفيدة أو قدرات مالية.
فنحن في عصر لم يعد فيه مجال للعمل الفردي، أو لعمل مجموعة أفراد محدودي الإمكانات. بل من الضروري أن يتم التنسيق والتعاون والبحث عن جميع الأشكال المتاحة التي تحقق أكبر عدد ممكن من الأهداف في أقصر وقت ممكن.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2007, 02:30 م]ـ
بارك الله في جهودكم يا أبا عبدالمحسن وجزاكم خيراً على هذه العناية والتعريف. ولم أكن أعرف عن هذا المشروع شيئاً حتى عهد قريب، وقد أشترُ إلى هذا في مشاركة سابقة في الملتقى بعنوان مصحف إفريقيا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7424) .
وأرجو أن يستمر هذا المشروع الذي ينتفع به ملايين المسلمين في قارة أفريقيا.
ـ[محمود عبد اللطيف]ــــــــ[28 Oct 2010, 03:20 ص]ـ
أحسن الله إليكم ...
هل اطلع أحد الأفاضل على نماذج من مصاحف الدار, خاصة مصحف الدوري عن أبي عمرو؟
وجزاكم الله خيرًا.(/)
لا يمسه الا المطهرون
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[15 Aug 2007, 08:04 ص]ـ
الحمد لله وبعد
يقول ربنا تبارك و تعالى ... إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون تنزيل من رب
العالمين.
اختلف السلف رضوان الله عليهم في تفسير المطهرون على قولين - حسب علمي - فمنهم من قال
إنهم الملائكة .... و عليه فيكون الكتاب المكنون الذي لا يمسه الا المطهرون هو اللوح المحفوظ أو
الصحف المذكورة في سورة عبس في قوله تعالى ... كلا إنه تذكره .. فمن شاء ذكره ... في صحف
مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة. وهذه الآية شاهدة لهذا القول .... واستدل مالك
بها .. فعلى هذا فالآية خبر محض.
أما القول الثاني فالمطهرون هم المطهرون من الجنابة و الحدث ... وعليه فتكون الآية نهيا جاء في
صورة الخبر و هو بليغ .... ومن أساليب العرب في الامر و النهي ... ومثاله .... ولن يجعل الله
للكافرين على المومنين سبيلا .... ويشهد لحملها على الامر بالطهارة في صيغة الخبر قوله صلى الله
عليه و سلم ... والا يمس القرآن الا طاهر.
ومن المعلوم أنه اذا احتملت الآية تفسيرين او أكثر ... و لاتعارض ... حملت عليهما جميعا ....
وفي موضوعنا لا تعارض بين المعنيين البتة .... و لايكذب احدهما الثاني .. بل لكل منهما شاهد معصوم يشهد له .... وقد درج
الشيخ الشنقيطي في الاضواء على هذا المعنى في تفسير قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله في
الدنيا و الاخرة فليمدد بسبب الى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ...... فذكر
تفسيرين ... لكل منهما شاهد معصوم .... بل و فسر رحمه الله تعالى في سورة ص قوله تعالى جند ما
هنالك مهزوم من الاحزاب بقول لم يسبق اليه ودلت عليه الادلة ..... و اشار الى ان السلف
لم يفسروها بذلك بل فسروها بغروة بدر .... الا ان الاية تحتمل ما فسرها به ايضا .. ثم ذكر القاعدة في حمل الاية على
أكثر من معنى ....
ثم ينظر بعد ذلك للخروج من الخلاف في سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و في آثار اصحابه
كيف تعاملوا مع المصحف .. هل كانوا يرون. وجوب الطهارة .. حملا على عموم الاية و الحديث ام
يرون غير ذلك ...
أرجو من المشايخ الفضلاء التصحيح واثراء المسألة .. وخصوصا مسالة مس المصحف
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:19 ص]ـ
" لا يمسه إلا المطهرون ":
منذ سنوات قرأت نشرة في تفسير قوله تعالى " لا يمسه إلا المطهرون " لمحمد أبو شقرة، يرد فيها على القائلين بوجوب الطهارة عند مس المصحف، واصفا إياهم بالجهل. وملخص رأيه أنه لا مانع من مس المصحف أبدا , وأن القرآن الذي بين أيدينا ليس في كتاب مكنون، القرآن الذي تتحدث عنه الآيات والذي لا يمسه إلا المطهرون هو في اللوح المحفوظ، والمطهرون هم الملائكة، وليس بني البشر، وصفة الطهارة لديهم هي صفة كونية، بينما هي عند البشر صفة مكتسبة.
وفي تحليله للآية يقول: إن " لا " نافية وليست ناهية، والفعل المضارع بعدها مرفوع، وبالتالي فالآية تخبرنا أن القرآن في اللوح المحفوظ لا يمسه إلا الملائكة المطهرون (بينما نحن متطهرون) فلماذا نحملها معنى النهي؟ ونشق على المسلمين؟. بعبارة واضحة: الآية لا تنهانا ولا تشترط علينا وإنما تخبرنا ليس إلا ..
ويضيف أنه ليس في وسعنا أن نمنع وصول المصحف إلى غير المسلم، بل إن دور النشر في غير ديار الإسلام قد تتولى طباعة القرآن، ولا يمكن أن يتم ذلك بدون مس المصحف ..
والله اعلم.
ـ[المجلسي الشنقيطي]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:57 ص]ـ
الحمد لله
أخي الكريم ...
اما ان المصحف لا يمسه الا طاهر فقد جاء به الحديث
اما العبارة في الآية ... لمن استدل بها .... فالعرب تفهم مثل هذا ... وهو اتيان الامر او النهي على صورة الخبر
وهو ابلغ ... كقوله تعالى ولن يجعل الله للكافرين على المومنين سبيلا .... وكقوله تعالى
لا تجد قوما يومنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله .... وكقوله تعالى ان الذين آمنوا و هاجروا و جاهدوا
بأموالهم و انفسهم في سبيل الله و الذين آووا و نصروا أولئك بعضهم اولياء بعض ... وغيرها ... فكل هذه أوامر و نواهي
بصيغة الخبر ... و لا يرد القرآن تخلفها .... وهي كقولك لتنهى عن العقوق ... الصالح لا يعق والديه ...
والله اعلم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[16 Aug 2007, 04:12 ص]ـ
تحقيق وتحليل ورد على " أبو شقرة "
http://www.islamlight.net/almesnad/books/almesnad-21.doc
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 Aug 2007, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم
أعتقد ان لهذا الموضوع جوانب أخرى يجب التطرق اليها, وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1 - لقد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم كتبا الى الملوك وضمّن بعض هذه الكتب آيات كريمة ككتابه صلى الله عليه وسلم الى هرقل ملك الروم والتي تضمنت: {قل يا أهل الكتاب تعالوا .... } الاية
2 - ان هذا القرآن الكريم قد بعثه الله كتاب هداية للناس جميعا, المؤمن والكافر, وقد خاطب الله الكافر في القرآن الكريم بالكثير من الايات يحثه فيها على اعمال الفكر والتدبّر ... فهل يجب على الكافر ان يتطّهر قبل مس القرآن؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[18 Aug 2007, 12:36 ص]ـ
السلام عليكم
أظن أن المسألة تأخذ منحى فقهي فقد اتفق الأمة الأربعة على عدم جواز مس المصحف للجنب والمحدث واستدلوا بالآية ((
لا يمسه إلا المطهرون)) قال الإمام العلامة تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الدمشقي الشافعي في كتابه
كفاية الأخيار ما نصه " واما مس المصحف فلقوله تعالى ((لا يمسه إلا المطهرون)) والقرآن لا يصح مسه فعلم بالضرورة
أن المراد الكتاب وهو أقرب مذكور وعوده إلى اللوح المحفوظ ممنوع لأنه غير منزل ولا يمكن أن يراد بالمطهرين
الملائكة لأنه نفي وإثبات والسماء ليس فيها غير مطهر فعلم أنه أراد الآدميين وكتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا
إلى أهل اليمن فيه " لا يمس القران إلا طاهر " رواه ابن حبان في صحيحه وقال الحاكم إسناده على شرط الصحيح "أهـ
وتأمل التعليل
ـ[سيف الدين]ــــــــ[18 Aug 2007, 01:03 ص]ـ
الاخ سلطان البحور .. أكرمك الله عز وجل
رغم ما تفضلت به, فان الاسئلة لا تزال قائمة:
1 - هل يجوز للكافر ان يقرأ القرآن ليقف على خطاب الله عز وجل؟
2 - كيف نفهم تضمين الرسول صلى الله عليه وسلم لآيات في كتاب أرسله الى كافر؟
اني احترم جدا الاراء الفقهية أعلاه, الا انه يبدو ان للمسألة مستويات مختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار ... وليس اثارة هذه الاسئلة هو من باب الرد على الاراء الفقهية, وانما هي استشراف ابعاد اخرى للموضوع قد تكون هذه الاراء الفقهية احد جوانبها
وبوركت
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[18 Aug 2007, 02:16 م]ـ
الاخ سلطان البحور .. أكرمك الله عز وجل
رغم ما تفضلت به, فان الاسئلة لا تزال قائمة:
1 - هل يجوز للكافر ان يقرأ القرآن ليقف على خطاب الله عز وجل؟
2 - كيف نفهم تضمين الرسول صلى الله عليه وسلم لآيات في كتاب أرسله الى كافر؟
اني احترم جدا الاراء الفقهية أعلاه, الا انه يبدو ان للمسألة مستويات مختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار ... وليس اثارة هذه الاسئلة هو من باب الرد على الاراء الفقهية, وانما هي استشراف ابعاد اخرى للموضوع قد تكون هذه الاراء الفقهية احد جوانبها
وبوركت
ومن مستويات هذه المسألة التطور في كتابة القرآن ..
كتب القرْان في البداية على سعف النخل والعظام والحجارة ...........
وتطور إلى الورق .......
اليوم: يكتب المصحف على: CD وعلى حافظة flash memory وعلى شريط تسجيل، وغير ذلك من أدوات الكتابة المعاصرة ...
السؤال: هل نشترط الطهارة عند مس هذه الأشياء وتداولها بين الناس أيضا؟؟؟؟؟
ومن ناحية اخرى:
إن احترام القدماء شيء وتقديسهم شيء آخر وعلينا أن نفرق بين الاثنين .. إن أغلبنا غير قادر أن يغادر القرن التاسع الهجري ليعيش في زمنه هذا، فلا هو هناك ولا هو هنا ... إن علينا أن نأخذ بالماضي ولكن ليس على حساب الحاضر ..
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2007, 12:01 م]ـ
ومما يتعلق بهذا الموضوع مسألة ترجمة المصحف ..
هل تشترط الطهارة عند مس النسخة المترجمة؟ وإذا كانت الطهارة لا تشترط هنا، ألا يعني أنها مقصورة على النسخة المكتوبة بالعربية؟ وماذا سنقول لغيرنا؟ هل سنقول لهم إن لغتنا مقدسة ولغاتكم شيطانية؟
من أغرب ما سمعت في هذا الموضوع على شاشة إحدى الفضائيات قول أحدهم: لا يجوز للحائض أن تشير إلى الآية القرآنية الظاهرة على شاشة التلفاز، (فما بالكم بلمسها) وعليها أن تكتفي بالنظر بعينيها ...
لا أدري إن كان الشيخ هذا قد أفتى بوجوب أن يكون التلفاز طاهرا أم لا؟ وما قوله فيمن نسخ الآية وصمم البرنامج؟ وهل تتبع الكلمات وهي تنتقل عبر الأثير قبل أن تتحول إلى صورة مفهومة للمشاهد على شاشة التلفاز؟ ..
لماذا كل هذا التعقيد؟!
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[19 Aug 2007, 11:19 م]ـ
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «لا يمسّ القرآن إلا طاهر»
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[19 Aug 2007, 11:52 م]ـ
رغم ما تفضلت به, فان الاسئلة لا تزال قائمة:
1 - هل يجوز للكافر ان يقرأ القرآن ليقف عل ى خطاب الله عز وجل؟
2 - كيف نفهم تضمين الرسول صلى الله عليه وسلم لآيات في كتاب أرسله الى كافر؟
اني احترم جدا الاراء الفقهية أعلاه, الا انه يبدو ان للمسألة مستويات مختلفة يجب أخذها بعين الاعتبار ... وليس اثارة هذه الاسئلة هو من باب الرد على الاراء الفقهية, وانما هي استشراف ابعاد اخرى للموضوع قد تكون هذه الاراء الفقهية احد جوانبها
وبوركت
أخي الكريم وبوركت أنت أيضا
فأما الجواب على السؤال الأول قال الإمام النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن مانصه ((لا يمنع الكافر من من سماع القرآن لقوله تعالى "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله" ويمتنع من مس المصحف وهل يجوز تعليمه القرآن؟ قال أصحابنا: إن كان لا يرجى إسلامه لم يجز تعليمه وإن رجي إسلامه فوجهان أصحهما يجوز رجاء إسلامه والثاني لا يجوز كما لا يجوز بيع المصحف منه وإن رجي إسلامهم. وأما إذا رأيناه يتعلم فهل يمنع؟ فيه وجهان.)) أهـ
فعلى هذا لا يمنع الكافر من سماع القرآن وتعليمه رجاء إسلامه ووقوفه على خطاب الله لكن مع عدم المس.
ولا شك أخي أن الأمة أجمعت على صيانة القرآن واتفق الإمة الأربعة على عدم جواز مس المصحف للجنب والمحدث فضلا عن الكافر. لقوله تعالى " إنما المشركون نجس "
والكفار اليوم في عصرنا الحاضر أدعى إلى الوقوف على كلام الله تعالى وذلك لما يشاهدونه ويسمعونه بل ويقرؤنه من تراجم للتفسير إذا أراد الواحد منهم الحق.
وأما الجواب على السؤال الثاني: حفظك الله ورعاك وهو الكتاب الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بعض الآيات فقد أجاب العلماء
أولا: بأن هذا الكتاب لا يسمى مصحفا و لا يطلق عليه اسم المصحف فليس له حرمة المصحف وذلك مثل الكتب المشتمله على آيات مثل كتب الفقه والحديث وغيرها فإنه يجوز للمحدث مسها وكذلك الكافر طبعا مع وجود خلاف في ذلك.
فعلى هذا التعليل يزول الإشكال في ظني والله أعلم
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[20 Aug 2007, 12:29 ص]ـ
ومن مستويات هذه المسألة التطور في كتابة القرآن ..
كتب القرْان في البداية على سعف النخل والعظام والحجارة ...........
وتطور إلى الورق .......
اليوم: يكتب المصحف على: CD وعلى حافظة flash memory وعلى شريط تسجيل، وغير ذلك من أدوات الكتابة المعاصرة ...
السؤال: هل نشترط الطهارة عند مس هذه الأشياء وتداولها بين الناس أيضا؟؟؟؟؟
ومن ناحية اخرى:
إن احترام القدماء شيء وتقديسهم شيء آخر وعلينا أن نفرق بين الاثنين .. إن أغلبنا غير قادر أن يغادر القرن التاسع الهجري ليعيش في زمنه هذا، فلا هو هناك ولا هو هنا ... إن علينا أن نأخذ بالماضي ولكن ليس على حساب الحاضر ..
أخي عبد الله أظن أن الجواب قد مر في المناقشة مع الأخ الفضل سيف الدين وأن هذه الأشياء العصرية والتي كتب فيها المصحف لا تأخذ حكمه في الحرمة وبالتالي يجوز تداولها والقرءة منها لأنه لا يطلق عليها اسم المصحف ولكن يقال شريط ممغنط وليس مصحف و CD ولا يقال هذا مصحف.
ثم أخي نحن لا نقدس الأشخاص ولكن نحترم أهل العلم وآراءهم سواء كانوا في القرن التاسع أم من عهد الصحابة أم بعدهم ونحن عالة عليهم في كثير من الأمور ثم إن هذه المسائل هي من عهد الصحابة بل وفيها نصوص ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهل نترك النص ونأخذ بالواقع أو بالعواطف ثم من جاء بعد هؤلاء الأئمة في علمهم وسمتهم واجتهادهم؟ فلا ترى عالما اليوم إلا ويقول قال الأئمة الأربعه قال شيخ الإسلام قال النووي قال ابن حجر وو .. إلا ما استجد من أحداث فإنهم يخرجونها على قواعد هؤلاء الائمة رحمهم الله تعالى.
ثم لاأنكر أن في مثل هذه المسائل خلاف ولكن لا شك أن الأئمة الأربعه خاصة إذا اتفقوا على شيء فإنه يدل على قوة المسألة وأن الخلاف معهم ليس بالأمر السهل. فرحم الله أئمتنا وعلماءنا أحياء وأمواتا.
وبارك الله فيك
ـ[العبيد]ــــــــ[20 Aug 2007, 12:34 ص]ـ
بسم الله وصلى الله على سيدنا رسول الله
بوركتم جميعا وأتساءل قبل أن أدلي بدلوي على قصره هل في حديث رسول الله "لا يمس القرآن إلا طاهر" أو "لا يمس المصحف إلا طاهر"؟
ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوتي جوامع الكلم فلنبحث عن معنى المس وغاية المس وعن معنى القرآن أو المصحف الوارد في الحديث الشريف وفي الآية زيادة على معنى المطهرون في الآية فأي طهارة هذه؟ أهي الحسية أم المعنوية؟ على غرار قول القرآن المجيد {إنما المشركون نجس} والله أعلم
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[20 Aug 2007, 01:09 ص]ـ
فتوى رقم 43: وزارة الأوقاف السعودية
نص السؤال:
هل يجوز للجنب مس المصحف أم لا؟
الجواب: الذين يمنعون الجنب من مس المصحف يحتجون بقوله تعالى: {إِنَّهُ لَقُرْءانٌ كَرِيمٌ * فِى كِتَـ?بٍ مَّكْنُونٍ*لاَّ يَمَسُّهُ إِلاَّ ?لْمُطَهَّرُونَ} , ولا يتم هذا إلا أن يُرجعوا الضمير إلى القرآن، والظاهر أن مرجع الضمير هو الكتاب الذي هو اللوح المحفوظ لا القرآن، لأن هذا هو الأقرب، والمطهرون هم الملائكة، ولو افترضوا كونه غير ظاهر لبقي الاحتمال على الأقل، وفي هذه الحالة يمتنع العمل بأحد الأمرين، ويجب الرجوع إلى البراءة الأصلية، ولو سلمنا أن رجوعه إلى القرآن لازم لكانت دلالة الآية الشريفة على المطلوب ـ وهو منع الجنب من مس المصحف ـ غير مسلمة، لأن معنى المُطهر أن لا يكون نجسًا، والمؤمن ليس بنجس دائمًا، الحديث: "المؤمن لا ينجس".
وبناءً على هذا لا يجوز حمل المُطهر على من ليس بجنب، أو حائض، أو مُتنجس بنجاسة غير عينية، بل يتعين حمله على من ليس بمشرك، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا ?لْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ}.
والدليل على المدعى حديث الباب هذا، وحديث النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو، ولو افترضنا صدق اسم الطاهر على غير المحدث شرعًا أو عرفًا، أو لغةً، أو على الجنب، فتعيينه لمحل النزاع ترجيح بلا مرجح، ويأبى منه التمسك بالبراءة الأصلية، أو يلزم تعيينه لجميع المعاني، وذلك بناءً على استعمال المشترك في جميع معانيه، وقد ثبت الخلاف في هذا الاستعمال، ولو سلمنا رجحان القول بجواز استعمال المشترك في جميع معانيه، لما صح فيما نحن فيه لوجود مانع، وهو حديث: "المؤمن لا ينجس".
(يُتْبَعُ)
(/)
ويحتجون بحديث عمرو بن حزم مرفوعًا: "لا يمس القرآن إلا طاهر"، وهذا الحديث غير صالح للاحتجاج، لأنه منقول من صحيفة غير مسموعة، وفي رجال إسناده خلاف شديد، .......................
ـ[أبو عمر الشامي]ــــــــ[21 Aug 2007, 08:04 ص]ـ
هو حديث صحيح اتفق أهل الحديث على تصحيحه والعمل به
قال ابن تيمية «وهذا الكتاب ذكر هذا فيه: مشهور مستفيض عند أهل العلم. وهو عند كثير منهم أبلغ من خبر الواحد العدل المتصل. وهو صحيح بإجماعهم».
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:18 ص]ـ
هو حديث صحيح اتفق أهل الحديث على تصحيحه والعمل به
قال ابن تيمية «وهذا الكتاب ذكر هذا فيه: مشهور مستفيض عند أهل العلم. وهو عند كثير منهم أبلغ من خبر الواحد العدل المتصل. وهو صحيح بإجماعهم».
وماذا تقول اخي الفاضل لصاحب الفتوى ولوزارة الأوقاف السعودية؟ ومن يتبع المسلمون؟ هل يتبعونك أم يتبعون الفتوى؟
ألا ترى أن المسلمين بحاجة إلى رأي يطمئنون إليه ويأخذون به؟
هل يجب أن نعقد مؤتمر قمة لبحث هذه المسألة؟
في رأيي أن اختلاف علماء المسلمين في كثير من المسائل المتعلقة بالقرآن والسنة والحياة هو سبب ما نحن فيه من التخلف والتفرق والسير على غير هدى , وهذا الذي نحن فيه مثال واضح ..
غيرنا هبط على القمر وزار المريخ ونحن ما زلنا عاجزين عن التفريق بين النجوم والكواكب ...
غيرنا وظف تقنية التصوير كأحدث تقنية حربية وكثير منا مشغول ب: هل التصوير حلال ام حرام؟
مضى على نزول القرآن خمسة عشر قرنا ومازلنا غير متفقين حول آية البسملة ....
غير متفقين إن كان ترتيب سور القرىن توقيفيا ام اجتهاديا ...
غير متفقين على عدد آيات القرآن ..
غير متفقين على وعلى وعلى .......................................
مشغولون بحكم إرضاع الكبير ..
مشغولون بسنن الوضوء .. مشغولن بمعركة الحجاب التي لا تنتهي ...
مشغولون بتكفير الناس والحكم بقتلهم ...
مشغولون بمحاربة بعضنا بعضا ..
مشغولون بالخروج على الحكام والسلطة .. والكيد لكل ما لا يعجبنا ..
يا أيها العلماء: ارحموا هذه الأمة ..
ـ[الخزرجي]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:40 ص]ـ
وماذا تقول اخي الفاضل لصاحب الفتوى ولوزارة الأوقاف السعودية؟ ومن يتبع المسلمون؟ هل يتبعونك أم يتبعون الفتوى؟
ألا ترى أن المسلمين بحاجة إلى رأي يطمئنون إليه ويأخذون به؟
هل يجب أن نعقد مؤتمر قمة لبحث هذه المسألة؟
في رأيي أن اختلاف علماء المسلمين في كثير من المسائل المتعلقة بالقرآن والسنة والحياة هو سبب ما نحن فيه من التخلف والتفرق والسير على غير هدى , وهذا الذي نحن فيه مثال واضح ..
غيرنا هبط على القمر وزار المريخ ونحن ما زلنا عاجزين عن التفريق بين النجوم والكواكب ...
غيرنا وظف تقنية التصوير كأحدث تقنية حربية وكثير منا مشغول ب: هل التصوير حلال ام حرام؟
مضى على نزول القرآن خمسة عشر قرنا ومازلنا غير متفقين حول آية البسملة ....
غير متفقين إن كان ترتيب سور القرىن توقيفيا ام اجتهاديا ...
غير متفقين على عدد آيات القرآن ..
غير متفقين على وعلى وعلى .......................................
مشغولون بحكم إرضاع الكبير ..
مشغولون بسنن الوضوء .. مشغولن بمعركة الحجاب التي لا تنتهي ...
مشغولون بتكفير الناس والحكم بقتلهم ...
مشغولون بمحاربة بعضنا بعضا ..
مشغولون بالخروج على الحكام والسلطة .. والكيد لكل ما لا يعجبنا ..
يا أيها العلماء: ارحموا هذه الأمة ..
إذاً ماالحل في رأيكم؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[24 Aug 2007, 01:24 ص]ـ
إذاً ماالحل في رأيكم؟؟
أخي الكريم:
قبل أن أجيب على سؤالك، أتوافقني القول أننا نعاني من أزمة - فقهية وغيرها - تحتاج إلى حل؟
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[25 Aug 2007, 05:42 م]ـ
أخي الكريم عبد الله أنا لا أدري ماسبب هذا الكلام فهدئ من روعك فإن الاختلاف واقع في هذه الأمة لا محالة " ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك " ثم أخي كل إنسان له فهم أعطاه الله إياه فمن المستحيل أن يجمع الناس كلهم على أمر واحد.
وإلا أخبرني كيف حصلت هذه المذاهب الفقهية اليوم وهل تظن أخي بارك الله فيك أن من أشرت إليهم متفقون في كل شيء لا والله " تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى " وقال تعالى " وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء "
ثم أراك أنك تريد أن تلزم الناس برأيك وتحملهم على الأخذ بالفتوى. وهذا ليس سائغا فمع احترامي وإجلالي وحبيي لعلمائنا فإن الأئمة الأربعة لا شك أنهم من خير القرون فإذا أردنا إلزام الناس بقول فالنلزمهم بأقوال الأئمة الأربعة ومن بعدهم.
فأرجو من أخي عبد الله أن يعيد النظر فيما يقول ويفكر في الأمر وأن المسألة ليس كما يتصور فكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[25 Aug 2007, 06:07 م]ـ
وأحب ان أضيف فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة في سؤال وجه له عن قوله تعالى
((لا يمسه إلا المطهرون))
فأجاب رحمه الله
الصواب أن المراد بذلك المطهرون من الأحداث من الجنابة والحدث الأصغر، فلا يمس المصحف إلا المطهر الذي على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر ..
المصدر موقع الشيخ بن باز ( http://binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1589)
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Aug 2007, 10:50 ص]ـ
وأحب ان أضيف فتوى للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة في سؤال وجه له عن قوله تعالى
((لا يمسه إلا المطهرون))
فأجاب رحمه الله
الصواب أن المراد بذلك المطهرون من الأحداث من الجنابة والحدث الأصغر، فلا يمس المصحف إلا المطهر الذي على طهارة من الحدث الأصغر والأكبر ..
المصدر موقع الشيخ بن باز ( http://binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1589)
ويظل من المقبول قول من قال أن " المطهرون " اسم مفعول، وليس اسم فاعل، أي أن صفة الطهارة كونية وليست مكتسبة، وبذلك فنحن " متطهرون " ولسنا " مطهرون " ..
وعلى أي حال:
ظاهرة الاختلاف " التعدد " مقبولة بل ومطلوبة، ولكنه الاختلاف الذي ينتهي إلى رأي مقبول ومعقول، وفي رأيي لو سلمنا باشتراط الطهارة من الجنابة فإن اشتراط الطهارة من الحدث الأصغر ليست معقولة ..
واما عن المذاهب الأربعة:
فهل هي أربعة مذاهب أنزلها الله سبحانه وخيرنا في الأخذ بأي منها، أم أنها اجتهادات بشرية؟ فإذا كانت اجتهادات فما المانع أن يطلع علينا أحد العلماء بمذهب خامس؟ إن ما سمح بوجود أربعة مذاهب يسمح بوجود مذهب خامس ..
مذهب يستجيب لتحديات هذا العصر ويعالج ما ينتجه من مشكلات. في اعتقادي أن هذا المطلب ضروري ومشروع، ولكن لا نريده على غرار المذاهب السابقة، يصدر عن فرد من الناس، نريده مذهبا مؤسسيا يصدر عن هيئة مؤلفة من خيرة علماء المسلمين المعتدلين، ويكون لهذه الهيئة الكلمة الفصل في ما نواجهه من مسائل تتطلب موقفا نطمئن إليه .. وليكن عدد أعضاء هذه الهيئة خمسين أو أكثر، وتتمتع بسلطة محترمة من قبل الجميع ..
طبعا أنا لا أعني أن تخرج هذه الهيئة بقرارات وفتاوى مناقضة ومغايرة لما سبق، ولا أطلب منها الخروج على الماضي، وإنما أطلب منها أن تجمع بين الماضي والحاضر، بين السهل والصعب، الممكن وغير الممكن، المعقول وغير المعقول، دون أن تغلب أحدهما على حساب الآخر ..
وبالتالي: يمكننا أن نخرج من حالة التناقض التي تكبلنا، إلى حالة من الثقة والاطمئنان ..
أما أن يكون لدينا في كل مسجد وحارة وحي مفتيا أو أكثر فهذا أمر لا يطاق، ولا أظن أن مصلحة المسلمين تتطلب وجود هذا الكم من المفتين والمشرعين ..
والله أعلم.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[19 Sep 2007, 07:11 م]ـ
أخي الكريم:
قبل أن أجيب على سؤالك، أتوافقني القول أننا نعاني من أزمة - فقهية وغيرها - تحتاج إلى حل؟
لا لم أكن لأوافقك على ماتقول فإنه من الأعاجيب التي لم أكن أظن أن أحدا يقولها , وأنا ما أردت أن أذكر هذا حتى لا يضايقك ولكن لما سألتني عن كوني أوافقك أولا أجبتك وأرجوا أن تصبر علي أن سألتني هذا السؤال.
إذا كان كما زعمت أن "اختلاف علماء المسلمين في كثير من المسائل المتعلقة بالقرآن والسنة والحياة هو سبب ما نحن فيه من التخلف والتفرق والسير على غير هدى " فأنا أبشرك أن الامة لن تتقدم ولن تجتمع , إذ أن اختلاف العلماء في ذلك كان بين الصحابة والسلف وبين جميع العلماء وفي جميع الازمان.
ونحن متفقون أن القرون المفضلة حصل فيه من التقدم مالا يخفى عليك ومع ذلك فقد اختلفوا في البسملة, فما تقول؟!
كما أن الصحابة قد اختلفوا في كثير من المسائل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته.
أخي الكريم , إما أن تكون آراء العلماء متفقة في جميع مسائل الشريعة , وإما أن تكون آرائهم مختلفة في بعض المسائل. لا ثالث لهما.
فالأول محال.
والثاني هو الواقع , وإن كان كذلك فإما أن نقول للعلماء ارحموا الامة وحاولوا أن تجمتمعوا في آرائكم ومن كان قد خالف في بعض المسائل فعليه أن يتنازل عن خلافه ويدعي للناس أنه موافق للبقية , وإما أن نقول لهم ابقوا على آرائكم ولكن بعد التحقيق والبحث عن الحقيقة والمناقشة الموضوعية الهادئة وعدم التشنيع على المخالف.
لا بد أن يكون الجواب هو الخيار الثاني.
أخي الكريم , أتمنى منك مراجعة ماقلته واتساع صدرك.
وأود أن أنبه أنني لم أر ردك على المشاركة إلا في هذه الساعة من أجل ذلك تأخرت في الرد.
وأسال الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه.(/)
تفسير سورة والعصر:للأخ الفاضل د: مساعد الطيار
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[15 Aug 2007, 08:42 ص]ـ
كان المسلمان من الصحابة رضوان الله عليهم إذا التقيا وتصافحا لا تنفك يد أحدهما من الآخر حتى يقرأ عليه سورة والعصر. (أ. هـ / صلاح)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
نقلا عن تفسير جزء عم للأخ الفاضل د: مساعد الطيار.
سورة العصر
آياتها: 3
سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم
والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعلموا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.سورة العصر
- قوله تعالى: {والعصر} يقسم ربنا بالدهر؛ أي 1: الزمان الذي تقع فيه حركات بني آدم، وعلى عابة تلك الأفعال وجزائها (1).
2 - 3 - قوله {إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}: هذا جواب القسم، والمعنى: إن الأصل في الناس أنهم في نقص وهلكة، ويخرج من هذه الصفة من اتصف بصفات أربع: معرفة الحق، وهو قوله: {إلا الذين آمنوا}، والعمل به، وهو قوله: {وعملوا الصالحات}، وتعليمه لمن لا يحسن، وهو قوله: {وتواصوا بالحق} ()، والصبر عليه، وهو قوله: {وتواصوا بالصبر} من حبس النفس على أداء الفرائض (2)، وعلى المصائب من قدره، وحبسها عن المعاصي، فيوصي بعضهم بعضاً يرفق ولين بهذه الأمور، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(1) ورد في تفسير العصر أقوال، وتفسره بالدهر هو أعلم الأقوال وأشملها، وهو قول الحسن من طريق معمر، وورد أنه وقت العشي، وهو آخر ساعات النهار، وقد ورد التفسير بذلك عن ابن عباس من طريق العوفي.
قال الطبري: "والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر، والعصر: اسم للدهر، وهو العشي، والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكل ما لزمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم الله به جل ثناؤه ".
ومن هنا فإن سبب الاختلاف هو الاشتراك اللغوي في لفظ العصر، فهو يطلق على عدة معان، وبهذا يرجع الخلاف إلى أكثر من معنى، وكل هذه الأقوال محتمل كما قال الطبري، غير أن القول بأنه الدهر يظهر فيه شموله للأوقات كلها، والله أعلم.
(2) فسر الحسن الحق بأنه كتاب الله، وهذا تفسير صحيح؛ لأن القرآن حق، فهما كالشيء الواحد، فعبر الحسن عن المسمى بأحد معانيه التي يحتملها، ولو قيل: وتواصوا بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو وتواصوا على طاعة الله، لصح ذلك، والله أعلم.
ـ[النجدية]ــــــــ[15 Aug 2007, 09:44 ص]ـ
بارك الله بكم أساتذتي؛ على هذه المعاني العالية!!
و زادكم ربي علما، و فقها ..
ـ[سلسبيل]ــــــــ[15 Aug 2007, 10:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفعنا الله بعلم شيخنا الفاضل مساعد الطيار حفظه الله
أذكر أني قرأت ولا أتذكر أين بالضبط
بأن الله سبحانه وتعالى هنا ذكر التواصي بالحق والتواصي بالصبر بعد ذكره تعالى للإيمان والعمل الصالح لأن من آمن وعمل صالحا تعرض للفتن والإبتلاءات ولا شك وكان أحوج ما يكون إلى التواصي بالحق والثبات عليه والتواصي بالصبر الذي لابد لمن كان على الحق أن يتخذه سلاحه وشعاره لكثرة المخالفين وسطوة أهل الباطل
ومما أثر عن الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى قوله (بالصبر واليقين تنال الإمامه في الدين)
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[16 Aug 2007, 12:19 ص]ـ
يكفي في فضل هذه السورة العظيمة ماقال فيه الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ورضي عنه
" لولم ينزل الله على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم "
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[28 Aug 2007, 04:01 م]ـ
بارك الله فيكم
لى تعقيب حول قول الدكتور مساعد "والمعنى: إن الأصل في الناس أنهم في نقص وهلكة،"
قد يفهم أن النقص فى أصل التركيب , ولما لم يكن الأمر كذلك فأدعوه لاختيار مرادف آخر ليدلنا على ماذهب اليه ,مع الأخذ فى الاعتبار أن "الخسر " يكون فى الثمرة أو مردود الفعل وليس فى الأصل , والله أعلم.
ـ[إيمان]ــــــــ[31 Aug 2007, 12:08 م]ـ
جزاك الله خيراً على انتقائكم الموفق لهذه المعاني العظيمة من كتاب الله جل جلاله(/)
الأنسنة والعقلنة والأرخنة ... أفكار عفنة
ـ[محمد كالو]ــــــــ[16 Aug 2007, 01:09 ص]ـ
الأنسنة والعقلنة والأرخنة ... أفكار عفنة
منذ أن جاء الإسلام وبزغت شمسه في ربوع العالمين، وأعداؤه يحاربونه ويحاصرونه ويكيدون له، ويتربصون به الدوائر، فقد هالهم ما جاء به الإسلام من تعاليم قيمة، وما أرسى من مبادئ سامية، مما سارع في انتشاره وعلو سلطانه، وإقبال الناس عليه، وقوة تمسكهم به، فجن جنون خصومه، فتواطئوا على حربه بكل ما يستطيعون، فما زادتهم محاربته إلا خساراً، ولا الإسلام إلا انتصاراً، فتحيروا في أمرهم، وغلت بالحقد قلوبهم، وهاجت بالحسد نفوسهم، فأمعنوا في ذلك النظر، وقلبوا في وجوه حربه الفكر، فخرجوا إلينا بـ (القراءات الجديدة أو المعاصرة للقرآن الكريم) التي تتدثر بمناهج لسانية وتاريخية.
وتعني القراءة الجديدة: استخدام النظريات الحديثة في تأويل القرآن الكريم.
أدّت هذه القراءات الجديدة إلى تحريف المعاني القرآنية، وتناقضها مع الحقائق الشرعية، وتعارضها مع مقاصد الشريعة الإسلامية، ومرد ذلك هو عدم احترامها لخصوصيات القرآن الكريم، ومعاملته كسائر النصوص البشرية.
ظلت هذه القراءات ردحاً من الزمن تمثل ظاهرة فردية فقد كتب محمد توفيق صدقي مقالاً بعنوان (الإسلام هو القرآن وحده) ونشر في مجلة المنار، العدد 9 عام 1906م، وذهب فيه مذهباً تأويلياً، فأعجب بذلك عبد المجيد الشرفي فكان هذا المقال إرهاصاً للقراءات الجديدة، إلا أنه منذ سنوات أصبحت هذه الظاهرة جماعية، ينتمي إليها أفراد من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، تجمعهم أفكار متقاربة متطابقة، ويوحدهم أو يكاد منهج مشترك، ويمكن تصنيفهم في نحلة واحدة.
واستعمل أصحاب القراءات الجديدة مصطلحات غير المصطلحات الشرعية؛ فبدل نزول القرآن استعملوا (الواقعة القرآنية)، وبدل القرآن (المدونة الكبرى)، وبدل الآية (العبارة).
وتعمد أصحابها الاستشهاد بالقرآن والنص البشري معاً بدون أدنى تمييز بينهما، مع الدعوة إلى (أنسنة وعقلنة) النص القرآني، واعتبروا أن كل ما يعارض العقل شواهد تاريخية، وربطوا الآيات بالظروف الزمنية، ليصلوا في نهاية المطاف إلى أن القرآن الكريم نص تاريخي.
إن القراءات الجديدة للقرآن الكريم ما هي إلا امتداد للدراسات الاستشراقية التي يمثلها (نولدكه) في دراسته عن تاريخ القرآن الكريم؛ حيث انتهى إلى أن نبوة محمد ? ما هي إلا امتداد لنبوات العهد القديم، وأن القرآن الكريم مأخوذ عن المأثورات اليهودية والمسيحية.
وتطورت هذه الدراسات حول القرآن الكريم في الستينيات من القرن العشرين، على أيدي التفكيكيين كـ (جون واسنبرو) و (كوك) و (كرون) وغيرهم.
وعن هؤلاء المستشرقين أخذ أصحاب القراءات الجديدة للقرآن الكريم، أمثال محمد أركون العلماني أصيل الجزائر، الذي كتب معبراً عن مرجعيته الأساسية:
ويرى المستشرقون المتخصصون بفقه اللغة أن كلمة "قرآن" ذات أصل سرياني أو عبري.
ففي نظره لا يوجد شيء خارج النص الاستشراقي؛ إذ المستشرقون - وحدهم - المؤتمنون على قراءة الشرع الإسلامي وتوثيقه أصالة عن أنفسهم، ونيابة عن المسلمين!!
وهو لا يخفي رغبته بأنسنة النص، وإحالته إلى التاريخ، وينظر إلى النص على أنه من إنتاج محمد صلى الله عليه وسلم، حسب كلامه فإنه يريد "أرخنة الخطاب القرآني ذاته".
ومنهم جلال صادق العظم: (1934 م ـ ..... ) معاصر شيوعي سوري من أصل تركي، اعتنق الفكر الشيوعي وجهر بإلحاده في كتابه الموسوم (نقد الفكر الديني) 1969 م، خلاصته أن الإسلام يناقض العلم الحديث!
ومما يثير العجب أنه رغم إلحاده عقد فصلاً خاصاً فيه يدافع عن إبليس سماه " مأساة إبليس "، ردَّ عليه كثير من العلماء، وله: (ما بعد ذهنية التحريم) الذي دافع فيه عن سلمان رشدي.
ومنهم نصر حامد أبو زيد المصري الهارب، و أسوأ ما كتبه (نقد الخطاب الديني)، أعاد طبعه عام 1995م مع مقدمة طويلة جداً كلها إصرار على خطاياه، حاول إلصاق النص بالتاريخ لتسويغ التخلي عنه.
ومنهم محمد شحرور السوري الذي يقف على خلفية فلسفية ماركسية، فخرج علينا بكتابه المهلهل: الكتاب والقرآن ـ قراءة معاصرة 1990م.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنهم المصري حسن حنفي، أستاذ الفلسفة على الفكر الاعتزالي، فأخرج لنا مؤلفاته التي تسير على غرار المنظومة الماركسية، وأهم أفكاره العفنة في كتابه (التراث والتجديد موقفنا من التراث القديم) صدر سنة 1980م.
ومنهم عبد المجيد الشرفي التونسي له صلة وثيقة بالدوائر الدينية المسيحية في إيطاليا على وجه الخصوص، ويتميز بكفاءته المنهجية العالية، وبأسلوبه العربي المتين، وبسعة اطلاعه على التراث الإسلامي على وجه العموم، وهو لذلك يعتبر أكفأهم أيضاً في نصرة هذه الوجهة التأويلية التي يلتفون عليها، وفي الترويج لها والدفاع عنها، أهم آرائه ضمنها في كتابيه: لبنات 1994م، والإسلام بين الرسالة والتاريخ 2001م.
ويكاد لا يخلو بلد من ممثلين لهذه القراءات الجديدة، ومنتمين إليها.
وهكذا نجد أن الأعداء دفعوا أغراراً من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ويشوهون ديننا، لتكون الفتنة أشد وأنكى، حتى قال القسيس الأمريكي الحقود صمويل زويمر: ولتقطع الشجرة بجزء منها.
وأخيراً محمد عابد الجابري، الذي استقبلت مقالاته الرمضانية المنشورة في صحيفة ''الاتحاد'' الإماراتية بهجوم شرس من قبل العديد من الباحثين والكتاب.
فقد أدرجه السيد زهره في مقالاته '' الحرب على الإسلام: الجوانب المعلنة والخفية '' والمنشورة بمجلة 'التجديد العربي' ضمن إطار الحملة التي تشنها أمريكا والغرب على الإسلام والقرآن، مستشهداً بدراسة للبنتاغون خلصت إلى أن المشكلة الحقيقية هي مع القرآن، وتردد مؤخرًا ضمن الحديث عن "التحديث والإسلام" الحديث عما سُمي بـ "تحقيق القرآن" في ندوة عقدت في بيروت 25 - 26 يونيو/2003 ولقيت صدى في تونس، والبعض عبر بـ "تنقيح القرآن"، لذلك قام العديد من الطوائف بإعداد قرآن حديث وجديد (ولكنه غير مجيد)، وسموه (فرقان الحق).
واعتبرت صحيفة ''المصري اليوم '' ما كتبه الجابري تهجماً على الإسلام قبل أن تضيف: '' أن القرآن سيظل محفوظاً على رغم الجابري وكل حاقد على الإسلام ''.
وقارن وسام فؤاد في مقالته ''الفكر الإسلامي بين ضغوط بنيدكت والجابري '' المنشورة بموقع الشهاب بين أقوال بابا الفاتيكان وأستاذ الفلسفة، موسماً الجابري بجهله التام بعلوم الحديث والناسخ والمنسوخ.
وفي نفس السياق كتب أحدهم '' رسالة إلى الحاج محمد عابد الجابري '' داعياً إياه إلى التوبة عن ادعاءاته.
وكتب آخر بقلم أبي إسحاق نور الدين المغربي ''وأخيراً يسقط القناع عن الفكر الاشتراكي: محمد عابد الجابري يزعم أن القرآن محرف!! ''
وأغرب تعليق قرأته هو ما نشرته جريدة الجمهورية المصرية التي اعتبرت ما كتبه الجابري أخطر من محاضرة البابا، ونشرت رسالة مفتوحة لأحد كتابها بعثها إلى شيخ الأزهر يقول فيها:
'' إن ما أثاره عابد الجابري ليس بجديد. فقد سبق أن أثاره اليهود في ما عرف بقضية الناسخ والمنسوخ .... إن الكثير من جامعات شمال إفريقيا، وبالذات في المغرب، ارتكزت في بدايات تأسيسها على الإسرائيليات، وهذه المنطقة من عالمنا العربي هي أكثر المناطق اختلاطاً بأوربا، وأبناؤها أكثر الأجانب المقيمين في فرنسا وأسبانيا ''.
ولعلي لا أجانف الصواب إذا قلت:
إن الحظ الأوفر من الشكر يجب أن يتوجه إلى أولئك الذين كانوا السبب الرئيس في وضع هذه البحوث وتدبيجها، أقصد أصحاب القراءات الجديدة والمعاصرة للقرآن الكريم، الذين كتبوا ما بَاعدَهم عن الصواب، فاضطرني وأمثالي إلى البحث والتنقيب في زمن الصمت والسكون، والتقصير في خدمة كتاب الله عز وجل، بل ومناظرة هؤلاء ومناصحتهم، طبقاً لقواعد المناظرة العلمية في ضوء ضوابط التفسير، ورُبَّ ضارة نافعة.
إن من نعم الله عز وجل على هذا الدين أن قيَّض له أناساً يهاجمونه ويعارضونه، ويعلنون عليه حرباً ضروساً لا هوادة فيها بأفكارهم وأقلامهم، ويرصدون لذلك الأموال العظيمة، والجهود الكبيرة، ويجندون لهذه الحرب أفتك ما لديهم من أسلحة فكرية مدمِّرة، ومادية مبيدة،ثم ينتظرون انتهاء دور الإسلام في قيادة العالم، ولكنهم سرعان ما تتجهَّم جباههم، وتكلح وجوههم، يوم يرون النار التي أوقدوها على الإسلام ارتدَّت إليهم، فأحرقت باطلهم، وكشفت عوارهم، فما زادت الإسلام إلا انتشاراً حتى كأنهم بذلك إنما يبشرون بالإسلام ليعرف الناس حقيقته فيدخلوا فيه أفواجاً، ويدير الناس حينئذ ظهورهم للأباطيل حين تحرقها نار الحقيقة.
ولا ندري فلربما كانت القراءات الجديدة للقرآن الكريم نعمة للإسلام لإظهار محاسنه وجواهره، وبضدها تتميز الأشياء، وصدق الله عز وجل حينما قال: ? بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون ? (سورة الأنبياء: 18).
ولله درُّ أبي تمام حينما قال:
وإِذا أرادَ اللّهُ نشرَ فضيلةٍ طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
لولا اشتعالُ النارِ فيما جاورَتْ ما كان يعرفُ طيبُ عرفِ العود
ـــــــــــــــ
المصادر والمراجع:
1 ـ خيرية السقة، الإسلام والعروبة في فكر الصادق النيهوم وروجيه غارودي، مطبعة المنارة بيروت ودمشق، 1421هـ 2000م.
2 ـ احميدة بن المأمون النيفر: الإنسان والقرآن وجهاً لوجه (التفاسير القرآنية المعاصرة) قراءة في المنهج (سلسلة نقد العقل المعاصر)، دار الفكر بدمشق 2000م.
3 ـ سليم الجابي، القراءة المعاصرة للدكتور محمد شحرور مجرد تنجيم ـ كذب المنجمون ولو صدقوا، الطبعة الثانية، 1992م.
4 ـ منير محمد طاهر الشواف، تهافت القراءة المعاصرة، الشواف للنشر والدراسات، الطبعة الأولى 1993م.
5 ـ تنقيح القرآن: لعبة التأويل والنص القرآني! د. محمد أحمد الحضراوي، مقال في موقع اسلام أون لاين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Aug 2007, 07:59 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
جزاكم الرحمن صالحة أستاذنا محمد كالو؛ على هذا الموضوع، فهذه قضية معاصرة، قليل من يهتم بها!!!!!!!
في الحقيقة هذا هو وجه الحداثة، و هؤلاء الحداثيون؛ فإن قراءاتهم يمكن بلورتها في ثلاث خطط، و ملخصها هو التالي:
1 - التأنيس، يستهدف رفع عائق القدسية عن القرآن الكريم، و هذا يكون بنقل الآيات القرآنية من الوضع الإلهي للوضع البشري، و تؤدي هذه الخطة إلى المماثلة اللغوية بين القرآن الكريم و غيره من النصوص الأدبية؛ لذلك تجدهم كثيرا ما يستعملون لفظ (النص القرآني) لاعتباره مماثلا لأي نص أدبي آخر -بنظرهم! -
2 - خطة التعقيل، تستهدف رفع عائق الغيبية عن القرآن الكريم؛ و هذا بالتعامل مع القرآن بكل وسائل النظر، و البحث التي توفرها المنهجيات و النظريات الحديثة؛ مما أدى إلى مماثلة القرآن بالنصوص الأخرى؛ مماثلة دينية.
3 - التأريخ، يستهدف إلى رفع عائق الحُكمية؛ بوصل الآيات القرآنية بظروف بيئتها و زمنها، و بسياقاتها المختلفة؛ فأدى هذا إلى تقرير المماثلة التاريخية بين القرآن الكريم و ما عداه من نصوص تاريخية- تعالى كلام الله عن هذا! -
* و لبيان أوفى إليك كتاب ماتع و مفيد: روح الحداثة، طه عبد الرحمن (2005) المركز الثقافي العربي، بيروت.
و لكن نقول:
صحيح أن للحداثة هذا الوجه القبيح، و لكن لِمَ لا نطبق نصيحة الإمام محمد الغزالي -رحمه الله -بأن نصنع من عصير الليمون شرابا حلوا؟؟!!
إن الأستاذ طه عبد الرحمن وضح بكتابه -السابق الذكر- روح الحداثة، و أعطى هيكلا حداثيا إسلاميا، بثوب إسلامي معاصر ... جاعلا المنطلق من أساسين هما:
1 - رعاية التفاعل الديني مع النص القرآني، أو قُل: ترشيد التفاعل الديني.
2 - إعادة إبداع الفعل الحداثي أو تجديد الفعل الحداثي.
فكما ينادي هؤلاء الحداثيون بدعواهم الحداثية المغرضة، نحن ننادي بحداثة إسلامية نقية!!!
أساتذتي ألا تشاركونني الرأي؟
سدد الرحمن على الخير خطاكم ....
و هناك فوائد في هذا الموضوع على صفحات الملتقى، تحت عنوان: هدية إلى إخوتي من طلاب العلم: موضوعات عن الفكر الحداثي.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[03 Mar 2008, 10:33 م]ـ
الأخت النجدية
بارك الله فيكم
الحداثة كما يعنون هي: الثورة على التراث والدين.
والحداثة الغربية المعاصرة أصلها حركة للطعن في الدين وهي تمرد على الثوابت الإسلامية الأساسية، وترمي إلى فتح الطريق أمام الحرية الإباحية.
لذلك نرى السخرية والجرأة على الله تعالى عندهم وعلى سبيل المثال هناك رواية كتبها تركي الحمد بعنوان: (الله والشيطان وجهان لعملة واحدة).
ولدى الحداثيين فكرة خبيثة تسمى (موت المتكلم) ويقصدون بذلك: أن النص يفهمه ويفسره السامع أو القارئ كما يشاء حتى وإن كان مخالفاً لمقصود المتكلم، وهي محاولة كي يفسر القرآن الكريم والسنة النبوية كما يريد السامع والقارئ دون ضابط ولا رابط.
أما القراءات المعاصرة للقرآن الكريم: فهي استخدام النظريات الحديثة في تأويل القرآن الكريم، وسموا هذه القراءات بالمعاصِرة تمهيداً لأن يكون في كل عصر قراءة جديدة للقرآن الكريم.
ومن خلال ما مر نجد أن الحداثة والقراءات المعاصرة وجهان لعملة واحدة، إلا أن الحداثة أكثر اهتمامها بالأدب، بينما القراءة المعاصرة تهتم بالتراث والنص الديني.
ولقد جاء الكاتب طه عبد الرحمن من المغرب الشقيق وألف كتابه: (روح الحداثة: المدخل إلى تأسيس الحداثة الإسلامية)
ليضع لبنات الحداثة الإسلامية، بعد أن نقد الحداثة الغربية في كتابه السابق (سؤال الأخلاق).
يود المؤلف أن يخرج الحداثيين بما هم فيه من تقليد أعمى للغرب، ويفتح لهم باب الاجتهاد في تطبيق روح الحداثة ضمن بوتقة الإسلام، فكما أن هناك حداثة غير إسلامية، فكذلك ينبغي أن تكون هناك حداثة إسلامية.(/)
سؤال عن مقاصد الشريعة وشعب الإيمان
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[16 Aug 2007, 06:19 ص]ـ
قرات ملخصا لمحاضرة ألقاها الشيخ عبد بن بيه بعنوان (المقاصد عند القدماء دالة على الأحكام الأصلية للشريعة)، نظمها مركز دراسات المقاصد الشرقية بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، على هذا الرابط ( http://www.olamaashareah.net/nawah.php?tid=1270).
ولفت انتباهي إشارته السريعة إلى العلاقة بين (مقاصد الشريعة) و (شعب الإيمان).
فهل توجد كتب أو بحوث بسطت هذه العلاقة بين الأمرين؟
أرجو المساعدة .. ولكم جزيل الشكر.(/)
لقد خلقنا الإنسان في كبد
ـ[الجخيدب]ــــــــ[16 Aug 2007, 02:41 م]ـ
كثيرا ما يتعرض الإنسان في هذه الحياة إلى محن وبلايا يود حينها أن روحه قد أسلمت إلى باريها، وأن أجله قد انتهى ولم يلاقي ما لاقى من شدائد وكُرَب، ولكنَّ المؤمن الحق بقضاء الله وقدره يصبر، ويتعزى بوعد الله إن الله مع الصابرين.
وبتدبر القرآن الكريم الذي أنزله الله هدى ورحمة وشفاء للمؤمنين ينجلي الكرب وينكشف الهم والغم، ويتبدل حزنه فرحا، وبليته عطية.
وهذه إطلالة على آية من آيات الذكر الحكيم من تدبرها وقرأ ما قاله السلف في تفسيرها اطمأنت نفسه، وانشرح صدره، وعلم أن هذه هي سنة الله في خلقه، " لقد خلقنا الإنسان في كبد ".
يقول الله تعالى: " لقد خلقنا الإنسان في كبد " سورة البلد (4).
أي: لقد خلقنا ابن آدم في شدة ونصب وعناء من مكابدة الدنيا وأهوال الأخرى.
يقول الحسن رحمه الله تعالى: يكابد الشكر على السَّرَّاء، والصبر على الضَّرَّاء، لأنه لا يخلو من أحدهما، ويكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة.
وقال يمان: لم يخلق الله خلقا يكابد ما يكابد ابن آدم، وهو مع ذلك أضعف الخلق.
قال القرطبي: قال علماؤنا: أول ما يكابد قطع سرته، ثم إذا قُمِط قماطا، وشد رباطا (1)، يكابد الضيق والتعب، ثم يكابد الارتضاع، ولو فاته لضاع، ثم يكابد نبت أسنانه، وتحرك لسانه، ثم يكابد الفطام، الذي هو أشد من اللطام، ثم يكابد الختان، والأوجاع والأحزان، ثم يكابد المعلم وصولته، والمؤدب وسياسته، والاستاذ وهيبته، ثم يكابد شغل التزويج والتعجيل فيه، ثم يكابد شغل الاولاد والخدم والاجناد، ثم يكابد شغل الدور، وبناء القصور، ثم الكبر والهرم، وضعف الركبة والقدم، في مصائب يكثر تعدادها، ونوائب يطول إيرادها، من صداع الرأس، ووجع الاضراس، ورمد العين، وغم الدين، ووجع السن، وألم الاذن.
ويكابد محنا في المال والنفس، مثل الضرب والحبس، ولا يمضي عليه يوم إلا يقاسي فيه شدة، ولا يكابد إلا مشقة.
ثم الموت بعد ذلك كله، ثم مسألة الملك، وضغطة القبر وظلمته، ثم البعث والعرض على الله، إلى أن يستقر به القرار، إما في الجنة وإما في النار، قال الله تعالى: " لقد خلقنا الانسان في كبد "، فلو كان الأمر إليه لما اختار هذه الشدائد.
ودل هذا على أن له خالقا دبره، وقضى عليه بهذه الاحوال، فليمتثل أمره.
(1) " القَمْطُ: شَدٌّ كشدّ الصبيّ في المَهْدِ وفي غير المهد إذا ضُمَّ أَعضاؤه إِلى جسده ثم لُفَّ عليه القِماطُ ... واسم ذلك الحبل القِماطُ.
والقِماط: حبل يُشَدُّ به قوائم الشاة عندما تذبح، وكذلك ما يُشد به الصبيُّ في المهد. انظر لسان العرب لابن منظور مادة: قمط.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[21 Aug 2007, 05:39 ص]ـ
لقد خلقنا النسان فى أحسن تقويم " نوضح أن ما بعد "خلقنا الانسان فى ... "هو شيئ فى الخلقة كي يشمل الانسان كل الانسان. والكبد بمعنى النصب والشدة لا يصدق على كل انسان فى كل الأزمنة والأحوال ولو كان كذلك لقلنا أن من لن يكابد أهوال الأخرة أنه ليس فى كبد وهذا ينقض أن الانسان كل الانسان فى كبد
والعضو المسمى كبد لماذا هو اسمه كبد؟ هل لأنه يعمل دائما اذن فالمخ والكلى كذلك , أما هو كذلك لأنه من الادماج والتعقيد ما يجعل مافيه مكبودا حيث فيه أكبر تنوع من الخلايا وأكبر تنوع من الأنابيب والسوائل هذا فضلا عن تنوع الوظائف كل ذلك فى عدم وجود أى فراغات أو تجاويف داخله
والانسان فيه كل مافى الكون من تنوع من مادة وطاقة , فيه من القوى الحياة والنفس والروح , فيه من الملاك والشيطان , فيه من الكفر والايمان ,فهو أعقد مخلوق على الاطلاق. ولذلك فهو فى كبد.والله أعلم(/)
سؤال حول مناهج التفسير
ـ[أبو عادل المقدسي]ــــــــ[16 Aug 2007, 11:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو من الاخوة المتخصصين في دراسة مناهج المفسرين التكرم بالاجابة على الاستفسارات الاتية:
1 - كيف يتم التعامل من خلال الكتابة في منهج المفسر مع الاقوال التي ينسبها مؤلف التفسير الى عدد كبير من الصحابة والتابعين في مواضع متعددة ومسائل كثيرة وهل يمكننا تدوينها تحت مبحث:"مصادر المؤلف من الصحابة والتابعين"كما نقول مصادره من كتب التفسير او الحديث او الفقه ام انها تاخذ شكلا اخر في التعامل معها علما بان المفسر لا يعزوها الى كتب التفسير السابقة؟؟؟
2 - هل يكتفى عند كتابة المنهج بضرب مثال او امثلة محددة حول الموضوع الواحد وتوجيه القاريء الى صفحات وردت فيها امثلة اخرى ام اننا ملزمون باستقصاء كل الامثلة التي وردت في الباب الواحد والحديث عنها كأن ناخذ على تفسير القران بالقران مثالين او ثلاثة ثم نشير الى مجموعة اخرى بذكر صفحاتها على سبيل المثال؟؟؟
وبورك فيكم وجزاكم الله كل خير(/)
اقترح متناً علمياً أو كتاباً في الدراسات القرآنية يستحق الشرح والعناية. شارك برأيك.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[17 Aug 2007, 12:06 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه دعوة للرقي بالدراسات القرآنية من خلال دروسها ودوراتها العلمية التي تعقد في أنحاء العالم، حيث يكثر السؤال من المنظمين لهذه الدروس العلمية، والدورات الموسمية في الصيف وغيره عن المتون العلمية الجديرة بالقراءة والدرس والشرح، لكي تقرر في هذه الدورة أو تلك.
وقد كثُرَ طرحُ بعض الكتب والرسائل مثل مقدمة ابن تيمية في التفسير في معظم الدورات وتعاقب على شرحها عدد من طلبة العلم، وأُغفِلَ كثيرٌ من الكتب والمتون المنثورة والمنظومة في الدراسات القرآنية ولو كانت مخطوطة فلم يتعرض لها بالشرح والبيان والإشهار.
وهذه دعوة للإخوة الفضلاء في الملتقى ليقترح كل منهم متناً أو رسالة أو ما يراه مناسباً جديراً بالشرح في الدورات العلمية، أو الدروس المتسلسلة في حلقات العلم، حتى يجد طلبة العلم بغيتهم في هذه المتون وشروحها، فيأخذ كل ما يناسبه، سواء كان نظماً أو نثراً، وعسى إن وفق الله بعد خمس سنوات أو عشر من الآن - 1428هـ - نكون قد أشهرنا عدداً من المتون العلمية المعتبرة نظماً ونثراً في علوم القرآن وأصول التفسير وغيرها من فنون الدراسات القرآنية، وعرَّفنا بها الأوساط العلمية.
وقد بدأت عملياً في هذا المشروع العلمي بالشروع في شرح ألفية (المفتاح للتفسير) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9068) للشيخ عبدالله فودي رحمه الله (1180 - 1245هـ) التي نظم فيها الإتقان للسيوطي وقسم علم التفسير من كتابه النقاية. ولعلي بعد الفراغ منها أشرع في شرح مختصرها (سلالة المفتاح) والمنظومة الأخرى (الفرائد الجميلة) بإذن الله.
وفي ظني أن إشهار المتون المعتبرة المجهولة أولى من تكرار شرح متون سبق شرحها وتداولها بشكل ظاهر كمقدمة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وقد شرحت منظومة الزمزمي، وأصلها المنثور للسيوطي، وشرحت كذلك مقدمة التفسير لابن قاسم، وشروحها مطبوعة ومسجلة لعدد من طلبة العلم المتخصصين في الدراسات القرآنية وغيرهم.
وأرجو عند طرح المتن المقترح هنا مراعاة ما يلي:
1 - كتابة عنوان الكتاب أو النظم، واسم المؤلف.
2 - بيان سبب اختياره.
3 - المدة المتوقعة لشرحه شرحاً متوسطاً ليستفيد من ذلك الراغبون في تدريسه أو اعتماده في دورة علمية.
4 - ذكر أفضل طبعاته وشروحه إن وجدت، وكيفية الحصول عليها.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
في 4/ 8/1428هـ
ـ[فضيلة]ــــــــ[21 Aug 2007, 05:23 م]ـ
كتاب التبيان في آداب حملة القرآن للنووي تحقيق شعيب الأرناؤوط لاأدري هل شرحه أوعلق عليه أحد لكن كنت أبحث عن شيء من ذلك فلم أجد والكتاب فيه عبارات تحتاج لبيان ..
أظن أنه يحتاج بالشرح المتوسط إلى شهرمدة مابين المغرب والعشاء ..
ـ[أبو عمار المليباري]ــــــــ[21 Aug 2007, 09:53 م]ـ
الذي أعرف أن التبيان حققه الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، وإذا كان الشيخ شعيب حققه فأرجو الإفادة من فضيلة.
ثانياً: المتن الذي أقترحه: رسالة السيوطي في أصول التفسير من كتاب النقاية، انتقاء الشيخ القاسمي، مراجعة الشيخ أحمد صالح الطويان.
وسبب اقتراحي لهذا المتن: أن هذا متن في أصول التفسير شامل لأنواع علوم القرآن، فيختلف عن مقدمة شيخ الإسلام. وليس كتابا مطولاً لا يصلح للدورات العلمية المكثفة. ثم إمامة السيوطي وشهرته في علوم القرآن معروفة. فيمكن الاعتماد على هذا الكتاب كمتن لطلبة العلم. وجزى الله الشيخ عبد الكريم الخضير الذي أحيا ذكر هذا الكتاب بين الناس حيث اشتهر شرحه بشكل واسع والحمد لله.
كما إنني أتمنى - وأرجو أن تتحقق - أن يشرح المشايخ المتخصصون أمثال الشيخ الطيار والشيخ عبد الرحمن كتاب: الإتقان في علوم القرآن شرحا علميا مطولاً كآخر مرحلة في دراسة هذا الفن. مثل ما شرح الشيخ حاتم الشريف علوم الحديث لابن الصلاح. فينتج عن ذلك: أن يكون هذا الشرح مصدراً علميا موثقا محققا في علوم القرآن.
والله أعلم.
ـ[فضيلة]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:56 م]ـ
وهمت جزاك الله خيرا هوالشيخ عبدالقادر الأرناؤوط
ـ[النجدية]ــــــــ[22 Aug 2007, 11:53 ص]ـ
أكرمكم الرحمن أستاذنا الشهري على هذه الهمة الطيبة، نفع الله بكم!!!
أستاذنا أود أن أقترح اسم كتاب لكن، ليس لدي تقدير لمدة شرحه.
أقترحه؛ لأنه في ظني متن مهم من متون العلم، و يحتاج لشرح؛ لاستخلاص القواعد العلمية منه.
الكتاب هو: ثلاث رسائل في إعجاز القرآن (للرماني، و الخطابي، و الجرجاني) في الدراسات القرآنية و النقد الأدبي- حققها: محمد خلف الله، د محمد زغلول سلام. دار المعارف، ط4.
أعلم أن هناك من حاول شرحها، مثل الدكتور فضل حسن عباس، في مجلة صدرت عن الجامعة الأردنية، في الأردن؛ لكن تحتاج إلى جهد أكثر و أكثر -في رأيي المتواضع - خصوصا رسالة الجرجاني، فقد درستها في مساق إعجاز القرآن الكريم، و كانت من أمتع ما درست ... !
و أعانكم الله لما يحب و يرضاه ...
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[ريان الأحمدي]ــــــــ[22 Aug 2007, 02:20 م]ـ
] أتفق مع كلام أخونا أبو عمار المليباري تماماَ
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[23 Aug 2007, 01:10 ص]ـ
أقترح ـ وإن كنت لست مختصاً في هذا المجال ـ:
قواعد الترجيح عند المفسرين، للدكتور حسين الحربي.
(ط. دار القاسم،وهو الآن مجهز للطبعة الثانية عند دار القاسم نفسها.
وسوف تطبع دار ابن الجوزي المختصر لهذا الكتاب، كما أفادني المؤلف نفسه وفقه الله).
بالنسبة للمدة: أعتقد أنه يكفيه عشرون درساً على الأكثر،ويمكن اختصار ذلك في أسبوعين متتاليين.
أما لماذا اخترته؟
فلأنه متميز في بابه،مؤصل، يذكر القاعدة،ويشرح مفرداتها،ويؤصل لها بذكر أدلتها من النصوص،والاستنباطات،وهو مشحون بالأمثلة التطبيقية.
ـ[فضيلة]ــــــــ[23 Aug 2007, 06:39 م]ـ
طالماذكرالدكتورعمرالمقبل كتاب قواعد الترجيح للدكتورحسن الحربي
فليكن معه أيضا كتاب قواعدالتفسيرللدكتورخالد السبت ..
وإن كان يوجدأيضا كتاب في ضوابط المقبول من المردودفي التفسير فذلك خيرعلى خير ..
ومدة الشرح لكتاب الدكتور السبت في المتوسط قدتكون3أسابيع إلى شهرربما .. لأني درسته في مثل هذه المدة.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[23 Aug 2007, 09:31 م]ـ
بارك الله فيكم استاذنا
عفوا علي تطفل
1)
منظومة تفسير غريب القرآن الكريم للحافظ العراقي
نتمني شرحا صوتيا ومكتوبا
سبب اختياره لم نسمع اي شرح صوتي له من قبل ... وعلم غريب القرآن مهم جدا للمفسر
سيأخذ علي الأقل سنة ولو كانت في الصيف يكون اقل ...
2) منظومة عبدالعزيزالدميري الديريني في التفسير
هذا ان طبعت ... وسبب اختيارها عدم شهرتها
لا يوجد شرح لها ولا شرح لمنظومة في تفسير القرآن ........
3) شرح منظومة تحفة الفتيان في رسم القرآن
للشيخ محمد المامي من كبار علماء شنقيط رحمه الله
وهو أكثر الموريتانيين أنظاما،
ومن اراد ان يقرأ ترجمته فعليه هنا:
http://www.chingit.net/wmview.php?ArtID=637
والمنظومة في موقع الشذرات
http://www.chadarat.com/fclick/fclick.php?ad=qoran13
سبب اختياري علم رسم القرآن علم مهم ولا يوجد شرح صوتي وكتابي له
وهي من العلوم التي يعتني بها علماء الشناقطة
وتدخل في علوم القرآن
4)
نظم اشهر طرق التفسير للشيخ العلامة محمد المامي رحمه الله
http://www.chadarat.com/fclick/fclick.php?ad=qoran9
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 Jun 2009, 09:56 ص]ـ
2) منظومة عبدالعزيزالدميري الديريني في التفسير
هذا ان طبعت ... وسبب اختيارها عدم شهرتها
لا يوجد شرح لها ولا شرح لمنظومة في تفسير القرآن ........
شرح جزء منها في رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين جامعة الأزهر سنة 2005 بعنوان:
(التيسير في علوم التفسير للشيخ عبد العزيز الدميري (الديرينى)
شرحاً ودراسة من أول سورة الفاتحة حتى آخر سورة البقرة)
للباحث
محمد قرني حسين حسن
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[22 Jun 2009, 10:10 ص]ـ
كتاب (مواقع العلوم في مواقع النجوم) لجلال الدين عبد الرحمن البلقيني (ت: 824هـ).
سبب الاختيار:
1 - اختصاره.
2 - ثناء السيوطي عليه حيث قال: "وإن مما أهمل المتقدمون في تدوينه حتى تحلى في آخر الزمان بأحسن زينة علم التفسير الذي هو كمصطلح الحديث، فلم يدونه أحد لا في القديم ولا في الحديث حتى جاء شيخ الإسلام عمدة الأنام علامة العصر قاضي القضاة جلال الدين البلقيني رحمه الله تعالى، فعمل في كتابه مواقع العلوم من مواقع النجوم فنقحه وهذبه وقسم أنواعه ورتبه ولم يسبق إلى هذه المرتبة، فإنه جعله نيفاً وخمسين نوعاً منقسمة إلى ستة أقسام، وتكلم في كل نوع منها بالمتين من الكلام". (الإتقان).
3 - ترتيبه.
4 - إمكان الانتهاء من نوع في كل مجلس.
المدة المتوقعة لشرحه:
(52) درساً لكل نوع درس مستقل. ويمكن تقليصها في الدورات العلمية.
ـ[قطرة مسك]ــــــــ[22 Jun 2009, 05:34 م]ـ
شكر الله للأستاذ أبي مالك العوضي والأستاذ فهد الوهبي على إثراء مادة هذا الموضوع من جديد.
أقترح العناية بشرح مقدمات التفاسير، كمقدمة الطبري في تفسيره، ومقدمة أضواء البيان للشنقيطي، وقد شرح الدكتور مساعد الطيار - وفقه الله - مقدمة التحرير والتنوير لابن عاشور.
السبب: جلالة الإمامين ابن جرير الطبري والشنقيطي في علم التفسير، وكتابيهما من أهم المصادر المعتبرة والمعتمدة عند الباحثين في الدراسات القرآنية وغيرها، إضافة إلى ما يعتري هذه المقدمات من غموض وإشكالات تحتاج إلى شرح وبيان وتحرير، وهذا الجانب (العناية بمقدمات التفاسير) لا يحظى بعناية كبيرة من قبل الباحثين.
المدة المتوقعة للشرح:
خمسة دروس لكل مقدمة.
أفضل الطبعات:
- تفسير ابن جرير، طبعة دار عالم الكتب، تحقيق الدكتور: عبد الله التركي.
- تفسير أضواء البيان، دار الحديث بالقاهرة.
ـ[محمد نصيف]ــــــــ[22 Jun 2009, 05:55 م]ـ
1 - فتح الجليل على العبد الذليل، السيوطي، والكتاب - لمن لا يعرفه استخراج لأكثر من مائة نكتة بلاغية من آية قرآنية واحدة هي: (الله ولى الذين ءامنوا يخرجهم ... )
2 - سبب الاختيار: أنه يعد تطبيقا شاملا للبلاغة في القرآن،كما أنه يجلي مسألة الإعجاز البلاغي عملياً.
3 - المدة المتوقعة لشرحه: عشرة مجالس.
4 - ذكر أفضل طبعاته: طبعة مؤسسة الريان،بتحقيق: د - محمد رفعت زنجير.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن مزهر]ــــــــ[22 Jun 2009, 08:20 م]ـ
هذه بادرة خير أسأل الله أن أثرها قريبا على الواقع. ومقدمات المفسرين كابن جزي وابن عاشور وغيرها من أفضل مايمكن أن يفيدنا, مع النظر في تطبيقات المفسر لها في كتابه وهذا أمر سيفتح للطالب في التعرف على مناهج المفسرين وكيفية تعاملهم مع النص القرآني. وأرجو أن نرى اهتماما بالعلوم التي أضحت كالمعدومة خاصة عندنا في السعودية_أعني تدريسها في المساجد_كعلم الرسم والضبط والعد. ختاماً: رائية الخاقاني نظم رائع يستحق أن يشرح ويكفيه تقريبا سبعة أيام.
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[07 Jun 2010, 12:53 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً.
مما يمكن أن يضاف من الكتب الجديرة بالشرح والمدارسة مع طلاب العلم كتاب (الفوز الكبير في أصول التفسير) للدهلوي، لكونه من كتب أصول التفسير التي لا يعرفها كثير من الدارسين، وقد يستغرق شرحه ست ساعات.
وكثير من مقدمات التفاسير جديرة بالمدارسة، وقد قام الدكتور مساعد الطيار بشرح عدد من مقدمات التفاسير مثل تفسير الطبري وتفسير ابن جزي الكلبي وتفسير الراغب الأصفهاني وتفسير ابن عاشور. جزاه الله خيراً.
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[07 Jun 2010, 08:11 ص]ـ
أقترح مواقع العلوم للبلقيني كما ذكر الدكتور فهد.
والشارح يضيف في شرحه ما يحسن من المباحث والمسائل المهمة التي فاتته ويحسن بطالب العلم معرفتها.
وهو هنا لمن أراد تصفح موضوعاته
(مواقع العلوم) ( http://www.afaqattaiseer.com/vb/forumdisplay.php?f=192)
ـ[إبراهيم الفقيه]ــــــــ[07 Jun 2010, 02:56 م]ـ
أقترح هذه الكتب:
1 - أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
بالنسبة للمدة المدرس أدرى بالوقت.
2 - القول المنير في علم أصول التفسير للقرآن الكريم إسماعيل عثمان زين اليمني المكي.
3 - منظومة الزمزمي.
3 - الأرجوزة المنبهة لأبي عمرو الداني وقد شرحتها وهي في طريقها إلى الطبع نسأل الله أن ينفع بها.
ـ[ماجد مسفر العتيبي]ــــــــ[09 Jun 2010, 07:56 م]ـ
اشارك الاخت فضيلة اقتراح كتاب (التبيان في آدب حملة القرآن) للامام النووي رحمه الله تعالى للاسباب التالية:
1 - كونه كتاب يهمنا معشر المبتدئين.
2 - ليس له شرح حسب علمي على قيمته.
3 - كونه المتن يسهل على الجميع الحصول عليه ..
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[10 Jun 2010, 01:04 ص]ـ
أقترح: الفصول التي خصصها (البيهقي) في شعب الإيمان عن القرآن.
وسبب الاختيار:
1ـ ليس في مظان البحث.
2ـ السند الحديثي.
ـ[عبدالرحمن الرحيلي]ــــــــ[10 Jun 2010, 03:24 م]ـ
حقيقة كتاب فضيلة الشيخ الدكتور / مساعد الطيار وفقه الله جدير بالدراسة.
فصول في أصول التفسير؛ لإلمامه بأكثر أبواب التفسير والتي لا يستغني عنها طالب علم عموما ومن تخصصه في التفسير خصوصاً.(/)
أبناؤنا بين ضبط التلاوة وضبط السلوك
ـ[إيمان]ــــــــ[17 Aug 2007, 11:46 ص]ـ
يسر اللجنة العلمية بجامع خالد بن الوليد بجدة بالتعاون مع مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالعزيزية دعوتكم لحضور محاضرة لفضيلة الدكتور: ناصر العمر:
(أبناؤنا بين ضبط التلاوة وضبط السلوك)
الجمعة (4/ 8)، الموقع: حي البساتين، شمال غرب الصالة الملكية ......................(/)
أو جه التناسب بين قصار السور , لشيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله .. !!
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[17 Aug 2007, 11:48 م]ـ
قال ابن تيمية رحمة الله عليه:
فصل
السور القصار فى أواخر المصحف متناسبة فسورة إقرأ هي أول ما نزل من القرآن و لهذا إفتتحت بالأمر بالقراءة و ختمت بالأمر بالسجود و وسطت بالصلاة التى أفضل أقوالها و أولها بعد التحريم هو القراءة و أفضل أفعالها و آخرها قبل التحليل هو السجود و لهذا لما أمر بأن يقرأ أنزل عليه بعدها المدثر لأجل التبليغ فقيل له قم فأنذر فبالأولى صار نبيا و بالثانية صار رسولا و لهذا خوطب بالمتدثر و هو المتدفئ من برد الرعب و الفزع الحاصل بعظمة ما دهمه لما رجع إلى خديجة ترجف بوادره و قال دثرونى دثرونى فكأنه نهي عن الإستدفاء و أمر بالقيام للإنذار كما خوطب فى المزمل و هو المتلفف للنوم لما أمر بالقيام إلى الصلاة فلما أمر فى هذه السورة بالقراءة ذكر فى التى تليها نزول القرآن ليلة القدر و ذكر فيها تنزل الملائكة و الروح و فى المعارج عروج الملائكة و الروح و فى النبأ قيام الملائكة و الروح فذكر الصعود و النزول و القيام ثم فى التى تليها تلاوته على المنذرين حيث قال يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة فهذه السورالثلاث منتظمة للقرآن أمرا به و ذكرا لنزوله و لتلاوة الرسول له على المنذرين ثم سورة الزلزلة و العاديات و القارعة و التكاثر متضمنه لذكر اليوم الآخر و ما فيه من الثواب و العقاب و كل و احد من القرآن و اليوم الآخر قيل هو النبأ العظيم
ثم سورة العصر و الهمزة و الفيل و لإيلاف و أرأيت و الكوثر و الكافرون و النصر و تبت متضمنة لذكر الأعمال حسنها و سيئها وإن كان لكل سورة خاصة
و أما سورة الإخلاص و المعوذتان ففي الإخلاص الثناء على الله و في المعوذتين دعاء العبد ربه ليعيذه و الثناء مقرون بالدعاء كما قرن بينهما في أم القرآن المقسومة بين الرب و العبد نصفها ثناء للرب و نصفها دعاء للعبد و المناسبة فى ذلك ظاهرة فإن أول الإيمان بالرسول الإيمان بما جاء به من الرسالة و هو القرآن ثم الإيمان بمقصود ذلك و غايته و هو ما ينتهي الأمر إليه من النعيم و العذاب و هو الجزاء ثم معرفة طريق المقصود و سببه و هو الأعمال خيرها ليفعل و شرها ليترك ثم ختم المصحف بحقيقة الإيمان و هو ذكر الله و دعاؤه كما بنيت عليه أم القرآن فإن حقيقة الإنسان المعنوية هو المنطق و المنطق قسمان خبر و إنشاء و أفضل الخبر و أنفعه و أوجبه ما كان خبرا عن الله كنصف الفاتحة و سورة الإخلاص و أفضل الإنشاء الذي هو الطلب و أنفعه و أوجبه ما كان طلبا من الله كالنصف الثانى من الفاتحة و المعوذتين
الفتاوى:16/ 477
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[18 Aug 2007, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخ محمود على هذه الفائد الجميلة وبارك الله فيك
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Aug 2007, 11:08 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[باحثة اسلامية]ــــــــ[24 Aug 2007, 11:18 ص]ـ
أكرمك الله يا أخ محمود
من الواضح اهتمامك بعلم المناسبات القرآنية وأرجوا أن تعلمنى ببعض الكتب الآخرى التى اطلعت عليها وتتحدث عن علم المناسبة ـ إن وجد ـ وليست الأمهات التى فسرت القرآن بالمناسبات مثل البقاعى، والرازى، وسيد قطب. لا ولكن الكتب الحديثة مثل بلاغة تصريف القول فى القرأن، النبأ العظيم ...... وما شابه ذلك. مع ذكر دار النشر حتى يتثنى لى شرائها.
وجزاك الله خيراً(/)
عاجل: سؤال عن (الميزان في تفسير القرآن) للطبطبائي
ـ[أحمد عطا عمر]ــــــــ[17 Aug 2007, 11:48 م]ـ
أريد تعريفا بكتاب:
الميزان في تفسير القرآن
للسيد محمد حسين الطباطبائي
وشكرا سلفا
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Aug 2007, 10:07 ص]ـ
الحمد لله، و بعد ...
أستاذنا الفاضل إليكم هذا الكتاب النافع الماتع؛ ففيه خير كثير ...
اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، أ. د.فهد بن عبد الرحمن الرومي، الطبعة1، سنة1407ه.
و هنيئا لكم أجر عناء البحث، سلفا.
و دمتم في حفظ الله!
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[18 Aug 2007, 10:51 ص]ـ
أخي وصديقي وزميلي أحمد
لو ذهبت إلى قاعة الرسائل في مكتبة الجامعة الأردنية ستجد رسالتين فيهما الفائدة إن شاء الله:
الأولى: تفسير محمد حسين الطباطبائي: الميزان في تفسير القرآن - دراسة منهجية ونقدية
إعداد: يوسف سليم إبراهيم الفقير
رسالة جامعية (ماجستير) - الجامعة الأردنية، 1994.
رقم التصنيف: 212 يوس
الثانية: التفسير والمفسرون عند الشيعة: تفاسير الاثني عشرية
إعداد: عادل نور علي
رسالة جامعية (دكتوراه) - جامعة القديس يوسف، 1998.
رقم التصنيف: 212.092 عاد
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[21 Aug 2007, 07:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أختي الفاضلة النجدية على ما ألهمك الله عز وجل من توجيه
وبارك الله خطاك في بذل النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة وكتب التفسير
عندنا كثير من فضل الله تبارك وتعالى وفي ابن كثير والقرطبي ما يثلج الصدر
ويوضح الأمر ويجلو الغمة ويشحذ الهمة ويوجه الوجهة الصحيحة.
ـ[زهير هاشم ريالات]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:35 ص]ـ
الأخ أبا الخير حفظه الله
سؤال أخينا وزميلنا -في برنامج دكتوراه التفسير وعلوم القرآن/ جامعة اليرموك- كان لأغراض بحثية وعلمية، وهو لا يخفى عليه أن كتب أهل السنة هي مصادرنا الوحيدة للعلم، ولا يجوز لنا اعتماد كتب الرافضة في فهمنا لكتاب الله.
كما أن أختنا النجدية أشارت عليه بكتاب شيخنا الرومي حفظه الله؛ لاشتماله على كلام طيب عن تفسير الميزان.
والله أعلم.(/)
سؤال عن معنى (عسى) في: (توبوا إلى الله توبةً نصوحاً عسى ربكم .. الآية)
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[18 Aug 2007, 01:51 ص]ـ
يقول الحق تبارك وتعالى " ياايها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ...... الايه "
ما دامت التوبة نصوح فلماذا يأتي التعبير القرآني ب " عسى "
ومثلها " لعلكم تفلحون " في ايات اخرى لماذا لا يكون الفلاح يأتي بصيغة التأكيد على ان الايات تشترط التوبة النصوح
وهي إن تحققت كانت مقبولة كما اخبر هو سبحانه وتعالي بذلك.
" ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب "
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[18 Aug 2007, 04:48 ص]ـ
قال ابن عاشور – رحمه الله – في "التحرير والتنوير " (28/ 369):
" والرجاء المستفاد من فعل (عسى) مستعمل في الوعد الصادر عن المتفضل على طريقة الاستعارة وذلك التائب لا حق له في أن يعفى عنه ما اقترفه لأن العصيان قد حصل وإنما التوبة عزم على عدم العودة إلى الذنب ولكن ما لصاحبها من الندم والخوف الذي بعث على العزم دل على زكاء النفس فجعل الله جزاءه أن يمحو عنه ما سلف من الذنوب تفضلاً من الله فذلك معنى الرجاء المستفاد من (عسى). " اهـ
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[26 Aug 2007, 10:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عمار الخطيب
وحبذا لو اكملت لنا الجزء المتبقي من قوله تعالى " لعلكم تفلحون "
مع جزيل الشكر والإمتنان
ـ[محمد كالو]ــــــــ[01 Sep 2007, 09:21 ص]ـ
قال الآلوسي في روح المعاني عند قوله تعالى:
{عَسَى? رَبُّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سَيّئَـ?تِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـ?تٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار}
قيل: المراد أنه عز وجل يفعل ذلك لكن جيء بصيغة الأطماع للجري على عادة الملوك فإنهم إذا أرادوا فعلاً قالوا: {عَسَى} أن نفعل كذا، والإشعار بأن ذلك تفضل منه سبحانه والتوبة غير موجبة له، وإن العبد ينبغي أن يكون بين خوف ورجاء. اهـ
أما بشأن (لعلكم تفلحون) فلعلك تستفيد مما سأنقله لك من تفسير القرطبي بشأن: (لعلكم) في قوله تعالى:
{يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون} البقرة: 21.
قوله تعالى: "لعلكم تتقون" "لعل" متصلة باعبدوا لا بخلقكم، لأن من ذرأه الله لجهنم لم يخلقه ليتقي. وهذا وما كان مثله فيما ورد في كلام الله تعالى من قوله: "لعلكم تعقلون، لعلكم تشكرون، لعلكم تذكرون، لعلكم تهتدون" فيه ثلاث تأويلات:
الأول: أن "لعل" على بابها من الترجي والتوقع، والترجي والتوقع إنما هو في حيز البشر، فكأنه قيل لهم: افعلوا ذلك على الرجاء منكم والطمع أن تعقلوا وأن تذكروا وأن تتقوا. هذا قول سيبويه ورؤساء اللسان قال سيبويه في قوله عز وجل: "اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" [طه: 43 - 44] قال معناه: اذهبا على طمعكما ورجائكما أن يتذكر أو يخشى. واختار هذا القول أبو المعالي.
الثاني: أن العرب استعملت "لعل" مجردة من الشك بمعنى لام كي. فالمعنى لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا، وعلى ذلك يدل قول الشاعر:
وقلتم لنا كفوا الحروب لعلنا نكف ووثقتم لنا كل موثق
فلما كففنا الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الملا متألق
المعنى: كفوا الحروب لنكف، ولو كانت "لعل" هنا شكاً لم يوثقوا لهم كل موثق، وهذا القول عن قطرب والطبري.
الثالث: أن تكون "لعل" بمعنى التعرض للشيء، كأنه قيل: افعلوا متعرضين لأن تعقلوا، أو لأن تذكروا أو لأن تتقوا. والمعنى في قوله "لعلكم تتقون" أي لعلكم أن تجعلوا بقبول ما أمركم الله به وقاية بينكم وبين النار. اهـ
والله تعالى أعلم.
ـ[الجعفري]ــــــــ[01 Sep 2007, 09:51 م]ـ
مما أذكره في مثل هذه الآيات: عسى ربكم، لعلكم تفلحون، لعلكم تتقون ... ونحوها: عسى ولعل في كلام الله واجبة فليست للترجي كما في كلام البشر بل فضل من الله أوجبه على نفسه سبحانه.
وبالتأمل في الآيات تعرف ذلك.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:13 م]ـ
إن قوله تعالى عسى ربكم، لعلكم تفلحون، لعلكم تتقون ... ونحوها - كما ذكر الأخ الجعفري بارك الله في الجميع
هي من الله واجبة وهي مثل قوله تعالى ((قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين ... )) الآية وقوله ((قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا ... ))
فعلم الله متحقق وواقع ولا يشك في ذلك إلا مرتاب.
والله أعلم
ـ[أبو المنذر]ــــــــ[05 Sep 2007, 06:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا واجزل لكم المثوبه إخواني الكرام
اللهم فقهنا فالدين وعلمنا التأويل
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Sep 2007, 02:07 م]ـ
ان كانت لعل للوجوب فى كلام الله فهل تذكر فرعون أو خشى " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "؟! اذن هى من جملة الأمر لهما أن تكون نيتهما وقصدهما ورجاءهما أن يتذكر ولعل المحاورة التى دارت بينه وبين الكليم أوضحت كم كان قول الكليم لينا ولم يدخل فى جدال وذكره بنعم الله وما يرجى منه تحقق الخشيه
وفيما نقله الأخ عن القرطبى كثير فائدة.ورأى سيبويه فى آية "اذهبا الى فرعون "أرى أنه صحيح ,ولكن ليس فى القرآن مايدلل به على مذهبهم الثانى "أنها بمعنى لام كى"
وربما بقى رأي أنها دعوة للمداومة والاستمرار فلا تستكثر طاعة ولا تستحقر معصية وأيضا لا تمل ولاتمن ولاتقنط ولا تيأس .. فهى مثابره ومجاهدة. فهى أفادت أنه متصل يتواصل فعل العبد عليه ذاهبا الى ربه جل وعلى وكل منا له درجة يصلها
والنموذج العملى فيما قاله الكليم لفرعون ,وانظر اللينفى قول الكليم "وانى لأظنك يا فرعون مثبورا"فلم يقل له انى متأكد أو ماشابه وبل مازال عند حدود القول اللين ,اذن لعل أفادت الدوام على الأمر ودوام الرجاء.والله أعلم
ويبقى سؤال عن المغفرة وتكفير الذنب وهل أيهما يكون فى الدنيا. فلو أن مفسدا أفسد مثلا تسبب فى تلوث بيئته ثم تاب عن الفعل المسبب لهذا فهل يمحو الله ما أفسده.؟ وكذلك معاقر خمر كاد أن يمرض بسبها ثم تاب هل يمحى مرضه؟ وهو هو نفس الشيء بالنسبه للمعاصى فالذنب ينكت نكتة سوداء فى القلب فهل تمحوها التوبة وما يسمى هذا المحو:كفر الله ذنبه أم غفره أم عفا عنه أم بدله حسنات؟ وجزاكم الله خيرا
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Sep 2007, 01:05 م]ـ
بلنسبة ل (عسى ولعلَّ) فمن الخطإ ما يطلقه بعض العلماء وطلبة العلم من أنها واجبة التحقق في كلام الله تعالى, لكنَّ الصحيح - والعلم عند الله تعالى - أن يفرق بينهما فيقال:
إن (لعل) لا تعني في كلام الله تعالى وجوب التحقق, واستُدل على ذلك بما أورده أخونا الفاضل: مصطفى سعيد من أن فرعون لم يتذكر ولم يخشَ والله قال (لعله يتذكر أو يخشى) ويضاف إليه أن الله قال لنبيه: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} فلم يتفكر كثير من الناس بهذا الإنزال بل أعمى الله أبصارهم وبصائرهم جل جلاله, وقال تعالى {ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون} ولم تغنِ تلك الأمثلة شيئا عن فئام من خلق الله بل لم يعوها ولم تنتفع أسماعهم بضربها لهم وقال تعالى {وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون} وما رجع قوم موسى عن كفرهم إلى غير ذلك من نظائر هذه الآيات في القرآن, وهذا لا ينفي وجوب التحقق في بعض المواضع كقول الله تعالى (وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) ولا ريب أن من آمن ابلله تعالى واستجاب له فقد رشد واهتدى لا محالة.
أما عسى فلا يتخلف-فيما أعلم - كونها متحققة الوقوع وواجبتَه في القرآن الكريم ولا يتخلف ذلك في مواردها في القرآن, وهنا نكتة أشار لها صاحب {زاد المسلم فيما اتفق عليه البخارى ومسلم} الإمام محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطي في مقدمة كتابه عند قول كلامه عن طبقات الصحابة وحديثه عن أهل بدر وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر (وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر .. ) الحديث
إذ يقول ما معناه-وأرجو الرجوع لكلام الشيخ هناك نظراً لبعدي عنه زمناً ومكاناً فربما داخل نقلي عنه وهمٌ أو نسيان-:إن سبب التفريق بين لعل وعسى وجعل عسى متحققة الوقوع ولعل غير متحققة الوقوع أن لعل لم تجء مضافة إلى الله في القرآن (لعل الله) بل تضاف دائما إلى الخلق (لعله - لعلهم - لعلكم - لعلنا) , وعسى على العكس من ذلك لا تضاف إلا إلى الله (عسى ربكم أن يرحمكم - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة - عسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء -عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا -) أو تجرد من الإضافة كلياً (عسى أن يكون قريباً).
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
ـ[محمد كالو]ــــــــ[07 Sep 2007, 02:23 م]ـ
بلنسبة ل (عسى ولعلَّ) فمن الخطإ ما يطلقه بعض العلماء وطلبة العلم من أنها واجبة التحقق في كلام الله تعالى, لكنَّ الصحيح - والعلم عند الله تعالى - أن يفرق بينهما فيقال:
إن (لعل) لا تعني في كلام الله تعالى وجوب التحقق
أما عسى فلا يتخلف-فيما أعلم - كونها متحققة الوقوع وواجبتَه في القرآن الكريم ولا يتخلف ذلك في مواردها في القرآن
:إن سبب التفريق بين لعل وعسى وجعل عسى متحققة الوقوع ولعل غير متحققة الوقوع أن لعل لم تجء مضافة إلى الله في القرآن (لعل الله) بل تضاف دائما إلى الخلق (لعله - لعلهم - لعلكم - لعلنا) , وعسى على العكس من ذلك لا تضاف إلا إلى الله (عسى ربكم أن يرحمكم - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة - عسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حسباناً من السماء -عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا -) أو تجرد من الإضافة كلياً (عسى أن يكون قريباً).
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
بل جاءت لعل مضافة إلى الله أخي في قوله تعالى:
(يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً) الطلاق:1
فما توجيه الآية إذن؟؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[07 Sep 2007, 04:17 م]ـ
(يُتْبَعُ)
(/)
بارك الله فيك يا شيخ محمد على هذا التذكير فهذا الموضع غاب عني تماماً , وهو الوحيد في القرآن ولا تنافي بينه وبين ما ذُكر ويقال إذاً الأغلب إضافة (لعل) إلى المخلوقين, وحتى في هذا الموضع أيضاً فليست متحققة الوقوع لأن الأمر هنا هو الرغبة في مراجعة الزوج وترك عزيمة فراقها , وهذا غير متحقق دائماً, لأن هناك من يراجع وهناك من يفارق إلى أبد, وكل خطإ يرد على ما كتبتُ فهو علي لا على من نقلتُ عنه لبعدي عن المصدر كما سبق وأشرت إلى ذلك, والله تعالى أعلم وشكر الله لكم ..
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[09 Sep 2007, 08:23 ص]ـ
أولاً: أستغفر الله ربي وأتوب إليه وأعتذر لإخوتي الأعضاء والقراء عما حصل مني من وهمٍ فيما كتبتُ سابقاً في النقل عن الإمام محمد حبيب الله بن مايابى الشنقيطيصاحب زاد المسلم , والحقيقة أن الكلام ليس له بل لأخيه الإمام محمد الخضر بن مايابى الشنقيطي – رحم الله الجميع-
و (عسى) أن يشفع لي كون الكتابين أخوين والمؤلفين رحمهما الله كذلك , فأخوة الكتابين في كون زاد المسلم شرحاً للمتفق عليه عند البخاري ومسلم وكوثر المعاني الدراري هو في كشف خبايا صحيح البخاري فقط, أما أخوة الإمامين المؤلفين فنسبية ظاهرة, والعبرة بالفائدة المنشودة من النقل عن أي منهما.
قال: الإمام المحدث العلامة محمد الخضر الجكني الشنقيطي في كتابه كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري مانصه:
(فرق السهيلي بين الترجي في كلام الله تعالى ب (لعل) و (عسى) فقال:
إن الترجي بعسى واجب الوقوع وب (لعل) ليس كذلك , ونصُّه عند الكلام على آية (عسى الله أن يتوب عليهم) في توبة أبي لبابة في غزوة بني قريظة.
فإن قيل: إن القرآن نزل بلسان عربي مبين وليست عسى في كلام العرب بخبر ولا تقتضي وجوباً, فكيف تكون واجبةً في القرآن وليس بخارج عن كلام العرب .. ؟
وأيضاً فإن (لعل) تعطي معنى الترجي وليست من الله واجبة فقد قال في سورة إبراهيم (لعلهم يشكرون) فلم يشكروا, وقال في (لعله يتذكر أو يخشى) طه, فلم يتذكر ولم يخشفما الفرق بين لعل وعسى حتى صارت عسى واجبة.؟
قلنا: (لعل) تعطي الترجي وذلك الترجي مصروف إلى الخلق , وعسى مثلها في الترجي وتزيد عليها بالمقاربة , ولذلك قال: (عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً) ومعنى الترجي مع الخبر بالقرب كأنه قال: قرُب أن يبعثك ربك مقاماً محموداً, فالترجي مصروف إلى العبد كما في (لعل) ,والخبر عن القرب والمقاربة مصروف إلى الله تعالى وخبره الحق ووعده حتم فما تضمنه من الخبر فهو الواجب دون الترجي الذي هو محال على الله تعالى ومصروف إلى العبد , وليس في-لعل – من تضمن الخبر مثلما في عسى فمن ثَم كانت – عسى – واجبة الوقوع إذا تكلم ولم تكن – لعل – كذلك.
قال الشيخ محمد الخضر: وهو كلام تشد له الرحال مبين عدم الإطلاق الوارد من العلماء في كون الترجي في كلام الله تعالى للوقوع, فإنه بين اختصاص ذلك بعسى دون لعل وأظهرَ الفرق الواضح.(/)
سؤال في سورة يوسف عليه السلام
ـ[شعلة2]ــــــــ[18 Aug 2007, 03:51 م]ـ
قال تعالى: [نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ]
سؤالي هو:
هل قصة يوسف -عليه السلام- أحسن قصص القرآن، أي: أحسن من قصة موسى، وهود ...... وغيرهم عليهم السلام؟؟ [/
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[18 Aug 2007, 05:11 م]ـ
هذا كلام نفيس جداً لشيخ الإسلام حول هذا الموضوع لكنه يحتاج قراءةً متأنيةً جداً لإدراكه وتصوره , رحم الله الشيخ وجزاه خيراً
يقول عليه رحمة الله:
(وقوله نحن نقص عليك أحسن القصص بالفتح لم يقل أحسن القصص بالكسر و لكن بعض الناس ظنوا أن المراد أحسن القصص بالكسر وأن تلك القصة قصة يوسف وذكر هذا طائفة من المفسرين , ثم ذكروا لم سميت أحسن القصص .. ؟
فقيل لأنه ليس فى القرآن قصة تتضمن من العبر والحكم والنكت ما تتضمن هذه القصة.
وقيل لإمتداد الأوقات بين مبتدأها ومنتهاها.
وقيل لحسن محاورة يوسف وإخوته وصبره على أذاهم وإغضائه عن ذكر ما تعاطوه عند اللقاء وكرمه في العفو.
و قيل لأن فيها ذكر الأنبياء والصالحين والملائكة والشياطين و الإنس والجن والأنعام والطير وسير الملوك والمماليك والتجار والعلماء والجهال والرجال والنساء ومكرهن وحيلهن وفيها ايضا ذكر التوحيد والفقه والسير وتعبير الرؤيا والسياسة والمعاشرة وتدبير المعاش فصارت أحسن القصص لما فيها من المعانى والفوائد التى تصلح للدين والدنيا.
وقيل فيه ذكر الحبيب والمحبوب.
وقيل أحسن بمعنى أعجب ,والذين يجعلون قصة يوسف أحسن القصص منهم من يعلم أن القصص بالفتح هو النبأ و الخبر ويقولون هي أحسن الأخبار والأنباء و كثير منهم يظن أن المراد أحسن القصص بالكسر وهؤلاء جهال بالعربية وكلا القولين خطأ.
وليس المراد بقوله أحسن القصص قصة يوسف وحدها بل هي مما قصه الله ومما يدخل فى أحسن القصص ولهذ قال تعالى فى آخر السورة {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين لقد كان فى قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} فبين أن العبرة فى قصص المرسلين وأمر بالنظر فى عاقبة من كذبهم وعاقبتهم بالنصر.
ومن المعلوم أن قصة موسى وما جرى له مع فرعون وغيره أعظم وأشرف من قصة يوسف بكثير كثير ولهذا هي أعظم قصص الأنبياء التى تذكر في القرآن ثناها الله أكثر من غيرها و بسطها وطولها أكثر من غيرها بل قصص سائر الأنبياء كنوح وهود وصالح وشعيب وغيرهم من المرسلين أعظم من قصة يوسف و لهذا ثنى الله تلك القصص فى القرآن ولم يثن قصة يوسف وذلك لأن الذين عادوا يوسف لم يعادوه على الدين بل عادوه عداوة دنيوية و حسدوه على محبة أبيه له و ظلموه فصبر واتقى الله وإبتلي صلوات الله عليه بمن ظلمه وبمن دعاه إلى الفاحشة فصبر وإتقى الله في هذا وفي هذا وإبتلى أيضا بالملك فإبتلى بالسراء والضراء فصبر وإتقى الله في هذا وهذا فكانت قصته من أحسن القصص وهي أحسن من القصص التى لم تقص فى القرآن فإن الناس قد يظلمون ويحسدون ويدعون إلى الفاحشة ويبتلون بالملك لكن ليس من لم يذكر فى القرآن ممن إتقى الله و صبر مثل يوسف ولا فيهم من كانت عاقبته أحسن العواقب في الدنيا والآخرة مثل يوسف ,وهذا كما أن قصة أهل الكهف و قصة ذي القرنين كل منهما هي فى جنسها أحسن من غيرها فقصة ذي القرنين أحسن قصص الملوك وقصة أهل الكهف أحسن قصص أولياء الله الذين كانوا في زمن الفترة
(يُتْبَعُ)
(/)
فقوله تعالى نحن نقص عليك أحسن القصص يتناول كل ما قصه فى كتابه فهو أحسن مما لم يقصه ليس المراد أن قصة يوسف أحسن ما قص في القرآن وأين ما جرى ليوسف مما جرى لموسى ونوح وإبراهيم وغيرهم من الرسل وأين ما عودى أولئك مما عودى فيه يوسف وأين فضل أولئك عند الله وعلو درجتهم من يوسف صلوات الله عليهم أجمعين وأين نصر أولئك من نصر يوسف فإن يوسف كما قال الله تعالى وكذلك مكنا ليوسف فى الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين و أذل الله الذين ظلموه ثم تابوا فكان فيها من العبرة أن المظلوم المحسود إذا صبر و إتقى الله كانت له العاقبة و أن الظالم الحاسد قد يتوب الله عليه و يعفو عنه و أن المظلوم ينبغي له العفو عن ظالمه إذا قدر عليه.
وبهذا إعتبر النبى صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة لما قام على باب الكعبة وقد أذل الله له الذين عادوه وحاربوه من الطلقاء فقال ماذا أنتم قائلون فقالوا نقول أخ كريم وإبن عم كريم فقال إني قائل لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين و كذلك عائشة لما ظلمت وافتري عليها وقيل لها إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فقالت في كلامها أقول كما قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ففي قصة يوسف أنواع من العبرة للمظلوم والمحسود والمبتلى بدواعى الفواحش و الذنوب وغير ذلك
لكن أين قصة نوح وإبراهيم وموسى والمسيح ونحوهم ممن كانت قصته أنه دعا الخلق إلى عبادة الله و حده لا شريك له فكذبوه وآذوه وآذوا من آمن به فإن هؤلاء أوذوا إختيارا منهم لعبادة الله فعودوا وأوذوا فى محبة الله وعبادته بإختيارهم فإنهم لولا إيمانهم ودعوتهم الخلق إلى عبادة الله لما أوذوا وهذا بخلاف من أوذي بغير إختياره كما أخذ يوسف من أبيه بغير إختياره ولهذا كانت محنة يوسف بالنسوة وإمرأة العزيز وإختياره السجن على معصية الله أعظم من إيمانه ودرجته عند الله و أجره من صبره على ظلم إخوته له ولهذا يعظم يوسف بهذا أعظم مما يعظم بذلك ولهذا قال تعالى فيه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) مجموع الفتاوى الجزء17 من صفحة 19 إلى صفحة 24
ثم قال -عليه رحمة الله- بعد بسط وترجيح لإعراب لفظ أحسن عند اللغويين في صفحة 39:
(والمقصود هنا أن قوله تعالى نحن نقص عليك أحسن لقصص المراد الكلام الذي هو أحسن القصص وهو عام في كل ما قصه الله لم يخص به سورة يوسف و لهذا قال بما أوحينا إليك هذ القرآن و لم يقل بما أوحينا إليك هذه السورة والآثار المأثورة فى ذلك عن السلف تدل كلها على ذلك وعلى أنهم كانوا يعتقدون أن القرآن أفضل من سائر الكتب وهو المراد والمراد من هذا حاصل على كل تقدير فسواء كان أحسن القصص مصدر أو مفعولا أو جامعا للأمرين فهو يدل على أن القرآن وما في القرآن من القصص أحسن من غيره فإنا قد ذكرنا أنهما متلازمان فأيهما كان أحسن كان الآخر أحسن فتبين أن قوله تعالى أحسن القصص كقوله الله نزل أحسن الحديث والاثار السلفية تدل على ذلك
والسلف كانوا مقرين بأن القرآن أحسن الحديث و أحسن القصص كما أنه المهيمن على ما بين يديه من كتب السماء)
ـ[محب القراءات]ــــــــ[18 Aug 2007, 05:56 م]ـ
جزى الله خيرا الأخ محمود على هذا النقل القيم لكلام شيخ الاسلام
ـ[شعلة2]ــــــــ[19 Aug 2007, 12:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا/ محمود، وزادكم علما وفهما، وبارك الله فيكم وفي ذريتكم ...... آمين آمين بالتخفيف والتثقيل والمد والقصر
ـ[أحمد الفالح]ــــــــ[19 Aug 2007, 01:35 ص]ـ
إجابة شافية لا حرمك الله الأجر ياشيخ محمود ....(/)
إمام التفسير في زمانه
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[18 Aug 2007, 10:40 م]ـ
هو طالب في في العقد الثاني من حياته أو أقل بقليل ..
أعرفه وأعرف همته وذكاءه .. قريباً تخرج من الثانوية العامة .. هل تعرف ما طموحه؟
إمام التفسير في زمانه
بدأ لوحده أول الطريق منذ أشهر مضت تقارب السنة .. ألححت عليه بأن يرتبط مع أحد المشائخ لا سيما أن مدينتنا ولله الحمد مليئة بهم .. وافق وحضر مع أحدهم دروسه في المسجد .. وبعدفترة بدأ بدروس خاصة مع شيخ فاضل آخر ..
لم تقل همته بل تزيد
أسأله مراراً هل وضعت لك خطة؟ فيقول لا
ألم يضع لك شيخك خطه؟ فيقول لا
لا يخفاكم طبعاً أهمية رسم الخطة وأنا أريد أن أساعده .. عندها فكرت أن تشاركوني في مساعدته يا أهل التخصص فأنتم أهل ذلك .. ولكم جزيل الشكر.
من أراد المساعدة أرجوا أن يهتم بأركان الخطة وعناصرها. وألا يهملها.
بوركتم ..
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[22 Aug 2007, 01:04 ص]ـ
لا شك أن هذا مطلب الكثيرين من طلبة العلم المعنيين بتفسير القرآن، وفي الحق إن هذا الموضوع جدير بكتابة رسالة أو كتاب قائم برأسه لشرح خطة علمية مدروسة لطالب العلم الذي يرغب الترقي في مدارج التفسير حتى يبلغ نهايته على وجه يقارب الكمال فيه ليكون للناس إماماً في هذا العلم الذي ركدت في هذا الزمان رِيحُهُ، وخَبَتْ مصابيحه، ولم يعد يقوم به في الناس إلا القليل. وإني قد سمت همتي للكتابة في هذا لكثرة السائلين فكتبت ما يقارب الأربعين صفحة، ثم فترت عن إتمامه طلباً للكمال أو ما يقاربه، وعسى الله أن يوفق الله لإكماله وطرحه بين يدي طلبة العلم لتتميم نقصه، وإقامة اعوجاجه، مع تباين أنظار طلبة العلم في هذا الأمر.
أسأل الله أن يهيء لصاحبك الرشد، وأن يوفقه للسداد وكل من يريد لهذه الأمة الخير والسؤدد.
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[22 Aug 2007, 02:34 ص]ـ
هلم يا شيخنا فلو طرحته قبل إتمامه لانتفع به الجميع ثم يكون تنقيحه بعد مرور الأعضاء عليه، وأظن هذا أفضل لك ولنا
حفظك الله ونفعنا بك
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[22 Aug 2007, 09:19 ص]ـ
أسأل الله أن يحقق أمنية هذا الشاب الطموح، وأن ييسر له سبل النجاح، فإن مثل هذه الأماني في مثل هذه المرحلة تدعو إلى السرور، إذ إن تفكير شاب في مقتبل العمر بهذه الفكرة لهو خير كبير إن شاء الله، فأسأل الله أن يجنبه العجب والرياء وأن يجنبه أهل التحطيم الذين لايرون في غيرهم إلا ما يرونه من أنفسهم من فتور الهمة، والعجز عن الوصول إلى القمة.
وإني لابانتظار لطرح أبي عبد الله في هذا الجانب، لكن من باب المشاركة في ذلك أقول:
أولاً: يحسن بمن يطلب علم التفسير أن يعتمد متنًا مختصرًا سهلاً يجعله له أصلاً يبني عليه ما بعده من قراءاته في التفسير أو الفوائد التي يراها في غيره مما هي منه.
ثانيًا: يحسن به ـ أيضًا ـ أن يختار كتابًا في غريب القرآن يجعله أصلاً له في هذا العلم، ويضيف معاني الألفاظ على التفسير الذي اعتمده ـ إذا لم تكن في هذا التفسير ـ ليكون معه التفسير اللفظي والتفسير الجملي سواء.
ثالثًا: إن مما يلزم من نزول القرآن بلغة العرب أن يكون المفسر عارفًا بهذه اللغة. والحاجة إلى علومها على أقسام، ومن أهمها هاهنا علم دلالة الألفاظ؛ لذا لابدَّ من القراءة في معاجم اللغة، وتتبع المفردات القرآنية فيها، وجمع الشواهد لها، ومن اخص الكتب التي يستفيد منها طالب علم التفسير كتاب (مقاييس اللغة) لابن فارس، لأنه يدله على المعنى الكلي الذي تعود إلى الألفاظ المستخدمة في لغة العرب، وهذا سيفيده كثيرًا في معرفة معاني المفردات.
رابعًا: من أهم ما يجب على طالب علم التفسير العناية بعلم السلف في التفسير، ويكون ذلك من وجوه:
الوجه الأول: احترام أقوالهم، والحرص على فقهها وتعلم ما فيها من دقيق العلم. وهذا لا يعني العصمة للواحد منهم، كما يفهم بعض من يطلع على مثل هذه العبارة، لكن الاستقراء دلَّ على أن لهم فقهًا وفهمًا أعمق وأعلى من فهم المتأخرين، ومن لم يتربَّ على احترام قولهم فإنه لا يكاد يُعنى بأقوالهم فضلاً عن أن يتفهَّمها ويستفيد منها.
الوجه الثاني: معرفة أسباب الاختلاف بينهم.
الوجه الثالث: معرفة أنواع الاختلاف.
الوجه الرابع: معرفة طريقتهم في التعبير عن التفسير.
الوجه الخامس: معرفة القواعد التي يمكن الترجيح بها بين أقوالهم.
خامسًا: إن ترتيب المعلومات ذهنيًا أمر مهم جدًا، والذي أريده في هذا المقام أن يميز طالب علم التفسير بين المعلومات المطروحة في كتب التفسير، فليس كل ما طرحه المفسرون هو من علم التفسير، ولا كل ما طرحوه هو مما يفيد القارئ على الدوام، بل هناك الغث والسمين؛ خصوصًا في كتب المتاخرين عن السلف.
وإن مما جعل علم التفسير صعبًا كثرة الزيادات عليه في كتب المتأخرين، حتى زعم بعضهم أن من لم يعرف علم البلاغة فإنه لا يعد مفسرًا، وشاهد خطأ هذا الزعم كتب التفسير من غابر الدهر، إذ لا يدخل في شرطه إلا القليل من كتب التفسير، وإنما الذي يحتاج علم البلاغة من أراد بيان إعجاز القرىن لا بيان معانيه.
ومما يلاحظ في بعض دروس التفسير التي طُرحت مكتوبة أو مسموعة أن مادة التفسير فيها غير واضحة، بل يغلب عليها العناية بمسائل التفسير أكثر من العناية بصلب التفسير، فترى الذي يفسر القرآن يشقق المسائل، ويذهب به في كل وادٍ حتى يضيع المعنى المراد بالآية في خضم هذه المسائل المحشودة، وإذا رحت تبحث عن المعنى من خلال هذا الحشد يكاد يخفى عليك.
وأقول: إن هذا المنهج ليس خطأً، بل هو مطلوب مرغوب، لكنه لا يصلح لتعليم التفسير، بل هو من الدروس الموسوعية التي يستفيد منها من درج في طلب العلم، لكن المؤسف أن بعض من يريد علم التفسير تراه يُعنى بمسائله ولا يُعنى بصلبه، فلا يكاد يوصل المعنى إذا هو شرح للناس، والحديث في هذه الملحوظة ذو شجون، ولعل فيما سيطرحه الإخوة من أفكار ما يفيد أيضًا، والحمد لله رب العالمين.
صبيحة 9: 8: 1428
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2007, 02:00 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
مطلب نبيل، وهمة قعساء ... زاده الله توفيقا.
الإمامة في شيءٍ هي أن يقصدك الناس، ولا يقصد الناس إلا من يرونه أفضلهم، فهي بهذا قمة سامقة تحتاج إلى مزيد علم وعمل مع توفيق الله تبارك وتعالى، وبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين.
أما إذا كان المراد هو مشاركة الروّاد، ومسايرة العارفين، والالتحاق بركب العلماء فحينئذ يختلف الحديث.
وقد أشار الشيخ مساعد -حفظه الله- إلى جملة مما تنال به هذه المنزلة، كما أن له في هذا الملتقى مشاركات في هذا الباب يفاد منها كثيرا.
ومن أحسن ما قرأت في هذا أيضا: رسالة كتبها الشيخ عصام العويّد بعنوان: (المراحل الثمان لطالب فهم القرآن)، حيث ذكر أن من أراد تفسير كتاب الله تعالى تفسيرا يتضح معه المعنى العظيم للآية فإنه يحتاج إلى تجاوز مراحل ثمانية:
"المرحلة الأولى: الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات، سواءً ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير.
المرحلة الثانية: إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصَّحيح للكلمة نفسها.
المرحلة الثالثة: معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات.
المرحلة الرابعة: معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها. (كدلالة الجملة الاسمية والفعلية، وأثر التقديم والتأخير ونحو ذلك)
المرحلة الخامسة: فهم دلالة السِّياق. (السباق واللحاق)
المرحلة السادسة: الإحاطة بالمقصود العام للسورة.
المرحلة السابعة: جمع الآيات الأخرى التي تنزَّلت في الموضوع نفسه من القرآن كلِّه، ليكتمل المعنى المراد للآية.
المرحلة الثامنة: العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير. (وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه) "
وقد قام الشيخ بشرح هذه المراحل وتبيينها والتمثيل عليها، وفيها فوائد جمّة ونصائح فريدة يُنصح بها.
ـ[الجعفري]ــــــــ[22 Aug 2007, 08:39 م]ـ
لقد درّست التفسير مراراً في المرحلة المتوسطة والثانوية وأنا من المحبين جداً لتدريسه وقد استفدت من طرحكم، لكن أعتبر أن لكل مفسر طريقة خاصة، وهناك أسس يجتمعون فيها فمن لم يعرفها لن يكون يوماً مفسراً، وفي ظني أنه ما ترك الأول للآخر شيئاً في هذا العلم فما على المتأخرين إلا البحث في كتب المتقدمين والاختيار من أقوالهم فحسب وهذا بحد ذاته شيء عظيم، ومما يؤيد هذا الذي قلته أن التفسير يعتمد على القرآن نفسه والسنة النبوية وأقوال السلف من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ثم لغة العرب - وكم نحن بعيدون عنها- وقد سبقنا بما كتبه المتقدمون رحمهم الله.
لا يعني هذا أن يُغلق باب التفسير؛ لكن ما هي إلا تأملات في كلام الله على وفق ما جاء عن المتقدمين جمعاًواختياراً
ونحو ذلك، هذا ما أراه وقد يخالفني من هم أعلم مني.
لقد أفادنا الشيخ مساعد، ونرجو من الشيخ عبد الرحمن أن يتحفنا بما لديه فنحن في شوق كبير لمعرفة حصيلة بحث مشايخنا المتخصصين وفقنا الله وإياهم، واقترح أن يكون موضوعاً مستقلاً ويثبت.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:32 ص]ـ
"المرحلة الأولى: الوقوف على الآثار الواردة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ثم الصحابة وأئمة التابعين في الآيات، سواءً ما كان يتعلق بفضائل السور أو أسباب النزول أو التفسير.
المرحلة الثانية: إدراك المعنى اللغوي للكلمات الواردة في الآية ومقارنته بما جاء عن السلف، ثم الجمع بينهما لتحديد المعنى الكامل والصَّحيح للكلمة نفسها.
المرحلة الثالثة: معرفة دلالة حروف المعاني التي تربط بين الكلمات.
المرحلة الرابعة: معرفة دلالة الجملة وما يتعلق بها. (كدلالة الجملة الاسمية والفعلية، وأثر التقديم والتأخير ونحو ذلك)
المرحلة الخامسة: فهم دلالة السِّياق. (السباق واللحاق)
المرحلة السادسة: الإحاطة بالمقصود العام للسورة.
المرحلة السابعة: جمع الآيات الأخرى التي تنزَّلت في الموضوع نفسه من القرآن كلِّه، ليكتمل المعنى المراد للآية.
المرحلة الثامنة: العناية بتدوين أخبار وقَصص الأئمة سلفاً وخلفاً مع القرآن، ثم الاستشهاد بها في محلِّها من التفسير. (وهذا مع عظيم فائدته إلا أنه من ملح التفسير لا من متينه) "
وقد قام الشيخ بشرح هذه المراحل وتبيينها والتمثيل عليها، وفيها فوائد جمّة ونصائح فريدة يُنصح بها.
كأنه قدم المرحلة الأولى وبعض الثانية وحقهما أن يتأخرا إلى ما بعد المرحلة الخامسة مثلا، فحق فهم كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجهه، أن يكون بعد تعلم اللغة العربية نفسها.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[23 Aug 2007, 02:53 م]ـ
فحق فهم كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على وجهه، أن يكون بعد تعلم اللغة العربية نفسها.
صدقت أخي د/ أنمار.
ولهذا قال الإمام مالك رحمه الله:
"لا أوتى برجل يتكلم في كتاب الله تعالى غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالاً ".
وقال مجاهد رحمه الله:
" لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله تعالى إذا لم يكن عالماً بكلام العرب".اهـ
والعجب ممن يتصدر لتفسير كتاب الله تعالى وهو لا يفرق بين الاستعارة والكناية والمجاز وغيرها من أساليب العرب ومناهجها في كلامها؛فضلاً عن الالمام الواسع بالمفردات والتراكيب.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:12 م]ـ
أشكر الأخوين الفاضلين د. أنمار و د. السالم على تعقيبهما وملحظهما المهم.
لكن الذي يُفهم من رسالة الشيخ أنه يقصد المراحل التي يتبعها من أراد تفسير القرآن وتفهّمه، ولا يقصد الطريقة والسلّم الذي يسلكه طالب العلم لبناء نفسه علمياً، ولا أدل على هذا من أنه إنما كتب هذه الرسالة للمتخصصين-كما أشار في المقدمة- وهم الذين يجدر بهم أنهم قد أصّلوا في العربية وغيرها من العلوم المساعدة، فهو يوجه الخطاب لهم ويبين لهم طريقة منهجية في تفسير القرآن الكريم، وقد أشرتُ لهذا في مشاركتي إذ قلت:
حيث ذكر أن من أراد تفسير كتاب الله تعالى تفسيرا يتضح معه المعنى العظيم للآية فإنه يحتاج إلى تجاوز مراحل ثمانية
لذا قد تكون هذه المراحل الثمان غير مناسبة لطلب الأخ صاحب المشاركة الأصلية، لكني قصدت من إيرادها الإشارة إلى أن تفسير القرآن لا يتوصل إلى درجة عالية فيه إلا بعد أن يكون عند الإنسان ملكة ومهارةعاليتين، وهذا ما يحتاج إلى بذل الغاية من الجهد في سلوك السبل الموصلة إلى هذه الغاية النبيلة، وهو ما نوصي به الأخ -وفقه وسدده-.
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[24 Aug 2007, 01:03 ص]ـ
سمعت بعض علمائنا المعاصرين يقول:
العلم الوحيد الذي لا يحتاج فيه الى شيخ هو علم التفسير
لا اريد ان اتقدم بين يدي هذا العالم الفاضل
لكن اليس يقصد حفظه الله المعنى العام لللآية
أو الاطلاع العام
و فمن ارد الغوص في علم التفسير فلابد له من علوم موصلة اليه و لابد من شيخ على الاقل في هذه العلوم
أم اني جانب ت الصواب في فهم كلام هذا العالم
ـ[صالح بن عبدالله]ــــــــ[28 Aug 2007, 12:14 ص]ـ
أشكر كل من شارك .. وأتمنى من أبي عبدالله أن يتحفنا بما في جعبته
وإني قد سمت همتي للكتابة في هذا لكثرة السائلين فكتبت ما يقارب الأربعين صفحة
وكان الشكر متأخر لأني كنت في سفر وكنت بعيدا عن جهازي وعن الإتصال بالشبكة العنكبوتية
لا حرمتم الأجر
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[17 Nov 2007, 11:05 م]ـ
يا شيخ عبد الرحمن كثر إلحاح المشاركين في هذا الموضوع عليك حتى تضع تصورك الذي أشرت إليه ومرت الأيام والشهور ومشاغلك تزداد وما عهدنا منك إلا تلبية طلب إخوانك
فجد يا ابن الكرام علينا بما عندك عسى أن يكون سببا في نضرة وجهك وغفران ذنبك(/)
الإعجاز والتحدي والحفظ؟؟؟
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[19 Aug 2007, 07:41 ص]ـ
الإعجاز والتحدي والحفظ؟؟؟
المسألة الأولى:
قال سبحانه (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) الإسراء / 88.
السؤال: لماذا كان التحدي بمثل هذا القرآن، وليس " بمثل القرآن " .. ماذا يعني المجيء باسم الإشارة هذا؟
السؤال الثاني: ما معنى " بمثل "؟ هل تعني الفصاحة والبيان وتقتصر عليهما مثلا؟
المسألة الثانية:
يقول سبحانه: " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " الحجر /9.
السؤال الأول:
لماذا قال سبحانه " الذكر " وليس القرآن .. لماذا لم يقل: إنا نحن نزلنا القرءان وإنا له لحافظون؟
السؤال الثاني:
يقول العلماء: إن الله تعهد بحفظ القرآن من أي تحريف، من أي زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير – وهذا ما نؤمن به دون أدنى شك - ..
السؤال: هل يشمل الحفظ ترتيب القرآن؟ هل تعهد الله سبحانه بحفظ القرآن مرتبا أم أن الحفظ لا يشمل الترتيب؟
أفيدونا يا أهل هذا الملتقى المبارك ..
ويا حبذا أن يشاركنا الأخ الفاضل الدكتور إبراهيم الحميضي(/)
أثر تعلم القرآن في اكتساب اللغة والأدب
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[19 Aug 2007, 11:50 م]ـ
كنت كتبت بحثًا عن أثر تعلم القرآن وحفظه في اكتساب الملكة اللسانية، وألقيته في الملتقى الثالث لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7839) في المملكة الذي نظمته جمعية الرياض، وأختار لكم منه ما يلي:
يأتي في قمة الكلام الفصيح البليغ: القرآن الكريم، الذي أنزله الله ? بلسان عربي مبين، وبلغ من الفصاحة والبلاغة ما يعجز عن الإتيان بمثله البلغاء، وتقصر عنه همة الفصحاء، وقد قال الله ?: ? قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ? [الإسراء: 88].
وقد قرر أهل العلم أهمية حفظ القرآن الكريم وتلاوته في اكتساب الملكة اللسانية، وتنمية مهاراتها، وممن ذكر ذلك ضياء الدين ابن الأثير، والطوفي، وشهاب الدين الحلبي، وابن الأثير الحلبي، والقلقشندي ().
ويذكر ابن خلدون شواهد على ذلك، فيقول بعد أن قرر أن حصول الملكة اللسانية بكثرة المحفوظ، وجودته بجودته: (ويظهر لك من هذا الفصل وما تقرر فيه سر آخر، وهو إعطاء السبب في أن كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية، في منثورهم ومنظومهم. فإنا نجد شعر حسان بن ثابت وعمر بن أبي ربيعة والحطيئة وجرير والفرزدق ونصيب وغيلان ذي الرمة والأحوص وبشار، ثم كلام السلف من العرب في الدولة الأموية وصدرًا من الدولة العباسية، في خطبهم وترسيلهم ومحاوراتهم للملوك أرفع طبقة في البلاغة بكثير من شعر النابغة وعنترة وابن كلثوم وزهير وعلقمة بن عبدة وطرفة بن العبد، ومن كلام الجاهلية في منثورهم ومحاوراتهم. والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة.
والسبب في ذلك أن هؤلاء الذين أدركوا الإسلام سمعوا الطبقة العالية من الكلام في القرآن والحديث، اللذين عجز البشر عن الإتيان بمثليهما، لكونها ولجت في قلوبهم ونشأت على أساليبها نفوسهم، فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم في البلاغة على ملكات من قبلهم من أهل الجاهلية، ممن لم يسمع هذه الطبقة ولا نشأ عليها، فكان كلامهم في نظمهم ونثرهم أحسن ديباجة وأصفى رونقًا من أولئك، وأرصف مبنى وأعدل تثقيفًا بما استفادوه من الكلام العالي الطبقة. وتأمل ذلك يشهد لك به ذوقك إن كنت من أهل الذوق والتبصر بالبلاغة.
ولقد سألت يوماً شيخنا الشريف أبا القاسم قاضي غرناطة لعهدنا، وكان شيخ هذه الصناعة، أخذ بسبتة عن جماعة من مشيختها من تلاميذ الشلوبين، واستبحر في علم اللسان وجاء من وراء الغاية فيه، فسألته يومًا: ما بال العرب الإسلاميين أعلى طبقة في البلاغة من الجاهليين، ولم يكن ليستنكر ذلك بذوقه، فسكت طويلاً ثم قال لي: والله ما أدري! فقلت له: أعرض عليك شيئًا ظهر لي في ذلك، ولعله السبب فيه. وذكرت له هذا الذي كتبت، فسكت معجبًا، ثم قال لي: يا فقيه هذا الكلام من حقه أن يكتب بالذهب) ().
ويؤكد أهمية حفظ القرآن وتلاوته في اكتساب الملكة اللسانية المتخصصون في التربية وطرق تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية وغيرهم ().
كما تؤكده الدراسات الميدانية والبحوث والأوراق المتخصصة في الموضوع، ومنها:
- دراسة الدكتور سعيد بن فالح المغامسي، بعنوان: دور القرآن الكريم في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بالمدينة المنورة. وأجريت الدراسة على (120) طالبًا في الصف السادس؛ ستون طالبًا من طلبة مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ومثلهم من طلبة المدارس العادية. وأظهرت نتائج الدراسة أن تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته أسهمت في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس مما مكن التلاميذ في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الحصول على درجات أعلى من متوسط أقرانهم في المدارس العادية ().
(يُتْبَعُ)
(/)
- دراسة الدكتورة هانم بنت حامد ياركندي، بعنوان: الفروق في مهارات القراءة والإملاء والحساب بين طالبات تحفيظ القرآن الكريم والمدارس العادية في الصف الرابع الابتدائي بمكة المكرمة. وأجريت الدراسة على (118) طالبة؛ ثمان وأربعون من طالبات مدارس تحفيظ القرآن الكريم، وسبعون طالبة من طالبات المدارس العادية. وخلصت الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائيًا بين المجموعتين في مهارتي القراءة والإملاء لصالح طالبات تحفيظ القرآن الكريم ().
- دراسة الدكتور محمد موسى عقيلان، بعنوان: دراسة استطلاعية للعلاقة بين مدى حفظ القرآن الكريم وتلاوته ومستوى الأداء لمهارات القراءة لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي. وأجريت الدراسة على (100) طالب من طلبة مدرستين من مدارس شرق الرياض. وأظهرت نتائج الدراسة علاقة إيجابية قوية بين مدى حفظ القرآن الكريم وتلاوته ومستوى أداء التلاميذ لمهارتي القراءة الجهرية وفهم المقروء ().
- دراسة وضحى بنت علي السويدي، بعنوان: العلاقة بين حفظ القرآن الكريم وتلاوته ومستوى الأداء لمهارات القراءة الجهرية والكتابة لدى عينة من تلاميذ وتلميذات الصف الرابع الابتدائي بدولة قطر. وأجريت الدراسة على مئتين من طلبة مدينة الدوحة؛ (100) طالب و (100) طالبة. وقد أظهرت النتائج وجود علاقة إيجابية قوية بين حفظ القرآن الكريم وتلاوته وبين القراءة الجهرية، والكتابة، حيث كان للحفظ والتلاوة تأثيرًا كبيرًا واضحًا على تنمية مهارات القراءة الجهرية والكتابة لدى أفراد عينة الدراسة ().
- دراسة عادل أحمد عجيز، عن: أثر مستوى حفظ القرآن الكريم على التحصيل في بعض مهارات اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية. وأثبتت الدراسة أن حفظ القرآن الكريم يؤثر في تنمية القدرة على القراءة، والكتابة، والمفردات اللغوية ().
- دراسة الدكتور يحيى الببلاوي، بعنوان: أثر تحفيظ جزء "عم" في تقويم لسان طفل العام السادس. وأظهرت نتائج الدراسة تأثر ألسنة هؤلاء الأطفال بلغة القرآن الكريم، بداية بتحقيق مخارج الأصوات، ومرورًا بلطف الانتقال من موضع صوتي إلى آخر حتى تلاوة الآيات البينات. كما كشفت هذه الدراسة أن هؤلاء الأطفال الذين أتموا حفظ جزء "عم" يتميزون بعدة ميزات لغوية عن أقرانهم الذين لم يحفظوا شيئًا من القرآن الكريم حتى سن السادسة، ومن بين هذه الميزات:
1 - استطاع هؤلاء الأطفال تحصيل كثير من الألفاظ والتعبيرات؛ مما أدى إلى تنمية مخزونهم اللغوي.
2 - استخدم هؤلاء الأطفال كثيرًا من هذه الألفاظ في مواضعها الصحيحة تعبيرًا عما يجول بخواطرهم من أفكار.
3 - كشفت الدراسة عن إجادة هؤلاء الأطفال نطق المقاطع الصوتية ووضوحها لديهم، وإن لوحظ صعوبة في بعض الأنماط لديهم. ويؤكد الباحث أن هذه الأخطاء سرعان ما تزول حيث يتخلص الأطفال من القلق والخوف والخجل ().
- ورقة الدكتور محمد رواس قلعه جي، بعنوان: دور القرآن الكريم في تنمية المهارات الأساسية لتلاميذ المرحلة الابتدائية. وذكر من أهم المهارات التي يكونها القرآن الكريم عند التلميذ في المرحلة الابتدائية هي: فصاحة اللسان، والتذوق الأدبي، والثروة اللغوية ().
- ورقة الدكتور حمد بن إبراهيم الصليفيخ، بعنوان: دور القرآن الكريم في تنمية المهارات الأساسية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية. وبين أن مواد التربية الإسلامية وبالأخص القرآن الكريم تشارك مواد اللغة العربية في تنمية مهارات القراءة، والكتابة، وتقويم اللسان، وبناء الثروة اللغوية ().
- دراسة الدكتور سعيد بن فالح المغامسي، بعنوان: العلاقة بين حفظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. وأجريت الدراسة على (46) دارسًا بشعبة تعليم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة؛ نصفهم من حفظة القرآن الكريم كاملاً، والباقون غير حافظين. وأظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة إيجابية قوية بين حفظ القرآن الكريم وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، مما مكن الدارسين الحافظين للقرآن الكريم من التفوق على زملائهم غير الحافظين في التحصيل الدراسي لتعلم اللغة العربية ().
وسأذكر بعد هذه النتائج المهمة أربعة مباحث تتضمن مهارات لغوية مهمة أكدت البحوث والدراسات أثر القرآن الكريم في اكتسابها وتنميتها.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[20 Aug 2007, 12:42 ص]ـ
بحث متميز ومفيد بارك الله فيك(/)
ما التعريف المناسب لمصطلح " العلو "؟ وما الفرق بينه وبين (العزة)؟
ـ[إيمان]ــــــــ[20 Aug 2007, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لقد تناول القرآن الكريم موضوع العلو و العزة في مواضع كثيرة ومتفرقة، والمراد بالعزة عند أهل اللغة: القوة والشدة والغلبة، وعرف مفهوم العزة بأنه: «حالة مانعة للإنسان من أن يغلب»، ومن الآيات القرآنية التي جاء فيها النص على ذلك قوله جل جلاله: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) [المنافقون: 8].
أمَّا بالنسبة للعلو فالمراد به عند اللغويين: السمو والارتفاع، و الآيات التي تناولت معنى العلو جاءت على معنيين:
1 - أن يكون معنى العلو فيها ممدوح: كما جاء في وصفه سبحانه وتعالى في قوله عزوجل: (سبح اسم ربك الأعلى) [الأعلى: 1]، وقال تعالى: (ذلك بأن الله هو الحق وأن مايدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير) [لقمان: 30] وكما جاء في صفة عباده الصالحين، قال سبحانه وتعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادتً والعاقبة للمتقين) [القصص: 83].
2 - أن يكون معنى العلو فيها مذموم: كما قال عزوجل في وصف فرعون: (وإن فرعون لعالٍ في الأرض وإنه لمن المسرفين) [يونس: 83]، وقال جل جلاله: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً) [النمل: 14].
فالعلو لا يتوجه إليه مدح ولا ذم، وإنما بحسب ما يرد في سياق الآية، فالذم والمدح متعلق بما يأتي بالنص.
بيدَّ أن السؤال الذي يطرح نفسه:
ما التعريف المناسب الذي يمكن أن نعرف به مصطلح " العلو "؟
وهل يوجد فرق بين مصطلح " العلو " و " العزة "؟ وهل هناك قواسم مشتركه بينهما؟
أم أن المصطلحين لهما نفس المعنى ولا فرق يذكر بينهما؟
فضلاً لا أمراً آمل من السادة الأعضاء والمشرفين المختصين في هذا الملتقى المبارك أن يجلو لي هذه المسألة التي بحثت فيها وقتاً طويلاً فلم أصل فيها إلى ما أبتغيه وحبذا ذكر مراجع هذه المسألة ... و جزاكم الله خيراً .......
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[21 Aug 2007, 12:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر السائل الكريم على هذا السؤال وأقول وبالله تعالى التوفيق:
الحق أن الجواب عن مثل هذا السؤال يتطلب بحثا خاصا؛ وذلك لأن تعريف اللفظ في القرآن الكريم يستلزم استجماع سماته الدلالية من سائر نصوصه بمختلف سياقاتها في القرآن الكريم. غير أني أريد أن أسهم بما تيسر في الجواب والتعليق على السؤال بما يلي:
1) أن إدراج قوله تعالى: (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) [القصص: 83 مثالا في المعنى الممدوح، غير صحيح؛ لأن ما مدح به الصالحون هو كونهم لا يريدون علوا في الأرض. والعلو في الأرض مذموم وهؤلاء قد اجتنبوه.
2) أن المحققين من العلماء قرروا عدم الترادف في القرآن الكريم، أقصد التطابق التام بين الألفاظ في المعنى؛ فهناك فروق بين الألفاظ قد تظهر وقد تخفى، والبحث في ذلك قائم على تتبع السياقات.
3) أن من أهم المراجع في هذا المقام كتاب المفردات للراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى، وذلك لكونه يعتني بالدلالة اللغوية لألفاظ القرآن مع التنبيه على خصوصية الدلالة القرآنية. وقد يفيد في هذا المقام مقال لصاحب هذه الكلمات منشور في هذا الملتقى المبارك تحت عنوان "نظرات مصطلحية في مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني".
4) أن تساؤل السائل الكريم بقوله: "أم أن المصطلحين لهما نفس المعنى ولا فرق يذكر بينهما؟ " غير وارد لكون لفظي العلو والعزة مختلفين بمجرد النظرة الأولى في آيات القرآن الكريم. ويبقى السؤال قائما فعلا فيما يتعلق بالتعريف والفروق.
ودمتم في رعاية الله تعالى وحفظه
ـ[إيمان]ــــــــ[21 Aug 2007, 10:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل مصطفى وجعل ما بينته في ميزان حسناتك ....
ولا زلت أنتظر ردود المشرفين على الملتقى فآمل منهم إجابتي عن هذا التساؤل .......
ـ[إيمان]ــــــــ[31 Aug 2007, 11:54 ص]ـ
ياجماعة الخير ...... يا أهل هذا الملتقى المبارك ......... ما عهدتكم إلا سباقين للخير ولإفادة المستفتين والسائلين .... فمن منكم ينبري لهذه المسألة العلمية ويجبنا عليها إجابة كافية شافية، ويقول:
أنا لها؟!
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[31 Aug 2007, 07:24 م]ـ
أختي الكريمة "مدهامتان" أسعدها الله:
لو تعذرين أهل الملتقى، فالأغلبية لا زالوا في إجازة، وما بقي عليها غير أسبوع ثم يرجع النشاط العلمي للملتقى بحول الله تعالى.
ومن أهم شروط طلب العلم " الصبر " فلربما من عنده الإجابة على السؤال لم يطلع عليه بعد.
أما بخصوص سؤال أهل اللغة فأعدك بأن أسأل من أعرف أنه مظنة للجواب.
وفقك الله.
ـ[مروان الظفيري]ــــــــ[01 Oct 2007, 11:43 م]ـ
السؤال هنا عن كلمتين مختلفتين في المعنى وإن كانتا تشتركان في جوانب جزئية في المعنى.
العلو علاقة مكانية، وهذه العلاقة المكانية فيها معنى مجازي، وهذا المعنى المجازي يشترك مع معنى مجازي لكلمة أخرى وهي كلمة عزة.
وهناك كتب المعاني (مثل المخصص) وكتب الفروق اللغوية (مثل كتاب العسكري) علاوة على المعاجم التي يمكن أن تشير إلى أشياء مشتركة ومختلفة بين الكلمتين ...
*ما هي العزة!!؟
العزة هي الرفعة والبعد عن مواطن الذل والمهانة. فالله يأمرنا أن نكون أعزاء، لا نذل ولا نخضع لأحد من البشر، والخضوع إنما يكون لله وحده، فالمسلم يعتز بدينه وربه، ويطلب العزة في رضا الله -سبحانه-، وقد قيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: كنا أذلاء، فأعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله.
قيل: الذلة لرب العباد عزة، والذلة للعباد ذلة.
وقيل: من طلب العزة بغير طاعة الله أذله الله.
وصدق الشاعر حين شبه التذلل للعباد بالموت، فقال:
من يَهُنْ يَسْهُلِ الهوان عليه
ما لجُرْحٍ بميِّت إِيلامُ
وقال آخر:
إذا أنت لم تَعْرِفْ لنفسك حقها
هوانًا بها كانت على الناس أهونا
فنفسكَ أكرمها وإن ضاق مسكن
عليك بها فاطلب لنفسك مسكنا
عزة الله:
الله -سبحانه- هو العزيز الحكيم، يعطي العزة من يشاء ويمنعها عمن يشاء، {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} [آل عمران: 26].
أنواع العزة:
من عزة المسلم ألا يكون مستباحًا لكل طامع، أو غرضًا لكل صاحب هوى، بل عليه أن يدافع عن نفسه وعِرْضِهِ وماله وأهله، والمسلم يرفض إذلال نفسه، حتى لو قتل في سبيل عزته وكرامته، ويبدو ذلك واضحًا في موقف الرجل الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أرأيتَ إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (فلا تعطِهِ مالك). فقال الرجل: أرأيت إن قاتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (قاتلْه).
فقال الرجل: أرأيتَ إن قتلني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (فأنت شهيد).
فقال الرجل: أرأيت إن قتلتُه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (هو في النار) [مسلم].
فهكذا يعيش المسلم محتفظًا بكرامته؛ لا يضعف، ولا يلين، ولا يتنازل عن شيء من كرامته وعزته من أجل مالٍ قليل، أو عَرَضٍ دنيوي يزول، وكما جاء في الحديث: (من جلس إلى غني فتضعضع (تذلل) له لدنيا تصيبه، ذهب ثلثا دينه، ودخل النار) [الطبراني].
ولكي يحافظ المسلم على عزته، ويجعل دينه عزيزًا ودولته عزيزة، يجب عليه أن يعمل، ويكد ويتعب؛ حتى تتحقق له القوة، فلا عزة للضعفاء الذين يمدون أيديهم للناس ويأكلون بلا تعب.
تعريف العزة:
? في اللغة تدور حول معاني: الغلبة والقهر والشدة والقوة ونفاسة الشيء وعلو قدره.
? في الاصطلاح: حالة مانعة للإنسان من أن يغلب، وهي إحساسٌ يملأ القلب والنفس بالإباء والشموخ والاستعلاء والارتفاع.
? وهي ارتباطٌ بالله وارتفاعٌ بالنفس عن مواضع المهانة والتحرر من رِقِّ الأهواء ومن ذُلِّ الطمع وعدم السير إلا وفق ما شرع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
? والغاية منها: الرفعة والفخر على الآخرين بلا تكبر وهي نابعةٌ من الخيرية التي ينتج عنها الخير للبشر من مناصرة للفضيلة ومقارعة للرذيلة واحترام للمثل العليا.
? ومن أوصاف الله تعالى وأسمائه [الْعَزِيزُ] أي: الغالب القوي الذي لا يغلبه شيء وهو أيضاً المعز الذي يهب العزة لمن يشاء من عباده. والإيمان بهذا الاسم يعطي المسلم شجاعةً وثقةً كبيرةً به, لأن معناه: أن ربه لا يمانع ولا يرد أمره وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وقد تكرر وصف الله تعالى بوصف [الْعَزِيزُ] في القرآن ما يقرب من تسعين مرة.
? وقد أشار الله في كتابه المجيد إلى أن العزة خلق من أخلاق المؤمنين التي يجب أن يتحلوا بها ويحرصوا عليها فقال: " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ " وقال عن عباده الأخيار: " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " وقال: " مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ " والشدة على الكافرين تستلزم العزة, وقال: " وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " وهذا يقتضي أن يكونوا أعزاء، وهذه الآية الأخيرة تُفهِّمُنا أن كتاب الله جل جلاله يعلم المؤمنين إباء الضيم وهو خلقٌ يفيد معنى الاستمساك بالعزة والقوة، والثورة على المذلةِ والهوان، وإذا كنا قد عرفنا أن القرآن قد كرر وصف ذات الله القدسية بصفة [الْعَزِيزُ] ما يقرب من تسعين مرة فكأنه أراد بذلك ـ وهو أعلم بمراده ـ أن يملأ أسماع المؤمنين بحديث العزة والقوة فإذا ما سيطر عليهم اليقين بعزة ربهم واستشعروا القوة في أنفسهم واعتزوا بمن له الكبرياء وحده في السماوات و الأرض وتأبوا على الهوان حين يأتيهم من أي مخلوقٍ وفزعوا إلى واهب القوى والقدر يرجونه أن يعزهم بعزته, وكأن الله عز وجل قد أراد أن يؤكد هذا المعنى في نفوس عباده حين جعل كلمة الله أكبر تتردد كل يوم في أذان الصلاة مراتٍ ومراتٍ ثم يرددونها كل يوم في صلواتهم كل يوم مراتٍ ومراتٍ فتشعرهم بأن الكبرياء لله عز وجل وأن عباده يلزمهم أن يلتمسوا العزة من لدنه وأن يستوهبوا القوة من حماه " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ " يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " من كان يحب أن يكون عزيزاً في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله تعالى "،" قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ".
? ولقد أراد القرآن المجيد أن يهدي المؤمنين إلى الطريق الذي يصون لهم العزة ويحصنهم ضد الرضا بالهوان أو السكوت على الضيم فأمرهم بالإعداد والاستعداد لحفظ الكرامة والذود عن العزة فقال لهم:" وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ " لأن القوة تجعل صاحبها في موطن الهيبة والاقتدار فلا يسهل الاعتداء عليه من غيره من الضعفاء.
? وعلمهم الله في القرآن الإقدام والاحتمال والثبات في مواطن اليأس موقنين أنه سبحانه معهم فقال لهم: " وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنْ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً "، وفي موطن آخر يقول لهم: " فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ".
? وليست هذه دعوة إلى بغيٍ أو طغيانٍ وإنما يُعوِّدُ القرآن أتباعه أن يكونوا أولاً على حيطةٍ وحذرٍ فيقووا أنفسهم بكل وسائل التقوية والتحصين حتى يكونوا أصحاب رهبةٍ في نفوس أعدائهم وإلا تطاولوا عليهم وعصفوا بهم, ومن هنا قال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انفِرُوا جَمِيعاً " ويقول: " وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ ".
(يُتْبَعُ)
(/)
? ومتى شاء الله يوماً أن يلتقي المؤمنون في معركةٍ مع الكافرين فالواجب حينئذ على كل مؤمن أن يظل عزيزاً قوياً وأن يثبت على مبادئه وعقائده لا يخيفه الألم ولا التعب بل يبذل جهده وطاقته مستخدماً كل ما أعده قبل ذلك من سلاحٍ وعتادٍ واثقاً أنه مربوط الأسباب بالله القوي القادر وإذا شاء الله تعالى له لوناً من ألوان الاختبار والابتلاء تحمله راضياً صابراً محتفظاً بعزته وكرامته وشهامته موقناً بأن احتمال الألم خيرٌ ألف مرةٍ من التخاذل والاستسلام: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ ".
? والإسلام – مع هذا – يدعو أتباعه إلى السلام العادل المنصف الذي لا ينطوي على ضيمٍ أو ذُلٍّ ويدعوهم أن يغفروا الهفوة إذا كانت عن غير تعمدٍ أو كانت لا تبلغ مبلغ الإهانة أو لا تخدش العزة والكرامة أما إذا كانت الخطيئة بغياً فعلاجها الرد عليها بما يغسل العار ويدفع الضيم ويصون الكرامة ولذلك يقول الله عز وجل: " وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمْ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ (39) وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنْ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (41) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ولذلك كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " يعجبني من الرجل إذا سيم خطة خسف أن يقول: لا، بملء فيه ".
? ولم يكتف الله في القرآن الكريم بتحريض المؤمنين على إباء الضيم وإيثار العزة تحريضاً يقوم على الأمر الصريح أو التوجيه المباشر بل عمد إلى ضرب الأمثال من الأمم السابقة التي استجابت لدعوت الحق وتابعت رسل الله جل جلاله واستشعرت العزة وتمردت على المذلة فكان جزاؤها كريماً وثوابها عظيماً حيث خاضت المعارك من أجل عقيدتها ومبادئها ولم تهن أو تضعف بل صبرت وصابرت وكافحت وناضلت حتى ظفرت وانتصرت وذلك فضل الله القوي الذي يحب الشرفاء، العزيز الذي ينصر من استمسك بالعز والإباء، يقول الله في القرآن: " وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمْ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "، وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها " وقال صلى الله عليه وسلم: " من أعطى الذلة من نفسه طائعاً غير مكره فليس منا ".
? والعزة ليست تكبراً أو تفاخراً وليست بغياً أو عدواناً وليست هضماً لحقٍ أو ظلماً لإنسانٍ وإنما هي الحفاظ على الكرامة والصيانة لما يجب أن يصان ولذلك لا تتعارض العزة مع الرحمة بل لعل خير الأعزاء هو من يكون خير الرحماء وهذا يذكرنا بأن القرآن الكريم قد كرَّرَ قوله عن رب العزة: " وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ " تسع مرات في سورة الشعراء ثم ذكر في كل من سورة يس والسجدة والدخان وصفَي: الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ مرة واحدة.
? ثم أغلب المواطن التي جاء فيها وصف الله باسم [العزيز] قد اقترن فيها هذا الاسم باسم [الحكيم]. والحكيم هو الذي يوجد الأشياء على غاية الإحكام والضبط فلا خلل ولا عيب.
(يُتْبَعُ)
(/)
? وكما تكون العزة خلقاً كريما ًووصفاً حميداً إذا قامت على الحق والعدل واستمدها صاحبها من حمى ربه لا من سواه: " أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً " ... تكون العزة الكاذبة أو الضالة خلقاً ذميماً حين تقوم على البغي والفساد ومن ذلك النوع قول الله تعالى: "بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " فعزة الكافرين تَعزُّزٌ كاذبٌ, ولذلك قيل: "كل عزٍّ ليس بالله فهو ذل " ومن ذلك أيضاً قوله تعالى عن بعض الضالين: " وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ " والعزة هنا مستعارة للحمية الجاهلية والأنفة الذميمة, ومن ذلك أيضا قوله تعالى: " وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً " أي يحاولون التَّمنُعَ به من العذاب وهيهات هيهات.
? رحم الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أراد أن يوطد في نفس أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قواعد العزة عندما أرغمه بعض حكام عصره على شدة تعرض لها فقال: " يا أبا ذر رضي الله عنه إنك غضبت لله فارج من غضبت له, إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك, فاترك في أيديهم ما خافوك عليه, واهرب بما خفتهم عليم فما أحوجهم إلى ما منعته وما أغناك عما منعوك, وستعلم من الرابح غداً والأكثر حسداً ولو أن السماوات والأرض كانتا على عبدٍ رتقاً ثم اتقى الله لجعل الله له منهما مخرجاً. لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم أحبوك ولو قرضت منها أمنوك ". أي: لو ذللت ونلت من متاع الدنيا لما خافوك.
? معاني العزة في القرآن:
1 ـ العظمة, ومنه قوله تعالى: " وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ "، وقوله تعالى: " قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ".
2 ـ المَنَعة, ومنه قوله تعالى: " أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ".
3 ـ الحميَّة , ومنه قوله تعالى: " وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ "، وقوله تعالى: " بَلْ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ".
? أقسام العزة:
1 ـ عزةٌ شرعية وهي:التي ترتبط بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فيعتز المرء بدينه ويرتفع بنفسه عن مواضع المهانة فهو لا يُريق ماء وجهه ولا يبذل عرضه فيما يدنسه فيبقى موفور الكرامة مرتاح الضمير مرفوع الرأس شامخ العرين سالماً من ألم الهوان متحرراً من رق الأهواء ومن ذل الطمع لا يسير إلا وفق ما يمليه عليه إيمانه والحق الذي يحمله ويدعو إليه, روى البيهقي في شعب الإيمان ج2/ص247,قال:" أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق قال سمعت أبا عثمان الخياط يقول سمعت ذا النون يقول ثلاثة من أعمال المراقبة ايثار ما أنزل الله وتعظيم ما عظم الله وتصغير ما صغر الله قال وثلاثة من أعلام الاعتزاز بالله التكاثر بالحكمة وليس بالعشيرة والاستعانة بالله وليس بالمخلوقين والتذلل لأهل الدين في الله وليس لأبناء الدنيا".
2 ـ عزةٌ غير شرعية وهي: التي ترتبط بالكفر والفسق و النسب والوطن والمال ونحوها. فكل هذه مذمومة.
ولها صورٌ منها:
? الاعتزاز بالكفار من يهودٍ ونصارى ومنافقين وعلمانيين وحداثيين وغيرهم.
? الاعتزاز بالآباء والأجداد.
? الاعتزاز بالقبيلة والرهط.
? الاعتزاز بالكثرة, سواءاً كان بالمال أو العدد.
? الاعتزاز عند النصح والإرشاد, وذلك بعدم قبول النصيحة.
? الاعتزاز بجمال الثياب.
? الاعتزاز بالأصنام والأوثان.
? الاعتزاز بالجاه والمنصب.
? مصدر العزة:
هو الله تعالى والالتجاء إليه فهو يُذِلُّ من يشاء ويُعِزُّ من يشاء وهو على كل شيء قدير.
قال القرطبي: فمن كان يريد العزة لينال الفوز الأكبر ويدخل دار العزة, فليقصد بالعزة الله سبحانه والاعتزاز به فإنه من اعتز بالعبد أذله الله ومن اعتز بالله أعزه الله.
قال أبو بكر الشبلي: من اعتز بذي العز فذو العزِّ له عزٌُ.
قال الشافعي: من لم تُعِزُّهُ التقوى فلا عز له.
(يُتْبَعُ)
(/)
قال المناوي في كتابه فيض القدير ج4/ص290,:"فينبغي للعالم أن لا يشين علمه وتعليمه بالطمع ولو ممن يعلمه بنحو مال أو خدمة وإن قل ولو على صورة الهدية التي لولا اشتغاله عليه لم يهدها وقد حث الأئمة على أن لا يدنس العلم بالأطماع ولا يذل بالذهاب إلى غير أهله من أبناء الدنيا بلا ضرورة ولا إلى من يتعلمه منه وإن عظم شأنه وكبر قدره وسلطانه والحكايات عن مالك وغيره مشهورة فعلى العالم تناول ما يحتاجه من الدنيا على الوجه المعتدل من القناعة لا الطمع وأقل درجاته أن يستقذر التعلق بالدنيا ولا يبالي بفوتها فإنه أعلم الناس بخستها وسرعة زوالها وحقارتها وكثرة عنائها وقلة غنائها
صفة العزة
ما الذي تفهمه عن معاني ما يلي من الآيات الكريمات، ((ولله العزة ولرسوله)) قوله عن إبليس ((فبعزتك لأغوينهم أجمعين)) ((إن العزة لله جميعاً)) ((هو السميع العليم)) واذكر ما في ذلك منتقاسيم؟
تضمنت هذه الآيات إثبات صفة العزة وهي من الصفات الذاتية التي لاتنفك عن الله. وهي تنقسم ثلاثة أقسام: عزة القوة الدال عليها من أسماء القويالمتين. وعزة الامتناع فإنه الغني فلا يحتاج إلى أحد ولن يبلغ العباد ضره فيضروهولا نفعه فينفعوه. وعزة القهر والغلبة لكل الكائنات. قال ابن القيم رحمه الله تعالىفي النونية:
وهو العزيز فلن يرام جنابه
وهوالعزيز القاهر الغلاب
وهو العزيز بقوة هي وصفه
أنى يرام جناب ذو السلطان
لم يغلبه شيء هذه صفتان
فالعزحينئذ ثلاث معان
معاني العزة
والعزة تحتمل عدة معاني: منها الغلبة، تقول: عز فلان فلاناً، أي: غلبه، سواء أكانت الغلبة بالحجة أم كانت الغلبة بالقوة، ولعل منه قوله تعالى على لسان دواد عليه السلام: إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ص:23] فقوله: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ص:23] أي: غلبني بالحجة، فالغلبة من معاني العزة. ومن معاني العزة: القوة والصلابة، كما يقول العرب: هذه الأرض عزاز -وهذا مستخدم حتى عند العامة- أي: أرض قوية صلبة، وليست أرضاً رمليةً رخوةً، فمن معاني العزة: القوة. ومن معاني العزة: العلو، سواء أكان علو القدر أم علو القهر أم علو الذات، وكل هذه ثابتة لله تعالى.
والعزيز من أسمائه:
العلي
الأعلى
المتعال
قال الله تعالى (ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم) وقال تعالى (سبح اسم ربك
الأعلى) وقال تعالى (عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال) وذلك دل على أن جميع
معاني العلو ثابتة لله من كل وجه، فله علو الذات، فإنه فوق المخلوقات، وعلى
العرض استوى أي علا وارتفع، وله علو القدر وهو علو صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة
مخلوق، بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته، قال
تعالى: (ولا يحيطون به علماً). وبذلك يعلم أنه ليس كمثله شئ في كل نعوته، وله
علو القهر، فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزته وعلوه الخلق كلهم، فنواصيهم بيده،
وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع، وما لم يشأ لم يكن، فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما
لم يشأه الله لم يقدروا، ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه، وذلك
لكمال اقتداره، ونفوذ مشيئته، وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه ..
وللبحث صلة ـ بمشيئة الله ـ
ولكن رمضان قد يؤخر ذلك؛ لأنه بحاجة
إلى تفرغ ودقة
وشكرا(/)
مشاريع الملتقى في رمضان. اكتب من فضلك رأيك ..
ـ[فضيلة]ــــــــ[22 Aug 2007, 01:18 م]ـ
الإخوة الكرام ... الأخوات الكريمات: هل يمكن أن يتبنى الملتقى مشروعا نتدارس فيه القرآن كاملا بتفسيره يشترك فيه ابتداء المشرفون على الملتقى وهم من خيرة طلبة العلم ولا نزكيهم على الله ثم جميع الأعضاء الذين أبلوا في الملتقى بلاءحسنا وكذا جميع المشتركين.
ساعة واحدة فقط من 11مساء إلى12 بتوقيت مكة المكرمة أوقبل السحر أو في الظهر أوالعصر أوالمغرب أو أي وقت يتفق عليه المشرفون.
ويكون ذلك عبر غرفة صوتية إن وجد أوكتابيا في صفحة تفتح خصيصا لهذا الغرض ...
أتمنى أن يتبنى الملتقى هذا الأمر في رمضان الآتي قريبا لأنه هو شهر القرآن ومدارسته، وأن لايفوت على المسلمين المرور على معاني كلام الله كاملا ليس بالضرورة بالشرح الأكاديمي المعمق ويعتمد مثلا كتاب التفسير الميسر يقرأ كاملا ويوضح الإخوة مايحتاج إلى توضيح ...
أسأل الله أن تتيسر خطوات مشاريع إظهار تفسير القرآن كاملا في هذا الملتقى ..
وأن يجزي القائمين عليه خيرا ...
وتفضلوا بإبداء آرائكم فرمضان قد قرب والناس ملؤوا مطابخهم وقليل منهم من يخطط لرمضان إلا أن يكون في رأسه ختمه مرة واحدة ثم يتكثر بها إلى رمضان الذي بعده وهذه القنوات الفضائية تبذل الغالي والرخيص للفساد والإفساد في رمضان .. والله غالب على أمره ...
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يعيننا على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[22 Aug 2007, 01:40 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكِ الله خيراً.
أقترح أن يُقيِّد كلٌّ منَّا تدبُّراته أثناء تلاوته للقرآن، وعلى شكل نقاطٍ، ورؤوسٍ للفائدة.
فيجتمع عندنا تأمُّلات كثيرة، وأفكار إيمانية، وخواطر روحانية في شهر القرآن.
فَتَدَبَّرِ القُرآنَ إن رُمتَ الهُدَى ** فَالعِلمُ تَحتَ تَدَبُّر القُرآنِ
فننتفع انتفاعاً كبيراً إن شاء الله، ومتى ما مررنا بالآيات التي قيَّدأخٌ لنا تأمُّلاته فيها، استذكرناها وما فيها من التأمُّلِ والَّتفكر؛ فيجول الفِكْرُ في سبحات ا لآيات، ويفتح الله على عباده ما يشاء.
وما يدريك؟ لعل الله يغفر لك؛ بسبب كلمة انتفع بها مسلم.
والله أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[22 Aug 2007, 10:52 م]ـ
الله أكبر .. !
هبت رياح الأنس والانشراح بذكر حبيب المؤمنين .. شهرِ رمضان المبارك ...
بلغنا الله جميعا هذا الشهر الكريم في عافية وحسن حال ..
وقد شدني هذا الموضوع لأجيل نظري وأعيد إلى ذاكرتي بعض الموضوعات التي سبق طرحها في رمضانات مضت، فكم كان فيها من عبرة وذكرى لمن ادّكر.
وهذا بعضها:
ركن التدبر والاستنباط من القرآن خلال شهر رمضان 1424 - 1426هـ ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=999)
رمضان شهر القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4110)
تدبر القرآن ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=4130)
الحال مع القرآن في رمضان ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1004)
أفكار مع القرآن في شهر رمضان: ضع فكرتك. ( http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=6462)
وما كتبته الأخت هنا يسير في ركب هذه الموضوعات القيّمة، فما أحسن أن نجد من يذكرنا باغتنام هذا الشهر الكريم والاستعداد له، وسط مشغلات الحياة ومكدراتها.
فهلموا يا أهل القرآن وأعدّوا العدة ..
فقد أظلكم شهر القرآن ...(/)
وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ
ـ[أبو أميرة]ــــــــ[22 Aug 2007, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
{تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم، إنه كان حليماً غفورا}. .
وهو تعبير تنبض به كل ذرة في هذا الكون الكبير، وتنتفض روحاً حية تسبح الله. فإذا الكون كله حركة وحياة، وإذا الوجود كله تسبيحة واحدة شجية رخية، ترتفع في جلال إلى الخالق الواحد الكبير المتعال.
وإنه لمشهد كوني فريد، حين يتصور القلب. كل حصاة وكل حجر. كل حبة وكل ورقة. كل زهرة وكل ثمرة. كل نبتة وكل شجرة. كل حشرة وكل زاحفة. كل حيوان وكل إنسان. كل دابة على الارض وكل سابحة في الماء والهواء. . ومعها سكان السماء. . كلها تسبح الله وتتوجه إليه في علاه.
وإن الوجدان ليرتعش وهو يستشعر الحياة تدب في كل ما حوله مما يراه ومما لا يراه، وكلما همت يده أن تلمس شيئاً، وكلما همت رجله أن تطأ شيئاً. . سمعه يسبح الله، وينبض بالحياة.
{وإن من شيء إلا يسبح بحمده} يسبح بطريقته ولغته {ولكن لا تفقهون تسبيحهم} لا تفقهونه لأنكم محجوبون بصفاقة الطين، ولأنكم لم تتسمعوا بقلوبكم، ولم توجهوها إلى أسرار الوجود الخفية، وإلى النواميس التي تنجذب إليها كل ذرة في هذا الكون الكبير، وتتوجه بها إلى خالق النواميس، ومدبر هذا الكون الكبير.
وحين تشف الروح وتصفو فتتسمع لكل متحرك أو ساكن وهو ينبض بالروح، ويتوجه بالتسبيح، فإنها تتهيأ للاتصال بالملأ الأعلى، وتدرك من أسرار هذا الوجود ما لا يدركه الغافلون، الذين تحول صفاقة الطين بين قلوبهم وبين الحياة الخفية الساربة في ضمير هذا الوجود، النابضة في كل متحرك وساكن، وفي كل شيء في هذا الوجود.
{إنه كان حليماً غفورا}. . وذكر الحلم هنا والغفران بمناسبة ما يبدو من البشر من تقصير في ظل هذا الموكب الكوني المسبح بحمد الله، بينما البشر في جحود وفيهم من يشرك بالله، ومن ينسب له البنات، ومن يغفل عن حمده وتسبيحه.
من تفسير الظلال لسيد قطب
شاهد الصورة المرفقة(/)
تحولات الإعراب في السياق القرآني وأثرها البلاغي "1"
ـ[د عبدالله الهتاري]ــــــــ[23 Aug 2007, 12:21 ص]ـ
[] يمتاز التعبير القرآني ببلاغة تصريف القول، فهو ينوع الأساليب، ويتصرف في التراكيب من حيث التقديم والتأخير، والذكر والحذف، والمخالفة في النسق الإعرابي والتنوع في الجمل، من اسمية إلى فعلية والعكس، والتذكير والتأنيث، والخروج عن الظاهر في العدد والمعدود من خلال المخالفة بين الإفراد والتثنية والجمع، والتحول في الإسناد.
كل هذه الظواهر الأسلوبية المتعددة في التعبير القرآني، يراد من مجيئها دلالات مقصودة تفصح عن بلاغة القرآن الكريم وروعة بيانه، وتنتصب شاهداً من شواهد الإعجاز فيه.
وهذه التحولات في التركيب والتحولات فيه تدعو إلى التأمل والتدبر المستمر في دلالات التركيب القرآني، لمحاولة الوصول إلى عمق الدلالة وعدم الوقوف عند سطحية النص وظاهر العبارة.
وهذا يستلزم منا الوقوف عند ظاهرة التغير في التركيب للسياق القرآني، ومتابعة الخروج والتحول عن النسق المطرد للسياق نفسه، محاولين في ذلك تعليل تلك التحولات تعليلا يبرز لنا معاني النحو، ويسهم في تذوق النص القرآني بتوظيف تراكيب اللغة فيه وتعليل التغيرات الحاصلة فيها مقتصرين في ذلك على نماذج لكل نمط من أنماط هذا التحول، وهو ما سنعرض له في المباحث الآتية:
المبحث الأول
التحول عن الفعل المتعدي بنفسه إلى المتعدي بحرف والعكس
يرد هذا النوع من التحول في نمطين هما:
النمط الأول: أن يرد الفعل متعدياً بنفسه في السياق، ثم يرد مرة أخرى في السياق نفسه متعدياً بحرف.
والنمط الثاني: أن يرد الفعل متعدياً بنفسه، ثم يتحول عنه إلى فعل آخر متعدٍّ بحرف، وكلا النوعين يمثلان خروجاً عن المشاكلة واطراد السياق وذلك يستدعي تعليل هذا التحول وتحليل نماذجه، وهو على النحو الآتي:
أولاً: التحول عن تعدي الفعل بنفسه إلى تعديه بحرف
من ذلك قوله تعالى على لسان نبيه زكريا عليه السلام:] وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً [[مريم: 5 - 6].
"ففي الآية الثانية مخالفة تتمثل في إعمال فعلي الإرث، إذ إن الموروث قد وقع مفعولاً به لأولهما "يرثني" ومجروراً بـ (من) بعد ثانيهما و"يرث من"، ولو جرى السياق على نمط واحد لقيل: يرثني ويرث آل يعقوب" ([1]).
"والمراد بالإرث هنا: إرث الشرع والعلم؛ لأن الأنبياء لا تورث المال" ([2]). لحديث رسول الله r " لا نُورَثُ ما تركناه صدقة" ([3]).
وقد ذهب بعض العلماء إلى القول بأن الفعل (وَرِثَ) يتعدَّى بنفسه، ويتعدّى بـ (من) وهما لغتان ودلالتهما واحدة.
يقول ابن منظور: "تقول: ورثت أبي، وورثت الشيء من أبي" ([4]).
ويقول الزمخشري ([5]): "يقال ورثته، وَوَرِثْتُ مِنْهُ لغتان، وقيل: مِنْ للتبعيض لا للتعدية؛ لأن آل يعقوب لم يكونوا كلهم أنبياء ولا علماء".
ويظهر أن (من) هنا للتبعيض، كما أشار الزمخشري، وأن الفعل (ورثته) يختلف في دلالته عن (وَرِثْتُ مِنْهُ)، إذ يفيد الفعل (ورثتُ منه)، أنه ورث منه بعض التركة لا كلها. فأفادت (من) التبعيض، وكذلك الحال في هذه الآية.
فنبي الله زكريا -عليه السلام- طلب من المولى -عزوجل- أن يرزقه ابناً صالحاً يكون أهلاً لتحمل الرسالة والنبوة، فيرث أباه النبوة، ويكون امتداداً للصالحين وللأنبياء من آل يعقوب، إذ ليس كل آل يعقوب صالحين ولا أنبياء، بدليل أن نبي الله زكريا أشار إلى أنه قد خاف الموالي من ورائه، وهم كما يقول بعض المفسرين "شرار بني إسرائيل، فخافهم على الدين أن يغيروه ويبدلوه، وأن لا يحسنوا الخلافة على أمته، فطلب عقباً من صُلْبه صالحاً يقتدي به في إحياء الدين، ويرتسم مراسمه فيه" ([6]).
وقد استجاب الله -عزوجل- دعاء نبيه وعلم مراده، فأجابه بقوله:] فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ [[آل عمران: 39].
(يُتْبَعُ)
(/)
ومنه أيضاً قوله تعالى:] أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ [[الأنعام: 6].
فدل التحول عن تعدي الفعل بنفسه (مكنَّاهم) إلى تعديه بالحرف (ما لم نمكن لكم) على المفارقة بين التمكينين، فتمكين الله للأمم السابقة كان أقوى وأشد من تمكين المتأخرين، فوافق المقال مقتضى الحال، إذ عدَّى فعل التمكين في الأولين بنفسه، وتعدي الفعل بنفسه أقوى من تعديه بحرف. في حين عدَّى فعل التمكين في المتأخرين بالحرف فقال: (ما لم نمكن لكم)، ولم يقل: (ما لم نمكنكم).
فكانت المخالفة بين البنية السطحية والعميقة على النحو التالي:
البنية السطحية: مكنَّاهم نمكن لكم
البنية العميقة ([7]): مكنَّاهم مكنَّاكم
فتحول عن البنية العميقة إلى البنية السطحية ليرسخ دلالة المفارقة بين التمكينين حالاً ومقالاً كما سبق ذكره.
وقد كان في دلالة التركيب نفسه ما يدل على المفارقة في التمكينين وهو قوله: (ما لم نمكن لكم)، فأداة النفي (لم) تشير إلى تلك المفارقة، لكن السياق أمعن في ترسيخ دلالة المفارقة، ليس على مستوى التركيب فحسب بل على مستوى دلالة السياق كله، وذلك بإبراز المخالفة، وعدم الاطراد في السياق؛ ليشد ذهن المتلقي إلى تأمل ذلك، وفي التأمل مزيد تأكيد وترسيخ للدلالة.
ونظير ذلك في المفارقة بين التمكينين وتعدي الفعل بنفسه وتعديه بحرف،
ما ورد في قوله تعالى في وصف ذي القرنين:] إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً [[الكهف: 84]. فتعدى الفعل هنا بالحرف، فلم يقل: (إنا مكناه في الأرض). لكن ذا القرنين عندما تحدَّث عن نعمة ربه عليه:] قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ [[الكهف: 95]، ولم يقل: ما مكن لي فيه ربي. وذلك لأن: "الفعل (مكَّن) في الجملة الأولى ضعيف، فلم يتمكن من التعدية إلى المفعول به بنفسه؛ لذلك استعان بحرف الجر "اللام" ليوصله إليه، فتعدَّى إليه بواسطتها، وسبب ضعف الفعل في الجملة الأولى، أنه ورد في بداية إيراد قصة ذي القرنين، وتحدَّث عن بداية أمره، ومعروف أن الأمر عند بدايته يكون أضعف منه عند نهايته، ولذا احتاج إلى اللام لتعديه إلى المفعول به.
أما في الجملة الثانية: "ما مكَّنِّي فيه ربي خير"، فإن فعل (مكَّن) قوي، لذلك تعدَّى إلى المفعول به بنفسه، ونصبه مباشرة، والسياق هو الذي منحه القوة، فهو -أولاً: يتحدث عن ذي القرنين بعدما ظهر وتمكن وسيطر وانتصر، وهو ثانياً: ورد في سياق قوة ذي القرنين في بناء السد عند أولئك القوم" ([8]).
ومنه قوله تعالى:] يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي [[الفجر: 27 - 30].
فتحول إلى تعدية الفعل (ادخلي) بنفسه فقال: (وادخلي جنتي)، بعد تعديته بحرف (في)،
([1]) أسلوب الالتفات في البلاغة القرآنية، 192.
([2]) الكشاف، 2/ 503.
([3]) الحديث أخرجه البخاري عن أبي بكر -رضي الله عنه- برقم (3508) و (3810)، ومسلم برقم (1758)، وأخرجه البخاري أيضاً عن عائشة برقم (6346) ومسلم برقم (1758)، وأخرجه أيضاً عن أبي هريرة برقم (1761).
([4]) لسان العرب، مادة (ورث).
([5]) الكشاف، 2/ 503.
([6]) السابق، 2/ 502.
([7]) أي: التي يقتضيها اطراد السياق والمشاكلة.
([8]) مع قصص السابقين في القرآن، صلاح الخالدي، 2/ 320 - 321.
__________________[/ size][/size][/size][/size][/size][/font]
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Aug 2007, 12:05 م]ـ
قد يرث رجل صفة فى الجد وليست ظاهرة فى الأب فهى يقينا وصلته عن طريق أباه سواءا كانت فى أباه أم لا ,فهل يقال مثلا ان جده كان طويلا وهو طويل فهو ورث جده فى الطول أم يقال ورث من جده الطول ,وهذا ما أراه ينطبق على " يرثنى ويرث من آل يعقوب." والله أعلم
ولذلك علم آل يعقوب لم يكن موجودا الا عند زكريا وسيرثه من يرثه عن طريقه فقط. حيث سيرث ما يخص دعوة زكريا "يرثنى ... "وعلم آل يعقوب عن طريقه "ويرث من آل يعقوب"
أما الباقون الموالى فلا علم عندهم(/)
دعوة للتدبر عن (سر اختلاف السلام على يحيى وعيسى)
ـ[طارق مصطفى حميدة]ــــــــ[23 Aug 2007, 07:27 م]ـ
سر اختلاف السلام على يحيى وعيسى في سورة مريم طارق مصطفى حميدة
تعاهد بضعة عشر من أسرة مركز نون للدراسات القرآنية، قبل سنوات، إلى لقاء أسبوعي يقومون فيه بالتدبر الجماعي لآيات الكتاب العزيز بحيث يطلع كل واحد على ثلاثة من كتب التفسير، ثم يعرض كل منهم ما اطلع عليه وما ثار لديه من أسئلة، وما قد يكون فتح الله عليه من لفتات ... وقد اتفق على البدء بسورة مريم.
وكان مما لفت الانتباه ما يكاد يطبق عليه جميع المفسرين، من القول بمقتل يحيى عليه السلام .. ورأينا من الأنسب أن نختبر صحة هذه المعلومة، بالبحث عن سند لها في كتاب الله تعالى. أو في صحيح السنة النبوية ... إذ كان المنهج الحق أن لا نقبل خبراً من الغيب إلا بدليل منهما أو من أحدهما على الأقل .. وكانت الملاحظة الأولى أن الآيات الكريمة، لا تتحدث نهائيا عن هذا الأمر .. وأما بالنسبة للسنة فإن الحديث الذي صححه الحاكم في الموضوع موقوف وضعيف كما حقق ذلك غير واحد من أهل الحديث الذين سألتهم في فلسطين والأردن. فضلاً عن أن الشيخ إبراهيم العلي لم يورده في كتابه عن صحيح القصص النبوي. وكان يكفي هذا القدر في رد الفكرة السائدة أو التوقف بشأنها على أقل تقدير.
ثم كانت المفاجأة من خلال الآية الأخيرة في قصة يحيى عليه السلام وهي قوله تعالى (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا).
لقد صرح القرآن بأن هذا النبي الكريم (يموت) .. ولا ننسى أن القرآن لطالما ميز وفرق بين الموت والقتل .. خاصة إذا كان القتل (في سبيل الله) .. كما هو ظاهر في الآيات الكريمة الآتية: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات)، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا)، (أفإن مات أو قتل)، (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم)، (قل لن ينفعكم الفرار إ ن فررتم من الموت أو القتل).
إن يحيى عليه السلام لو قتل، بحسب ما نقله المفسرون عن أهل الكتاب، فإنه يكون قد قتل في سبيل الله .. أفيعقل أن الله تعالى ينهى المؤمنين أن يقولوا، وينهى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، أن يحسب مجرد حسبان، أن الذين قتلوا في سبيل الله أموات، ثم يخالفهم إلى ما نهاهم عنه؟؟ أيمكن أن يقرر ربنا تعالى حكماً ثم ينقضه، أو يخالفه قصدا أو نسيانا؟؟؟ .. إن القرآن الكريم يفسر بعضه بعضا .. ويصدق بعضه بعضا.
وأمر آخر، لقد تحدثت الآيات عن (سلام) على يحيى يوم ولد ويوم (يموت) .. فكيف يكتب الله سبحانه سلاماً على أحد ثم تصل إليه يد بأذى أو ضرر؟ خاصة وأن السلام يعني السلامة من الأخطار والآفات، ومعها الأمن والطمأنينة وعدم الخوف.
لقد جاء في كتاب الله أنه سبحانه قد قال للنار (كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) .. وكذلك فإن قصة عيسى عليه السلام في السورة نفسها قد انتهت بنفس الطريقة؛ أعني بالسلام وذلك في قوله تعالى على لسان عيسى (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا)، وهذا السلام أدى إلى أنه لم يقتل ولم يصلب، كما أدى السلام على إبراهيم، من قبل، إلى نجاته من الحرق والقتل .. فكيف يكون سلام على يحيى ولا يؤدي إلى السلامة والنجاة؟
في رأيي أن الذي دفع المفسرين إلى توجيه السلام إلى معنى (التحية) دون معنى (السلامة) مع أنهم يؤكدون بأن الأصل في السلام السلامة وأن التحية معنى تابع .. هو ما وجدوه عند أهل الكتاب حول نهاية يحيى عليه السلام وما يزعمونه من خبر مقتله وقصته مع الراقصة التي يسمونها سالومي .. ما جعلهم يأخذون القصة على علاتها، سيما وأنهم لم يجدوا تفصيلا في القرآن حول نهاية يحيى، كالتفصيل الموجود في شأن عيسى ليردوا به ما جاءهم عن أهل الكتاب.
وقبل أن نمضي بعيدا في بحثنا .. فلا بد من الإشارة إلى أن القول بمقتل يحيى على الأرجح لم يأت من فراغ .. لأن الحاجة إلى السلام على يحيى ومن بعده على عيسى تدل على وجود خطر ومحاولة للقتل .. علم من علم .. وجهل من جهل .. وقد حكى القرآن بالنسبة لعيسى قول اليهود مفاخرين وكلهم ثقة ويقين: (إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله .. وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم).
وسلام عليه .. والسلام عليّ
(يُتْبَعُ)
(/)
وقد كان الاستنتاج السابق دافعا لنا للمقارنة والموازنة في شأن السلام على كل من النبيين الكريمين يحيى وعيسى عليهما السلام .. إذ ختمت قصة يحيى ب (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) .. بينما ختمت قصة عيسى بقوله (والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا).
حيث يلاحظ بأن السلام على يحيى جاء منكراً .. بينما كان السلام على عيسى معرفا بأل .. وهذا الأمر لفت انتباه المفسرين من قبل وحاولوا تفسيره بأكثر من طريقة .. فقد ذكروا مثلا أن السلام على يحيى وإن جاء منكرا فإنه أعظم من السلام على عيسى؛ لأنه تسليم من الله تعالى عليه .. أما السلام على عيسى فإنه تسليم من عيسى على نفسه، فهو وإن دل على الاستغراق لجنس السلام، فلا يبلغ سلام الله تعالى على يحيى .. وهذا التفسير ضعيف، في رأيي، لسبب بسيط وهو: أن عيسى نبي ويستحيل على النبي أن يخبر إلا بوحي من الله تعالى .. إنه يخبر عن غيب يوم يموت ويوم يبعث .. ثم إن عيسى عليه السلام قد أخبر بذلك وهو صبي في المهد .. وأنى له أن يتكلم بهذا الكلام أو بغيره، إلا إذا أنطقه الله تعالى وجعل الكلام على لسانه؟؟.
وقال المفسرون أيضا إن تعريف السلام على عيسى جاء لأنه أصبح معهودا بعد ذكر السلام على يحيى .. وقد يبدو هذا القول، على ضعفه، أقرب إلى الصواب من سابقه .. لكنه مثله يفسر السلام بالتحية.
إن العهدية تكون في سياق الكلام المتصل وليس بين كلامين في سياقين مختلفين ومتباعدين زماناً ومكاناً؛ فالأول جاء خطاباً من الله لمحمد ? حيث ابتدأت السورة بقوله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا)، والثانية جاءت خطاباً من عيسى لقومه، فالأمر لا يتوقف عند حد ورود السلام على عيسى تالياً للسلام على يحيى في سورة مريم، ولهذا كان لا بد من البحث عن جواب أكثر إقناعا .. انطلاقا من أن السلام هو بمعنى السلامة من الأخطار .. وهذا يعني أن كلا النبيين الكريمين يعترض مسيرته عدد من الأخطار .. وبالذات حين المولد والموت والبعث .. لكن سلام الله تعالى يظلل هذه المسيرة وبالأخص المحطات الأكثر خطرا وحرجا وبروزا.
من المناسب هنا التفريق بين صيغتي التعريف والتنكير لغة .. فالتعريف يدل على العهد لافتا إلى الأمر المعهود المعروف .. أو يدل على الجنس شاملا ومستغرقا كل أفراده .. بينما التنكير يخبر عن الأمر المجهول .. لكنه يفيد معنى آخر يتغير بحسب السياق الذي يوضع فيه .. فكلمة حياة المنكرة في قوله تعالى (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) تفيد التهوين والتحقير والتصغير .. ولكن كلمة نساء المنكرة أيضا في قوله تعالى (وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً) تفيد التكثير.
وعليه فإن تنكير سلام الله على يحيى يفترض أن يدل على عظمة هذا السلام وكثرته .. فضلا عن جهالته وعدم معرفته .. بينما يفترض أن يدل تعريف السلام على عيسى، على أنه أكبر وأنه تام وكامل، لأنه يستغرق جنس السلام .. إضافة إلى أن هذا السلام معروف ومعهود.
ميلاد يحيى ... وميلاد عيسى
فأما يحيى فإنه ولد من أم عجوز عاقر .. ومعروف أن المرأة كلما كبرت في السن .. فإن احتمال سلامة الولادة يكون أبعد وأضعف، وهذا الخطر يستدعي سلاماً على الوالدة وعلى المولود بشكل خاص، وفي شأن عيسى فانه سيولد من بكر في العراء، وبدون قابلة، والأم في حالة نفسية شديدة إلى الحد الذي تتمنى فيه الموت قائلة: (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا).
وبالمقارنة بينهما نلاحظ أن الجو النفسي والعائلي المحيط بميلاد يحيى، وكذلك السعادة والاستبشار بقدوم المولود تجعل الأخطار المتوقعة أقل من الأخطار المحيطة بميلاد عيسى، وبالتالي فإن السلام الذي يحتاجه ميلاد يحيى أقل بالتأكيد من السلام الذي يحتاجه ميلاد عيسى عليهما الصلاة والسلام.
وقد لاحظنا كيف أن القرآن فصل في حادثة ولادة عيسى عليه السلام، منذ انتبذت به أمه (مكانا قصيا، فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا، فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا)،وما بعد ذلك إلى أن أتت به قومها تحمله، وهو بالتالي معروف ومألوف ومعهود.
ويوم يموت .. ويوم أموت
(يُتْبَعُ)
(/)
لقد فصل القران في شان نجاة عيسى عليه السلام، وأكد أن المجرمين الكفرة لم يقتلوه ولم يصلبوه بل رفعه الله إليه بينما أشار مجرد إشارة إلى الأخطار المحيطة بيحيى، من خلال ذكر سلام الله عليه .. ومن الواضح أن عيسى عليه السلام قد تعرض لخطر كبير .. أكبر بكثير من الخطر الذي تعرض اليه يحيى عليه السلام، وهذا متوقع وطبيعي ومنطقي، إذ كان يحيى بالنسبة لعيسى كالمساعد والمناصر، فقد كان كما وصفه القران (مصدقا بكلمة من الله)، فعيسى عليه السلام هو قائد الدعوة، وهو بالتالي المستهدف أولا والمستهدف أكثر من قبل الظلمة اعداء التوحيد.
ويوم يبعث .. ويوم أبعث
وأما السلام يوم البعث فإن كل شخص سيسأل يوم القيامة: (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين) وبناء على الجواب تكون السلامة أو عدمها ... إن السؤال الموجه إلى عيسى كبير وخطير (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله؟؟ .. قال سبحانك ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم) .. لقد انتهت رسالة عيسى بتأليهه وبالتالي كان السؤال خطيرا .. ولم تنته رسالة يحيى إلى نفس النتيجة .. إن كلا الرسولين سيسأل ولكن لأن الخطر الناجم عن إجابة عيسى أعظم، لو كان، وحاشاه، قال غير ما أمره الله به .. ولذلك فالسلام عليه أعظم، وهذا يفسر لماذا احتاج عيسى إلى (السلام) كل السلام .. خلافا ليحيى الذي سيكفيه (سلام) ... لقد عرّف القرآن وفصّل (السلام) على عيسى يوم البعث، كما فصل في نجاته من القتل والصلب، ومن قبل في سلامة مولده .. لما ترتب على قصته من عقيدة فاسدة، في حين اكتفي بالإشارة إلى سلام، دون تفصيل ولا تعريف،على يحيى يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، إذ لم يترتب على قصته شيء من ذلك.
وقبل الانتقال إلى الفكرة أو المفاجأة التالية، ينبغي الإشارة إلى أنه جرى استعراض عشرات التفاسير وكتب القصص القرآني، لعل أحداً منها قد تنبه إلى فكرة نجاة يحيى عليه السلام من القتل .. وكان الوحيد، فيما نعلم، الذي التفت إلى ذلك هو أستاذنا الدكتور صلاح الخالدي في كتابه (القصص القرآني).
لقد شغلنا أمر يحيى عليه السلام فترة ليست بالقصيرة، وبالذات الآية الختامية (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) .. وكان يخيل إليّ،كما أظنه خيل ويخيل إلى الأكثرين، بأن الخطاب في هذه الآية، موجه إلى زكريا بعد ولادة يحيى .. والأمر على هذا طبيعي، حيث عبر عن الولادة بالفعل الماضي (ولد) لكونها قد حدثت فعلا .. بينما عبر عن الموت بالمضارع (يموت) الدال على المستقبل، تطمينا للوالد على مستقبل ولده، بعد أن أمّنه وسلّمه يوم ولادته، .. إلا أن إمعان النظر في الآيات ينفي هذا الظن، لأن الخطاب الموجه إلى زكريا كان قد انتهى قبل ذلك، وعاد الحديث عن زكريا بصيغة الغائب،ثم حدث التفات من الماضي الغائب إلى خطاب الصبي يحيى، ثم تحولت الآيات إلى الحديث عن يحيى بصيغة الماضي الغائب إلى نهاية القصة .. وكان لا مفر من العودة إلى بداية القصة لحل الإشكال.
بعد فاتحة السورة (كهيعص)،يخاطب الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم، (ذكر رحمة ربك عبده زكريا)، .. المخاطب محمد، والغائب الماضي هو زكريا، ويظل الأمرعلى هذه الحال عدة آيات (إذ نادى ربه نداء خفيا،قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا،وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) .. ثم يلتفت السياق إلى زكريا بصيغة الخطاب (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) .. ولا يلبث السياق أن يعود كما بدأ مخبرا عن زكريا بصيغة الغائب الماضي .. دون أن ننسى بأن الخطاب موجه من البداية إلى الرسول محمد عليه السلام .. (قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا، قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا،قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا،فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا) .. ثم يلتفت السياق مخاطبا يحيى في نصف آية (يا يحيى خذ الكتاب بقوة) .. ثم تتحول الآيات إلى الحديث عن يحيى بصيغة الغائب الماضي، ما يعني أن المخاطب لا يزال هو نفسه من أول السورة، أعني محمدا عليه الصلاة والسلام، فتخبره
(يُتْبَعُ)
(/)
الآيات عن يحيى: (وآتيناه الحكم صبيا، وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا، وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا) .. ثم تختم القصة بالسلام على يحيى يوم ولادته ويوم موته ويوم بعثه حيا .. (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا).
لقد كان من الطبيعي أن يأتي الحديث لمحمد عن ولادة يحيى بالفعل الماضي (ولد)، لأن محمدا قد جاء بعد يحيى عليه السلام بحوالي ستة قرون، وقد كان متوقعا أن يأتي الحديث عن موت يحيى بصيغة الماضي أيضا، أي بالفعل (مات)، ولكن المفاجأة الغريبة أن موت يحيى قد جاء بصيغة المضارع (يموت) .. وإذا أخذنا الأمر على ظاهره، فإنه يعني بأن يحيى سيموت بعد محمد .. وهذا يقتضي: أن تكون ليحيى حياة ممتدة منذ ولادته وحتى يوم موته، أو أن هذه الحياة ستستأنف من جديد قبيل ذلك الموت. ومرة أخرى طفقت أقلب كتب التفسير، فإذا بي أجد أن صاحب التحرير والتنوير، المرحوم العلامة الطاهر بن عاشور، هو الوحيد، بحسب اطلاعي، الذي استوقفه الفعل المضارع (يموت)،حيث يقول بأن الفعل المضارع هنا يفيد استحضار الحالة، ثم يتابع بأنه لم تذكر قصة مقتل يحيى في القرآن إلا إجمالا.
وبالطبع فإن مقتل يحيى لم يذكر في القرآن بتاتا .. لكن الشيخ رحمه الله لم يستطع الانعتاق مما أخذه المفسرون عن أهل الكتاب وتوارثوه كابراً عن كابر .. وإن كان يسجل له تنبهه إلى أن مجيء الفعل المضارع (يموت)، كان على خلاف القانون في الكلام عن الأحداث الماضية .. وليس ذلك بمستغرب على العلامة ابن عاشور، فكل تفسيره يدل على ضلوعه ورسوخ قدمه وعلو كعبه في اللغة العربية وعلومها .. علماً بأنه ليس بحاجة إلى شهادة أمثالي ... ومعنى قول الشيخ بأن الفعل المضارع يفيد استحضار الحالة .. أنه إذا عبر عن الماضي بصيغة المضارع، فإن الغرض هو الإتيان بذلك الماضي وجعله واقعا حيا ومشاهداً عند السامع والقارئ .. وتتمة كلام الشيخ تشير إلى أن الهدف هو إبراز (جريمة القتل) للتشنيع على القتلة .. هذا لو كان وقع القتل .. ، وقد بدا لنا أنه يمكن اعتبار ذلك شاهدا إضافيا على أن يحيى مات ولم يقتل من خلال إحضار مشهد يحيى وهو (يموت)، لدحض ادعاء مقتله، لولا أن أكثر من قرينة دفعتنا إلى ضرورة أخذ الفعل المضارع على ظاهره، وفهمه على أصل وضعه، واعتبار أن هذا الموت سيأتي في المستقبل بالنسبة للمخاطب محمد صلى الله عليه وسلم، وسنرى كيف أن الآيات يصدق بعضها بعضا، ويفسر بعضها بعضا.
أولا: ليس هناك ما يدعونا إلى التأويل .. حيث لا يتعارض هذا الفهم مع أي نص من الكتاب أو السنة، وإن كان يتعارض مع المنقول عن أهل الكتاب، ومع المتوقع بشأن جميع الناس الماضين، باستثناء عيسى عليه السلام،الذي تحدثت السنة النبوية عن نزوله قبيل الساعة .. ولكن من قال إن القرآن رهن بتوقعاتنا وأفكارنا السائدة؟؟ إن العكس هو الصحيح، لأن القرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد .. وهذا يعني أن من الطبيعي أن يفاجئنا هذا الكتاب العظيم بما ليس في الحسبان.
وثانيا: هل نسينا قول الله تعالى (يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا)؟ .. ألا يدل الاسم (يحيى) الذي جاء على صيغة الفعل على معنى استمرار الحياة للمسمى، أو تجددها واستئنافها؟ .. أليس الله تعالى هو الذي سمى؟ إن الناس حين يسمون فإنهم يأملون ويرجون أن يتحقق معنى الاسم في المسمى .. وذلك كما قال الشاعر:
سميته يحيى ليحيى فلم يكن لرد قضاء الله فيه سبيل
وإذا كان هذا حال البشر .. وقدرة البشر .. فإن الله تعالى يحكم ولا يأمل، ولا راد لحكمه، وهذا اسم سماه الله وجعل له سلطانا، وليس من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان .. وذلك ما نلحظه في دلالات أسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .. أليس اسم محمد مما بشر به الأنبياء السابقون، من قبل أن يولد ويسميه أهله .. أليس هو المحمود في الأرض والسماء؟ وهل تنبهنا إلى العلاقة بين اسم إسحق وضحك أمه .. وكذلك إلى مجيء يعقوب عقب إسحق أو أنه يعقبه نسل كثير من بني إسرائيل وبالأخص الأنبياء .. (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب)؟ وأخيرا وليس آخرا .. ألم يلفت نظرنا اسم زكريا وكثرة ذكره ودعائه لله .. خاصة في المحراب .. (ذكر رحمة ربك عبده زكريا) .. وهل فاتنا معنى (زكر) في اللغات السامية، وكثير من اللهجات
(يُتْبَعُ)
(/)
العربية؟
لقد أدرك العلماء من قديم العلاقة بين اسم يحيى ومعناه .. واستوقفهم قول الله تعالى أنه (لم يجعل له من قبل سميا) أي شبيها في الصفة .. وذلك على غرار فهمهم للآية (رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا) .. ولكنهم، كما أسلفنا، لم يستطيعوا الانعتاق مما ورثوا عن أهل الكتاب .. ومع ذلك فقد حاولوا تأويل الحياة بأنها حياة القلب، أو بقاء الذكر الحسن .. أو أن يحيى حي لأنه قتل شهيدا، كما ذكر الشيخ الشعراوي رحمه الله وغيره.
لقد تحدث القرآن عن نجاة عيسى ورفعه، وصرحت السنة الصحيحة بحتمية نزوله على الأرض وبعثه حيا إليها .. وذكرت عددا من الأعمال التي سيقوم بها .. والغريب أن قصة يحيى وعيسى في سورة مريم تنتهيان بطريقة متشابهة إلى حد كبير: (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) .. (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) .. فهل بإمكاننا أن نتوقع ونتخيل بأنه قد حدث،وسيحدث مستقبلا، مع يحيى أمر يشبه، أو لا يبعد كثيرا، عما جرى لعيسى عليه السلام؟ وهل تسعفنا الموازنة بين النبيين الكريمين في التحقق من هذه القضية؟؟.
إن الناظر في قصتيهما، سيجد، وبشكل يكاد يكون مطردا، أن عناصر قصة يحيى،تشكل مقدمة وتوطئة وتمهيدا، لما يقابلها من عناصر قصة عيسى، التي تبدو عناصرها أكبر وأكمل.
كانت ولادة يحيى عليه السلام، من أم عجوز عاقر وشيخ كبير .. معجزة موطئة وممهدة للمعجزة الأكبر في ولادة عيسى عليه السلام دون أب.
وكانت المعجزة في ان يؤتى يحيى الحكم صبيا .. مقدمة للمعجزة الأكبر في أن عيسى يكون نبيا ويبلغ عن الله (في المهد صبيا).
وكذلك كانت نبوة يحيى موطئة لنبوة عيسى .. ثم يكون يحيى (مصدقا بكلمة من الله) .. فمع أنه سبقه،إلا أنه يصير بعد بعثة عيسى مؤيدا وتابعا له.
لقد جعل الله يحيى برا بوالديه ولم يجعله جبارا عصيا .. إذ إن التربية بين والدين شيخين مظنة للعصيان والجبروت، بينما كان عيسى عليه السلام برا بوالدته ولم يجعله ربه جبارا شقيا .. خلافا للمتوقع بسبب انعدام الأب .. مع وجود القوم الفجرة الذين يلاحقون أمه بالافتراءات والتهم الباطلة .. وكان يمكن لغيره لو تعرض لنفس المؤثرات، أن ينقلب جبارا شقيا بفعل عقدة الشعور بالنقص، وحقده على كل المجتمع، وفي مقدمتهم والدته التي كانت السبب، إن رعاية الله لعيسى وجعله برا بوالدته غير جبار شقي، أعظم في المعجزة من بر يحيى بوالديه دون ان يكون جبارا عصيا، وكان إحسان تربية يحيى، مقدمة لإحسانها وكمالها وعظمتها عند عيسى عليهما السلام.
وبنفس المنطق فقد رأينا كيف كان سلام الله على يحيى .. مقدمة وتوطئة للسلام التام والأعظم على عيسى،في المولد والموت والبعث.
فهل تسعفنا هذه الموازنة، وما سبقها من الأدلة والبراهين في إثبات ما افترضناه من احتمال تقدم يحيى على عيسى في النزول؟ وهل يكون معنى البعث حيا ليحيى وعيسى عليهما السلام، يقصد به البعث بين يدي الساعة، ما يعني أنهما سيأتيان في جو صراع عنيف مع الكفر، وخطر شديد عليهما يستدعي السلام عليهما؟.
أسئلة برسم التدبر .. والله الهادي إلى سواء السبيل.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[24 Aug 2007, 11:43 ص]ـ
بارك الله فيك
لو تدبرنا آيات القرآن التى تناولت لفظ الحياة لوجدنا أمامنا ثلاثة أقسام
الأول " ولكم فى القصاص حياة .. "و" الذى خلق الموت والحياة .. " فهذه تتناول عموم اللفظ باطلاق دون تخصيص لمحل أو نوع اوتحديد أجل
الثانى:آيات تحدد للحياة قسما ثانيا لاسبيل الى علمه الا خبرا صادقا فى كتاب الله كحياة عصى موسى وحياة دبت فى أجزاء ميتة مقطعة من طيور ذبحها الخليل ثم دعاها فأتته تسعى وكالقرية التى أحياها الله بعد موتها فهذه حيوات وراء الحياة بعد الموت. وحياة البرزخ لمن ماتوا من الجن والانس ,ناهيك عن حياة القرآن التى ليست كمثلها حياة
والثالث ذلك النوع من الحياة التى تحل لأجل فى محل هو مكان لها تستقر فيه الى حين وهذه هى حياة الخلق
حياة يحيى الذى هو بشر تجرى عليه الأقدار.ولا مجال لتخصيص حياته بشيئ لم يقم به دليل واضح من قرآن أو سنة
ولو كان الفعل المضارع يموت يفيد المستقبل اذن هو مستقبل لكل من يقرأه فيكون أجله نفخة الصور الأولى وهو مالم يقل به أحد
وأري أن الاسم انما سماه الله كذلك -والله أعلم - تحقيقا لسبب دعاء زكريا الرسول حيث سأل ربه وليا يرث العلم والشرع فى زمن الموالى ولم يعد هناك من أحد يحمل هذه الأمانة ولذلك كان يحيى الرسول هو من أحيا الشرع من الضياع وحيى به وحيى له وان كان وحده وتكالبت عليه قوى البغى ولكن الله نجاه فكان "يحيى "اسما على مسمى حق وكان "سلام عليه يوم ولد ويوم يموت .. ",لأنه يموت كما قدر الله " ويوم يبعث حيا"ردا على ظن أعدائه أنه كان على غير الحق وحاولوا قتله بهذه الفرية ,
الأمر الأخر "مصدقا بكلمة من الله " دأب المفسرين على تفسير الكلمة هنا عيسى ,ولاأرى ذلك حيث أنها كلمة تميز بتصديقها أما عيسى -كلمة الله القاها الى مريم - فصدق بها كثيرون وأمه القرآن منهم بحمد الله.(/)
ما توجيه هذا القول؟
ـ[أبو الفضل]ــــــــ[24 Aug 2007, 01:07 ص]ـ
سمعت بعض علمائنا المعاصرين يقول:
العلم الوحيد الذي لا يحتاج فيه الى شيخ هو علم التفسير
لا اريد ان اتقدم بين يدي هذا العالم الفاضل
لكن اليس يقصد حفظه الله المعنى العام للآية
أو الاطلاع العام
و الافمن ارد الغوص في علم التفسير فلابد له من علوم موصلة اليه و لابد من شيخ على الاقل في هذه العلوم
أم اني جانبت الصواب في فهم كلام هذا العالم(/)
ما افضل تفسير صوتي علي نت تنصحون به؟
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[24 Aug 2007, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
اريد تفسيرا صوتيا علميا في نت واي تفسير تنصحون به
احس اكثر التفاسير الصوتية لعامة الناس وكثير منها يلقي في المساجد
ولا يتطرق الشيخ فيها الي التفصيل ...
لماذ لا يوجد تفسير علمي مثلا تفسير البيضاوي او تفسير الجلالين مع شرحه(/)
سؤال في ترجمة الإمام السيوطي
ـ[محمد كالو]ــــــــ[24 Aug 2007, 04:46 م]ـ
يحرم دفن ميت في قبر ميت آخر حتى لو اتفق نبش ذلك القبر وفتح موضع الميت الأول، إلا في صورتين:
الاُولى: أن يبتني دفن الميت الأول على عدم اختصاصه بالقبر، بل على مجرد جعله فيه مع كونه في معرض دفن غيره معه.
الثانية: أن يخرج الميت الأول من القبر وينقل عنه، أو يتلاشى فيه ويصير تراباً، بحيث يخرج المكان عن كونه قبراً له.
وجاء في ترجمة (الإمام السيوطي) الحافظ المفسر ما يلي:
توفي السيوطي في سحر ليلة الجمعة تاسع عشر من جمادى الأولى سنة 911هـ وذلك بعد مرض دام سبعة أيام. وأصيب خلالها بورم شديد في ذراعه الأيسر وبلغ من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يوماً.
ودفن في قبر والده ب (حوش قوصون) خارج باب القرافة بعد حياة حافلة بالتصنيف والتأليف والبحث والتنقيب.
هذه الترجمة من بداية كتاب الإتقان بتحقيق أحمد بن علي،طبع دار الحديث بالقاهرة ص 22.
فما الذي كان يدفعهم للدفن في قبور الآخرين، وهو حرام؟
أرجوا من الأساتذة الأفاضل أن يتحفونا مشكورين.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[20 Sep 2010, 12:57 م]ـ
قال النووي رحمه الله: "أما إذا حصلت ضرورة بأن كثر القتلى، أو الموتى في وباء، أو هدم، أو غرق، أو غير ذلك، أو عسر دفن كل واحد في قبر فيجوز دفن الاثنين، والثلاثة وأكثر في قبر بحسب الضرورة" انظر المجموع (5 - 248).
وعن هشام بن عامر قال: شكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم {الجراحات يوم أحد فقال: "احفروا وأعمقوا وأوسعوا وادفنوا الاثنين والثلاثة في قبر واحد وقدموا أكثرهم قرآناً" أخرجه الترمذي في الجهاد (1713) والنسائي في الجنائز (2011)، وأبو داود في الجنائز (3215)، وابن ماجه في باب ما جاء في الجنائز (1560).
فهل يدخل دفن الإمام السيوطي في قبر والده ضمن هذا الباب؟(/)
ثَبَتُ الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[24 Aug 2007, 07:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
طرح أخي الكريم الشيخ محمد الطاسان وفقه الله على صفحات هذا الملتقى ثلاث مشاركات عن الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين، وهي:
1 - ثبت الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين رقم (1) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8867) مناهج مجموعة من المفسرين.
2 - ثبت الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين رقم: (2) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9015) منهج مفسر واحد.
3 - ثبت الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين رقم: (3) ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9104) المقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين.
وقد جمعها ونسقها، وأضاف إليها ما أضافه الزملاء في الملتقى، ثم بعث بالملف فوضع في مكتبة شبكة التفسير والدراسات القرآنية على هذا الرابط ..
ثَبَتُ الكتب والمقالات التي تكلمت عن مناهج المفسرين ( http://www.tafsir.org/tafsir/index.php?a=books&action=view&id=224)
إعداد
محمد بن عبدالرحمن الطاسان
وهو جهد مشكور جزى الله الشيخ محمد خير الجزاء، وأثابه وزاده علماً وتقوى، وهو جهد يقبل الإضافة والتحديث باستمرار فلعله يتابع تحديثه كل سنة إن شاء الله، وفيه نفع كبير للباحثين والدراسين.
في 11/ 8/1428هـ
ـ[النجدية]ــــــــ[24 Aug 2007, 09:41 م]ـ
الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات ...
أحب أن أبارك لأستاذنا الفاضل محمد الطاسان؛ على إتمام ما شرع به من تيسير النفع لطلاب العلم ...
بوركتم أستاذنا، و جعله الله في ميزان حسناتكم، و أعانكم على الخير دوما!!
و نفع ربي بكم ...
ـ[محمد الطاسان]ــــــــ[25 Aug 2007, 02:54 م]ـ
أشكر جميع من أعان على إثراء هذا الموضوع من المشرفين والأعضاء الأفاضل وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازيين حسناتهم، وأن يتقبل منا ومنكم.
وأحب أن أثني على كلام الشيخ عبد الرحمن بأن البحث قابل للزيادة والتحديث وأسأل الله الإعانة على ذلك.
وللتذكير فإن هناك عدد من الجامعات لم أتمكن من الوقوف على ما لديها من رسائل في هذا الموضوع فمن وقف على شيء منها فليتحفنا به مشكوراً على البريد أو على صفحات الملتقى.(/)
الكشافات الموضوعية الآلية للقرآن الكريم: دراسة تحليلية مقارن
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[25 Aug 2007, 09:33 ص]ـ
أجاز قسم المكتبات والمعلومات بكلية الآداب جامعة الإسكندرية رسالة دكتوراه بعنوان:
الكشافات الموضوعية الآلية للقرآن الكريم: دراسة تحليلية مقارنة
للباحث مجدي عبد الجواد الجاكي
مدرس مساعد بقسم المكتبات - جامعة بنها
وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من كل من:
أ. د / عبد الستار عبد الحق الحلوجي مشرفا ورئيسا
أ. د /علي محمود علي راشد عضوا
أ. د /مصطفى أمين حسام الدين عضوا
أ. د / جمال إبراهيم الخولي مشرفا
تمت المناقشة في يوم الخميس الموافق 9/ 3 / 2006 بقاعة الندوات بكلية الآداب
جامعة الإسكندرية، وقد تم منح الباحث درجة الدكتوراه في الآداب بتقدير ممتاز مع
مرتبة الشرف الأولى.
ملخص للرسالة:
الكشافات الموضوعية الآلية للقرآن الكريم هي تلك البرامج الآلية المتاحة في شكل
اسطوانات مليزرة أو على مواقع إنترنت , والتي تتيح إمكانية البحث الموضوعي في نص
القرآن الكريم , لاسترجاع السور و الآيات التي تتناول الموضوعات التي يتم البحث
عنها.
تناولت الدراسة تحليل هذه الكشافات من خلال منهج تقييمي وضعه الباحث ضم خمسة عشر
قطاعاً , هي:
أولاً: المسؤولية
ثانيًا: التغطية
الهدف من إصدار الكشاف
المجتمع الموجه له الكشاف
سعة الكشاف
كثافة الكشاف
ثالثاً: أشكال رؤوس الموضوعات
رأس الموضوع البسيط
رأس الموضوع المركب
رؤوس الموضوعات المزودة بحواشي
رؤوس موضوعات مقلوبة
الأعلام
تفريعات رؤوس الموضوعات
رابعاً: التنظيم
نوع التنظيم المستخدم
الإحالات
الوسائل التنظيمية المساعدة
خامساً: واجهات الاستخدام
لغات واجهات الاستخدام
إتاحة واجهات الاستخدام لنصوص مكتوبة
إتاحة واجهات الاستخدام وسائط متعددة
خصائص الشاشات
سادساً: الإمكانات البحثية
سابعاً: الإمكانات الاسترجاعية
ثامناً: المصحف المعتمد
المصحف المقروء
المصحف المسموع
تاسعاً: الإمكانات القرآنية الإضافية
عاشراً: إعداد البرنامج المتضمن للكشاف
حادي عشر: تشغيل الكشاف
ثاني عشر: متطلبات تشغيل الكشاف
ثالث عشر: التوثيق
خامس عشر: وسائل الحماية
حماية الملكية الفكرية
حماية المحتويات
بعد تحليل الكشافات محل الدراسة ـ تم مقارنتها جميعا للخروج بالمؤشرات العامة
التي تحكم هذا النوع من الكشافات.
كما قام الباحث بوضع مجموعة من القواعد الإرشادية لإعداد كشاف موضوعي آلي متكامل
للقرآن الكريم.
ثم ختمت الدراسة بالنتائج و التوصيات وبعض الدراسات المقترحة.
تناولت الدراسة تحليل هذه الكشافات من خلال منهج تقييمي وضعه الباحث ضم خمسة عشر
قطاعاً , هي:
أولاً: المسؤولية
ثانيًا: التغطية
الهدف من إصدار الكشاف
المجتمع الموجه له الكشاف
سعة الكشاف
كثافة الكشاف
ثالثاً: أشكال رؤوس الموضوعات
رأس الموضوع البسيط
رأس الموضوع المركب
رؤوس الموضوعات المزودة بحواشي
رؤوس موضوعات مقلوبة
الأعلام
تفريعات رؤوس الموضوعات
رابعاً: التنظيم
نوع التنظيم المستخدم
الإحالات
الوسائل التنظيمية المساعدة
خامساً: واجهات الاستخدام
لغات واجهات الاستخدام
إتاحة واجهات الاستخدام لنصوص مكتوبة
إتاحة واجهات الاستخدام وسائط متعددة
خصائص الشاشات
سادساً: الإمكانات البحثية
سابعاً: الإمكانات الاسترجاعية
ثامناً: المصحف المعتمد
المصحف المقروء
المصحف المسموع
تاسعاً: الإمكانات القرآنية الإضافية
عاشراً: إعداد البرنامج المتضمن للكشاف
حادي عشر: تشغيل الكشاف
ثاني عشر: متطلبات تشغيل الكشاف
ثالث عشر: التوثيق
خامس عشر: وسائل الحماية
حماية الملكية الفكرية
حماية المحتويات
بعد تحليل الكشافات محل الدراسة ـ تم مقارنتها جميعا للخروج بالمؤشرات العامة التي تحكم هذا النوع من الكشافات.
كما قام الباحث بوضع مجموعة من القواعد الإرشادية لإعداد كشاف موضوعي آلي متكامل للقرآن الكريم.
ثم ختمت الدراسة بالنتائج و التوصيات وبعض الدراسات المقترحة.
المصدر ( http://www.khayma.com/librarians/archive/lis/409.htm)(/)
موقع للاكتشاف: موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[25 Aug 2007, 10:17 م]ـ
مصمم ومقسم بإتقان، بارك الله في القائمين عليه وفي جهودهم:
http://www.55a.net
وتجدون في الرابط التالي تعريفا بفريق الإشراف وكتاب الموقع:
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=mix&select_page=who
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[26 Aug 2007, 03:48 م]ـ
من روائع الأبحاث العددية في الموقع:
مواقع مميزة في ترتيب سور القرآن
بقلم: عبدالله إبراهيم جلغوم
http://www.55a.net/firas/arabic/?page=show_det&id=578&select_page=4
ـ[يزيد الصالح]ــــــــ[26 Aug 2007, 06:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[27 Aug 2007, 06:23 ص]ـ
نفس الإشكاليات التي ذكرت في موضوع (الإعجاز العلمي) تتكرر في هذا الموقع, فلا جديد هنا, ومن اللافت للنظر أن لا هيئة شرعية متخصصة في الموقع, ولم أر في الأسماء المذكورة على كثرتها اسماً ذا أثر في التفسير (من بين 41 اسماً مؤسساً وكاتباً تجد كاتباً واحداً فقط في تخصص التفسير, ولا تختلف مقالاته عن البقية).
وينظر للفائدة:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3395&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3738&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9239&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9185&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=7525&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=568&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3392&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=384&highlight=%C7%E1%C5%DA%CC%C7%D2+%C7%E1%DA%E1%E3%ED
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=129
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=384
ـ[النجدية]ــــــــ[27 Aug 2007, 08:17 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا أبو البيان؛ على هذه الفوائد، و نفع بكم!!(/)
ما المراد بالحجاب المستور في آية الإسراء؟
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[26 Aug 2007, 11:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أيهما أصح في تفسير قوله تعالى (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً):
1. قول قتادة وابن زيد في الحجاب المستور أنه الأكنة على قلوبهم.
2. ما دل عليه حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما في قصة أم جميل, وعلى هذا من قرأ القرآن ليعتصم به من رؤية الكفار عصمه الله فلم يرونه. وهل هذا خاصٌ بالنبي عليه الصلاة والسلام؟.
وعلى القول الأول: ما نوع العطف في قوله تعالى في الآية بعدها (وجعلنا على قلوبهم أكنةً أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً). وهل يصح أن نزيد على قول قتادة وابن زيد فنقول: هو الأكنة على قلوبهم والوقر في آذانهم.
أرجو من المشايخ إفادتنا ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Aug 2007, 04:33 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فعل النبي صلى الله عليه وسلم، وتفسيره للحجاب كافٍ ومرجح في المسألة.
وممن نصره ابن جرير الطبري، والقرطبي، وغيرهم كثير
وإن كان المعنى الأول له وجه، وطالع أضواء البيان للشنقيطي رحمه الله.
والله أعلم
ـ[أبو هاجر النجدي]ــــــــ[26 Aug 2007, 09:34 م]ـ
أثابك الله شيخي الفاضل أبا العالية ...(/)
سجل ما تعرف عن تراجم المفسرين من المراجع
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Aug 2007, 04:15 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
فإن القراءة في كتب تراجم المفسرين ممتعة جداً، وليس الخبر كالمعاينة؛ فمن نعمة ربي عليَّ، وبنعمة ربك حدِّث؛ فقد قرأت من كتب التراجم المتعلقة بالتفسير؛ طبقات الداودي رحمه الله كاملاً ولا زالت النكت تنزل تباعاً بحمد لله، وقرأت طبقات السيوطي كاملاً في جلسة واحدة (وسأُنْزِل عشرون فائدة قيَّدتها من قراءته في حلقة واحدة لتراجم متعددة) وقرأت طبقات المفسرين للأدنه وي رحمه الله، وفيه نفائس طيبة، ولكن ليس كالأول، واستدراكات نافعة، وسأنزل مشاركات النُّكت والفوائد عن الأخيرين قريباً (أبدأ بطبقات السيوطي)
وأعكف حالياً على قراءة معجم المفسرين لعادل نويهض في مجلدين.
الشاهد من الموضوع أن أسجل ويسجل معي الفضلاء المصنفات في هذا الباب:
والذي أعلمه عن كتب طبقات وتراجم رجال التفسير ما يلي:
1_ طبقات المفسرين للسيوطي (ت 911 هـ) مجلد لطيف
2_ طبقات المفسرين للداودي (تلميذ السيوطي) (ت 945هـ) مجلدان
3_ طبقات الأدنه وي (من علماء القرن الحادي عشر، حياً 1092هـ) مجلد
4_ معجم المفسرين لعادل نويهض. (معاصر) مجلدين
5_ الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة. من اصدارات مجلة الحكمة الاصدار (15) ثلاثة مجلدات، بإشراف أستاذنا الشيخ وليد الحسين حفظه الله.
6_ التفسير والمفسرون غرب افريقيا للطرهوني حفظه الله (رسالة علمية)
هذا ما أعرفه مطبوعاً
ولكن السؤال عن أمرين:
الأول: طبقات المفسرين لأبي سعيد بن صنع الله الكوزه كناني (ت 980هـ) ذكره نويهض في (1/ مقدمة معجمه، وفيه (ضع! الله الكوز كناني))، ومحقق طبقات الأدنه وي ((6/د)
فهل طبع؟ وأين مصادر مخطوطاته؟ أو ما زال مفقوداً؟
وهل ممكن الإفادة من الفهرس الشامل لآل البيت في مخطوطات التفسير؟
والثاني: أين وصل العمل في فهرس تراجم المفسرين في مجمع الملك فهد.
فمن وجد غير ما ذكرتُ؛ فليكتبه مشكوراً.
شريطة أن يكون مترجماً لجملة من المفسرين لا مقتصراً على ترجمة خاصة.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[26 Aug 2007, 05:29 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
7_ معجم طبقات الحفاظ والمفسرين. عبد العزيز عز الدين السيروان. مجلد(/)
ما الفرق بين "حق عليهم" و "حقت عليهم"
ـ[أبو يحيى الكندي]ــــــــ[26 Aug 2007, 05:26 م]ـ
السلام عليكم. أستهل مشاركتي في هذا المنتدى المبارك بالسؤال الآتي:
ما الفرق بين "فريقا هدى و فريقا حق عليهم الضلالة" (الأعراف)
و
"فمنهم من هدى الله و منهم من حقت عليه الضلالة" (النحل)؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 Aug 2007, 02:45 م]ـ
هذا من التصرف في القول، وتنويع الأسلوب، وبيان جواز الوجهين، ولا يلزم أن يكون بينهما فرق.
ومثله مثل قوله تعالى: {توفاهم الملائكة} {توفتهم الملائكة}
وكذلك قوله تعالى: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة} {وأخذت الذين ظلموا الصيحة}
ومثله كثير في القرآن.
ـ[محمد كالو]ــــــــ[29 Aug 2007, 03:12 ص]ـ
(حق عليهم الضلالة) و (حقت عليه الضلالة)
(توفاهم الملائكة) و (توفتهم الملائكة)
(وأخذ الذين) و (وأخذت الذين)
أرى أن التاء زيدت على (حقت) و (توفت) و (أخذت) للمبالغة، لأن زيادة المبنى زيادة في المعنى.
والله تعالى أعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Aug 2007, 01:12 م]ـ
الذين تتوفاهم الملائكة طيبين " تتوفى "تتفعل " اذن القول أثناء فعل التوفى. أما توفاهم ,فالقول ليس أثناء الحدث
" وفريق حق عليهم الضلاله " أى مقدرا فى علم الله ولم تعمهم بعد فهم بأعمالهم يسيرون ليكونوا من هذا الفريق ويحق عليهم ما قدره الله.أما "ومنهم من حقت عليهم الضلاله " فهو خبر عمن عمتهم الضلالة وصارت ملازمة لهم واقعا ماتوا عليه ويحاسبون عليه
والله أعلم ,
ومسألة التصرف فى القول والتنوع فى الأسلوب قد يبدو لى أنها تنافى احكام الآيات وتفصيلها , وان كان ما قيل فى الفرق ليس صحيحا أو أنه ليس نهاية المطاف ,فلا يقدح ذلك فى أن هناك فرق.
ـ[ابن عربي]ــــــــ[05 Sep 2007, 07:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وعلى اله وصحبه
فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30 الاعراف
هذه الاية خالفت اللغة العربية لان القرءان الكريم يريد معنى لا تستحمله اللغة هو ان هؤلاء القوم الذين اتخدوا الشياطين اولياء لا تنتظرهم التوبة
كما كان الحال بابي لهب مثلا فهو ممن حق عليه الضلالة
جاء في الحيث المروي في مسند احمد
17000 - حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَوَّارٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ يَعْنِي ابْنَ سَعْدٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ قَتَادَةَ السُّلَمِيِّ أَنَّهُ قَالَ
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ ثُمَّ أَخَذَ الْخَلْقَ مِنْ ظَهْرِهِ وَقَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَهَؤُلَاءِ فِي النَّارِ وَلَا أُبَالِي قَالَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَلَى مَاذَا نَعْمَلُ قَالَ عَلَى مَوَاقِعِ الْقَدَرِ
فالفريق " هؤلاء في النار ولا ابالي " حق عليه الضلالة
اما الاية 36 سورة النحل
وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ
هذه الاية جاءت موافقة للغة العربية لان هؤلاء المنعوتين بالضلالة التوبة تتظرهم وربما يرجع بعضهم من التكذيب الى التصديق
كما هو الحال مثلا بخالد بن الوليد الذي كذب في الاول ثم تاب وامن فهو رضي الله عنه قبل ايمانه كان ممن حقت عليه الضلالة
والله اعلم
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[06 Sep 2007, 12:45 ص]ـ
ان الضلالة حكم يحق على المستحق دونما ظلم
"وكذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لايؤمنون "فهم فسقوا فدخلوا تحت طائلة الحكم. وكيف حق الكلمة على فرعون وآله فى نفس هذه السورة؟ بعد أن أقيمت الحجة عليهم ودعاء موسى الكليم أن " ...... واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم"
وسؤال الأخ بداية ربما عن الصياغة "حقت "فالضلالةهى الفاعلة ونزولها بهم أصبح حق ,أما حق عليهم فهم صائرون اليها ,لماذا "انهم اتخذوا الشياطين أولياء ... "
مسألة - خالفت اللغة-لم أسمع به من قبل وربما يكون فيه نظر أو عدم قبول
وآية سورة النحل ليس فيها دليل على امكان توبتهم بل قضى أمرهم "ولكل أمة رسول فاذا جاء رسولهم قضى بينهم .. " وقد ماتوا مكذبين ودعيت أمة الدعوة "فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين"ومن يكون المكذبين غير من حقت عليهم الضلالة(/)
خطبة: في قراءة قصة يوسف من وجه آخر
ـ[السامي]ــــــــ[27 Aug 2007, 03:05 م]ـ
هذا رابط الخطبة كاملة للشيخ/ سليمان بن خالد الحربي حفظه الله
http://www.Q8Boy.com/download.php?filename=505446f947.wav
وفقنا الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح(/)
ما رأيكم بالثني في القرآن الكريم؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[27 Aug 2007, 09:06 م]ـ
التكرار فنّ قولي من الأساليب المعروفة عند العرب، بل هو من محاسن الفصاحة، ولكن ألا ترون تسمية أخرى بديلاً عما في القرآن الكريم من تكرار؛ لأنه للوهلة الأولى، يتبادر معنى التكرار المذموم للسامع.
وأقترح أن يسمى تكرار القرآن سواء للكلمة أو القصة أو الآية باسم الثني: وتعني الأَمر يعاد مرتين أو أَن يفعل الشيءَ مرتين. كما في لسان العرب.
وقال ابن قتيبة رحمه الله:
إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجومًا في ثلاث وعشرين سنة .. وكانت وفود العرب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئًا من القرآن، فيكون ذلك كافيًا لهم، وكان يبعث إلى القبائل المتفرّقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثنّاة ومكرّرة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم. فأراد الله بلطفه ورحمته، أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير. اهـ ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص232.
فما رأيكم أيها الفضلاء؟
ـ[الجكني]ــــــــ[27 Aug 2007, 09:34 م]ـ
أخي محمد كالو حفظه الله:
وأقترح أن يسمى تكرار القرآن سواء للكلمة أو القصة أو الآية باسم الثني
وهل هذا المقترح سيغسل مصطلحاً له أكثر من ألف سنة؟؟؟ (ممازحة)
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[30 Aug 2007, 01:25 م]ـ
لامانع من هذا ولكن بشروط: وهى توضيح الاشتقاق كاملا وما يترتب عليه من تعديل لمفهوم مثنى ومثانى وثانى عطفه .... الخ وهذا بحث سيفيد كثيرا ان شاء الله ولذلك أدعوك لتنهض به بما أنك اقترحته.والله يوفقك الى مافيه الخير ,
ـ[محمد كالو]ــــــــ[31 Aug 2007, 06:50 ص]ـ
التكرار فنّ قولي من الأساليب المعروفة عند العرب، بل هو من محاسن الفصاحة، ولكن ألا ترون تسمية أخرى بديلاً عما في القرآن الكريم من تكرار؛ لأنه للوهلة الأولى، يتبادر معنى التكرار المذموم للسامع.
وأقترح أن يسمى تكرار القرآن سواء للكلمة أو القصة أو الآية باسم الثني: وتعني الأَمر يعاد مرتين أو أَن يفعل الشيءَ مرتين. كما في لسان العرب.
وقال ابن قتيبة رحمه الله:
إن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن نجومًا في ثلاث وعشرين سنة .. وكانت وفود العرب ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإسلام، فيقرئهم المسلمون شيئًا من القرآن، فيكون ذلك كافيًا لهم، وكان يبعث إلى القبائل المتفرّقة بالسور المختلفة، فلو لم تكن الأنباء والقصص مثنّاة ومكرّرة لوقعت قصة موسى إلى قوم، وقصة عيسى إلى قوم، وقصة نوح إلى قوم، وقصة لوط إلى قوم. فأراد الله بلطفه ورحمته، أن يشهر هذه القصص في أطراف الأرض ويلقيها في كل سمع، ويثبتها في كل قلب، ويزيد الحاضرين في الإفهام والتحذير. اهـ ابن قتيبة، تأويل مشكل القرآن، ص232.
فما رأيكم أيها الفضلاء؟
واستأنست في هذا الاقتراح على أقوال المفسرين وإليكم ما قالوه:
ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني) (سورة الزمر: 23) {مَّثَانِيَ}: جمع مثنى، أي: مكرر، ومردد، لما ثنى من قصصه، وأنبائه، وأحكامه، وأوامره ونواهيه، ووعده ووعيده، ووعظه. وقيل: لأنه يثنّى في التلاوة، ويُكرر مرة بعد أخرى. اهـ البحر المديد في تفسير القرآن المجيد لابن عجيبة ت 1224
ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني) وقوله تعالى: {مَّثَانِيَ} صفة أخرى لكتاباً أو حال أخرى منه، وهو جمع مثنى بضم الميم وفتح النون المشددة على خلاف القياس إذ قياسه مثنيات بمعنى مردد ومكرر لما كرر وثنى من أحكامه ومواعظه وقصصه، وقيل: لأنه يثني في التلاوة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وجوز أن يكون جمع مثنى بالفتح مخففاً من التثنية بمعنى التكرير والإعادة كما كان قوله تعالى: {ثُمَّ ارجع البصر كَرَّتَيْنِ} [الملك: 4] بمعنى كرة بعد كرة وكذلك لبيك وسعديك، والمراد أنه جمع لمعنى التكرير والإعادة كما ثنى ما ذكر لذلك لكن استعمال المثنى في هذا المعنى أكثر لأنه أول مراتب التكرار، ويحتمل أن يراد أن مثنى بمعنى التكرير والإعادة كما أن صريح المثنى كذلك في نحو كرتين ثم جمع للمبالغة، وقيل: جمع مثنية لاشتماله آياته على الثناء على الله تعالى أو لأنها تثني ببلاغتها وإعجازها على المتكلم بها. اهـ روح المعاني للآلوسي
ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني)
الصفة الرابعة: كونه مثاني، ومثاني: جمع مُثَنَّى بضم الميم وبتشديد النون جمعاً على غير قياس، أو اسم جمع. ويجوز كونه جمع مَثْنى بفتح الميم وتخفيف النون وهو اسم لِجعل المعدود أزواجاً اثنين، اثنين، وكلا الاحتمالين يطلق على معنى التكرير. كُنِّي عن معنى التكرير بمادة التثنية لأن التثنية أول مراتب التكرير، كما كُني بصيغة التثنية عن التكرير في قوله تعالى:
{ثم ارجع البصر كرتين} [الملك: 4]، وقول العرب: لَبَّيْك وسَعْديك، أي إجابات كثيرة ومساعدات كثيرة.
وقد تقدم بيان معنى {مثاني} في قوله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني} في سورة [الحجر: 87]، فالقرآن مثاني لأنه مكرر الأغراض.
وهذا يتضمن امتناناً على الأمة بأن أغراض كتابها مكررة فيه لتكون مقاصده أرسخ في نفوسها، وليسمعها من فاته سماع أمثالها من قبلُ. اهـ التحرير والتنويرلابن عاشور
ـ (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني) ويجوز أن يكون {مَّثَانِيَ} بياناً لكونه متشابهاً؛ لأن القصص المكررة لا تكون إلاّ متشابهة. والمثاني: جمع مثنى بمعنى مردّد مكرّر، ولما ثنى من قصصه وأنبائه، وأحكامه، وأوامره ونواهيه، ووعده ووعيده، ومواعظه. وقيل: لأنه يثنى في التلاوة، فلا يمل كما جاء في وصفه لا يتفه ولا يتشان ولا يخلق على كثرة الرّد. ويجوز أن يكون جمع مثنى مفعل، من التثنية بمعنى التكرير، والإعادة كما كان قوله تعالى: {ثُمَّ اْرجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْن} [الملك: 4] بمعنى كرّة بعد كرّة، وكذلك: لبيك و سعديك، وحنانيك.
فإن قلت: كيف وصف الواحد بالجمع؟
قلت: إنما صحّ ذلك لأنّ الكتاب جملة ذات تفاصيل، وتفاصيل الشيء هي جملته لا غير، ألا تراك تقول: القرآن أسباع وأخماس، وسور وآيات، وكذلك تقول: أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات، ونظيره قولك: الإنسان عظام وعروق وأعصاب، ألا أنك تركت الموصوف إلى الصفة؛ وأصله: كتاباً متشابهاً فصولاً مثاني. ويجوز أن يكون كقولك: برمة أعشار، وثوب أخلاق. ويجوز أن لا يكون مثاني صفة، ويكون منتصباً على التمييز من متشابهاً، كما تقول: رأيت رجلاً حسناً شمائل، والمعنى: متشابهة مثانية.
فإن قلت: ما فائدة التثنية والتكرير؟
قلت: النفوس أنفر شيء من حديث الوعظ والنصيحة، فما لم يكرر عليها عوداً عن بدء، لم يرسخ فيها ولم يعمل عمله، ومن ثم كانت عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكرر عليهم ما كان يعظ به وينصح ثلاث مرات وسبعاً ليركزه في قلوبهم ويغرسه في صدورهم. اهـ الكشاف للزمخشري
ـ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المثاني والقرآن العظيم} (سورة الحجر: 87) و {المثاني} من التثنية وهي التكرير؛ لأن الفاتحة مما تكرر قراءتها في الصلاة وغيرها، أو من الثناء لاشتمالها على ما هو ثناء على الله، الواحدة مثناة أو مثنية صفة للآية. وأمّا السور أو الأسباع فلما وقع فيها من تكرير القصص والمواعظ والوعد والوعيد وغير ذلك، ولما فيها من الثناء، كأنها تثني على الله تعالى بأفعاله العظمى وصفاته الحسنى. اهـ اهـ الكشاف للزمخشري.
أرد فأكرر بأن الاقتراح هو:
تسمية (مثناة أو مثاني القرآن الكريم) بديلاً عن قولنا: (التكرار في القرآن الكريم) سواء في الكلمات أو الآيات أو القصص؛ لأنه للوهلة الأولى، يتبادر معنى التكرار المذموم للسامع؟؟
فما رأي الأساتذة الكرام؟؟
ـ[محمد كالو]ــــــــ[17 Nov 2008, 09:07 ص]ـ
لا زلت أنتظر رأي الأساتذة الكرام سلباً أو إيجاباً .............
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:10 ص]ـ
نرجع أخي إلى كلام ابن قتيبة وقوله: "مثناة ومكررة".
اقتراحك حسن حين طرح الموضوع بعامة، أما عند الشرح والتفصيل فأنت لا تقرأ الآية بل تريد تفسيرها.
في نظري المؤدى واحد، وإن كان لفظ التكرار توضيح لجانب الكلمة العدي أكثر من كونه إيضاحاً لمعناها الذي يشمل التكرار العددي والفائدة منه.
بارك الله فيك.
ـ[مصطفى فوضيل]ــــــــ[19 Nov 2008, 11:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل محمد كالو حفظه الله تعالى
فكرتك تحيلنا على قضية في غاية الأهمية. وأعتقد أنه ينبغي لنا أن نمتلك قدرا من الشجاعة للاعتراف بأن كثيرا من الألفاظ والمصطلحات تحتل -بغير حق- مواقع في اللسان العربي الإسلامي. ويستوي في ذلك الخطاب القديم والخطاب المعاصر.
وأعتقد أنه لا يوجد نزاع في ضرورة إعادة الاعتبار للألفاظ القرآنية لكونها أحق بالتعبير عن مفاهيم تعبر عنها حاليا ألفاظ أخرى يُدرى أو لا يُدرى مصدرها.
ولا شك أن هذا أحد أهم الوسائل في حفظ شخصية الأمة وخصوصيتها.
وأما بالنسبة للمصطلح المقترح بديلا عن مصطلح التكرار فهو جدير بالتأمل والدراسة التفصيلية، مع استحضار مصطلحات أخرى والمقارنة بينها تلمسا للأدق والأجمع.
وأذكر أني قرأت للأستاذ الدكتور أحمد أبو زيد كلاما لفت انتباهي منذ أكثر من عشر سنوات، اقترح فيه مصطلح "التصريف" وبيّن أنه أحق بالاستعمال من مصطلح التكرار.
فالمسألة فيها وجوه وتحتاج تحرير وتدقيق.
وفقنا الله تعالى إلى الأحب والأرضى له عز وجل.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أحمد شكري]ــــــــ[20 Nov 2008, 09:08 ص]ـ
الأخ الفاضل محمد كالو
كلامك طيب وجميل وكذلك مداخلات الإخوة الكرام
ولفظ التكرار موجود ومستخدم في كتب التفسير وعلوم القرآن وغيرها دون أن يلمح فيه المعنى السلبي له فإن التكرار له فوائد كثيرة واستخدامات عديدة وحاصل في كلام البلغاء والفصحاء ولا يعد عيبا ولا انتقاصا فيه وإن وقع في نفس بعضنا المعنى السلبي له فإنه لا يقع في سائر النفوس ولذا أكثر العلماء من استخدامه بلا تردد ولما أشرتم إليه من إشكال اقترح بعضهم استعمال التصريف لاستخدامه في الكتاب المجيد واقترحتم الثني والأمر فيه سعة بحمد الله تعالى.
ـ[أبو المهند]ــــــــ[20 Nov 2008, 01:26 م]ـ
ما تفضل به الدكتور محمد لا شك في وجاهته كذا ما تفضل به الأحبة الذين علقوا بعده، ولكن القضية تكمن في مصطلح اشتبك بتراثنا اشتباك الماء بالعود الأخضر حتى غلب عليه المعنى اللائق به قرآنيا وبلاغياً، وبما أن الأمر كذلك فلا مشاحة في الاصطلاح، ولتأخذ محاوله الدكتور كالو طريقها تحليلا وتدقيقاً علها ـ عند تغليب وجاهتها ـ تثمر مصطلحا بديلا وما ذلك على الله بعزيز.
ـ[فاضل الشهري]ــــــــ[22 Nov 2008, 01:46 م]ـ
كلام الاخ محمد له وجاهته والعلماء بين أمرين إما أن يجتهدوا لبيان معنى التكرار للطلاب حتى لا يتطرق إلى أذهانهم شيء من الفهم الخاطئ، وإما أن نبحث عن كلمة أنسب من هذه الكلمة تليق بكلام الله تعالى
وفق الله الجميع للصواب(/)
نُكَتٌ وفَوائِدٌ ومُلَحٌ مِنْ أَخْبَارِ المفَسِّرِين (طبقات السيوطي)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[28 Aug 2007, 09:17 م]ـ
نُكَتٌ وفَوائِدٌ ومُلَحٌ مِنْ أَخْبَارِ المفَسِّرِين
(طبقات الإمام السيوطي رحمه الله)
الحمد لله، وبعد ..
هذا الكتاب الأول في باب طبقات المفسرين للإمام الحافظ السيوطي رحمه الله؛ وكان الأجدرُ أنْ يُقَدَّم على كتاب تلميذِه الدَّاودي، ولكنَّه كان بعيداً عني في مكتبتي الخاصة بالشرقية؛ فشرعتُ في طبقات التِّلْمِيذ لحين حضور كتاب الشَّيخ؛ فلمَّا منَّ الله عليَّ بحضوره ومطالعته؛ قيَّدتُ منه ما استفدته، وعلَّقت عليه في نسختي؛ فرمْتُ نفع الأحبة الفضلاء، والمشايخ النبلاء، وأنا المتطفِّلُ عليهم.
فجزاهم الله خيراً؛ على صبرهم عليَّ وعلى تطفُّلي الثقيل، ولكن عَلِمَ الله مني إرادة النفع والفائدة؛ ولأجله أتينا، والتقينا؛ فاللهمَّ لا تحرمنا أجره يا أكرم الأكرمين.
وبما أن الكتاب لطيف، وتراجمه يسيرة (136) ترجمة مختصرة، واللهَ أسألُ أن ينفع بها، إنه سبحانه خير مسؤول.
وهذا أوان الشروع في المقصود:
1_ (3) أحمد بن إسماعيل بن يوسف، أبو الخير الطَّالْقانِي القَزْوِيني الشافعي، رَضِيُّ الدين (512 - 590)
1_ للذِّكْرِ قوة في البدن:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وكان كثير العبادة والصلاة، دائم الذكر، دائم الصوم، له كل يوم ختمة ...
قال الموفق عبد اللطيف: كان يعمل في اليوم والليلة ما يعجز المجتهد عن عمله في شهر) (12) بتصرف يسير
قال مقيده غفر الله له:
لله بلاده ما أعجبه؛ فمن كان دائم الذكر، يُمنحٌ قوة في بدنه، وشاهد ذلك ما يلي:
أولاً: قوله تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ} هود: 52
وثانياً: من السنة: حديث علي وفاطمة رضي الله عنهما حين وصَّاهما النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقولا قبل النوم: سبحان الله (33) والحمد لله (33) والله أكبر (34) ثم قال: فذلكما خير لكما من خادم.
وثالثاً: قال ابنُ قيِّم الجوزية رحمه الله في الوابل الصيب؛ معدِّداً فوائد الذكر:
(الحادية والستون: أنَّ الذِّكْرَ يعطي الذاكر قوة؛ حتى إنَّه ليفعل مع الذِّكْر مالَمْ يظن فعله بدونه، وقد شاهدتُ من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه، وكلامه، وإقدامه وكتابته أمراً عجيباً؛ فكان يكتب في اليوم من التَّصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعه وأكثر.) (106) وطالع بقية كلامه و الفوائد هناك.
والسِّر في ذلك: ما نُقِل عنه في الفائدة السابعة عشرة: (و حضرتُ شيخ الإسلام ابن تيمية مرَّةً، صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى إلى قريبٍ من انتصاف النَّهار، ثم التفتَ إليَّ وقال: هذه غَدْوَتِي! ولو لَمْ أتغدَّ الغداء سقطت قوتي، أو كلاما قريبا من هذا) (63)
فرحمهم الله تعالى، وألحقنا بهم، ورزقنا علماً وعملاً مثلهم. آمين
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:12 ص]ـ
جزاك الله خيرأ يا أبا العالية على هذه الوقفات ..
وقد سبق أن كتبت في الملتقى عن طبقات المفسرين للسيوطي تحت العنوان:
ليلة مع كتاب طبقات المفسرين للسيوطي أسرار وعجائب ونكت ... ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=2879&highlight=%E1%ED%E1%C9+%D8%C8%DE%C7%CA+%C7%E1%E3%D D%D3%D1%ED%E4)
وكنت عازماً على الوقوف مع كتاب الداودي، ولعل في ما ذكرتم فائدة، وإن تيسر طرحت ما عندي وفقكم الله لكل خير ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 10:55 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
ماشاء الله تبارك الله، جزاك الله خيراً يا شيخ فهد، تالله إنك أسعدتني كثيراً
وسأسجِّل ما قيدته أنت من الفوائد على نسختي (وبعضها تشاركنا فيه؛ فالحمد لله؛ فهذا إشارة إلى بعض حسن فهم عندي بدلالة فهمكم الكبير؛ فالحمد لله)
وهكذا أصبح لي على نسختي فهمان، وصيدان.
بل أذكر ما عندك هنا وهناك، ولعلَّنا نكمل بعضنا، لا حرمنا خيركم.
محبكم
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 11:09 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ (13) أحمد بن محمد أحمد بن بُرْد الأندلسي، أبو حفص الكاتب (بعد 440 هـ)
1_ مفاخرة لطيفة:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وله رسالة في المفاخرة بين السيف والقلم؛ وهو أوَّل من سبق إلى القول في ذلك بالأندلس) (21)
قال مقيده غفر الله له:
فائدة في الأوَّلِيَّات؛ تُضمُّ إلى نظائرها من كتب الأوائل.
وهناك رسالة مشابهة لها أنشأها القَلْقَشنْدي رحمه الله في صبح الأعشى (14/ 231 ط: دار الكتب المصرية 1340هـ) للمقرِّ الزَّيني أبي يزيد الدَّوادار الظاهري، في شهور سنة أربع وتسعين وسبع مئة، ووَسَمَها بـ: (حِلْيةُ الفَضْلِ وزِينَةُ الكَرَمِ، فِي المُفاخَرةِ بَيْن السَّيْفِ والقَلَمِ)
وهي لطيفة ظريفة، مليحة شريفة، جاء في مطلعها:
(الحمدُ للهِ الذي أعزَّ السَّيفَ، وشَرَّف القَلَم، وأفردَهُما بِرُتَب العَلْيَاءِ؛ فَقَرن لهما بَيْن المجدِ والكََرَم، وسَاوَى بَيْنَهما في القِسْمَةِ؛ فهَذا للحُكْمِ، وهَذا للحِكَم.) إلخ. فانظرها هناك لا حرمت الخير والفائدة.
(والكتاب جدير بالنظر والمطالعة، سيما قبيل النوم؛ ففيه نفائس راااائقة جداً، (قد تطير فرحاً، أو تبيت سهراناً من لذَّتها)، ولكن إِبْرِ القلم، وحضِّر الكاغد، واستعن بالله؛ فقد أصبح عندك كناش الفوائد)
(فائدة): انظر أنواع الأقلام وشرفها في التِّبيان في أقسام القرآن. لابن قيم الجوزية رحمه الله (128)
وهذه أرجوزة لطيفة، كتبها الشيخ الحبيب (حبيب القلب) المفضال موسى بن هجَّاد الزهراني حفظه الله، عن أنواع القلم سمعتها منه قديماً فقال:
قف وسطر درراً بالقلم ... واشكر الرحمن مولى النعم
فلرب العرش خير ظاهر ... علم الإنسان ما لم يعلم
قد قضى الله بأمر أزلا ... كتبت أقدارنا بالقلم
ومداد جف في اللوح بما ... تقتضي الأقدار منذ القدم
خلق الأقلام للإنسان في ... حكمة بالغة في الحكم
قلم التاريخ والوحي وما ... قد يراه نائم في الحلم
وكذا التكليف والتوقيع عن ... ربنا البارئ عظيم الحكم
بيد الأعلام من أهل التقى ... من لهم شأن رفيع القمم
وكذا التوقيع عن ذي سلطة ... من أولي الرأي رعاة الذمم
وحساب المال والدخل له ... قلم أكرم بذاك القلم
ان رعى مولاه حقا بالغا ... لم يخن أو ينبري في الظلم
والشهادات العظيمات لها ... قلم يرفعها بالحكم
غير أنَّا في زمان فسدت ... فيه أحوال فهذا كلمي
انبرى في وقتنا شرذمة ... يدعون الخير بين الأمم
قد طغت أقلامهم ويل لهم ... ألبسوا الحق لباس التهم
قلم يطعن في إسلامنا ... فادع بالكسر لذاك القلم
ضل من يدعوا إلى دنيا الهوى ... أوقرت أذانهم بالصمم
هم يريدون سفورا فاضحا ... ويذلون شموخ القمم
صوروا المرأة معبوداً لهم ... وتنادوا لحياة الرمم
ليت شعري أين سيف باتر ... ينزل الرأس حذاء القدم
أين منا درة الفاروق إذ ... أنها فيها شفاء السقم
تخرج الجن من الرأس وقد ... تجلب الموت إذا لم يفهم
ربنا قيض لهم محتسبا ... يدحر البغي بنور القلم
رابط الأرجوزة من صفحة الشيخ ( http://saaid.net/wahat/mhajjad/q/1.htm)
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
اللهم زد لنا هذه الفوائد، و بها بارك!!
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 06:17 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
3_ (22) إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل، أبو عثمان الصابوني النَّيْسَابُوري (هـ)
1_ المجالس الطويلة في التفسير:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (يُضرَب به المثلَ في كثرة العبادة، والعِلْمِ، والذَّكاء، والزُّهد، والحفظ، أقام شهراً في تفسير آية) (26)
قال مقيده غفر الله له:
وهذا أمر مشهور عند كبار العلماء والمفسرين وحُذَّاقهم؛ فقد كان لبعضهم مجالس طويلة جداً في التفسير، ومن جملة ذلك:
1_ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
قال عنه تلميذه الذهبي رحمه الله: (وشرع من أول القرآن؛ فكان يُوْرِدُ من حفظه في المجلس نحو كراسين أو أكثر، وبقي يُفسِّر في سورة نوحٍ عدة سنين أيام الجمع!) ذيل طبقات الحنابلة (2/ 388)
ناهيك عن سعة كلامه في تفسير آية تبلغ الكراريس والمجلدات الكثيرة؛ فرحمه الله وبرَّد ضجيعه، وحشرنا معه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. آمين.
2_ موسى بن سيَّار الأُسْوَاري رحمه الله:
قال الجاحظ عنه: (فابتدأ لهم في تفسير سورة البقرة؛ فما خَتمَ القرآن حتَّى مات؛ لأنَّه كان حافظاً للسِّير، ولوجوهِ التَّأويلات؛ فكان ربَّما فسَّر آيةً واحدة في عِدَّة أسابيع) البيان والتبيين (1/ 108)
3_ وهذا أنموذجٌ حسنٌ في سِعَة علم أبي عثمان رحمه الله، وطول باعه في التفسير، كما كان له طول باع في علم الحديث، وعلم العقيدة، والأخير له ميزة، ذكرها عنه ابن عساكر في ترجمته العظيمة الحسنة فقال: (كنتُ أتردد وأنا بمكة في المذاهب؛ فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: عليك باعتقاد أبي عثمان الصابوني) انظر: البداية والنهاية 12/ 76 عن حاشية الطبقات.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Aug 2007, 12:53 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
4_ (25) بَقِيُّ بن مَخْلَد ين يزيد، أبو عبد الرحمن الأندلسي القرطبي الحافظ. (201 – 276 هـ)
1_ مجاب الدعوة، وقصة من شواهد ذلك:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (مجاب الدعوة) (31)
قال مقيده غفر الله له:
ومن شواهد ذلك من روائع القصص العجيبة، ما أورده ياقوت في معجم الأدباء عنه (2/ 749)
قال:
جاءت امرأة إلى بقي بن مخلد؛ فقالت: إن ابني قد أسره الروم، ولا أقدر على مال أكثر من دُوَيْرِةٍ ولا أقدر على بيعها؛ فلو أشرت إلى من يفديه بشيء؛ فإنه ليس لي ليل ولا نهار، ولا نوم ولا قرار، فقال: انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله، وأطرق الشيخ وحرَّك شفيته.
قال: ولبثنا مدَّة؛ فجاءت المرأة ومعها ابنها؛ فأخذت تدعو له وتقول: قد رجع سالماً، وله حديث يُحدِّثك به؛ فقال الشاب:
كنتُ في يدي بعض ملوك الروم، مع جماعة من الأسارى، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم، يخرجنا إلى الصحراء للخدمة، ثُمَّ يردنا وعلينا قيودنا؛ فبَيْنَا نحن نجئ من العمل مع صاحبه، الذي كان يحفظنا، إذ انفتح القيدُ من رجليَّ ووقع على الأرض، ووصف اليوم والساعة؛ فوافق الوقت الذي جاءت المرأة، ودعاء الشيخ.
قال: فنهض إلى الذي كان يحفظني، وصاح علي: كسرتَ القيد؟
فقلت: لا، إلا أنَّه سقط من رجلي.
قال: فتحيَّر، وأخبر صاحبه، وأحضر الحدَّاد، وقيَّدوني؛ فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجليَّ؛ فتحيَّروا في أمري، ودعوا رهبانهم؛ فقالوا لي: أَلَك والدة؟
قلت: لهم نعم.
فقالوا: وافق دعاؤها الإجابة.
وقالوا: أطلقك الله، ولا يمكننا تقييدك؛ فزوَّدُوني، وأصحبوني إلى ناحية المسلمين) أهـ
وفي القصة جملة من الفوائد، ولكلٍّ عقله وتأمله، والدِّلالة كافية في الإشارة على أصل القصة.
2_ الثناء على تفسيره:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال ابن حزم: أقطع أنه لم يُؤَلَّف في الإسلام مثل تفسيره، ولا تفسير ابن جرير، ولا غيره.) (31)
قال مقيده غفر الله له:
وهذا ثَنَاءٌ عَاطرٌ، أثنى عليه أيضاً الحافظ الذهبي رحمه الله في السير (13/ 285) فقال: (صاحب التفسير والمسند، الَّلذَيْنِ لا نظيرَ لهما)
وقال السيوطي رحمه الله في طبقاته: (وليس لأحد مثل مسنده، ولا تفسيره)
وتتابع العلماء من قديم هذه المقولة؛ فهي عند: اليافعي في (مرآة الجنان)، والصفدي في (الوافي بالوفيات) وعند الكتَّاني في (الرسالة المستطرفة) وغيرهم كثير.
وأصل هذه القولة من كتب ابن حزم تجدها في رسالته في فضل الأندلس (2/ 178) كما أفاد محقق معجم الأدباء (2/ 747)
ولكن لا يزال هذا التفسير النفيس مفقوداً؛ فأسألُ الله عز وجل أنْ يُقيِّض له عالماً، قوياً، ماهراً بأصول التحقيق، خِرِّيتاً بالبحث والتَّنْقيب؛ فينفع الإسلام المسلمين.
وهناك مختصر له، اختصره ابن أخي رفيع الصائغ قال عنه الداودي (1/ 253): (اختصر مسند بقي، وتفسيره، وجوَّد) وكذا لم يصلنا هذا المختصر.
وتفسير بقي؛ يرويه ابن عبد البر، عن شيخه أحمد بن عبد الله بن محمد الباجي، عن أبيه عن عبد الله بن يونس بن محمد المرادي القبري عن بقي به. (قاله الطرهوني في رسالته المفسرون في غرب أفريقيا)
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[30 Aug 2007, 02:57 م]ـ
طرح جميل وشيق .. بارك الله فيكم أخي أبا العالية ..
آمل أن تواصل بمثل هذا الأسلوب البديع ..
وأظن أنك بهذه الطريقة في تناول مثل هذا الكتاب تسجل سبقاً علمياً رائقاً ..
وفقك الله لكل خير ...
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Sep 2007, 02:43 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
5_ (25) الحسن بن محمد بن حبيب بن أيوب، أبو القاسم النَّيْسابوري، الواعظ، المفسر. (406هـ)
1_ التحوَّل المذهبي:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال السَّمعاني كان كرَّاميَّ المذهب، ثم تحول شافعياً) (35)
قال مقيده غفر الله له:
فيه مسائل:
الأولى: التَّحوُّل المذهبي.
الناس فيه طرفان ووسط:
أ. فطرف يأخذه؛ لتأييد مذهبه بأن فلان تحوَّل إليه.
ب. وطرف يمنع هذا بالمرَّة، بل يراه من الإثم والخروج عن جادة المذهب، مما دفع بعضهم إلى القول: (المنتقل يُعزَّر)!
(يُتْبَعُ)
(/)
وعند غلاة الأحناف يقول محمد بن موسى الحنفي _ كما نقله الذهبي عنه في الميزان (4/ 53) _
: (لو كان لي أمر لأخذت الجزية من الشافعية!!!)
ج. والحق الوسط: فالواجب هو العمل بالأدلة من الكتاب والسنة، وأن السير وراء الدليل هو الذي ينبغي أن يكون، وهو مذهب كل موفق وبصير، وفي عليتهم الأئمة الأربعة؛ إذ ليس لهم على غير الدليل تعويل، وكلماتهم مشهور منثورة، فيكون الإنسان حنبلياً، لكن متى استبان له الدليل على خلاف المذهب؛ فهذا هو المذهب الحق، لا تغيير الانتساب من مذهب إلى آخر.
الثانية: من ألَّف في هذا الباب اللطيف وحكمه:
1_ محمد بخيت المطيعي رحمه الله: (إرشاد أهل الملة إلى إثبات الأهلة) في مبحث نفيس ذيَّله بذكر عشرين نفساً.
2_ السيوطي رحمه الله (اختلاف المذهب) ضمَّنه أسباب التحول.
3_ ابن مفلح في (الآداب الشرعية) ضمَّنه أسباب التحول من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
4_ محمد حياة السندي في (تحفة الأنام) وقال فيه: (الانتقال من مذهب إلى مذهب؛ كالانتقال من قول إلى قول)
5_ الشيخ العلامة د. بكر أبو زيد في (التحول المذهبي) ضمن مجموعة (النظائر) وفيه فوائد ومقدمات نفيسه (ومنه أنقل هنا)
الثالثة: طرائف في التَّحوُّل:
1.قال الكتَّاني في (فهرس الفهارس) (1/ 404) في ترجمة احمد بن عبد المنعم الدمنهوري: (وكان يكتب تحت اسمه بعد الشافعي: الحنفي، المالكي، الحنبلي، استجاز بذلك من شيوخه)
2.قال المحبي في (خلاصة الأثر) (1/ 48): (كان إبراهيم بن مسلم بن محمد الشافعي المعروف بالصادي المتوفَّى سنة (1073هـ) يدعو الله أن يرزقه أربعة أولاد؛ ليكون كل واحد منهم على مذهب من المذاهب الأربعة؛ فوُلِد له أربعة، هم:
_ مسلم وكان مالكياً.
_ وعبد الله وكان حنبلياً.
_ وموسى وكان شافعياً.
_ ومحمد وكان حنفياً.
3.ذكر ابن العماد في (شذرات الذهب) (8/ 319) في ترجمة شمس الدين محمد بن محمد العيني، المعروف بابن بلال الحنفي، المتوفَّى سنة 957هـ؛ أنه أوصى أن يغسّله بعد موته: شافعي!
4.قال الحافظ ابن حجر في التهذيب (8/ 127)
(عمران بن حطان السدوسي: صار في آخر أمره أنْ رَأَى رَأْيَ الخوارج، وكان سبب ذلك فيما بلغنا؛ أن ابنة عمِّه رأت رأي الخوارج؛ فتزوجها؛ ليردَّها عن ذلك؛ فصرفته إلى مذهبها) وكان سنياً فصار خارجياً.
5. سيبويه إمام النحو، جاء في (إنباه الرواة) (2/ 71) كان ممن أدركته حرفة الأدب، وأحوجته الحاجة إلى الارتزاق بالتفقه على مذهب أبي حنيفة.
الرابعة: قوله: (كان كرَّاميَّ المذهب، ثم تحول شافعياً)
فهذا غريب فالكرَّامية مذهب عقدي، والشافعي مذهب فقهي؛ فما العلاقة بين ذلك؟
فرجعت للمصادر؛ فوجدت الجميع تتابع على هذه الجملة كما هي؛ فعجبتُ أكثر.
فطالعتُ كتاب الشيخ العلامة بكر أبو زيد في التحول المذهبي (103) فتابعهم أيضاً؛ وعزا للسَّمْعاني؛ فاتَّهمْتُ عقلي ولا بُد.
ثم بَدَا لي أن أنظر في أصل المقولة عند السَّمْعَاني؛ فإذا هي في الأنساب (3/ 385 ط: دار الجنان الأولى 1408 هـ تحقيق عبد الله البارودي): (كان كرَّامي المذهب أولاً، ثم تحوَّل إلى أصحاب الشافعي رحمه الله) هكذا.
فلا أدري أنسخة الشيخ بكر مغايرة لنسختي أم ماذا؟
وبين الجملتين فرق _ فيما يظهر _ وبه زال الإشكال، وعُرِف المراد؛ بأنّه تحول إلى مذهب أصحاب الشافعي على مذهب أهل السنة والجماعة.
_ يقول الإمام أبو العباس بن سُريج الملقب بالشافعي الثاني: وقد كان معاصراً للأشعري: (لا نقول بتأويل المعتزلة، و الأشعرية، والجهمية، والملحدة، والمجسمة، والمشبهة، والكرَّامية، والمكيِّفة، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل)
_ و قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: (لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عِدَّة من المشايخ والأئمة.
(يُتْبَعُ)
(/)
وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: (ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري، وعلَّقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية _ ولم يعدهم من أصحاب الشافعي _ استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين) انتهى والله أعلم.
2_ روائع شعره:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (ومن شعره أورده ياقوت) (36)
قال مقيده غفر الله له:
علَّق خير الدين الزِّرِكْلي رحمه الله في (الأعلام) (3/ 471) فقال في ترجمته: (أورد (الداوودي) ثلاث قطع منه، نقلا عن ياقوت. قلتُ: لم أجد له ترجمة في معجمي ياقوت؛ فلعله مما سقط من معجم الأدباء)
و لعل هذا كان سهواً منه رحمه الله؛ أو مما سقط من نسخته كما قال.
وترجمته: في معجم الأدباء (2/ 996 ترجمة: 347) وفيها الأبيات ما عدا الأبيات الأول.
ومن جميل شعره الرائق:
1 _ رضاً بالدهر كيف جرى وصبرا * * * ففي أيامه جَمْعٌ وعيد
ولم يخشن عليك قَضِيبُ عُود * * * من الأيام إلا لان عُود
وله أيضاً:
2_ في علام الغيوب عجائبُ * * * فاصبر فللصبر الجميل عواقبُ
ومصائب الأيام إن عاديتها * * * بالصبر رد عليك وَهْيَ مواهب
لم يدج ليل العسر قطُّ بغمةٍ * * * إلا بدا لليسر فيه كواكب
وانظرها في معجم الأدباء لياقوت (2/ 996) وفيه: (بالصبر رُدَّتْ عنك)
وله أيضاً:
3_ بمن يستغيث العبد إلا بربه * * * ومن للفتى عند الشدائد والكَرْب
ومن مالك الدنيا ومالك أهلها * * * ومن كاشف البلوى على البعد والقرب
ومن يدفع الغمَّاء َ وقت نزولها * * * وهل ذاك إلا من فعالك يا ربِّ
وانظرها في معجم الأدباء لياقوت (2/ 996)
وقيل أنها لابن نباته السعدي!
4_وقال البيهقي في " شعب الإيمان ": أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب في " تفسيره " قال: أنشدني أبي
_:
إنّ الملوكَ بلاءٌ حَيْثُما حلّوا * * * فلا يَكُنْ لك في أَكْنافِهِمْ ظِلُّ
ماذا تُؤمِّل من قوم إذا غضبوا * * * جاروا عليك وإن أرضيتهم مَلّوا
فإن مدحتهم خالوك تخدعهم * * * واستثقلوك كما يستثقل الكلُّ
فاسْتَغْنِ بالله عن أبوابهم أبدا * * * إن الوقوفَ على أبوابهم ذُلُّ
وقيل أنها للشافعي.
وانظر الشعب للبيهقي (12/ 42 / حديث 8988 ط: الرشد. تحقيق الندوي)
والله أعلم
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Sep 2007, 03:38 م]ـ
أخي أبو العالية حفظه الله:
معروف لدى الجميع أن "غالبية " أئمة الشافعية "أشاعرة " بل وكثير من متكلمي الإسلام كذلك.
وأما نقلكم كلام الشيخ الكرجي رحمه الله:
قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: (لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عِدَّة من المشايخ والأئمة
:فآمل فضلاً لا أمراً مراجعة ترجمته في كتاب " طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (6/ 137/147) ففيها معلومات لعلها تفيد الباحث المنصف من أن قول الكرجي هذا لا يعتبر مقبولاً في نفي " الأشعرية " عن " الشافعية ".فضلاً عن أن يكونوا:" يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إليه ...... الخ.
البحث العلمي والحق فيه فوق كل اعتبار، والمعوّل عليه رضا الله تعالى ولو سخط المخلوقون.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[02 Sep 2007, 07:04 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
الشيخ الكريم (الجكني) حفظه الله
أولا ً:جزاك الله خيراً على مرورك الكريم، ويعلم الله كم أستفيد من تعليقاتك ومشاركاتك، فالهَمُّ العِلْم والفائدة.
ثانياً: ليس الإمام الكرجي هو الوحيد الذي قال هذا بل كثر، وربما قال البعض أكثر مما قاله.
وأنت تعلم أن متقدمي الشافعية كانوا على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم في باب الصفات.
ثم كلام السبكي رحمه الله، يُعَدُّ من أحد الفريقين في المسألة، والمنهج الرضيّ وما ينبغي عليك إن رمت الإنصاف والحق في المسألة أن يكون الحكم من خارج المذهبين.
(يُتْبَعُ)
(/)
ثم يُعلم تحامل السبكي غفر الله له على القائلين بمذهب السلف، وهل رسائل السبكي عنَّا ببعيد والتي نشرها (كمال أبو المنى) فكم فيها من بلايا وطوام، والسبكي غفر الله له لم يُنْصِف في بعض تراجمه (وطالع ترجمته للإمام الذهبي واحكم) وقارن تراجم غيره للذهبي وللكرجي وحينها يبين حاله.
بَلْه ما في الرسائل من كذب، وافتراء، وتزوير من الناشر، نسأل الله السلامة والعافية.
ثم مما هو معلوم ومشهور أن الإمام الكرجي رحمه الله، قد وقع فيه بعض الشافعية، بسبب قصيدته الشهيرة في العقيدة الصحيحة، والتي نقله منها الإمام الذهبي في العلو؛ فنقموا عليه وكان ما كان ممن كان على شاكلة الإمام السبكي غفر الله له.
وثالثاً: مسألة الأغلبية، والأكثرية، وما حولها يُدندن.
فمثلك حفظك الله أرفع من أن يغترَّ بمثل هذه الدعاوي التي لا تثبت أمام التمحيص العلمي.
وقد ردَّ عليها علماء كبار من أمثال شيخنا العلامة الراحل محمد الصالح العثيمين رحمه الله.
والشيخ العلامة الدكتور سفر الحوالي حفظه الله
والشيخ العلامة عبد الله الغنيمان حفظه الله (هذا ما أعرف الآن)
فهذا الزعم يفتقر إلى دليل؛ فكم يطرق سمعنا (الأشاعرة) يمثلون (95 %) من المسلمين!!
وهذه دعوى عريضة تفتقر كثيراً جداً إلى إقامة البراهين عليها وإثبات صحتها؛ ناهيك عن أن المسائل الشرعية لا يقال فيها بالأغلبية؛ فالصواب ما نطقت به النصوص الشريعة من غير تأويل أو ليِّ للنصوص وعرضها حسب الأهواء أو الشبه التي يظن صاحبها أنه على صواب، والحق على خلاف ما ظن.
رابعاً: أما قولك رضي الله عنك عن كثير من أئمة المسلمين أنهم من الأشاعرة؛ فليس الأمر كما تظن يا فضيلة الشيخ؛ فدونك بعضاً من أهل العلم الجهابذة الذين طار صيتهم وعلمهم وسارت الركبان بمصنفاتهم وهم من الشافعية:
كالامام المُزَني، و الربيع بن سليمان المرادي، و أبي يعقوب يوسف بن يحيى البويطي، و حرملة، و الحسن بن محمد الزعفراني، وا بن سريج (إمام الشافعية في زمانه)، وأبي العباس الزنجاني، و حجة الإسلام الحداد، وإسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي، وابن المنذر، وأبي حامد الإسفراييني، و أبي القاسم الطبري اللالكائي، مُصنِّف [شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة]، و أبي عبدالله ا بن نصر المروزي، و أبي الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي، وأبي محمد الجويني والد أبي المعالي الجويني.
ومن أئمة الحديث المشاهير:
أبو الحجاج المزي صاحب التهذيب، والإمام المؤرخ علم الدين البرزالي، و الإمام الحافظ المحدث النَّقاد أبو عبدالله الذهبي والإمام الحافظ أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن كثير الشافعي.
وغيرهم كثير، خلق لا يحصون كثرة، وهم متقدمون
أما حال المتأخرين؛ فحالهم لا يخفى عليك، وقلة منهم من بقي على عقيدة الأوائل.
وأرجو منك يا فضيلة الشيخ أن تنظر في شرح الأصفهانية
وفي كتاب شرح الأصول للإمام اللالكائي رحمه الله
والعلو للذهبي
والنصيحة في إثبات الاستواء والفوقية ومسألة الحرف والصوت في القرآن المجيد لأبي محمد الجويني.
وهي موجودة ضمن الرسائل المنيرية
وأختم بما ختم به الإمام الجويني رحمه الله
(فرحم الله عبداً وصلت إليه هذه الرسالة ولم يُعاجلها بالإنكار، وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل والنهار، وتأمل النصوص في الصفات، وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أُريد بعلمها من المخلوقات، ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفةُ الرب تعالى بها، والتوجه إليه منها، وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليقُ بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا جمود ولا وقوف، وفي ذلك بلاغ لمن تدبر، وكِفايةٌ لمن استبصر) الرسائل المنيرية (1/ 174 – 187)
وللفائدة: هنا لا حرمت الأجر والخير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=180200)
هدانا الله وإياكم للحق ولسواء السبيل، وقد أذن المغرب، ولا زيادة مع الأذان، والسلام.
والله أعلم
محبكم الداعي لكم بكل خير
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Sep 2007, 10:21 م]ـ
أخي الكريم الغالي:أبو العالية حفظه الله وأعلى مقامي ومقامه في الدارين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
(يُتْبَعُ)
(/)
أولاً: أكرر لك الشكر والعرفان بأن تقبلت مداخلتي بصدر رحب، وأوافقك في قولك:" المهمّ العلم والفائدة ".مع أني رأيتك أخذت جانباً لا علاقة له بمداخلتي من قريب أو بعيد، ولكن من حقك علي أن أجيبك على ما ذكرته، فأقول والله الموفق:
قولكم:
" وأنت تعلم أن متقدمي الشافعية كانوا على مذهب السلف الصالح رضوان الله عليهم في باب الصفات "خروج عن مداخلتي فنحن لا نتكلم عما كان عليه الشافعية أو غيرهم قبل الإمام الأشعري واكتمال " المذهب الأشعري " كمذهب " كلامي " يبحث في " الأصول "و" العقائد " وثمّ: هل كان هناك شيء اسمه " مذهب السلف الصالح " وأقصد التسمية لا المنهج.
وأما قولكم:
"وما ينبغي عليك إن رمت الإنصاف والحق في المسألة أن يكون الحكم من خارج المذهبين"
فهل أنت يا أخي الكريم إلتزمت بهذا الذي " ينبغي " عندما أمرتني بالرجوع إلى كلام المشايخ ابن عثيمين رحمه الله ومن معه؟؟ هؤلاء يا أخي معروف موقفهم من المذهب الأشعري و" الأشاعرة " لو استثنيت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فإن نظرة الشيخ سفر الحوالي - شفاه الله - للأشعرية ليست ببعيدة عن نظرة الإمام السبكي لمخالفيه كما صورتها أنت بقلمك.
إذن: اين الحياد يا أخي الذي طلبته مني.
وما أشرتم إليه من " تحامل الإمام السبكي فيه كثير من الصحة والصواب وخاصة ما سطرته يداه – عفا الله عني وعنه بحق شيخه الإمام الذهبي رحمه الله، فهما الآن بين يدي الله تعالى نرجو الله لنا ولهما الرحمة والرضوان، ولكنك وأنت – حسب ظني أنك من العارفين – أن هذا من " التعصب المذهبي " الذي لا يسلم منه "مؤرخ " أو " عقدي " وإلا لماذا نص العلماء رحمهم الله تعالى أن " الجرح العقدي " لا يقبل وأنه من أسباب " التحامل " إلا عند من سلمه الله.
وما ذكرتم من صنيع الناشر وتزويره فهذا يخصه والله محاسبه عليه مع اعتقادي الجازم بأن كلام التاج السبكي رحمه الله لا يحتاج إلى تزوير لوضوحه وضوح الشمس.
وأما قولكم:
قد وقع فيه بعض الشافعية، بسبب قصيدته الشهيرة في العقيدة الصحيحة، والتي نقله منها الإمام الذهبي في العلو؛ فنقموا عليه وكان ما كان ممن كان على شاكلة الإمام السبكي غفر الله له.
فالأمانة العلمية تحتم علي وعليك الإشارة إلى ما كتبه السبكي في هذا الموضوع وهو رحمه الله وإن لم يكن قد " طعن في نسبتها إلى الكرجي " إلا أنه ذكر أدلة تجعل المنصف يقف أمامها.فراجعها إن شئت.
أما ماذكرتموه في الفقرة (ثالثاً):
فكاتب هذه الحروف لم يتعرض للأكثرية بالطريقة التي صورتموها حفظكم الله، ولم أدخل أي "نسبة مئوية " لأن هذا عندي من الكلام الهابط الذي يفرق المسلمين ولا يجمعهم وليس مذهبي كذلك بل ما قلته بالحرف الواحد مدوّن وهو:الأكثرية بالنسبة لعلماء الشافعية وشتان بين المسألتين أخي الكريم، وعندما أدخلت " المسلمين" قيدت كلامي ب " المتكلمين " منهم.
وما تفضلتم به من " جرد " لأسماء أئمة شافعية ليسوا أشاعرة فهذا يرد به على من يهتم ب " إحصاء " علماء كل مذهب ومعتقد، وكما قلت لكم أخي الكريم لست من أولئك ولا يهمني من قريب أو بعيد عدد أفراد أي مذهب، لأن المذاهب وجدت قبلي وستظل بعدي.
وأما نصيحتكم لي بقراءة الكتب المذكورة فنصيحة مقبولة ولا أخفيك سراً أني قرأتها وقرأت غيرها سواء عند الأشاعرة أو المعتزلة أو غيرهم، ولا تظن أخي الكريم أن كانت دراستي النظامية هي في " القراءات " أن معنى ذلك هجر العلوم الأخرى فبحمد الله ونعمته قرأت وجلست بين يدي الشيوخ في مبادئ اللغة ودرست عليهم والنحو والعقيدة والفقه حتى بفضل الله تعالى " عرفت " ما أدين الله تعالى به من الحق ليس " عصبية أو تقليداً أعمى؟؟؟
وهل أدخلني في المناقشات مع أحبابي وزملائي في هذا الملتقى أو غيره ووصل الحد بهم إلى " تصنيفي " و " الغضب " مني ": عدم العصبية الفكرية؟؟ أعرف أن هذا لا علاقة له بالموضوع ولكن أسجله حتى تعلم أني لم أداخلك من "جهل " أو " فراغ " علمي بالمسألة وأبعادها.
هذا: و كنت رجوت أن تكون طلبت مني قراءة كتب الفقه والتفسير وقبل ذلك قراءة كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا أن تطلب مني قراءة " كتب عقدية مليئة بعلم الكلام والاجتهاد الذي قصارى ما فيه أن:صاحبه غير معصوم وأنه مردود عليه في بعض ما يقرره ..
" وإن كان لي أن أرد لك الجميل وأنصحك فإني أقول لنفسي أولاً:
إياك وقراءة كتب " العقائد " إلا إذا كنتِ – يا نفس - متسلحة بسلاح العلم وهو قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم - وليس بسلاح التقليد ومحبة الشيوخ.
وما ختمتم به من كلام الجويني فلم أعرف المراد منه لكن غيري قد يكون بحاجة إليه فيحاول فهمه.
وتقبل كامل التحية والتقدير.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[03 Sep 2007, 12:35 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاك الله خيراً كثيراً أيها الشيخ الكريم
إني وإيَّاك لمتفقان في الجملة، وتبقى بعض الرتوش، أخالفك فيها حفظك الله ونفع بك، ولكلِّ وجهة هو مولِّيها.
ويبقى الحق عند الله واحد.
وأحب ان ألفت نظرك الكريم _ أكرمك الله ورضي عنك _ أن طالب العلم لا ينبغي أن يكون حاكماً ومصنفاً للناس؛ فذا أمره إلى الله.
ولكن من حق أي طالب علم أيضاً أن يأخذ، ويرد، ويُنَاقِش، ويُناقَش بأدب، وخلق واحترام لأهل العلم، والتعويل على الكتاب والسنة.
ولندع العاطفة في المسائل العلمية جانباً. وليكن التعصب الصحيح للدليل الصحيح.
ولنقرِّب أواصر المحبة بين النفوس.
وخلتك ممن يفعل.
زادني الله وإيَّاك علماً وعملاً وفقهاً وبصيرة في الدنيا والاخرة.
أخوك الراجي له ولك كل خير
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[الجكني]ــــــــ[03 Sep 2007, 01:36 م]ـ
شكراً أخي " أبو العالية: حفظك الله.
وما كتبته يدك الكريمة "منهج " يا حبذا لو يتبعه كثير من طلبة العلم المعاصرين.
رحم الله الإمام الشافعي ورضي عنه عندما قال:
قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول خصمي خطأ يحتمل الصواب.
فيا ترى:
هل كلنا نقول بهذا؟؟
أرجو ذلك.
حفظك الله ورعاك ووفقني وإياك للعلم النافع والعمل به.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 Sep 2007, 08:12 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
6_ (43) عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب، أبو محمد المقريء، المفسر الدمشقي (388هـ)
1_ حفظ الشواهد الشعرية على معاني كلمات القرآن إبداعٌ:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (وكان يحفظ خمسين ألف بيت شعر في الاستشهاد على معاني القرآن) (35)
قال مقيده غفر الله له:
لله درُّه ما أحسن توظيفه للشعر.
فقد ولع الناس من قديم بحفظ القصائد الطويلة المفيدة، وغير المفيدة.
وصار هجِّيراهم حفظ قصائد فلان والاستحسان بها، وغاية ما فيها قيل وقال.
وربما تجد بعضها في المكارم والفضائل الحسنة، وأحسن من هذا ما كان في نظم العلم.
ومن صور الإبداع الجميل: ما أبدعه الشيخ ابن عطية الدمشقي المتقدِّم؛ فقد انتقى (والانتقاء إبداع) خمسين ألف بيت، استشهد بها على معانٍ من كتاب ربنا تبارك وتعالى، ثم حفظها.
وانطلاقاً من قولة المفسر البارع عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: (الشعر ديوان العرب، فإذا خفي علينا الحرف من القرآن الذي أنزله الله بلغة العرب رجعنا إلى ديوانها، فالتمَسْنا معرفة ذلك منه) فإن عمل ابن عطية رحمه الله يُعَدُّ عملاً كبيراً، وجهداً جليلاً؛ فالشعر غدا عوناً على فَهْم مُعْضِلات القرآن، وتقريب معانيه.
وهل مجالس ابن عباس في توضيح مسائل ابن لأزرق إلا خير شاهد.
ولعِظَم هذا العمل والجهد الذي فعله، تأمَّل ذلك معي:
1_ ما مقدار الوقت الذي بذله في تتبع هذه الخمسين ألف بيت، والجهد في كتابتها؟
2_ ما مقدار النظر والفِكْر فيها؛ لكي يعرف هذا البيت لأي كلمة تصلح في كتاب الله؟
3_ كم استغرق منه وقتاً لحفظها؟
4_ هل تعلم أن مجموع ما في كتب التفسير ومعاني القرآن من الشواهد الشعرية لا يبلغ ربع ما حفظه ابن عطية رحمه الله من الشواهد؟
ولذا فقد كان رحمه الله صاحب خزينة ثرَّة في علم المعاني، وكنزاً حافلاً بمادته العلمية؛ فما أحسن التوظيف الشعر والانتقاه في خدمة كتاب الله تعالى، وهكذا فليكن الإبداع.
غير أنَّ أمراً مهم جداً ينبغي أن لا يُذْهَل عنه في الاستشهاد بالشعر على المعاني القرآنية؛ ذلكم هو معرفة الأسس الصحيحة التي يُبني عليها الاستشهاد؛ فلا مجال للدَّسِّ، أو الانتحال، أو الوضع (الكذب) لنصرة معنى على معنى، أو لتأييد مذهب فاسد، أو نِحْلة؛ فكتاب الله تعالى يجب أن يُصَان عن ذلك، ومتى ما نادى منادٍ لبيتٍ استشهد به على معنى _ خاصة في مسائل العقيدة_ وجب النفير للنظر والبحث والتنقيب، فما أكثر ذلك عند أصحاب المذاهب.
2_ من حفظ مثله:
جاء في ترجمة محمد بن أحمد ابن إبراهيم، أبو الفتح المعروف بغلام الشنبوذي، أنه كان يحفظ خمسين ألف بيت في معاني القرآن أيضاً.
ذكره ابن كثير في (البداية والنهاية 11/ 373) وفيات 388هـ، والذهبي في ميزان الاعتدال (3/ 462)
3_ (فائدة): بين ابن عطية الدمشقي، وابن عطية الأندلسي رحمهما الله تفريق حسنٌ:
قال الزِّرِكْلي في الأعلام (3/ 282): (ويميِّز عن ابن عطية الأندلسي (عبد الحق بن غالب) المفسر أيضاً؛ بِأنْ يقال لصاحب هذه الترجمة _ يعني عبد الله بن عطية الدمشقي _ " المتقدِّم " ولعبد الحق " المتأخِّر ")
وهناك رسالة للشيخ المفضال الدكتور عبد الرحمن الشهري بعنوان (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) وهي قيد الطبع عن دار المنهاج بالرياض؛ فأتمنى ان يدلي بدلوه عن هذا الموضوع هنا على عجالة، فيما يخص ذلك.
وهل ثم أبيات مشهور عنابن عطية رحمه الله موجوده للتمثيل؟
لا حرمنا فضله وعلمه وجهده المبارك.
والله أعلم.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[30 Dec 2007, 06:38 م]ـ
الحمد لله، وبعد ..
(يُتْبَعُ)
(/)
7_ (45) عبد الله بن محمد بن علي، ابن متَّ، شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي (396هـ _481هـ)
صاحب كتاب (ذم الكلام)
1_: الإمامة في التفسير:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال عبد الغافر: كان إماماً في التفسير) (46)
قال مقيده غفر الله له:
ومن شواهد إمامته في التفسير رحمه الله ما يلي:
1_ أنه قال عن نفسه: إذا ذكرت التفسير؛ فإنما أذكره من مئة وسبعة تفاسير.
2_ سُئِل يوماً عن تفسير آية؛ فأنشد أربع مئة بيت من شعر الجاهليين، في كل بيت منها لغة في تلك الآية. (ذيل طبقات الحنابلة 1/ 132 ط: العبيكان)
3_ مكث في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ) ثلاث مئة ستين مجلساً. (الذيل 1/ 132)
4_ قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله عنه: وكان الشيخ رحمه اللّه آيةٌ في التفسير، وحفظ الحديث ومعرفته، ومعرفة اللغة والأدب. وكان يُفَسِّر القراَن في مجلس التذكير.
فذكر الكُتْبِيُّ في تاريخه: أن الشيخ لما رجع من محنته الأولى، ابتدأ في تفسير القراَن؛ ففسَّره في مجالس التذكير، سنة ست وثلاثين، وفي سنة سبع وثلاثين افتتح القرآن يُفسِّره ثانيًا في مجالس التذكير.
قال: وكان الغالبُ على مجلسه القول في الشرع، إلى أن بلغ إلى قوله عزَّ وَجَل: (والَذِينَ آمَنُوا أَشَذ حُبًّا للّه). فافتتح تجريد المجالس في الحقيقة، وأنفق على هذه الآية من عمره مدة مديدة، وبنى عليها مجالس كثيرة.) (الذيل 1/ 131).
وشيخه في التفسير: يحيى بن عمار السجزي، أكمل التفسير كلَّه على المنبر، وشرع بختمة ثانية، فتوفي عند سورة القيامة رحمه الله (طبقات الحنابلة لأبي يعلى حاشية 3/ 458)
2_ أفاعيل داء الحسد، وغوائل التعصب والتفنن بالباطل:
قال السيوطي رحمه الله عنه: (قال عبد الغافر: قائماً بنصر السنة والدِّين، من غير مداهنة ولا مراقبة لسلطان ولا غيره، وقد تعرضوا بسبب إلى إهلاكه مراراً؛ فكفاه الله شرهم) (46 _ 47)
قال مقيده غفر الله له:
الحسدُ داءٌ عظيم، وقلبُ صاحبه مريضٌ جدُّ مريض، وما فتئ أطباء المِلَّة يحذِّرون منه أشد تحذير، ويوصفون الدواء لمن رام صلاح قلبه، وقليل ما هم.
وإذا وقع الحسد بين الأقران فتَكَ، وظَلم، وتعدَّى، وإذا أحبَّ الله عبده بصَّره رُشْد نفسه قبل وفاته؛ فتراه يُعْلِن توبته، ويَنشُر أوبته لله العلي الخبير.
هذا وإن من أشد ما يكون من الحسن؛ ما يقع بين العلماء، ومن يطالع السير يجد عجباً، ومن الكتب اللطيفة في هذا الباب، كتاب (تحاسد العلماء) الشيخ عبد الله بن حسين الوجان فهو ممتمع في بابه.
ومما ذكره أصحاب السِّير في ما تعرَّض له شيخ الإسلام حقاً ما يلي:
1_ قال ابن رجب عن ابن طاهر:
وسمعتُ أحمد بن أَمِيْرجَه القلانسي خادم الأنصاري يقول: حضرتُ مع الشيخ للسَّلام على الوزير أبي علي الطوسي، وكان أصحابه كلفوه بالخروج إليه، وذلك بعد المحنة، ورجوعه من بلخ،؛ فلما دخل عليه أكرمه وبَجَّلَه، وكان في العسكر أئمة من الفريقين في ذلك اليوم، وقد علموا أنه يحضر؛ فاتفقوا جميعًا على أن يسألوه عن مسألة بين يدي الوزير؛ فإن أجاب بما يُجِيب به بِهَرَاة سقط من عين الوزير، وإن لَمْ يُجب سقط من عيون أصحابه وأهل مذهبه؛ فلما دخل واستقرَّ به المجلس، انتَدب له رجلٌ من أصحاب الشافعي، يُعرف بالعلوي الدَّبُّوسي، فقال: يأذن الشيخُ الإمامُ في أنْ أسأل مسألةً؟
فقال: سَلْ.
فقال: لِمَ تَلعَنُ أبا الحسن الأشعري؟
فسكت، وأطرق الوزير لِمَا عَلِمَ من جوابه.
فلمَّا كان بعد ساعة، قال له الوزير: أَجِبْهُ.
فقال: لا أعرف الأشعري. وإِنما أَلْعنُ من لَمْ يعتقد أن اللّه عز وجل في السِّماء، وأنَّ القرآن في المصحف، وأنَّ النَّبِيَّ اليوم نبي. ثم قام وانصرف.
فلم يُمكِن أحدٌ أن يتكلم بكلمة من هَيْبته وصَلابته وصَولَته.
فقال الوزير للسائل ومن معه: هذا أردتم؟!
كُنَّا نسمع أنه يذكر هذا بِهَرَاة؛ فاجتهدتم حتى سمعناه بآذاننا، ما عسى أن أفعل به.
ثُمَّ بعث خلفه خِلْعًا وصِلَة فلم يقبلها.
وخرج من فَوْرِه إلى هَرَاة ولَمْ يلبث.) (الذيل 1/ 124)
(يُتْبَعُ)
(/)
2_ وقال ابن طاهر: وسمعت أصحابنا بِهَرَاة يقولون:
لَمَّا قَدِم السلطان (ألبُ أرسلان) هَرَاة في بعض قَدَماته اجتمع مشايخُ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على الشيخ أبي إسماعيل الأنصاري، وسلَّموا عليه.
وقالوا: قد ورد السلطان، ونحن على عَزْم أن نخرج ونسلِّم عليه؛ فأحببنا أن نبدأ بالسلام على الشيخِ الإمام! ثم نخرج إلى هناك. وكانوا قد تواطأوا على أنْ حملوا معهم صنمًا من الصُّفْر صغيرًا، وجعلوه في المحراب تحت سجَّادة الشيخ، وخرجوا وخرج الشيخ من ذلك الموضع إلى خلوته.
ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري!
وقالوا له: إنه مُجَسِّم!!
فإنه يترك في محرابه صنمًا، ويقول: إنَّ اللّه عز وجل على صورته. وإنْ يبعث السلطان الآن يجد الصنم في قبلة مسجده.
فعظُم ذلك على السلطان، وبعث غلامًا ومعه جماعة، ودخلوا الدَّار، وقصدوا المحراب، وأخذوا الصنم من تحت السجَّادة، ورجع الغلام بالصنم؛ فوضعه بين يدي السلطان؛ فبعث السلطان بغِلْمَان، وأحضروا الأَنصاري: فلما دخل رأى مشايخ البلد جلوسًا، ورأى ذلك الصنم بين يدي السلطان مطروحًا، والسلطان قد اشتدَّ غضْبه.
فقال له: ما هذا؟
قال: هذا صَنمٌ يُعمل من الصُّفْر شِبه اللُّعبة.
فقال: لستُ عن هذا أسألك.
فقال: فعن ماذا يسأل السلطان.؟
قال: إنَّ هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا الصنم! وأنت تقول: إن اللّه عز وجل على صورته؛ فقال الأنصاري: سجانك هذا بهتان عظيم. بصوتٍ جَهوري وصَوْلة.
فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه؛ فأمِر به فأخرجَ إلى داره مُكرَمًا. وقال لهم: اصْدُقُوني القصة، أو أفعل بكم وأفعل، وذكر تهديدًا عظيماً.
فقالوا: نحنُ في يد هذا الرجل في بَلِيَّةِ من استيلائه علينا بالعامة، وأردنا أن نقطع شرَّه عنا؛ فأمر بهم، ووكَّل بكلِّ واحدٍ منهم، ولَمْ يرجع إلى منزله حتى كتب خطَّه بمبلغ عظيم من المال يُؤدِّيه إلى خزانة السلطان جنَايَة، وسَلِموا بأرواحهم بعد الهوان العظيم. (الذيل 1/ 125)
وما أروع كلام العالم الذهبي، فكلماته ذهبية رحمه الله إذ يقول في السير:
(ينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يَشْغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع؛ فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيراً، بل تثير شراً وعداوة ومقتاً للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسَّك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فردَّه إلى الله ورسوله، وقف وقل: الله ورسوله أعلم)
في هذا القدر كفاية، وفي سيرته رحمه الله فوائد ونكت عالية. ولكن هذه غرفة من بحر. فرحمه الله رحمة واسعة.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[16 Feb 2009, 08:17 ص]ـ
وما أروع كلام العالم الذهبي، فكلماته ذهبية رحمه الله إذ يقول في السير:
(ينبغي للمسلم أن يستعيذ من الفتن، ولا يَشْغب بذكر غريب المذاهب لا في الأصول ولا في الفروع؛ فما رأيت الحركة في ذلك تحصل خيراً، بل تثير شراً وعداوة ومقتاً للصلحاء والعباد من الفريقين، فتمسَّك بالسنة، والزم الصمت، ولا تخض فيما لا يعنيك، وما أشكل عليك فردَّه إلى الله ورسوله، وقف وقل: الله ورسوله أعلم)
.
موضوع جدير بالرفع والتذكير، رفع الله قدر كاتبه، وبارك فيه
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:29 ص]ـ
حفظك الله ياشيخ أريد أن أحصل على المشاركة السابقة التي شاركت فيها بكتب في البفسير الموضوعي والله يرعاك
ـ[أبو سلمان أنورصالح]ــــــــ[16 Feb 2009, 10:30 ص]ـ
حفظك الله ياشيخ أريد أن أحصل على المشاركة السابقة التي شاركت فيها بكتب في التفسير الموضوعي والله يرعاك(/)
حصر ... مقالات التفسير في مجلة المنار (1) ...
ـ[عقيل الشمري]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:10 ص]ـ
إكمالا لمواضيع الفهرسة ... والتي قدمت جزء منها ...
يسرني أن أقدم لكم فهرسة للمقالات التي تخص التفسي من تفسير المنار .. مع ملاحظة ما يلي:
1ـ استبعدت مقالات السيد رشيد رضا ... لأنها موجودة في تفسيرة.
2ـ اكتفيت حاليا بالمقالا التي تخص التفسير .. وسأكملها بالمقالات التي تخص القراءات والإعجاز ...
3ـ نقلت ذلك من فهرسة مجلة المنار ... الموجودة على قرص " سيدي " ...
4ـ الأرقام التي سأنقلها .. الأول منها للمجلد .. والثاني للجزء .. والثالث للصفحة.
تعريف بمجلة المنار:
1ـ مجلة شهرية .. للعالم الأزهري ... محمد رشيد رضا ...
2ـ صدر أول عدد منها في 22/ 10/1315.
3ـ كان لها حضور في العالم الإسلامي ..
4ـ يتركز هدفها في الإصلاح الديني والإجتماعي للأمة، وإبطال الشبهات الورادة على الإسلام ..
وتربية البنين والبنات .. وإصلاح كتب التعليم .. ودفع الأمة على مجاراة الأمم المتقدمة ..
5ـ كانت تصدر أسبوعيا .. ثم في كل شهر مرتين .. ثم مرة ...
6ـ كانت تطبع في عهدها الأول في مطبعة المؤيد .. التي يملكها علي يوسف ..
ثم اشترى رشيد رضا المطبعة ليطع مجلته .. وسائر كتبه ... (ليت مشايخنا يحذون حذوه) ...
والان الفهرسة ....
1ـ تفسير سورة العصر لمحمد عبده 6/ 15 ص571.
2ـ ـ توضيح وكشف إبهام في" وأما السائل فلا تنهر " 7/ 21ص815.
3ـ انتقاد شواهد الطبعة الأولى من تفسير الطبري لمحمد الخضري 8/ 24ص948.
4ـ القرآن والعلم لمحمد توفيق صدقي 11/ 3ص208،
وهو أربعة مقالات تفسير من اللغة والتاريخ والجغرافيا والطب في
رد شبهات الإفرنج التي يوردونها على الكتاب العزيز.
5ـ رد الشبهات على النسخ وكون السنة من الدين لليافعي 12/ 4ص289.
6ـ آدم أبو البشر لمحمد البشير النيفر 13/ 1ص22.
7ـ المشورة لمحمد الخضر أبو الحسين 13/ 2ص120.
8ـ القرآن والعلم الحديث (لقمان وبلعام بن باعوراء) عبد العال الصعيدي 27/ 8ص600
9ـ كلمة الأستاذ أحمد إبراهيم إبراهيم في تفسير المنار 29/ 1ص52
10ـ كلمة الأستاذ الزنكلوني في تفسير المنار 29/ 1ص123
11ـ تقريظ محمد بن بهجة البيطار لطبع تفسير المنار 29/ 4ص274.
12ـ تقريظ سليمان أباظة لطبع تفسير المنار مع اقتراح اختصاره واتمامه 29/ 4ص279
13ـ تقريظ أحمد شاكر لطبع تفسير المنار 31/ 3ص193.
14ـ لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟ لأمير البيان شكيب أرسلان 31/ 7ص529
15ـ هداية القرآن للدرديري 32/ 2ص102.
16ـ مريم أم عيسى أخوتها لهارون بنوتها لعمران لعبد المتعال الصعيدي 33/ 10ص 760
17 ـ كتاب الوحي المحمدي نقد وتحليل نظرة عصرية في إعجاز القرآن لحسين الهروي 34/ 1ص64
18 ـ ما أحوجنا في هذا الزمان إلى هداية القرآن لمحمد جاد مولى 35/ 5ص 42.
19ـ خطيئة آدم لحسن البنا 35/ 8ص553.
ولكم فائق الشكر .......(/)
أجوبة أسئلة اللقاء العلمي حول (التفسير الموضوعي للقرآن)
ـ[د. مصطفى مسلم]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:06 ص]ـ
14 شعبان 1428 هـ
27/ 8/2007 م
الأخ الكريم الدكتور / عبد الرحمن الشهري حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه إجابات أسئلة اللقاء العلمي ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=8743) ومعذرة للتأخير في إرسالها، لانشغالي في الإجازة بالأسفار ولقاء الأحبة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدكم علماً وفضلاً وأن يكتب جهودكم وجهود إخوانكم في الملتقى لخدمة كتاب الله في صفحة أعمالكم. والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
مصطفى مسلم
إجابات أسئلة اللقاء العلمي
س1 - العصر الحديث أَطلق عليه بعض العلماء (عصر التفسير الموضوعي)، ويدعون إلى التوجه نحو هذا النوع من التفسير باعتباره يحقق الغاية من تفسير القرآن، وهي إصلاح الواقع على هدي القرآن ومنهجه. أما التفسير التحليلي أو التقليدي الذي يقوم على تفسير القرآن سورةً سورةً حسب ترتيب المصحف فيرون أنه لا يخدم هذا الهدف، ولا يَصْلُح لهذا العصر. هل توافقونهم هذا الرأي؟
ج1 - ليس الأمر بهذا الإطلاق، وإنما يساهم التفسير الموضوعي في تكوين رؤى عامة حول موضوعات حديثة، أو موضوعات تناولها المفسرون بشكل مجزء في تفاسيرهم.
أما القول بأن التفسير التحليلي لا يصلح لهذا العصر، فهو قول مرفوض لا يقوله أحد، فالتفسير الموضوعي لا يستغني عن التفسير التحليلي، بل هو المادة الأولية للتفسير الموضوعي.
س2 - متى نشأ التفسير الموضوعي كعلم؟ وكذا كاصطلاح؟ وهل الصحيح أنه اصطلاح حادث؟
ج2 - كانت مادة (التفسير الموضوعي) تدرس في الأزهر في الستينات من القرن الماضي، وقد درسناها في كلية أصول الدين في الأزهر عام 1966م على يد الشيخ أحمد الكومي رحمه الله تعالى، وهو أول من كتب مذكرة لطلابه سماها (التفسير الموضوعي) وطبعت في كتيب في السبعينات مع تلميذه محمد القاسم.
وأحيل الأخوة إلى مقال قيّم كتبه أحد أبنائنا: الدكتور عبد السلام اللوح، بعنوان (وقفات مع نظرية التفسير الموضوعي) نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بغزة. فقد تناول –بإسهاب- ظهور مصطلح التفسير الموضوعي والمؤلفات التي ظهرت وتناولت المنهج وعرف بمنهج أهم المؤلفين فيه.
س3 - هل هناك منهجية لعلم التفسير الموضوعي لاتخرجه إلى علم آخر (كما وجد من بعض الباحثين في مواضيع في القرآن)؟
ج3 - حاول المؤلفون الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي تحديد معالمه إلا أنهم لم يتفقوا على منهج واحد للآن.
س4 - هل كان المفسرون يفرقون تفريقاً عملياً بين التفسير التحليلي والموضوعي؟
ج4 - الكاتبون المعاصرون الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي يفرقون بينهما، وخاصة عند تناول السورة في التفسير. وبطبيعة الحال فإن تناول الموضوع القرآني يختلف في المنهج عن منهج التفسير التحليلي.
س5 - هل ثَمَّة شروط خاصة _ مزيدة _ لمن يريد أن يكتب في التفسير الموضوعي، أم يكتفى بالشروط العامة بالمفسر؟
ج5 - في رأيي لا توجد شروط خاصة لمن يبحث في التفسير الموضوعي غير الشروط العامة في المفسر.
وينبغي أن يكون المفسر على قناعة بهذا النوع من التفسير، على اطلاع بمناهجه.
س6 - يذكر بعض من كتب في التفسير الموضوعي، أن نشأته _ كلَبِنة وبذرة أولى _ منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ويستشهدون مثلاً بآية الظلم، وتبيين النبي صلى الله عليه وسلم المراد بها بالشرك لآية لقمان. ومعلوم أن من منهج التفسير الموضوعي؛ أن تُتَتَبَّع الكلمة في جميع سور القرآن، وتفسرها موضوعياً بإظهار وإبراز المقاصد القرآنية من خلال الآيات. في حين هنا الاقتصارعلى موطن واحد فقط دونما تتبع، وحسب هذا المثال لمفردة وجذر (ظلم) في سائر القرآن. وأيضاً يشترطون أن لا تفسر تحليلياًً وفي الخطوات يذكرون دراسة الآيات دراسة وافية من التفسير التحليلي، ومعلوم أن التحليلي فيه تفسير بالقرآن، والتفسير النبوي، وتفسير بالسنة؛ فكيف يكون هذا؟ ألا تُعَدُ هذه الأمثلة التي يُستشهد بها؛ قاصرة في الدلالة على النشأة؛ سيَّما أن كل أو جُلَّ ضوابط التعريف للتفسير الموضوعي لا تنطبق علي ما أوردوه من أمثلة. ويكتفى بالقول أن ما يذكر إنما
(يُتْبَعُ)
(/)
هو من قبيل تفسير القرآن بالقرآن، أو النبوي، أو بالسنة؟
ج6 - تذكر هذه الأمثلة من تفسير القرآن بالقرآن على وجود نواة للتفسير الموضوعي .. ولاشك أن النواة لا تتوافر فيها أبعاد الشيء المتكامل. وعلى كل حال لا يمكن الفصل بين أنواع التفسير رياضياً، فكلها تدور حول بيان مراد الله تعالى من الآية حسب الطاقة البشرية.
س7 - ما العلاقة بين التفسير الموضوعي،، وتفسير القرآن بالقرآن (الآتفاق، والافتراق)؟
ج7 - تقدمت الإجابة في فقرة (6).
س8 - في خطوات ومراحل الكتابة فيي التفسير الموضوعي، وجدت في ما قيدتموه أحسن الله إليكم، أن الموضوعي يفتقر لجميع أنواع التفسير (التحليلي، والإجمالي .. فإذا كان كذلك، فما الجديد الذي جاء به ليتميز ويبرز عن غيره، سيما أن التفسير التحليلي يعرض لجل ذلك إن لم يكن كله، ويتفاوت هذا من مفسر إلى آخر، بحسب اهتمامات المفسرين ومناهجهم؟
ج8 - الجديد في التفسير الموضوعي هو طريقة عرض الموضوع وتناوله وجمع جزئياته في مكان واحد حسب ترتيب معيّن.
وكذلك طريقة استنباط الهدايات القرآنية وإنزالها على الواقع .. وكما تقدم فإن المادة الأولية للتفسير الموضوعي هو التفسير التحليلي.
س9 - يقولون في أهمية التفسير الموضوعي أنه يحل مشكلات خطيرة، ولم أجد أحداً ضرب لنا مثالاُ واحداً عالجه التفسير الموضوعي، وانفرد هو به، دون غيره من أنواع التفسير الآخرى.فهل توافقون على ذلك؟ وهل التفاسير الأخرى قصرت عن علاج هذا الجانب؟ وهل ثمة مثال يوضح هذا الانفراد في حل المشكلات واقعياًمع التوضيح؟
ج9 - يمكن التمثيل على الجديد من موضوعات التفسير الموضوعي الكتب التي تناولت الجوانب التربوية من خلال القرآن الكريم والكتب التي تناولت جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والكتب التي تناولت العلاقات الدولية في القرآن الكريم والكتب التي تناولت الجوانب الاقتصادية في القرآن الكريم كل ذلك وغيره لم يتناولها المفسرون –حسب علمي- بشكل مفصل وبإحاطة تامة كما تناولها الذين كتبوا على منهج التفسير الموضوعي.
س10 - ذكرتم - أحسن الله إليكم - ألواناً للتفسير الموضوعي ثلاثة، ألا يقال إنَّ الأولى أن يقتصر بالعناية والاهتمام على التفسير الموضوعي على السورة القرآنية خاصة، إذ فيه إبراز جواهر السورة، ومعالمها، وتناسبها، في إطار عام خصصت كل الآيات فيها؛ لتنادي بموضوعٍ موحد لأجله نزلت مؤلفة مع بعضها وكما أرادها الخبير الحكيم، بخلاف الألوان الأخرى.؟
ج10 - تفسير السورة تفسيراً موضوعياً أحد ألوان التفسير الموضوعي الرئيسة. ويكون التركيز فيها على إبراز محور السورة وهدفها والمناسبات فيها.
ولكن لا يقل اللونان الآخران في الأهمية –في رأيي- عن هذا اللون. فلكل لون منهجه وأسلوب عرضه ومذاقه الخاص.
س11 - ما نقل عن بعض الصحابة والتابعين مما يسمى (كليات القرآن) هل يمكن اعتباره البذرة الأولى للكلام في التفسير الموضوعي؟
ج11 - كليات القرآن التي وردت عن السلف يمكن اعتبارها من جملة ما اعتبره نواة للتفسير الموضوعي.
س12 - ذكر الدكتور صلاح الخالدي حفظه الله في كتابه التفسير الموضوعي: " أن النوعين من التفسير ـ الموضعي (التحليلي) والموضوعي ـ مرحلتان متكاملتان، وخطوتان متتابعتان متدرجتان لا يجوز أن نخطو الخطوة الثانية، بمعزل عن الأولى، ولا يجوز أن نصل إلى المرحلة الثانية دون تحصيل المرحلة الأولى".
ما رأيكم بكلام الدكتور صلاح؟
ج12 - كلام الدكتور صلاح الخالدي دقيق ومسلّم به.
س13 - ألا تلاحظون أن بعض من كتبوا في التفسير الموضوعي بالغوا في البحث العلمي المُجرد في هذا الباب حتى صار بحثهم أكاديمياً محضاً،مما ألبسه ثوباً من الجفاف واليبس ـ نوعاً ما ـ وأخرجه عن الغاية التي ترتجى من هذا النوع من التفسير،وهو أن يكون معيناً على فهم تلك القضية المطروحة،ومن ثم تدبر القرآن بعد ذلك؟
ج13 - ربما ينطبق ما تفضلتم به عند بحث (منهج التفسير الموضوعي) أما الجانب التطبيقي، فالأمر مختلف، حيث التركيز على تدبر القرآن الكريم وإبراز هداياته ولطائفه ..
س14 - من أبرز من توصون بقراءة كتبه في هذا الباب؛ ليستفيد منها الباحث المبتدئ؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج14 - بالنسبة لأصحاب التخصص، أنصح بقراءة الكتب التي تناولت منهج التفسير الموضوعي، أما غير المختصين فيمكن أن يقرأ الكتب التي تناولت موضوعات ذات صلة بتخصصه، فمثلاً يمكن للطبيب أن يقرأ كتب الأستاذ الدكتور محمد علي البار، ولمن كان له صلة بعلم الفلك أن يقرأ للدكتور جمال الدين الفندي، ولمن كان ذا اختصاص بعلوم الطبيعة أن يقرأ للاستاذ الدكتور زغلول النجار ....
س17،16،15 - أرى أن مصطلح التفسير الموضوعي ليس دقيقاً لأن النسبة (موضوعي) ليست وصفاً للتفسير، بل هي نسبة إلى مادة التفسير، فيكون المعنى المقصود: تفسير القرآن بموضوعاته، من خلال استقراء الآيات التي تتحدث في تلك الموضوعات؟؟؟ وهل تفسير القرآن بعلم الموضوع؟ أو تفسير الموضوع بعلم القرآن الكريم؟ أيهما المتقدم على الآخر؟
- الذين يعتبرون التفسير الموضوعي هو جملة المعلومات المستقاة علماً بذلك الموضوع، يجعلون علم الله تبارك وتعالى متصفاً بصفات علم البشر، أي أنه ذو موضوعات وضعية تخضع للتراكم المعرفي؟ فهل يجوز هذا؟
- أرى أن التفسير الموضوعي هو نفسه التفسير المذهبي لأنه علة له ومعلول به، فجميع الفرق تعتمد في التفسير الموضوعي على مؤيدات معتقداتها؟؟ فما رأيكم جزاكم الله خيراً ونفع بكم؟
ج17،16،15 - لم أدرك ما يرمي إليه السائل، أسلوب علم المنطق لم نعتد عليه في قضايا التفسير وعلوم القرآن. وفوق كل ذي علم عليم.
وأرى أن مصطلح (التفسير الموضوعي) يدل على الغرض المطلوب عند إطلاقه. وهو الكشف عن معاني الآيات الكريمة حسب الطاقة البشرية بمنهجية معينة.
س18 - هل علم التفسير الموضوع ـ كعلم مستقل ـ في الوقت الراهن يعد في طور النشأة والتأسيس، أم أنه في طور النضج والاستقرار؟
ج18 - أعتبر أن (التفسير الموضوعي) في مرحلة الاستقرار وليس النضج لأن الكتابات في منهجه لم تتفق بعد على منهجية واحدة.
س19 - ما هي أبرز الكتب والبحوث التي تعرف هذا العلم تعريفا ً مفصلا ً؟
ج19 - من الكتب التي تعرضت لتعريف هذا العلم وتحدثت عن منهجه:
أ- دراسات في التفسير الموضوعي للاستاذ الدكتور زاهر عواض الألمعي.
ب- المدخل إلى التفسير الموضوعي للاستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد.
ج- مباحث في التفسير الموضوعي للأستاذ الدكتور مصطفى مسلم
د- التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق للأستاذ الدكتور صلاح الخالدي
ه- بحث الدكتور عبد السلام اللوح بعنوان (وقفات مع نظرية التفسير الموضوعي)
و- التفسير الموضوعي: التأصيل والتمثيل.للأستاذ الدكتور زيد عمر عبد الله العيص.
س20 - ما هي أبرز التفاسير التي اهتمت بهذا الجانب؟
ج20 - لا يوجد تفسير كامل التزم منهجية التفسير الموضوعي –حسب علمي- ممن اهتم بتفسير القرآن بالقرآن من القدماء الإمام ابن كثير في تفسيره ومن المعاصرين اهتم سيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) بإعطاء فكرة عن موضوعات كل سورة، والأسلوب الذي عرضت به. وهذه من ركائز التفسير الموضوعي للسورة.
ومجموعة بحوث الكتاب والسنة في جامعة الشارقة بصدد تنفيذ مشروع (التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم) بعد أن وضعت مبادئ للسير في المشروع، واستكتبت نيفاً وخمسين باحثاً من أصحاب التخصص من أساتذة الجامعات. وقد قطعت شوطاً كبيراً في المضي في المشروع، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يعين على إتمامه قريباً إن شاء الله تعالى.
س21 - ألا يلحظ فضيلتكم أنّ بعض الباحثين -كما في بعض الرسائل الجامعية-قد خرج عن التفسير الموضوعي حتى أضحى كأنه يكتب في السنة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام؟
ج21 - لاغنى للمفسر عن الرجوع إلى السنة النبوية في أي نوع من أنواع التفسير، ولكن يبقى في دائرة التفسير الموضوعي إذا كانت عناوين الأبواب والفصول قرآنية. أي مأخوذة من النص القرآني مباشرة أو من دلالاته.
س22 - هل صحيح أن التفسير الموضوعي يحل مشكلات العصر كما يقول بعض من كتب فيه كتابات مقالية أو كتب مؤلفة؟
ج22 - عن طريق التفسير الموضوعي، والحديث الموضوعي يمكن أن نتعرف على موقف الإسلام من القضايا المعاصرة.
س23 - لماذا لا يوجد عناية ببحث مصطلحات القرآن كما فععل الدكتور أحمد حسن فرحات في كتابه الصغير (الذين في قلوبهم مرض في القرآن)؟
(يُتْبَعُ)
(/)
ج23 - هنالك رسائل جامعية كثيرة كتبت في المصطلحات القرآنية إلا أن بعض الباحثين لم يفرقوا بين المصطلح القرآني والموضوع القرآني. وحبذا لو قام أساتذة التفسير في كل جامعة بالتعريف بالرسائل التي كتبت حسب منهج التفسير الموضوعي، تعريفاً موجزاً، وقدموه إلى موقع ملتقى أهل التفسير وعرضه الملتقى في الموقع لكان في ذلك خدمة عظيمة لطلبة العلم، يضاف إلى الجهد المبذول حالياً. وهي دعوة أوجهها للمختصين في التفسير في جامعات العالم الإسلامي.
س24 - يلاحظ اختلاف في التأصيل للتفسير الموضوعي بين من كتب فيه، فما سبب ذلك؟
ج24 - السبب أن الذين كتبوا في منهج التفسير الموضوعي قلة لا تتجاوز عدد أصابع اليدين. والأمر يحتاج إلى جهود أكثر من أهل الاختصاص. وحبذا لو دعت إحدى الجامعات أو إحدى المؤسسات العلمية إلى ندوة أو مؤتمر حول التفسير الموضوعي. (دراسة واقعه، وتأصيله).
س25 - هل تدخل البحوث التي تتحدث عن أسلوب قرآني (كالتقديم والتأخير في القرآن) في التفسير الموضوعي، ولماذا؟
ج25 - نعم تدخل الأساليب ضمن موضوعات التفسير الموضوعي، ولكن لا يكتفى بسرد الأمثلة وشرحها. بل لابد من التقعيد للأسلوب واستنباط الآثار البلاغية والتربوية العامة للأسلوب.
س26 - لماذ كلما بحثت في الأنترنت في التفسير الموضوعي وجدت بحوث الرافضة كثيرة جدًا، وبحوث أهل السنة قليلة في هذا الموضوع؟
ج26 - لعل بعض شيوخ الشيعة القدامى سبقوا إلى الدعوة للكتابة في التفسير الموضوعي مثل (محمد باقر الصدر) فوجدت دعوته آذاناً صاغية.
س27 - سمعت أن لكم مشروعًا في التفسير الموضوعي، فإن كان هناك مشروع، فياليتكم تحدثونا عنه.
ج27 - سبقت الإشارة إلى المشروع في الفقرة (20).
س28 - ما رأي فضيلتكم بالخطوات الثمان التي وضعها الدكتور عبد الستار للبحث في التفسير الموضوعي , هل ترونها كافية أو تحتاج للإعادة والتأمل , وما مدى الحاجة لبعض الشروط التي وضعها؟
ج28 - الخطوات التي وضعها الأستاذ الدكتور عبد الستار فتح الله سعيد دقيقة وهامة، وهو من أوائل من كتب في منهج التفسير الموضوعي. وقد زاد عليها من جاء بعده.
إلا أن الأستاذ الدكتور عبد الستار لم يقر إلا لوناً واحداً من ألوان التفسير الموضوعي وهو (الموضوع القرآني) ولم يعترف باللونين الآخرين، فخطواته خاصة بهذا اللون.
س29 - لقد درج المصنفون في التفسير الموضوعي على المستويين النظري والتطبيقي على اعتماد فكرة ترتيب الآيات المقصودة على حسب النزول وهو بلا شك في أغلبه ترتيب مظنون، فهل يمكن في منهجية جديدة للتفسير الموضوعي الاعتماد على الآيات القرآنية بعيداً عن فكرة التاريخية وترتيب النُّزول المظنون أي الاعتماد على القرآن من حيث هو كتاب كامل قد انتهت منذ عهد الرسول مراحل نزوله؟ يسعدني أن أسمع رأيكم خصوصا أنني بصدد الانتهاء من رسم نظرية للتفسير ترتكز على هذه الفكرة في رأيي أنها تسهم في حل كثير من المشكلات التفسيرية خصوصا المتمخضة عن البحوث التاريخية المحيطة بنزول القرآن الكريم، وبالطبع بعد استقرارها سوف أطرحها في الملتقى المبارك لأسعد برؤى إخواني حولها. أ. د. أحمد سعد الخطيب.
ج29 - أغلب الموضوعات القرآنية لا ينظر الباحث فيها إلى وقت النزول وتاريخه أو ترتيبه. أما بعض الموضوعات التي نزلت متدرجة فلابد من مراعاة تاريخ النزول كموضوع الجهاد في القرآن، وبعض الحدود في القرآن والمحرمات.
س30 - هناك بعض الدعاة يقولون بأن لكل سورة مفتاحا خاصا بها، فمثلا سمعت من أحدهم أن سورة اّل عمران مفتاحها (الثبات على الحق) وجعل يدلل على صحة ما ذهب إليه بأدلة مقبولة نوعا ما فهل من تعقيب حفظكم الله؟؟
ج30 - هذا ما نسميه محور السورة، ويكون اختيار المحور دقيقاً إذا استطعنا أن نربط به افتتاحية السورة وخاتمتها وأغلب مقاطعها.
س32،31 - ماهي ضوابط التفسير الموضوعي؟ وماهي ثماره؟
ج32،31 - أحيل السائل إلى الكتب التي أشرت إليها في الفقرة (19) حيث تعرض أصحابها لكل ذلك.
س33 - أخشى أن يكون هذا التجزيء فيي التفسير داعيا للخلافات بين المهتمين بالتفسير عموما، بدعوى التخصص، فلا ينتفع العامة ببيان أهل العلم.
ج33 - أرى أن تنوع الأساليب والمناهج في بيان مراد الله سبحانه وتعالى من الآيات الكريمة حسب الطاقة البشرية مما يثري المعلومات و، وكلما كثرت الجهود في ذلك كثرت الاستنباطات المفيدة، وكتاب الله سبحانه وتعالى بحر لا قاع له، كلما غاص فيه الغواصون أخرجوا درره. فما دام الباحثون يلتزمون شروط التفسير المتفق عليها، فإن مناهجهم مفيدة وكلها موجهة لخدمة كتاب الله تعالى. كما قال الشاعر:
عباراتنا شتى وحسنك واحد = وكل إلى ذاك الجمال يشير
وفي الختام أتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على موقع ملتقى أهل التفسير وعلى رأسهم الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهري. على الجهود الطيبة التي يبذلونها لخدمة كتاب الله سبحانه وتعالى.
كما أتوجه بالشكر للإخوة السائلين على ثقتهم وحسن ظنهم بأخيهم واعتذر إليهم إن كان في الإجابات قصور.
وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياهم من أهل القرآن وخاصته وأن يغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا .. إنه سميع مجيب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مصطفى مسلم
14/ 8/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:18 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أستاذنا الكريم وشيخنا المفضال، وشكر الله لكم تفضلكم بالإجابة على أسئلتنا في هذا الملتقى العلمي، وهذه الأجوبة وإن كانت موجزة إلا أنها مركزة، قد لخصت خبرتكم في تدريس هذا الموضوع منذ سنوات طويلة.
بارك الله فيكم ونفع بعلمكم،،،
في 16/ 8/1428هـ
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:31 ص]ـ
جزاكم الله خيراً فضيلة الدكتور مصطفى مسلم على إجاباتكم القيمة ..
ووفقكم الله خير ..
وبارك الله فيكم يا دكتور عبد الرحمن على جهودكم المتواصلة ..
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[29 Aug 2007, 10:40 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[أبو العالية]ــــــــ[29 Aug 2007, 10:52 ص]ـ
الحمد لله، وبعد ..
جزاكم الله خيرا أيها الأستاذ القدير، ونفع بكم، وزادكم علماً وعملاً ونفعاً للإسلام والمسلمين.
وددت لو أن الإجابة كانت أكثر إسهاباً.
فلا حرمكم الله الأجر والثواب.
والشكر موصول للشيخ المفضال الدكتور عبد الرحمن على جهوده ونفعه لإخوانه.
محبكم
ـ[مساعد الطيار]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:20 م]ـ
أشكر شيخنا الفاضل المؤدب الدكتور مصطفى مسلم على هذه الإجابات المختصرة المفيدة، وكم أتمنى لو حانت للشيخ فرصة أخرى للتفصيل في بعض الأسئلة، فالأمر فيها مهم جدًا، خصوصًا أن البحث الموضوعي في القرآن له ثمرات واضحة في مجال الاستنباط وإبراز الهدايات.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[29 Aug 2007, 01:40 م]ـ
فضيلة الشيخ الدكتور / مصطفى مسلم.
جزاكم الله خيرا على تفضلكم بالإجابة على هذه الأسئلة , وحبذا لو تيسر لكم الوقت للتفصيل أكثر , أسأل الله أن ينفع بعلمكم ويباركم في أعمالكم وأوقاتكم
ـ[الجكني]ــــــــ[29 Aug 2007, 02:10 م]ـ
جزيتم خيراً فضيلة الأستاذ الدكتور:مصطفى، ونفع بكم وحقق لكم ما تصبون إليه لخدمة هذا الكتاب الكريم وهذا العلم الشريف.
أستاذي الكريم:
ذكرتم في إجابتكم الموقرة على الفقرة (20):
ومن المعاصرين اهتم سيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) بإعطاء فكرة عن موضوعات كل سورة، والأسلوب الذي عرضت به. وهذه من ركائز التفسير الموضوعي للسورة
وسؤالي إن سمحتم لي:
ألا يمكن أن نعدّ مع سيد قطب رحمه الله الشيخ ابن عاشور رحمه الله في تفسيره " التحرير والتنوير " على الرغم من الاختصار الشديد عنده في هذا؟؟؟
ـ[مرهف]ــــــــ[29 Aug 2007, 09:43 م]ـ
س20 - ما هي أبرز التفاسير التي اهتمت بهذا الجانب؟
ج20 - لا يوجد تفسير كامل التزم منهجية التفسير الموضوعي –حسب علمي ...
أقول: من التفاسير المعاصرة التي اهتمت بهذا الجانب ما كتبه الشيخ عبد الحميد طهماز إذ فسر سور القرآن تفسيراً موضوعياً مبرزاً فيه القضايا الأساسية والمحاور المهمة في كل سورة حسب اجتهاده والتفسير مطبوع في دار القلم
وأما بخصوص المنهجية في التفسير الموضوعي فإن الكلام الذي تفضل به الأستاذ الدكتور مصطفى حفظه الله كلام دقيق وإن دل على شيء فإنه يدل على أن هذا اللون من التفاسير له أشكال مختلفة وأساليب متنوعة وكل أسلوب أو شكل يتناسب مع موضوع اللعلم المراد بحثه، وقد جربت ذلك شخصياً في مواضيع مختلفة فما وجدت نفسي أسير على خط واحد، فكتبت عن بعض الغزوات في القرآن الكريم فوجدت أن الاعتماد على السيرة أمر ضروري لترتيب موضوعات الآيات وفهمها، وكتبت عن دلالة مفردة في القرآن الكريم فلم أجد نفسي بحاجة إلى الاعتماد على السيرة أو كثير من الأحاديث، وهكذا فكل بحث له منهجه الخاص به وإن كانت جميع هذه الألوان من الأبحاث تجتمع على ضرورة الاعتماد على فهم الآيات المستشهد بها فهماً دقيقاً حسب الأصول العامة للتفسير، وهذا ما أشار إليه الدكتور مصطفى حفظه الله
فجزاك الله خيراً وكذلك جزى الله خيراً أخانا الدكتور عبد الرحمن ونفع به آمين
ـ[د. عدنان الاسعد]ــــــــ[11 Sep 2007, 06:56 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[فهدالرومي]ــــــــ[13 Sep 2007, 11:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزى الله فضيلة شيخنا الاستاذ الدكتور مصطفى مسلم خير الجزاء وعم النفع بعلمه ووفقه وسدد في سبيل الخير خطاه، فله على طلبة العلم فضل لاينسى وله جهود لاتنكر وكان من رواد الاشراف على الرسائل العلمية في هذه البلاد وحظيت بإشرافه على رسالتي للماجستير والدكتوراه وكان نعم المشرف والعالم والناصح.
ونود من فضيلة المشرف على هذا الملتقى أن يستمر التواصل مع فضيلة شيخنا معلقاً وموجهاً ومجيباً على مايجد من أسئلة، ومن الممكن أن تحرر المسائل التي تحتاج لمزيد بيان وتوجه لفضيلته ويسجل جوابها صوتياً ثم يعاد تفريغها، فقد تكون الكتابة مما يأخذ جهدا أكبر ووقتا أطول من فضيلته.
ولايفوتني أن أهنىء الجميع بحلول شهر رمضان المبارك جعلني الله وإياكم ممن صامه وقامه وتقبل منه إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1/ 9/1428هـ
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[أبو المهند]ــــــــ[16 Sep 2007, 02:15 م]ـ
كم رجونا أن يطول الحديث مع شيخنا لمزيد من النفع بعلمه الشريف، وجزاه الله والسائلين والشيخ عبد الرحمن خير الجزاء، ولا نغفل في مقامنا هذا عن ذكر الشيخ أ. د. محمد عبد الله دراز وكتابه " النبأ العظيم " الذي يشكل نقطة تحول في عالم التفسير بصفة عامة، وفي عالم تفسير القرآن موضوعياً بصفة خاصة، فكأن ما سطره شيخنا دراز تنزيل من التنزيل أو قبس من الذكر الحكيم.
ـ[المحب الكبير]ــــــــ[22 Dec 2007, 08:47 م]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء
ـ[محمد فال]ــــــــ[30 Oct 2008, 09:44 ص]ـ
جزاك الله الشيخ مصطفى مسلم خيرا الجزاء على ما قدم من الفوائد العلمية في هذا اللقاء وجعل ذلك في ميزان حسناته
ـ[احب الصالحين]ــــــــ[31 Oct 2008, 11:10 ص]ـ
شيخنا الكريم
اساتذتنا الافاضل
زادكم الله علما وفهما
ونفعنا بما ينثال علينا من اطايب علمكم
بارك الله لكم في المال والعلم والعمر(/)
ربانيون
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلكم تعرفون خدمات رسائل الجوال التي ظهرت في الآونة الأخيرة والتي بعضها يخدم الدين ويشرف عليها علماء وطلبة علم
ك (جوال زاد) الذي يشرف عليه الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله
و (جوال الإسلام اليوم) الذي يشرف عليه مكتب الشيخ سلمان العودة
وبالأمس سمعت عن جوال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكن لا أدري من يشرف عليه
ولم يتبقى إلا جوالاً لتفسير القرآن
طبعاً لا أشك أن هناك من يفكر بمشروع بجوال (لتفسير القرآن)
لكن ليس أي أحد يستطيع استخراج الفوائد والنكت من التفاسير
فلو يتبنى الموقع المبارك هذا المشروع
ففيه حفظ للتفسير وإسناد العمل لأهله
ونفع للناس وتعليم لهم
وعودة بهم لكتاب ربهم
وتفسيره فوالله إن غالب المسلمين لايتدبرون
وقليل مايرجعون للتفاسير
......... ألخ
ولا زلت أذكر تلك الفائدة التي وردتني
على جوالي العام الماضي في مثل هذا الشهر ولا زالت تتردد في ذهني
تقول الرسالة:
قال قتاده رحمه الله
قال الله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
فأريدوا لأنفسكم الذي أراد الله لكم!
ياالله
يال هذي الرسالة!
كانت ولا زالت ترقق قلبي وقد كنت أمر على الآية
وما انتبهت حتى نُبِهت
برسالة جوال!!
فكم سيستفيد من شخص؟
؟
أيضاً لو تضعون لها عندكم في المنتدى قسماً
قسم الفوائد والدرر للفوائد القصيرة التي يسهل حفظها
ونقلها للغير وممن لايستطيع الاشتراك في هذه الخدمة ...
هذا وصلي اللهم على محمد والحمدلله رب العالمين
وبورك فيكم
ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[29 Aug 2007, 07:57 ص]ـ
بإذن الله ستبدأ هذه الخدمة مع بداية شهر رمضان المبارك فانتظروا خبرها ...
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:45 م]ـ
اقتراح وجيه جداً ..
وجزاك الله خيراً يا أبا عبد الله على المبادرة ..
ـ[النجدية]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا!!
و الله إنها لبشرى سارة ...
أعانكم المولى على الخير.
ـ[مُضيئة .. ]ــــــــ[29 Aug 2007, 10:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا!!
و الله إنها لبشرى سارة ...
أعانكم المولى على الخير.
بشرى سارة وبورك فيكم جميعا
ـ[شعلة]ــــــــ[30 Aug 2007, 11:42 ص]ـ
فكرة رائعة
وشكر الله للشيخ عبد الرحمن مبادرته لتنفيذها فجزاه الله خير الجزاء على ما يبذل من جهود مضنيةلهذا الملتقى(/)
التفسير التحليلي المعاصر ودعوة للجميع
ـ[أبو المهند]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبر هذا المنبر الشامخ أوجه دعوة لأهل الملتقى أن يدلوا بدلوهم من خلال هذه المشاركة فأقول:
إن من التفسير ما يختص بالجانب الموضوعي، ومنه ما يختص بالجانب التحليلي، ولقد رأينا عديد الكتب فيما يختص بالتفسير الموضوعي ومنهجيته وطرقه وما يمثله في المكتبة القرآنية، ولكن من الندرة بمكان وقوع العين على ما يتصل بمصنَّف يُعني بكيفية الكتابة في التفسير التحليلي، وهذه دعوة لإثراء هذا الموضوع الأصيل النافع لكل متخصص في التفسير، ومن كانت له مؤلفات عالج قضيتها من خلال هذا اللون التفسيري الأكثر ظهوراً في التصنيف التفسيري.
ومن باب المشاركة وفتح الطريق أمام الإفادة من الإخوة الأعضاء أحب أن أقول:
إنني عندما أردت التصنيف في التفسير التحليلي منذ ردح من الزمن أثرت هذه القضية على القسم: من خلال هذا السؤال:
ـ ما الإطار العام الذي يجب أن يسير فيه المفسر ليصل إلى درجة الإصابة في التفسير التحليلي؟
ـ هل له أن يغرق الآية بالأعاريب حتى تطغى صناعة الإعراب على المراد من الآية؟
ـ هل له أن يبحر في عالم المعاجم اللغوية فيستقصي المواد اللغوية من خلال المفردة القرآنية فينقل من المعاجم تلو المعجم بالنص والفص ويطيل حتى يصل إلى درجة الاستطراد والملل دون تدخل منه؟
ـ هل يقدم المناسبة على سبب النزول أو العكس؟
ـ هل عليه أن يذكر المعنى العام من بنات فكره ليكون حسنة معرفية للباحث مدللة علي مدى فهمه لمادة ما يكتب أوأن ينقله ـ أيضا ـ من السادة المفسرين، ليكون دوره مجرد النقل فحسب؟
ـ هل من المعقول برمجة طلاب التفسير عقولهم على القص واللصق بما ينتج حجابا مستورا يند بعيدا عن الاتصال بقضايا العصر؟
ـ هل طريقة السؤال والجواب {الفنقلات} في تأملات المفسِّر هي الطريقة المثلي في عرض قضايا المقطع القرآني المراد تحليله؟
ـ ما نصيب العلم التجريبي في تناول التفسير التحليلي؟
ـ هل من ضرورة في إثارة أقوال المخالفين والرد عليها؟
ـ وماذا عن الدخيل والموضوع في إطار التناول التحليلي للنص؟
ـ وما مدى مصداقية الاستشهاد بما في كتب أهل الكتاب؟
ـ وماذا نقول عن النقل من كتب التراث والنهل من كتب المعاصرين؟
ـ أخير ماذا نقول عن العمل التفسيري إذا كان المبتغى منه هو الدرجة العلمية أو مجرد التسويق المكتبي فحسب؟!
هذه الأفكار وغيرها كم داعبت ذهني ولبي ووجدت من الخير إثارتها هنا مع حجب رؤيتي وما أقتنع به ليكون الأمر أكثر إفادة وابتكاراً من أهل الملتقى الكريم، وتعليما لي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـ[مصطفى سعيد]ــــــــ[02 Sep 2007, 12:39 م]ـ
اماذا ليس هناك تعليقات , انى أرى أن الرجل يعرض أسئلة جديرة بالتدبر
وأضيف سؤال: ما حكم القول التفسيرى الذى قفز على المسلمات أو البديهيات؟ مثل "نا " الفاعلين فى فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا "قال الألوسى أن "نا "هنا لتعظيم أمر الخشية. رغم أن المسلم به أنها ضمير فاعل وليس ضمير مفعول. وهل قوله أو قول من يتصدى للتفسير -أعجزتنى الأيه -يحط من قدره.كلا , على العكس.
فأري أن من فطن لسؤال أو اشكال أن يعرضه لعل غيره يهتدى للاجابة عليه. فليس هناك صاحب العلم المحيط أو ما يسمى بالعالم الموسوعى بالمعنى الحرفى للمصطلح خاصة فى التفسير , والله أعلم
ـ[أبو المهند]ــــــــ[11 Sep 2007, 10:40 ص]ـ
يظهر لي أن السادة العلماء أخذتهم الدراسة بعد الإجازة الصيفية فلا معقِّب ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ـ[النجدية]ــــــــ[12 Sep 2007, 09:31 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا أستاذنا الخضر ...
و عندي تساؤل:
قلتم يارعاكم الرحمن:
إن من التفسير ما يختص بالجانب الموضوعي، ومنه ما يختص بالجانب التحليلي، ولقد رأينا عديد الكتب فيما يختص بالتفسير الموضوعي ومنهجيته وطرقه وما يمثله في المكتبة القرآنية، ولكن من الندرة بمكان وقوع العين على ما يتصل بمصنَّف يُعني بكيفية الكتابة في التفسير التحليلي،.
سؤالي: أليس هذا الاهتمام بالتفسير الموضوعي سببه؛ أنه صبغة جديدة من التفسير؟؟
ثم لماذا نجد من يقسم هذه التفاسير إلى أنواع: الإجمالي، التحليلي، المقارن ...
(يُتْبَعُ)
(/)
أليس الأفضل أن نعترف بتكامل عمل هذه الأنواع مجتمعة؛ فالموضوعي لا يستغني عن التحليلي، و الإجمالي لا يستغني عن الموضوعي ...
هذه أسئلتي، و أعتذر لحضرتكم إن خرجت عن الموضوع؛ فما أنا إلا طالبة علم، و أنتم -أساتذتي -خير مرشد لي إلى الحق!!
و دمتم على الخير أعوانا!!
ـ[أبو المهند]ــــــــ[13 Sep 2007, 02:08 ص]ـ
[ size=4] الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ورحمة الله للعالمين وبعد إلى الأخت النجدية أقول:
السؤال الأول: أليس هذا الاهتمام بالتفسير الموضوعي سببه؛ أنه صبغة جديدة من التفسير؟؟
قلت: ومن الذي يقول بأن التفسير الموضوعي صبغة جديدة في عالم التفسير؟! فالتفسير الموضوعي قديم قدم التحليلي والدليل على ذلك كتب أحكام القرآن للشافعي والجصاص والكيا الهراس وابن العربي .. ، كلها مدرجه تحت جانب واحد من جوانب هدايات القرآن وهو ما يتعلق بالأحكام، بل إننا لنجد داخل التفسير التحليلي تفسيراً موضوعياً كما عند الحافظ ابن كثير وأمثاله من أساطين التفسير، ولكن الكتب المعاصرة في هذا الفن قامت بإبراز قواعده الكائنة، وبسط أنواعه، وضرب الأمثلة على وجوده ليكون ذلك عونا على ولوجه والكتابة فيه على هدى وبصيرة.
أما الإجابة على السؤال الثاني: لماذا نجد من يقسم هذه التفاسير إلى أنواع: الإجمالي، التحليلي، المقارن .. أليس الأفضل أن نعترف بتكامل عمل هذه الأنواع مجتمعة؛ فالموضوعي لا يستغني عن التحليلي، و الإجمالي لا يستغني عن الموضوعي؟
الجواب: بالفعل التكامل حاصل بين كل هذه الأنواع وما يستجد مما تجود به قرائح العلماء في هذا الشأن، ولكن لامناص من التقسيم السابق لأهل الفن الدقيق دون غيرهم إثراء للحركة العلمية التفسيرية المتخصصة التي هي في نهاية المطاف تصب في معين واحد هو استخراج درر القرآن وكنوزه بقدر الطاقة البشرية والتخصصات المعرفية، والله ولي التوفيق.
ولا زالت الأسئلة السابقة المطروحة على بساط النظر والبحث تعانى من ندرة المشاركين والخير فيمن ندر
ـ[أبو المهند]ــــــــ[19 Sep 2007, 01:49 م]ـ
هل من مشمِّر
ـ[النجدية]ــــــــ[21 Sep 2007, 10:31 ص]ـ
بسم الله ...
أكرمكم الله أستاذنا الدكتور الخضر ...
و بارك الله في همتكم العالية!!
و لكن أرى الأساتذة مشغولين بالطاعات، مجتهدين بالعبادات .....
أسأل الله لهم القبول!!
فصبرا، صبرا.
جزاكم الله خيرا!(/)
استفسار من المشايخ وطلاب العلم ... ما حكم هذا الرجل؟؟
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[29 Aug 2007, 12:52 م]ـ
رجل اعتقد أن للكون اربعة اقطاب أو أكثر يدبرون أمره وامر من فيه جهلا بحكم ذلك ..
ما حكمه في الحقيقة إذ لم يظهر هذا الإعتقاد وما حكمه إذا أظهره؟
ـ[ابن إبراهيم]ــــــــ[02 Sep 2007, 12:56 م]ـ
يكفر بذلك وإن كان جاهلا لأن معرفة وحدانية الله من الأمور الفطرية سواء أظهره أم لم يظهره ..
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Sep 2007, 02:20 م]ـ
أخي:ابن إبراهيم سلمك الله:
أراك تسرعت في حكمك:
(يكفر) بذلك وإن كان جاهلا) لأن معرفة وحدانية الله من الأمور الفطرية سواء أظهره أم لم يظهره ..
كيف تحكم ب " الكفر مع الجهل "؟؟؟؟
وكيف تحكم ب "الكفر " على من عنده "شبه" دليل متمسك به وهو ماذكره الإمام أحمد في مسنده (لا تسبوا أهل الشام فإن فيهم البدلاء كلما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلاً آخر ".
قال أهل الحديث: لا يصح فإنه منقطع وليس بثابت.
وغرضي من الاستشهاد به واضح وليس تقريراً للمسألة.
آمل التكرم بالرجوع إلى ما ذكره الإمام ابن تيمية رحمه الله عن هذا البحث في الفتاوى: 27/ 57 وما بعدها.
ونصيحة لنفسي أولاً:
عدم التسرع إلى " تكفير " أهل القبلة ما لم تتوفر جميع الشروط التي بينها أهل العلم الموثوق بعلمهم.
ـ[الجخيدب]ــــــــ[02 Sep 2007, 11:10 م]ـ
الدكتور الفاضل السالم الجكني سلام الله عليك ورحمته وبركاته وكل من قرأ هذه العبارات، فلقد أحسنت وأصبت في موضع ضلت فيه الفهوم، وعميت عنه الأبصار، وذلك بكتابتك هذا الرد الجميل فبارك الله فيك وهداك وهدى بك، والسلام.
ـ[الموحد السلفي]ــــــــ[04 Sep 2007, 09:00 م]ـ
جزى الله جميع الاخوان وبارك الله فيهم، مع التنبيه أننا نتكلم في إطار الحكم العام ولم نتعرض لحكم المعين!
واعتقاد أن اقطابا يدبرون أمر الكون من رزق واحياء واماتة ومرض وشفاء وغير ذلك من خصائص الربوبية ..(/)
الثروة اللغوية
ـ[يوسف العليوي]ــــــــ[29 Aug 2007, 02:04 م]ـ
أثر تعلم القرآن في زيادة الثروة اللغوية
سبق في مشاركة سابقة أن تحدثت عن أثر القرآن الكريم في تكوين الملكة اللسانية، وسأذكر هنا جانبًا من جوانب التأثير.
________________
الثروة اللغوية ذات أهمية كبرى في اكتساب الملكة اللسانية بل في غيرها، فهي تساعد المرء على فهم كثير مما يقرأ أو يسمع، مما يحفزه إلى سرعة القراءة، وإلى الحديث بطلاقة، كما تساعده على الحديث عن المعنى الواحد بطرق مختلفة، والتنويع بين المترادفات ليعبر عن الموقف باللفظ المناسب له، كما تمنحه الثروة اللغوية قدرة فائقة على التفكير، وعلى التعبير عما في النفس من مشاعر وأحاسيس ورؤى وأفكار، وتمده بقدرة على التأثير والإقناع، فضلاً عما في الثروة اللغوية من تنشيط للإبداع، وتحفيز على التواصل والتفاعل مع الآخرين واستنطاق آرائهم وأفكارهم واكتساب خبراتهم.
إذا أدركنا هذه الأهمية للثروة اللغوية في التنمية اللغوية، والتواصل الاجتماعي، واكتساب الخبرات، وتنشيط الإبداع والإنتاج الفكري، ندرك ما ينتج عن فقدان هذه الثروة أو ضعفها من آثار سلبية، من عزلة اجتماعية، واضطراب في الشخصية، وضيق في الأفق الثقافي والفكري، وضحالة في الإنتاج الفكري والإبداعي، وهجران للغة ().
وإذا كان الأمر بهذه الأهمية فإنه ينبغي السعي لتنمية الحصيلة اللغوية وإثرائها. ولعل من أهم الوسائل لذلك القراءة، والحفظ، وقد سبق بيان أهمية الحفظ في اكتساب الملكة اللسانية، وأعظم ما يحفظ كتاب الله ?، الذي يمد المرء بثروة لغوية كبيرة، وقد عد قوم ألفاظه فبلغت أكثر من سبع وسبعين ألف لفظة ().
وإذا كان (لسانُ العرب أوسعُ الألسنة مذهبًا، وأكثرُها ألفاظًا) كما قال الشافعي () فإن القرآن الكريم حوى أفصحها، وأعذبها، وأشرفها، كما قال الراغب الأصفهاني: (ألفاظ القرآن هي لُبّ كلام العرب وزبدته، وواسطته وكرائمه، وعليها اعتماد الفقهاء والحكماء في أحكامهم وحِكَمهم، وإليها مفزع حذّاق الشعراء والبلغاء في نظمهم ونثرهم، وما عداها وعدا الألفاظ المتفرعات عنها والمشتقات منها، هو بالإضافة إليها كالقشور والنوى بالإضافة إلى أطايب الثمرة، وكالحُثالة والتِّبن بالإضافة إلى لبوب الحنطة) ()، وقال الخطابي: (إنما يقوم الكلام بهذه الأشياء الثلاثة: لفظ حامل، ومعنى به قائم، ورباط لهما ناظم. وإذا تأملت القرآن وجدت هذه الأمور منه في غاية الشرف والفضيلة، حتى لا ترى شيئًا من الألفاظ أفصح ولا أجزل ولا أعذب من ألفاظه…) إلى أن قال: (واعلم أن القرآن إنما صار معجزًا لأنه جاء بأفصح الألفاظ في أحسن نظوم التأليف مضمناً أصح المعاني) ()، ثم قال: (واعلم أن عمود هذه البلاغة التي تجمع لها هذه الصفات هو وضع كل نوع من الألفاظ التي تشتمل عليها فصول الكلام موضعه الأخص الأشكل به، الذي إذا أُبدل مكانه غيره جاء منه إما تبدل المعنى الذي يكون منه فساد الكلام، وإما ذهاب الرونق الذي يكون معه سقوط البلاغة) ().
إن ألفاظ القرآن الكريم التي يحصلها المرء بحفظه له، ليست كسائر الألفاظ؛ بل هي ألفاظ قد بلغت الغاية في الحسن والفصاحة والبلاغة، سلاسةً في النطق، وعذوبةً على السمع، ودقةً في الاختيار، للدلالة على المعنى المراد دلالة فائقة الوضوح، يُلحظ فيها مراعاة الفروق بين معاني الألفاظ المتقاربة، وملاءمة الألفاظ للسياق، ومناسبة الفواصل للآي، وتصوير المعنى أكمل تصوير، يسهم في ذلك جرس الحروف الذي يوحي بالمعنى وحيًا، فيعطي للمعنى في النفس بعدًا وشعورًا عميقًا ().
وقد أكدت البحوث والدراسات الميدانية أثر حفظ القرآن الكريم وتلاوته في زيادة الثروة اللغوية من الألفاظ والتراكيب ().
ومما يدل على أثر القرآن الكريم في التزود من الثروة اللغوية تضمين البلغاء والأدباء في كلامهم معاني وألفاظًا من القرآن الكريم، أو جملاً توافق لفظ القرآن الكريم ()؛ مما يعد اقتباسًا في البلاغة العربية.
(يُتْبَعُ)
(/)
ومن أمثلة ذلك: ما جاء في البخاري (1243) من حديث أم العلاء رضي الله عنها في وفاة عثمان بن مظعون ? أن النبي ? قال: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ. وَاللهِ، إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ. وَاللهِ، مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي». وفي قوله: «جَاءَهُ الْيَقِينُ» موافقة لقوله تعالى: ? حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين ? [الحجر: 99]، وفي قوله: «وَاللهِ، مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللهِ مَا يُفْعَلُ بِي» موافقة لقوله تعالى: ?قُلْ مَا كُنْت بِدْعًا مِن الرُّسُل وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ? [الأحقاف: 9].
وفي البخاري (3353 و3374) عن أبي هريرة ? قال: قيل للنبي ?: من أكرم الناس؟ قال: «أَكْرَمُهُمْ أَتْقَاهُمْ». قال ابن حجر: قوله: «أَكْرَمُهُمْ أَتْقَاهُمْ» هو موافق لقوله تعالى: ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ? [الحجرات: 13] ().
ومن ذلك ما في البخاري (1127) ومسلم (775) من حديث علي بن أبي طالب ? أن رسول الله ? طرقه وفاطمة بنت النبي ? ليلة، فقال: «أَلا تُصَلِّيَان؟» فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلنا ذلك، ولم يرجع إلي شيئًا، ثم سمعته وهو مول يضرب فخذه وهو يقول: ? وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ?. قال ابن حجر: (قوله: أنفسنا بيد الله، اقتبس علي ذلك من قوله تعالى: ? الله يَتَوَفَّى الأَنْفُس حِينَ مَوْتِهَا ? الآية [الزمر: 42]) ()، وقراءة النبي ? الآية لها مدخل فيما نقول.
ومما يذكر هنا ما يروى عن المعتصم أن ملك الروم كتب إليه يتوعده ويتهدده، فأمر الكتاب أن يكتبوا جوابه، فلم يعجبه مما كتبوا شيئًا، فقال لبعضهم: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فقد قرأت كتابك، وفهمت خطابك، والجواب ما ترى لا ما تسمع، وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار. قال القلقشندي: (هذا مع ما ينسب إلى المعتصم من ضعف البصر بالعربية ... ، ولا يستكثر مثل ذلك على الطبع السليم، والرجوع إلى سلامة العنصر وطيب المحتد) ().
ومن العجيب أن تكون ألفاظ القرآن جارية على ألسنة الكتاب من الكفار، ومن أمثلة ذلك ما يذكر عن أبي إسحاق إبراهيم بن هلال، الصابي لقبًا وديانة، الذي (لم يهده الله تعالى للإسلام، كما هداه لمحاسن الكلام) أنه كان (يحفظ القرآن حفظاً يدور على طرف لسانه، وسن قلمه) كما قال الثعالبي، وقال: (برهان ذلك ما أوردته في كتاب الاقتباس من فصوله التي أحسن فيه كل الإحسان، وحلاها بآي من القرآن) ().
ومن ذلك أن الأدفونش ملك الفرنج بالأندلس، كتب إلى يعقوب بن عبد المؤمن أمير المسلمين بالأندلس، بخط وزير له يقال له ابن الفخار: باسمك اللهم فاطر السموات والأرض، والصلاة على السيد المسيح بن مريم الفصيح، أما بعد، فلا يخفى على ذي ذهن ثاقب، وعقل لازب، أني أمير الملة النصرانية، كما أنك أمير الملة الحنيفية، وقد علمتم ما هم عليه رؤساء جزيرة الأندلس من التخاذل والتواكل والإخلاد إلى الراحة، وأنا أسومهم الخسف، وأخلي منهم الديار، وأجوس البلاد، وأسبي الذراري، وأقتل الكهول، والشبان لا يستطيعون دفاعًا، ولا يطيقون امتناعًا، فلا عذر لك في التخلف عن نصرهم، وقد أمكنتك يد القدرة، وأنتم تعتقدون أن الله ? فرض عليكم قتال عشرة منا بواحد منكم، والآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا، فلتقاتل عشرة منكم الواحد منا. ثم بلغني أنك أخذت في الاحتفال، وأشرفت على ربوة الإقبال، وتماطل نفسك عامًا بعد عام؛ وأراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى؛ ولست أدري إن كان الجبن أبطأك، أو التكذيب بما أنزل عليك ربك. ثم حكي لي أنك لا تجد إلى الجواز سبيلاً لعلة لا يجوز لك التقحم به معها؛ فأنا أقول ما فيه الراحة لك، وأعتذر لك وعنك، على أن تفي لي بالعهود والمواثيق والاستكثار من الرهن، وترسل إلي بجملة من عبيدك بالمراكب والشواني، وأجوز بحملتي إليك، وأبارزك في أعز الأماكن عليك؛ فإن كانت لك فغنيمة وجهت إليك، وهدية عظيمة مثلت بين يديك، وإن كانت لي كانت يدي العليا عليك وأستوجب سيادة الملتين، والحكم على الدينين، والله تعالى يسهل ما فيه الإرادة، ويوفق للسعادة، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره. فكتب رحمه الله جوابًا على أعلى كتابه: ارجع إليهم، فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها،
(يُتْبَعُ)
(/)
ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ().
ومما يدل على أثر القرآن الكريم في زيادة الثروة اللغوية ما نسمعه من الأئمة وغيرهم في دعاء القنوت وغيره من الأدعية الكثيرة التي يدعون بها مما وردت في القرآن الكريم.
ومما يدل أيضًا على أثر القرآن في زيادة الثروة اللغوية ما يلحظ من استعمال عوام الناس لألفاظ القرآن الكريم وتعبيراته في كلامهم، من ذلك مثلاً قولهم: صم بكم، في مقام عدم الاستجابة وقصور الفهم. وقولهم: والصلح خير، في مقام الدعوة إلى الصلح. وقولهم: ما على الرسول إلا البلاغ، حين يبلغون ما يستثقله المخاطب ويعترض عليه. وقولهم: ذهب هباء منثورًا، وطامة كبرى، ولا يسمن ولا يغني من جوع، وقاب قوسين، وما على المحسنين من سبيل، وأن تعفوا أقرب للتقوى، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، والذكرى تنفع المؤمنين، وإن بعض الظن إثم، والإنسان على نفسه بصيرة، ويخلق ما لا تعلمون، وغيرها كثير ().
ويُذكر في هذا المقام القصة المشهورة عن المتكلمة بالقرآن، التي تُروى عن عبد الله بن المبارك مع عجوز لا تجيب عن أسئلته إلا بجمل أو آيات من القرآن، فلما سأل أبناءها عن شأنها قالوا: هذه أمنا لها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن؛ مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن. قال ابن المبارك: فقلت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ().
وبغض النظر عن جواز الفعل -إن صحت القصة- فإن هذه العجوز لم تكن لتنطق بالقرآن وتستحضره في كل أجوبتها إلا لملازمتها له تلاوةً وحفظًا. وفي رد ابن المبارك اقتباس من القرآن.
ويحسن التنبيه هنا إلى أن الدراسات التي توصلت إلى هذه النتيجة قامت على عينة من الأطفال، مما يدل على العناية بمرحلة الطفولة في حفظ القرآن وتلاوته؛ لأن هذه المرحلة من أهم المراحل للتزود بالثروة اللغوية، واكتساب اللغة، ويبقى أثرها عليه لاحقاً في التنمية الفكرية والاجتماعية. [/ align](/)
كم عدد الأمثال في سورة الرعد؟؟
ـ[السامي]ــــــــ[29 Aug 2007, 03:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
إن المتأمل لسورة الرعد يجد كثرة ضرب الأمثال
آمل الإفادة عن عددها
مع شكري لكل من يشارك ..(/)
سؤال: من قال بنسخ الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:27 م]ـ
في مقال نشر في هذا الرابط ( http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1188043943177&pagename=Zone-Arabic-Shariah%2FSRALayout) بعنوان (حد الردة .. والإشكال الأصولي)، ذكر الدكتور أحمد الريسوني ما يلي بخصوص الآية الكريمة: (لا إكراه في الدين)
((من الآيات التي ذهب بعض المفسرين إلى القول بنسخها، الآية الكريمة: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، مع أن الآية تقرر قضية كلية قاطعة، وحقيقة جلية ساطعة، وهي أن الدين لا يكون ـ ولا يمكن أن يكون ـ بالإكراه. فالدين إيمان واعتقاد يتقبله عقل الإنسان وينشرح له قلبه، وهو التزام وعمل إرادي، والإكراه ينقض كل هذا ويتناقض معه.
فالدين والإكراه لا يمكن اجتماعهما، فمتى ثبت الإكراه بطل الدين. فالإكراه لا ينتج دينا، وإن كان قد ينتج نفاقا وكذبا وخداعا، وهي كلها صفات باطلة وممقوتة في الشرع، ولا يترتب عليها إلا الخزي في الدنيا والآخرة.
وكما أن الإكراه لا ينشئ دينا ولا إيمانا، فإنه كذلك لا ينشئ كفرا ولا ردة، فالمكرَه على الكفر ليس بكافر، والمكره على الردة ليس بمرتد، وهكذا فالمكره على الإيمان ليس بمؤمن، والمكره على الإسلام ليس بمسلم. ولن يكون أحد مؤمنا مسلما إلا بالرضا الحقيقي: "رضيتُ بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا". وإذا كان الإكراه باطلا حتى في التصرفات والمعاملات والحقوق المادية والدنيوية، حيث إنه لا ينشئ زواجا ولا طلاقا، ولا بيعا، ولا بيعة، فكيف يمكنه أن ينشئ دينا وعقيدة وإيمانا وإسلاما؟!.
فقضية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} هي قضية كلية محكمة، عامة تامة، سارية على أول الزمان وآخره، سارية على المشرك والكتابي، سارية على الرجال والنساء، سارية قبل الدخول في الإسلام، وبعده، أي سارية في الابتداء وفي الإبقاء، فالدين لا يكون بالإكراه ابتداء، كما لا يكون بالإكراه إبقاء.
ولو كان للإكراه أن يتدخل في الدين ويُدخل الناس فيه، أو يبقيهم فيه، لكان هو الإكراه الصادر عن الله عز وجل، فهو سبحانه وحده القادر على الإكراه الحقيقي والمُجْدي، الذي يجعل الكافر مؤمنا والمشرك موحدا والكتابي مسلما، ويجعل جميع الناس مؤمنين مسلمين، ولكنه سبحانه ـ بحكمته ـ أبى ذلك ولم يفعله: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس: 99] {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} [الأنعام: 149]، {وَلَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ} [الأنعام: 107] فحكمة الله التي لم تأخذ بالإكراه في الدين، حتى في صورة كونه ممكنا ومجديا وهاديا، لا يمكن أن تقره حيث لا ينتج سوى الكذب والنفاق وكراهية الإسلام وأهله.
وإذا كانت الآية {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} غير منسوخة وغير قابلة للنسخ، فهي أيضا غير مخصصة وغير قابلة للتخصيص. وأقل ما يقال في هذا المقام، هو أن الآية جاءت بصيغة صريحة من صيغ العموم، فلا يمكن تخصيصها إلا بدليل مكافئ ثبوتا ودلالة. قال العلامة ابن عاشور: "وجيء بنفي الجنس [لا إكراه]، لقصد العموم نصا، وهي (أي الآية) دليل واضح على إبطال الإكراه على الدين بسائر أنواعه ... ".
إذا تقرر أن هذه الآية محكمة غير منسوخة، وعامة غير مخصوصة، وإذا كان هذا واضحا وصريحا بلفظ الآية ومنطوقها، فلننظر الآن في بعض الاعتراضات والاستشكالات الواردة في الموضوع، وأهمها أمران:
الأول: ما ثبت في عدد من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك في السيرة النبوية الفعلية، من قتال للمشركين حتى أسلموا ... وهكذا تم "إكراه" معظم مشركي العرب على الدخول في الإسلام، كما يقال.
الثاني: حد الردة، فإنه "إكراه" على البقاء في الإسلام، وبذلك اعتبر هذا الوجه من وجوه الإكراه خارجا عن مقتضى الآية وعمومها .... ))
وسؤالي: مَن مِن المفسرين ذهب إلى أن الآية منسوخة؟
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[01 Sep 2007, 01:38 م]ـ
القول بأن الآية محكمة رجحه أكثر العلماء كأبي عبيد في الناسخ والمنسوخ ص282، والنحاس في الناسخ والمنسوخ 2/ 101، والطبري في جامع البيان 4/ 553، ومكي بن أبي طالب في الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه ص194، وغيرهم.
وهناك من يرى أن الآية منسوخة بآيات القتال كقوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ... ) الآية (التوبة: 5]، وقوله تعالى: (ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ... ) الآية [التوبة: 73]،
وهذا القول مروي عن ابن مسعود رضي الله عنه كما في معالم التنزيل للبغوي ص160، وعكرمة كما في تفسير ابن أبي حاتم 2/ 494، والسدي، وزيد بن أسلم، وابنه عبد الرحمن، كما أخرج ذلك عنهم ابن جرير في جامع البيان 4/ 549 ـ 553، وسليمان بن موسى كما في الناسخ والمنسوخ للنحاس 2/ 99، ونواسخ القرآن لابن الجوزي 1/ 300، ونسبه الشوكاني في فتح القدير 1/ 275 إلى كثير من المفسرين، واحتمله الشنقيطي في دفع إيهام الاضطراب ص 33، فقال: «وعلى كل حال، فآيات السيف نزلت بعد نزول السورة التي فيها (لاإكراه في الدين ?) الآية، والمتأخر أولى من المتقدم، والعلم عند الله تعالى».
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[01 Sep 2007, 06:00 م]ـ
أحسن الله إليك على الإجابة.
وهل توجد ترجيحات لأحد الرأيين من قبل بعض المعاصرين؟
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:26 م]ـ
هذا رأي الشيخ بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
السؤال:
يقول بعض الزملاء: من لم يدخل الإسلام يعتبر حرا لا يكره على الإسلام ويستدل بقوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، وقوله تعالى: {لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} فما رأي سماحتكم في هذا؟
الجواب:
هاتان الآيتان الكريمتان والآيات الأخرى التي في معناهما بين العلماء أنها في حق من تؤخذ منهم الجزية كاليهود والنصارى والمجوس، لا يكرهون، بل يخيرون بين الإسلام وبين بذل الجزية. وقال آخرون من أهل العلم: إنها كانت في أول الأمر ثم نسخت بأمر الله سبحانه بالقتال والجهاد، فمن أبى الدخول في الإسلام وجب جهاده مع القدرة حتى يدخل في الإسلام أو يؤدي الجزية إن كان من أهلها، فالواجب إلزام الكفار بالإسلام إذا كانوا لا تؤخذ منهم الجزية؛ لأن إسلامهم فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة، فإلزام الإنسان بالحق الذي فيه الهدى والسعادة خير له من الباطل، كما يلزم الإنسان بالحق الذي عليه لبني آدم ولو بالسجن أو بالضرب، فإلزام الكفار بتوحيد الله والدخول في دين الإسلام أولى وأوجب؛ لأن فيه سعادتهم في العاجل والآجل إلا إذا كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى أو المجوس، فهذه الطوائف الثلاث جاء الشرع بأنهم يخيرون. فإما أن يدخلوا في الإسلام وإما أن يبذلوا الجزية عن يد وهم صاغرون، وذهب بعض أهل العلم إلى إلحاق غيرهم بهم في التخيير بين الإسلام والجزية، والأرجح أنه لا يلحق بهم غيرهم، بل هؤلاء الطوائف الثلاث هم الذين يخيرون؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتل الكفار في الجزيرة ولم يقبل منهم إلا الإسلام، قال تعالى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [1] ولم يقل: أو أدوا الجزية، فاليهود والنصارى والمجوس يطالبون بالإسلام، فإن أبوا فالجزية، فإن أبوا وجب على أهل الإسلام قتالهم، إن استطاعوا ذلك، يقول عز وجل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [2].
ولما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أخذ الجزية من المجوس، ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم أنهم أخذوا الجزية من غير الطوائف الثلاث المذكورة، والأصل في هذا قوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [3]، وقوله سبحانه: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [4] وهذه الآية تسمى آية السيف.
وهي وأمثالها هي الناسخة للآيات التي فيها عدم الإكراه على الإسلام. والله الموفق.
المصدر موقع الشيخ بن باز ( http://binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=277)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[02 Sep 2007, 05:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[03 Sep 2007, 12:49 ص]ـ
إذا تقرر أن هذه الآية محكمة غير منسوخة، وعامة غير مخصوصة، وإذا كان هذا واضحا وصريحا بلفظ الآية ومنطوقها، فلننظر الآن في بعض الاعتراضات والاستشكالات الواردة في الموضوع، وأهمها أمران:
الأول: ما ثبت في عدد من النصوص القرآنية والحديثية وكذلك في السيرة النبوية الفعلية، من قتال للمشركين حتى أسلموا ... وهكذا تم "إكراه" معظم مشركي العرب على الدخول في الإسلام، كما يقال.
وقد درست هذا الموضع من موهم التعارض بين القرآن والسنة في رسالتي الماجستير، فيطيب لي أن ارفق هذا المبحث بملف مرفق رجاء افادتكم وملحوظاتكم ودعواتكم.
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[03 Sep 2007, 09:34 م]ـ
أحسن الله إليك أخي عبد الرحمن المحيميد، واسمح لي ببعض الملاحظات رجاء استيضاح الأمر:
1 - أجد صعوبة في فهم السبب الذي دعا بعض العلماء إلى القول بتخصيص آية اللا إكراه بأهل الكتاب، رغم عموم لفظها. فهل مفهوم اللا إكراه مرتبط بالطبيعة الإنسانية عموما؟ أم أنه منحة (رخصة) إلهية لأهل الكتاب دون باقي الخلق؟ وإن كان الأمر رخصة إلهية فما الداعي لها، وما الذي فعله أهل الكتاب حتى يحصلوا على هذا الرخصة رغم وضوح انحرافهم عن الدين الحق، ورغم أن انحرافهم هذا لا يقل درجة على الانحرافات العقائدية لغيرهم؟
ألا يعتبر استدلال الدكتور الريسوني على أن اللا إكراه يشكل قضية كلية قاطعة غير مخصوصة بأهل الكتاب، أقرب إلى تحقيق (العدل الإلهي بين البشر)؟
2 - نقلت عن ابن جرير قوله: " ... وكان المسلمون جميعاً قد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه أكره على الإسلام قوماً، فأبى أن يقبل منهم إلا الإسلام، وحكم بقتلهم إن امتنعوا منه، وذلك كعبدة الأوثان من مشركي العرب، وكالمرتد عن دينه، دين الحق إلى الكفر، ومن أشبههم، وأنه ترك إكراه آخرين على الإسلام بقبوله الجزية منه، وإقراره على دينه الباطل؛ وذلك كأهل الكتابين والمجوس ومن أشبههم .. ،كان بينا بذلك أن معنى قوله: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ إنما هو لا إكراه في الدين لأحدٍ ممن حل قبول الجزية منه، بأدائه الجزية، ورضاه بحكم الإسلام ... "
وسؤالي: لم لا يفهم فعل النبي صلى الله عليه وسلم من زاوية المصلحة الظرفية في السياسة الشرعية وليس من زاوية التفريق المبدئي في التعامل مع الطوائف حسب درجة انحراف معتقداتهم. وأحيل هنا إلى أقوال عدد من العلماء في تصنيف تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم، وردت في سياق نقاش علمي بين الدكتور سعد الدين العثماني والدكتور الشريف حاتم العوني في موقع (الإسلام اليوم):
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=7994
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_content.cfm?id=71&catid=73&artid=9595
3- كأني ببعض العلماء والسلف يستسهلون اللجوء إلى القول بالنسخ كلما وجدوا صعوبة في فهم وجه التعارض الظاهري في النصوص الشرعية، وعجزوا أن يدفعوه بوجه من الوجوه. وأتساءل: أما كان الأولى بهم، في مثل هذه الحالات، أن يتوقفوا في الأمر؟(/)
سؤال: هل يوجد أثر بهذا المعنى في علاقة النبي بأصحابه؟
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[31 Aug 2007, 05:34 م]ـ
تحدثت مع بعض الإخوة حول بعض معاني الحب في الله. ومرّ بي في سياق الحديث كلام لا أتذكر أين اطلعت عليه (في كتاب أو خطبة أو غيرهما)، مفاده قول بعض الصحابة: ما كان أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ويظن (أو يرى) أنه أحب أصحابه إليه، من فرط شعوره باهتمام النبي صلى الله عليه وسلم به.
فهل يوجد أثر بهذا المعنى، أم أنني واهم؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Nov 2007, 04:26 ص]ـ
للتذكير
ـ[ماجد]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في المستدرك للحاكم رحمه الله:
- حدثنا جعفر بن محمد بن نصير إملاء ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة الحراني ثنا محمد بن مسلمة ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة بن زيد قال:
اجتمع جعفر و علي و زيد بن حارثة فقال جعفر: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال علي: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال زيد: أنا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: فخرجت ثم رجعت فقلت: هذا جعفر و علي و زيد بن حارثة يستأذنون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أئذن لهم فدخلوا فقالوا: يا رسول الله: جئناك نسألك من أحب الناس إليك قال: فاطمة قالوا: نسألك عن الرجال قال: أما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي و يشبه خلقك خلقي و أنت إلي و من شجرتي و أما أنت يا علي فأخي و أبو ولدي و مني و إلي و أما أنت يا زيد فمولاي ومني و إلي و أحب القوم إلي
هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص: على شرط مسلم.
- وعند البخاري رحمه الله:
حدثنا إسحاق أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن أبى عثمان أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أى الناس أحب إليك قال «عائشة». قلت من الرجال قال «أبوها». قلت ثم من قال «عمر». فعد رجالا فسكت مخافة أن يجعلنى فى آخرهم.
- وفي دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا علي بن عاصم، أنا خالد الحذاء، عن أبي عثمان النهدي، قال: سمعت عمرو بن العاص، يقول: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش ذي السلاسل، وفي القوم أبو بكر وعمر، فحدثت نفسي أنه لم يبعثني على أبي بكر وعمر إلا لمنزلة لي عنده، فأتيته حتى قعدت بين يديه فقلت: يا رسول الله، من أحب الناس إليك؟ قال: «عائشة»، قلت: إني لست أسألك عن أهلك، قال: «فأبوها»، قلت: ثم من؟ قال: «ثم عمر»، قلت: ثم من؟ حتى عد رهطا، قال: قلت في نفسي: لا أعود أسأل عن هذا. أخرجاه في الصحيح.
(من الشاملة).
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:58 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا.
ـ[معن الحيالي]ــــــــ[12 Nov 2007, 10:32 ص]ـ
يمكن مراجعة المعجم المفهرس للالفاظ الحديث النبوي: لونسك
ففي الكتاب تفصيل للمواضع التي ترد فيها اللفظ المختار مثلا: الحب او حب ... مع وجود تفصيل بموضوع الحديث وبابه.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Nov 2007, 06:13 م]ـ
قال هند ابن أبي هالة رضي الله عنه عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ويعطي كل جلسائه بنصيب، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه.
اهـ وهو قطعة من حديثه الطويل وهو من أجمل ما تقرأ في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كلام في سنده لكن له طرق ومتابعات وقال المناوي في الفيض (رقم 6493) رمز السيوطي لحسنه
وهو مروي من طرق شتى عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن (ضعيف لكن وثقه ابن حبان) عن رجل بمكة (هو أبو عبد الله التميمي يزيد بن عمرو) عن ابن لأبي هالة (وفي بعض طرقه أنه أبيه) عن الحسن عنه.
وفي بعضها عن أبي عبد الله التميمي عن خاله هند ابن أبي هالة (وهو تميمي أيضا) الحديث
(دلائل النبوة لأبي نعيم ص 627، وابن سعد ج1 ص 422، والترمذي في الشمائل رقم 7 وهو في مجمع الزوائد ج 8 ص 278 وانظر تاريخ ابن عساكر ص 288 جزء السيرة وص 301، 292، 295
ومن طريق آخر مسلسل بآل البيت عن الحسن عنه (انظر البيهقي في الدلائل ج1 ص 245 وفيه الحسن بن محمد بن يحيى بن جعفر هو ضعيف جدا كما في اللسان)
وله طريق آخر عن ابن عباس عنه بنفس ألفاظه
(عند أبي نعيم في معرفة الصحابة 5956 وابن عساكر ص 287 وابن كثير في قسم الشمائل ص 62)
وحديث آخر يشبهه عن عائشة كما عند ابن عساكر ص 301
وتجد الحديث وتخريجه عند السيوطي في الخصائص الكبرى ج 1 ص 188 وفي الجامع الكبير وكنز العمال رقم 17807 ورقم 18535 وأورد بعض طرقه ابن حجر في الإصابة ج 6 ص 577
(يُتْبَعُ)
(/)
ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[12 Nov 2007, 07:00 م]ـ
قال هند ابن أبي هالة رضي الله عنه عن مجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ويعطي كل جلسائه بنصيب، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه.
اهـ وهو قطعة من حديثه الطويل وهو من أجمل ما تقرأ في وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على كلام في سنده لكن له طرق ومتابعات وقال المناوي في الفيض (رقم 6493) رمز السيوطي لحسنه
وهو مروي من طرق شتى عن جميع بن عمير بن عبد الرحمن (ضعيف لكن وثقه ابن حبان) عن رجل بمكة (هو أبو عبد الله التميمي يزيد بن عمرو) عن ابن لأبي هالة عن الحسن عنه. (دلائل النبوة لأبي نعيم ص 627، وابن سعد ج1 ص 422، والترمذي في الشمائل رقم 7 وهو في مجمع الزوائد ج 8 ص 278 وانظر تاريخ ابن عساكر ص 288 جزء السيرة وص 301، 292، 295
ومن طريق آخر مسلسل بآل البيت عن الحسن عنه (انظر البيهقي في الدلائل ج1 ص 245 وفيه الحسن بن محمد بن يحيى بن جعفر هو ضعيف جدا كما في اللسان)
وله طريق آخر عن ابن عباس عنه (عند ابن عساكر ص 287 وابن كثير في قسم الشمائل ص 62)
وحديث آخر يشبهه عن عائشة كما عند ابن عساكر ص 301
وتجد الحديث وتخريجه عند السيوطي في الخصائص الكبرى ج 1 ص 188 وفي الجامع الكبير وكنز العمال رقم 17807 ورقم 18535 وأورد بعض طرقه ابن حجر في الإصابة ج 6 ص 577
أحسن الله إليكما يا د. معن ود. أنمار. فقد وجدت هذا الحديث في شمائل الترمذي:
((336ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُمَيْعُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعِجْلِيُّ، قَالَ: أَنْبَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ وَلَدِ أَبِي هَالَةَ زَوْجِ خَدِيجَةَ، يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنٍ لأَبِي هَالَةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِي هِنْدَ بْنَ أَبِي هَالَةَ، وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا أَشْتَهِي أَنْ يَصِفَ لِي مِنْهَا شَيْئًا، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم،: -
قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَخْرَجِهِ كَيْفَ يَصْنَعُ فِيهِ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْرِنُ لِسَانُهُ إِلا فِيمَا يَعْنِيهِ، وَيُؤَلِّفُهُمْ وَلا يُنَفِّرُهُمْ، وَيُكْرِمُ كَرَيمَ كُلِّ قَوْمٍ وَيُوَلِّيهِ عَلَيْهِمْ، وَيُحَذِّرُ النَّاسَ وَيَحْتَرِسُ مِنْهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَطْوِيَ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ بِشْرَهُ وَخُلُقَهُ، وَيَتَفَقَّدُ أَصْحَابَهُ، وَيَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي النَّاسِ، وَيُحَسِّنُ الْحَسَنَ وَيُقَوِّيهِ، وَيُقَبِّحُ الْقَبِيحَ وَيُوَهِّيهِ، مُعْتَدِلُ الأَمْرِ غَيْرُ مُخْتَلِفٍ، لا يَغْفُلُ مَخَافَةَ أَنْ يَغْفُلُوا أَوْ يَمِيلُوا، لِكُلِّ حَالٍ عِنْدَهُ عَتَادٌ، لا يُقَصِّرُ عَنِ الْحَقِّ وَلا يُجَاوِزُهُ الَّذِينَ يَلُونَهُ مِنَ النَّاسِ خِيَارُهُمْ، أَفْضَلُهُمْ عِنْدَهُ أَعَمُّهُمْ نَصِيحَةً، وَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ مَنْزِلَةً أَحْسَنُهُمْ مُوَاسَاةً وَمُؤَازَرَةً قَالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنْ مَجْلِسِهِ، فَقَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لا يَقُومُ وَلا يَجَلِسُ، إِلا عَلَى ذِكْرٍ، وَإِذَا انْتَهَى إِلَى قَوْمٍ، جَلَسَ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَيَأْمُرُ بِذَلِكَ، يُعْطِي كُلَّ جُلَسَائِهِ بِنَصِيبِهِ، لا يَحْسَبُ جَلِيسُهُ أَنَّ أَحَدًا أَكْرَمُ عَلَيْهِ مِنْهُ، مَنْ جَالَسَهُ أَوْ فَاوَضَهُ فِي حَاجَةٍ، صَابَرَهُ حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفُ عَنْهُ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلا بِهَا، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا وَصَارُوا عِنْدَهُ فِي الْحَقِّ سَوَاءً، مَجْلِسُهُ مَجْلِسُ عِلْمٍ وَحِلْمٍ وَحَيَاءٍ وَأَمَانَةٍ وَصَبْرٍ، لا تُرْفَعُ فِيهِ الأَصْوَاتُ، وَلا تُؤْبَنُ فِيهِ الْحُرَمُ، وَلا تُثَنَّى فَلَتَاتُهُ، مُتَعَادِلِينَ، بَلْ كَانُوا يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ يُوقِّرُونَ فِيهِ الْكَبِيرَ، وَيَرْحَمُونَ فِيهِ الصَّغِيرَ، وَيُؤْثِرُونَ ذَا الْحَاجَةِ، وَيَحْفَظُونَ الْغَرِيبَ)).
بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم.
ـ[د. أنمار]ــــــــ[12 Nov 2007, 07:19 م]ـ
نعم فقد فرقه الإمام الترمذي في شمائله وهو حديث واحد طويل ورواه بعضهم مختصرا مقتصر على موضع الشاهد في موضوعه. وأكثر من جمع طرقه في موضع واحد الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق جزء السيرة(/)
أيهما صواب؟؟ أفيدوني، يا رعاكم الله.
ـ[النجدية]ــــــــ[01 Sep 2007, 12:03 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي في هذا الملتقى المبارك ...
تردد على مسامعي قولان؛ و لا أدري أيهما الصواب ... !!
فها أنا الآن أسارع إلى أسرتي من أساتذة و زملاء؛ ليقدموا لي يد العون ... رعاكم الرحمن!!
في أمور العلم، هناك من يقول: "كم ترك الأوائل -من العلماء - للأواخر!! " ....... و آخرون: " ما ترك الأوائل للأواخر!! "
و كل يدافع عن نظرته!!
وددت إثارة هذا التساؤل؛ لنعيد النظر في المقولة، و هدانا الرحمن و إياكم لكل الخير!!
ـ[شعلة2]ــــــــ[01 Sep 2007, 02:09 م]ـ
"كم ترك الأوائل -من العلماء - للأواخر!! " ....... هذا هو الصواب، ذلك أن العلم رزق من الله.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[01 Sep 2007, 02:39 م]ـ
العلم هبة من الله يرزقه مَن يشاء مِن عباده في أي زمان، والعقل أيضا من هبات الله التي تنطلق بلا حدود،
ففي كل يوم يجد البشر جديدا من المعرفة التي لم تكن متاحة من قبل:
وهذا أعظم دليل على أن الأوائل لم يدركوا كل شيء.
فكأن المُكتَشَفَ في الزمان اللاحق متروك من الأوائل للأواخر،
حتى ما بحثه مشايخنا في وقت قريب من وقتنا وجد طلابهم ما يتمم عملهم أو يصحح أوهامهم أو يزيد نتائج بحثهم؛
فكان الاستدراك بمثابة ما تركه الأول للآخر.
وصدق الله العظيم القائل:
(وفوق كل ذي علم عليم)
فهذا معناه ارتقاء الفِكر والعلم إلى يوم القيامة، و بعد أن تأخذ الأرض زخرفها وتتزين ويظن أهلها أنهم قادرون عليها
فيومئذ يأتيها أمر الله ليلا أو نهارا فيجعلها الله حصيدا كأنْ لم تغنَ بالأمس فيرث الله الأرض ومن عليها.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[01 Sep 2007, 10:57 م]ـ
أنا أضم صوتي إلى أخوي لان مقولة ما ترك الأوائل للأواخر أو ما ترك الأول للآخر شيء في نظري أن هذه المقولة
تثبط الإنسان وهي في نظري ليست صحيحة والواقع خير شاهد على ذلك.
ـ[النجدية]ــــــــ[02 Sep 2007, 08:54 ص]ـ
بسم الله ...
أشكر أساتذتي الكرام؛ على سرعتهم في الرد!!
بارك ربي بكم، و زادكم فهما و علما و فقها ...
و أنا بانتظار المزيد، أعانكم الرحمن على الخير!!
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 Sep 2007, 03:31 م]ـ
قال ابن شرف القيرواني:
قُلْ لِمَن لا يرى المُعاصِرَ شيئا = ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديدا = وسيغدو هذا الجديد قديما
ـ[النجدية]ــــــــ[08 Sep 2007, 10:45 ص]ـ
بسم الله ...
الله!!!
جزاكم الله الجنة أستاذنا الفاضل منصور مهران على هذه الأبيات الطيبة!!
و هل توافقوني -أساتذتي و إخوتي - بأن الأوائل قد أسسوا لبعض العلوم؟؟ و ليس لكلها!!
جزاكم ربي رفعة بالدنيا و الآخرة، فهذا السؤال قد تجلى في ذهني بفضل الله، ثم بمساعدتكم ...
لا حرمت فضلكم!!
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 Sep 2007, 01:15 م]ـ
هكذا سنة الله في خلقه،
يغرس أبي ليأكل ولده
وأرعى غراس أبي ليأكل ولدي
إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولا يضيع الله جهد عباده بجحودٍ من ذراريهم
اللهم لا تجعلنا من الجاحدين لصنيع آبائنا
واجعلنا ممن يتلقون الخير وهم شاكرون
آمين(/)
استفسار حول كتاب (الوقف والابتداء) للإمام السجاوندي
ـ[أبوخطاب العوضي]ــــــــ[01 Sep 2007, 04:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
الكتاب طبع بتحقيق الدكتور / محسن هاشم درويش في مجلد وصدر عن دار المنهاج الأردنية
وطبع بتحقيق الدكتور / محمد عبدالله بن محمد العبيدي في ثلاث مجلدات وصدر عن مكتبة الرشد السعودية
فما هو أفضل تحقيق للكتاب؟
ـ[الميموني]ــــــــ[03 Sep 2007, 03:26 م]ـ
السجاوندي له أكثر من كتاب في الوقف و الابتداء و كتابه علل الوقوف الذي طبع في ثلاث مجلدات رسالة دكتوراه بتحقيق العثمان
فهل ما طبع عن دار المنهاج هو نفسه أم كتاب آخر للسجاوندي
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[03 Sep 2007, 06:17 م]ـ
الكتاب هو نفسه ويبدو أن الذي نشر عن دار المناهج أجود لكثرة النسخ المعتمدة وجودتها وقدمها ويبدو عمل المحقق فيه أتقن يتبين ذلك من أول صفحة من الكتاب، والأمر بحاجة لاستقراء وتتبع من المختصين، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[04 Sep 2007, 01:58 م]ـ
السجاوندي له أكثر من كتاب في الوقف و الابتداء و كتابه علل الوقوف الذي طبع في ثلاث مجلدات رسالة دكتوراه بتحقيق العثمان
الأخ د. عبد الله السلام عليكم، ذكرت أن كتاب علل الوقوف للسجاوندي بتحقيق العثمان، ولعل ذلك سبق قلم فكتاب السجاوندي (علل الوقوف) رسالة دكتوراه لشيخنا وزميلنا في جامعة القصيم د. محمد بن عبد الله العيدي وهو مطبوع في ثلاث مجلدات في مكتبة الرشد السعودية كما ذكر الأخ أبو خطاب العوضي.
ـ[الميموني]ــــــــ[08 Sep 2007, 02:13 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمن المحيميد نعم هو سبق قلم مني فالدكتور العيدي هو المحقق علما أن د/ العثمان له تحقيق لمخطوطة في الوقف و الابتداء
جزاك الله خيرا(/)
أرجو المساعدة: هذا الكلام منقول من أي كتاب؟
ـ[رضا التومي]ــــــــ[01 Sep 2007, 11:40 م]ـ
احتجت لمعرفة أنواع نزول القرآن .. فبحثت عنها ووجدتها في أحد المواقع:
أنواع نزول القرآن:
ينقسم نزول القرآن إلى قسمين: ابتدائي، وسببي.
1. ابتدائي: وهو ما لم يتقدم نزوله سبب يقتضيه، وهوغالب آيات القرآن، ومنه: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}. [البقرة: 185]، وغير ذلك.
2. سببي: وهو ما تقدم نزوله سبب يقتضيه، وهو أقسام:
أ- أن يكون إجابة عن سؤال، مثل: قوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}. [البقرة: 189].
ب- أن يكون بياناً وإيضاحاً عن الحوادث والنوازل، مثل: قوله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولون إنما كنا نخوض ونلعب} [التوبة: 65]. نزلت في رجل من المنافقين قال في غزوة تبوك في مجلس: "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء فقال رجل في المجلس كذبن ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرغب بطوناً، ولا أكذب ألسنة، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال رجل في المجلس كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل القرآن، فجاء الرجل يعتذر إلى النبي صلى الله عليه وسلم" أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه.
ج- أن يكون لمعرفة حكم واقعة من الوقائع، مثل قوله تعالى: {قد سمع الله قول التي تجادلك في وزجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير}. [المجادلة: 1].
إخوتي الكرام: هذا الكلام منقول من أي كتاب؟ لأنني أحتاج توثيقه. وجزاكم الله خيرًا.
ـ[سلطان البحور]ــــــــ[02 Sep 2007, 12:19 ص]ـ
غالب الكتب التي تتحدث عن علوم القرآن أو تذكر أسباب النزول يوردون هذه التقسيمات
راجع مثلا كتاب الإتقان للسيوطي - وكتاب البرهان للزركشي
والله أعلم
ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[02 Sep 2007, 03:04 ص]ـ
هذا النص موجود ـ باختلاف يسير ـ في أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[رضا التومي]ــــــــ[02 Sep 2007, 11:33 ص]ـ
الأخ سلطان البحور .. جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
....
الشيخ فهد الوهبي .. جزاكم الله خيرًا ونفع بكم , وهو كما قلت في أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين , فقد راجعته هناك.
بارك الله في الجميع.(/)
تأكيد (مناط التكفير بموالاة الكفار) ج1 للأخ / سلطان العميري
ـ[رجل من أقصى المدينة]ــــــــ[02 Sep 2007, 12:02 ص]ـ
تأكيد مناط التكفير بالموالاة
سلطان العميري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد
فقد نشر الشيخ / عبد الله القرني بحثه في تحرير مناط الكفر بموالاة الكفار ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=9014) , واختلفت المواقف حوله بين مؤيد ومعارض , واختلفت أساليب كل منهما في إبداء الموافقة أو المعارضة.
وكان من المعارضين لذلك البحث الأخ / الموحد , ولقد كانت مناقشته علمية هادئة هادفة , ظاهر منها قصد الحق والتباحث العلمي , فهي تستحق أن تحترم وتقدر.
فأنا في الحقيقة أحييه على النفس العلمي الجميل , وأتمنى من كتابنا في الشبكة وفي الصحف وغيرها أن ينتهجوا هذا النهج الجميل , حتى ترتقي بحوثنا العلمية , ونصل فيها إلى الحق المنشود.
ومع هذا كله فلست من الموافقين له فيما قال وكتب , وحتى أبدي ما أخالف الأخ فيه لا بد من تحرير أفكاره التي طرحها , فإنه لم يرتبها , وهي في تصوري كما يلي:
1 - خطأ منهجي في كتابة البحث.
2 - حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
3 - حصر معنى الموالاة في القلب مخالف للغة واستعمالات الشرع.
4 - مخالفة الإجماع.
5 - مخالفة لنصوص صريحة.
6 - الغرض الدنيوي وتعليق الأحكام به.
7 - تقرير أن الأصل في الموالاة الكفر إلا ما استثني.
8 - توجيه حديث حاطب و كلام الشافعي.
وقبل الوقوف مع هذه الأفكار لا بد من التذكير بمحل البحث في هذه المسألة , وتحريره هو أن يقال: إن موالاة الكفار لا تخلو من حالين:
الأول: إما أن تكون من أجل محبتهم لدينهم , فهذه كفر بالإجماع من الفريقين.
الثاني: وإما أن تكون بمجرد الموالاة العملية , وأما القلب فهو مبغض لكفرهم ولدينهم. هذه الصورة هي محل البحث والنقاش.
فمحل البحث إذن في تحرير مناط التكفير بالموالاة , لا في يبان ما يدخل في مسمى الموالاة , وهذا التنبيه له أهمية سيأتي بيانها.
القضية الأولى
دعوى الوقوع في خطأ منهجي في البحث وهو عدم ذكر القول المخالف في المسألة.
والتعليق على ما ذُكر من وجوه:
1 - هذه الدعوى غريبة من الأخ الموحد وهو يعلم أن الباحثين يختلفون في طرائق بحثهم للمسائل فمنهم من يعرض لكل ما يتعلق بالمسألة من أقوال وأدلة , ومنهم من يعرض لقول واحد منها , فليس كل من كتب بحثا علميا يلزمه أن يذكر كل ما قيل في المسألة , وهذا أمر بدهي , فالأئمة الذين كتبوا في الفقه أو الأصول أو غيرها لم يلتزموا أن يذكروا كل الأقوال في المسألة المبحوثة , ولم يعبهم أحد في صنيعهم هذا , فالاقتصار على قول واحد في بحث المسألة , وبيان أدلته طريقة من طرق التأليف الصحيحة.
نعم يكون هذا الصنيع معيبا إذا التزم في أول البحث أن يذكر كل الأقوال , ثم لم يذكرها , أو ادعى الإجماع على قوله , وهو ليس كذلك , والشيخ القرني لم يلتزم أن يذكر كل الأقوال , ولم يدعي الإجماع على قوله , فما وجه العيب إذن في فعله , وإذا كان لا بد أن يعاب القرني في طريقة بحثه فليتوجه العيب إذن إلى كل الأئمة ممن لم يذكر ما يخالف قوله في المسألة التي بحثها , وهم كثير.
2 - أن يقال: إن القرني لم يغفل ذكر ما يتعلق بالقول الآخر تماما , بل قد ناقش أدلته في مواطن من البحث , فقد ناقش الاستدلال بقوله تعالى:" ومن يتولهم منكم فإنه منهم " على التكفير بالموالاة , وبين عدم صحة الاستدلال بها , وكذلك عرض له في مواطن أخرى من البحث.
القضية الثاني
وهي أن حصر الموالاة في القلب مخالف لأصل أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن.
فقد ذكر الأخ الموحد أن الشيخ القرني بنى بحثه على أن الموالاة والمعاداة أصلها في القلب , وأما ما يظهر منها على الجوارح فهو من كمالاتها.
(يُتْبَعُ)
(/)
وذكر أن هذا مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , وبيان ذلك: أن كل باطن لا بد له من ظاهر يدل عليه وكل ظاهر لا بد له من باطن يستلزمه , وفي هذا يقول:" فالشيخ هنا وفقه الله ذكر لنا جميع الأعمال الظاهرة التي تنافي كمال الولاء والبراء الباطن وتنقص من أصل البراءة من الكفار ولا تنافي أصلها أو تنقضها، وجعل منها نصرة الكفار ومظاهرتهم وتوقيرهم وإكرامهم وتقديمهم ... إلخ
ولم يذكر الشيخ وفقه الله ما ينافي أصل البراءة من الأعمال الظاهرة!!!
فإذا كان الولاء والبراء له أصل وكمال في الباطن فلابد لهذا الباطن أن يستلزم أمرا ظاهرا بالضرورة.
فإذا ذكر الشيخ ما ينافي كمال الولاء فنحن نطالبه بما ينافي أصله في الظاهر ...
وإلا فإن الله لا يعلق أحكاما على أمور باطنه، ولا يمكن أن يقال إن أصل الدين أو ركنا فيه لا يستلزم أمرا ظاهرا قط أو لا ينافيه شيء في الظاهر قط ... "
وكذلك وضح هذه الفكرة بمسألة العبادة وكونها مشتملة على الخضوع وأعمال ظاهرة .................. .
والجواب على ما سبق يقال فيه:
إن الأخ الموحد خلط بين الكلام على في حقيقة الإيمان باعتباره مركبا من جملة أعمال ظاهرة وباطنه , وبين الكلام في كل فرد فرد من أعمال الإيمان باعتباره وحده , فظن أن كل ما ينطبق على الأيمان في حالته الأولى ينطبق على كل فرد من أفراده مستقلا.
والحقيقة أن الأمر ليس كذلك , وبيانه:أن من المعلوم أن الإيمان لا بد فيه من الظاهر والباطن , فإيمان ظاهر بلا باطن لا يتصور , وإيمان باطن بلا ظاهر لا يتصور , وإنما كان حال الإيمان كذلك , لأن هذا هو مقتضى الضرورة الفطرية , فإن الإنسان لا يمكن أن يعيش بظاهر لا باطن له , ولا بباطن لا ظاهر له , لأن النفس البشرية فيها قوتان: قوة علمية وقوة عملية , فلا بد من أن تتوافق وتتوافر تلك القوتين , وإلا اضطربت النفس وفسدت , وهذا في الحقيقة من إبداعات ابن تيمية فإنه حرص على أن يربط حقيقة الإيمان عند أهل السنة بهذه الضرورة الفطرية ,وبين أن كل من خالف أهل السنة في حقيقة الإيمان فهو مخالف لتلك الضرورة فضلا عن مخالفته للضرورة الشرعية.
والمقصود هنا أن جنس الظاهر لا بد أن يكون مستلزما لما في الباطن , بمعنى أن أعمال الظاهر جملة لا بد لها من محرك يستوجب ظهورها على الجوارح وهذا المحرك هو ما يقوم بالقلب من معاني كالحب والخوف والرجاء ونحوه , هذا هو الذي يدل عليه كلام ابن تيمية رحمه الله , فإنه قال في بيان ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن:" وقد تقدم أن جنس الأعمال من لوازم إيمان القلب , وان إيمان القلب التام بدون شيء من الأعمال الظاهرة ممتنع " () , وقال أيضا:" الْأَعْمَالَ الظَّاهِرَةَ الصَّالِحَةَ لَا تَكُونُ ثَمَرَةً لِلْإِيمَانِ الْبَاطِنِ وَمَعْلُولَةً لَهُ إلَّا إذَا كَانَ مُوجِبًا لَهَا وَمُقْتَضِيًا لَهَا وَحِينَئِذٍ فَالْمُوجَبُ لَازِمٌ لِمُوجِبِهِ، وَالْمَعْلُولُ لَازِمٌ لِعِلَّتِهِ وَإِذَا نَقَصَتْ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ كَانَ ذَلِكَ لِنَقْصِ مَا فِي الْقَلْبِ مِنْ الْإِيمَانِ فَلَا يُتَصَوَّرُ مَعَ كَمَالِ الْإِيمَانِ الْوَاجِبِ الَّذِي فِي الْقَلْبِ أَنْ تُعْدَمَ الْأَعْمَالُ الظَّاهِرَةُ الْوَاجِبَةُ؛ بَلْ يَلْزَمُ مِنْ وُجُودِ هَذَا كَامِلًا [وُجُودُ هَذَا كَامِلًا] كَمَا يَلْزَمُ مِنْ نَقْصِ هَذَا نَقْصُ هَذَا؛ إذْ تَقْدِيرُ إيمَانٍ تَامٍّ فِي الْقَلْبِ بِلَا ظَاهِرٍ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ كَتَقْدِيرِ مُوجَبٍ تَامٍّ بِلَا مُوجِبِهِ وَعِلَّةٍ تَامَّةٍ بِلَا مَعْلُولِهَا وَهَذَا مُمْتَنِعٌ " ().
ويتضح من هذا الكلام أن المقصود بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو التلازم بين جنس الظاهر بالباطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
والمقصود هنا أن القول بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن هو فيما يتعلق بجنس العمل الظاهر لا فيما يتعلق بأفراد العمل , فإنه لا ضرورة في التلازم بينها وبين ما في الباطن من أصل الإيمان , بمعنى أنه إذا انتفى عمل ظاهر معين - لا جنس العمل - بالكلية من حياة المسلم فإنه لا يلزم بالضرورة أن يدل على انتفاء ما في القلب من أصل الإيمان , فلا يقال مثلا: من ترك صيام رمضان كلية فلم يصم في حياته ولا مرة واحدة إن هذا لا يمكن أن يكون مؤمنا , لأنه لو كان مؤمنا لتلازم ظاهره بباطنه لأن أصل أهل السنة أن الظاهر والباطن لا بد أن يتلازما , فهذا الكلام ليس بصحيح والاستدلال بهذا الأصل هنا ليس صحيحا , لأنه استدلال بأصل في غير محله , لأن محله في جنس العمل الظاهر لا في أفراد العمل.
ويدل على صحة هذا التقرير تعامل العلماء رحمهم الله , وبيان ذلك: أن جمهور العلماء لما قالوا بأن ترك صيام رمضان ليس كفرا أو ترك الحج ليس كذلك , فإنهم يقصدون الترك الكلي , بمعنى أن من تركه كلية طوال حياته ولا يقصدون الترك الجزئي , وهم يدركون تماما أن مقتضى قولهم ولازمه أن من لم يصم في حياته ولم يحج ولو مرة واحدة أنه لا يكفر بذلك , يعنى أن تركه هذا لا ينافي أصل ما قلبه من الإيمان , مع أنه ترك لعمل ظاهر بالكلية.
فتحصل مما سبق أن مقصود العلماء بضرورة التلازم بين الظاهر والباطن إنما هو فيما يتعلق بجنس العمل لا في أفراد العمل الظاهر , ولم يستثنَ من الأعمال الظاهرة إلا ما استثنته الشريعة كما سيأتي.
ولا يلزم من هذا التقرير الذي هو فك الارتباط الضروري بين الظاهر والباطن في أفراد الأعمال الظاهرة أن يكون فيه موافقة للإرجاء , لأن المرجئة تقول بفك الارتباط بين الظاهر والباطن في جنس العمل , فضلا عن أفراده كما هو معلوم , ومخالفة أهل السنة هو في القول باستحالة الانفكاك بين جنس ما في الظاهر عما في الباطن , وبهذا تحصل المفارقة بين مذهب أهل السنة مذهب المرجئة , فالفرق بين أهل السنة والمرجئة هو أن الإيمان الباطن لا بد أن يستلزم عملا في الظاهر , لا أن كل عمل في الظاهر - فعلا أو تركا - لا بد أن يدل على ما في القلب من أصل الإيمان. وهذا أعني تقرير التلازم الضروري بين جنس الظاهر وما في الباطن , وتقري أن أفراد ما في الظاهر من أعمال - المكفرات العملية - إنما تدل على ما في الباطن بدلالة النصوص , قرره الشيخ القرني في مواطن متعددة من كتبه الذي اتهمه الأخ / الموحد بعدم ضبط هذا الأصل , وفي هذا يقول القرني:"ونعود الآن إلى بيان الالتزام الظاهر المشروط في أصل الدين فنجد أنه يتضمن أمرين:
الأول: ترك النواقض , ولا خلاف في اشتراطه لتحقيق الالتزام الظاهر وبقاء وصف الإسلام ........... .
الثاني: الالتزام بجنس العمل , وهو إجماع أهل السنة والجماعة ........ وهذا هو مناط النزاع بين أهل السنة والمرجئة " () , وهذا ما ذكر أيضا في كتابه الجديد وعنوانه " أصول المخالفين لأهل السنة في الإيمان " ()
ومما ينبغي أن يعلم أن كل ما سبق إنما هو من حيث الأصل , بمعنى أن الانفكاك ليس كليا دائما , بل بعض أعمال الظاهر يستدل بها على ما في القلب من كفر أو إيمان , ولكن الاستدلال بها ليس من جهة التلازم الضروري بين الظاهر والباطن وإنما راجع إلى اعتبارات أخرى.
وهنا يقال: ما في الظاهر يدل على ما في الباطن بعدة اعتبارات:
الاعتبار الأول: في جنس العمل , فإذا انتفى جنس العمل من الظاهر في هذا يدل على انتفاء ما في القلب من الإيمان , وهذا أمر واضح لا إشكال فيه.
الاعتبار الثاني: أن تدل نصوص الشريعة على أن هذا الفعل المعين يدل فعله أو تركه على انتفاء أصل الإيمان في القلب , وهو ما يسمى بالمكفرات العملية.
فهذه المكفرات العملية تدل على التلازم بين الظاهر والباطن , بمعنى أن الظاهر يدل على ما في الباطن من إيمان وكفر , ولكن هذه الدلالة جاءت من دلالة النصوص الشرعية لا من دلالة التلازم الضروري الفطري بين ما في القلب وما في الجوارح , فالمرجع في تحديدها وبيانها هو النصوص الشرعية , لا ضرورة التلازم بين الظاهر والباطن.
(يُتْبَعُ)
(/)
فمن ترك الصلاة تركا كليا أو سجد لصنم , أو فعل أي فعل من المكفرات العملية , فليس في قلبه شيء من الإيمان - وهذا الحكم من حيث الإطلاق لا من حيث الفاعل المعين - , وحكمنا على ما في قلبه إنما جاء من طريق النصوص الشرعية , لا من تطبيق قاعدة التلازم بين الظاهر والباطن , لأن هذا ليس محلها , لأن كلامنا في دلالة عمل جزئي لا في جنس العمل , ومن كفر من العلماء يترك الصلاة إنما كفر لأن النصوص دلت عنده على أن تركها كفر , لا على أن العمل الظاهر المفرد لا بد أن يدل على ما في القلب من الإيمان أو الكفر.
وعلى هذا فلا يصح أن يقال لمن لم يكفر يترك الصلاة - الترك الكلي - , بمعنى أنه لا يحكم على من لم يصلِ في حياته ولا صلاة واحدة بالكفر: إنه مخالف لأصل أهل السنة في مسألة ارتباط الظاهر بالباطن , لأن مخالفته في دلالة أمر جزئي على ما في الباطن لا في دلالة جنس العمل.
وكذلك القول في من قال إن الموالاة الظاهرة للكفار لا يكفر بها فاعلها , وإنما يكفر بما يقوم في قلبه من حب الكفار لدينهم لا يلزم منه أنه مخالف في أصل ارتباط الظاهر بالباطن.
فمحاكمة هذا القول على أصل الارتباط بين الظاهر والباطن هو في الحقيقة تنزيل للأصل في غير محله , فلا يمكن أن يكون صحيحا.
وعلى هذا فلا يحق لمن يرى أن الموالاة العملية منها ما هو كفر أن يستدل على قوله بأصل الارتباط بين الظاهر والباطن , وإنما يحق له الاستدلال بالنصوص التي يراها دالة على قوله , ويكون البحث في تحرير دلالة النصوص في الموالاة العملية وهل تدل على الكفر أم لا , وهذا الأمر لم يفعله الأخ الموحد , فهو لم يربط البحث في حكم الموالاة العملية بدلالة النصوص , وإنما ربطها بالتلازم بين الظاهر والباطن , وهذا فيه خروج عن محل البحث.
فتحصل من هذا أن الفعل الظاهر المفرد لا ضرورة بينه وبين دلالته على ما في القلب بمجرده , وإنما لا بد فيه من اعتبارات أخرى , كدلالة النصوص الشرعية , كما سبق شرح ذلك.
فإن قيل: إذا كان يمكن أن يقوم في قلب المسلم ما هو كفر ولا يوجد في العمل الظاهر ما يستلزمه ويدل عليه , فكيف يحكم على من كان حاله كذلك , وأي فائدة في تعليق الحكم على أمر باطن لا يمكن للأعمال الظاهرة أن تدل على حقيقته؟!!.
قيل في الجواب:
1 - أن يقال: إن البحث في مسائل الإيمان والكفر , ومحاولة التأصيل لها له عدة مقاصد منها:
أ - أن يعرف العبد المؤمن ما الذي يكفر به من الأعمال حتى يحذرها ويتجنبها فيحافظ على إيمانه , وما الذي لا يكفر به في خاصة نفسه , وما الأعمال التي من الإيمان حتى يفعلها ويزيد إيمانه بها , ومعرفة ذلك مهم لأن الإيمان إنما يثبت وينتفي ويزيد وينقص بالأعمال.
ب - أن يُعرف كيف نحكم على الآخرين ممن تلبس ببعض أعمال الكفر , ولا شك أن هذا مقصود للشرع , ولكنه ليس المقصود الوحيد.
وهذا القصد الثاني وقع الاهتمام به أكثر من القصد الأول , فأدى ذلك إلى ضعف التأصيل لمسائل الإيمان , لأن الهم أصبح عند كثير ممن يدرس هذه المسائل هو أنه كيف يحكم على الفاعل المعين لتلك الأعمال المكفرة.
2 - أن هذا الاعتراض مبني على الخلط بين مجالين مختلفين , وهما: الأول: البحث في حكم الفعل المعين في الشرع من غير نظر إلى فاعله , والثاني: البحث في تحقق هذا الفعل المعين وانطباق حكمه على المعين , وهذان المجالان مختلفان , فالبحث في حكم الفعل في الشرع المقصود منه أن يعرف حكم الله سبحانه في هذا الفعل المعين , والبحث في تحقق حكم الفعل في الفاعل المعين المقصود منه أن يعرف حال هذا الفاعل المعين هل ينطبق عليه حكم فعله الذي فعله أم أنه لا يحكم عليه بمقتضى ذلك الفعل , لقيام مانع أو فقد شرط في حقه.
القضية الثانية:
دعوى أن حصر معنى الموالاة في الحب القلبي مخالف للغة العرب و لاستعمالات الشرع
يقول الأخ / الموحد في تقرير هذه الدعوى بعد ما نقل نصوصا في معنى الموالاة:" ولذلك فإن لنا أن نقول إن الولاء له عدة معاني منها النصرة والمحبة والقرب إلى غير ذلك مما ذكر وهو في أصل الوضع ...
(يُتْبَعُ)
(/)
وهذه المعاني قد تتلازم وقد لا تتلازم وكما قلت هي في أصل الوضع من معاني الولاء، وفي اصطلاح الشارع كثير منها فلم نحصرها في معنى واحد ولماذا لا نتعامل مع كل هذه المعاني الصحيحة ونرى حكم الشرع في كل منها حال استعماله لها؟!
فالواجب أن نراقب استعمال الشرع لأي من هذه المعاني لا إن نختزلها في صورة واحدة ونغض الطرف عن بقية الصور وكأن هذه الصور والمعاني ليس من معناه ... "
والجواب عن هذه الدعوى من وجوده:
1 - أن الأخ الموحد لم يفرق بين ما يدل على الموالاة وبين ما يبين مناط التكفير بها , فما ذكره غاية ما يدل عليه أن ما في الظاهر يدخل في مسمى الموالاة , والبحث ليس في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة , وإنما في تحرير مناط التكفير بها , وهذا الخلط الذي وقع فيه الأخ الموحد أشكل عليه في كثير من كلامه.
فمن حصر مناط التكفير بالموالاة في الحب القلبي , لا ينفي أن ما في الظاهر يدخل في الموالاة , وإنما ينفي أن يكون ما في الظاهر من الموالاة داخلا في مناط التكفير بها , فلا بد من التفريق إذن بين البحث في تحرير ما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وهذا ما لم يفعله الأخ الموحد.
فمن أراد أن يثبت أن الموالاة الظاهرة للكفار كفر لا يصح له أن يقتصر على إثبات دخولها في مسمى الموالاة فقط , لأن منازعه لا يخالف في ذلك , وإنما يجب عليه أن يثبت من النصوص ما يدل على كونها مناطا للتكفير.
فتحصل مما سبق أن هناك فرقا بين البحث فيما يدخل في مسمى الموالاة وبين البحث في تحرير مناط التكفير بها , وأنه لا يلزم من دخول العمل في مسمى الموالاة أن يكون داخلا في مناط التكفير بها , وهذه النقطة مهمة جدا لا بد من الوقوف عندها.
2 - أن حقيقة هذه الدعوى أن الموالاة المكفرة ليست خاصة بالموالاة القلبية , بل من والى الكفار بعمله الظاهر فهو كافر , لأن المولاة تطلق على ما في القلب وما في الظاهر من الأعمال.
وهنا يقال: من كفر بالموالاة العملية:
أ- إما أن يكون سبب التكفير بها لأنها دليل على ما في القلب من الحب للكفار والبغض لله ولدينه , فمن والى الكفار على المسلمين في الظاهر لا يمكن أن يكون محبا لله ولدينه , و لكن يلزم على هذا القول بأن الموالاة راجعة إلى ما قام بالقلب من حب وبغض , وهذا مخالف لما قرره الأخ / الموحد من أن الموالاة تكون بالظاهر ولو لم يكن ثمة حب في القلب.
فيلزمه أن يقر بصحة القول بأن أصل الموالاة راجع إلى ما القلب من الحب والبغض , ويبقى الخلاف في دلالة العمل الظاهر من الموالاة للكفار هل يدل على ما في القلب من الحب والبغض أم لا؟ , وهنا يظهر اثر الخلط بين ما يدخل في مسمى الموالاة وبين ما يدخل في مناط التكفير بها.
ب- وإما أن يكون سبب التكفير بها هو ما ظهر من الموالاة للكفار في أعمال الجوارح , من التفات إلى ما تدل عليه من أعمال القلب.
فالتكفير بهذه الصورة يخالف ما قرره الأخ الموحد من التلازم الضروروي بين ما في القلب وما في الظاهر من أفراد أعمال الإيمان , وهو مخالف لأصل أهل السنة من أنه لا يحق أن نحكم على معين بالكفر مع علمنا بإيمانه في الباطن.
2 - أن هناك فرقا بين الكلام في المعنى الأصلي للفظ وبين ما يطلق عليه من معاني , فبعض الألفاظ العربية تطلق على عدة معاني ولكنها ترجع كلها إلى معنى واحد , وهذه الطريقة يستعملها الأئمة , ومن أشهر من استعملها ابن فارس في المقاييس فإنه يرجع كل لفظ إلى معناه الأصلي فتراه يذكر في كل لفظ المعنى الأصلي الذي ترجع إليه جميع إطلاقات اللفظ , وهذا ما فعله في لفظ الموالاة , فإنه أرجعه إلى أصل واحد هو القرب , وفي هذا يقول:" الواو واللام والياء أصل صحيح يدل على قرب , من ذلك الولي القرب , يقال: تباعد بعد ولى أي قرب , وجلس مما يليني أي يقاربني.
والولي المطر يجيء بعد الوسمي سمي بذلك لأنه يلي الوسمي.
ومن الباب المولى الممتق والمعتق والصاحب والحليف وابن العم والناصر والجار كل هؤلاء من الولي وهو القرب , وكل من ولى أمر آخر فهو وليه , وفلان أولى بكذا أي أحرى به وأجدر.
فأما قولهم في الشتم أولى لك فحدثني علي بن عمر قال سمعت ثعلبا يقول أولى تهدد ووعيد" () فابن فارس جعل للفظ الموالاة أصل واحد وهو القرب , وكذلك ابن تيمية جعل المعنى الأصل لهذا اللفظ راجع إلى القرب والحب , وفيه ذا يقول:" وَ " الْوِلَايَةُ " ضِدُّ الْعَدَاوَةِ وَأَصْلُ الْوِلَايَةِ الْمَحَبَّةُ وَالْقُرْبُ وَأَصْلُ الْعَدَاوَةِ الْبُغْضُ وَالْبُعْدُ. وَقَدْ قِيلَ: إنَّ الْوَلِيَّ سُمِّيَ وَلِيًّا مِنْ مُوَالَاتِهِ لِلطَّاعَاتِ أَيْ مُتَابَعَتِهِ لَهَا وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَالْوَلِيُّ الْقَرِيبُ فَيُقَالُ: هَذَا يَلِي هَذَا أَيْ يَقْرُبُ مِنْهُ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {أَلْحِقُوا الْفَرَائِضَ بِأَهْلِهَا فَمَا أَبْقَتْ الْفَرَائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ} أَيْ لِأَقْرَبِ رَجُلٍ إلَى الْمَيِّتِ. وَأَكَّدَهُ بِلَفْظِ " الذَّكَرِ " لِيُبَيِّنَ أَنَّهُ حُكْمٌ يَخْتَصُّ بِالذُّكُورِ وَلَا يَشْتَرِكُ فِيهَا الذُّكُورُ وَالْإِنَاثُ " ().
فهؤلاء العلماء فرقوا بين المعنى الأصلي للفظ الموالاة وبين المعاني الأخرى التي يطلق عليها وهي راجعة المعنى الأصلي.
هذا القسم الأول من مناقشة الأخ الموحد فيما أورده على مناط التكفير بالموالاة , ويعقبه القسم الآخر قريبا إن شاء الله تعالى.(/)
سؤال عن التفسير التوحيدي (للشيخ الترابي)
ـ[النجدية]ــــــــ[02 Sep 2007, 07:04 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الكرام، و إخوتي الأفاضل ...
هناك تفسير لحسن الترابي، ألف حديثا؛ تحت عنوان: التفسير التوحيدي، و لقد صدر الجزء الأول و يحتوي تفسير: السور الكريمة من الفاتحة، حتى سورة التوبة.
فأتوجه بالسؤال إليكم - يارعاكم الرحمن - هل قرأ أحد هذا التفسير، أو نظر فيه؟؟ و إن كان الجواب نعم؛ فما تقييمكم له؟؟؟
و دمتم في نعمة من ربي!!
ـ[الجكني]ــــــــ[02 Sep 2007, 10:30 م]ـ
لم أقرأ الكتاب ولكن:
معرفة " الفكر " الذي يقوم به وعليه د/الترابي يوحي بأن له علاقة في هذا التفسير.والخوف - كل الخوف -أن يكون هذا الفكر قد دوّنه في هذا الذي سمّاه " تفسيراً؟.
والله من وراء القصد.
ـ[أبو الخير صلاح كرنبه]ــــــــ[03 Sep 2007, 08:02 ص]ـ
أختي الفاضلة: النجدية
هناك ممن لمعت أسماؤهم في مطلع هذا القرن وما سبقه من رجال فكر وينسبون إلى الدعوة رجال قد لا يقيمون للنصوص وزنا في بعض الأحيان وهل يرضيك هذا .... هل يرضيك أن يحل العقل مكان النص ... والله العظيم أنا لا يرضيني ذلك ... ولذا فأن أرفض ما يسمى بالمدرسة العقلانية من جذورها ... لا يخفى أمر جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وما فعلتهم مدرستهم في النفوس والعقول وأنا لاأرى الشيخ الترابي في عقوده الثلاثة الأخيرة إلا محترفا في تقليد هذه المدرسة وزيادة.
إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم ... ومع ذلك فإذا وجد العقل السليم والعقيدة الصحيحة والفكر النير فلا أرى مانعا من الاطلاع على مثل هذه كتب وإن كنت لا زلت ممتعضا من قراءتي مقالا في إحدى المجلات الإسلامية للشيخ الترابي منذ عام 1401 هجرية بارك الله فيك أختاه وزادك الله حرصا وعلما نافعا.
ـ[النجدية]ــــــــ[03 Sep 2007, 09:01 ص]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الكرام، شكرا جزيلا؛ لمروركم العطر!!
أكرمكم ربي، و رعاكم، و أعانكم دوما لتسديد تلاميذكم لكل ما يحب و يرضى ...
ثارت في ذهني الأسئلة التالية -يا رعاكم الله -:
هل نحن متفقون على أن العقل هو وسيلة لفهم النص؟ سواء أكان نص قرآني، أو حديث نبوي شريف؟؟
ثم، هلا تكرمتم علي ببيان اسم تفسير، أو كتاب جمع صاحبه فيه: العقل السليم و العقيدة الصحيحة، و الفكر النير؟؟؟
و طلب أخير من الأستاذ أبو الخير كرنبة - أعتذر للإثقال عليكم! -هلا تفضلتم بوضع رابط المقال الذي قرأته -حضرتك -عن الترابي؛ لأستفيد؟؟؟
و دمتم منارات علم نافع، يهتدي بها تلاميذكم!!
ـ[النجدية]ــــــــ[16 Sep 2007, 01:00 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الأفاضل ...
أليس هناك مزيد من المعلومات حول هذا التفسير؟؟؟
و دمتم في رعاية ربي، و حفظه ....
ـ[أبو حازم الكناني]ــــــــ[17 Sep 2007, 10:52 م]ـ
بسم الله ...
أساتذتي الأفاضل ...
أليس هناك مزيد من المعلومات حول هذا التفسير؟؟؟
و دمتم في رعاية ربي، و حفظه ....
أختنا الكريمة
هذا الربط في جزء من هذا التفسير، وسيفتح على فهرس يمكنك التنقّل عبره
لمطالعة يراع المجازف الترابي، فنحن على معرفة بالرجل وفكره تماماً
http://www.u-of-islam.net/uofislam/behoth/behoth_quran/33/fehrs1.htm
وفق الله الجميع
ـ[النجدية]ــــــــ[18 Sep 2007, 10:08 ص]ـ
بسم الله ...
جزاكم الله خيرا
و جعلكم على الخير أعوانا ...(/)